ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:44 ص]ـ
أرجو من الإخوة الافاضل التوجيه و الانتقاد ... و جزاكم الله خيرا.
ـ[المصلحي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:52 ص]ـ
(و رغم أن الخمر و الخنزير لهما سوقا رائجة)
الصواب:
لهما سوق رائجة.
ـ[المصلحي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم
ومما يؤكد الارتباط ان من ائمة الحنفية يصحح العقود الفاسدة على تفاصيل لهم، وهذا يعني انه ليس كل معدوم شرعا يكون معدوما حسا، ولهذا فرقوا بين الباطل والفاسد، فالباطل هو مابطل باصله ووصفه، والفاسد هو مابطل بوصفه دون اصله.
يترتب على ذلك:
ان الباطل لايمكن تداركه بالتصحيح.
اما الفاسد فيمكن تداركه بالتصحيح، وذلك بان يزال الوصف المنهي عنه ليخلو الشيء من الوصف المنهي فيرجع الى الشيء الصحيح.
مثال: من باع الخنزير فهو عقد باطل لايمكن تداركه.
من باع درهم بدرهمين هو عقد فاسد يمكن تداركه بان يرجع الدرهم الزائد.
من خلال ذلك يظهر لنا من مذهب الاحناف انهم يجعلون المعدوم شرعا كالمعدوم حسا في حالة الباطل.
اما في حالة الفاسد فلا.
ولهذا رتبوا بعض الاثار على بعض العقود الفاسدة مثل استحقاق المهر للمدخول بها في عقد فاسد.(67/29)
ليلة القدر هل هي ليلة واحدة
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[07 - 09 - 06, 09:08 م]ـ
الأفاضل المكرمون
هل ليلة القدر ليلة واحدة في السنة
فإن كانت الإجابة بنعم
وهل هي في الليال الفردية فقط
فإن كانت الإجابة بنعم
إذن فهل تكون هناك بدايتان للشهر بحيث يكون عند ناس واحد وعند ناس اثنين
فإن كانت الإجابة بلا يجوز فهل الذي ثبت عنده الأول بدليل صحيح أن الشهر بدأ يكون حجة على الباقي من الأمة
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:36 ص]ـ
فائدة نفيسة لها صلة بالموضوع.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه وأرضاه - عن ليلة القدر وهو معتقل بالقلعة قلعة الجبل سنة ست وسبعمائة.
فأجاب: الحمد لله. ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {هي في العشر الأواخر من رمضان}. وتكون في الوتر منها. لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى}. فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع. وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي. كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {تحروها في العشر الأواخر} وتكون في السبع الأواخر أكثر. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين. فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله. " {أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها}. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث وقد روي في علاماتها " {أنها ليلة بلجة منيرة} وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة. فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر. والله تعالى أعلم.
مجوع الفتاوى (25/ 284 - 285 - 286)
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:41 ص]ـ
الأفاضل المكرمون
هل ليلة القدر ليلة واحدة في السنة
فإن كانت الإجابة بنعم
وهل هي في الليال الفردية فقط
فإن كانت الإجابة بنعم
إذن فهل تكون هناك بدايتان للشهر بحيث يكون عند ناس واحد وعند ناس اثنين
فإن كانت الإجابة بلا يجوز فهل الذي ثبت عنده الأول بدليل صحيح أن الشهر بدأ يكون حجة على الباقي من الأمة
هذا الذي أسأل عنه(67/30)
ما التوجيه في قوله تعالى: السمع والأبصار؟
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كثيرا ما يتردد في كتاب الله الكريم السمع والبصر ولكن سؤالي هو:
ما هي الحكمة أو الوجه الإعرابي أو الإعجازي لكون أحد اللفظين يأتي بالمفرد والآخر بالجمع
يقول تعالى:خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ
ويقول تعالى أيضا: أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
ويقول تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ويقول تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ
فما هو التوجيه بارك الله فيكم؟
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[10 - 09 - 06, 07:33 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:12 م]ـ
قال السيوطي في الاتقان في علوم القرآن: "ومن ذلك إفراد السمع وجمع البصر لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة ولأن متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة فأشار في كل منهما إلى متعلقه" اهـ. ص 267/ 350
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 09 - 06, 05:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الآلوسي في روح المعاني (14/ 202):
(وإفراد السمع باعتبار أنه مصدر في الأصل وقيل: إنما أفرد وجمع الإبصار للإشارة إلى أن مدركاته نوع واحد ومدركات البصر أكثر من ذلك)
وقال الطاهر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير (1/ 150): (فلما عبر بالسمع أفرد لأنه مصدر بخلاف القلوب والأبصار فإن القلوب متعددة والأبصار جمع بصر الذي هو اسم لا مصدر وإما لتقدير محذوف أي وعلى حواس سمعهم أو جوارح سمعهم. وقد تكون في إفراد السمع لطيفة روعيت من جملة بلاغة القرآن هي أن القلوب كانت متفاوتة واشتغالها بالتفكر في أمر الإيمان والدين مختلف باختلاف وضوح الأدلة وبالكثرة والقلة وتتلقى أنواعا كثيرة من الآيات فلكل عقل حظه من الإدراك وكانت الأبصار أيضا متفاوتة التعلق بالمرئيات التي فيها دلائل الوحدانية في الآفاق وفي الأنفس التي فيها دلالة فلكل بصر حظه من الالتفات إلى الآيات المعجزات والعبر والمواعظ فلما اختلفت أنواع ما تتعلقان به جمعت. وأما الأسماع فإنما كانت تتعلق بسماع ما يلقي إليها من القرآن فالجماعات إذا سمعوا القرآن سمعوه سماعا متساويا وإنما يتفاوتون في تدبره والتدبر من عمل العقول فلما اتحد تعلقها بالمسموعات جعلت سمعا واحدا)
وقال ابن عاشور أيضا (1/ 1295): (والسمع مصدر دال على الجنس فكان في قوة الجمع فعم بإضافته إلى ضمير المخاطبين ولا حاجة إلى جمعه
والأبصار جمع بصر وهو في اللغة العين على التحقيق. وقيل: يطلق البصر على حاسة الإبصار ولذلك جمع ليعم بالإضافة جميع أبصار المخاطبين ولعل إفراد السمع وجمع الأبصار جرى على ما يقتضيه تمام الفصاحة من خفة أحد اللفظين مفردا والآخر مجموعا عند اقترانهما فإن في انتظام الحروف والحركات والسكنات في تنقل اللسان سرا عجيبا من فصاحة كلام القرآن المعبر عنها بالنظم. وكذلك نرى مواقعها في القرآن قال تعالى (وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء)
وقال أيضا في موضع ثالث (1/ 2854):
(وأما إفراد السمع فجرى على الأصل في إفراد المصدر لأن أصل السمع أنه مصدر. وقيل: الجمع باعتبار المتعلقات فلما كان البصر يتعلق بأنواع كثيرة من الموجودات وكانت العقول تدرك أجناسا وأنواعا جمعا بهذا الاعتبار. وأفراد السمع لأنه لا يتعلق إلا بنوع واحد وهو الأصوات)
وقال الزركشي في البرهان في علوم القرآن (4/ 19): (ومنها إفراد السمع وجمع البصر كقوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة وإذا أردت المصدر قلت أبصر إبصارا ولهذا لما استعمل الحاسة جمعه بقوله يجعلون أصابعهم في آذانهم وقال وفي آذاننا وقر وقيل في الكلام حذف مضاف أي على حواس سمعه
وقيل لأن متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة فاشار في كل منهما إلى متعلقه
ويحتمل إن يكون البصر الذي هو نور العين معنى يتعدد بتعدد المقلتين ولا كذلك السمع فإنه معنى واحد ولهذا إذا غطيت إحدى العينين ينتقل نورها إلى الأخرى بخلاف السمع فإنه ينقص بنقصان أحدهما
وقال الزمخشري في قوله تعالى فيه ظلمات ورعد وبرق أجرى الرعد والبرق على أصلهما مصدرين فافردهما دون الظلمات يقال رعدت السماء رعدا) أ. هـ
فهذه عدة حكم وعلل ذكرها المفسرون في الحكمة من إفراد السمع وجمع الأبصار والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/31)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:53 م]ـ
بار الله فيكم وجزاكم خيرا(67/32)
كتاب القرآن!!!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[07 - 09 - 06, 11:25 م]ـ
اصدرت دار ابن عفان كتابا من تأليف طارق بن عوض الله عنوانه (كتاب القرآن) وهو يتحدث عن ما يتعلق بالقرآن من احكام كأخذ الاجرة عليه وبيعه ومسائل اخرى. وهو ضمن مسائل حديثية (1)
والاشكال عندي هو:
هل تجوز هذه التسمية ((كتاب القرآن))؟ وهل سبقه احد من اهل العلم الى ذلك؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 07:26 م]ـ
أظن يا أخي و الله أعلم الإبتعاد عن مثل هذه التسميات لما فيها من شبهة قد تأخد صاحبها لتؤيلات محرمة ....
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 09 - 06, 10:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد على إضافتك.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 11:34 م]ـ
والاشكال عندي هو:
هل تجوز هذه التسمية ((كتاب القرآن))؟ وهل سبقه احد من اهل العلم الى ذلك؟
جزاك الله خيراً أخي الحبيب وبارك فيك.
لعل التسمية تكون محل نظر، ولكن هناك من العلماء من ألف كتباً باسم (المصاحف) كابن أبي داود، وابن أشتة ......
فهل تسميتهم فيها إشكال أيضاً؟!!!!
أرجو الإجابة بارك الله فيكم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 09 - 06, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد ...
كما تفضلت فقد صنف جمع من العلماء كتبا باسم"المصاحف"مثل:ابن الانباري ومحمد بن الحسن بن مقسم (إضافة لمن ذكرت سابقا) كما في مقدمة المصاحف لابن ابي داود (1/ 7)
ولكن لم ينكر اهل العلم هذه التسمية. ولكن ((القرآن)) من سبق المصنف الى ذلك؟
وقد قال الامام أحمد للميموني:اياك وأن تقول قولا ليس لك فيه امام.
فلا يظهر لي في ذلك اشي والله أعلم.
ومن كان عنده زيادة بيان فليتفضل.(67/33)
سقط فصل كامل منأحد طباعات مختصر زاد المعاد
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سقط من الطبعة التي توزعها إدارة الإفتاء للبحوث العلمية بالطائف لكتاب مختصر زاد المعاد / للشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الطبعة الثانية 1423هـ - 2003م، وهو مقدار فصل كامل الأ وهو فصل في هديه عليه الصلاة والسلام في الذكر صفحة 90، فليحرر هناك فأنا نقلته من نسخة أخرى لك لكي لتتعب نفسك على الحصول على نسخة أخرى. والله أعلم.
فصل
فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى الذِّكْر
وكان أكملَ الخلق ذِكْراً للّه عَزَّ وجَلَّ، بل كان كلامُه كُلُّهُ فى ذِكر اللَّه وما والاه، وكان أمرُهُ ونهيُه وتشريعُه للأمة ذِكْراً منه لِلَّهِ، وإخبارُهُ عن أسماءِ الربِّ وصِفاتِه، وأحكامِهِ وأفعاله، ووعدِه ووعيده، ذِكراً منه له، وثناؤُه عليه بآلائه، وتمجيدُه وحمدُه وتسبيحُه ذكراً منه له، وسؤالُه ودعاؤه إياه، ورغبتُه ورهبتُه ذِكراً منه له، وسكوته وصمتُه ذِكراً منه له بقلبه، فكان ذاكراً للّه فى كل أحواله، وكان ذِكْرُهُ لِلًَّهِ يجرى مع أنفاسه، قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وفى مشيه وركوبه ومسيره، ونزولِه وظعنه وإقامته.
وكان إذا استيقظَ قال: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أحْيانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ)).
ثم ذكر أحاديث رويت فيما يقول إذا استيقظ، وإذا استفتح الصلاة، و إذا خرج من بيته، وإذا دخل المسجد، وما يقول في المساء والصباح، وعند لبس الثوب، ودخول المسجد، ودخول الخلاء، والوضوء، والأذان، ورؤية الهلال،و الأكل والعطاس.(67/34)
وهب أجر قراءة القرآن للميت .. !!!
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:30 ص]ـ
اشكال: كيف نقول ان العمل غير مشروع ثم نقول بجوازه
وهب أجر قراءة القرآن للميت
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عمر المقبل
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/الفقه/أحكام الجنائز والمقابر والتعزية
التاريخ الاربعاء 13 / شعبان / 1427 هـ
رقم السؤال 16464
السؤال
هل يجوز قراءة القرآن ووهبه للميت حيث أنى والدي متوفى وأنا أقرأ له قرآن كل ليلة ولكني سمعت أن القراءة للميت لا تصل؟
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
إهداء قراءة القرآن جائزة، ويصل ثوابها إن شاء الله، ولكنها ليست بمشروعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم – وهو أنصح الخلق للخلق – إنما أرشد إلى الدعاء للميت، والصيام عنه – استحباباً – حال موته وعليه صوم واجب.
أما ما سوى ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته تشريعاً عاماً كما شرعه في الدعاء أن يتصدقوا عن الأموات، أو يحجوا عنهم، أو غير ذلك من أعمال البر، ولذا لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم – وهو أبر الخلق وأوفاهم وأحرصهم على الخير – أنه كان يتصدق عن أعز الناس عليه، وهي خديجة، ولا عن عمه حمزة رضي الله عنه، ولم يأمر بالحج عنهما، أو بالاعتمار لهما – مع تيسر ذلك له صلى الله عليه وسلم – وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم.
والخلاصة: أنه يجوز ذلك، ولكن لا أرى أن تداومي عليه.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.
.................................................. .......................................
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي العزيز، قراءة القرآن و وهب أجره للميت لا دليل عليه في لا القرآن و لا في السنة الصحيحة و لم يكن أيضا عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
بل الثابث في السنة أن الذي ينفع الميت بعد مماته هو قضاء الدين عنه إن كان مدينا أو صيام النذر عنه أو الحج عنه و الصدقة التي تصله بإذن الله و أعمال الولد الصالح و دعواته إن كان الميت أبا أو أما.
أما الصواب من قراءة القرآن هو مشروعية الدعاء بعد هذه التلاوة بما يشاء. لأن الدعاء بعد العمل الصالح مشروع.
و هذا هو الصواب و الله أعلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:09 م]ـ
إهداء ثواب القرآن بل حتى والأذكار الأخرى كالتسبيح والتهليل وغيره , فيه سعة إن شاء الله تعالى, على رغم خلاف العلماء في ذلك, وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ممن يرى جوازَ إهداء ثواب الذكر وانتفاعَ الميت به: قال رحمه الله (إذا هلل الإنسان هكذا سبعون ألفا أو أكثر أو أقل, واهديت إليه يعني: (إلى الميت) نفعه الله بذلك, وليس هذا حديثا صحيحا ولا ضعيفا, والله اعلم) 24/ 323
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:35 م]ـ
ردود بعض العلماء حول حكم إهداء ثواب القرآن
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=106
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=70317&ln=ara&txt= إهداء%20ثواب%20القرآن
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:22 م]ـ
يا أبا زيد الشنقيطي، ما هو دليلك من القرآن أو من السنة على كلامك؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 08:25 م]ـ
لو عدلت ضمير المخاطب بدلا من (الكاف) إلى (هم)
ليكون السؤال: ما دليلهم على كلامهم؟؟
وأرجو أن ترجع إلى تلميذ ابن تيمية رحمه الله في كتابه الروح ج:1/ 129ص: وما بعدها, وستجد ما يكفيك فأنا لم أتكلم في المسألة بشيء, وإنما نقلت ما قرره ابن القيم وابن تيمية رحمهما الله ,وقد أحلتك على مليئ فاقبلْ ..(67/35)
حكم الفهرسة الموضوعية للقرآن الكريم ... فتوى بصوت العلامة العثيمين رحمه الله
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:40 ص]ـ
حكم الفهرسة الموضوعية للقرآن الكريم
فتوى بصوت العلامة العثيمين رحمه الله
[فتاوى الحرم المكي 1413هـ]
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي على هذه الإفادة.(67/36)
هل لمحمّدِ بن أبي بكرٍ الصدّيق ذريةٌ و عقِب؟
ـ[السنافي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 02:29 ص]ـ
الحمد لله ..
هل عقّب (محمد بن أبي بكر الصديق) عقباً من بعده؟
فإني رأيت من يدعي نسبة إليه، و المعروف أنه قتل صغيراً أيام الفتن؟
بارك الله فيكم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:58 ص]ـ
محمد بن أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
محمد بن عبد الله بن عثمان - وهو محمد بن أبي بكر الصديق - وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
ولد في حجة الوداع بذي الحليفة، لخمس بقين من ذي القعدة، خرجت أمه حاجةً فوضعته، فاستفتى أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرها بالاغتسال والإهلال، وأن لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
........
وكانت عائشة تكني محمداً أبا القاسم، وسمى ولده القاسم، فكان يكنى به، وعائشة تكنيه به في زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأساً
.........
(المصدر أسد الغابة)
ومن تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله:
603 - ع (الستة) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن.
روى عن أبيه وعمته عائشة وعن العبادلة و عبدالله بن جعفر وأبي هريرة وعبد الله ابن خباب ومعاوية ورافع بن خديج وصالح بن خوات بن جبير واسلم مولى عمر وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية وفاطمة بنت قيس وغيرهم وارسل عن ابن مسعود.
5 - خ م د س (البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي) عبدالله بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني أخو القاسم.
روى عن عائشة في قصة بناء الكعبة.
وعنه سالم بن عبدالله بن عمر ونافع مولى ابن عمر.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:31 ص]ـ
((فإني رأيت من يدعي نسبة إليه، و المعروف أنه قتل صغيراً أيام الفتن؟))
وكيف جاء ولده القاسم أحد الفقهاء السبعة في المدينة؟
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 08:06 ص]ـ
فائدة:
الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم
أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
ولهذا ينسب للصادق رضي الله عنه قوله: ولدني أبو بكر مرتين.
ـ[السنافي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً على المشاركات،و لديّ نقلٌ عن بعض النسَّابة لو يتفرّغ بعض الإخوة لتحقيق محتواه ..
قال الشيخ حماد بن الأمين المجلسي في كتابه (تحفة الألباب في شرح الأنساب): (
من نسلِ ثاني اثنينِ جاحَ اثنانِ - محمّدٌ و مشبهُ الجمانِ
جريحُ (وجٍّ) و توى بعدَ النبي - .......................
وجٌّ: واد بالطائف به وقعة الشدخة بالطائف بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ثقيف، استشهد فيه رجالٌ من أجلاء قريش.
و توى معناه: مات، و يعني بمشبه الجمان: عبدالله بن أبي بكر الصديق لما يقال عنه إنه (من أجمل قريش).
يقول: جاحَ من نسل أبي بكر: عبدُ الله و محمدٌ. و جاح معناه: انقطع.
أما عبدالله فإنه لم يترك ولداً على الرغم من أنه قد قيل إنه ترك أولاداً و لم يبق منهم أحد ............... [ثم قال]: و ابنا محمدٍ: القاسم الفقيه و عبدالرحمن؛ أمهما بنت يزدجرد.
أعطاها علي لمحمد بن أبي بكر، و ولد القاسم: عبدالرحمن بن القاسم و أمَّ فروة بنت القاسم؛ و هي أم موسى الكاظم بن جعفر الصادق، و لعبد الرحمن بن القاسم عبد الله بن عبدالرحمن بن القاسم، و لعبد الله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
و هؤلاء علماء كلهم، ثم انقرضوا في خلافة بني العباس، زمن المأمون بن هارون الرشيد!)
انتهى منه (2/ 270 - 271).
فمن يأتينا بالجواب بارك الله فيكم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:41 م]ـ
مخطط يوضح النسب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=40122&stc=1&d=1157719672
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:46 م]ـ
فائدة حول هذا المخطط
نرى أن الرجال في آل البيت هم أكثر منهم في آل الصديق
مما يدل على أن رجال آل البيت يطلبون ود وقرب سلالة الصديق مما يدل على علو شأنهم ومعرفة آل البيت بفضل وشرف الصديق وسلالة رضي الله عنه
فكما هو معلوم أن الرجل لا يذهب للزواج من إمرأة إلا وهو يعرف شرف أهلها واصلها خاصة إذا كان هذا الرجل من آل البيت رضي الله عنهم
وفائدة ثانية مهمة
وهي أن هذه المصاهرات بين آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل الصديق حصلت واستمرت حتى بعد الفتن التي حصلت والتي يجعلها الرافضة حجة في طعنهم في الصحابة والصديق خاصة.
فإذا كان ما حصل يستوجب ثلب الصديق رضي الله عنه فكان الأولى بآل البيت خاصة الباقر وهو أحد ائمة الرافضة كما يقولون وهو بريئ منهم أن لا يناسب احفاد الصديق رضي الله عن الجميع والأمام معصوم من الخطأ عندهم .... والموضوع يطول والتفكر فيه ضروري لكل شيعي عاقل
لكن نعوذ بالله من الهوى والزيغ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/37)
ـ[عزام الالباني]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:03 م]ـ
محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما كان اميرا لامير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه علي مصر ثم قتل ايام الفتنة بين علي و معاوية رضي الله عنهما و قد حزنت عليه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كثيرا و هي التي ربت القاسم و كان صغيرا حتي صار من الفقهاء السبعة
و من ذرية محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما عبدا الله بن محمد بن ابي بكر رضي الله عنهم
روي البخاري عن مالك عن الزهري عن سالم ان عبد الله بن محمد بن ابي بكر رضي الله عنهم اخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تقول ان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال لها الم تري ان قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا علي قواعد ابراهيم عليه السلام فقالت الا تردها علي قواعد ابراهيم عليه السلام قال لولا حدثان قومك بالكفر قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لئن كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سمعت هذا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ما اري ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يترك استلام الركنين الذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم علي قواعد ابراهيم عليه السلام
ـ[السنافي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً إخواني في الله.
أخي ابن دحيان أشكر لك هذه الفوائد .. و أسألُ هل لديك شيء يحرّر الإشكال المذكور في المشاركة (5).
بارك الله فيك.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:56 م]ـ
انا حقيقة لم اجد أي اشكال في كلام المجلسي
إلا قوله أن أم فروة هي أم موسى الكاظم وهذا غير صحيح ابدا واظنه تحريف أو سهو
فكل من تكلم في الأنساب والسير يذكر أن أم فورة هي زوج محمد الباقر ولدت له جعفر الصادق وهي تعتبر جدة موسى الكاظم.
وأم فورة ماتت قبل ولادة موسى الكاظم فكيف تكون أم له
بخصوص كتاب تحفة الألباب في شرح الأنساب
لا اعرفه ومن علم ليس كمن لم يعلم لكني اظنه غير معتمد بخلاف كتاب ابن الطقطقي وابن عنبة والسمعاني وغيرهم
ولعلك تراسل الأخوة في هذا الموقع لهم عناية فائقة بالأنساب خاصة تلك المتعلقة بآل البيت
www.alalbayt.com
ـ[السنافي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:20 م]ـ
بوركت أخي ..
أصل البحث في الآتي:
هل توجد لمحمد بن أبي بكر الصديق ذريةٌ باقية إلى اليوم؟
فقد ذكر المجلسي أنهم انقطعوا.
و قد وجدتُ من يدعي نسبةً إليه.
----------------------
و كتابه التحفة معتمدٌ في بعض بلدان المغرب العربي، وقد طُبع على نفقة آل ثاني بالدوحة منذ ثلاثين سنة، و مؤلفه من علماء شنقيط توفي 1256هـ.
قال الشيخ حماد بن الأمين المجلسي في كتابه (تحفة الألباب في شرح الأنساب): (
من نسلِ ثاني اثنينِ جاحَ اثنانِ - محمّدٌ و مشبهُ الجمانِ
جريحُ (وجٍّ) و توى بعدَ النبي - .......................
وجٌّ: واد بالطائف به وقعة الشدخة بالطائف بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ثقيف، استشهد فيه رجالٌ من أجلاء قريش.
و توى معناه: مات، و يعني بمشبه الجمان: عبدالله بن أبي بكر الصديق لما يقال عنه إنه (من أجمل قريش).
يقول: جاحَ من نسل أبي بكر: عبدُ الله و محمدٌ. و جاح معناه: انقطع.
أما عبدالله فإنه لم يترك ولداً على الرغم من أنه قد قيل إنه ترك أولاداً و لم يبق منهم أحد ............... [ثم قال]: و ابنا محمدٍ: القاسم الفقيه و عبدالرحمن؛ أمهما بنت يزدجرد.
أعطاها علي لمحمد بن أبي بكر، و ولد القاسم: عبدالرحمن بن القاسم و أمَّ فروة بنت القاسم؛ و هي أم موسى الكاظم بن جعفر الصادق، و لعبد الرحمن بن القاسم عبد الله بن عبدالرحمن بن القاسم، و لعبد الله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
و هؤلاء علماء كلهم، ثم انقرضوا في خلافة بني العباس، زمن المأمون بن هارون الرشيد!)
انتهى منه (2/ 270 - 271).
.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:57 ص]ـ
في انقطاع النسل نظر
فاغلب من رجعت إليه يذكر أن لعبدالرحمن والقاسم نسل وهم في المدينية المنورة اليوم
ذكر ذلك احسان محمد في تحقيقه لقسم نسب أبي بكر وعمر وولديهم للبلاذري(67/38)
من هو قائل هذه المقولة المشهورة: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام .. ) وما هو المصدر؟؟
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم إخواني ....
كثيراً ما نقرأ هذه المقولة المشهورة: ((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)) .. وتنسب لأمير المؤمنين [عمر بن الخطاب] رضوان ربي عليه ..
لكن هل هذا صحيح؟؟
وما هو المصدر؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:54 ص]ـ
قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، وطاؤه كساء انبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفاً، هي حقيبته إذا ركب ووسادته إذا نزل وعليه قميص من كرابيس قد رسم وتخرق جنبه. فقال: ادعوا لي رأس القوم، فدعوا له الجلومس، فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني ثوباً أو قميصاً. فأتي بقميص كتان فقال: ما هذا؟ قالوا: كتان. قال: وما الكتان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسل ورقع وأتى به فنزع قميصهم ولبس قميصه. فقال له الجلومس: أنت ملك العرب وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل، فلو لبست شيئاً غير هذا وركبت برذوناً لكان ذلك أعظم في أعين الروم. فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً. فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه بها فقال: احبسوا احبسوا، ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فأتي بجمله فركبه.
اسم الكتاب: البداية والنهاية
رقم الجزء: 4
رقم الصفحة: 55
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:06 ص]ـ
الخبر يوجد مسنداً في مستدرك الحاكم وتاريخ دمشق لابن عساكر
بلفظٍ مقارب
أنا أكتب هذه من ذاكرتي فليصحح لي الأخوة إذا أخطأت
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:49 ص]ـ
أخرجه ابن المبارك في " الزهد "، وابن أبي شيبة في " المصنف،وهناد في " الزهد "،والحاكم في " المستدرك "، وأبو نعيم في " الحلية " جميعا من طريق قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: "لما قدم عمر الشام ..... " الأثر.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 07:22 ص]ـ
مستدرك الحاكم
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام و معنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة و عمر على ناقة له فنزل عنها و خلع خفيه فوضعهما على عاتقه و أخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا تخلع خفيك و تضعهما على عاتقك و تأخذ بزمام ناقتك و تخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر: أوه لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه و سلم أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لا حتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي و سائر رواته و لم يخرجاه
و له شاهد من حديث الأعمش عن قيس بن مسلم
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي و سائر رواته و لم يخرجاه
و له شاهد من حديث الأعمش عن قيس بن مسلم
تعليق الذهبي في التلخيص: على شرطهما
مصنف ابن أبي شيبة - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء فقالوا له يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال قال فقال عمر إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نتلمس العز بغيره
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 11:54 م]ـ
جزاكم الله كل خير إخواني ونفع بكم ....(67/39)
هل هذه الفتوى صحيحة بعض الناس الآن أن قيام المسحراتى بإعلان الناس بالسحور بدعة
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت هذه الفتوى على النت ولكن عند قرأتى لها وجدت فى صدرى شيئا منها ولكن لا أدرى أهوا جهل منى أم اتباع للهوى أم ماذا؟؟
أرجو من إخوانى أن يقولوا رأيهم فى هذه الفتوى وإن كانت غير صحيحة فما الدليل على عمدم صحتها
السؤال
يرى بعض الناس الآن أن قيام المسحراتى بإعلان الناس بالسحور بدعة لم تكن على أيام النبى صلى الله عليه وسلم فما حكم الدين فى ذلك؟
الجواب
معلوم أن تناول طعام السحور سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك للتقوِّى به على الصيام، كما جاء فى حديث البخارى ومسلم: "تسحَّروا فإن فى السحور بركة " ووقته من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره، ففى البخارى ومسلم عن زيد بن ثابت: تسحرنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، وكان قدر ما بينهما خمسين آية.
وكان هناك أذانان للفجر، أحدهما يقوم به بلال، وهو قبيل الوقت الحقيقى للفجر، والثانى يقوم به عبد الله بن أم مكتوم، وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أذان بلال ليس موعدًا للإِمساك عن الطعام والشراب والمفطرات لبدء الصيام، وأذن لنا فى تناول ذلك حتى نسمع أذان ابن أم مكتوم. ففى حديث البخارى ومسلم " إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " وروى أحمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن - أو قال ينادى - ليرجع قائمكم وينبه نائمكم ".
ومن هنا كان أذان بلال بمنزلة الإِعلام بالتسحير فى شهر رمضان، وما كان الناس فى المدينة يحتاجون إلى أكثر من ذلك للتنبيه على السحور. يقول المؤرخون: لما جاء إلى مصر عتبة بن إسحاق واليا من قِبل الخليفة العباسى المنتصر بالله قام هو بالتسحير سائرا على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط حتى جامع عمرو بن العاص وكان ذلك سنة 238 هـ وممن اشتهروا بالتسحير "الزمزمى" فى مكة، "ابن نقطة" فى بغداد، وكان الزمزمى يتولى التسحير فى صومعته بأعلى المسجد ومعه أخوان صغيران يقول: يا نيامًا قوموا للسحور، ويدلى حبلا فيه قنديلان كبيران، من لم يسمع النداء يرى النور. ثم تطور التسحير فكان أهل مصر أول من ابتكروا "البازة" مع الأناشيد، ويقوم عدة أشخاص معهم طبل بلدى وصاجات برئاسة المسحراتى، ويغنون أغانى خفيفة، "إبراهيم عنانى - جريدة الأخبار 15 من رمضان 1414 - 25 من فبراير 1994 م ".
ويقول الدكتور حسين مجيب المصرى: الشعر الذى كان يستخدمه المسحراتى كان يسمى " فن القوما " واشتهر به "ابن نقطة" الذى كان موكولا إليه إيقاظ الخليفة للسحور، ولا يلتزم فيه باللغة العربية. وذكر نموذجا منه. وذكر أن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتى، وكان يعلق بالمآذن، وشاهده ابن بطوطة فى رحلته ورأى فى الحرم المكى الاحتفال برمضان، وقال: كانوا يعلقون قنديلين للسحور ليراهما من لم يسمع الأذان ليتسحر " الأخبار 18/ 4 /1988، 25/ 2/ 1994".
نرى من هذا أن الإِعلام بوقت السحور له أصل فى الدين، فكان فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم بأذان بلال، وكان فى العصور التى تلت ذلك بوسائل شتى، بإضاءة الأنوار، وبإنشاد الأشعار، وبالضرب على الآلات، ثم بإطلاق الصفارات وضرب المدافع وغير ذلك من الوسائل.
ولا ينبغى أن نسرع -كما قلت مرارا - بإطلاق اسم البدعة وجعلها ضلالة فى النار على كل شىء جديد لم يكن بصورته الحالية موجودا فى عهد التشريع، فقد يكون له أصل مشروع، والصورة هى التى تغيرت، فإن كانت الصورة غير خارجة عن الدين فلا بأس بها أبدا، وسنة التطور تقضى بذلك ما دامت فى الإِطار العام للدين، وفى التنبيه على السحور دلالة على الخير وتعاون على البر، والدال على الخير كفاعله، والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه.
مدفع الإفطار:
فى منتصف القرن التاسع الهجرى انطلقت أول طلقة لمدفع الإفطار فى رمضان، وتبدأ الحكاية فى زمن والى مصر "خوشقدم" عندما أهدى إليه مدفع، فأمر بتجربته فانطلقت أول طلقة، وصادف الوقت أن كان عند غروب الشمس فى أول يوم من رمضان، فظن الناس أنه تقليد جديد اتبعه الوالى للإِيذان بموعد الإِفطار، فشكروه على ذلك وصار تقليدا " جريدة مايو 26/ 5 / 1986"
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:29 م]ـ
أين أنتم يا طلبة العلم
هل هذه المسألة صعبة لهذه الدرجة
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:53 م]ـ
لعل المسألة تنبني على سؤال: هل الأذان الأول واجب؟
(لفتح الحوار)
ـ[مسلم أبو علاء]ــــــــ[30 - 08 - 08, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم
هذا موضوع جيد إن شاء الله,
وسؤال الأخ حمد أحمد بالفعل بداية لفتح الحوار,
وكنت قد قرأت كلاماً للشيخ الألباني رحمه الله مفداه ,
أن الأذان الأول لم يكن فقط فى رمضان -كما قال بعضهم- ولكن
طوال العام! وقال رحمه الله لأن بقية العام هناك من يتنفل وهناك من يقضي وهكذا,
-إذاً ما حكم الأذان الأول للفجر؟؟
-هل للفجر أذان واحد أم أثنين؟؟
جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/40)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[30 - 08 - 08, 07:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أظن في الأمر مشاحة!
فالأمر فيه تعاون على البرو التقوى و هو من باب التذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين و قد احتيج لها قعلا في بعض الأزمان و العصور لتباعد البيوت و المدن و حاجة الناس للتذكير.
أما الان، فلا أظن الأمر يخرج عن كونها من باب العادة لا أكثر. كما أنها ليست عبادة حتى يقال أنها بدعة، لذا الأصل أن لا يتشدد في الأمر!!
و الله أعلم(67/41)
رفع الستر عن مسألة من ومتى يقضي الوتر؟
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:37 ص]ـ
رفع الستر عن مسألة من ومتى يقضي الوتر؟
أولا: فضل صلاة الوتر والأمر بالمحافظة عليها.
1 - عن خارجة بن حذافة مرفوعاً: (أن الله قد أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر فصلوها فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر). صحيح الإرواء (423)، رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه
- ومعنى قوله حمر النعم كناية عن أنها خير من الدنيا كلها لأنها ذخيرة الآخرة التي هي خير وأبقى.
2 - عن علي بن أبي طالب مرفوعاً: " يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر ". رواه أبو داود ,صحيح سنن أبي داود (1416)
3 - عن أبي عمر مرفوعاً: " أن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر ". رواه أحمد ,صحيح الجامع (1772)
ثانيا: وقت صلاة الوتر:
قال الإمام المروزي في كتاب الوتر: " والذي اتفق عليه أهل العلم ان ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقت للوتر ". انظر ص277 من مجموع رسائل للمروزي اختصار المقريزي وانظر أيضا بدائع الصنائع (2/ 226) المجموع (4/ 18 - 20) المغني (2/ 597) بداية المجتهد 04/ 150) وإحكام الأحكام (1/ 317) والأوسط (5/ 190) ومراتب الإجماع (ص32) وغيرها …
إلا أنهم اختلفوا في آخر وقت الوتر بعد إجماعهم على أن أول وقته بعد صلاة العشاء، وعليه إذا لم يوتر حتى طلع الفجر، فقد اختلف أهل العلم هل يصلي بعد صلاة الفجر أم لا إلى عدة أقوال منها ما يلي:
القول الأول:
إذا طلع الفجر فقد فات وقت الوتر، ولا قضاء عليه، قال بهذا القول عطاء بن أبي رباح وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ومكحول وسفيان الثوري وإسحاق وأصحاب الرأي (أبو يوسف ومحمد). بدائع الصنائع (2/ 227) والأوسط (5/ 190…) والفتح (2/ 557)
القول الثاني:
إذا طلع الفجر فقد فات وقت الوتر، وعليه القضاء ما لم يصلي الصبح، قال بهذا جمع من الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبادة وأبو الدرداء وحذيفة وعائشة وعبد الله بن عامر، ومن الفقهاء مالك والشافعي وأحمد وحكي عن الأوزعي والحسن البصري والشعبي وأيوب السختياني وحميد الطويل وشيخ الإسلام وابن عبد البر. انظر كتاب الوتر (ص330) الأوسط (5/ 190) والأنصاف (2/ 175) المغني (1/ 792 .. 793) مجموع الفتاوى (23/ 89 - 91) وزاد المعاد (1/ 324) ونيل الأوطار (3/ 48) والاستذكار (5/ 288) مسائل احمد بن حنبل برواية ابن هانئ (1/ 99).
القول الثالث:
إذا طلع الفجر فقد فات وقت الوتر، وعليه القضاء في وقت حل النافلة إلى الزوال، وبهذا قال طاووس ومجاهد وحماد بن أبي سليمان وأبو ثور وهو وجه عند الشافعية حكاه النووي وبه قال ابن عثيمين وابن باز وعبد الرزاق عفيفي وابن غديان.
الأوسط (5/ 190 - 195) الفتح (2/ 557) ونيل الأوطار (3/ 48) حاشية الجمل على شرح المناهج (2/ 239) الشرح الممتع (3/ 16 - 17) فتاوى اللجنة الدائمة (7/ 223) فتوى رقم 1405 سؤال رقم 4.
• ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (3/ 48) لأهل العلم ثمانية أقوال في هذه المسألة، وقد ذكرت هنا القوي منها أثراً ونظراً.
كيف يقضي؟
يقضي الوتر مع شفعه، فمن كانت عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعاً وإن كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستاً … وهلم جرا. مجموع الفتاوى (23/ 89 - 91) الأنصاف (2/ 175)، الشرح الممتع (4/ 16 - 17)، شرح رياض الصالحين (3/ 341 - 342 العثيمين)، فتاوى اللجنة (7/ 223) توضح الأحكام (2/ 219)
الملخص:-
ويمكننا أن نلخص ما تقدم بأن الخلاف بين أهل العلم في قضاء الوتر يدور على محورين وهما الجواز والمنع، فالذين قالوا بالمنع بنوا قولهم على أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الفجر، والذين قالوا بالجواز اختلفوا على قولين فمنهم من منعه بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر بناء على أن وقتها قد فات وعليه القضاء وقت حل النافلة، ومنهم من أجاز القضاء بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر بناء على أن وقت الوتر يستمر حتى تقضي صلاة الفجر …
دليل القائلين بالقول الأول وهو المنع من قضاء صلاة الوتر:
أثراً:
1 - حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " أوتروا قبل أن تصبحوا ". رواه مسلم
3 - حديث ابن عمر مرفوعاً:" إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فأوتروا قبل الفجر ". رواه الترمذي وهو صحيح كما في الإرواء (2/ 154)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/42)
4 - حديث خارجة مرفوعاً: " وهي صلاة الوتر فصلوها مابين العشاء إلى طلوع الفجر ". رواه أبو داود والترمذي وقد تقدم
نظراً:
لا يشرع قضاء الوتر بعد طلوع الفجر لفوات وقتها فهي كتحية المسجد ولأن المقصود أن يكون آخر صلاة الليل وتراً فإذا انقضى الليل لم تقع الوتر موقعه.
دليل القائلين بالقول الثاني والثالث وهو جواز قضاء صلاة الوتر:
أثراً:
1 - حديث أبي سعيد مرفوعاً: " من نام عن الوتر أو نسيه فليصلّ إذا أصبح أو ذكره ". رواه أحمد والترمذي، صحيح كما في الإرواء (2/ 153).
2 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ". رواه مسلم
نظراً:
أجابوا على ما استدل به القائلين بالمنع بما يلي:
1 - أن حديث أبو سعيد عند مسلم المراد به أن الليل وقت لصلاة الوتر وليس فيه انه لا يصح قضاؤه.
2 - أن من فاته الوقت فقد فاتته السنة العظمى ..
3 - أن الذي يخرج بطلوع الفجر وقت الوتر الاختياري ويبقى وقت الضرورة إلى قيام صلاة الصبح كما هو قول جماعة من السلف.
4 - وأما قياس صلاة الوتر بتحية المسجد فبعيد وذلك لأن الوتر آكد من التحية كما هو قول جمهور الفقهاء وورد في الوتر من الفضل ما لم يرد في التحية وكذلك شرعت الوتر مقيدة بوقت وشرعت التحية مقيدة بسبب دخول المسجد والجلوس فيه فثبت الفرق ولا قياس مع ثبوت الفارق والحمد لله …
تنبيه:
وأعلم أن الذين قالوا بجواز قضاء الوتر بعد طلوع الفجر قولهم ليس مخالفاً للأحاديث الواردة في أدلة من قال بمنع القضاء بل إجازتهم ذلك هو من باب القضاء لا من باب الأداء وإنما يكون قولهم مخالفاً للآثار لو جعلوا صلاته بعد الفجر من باب الأداء. قاله ابن رشد في بداية المجتهد (1/ 368).
وذهب آخرون إلى أنه من باب الأداء:
فقد قال الصنعاني: والقياس أنه أداء كما عرفت فيمن نام عن الفريضة أو نسيها. سبل السلام (2/ 18)
وقال البسام: فهو في حق النائم والغافل فإن هذا هو وقت الصلاة في حقه … توضيح الأحكام (2/ 219)
قلت: والذي يظهر أن كلام الصنعاني والبسام أقرب إلى الصواب والله اعلم إذا كان من فاتته الوتر نائماً أو ناسياً.
القول الرابع: وفيه تفصيل:
الحالة الأولى: إذا ترك صلاة الوتر حتى طلع عليه الفجر عامداً قاصداً وهو ذاكر لها فهذا لا وتر له ولا يقدر على قضائه ويلام على تركها.
- قال مالك ولا ينبغي لأحد أن يتعمد ذلك حتى يضع وتره بعد الفجر. الاستنكار 5/ 286) كتاب الوتر للمروزي ص 332
- قال احمد في الرجل يترك الوتر متعمداً: هذا رجل سؤ يترك سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ساقط العدالة إذا ترك الوتر متعمدا. بدائع الفوائد (4/ 298) المغني (1/ 542) والمبدع (2/ 3) والإنصاف (2/ 178) والروض المربع (1/ 216)
- قال ابن قدامة: إذا ثبت هذا فإنه لا ينبغي لأحد أن يتعمد ترك الوتر حتى الصبح… المغني (1/ 793)
ويدل على هذا القول أثرًا:
1) حديث أبي سعيد مرفوعاً: ((من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له)) رواه الحاكم وعنه البيهقي وصححه الألباني في الإرواء (2/ 154)
- قال الحافظ: وهو محمول على المتعمد أو على انه لا يقع أداء. الفتح (2/ 557)
- قال الألباني: وأما الذاكر فينتهي وقت وتره بطلوع الفجر وهذا بين ظاهر.
- وقال أيضاً: أنه صريح – يعني حديث أبي سعيد -فيمن أدرك الصبح ولم يوتر فهذا لا وتر له. الارواء (2/ 153 - 154)
2) حديث أبي سعيد أيضا مرفوعاً: ((أوتروا قبل أن تصبحوا)). أخرجه مسلم (754) والترمذي (468) والنسائي (3/ 231) بلفظ: قبل الصبح، وفي أخرى قبل الفجر.
3) حديث ابن عمر مرفوعاً: ((من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً قبل الصبح)). أخرجه مسلم (751) وفي رواية لمسلم والترمذي (467) قال: إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فاوتروا قبل الفجر. صحيح سنن الترمذي (1/ 266 برقم 469)
قال الصنعاني: المراد بذهاب وقت الوتر ذهاب الليل على من ترك الوتر لغير العذرين (النوم والنسيان). سبل السلام (2/ 18)
ويدل على هذا القول نظراً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/43)
أن الوتر عبادة مؤقتة ومن أخرجها عن وقتها متعمداً ذاكراً فقد عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد لا يصح منه قضاؤها لأن أمر الله ورسوله أن يصليها في وقتها وكما أنها لا تصح قبل وقتها كذلك لا تصح بعده لعدم وجود الفرق الصحيح بين أن تفعلها قبل دخول وقتها أو بعد خروج وقتها إذا كان لغير عذر. الشرح الممتع (4/ 102 - 103 تصرف)
الحالة الثانية: إذا ترك صلاة الوتر حتى طلع عليه الفجر نائماً أو ناسياً فإنه يقضي الوتر إذا استيقظ أو إذا ذكر في أي وقت كان ليلاً أو نهاراً ويقضيه مع شفعه.
ويدل على هذا القول أثرًا:
1 - حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه كان في مسجد عمرو بن شرحبيل فأقيمت الصلاة فجعلوا ينتظرونه فجاء فقال: إني كنت أوتر، قال: وسئل عبد الله هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم وبعد الإقامة وحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس ثم صلى)). رواه النسائي والبيهقي بسند صحيح كما في الأرواء (2/ 156)
- قال الألباني: وهذا دليل واضح أنه عليه الصلاة والسلام إنما أخرها لعذر النوم وإن كانت هي صلاة الصبح كما هو الظاهر، والمعروف عنه صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، فهو استدلال من ابن مسعود على جواز صلاة الوتر بعد وقتها قياساً على صلاة الصبح بعد وقتها بجامع الاشتراك في العلة وهي النوم والله اعلم. الإرواء (2/ 156).
2 - حديث أبي سعيد مرفوعاً: " من نام عن الوتر أو نسيه فليصلي إذا أصبح أو ذكره ". رواه أحمد والترمذي، صحيح كما في الإرواء (2/ 153)
- قال الألباني: ولا تعارض بينه وبين الحديث الذي قبله (يعني حديث أبي سعيد أيضاً مرفوعاً: أوتروا قبل أن تصبحوا) خلافاً لما أشار إليه محمد بن يحيى، ذلك لأنه خاص لمن نام أو نسي، فهذا يصلي بعد الفجر أي وقت تذكر. الإرواء (2/ 153)
3 - حديث أبي نَهيك ان أبا الدرداء كان يخطب الناس فيقول: لا وتر لمن أدركه الصبح، قال: فانطلق رجال إلى عائشة فأخبروها فقالت: كذب أبو الدرداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح فيوتر.رواه أحمد، وابن نصر بإسناد صحيح كما في الأرواء 02/ 155)
- قال الألباني: والظاهر أن أبو الدرداء أراد بقوله: لا وتر … من كان غير معذور كما دل عليه حديث ابن مطرف (من نام عن الوتر …) وإنما هو فعل منه (أي أبي الدرداء) لا ينبغي أن يعارض به قوله صلى الله عليه وسلم الذي هو تشريع عام للأمة، هذا إذا لم يمكن التوفيق بينهما وهو ممكن بحمل هذا الحديث على عذر النوم ونحوه. الإرواء (2/ 155)
ويدل على هذا القول نظراً:
أن من فاتته العبادة لعذر شرعي فأخرجها عن وقتها لنوم أو نسيان فإنه يفعلها متى ما زال عنه العذر كأن يستيقظ أو يتذكر، ذلك لأن العقل وفهم الخطاب مناط التكليف وبناءً على هذا فلا يكلف النائم أو الناسي لعدم وجود وسيله فهم التكليف وإذا انعدم شرط التكليف امتنع التكليف حتى يزول المانع فيعود التكليف.
ويزاد عليه أن القياس بين الفريضة والنافلة قياس صحيح تام بجامع الاشتراك في العلة وهي النوم أو النسيان.
- وممن اختار هذا القول وقال به ابن حزم الظاهري والصنعاني والألباني وعبد الله البسام.
المحلى (3/ 101)، نيل الأوطار (3/ 48) وسبل السلام (2/ 18) وتوضيح الأحكام (2/ 218 - 219)
? وهو المختار لديَّ لقوته أثراً ونظراً ولجمعه بين الأدلة والأقوال.
حكم قضاء الوتر:
ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه يندب قضاء الوتر وقد شذّ بعض أهل العلم فقالوا بوجوبه كطاووس وأبو حنيفة.
قال ابن عبد البر: وأما من أوجب قضاء الوتر بعد طلوع الشمس فقد شذّ عن الجمهور وحكم للوتر بحكم الفرضية. الاستذكار (5/ 288)
قال ابن حزم معلقاً على حديث: ((من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها…)) هو بالفرض أمر فرض وهو بالنافلة أمر ندب وحض لأن النافلة لا تكون فرضا. المحلى (3/ 103)
قال النووي: ((وإن فتته سنة راتبة ففيها قولان للشافعي أصحهما يستحب قضاؤها لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (من نام عن الصلاة فليصلها إذا ذكرها) … ولأحاديث كثيرة في الصحيح كقضائه صلى الله عليه وسلم سنة الظهر بعد العصر.أهـ شرح مسلم (5/ 181)
وقت قضاء الورد الليلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/44)
عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: ((من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل)). رواه مسلم (كتاب صلاة المسافر وقصرها) باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، ورواه الترمذي (577) وأبو داود (1313) والنسائي (1790) وابن ماجه (1343)
- وقال المباركفوري: والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم أو لعذر من الأعذار وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله بالليل. تحفة الأحوذي (3/ 150) كتاب الجمعه 4.4 باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل وعون المعبود (4/ 139) كتاب الطهارة 450 باب من نام عن حزبه.
-وقال السندي في حاشيته: وهذه الفضيلة إنما تحصل لمن غلبه نوم أو عذر منعه من القيام مع أن نيته القيام وظاهره أن له أجره مكملاً… حاشية السندي على النسائي المجلد (3/ 259) كتاب قيام الليل وتطوع النهار 1026 باب متى يقضي من نام عن حزبه من الليل.
? فإن قال قائل:إذا ذكره بعد الزوال ماذا يفعل؟
نقول: يصليها متى ما ذكرها مع شفعها كما تقدم في البحث السابق.
مسألة: إذا ذكر الوتر وهو في صلاة الصبح.
ذهب الجمهور إلى أنه لا يقطع ويتمادى في صلاة الصبح ولا شيء عليه وفي رواية لمالك أنه يقطع وهو مذهب أبي حنيفة وابن القاسم.
والصواب عدم القطع لأن القطع لمن ذكر الصلاة وهو في صلاة لم يكن من أجل شيء غير الترتيب في صلاة اليوم ومعلوم أنه لا رتبة بين الوتر وصلاة الصبح لأنه ليس من جنسها وإنما الرتبة في المكتوبات لا في النوافل من الصلوات…
وكذلك لا يقطع المنفرد قياساً ونظراً الصبح إذا تذكر الوتر وعليه جمهور العلماء. استذكار (5/ 289 – 290)
قال ابن حزم: وهذا قول أبى حنيفة وهو مع خلافه للسنة قول لا دليل عليه لا من نظر ولا من احتياط لأنه يبطل الفرض المأمور بإتمامه من اجل نافلة وقد قال عز وجل (ولا تبطلوا أعمالكم) … محلى (3/ 101 - 102)
أخيراً
(اعتراض والجواب عليه)
قال الشيخ العثيمين: وأما ما يُروى عن بعض السلف أنه كان يوتر بين آذان الفجر وإقامته فإنه عمل مخالف لما تقتضيه السُنة ولا حجة في قول أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم…الشرح الممتع (4/ 16 - 17)
الجواب: نقول:
نعم لا حجة في قول أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكننا على علم أكيد أن أصحابه هم اعلم الناس بسنته وأكثر الناس فهماً وإدراكاً لفقهها، والموقف الصحيح تجاه المسائل التي في ظاهرها تعارض بين فهم الصحابة وأقوال الرسول الأعظم هو التوفيق والجمع ما أمكن وإلا الحجة في قوله صلى الله عليه وسلم وكلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم وفي بحثنا هذا يحمل كل ما ورد عن الصحابة في صلاتهم للوتر بعد أذان الفجر على من نام أو نسي صلاة الوتر فإنه يصليها متى ذكرها ..
والله تعالى أعلى وأحكم ونسبة العلم اليه أسلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات…
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي على الإفادة.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:36 م]ـ
الاخ رافت اتحفتنا بارك الله فيك.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37218(67/45)
هل ابن الزوج محرم لأم الزوجة؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 02:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام
هل ابن الزوج محرم لأم الزوجة؟
والله يحفظكم
والسلام
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:14 م]ـ
لا ليس ابنُ الزوج محرماً لأم الزوجة بل يمكنه ان ينكحها وتلد له إن شاء الله ..
وللتبسيط نمثل بالتالي:
محمد توفيت زوجته, وأنجبت له عمر ..
ثم تزوج بامرأة اسمها سعاد, ووالدة سعاد اسمها زينب ..
يكون عمر محرم لسعاد لأنها زوجة أبيه بدليل قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) وهذا تحريم مؤبد بين عمر وسعاد وهي بمنزلة أمه رحمها الله ..
أما زينب والدة سعاد فهي محرم لمحمد لأنه زوج بنتها والله يقول (وأمهاتُ نسائكم) فالحرمة بينهما أبدية كذلك ..
لكن عمر وزينب لسا محرمين لبعضهما ولا يجوز له مصافحتها ولا الخلوةبها ,ويحل له أن ينكحها, والله تعالى أعلم ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشنقيطي
يعني - بطريقة أخرى -:
يجوز لرجل وابنه أن يتزوجا أما وابنتها
والأفضل أن يكون العرس في ليلة واحدة لتوفير المصاريف (ابتسامة)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 08:14 م]ـ
أخي الكريم: إحسان
يبدوا أن الفكرة قد راقت لك
فانتبه على نفسك من مباحث أمن الأسرة (ابتسامة عريضة)
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:51 ص]ـ
هل عندكم مباحث في الشرطة تسمى: أمن الأسرة؟؟
ومن أين أنت أصلا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 04:07 ص]ـ
عندنا نحن قسم في الشرطة باسم " حماية الأسرة "
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:37 م]ـ
هل عندكم مباحث في الشرطة تسمى: أمن الأسرة؟؟
ومن أين أنت أصلا؟
انت ليش زعلان يا كتبي؟؟ (ابتسامة)
المتزوجون في جميع الدنيا يعرفون معنى هذا القسم الأمني الهام في حياة الزوجين ...
أنا أصلا من جنة الخلد ..
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:46 م]ـ
والأعجب من ذلك ما ذكره الفقهاء في هذه القضية
إذا ولد للأب من البنت ولد وولد للابن من الأم ولد فما وجه القرابة بينهم؟
وإذا ولد للأب من الأم ولد وولد للابن من البنت ولد فما وجه القرابة بينهم؟
فكر ولا تستعجل
المقرئ
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 12:49 م]ـ
ما تحتاج تفكير يا مقرئ (ابتسامة)
سيكون ولد الأب عما لولد الابن, وابن أخته في آن واحد,,
ويكون ولد الولد ابن أخ ولد الأب وخالاً له في آن واحد ..
(صح) أو ( x)
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:20 م]ـ
صحيح
في الأولى ولد الأب سيقول لولد الابن: يا خال، وولد الابن سيقول لولد الأب:يا عم
وفي الثانية: سيكون ولد الأب عما وخالا لولد الابن
طيب يا أبا زيد (ما تحتاج إلى تفكير حسنا)
ما رأيك لو أنهما ولد لكل واحدة منهما بنتا فهل يجوز لك أن تجمع بينهما؟ فكر ولا تستعجل؟ (ابتسامة)
المقرئ
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:42 م]ـ
وبدون تفكير لا يجوز لعموم نهيه صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين المراة وعمتهاوخالتها ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:54 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ما رأيك لو تزوج شخصان كل واحد أم الآخر وولد لكل واحد منهما ولد فما القرابة بينهما
(أجب ولا تستعجل)
المقرئ
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:09 م]ـ
كل منهما عم الآخر و خال والدته
صواب أم لا
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:21 م]ـ
انت ليش زعلان يا كتبي؟؟ (ابتسامة)
المتزوجون في جميع الدنيا يعرفون معنى هذا القسم الأمني الهام في حياة الزوجين ...
أنا أصلا من جنة الخلد ..
أثبت أولاً أن آدم عليه السلام كان في جنة الخلد
ـ[أبو تراب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 05:14 م]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية فقيل له:
جدتي أمه وأبي جده وأنا عمة له وهو خالي
أفتنا ياإمام كفاك الله حادثة الليالي
فأجابها على الفور:
رجل زوج ابنه أم بنت ثم أتى بنتها من نكاح حلال
فأنجبا بنتاً نجيبة قالت لابن أمها ذاك المقال
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:53 م]ـ
أثبت أولاً أن آدم عليه السلام كان في جنة الخلد
القول بأنه عليه السلام لم يكن بجنة الخلد هو قول القدرية والمعتزلة, وقالوا إنها جنة كانت بأرض عدن؛؛
قال الإمام القرطبي رحمنا الله وإياه (قال أبو الحسن بن بطال: وقد حكى بعض المشايخ أن أهل السنة مجمعون على أن جنة الخلد هي التي أهبط منها آدم عليه السلام .. ) 1/ 339
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:33 م]ـ
ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى (وهي التي أهبط منها آدم, وهي التي ينعم فيها المؤمنون في الآخرة, هذا إجماع أهل السنة, وقالت المعتزلة وطائفة من المبتدعة أيضا وغيرهم: إنها ليست موجودة وإنما توجد بعد البعث في القيامة, قالوا: والجنة التي أخرج منها آدم غيرها, وظواهر القرآن والسنة تدل لمذهب أهل الحق.) 13/ 31
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/46)
ـ[المقرئ]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:02 م]ـ
كل منهما عم الآخر
صواب أم لا
صواب
يكون كل واحد منهما عما للآخر فقط
المقرئ
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:19 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا زيد الشنقيطي , ولنعم الأصل (أصلنا!!) , ولكن لنحذر ألا نكون وقوداً لجهنم , بدل أن يعود الفرع إلى الأصل , وهذا ما نرجوه ثقةً بالله عز وجل.(67/47)
الأهداف والوسائل في رمضان
ـ[أحمد بن أسامة المصري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:42 م]ـ
الأهداف والوسائل في رمضان
الأهداف:
1 - صلاة التراويح: .................................................. .................................
2 - صلاة التهجد (ثلث الليل الآخر): .................................................. .....................
3 - ختم القرآن (تلاوة وتدبر): .................................................. ..........................
4 - قيام الليل منفردا في المنزل: .................................................. .............
5 - القراءة المفتوحة (رقائق): .................................................. ..................
6 - سماع دروس: .................................................. .................................
الوسائل:
وسائل قلبية:
1 - الصبر ابتغاء وجه الله.
2 - استحضار النية قبل الشروع في العمل.
3 - تقوى الله وخشيته.
4 - الخشوع في الصلوات المفروضة.
5 - اكظم غيظك واعف عن الناس.
6 - نقي سريرتك تجاه اخوانك.
7 - احتسب أعمالك عند الله.
8 - لو رآك أحد ممن تعرف في موضع طاعة فانتشيت فبادر الى التوبة.
9 - إياك أن تشعر بعد قيامك بالطاعة أن لك مكانة ومنزلة عند الله.
10 – توكل على الله في تحصيل ذلك كله.
وسائل عملية:
1 - خالف هواك.
2 - الدعاء لنفسك و لأخوانك وللمسلمين.
3 - المحافظة على النوافل.
4 - الأكثار من الصلاة على النبي ليكفيك الله ما اهمك.
5 - المحافظة على أذكار الصباح والمساء في أوقاتهما.
6 - الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر الى الشروق.
7 - شكر الله على نعمه التي لا تحصى (نعمتي الصحة والفراغ).
8 - كثرة الأستغفار , وخصوصا قبل القيام بالطاعة ليمحو الله الذنوب التي تحول بينك وبين الخشوع.
9 - الأعراض عن اللغو والمجالس الفارغة.
10 - الصدقة.
11 - لا تجد موقفا يحتاج الى نصح وأمر بمعروف إلا ونصحت لله وأمرت بالمعروف.
12 - لا تجد موقفا يحتاج الى تنبيه ونهي عن منكر إلا ونبهت ونهيت عن المنكر.
13 - تذكر أن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر ليس حسنة منك على الآخرين ولكنه ينجيك أمام الله حين يسألك "رأيت وسكت وأنت تعلم! "
14 - تحرى الصدق حتى تكتب عند الله صديقا.
15 - الأيثار.
16 - ذكر الله في مختلف الأحوال.
17 - الأستغفار في السحر والتوبة من التقصير.
18 - لا تغضب لنفسك.
19 - التقليل من الأكل.
20 - لا تسأل عن أشياء لا تعنيك وقلل من الكلام في المباح واحفظ بصرك.
ـ[أحمد بن أسامة المصري]ــــــــ[08 - 09 - 06, 03:45 م]ـ
وهذه نسخة مكتوبة على هيئة جدول
حملها من المرفقات(67/48)
دعوة لنقاش ماورد عن الرسول صلى الله عليه و
ـ[أبوخالد من المسلمين]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:11 م]ـ
حياكم الله أيها الأخوة الكرام من علماء وطلبة علم ومحبين له ...
أرجو أن يجيب أحد الأخوة عن سؤالي مع دليله لنستفيد ويستفيد الأخوة الزائرون ..
يا كرام ...
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات متعددة في قيام الليل وركعات مختلفة ..
سؤالي هو: كم الركعات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة في قيام الليل .. أرجو تدعيم الجواب بالدليل مع الحكم على درجة الحديث؟؟
وفقكم الله ..
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:53 م]ـ
تفضل أبا خالد، لعله تجد ما تريد في الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4546&highlight=%D1%DF%DA%C7%CA+%DE%ED%C7%E3+%C7%E1%E1%E D%E1+%DA%D4%D1+%D1%DF%DA%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41066&highlight=%D1%DF%DA%C7%CA+%DE%ED%C7%E3+%C7%E1%E1%E D%E1+%DA%D4%D1+%D1%DF%DA%C9
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:36 م]ـ
السلام عليكم
من كتاب صلاة التراويح للشيخ الألباني رحمه الله
- 5 (صحيح)
عن حذيفة بن اليمان قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في رمضان في حجرة من جريد النخل ثم صب عليه دلوا من ماء ثم قال (الله أكبر) الله أكبر (ثلاثا) ذا الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة (ثم قرأ البقرة قال: ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه فجعل يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم (مثلما كان قائما) ثم رفع رأسه من الركوع فقام مثل ركوعه فقال: لربي الحمد ثم سجد وكان في سجوده مثل قيامه وكان يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثم رفع رأسه من السجود (ثم جلس) وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي (رب اغفرلي) وجلس بقدر سجوده (ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى مثلما كان قائما) فصلى أربع ركعات يقرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة
ج - وأما بيانه صلى الله عليه وسلم لفضلها فهو ما رواه
- 6 (صحيح)
أبو ذر رضي الله عنه قال: صمنا فلم يصل صلى الله عليه وسلم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال:
إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فصلى بنا الثالثة ودعى أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت: وما الفلاح قال السحور
رواه ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة والطحاوي في شرح معاني الآثار وابن نصر والفريابي والبيهقي وسندهم صحيح]
والشاهد من الحديث قوله: " من قام مع الإمام. . . " فإنه ظاهر الدلالة على فضيلة صلاة قيام رمضان مع الإمام يؤيد هذا ما ذكره أبو داود في المسائل (ص 62) قال:
سمعت أحمد قيل له: يعجبك أن يصلي الرجل مع الناس في رمضان أو وحده؟
قال يصلي مع الناس وسمعته أيضا يقول:
يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له بقية ليلته " ومثله ذكر ابن نصر (ص 91) عن أحمد ثم قال أبو داود: " قيل لأحمد وأنا أسمع: يؤخر القيام - يعني التراويح - إلى آخر الليل؟
قال: لا سنة المسلمين أحب إلي (1).
2 - لم يصل صلى الله عليه وسلم التراويح أكثر من (11) ركعة
وبعد أن أثبتنا مشروعية الجماعة في صلاة التراويح بإقراره صلى الله عليه وسلم وفعله وحضه فلنبين كم كانت عدد ركعاته صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي أحياها مع الناس فاعلم أن لدينا في هذ المسألة حديثين:
الأول:
- 7 (صحيح)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت:
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة
يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن
ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن
ثم يصلي ثلاثا
رواه البخاري ومسلم وأبو عوانة وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك وعنه البيهقي وأحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/49)
وفي رواية لابن أبي شيبة ومسلم وغيرهما: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشر ركعة بالليل منها ركعتا الفجر
لكن جاء في رواية أخرى عند مالك وعنه البخاري وغيره عنها قالت كان يصلي بالليل ثلاث عشر ركعة ثم يصلي اذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين (قال الحافظ يحتمل أن تكون إضافة إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته أو ما كان يفتتح به صلاة الليل فقد ثبت عند مسلم عنها أنه كان يفتتحها بركعتين خفيفتين]
- 8 (صحيح)
عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة رواه مالك وعنه مسلم وأبو عوانة وأبو داود وابن نصر]
الثاني:
- 9 (حسن)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج فلم نزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يا رسول الله اجتمعنا البارحة في المسجد ورجونا أن تصلي بنا فقال:
إني خشيت أن يكتب عليكم
رواه ابن نصر والطبراني وسنده حسن بما قبله واشار الحافظ في الفتح وفي التلخيص إلى تقويته وعزاه لابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما]
حديث العشرين ضعيف جدا لا يجوز العمل به
ثم قال في الفتح (4/ 205 - 206) تحت شرح الحديث الأول:
- 10 (ضعيف جدا)
وأما ما رواه ابن شيبة من حديث ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر فإسناده ضعيف وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين مع كونها أعلم بحال النبي صلى الله عليه وسلم ليلا من غيرها.
وسبقه إلى هذا المعنى الحافظ الزيلعي في نصب الراية
قلت: وحديث ابن عباس هذا ضعيف جدا كما قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " 2/ 73 وعلته أن فيه أبا شيبة إبراهيم بن عثمان قال الحافظ في التقريب: " متروك الحديث ". . .
وأنه يروي الموضوعات كحديث (ما هلكت أمة إلا في آذار) ولا تقوم الساعة الا في آذار وأن حديثه هذا الذي في التراويح من جملة مناكيره
وقد صرح السبكي بأن شرط العمل بالحديث الضعيف أن لا يشتد ضعفه
قال الذهبي ومن يكذبه مثل شعبة فلا يلتفت إلى حديثه]
قلت: وفيما نقله عن السبكي إشارة لطيفة من الهيتمي إلى أنه لا يرى العمل بالعشرين فتأمل.
ثم قال السيوطي بعد أن ذكر حديث جابر من رواية ابن حبان:
" فالحاصل أن العشرين ركعة لم تثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وما في صحيح ابن حبان غاية فيما ذهبنا إليه من تمسكنا بما في البخاري عن عائشة إنه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ومما يدل لذلك أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملا واظب عليه كما واظب على الركعتين اللتين قضاهما بعد العصر مع كون الصلاة في ذلك الوقت منهيا عنها ولو فعل العشرين ولو مرة لم يتركها أبدا ولو وقع لم يخف على عائشة حيث قالت ما تقدم.
قلت: وفي كلامه إشارة قوية إلى اختياره الإحدى عشرة ركعة ورفضه العشرين الواردة في حديث ابن عباس لضعفها الشديد فتدبر.
3 - اقتصاره صلى الله عليه وسلم على الإحدى عشرة ركعة دليل على عدم جواز الزيادة عليها
تبين لنا مما سق أن عدد ركعات قيام اليل إنما هو إحدى عشرة ركعة بالنص الصحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا تأملنا فيه يظهر لنا بوضوح أنه صلى الله عليه وسلم استمر على هذا العدد طيلة حياته لا يزيد عليه سواء ذلك في رمضان أو في غيره فإذا استحضرنا في أذهاننا أن السنن الرواتب وغيرها كصلاة الاستسقاء والكسوف التزم النبي صلى الله عليه وسلم أيضا فيها جميعا عددا معينا من الركعات وكان هذا الالتزام دليلا مسلما عند العلماء على انه لا يجوز الزيادة عليها فكذلك صلاة التراويح لا يجوز الزيادة فيها على العدد المسنون لاشتراكها مع الصلوات المذكورات في التزامه صلى الله عليه وسلم عددا معينا فيها لا يزيد عليه فمن ادعى الفرق فعليه الدليل ودون ذلك خرط القتاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/50)
وليست صلاة التراويح من النوافل المطلقة حتى يكون لمصلي الخيار في أن يصليها بأي عدد شاء بل هي سنة مؤكدة تشبه الفرائض من حيث أنها تشرع مع الجماعة كما قالت الشافعية فهي من هذه الحيثية أولى بأن لا يزاد عليها من السنن الرواتب ولهذا منعوا من جمع أربع ركعات من التراويح في تسليمة واحدة ظنا منهم أنهم لم ترد واحتجوا (بأن التراويح أشبهت الفرض بطلب الجماعة فلا تغير عما ورد فيها).
فتأمل كيف منعوا من وصل ركعتين بركعتين كل منهما وارد لأن في الوصل - عندهم - تغييرا لما ورد فيها من الفصل أفلا يحق لنا حينئذ أن نمنع بهذه الحجة ذاتها من زيادة عشر ركعات لا أصل لها في السنة الصحيحة البتة؟ اللهم بلى بل هذا بالمعنع أولى وأحرى فهل من مدكر؟
على أنه لو اعتبرنا صلاة التراويح نفلا مطلقا لم يحدده الشارع بعدد معين لم يجز لنا أن نلتزم نحن فيها عددا لا نجاوزه لما ثبت في الأصول: أنه لا يسوغ التزام صفة لم ترد عنه صلى الله عليه وسلم في عبادة من العبادات.
قال الشيخ ملا أحمد رومي الحنفي صاحب (مجالس الأبرار) ما ملخصه:
(لأن عدم وقوع الفعل في الصدر الأول إما لعدم الحاجة إليه أو لوجود مانع أو لعدم تنبه أو لتكاسل أو لكراهة أو لعدم مشروعيته والأولان منفيان في العبادات البدنية المحضة لأن الحاجة في التقرب إلى الله تعالى لا تنقطع وبعد ظهور الإسلام لم يكن منها مانع ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم عدم التنبه والتكاسل فذاك أسوأ الن المؤدي إلى الكفر فلم يبق إلا كونها سيئة غير مشروعة وكذلك يقال لمن أتى في العبادات البدنية المحضة بصفة لم تكن في زمن الصحابة إذ لو كان وصف العبادة في الفعل المبتدع يقتضي كونها بدعة حسنة لما وجد في العبادات بدعة مكروهة ولما جعل الفقهاء صلاة الرغائب والجماعة فيها وأنواع النغمات في الخطب وفي الأذان وقراءة القرآن في الركوع والجهر بالذكر أمام الجنازة ونحو ذلك من البدع المنكرة فمن قال بحسنها قيل له: ما ثبت حسنه بالأدلة الشرعية فهو إما غير بدعة فيبقى عموم العام في حديث " كل بدعة ضلالة " وحديث " كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " على حاله ويكون مخصوصا من هذا العام والعام المخصوص حجة فيما عدا ما خص منه فمن ادعى الخصوص فيما أحدث أيضا احتاج إلى دليل يصلح للتخصيص من كتاب أو سنة أو إجماع مختص بأهل الاجتهاد ولا نظر للعوام ولعادة أكثر البلاد فيه فمن أحدث شيئا يتقرب به إلى الله تعالى من قول أو فعل فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله فعلم أن كل بدعة في العبادات البدنية المحضة لا تكون إلا سيئة ".
شبهات وجوابها:
إذا عرفنا إفادة هذا النص أنه لا يجوز الزيادة عليه فإن من تمام الفائدة أن نسوق بضع الشبهات التي قد يوردها البعض حول هذه المسألة مع الجواب عليها حتى يكون القارئ على بينة من أمره فأقول:
اشبهة الأوى: (اختلاف العلماء دليل على عدم ثيوت النص المعين للعدد).
من المعلوم أن العلماء اختلفوا في عدد ركعات التراويح على أقوال كثيرة كما سيأتي بيانها فقد يقول قائل: إن هذا الاختلاف يدل على عدم وجود نص في العدد إذ لو ثبت لم يقع الاختلاف في عددها ولو ثبت ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلف فيه كعدد الوتر والرواتب).
الجواب: نحن نسلم بأن من الاختلافات ما يكون سببه عدم وجود النص ولكن من العجيب أن يقرر السيوطي هذا القول فإنه يفهم منه أن الاختلاف ليس له إلا سبب واحد وهو عدم ثبوت النص مع أنه من المعلوم أن هناك اختلالفات كثيرةلم يكن سببها عدم وجود النص بل كان عدم وصوه إلى الإمام الذي قال بخلافه أو أنه بلغه ولكن من طريق لا تقوم الحجة به أو بلغه صحيحا ولكن فهمه على وجه غير الوجه الذي فهمه الإمام الآخر وغير ذلك من أسباب الاختلاف التي ذكرها العلماء فالاختلاف ليس له سبب واحد. بل له - كما ترى - أسباب كثيرة ألا ترى أن هناك مسأئل كثيرة اختلفوا فيها مع أن فيها نصوصا ثابتا عنه صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم عند العلماء بالفقه والأخبار ولنضرب على ذلك مثالا واضحا إلا وهو (رفع اليدين في الصلاة عند الركوع والرفع منه) فقد اتفق العلماء كلهم من مختلف المذاهب على مشروعيته ما عدا الحنفية مع أنه ورد فيه نحو عشرين حديثاص صحيحا وفي بعضها أن أبا حميد الساعدي رضي الله عنه وصف صلاة النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/51)
صلى الله عليه وسلم بحضور عشرة من الصحابة وذكر فيه الرفع فلما فرغ من وصفها قالوا له: " صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ". رواه البخاري.
وقد أجاب أبو حنيفة رضي الله عنه حين سئل عن عدم أخذه بالرفع بقوله: " لأنه لم يصح فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " في حكاية معروفة جرت بينه وبين أحدالمحدثين ذكرها الحنفية في كتبهم فهذا القول من قبل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لا يمكن أن يقوله لو أنه وقف على هذه الطرق التي أشرنا إليها فهذا أكبردليل على أن الخلاف في هذه المسألة ليس سببه عدم وجود أو ثبوت النص بل السبب هو عدم وصوله إلى الإمام من طريق صحيح كما عبر عن ذلك الإمام أبو حنيفة نفسه رحمه الله تعالى.
وهذا مثال واحد من أمثلة كثيرة معروفة عند المشتغلين بالسنة.
أقول: فكما أن الختلاف في هذه المسألة وحوها لا يدل على عدم ورود نص ثابت فيها فكذلك الاخلف في عدد ركعات التراويح لا يدل على عدم ورود نص ثابت فيه لأن الواقع أن النص وارد ثابت فيه فلا يجوز أن يرد النص بسبب الخلاف بل الواجب أن يزال الخلاف بالرجوع إلى النص عملا بقول الله تبارك تعالى:
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.
وقوله: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا.
الشبهةالثانية: (لا مانع من الزيادة على النص ما لم ينه عنها). وقد يقول قائل آخر: سلمنا أنه ثبت النص أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح إحدى عشرة ركعة فقط وأنه ثبت ضعف الخبر الذي فيه أن صلاها عشرين ولكن لا نرى مانعا من الزيادة عليه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها.
قلت: الاصل في العبادات أنها لا تثبت إلا بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الأصل متفق عليه بين العلماء ولا نتصور مسلما عالما يخالفه فيه ولولا هذا الأصل لجاز لأي مسلم أن يزيد في عدد ركعات السنن بل والفرائض الثابت عددها بفعله صلى الله عليه وسلم واستمراره عليه بزعم أنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الزيادة عليها وهذا بين ظاهر البطلان فلا ضرورة لأ نطيل فيه الكلام خاصة وقد سبق أن بينا مفصلا (ص 22 - 24) أن الزيادة على صلاة التراويح أخرى بالمنع من الزيادة على السنن والرواتب فتذكره.
الشبهة الثالثة (التمسك بالنصوص المطلقة والعامة)
تمسك بعضهم بالنصوص المطلقة والعامة في الحض على الإكثار من الصلاة بدون تحديد عدد معين
كقوله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب وقد سأله مرافقته في الجنة
يتبع ....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:39 م]ـ
.... تابع
- 11 (صحيح)
فأعني على نفسك بكثرة السجود] رواه مسلم في صحيحه وأبوعوانة]
وكحديث أبي هريرة رضي الله عنه " كان يرغب في قيام رمضان. . "
ونحو ذلك من الأحاديث التي تفيد بإطلاقها وعمومها مشروعية الصلاة بأي عدد شاء المصلي.
والجواب: أن هذا ممسك واه جدا بل هي شبهة لا تساوي حكايتها كالتي قبلها؟
فإن العمل بالمطلقات على إطلاقها إنما يسوغ فيما لم يقيده الشارع من المطلقات أما إذا قيد الشارع حكما مطلقا بقيد فإنما يجب التقيد به وعدم الاكتفاء بالمطلق ولما كانت مسألتنا (صلاة التراويح ليست من النوافل المطلقة لأنها صلاة مقيدة بنص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانه في أول هذا الفصل فلا يجوز تعطيل هذا القيد تمسكا بالمطلقات وما مثل من يفعل ذلك إلا كمن يصلي صلاة يخالف بها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم المنقولة عنه بالأسانيد الصحيحة يخالفها كما وكيفا متناسيا قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) محتجا بمثل تلك المطلقات كمن يصلي مثلا الظهر خمسا وسنة الفجر أربعا وكمن يصلي بركوعين أو سجدات.
وفساد هذا لا يخفى على عاقل ولهذا قال العلامة الشيخ علي محفوظ في " الإبداع " (ص 25) بعد أن نقل من نصوص علماء المذاهب الأربعة أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع قيام المقتضي على فعله فتركه هو السنة وفعله بدعة مذمومة قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/52)
" وعلمت أن التمسك بالعمومات مع الغفلة عم بيان الرسول وتركه هو اتباع المتشابه الذي نهى الله عنه ولو عولنا على العمومات وصرفنا النظر عن البيان لا نفتح باب كبير من أبواب البدعة لا يمكن سده ولا يقف الاختراع في الدين عند حد وإليك أمثلة في ذلك على ما تقدم:
الأول جاء في حديث الطبراني
" الصة خير موضوع " لوتمسكنا بعموم هذا كيف تكون صلاة الرغائب بدعة مذمومة؟ وكيف تكون صلاة شعبان بدعة مذمومة مع دخولهما في عموم الحديث؟ وقد نص العلماء على أنهما بدعتان قبيحتان مذمومتان كما يأتي
الثاني: قال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا}
وقال عز وجل: {اذكروا الله ذكرا كثيرا}
إذا استحب لنا إنسان الأذان للعيدين والكسوفين والتراويح وقلنا كيف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يأمر بها وتركها طول حياته فقال لنا: إن المؤذن داع إلى الله وإن المؤذن ذاكر لله كيف تقوم عليه الحجة وكيف تبطل بدعته؟
الثالث:
قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية
لو صح الأخذ بالعمومات لصح أن يتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والسلام [عليه صلى الله عليه وسلم] في قيام الليل وركوعها واعتدالها وسجودها إلى غير ذلك من الأمكنة التي لم يضع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ومن الذي يجيز التقرب إلى الله تعالى بمثل ذلك وتكون الصلاة بهذه الصفة عبادة معتبرة؟ وكيف هذا مع حديث " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري؟
الرابع: ورد في صحيح الحديث " فيما سقت السماء والعيون والبعل العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر " لو أخذ بعموم هذا لوجبت الزكاة فيها ولا مستند لهم في عدم وجوب الزكاة سوى هذا الأصل وهو أن ما تركه مع قيام المقتضي على فعله فتركه هو السنة وفعله هو البدعة.
السبب الحقيقي في اختلاف العلماء في عدد ركعات التراويح
فإن قيل: سلمنا بفساد هذه الشبهات كلها وسلامة النص من أي معارض فما هو السبب الذي جعل العلماء يختلفون في عدد ركعات التراويح؟
فنقول: الذي يبدو لنا في ذلك أمران لا ثالث لهما:
الأول: وهو الأقوى والأكثر: عدم الاطلاع على هذا النص الواد في العدد فمن لم يبلغه ذلك فهو معذور في عدم العمل به لقوله تعالى عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق القرآن: لأنذركم به ومن بلغ بل هو مأجور لقوله صلى الله عليه وسلم:
- 12 (صحيح)
إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد رواه البخاري وغيره]
الثاني: أنهم فهموا النص فهما لا يلزمهم الوقوف عنده وعدم الزيادة عليه لوجه من وجوه التأويل التي قد تعرض لبعض العلماء بغض النظر عن كونه خطأ أو صوابا كقول الشافعية: " وأما قول عائشة: ما كان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة فمحمول على الوتر ". ونحو ذلك من الوجوه التي لا تلزم غيرهم الأخذ بها لثبوت ضعفها لديهم فانظر مثلا إلى هذا الوجه الذي نقلته عن الشافعية فإنه ظاهر العف إذا تذكرت أن قول عاشة هذا إنما كان جوابا لمن سألها: " كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان "؟ كما سبق فالصلاة المسول عنها شاملة لكل صلاة الليل فكيف يصح أن يحمل على الوتر فقط دون صلاة الليل كلها مع أن هذا الحمل يفيد أنه صلى الله عليه وسلم كان له صلاتان: إحداهما صلاة الليل - وما أدري كم تكون ركعاتها - والأخرى صلاة الوتر بأكثر ركعاته: إحدى عشرة ركعة وهذا مما لا يقوله عالم بالسنة فالأحاديث متضافرة على أن صلاته صلى الله عليه وسلم في الليل لم تزد على الإحدى عشرة ركعة على التفصيل المتقدم فهذا من نتائج تأويل النصوص لتأييد المذهب
موقفنا من المخالفين لنا في هذه المسألة وغيرها
إذا عرفت ذلك فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا توهما منهم أنه يلزم من قولنا: بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع كلا فإنه وهم باطل وجهل بالغ لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي " طريقة في الدين مخترعة تضاه الشيعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه " فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك لأحاديث وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقا ولا تعنيه البتة وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير بل ولا تقليدا لأهل العلم والذكر بل اتباعا للهوى وإرضاء للعوام وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين فغننا نقطع بتنزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك كما سنذكر نصوصهم في ذلك في الرسالة الخاصة بالبدعة إن شاء الله تعالى.
......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/53)
ـ[أبوخالد من المسلمين]ــــــــ[08 - 09 - 06, 10:47 م]ـ
.. أخواي الكريمان ..
(حمد أحمد و أبو سلمى رشيد)
شكراً لمروركما وبارك الله فيكما وفي جهدكما خاصة أنت أخي "أبو سلمى" .. هذه درر عظيمة .. جعلها الله في ميزان حسناتكم ..
أخي حمد أحمد الرابطان اللذان وضعتهما رائعان جداً .. جزاك الله خيراً
هل من مزيد أيها الأخوة؟؟
ـ[أبوخالد من المسلمين]ــــــــ[08 - 09 - 06, 10:50 م]ـ
أظن لا مزيد بعد التوضيح من الأخوين الفاضلين .. , ..
ـ[أبوخالد من المسلمين]ــــــــ[08 - 09 - 06, 10:51 م]ـ
..(67/54)
قراءات في كتاب المدخل لابن الحاج 35 نصا في الانتصار للسنة وذم البدع
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هدية مني لإخواني في الملتقى وهي نتف من كلام ابن الحاج المالكي في المدخل وهي نصوص عجيبة , والعجب فيها مخالفة المالكية لها اليوم وهي خمس وثلاثون نصا في الانتصار للسنة والتحذير من البدع.
قراءات في كتاب المدخل
لابن الحاج المالكي
جمع وتعليق
أبي عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي التطواني
النهي عن مخالفة السنة خشية كلام الناس
1ـ قال في (4/ 303): وليحذر مما يفعله بعضهم وهو أنه إذا قيل له عن اتباع السنة وترك البدعة يقول: لا يمكنني ذلك في هذا الزمان لئلا يقع الناس في عرضي ويتكلمون في فأكون سببا في إيقاعهم في المحرمات أو المكروهات وهذا جهل منهم بطريق القوم.
قال: فيتعين إلى المريد الطالب لخلاص مهجته ترك الالتفات إلى هذه الأشياء وأشباهها ويعد الخلق كأنهم موتى لا يحسب إلا حساب السنة فيتبعها ومن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط لأن النظر إلى ما يصدر من الناس يشغل الخاطر ويكثر الوسواس والحقد ويقطع عن الاتباع. وقد كان بعض السلف رضي الله عنه أراد أن يعلم ابنه السلوك وأن يفطمه عن النظر إلى الخلق فخرج راكبا على دابة هو ووالده، فقال بعض الناس: انظروا إلى هذين كيف ركبا على هذه الدابة وهي لا تطيق. فنزل ولده عنها وبقي الوالد راكبا، فقالوا: انظروا إلى هذا الرجل كيف هو راكب وولده يمشي، وكان الولد أولى منه بالركوب، فنزل الوالد، وركب الولد فقالوا: انظروا إلى هذا الولد ما أقل أدبه، أبوه يمشي على أقدامه وهو راكب، فقال لولده: انزل، فنزل عن الدابة، ومشيا على أرجلهما وتركا الدابة تمشي دون راكب عليها فقالوا: ما أقل عقل هذين يمشيان على أقدامهما والدابة لا راكب عليها أو كما جرى، فقال لولده: أنظر إلى هذا الأمر واعتبر به، فإنه لا يسلم أحد من القيل والقال فيه، وإن عمل ما عمل، وقد رأيت عيانا، فعلم ولده ترك النظر للمخلوق بالفعل.
بدعية الجهر بالنية
2ـ قال (2/ 275):" وما تقدم من أن النية لا يجهر بها فهو عام في الإمام والمأموم والفذ فالجهر بها بدعة على كل حال إذ أنه لم يرو أن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء ولا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين جهروا بها فلم يبق إلا أن يكون الجهر بها بدعة".
تعريف البدعة
3ـ قال (2/ 276):" وشيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة فلا شك في أن تركه أفضل من فعله بل هو بدعة ".
التحذير من مخالفة ما كان عليه السلف الصالح
4ـ قال (4/ 286):"فليحذر من تتبع عوائد كثير من الناس في هذا الزمان وما ركنوا إليه من أمور حدثت عندهم لم تكن في الصدر الأول والخير كله منوط بالاتباع لهم وترك ما حدث بعدهم كيفما كان كم اعتقاد أو علم أو عمل اللهم إلا أن يكون شيء قد ندر وقوعه فينظر فيه على مقتضى قواعدهم وفتاويهم فيما يشبه ذلك كما سبق".
بدعية المصافحة عقب الصلوات
5ـ قال (2/ 219):"فصل: وينبغي له أن يمنع ما أحدثوه من المصافحة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر وبعد صلاة الجمعة بل زاد بعضهم في هذا الوقت فعل ذلك بعد الصلوات الخمس وذلك كله من البدع وموضع المصافحة في الشرع إنما هو عند لقاء المسلم لأخيه لا في أدبار الصلوات الخمس وذلك كله من البدع فحيث وضعها الشرع نضعها فينهى عن ذلك ويزجر فاعله لما أتى من خلاف السنة"
السنة في تكبير العيد
6ـ قال (2/ 289):"وقد مضت السنة أن أهل الآفاق يكبرون دبر كل صلاة من الصلوات الخمس في أيام إقامة الحج بمنى فإذا سلم الإمام من صلاة الفرض في تلك الأيام كبر تكبيرا يسمع نفسه ومن يليه وكبر الحاضرون بتكبيره كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة، أما ما فعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد على ما يعلم من زعقاتهم في المآذن ويطيلون فيه والناس يستمعون إليه ولا يكبرون في الغالب وإن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم وذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده، وفيه إخراق حرمة المسجد رفع الأصوات فيه والتشويش على من به من المصلين والتالين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/55)
والذاكرين".
7 ـ وقال (2/ 285):"ثم إنهم يمشون على صوت واحد وذلك بدعة لأن المشروع إنما هو أن يكبر كل إنسان لنفسه ولا يمشي على صوت غيره".
النهي عن مخالفة السنة بدعوى عمل الآباء والمشايخ
8 ـ قال (3/ 95):"إذا قلت لبعضهم اليوم السنة كذا يكون جوابه لك على الفور: عادة الناس كذا وطريقة المشايخ كذا فإن طالبته بالدليل الشرعي لم يقدر على ذلك إلا أنه يقول نشأت على هذا وكان والدي وجدي وشيخي وكل من أعرفه على هذا المنهاج ولا يمكن في حقهم أن يرتكبوا الباطل أو يخالفوا السنة فيشنع على أمره بالسنة ويقول ما أنت أعرف بالسنة ممن أدركتهم من هذا الجم الغفير ".
بدعة التكلف في الأضحية من أجل الناس
9 ـ قال (1/ 284):" إذا قلت للفقير من أهل المغرب لم تتكلف الأضحية وهي لا تجب عليك، فيقول: قبيح من الجيران والأهل والمعارف أن يقولوا فلان لم يضح، فصارت هذه القربة بالنظر إلى فعلها وتركها مشوبة بالنظر إلى الخلق وتحسينهم وتقبيحهم فإنا لله وإنا إليه راجعون"
كلمة في ختان الصغير
10 ـ قال في ختان الذكر بعد أن ذكر جواز الختان يوم السابع إلى ما قبل البلوغ (3/ 296):" وأما ختانه حين المراهقة فهو المتعين لأن كشف عورته بعد البلوغ محرم لكن يدخل عليه في ذلك الألم الشديد والبطء في البرء بخلاف الصغير فإن ألمه خفيف وبرأه قريب".
الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع
11 ـ قال (3/ 291):" اللبيب من سلم نفسه وأهله وولده إلى الشرع الشريف وترك كل من أحدثه المحدثون لأن كل من أحدث شيئا فالغالب أنه يعلله بتعاليل لا يقوم منها شيء على ساق لكن لا يظهر باطلها إلا لأهل العلم والبصيرة والتمييز غالبا فليحذر من العوائد الرديئة كائنة ما كانت وحيث كانت فالخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع".
12 ـ قال (3/ 274):" وبالجملة فالبدعة إذا عملت في شيء كثرت المفاسد فيه وقل أن تنحصر بضد ما هي السنة فإنها إذا امتثلت في شيء أنار واستنار وتجمل والحمد لله وحده".
وجوب تقديم العلم على العمل
13 ـ قال:"إذا دخل المكلف في عمل من أعمال الآخرة فمن شرطه أن يكون تابعا للعلم فيه".
سماحة الشريعة
14 ـ الشريعة والحمد لله سهلة سمحة على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد كل يسر الله عليه أمر عبادته ولم يكلفه من العمل فوق طاقته"
سنة الله في أهل البدع
15ـ قال (4/ 248):" هذه سنة الله أبدا جارية فيمن يحاول إخماد سنة وإظهار بدعة، أن كلامه يكون متناقضا متباينا، فالرد عليه من كلامه، فكفى الغير مؤونة ذلك، إذ أن الحق واحد لا يتغير ولا يزيد ولا ينقص، قال الله سبحانه وتعالى:?ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا?".
الغلو في الدين
16ـ (4/ 251):"من زاد في الدين ما ليس منه فهو الذي ينسب إلى الغلو، بخلاف من ترك البدعة وذمها فإنه لم يزد شيئا على ما قرره الشرع الشريف "
البدعة عند العلماء
17ـ قال (4/ 259):" البدعة عند العلماء ما اخترعه المرء من قبل نفسه ولم يسبق إليه غيره".
وجوب اتباع السلف
18ـ قال (4/ 261):"إن الثواب إنما يترتب على امتثال الكتاب والسنة واتباع السلف الماضين رضي الله عنهم".
البدعة بين العقل والشرع
19 ـ قال (4/ 262):" إن الشريعة منقولة محفوظة لا عقلية ولا قياسية، نعم، الفقهاء يعللون الأحكام الشرعية بعد ثبوتها بالأدلة الشرعية، وأما أن يخترع الإنسان من قبل نفسه شيئا ويعلله بعقله فبعيد عن وجه الصواب غير معقول عند ذوي الألباب".
كلمة في الاتباع
20ـ قال (4/ 263 و264):" ليست العبادة بالعادة ولا بالاستحسان ولا بالاختيار وإنما هي راجعة إلى امتثال أمر المولى سبحانه وتعالى مع بيان رسوله المعصوم في الحركات والسكنات صلوات الله عليه وسلامه، فحيث مشى مشينا وحيث وقف وقفنا، وكذلك يتعين الرجوع إلى ما استنطه العلماء وأفادوه من كتاب الله عز وجل، وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم مما للقياس فيه مدخل.
اتباع السلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/56)
21ـ قال (4/ 264):" ما حدث بعد السلف رضي الله عنهم لا يخلو إما أن يكونوا علموه وعلموا أنه موافق للشريعة ولم يعملوا به، ومعاذ الله أن يكون ذلك إذ أنه يلزم منه تنقيصهم وتفضيل من بعدهم عليهم، ومعلوم أنهم أكمل الناس في كل شيء وأشدهم اتباعا، وإما أن يكونوا علموه وتركوا العمل به، ولم يتركوه إلا لموجب أوجب تركه فكيف يمكنه فعله؟ هذا مما لا يتعقل! وإما أن يكونوا لم يعلموه، فيكون من ادعى علمه بعدهم أعلم منهم وأفضل وأعرف بوجوه البر وأحرص عليها ولو كان ذلك خيرا لعلموه ولظهر لهم، ومعلوم أنهم أعقل الناس وأعلمهم، وقد قال مطرف بن الشخير: عقول الناس على قدر أزمنتهم. ولأجل هذا المعنى لم يكن عندهم إشكال في الدين ولا في الاعتقادات لوفور عقولهم وإنما حدثت الشبه بعدهم لما خالطت العجمة الألسن، فلنقصان عقول من بعدهم عن عقولهم وقع ما وقع".
التقليد والاتباع
22ـ قال (1/ 73):" لا يجوز أن يقلد الإنسان في دينه إلا من هو معصوم، وذلك صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم ليس إلا أو من شهد له صاحب العصمة صلى الله عليه وسلم بالخير وهو القرن الأول والثاني والثالث".
السنة والبدعة
23ـ قال (1/ 39 و50):"ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام (كيف بك يا حذيفة إذا تركت بدعة قالوا تركت سنة) لأن السنة إذا أطلقها العلماء فالمراد بها طريقة صاحب الشريعة صلوات الله وسلامه عليه وعادته المستمرة على ذلك قال الله تعالى (سنة الله التي قد خلت من قبل، سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) أي عادة الله تعالى التي خلت من قبل وعادة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا فلما أن ارتكبنا عوائد اصطلحنا عليها بحسب ما سولت لنا أنفسنا صارت تلك العوائد التي ارتكبناها ومضينا عليها سنة لنا فإذا جاءنا من يعرف السنة ويعمل بها أنكرنا عليه لأنه يعمل بخلاف سنتنا وقلنا هذا يعمل بدعة بالنسبة إلى سنتنا التي اصطلحنا عليها فإذا نهانا عن عادتنا وأمرنا بتركها وتركها هو قلنا هذا يترك السنة أي يترك السنة التي اصطلحنا عليها فجاء ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم سواء بسواء فإنا لله وإنا إليه راجعون".
العوائد
24ـ قال (1/ 50):"لا شك أن الرجوع إلى العوائد من غير علم بها والاستمرار على ما نحن فيه من الاصطلاحات سخف في العقل وحرمان بين"
ميزان الاتباع
25ـ قال (3/ 208):"لا ننكر الانتماء إلى المشايخ بشرطه وهو أن يكون عند المريد شيخه وغير شيخه بالسواء بالنسبة إلى الاتباع وترك الابتداع "
غربة أهل السنة وسط أهل البدع
26ـ قال (3/ 211):من مشى على لسان العلم واتبع الحق والسنة المحمدية واقتفى آثار السلف الماضين رضي الله عنهم سيما إن أنكر عليهم ما هم فيه من عوائدهم الذميمة المخالفة للسنة، فالغالب من حال أهل هذا الزمان النفور منه لأنهم يزعمون أنه قد ضيق عليهم وهو إنما ترك العوائد والابتداع واتبع السنة المحمدية وتمسك بها وعادة النفوس في الغالب النفور من الحكم عليها، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" يا حق ما أبقيت لي حبيبا" وقد كان السلف رضي الله عنهم على عكس هذه الحال من اتبع السنة أحبوه واعتقدوه وعظموه ووقروه واحترموه ومن كان على غير ذلك تركوه وأهملوه ومقتوه وأبغضوه، حتى كان من يرد الرفعة عندهم والتعظيم ممن لا خير فيه يظهر الاتباع حتى يعتقدوه على ذلك، وأما اليوم فيعتقدون ويحترمون من يفعل العوائد المحدثة ويمشي عليها ولا ينكر على أحد ما هو فيه."
تغيير المنكر بالقلب
27ـ قال (3/ 218):"أقل ما يمكن في التغيير أن لا يرى شيئا يخالف السنة حتى يتعين عليه التغيير بالقلب، إذ أن أصعب ما في التغيير بالقلب لأن الغالب على القلب تدنيسه بما يشاهد ويرى ويسمع فقل أن يتأثر مع مداومة هذا الحال عليه فالتغير بالقلب وإن كان دون المرتبتين اللتين قبله فهو أصعب منهما بهذا الاعتبار فتأمله وما ذاك إلا لتأنيس القلوب غالبا بالعوائد المستمرة"
الاتباع في الدقيق والجليل
28ـ قال (2/ 221):"مخالفة السنة لا تأتي بخير، والخير كله في الاتباع له عليه الصلاة والسلام في الدقيق والجليل".
بين اتباع العوائد، واتباع السلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/57)
29ـ قال (3/ 251):"ينبغي بل يتعين على من له عقل أن لا ينظر إلى أفعال أكثر أهل الوقت ولا لعوائدهم لأنه إن فعل ذلك تعذر عليه الاقتداء بأفعال السلف وأحوالهم فالسعيد السعيد من شد يده على اتباعهم فهم القوم لا يشقى بهم من جالسهم ولا من أحبهم، إن المحب لمن يحب مطيع"
العبادة في زمن الفتن
30ـ قال (3/ 289):"الخروج من بين أظهرهم في هذا الزمان متعذر، لأن المكلف لا يخرج إلى موضع آخر إلا ويجد فيه ما هو مثل ما خرج عنه أو يزيد عليه، فلا فائدة إذن في خروجه إلا حصول التعب والنصب والاستشارة وغيرها مما يبدد حاله ويمنعه من جمع خاطره والدأب في عبادة ربه عز وجل والنظر في خلاص مهجته إلى غير ذلك فالعزم على الانتقال مع موضع آخر يوجب ما تقدم وغيره. فالحاصل من هذا أن العازم على الانتقال في هذا الزمان يعوض عن ذلك لزوم بيته وترك الخوض فيما هم بصدده غير مفارق لجماعتهم فيحصل له بذلك بركة امتثال السنة لقوله صلى الله عليه وسلم " نعم الصوامع بيوت أمتي" فإذا امتثل ما أمر به صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه سلم من هذه الآفات كلها، وكأنه غائب عنهم فلم يضره بعون الله تعالى وبركة نبيه عليه الصلاة والسلام شيء مما هم فيه بل يكثر أجره ويعلو أمره عند ربه بحسب ما يجد في نفسه من القلق والانزعاج عند رؤية شيء من ذلك أو سماعه وهو مع ذلك ملازم لطاعة ربه ممتثل سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، لم يزعزعه شيء من ذلك كله، بل يرى ذلك غنيمة باردة سيقت له له فيغتنمها ويشكر الله على ما حباه منها، لقوله عليه الصلاة والسلام "العمل في الهرج كهجرة معي". "
ترك السنة ترك للخير
31ـ قال (1/ 137):"السنة إذا تركت في شيء لا يأتي ما عمل عوضا منها إلا ترك الخير والخير كله بحذافيره في قدمه عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث "الخير بحذافيره في الجنة" والجنة لا تنال إلا من تحت قدمه عليه الصلاة والسلام أعني باتباعه".
بدعية الدعاء بعد الصلاة جماعة جهرا
32ـ قال (2/ 281):"يستحب لكل واحد من المصلين أن يدعو لنفسه ولمن حضره من إخوانه المسلمين من إمام ومأموم وليحذروا جميعا من الجهر بالذكر والدعاء وبسط الأيدي عنده أعني عند الفراغ من الصلاة إن كان في جماعة فإن ذلك من البدع ".
عمل أهل فاس!
33ـ قال (2/ 288):"قال الشيخ الإمام أبو عبد الله بن النعمان رحمه الله أنه أدرك بمدينة فاس والعلماء العاملون بعلمهم بها متوافرون أنهم كانوا إذا فرغوا من صلاة العيد صافح بعضهم بعضا، فإن كان يساعده النقل عن السلف فيا حبذا، وإن لم ينقل عنهم فتركه أولى"
بغض البدع ومحبة السنن
34ـ قال (2/ 304):"أقرب ما يتقرب به المتقربون إلى الله سبحانه وتعالى اليوم بغض البدع ومحبة السنن والعمل عليها ومحبة أهلها وموالاتها إذ أن الفن قد اندرس إلا عند من وفقه الله"
اتباع السنة واتباع السلف
35 ـ قال (3/ 184):" إعلم وفقنا الله وإياك أن آكد ما على المريد اتباع السنة واتباع السلف الماضين رضي الله عنهم أجمعين، فيشد على ذلك يده وليحذر أن يميل أو يغتر بما قد أحدثه بعض الناس من أفعال لم تكن لمن مضى، وقد تقدم أن الخير كله في الاتباع وعكسه في الابتداع".(67/58)
من ألف ... و نسب / أو سمى تأليفه باسم خليفة أو أمير أو ملك .. دعوة للمشاركة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 08:15 م]ـ
من ألف ... و نسب / أو سمى تأليفه باسم خليفة أو أمير أو ملك .. دعوة للمشاركة
منهم:
- الامام أبو بكر الشاشي الشافعي، ألف كتابا في الفقه بأمر الخليفة المستظهر بالله و سماه:
" المستظهري"
- إمام الحرمين ألف كتابا في الفقه باسم غياث الدين نظام الملك و سماه: " الغياثي "
و ألف كذلك "مختصر الطيف " سماه " الرسالة النظامية "
- الامام ابن فورك ألف في أصول الدين رسالة باسم نظام الملك و سماها: " النظامي "
- الامام ابن فارس اللغوي ألف كتابه الشهير في اللغة: "الصاحبي"، باسم الصاحب كافي الكفاة ..
- الامام أبو علي الفارسي النحوي ألف كتابا باسم عضد الدولة و سماه: "العضدي"
- الامام القاضي عضد الدين ألف كتابا في المعاني ... باسم السلطان غياث الدين و أسماه " الفوائد الغياثية " ...
- الامام الحافظ السيوطي ألف كتابا باسم الخليفة المتوكل على الله، فيما وقع في القرآن من لغة الحبشة و الفرس أو غيرهم ... سماه: "المتوكلي" ...
......
و الله أعلم.
دعوة للمشاركة و إغناء الموضوع ...
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[08 - 09 - 06, 09:51 م]ـ
أخي في الله الطيب.
موضوعك صعبٌ! ابتسامة
- أبو الفتح ابن جني له: (التصريف الملوكي)
و لم يعين الملك الذي كتبه له.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:59 ص]ـ
موضوع صعب لكنه ممتاز جدا؛
وهذه التسميات وأشباهها تدل على أن سوق العلم قديما كان ينفق أو يكسد تبعا للملوك والأمراء؛ فحيث نفَّقه الأمراء نفق، وحيث أغفله الوُجهاء امَّحى وكان إلى زوال.
ومن ذلك:
= التذكرة الفخرية للإربلي؛ ألفه باسم فخر الإسلام الملك منوجهر بن أبي كرم الهمذاني
= التذكرة السعدية للعبيدي؛ ألفه باسم سعد الحق بن أبي الفضل
= التصريف الملوكي لأبي عثمان المازني
= التصريف الملوكي لأبي علي الفارسي
= الملوكي في النسب لهشام بن السائب الكلبي؛ صنفه لجعفر بن يحيى البرمكي
ومما يمد بسبب إلى هذا الباب وإن لم يكن منه محضا:
= المقامات الزينية لابن الصيقل الجزري؛ وضعها باسم ابنه
= مثالب الوزيرين لأبي حيان التوحيدي؛ يقصد بهما الصاحب بن عباد وأبا الفضل ابن العميد
= ذيل على (العضدي) لأبي علي الفارسي؛ وضعه أبو العلاء المعري وسماه (ظهير العضدي)
= العزي في التصريف؛ لعز الدين الزنجاني
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:28 ص]ـ
ما شاء الله ...
جزاك الله خيرا يا أبا مالك و أمتعنا بك ...
ـ[عمربن محمد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:17 ص]ـ
الاخبار الموفقيات للزبير بن بكار ألفها للامير بن الخليفة المتوكل كما فى معجم المصنفات برقم 1369
ـ[عمربن محمد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:33 ص]ـ
ايضا فى الرقم121 و 349
ـ[عبد الأحد بن محمد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:20 م]ـ
العقيدة القادرية
و من هذا الباب رسالة الجهاد لابن كثير كما كتب هو في مقدمتها
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:17 م]ـ
و أحد الأدباء الأندلسيين ألف كتابا لبعض الأمراء سماه المظفري، و قد غاب عني التفصيل الآن، لعلي أستدركه فيما بعد.
ـ[عبد الأحد بن محمد]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:27 م]ـ
و نحوه كتاب ابن الجوزي: المصباح المضيء في خلافة المستضيء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:56 ص]ـ
منهم:
- الامام أبو بكر الشاشي الشافعي، ألف كتابا في الفقه بأمر الخليفة المستظهر بالله و سماه:
" المستظهري"
وهو نفسه كتاب (حلية العلماء)
وكذلك أبو يوسف الإسفراييني له كتاب (المستظهري في الإمامة).
والإمام الغزالي له كتاب (المستظهري) أو (فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية).
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[14 - 09 - 06, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا ....
ذكر الشيخ حاتم الشريف في محاضراته المسماة ب ((دراسة منهجية لسنن النسائي وبن ماجة)):
فأول قد يُطرح على الأذهان أو يسأله السائل: ما هو الداعي والسبب الذي جعل الإمام النسائي يصنف ويختصر غالب السنن الصغرى من الكبرى؛ لأنه في المعتاد أن المختصِر يكون غير المؤلف، المؤلف يؤلف كتابًا ضخمًا فيأتي واحد ويختصره، فما الذي دعا الإمام النسائي لاختصار كتابه؟!
وردت قصة تَذْكُر هذا السبب، إلا أن أهل العلم اختلفوا تجاه هذه القصة قبولًا أو ردًّا؛ هذه القصة تذكر أن الإمام النسائي لَمَّا صنف " السنن الكبرى " أهداها لأمير من الأمراء، وهو أمير الرَّمْلة – بلدة في فلسطين – فلما نظر هذا الأمير في كتاب " السنن الكبرى " قال للنسائي: أهذا صحيح كله؟ قال: لا.
قال له: فجَرِّدْ لِيَ الصحيح، اكتب كتابًا ليس فيه إلا الصحيح، فكتب النسائي بناءً على رغبة هذا الأمير كتاب " المجتبى " السنن الصغرى.
******
انتهى(67/59)
أريد المساعدة، فهل من معين؟
ـ[أم يوسف]ــــــــ[08 - 09 - 06, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله الذي وفقني للإنضمام معكم.
ثم حدى بي الشوق إلى أن اسألكم عن أمر يهمني جدا،وأسأل الله أن أجد عندكم جوابًا عليه.
ما هي الطريقة المنهجية لدراسة علم الحديث دراية، وما كيفية مدارستها؟
علما بأني طالبة علم مبتدئة، بفضل الله قد درست مبادىء العلوم الشرعية. في كل علم متن المرحلة الأولى.
أريد إرشادكم أرشدكم الله لطاعته ومراضاته.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:32 ص]ـ
وعليكم السلام.
أذكر لبعض المشايخ كلام نحو هذا مثل الشيخ عبد الكربم الخضير وأيضا أخوه الشيخ الدكتور محمد وهي عبارة عن مذكرةمختصرة وصغيرة ومفيدة عبارة عن دورة وجدتها في أحد المواقع, وأيضا للشيخ العلوان كلام مفيد, وأتوقع لو بحثتي في موقع الإسلام اليوم أو صيد الفوائد لوجدتي خيرا.
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:34 م]ـ
عمدة الأحكام متن مهم جمع فيه مؤلفه أهم الأبواب الفقهية التي يحتاجها الناس، عليكِ به حفظا وشرحا، ومن أفضل شروحه شرح ابن الملقن - رحمه الله تعالى - الموسوم ب " الإعلام بشرح عمدة الأحكام "، وكذا شرح ابن دقيق العيد مع حاشية الصنعاني رحمه الله تعالى " العدة " على شرح ابن دقيق العيد ‘ فإذا اتقنت العمدة مع شروحها، انطلقي إلى " بلوغ المرام " ومن أفضل شروحه " سبل السلام " للأمير الصنعاني، ثم انطلقي إلى " صحيح البخاري " وشرحه العُجاب " فتح الباري".
والله الموفق.(67/60)
كيف الجمع بين حديث" الحل ميتته"وبين حديث أحلت لنا ميتتان؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 09 - 06, 11:08 م]ـ
السلام عليكم
كيف الجمع بين حديث " هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وبين حديث أحلت لنا ميتتان السمك والجراد"
فإن الحديث الثانى مشكل على مذهب عامة الفقهاء دون الحنفية لأنهم يرون حليّة دواب البحر السمك وغيره على تفصيل عند بعضهم
أجاب بعضهم بأن فى بعض الروايات" الحوت" قالوا ان لفظ السمك يشمل جميع دواب البحر
لكن هذا ضعيف غير مسلم به عند الخصم
وقال بعضهم هذا مفهوم لقب وهو ليس بحجة عن الأصولين
وأجيب بأنه ليس بمفهوم لقب لأن الام للعهد هى تعود إلى الميتة فهى صفة فيكون مفهوم عدد عند من يراه حجة مخصص لعموم الحديث الأول
لكن هذا مشكل على مذهب عامة الفقهاء كما قدمت
فمن عنده الجواب الكافى؟؟؟؟؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 06:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
أخي أمجد نريد أن تُكثر من هذه المسائل لنتدارسها، جزاك الله خيراً.
بالنسبة لحديث (أحلت لنا ميتتان ... ) فهو موقوف كما يبيّن هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32840&highlight=%E3%ED%CA%CA%C7%E4+%E6%CF%E3%C7%E4
والصحابي قد يعبّر بتعبيرٍ غير جامعٍ أحياناً، ولا يضره هذا فهو ليس في مقام التشريع.
فلعله خصّ السمك لأنه غالب ما يأكله الناس من حيوان البحر. فأراد إعطاءهم هذه الفائدة عنه
ـ[المصلحي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:37 ص]ـ
السلام عليكم:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
الجواب عن سؤالك المذكور هو:
ان الحديث الاول (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) نص عام في حل جميع ميتة البحر.
والحديث الثاني نص على ان ميتة السمك حلال.
ولاتضاد بين النصين.
لانه ذكر في النص الثاني بعض افراد العام في النص الاول.
والقاعدة تقول:
التنصيص على ذكر بعض افراد العام بما يوافق حكم العام لايقتضي تخصيصا.
وهي قاعدة صحيحة مشهورة عند الاصوليين.
انظر على سبيل المثال كتاب (اجابة السائل شرح بغية الآمل) للصنعاني رحمه الله.
س:
فان قيل: مافائدة ذكر هذه الافراد مادامت انها تدخل في حكم العام؟
ج: لفوائد:
1 - انها اولى الافراد دخولا تحت العام. بمعنى ان العام يشمل افرادا كثيرة فهذه الافراد التي خصت بالذكر هي اول الافراد واولاها دخولا تحت العام.
2 - لمزيد الاهتمام بها، ولهذا قالوا " التخصيص بالتنصيص دليل العناية". اي التخصيص بالذكر وليس التخصيص بالحكم حتى لاتقول حصل تناقض في الكلام.
3 - لبيان ان النص العام فيما لو تم تخصيصه فان هذه الافراد تبقى تحت حكم العام.
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:46 م]ـ
الله يجزاكم خير.
فائدة عظيمة.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كلامك قوى لكن قال ابن دقيق العيد رحمه الله فى شرح الإلمام ما معناه
أن الحديث يقتضى التخصيص لأنه مفهوم عدد وهو حجة عند الجمهور ولأن فيه زيادة دلالة على التخصيص وهو أن قوله" أحلت لنا ميتتان"
مذكور لبيان الرخصة والإستثناء من الميتتة المحرم أكلها وذلك يقتضى الحصر لماذا؟
لأن ما عداه يبقى على الأصل وهو الحرمة فيضم فى الدلالة على التخصيص هذا المعنى. اه
ويؤيده أنك إذا قلت مثلا أحل لنا من السباع ذات الناب سبعين: الضبع والسنور فإن هذا يقتضى التخصيص تخصيص المنصوص عليه بالحل ونفيه عن ماعداه لأن الأصل الحرمة
والله أعلم
ـ[المصلحي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كلامك قوى لكن قال ابن دقيق العيد رحمه الله فى شرح الإلمام ما معناه
أن الحديث يقتضى التخصيص لأنه مفهوم عدد وهو حجة عند الجمهور ولأن فيه زيادة دلالة على التخصيص وهو أن قوله" أحلت لنا ميتتان"
مذكور لبيان الرخصة والإستثناء من الميتتة المحرم أكلها وذلك يقتضى الحصر لماذا؟
لأن ما عداه يبقى على الأصل وهو الحرمة فيضم فى الدلالة على التخصيص هذا المعنى. اه
ويؤيده أنك إذا قلت مثلا أحل لنا من السباع ذات الناب سبعين: الضبع والسنور فإن هذا يقتضى التخصيص تخصيص المنصوص عليه بالحل ونفيه عن ماعداه لأن الأصل الحرمة
والله أعلم
السلام عليكم:
الاخ عبد الرحمن السعد: وجزاك الله خيرا.
الاخ امجد الفلسطيني: بارك الله فيك.
يبدو ان الامام ابن دقيق العيد رحمه الله جعل الاصل في مسالتنا هنا هو التحريم للميتة، وجاء حديث " احلت لنا ميتتان" استثناء من هذا الاصل، وهو يقتضي التخصيص، لانه مفهوم عدد، وليس مفهوم لقب فانه قال " ميتتان" ومن ثم يكون هذا من باب التخصيص.
ثم انت بارك الله فيك ضربت مثلا لذلك بان الاصل في السباع هو التحريم ثم جاء النص بحل الضبع والسنور استثناء من هذا الاصل، فيبقى ما عداه على التحريم.
هذا تقرير الدليل الذي ذكرته انت بارك الله فيك.
وبالتامل يظهر ان مسالتنا تختلف عن ذلك، بيانه:
ان الذي يحل الاشكال هو تحديد الاصل في مسالتنا هذه، فما هو الاصل فيها؟
فاقول وبالله التوفيق:
1 - ان الاصل في الميتة هو التحريم.
هذا اصل متفق عليه.
2 - جاء استثناء من هذا الاصل وهو الحديث (هو الطهور ماؤه الحل ميتته). ويمكن ان نقول عنه انه اصل بذاته ايضا لانه اصل في حل جميع ميتة البحر.
3 - ثم جاء الحديث (احلت لنا ميتتان) موافقا لهذا الاصل الثاني.
يبدو ان الاجابة اتضحت الآن.
ان حديث (احلت لنا ميتتان) جاء موافقا للاصل (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) فتنطبق القاعدة التي ذكرتها في الرد السابق.
ولم يات حديث (احلت لنا ميتتان) مخالفا للاصل (تحريم الميتة)، بل الذي جاء مخالفا لاصل تحريم الميتة هو حديث (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
من خلال ماتقدم يظهر ان قول الامام ابن دقيق العيد رحمه الله (أن قوله" أحلت لنا ميتتان"
مذكور لبيان الرخصة والإستثناء من الميتتة المحرم أكلها) فيه تردد والصواب ان قوله " احلت لنا ميتتان" مذكور موافقا للاصل " الحل ميتته"
وقوله:"لأن ما عداه يبقى على الأصل وهو الحرمة" فيه تردد ايضا بل الصواب ان ماعداه من ميتتة البحر يبقى على الاصل وهو الحل.
هذا مايظهر لي من الاجابة، ونسعد بالتواصل.
والله اعلم(67/61)
لكل طالب علم أرجو أن لاتغفل هذا الجانب المهم.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:05 ص]ـ
وهو النزول مع عموم الناس والتلطف إليهم ومعاشرتهم وخاصة قضاء حوائجهم مع الاستطاعة, ولاشك أن ديننا جاء بالعلمٌ والعمل والعبادةٌ والمعاملة.
من يعملِ المعروفَ لا يعدم جوازيَه****** لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ
وسأنقل لكم بعض الكلمات والآثار الواردة في فضل ذلك للتذكير ولرفع الهمم, معترفا بالتقصير والخلل, والله المستعان.
1 - تقول خديجةُ -رضي الله عنها- في وصف نبينا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام: (إِنَّكَ تَكسِبُ المعدُومَ وتَصِلُ الرَّحمَ وتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ). أخرجه البخاري.
2 - وأشرفُ الخلقِ محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إذا سئل عن حاجة, لم يردَّ السائلَ عن حاجته, يقول جابرٌ رضي الله عنه: ما سئل رسولُ الله شيئًا قط فقال: لا " أخرجه البخاري.
3 - يقول المصطفى-صلى الله عليه آله وسلم-: ((من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة)) أخرجه مسلم.
4 - وببذل المعروف والإحسان, تَحسنُ الخاتمة, وتُصرفُ ميتة السوء، يقول عليه الصلاة والسلام: ((صنائعُ المعروف تقي مصارعَ السوء .. )) رواه ابن حِبان بإسنادٍ صحيح.
5 - يقولُ حبر الأمة ابنُ عباسٍ-رضي الله عنه-: (ثلاثة لا أكافئُهم: رجلٌ بدأني بالسلام، ورجلٌ وسَّع لي في المجلس، ورجلٌ اِغْبرت قدماه في المشيِ إليَّ إرادةَ التسليمِ عليَّ، فأما الرابعُ فلا يكافئُه عني إلا الله) قيل: ومن هو؟ قال: (رجل نزل به أمرٌ فبات ليلتَه يفكر بمن يُنزِلُه، ثم رآني أهلاً لحاجتهِ فأنزلَها بي) أخرجه البيهقي.
6 - كان عمر بنُ الخطابِ-رضي الله عنه-يتعاهدُ الأرامل, ويسقي لهن الماء ليلاً.
7 - وكان أبو وائلٍ رحمه الله يطوفُ على نساءِ وعجائزِ حيهِ كل يوم فيشتري لهن جوائجَهن.
8 - يقول ابن القيمِ رحمه الله تعالى:"وقد دل العقلُ والنقلُ والفطرة .. وتجاربُ الأمم ِعلى اختلافِ أجناسهاعلى أن التقربَ إلى ربِ العالمين والبرَ والإحسانَ إلى خلقه من أعظمِ الأسبابِ الجالبةِ لكل خير وأن أضدادها من أكبرِ الأسبابِ الجالبةِ لكل شر فما استُجْلبتْ نِعمُ الله واستُدفعتْ نِقَمُه بمثلِ طاعتهِ والإحسانِ إلى خلقه".أ-هـ
9 - وكان يقول عن شيخهِ ابنِ تيمية:"كان شيخُ الإسلام يسعى سعيًا شديدًا لقضاءِ حوائج الناس.
((أرجو من كان من الإخوة عنده إضافة أوتعليق أن لا يبخل بها علينا ولو كانت قليلة.))
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:15 ص]ـ
تصحيح الخطأ:
((جاء بالعلمِ والعملِ والعبادةِ والمعاملة))
وشكرا(67/62)
حكم الاكتتاب في شركة سبكيم؟ للشيخ /محمد العصيمي
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 09 - 06, 06:29 ص]ـ
الشيخ: محمد بن سعود العصيمي
التاريخ: 9/ 8/2006
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد اطلعت على نشرة الاكتتاب المفصلة للشركة السعودية العالمية البتروكيماويات (سبكيم)
المنشورة في موقع هيئة السوق المالية، وتبين لي أن أغراض الشركة الحالية أغراض مباحة وهي إنتاج البتروكيماويات وتصب في خانة دعم الاقتصاد الوطني، ونشد على يد القائمين عليها في أهمية تلك الأنشطة الاقتصادية النافعة.
وهي شركة قابضة لمجموعة من الشركات هي: الشركة العالمية للميثانول وشركة الخليج للصناعات الكيميائية المتقدمة المحدودة، ومجمع الاسيتيل وهو عبارة عن عدة شركات.
وبدراسة القوائم المالية للفترة المنتهية في 31ديسمبر2005م تبين أنها تحتوي على بنود محرمة هي الاستثمار في سندات التنمية الحكومية بقيمة 259.5 مليون ريال، بالإضافة إلى قروض ربوية (باستثناء قرض صندوق التنمية الصناعي) تبلغ 1118 مليون ريال، وقد حصلت الشركة على ربا من السندات الحكومية قدره 36,9 مليون ريال.
وحيث إن ذلك الواقع هو واقع الشركة فلا يجوز الاكتتاب فيها.
وفي الختام، أذكر للقائمين على الشركة وفيهم من أهل الخير والصلاح بتقوى الله سبحانه وتعالى باجتناب الربا تمويلا واستثمارا، وأن يؤمنوا على ممتلكات الشركة تأمينا تعاونيا بدل التأمين التجاري، كما أتمنى على القائمين على الشركة أن يتم تمويل مجمع الاسيتيل من صندوق الاستثمارات العامة بالطريقة الإسلامية وليس قرضا تجاريا كما ذكر في النشرة.
ولا يفوتني أن أشكرهم على تغيير قروض الشركة العالمية للميثانول إلى تمويل إسلامي وأشكرهم كذلك على ودائع المرابحة التي تقارب المليار ريال وينتظر المساهمون المزيد من ذلك التحول في القريب العاجل.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=10402
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا المسيطير وجزى الله الشيخ العصيمي خيرا على هذا البيان والإيضاح ..
للمعلومية فقد أجاز الشيخ يوسف الشبيلي وفقه الله الاكتتاب فيها لما سئل عنها في الجواب الكافي في قناة المجد يوم الجمعة 8/ 8/1427. وقال إنهم بدؤوا في التخلص من المعاملات المحرمة وأن الفوائد الربوية التي فيها يسيرة.
(أنا مجرد ناقل لفتوى الشيخ، وهذا لا يعني أني أتبنى هذا الرأي، فلا يأتي أحد ويناقشني في النسبة أو يسير الربا ... )
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:03 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:53 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((دع مايريبك إلى ما لا يريبك)).
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:52 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((دع مايريبك إلى ما لا يريبك)).
كنت أتمنى من أخي الفاضل المسيطير لو نقل فتوى الشبيلي، وذلك لجمع فتاوى أهل العلم في هذه المسألة.
ومن وجهة نظري: للإخوة الذين يحرصون على ترك المشتبهات _ وفقهم الله _ أرى أن ترك المشتبه إذا أردناه حقيقة فيتجاوز مسألة الشركات المختلطة إلى وضع السوق عامة، ومايسمى بالقروبات، والنجش الحاصل. فإن الورع المحض ترك الدخول في مثل هذه التجارة. حتى تتخلص من مثل ماذكرت.
والله أعلم، ولعلنا نسمع راي الأفاضل في ذلك
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:42 ص]ـ
الشركة عندها قروض كبيرة تخلصت من جزء منها والباقي ربما يكون كافيًا لتحريمها، والله المستعان
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:31 م]ـ
نص فتوى الشيخ يوسف الشبيلي وفقه الله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
فإن نشاط شركة سبكيم –وهي الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات-في الصناعات البتروكيماوية. وهو نشاط مباح. وقد شرعت الشركة منذ العام الماضي في اتخاذ عددٍ من الإجراءات لتحويل ودائعها البنكية وقروضها إلى صيغٍ مجازة من بعض الهيئات الشرعية، إلا أن هذه الإجراءات لم تكتمل حيث لا يزال لديها بعض السندات والقروض التي لم تتخلص منها.
وبما أن الأغلب في نشاط الشركة الإباحة فالذي يظهر هو جواز الاكتتاب فيها، لاسيما وأن أموال المكتتبين لن توجه إلى شيء من أنشطة الشركة أو إلى سداد القروض المستحقة عليها بل ستدفع جميعها إلى المؤسسين البائعين. ومن اكتتب ثم باع أسهمه بربح قبل أن يستحق شيئاً من الأرباح التي توزعها الشركة فليس عليه تطهير شيء منها- أي من أرباح المضاربة-، أما من احتفظ بأسهمه إلى حين استحقاق الأرباح التي توزعها الشركة فقد يلزمه تطهير تلك الأرباح –أي أرباح الاستثمار-، وسيبين ذلك في حينه إن شاء الله.
وإني أحث القائمين على هذه الشركة وغيرها من الشركات المساهمة إلى المبادرة إلى تنقية جميع معاملاتها من العقود المحرمة أو المشبوهة؛ فإن جواز الاكتتاب في الشركة للمساهمين لا يعفي القائمين عليها من إثم أي معاملة محرمة يأذنون بها ولو قلّت، فالله قد حذرنا من الربا وتوعد من تعامل به بحرب منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. نسأل الله يوفقنا إلى ما يرضيه، وأن يجنبنا أسباب سخطه وعقابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرابط: http://www.shubily.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/63)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:12 م]ـ
بارك الله فيك
ذكرت أخي الحبيب
(ومن وجهة نظري: للإخوة الذين يحرصون على ترك المشتبهات _ وفقهم الله _ أرى أن ترك المشتبه إذا أردناه حقيقة فيتجاوز مسألة الشركات المختلطة إلى وضع السوق عامة، ومايسمى بالقروبات، والنجش الحاصل. فإن الورع المحض ترك الدخول في مثل هذه التجارة. حتى تتخلص من مثل ماذكرت)
أخي الحبيب المسألة مختلفة
ففي مسألتنا جمهور- (كبار) العلماء على التحريم لا على كونها من المتشبهات
والعلماء كافة على كون الأمر فيه شبهة ظاهرة وأما من جادل بغير علم وزعم أن لا شبهة فيها أصلا
فقد بالغ وخالف قول أهل العلم فإن كان من العامة فلا يجوز له أن يتكلم في أمر الخاصة
وإن كان من أهل العلم او من طلبة العلم فقد وقع في الغلط البين الظاهر
وبعض من نسبه الناس إلى العلم أو نسب نفسه إلى العلم يزعم أن لا شبهة في المسألة
لما رأى أن الكثير من العامة فضلا عن الخاصة يتورعون عن هذا الأمر الخطير
وقد قال ابن عمر (لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر)
فلجأ إلى الزعم بأن لا شبهة في المسألة أصلا
وزعمه هذا باطل مخالف للصواب
وهو غلط ظاهر بين
عموما الواجب الكفائي على الجميع أن يأتوا بما يسمى البديل الشرعي
فلا ينبغي ترك الناس هملا
بل الواجب على الأمة جمعاء والتجار منهم على وجه الخصوص وضع المشروعات المباحة
النقية
والواجب على أهل الديانة والصلاح أن يشاركوا أصحاب الأموال حتى يكون هناك رأس مال ينفق في مشروعات الاحياء
كما ينفق أهل الباطل في مشروعات اماتة الذوق والاخلاق والدين
فالواجب على أهل اليسار فتح مشروعات مباحة وكبيرة يشترك فيها أهل الاسلام
هذا هو الواجب
وهو واجب كفائي
فأين أنتم يا معشر التجار
الشاهد أن هناك فرق كبير بين دخول السوق عامة والورع فيه وبين الدخول في مثل هذه الشركات
وأنا هنا لا أرجح وأعارض ولكن بينت وجه المسألة
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:17 م]ـ
وهنا مسألة أخرى أن الشخص إذا تورع في مسألة لا يقال له تورع في كل المسائل
أو اخرج من الحياة العامة أصلا
لان الورع المحض يقتضي عدم مشاركتك في كذا وكذا
فكيف إذا كان الورع في مسألة الشبهة فيها قوية وتقارن بمسألة أخرى الشبهة فيها أقل
فالوضع يختلف تماما
والله أعلم بالصواب(67/64)
ما صحه ان الدعوة مستجابه عند النظر الى الكعبه وما المصدر
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى
ما صحه ان المرء عند النظر الى الكعبه اول مره له دعوه مستجابه
ولقد سمعت انه حديث لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فما صحه ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:22 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60925&highlight=%C7%E1%DF%DA%C8%C9+%C7%E1%E4%D9%D1
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:24 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14349&highlight=%C7%E1%DF%DA%C8%C9+%C7%E1%E4%D9%D1
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:26 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22723&highlight=%C7%E1%DF%DA%C8%C9+%C7%E1%E4%D9%D1
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك(67/65)
الترغيب والترهيب في الحج والعمرة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:45 ص]ـ
الترغيب والترهيب في الحج والعمرة
لقد رغب الشارع في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث على فعلهما، ودعا إلى ذلك بأساليب متنوعة، وأضرب من البيان مختلفة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيله ثم حج مبرور). رواه البخاري ومسلم. وقوله: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنبه كيوم ولدته أمه). رواه البخاري ومسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة). رواه البخاري ومسلم. وقوله: (جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج المبرور). رواه النسائي. وقوله: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة). رواه البخاري.
كما رهب من تركهما وحذر من التقاعس عن فعلهما بما لا مزيد عليه، فقال: (من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو منع من سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء، يهودياً أو نصرانياً). رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي. وقال علي رضي الله عنه: (من ملك زاد وراحلة تبلغه إلى البيت الحرام ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً). رواه الترمذي. وذلك لقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). وقال عمر رضي الله عنه: (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فلينظروا كل من كانت له جِدًةٌ ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين). رواه البيهقي وسعيد بن منصور.(67/66)
الركن الأول من أركان الحج والعمرة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:48 ص]ـ
الركن الأول من أركان الحج والعمرة
أركان الحج والعمرة:
للحج أربعة أركان وهي: الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة فلو سقط منه ركن لبطل الحج.
وللعمرة ثلاثة أركان، وهي: الإحرام، والطواف، والسعي، فلا تتم إلا بها وتفصيل هذه الأركان كالتالي:
الركن الأول من أركان الحج والعمرة الإحرام وهو نية الدخول في أحد النسكين: الحج والعمرة المقارنة للتجرد والتلبية، وله واجبات وسنن ومحظورات وهي:
أ – الواجبات:
المراد من الواجبات الأعمال التي لو ترك أحدها لوجب على تاركه دم، أو صيام عشرة أيام إن عجز عن الدم، وواجبات الإحرام ثلاثة، وهي:
1 – الإحرام من الميقات:وهو المكان الذي حدده الشارع للإحرام عنده بحيث لا يجوز تعديه بدون إحرام لمن كان يريد الحج أو العمرة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (وقَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، قال: فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج أو العمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها). رواه البخاري.
2 – التجرد من المخيط: فلا يلبس المحرم ثوباً ولا قميصاً ولا برنساً، ولا يعتم بعمامة ولا يغطي رأسه بشيء أبداً، كما لا يلبس خفاً ولا حذاءً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يلبس المحرم الثوب ولا العمائم ولا السراويل ولا البرانس ولا الخفاف، إلا لمن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما من أسفل الكعبين). رواه البخاري. كما لا يلبس من الثياب شيئاً مسه زعفران أو ورس، ولا تتنقب المرأة ولا تلبس القفازين. لما روى البخاري من النهي عن ذلك.
2 – التلبية: وهي قول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
يقولها المحرم عند الشروع في الإحرام وهو بالميقات لم يتجاوزه ويستحب تكرارها ورفع الصوت بها وتجديدها عند كل مناسبة من نزول أو ركوب أو إقامة صلاة أو فراغ منها، أو ملاقاة رفاق.
ب – السنن:
السنن، هي الأعمال التي لو تركها المحرم لا يجب عليه فيها دم، ولكن يفوته بتركها أجر كبير وهي:
1 – الاغتسال للإحرام، ولو لنفساء أو حائض، إذ أن امرأة لأبي بكر رضي الله عنه، وضعت وهي تنوي الحج، فأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالاغتسال. رواه مسلم.
2 – الإحرام في رداء أو إزار أبيض نظيفين لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك.
3 – وقوع الإحرام عقب صلاة نافلة أو فريضة.
4 – تقليم الأظافر، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك.
5 – تكرار التلبية وتجديدها كلما تجددت حال من ركوب أو نزول أو صلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من لبى حتى تغرب الشمس أمسى مغفوراً له).
6 – الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عقب التلبية، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من التلبية سأل ربه الجنة واستعاذ به من النار. رواه الشافعي والدارقطني.
ج – المحظورات:
المحظورات هي الأعمال الممنوعة، والتي لو فعلها المؤمن لوجب عليه فدية دم أو صيام أو إطعام، وتلك الأعمال هي:
1 – تغطية الرأس بأي غطاء كان.
2 – حلق الشعر أو قصه وإن قل، وسواء كان شعر رأسه أو غيره.
3 – قلم الأظافر، وسواء كانت اليدين أو الرجلين.
4 – مس الطيب.
5 – لبس المخيط مطلقاً.
6 – قتل صيد البر، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم).
7 – مقدمات الجماع، من قبلة ونحوها، لقوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). والمراد من الرفث: مقدمات الجماع وكل ما يدعو إليه.
8 – عقد النكاح أو خطبته، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يُنكِح المحرم ولا يُنكَح ولا يخطب). رواه مسلم.
9 – الجماع، لقوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) والرفث شامل للجماع ومقدماته.
حكم هذه المحظورات:
حكم هذه المحظورات: الخمس الأولى من فعل واحداً منها وجبت عليه فدية وهي: صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين مداً من بر، أو ذبح شاة، لقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك). وأما قتل الصيد ففيه جزاؤه بمثله من النعم لقوله تعالى: (فجزاءً مثل ما قتلتم من النعم). وأما مقدمات الجماع فإن على فاعلها دماً، وهو ذبح شاة، وأما الجماع فإنه يفسد الحج بالمرة، غير أنه يجب الاستمرار فيه حتى يتم وعلى صاحبه بدنة – أي بعير – فإن لم يجد صام عشرة أيام، وعليه مع ذلك القضاء من عام آخر لما روى مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبا هريرة سئلوا عن رجل أصاب أهله وهو محرم بالحج؟ فقالوا: ينفذان يمضيان لوجههما حتى يقضيا حجهما، ثم عليهما حج قابل والهدي.
وأما عقد النكاح وخطبته وسائر الذنوب كالغيبة والنميمة وكل ما يدخل تحت لفظ الفسوق ففيه التوبة والاستغفار، إذ لم يرد عن الشارع وضع كفارة له سوى التوبة والاستغفار.(67/67)
هل يؤخذ بقول المنجمين وحسابهم في دخول شهر رمضان أو انتهائه؟ وأين أجد إجابة المسألة
ـ[عالية الهمة،،،]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
المشائخ الفضلاء حفظهم الله وبارك في علمهم وعملهم،،،
هل يؤخذ بقول المنجمين وحسابهم في دخول شهر رمضان أو انتهائه؟ وأين أجد إجابة المسألة كاملة مفصلة حفظكم الله؟
وجزاكم الله عنا خيرا،،،
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:36 م]ـ
لا لايؤخذ بقولهم في ذلك، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: [صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته] وما جاء في معناه من أحاديث، فعلق النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالصيام والفطر على رؤية الهلال.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: [إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ... ] فألغى النبي صلى الله عليه وسلم العمل بالحساب.
وقد حكي الإجماع في هذه المسألة.
وقد بحث هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في المجلد25 من مجموع الفتاوى.
والحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري.
وكذلك من المعاصرين الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله،وهو بحث مطول، وقد توصل إلى جواز العمل بقول الحسابين، وهذا خلاف قول الجمهور الذي حكي عليه الإجماع.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 05:24 م]ـ
أظن أن هذا لن يكفي أختا تصف نفسها بعالية الهمة يا عبد الله الميمان. أتحفها وأتحفنا بنقل نصوص شيخ الإسلام وابن حجر وغيره ممن تعرف عنه ردا على هذه المسألة حفظك الله ليستفيد إخوانك.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:21 م]ـ
السلام عليكم,
أولاً ينبغي تصحيح مصطلح "المنجمين" إلى "الفلكيين".
وهاكم "الرسالة الهلالية" لشيخ الإسلام كما جاءت في مجموع الفتاوي (126/ 25 - 201). منسوخة من الشاملة
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:23 م]ـ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ. وَجَعَلَهُ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ. وَأَمَرَنَا بِالِاعْتِصَامِ بِهِ إذْ هُوَ حَبْلُهُ الَّذِي هُوَ أَثْبَتُ الْأَسْبَابِ وَهَدَانَا بِهِ إلَى سُبُلِ الْهُدَى وَمَنَاهِجِ الصَّوَابِ وَأَخْبَرَ فِيهِ أَنَّهُ: {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْأَرْبَابِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَالْحِكْمَةِ وَفَصْلِ الْخِطَابِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً بَعْدُ إلَى يَوْمِ الْمَآبِ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْمَلَ لَنَا دِينَنَا وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ وَرَضِيَ لَنَا الْإِسْلَامَ دِينًا وَأَمَرَنَا أَنْ نَتَّبِعَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا نَتَّبِعَ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِنَا عَنْ سَبِيلِهِ وَجَعَلَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ خَاتِمَةَ وَصَايَاهُ الْعَشْرِ الَّتِي هِيَ جَوَامِعُ الشَّرَائِعِ الَّتِي تُضَاهِي الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُوسَى فِي التَّوْرَاةِ وَإِنْ كَانَتْ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَيْنَا أَكْمَلَ وَأَبْلَغَ؛ وَلِهَذَا قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خثيم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ كِتَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَمْ يُفَضَّ خَاتَمُهُ بَعْدَهُ فَلْيَقْرَأْ آخِرَ سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} الْآيَاتِ. وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَكُونَ كَاَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأَخْبَرَ رَسُولُهُ أَنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْت مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ. وَذَكَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّبِعَهَا وَلَا يَتَّبِعَ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/68)
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ}. فَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَتَّبِعَ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَهُ مِنْ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ شَرْعًا أَوْ طَرِيقًا لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ قَدْ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ سُنَّةً وَسَبِيلًا وَحَذَّرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ فَإِذَا كَانَ هَذَا فِيمَا جَاءَتْ بِهِ شَرِيعَةُ غَيْرِهِ فَكَيْفَ بِمَا لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ جَاءَتْ بِهِ شَرِيعَةٌ بَلْ هُوَ طَرِيقَةُ مَنْ لَا كِتَابَ لَهُ. وَأَمَرَهُ وَإِيَّانَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنْ نَتَّبِعَ مَا أُنْزِلَ إلَيْنَا دُونَ مَا خَالَفَهُ فَقَالَ: {المص} {كِتَابٌ أُنْزِلَ إلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}. وَبَيَّنَ حَالَ الَّذِينَ وَرِثُوا الْكِتَابَ فَخَالَفُوهُ وَاَلَّذِينَ اسْتَمْسَكُوا بِهِ فَقَالَ: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} إلَى قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} وَقَالَ: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} {أَنْ تَقُولُوا إنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا} الْآيَاتِ. وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وَقَالَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} وَحَبْلُ اللَّهِ كِتَابُهُ كَمَا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ} إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى اتِّبَاعِهَا. وَهَذَا مِمَّا لَمْ يَخْتَلِفْ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ جُمْلَةً. وَلَكِنْ قَدْ يَقَعُ التَّنَازُعُ فِي تَفْصِيلِهِ فَتَارَةً يَكُونُ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ فِي " مَسَائِلِ الِاجْتِهَادِ " وَتَارَةً يَتَنَازَعُ فِيهِ قَوْمٌ جُهَّالٌ بِالدِّينِ أَوْ مُنَافِقُونَ أَوْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ. فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ فِينَا قَوْمًا سَمَّاعِينَ لِلْمُنَافِقِينَ يَقْبَلُونَ مِنْهُمْ كَمَا قَالَ: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} وَإِنَّمَا عَدَّاهُ بِاللَّامِ لِأَنَّهُ مُتَضَمِّنٌ مَعْنَى الْقَبُولِ وَالطَّاعَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " أَيْ اسْتَجَابَ لِمَنْ حَمِدَهُ وَكَذَلِكَ {سَمَّاعُونَ لَهُمْ} أَيْ مُطِيعُونَ لَهُمْ. فَإِذَا كَانَ فِي الصَّحَابَةِ قَوْمٌ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ فَكَيْفَ بِغَيْرِهِمْ. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَمَّنْ يُظْهِرُ الِانْقِيَادَ لِحُكْمِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ يَقُولُ: {لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/69)
يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ} إلَى قَوْلِهِ {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} فَإِنَّ الصَّوَابَ أَنَّ هَذِهِ اللَّامَ لَامُ التَّعْدِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} أَيْ قَائِلُونَ لِلْكَذِبِ مُرِيدُونَ لَهُ وَسَامِعُونَ مُطِيعُونَ لِقَوْمِ آخَرِينَ غَيْرِك فَلَيْسُوا مُفْرِدِينَ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّامَ لَامُ كَيْ أَيْ يَسْمَعُونَ لِيَكْذِبُوا لِأَجْلِ أُولَئِكَ فَلَمْ يُصِبْ. فَإِنَّ السِّيَاقَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَوَّلَ هُوَ الْمُرَادُ وَكَثِيرًا مَا يَضِيعُ الْحَقُّ بَيْنَ الْجُهَّالِ الْأُمِّيِّينَ وَبَيْنَ الْمُحَرِّفِينَ لِلْكَلِمِ الَّذِينَ فِيهِمْ شُعْبَةُ نِفَاقٍ كَمَا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَيْثُ قَالَ: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} إلَى قَوْلِهِ: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ} الْآيَةَ. وَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخْبَرَ: أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تَتَّبِعُ سَنَنَ مَنْ قَبْلَهَا حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ: وَجَبَ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مَنْ يُحَرِّفُ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ فَيُغَيِّرُ مَعْنَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِيمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ أَوْ أَمَرَ بِهِ. وَفِيهِمْ أُمِّيُّونَ لَا يَفْقَهُونَ مَعَانِيَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بَلْ رُبَّمَا يَظُنُّونَ أَنَّ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْأَمَانِيِّ الَّتِي هِيَ مُجَرَّدُ التِّلَاوَةِ وَمَعْرِفَةُ ظَاهِرٍ مِنْ الْقَوْلِ هُوَ غَايَةُ الدِّينِ. ثُمَّ قَدْ يُنَاظِرُونَ الْمُحَرِّفِينَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ الْمُنَافِقِينَ أَوْ الْكُفَّارِ مَعَ عِلْمِ أُولَئِكَ بِمَا لَمْ يَعْلَمْهُ الْأُمِّيُّونَ فَإِمَّا أَنْ تَضِلَّ الطَّائِفَتَانِ وَيَصِيرَ كَلَامُ هَؤُلَاءِ فِتْنَةً عَلَى أُولَئِكَ حَيْثُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَا يَقُولُهُ الْأُمِّيُّونَ هُوَ غَايَةُ عِلْمِ الدِّينِ وَيَصِيرُوا فِي طَرَفَيْ النَّقِيضِ. وَإِمَّا أَنْ يَتَّبِعَ أُولَئِكَ الْأُمِّيُّونَ أُولَئِكَ الْمُحَرِّفِينَ فِي بَعْضِ ضَلَالِهِمْ. وَهَذَا مِنْ بَعْضِ أَسْبَابِ تَغْيِيرِ الْمِلَلِ إلَّا أَنَّ هَذَا الدِّينَ مَحْفُوظٌ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وَلَا تَزَالُ فِيهِ طَائِفَةٌ قَائِمَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى الْحَقِّ فَلَمْ يَنَلْهُ مَا نَالَ غَيْرَهُ مِنْ الْأَدْيَانِ مِنْ تَحْرِيفِ كُتُبِهَا وَتَغْيِيرِ شَرَائِعِهَا مُطْلَقًا؛ لِمَا يُنْطِقُ اللَّهُ بِهِ الْقَائِمِينَ بِحُجَّةِ اللَّهِ وَبَيِّنَاتِهِ الَّذِينَ يُحْيُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ الْمَوْتَى وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِهِ أَهْلَ الْعَمَى فَإِنَّ الْأَرْضَ لَنْ تَخْلُوَ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةِ؛ لِكَيْلَا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَانَ مُقْتَضَى تَقْدِيمِ هَذِهِ " الْمُقَدِّمَةِ " أَنِّي رَأَيْت النَّاسَ فِي شَهْرِ صَوْمِهِمْ وَفِي غَيْرِهِ أَيْضًا: مِنْهُمْ مَنْ يُصْغِي إلَى مَا يَقُولُهُ بَعْضُ جُهَّالِ أَهْلِ الْحِسَابِ: مِنْ أَنَّ الْهِلَالَ يُرَى أَوْ لَا يُرَى. وَيَبْنِي عَلَى ذَلِكَ إمَّا فِي بَاطِنِهِ وَإِمَّا فِي بَاطِنِهِ وَظَاهِرِهِ. حَتَّى بَلَغَنِي أَنَّ مِنْ الْقُضَاةِ مَنْ كَانَ يَرُدُّ شَهَادَةَ الْعَدَدِ مِنْ الْعُدُولِ لِقَوْلِ الْحَاسِبِ الْجَاهِلِ الْكَاذِبِ: إنَّهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى. فَيَكُونُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ. وَرُبَّمَا أَجَازَ شَهَادَةَ غَيْرِ الْمَرْضِيِّ لِقَوْلِهِ. فَيَكُونُ هَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/70)
الْحَاكِمُ مِنْ السَّمَّاعِينَ لِلْكَذِبِ. فَإِنَّ الْآيَةَ تَتَنَاوَلُ حُكَّامَ السُّوءِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ حَيْثُ يَقُولُ: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} وَحُكَّامُ السُّوءِ يَقْبَلُونَ الْكَذِبَ مِمَّنْ لَا يَجُوزُ قَبُولُ قَوْلِهِ مِنْ مُخْبِرٍ أَوْ شَاهِدٍ. وَيَأْكُلُونَ السُّحْتَ مِنْ الرِّشَا وَغَيْرِهَا. وَمَا أَكْثَرُ مَا يَقْتَرِنُ هذان. وَفِيهِمْ مَنْ لَا يَقْبَلُ قَوْلَ الْمُنَجِّمِ لَا فِي الْبَاطِنِ وَلَا فِي الظَّاهِر؛ لَكِنْ فِي قَلْبِهِ حَسِيكَةٌ مِنْ ذَلِكَ وَشُبْهَةٌ قَوِيَّةٌ لِثِقَتِهِ بِهِ: مِنْ جِهَةِ أَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تَلْتَفِتْ إلَى ذَلِكَ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ قَدْ عَرَفَ شَيْئًا مِنْ حِسَابِ النَّيِّرَيْنِ وَاجْتِمَاعِ الْقُرْصَيْنِ وَمُفَارَقَةِ أَحَدِهِمَا الْآخَرَ بِعِدَّةِ دَرَجَاتٍ وَسَبَبِ الْإِهْلَالِ وَالْإِبْدَارِ وَالِاسْتِتَارِ وَالْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ. فَأَجْرَى حُكْمَ الْحَاسِبِ الْكَاذِبِ الْجَاهِلِ بِالرُّؤْيَةِ هَذَا الْمَجْرَى. ثُمَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَ مِنْ الْحِسَابِ وَصُورَةِ الْأَفْلَاكِ وَحَرَكَاتِهَا أَمْرًا صَحِيحًا: قَدْ يُعَارِضُهُمْ بَعْضُ الْجُهَّالِ مِنْ الْأُمِّيِّينَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِيمَانِ أَوْ إلَى الْعَدَمِ أَيْضًا فَيَرَاهُمْ قَدْ خَالَفُوا الدِّينَ فِي الْعَمَلِ بِالْحِسَابِ فِي الرُّؤْيَةِ أَوْ فِي اتِّبَاعِ أَحْكَامِ النُّجُومِ فِي تَأْثِيرَاتِهَا الْمَحْمُودَةِ وَالْمَذْمُومَةِ فَيَرَاهُمْ لَمَّا تَعَاطَوْا هَذَا - وَهُوَ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ فِي الدِّينِ - صَارَ يَرُدُّ كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْحَقِّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ السَّمْعُ وَالْعَقْلُ وَالْبَاطِلِ الْمُخَالِفِ لِلسَّمْعِ وَالْعَقْلِ مَعَ أَنَّ هَذَا أَحْسَنُ حَالًا فِي الدِّينِ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ. لِأَنَّ هَذَا كَذَّبَ بِشَيْءِ مِنْ الْحَقِّ مُتَأَوِّلًا جَاهِلًا مِنْ غَيْرِ تَبْدِيلِ بَعْضِ أُصُولِ الْإِسْلَامِ. وَالضَّرْبُ الْأَوَّلُ قَدْ يَدْخُلُونَ فِي تَبْدِيلِ الْإِسْلَامِ. فَإِنَّا نَعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الْعَمَلَ فِي رُؤْيَةِ هِلَالِ الصَّوْمِ أَوْ الْحَجِّ أَوْ الْعِدَّةِ أَوْ الْإِيلَاءِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الْمُعَلَّقَةِ بِالْهِلَالِ بِخَبَرِ الْحَاسِبِ أَنَّهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى لَا يَجُوزُ. وَالنُّصُوصُ الْمُسْتَفِيضَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ كَثِيرَةٌ. وَقَدّ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ. وَلَا يُعْرَفُ فِيهِ خِلَافٌ قَدِيمٌ أَصْلًا وَلَا خِلَافٌ حَدِيثٌ؛ إلَّا أَنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ الْمُتَفَقِّهَةِ الحادثين بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ زَعَمَ أَنَّهُ إذَا غُمَّ الْهِلَالُ جَازَ لِلْحَاسِبِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَقِّ نَفْسِهِ بِالْحِسَابِ فَإِنْ كَانَ الْحِسَابُ دَلَّ عَلَى الرُّؤْيَةِ صَامَ وَإِلَّا فَلَا. وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ مُقَيَّدًا بِالْإِغْمَامِ وَمُخْتَصًّا بِالْحَاسِبِ فَهُوَ شَاذٌّ مَسْبُوقٌ بِالْإِجْمَاعِ عَلَى خِلَافِهِ. فَأَمَّا اتِّبَاعُ ذَلِكَ فِي الصَّحْوِ أَوْ تَعْلِيقُ عُمُومِ الْحُكْمِ الْعَامِّ بِهِ فَمَا قَالَهُ مُسْلِمٌ. وَقَدْ يُقَارِبُ هَذَا قَوْلَ مَنْ يَقُولُ مِنْ الإسماعيلية بِالْعَدَدِ دُونَ الْهِلَالِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ جَدْوَلًا يُعْمَلُ عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي افْتَرَاهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ بَرَّأَ اللَّهُ مِنْهَا جَعْفَرًا وَغَيْرَهُ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ أَحَدًا لَا يُمْكِنُهُ مَعَ ظُهُورِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنْ يُظْهِرَ الِاسْتِنَادَ إلَى ذَلِكَ. إلَّا أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ لَهُ عُمْدَةٌ فِي الْبَاطِنِ فِي قَبُولِ الشَّهَادَةِ وَرَدِّهَا وَقَدْ يَكُونُ عِنْدَهُ شُبْهَةٌ فِي كَوْنِ الشَّرِيعَةِ لَمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/71)
تُعَلِّقْ الْحُكْمَ بِهِ.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:24 م]ـ
وَأَنَا إنْ شَاءَ اللَّهُ أُبَيِّنُ ذَلِكَ وَأُوَضِّحُ مَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ: دَلِيلًا وَتَعْلِيلًا شَرْعًا وَعَقْلًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} فَأَخْبَرَ أَنَّهَا مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَهَذَا عَامٌّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ وَخَصَّ الْحَجَّ بِالذِّكْرِ تَمْيِيزًا لَهُ؛ وَلِأَنَّ الْحَجَّ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ وَغَيْرُهُمْ وَلِأَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ شُهُورِ الْحَوْلِ. فَيَكُونُ عَلَمًا عَلَى الْحَوْلِ كَمَا أَنَّ الْهِلَالَ عَلَمٌ عَلَى الشَّهْرِ وَلِهَذَا يُسَمُّونَ الْحَوْلَ حِجَّةً فَيَقُولُونَ: لَهُ سَبْعُونَ حِجَّةً وَأَقَمْنَا خَمْسَ حِجَجٍ. فَجَعَلَ اللَّهُ الْأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ لِلنَّاسِ فِي الْأَحْكَامِ الثَّابِتَةِ بِالشَّرْعِ ابْتِدَاءً. أَوْ سَبَبًا مِنْ الْعِبَادَةِ. وَلِلْأَحْكَامِ الَّتِي تَثْبُتُ بِشُرُوطِ الْعَبْدِ. فَمَا ثَبَتَ مِنْ الْمُؤَقَّتَاتِ بِشَرْعٍ أَوْ شَرْطٍ فَالْهِلَالُ مِيقَاتٌ لَهُ وَهَذَا يَدْخُلُ فِيهِ الصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَمُدَّةُ الْإِيلَاءِ وَالْعِدَّةِ وَصَوْمُ الْكَفَّارَةِ. وَهَذِهِ الْخَمْسَةُ فِي الْقُرْآنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ} وَقَالَ تَعَالَى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} وَقَالَ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}. وَكَذَلِكَ صَوْمُ النَّذْرِ وَغَيْرِهِ. وَكَذَلِكَ الشُّرُوطُ مِنْ الْأَعْمَالِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالثَّمَنِ وَدَيْنُ السَّلَمِ وَالزَّكَاةُ وَالْجِزْيَةُ وَالْعَقْلُ وَالْخِيَارُ وَالْأَيْمَانُ وَأَجَلُ الصَّدَاقِ وَنُجُومُ الْكِتَابَةِ وَالصُّلْحُ عَنْ الْقِصَاصِ وَسَائِرُ مَا يُؤَجَّلُ مِنْ دَيْنٍ وَعَقْدٍ وَغَيْرِهِمَا. وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} وَقَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إلَّا بِالْحَقِّ} فَقَوْلُهُ: {لِتَعْلَمُوا} مُتَعَلِّقٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِقَوْلِهِ: {وَقَدَّرَهُ} لَا بجعل. لِأَنَّ كَوْنَ هَذَا ضِيَاءً. وَهَذَا نُورًا لَا تَأْثِيرَ لَهُ فِي مَعْرِفَةِ عَدَدِ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ؛ وَإِنَّمَا يُؤَثِّرُ فِي ذَلِكَ انْتِقَالُهَا مِنْ بُرْجٍ إلَى بُرْجٍ. وَلِأَنَّ الشَّمْسَ لَمْ يُعَلَّقْ لَنَا بِهَا حِسَابُ شَهْرٍ وَلَا سَنَةٍ وَإِنَّمَا عُلِّقَ ذَلِكَ بِالْهِلَالِ. كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْآيَةُ وَلِأَنَّهُ قَدْ قَالَ: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} فَأَخْبَرَ أَنَّ الشُّهُورَ مَعْدُودَةٌ اثْنَا عَشَرَ وَالشَّهْرُ هِلَالِيٌّ بِالِاضْطِرَارِ. فَعُلِمَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا مَعْرُوفٌ بِالْهِلَالِ. وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الشَّرَائِعَ قَبْلَنَا أَيْضًا إنَّمَا عَلَّقَتْ الْأَحْكَامَ بِالْأَهِلَّةِ وَإِنَّمَا بَدَّلَ مَنْ بَدَّلَ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ كَمَا يَفْعَلُهُ الْيَهُود فِي اجْتِمَاعِ الْقُرْصَيْنِ وَفِي جَعْلِ بَعْضِ أَعْيَادِهَا بِحِسَابِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ وَكَمَا تَفْعَلُهُ النَّصَارَى فِي صَوْمِهَا حَيْثُ تُرَاعِي الِاجْتِمَاعَ الْقَرِيبَ مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ وَتَجْعَلُ سَائِرَ أَعْيَادِهَا دَائِرَةً عَلَى السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ بِحَسَبِ الْحَوَادِثِ الَّتِي كَانَتْ لِلْمَسِيحِ وَكَمَا يَفْعَلُهُ الصَّابِئَةُ وَالْمَجُوسُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فِي اصْطِلَاحَاتٍ لَهُمْ فَإِنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/72)
مِنْهُمْ مَنْ يَعْتَبِرُ بِالسَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ فَقَطْ وَلَهُمْ اصْطِلَاحَاتٌ فِي عَدَدِ شُهُورِهَا؛ لِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ طَبِيعِيَّةً فَشَهْرُهَا عَدَدِيٌّ وَضْعِيٌّ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَبِرُ الْقَمَرِيَّةَ لَكِنْ يَعْتَبِرُ اجْتِمَاعَ الْقُرْصَيْنِ وَمَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ هُوَ أَكْمَلُ الْأُمُورِ وَأَحْسَنُهَا وَأَبْيَنُهَا وَأَصَحُّهَا وَأَبْعَدُهَا مِنْ الِاضْطِرَابِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْهِلَالَ أَمْرٌ مَشْهُودٌ مَرْئِيٌّ بِالْأَبْصَارِ. وَمِنْ أَصَحِّ الْمَعْلُومَاتِ مَا شُوهِدَ بِالْأَبْصَارِ وَلِهَذَا سَمَّوْهُ هِلَالًا؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْمَادَّةَ تَدُلُّ عَلَى الظُّهُورِ وَالْبَيَانِ: إمَّا سَمْعًا وَإِمَّا بَصَرًا كَمَا يُقَالُ: أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَأَهَلَّ بِالذَّبِيحَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ إذَا رَفَعَ صَوْتَهُ وَيُقَالُ لِوَقْعِ الْمَطَرِ الْهَلَلُ. وَيُقَالُ: اسْتَهَلَّ الْجَنِينُ إذَا خَرَجَ صَارِخًا. وَيُقَالُ: تَهَلَّلَ وَجْهُهُ إذَا اسْتَنَارَ وَأَضَاءَ. وَقِيلَ: إنَّ أَصْلَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ. ثُمَّ لَمَّا كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ سَمَّوْهُ هِلَالًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يُهِلُّ بِالْفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ الْمُعْتَمِرُ وَتَهَلُّلُ الْوَجْهِ مَأْخُوذٌ مِنْ اسْتِنَارَةِ الْهِلَالِ. فَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْمَوَاقِيتَ حُدِّدَتْ بِأَمْرِ ظَاهِرٍ بَيِّنٍ يَشْتَرِكُ فِيهِ النَّاسُ وَلَا يَشْرَكُ الْهِلَالَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ فَإِنَّ اجْتِمَاعَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الَّذِي هُوَ تَحَاذِيهِمَا الْكَائِنُ قَبْلَ الْهِلَالِ: أَمْرٌ خَفِيٌّ لَا يُعْرَفُ إلَّا بِحِسَابٍ يَنْفَرِدُ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ مَعَ تَعَبٍ وَتَضْيِيعِ زَمَانٍ كَثِيرٍ وَاشْتِغَالٍ عَمَّا يَعْنِي النَّاسَ وَمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا وَقَعَ فِيهِ الْغَلَطُ وَالِاخْتِلَافُ. وَكَذَلِكَ كَوْنُ الشَّمْسِ حَاذَتْ الْبُرْجَ الْفُلَانِيَّ أَوْ الْفُلَانِيَّ هَذَا أَمْرٌ لَا يُدْرَكُ بِالْأَبْصَارِ. وَإِنَّمَا يُدْرَكُ بِالْحِسَابِ الْخَفِيِّ الْخَاصِّ الْمُشْكِلِ الَّذِي قَدْ يُغْلَطُ فِيهِ وَإِنَّمَا يُعْلَمُ ذَلِكَ بِالْإِحْسَاسِ تَقْرِيبًا. فَإِنَّهُ إذَا انْصَرَمَ الشِّتَاءُ وَدَخَلَ الْفَصْلُ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الصَّيْفَ وَيُسَمِّيهِ النَّاسُ الرَّبِيعَ: كَانَ وَقْتُ حُصُولِ الشَّمْسِ فِي نُقْطَةِ الِاعْتِدَالِ الَّذِي هُوَ أَوَّلُ الْحَمَلِ. وَكَذَلِكَ مِثْلُهُ فِي الْخَرِيفِ. فَاَلَّذِي يُدْرَكُ بِالْإِحْسَاسِ الشِّتَاءُ وَالصَّيْفُ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ الِاعْتِدَالَيْنِ تَقْرِيبًا. فَأَمَّا حُصُولُهَا فِي بُرْجٍ بَعْدَ بُرْجٍ فَلَا يُعْرَفُ إلَّا بِحِسَابٍ فِيهِ كُلْفَةٌ وَشُغْلٌ عَنْ غَيْرِهِ مَعَ قِلَّةِ جَدْوَاهُ. فَظَهَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْمَوَاقِيتِ حَدٌّ ظَاهِرٌ عَامُّ الْمَعْرِفَةِ إلَّا الْهِلَالُ. وَقَدْ انْقَسَمَتْ عَادَاتُ الْأُمَمِ فِي شَهْرِهِمْ وَسَنَتِهِمْ الْقِسْمَةَ الْعَقْلِيَّةِ. وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الشَّهْرِ وَالسَّنَةِ: إمَّا أَنْ يَكُونَا عَدَدِيَّيْنِ أَوْ طَبِيعِيَّيْنِ. أَوْ الشَّهْرُ طَبِيعِيًّا وَالسَّنَةُ عَدَدِيَّةً أَوْ بِالْعَكْسِ. فَاَلَّذِينَ يَعُدُّونَهُمَا: مِثْلُ مَنْ يَجْعَلُ الشَّهْرَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَالسَّنَةَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا. وَاَلَّذِينَ يَجْعَلُونَهُمَا طَبِيعِيَّيْنِ. مِثْلُ مَنْ يَجْعَلُ الشَّهْرَ قَمَرِيًّا وَالسَّنَةَ شَمْسِيَّةً. وَيُلْحِقُ فِي آخِرِ الشُّهُورِ الْأَيَّامَ الْمُتَفَاوِتَةَ بَيْنَ السَّنَتَيْنِ. فَإِنَّ السَّنَةَ الْقَمَرِيَّةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ يَوْمًا. وَبَعْضُ يَوْمٍ خُمُسٌ أَوْ سُدْسٌ. وَإِنَّمَا يُقَالُ فِيهَا ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا جَبْرًا لِلْكَسْرِ فِي الْعَادَةِ - عَادَةِ الْعَرَبِ فِي تَكْمِيلِ مَا يَنْقُصُ مِنْ التَّارِيخِ فِي الْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالْحَوْلِ. وَأَمَّا الشَّمْسِيَّةُ فَثَلَاثُمِائَةٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/73)
وَخَمْسَةٌ وَسِتُّونَ يَوْمًا وَبَعْضُ يَوْمٍ: رُبْعُ يَوْمٍ. وَلِهَذَا كَانَ التَّفَاوُتُ بَيْنَهُمَا أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا إلَّا قَلِيلًا: تَكُونُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَثُلْثِ سَنَةٍ: سَنَةٌ. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} قِيلَ: مَعْنَاهُ ثَلَاثُمِائَةٍ سَنَةً شَمْسِيَّةً. {وَازْدَادُوا تِسْعًا} بِحِسَابِ السَّنَةِ الْقَمَرِيَّةِ وَمُرَاعَاةُ هَذَيْنِ عَادَةُ كَثِيرٍ مِنْ الْأُمَمِ: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ بِسَبَبِ تَحْرِيفِهِمْ وَأَظُنُّهُ كَانَ عَادَةَ الْمَجُوسِ أَيْضًا. وَأَمَّا مَنْ يَجْعَلُ السَّنَةَ طَبِيعِيَّةً وَالشَّهْرَ عَدَدِيًّا. فَهَذَا حِسَابُ الرُّومِ وَالسُّرْيَانِيِّين وَالْقِبْطِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الصَّابِئِينَ وَالْمُشْرِكِينَ. مِمَّنْ يَعُدُّ شَهْرَ كَانُونَ وَنَحْوَهُ عَدَدًا وَيَعْتَبِرُ السَّنَةَ الشَّمْسِيَّةَ بِسَيْرِ الشَّمْسِ. فَأَمَّا الْقِسْمُ الرَّابِعُ فَبِأَنْ يَكُونَ الشَّهْرُ طَبِيعِيًّا وَالسَّنَةُ عَدَدِيَّةً فَهُوَ سُنَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَمَنْ وَافَقَهُمْ. ثُمَّ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ السَّنَةَ طَبِيعِيَّةً لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى أَمْرٍ ظَاهِرٍ كَمَا تَقَدَّمَ؛ بَلْ لَا بُدَّ مِنْ الْحِسَابِ وَالْعَدَدِ. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ الشَّهْرَ طَبِيعِيًّا. وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى الِاجْتِمَاعِ لَا بُدَّ مِنْ الْعَدَدِ وَالْحِسَابِ. ثُمَّ مَا يَحْسِبُونَهُ أَمْرٌ خَفِيٌّ يَنْفَرِدُ بِهِ الْقَلِيلُ مِنْ النَّاسِ مَعَ كُلْفَةٍ وَمَشَقَّةٍ وَتَعَرُّضٍ لِلْخَطَأِ. فَاَلَّذِي جَاءَتْ بِهِ شَرِيعَتُنَا أَكْمَلُ الْأُمُورِ؛ لِأَنَّهُ وَقَّتَ الشَّهْرَ بِأَمْرِ طَبِيعِيٍّ ظَاهِرٍ عَامٍّ يُدْرَكُ بِالْأَبْصَارِ فَلَا يَضِلُّ أَحَدٌ عَنْ دِينِهِ وَلَا يَشْغَلُهُ مُرَاعَاتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ مَصَالِحِهِ وَلَا يَدْخُلُ بِسَبَبِهِ فِيمَا لَا يَعْنِيه وَلَا يَكُونُ طَرِيقًا إلَى التَّلْبِيسِ فِي دِينِ اللَّهِ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ عُلَمَاءَ أَهْلِ الْمِلَلِ بِمِلَلِهِمْ. وَأَمَّا الْحَوْلُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَدٌّ ظَاهِرٌ فِي السَّمَاءِ فَكَانَ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ الْحِسَابِ وَالْعَدَدِ فَكَانَ عَدَدُ الشُّهُورِ الْهِلَالِيَّةِ أَظْهَرَ وَأَعَمَّ مِنْ أَنْ يُحْسَبَ بِسَيْرِ الشَّمْسِ وَتَكُونُ السَّنَةُ مُطَابِقَةً لِلشُّهُورِ؛ وَلِأَنَّ السِّنِينَ إذَا اجْتَمَعَتْ فَلَا بُدَّ مِنْ عَدَدِهَا فِي عَادَةِ جَمِيعِ الْأُمَمِ؛ إذْ لَيْسَ لِلسِّنَّيْنِ إذَا تَعَدَّدَتْ حَدٌّ سَمَاوِيٌّ يُعْرَفُ بِهِ عَدَدُهَا فَكَانَ عَدَدُ الشُّهُورِ مُوَافِقًا لِعَدَدِ الْبُرُوجِ جُعِلَتْ السَّنَةُ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا بِعَدَدِ الْبُرُوجِ الَّتِي تَكْمُلُ بِدَوْرِ الشَّمْسِ فِيهَا سَنَةً شَمْسِيَّةً فَإِذَا دَارَ الْقَمَرُ فِيهَا كَمَّلَ دَوْرَتَهُ السَّنَوِيَّةَ. وَبِهَذَا كُلِّهِ يَتَبَيَّنُ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} فَإِنَّ عَدَدَ شُهُورِ السَّنَةِ وَعَدَدَ السَّنَةِ بَعْدَ السَّنَةِ إنَّمَا أَصْلُهُ بِتَقْدِيرِ الْقَمَرِ مَنَازِلَ. وَكَذَلِكَ مَعْرِفَةُ الْحِسَابِ؛ فَإِنَّ حِسَابَ بَعْضِ الشُّهُورِ لِمَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ الْآجَالِ وَنَحْوِهَا إنَّمَا يَكُونُ بِالْهِلَالِ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}. فَظَهَرَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّهُ بِالْهِلَالِ يَكُونُ تَوْقِيتُ الشَّهْرِ وَالسَّنَةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَقُومُ مَقَامَ الْهِلَالِ أَلْبَتَّةَ لِظُهُورِهِ وَظُهُورِ الْعَدَدِ الْمَبْنِيِّ عَلَيْهِ وَتَيَسُّرِ ذَلِكَ وَعُمُومِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَصَالِحِ الْخَالِيَةِ عَنْ الْمَفَاسِدِ. وَمَنْ عَرَفَ مَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَالصَّابِئِينَ وَالْمَجُوسِ وَغَيْرِهِمْ فِي أَعْيَادِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ وَتَوَارِيخِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِهِمْ مِنْ الِاضْطِرَابِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/74)
وَالْحَرَجِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَفَاسِدِ: ازْدَادَ شُكْرُهُ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ مَعَ اتِّفَاقِهِمْ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يَشْرَعُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَإِنَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ الصَّابِئَةِ الَّذِينَ أَدْخَلُوا فِي مِلَّتِهِمْ وَشَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ. فَلِهَذَا ذَكَرْنَا مَا ذَكَرْنَاهُ حِفْظًا لِهَذَا الدِّينِ عَنْ إدْخَالِ الْمُفْسِدِينَ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُخَافُ تَغْيِيرُهُ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ الْعَرَبُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا قَدْ غَيَّرَتْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ بِالنَّسِيءِ الَّذِي ابْتَدَعَتْهُ فَزَادَتْ بِهِ فِي السَّنَةِ شَهْرًا جَعَلَتْهَا كَبِيسًا؛ لِأَغْرَاضِ لَهُمْ. وَغَيَّرُوا بِهِ مِيقَاتَ الْحَجِّ وَالْأَشْهُرِ الْحُرُمِ حَتَّى كَانُوا يَحُجُّونَ تَارَةً فِي الْمُحَرَّمِ وَتَارَةً فِي صَفَرٍ. حَتَّى يَعُودَ الْحَجُّ إلَى ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ الْمُقِيمُ لِمِلَّةِ إبْرَاهِيمَ فَوَافَى حَجُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِجَّةَ الْوَدَاعِ وَقَدْ اسْتَدَارَ الزَّمَانُ كَمَا كَانَ وَوَقَعَتْ حِجَّتُهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ الْمَشْهُورَةِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا: {إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ: السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَمَحْرَمٌ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ} وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ الْحَجُّ لَا يَقَعُ فِي ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى حِجَّةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ تِسْعٍ كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ. وَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ تَأْخِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَّ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}. فَأَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ هَذَا هُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ؛ لِيُبَيِّنَ أَنَّ مَا سِوَاهُ مِنْ أَمْرِ النَّسِيءِ وَغَيْرِهِ مِنْ عَادَاتِ الْأُمَمِ لَيْسَ قَيِّمًا؛ لِمَا يَدْخُلُهُ مِنْ الِانْحِرَافِ وَالِاضْطِرَابِ. وَنَظِيرُ الشَّهْرِ وَالسَّنَةِ الْيَوْمُ وَالْأُسْبُوعُ. فَإِنَّ الْيَوْمَ طَبِيعِيٌّ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلَى غُرُوبِهَا. وَأَمَّا الْأُسْبُوعُ فَهُوَ عَدَدِيٌّ مِنْ أَجْلِ الْأَيَّامِ السِّتَّةِ: الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ. فَوَقَعَ التَّعْدِيلُ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: بِالْيَوْمِ وَالْأُسْبُوعِ بِسَيْرِ الشَّمْسِ. وَالشَّهْرُ وَالسَّنَةُ: بِسَيْرِ الْقَمَرِ وَبِهِمَا يَتِمُّ الْحِسَابُ. وَبِهَذَا قَدْ يَتَوَجَّهُ قَوْلُهُ: {لِتَعْلَمُوا} إلَى {جَعَلَ} فَيَكُونُ جَعَلَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِهَذَا كُلِّهِ. فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} وَقَوْلُهُ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} فَقَدْ قِيلَ: هُوَ مِنْ الْحِسَابِ. وَقِيلَ: بِحُسْبَانٍ كَحُسْبَانِ الرَّحَا. وَهُوَ دَوَرَانُ الْفَلَكِ. فَإِنَّ هَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَلْ قَدْ دَلَّ الْكِتَاب وَالسُّنَّةُ وَأَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ عَلَى مَثَلِ مَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ مِنْ أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ لَا مُسَطَّحَةٌ.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/75)
فَصْلٌ لَمَّا ظَهَرَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ عَوْدُ الْمَوَاقِيتِ إلَى الْأَهِلَّةِ. وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمَوَاقِيتُ كُلُّهَا مُعَلَّقَةً بِهَا. فَلَا خِلَافَ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ إذَا كَانَ مَبْدَأُ الْحُكْمِ فِي الْهِلَالِ حُسِبَتْ الشُّهُورُ كُلُّهَا هِلَالِيَّةً: مِثْلُ أَنْ يَصُومَ لِلْكَفَّارَةِ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ أَوْ يَتَوَفَّى زَوْجُ الْمَرْأَةِ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ أَوْ يُولِيَ مِنْ امْرَأَتِهِ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ أَوْ يَبِيعَهُ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ إلَى شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. فَإِنَّ جَمِيعَ الشُّهُورِ تُحْسَبُ بِالْأَهِلَّةِ. وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا أَوْ جَمِيعُهَا نَاقِصًا. فَأَمَّا إنْ وَقَعَ مَبْدَأُ الْحُكْمِ فِي أَثْنَاءِ الشَّهْرِ. فَقَدْ قِيلَ: تُحْسَبُ الشُّهُورُ كُلُّهَا بِالْعَدَدِ بِحَيْثُ لَوْ بَاعَهُ إلَى سَنَةٍ فِي أَثْنَاءِ الْمُحَرَّمِ عَدَّ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ يَوْمًا وَإِنْ كَانَ إلَى سِتَّةِ أَشْهُرٍ عَدَّ مِائَةً وَثَمَانِينَ يَوْمًا فَإِذَا كَانَ الْمُبْتَدَأُ مُنْتَصَفَ الْمُحَرَّمِ كَانَ الْمُنْتَهَى الْعِشْرِينَ مِنْ الْمُحَرَّمِ. وَقِيلَ: بَلْ يُكْمِلُ الشَّهْرَ بِالْعَدَدِ وَالْبَاقِيَ بِالْأَهِلَّةِ. وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد وَغَيْرِهِ. وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ يُفَرِّقُ فِي بَعْضِ الْأَحْكَامِ. ثُمَّ لِهَذَا الْقَوْلِ تَفْسِيرَانِ أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ يَجْعَلُ الشَّهْرَ الْأَوَّلَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَبَاقِيَ الشُّهُورِ هِلَالِيَّةً. فَإِذَا كَانَ الْإِيلَاءُ فِي مُنْتَصَفِ الْمُحَرَّمِ حَسَبَ بَاقِيَهُ. فَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ نَاقِصًا أَخَذَ مِنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَكَمَّلَهُ بستة عَشَرَ يَوْمًا مِنْ جُمَادَى الْأُولَى. وَهَذَا يَقُولُهُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرُهُمْ. وَالتَّفْسِيرُ الثَّانِي هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ عَمَلُ الْمُسْلِمِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا أَنَّ الشَّهْرَ الْأَوَّلَ إنْ كَانَ كَامِلًا كَمُلَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَإِنْ كَانَ نَاقِصًا جُعِلَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا. فَمَتَى كَانَ الْإِيلَاءُ فِي مُنْتَصَفِ الْمُحَرَّمِ كَمُلَتْ الْأَشْهُرُ الْأَرْبَعَةُ فِي مُنْتَصَفِ جُمَادَى الْأُولَى. وَهَكَذَا سَائِرُ الْحِسَابِ. وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَالْجَمِيعُ بِالْهِلَالِ وَلَا حَاجَةَ إلَى أَنْ نَقُولَ بِالْعَدَدِ بَلْ نَنْظُرُ الْيَوْمَ الَّذِي هُوَ الْمَبْدَأُ مِنْ الشَّهْرِ الْأَوَّلِ. فَتَكُونُ النِّهَايَةُ مِثْلَهُ مِنْ الشَّهْرِ الْآخَرِ. فَإِنْ كَانَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ الشَّهْرِ الْأَوَّلِ كَانَتْ النِّهَايَةُ فِي مِثْلِ تِلْكَ السَّاعَةِ بَعْدَ كَمَالِ الشُّهُورِ وَهُوَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ بَعْدَ انْسِلَاخِ الشُّهُورِ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ كَانَتْ النِّهَايَةُ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ أَوْ غَيْرِهِ عَلَى قَدْرِ الشُّهُورِ الْمَحْسُوبَةِ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا مَحِيدَ عَنْهُ. وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} فَجَعَلَهَا مَوَاقِيتَ لِجَمِيعِ النَّاسِ مَعَ عِلْمِهِ سُبْحَانَهُ أَنَّ الَّذِي يَقَعُ فِي أَثْنَاءِ الشُّهُورِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا يَقَعُ فِي أَوَائِلهَا فَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِيقَاتًا إلَّا لِمَا يَقَعُ فِي أَوَّلِهَا لَمَا كَانَتْ مِيقَاتًا إلَّا لِأَقَلَّ مِنْ ثُلُثِ عُشْرِ أُمُورِ النَّاسِ. وَلِأَنَّ الشَّهْرَ إذَا كَانَ مَا بَيْنَ الْهِلَالَيْنِ: فَمَا بَيْنَ الْهِلَالَيْنِ مِثْلُ مَا بَيْنَ نِصْفِ هَذَا وَنِصْفِ هَذَا سَوَاءٌ وَالتَّسْوِيَةُ مَعْلُومَةٌ بِالِاضْطِرَارِ. وَالْفَرْقُ تَحَكُّمٌ مَحْضٌ. وَأَيْضًا فَمَنْ الَّذِي جَعَلَ الشَّهْرَ الْعَدَدِيَّ ثَلَاثِينَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَخَنَّسَ إبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ} وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ نِصْفَ شُهُورِ السَّنَةِ يَكُونُ ثَلَاثِينَ وَنِصْفَهَا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَأَيْضًا فَعَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ وَمُعَامَلَاتِهِمْ إذَا أَجَّلَ الْحَقَّ إلَى سَنَةٍ. فَإِنْ كَانَ مَبْدَؤُهُ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ كَانَ مُنْتَهَاهُ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ سَلْخَ ذِي الْحِجَّةِ عِنْدَهُمْ. وَإِنْ كَانَ مَبْدَؤُهُ عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ كَانَ مُنْتَهَاهُ عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ أَيْضًا. لَا يَعْرِفُ الْمُسْلِمُونَ غَيْرَ ذَلِكَ؛ وَلَا يَبْنُونَ إلَّا عَلَيْهِ وَمَنْ أَخَذَ لِيَزِيدَ يَوْمًا لِنُقْصَانِ الشَّهْرِ الْأَوَّلِ كَانَ قَدْ غَيَّرَ عَلَيْهِمْ مَا فُطِرُوا عَلَيْهِ مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَتَاهُمْ بِمُنْكَرِ لَا يَعْرِفُونَهُ. فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا غَلَطٌ مِمَّنْ تَوَهَّمَهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَنَبَّهْنَا عَلَيْهِ لِيُحْذَرَ الْوُقُوعُ فِيهِ وَلِيُعْلَمَ بِهِ حَقِيقَةُ قَوْلِهِ: {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} وَأَنَّ هَذَا الْعُمُومَ مَحْفُوظٌ عَظِيمُ الْقَدْرِ لَا يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} يُبَيِّنُ بِذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ عَدَدِ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ تَابِعٌ لِتَقْدِيرِهِ مَنَازِلَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/76)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:26 م]ـ
فَصْلٌ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّ الْأَحْكَامَ مِثْلَ صِيَامِ رَمَضَانَ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْأَهِلَّةِ لَا رَيْبَ فِيهِ. لَكِنْ الطَّرِيقُ إلَى مَعْرِفَةِ طُلُوعِ الْهِلَالِ هُوَ الرُّؤْيَةُ؛ لَا غَيْرُهَا: بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ. أَمَّا السَّمْعُ: فَقَدْ أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْخُنَا الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ المقدسي وَأَبُو الْغَنَائِمِ الْمُسْلِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْقَيْسِيُّ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: أَنْبَأَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَذِّنُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ أَنْبَأَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ سَمِعْت سَعِيدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ. وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ الثَّلَاثِينَ}. وَقَالَ أَحْمَد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ وَإِسْحَاقَ يَعْنِي الْأَزْرَقَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ. الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي ذَكَرَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ قَالَ إسْحَاقُ: وَطَبَّقَ بِيَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَخَنَّسَ إبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ} أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ وَلَفْظُهُ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ}. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو داود عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ شُعْبَةَ وَلَفْظُهُ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَخَنَّسَ سُلَيْمَانُ أُصْبُعَهُ فِي الثَّالِثَةِ يَعْنِي تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِينَ}. رَوَاهُ النسائي مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ. كَمَا ذَكَرْنَاهُ. وَمِنْ طَرِيقِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ أَيْضًا كَمَا سُقْنَاهُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ تَمَامُ الثَّلَاثِينَ. وَلَمْ يَقُلْ: يَعْنِي. فَرِوَايَتُهُ مِنْ جِهَةِ الْمُسْنَدِ كَمَا سُقْنَاهُ أَجَلُّ الطُّرُقِ وَأَرْفَعُهَا قَدْرًا؛ إذْ غُنْدَرٌ أَرْفَعُ مِنْ كُلِّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ وَأَضْبَطُ لِحَدِيثِهِ وَالْإِمَامُ أَحْمَد أَجَلُّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ الْمُسْنَدَةُ الَّتِي رَوَاهَا الْبُخَارِيُّ وَأَبُو داود والنسائي مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ تُفَسِّرُ رِوَايَةَ النَّوَوِيِّ وَسَائِرَ الرِّوَايَاتِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مِمَّا فِيهِ إجْمَالٌ يُوهَمُ بِسَبَبِهِ عَلَى ابْنِ عُمَرَ مِثْلُ مَا رَوَيْنَاهُ بِالطَّرِيقِ الْمَذْكُورَةِ أَنَّ أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جبلة يَقُولُ لَنَا ابْنُ سحيم: قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي جبلة بْنُ سحيم سَمِعْت ابْنَ عُمَرَ قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ هَكَذَا وَطَبَّقَ بِأَصَابِعِهِ مَرَّتَيْنِ وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ.} قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ يَعْنِي قَوْلَهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/77)
: " تِسْعًا وَعِشْرِينَ ". هَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ والنسائي مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَلَفْظُهُ: {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَخَنَّسَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ}. وَمِثْلُ مَا رَوَى نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ كَمَا رَوَيْنَاهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إلَى أَحْمَد: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ} قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إذَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَبْعَثُ مَنْ يَنْظُرُ فَإِنْ رُئِيَ فَذَاكَ فَإِنْ لَمْ يُرَ وَلَمْ يَحُلْ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ وَلَا قَتَرٌ أَصْبَحَ مُفْطِرًا وَإِنْ حَالَ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا. وَرَوَيْنَاهُ. فِي سُنَنِ أَبِي داود مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ هَكَذَا سَوَاءً. وَلَفْظُهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} قَالَ فِي آخِرِهِ: فَكَانَ ابْنِ عُمَرَ إذَا كَانَ شَعْبَانُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ نُظِرَ لَهُ فَإِنْ رُئِيَ فَذَاكَ وَإِنْ لَمْ يُرَ وَلَمْ يَحُلْ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ وَلَا قَتَرٌ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَإِنْ حَالَ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا قَالَ فَكَانَ ابْنِ عُمَرَ يُفْطِرُ مَعَ النَّاسِ وَلَا يَأْخُذُ بِهَذَا الْحِسَابِ وَرِوَى لَهُ بِاللَّفْظِ الْأَوَّلِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} وَبِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ إذَا كَانَ سَحَابٌ أَصْبَحَ صَائِمًا. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَحَابٌ أَصْبَحَ مُفْطِرًا. قَالَ: وَأَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طاوس عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ وَهَكَذَا رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ كَمَا رَوَيْنَاهُ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إلَى أَحْمَد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إذَا كَانَ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. وَكَانَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا. رَوَاهُ النسائي عَنْ عُمَرَ وَابْنُ عَلِيٍّ عَنْ يَحْيَى. وَلَفْظُهُ: {لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ} وَذَكَرَ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهِلَالَ فَقَالَ: إذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ} وَجَعَلَ هَذَا اخْتِلَافًا عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ. وَمِثْلُ هَذَا الِاخْتِلَافِ لَا يَقْدَحُ إلَّا مَعَ قَرِينَةٍ فَإِنَّ الْحُفَّاظَ كَالزُّهْرِيِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَنَحْوِهِمَا يَكُونُ الْحَدِيثُ عِنْدَهُمْ مِنْ وَجْهَيْنِ وَثَلَاثَةٍ أَوْ أَكْثَرَ. فَتَارَةً يُحَدِّثُونَ بِهِ مِنْ وَجْهٍ وَتَارَةً يُحَدِّثُونَ بِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَهَذَا يُوجَدُ كَثِيرًا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا. وَيُظْهِرُ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْ الرُّوَاةِ مَنْ يُفَرِّقُ بَيْنَ شَيْخَيْنِ أَوْ يَذْكُرُ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ نَافِعٍ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْهُ وَلَفْظُهُ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذَكَرَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/78)
} لَمْ يَذْكُرْ فِي أَوَّلِهِ قَوْلَهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} وَلَا ذَكَرَ الزِّيَادَةَ عَلَى عَادَتِهِ فِي أَنَّهُ كَانَ كَثِيرًا مَا يَتْرُكُ التَّحْدِيثَ بِمَا لَا يُعْمَلُ بِهِ عِنْدَهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} فَرَوَاهَا مَالِكٌ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ. وَرَوَاهَا مِنْ طَرِيقِهِ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلمة وَهُوَ القعنبي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ} هَكَذَا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظُ مُخْتَصَرًا فِي الْبُخَارِيِّ. وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ القعنبي عَنْ مَالِكٍ. وَهُوَ نَاقِصٌ. فَإِنَّ الَّذِي فِي الْمُوَطَّأِ: " يَوْمًا " لِأَنَّ القعنبي لَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ. فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ} فَذَكَرَ قَوْلَهُ: {وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ} وَذَكَرَهُ بِلَفْظَةِ {فَاقْدُرُوا لَهُ} لَا بِلَفْظِ {فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ} وَهَكَذَا فِي سَائِر الْمُوَطَّآتِ مَسْبُوقٌ بِذِكْرِ الْجُمْلَتَيْنِ. وَلَفْظُ " الْقَدْر " حَتَّى قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: لَمْ يُخْتَلَفْ عَنْ نَافِعٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ: {فَاقْدُرُوا لَهُ} قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَالِمٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ. وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَرَوَاهُ الدراوردي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ فِيهِ: {فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} فَهَذِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ نَقْصٌ وَرِوَايَةٌ بِالْمَعْنَى وَقَعَ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ الَّذِي فِي الْبُخَارِيِّ كَمَا ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ وَقَعَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي لَفْظِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمِثْلُ هَذَا اللَّفْظِ الْمُشْعِرُ بِالْحَصْرِ مَا رَوَيْنَاهُ أَيْضًا بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إلَى أَحْمَد: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شيبان عَنْ يَحْيَى أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ: سَمِعْت {ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} وَرَوَاهُ النسائي مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَحْيَى هَكَذَا. وَسَاقَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَيَكُونُ ثَلَاثِينَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ} وَجَعَلَ النسائي هَذَا اخْتِلَافًا عَلَى يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. وَالصَّوَابُ أَنَّ كِلَيْهِمَا مَحْفُوظٌ عَنْ يَحْيَى. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ لَا اخْتِلَافَ فِي اللَّفْظِ. وَقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حريث سَمِعْت ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ وَطَبَّقَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَكَسَرَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ عُقْبَةُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: الشَّهْرُ ثَلَاثُونَ وَطَبَّقَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} وَرَوَاهُ النسائي مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُثَنَّى عَنْ غُنْدُرٍ؛ لَكِنْ لَفْظُهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} لَمْ يَزِدْ. فَرِوَايَةُ أَحْمَد أَكْمَلُ وَأَحْسَنُ سِيَاقًا تَقَدَّمَ فَإِنَّ الرِّوَايَةَ الْمُفَسِّرَةَ تُبَيِّنُ أَنَّ سَائِر رِوَايَاتِ ابْنِ عُمَرَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/79)
الَّتِي فِيهَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ عُنِيَ بِهَا أَحَدُ شَيْئَيْنِ: أَمَّا أَنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ رَدًّا عَلَى مَنْ يَتَّهِمُ أَنَّ الشَّهْرَ الْمُطْلَقَ هُوَ ثَلَاثُونَ كَمَا تَوَهَّمَ مَنْ تَوَهَّمَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ وَتَبِعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ فِي الشَّهْرِ الْعَدَدِيِّ فَيَجْعَلُونَهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا بِكُلِّ حَالٍ وَعَارَضَهُمْ قَوْمٌ فَقَالُوا: الشَّهْرُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ وَالْيَوْمُ الْآخِرُ زِيَادَةٌ. وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا} يَعْنِي: مَرَّةً ثَلَاثِينَ وَمَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ فَمَنْ جَزَمَ بِكَوْنِهِ ثَلَاثِينَ أَوْ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ فَقَدْ أَخْطَأَ. وَالْمَعْنَى الثَّانِي أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنَّ عَدَدَ الشَّهْرِ اللَّازِمَ الدَّائِمَ هُوَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ فَأَمَّا الزَّائِدُ فَأَمْرٌ جَائِزٌ يَكُونُ فِي بَعْضِ الشُّهُورِ وَلَا يَكُونُ فِي بَعْضِهَا. وَالْمَقْصُودُ أَنَّ التِّسْعَةَ وَالْعِشْرِينَ يَجِبُ عَدَدُهَا وَاعْتِبَارُهَا بِكُلِّ حَالٍ فِي كُلِّ وَقْتٍ فَلَا يُشْرَعُ الصَّوْمُ بِحَالِ حَتَّى يَمْضِيَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْ شَعْبَانَ وَلَا بُدَّ أَنْ يُصَامَ فِي رَمَضَانَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ؛ لَا يُصَامُ أَقَلُّ مِنْهَا بِحَالِ وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الَّذِي يُفَسَّرُ بِهِ رِوَايَةُ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: {إنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ. فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ} أَيْ إنَّمَا الشَّهْرُ اللَّازِمُ الدَّائِمُ الْوَاجِبُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ. وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُفَسَّرَ هَذَا اللَّفْظُ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ الْحَصْرِ. وَقَدْ قِيلَ إنَّ ذَلِكَ قَدْ يَكُونُ إشَارَةً إلَى شَهْرٍ بِعَيْنِهِ لَا إلَى جِنْسِ الشَّهْرِ: أَيْ إنَّمَا ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ كَأَنَّهُ الشَّهْرُ الَّذِي آلَى فِيهِ مِنْ أَزْوَاجِهِ لَكِنْ هَذَا يَدْفَعُهُ قَوْلُهُ عَقِبَهُ: {فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ. فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَقْدِرُوا لَهُ} فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ ذَكَرَ هَذَا لِبَيَانِ الشَّرْعِ الْعَامِّ الْمُتَعَلِّقِ بِجِنْسِ الشَّهْرِ لَا لِشَهْرِ مُعَيَّنٍ فَإِنَّهُ قَدْ بَيَّنَ أَنَّهُ ذَكَرَ هَذَا لِأَجْلِ الصَّوْمِ. فَلَوْ أَرَادَ شَهْرًا بِعَيْنِهِ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ لَكَانَ إذَا عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَمْ يَفْتَرِقْ الْحَالُ بَيْنَ الْغَمِّ وَعَدَمِهِ وَلَمْ يَقُلْ: {فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ} وَلِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ إلَّا وَقَدْ رُئِيَ هِلَالُ الصَّوْمِ وَحِينَئِذٍ فَلَا يُقَالُ: {فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ}. وَلِذَلِكَ حَمَلَ الْأَئِمَّةُ كَالْإِمَامِ أَحْمَد قَوْلَهُ الْمُطْلَقَ عَلَى أَنَّهُ لِجِنْسِ الشَّهْرِ لَا لِشَهْرِ مُعَيَّنٍ. وَبَنَوْا عَلَيْهِ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ. قَالَ حَنْبَلُ بْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قُلْت لِيَحْيَى: الَّذِينَ يَقُولُونَ الملائي قَالَ: نَعَمْ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: صُمْنَا عَلَى عَهْدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ فَأَمَرَنَا عَلِيٍّ أَنْ نُتِمَّهَا يَوْمًا. أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: الْعَمَلُ عَلَى هَذَا الشَّهْرِ؛ لِأَنَّ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ فَمَنْ صَامَ هَذَا الصَّوْمَ قَضَى يَوْمًا وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ. وَبِمَا ذَكَرْنَاهُ يَتَبَيَّنُ الْجَوَابُ عَمَّا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ فِي هَذَا قَالَتْ. يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/80)
وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا فَنَزَلَ لِتِسْعِ وَعِشْرِينَ. فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: إنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ} فَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا رَدَّتْ مَا أَفْهَمُوهَا عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَوْ مَا فَهِمَتْهُ هِيَ مِنْ أَنَّ الشَّهْرَ لَا يَكُونُ إلَّا تِسْعًا وَعِشْرِينَ. وَابْنِ عُمَرَ لَمْ يَرُدَّ هَذَا بَلْ قَدْ ذَكَرْنَا عَنْهُ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةَ. بِأَنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ. فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ ابْنِ عُمَرَ رَوَى أَنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تَارَةً كَذَلِكَ وَتَارَةً كَذَلِكَ. وَمَا رَوَاهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِمَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ أَيْضًا: مِنْ أَنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الشَّهْرَ اللَّازِمَ الدَّائِمَ الْوَاجِبَ هُوَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الشَّيْءَ فِي صِيَغِ الْحَصْرِ أَوْ غَيْرِهَا تَارَةً لِانْتِفَاءِ ذَاتِهِ. وَتَارَةً لِانْتِفَاءِ فَائِدَتِهِ وَمَقْصُودِهِ. وَيَحْصُرُونَ الشَّيْءَ فِي غَيْرِهِ: تَارَةً لِانْحِصَارِ جَمِيعِ الْجِنْسِ مِنْهُ. وَتَارَةً لِانْحِصَارِ الْمُفِيدِ أَوْ الْكَامِلِ فِيهِ. ثُمَّ إنَّهُمْ تَارَةً يُعِيدُونَ النَّفْيَ إلَى الْمُسَمَّى. وَتَارَةً يُعِيدُونَ النَّفْيَ إلَى الِاسْمِ. وَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فِي اللُّغَةِ؛ إذَا كَانَ الْمَقْصُودُ الْحَقِيقِيُّ بِالِاسْمِ مُنْتَفِيًا عَنْهُ ثَابِتًا لِغَيْرِهِ كَقَوْلِهِ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} فَنَفَى عَنْهُمْ مُسَمَّى الشَّيْءِ مَعَ أَنَّهُ فِي الْأَصْلِ شَامِلٌ لِكُلِّ مَوْجُودٍ مِنْ حَقٍّ وَبَاطِلٍ؛ لَمَّا كَانَ مَا لَا يُفِيدُ وَلَا مَنْفَعَةَ فِيهِ يَئُولُ إلَى الْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ الْعَدَمُ فَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْمَعْدُومِ. بَلْ مَا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ إذَا لَمْ يَحْصُلْ مَقْصُودُهُ كَانَ أَوْلَى بِأَنْ يَكُونَ مَعْدُومًا مِنْ الْمَعْدُومِ الْمُسْتَمِرِّ عَدَمُهُ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِيهِ ضَرَرٌ. فَمَنْ قَالَ الْكَذِبَ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا يَنْفَعُهُ فَلَمْ يَعْمَلْ شَيْئًا. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سُئِلَ عَنْ الْكُهَّانِ قَالَ. " لَيْسُوا بِشَيْءِ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: {سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَاسٍ مِنْ الْكُهَّانِ فَقَالَ: لَيْسُوا بِشَيْءِ} وَيَقُولُ أَهْلُ الْحَدِيثِ عَنْ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ لَيْسَ بِشَيْءِ أَوْ عَنْ بَعْضِ الْأَحَادِيثِ لَيْسَ بِشَيْءِ إذَا لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يُنْتَفَعُ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ؛ لِظُهُورِ كَذِبِهِ عَمْدًا أَوْ خَطَأً. وَيُقَالُ أَيْضًا لِمَنْ خَرَجَ عَنْ مُوجِبِ الْإِنْسَانِيَّةِ فِي الْأَخْلَاقِ وَنَحْوِهَا: هَذَا لَيْسَ بِآدَمِيِّ وَلَا إنْسَانٍ مَا فِيهِ إنْسَانِيَّةٌ وَلَا مُرُوءَةٌ هَذَا حِمَارٌ؛ أَوْ كَلْبٌ كَمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ اتَّصَفَ بِمَا هُوَ فَوْقَهُ مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ. كَمَا قُلْنَ لِيُوسُفَ: {مَا هَذَا بَشَرًا إنْ هَذَا إلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}. وَكَذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ إنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ إلْحَافًا} وَقَالَ: {مَا تَعُدُّونَ الْمُفْلِسَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ إنَّمَا الْمُفْلِسُ الَّذِي يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الْحَدِيثَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/81)
وَقَالَ: {مَا تُعِدُّونَ الرَّقُوبَ؟} الْحَدِيثَ. فَهَذَا نَفْيٌ لِحَقِيقَةِ الِاسْمِ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى الَّذِي يَجِبُ اعْتِبَارُهُ: بِاعْتِبَارِ أَنَّ الرَّقُوبَ وَالْمُفْلِسَ إنَّمَا قُيِّدَ بِهَذَا الِاسْمِ لَمَّا عَدِمَ الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَالنُّفُوسُ تَجْزَعُ مِنْ ذَلِكَ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَدَمَ ذَلِكَ حَيْثُ يَضُرُّهُ عَدَمُهُ هُوَ أَحَقُّ بِهَذَا الِاسْمِ مِمَّنْ يَعْدَمُهُ حَيْثُ قَدْ لَا يَضُرُّهُ ضَرَرًا لَهُ اعْتِبَارٌ. وَمَثَّالُ هَذَا أَنْ يُقَالَ لِمَنْ يَتَأَلَّمُ أَلَمًا يَسِيرًا لَيْسَ هَذَا بِأَلَمِ إنَّمَا الْأَلَمُ كَذَا وَكَذَا وَلِمَنْ يَرَى أَنَّهُ غَنِيٌّ لَيْسَ هَذَا بِغَنِيِّ إنَّمَا الْغَنِيُّ فُلَانٌ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الْعَالَمِ وَالزَّاهِدِ. كَقَوْلِهِمْ إنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ تَعَالَى. وَكَقَوْلِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَالِكٌ زَاهِدٌ إنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَتَرَكَهَا. وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا تَكُونُ الْقُلُوبُ تُعَظِّمُهُ لِذَلِكَ الْمُسَمَّى اعْتِقَادًا وَاقْتِصَادًا: إمَّا طَلَبًا لِوُجُودِهِ وَإِمَّا طَلَبًا لِعَدَمِهِ مُعْتَقِدًا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلِاسْمِ فَيُبَيِّنُ لَهَا أَنَّ حَقِيقَةَ ذَلِكَ الْمَعْنَى ثَابِتَةٌ لِغَيْرِهِ دُونَهُ عَلَى وَجْهٍ يَنْبَغِي تَعْلِيقُ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ وَالِاقْتِصَادِ بِذَلِكَ الْغَيْرِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ} وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} إلَى قَوْلِهِ {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} فَهَؤُلَاءِ الْمُسْتَحِقُّونَ لِهَذَا الِاسْمِ عَلَى الْحَقِيقَةِ الْوَاجِبَةِ لَهُمْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا عِلْمَ إلَّا مَا نَفَعَ وَلَا مَدِينَةَ إلَّا بِمُلْكِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا رِبَا إلَّا فِي النَّسِيئَةِ} أَوْ {إنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ}. فَإِنَّمَا الرِّبَا الْعَامُّ الشَّامِلُ لِلْجِنْسَيْنِ وَلِلْجِنْسِ الْوَاحِدِ الْمُتَّفِقَةِ صِفَاتُهُ إنَّمَا يَكُونُ فِي النَّسِيئَةِ. وَأَمَّا رِبَا الْفَضْلِ فَلَا يَكُونُ إلَّا فِي الْجِنْسِ الْوَاحِدِ وَلَا يَفْعَلُهُ أَحَدٌ إلَّا إذَا اخْتَلَفَتْ الصِّفَاتُ. كَالْمَضْرُوبِ بِالتِّبْرِ وَالْجِيدِ بِالرَّدِيءِ فَإِمَّا إذَا اسْتَوَتْ الصِّفَاتُ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَبِيعُ دِرْهَمًا بِدِرْهَمَيْنِ. وَلِهَذَا شُرِعَ الْقَرْضُ هُنَا؛ لِأَنَّهُ مِنْ نَوْعِ التَّبَرُّعِ. فَلَمَّا كَانَ غَالِبُ الرِّبَا وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أَوَّلًا وَهُوَ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ وَهُوَ رِبَا النَّسَاءِ: قِيلَ إنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ. وَأَيْضًا رِبَا الْفَضْلِ إنَّمَا حُرِّمَ لِأَنَّهُ ذَرِيعَةٌ إلَى رِبَا النَّسِيئَةِ فَالرِّبَا الْمَقْصُودُ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ هُوَ رِبَا النَّسِيئَةِ فَلَا رِبَا إلَّا فِيهِ وَأَظْهَرُ مَا تَبَيَّنَ فِيهِ الرِّبَا الْجِنْسُ الْوَاحِدُ الْمُتَّفَقُ فِيهِ الصِّفَاتُ فَإِنَّهُ إذَا بَاعَ مِائَةَ دِرْهَمٍ بِمِائَةِ وَعِشْرِينَ ظَهَرَ أَنَّ الزِّيَادَةَ قَابَلَتْ الْأَجَلَ الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ وَإِنَّمَا دَخَلَ فِيهِ لِلْحَاجَةِ؛ وَلِهَذَا لَا تُضْمَنُ الْآجَالُ بِالْيَدِ وَلَا بِالْإِتْلَافِ. فَلَوْ تَبَقَّى الْعَيْنُ فِي يَدِهِ أَوْ الْمَالُ فِي ذِمَّتِهِ مُدَّةً لَمْ يَضْمَنْ الْأَجَلَ؛ بِخِلَافِ زِيَادَةِ الصِّفَةِ فَإِنَّهَا مَضْمُونَةٌ فِي الْإِتْلَافِ وَالْغَصْبِ وَفِي الْبَيْعِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/82)
إذَا قَابَلَتْ غَيْرَ الْجِنْسِ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ. فَإِنَّ الْكَلَامَ الْخَبَرِيَّ إمَّا إثْبَاتٌ وَإِمَّا نَفْيٌ. فَكَمَا أَنَّهُمْ فِي الْإِثْبَاتِ يُثْبِتُونَ لِلشَّيْءِ اسْمَ الْمُسَمَّى إذَا حَصَلَ فِيهِ مَقْصُودُ الِاسْمِ وَإِنْ انْتَفَتْ صُورَةُ الْمُسَمَّى. فَكَذَلِكَ فِي النَّفْيِ. فَإِنَّ أَدَوَاتِ النَّفْيِ تَدُلُّ عَلَى انْتِفَاءِ الِاسْمِ بِانْتِفَاءِ مُسَمَّاهُ فَكَذَلِكَ تَارَةً؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ أَصْلًا. وَتَارَةً لِأَنَّهُ لَمْ تُوجَدْ الْحَقِيقَةُ الْمَقْصُودَةُ بِالْمُسَمَّى. وَتَارَةً لِأَنَّهُ لَمْ تَكْمُلْ تِلْكَ الْحَقِيقَةُ. وَتَارَةً لِأَنَّ ذَلِكَ الْمُسَمَّى مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَقْصُودًا؛ بَلْ الْمَقْصُودُ غَيْرُهُ. وَتَارَةً لِأَسْبَابِ أُخَرَ. وَهَذَا كُلُّهُ إنَّمَا يَظْهَرُ مِنْ سِيَاقِ الْكَلَامِ وَمَا اقْتَرَنَ بِهِ مِنْ الْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ الَّتِي لَا تُخْرِجُهَا عَنْ كَوْنِهَا حَقِيقَةً عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَلِكَوْنِ الْمُرَكَّبِ قَدْ صَارَ مَوْضُوعًا لِذَلِكَ الْمَعْنَى أَوْ مِنْ الْقَرَائِنِ الْحَالِيَّةِ الَّتِي تَجْعَلُهَا مَجَازًا عِنْدَ الْجُمْهُورِ. وَأَمَّا إذَا أُطْلِقَ الْكَلَامُ مُجَرَّدًا عَنْ الْقَرِينَتَيْنِ فَمَعْنَاهُ السَّلْبُ الْمُطْلَقُ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ. فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} وَقَوْلُهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} حَيْثُ قَصَدَ بِهِ الْحَصْرَ فِي النَّوْعِ لَمَّا كَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ عَلَّقَ بِالشَّهْرِ أَحْكَامًا كَقَوْلِهِ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} وَقَوْلِهِ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} وَقَوْلِهِ: {شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَكَانَ مِنْ الْأَفْهَامِ مَا يَسْبِقُ إلَى أَنَّ مُطْلَقَ الشَّهْرِ ثَلَاثُونَ يَوْمًا. وَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ لَمْ يَعُدَّ أَيَّامَ الشَّهْرِ يَتَوَهَّمُ أَنَّ السَّنَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا. وَأَنَّ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثُونَ يَوْمًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ الثَّابِتُ اللَّازِمُ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ. وَزِيَادَةُ الْيَوْمِ قَدْ تَدْخُلُ فِيهِ وَقَدْ تَخْرُجُ مِنْهُ كَمَا يَقُولُ الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَهَذَا هُوَ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ وَقَدْ يَمُوتُ قَبْلَ الْكَلَامِ فَلَا يَكُونُ الْإِسْلَامُ فِي حَقِّهِ إلَّا مَا تَكَلَّمَ بِهِ. وَعَلَى مَا قَدْ ثَبَتَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ فَيَكُونُ قَدْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَا الْخِبْرَيْنِ أَوْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ: {أَنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَيَكُونُ ثَلَاثِينَ} كَمَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ وَسُمِعَ مِنْهُ: {أَنَّ الشَّهْرَ إنَّمَا هُوَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} رُوِيَ هَذَا بِالْمَعْنَى الَّذِي تَضَمَّنَهُ الْأَوَّلُ وَهُوَ بَعِيدٌ مِنْ ابْنِ عُمَرَ فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَرْوِي بِالْمَعْنَى. رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَعَانِي الثَّلَاثَةُ أَنَّ قَوْلَهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} لِشَهْرِ مُعَيَّنٍ. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {قَدْ يَكُونُ} وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّمَا الشَّهْرُ} وَقَدْ اسْتَفَاضَتْ الرِّوَايَاتُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ التَّفْسِيرَ الْأَوَّلَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. مِثْلُ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جريج. عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا أَوْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/83)
رَاحَ فَقِيلَ لَهُ إنَّك حَلَفْت أَنْ لَا تَدْخُلُ شَهْرًا. فَقَالَ: إنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا} فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الشَّهْرَ يَكْمُلُ بِحَسْبِهِ مُطْلَقًا. إلَّا أَنْ يَكُونَ الْإِيلَاءُ كَانَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ. فَمَتَى كَانَ الْإِيلَاءُ. فِي أَثْنَائِهِ فَهُوَ نَصٌّ فِي مَسْأَلَةِ النِّزَاعِ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ حَمِيدٍ عَنْ أَنَسٍ {قَالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نِسَائِهِ وَكَانَتْ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ فَأَقَامَ فِي مَشْرَبَةٍ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آلَيْت شَهْرًا فَقَالَ: إنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ}. وَأَمَّا الشَّهْرُ الْمُعَيَّنُ فَرَوَى النسائي مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: تَمَّ الشَّهْرُ لِتِسْعِ وَعِشْرِينَ} هَكَذَا رَوَاهُ بَهْز عَنْهُ. وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ غُنْدُرٍ. وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ غُنْدُرٍ عَنْهُ وَلَفْظُهُ: {الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ تُبَيِّنُ أَنَّ إيلَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِيمَا بَيْنَ الْهِلَالَيْنِ. فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ أَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ أَنَّ الشَّهْرَ تَمَّ لِتِسْعِ وَعِشْرِينَ لِأَنَّ الشَّهْرَ الَّذِي آلَى فِيهِ كَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظُنُّ أَنَّ عَلَيْهِ إكْمَالَ الْعِدَّةِ ثَلَاثِينَ. فَأَخْبَرَهُ جبرائيل بِأَنَّهُ تَمَّ شَهْرُ إيلَائِهِ لِتِسْعِ وَعِشْرِينَ. وَلَوْ كَانَ الْإِيلَاءُ فِي أَوَّلِ الْهِلَالِ لَمْ يَحْتَجْ إلَى أَنْ يُخْبِرَهُ جبرائيل بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ إذَا رُئِيَ لِتَمَامِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ يُعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ تَمَّ فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ لَا شُبْهَةَ فِيهِ حَتَّى يُخْبِرَهُ بِهِ جبرائيل. وَأَيْضًا فَلَوْ كَانَ الْإِيلَاءُ بَيْنَ الْهِلَالَيْنِ لَكَانَ الصَّحَابَةُ يَعْلَمُونَ أَنَّ ذَلِكَ شَهْرٌ فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ يَشُكُّونَ فِيهِ هُمْ وَلَا أَحَدٌ أَنَّ الشَّهْرَ مَا بَيْنَ الْهِلَالَيْنِ وَالِاعْتِبَارُ بِالْعَدَدِ؛ وَلَكِنْ لَمَّا وَقَعَ الْإِيلَاءُ فِي أَثْنَاءِ الشَّهْرِ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ يَجِبُ تَكْمِيلُ الْعِدَّةِ ثَلَاثِينَ فَأَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ بِأَنَّهُ قَدْ تَمَّ شَهْرُ إيلَائِهِ لِتِسْعِ وَعِشْرِينَ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: {إنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ} أَيْ شَهْرُ الْإِيلَاءِ {وَأَنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ}. وَأَيْضًا فَقَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَعُدُّهُنَّ. وَلَوْ كَانَ فِي أَوَّلِ الْهِلَالِ لَمْ تَحْتَجْ إلَى أَنْ تَعُدَّهُنَّ كَمَا لَمْ يَعُدَّ رَمَضَانَ إذَا صَامُوا بِالرُّؤْيَةِ؛ بَلْ رِوَى عَنْهُ مَا ظَاهِرُهُ الْحَصْرُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إلَى أَحْمَد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ {قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا ثُمَّ يَقْبِضُ أُصْبُعَهُ فِي الثَّالِثَةِ}. وَقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا عَشْرٌ عَشْرٌ وَتِسْعٌ مَرَّةً} رَوَاهُ النسائي مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ كَمَا ذَكَرْنَاهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/84)
وَرَوَاهُ هُوَ وَأَحْمَد أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ إسْمَاعِيلَ مُسْنَدًا كَمَا تَقَدَّمَ وَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدٍ مُرْسَلًا. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فِي رِوَايَتِهِ قُلْت لِإِسْمَاعِيلَ: عَنْ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَا. وَقَدْ صَحَّحَ أَحْمَد الْمُسْنَدَ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ حَدِيثُ سَعْدٍ {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا} قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَرَدْنَا أَنْ يَقُولَ عَنْ أَبِيهِ فَأَبَى. قَالَ أَحْمَد: هَذَا عَنْ إسْمَاعِيلَ كَانَ يُسْنِدُهُ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا لَا يُسْنِدُهُ. وَرَوَاهُ زَائِدَةُ عَنْ أَبِيهِ قِيلَ لَهُ: إنَّ وَكِيعًا. قَدْ رَوَاهُ وَيَحْيَى يَقُولُ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: زَائِدَةُ قَدْ رَوَاهُ. وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ وَابْنُ بِشْرٍ وَزَائِدَةُ وَغَيْرُهُمْ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ بَيَانٌ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ مِنْ هَؤُلَاءِ الثِّقَات فَهِيَ مَقْبُولَةٌ. وَأَنَّ الَّذِينَ حَدَّثُوا عَنْهُ كَانَ تَارَةً يَذْكُرُهَا وَتَارَةً يَتْرُكُهَا. وَقَدْ رُوِيَ مَا يُفَسِّرُهُ: فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ وَصَاحِبُهُ مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ وَكِيعٌ بِالْعَشْرِ الْأَصَابِعِ مَرَّتَيْنِ وَخَنَّسَ وَاحِدَةً الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ}. فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُسْتَفِيضَةُ الْمُتَلَقَّاةُ بِالْقَبُولِ دَلَّتْ عَلَى أُمُورٍ. أَحَدُهَا أَنَّ قَوْلَهُ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ} هُوَ خَبَرٌ تَضَمَّنَ نَهْيًا. فَإِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ الْأُمَّةَ الَّتِي اتَّبَعَتْهُ هِيَ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ أُمِّيَّةٌ لَا تَكْتُبُ وَلَا تَحْسُبُ. فَمَنْ كَتَبَ أَوْ حَسَبَ أَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي هَذَا الْحُكْمِ. بَلْ يَكُونُ قَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُمْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فَيَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا لَيْسَ مِنْ دِينِهَا وَالْخُرُوجُ عَنْهَا مُحَرَّمٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فَيَكُونُ الْكِتَابُ وَالْحِسَابُ الْمَذْكُورَانِ مُحَرَّمَيْنِ مَنْهِيًّا عَنْهُمَا. وَهَذَا كَقَوْلِهِ: {الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ} أَيْ هَذِهِ صِفَةُ الْمُسْلِمِ فَمَنْ خَرَجَ عَنْهَا خَرَجَ عَنْ الْإِسْلَامِ وَمَنْ خَرَجَ عَنْ بَعْضِهَا خَرَجَ عَنْ الْإِسْلَامِ فِي ذَلِكَ الْبَعْضِ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ {: الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ}. فَإِنْ قِيلَ: فَهَلَّا قِيلَ إنَّ لَفْظَهُ خَبَرٌ وَمَعْنَاهُ الطَّلَبُ؟. كَقَوْلِهِ: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكْتُبَ وَلَا يَحْسُبَ. نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِئَلَّا يَكُونُ خَبَرًا قَدْ خَالَفَ مَخْبَرَهُ. فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ كَتَبَ أَوْ حَسَبَ. قِيلَ: هَذَا مَعْنًى صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ لَكِنْ لَيْسَ هُوَ ظَاهِرَ اللَّفْظِ. فَإِنَّ ظَاهِرَهُ خَبَرٌ وَالصَّرْفُ عَنْ الظَّاهِرِ إنَّمَا يَكُونُ لِدَلِيلِ يحوج إلَى ذَلِكَ وَلَا حَاجَةَ إلَى ذَلِكَ كَمَا بَيَّنَّاهُ. وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ: {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ} لَيْسَ هُوَ طَلَبًا فَإِنَّهُمْ أُمِّيُّونَ قَبْلَ الشَّرِيعَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} وَقَالَ: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ صِفَةً ثَابِتَةً لَهُمْ قَبْلَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/85)
الْمَبْعَثِ لَمْ يَكُونُوا مَأْمُورِينَ بِابْتِدَائِهَا. نَعَمْ قَدْ يُؤْمَرُونَ بِالْبَقَاءِ عَلَى بَعْضِ أَحْكَامِهَا فَإِنَّا سَنُبَيِّنُ أَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمَرُوا أَنْ يَبْقَوْا عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مُطْلَقًا. فَإِنْ قِيلَ: فَلِمَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا إخْبَارًا مَحْضًا أَنَّهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ؛ إذْ لَهُمْ طَرِيقٌ آخَرُ غَيْرُهُ وَلَا يَكُونُ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ؛ بَلْ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبِ فَإِنَّ الْأُمِّيَّةَ صِفَةُ نَقْصٍ لَيْسَتْ صِفَةَ كَمَالٍ فَصَاحِبُهَا بِأَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُونَ مَمْدُوحًا. قِيلَ: لَا يَجُوزُ هَذَا لِأَنَّ الْأُمَّةَ الَّتِي بَعَثَهُ اللَّهُ إلَيْهَا فِيهِمْ مَنْ يَقْرَأُ وَيَكْتُبُ كَثِيرًا كَمَا كَانَ فِي أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ مَنْ يَحْسُبُ وَقَدْ بُعِثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي فِيهَا مِنْ الْحِسَابِ مَا فِيهَا وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ عَامِلُهُ عَلَى الصَّدَقَةِ ابْنُ اللتبية حَاسَبَهُ. وَكَانَ لَهُ كُتَّابٌ عِدَّةٌ - كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَزَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ - يَكْتُبُونَ الْوَحْيَ وَيَكْتُبُونَ الْعُهُودَ وَيَكْتُبُونَ كُتُبَهُ إلَى النَّاسِ إلَى مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ إلَيْهِ مِنْ مُلُوكِ الْأَرْضِ وَرُءُوسِ الطَّوَائِفِ: وَإِلَى عُمَّالِهِ وَوُلَاتِهِ وَسُعَاتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} فِي آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لِيُعْلَمَ الْحِسَابُ. وَإِنَّمَا " الْأُمِّيُّ " هُوَ فِي الْأَصْلِ مَنْسُوبٌ إلَى الْأُمَّةِ الَّتِي هِيَ جِنْسُ الْأُمِّيِّينَ وَهُوَ مَنْ لَمْ يَتَمَيَّزْ عَنْ الْجِنْسِ بِالْعِلْمِ الْمُخْتَصِّ: مِنْ قِرَاءَةٍ أَوْ كِتَابَة كَمَا يُقَالُ: عَامِّيٌّ لِمَنْ كَانَ مِنْ الْعَامَّةِ غَيْرَ مُتَمَيِّزٍ عَنْهُمْ بِمَا يَخْتَصُّ بِهِ غَيْرُهُمْ مِنْ عُلُومٍ: وَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ نِسْبَةٌ إلَى الْأُمِّ: أَيْ هُوَ الْبَاقِي عَلَى مَا عَوَّدَتْهُ أُمُّهُ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. ثُمَّ التَّمَيُّزُ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ عَنْ الْأُمِّيَّةِ الْعَامَّةِ إلَى الِاخْتِصَاصِ: تَارَةً يَكُونُ فَضْلًا وَكَمَالًا فِي نَفْسِهِ. كَالْمُتَمَيِّزِ عَنْهُمْ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَفَهْمِ مَعَانِيهِ. وَتَارَةً يَكُونُ بِمَا يَتَوَصَّلُ بِهِ إلَى الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ: كَالتَّمَيُّزِ عَنْهُمْ بِالْكِتَابَةِ وَقِرَاءَةِ الْمَكْتُوبِ فَيُمْدَحُ فِي حَقِّ مَنْ اسْتَعْمَلَهُ فِي الْكَمَالِ وَيُذَمُّ فِي حَقِّ مَنْ عَطَّلَهُ أَوْ اسْتَعْمَلَهُ فِي الشَّرِّ. وَمَنْ اسْتَغْنَى عَنْهُ بِمَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُ كَانَ أَكْمَلَ وَأَفْضَلَ. وَكَانَ تَرْكُهُ فِي حَقِّهِ مَعَ حُصُولِ الْمَقْصُودِ بِهِ أَكْمَلَ وَأَفْضَلَ. فَإِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ التَّمَيُّزَ عَنْ الْأُمِّيِّينَ نَوْعَانِ " فَالْأُمَّةُ الَّتِي بُعِثَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَاهُمْ الْعَرَبُ وَبِوَاسِطَتِهِمْ حَصَلَتْ الدَّعْوَةُ لِسَائِرِ الْأُمَمِ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا بُعِثَ بِلِسَانِهِمْ فَكَانُوا أُمِّيِّينَ عَامَّةً لَيْسَتْ فِيهِمْ مَزِيَّةُ عِلْمٍ وَلَا كِتَابٍ وَلَا غَيْرِهِ مَعَ كَوْنِ فِطَرِهِمْ كَانَتْ مُسْتَعِدَّةً لِلْعِلْمِ أَكْمَلَ مِنْ اسْتِعْدَادِ سَائِر الْأُمَمِ. بِمَنْزِلَةِ أَرْضِ الْحَرْثِ الْقَابِلَةِ لِلزَّرْعِ؛ لَكِنْ لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كِتَابٌ يَقْرَءُونَهُ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كَمَا لِأَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا عُلُومٌ قِيَاسِيَّةٌ مُسْتَنْبِطَةٌ كَمَا لِلصَّابِئَةِ وَنَحْوِهِمْ. وَكَانَ الْخَطُّ فِيهِمْ قَلِيلًا جِدًّا وَكَانَ لَهُمْ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/86)
الْعِلْمِ مَا يُنَالُ بِالْفِطْرَةِ الَّتِي لَا يَخْرُجُ بِهَا الْإِنْسَانُ عَنْ الْأُمُوَّةِ الْعَامَّةِ. كَالْعِلْمِ بِالصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَتَعْظِيمِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَعِلْمِ الْأَنْوَاءِ. وَالْأَنْسَابِ وَالشِّعْرِ. فَاسْتَحَقُّوا اسْمَ الْأُمِّيَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. كَمَا قَالَ فِيهِمْ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} فَجَعَلَ الْأُمِّيِّينَ مُقَابِلِينَ لِأَهْلِ الْكِتَابِ. فَالْكِتَابِيُّ غَيْرُ الْأُمِّيِّ. فَلَمَّا بُعِثَ فِيهِمْ وَوَجَبَ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعُ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَتَدَبُّرِهِ وَعَقْلِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ - وَقَدْ جَعَلَهُ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَعَلَّمَهُمْ نَبِيُّهُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ - صَارُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ. بَلْ صَارُوا أَعْلَمَ الْخَلْقِ وَأَفْضَلَهُمْ فِي الْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَزَالَتْ عَنْهُمْ الْأُمِّيَّةُ الْمَذْمُومَةُ النَّاقِصَةُ وَهِيَ عَدَمُ الْعِلْمِ وَالْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ إلَى أَنْ عَلِمُوا الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَأُورِثُوا الْكِتَابَ. كَمَا قَالَ فِيهِمْ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فَكَانُوا أُمِّيِّينَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. فَلَمَّا عَلَّمَهُمْ الْكِتَابُ وَالْحِكْمَةَ قَالَ فِيهِمْ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} وَقَالَ تَعَالَى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} {أَنْ تَقُولُوا إنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ} وَاسْتُجِيبَ فِيهِمْ دَعْوَةُ الْخَلِيلِ حَيْثُ قَالَ: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وَقَالَ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}. فَصَارَتْ هَذِهِ الْأُمِّيَّةُ: مِنْهَا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ. وَمِنْهَا مَا هُوَ مَكْرُوهٌ وَمِنْهَا مَا هُوَ نَقْصٌ وَتَرْكُ الْأَفْضَلِ. فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْفَاتِحَةَ أَوْ لَمْ يَقْرَأْ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ تُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ فِي (بَابِ الصَّلَاةِ أُمِّيًّا. وَيُقَابِلُونَهُ بِالْقَارِئِ فَيَقُولُونَ: لَا يَصِحُّ اقْتِدَاءُ الْقَارِئِ بِالْأُمِّيِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَأْتَمَّ الْأُمِّيُّ بِالْأُمِّيِّ. وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْمَسَائِلِ وَغَرَضُهُمْ بِالْأُمِّيِّ هُنَا الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقِرَاءَةَ الْوَاجِبَةَ سَوَاءٌ كَانَ يَكْتُبُ أَوْ لَا يَكْتُبُ يَحْسُبُ أَوْ لَا يَحْسُبُ. فَهَذِهِ الْأُمِّيَّةُ مِنْهَا مَا هُوَ تَرْكُ وَاجِبٍ يُعَاقَبُ الرَّجُلُ عَلَيْهِ. إذَا قَدَرَ عَلَى التَّعَلُّمِ فَتَرَكَهُ. وَمِنْهَا مَا هُوَ مَذْمُومٌ كَاَلَّذِي وَصَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَيْثُ قَالَ: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلَّا يَظُنُّونَ} فَهَذِهِ صِفَةُ مَنْ لَا يَفْقَهُ كَلَامَ اللَّهِ وَيَعْمَلُ بِهِ وَإِنَّمَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ تِلَاوَتِهِ. كَمَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/87)
نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُعْمَلَ بِهِ فَاِتَّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا. فَالْأُمِّيُّ هُنَا قَدْ يَقْرَأُ حُرُوفَ الْقُرْآنِ أَوْ غَيْرَهَا وَلَا يَفْقَهُ. بَلْ يَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ بِظَاهِرِ مِنْ الْقَوْلِ ظَنًّا. فَهَذَا أَيْضًا أُمِّيٌّ مَذْمُومٌ كَمَا ذَمَّهُ اللَّهُ؛ لِنَقْصِ عِلْمِهِ الْوَاجِبِ سَوَاءٌ كَانَ فَرْضَ عَيْنٍ أَمْ كِفَايَةٍ. وَمِنْهَا مَا هُوَ الْأَفْضَلُ الْأَكْمَلُ كَاَلَّذِي لَا يَقْرَأُ مِنْ الْقُرْآنِ إلَّا بَعْضَهُ وَلَا يَفْهَمُ مِنْهُ إلَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَلَا يَفْهَمُ مِنْ الشَّرِيعَةِ إلَّا مِقْدَارَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ فَهَذَا أَيْضًا يُقَالُ لَا أُمِّيٌّ وَغَيْرُهُ مِمَّنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ عِلْمًا وَعَمَلًا أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَكْمَلُ. فَهَذِهِ الْأُمُورُ الْمُمَيِّزَةُ لِلشَّخْصِ عَنْ الْأُمُورِ الَّتِي هِيَ فَضَائِلُ وَكَمَالٌ: فَقَدَهَا أَمَّا فَقْدُ وَاجِبٍ عَيْنًا أَوْ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ أَوْ مُسْتَحَبٌّ. وَهَذِهِ يُوصَفُ اللَّهُ بِهَا وَأَنْبِيَاؤُهُ مُطْلَقًا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ جَمَعَ الْعِلْمَ وَالْكَلَامَ النَّافِعَ طَلَبًا وَخَبَرًا وَإِرَادَة. وَكَذَلِكَ أَنْبِيَاؤُهُ وَنَبِيُّنَا سَيِّدُ الْعُلَمَاءِ وَالْحُكَمَاءِ. وَأَمَّا الْأُمُورُ الْمُمَيِّزَةُ الَّتِي هِيَ وَسَائِلُ وَأَسْبَابٌ إلَى الْفَضَائِلِ مَعَ إمْكَانِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهَا بِغَيْرِهَا فَهَذِهِ مِثْلُ الْكِتَابِ الَّذِي هُوَ الْخَطُّ وَالْحِسَابُ فَهَذَا إذَا فَقَدَهَا مَعَ أَنَّ فَضِيلَتَهُ فِي نَفْسِهِ لَا تَتِمُّ بِدُونِهَا وَفَقْدُهَا نَقْصٌ إذَا حَصَّلَهَا وَاسْتَعَانَ بِهَا عَلَى كَمَالِهِ وَفَضْلِهِ كَاَلَّذِي يَتَعَلَّمُ الْخَطَّ فَيَقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنَ؛ وَكُتُبَ الْعِلْمِ النَّافِعَةَ أَوْ يَكْتُبُ لِلنَّاسِ مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ: كَانَ هَذَا فَضْلًا فِي حَقِّهِ وَكَمَالًا. وَإِنْ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى تَحْصِيلِ مَا يَضُرُّهُ أَوْ يَضُرُّ النَّاسَ كَاَلَّذِي يَقْرَأُ بِهَا كُتُبَ الضَّلَالَةِ وَيَكْتُبُ بِهَا مَا يَضُرُّ النَّاسَ كَاَلَّذِي يُزَوِّرُ خُطُوطَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالشُّهُودِ: كَانَ هَذَا ضَرَرًا فِي حَقِّهِ وَسَيِّئَةً وَمَنْقَصَةً وَلِهَذَا نَهَى عُمَرَ أَنْ تُعَلَّمَ النِّسَاءُ الْخَطَّ. وَإِنْ أَمْكَنَ أَنْ يُسْتَغْنَى عَنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ بِحَيْثُ يَنَالُ كَمَالَ الْعُلُومِ مِنْ غَيْرِهَا. وَيَنَالُ كَمَالَ التَّعْلِيمِ بِدُونِهَا: كَانَ هَذَا أَفْضَلَ لَهُ وَأَكْمَلَ. وَهَذِهِ حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} فَإِنَّ أُمِّيَّتَهُ لَمْ تَكُنْ مِنْ جِهَةِ فَقْدِ الْعِلْمِ وَالْقِرَاءَةِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ إمَامُ الْأَئِمَّةِ فِي هَذَا. وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ مَكْتُوبًا. كَمَا قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}. وَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ هَلْ كَتَبَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ بِخَطِّهِ مُعْجِزَةً لَهُ؟ أَمْ لَمْ يَكْتُبْ؟ وَكَانَ انْتِفَاءُ الْكِتَابَةِ عَنْهُ مَعَ حُصُولِ أَكْمَلِ مَقَاصِدِهَا بِالْمَنْعِ مِنْ طَرِيقِهَا مِنْ أَعْظَمِ فَضَائِلِهِ وَأَكْبَرِ مُعْجِزَاتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَلَّمَهُ الْعِلْمَ بِلَا وَاسِطَةِ كِتَابٍ مُعْجِزَةً لَهُ وَلَمَّا كَانَ قَدْ دَخَلَ فِي الْكُتُبِ مِنْ التَّحْرِيفِ وَالتَّبْدِيلِ وَعَلَّمَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إلَى أَنْ يَكْتُبَ بِيَدِهِ وَأَمَّا سَائِر أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ كَالْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ فَالْغَالِبُ عَلَى كِبَارِهِمْ الْكِتَابَةُ لِاحْتِيَاجِهِمْ إلَيْهَا إذْ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/88)
الْوَحْي مَا أُوتِيَهُ صَارَتْ أُمِّيَّتُهُ الْمُخْتَصَّةُ بِهِ كَمَالًا فِي حَقِّهِ مِنْ جِهَةِ الْغِنَى بِمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا وَأَكْمَلُ وَنَقْصًا فِي حَقِّ غَيْرِهِ مِنْ جِهَةِ فَقْدِهِ الْفَضَائِلَ الَّتِي لَا تَتِمُّ إلَّا بِالْكِتَابَةِ.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:27 م]ـ
إذَا تَبَيَّنَ هَذَا: فَكِتَابُ أَيَّامِ الشَّهْرِ وَحِسَابِهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ فَإِنَّ مَنْ كَتَبَ مَسِيرَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ بِحُرُوفِ " أَبِجَدِّ " وَنَحْوِهَا وَحَسَبَ كَمْ مَضَى مِنْ مَسِيرِهَا وَمَتَى يَلْتَقِيَانِ لَيْلَةَ الِاسْتِسْرَارِ وَمَتَى يَتَقَابَلَانِ لَيْلَةَ الْإِبْدَارِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَلَيْسَ فِي هَذَا الْكِتَابِ وَالْحِسَابِ مِنْ الْفَائِدَةِ إلَّا ضَبْطُ الْمَوَاقِيتِ الَّتِي يَحْتَاجُ النَّاسُ إلَيْهَا فِي تَحْدِيدِ الْحَوَادِثِ وَالْأَعْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرُنَا مِنْ الْأُمَمِ فَضَبَطُوا مَوَاقِيتَهُمْ بِالْكِتَابِ وَالْحِسَابِ كَمَا يَفْعَلُونَهُ بِالْجَدَاوِلِ أَوْ بِحُرُوفِ الْجُمَلِ وَكَمَا يَحْسُبُونَ مَسِيرَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: وَيَعْدِلُونَ ذَلِكَ وَيُقَوِّمُونَهُ بِالسَّيْرِ الْأَوْسَطِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ وَقْتُ الِاسْتِسْرَارِ وَالْإِبْدَارِ وَغَيْرُ ذَلِكَ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّا أَيَّتُهَا الْأُمَّةَ الْأُمِّيَّةَ لَا نَكْتُبُ هَذَا الْكِتَابَ وَلَا نَحْسُبُ هَذَا الْحِسَابَ فَعَادَ كَلَامُهُ إلَى نَفْيِ الْحِسَابِ وَالْكِتَابِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَيَّامِ الشَّهْرِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى اسْتِسْرَارِ الْهِلَالِ وَطُلُوعِهِ. وَقَدْ قَدَّمْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ أَنَّ النَّفْيَ وَإِنْ كَانَ عَلَى إطْلَاقِهِ يَكُونُ عَامًّا فَإِذَا كَانَ فِي سِيَاقِ الْكَلَامِ مَا يُبَيِّنُ الْمَقْصُودَ عُلِمَ بِهِ الْمَقْصُودُ أَخَاصٌّ هُوَ أَمْ عَامٌّ؟ فَلَمَّا قَرَنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {الشَّهْرُ ثَلَاثُونَ} وَ {الشَّهْرُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ} بَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنَّا لَا نَحْتَاجُ فِي أَمْرِ الْهِلَالِ إلَى كِتَابٍ وَلَا حِسَابٍ إذْ هُوَ تَارَةً كَذَلِكَ وَتَارَةً كَذَلِكَ. وَالْفَارِقُ بَيْنَهُمَا هُوَ الرُّؤْيَةُ فَقَطْ لَيْسَ بَيْنَهَا فَرْقٌ آخَرُ مِنْ كِتَابٍ وَلَا حِسَابٍ كَمَا سَنُبَيِّنُهُ. فَإِنَّ أَرْبَابَ الْكِتَابِ وَالْحِسَابِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَضْبُطُوا الرُّؤْيَةَ بِضَبْطِ مُسْتَمِرٍّ وَإِنَّمَا يُقَرِّبُوا ذَلِكَ فَيُصِيبُونَ تَارَةً وَيُخْطِئُونَ أُخْرَى. وَظَهَرَ بِذَلِكَ أَنَّ الْأُمِّيَّةَ الْمَذْكُورَةَ هُنَا صِفَةُ مَدْحٍ وَكَمَالٍ مِنْ وُجُوهٍ: مِنْ جِهَةِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ الْكِتَابِ وَالْحِسَابِ بِمَا هُوَ أَبْيَنُ مِنْهُ وَأَظْهَرُ وَهُوَ الْهِلَالُ. وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ هُنَا يَدْخُلُهُمَا غَلَطٌ. وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ فِيهِمَا تَعَبًا كَثِيرًا بِلَا فَائِدَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ شُغْلٌ عَنْ الْمَصَالِحِ إذْ هَذَا مَقْصُودٌ لِغَيْرِهِ لَا لِنَفْسِهِ وَإِذَا كَانَ نَفْيُ الْكِتَابِ وَالْحِسَابِ عَنْهُمْ لِلِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ بِخَيْرٍ مِنْهُ وَلِلْمَفْسَدَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ الْكِتَابُ وَالْحِسَابُ فِي ذَلِكَ نَقْصًا وَعَيْبًا بَلْ سَيِّئَةً وَذَنْبًا فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ فَقَدْ خَرَجَ عَنْ الْأُمَّةِ الْأُمِّيَّةِ فِيمَا هُوَ مِنْ الْكَمَالِ وَالْفَضْلِ السَّالِمِ عَنْ الْمَفْسَدَةِ وَدَخَلَ فِي أَمْرٍ نَاقِصٍ يُؤَدِّيهِ إلَى الْفَسَادِ وَالِاضْطِرَابِ. وَأَيْضًا فَإِنَّهُ جَعَلَ هَذَا وَصْفًا لِلْأُمَّةِ. كَمَا جَعَلَهَا وَسَطًا فِي قَوْله تَعَالَى {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} فَالْخُرُوجُ عَنْ ذَلِكَ اتِّبَاعُ غَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَيْضًا فَالشَّيْءُ إذَا كَانَ صِفَةً لِلْأُمَّةِ لِأَنَّهُ أَصْلَحُ مِنْ غَيْرِهِ؛ وَلِأَنَّ غَيْرَهُ فِيهِ مَفْسَدَةٌ: كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَجِبُ مُرَاعَاتُهُ وَلَا يَجُوزُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/89)
الْعُدُولُ عَنْهُ إلَى غَيْرِهِ لِوَجْهَيْنِ: لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَفْسَدَةِ وَلِأَنَّ صِفَةَ الْكَمَالِ الَّتِي لِلْأُمَّةِ يَجِبُ حِفْظُهَا عَلَيْهَا. فَإِنْ كَانَ الْوَاحِدُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ تَحْصِيلُ الْمُسْتَحَبَّاتِ فَإِنَّ كُلَّ مَا شُرِعَ لِلْأُمَّةِ جَمِيعًا صَارَ مِنْ دِينِهَا وَحِفْظُ مَجْمُوعِ الدِّينِ وَاجِبٌ عَلَى الْأُمَّةِ فَرْضَ عَيْنٍ أَوْ فَرْضَ كِفَايَةٍ. وَلِهَذَا وَجَبَ عَلَى مَجْمُوعِ الْأُمَّةِ حِفْظُ جَمِيعِ الْكِتَابِ وَجَمِيعِ السُّنَنِ الْمُتَعَلِّقَةِ بالمستحبات وَالرَّغَائِبِ وَإِنْ لَمْ يَجِبْ ذَلِكَ عَلَى آحَادِهَا. وَلِهَذَا أَوْجَبَ عَلَى الْأُمَّةِ مِنْ تَحْصِيلِ الْمُسْتَحَبَّاتِ الْعَامَّةِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى الْأَفْرَادِ. وَتَحْصِيلُهُ لِنَفْسِهِ: مِثْلُ الَّذِي يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ دَائِمًا مَا يَجُوزُ لِلْمُنْفَرِدِ فِعْلُهُ بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُطَوِّلُ الصَّلَاةَ تَطْوِيلًا يَضُرُّ مَنْ خَلْفَهُ وَلَا يُنْقِصَهَا عَنْ سُنَنِهَا الرَّاتِبَةِ: مِثْلِ قِرَاءَةِ السُّورَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ وَإِكْمَالِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَنَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الصَّحَابَةَ بِعَزْلِ إمَامٍ كَانَ يُصَلِّي لِبُصَاقِهِ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ: {يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ؛ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً} - الْحَدِيثَ وَقَالَ: {إذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ لَمْ يَزَالُوا فِي سَفَالٍ}. وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ: إنَّ الْإِمَامَ الْمُقِيمَ بِالنَّاسِ حَجَّهُمْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِكَمَالِ الْحَجِّ مِنْ تَأْخِيرِ النَّفْرِ إلَى الثَّالِثِ مِنْ مِنًى وَلَا يَتَعَجَّلُ فِي النَّفْرِ الْأَوَّلِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ سُنَنِ الْحَجِّ الَّتِي لَوْ تَرَكَهَا الْوَاحِدُ لَمْ يَأْثَمْ وَلَيْسَ لِلْإِمَامِ تَرْكُهَا لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ عُمُومِ الْحَجِيجِ مِنْ تَحْصِيلِ كَمَالِ الْحَجِّ وَتَمَامِهِ وَلِهَذَا {لَمَّا اجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَانِ فَشَهِدَ الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمْعَةِ قَالَ: إنَّا مُجَمِّعُونَ} فَقَالَ أَحْمَد فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ وَغَيْرُهُ: إنَّ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُقِيمَ لَهُمْ الْجُمُعَةَ لِيَحْصُلَ الْكَمَالُ لِمَنْ شَهِدَهُمَا وَإِنْ جَازَ لِلْآحَادِ الِانْصِرَافُ. وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ مِمَّا يُوجِبُ أَنْ يَحْفَظَ لِلْأُمَّةِ - فِي أَمْرِهَا الْعَامِّ فِي الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ وَالْأَعْمَالِ - كَمَالَ دَيْنِهَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فَمَا أَفْضَى إلَى نَقْصِ كَمَالِ دِينِهَا وَلَوْ بِتَرْكِ مُسْتَحَبٍّ يُفْضِي إلَى تَرْكِهِ مُطْلَقًا كَانَ تَحْصِيلُهُ وَاجِبًا عَلَى الْكِفَايَةِ إمَّا عَلَى الْأَئِمَّةِ وَإِمَّا عَلَى غَيْرِهِمْ. فَالْكَمَالُ وَالْفَضْلُ الَّذِي يَحْصُلُ بِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ دُونَ الْحِسَابِ يَزُولُ بِمُرَاعَاةِ الْحِسَابِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَفْسَدَةٌ.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:27 م]ـ
الْوَجْهُ الثَّانِي مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيثُ مَا فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ} كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فَنَهَى عَنْ الصَّوْمِ قَبْلَ رُؤْيَتِهِ وَعَنْ الْفِطْرِ قَبْلَ رُؤْيَتِهِ. وَلَا يَخْلُو النَّهْيُ: إمَّا أَنْ يَكُونَ عَامًّا فِي الصَّوْمِ فَرْضًا وَنَفْلًا وَنَذْرًا وَقَضَاءً. أَوْ يَكُونَ الْمُرَادُ فَلَا تَصُومُوا رَمَضَانَ حَتَّى تَرَوْهُ. وَعَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/90)
التَّقْدِيرَيْنِ فَقَدْ نَهَى أَنْ يُصَامُ رَمَضَانُ قَبْلَ الرُّؤْيَةِ وَالرُّؤْيَةُ الْإِحْسَاسُ وَالْإِبْصَارُ بِهِ. فَمَتَى لَمْ يَرَهُ الْمُسْلِمُونَ. كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: قَدْ أَخْبَرَ مُخْبِرٌ أَنَّهُ يُرَى وَإِذَا رُئِيَ كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: أَخْبَرَ مُخْبَرٌ أَنَّهُ لَا يُرَى وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ قَوْلَهُ: {فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ} لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ لَا يَصُومُهُ أَحَدٌ حَتَّى يَرَاهُ بِنَفْسِهِ بَلْ لَا يَصُومُهُ أَحَدٌ حَتَّى يَرَاهُ أَوْ يَرَاهُ غَيْرُهُ. وَفِي الْجُمْلَةِ فَهُوَ مِنْ بَابِ عُمُومِ النَّفْيِ لَا نَفْيِ الْعُمُومِ: أَيْ لَا يَصُومُهُ أَحَدٌ حَتَّى يَرَى أَوْ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ رُئِيَ أَوْ ثَبَتَ أَنَّهُ قَدْ رُئِيَ؛ وَلِهَذَا لَمَّا اخْتَلَفَ السَّلَفُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ مِنْ رَمَضَانَ فَصَامَهُ بَعْضُهُمْ مُطْلَقًا فِي الصَّحْوِ وَالْغَيْمِ احْتِيَاطًا وَبَعْضُهُمْ كَرِهَ صَوْمَهُ مُطْلَقًا فِي الصَّحْوِ وَالْغَيْمِ كَرَاهَةَ الزِّيَادَةِ فِي الشَّهْرِ. وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ الصَّحْوِ وَالْغَيْمِ لِظُهُورِ الْعَدَمِ فِي الصَّحْوِ دُونَ الْغَيْمِ. كَانَ الَّذِي صَامُوهُ احْتِيَاطًا إنَّمَا صَامُوهُ لِإِمْكَانِ أَنْ يَكُونَ قَدْ رَآهُ غَيْرُهُمْ. فَيَنْقُصُونَهُ فِيمَا بَعْدُ. وَأَمَّا لَوْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ الْأُمَّةِ يَسْتَجِيزُ أَنْ يَصُومَهُ لِكَوْنِ الْحِسَابِ قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَطْلُعُ وَلَمْ يُرَ مَعَ ذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْجُمْهُورَ الَّذِينَ كَرِهُوا صَوْمَهُ لَمْ يَلْتَفِتُوا إلَى هَذَا الْجَوَابِ إذْ الْحُكْمُ مَمْدُودٌ إلَى وُقُوعِ الرُّؤْيَةِ لَا إلَى جَوَازِهَا. وَاخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ هَلْ يَجُوزُ أَوْ يُكْرَهُ أَوْ يَحْرُمُ أَوْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَامَ بِغَيْرِ نِيَّةِ رَمَضَانَ. إذَا لَمْ يُوَافِقْ عَادَةً؟ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ. هَذَا يُجَوِّزُهُ أَوْ يَسْتَحِبُّهُ حَمْلًا لِلنَّهْيِ عَنْ صَوْمِ رَمَضَانَ. وَيَكْرَهُهُ وَيَحْظُرُهُ لِنَهْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّقَدُّمِ وَلِخَوْفِ الزِّيَادَة. وَلِمَعَانٍ أُخَرَ. ثُمَّ إذَا صَامَهُ بِغَيْرِ نِيَّةِ رَمَضَانَ أَوْ بِنِيَّتِهِ الْمَكْرُوهَةِ فَهَلْ يُجْزِئُهُ إذَا تَبَيَّنَ أَوْ لَا يُجْزِئُهُ. بَلْ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْأُمَّةِ. وَإِذَا لَمْ يَتَبَيَّنْ أَنَّهُ رُئِيَ إلَّا مِنْ النَّهَارِ فَهَلْ يُجْزِئُهُ إنْشَاءُ النِّيَّةِ مِنْ النَّهَارِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْأُمَّةِ: وَلَوْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ رُئِيَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: فَهَلْ يَجِبُ الْقَضَاءُ أَوْ لَا يَجِبُ مُطْلَقًا؟ أَمْ إذَا كَانَ دُونَ مَسَافَةِ الْقَصْرِ؟ أَمْ إذَا كَانَتْ الرُّؤْيَةُ فِي الْإِقْلِيمِ؟ أَمْ إذَا كَانَ الْعَمَلُ وَاحِدًا؟ وَهَلْ تَثْبُتُ الرُّؤْيَةُ بِقَوْلِ الْوَاحِدِ؟ أَمْ الِاثْنَيْنِ مُطْلَقًا؟ أَمْ لَا بُدَّ فِي الصَّحْوِ مَنْ عَدَدٍ كَثِيرٍ؟ هَذَا مِمَّا تَنَازَعَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ فَهَذِهِ الْمَسَائِلُ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِيَوْمِ الثَّلَاثِينَ وَتَفَرَّعَ بِسَبَبِهَا مَسَائِلُ أُخَرُ لِعُمُومِ الْبَلْوَى بِهَذَا الْأَمْرِ وَلِمَا فَهِمُوهُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَرَأَوْهُ مِنْ أُصُولِ شَرِيعَتِهِ وَلِمَا بَلَغَهُمْ عَنْ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ وَهِيَ مَنْ جِنْسِ الْمَسَائِلِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا أَهْلُ الِاجْتِهَادِ بِخِلَافِ مَنْ خَرَجَ فِي ذَلِكَ إلَى الْأَخْذِ بِالْحِسَابِ أَوْ الْكِتَابِ كَالْجَدَاوِلِ وَحِسَابِ التَّقْوِيمِ وَالتَّعْدِيلِ الْمَأْخُوذِ مَنْ سَيْرِهِمَا. وَغَيْرِ ذَلِكَ الَّذِي صَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْيِهِ عَنْ أُمَّتِهِ وَالنَّهْيِ عَنْهُ. وَلِهَذَا مَا زَالَ الْعُلَمَاءُ يَعُدُّونَ مَنْ خَرَجَ إلَى ذَلِكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/91)
قَدْ أَدْخَلَ فِي الْإِسْلَامِ مَا لَيْسَ مِنْهُ فَيُقَابِلُونَ هَذِهِ الْأَقْوَالَ بِالْإِنْكَارِ الَّذِي يُقَابَلُ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ابْتَدَعُوا فِيهِ مَا يُشْبِهُ بِدَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالصَّابِئَةِ أَنْوَاعٌ: قَوْمٌ مُنْتَسِبَةٌ إلَى الشِّيعَةِ مِنْ الإسماعيلية وَغَيْرِهِمْ. يَقُولُونَ بِالْعَدَدِ دُونَ الرُّؤْيَةِ. وَمَبْدَأُ خُرُوجِ هَذِهِ الْبِدْعَةِ مِنْ الْكُوفَةِ. فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى جَدْوَلٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ جَعْفَرًا الصَّادِقَ دَفَعَهُ إلَيْهِمْ وَلَمْ يَأْتِ بِهِ إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَلَا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مِنْ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ عَلَى جَعْفَرٍ اخْتَلَقَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا. وَقَدْ ثَبَتَ بِالنَّقْلِ الْمَرْضِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ وَعَامَّةِ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ مَا عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ عُقَلَاءَ الشِّيعَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى أَنَّ رَابِعَ رَجَبٍ أَوَّلُ رَمَضَانَ أَوْ عَلَى أَنَّ خَامِسَ رَمَضَانَ الْمَاضِيَ أَوَّلُ رَمَضَانَ الْحَاضِرِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَا يُعْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْإِسْلَامِ وَلَا رَوَاهُ عَالِمٌ قَطُّ أَنَّهُ قَالَ: {يَوْمُ صَوْمِكُمْ يَوْمُ نَحْرِكُمْ}. وَغَالِبُ هَؤُلَاءِ يُوجِبُونَ أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ تَامًّا وَيَمْنَعُونَ أَنْ يَكُونَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى رُؤْيَتِهِ بِالْمُشْرِقِ قَبْلَ الِاسْتِسْرَارِ فَيُوجِبُونَ اسْتِسْرَارَهُ لَيْلَتَيْنِ وَيَقُولُونَ: أَوَّلُ يَوْمٍ يُرَى فِي أَوَّلِهِ فَهُوَ مِنْ الشَّهْرِ الْمَاضِي. وَالْيَوْمُ يَكُونُ الْيَوْمَ الَّذِي لَا يُرَى فِي طَرَفَيْهِ. ثُمَّ الْيَوْمُ الَّذِي يُرَى فِي آخِرِهِ هُوَ أَوَّلُ الشَّهْرِ الثَّانِي وَيَجْعَلُونَ مَبْدَأَ الشَّهْرِ قَبْلَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ الْهِلَالَ يُسْتَسَرُّ لِلَيْلَةِ تَارَةً وَلَيْلَتَيْنِ أُخْرَى وَقَدْ يُسْتَسَرُّ ثَلَاثَ لَيَالٍ. فَأَمَّا الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ عَلَى حِسَابِ الشُّهُورِ وَتَعْدِيلِهَا فَيَعْتَبِرُونَهُ بِرَمَضَانَ الْمَاضِي. أَوْ بِرَجَبِ أَوْ يَضَعُونَ جَدْوَلًا يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فَهُمْ مَعَ مُخَالَفَتِهِمْ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ} إنَّمَا عُمْدَتُهُمْ تَعْدِيلُ سَيْرِ النَّيِّرَيْنِ وَالتَّعْدِيلُ أَنْ يَأْخُذَ أَعْلَى سَيْرِهِمَا وَأَدْنَاهُ فَيَأْخُذَ الْوَسَطَ مِنْهُ وَيَجْمَعُهُ. وَلَمَّا كَانَ الْغَالِبُ عَلَى شُهُورِ الْعَامِ أَنْ الْأَوَّلَ ثَلَاثُونَ وَالثَّانِيَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ كَانَ جَمِيعُ أَنْوَاعِ هَذَا الْحِسَابِ وَالْكِتَابِ مَبْنِيَّةً عَلَى أَنَّ الشَّهْرَ الْأَوَّلَ ثَلَاثُونَ وَالثَّانِيَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ. وَالسَّنَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. وَيَحْتَاجُونَ أَنْ يَكْتُبُوا فِي كُلِّ عِدَّةٍ مِنْ السِّنِينَ زِيَادَةَ يَوْمٍ تَصِيرُ فِيهِ السَّنَةُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا يَزِيدُونَهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ مَثَلًا فَهَذَا أَصْلُ عِدَّتِهِمْ. وَهَذَا الْقَدْرُ مُوَافِقٌ فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى الشُّهُورِ هَكَذَا وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُطَّرِدٍ فَقَدْ يَتَوَالَى شَهْرَانِ وَثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُ ثَلَاثِينَ وَقَدْ يَتَوَالَى شَهْرَانِ وَثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ فَيَنْتَقِضُ كِتَابُهُمْ وَحِسَابُهُمْ وَيَفْسُدُ دِينُهُمْ الَّذِي لَيْسَ بِقِيَمِ وَهَذَا مِنْ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لِئَلَّا يُعْمَلَ بِالْكِتَابِ وَالْحِسَابِ فِي الْأَهِلَّةِ. فَهَذِهِ طَرِيقَةُ هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعَةِ الْمَارِقِينَ الْخَارِجِينَ عَنْ شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ الَّذِينَ يَحْسَبُونَ ذَلِكَ الشَّهْرَ بِمَا قَبْلَهُ مِنْ الشُّهُورِ إمَّا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/92)
فِي جَمِيعِ السِّنِينَ أَوْ بَعْضِهَا وَيَكْتُبُونَ ذَلِكَ. وَأَمَّا الْفَرِيقُ الثَّانِي: فَقَوْمٌ مِنْ فُقَهَاءَ الْبَصْرِيِّينَ ذَهَبُوا إلَى أَنَّ قَوْلَهُ: {فَاقْدُرُوا لَهُ} تَقْدِيرُ حِسَابٍ بِمَنَازِلِ الْقَمَرِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قَالَ: خَرَجْت فِي الْيَوْمِ الَّذِي شُكَّ فِيهِ فَلَمْ أَدْخُلْ عَلَى أَحَدٍ يُؤْخَذُ عَنْهُ الْعِلْمُ إلَّا وَجَدْته يَأْكُلُ إلَّا رَجُلًا كَانَ يَحْسُبُ وَيَأْخُذُ بِالْحِسَابِ وَلَوْ لَمْ يَعْلَمْهُ كَانَ خَيْرًا لَهُ. وَقَدْ قِيلَ: إنَّ الرَّجُلَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير وَهُوَ رَجُلٌ جَلِيلُ الْقَدْرِ إلَّا أَنَّ هَذَا إنْ صَحَّ عَنْهُ فَهِيَ مِنْ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ حُكِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ أَيْضًا. وَحَكَاهُ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّ مَنْ كَانَ مَذْهَبُهُ الِاسْتِدْلَالَ بِالنُّجُومِ وَمَنَازِلِ الْقَمَرِ لَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ مِنْ جِهَةِ النُّجُومِ أَنَّ الْهِلَالَ اللَّيْلَةَ وَغُمَّ عَلَيْهِ جَازَ لَهُ أَنْ يَعْتَقِدَ الصِّيَامَ وَيُبَيِّتَهُ وَيُجْزِئُهُ وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ الشَّافِعِيِّ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْهُ. بَلْ الْمَحْفُوظُ عَنْهُ خِلَافُ ذَلِكَ كَمَذْهَبِ الْجَمَاعَةِ. وَإِنَّمَا كَانَ قَدْ حَكَى ابْنُ سُرَيْجٍ وَهُوَ كَانَ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ نِسْبَةَ ذَلِكَ إلَيْهِ إذْ كَانَ هُوَ الْقَائِمَ بِنَصْرِ مَذْهَبِهِ. وَاحْتِجَاجُ هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي غَايَةِ الْفَسَادِ مَعَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ هُوَ الرَّاوِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ} فَكَيْفَ يَكُونُ مُوجَبُ حَدِيثِهِ الْعَمَلَ بِالْحِسَابِ. وَهَؤُلَاءِ يَحْسَبُونَ مَسِيرَهُ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ وَلَيَالِيُهُ. وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ طَرِيقَةٌ مُنْضَبِطَةٌ أَصْلًا بَلْ أَيَّةُ طَرِيقَةٍ سَلَكُوهَا فَإِنَّ الْخَطَأَ وَاقِعٌ فِيهَا أَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَجْعَلْ لِمَطْلَعِ الْهِلَالِ حِسَابًا مُسْتَقِيمًا بَلْ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ إلَى رُؤْيَتِهِ طَرِيقٌ مُطَّرِدٌ إلَّا الرُّؤْيَةُ وَقَدْ سَلَكُوا طُرُقًا كَمَا سَلَكَ الْأَوَّلُونَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَضْبُطُوا سَيْرَهُ إلَّا بِالتَّعْدِيلِ الَّذِي يَتَّفِقُ الْحِسَابُ عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ مُطَّرِدٍ. وَإِنَّمَا هُوَ تَقْرِيبٌ مِثْلُ أَنْ يُقَالَ: إنْ رُئِيَ صَبِيحَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ فَهُوَ تَامٌّ وَإِنْ لَمْ يُرَ صَبِيحَةَ ثَمَانٍ فَهُوَ نَاقِصٌ. وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الِاسْتِسْرَارَ لِلَيْلَتَيْنِ وَلَيْسَ بِصَحِيحِ بَلْ قَدْ يُسْتَسَرُّ لَيْلَةً تَارَةً وَثَلَاثَ لَيَالٍ أُخْرَى. وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ إنَّمَا هُوَ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ كُلَّ لَيْلَةٍ لَا يَمْكُثُ فِي الْمَنْزِلَةِ إلَّا سِتَّةَ أَسْبَاعِ سَاعَةً لَا أَقَلَّ وَلَا أَكْثَرَ. فَيَغِيبُ لَيْلَةَ السَّابِعِ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَطْلُعُ لَيْلَةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَيْلَةَ الْحَادِيَ وَالْعِشْرِينَ يَطْلُعُ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ وَلَيْلَةَ الثَّامِنَ وَالْعِشْرِينَ إنْ اُسْتُسِرَّ فِيهَا نَقَصَ وَإِلَّا كَمُلَ وَهَذَا غَالِبُ سَيْرِهِ وَإِلَّا فَقَدْ يُسْرِعُ وَيُبْطِئُ.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:29 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/93)
وَأَمَّا الْعَقْلُ: فَاعْلَمْ أَنَّ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ كُلَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ ضَبْطُ الرُّؤْيَةِ بِحِسَابٍ بِحَيْثُ يُحْكَمُ بِأَنَّهُ يُرَى لَا مَحَالَةَ أَوْ لَا يُرَى أَلْبَتَّةَ عَلَى وَجْهٍ مُطَّرِدٍ وَإِنَّمَا قَدْ يَتَّفِقُ ذَلِكَ أَوْ لَا يُمْكِنُ بَعْضَ الْأَوْقَاتِ وَلِهَذَا كَانَ الْمُعْتَنُونَ بِهَذَا الْفَنِّ مِنْ الْأُمَمِ: الرُّومِ وَالْهِنْدِ وَالْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ مِثْلُ بَطْلَيْمُوسَ الَّذِي هُوَ مُقَدَّمُ هَؤُلَاءِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَبَعْدَهُ لَمْ يَنْسُبُوا إلَيْهِ فِي الرُّؤْيَةِ حَرْفًا وَاحِدًا وَلَا حَدُّوهُ كَمَا حَدُّوا اجْتِمَاعَ الْقُرْصَيْنِ وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ بِهِ قَوْمٌ مِنْهُمْ فِي أَبْنَاءِ الْإِسْلَامِ: مِثْلُ كوشيار الديلمي وَعَلَيْهِ وَعَلَى مِثْلُهُ يَعْتَمِدُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرُّؤْيَةِ مِنْهُمْ. وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حُذَّاقُهُمْ مِثْلُ أَبِي عَلِيٍّ المروذي الْقَطَّانِ وَغَيْرِهِ وَقَالُوا إنَّهُ تَشَوَّقَ بِذَلِكَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَإِلَّا فَهَذَا لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ. وَلَعَلَّ مَنْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ كَانَ مَرْمُوقًا بِنِفَاقِ فَمَا النِّفَاقُ مِنْ هَؤُلَاءِ بِبَعِيدِ أَوْ يَتَقَرَّبُ بِهِ إلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ الْجُهَّالِ مِمَّنْ يُحْسِنُ ظَنَّهُ بِالْحِسَابِ مَعَ انْتِسَابِهِ إلَى الْإِسْلَامِ. وَبَيَانُ امْتِنَاعِ ضَبْطِ ذَلِكَ: أَنَّ الْحِسَابَ إنَّمَا يُقَدِّرُهُ عَلَى ضَبْطِ شَبَحِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَجَرْيِهِمَا أَنَّهُمَا يَتَحَاذَيَانِ فِي السَّاعَةِ الْفُلَانِيَّةِ فِي الْبُرْجِ الْفُلَانِيِّ فِي السَّمَاءِ الْمُحَاذِي لِلْمَكَانِ الْفُلَانِيِّ مِنْ الْأَرْضِ سَوَاءٌ كَانَ الِاجْتِمَاعُ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَهَذَا الِاجْتِمَاعُ يَكُونُ بَعْدَ الِاسْتِسْرَارِ وَقَبْلَ الِاسْتِهْلَالِ فَإِنَّ الْقَمَرَ يَجْرِي فِي مَنَازِلِهِ الثَّمَانِيَةِ وَالْعِشْرِينَ كَمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ ثُمَّ يَقْرُبُ مِنْ الشَّمْسِ فَيَسْتَسِرُّ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ؛ لِمُحَاذَاتِهِ لَهَا فَإِذَا خَرَجَ مِنْ تَحْتِهَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ النُّورَ ثُمَّ يَزْدَادُ النُّورُ كُلَّمَا بَعُدَ عَنْهَا إلَى أَنْ يُقَابِلَهَا لَيْلَةَ الْإِبْدَارِ ثُمَّ يَنْقُصُ كُلَّمَا قَرُبَ مِنْهَا إلَى أَنْ يُجَامِعَهَا وَلِهَذَا يَقُولُونَ الِاجْتِمَاعُ وَالِاسْتِقْبَالُ وَلَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقُولُوا: الْهِلَالُ وَقْتَ الْمُفَارَقَةِ عَلَى كَذَا. يَقُولُونَ: الِاجْتِمَاعُ وَقْتَ الِاسْتِسْرَارِ وَالِاسْتِقْبَالُ وَقْتَ الْإِبْدَارِ. وَمِنْ مَعْرِفَةِ الْحِسَابِ الِاسْتِسْرَارُ وَالْإِبْدَارُ الَّذِي هُوَ الِاجْتِمَاعُ وَالِاسْتِقْبَالُ فَالنَّاسُ يُعَبِّرُونَ عَنْ ذَلِكَ بِالْأَمْرِ الظَّاهِرِ مِنْ الِاسْتِسْرَارِ الْهِلَالِيِّ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَظُهُورِهِ فِي أَوَّلِهِ وَكَمَالِ نُورِهِ فِي وَسَطِهِ والحساب يُعَبِّرُونَ بِالْأَمْرِ الْخَفِيِّ مِنْ اجْتِمَاعِ الْقُرْصَيْنِ الَّذِي هُوَ وَقْتُ الِاسْتِسْرَارِ وَمِنْ اسْتِقْبَالِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الَّذِي هُوَ وَقْتُ الْإِبْدَارِ فَإِنَّ هَذَا يُضْبَطُ بِالْحِسَابِ. وَأَمَّا الْإِهْلَالُ فَلَا لَهُ عِنْدَهُمْ مِنْ جِهَةِ الْحِسَابِ ضَبْطٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يُضْبَطُ بِحِسَابٍ يُعْرَفُ كَمَا يُعْرَفُ وَقْتُ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ فَإِنَّ الشَّمْسَ لَا تَكْسِفُ فِي سُنَّةِ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَ لَهَا إلَّا عِنْدَ الِاسْتِسْرَارِ إذَا وَقَعَ الْقَمَرُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَبْصَارِ النَّاسِ عَلَى مُحَاذَاةٍ مَضْبُوطَةٍ وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ لَا يَخْسِفُ إلَّا فِي لَيَالِي الْإِبْدَارِ عَلَى مُحَاذَاةٍ مَضْبُوطَةٍ لِتَحَوُّلِ الْأَرْضِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّمْسِ فَمَعْرِفَةُ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ لِمَنْ صَحَّ حِسَابُهُ مِثْلُ مَعْرِفَةِ كُلِّ أَحَدٍ أَنَّ لَيْلَةَ الْحَادِيَ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ الشَّهْرِ لَا بُدَّ أَنْ يَطْلُعَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/94)
الْهِلَالُ وَإِنَّمَا يَقَعُ الشَّكُّ لَيْلَةَ الثَّلَاثِينَ. فَنَقُولُ الْحَاسِبُ غَايَةُ مَا يُمْكِنُهُ إذَا صَحَّ حِسَابُهُ أَنْ يَعْرِفَ مَثَلًا أَنَّ الْقُرْصَيْنِ اجْتَمَعَا فِي السَّاعَةِ الْفُلَانِيَّةِ وَأَنَّهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَكُونُ قَدْ فَارَقَهَا الْقَمَرُ إمَّا بِعَشْرِ دَرَجَاتٍ مَثَلًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ. وَالدَّرَجَةُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْ الْفَلَكِ. فَإِنَّهُمْ قَسَّمُوهُ اثْنَيْ عَشَرَ قِسْمًا سَمَّوْهَا " الدَّاخِلَ ": كُلُّ بُرْجٍ اثْنَا عَشَرَ دَرَجَةً وَهَذَا غَايَةُ مَعْرِفَتِهِ وَهِيَ بِتَحْدِيدِكُمْ بَيْنَهُمَا مِنْ الْبُعْدِ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ. هَذَا الَّذِي يَضْبُطُهُ بِالْحِسَابِ. أَمَّا كَوْنُهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى فَهَذَا أَمْرٌ حِسِّيٌّ طَبِيعِيٌّ لَيْسَ هُوَ أَمْرًا حِسَابِيًّا رِيَاضِيًّا. وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنْ يَقُولَ: اسْتَقْرَأْنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَى كَذَا وَكَذَا دَرَجَةً يُرَى قَطْعًا أَوْ لَا يُرَى قَطْعًا. فَهَذَا جَهْلٌ وَغَلَطٌ؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يَجْرِي عَلَى قَانُونٍ وَاحِدٍ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ. بَلْ إذَا كَانَ بُعْدُهُ مَثَلًا عِشْرِينَ دَرَجَةً فَهَذَا يُرَى مَا لَمْ يَحُلْ حَائِلٌ وَإِذَا كَانَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فَهَذَا لَا يُرَى وَأَمَّا مَا حَوْلَ الْعَشْرَةِ فَالْأَمْرُ فِيهِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَسْبَابِ الرُّؤْيَةِ مِنْ وُجُوهٍ. أَحَدُهَا: أَنَّهَا تَخْتَلِفُ وَذَلِكَ لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ تَخْتَلِفُ لِحِدَّةِ الْبَصَرِ وكلاله فَمَعَ دِقَّتِهِ يَرَاهُ الْبَصَرُ الْحَدِيدُ دُونَ الْكَلِيلِ وَمَعَ تَوَسُّطِهِ يَرَاهُ غَالِبُ النَّاسِ وَلَيْسَتْ أَبْصَارُ النَّاسِ مَحْصُورَةً بَيْنَ حَاصِرَيْنِ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ يَرَاهُ غَالِبُ النَّاسِ وَلَا يَرَاهُ غَالِبُهُمْ: لِأَنَّهُ لَوْ رَآهُ اثْنَانِ عَلَّقَ الشَّارِعُ الْحُكْمَ بِهِمَا بِالْإِجْمَاعِ وَإِنْ كَانَ الْجُمْهُورُ لَمْ يَرَوْهُ فَإِذَا قَالَ لَا يُرَى بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي حُكْمِ الشَّرْعِ وَإِنْ قَالَ يُرَى بِمَعْنَى أَنَّهُ يَرَاهُ الْبَصَرُ الْحَدِيدُ. فَقَدْ لَا يَتَّفِقُ فِيمَنْ يَتَرَاءَى لَهُ مَنْ يَكُونُ بَصَرُهُ حَدِيدًا فَلَا يَلْتَفِتُ إلَى إمْكَانِ رُؤْيَةِ مَنْ لَيْسَ بِحَاضِرِ. السَّبَبُ الثَّانِي: أَنْ يَخْتَلِفَ بِكَثْرَةِ الْمُتَرَائِينَ وَقِلَّتِهِمْ فَإِنَّهُمْ إذَا كَثُرُوا كَانَ أَقْرَبَ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مَنْ يَرَاهُ لِحِدَّةِ بَصَرِهِ وَخِبْرَتِهِ بِمَوْضِعِ طُلُوعِهِ وَالتَّحْدِيقِ نَحْوَ مَطْلَعِهِ وَإِذَا قَلُّوا: فَقَدْ لَا يَتَّفِقُ ذَلِكَ فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ يُرَى قَدْ يَكُونُونَ قَلِيلًا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَرَوْهُ وَإِذَا قَالَ: لَا يُرَى فَقَدْ يَكُونُ الْمُتَرَاءُونَ كَثِيرًا فِيهِمْ مَنْ فِيهِ قُوَّةٌ عَلَى إدْرَاكِ مَا لَمْ يُدْرِكْهُ غَيْرُهُ. السَّبَبُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ مَكَانِ التَّرَائِي فَإِنَّ مَنْ كَانَ أَعْلَى مَكَانًا فِي مَنَارَةٍ أَوْ سَطْحٍ عَالٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَكُونُ عَلَى الْقَاعِ الصَّفْصَفِ أَوْ فِي بَطْنِ وَادٍ. كَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ أَمَامَ أَحَدِ الْمُتَرَائِينَ بِنَاءٌ أَوْ جَبَلٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ يُمْكِنُ مَعَهُ أَنْ يَرَاهُ غَالِبًا وَإِنْ مَنْعَهُ أَحْيَانًا وَقَدْ يَكُونُ لَا شَيْءَ أَمَامَهُ. فَإِذَا قِيلَ: يُرَى مُطْلَقًا لَمْ يَرَهُ الْمُنْخَفِضُ وَنَحْوُهُ وَإِذَا قِيلَ لَا يُرَى فَقَدْ يَرَاهُ الْمُرْتَفِعُ وَنَحْوُهُ وَالرُّؤْيَةُ تَخْتَلِفُ بِهَذَا اخْتِلَافًا ظَاهِرًا. السَّبَبُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ وَقْتِ التَّرَائِي وَذَلِكَ أَنَّ عَادَةَ الحساب أَنَّهُمْ يُخْبِرُونَ بِبُعْدِهِ وَقْتَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ الشَّمْسِ فَيَكُونُ نُورُهُ قَلِيلًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/95)
وَتَكُونُ حُمْرَةُ شُعَاعِ الشَّمْسِ مَانِعًا لَهُ بَعْضَ الْمَنْعِ فَكُلَّمَا انْخَفَضَ إلَى الْأُفُقِ بَعُدَ عَنْ الشَّمْسِ فَيَقْوَى شَرْطُ الرُّؤْيَةِ وَيَبْقَى مَانِعُهَا فَيَكْثُرُ نُورُهُ وَيَبْعُدُ عَنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ لَا يُرَى وَقْتَ الْغُرُوبِ أَوْ عَقِبَهُ فَإِنَّهُ يُرَى بَعْدَ ذَلِكَ وَلَوْ عِنْدَ هُوِيِّهِ فِي الْمَغْرِبِ وَإِنْ قَالَ: إنَّهُ يُضْبَطُ حَالُهُ مِنْ حِينِ وُجُوبِ الشَّمْسِ إلَى حِينِ وُجُوبِهِ فَإِنَّمَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَضْبُطَ عَدَدَ تِلْكَ الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُ يَبْقَى مُرْتَفِعًا بِقَدْرِ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ الْبُعْدِ أَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ الضَّوْءِ وَمَا يَزُولُ مِنْ الشُّعَاعِ الْمَانِعِ لَهُ فَإِنَّ بِذَلِكَ تَحْصُلُ الرُّؤْيَةُ بِضَبْطِهِ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ - يَصِحُّ مَعَ الرُّؤْيَةِ دَائِمًا أَوْ يَمْتَنِعُ دَائِمًا - فَهَذَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَبَدًا وَلَيْسَ هُوَ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا مُنْضَبِطًا خُصُوصًا إذَا كَانَتْ الشَّمْسُ. السَّبَبُ الْخَامِسُ: صَفَاءُ الْجَوِّ وَكَدَرُهُ. لَسْت أَعْنِي إذَا كَانَ هُنَاكَ حَائِلٌ يَمْنَعُ الرُّؤْيَةَ كَالْغَيْمِ وَالْقَتَرِ الْهَائِجِ مِنْ الْأَدْخِنَةِ وَالْأَبْخِرَةِ وَإِنَّمَا إذَا كَانَ الْجَوُّ بِحَيْثُ يُمْكِنُ فِيهِ رُؤْيَتُهُ أَمْكَنَ مِنْ بَعْضٍ إذَا كَانَ الْجَوُّ صَافِيًا مِنْ كُلِّ كَدَرٍ فِي مِثْلِ مَا يَكُونُ فِي الشِّتَاءِ عَقِبَ الْأَمْطَارِ فِي الْبَرِّيَّةِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ بُخَارٌ بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَ فِي الْجَوِّ بُخَارٌ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ فِيهِ رُؤْيَتُهُ كَنَحْوِ مَا يَحْصُلُ فِي الصَّيْفِ بِسَبَبِ الْأَبْخِرَةِ وَالْأَدْخِنَةِ فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ رُؤْيَتُهُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ كَمَا يُمْكِنُ فِي مِثْلِ صَفَاءِ الْجَوِّ. وَأَمَّا صِحَّةُ مُقَابَلَتِهِ وَمَعْرِفَةِ مَطْلَعِهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. فَهَذَا مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي يُمْكِنُ الْمُتَرَائِي أَنْ يَتَعَلَّمَهَا. أَوْ يَتَحَرَّاهُ. فَقَدْ يُقَالُ: هُوَ شَرْطُ الرُّؤْيَةِ كَالتَّحْدِيقِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ خَلْفَ الشَّمْسِ فَلَمْ نَذْكُرْهُ فِي أَسْبَابِ اخْتِلَافِ الرُّؤْيَةِ. وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا مَا لَيْسَ فِي مَقْدُورِ الْمُتَرَائِينَ الْإِحَاطَةُ مِنْ صِفَةِ الْأَبْصَارِ وَأَعْدَادِهَا وَمَكَانِ التَّرَائِيِ وَزَمَانِهِ وَصَفَاءِ الْجَوِّ وَكَدَرِهِ. فَإِذَا كَانَتْ الرُّؤْيَةُ حُكْمًا تَشْتَرِكُ فِيهِ هَذِهِ الْأَسْبَابُ الَّتِي لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا دَاخِلًا فِي حِسَابِ الْحَاسِبِ فَكَيْفَ يُمْكِنُهُ مَعَ ذَلِكَ يُخْبِرُ خَبَرًا عَامًّا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ حَيْثُ رَآهُ عَلَى سَبْعٍ أَوْ ثَمَانِ دَرَجَاتٍ أَوْ تِسْعٍ أَمْ كَيْفَ يُمْكِنُهُ يُخْبِرُ خَبَرًا جَزْمًا أَنَّهُ يُرَى إذَا كَانَ عَلَى تِسْعَةٍ أَوْ عَشَرَةٍ مَثَلًا. وَلِهَذَا تَجِدُهُمْ مُخْتَلِفِينَ فِي قَوْسِ الرُّؤْيَةِ: كَمْ ارْتِفَاعُهُ. مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ تِسْعَةٌ وَنِصْفٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ وَيَحْتَاجُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ: إذَا كَانَتْ الشَّمْسُ فِي الْبُرُوجِ الشَّمَالِيَّةِ مُرْتَفِعَةً أَوْ فِي الْبُرُوجِ الْجَنُوبِيَّةِ مُنْخَفِضَةً. فَتَبَيَّنَ بِهَذَا الْبَيَانِ أَنَّ خَبَرَهُمْ بِالرُّؤْيَةِ مِنْ جِنْسِ خَبَرِهِمْ بِالْأَحْكَامِ وَأَضْعَفَ وَذَلِكَ أَنَّهُ هَبْ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْحَرَكَاتِ الْعُلْوِيَّةَ سَبَبُ الْحَوَادِثِ الْأَرْضِيَّةِ. فَإِنَّ هَذَا الْقَدْرَ لَا يُمْكِنُ الْمُسْلِمُ أَنْ يَجْزِمَ بِنَفْيِهِ إذْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ أَعْيَانَهَا وَصِفَاتِهَا وَحَرَكَاتِهَا سَبَبًا لِبَعْضِ وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يُحِيلُهُ شَرْعٌ وَلَا عَقْلٌ لَكِنْ الْمُسْلِمُونَ قِسْمَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذَا لَا دَلِيلَ عَلَى ثُبُوتِهِ فَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِهِ فَإِنَّهُ قَوْلٌ بِلَا عِلْمٍ. وَآخَرُ يَقُولُ: بَلْ هُوَ ثَابِتٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/96)
فِي الْجُمْلَةِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ عُرِفَ بَعْضُهُ بِالتَّجْرِبَةِ وَلِأَنَّ الشَّرِيعَةَ دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ لَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ} وَالتَّخْوِيفُ إنَّمَا يَكُونُ بِوُجُودِ سَبَبِ الْخَوْفِ فَعُلِمَ أَنَّ كُسُوفَهُمَا قَدْ يَكُونُ سَبَبًا لِأَمْرٍ مَخُوفٍ وَقَوْلُهُ {لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ} رَدٌّ لِمَا تَوَهَّمَهُ بَعْضُ النَّاسِ. فَإِنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ يَوْمَ مَوْتِ إبْرَاهِيمَ فَاعْتَقَدَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهَا خَسَفَتْ مِنْ أَجْلِ مَوْتِهِ تَعْظِيمًا لِمَوْتِهِ وَأَنَّ مَوْتَهُ سَبَبُ خُسُوفِهَا فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَا يَنْخَسِفُ لِأَجْلِ أَنَّهُ مَاتَ أَحَدٌ وَلَا لِأَجْلِ أَنَّهُ حَيِيَ أَحَدٌ. وَهَذَا كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ {ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالُوا. كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ عَظِيمٌ أَوْ مَاتَ عَظِيمٌ فَقَالَ: إنَّهُ لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ إذَا قَضَى بِالْقَضَاءِ سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ} الْحَدِيثَ. فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الشُّهُبَ الَّتِي يُرْجَمُ بِهَا لَا يَكُونُ عَنْ سَبَبِ حَدَثٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّمَا يَكُونُ عَنْ أَمْرٍ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ وَأَنَّ الرَّمْيَ بِهَا لِطَرْدِ الشَّيَاطِينِ الْمُسْتَرِقَةِ. وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ. كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إلَّا تَخْوِيفًا} فَعُلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ السَّمَاوِيَّةَ قَدْ تَكُونُ سَبَبَ عَذَابٍ؛ وَلِهَذَا شَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ وُجُودِ سَبَبِ الْخَوْفِ مَا يَدْفَعُهُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فَأَمَرَ بِصَلَاةِ الْكُسُوفِ - الصَّلَاةُ الطَّوِيلَةُ - وَأَمَرَ بِالْعِتْقِ وَالصَّدَقَةِ وَأَمَرَ بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ. كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الْبَلَاءَ وَالدُّعَاءَ لَيَلْتَقِيَانِ فَيَعْتَلِجَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} فَالدُّعَاءُ وَنَحْوُهُ يَدْفَعُ الْبَلَاءَ النَّازِلَ مِنْ السَّمَاءِ. فَإِنْ قُلْت: مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ - وَإِنْ كَانَ مُنْتَسِبًا إلَى عِلْمِ - مَنْ يَجْزِمُ بِأَنَّ الْحَرَكَاتِ الْعُلْوِيَّةَ لَيْسَتْ سَبَبًا لِحُدُوثِ أَمْرٍ أَلْبَتَّةَ وَرُبَّمَا اعْتَقَدَ أَنَّ تَجْوِيزَ ذَلِكَ وَإِثْبَاتَهُ مِنْ جُمْلَةِ التَّنْجِيمِ الْمُحَرَّمِ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُومِ فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ} رَوَاهُ أَبُو داود وَغَيْرُهُ وَرُبَّمَا احْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِمَا فَهِمَهُ مِنْ قَوْلِهِ: {لَا يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ} وَاعْتَقَدَ أَنَّ الْعِلَّةَ هُنَا هِيَ الْعِلَّةُ الغائية: أَيْ لَا يَكْسِفَانِ لِيَحْدُثَ عَنْ ذَلِكَ مَوْتٌ أَوْ حَيَاةٌ؟ قُلْت: قَوْلُ هَذَا جَهْلٌ؛ لِأَنَّهُ قَوْلٌ بِلَا عِلْمٍ وَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَنْفِيَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ. وَأَخْبَرَ أَنَّ الَّذِي يَأْمُرُ بِالْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ هُوَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وَقَالَ: {إنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/97)
تَعْلَمُونَ} وَقَالَ: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي سُنَّةِ رَسُولِهِ وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ذَلِكَ وَلَا فِي الْعَقْلِ وَمَا يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ مَا يُعْلَمُ بِهِ نَفْيُ ذَلِكَ. وَإِنَّمَا نَفْيُ ذَلِكَ جَزْمًا بِغَيْرِ مِثْلُ نَفْيِ بَعْضِ الْجُهَّالِ أَنْ تَكُونَ الْأَفْلَاكُ مُسْتَدِيرَةً: فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْفِي ذَلِكَ جَزْمًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْفِي الْجَزْمَ بِهِ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ وَكِلَاهُمَا جَهْلٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَهُ نَفْيُ ذَلِكَ أَوْ نَفْيُ الْعَامِّ بِهِ عَنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ وَلَا دَلِيلَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ إلَّا مَا قَدْ يَفْهَمُهُ بِفَهْمِهِ النَّاقِصِ. هَذَا وَقَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وَقَالَ: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ وَهَكَذَا هُوَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ الْفَلَكُ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ. وَمِنْهُ يُقَالُ: تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ. قَالَ تَعَالَى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} وَالتَّكْوِيرُ هُوَ التَّدْوِيرُ. وَمِنْهُ قِيلَ: كَارَ الْعِمَامَةَ وَكَوَّرَهَا إذَا أَدَارَهَا. وَمِنْهُ قِيلَ: لِلْكُرَةِ كُرَةٌ وَهِيَ الْجِسْمُ الْمُسْتَدِيرُ وَلِهَذَا يُقَالُ: لِلْأَفْلَاكِ كُرَوِيَّةُ الشَّكْلِ؛ لِأَنَّ أَصْلَ الْكُرَةِ كورة تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا وَكَوَّرْت الْكَارَةَ إذَا دَوَّرْتهَا وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: {إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} وَقَالَ تَعَالَى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} مِثْلِ حُسْبَانِ الرَّحَا وَقَالَ: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} وَهَذَا إنَّمَا يَكُونُ فِيمَا يَسْتَدِيرُ مِنْ أَشْكَالِ الْأَجْسَامِ دُونَ الْمُضَلَّعَاتِ مِنْ الْمُثَلَّثِ أَوْ الْمُرَبَّعِ أَوْ غَيْرِهِمَا فَإِنَّهُ يَتَفَاوَتُ لِأَنَّ زَوَايَاهُ مُخَالِفَةٌ لِقَوَائِمِهِ وَالْجِسْمِ الْمُسْتَدِيرِ مُتَشَابِهُ الْجَوَانِبِ وَالنَّوَاحِي لَيْسَ بَعْضُهُ مُخَالِفًا لِبَعْضِ. {وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَالَ: إنَّا نَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ وَنَسْتَشْفِعُ بِاَللَّهِ عَلَيْك. فَقَالَ: وَيْحَك إنَّ اللَّهَ لَا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. إنَّ شَأْنَهُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ هَكَذَا وَقَالَ بِيَدِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ: وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ بِرَاكِبِهِ} رَوَاهُ. أَبُو داود وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهَا أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ} فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّ الْفِرْدَوْسَ هِيَ الْأَعْلَى وَالْأَوْسَطُ وَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا فِي الصُّورَةِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَأَمَّا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/98)
الْمُرَبَّعُ وَنَحْوُهُ فَلَيْسَ أَوْسَطُهُ أَعْلَاهُ بَلْ هُوَ مُتَسَاوٍ. وَأَمَّا إجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ: فَقَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ - الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ قَاضِي الْبَصْرَةِ مِنْ التَّابِعِينَ -: السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ. وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي مِنْ أَعْيَانِ الْعُلَمَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِمَعْرِفَةِ الْآثَارِ وَالتَّصَانِيفِ الْكِبَارِ فِي فُنُونِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد: لَا خِلَافَ بَيْنِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِثَالِ الْكَرَّةِ وَأَنَّهَا تَدُورُ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا مِنْ الْكَوَاكِبِ كَدَوْرَةِ الْكُرَةِ عَلَى قُطْبَيْنِ ثَابِتَيْنِ غَيْرِ مُتَحَرِّكَيْنِ: أَحَدُهُمَا فِي نَاحِيَةِ الشَّمَالِ وَالْآخَرُ فِي نَاحِيَةِ الْجَنُوبِ. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكَوَاكِبَ جَمِيعَهَا تَدُورُ مِنْ الْمَشْرِقِ تَقَعُ قَلِيلًا عَلَى تَرْتِيبٍ وَاحِدٍ فِي حَرَكَاتِهَا وَمَقَادِيرِ أَجْزَائِهَا إلَى أَنْ تَتَوَسَّطَ السَّمَاءَ ثُمَّ تَنْحَدِرُ عَلَى ذَلِكَ التَّرْتِيبِ. كَأَنَّهَا ثَابِتَةٌ فِي كُرَةٍ تُدِيرُهَا جَمِيعَهَا دَوْرًا وَاحِدًا. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ بِجَمِيعِ حَرَكَاتِهَا مِنْ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِثْلُ الْكُرَةِ. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ لَا يُوجَدُ طُلُوعُهَا وَغُرُوبُهَا عَلَى جَمِيعِ مَنْ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ بَلْ عَلَى الْمَشْرِقِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ. قَالَ: فَكُرَةُ الْأَرْضِ مُثَبَّتَةٌ فِي وَسَطِ كَرَّةِ السَّمَاءِ كَالنُّقْطَةِ فِي الدَّائِرَةِ. يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ جُرْمَ كُلِّ كَوْكَبٍ يُرَى فِي جَمِيعِ نَوَاحِي السَّمَاءَ عَلَى قَدْرٍ وَاحِدٍ فَيَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى بُعْدِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ بِقَدْرِ وَاحِدٍ فَاضْطِرَارُ أَنْ تَكُونَ الْأَرْضَ وَسَطَ السَّمَاءِ. وَقَدْ يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ النَّبَوِيَّةُ مِنْ أَنَّ الْعَرْشَ سَقْفُ الْجَنَّةِ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ مَعَ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ مُتَنَاقِضٌ أَوْ مُقْتَضٍ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَحْتَ بَعْضِ خَلْقِهِ " كَمَا احْتَجَّ بَعْضُ الجهمية عَلَى إنْكَارِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ بِاسْتِدَارَةِ الْأَفْلَاكِ وَأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَلْزَمٌ كَوْنَ الرَّبِّ أَسْفَلَ. وَهَذَا مِنْ غَلَطِهِمْ فِي تَصَوُّرِ الْأَمْرِ وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ وَأَنَّ الْمُحِيطَ الَّذِي هُوَ السَّقْفُ هُوَ أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَأَنَّ الْمَرْكَزَ الَّذِي هُوَ بَاطِنُ ذَلِكَ وَجَوْفُهُ وَهُوَ قَعْرُ الْأَرْضِ هُوَ " سِجِّينٌ " " وَأَسْفَلُ سَافِلِينَ " عَلِمَ مِنْ مُقَابَلَةِ اللَّهِ بَيْنَ أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَبَيْنَ سِجِّينٍ مَعَ أَنَّ الْمُقَابَلَةَ: إنَّمَا تَكُونُ فِي الظَّاهِرِ بَيْنَ الْعُلُوِّ وَالسُّفْلِ أَوْ بَيْنَ السِّعَةِ وَالضِّيقِ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعُلُوَّ مُسْتَلْزَمٌ لِلسِّعَةِ وَالضِّيقِ مُسْتَلْزِمٌ لِلسُّفُولِ وَعَلِمَ أَنَّ السَّمَاءَ فَوْقَ الْأَرْضِ مُطْلَقًا لَا يُتَصَوَّرُ أَنْ تَكُونَ تَحْتَهَا قَطُّ وَإِنْ كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً مُحِيطَةً وَكَذَلِكَ كُلَّمَا عَلَا كَانَ أَرْفَعَ وَأَشْمَلَ. وَعَلِمَ أَنَّ الْجِهَةَ قِسْمَانِ: قِسْمٌ ذَاتِيٌّ. وَهُوَ الْعُلُوُّ وَالسُّفُولُ فَقَطْ. وَقِسْمٌ إضَافِيٌّ: وَهُوَ مَا يُنْسَبُ إلَى الْحَيَوَانِ بِحَسَبِ حَرَكَتِهِ: فَمَا أَمَامَهُ يُقَالُ لَهُ: أَمَامٌ وَمَا خَلْفَهُ يُقَالُ لَهُ خَلْفٌ وَمَا عَنْ يَمِينِهِ يُقَالُ لَهُ الْيَمِينُ وَمَا عَنْ يَسْرَتِهِ يُقَالُ لَهُ الْيَسَارُ وَمَا فَوْقَ رَأْسِهِ يُقَالُ لَهُ فَوْقٌ وَمَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ يُقَالُ لَهُ تَحْتٌ وَذَلِكَ أَمْرٌ إضَافِيٌّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/99)
أَرَأَيْت لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَلَّقَ رِجْلَيْهِ إلَى السَّمَاءِ وَرَأْسُهُ إلَى الْأَرْضِ أَلَيْسَتْ السَّمَاءُ فَوْقَهُ وَإِنْ قَابَلَهَا بِرِجْلَيْهِ وَكَذَلِكَ النَّمْلَةُ أَوْ غَيْرُهَا لَوْ مَشَى تَحْتَ السَّقْفِ مُقَابِلًا لَهُ بِرِجْلَيْهِ وَظَهْرُهُ إلَى الْأَرْضِ لَكَانَ الْعُلُوُّ مُحَاذِيًا لَرِجْلَيْهِ وَإِنْ كَانَ فَوْقَهُ وَأَسْفَلُ سَافِلِينَ يَنْتَهِي إلَى جَوْفِ الْأَرْضِ. وَالْكَوَاكِبُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا مُحَاذِيًا لِرُءُوسِنَا وَبَعْضُهَا فِي النِّصْفِ الْآخَرِ مِنْ الْفَلَكِ فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا تَحْتَ شَيْءٍ بَلْ كُلُّهَا فَوْقَنَا فِي السَّمَاءِ وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ إذَا تَصَوَّرَ هَذَا يَسْبِقُ إلَى وَهْمِهِ السُّفْلُ الْإِضَافِيُّ كَمَا احْتَجَّ بِهِ الجهمي الَّذِي أَنْكَرَ عُلُوَّ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ وَخَيَّلَ عَلَى مَنْ لَا يَدْرِي أَنَّ مَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ فَقَدْ جَعَلَهُ تَحْتَ نِصْفِ الْمَخْلُوقَاتِ أَوْ جَعَلَهُ فَلَكًا آخَرَ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَاهِلُ. فَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَازِمٌ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا تَلِيقُ بِاَللَّهِ وَلَا هِيَ لَازِمَةٌ بَلْ هَذَا يُصَدِّقُهُ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي حَدِيثِ الْإِدْلَاءِ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَيَدُلُّ عَلَى إحَاطَةِ الْعَرْشِ كَوْنُهُ سَقْفَ الْمَخْلُوقَاتِ. وَمَنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى قَوْلِهِ هَبَطَ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ كَمَا فَعَلَ التِّرْمِذِيُّ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ الْأَمْرُ وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَلَمْ يَعْرِفْ صُورَةَ الْمَخْلُوقَاتِ وَخَشِيَ أَنْ يَتَأَوَّلهُ الجهمي أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ قَالَ: هَكَذَا وَإِلَّا فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ حَقٌّ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَمَا عُلِمَ بِالْمَعْقُولِ مِنْ الْعُلُومِ الصَّحِيحَةِ يُصَدِّقُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَيَشْهَدُ لَهُ. فَنَقُولُ: إذَا تَبَيَّنَ أَنَّا نَعْرِفُ مَا قَدْ عُرِفَ مِنْ اسْتِدَارَةِ الْأَفْلَاكِ عُلِمَ أَنَّ الْمُنْكِرَ لَهُ مُخَالِفٌ لِجَمِيعِ الْأَدِلَّةِ لَكِنْ الْمُتَوَقِّفُ فِي ذَلِكَ قَبْلَ الْبَيَانِ فَعَلَ الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَزَلْ يَسْتَفِيدُ ذَلِكَ مِنْ جِهَةٍ لَا يَثِقُ بِهَا. فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ} وَأَنَّ كَوْنَ بَعْضِ الْحَرَكَاتِ الْعَالِيَةِ سَبَبٌ لِبَعْضِ الْحَوَادِثِ مِمَّا لَا يُنْكَرُ بَلْ إمَّا أَنْ يُقْبَلَ أَوْ لَا يُرَدَّ. فَالْقَوْلُ بِالْأَحْكَامِ النُّجُومِيَّةُ بَاطِلٌ عَقْلًا مُحَرَّمٌ شَرْعًا وَذَلِكَ أَنَّ حَرَكَةَ الْفَلَكِ وَإِنْ كَانَ لَهَا أَثَرٌ لَيْسَتْ مُسْتَقِلَّةً بَلْ تَأْثِيرُ الْأَرْوَاحِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ أَشَدُّ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَكَذَلِكَ تَأْثِيرُ الْأَجْسَامِ الطَّبِيعِيَّةِ الَّتِي فِي الْأَرْضِ وَكَذَلِكَ تَأْثِيرُ قُلُوبِ الْآدَمِيِّينَ بِالدُّعَاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُؤَثِّرَاتِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَكَالصَّابِئَةِ الْمُشْتَغِلِينَ بِأَحْكَامِ النُّجُومِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ سَائِر الْأُمَمِ فَهُوَ فِي الْأَمْرِ الْعَامِّ جُزْءُ السَّبَبِ وَإِنْ فَرَضْنَا أَنَّهُ سَبَبٌ مُسْتَقِلٌّ أَوْ أَنَّهُ مُسْتَلْزِمٌ لِتَمَامِ السَّبَبِ فَالْعِلْمُ بِهِ غَيْرُ مُمْكِنٍ لِسُرْعَةِ حَرَكَتِهِ وَإِنْ فُرِضَ الْعِلْمُ بِهِ فَمَحَلُّ تَأْثِيرِهِ لَا يَنْضَبِطُ؛ إذْ لَيْسَ تَأْثِيرُ خُسُوفِ الشَّمْسِ فِي الْإِقْلِيمِ الْفُلَانِيِّ بِأَوْلَى مِنْ الْإِقْلِيمِ الْآخَرِ وَإِنْ فُرِضَ أَنَّهُ سَبَبٌ مُسْتَقِلٌّ قَدْ حُصِّلَ بِشُرُوطِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/100)
وَعُلِمَ بِهِ فَلَا رَيْبَ أَنَّ مَا يَصْغُرُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِنْ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ يُعَارِضُ مُقْتَضَى ذَلِكَ السَّبَبِ؛ وَلِهَذَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْعِتْقِ وَالصَّدَقَةِ عِنْدَ الْخُسُوفِ وَأَخْبَرَ أَنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلَاءَ يَلْتَقِيَانِ فَيَعْتَلِجَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. وَالْمُنَجِّمُونَ يَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ حَتَّى قَالَ كَبِيرُهُمْ " بَطْلَيْمُوسُ " ضَجِيجُ الْأَصْوَاتِ فِي هَيَاكِلِ الْعِبَادَاتِ بِفُنُونِ الدَّعَوَاتِ مِنْ جَمِيعِ اللُّغَاتِ يُحَلِّلُ مَا عَقَدْته الْأَفْلَاكُ الدَّائِرَاتُ فَصَارَ مَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ إنْ حَدَثَ سَبَبُ خَيْرٍ كَانَ ذَلِكَ: الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ يُقَوِّيهِ وَيُؤَيِّدُهُ وَإِنْ حَدَثَ سَبَبٌ شَرٍّ كَانَ ذَلِكَ الْعَمَلُ يَدْفَعُهُ وَكَذَلِكَ اسْتِخَارَةُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ إذَا هَمَّ بِأَمْرِ كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: {إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ} الْحَدِيثَ فَهَذِهِ الِاسْتِخَارَةُ لِلَّهِ الْعَلِيمِ الْقَدِيرِ خَالِقِ الْأَسْبَابِ وَالْمُسَبَّبَاتِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ الطَّالِعَ فِيمَا يُرِيدُ فِعْلَهُ. فَإِنَّ الِاخْتِيَارَ غَايَتُهُ تَحْصِيلُ سَبَبٍ وَاحِدٍ مِنْ أَسْبَابِ النُّجْحِ إنْ صَحَّ. وَالِاسْتِخَارَةُ أَخْذٌ لِلنُّجْحِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الْخِيَرَةَ فَإِمَّا أَنْ يَشْرَحَ صَدْرَ الْإِنْسَانِ وَيُيَسِّرَ الْأَسْبَابَ أَوْ يُعَسِّرَهَا وَيَصْرِفَهُ عَنْ ذَلِكَ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ} الْحَدِيثَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْعَرَّافُ يَعُمُّ الْمُنَجِّمَ وَغَيْرَهُ إمَّا لَفْظًا وَإِمَّا مَعْنًى. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُومِ فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَاد مَا زَادَ} رَوَاهُ أَبُو داود وَابْنُ ماجه فَقَدْ تَبَيَّنَ تَحْرِيمُ الْأَخْذِ بِأَحْكَامِ النُّجُومِ عِلْمًا أَوْ عَمَلًا مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ وَقَدْ بَيَّنَّا مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ أَنَّ ذَلِكَ أَيْضًا مُتَعَذِّرٌ فِي الْغَالِبِ. لِأَنَّ أَسْبَابَ الْحَوَادِثِ وَشُرُوطَهَا وَمَوَانِعَهَا لَا تُضْبَطُ بِضَبْطِ حَرَكَةِ بَعْضِ الْأُمُورِ وَإِنَّمَا يَتَّفِقُ الْإِصَابَةُ فِي ذَلِكَ إذَا كَانَ بَقِيَّةُ الْأَسْبَابِ مَوْجُودَةً. وَالْمَوَانِعُ مُرْتَفِعَةً. لَا أَنَّ ذَلِكَ عَنْ دَلِيلٍ مُطَّرِدٍ لَازِمًا أَوْ غَالِبًا. وَحُذَّاقُ الْمُنَجِّمِينَ يُوَافِقُونَ عَلَى ذَلِكَ. وَيَعْرِفُونَ أَنَّ طَالِعَ الْبِلَادِ لَا يَسْتَقِيمُ الْحُكْمُ بِهِ غَالِبًا لِمُعَارَضَةِ؛ طَالِعٍ لِوَقْتِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَوَانِعِ وَيَقُولُونَ: إنَّ الْأَحْكَامَ مَبْنَاهَا عَلَى الْحَدْسِ وَالْوَهْمِ. فَنُبَيِّنُ لَهُمْ أَنَّ قَوْلَهُمْ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَفِي الْأَحْكَامِ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ يُعْلَمُ بِأَدِلَّةِ الْعُقُولِ امْتِنَاعُ ضَبْطِ ذَلِكَ وَيُعْلَمُ بِأَدِلَّةِ الشَّرِيعَةِ تَحْرِيمُ ذَلِكَ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَمَّا نَظُنُّ مِنْ مَنْفَعَتِهِ بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ إنَّ كَلَامَ هَؤُلَاءِ بَيْنَ عُلُومٍ صَادِقَةٍ لَا مَنْفَعَةَ فِيهَا وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مَنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَبَيْنَ ظُنُونٍ كَاذِبَةٍ لَا ثِقَةَ بِهَا وَأَنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ. وَلَقَدْ صَدَقَ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ الْحَاسِبَ إذَا قَتَلَ نَفْسَهُ فِي حِسَابِ الدَّقَائِقِ وَالثَّوَانِي كَانَ غَايَتُهُ مَا لَا يُفِيدُ. وَإِنَّمَا تَعِبُوا عَلَيْهِ لِأَجْلِ الْأَحْكَامِ. وَهِيَ ظُنُونٌ كَاذِبَةٌ. أَمَّا الْكَلَامُ فِي الشَّرْعِيَّاتِ فَإِنْ كَانَ عِلْمًا كَانَ فِيهِ مَنْفَعَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِنْ كَانَ ظَنًّا مِثْلَ الْحُكْمِ بِشَهَادَةِ الشَّاهِدَيْنِ أَوْ الْعَمَلِ بِالدَّلِيلِ الظَّنِّيِّ الرَّاجِحِ فَهُوَ عَمَلٌ بِعِلْمِ. وَهُوَ ظَنٌّ يُثَابُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ. آخَرُ مَا وُجِدَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/101)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:32 م]ـ
انتهت رسالة شيخ الإسلام, والحمد لله رب العالمين.
ـ[عالية الهمة،،،]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:06 م]ـ
أحسن الله إليكم وأثابكم وزادكم علماً ورفعة في الدنيا والآخرة،،،
وقد بحثتها في الكتب الفقهية ووجدت أن الشافعية يخالفون في ذلك ويقولون: يعتبر قول المنجم في حق نفسه وحق من صدقه، ولا يجب الصوم على عموم الناس بقوله على الراجح.
وقد جاء أيضاً في كتاب روضة الطالبين للنووي: لا يجب مما يقتضيه حساب المنجم، الصوم عليه، ولا على غيره. قال الروياني: وكذا من عرف منازل القمر، لا يلزمه الصوم به على الأصح. وأما الجواز، فقال في "التهذيب ": لا يجوز تقليد المنجم في حسابه، لا في الصوم، ولا في الفطر، وهل يجوز أن يعمل بحساب نفسه؟ وجهان. وجعل الروياني الوجهين فيما إذا عرف منازل القمر وعلم به وجود الهلال. وذكر أن الجواز اختيار ابن سريج، والقفال , والقاضي الطبري. قال: فلو عرف بالنجوم، لم يجز الصوم به قطعاً. أ. هـ،،،،
(((**** سؤال حفظكم الله،،،)))
أفهم من هذا أن الإمام النووي يخالف مذهبه في هذه المسألة؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:31 م]ـ
وقد بحثت هذه المسألة في مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية.
وبحثها أيضا الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه في كتابه القيم (فقه النوازل) في المجلد الثاني.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
لعلك تراجعين فتاوى المجمع الفقهي الإسلامي ويمكنك تحميلها من هنا
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=26&book=612
وقد تحدثوا عن هذه المسألة
ـ[عالية الهمة،،،]ــــــــ[12 - 09 - 06, 02:06 م]ـ
جزى الله كل من أفادني خير الجزاء وأكمله وأوفاه،،،(67/102)
لماذا يفرق العلماء بين بخاخ الربو وبين الدخان في تفطير الصائم؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:02 م]ـ
لماذا يفرق العلماء بين بخاخ الربو وبين الدخان في تفطير الصائم؟
هل لأن بخاخ الربو لا بأس به أما الدخان فهو حرام؟
لأن كثيرا من العلماء يقول أن بخاخ الربو لا يفطر لأنه لا يصل للمعدة ولكن يصل للرئتين ,
والذي يشرب الدخان يزعم كذلك أن الدخان لا يصل للمعدة ولكن يصل للرئتين.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:02 م]ـ
أخي الكريم وفقك الله،،،
شرب السجائر يغذي المدخن حيث تقوم السيجارة برفع معدل النكوتين في الدم فيعتدل مزاج هذا المدخن، فهذا فيه شبه بالطعام والشراب فيكون مفطرا، حتى ولو قلنا إنه لا يصل إلى المعدة.
بخلاف بخاخ الربو فإنه لا يفطر على الراجح وذلك:
أ*- أن الصائم له أن يتمضمض ويستنشق، وهذا بالإجماع، وإذا تمضمض سيبقى شيء من أثر الماء مع بلع الريق وسيدخل المعدة وهو معفو عنه بسكوت الشارع عنه، والداخل من بخاخ الربو قليل جداًَ فيقاس على الماء المتبقي بعد المضمضة، لأن العبوة الصغيرة تشتمل على (10مليلتر) من الدواء السائل، وهذه الكمية وُضعت لمائتي بخة، فالبخة الواحدة تستغرق (نصف عشر مليلتر) فهو يسير جداًَ.
ب*- أن الأطباء ذكروا أن السواك يحتوي على ثمان مواد كيميائية وهو جائز للصائم ولا شك أنه سينزل شيء من هذا السواك إلى المعدة، فنزول السائل الدوائي كنزول أثر السواك.
ج- أن دخول شيء إلى المعدة من بخاخ الربو ليس أمراًَ قطعياًَ بل مشكوك فيه والأصل بقاء الصوم وصحته وفي القاعدة (اليقين لا يزول بالشك).
د- أن ذلك ليس أكلا ولا شربا ولا في معنى الأكل والشرب.
والله أعلم.
ـ[ابو تميم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابو أنس
ـ[السيد رضا]ــــــــ[09 - 09 - 06, 05:59 م]ـ
كلاهما ليس بطعام أو شراب لأن بخاخ الربو لا بأس به فهو علاج واضطرار أما الدخان فهو حرام والمحرمات تبطل الصيام عند طائفة كبيرة من العلماء. هذه خاطرة لى ... أرجو إبداء الرأى والتصحيح
ـ[الداودي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 06:08 م]ـ
وهو فهم غير سليم لأن الدخان ليس هواء فقط بل هو مادة تستطعم ويحس بها صاحبها بل إن المدخن يجد شهوته في الدخان ولايجدها في الطعام والشراب ..
وبالتالي مثل هذه الفهوم تثير البلابل والفتن فأرى أن نضرب عنها صفحا .. بعد أن أفتى كل عالم فقيه بحرمة الدخان لما فيه من أضرار وعلل كثيرة ...
ـ[ابن جبير]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وبعضهم يذكر أن الطعام والشراب - فيه معاني - منها اللذة المصاحبة للطعام والشراب وهذا المعنى ايضاً موجود في الجماع
والثلاثة الآنفة الذكر وهي [الطعام والشراب والجماع] هي إصول المفطرات كما ورد بذلك الحديث في الصحيح
وعند التأمل فإن الدخان قد شارك الطعام والشراب والجماع في أحد المعاني وهو اللذة المصاحبة لتدخين السيجارة، بينما تنعدم هذه اللذة في بخاخ الربو كونه علاج والعلاج غالباً لا تستسيغه النفوس
زد على ذلك الفتور الذي يلاحظ على المدخن اثناء وبعد الانتهاء من عملية تدخين السيجارة وحصول إلتفاف [دوخة] في الرأس يشعر بعدها بنشوة يبحث عنها مع إخماد ذاك الصداع الذي يسببه نقص التغذية بتلك المادة
واستقر رأي كثير من العلماء بتحريم التدخين لما يلحق بالمكلف من أذى جسدي - منع الشرع المكلف من جلبه لنفسه كما في آيات واحاديث
وإيذاء لبني جنسه بذلك العمل الذي يرتكبه، من إيذاء جسدي وذلك بأن عملية الاحتراق التي يقوم بها المدخن في السيجارة تنتج غاز ثاني اكسيد الكربون السام ويبعثره في الهواء فيتأذي من حوله ويزيد هذا خطورة
في الشتاء عندما يتم إغلاق النوافذ والابواب ويمارس المدخن عملية الاحتراق بالسيجارة واكبر المتضرريين هم اهله ومن حوله
وقد لحظت بعض الدول المتقدمه علمياً متأخرة معنوياً - يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم عنها غافلون - هذا الامر فكان من قوانينهم ما يقضى منع المدخنين من التدخين في الاماكن العامة - وتخصيص امكنة لهم في ذلك 0 وهذا عندهم نوع من ضبط المجتمعات 0
ولست في مجال الأخذ بما هم عليه فإني إنازع حتى في الحديث بلغته لغير ضرورة وهي ما يسمونها العلماء بـ[الرطانة]
ولكن المعنى هنا أنهم لحظوا خطره
وقد ألف بعضهم مؤلف خاصاً في الدُخان - اظن انه مرعي بن يوسف الحنبلي ولا يحضرني اسم الكتاب وايضاً من المعاصرين رأيت مؤلفات من ساق أدلة على تحريم الدخان في جزء
والله اعلم
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:38 ص]ـ
بعضهم أثبت دخول الدخان إلى الجوف ... و أما إذا كان لا يدخل فمجرده كونه حراما لا يعني كونه مفطرا ... و المسألة تحتاج إلى تحرير ....
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:51 ص]ـ
بحث الموضوع على هذا الرابط في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4540&highlight=%C8%CE%C7%CE+%C7%E1%D1%C8%E6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/103)
ـ[سعود3]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:22 م]ـ
الذي يظهر -والله أعلم- أن الدخان له جرم يصل إلى الجوف.
أما بخاخ الربو فلا يصل الجوف منه شيء.
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:45 م]ـ
للبخاخ أيضاً جرم يصل إلى الجوف فهو مفطر كالدخان.
ـ[مهاب محسن]ــــــــ[29 - 09 - 06, 06:09 م]ـ
علماء الشافعيه لم يفرقوا بين الدخان و البخاخ لان كليهما يدخل الجوف , و حد الجوف عندهم مخرج الخاء او الحاء ,
و نرجو من الاخوه الذين قالوا الراجح كذا ان يقيدوا ترجيحاتهم بنسبتها الى القائلين بها من الائمه المجتهدين فهذا راجح في مذهب فلان و صواب في راي فلان و ليس راجح أو صواب مطلقا
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:50 م]ـ
هو راجح على أصول المذاهب الأربعة وليس على أصول الشافعية فقط.
1ـ المذهب الحنفي: جاء في بدائع الصنائع من كتب الحنفية من قوله: "وما وصل إلى الجوف أو إلى الدماغ عن المخارق الأصلية كالأنف والأذن والدبر بأن استعط أو احتقن أو أقطر في أذنه فوصل إلى أذنه أو إلى الدماغ فسد صومه"
2ـ المالكية: جاء في شرح الدردير:: ويجب كف عن إخراج مني أو مذي أو قيء أو عن وصول مائع لحلق و إن كان وصول المائع من غير فم كعين وأنف وأذن.
3ـ الشافعية: وفي متن المنهاج من كتب الشافعية: "شرط الصوم الإمساك .. عن وصول العين إلى ما يسمى جوفًا".
4ـ الحنابلة: قال البهوتي الحنبلي في شرح المنتهى: " أو أدخل إلى جوفه شيئًا من كل محل ينفذ إلى معدته مطلقًا، أي: سواء ينماع ويغذي أو لا، كحصاة وقطعة حديد ورصاص ونحوهما، ولو طرف سكين من فعله أو فعل غيره بإذنه فسد صومه" ([10]).
ولم يبقى للمجيزين دليل إلا قياس الواصل إلى الجوف من بخاخ الربو على المتبقي من المضمضة والاستنشاق.
وهذا قياس مع الفارق؛ لأن قولهم بأنه معفو عنه بنوه على القياس على المتبقي من المضمضة والاستنشاق.
وهذا قياس مع الفارق؛ لأن المحل الذي يقصد به بخ البخاخ هو الجوف وهو مراد المريض ومقصوده.
بخلاف المضمضة فمقصودها هو الفم فقط، فتمام قصد الفعل بقصد محله كما في البخاخ والدخان وغيرهما،
وقد يوجد قصد الفعل دون قصد المحل كما في المضمة والا ستنشاق.
ويضاف إلى ذلك أن في المضمضة يعسر فصل الماء عن اللعاب كما لايخفى.
فالقياس بعيد.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[10 - 10 - 06, 12:10 ص]ـ
و حد الجوف عندهم مخرج الخاء او الحاء ,
أحسنت أحسن الله إليك .. والأعجب من ذلك - بلا مؤاخذة بارك الله فيكم - هو تقييد الحرمة بدخول البطن من عدمه وأن هذا يدخل وهذا لا يدخل بدون تعيين قيد الجوف .. غير ذلك فإن بخاخ الربو له كمية لا تقل عن حد الريق وله طعم أيظا .. فكيف أجاز جلة كثيرة من أهل العلم للمرأة أن تذوق الطعام وهو تطهوه بدون أن يقع عليها حكم الفطر - وممن أجازه شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رضي الله عنه - وهب أن الدخان يدخل البطن أو لا إلا أنه لا يخرج مخرج الضرورة المحرجة التي لا بد منها للبعض مثل مثل بخاخ الربو .. ولعلنا كلنا مرت علينا القاعدة الذهبية .. (الضرورات تبيح المحظورات) والبخاخ للكثير من أعظم الضرورات .. فسبحان الله كيف بالشبهة نساوي المحرم الخبيث بالعلاج الذي لا بد منه وما جعل الله علينا في الدين من حرج؟! (ابتسامة عريضة)(67/104)
وصية الخطاب بن المعلى المخزومي لابنه
ـ[احمد الحازمي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 02:00 م]ـ
وصية الخطاب بن المعلى المخزومي لابنه
أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي حدثني عبد الرحمن بن أبي عطية الحمصي عن الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي أنه وعظ ابنه فقال:
يا بني
عليك بتقوى الله وطاعته، وتجنب محارمه باتباع سنته ومعالمه، حتى تصح عيوبك وتقر عينك فانها لا تخفي على الله خافيه
واني قد وسمت لك وسما، ووضعت لك رسما، ان انت حفظته ووعيته وعملت به ملأت أعين الملوك، وانقاد لك به الصعلوك
ولم تزل مرتجى مشرفا يحتاج اليك، ويرغب الى ما في يديك
فأطع اباك، واقتصر على وصية ابيك، وفرغ لذلك ذهنك واشغل به قلبك ولبك
فإياك وهذر الكلام وكثرة الضحكك والمزا ح ومهازلة الإخوان، فإن ذلك يذهب البهاء ويوقع الشحناء
وعليك بالرزانة والتوقر من غير كبر يوصف منك ولا خيلاء تحكي عنك
والق صديقك وعدوك بوجه الرضى وكف الأذى من غير ذلة لهم ولا هيبة منهم
وكن في جميع أمورك في أوسطها فإن خير الأمور أوساطها
وقلل الكلام وأفش السلام وامش متمكنا قصدا
ولا تخط برجلك ولا تسحب ذيلك ولا تلو عنقك ولا ردائك ولا تنظر في عطفك ولا تكثر الالتفاف
ولا تقف على الجماعات ولا تتخذ السوق مجلسا ولا الحوانيت متحدثا
ولا تكثر المراء، ولا تنازع السفهاء، فإن تكلمت فاختصر، وإن مزحت فاقتصر،
واذا جلست فتربع وتحفظ من تشبيك أصابعك وتفقيعها والعبث بلحيتك وخاتمك وذؤابة سيفك وتخليل أسنانك وإدخال يدك في أنفك وكثرة طرد الذباب عنك وكثرة التثاؤب والتمطى وأشباه ذلك مما يستخفه الناس منك ويغتمزون به فيك
وليكن مجلسك هاديا وحديثك مقسوما وأصغ الى الكلام الحسن ممن حدثك بغير إظهار عجب منك ولا مسألة إعادة
وغض عن الفكاهات من المضاحك والحكايات
ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك ولا عن فرسك ولا عن سفيك
ولا تصنع تصنع المرأة ولا تبذل تبذل العبد ولا تهلب لحيتك ولا تبطنها
وتوق كثرة الحف ونتف الشيب وكثرة الكحل والإسراف في الدهن وليكن كحلك غبا
ولا تلح في الحاجات ولا تخشع في الطلبات
ولا تعلم أهلك وولدك فضلا عن غيرهم عدد مالك فإنهم إن رأوه قليلا هنت عليهم وإن كان كثيرا لم تبلغ به رضاهم
وأخفهم في غير عنف ولن لهم قي غير ضعف ولا تهازل أمتك
واذا خاصمت فتوقر وتحفظ من جهلك وتجنب عن عجلتك وتفكر في حجتك
ولا تكثر الأشارة بيدك ولا تحفز على ركبتيك
وإن قربك سلطان فكن منه على حد السنان وإن أسترسل اليك فلا تأمن من انقلابه عليك
وارفق به رفقك بالصبي وكلمه بما يشتهي
ولا يحملنك ما ترى من الطافه إياك وخاصته بك أن تدخل بينه وبين أحد من ولده وأهله وحشمه
وإن كان لذلك منك مستمعا وللقول منك مطيعا
فإن سقطة لداخل بين الملك وأهله صرعة لا تنهض وزلة لا تقال
وإذا وعدت فحقق وإذا حدثت فاصدق
ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم ولا تخافت به كتخافت الأخرس
وتخير محاسن القول بالحديث المقبول
وإذا حدثت بسماع فانسبه الى أهله وإياك الأحاديث العابرة المشنعه التي تنكرها القلوب وتفق لها الجلود
وإياك ومضعف الكلام مثل نعم نعم ولا لا وعجل عجل وما أشبه ذلك
وإذا توضأت فأجد عرك كفيك
وليكن وضعك الحرض من الأشنان في فيك كفعلك بالسواك ولا تنخع في الطست وليكن طرحك الماء من فيك مترسلا ولا تمج فتنضح على أقرب جلسائك ولا تعض نصف اللقمه ثم تعيد ما بقى منها منصبغا فإن ذلك مكروه
ولا تكثر الاستسقاء على مائدة الملك
ولا تعبث بالمشاش
ولا تمسك إمساك المثبور ولا تبذر تبذير السفيه المغرور
واعرف في مالك واجب الحقوق وحرمة الصديق
واستغن عن الناس يحتاجوا اليك
واعلم
ان الجشع يدعو الى الطمع
والرغبة كما قيل تدق الرقبة
ورب أكله تمنع أكلات
والتعفف مال جسيم وخلق كريم
ومعرفة الرجل قدره تشرف ذكره
ومن تعدى القدر هوى في بعيد القعر
والصدق زين والكذب شين
ولصدق يسرع عطب صاحبه أحسن عاقبة من كذب يسلم عليه قائله
ومعاداة الحليم خير من مصادقة الأحمق
ولزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان
ولقرب ملك جواده خير من مجاورة بحر طراد
وزوجة السوء الداء العضال
ونكاح العجوز يذهب بماء الوجه
وطاعة النساء تزرى بالعقلاء
تشبه بأهل العقل تكن منهم
وتصنع للشرف تدركه
وأعلم أن كل امريء حيث وضع نفسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/105)
وإنما ينسب الصانع الى صناعته والمرء يعرف بقرينه
وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويحزنون من صادقهم وقربهم أعدى من الجرب ورفضهم من استكمال الأدب
واستخفار المستجير لؤم والعجله شؤم
وسوء التدبير وهن
والإخوان إثنان فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنهم أعدى الأعداء
ومن اتبع الهوى مال به الردى
ولا يعجبنك الجهم من الرجال ولا تحقر ضئيلا كالخلال فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ولا ينتفع به بأكثر من أصغريه
وتوق الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي
ولا تفرش عرضك لمن دونك ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك
ولا تكثر الكلام فتثقل على الأقوام
وامنح البشر جليسك والقبول ممن لاقاك
وإياك وكثرة التبريق والتزليق فإن ظاهر ذلك ينسب الى التأنيث
وإياك والتصنع لمغازلة النساء
وكن متقربا متعززا منتهزا في فرصتك
رفيقا في حاجتك
متثبتا في حملتك
والبس لكل دهر ثيابه ومع كل قوم شكلهم
واحذر ما يلزمك اللائمة في آخرتك ولا تعجل في امر حتى تنظر في عاقبته ولا ترد حتى ترى وجه المصدر
ومنازعتك اللئيم تطمعه فيك ومن أكرم عرضه أكرمه الناس
وذم الجاهل إياك أفضل من ثنائه عليك
ومعرفة الحق من أخلاق الصدق
والرفيق الصالح ابن عم
ومن أيسر أكبر
ومن افتقر احتقر
قصر في المقالة مخافة الإجابة
والساعي إليك غالب عليك
وطول السفر ملالة وكثرة المنى ضلالة
وليس للغائب صديق ولا على الميت شفيق
وأدب الشيخ عناء وتأديب الغلام شقاء
والفاحش أمير، والوقاح وزير، والحليم مطية الأحمق، والحمق داء لا شفاء له،
والحلم خير وزير، والدين أزين الأمور،
والسماجه سفاهة، والسكران شيطان، وكلامه هذيان،
والشعر من السحر، والتهدد هجر
والشح شقاء والشجاعة بقاء
والهدية من الأخلاق السرية وهي تورث المحبة
ومن ابتدأ المعروف صار دينا
ومن المعروف ابتداء من غير مسألة
وصاحب الرياء يرجع الى السخاء ولرياء بخير خير من معالنة بشر
والعرق نزاع والعادة طبيعة لازمة إن خير فخير وإن شرا فشر
ومن حل عقدا احتمل حقدا
ومراجعة السلطان خرق بالإنسان والفرار عار والتقدم مخاطرة
وأعجل منفعه: إيسار في دعة
وكثرة العلل من البخل
وشر الرجال الكثير الاعتلال
وحسن اللقاء يذهب بالشحناء
ولين الكلام من أخلاق الكرام
يا بني
إن زوجة الرجل سكنة ولا عيش له مع خلافها
فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها
فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة
جعلك الله يا بني ممن يقتدي بالهدى ويأتم بالتقى ويجتنب السخط ويحب الرضى
والله خليفتي عليك والمتولي لأمرك
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد نبي الهدى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا(67/106)
إلى المشرفين على قناة المجد أنتبهوا من ذكر الاحاديث الضعيفة بخصوص النصف من شعبان
ـ[نصر]ــــــــ[09 - 09 - 06, 02:04 م]ـ
في برنامج عرض تقريباً 12.45 تقريبا ظهراً
على قناة المجد للحديث النبوي:
يتناول الاحاديث في فضل صيام شهر شعبان وذكر من تلك الاحاديث
حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن "
قال الشيخ / حاتم العوني:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=31746
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:47 م]ـ
يا أخي العزيز هذا الحديث صحيح، صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة و في صحيح ابن ماجة و صحيح الترغيب.
و هناك فرق بين صحة الحديث و تخصيص ليلة النصف من شعبان بشيء من العبادات فلا يجب بطبيعة الحال التخصيص بشيء من العبادات في هذه الليلة لأنه لم يثبث في الشرع دليل و لكن يا أخي العزيز الحديث صحيح فنحمد الله عليه و نرجو أن نكون من المغفور لهم.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:04 م]ـ
أحسنت أخي محمد وبارك الله فيك
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:51 ص]ـ
و فيك بارك يا أخي الكريم(67/107)
مسألة من أفسد صومه بالزنا عافانا الله واياكم من ذلك
ـ[الجبرتي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 02:31 م]ـ
من أفسد صومه بالزنا - عافانا الله واياكم من ذلك - هل يقال ان عليه كفارة الجماع في رمضان. و المعروف من الفتوى أن عليه كفارة الجماع , ولكن هل نقل ذلك عن أحد من السلف من الصحابه ومن بعدهم أنهم افتوا بذلك لأني بحثت بحثاً قاصراً في هذه المسألة فلم أجد من ذلك شيئ.
ـ[الجبرتي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 02:10 ص]ـ
آمل مساعدتي في هذه المسألة أيها الأفاضل. رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.(67/108)
الفرق بين الأعراب والبداوه؟
ـ[ابوموهاج]ــــــــ[09 - 09 - 06, 05:57 م]ـ
قال تعالى: {إن الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذين ءاووا ونصروا، أولئك بعضهم أولياء بعض، والذين ءامنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتَّى يُهَاجِروا، وإن استَنصَرُوكُم في الدّين فعليكم النَّصرُ إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ، والله بما تعملون بصير
? والَّذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تَفعلُوهُ تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ? والذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً، لهم مغفرة ورزق كريم
? والذين ءامنوا من بَعدُ وهَاجَروُا وجاهدوا معكم فأولئك منكم، وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، إن الله بكل شيء عليم}.
فيا له من كتاب معجز! حقاً لإن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً!!
? وقال، جل جلاله: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا؟! أتريدون أن تهدوا من أضل الله؟! ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً
? ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء؛ فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله؛ فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم؛ ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً}، (النساء؛ 4:88 - 89). وجاء في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن قوما من العرب أتوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فأركسوا فخرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من أصحابه يعنى أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا لهم ما لكم رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة فاجتوينا المدينة فقالوا أما لكم في رسول الله أسوة فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا هم مسلمون فأنزل الله عز وجل: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ... }، الآية.
? وقال تعالى: {وأوفو بعهد الله إذا عاهدتم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} (النحل؛ 16:91).
? وعن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، فقال: «اغزوا باسم الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فان أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجرى عليهم حكم الله تعالى، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيىء شىء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. واذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله و ذمة نبيه، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا» حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه.
? وأخرج مسلم مثله بإسناد صحيح عن النعمان بن مقرن.
هذه الآيات المعجزة، وحديث بريدة والنعمان بن مقرن، وجمع من الأحاديث الأخرى، وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم في البلدان المفتوحة المنقولة لنا، نقل تواتر، تدل دلالة قاطعة على أحكام «التابعية»، تابعية دار الإسلام، التي سنفصلها بعد قليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/109)
قول، عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «كأعراب المسلمين»، قصد به المسلمين الذين لم يتخذوا دار الإسلام مقر إقامة دائمية لهم، أي ما سمَّى في عرف عصرنا الحديث: «غير حملة التابعية». وكان هؤلاء في زمنه، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، من الأعراب البدو، لا غير، أما الحواضر غير المدينة، فهي مكة وخيبر، فلم يكن فيها إلا قلة من المسلمين المستضعفين، أو أهل الأعذار ممن يجوز له الإقامة فيها، أو عابري سبيل، كما فصلناه في غير هذا المكان، أما سائر أهلها فكفار كانوا حرباً على الله ورسله، حتى تم فتحها. لذلك نقل الشارع الحكيم ألفاظ: «أعراب» و «التعرب» وغيرها من المشتقات من أصلها اللغوي الذي يرادف إلى حد بعيد ألفاظ: «البدو»، و «البداوة»، و «التبدي» إلى هذا المعنى الشرعي: «عدم حمل تابعية دار الإسلام».
هذه نقلة بعيدة من معنى حسي ساذج، إلى مفهوم «دستوري» عميق، لا عهد للعرب به، ولا قبل لهم باستيعابه، لذلك أشكل عليهم، وما زال يشكل على كثير من الناس حتى يومنا هذا، رغم أنه هو الواجب استخدامه، لأن العرف الشرعي مقدم على اصطلاح أهل اللغة كما هو مقرر في علم الأصول. والدليل على صحة قولنا هذا هو ما يلي:
? ما جاء في «المستدرك على الصحيحين»: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن حازم عن عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة بن الزبير قال سمعت عائشة، رضي الله تعالى عنها، تقول: أهدت أم سنبلة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لبنا فدخلت علي به فلم تجده فقلت لها إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهانا أن نأكل طعام الأعراب فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر فقال يا أم سنبلة ما هذا معك فقالت يا رسول الله لبن أهديته لك قال اسكبي يا أم سنبلة فناول أبا بكر ثم قال اسكبي يا أم سنبلة فتناول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فشرب قالت فقلت يا بردها على الكبد قالت عائشة يا رسول الله حدثتنا إنك نهيت عن طعام الأعراب فقال يا عائش إنهم ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا بأعراب». قال الحاكم: [هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه]، و قال الذهبي في التلخيص: صحيح.
ــ وفي «شرح معاني الآثار»: حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال ثنا سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة نحوه. وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن غيلان ثنا المفضل قال حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي به.
ــ وهو في «الطبقات الكبرى» في ترجمة أم سنبلة، رضي الله عنها: [أم سنبلة المالكية اخوة أسلم من خزاعة أسلمت وبايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة:
ــ أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن نيار عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت لما قدمنا المدينة نهانا رسول الله أن نقبل هدية من أعرابي فجاءت أم سنبلة الأسلمية بلبن فدخلت به علينا فأبينا أن نقبله فنحن على ذلك إلى أن جاء رسول الله معه أبو بكر فقال ما هذا فقلت يا رسول الله هذه أم سنبلة أهدت لنا لبنا وكنت نهيتنا أن نقبل من أحد من الأعراب شيئا فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «خذوها فإن أسلم ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل قاريتهم إذا دعوناهم أجابوا وإن استنصرناهم نصرونا؛ صبي يا أم سنبلة!»، فصبت، فقال ناولي أبا بكر فشرب، ثم قال صبي فصبت فشرب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قال صبي فصبت فناوله عائشة فشربت فقالت عائشة: (وابردها على الكبد، كنت نهيتنا أن نأخذ من أعرابي هدية؟!)، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن أسلم ليسوا بأعراب: هم أهل باديتنا ونحن أهل قاريتهم، إن دعوناهم أجابوا، وإن استنصرناهم نصرونا»].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/110)
? وجاء هذا من طريق أخرى تعضد هذه، بل هي أصح، كما في «شرح معاني الآثار»: [حدثنا بن أبي داود قال ثنا الوهبي قال ثنا ابن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة، رضي الله تعالى عنها، قالت: [قدمت أم سنبلة الأسلمية ومعها وطب من لبن تهديه لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوضعته عندي ومعها قدح لها فدخل النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال مرحبا وسهلا بأم سنبلة قالت بأبي وأمي أهديت لك وطبا من لبن قال بارك الله عليك صبي لي في هذا القدح فصبت له في القدح فلما أخذه قلت: (قد قلت: «لا أقبل هدية من أعرابي»؟!)، قال: «أعراب أسلم،يا عائشة، إنهم ليسوا بأعراب ولكنهم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، إذا دعوناهم أجابوا وإذا دعونا أجبناهم»، ثم شرب].
ــ وجاء في «مسند أبي يعلى»: حدثنا عقبة حدثنا يونس حدثنا محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان به مختصراً، وقال الشيخ حسين أسد: رجاله ثقات. قلت: ليس فيه ما يضر إلا عنعنة ابن إسحاق، ولكن الطرق الأخرى، والشواهد تثبت أنه سمعه من صالح بن كيسان، أو من ثقة عن صالح بن كيسان. ثم ثبت لنا سماعه حيث صرح بذلك كما جاء:
? في «ضعفاء العقيلي» أثناء ترجمة (وثيمة بن موسى): [ ... حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا حفص، وحدثنا محمد بن موسى قال حدثنا عمار بن الحسن قال حدثنا سلمة بن الفضل جميعا: عن محمد بن إسحاق قال حدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت أهدت أم سنبلة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وطبا من ألبان الإبل فذكره ... ].
? وجاء هذا عن أم سنبلة، رضي الله عنها، في «المعجم الكبير»: [حدثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب قالا: ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن قيظي بن شداد بن أسيد المدني أخبرني سليمان وزرعة ومحمد بنو الحصين بن سنان (وقال بن المديني بن سواءان) حدثتهم أم سنبلة قالت: [أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهدية فأبين نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يأخذنها، وقلن: انا لا نأخذ هدية فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: «خذوا هدية أم سنبلة فهي أهل باديتنا ونحن أهل حضرتها»، وأعطاها وادي كذا وكذا فاشتراه عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب منها قال فأعطاها ذودا. قال عمرو بن قيظي فرأيت بعضها قال أبو كريب: قلت لزيد بن الحباب من أعطاها قال: (رسول الله، صلى الله عليه وسلم).
? وهو في «التاريخ الكبير»: [زرعة بن حصين بن سياه: قال علي حدثنا زيد بن حباب قال أخبرنا عمرو بن قيظي بن عمرو بن شداد قال أخبرني محمد وزرعة وسليمان بنو حصين بن سياه عن جدتهم أم سنبلة أنها أتت النبي، صلى الله عليه وسلم، بهدية فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال خذوها فإن أم سنبلة أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتها وأمر لها بشيء سماه فاشتراه عبد الله بن حسن بن حسن بن علي.
قلت: أم سنبلة، رضي الله عنها، هي جدة هؤلاء النفر: سليمان وزرعة ومحمد بنو الحصين بن سياه، (هكذا صحة الإسم على الأرجح، وليس سنان، ولا سواءان). وهم كلهم في ثقات ابن حبان، ولهم تراجم مختصرة في «التاريخ الكبير»، وكذلك في «الجرح والتعديل»، من غير جرح ولا تعديل.
? وعدد الحافظ طرق الحديث في خلال ترجمة أم سنبلة الأسلمية، رضي الله عنه، في «الإصابة»: [أم سنبلة الأسلمية: قال بن منده روت عنها عائشة وقال بن السكن حديثها في أهل المدينة ثم أخرج من رواية أبي أويس عن عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة سمعت عائشة تقول أهدت أم سنبلة الأسلمية لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لبنا فدخلت عليه فلم تجده فقلت لها إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد نهى أن نأكل ما تهديه الأعراب فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر فقال يا أم سنبلة ما هذا معك قالت لبن أهديته إليك قال اسكبي يا أم سنبلة فناولته رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فشرب فقالت عائشة يا رسول الله قد كنت حدثتنا إنك نهيت عن طعام الأعراب فقال: «يا عائشة ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم إذا دعوناهم أجابوا فليسوا بأعراب». وأخرجه بن منده من رواية سليمان بن بلال عن عبد الرحمن وقال في روايته قال اسكبي وناولي أبا بكر ثم قال اسكبي وناولي عائشة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/111)
ثم قال اسكبي وناولينيه فشرب وقال رواه محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عروة عن عائشة بمعناه. قلت ووصل أبو نعيم رواية بن إسحاق من طريق محمد بن سلمة الحراني عنه وأخرجه بن سعد عن عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن حرملة مطولا وأخرجه أحمد من طريق الفضل بن فضالة عن يحيى بن أيوب المصري عن عبد الرحمن بن حرملة بطوله وأخرج النسائي في كتاب الكنى والطبراني وأبو عروبة من طريق عمرو بن قيظي عن سليمان بن محمد وزرعة بن حصين بن سياه عن أم سنبلة حدثتهم أنها أتت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهدية فأبى أزواجه ان يأخذنها فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال خذوها فإن أم سنبلة من أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتها زاد الطبراني وأعطاها وادي كذا وكذا فاشتراه عبد الله منهم فأعطاهم ذودا قال عمرو بن قيظي فرأيت بعضها وأخرجه بن منده من هذا الوجه مختصرا قالت أتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، بهدية لبن فقبلها].
هذا حديث صحيح، لا شك في صحته، تقوم به الحجة اليقينية القاطعة، فيه البرهان على صحة قولنا أن «الأعرابية»، في عرف الشارع الحكيم، تبارك وتعالى، تعني: «عدم حمل التابعية، تابعية دار الإسلام»، لا غير، وليست هي من «البداوة» في صدر ولا ورد، والبداوة أسلوب في العيش مباح، لا بأس به، بل قد يكون لبعض الناس أحسن، ولصحتهم البدنية والنفسية أفضل، والحمد لله رب العالمين.
و «الأعرابية»، بهذا المعنى الذي حدده الشرع حالة مكروهة، والرجوع أو التحول أو الانتقال أو «الارتداد» إلى «الأعرابية» بعد الهجرة، أي بعد حمل تابعية دار الإسلام، أشنع وأقبح، بل هو من الكبائر الشنيعة، كما يظهر من النصوص التالية:
? فقد جاء في «صحيح ابن حبان»: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك: [ان رجلا من أهل البادية يقال له زاهر بن حرام كان يهدي الى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان زاهر بادينا ونحن حاضروه»، قال فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره فقال ارسلني من هذا فالتفت اليه فلما عرف انه النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلزق ظهره بصدره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يشتري هذا العبد»، فقال زاهر: (تجدني يا رسول الله كاسدا)، قال: «لكنك عند الله لست بكاسد»، أو قال صلى الله عليه وسلم: «بل أنت عند الله غال»]. وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو كما قال في غاية الصحة. وهو في مسند الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ثابت البناني بنحوه باختصار طفيف. كما أنه في سنن البيهقي الكبرى: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن ثابت به.
قلت: إن اللسان ليعجز عن التعليق على هذه القصة الجميلة، فلعل القارئ الكريم يتذوقها بقلبه، ويتعقلها ببصيرته. وإن بادية يكون سيدي أبو القاسم، عليه وعلى آله صلوات الله وتسليماته وتبريكاته، بأبي هو وأمي، حاضرتها لنعم البادية: أنعم بها وأكرم، ثم أنعم بها وأكرم.
? في «الجامع الصحيح المختصر» للإمام البخاري، وفي «صحيح مسلم»، و «المجتبى من السنن» للنسائي: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: (يا بن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت؟!)، قال: (لا ولكن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذن لي في البدو)؛ هذا لفظ البخاري، وزاد: [وعن يزيد بن أبي عبيد قال: (لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة)]. كما أخرجه البيهقي في سننه الكبرى من نفس الطريق، وهذا إسناد في غاية الصحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/112)
? وفي «المعجم الكبير»: حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا القعنبي ثنا حاتم ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: (يا بن الأكوع ارتددت على عقبك تبديت؟!)، قال: (لا ولكن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذن لي في البدو). وهذا كذلك صحيح غاية، إلا أن لفظة «تبديت» يبدوا أنها رواية بالمعنى للفظة: «تعربت». أما إذا كان الأمر بالعكس، أي أن الأصل كان: «تبديت»، فهو دليل على جهل الحجاج، لعنه الله، ولا عجب فالرجل مجرم فاسق جاهل. وقد قال الإمام الحافظ بن حجر في «فتح الباري»: [ ... قوله: عن سلمة بن الأكوع انه دخل على الحجاج هو بن يوسف الثقفي الأمير المشهور وكان ذلك لما ولي الحجاج امرة الحجاز بعد قتل بن الزبير فسار من مكة الى المدينة وذلك في سنة أربع وسبعين قوله ارتددت على عقبيك كأنه أشار الى ما جاء من الحديث في ذلك كما تقدم عند عد الكبائر في كتاب الحدود فان من جملة ما ذكر في ذلك من رجع بعد هجرته أعرابيا وأخرج النسائي من حديث بن مسعود رفعه لعن الله آكل الربا وموكله الحديث وفيه والمرتد بعد هجرته أعرابيا قال بن الأثير في النهاية كان من رجع بعد هجرته الى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد وقال غيره كان ذلك من جفاء الحجاج حيث خاطب هذا الصحابي الجليل بهذا الخطاب القبيح من قبل ان يستكشف من عذره ويقال انه أراد قتله فبين الجهة التي يريد ان يجعله مستحقا للقتل بها .. ]. قلت: هذا هو الأرجح لأنه عندما دخل المدينة أخذ غير صحابي ونكل بهم بزعم أنهم تقاعسوا عن نصرة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وختم، لعنه الله، على أعناقهم بالرصاص، أما سلمة بن الأكوع فكان خارج المدينة حين قتل عثمان، لذلك ذهب الحجاج المجرم، عليه لعنة الله، يلتمس المخارج لقتله أو التنكيل به، ولكن الله سلَّم سلمة!
? وفي «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا المفضل يعنى بن فضالة قال حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب فقال: (ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟!) فقال معاذ الله إني في إذن من رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ابدوا يا أسلم فتنسموا الرياح واسكنوا الشعاب!»، فقالوا: (إنا نخاف، يا رسول الله، أن يضرنا ذلك في هجرتنا!!)، قال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم».
هكذا وقع ها هنا في المسند: سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع، والأرجح أنه محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع كما يضهر من الطرق الأخرى. ورجاله ثقات إلا محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع قليل الحديث جدا، فلا يكاد يعرف، وقد ترجم له البخاري من غير جرح ولا تعديل، كعادته مع أكثر الثقات.
ــ وفي «المعجم الكبير»: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو أحدهما عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة ... بمثله.
ــ وفي «الآحاد والمثاني»: حدثنا الحسن بن علي الحلواني نا سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع، رضي الله تعالى عنه، قدم المدينة ... إلخ، ثم قال أبو بكر بن أبي عاصم: ومحمد بن إياس لا أعلم له إلا هذين الحديثين.
ــ وفي «التاريخ الكبير» للبخاري: [محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي حجازي؛ قال لي سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن أبي حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة فلقيه بريدة بن حصيب فقال ارتددت عن هجرتك فقال ما عاذ الله أني في إذن من النبي، صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ابدوا يا أسلم واسكنوا الشعاب»، فقالوا نخاف أن نتعرب بعد هجرتنا قال أنتم مهاجرون حيث كنتم]. وقد حسن الإمام الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وقد أصاب في ذلك، إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/113)
? وفي «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا يحيى بن غيلان ثنا المفضل حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله من بقي معك من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال بقي أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع فقال رجل أما سلمة فقد ارتد عن هجرته فقال جابر لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول لأسلم: «أبدوا يا أسلم!»، قالوا: (يا رسول الله وإنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا!)، فقال: «إنكم أنتم تهاجرون حيث كنتم».
ــ وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» حيث قال: [عمر بن عبد الله بن جرهد الأسلمي حجازي، قال بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب عن بن حرملة حدثني محمد بن عبد الله بن الحصين سمع عمر بن عبد الله بن جرهد سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما، من بقي معك من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، رضي الله تعالى عنهما، فقال رجل أما سلمة فقد ارتد عن هجرته فقال جابر لا تقل سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ابدوا يا أسلم أنتم مهاجرون حيث كنتم»].
ــ كما أخرجه البخاري في «التاريخ الصغير (الأوسط)»: حدثني سعيد بن أبي مريم قال أخبرني يحيى بن أيوب عن بن حرملة قال حدثني محمد بن عبد الله بن حصين سمع عمر بن عبد الله بن جرهد سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله به.
قلت: وقد حسن الإمام الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وهو، بحق، إسناد حسن قوي رجاله ثقات مشاهير إلا: يحيى بن أيوب وهو ثقة قليل الخطأ، أخرج له مسلم، وكذلك أخرج له البخاري متابعات كثيرة. أما عبد الرحمن بن حرملة فثقة، قد أخرج له مسلم متابعة، فالإسناد إذن حسن، والحديث حسن صحيح، بلا شك، بشهادة الرواية السابقة من طريق محمد بن إياس بن سلمة عن أبيه عن جده.
? ويشهد لمعنى الحديث السابق ويصدقه ما جاء في «المعجم الكبير»: حدثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني (ح) وحدثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا عبدة بن عبد الله الصفار قالا: ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي المدني حدثني أبي عن جده شداد أنه أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فبايعه على الهجرة فاشتكى فقال: «مالك يا شداد؟!»، قال: قلت: (اشتكيت يا رسول الله، ولو شربت من ماء بطحاء لبرأت!)، قال: «فما يمنعك؟!»، قلت: (هجرتي!)، قال: «فاذهب: فأنت مهاجر حيثما كنت»
? وهو في «التاريخ الكبير»: [شداد بن أسيد السلمي: نا علي نا زيد حباب حدثني عمرو بن قيظي بن شداد بن أسيد عن أبيه عن جده قال عادني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (لو شربت من ماء بطحان لبرأت)، قال: «فما يمنعك؟!»، قلت: (الهجرة). قال: «فأنت مهاجر حيث كنت».]
? كما أنه في «الإصابة»: [شداد بن أَسِيد، بفتح أوله على الأشهر، وحكى أبو عمر الضم، أبو سليمان السلمي: قال أبو حاتم وابن ماكولا له صحبة وقال البغوي سكن البادية وقال بن السكن معدود في المدنيين وروى البزار والبغوي والبخاري في التاريخ والطبراني وابن قانع من طريق عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي حدثني أبي عن جده شداد أنه قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاشتكى فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «مالك يا شداد؟!»، قال: (اشتكيت ولو شربت ماء بطحاء لبرئت!)، قال: «فما يمنعك؟!»، قال: (هجرتي!)، قال: «فاذهب فأنت مهاجر حيثما كنت!» قال أبو عمر تفرد بحديثه زيد بن الحباب ووقع في رواية بن منده عن عمرو بن قيظي حدثني جدي عن أبيه ووقع عند بن قانع عن أبيه عن جده عن شداد زاد فيه عن قبل شداد وهو وهم وعند بن أبي حاتم روى عنه بن ابنه قيظي بن عمرو بن شداد كذا قال!]
وعمرو بن قيظي له ترجمة في «التاريخ الكبير» من غير جرح ولا تعديل كعادة البخاري: [عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي عن أبيه عن جده روى عنه زيد بن حباب وعن سليمان بن جعدي ومحمد بن حصين]، وبقية رجاله إلى عمرو بن قيظي ثقات مشاهير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/114)
? جاء في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا عبد الصمد حدثني عبد الله بن حسان يعني المنبري عن القلوص ان شهاب بن مدلج نزل البادية فساب ابنه رجلا فقال: (يا بن الذي تعرب بعد الهجرة!)، فأتى شهاب المدينة فلقى أبا هريرة فسمعه يقول قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أفضل الناس رجلان رجل غزا في سبيل الله حتى يهبط موضعا يسوء العد، و ورجل بناحية البادية يقيم الصلوات الخمس ويؤدي حق ماله ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين»، فجثا على ركبتيه قال أنت سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا أبا هريرة؟)، يقول له، قال: نعم! فأتى باديته فأقام بها].
? وفي «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا بن أبي عدى عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحرث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا»، قال فقام رجل فقال: (يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟!)، قال: «ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك»، فقام ذاك أو آخر فقال: (يا رسول الله: أي الهجرة أفضل؟!)، قال: «ان تهجر ما كره ربك؛ والهجرة هجرتان هجرة الحاضر والبادي فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر والحاضر أعظمهما بلية وأفضلهما أجرا»]، وأخرجه أحمد بنحوه فقال: [حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به]، قلت: هذه أسانيد صحاح كلها؛ وهو في «صحيح ابن حبان»، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح)؛ وهو في «مسند الشهاب» من عدة طرق؛ وهو في «المستدرك على الصحيحين» من طرق؛ وهو في «السنن الكبرى» للإمام النسائي؛ وهو عند الدارمي مختصراً.
ــ وهو في «سنن البيهقي الكبرى» بأتم من ذلك: [أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة والمسعودي عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن أبي كثير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة؛ وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش؛ وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا»، فقام رجل فقال: (يا رسول الله: أي الإسلام أفضل)، قال شعبة في حديثه: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وقال المسعودي: «أن يسلم المسلمون من لسانه ويده»، فقام ذلك أو غيره فقال: (يا رسول الله: أي الهجرة أفضل؟!)، قال: «أن تهجر ما كره ربك»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر وهجرة البادي فأما البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر وأما الحاضر فهو أعظمهما بلية وأفضلهما أجرا»، وقال المسعودي: وناداه رجل فقال: (يا رسول الله: أي الشهداء أفضل؟!)، قال: «أن يعقر جوادك ويهراق دمك»]. قلت: (أبو دلود المذكور في الإسناد هو الطيالسي، لأن هذا الحديث بعينه في «مسند أبي داود الطيالسي»؛ وهو بنحوه في «مسند الحارث» مطولاً ومختصراً، وهو حديث صحيح كسابقه.
مما سبق يتضح جلياً أن «الهجرة» هي:
أولا: ليست انتقال من مكان إلى مكان، وإن كان ذلك هو الأغلب الأكثر عند بدايتها والدخول فيها، وليست هي سكنى مكان معين دون مكان، ولا هي «التحضر»، أي سكنى الحواضر، وهي المدن والقرى، دون «البداوة»، التي هي معيشة الرحل الذين يتبعون المطر والكلأ، وإنما هي: «الولاء لله ولرسوله وللمسلمين، ومحبتهم ونصرتهم، وإجابة دعوتهم، ونصرتهم إذا استنصروا»، أي أنها اعتقاد وإيمان وأحوال قلبية يدور حول «الانتماء»، و «النصرة»، و «الولاء»، ويتناقض مع «البراء» و «الخذلان»، و «المعاداة»، تصدقها أفعال ظاهرة؛
ثم هي في المقام الثاني: حالة «قانونية»، أو بلفظ أدق «دستورية» تعني: «حمل تابعية دار الإسلام»، بما يترتب على ذلك من الالتزامات، ويتحصل به من الحقوق. فإذا هاجر الإنسان، أي حمل التابعية، تابعية دار الإسلام، لزمت في عنقه لزوماً لا فكاك منه، فلا يجوز له أن ينخلع منها، وليس لأحد أن يأذن له بالخروج منها، ليست هذه لرسول الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، ولا لمن دونه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/115)
ومن باب أولى لا يجوز أن تنزع منه التابعية، أو يطرد من دار الإسلام، إلا أن يرتد عن الإسلام فيرتد كافراً حربياً فيلحق بنفسه بالكفار الحربيين، أو يغادر الدار بنفسه، من غير إعلان بكفر أو مجاهرة بردة، فيرتد «أعرابياً» لاحقاً بالفساق والمنافقين. يظهر ذلك بجلاء من حديث الأعرابي الذي هاجر، ثم استوخم المدينة، فأراد أن يقال بيعته على الهجرة، أي أن يؤذن له في الانخلاع من التابعية، فلم يأذن له رسول الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، كما جاء بأصح أسانيد الدنيا:
? حيث أخرج البخاري في «الجامع الصحيح المختصر»: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن أعرابيا بايع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها». كما أخرجه من طريق أخرى: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك به. ومن ثانية: حدثنا إسماعيل حدثني مالك به. والحديث في الموطأ كذلك. ومن غير طريق مالك: حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر سمعت جابرا قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعني على الإسلام فبايعه على الإسلام ثم جاء الغد محموما فقال أقلني فأبى فلما ولى قال: «المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها»، كما قال: حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان به.
ــ وهو في «صحيح مسلم»: حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن المنكدر به.
ــ وفي «سنن الترمذي»: حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس وحدثنا قتيبة عن مالك بن أنس به، ثم قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح.
ــ وفي «المجتبى من السنن» للنسائي: أخبرنا قتيبة عن مالك به.
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل» من طرق: حدثنا عبد الرحمن ثنا مالك به. وحدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر به. وحدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن بن المنكدر به.
ــ وفي «صحيح ابن حبان»: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك به، ومن طريق أخرى: أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك به، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ــ وفي «السنن الكبرى» للنسائي: أنبأ محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر به.
ــ وفي «مسند أبي يعلى»: حدثنا إسحاق حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر به. وقال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح.
ــ وفي «مسند أبي داود الطيالسي»: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال ثنا محمد بن المنكدر به.
ــ وفي «مسند الحميدي»: حدثنا سفيان قال ثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله به.
لاحظ أن هذا المغبون الضال لم يطلب الإذن في الخروج للعلاج، وإلا لأذن له أرحم الخلق، وأشفق الأمة، رسول الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، كما فعل بغيره، بل وقد حث غيره، مثل قبيلة أسلم، على التبدي لصحة هواء البادية، وطيب العيش في الشعاب؛ لكنه أراد الهروب من المسؤولية، والانخلاع من «التابعية»، وهذه ليست لأحد، ولا حتى لخليل الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، فمنعه إياها، شفقة عليه من النار، دار البوار، فأبى الهالك إلا خسارا.
ولقد اشتد الذم والوعيد لمن ارتد «أعرابياً» بعد الهجرة، كما يظهر من النصوص السابقة، وكذلك مما جاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/116)
? في «المستدرك على الصحيحين»: أخبرناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال عبد الله: (آكل الربا، وموكله، وشاهداه إذا علماه، والواشمة والموتشمة، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة: ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بيحيى بن عيسى الرملي ولم يخرجاه)، وأخرجه البيهقي من طريق الحاكم ثم عقَّب: (تفرد به يحيى بن عيسى هكذا، ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث)، وهو كذلك من طريق مسروق في صحيح ابن خزيمة: حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا يحيى بن عيسى به.
ــ ولكنه جاء في «المجتبى من السنن» للنسائي من طريق الحارث الأعور، وليس عن مسروق: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد عن شعبة عن الأعمش قال سمعت عبد الله بن مرة يحدث عن الحرث عن عبد الله قال: (آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك، والواشمة والموشومة للحسن، ولآوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة).
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع قالا ثنا الأعمش (المعنى عن الأعمش) قال حدثني عبد الله بن مرة به.
ــ وأخرجه أحمد من طريق أخرى: حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش به.
ــ ومن طريق رابعة: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة به.
ــ وفي «صحيح ابن حبان»: أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش به، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
ــ وفي «مسند أبي يعلى»: حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش به. وقال الشيخ حسين أسد: إسناده ضعيف. قلت: هذا التضعيف بسبب الحارث الأعور
ــ وفي «مسند أبي داود الطيالسي»: حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش به.
فهؤلاء الأئمة الأثبات من أصحاب سليمان بن مهران الأعمش: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وهو المرجع والحجة في حديث الأعمش، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وشعبة، ووكيع، وكلهم ثقة ثبت حجة، كلهم يقول عن الحارث الأعور، ثم ينفرد يحيى بن عيسى الرملي بذكر مسروق، نعم: يحيى بن عيسى الرملي صدوق، ولكنه يخطيء، وليس هو بالحافظ المتقن، ولا هو بمرتبة أولئك الأكابر، هذا بعيد جداً.
الحارث بن عبد الله، أبو زهير الهمداني الحوتي الأعور، فيه الكلام المشهور، وقد وثقه الإمامان يحيى بن معين والنسائي على تعنتهما وتشددهما، ولكن الجمهور على تليينه، ولعلهم ظلموا الرجل بعض الشئ. وبقية رجال الإسناد ثقات أثبات، ومع ذلك قال الألباني: (صحيح)، وكذلك قال شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح)
قلت: على الرغم من الكلام في الحارث الأعور فإن النفس مطمئنة لصحة هذا الحديث، فليس إسناده بالساقط، ومتنه في غاية الاستقامة والانسجام مع نصوص الكتاب والسنة في هذا الخصوص.
? كما جاء في «المعجم الكبير»: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد قالا ثنا أحمد بن مالك الغبري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبو محمد السوائي من ولد جابر بن سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من بدا بعد هجرة، لعن الله من بدا بعد هجرة، لعن الله من بدا بعد هجرة: إلا في فتنة: فإن البدو خير من المقام في الفتنة». قلت: إن صح هذا فلعله رواية بالمعنى للفظة: «تعرب»، حيث جعلها أحد الرواة مرادفة لـ: «بدا»، كما هو ظاهر بقرينة أنه قابل ذلك بـ «الهجرة».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/117)
ــ أحمد بن مالك الغبري الظاهر أنه هو الذي عند ابن حبان في «الثقات»: [أحمد بن مالك البصري يروى عن أبى أسامة روى عنه الحضرمى]. ولعله هو نفسه الذي يروي عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل كما في «تاريخ بغداد»: [احمد بن مالك بن حبيب أبو حفص المؤدب حدث عن أسود بن عامر شاذان روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبو حفص أحمد بن مالك بن حبيب المؤدب كتب لي بخطه وقرأه على قال حدثنا الأسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن أسباط بن عزرة عن جعفر بن أبي وحشية عن مجاهد عن بن عمر قال كنا جلوسا عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاتاه يهودي، فعطس فحمد الله، فقال له: (يرحمك الله يا محمد!)، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «يهديكم الله!»]
- أبو محمد السوائي، وهو من ولد جابر بن سمرة. لم أجد له ترجمة، ولكنه ذكر عرضا في التاريخ الكبير على نحو يشعر بأنه أشهر من عمه حرب بن خالد، إذ قال البخاري في «التاريخ الكبير»: [حرب بن خالد عم أبي محمد من ولد سمرة بن جندب الفزاري عن ميسرة مولى سمرة روى عنه أبو محمد السوائي من ولد سمرة بن جندب] وفي موضع آخر من «التاريخ الكبير»: [حرب بن خالد عم أبي محمد من ولد سمرة بن جندب الفزاري عن ميسرة مولى سمرة روى عنه أبو محمد السوائي من ولد سمرة بن جندب]، قوله سمرة بن جندب الفزاري وهم، وإنما هو سمرة بن جنادة السوائي، كما سنبينه أدناه.
ــ أما حرب بن خالد فقد ذكره ابن حبان في «الثقات»: [حرب بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي من أهل الكوفة يروى عن أبيه عن جده جابر بن سمرة روى عنه زيد بن الحباب]، وفي «الجرح والتعديل»: [حرب بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي روى عن أبيه عن جده جابر بن سمرة روى عنه زيد بن حباب سمعت أبي يقول ذلك]. وفي «التاريخ الكبير»: [حرب بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي سمع أباه عن جده جابر بن سمرة قال استعمل عمر سعدا واستعمل أبي علي المدائن قاله علي عن زيد بن الحباب]
ـ أما ميسرة، مولى جابر بن سمرة، فقد وثقه ابن حبان إلا أنه وهم، كما وهم غيره في نسبته فقال: [ميسرة مولى سمرة بن جندب الفزاري يروى عن سمرة روى عنه حرب بن خالد]، وإنما هو مولى جابر بن سمرة السوائي، ولكن اشتراك سمرة بن جنادة السوائي، والد جابر، وهو صحابي وابنه صحابي، مع سمرة بن جندب المشهور في الإسم أحدث هذا الوهم في أذهان كثير من الناس. وهو كذلك في «التاريخ الكبير»: [ميسرة مولى سمرة بن جندب الفزاري قال سعيد بن محمد نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد سمع أبا محمد السوائي ... ]، ولكنه صحيح النسبة في «الجرح والتعديل»: [ميسرة مولى جابر بن سمرة روى عن جابر بن سمرة روى عنه حرب بن خالد سمعت أبى يقول ذلك].
وعلى كل حال فهذا الإسناد ليس بمقنع، ولا تقوم به حجة يقينية، وإنما أوردناه للاعتبار والاستئناس.
? وجاء في «المعجم الأوسط»: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا أبو بلال الأشعري قال ثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن سلمة ابن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكبائر سبع: الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة». ولكن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك متهم.
? وقد جزم الحافظ في «الفتح»، في معرض شرحه لحديث «السبع الموبقات، وغيرها من الكبائر بكون «الأعرابية بعد الهجرة» من الكبائر، فقال كلاماً جيداً، ننقله بطوله، مع حذف واختصار يسير، رمزنا له بالتنقيط هكذا ( ... ): [ .. كما ثبت في حديث أبي هريرة من وجه آخر أخرجه البزار وابن المنذر من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه الكبائر الشرك بالله وقتل النفس الحديث مثل رواية أبي الغيث إلا أنه ذكر بدل السحر الانتقال إلى الأعرابية بعد الهجرة ( ... ) وللطبراني من حديث سهل بن أبي خيثمة عن على رفعه اجتنب الكبائر السبع فذكرها لكن ذكر التعرب بعد الهجرة بدل السحر وله في الأوسط من حديث أبي سعيد مثله وقال الرجوع الى الأعراب بعد الهجرة ولإسماعيل القاضي من طريق المطلب بن عبد الله بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/118)
حنطب عن عبد الله بن عمرو قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ثم قال أبشروا من صلى الخمس واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة فقيل له أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهن قال نعم فذكر مثل حديث علي سواء ( ... ) ولابن أبي حاتم من طريق مالك بن حريث عن علي قال الكبائر فذكر التسعة إلا مال اليتيم وزاد العقوق والتعرب بعد الهجرة وفراق الجماعة ونكث الصفقة، ( ... ) ومن حديث أبي هريرة عند الحاكم الصلوات كفارات إلا من ثلاث الإشراك بالله ونكث الصفقة وترك السنة ثم فسر نكث الصفقة بالخروج على الامام وترك السنة بالخروج عن الجماعة أخرجه الحاكم، ( ... ) والمعتمد من كل ذلك ما ورد مرفوعا بغير تداخل من وجه صحيح وهي السبعة المذكورة في حديث الباب والانتقال عن الهجرة والزنا والسرقة والعقوق واليمين الغموس والالحاد في الحرم وشرب الخمر وشهادة الزور والنميمة وترك التنزه من البول والغلول ونكث الصفقة وفراق الجماعة فتلك عشرون خصلة وتتفاوت مراتبها والمجمع على عدة من ذلك أقوى من المختلف فيه إلا ما عضده القرآن أو الإجماع فيلتحق بما فوقه. ( ... ) ويجتمع من المرفوع ومن الموقوف ما يقاربها ( ... )، وقد أخرج الطبري وإسماعيل القاضي عن بن عباس أنه قيل له الكبائر سبع فقال هن أكثر من سبع وسبع وفي رواية عنه هي إلى السبعين أقرب وفي رواية الى السبعمائة ويحمل كلامه على المبالغة بالنسبة الى من اقتصر على سبع وكأن المقتصر عليها اعتمد على حديث الباب المذكور وإذا تقرر ذلك عرف فساد من عرف الكبيرة بأنها ما وجب فيها الحد لأن أكثر المذكورات لا يجب فيها الحد قال الرافعي في الشرح الكبير الكبيرة هي الموجبة للحد وقيل ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أو سنة وهذا أكثر ما يوجد للأصحاب وهم الى ترجيح الأول أميل لكن الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر وقد أقره في الروضة وهو يشعر بأنه لا يوجد عن أحد من الشافعية الجمع بين التعريفين وليس كذلك فقد قال الماوردي في الحاوي هي ما يوجب الحد أو توجه إليها الوعيد و أو في كلامه للتنويع لا للشك وكيف يقول عالم إن الكبيرة ما ورد فيه الحد مع التصريح في الصحيحين بالعقوق واليمين الغموس وشهادة الزور وغير ذلك والأصل فيما ذكره الرافعي قال البغوي في التهذيب من أرتكب كبيرة من زنا أو لواط أو شرب الخمر أو غصب أو سرقة أو قتل بغير حق ترد شهادته وإن فعله مرة واحدة ثم قال فكل ما يوجب الحد من المعاصي فهو كبيرة وقيل ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أو سنة انتهى والكلام الأول لا يقتضي الحصر والثاني هو المعتمد وقال بن عبد السلام لم أقف على ضابط الكبيرة يعني يسلم من الاعتراض قال والأولى ضبطها بما يشعر بتهاون مرتكبها إشعار أصغر الكبائر المنصوص عليها قال وضبطها بعضهم بكل ذنب قرن به وعيد أو لعن قلت وهذا أشمل من غيره ولا يرد عليه إخلاله بما فيه حد لأن كل ما ثبت فيه الحد لا يخلو من ورود الوعيد على فعله ويدخل فيه ترك الواجبات الفورية منها مطلقا والمتراخية إذا تضيقت وقال بن الصلاح لها امارات منها إيجاب الحد ومنها الإيعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب أو السنة ومنها وصف صاحبها بالفسق ومنها اللعن قلت وهذا أوسع مما قبله وقد أخرج إسماعيل القاضي بسند فيه بن لهيعة عن أبي سعيد مرفوعا الكبائر كل ذنب أدخل صاحبه النار وبسند صحيح عن الحسن البصري قال كل ذنب نسبه الله تعالى الى النار فهو كبيرة ومن أحسن التعاريف قول القرطبي في المفهم كل ذنب أطلق عليه بنص كتاب أو سنة أو إجماع أنه كبيرة أو عظيم أو أخبر فيه بشدة العقاب أو علق عليه الحد أو شدد النكير عليه فهو كبيرة وعلى هذا فينبغي تتبع ما ورد فيه الوعيد أو اللعن أو الفسق من القرآن أو الأحاديث الصحيحة والحسنة ويضم الى ما ورد فيه التنصيص في القرآن والأحاديث الصحاح والحسان على أنه كبيرة فمهما بلغ مجموع ذلك عرف منه تحرير عددها وقد شرعت في جمع ذلك وأسأل الله الإعانة على تحريره بمنه وكرمه ( ... ) تنبيه: يأتي القول في تعظيم قتل النفس في الكتاب الذي بعد هذا وتقدم الكلام على السحر في آخر كتاب الطب وعلى أكل مال اليتيم في كتاب الوصايا وعلى أكل الربا في كتاب البيوع وعلى التولي يوم الزحف في كتاب الجهاد وذكر هنا قذف المحصنات وقد شرط القاضي أبو سعيد الهروي في أدب القضاء أن شرط كون غصب المال كبيرة أن يبلغ نصابا ويطرد في السرقة وغيرها وأطلق في ذلك جماعة ويطرد في أكل مال اليتيم وجميع أنواع الجناية والله أعلم]
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووول
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:51 م]ـ
فائدة لطيفة من أبي السعود
تفسير أبي السعود ج4/ص95
الأعراب هي صيغة جمع وليست بجمع للعرب قاله سيبويه لئلا يلزم كون الجمع أخص من الواحد فإن العرب هو هذا الجيل الخاص سواء سكن البوادي أم القرى وأما الأعراب فلا يطلق إلا على من يسكن البوادي ولهذا نسب إلى الأعراب على لفظه فقيل أعرابي وقال أهل اللغة رجل عربي وجمعه العرب كما يقال مجوسي ويهودي ثم يحذف ياء النسب في الجمع فيقال المجوس واليهود ورجل أعرابي ويجمع على الأعراب والأعاريب أي أصحاب البدو
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/119)
ـ[ابوموهاج]ــــــــ[13 - 09 - 06, 05:45 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
هل تؤيد ماذهب إليه صاحب البحث من التفريق بينهما؟؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:28 م]ـ
بارك الله فيكم
الأعرابي هو من يسكن البادية وينسب إليها (ببدوي) وكل من سكن في القرى خرج عن هذا المسمى
فالبادية مكان الأعرابي والنسبة (بالبدوي) نسبة إلى المكان كما يقال مدني وقروي وهكذا
المقرئ(67/120)
عجبا البعض يريد أن يمنعنا حتى من الدعاء عل
ـ[الداودي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 06:58 م]ـ
نعم البعض يريد أن يمنعنا حتى من الدعاء على الكفار
أنقل للإخوة هذا الحديث العظيم لأني -حسب علمي -لم أر أحدا ذكره ممن تتكلم في هذا الموضوع
عن عبد الله الزرقي t أنه قَالَ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِي عَلَى رَبِّى، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفاً .. وذكر في دعائه .. اللهمَّ إني أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللهمَّ إني عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ، اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللهمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، اللهمَّ قَاتَلِ الْكَفَرَةَ الذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رَجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللهمَّ قَاتَلِ الْكَفَرَةَ الذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ) رواه أحمد في المسند 3/ 424، وصححه الألباني في الأدب المفرد (699).
ملحوظة: غزوة أحد كانت بين المسلمين والمشركين من قريش فلماذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكفار من أهل الكتاب، لولا أن هذا يجوز؟؟؟ ...
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:35 م]ـ
نرجو منك أن تسمّي لنا هؤلاء البعض الذين منعوا من الدعاء على الكفار، مع توضيح أين قالوا مقالتهم تلك، حتى نحذر منهم ونحذّر الناس منها، وجزاك الله خيرًا ..
ـ[الداودي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:40 م]ـ
شكر الله لك أخي أسامة هؤلاء البعض هم من إخواننا طلبة العلم الذين يحتدم النقاش بيننا أحيانا
ولقد طرحت هذا الحديث لأستفسر أكثر من علمائنا الأجلاء وإخواننا المتمرسين -من أمثالك نحسبك كذلك ولانزكي على الله أحدا-
وجزى الله كل أهل الحديث خير الجزاء .......
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:38 م]ـ
ممكن توضح أخي الداودي
لأن ظاهر كلامك أنهم يحرمون الدعاء على الكفار وهذا وارد وثابت في أصل ديننا
فهل من الممكن أن تذكر الخلاف في وجهات النظر بينك وبين الأخوة؟؟
بارك الله بالجميع
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:52 م]ـ
ينبغي التفصيل بين الدعاء على الكفار المحاربين وبين غيرهم. خاصة إذا كان النقاش مدارسة لا تعليقاً على واقع.
لأنّ في صحيح مسلم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ قَالَ: (إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً)
لكن الذي يغيظ أنّ البعض ينهى عن الدعاء على المحاربين. نسأل الله أن يعافينا وأن يرزقنا جهاد أعدائنا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:12 ص]ـ
تتميماً للفائدة، ومشاركة في المدارسة:
بحسب اطلاعي وبحثي القاصر في المسألة خلصت إلى ما يلي:
أولاً: لا يجوز الدعاء على الكفار عموماً بالهلاك، لأن هذا ينافي حكمة الله تعالى، فإن الله جعل الكفار فتنة للمسلمين إلى قيام الساعة.
ثانياً: يجوز الدعاء على الكفار المعتدين الذين بارزوا المسلمين بالكفر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على قريش حين آذوه، فقال: (اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فأصيبوا بالجدب والقحط. فالنبي (صلى الله عليه وسلم) دعا عليهم بالتضييق لا بالهلاك العام.
ثالثاً: يدعى على الكفار بشيء يضرهم في الدنيا لا بالآخرة، فلا يدعى عليهم باللعنة مثلاً، فقد نهى الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وسلم) حينما دعاء على المشركين في غزوة أحد (اللهم اللعن فلاناً وفلاناً) فنزلت عليه (ليس لك من الأمر شيء)
رابعاً: الدعاء للكافر بالهداية خير من الدعاء عليه بالهلاك إلا من كان معتدياً منهم، ولا يجوز الدعاء للكافر بالرحمة بعد مماته، لقوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين .. )
خامساً: قد يشكل على البعض قوله تعالى حكاية عن نوح (رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً) فهذا دعاء بالهلاك العام، والجواب: أن نوحاً عليه السلام ما دعا ربه بهذه الدعوة إلا بعدما أوحى الله إليه (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن).
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:47 ص]ـ
الاخ الداودي: الذين لايرون الدعاء بالهلاك على عموم الكفار هم علماء وليسوا طلبة علم ومنهم:
العلامة ابن عثيمين وارجع الى رأيه في المسألة في شرح كتاب التوحيد عند باب قوله تعالى (أيشركون مالايخلق شيئا وهم يخلقون).
وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية 8/ 336
وكذلك العلامة الفوزان في مجلة الدعوة. العدد1869ـ 16 رمضان
وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:
وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود،اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود).
والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.ا. هـ.
وكذلك العلامة صالح آل الشيخ
وأكبر دليل على ذلك هو الدعاء الذي انت نقلته (اللهمَّ قَاتَلِ الْكَفَرَةَ الذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ)
فهو دعاء مقيد بوصف وهو (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ) وجاء عن عمر (ويقاتلون أوليائك) فمن كان كذلك فيدعى عليه ..
وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/121)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:02 ص]ـ
الدعاء على الكافرين بالتعميم جائز، فيدعى عليهم بالهلاك فإن في هلاك الكافر صلاحا للعباد والبلاد، فإن رجي هداية بعضهم دعي لهم بالهداية، وقد جاءت السنة بهذا وبهذا:
فبوب البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه: [باب الدعاء على المشركين] و [باب الدعاء على المشركين]، و في كتاب الاستسقاء نحوه.
ولقد استنبط الحافظ في الفتح 7/ 384 الدعاء على المشركين بالتعميم من قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه، حيث دعا فقال: " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا "؛ وهي دعوة في زمن الوحي ولم تُنكر، والعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها.
وفي قول الله تعالى: {{وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}}. نصٌ على أن هذه الدعوة من شرع نوح، ولذا استجابها الله عزوجل، ولو كانت خطيئة أو تعديا لبين الله تعالى ذلك، ولم يقره على الخطأ، كما هو الحال في معاتبة الله له لما دعا لولده، وأما إخباره سبحانه لنوح بأنه لن يومن غير من آمن فليس فيه أنه لو لم يخبره سبحانه لما جاز له الدعاء فلا تلازم بين الأمر الشرعي والأمر الكوني كما سيأتي،
وقد حرر الحافظ ابن حجر في " الفتح " أن نوحا يعتذر يوم الموقف بأمرين:
الأول: أنه استنفد الدعوة التي له، إذ كل نبي له دعوة مستجابة، ولذا قال: إنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي.
ثانيا: دعاؤه لابنه، وهذه هي الخطيئة التي أشار إليها في حديث أنس رضي الله عنه.
وقد قرر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي مثل دعوة نوح عليه السلام، ولكنه لم يستنفدها، بل ادخرها للأمة في الآخرة.، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [ .... قال ملك الجبال: يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا].
ورحم الله تعالى ابن تيمية، فإنه لما ذكر المسألة على جهة البحث - كما في الفتاوى 8/ 336 قال: " ثم ننظر في شرعنا هل نسخه أم لا؟.اه.
ولعل فيما ذكره ابن حجر من الاستدلال بعموم دعاء خبيب ما يدلك على أن شرعنا لم ينسخ هذه الدعوة.
حجج المخالف:
*قال بعضهم: إن الدعاء على الكافرين بالهلاك طعن في الحكمة الإلهية، إذ قضى الله كونا أن يبقوا! ودل الدليل على بقائهم إلى قيام الساعة.
هذا الكلام غلط لوجوه:
الأول: أن هذا احتجاج بالقدر على الشرع، وهذا باطل، فالقدر علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه، والشرع وظيفة العبد المكلف. وهذا الاحتجاج هو عمدة القائلين بالتقريب بين الأديان في زماننا!، فهم يقولون: " ليس من أهداف الإسلام أن يفرض نفسه على الناس فرضا حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة، إذ أن كل ذلك محاولة فاشلة، ومقاومة لسنة الوجود، ومعاندة للإرادة الإلهية " هذا كلام د. وهبة الزحيلي في كتابه " آثار الحرب "، وقد أجاد الدكتور الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي في كتابه " دعوة التقريب بين الأديان: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية".
الثاني: لو كان الدعاء بالتعميم طعنا في الحكمة الإلهية لنزه الله تعالى أنبياءه ورسله من الوقوع فيه، فنوح عليه السلام وهو من أولي العزم كيف يطعن في الحكمة الإلهية بالدعاء على الكفار، وغيره يوفق للسلامة؟!! وما كان طعنا في الحكمة الإلهية الآن فهو طعن في الحكمة الإلهية زمن نوح، إذ لا تختلف الشرائع في ذلك.
الثالث: احتج القرافي - رحمه الله تعالى - في " الفروق " على أنه لا يجوز الدعاء " اللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم " بأن الأحاديث جاءت بدخول طائفة من المسلمين النار بذنوبهم، ففي الدعاء تكذيب لتلك الأحاديث ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/122)
فرد ابن المشاط على القرافي هذا القول في كتابه " إدرار الشروق على أنوار الفروق " فقال: " لقد كلف هذا الإنسان نفسه شططا، و ادعى دواعي لا دليل عليها ولا حاجة إليها وهما منه وغلطا، وما المانع من أن يكلف الله تعالى خلقه أن يطلبوا منه المغفرة لذنوب كل واحد من المؤمنين مع أنه قضى بأن منهم من لا يغفر له؟!! ومن أين تَلزم المنافاة بين طلب المغفرة ووجوب نقيضها؟! هذا أمر لا أعرف له وجها إلا مجرد التحكم بمحض التوهم ... اه.
**وقال بعضهم: " إن الدعاء على الكفار بإهلاك أموالهم بالتعميم فيه معارضة لآثار أسماء الله تعالى ".
وهذا غلط لوجوه:
الأول: أن آثار أسماء الله تعالى تكون في الخلق والأمر، فالخلق هو الأمر الكوني، والأمر هو الأمر الشرعي.
فالرازق اسم من أسماء الله تعالى يتعلق أثره بالخلق فيرزق جميع خلقه، كما يتعلق أثره بالأمر كما في قوله تعالى {{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}}.
فالخلط بين الآثار المترتبة على الأمر الكوني والأمر الشرعي خطأ بين، وتقدم.
قال ابن القيم في " مدارج السالكين ": " وأنت إذا فرضت الحيوان بجملته معدوما، فمن يرزق الرازق سبحانه؟!
وإذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم، فلمن يغفر؟! وعمّن يعفو؟! وعلى من يتوب ويحلم؟!
وإذا فرضت الفاقات سُدّت، والعبيد أغنياء معافون، فأين السؤال والتضرع والابتهال، والإجابة، وشهود الفضل والمنة، والتخصيص بالإنعام والإكرام؟! اه.
الثاني: أن في ذلك لازما شنيعا وهو استجهال من هو من أولي العزم من الرسل! فموسى عليه الصلاة والسلام دعا بقطع أرزاق الكافرين، فهل أنكر بذلك آثار اسم الله تعالى الرزاق؟!!
ورسولنا صلى الله عليه وسلم دعا بذلك، فهل يُقال فيه ذلك؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
الثالث: مما يبطل هذا القول أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعا ربه: {{وارزق أهله من الثمرات من آمن بالله واليوم الآخر}} فهذا هو الدعاء المشروع، إذْ لا يشرع أن يقول مؤمن بالله واليوم الآخر ابتداء: اللهم ارزق المؤمنين والكافرين!.
وعليه فنحن اليوم ندعو على اليهود والنصارى فنقول " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، اللهم اشدد وطأتك عليهم، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا الدعاء هو المناسب لأحوال الأمة الإسلامية مع هؤلاء الأرجاس وما يكيدونه للمسلمين والإسلام.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.(67/123)
الله كلّم موسى ... باللغة العربية ام العبرية؟
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:07 م]ـ
عربية أم عبرية
هوية اللغة التي كلَّم الله بها موسى عليه السلام
ندى الفايز
ليس من السهل تحديد نقطة الصفر التي انطلقت منها اللغة، بَيْد أن العربية تُعد إحدى أقدم اللغات إن لم تكن أولاها على الأرض، فلسان سيدنا آدم عليه السلام كان عربياً لأنه نزل من الجنة، ولغة أهل الجنة كما أخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هي اللغة العربية، فلقد علَّم الله آدم الأسماء كلها في الجنة قبل أن ينزل إلى الأرض مع حواء، وعلى هذا كان لسان أبينا آدم عربياً.
ولا ريب أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان لسانه أقرب للعربية هو وأولاده إسماعيل وإسحاق، ومما يؤيد ذلك الاتجاه أنه عند بناء الكعبة المشرفة في مكة كما أمر الله تعالى كانت القبائل العربية ومنهم قبيلة جرهم تسكن بالقرب من مكة المكرمة، الأمر الذي يوضح وجود العرب الناطقين بالعربية قبل نزول الأديان السماوية الثلاثة، وامتثالاً لقول الله تعالى لإبراهيم {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}، ولكي يلبوا نداء الحج لا بد أن يكون الأذان بالعربية لأن القبائل التي تسكن هناك عربية.
ولسنا هنا بصدد وجهة نظر فلسفية بقدر ما نريد إثبات أسبقية اللغة العربية وأنها لسان الألسنة .. أما اللغة العبرية الموجودة الآن فهي حديثة ومحدثة في نفس الوقت، فمن جهة العمومية أصل كلمة عبراني مشتقة من عابر حفيد سام بن نوح، وتدل كذلك على الانتقال والتّحول من مكان إلى آخر أو العبور من شط إلى شط آخر، والعبريون هم قوم عبروا النهر فسموا عبرانيين، مثلهم مثل البدوي الذي يتنقَّل ويترحَّل في الصحراء.
وظهرت كلمة عبري في التوارة في سفر التكوين (13 - 14) لإشارة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام باعتباره عابر النهر فلم يكن أصلاً للكلمة دلائل أخرى لعدم وجود الديانة اليهودية أو ابتعاث موسى عليه السلام بالرسالة مع العلم أن أسبقية نزول الديانة اليهودية على بقية الأديان في الأرض لا يعني بالضرورة أسبقية اللغة العبرية نظراً لوجود الشعب الكنعاني (العرب القدماء) في فلسطين قبل مجيء اليهود إليها وقبائل جرهم العربية التي صاهرها إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام عندما نزل في مكة المكرمة.
واختلف العلماء حول نشأة اللغة العبرية بالصورة التي يتحدث بها اليهود اليوم، فمنهم من يرجح قيام أحد المستشرقين الألمان بتحويل في اللغة العربية وإضافة بعض الكلمات من الإنجليزية والألمانية وإيجاد اللغة العبرية التي اقتصر استخدامها في البداية على الحاخامات اليهود وعند قراءة النصوص الدينية ومن ثم أخذت في الانتشار بين اليهود.
والغالبية ترجِّح أن إحياء الرطنات المبهمة التي كان اليهود يستخدمونها فيما بينهم تمَّ تطويرها إلى اللغة العبرية من قِبل الحركة الصهيونية بغرض توحيد اللغة التي يتحدث بها اليهود خصوصاً أنه خلال السنوات الأولى لاستيطان اليهود قام العديد من المعارك الثقافية والفكرية حول اللغة التي سيتحدث بها اليهود، وكان التيار الغالب يفضِّل استخدام الألمانية أو الإنجليزية، وكادت تلك الصراعات أن تمزق وحدة الصف .. وتقرر بعدها توحيد اللغة واستخدام العبرية المشتقة من العربية. وقبل أن نمضي في هذا الاتجاه لا بد من التذكير بأن قصة موسى عليه السلام التي تؤكد أنه نشأ وتربى في مصر منذ لحظة ولادته حتى شبابه وغادرها إلى مدين بالأردن وتزوج من ابنة النبي شعيب عليه السلام، وحتى عندما قاد بني إسرائيل خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى فلسطين غير أنه لم يدخلها وتاه في صحراء سيناء مع قومه 40 سنة.
واستناداً إلى ذلك، يمكن تأكيد أن الله عز وجل لم يخاطب سيدنا موسى بالعبرية لأنها في الأصل غير موجودة في تلك الحقبة الزمنية .. هذا بجانب أنه وعند الرجوع إلى النسيج اللغوي بمصر القديمة ومدينة مدين يتضح الآتي:
أولاً: معروف أن الطفل يتعلَّم اللغة من البيئة التي نشأ فيها وكذلك المهاجر والوافد لا بد أن يتحدث بلغة الشعب الذي هاجر إليه أو اندمج فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/124)
ولقد عاش موسى عليه السلام في مصر القديمة وتحديداً في زمن آخر فراعنة مصر القديمة التي كانت في ذلك الوقت تتحدث اللغة المصرية القديمة وهي نفسها اللغة المنطوقة للشعب مصري منذ العهد الفرعوني القديم وحتى العهد الحديث، فاللغة المصرية تُعد من اللغات الحية التي لم تمت فيه ومن أكثر لغات الأرض حياة وحيوية نظراً لتعاقب الحضارات المختلفة في مصر .. فكلمة - بص - بالمصرية القديمة والحديثة، التي تعني انظر أو شاهد هي في الأصل كلمة عربية اشتقت من البصر.
والذي يعنينا أن الكلمات المصرية تُعد عربية الأصل وتتبع ما يعرف بالقطع باللغة العربية، وعليه يمكن التأكيد على أن موسى عليه السلام كان يتحدث في بداية حياته بلسان أهل مصر لأنه عاش معهم منذ ولادته وكان رسولاً يحمل رسالة إلهية ولا بد أن يحمل رسالة الدعوة والتبليغ لأهل مصر وفرعون باللغة المتداولة في ذلك المكان والزمان باعتبارها لغة القوم الذي عاش وتعامل وتخاطب معهم.
ثانياً: كان بمصر القديمة ولا يزال الأقباط وكانت اللغة السائدة عند الأقلية القبطية بمصر القديمة آنذاك هي الهيروغليفية وبالرجوع للموسوعات التاريخية فإن أصل كلمة (هيروغليفي) مشتقة من الكلمتين اليونانيتين Glophos ( جلوفوس) و Hieros ( هيروس) وتعنيان الكتابة المقدسة حيث إنها كانت تستخدم للكتابة على جدران الأماكن المقدسة مثل المعابد والمقابر .. كما أن الهيروغليفية كانت عبارة عن كتابة منقوشة تتم على الأحجار بأسلوبي النقش البارز أو الغائر على الجدران الثابتة وعلى الآثار المنقولة مثل التماثيل واللوحات والصلايات وتتكون الكتابة الهيروغليفية من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية فهي كتابة تصويرية.
ولا يضاهي الهيروغليفية في القدم سوى الخط المسماري الذي ظهر في بلاد النهرين وهو أقدم خط رمزي وليس أقدم خط حرفي ويجب التفريق بين الخط بأنواعه الرمزي والحرفي وبين اللغة والمحادثة التي سبقت التدوين والكتابة.
أسبقية الخط وبخاصة الخطوط الرمزية لا تعني أسبقية في اللغة، وبالرجوع إلى النقوش اليهودية بمصر والمخطوطات الأولى يتضح أنها كانت بالهيروغليفية لا العبرية، وتُعد تلك الآثار والمخطوطات اليهودية بمصر الأقدم لأنها الأسبق تاريخياً عندما سكن يعقوب وأبناؤه الأسباط (الذين كوَّنوا القبائل اليهودية) في مصر عندما استقروا بزمن أخوهم يوسف عليه السلام، وحتى القارىء العادي للتاريخ يمكنه الوقوف على محاولة سرقة هذه الآثار اليهودية من مصر ولعل من أخطر ذلك محاولة مجموعات إسرائيلية تزوير بعض الآثار المصرية (في مواقعها بأرض مصر) بهدف تغيير سياق ومضمون النصوص التاريخية، ولقد تم ضبط مجموعة من أدوات الحفر والألوان المعدة للتزوير بحوزتهم والتي تقارب الألوان الأصلية ومجموعة من الصور للنصوص المراد تشويهها موضحاً عليها أماكن التزوير المستهدفة.
ثالثاً: عندما خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين التي عاش فيها عشر سنوات إيفاء بالعهد الذي قطعه مع شعيب عليه السلام وتزوج إحدى بناته معلوم لأن شعيب عليه السلام كان عربياً .. وهناك حديث شريف مفاده (وأربعة من العرب: هود وشعيب وصالح ونبيك يا أبا ذر) .. وعليه تحدث موسى عليه السلام العربية هناك باعتبارها لغة شعيب وقومه.
أما عن بني إسرائيل المتواجدين بمصر منذ زمن يوسف عليه السلام عندما جاء بإخوته وأبويه إلى مصر وعاشوا فيها مكونين الأسباط الاثني عشر لبني إسرائيل فينطبق عليهم ما ينطبق على المهاجر والوافد الذي لا بد أن يندمج مع النسيج اللغوي للمجتمع المصري القديم والحضارة الفرعونية فيه، ويتحدث لغة المجتمع الذي يعيش ويتعامل معه وهي اللغة المصرية القديمة.
هذا ويلاحظ تأثير اللغة المصرية على المصطلحات والأبجدية العبرية، ونرى كيف أن أبجدية اللغة العبرية (اليهودية) مستمدة في الأصل من أصوات الحروف المصرية القديمة حتى إن حرف (ج) بالعبرية ينطق كما ينطق المصريون اسم (جمال) وبينما تتكون اللغة العربية من 28 حرف هجاء وتتكون العبرية من 22 حرف هجاء كما يلي: ألف، بيت، جيمل، دالت، هه، واف، زاين، حيت، طيت، يود، كاف، خاف، لمد، ميم، نون، ثمخ، عاين، فه، صدق، قوف، ريش، شين، سين، تاف، أل .. وحتى إن حافظ بنو إسرائيل من ذرية إسحاق عليه السلام على لغتهم الأساسية فهي تاريخياً تعد كنعانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/125)
وليست عبرية.
والكنعانيون هم أصل العرب والسكان الأصليون في فلسطين والأردن وكانوا يتحدثون هم والمهاجرون والوافدون اللغة العربية القديمة لكن بلهجات مختلفة لا تختلف عن اللهجات العربية الحالية كثيراً وهذا هو بالتأكيد لسان أم موسى التي أرضعت ابنها بقصر فرعون عندما رفضت المرضعات. هذا وعرفت الأبجدية الكنعانية (العربية القديمة) باسم أبجدية الأوغاريتية ورتبت حسب الترتيب الآتي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ....
وعليه يمكن حسم إشكالية هوية اللغة في خطاب التبليغ الإلهي والدعوة خصوصاً أن العلماء والمؤرخين قد أسهبوا في تدوين ونشر جغرافية التوراة ولم يعطوا دراما اللغة الحق الكافي بالبحث والتدوين.
خلال تلك الحقبة الزمنية الممتدة لعشر سنوات التي عاشها موسى عليه السلام في مدين مع زوجته ابنة شعيب، بالتأكيد تحدث اللغة العربية التي تغلب لغوياً واجتماعياً على النسيج المكوّن لشخصية سيدنا موسى عليه السلام، وهي اللغة الأقرب إلى لسانه، التي خاطبه الله عز وجل بها دون سائر اللغات.
رابعاً: ومن أجل التلخيص .. يتضح وبالاستناد إلى جغرافية التوراة والنسيج اللغوي المكوّن لشخصية سيدنا موسى عليه السلام إتقان موسى عليه السلام المصرية القديمة في مصر التي تُعد إحدى اللهجات العربية وإتقانه للعربية الكلاسيكية في مدين التي بها اشتد وصلب فيها عوده عندما تزوج ابنة شعيب عليه السلام وعاش عشر سنوات. بعدها خرج في رحلة العودة إلى مصر واصطفاه الله من البشرية لحمل الرسالة وكلمة الله عز وجل باللغة العربية دون سائر أنماط اللغات الأخرى بتلك الحقبة الزمنية إذا لم تكن اللغة العبرية موجودة فرضياً ومنطقياً في عملية الحراك الاجتماعي أو النسيج اللغوي.
وحتى عند الاطلاع على سفر التوراة يلاحظ عدم ورود كلمة عبرية إطلاقاً وكانت الإشارة إلى اللغة تأتي تحت مسمى لغة كنعان، التي ترجع جذورها إلى اللغة العربية القديمة باتفاق العلماء رغم اختلاف مشاربهم على عروبة لغات العالم. ويبقى للتذكير .. أن على علماء اللغة العربية وخبراء اللسان العربي مسؤولية البحث والتدوين خصوصاً أن اللغة العربية هي أصل لغات العالم أجمع ما عدا الصينية واليابانية، ومن الخطأ الفادح عدم تفعيل حركة النشر والتأليف في ذلك وعمل القواميس العلمية التي توضح وترجع جذور مختلف اللغات إلى اللغة العربية التي تُعد بمثابة لسان الألسنة، فالتراث العربي يبحث عن مطالبين. وسيترتب على تلك البحوث نتائج كثيرة.
nada@journalist.com
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 07:10 م]ـ
المقال اقتبسته من صحيفة الجزيرة
فهل ماورد فيه صحيحاً؟
وشكراً لكم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:33 م]ـ
إن هذا لهو التكلف
وقد نهينا عن التكلف
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:43 ص]ـ
اخي عبد الله الخليفي
اسف ان كنت سببت لك ازعاجاً
ولكنّي طالب علم متواضع رغبت في معرفة معرفة صحة المقال
اتمنى لك التوفيق والسعادة
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:54 ص]ـ
لافائدة منالبحث عن هذا الأمر أخي العزيز لأننا لم نؤمر بهذا الشيء و لأننا نعتقد أن الله كلم موسى تكليما.
وبارك الله فيك على حرصك أخي الكريم , واصرف وقتك فيما هو أفيد من هذا - حفظك الله ورعاك -
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 - 09 - 06, 11:33 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
هذه مسألة تثار في مسائل علوم القرآن، وكذا ما حكاه الله تعالى على لسان الأنبياء بأي لغة كان؟
وهذا كله مما لا طائل من ورائه ولا عمل؛ ولكن العلماء السابقين رحمهم الله تطرقوا لمثل هاته المُلَح في مصنافتهم وهي قليلة جداً، وحسب هذا أن يكون من فضوليات العلم لا من أصوله.
ولا يرتاب عاقل أن المُلح والفضوليات لا تُخرج لنا عالماً، ولكن الأصول هي التي تمنح الوصل.
ثم إني سائلك أخي الكريم يا أبا عبد الرحيم:
فإن علمت أن الكلام كان بالعربية أو العبرية؛ فأي شيء يكون بعد ذلك؟
لقد سطَّر سلفنا الكرام أروع الأمثلة في البحث والجد فيما فيه نفع وفائدة وما كان من هذا القبيل صرفوا النظر عنه.
رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:41 م]ـ
قال الله تعالى:
وكلم الله موسى تكليما
فهذا هو كل ما يمكننا أن نقوله في هذا المجال ولا نتكلف و ننسب إلى الله ما لا نعلم.
أخي الحبيب بارك الله فيك
يقول تعالى:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ
فليس لنا أن نقول على الله ما لا نعلم
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:28 ص]ـ
اشكركم على التوضيح
ولم اعلم ان الموضوع يسبب لكم كل هذا الازعاج
فالمعذرة اخوتي الكرام.(67/126)
سرر شعبان
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحبائي في الله
روي البخاري ومسلم من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (أو لآخر): أصمت من سرر شعبان؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين،
وفي رواية: فإذا أفطرت من رمضان.
فهل الحكم هنا للوجوب؟؟
بارك الله فيكم ..
ـ[ابن جبير]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولعل في هذا ما يفيد إن شاء الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80775
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(67/127)
ما حكم ألعاب الفيديو المحتوية علي صور ذوات أرواح؟
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأحباب
هذا الأمر عمت به البلوي بين الشباب أكثر من الأطفال
وهو الألعاب الإلكترونية سواء علي الكمبيوتر أو البلاي ستيشن
ومعظم هذه الألعاب تحتوي علي صور لأشخاص مجسمة تشبه الأشخاص الحقيقيين جدا
فما هو حكم هذه الألعاب بارك الله فيكم؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:31 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أخي الكريم بالنسبة لهذه الألعاب سمعت فتوى على قناة المجد في البرنامج الطيب "الجواب الكافي" إن لم يكن فيها ظهور للعورات الرجال أو ظهور بعض صور لنساء متبرجات فهذا لا يجوز.
أما إن كان غير ذلك فلا حرج.
كما تبين أن في المكوث الطويل أمام هذه الألعاب ضرر للأطفال، فيجب مراقبتهم حتى لا تضرهم هذه الألباب و الله تعالى أعلم.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:14 م]ـ
أرجو التركيز علي حكم لعب الكبار لهذه الألعاب لا الصغار فقط
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:32 م]ـ
الألعاب الإلكترونية
سؤال:
السؤال: ما حكم اللعب أو السماح للأطفال باللعب في الألعاب الإلكترونية المنتشرة والمتعددة كالتي تنتجها شركات سوني ونينتندو وغيرها.
الجواب:
الحمد لله
النّاظر في هذه الألعاب يجد أنها تعتمد على المهارات الذهنية والتصرفات الفردية.
وهذه الألعاب مختلفة النواحي، متعددة الجوانب: فمنها حروب وهمية تدرب على التصرف في الأحوال المشابهة، أو تقوم على التحفّز للنجاة من المخاطر وقتال الأعداء وتدمير الأهداف والتخطيط والمغامرة والخروج من المتاهات والهرب من الوحوش وسباقات الطائرات والسيارات والمراكب واجتياز العوائق والبحث عن الكنز ومنها ألعاب تنمي المعلومات وتزيد الاهتمامات كألعاب الفكّ والتركيب وتجميع الصور المجزّأة والبناء والتلوين والتظليل والإضاءة.
الحكم الشرعي:
الإسلام لا يمنع الترويح عن النّفس وتحصيل اللّذة المباحة بالوسائل المباحة والأصل في مثل هذه الألعاب الإباحة إذا لم تصدّ عن واجب شرعيّ كإقامة الصلاة وبرّ الوالدين وإذا لم تشتمل على أمر محرّم - وما أكثر المحرّمات فيها - ومن ذلك ما يلي:
- الألعاب التي تصور حروبا بين أهل الأرض الأخيار وأهل السماء الأشرار وما تنطوي عليه مثل هذه الأفكار من اتّهام الله تعالى أو الطعن في الملائكة الكرام.
- الألعاب التي تقوم على تقديس الصّليب وأنّ المرور عليه يعطي صحة وقوة أو يعيد الروح أو يزيد في الأرواح بالنسبة للاعب ونحو ذلك وكذلك ألعاب تصميم بطاقات أعياد الميلاد في دين النصارى.
- الألعاب التي تقرّ السّحر أو تمجّد السّحرة.
- الألعاب القائمة على الحقد على الإسلام والمسلمين كاللعبة التي يأخذ فيها اللاعب إذا قصف مكة 100 نقطة وإذا قصف بغداد خمسين وهكذا.
- تمجيد الكفار وتربية الاعتزاز بهم كالألعاب التي إذا اختار فيها اللاعب جيش دولة كافرة يُصبح قويا وإذا اختار جيش دولة عربية يكون ضعيفا وكذلك الألعاب التي فيها تربية الطّفل على الإعجاب بأندية الكفّار الرياضية وأسماء اللاعبين الكفرة.
- الألعاب المشتملة على تصوير للعورات المكشوفة وبعض الألعاب تكون جائزة الفائز فيها ظهور صورة عارية. وكذلك إفساد الأخلاق في مثل الألعاب التي تقوم فكرتها على النجاة بالمعشوقة والمحبوبة والصديقة من الشرّير أو التنّين.
- الألعاب القائمة على فكرة القمار والميسر.
- الموسيقى ومعلوم تحريمها في الشريعة الإسلامية.
- الإضرار بالجسد كالإضرار بالعينين أو الأعصاب وكذلك المؤثّرات الصوتية الضارة بالأذن وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ هذه الألعاب تُحدث إدمانا وإضرارا بالجهاز العصبي وتُسبّب التوتّر والعصبية لدى الأطفال.
- التربية على العنف والإجرام وتسهيل القتل وإزهاق الأرواح كما في لعبة دووم المشهورة.
- إفساد واقعية الطّفل بتربيته على عالم الأوهام والخيالات والأشياء المستحيلة كالعودة بعد الموت والقوّة الخارقة التي لا وجود لها في الواقع وتصوير الكائنات الفضائية ونحو ذلك.
وقد توسّعنا في ذكر الأمثلة على المخاطر العقديّة والمحاذير الشرعية لأنّ كثيرا من الآباء والأمّهات لا ينتبهون لذلك فيجلبونها لأولادهم ويلهونهم بها.
وينبغي التنبّه إلا أنّ هذه الألعاب الإلكترونية لا تجوز المسابقة فيها بعِوَض - ولو كانت مباحة - لأنها ليست من آلات الجهاد، ولا فيما يتقوى به في الجهاد. والله تعالى أعلم
المصدر: موقع الإسلام سؤال و جواب ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=2898&ln=ara&txt=%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:01 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78109
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/128)
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:10 م]ـ
الإخوة الأحباب
هذه الفتاوي إما أنها تكلمت عن حكمها للأطفال
أو أنها لم تتعرض لمسألة الصور
أرجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:17 م]ـ
راجع الرابط السابق(67/129)
مقالة رمضانية للعلامة محمد على فركوس
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 11:13 م]ـ
اعتبار اختلاف المطالع في ثبوت الأهلة وآراء الفقهاء فيه
الصيام المفروض هو صيام رمضان، ودليل فرضيته: الكتاب والسنة والإجماع، وفضله عظيم، والحكمة منه ظاهرة. ولما كانت أيام شهر رمضان هي التي فرض الله صيامها، فلا بد من معرفة أول الشهر وآخره، وقد ضبط الشرع طريقتين لثبوت أول الشهر: برؤية هلاله عند طلوعه، وعند عدم رؤيته يثبت بإكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوما، كما يثبت انتهاء شهر رمضان برؤية هلال شوال أو بإكمال عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلال شوال، إذ الشهر القمري يكون تسعة وعشرين يوما أو ثلاثين يوما قولا واحدا، وهذا من فضل الله تعالى على عباده وتيسيره عليهم حيث جعل العبادات التي تعتمد على المواقيت مرتبطة بالأمور المحسوسة والعلامات الظاهرة التي يستوي في العلم بها العالم والجاهل وأهل البوادي والحواضر.
واللافت للنظر أن الرؤية التي يثبت بها أول شهر رمضان وآخره لا تحصل لكل مسلم، ولهذا اتفق العلماء على أن الإخبار بالرؤية ممن رآه حجة شرعية تلزم المسلمين في ثبوت شهر رمضان ابتداء وانتهاء إذا توفرت الشروط المطلوبة في المخبر أو المخبرين غير أن اختلاف موضع طلوع الهلال يبقى محل نزاع بين الفقهاء واعتباره في ثبوت الشهر من عدمه.
وفي تحرير محل النزاع يخرج اعتبار اختلاف مطالع الشمس في مواقيت العبادات، وأن لكل بلد مواقيته في الصلوات والإفطار والسحور، فتوحيد مواقيتها في البلدان المختلفة غير متصوّر بالنظر إلى اختلاف الأقطار والبلدان على الكرة الأرضية (1).
كما يخرج من محل النزاع ما إذا ثبتت رؤية الهلال عند الإمام الأعظم وألزم الناس داخل ولايته بما ثبت من رؤية في بلده، سقط أثر اختلاف البلدان المتباعدة، ووجب الصوم على جميعهم حتى لو كان ثبوت رؤية الهلال في مطلع من مطالع تلك الأقطار دون سائرها، ما دام حكم الإمام الأعلى نافذا على جميع هذه الأقطار والبلدان، فهي في حقه كالبلد الواحد اتفاقا (2)، ذلك لأن مسألة اختلاف المطالع محل اجتهاد يولّد آراء ووجهات نظر مختلفة، وحكم الحاكم يرفع النزاع ويحسم الخلاف ويرجح به أحد النظرين أو الأنظار المتباينة، اعتقادا منه بأحقية رجحانه، الأمر الذي يوجب إنفاذ حكمه والامتثال له، والعمل بمقتضاه، ولا يجوز مخالفته فيما قطع فيه الخلاف شرعا طاعة لولي أمر المسلمين، وتوحيدا لكلمتهم.
كذلك لا خلاف بين الفقهاء في تحقق اختلاف مطالع القمر (3)، وإنما النزاع في اعتبار اختلاف مطالعه في ثبوت الأهلة وما يتعلق بها من أحكام كثبوت بدء الصوم في رمضان، والفطر في شوال، والحج، والإيلاء وعدة المتوفى عنها زوجها وغيرها من الأحكام الشرعية المتعلقة بالأجل والزمن فقد ربطها الله تعالى بالأشهر القمرية في قوله تعالى: ?يَسْأّلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ? [البقرة: 189]. هذا فيما إذا كانت الأقطار والبلدان خارجة عن حكم الإمام الأعلى أو وجد من المسلمين في بلاد غير مسلمة، فهل رؤية البعض تعم في حق جميع البلدان في ثبوت الأحكام ولا عبرة باختلاف المطالع، بل يجب العمل بالأسبق رؤية، فلو رُئي في المشرق ليلة الجمعة، وفي المغرب ليلة السبت، وجب على أهل المغرب العمل بما رآه أهل المشرق، أم يستقل كل بلد برؤيته ويكون الاعتبار باختلاف المطالع؟ أي يلزم على كل بلد العمل بمطلعه ولا يلزمه مطلع غيره، فإن لم يروا الهلال أكملوا شهر شعبان ثلاثين.
فالفقهاء في هذه المسألة اختلفوا على مذهبين رئيسين:
فالأول: يذهب إلى القول بتوحيد الرؤية ولا يعتبر اختلاف مطالع القمر في ثبوت الأهلة، وبهذا قال الجمهور، وهو المعتمد عند الحنفية، ونسبه ابن عبد البر إلى الإمام مالك فيما رواه عنه ابن القاسم والمصريون، كما عزاه إلى الليث والشافعي والكوفيين وأحمد، وبه قال ابن تيمية والشوكاني وغيرهم من أهل التحقيق، ويترتب على هذا القول وجوب القضاء إذا بدأ أهل بلد صومهم اليوم الذي يلي رؤية الهلال في بلد آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/130)
وذهب المعتبرون لاختلاف المطالع أن رؤية الهلال في بلد لا تلزم في حق أهل بلد آخر، بل لكل بلد رؤيتهم مطلقا سواء تقاربت البلدان أم تباعدت وقد حكاه ابن المنذر عن عكرمة والقاسم بن محمد وسالم ابن عبد الله وإسحاق بن راهويه، وعزا ابن عبد البر هذا القول لابن عباس وابن المبارك، كما عزاه إلى مالك فيما رواه المدنيون عنه، وإلى المغيرة وابن دينار وابن الماجشون من أتباع مالك (5) وحكاه الماوردي وجها للشافعية (6).
وفرق آخرون ممن يعتبرون اختلاف المطالع بين البلد القريب والبعيد، ويجعلون تقارب البلدان والأقطار في حكم بلد واحد، أما إذا تباعدت فلا تكون الرؤية ملزمة على أهل البلد الآخر، فأهل كل أفق يستقلون برؤيتهم، وهذا هو المعتمد عند الشافعية وبه قال الشيرازي وصححه الرافعي، وبه قال الزيلعي من الحنفية (7).
وقد اختلف فقهاء المذاهب اختلافا شديدا في ضابط القرب والبعد، وما اشترطوه من معيار البعد مبني في حقيقته على استدلال عقلي محض لا يشهد له دليل من الشرع.
وعند التمعن في سبب اختلاف العلماء في اعتبار اختلاف المطالع أو عدم اعتباره في ثبوت الأهلة يظهر رجوعه إلى:
أولا: صلاحية تخصيص عموم الخطاب لسائر المكلفين وتقييد مطلق الرؤية بالدليل العقلي.
ثانيا: في مطلقية مطلع الهلال من نسبيّته.
ثالثا: في تعارض النص والأثر، فهل كان رفض ابن عباس رضي الله عنهما الالتزام برؤية أهل الشام في قصة"كريب" (8) مبنيا على الرفع أم على الاجتهاد المحض؟
رابعا: في المعنى الذي يفيده حديث ابن عباس في قصة "كريب" هل يدل على معنى مغاير يقيّد به مطلق قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) أم معناه مطابق له؟
فمن رأى أن عموم الخطاب بالصيام والإفطار متجه إلى من تحققت له رؤية الهلال ولمن حضره من أهل البلد والبلدان القريبة قيّد مطلق الرؤية بالدليل العقلي المتمثل في تباعد الأقطار والبلدان الذي يوجب في الواقع اختلاف المطالع دون تقاربها عادة، وأكد هذا المعنى بقياس مطلع القمر على مطلع الشمس باعتبار نسبية مطلعيهما شرقا وغربا، لأن كلا منهما له وضع كوني يؤثر في اختلاف أوقات العبادات وانعقاد الأهلة، أيده بانعقاد الإجماع المنقول عن أبي عمر بن عبد البر، وحصر اعتبار اختلاف المطالع في البلدان البعيدة دون غيرها على اختلاف في ضابط البعد.
ومن سوى في استقلال كل بلدة بالرؤية بنفسها بين تقارب البلدان وتباعدها فضلا عن أنه اعتمد الاجتهاد السابق في البعد، اعتبر أن رفض ابن عباس رضي الله عنهما الالتزام برؤية أهل الشام في قصة "كريب" مبنيّ على الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لعلمه بدليل يحفظه وإن لم يصرح به، وهو يفيد ما أفادته الآية في قوله تعالى: ?فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ? [البقرة:185]، وحديث ابن عمر رضي الله عنها في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه) من أن الشارع علق الحكم على رؤية البعض المعتبر الذي ينزّل منزلة الكل، وتبقى سائر البلدان الأخرى التي لم تر الهلال على مقتضى عموم الآية والحديث القاضي بوجوب الصوم منوطا برؤيتهم على انفراد مع انسحاب ذلك كله على سائر الأهلة، أثبت المعنى المغاير وقيّد به مطلق الرؤية الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وجعل الحجة في القرب من جهة الحكم دالة على البعد بالأولوية.
ومن رأى أن عموم الخطاب في قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) علقه الشرع بمطلق الرؤية وأن تباعد الأقطار لا يوجب اختلاف المطالع شرعا فلا يتقيد مطلق الرؤية بالدليل العقلي لاستواء القرب والبعد في علة الحكم وهي"مطلق الرؤية" إذ الشهر يثبت برؤية هلاله فلا تتعدد ولادته لتوسطه بين هلالين فولادته مطلقة لا تختلف وضعا كونيا بالنسبة لأهل الأفق فيتعذر إلحاقه بمطالع الشمس لنسبيتها وهو سبب الفرق في عدم إمكانية التسوية بينهما قياسا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/131)
ورأى أن حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة "كريب" لم يورد ابن عباس فيه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم ولا معنى لفظه حتى يمكن النظر في عمومه وخصوصه، وعليه فلا يفيد المرفوع منه سوى مطابقة معناه لحديث: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وما زاد عنه فهو اجتهاد محض في مقابلة النصوص الصريحة، وحال تعارض النص والأثر فالحجة في صريح قوله صلى الله عليه وسلم لا في اجتهاد الصحابي ونظره، فلم يبق مُتمسَّك لهم في حديث "كريب" في تقرير اعتبار المطالع سواء تقاربت البلدان أو تباعدت، فثبت -عندهم- وجوب الصوم على المسلمين كافة لتحقق مناطه وهو مطلق الرؤية.
وفي تقديري أن الأصل العام الثابت الذي نهضت به الأدلة يقضي بوجوب أن يعمل أهل البلدان سواء كانت متقاربة أم متباعدة بعضهم بخبر بعض وشهادته في جميع الأحكام الشرعية كحلول الدَّين ووقوع الطلاق والعتاق ووجوب النذر، والرؤية من جملتها، ذلك لأن العبرة بثبوت الشهر نفسه بمطلق الرؤية في قوله تعالى: ?فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ? [البقرة:185] وأن شهود الشهر والتماس الرؤية فيه على الكفاية وقد علق الشارع عموم حكم الصيام والإفطار أيضا بمطلق الرؤية في قوله صلى الله عليه وسلم:" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمَّ عليكم فاقدروا له" (10) فهو يُجْرَى على إطلاقه ويصدق برؤية البعض، ذلك لأن المطلق يتحقق في أي فرد من أفراده الشائعة في جنسه بمعنى أن عمومه بدلي لا شمولي كما هو مقرَّر أصوليا، فكأن صيغة الحديث وردت بهذا اللفظ:" صوموا وأفطروا إذا تحققت رؤية الهلال" أي مهما كان موقعها من القرب والبعد جريا على قاعدة أن"المطلق يُجْرَى على إطلاقه ما لم يرد ما يقيده"، فاستوى القرب والبعد بين البلدان في مطلق الرؤية التي تُعَدُّ علة الحكم، وعليه فإن اشتراط التباعد بين الأقطار تقييد وزيادة على النص يفتقر إلى دليل يقويه، وإذا انتفى عن الآية والحديث ما يقيدهما وجب العمل بإطلاقه، ومنه يتبين أن لا عبرة في اختلاف المطالع ووجوبُ صومه على الجميع بشهادة البعض المعتبر شرعا، إذ لا يخفى أن انعقاد الشهر إنما يثبت برؤية هلاله، وولادة الشهر لا تتعدد لوجود محله بين هلالين:الأول من ليلة رمضان، والأول من ليلة شوال، فإذا ثبتت ولادة الشهر برؤية الثقات في أول ليلة منه بمطلق الرؤية ثبت -عندئذ- انعقاده وتعلق وجوب الصيام به.
هذا ولا يمكن التمسك برواية ابن عمر رضي الله عنهما في قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تصوموا حتى تروا الهلال ... " في تقييد الإطلاق الوارد في حديث:" صوموا لرؤيته" لأن ذلك إنما يصح التقييد به لو كان الخطاب فيه مختصا بكل قوم في بلدهم وليس الأمر كذلك لأن الخطاب الشرعي عام موجَّه إلى كافة المخاطبين ربطه الشارع بمطلق الرؤية، فكان محتوى الحديثين متحدا منطوقا ومفهوما لا اختلاف بينهما من حيث الإطلاق، بل الاستدلال بنص رواية ابن عمر مرفوعا:" لا تصوموا حتى تروا الهلال ... " على العموم أولى منه على تخصيص الرؤية بكل قوم في بلدهم على انفراد ولا إلى فرد بخصوصه، ذلك لأن معنى شهود الشهر في الآية حضوره والعلم به لا رؤية هلاله، لذلك كان خبر البعض المعتبر الذي رآه ملزما لسائرهم فرؤية البعض رؤية لهم، إذ يلزم على العمل بظاهر الآية والحديث عدمُ الاعتداد برؤية البعض إلا إذا رأى كل فرد بعينه، وهذا الحكم يأباه الشرع والإجماع، إذ من المقرر اتفاقا أن ليس كل فرد من المسلمين مكلفا برؤية الهلال، ولا معلقا بوجوب صومه على رؤيته هو بمفرده، بل التماس الرؤية فرض على الكفاية لا واجب عيني، ولذا يثبت الصوم برؤية البعض المعتبر وشهادته، وعليه فالاستدلال بنصِّ الروايتين المتقدمتين على التعميم أظهر منه على التخصيص.
أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقصته مع "كريب" فجوابه من وجوه:
أولا: أنه خبر الواحد وهو غير كاف في شهادة الصوم، فلو تقوّى الخبر بمزيد من الرواة لأخذ به ابن عباس رضي الله عنهما ولاعتمد على رؤية الشام.
وهذا الجواب ليس بالقويّ لأن ما أفصح به "كريب" ليس بشهادة منه حتى يرفض ابن عباس ما أخبره به، وإنما هو خبر عن حكم بشهادة معتبرة واستفاض في الناس حتى بلغ التواتر وخبر الواحد في ذلك مقبول اتفاقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/132)
ثانيا: إن قول ابن عباس: (هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلا يلزم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بعدم الاعتداد برؤية غيرهم، وليس أيّ منهما موجها إلى كل قوم في بلدهم على ما قرّره الشوكاني، كما أنه من جهة أخرى يمكن أنه أراد بقوله: (هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) الحديث العام لا حديثا خاصا بهذه المسألة على ما أفاده ابن دقيق العيد (11) إذ المرفوع منه لا يفيد سوى مطابقة معناه لدليل الجمهور على التزام مطلق الرؤية، وما زاد عنه فهو محض اجتهاد منه لا يصلح حجة تخصص به الأدلة القاضية بتوحيد الرؤية وذلك لأن ابن عباس رضي الله عنهما لم يأت بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بمعنى لفظه حتى يحكم بعمومه وخصوصه إنما جاء بصيغة مجملة أشار إلى قصة هي عدم عمل أهل المدينة برؤية أهل الشام على التسليم أن ذلك هو المراد، وأضاف الشوكاني يقول: "ولم نفهم منه زيادة على ذلك حتى نجعله مخصصا لذلك العموم، فينبغي الاقتصار على المفهوم من ذلك الوارد على خلاف القياس وعدم الإلحاق به" (12).
ثالثا: إن حديث ابن عباس رضي الله عنهما محمول على عدم تمكن أهل المدينة من العلم برؤية أهل الشام في رمضان وفي شوال كذلك فيستبقون على رؤيتهم، بمعنى أنه من صام على رؤية بلده ثم بلغه في أثناء رمضان أن الهلال رُئي في غير بلده قبل ذلك اليوم، ففي هذه الحالة يستمر في الصيام مع بلده حتى يكملوا الثلاثين أو يروا هلالهم، ويبقى ما عدا هذه الحالة على وجوب الصوم على المسلمين كافة عند تحقق مناط الحكم وهو مطلق الرؤية، أي أن يكون الحكم شاملا -بعد إخراج الحالة السابقة- كل من بلغه خبر رؤية الهلال من أي بلد أو إقليم من غير تحديد مسافة أصلا وبه ينتفي التعارض ويتم الجمع ويتحقق. هذا وقول ابن عباس رضي الله عنهما إن حمل على أنه مذهب الصحابي المشتهر الذي لم يعلم له مخالف من الصحابة، فإنما يصير إجماعا عند جماهير العلماء إذا لم يخالف نصا ثابتا، إذ المرفوع أولى من الموقوف مرتبة وحجة وعملا، كما يلزم منه أن يخالفه بعض الصحابة تطبيقا للنص العام الثابت القاضي بوجوب الصيام برؤية الهلال على عموم المخاطبين بمطلق الرؤية، وإن لم ينقل إلينا ذلك، وحينئذ لا يكون قول بعضهم حجة، إذ كلا القولين يحتمل الصواب، وعندئذ فالواجب التخير من أقوالهم بحسب الدليل ولا يجوز الخروج عنها.
ولو تمّ التسليم أن قول ابن عباس رضي الله عنهما اشتهر ولم يعرف له مخالف من الصحابة لكونه نطق بالصواب فأمسك بقية الصحابة عن الكلام في المسألة، فإن محل الإجماع إن تقرّر يرد على الاحتمال الأخير من حديث "كريب" الذي يتمثل فيمن صام على رؤية بلده ثم بلغه أثناء رمضان أن الهلال رُئي في غير بلده قبل ذلك اليوم، فيستمر في صيامه مع بلده حتى يكملوا الثلاثين أو يروا هلالهم، وبهذا التوجيه تجتمع الأدلة وتتحد الآراء.
أما استدلال تقي الدين السبكي بما يوميء أن ثمّة إجماعا قديما من الصحابة على اعتبار اختلاف المطالع فلم يرد ما يثبته، إذ لم ينقله إلينا أهل التواتر ولا أهل الآحاد، وكلا القسمين يحتاج إلى النظر من جهة النقل وثبوته، ومن جهة نوع الإجماع ومرتبته، لكن الإجماع المذكور ما هو في الواقع سوى استدلال عقلي على الإجماع بطريق اللزوم، وهذا الاستنتاج العقلي لا يقوى على مقابلة النصوص الثابتة، فضلا عن أنه لو كان ثابتا منعقدا لما اختلف الفقهاء بعده في هذه المسألة اختلافا ظاهرا، وجمهورهم على خلافه.
ولو سلمنا صحته وسلامة نقله لكان محمولا على الاحتمال الأخير توفيقا بين الأدلة ودفعا للتعارض جريا على قاعدة:" الجمع أولى من الترجيح".
أما الاستدلال بالإجماع الذي نقله ابن عبد البر رحمه الله في عدم مراعاة الرؤية فيما أخر من البلدان كالأندلس من خراسان، وكذلك كل بلد له رؤيته إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين (13)، فقد تعقب الشوكاني دعوى الإجماع في "النيل" (14) بقوله: <ولا يلتفت إلى ما قاله ابن عبد البر من أن هذا القول - أي لزوم الرؤية للجميع- خلاف الإجماع، قال: لأنهم قد أجمعوا على أنه لا تراعى الرؤية فيما بَعُد من البلدان كخراسان والأندلس، وذلك لأن الإجماع لا يتمّ والمخالف هذه الجماعة" أي الجماعة المذكورة في" نيل الأوطار>.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/133)
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد حمل كلام ابن عبد البر على وجه حسن وهو عند التعذر من تبليغ خبر رؤية أهل الشرق لأهل الغرب وخاصة إذا كان الخبر لا يصل إلا بعد شهر، قال رحمه الله تعالى (15): <فالضابط أن مدار هذا الأمر على البلوغ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته) فمن بلغه أنه رُئي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلا، وهذا يطابق ما ذكره ابن عبد البر في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيها إلا بعد شهر فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن التي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر فإنها محل الاعتبار>.
هذا وأما قياس مطلع القمر على مطلع الشمس فهو قياس مع ظهور الفارق، ذلك لأن مطلع الشمس نسبي بالإجماع أي يكون مشرقها وزوالها ومغربها يختلف باختلاف مواقع الأقطار على الأرض لمواجهة الشمس للأرض مباشرة، حيث تقابلها يوميا بالتدريج بينما ولادة القمر إنما تكون على وضع كوني مطلق، أي لا يختلف باختلاف الأقطار، ولا يتأثر باختلاف أقاليم الأرض قربا وبعدا، ويدل على ذلك ويؤكده ما ثبت فَلَكيا في مدة مطلع القمر من أقصى بلد إسلامي إلى أقصاه في بلد آخر لا تتجاوز تسع ساعات، فلو كانت ولادة القمر أمرا نسبيا كمطلع الشمس لما حصل الاختلاف الشديد بين الأئمة والعلماء، لذلك لا يستوي قياسا إلحاق المطلق بالنسبي في تقرير اختلاف المطالع وتأكيد اعتباره للفارق الظاهر بينهما، كما أن الاستدلال بالمعقول لا سند له من الشرع، وإنما هو استنتاج عقلي محض لا تقويه الأدلة بل تعارضه على ما هو معلوم من اختلاف العلماء وشدة تنازعهم في تقرير ضابط التباعد، وعليه فإنه إذا ثبتت ولادة القمر شرعا بالرؤية أي في أيّ مطلع فقد انعقد الشهر في حق المسلمين جميعا.
هذا والذي يمكن ترجيحه فقها واختياره من مذاهب العلماء هو القول بتوحيد الرؤية الذي يوجب التوافق بين أحكام الشرع وأوضاع الكون، ويتفق مع رغبة الشريعة الإسلامية في وحدة المسلمين واجتماعهم في أداء شعائرهم الدينية، لا سيما في عصرنا هذا حيث إن طرق الاتصال ميسرة ووسائل الإعلام المختلفة متوفرة تجعل البعيد قريبا والصعب سهلا، إذ تمكّن إعلام عموم المخاطَبين مهما اختلفت ديارهم وبلادهم برؤية الهلال في البلد الذي رُئي به شريطة تقييده باشتراك هذه البلدان مع بلد الرؤية بليل أو جزء منه كما هو الشأن في البلاد العربية، أما البلاد النائية التي تزيد مسافتها الزمنية عن يوم بحيث تكون في نهار عندما تكون بقية البلدان الإسلامية في جزء من الليل مما يوجب استحالة تحقق توحيد الرؤية وأداء فريضتهم من الصوم والإفطار في حقهم ذلك اليوم، فإنها تختص برؤيتها استثناء ولا يقاس غيرها عليها بالنظر إلى وضعها الكونيّ الخاص على الكرة الأرضية، عملا بقاعدة أن" ما ثبت على خلاف القياس فغيره عليه لا يقاس".
على أن الميزان المقاصدي يقتضي أنه إذا ثبت عند وليّ أمر المسلمين وإمامهم الأعلى أحد النظرين المُجتهد فيهما وأصدر حكما على وفقه لزم على جميع من تحت ولايته الالتزام بصوم أو إفطار لاعتقاده بأحقيته في اجتهاده -كما تقدم- ولو في خصوص بلد إسلامي، ولا تجوز مخالفته شرعا قولا واحدا درءً للتنازع ودفعا للمفسدة سواء عند من اعتبر المطالع في ثبوت الأهلة أو من نازعه في هذا الاعتبار.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
1 - تبيين الحقائق للزيلعي (?/321).
2 - تفسير القرطبي (2/ 296)،مجموعة رسائل ابن عابدين (1/ 253).
3 - مجموعة ابن عابدين (1/ 250).
4 - الاستذكار لابن عبد البر (10/ 29)، بداية المجتهد لابن رشد (1/ 287)، أحكام القرآن لابن العربي (1/ 84)، المغني لابن قدامة (3/ 88)، فتح الباري لابن حجر (4/ 123)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (25/ 105)، المجموع للنووي (6/ 274)، نيل الأوطار للشوكاني (5/ 257)، مجموع رسائل ابن عابدين (1/ 251).
5 - الاستذكار لابن عبد البر (10/ 29)، بداية المجتهد لابن رشد (1/ 287)، المجموع للنووي (6/ 273).
6 - فتح الباري لابن حجر (4/ 123).
7 - المجموع للنووي (6/ 273)، تبيين الحقائق للزيلعي (1/ 321).
8 - وقصة كريب رواها الجماعة إلا البخاري وابن ماجه أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل عليَّ هلال رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة آخر الشهر، فسألني ابن عباس، ثمّ ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ قلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ قلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنّا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: أوَلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 - متفق عليه.
10 - متفق عليه.
11 - الإحكام في شرح عمدة الأحكام لابن دقيق (2/ 207).
12 - نيل الأوطار للشوكاني (5/ 259).
13 - الاستذكار (10/ 30)
14 - (5/ 259).
15 - المجموع (25/ 107).
تمنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/134)
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:03 ص]ـ
هذا المقال منقول من موقع الشيخ ابو عبد المعز لقد نسيت ان تذكر الرابط ولكن الخط اوضح
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 03:01 م]ـ
حفظ الشيخ علي فركوس فهو أصولي كبير
ـ[الداودي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:09 ص]ـ
بارك الله في أخي مصطفى، و بارك الله في الأخ محمود على التنبيه، و جزى الله خيرا العلامة فركوس.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:03 ص]ـ
فخر لبلادكم ان يكون فيها مثله هل تحضر دروسه يا شيخ زكرياء
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 08 - 07, 09:46 ص]ـ
مقالة بديعة(67/135)
الفرائد العلمية من التأملات القرآنية لفض
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله .. خلق فسوى .. وقدر فهدى .. وأخرج المرعى .. فجعله غثاء أحوى .. والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .. آخر الأنبياء عصرا .. وأرفعهم يوم القيامة منزلة وقدرا .. أما بعد،،،
فهذا الموضوع عبارة عن جمع متواضع من أخيكم من كلام الشيخ صالح بن عواد المغامسي –حفظه الله- في دروسه المسماة (تأملات قرآنية)
وقد أطلقت على هذا الجمع بعنوان (الفرائد العلمية من التأملات القرآنية (1))
وصراحة أحتار في كثير من الأحايين في نقل معلومة من عدمها، لأن فضيلة الشيخ بحر لاساحل له، ولا أدّعي أني نقلت جميع الفرائد، فالمتأمل في دروس الشيخ يجد كمّا هائلا من الفرائد العلمية التي ينبغي الرجوع إليها، وإنما جمعي هذا غيض من فيض،وهذه الفرائد منها ماهو لغوي ومنها ماهو فقهي ومنها ماهو غير ذلك،وقد جمعت في هذه المجموعة 23معلومة أرجو الله أن ينفع بها، وعملي هذا عمل بشري يتخلله النقص، فاللهم يسّر وأعن ..
وأسأل الله العلي العظيم أن ينفع بهذا الموضوع كاتبه وقارئه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
هذا وأنبه على أمرين:
الأول: أنني قد أنقل كلام الشيخ بتصرف نظراً لأن الشيخ قد يتحدث باللهجة العامية في بعض الأحيان، وإلا في الغالب فإني أنقل كلام الشيخ نصاً.
الثاني: أن هذا الجمع من المجموعة الأولى (من سورة البقرة إلى سورة الأنعام)
على أمل أن أطرح بين أيديكم المجموعة الثانية بإذن الله عز وجل ....
================================================== ================================================== ================================================== ========================
* قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {24}) البقرة:
<< تسمى هذه الآيات آية التحدي، وآيات التحدي خمس:
1 - هذه الآية.
2 - قول الله تعالى: (َمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {38}) يونس
3 - قول الله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {13}) هود
4 - قول الله تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً {88}) الإسراء
5 - قول الله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34}) الطور >>
=========================
* قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23}) البقرة:
<< كلمة (عبد) تأتي على ثلاث معان:
1 - (عبد) بمعنى مقهور، وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر، كقوله تعالى: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً {93}) مريم
2 - عبودية بالشرع وهو الذي يُسترق في الجهاد، وهو الأسير، وهو عكس الحر، كقوله تعالى: (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ... الآية {178}) البقرة
3 - عبد بالطاعة والإتباع وينقسم إلى: أ- طاعة لله. ب- طاعة لغير الله وعبادة له، كقوله عليه الصلاة والسلام: (تعس عبد الدينار) وكذلك كعبد الهوى ونحوه >>
=========================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/136)
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( .... وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26} الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27}) البقرة:
<< الفسق على معنيين: أ- الكفر ويكون مخرجا من الملة، كقوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ {18}) السجدة
ب- الكبيرة أو العصيان الذي لايخرج من الملة، كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}) الحجرات
وأصل الفسق: الخروج>>
وقال أيضاً: <<أعظم عهد لله توحيده والإيمان به، وأعظم ما أمر الله به أن يوصل صلة الرحم >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}) البقرة:
<<دلت هذه الآية على أن الأصل في الأشياء الطهارة والإباحة إلا مادل الدليل على نجاسته أو حرمته >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}) البقرة:
<<الفعل (استوى) جاء في القرآن على ثلاثة أحوال:
أ- فعل لازم، قال تعالى: (ولما بلغ أشده واستوى) ومعناه هنا:التمام والكمال
ب-فعل متعدي بحرف الجر (على)، قال تعالى: (الرحمان على العرش استوى) وهناك ستة مواضع غير هذه الآية تعدى فيها الفعل (استوى) بحرف الجر (على)، ومعناه هنا: العلو والارتفاع
جـ - فعل متعدي بحرف الجر (إلى)، قال تعالى: (ثم استوى إلى السماء) ومعناه هنا: القصد >>
وقال أيضاً: <<ذكر الله في القرآن أن السماوات سبع، ولم يذكر نصاً أن الأرضين سبعا ولكن دلت عليه السنة، وكذلك دلّ عليها القرآن في سورة الطلاق: (ومن الأرض مثلهن) >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ .... الآية {253}) البقرة:
<<إذا أُطلق التكليم ينصرف إلى موسى، قال تعالى: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً {164}) النساء، لكن الذين كُلموا أكثر من واحد والثابت منهم ثلاثة: آدم عليه السلام وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن آدم فقال: (نبي مكلم)، وموسى عليه السلام بنص القرآن، ومحمد عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257}) البقرة:
<<في اللغة إفراد وجمع، وغالب استعمال القرآن إذا وُجد مفرد مقابل جمع فإن الله عز وجل يوازن بين فاضل ومفضول أو بين حق وباطل، كقوله تعالى: (َجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1}) الأنعام، وقال تعالى: (عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ {48}) النحل، لأن النور أفضل من الظلمات واليمين أفضل من الشمائل، وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153}) الأنعام، فدائما الحق واحد والكفر أجناس متعددة يجمعها الباطل، وذلك بين في هذه الآية >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {59}) آل عمران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/137)
<<قال العلماء: إن من أعظم علوم القرآن أن يُعلم أن القرآن نزل لدفع شُبه الظالمين وإبطال عناد المعاندين وإثبات البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية. وقالوا: إن هذا الفن لا يدركه إلا الجهابذة العلماء المستبصرون الذين منّ الله عليهم بإدراك مغازي كتابه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {66}) آل عمران:
<<لايمكن للعقل أن ينشئ دليل وإنما يكتشفه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83}) آل عمران:
<< (طوعا وكرها) هذا من الأضداد ويسميه البلاغيون طباق، وهناك فرق بين الكُره والكَره:
أ- الكَره: هي المشقة الخارجة عنك التي لاتريدها. ب- الكُره: هي المشقة التي تريدها لأن فيها منفعة.
ومثال الكَره قوله تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83}) آل عمران
ومثال الكُره قوله تعالى: (َوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً .... الآية {15}) الأحقاف، وكقوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ... الآية {216}) البقرة >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (ِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96}) آل عمران:
<<هل بكة ومكة بمعنى واحد؟ أم لا؟، قال بعض العلماء: إن الباء والميم في اللغة كثيرة الإبدال بعضها عن بعض، يقال: هذا طين لازب وطين لازم والمعنى واحد، فعلى هذا القول يصبح لبكة ومكة معنى واحد، وهناك قول أن بكة مقصود بها المسجد أما مكة فمقصود بها الحرم كلّه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( ... وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ .... الآية {155}) النساء:
<<هذا يسميه البلاغيون (مجاز مرسل)، ومعلوم أن اليهود لم يقتلوا الأنبياء كلهم لكنهم لما استباحوا دم واحد منهم كأنهم استباحوا دم الجميع >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (َأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {161}) النساء:
<<هناك معصيتين حرمها الله على جميع الأمم ولم يبحها الله في أي شريعة قط، هما: الربا والزنا >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ .... الآية {163}) النساء:
<<يقال لإبراهيم أبو الأنبياء تجوّزاً لأن جميع الأنبياء من بعده كانوا من ذريته، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ... الآية {27}) العنكبوت، وهذا يفيد الحصر، إلا أنه يشكل أن لوطاً ابن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ {111}) المائدة:
<< (أوحى) في القرآن تأتي على ثلاثة أضرب:
أ-تأتي بمعنى الإرسال، وهو الذي يختص بالنبيين، وهو على عدة هيئات: منها أن يكلم الله عز وجل العبد من ورائ حجاب أو يرسل جبرائيل بذاته أو أن يكون شيئا يُقذف في قلب ذلك النبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/138)
ب- وحي بمعنى الإلهام، كما قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ... الآية {68}) النحل، وقال تعالى: (َأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ... الآية {7}) القصص، فوحي الله تعالى للنحل وإلى أم موسى لايجعل منهم أنبياء ولكن المقصود الإلهام، وهو المقصود في هذه الآية.
جـ- الوحي بمعنى الأمر، كما قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5}) الزلزلة، أي: بأن الله أمرها >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ {115}) المائدة:
<<أخذ العلماء من هذه الآية أن أعظم الناس عذاباً ثلاثة:
أ- أتباع آل فرعون، قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46}) غافر
ب- الذين كفروا بالمائدة بعد نزولها كما في هذه الآية.
جـ- المنافقون الذين كانوا على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً {145}) النساء >>
ويظهر للشيخ صالح أن هؤلاء المنافقين هو أشد خلق الله جل وعلا عذابا.
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (فَلَمَّا تَوَفيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117}) المائدة:
<<لفظ الوفاة في كتاب الله على ثلاثة أضرب:
أ- بمعنى الموت وانقضاء الأجل، كقول الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ... الآية {42}) الزمر
ب- بمعنى النوم، كقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ... الآية {60}) الأنعام
جـ- بمعنى الرفع، كما في هذه الآية: (فَلَمَّا تَوَفيْتَنِي ... الآية {117}) المائدة >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {60}) الأنعام:
<<وصفوة القول أن يقال: إن للروح علاقة مع الجسد تختلف من حال إلى حال:
أ- علاقة قبل أن يوجد الجسد يوم كانت أرواحنا في ظهر أبينا آدم
ب- علاقة بعد أن نُفخ فينا الروح يوم كنّا أجنّة في بطون أمهاتنا
جـ- علاقة شبه كمال، وهي علاقة الروح بالجسد حال اليقظة
د- علاقة أقل من هذا، وهي علاقة الروح بالجسد حال النوم
هـ- علاقة لانعلم كُنهها، وهي علاقة الروح بالجسد في حياة البرزخ
و- علاقة هي علاقة الكمال والتمام تكون بعد البعث والنشور لأنه لا موت بعدها
نجم عن هذا كله ست علاقات: علاقة في عالم الأرواح، وعلاقة في عالم الأجنة، وعلاقة في عالم اليقظة،وعلاقة في عالم النوم، وعلاقة في عالم البرزخ، وعلاقة بعد البعث والنشور >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61}) الأنعام:
<< (إذا) في اللغة تأتي على ثلاث معاني:
أ- تأتي قبل التلبس بالفعل، مثل قولك: إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ
ب- تأتي حال التلبس بالفعل، مثل: إذا وقفت يدي الله فكبر
جـ- تأتي بعد التلبس بالفعل، مثل: إذا صليت فاقرأ القرآن >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74}) الأنعام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/139)
<<ومع اتفاق المسلمين على أن نبينا عليه الصلاة والسلام أرفع الأنبياء قدراً ويليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إلا أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما دخل مكة عام الفتح أمر أن يُخرج مافي الكعبة من صور حتى يستطيع دخولها فكان مما أُخرج صورة فيها صورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يستقسم بالأزلام، فقال عليه الصلاة والسلام: (قاتلهم الله، والله لقد علموا ما استقسم شيخنا بها قط) فنبينا عليه الصلاة والسلام سمى إبراهيم شيخَه ولم يسم النبي عليه الصلاة والسلام أحدا من الأنبياء بأنه شيخَه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهذه الفائدة من فرائد العلم، مع الاتفاق أن النبي عليه الصلاة والسلام أفضل من إبراهيم عليه الصلاة والسلام >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( ... وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ {86}) الأنعام:
<<مراتب التفضيل أربعة: النبوة – الصديقية – الشهادة – الصلاح، قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً {69}) النساء>>
=========================
# ومن الفوائد الجليلة التي ذكرها الشيخ أثناء دروسه:
*قال فضيلة الشيخ: <<دائما عندما تفسر أو حتى في أي أمر من أمورك دع عندك أصل فإذا جاء شيء يعارض الأصل رُدّ العارض وكن على الأصل، إلا بعارض يفوق الأصل >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ: <<إن التفسير الحقيقي ليس بياناً للمفردات والعاني فهذا أمر متيسر، لكن التفسير الحقيقي أن تفهم المراد من كتاب الله في سياقه العام، وأن تفقه الآية من السورة، والسورة من القرآن زماناً ومكاناً ومناسبةً حتى يتضح لك ما المقصود من كلام الرب تبارك وتعالى >>
================================================== ================================================== ================================================== ========================
هذا ماتيسر ذكره وتهيأ إيراده، والله أعلى وأعلم ورد العلم إليه أسلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 03:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد العزيز
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:40 م]ـ
جزاك الله خير ..
كم رقم الشيخ صالح المغامسي أو رقم المنسق.؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:38 ص]ـ
جزيتم خيرا أيها الأحبة على تعقيبكم ..
ويسعدني تشريفكم لهذا الموضوع ....
:::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
:::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:52 ص]ـ
كتب الله أجركم ورفع الله قدركم وأحسن إليكم
زودونا من مثل هذه الدرر وأتحفونا بمثل هذه العِبَر
فنحن بحاجةٍ إليها وفي شوقٍ لمثلها
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم الشيخ
اخي الكريم ارجوكم الحوا على الشيخ حتى يشرح القران كاملا فوالله ان شرحه لعجب عجاب
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:32 م]ـ
الأخوان الكريمان ..
جزيتما خيرا على تعقيبكما ....
أما عن طلب الأخ الفاضل ابوروابي وانس
فإن الشيخ حفظه الله له برنامج في قناة المجد العلمية بعنوان (محاسن التأويل) وهو برنامج أسبوعي لشرح القرآن الكريم ..
ابتدأ الشيخ أولا بشرح القرآن حسب نزوله ثم بعد فترة رأى الشيخ أن يشرح القرآن ابتداءا من أوله حسب الترتيب في المصحف على أمل أن ينهيه إلى آخره .. فاللهم يسر وأعن ..
وأبشرك بأن غالب الحلقات مفرغة من قبل الإخوة الكرام في منتدى برنامج محاسن التأويل ففتش عنها في هذا المنتدى في عدة صفحات فستجد التفسير الذي قد بدأ به الشيخ حسب ترتيب النزول وستجد التفسير حسب ترتيب السور في المصحف وقد ابتدأ الشيخ من سورة الفاتحة وقد أنهى مايقارب خمس حلقات من سورة البقرة ... وتفريغ كل حلقة ينزل بعد عدة أيام من الحلقة ..
فإليك رابطه
http://forum.islamacademy.net/forumdisplay.php?f=27
::::::::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::::::::::
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:48 ص]ـ
احسنت
وبارك الله فيك
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:44 ص]ـ
في اللغة إفراد وجمع، وغالب استعمال القرآن إذا وُجِد مفرد مقابل وجمع فإن الله -عز وجل- يوازن بين فاضل ومفضول ..... انتهى كلام الشيخ حفظه الله على ذلك يدل إلى أن السموات أفضل من الأرض ((الله نور السموات والأرض))
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:11 م]ـ
جزيتما خيرا على تعقيبكما ..
الأخ علي عبدالله:
استنباط جميل منك ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/140)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:38 م]ـ
في اللغة إفراد وجمع، وغالب استعمال القرآن إذا وُجِد مفرد مقابل وجمع فإن الله -عز وجل- يوازن بين فاضل ومفضول ..... انتهى كلام الشيخ حفظه الله على ذلك يدل إلى أن السموات أفضل من الأرض ((الله نور السموات والأرض))
أولا أود أن أنبه إلى أنه إذا وجد مفرد مقابل جمع فإن المفرد يكون أفضل من الجمع كما قال تعالى (وجعل الظلمات والنور) وقال أيضا (اليمين والشمائل) .. وهذا قد ذكره فضيلة الشيخ صالح حفظه الله ..
وأنت قلت في جوابك السماوات أفضل من الأرض .. وهذا مخالف لغالب استعمال القرآن لكنه لايرد ...
لأن الشيخ حفظه الله سئل عن هذا السؤال .. وأجاب بأن في السماوات والأرض خلاف ...
وأنه في القرآن لم تجمع الأرض ولم يصرح بأنها سبع وإنما ورد ذك بالتلميح كما قال تعالى لما ذكر أن السماوات سبع: (ومن الأرض مثلهن) .. لكن ثبت تصريحا بذلك في السنة ...
وجزاك الله خيرا أيها الأخ الفاضل
::::::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::::::::
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 02:20 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:43 ص]ـ
قال ابن الملقن -رحمه الله -في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام: والمذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور أن السموات أفضل من الأرض ,وقيل: الأرض. وقال النووي -رحمه الله -:وجمع السموات لشرفها
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[15 - 09 - 06, 09:57 م]ـ
جزاك لله خيرا أخي علي عبدالله على هذه الفائدة ...(67/141)
هل رؤية الله في المنام ممكنة وإن صحت فكيف تكون
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:50 ص]ـ
هل رؤية الله في المنام ممكنة وإن صحت فكيف تكون
بقلم / أحمد بوادي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
أنكر البعض من أهل البدع والضلال من متصوفة ورافضة على أهل السنة قولهم برؤية الله بالمنام
وومن فعل ذلك المدعو السخاف في قناة المستقلة وقد كنت رددت عليه آنذاك بمثل موضوعي هذا كما أنكروا على شيخ الإسلام رحمه الله استدلاله بحديث رؤية الله على صورة شاب أمرد
و مع أن هذا الحديث قد تكلم عليه العلماء بعض العلماء وحكموا عليه بالوضع إلا أنني ومن خلال بحثي للمسألة أن بعض أهل العلم قد صححوا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمسألة هنا ليست في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف وإنما في بيان مراد شيخ الإسلام لها لقوله بصحتها. وحقيقة الرؤية لله في المنام
ولكن كيف يمكن فهم هذا عن شيخ الإسلام رحمه الله باستدلاله على صحتها (علما أنني لم أجد ما قاله السقاف عن شيخ الإسلام نظرا لأن الكتاب ليس عندي فهو مخطوط غير مطبوع)
ولكن مع القول بتصحيح شيخ الإسلام لها
فلا يصح استدلال هذا السقاف بالحديث على أن شيخ الإسلام يقول ذلك أي رؤية حقيقية على أنها ذاته نفسها
فشيخ الإسلام رحمه الله إنما أراد رؤيته في المنام هذا أولا
وثانيا: لا يلزم من رؤية المنام وأنها حقيقة للأنبياء أن رؤية الله في المنام هي نفس الصورة التي رآها في المنام كما استدل السقاف بذلك
لأنه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله واستدل على ذلك برؤيا يوسف عليه السلام عندما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له فلو كانت كما يراها السقاف أن الرؤيا في الصفات كالرؤيا في الأوامر من الكلام للزم ذلك أن يرى يوسف عليه السلام سجود الشمس والقمر له حقيقة.
وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله حتى يتبين لكم الحق إن شاء الله من كلامه لا من كلام السقاف عليه من الله ما يستحق
قال رحمه الله:
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى "
"
فمن ظن وتوهم به أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير كان هذا الظن والتوهم حقا وإن كان الواجب تيقن ذلك
بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في
قوله: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
وقال: (يرونهم مثليهم رأي العين)
وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم
كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا
وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنابل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب.
فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه.
فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة.
ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها
رآها فهو باطل
وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام.
أقول:
وقد حدث مثل هذا معي فرأيت وكأني رأيت الله عز وجل في المنام وأنا في عرصات يوم القيامة، وقدمت للحساب والجزاء، ووقفت أمام الله عز وجل، وفرائصي ترتعد خوفا من الله، وأدعو الله، وأقول له: مغفرتك، مغفرتك، .. أكررها كثيرا وبخوف شديد وكأني بالله جل في علاه ينظر إليّ. وسمعته يقول لي قد غفرت لك.
فأسأله جل في علاه أن تكون رؤيا حق، وحاولت حينئذ أن أفهم معنى هذه الرؤيا حتى وفقني الله للإطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله
ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/142)
فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس.
قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام.
من ذلك نعلم:
مراد الشيخ رحمه الله من الحديث أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد أي مناما (أي في صورة حسنه أو في أحسن صورة وليس أن الله على صورة شاب أمرد) كما استدل رحمه الله في بداية قوله من حسن الظن بالله.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك.
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه وأذنه لما قرأ (إن الله كان سميعا عليما) فهل الرسول صلى الله عليه وسلم شبه سمع الله وبصره بسمع الإنسان وبصره لما أشار إلى سمع نفسه وبصره.
وهذا عند العلماء يسمى تحقيق السمع والبصر لا التشبيه بأن سمع الله كسمع البشر وعينه كذلك أو بصره:
فالشيخ رحمه الله أراد بهذا الحديث لما ثبت عنده صحته تحقيق أن الله في أحسن صورة كما يراها النائم من حسن ظنه بالله لا أن الله على صورة الشاب الأمرد.
وأنقل هنا ما ذكره العجلوني رحمه الله في الحديث
قال:
والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وان حمل على اليقظة فأجاب عنه ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة قال القاري كأنه أراد بهذا التجلي الصوري ولله تعالى أنواع من التجليات بحسب الذات والصفات لكنه تعالى منزه عن الجسم والصورة بحسب الذات وأما ما قاله السبكي في الحديث فان أراد أن في سنده ما يدل على وضعه فمسلم وإلا فبات التأويل واسع انتهى ملخصا.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب قائلا:
وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف، فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين، أو كما قال رحمه الله.
والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر لما سئل الرسول هل رأيت ربك قال: نورا أنّا أراه.، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية. قال له: {لَنْ تَرَانِي} [2] الآية
لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه أن الرسول قد رأى ربه، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا. . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه
هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6853
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:54 م]ـ
شكراً على هذه الفائدة.
ورفع الله قدرك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 - 09 - 06, 11:47 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أظن المسألة بحاجة لتحرير أكثر.
ومثل هذه الأصول والمسائل العقدية لا يكفي فيها قول عالم فقط أو فتوى.
لا؛ فالعبرة بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بما نطقت به الآي.
ولقد طالعتُ مصنفاً عن رؤية الله في المنام كتبه (طلحة آل عبد الرحمن) فوجدت فيها ما لا يوافق عليه مما يفتقر إلى دعم الأدلة والنصوص الشرعية، أما التعويل على حكايات رويت عن السلف؛ فهي بحاجة إلى تحرير دقيق واجتهاد كبير للوصول إلى الصواب.
والله أعلم.
ـ[البتيري]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:48 م]ـ
احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا فقال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت رب لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري رب قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في المكروهات قال ثم فيم قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام قال سل قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها ثم تعلموها ....
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3235
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/143)
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:04 م]ـ
للرفع
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه بعض النقول التي وجدتها تعقيبا على مقالي هذا
في أحد المنتديات
منقول من منتديات موقع من هم الإباضية:
كتبه الأخ: إبراهيم.
09 - 23 - 2005, 01:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض من أقوال العلماء - التي وقفت عليها - في مسألة رؤية الله في المنام، والتي يثبتها أهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة والجهمية
1 - الإمام سعيد بن عثمان الدارمي
قال في نقضه على المريسي (تحقيق الدكتور رشيد الألمعي) ج2 ص738 - 739:" وإنما هذه الرؤية كانت في المنام، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة
روى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" صليت ما شاء الله من الليل ثم وضعت جنبي، فأتاني ربي في أحسن صورة"، فحين وجد هذا لمعاذ كذلك صرفت الروايات التي فيها إلى ما قال نعاذ، فهذا تأويل هذا الحديث عند أهل العلم ... "
2 - الإمام البغوي
قال في شرح السنة 12/ 227 - 228: "رؤية الله في المنام جائزة، فال معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إني نعست فرأيت ربي" وتكون رؤيته - جلت قدرته - ظهور العدل والفرج والخصب والخير لأهل ذلك الموضع، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم} (آل عمران 77) وإن أعطاه شيئا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن، وأسقام تصيب بدنه، يعظم بها أجره، لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة".
3 - الإمام البيهقي
: قال في الأسماء والصفات (ج2 ص 368 - 369) تعقيبا على حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في الرؤية: "ثم حمله بعض أهل النظر على أنه رآه في المنام واستدل عليه بحديث أم الطفيلي رضي الله عنهما .... إلى أن قال: وهذا شبيه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو حكاية رؤيا رآها في المنام، قال أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف أو آنف على طريق التعبير".
4 - شيخ الإسلام ابن تيمية
قال في مجموع الفتاوى:"وليس فى شىء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه وقوله (أتانى البارحة ربى فى أحسن صورة (الحديث الذى رواه الترمذى وغيره انما كان بالمدينة فى المنام هكذا جاء مفسرا وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما مما فيه رؤية ربه انما كان بالمدينة كما جاء مفسرا فى الأحاديث والمعراج كان بمكة كما قال تعالى (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى) وقد بسط الكلام على هذا فى غير هذا الموضع وقد ثبت بنص القرآن أن موسى قيل له (لن ترانى) وأن رؤية الله أعظم من إنزال كتاب من السماء كما قال تعالى (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) فمن قال ان أحدا من الناس يراه فقد زعم أنه أعظم من موسى بن عمران ودعواه أعظم من دعوى من ادعى أن الله أنزل عليه كتابا من السماء "
مجموع الفتاوى ج2ص 336.
وفال أيضا:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال رأيت ربي في صورة كذا وكذا يروي من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج فإن هذا الحديث كان بالمدينة وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم وقال رأيت كذا وكذا وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة كما قال الله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج وقد اتفق المسلمون على أن النبي لم ير ربه بعينيه في الأرض "
كتاب مجموع الفتاوى ج3 ص 387.
وقال ابن تيمية أيضا في موضع آخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/144)
"ومن رأى الله عز وجل فى المنام فانه يراه فى صورة من الصور بحسب حال الرائى ان كان صالحا رآه فى صورة حسنة ولهذا رآه النبى (صلى الله عليه وسلم (فى أحسن صورة "
مجموع الفتاوى ج5 ص 251
وقال في موضع آخر أيضا:
"وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق "
مجموع الفتاوى،3، ص 390.
5 - الإمام ابن كثير
قال في:تفسير القرآن العظيم عند تفسيره لقوله تعالى {مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} (صـ: 69):" وقوله تعالى " ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون " أي لولا الوحي من أين كنت أدري باختلاف الملإ الأعلى؟ يعني. . شأن آدم عليه الصلاة والسلام وامتناع إبليس من السجود له ومحاجته ربه في تفضيله عليه، فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا جهضم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة فصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال عليه الصلاة والسلام " كما أنتم " ثم أقبل إلينا فقال " إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري يا رب - أعادها ثلاثا فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت في الكفارات قال وما الكفارات؟ قلت نقل الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء عند الكريهات؟ قال وما الدرجات؟ قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قلت اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة بقوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها وتعلموها" فهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط وهو في السنن من طرق وهذا الحديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد الله اليمامي به وقال حسن صحيح وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن فإن هذا قد فسر وأما الاختصام الذي في القرآن فقد فسر بعد هذا وهو قوله تعالى."
6 - الحافظ ابن حجر
قال في فتح الباري كتاب التعبير باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم": جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقا ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم , وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها فتارة يعبر بالسلطان وتارة بالوالد وتارة بالسيد وتارة بالرئيس في أي فن كان , فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعا وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائما , بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رئي على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب كانت في هذه الحالة حقا محضا لا يحتاج إلى تعبير.
وقال الغزالي: ليس معنى قوله " رآني " أنه رأى جسمي وبدني وإنما المراد أنه رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه , وكذلك قوله " فسيراني في اليقظة " ليس المراد أنه يرى جسمي وبدني , قال: والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية , والنفس غير المثال المتخيل , فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق , قال ومثل ذلك من يرى الله سبحانه وتعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره , ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله تعالى كما يقول في حق غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/145)
وقال أبو قاسم القشيري ما حاصله: إن رؤياه على غير صفته لا تستلزم إلا أن يكون هو , فإنه لو رأى الله على وصف يتعالى عنه وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك لا يقدح في رؤيته بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل
كما قال الواسطي: من رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي وغير ذلك."
7 - العلامة الملا القاري
قال في المرقاة:" إذا كان هذا في المنام فلا إشكال فيه إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلا والمتشكل بغير شكله ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا ولا في خلد الرائي بل له أسباب أخر تذكر في علم المنام أي التعبير , ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء عليهم السلام إلى تعبير "
8 - العلامة الآلوسي رحمه الله
قال في روح المعاني ج9 ص52:" فأنا ولله تعالى الحمد قد رأيت ربي مناما ثلاث مرات، وكانت المرة الثالثة في السنة 1246 بعد الهجرة، رأيته جل شأنه وله من النور ما له، متوجها جهة المشرق فكلمني بكلمات أنسيتها حتى استيقظت
9 - الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
فقد سئل: ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة؟.
ج: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى (: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفو له. وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى. ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام، من حديث معاذ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها: " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت، أخرجه مسلم في صحيحه. ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: رأيت نورا وفي لفظ نور أنى أراه رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف، فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين، أو كما قال رحمه الله، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية. قال له: لَنْ تَرَانِي الآية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/146)
، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا. . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه. أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها، وقد قيل: إنه رأى ربه، ولكني لا أعلم صحة ذلك. (مجموع فتاى ابن باز 6/ 367).
10 - الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمة الله
فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح:
بالنسبة لرؤية الله عزوجل هل يصح القول بأنها يمكن أن تقع لأي مؤمن من المؤمنين؟
الجواب: رؤية الله تعالى في المنام ـ في الدنيا ـ طبعا لأن الآخرة ليس فيها نوم، هذه جاءت في حديث اختصام الملأ الأعلى الذي أخرجه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام. ورؤية الله لغير النبي لاأعلم أنها ثابتة ولاأدري تقع أم لا؟ لكنه قد ذكر أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه في المنام. وذكر شيخ الإسلام أن الإنسان قد يرى ربه في المنام وذلك بأن الله سبحان وتعالى يضرب له مثلا بحسب تمسكه بالدين، يعني يراه رؤية حسنة يكون في ذلك مساعدة له على التمسك بالدين فالله تعالى أعلم. (اللقاء المفتوح 30/ 17).
11 - المحدث مقبل الوادعي رحمه الله
فقد سئل رحمه الله كما في تحفة المجيب س68:
السؤال1: هل يرى المؤمن ربه في المنام مع الدليل، وهل ثبت عن بعض السلف أنّهم رأوا ربّهم في المنام أم لا؟
الجواب: ليس هناك ما يمنع، وقد جاء في حديث معاذ وحديث عبدالرحمن ابن عائش وابن عباس، وبعضهم يقول: إنّها ترتقي إلى الحجية، جاء فيها أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" عند تفسير قول الله عز وجل: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} لأنه ذكر الحديث عنده، قال: هذه رؤيا منامية. فلا أعلم مانعًا من هذا، أي: أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه في المنام. وهكذا نقل عن الإمام أحمد وعن غيره من علماء السلف أنّهم يرون الله في المنام. لكن لو رأى الإنسان ربه وأتى بشيء يخالف التشريع الإسلامي الموجود، فلا يقبل لأن الذي رآه يحتمل أن يكون رآه حقيقةً، وأن تكون وساوس نفس، كما جاء أن الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام: رؤيا من الله، وحلم من الشيطان، وحديث نفس. وزيادة على هذا أن النائم ليس بوعيه حتى يقبل ما رآه في منامه.
12 - الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله
قال حفظه الله نقلا من موقعه على الشبكة:
فوائد في العقيدة
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?acti...02.htm&docid=14
" رؤية الرب في المنام حق، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ونقض التأسيس وغيرها، لكن على وجه لا يكون فيه تشبيه؛ كأن يرى نورا أو يسمع كلاما؛ كأن يقول: أنا ربك، أنا الله، أو يرى ربه في المنام على صورة حسنة أو غير ذلك على حسب عمله، فإن كان عمله صالحا حسنا رأى ربه في صورة حسنة، وإن كان عمله غير ذلك رأى ربه كذلك، ولا يلزم من هذه الرؤية أن يكون الرب مثل ما رآه؛ لأن هذه الرؤية من ضرب الملك الأمثال، أما رؤية الأنبياء فهي حق وهى وحي، قال الله -تعالى- عن الخليل إبراهيم -عليه السلام-: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ الآية، ثم قال بعد ذلك: وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا.
وقال: "حديث ابن عباس رأيت ربي في صورة حسنة، فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؛ هذه رؤيا منام وهى رؤيا حق، كما قال شيخ الإسلام والحديث له طريقان مختلفان ليس فيهما متهم بالكذب، فيكون حسنا لغيره على قاعدة الترمذي وأقل أحواله أن يكون بهذه المنزلة، وإلا فالحديث مما يوجب العلم بثبوته أي اليقين، وأما حديث: رأيت ربي في صورة شاب موقر، جعد قطط، عليه نعلان، رجلاه في خضرة فهو حديث ثابت، وهذه رؤيا منام وهى حق."
13 - المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/147)
فقد سئل رحمه الله كما في سلسلة الهدى والنور - الشريط الثاني -
س: هل تمكن رؤية الله في المنام؟
ج: يقال هذا والله أعلم
س: بالنسبة إلى رسول صلى الله عليه وسلم؟
ج: الرسول واقعة
==========
وسئل أيضا كما في سلسلة الهدى والنور شريط 12 ب
س: حديث" رأيت البارحة ربي في أحسن صورة" هل في هذا الحديث دليل لمن يقول إني أرى الله في المنام؟
ج: دليل!!! مفهوم مقصود السائل لكن خطأ السؤال
مثل من يقول: قوله عليه السلام: " من رآني في المنام فقد رآني حقا " هل فيه دليل لمن يقول أنه رأى الرسول في المنام؟ هذا السؤال خطأ
واضح وإلا لا؟ وإلا نشرحه
السائل: أعد مرة أخرى
ج: أقول هذا السؤال خطأ لأنه يشبه من يقول مثلا قوله عليه السلام: " من رآني في المنام فقد رآني حقا " فيه دليل أنه إذا قال القائل رأيت الرسول في المنام؟ فيه دليل لقوله هذا؟
فأقول السؤال خطأ
فيه دليل أنه يمكن للمسلم أن يرى الرسول في المنام، أما فلان رأى الرسول في المنام فيه دليل بهذا الحديث؟ أو هذا الحديث يقول القائل رأى ربه في المنام فيه دليل على ما يقول؟
ما فيه دليل لا هذا ولا هذا
لكن هو يقصد، أنا بقول الآن المقصود من السؤال غير ظاهر السؤال، المقصود من السؤال يعني هل يدل الحديث على أنه يمكن لأي إنسان أن يرى ربه في المنام كما هو توجيه سؤالي الذي طرحته آنفا، هل في الحديث السابق" من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي" أنه يجوز للمسلم أن يرى نبيه في المنام؟ نقول نعم، في الحديث الثاني فيه دلاله على الجواز، وإن كان رؤية المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم في المنام: أما الحديث الأول " رأيت ربي في أحسن صورة" هذا حديث عن شخص الرسول عليه السلام، وليس فيه مبدأا عاما كحديث رؤية الرسول عليه السلام في المنام، ليس فيه دليل إلا أن هذه وقعت للرسول عليه السلام،
بالنسبة لغيره؟ ما ننكر و لا نقر، يمكن،
وقد قيل عن الإمام أحمد رحمه الله بأنه رأى ربه في المنام كذا مرة، والله أعلم بصحة ذلك عنه، لكن إن ادعى مدع، أنه رأى الله، والله هذه دعوى عريضة جدا، وصعب التصديق بها، لكن ما عندنا حجة قاطعة لتكذيبه، لا سيما إذا كان معروفا بالصدق والصلاح،
هذا جوابي عن هذا السؤال
س: هل الشيطان لا يتمثل مثلا في الرب؟
ج: هو من باب أولى بارك الله فيك، لكن الرب ليس له صورة معروفة عندنا، بخلاف الرسول عليه السلام فنحن نعرف صورته من شمائله، ولذلك كان محمد بن سيرين رحمه الله مع أنه ما رأى الرسول، كان إذا جاءه الرجل يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، صف هذا الذي رأيته.، ليه؟ لأن صورة الرسول في ذهنه هو، أما رب العالمين ليس كمثله شيء، لذلك لا يمكن أن يقال في هذا شيء أبدا.
==========
وسئل أيضا كما في سلسلة الهدى والنور شريط 411
س: الشيخ: رؤية الله في المنام هل هي من خصوصياته صلى الله عليه وسلم أم لا؟ ويكثر في ذكر كتب التراجم: رأيت ربي ورأى فلان ربه
ج: ليس هناك ما يدل على الخصوصية
س: وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي في أحسن صورة"
ج: نعم
س: المراد من هذا الحديث فضيلة الشيخ؟
في المنام
==========
وفي كتاب "رؤية الله في المنام " تأليف أبي طلحة عمر بن إبراهيم أل عبد الرحمن وتقديم مشهور حسن سليمان
أن المؤلف نقل عن الشيخ الألباني رحمه الله قوله في شريط له بعنوان "تفسير سورة العصر "، يقول فيه: " يمكن أن يُرى الله في المنام لغير النبي صلى الله عليه و سلم، وذلك لا يعني رؤية ذات الله جل في علاه "
==========
وفي تحقيقه - رحمه الله - لكتاب السنة لابن أبي عاصم (ص 188) عند تعليقه على حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" رأيت ربي عز وجل "
قال الشيخ: "حديث صحيح، ولكنه مختصر من حديث الرؤيا ... إلى أن قال:" قلت ويأتي في الكتاب بعض الطرق لهذا الحديث عن ابن عباس من غير طريق حماد فهي تشهد لحديثه وتقويه. لكن قد روى معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ: " رأيت ربي عز وجل، فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ... " الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/148)
أخرجه الآجري (ص496) وأحمد كما تقدم (388)، فالظاهر أن حديث حماد بن سلمة مختصر من هذا، وهي رؤيا منامية كما يشعر به بعض ألفاظه المذكورة فيما تقدم."
14 - الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي
فقد بوب في" سننه": في كتاب الرؤيا - باب في رؤية الرب تبارك وتعالى في النوم
ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عائش عن الرسول صلى الله ليه وسلم " رأيت ربي في أحسن صورة"
وأورد أثر إمم التابعين ابن سيرين " من رأى ربه في المنامدخل الجنة"
وهذا يدل على أنه فهم من الحديث عدم الخصوصية بالنبي بدليل إيراده لأثر ابن سيرين
15 - القاضي أبو يعلى الفراء
قال في " إبطال التأويلات" (1/ 127):" في الحديث جواز رؤيته سبحانه في المنام، وذا غير ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم أو في حق غيره من المؤمنين"
16 - القاضي عياض
قال في "إكمال المعلم" (7/ 220 ط دار الوفاء):" ولم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام، وإذا رئي على صفة لا تليق بجلاله من صفات الأجسام للتحقيق أن ذات المرئي غير ذات الله، إذ لا يجوز عليه التجسيم ولا اختلاف في الحالات بخلاف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فكانت رؤيته تعالى في النوم من أنواع الرؤيا من التمثيل والتخيل".
17 - العلامة محمد بن العربي التباني
قال في " تحذير العبقري من محاضرات الخضري" (1/ 139): " رؤية الله تعالى في المنام جائزة باتفاق العلماء".
18 - الإمام الشهاب العابر
قال في " البدر المنير" (183 - 184): " وقد أنكر قوم رؤية الباري عز وجل في المنام؛ وقال: إنما هي وساوس وأخلاط لا حكم لذلك، ووهذا الإمكان ليس بصحيح، لأنا جعلنا ذلك أعمالا للرائي، ولا نكابر الرائي فيما يراه وغلب على ظنه ذلك، بل نقول: ربك عز وجل الحاكم عليك، فننظر فيمن يحكم فنعطيه من الخير والشر على قدر ما يليق به من شهود الرؤيا، وكذلك نقول: أنه حق سبحانه، فإذا كان في صفات حسنة كنت على الحق، وإن كان في صفات ردية، فأنت على باطل، ونحو ذلك".
19 - شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي
قال في " الذخيرة" (13/ 271 - 272):" فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق وهو بالمغرب أو نحوه، فهي أمثلة جعلها الله تعالى دليلا على تلك المعاني، كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم الكتابية دليلا على المعاني، فإذا رأى الله نعالى أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله، فإذا كان موحدا رآه حسنا، أو ملحدا رآه قبيحا، وهو أحد التأويلين في قوله صلى الله عليه وسلم:" رأيت ربي في أحسن صورة".
20 - الإمام أبي محمد الدينوري (ابن قتيبة)
قال في كتابه " تعبير الرؤيا" (ط دار غراس 211 - 222)
" باب معرفة الأصول
1 - تأويل رؤية الله تعالى في المنام
قال المفسرون من رأى الله عز وجل بمكان شمل العدل ذلك الموضع وأتي أهله الخصب وافرح والخير لأن الله هو الحق المبين، له الدنيا والآخرة وعنده مفاتح الرزق.
وقال المفسرون في قول اله عز وجل: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس 26) " النظر إلى الله".
وإن رآه ينظر إليه فهي رحمة له، وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير للذنوب ....... "
21 - الإمام ابن الجوزي
قال في كتابه " صيد الخاطر" (ط دار الكتاب العربي ص 378) بعد أن تكلم عن معنى رؤية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام:" فإن قيل: فما تقولون في رؤية الحق سبحانه، فنقول: يرى مثالا لا مثلا والمثال لا يفتقر إلى المساواة والمشابهة كما قال تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} فضربه مثالا للقرآن وانتفاع الخلق به.
ويوضح هذا أنه إنما يرى من رأى الحق سبحانه وتعالى على هيئة مخصوصة والحق سبحانه وتعالى منزه قد توحد فوضح ما قلناه".
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:32 م]ـ
قد يقال أن رؤية الله فى المنام عند الصالحين رؤية قلبية وليست حسية يجد شعورا بأنه يكلم الله وأن الله أمامه ولكن لايرى الله على الحقيقة ,,,,والدليل على ذلك لو سألنا من زعم أنه رأى الله فى المنام هل تستطيع أن تصف مارأيته؟ لكان الجواب: لا ,,,,إذن الرؤية رؤية قلبية نابعة من القلب والقلب يرى ويبصر ,,,,أمارؤية النبى عليه الصلاة والسلام لربه فتختلف لقوله صلى الله عليه وسلم (رأيت ربى فى أحسن صورة) ,,,,,والله أعلم
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 01:34 ص]ـ
للفائدة
ـ[معان عبد الله]ــــــــ[11 - 01 - 07, 01:12 م]ـ
شيخنا الكريم بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
على بيانكم الذي كان يحيرني قليلا
وأسال الله يحقق رؤياك ويحقق خشيتك له في الدنيا وتقواك فتكون من الآمنين يوم الفزع الأكبر
وإني كذلك رأيت رؤيا من قرابة 5سنين
وكنت وقتها قريب عهد بالإستقامة سنتين تقريبا
رأيت أنه كأنه يوم القيامة و الناس يهب بهم إلى النار و أبي محبوس في مكان وهو يقرأ القرآن على ما أذكر
وقد رأيت كأن ملكا وفي الحلم كأنه الله جالس على كرسي كبير وأنا صغيرة تحته
ولم أرى إلا يدا على مقبض الكرسي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
والشيء الغريب أني رأيت في الحلم أمرأة في تلفاز وهي كافرة كنت أتابعها قبل الإلتزام وأريتها في تلفاز وهو يتحرك من أهوال ذلك اليوم والله أعلم
ولكني لم أفسرها عند أحد
ولكن بعدها بأعوام جائتني فتنة وبلاء شديد كان الشيطان مؤثر على عقلي بمرض - المس الشيطاني - جعلتني أقول لعل الذي رأيته شيطان لأنه
في الواقع سيطر علي فترة ثم عدت إلى رشدي بفضل الله الكريم الرحيم
أرجوا جوابكم بارك الله فيكم ولكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/149)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:09 م]ـ
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة أم لا؟.
الحمد لله
رؤية الله تعالى في الدنيا يقظة غير ممكنة، والدليل على ذلك أن موسى عليه السلام وهو من أفضل الرسل، وهو أحد أولى العزم الخمسة (قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) قال الله له: (لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً)، اندك الجبل أمام موسى وهو يشاهد: (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً). غشي عليه لأنه شاهد شيئاً لا تتحمله نفسه: (فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف/143. فتاب إلى الله من هذا السؤال، لأنه سؤال ما لا يمكن، والله عز وجل يقول: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف/55.
فرؤية الله في الدنيا حال اليقظة لا يمكن حتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة المعراج لم ير ربه، وقد سئل هل رأيت ربك؟ قال: (رأيت نوراً). وفي لفظ: (نورٌ أنَّى أراه). يعني بيني وبينه حجب عظيمة من النور، وقد جاء في الحديث في الصحيح أن الله عز وجل محتجب بالنور، وذلك في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حجابه النور لو كشفه لأحرقته سبحات وجهه من انتهى إليه بصره من خلقه).
وسبحاته: بهاؤه وعظمته، فلو كشف هذا النور الذي بينه وبين الخلق لاحترق الخلق جميعاً، لأن بصره ينتهي إلى كل شيء، فيحترق كل شيء بهذا النور العظيم، وعلى هذا نقول: لا تمكن رؤية الله في الدنيا في اليقظة.
أما في المنام فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه في المنام، لكن هل غيره يمكن أن يراه؟ يذكر أن الإمام أحمد رحمه الله رأى ربه، وذكر بعض العلماء أن ذلك ممكن، فالله أعلم، لكن أخشى إن فتح الباب أن تدخل علينا شيوخ الصوفية وغيرهم فيقول أحدهم رأيت ربي البارحة، وجلست أنا وإياه، وتنادمنا وتناقشنا، ثم يجيء من هذه الخزعبلات التي لا أصل لها، فأرى أن سد هذا الباب هو الأولى.
"لقاءات الباب المفتوح" (3/ 418).
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:34 م]ـ
وقد ألف شيخنا أبو أويس الحسني رسالة ماتعة في الباب عنونها بـ: نشر الإعلام بمروق الكرفطي من الإسلام.رداً على رسالة الأخير: نشر الإعلام بجواز رؤية الله في المنام، والرسالة مطبوعة في المغرب وُنِشرت في شبكة الإعلام من قبل،-على نقص فيها -.
والكتاب على صيغة pdf
http://www.bokhabza.com/play-63.html
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[27 - 05 - 08, 04:06 م]ـ
قال محقق رسالة الشيخ (نشر الإعلام) أو (بيان للدجال القرمطي، عبد الله اليدري الكرفطي):
فائدة: بعد أن قدمت هذه الرسالة للمطبعة بهذا التعليق البسيط السريع دفع لي فضيلة شيخنا محمد بوخبزة كتابه النفيس: (رونق القرطاس، ومَجلَب الإيناس) (1/ 151). فإذا فيه كلام جميل يتعلق برؤية الله في المنام، ونصه: (قال ابن تيمية في الرد على أهل الوحدة: المسلمون في رؤية الله على ثلاثة أقوال، فالصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون وأئمة المسلمين على أن الله يُرى في الآخرة بالأبصار عياناً، وأن أحداً لن يراه في الدنيا بعينه، لكن يُرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، و من الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه، وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية، كما قد بُسط في غير هذا الموضع، والقول الثاني قول نفاة الجهمية: أنه لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة!! والقول الثالث قول من يزعم أنه يُرى في الدنيا والآخرة الخ قلت: وتجويزه رؤيةَ الله في المنام، لا دليل عليه إلا القياسَ على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رأى ربه في المنام في أحسن صورة، هذا اللفظ الصحيح في (جامع الترمذي) دون ألفاظ منكرة: كأتاني في صورة شاب أمرد الخ وأحوال النبوة من قبيل الوحي لا يقاس عليها، وقوله في الحديث الصحيح: (اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا) عام لا مخصص له فيشمل رؤيا المنام، وابن تيمية رحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/150)
الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه في التصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك، فترى له في آخر وصيته الكبرى ومجموع الفتاوى (3/ 385/392) ما يؤيد ذلك وهو أول من يعلم أن ما يسميه المكاشفات ومشاهدات القلوب والصور المثالية إنما هو منقول عن الصوفية، وأنه بدعة لا شك فيه، ولم يُعرَف مثله عن السلف الصالح في العصور المشهود لها بالخير، وكان ينبغي له-رحمه الله- أن يشير إلى مذاهب العلماء في رؤية الله في المنام، وهو يعلم أن الحنفية ينكرونها أشد الإنكار بل يحكمون بردة من يزعمها كما نظَمَه صاحب (الشيبانية-هي منظومة طبعت ضمن مجموع الكبير بمصر كما قلنا سابقاًً) من دواوينهم الفقهية، يضاف إلى هذا أنه لم تنقل هذه الرؤية عن الصحابة وكبار التابعين، وما نقل منها عن أحمد بن حنبل والثوري وفلان يحتاج إلى نقد، وأغلبه لا أسانيد صحيحة له-يقول أبو عاصم: تتبعت النقول الواردة في رؤية الله مناماً فوجدتها تفوق عشرين نقلاً لكن لا تساوي فلساً واحداً بل ربعه، تلرة أجد بأن الإمام أحمد رأى ربه مائة مرة وتارة أبا حنيفة، وتارة أبا يزيد البسطامي، وتارة وتارة هكذا بهذا الاضطراب بل بهذا الكذب، وتارة وجدت أن رجلاً رأى ربه في المنام فقال: يا رب كيف الوصول إليك؟ قال: حُطَّ نفسَك ثم تعالى إلى غير ذلك من الخرافات التي لا يخلو منها كتاب من كتب الصوفية وربيبتها الرافضة، ومن لم يسعه هذا فعليه بـ (الروض الفائق)، و (بدائع الزهور)، و (إيقاظ الهمم)، و (الطبقات الكبرى) للشعراني، و (قوت القلوب)، و (نور الأبصار)، و (جواهر المعاني، وبلوغ الأماني)، و (بغية المستفيد)، وغيرها كثير من كتب الضلال التي يجب إحراقها بل أو الإستجمار بها لأنها لا يوجد فيها شيء صحيح حاش البسملة والحمدلة وما سوى ذلك فخبج-ثم إن المشكل كل المشكل معرفةُ المرئي من هو وما هو وما صفتُه؟ فإن الزاعمين للرؤية لا يجرءون على البيان، بل توالت عباراتهم على أن المرئي مثالٌ ورمزٌ؟! ولا يمكن أن يوصَف أو يكيف، وإنما هو خطابٌ أو إشارة يقع في رُوع النائم أنه الله، وما يدريه؟ وقد استغلَّ هذه المسألةَ الشيخُ محمد بن جعفر الكتاني وهو معروف بشطحاته الصوفية وقوله بالوحدة، فأعلن أنه يرى الله مناماً، وأنكر عليه فقهاء فاس، وانتصر له تلميذه عبد الله بن الصديق الغماري فنشر في مجلة (الإسلام) القاهرية مقالا بعنوان: (رؤية الله في المنام). ردَّدَ فيه تلك الدعاوى دون حجة ولا برهان مقبول، وتلقف ذلك المقال المتمشيخُ الدجال عبد الله الكرفطي بطنجة وكَتَبَ هذا بقلمه في إحدى رسائله فزعم أن أحد أنْعَامِهِ رأى الله تعالى في صورته هُو، وقال بأنه أَطْلَعَ شيخه أحمد بن الصديق على ذلك فصححها له وهو كاذبٌ لأنني قرأتُ تعبيره لرؤياه في رسالة له فإذا هو يقول له: بأن الرائي لم ير الله وإنما رآك ومعناه كذا في خَوَرٍ وهَذَرٍ، وشيخه المذكور ممَّن زعم أنه رأى الله فذكر في (الجؤنة) أنه رأى كأن صحافاً من الطعام توضع بين يديه وتأتي من ورائه فتَأَوَّلها بإكرام الله له بسبب عداوة إخوته له، وقال في أولها: رأيت رب العزة في المنام، وهذا ما رأى، فأين رؤية الله تعالى عن هذا الإفك؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 09, 09:43 م]ـ
وما فيها أن يقول رأيت ربى إذا غلب على ظنه أنه أدخل في روعه أنه هو فيكون؟
و وعند الترمذي
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ... )
فقال أتانى ربى والشاهد من هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال أتانى الليلة ربي تبارك وتعالى , ومعلوم أنه لم ير ذاته قال شيخ الإسلام: مجموع الفتاوى - (1/ 169)
وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحَادِيثِ الْمِعْرَاجِ الثَّابِتَةِ أَنَّهُ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَقَوْلُهُ: {أَتَانِي الْبَارِحَةَ رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ} الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ إنَّمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فِي الْمَنَامِ هَكَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا.
فالإشتراك بين النبى صلى الله عليه وسلم وغيره واقع في إمكانية رؤية الله تعالى وأيضا أن يقول رأيت ربي وإن لم يكن رأى ذاته ولا يلزم أن يكون الرائي صالحاً كما قال طائفة من أهل العلم فإنما هو تعبير عن الحال من إيمان بالله وصلاح وإذا أمره بما يخالف الشريعة فمردود وعلامة قوية علي أنه شيطان رجيم ومعلوم لديكم قصة عبد القادر الجيلاني ولا بأس أن إذا ادعى أحد الناس أنه رأى الله تعالى في منامه وفي كلام أخينا الفاضل أحمد بوادي الكفاية لكن ذكرت الشاهد فقط والله تعالى أعلم(67/151)
( google earth) يبين انحراف كثير من مساجدنا عن القبلة .. فهل أنت تصلي الى القبلة؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:06 ص]ـ
نعم هذا ماأخبرني به أحد الاخوة فقمت بالتأكد من اتجاه بعض المساجد عبر برنامج (قوقل ايرث) فوجدت أن بعضها مطابق في اتجاهه الى القبلة تماما واما البعض الاخر فقد وجدت انحرافه عن القبلة مع تفاوت في درجات الانحراف.
والطريقة هي بأن تمد خطا مستقيما من عين الكعبة الى محراب المسجد (في أي مكان في العالم) الذي تريد ان تتاكد من صحة قبلته.
ملاحظة: قد يستشهد البعض بحديث (مابين المشرق والمغرب قبلة) ... فنقول: نعم وهذا لمن استفرغ وسعه في تحري القبلة ..
والسؤال: مادام أنه بالامكان اصابة عين الكعبة ــ لمن استطاع استخدام هذه التقنية ــ فهل نعذر بعد هذا بما يحصل من انحراف عن القبلة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 - 09 - 06, 09:52 ص]ـ
كثير؟
نعم يا أخي أنا أصلي إلى القبلة وإن انحرفت قليلاً.
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:28 ص]ـ
جوجل إرث يعتد على الخرائط المقدمة له وليس على التصوير المباشر وبالتالي لا يعتمد في تحديد القبلة بشكل دقيق
والاعتماد على الاحداثيات وخطوط الطول والعرض المتبعة في وزارة الأوقاف أدق بكثير من النظر في الخريطة أو البرنامج وهذه الطريقة معتمدة في الطيران
ـ[أبو الأم]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:59 م]ـ
من الوسائل المساعدة على التحديد الدقيق ...
استخدام مايسمى Gps
وهذا جهاز مرتبط بالاقمار الصناعية .. لتحديد النقاط ..
واعلم من سجل نقطته وهو داخل الكعبة .. مما يعينه على تحديد اتجاه القبلة تماما ..
وهو ولا شك اكثر عملية من جوجل ارث ..
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:31 م]ـ
الواجب على الآفاقي استقبال جهة القبلة لا عينها، ومن أوجب على الناس تحري العين فقد أخطأ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [مجموع الفتاوى (22/ 210)]: "فالمقصود أنه من صلى إلى جهتها فقد صلى إلى عينها-وإن كان ليس عليه أن يتحرى مثل هذا-،
ولا يقال لمن صلى كذلك: إنه مخطئ في الباطن معفو عنه، بل هذا مستقبل القبلة باطنا وظاهرا، وهذا هو الذي أُمر به؛
ولهذا لما بنى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مساجد الأمصار كان في بعضها ما لو خرج منه خط مستقيم إلى الكعبة لكان منحرفا، وكانت صلاة المسلمين فيه جائزة باتفاق المسلمين،
وبهذا يظهر حقيقة من قال: إن من قرب منها أو من مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تكون إلا على خط مستقيم؛ لأنه لا يقر على خطأ، فيقال: هؤلا اعتقدوا أن مثل هذه القبلة تكون خطأ، وإنما تكون خطأ لو كان الفرض أن يتحرى استقبال خط مستقيم بين وسط أنفه وبينها، وليس الأمر كذلك،
بل قد تقدم نصوص الكتاب والسنة بخلاف ذلك" اهـ
ـ[نوح الحمداني]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:57 م]ـ
الواجب على الآفاقي استقبال جهة القبلة لا عينها، ومن أوجب على الناس تحري العين فقد أخطأ.
أحسنتم بارك الله فيكم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا خليفة على هذا النقل ...
وسبحان من أنطق ورزق شيخ الاسلام هذا الفهم قبل أن يتم اختراع قوقل ايرث بقرون طويلة ..
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 03:26 م]ـ
جزى الله الأخ فيصلاً خيراً على حرصه وغيرته، لكن أرى والله أعلم أن طرح مثل هذا الأمر لا يخلو من فتنة للمسلمين في دينهم، بل في أغلى شيء عندهم بعد الشهادتين، وهي الصلاة.
فهل "جوجل إيرث" قطعية الثبوت والدلالة كي أشكك المصلين في كثير من مساجد الأرض في قبلتهم!؟
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسأل الله تعالى أن يرزق هذه الأمة بأمثاله يرفعون قدر هذه الأمة علماً وعملاً.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:30 م]ـ
جوجل أيرث لا يأخذ صورة واحدة تجمع بين مكان مسجدك و الكعبة و لكن صورا مقطعة ثم ترتب فلعل ذلك يقلل من دقة الاتجاهات في المسافات البعيدة
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 05:14 م]ـ
السلام عليكم
نحن في بلادنا نعاني من هذه المسألة كثيرا
و كنت سابقا تتبعت بعض المساجد لقياس درجة الإنحراف فيها
فكانت النتائج
أقل إنحراف عن القبلة هو 30 درجة من درجات البوصلة
يليه 45 دراجة من درجات البوصلة
و كانت أكبر درجة قستها للإنحراف هي 50 درجة من درجات البوصلة
ثم توقفت لكي لا أحرم نفسي من الصلاة في المساجد -- حتى صرت أرى أن الجهل في هذه الحال نعمة --
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:12 ص]ـ
أحسنت أخي بنقل كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله
ومن باب الشيء بالشيء يذكر فإن فرقة الأحباش الضالة المضلة بنت لنفسها مساجد في كندا تتجه عن لقبلة بزاوية 90درجة فهم يصلون لجهة الشمال الشرقي بدلا من الجنوب الشرقي حسب زعمهم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:32 ص]ـ
http://www.9wary.com/uploads/96318f8411.jpg (http://www.9wary.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/152)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:26 ص]ـ
google earth دقيق جداً، والكلام من تجربتي بعد معرفتي مكاني عن طريق جهاز GPS ومشاهدة ذلك المكان على الخريطة.
الانحراف بضع درجات ليس مشكلة كبيرة. لكن 30 درجة و 45 انحراف شديد ويجب التنبيه عليه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:56 م]ـ
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج22/ص209
فمن توهم أن الفرض أن يقصد المصلى الصلاة فى مكان لو سار على خط مستقيم وصل إلى عين الكعبة فقد أخطأ ومن فسر وجوب الصلاة إلى العين بهذا وأوجب هذا فقد أخطأ وإن كان هذا قد قاله قائل من المجتهدين فهذا القول خطأ خالف نص الكتاب والسنة وإجماع السلف بل وإجماع الأمة فإن الأمة متفقة على صحة صلاة الصف المستطيل الذى يزيد طوله على سمت الكعبة بأضعاف مضاعفة وإن كان الصف مستقيما لا إنحناء فيه ولا تقوس
المقرئ
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:09 ص]ـ
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج22/ص209
فمن توهم أن الفرض أن يقصد المصلى الصلاة فى مكان لو سار على خط مستقيم وصل إلى عين الكعبة فقد أخطأ ومن فسر وجوب الصلاة إلى العين بهذا وأوجب هذا فقد أخطأ وإن كان هذا قد قاله قائل من المجتهدين فهذا القول خطأ خالف نص الكتاب والسنة وإجماع السلف بل وإجماع الأمة فإن الأمة متفقة على صحة صلاة الصف المستطيل الذى يزيد طوله على سمت الكعبة بأضعاف مضاعفة وإن كان الصف مستقيما لا إنحناء فيه ولا تقوس
المقرئ
جزاك الله خيرا شيخنا المقرئ على هذا النقل الموفق، ورحم الله شيخ الإسلام وجزاه الله عنا و عن الإسلام خيراً ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:04 ص]ـ
شيخنا أبا شعبة: وأنت كذلك لا حرمك الله الأجر جزاء دعائك لأخيك
المقرئ(67/153)
(حديث الكساء) في الرد على تلميذ النصير الطوسي.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:12 ص]ـ
"وأما حديثُ الكساءِ فهو صحيحٌ رواه أحمدُ والترمذيُّ من حديثِ أمِّ سلمةَ، ورواه مسلمٌ في صحيحه من حديثِ عائشةَ قالت خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ غداةٍ وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسودَ، فجاء الحسنُ بنُ علي فأدخله، ثم جاء الحسينُ فأدخله معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهركم تطهيرًا) الأحزاب33
وهذا الحديثُ قد شركه فيه فاطمةُ وحسنٌ وحسينٌ، رضي الله عنهم، فليس هو من خصائصه، ومعلوم أن المرأةَ لا تصلح للإمامة، فعلم أن هذه الفضيلةَ لاتختص بالأئمة، بل يشركهم فيها غيرُهم. ثم إن مضمونَ هذا الحديثِ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لهم بأن يُذهبَ عنهم الرجسَ ويطهرَهم تطهيرًا. وغاية ذلك أن يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم، واجتنابُ الرجسِ واجبٌ على المؤمنين، والطهارة مأمورٌ بها كلُّ مؤمنٍ.
قال الله، تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم) سورة المائدة 6 وقال: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) سورة التوبة 103
وقال، تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) سورة البقرة 222.
فغاية هذا أن يكون هذا دعاءً لهم بفعل المأمور وترك المحظور، والصدّّيق - رضي الله عنه - قد أخبر الله عنه بأنه (الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) سورة الليل 17 - 21
وأيضًا فإن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم) سورة التوبة 100 لابد أن يكونوا قد فعلوا المأمورَ وتركوا المحظورَ، فإنّ هذا الرضوان وهذا الجزاء إنما يُنال بذلك. وحينئذ فيكون ذهابُ الرجس عنهم وتطهيرُهم من الذنوب بعضَ صفاتهم، فما دعا به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكساء هو بعض ما وَصف به السابقين الأولين، والنبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لغيرِ أهلِ الكساءِ بأن يصليَ اللهُ عليهم، ودعا لأقوامٍ كثيرين بالجنة والمغفرة وغير ذلك مما هو أعظمُ من الدعاء بذلك، ولم يلزم أن يكون من دعا له بذلك أفضلَ من السابقين الأولين، ولكن أهل الكساء لما كان قد أوجب عليهم اجتناب الرجس وفعل التطهير دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يعينَهم على فعلِ ما أمرهم به، لئلا يكونوا مستحقين للذمِّ والعقابِ، ولينالوا المدحَ والثوابَ". منهاجُ السنةِ النبوية 5/ 13 - 15.(67/154)
هل يجوز أن أدرس الفقه أو علوم الحديث على شخص أشعري .. ؟
ـ[أبوبكر الكوردي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:16 ص]ـ
السؤال الأول ..
هل يجوز أن أدرس الفقه أو علوم الحديث على شخص أشعري .. ؟
والسؤال الثاني ..
نحن طلبة نتلقى العلم , وندرس العقيدة على معلمين يدرسونا العقيدة الأشعرية , ويفسرون يد الله تعالى بقدرته أو نعمته واستواءه على عرشه بالاستيلاء عليه ونحو ذلك , فما حكم الدراسة على هؤلاء المعلمين .. ؟
الجواب: .. الحمد لله
الأشاعرة فهي فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله -، وقد مر الأشعري بثلاث مراحل - كما ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج4/ 72 –
وهي باختصار: ..
مرحلة الاعتزال
ثم متابعة ابن كلاب
ثم موافقة أهل السنة
وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل.
وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة: ..
رسالة إلى أهل الثغر
ومقالات الإسلاميين
والإبانة
فمن تابع الأشعري على هذه المرحلة، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات، ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية، فقد خالف الأشعري نفسه، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم.
قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى ج3/ 338: ..
" والمتأخرون الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري، أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات، ولم يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت ..
حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذا السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها. " انتهى.
وقد أفتت اللجنة الدائمة فتوى رقم 6606 ج3/ 220: ..
" إن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات " انتهى.
وعلى هذا فالأولى ألا يدرس المسلم علوم الشريعة إلا على العلماء المعروفين بعلمهم، وسلامة اعتقادهم، والبعد عن المبتدعة والمخالفين لأهل السنة ومنهم الأشاعرة، والأمر في هذا سهل ولله الحمد، فقد أصبحت سبل التعلم متاحة في كل الأوقات لجميع الناس، فها هو علم علماء أهل السنة موجودة بعدة وسائل كالشريط الإسلامي، وهذه الكتب والكتيبات النافعة، وهذه المنتديات الإسلامية على الإنترنت، وهذه المواقع الإسلامية المفيدة، فطرق الخير وأبواب العلم سهلة ميسرة ولله الحمد والمنة.
فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علماً
والله اعلم
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=34531&ln=ara
جواب السؤال الثاني .. الحمد لله
هؤلاء الذين يفسرون القرآن بهذا التفسير سواء سميناهم أشعرية أو غير هذا الاسم , لا شك أنهم أخطئوا طريقة السلف الصالح , فإن السلف الصالح لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه هؤلاء المتأولون .. !
فليأتوا بحرف واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أبي بكر , أو عمر , أو عثمان , أو علي .. ؟
أنهم أولوا اليد بالقدرة أو بالقوة
أو أوَّلوا الاستواء بالاستيلاء
أو أولوا الوجه بالثواب
أو أولوا المحبة بالثواب أو بغير الثواب ...
ليأتوا بحرف واحد عن هؤلاء أنهم فسروا هذه الآيات وأمثالها بما فسَّر به هؤلاء، فإذا لم يأتوا ..
فيقال: ..
إما أن يكون السلف الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمام المتقين عليه الصلاة والسلام إما أن يكونوا على جهل بمعاني هذه العقيدة العظيمة , وإما أن يكونوا على علم , ولكن كتموا الحق وكلا الأمرين لا يمكن أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه الراشدين ولا من صحابته المرضيين , فإذا كان ذلك لا يمكن في هؤلاء وجب أن نسير على هديهم.
وأن نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل , وأن يدعوا قول فلان وفلان وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده وأن يعلموا أن لهم مرجعاً يرجعون إلى الله تعالى فيه , ولا يمكن أن يكون لهم حجة فيما قال فلان وفلان , والله إنهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً إن الله تعالى يقول: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) القصص/65
ولم يقل ويوم يناديهم فيقول: ..
ماذا أجبتم فلان وفلان وإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العظيم: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الأعراف / 158.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/155)
فأمر بالإيمان به واتباعه وإذا كان كذلك فهل يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً بالله ورسوله تمام الإيمان ثم يعدل عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في عقيدته بربه ويحرف ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لمجرد وهميات يدعونها عقليات.
إنني أنصحهم أن يرجعوا إلى الله عز وجل وأن يدعوا كل قول , لقول الله ورسوله فإنهم إن ماتوا على ذلك ماتوا على خير وحق وإن خالفوا ذلك فهم على خطر عظيم , ولن يغنوا عنهم من الله شيئاً , قال الله تعالى: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) النحل / 111.
أكرر النصيحة لكل مؤمن أن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فيما يعتقده بربه ومعبوده جل وعلا وفيما يعتقده في الخلفاء الراشدين المهديين من بعده , وفيما كان عليه أئمة المسلمين الذين قادوا الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , دون التحاكم إلى العقول التي هي وهميات في الحقيقة فيما يتعلق بالله تعالى وأسمائه وصفاته.
ولقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية حق الإجادة في قوله عن أهل الكلام: ..
(أنهم أوتوا فهوماً ولم يؤتوا علوماً , وأوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء) , فعلى الإنسان أن يوسع مداركه في العلوم المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , أسأل الله تعالى أن يتوفانا جميعاً على الإيمان , وأن نلقاه وهو راضٍ عنا إنه على كل شيءٍ قدير , والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وإني أدعوكم يا طلبة العلم أن تدعوا إخوانكم إلى ما سمعتم , فإنه والله هو الحق , ومن اطلع على حق سواه فإننا له قابلون وبه مستمسكون.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة (226).
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=10693&dgn=3
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:56 ص]ـ
تحضرني فتوى سمعتها للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى - في إحدى دروسه المسجلة والتي نشرتها تسجيلات البردين، وكان يستفتيه سائل أو طالب بالكلية حول الدراسة على شخص منحرف العقيدة، فشنع الشيخ على مثل هذا، وأمره بعدم الدراسة عليه لأنه جهمي!
رحم الله الشيخ
ولعل بعض المهتمين بفتاوى الشيخ كالشيخ المقرئ أو المحمد يخرجها لنا
وإلا بحتثُ عنها وأخرجتها(67/156)
الأصول اللسانية في المصادر العربية
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:03 م]ـ
الأصول اللسانية في المصادر العربية
د. محمد كشّاش
توطئة
الإنسان بشكل عام ينظر إلى نهايات الأمور لا إلى بداياتها، وإلى أواخر الأشياء لا إلى أوائلها ومبدئها. يجني الثمرة ويحكم على طعمها ويثني على بائعها، ويغضّ النظر عن زارعها ومستنبتها. ويلقي الطَّرْف على لوحة زيتية، فيمدح قماشها وخاماتها، ويعترف بفضل صانعها، من دون النظر إلى جهوده، وما كابده في إخراجها؛ لذلك تراه يناقش في ثمنها، بالنظر إلى كلفة موادها وخاماتها… والأمور في الحياة على النمط المذكور تدور. والذي حمل الناس على هذا السلوك، نظرتهم إلى خواتم الموجودات؛ فبنوا حكمهم على الظاهر وأهملوا الباطن، فضلاً على عدم الحاجة إلى التتبع والتعمق، والانصراف إلى التدبر والتحقق.
إلى جانب أساس آخر، يتمثل في بروز عقدة نقص العربي تجاه الغربي، وشعوره بالتقصير والدونية، فينسب كثيراً من مبادئ العِلْم وبذوره الأولى إليهم، حجته تطورهم التقني وارتفاع مستواهم الحضاري، وتوفر إمكانيات الاختراع والنيّة على الاكتشاف والابتكار والإبداع… مع أن في آبار العربية كثيراً من الإشارات، والمبادئ والأغراس التي تشير إلى أسس علوم أينعت في الأيام الحاضرة… ولم يكن هناك مَنْ ينتدب نفسه لتثميرها واستخراج مدّخرات آبارها؛ فسبقنا غيرنا إلى الريادة، وكتب لنفسه السيادة، وبقينا في الخلف نعاني العجز، وندعي القصور وعدم القيادة. من شواهد العلوم، التي عملت على إنضاجها الإشكالية المتقدمة، اللسانية أو الألسنية ( Linguistic) عامة والعلامية ( Semiology) خاصة. هل عرف العرب العلوم المذكورة في ميدان الدراسات اللغوية؟! أم اكتفوا بالنحو والصرف؟! فظهرت اللسانية من جنى الحضارة الغربية؟! وإذا كان الأمر كذلك، كيف تمكنوا من التواصل وعرفوا التعبير بالإشارات والعلامات التي تمت إلى السيمياء ( Semiology)؟؟! عند انتفاء معرفتهم السيمياء، تسقط مصداقية الدراسة ((اللغة والحواس))!! …، وتتلاشى فرضية البحث؛ لاستنادها حينئذٍ إلى الحدس؟!
العلامية: مفهومها، نشأتها وتطورها
السيمياء أو نظام العلامات ([ i])، علم يبحث في اللغات والإشارات والتعليمات ([ ii]).. الخ. وبالتعريف المذكور ظهرت ثلاثة اتجاهات. الأول ترأسه دوسوسير ( De Saussure) الذي اعتبر اللغة المنطوقة والمكتوبة جزءاً من السيمياء، قال ([ iii]): اللسان عبارة عن نسق من الدلالات التي تعبر عن المعاني، ومن ثم يمكن مقارنته بالكتابة وبالأحرف الأبجدية عند المصابين بالصمم والخرس، وكذلك مقارنته بالطقوس الرمزية وبأشكال الآداب وسلوكها، وبالإشارات المتعارفة عند الجنود وغير ذلك. ويرتئي دوسوسير جعل السيمياء –وهو العلم- برأيه- الذي يدرس حياة الرموز والدلالات المتداولة في الوسط المجتمعي- جزءاً من علم النفس العام… والاتجاه الثاني يمثله شارل بيرس ( Peirce) وهو رجل منطق وفلسفة، ارتأى نظرية عامة في العلامات دعاها ((السيميوتيك)) ( Semiotique) أو السيمياء معتبراً فيها: أن المنطق في معناه العام، هو مذهب علامات شبه ضروري كما حاولت أن أظهره .. وأضاف إنه لم يكن باستطاعتي يوماً ما دراسة أي شيء –رياضيات كان أم أخلاقاً .. أم تاريخ علوم .. - دون أن تكون الدراسة سيميائية ([ iv]).. وثمة اتجاه تزعمته فئة اعتبرت الفنون والآداب أشكال اتصال تعتمد على أنظمة العلامات، التي صدرت بدورها عن نظرية عامة للعلامة.
ومهما يكن من أمر الاتجاهات السابقة، فإن الأدق منها والأكثر تداولاً مذهب غيرو
( Guiraud)، وهو: ((الدراسة التي تتناول العلامات غير الألسنية)) ([ v]).
ترتب على افتراق علماء اللسانية في تحديد السيمياء، اختلاف حدود العلامات، فمنهم من جعلها ضيقةً مثل كلاوس ( G.Klaus) الذي قصر مجاله على الألفاظ، وآخرون توسعوا قليلاً منهم مورس ( ch. Morris) وسيبيوك ( Th. Sebeok) اللذان وضعا تحت لوائه العلامات التي يستعملها الحيوان. وتعدى آخرون الحدود المرسومة متوسعين في دلالة السيمياء إلى مجال اشتمل على الاتصال بين الخلايا الحية
( Bionique)، وما بين الآلات سيبرنتيكا
( cybernetique)، بالإضافة إلى الاتصال الحيواني ( Zoo semiotique)([vi])…
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/157)
عدّ إيكو ([ vii]) (U.Eco) الحقول التي يتضمنها السيمياء، وما يدخل تحت نطاقها، فجاءت على نحو: علامات الحيوانات، علامات الشم، الاتصال بواسطة اللمس، مفاتيح المذاق، الاتصال البصري، أنماط الأصوات والتنغيم
( Intonation)، التشخيص الطبي، حركات وأوضاع الجسد، الموسيقى، اللغات الصورية، اللغات المكتوبة، الأبجديات المجهولة، قواعد الآداب، الايديولوجيات، الموضوعات الجمالية والبلاغة .. وهي بجملتها مواضيع تمت إلى السيمياء بصلة كبيرة.
برزت الدراسات السيميائية، بالنظر إلى المراجع، منذ ما يقارب منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وذلك أن دوسوسير (1857 - 1913م) ([ viii]) وبيرس (1839 - 1944م) كانا من مؤسسيها. ثم استمرت في النمو والازدهار، ولما تزل حركتها ناشطة، ودراساتها مشعبة… وقد رددت المراجع تاريخ نشأتها المذكور، جاء في أحدها: ((إن محاولة تأسيس نظرية موحدة شاملة للعلامات لم تقم إلا في أوائل القرن العشرين على يد الفيلسوف الأميركي بيرس ( Pierce) من جهة، والعالم الألسني السويسري دوسوسير ( De Saussure) من جهة أخرى .. )). وفي المرجع نفسه، ورد مثل القول المتقدم: ((من الستينات ومجال علم السيمياء يُظهر نشاطاً متزايداً على كافة الصعد. ففي أكثر من بلد أخذت تتألف جمعيات
تُعنى بهذا العلم، أقدمها الجمعية
الدولية للدراسات السيميائية (1969)
( International Association For Semiotic Studies)..))([ix]). وكذلك ورد في المراجع الأجنبية ما يصب في الخانة نفسها. قال غيرو ( Guiraud): (( هكذا نشأت منذ بداية هذا العصر –القرن العشرين- النظرية العامة للعلامات)) ([ x]).
والقراءة المتأنية للتحديدات الزمانية التي تخصّ نشأة العلامات أو السيمياء تقرّ بأن علماء العربية وسواهم لم يعرفوا مثل الدراسات المذكورة، يترتب عليه أن التعبير بالعلامات ضرب من الوهم، ومعه تسقط مصداقية الكتاب. ولكن الغوص عميقاً في بطون مصادر النحو والبلاغة والفلسفة العربية، وسبر أعماقها والوصول إلى أبعد غور فيها، يبدل وجه الأقوال السابقة، ويظهر الحقيقة بأجلى حلتها.
لقد عرفت الحضارة العربية علم العلامات، ومارسه الناس في حياتهم، واعتمدوا عليه في اتصالاتهم، قبل أن يقعدوا قواعده، ويضعوا أصوله. من طليعة تبليغهم بالعلامات ما ورد في حديث أبي بكر حين عهد إلى عمر (رضي الله عنهما) بالخلافة، قال: ((كُلُّكُم ورِمَ أنْفُهُ)) ([ xi])، أي اغتاظ؛ لأن المغتاظ يورم أنفُهُ ويَحْمَر. فقد عبر أصدق تعبير، وأكثره لياقة عما أصاب الحاضرون من حسد وغيرة عن طريق ما علت أنوفهم من احمرار… وهي لفظة إشارية تحكي الواقع بصدق ويقين.
ومن الممارسة العملية-الطبيعية، إلى رحاب الدراسات الجادة المنهجية، تطل دراسة الجاحظ (ت 255هـ/869م) التي تعتبر بحقّ بحثاً سيميائياً أصيلاً. قال في باب البيان: ((والبيان اسمٌ جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير، حتى يُفْضي السامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله كائناً ما كان ذلك البيان، ومن أيَّ جنس كان الدليل، لأن مدار الأمر والغاية التي يجري القائل والسامع، إنما هو الفَهْم والإفهام، فبأي شيء بلغتَ الأفهامَ وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع)) ([ xii]). ولما كان الهدف عند الجاحظ ((إنما هو الفهم والإفهام))، وهو يحتاج إلى علامات تنقله ((فبأي شيء بلِّغْتَ الأفهام وأوضحت عن المعنى))، برزت عنده العلامات التي تنقل المعنى. وهي تدور ما بين لفظ وغير لفظ، قال الجاحظ معدداً العلامات والإشارات التي تدل على المعاني: ((وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد: أولها اللفظ ثم الإشارة، ثم العَقْد ثم الخط ثم الحال التي تسمى نِصْبةً)) ([ xiii]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/158)
وتحقيقاً لعلم العلامات، راح يفصل الإشارات التي تنقل المعاني المختلفة، ويشرح كيفيتها، وتطورها مستجيبة للدواعي الحضارية. فالإشارة تكون باليد وبالرأس وبالعين والحاجب والمنكب، أما إذا تباعد الشخصان فبالثوب وبالسيف. وتختلف دلالات إشارة السيف، فقد يتهدد رافع السيف والسَّوط؛ فيكون زاجراً ومانعاً رادعاً، ويكون وعيداً وتحذيراً. ويحدد الجاحظ المواقف الاجتماعية التي تستدعي التعبير بها، على نحو قوله: وفي الإشارة بالطَّرْف والحاجب وغير ذلك من الجوارح، مرفق كبير ومعونة حاضرة، في أمور يسترها بعض الناس من بعض ويُخْفونها من الجليس وغير الجليس. ولولا الإشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص الخاص ([ xiv])..
والعَقْد الحساب، وهو دون اللفظ والخط، قال البغدادي مفسراً إياه: ((والعَقْد نوع من الحساب يكون بأصابع اليدين، يقال له حساب اليد. وقد ورد منه في الحديث: وعقد عقد التسعين .. )) ([ xv]). وهو يشتمل على معانٍ كثيرة ومنافع جليلة.
أما النَّصْبة فهي الحال الناطقة بغير لفظ، والمشيرة بغير يد. من أمثلتها في نطق الجماد بدلالة الحال، قول الفضل بن عيسى بن أبان: ((سَلِ الأرضَ فَقُلْ: مَنْ شقَّ أنهارك، وغرس أشجارك، وجنى ثمارك؟ فإن لم تجبكَ حواراً، أجابتك اعتباراً)) ([ xvi]).
وبجملة الإشارات والعلامات يتمكن الإنسان من الإفصاح في غير مقام. وعند الجهل بإحداها، يخرج السلوك اللغوي إلى البوار: ((ولولا معرفة العباد بمعنى الحساب في الدنيا لما فهموا عن الله عزّ وجلّ الحساب في الآخرة، وفي عدم اللفظ وفساد الخط والجهل بالعَقْد فساد جُلّ النِّعَم، وفقدان جمهور المنافع، واختلال كل ما جعله الله عزّ وجلّ لنا قواماً، ومصلحة ونظاماً)) ([ xvii]).
وتخطى الجاحظ مبادئ العلامات إلى غير كتاب من كتبه، كالحيوان ([ xviii]) الذي أجمل فيه ما فصله في البيان ..
وعلى هَدْي الجاحظ، جاءت مباحث ابن قتيبة (ت276/ 889م) في العلامات. أورد في كتاب ((العِلْم والبيان)) الوسائل غير اللفظية التي تمكن من تبليغ المقاصد، على نحو: الاستدلال بالعين والإشارة والنصبة. من أمثلة الاستدلال بالعين، معرفة الحب والبغض من خلال حركة العين، حجته قول الأعرابي: [من البسيط]
إِنْ كَاتَمُونَا القِلَى نَمَّتْ عُيُونُهُم
والعَيْنُ تُظْهِرُ مَا فِي القَلْبِ أو تَصِفُ ([ xix])
ثم أتى بشاهد الجاحظ عند الاستلال على النصبة، أو الحال الناطقة بالهيئة والوضعية.
وارتقت السيمياء إلى درجة أصبح لكل موقف إشاراته التي تخصه، وهي تقوم مقام ألفاظه. فمواقف العشق والحب –على سبيل المثال لا الحصر- لها علاماتها، التي كثيراً ما لهج بها الشعراء والأدباء، وتناولها الناس .. فمن علاماتها التي سجلها ابن عبد ربه (ت328هـ/940م): [من الطويل]
ولِلحُبِّ آياتٌ إِذَا هِيَ صَرَّحَتْ
َبَدَّتْ عَلاَمَاتٌ لَهَا غُرَرٌ صُفْرٌ
فَبَاطِنُهُ سُقْمٌ وظَاهِرُهُ جَوَى
وَأَوَّلُهُ ذِكْرُ وآخِرُهُ فِكْرُ ([ xx])
وجدّوا أكثر لاستخراج علامات، يعرفون بواسطتها العاشق الولهان من غيره، فأضافوا بسعيهم الحثيث أمارات أخرى، منها لَجْلَجة اللسان، والاعتلال بالحَصْر والعِي، على حد قول أحمد بن أبي طاهر: [من الطويل]
عِتَاباً كَأَيَّامِ الحَيَاةِ أعدُّهُ
لأَلْقَى بهِ بَدْرَ السَّمَاءِ إِذَا حَضَرْ
فَإِذَا أَخَذَتْ عَيْنِي مَحَاسِنَ وَجْهِهِ
د ُهِشْتُ لِمَا أَلْقَى فَيَمْلِكُنِي الحَصَرْ ([ xxi])
واستدلوا على العاشق بعلامة أخرى تتمثل في دموع العين. وقد ارتقت إشارة الدموع إلى درجة باتت معه سمة من سمات العاشق، جسّدها الشعار المعروف ((لسان كتوم ودمع نموم)). ومن استعماله في الشعر ما أنشده الجُنَيْد: [من المتقارب]
لِسَانِي كَتُومٌ لأَسْرَارِكُم
ودَمْعِي نَمُومٌ لِسِرّي مُذِيعْ
وَلَوْلا دُمُوعِي كَتَمْتُ الهَوَى
وَلَوْلاَ الهَوَى لمْ تَكُنْ لِيْ دُمُوعْ ([ xxii])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/159)
وبلغ اهتمام العرب بالدراسات السيميائية مبلغاً، خصّوا فيه الحقول الدلالية بعلامات معينة، تعرف بها، ويتواصل عبرها. من أبرزها ميدان الحب، الذي أجملوا علاماته، بعدما كانت أشتاتاً متفرقات، تنقل على كل شفة ولسان. عقد ابن قيم الجوزية باباً أسماه ((في علامات المحبة وشواهدها))، يستدل بها عليها، منها: إدمان النظر إلى الشيء وإقبال العين عليه، وإغضاؤه عند نظر محبوبه إليه ورميه بطرْفِهِ نحو الأرض، وذلك من مهابته له، وحياؤه منه وعظمته في صدره، ومها أيضاً كثرة ذِكْر المحبوب واللهج بذكره وحديثه، والانقياد لأمر المحبوب وإيثارُهُ على مراد المحب، وقلة صبر المحبّ عن المحبوب، والإقبال على حديثه وإلقاء سمعه كلِّه إليه ([ xxiii]).. وهي علامات نفذ فيها ابن قيم الجوزية إلى أعماق النفس، واستخرج دفائنها وأتى بكنوزها وكشف عن خفاياها كأعظم ما يأتيه المحلل النفسي اليوم، يشهد له حديثه في أحد العلامات، قال: .. ومنها البَهَتُ والروعة التي تحصل عند مواجهة الحبيب ([ xxiv]) أو عند سماع ذكره، ولا سيما إذا رآه فجأةً أو طلع بغتةً، كما يقول الشاعر: [من الطويل]
فَمَا هُوَ إِلاَّ أنْ أرَاهَا فُجَاءَةً
فَأَبْهَتُ حَتَّى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
فَأَرْجِعُ عَنْ رَأْيي الّذِي كانَ أوَلاً
وأَذْكُر مَا أعْدَدْتُ حِينَ تغيبُ
وربما اضطرب عند سماع اسمه فجأةً .. وقد اخْتُلِفَ في سبب هذه الرَّوْعَة والفزع والاضطراب، قيل: سببه أن للمحبوب سلطاناً على قلب محبه أعظم من سلطان الرعيَّة، فإذا رآه فجأةً راعه ذلك ما يرتاع مَنْ يرى مَنْ يُعَظِّمُهُ فجأة، فإن القلب معظِّمٌ لمحبوبه خاضع له، والشخص إذا فجِئه المعظَّم عنده راعه ذلك. وقيل: سببه انفراج القلب له، ومبادرته إلى تلقِّيه فيهرب الدم منه فيبرد ويرعد ويحدث الاصفرار والرِّعدة ..
واتسعت ملاحظات علماء العربية لتشمل ميادين أخرى، منها معرفة الكاذب من المنافق بعلامات، كنبرة الصوت، وإيقاع كلامه، يؤازره قوله جلّ اسمه: {فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ} [محمد:30]. وفيه دلالة بليغة، تحمل العلامة ((سيماهم)) وآلتها ((لحن القول)). واختلاف النغمات والأصوات تبعاً لاختلاف المقاصد والأغراض مبدأ معروف عند علماء العربية. أشار الأصفهاني إليه بقوله:
(( .. فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات وإلى اختلاف النَّغَمات، فإنّ لكل إنسان نغمة مخصوصة يميّزها السَّمْع كما أن له صورة مخصوصة يميّزها البصر)) ([ xxv]).
حكت المظاهر المتقدمة، معرفة علماء العربية بعِلْم العلامات (السيمياء)، ووضع أصوله، واعتماده في سلوكهم التعبيري. ولا أدل على حذقهم له، وسبقهم إليه من ركيزة واحدة تتمثل في استعمال مصطلحاته، وهي:
1 - ((السيمياء)) بمعناه اللغوي المقابل ((للعلامات)) مصطلح عربي، استعمل في الميدان اللغوي المتداول اليوم، يشهد له قول الراغب الأصفهاني (ت 502هـ/1108م) في أثناء تفسيره الآية الكريمة: {وَمِنْهُ شجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10]، قال: .. والسِّيماء والسِّيمياءُ العلامة، قال الشاعر: [من الطويل]
لَهُ سِيمِيَاءُ لا تَشُقُّ عَلَى البَصَرْ ([ xxvi])
2- اللسانية ( Linguistic) أو الألسنية بحسب المترجمين، مصطلح عربي معروف في حقل الدراسات اللغوية، كما هو معروف اليوم. من شواهد استعماله ما أورده القرطبي (ت 671/ 11273م) في تفسيره، قال: سمّى الرسول r الفصاحة في الكلام واللسانة فيه سِحْراً. وفي الموضع نفسه، قال في معرض تفسيره حديث الرسول r (( إن من البيان لسِحْراً)): فالرجل يكون عليه الحق وهو ألْحَنُ بالحجج من صاحب الحق فيَسْحَر القوم ببيانه فيذهب بالحق وهو عليه، وإنما يحمد العلماء البلاغة واللِّسانة ما لم يخرج إلى حدّ الإسهاب والإطناب ([ xxvii])..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/160)
3 - ((الدال)) و ((المدلول)) و ((الدلالة)) مصطلحات لسانية تقابل (( Signifiant) و (( Signifié)) و (( Sémantique)) في اللغات الأوروبية، وهي مصطلحات متداولة في الدراسات العربية ومصادرها. أورد عبد القاهر الجرجاني (ت471هـ/1078م) في دلائل الإعجاز استعمالها، قال: فإذا وجب لمعنى أن يكون أولاً في النفس وجب للفظ الدال عليه أن يكون مثله أولاً في النطق… وتابع: وإن العِلْم بمواقع المعاني في النفس، علم بمواقع الألفاظ الدالة عليها في النطق ([ xxviii]). ومن شواهد استعماله مصطلح ((الدلالة))، قوله: وإذا كان هذا كذلك فينبغي أن ينظر إلى الكلمة قبل دخولها في التأليف .. وتؤدي في الجملة معنى من المعاني التي لا سبيل إلى إفادتها إلا بضمّ كلمة إلى كلمة، وبناء لفظة على لفظة، هل يتصور أن يكون بين اللفظتين تفاضل في الدلالة حتى تكون هذه أدلّ على معناها ([ xxix]).. واستعمالها في الحقل المذكور مطابق لاستعمال اليوم. وتعدى تداولها بيئة اللغويين إلى الفلاسفة. جاء في كتاب ابن سينا (ت 428هـ/1037م) جمع للمصطلحات المذكورة: (( .. وأما دلالة ما في النفس على الأمور فدلالة طبيعية لا تختلف، لا الدال ولا المدلول عليه، كما في الدلالة بين اللفظ والأثر النفساني، فإن المدلول عليه وإن كان غير مختلف، فإن الدال مختلف؛ ولا كما في الدلالة التي بين اللفظ والكتابة، فإن الدال والمدلول عليه جميعاً قد يختلفان)) ([ xxx]).
4-(( علم اللغة)) المقابل للمصطلح الأجنبي
(( Linguistic))، مصطلح متداول في بيئة اللغويين والنحويين، وقد استعمله –على سبيل المثال لا الحصر- الزمخشري في أثناء ذكره أصناف العلوم الأدبية، قال: ((اعلم أن العلوم الأدبية ترتقي إلى اثني عشر صنفاً، الأول: علم اللغة …)) ([ xxxi]).
5- " معنى المعنى" يناظر المصطلح اللساني المعاصر meaning of meaning من رواد من استعمله في الدراسات العربية البلاغية الإمام عبد القاهر الجرجاني، قال موضحاً المصطلح، مفسراً استعماله بصورة جليةٍ:" الكلام على ضربين: ضرب أنت تصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده ... وضرب آخر أنت لاتصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده ولكن يدلّك على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها إلى الغرض ... منها هنا عبارة مختصرة وهي أن تقول المعنى، ومعنى المعنى، تعني بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ، والذي تصل إليه بغير واسطة، وبمعنى أن تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك إلى معنى آخر" ([ xxxii])
وانتشار المصطلحات في التراث العربي دليل على معرفتها من جهة، وشيوع العلوم التي تخصّها من جهة ثانية، لأن المصطلح وعاء للعلم، ومن دونه لا يظهر المصطلح، ولا توجد دواع إليه. والذي يعزز ما نذهب إليه ملاحظة فايل ( Weil) في مقدمة كتاب الإنصاف، قال عند كلامه على الفرّاء: ولكن الفرّاء لم يهتم إلا قليلاً جداً بالأخذ المتناقل في هذا العلم، بل يبدو عليه طابع مَنْ يؤسس فرقة، أو مذهباً خاصاً به، وهو يختلف عن سيبويه اختلافاً بيّناً… وكثيراً ما استعمل الفرّاء اصطلاحات تخالف الاصطلاحات المشهورة عند علماء النحو ([ xxxiii]).. وفيه إقرار بوجود اتجاه لغوي سيميائي –لساني عربي، بسبب وجود مصطلحاته وأوعيته ..
وبالمادة المبيّنة، والمصطلحات المستعملة ثبتت معرفة العرب لعِلْم العلامات (السيميولوجيا)، وممارستهم إياه طبعية سليقة، وعن معرفة ودراية وحقيقة، كما في مباحث علامات الحب، وأمارات المنافق، وآيات الخائف ..
وصفوة القول
كان لعلماء العربية إسهام فعالٌ في الدراسات السيميائية (العلامية) خصوصاً واللسانية بمصطلح اليوم عموماً. وهو جهد بدا بجلاء في وضع حجر أساس الدراسات المذكورة، ورسم خطتها، ثم تركهم للأجيال اللاحقة تثميرها وإتمامها ورفع بنائها. وإذا كان جهدهم التأسيسي محدوداً نسبياً، فهو يحاكي زمانه، ويساير مبدأ النشوء والارتقاء؛ لأن كل مبتدئ لشيء لم يُسْبق إليه، ومبتدع لأمر لم يُتَقَدَّم فيه عليه، يكون قليلاً، ثم يكثر، وصغيراً ثم يكبر.
لم نصدر في ما نقول عن تعصب، ولا عن قلة بحث وتنقيب وتعقب، بل نستند فيما نقول إلى الدليل، ويكون الحكم للمنطق والعقل، وعليهما التعويل. وأبرز عيّنة تشهد لصحة الإشكالية التي نقولها مصطلح ((سيمياء)) الذي انتقل بلفظه ودلالته إلى الانكليزية فكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/161)
(( Semiology)) وإلى الفرنسية فعرف بِـ
(( Sémiologie))، وكذلك إلى الألمانية…
وإذا كان فيه إشارة ودلالة على جهد العرب في الدراسات اللغوية الحديثة، فله دلالة أخرى تقول بوحدة الحضارة الإنسانية، وإسهام المجتمعات فيها، وعدم احتكارها لجماعة دون أخرى، إلا بمقدار إسهامها وكمية جهودها.
لقد عرف العرب علم العلامات وأثْرُوا مباحثه، ولا أجلى لمعرفتهم فيه من أن آثار دراساتهم انعكست جلية في الدراسات المتأخرة. فرأي دوسوسير في السيميائية واعتباره اللغة جزءاً منها، وإلحاقها بعلم النفس عامة وعلم النفس الاجتماعي خاصة، صدى واضح القسمات لآراء الجاحظ، الذي اعتبر أصناف الدلالة خمسة ما بين لفظ وغير لفظ، جاعلاً اللغة من عناصر السيمياء، بالإضافة إلى حديثه عن المواقف التي ترتضي الشكل المعين من الأصناف المذكورة، وربطها بالمقام، وهو حديث علم نفس اجتماعي، من دون أن يسميه.
وبالإشارة المبينة، عسى أن يُرْفع الغبن عن إشكالية، وأن توضع النقاط على حل قضية، عايشها الدارسون وسلموا بما وصل إليهم من حقائق، كانت محصلة الاستقراء الناقص والمنهج المبتور.
مصادر البحث ومراجعه
ابن الأثير، مجد الدين المبارك بن محمد: النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق طه أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، لا. تا.
الأصفهاني، الراغب الحسين بن محمد: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، دار مكتبة الحياة، بيروت، لا. تا.
البغدادي، الشيخ عبد القادر بن عمر: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط1، لا. تا.
الجاحظ، أبو عثمان عمر بن بحر: البيان والتبيين، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار الفكر، بيروت، ط4، لا. تا.
الجاحظ، أبو عثمان عمر بن بحر: الحيوان، بتحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط4، 1965م.
الجرجاني، عبد القاهر: دلائل الإعجاز، تحقيق د. رضوان الداية ود. فايز الداية، دار قتيبة، دمشق، ط1، 1403هـ-1983م.
الزمخشري، محمود بن عمر: القسطاس في علم العروض، تحقيق د. فخر الدين قباوة، مكتبة المعارف، بيروت، ط2، 1410هـ-1989م.
السراج، الشيخ جعفر بن أحمد: مصارع العشاق، دار صادر، بيروت، لا. ط، لا. تا.
ابن سينا، أبو علي الحسين بن عبد الله: كتاب الشفاء (العبارة)، تصدير ومراجعة إبراهيم مدكور، تحقيق محمود الخضيري، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، 1390هـ-1970م.
ابن عبد ربه، أحمد بن أحمد: العقد الفريد، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، 1983م.
العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله: كتاب الصناعتين، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، 1406هـ-1986م.
فاخوري، د. عادل: تيارات في السيمياء، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1990م.
ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم: عيون الأخبار، طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1343هـ-1925م.
القرطبي، محمد بن أحمد: الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413هـ-1993م.
ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر: روضة المحبين ونزهة المشتاقين، خرّج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ-1995م.
المخزومي، د. مهدي: مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط2، 1377هـ-1958م.
لبنان
---
([ i]) بعض الدارسين يفرقون بين المصطلحين: سيميولوجيا ( Semiology) ويسمونها علم العلامات، والسيميوتيك ( Semiotic) ويسمونها العلامية، فيعرفون الأول بأنه العِلْم الذي يبحث في الإشارات والأنظمة الإشارية عامة، ويذهبون إلى أن الثاني يبحث في دلائل نظام إشاري معين .. فمثلاً إذا بحثت الشارات والألبسة في قطر معين، فالعمل ((علامية اجتماعية))، وإذا بحث الحوار في الشعر أو المسرح فالعمل ((علامية أدبية))، وهكذا دواليك .. وأرتأى بيرس ( Pierce) أن المصطلحين (( Semiologie)) و (( Semiolique)) يعنيان ((السيمياء)) والكلمتان تغطيان المضمار نفسه. فالأوروبيون يسلمون بالتسمية الأولى، بينما يتمسك الأنكلوسكسونيون بالثانية. ينظر، عدنان بن ذريل: اللغة والدلالة، آراء ونظريات، ص50،51، و P.Guiraud: La
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/162)
Semiologie, que sais-je? No 142, pp:6,7
([ii]) P. Guiraud: La Semiologie, que sais-je? No:142, P.5.
([iii]) F. De Saussure: Cours De Linguistique Général, P:33 ويرى أن إطلاق مصطلح علم الدلالة ( Sémiologie) مشتق من الكلمة الإغريقية دلالة ( Semeion).
([iv]) P. Guiraud: La Sémiologie, que sais-je? No:1421, P:6, et Oswald Ducrot et Tzvetan Todorov: Dictionnaire encyclopédique des Science, du Langage, E. D du seuil, Paris, P:113, P.Foulquié et R. Saint Jean: Dictionnaire de La Langue philosopie, P:622, et R.Lafer: Vocabulaire de psychopédagogie.., P:949.
([v]) P. Guiraud: La Sémiologie, que sais-je? No:1421, P:5
([vi]) ينظر: P. Guiraud: La Sémiologie, que sais-je? No:1421, P:8 ود. عادل فاخوري: تيارات في السيمياء، ص7، 8.
([ vii]) يراجع، د. عادل فاخوري: تيارات في السيمياء، ص8.
([ viii]) ينظر، G.Mounin: La Linguistique du xxe Siécle, P:48.
([ix]) ينظر، د. عادل فاخوري: تيارات في السيمياء، ص11 و7.
([ x]) P. Guiraud: La Sémiologie, que sais-je? No: 1421, P:7.
([xi]) ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج1 ص76. وفيه قال ابن الأثير: وهو من أحسن الكنايات.
([ xii]) الجاحظ: البيان والتبيين، مج1، ج1 ص75،76.
([ xiii]) الجاحظ: البيان والتبيين، مج1، ج1ص76.
([ xiv]) الجاحظ: البيان والتبيين، مج1، ج1 ص78.
([ xv]) البغدادي: خزانة الأدب، مج3، ص147. وقد ألَّفوا فيه كتباً وأراجيز، كأرجوزة ابن المغربي، منها قوله في عقد الثلاثين: [من الرجز]
وأضْمُمْها عِنْدَ الثَّلاثِينَ تَرَى
كَقَابِضِ الإِبْرَةِ مِنْ فَوْقِ الثَّرَى
قال شارحها: أشار إلى أن الثلاثين تحصل بوضع إبهامك إلى طرف السبابة، أي جمع طرفيها كقابض الإبرة.
([ xvi]) الجاحظ: البيان والتبيين، مج1، ج1ص81، وأبو هلال العسكري: كتاب الصناعتين، ص14، وفيه نسب القول إلى الرقاشيّ.
([ xvii]) الجاحظ: البيان والتبيين، مج1، ج1ص80.
([ xviii]) قال في فصل ((البيان ضروري للاجتماع)): .. وجعل آلة البيان التي بها يتعارفون معانيهم، والترجمان الذي إليه يرجعون عند اختلافهم، في أربعة أشياء، وفي خصلة خامسة .. هي: اللفظ والخط والإشارة والعَقْد، والخصلةِ الخامسة ما أوجد من صحة الدلالة وصدق الشهادة ووضوح البرهان .. الجاحظ: الحيوان، مج1، ص45.
([ xix]) ابن قتيبة: عيون الأخبار، مج1، ج2 ص181.
([ xx]) ابن عبد ربه: كتاب العقد الفريد، ج2، ص317.
([ xxi]) يراجع، الراغب الأصفهاني: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء البلغاء، مج2، ج3 ص118.
([ xxii]) ينظر، جعفر السراج: مصارع العشاق، مج2 ص113.
([ xxiii]) ابن قيم الجوزية: روضة المحبين ونزهة المشتاقين، 185 - 203.
([ xxiv]) ابن قيم الجوزية: روضة المحبين ونزعة المشتاقين، ص193، 194.
([ xxv]) الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، ص450.
([ xxvi]) الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، ص251.
([ xxvii]) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، مج1، ج2 ص32.
([ xxviii]) عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص44،45.
([ xxix]) عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز، ص39.
([ xxx]) ابن سينا: الشفاء (العبارة)، ص5.
([ xxxi]) الزمخشري: القسطاس في علم العروض، ص15.
([ xxxii]) عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز. ص184.
([ xxxiii]) نقلاً عن، د. مهدي المخزومي: مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو، ص353.(67/163)
أداء السنن الرواتب ...
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:08 م]ـ
عن أم حبيبة رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة)) [رواه مسلم: 1696].
* السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.
السؤال: هل الركعتان بعدالعشاء يدخل فيهما ما يسمى بصلاة الشفع أو خلافهما ...
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[10 - 09 - 06, 07:57 م]ـ
أين أنتم يا أهل الحديث .... هل من مجيب بارك الله فيكم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:13 ص]ـ
يا ليت توضّح سؤالك أكثر أبا أنس، لعله لم يفهمه الإخوة جيداً.
ما معنى صلاة الشفع؟
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد
صلاة الشفع هي الركعتين التي قبل ركعة الو تر لمن ليس له حظ من مناجاة ربه بليل و ناس نيام ... معذرة على الأخطاء ليس بحوزتي لوحة كتابة بالعربية.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:55 م]ـ
صلاة الشفع كما يسميها بعض الناس يا أخي هي ركعتان نافلة بعد العشاء فإذا صلها العبد المسلم إن شاء الله تكون هي الركعتان التي ذكرتا في حديث الرواتب و الله أعلم(67/164)
هل هناك أدعية تقرأ عند الولادة؟
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل هناك أدعية تقرأ عند الولادة؟
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[14 - 09 - 06, 08:13 ص]ـ
هناك كتيب اسمه " الإفادة فيما جاء في ورد الولادة " جمعتها نورة بنت عبد الرحمن وهو من اصدرات دار القاسم 1422 هـ.
تقول الاخت في مقدمة الكتاب:
... والمرأة الحامل أو التي على وشك الوضع لها نصيب من تلك الأوراد والأدعية سواء الأوراد اليومية أو المخصصة لها، خصوصاً عند الوضع لأنها في حالة اضطرار وألم وفزع وخوف شديد وهم وكرب. والجنين لا يسلم من نخزة الشيطان لذلك حاولت أن أجمع الآيات والأحاديث والآثار التي هي سبب لحماية المسلم على وجه العموم، وللحامل وجنينها على وجه الخصوص ...
ثم بدأت بذكر الأوراد من القرآن الكريم، ثم الأوراد من الحديث الشريف، ثم ذكرت بعض الآثار التي وردت، ثم ختمت هذا بذكر وصايا للمرأة الحامل للعمل بها عند قرب ولادتها وعند تواجدها في غرفة الولادة وبعد أن يفرج الله سبحانه عنها وتضع مولودها.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 12:02 ص]ـ
أظن و الله أعلم في مثل هذه الظروف التي لم يثبث فيها أدعية مخصصة في السنة المطهرة أن تقوم الأخت الفاضلة بذكر الله كما تشاء مثل التسبيح و التهليل و التكبير و الحمد.
فالذكر عظيم الأجر و هو الذي يفرج الهموم بإذن الله كما قال تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب ُ} سورة الرعد (28)
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيكما
وجدت هذه الفتوى للشيخ العثيمين رحمه الله
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: نختم هذا اللقاء فضيلة الشيخ محمد بسؤال من السائلة مريم تقول فضيلة الشيخ هل هناك آيات واردة تقرأ بغرض تسهيل الولادة بالنسبة للمرأة؟
الجواب
الشيخ: لا أعلم في ذلك شيء عن السنة لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطلق ما يدل على التيسير مثل (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ويتحدث عن الحمل والوضع كقوله تعالى) وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه) ومثل قوله تعالى (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها) فإن هذا نافع ومجرب بإذن الله والقرءان كله شفاء إذا كان القارئ والمقروء عليه مؤمنا بأثره وتأثيره فإنه لابد أن يكون له أثر فإن الله سبحانه وتعالى يقول (وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) وهذه الآية عامة شفاء ورحمة يشمل شفاء القلوب من أمراض الشبهات وأمراض الشهوات وشفاء الأجسام من الأمراض المستصعبات.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1210.shtml
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 - 09 - 06, 02:13 م]ـ
فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عندي بخط يده، وأظنها ليست كما هنا.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:54 ص]ـ
فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عندي بخط يده، وأظنها ليست كما هنا.
هل تتفضل وتنقل الفتوى لنا , مع العلم أن الفتوى التي نقلتها هي من موقع الشيخ رحمه الله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:41 م]ـ
أبشر.
سأصلح الماسح - بإذن الله - ثم أرفقها.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[31 - 10 - 08, 12:27 م]ـ
هل هو صحيح أن نقول أن هناك بعض الآيات تيسر الولادة كقول الله (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه) أو قراءة سورة الزلزلة!! هل أخبر رسول الله بذلك؟ وهل كان الصحابة يفعلون ذلك؟
ـ[احمد محمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 11 - 08, 12:11 ص]ـ
متابع معكم وجزاكم الله خبرآ
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 06:51 ص]ـ
- اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2886
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط مسلم(67/165)
سمعته يقول: إن هناك من ارتد ممن شهد بدرا ومات على ردته.فهل ثبت ذلك؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 09 - 06, 03:30 م]ـ
سمعته في بعض الاذاعات وقد اشكل علي خصوصا وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم).
فما الجواب على هذا الاشكال؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[10 - 09 - 06, 05:16 م]ـ
أخي من هو .............. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من ادعى فعليه الدليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:02 م]ـ
الحديث كا رواه مسلم رضي الله عنه في صحيحه:
161 - (2494) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر - واللفظ لعمرو - (قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا) سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد أخبرني عبيدالله بن أبي رافع وهو كاتب علي قال:: سمعت عليا رضي الله عنه وهو يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال ائتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا؟ قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ ملصقا في قريش (قال سفيان كان حليفا لهم ولم يكن من أنفسها) وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم (((((صدق))))) فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال (((((إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))))) فأنزل الله عز وجل {يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} [60 / الممتحنة / 1] وليس في حديث أبي بكر وزهير ذكر الآية وجعلها إسحاق في روايته من تلاوة سفيان.
] ش (روضة خاخ) هي بخاءين معجميتين هذا هو الصواب الذي قاله العلماء كافة من جميع الطوائف وفي جميع الروايات والكتب وهي بين مكة والمدينة بقرب المدينة (فإن بها ظعينة) الظعينة هنا الجارية وأصلها الهودج وسميت بها الجارية لأنها تكون فيه (تعادى) أي تجري (عقاصها) أي شعرها المضفور جمع عقيصة]
**********
ما أدري ... كيف فهم من فهم أن الصحابي الجليل حاطب رضي الله عنه مرتد!!!!!!!!!!(67/166)
أرجو المساعدة ... حواء وزوجة نوح وزوجة لوط وأم موسى
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[10 - 09 - 06, 05:11 م]ـ
أرجو من الاخوة افادتي فانا اطرح هذا الموضوع للمرة2 ارجو ممن عنده معلومات مفصلة عن:
حواء
زوجة نوح
زوجة لوط
أم موسى
فليفدنا بها مأجورا ذلك ان ماعندي من معلومات هي ماورد في كتاب الله ولكني بصدد تأليف نسائي واود ان اضبف اليه احاديث لم نعرفها من قبل او آثار عن السلف او اي كتابات عن هؤلاء النسوة فيها عبر ومواعظ ........
والسلام عليكم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:01 م]ـ
أبشري يا أم محمد, فحقك أن تجابي عن كل ما تسألين عنه للُحمة الإسلام أولا ثمَّ لانتسابك إلى خير الأنام عليه الصلاة والسلام ..
بالنسبة لحواء ورد في البخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرهم حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم (ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها) والمقصود بخيانتها دعوتها لآدم حتى أكل من الشجرة التي نُهي عنها.
وفي الترمذي حديث قال عنه: حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة.
والألباني قال عنه: ضعيف
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد, فقال:سميه عبد الحارث فسمته عبد الحارث فعاش ذلك, وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره.
وسأذكر لك المزيد بحول الله تعالى ...
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:10 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم
أتمنى منك ومن الاخوة الافادة أفادكم الله ..
ألا ترى أخي أن هؤلاء النسوة الكتابات عنهن قليلة أو تكاد تكون منعدمة
نرجو من الاخوة اراء الموضوع كما عودونا من قبل ..
ـ[المستشار]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:06 م]ـ
أبشري يا أم محمد, فحقك أن تجابي عن كل ما تسألين عنه للُحمة الإسلام أولا ثمَّ لانتسابك إلى خير الأنام عليه الصلاة والسلام .... صدقتم أستاذي الفاضل.
وتفضلوا هذا ما وجدته في موسوعة صخر للكتب التسعة بعد حذف المكرر:
البخاري 3330 حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ يَعْنِي لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزْ اللَّحْمُ وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا
وهو عند مسلم أيضًا 1470
ابن ماجة 525 حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ أَنْبَأَنَا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بَوْلِ الرَّضِيعِ يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْمِصْرِيُّ قَالَ سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلَامِ وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ وَالْمَاءَانِ جَمِيعًا وَاحِدٌ قَالَ لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ ثُمَّ قَالَ لِي فَهِمْتَ أَوْ قَالَ لَقِنْتَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ قَالَ قَالَ لِي فَهِمْتَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لِي نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/167)
أحمد 20734 حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ قَالَ رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ أَيْ بَنِيَّ إِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَذَهَبُوا يَطْلُبُونَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَمَعَهُمْ أَكْفَانُهُ وَحَنُوطُهُ وَمَعَهُمْ الْفُؤُوسُ وَالْمَسَاحِي وَالْمَكَاتِلُ فَقَالُوا لَهُمْ يَا بَنِي آدَمَ مَا تُرِيدُونَ وَمَا تَطْلُبُونَ أَوْ مَا تُرِيدُونَ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ قَالُوا أَبُونَا مَرِيضٌ فَاشْتَهَى مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قَالُوا لَهُمْ ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ قَضَاءُ أَبِيكُمْ فَجَاءُوا فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ فَلَاذَتْ بِآدَمَ فَقَالَ إِلَيْكِ إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا أُوتِيتُ مِنْ قِبَلِكِ خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَبَضُوهُ وَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَحَفَرُوا لَهُ وَأَلْحَدُوا لَهُ وَصَلَّوْا عَلَيْهِ ثُمَّ دَخَلُوا قَبْرَهُ فَوَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ الْقَبْرِ ثُمَّ حَثَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ ثُمَّ قَالُوا يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ
ورجاء مراجعة مدى صحة الحديثين الثاني والثالث المذكورين هنا، بالرجوع لنسخة محققة مثل صحيح وضعيف ابن ماجة للشيخ الألباني، والمسند بتحقيق الأرناؤوط.
وقد بحثتُ سريعا عن (حواء) فقط بكتابة (حواء) في خانة البحث، ويمكن البحث عن باقي الأسماء المذكورة بمثل هذه الطريقة في الموسوعات.
كما تراجع كتب التأريخ في الكلام عن الأمم السابقة.
وكذلك تفسيرات الآيات القرآنية، وخاصة عند ابن كثير والدر المنثور للسيوطي وغيرها من الكتب التي تهتم بجمع الأحاديث في تفسير الآيات الكريمة.
وقد رأيت في المكتبات عددًا كبيرًا من الكتب المعاصرة حول (نساء ذكرهن القرآن الكريم) ولكن لا أذكر أية تفاصيل عنها الآن.
وهناك كتاب (قصص الماضين) للشيخ مشهور حسن سلمان وفيه كلام عن قصص نساء بني إسرائيل.
وهناك كتاب (أخبار النساء) لابن طيفور تحقيق د. عبد الحميد هنداوي.
ـ[المستشار]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:08 م]ـ
وهناك كتب (قصص القرآن) للنجار، ولجماعة من المعاصرين ستجدين فيها بعض أشياء أيضًا إن شاء الله عز وجل.
والحذر الحذر من كثيرٍ من كتب المعاصرين في قصص هؤلاء وغيرهم مثل (ألف قصة وقصة) وغيرها الكثير من كتب القصص فلم يهتم أصحابها كثيرًا بتوثيق المنقولات، وغلب على كتب بعضهم عدم المصداقية بسبب هذا الأمر، ولغلبة المناكير والموضوعات في تصانيفهم.
فالحذر الحذر.
هذا ما سمح به الوقت الآن وليعذرنا الأفاضل للتقصير.
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:18 م]ـ
شكرا لك أخي المستشار .. وسأعمل بتحذيرك
وانا بانتظار المزيد منك ومن أخي الشنقيطي
بارك الله فيكم جميعا(67/168)
هل قال أحد من العلماء بجواز القرآءة من المصحف في صلاة الفريضة.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[10 - 09 - 06, 06:55 م]ـ
حيث أن المستقر والمعلوم هو عدم الجواز لقوله تعالى {فاقرؤا ماتيسر منه}.
وأيضا لعدم وروده عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومعلوم أن العبادات مبناها على التوقيف كما هو مقرر في الأصول.
وأما قصة عائشة وهي مشهورة, لكن حملها أهل العلم على النافلة كما في دلالة القصة إن صحت.
والسؤال:
هل يوجد من العلماء من قال بالجواز؟ وما هي أدلته؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:40 م]ـ
نعم
انظر المنتهى1/ 61
قال في المنتهى وشرحه:
(((وَ) لِمُصَلٍّ " قِرَاءَةٌ فِي الْمُصْحَفِ، وَنَظَرٌ فِيهِ " أَيْ: الْمُصْحَفِ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ الْقِيَامَ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ، قِيلَ لَهُ: الْفَرِيضَةُ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهَا شَيْئًا.
وَسُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ يَقْرَأُ فِي رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ، فَقَالَ: كَانَ خِيَارُنَا يَقْرَءُونَ فِي الْمَصَاحِفِ)) أ. هـ.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:58 م]ـ
وهل لقائل جريان الفريضة مجرى النافلة إذ الأصل المساواة؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:00 م]ـ
سؤال رقم 65924 - القراءة من المصحف في صلاة الفرض
ما حكم الإمام الذي يقرأ من المصحف في صلاة الجماعة؟.
الحمد لله
لا بأس بقراءة القرآن من المصحف في صلاة النفل، كقيام الليل.
أما الفرض فيكره فيه ذلك لعدم الحاجة إليه غالبا، فإن احتاج فلا بأس بالقراءة من المصحف حينئذٍ.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/ 335):
" قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف.
قيل له: في الفريضة؟ قال: لا , لم أسمع فيه شيئا. وقال القاضي: يكره في الفرض , ولا بأس به في التطوع إذا لم يحفظ , فإن كان حافظا كره أيضا. قال: وقد سئل أحمد عن الإمامة في المصحف في رمضان؟ فقال: إذا اضطر إلى ذلك. . . وحُكِيَ عن ابن حامد أن النفل والفرض في الجواز سواء. . .
والدليل على جوازه ما روى أبو بكر الأثرم , وابن أبي داود بإسنادهما عن عائشة أنها كانت يؤمها عبد لها في المصحف.
وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف فقال: كان خيارنا يقرءون في المصاحف. . . .
وأبيحت القراءة في المصحف لموضع الحاجة إلى سماع القرآن والقيام به.
واختصت الكراهة بمن يحفظ لأنه يشتغل بذلك عن الخشوع في الصلاة، والنظر إلى موضع السجود لغير حاجة. وكره في الفرض على الإطلاق ; لأن العادة أنه لا يحتاج إلى ذلك فيها " انتهى بتصرف واختصار.
وقال النووي رحمه الله في المجموع (4/ 27):
" لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة. . .
وهذا الذي ذكرناه من أن القراءة في المصحف لا تبطل الصلاة مذهبنا ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد " انتهى باختصار.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يجوز للإمام في أثناء الصلوات الخمس أن يقرأ من المصحف، وخاصة صلاة الفجر لأن تطويل القراءة فيها مطلوب وذلك مخافة الغلط أو النسيان؟
فأجاب:
" يجوز ذلك إذا دعت إليه الحاجة، كما تجوز القراءة من المصحف في التراويح لمن لا يحفظ القرآن، وقد كان ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها في رمضان من مصحف، ذكره البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به، وتطويل القراءة في صلاة الفجر سنة، فإذا كان الإمام لا يحفظ المفصل ولا غيره من بقية القرآن الكريم جاز له أن يقرأ من المصحف، ويشرع له أن يشتغل بحفظ القرآن، وأن يجتهد في ذلك، أو يحفظ المفصل على الأقل حتى لا يحتاج إلى القراءة من المصحف، وأول المفصل سورة ق إلى آخر القرآن، ومن اجتهد في الحفظ يسر الله أمره، لقوله سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) وقوله عز وجل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ). والله ولي التوفيق " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (11/ 117).
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65924&ln=ara&txt= يجوز%20ذلك%20إذا%20دعت%20إليه%20الحاجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/169)
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:25 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:06 م]ـ
السلام عليكم:
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا وأتحفونا بفوائدهم ولي بعض الوقفات حول المداخلات:
1 - الشيخ عامر حفظه الله الواضح من نص الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه لا يرى الجواز أو أنه يرى الجواز مع الكراهه بدليل أنه قال لا حينما سئل وقال لم أسمع فيها شيئا, كما نقلها غير واحد من علماء الحنابلة على رأسهم وشيخهم في وقته الموفق ابن قدامه في المغني وابن مفلح في الفروع (ج 2 / ص 220) وغيرهم, وأيضا ومعلوم شدة تمسك أحمد رضي الله عنه بالسنن والآثار فقال ذلك فهذا يدل على أن الإمام أحمد لم يسمع فيها شيء فالأصل التوقيف كما هو مقرر في قواعد وأصول الإمام أخمد رحمه الله تعالى, وإن كان المروي عنه أكثر من روايه كما سأبينه إن شاء الله لكن لا أعلم ماهو المعتمد من المذهب ولم اراجع شيئا من ذلك ونفضل أن يحقق أحد من الإخوة ذلك.
2 - الأخ حسن السلفي نعم هناك من قال بذلك وهو أصرح دليل في هذه المسألة؛ لكن أُعترض عليه. وأشكر مرورك ومداخلتك.
3 - الشيخ الفاضل إحسان العتيبي شرف لي مشاركتك في الموضوع, ويا ليتك نقلت نص ابن قدامة كاملاً لتعم الفائدة, وجزاك الله خيرا.
4 - من خلال مراجعة بسيطة للمسألة استنبطت بعض الفوائد منها:
- قال ابن قدامة في المغني ج 3 / ص 3 ((فَصْلٌ: قَالَ أَحْمَدُ: لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ الْقِيَامَ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ قِيلَ لَهُ: فِي الْفَرِيضَةِ؟ قَالَ: لَا، لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ شَيْئًا.
وَقَالَ الْقَاضِي: يُكْرَهُ فِي الْفَرْضِ، وَلَا بَأْسَ بِهِ فِي التَّطَوُّعِ إذَا لَمْ يَحْفَظْ، فَإِنْ كَانَ حَافِظًا كُرِهَ أَيْضًا.
قَالَ وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الْإِمَامَةِ فِي الْمُصْحَفِ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: إذَا اُضْطُرَّ إلَى ذَلِكَ.
نَقَلَهُ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحٌ، وَابْنُ مَنْصُورٍ.
وَحُكِيَ عَنْ ابْنِ حَامِدٍ أَنَّ النَّفَلَ وَالْفَرْضَ فِي الْجَوَازِ سَوَاءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ إذَا لَمْ يَكُنْ حَافِظًا؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ طَوِيلٌ، وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُد، فِي كِتَابِ الْمَصَاحِفِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَهَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ نَؤُمَّ النَّاسَ فِي الْمَصَاحِفِ، وَأَنْ يَؤُمَّنَا إلَّا مُحْتَلِمٌ، وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَالرَّبِيعِ، كَرَاهَةُ ذَلِكَ وَعَنْ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنِ قَالَا: تُرَدِّدُ مَا مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ وَلَا تَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِهِ مَا رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، وَابْنُ أَبِي دَاوُد بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ يَؤُمُّهَا عَبْدٌ لَهَا فِي الْمُصْحَفِ وَسُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ يَقْرَأُ فِي رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ فَقَالَ: كَانَ خِيَارُنَا يَقْرَءُونَ فِي الْمَصَاحِفِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ، وَيَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ وَعَنْ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ فِي التَّطَوُّعِ وَلِأَنَّ مَا جَازَ قِرَاءَتُهُ ظَاهِرًا جَازَ نَظِيرُهُ كَالْحَافِظِ، وَلَا نُسَلِّمُ أَنَّ ذَلِكَ يَحْتَاجُ إلَى عَمَلٍ طَوِيلٍ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا فَهُوَ مُتَّصِلٌ وَاخْتَصَّتْ الْكَرَاهَةُ بِمَنْ يَحْفَظُ لِأَنَّهُ يَشْتَغِلُ بِذَلِكَ عَنْ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ وَالنَّظَرِ إلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ.
وَكُرِهَ فِي الْفَرْضِ عَلَى الْإِطْلَاقِ؛ لِأَنَّ الْعَادَةَ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إلَى ذ لِكَ فِيهَا وَأُبِيحَتْ فِي غَيْرِ هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ لِمَوْضِعِ الْحَاجَةِ إلَى سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَالْقِيَامِ بِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.))
- وفي أحد فتاوى الأزهر للمفتي عطية صقر مايلي:
السؤال
نرى كثيرا ممن يصلون التراويح يمسكون المصحف بأيديهم ويقرءون منه ثم يضمونه ويضعونه فى جيوبهم أو على كرسى، ثم يأخذونه مرة ثانية، فما رأى الدين فى ذلك؟
الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/170)
معلوم أن قراءة بعض القرآن بعد الفاتحة سنة فى الركعتين الأوليين من الصلاة، وذلك للإمام والمنفرد، ولو تركت القراءة فالصلاة صحيحة وإن قلَّ ثوابها. وإذا أحب المصلى أن يقرأ فليقرأ ما يحفظه ولو كرره فى الركعات والصلوات، ولا يلزمه تغيير ما يحفظه، فإذا أراد أن يقرأ ما لم يحفظ احتاج إلى مصحف أو مكتوب فيه قرآن، فهل يجوز ذلك؟ أخرج الإمام مالك أن ذكوان مولى السيدة عائشة رضى الله عنها كان يؤمها فى رمضان ويقرأ من المصحف، ولا بأس بذلك كما ذهب إليه الشافعية، والشرط ألا يفعل حركات تبطل الصلاة، كوضع المصحف ثم حمله وفتحه ليقرأ منه، فإن ثلاث حركات ليس بينها فاصل طويل تبطل الصلاة، وقد يستعان على عدم كثرة الحركات بوضع المصحف ذى الخط الكبير على شىء مرتفع أمام المصلى ليقرأ منه الصفحة والصفحتين، ولا يحتاج إلى تقليب الأوراق كثيرا، والقليل من التقليب لا يبطل الصلاة، قال النووى فى المجموع: ولو قلَّب أوراق المصحف أحيانا فى صلاته لم تبطل.
من هذا نرى أن القراءة فى الصلاة من المصحف جائزة عند المالكية، ولكن محل ذلك هو فى التراويح والنوافل، أما فى صلاة الفرض، فمكروهة، لكن الصلاة صحيحة، وكذلك جائزة عند الشافعية والحنابلة كالمالكية فى الجواز فى النفل والكراهة فى الفرض مع صحة الصلاة، أما الحنفية فقد نقل عن الإمام أبى حنيفة أنها تبطل الصلاة إذا لم يكن حافظا، لأنه عمل طويل. ولأن التلقُّن من المصحف كالتلقن من غيره، ومثل الحنفية الظاهرية فى البطلان. ومن أدلة المجيزين ما سبق ذكره عن مولى السيدة عائشة وأخرجه مالك. وسئل الزهرى عن رجل يقرأ فى رمضان فى المصحف فقال: كان خيارنا يقرءون فى المصحف، ومن أدلة المانعين ما رواه ابن أبي داود فى " كتاب المصاحف " أن ابن عباس قال: نهانا أمير المؤمنين أن نؤم الناس فى المصاحف. وروى عن بعض التابعين كراهته. والشرط عند الجواز عدم الفعل الكثير. والأولى أن يكون ذلك لغير الحافظين وفى النوافل، واختلافهم رحمة.
- وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س: قراءة القرآن في المصحف وقراءته بدون مصحف أيهما أفضل؟
ج: ما هو أنفع لك وأخشع لقلبك أفضل.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //.
-وَسُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه 5/ 198 عَمَّنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَمَا عِنْدَهُ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنْ اللَّحْنِ إلَخْ؟ وَإِذَا وَقَفَ عَلَى شَيْءٍ يَطَّلِعُ فِي الْمُصْحَفِ هَلْ يَلْحَقُهُ إثْمٌ أَمْ لَا؟
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: إنْ احْتَاجَ إلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ قَرَأَهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَرَجَعَ إلَى الْمُصْحَفِ فِيمَا يُشْكِلُ عَلَيْهِ وَلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا وَلَا يَتْرُكُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ وَيَنْتَهِي بِهِ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِأَجْلِ مَا يَعْرِضُ مِنْ الْغَلَطِ أَحْيَانًا إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَفْسَدَةٌ رَاجِحَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
وفتوى اللجنة الدائمة - وأغلب الظن فتوى ابن تيمية الأخيرة - لا علاقة لهما بالموضوع
فهما في القراءة في المصحف خارج الصلاة
والله أعلم
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:21 م]ـ
نعم جزاك الله خيرا لا دخل لهافي الموضوع لكن كما قلت في الأول هذه فوائد من المراجعة ولو كانت في صلب الموضوع لما احتجنا للسؤال. والله أعلم.
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[28 - 09 - 06, 01:49 م]ـ
الأخوة الكرام
فيه منظور آخر في المسألة نرجو النظر فيه ألا وهو:
أن الصلاة عبادة توقيفية (صلوا كما رأيتموني أصلي)
وقد وقع الاختلاف بين مجيز في النفل، يكرهه في الفرض
أو مجيزه في النفل يمنعه في الفرض
أو يمنعه البتة.
فأصبحت العبادة التوقيفية (حق لا مرية فيه) فكيف نجمع بين حق لا مرية فيه مع مسألة قد اعتراها الظن؟!
فهذا الذي نرجو من الأفاضل التكرم وحل مشكلته.
مع تمنينا الإباحة ولكن الشرع أعلى(67/171)
ما حكم الكذب للحاجة؟ (تأمل للحاجة لا للمصلحة)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[10 - 09 - 06, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الكذب للحاجة؟ كأن يكذب الإنسان ليقوم واجبا ولا يمكنه أن يؤدي هذا الواجب إلا بالكذب
ـ[احمد ابو عمار]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79274&highlight=%C7%E1%DF%D0%C8
ـ[المستشار]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:50 م]ـ
###حذفه كاتبه ثانية###
ـ[احمد ابو عمار]ــــــــ[10 - 09 - 06, 10:55 م]ـ
ما يجوز من الكذب
إعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما فيجوز في بعض الأحوال ذلك أن الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا وإن كان واجبا كان الكذب واجبا فإذا اختفي مسلم من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله وأخفي ماله وسئل إنسان عنه وجب الكذب بإخفائه وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يوري ومعنى التورية أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الحال واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا متفق عليه زاد مسلم في رواية قالت أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...(67/172)
هل نقل الإشاعات يصدق فيه هذا الوعيد؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:05 ص]ـ
روى البخاري في صحيحة كتاب الجنائز قوله صلى الله عليه وسلم: (أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) الحديث
ونحن نرى الإشاعات وهي من الكذب، تبلغ الآفاق، وساهمت وسائل الاتصال بأنواعها في سرعة تناقل ذلك.
فهل من شارك في نقلها دون التثبت من صدقها، يكون ممن شارك في نقل الكذب وإذاعته؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:44 م]ـ
يقول الله سبحانه و تعالى:" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 09:54 م]ـ
هل من مشاركات تثري الموضوع؟(67/173)
مختصر سهل في الفرائض
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:49 ص]ـ
الإخوة الفضلاء:
من يدلني على كتاب مختصر في الفرائض مشروح بلغة سهلة، وإن كان من شرح صوتي له فهو خير.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:15 ص]ـ
تسهيل الفرائض لابن عثيمين
كتاب يسير وواضح
قيمته لاتتعدى عشرة ريالات.
راجع هذا الرابط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_300.shtml
اتمنى لك التوفيق والسعادة الدائمة
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:48 ص]ـ
جزيت خيراً.
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[12 - 09 - 06, 04:43 ص]ـ
كتاب الصابوني " المواريث " ينبغي أن تكون على ذكر منه والله أعلم.(67/174)
ماحكم شراء الإنجيل والإحتفاظ به في البيت للرد على شبهات النصارى؟؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 01:39 ص]ـ
ما حكم شراء الإنجيل والإحتفاظ به في البيت للرد على شبهات النصارى؟؟
وقد يكون في شراء هذا الإنجيل نفع للكنائس أو للمؤسسات المسيحية.
فهل يحرم ذلك؟ أم أنه لا يحرم لأنه سيستخدم في الدعوة؟؟
وجزاكم الله تعالى خيرا
ـ[محمود المصري]ــــــــ[11 - 09 - 06, 08:56 ص]ـ
سؤال:
هل يصح لي أن أقتني نسخة من الإنجيل لأعرف كلام الله لسيدنا عيسى وهل الإنجيل الموجود الآن صحيح؟ حيث إنني سمعت أن الإنجيل الصحيح غرق في الفرات؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن من إنجيل أو توراة أو غيرهما لسببين:
- أن كل ما كان نافعاً فيها فقد بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن.
- أن في القرآن ما يغني عن كل هذه الكتب لقوله تعالى: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه).
فكل ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن، أما قول السائل أنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى عليه السلام، فإن النافع منه لنا موجود في القرآن فلا حاجة للبحث عنه من غيره.
وأيضاً فالإنجيل الموجود الآن محرف، والدليل على ذلك أنه أربعة أناجيل يخالف بعضها بعضاً وليس إنجيلاً واحداً، إذن فلا يعتمد عليها، أما طالب العلم الذي لديه علم يتمكن به من معرفة الحق من الباطل فلا مانع من دراسته لها لرد ما فيها من الباطل وإقامة الحجة على معتنقيها.
الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
http://www.islamqa.com/index.php?ref=20020&ln=ara&txt= إنجيل
وأقول أخي أن هناك مواقع على الإنترنت فيها هذه الكتب قد تغنيك عن إقتنائها, خاصة وإن كان في شراء هذا الإنجيل نفع للكنائس أو للمؤسسات المسيحية.
والله تعالى أعلم
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً محمود.
فإن فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله التي نقلتها كانت جداً نافعة.
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:17 م]ـ
ولماذا تشتريه؟؟
فهو موجود كاملاً في الإنترنت
السؤال:
ما حُكم قراءة العهدين القديم والجديد من على صفحات الإنترنت للرد على شبهات النصارى؟؟
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:40 م]ـ
ربما تصح قراءتها ممن يشتغل بالرد على هؤلاء لفضح عيوبهم وافترائهم كما كان الشيخ ديدات رحمه الله، أو من كان ذا عقيدة اسلامية متينة وفكر ثاقب أن يطلع على ترهات القوم ليحمد الله على نعمة الاسلام وليطمئن الى دينه ..
أما من كان قليل البضاعة ولايجد في نفسه مكنة فهذا لاينبغي عليه الاطلاع عليها مخافة ان يفتن بكذب القوم ..
-هذه ليست فتوى ولكنها مداخلة بسيطة من أختكم أعرضها على أهل الفقه فمارأيهم فيها -
والله أعلم(67/175)
هل تكلم احد من اهل العلم فى موضوع البوصله ارجو الافاده
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:10 ص]ـ
الاخوه الاحباب ارجو الافاده هل تكلم احد من اهل العلم فى الاستدلال بالبوصله لتحديد القبله خاصه ان خلافات تقع بين المصلين بسبب هذا الامر ارجو الافاده وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:30 م]ـ
تكلم عليها الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه في كتابه القيم: (فقه النوازل) في آخر بحث في المجلد الثاني.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:26 ص]ـ
هل يمكن ان تبين لى اخى الحبيب رايه فى الاستدلال بها خاصه ان البوصلات قد تختلف هذه عن تلك ارجو الافاده
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[13 - 09 - 06, 09:25 ص]ـ
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في شرحه لصحيح البخاري في كتاب الصلاة، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق:
"ونقل الأثرم، عن أحمد، أنه قيل له: قبلة أهل بغداد على الجدي؟ فجعل ينكر أمر الجدي، فقال: أيش الجدي؟ ولكن على حديث عمر: "ما بين المشرق والمغرب قبلة".
ومراده: أن الاستدلال بالجدي وغيره من النجوم، كالقطب ونحوه لم ينقل عن السلف، وأنه لا يجب الاستدلال بذلك ولا مراعاته، وإنما المنقول عنهم الاستدلال بالمشرق والمغرب،
ولم يُرد أن الجدي لا دلالة له على القبلة؛ فإنه قال في رواية أخرى عنه: الجدي يكون على قفاه - يعني: للمصلي -،
وكلامه يدل على أن الاستدلال على العين بما يَستدل به من يَستدل على العين غير مستحب، وقد تقدم نصه على أن من مال في صلاته إلى أحد الشقين، ولم يخرج عما بين المشرق والمغرب فصلاته تامة، وإن كان الأفضل أن يتوخى الوسط بينهما،
ويدل على ذلك: أن الصحابة - رضي الله عنهم - لما فتحوا الأمصار وضعوا قِبَل [جمع قبلة] كثير منها على الجهة، بحيث لا يطابق ذلك سمت العين على الوجه الذي يعرفه أهل الحساب، وصلوا إليها، وأجمع المسلمون بعدهم على الصلاة إليها،
وهذا يدل على أن تحرير حساب مسامتة العين ليس هو الأفضل، فضلا عن أن يكون واجبا؛ ولهذا لما خالف في ذلك كثير من الفقهاء المتأخرين، واستحبوا مراعاة العين أو أوجبوه، واستدلوا على ذلك بالنجوم ونحوها رأوا أن كثيرا من قِبَلِ البلدان منحرفة عن القبلة، فأوجب لهم ذلك الحيرة والشك في حال سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم.
وقد أوجب بعضهم مراعاة ذلك وأمر بهدم كل قبلة موضوعة على خلافه، كما ذكره حرب الكرماني، وهذا يفضي إلى تضليل سلف الأمة، والطعن في صلاتهم، واستحب بعضهم الاستدلال بعروض البلدان وأطوالها ومراعاة ذلك في الاستقبال، وإن لم يوجبوه كما قاله يحيى بن آدم وغيره.
والصحيح: ما قاله الإمام أحمد: أن ذلك كله غير مستحب مراعاته، وبذلك يُعلم أن من أوجب تعلم هذه الأدلة، وقال: إنه فرض عين أو كفاية - ممن ينتسب إلى الإمام أحمد - فلا أصل لقوله، وإنما تلقاه من قواعد قوم آخرين تقليدا لهم.
ويدل على ذلك من الأدلة الشرعية: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا"، وخنس إبهامه في الثالثة، ثم قال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة".
فتبين أن ديننا لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، كما يفعله أهل الكتاب من ضبط عباداتهم بمسير الشمس وحُسباناتِها، وأن ديننا في ميقات الصيام معلق بما يُرى بالبصر وهو رؤية الهلال، فإن غُمّ أكملنا عدة الشهر ولم نحتج إلى حساب.
وإنما علق بالشمس مقدار النهار الذي يجب الصيام فيه، وهو متعلق بأمر مشاهد بالبصر أيضا، فأوله طلوع الفجر الثاني، وهو مبدأ ظهور الشمس على وجه الأرض، وآخره غروب الشمس.، كما علق بمسير الشمس أوقات الصلاة: فصلاة الفجر أول وقتها طلوع هذا الفجر، وآخره طلوع الشمس، وأول وقت الظهر زوال الشمس، وآخره مصير ظل كل شيء مثله، وهو أول وقت العصر، وآخره اصفرار الشمس أو غروبها، وهو أول وقت المغرب، وآخره غروب الشفق، وهو أول وقت العشاء، وآخره نصف الليل أو ثلثه، ويمتد وقت أهل الأعذار إلى طلوع الفجر،
فهذا كله غير محتاج إلى حساب ولا كتاب.
وكذلك القبلة، لا تحتاج إلى حساب ولا كتاب، وإنما تُعرف في المدينة وما سامتها من الشام، والعراق، وخراسان بما بين المشرق والمغرب، ولهذا رُوي عن عثمان بن عفان، أنه قال: كيف يخطئ الرجل الصلاة - وما بين المشرق والمغرب قبلة - ما لم يتحيز المشرق عمدا.
وقد اجتمعت الأمة على صحة الصف المستطيل مع البعد عن الكعبة، مع العلم بأنه لا يمكن أن يكون كل واحد منهم مستقبلا لعينها بحيث أنه لو خرج من وسط وجهه خط مستقيم لوصل إلى الكعبة على الاستقامة، فإن هذا لا يمكن إلا مع التقوس ولو شيئا يسيرا، وكلما كثر البعد قل هذا التقوس لكن لابد منه، ومن حكى عن الإمام أحمد رواية بوجوب التقوس لطرفي الصف الطويل فقد أخطأ، وقال عليه ما لم يقله، بل لو سمعه لبادر إلى إنكاره والتبرِّي من قائله، وهو خلاف عمل المسلمين في جميع الأمصار والأعصار" اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/176)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[14 - 09 - 06, 01:22 ص]ـ
الفاضل ابو خليفه نفعك الله كما نفعتنى بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 09 - 06, 08:01 ص]ـ
على أنه لو كان الانحراف 45 درجة أو أكثر فقد تغيرت الجهة كذلك. فهو انحراف لا يجوز السكوت عنه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:32 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55074
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:22 م]ـ
للرفع - بارك الله فيكم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:24 م]ـ
على أنه لو كان الانحراف 45 درجة أو أكثر فقد تغيرت الجهة كذلك. فهو انحراف لا يجوز السكوت عنه.
ألم يكن ذلك مما يدخل في عموم قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ما بين المشرق والمغرب)؟
فظاهره أن الانحراف الممنوع هو ما كان بـ 90 درجة أو أكثر.(67/177)
اسئلة عن تراجم بعض الفقهاء
ـ[ع. ع]ــــــــ[11 - 09 - 06, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم
السؤال الاول: اين اجد ترجمة ابي بكر بن هانئ الجياني؟
السؤال الثاني: اين اجد ترجمة ابي اسحاق -- الحنبلي -- صاحب (كتاب المتعة)؟
وشكرا جزيلا(67/178)
سؤال عن لبس "الشورت" في البيت
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[11 - 09 - 06, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم
بالأخذ بأن عورة الرجل من السرة الى الركبة
هل يجوز لبس "الشورت" وهو يكشف الفخذين في البيت أمام الأب والأم والأخ؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 11:37 ص]ـ
لا لا يجوز.
ثم إن كونه يكشف الفخذين أمام الأم والأب والأخ, ليس أخذا بأن عورة الرجل من السرة إلى الركبة.
والفخذ عورة لا يجوز كشفها إلا لضرورة كالدواء, أو مع الزوجة وملك اليمين كما صح بذلك الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) ..
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ولكن لم أقهم هذه الجملة:
ثم إن كونه يكشف الفخذين أمام الأم والأب والأخ, ليس أخذا بأن عورة الرجل من السرة إلى الركبة.
..
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:53 م]ـ
هذه الجملة اعتراض على قولك السابق (بلأخذ بأن عورة الرجل من السرة إلى الركبة)
لأن الخذ بذلك لا يسوغ معه البقاء بالشورت أمامالعائلة الكريمة ..
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[11 - 09 - 06, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيرا وزادك علما وشرفا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:42 م]ـ
ومن قال ان الفخذ عورة
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (4|1866 #2401): حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا: إسماعيل –يعنون ابن جعفر– عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان –ابني يسار– وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة قالت: «كان رسول الله r مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فَخِذَيْهِ أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فَأَذِنَ له، وهو على تلك الحال، فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث. ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه –قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد– فدخل فتحدث». فلما خرج قالت عائشة: «دخل أبو بكر فلم تَهْتَشَّ له ولم تُبَالِهِ. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك!». فقال: «ألا أستحي من رَجُلٍ تستحي منه الملائكة؟».
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:08 ص]ـ
وعلى القول بأنه عورة للحديث الصريح في ذلك فإن كثيرا من أهل العلم يجمعون بين الآثار الواردة في الباب بأن إظهار شئ من العورة غير المغلظة في مهنة الأهل وسعة العيش يجوز، كما في حديث عثمان السابق.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:49 م]ـ
ومن قال ان الفخذ عورة
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (4|1866 #2401): حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا: إسماعيل –يعنون ابن جعفر– عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان –ابني يسار– وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة قالت: «كان رسول الله r مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فَخِذَيْهِ أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فَأَذِنَ له، وهو على تلك الحال، فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث. ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه –قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد– فدخل فتحدث». فلما خرج قالت عائشة: «دخل أبو بكر فلم تَهْتَشَّ له ولم تُبَالِهِ. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك!». فقال: «ألا أستحي من رَجُلٍ تستحي منه الملائكة؟».
قال بأنها عورة العلماء, والسؤال الأول لو تأملته قبل كتابة الحديث, لعلمتَ أن صاحبه يعلم الخلاف وكان كلامنا على القول بأنها عورة, ولم نتعرض للترجيح فليتك تتأمل ..
ثم اعلم أن العلماء رحمهم الله وجهوا حديثك الآنف الذكر بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غطى فخذه عند دخول عثمان لأنها كانت منكشفة من الجهة التي جلس فيها عثمان, وعائشة كانت رائية للعورة ولا إشكال في ذلك لأنها زوجة .. (انظر أحكام القرآن لابن العربي3/ 417)
وممن قال يا أبو حمدان بأنها عورة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في المستدرك للحاكم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر على معمر وهو في السوق وفخذاه مكشوفتان فقال (غط فخذك يا معمر فإن الفخذ عورة)
برقم:6732
قال الإمام الطحاوي رحمه الله (وقد جاءت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آثار متواترة فيها أن افخذ عورة, ولم يضادها أثر صحيح) المبدع1/ 362
والله تعالى أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:54 م]ـ
نسيت أن أسكرك يا أبا حمدان
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:24 م]ـ
غطى فخذه عند دخول عثمان لأنها كانت منكشفة من الجهة التي جلس فيها عثمان, وعائشة كانت رائية للعورة ولا إشكال في ذلك لأنها زوجة .. (انظر أحكام القرآن لابن العربي3/ 417)
وما تصنع بفعله عليه الصلاة والسلام يوم حنين؟ وكان كاشفا فخذيه!
وممن قال يا أبو حمدان بأنها عورة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في المستدرك للحاكم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر على معمر وهو في السوق وفخذاه مكشوفتان فقال (غط فخذك يا معمر فإن الفخذ عورة)
برقم:6732
لكن النبي صلى الله عليه وسلم كشف فخذيه جزما أمام الناس، فكيف توجه مثل هذا وهو سيد المتقين؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/179)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:04 م]ـ
بدايةً يا أخ علي ,أنا لست بدعاً فيما ذهبت إليه فالقول بأن الفخذ عورة هو قول جمهور التابعين وأبي حنيفة والأصح من روايتي مالك والشافعي وأحمد وغيرهم رحم الله الجميع ..
وهذا سيدخلنا في مبحث أصولي في الاستدلال وإجابة على سؤالك أقول وبالله التوفيق:
أصنع بما أوردته يا علي الفضلي من أنه صلى الله عليه وسلم كشف فخذيه في حنين- مع أن الذي أعلمه أن ذلك في خيبر - ما صنعه العلماء الأصوليون الذين تقرر عندهم مسلك الجمع حين تعارض القول مع الفعل, فيقدم القول الذي أوردناه (فإن الفخذ عورة) على الفعلين الآنفي الذكر في ردك والرد الذي قبله ..
قال ابن حجر في الفتح (قال القرطبي: حديث أنس وما معه إنما ورد في قضايا معينة في أوقات مخصوصة يتطرق إليها من احتمال الخصوصية أو البقاء على أصل الإباحة ما لا يتطرق إلى حديث جرهد وما معه لأنه يتضمن إعطاء حكم كلي وشرع ظاهر فكان العمل به أولى) 1/ 480
قال النووي رحمه الله (والصحيح حينئذ عند الأصوليين ترجيح القول, لأنه يتعدى إلى الغير والفعل قد يكون مقصوراً عليه) 9/ 194
ويقول أبو إسحاق الشيرازي في التبصرة (إذا تعارض القول والفعل في البيان, فالقول أولى من الفعل ..
ورجح ذلك بأمور سأوردها على شكل نقاط:
1 - أن القول يدل على الحكم بنفسه, والفعل لا يدل بنفسه وإنما يستدل به على الحكم بواسطة.
2 - لأن القول يتعدى والفعل مختلف فيه, فمن الناس من قال لا يتعدى حكمه إلى غيره إلا بدليل, فكان ما يتعدى بنفسه بإجماع أولى.
3 - لأن البيان بالقول يستغني بنفسه عن الفعل, والبيان بالفعل لا يستغني عن القول, ألا ترى أنه عليه السلام لما حج وبين المناسك للناس قال لهم: خذوا عني مناسككم, ولما صلى وبين أفعال الصلاة قال: صلوا كما رأيتموني أصلي, ولما صلى جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه والسلام وبين له المواقيت قال: الوقت ما بين هذين, فلم يُكتفَ في هذه المواضع بالفعل حتى ضم إليه القول, فكان تقديم القول أولى) 1/ 249 - 250(67/180)
صفة قدميه صلى الله عليه وسلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:09 ص]ـ
صفة قدميه صلى الله عليه وسلم
قال أبو هريرة رضي الله عنه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين.
رواه البخاري في صحيحه.
قال أنس رضي الله عنه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم شثن القدمين.
رواه البخاري في صحيحه.
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، شثن الكفين والقدمين.
رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.وخمصان الأخمصين: الخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، ومسيح القدمين: يريد انهما ملساوان، ليس في ظهورهما تكسر.
قال أبو هريرة رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس لها أخمص.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه.
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم منهوس العقب.
أخرجه مسلم.ومنهوس العقب: أي قليل لحم العقب.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:41 ص]ـ
صلى الله عليه وآله وسلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:53 ص]ـ
صلي اللهم على المصطفى وعلى الآل والصحب ومن لأثرهم اقتفى
ـ[أبو الأم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 03:22 م]ـ
عليه الصلاة والسلام ..
لدي كتاب فيه صور الآثار في المتحف الاسلامي في اسطانبول ..
فيه ثلاث صور .. يدعون انها من آثار قدميه الكريمتين علي الصلاة والسلام ..
وصور لثلاث احذية .. يدعون انها له .. صلى الله عليه وسلم ..
وهناك من افرد ذكر قدمه و حذائه مصنفاً .. رأيته في مكتبة بعض الاخوة ..
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[11 - 09 - 06, 03:28 م]ـ
تمثال نعل النبي صلى الله عليه و سلم، بدعة مشهورة عند المتأخرين.
ألفت فيها كتب مفردة للاستدلال لها
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:34 م]ـ
هل يصح ما ينسب في المتحف الإسلامي في اسطبول؟؟
فيوجد فيه خف رسول الله صلى الله عليه وآله وقوسه وسيفه وآثار قدميه صلى الله عليه وسلم
فهل هذه الآثار حقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[14 - 09 - 06, 04:52 ص]ـ
لا أعتقد أن أحداً يستطيع الجزم بأنها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لأ.
فلا يوجد دليل ينفي هذا أو يثبته.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 07:09 ص]ـ
في بلدي يوجد بعض العائلات تقول إنها تحتفظ ببعض آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ((غالبا يكون شيئا من شعر الرأس)) ويقولون إنهم يمتلكون أسانيد لهذا الأثر.
فكيف لنا أن نعرف صحة هذه الأسانيد؟؟
وسؤال مهم أيضا
هل صحيح أن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحترق بالنار؟؟
لأنهم يقولون بذلك أيضا(67/181)
ما حكم وقوف الإمام بعد الفاتحة لحين يقرأ المأموم الفاتحة وإذا لم يقف الإمام تلك الوقف
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:17 ص]ـ
السؤال:
ما حكم وقوف الإمام بعد الفاتحة لحين يقرأ المأموم الفاتحة وإذا لم يقف الإمام تلك الوقفة فمتى يقرأ المأموم الفاتحة؟
الجواب:
ليس هناك دليل صريح يدل على شرعية سكوت الإمام حتى يقرأ المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية، أما المأموم فالمشروع له أن يقرأها في حالة سكتات إمامه إن سكت فإن لم يتيسر ذلك قرأها المأموم سراً ولو كان إمامه يقرأ، ثم ينصت بعد ذلك لإمامه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) [1] متفق عليه، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قالوا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)) [2] رواه أحمد وأبو داود وابن حبان بإسناد حسن.
وهذان الحديثان يخصصان قوله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [3]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا)) الحديث رواه مسلم في صحيحه، لكن لو ترك المأموم قراءة الفاتحة جهلاً أو ناسياً صحت صلاته في أصح قولي العلماء؛ لأن قراءتها في حقه واجبة لا ركن، وهكذا لو جاء المأموم والإمام راكع فركع معه أجزأته الركعة وسقطت عنه الفاتحة لفوات محلها، والأصل في هذا حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع دون الصف، ثم دخل في الصف، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((زادك الله حرصاً ولا تعد)) رواه البخاري في صحيحه، ولم يأمره لقضاء الركعة فدل ذلك على سقوط الفاتحة عمن لم يدرك القيام مع الإمام، وفي حكم من تركها جاهلاً أو ناسياً من المأمومين في أصح قولي العلماء كما تقدم، والله ولي التوفيق.
------------
[1] أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات، برقم 714، ومسلم في كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، برقم 595.
[2] أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 21688، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، برقم 701.
[3] سورة الأعراف، الآية 204.
المصدر:
نشر في كتاب الدعوة، ج1، ص60 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:42 م]ـ
فيما يخص قراءة المأموم للفاتحة وراء الإمام في الجهرية فالأمر فيه خلاف كبير بين أهل العلم يا أخي ....
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:34 م]ـ
شكرا على الرد ولكن أخذت النص من
المصدر:
نشر في كتاب الدعوة، ج1، ص60 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.(67/182)
سؤال حول زواج الخنثى
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:47 م]ـ
هناك أخ كريم يسأل ويقول ان لديه إبنة جميلة جدا وهذه صفتها من الخارج اما من الداخل فهي خنثى وعمرها 18 عاما ولم يحدد الاطباء لها عملية جراحية بعد ويتقدم لها بعض الاشخاص فهل لها الزواج إذا قام والدها باخبار المتقدمين لها بحالتها ووافقوا علما ان الفتاة من الداخل لها أعضاء مشتركة بين الرجولة والانوثة ولكن ليس كاملة على الوجهتين
ملاحظة قد يستغرب البعض من هذا السؤال لان الموافقة على مثل هذه الامور اي الزواج من فتاة بهذه الحالة بعيدة جدا لكن لا بأس ببيان الحكم الشرعي إن شاء الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 10:35 ص]ـ
حكم زواج " الخنثى " و " العاجز جنسيّاً "، والفرق بينهما
يريد خطبتي شخص عاجز جنسيّاً، ويقول إنه " خنثى "، وبصراحة أنا لم أفهم هذه الكلمة، فهل أقبل به أم لا؟ مع العلم أني تعرضت في صغري لحادث، ولا أعرف إذا أنا بكر أو لا.
الحمد لله
أولاً:
1. الخنثى في اللغة: الذي لا يخلُص لذكر ولا أنثى، أو الذي له ما للرجال والنساء جميعا، مأخوذ من الخنث، وهو اللين والتكسر، يقال: خنثت الشيء فتخنث، أي: عطفته فتعطف، والاسم الخنث.
وفي الاصطلاح: من له آلتا الرجال والنساء، أو من ليس له شيء منهما أصلا، وله ثقب يخرج منه البول.
2. المخنَّث بفتح النون: هو الذي يشبه المرأة في اللين والكلام والنظر والحركة ونحو ذلك، وهو ضربان:
أحدهما: من خُلق كذلك، فهذا لا إثم عليه.
والثاني: من لم يكن كذلك خلقة، بل يتشبه بالنساء في حركاتهن وكلامهن، فهذا هو الذي جاءت الأحاديث الصحيحة بلعنه. فالمخنث لا خفاء في ذكوريته بخلاف الخنثى.
3. ينقسم الخنثى إلى مُشكِل وغير مُشكِل:
أ. الخنثى غير المشكل:
من يتبين فيه علامات الذكورة أو الأنوثة، فيعلم أنه رجل، أو امرأة، فهذا ليس بمشكل، وإنما هو رجل فيه خلقة زائدة، أو امرأة فيها خلقة زائدة، وحكمه في إرثه وسائر أحكامه حكم ما ظهرت علاماته فيه.
ب. الخنثى المشكل:
هو من لا يتبين فيه علامات الذكورة أو الأنوثة، ولا يعلم أنه رجل أو امرأة، أو تعارضت فيه العلامات.
فتحصل من هذا أن المشكل نوعان:
نوع له آلتان، واستوت فيه العلامات، ونوع ليس له واحدة من الآلتين وإنما له ثقب.
4. ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الخنثى قبل البلوغ إن بال من الذكَر: فغلام، وإن بال من الفرج: فأنثى.
وأما بعد البلوغ فيتبين أمره بأحد الأسباب الآتية:
إن خرجت لحيته، أو أمنى بالذكر، أو أحبل امرأة، أو وصل إليها: فرجُل، وكذلك ظهور الشجاعة والفروسية، ومصابرة العدو دليل على رجوليته كما ذكره السيوطي نقلا عن الإسنوي.
وإن ظهر له ثدي ونزل منه لبن أو حاض، أو أمكن وطؤه: فامرأة، وأما الولادة فهي تفيد القطع بأنوثته، وتقدم على جميع العلامات المعارضة لها.
وأما الميل: فإنه يستدل به عند العجز عن الإمارات السابقة، فإن مال إلى الرجال فامرأة، وإن مال إلى النساء فرجل، وإن قال أميل إليهما ميلا واحدا، أو لا أميل إلى واحد منهما فمشكل.
قال السيوطي: وحيث أطلق الخنثى في الفقه، فالمراد به المشكل.
انتهى باختصار من " الموسوعة الفقهية " (20/ 21 – 23).
ثانياً:
الخنثى – ونعني به الخنثى المشكل - له آلة ذكر وآلة أنثى، وهو نوعان: نوع لا يجزم بترجيح كونه من أحد الجنسين، ونوع يُعلم ذلك، ومن العلامات: الميل، فإن كان ميله لأنثى فهو رجل، وإن كان ميله لرجل فهو أنثى.
والعاجز جنسيّاً هو رجل يملك آلة الذكورة لكن لعلة مرضية، أو نفسية، أو عصبية، أو غيرها من الأسباب لا يقوى على الجماع، وبالتالي لن يكون منه جماع، ولا متعة، ولا إنجاب.
وبه يتبين أنه ليس كل عاجز جنسيا خنثى، فقد يكون عاجزا جنسيا لعلة مرضية، لا علاقة لها بالتخنث، وقد يكون خنثى، غير أنه قادر جنسيا على الوطء ونحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/183)
أ. أما بخصوص زواج " الخنثى ": فإن كان " غير مشكل ": فبحسب حاله يزوَّج من الجنس الآخر، وإن كان " مشكِلاً ": فإنه لا يصح تزوجه، والسبب: أنه محتمل أن يكون ذَكراً فكيف يتزوج ذكراً؟! ويحتمل أن يكون أنثى فكيف يتزوج أنثى مثله؟! فإن مال إلى أنثى وادَّعى أنه رجل: كان ذلك علامة على ترجيح ذكوريته، وكذا العكس.
قال ابن قدامة – رحمه الله -:
ولا يخلو الخنثى من أن يكون مشكلاً، أو غير مشكل: فإن لم يكن مشكلاً، بأن تظهر فيه علامات الرجال: فهو رجل له أحكام الرجال، أو تظهر فيه علامات النساء: فهو امرأة له أحكامهن، وإن كان مشكلاً فلم تظهر فيه علامات الرجال ولا النساء: فاختلف أصحابنا في نكاحه، فذكر الخرقي أنه يرجع إلى قوله، فإن ذكر أنه رجل، وأنه يميل طبعه إلى نكاح النساء: فله نكاحهن، وإن ذكر أنه امرأة يميل طبعه إلى الرجال: زوِّج رجلاً؛ لأنه معنى لا يتوصل إليه إلا من جهته، وليس فيه إيجاب حق على غيره، فقُبل قوله فيه كما يقبل قول المرأة في حيضها، وعدتها، وقد يَعرف نفسه يميل طبعه إلى أحد الصنفين، وشهوته له؛ فإن الله تعالى أجرى العادة في الحيوانات بميل الذكر إلى الأنثى، وميلها إليه، وهذا الميل أمر في النفس والشهوة لا يطلع عليه غيره، وقد تعذرت علينا معرفة علاماته الظاهرة، فرُجع فيه إلى الأمور الباطنة فيما يختص هو بحكمه.
" المغني " (7/ 619).
والقول بأن الخنثى المشكل لا يصح تزوجه: هو قول جمهور العلماء، وماذا يفعل ـ إذاً ـ إن كان له ميل إلى الشهوة؟ الجواب: أن نقول له: اصبر، حتى يغير الله من حالك إلى حال أحسن منه.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
و " الخنثى المشكل " في باب النكاح: مَن له آلة ذكر، وآلة أنثى، أي: له عضو ذكر، وفرج أنثى، ولم يتبين أهو ذكر أو أنثى، بأن كان يبول منهما جميعاً، ولم يحصل له شيء يميزه، أذكر هو أو أنثى، فهذا لا يصح أن يتزوج، فلا يتزوج أنثى، ولا يتزوج ذكراً، لا يتزوج أنثى لاحتمال أن يكون أنثى، والأنثى لا تتزوج الأنثى، ولا يتزوج ذكراً لاحتمال أن يكون ذكراً، والذكر لا يتزوج الذكر، فيبقى هكذا لا يتزوج إلى أن يتبين أمره، فإذا تبين أمره: فإن كان من الذكور: تزوج الإناث، وإن كان من الإناث: تزوجه الذكور، فهذا حرام إلى أَمَد، حتى يتبين أمره.
" الشرح الممتع " (12/ 160).
وقال الشيخ – رحمه الله – متمماً -:
وإذا كان له شهوة، وهو الآن ممنوع شرعاً من النكاح، فماذا يصنع؟ نقول له: الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم)، فنقول له: صم، فإذا قال: لا أستطيع الصوم: فإنه يمكن أن يعطى من الأدوية ما يهون عليه الأمر، وهو أحسن من قولنا: أخرج المني بطرق غير مشروعة.
" الشرح الممتع " (12/ 161).
ب. وأما بخصوص زواج " العاجز جنسيّاً ": فليس في الشرع ما يمنع منه، ولكن لا بدَّ أن يبين لمن يريد التزوج بها حقيقة حاله، وإلا أثم، وكان لها حق فسخ النكاح؛ لأن المتعة والولد مقصودان عظيمان من الزواج، وهما من الحقوق المشتركة بين الزوجين.
وفي " الموسوعة الفقهية " (31/ 16):
العُنَّة: عيب يجعل للزوجة الخيار في طلب الفرقة عن زوجها، بعد إمهال الزوج سنَة، عند جمهور الفقهاء.
واختار جماعة من الحنابلة، منهم أبو بكر، والمجد – أي: جد ابن تيمية - أن لها الفسخ في الحال.
واستدل الجمهور بما روي أن عمر رضي الله عنه أجل العنِّين سنَة؛ ولأن مقصود الزوجة أن تستعف بالزواج، وتحصل به صفة الإحصان لنفسها، وفوات المقصود بالعقد أصلا يثبت للعاقد حق رفع العقد، وقد أجمعوا على ثبوت الخيار في البيع بالعيوب لفوات مالية يسيرة، ففوات مقصود النكاح أولى. انتهى.
ولكن قد ترضى امرأة لا شهوة لها، لمرَض، أو كبَر سنٍّ، فما المانع من أن يتزوجها للخدمة، والأنس، والنفقة، والحماية، وغير ذلك من مقاصد النكاح الأخرى؟.
قال الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان الحنبلي – رحمه الله -:
ويباح - أي: الزواج - لمن لا شهوة له، كالعنِّين، والكبير؛ لعدم منع الشرع منه.
" منار السبيل " (2/ 91).
والعنِّين هو: العاجز عن الوطء، وربما اشتهاه، ولكن لا يستطيعه.
ويسقط حق الزوجة بالفسخ إن علمت بضعف زوجها الجنسي ورضيت بالبقاء معه.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله:
قوله: " ولو قالت في وقت: رضيت به عنيناً: سقط خيارها أبداً "، كامرأة رضيت بزوجها عنيناً، ثم أصابها ما يصيب النساء من شهوة النكاح، فأرادت أن تفسخ: نقول: لا خيار لكِ، فإن قالت: ذاك الوقت أنا معجبة به وراضية، لكن طالت المدة، وأنا الآن لا أريده، فنقول: لا خيار لك؛ لأن التفريط منك.
" الشرح الممتع " (12/ 211).
وانظر أجوبة الأسئلة: (102553) و (10620).
والخلاصة: أن الخنثى: إن كان لا يُدر في حقيقة الأمر: أذكر هو أم أنثى، لم يجز تزويجه، وإن كان قد تبين من حاله أنه ذكر: فالزواج به صحيح، على أنه ينبغي في مثل هذه الحال أن يستعان برأي طبيب ثقة، متخصص في الباب: علم الوراثة، أو نحو ذلك، ليبين حاله، ومدى إمكان الزواج به.
وأما الضعيف جنسيا، أو حتى العاجز: فالزواج به صحيح، لكن يجب عليه بيان حاله قبل الزواج، فإن تبين حاله: صح الزواج به، لمن علم أنه يمكنه عشرته على ذلك، كأن تكون هي الأخرى لا شهوة لها في الرجال، وأما فتاة شابة، ترغب في الزواج، كما يرغب مثلها، فلا ننصحها بالإقدام على ذلك، لأنها قد تظن في نفسها الصبر على مثل ذلك، ثم لا تصبر، وقد تفكر في الحرام، عياذا بالله، لتعويض ما فاتها.
وأيا ما كان أمره: فالذي ننصحك به ألا تقدمي على المخاطرة، والتغرير بنفسك، بقبول الزواج ممن هذه حاله.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/114670
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/184)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 12 - 08, 11:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
فتوى موقع الإسلام سؤال وجواب لم يذكر أقوال الأطباء
الخنثى المشكل:
هو من لا يعرف أذكراً كان هو أم أنثى، وذلك بأن يكون فيه علامتا الذكور والإناث من غير تمييز أو لا يكون فيه علامة أحدهما
هناك نوعان من حالات الخنثى:
1 - خنثى حقيقي True hermaphroditism و هو النوع الذي يكون كلا الاعضاء التناسلية الانثوية و الذكرية موجودة:
و هو نادر و من الناحية الطبية المعلومات المتوفرة عنه قليلة و معقدة. و في العادة اكروموسومات انثوية
2 - خنثى غير حقيقي Pseudo-hermaphroditism
و هذا النوع اكثر انتشار و في هذا النوع تكون الصورة متفاوته بين شخص و اخر و في العادة تكون الاعضاء التناسلية الخارجية غير كاملة (يصعب معها تحديد جنس الطفل) و قد تكون مختلفة عن نتيجة الكروموسومات
بالنسبة للاسباب
فتنقسم الى قسمين:
*اسباب ناتجة عن خلل في الكروموسومات (اقل انتشار)
*اسباب ناتجية عن خلل في الجينات خاصة المتعلقة بالهرمونات
و هي كثير ة جدا يصعب الحديث عنها في هذه العجالة
و لكن اذا اردت المزيد فقراءة عنها في كتب الغدد الصماء المتخصصه او في هذا الموقع ..........
بالنسبة للعلاج:
فهذا يعتمد على السبب فاذا كان معروف مثلا انه ناتج عن نقص انزيم لانتاج الهرمونات في الغدة فوق كلويه فان العلاج هو باعطاء هرمونات الغدة فوق كلوية .... و هلم جر
وبشكل عام فالعلاج يرتكز على ما يلي:
اولا:
يحب تحديد الجنس في اقرب و قت
و هذا لا يعتمد على نتيجة تحليل الكروموسومات بل على الاعضاء الجنسية خاصة الخارجية و امكانها تأدية و ضيفتها عند البلوغ
ثانيا:
اجراء عمليه جراحية (او عده عمليات اذا لزم الامر) للاعضاء التناسلية ....
يحتاج تضافر و تعاون عدة اطباء في الغدد و الجراحة و الوراثة و النفسية لعلاج هذه الحالات
جميع المستشفيات الكبيرة و التي لديها اطباء غدد صماء و جراحين في المسالك البولية و النساء و الولادة يستطيعون التعامل مع هذه الحالات بعد اجراء الفحوصات الازمة
تحددت نظرة الفقهاء في التعامل مع الخنثى من منطلق قاعدة كونية ثابتة، وهي أن البشر رجال ونساء فقط، ليس هناك قسم ثالث معهما، قال الله تعالى: "
{وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى}
ولذلك كان لا بد من إرجاع الخنثى إلى واحد من هذين النوعين حتى يتم التعامل معه على أساس نوعه.
رأي الفقهاء:
وقد نحا الفقهاء القدامى إلى معيار العلامات الظاهرة في تحديد نوع الخنثى لصعوبة الاطلاع بالتحاليل على التكوين الصبغي، وتحديد جنس الغدد التناسلية الداخلية.
ولما أتيح ذلك للأطباء في عصرنا ذهبوا إلى أن تحديد نوع الخنثى يجب أن يكون على وفق هذه التحاليل، وليس على مجرد الشكل والتركيب الظاهري،
ويقوم الأطباء بهذه التحاليل ليقوموا بعد ذلك بإصلاح الجهاز التناسلي ليكون أقرب إلى الحالة الطبيعية التي تتوافق مع التكوين العضوي، وحينئذٍ تجري على الحالة الأحكامُ التي توافق الجنس.
وأما إذا تعذَّر إصلاح الجهاز التناسلي، فقد رأى الأطباء حينئذ أن يعتمدوا على الشكل الظاهري للأعضاء التناسلية مع الاستئناس بالصيغة الصبغية، فيحددوا جنسه على هذا الأساس.
رأي الاطباء:
وهو تقرير وجيه لاعتماده على أهم الخصائص المميزة لكل جنس، غير أنه قد يكون مقبولا في هذه الحالة الأخيرة (حالة تعذر إصلاح الجهاز التناسلي) أن نحدد جنسه على أساس ميله هو واختياره،
فكما يقول الإمام الخرقي الحنبلي: " إن الله تعالى أجرى العادة في الحيوانات بميل الذكر إلى الأنثى وميلها إليه ,
وهذا الميل أمر في النفس والشهوة لا يطلع عليه غيره , وقد تعذرت علينا معرفة علاماته الظاهرة , فرجع فيه إلى الأمور الباطنة , فيما يختص هو بحكمه"انتهى.
وجاء في الموسوعة الطبية الفقهية للدكتور أحمد محمد كنعان (رئيس قسم الأمراض المعدية بإدارة الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة الشرقية في السعودية:-
يجب التفريق بين أشكال الخنوثة المختلفة لأجل معرفة الأحكام الفقهية التي تنطبق على الحالة
من حيث الختان والميراث والنكاح والاستتار واللباس والإمامة وغير ذلك من الأحكام التي تتوقف على كونه ذكراً أم أنثى
، في حقيقته لا في ظاهره ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/185)
ويختلف رأي الفقهاء في هذه المسألة عن رأي الطب المعاصر لأن الحقائق التي بيناها لم تكن معروفة لدى الفقهاء في القديم:
أ ـ رأي الفقهاء:
يقسم الفقهاء حالات الخنثى إلى نوعين:
(1) الخنثى غير المُشْكل:
وهو الذي تكون فيه علامات الذكورة أو الأنوثة واضحة بينة فيعلم أنه رجل أو امرأة ويعامل على أساسه.
(2) الخنثى المُشْكل:
وهو الذي تختلط فيه علامات الذكورة والأنوثة فلا يعلم إن كان رجلاً أو امرأة، وحيث أُطلق لفظ (الخنثى) في كتب الفقه القديمة فإنه يراد به الخنثى المشكل، وهو نوعان:
نوع له آلتان (فرج وذكر) ونوع ليس له آلة بل ثقب يبول منه، وغالباً ما يتعذر الحكم على الخنثى المشكل قبل البلوغ: هل يعتبر ذكراً أم أنثى؟
فذهبوا في القديم إلى أنه قبل البلوغ يحكم عليه من حيث يبول، فإن كانت له آلتان فبال من الذكر فهو غلام، وإن بال من الفرج فهو أنثى، أما بعد البلوغ فيتبين أمره بعلامات البلوغ نفسها،
فإن نبتت له لحيةٌ أو أمنى اعتبر ذكراً، أما إن ظهر له ثدي ونزل منه لبن أو حاض فهو أنثى، فإن حصل الحمل والولادة فهما دليلان قطعيان على الأنوثة.
ب ـ رأي الطبّ:
يفرّق أهلُ الطب بين نوعين من الخنوثة،
ليس على أساس الشكل الظاهر فحسب كما يفعل الفقهاء، بل أيضاً على أساس التكوين العضوي الداخلي للغدد الجنسية، ولهذا قالوا بوجود نوعين من الخنوثة:
(1) الخنثى الحقيقية:
وهي التي تجمع في أجهزتها الخصيةَ والمبيضَ في الوقت نفسه، وهذه الحالة نادرة جداً.
(2) الخنثى الكاذبة:
التي تكون فيها الغدد التناسلية من الجنس نفسه (إما مبايض وإما خصي) وتكون الأعضاء التناسلية الظاهرة مخالفة لجنس الغدد التناسلية التي في الداخل،
وهذه الحالة ليست نادرة فهي توجد بنسبة مولود واحد من كل 25 ألف ولادة (2).
2 ـ الأحكام التي تترتب على الخنوثة:
فيها اختلاف واسع بين الفقهاء، بسبب الاختلاف في طريقة الحكم على جنس الخنثى من حيث الذكورة والأنوثة،
وقد أورد الدكتور محمد علي البار عدداً من الأحاديث والروايات التي ذكرت في موضوع الخنثى، فذكر أن الأحاديث الواردة في الموضوع إما مردودة من قبل علماء الحديث،
وإما أن الروايات غير صحيحة أو تناقض حقائق الطب وانتهى إلى القول: (وبما أن أحكام الخنثى في الفقه الإسلامي مبنية على معلومات الأطباء، والتجربة والمشاهدة في عصورهم السابقة،
دون الرجوع إلى الفحص النسيجي للغدة التناسلية لعدم توافر ذلك آنذاك، فإن على الفقهاء أن يراجعوا هذه الأحكام على ضوء التقدم الطبي الواسع الذي حصل في العصر الحديث).
وقد أصبح أهل الطب اليومَ أقدر على التمييز بين حالات الخنوثة المختلفة ودرجاتها، لهذا أرى أن يُترك تحديد جنس الخنثى لرأي الطب بعد دراسة الحالة من حيث التكوين الظاهري للأعضاء التناسلية، والتكوين الصبغي،
وتحديد جنس الغدد التناسلية الداخلية إن أمكن، وبعد ذلك يمكن إصلاح الجهاز التناسلي ليكون أقرب إلى الحالة الطبيعية التي تتوافق مع التكوين العضوي،
وحينئذٍ تجري على الحالة الأحكامُ التي توافق الجنس، وإذا تعذَّر إصلاح الجهاز التناسلي اعتمدنا على الشكل الظاهري للأعضاء التناسلية مع الاستئناس بالصيغة الصبغية. أنتهى اختصرته لأنه ذكر احكامه في الفقه الاسلامي تقريباً عشر صفحات
وفي كتاب فقه السنه 3/ 454 يذكر تعريف له:
الخنثى: شخص اشتبه في أمره ولم يُدر أذكر هو أم أنثى، أما لأن له ذكراً وفرجاً أو لأنه ليس له شيء منهما أصلاً
كيف يرث:
إن تبين أنه ذكر ورث ميراث الذكر وإن تبين أنه انثى ورث ميراثها
وتتبين الذكورة والانوثه بظهور علامات كل منهما
فان لم يعرف أذكر هو أم أنثى بأن لم تظهر علامة من العلامات أو ظهرت وتعارث فهو الخنثى المشكل ..... والمسألة فيها خلاف بين الفقهاء ولهم اقوال في هذا النوع. أنتهى
وفيه موضوع فيه تفصيل حول الخُنثى المشكل:
أنواع المشكل:
وهذه التعريفات الأخيرة تضيف إلى الخنثى (الكاذبة) الخنثى المشكل ويحدده الفقهاء بالأنواع التالية:
أ) من لم يكن له من قُبله مخرج ذكر ولا فرج أنثى، ولكن لحمة نائية يرشح منها البول رشحا على الدوام.
ب) من ليس له إلا مخرج واحد بين المخرجين منه يتغوط ومنه يتبول.
ج) من ليس له مخرج واحدا أصلا، لا قبل ولا دبر، ويتقيأ ما يأكله.
وكلها عيوب خلقية في تكوين المجرى البولي والجيب البولي التناسلي.
وأما الثالث فهو عيب شديد في تكوين المذوق حيث يتوقف نمو المذوق في فترة مبكرة بحيث لا يتكون المستقيم، والقناة الشرجية ولا يتكون المجرى البولي التناسلي، ولا تعيش هذه الحالات إلا بعد إجراء عمليات جراحية معقدة، وقد ذكر ابن قدامه في المغني أنه رأي في زمانه هذه الحالات المشكلة، حيث قال، حيث قال: وقد وجدنا في عصرنا شبيها بهذا (أي الخنثى المشكل) لم يذكره الفرضيون، ولم يسمعوا به، فإنا وجدنا شخصين ليس لهما في قُبليهما مخرح لا ذكر ولا فرج، أما أحدهما: فذكروا أنه ليس في قُبله إلا لحمة ناتئة كالربوة، ويرشح البول منها رشحا على الدوام، وأرسل إلينا يسألنا عن حكمه في الصلاة، والتحرز من النجاسة في هذه السنة وهي ستة عشرة وستمائة (610هـ).
والثاني شخص ليس له إلا مخرج واحد فيما بين المخرجين منه يتغوط ومنه يبول. وسألت من أخبرني عن زيه فأخبرني إنما يلبس لباس النساء ن ويخالطهن ويغزل معهن ويعد نفسه امرأة.
وحدثت أن في أحدى البلدان شخصا ليس له مخرج أصلا لا قبل ولا دبر وإنما يتقيأ ما يأكله وما يشربه.
وهذه الحالة الأخيرة – لا شك – لا تطول بها الحياة وإنما يموت المصاب بها في طفولته الباكرة، ولا نتصور أنه يمكن في ذلك الزمان إجراء عمليات جراحية شديدة التعقيد لإنقاذه
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/186)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 12 - 08, 11:11 ص]ـ
قم الفتوى: 67793
عنوان الفتوى: مسائل في الخنثى
تاريخ الفتوى: 06 رمضان 1426/ 09 - 10 - 2005
السؤال
سؤالي مباشرة عن زواج الجنس الثالث حرام أم حلال، وعملية تحويلهم كذلك،ومن الذي يقوم على تغسيلة وتكفينه النساء أم الرجال، وجزاكم الله عنا خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخنثى أو ما يسمى بالجنس الثالث له حالتان:
الأولى: أن يتبين حاله من ذكورة أو أنوثة بظهور ما يدل على ذلك، وهذا يعامل كما يعامل الجنس الذي بان منه، فيعامل كالذكور إذا بان ذكرا، ويعامل كالإناث إذا بان أنثى.
والثانية: أن لا يتبين حاله وهذا يسمى الخنثى المشكل، وهذا يعامل بالأحوط من الأحكام كما هو مبين في الفتوى رقم: 28578، ويجوز للخنثى المشكل أن يجري عملية تحويل إلى الذكورة أو الأنوثة بحسب ما يراه الأطباء أقرب إلى خصائصه الناتجة من إجراء الفحوصات اللازمة، لأن القول بعدم جواز ذلك يجعل الخنثى المشكل يعيش حياته في عنت ومشقة.
أما الخنثى الذي تبين حاله فلا يجوز له إجراء عملية التحويل لأنه إما ذكر فلا يجوز له أن يتحول إلى أنثى، وإما أنثى فلا يجوز لها أن تتحول إلى ذكر، ولكن يجوز لهذا الشخص أن يجري عملية لإزالة المظاهر التي هي من الجنس الذي لا ينتمي إليه، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 22659، 1771.
ومما سبق نعلم حكم الطبيب الذي يجري العملية، ففي الحالات التي يجوز فيها التحويل فليس على الطبيب شيء، وفي الحالات التي لا يجوز فيها التحويل يكون إجراؤه العملية حراما، وأما عن الزواج من الخنثى فإن كان ممن بان حاله أو أجريت له عملية التحويل بشروطها فلا بأس في الزواج به لأنه ليس خنثى، بل بحسب جنسه، وإن كان ما زال مشكلا، فلا يجوز الزواج به، لأنه يعامل بالأحوط كما تقدم، ومثل ذلك يقال في الصلاة خلف الخنثى حيث يعامل في ذلك بالأشد إن كان مشكلا، ويعامل بحسب جنسه إن بان أو حول.
أما عن انتماء الشخص بعد التحول الذي لم يؤذن فيه شرعا فإنه محل إشكال لأنه من النوازل التي تحتاج إلى بحث كبير واجتهاد جماعي لأن ذلك يترتب عليه أحكام كثيرة من حيث المحرمية والإرث والديات والنكاح والخلوة والإمامة .. ولذا، فإننا نعتذر للأخت السائلة لعدم إجابتنا عن سؤالها.
والله أعلم
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=67793&Option=FatwaId(67/187)
سمعت "أمين عام اتحاد علماء المسلمين" يقول: هذا حديث صحيح!.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 01:49 م]ـ
سمعت "أمين عام اتحاد علماء المسلمين" محمد سليم العوّأ يقول: هذا حديث صحيح!.
قال: قال رسول الله: "عجبت لمن يكذب, وفي المعاريض مندوحة"!. وقال: وهذا حديث صحيح!.
ولم أجده في الأصول حديثاً!.
فهل عند أحدكم من علم؟.
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:25 م]ـ
هذا ماوجدته لك أخي في موقع الدرر السنية أرجو أن تجد فيه ضالتك:
--------------------------------------------------------------------------------
133824 - صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا أنشدنا فيه شعرا وقال إن في المعاريض مندوحة عن الكذب
الراوي: مطرف بن عبدالله بن الشخير - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/ 638
--------------------------------------------------------------------------------
164139 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: [فيه] داود بن الزبرقان عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه وهو في جملة الضعفاء - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 3/ 567
--------------------------------------------------------------------------------
161755 - إن من المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: لا أعلمه رواه عن سعيد بن أبي عروبة أحد فرفعه غير داود بن الزبرقان - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 1/ 108
--------------------------------------------------------------------------------
92715 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: تفرد برفعه داود، ووقفه غيره - المحدث: البيهقي - المصدر: الآداب - الصفحة أو الرقم: 231
--------------------------------------------------------------------------------
114086 - إن في المعاريض لمندوحة من الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: تفرد برفعه داود بن الزبرقان وروي من وجه آخر ضعيف مرفوعاً - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 10/ 199
--------------------------------------------------------------------------------
114087 - عن عمران بن الحصين أنه قال: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: مطرف - خلاصة الدرجة: موقوف وهو الصحيح - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 10/ 199
--------------------------------------------------------------------------------
95015 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: [إسناده ضعيف] مرفوعاً وموقوفاً - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 2/ 942
--------------------------------------------------------------------------------
98212 - عن عمران بن حصين قال إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
الراوي: مطرف - خلاصة الدرجة: فيه داود تركه أبو داود - المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 8/ 4207
--------------------------------------------------------------------------------
188795 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن الحصين - خلاصة الدرجة: [فيه] داود والعباس ضعيفان عند المحدثين - المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 1/ 43
--------------------------------------------------------------------------------
63236 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1094
--------------------------------------------------------------------------------
48749 - قال عمران بن حصين وهو ينشد شعرا إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: مطرف بن عبدالله بن الشخير - خلاصة الدرجة: صحيح موقوف - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 658
--------------------------------------------------------------------------------
148246 - قال عمر أما المعاريض ما يكفي المسلم [من] الكذب؟
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح موقوف - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 680
--------------------------------------------------------------------------------
61050 - إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
الراوي: عمران بن حصين - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 1904
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/188)
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:47 م]ـ
1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 213):
ضعيف.
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " (97/ 1): أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل
ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن
أبي أوفى عن عمران بن حصين.
و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي (85/ 1) و قال: أنيس أبو عمرو المستملي.
و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " (1/ 187/1) من طريق ابن أبي الدنيا،
و ابن عدي (128/ 2) و من طريقه البيهقي في " السنن " (10/ 199) من طريق أخرى
عن الترجماني به، و قال:
تفرد برفعه داود بن الزبرقان، قال ابن عدي:
و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه.
قلت: و هو ضعيف جدا، قال أبو داود:
ضعيف ترك حديثه.
و قال النسائي: ليس بثقة.
و قال الجوزجاني: كذاب.
و في " التقريب ": متروك، و كذبه الأزدي.
قلت: و قد خولف في إسناده، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء: أنبأ
سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال: فذكره موقوفا عليه
و قال: هذا هو الصحيح موقوف.
قلت: و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه، و لفظه: قال مطرف بن
عبد الله بن الشخير: صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا
أنشدنا فيه الشعر، و قال: فذكره.
رواه البخاري في " الأدب المفرد " (رقم 885)، و قال ابن الجوزي:
و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه، و هو الأشبه.
قلت: و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه، و الغزالي مع
تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " (9/ 44) طبع لجنة نشر الثقافة
الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره.
ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0
322): أخبرنا محمد بن جرير الطبري: حدثنا الفضل بن سهل الأعرج: حدثنا
سعيد بن أوس: حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج، قال ابن
أبي حاتم (3/ 2/63): سئل أبي عنه فقال: صدوق.
لكن سعيدا هذا، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فلا يطمئن القلب لمخالفته
لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه.
و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير
لاختصار تفسير ابن كثير، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا
يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله: " تفسير ابن كثير "، فقد ذكر
في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة، و سيأتي التنبيه على بعضها إن
شاء الله تعالى، و هذا أحدها (3/ 465)، و تقدم بعض آخر منها.(67/189)
خدعة التقريب بين السنة والشيعة لأشرف عبد المقصود
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[11 - 09 - 06, 03:15 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
هناك نقطة منذ البداية وهي أننا حين نطرح هذه القضية يجب أن نوضح لإخواننا دعاة التقريب من السنة: أننا نعلم أن نيَّتهم الخير، وأنهم ينشدون الاعتصام بين المسلمين وتآلفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم، وهذا مَقْصدٌ إسلامي عظيم. ونحن وإن كنا نختلف معهم في الأسلوب إلا أننا يجمعنا حب الصَّحابة رضوان الله عليهم.
وسوف نناقش بموضوعية خطر هذه الدعوة وحقيقة أمرها، وإلى أي شيء تهدف، مع التدليل على ذلك بأمثلة لدعاة التقريب من الشيعة وماذا قدموا لمذهبهم من خلال هذه الدعوة، ثم نعرج على شهادات من دعاة التقريب من السنة، ثم نتبع الكلام على فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله في هذا الباب والتي تستغل أسوأ استغلال، ونختم بأقوال وصيحة نذير لبعض علماء ومفكرين من السنة.
عوام السنة هم ضحية التلبيس من دعاة التقريب:
والمشاهد اليوم لما يجري على الساحة يجد من دعاة التقريب من السنة حماسًا منقطع النظير لايقتصر فحسب على الدعوة للتآلف بل تعدى الأمر إلى التلبيس وتعمية الأمر على عوام أهل السنة بالقول بأنه لا يوجد خلاف بين أهل السنة والشيعة في الأصول بالرغم من وجوده، وهذا يُعَدُّ أمرًا خطيرًا ومزلقا صعبًا!!
والأسباب التي أوقعتهم في هذه الخدعة تتنوع بحسب حال الدعاة وهي في تقديرنا ترجع لعدة أمور:
أولهما: الجهل الشديد بعقائد القوم. فتجد الواحد من هؤلاء متخصص في فن معين بعيد عن العقائد والفرق والملل والنحل، ولا يطلع على معتقدات القوم أو اطلاعه قاصر. والأمر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب).
وثانيها: التقيَّة التي يُلبس بها الشيعة على هؤلاء الدعاة من السنة فيخدعونهم. ومن المعلوم أن للتقية عندهم شأن عظيم حتى جعلوها تسعة أعشارالإيمان.
وثالثها: بعض هؤلاء العلماء لهم صداقات ومصالح مع بعض علماء الشيعة، ولا يريدون لها أن تتعكر إثر تصريح منهم بنقد أو كشف زيف مما يروج له هؤلاء.
ورابعها: شراء بعض الأقلام خاصة في مجال الصحافة والإعلام لنشر باطلهم حيث خصصت بعض الصحف صفحات كاملة لبعضهم وما من مناسبة يستطيعون أن ينفذوا من خلالها ليروجوا سمومهم إلا واستغلوها أتم استغلال، ولا أنسي يوم أن تهجم كاتب المسلسلات على شخصية عمرو بن العاص وإذا بالصحف الصفراء تنقل صفحات من مواقع الشيعة في إلصاق البهتان والكذب بالصحابي الجليل. وكتابات المتشيع أحمد راسم النفيس بجريدة القاهرة ــ لسان وزارة الثقافة بمصر للأسف ــ خير دليل على ما نقول فقد كتب بها سلسلة مقالات عن صلاح الدين الأيوبي وصفه فيها بأقذع الألفاظ وأنه قاتل وسارق وفي الوقت نفسه يكتب بعد ذلك سلسلة مقالات أخرى للدفاع عن ابن العلقمي الخائن الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة الإسلامية ببغداد.
والحاصل: أن عوام أهل السنة هم الضحية لهذا التلبيس من جانب دعاة التقريب من السنة.
وهذا ما دفع العلامة الصوفي النبهاني لتأليف كتاب يذود به عن الصحابة ويدفع به تلبيس الشيعة قال فيه: (سوء حال هؤلاء الجهلة من أهل السُّنَّة هو الذي حَمَلني على تأليف هذا الكتاب؛ ليعرف من قرأه منهم أنه في خطأ عظيم وخطل ذميم , وأنه في ذلك ليس على هدى من الله بل هو على شفا جرف من الهلاك إن لم يتداركه باللطف مولاه. أما الشيعة: فليس لي أمل في رجوعهم بقراءته عن مذهبهم القديم وإن كان غير مستقيم؛ لأنهم ورثوه عن الآباء والأجداد وَسَيُوَرِّثونه الأبناء والأحفاد!! فإن صاحب البدعة والمذهب المخالف مهما أقمت عليه الحجة وألزمته الدليل وعجز هو عن الردِّ ولم يجد للجواب من سبيل لا يحمل ذلك على أن مذهبك حق ومذهبه باطل , وإنما يحمله على أنك أمهرُ منه بترتيب الحجج وإقامة الدلائل. فهو لا يترك مذهبه لزخرفة أقاويلك بزعمه , وزيادة علمك عن علمه , وقد يهدى الله لنوره من يشاء ويوافق العلةَ الدواءُ فيحصل بإذن الله الشفا وهذا إذا قدَّر الله حصوله بهذا الكتاب وظهر به لبعض الشيعة الصواب فأرضى الله ورسوله بالجمع بين محبة الآل والأصحاب يكون ذلك نعم الفائدة ولكنها فائدة زائدة. ومقصودي الأصلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/190)
هو المحافظة على رأس مالنا وهم عوام أهل السُّنَّة .. فوجب علينا أن ننصحهم بالألسنة والأقلام ونشرح لهم ما يلزمهم اعتقاده في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقائد الإسلام. فإذا فعلنا ذلك أدينا ما وجب لهم علينا وإذا وفَّقَهم الله للرجوع إلى الحق نقول هذه بضاعتنا ردت إلينا) اهـ من " مقدمة الأساليب البديعة ".
هذا هو التقريب الحقيقي عند الشيعة؟
فالمتابع لكتابات دعاة التقريب من الشيعة يستطيع أن يؤكد أن هناك نوعين من التقريب:
الأول: تقريب الألسن (التقريب المزيف).
والثاني: تقريب الواقع. وهو التقريب الذي يصدقه الواقع والأمر كما قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: (إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم ممن هم موضع الحب والتقدير من جمهور السنة) (السنة ومكانتها: 9).
وهذا النوع هو الذي نشاهده في تصرفاتهم وأفعالهم ويهدفون من ورائه لأربعة أمور
1 - استقطاب العلماء والمفكرين والدعاة:
أحد المتشيعة الكبار بمصر وهو المدعو صالح الورداني، وهو يؤرخ لعلماء ومراجع الشيعة الذين زاروا مصر من أجل نشر التشيع ــ يعترف بذلك فيقول: (وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. ) (الشيعة في مصر: 155).
وفي كلامه عن السيد مرتضى الرضوي يقول: (وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر فكان لا يطبع كتابا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحفيين. كان قد التقى مع مدير دار الكتب في عام 65 وقدم إليه طلبا بأن تقوم الدار بإفراد جناح خاص للكتب والمصنفات الشيعية وسوف تقوم الهيئة العلمية في النجف الأشرف بالعراق بإهداء الدار جميع هذه الكتب) اهـ (الشيعة في مصر: 127)
وبتعبير آخر استغفال العلماء والرموز المصريين. نسأل الله السلامة!!
وقد نشروا مؤخرا خمس مجلدات ــ مليئة بالإفك ــ بعنوان " المتحولون " ذكروا فيها كذبا الكثير من العلماء والمفكرين ضمن من تحولوا من السنة للشيعة وفي مقدمتهم من شيوخ الأزهرالسابقين: الشيخ سليم البشري والشيخ محمد عبده، والغرض من هذه الأكاذيب هو اقناع السذج من السنة أن هؤلاء العلماء الكبار تركوا التسنن فافعلوا مثلهم واقتدوا بهم.
2 - إفساح المجال لهم في ديار السنة لنشر عقائدهم وكتبهم:
وظهر هذا بوضوح بعد صدور فتوى الشيخ شلتوت حيث تم نشر الكثير من الكتب بمصر والتي تروج لعقائد الشيعة والتي تهدم فكرة التفاهم والتقريب. فهدفهم الرئيسي من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من ادخال عدد من القبائل السنية في التشيع.
ويعد نشر الكتب التي تدعو للتشيع بكل ما فيه من انحرافات عقدية هدف رئيسي لدعوة التقريب عندهم. فبسبب هذه الدعوة نشرت كتبهم ورسائلهم وسط بلاد السنة وأصبح علماؤهم يتحركون بكل حرية ويفتحون المراكز ويقيمون الندوات.
ولنأخذ مثالا واحدا لجهود أحد دعاة التقريب قديما وماذا فعل من وراء دعوته للتقريب، وهو السيد مرتضى الرضوي.
يتحدث عنه الورداني المتشيع فيقول: (قام السيد الرضوي برحلتين إلى مصر: الأولى في فترة الخمسينيات ما بين عام 57 وعام 58 والثانية في منتصف السبعينات، وفي كلا الرحلتين قام بدور ملحوظ في ميدان الفكر الإسلامي والوحدة الإسلامية ونشر الكثير من الكتب التي تدافع عن الشيعة .. ومن بين الكتب التي قام بنشرها السيد الرضوي بمصر تفسير شبر، ويقع في مجلد واحد، وكتاب علي ومناوئوه، وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، وكتاب المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي، وكتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها، وكتاب أصل الشيعة وأصولها، وكتاب الوضوء في الكتاب والسنة والسجود على التربة الحسينية) اهـ (الشيعة في مصر: 127).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/191)
وهذه الكتب المشار إليها والعشرات غيرها طبعت ضمن سلسلة مطبوعات النجاح بالقاهرة. والمطالع لها يجد فيها طامات تهدم التقريب من أساسه. والآن هم مستمرون على نطاق واسع، فالمكتبات الشيعية ببيروت تصدر للعالم العربي والإسلامي سنويا مئات الأنواع من الكتب التي تتهجم على السنة والصحابة دون رقيب أو حسيب في الوقت الذي تمنع فيه المطابع ببيروت من نشر أي كتاب سني يرد باطلهم نسأل الله السلامة.
3 - سكوت أهل السنة عن بيان الحق والرد على أباطيلهم:
فهم يريدون من وراء الدعوة للتقريب إسكات أي صوت سني يردُّ باطلهم ويكشف خداعهم وما انطوت عليه دعوتهم من تضليل. فكل من يتصدى لباطلهم يعتبر مناوئا للتقريب والوحدة وكل من يكشف خداعهم يريد أن يفرق المسلمين.
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: (ومن الأمور الجديرة بالاعتبار أن كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة، يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث فيه، ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب هذا البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب) اهـ (السنة ومكانتها: ص 10).
4 - استمرارهم في النيل من حملة رسالة الإسلام الأولين " الصحابة " رضوان الله عليهم.
فهم يريدون الاستمرار في النيل من الصحابة دون أي مناقشة لهم أو محاسبة، ولذلك لما عاتب أحد مراجع الشيعة التسخيري الشيخ عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق لما كتب كتابه عن الشيعة قال له النمر: (ودار بيننا حديث بدأه هو، حين قال لي: لقد ظلمتنا كثيراً فيما كتبته عنا .. قلت له: أنا مستعد من الآن والكتاب عندك ليس بعيدا عنك، أن أتقبل منك أي تصحيح لخطأ وقع مني، وأنشره في الطبعة القادمة، ورحم الله امرءًا أهدى إلي عيوبي. وأنا لم أكتب شيئا إلا بمراجعة ووثائقه من كتبكم .. لم يحصل منكم شيء من ذلك، وأنا أعرف أن بعض علمائكم يتبرءون في مجالسهم من ادعاء تحريف القرآن، لكن الصوت العالي والرواج هو للرأي الذي يدعي أن الصحابة حرفوا القرآن، فلماذا لم تصدروا بيانا للشعب الذي يتعلم من هذه الكتب، باستنكاركم لهذا الاتهام؟) من مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه (الشيعة. المهدي. الدروز). فهم يدعون للتقريب وفي الوقت نفسه الاستمرار في التهجم على الصحابة والتشكيك في القرآن وليس هناك ما يمنع من الجمع بين هذا وذاك!!
تاملات في أربع أمثلة لدعاة التقريب الشيعة
وفي تقديري أن الأمر خطة مُحْكمة. فبينما هم يدعون للتقريب بأفواههم ويتحمسون له نرى النقيض تماما في أعمالهم. وللوقوف عل حقيقة الأمر سأضرب أربعة أمثلة اثنان منهما لعالمين شيعيين بارزين من آياتهم من دعاة التقريب والمتحمسين له، واثنان آخران وهما أيضا ممن يتشدق بالوحدة وللتقريب: أحدهما لشيعي بارز من القطيف، والآخرلمتشيع مصري.
المثال الأول: آيتهم العظمى محمد محمد مهدي الخالصي: وهوالذي يدندن بشعار الوحدة في العراق ويردد ذلك في خطبه دائما.
يقول عنه الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: (ما فتيء يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب .. وله أصدقاء كثيرون في مصر وغيرها ممن يدعون للتقريب ويعملون له بين أهل السنة؛ فإن هذا الداعية إلى التوحيد والتفاهم ـ عليه من الله ما يستحقه ــ نفى عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى نعمة الإيمان) اهـ.
ثم نقل كلامه في ذلك من كتابه (إحياء الشريعة 1/ 63، 64).
يقول الدكتور ناصر القفاري: (ولقد وقفنا على نص خطير له يكشف حقيقة الوحدة التي يدعو إليها وأنها تقوم على سب الصحابة، فقد صرح بأنه يريد من أهل السنة أن يتحدوا معه على سب عائشة أم المؤمنين وخيار صحابة رسول الله المؤمنين وإلا فلا وحدة وسيلوذ الخالصي بالتقية.
ثم نقل عن كتاب (الإسلام سبيل السعادة) للخالصي ص (90) قوله: (فإن وافقنا باقي طوائف المسلمين ــ يعني على لعن الصحابة وسبهم ـ تمت الكلمة وائتلف الشمل وإن أبوا رجعنا إلى حكمنا الأول وهو التقية حذرا من الفرقة وحرصا على اتحاد الكلمة) اهـ
المثال الثاني: آيتهم عبد الحسين العاملي أحد المنادين بفكرة التقريب والتآلف بين المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/192)
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: (في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب. وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم) اهـ.
ثم ذكر أن جل كتاب المدعو أبو رية عن أبي هريرة منقول من هذا الكتاب.
وللأسف الشديد تلقف كلامه في أبي هريرة الكثير من أنصاف المتعلمين والسطحيين وروجوا له، وآخرهم هذه الأيام الصحفي إبراهيم عيسى قبل مدة في " جريدة الدستور "، وقمنا بالرد عليه حينئذ.
ولعل مؤلفات عبد الحسين العاملي الأخرى تبين الخبث الشديد في دعوته فهو صاحب " كتاب المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ــ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ــ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السنة.
ومما يؤكد إفكه: أن أول طبعة لهذا الكتاب نشرت عام 1355هـ بصيدا. أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته.
المثال الثالث: حسن الصفارالشيعي البارز بالقطيف: والذي يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات يدعو للوحدة ويتباكى عليها. وقد رأيت هذا الرجل حين سأله مذيع برنامج الشريعة والحياة " ماهر عبد الله رحمه الله: عن رأيه في أبي بكر وعمر تلجلج وقال بتقية واضحة: (أنهما شخصان محترمان) اهـ.
ثم من يستمع إلى خطبه ومحاضراته ـ وهي منشورة على الانترنت ـ يجد فيها السباب العلني لهما ومنها قوله: (نكره أبو بكر وعمر وعثمان. كثير من الشباب يقولوا وش بينا فيهم: صحابة الرسول. صاحبوا الرسول وماتوا. وفي الواقع إحنا نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة) اهـ.
ويقول أيضا: (فالشيعة هم الذين قتلوا عثمان جزاهم الله خيرا) اهـ.
فهل هذا هو منطق من ينادي بالتقريب والوحدة!!
المثال الرابع: صالح الورداني المتشيع المصري الذي يتشدق في بعض كتاباته بالدعوة إلى الوحدة، نراه يقوم بنشر أكثرمن عشرين كتابا كلها تهجم وسباب للصحابة وكبار علماء السنة، ووصل به الحد إلى أن يقول بوقاحة في دعوته للتشيع: (ومنذ التزامي بخط آل البيت أردت أن أكفر عن هذه السنوات. فمن ثم فقد آليت على نفسي ألا أترك أحدا ممن كنت أعرفه في الوسط الإسلامي من قبل إلا وأفقده الثقة في الأطروحة السنية) اهـ.
ثم يقول: (وكنت قد استطعت بعون الله أن استقطب الكثير من العناصر لصف التشيع من مختلف التيارات العاملة في الوسط الإسلامي) اهـ من كتابه (الخدعة ص 180).
وهذا يوضح بجلاء الغرض من دعوتهم للتقريب وهو دخول السنة في مذهبهم.
شهادات موثقة
تبين زيف التقريب بين السنة والشيعة
وأقدم للقارئ الحصيف شهادات موثقة ممن دخل معترك التقريب ونادى بالوحدة تدلل على أنه زيف وخداع ووَهْمٌ كبير:
1ـ العلامة الشيخ محمد رشيد رضا مؤسس مجلة المنار (ت 1354هـ):
يتحدث عن مساعيه في سبيل التقارب والتأليف بين السنة والشيعة فيقول: (إنني جاهدت في سبيله أكثر من ثلث قرن) ثم يذكر مساعيه وأعماله في هذا الشأن ثم يقول: (وقد ظهر لي باختباري الطويل وبما اطلعت عليه من اختبار العقلاء وأهل الرأي أن أكثر الشيعة يأبون هذا الاتفاق أشد الإباء إذ يعتقدون أنه ينافي منافعهم الشخصية من مال وجاه).
(المنار ج 31 ــ ص 290).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/193)
وفي تاريخ الشيخ محمد عبده (1/ 934) يذكر عن شيخه محمد عبده أنه كان يرى الشيعة من أحوج الفرق إلى التقريب إلى الحق لأنه كان يحكم عليها بحكم أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية ولم يبين هذا الحكم لأن شيخه محمد عبد استكتمه إياه.
2ـ العلامة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله (ت 1964هـ) ـ أول مراقب عام للإخوان المسلمين بسوريا:
وهو من دعاة التقريب والمهتمين به وسعى لعقد مؤتمر إسلامي بين الفريقين.
يقول رحمه الله: (دعاة التقريب من الشيعة من علماء الشيعة إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات بالقاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية، لم نر أثرا لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما إلى الآخر) (السنة ومكانتها في التشريع: 10).
3ـ الشيخ عمر التلمساني رحمه الله ــ المرشد العام للإخوان المسلمين سابقا:
في حوار له بمجلة المصور 1982م قال: (حين قام الخميني بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه، مع ما بين أهل الشيعة وأهل السنة من خلاف جذري في العقائد، أيدناه لوجود شعب مظلوم كان حاكمه يظلمه أشنع الظلم وأبشعه. . وحين يتمكن هذا الشعب من التخلص من ذلك الاضطهاد لا نملك أن ننكر ذلك عليه، نحن أيدناه من الوجهة السياسية لأن شعبا مظلوما استطاع التخلص من حاكم ظالم واستعاد حريته، ولكن من ناحية العقيدة السنة شئ، والشيعة شئ آخر، ما يجري الآن في إيران من مذابح وأمور خطيرة كنت أظن أنه مبالغ في وصفه، ولكن ممن أثق بهم كل الثقة، وممن يترددون بين إيران وبين أماكن أخرى أكدوا أن كثيرا جدا مما ينشر في الصحف حقيقة، وأنا لا أقر هذا) اهـ.
4ـ يوسف ندا رجل الأعمال ومنسق العلاقات الدولية بالإخوان المسلمين:
والذي ساعد الخميني في ثورته على أساس أنها إسلامية ثم تنكر الخميني له ولغيره وجعلها طائفية شيعية خالصة لا تسمح لغيرها بالوجود، فلا أنسى دموعه وبكائه الحارق في " برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة " منذ سنوات، وهو يحكي عن صديقه السني الشيخ أحمد مفتي زاده وما تعرض له من تعذيب أفضى إلى موته على يد الخميني وأتباعه مدللا على أن مساعدته لهم ومساعدة أهل السنة لهم قوبلت بالجحود والإنكار!!.
5ـ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي:
القاصي والداني يعلم مدى حرص الشيخ على التقريب والدعوة إليه ولكن ما يحدث اليوم على الساحة جعل القرضاوي يتكلم بعفوية في نقابة الصحفيين منذ أيام ولمدة ربع ساعة تقريبا عما يفعله القوم من تهجم على السنة واختراق لمصر وليس الأمر كما ظنه الدكتور محمد سليم العوا الذي سارع بإصدار بيان بأن ما صدر من القرضاوي سبق لسان!!
والحقيقة المرة التي لا يريد أن يصدقها الدكتور الفاضل: أن هذا تقرير لواقع أليم مرير!!
واستياء القرضاوي من تصرفات دولة الشيعة في إيران تظهر في حواراته.
ففي حوار له عن التقريب قال: (ومما قلته للإخوة أيضا في إيران: إن أهل السنة في طهران يقدرون بمليونين أو أكثر، وهم يطالبون منذ سنين بإقامة مسجد لهم، يجتمعون فيه لأداء فريضة صلاة الجمعة، ويشاركهم في ذلك السفراء العرب والمسلمون، فلم تستجب السلطات لهم حتى الآن اهـ. (نقلا إسلام أون لاين).
فهل استجابت إيران لدعوة القرضاوي وهي راعية المؤتمرات الوهمية المظهرية للتقريب؟
ما رأيناه هو تسليط أذنابها ممن تشيعوا للهجوم عليه. فالمتشيع أحمد راسم النفيس ــ ومن يسمي نفسه بالمتحدث الرسمي للشيعة بمصر ــ أَلف كتابا بعنوان: " القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية " كال فيه التهجم والسباب للقرضاوي ووصفه بقوله: (نراه نحن رمزا من رموز مدرسة التلفيق والتوفيق التي وضعت يدها على رقاب الأمة منذ عديد القرون) ص (13). وأنه (من جمعية عشاق القتلة من بني أمية) ص (12) ويقول عن نفسه متهكما أنه: (مندوب الدولة الفاطمية الذي يريد أن يهيل التراب على رموز الأمة المقدسة فضلا عن أنه من طلاب الشهرة على حساب العظماء من أمثال القرضاوي وعمارة وهويدي والعريان وياللعجب) اهـ ص (14)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/194)
ووصف ص (95) معاوية رضي الله عنه بأنه رأس الإجرام الأموي!! نعوذ بالله من الخذلان.
نقد فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله
أولا: قصة الفتوى يحكيها الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله ـ المفتي الأسبق وأحد الذين عاصروا هذه الفتوى، يتحدث فيقول: (بدأت فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة حين كان بمصر رجل شيعي اسمه " محمد القمي " وسعى في تكوين جماعة سماها جماعة التقريب وأصدر مجلة التقريب وكتب فيها بعض الناس وأنا لم أكن موافقا لا على التقريب ولا على المجلة ولذلك لم أكتب في المجلة ولم اجتمع مع جماعة التقريب في مسجد ما، وقد سعى " القمي " لدى شلتوت في أن يقرر تدريس مادة الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه، وأنا حين علمت بهذا السعي كتبت كلمة ضد هذه الفكرة وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر، ألا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة وأنه غير صحيح، وقد أبلغت هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك وأصدروا الأمر لشيخ الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه ولم ينفذ والحمد لله) اهـ. نقلا عن (مسألة التقريب للدكتور ناصر القفاري 2: 358).
ثانيا: ماذكره الشيخ محمد حسنين مخلوف المفتي الأسبق رحمه الله أكده الشيخ شلتوت نفسه حين سئل عن زواج المتعة ــ وهو جزء من الفقه الشيعي ــ فأجاب الشيخ شلتوت بأن أمثال هذا الفقه الذي يبيح زواج المتعة لايمكن أن يكون شريعة الله.
ففي " فتاويه " ص (275) يقول عن زواج المتعة: (إن الشريعة التي تبيح للمرأة أن تتزوج في السنة الواحدة أحد عشر رجلا وتبيح للرجل أن يتزوج كل يوم ما تمكن من النساء دون تحميله شيئا من تبعات الزواج؛ إن شريعة تبيح هذا لا يمكن أن تكون هي شريعة الله رب العالمين ولا شريعة الإحصان والإعفاف!!) اهـ
فما الحال لو تكلم الشيخ عن عقائدهم المنحرفة؟
ثالثا: لم يتعرض الشيخ شلتوت في فتواه للعقائد وإنما كان كلامه منصبا في العبادات والمعاملات، ويؤكد هذا قوله: (ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات) اهـ ولم يتحدث عن الأصول والعقائد؟
ومن المعلوم أن بنيان العبادات والمعاملات لابد له من أساس سليم هو الاعتقاد الصحيح!
والناظر في عقائد القوم يرى العجب العجاب!! فالمشكلة عندهم لا عندنا!
والذي يطالع فتاوى شلتوت في ذم البدع والإنكار على المبتدعة وخاصة بدع القبور والأضرحة والغلو يجد كلاما قويا فما هو الحال لو اطلع الشيخ على ما هو موجود في أصول المذهب الإمامي من عقائد منحرفة؟!!
و بوضوح شديد نقول: إنه من المستحيل التقريب بين السنة والشيعة في الاعتقاد؟
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: (إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول .. ) اهـ.
رابعا: الشيخ شلتوت يتحدث تحديدا عن الشيعة الاثنى عشرية الإمامية، ومن الثابت تماما: أن ركن الإمامة يعد أصلا من أصول المذهب، ولهذا سموا بالإمامية.
و هذا الركن يتناقض تماما مع دعوى التقريب!!
فأهل السنة لا يعترفون بما يسمى بركن الإمامة والولاية لاثني عشر إماما معصومين.
ولم يقل أحد منهم: أن من فضل عليا على أبي بكر أو قدَّمَهُ في الخلافة يكفر ويخلد في النار
أما الشيعة الإمامية فحسب ما في أصول مذهبهم: أن منكر ولاية واحد من هؤلاء كافر مخلد في النار.
وعلى هذا فالشيخ شلتوت نفسه وباقي المسلمين الذين لا يدينون بهذا المعتقد في الإمامة كفار على ضوء أصول مذهب الشيعة الإمامية!!
وهنا نتساءل: كيف يدعونا للتقريب من يكفرنا في كتبه الأساسية؟
يقول الشيخ عبد المنعم النمر رحمه الله: (الشيعة ركزوا فكرهم على الحكم وأحقية علي فيه، هو وذريته إلى يوم القيامة، ورووا في ذلك روايات لم تصح عند أهل السنة. وزادوا على أركان الإسلام الخمسة كما وردت في حديث رسول الله "بني الإسلام على خمس ... " زادوا ركنا سادسا، هو الإيمان بالإمام المعصوم وهو علي وبنوه من بعده، على طريقة النص عليه بولاية عهده، وأن هذا الإمام هو الخليفة والحاكم للمسلمين حتى قيام الساعة .. ومن لم يؤمن بالركن السادس فليس بمؤمن، كما تنص على ذلك كتبهم وكما يتحدث علماؤهم الخواص، لكن هذا سرى إلى عامة الشيعة بأن من لم يؤمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/195)
بما يؤمنون به فليس بمسلم، وهو مخلد في النار ... شأن من لم يؤمن بالله، ولا بوجوب الصلاة .. الخ .. ولذلك يشيع في ذهن عامة الشيعة اعتقاد أننا كفار، وإن كان علماؤهم يتحفظون على ذلك ويقولون: هو كلام العامة الجهلاء!! ولكن من الذي علم هؤلاء وأوحى إليهم بفكرهم هذا؟) اهـ (مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه الشيعة المهدي الدروز).
والمصيبة الأدهى أنهم لايُكَفّرون بلسانهم فقط وتنتهي القضية بل يترتب على ذلك البراءة واللعن لمخالفيهم مما يؤدي للعنف مع مخالفيهم فلا ولاء عندهم إلا ببراء!!
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: ((إن الولاية والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام .. ) اهـ
يعني لا ولاية تصح إلا بالبراءة من أعدائه ولعنهم وهم من اغتصبوا الخلافة وهم أبي بكر وعمر وعثمان .. كما يدعون. ولذا نرى طرفا من صور هذه البراءة في طقوس عاشوراء العنيفة والتي يتربى عليها الشيعي منذ نعومة أظفاره.وهذا يفسر لنا المجازر التي تحدث لأبناء السنة في العراق على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب!!
صيحة نذير من علماء ومفكرين للتحذير من خطر التشيع
1ـ الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله شيخ الجامع الأزهر:
" رأينا في الشيعة الشيعة .. حزب .. وهم لذلك يزيفون كل ما يقف عقبة في سبيل توطيد مركزهم ويتهافتون على كل ما يتوهمون أنه يساعدهم ويؤولون التاريخ حسب ما تهوى نفوسهم .. والحق أن الأمة الإسلامية على اختلاف طبقاتها تقدر عليا تقديرا كريما وتنزله من نفسها منزلة سامية، أما ما وراء ذلك من آراء الشيعة الغالية منهم والمعتدلة فليس دينا وليس ضرورة عقلية وإننا لنعتقد في إخلاص أن الزمن كفيل برد الشيعة إلى السنن القويم" (فتوى الإمام عبد الحليم محمود 1/ 114و115)
2ـ الأديب أحمد أمين رحمه الله (ت 1954م):
قال: (والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد , ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزردشتية وهندية، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته، كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم؛ فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة، وقال الشيعة: إن النار محرمة على الشيعي إلا قليلا كما قال اليهود: لن تمسنا النار إلا أياما معدودات، والنصرانية ظهرت في التشيع في قول بعضهم: إن نسبة الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه وقالوا إن اللاهوت اتحد بالناسوت في الإمام وإن النبوة والرسالة لاتنقطع أبدا، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي , وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الأرواح وتجسيم الله والحلول ونحو ذلك من الأقوال التي كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس قبل الإسلام، وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية وما في نفوسهم إلا الكره للعرب ودولتهم والسعي لاستقلالهم .. والذي أرى كما يدلنا التاريخ أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ولكن بمعنى ساذج، وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين: كفايته الشخصية وقرابته للنبي، والعرب من قديم تفخر بالرياسة وبيت الرياسة، وهذا الحزب كما رأينا وجد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ونما بمرور الزمن وبالمطاعن في عثمان، ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية، وأن كل قوم من هؤلاء كانوا يصبغون التشيع بصبغة دينهم، فاليهود تصبغ الشيعة يهودية، والنصارى نصرانية، وهكذا. وإذا كان أكبر عنصر دخل في الإسلام هو العنصر الفارسي كان أكبر الأثر في التشيع إنما هو للفرس) اهـ (فجر الإسلام ص 437 ــ 439). وراجع أيضا له: (ضحى الإسلام ص351 ــ 354). وعندما زار العراق عام 1931م وفي الكرخ تحديدا كاد الشيعة أن يقتلوه فيدفع حياته ثمنا لما كتب. راجع القصة في كتابه (حياتي ص 268).
3ـ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/196)
(إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقرب منهم ثمن باهظ، نخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئا .. ومما لاريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب ولذلك ضحت وبذلت لتنشر التقريب في ديارنا، وأبت أن يرتفع لها صوت أو تخطو في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية أو أن نرى أثرا له في معاهدها العلمية .. ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثا كعبث الأطفال ولا طائل تحته إلا إذا تركت الشيعة لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والبراءة من كل من ليس شيعيا منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وإلا إذا تبرأ الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين؛ لأن هذا كله بغي على الإسلام وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه رضي الله عنهم، فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين ومنبوذة من جميع المسلمين) اهـ الخطوط العريضة ص (44: 46).
4ـ العلامة محمد أبو زهرة رحمه الله (ت 1393م):
وقال وهو يُعَدّد مظاهر غلو الشيعة الاثني عشرية في ائمتهم: (ويظهر أن الإمامية جميعا على رأيهم في هذا النظر، وليس مقام الإمام ومقاربته لمقام النبي عندهم موضع خلاف فإنهم يصرحون تصريحا قاطعا بأن الوصي لا يفرقه عن النبي إلا شيء واحد وهو أنه يوحى إليه، وإن القارئ لهذا الكلام الذي اشتمل على دعاوى واسعة كبيرة لشخص الإمام لم يقم دليل على صحته والدليل قائم على بطلانه، لأن محمدا أتم بيان الشريعة فقد قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) ولو كان قد أخفى شيئا فما بلغ رسالة ربه وذلك مستحيل ولأنه لا عصمة إلا لنبي ولم يقم دليل على عصمة غير الأنبياء) (تاريخ المذاهب ص 52).
وقال وهو يتحدث عن الإمام جعفر الصادق وابتلائه بالشيعة الذين غالوا فيه: (ابتلي بالدعاة الذين كانوا يدعون الانتماء إليه. قد كان في العراق وما وراءه في الشرق من الديار الإسلامية دعاة لآل البيت فرخت في رءوسهم أفكار فاسدة وآراء باطلة أهونها تكفير الصحابة ولعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأثابهما عما عملا للإسلام، وأعلاها ادعاؤهم الألوهية لآل البيت) اهـ (تاريخ المذاهب ص 685). وقال: (أولئك الذين غالوا وحاولوا أن يفسدوا دين الناس باسمه رضي الله عنه وقد كان يصحح ما وسعه التصحيح ولكن أولئك كانوا يريدون الكيد للإسلام بهذه المغالاة) اهـ ص (688).
وقال وهو يعدد أسباب الفتن في عهد عثمان رضي الله عنه: (ومن الأسباب، وهو أعظمها: وجود طوائف من الناقمين على الإسلام الذين يكيدون لأهله ويعيشون في ظله وكان أولئك يلبسون لباس الغيرة على الإسلام وقد دخلوا في الإسلام ظاهرا وأضمروا الكفر باطنا فأخذوا يشيعون السوء عن ذي النورين ويذكرون علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخير وينشرون روح الفتنة في البلاد ويتخذون مما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم، وكان الطاغوت الأكبر لهؤلاء: عبد الله بن سبأ) اهـ ص (29).
5ـ سعيد حوى رحمه الله ـ من أبرزعلماء الإخوان المسلمين بسوريا:
يقول رحمه الله: (وهؤلاء الخمينيون ظالمون. ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول: " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون". إنه لا يواليهم إلا ظالم، ومن يرض أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير، ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة؟ ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم؟ ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني؟! ألا يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران حافظ الأسد بالإسلام والمسلمين؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم .. فهل هم تائبون؟؟ اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم اللهم آمين.) اهـ. (الخمينية ص 57 ــ 58) ..
6ـ الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:
ينقل عنه الشيخ محمد حسنين مخلوف أنه خطب على منبر الجامع الأزهر قائلا: (إن هذا الأزهر قدر له أن يتحول إلى غير ما أسس من أجله. فلقد أسس من أجل تدريس المذهب الشيعي الفاطمي، ولكن الله استنقذه ليصبح معقلا للمذهب السني) اهـ مجلة الاعتصام مايو 1977م.
7ــ الشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان:
ففي حوار له بمجلة آخر ساعة عدد49 أغسطس 2006م قال: (هناك محاولة للإبادة وطمس الهوية السنية نهائيا في العراق وعدم إشراكهم داخل الجيش ولا في الشرطة، فلماذا تحاول إيران أن تتدخل في الشأن العراقي والشأن اللبناني والشأن السوري تحاول أن تمد يدها لكثير من الدول العربية عن طريق التشيع حتى وصل الأمر ــ للأسف الشديد إلى مصر، وعندي الآن كتب تهاجم أهل السنة وتهاجم الصحابة وتتطاول على عقيدة أهل السنة في عاصمة الأزهر الشريف في مصر. هذه سياسة تخيفنا جميعا لأنها تنذر بأخطار لا حدود لها .. ) اهـ.
وبعد فهذه صيحة نذير أردنا بها أن نحذر من الخطر الحالي لا أقول القادم فما يحدث اليوم في العراق من تدمير لمئات المساجد وقتل لمئات الآلاف من أبناء السنة في إبادة منظمة على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب يدلل على خطورة الوضع وعلى التقريب الذي يريدونه منا. نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
http://www.almesryoon.com/Archive/ShowDetailsC.asp?NewID=23701&Page=7(67/197)
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا ادعى أحد رؤية الهلال ووقع كسوف بعدالغروب فلاتقبل دعواه
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:57 م]ـ
فائدة:
قال العلامة الفقيه الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الفتاوى16/ 297:
(إذا كسفت الشمس بعد الغروب وادعى أحد رؤية القمر في بلد غابت الشمس فيه قبل كسوفها فإن دعواه هذه غير مقبولة للقطع بأن الهلال لا يرى في مثل هذه الحال ,فيكون المدعي متوهما إن كان ثقة وكاذبا إن لم يكن ثقة , وقد ذكر العلماء قاعدة مفيدة في هذا: أن من ادعى ما يكذبه الحس لم تسمع دعواه) اهـ.
وقال رحمه الله 16/ 301: (إذا وقع كسوف الشمس بعد غروبها في أي مكان من الأرض فإنه يتعذر أن يكون فيه اليوم التالي أول شهر جديد ........ الخ) اهـ
وهذه مسألة جديرة بالدراسة,,,,(67/198)
طريقة عدَّ في الاستغفار والتسبيح ونحوها مريحة جدا
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[11 - 09 - 06, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا شك أحبتي في الله أن للاستغفار شأن عظيم, وأثر كبير, ولذلك ألف فيه من ألف من العلماء فهذا النسائي وكتابه عمل اليوم والليلة وهذا ابن السني أيضا في كتابه عمل اليوم والليلة, وهذا النووي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم الجميلة التي تكلمت عن هذا الموضوع من جوانب عديدة, وكل هذا يدل على أهميته.
وأنصح جميع الإخوة بقراءة كتاب ابن القيم الوابل الصيب فهو مفيد جدا وفيه من الفوائد والاستنباطات الشئ العجيب.
نعود لموضوعنا معتذرا على الإطالة.
قال الإمام البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)).
وقال الإمام مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ جَمِيعًا عَنْ حَمَّادٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ".
كثيرا من الناس يغفل هذه السنة النبوية بحجج مختلفة منها صعوبة العد أو التحرج من استخدام المسبحة وغيرها لعدم ورود ذلك عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكن هناك طريقة ذكرها أحد طلبة العلم سهلة وهي أن تقول استغفر الله وأتوب إليه لمدة دقيقة فقط تجد أنك قلت حوالي سبعين مرة وإذا قلت استغفر الله فقط لمدة دقيقة تجد أنك قلت مائة مرة, مع التنبيه أن العد في الأنامل أفضل وأسلم وذلك في أن حركة الأنامل يؤجر عليها الإنسان. والله أعلم.
تنبيه: أرجو من الذين يتسرعون في النقد أو التبديع أن يفهموا ضابط البدعة جيدا كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي وغيرهم ثم يحكموا, ولا مانع من الملاحظات والتوجيهات مقرونة بالأدلة والبراهين.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:31 ص]ـ
هناك طريقة ذكرها أحد طلبة العلم سهلة وهي أن تقول استغفر الله وأتوب إليه لمدة دقيقة فقط تجد أنك قلت حوالي سبعين مرة وإذا قلت استغفر الله فقط لمدة دقيقة تجد أنك قلت مائة مرة,
.
!!
سبعون مرة في الدقيقة!
ألا ترى أنك بهذا تردد الاستغفار بسرعة كبيرة؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:06 ص]ـ
كثيرا من الناس يغفل هذه السنة النبوية بحجج مختلفة منها صعوبة العد أو التحرج من استخدام المسبحة وغيرها لعدم ورود ذلك عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكن هناك طريقة ذكرها أحد طلبة العلم سهلة وهي أن تقول استغفر الله وأتوب إليه لمدة دقيقة فقط تجد أنك قلت حوالي سبعين مرة وإذا قلت استغفر الله فقط لمدة دقيقة تجد أنك قلت مائة مرة, مع التنبيه أن العد في الأنامل أفضل وأسلم وذلك في أن حركة الأنامل يؤجر عليها الإنسان ..
نفع الله بكم ووفقكم وسددكم. امض ولا تلتفت فقد نصحت ونبهت.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:44 ص]ـ
المرجو من الإخوة التوقف في المسائل التعبدية ......
كما تقدم في هذا الموضوع قول "أستغفر الله و أتوب إليه" لمدة دقيقة؟ من أين جئتم بهذا؟
كان عليه الصلاة و السلام يستغفر الله 70 مرة أو 100 مرة في هذه الحالة نكثر من الإستغفار بدون اقتراح لطريقة فتنتشر و تفضي إلى بدعة يفعلها الناس .....
المرجو من الإخوة الإنتباه و جزاكم الله خيرا.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:58 ص]ـ
الأخ أبو سليمان سيف بارك الله فيك جرب الطريقة بتمهل ثم احكم ولا تستغرب شىء قبل أن تجربه ,ولا مانع أن يستغرق الوقت معك أكثر من دقيقة لأن القصد هو حث المسلم على هذه العبادة التي لا تكلفك أكثر من دقيقتين والله أعلم.
الأخ محمد ياسر عرفات اشكرك وأسأل الله الكريم أن يجعلناوإياك مباركين إينما كنا.
الأخ الكريم: محمد بن عبد الجليل أرجو أن تقرأ ظابط البدعة وتفهمه جيدا ثم بعد ذلك تحكم, وقد أشرت إلى ذلك في التنبيه ولا تكن ممن يحارب كل جديد بأدنى حجة, أعذ
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:00 ص]ـ
عذرا:
تكملة ... أعذرني في قسوتي عليك قليلا وأشكرك على مرورك وجزيت خيرا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:15 م]ـ
لم أقصد سوى التحذير و نحن و الحمد لله نبحث و نتعلم.(67/199)
هل تجوز الصلاة خلف إمام ساحر
ـ[حميد رائد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:31 م]ـ
تبث لدي بالدليل القاطع أن خطيب الجمعة في حينا ساحر يداوم على فعل السحر فهل يجوز لي أن أصلي خلفه علما أنه لايوجد مسجد آخر قريب، وإذا أردت أن لا أصلي خلفه يتوجب علي السفر إلى مكان بعيد، فما هو الحكم الشرعي في هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:49 م]ـ
ما دام ثبت لك بالدليل القاطع -وهذا أمرٌ صعب سأسألك عنه لاحقاً- أنه ساحر فقد ثبت لك كذلك أنه كافر, لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سحر فقد اشرك) ..
والصلاة خلفه لاتجوز بحال من الأحوال ...
ولكن قبل الحكم القطعي على الرجل:كيف ثبت لك أنه ساحر؟؟
وما هو السحر الذي رأيته يمارسه؟؟
وما تعريفك للسحريا اخي؟؟
لربما اشتبه عليك السحر بغيره, فلذا أرجو أن تبين لنا الإجابة على الأسئلة السابقة بالتفصيل ..
ـ[حميد رائد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:05 م]ـ
من ذلك أنه يشترط على الذي يقبل على الزواج من أبناء المنطقة أداء مبالغ مالية حتى يستطيع الرجل مجامعة أهله فيدفع له، وإلا فإنه يستعمل السحر ليحول بينه وبين مجامعة أهله، ثم يرجع إليه فيحل له ذلك بالسحر مقابل أداء أموال ....
ـ[حميد رائد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:08 م]ـ
وهذا قد عاينته بنفسي دون أن أسمعه من أحد
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:27 م]ـ
لا تجوز الصلاة خلف هذا الكافر
قد ثبت عندنا أن الساحر
لا يتم له السحر إلا إذا أشرك بالله
سمعنا ذلك من أفواه السحرة التائبين
ـ[وليد الباز]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:57 م]ـ
قال تعالي
" .. وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .. "
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:15 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: " أما سؤال السائل حيث يقول: ما حكم الصلاة خلف إمام يتعامل بالسحر؟
فإن كان هذا السحر يبلغ به الكفر فلا تجوز الصلاة خلفه؛ لأنه كافر، لا صلاة له، لا تقبل صلاته، ولا يصلح لأن يكون إماماً.
وأما إذا كان سحره لا يبلغ الكفر فهذا ينبني على خلاف العلماء في فاعل الكبيرة إذا لم يتب منها هل يصلي خلفه أم لا؟ ولكن يجب أن نصلح هذا الساحر قبل أن نسأل هل نصلي خلفه أم لا ".اهـ من فتاوى ابن عثيمين، المجلد الخامس عشر، (330 من 380).
المرجع:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=353&CID=330(67/200)
ستر العورة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:33 م]ـ
ستر العورة
التّعريف:
1 - السّتر لغةً: ما يستر به، وجمعه ستور، والسّترة - بضمّ السّين - مثله.
قال ابن فارس: السّترة ما استترت به كائناً ما كان، والسّتارة مثله، وسترت الشّيء ستراً من باب قتل.
والعورة لغةً: الخلل في الثّغر وفي غيره، قال الأزهريّ: العورة في الثّغور وفي الحرب خلل يتخوّف منه القتل، والعورة كلّ مكمن للسّتر، وعورة الرّجل والمرأة سوأتهما.
ويقول الفقهاء: ما يحرم كشفه من الرّجل والمرأة فهو عورة.
وفي المصباح: كلّ شيء يستره الإنسان أنفةً وحياءً فهو عورة.
وستر العورة في اصطلاح الفقهاء هو: تغطية الإنسان ما يقبح ظهوره ويستحى منه، ذكراً كان أو أنثى أو خنثى على ما سيأتي تفصيله.
ما يتعلّق بستر العورة من أحكام:
أوّلاً - ستر العورة عمّن لا يحلّ له النّظر:
2 - اتّفق الفقهاء على أنّ ستر العورة من الرّجل والمرأة واجب عمّن لا يحلّ له النّظر إليها. وما يجب ستره في الجملة بالنّسبة للمرأة جميع جسدها عدا الوجه والكفّين، وهذا بالنّسبة للأجنبيّ.
أمّا بالنّسبة لمحارمها من الرّجال فعورتها عند المالكيّة والحنابلة ما عدا الوجه والأطراف " الرّأس والعنق ". وضبط الحنابلة ذلك بأنّه ما يستتر غالباً وهو ما عدا الوجه والرّأس والرّقبة واليدين والقدمين والسّاقين. وقال الحنفيّة: ما عدا الصّدر أيضاً.
وقال الشّافعيّة: ما بين السّرّة والرّكبة، كما أنّ عورة المرأة الّتي يجب سترها بالنّسبة لغيرها من النّساء هي ما بين السّرّة والرّكبة.
أمّا عورة الرّجل فهي ما بين السّرّة والرّكبة.
وفي كلّ ذلك تفصيل ينظر في مصطلح (عورة).
والدّليل على وجوب ستر العورة قول اللّه تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم «لأسماء بنت أبي بكر: يا أسماء إنّ المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلاّ هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفّيه»، وورد «عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالنّسبة لعورة الرّجال أنّها ما بين السّرّة إلى الرّكبة».
3 - ويشترط في السّاتر أن لا يكون رقيقاً يصف ما تحته بل يكون كثيفاً لا يرى منه لون البشرة ويشترط كذلك أن لا يكون مهلهلاً ترى منه أجزاء الجسم لأنّ مقصود السّتر لا يحصل بذلك.
ومن المعلوم أنّ ستر العورة غير واجب بين الرّجل وزوجته، إذ كشف العورة مباح بينهما، فقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «احفظ عورتك إلاّ من زوجتك أو ما ملكت يمينك».
4 - والصّغيرة إن كانت كبنت سبع سنين إلى تسع فعورتها الّتي يجب سترها هي ما بين السّرّة والرّكبة، وإن كانت أقلّ من سبع سنين فلا حكم لعورتها - وهذا كما يقول الحنابلة - وينظر تفصيل ذلك في: (عورة).
والمراهق الّذي يميّز بين العورة وغيرها يجب على المرأة أن تستر عورتها عنه، أمّا إن كان لا يميّز بين العورة وغيرها فلا بأس من إبداء مواضع الزّينة أمامه.
لقوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/201)
ويستثنى من وجوب ستر العورة ما كان لضرورة، كعلاج وشهادة، جاء في الشّرح الصّغير: يجب ستر العورة عمّن يحرم النّظر إليها من غير الزّوجة والأمة إلاّ لضرورة فلا يحرم بل قد يجب، وإذا كشف للضّرورة كالطّبيب يبقر له ثوب على قدر موضع العلّة.
ستر العورة في الصّلاة:
5 - ستر العورة شرط من شروط صحّة الصّلاة لقوله تعالى: {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} والآية إن كانت نزلت بسبب خاصّ فالعبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: المراد بالزّينة في الآية: الثّياب في الصّلاة، ولقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل اللّه صلاة حائض إلاّ بخمار».
وقد أجمع الفقهاء على فساد صلاة من ترك ثوبه وهو قادر على الاستتار به وصلّى عرياناً. ويشترط في السّاتر أنّه يمنع إدراك لون البشرة.
ومن لم يجد إلاّ ثوباً نجساً أو ثوباً من الحرير صلّى به ولا يصلّي عرياناً، لأنّ فرض السّتر أقوى من منع النّجس والحرير في هذه الحالة.
على خلاف وتفصيل ينظر في مصطلح: (صلاة).
هذا ويختلف الفقهاء في تحديد العورة الواجب سترها في الصّلاة.
وينظر تفصيل ذلك في (عورة).
ثانياً: ستر العورة في الخلوة:
6 - كما يجب ستر العورة عن أعين النّاس يجب كذلك سترها ولو كان الإنسان في خلوة، أي في مكان خال من النّاس. والقول بالوجوب هو مذهب الحنفيّة على الصّحيح، وهو مذهب الشّافعيّة والحنابلة، وقال المالكيّة: يندب ستر العورة في الخلوة.
والسّتر في الخلوة مطلوب حياءً من اللّه تعالى وملائكته، والقائلون بالوجوب قالوا: إنّما وجب لإطلاق الأمر بالسّتر، ولأنّ اللّه تعالى أحقّ أن يستحيا منه، وفي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه «قال: قلت: يا رسول اللّه، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلاّ من زوجتك أو ممّا ملكت يمينك، فقال: الرّجل يكون مع الرّجل؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل، قلت: والرّجل يكون خالياً؟ قال: فاللّه أحقّ أن يستحيا منه». والسّتر في الخلوة مطلوب إلاّ لحاجة، كاغتسال وتبرّد ونحوه.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:55 م]ـ
بارك الله فيك اخي وجزاك الله خيرا(67/202)
&^^ الفرائد العلمية من التأملات القرآنية لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي ^^&
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله .. خلق فسوى .. وقدر فهدى .. وأخرج المرعى .. فجعله غثاء أحوى .. والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .. آخر الأنبياء عصرا .. وأرفعهم يوم القيامة منزلة وقدرا .. أما بعد،،،
فهذا الموضوع عبارة عن جمع متواضع من أخيكم من كلام فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي –حفظه الله- في دروسه المسماة (تأملات قرآنية) وهي عبارة عن مجموعة دروس لفضيلة الشيخ
يشرح فيها بعض الآيات من بعض السور .. ويأخذ في تفسيرها تفسيرا بديعا شافيا .. ويتطرق فيه لأمور شتى مما يتعلق من اللغة والفقه وسرد بعض القصص وغيرها ... وأحب أن أنوه إلى أن هذه الدروس نزلت في مجموعتين من الأشرطة
وهي عبارة عن 22شريطا .. وهذا الموضوع جمع لبعض الفرائد العلمية من المجموعة الأولى (وهي عبارة عن 10أشرطة) ..
وقد أطلقت على هذا الجمع بعنوان (الفرائد العلمية من التأملات القرآنية (1))
وصراحة أحتار في كثير من الأحايين في نقل معلومة من عدمها، لأن فضيلة الشيخ بحر لاساحل له، ولا أدّعي أني نقلت جميع الفرائد، فالمتأمل في دروس الشيخ يجد كمّا هائلا من الفرائد العلمية التي ينبغي الرجوع إليها، وإنما جمعي هذا غيض من فيض،وهذه الفرائد منها ماهو لغوي ومنها ماهو فقهي ومنها ماهو غير ذلك،وقد جمعت في هذه المجموعة 23معلومة أرجو الله أن ينفع بها، وعملي هذا عمل بشري يتخلله النقص، فاللهم يسّر وأعن ..
وأسأل الله العلي العظيم أن ينفع بهذا الموضوع كاتبه وقارئه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
هذا وأنبه على أمرين:
الأول: أنني قد أنقل كلام الشيخ بتصرف نظراً لأن الشيخ قد يتحدث باللهجة العامية في بعض الأحيان، وإلا في الغالب فإني أنقل كلام الشيخ نصاً.
الثاني: أن هذا الجمع من المجموعة الأولى (من سورة البقرة إلى سورة الأنعام)
على أمل أن أطرح بين أيديكم المجموعة الثانية بإذن الله عز وجل ....
================================================== ================================================== ================================================== ========================
* قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {24}) البقرة:
<< تسمى هذه الآيات آية التحدي، وآيات التحدي خمس:
1 - هذه الآية.
2 - قول الله تعالى: (َمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {38}) يونس
3 - قول الله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {13}) هود
4 - قول الله تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً {88}) الإسراء
5 - قول الله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34}) الطور >>
=========================
* قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23}) البقرة:
<< كلمة (عبد) تأتي على ثلاث معان:
1 - (عبد) بمعنى مقهور، وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر، كقوله تعالى: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً {93}) مريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/203)
2 - عبودية بالشرع وهو الذي يُسترق في الجهاد، وهو الأسير، وهو عكس الحر، كقوله تعالى: (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ... الآية {178}) البقرة
3 - عبد بالطاعة والإتباع وينقسم إلى: أ- طاعة لله. ب- طاعة لغير الله وعبادة له، كقوله عليه الصلاة والسلام: (تعس عبد الدينار) وكذلك كعبد الهوى ونحوه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( .... وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26} الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27}) البقرة:
<< الفسق على معنيين: أ- الكفر ويكون مخرجا من الملة، كقوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ {18}) السجدة
ب- الكبيرة أو العصيان الذي لايخرج من الملة، كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}) الحجرات
وأصل الفسق: الخروج>>
وقال أيضاً: <<أعظم عهد لله توحيده والإيمان به، وأعظم ما أمر الله به أن يوصل صلة الرحم >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}) البقرة:
<<دلت هذه الآية على أن الأصل في الأشياء الطهارة والإباحة إلا مادل الدليل على نجاسته أو حرمته >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29}) البقرة:
<<الفعل (استوى) جاء في القرآن على ثلاثة أحوال:
أ- فعل لازم، قال تعالى: (ولما بلغ أشده واستوى) ومعناه هنا:التمام والكمال
ب-فعل متعدي بحرف الجر (على)، قال تعالى: (الرحمان على العرش استوى) وهناك ستة مواضع غير هذه الآية تعدى فيها الفعل (استوى) بحرف الجر (على)، ومعناه هنا: العلو والارتفاع
جـ - فعل متعدي بحرف الجر (إلى)، قال تعالى: (ثم استوى إلى السماء) ومعناه هنا: القصد >>
وقال أيضاً: <<ذكر الله في القرآن أن السماوات سبع، ولم يذكر نصاً أن الأرضين سبعا ولكن دلت عليه السنة، وكذلك دلّ عليها القرآن في سورة الطلاق: (ومن الأرض مثلهن) >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ .... الآية {253}) البقرة:
<<إذا أُطلق التكليم ينصرف إلى موسى، قال تعالى: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً {164}) النساء، لكن الذين كُلموا أكثر من واحد والثابت منهم ثلاثة: آدم عليه السلام وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن آدم فقال: (نبي مكلم)، وموسى عليه السلام بنص القرآن، ومحمد عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257}) البقرة:
<<في اللغة إفراد وجمع، وغالب استعمال القرآن إذا وُجد مفرد مقابل جمع فإن الله عز وجل يوازن بين فاضل ومفضول أو بين حق وباطل، كقوله تعالى: (َجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1}) الأنعام، وقال تعالى: (عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ {48}) النحل، لأن النور أفضل من الظلمات واليمين أفضل من الشمائل، وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/204)
ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153}) الأنعام، فدائما الحق واحد والكفر أجناس متعددة يجمعها الباطل، وذلك بين في هذه الآية >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {59}) آل عمران:
<<قال العلماء: إن من أعظم علوم القرآن أن يُعلم أن القرآن نزل لدفع شُبه الظالمين وإبطال عناد المعاندين وإثبات البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية. وقالوا: إن هذا الفن لا يدركه إلا الجهابذة العلماء المستبصرون الذين منّ الله عليهم بإدراك مغازي كتابه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {66}) آل عمران:
<<لايمكن للعقل أن ينشئ دليل وإنما يكتشفه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83}) آل عمران:
<< (طوعا وكرها) هذا من الأضداد ويسميه البلاغيون طباق، وهناك فرق بين الكُره والكَره:
أ- الكَره: هي المشقة الخارجة عنك التي لاتريدها. ب- الكُره: هي المشقة التي تريدها لأن فيها منفعة.
ومثال الكَره قوله تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83}) آل عمران
ومثال الكُره قوله تعالى: (َوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً .... الآية {15}) الأحقاف، وكقوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ... الآية {216}) البقرة >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (ِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96}) آل عمران:
<<هل بكة ومكة بمعنى واحد؟ أم لا؟، قال بعض العلماء: إن الباء والميم في اللغة كثيرة الإبدال بعضها عن بعض، يقال: هذا طين لازب وطين لازم والمعنى واحد، فعلى هذا القول يصبح لبكة ومكة معنى واحد، وهناك قول أن بكة مقصود بها المسجد أما مكة فمقصود بها الحرم كلّه >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( ... وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ .... الآية {155}) النساء:
<<هذا يسميه البلاغيون (مجاز مرسل)، ومعلوم أن اليهود لم يقتلوا الأنبياء كلهم لكنهم لما استباحوا دم واحد منهم كأنهم استباحوا دم الجميع >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (َأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {161}) النساء:
<<هناك معصيتين حرمها الله على جميع الأمم ولم يبحها الله في أي شريعة قط، هما: الربا والزنا >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ .... الآية {163}) النساء:
<<يقال لإبراهيم أبو الأنبياء تجوّزاً لأن جميع الأنبياء من بعده كانوا من ذريته، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ... الآية {27}) العنكبوت، وهذا يفيد الحصر، إلا أنه يشكل أن لوطاً ابن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ {111}) المائدة:
<< (أوحى) في القرآن تأتي على ثلاثة أضرب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/205)
أ-تأتي بمعنى الإرسال، وهو الذي يختص بالنبيين، وهو على عدة هيئات: منها أن يكلم الله عز وجل العبد من ورائ حجاب أو يرسل جبرائيل بذاته أو أن يكون شيئا يُقذف في قلب ذلك النبي.
ب- وحي بمعنى الإلهام، كما قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ... الآية {68}) النحل، وقال تعالى: (َأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ... الآية {7}) القصص، فوحي الله تعالى للنحل وإلى أم موسى لايجعل منهم أنبياء ولكن المقصود الإلهام، وهو المقصود في هذه الآية.
جـ- الوحي بمعنى الأمر، كما قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5}) الزلزلة، أي: بأن الله أمرها >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ {115}) المائدة:
<<أخذ العلماء من هذه الآية أن أعظم الناس عذاباً ثلاثة:
أ- أتباع آل فرعون، قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46}) غافر
ب- الذين كفروا بالمائدة بعد نزولها كما في هذه الآية.
جـ- المنافقون الذين كانوا على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً {145}) النساء >>
ويظهر للشيخ صالح أن هؤلاء المنافقين هو أشد خلق الله جل وعلا عذابا.
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (فَلَمَّا تَوَفيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117}) المائدة:
<<لفظ الوفاة في كتاب الله على ثلاثة أضرب:
أ- بمعنى الموت وانقضاء الأجل، كقول الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ... الآية {42}) الزمر
ب- بمعنى النوم، كقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ... الآية {60}) الأنعام
جـ- بمعنى الرفع، كما في هذه الآية: (فَلَمَّا تَوَفيْتَنِي ... الآية {117}) المائدة >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {60}) الأنعام:
<<وصفوة القول أن يقال: إن للروح علاقة مع الجسد تختلف من حال إلى حال:
أ- علاقة قبل أن يوجد الجسد يوم كانت أرواحنا في ظهر أبينا آدم
ب- علاقة بعد أن نُفخ فينا الروح يوم كنّا أجنّة في بطون أمهاتنا
جـ- علاقة شبه كمال، وهي علاقة الروح بالجسد حال اليقظة
د- علاقة أقل من هذا، وهي علاقة الروح بالجسد حال النوم
هـ- علاقة لانعلم كُنهها، وهي علاقة الروح بالجسد في حياة البرزخ
و- علاقة هي علاقة الكمال والتمام تكون بعد البعث والنشور لأنه لا موت بعدها
نجم عن هذا كله ست علاقات: علاقة في عالم الأرواح، وعلاقة في عالم الأجنة، وعلاقة في عالم اليقظة،وعلاقة في عالم النوم، وعلاقة في عالم البرزخ، وعلاقة بعد البعث والنشور >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61}) الأنعام:
<< (إذا) في اللغة تأتي على ثلاث معاني:
أ- تأتي قبل التلبس بالفعل، مثل قولك: إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ
ب- تأتي حال التلبس بالفعل، مثل: إذا وقفت يدي الله فكبر
جـ- تأتي بعد التلبس بالفعل، مثل: إذا صليت فاقرأ القرآن >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74}) الأنعام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/206)
<<ومع اتفاق المسلمين على أن نبينا عليه الصلاة والسلام أرفع الأنبياء قدراً ويليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إلا أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما دخل مكة عام الفتح أمر أن يُخرج مافي الكعبة من صور حتى يستطيع دخولها فكان مما أُخرج صورة فيها صورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يستقسم بالأزلام، فقال عليه الصلاة والسلام: (قاتلهم الله، والله لقد علموا ما استقسم شيخنا بها قط) فنبينا عليه الصلاة والسلام سمى إبراهيم شيخَه ولم يسم النبي عليه الصلاة والسلام أحدا من الأنبياء بأنه شيخَه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهذه الفائدة من فرائد العلم، مع الاتفاق أن النبي عليه الصلاة والسلام أفضل من إبراهيم عليه الصلاة والسلام >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ عند تفسيره لقول الله تعالى: ( ... وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ {86}) الأنعام:
<<مراتب التفضيل أربعة: النبوة – الصديقية – الشهادة – الصلاح، قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً {69}) النساء>>
=========================
# ومن الفوائد الجليلة التي ذكرها الشيخ أثناء دروسه:
*قال فضيلة الشيخ: <<دائما عندما تفسر أو حتى في أي أمر من أمورك دع عندك أصل فإذا جاء شيء يعارض الأصل رُدّ العارض وكن على الأصل، إلا بعارض يفوق الأصل >>
=========================
*قال فضيلة الشيخ: <<إن التفسير الحقيقي ليس بياناً للمفردات والعاني فهذا أمر متيسر، لكن التفسير الحقيقي أن تفهم المراد من كتاب الله في سياقه العام، وأن تفقه الآية من السورة، والسورة من القرآن زماناً ومكاناً ومناسبةً حتى يتضح لك ما المقصود من كلام الرب تبارك وتعالى >>
================================================== ================================================== ================================================== ========================
هذا ماتيسر ذكره وتهيأ إيراده، والله أعلى وأعلم ورد العلم إليه أسلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:08 ص]ـ
قال ابن الملقن -رحمه الله - في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام:وجمع السموات ووحّد الأرض لأنه أراد الجنس, وجمع السموات لشرفها ,قاله النووي , والمذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور أن السموات أفضل من الأرض ,وقيل: الأرض.(67/207)
من المعروف أن المرأة إذا احتلمت فقد وجب عليها الغسل ولكنى سمعت
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:34 ص]ـ
إخوانى الكرام أرجو التفصيل فى هذه المسالة
من المعروف أن المرأة إذا احتلمت فقد وجب عليها الغسل ولكنى سمعت من يقول أن هناك نوعين من الافرازات منها
نوع يوجب
والنوع الاخر لا يوجب
فهل هذا صحيح؟؟ أم لا
أرجو الافادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:48 ص]ـ
يخرج منها المني: يوجِب الغسل
ويخرج منها القذي (خاص بالمرأة، بعضهم يسميه مذياً): لا يوجِب الغسل
هذا اختصاراً، أرجو من الإخوة زيادة التفصيل لأخينا
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
الأطباء يقولون أنهم لا يملكون دليلا على وجود مني للمرأة!!
وهذا مشكل، فبعض الأحاديث فيها (ماء الرجل وماء المرأة) لكن لعل في بعض الروايات تصرف محيل للمعنى من الرواة!!!
فإن كان المقصود من الماء " المني " فهو مشكل حقا، وإن كان المقصود ما يتشكل منه الإنسان فهو حق.
لكن قد صح في بعض الروايات " فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ "
إلا أن يكون الماء في هذا الموضع غير الماء في الموضع السابق كأن يكون السائل الذي يصاحب عملية الهياج لدى المرأة ..
وعلى كل: ليس كل ما يستشكل يُرد ..
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 04:59 م]ـ
نحن و الحمد لله نأخد بنص الحديث فإن توافق مع ما يقوله الأطباء فبها و نعمة و إلا فبعدا لما يقوله هؤلاء و نتمسك بحديث نبينا محمد عليه الصلاة و السلام
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد عبد الجليل:
جزاك الله خيرا ..
ولعل الأثر النبوي يحمل بعدا علميا لم نتفطن له، لذلك يتعسر التأويل في بعض المواطن.
فقد وجدت في بعض الروايات (إذا علا ماء الرجل ماء المرأة) وفي بعضها (فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة)
وفي بعضها (أما نطفة الرجل فبيضاء غليظة فمنها العظام والعصب، وأما نطفة المرأة فحمراء رقيقة فمنها اللحم والدم)
وقد أعجبني البخاري رحمه الله عندما قال: " الأمشاج: الأخلاط ماء المرأة وماء الرجل الدم ... "
كما أنني لا أميل إلى تكذيب الأطباء ...
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:54 م]ـ
شكراً على هذه الإفادة.(67/208)
البانتشاسيلا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:02 ص]ـ
البانتشاسيلا
التعريف:
البانتشاسيلا (أو المبادئ الخمسة المتلاحمة) هي خمسة مبادئ رئيسية أعلنت غداة الاستقلال سنة 1945م ووضعت في دستور أندونيسيا المسلمة، ليسير على هديها، الشعب الأندونيسي المسلم، بديلاً عن العقيدة الإسلامية.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· في سنة 1945م عقدت لجنة الإعداد للاستقلال في أندونيسيا، لوضع أسس للدولة المقبلة.
- واحتدم الخلاف بين القوى الإسلامية والوطنية - كما يقال عنهم - حول أساس الدولة، هل هو الإسلام أو اللادينية.
- في أثناء ذلك وضع سوكارنو - وهو أول رئيس لاندونيسيا بعد الاستقلال المبادئ الخمسة (البانتشاسيلا) لتكون أساس وفلسفة الدولة.
- وأنجزت اللجنة التساعية التي ضمت الزعماء الإسلاميين والزعماء الوطنيين مهمتها في وضع ميثاق جاكرتا وتم التوقيع عليه في 22 يونيو 1945م. وهذا الميثاق أصبح مقدمة لدستور سنة 1945م بعد إلغاء جملة: "مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية على معتنقيها". ويقال إن سبب إلغاء هذه الجملة هو صدور إنذار من النصارى- وهم قلة قليلة في أندونيسيا -بعدم المشاركة في النضال لنيل الاستقلال إذا لم تحذف هذه العبارة.
- وهكذا ضاع أمل الإسلاميين في إنشاء دولة إسلامية في اندونيسيا نتيجة فكر الدول الصليبية وتلاميذها من القادة العلمانيين.
- وكان سوكارنوا - واضع المبادئ الخمسة - يحكم أندونيسيا مثل باقي العسكريين الذين استولوا على السلطة في دول العالم الثالث بالحديد والنار.
- وعرف سوكارنو ببعده عن الإسلام وتحلله الأخلاقي طوال فترة حكمه وقد لقيت الدعوة الإسلامية في أندونيسيا أشد العنت إبان حكمه.
· الرئيس (سوهارتو) الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري وأقصى سوكارنو عن الحكم .. سار على نهجه، في صبغ أندونيسيا المسلمة بالصبغة العلمانية (اللادينية) وأطلق يد كل أعداء الإسلام للعمل في البلاد وفتح أبواب أندونيسيا للتنصير وإحياء الوثنية ونشر الفساد والتحلل الأخلاقي في البلاد.
الأفكار والمعتقدات:
· يقوم البانتشاسيلا على خمسة مبادئ هي:
- الإيمان بالله الواحد الأحد (الربانية المتفردة).
- القومية وتنادي (بالوحدة الأندونيسية).
- الديمقراطية أو (الشعبية الموجهة بالحكمة في الشورى النيابية).
- الإنسانية العادلة المهذبة.
- العدالة الاجتماعية.
- على أساس أن هذه المبادئ هي نقاط التفاهم بين جميع الطوائف في أندونيسيا.
- هذه المبادئ الخمسة بقيت مبادئ نظرية محضة، أو شعارات مرفوعة - كما هي الحال في الحكومات العسكرية في العالم الإسلامي - وتخفي وراءها العلمانية التي تسعى إلى سلخ الشعب المسلم في أندونيسيا عن الإسلام شيئاً فشيئاً.
- لا يقصد بـ (الإيمان بالله) (المبدأ الأول من المبادئ الخمسة)، الإيمان القائم على العقيدة الصحيحة والوحي الإلهي المجرد من كل المؤثرات، وفكرة الله عند سوكارنو (المنظر لهذه المبادئ): (أن الإنسان الذي لا يزال يعيش على الزراعة يشعر بحاجة إلى الله وإذا بلغ مرحلة الصناعة لم يعد يرى ثمة ضرورة لوجود الله).
- إذاً المقصود بوجود هذا المبدأ (الإيمان بالله) هو الخداع والتمويه على الحقيقة اللادينية للبانتشاسيلا.
· العلمانية والتغريب هما خلفية البانتشاسيلا ومن هذا الباب دخلت الصليبية والجمعيات التنصيرية من كل طائفة وملة إلى أندونيسيا بتسهيلات من الحكومة الأندونيسية، والأمم المتحدة باسم رعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة الأمراض وفتح المستشفيات .. الخ.
· بلغ عدد الذين تركوا الإسلام واعتنقوا الكاثوليكية في أندونيسيا 20 ميلوناً ضمن سكان الدولة المسلمة التي كانت مسلمة مائة بالمائة.
· الرابطة القومية - اللادينية - هي التي تربط أفراد الشعب الأندونيسي بعضهم ببعض .. وهذه الرابطة صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا وتسعى الآن للتخلص منها وإحياء الانتماء لديهم للنصرانية واليهودية .. وهدف القومية الأندونيسية إبعاد العقيدة الإسلامية عن عوامل وحدة الشعب الأندونيسي وبالتالي إبعاد الشعب عنها شيئاً فشيئاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/209)
· الإنسان فكرة أصبحت مبدأ من المبادئ الخمسة، تخفي وراءها الدعوة اللادينية، والحقد على الإسلام. . باعتبار أن الشعب الأندونيسي ليس كله مسلما .. وأن الذي يجمعهم هو الإنسانية.
· العدالة الإجتماعية .. مقولة جميع الحكام العسكريين في دولة العالم الثالث ولكن بدون ممارسة حقيقية، أو وجود واقعي .. وإلا فلماذا انتشر الفساد واللصوصية والرشوة والمحسوبية بين المسؤولين في أندونيسيا وفي سواها ممن نهج نهجها.
- انطلاقاً من التزام الحكومة بالبانتشاسيلا باعتبارها الأساس الوحيد المعترف به للسياسة العامة للدولة فقد صدرت القوانين التي اعتبرت أية دعوة لتطبيق الدين الإسلامي دعوة تخريبية تهدد أساس استقرار المجتمع - كما حاولت الحكومة عام 1973م منع المسلمين من التحاكم لقوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والأحوال الشخصية إلا أن تلك المحاولة أسقطتها المظاهرات التاريخية الكبرى التي قام بها الشباب المسلم آنذاك.
· كما اتجهت الحكومة لمنع حجاب الشابات المسلمات وألحقت جهاز بوليس بكل مصلحة حكومية لتولي مسؤولية مراقبة وملاحقة أنشطة الدعوة الإسلامية.
· وعلى أساس البانتشاسيلا اعترفت الحكومة بالنصرانية وتمثل 5 % والأديان الوثنية و البوذية 2 % والهندوكية 2 % وباقي الوثنية 2 % على الرغم من أن الإسلام يمثل 88 % من عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة.
· وتعامل الحكومة - انطلاقاً من البانتشاسيلا - الأديان معاملة متساوية لذلك أتاحت للهيئات التبشيرية كامل الحرية في نشر الديانة النصرانية بين المسلمين وكذلك تقدم الحكومة برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل الأديان!!.
- ونظراً لأعمال البانتشاسيلا فإن عدد الكنائس والمعابد البوذية والهندوكية أصبحت مقاربة لعدد مساجد المسلمين.
· أدخلت الحكومة مبادئ البانتشاسيلا كمادة أساسية في مجال التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، وأعدت دورات تدريبية لجميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدراسة مبادئها. زعماً بأن البانتشاسيلا ليست ضد الإسلام والمسلمين وإنما تعني حرية الأديان للتعايش السلمي.
· ومما تجدر ملاحظته ما قيل من أن الرئيس سوكارنو قد اقتبس مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإنسانية من الزعيم الوطني " سون يات سن " وأضاف إليها مبدئي الألوهية ووحدة أندونيسيا.
· وهكذا انطلقت الجمعيات التنصيرية لتنصير المسلمين في أندونيسيا حتى أصبح المنصرون من المسلمين الأندونيسيين يتعدون عشرين مليوناً انطلاقاً من البانتشاسيلا التي باركها الغرب.
ويتضح مما سبق:
أن البانتشاسيلا هي خمسة مبادئ أعلنت غداة استقلال أندونيسيا المسلمة ليسير الشعب على هديها وهي: الإيمان بالله الواحد والقومية والديمقراطية والإنسانية والعدالة الاجتماعية،وفي ظل هذه الشعارات النظرية عربدت العلمانية في أندونيسيا. في بيان المبدأ الأول قال سوكارنو منظر هذه المبادئ إن المزارع يشعر بحاجته إلى الله أما الصانع فلا يرى ضرورة لوجوده، وفي ظل هذه المبادئ تم تنصير الملايين من المسلمين في أندونيسيا، وفي ظل هذه المبادئ تمنع الحكومة الحجاب وتلاحق الدعاة إلى الله.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم:
أشكرك أخي عيسى على جهودك الملموسة, وهناك سؤال ماهي مراجعك في هذه المعلومات هل هو كتاب الموسوعة الميسرة التابع للندوة العالمية للشباب الإسلامي أم كتاب الدكتور ناصر العقل وناصر القفاري ...... أرجو وضع المراجع لتعم الفائدة إذا تكرمت وجزاك الله خيرا.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:28 م]ـ
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أشكرك على سؤالك المطروح
المعلومات أخذت من موسوعة وحي السماء هكذا وجتها ـ ليس فيها مراجع ـ
ـ[أبو الأم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
معلومات قيمة ..(67/210)
سؤال عن التشاؤم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:25 ص]ـ
السؤال:
سمعت حديثاً عن التشاؤم، يقول فيما معناه: (ولا هام ولا صفر)) أرجو منكم ذكر الحديث كاملاً مع شرح الكلمات التي لا أفهمها فيه [1].
الجواب:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر [2]، ولا نوء ولا غول [3]، ويعجبني الفأل)) [4].
والمعنى: إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((فمن أعدى الأول)) [5]، والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم أن المخالطة قد تكون سبباً لنقل المرض من المريض إلى الصحيح، بإذن الله عز وجل؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يورد ممرض على مصح)) [6]. والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)) [7] وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أكل مع مجذوم وقال: ((كل بسم الله ثقة بالله)) [8]؛ ليبين صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئاً لازماً.
والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه، إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك، ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا طيرة)) فالمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال في الحديث الآخر: ((الطيرة شرك الطيرة شرك)) [9]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك)) [10]، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: أن يقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله إلا غيرك)) [11].
وأما الهامة: فهو طائر يسمى البومة، يزعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فإنه يموت رب هذا البيت، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر)) فهو الشهر المعروف، وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون به، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وأوضح صلى الله عليه وسلم أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم.
وقال بعض أهل العلم: إنها دابة تكون في البطن، تسمى: صفر. وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما النوء: فهو واحد الأنواء، وهي النجوم، وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وقد أوضح الله سبحانه في القرآن العظيم أنه خلق النجوم زينة للسماء ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر، كما قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} [12]، وقال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [13] الآية، وقال سبحانه: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [14].
وأما الغول: فهو جنس من الجن يتعرضون للناس في الصحراء، ويضلونهم عن الطرق ويخوفونهم، وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيهم، وأنها تتصرف بقدرتها، فأبطل الله ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/211)
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان)) [15]، والمعنى: أن ذكر الله يطردها، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، يقي من شرها وشر غيرها، مع الأخذ بالأسباب التي جعلها الله أسباباً للوقاية من كل شر.
أما الفأل: فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة، فتسره، ولكن لا ترده عن حاجته، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ويعجبني الفأل، قالوا: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة)) [16] أ. هـ.
ومن أمثلة ذلك أن يسمع المريض من يقول: يا سليم يا معافى فيسره ذلك، وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة من يقول: يا واجد، أو يا ناجح أو يا موفق فيسره ذلك ويتفاءل به، والله ولي التوفيق.
------------
[1] سؤال أجاب عنه سماحته بتاريخ 24/ 11/1418هـ.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا هامة، برقم 5316، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم 4116.
[3] أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة ومن رواية جابر في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة، برقم 4118، 4119.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الفأل، برقم 5315، ومسلم في كتاب السلام باب الطيرة والفأل، برقم 4123.
[5] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا صفر، وهو داء يأخذ البطن، برقم 5278، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولانوء، برقم 4116.
[6] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا هامة، برقم 5328، ومسلم في كتاب السلام باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء برقم 4117.
[7] أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم 9345.
[8] أخرجه الترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم برقم 1739، وأبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة برقم 3424، وابن ماجه في كتاب الطب، باب الجذام، برقم 3532.
[9] أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 3978، وأبو داود في كتاب الطب باب في الطيرة، برقم 3411.
[10] أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة، برقم 3418.
[11] أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 6748.
[12] سورة الملك الآية 5.
[13] سورة الأنعام الآية 97.
[14] سورة النحل الآية 16.
[15] أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم 14559.
[16] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا عدوى، برقم 5331، ومسلم في كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، برقم 4124.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.(67/212)
هل يُعرف قبر لأحد الأنبياء غير نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:03 م]ـ
حيث أني سمعت أن بعض صوفية اليمن يذهبون لزيارة قبر نبي الله هود عليه السلام في أحد مناطق اليمن.
وكذلك قبر نبي الله هارون عليه السلام كثيراً ما يقال أنه على جبل في الأردن والمنطقة معروفة ولكني للأسف نسيت إسمها. وغير ذلك من القبور.
فهل ورد في السنة ذكر لمكان قبور بعض الأنبياء؟؟ وهل لتلك القبور المذكورة في الأعلى أي دليل شرعي من الكتاب والسنة يدل على صحة ما يدّعيه البعض؟؟
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 02:46 م]ـ
أخي الحبيب أبو عبد الرحمن الشمري
حسب إطلاعي لا يوجد دليل صريح يُشير إلى قبر من قبور الأنبياء عليهم السلام , ولكن قد يكون المكان الذي كان به القوم دليل ترجيحي على مكان قبر نبيهم , والقرآن يشير إلى معرفة العرب قديماً لمناطق قوم عاد وثمود ومدين وهناك إشارة تأمرهم بالنظر في القرآن الكريم.
مثلاً نبي الله هود عليه السلام كان في الأحقاف , لذا الراجح أن يكون قبره في الأحقاف ولا يوجد دليل على هجرته من المنطقة ولكن أين موقع القبر تماماً فالله أعلم ولكن للشهرة دورها بهذا الأمر.
ولا فائدة أصلاً من معرفة قبور الأنبياء عليهم السلام لذا من الأولى ترك هذا الأمر.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 07:49 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: " وأما قبور الأنبياء، فالذي اتفق عليه العلماء هو [قبر النبي صلى الله عليه وسلم] فإن قبره منقول بالتواتر، وكذلك قبر صاحبيه، وأما [قبر الخليل] فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره، وأنكر ذلك طائفة، وحكي الإنكار عن مالك، وأنه قال: ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، لكن جمهور الناس على أن هذا قبره، ودلائل ذلك كثيرة، وكذلك هو عند أهل الكتاب.
ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية، وليس حفظ ذلك من الدين، ولو كان من الدين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها، والدعاء بها، ونحو ذلك من البدع المنهى عنها. ومن كان مقصوده الصلاة والسلام على الأنبياء والإيمان بهم وإحياء ذكرهم فذاك ممكن له، وإن لم / يعرف قبورهم ـ صلوات الله عليهم. وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصاري الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وما يشبه هذا من الحديث" اهـ من مجموع الفتاوي مجلد 27.
المرجع:
http://islamtoday.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=521
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:03 م]ـ
للفائدة كنت أتصفخ في مشكاة المصابيح فوجدت هذا الحديث الشريف:
5713 - [16] (متفق عليه)
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جاء ملك الموت إلى موسى ابن عمران فقال له: أجب ربك ". قال: " فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها " قال: " فرجع الملك إلى الله فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني " قال: " فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدي فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت. قال: فالآن من قريب رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر ". متفق عليه
ـ[عزام الالباني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:13 م]ـ
في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم سال موسي عليه السلام ربه ان يدنيه من الار المقدسة رمية بحجر فقال صلي الله عليه وسلم لو كنت هناك لاريتكم قبره- يعني موسي عليه السلام - علي جانب الطريق تحت الكثيب الاحمر
و من الروايات الضعيفة ان قبر هود و صالح و شعيب عليهم السلام موجودة بين زمزم و بين الكعبة اذ اووا الي مكة بعد اهلاك الله عز و جل لقو مهم
و من المعروف عن الامام مالك رحمه الله ان اجساد الانبياء لا تمكث في الارض اكثر من اربعين يوما
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:17 م]ـ
بارك الله فيكم
هنا فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=49746&highlight=%DE%C8%E6%D1+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1(67/213)
أكثر من 100 فتوى للعلماء عن أحكام شهر رمضان المبارك ...
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[12 - 09 - 06, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة من الفتاوي (بعد التعديل) لبعض العلماء جمعتها من بعض المواقع ووضعتها في هذا الملتقى المبارك حتى تعم الفائدة ....
ولا بأس بنقلها للمنتديات للفائدة ...
ولاتنسونا من صالح دعاوئكم ...
[ size=4]1_ نصيحة بمناسبة شهر رمضان،الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12270
2_ ما معنى الصيام لغة وشرعاً؟ فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=11856
3_ على من يجب صيام رمضان؟ الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12219
4_ هل نية الصيام كافية عن نية صوم كل يوم على حدة؟ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12891
5_ هل السحور واجب؟ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12973
6_ هل هناك دعاء مأثور عن النبي – صلى الله عليه وسلم - عند وقت الإفطار وما هو وقته؟ وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره؟ محمد بن صالح العثيمين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13163
7_ ما حكم الاكتحال والقطرة والمرهم في العين؟ محمد بن صالح العثيمين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=11663
8_ بخّاخ الربو لايفطّر؟ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=886
9_ غسيل الكلى هل يُفطر؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12070
10_ ما حكم بلع الصائم للريق وللنخاعة؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12597&ln=ara
11_ إبرة الأنسولين للصائم؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=15097
12_ ما حكم أخذ الحقنة الشرجية عند الصائم للحاجة؟ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13591
13_ هل الإبر والحقن العلاجية في نهار رمضان تؤثر على الصيام؟؟ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13592
14_ حكم تذوق الصائم للطعام؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1020
أسئلة عن مفسدات الصوم
15_هل الحجامة في رمضان تفطر أم لا؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=13287
16_ في رمضان إذا غضب الإنسان من شيء وفي حالة غضبه نهر أو شتم فهل يبطل ذلك صيامه أم لا؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1644
17_ ما حكم القيء في نهار شهر رمضان هل يبطل صومي بذلك؟ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=33755
18_ ما حكم السواك في رمضان؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=8216
19_ استعمال الصائم لمعطر الفم؟ للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=33744
20_ الاستمناء ومباشرة المرأة حتى الإنزال في نهار رمضان؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=71213&ln=ara
21_ متى تصوم الحائض؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=486
22_ إذا قبل الرجل امرأته في نهار رمضان أو داعبها، هل يفسد صومه أم لا؟ ابن باز
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12228
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/214)
23_ممارسة العادة السرية في رمضان دون إنزال؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=40664&ln=ara
24_ حكم الجماع في نهار رمضان؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1112
25_ إذا حاضت قبل المغرب بخمس دقائق فهل تكمل الصيام؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=38027&ln=ara
26_ هل إرضاع طفلي الجديد من صدري يفسد صيامي؟ الشيخ
محمد المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37773&ln=ara
27_ حكم العادة السرية في نهار رمضان؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1150
28_ ماهي كفارة الاستمناء في شهر رمضان؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=4842
29_ هل هل الاحتلام يفسد الصيام؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=8124
30_ ستة مسائل عن الجماع في نهار رمضان (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12329&ln=ara
31_ ماحكم مشاهدة الصور المحرمة في نهار رمضان؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=8273
32_ خرج منها سائل أصفر أثناء الصوم بعد أن طهرت (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12689&ln=ara
33_ حكم الإفطار ناسياً في صيام التطوع؟ الشيخ محمد المنجد [/
color]
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=50041&ln=ara
34_ ماحكم الدم الذي يخرج من الأسنان لا يُبطل الصوم؟ محمد
المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12487&ln=ara
35_ ماهو حكم نزول المذي في نهار رمضان؟ الشيخ محمد المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37715&ln=ara
هذه بعض أهم الفتاوي في مفسدات الصيام ومن أراد الزيادة فليرجع لهذه الوابط:
http://www.islam-qa.com/index.php?cr...1000000&ln=ara
http://www.islamtoday.net/questions/...=25&catid =98
--------------------------------------------------------------------------------
[COLOR="red"] أسئلة صيام أهل الأعذار وهم:
(الحائض والنفساء والجنب والمسافر والمريض
)
36_عليها قضاء أيام من رمضان ولا تعلم عددها؟ د. سعد بن تركي الخثلان
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=248
37_ متى تصوم الحائض؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=486
38_ ماحكم استعمال أدوية لتأخير الحيض في رمضان؟ بن باز
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=793
39_ ماحكم صوم الجنب والحائض)؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=5836
40_ مريض لا يستطيع الصيام؟ أ. د. سليمان بن فهد العيسى
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=3540
41_ ماحكم إفطار الحامل والمرضع في رمضان؟ العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=13334
42_ مريض بالسكر،كيف يصوم؟ د. عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1410
43_ من يشق عليه الصيام؟ بن باز
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13332
44_ دفع المريض فدية لصيامه؟ صالح الفوزان
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13491
45_ ماذا يجب على العاجز عن الصوم؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=13550
46_ هل تبدأ المرأة بقضاء رمضان أو بستّ شوال؟ الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=4082&ln=ara
47_ إذا سافر المسلم فما الأفضل له في سفره: الفطر أم الصيام؟ ابن جبرين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13493
48_ هل يجب على هؤلاء الصوم؟ وهل يلزمهم القضاء؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65635&ln=ara
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/215)
49_ ماهي الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=23296&ln=ara
50_ كيف يصوم المصاب بالفشل الكلوي؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=49987&ln=ara
أسئلة أحكام القضاء والكفارة
60_هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان؟ فتاوى اللجنة الدائمة
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=7863&ln=ara
61_ هل يجب على هؤلاء الصوم؟ وهل يلزمهم القضاء؟ ابن عثيمين
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65635&ln=ara
62_ المذي والاحتلام في نهار رمضان، هل عليهما قضاء؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=491
63_ هل تلزم الكفارة مع القضاء فيمن أخره بلا عذر؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=39742&ln=ara
64_ أفطر أياماً من رمضانات كثيرة ثم تاب فهل يقضيها؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=494
65_ من عليه أيام من رمضان لا يذكر عددها؟ ابن باز
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=26212&ln=ara
66_ قضاء الصوم عن الميت؟ د. أحمد بن محمد الخليل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=2862
67_ مات وعليه صوم؟ الشيخ خالد المشيقح
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=5158
68_ هل تجب الكفارة في الحالات التالية؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=8131
69_ أدلة وصول ثواب الصيام للميت؟ د. عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=23659
70_ الجماع بين أذان الفجر والإقامة في شهر رمضان؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=13649
أسئلة عامة
71_ما صحة الأحاديث الواردة في الأذكار المستحبة عند الفطر؟ د. عمر المقبل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1153
72_ تفوته أوقات الصلوات في رمضان بسبب النوم فماذا عليه؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=66900&ln=ara
73_ ما حكم الصائم إذا غسل وجهه ورأسه بالصابون؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=6383
74_ هل في الشرع دعاء يقال عند السحور؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65955&ln=ara
75_ متى يجب الصيام على الفتاة؟ د. عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13253
76_ ترك صيام رمضان تهاوناً؟ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12893
77_ التلفظ بالنية في الصيام بدعة؟ فتاوى اللجنة الدائمة
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37643&ln=ara
78_ صحة حديث باب الريان؟ د. عمر بن عبد الله المقبل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1210
79_ دعاء دخول شهر رمضان؟ د. صالح بن فوزان الفوزان
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=618
80_ تغضب زوجها فهل ينقص أجر صومها؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=50763&ln=ara
81_ رمضان ... وأحكام قد تخفى؟ بن باز
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=616
82_ صفات من يحصل به أجر تفطير صائم؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37666&ln=ara
83_ الاستفادة من شهر رمضان في تغيير العادات السيئة؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=6451
84_ موضوعات مقترحة لشهر رمضان؟ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=12785
85_ حكم التهنئة بشهر رمضان؟ د. عمر بن عبد الله المقبل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=615
أسئلة عن أحكام الاعتكاف والعشر الأواخر86_هل
86ليلة القدر واحدة فقط؟ د. سليمان بن وائل التويجري
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=34553
87_ لا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/216)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=50693&ln=ara
88_ إحياء ليلة القدر وحكم الاحتفال بها؟ فتاوى اللجنة الدائمة
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=48965&ln=ara
89_ ماذا يمكن للحائض أن تفعل في ليلة القدر؟ هل يمكنها أن تزيد من حسناتها بانشغالها بالعبادة؟ إذا كان الجواب "بنعم"، فما هي الأمور التي يمكن أن تفعلها في تلك الليلة؟.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=26753&ln=ara
90_ اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر، فهل لهذا التحديد أصل وهل عليه دليل؟ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1897
91_ كيف يكون إحياء ليلة القدر؟ أبالصلاة أم بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد؟ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13792
92_ هل هناك فرق بين صلاة الوتر وصلاة الليل؟.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=52875&ln=ara
93_ هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة؟ الشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=496
94_ ما فضل قيام رمضان؟.من كتاب قيام رمضان للألباني
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=3452&ln=ara
95_ هل يجوز لي أن أعتكف يوماً أو يومين؟. الشيخ خالد المشيقح
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=34295
96_ هل يجتمعن في بيت إحداهن لأداء صلاة التراويح؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65965&ln=ara
97_ هل لا بد له من إتمام صلاة التراويح مع الإمام حتى يؤجر؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65501&ln=ara
98_ هل من ذكر معيَّن بعد كل صلاة ركعتين من التراويح؟.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=50718&ln=ara
99_ هل من فرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام؟ الشيخ محمد المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=2730&ln=ara
100_ هل يجوز أن يصلي التراويح في البيت؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=38922&ln=ara
101_ صلاة التراويح ليست بدعة وليس لها عدد معين ..
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=38021&ln=ara
102_ هل في السنة دعاء بعد ختم القرآن؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=65581&ln=ara
103_ متى وقت صلاة التراويح؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37768&ln=ara
104_ الدعاء الجماعي بعد صلاة التراويح ..
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=37753&ln=ara
105_ حكم صلاة التراويح للنساء؟ الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=3457&ln=ara
106_ هل دعاء الوتر واجب وماذا يقول إذا لم يحفظه؟
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=9061&ln=ara
107_ هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟ ابن باز
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=1255&ln=ara
108_ بعض الناس إذا صلى مع الإمام الوتر وسلم الإمام قام وأتى بركعة ليكون وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل؟ وهل يعتبر انصراف مع الإمام؟.ابن باز
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=3453&ln=ara
109_ القنوت في الصلاة؟ الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=20031&ln=ara
110_ عدد ركعات صلاة التراويح ..
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=9036&ln=ara
والحمدلله رب العالمين ...
من أراد البحث في فتاوي رمضان فإليه هذه الروابط:
http://www.islamtoday.net/pen/questi...=25&catid =41
http://www.islam-qa.com/index.php?cref=295&ln=ara
http://www.islamtoday.net/questions/...=25&catid =41
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:48 م]ـ
الأخ المبارك / ابن المبارك
جزاك الله خير الجزاء.
جهد مبارك، وجمع مبارك.
جعلنا الله وإياك مباركين أينما كنا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي على الإفادة العظيمة التي نسأل الله أن يجازيك عنها خير الجزاء
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:58 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/217)
الأخ ابن المبارك جزاك الله خيرا، ولكن هل بالإمكان جمع جميع الفتاوى ليسهل الانتفاع بها وتعميمها؟
ـ[العكاشى]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
جعلها الله فى ميزان حسناتكم
ـ[القرشي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:10 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام، نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم.
وجوب الصيام
سؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟
الجواب: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل. فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين. فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة، فلا يلزمونها بالصيام، وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء، وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى إسلامية].
سؤال: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً، ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟
الجواب: المرأة تكون مكلفة بشروط: الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل، أو بلوغ خمسة عشر عاماً. فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها. وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية؟
الجواب: لا شك أن فعلها خطأ، ولا يجوز الحياء في مثل هذا، والحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، وقد منعت الحائض من الصوم والصلاة، فهذه التي صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك الأيام التي صامتها حال الحيض، ولا تعود لمثلها، والله أعلم [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلاً، وبعد سنة دخل عليها رمضان وهي لم تقضِ، فما الحكم؟
الجواب: يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقاً، وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184] وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم؛ وذلك لأن الواجب أن تصومه في وقته، حيث إن البلوغ من علاماته الحيض، فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً، ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبالي؛ فما الذي يجب أن أفعله بعد أن هداني الله؟
الجواب: التوبة تهدم ما قبلها؛ فعليك بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل، من صلاة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقرآءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات [ابن باز].
سؤال: تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية -الحيض- حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟
الجواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي: «لا ضرر ولا ضرار» هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/218)
فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصيام؟
الجواب: يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح، فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه، والصلاة مع الجماعة كقيام رمضان، والاستكثار من قرآءة القرآن وقت الفضيلة، فلا بأس بأخذ الحبوب لهذا القصد، وإن كان القصد مجرد الصيام حتى لا يبقى ديناً فلا أراه حسناً، وإن كان مجزئاً للصوم بكل حال. [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
صيام الحائض والنفساء
سؤال: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان، وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟
الجواب: لا يصح صوم الحائض، ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: إذا طهرت المرأة في رمضان قبل أذان الفجر فهل يجب عليها الصوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها، ولا تصح الصلاة حتى تغتسل، ولا يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ} [البقرة:222] [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم، ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية اليوم؟
الجواب: إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام، وفرضها صيام الشهر كله؛ وأن الذي يصوم نصف النهار لا يعد صائماً [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام؛ وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟
الجواب: لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التى يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة [ابن باز].
سؤال: ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي دم خارج أيام الدورة، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب علىّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟
الجواب: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تصلى، ولا تصوم، ولا تمس المصحف، ولا يأتيها زوجها في الفرج. فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت في حكم الطاهرات، ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها [ابن باز].
سؤال: إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلاً، وطهرت قبل أن أكمل الأربعين، فهل يجب عليّ الصيام؟
الجواب: نعم، متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علامة على الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل، فإنها تصوم وتصلي ولو بعد الولادة بيوم أو أسبوع، فإنه لا حدّ لأقل النفاس، فمن النساء من لا ترى الدم بعد الولادة أصلاً، وليس بلوغ الأربعين شرطاً، وإذا زاد الدم على الأربعين ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس، تترك لأجله الصوم والصلاة، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/219)
الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد إليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم، وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية - أعني الحيض - فإنها تترك الصلاة [ابن باز].
سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة [اللجنة الدائمة].
سؤال: ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً، هل أصلى وأصوم؟
الجواب: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه [ابن باز].
صيام الحامل والمرضع
سؤال: ماذا عن الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟
الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر، فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] وهما بمعنى المريض.
وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، من البر أو الرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين. وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة. والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو قوي [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر رمضان وأفطرت، فما عليها؟ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي، ما الصواب من هذه الثلاثة؟
الجواب: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت، وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].
وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه، أفطرت وعليها القضاء فقط، وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها، ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟
الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع، فإن الله يقويها ولا يؤثر ذلك عليها ولا على لبنها، فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
قضاء رمضان
سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟
الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم، ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل، فإن أخره إلى ما بد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء، ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي. والإطعام نصف صاع من قوت البلد، وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك. أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه [ابن باز].
سؤال: أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الامتحانات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان .. والمواد صعبة. ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها، فارجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: عليك التوبة من ذلك وقضاء الأيام التي أفطرتيها، والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التى يمحو الله بها الخطايا الإقلاع عن الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه، وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فتمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّها المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} [النور:31].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/220)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:25 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[14 - 09 - 06, 03:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المجهود
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:14 ص]ـ
أخواني في الله جزاكم الله خير وبارك فيكم .....
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 09 - 06, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأما مسألة (بخاخ الربو)، فانظر هنا لإثبات الفطر به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81979
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
ونفع الله بجهدك المميز
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:08 ص]ـ
أيها الأخوة والأخوات ....
مع قرب شهر رمضان المبارك ها أنا أرفع الموضوع مرة آخرى لعل يكون له فائدة لمن يريد مع إضافة بعض الشروح والبحوث في أحكام الصيام ....
فقه الاعتكاف (للشيخ د خالد المشيقح)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=2921
شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع (للشيخ العلامة د الشيخ عبدالكريم الخضير)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=2920
فتاوى رمضانية (موقع الإسلام اليوم)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=2060
المفطرات المعاصرة (للشيخ د خالد المشيقح)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=990
أحاديث الصيام - أحكام وآداب (للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=1368
الأمالي في شرح العمدة - كتاب الصيام (للشيخ د سلمان العودة)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=1366
مختصر في (فقه الاعتكاف) (للشيخ د ناصر بن سليمان العمر)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=1407
الإلمام بشيء من أحكام الصيام (للشيخ عبدالعزيز الراجحي)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=988
مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستنقع (للشيخ العلامة ابن عثيمين)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=877
شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام كتاب الصيام (للشيخ سليمان بن ناصر العلوان)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=287
شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع (للشيخ د محمد المختار الشنقيطي)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=187
شرح كتاب الصوم من بلوغ المرام (للشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=189
سبعون مسألة في الصيام (للشيخ محمد صالح المنجد)
http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=761
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:51 ص]ـ
ما شاء الله
جهد طيب
جزاكم الله عليه خيرا وبارك فيكم
وجعله فى ميزان حسناتكم
.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
**********
وانظر غير مأمور
هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دعوة عامة لكافة الأعضاء
هنا تجمع روابط الملفات الصوتية المتعلقة بالصيام
لجمع شمل ـ إن صح التعبير ـ روابط الدروس الصوتية فقط المتعلقة بهذه العبادة.
وجزاكم الله خيرا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112038)(67/221)
بايهما تكون الخطبة ... العامية ام الفصحى؟
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بايهما تكون الخطبة ... العامية ام الفصحى ...
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ
رقم الفتوى: 22699
عنوان الفتوى: الخطبة بالعامية
تاريخ الفتوى: 14 رجب 1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
عندي سؤال الرجاء من فضيلة الشيخ الإجابة عليه في أقرب وقت .....
السؤال هو: هل يجوز أن أخطب خطبة الجمعة باللغة العامية إذا كان الموجودون سيفهمونها أكثر من العربية - ماعدا الأحاديث والآيات فهي تقرأ كما هي بنصها-؟
و لكم فائق الاحترام و جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فينبغي أن تكون الخطبة فصيحة بليغة، خالية من الألفاظ المبتذلة والعامية.
قال النووي رحمه الله في المجموع: (يستحب كون الخطبة فصيحة بليغة مرتبة مبينة من غير تمطيط ولا تقعير، ولا تكون ألفاظاً مبتذلة ملفقة، فإنها لا تقع في النفوس موقعاً كاملاً، ولا تكون وحشية، لأنه لا يحصل مقصودها، بل يختار ألفاظاً جزلة مفهمة).
ولذا فعلى الخطيب أن يُعْرِض عن الألفاظ العامية ما استطاع، سعياً في الارتقاء بالناس إلى فهم فصاحة القرآن وبلاغته.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
----------------
سؤال رقم 21708: إلقاء الخطبة باللهجة العامية
هل يجوز إلقاء خطبة الجمعة حسب اللهجات المحلية؟ أم أنه يجب أن تلقى باللغة العربية؟.
الحمد لله
خطبة الجمعة عبادة
لا تسوغ باللهجات العامية، لكن إذا لم يوجد من يحسن العربية فلا بأس أن تؤدى
بما يفهمه الحاضرون. وإذا كان الحاضرون لا يفهمون العربية فلا مانع أن يترجم
لهم بعد الصلاة ما يحتاجون إليه، أو يوضح لهم بلهجتهم ما تدعوا الحاجة إليه
الشيخ عبد الكريم الخضير.
------------------
ـ[عقبة التونسي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:41 ص]ـ
السلام عليكم
في بعض البلدان الغربية (مثل فرنسا) يفرض القاء الخطبة باللغات المحلية فما حكم ذلك
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 11:42 م]ـ
رقم الفتوى: 22699
عنوان الفتوى: الخطبة بالعامية
تاريخ الفتوى: 14 رجب 1423
السؤال .....
سؤال رقم 21708: إلقاء الخطبة باللهجة العامية .....
جزاك الله خيراً اخي الفاضل ابا سليمان على تلك الفتاوى النافعة.(67/222)
أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
للشيخ بن عثيمين
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه ومن أهتدي بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21).
وقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف: من الآية158).
وقال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
وقال تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) (النمل:79).وقال تعالى: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32).
فكل ما خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته فهو باطل وضلال مردود على فاعله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ([1]).
أي مردود على صاحبه غير مقبول منه.
وأن بعض المسلمين هداهم الله ووفقهم يفعلون أشياء في كثير من العبادات غير مبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا سيما في الحج الذي كثر فيه المقدمون على الفتيا بدون علم، وسارعوا فيها حتى صار مقام الفتيا متجراً عند بعض الناس للسمعة والظهور، فحصل بذلك من الضلال والإضلال ما حصل، والواجب على المسلم ألا يقدم على الفتيا إلا بعلم يواجه به الله عز وجل لأنه في مقام المبلغ عن الله تعالى القائل عنه، فليتذكر عند الفتيا قوله في نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيل* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ*فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة44:47).
وقوله تعالي: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33).
وأكثر الأخطاء من الحجاج ناتجة عن هذا ـ أعني عن الفتيا بغير علم ـ وعن تقليد العامة بعضهم بعضاً دون برهان. ونحن نبين بعون الله تعالى السنة في بعض الأعمال التي يكثر فيها الخطأ مع التنبيه على الأخطاء، سائلين من الله أن يوفقنا، وأن ينفع بذلك إخواننا المسلمين إنه جواد كريم.
أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
الإحرام والأخطاء فيه
ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى اللهعليه وسلم وقت لأهل المدينة من ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، وقال (فهن لهن ولمن أتي عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق. {رواه أبو داوود والنسائي}.
وثبت في الصحيحين أيضاً في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: (يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن) {الحديث}.
فهذه المواقيت التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود شرعية توقيفية موروثة عن الشارع لا يحل لأحد تغييرها أو التعدي فيها، أو تجاوزها بدون إحرام لمن أراد الحج والعمرة، فإن هذا من تعدي حدود الله وقد قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: من الآية229). ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (يهل أهل المدينة، ويهل أهل الشام، ويهل أهل نجد) وهذا خبر بمعني الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/223)
والإهلال: رفع الصوت بالتلبية، ولا يكون إلا بعد عقد الإحرام.فالإحرام من هذه المواقيت واجب على من أراد الحج أو العمرة إذا مر بها أو حاذاها سواء أتي من طريق البر أو البحر أو الجو.
فإن كان من طريق البر نزل فيها إن مر بها أو فيما حاذاها إن لم يمر بها، وأتي بما ينبغي أن يأتي به عند الإحرام من الاغتسال وتطييب بدنه ولبس ثياب إحرامه، ثم يحرم قبل مغادرته.
وإن كان من طريق البحر فإن كانت الباخرة تقف عند محاذات الميقات اغتسل وتطيب ولبس ثياب إحرامه حال وقوفها، ثم أحرم قبل سيرها، وإن كانت لا تقف عند محاذات الميقات اغتسل وتطيب ولبس ثياب إحرامه قبل أن تحاذيه ثم يحرم إذا حاذته.
وإن كان من طريق الجو اغتسل عند ركوب الطائرة وتطيب ولبس ثوب إحرامه قبل محاذات الميقات، ثم أحرم قبيل محاذاته، ولا ينتظر حتى يحاذيه؛ لأن الطائرة تمر به سريعة فلا تعطي فرصة، وإن أحرم قبله احتياطا فلا بأس لأنه لا يضره.
والخطأ الذي يرتكبه بعض الناس أنهم يمرون من فوق الميقات في الطائرة أو من فوق محاذاته ثم يؤخرون الإحرام حتى ينزلوا في مطار جدة وهذا مخالف لأمر النبي صلى اللهعليه وسلم وتعدِّ لحدود الله تعالى.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما فُتح هذان المصران ـ يعني البصرة والكوفة ـ أتوا عمر رضي الله عنه فقالوا: (يا أمير المؤمنين، إن النبي صلى اللهعليه وسلم حد لأهل نجد قرناً وإنه جورٌ عن طريقنا، وإن أردنا أن نأتي قرناً شق علينا قال: فانظروا على حذوها من طريقكم) فجعل أمير المؤمنين أحد الخلفاء الراشدين ميقات من لم يمر بالميقات إذا حاذاه، ومن حاذاه جواً فهو كمن حاذاه براً لا فرق.
فإذا وقع الإنسان في هذا الخطأ فنزل جدة قبل أن يحرم فعليه أن يرجع إلى الميقات الذي حاذاه في الطائرة فيحرم منه، فإن لم يفعل وأحرم من جدة فعليه عند اكثر العلماء فدية يذبحها في مكة ويفرقها كلها على الفقراء فيها، ولا يأكل منها ولا يهدي منها لغني لأنها بمنزلة الكفارة.
الطواف والأخطاء
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبتدأ الطواف من الحجر الأسود في الركن اليماني الشرقي من البيت، وانه طاف بجميع البيت من وراء الحجر. وأنه رمل في الأشواط الثلاثة الأولي فقط في الطواف أول ما قدم مكة.
وانه كان في طوافه يستلم الحجر الأسود ويقبله واستلمه بيده وقبلها، واستلمه بمحجن كان معه وقبل المحجن وهو راكب على بعيره فجعل يشير على الركن يعني الحجر كلما مر به.وثبت عنه انه كان يستلم الركن اليماني.
واختلاف الصفات في استلام الحجر إنما كان ـ والله أعلم ـ حسب السهولة، فما سهل عليه منها فعله، وكل ما فعله من الاستلام والتقبيل والإشارة إنما هو تعبد لله وتعظيم له لا اعتقاد أن الحجر ينفع أو يضر، وفي الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقبل الحجر ويقول: (إني لأعلم انك لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
والأخطاء التي تقع من بعض الحجاج:
1. ابتداء الطواف من قبل الحجر أي من بينه وبين الركن اليماني، وهذا من الغلو في الدين الذي نهي عنه النبي صلى اللهعليه وسلم، وهو يشبه من بعض الوجوه تقدم رمضان بيوم أو يومين، وقد ثبت النهي عنه.وادعاء بعض الحجاج انه يفعل ذلك احتياطاً غير مقبول منه، فالاحتياط الحقيقي النافع هو اتباع الشريعة وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله.
2. طوافهم عند الزحام بالجزء المسقوف من الكعبة فقط بحيث يدخل من باب الحجر إلى الباب المقابل ويدع بقية الحجر عن يمينه، وهذا خطأ عظيم لا يصح الطواف بفعله، لأن الحقيقة انه لم يطف بالبيت وإنما طاف ببعضه.
3. الرمل في جميع الأشواط السبعة.
4. المزاحمة الشديدة للوصول للحجر لتقبيله حتى انه يؤدي في بعض الأحيان إلى المقاتلة والمشاتمة، فيحصل من التضارب والأقوال المنكرة ما لا يليق في مسجد الله الحرام وتحت ظل بيته، فينقص بذلك الطواف بل النسك كله، لقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة: من الآية197). وهذه المزاحمة تذهب الخشوع وتنسي ذكر الله تعالى، وهما من أعظم المقصود في الطواف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/224)
5. اعتقادهم أن الحجر نافع بذاته، ولذلك تجدهم إذا استلموه مسحوا بأيديهم على بقية أجسامهم أو مسحوا بها على أطفالهم الذين معهم، وكل هذا جهل وضلال، فالنفع والضرر من الله وحده، وقد سبق قول أمير المؤمنين عمر: (إني لأعلم انك لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
6. استلامهم ـ أعني بعض الحجاج ـ لجميع أركان الكعبة وربما استلموا جميع جدران الكعبة وتمسحوا بها، وهذا جهل وضلال، فإن الاستلام عبادة وتعظيم لله عز وجل فيجب الوقوف فيها على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يستلم النبي صلى اللهعليه وسلم من البيت سوي الركنين اليمانيين (الحجر الأسود وهو في الركن اليماني الشرقي من الكعبة، والركن اليماني الغربي)، وفي مسند الإمام أحمد عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه طاف مع معاوية رضي الله عنه فجعل معاوية يستلم الأركان كلها فقال ابن عباس: لم تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما؟ فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجورا. فقال ابن عباس: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. فقال معاوية: صدقت.
الطواف والأخطاء القولية
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر الله تعالى كلما أتى على الحجر الأسود. وكان يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة: من الآية201).وقال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) ([2] [2] [1]).
والخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين في هذا تخصيص كل شوط بدعاء معين لا يدعو فيه بغيره، حتى أنه إذا أتم الشوط قبل إتمام الدعاء قطعه ولو لم يبق عليه إلا كلمة واحدة؛ ليأتي بالدعاء الجديد للشوط الذي يليه، وإذا أتم الدعاء قبل تمام الشوط سكت.
ولم يرد عن النبي صلى اللهعليه وسلم في الطواف دعاء مخصص لكل شوط. قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: وليس فيه ـ يعني الطواف ـ ذكر محدود عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بأمره ولا بقوله ولا بتعليمه، بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية، وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا اصل له.
وعلى هذا فيدعو الطائف بما احب من خيري الدنيا والآخرة، ويذكر الله تعالى بأي ذكر مشروع من تسبيح أو تحميد أو تهليل |أو تكبير أو قراءة قرآن.
ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يأخذ من هذه الأدعية المكتوبة فيدعو بها وهو لا يعرف معناها، وربما يكون فيها أخطاء من الطابع أو الناسخ تقلب المعني رأسا على عقب، وتجعل الدعاء للطائف دعاء عليه، فيدعو على نفسه من حيث لا يشعر. وقد سمعنا من هذا العجب العجاب. ولو دعا الطائف ربه بما يريده ويعرفه فيقصد معناه لكان خيراً له وأنفع، ولرسول الله صلى اللهعليه وسلم أكثر تأسياً وأتباعاً.
ومن الخطا الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يجتمع جماعة على قائد يطوف بهم ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع، فيتبعه الجماعة بصوت واحد فتعلوا الأصوات وتحصل الفوضى، ويتشوش بقية الطائفين فلا يدرون ما يقولون؛ وفي هذا إذهاب للخشوع وإيذاء لعباد الله تعالى في هذا المكان الآمن، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال النبي صلى اللهعليه وسلم: (كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن) رواه مالك في الموطأ.
ويا حبذا لو أن هذا القائد إذا اقبل بهم على الكعبة وقف بهم وقال افعلوا كذا، قولوا كذا، ادعوا بما تحبون، وصار يمشي معهم في المطاف حتى لا يخطئ منهم أحد فطافوا بخشوع وطمأنينة يدعون ربهم خوفاً وطمعاً بما يحبونه وبما يعرفون معناه ويقصدونه، وسلم الناس من أذاهم.
الركعتان بعد الطواف والخطأ فيهما
ثبت عن النبي صلى اللهعليه وسلم انه لما فرغ من الطواف تقدم على مقام إبراهيم فقرأ: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً) (البقرة: من الآية125). فصلي ركعتين والمقام بينه وبين الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى الفاتحة و (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (الكافرون:1) وفي الثانية الفاتحة و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص:1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/225)
والخطأ الذي يفعله بعض الناس هنا ظنهم أنه لا بد أن تكون صلاة الركعتين قريباً من المقام، فيزدحمون على ذلك ويؤذون الطائفين في أيام الموسم، ويعوقون سير طوافهم، وهذا الظن خطأ فالركعتان بعد الطواف تجزئان في أي مكان من المسجد، ويمكن أن يجعل المقام بينه وبين الكعبة وإن كان بعيداً عنه فيصلي في الصحن أو في رواق المسجد، ويسلم من الأذية، فلا يؤذِي ولا يؤذ َي، وتحصل له الصلاة بخشوع وطمأنينة.
ويا حبذا لو أن القائمين على المسجد الحرام منعوا من يؤذون الطائفين بالصلاة خلف المقام قريباً منه، وبينوا لهم أن هذا ليس بشرط للركعتين بعد الطواف.
ومن الخطأ أن بعض الذين يصلون خلف المقام يصلون عدة ركعات كثيرة بدون سبب مع حاجة الناس الذين فرغوا من الطواف إلى مكانهم.
ومن الخطأ أن بعض الطائفين إذا فرغ من الركعتين وقف بهم قائدهم يدعو بهم بصوت مرتفع، فيشوشون على المصلين خلف المقام فيعتدون عليهم، وقد قال الله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (لأعراف:55).
صعود الصفا والمروة والدعاء فوقهما والسعي بين العلمين والخطأ في ذلك
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حين دنا من الصفا قرأ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ) (البقرة: من الآية158) ثم رقي عليه حتى رأي الكعبة فاستقبل القبلة ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، فوحد الله وكبره وقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)،ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل ماشياً فلما انصبت قدماه في بطن الوادي وهو ما بين العلمين الأخضرين سعي حتى إذا تجاوزهما مشي حتى إذا أتى المروة، ففعل على المروة ما فعل على الصفا.
والخطا الذي يفعله بعض الساعين هنا إذا صعدوا الصفا والمروة استقبلوا الكعبة فكبروا ثلاث تكبيرات يرفعون أيديهم ويومئون بها كما يفعلون في الصلاة ثم ينزلون، وهذا خلاف ما جاء به النبي صلى اللهعليه وسلم، فإما أن يفعلوا السنة كما جاءت إن تيسر لهم، وإما أن يدعوا ذلك ولا يحدثوا فعلاً لم يفعله النبي صلى اللهعليه وسلم.
ومن الخطا الذي يفعله بعض الساعين أنهم يسعون من الصفا إلى المروة، أعني أنهم يشتدون في المشي ما بين الصفا والمروة كله، وهذا خلاف السنة، فإن السعي ما بين العلمين فقط والمشي في بقية المسعى، واكثر ما يقع ذلك إما جهلاً من فاعله أو محبةً كثير من الناس للعجلة والتخلص من السعي والله المستعان.
الوقوف بعرفة والخطأ فيه
ثبت عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه مكث يوم عرفة بنمرة حتى زالت الشمس، ثم ركب ثم نزل فصلي الظهر والعصر ركعتين جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثم ركب حتى أتى موقفه فوقف وقال: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) ([3] [3] [2]). فلم يزل واقفاً مستقبل القبلة رافعاً يديه يذكر الله ويدعوه حتى غربت الشمس وغاب قرصها فدفع إلى مزدلفة.
والأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج:
1. انهم ينزلون خارج حدود عرفة ويبقون في منازلهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون منها إلى مزدلفة من غير أن يقفوا بعرفة، وهذا خطأ عظيم يفوت به الحج، فإن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به، فمن لم يقف بعرفة وقت الوقوف فلا حج له لقول النبي صلى اللهعليهوسلم: (الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) ([4] [4] [3]). وسبب هذا الخطا الفادح أن الناس يغتر بعضهم ببعض؛ لأن بعضهم ينزل قبل أن يصلها ولا يتفقد علاماتها؛ فيفوت على نفسه الحج ويغر غيره، ويا حبذا لو أن القائمين على الحج أعلنوا للناس بوسيلة تبلغ جميعهم وبلغات متعددة، وعهدوا على المطوفين بتحذير الحجاج من ذلك ليكون الناس على بصيرة من أمرهم ويؤدوا حجهم على الوجه الأكمل الذي تبرا به الذمة.
2. انهم ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا حرام لأنه خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها، ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/226)
3. إنهم يستقبلون الجبل جبل عرفة عند الدعاء ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة، فإن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي صلى اللهعليهوسلم.
رمي الجمرات والخطأ فيه
ثبت عن النبي صلى اللهعليهوسلم أنه رمي جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات ضحي يوم النحر، يكبر مع كل حصاة. كل حصاة منها مثل حصا الخذف أو فوق الحمص قليلاً، وفي سنن النسائي من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما ـ وكان رديف النبي صلى اللهعليهوسلم من مزدلفة على مني ـ قال: فهبط ـ يعني النبي صلى اللهعليهوسلم ـ محسراً وقال: (عليكم بحصا الخذف الذي ترمي به الجمرة) قال: والنبي صلى اللهعليهوسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان، وفي مسند الإمام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال يحي: لا يدري عوف عبد الله أو الفضل ـ قال: قال لي رسول الله صلى اللهعليهوسلم غداة العقبة وهو واقف على راحلته: (هات القط لي). فقال (بأمثال هؤلاء) مرتين وقال بيده. فأشار يحي انه رفعها وقال: (إياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين).
وعن أم سليمان بن عمرو بن الاحوص رضي الله عنها قالت: رأيت النبي صلى اللهعليهوسلم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر وهو يقول: (يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصا الخذف) رواه احمد.وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطي ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى اللهعليهوسلم يفعله.وروي أحمد وأبو داوود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى اللهعليهوسلم قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله).
والأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج هي:
1. اعتقادهم أنه لا بد من اخذ الحصا من مزدلفة، فيتبعون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام مني أن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزناً كبيراً، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة .. وقد علم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي صلى اللهعليهوسلم، وانه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته، والظاهر أن هذا الوقف كان عند الجمرة إذ لم يحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله.
2. اعتقادهم أنهم برميهم الجمار يرمون الشيطان، ولهذا يطلقون اسم الشياطين على الجمار فيقولون: رمينا الشيطان الكبير أو الصغير أو رمينا أبا الشياطين يعنون به الجمرة الكبرى جمرة العقبة، ونحو ذلك من العبارات التي لا تليق بهذه المشاعر، وتراهم أيضا يرمون الحصاة بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم، حتى شاهدنا من يصعد فوقها يبطش بها ضرباً بالنعل والحصى الكبار بغضب وانفعال والحصا تصيبه من الناس وهو لا يزداد إلا غضباً وعنفاً في الضرب، والناس حوله يضحكون ويقهقهون كان المشهد مشهد مسرحيه هزلية، شاهدنا هذا قبل أن تبني الجسور وترتفع أنصاب الجمرات. وكل هذا مبني على هذه العقيدة أن الحجاج يرمون شياطين، وليس لها اصل صحيح يعتمد عليه، وقد علمت مما سبق الحكمة في مشروعية رمي الجمار، لإقامة ذكر الله عز وجل، ولهذا كان النبي صلى اللهعليهوسلم يكبر على أثر كل حصاة.
3. رميهم الجمرات بحصى كبيرة وبالحذاء (النعل) والخفاف (الجزمات) والأخشاب، وهذا خطا كبير مخالف لما شرعه النبي صلى اللهعليهوسلم لأمته بفعله وأمره حيث رمي صلى اللهعليهوسلم بمثل حصا الخذف، وأمر أمته أن يرموا بمثله، وحذرهم من الغلو في الدين. وسبب هذا الخطا الكبير ما سبق اعتقادهم أنهم يرمون الشيطان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/227)
4. تقدمهم إلى الجمرات بعنف وشدة لا يخشعون لله تعالى، ولا يرحمون عباد الله، فيحصل بفعلهم هذا الأذية للمسلمين والإضرار بهم والمشاتمة والمضاربة ما يقلب هذه العبادة وهذا المشعر إلى مشهد مشاتمة ومقاتله، ويخرجها عما شرعت من أجله، وعما كان عليه النبي صلى اللهعليهوسلم. ففي المسند عن قدامه بن عبد الله بن عمار قال: رأيت النبي صلى اللهعليهوسلم يوم النحر يرمي جمرة العقبة على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك {رواه الترمذي وقال: حسن صحيح}.
5. تركهم الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولي والثانية في أيام التشريق، وقد علمت أن النبي صلى اللهعليهوسلم كان يقف بعد رميهما مستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو دعاءً طويلاً، وسبب ترك الناس لهذا الوقوف الجهل بالسنة أو محبة كثير من الناس للعجلة والتخلص من العبادة. ويا حبذا لو أن الحاج تعلم أحكام الحج قبل أن يحج ليعبد الله تعالى على بصيرة ويحقق متابعة النبي صلى اللهعليهوسلم. ولو أن شخصاًُ أراد أن يسافر إلى بلد لرأيته يسأل عن طريقها حتى يصل إليها عن دلالة، فكيف بمن أراد أن يسلك الطريق الموصلة على الله تعالى وإلى جنته، أفليس من الجدير به أن يسأل عنها قبل أن يسلكها ليصل على المقصود؟!
6. رميهم الحصي جميعاً بكف واحدة وهذا خطأ فاحش وقد قال آهل العلم انه إذا رمي بكف واحدة اكثر من حصاة لم يحتسب سوى حصاة واحدة، فالواجب أن يرمي الحصا واحدة فواحدة كما فعل النبي صلى اللهعليهوسلم.
7. زيادتهم دعوات عند الرمي لم ترد عن النبي صلى اللهعليهوسلم مثل قولهم: اللهم اجعلها رضاً للرحمن وغضباً للشيطان، وربما قال ذلك وترك التكبير الوارد عن النبي صلى اللهعليهوسلم، الأولي الاقتصار على الوارد عن النبي صلى اللهعليهوسلم من غير زيادة ولا نقص.
8. تهاونهم برمي الجمار بأنفسهم تراهم يوكلون من يرمي عنهم مع قدرتهم على الرمي ليسقطوا عن أنفسهم معاناة الزحام ومشقة العمل، وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج حيث يقول سبحانه: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (البقرة: من الآية196) فالواجب على القادر على الرمي أن يباشره بنفسه ويصبر على المشقة والتعب، فإن الحج نوع من الجهاد لا بد فيه من الكلفة والمشقة فليتق الحاج ربه وليتم نسكه كما أمره الله تعالى به ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
طواف الوداع والأخطاء فيه
ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال: (أُمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خُفف عن الحائض) وفي لفظ لمسلم عنه قال: (كان الناس ينصرفون في كل وجه فقال النبي صلى اللهعليهوسلم: لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) رواه أبو داوود بلفظ: (حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت) وفي الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: شكوت على رسول الله صلى اللهعليهوسلم أني اشتكي فقال: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة) فطفت ورسول الله صلى اللهعليهوسلم يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ: (وَالطُّورِ*وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) (الطور:1 - 2) وللنسائي عنها أنها قالت: (يا رسول الله، والله ما طفت طواف الخروج فقال: إذا أقيمت الصلاة فطوفي على بعيرك من وراء الناس).
وفي صحيح البخاري عن انس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدةً بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن صفية رضي الله عنها حاضت بعد طواف الإفاضة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحابستنا هي؟) قالوا: إنها قد افاضت وطافت بالبيت قال: فلتنفر إذاً. وفي الموطأ عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال: (لا يصدرن أحد من الحاج حتى يطوف بالبيت فإن آخر النسك الطواف بالبيت) وفيه عن يحي بن سعيد أن عمر رضي الله عنه رد رجلاً من مر الظهران لم يكن ودع البيت حتى ودع.
والخطا الذي يرتكبه بعض الحجاج هنا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/228)
1. نزولهم من مني يوم النفر قبل رمي الجمرات فيطوفوا للوداع ثم يرجعوا إلى مني فيرموا الجمرات، ثم يسافروا إلى بلادهم من هناك وهذا لا يجوز لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر عهد الحجاج بالبيت، فإن من رمي بعد طواف الوداع فقد جعل آخر عهده بالجمار لا بالبيت، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطف للوداع إلا عند خروجه حين استكمل جميع مناسك الحج، وقد قال: (خذوا عني مناسككم) ([5] [5] [4]).
وأثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صريح في أن الطواف بالبيت آخر النسك.فمن طاف للوداع ثم رمي بعده فطوافه غير مجزئ لوقوعه في غير محله، فيجب عليه إعادته بعد الرمي، فإن لم يعد كان حكمه حكم من تركه.
2. مكثهم بمكة بعد طواف الوداع فلا يكون آخر عهدهم بالبيت، وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وبينه لأمته بفعله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يكون آخر عهد الحجاج بالبيت، ولم يطف للوداع إلا عند خروجه وهكذا فعل أصحابه، ولكن رخص أهل العلم الإقامة بعد الوداع للحاجة إذا كانت عارضة كبيرة كما لو أقيمت الصلاة بعد طوافه للوداع فصلاها أو حضرت جنازة فصلي عليها، أو كان له حاجة تتعلق بسفره كشراء متاع وانتظار رفقة ونحو ذلك فمن أقام بعد طواف للوداع إقامة غير مرخص فيها وجبت عليه إعادته.
3. خروجهم من المسجد بعد طواف الوداع على أقفيتهم يزعمون بذلك تعظيم الكعبة، وهذا خلاف السنة بل هو من البدع التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيها: (كل بدعة ضلالة) والبدعة كل ما احدث من عقيدة أو عبادة على خلاف ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، فهل يظن هذا الراجع على قفاه تعظيماً للكعبة على زعمه انه أشد تعظيماً لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أن في ذلك تعظيم لها لا هو ولا خلفاؤه الراشدون؟!
4. التفاتهم للكعبة عند باب المسجد بعد انتهائهم من طواف الوداع ودعاؤهم هناك كالمودعين للكعبة، وهذا من البدع لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفاؤه الراشدين، وكل ما قصد به التعبد لله تعالى وهو مما لم يرد به الشرع فهو باطل مردود على صاحبه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ([6] [5]). أي مردود على صاحبه.
فالواجب على المؤمن بالله ورسوله أن يكون في عبادته متبعاً لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لينال بذلك محبة الله ومغفرته كما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) واتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما يكون في مفعولاته يكون كذلك في متروكاته، فمتي وجد مقتضي الفعل في عهده ولم يفعله كان ذلك دليلاً على أن السنة والشريعة تركه، فلا يجوز إحداثه في دين الله تعالى ولو أحبه الإنسان وهواه، قال الله تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ) (المؤمنون: من الآية71) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
والحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تم تحريره في 19 شعبان 1398هـ بقلم الفقير إلى الله تعالى: محمد الصالح العثيمين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين.
ولمزيد من كتب الشيخ
http://www.binothaimeen.com/
--------------------------------------------------------------------------------
([1][1][1]) رواه مسلم، كتاب الأقضية رقم (1718).
([2] [2] [1]) رواه الترمذي، كتاب الحج رقم (902).
([3] [3] [2]) رواه مسلم، كتاب الحج رقم (1218).
([4] [4] [3]) رواه أبو داوود، كتاب المناسك رقم (1949) والترمذي، كتاب الحج رقم (889) والنسائي، كتاب مناسك الحج رقم (3044) وابن ماجه، كتاب المناسك رقم (3015).
([5] [5] [4]) ر واه مسلم، كتاب الحج رقم (1297) وأبو داوود، كتاب مناسك الحج رقم (1970) بلفظ آخر.
([6] [6] [5]) رواه البخاري، كتاب الصلح رقم (2697) ومسلم، كتاب الأقضية رقم (1718).(67/229)
فضل الفقراء. رسائل في الفضائل الرسالة ال
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله وحده وصلاته وسلامه على نبينا محمد وآله وصحبه وعلى من تمسك بهديه واستقام على طريقته إلى يوم الدين. أما بعد
يعيش 37% من سكان العالم الإسلامي تحت خط الفقر (2.25 دولار يومياً)، وما من أحد منهم شعر بفضل ما هو فيه إن هو صبر على ما ابتله الله به من قلة ذات اليد، وكان كما كان سلفه الأول صلى الله عليه وسلم من الزهد والفقر وترك زهرة الدنيا رغبة بما عند الله من الفضل والمرتبة العالية في دار الخلد ...
1. زهد النبي صلى الله عليه وسلم واختياره الفقر على الغنى.
السلسلة الصحيحة [جزء 5 - صفحة 634] 2484 - (صحيح)
صحيح الترغيب والترهيب [جزء 3 - صفحة 154] 3287 - (حسن لغيره)
عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا عائشة قالت قلت يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك فذهبت فبعثت إلي بهذا فقال رديه يا عائشة: فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة.
رواه البيهقي من رواية عباد بن عباد المهلبي عن مجالد بن سعيد، ورواه أبو الشيخ في الثواب عن ابن فضيل عن مجالد عن يحيى بن عباد عن امرأة من قومهم لم يسمها قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها فمسست فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو خشن وإذا داخله بردي أو ليف فقلت يا أم المؤمنين إن عندي فراشا أحسن من هذا وألين فذكره أطول منه.
2. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم طلبه من الله أن يعيش مسكيناً.
صحيح الترغيب والترهيب [جزء 3 - صفحة 133]
3193 - (حسن لغيره)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة. رواه ابن ماجه
قال ابن تيمية رحمه الله: وقد مدح الله تعالى في القرآن صنفين من الفقراء: أهل الصدقات، وأهل الفيء.
فقال في الصنف الأول: {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم، لا يسألون الناس إلحافاً} [البقرة:273].
وقال في الصنف الثاني: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون} [الحشر:8]
وهذه صفة المهاجرين الذين هجروا السيئات، وجاهدوا أعداء الله باطناً وظاهراً. كما قال النبي ?: "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه، والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله. مجموع الفتاوى [جزء 11 - صفحة 197]
3. الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء.
صحيح الترغيب والترهيب [جزء 3 - صفحة 133]
3192 - (حسن لغيره)
وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة لم يا رسول الله قال إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي مسكينا ولو بشق تمرة يا عائشة حبي المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة.
رواه الترمذي وقال حديث غريب وتقدم في صلاة الجماعة حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني الليلة آت من ربي وفي رواية ربي في أحسن صورة فذكر الحديث إلى أن قال قال يا محمد قلت لبيك وسعديك
فقال إذا صليت قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون.
4. الفقراء أول من يدخل الجنة من خلق الله.
مسند أحمد بن حنبل [جزء 2 - صفحة 168]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/230)
6570 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثني معروف بن سويد الجذامي عن أبي عشانة المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور ويتقي بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا ان نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال انهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور ويتقي بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}. تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد
مسند أحمد بن حنبل [جزء 5 - صفحة 209]
21874 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها الفقراء الا أن أصحاب الجد محبوسون الا أهل النار فقد أمر بهم إلى النار ووقفت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء.
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين
5. الفقراء هم أكثر أهل الجنة.
مسند أحمد بن حنبل [جزء 1 - صفحة 234]
2086 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا حماد بن نجيح سمعه من أبي رجاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
6. الفقراء يأتون يوم القيامة نورهم كنور الشمس.
مسند أحمد بن حنبل [جزء 2 - صفحة 222]
7072 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة ثنا بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن جندب بن عبد الله عن سفيان بن عوف عن عبد الله بن عمرو قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلعت الشمس فقال يأتي الله قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس فقال أبو بكر أنحن هم يا رسول الله قال لا ولكم خير كثير ولكنهم الفقراء والمهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض. تعليق شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره
7. الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء.
مسند أحمد بن حنبل [جزء 2 - صفحة 512]
10663 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود ثنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام. تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري
الجامع الصغير وزيادته [جزء 1 - صفحة 1394]
13936 - يا معشر الفقراء! ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم: خمسمائة عام. (هـ) عن ابن عمر.
مشكاة المصابيح [جزء 3 - صفحة 139]
5257 - [27] (صحيح)
عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو وسأله رجل قال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال: فإن لي خادما. قال: فأنت من الملوك. قال: عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده. فقالوا: يا أبا محمد إناوالله ما نقدر على شيء لا نفقة ولا دابة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا ". قالوا: فإنا نصبر لا نسأل شيئا ". رواه مسلم. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 7976 في صحيح الجامع
وقد جاء في هذا الحديث: "اربعون خريفاً" وفي الحديث الآخر: "خمسمائة عام" ووجه الجمع بينهما: أن الأربعين أراد بها: تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص، وأراد بخمسمائة عام: تقديم الفقير الزاهد على الغني الراغب، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة.
ولاتظنن هذا التقدير وأمثاله يجري على لسان رسول الله ? جزافاً، ولا بالاتفاق، بل لسر أدركه، ونسبة أحاط بها علمه؛ فإنه لا ينطق عن الهوى، وإن فطن أحد من العلماء إلى شيء من هذه المناسبات، وإلا فليس طعناً في صحتها، والله اعلم"اهـ
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الجمعة4
والحمد لله رب العالمين(67/231)
رجل كان يشتغل في بيع الخمور ويملك حانة لذلك ....... تاب الى الله
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الفضلاء ارجوا منكم الاجابة على السؤال التالي:
رجل كان يشتغل في بيع الخمور ويملك حانة لذلك ....... تاب الى الله عز وجل فاقام مشروعا آخر ليكسب الحلال بالمال الذي كان قد كسبه من بيعه للخمور.
السؤال هو: هلالمال الذي سيجنيه من هذا المشروع - يعتبر مالا حلالا أم يتبع رأس المال في عدم حله.\؟ أرجو الاجابة في أقرب وقت بارك الله فيكم.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:57 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
في اليوم الموالي سآتيك بفتوى لشيخنا الفقيه محمد بوخبزة عن مسألة مشابهة لهذه، فاصبر بارك الله فيك.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:58 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:13 م]ـ
قال شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله: " فإن تابت هذه البغي وهذا الخَمَّار، وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال مقدار حاجتهم، فإن كان يقدر يتجر أو يعمل صنعة كالنسج والغزل، أعطي ما يكون له رأس مال، وان اقترضوا منه شيئا ليكتسبوا به، ولم يردوا عوض القرض كان أحسن " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/ 309).(67/232)
المراحل الفاصلة والنقلات التجديدية في تاريخ العلوم الشرعية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:34 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ....
فمن الصفات المهم توافرها في الدارس الفطن والقاريء المخضرم =قدرته على التمييز بين مكرر التصانيف ومعاد التآليف وبين الدراسات المتميزة والمصنفات التي بذل مصنفوها فيها عصارة أذهانهم؛ إذ إن أمثال هذه التصانيف يكون بالنسبة لطالب العلم كالغنيمة الباردة أو مثل السلعة مضمونة القيمة والربح.
ومن وراء ذلك أيضا قدرة القاريء على التمييز بين العلماء وبين الأدعياء وما بين هذين الطبقتين من أنصاف المتعلمين وأشباه الطلبة.
غير أن الملكة التي تفوق كل ذلك وتصنع من طالب العلم ودارسه شيئا متفردا بين أقرانه وتقفز به قفزات سريعة على طريق الطلب =هي قدرة القاريء على رصد الدراسات التجديدية والنقلات النوعية والمراحل الفاصلة في تاريخ العلوم ...
ومتى كان الطالب واعيا لتلك المنعطفات الموجودة في المجاري التاريخية للعلوم الشرعية =فإنه يمكنك القول أنه امتلك قدرا كافيا من أدوات فهم هذا العلم المعين ...
ثم متى توفر على قراءة الكتب التي شكلت معالم هذه المراحل الفاصلة ومتى اعتنى بدراسة حياة أولئك النفر من أهل العلم الذين أرسوا أسس التجديد في هذا العلم=فإنه يكون بذلك قد أتقن هذا العلم وأراك مراميه وأبعاده بحيث لا يبعد أن تجده بعد فينة أحد أولئك النفر الموسومين بمجددي العلوم الإسلامية.
وليكن ملحوظا أنني قد ذكرت في عنوان الموضوع مصطلحين رئيسيين تعود إليهما بقية المصطلحات المذكورة في تضاعيف الموضوع=وهما مصطلح المراحل الفاصلة ومصطلح النقلات التجديدية ...
والفرق عندي بين المصطلحين هو أن مصطلح المراحل الفاصلة أعم من مصطلح النقلة التجديدية فمصلح المرحلة الفاصلة أعني به تلك الصخرة الكبيرة التي تعترض مجرى تاريخ العلم فتنقله إلى أسوأمما كان عليه أو إلى أحسن مما كان عليه ...
أما مصطلح النقلة التجديدية فهو خاص بالنقل إلى الأحسن فحسب ... وبما سيرد من المثال يتضح المقال إن شاء الله ....
وفيما يستقبل من البيان سأحاول إعانة إخواني على رصد هذه النقلات النوعية التجديدية في كل علم من العلوم الشرعية.
ومن الله أستمد الإعانة والتوفيق ...
واسلموا جميعا للمحب/أبو فهر.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:21 م]ـ
أخي الحبيب أبو فهر ....
لقد سعدنا بعودتك للملتقى بعد هذا الغياب ....
اسأل الله أن ينفع بك وبعلمك ..
وجزاك الله خير ...
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:47 ص]ـ
شيخنا الحبيب أبو فهر ....
يشهد الله لقد سعدنا جدا بعودتكم ألى الملتقى بعد هذا الغياب ....
اسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم ..
وجزاكم الله خيرا ...
ونحن في الانتظار
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:47 ص]ـ
افتقدناك يا أبا فهر فعودٌ أحمد , بالنسبة لصندوق رسائلك هل فيه إشكال أم لا؟ أقصد هل تصلك الرسائل التي نرسلها على الخاص أم لا؟
و دمت لإخوانك و محبيك
و بانتظار تتمة الموضوع و المواضيع الأخرى التي كتبتها في الملتقى يا شيخنا الفاضل
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:57 ص]ـ
نحن بانتظارك أخي الفاضل .... اشتقنا لكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:19 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وسامحوني فأنا إلى الآن لازلت أكتب من خارج بيتي على عجل .... وإلى أن يأذن الله بالفرج فلن يكون التواصل كما عهدتموه مني ....
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:33 ص]ـ
بارك الله في شيخنا أبي فهر عوداً أحمداً لازلت محفوظاً ..
ويعلم الله كم كنا نتحرق شوقاً لعودتك .. بارك الله فيك
ولكن أليس الأصح لغة أن تقول
(واسلموا للمحب/ أبي فهر)؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 09:16 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وأنا أتعامل مع كنيتي هذه عند ختم المواضيع أو على طرر الكتب على قاعدة الحكاية .........
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
و لا زلنا بشوق لمواضيعكم المفيدة
و اذكر فضيلتكم أنك قد وعدتا بحديث عن (المتون العلمية ما لها و ما عليها)
فلازلنا ننتظر مثل هذا الموضوع
جزاك الله خيرا
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[10 - 12 - 09, 12:40 ص]ـ
للرفع والتكملة
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[10 - 12 - 09, 02:03 ص]ـ
يشهد الله لقد سعدنا جدا بعودتكم ألى الملتقى بعد هذا الغياب ....
ونحن في الانتظار
إذا لم يعد أبو فهر فى هذه الأيام فمتى يعود
لازم يظهر هذه الأيام المعرض جاى وما نقدرش نستغنى عنه
عود حميد
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[10 - 12 - 09, 11:14 ص]ـ
بارك الله فيكم
اين انت؟ المعرض قادم
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[10 - 12 - 09, 03:25 م]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
يشهد الله أني أتقرب إليه بحب الشيخ أبا فهر ....
اسأل الله أن يحشرنا في زمرة الصالحين وإن قعدت بنا أعمالنا يارب.(67/233)
الاستدلال بحديث: (الجار أحق بسقبه) على الشفعة؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
س/ هل الاستدلال بحديث: (الجار أحق بسقبه) على مشروعية الشفعة صحيح؟
كما استدلَّ به الصحابي أبو رافع رضي الله عنه و حديثه في البخاري.
و إذا صح هذا المعنى في الشفيع (الجار الحكمي)، فكيف نفعل بالجار (الحقيقي) و هو لا حقَّ له في الشفعة؛ لأنه ليس بشريك أصلاً.
فهل يدخل (مثله) في مشروعية الشفعة له أخذاً بفهم أبي رافع للحديث و باستدلاله به!
أرجو إرشادي!
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
الخلاف مشهور ومستفيض في هذه المسألة:
وهو هل يشترط في الشفعة أن يكون في شقص مشاع ينقسم
فالمشهور من مذهبنا - الحنابلة - نعم يشترط فالمقسوم المحدد لا شفعة فيه
وذهب الأحناف إلى أن الشفعة بالشركةثم بالشركة في الطريق ثم بالجوار واستدلوا بما ذكرت من حديث أبي رافع وحديث جابر وحديث الحسن عن سمرة وغيرها
وأصحابنا يستدلون بحديث جابر في صحيح البخاري (فإذا وقعت الحدود .. فلا شفعة)
المقرئ
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:30 م]ـ
شيخنا الفاضل.
المشكلة عندي أن الجار لا شقص عنده و لا نصيب (بغض النظر عن مسألة كون الشقص مقسوماً أو غير مقسوم) لأنه ليس بشريك!
فكيف يكون له الحق في الشفعة؟
و الذي احتج باستدلال أبي رافع رضي الله عنه على ما فهِمَهُ من الحديث المذكور هم بعض الشافعية، كما وقفتُ عليه.
فكيف يستقيم هذا الاستدلال؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[17 - 01 - 07, 08:55 م]ـ
للرفع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 09:04 م]ـ
ما سبب الإشكال لديك يا أخي الكريم؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[17 - 01 - 07, 09:52 م]ـ
هل للجار حقٌّ في الشفعة؟ في عقارك لمجرد كونه جاراً لك؟ ... هكذا!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 12:39 ص]ـ
نعم يا أخي الكريم، له الشفعة على هذا القول، أعني قول من يقدم حديث أبي رافع على حديث جابر.
أما جمهور العلماء فقد قدموا حديث جابر وجعلوا الشفعة للخليط فقط، وأما أبو حنيفة ومن وافقه فقد جعلوا للجار الشفعة حتى وإن لم يكن خليطا عملا بحديث أبي رافع.
وأنا إلى الآن لم يظهر لي وجه الإشكال لديك، فهي مسألة ترجيح بين دليلين بينهما نوعُ تعارض.
والمسألة خلافية كما قال الشيخ (المقرئ).
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
س/ هل الاستدلال بحديث: (الجار أحق بسقبه) على مشروعية الشفعة صحيح؟
كما استدلَّ به الصحابي أبو رافع رضي الله عنه و حديثه في البخاري.
المسألة .. أني استوهنتُ الاستدلال بهذا الحديث على إثبات الشفعة للجار.
فأردتُ التأكد أكثر.
عموماً جزاكم الله خيراً.
ـ[العدناني]ــــــــ[22 - 01 - 07, 08:32 ص]ـ
ماذا لو كان الجار مستأجرا!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن عثيمين:ايجاب ماليس بواجب كتحريم ماليس بمحرم بل هو أشد لأن فيه اشغال ذمة
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:31 ص]ـ
ماذا لو كان الجار مستأجرا!!
؟؟؟؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:02 ص]ـ
ما المقصود بكونه مستأجراً .. تقصدون أن جاره أجره قسماً من داره مثلاً؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:12 ص]ـ
في الحقيقة لم أفهم السؤال أخي العدناني؟(67/234)
من يعرف اختيار ابن باز رحمه الله في أداء ال
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:41 م]ـ
أداء السنن الرواتب للمسافر
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:14 ص]ـ
شيخنا عبد الله:
قال الشيخ عبد العزيز كما في في تحفة الإخوان:
السنة للمسافر ترك راتبة الظهر والمغرب والعشاء مع الإتيان بسنة الفجر وهكذا يشرع له التهجد في الليل والوتر في السفر .. وهكذا جميع الصلوات المطلقة وذوات الأسباب كسنة الضحى وسنة الوضوء ...
المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:21 ص]ـ
أهلا وسهلا بشيخنا المقرئ
حفظك الله وحماك من كل سوء
جزاكم الله خيرا على هذا الإيضاح
أردت على وجه التحديد اختيار الشيخ رحمه الله إذا صلى المسافر خلف مقيم هل يأتي بالراتبة
مثلا بالحرم وخاصة نحن في وقت قد قرُب ويكثر فيه المعتمرون المسافرون
أو من يتوقع أن اختيار الشيخ بناءا على كلامه الذي نقلته لنا جزاك الله خيرا
فهل يكون كذلك بالنسبة لمن يصلي مع جماعة مقيمين
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:50 ص]ـ
لا أعتقد أن الشيخ يفرق بين المسألتين ولا يظهر ذلك
أعرف أن بعض الفضلاء استشكل هذه المسألة بناء على فهمه لقول ابن عمر: (لو كنت مسبحا لأتممت)
ولكن هذا فهم بعيد وتمام القصة توضح ذلك
ولا أعلم أحدا من المتقدمين فهم هذا المعنى وشراح الحديث كابن حجر والنووي وغيرهم أوضحوا ذلك والله أعلم
المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:56 ص]ـ
لا أعتقد أن الشيخ يفرق بين المسألتين ولا يظهر ذلك
المقرئ
كنت اعتقد قديما ذلك، شيخنا الكريم المقرئ:)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:58 ص]ـ
غدا بإذن الله آتي بكلامه ونستفيد من تعليقاتكم
ودرركم حولها وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[نواف البكري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:25 ص]ـ
سألت بعض خواص الشيخ من طلابه مهاتفة عن ذلك فقال:
سمعته أكثر من مرة يقول بأن المسافر إذا أتم فإنه يصلي الراتبة سواء إماما كان أو مأموما واستدل بمفهوم كلام ابن عمر رضي الله عنه (لو كنت مسبحاً لأتممت) وقال بأن هذا يدل على أن من أتم فالراتبة له مستحبة، وقال بأن النوافل غير الرواتب يصليها المسافر مطلقاً كقيام الليل والوتر والضحى ونحوها.
انتهى
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:14 ص]ـ
أخي الكريم نواف
نعم بارك الله فيك، هو كما ذُكر لكم
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:59 ص]ـ
سئل الشيخ في دروس الروض المربع عن صلاة من ائتم خلف مقيم هل يصلي الراتبة
فقال الشيخ نعم
لم يكن السؤال واضحا وإن كان الشيخ رحمه الله أدرك أن مراد السائل هو المسافر
وبعد جلسات أتى هذا السؤال للإستيضاح أكثر:
السائل: أحسن الله إليك المسافر إذا أتم خلف مقيم، يصلي السنن الرواتب
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: هذا الأفضل لأنه صلاها تامة
الوجه أ من الشريط العاشر من أشرطة شرح الروض
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:10 ص]ـ
سألت بعض خواص الشيخ من طلابه مهاتفة عن ذلك فقال:
سمعته أكثر من مرة يقول بأن المسافر إذا أتم فإنه يصلي الراتبة سواء إماما كان أو مأموما واستدل بمفهوم كلام ابن عمر رضي الله عنه (لو كنت مسبحاً لأتممت) وقال بأن هذا يدل على أن من أتم فالراتبة له مستحبة، وقال بأن النوافل غير الرواتب - بإستثناء راتبة الفجر - يصليها المسافر مطلقاً كقيام الليل والوتر والضحى ونحوها.
انتهى
وضعت باللون الأحمر عبارة سقطت سهوا (بإستثناء راتبة الفجر) لكي ينتبه لها القارئ
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 09:41 ص]ـ
فائدة جليلة بارك الله فيك
وهو كما ذكرت لك أعرف بعض الإخوة استشكل حديث ابن عمر ورأى هذا الرأي بناء عليه، ولكن نص الحديث لا يؤيد هذا في نظري وشيخنا ابن عثيمين لا يفرق في هذا وليت الإخوة يجتهدون في تتبع آراء الشيخ عبد العزيز في هذه المسألة
المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا لكن لم أرى في كلام الشيخ ما يدل على أنه رأى هذا الراي بناءا على حديث ابن عمر
سوى ما نقله الأخ الكريم نواف البكري
وقد سُئل الشيخ مرتين ولم يذكر ذلك
فالشيخ عادة رحمه الله اذا كان مستندا لحديث او أثر يذكره مباشرة
ولعل الأخ نواف
وبقية الإخوة الكرام يفيدونا أكثر
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:46 م]ـ
القاعدة هي: أن راتبة الظهر والمغرب والعشاء تسقط عن المسافر والباقي باق على الأصل.
وهو ما يذهب إليه الشيخ ابن عثيمين.
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - في مجموع فتاويه جزء11: [ويشرع لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل الظهر أربع ركعات وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل صلاة الفجر ركعتين، الجميع اثنتا عشرة ركعة وهذه الركعات تسمى الرواتب لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليهما في الحضر، أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليهما حضرا وسفرا].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/235)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
نعم أخي الكريم علي الفضلي
هذا هو المعروف
وفتاوى الشيخ رحمه الله المستقلة أو فتاواه مع اللجنة
لم تتطرق لهذه المسألة (أداء المسافر للرواتب إذا ائتم بمقيم أو صلى الفريضة تامة)
فأحببت نشرها للفائدة
ولأخذ الفائدة أيضا
جزاك الله خيرا
ـ[نواف البكري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:51 ص]ـ
عاودت الاتصال بالشيخ الوسيط وهل استدل الشيخ ابن باز بأثر ابن عمر؟
فقال: نعم.
وأحال على شرح صحيح البخاري بقراءة عمر العيد على الشيخ ابن باز في أبواب السفر.
وطلب نقل كلام ابن حجر هناك وهو:
وأما قول ابن عمر " لو كنت مسبحا في السفر لأتممت " كما أخرجه مسلم وأبو داود من طريق حفص بن عاصم عنه فإنما أراد به راتبة المكتوبة لا النافلة المقصودة كالوتر، وذلك بين من سياق الحديث المذكور، فقد رواه الترمذي من وجه آخر بلفظ " سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتين ركعتين لا يصلون قبلها ولا بعدها، فلو كنت مصليا قبلها أو بعدها لأتممت " ويحتمل أن تكون التفرقة بين نوافل النهار ونوافل الليل، فإن ابن عمر كان يتنفل على راحلته وعلى دابته في الليل وهو مسافر، وقد قال مع ذلك ما قال.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[17 - 09 - 06, 12:17 ص]ـ
الشيخ الكريم المفيد نواف البكري، جزاك الله خيرا وكثر من امثالك
حقيقة سمعت لشرح الشيخ في صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها في السابق
ولم اسمع تعليق يخص مسألتنا بالرغم من ورود أثر ابن عمر رضي الله عنهما: لو كنت مسبحا في السفر لأتممت.
فعاودت الإستماع مرة أخرى فلم أرى الشيخ علق عليه سوى قوله بترك الرواتب للمسافر عدا راتبة الفجر والوتر والنوافل المطلقة لورود الدليل على استثنائها
والشيخ عمر العيد كما أخبرك صاحبك قال لي نعم -كما كتبت انت - جزاك الله خيرا
يقول الشيخ كأنه يرى هذا القول ن قلت ودليله قال اثر ابن عمر.
فلعل الشيخ المقرئ الآن يعرفنا مفهوم أثر ابن عمر وهل له تعلق في الدلالة على مسألتنا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:01 م]ـ
يرفع للفائدة وليراه الشيخ المقرئ
قبل رمضان
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 03:26 م]ـ
يرفع للفائدة وليراه الشيخ المقرئ
قبل رمضان
مزيدا من الرفع!
بارك الله بك أخي عبدالله.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وريثما يشاركنا الشيخ المقرئ وبقية مشايخنا الأحبة
هذا سؤال جميل فيه عدة فوائد حول الموضوع
مقدم فتاوى نور على الدرب: أحمد العبد الله من الرياض له مجموعة أسئلة، يقول في السؤال الأول:
إذا صلى المسافر الجمعة هل تسقط عنه الراتبة، وإذا وصل هذا المسافر إلى بلدٍ آخر هل تسقط عنه الرواتب؟ وجهونا مأجورين.
الشيخ ابن باز رحمه الله:إذا صلى المسافر الجمعة يصلي معها أربعا السنة، سنة الجمعة أربع
ركعات تسليمتين
وإذا صلى قصرا فليس لها راتبة، السنة يصلي ثنتين فقط الظهر قصرا
كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يصلي راتبة الظهر ولا المغرب والعشاء في السفر إنما الفجر فقط
أما إذا صلى مع الناس الجمعة أو الأوقات صلى الرواتب معهم
مقدم فتاوى نور على الدرب: يقول إذا وصل هذا المسافر إلى بلدٍ آخر هل تسقط عنه الرواتب؟ وجهونا مأجورين.
الشيخ رحمه الله: هذا على حسب الحال إن كان أقام فيها أربع ليال فأقل
يصلي ثنتين إلا إذا كان واحدا فإنه يصلي مع الناس أربعا لا يصلي وحده، الجماعة واجبة
لكن إذا كانوا جماعة اثنين فأكثر وصلوا قصرا سقط الرواتب إلا سنة الفجر والا التهجد بالليل والوتر
وإذا كان واحد يصلي مع الناس لا يصلي وحده ولو انه مسافر
إذا كان عنده جماعة يصلي مع الجماعة اربعا
لكن إذا كانوا جماعة مسافرين إن صلوا قصرا سقط عنهم الرواتب أفضل تركوها أفضل
إلا سنة الفجر والا التهجد بالليل
وإن صلوا مع الناس جماعة مع المقيمين
صلوا معهم أربعا وصلوا الرواتب
فتاوى نور على الدرب من سلسلة ميراث الأنبياء الجزء الأول القرص الأول الحلقة 124 السؤال الخامس
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:46 م]ـ
إلى شيخنا الكريم: عبد الله وفقه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/236)
سمعت هذا الرأي من بعض المشايخ قديما وهم يستدلون بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ووجه استلالهم بقوله (لو كنت مسبحا لأتممت) أن من أتم الصلاة فإنه يأتي بالراتبة
وحقيقة لا أجد النص يقوى بحمله على هذا المعنى
فالحديث رواه مسلم قال:
صحيح مسلم ج1/ص479
وحدثنا عبد اللَّهِ بن مَسْلَمَةَ بن قَعْنَبٍ حدثنا عِيسَى بن حَفْصِ بن عَاصِمِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ عن أبيه قال صَحِبْتُ بن عُمَرَ في طَرِيقِ مَكَّةَ قال فَصَلَّى لنا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا معه حتى جاء رَحْلَهُ وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا معه فَحَانَتْ منه الْتِفَاتَةٌ نحو حَيْثُ صلى فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا فقال ما يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ قلت يُسَبِّحُونَ قال لو كنت مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ صَلَاتِي يا بن أَخِي إني صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وَصَحِبْتُ عُمَرَ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وقد قال الله لقد كان لَكُمْ في رسول اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
فوجه قوله (لو كنت مسبحا) أن أجر الركعتين بأن تقع في الفريضة وهو الإتمام أفضل من أجر الركعتين بأن تقع في نافلة الراتبة فركعتان في فريضة أفضل من ركعتين في نافلة = لو كان الأمر في زيادة العمل
ولكن الأمر بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من فقه ابن عمر
وهو كذلك فمن خالف السنة بفعل الراتبة في السفر لزيادة العمل ابتغاء الأجر فعلى نظرته = الواجب أن يوقع الزيادة في الفريضة فهي أفضل وهذا وجه قوله (لو كنت مسبحا لأتممت) ولهذا استشهد بقول الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
ولو كان قال هذا القول ليبين حكما وهو أن من أتم أتى بالنافلة = لو كان هذا المراد لما استدل بقول الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وهذا واضح
المقرئ
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:55 م]ـ
وجميل ما قرره ابن خزيمة فقال:
قد كان بن عمر رحمه الله ينكر التطوع في السفر ويقول لو كنت متطوعا ما باليت أن أتم الصلاة وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي قبلها ولا بعدها في السفر
ثم قال:
حدثنا بندار نا يحيى بن سعيد نا عيسى بن حفص ح نا يحيى بن حكيم نا يحيى بن سعيد عن عيسى بن حفص يعني بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال بندار قال نا أبي وقال يحيى حدثني أبي قال كنت مع بن عمر في سفر فصلى الظهر والعصر ركعتين ثم انصرف إلى طنفسة له فرأى قوما يسبحون يعني يصلون قال ما يصنع هؤلاء قال قلت يسبحون قال لو كنت مصليا قبلها أو بعدها لأتممتها صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض فكان لا يزيد على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم قال أبو بكر فابن عمر رحمه الله ينكر التطوع في السفر بعد المكتوبة ويقول لو كنت مسبحا لأتممت الصلاة (ا. هـ
فأنت ترى أن ابن عمر يقول لو كنت مسبحا قبلها أو بعدها) فليست القضية في الصلاة خلف المقيم أو في إتمام الصلاة كلا وإنما هو يبين حجة شرعية وعقلية
أما شرعية: فكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعلها والله يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
وأما عقلية: فإن أجر الفريضة أعظم من أجر النافلة فجعل الركعتين في الفريضة أعظم أجرا من جعلها في النافلة
المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 06:25 م]ـ
ما شاء الله، الله يجزاك خير
الآن واضحة والحمد لله رب العالمين
كتب الله لك أجر كل من قرأها وانتفع بها وبلغها، اللهم آمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 09:45 م]ـ
يرفع للفائدة.(67/237)
سماحة المفتي: تقويم أم القرى موثوق فيه من علماء الأمة
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:01 ص]ـ
اكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ان التوقيت الخاص بأم القرى توقيت دقيق وشرعي وموثق ولا يمكن التشكيك فيه وقال: لقد وثق علماء الأمة هذا التوقيت وجرب وطبق وثبت انه طبقا للتوقيت الشرعي وان فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله اصدر بيانا في عام 1418هـ وثق فيه توقيت أم القرى. ورد سماحة مفتي عام المملكة على الذين يشككون في دقة هذا التقويم وقال: هؤلاء متنطعون متقولون، ولا يؤخذ بما يثيرونه، وايضا رد سماحته على من يقولون باننا نمسك قبل الامساك باربعين دقيقة وافتى بأنه لا يجوز لأي مؤذن ان يرفع الأذان قبل توقيت ام القرى، لأنه بذلك يعد من المخالفين وقال سماحته: ان شريعة الاسلام سهلة وميسرة ولا غلو ولا اغلال فيها وان التقويم مزكى من قبل علماء المسلمين، ولذا فلا تقدم في الامساك ولا تأخر كما يزعم البعض. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحته في الجامع الكبير بالرياض امس وخصصها للحديث عن رمضان وفضائله وخصائصه وما يجب على المسلمين فيه ولماذا يفرح المسلمون بقدوم هذا الشهر الكريم ثم ختم خطبته بالحديث عن تقويم ام القرى وتوثيقه ورده على من يحاولون التشكيك في وقته .....
[ COLOR="DarkRed"] المصدر: من خطبة الجمعة بتاريخ 24/ 08/1425هـ
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:15 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك
وأعجب ممن يريدنا أن نكذب أبصارنا ونحن نخرج من المسجد وبعضنا يعرف بعضا وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن النساء لا يعرفن من الغلس وهؤلاء يريدوننا أن نؤخر الأذان خمس عشرة دقيقة ثم ننتظر خمسا وعشرين دقيقة حتى إذا خرجنا ميزنا الطيور وليس بني آدم
أكثر الفقهاء على أن وقت الفجر يدخل بغلبة الظن فكيف في وقتنا هذا والرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري صلى الفجر في المزدلفة حين طلع الفجر وقائل يقول: طلع الفجر وقائل يقول: لم يطلع الفجر
وانظر إلى قوله (صلى) وليس أذن
والعجب من زمننا هذا: كل شيء أصبح قابلا للتخطئة ومخالفة ما عليه العمل منذ سنين طويلة صلاتنا، صومنا، تراويحنا، الختمة و. ووو
ومع ذلك فقد علمتنا التجارب أن مثل هذه الأقوال التي أنكرها العلماء الربانيون مآلها الاندثار والنسيان
المقرئ
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:05 ص]ـ
الحمد لله فهذا الكلام يجعل النفس تطمئن أكثر خصوصاً حال الكلام مع العامة .. فقد أشكل عليهم الأمر كثيراً ... فأسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لجميع علماء المسلمين ..
وربما أخي المقرئ يزداد عجبك عندما تعلم - ولا أظنه يخفى عليك - أن ممن قال بالاحتياط لصلاة الفجر هو شيخنا العلامة محمد العثيمين وغيره من الفقهاء المحققين في هذا الزمان ... فالمسألة ليست بالأمر الهين؟؟؟ وإن كنت أميل إلى قول المفتي ... لكن القول الآخر له وجه من النظر بالنسبة لطلبة العلم!
جاء في اللقاء الشهري رقم (36): " وأذان الفجر خاصة بالنسبة للتقاويم متقدم خمس دقائق، وعليه فنقول: إذا وجدت التقويم أن الأذان مثلاً: على كذا وكذا فزد خمس دقائق، هذا خاص بأذان الفجر، أما بقية الأوقات فالتقويم لا بأس به، لكن في الفجر متقدم، فمثلاً: إذا كان هذا الرجل أذن على التقويم والآخر تأخر خمس دقائق صار بينهما خمس دقائق، وإذا تأخر دقيقتين أو ثلاثاً صار بينهما ثمان دقائق "
وجاء في لقاء الباب المفتوح (171): " الدولة لم تعط هذا التقويم لمجرد أن يطلع الناس عليه، إنما أعطتهم هذا التقويم ليعملوا به، لكن من يشك في وقتٍ من الأوقات فليتحر وليتأخر، الأصل عدم دخول الوقت، فمثلاً: لو شككنا في الفجر وهو الذي فيه الإشكال، فإن كثيراً من الإخوة خرجوا وراقبوا الفجر في الليالي المظلمة الصاحية، ووجدوا أن التقويم متقدم على الأقل بخمس دقائق، وبعضهم يقول: عشر دقائق، وبعضهم يقول: ربع ساعة، وبعضهم يقول: ثلث ساعة، فإذا كان الإنسان في شك من هذا فليتأخر ولا يضر. أما بقية الأوقات فما علمت فيها اختلافاً بين الناس "
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/238)
الشيخ المقريء والمشايخ الفضلاء ... السلام عليمن ورحمة الله وبركاته ...
لا يخفى عليكم أن الذين انتقدوا هذا التقويم هم من طلبة العلم ومن ضمنهم شيخنا الفاضل سعد الخثلان وأرغب أن تتطلع على ما كتب في هذا الرابط تكرماً لا أمراً من تقرير مدينة الملك عبدالعزيز
والمسألة لازالت مشكلة بالنسبة لي فحبذا لو بسطتموها لنكون على بينة وجزاكم الله كل خير
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@246.iUz4fCwwPd5.0@.2cc162f7
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 09:37 ص]ـ
أخي أبا أيوب:
شيخنا ابن عثيمين تكلم في خمس دقائق وما أظن مثل هذه الخمس مؤثرة أبدا وكل يدرك هذا
وشيخنا في وقته لم يكن يتكلم كحال هؤلاء الذين شككوا الناس في عباداتهم
أعرف بعض الناس يقول الفارق (25) دقيقة وكأننا عميان!! هذا هراء وجهل (أعني القول)
يا شيخ عبد الرحمن:
المسألة مناطة بالرؤية ودعنا من حساباتهم فلم نحتج إليها المسألة محسومة (في نظري) خرج الثقات من قبل في وقت الشيخ عبد العزيز بل من كبار أئمة السنة في عصرنا ورأوا ذلك
وخرج أناس أعرفهم وجلست معهم وبعضهم ممن يعتد برؤيته في رؤية الهلال وقال إن المسألة تدور في فلك الخمس دقائق وبعدها قطعا يدخل الوقت وسبق أن قلت أن غلبة الظن بدخول الوقت كافية عند أكثر الفقهاء ومن تأمل الأحاديث والحديث الذي في قصة المزدلفة وجد أن المسألة لا تحتاج إلى هذا التهويل الشديد والاختلاف الكبير من أوجه:
1 - ثبوت ذلك من خلال الرؤية من الثقات
2 - موافقة تقويم أم القرى
3 - اضطراب حال هؤلاء فإن تنازلنا خمس دقائق سيخرج بعد مدة صاحب العشر دقائق ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق = ثم نتأخر خمس دقائق ويخرج صاحب الربع ساعة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق فنتأخر خمس دقائق = ثم يخرج صاحب العشرين دقيقة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق ثم نتأخر = ثم يخرج صاحب الخمس والعشرين دقيقة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق فنتأخر خمس دقائق وهكذا حتى يخرج الوقت الفاضل بسبب هؤلاء المشككين الذين يفتقدون (شخصية الفقيه) والله المستعان
شيخ في كلية بلغ الأستاذية يحلف بالله يمينا مغلظا أن الوقت متقدم (25) دقيقة = كيف نصدق هذا الكلام
أكثر الناس في هذا الوقت يردد هذا الكلام ولا يعرف شيئا ولكنه باب الورع والاحتياط والمسألة كما يعلم صغار الطلبة محسومة أن الثقة إذا أخبرك بدخول الوقت أن صلاتك صحيحة ليس فيها أي شيء فلماذا هذا التشويش
والغريب العجيب أن بعض من يقول تأخر خمسا وعشرين دقيقة يقول في باب الصيام كل على التقويم ولا تتأخر من باب الاحتياط
هل هذه نفوس متفقهة كلا هؤلاء يلاحقهم الشك في كل شيء وما الفرق
باب الاحتياط لا يقوى على تشكيك الناس في عباداتهم
عموما: هذا الكلام له سنين طويلة ومن أدل بواره أن هذا الرأي لم تظهر له قائمة لا من حيث كبار علماء السنة ولا من العوام ولا من كثير من طلبة العلم فطيبوا نفسا
المقرئ
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:06 ص]ـ
ذكرت في موضوع مستقل سابق وهو يوم الأحد أول أيام رمضان أن تقويم أم القرى مبني على الحسابات الفلكية الدقيقة ولا يمكن تخطئته بمجرد الكلام أو التشكك أو الوهم في الرؤية وأمر الخمس دقائق التي ذكرها شيخنا ابن عثيمين صحيحة لأن من وضع التقويم في البداية احتاط لمثل ذلك وتعلمون أن الشمس لا تشرق في لحظة كما نشاهدها ولا تغيب في لحظة فمن وقت بداية الشروق إلى تأكد الشروق يستمر 2 - 3دقائق وكذلك بزوغ الفجر فهو آكد في التراوح بين بدايته وتأكد بزوغه يمتد إلى خمس دقائق كما أشار شيخنا ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة
وبالتالي فكلام سماحة المفتي صحيح أيضا ولا سيما في بداية دخول الشهر ونهايته
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يا إخوة نحن لاشك نحترم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ونقدره لكن لا نتعصب له, المسألة في عدم ضبط تقويم أم القرى للأوقات في رمضان خاصة قال بها مختصون وممن يهتم بهذا الأمر, والله عزوجل يقول ((فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)).
الشيخ الدكتور سعد الخثلان من أكثر الناس من ثبت له ذلك ولم يرتاح حتى جلس مدة يبحث عمن وضع هذا التقويم فوجده بعد مدة طويلة.
وهو شخص باكستاني كبير في السن يقول الشيخ: أسأله عن الفجر الصادق والكاذب فلم يفرق بينهما, وعلمه الشرعي ضعيف جدا, والشيخ أيضا كان يخرج للبر ويتأكد بنفسه, ولديه بحث حول ذلك وأراد أن يناقش فيه هيئة كبار العلماء فرفضوه ووبخوه وحذروه في الكلام فيها وكان يقول لهم ناقشوني أسمعوا أدلتي فلم يأذنوا له .. والله المستعان.
للفائدة:
الشيخ سعد الخثلان عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بجامعة الإمام في كلية الشريعة.
وباحث شرعي في هيئة كبار العلماء.
وأيضا مع اللجنة المنتدبة من مدينة الملك عبد العزيز لرصد أحوال الهلال ومايترتب عليه وهذه اللجنة فيها خبراء من مجالات متعددة ومعهم الخضيري المعروف بقوة بصره في النظر ..
وعلى ما اعتقد أخذ قريباً لعضوية مجمع الفقه الإسلامي.
أرجو ممن يعرف الشيخ أكثر أو قريب منه يفيدنا أكثر ويصادق المعلومات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/239)
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:26 ص]ـ
منقول:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وآله. أما بعد:
فقد حصلت على بحث من مدينة الملك عبد العزيز للعوم والتقنية في معهد بحوث الفلك الجيوفيزياء، قسم الفلك عنوانه
«التقرير النهائي» «مشروع دارسة الشفق»
«المرحلة الأولى»
الباحث الرئيس د. زكي بن عبدالرحمن المصطفى. أستاذ علم الفلك المساعد ورئيس قسم الفلك مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء.
المشاركون في البحث د. أيمن بن سعيد كردي
أستاذ علم الفلك المساعد ...
عبدالعزيز بن سلطان المرمش باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
معتز نائل كردي باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
د. سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
محمد بن سعد الخرجي رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض ممثل وزارة العدل.
عبدالرحمن بن غنام الغنام وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد ممثل وزارة الشؤون الإسلامية.
صالح بن عثمان الصالح. متعاون.
ملخص البحث
في دراسة تعد الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، اشترك في تنفيذها عدد من المختصين في علم الفلك بالإضافة إلى مختصين شرعيين يمثلون الجهات الشرعية في المملكة العربية السعودية، وتمت دراسة تحديد الوقت الحقيقي لبدايات الفجر الصادق (الشفق الشرعي) والتي أعطت قيم تواجد الشمس تحت الأفق ترواحت بين 14.0 درجة و 15.1 بمتوسط 14.6 درجة وانحراف معياري 0.3 درجة. ولقد تمت هذه الدراسة في منطقة معزولة عن التأثيرات الضوئية ـ التي تؤثر حتما في النتائج ـ لمدة عام كامل.
كما تم استخدام العين البشرية كمحدد أساسي للدراسة بالإضافة إلى آلات تصوير عالية الحساسية للمقارنة.
وهذه المرحلة رصدت في عرق الحمراني في صحراء الدهناء على بعد 170 كلم من الرياض
وقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائية بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء، وبعد منتصف الليل إلى شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة، وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.
وكانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي، وخشية أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد، ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف، وقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة مغايرة مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي ـ التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين ـ ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين هذه المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد، وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية.
وخلص هذا البحث أن في تقويم أم القرى غلطا في بداية دخول وقت صلاة الفجر معدله 20 دقيقة قد تزيد قليلا وتنقص قليلا حسب فصول السنة.
من المضحك المحزن ما جاء في ص10 من البحث:
معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي له ومنها تقويم أم القرى الذي ظهر لنا ـ بعد البحث والاستقصاء ـ أن سبب الإشكالية فيه ـ فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر ـ هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده حيث لم نجد أساسا مكتوبا للتقويم ـ بعد البحث والاستقصاء ـ وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور / فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له، وليس لديه أي أساس مكتوب، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصداق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب أي على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا! وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته. ونحوه في ص41.
وفي البحث تحدثوا بإسهاب عن تعريف الفجر، وخصائص الفجر الكاذب، ووخصائص الفجر الصادق، ونقلوا عن جمع من العلماء.
وفي المبحث السابع: مقارنة تقويم أم القرى والتقاويم الأخرى في وقت صلاة الفجر. والخلل فيها واضح جدا، وبينوا السبب بقولهم: وقد اتضح لنا أن سبب هذا الخلل هو أن هذه التقاويم قد وضعت على الفجر الكاذب (الشفق الفلكي) مع تقديم يسير في بعضها.
وذكروا في المبحث الثامن: آراء العلماء في توقيت التقاويم لصلاة الفجر، ونقلوا عن جمع منهم تغليطها. اهـ
وقولهم في وصف البحث إن هذه هي المرحلة الأولى ... يعنون به في مدينة الرياض؛ لأن من ضمن المشروع أن يكون الرصد في مراحل قادمة في مدن أخرى من المملكة ... وعليه فلن تتأثر النتيجة على مدينة الرياض وما يماثلها وهذه الدراسة بالنسبة لها = نهائية.
والله أعلم. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/240)
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
والشيخ أيضا كان يخرج للبر ويتأكد بنفسه, ولديه بحث حول ذلك وأراد أن يناقش فيه هيئة كبار العلماء فرفضوه ووبخوه وحذروه في الكلام فيها وكان يقول لهم ناقشوني أسمعوا أدلتي فلم يأذنوا له .. والله المستعان.
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
وكذلك من خالفه متخصصون بل وأصحاب تجربة بل وأقوى نظرا ورؤية منه (في حدة البصر) وخرجوا شهورا والموافقون للتقويم أكثر منه عددا فلا ينبغي التشويش على العامة
المقرئ
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 11:20 ص]ـ
الأخ المقرئ يا سبحان الله هل هذه حجة, بورك فيك.
سموا لنا رجالكم.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 11:29 ص]ـ
أيضا بورك فيك المعلومات التي ذكرتها في تعليقك الأول تحتاج إلى تحرير وليست على إطلاقها أقصد من الناحية الفقهية؛ لأن الكلام في هذه المسائل لا يلقى هكذا بارك الله فيك وأرشدني وإياك إلى الحق. آمين.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 09 - 06, 11:42 ص]ـ
أخي أبا أيوب:
شيخنا ابن عثيمين تكلم في خمس دقائق وما أظن مثل هذه الخمس مؤثرة أبدا وكل يدرك هذا
وشيخنا في وقته لم يكن يتكلم كحال هؤلاء الذين شككوا الناس في عباداتهم
أعرف بعض الناس يقول الفارق (25) دقيقة وكأننا عميان!! هذا هراء وجهل (أعني القول)
يا شيخ عبد الرحمن:
المسألة مناطة بالرؤية ودعنا من حساباتهم فلم نحتج إليها المسألة محسومة (في نظري) خرج الثقات من قبل في وقت الشيخ عبد العزيز بل من كبار أئمة السنة في عصرنا ورأوا ذلك
وخرج أناس أعرفهم وجلست معهم وبعضهم ممن يعتد برؤيته في رؤية الهلال وقال إن المسألة تدور في فلك الخمس دقائق وبعدها قطعا يدخل الوقت وسبق أن قلت أن غلبة الظن بدخول الوقت كافية عند أكثر الفقهاء ومن تأمل الأحاديث والحديث الذي في قصة المزدلفة وجد أن المسألة لا تحتاج إلى هذا التهويل الشديد والاختلاف الكبير من أوجه:
1 - ثبوت ذلك من خلال الرؤية من الثقات
2 - موافقة تقويم أم القرى
3 - اضطراب حال هؤلاء فإن تنازلنا خمس دقائق سيخرج بعد مدة صاحب العشر دقائق ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق = ثم نتأخر خمس دقائق ويخرج صاحب الربع ساعة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق فنتأخر خمس دقائق = ثم يخرج صاحب العشرين دقيقة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق ثم نتأخر = ثم يخرج صاحب الخمس والعشرين دقيقة ويقول الوقت فيه تقدم خمس دقائق فنتأخر خمس دقائق وهكذا حتى يخرج الوقت الفاضل بسبب هؤلاء المشككين الذين يفتقدون (شخصية الفقيه) والله المستعان
شيخ في كلية بلغ الأستاذية يحلف بالله يمينا مغلظا أن الوقت متقدم (25) دقيقة = كيف نصدق هذا الكلام
أكثر الناس في هذا الوقت يردد هذا الكلام ولا يعرف شيئا ولكنه باب الورع والاحتياط والمسألة كما يعلم صغار الطلبة محسومة أن الثقة إذا أخبرك بدخول الوقت أن صلاتك صحيحة ليس فيها أي شيء فلماذا هذا التشويش
والغريب العجيب أن بعض من يقول تأخر خمسا وعشرين دقيقة يقول في باب الصيام كل على التقويم ولا تتأخر من باب الاحتياط
هل هذه نفوس متفقهة كلا هؤلاء يلاحقهم الشك في كل شيء وما الفرق
باب الاحتياط لا يقوى على تشكيك الناس في عباداتهم
عموما: هذا الكلام له سنين طويلة ومن أدل بواره أن هذا الرأي لم تظهر له قائمة لا من حيث كبار علماء السنة ولا من العوام ولا من كثير من طلبة العلم فطيبوا نفسا
المقرئ
أخي المقرى/
بارك الله فيك ... لا تغضب على إخوانك .. فقد عودتنا على الحوار الهادئ ... أنا معك فيما تقول ... لا ينبغي تشكيك العامة في عباداتهم لاسيما والقائل بهذا هم من أكابر علماء هذه الأمة والحمد لله ... لكن بالمقابل لا ينبغي لطالب العلم أن يهون من القول الآخر ...
أما كلام شيخنا العثيمين ... فقد ظهر لي من كلامك أن تشدد على من قال بهذا القول .. فأردت أن أبين أن فقيه هذه الأمة ممن قال بهذا القول .. والشيخ لم يتوقف على الخمس دقائق .. بل جعلها أقل تقدير ... فالخلاف إذن قائم عند فقهاء هذا العصر ...
وأنا خرجت مع مجموعة من الشباب خارج مدينتنا، وقبيل الفجر جلسنا نرقب الفجر .. وقد مضى نحو (20) دقيقة ونحن ما زلنا في شك؟؟ والله عز وجل يقول (حتى يتبين) والتبين ضد الشك كما لا يخفى ... ومع هذا فأنا أرشد العامة إلى الأخذ بقول علمائنا لأنهم متعبدون بذلك ..
وأنا ادعوك للخروج والنظر بعينك ... وبعدها قرر هل يستحق الخلاف أم لا؟
أما قولك " عموما: هذا الكلام له سنين طويلة ومن أدل بواره أن هذا الرأي لم تظهر له قائمة لا من حيث كبار علماء السنة ولا من العوام ولا من كثير من طلبة العلم فطيبوا نفسا "
فأقول الحمد لله الذي جعل في هذا الزمان علماء ترجع الأمة إلى قولهم عن الاختلاف ... لكن القائلون بهذا القول كذلك من العلماء وطلبة العلم والباحثين المتخصصين فلا تهون الأمر ... فخذ برأي علمائنا بلا تثريب على القول المخالف ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/241)
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:13 م]ـ
أيضا بورك فيك المعلومات التي ذكرتها في تعليقك الأول تحتاج إلى تحرير وليست على إطلاقها أقصد من الناحية الفقهية؛ لأن الكلام في هذه المسائل لا يلقى هكذا بارك الله فيك وأرشدني وإياك إلى الحق. آمين.
وبورك فيك أيضا
والمعلومات التي ذكرتها ينبغي أن يعرفها كل من يتكلم في هذه المسألة
وإن كنت خرجت فصوِّر لي ما رأيت لنستفيد ونتعرف كيف رأيت الفجر الصادق؟
المقرئ
ـ[سعيد بن سالم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
وكذلك من خالفه متخصصون بل وأصحاب تجربة بل وأقوى نظرا ورؤية منه (في حدة البصر) وخرجوا شهورا والموافقون للتقويم أكثر منه عددا فلا ينبغي التشويش على العامة
المقرئ
شيخنا المقرئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: ليس لمثلي أن يتعقب مثلك فكم استفدت من كتابتكم وفوائدكم
ولكن لما رأيت شيئاً من المبالغة في الرد على المخطّئين لتقويم أم القرى في توقيت الفجر -مع أن الحق معهم- استعنت بالله في كتابة ما عسى الله أن ينفع به
1 - يُرجى تسمية أولئك القوم (المتخصصون،أصحاب التجربة،والأقوى نظراً،وخرجوا شهوراً) مع بيان تخصصهم وقوة نظرهم وتجاربهم وعدد المرات والأشهر التي خرجوها، حتى يتبين ماذكرتموه من تفضيلهم على (الألباني، تقي الدين الهلالي، مصطفى العدوي، سعد الخثلان، سليمان الثنيان، .. وغيرهم)، "أظن أن كلامك فيه نوع مبالغة"
[إذا أحببت أن أنقل لك كلامهم فأبشر]
2 - قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: (بالنسبة لصلاة الفجر المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس غير صحيح فالتوقيت متقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته) شرح رياض الصالحين 3/ 216
" أرجو أن تتأمل كلام الشيخ رحمه الله، وتقارنه بكلامكم -سددكم الله- "
3 - وقال أيضاً: (إذا اختلف تقويمان وكل منهما صادر عن عالم بالوقت فإننا نقدم المتأخر في كل الأوقات) الشرح الممتع 2/ 48
قلتُ: فكيف وتقويم أم القرى لم يصدر من عالم بالوقت بل إن الذي أعد تقويم أم القرى رجل جاهل بالوقت وجاهل بالشرع ولا يتكلم اللغة العربية -حسب ما أفاده الشيخ الخثلان من خلال لقائه به- فأنى لمثله أن يفهم الفرق بين الفجر الصادق والكاذب.
وقد حدثني الشيخ سعد الخثلان أنه لما ذكر للباكستاني الذي استقل بإعداد تقويم أم القرى أن بعض الباحثين يرى أن التقويم متقدم، قال الباكستاني مباشرة: (أخبروا مطابع الحكومة ليقوموا بتعديله)
فعجباً ممن يتعصب للتقويم تعصباً لا يتعصبه واضعه!
4 - وقال أيضاً: (وأنا شخصياً آخذ بالمتأخر من التقويمين) الشرح الممتع 2/ 48
5 - شيخنا المفضال ثمت مذكرة موسعة في هذه المسألة آمل منكم الاطلاع عليها (مشروع دراسة الشفق).
وفي الجعبة أمور أخرى
لكن حسبنا أننا نتمسك بالأصل (الأصل بقاء الليل)
وفقنا الله وإياكم لمرضاته
ـ[سعيد بن سالم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:29 م]ـ
سمعت من بعض الإخوة في الجزائر ان الشيخ فركوس قام بدارسة لمعرفة الفجر الصادق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77175&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
سؤال وجواب عن الخطأ في حساب وقت صلاتي الفجر والعشاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4034&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
ما رأيكم فى هذا البحث و الذى فيه ان وقت الفجر غير صحيح أرجو منك التعقيب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25437&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
تاخير اذان الفجر خمس دقائق زيادة على توقيت ام القرى .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23619&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
قاضي الجبيل يصدر بياناً حول تقدم أذان الفجر بأكثر من ربع ساعة من طلوع الفجر الصادق! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14074&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
انتبهو من تقويم ام القرى بالنسبة لصلاة الفجر فهو متقدم عن الوقت كثيرا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23389&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
الشيخ الدكتور سعد الخثلان: اتضح لها وجود إشكالية في وقت صلاة الفجر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22702&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
وقت أذان الفجر الأول المعمول به الآن، هل هو صحيح؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9220&highlight=%C7%E1%DD%CC%D1)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 09 - 06, 05:51 م]ـ
كلام سماحة المفتي ـ حفظه الله ـ قديم
قبل تقرير اللجنة من مدينة الملك عبد العزيز وما صحبها من مشايخ وكل كلام غير كلامهم فإنه = لا يساويه لا في عدد من رأى، ولا في خبرته [اجتماع الشرعية والفلكية]، ولا في الطريقة المعمول بها في الرؤية، وحساب التوقيت.
وقد ثبت يقينا غلط معد التقويم الأول بتقريره واعترافه = فلا معنى ألبته لتصويبه.
وفي تقرير اللجنة تخطئة لهذا التقويم من كبار العلماء كالشيخ محمد رشيد رضا والشيخ تقي الدين الهلالي والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين.
وصدق الشيخ سعد الخثلان حين قال ـ كلاما معناه ـ إن هذا الخلاف من مظاهر ضعف المسلمين وإلا فصلاتهم يحدث فيها هذا ثم يبقى هذا الخلل كل هذه المدد من غير حل على ظهوره!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/242)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:15 م]ـ
(وهو شخص باكستاني كبير في السن يقول الشيخ: أسأله عن الفجر الصادق والكاذب فلم يفرق بينهما, وعلمه الشرعي ضعيف جدا, والشيخ أيضا كان يخرج للبر ويتأكد بنفسه)
انتهى
من هذا الشخص الهندي
وكيف لا يفرق بين الفجر الصادق أو الكاذب
شيء غريب جدا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:30 م]ـ
(وهو شخص باكستاني كبير في السن يقول الشيخ: أسأله عن الفجر الصادق والكاذب فلم يفرق بينهما, وعلمه الشرعي ضعيف جدا, والشيخ أيضا كان يخرج للبر ويتأكد بنفسه)
انتهى
من هذا الشخص الهندي
وكيف لا يفرق بين الفجر الصادق أو الكاذب
شيء غريب جدا
الشيخ الفاضل ابن وهب وفقه الله
المراد هو الدكتور فضل نور الذي أعد تقويم أم القرى، وإن كان التعبير المذكور فيه شيء، وقد ذكرتُ ذلك في موضوع تقرير اللجنة الذي ذكره الإخوة أعلاه نقلا عن الساحة وغيرها وهو هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81141
في المشاركة رقم 6 وعنه وعن مواضع أخر نشرته فيها نقل الإخوة هناك.
وهذا من مشاركة رقم (7)
من المضحك المحزن ما جاء في ص10 من البحث:
معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي له ومنها تقويم أم القرى الذي ظهر لنا ـ بعد البحث والاستقصاء ـ أن سبب الإشكالية فيه ـ فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر ـ هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده حيث لم نجد أساسا مكتوبا للتقويم ـ بعد البحث والاستقصاء ـ وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور / فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له، وليس لديه أي أساس مكتوب، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصداق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب أي على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا!!
وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته. ونحوه في ص41.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:36 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس - وفقه الله
بارك الله فيك
وفي الحقيقة لم اقرأ هذا الموضع ولذا تعجبت
بارك الله فيك
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:39 م]ـ
الحق أحق أن يتبع بدون تجريح أو تهويل أو لمز.
الكلام موجه للجميع وأولهم أنا.
دمتم سالمين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:11 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن أعلم أنه ليس بالضرورة ما ظهر لك أنه الحق هو الحق ويلزم الجميع اتباعك فيه
فللناس أفهام
رب أن الحق لاح لك وظهر
وغيرك لم يتبين له بعد
فمن حقه التوقف
وآخر
ظهر له أن الحق ليس معك ولا مع خصمك
بل في فريق ثالث
بارك الله فيك
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:48 م]ـ
بارك الله في المشايخ على إفاداتهم
شيوخنا
مما لا نستريب فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخرج من الصلاة والغلس شديد وكان في بعض أحيانه يمكث بين الأذان والإقامة قدر خمسين آية يعني لنقل أربعة أوجه وهذه بمقدار عشر دقائق تقريبا (هذا إذا قلنا إن الرواية الواردة هي بين الأذان والصلاة وإلا فأكثر الروايات بين السحور والصلاة وهذا سيزيد في التغليس أكثر) ثم صلاته صلى الله عليه وسلم كانت طويلة في الغالب ولنقل إنه قرأ في كل ركعة وجها واحد أي وجهين ومع طول صلاته لنقل أنه يمكث عشر دقائق ومع هذا يخرج الناس والغلس شديد بل إنه في حديث قيلة بنت مخرمة أنه جاءت وهم يصلون الفجر والنجوم شابكة في السماء = ولا يخفى ما في كلمة شابكة من كثرتها وتجاورها
ولو عملنا ما قاله الإخوة من التأخير (ثلث ساعة) لم يسترب أحد أن الصلاة لن تكون والنجوم شابكة أبدا
المقرئ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:01 م]ـ
في حديث أَبِي بَرْزَةَ وَكَانَ يَنْفَتِلُ [النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ ... في الصحيحين.
والمسجد النبوي مسقوف فهل يعرف الرجل جلسه لو أغلقت الأنوار الآن بعد الصلاة؟
وفي بحث اللجنة جواب على هذا الإشكال ..
ـ[الألوسي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 03:22 ص]ـ
فائدة:
العنوان مختصر براعه الاستهلال فيما يتعلق بالشهر والهلال
المؤلف عبدالرزاق بن محمد بن علي, ابن سلوم
المصدر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
الواصفات فلك؛مواقيت؛الشهور؛الهلال
الملخص: الف عبدالرحمن بن عيسى المرشدي (ت 1037هـ) كتاب براعة الاستهلال فيما يتعلق بالشهر والهلال ورتبه على ثلاثة ابواب وخاتمه, اخترع فيه طريقة يستخرج منها غرة الهلال من سني الهجرة. وقد لخص ابن سلوم هذا الكتاب وانتقى منه فوائد ضمنها في هذا المختصر. وهذه النسخة بخط المؤلف.
هل طُبعت هذه الرسالة؟
الأ يغتنمها الإخوان فيطبعوها إن لم تُطبع , خاصة وأنها في الرياض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/243)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:43 م]ـ
ذكرتم - وفقكم الله
(والمسجد النبوي مسقوف فهل يعرف الرجل جلسه لو أغلقت الأنوار الآن بعد الصلاة؟)
نعم يعرف الرجل جليسه
ولايرتاب أهل المدينة في هذا(67/244)
كيف يكون عقد الزواج الشرعي؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:13 ص]ـ
كيف يكون عقد الزواج الشرعي من بداية خطبة الحاجة إلى آخره، و بمن يبدأ العاقد، بولي المرأة أم بالزوج؟ إلى آخر ما يتعلق به.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:39 ص]ـ
أين الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:40 ص]ـ
أين الجواب؟؟؟ مع العلم أن بيننا أئمة قد مارسوا عقود الزواج كثيرا!!!!!!!!!!!
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:50 ص]ـ
هذا ماتبحث عنه إن شاء الله http://islamqa.com/special/?subsite=1&ln=ara
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:51 ص]ـ
لقد وقعت في متاهة، ليس هذا الذي أريده:
الذي أريده بالتحديد هو:
ما هي الكيفية التي يقوم بها إمام المسجد - مثلا - بالعقد الشرعي إذا طُلب منه ذلك.
و معذرة للأخ محمد قنديل على عدم توضيح السؤال، لكن أرجو أن يكون بهذه الصياغة موضحا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 11:33 م]ـ
لقد وقعت في متاهة، ليس هذا الذي أريده:
الذي أريده بالتحديد هو:
ما هي الكيفية التي يقوم بها إمام المسجد - مثلا - بالعقد الشرعي إذا طُلب منه ذلك.
و معذرة للأخ محمد قنديل على عدم توضيح السؤال، لكن أرجو أن يكون بهذه الصياغة موضحا.
يبدأ بخطبة الحاجة استحبابا، ثم يقول للزوج: زوجتك فلانة بنت موكلي فلان ويسميها بحيث لا تشتبه بغيرها، ويسمي المهر - استحبابا قطعا للنزاع - فيقول الزوج: قبلت.
ومن باب الفائدة: المأذون الشرعي ليس شرطا في العقد كما يتصوره بعض العوام، فلو عقد العقد أبو البنت صح ولا إشكال.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - 09 - 06, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل، لكن في حالة ما إذا قام إمام المسجد بالعقد، هل يقول: " زوجتك ..... !! ".
لأن العادة جرت أن يعقد إمام المسجد القران.
ما قولكم.
و هل من المشروع ذكر شيء قبل العقد، كموعظة حول ما يتعلق بالزواج؟(67/245)
فتاوى رمضانية تخص النساء
ـ[القرشي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:06 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام، نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم.
وجوب الصيام
سؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟
الجواب: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل. فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين. فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة، فلا يلزمونها بالصيام، وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء، وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى إسلامية].
سؤال: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً، ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟
الجواب: المرأة تكون مكلفة بشروط: الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل، أو بلوغ خمسة عشر عاماً. فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها. وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية؟
الجواب: لا شك أن فعلها خطأ، ولا يجوز الحياء في مثل هذا، والحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، وقد منعت الحائض من الصوم والصلاة، فهذه التي صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك الأيام التي صامتها حال الحيض، ولا تعود لمثلها، والله أعلم [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلاً، وبعد سنة دخل عليها رمضان وهي لم تقضِ، فما الحكم؟
الجواب: يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقاً، وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184] وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم؛ وذلك لأن الواجب أن تصومه في وقته، حيث إن البلوغ من علاماته الحيض، فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً، ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبالي؛ فما الذي يجب أن أفعله بعد أن هداني الله؟
الجواب: التوبة تهدم ما قبلها؛ فعليك بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل، من صلاة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقرآءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات [ابن باز].
سؤال: تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية -الحيض- حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟
الجواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي: «لا ضرر ولا ضرار» هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء.
فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصيام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/246)
الجواب: يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح، فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه، والصلاة مع الجماعة كقيام رمضان، والاستكثار من قرآءة القرآن وقت الفضيلة، فلا بأس بأخذ الحبوب لهذا القصد، وإن كان القصد مجرد الصيام حتى لا يبقى ديناً فلا أراه حسناً، وإن كان مجزئاً للصوم بكل حال. [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
صيام الحائض والنفساء
سؤال: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان، وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟
الجواب: لا يصح صوم الحائض، ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: إذا طهرت المرأة في رمضان قبل أذان الفجر فهل يجب عليها الصوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها، ولا تصح الصلاة حتى تغتسل، ولا يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ} [البقرة:222] [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم، ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية اليوم؟
الجواب: إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام، وفرضها صيام الشهر كله؛ وأن الذي يصوم نصف النهار لا يعد صائماً [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام؛ وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟
الجواب: لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التى يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة [ابن باز].
سؤال: ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي دم خارج أيام الدورة، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب علىّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟
الجواب: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تصلى، ولا تصوم، ولا تمس المصحف، ولا يأتيها زوجها في الفرج. فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت في حكم الطاهرات، ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها [ابن باز].
سؤال: إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلاً، وطهرت قبل أن أكمل الأربعين، فهل يجب عليّ الصيام؟
الجواب: نعم، متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علامة على الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل، فإنها تصوم وتصلي ولو بعد الولادة بيوم أو أسبوع، فإنه لا حدّ لأقل النفاس، فمن النساء من لا ترى الدم بعد الولادة أصلاً، وليس بلوغ الأربعين شرطاً، وإذا زاد الدم على الأربعين ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس، تترك لأجله الصوم والصلاة، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/247)
الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد إليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم، وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية - أعني الحيض - فإنها تترك الصلاة [ابن باز].
سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة [اللجنة الدائمة].
سؤال: ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً، هل أصلى وأصوم؟
الجواب: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه [ابن باز].
صيام الحامل والمرضع
سؤال: ماذا عن الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟
الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر، فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] وهما بمعنى المريض.
وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، من البر أو الرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين. وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة. والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو قوي [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر رمضان وأفطرت، فما عليها؟ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي، ما الصواب من هذه الثلاثة؟
الجواب: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت، وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].
وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه، أفطرت وعليها القضاء فقط، وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها، ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟
الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع، فإن الله يقويها ولا يؤثر ذلك عليها ولا على لبنها، فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
قضاء رمضان
سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟
الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم، ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل، فإن أخره إلى ما بد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء، ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي. والإطعام نصف صاع من قوت البلد، وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك. أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه [ابن باز].
سؤال: أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الامتحانات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان .. والمواد صعبة. ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها، فارجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: عليك التوبة من ذلك وقضاء الأيام التي أفطرتيها، والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التى يمحو الله بها الخطايا الإقلاع عن الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه، وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فتمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّها المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} [النور:31].(67/248)
هل يجوز بيع الحقوق قبل تملكها؟؟
ـ[عامر الدوسري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:57 م]ـ
الأخوة الأعزاء:
هل يجوز شرعاً أن يبيع مساهم حقه في شراء أسهم جديدة من شركة كان قد ساهم فيها؟؟
فقد تتجه شركة مساهمة خاصة إلى رفع رأس مالها، فتطرح إكتتاباً خاصاً للمساهمين فيها، وتعطيهم في نفس الوقت الحق في بيع الأسهم المقررة لهم وفق نسبة مساهمتهم إلى رأس المال إلى أشخاص آخرين سواء كانوا من المساهمين أو من غيرهم، فهل يصح مثل هذا البيع مع العلم أن المساهم البائع لم يتملك الأسهم بعد، ولكن الشركة تعطيه حق البيع.
فهل يصح بيع الحق هذا؟؟(67/249)
أبحث عن كلام العلماء في تعامل القرعة أو "دارْتْ"
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:33 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني وفقكم الله،
انتشر تعامل بين الناس يسمى عندنا في المغرب دارْتْ أو القرعة،
و صفته كالتالي: يتفق مجموعة من الناس -عددهم عشرة مثلا - و يعطي كل واحد منهم مبلغا شهريا، -لنقل ألف درهم- و يقترعون فيمن يأخذ مجموع المبالغ أولا ثم الثاني إلى آخر واحد منهم،
يحين دوره بعد عشرة أشهر، و يأخذ كل واحد منهم عشرة آلاف درهم.
سمعت أن هذا التعامل لا يجوز من باب القرض الذي جر منفعة، فأنا أقرضك لأجل أن تقرضني
و سمعت أن الشيخ الفوزان و الشيخ ابن باز تكلما في هذا التعامل،
فأطلب من إخواني، وفقهم الله، إفادتي بكلام العلامتين ابن باز و الفوزان مع التوثيق بارك الله فيكم، و لا ضير من إغناء الموضوع بكلام غيرهم من أهل العلم
وفقكم الله لكل خير و بارك فيكم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:20 ص]ـ
هاك أخي فتوى صالح ابن فوزان
وجهة نظر حول التقارض بين الجماعة من الموظفين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
فقد جرت عادة بعض الموظفين أن يدفع كل واحد منهم مبلغًا محددًا من المال، ثم مجموع المبالغ يأخذه واحد منهم بالدور على شكل قرض، وبعضهم يشترط أن من مات بعد أخذ هذه المبالغ فإنها تسقط عنه، ولا يطالب ورثته بشيء منها
وهذه المعاملة يجتمع فيها عدة محاذير، كل واحد منها يقتضي تحريمها، وهي:
1 - أن كل واحد يدفع ما يدفع بصفة قرض مشروط فيه قرض من الطرف الآخر فهو قرض جر نفعًا.
2 - أنه شرط عقد، فهو بيعتان في بيعة المنهي عنه في الحديث.
3 - أن في ذلك مخاطرة، بحيث لو مات المدين لزملائه، أو نقل من العمل في الجهة التي تعامل مع زملائه فيها تلك المعاملة إلى العمل في جهة أخرى، أو فُصل من الوظيفة، أو تقاعد لضاع على زملائه حقهم الذي لديه، أو صعبت مطالبته به. وننقل بعض أقوال العلماء حكم نظير هذه المعاملة:
1 - قال في " المغني " (4/ 355): " وإن شرط في القرض أن يؤجره داره أو يبيعه شيئًا أو أن يقرضه المقترض مرة أخرى لم يجز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع وسلف لأنه شرط عقد في عقد فلم يجز؛ كما لو باعه داره بشرط أن يبيعه الآخر داره " انتهى.
" ومثله في الشرح الكبير " (2/ 483)
2 - سُئل سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله: ما حكم الإقراض على أن يرد ذلك المبلغ خلال مدة معينة، ومن ثم يقرضك مثل هذا المبلغ لنفس المدة الأولى؟ وهل يدخل هذا تحت حديث: كل قرض جر نفعًا؛ فهو ربا]؟ علمًا بأني لم أرد زيادة.
فأجاب: " هذا قرض لا يجوز؛ لكونه قرضًا قد شُرط فيه نفع، وهذا القرض الآخر، وقد أفتى جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يدل على ذلك.
أما الحديث المذكور، وهو: - كل قرض جر نفعًا فهو ربًا]-، فهو ضعيف، ولكن العمدة على فتوى الصحابة في ذلك، وعلى إجماع أهل العلم على منعه، والله أعلم " انتهى من جزء الفتاوى الذي نشرته مؤسس الدعوة الإسلامية الصحفية عام (1408 هـ).
3 - وقال في " الإقناع وشرحه " (3/ 260): وإن شرط المقترض لم يجز؛ لإفضائه إلى فوات المماثلة، أو شرط أحدهما على الآخر أن يبيع أو يؤجره أو يقرضه؛ أو قرضه؛ لم يجز ذلك؛ لأنه كبيعتين في بيعة المنهي عنه " اهـ المقصود منه.
4 - وقال ابن هبيرة في " الإفصاح " (1/ 361 - 162): " واختلفوا فيما إذا اقترض رجل من آخر قرضًا؛ فهل يجوز له أن ينتفع من جانبه بمنفعة لم تجر بها عادة، فقال أبو حنيفة ( http://**********<b></b>:InfoPopup(11990,'alam')) ومالك وأحمد ( http://**********<b></b>:InfoPopup(12251,'alam')): لا يجوز، وهو حرام. وقال الشافعي ( http://**********<b></b>:InfoPopup(13790,'alam')): إذا لم يشترط؛ جاز. واتفقوا على تحريم ذلك مع اشتراطه، وأنه لا يحل، ولا يسوغ بوجه ما " اهـ.
5 - وقال المرداوي في " الإنصاف " (5/ 131): " أما شرط ما يجر نفعًا أو أن يقضيه خيرًا منه؛ فلا خلاف في أنه لا يجوز " اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/250)
6 - وقال في متن " الزاد ": " ويحرم كل شرط جر نفعًا ".
7 - وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -: " فاشتراط القرض في عقد المساقات يفسدها؛ لدخوله في الحديث:] كل قرض جر نفعًا فهو ربًا]، وعلة المنع ظاهرة؛ لأنه لولا هذا القرض ابتداء من صفحة (123) إلى صفحة (160) من الجزء بالخامس من " مجموع الفتاوى "، ونقل كلام أهل العلم من مختلف المذاهب، وأقوال شُراح الحدث والمفسرين في هذه المسألة.
8 - قال العلامة ابن القيم في بيان الغرر المنهي عنه؛ قال: " لأن الغرر تردد بين الوجود والعدم، فنهي عن بيعه؛ لأنه من جنس القمار الذي هو الميسر، والله حرم ذلك؛ لما فيه من أكل المال بالباطل وذلك من الظلم الذي - حرمه الله تعالى - وهذا إنما يكون قمارًا إذا كان أحد المتعارضين يجعل له مال الآخرة قد يحصل له وقد لا يحصل، فهذا هو الذي لا يجوز " اهـ. من " زاد المعاد " (4/ 268).
وهذا ينطبق على ما لو تعذر الاستيفاء في مسألتنا من أحد المتقارضين لموت، أو انتقال من الوظيفة؛ كما ذكرنا.
وبناء على ما سبق؛ فإن هذه المعاملة محرمة لا يجوز فعلها. والله الموفق.
وأما الشبهة التي احتج بها من أجاز هذه المعاملة وهي أن المنفعة مشتركة بين الأطراف المتقارضين، والمنفعة إنما تحرم إذا كانت مختصة بالمقرض.
فالجواب عنها من وجوه:
الوجه الأول: أن الحديث والقاعدة المجمع عليها في أن " كل قرض جر نفعًا؛ فهو ربًا " لم يخصصا التحريم بما إذا كان النفع من طرف واحد.
الوجه الثاني: أن الذين خصصوا هذا التخصيص إنما ذكروه في مسألة السفتجة، والسفتجة ليس فيها تقارض من الطرفين، وإنما فيها قرض من طرف واحد، وذلك بأن يُقرضه دراهم، على أن يرد عليه بدلها من بلد آخر؛ ليسلم من خطر الطريق، هذا ينتفع بالدراهم، وهذا ينتفع بالأمن من خطر الطريق، والقرض من طرف واحد.
وقولهم: " إن هذا من باب التسديد وليس من باب التقارض ".
نقول: هذا إنما يُتصور لو كان هذا العمل ينتهي عندما يتكامل عدد الجماعة، لكنه يبدأ مرة ثانية من جديد، فيكون تقارضًا. والله أعلم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:16 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=1393800
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:03 م]ـ
إخواني ينبغي فهم الصورة أولا، ولا داعي ااتضييق على الناس، فكلام الفقهاء في واد والقرعة التي تقصدون في واد، وإليكم كلام شيخنا ابن عيمين رحمه الله:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله
ثم هاهنا مسألة يسأل عنها الكثير من الناس، و هي أن يجتمع أناس من الموظفين مثلاً، و يقولون: سنخصم من كل راتب من رواتب هؤلاء النفر ألف ريال على كل واحد، أو عشرة في المائة من راتبه، يعني إما بالنسبة أو بالتعيين، و نعطيها واحداً منا، و في الشهر الثاني نعطيها الثاني، و في الشهر الثالث نعطيها الثالث، و في الشهر الرابع نعطيها الرابع، حتى تدور عليهم ثم ترجع للأول المرة الثانية، فبعض الناس يسألون عن ذلك.
و الجواب على هذا أن نقول:
إن هذا صحيح ولا بأس فيه، وليس فيه حرج، و من توهم أنه من باب القرض الذي جرّ نفعاً فقد وهم، لأني إذا سلفتُ هؤلاء الإخوان الذين معي شيئاً فأنا لا آخذ أكثر مما أعطى، فغاية ما فيه أنه سلف بشرط أن يوفى و ليس في هذا شيء.
فهذا وهم من بعض طلبة العلم الذين يظنون أن هذا من باب الربا؛ لأنه ليس فيه ربا إطلاقاً، بل هم من باب التساعد و التعاون، و كثيراً ما يحتاج بعض الناس إلى أموال حاضرة تفك مشاكله، و يسلم من أن يذهب إلى أحد يتدين منه و يربي عليه، أو يذهب إلى البنك يأخذ منه بالربا أو ما أشبه ذلك، فهذه مصلحة وليس فيها مفسدة بأي وجه من الوجوه.
المصدر: شرح رياض الصالحين، للشيخ العثيمين رحمه الله، باب التنافس في أمور الآخرة و الإستكثار مما يتبرك منه. المجلد 2 صفحة: 233.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:21 م]ـ
كلامنا ياأخي ليس في واد وإنما هو يصب في الموضوع لوقرأت بتمعن فتوى آل فوزان لعلمت أخي الكريم أنه يتحدث عن ما نبحث عنه،ثم نستطيع بعد هذا أن نناقش أي الفتاوى أرجح آل فوزان أم الشيخ عثيمين رحمه الله(67/251)
شارك معنا في بحث: (حكم رتق غشاء البكارة بعملية جراحية)
ـ[محمد أحمد يعقوب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:42 م]ـ
تزمع دار الفتح للدراسات والنشر بعمّان الأردن نشر دراسة لأحد الأساتذة الأردنيين في مسألة (حكم رتق غشاء البكارة بعملية جراحية)، وقد توصل الباحث إلى نتيجة سنطرحها الآن، ونرجو من الإخوة والمشايخ الكرام المشاركة الفاعلة كي نسدد مسار البحث قبل نشره، ليكون أكثر نفعاً، خصوصاً أن المسألة أصبحت منتشرةً في كثير من المجتمعات المسلمة.
نص خلاصة البحث:
[الرأي المختار:
وأخيراً، وبعد هذه الجولة السريعة في ثنايا هذا الموضوع الشائك، أدون الخلاصة التي وصلت إليها، وبعض النصائح والتوصيات:
- أما المرأة المتزوجة؛ سواء أكانت مدخولاً بها أم لا، وسواء أكانت لا زالت متزوجة أم طلقت أم تأيمت، فلا يجوز للطبيب أن يجري لها العملية، كما أنه لا يجوز لها أن تعرض نفسها على الطبيب أصلاً لهذا الغرض.
- وكذلك المرأة الزانية التي علم أمر زناها واشتهر؛ إذ لا فائدة ترجى من الرتق.
- وإذا كان سبب الفتق أمراً لا إثم فيه ولا معصية؛ كحادث، أو سقوط من شاهق، أو اغتصاب، أو كانت الفتاة بلا غشاء من أصل الخلقة، فأرى جواز إجراء هذه العملية، ولا حرج على الطبيب ولا على الفتاة وأهلها في ذلك أبداً.
- أما إذا كان السبب في زوال الغشاء هو الزنى الذي لم يشتهر؛ فإن المرء تتنازعه الأدلة؛ ذلك أن النصوص الآمرة بالستر تدعو إلى جواز إجراء هذه العملية، كما أن من فوائدها عدم إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وغير ذلك من المصالح التي ذكرت سابقاً، خاصة لمن زلت مرة ثم تابت وأقلعت، وحسنت توبتها، فالأدلة مع جواز إجراء هذه العملية في هذه الصورة، ولكن بالمقابل فإن القول بجواز إجراء هذه العملية يفتح الباب أمام الفتيات (وخاصة اللائي يذهبن للدراسة في غير بلادهن) أن يمارسن الفاحشة طوال هذه الفترة، ويبيتن التوبة – قبل المعصية – ومما يخفف عنهن هذا هو وجود الطبيب الذي يجري لهن هذه العملية، مما يستلزم التشديد في حق هؤلاء والقول بحرمة إجراء العملية، سداً لذريعة الفساد، فليس من الحكمة التسوية في الحكم بين هذين الفريقين من الفتيات.
ولكن قد يعترض على هذا التفريق بين هذين الصنفين من الفتيات بأنه: كيف يمكن للطبيب التفريق بين فتاة زلت لمرة أو مرات ولكنها تابت وحسنت توبتها، وبين فتاة تمتهن البغاء ثم تخفي آثار جرائمها بهذه العملية، قلنا: إن المسألة جد شائكة، وليسدد وليقارب، ويأخذ بقرائن الأحوال، ويستفت قلبه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ولو استطعت أن أجد ضابطاً يفرق بين هذين الصنفين من الفتيات لقلت بجواز إجراء العملية لمن تابت وحسنت توبتها، وعدم جوازه في حق البغايا.
ولهذا أرى حرمة إجرائها سداً لذريعة الفساد.
- هذا، وإذا غلب على ظن الطبيب أن الفتاة ستتعرض لقتل أو ظلم من المجتمع (حسب طبيعة العرف حول هذا الأمر) فإن الرتق يصبح واجباً، والله تعالى أعلم بالصواب].
انتهى.
ونحن بانتظار المشاركات الفاعلة والمثمرة من المشايخ الكرام.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا بحث مختصر بعنوان (رتق غشاء البكارة في ميزان المقاصد الشريعة) د. محمد نعيم ياسين
ـ[محمد أحمد يعقوب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:04 ص]ـ
الأخ الكريم أبو حازم
البحث المذكور وقف عليه المؤلف وأدار بحثه على مناقشته، وجزاك الله كل خير
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69480
ـ[أبو الفتح]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:34 ص]ـ
http://dar-alifta.com/ViewResearch.aspx?ID=25(67/252)
55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله أما بعد:
فهذه خمسة وخمسون سؤالا وإجاباتها اخترتها من المجلد التاسع عشر من فتاوى العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ وحرصت على جمع ما يشكل على بعض العامة، ويكثر سؤالهم عنه، فيحسن أن توضع في لوحة المسجد، أو تقرأ على الجماعة بعد، أو قبل الصلاة ..
أو يتذاكرها طالب العلم مع من حوله ... أو غير ذلك من الوسائل.
تنبيه: قد كتبت بجوار كل سؤال رقمه، ولم أراع الترتيب.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:23 م]ـ
جزاءك الله خيرا.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا.
{تنبية}
مسألة (من ذرعه القيء) قال بها الشيخ رحمه الله تعالى في مبطلات الصيام.
واختلف العلماء في تصحيح وتضعيف هذا الحديث.
فكما تعالم أعله البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير وقال: لا أراه محفوظاً.
وقال أحمد رحمه الله: ليس من هذا شيء.
وقال البيهقي في السنن الكبرى: "وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً "
وصححه ابن حبان , والحاكم , والبغوي , والشيخ الألباني كما في الإرواء.
و سألت شيخنا / مصطفى العدوي عنه فقال حديث ضعيف.
ومن ثم فلا يبنى عليه حكماً شرعياً.
والله أعلم ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:01 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا
والشيخ ليس له اختصاص بهذا القول، فهو قول جماهير العلماء بل نقل الإجماع عليه، وليست حجتهم هذا الحديث فقط.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:02 م]ـ
وهذه الأسئلة لمن أراد تصفحها هنا:
(37) س: هل يؤمر الصبيان بالصيام دون الخامسة عشرة كما في الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه، كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون ذلك بصبيانهم، وقد نص أهل العلم على أن الولي يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم، من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم.
ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الا?باء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون. يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان أمرهم بشرائع الإسلام، وتعويدهم عليها، وتأليفهم لها فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته». والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام.
(45) س: عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر فالراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ أنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولأنه من تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يقبل منه، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ?للَّهِ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لظَّـ?لِمُونَ}. ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها أي فعلها قبل دخول الوقت لم تقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً.
(57) س: إذا أفطر الإنسان لعذر وزال العذر في نفس النهار فهل يواصل الفطر أم يمسك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/253)
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب أنه لا يلزمه الإمساك؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بدليل من الشرع، فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حق هذا الرجل، ولكن عليه أن يقضيه، وإلزامنا إياه أن يمسك بدون فائدة له شرعاً ليس بصحيح. ومثال ذلك: رجل رأى غريقاً في الماء، وقال: إن شربت أمكنني إنقاذه، وإن لم أشرب لم أتمكن من إنقاذه. فنقول: اشرب وانقذه. فإذا شرب وأنقذه فهل يأكل بقية يومه؟ نعم يأكل بقية يومه؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بمقتضى الشرع، فلا يلزمه الإمساك، ولهذا لو كان عندنا إنسان مريض، هل نقول لهذا المريض: لا تأكل إلا إذا جعت ولا تشرب إلا إذا عطشت؟ لا، لأن هذا المريض أبيح له الفطر. فكل من أفطر في رمضان بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يلزمه الإمساك، والعكس بالعكس، لو أن رجلاً أفطر بدون عذر، وجاء يستفتينا: أنا أفطرت وفسد صومي هل يلزمني الإمساك أو لا يلزمني؟ قلنا: يلزمك الإمساك؛ لأنه لا يحل لك أن تفطر، فقد انتهكت حرمة اليوم بدون إذن من الشرع، فنلزمك بالبقاء على الإمساك، وعليك القضاء؛ لأنك أفسدت صوماً واجباً شرعت فيه.
(58) س: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده فهل ينقطع سفره؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده لم ينقطع سفره، فيجوز له الفطر في رمضان وإن بقي جميع الشهر، أما إذا قدم إلى بلده وهو مفطر فإنه لا يجب عليه الإمساك، فله أن يأكل ويشرب بقية يومه؛ لأن إمساكه لا يفيده شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليه، هذا هو القول الصحيح، وهو مذهب مالك والشافعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ لكن لا ينبغي له أن يأكل ويشرب علناً.
(95) س: عن رجل نوى السفر فأفطر في بيته، لجهله، ثم انطلق هل عليه الكفارة قياساً على الجماع في التعمد كقول المالكية؟
فأجاب فضيلته بقوله: حرام عليه أن يفطر وهو في بيته، ولكن لو أفطر قبل مغادرته بيته فعليه القضاء فقط، وليس عليه الكفارة قياساً على الجماع، لأن الجماع يفارق غيره من المحظورات، ولهذا يفسد النسك في الحج والعمرة، ولا يفسده غيره من المحظورات، فالجماع له شأن أعظم، ولا يقاس الأدنى على الأعلى، ومن قال من العلماء: إن من أفطر بأكل أو شرب أو جماع فعليه الكفارة. فقوله ليس بصواب، لأن الكفارة ليست إلا في الجماع.
(66) س: عن الأعذار المبيحة للفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأعذار المبيحة للفطر: المرض والسفر كما جاء في القرآن الكريم، ومن الأعذار أن تكون المرأة حاملاً تخاف على نفسها، أو على جنينها، ومن الأعذار أيضاً أن تكون المرأة مرضعاً تخاف إذا صامت على نفسها، أو على رضيعها، ومن الأعذار أيضاً أن يحتاج الإنسان إلى الفطر لإنقاذ معصوم من هلكة، مثل أن يجد غريقاً في البحر، أو شخصاً بين أماكن محيطة به فيها نار، فيحتاج في إنقاذه إلى الفطر، فله حينئذ أن يفطر وينقذه، ومن ذلك أيضاً إذا احتاج الإنسان إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله، فإن ذلك من أسباب إباحة الفطر له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في غزوة الفتح: «إنكم ملاقو العدو غداً والفطر أقوى لكم فأفطروا» فإذا وجد السبب المبيح للفطر وأفطر الإنسان به فإنه لا يلزمه الإمساك بقية ذلك اليوم، فإذا قدر أن شخصاً قد أفطر لإنقاذ معصوم من هلكة فإنه يستمر مفطراً ولو بعد إنقاذه، لأنه أفطر بسبب يبيح له الفطر، فلا يلزمه الإمساك حينئذ، لكون حرمة ذلك اليوم قد زالت بالسبب المبيح للفطر، ولهذا نقول بالقول الراجح في هذه المسألة: إن المريض لو برىء في أثناء النهار وكان مفطراً، فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو قدم المسافر أثناء النهار إلى بلده وكان مفطراً فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو طهرت الحائض في أثناء النهار فإنه لا يلزمها الإمساك، لأن هؤلاء كلهم أفطروا بسبب مبيح للفطر، فكان ذلك اليوم في حقهم ليس له حرمة صيام؛ لإباحة الشرع الإفطار فيه، فلا يلزمهم الإمساك.
(94) س: ما حكم السفر في رمضان من أجل الفطر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/254)
فأجاب فضيلته بقوله: الصيام في الأصل واجب على الإنسان، بل هو فرض وركن من أركان الإسلام كما هو معلوم، والشيء الواجب في الشرع لا يجوز للإنسان أن يفعل حيلة ليسقطه عن نفسه، فمن سافر من أجل أن يفطر كان السفر حراماً عليه، وكان الفطر كذلك حراماً عليه، فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يرجع عن سفره ويصوم، فإن لم يرجع وجب عليه أن يصوم ولو كان مسافراً، وخلاصة الجواب: أنه لا يجوز للإنسان أن يتحيل على الإفطار في رمضان بالسفر؛ لأن التحيل على إسقاط الواجب لا يسقطه كما أن التحيل على المحرم لا يجعله مباحاً.
(135) س: إذا أصبح الإنسان وعليه جنابة ونوى الصوم وهو بتلك الحال فهل يصح صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أصبح الإنسان وعليه الجنابة وأراد الصوم فإنه لا بأس أن يصوم ولا حرج عليه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع أهله فيصوم، ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة، ولكن يجب على الإنسان أن يغتسل، لأجل أن يصلي الفجر، لأنه لا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها.
(67) س: رجل مريض مرضاً لا يرجى برؤه، ولا يستطيع الصوم، فما الحكم؟ أفتونا جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير؟
فأجاب فضيلته بقوله: المريض مرضاً لا يرجى زواله لا يلزمه الصوم؛ لأنه عاجز، ولكن يلزمه بدلاً عن الصوم أن يطعم عن كل يوم مسكيناً هذا إذا كان عاقلاً بالغاً، وللإطعام كيفيتان:
الكيفية الأولى: أن يصنع طعاماً غداءً أو عشاءً ثم يدعو إليه المساكين بقدر الأيام التي عليه كما كان أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يفعل ذلك حين كبر.
والكيفية الثانية: أن يوزع حبًّا من بر، أو أرز، ومقدار هذا الإطعام مد من البر أو من الأرز، والمدّ يعتبر بمد صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ربع الصاع، وصاع النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ كيلوين وأربعين غراماً، فيكون المدّ نصف كيلو وعشرة غرامات، فيطعم الإنسان هذا القدر من الأرز أو من البر، ويجعل معه لحماً يؤدمه.
(98) س: عن حكم صوم المسافر مع أن الصوم لا يشق على الصائم في الوقت الحاضر لتوفر وسائل المواصلات الحديثة؟
فأجاب فضيلته بقوله: المسافر له أن يصوم وله أن يفطر، لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ?لْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم الصائم ومنهم المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر، قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: «سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة»، والقاعدة في المسافر أنه يخيز بين الصيام والإفطار، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل؛ لأن فيه ثلاث فوائد:
الأولى: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: سهولة الصوم على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه.
الثالثة: سرعة إبراء ذمته، هذا إذا كان الصوم لا يشق عليه.
فإن كان يشق عليه فإنه لا يصوم، وليس من البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً قد ظلل عليه وحوله زحام فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائم، فقال: «ليس من البر الصيام في السفر» فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم، وعلى هذا نقول: السفر في الوقت الحاضر سهل كما قال السائل: لا يشق الصوم فيه غالباً فإذا كان لا يشق الصوم فيه فإن الأفضل أن يصوم.
(174) س: ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها، إلا البخور لا يستنشقه، لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان.
(127) س: كثير من الناس في رمضان أصبح همهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/255)
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت، وإضاعة المال إذا كان الناس ليس لهم هم إلا تنويع الطعام والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، وينبغي لمن عندهم القدرة أن يحرص على تفطير الصوام: إما في المساجد، أو في أماكن أخرى، لأن من فطر صائماً له مثل أجره، فإذا فطر الإنسان إخوانه الصائمين فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة من أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.
(102) س: المسافر إذا وصل مكة صائماً فهل يفطر ليتقوى على أداء العمرة؟
فأجاب فضيلته بقوله: النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح في اليوم العشرين من رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم مفطراً، وكان يصلي ركعتين في أهل مكة، ويقول لهم: «يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر»، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ـ رحمهما الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفطراً في ذلك العام، أي أنه أفطر عشرة أيام في مكة في غزوة الفتح، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يزل مفطراً حتى انسلخ الشهر» كما أنه بلا شك كان يصلي ركعتين في هذه المدة؛ لأنه كان مسافراً، فلا ينقطع سفر المعتمر بوصوله إلى مكة، فلا يلزمه الإمساك إذا قدم مفطراً، بل قد نقول له: الأفضل إذا كان ذلك أقوى على أداء العمرة أن لا تصوم، مادمت إذا أديت العمرة تعبت، وقد يكون بعض الناس مستمرًّا على صيامه حتى في السفر، نظراً لأن الصيام في السفر في الوقت الحاضر ليس به مشقة، فيستمر في سفره صائماً، ثم يقدم مكة ويكون متعباً، فيقول في نفسه: هل أستمر على صيام، أو أؤجل أداء العمرة إلى ما بعد الفطر؟ أي إلى الليل، أو الأفضل أن أفطر لأجل أن أؤدي العمرة فور وصولي إلى مكة؟ نقول له في هذه الحال: الأفضل أن تفطر حتى لو كنت صائماً فأفطر لأجل أن تؤدي العمرة فور وصولك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة وهو في النسك بادر إلى المسجد، حتى كان ينيخ راحلته صلى الله عليه وسلم عند المسجد، ويدخله حتى يؤدي النسك الذي كان متلبساً به صلى الله عليه وسلم، فكونك تفطر لتؤدي العمرة بنشاط في النهار أفضل من كونك تبقى صائماً، ثم إذا أفطرت في الليل قضيت عمرتك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صائماً في سفره لغزوة الفتح، فجاء إليه أناس فقالوا: يا رسول الله إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنهم ينتظرون ماذا تفعل؟ وكان هذا بعد العصر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فشرب، والناس ينظرون، فأفطر صلى الله عليه وسلم في أثناء السفر، بل أفطر في آخر اليوم، كل هذا من أجل أن لا يشق الإنسان على نفسه بالصيام، وتكلف بعض الناس في الصوم في السفر مع المشقة لا شك أنه خلاف السنة، وإنه ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس من البر الصيام في السفر».
(105) س: كيف يصوم من سفره مستمر مثل أصحاب الشاحنات؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن الله تعالى قد بين حكم هذه المسألة في قوله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} فسائق الشاحنة مادام مسافراً فله أن يترخص بجميع رخص السفر من القصر والجمع، والفطر في رمضان، والمسح على الخفين ثلاثة أيام وغيرها مما هو معروف في أحكام السفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/256)
وعلى هذا فنقول: يجوز له أن يفطر في هذه الحال ولو كان دائماً يسافر في هذه السيارة؛ لأنه مادام له مكان يأوي إليه وأهل يأوي إليهم، فهو إذا فارق هذا المكان وأولئك الأهل فهو مسافر، وعلى هذا فيجوز له أن يفعل ما يفعله المسافرون، فإن الله تعالى قد أطلق في الا?ية فقال: {أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ولم يقيده بشيء، فما أطلقه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب العمل بمطلقه.
فإذا قال: كيف أصنع وأنا دائماً في هذه المهنة أسافر دائماً صيفاً وشتاءً؟
فنقول له: إذا كنت في أهلك في رمضان يجب عليك أن تصوم، وإذا كنت في غير أهلك فأنت مسافر، ولا يجب عليك أن تصوم، ثم إنه من الممكن أن نقول بأن لك فائدة عظيمة، وهي أنك بدلاً من أن تصوم في هذا الحر الشديد تصوم في أيام الشتاء القصيرة المدة الباردة الجو، وذلك أسهل لك من الصيام في السفر في مثل هذه الأيام الطويلة الشديدة الحر، والله أعلم.
(124) س: ما القول في قوم ينامون طوال نهار رمضان، وبعضهم يصلي مع الجماعة، وبعضهم لا يصلي، فهل صيام هؤلاء صحيح؟
فأجاب فضيلته بقوله: صيام هؤلاء مجزىء تبرأ به الذمة، ولكنه ناقص جداً، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فرضية الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم، يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذكر وقراءة القرآن، والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:03 م]ـ
(136) س: هل كل يوم يصام في رمضان يحتاج إلى نية أم تكفي نية صيام الشهر كله؟
فأجاب فضيلته بقوله: يكفي في رمضان نية واحدة من أوله، لأن الصائم وإن لم ينو كل يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر، ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر لسفر أو مرض أو نحوه وجب عليه استئناف النية، لأنه قطعها بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما.
(130) س: رجل نام وبعد نومه أعلن عن ثبوت رؤية هلال رمضان، ولم يكن قد بيّت نية الصوم وأصبح مفطراً لعدم علمه بثبوت الرؤية، فما هو الواجب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا الرجل نام أول ليلة من رمضان قبل أن يثبت الشهر، ولم يبيت نية الصوم، ثم استيقظ وعلم بعد أن طلع الفجر أن اليوم من رمضان فإنه إذا علم يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء عند جمهور أهل العلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: إن النية تتبع العلم، وهذا لم يعلم فهو معذور في ترك تبييت النية، وعلى هذا فإذا أمسك من حين علمه فصومه صحيح ولا قضاء عليه، وأما جمهور العلماء فقالوا: إنه يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء، وعللوا ذلك بأنه فاته جزء من اليوم بلا نية، ولا شك أن الاحتياط في حقه أن يقضي هذا اليوم.
(132) س: إذا دخل شهر رمضان هل تكون النية في أول الشهر أم في كل ليلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/257)
فأجاب فضيلته بقوله: الحقيقة أنه عندما يتكلم بعض الناس عن النية وما أدراك ما النية، أنا لا أدري ما هو معنى النية عنده؟ النية إذا قام الإنسان في آخر الليل وأكل وشرب أليس هذا نية؟ النية ليست شيئاً يعمل ويحتسب له، بمجرد ما يفعل الإنسان الفعل فقد نواه، اللهم إلا رجلاً مجنوناً لا يدري ما يفعل، أو إنساناً مغمى عليه أو نائماً، أما إنسان عاقل باختياره يفعل الفعل، فإن مجرد فعله لذلك نية فلا حاجة إلى شيء يعمل، حتى إن بعض العلماء يقول: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لا يطاق، وصدق لو قيل لك: توضأ ولا تنوي، وصل ولا تنوي، وصم ولا تنوي، وكل ولا تنوي ما تستطيع، فالنية ما هي شيء شديد، بمجرد ما يقوم الإنسان ويأكل ويشرب فقد نوى.
(138) س: رجل مسافر وصائم في رمضان نوى الفطر، ثم لم يجد ما يفطر به ثم عدل عن نيته، وأكمل الصوم إلى المغرب، فما صحة صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: صومه غير صحيح، يجب عليه القضاء، لأنه لما نوى الفطر أفطر. أما لو قال: إن وجدت ماءً شربت وإلا فأنا على صومي. ولم يجد الماء، فهذا صومه صحيح، لأنه لم يقطع النية، ولكنه علق الفطر على وجود الشيء، ولم يوجد الشيء فيبقى على نيته الأولى.
(143) س: رجل نوى قطع صيامه في شهر رمضان بالفطر، ثم تراجع عن نيته فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: يعتبر صومه الذي نوى قطعه قد انقطع، ولا يصح منه، وعليه أن يقضي بدل ذلك اليوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى» فهذا الرجل لما نوى قطعه انقطع، ولا يصح أن يعيد النية من أثناء النهار، لأن الصوم الواجب لا يكون صحيحاً إلا إذا نواه من أول اليوم من قبل طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وهذا الرجل الذي لم ينو النية الجديدة إلا في أثناء النهار لا يقال: إنه صام يوماً، بل يقال: إنه نوى الصوم في أثناء النهار، والصوم الواجب لابد أن يكون من قبل طلوع الفجر.
(145) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن مفسدات الصوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: مفسدات الصوم هي المفطرات، وهي الجماع، والأكل، والشرب، وإنزال المني بشهوة، وما بمعنى الأكل والشرب، والقيء عمداً، وخروج الدم بالحجامة، وخروج دم الحيض والنفاس، هذه ثمانية مفطرات، أما الأكل والشرب والجماع فدليلها قوله تعالى: {فالنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وأما إنزال المني بشهوة فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» وإنزال المني شهوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» والذي يوضع إنما هو المني الدافق، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع.
الخامس: ما كان بمعنى الأكل والشرب، وهو الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً ولا شرباً لكنها بمعنى الأكل والشرب حيث يستغنى بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر، بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/258)
أما الإبر التي لا تغذي ولا تقوم مقام الأكل والشرب فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه.
السادس: القيء عمداً، أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه» والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب.
السابع: وهو خروج الدم بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم».
وأما الثامن: وهو خروج دم الحيض والنفاس، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم». وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء.
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي: العلم، والذكر، والقصد، أي أن الصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالحال أي بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح، لقول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَ?عْفُ عَنَّا وَ?غْفِرْ لَنَا وَ?رْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـ?نَا فَ?نْصُرْنَا عَلَى ?لْقَوْمِ ?لْكَـ?فِرِينَ}، فقال الله تعالى: «قد فعلت»، ولقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} ولثبوت السنة في ذلك. ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ أنه لما نزل قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} جعل تحت وسادته عقالين أبيض وأسود، وجعل ينظر إليهما، فلما تبين له الأبيض من الأسود أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما صنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل» ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، لأنه كان جاهلاً بالحكم، حيث فهم الا?ية على غير المراد بها.
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس» ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء؛ لأنهم كانوا جاهلين بالوقت حيث ظنوا أنهم في وقت يحل فيه الفطر. لكن متى علم أن الشمس لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب، ومثل ذلك لو أكل بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طلع فإنه لا قضاء عليه، لكن متى علم أن الفجر لم يطلع وجب عليه الإمساك.
وأما الذكر فضده النسيان، فمن تناول شيئاً من المفطرات ناسياً فصيامه صحيح تام، لقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَ?عْفُ عَنَّا وَ?غْفِرْ لَنَا وَ?رْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـ?نَا فَ?نْصُرْنَا عَلَى ?لْقَوْمِ ?لْكَـ?فِرِينَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» لكن متى تذكر، أو ذكره أحد وجب عليه الإمساك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/259)
وأما القصد فهو الاختيار، وضده الإكراه وعدم القصد، فمن أكره على شيء من المفطرات ففعل فلا إثم عليه، وصيامه صحيح، لقوله تعالى: {وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} ولأن الله رفع حكم الكفر عمن أكره عليه فما دونه من باب أولى. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» وهو حديث حسن تشهد له النصوص، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من ذرعه القيء ـ أي غلبه ـ فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض» أخرجه الخمسة إلا النسائي وصححه الحاكم. ومن حصل له شيء من المفطرات بلا قصد فصومه صحيح ولا إثم عليه، مثل أن يتمضمض فيبلع شيئاً من الماء بلا قصد.
(151) س: يعتقد بعض الصائمين الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان أن تعاطي الدخان في نهار رمضان ليس من المفطرات، لأنه ليس أكلاً ولا شرباً فما رأي فضيلتكم في هذا القول؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أنه قول لا أصل له، بل هو شرب، وهم يقولون: إنه يشرب الدخان، ويسمونه شرباً، ثم إنه لا شك يصل إلى المعدة وإلى الجوف، وكل ما وصل إلى المعدة والجوف فإنه مفطر، سواء كان نافعاً أم ضارًّا، حتى لو ابتلع الإنسان خرزة سبحة مثلاً، أو شيئاً من الحديد، أو غيره فإنه يفطر، فلا يشترط في المفطر، أو في الأكل والشرب أن يكون مغذياً، أو أن يكون نافعاً، فكل ما وصل إلى الجوف فإنه يعتبر أكلاً وشرباً، وهم يعتقدون بل هم يعرفون أن هذا شرب ولكن يقولون هذا ـ إن كان أحد قد قاله مع إني أستبعد أن يقوله أحد ـ لكن إن كان أحد قد قاله فإنما هو مكابر، ثم إنه بهذه المناسبة أرى أن شهر رمضان فرصة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلص من هذا الدخان الخبيث الضار، أرى أنها فرصة لأنه سوف يكون ممسكاً عنه طول نهار رمضان، وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الأكل والشرب والذهاب يميناً وشمالاً إلى المساجد، وإلى الجلساء الصالحين، وأن يبتعد عمّن ابتلوا بشربه، فهو إذا امتنع عنه خلال الشهر فإن ذلك عون كبير على أن يدعه في بقية العمر، وهذه فرصة يجب أن لا تفوت المدخنين.
(153) س: ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعمل الصائم التحاميل التي تجعل في الدبر إذا كان مريضاً، لأن هذا ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الأكل أو الشرب، فما كان قائماً مقام الأكل والشرب أعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل في الأكل والشرب لفظاً ولا معنى، فلا يثبت له حكم الأكل والشرب، والله أعلم.
(155) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: قطرة العين والأنف والاكتحال والقطرة في الأذن هل تفطر الصائم؟
فأجاب فضيلته بقوله: جوابنا على هذا أن نقول: قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر.
وأما قطرة العين ومثلها أيضاً الاكتحال وكذلك القطرة في الأذن فإنها لا تفطر الصائم، لأنها ليست منصوصاً عليها، ولا بمعنى المنصوص عليه، والعين ليست منفذاً للأكل والشرب، وكذلك الأذن فهي كغيرها من مسام الجسد، وقال أهل العلم: لو لطخ الإنسان قدميه ووجد طعمه في حلقه لم يفطره ذلك، لأن ذلك ليس منفذاً، وعليه فإذا اكتحل، أو قطر في عينه، أو قطر في أذنه لا يفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه، ومثل هذا لو تدهن بدهن للعلاج، أو لغير العلاج فإنه لا يضره، وكذلك لو كان عنده ضيق تنفس فاستعمل هذا الغاز الذي يبخ في الفم لأجل تسهيل التنفس عليه فإنه لا يفطر، لأن ذلك لا يصل إلى المعدة، فليس أكلاً ولا شرباً، والله أعلم.
(158) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب على السؤال أن هذا البخاخ الذي تستعمله يتبخر ولا يصل إلى المعدة فحينئذ نقول: لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك، لأنه كما قلنا: لا يدخل منه إلى المعدة أجزاء، لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول، ولا يصل منه جرم إلى المعدة حتى نقول: إن هذا مما يوجب الفطر، فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم، ولا يبطل الصوم بذلك.
(161) س: يوجد عند بعض الناس المصابين بالحساسية ـ ضيق النفس ـ بخاخ يستعمله حينما يحس بالنوبة فهل إذا استعمل في نهار رمضان يفطر به؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا البخاخ إن كان مجرد بخار لا يصل إلى المعدة فلا يضر، وأما إذا كان يصل إلى المعدة فإنه يفطر ولا يجوز استعماله إلا للضرورة والمشقة بتركه، وإذا استعمله عند الضرورة والمشقة بتركه فإنه يكون بذلك مفطراً يأكل ويشرب، فإن كان يرجو زوال هذا المرض أو خفته انتظر حتى يتمكن من الصيام فيصوم، وإن كان هذا المرض مستمرًّا معه كان بمنزلة الكبير فيطعم عن كل يوم مسكيناً بدلاً عن الصيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/260)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:04 م]ـ
(165) س: هل الإبر والحقن العلاجية في نهار رمضان تؤثر على الصيام؟
فأجاب فضيلته بقوله: الإبر العلاجية قسمان:
أحدهما: ما يقصد به التغذية ويستغنى به عن الأكل والشرب، لأنها بمعناه، فتكون مفطرة، لأن نصوص الشرع إذا وجد المعنى الذي تشتمل عليه صورة من الصور، حكم على هذه الصورة بحكم ذلك النص.
القسم الثاني: الإبر التي لا تغذي أي لا يستغنى بها عن الأكل والشرب فهذه لا تفطر، لأنه لا ينالها النص لفظاً ولا معنى، فهي ليست أكلاً ولا شراباً، ولا بمعنى الأكل ولا الشرب، والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بمقتضى الدليل الشرعي.
(173) س: هل استنشاق الطيب كالبخور والعود يؤثر على الصائم يفسد صومه أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: أما الأطياب التي ليس لها جرم يدخل إلى الأنف فهذه لا تفطر، وأما البخور الذي له دخان يتصاعد فإنه إذا استنشقه الإنسان حتى وصل إلى جوفه يفطر بذلك لأنه له جرماً يدخل إلى الجوف بخلاف الأطياب السائلة التي يشمها الإنسان فقط، فهذه ليس لها جرم يصل إلى الجوف، وأما مجرد التبخر بالعود فهذا لا بأس به.
(193) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن رجل صائم داعب امرأته فخرج المذي فماذا عليه؟ هل يعيد الصيام أم يكمله أم ماذا؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا داعب الصائم امرأته في فريضة أو نافلة فنزل منه المذي فإن صومه لا يفسد، لا الفرض ولا النفل. فالصوم صحيح ولا حرج عليه، أما إذا نزل منه المني فإنه يفسد صومه، سواء كان ذلك في فريضة أم نافلة، ولا يحل لإنسان أن يداعب زوجته إذا عرف من نفسه أنه ينزل بهذه المداعبة، لأن بعض الناس يكون سريع الإنزال فبمجرد ما يداعب المرأة، أو يقبلها مثلاً أو ما أشبه ذلك ينزل. فنقول لهذا الرجل: لا يحل لك أن تداعب امرأتك مادمت تخشى أن تنزل.
(166) س: هناك أمور استجدت في رمضان كالقطرة والإبرة فما هو حكمها في رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الأمور التي جدت قد جعل الله تعالى في الشريعة الإسلامية حلها من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة تنقسم إلى قسمين:
1 ـ قسم ينص على حكم الشيء بعينه.
2 ـ قسم يكون قواعد وأصولاً عامة، يدخل فيها كل ما جد وما حدث من الجزئيات.
فمثلاً مفطرات الصائم التي نص الله عليها في كتابه هي الأكل والشرب والجماع كما قال الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
وجاءت السنة بمفطرات أخرى كالقيء عمداً والحجامة.
وإذا نظرنا إلى هذه الإبرة التي حدثت الا?ن وجدنا أنها لا تدخل في الأكل ولا الشرب، وأنها ليست بمعنى الأكل ولا بمعنى الشرب، وإذا لم تكن أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنها لا تؤثر على الصائم، لأن الأصل أن صومه الذي ابتدأه بمقتضى الشريعة صوم صحيح، حتى يوجد ما يفسده بمقتضى الشريعة، ومن ادعى أن هذا الشيء يفطر الصائم مثلاً قلنا له: ائت بالدليل، فإن أتى بالدليل، وإلا فالأصل صحة الصوم وبقاؤه، وبناء على ذلك نقول:
الإبر نوعان: نوع يقوم مقام الأكل والشرب بحيث يعوض المريض عن الطعام والشراب فهذا يفطر الصائم لأنه بمعنى الأكل والشرب، والشريعة لا تفرق بين متماثلين، بل تجعل للشيء حكم نظيره.
والنوع الثاني: إبر لا يستعاض بها عن الأكل والشرب، ولكنها للمعالجة وتنشيط الجسم وتقويته، فهذه لا تضر، ولا تؤثر شيئاً على الصيام، سواء تناولها الإنسان عن طريق العضلات، أو عن طريق الوريد، وسواء وجد أثرها في حلقه أم لم يجده، لأن الأصل كما ذكرنا آنفاً صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده.
أما الكحل والقطرة في العين فلا يؤثر ذلك على الصائم مطلقاً، لأنه كما مر علينا في القاعدة أن ما ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنه لا يؤثر على الصائم استعماله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/261)
(198) س: ما هو ضابط الدم الخارج من الجسد المفسد للصوم؟ وكيف يفسد الصوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: الدم المفسد للصوم هو الدم الذي يخرج بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم» ويقاس على الحجامة ما كان بمعناها مما يفعله الإنسان باختياره، فيخرج منه دم كثير يؤثر على البدن ضعفاً، فإنه يفسد الصوم كالحجامة، لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين الشيئين المتماثلين، كما أنها لا تجمع بين الشيئين المفترقين.
أما ما خرج من الإنسان بغير قصد كالرعاف، وكالجرح للبدن من السكين عند تقطيع اللحم، أو وطئه على زجاجة أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك لا يفسد الصوم ولو خرج منه دم كثير، كذلك لو خرج دم يسير لا يؤثر كتأثير الحجامة: كالدم الذي يؤخذ للتحليل فلا يفسد الصوم أيضاً.
(205) هل يبطل الصوم بالرعاف؟ وكذلك خروج الدم بخلع الضرس؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم خروج ذلك لأنه بغير قصد منه، فلو أرعف أنفه وخرج منه دم كثير فإن صومه صحيح، ولا حرج عليه أيضاً في خلع الضرس، لأنه لم يخلع ضرسه ليخرج الدم، وإنما خلع ضرسه للتأذي منه، فهو إنما يريد إزالة هذا الضرس، ثم إن الغالب أن الدم الذي يخرج من الضرس أنه دم يسير فلا يكون له معنى الحجامة.
(206) س: التبرع بالدم هل يفطر الصائم، وإذا أخذ شيء من الدم لغرض التشخيص؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أخذ الإنسان شيئاً من الدم قليلاً لا يؤثر في بدنه ضعفاً فإنه لا يفطر بذلك، سواء أخذه للتحليل، أو لتشخيص المرض، أو أخذه للتبرع به لشخص يحتاج إليه.
أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، قياساً على الحجامة التي ثبتت السنة بأنها مفطرة للصائم.
وبناء على ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بهذه الكمية من الدم وهو صائم صوماً واجباً، إلا أن يكون هناك ضرورة فإنه في هذا الحال يتبرع به لدفع الضرورة، ويكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه، ويقضي بدل هذا اليوم.
وذكرت هذا التفصيل وإن كان السؤال يختص بنهار رمضان، وبناء على ذلك فإنه إذا كان صائماً في نهار رمضان فإنه لا يجوز أن يتبرع بدم كميته كثيرة، بحيث يلحق بدنه منها ضعف إلا عند الضرورة فإنه يتبرع بذلك.
(210) س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟
فأجاب فضيلته بقوله: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه، لأنه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
(267) س: إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فما حكم صيامه ذلك اليوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فصيامه صحيح، لأن الله تعالى يقول: {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس». ولم تذكر أنهم أمروا بالقضاء، وفي هذا دليل على أن الجاهل لا يفسد صومه.
(262) س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطر به إذا لم يدخل جوفك شيء منه.
(291) س: في شهر رمضان يكون إقلاع بعض الرحلات وقت أذان المغرب فنفطر ونحن على الأرض وبعد الإقلاع والارتفاع عن مستوى الأرض نشاهد قرص الشمس ظاهراً فهل نمسك أم نكمل إفطارنا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/262)
فأجاب فضيلته بقوله: لا تمسك، لأنك أفطرت بمقتضى الدليل الشرعي، لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من هاهنا ـ وأشار إلى المشرق ـ وأدبر النهار من هاهنا ـ وأشار إلى المغرب ـ وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».
(306) س: ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن كان ممن يباح له الفطر ولها، كما لو كانا مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين، أما إذا كانا مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم، وعليه مع القضاء عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وزوجته مثله إن كانت مطاوعة، أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها.
(237) س: إذا رؤي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكر أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني» والإنسان الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم ينكر عليه يكون مقصراً، لأن هذا هو أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
والحاصل أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه. بل لو كان في فمه ماء، أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذكر، أو ذكر أنه صائم.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أبين أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات:
الأولى: إذا كان ناسياً. الثانية: إذا كان جاهلاً. الثالثة: إذا كان غير قاصد.
فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» وإذا أكل أو شرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه، فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس»، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء» ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا، لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة.
وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك لأنه غير قاصد.
وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
(269) س: ما حكم الأكل والشرب والمؤذن يؤذن، أو بعد الأذان بوقت يسير ولاسيما إذا لم يعلم طلوع الفجر تحديداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحد الفاصل الذي يمنع الصائم من الأكل والشرب هو طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/263)
فالعبرة بطلوع الفجر، فإذا كان المؤذن ثقة ويقول: إنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، فإنه إذا أذن وجب الإمساك بمجرد سماع أذانه، وأما إذا كان المؤذن يؤذن على التحري فإن الأحوط للإنسان أن يمسك عند سماع أذان المؤذن، إلا أن يكون في برية ويشاهد الفجر، فإنه لا يلزمه الإمساك ولو سمع الأذان حتى يرى الفجر طالعاً، إذا لم يكن هناك مانع من رؤيته، لأن الله تعالى علق الحكم على تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في أذان ابن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض المؤذنين، وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس دقائق، أو أربع دقائق زعماً منهم أن هذا من باب الاحتياط للصوم:
وهذا احتياط نصفه بأنه تنطع، وليس احتياطاً شرعيًّا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» وهو احتياط غير صحيح، لأنهم إن احتاطوا للصوم أساؤوا في الصلاة، فإن كثيراً من الناس إذا سمع المؤذن قام فصلى الفجر، وحينئذ يكون هذا الذي قام على سماع أذان المؤذن الذي أذن قبل صلاة الفجر يكون قد صلى الصلاة قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها لا تصح، وفي هذا إساءة للمصلين، ثم إن فيه أيضاً إساءة إلى الصائمين، لأنه يمنع من أراد الصيام من تناول الأكل والشرب مع إباحة الله له ذلك، فيكون جانياً على الصائمين حيث منعهم ما أحل الله لهم، وعلى المصلين حيث صلوا قبل دخول الوقت، وذلك مبطل لصلاتهم.
فعلى المؤذن أن يتقي الله عز وجل، وأن يمشي في تحريه للصواب على ما دل عليه الكتاب والسنة. والله الموفق.
(327) س: ما حكم بلع الصائم البلغم أو النخامة؟
فأجاب فضيلته بقوله: البلغم أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر، قولاً واحداً في المذهب، فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم:
منهم من قال: إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب.
ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم، حتى لو جمع ريقه وبلعه، فإن صومه لا يفسد.
وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر.
والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه، ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها، سواء كان صائماً أم غير صائم. أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:05 م]ـ
(318) س: هل الريق يفطر الصائم إذا بلعه؟
فأجاب فضيلته بقوله: الريق لا يفطر الصائم إذا بلعه.
(316) س: الذي يجامع زوجته في القضاء وهي تقضي بإذنه هل هو آثم؟ وهل عليها الكفارة؟ وهل هو من الكبائر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم هو آثم؛ لأنه أفسد عليها صومها الذي أذن فيه، لكن ليس فيه كفارة عليها، لأن الصوم قضاء، ولا عليه لأنه مفطر. ولا أعلم فيه وعيداً خاصًّا، والذنب إذا لم يكن فيه وعيد خاص فلا يكون من الكبائر.
(320) س: ما حكم استعمال السواك للصائم؟ وكذلك استعمال الفرشاة والمعجون؟
فأجاب فضيلته بقوله: السواك للصائم سنة في أول النهار وآخره، ولا أعلم حجة مستقيمة لمن قال إنه يكره أن يتسوك الصائم بعد الزوال، لأن الأدلة في مشروعية السواك عامة، ليس فيها ما يدل على التخصيص، وقد أورد البخاري تعليقاً عن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم»، وعلى هذا فالتسوك للصائم مشروع، كما أنه مشروع لغيره أيضاً.
وأما استعمال الفرشاة والمعجون للصائم فلا يخلو من حالين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/264)
أحدهما: أن يكون قويًّا ينفذ إلى المعدة، ولا يتمكن الإنسان من ضبطه، فهذا محظور عليه، ولا يجوز له استعماله، لأنه يؤدي إلى فساد الصوم، وما كان يؤدي إلى محرم فهو محرم، وفي حديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فاستثنى الرسول صلى الله عليه وسلم من المبالغة في الاستنشاق حال الصوم، لأنه إذا بالغ في الاستنشاق وهو صائم فإن الماء قد يتسرب إلى جوفه فيفسد بذلك صومه، فنقول: إنه إذا كانت المعجونات قوية بحيث تنفذ إلى معدته فإنه لا يجوز له استعمالها في هذه الحال، أو على الأقل نقول له: إنه يكره.
الحال الثانية: إذا كانت ليست بتلك القوة ويمكنه أن يتحرز منها، فإنه لا حرج عليه في استعمالها، لأن باطن الفم في حكم الظاهر، ولهذا يتمضمض الإنسان بالماء ولا يضره، فلو كان داخل الفم في حكم الباطن لكان الصائم يمنع من أن يتمضمض.
(330) س: ما حكم من يستعمل المرطبات إذا كان في أنفه وشفتيه نشوفة وجفافاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجد بعض الصوام نشوفة في أنفه ونشوفة في شفتيه فلا بأس أن يستعمل الإنسان ما يندي الشفتين والأنف من مرهم، أو يبله بالماء بخرقة أو شبه ذلك، ولكن يحترز من أن يصل شيء إلى جوفه من هذا الذي أزال به النشوفة، وإذا وصل شيء من غير قصد فلا شيء عليه، كما لو تمضمض فوصل إلى جوفه فإنه لا يفطر بهذا.
(359) س: إذا أخر قضاء الصوم ثم أتى رمضان الثاني دون عذر فهل يلزمه شيء مع الأداء؟
فأجاب فضيلته بقوله: القول الراجح أنه لا يلزمه إلا القضاء فقط، وأنه لا يلزمه الإطعام لعموم قوله: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ?لْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فذكر الله تعالى عدة من أيام أخر ولم يذكر إطعاماً، والأصل براءة الذمة حتى يقوم دليل يدل على الوجوب، لكن يحرم عليه تأخير القضاء إلى رمضان الثاني إلا من عذر.
(181) س: إذا استعملت المرأة الدهون وهي صائمة فهل عليها شيء؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس على المرأة شيء إذا استعملت الدهون في وجهها، أو غيره بما يجمله أو لا يجمله، المهم أن الدهون هذه بجميع أنواعها سواء في الوجه، أو في الظهر، أو في أي مكان لا تؤثر على الصائم ولا تفطره، والله أعلم.
(182) س: ما حكم استخدام أدوات المكياج والكحل والطيب والسواك واستعمال الفرشاة والمعجون أثناء الصيام؟
فأجاب فضيلته بقوله: استخدام الكحل أثناء الصيام لا يفطر، وذلك لأنه لا دليل على أن الصائم إذا اكتحل يفطر، وكذلك استعمال المكياج وغيره مما تتجمل به المرأة، ولكن المكياج حسب ما أعلم يضر بالمرأة على المدى الطويل، وعلى هذا لا ينبغي أن تستعمله إلا بعد مراجعة الطبيب واستشارته، وكذلك لا حرج على المرأة أن تتطيب وهي صائمة، سواء كان ذلك بالبخور، أو بالدهون، إلا أن البخور لا يستنشقه الصائم، لأنه إذا استنشقه ربما يدخل الدخان إلى جوفه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً». وأما التسوك فهو سنة للصائم كغيره في أول النهار وآخره، وكذلك استعمال الفرشاة، ولكن الفرشاة لا ينبغي استخدامها في حال الصوم، لأن لها نفوذاً قويًّا، فأخشى إذا استعملها الإنسان مع المعجون أن يتسرب شيء من هذا المعجون إلى جوفه، فيكون في ذلك خلل على صيامه.
(114) س: إذا شق الصيام على المرأة المرضع فهل يجوز لها الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يجوز لها أن تفطر إذا شق الصيام عليها، أو إذا خافت على ولدها من نقص إرضاعه، فإنه في هذه الحال يجوز لها أن تفطر، وتقضي عدد الأيام التي أفطرتها.
(222) س هل يجوز استعمال حبوب منع الحيض للمرأة في رمضان أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن المرأة لا تستعمل هذه الحبوب لا في رمضان ولا في غيره، لأنه ثبت عندي من تقرير الأطباء أنها مضرة جداً على المرأة على الرحم والأعصاب والدم، وكل شيء مضر فإنه منهي عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
(329) س: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/265)
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم ذوق الطعام إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل.
(48) س: فتاة أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها وتركت الصيام جهلاً منها بأن البلوغ يحصل بذلك فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الفتاة التي أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة؛ لأنها جاهلة، والجاهل لا إثم عليه، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء ذلك الشهر، الذي أتاها بعد أن حاضت، فإن المرأة إذا بلغت وجب عليها الصوم، وبلوغ المرأة يحصل بواحد من أمور أربعة، إما أن يتم لها خمس عشرة سنة، وإما أن تنبت عانتها، وإما أن تنزل، وإما أن تحيض. فإذا حصل واحد من هذه الأربعة فقد بلغت وكلفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبير.
(113) س: امرأة حامل وفي شهرها الثامن وصامت وفي يوم من شهر رمضان كان شديد الحرارة ولم تفطر، وكان الجنين في بطنها يتحرك بشدة وبعد أسبوع خرج ميتاً، فهل على الأم شيء؟ نرجو من سماحتكم الجواب. وتوجيه المرأة الحامل وبيان حكم صيامها؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين، لا شك أن هذه المرأة الحامل التي صامت والصوم يشق عليها أنها أخطأت، وأنها خالفت الرخصة التي رخص الله لها فيها، وإذا تبين أن موت الجنين من هذا الفعل فإنها تكون ضامنة له، ويجب عليها الكفارة أيضاً وهي عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، وليس فيها إطعام، والمراد بالقتل خطأ، لأن القاتل عمداً والعياذ بالله لا كفارة له، فإن الله يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ?للَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً عَذَاباً عَظِيماً} هذا جزاؤه ولا تفيده الكفارة شيئاً، لكن الذي يقتل مؤمناً خطأ هذا هو الذي عليه الكفارة، فإذا تيقنا أن هذا الجنين إنما مات بسبب فعلها فإنها تكون حينئذ متعدية فيلزمها ضمانه بالدية لوارثيه، ويلزمها الكفارة، والدية هنا ليست دية الإنسان كاملة، ولكنها غرة كما ذكره أهل العلم، وهي عشر دية أمه. ومن المعروف أن دية المرأة نصف دية الرجل فإذا كانت دية الرجل قررت الا?ن مئة ألف، فإن دية المرأة خمسون ألفاً، ويكون دية الجنين عشر خمسين ألفاً أي خمسة آلاف.
وأما إذا لم تتيقن أن موت الجنين من هذا الفعل فإنه لا شيء عليها، والأصل براءة ذمتها، فحينئذ يجب أن يبحث هل موت هذا الجنين ناتج من فعلها أو لا؟
(35) س: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن المرأة تتيقن أنها طهرت؛ لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أيضاً أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها، وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، وقبل طلوع الفجر ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ لا في رمضان ولا في غيره؛ لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ثم لها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيقوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(59) س: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار هل يجب عليها الإمساك؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار لم يجب عليها الإمساك، ولها أن تأكل وتشرب، لأن إمساكها لا يفيدها شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليها، وهذا مذهب مالك والشافعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من أكل أول النهار فليأكل آخره»، يعني من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:25 ص]ـ
جهد مشكور، تستحق عليه الشكر والدعاء.
اللهم وفقه في الدارين، اللهم اخلف عليه في وقته خيرا. (آمين)
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 04:52 م]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/266)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم العظيم.
ـ[أم مريم]ــــــــ[24 - 09 - 06, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[24 - 09 - 06, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[24 - 09 - 06, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم
ـ[المدني1]ــــــــ[26 - 09 - 06, 05:23 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ عبدالرحمن
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 09 - 06, 01:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وغفر لي ولكم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 06:23 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الله ونفع بك:
قال الشيخ في جواب السؤال 206: (أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، قياساً على الحجامة التي ثبتت السنة بأنها مفطرة للصائم).
وأجاب أيضا:
(210) س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟
فأجاب فضيلته بقوله: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه، لأنه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
...
أخذ برواز من الدم هو أخذ يؤثر على الصيام، فكيف نوفق بين قولي الشيخ؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 06, 04:05 م]ـ
(أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، وأجاب أيضا:
(210) س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟
فأجاب فضيلته بقوله: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه،
أخذ برواز من الدم هو أخذ يؤثر على الصيام، فكيف نوفق بين قولي الشيخ؟؟
الشيخ يرى أن الذي يفطر هو الكثير الذي يلحق بالبدن ضعفا، وبرواز متوسط ليس كذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[18 - 08 - 08, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم ..
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس، سؤال: إذا قلنا إن الفطر بالحجامة تعبدي فكيف يقاس عليه التبرع بالدم؟، ثانياً: أرجو رفع الملف المرفق مرة أخرى لأن به خلل.
بارك الله بكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 08 - 08, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ..
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس، سؤال: إذا قلنا إن الفطر بالحجامة تعبدي فكيف يقاس عليه التبرع بالدم؟، ثانياً: أرجو رفع الملف المرفق مرة أخرى لأن به خلل.
بارك الله بكم
وعليكم السلام ورحمة الله
إذا قيل إنه تعبدي = فلا يصح القياس.
وهذا الملف المرفق مرة أخرى أسأل الله أن ينفع به.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[19 - 08 - 08, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً على الإجابة، وعلى رفع الملف مرةً أخرى.
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 07:43 م]ـ
الله يرحم فضيلة الشيخ محمد العثيمين ويجزاك ياشيخ عبدالرحمن خير
ـ[أبو علاء الفلسطيني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 11:53 م]ـ
بارك الله فيكم ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 04:38 م]ـ
أنصح أئمة المساجد بقراءة هذه الأسئلة على جماعة المسجد فهي مناسبة جداً لهم ..
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[08 - 09 - 08, 07:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(67/267)
أركان الصوم وسننه ومكروهاته
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:04 م]ـ
أركان الصوم وسننه ومكروهاته
أركان الصوم، وهي:
1 – النية، وهي عزم القلب على الصوم امتثالاً لأمر الله عز وجل، أو تقرباً إليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما العمال بالنيات). فإذا كان الصوم فرضاً فالنية تجب بليل قبل الفجر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) رواه الترمذي.وإن كان نفلاً صحت ولو بعد طلوع الفجر، وارتفاع النهار إن لم يكن قد طعم شيئاً، لقول عائشة رضي الله عنه: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: (هل عندكم شيء؟ قلنا: لا. قال: فإني صائم). رواه مسلم.
2 – الإمساك، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع.
3 – الزمان، والمراد به النهار، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فلو صام امرؤ ليلاً وأفطر نهاراً لما صح صومه أبداً، لقوله تعالى: (وأتموا الصيام إلى الليل).
سنن الصوم، وهي:
1 – تعجيل الفطر، وهو الإفطار عقب تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). رواه البخاري ومسلم. وقول أنس رضي الله عنه: (إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليصلي المغرب حتى يفطر ولو على شربة ماء). رواه الترمذي.
2 – كون الفطر على رطب أو تمر أو ماء، وأفضل هذه الثلاثة أولها وآخرها وأدناها. وهو الماء، ويستحب أن يفطر على وتر: ثلاث أو خمس أو سبع لقول أنس بن مالك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء). رواه الطبراني.
3 – الدعاء عند الإفطار إذ كان صلى الله عليه وسلم يقول عند فطره: (اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم) رواه أبو داود. وكان ابن عمر يقول: (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي) رواه ابن ماجه.
4 – السحور، وهو الكل والشرب في السحر آخر الليل بنية الصوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن فصل مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) رواه مسلم. وقوله: (تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم.
5 – تاخير السحور إلى الجزء الأخير من الليل لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي بخير ماعجلوا الفطر وأخروا السحور) رواه أحمد.
ويبتدئ وقت السحور من نصف الليل الآخر وينتهي قبل الفجر بدقائق لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة فقلت: كم كان بين الأذان والسحور، قال: قدر خمسين آية). رواه البخاري ومسلم.
تنبيه:
من شك في طلوع الفجر له أن يأكل أو يشرب حتى يتيقن طلوع الفجر ثم يمسك لقوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر). وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه: (إني أتسحر فإذا شككت أمسكت، فقال له: كل ما شككت حتى لا تشك). رواه ابن أبي شيبة.
مكروهات الصوم:
يكره للصائم أمور من شأنها الإفضاء إلى فساد الصوم، وإن كانت في حد ذاتها لا تفسد الصوم، وهي:
1 – المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه أصحاب السنن وابن خزيمة. فقد كره له صلى الله عليه وسلم المبالغة في الاستنشاق خشية أن يصل إلى جوفه شيء من الماء فيفسد صومه.
2 – القبلة، إذ قد تثير شهوة تجر إلى إفساد الصوم بخروج أو الجماع حيث تجب الكفارة.
3 – إدامة النظر بشهوة إلى الزوجة.
4 – الفكر في شأن الجماع.
5 – اللمس باليد للمرأة أو مباشرتها بالجسد.
6 – مضغ العلك خشية أن يتسرب بعض أجزاء منه إلى الحلق.
7 – ذوق القدر أو الطعام.
8 – المضمضة لغير وضوء أو حاجة تدعو إليها.
9 – الاكتحال في أول النهار، ولا بأس في آخره.
10 – الحجامة أو الفصد خشية الضعف المؤدي إلى الإفطار لما في ذلك من التغرير بالصوم.
المصدر موسوعة وحي السماء(67/268)
مبطلات الصوم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:09 م]ـ
مبطلات الصوم
أ – يبطل الصوم أمور هي:
1 – وصول مائع إلى الجوف بواسطة الأنف كالسعوط، أو العين والأذن كالتقطير، أو الدبر وقُبل المرأة كالحقنة.
2 – ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره.
3 – خروج المني بمداومة النظر أو إدامة الفكر أوقبلة أو مباشرة.
4 – الاستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من استقاء عمداً فليقض). أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه.
5 – الأكل أو الشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك.
6 – من أكل وشرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر.
7 – من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار.
8 – من أكل أو شرب ناسياً، ثم لم يمسك ظاناً أن الإمساك غير واجب عليه مادام قد أكل وشرب فواصل الفطر إلى الليل.
9 – وصول ماليس بطعام أو شراب إلى الجوف بواسطة الفم كابتلاع جوهرة أو خيط لما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الصوم لما دخل وليس لما خرج).رواه ابن أبي شيبة. يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما يدخل في الجوف لا بما يخرج كالدم والقيء.
10 – رفض نية الصوم ولو لم يأكل أو يشرب إن كان غير متأول للإفطار وإلا فلا.
11 – الردة عن الإسلام إن عاد إليه، لقوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين).
وهذه المبطلات كلها تفسد الصوم وتوجب قضاء اليوم الذي فسد بها غير أنها لا كفارة فيها، إذ الكفارة لا تجب إلا مع مبطلين وهما:
1 – الجماع العمد من غير إكراه: لقول أبي هريرة رضي الله عنه: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يارسول الله، قال: ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان. فقال: هل تجد ما تعتق رقبة، قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال لا، قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟ قال لا، ثم جلس، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: خذ تصدق بهذا، قال: فهل على أفقر منا، فوالله مابين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: (إذهب فأطعمه أهلك). رواه البخاري ومسلم.
2 – الأكل أو الشرب بلا عذر مبيح: عند أبي حنيفة ومالك رحمهما الله، ودليلهما: أن رجلاً أفطر في رمضان، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم: (أن يكفر). رواه مالك. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أفطرت يوماً في رمضان متعمداً، فقال صلى الله عليه وسلم: (إعتق رقبة، أو صم شهرين متتابعين، أو أطعم ستين مسكيناً). رواه البخاري ومسلم.
المصدر موسوعة وحي السماء
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 05:22 ص]ـ
مبطلات الصوم
أ – يبطل الصوم أمور هي:
4 – الاستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من استقاء عمداً فليقض). أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه.
رجاء مراجعة هذا الأمر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=473460#post473460
بارك الله فيك ..(67/269)
ما هو اقول الفصل العمليات الاستشهاديه
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى الافاضل
ما هو القول الفصل فى العمليات الاستشهاديه
فنسمع انها شهاده
وتاره اخرى نسمع انها انتحار
فافيدونا
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:10 م]ـ
على حسب علمي أن الألباني رحمه الله عده انتحارا
بينما العلماء المجاهدون في المعارك مع أعداء الأمة يعدونها شهادة
فما هو القول الفصل؟؟؟؟
بانتظار الرد بارك الله فيكم
ـ[محمد بشري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:28 م]ـ
ليس هناك قولا فصلا في المسائل الاجتهادية،فكل فريق يرى أن قوله أقرب وأشبه بالحق،فممن يرى الجوازالشيخ سليمان العلوان والشيخ حمود بن عقلا الشعيبي .....
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:31 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - ((الفتاوى النّديّة في العمليات الاستشهادية)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46213&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%D4%E5%C7%CF%ED%C9)
2- الشيخ المحدث الألباني رحمه الله يُجيز العمليات الانتحارية!!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3019&highlight=%C7%E1%DA%E3%E1%ED%C7%CA)
وهناك مواضع غيرها تُكُلِّم فيها عن هذه المسألة في الملتقى
فابحث عن كلمة ((الاستشهادية)) عن طريق العناوين فقط كما في هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78553(67/270)
من يفيدني في حد تعريف مصطلح الحافظ؟
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[14 - 09 - 06, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
سمعت من أحد المشايخ تعريفا جميلا للإمام الدهبي عن الحافظ، لكنني نسيته.
أعرف أيضا أن الحافظ يشترط له أن يحفظ كذا عدد من الأحاديث، لكن هل هناك شروط أخرى؟
ليت أحد الاخوة يفيدني في الموضوع وإني له من الشاكرين، وهل صحيح أن الإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ هو آخر الحفاظ؟(67/271)
دليل مواضيع الملتقى المتعلقة بشهر رمضان ...
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
1 - مسألة فقهية حول من ترك الصوم متعمدا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46807&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
2- هل من إجابة .. أكرمكم البارى. [هل خروج المنى لايفطر فى رمضان] ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5005&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
3- المفطرات في الصوم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4567&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
4- ضعف حديث شهادة الأعرابي برؤية هلال رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
5- هل تسن التراويح في المسجد الحرام والذهاب إليه من طلبة العلم من البلدان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4376&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
6- هل أعلن شيء عن دخول رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45699&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
7- هل يجوز تعليق النية ومسألة مرتبطة بالصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45725&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
8- حديث الافطار في رمضان: دراسة نقدية تفصيلية ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4227&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
9- فوائد ........ متعلقة بالصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4009&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
10- الشيخ العلوان: أحاديث الصيحة التي في رمضان لا يصح الاعتماد عليها ... ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14076&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
11- رُخصَة الفِطر في سَفر رَمَضَانَ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنَ الآَثَارِ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13943&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
12- اجر العمرة في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14092&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
13- ما توجيه حديث تصفيد الشياطين مع ظهور افسادهم الشديد في رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54332&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
14- هل يصح شيء من الأدعية عند إفطار الصائم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4258&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
15- التأمين الجماعي أثناء دعاء القنوت في صلاة الوتر هل له أصل؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13937&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
16- هل يجوز ما يفعله البعض من الأكل أثناء آذان الفجر في رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13790&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
17- من أدرك أول الشهر في مصر ثم سيسافر الى السعودية فهل يعيد معهم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13797&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
18- هل ثبت أن هناك دعوة مستجابة للصائم عند الغروب؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13658&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
19- فتح الرحمن في تحذير الداعي من ضعيف أحاديث رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13346&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
20- ( نحو حوار علمي) ثبوت الرؤية يوم الأحد 29 لعام1424 خلافا للحساب الفلكي. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13694&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
21- رؤية الأهلة بين الأمة الأمية وأهل الحساب .... تعليقات وخطرات ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13156&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
22- استحباب قراءة سورة القلم في أول صلاة عشاء من رمضان!! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13702&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
23- فتاوى معاصرة في الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13697&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
24- عاجل قبل بدء القيام في رمضان. هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54130&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
25- حجز المكان في المسجد اذا تعارف الناس عليه. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54043&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/272)
26 - قول: ان كان يوم غدٍ من رمضان فأنا صائم. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54094&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
27- اختيارات ابن معين الفقهية المتعلقة بقيام رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4387&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
28- ستة دروس في الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13655&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
29- كيف كانت صلاة العلامة الشيخ الالباني للتراويح؟!!! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13643&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
30- الفوائد التربوية في الصوم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13637&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
31- ارخ يدك في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54044&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
32- الاجوبة المختصرة في المسائل الرمضانية ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13321&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
33- الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال ? ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53727&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
34- هل يؤخر أذان العشاء في شهر رمضان وما الدليل.؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13025&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
35- أيهما أفضل الصيام أم الإفطار للمسافر؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14491&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
36- من عليه قضاء من رمضان هل يجوز له أن يؤخر القضاء ويصوم الست من شوال ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14529&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
37- ما كفارة الإستمناء في نهار رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14323&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
38- حكم من جامع امرأته ليلا أثناء صومه لكفارة الظهار ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14162&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
39- العشرة الأواخر والدعاء ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54619&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
40- توجيه حديث الشياطين تصفد في رمضان للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14197&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
41- قد أصوم رمضان 28 يوماً!!! فما الحل؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14131&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
42- لا يقتدى بمن يثبت دخول رمضان بالحساب دون الرؤية أو الإتمام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53691&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
43- أفطروا قبل الأذان بعشر دقائق فما الحكم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23529&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
44 - ينصرفون قبل صلاة الوتر مع الإمام في رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23577&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
45- ما حكم التهنئة بدخول رمضان؟؟؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45727&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
46- لكي تتقوى على العبادة، تجنب السمنة في رمضان. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62958&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
47- مخالفات يقع فيها بعض ائمة المساجد في صلاة التراويح ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54178&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
48- صلاة التراويح بمكة - شرفها الله ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=61583&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
49- زيادة غفر له ماتقدم من ذنبه ((وما تأخر)) في فضل صوم رمضان، ماصحتها؟؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23444&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
50- هل من فضيلة في استعراض القرآن كاملا في رمضان في صلاة التراويح؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53818&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
51- كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53687&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
52- أبحاث ومسائل الصيام ورمضان في الملتقى ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53559&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
53- رأي شيخ الإسلام رحمه الله حول العمل بالحساب الفلكي ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4365&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/273)
54 - الغنائِمُ في مَعرفةِ أحكامِ وآدابِ الصَائِم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23381&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
55- هل هذا الحديث صحيح؟ .................. فضائل صلاة التراويح ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4402&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
56- جامع الأحاديث الضعيفة في الصيام وفي شهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4014&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
57- تقديم فدية رمضان للكبير ونحوه .. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62675&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
58- فوائد في قيام رمضان ودعاء القنوت ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54330&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
59- حكم من افطر عمدا في نهار رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22860&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
60- هل صح ما ينقل عن الشيخ الالباني في الإنزال في نهار رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24162&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
61- أقوال العلماء في وقت ليلة القدر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23969&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
62- استحالة تحقيق مبدأ وحدة المطالع ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62869&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
63- زيادة صريحة في الزيادة على 11 ركعة في التراويح ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4819&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
64- حكم دعاء الختمة. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45616&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
65- ليلة القدر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63218&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
66- من السنة أن لا يدع الإمام القنوت في التراويح الآن ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23813&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
67- موضوع للنقاش حول حديث ((عمرة في رمضان تعدل حجة ـ وفي بعض الأحاديث ـ معي)) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4425&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
68- ما صحة هذا الحديث وهل يحتج به؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23811&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
69- (( إعلام اللبيب بحكم خليط التمر والزبيب)) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23781&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
70- إجابات الشيخ ابن باز رحمه الله عن بعض الأسئلة المتعلقة بصلاة التروايح. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63165&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
71- باقة المختارات الرمضانية (لاتفوتكم) .. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13751&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
72- السبب الحقيقي في اختلاف العلماء في عدد ركعات التراويح ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23671&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
73- جامع مواضيع (القنوت والوتر) في هذا الملتقى المبارك. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62928&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
74- هل الاولى القاء المواعظ او تعليم العلم في كلمات الصلاة؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54250&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
75- هل ينبغى تقديم صلاة الجنازة على صلاة التراويح اذا تعارضتا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45772&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
76- قول الأحناف باعتبار اختلاف المطالع في الحجّ والأضحية وعدمه في الصوم! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=498&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
77- حكم صلاة التهجد بعد القيام في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28029&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
78- أسباب قبول رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27569&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
79- نفحات من شهر الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38752&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
80- قنوت رمضان ودعاء ختم القرآن بين الاتباع والابتداع ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38607&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
81- بماذا يحصل أجر تفطير الصائم؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13777&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/274)
82 - مصنفات المحدثين المتعلقة بشهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4418&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
83- تفقه في الصيام مع الشيخ بن عثيمين ... ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38369&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
84- فقه الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38261&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
85- حمل هذا البرنامج القيم عن شهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37922&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
86- دعوةٌ للتذكرة والنصيحة حول كيفية " تزكية النفس " في شهر رمضان .. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38051&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
87- نصائح رمضانية ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38262&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
88- ما أفضل كتاب في أحكام الصيام؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37935&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
89- القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان .. الشيخ رضا صمدي (كتاب وأشرطة) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36887&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
90- هنا: مجمع لشهر الخير ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37463&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
91- هل من رأى هلال رمضان وحده يلزمه الصيام اذا ردة شهادته وهل رمضان اسم من اسماء لله ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37714&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
92- فضائل الصيام وشهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37432&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
93- سؤال حول اختلاف المطالع ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36837&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
94- مآخذُ على بعضِ أئمةِ المساجدِ في دعاء القنوتِ بقلم الشيخ علوي السقاف ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39720&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
95- هل التدخين مفسد للصيام .... ؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4540&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
96- الصيام وأمراض الرئة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39674&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
97- المحاذير في دعاء القنوت ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4408&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
98- العبرة في شهر الصوم للعباد حفظه الله ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39661&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
99- هل الغسل بين المغرب والعشاء في رمضان من السنن المهجورة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39504&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
100- عمرة في رمضان تقضي حجة ..... أجرا أم حكما؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39606&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
101- هل تدخين السيجارة يفطر في نهار رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12900&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
102- أيهما أفضل: أصلي التراويح في الجماعة ام فردا؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39350&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
103- سؤال حول حكم غوص البحر في نهار رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39428&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
104- * للأئمة* الشيخ ابن عثيمين يرى أن السنة في الدعاء التطويل ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39333&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
105- قراءة الإمام من المصحف ... ؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3996&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
106- تعجيل الفطور أم صلاة الجماعة. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39251&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
107- حكم قول " رمضان كريم " ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39146&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
108- هل الأفضل في شهر رمضان المبارك الإهتمام بالقرآن وتدبره .... ؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38884&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
109- من أوسع من خرج حديث حفصة في وجوب تبييت النية للصيام؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35619&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/275)
110 - انا حيران انتظر اجابتكم على احر من الجمر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39142&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
111- تخريج حديث: " اللهم لك صمت .. " ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13989&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
112- من أكل ظانا غروب الشمس .... هل يقضي؟؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38612&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
113- لمن سأل عن دليل وجوب الفدية ... ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40522&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
114- مختصر كتاب "صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان" ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40312&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
115- بحث مهم في العشر الأواخر للشيخ يحيى بن موسى الزهراني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39993&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
116- سؤال عن التأخر في صلاة العشاء في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39907&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
117- عن رمضان: ما صحة هذه الأحاديث فيه؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4363&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
118- ما حكم شراب السوبيا؟. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39874&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
119- لماذا فرق الحنابلة - رحمهم الله - بين دخول شهر رمضان وخروجه؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39815&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
120- حكم السواك للصائم للعلامة الجهبذ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري - عفا الله عنه - ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39837&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
121- سؤالي - احسن الله اليكم - عن علامات ليلة القدر؟ هل صح حديث في ذلك؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39713&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
122- بحث عن (حكم صلاة التعقيب) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39769&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
123- دراسةٌ لحديث الذكر بعد الوتر بـ: <<سبحان الملك القدوس>> ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27007&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
124- سمعنا بعض طلبة العلم يقول إن التهجد بأكثر من 11 ركعة بدعة؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41066&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
125- لو أن رجل جامع زوجته في نهار رمضان وهو جاهل في الحكم فهل يدخل من باب أنه ليس عليه شئ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41421&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
126- سؤالين حول قضاء أيام رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40727&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
127- مناقشة مسألة مهمة قبل حلول رمضان! الحجامة هل تفطر الصائم أم لا؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38076&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
128- استفسار عن حديث أسأل عن حديث رواه البخاري في صحيحه <احتجم النبي وهو صائم> ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40675&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
129- الحبلى تقضي وتطعم أم أحد الاثنين؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69334&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
130- الحامل والمرضع: هل تقضيان أم تفديان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4563&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
131- سؤال هام بخصوص ليلة القدر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41008&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
132- حكم التهنئة بشهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62816&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
133- الموعظة بين التراويح! محدثٌ؟! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23660&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
134- لا يقتدى بمن يثبت دخول رمضان بالحساب دون الرؤية أو الإتمام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13207&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
135- سؤال: مِن أيِّ المرض أفطر؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39734&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
136- داء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان للشيخ العفاني pdf (http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81165&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/276)
137 - هنا أسماء 21 قارئا في مدينة الرياض في رمضان الخير ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81475&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
138- ملفات شهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81929&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
139- فتاوى رمضانية تخص النساء ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82070&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
140- مقالة رمضانية للعلامة محمد علي فركوس ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81764&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
141- قترب شهر الصيام اقترب شهر العبادة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80692&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
142- هل يؤخذ بقول المنجمين وحسابهم في دخول شهر رمضان أو انتهائه؟ وأين أجد إجابة المسألة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81704&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
143- الأهداف والوسائل في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81627&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
144- أهلا رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81725&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
145- الإغاثة بطرق حديث لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38370&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
146- حتى لا نصاب بالفتور في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81724&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
147- ما الكتب (الجديدة) التي ينصح بقراءتها في رمضان في المساجد؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81650&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
148- حكم ترتيل القنوت .. موضوع للنقاش .. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4394&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
149- روابط مهمة بمناسبة قرب شهر رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4247&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
150- سأل رجل ابن عمر أقوم خلف الإمام في شهر رمضان؟ فقال: تنصت كأنك حمار! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53778&highlight=%C7%E1%CA%D1%C7%E6%ED%CD)
151- هلال رمضان، إشكال لم يحسم إلى زماننا! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41076&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
وجزاكم الله خيرا.
ما استجد من مواضيع:
152 - أركان الصوم وسننه ومكروهاته ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82121)
153- مبطلات الصوم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82123)
154- سبعون مسألة في الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82304)
155- صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82309)
156- أخطاء في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82342)
157- الصوم والصحة النفسية ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82345)
158- حال السلف في رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82350)
159- لاشك في اختلاف المطالع نفسها ولا أثر على الصحيح لذلك في الاختلاف في الحكم ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82510)
160- حكم الاعتماد على الإذاعة في الصوم والإفطار ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82511)
161- مختصر الكلام في أحكام الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82816)
162- تنبيه الأنام بحكم وأحكام الصيام ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79745)
163- شرح حديث (من قام مع الإمام) للعلامة محمد المختار الشنقيطي ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82294)
164- الدرر البازية على كتاب الصيام ــ أكثر من 200 فائدة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82747)
165- حكم العمل برؤية من رأى الهلال بالآلات الحديثة كالمراصد و (الدرابيل) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82512)
166- لماذا تصوم؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82722)
167- هل نبارك لبعضنا بحلول رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82340)
168- رمضان منحة إلهية د/ناصر بن يحيى الخنيني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82875)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/277)
169 - فضائل منسية في شهر الصوم / د. ناصر بن يحيى الخنيني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82878)
170- فقه التعبد في رمضان / د. ناصر بن يحيى الخنيني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82879)
171- مفطرات الصوم، ومسائل في القضاء --- (مختصر، وميسر، ومفيد). ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82825)
172- لئن أدركت رمضان ليرين الله ما أصنع! للشيخ: عمر المقبل ـ حفظه الله ـ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82687)
173- (( إشكالية اختلاف البلدان في رؤية هلال رمضان)) درس صوتي للشيخ ممدوح جابر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82936)
174- ابن القيم: أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40121)
175- الأشرطة التي تحب أن تسمعها مناسبة شهر رمضان. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82890)
176- كلام الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير (حفظه الله) عن إتحاد المطالع وأختلافها ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82921)
177- نصيحة بعد أن صام من صام وأفطر من أفطر ... ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82972)
178- مسائل مهمة ومفيدة في دعاء القنوت. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83011)
179- هل يفطر من تحدثه نفسه بالفطر؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83029)
180- فوائد من شرح كتاب الصيام من المحرر في الحديث للشيخ الطريفي ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82984)
181- أيهما أفضل في رمضان: طلب العلم أم التفرغ للعبادة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83031)
182- هل انفردت الامة بصيام رمضان عن باقي الامم؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82994)
183- ما حكم صيام من قبل وضم زوجته فأمذى? ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83087)
184- حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان: دراسة حديثية تعليلية فقهية ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80507)
185- أَهْلُ مِصْرَ عَبَّاسِيُّونَ فِي صَوْمِهِمْ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82935)
186- بحث جديد عن حكم بخاخ الربو وإثبات حصول الفطر به ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81979)
187- حديث (بالغ فى الاستنشاق إلا أن تكون صائما) .. هل يصح؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80313)
188- " من ذرعه القئ" ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23912)
189- استفسار عن حديث أسأل عن حديث رواه البخاري في صحيحه< احتجم النبي وهو صائم> ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40675)
190- الإفطار في السفر عزمة ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80541)
191- ما صحة حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه في فضل رمضان؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82888)
192- القَوْلُ الْقَوِيمُ بِبَيَانِ ضَعْفِ حَدِيثِ «قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ» ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82902)
193- الإمام أحمد يضعف زيادة (ورفع صوته بالآخرة) في حديث (سبحان الملك القدوس ..... ). ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14545)
194- اللهم لك صمت ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82952)
195- كتب مجالس رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82990)
196- المكتبة الوقفية: كتب عن شهر رمضان Pdf (http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82588)
197- مختارات من المكتبة الرمضانية من صيد الفوائد ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82949)
198- مفطرات الصيام المعاصرة للشيخ نايف الحمد للتحميل ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82998)
199- الرد على من قال باختلاف الأهلة واستدل بحديث كريب. للشيخ حسن الكتاني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39851)
200- نكتة رمضان ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81766)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/278)
201 - هنا نستقبل أخبار رؤية هلال رمضان 1427هـ (تم دمج الموضوع مع غيره) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82901)
202- تخريج حديث الإفطار على التمر أو الماء ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83817)
203- هل ثبت أن السنة في الفطر ان يكون على رطب فان لم يجد فالماء؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83161)
204- مسائل فقهية في الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83629)
205- أحكام آيات الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83628)
206- مولد سيدنا الشيخ الفلكي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83218)
207- كَوْكَبُ عُطَارِدَ وَلَيْسَ هِلالُ رَمَضَانَ!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83156)
208- متى تقال: (سبحان الملك القدوس)؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82917)
209- قراءة القرآن العظيم ثلاث مرات في الشهر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82974)
210- ضاعت ((العشر الأواخر)) بسبب؟!! ماهو الحل؟؟ أرجوا المشاركة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83661)
211- مسائل مهمة ومفيدة في دعاء القنوت. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83011)
212- حكم استعمال لصقة (النيكوتين) للصائم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83178)
213- لماذا يفرق العلماء بين بخاخ الربو وبين الدخان في تفطير الصائم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81706)
214- عاجل ,,, صاحب السلس،،،هل يصلي العشاء والتراويح بوضوء واحد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82916)
215- هل التحميلة الخافضة للحرارة تفطر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14029)
216- روضة الصائمين (إختيارات فقهية قيمة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83374)
217- النوم بالنهار والقيام بالليل في العشر الأواخر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83640)
218- من صام في بلد كالسعودية، ثم انتقل إلى بلد كتونس في العشر الأواخر وقد صاموا بعدنا فما الحكم في حقه؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83620)
219- ( اللهم) إني صائم. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83234)
220- ينام عن معظم الصلوات فما حكم صيامه؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83885)
221- مقدمة وبعده تعقيب لم ينشر بعد من أ / عبد الله الخضيري أحد شهود رؤية الهلال ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83743)
222- ماذا على من يفطر نهارا بأكل أو شرب؟؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83849)
223- هل الأفضل قراءة القرآن أم أذكار الصباح والمساء في رمضان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83662)
224- ثبوت الشهر القمري بين الحديث النبوي والعلم الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111362)
225- حديث ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)) للمشاركة الاستفادة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38674)
226- تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111937)
227- 33 حديثاً ضعيفاً يكثر تداولها بين الناس في رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112106)
228- التكبير في سور الختم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4113)
229- زيادة: (وأخَّروا السحور) هل تثبت؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111843)
230- أحاديث ضعفها الشيخ عبد العزيز الطريفي في الصيام وفوائد أخرى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111774)
231- ما قيل فيه (لا يصح في الباب شيء) كتاب الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110055)
232- هل هذا الحديث صحيح؟ فضائل صلاة التراويح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4402)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/279)
233 - هل صح حديث فضل قيام رمضان عن عائشة رضي الله عنها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111292)
234- إذا طلع الفجر وفي يده الإناء، فهل يكمل شربه، وما توجيه الحديث إن ثبت؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110578)
235- حديث "أكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا" أرجو النظر من أهل العلم لإزالة شبهة في نفسي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109819)
236- ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان الكريم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111472)
237- أبحاث ومسائل الصيام ورمضان في الملتقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53559)
238- بلوغ المرام-كتاب الصيام -شرح العثيمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110832)
239- بخاخ معطر الفم هل يفطر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111970)
240- ماهي كفارة الافطار عمداً في رمضان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112110)
241- كلام أبي حامد الغزالي هل له مستند شرعي؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112087)
242- من يقول بأن العطور الكحولية حلال؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111786)
243- الموت مفطر من مفطرات الصوم!! اللهم أحسن لنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111409)
244- شرح عمدة الفقه 2 (كتاب الصيام) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109613)
245- الفطر من يسير المرض. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111880)
246- ماهو افضل كتاب يتحدث عن الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111339)
247- ملخص بحث حول (الحجامة للصائم) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93487)
248- كتاب: فتح الوهاب فى بيان أحكام الصيام سؤال وجواب .. نسخة معدلة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111423)
249- حكم المواظبة على الاستغفار بعد النوافل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45717)
250- شهد رمضان في بلد ثم سافر، فبماذا يأخذ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111613)
251- الدرس الأول في الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111603)
252- مسألة مهمة في رؤية الهلال ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111555)
253- أرجو الإفاده إن الاعتكاف لبث مخصوص فيُشترط وجود الصوم كالوقوف بعرفه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111036)
254- جامع من نوى الصوم في سفره افطر ولاكفارة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111368)
255- من جامع ناسيا أو مكرها أو جاهلا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110576)
256- من نوى الفطر هل يكون مفطرا بنيته أم لا ينقطع صومه بالنية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110579)
257- الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108882)
258- من يلزمه الإمساك في رمضان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92066)
259- التفريغ الكامل لشرح باب أحكام المفطرين في رمضان - من عمدة الفقه - للشيخ الشنقيطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109759)
260- التفريغ الكامل لـ"باب ما يكره ويستحب وحكم القضاء"من كتاب الصيام في الزاد للشيخ الشنقيطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109761)
261- من أحكام الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109427)
262- برنامج فتاوى رمضانية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111393)
263- أحاديث الصيام من المنتقى لابن تيمية. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111908)
264- ما أفضل كتاب في أحكام الصيام؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37935)
265- ماهو أفضل كتاب يتحدث عن الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111342)
266- كتب مجالس رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82990)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/280)
267 - ما هي المؤلفات المفردة لفقه الصيام في كل مذهب من المذاهب الأربعة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110018)
268- يوم طالب العلم فى رمضان. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110503)
269- كتب حديثية وغيرها مؤلفة في شهر رمضان، وفي الصيام، وقيام رمضان، وليلة القدر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112257)
270- رمضان 1428 فوائد وخواطر ولقاءات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112090)
271- محاضرة للشيخ عبدالعزيز الطريفي (النوازل في الصيام) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111653)
272- شروح كتابي (الصيام والإعتكاف) ابن باز-ابوزيد-الخضير-المشيقح-العودة-العلوان. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110627)
273- دعوى عامة ـ خاص بالصيام هنا تجمع روابط الملفات الصوتية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112038)
274- شرح كتاب الصيام للشيخ الأصولي د. غازي العتيبي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110997)
275- شرح كتاب الصيام من المحرر لابن عبد الهادي لشيخنا سليمان الحربي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112096)
276- فقه نوازل الصيام .. للشيخ د. عبدالله السكاكر .. [ملف وورد] .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111942)
277- حمل هذا البرنامج القيم عن شهر رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37922)
278- تعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على "حقيقة الصيام"لشيخ الإسلام (مفرغ). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110238)
279- حمّل: «48 سُؤالاً في الصِّيَام»، للإمام ابنِ عُثَيمين ـ رحمه اللَّه تعالى ـ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111553)
280- مهمات شروح كتاب الصيام من البلوغ للشيخ عبد الكريم الخضير في ملفٍّ واحد .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111482)
281- حمل لأول مرة: فقه الصيام والقيام والإعتكاف والزكاة والعيد، مجموع من الموسوعة الفقهية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111439)
282- المناهل الحسان في دروس رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93895)
283- هل هذا الحديث مخصوص [ذهب الظمأ وابتلت العروق] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147141)
284- أشهر الأحاديث المنتشرة عن رمضان ولا تصح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82789)
285- ( اللهم أهله علينا ...... ) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147263)
286- الآثار التي استدل بها الإمام ابن حزم رحمه الله على أن الغيبة تفطر الصائم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147120)
287- حديث على شرط البخاري فيه إجماع الصحابة على دعاء دخول الشهر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146982)
288- جواب الشيخ الجديع عن صحة أحاديث إجابة دعاء الصائم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114491)
289- هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146987)
290- ما حكم حديث أنس الخاص بالترخيص بالحجامه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146337)
291- أحاديث لا تصح في فضل رمضان للشيخ عبد الله السعد حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145638)
292- نريد (تكرماً) تخريج حديث رؤية الهلال وطرقه وكلام أهل العلم فيه تصحيحا أو تضعيفا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144696)
293- صَوْمِ الصِّبْيَانِ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147274)
294- القراءة في العشاء هل تدخل في الختمة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147256)
295- شخص مريض كيف يفعل مع الصيام؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147031)
296- كل ما كتب حول الأهلة في الملتقى إلى غاية 13 شعبان 1429. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146587)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/281)
297 - الموعظة بين التروايح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147072)
298- أحتاج اسم كتاب لأحكام الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146857)
299- شرح كتاب الصيام من نهاية التدريب على مذهب سيدنا الإمام الشافعي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146554)
300- حَدِيثُ: لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ ... رِوايةٌ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=564)
301- المختصر في مسائل الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146343)
302- رحمك الله تعالى يا سماحة الوالد ابن عثيمين, فقد استوقفتني فتواك هذه .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84677)
303- صيام يوم الشك ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145944)
304- هل ثبت الإجماع في هذه المفطرات؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145753)
305- سؤال في النهي عن الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146950)
306- شوق المورسكيين إلى رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144891)
307- ما قاله المفسرون في معنى ((لعلكم تتقون)) في آية الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148289)
308- القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان بحث جديد 1429هـ تقديم الشيخ خالد المشيقح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144628)
309- أحاديث ضعيفة يكثر ذكرها في رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148086)
310- ما صحة حديث .. اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148254)
311- دعاء الإفطار ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147857)
312- " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " مادرجته؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144270)
313- هل يبدأ الإمساك من الشروق؟!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147732)
314- ( حكم العمل بالحساب في ثبوت شهر رمضان) للشيخ د. سلمان بن فهد العودة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147331)
315- هل إلقاء الدرس بين التراويح بدعة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148079)
316- فتوى: حول صلاة التراويح وصلاة التهجد. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148823)
317- القيام مع الامام حتى ينصرف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147823)
318- مسائل الاعتكاف بقلم أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148744)
319- ماحكم اتصال المعتكف على صاحب المطعم لشراء وإحضار العشاء وهو داخل المسجد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147946)
320- ما قول المذهب بيوم الشك، هل هو (29) او (30) شعبان؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147349)
321- حكم إخراج القيمة في زكاة الفطر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148428)
322- ما حكم اخذ الحقن للصائم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147904)
323- نسخ قيام ليلة القدر في جماعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147745)
324- إلى إخواننا المالكية مسألة الإشتراط في الإعتكاف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147979)
325- عدد ركعات صلاة التراويح .. لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148062)
326- هل مالك يوجب صلاة العيد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147923)
327- قراءة القرآن فى رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147575)
328- سبب جوده عليه الصلاة في رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147592)
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 07:21 ص]ـ
أخي الحبيب:
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذا التكشيف الرائع، والموقع يحتاج لمثل هذه الكشافات لإي مختلف الموضوعات ....
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:49 ص]ـ
الأخ المبارك / عمر الإمبابي
جزاك الله خير على الجزاء.
فقد قربت ما كان بعيدا، وسهلت ما قد يعسر علينا.
ولانملك لك إلا الدعاء.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 10:34 م]ـ
شكر الله لكما، والحمد لله أولاً وأخيرا.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:10 ص]ـ
جهد مشكور، تستحق عليه الشكر والدعاء.
اللهم وفقه في الدارين، اللهم اخلف عليه في وقته خيرا. (آمين)
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:30 ص]ـ
جهد مشكور، تستحق عليه الشكر والدعاء.
اللهم وفقه في الدارين، اللهم اخلف عليه في وقته خيرا. (آمين)
آمين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/282)
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وسأقوم - إن شاء الله - بإضافة ما استجد من مواضيع.
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[21 - 09 - 06, 06:25 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 03:37 ص]ـ
بارك الله فيك ..
وفيك بارك.
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[30 - 09 - 06, 06:08 ص]ـ
شكر الله لك سعيك وبارك في جهدك ونفع بك
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 10:13 ص]ـ
شكر الله لك سعيك وبارك في جهدك ونفع بك
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[17 - 08 - 07, 09:52 م]ـ
نسأل الله ان يبلغنا رمضان ويعيننا على الطاعة
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 08 - 07, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[بن نصار]ــــــــ[23 - 08 - 07, 04:22 ص]ـ
يرفع للفائدة وقرب رمضان. .
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ذر بن نجم الدين]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا اخي الكريم على هذا الجهد المبذول منك ونسأل الله ان ينفعنا جميعا
وجزاك الله خيرا
ـ[ابولينا]ــــــــ[07 - 09 - 07, 02:49 م]ـ
الأخ المبارك / عمر الإمبابي
جزاك الله خير الجزاء.
على هذه الطرح الرائع الجميل المبارك
فلك كل الشكر والتقدير على ما قدمت وإليك هذه الأبيات:
فإن يكن الشكر حسن الثنا ... ء بالعرف مني تجدني شكورا
من الشكر إن الشكر خير مغبة ... وأوافق فعلا للذي كان أصوبا
ـ[ابن جبير]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[السيد العربي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 05:28 ص]ـ
لاخ الفاضل صاحب الجهد فى الله ... عمر الامبابي ... السلام عليكم
وبارك فى امثالكم ونفع بكم ...
وهذه المجموعة التى جمعتها بعنوان " دليل مواضيع الملتقى المتعلقة بشهر رمضان ... "
ياليتك تضيف اليها ..... من باب الدلالة على الخير ..... كتاب فتح الوهاب فى بيان أحكام الصيام سؤال وجواب .... وكذا كتاب ... رمضان كيف نستقبله ... وكيف نغتنمه ... !!!
وكلاهما للدكتور سيد العربي
وجزاكم الله خيرا وجعل سعينا واياكم فى رضا الله سبحانه وحده لاشريك له ...
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
إليكم كتاب ((فضائل الصيام وشهر رمضان)) لعلي محمد ونيس. والكتاب قمت بتحميله من موقع شبكة المشكاة الاسلامية - وكان خال من تخريج الأحاديث والآثار والأقوال. ولذا قمت بالتخريج المطلوب وأرفقته لأحبائي في هذا الملتقى .. أسأل الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.
ـ[أبو الطيب الجزائري]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3130
ـ[علي تميم]ــــــــ[08 - 09 - 07, 08:48 م]ـ
مجهود مبارك لا حرمك الله الأجر
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[10 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
هذا جهد طيب من الأخ عمر الإمبابي
جزاك الله خيرا؛ فقد سهلت مهمتنا.
ونرجو مواصلة الموضوع
إضافة
ودمجا
وتحريرا
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:29 م]ـ
سلمت يداك .......... وجزيتم الجنة
اللهم أعنا على صيام وقيام شهرك العظيم على الوجه الذي يرضيك يا ذا الجلال والإكرام ........ آمين
ـ[تامر حفني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 03:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 04:11 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 09 - 07, 04:14 م]ـ
فقه الصيام سعد بن ناصر الشثري
سلسلة حلقات تشمل جميع الأمور المتعلقة بالصيام كانت تُبث يومياً عبر قناة المجد العلمية هذا العام -1427هـ-
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3068
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 05:02 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا مشايخي وإخوتي
وجزى الله مشرفنا خير الجزاء
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[14 - 09 - 07, 09:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل عمر الإمبابي
جُمعت المشاركات في المشاركة الأولى، ورقمناها من البداية إلى آخر موضوع أضفته
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[ناصر أبوريان]ــــــــ[16 - 09 - 07, 02:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذا الجهود المبذولة منكم
ونسأل الله ان ينفعنا جميعاً
زادكم الله من فضله وإحسانه
وجزاك الله خيرا
naseraborayan@liveislam.com[/email]
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 03:03 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإياكم أخي الحبيب ناصر، ورضي عنكم
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل عمر الإمبابي
جُمعت المشاركات في المشاركة الأولى، ورقمناها من البداية إلى آخر موضوع أضفته
بارك الله فيك ونفع بك
جزاكم الله خيرا مشرفنا الكريم
وسأتابع الترقيم إن شاء الله
ـ[أم سلمة]ــــــــ[18 - 09 - 07, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذه الجهود0
ـ[علي محمد ونيس]ــــــــ[11 - 08 - 08, 09:48 ص]ـ
أخي الحبيب/ بن جرير (وفقه الله)
جزاك الله خيرا على ما خدمت في كتابي "من فضائل الصيام وشهر رمضان" وجعله الله في ميزان حسانتك.
علما بأن النسخة المطبوعة مخرجة؛ لكنك زدت بفضل الله عليك وحده الحكم على الآثار التي خرجتها أنا في المطبوعة دون حكم عليها.
أريد فقط أن اعرف منهج فضيلتك في التخريج والحكم على الآثار باختصار.
أخوك/ علي ونيس ـ مصر ـ القليوبية ـ طوخ ـ أُجهور الكبرى.
هاتف 0020121268287
أو 0020132431632
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/283)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
جهد مبارك لاحرمك الله الاجر
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 04:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 08 - 08, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
وليتك تضيف بقية المواضيع إلى هذا الفهرس الموفق للمواضيع السابقة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:29 م]ـ
أحسنت أخي الإمبابي، بارك الله فيك.
رخصة الفطر في رمضان وما يترتب عليها من آثار:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13748&highlight=%22%E3%D3%C7%C6%E1+%C7%E1%D5%ED%C7%E3%22
مختصر الكلام في أحكام الصيام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82817&highlight=%22%E3%D3%C7%C6%E1+%C7%E1%D5%ED%C7%E3%22
مسائل في الصيام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110339&highlight=%22%E3%D3%C7%C6%E1+%C7%E1%D5%ED%C7%E3%22
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 08 - 08, 08:44 م]ـ
المختصر في مسائل في الصيام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=882364&posted=1#post882364
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - 08 - 08, 02:51 م]ـ
ماشاء الله لاقوة الا بالله
جهد رائع ومفيد جدا
وفقك الله
ـ[أم خباب]ــــــــ[26 - 08 - 08, 03:32 م]ـ
جهد مبارك
جزيتم خيراً
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
جهد رائع .. تشكر عليه .. ولك منا الدعاء
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[28 - 08 - 08, 01:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جواب الشيخ الجديع عن صحة أحاديث إجابة دعاء الصائم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=886681#post886681
ـ[عبدالرحمن بن محمدالمسلم]ــــــــ[29 - 08 - 08, 11:37 م]ـ
أسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء. . . ولكن لوسأل سائل يبحث عن مقاطع صوتية للشيخ / سليمان العلون _فك الله أسره_[عن احكام الصيام والسحور]
فهل يجد أحد يعينه على إيجاد ضالته .... فهذه المقاطع من الجيد أن تنشر عبر البلوتوث وخاصة في هذا الوقت.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[30 - 08 - 08, 12:13 ص]ـ
وهذا رابط موضوعات ملتقى فقه الصيام من ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية، حتى يجتمع في هذا الموضوع كل موضوعات الصيام في ملتقى أهل الحديث، وفي ملتقى المذاهب الفقهية، وبهذا يمكن أن نحقق شيئا من التكامل المرجو بين الملتقيات العلمية المتخصصة:
http://www.mmf-4.com/vb/forumdisplay.php?f=15
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 11:55 ص]ـ
سبحان الله
يتفضل الله على بعض عباده بأفكار وجهود غاية في الروعة والإبداع والتميز والأجر العظيم كموضوع أخينا هذا الذي جُمع به شتات المتفرقات في الملتقى حول رمضان.
نفعك الله بنفسك وجهدك ولا حرمك ثواب ما كتبت يداك.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:47 م]ـ
كيف نعيش رمضان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147313
عقيدتي في رمضان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147310
بين يدي رمضان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147307
من أخطاء الصائمين في رمضان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147306
ثمرات الصوم وحكمه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147301
مرحبا بالداعية الكبير رمضان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147298
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم
أرجو من مشرفنا الكريم دمج المشاركة رقم 32 وما يأتي من مشاركات - إن شاء الله - في المشاركة الأولى
تم دمجها
جزاك الله خيرا وبارك فيك
## المشرف ##
ـ[العطافي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتك
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[29 - 09 - 08, 11:05 م]ـ
329 - هل ليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرآن؟ مع صور لشروق شمس ليلة القدر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148825)
330- من أفطر حين سمع المؤذن وتبين أن المؤذن قد أذن قبل الوقت فهل يقضي هذا اليوم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147998)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/284)
331 - كلمات رائقة عن صوم رمضان للعلامة الأديب البشير الإبراهيمي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148509)
332- برنامج للمعتكف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148862)
333- اخراج زكاة الفطر نقدا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83606)
334- الخلاف الفقهي حول وقت بدئ الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148554)
335- مسألة دخول كاميرات الفيديو للمساجد ونقل صلاة التراويح. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112922)
336- إخراج زكاة الفطر لحما ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84626)
337- إجابة الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله عن ليلة القدر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39978)
338- هل يجوز إخراج صدقة الفطر (لحوماً)؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148864)
340- مختصر في فقه الاعتكاف - للشيخ ناصر بن سليمان العمر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148859)
341- بمناسبة ليلة القدر ((الشيخ علي الطنطاوي)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148856)
342- لماذا ليلة القدر .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148855)
343- مختارات من زاوية العشر الأواخر من موقع صيد الفوائد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148840)
344- مواصلة القرآن في التراويح بالقراءة في الفرائض ليس من عمل السلف (فتاوى) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112331)
345- أفيدوني حول دفع المال في زكاة الفطر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42013)
346- محنة الأندلسيين لصيام رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146378)
347- كفارة رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148826)
348- أحكام زكاة الفطر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83381)
349- أحكام صلاة العيد. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83855)
350- قال ابن باز رحمه الله: الإعتكاف هو الإشتغال بالخالق عن المخلوق. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23935)
351- حديث القيام مع الإمام حتى ينصرف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14024)
352- وثيقة حول اطفاء الأنوار أثناء صلاة التهجد. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148632)
353- مشروع إعتكاف جماعي,,,,, ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148796)
354- ماحكم التعقيب (صلاة التهجد بعد القيام)؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84186)
355- رسالة إلى المعتكفين (الشيخ عبدالله الفوزان) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84200)
356- الدخان الصادر من حرق الأوراق هل يفطر الصائم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148790)
357- كلمات من الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله قبل العشر الأواخر ((روابط للتحميل)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113374)
358- الجامع .. والبيان ... لأحكام .. وآداب شهر رمضان ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144974)
359- هل يجوز الافطار في رمضان عند مسيحي؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148271)
360- استفسار عن اشكال وقع في صلاة التراويح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147773)
361- أسرار الإفطار على الرطب. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148607)
362- حول الوتر سؤال .. فمن يجيب؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147632)
363- باشر زوجتة وأنزل من غير جماع هل يفطر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147450)
364- ما الأولى .. مفارقة الإمام أم الانصراف معه؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147324)
365- ان العبد قبل رمضان ينبغي له الاستعداد والازدياد بالطاعة وان يجتنب التوسع في المباح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111080)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/285)
366 - بمناسبة رمضان: الرؤية أم الحساب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146315)
367- هل تضاعف السيئات في رمضان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146875)
368- من أنفع ماسمعت (تفسير آيات الصيام) للشيخ عبدالمحسن العسكر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147937)
369- من مات وعليه كفارة الجماع في رمضان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148315)
370- هل إدخال الناظور الطبي إلى الجوف يفطر الصائم؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148335)
371- سؤال: متى ينتهي وقت التراويح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148298)
372- حكم استعمال معجون الأسنان للصائم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147554)
373- إذا غربت الشمس هل لي أن أفطر مباشرة أم أنتظر قليلاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147860)
374- [ هل يجوز لآل البيت الأكل من التمر والماء الذي يوزع عند الإفطار] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147761)
375- مع من أصوم؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148069)
376- للخيرات مواسم فاغتنموها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148080)
377- موعظة رمضان الأندلسية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147165)
378- هل تؤيد تفطير الصائمين في الأماكن العامة (لمن لا تعرف عقائدهم)؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147924)
379- الصحيح أن صلاة التراويح إحدى عشر ركعة لإبن عثيمين -رحمه الله- ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148009)
380- غلط قد يقع به من سيطعم عن كبير عاجز عن الصوم أو عن مريض لا يرجى برؤه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147576)
381- ماذا كان يفعل سماحة الإمام ابن باز رحمه الله قبل دخول رمضان. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81270)
382- حكم قلع الضرس للصائم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147536)
383- 55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82114)
384- هل يفطر من أنزل مذيا؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147750)
385- هل الدعاء المستجاب عند الفطر أم قبله؟. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83991)
386- مسألة بخصوص إفطار صائم ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147641)
387- مسائل في الصيام. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110339)
388- ما حكم جمع العشاء والتراويح مع صلاة المغرب ((جمع تقديم بسبب المطر)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147710)
389- ترك السحور بسبب بدعة الإمساك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147387)
390- تعمد الافطار فى نهار رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147748)
391- ما هو المقدار المحدد في زكاة الفطر على الفرد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147636)
392- شرح كتاب الصيام من المحرر في الحديث لشيخنا حمد العثمان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147080)
393- هل يجوز الإفطار قبل سماع الأذان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147655)
394- هل الاقتصار على الصلاة خلف الإمام حتى ينصرف أفضل أم يزيد عليها فى البيت؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147370)
395- أعيدوا النظر في موائد افطار الصائمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147529)
396- كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147302)
397- من فتاوى رمضان لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147402)
398- امرأة حملت من الزنا , وخشيت على نفسها او جنينها , هل يجوز لها الفطر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147489)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/286)
399 - كيف نستفيد من رمضان (خطوات عملية) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147384)
400- هل الاعتكاف في المسجد الحرام أفضل أم في المسجد النبوي؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147412)
401- توحيد رب العالمين أهم من توحيد صوم المسلمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147466)
402- موقف المسلم من إختلاف المطالع للشيخ محمد حسان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147389)
403- حكم استخدام معطر خاص بالفم للصائم ... الشيخ الفوزان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147373)
404- رسالة إلى أئمة المساجد بمناسبة شهر رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145829)
405- ضوابط الصيام للشيخ وليد السعيدان .. مسائل مهمة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147118)
406- هكذا رمضان وإلا فَلا .. !!! للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111226)
407- " نقاش علمي مع الشيخ ابن منيع في مسألة الأهلة" للشيخ هيثم بن جواد الحداد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116277)
408- " كيف نعيش رمضان" لمحمد حاج عيسى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147313)
409- " أحاديث رمضان" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147311)
410- " عقيدتي في رمضان" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147310)
411- من أحرم بالعمرة قبل غروب الشمس من آخر يوم من شعبان فلا يتعبر اتى بعمرة في رمضان (ابن عثيمين) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147309)
412- " بين يدي رمضان" خطبة للشيخ عبد الحليم توميات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147307)
413- " من أخطاء الصائمين في رمضان" لمحمد حاج عيسى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147306)
414- نصيحة الشيخ ابن باز (رحمه الله) بمناسبة استقبال شهر رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145998)
415- أضف ما تعلم لندعو الله في صلاتنا بالمأثور ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111698)
416- مرحبا بضيف طال انتظاره ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82853)
417- لا للتلاعب بصيام الشعب الجزائري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147198)
418- هل هناك خطأ شرعي في كلمة (رمضان كريم)؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147071)
419- القراءة من المصحف في الصلاة. (مبحث مقتطع من الكتاب الجامع المتحف في أحكام المصحف). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141684)
420- أَيُّ كِتَابٍ سَتَقْرَأُ مَعَ زَوْجِكَ وَ أَبْنَائِكَ فِي رَمَضَانَ هَذَا (1429) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146917)
421- في مصر: هل يأخذون بالرؤية؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147157)
422- هل هذه الفتوى صحيحة أن قيام المسحراتى بإعلان الناس بالسحور بدعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81604)
423- يسألونك عن الأهلة ج1 للشيخ أبي حاتم القسنطيني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147123)
424- سؤال وجواب للشيخ الفنيسان حول الصيام. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147112)
425- رمضان هكذا والا فلا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145680)
426- الأهلة بين الرؤية والحسابات الفلكية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147101)
427- هدية المعتكف. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146876)
428- دخول الأطفال للمسجد والصلاة في الصف الأول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146600)
429- ما أجمل أن يكون بعدالتراويح وقبل الوتر كلمة للنساء خاصة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146815)
430- رمضان. . خصائصٌ و لطائف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147004)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/287)
431 - رمضان و التلفاز الخبيث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146996)
432- كم ستتدبر القرآن من مرة - في شهر رمضان-؟!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111610)
433- ما أفضل ما يقرأ على المصلين في رمضان بعد العصر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146891)
434- نريد نصائح لمن يؤم المصلين في التراويح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146731)
435- بيان خطأ من قال إن " اللهم أعتق رقابنا من النار " من الخلل الكبير في الدعاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118007)
436- أليس ألأولى إغلاق مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146819)
437- ( فقه نوازل الصيام) - 23 نازلة - .... الشيخ / عبدالله السكاكر. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113281)
438- يقولون: "وكان من هديه أن يخرج من رمضان بشهادة اثنين"، فما المستند على قولهم؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146657)
439- ماذا كتب في الملتقى عن رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146186)
440- تعليقات حول كتاب: حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال للشيخ علي فركوس ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143270)
441- رمضان شهر القيام والصيام وتلاوة القرآن للشيخ د/ رضا بوشامة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146255)
442- رمضان شهر الإقبال على القرآن للشيخ عز الدين رمضاني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146253)
443- العبرة في شهر الصوم لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146252)
444- هل ينهى عن الصوم بعد منتصف شعبان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38099)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:54 ص]ـ
يرفع لقرب شهر رمضان.
وجزا الله صاحب الموضوع خير الجزاء.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 03:37 م]ـ
أحسن الله إليك أخي عمر
بارك الله فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 08 - 09, 11:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 05:37 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يجزل لك المثوبة أخانا عمر،
على هذا الجمع المبارك،
الذي جعل مواضيع رمضان الكثيرة المتناثرة على صفحات هذا الملتقى،
سهلة النيل،
قريبة التناول،
فجزاك الله خيرًا على ذلك.
ـ[أبو أسامة الرشيدي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم مصعب وأنس]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:35 ص]ـ
بوركتم جميعا(67/288)
من القائل " كوثرية لا معلّمى لها"
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 09 - 06, 08:30 ص]ـ
أظنه الشيخ بكر أو نقلها عن غيره
من يأتينا بالخبر اليقين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 01:44 م]ـ
(كوثرية لامعلمي لها)
قالها الشيخ بكر أبو زيد في (مقدمة عقيدة السلف لابن أبي زيد ص 48)
(استفدتها من مشاركة للشيخ عبد الرحمن الفقيه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=53245#post53245
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:55 م]ـ
ما المراد بها
ـ[نواف البكري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:22 ص]ـ
المراد أن الكوثري لما بالغ في الكذب والتحريف والتزييف قابله العلامة عبدالرحمن بن يحي المعلمي ورد عليه في كتابه " التنكيل " فلم تقم للكوثري بعدُ قائمة.
واليوم ما أكثر الكوثريين وأفكارهم الكوثرية!.
ولن أقول: لا معلمي له.
بل لها ولله الحمد أكثر من معلمي ولله الحمد.
فلا يزال فضلاء أهل السنة يذبون عن عقيدة أهل السنة.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 07:20 م]ـ
رفع الله قدرك وأحسن إليك أخي نواف(67/289)
فائدة فى معنى اسم كتاب السيوطى " التبرى من معرة المعرّى"
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 09 - 06, 08:41 ص]ـ
دخل أبو العلاء المعرى على الشريف المرتضى فعثر برجل فقال الرجل
من هذا الكلب؟
فقال المعرى: الكلب من لايعرف سبعين اسما للكلب
فصنف السيوطى هذا الكتاب وذكر فيه 76 اسما للكلب ونظمه
وهو مطبوع
استفدت هذه الفائدة من" الفوائد العذاب فى أحكام الكلاب" لإحسان بن عايش العتيبى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 01:02 م]ـ
لعلك تقصد (67) اسما؛ فإن السيوطي لم يستطع أن يكمل السبعين!
والكتاب موجود في الموسوعة الشعرية
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 01:36 م]ـ
قال السيوطي (1):
دخل يوماً أبو العلاء المعرِّي على الشريف المرتضى، فعثر بِرَجُل، فقال الرجل: من هذا الكلب؟ فقال أبو العلاء: الكلبُ مَن لا يعرفُ للكلبِ سبعينَ اسماً!
قلت: وقد تتبعتُ كتبَ اللغة، فحصَّلتُها أكثرَ مِن ستِّين اسماً، ونظمْتُها في أُرجوزة ((التَّبرِّي مِن معرَّة المعرِّي)) وهي هذه:
لله حمدٌ دائم الولي ... ثم صلاته على النبي
قد نقل الثقاتُ عن أبي العلا ... لما أتى المرتضى ودخلا
قال له شخصٌ به قد عثرا ... مَن ذلك الكلب الذي ما أبصرا
فقال في جوابه قولاً جلي ... معيِّراً لذلك المجهِّل
الكلبُ مَن لم يدرِ مِن أسمائه ... سبعين مومياً على علائه
وقد تتبعتُ دواوين اللغة ... لعلي أجمع مِن ذا مبلغه
فجئتُ منها عدداً كثيراً ... وأرتجي فيما بقي تيسيراً
وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجَزْ ... ليستفيدها الذي عنها عجَز
فسمِّهِ -هُديتَ- بالتَّبري ... يا صاحِ مِن معرَّة المعرِّي
انتهى
قلت: ثمَّ أتمَّ أُرجوزته -ذاكراً أربعةً وستِّين اسماً-، وأضاف محقِّقُ الرسالة إليها أسماء أُخرى للكلب؛ بلغت اثني عشر اسماً، فتحصَّل مِن المجموع ستّةٌ وسبعون اسماً.
وسأذكرها -إن شاء الله- سرداً؛ ذاكراً بعضَ المعاني لها، مستفيداً مِن محقِّق الرسالة، غيرَ متعقِّبٍ ما ذُكر مِن الأسماء المحشورة مِن غيرِ موافقةِ بعضِ أهل اللغة (2). والله الموفق.
....
....
62 - الوعوع.
63 - الشنجر.
64 - الوأدأ.
ا. هـ ما ذكره السيوطي في أرجوزته ((التَّبري مِن معرَّة المعرِّي)).
أسماء الكلب التي ذكرها محمود نصَّار محقق رسالة السيوطي:
براقش: اسم كلبة. 2 - سلهب: كلب. 3 - جدلاء. 4 - ديوان. 5 - الدرواس. 6 - زنبور. 7 - سِرحان. 8 - ضبار. 9 - عليق. 10 - مقلاء القنيص. 11 - سرياح. 12 - النهيم.
ا. هـ ما ذكره الأستاذ محمود نصار.
قلت: وقد وجدتُ اسماً لم يذكره السيوطي ولا محمود نصّار، وهو:
الأرشم: وهو الكلب والذئب الذي يتشمَّم الطعام ويحرص عليه. ذكره الجاحظ في كتابه (الحيوان [1/ 257]).
__________
(1) التبرِّي من معرّة المعَرِّي)) (ص27 - 30)، بتحقيق محمود نصّار.
(2) وذلك مِثل بعض أسماء كلابٍ كانت لبعض الناس.
==
وجزى الله الأخوين الكريمين خيراً
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 06 - 07, 11:45 م]ـ
شكرا للشيخ احسان زادك الله احسانا(67/290)
كيف يتصور الشيعة خروج المهدي!!!
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:54 م]ـ
كثيرا ما نسمع وقليلا ما يصرح هؤلاء بعقيدتهم ...
قبل ايام وجدت مقالا لاحد علمائهم يذكر فيها آراء غريبة تبعا الأهوائهم الشخصية.وليس لخرافاتهم مكان للنقاش ولكن الذي وجدت له خطورة امر يتعلق بالمسجد الحرام اذ ان لهم تصور يوجب الحذر منهم خصوصا اوقات الحج خصوصا. سأنقل ما اردت التحذير منه فقط لان الشيعة ينشروا المقالة في منتدياتهم يقول شيخهم الكوراني:
ويخرج الجيش في طلب الرجلين، ويخرج المهدي منها على سنة موسى عليه السلام خائفاً يترقب، حتى يقدم مكة.
وفي مكة يواصل المهدي عليه السلام اتصالاته ببعض أنصاره، حتى يبدأ حركته المقدسة من الحرم الشريف في ليلة العاشر من محرم بعد صلاة العشاء، حيث يلقي بيانه الأول على أهل مكة، فيحاول أعداؤه قتله، ولكن أنصاره يحيطون به ويدفعونهم عنه، ويسيطرون على المسجد ومكة.
وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم يوجه الإمام المهدي عليه السلام بيانه إلى شعوب العالم بلغاتهم المختلفة، ويدعوهم إلى نصرته.
وقد سبق من غيرهم نفس الفتنة وهي معروفة وتحت مسمى المهدي أيضا. بأسقاط الاهواء الشخصية على الاحاديث للخروج برأي يوفق الهوى!!!!
فقد عقد بابا في تفضيل الايرانيين على العرب فيقول فيه:
"أحاديث المصادر السنية في مدح الإيرانيين
من الأمور الملفتة كثرة الأحاديث النبوية في مدح الفرس في مصادر السنيين، وقلتها في مصادر الشيعة! حتى أن الباحث يستطيع أن يؤلف من صحاح السنة ومسانيدهم كتاباً في مناقب الإيرانيين وتفضيلهم على العرب! " بالطبع الحماقات وقلت الفهم للأحاديث لا تهمنا لانه دأبهم ولكن يهمنا المغزى وما يراد به من ايراد هذا الكلام والكاتب لم يدع لنا مجالا للتحليل ولا التخمين بل قال بعد ايراده الكلام:
"والذي يتصل بموضوعنا هو دورهم في عصر الظهور وحركة الإمام المهدي عليه السلام. وقد وردت الأحاديث حولهم بتسعة عناوين: قوم سلمان. أهل المشرق. أهل خراسان. أصحاب الرايات السود. الفرس. أهل قم وأهل الطالقان والمقصود فيها غالباً واحد. "
وقد زعم ان جيش المهدي جله من الايرانيين ليحقق جهله المركب.
ففي الباب الذي قبله قال:"ماذا نصنع إذا كانت أحاديث المهدي المنتظر عليه السلام والتمهيد لدولته فيها السهم الأوفر للإيرانيين واليمانيين، الذين ينالون شرف التمهيد لدولته والمشاركة في حركته عليه السلام؟ وفيها نصيب للنجباء من مصر، والأبدال من الشام، والعصائب من العراق "
الا أن حقيقة الامر ليست كما زعم كما هو معلوم وهو ايضا قد ذكر ابوابا في ذم أهل الشام ومصر والمغرب العربي والجزيرة العربية ليوافق هواه.
و الخطير في الكتاب والذي يجب الاحتياط من أجله زعمهم:"ومنها، أن الروايات تدل على أنهم يكونون قرب ظهوره عليه السلام ثلاث مجموعات أو فئات: فئة تدخل معه مكة، أو تصل إليها قبل الآخرين. وفئة يسيرون إليه في السحاب أو الهواء، وفئة يبيتون ذات ليلة في بيوتهم في بلادهم فلا يشعرون إلا وهم في مكة."
ويقول أمر آخر:" ومعنى سيرهم في السحاب نهاراً أن الله تعالى ينقلهم إلى مكة بواسطة السحاب على نحو الكرامة والإعجاز، كما يحتمل أن يكون معناه مجيؤهم بواسطة الطائرات كسائر المسافرين، بجوازات سفر بأسمائهم وأسماء آبائهم، وتكون الأحاديث الشريفة عبرت بذلك لأن الطائرات لم تكن موجودة. "
ما هي المشاكل في خرافات هؤلاء؟
بالطبع هم أجهل الناس وهذا مكمن الخطر اذ انهم قد يستغلوا اوقات الحج انظر كيف يروجوا انهم ايرانيون او جلهم وانهم سيأتون بالطائرات او بالهواء. والمشكل انهم يتحدثوا عن المسجد الحرام والاستيلاء عليه!!!
المشكلة ان هذا ما يطرح بينهم من افكار ويغذى في نفوسهم وقلوبهم!!!
كيف بكم لو قام احد الناس وادعى انه المهدي فأي فتنة تحدث يومئذ؟
الهدف من الموضوع اساسا هو التعرف على غباء هؤلاء وجهلهم والتحذير مما يمكن ان يفعله هؤلاء في بلد الله الحرام. وقد يتذرعوا احيانا بمظاهرات سلمية او او ..
والخطر في انتشار مثل هذه الافكار هي انهم اذا كانوا في بيت الله الحرام وسمعوا بكذاب يدعي انه المهدي ما ظنكم ماذا سيفعلوا؟!!!!!
ـ[ابن عايض]ــــــــ[15 - 09 - 06, 02:51 ص]ـ
شكر الله لك اخ مجدي
واسال الله ان يعين الدولة السعودية على سفاهات هؤلاء الحاقدين(67/291)
دورة تأهيلية لرمضان
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 09 - 06, 03:16 م]ـ
دورة تأهيلية لرمضان
يسري صابر فنجر
دار في فكري مع هذه الإعلانات المتفرقة عن دورات متعددة أن تكون هناك دورة لكل فرد مع نفسه أو مع أسرته ليجعل من شهر شعبان مؤهلا ليخوض غمار الطاعة في رمضان فيقرأ في شهر شعبان كل ما يخص شهر رمضان ووسائل اغتنامه ويجهز برنامجه في رمضان ويجدول مهامه الخيرية كثير من الناس يأتيه رمضان وما أعد العدة بعد بل قد يمر نصفه وهو يفكر أو يسوف فما رأيكم بارك الله فيكم أن نجعل من شهر شعبان دورة تأهيلية لرمضان فنحرص فيها على اعتياد قراءة القرآن والصوم و .... وسائر العبادات
ويكون هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة تأهلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ:" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"
ذكروا أنفسكم واعتمدوا على ربكم وذكروا من حولكم وستنالون شهادة رضا ومحبة وقبول ممن ترفع إليه أعمالكم فبادر عبد الله قبل البدار رزقني الله وإياك التوفيق والسداد.
قال ابن رجب رحمه الله: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه.
وقوله " شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان "
يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان - الشهر الحرام وشهر الصيام - اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام، وليس كذلك.
وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه.
وفيه دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة، ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة، وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد منها:
أن يكون أخفى للعمل وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء، وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته، وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه، فعن ابن مسعود أنه قال: " إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين "، وقال قتادة: " يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام "
وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين، وعند مسلم (رقم 2984) من حديث معقل بن يسار: " العبادة في الهرْج كالهجرة إلي " (أي العبادة في زمن الفتنة؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق).
اللهم نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 04:59 م]ـ
دورة تأهيلية لرمضان
يسري صابر فنجر
ويكون هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة تأهلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ:" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"
الأخ الكريم لايبدو لي ان الحديث فيه حركة تأهيلية لمزيد من الطاعة في رمضان، لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد بين العلة بيانا واضحا.
والله أعلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 09 - 06, 10:00 م]ـ
أني أشكرك على تدخلك الصريح.(67/292)
سؤال فيمن وهب لزوجته بيتا، فهل له الرجوع؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام
سؤال في رجل وهب لزوجته بيتا ظانا أن ذلك سوف يحسن حالها معه، لكن لم يحصل ذلك، وهو يريد أن يرجع في هبته، فهل له ذلك؟.
والله يحفظكم
والسلام(67/293)
سأل سائل عن "البن والقهوة والشاي", إن كان لها ذكر في السنة؟.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[14 - 09 - 06, 04:06 م]ـ
سأل سائل عن "البن والقهوة والشاي", إن كان لها ذكر في السنة؟.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:01 ص]ـ
سأل سائل عن "البن والقهوة والشاي", إن كان لها ذكر في السنة؟.
لا ضرر ولا ضرار
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 09 - 06, 08:26 ص]ـ
الأخ يسأل عن ذكرهم في القرآن والسنة وليس عن عمومات قد تقع تحتها حكماً.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:07 ص]ـ
الأخ يسأل عن ذكرهم في القرآن والسنة وليس عن عمومات قد تقع تحتها حكماً.
كل هذه الاشياء احدثت بعد عصر النبوه وانقطاع الوحى
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:12 ص]ـ
لا لم تحدَث فالقهوة في اللسان العربي هي الخمر, وأطلقت على القهوة المعروفة اليوم مجازاً ...
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:09 ص]ـ
الاخ ابو زيد الاخ يسال عن القهوه المعروفه الان وربما كان مثلى لايعرف ماقلته ان من اسماء الخمر قهوه
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:52 ص]ـ
لعلي لم أفهم مرادك بكلمة (أحدثت) لأن إحداث اللفظة كان قبل الإسلام ونزول الوحي, أما إطلاق اللفظ على القهوة المعروفة اليوم فهو المحدث من بعدُ, ولربما كان الاستعمال لهذه النباتات بعد النبوة أيضاً والعلم عند الله ..
وجزيت الخيرَ على التوضيح
قال الشاعر في الخمر المسماة آنذاك بالقهوة:
سقيٌّ يسَقِّي الخمرَ من دّنِّ قهوةِ ... بجنب أزقٍّ شاصيات الأكارعِ
ويقول الآخر:
إذا أقول صحا قلبي أتيح له ... سكرٌ متى قهوةٌ سارت إلى الرأسِ(67/294)
الرد على شبهة زواج النبي صلى الله علية وسلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 09 - 06, 06:39 م]ـ
الرد على شبهة زواج النبي صلى الله علية وسلم
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثني أحد الأصدقاء الثقات أنه دخل على إحدى غرف الدردشة الصوتية ووجد فيها مسلمين ونصارى يتناقشون عن الديانتين ولاحظ أن أكثر موضوع كان يحرج المسلمين هو زواج الرسول –صلى الله عليه وسلم- من تسع نساء، وسؤالي هو: هل يمكن أن أجد لديكم شرحاً مفصلاً لهذه الزيجات وظروفها والحكمة منها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، وبعد:
أخي السائل: إن تعدد الزوجات معروف في الرسالات السابقة كما هو معروف في رسالة الإسلام وحياة الرسول –عليه الصلاة والسلام-.
وإذا كنت تناقش نصرانياً أو تريد أن تناقشه فإليك الآتي:
(1) إن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم قد عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مئة مثل داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها، وسليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم مصدر التشريع الأول عند النصارى (ما جئت لأنقص بل لأكمل).
(2) كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلاً أو بشراً.
(3) لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية وقد تأثر النصارى بالبلاد التي نشروا فيها النصرانية، ففي أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
(4) النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو (أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله:"امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فالمسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت ... " كانت إجابته كما سبق.
(5) أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
(6) المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعاً حتى لا يكون الإنسان غاوياً، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
(7) كان العرب يجمعون بين أربعين امرأة في وقت واحد كدليل على الرجولة وطلب للولد.
(8) بالنسبة لتعدد زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإنه يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها –والله أعلم- على النحو التالي:
أولاً: الأسباب الاجتماعية:
(أ) زواجه من خديجة –رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان –عليه الصلاة والسلام- في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
(ب) تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
(ج) حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراماً لأبيها سـ3هـ.
(هـ) زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
(و) أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
ثانيا: الأسباب التشريعية:
- زواجه من عائشة –رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي.
- زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى:"وما جعل أدعياءكم أبناءكم" [الأحزاب: 4] "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثاً: الأسباب السياسية:
كان لبعض زيجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى ... إلخ، ومن هن:
(1) جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
(2) أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
(3) صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
(4) ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفى الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيراً، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشته هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!
إن التعدد كله لحكم منها –فضلا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى:"واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" [الأحزاب: 34] كما أن زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- اختلفت أحوالهن بين غنى وفقرٍ وحسب ونسب وبساطة لكل من يتزوج بأي صورة من هذه الصور قدوة في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- مع زوجته التي تطابق حال زوجه وتعددهن فيه بيان لكل ما يمكن أن يقع من النساء داخل البيت كالغيرة والصبر والتآمر وطلب الدنيا؟ والتواضع ونشر العلم والرضى ... إلخ.
إن بسط الكلام في هذا الأمر متعذر في هذه العجالة واقرأ زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- لبنت الشاطئ. تعدد الزوجات لأحمد عبد الوهاب. الرحيق المختوم (الجزء الثاني) للمباركفوري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/295)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:49 م]ـ
يحرجنا؟ لماذا يحرجنا؟ المسلم الذي رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا لا تحرجه هذه الأشياء.
فسنة نبينا هي أسوتنا و منهاجنا و طبعا تعدد زوجاته عليه الصلاة و السلام كانت لحكمة أرادها الله عز و جل.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 09 - 06, 02:54 ص]ـ
الاخ عيسى صاحب الموضوع خانك التعبير او خان صاحبك ان كنت ناقلا عنه معاذ الله ان يضعنا رسول الله فى حرج من افعاله معاذ الله فكل افعاله واقواله هدى ونور هذا اعتقادنا ولا شأن لنا بمن ضل وغوى وجزاكم الله خيرا(67/296)
هل نكهة فم الكلب طيبة كما يقوله الشافعية؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 09 - 06, 07:46 م]ـ
أعنى هل ثبت ذلك بالتجربة أو الطب؟؟
تعليل الشافعية هو أن كثرة اللهث بلسانه يؤدى إلى ذلك
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:40 م]ـ
ليس بطيب يا أخي،لأن لعاب الكلب نجاسة كبيرة حيث أمرنا النبي عليه الصلاة و السلام أن نغسل المكان الذي لمسته النجاسة 7 مرات إحداها بالتراب.
ـ[النادري القحطاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 12:26 ص]ـ
رائحة فمه مقرفة وهذا الكلام لا يحتاج إلى دليل
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:12 ص]ـ
نكهة فمه ..
هل تعنى الطعم أم الرائحة؟!!
إن كنت تقصد الرائحة فلدى جاري كلبا و يمكننى سؤاله عن ذلك، أما إن كنت تقصد الطعم فلن أجرؤ على سؤاله .. فكلبه بوليسي ولن استطيع الركض طويلا (ابتسامه):)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 12:08 م]ـ
أنا كان لدي قبل عدة سنوات كلب حراسة
و رائحة فمه ليست بالنتنه فهي رائحة لحم او أحيانا بدون رائحة
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:12 م]ـ
أعنى هل ثبت ذلك بالتجربة أو الطب؟؟
تعليل الشافعية هو أن كثرة اللهث بلسانه يؤدى إلى ذلك
من قال هذا واين قاله؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:22 م]ـ
ليس بطيب يا أخي،لأن لعاب الكلب نجاسة كبيرة حيث أمرنا النبي عليه الصلاة و السلام أن نغسل المكان الذي لمسته النجاسة 7 مرات إحداها بالتراب.
اظن ان الكلام عن كلب الصيد الذي يحضر الصيد بفمه كما هو معروف.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:29 م]ـ
مجدي أبو عيشة;474385] من قال هذا واين قاله؟ [/ quote]
قاله الخطيب الشربينى فى الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع (1/ 149) عند قول الماتن "إلا شعر آدمى"
وذكره ابن دقيق العيد فى شرح الإلمام
وهذا معروف عند الشافعية رحمهم الله حتى يستقيم لهم القول بنجاسة الكلب بالقياس على ريقه الذى هو أطيب أجزائه (قياس أولوى)
والذى يظهر أنه يريدون رائحته "نكهته"
ولا أراهم تكلموا بهذا عن غير علم أو تجربة
فالله أعلم لم أجد ما يشفى الغليل فى هذا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 09:25 م]ـ
لا دليل على نجاسة الكلب بل النجاسة يأ أخ أمجد الفلسطينى تتمثل في لعابه كما دلت عليه الأدلة الصحيحة .....
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[17 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
قاله الخطيب الشربينى فى الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع (1/ 149) عند قول الماتن "إلا شعر آدمى"
وذكره ابن دقيق العيد فى شرح الإلمام
وهذا معروف عند الشافعية رحمهم الله حتى يستقيم لهم القول بنجاسة الكلب بالقياس على ريقه الذى هو أطيب أجزائه (قياس أولوى)
و قال فى مغنى المحتاج "فثبتت نجاسة فمه وهو أطيب أجزائه بل هو أطيب الحيوان نكهة لكثرة ما يلهث فبقيته أولى"
و ليس المقصود أن نكهة فم الكلب طيبة و ما قال الشافعية ذلك
و لكن المقصود أنه إذا كان لعاب الكلب نجسا و معلوم ان اللعاب هو أنظف ما فى الحيوان عامة و الكلاب خاصة لكثرة ما يلهث الحيوان فيتجدد لعابه بذلك فإذا كان هذا اللعاب المتجدد دائما نجسا فبالأولى يكون باقى الكلب نجس.
فتكون المحصلة أن الكلب كله نجسه لأن أكثر الأجزاء نظافة فيها حكم الشرع بنجاستها
فقوله ــ أطيب أجزائه ــ أى بالنسبة لباقى جسده لا مطلقا. هذا ما ظهر للفقير و الله أعلى و أعلم(67/297)
ما معنى قاعدة: الغاية تخالف المغيى فإن كانت من جنسه دخلت فيه وإلا فلا.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 09:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى قاعدة: الغاية تخالف المغيى فإن كانت من جنسه دخلت فيه وإلا فلا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 09:57 م]ـ
المقصود منها - والله تعالى أعلم - أنه إذا جاءك نص فيه ذكر حكم المغيا (أي الذي له غاية) مع ذكر غايته، فمتى نقول إنها تدخل فيه ومتى نقول: إنها لا تدخل؟
إن كانت الغاية من جنس المغيا كما لو قلت لك: (كل الرغيف إلى آخره)، فآخر الرغيف يدخل في الأكل المذكور؛ لأن آخر الرغيف من جنس الرغيف.
وأما إن كانت الغاية مخالفة للمغيا فإنها لا تدخل فيه كما لو قلت لك: (اغسل وجهك من الذقَّن إلى الرأس) فالرأس لا يكون داخلا في المطلوب؛ لأنه ليس جزءا من الوجه.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:37 ص]ـ
المقصود منها - والله تعالى أعلم - أنه إذا جاءك نص فيه ذكر حكم المغيا (أي الذي له غاية) مع ذكر غايته، فمتى نقول إنها تدخل فيه ومتى نقول: إنها لا تدخل؟
إن كانت الغاية من جنس المغيا كما لو قلت لك: (كل الرغيف إلى آخره)، فآخر الرغيف يدخل في الأكل المذكور؛ لأن آخر الرغيف من جنس الرغيف.
وأما إن كانت الغاية مخالفة للمغيا فإنها لا تدخل فيه كما لو قلت لك: (اغسل وجهك من الذقَّن إلى الرأس) فالرأس لا يكون داخلا في المطلوب؛ لأنه ليس جزءا من الوجه.
جزيتم خيرا على التوضيح
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:12 م]ـ
المقصود منها - والله تعالى أعلم - أنه إذا جاءك نص فيه ذكر حكم المغيا (أي الذي له غاية) مع ذكر غايته، فمتى نقول إنها تدخل فيه ومتى نقول: إنها لا تدخل؟
إن كانت الغاية من جنس المغيا كما لو قلت لك: (كل الرغيف إلى آخره)، فآخر الرغيف يدخل في الأكل المذكور؛ لأن آخر الرغيف من جنس الرغيف.
وأما إن كانت الغاية مخالفة للمغيا فإنها لا تدخل فيه كما لو قلت لك: (اغسل وجهك من الذقَّن إلى الرأس) فالرأس لا يكون داخلا في المطلوب؛ لأنه ليس جزءا من الوجه.
ما معنى " الغاية "، " المغيى"؟
هل هناك حروف تدل على دخول الغاية في المغيى أو خروج الغاية من المغيى؟
وفي قوله تعالى:" وأيديكم إلى المرافق " فهل المرافق من جنس الغاية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:17 م]ـ
الغاية: آخر الشيء
والمغيا: الشيء الذي ذكرت له غاية
الحروف مثل (إلى) و (حتى)
وأما دخول الغاية في المغيا فليست بدلالة الحروف، ولكنها بدلالة ألفاظ الغاية والمغيا كما في القاعدة المذكورة.
(المرافق) جزء من (الأيدي)، فعلى القاعدة المذكورة تدخل المرافق في الغسل المطلوب.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 06:30 م]ـ
والمغيا: الشيء الذي ذكرت له غاية
.
ما معنى هذا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 07:02 م]ـ
يعني مثلا {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم}؟
إلى أي غاية أغسل اليد؟ هل أغسل اليد إلى الرسغ؟ هل أغسل اليد إلى المرفق؟ هل أغسل اليد إلى الإبط؟ فلذلك ذكر (الغاية) بقوله {إلى المرافق}.
فالأيدي هي (المغيا) أي الذي ذكرت له غاية، وهي (المرافق) هنا.(67/298)
السرايا والغزوات
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 09 - 06, 10:21 م]ـ
السرايا والغزوات
تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين كانوا آخذين بالحيطة والحذر من بداية أمرهم، وذلك بالحراسة والبيات مع السلاح، فلما نزلا الإذن بالقتال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتب البعوث والدوريات العسكرية، ويؤمر عليها أحداً من أصحابه، وهي المسماة بالسرية، وربما خرج فيها بنفسه وهي المسماة بالغزوة، وكان المقصود منها:
1 – استكشاف حركات العدو، وتأمين أطراف المدينة، حتى لا يؤخذ المسلمون على غرة.
2 – الضغط على قريش بالتعرض لقوافلهم حتى يشعروا بالخطر على تجارتهم وأموالهم وأنفسهم، فإما أن يفيقوا عن غيهم، ويسالموا المسلمين ويتركوهم على حريتهم في نشر الإسلام والعمل به، وهذا غاية ما كان يتمناه المسلمون أو يختاروا طريق الحرب والقتال فيخسروا أولاً طريق تجارتهم، لأنها كانت تمر بأطراف المدينة، ويلقوا ثانياً جزاء شرهم وعدوانهم بإذن الله ونصره لعباده المؤمنين، وهذا الذي وقعت الإشارة إليه في كلام الله سبحانه وتعالى مراراً.
3 – عقد مواثيق التحالف، أو عدم الإعتداء مع قبائل أخرى.
4 – إبلاغ رسالة الله، ونشر دعوة الإسلام قولاً وعملاً.
وأول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية تسمى بسيف البحر بعثها في رمضان في السنة الأولى من الهجرة، وأمر عليها عمه حمزة بن عبد المطلب، وكان قوامها ثلاثين رجلاً من المهاجرين، وقد واصلوا سيرهم حتى بلغوا سيف البحر – أي ساحل البحر الحمر – من ناحية العيص، واعترضوا عيراً لقريش قادمة من الشام، عليها أبو جهل، في ثلاثمائة رجل، فاصطف الفريقان، وكاد يقع القتال، لكن توسط مجدي بن عمرو الجهني، فانصرف الفريقان.
كانت هذه السرية أول عمل عسكري في تاريخ الإسلام، وكان لواؤها أبيض، وهو أول لواء عقد في تاريخ الإسلام، وحمل اللواء أبو مرثد كناز بن حصين الغنوي.
ثم تتابعت البعوث والسرايا فأرسل في شوال عبيدة بن الحارث في ستين رجلاً من المهاجرين إلى بطن رابغ فلقي أبو سفيان وهو في مائتي رجل، فوقع الترامي دون القتال.
ثم أرسل في ذي القعدة سعد بن أبي وقاص في عشرين رجلاً من المهاجرين إلى الخرار قريباً من رابغ فلم يلق كيداً.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى الأبواء أو ودان في صفر سنة 2 ه في سبعين رجلاً من المهاجرين، فلم يلق أحداً وعقد ميثاق الأمان والتناصر مع عمرو بن مخشي الضمري، وكانت أول غزوة خرج لها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم خرج إلى بواط من ناحية رضوى، في ربيع الأول سنة 2 ه في مائتي من المهاجرين، فلم يلق أحداً.
وفي نفس الشهر أغار كرز بن جابر الفهري على مراعي المدينة وساق بعض المواشي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه إلى سفوان من ناحية بدر، في سبعين رجلاً من المهاجرين، ولكن كرزاً أفلت ونجح في الفرار، وهذه الغزوة تسمة بغزوة بدر الأولى.
ثم خرج في جمادي الأولى أو الآخرة سنة 2 ه إلى ذي العشيرة في مائة وخمسين، أو في مائتين من المهاجرين، يعترض عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام، ولكنها فاتته قبل أيام، وعقد ميثاق عدم العدوان مع بني مدلج.
ثم بعث في شهر رجب سنة 2 ه عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة، بين مكة والطائف، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين، ليأتوا بخبر عير قريش، لكنهم هجموا عليها فقتلوا رجلاً، وأسروا اثنين، وساقوا العير، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم يرض به، فأطلق الأسيرين وأدى دية المقتول.
وكان الحادث في آخر يوم من رجب، فأثار المشركون ضجة بأن المسلمين انتهكوا حرمة الشهر الحرام. فأنزل الله: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل).
وفي شعبان سنة 2 ه حول الله القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وكان ذلك مما يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتظره، وقد انكشف بذلك بعض المخادعين من المنافقين واليهود الذين دخلوا في الإسلام زوراً فارتدوا وتطهرت صفوف المسلمين منهم.
تلك هي التحركات العسكرية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون لحفظ أمن المدينة وأطرافها، ولإشعار قريش بسوء عاقبتها إن لم تكف عن شرها، ولكنها ازدادت في العلو والإستكبار، فلاقت جزاء أمرها في بدر، وكان عاقبة أمرها خسراً.
ـ[الحميداني المطيري]ــــــــ[14 - 09 - 06, 10:58 م]ـ
الله يجزيك خير ويجعل هذا في ميزان حسناتك(67/299)
الوجودية
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:08 م]ـ
الوجودية
التعريف:
الوجودية مذهب فلسفي أدبي ملحد، وهو أشهر مذهب استقر في الآداب الغربية في القرن العشرين. ويرتكز المذهب على الوجود الإنساني الذي هو الحقيقة اليقينية الوحيدة في رأيه، ولا يوجد شيء سابق عليها، ولا بعدها، وتصف الوجودية الإنسان بأنه يستطيع أن يصنع ذاته وكيانه بإرادته ويتولى خلق أعماله وتحديد صفاته وماهيته باختياره الحر دون ارتباط بخالق أو بقيم خارجة عن إرادته، وعليه أن يختار القيم التي تنظم حياته.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
دخل المذهب الوجودي مجال الأدب على يد فلاسفة فرنسيين: جبرييل مارسيل المولود عام 1889م وقد أوجد ما أسماه الوجودية المسيحية، ثم جان بول سارتر الفيلسوف والأديب الذي ولد 1905م ويعد رأس الوجوديين الملحدين والذي يقول: إن الله خرافة ضارة،وهو بهذا فاق الملحدين السابقين الذين كانوا يقولون إن الله خرافة نافعة .. - تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً - ومن قصصه ومسرحياته. الغثيان، الذباب،الباب المغلق.
ومن الشخصيات البارزة في الوجودية: سيمون دي بوفوار وهي عشيقة سارتر التي قضت حياتها كلها معه دون عقد زواج تطبيقاً عملياً لمبادئ الوجودية التي تدعو إلى التحرر من كل القيود المتوارثة والقيم الأخلاقية.
الأفكار والمعتقدات:
·الوجود اليقيني للإنسان يكمن في تفكيره الذاتي، ولا يوجد شيء خارج هذا الوجود ولا سابقاً عليه، وبالتالي لا يوجد إله ولا توجد مثل ولا قيم أخلاقية متوارثة لها صفة اليقين، ولكي يحقق الإنسان وجوده بشكل حر فإن عليه أن يتخلص من كل الموروثات العقيدية والأخلاقية.
· إن هدف الإنسان يتمثل في تحقيق الوجود ذاته، ويتم ذلك بممارسة الحياة بحرية مطلقة.
· الالتزام في موقف ما - نتيجة للحرية المطلقة في الوجود - من مبادىء الأدب الوجودي الرئيسة .. حتى سميت الوجودية: أدب الالتزام أو أدب المواقف .. أي الأدب الذي يتخذ له هدفاً أساسياً أصحابه هم الذين يختارونه. وبذلك جعلوا القيمة الجمالية والفنية للأدب بعد القيمة الاجتماعية الملتزمة.
· ولقد نتج عن الحرية والالتزام في الوجودية، القلق والهجران واليأس:
- القلق نتيجة للإلحاد وعدم الإيمان بالقضاء والقدر .. ونبذ القيم الأخلاقية والسلوكية.
- والهجران الذي هو إحساس الفرد بأنه وحيد لا عون له إلا نفسه.
- واليأس الذي هو نتيجة طبيعية للقلق والهجران، وقد حاول سارتر معالجة اليأس بالعمل، وجعل العمل غاية في ذاته لا وسيلة لغرض آخر، وحسب الوجودي أن يعيش من أجل العمل وأن يجد جزاءه الكامل في العمل ذاته وفي لذة ذلك العمل.
الجذورالفكرية:
· ترجع بذور مذهب الوجودية إلى الكاتب الدانمركي كيركا جورد 1813 - 1855م وقد نمى آراءه وتعمق فيها الفيلسوفان الألمانيان مارتن هيدجر الذي ولد عام 1889م، وكارك يسبرز المولود عام 1883م.
· وقد أكد هؤلاء الفلاسفة أن فلسفتهم ليست تجريدية عقلية، بل هي دراسة ظواهر الوجود المتحقق في الموجودات.
· والفكر الوجودي لدى كيركاجورد عميق التدين، ولكنه تحول إلى ملحد إلحاداً صريحاً لدى سارتر.
- ومهما حاول بعض الوجوديين العرب، وغيرهم، تزيين صورة الوجودية، إلا أنها ستبقى مذهباً هداماً للأديان والعقائد والقيم الأخلاقية.
أماكن الانتشار:
· انتشرت الوجودية الملحدة في فرنسا بشكل خاص، وكانت قصص ومسرحيات سارتر من أقوى العوامل التي ساعدت على انتشارها.
ويتضح مما سبق:
أن الوجودية مذهب فلسفي أدبي ملحد، وهو أشهر المذاهب الأدبية التي استقرت في الآداب الغربية في القرن العشرين ويرى أن الوجود الإنساني هو الحقيقة اليقينية الوحيدة عند الوجوديين، بحيث إنه لا يوجد شيء سابق على الوجود الإنساني كما أنه لا يوجد شيء لا حق له، ولذا فإن هدف الإنسان يتمثل في تحقيق الوجود ذاته، ويتم ذلك بممارسة الحياة بحرية مطلقة. وقد أفرز هذا المذهب أموراً عديدة منها القلق واليأس نتيجة للإلحاد وعدم الإيمان وهما من ركائز هذا المذهب. لذا يجب أن يعي الشباب المسلم حقيقة هذا المذهب وهو يتعامل مع إفرازاته.
ولا شك أن الإسلام يرفض الوجودية بجميع أشكالها ويرى فيها تجسيداً للإلحاد. أو أن قضايا الحرية والمسؤولية والالتزام التي تدعو إليها الوجودية غير مقيدة بأخلاق أو معتقدات دينية. وهي تنادي بأن الإنسان لا يدري من أين جاء ولا لماذا يعيش وهذه جميعها أمور محسومة في الإسلام وواضحة كل الوضوح في عقل وضمير كل مسلم آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً نبياً وقدوة وإماماً.(67/300)
فائدة نفيسة من كتابٍ جديد لابن عاشور
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 02:21 م]ـ
في الموطأ:
روى مالك عن ابن شهاب: أن عمر بن عبدالعزيز أخَّر الصلاة يوماً فدخل عليه عُروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوماً وهو بالكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ماهذا يا مغيرة؟ أليس قد علمتَ أن جبريل نزل فصلَّى فصلَّى رسول الله. ثم صلَّى فصلَّى رسول الله. ثم صلَّى فصلَّى رسول الله. ثم صلَّى فصلَّى رسول الله. ثم صلَّى فصلَّى رسول الله. ثم قال: بهذا أُمرتَ، فقال عمر بن عبدالعزيز: اعلم ماتحدّث به يا عُروة، أو إن جبريل هو الذي أقام لرسول الله وقت الصلاة؟ قال عروة: كذلك كان بشيرُ بن أبي مسعود يحدث عن أبيه ...
قال ابن عاشور:
هذا الحديث أغر، ففيه مراجعة فقيهين لأميرين، وفيه تلقّي تابعي عن تابعي، وصحابي عن صحابي، ورسول عن رسول وكان عمر بن عبدالعزيز أمير المدينة، وكان المغيرة بن شعبة أمير الكوفة، وفي هذا الحديث بيان إجمال آيات أوقات الصلوات.
ـــــــــــــ
من كتاب كشف المُغَطّى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ.(67/301)
ما هي الكتب التي عند رأسك؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:11 م]ـ
الإخوة الفضلاء /
سمعت الشيخ الدكتور / حسين الحكمي وفقه الله تعالى يذكر عن نفسه:
أنه وضع كتاب (سير أعلام النبلاء) عند رأسه، فيقرأ منه قبيل النوم ما تيسر، يقول الشيخ:
فختمتُه في سنة
بدأتُ في رمضان وانتهيت في رمضان
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
فتأملتُ في حالِنا - أصلح اللهُ حالَنا - فوجدتُ التقصير والقصور.
فقلتُ:
لعلي أطرح هذا الموضوع على إخواني حاثّا - نفسي وإياهم - على الإستفادة من الوقت (المحدد في المشاركة خاصة)، وحتى نستفيد من تجاربهم في قراءاتهم وإطلاعهم.
فما رأيكم؟.
ملحوظة:
الموضوع فُقد مع المفقودات، فوجدته في جوجل، ورأيت إعادته للفائدة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:21 م]ـ
الإخوة الأكارم:
سأنقل مشاركات الإخوة حسب ما وردت في الموضوع الأصلي، وقد حذفت ما لا علاقة له في الموضوع (كالشكر والتأييد والدعاء ونحوها).
----------
أبوصالح
عضو جديد تاريخ الانضمام: 28/ 03/06
المشاركات: 80
--
كان عند رأسي تفسير (السعدي) ثم انتهى قبل أيام .. والآن حلّ ضيفاً (تفسير ابن كثير) ج5ت: البنّا .. يسّر الله تمامه.
-------------------
د. سليمان بن محمد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 07/ 04/05
المشاركات: 26
-------------
سبحان الله، سير أعلام النبلاء في سنة، ثم تقول: تأملت في حالنا فوجدت التقصير والقصور؟
يا أخي سير أعلام النبلاء لا يقرأ إلى في أوقات تعب الذهن، لأنه لا يحتاج إلى شدة تركيز وتدقيق، وقراءته لا تستغرق أكثر من شهرين أو ثلاثة ... بارك الله فيك.
------------------
14/ 05/06, 03:32 03:32:20 Am
تركي النجدي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 15/ 05/05
المشاركات: 38
---------------
أما أنا فإنني لا أفتر عن (المنهاج) لو قلت أنني أكاد أحفظ بعض أجزاءه ما كذبت , كيف لا وقد قرأت بعض مواضع منه ما يزيد على السبعين مرة. ولله الحمد والمنة.
أما المجلد الثاني فإني أرى أن من يريد أن يعذب حاله فليقرأ منه.
وعند رأسي جواهر الأدب , وعند رأسي كافي الكليني بأجزاءه كلها.
-----------
14/ 05/06, 04:43 04:43:24 Am
أبو عدنان
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 09/ 07/05
المشاركات: 243
----------
الكليني أعوذ بالله من شره!
لا آمن على رأسي بقربه .. :)
بجنب رأسي هذه الأيام الفروق للقرافي و شرح المغني (للجاربردي) لسعد الله الميلاني
------------------
14/ 05/06, 07:16 07:16:18 Am
سلة الخيرات
عضو جديد تاريخ الانضمام: 13/ 11/03
المشاركات: 40
---------------------------
قرأته أكثر من مرة وتبين من خلاله حالنا في الرد والحكم ولا حول ولا قوة إلا بالله
((أصول الحكم على المبتدع عند ابن تيمية - للحليبي)).
((التدمرية)) القراءة الرابعة له أسأل الله أن يعينني على فهمه واستيعابه
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:27 م]ـ
14/ 05/06, 06:42 06:42:55 PM
المسيطير تاريخ الانضمام: 25/ 08/03
المشاركات: 1,860
-------------------
أحسنت يادكتور /
لكن مع المداومة والثبات.
وإليكم المثال /
القراءة قبيل النوم أي ما يعادل نصف ساعة تقريبا.
فلو افترضنا أن القراءة تتم بشكل يومي، لقلنا: نصف ساعة يوميا في السنة.
أي:
نصف ساعة في كل 360 يوم
أي:
ساعة في 180 يوم
أي:
180 ساعة قراءة في السنة.
فلو افترضنا أن القراءة المتوسطة 200 وجه في الساعة (خاصة لسير أعلام النبلاء، لأن صفحة واحدة منه تعادل نصف صفحة من غيره، نظرا لتباعد ما بين السطور، وكثرة الفراغات).
فيكون (100) صفحة في الساعة.
فإذا كان معدل المجلد (500) صفحة.
فيستطيع القارئ قراءة المجلد الواحد في 5 ساعات.
180 ساعة / 5 ساعات (للمجلد الواحد) = 36 مجلد في السنة.
ولو قلنا 50 صفحة في الساعة = فقراءة المجلد الواحد تكون في 10 ساعات.
180 ساعة / 10 ساعات = 18 مجلد.
ما أكثر قصورنا، وتكاثر تقصيرنا!!؟.
والله المستعان.
__________________
14/ 05/06, 07:18 07:18:37 PM
الاستاذ
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 07/ 09/04
محل السكن: مصر
المشاركات: 3,821
-------------
كان عندي رأسي الشهر الماضي (التفريع).
والان الأغاني أنهي كل ليلة شخصية من شخصياته.
__________________
14/ 05/06, 08:43 08:43:39 PM
عصام البشير
مشرف منتدى اللغة العربية تاريخ الانضمام: 07/ 03/02
محل السكن: المغرب
المشاركات: 1,686
----------------
جزاكم الله خيرا.
طريقتي أني أفتح كتبا متعددة في نفس الوقت.
فعندي كتب في السيارة، وأخرى في العمل أسترق إليها النظر، وأخرى فوق المكتب، وأخرى قرب سرير النوم، وهكذا.
ولكل مكان ما يلائمه من الموضوعات.
لذلك فالأصل عندي أن تكون الكتب القريبة من مكان النوم من النوع الخفيف الذي لا يحتاج كبير جهد في التركيز، مثل كتب التاريخ والتراجم والأدب.
أما في السيارة فأُفضل كتب الحديث التي تحتاج إلى سرد مجرد للأحاديث، دون بحث أو تمحيص.
وهكذا.
__________________
14/ 05/06, 10:06 10:06:46 PM
عبدالله الخليفي
عضو مميز تاريخ الانضمام: 14/ 03/05
المشاركات: 611
---------------------
قد تستغربون من هذا
ولكن
التذييل على كتب الجرح و التعديل
مكث تحت وسادتي لفترة ليست بالقصيرة
__________________
14/ 05/06, 10:16 10:16:17 PM
المسيطير تاريخ الانضمام: 25/ 08/03
المشاركات: 1,860
-------
لازالتَ مباركا - شيخنا الكريم -:
للفائدة:
مكتبة سيارتك (للمشاركة):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ghlight=i_mate
__________________
15/05/06, 12 :17 12:17:49 AM
عبد اللطيف الحسيني
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 12/ 08/05
المشاركات: 316
----------
أما أنا ففوق راسي كتاب الله،
وهل يغني سواه؟
وأسأل الله أن يغفر لي تقصيري في حق هذا الكتاب العظيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/302)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:32 م]ـ
15/ 05/06, 12:43 12:43:29 AM
أبوصالح الكويتي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 02/06
المشاركات: 38
------------
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الطيب
اما انا فأضع جهاز الاب توب عند راسي و اتصفح فيه مواقع لأهل العلم و بالاخص ملتقى اهل الحديث وفيه فوائد كثيرة و اتجول بعض المرات المكتبة الشاملة و مكتبة الاباني و مكتبة ابن التيمية و مكتبة اهل السنة و مكتبة الحديث النبوي
و في الختام ادعو الله ان يهدي مخترع ال dsl الى الاسلام لانه قدم خيرا كثيرا للعالم فيأخد الثواب الكثير
و الله لا يغير علينا و الله يخلي الانترنت
__________________
15/ 05/06, 02:37 02:37:54 AM
الأحمدي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 29/ 12/04
المشاركات: 311
-------------
::: صفقة رابحة:::
إلى الباحثين عن المتعة:
طريقة مجربة ومضمونة 100%
إذا لجأت إلى فراشك
فاكرع ترجمة نبيل من نبلاء سير أعلام النبلاء
مع ثلاث ملاعق من مقامات الحريري
ولك الخيار في تقديم أذكار النوم أو تأخيرها
أما إذا راودك الأرق
فنصيحتي لك بهذه الوصفة:
خذ أربعة أبواب من كتاب الفضائل من رياض الصالحين
يشرط أن يكون منها: باب فضل قيام الليل
ثم إختمها بركعتين
فضمانتي لك أن لا تمر عليك هذه الليلة
إلا وأنت قرير العين.
(البضاعة المشتراه لا ترد ولا تستبدل)
__________________
15/ 05/06, 12:11 12:11:46 PM
ابو سعد الحميّد
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 26/ 02/05
المشاركات: 457
-------------
جزاكم الله خيراً، الكتب التي عندي تتغير كل فترة لكن الموجود الآن:
1 التعليقات على لمعة الإعتقاد لشيخنا الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله.
2 سبل السلام للصنعاني المجلد الأول
3 أربع رسائل في علوم الحديث جمع ابو غدة
4 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي
5 براءة أهل الجديث والسنة من بدعة المرجئة للكثيري
6 شرح مختصر الطوفي
7 كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد
8 تيسير مصطلح الحديث
9 مخطوطة للشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله أدلة النصوص والاجماع على فرض القتال للكفر والدفاع.
10 إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل للشيخ سليمان بن سحمان
والله أعلم.
__________________
15/ 05/06, 12:53 12:53:29 PM
أبو دانية
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 03/05
المشاركات: 319
---------------
صحيح البخاري
__________________
15/ 05/06, 05:47 05:47:36 PM
أبو الأم
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 12/ 11/05
المشاركات: 402
----------------
بعد ان كتب بعض الافاضل كتبهم ..
وانا لست في مقامهم ..
وارجو الله ان اسلك في مسلكهم ..
وحتى لا يتثبط القراء ..
يكتب العبد الضعيف .. :
احب ان اضع عند راسي ثمانية كتب ..
اتخير منها ..
فعند راسي:
اذكار النووي
ونزهة الفضلاء تهذيب السير
ورياض الصالحين
وشرح عمدة الاحكام لابن دقيق العيد
والكفاية لذوي العناية
والشفا في الطب للتيفاشي
وشمائل الترمذي
وقد تبيت فترات بجواري ..
فاذا قمت بترتيب غرفتي اعدتها الى دارها سالمة ..
ثم لاتزال تعود .. حتى تتكامل .. وهكذا ..
وكان فيما مضى رجال من التاريخ وصور من حياة الصحابة.
ومنهاج القاصدين ..
__________________
15/ 05/06, 06:09 06:09:22 PM
عبدالله العلي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 03/ 03/06
المشاركات: 63
------------
الكتاب الذي أضعه عند رأسي هو آخر كتاب اشتريته لأتعرف عليه، فإما أن أقرأه كله أو بعضا منه، أو أمر على خطوطه العريضه، وهكذا يأتي كتاب آخر ..
__________________
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:44 م]ـ
الكتاب الذي عند راسي هو مختصر النظر في أحكام النظر بحاسة البصر لابي العباس القباب الفاسي والذي اختصره من كتاب القطان رحمه الله النظر في أحكام النظر بحاسة البصر
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:49 م]ـ
16/ 05/06, 01:39 01:39:01 Pm
أبو العالية
_ عفا الله عنه _ تاريخ الانضمام: 21/ 05/03
المشاركات: 214
---------
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
هذا موضوعٌ شيقٌ ولطيف، والحاجةُ من الكتب فيه نوعٌ خَفيف، وحبذا القلمُ النَّحيف، ليشرِّق ويغرِّب بالتطريف، وفيه مأمنه من التحريف.
لذا عليك بعلم الأدب، والسير، وملح المسائل، ولا تنسَ الشعر العفيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/303)
_ أحب كثيراً قراءة رياض الصالحين (وهذا كتاب عظيم النفع، وأنعم وأكرم به من زاد، وأي زاد)
_ وأحب قراءاة المقامات للحريري وللسيوطي وغيرهما.
_ وكذا أحب كتابة الخواطر والسوانح قبيل النوم سيما وهي تتراقص مداعبة خيالي، وملوحة لي دع النوم ولا تبالِ.
والمهم مع القراءة تقييد العلم.
__________________
16/ 05/06, 02:04 02:04:38 Pm
عبدالمحسن المطوع
عفا الله عنه تاريخ الانضمام: 20/ 09/03
محل السكن: الكويت
المشاركات: 159
-------
معجم أسماء خيل العرب وفرسانها للعلامة حمد الجاسر رحمه الله.
__________________
16/ 05/06, 02:32 02:32:39 Pm
أبو الحسن الأثري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 07/ 12/05
المشاركات: 226
--------
موضوع مميز من أخ مميز زاده الله من فضله وتوفيقه
سير أعلام النبلاء حاليا فإن القراءة في كتب التاريخ والأدب في فترة قبيل النوم ممتعه
(حدثني أحد طلبة العلم أنه قرأ منهاج السنة قبل النوم حتى أتمه)!!!!!
__________________
19/ 05/06, 08:35 08:35:42 Pm
العوضي
الراجي عفو ربه تاريخ الانضمام: 31/ 10/02
محل السكن: الشارقة - الإمارات
المشاركات: 1,669
-----------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المسيطير
وكتاب (من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي).
المؤلف / سبنسر جونسون.
دار النشر/ مكتبة جرير
--
أخي العزيز عنوان الكتاب يعور البطن الله يعينك على قراءته (ابتسامة)
أما عن نفسي ففي أغلب الأحيان أضع مجلة الدعوة ومجلة الفتح عند رأسي واتصفحه قبل النوم
__________________
19/ 05/06, 11:44 11:44:13 Pm
خميس بن محمود الأندلسي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 25/ 05/05
محل السكن: الأسكندرية
المشاركات: 152
----------------
جزاك الله خيرا أخى المسيطير
موضع شيق جدا
عند رأسى كتاب
إقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام
__________________
20/ 05/06, 01:55 01:55:30 Am
محب احمد بن حنبل
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 05/ 05/03
المشاركات: 165
--------------
عند رأسي:
جامع العلوم والحكم
ذكريات علي الطنطاوي.
إلا أني كثيراً ماأنام عنهما!!!!
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:53 م]ـ
20/ 05/06, 08:24 08:24:56 Am
السنافي
عضو مميز تاريخ الانضمام: 04/ 07/05
المشاركات: 525
-------------
سبحان نسيت أن أذكر ما بجنبي من كتب .. !
و هي بضعة أجزاءٍ من سلسلتي الشيخ الألباني رحمه الله.
__________________
20/ 05/06, 02:19 02:19:19 Pm
أبوالمقدادالمنبجي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 10/ 07/05
محل السكن: Uae
المشاركات: 313
----------------
مجلة ماجد ومجلة باسم:) كتب آجاتا كرستي قديما:)
أما الآن معجم الادباء لياقوت وأطلس تاريخ الإسلام حسين مؤنس انتهيت من قراءته أما الآن فأستند عليه عند النوم لكبر حجمه واراجع بعض الخرائط الموجودة فيه.
__________________
20/ 05/06, 03:41 03:41:02 Pm
أبوعبد الرحمن حسن بن محمد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 16/ 03/03
المشاركات: 16
-------
حمدًا لله وشكرًا ...
بقيت على هذه الطريقة زمنًا .. وكان الختم لكثير من الكتب ..
وقبل أيام خلت: قرأت شرح الفوزان على منظومة الآداب.
والآن: أنظر مراجعةً في صحيح البخاري مع شرح الأنصاري.
__________________
20/ 05/06, 10:28 10:28:25 Pm
محمد محمود الشنقيطى
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 12/ 12/04
المشاركات: 124
--------------------------
عند رأسي في هذه الليالي كتاب:
تحت وابل النيران في سراييفو
وهو ممتع ومحزن في نفس الوقت وفيه الكثير من الحقائق
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:56 م]ـ
20/ 05/06, 10:51 10:51:30 Pm
الزقاق
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 08/ 08/05
المشاركات: 122
-------------
السلام عليكم
أما أنا فعند رأسي هذه الأيام كتاب " بنية العقل العربي " للمفكر المغربي محمد عابد الجابري
كتاب فريد بحق.
و الله يقينا شر ما نأتي و ما نذر
أخوكم الزقاق
__________________
20/ 05/06, 11:11 11:11:37 Pm
محمد حامد الفيومى
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 17/ 08/05
المشاركات: 103
--------------
[=بارك الله فيك
أما العبد الفقير ففوق راسي كتاب الله،
وهل يغني سواه؟
وأسأل الله أن يغفر لي تقصيري في حق هذا الكتاب العظيم والله الموفق
__________________
20/ 05/06, 11:13 11:13:55 Pm
ابن تميم السلفي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 18/ 11/05
المشاركات: 17
--------------
أخي الزقاق ... خذ بالك من الكتاب .. ومن المؤلف ...
أما أنا بالقرب من رأسي دواوين الشعر .. الفرزدق وجرير .. وكتاب ((الأمالي)) ... وإذا مللت عرجت على كتب التاريخ .. وإذا رأيت في نفسي غفلة تدبرت في كتاب الغزالي ((احياء علوم الدين)) .....
.. والآن ما أقراء بضعة أسطر إلا والنوم هاجم علي ... !!!! فلم أعد كما كنت سابقا أقراء ثلاتين صفحة أو أكثر ... إذا لم تشغلني أم العيال باحاديثها ... !!!
__________________
21/ 05/06, 01:22 01:22:26 Am
الزقاق
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 08/ 08/05
المشاركات: 122
---------
شكرا أخي ابن تميم السلفي و أطمئنك أني إن شاء الله على بصيرة من امر الكتاب و صاحبه بعون الله و على كل أعانك الله على النعاس و أحاديث الإيناس (ابتسامة)
أخوكم الزقاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/304)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:00 م]ـ
21/ 05/06, 07:29 07:29:04 Pm
الجعفري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 17/ 07/05
المشاركات: 87
---------
الحقيقة موضوع شيق للغاية وفيه شحذ للكسالى أمثالي وهو يذكرني بماض لي حينما كنت أقرأ في أغلب الأماكن في المجلس وعند النوم - ويطير مني- وفي السيارة وحينما أذهب لبعض الأقارب ولو كانت قراءة غير منظمة , ثم أصابني فتور عظيم- ولا زال - أسأل الله أن يرفع عني وأطلب من الأخوة الدعاء لعل الله يستجيب دعاءهم ...
__________________
22/ 05/06, 04:18 04:18:24 Am
مسدد2
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 17/ 03/02
محل السكن: أونتاريو، كندا
المشاركات: 131
-----------------------------
التجريد الصريح، للزَبيدي، القراءة الثانية
-----------------------
22/ 05/06, 05:39 05:39:36 Pm
الزرعوني
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 11/05
المشاركات: 33
-----------------------
أعظم كتاب
القرآن الكريم أسأل الله العظيم أن ييسر حفظه
__________________
26/ 05/06, 03:25 03:25:33 Pm
تركي النجدي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 15/ 05/05
المشاركات: 94
------------
بالمناسبة أيها الأحبة ..
البعض مجرد أن يبدأ يقرأ يأتيه السلطان " النوم " فيطرحه طرحاً.
مشكلة صاحبكم.
أنه مجرد أن يبدأ يقرأ يطير عنه النوم وبعض الأوقات لا أعلم بنفسي إلا أذا قال (الله أكبر) حينها أعلم أنني على خطر.
غير أني أحمد الله تعالى على كل حال , وخصوصا أن الله جعل نفسي قنوعة في نومها , فالنصف ساعة تكفيني حتى العصر ولله الحمد والمنة.
الآن قدم بحمد اللهِ ومنته كتاب (تأويل مختلف أهل الحديث) لابن قتيبة. رحمه الله.
لا أدري عن الكتاب شيء بعد ولكن الطابور عليه.
____
26/ 05/06, 04:10 04:10:31 Pm
أبو أيوب الجهني
عضو جديد تاريخ الانضمام: 07/ 12/05
المشاركات: 58
-----------
عند رأسي كتاب (قصص الأنبياء) المستل من المجلد الأول من البداية والنهاية لابن كثير , وكتاب (مختصر تفسير الطبري) للتجيبي , وكتاب (تهذيب السير النبوية) للنووي.
__________________
26/ 05/06, 05:22 05:22:15 Pm
ابو بكر
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 02/05
المشاركات: 5
-------------
السلام عليم
يوجد عند رأسي الأذكار
أسأل الله أن يغفر تقصيرنا
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:02 م]ـ
26/ 05/06, 08:41 08:41:56 PM
أبو الفرج المنصوري
عضو مميز تاريخ الانضمام: 17/ 10/05
المشاركات: 561
---------------
أنا عند رأسي هذا الكتاب الماتع:
>>بهجة المجَالس، وأُنس المُجالس، وشحذ الذاهن والهاجس<<لابن عبد البر _رحمه الله_
وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير على الإشارة لهذا الكتاب
وجزى الله خيرا أخينا الدرعمي عضو هذا الملتقى المبارك أبي قتادة محمد بن نبيل على الإعانة في العثور على هذا الكتاب
__________________
07/ 06/06, 05:07 05:07:32 PM
أبو زيد المغربي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 02/ 05/05
محل السكن: الرباط/المغرب
المشاركات: 76
---------
الحمد لله،
عند رأسي كتاب الله تعالى، و الأعداد الأخيرة من مجلة "البيان"، و كتاب "مغالطات" لمحمد قطب، و كتاب " L'autre face du monde sans la décadence des musulmans" و هو ترجمة ممتازة لكتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين". و كذلك راديو كاسيت بداخله شريط سمعي لم أتممه منذ مدة لأني كلما شغلته استسلمت للنوم!!
__________________
07/ 06/06, 10:49 10:49:23 PM
رائد دويكات
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 14/ 02/06
المشاركات: 124
-----------
من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها
لعلي اقتفي هذا الاثر المبارك، لكني لست بهذه الهمة العالية، اسال الله العون
ولكن والفضل لله تعودت اني اذا فتحت كتابا حملت قلما وفتحت دفترا،وقرأته بهمة الناقد، واخذت بتلخيص فوائده، والتعقيب عليها بما يفيدني لاحقا في الكتابة او التدريس او الوعظ، وما خفي علي منه رجعت فيه الى اهل العلم والدراية
فأخرج بفضل الله ومنته بزبدة الزبدة من الكتاب.
هذه تجربتي مع الكتب وان كنت ارجو من الله ان يقوي عزيمتي ويبارك في وقتي حتى استطيع ان افعل مثلما يفعل الاخوة الاحباب بالقراءة اليومية المستمرة
والله الموفق لكل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/305)
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:05 م]ـ
08/ 06/06, 05:16 05:16:47 Am
ابن جندي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 28/ 07/05
المشاركات: 238
-------------
موضوع جميل بحق , بارك الله فيك أخي المسيطير
أنا عند رأسي الآن حتى تعلو الهمة كتاب " صفة الصفوة " لبن الجوزي رحمه الله ,
__________________
08/ 06/06, 02:58 02:58:58 Pm
سلطان التميمي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 07/ 04/05
المشاركات: 193
-------------
عند رأسي كتاب قيمة الزمن عند العلماء لعبدالفتاح أبو غدة وهو كتاب نافع في بابه و زاد المستقنع تحقيق الهبدان الطبعة الأخيرة
__________________
11/ 06/06, 12:02 12:02:51 Pm
كايند
عضو جديد تاريخ الانضمام: 28/ 12/05
المشاركات: 31
------
السلام عليكم ورحمة الله ..
أنا في السنة الأولى، الشهر الثاني لطلب العلم في حياتي .. لذا أرجو منكم النصيحة حول ما أضعه عند رأسي ..
أما ما أضعه فعلا فهو كتاب الله، حيث متعني الله بصوت جميل كنت أغني به سابقا .. وأنا في طريقي لأخذ إجازة .. فما تنصحون في هذه؟
كذلك كتاب ماتع مؤلم: (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لأبي الحسن الندوي.
__________________
15/ 06/06, 04:37 04:37:47 Am
البقاعي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 11/ 11/04
المشاركات: 88
----------
ما شاء الله على المشائخ الكرام ...
ولكن عندي تجربه وهي
ان الكتب كل ما كانت كثيره عند الرأس يتشتت الانسان وربما تكون بعضها عند رأسه مده ما يقراء شي منها
ولكن المفروض يجعل الانسان عند رأسه كتاب او كتابين على اكثر تقدير لكي يستطيع ان يركز ..
وانا عندما قرأت هذا الموضوع انتبهت للملاحظه السالفه ...
وأما ما عند رأسي فيصعب حصره ومنها
الانتصار للنبي سعد العنزي
قصة العائدة سلام احمد
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين سليم الهلالي
قصة الخلق من العرش الى الفرش عيد ورداني
لا تحزن عائض القرني
فتح الباري الجزء العاشر
تربية الابناء خالد العك
آفات على الطريق السيد محمد نوح
أفعال الرسول الاشقر
تفسير حدائق الروح والريحان ف روابي علوم القرآن الهرري الشافعي الجزء الثاني
أصول مذهب الشيعة للقفاري كل الاجزاء الثلاثه
دلائل الاحكام بهاء الدين يوسف بن رافع بن شداد
اللؤلؤ والمرجان لمحمد فؤاد
والاتقان للسيوطي
وشرح صحيح مسلم للنووي
وغيره كثير وكثير عفى الله عنا
ولكن قررت ان اجعل كتاب واحد عند رأسي حتى ينهي ...
وشكرا شكل المكتبه كله فوق راسي .... او شكلي انام تحت طاولة المكتبه ........... ابتسامه
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:12 م]ـ
15/ 06/06, 01:07 01:07:03 Pm
أبو عبد الله الروقي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 24/ 03/02
المشاركات: 214
----------
بُورِك فيكم .. هذا بابٌ لطيفٌ ..
ومثل هذا الوقت لا ينبغي إهماله مع عدم الغفلة عن الأذكار التي هي آخر ما يقال لا سيما ما ورد النص في كونها آخر ما يقول المسلم قبيل نومه ..
ومع أهمّيّة تنويع الفنون إلاّ أنّ هذا الوقت (قبيل النوم) يناسبه في نظري قراءة كتب التاريخ والتراجم والمذكّرات والرحلات والأدب وما إليها من الملح والنوادر ..
وأعرف من ختَم قبيل النوم:
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى وذيلها لابن رجب، والسحب الوابلة لابن حميد، و علماء نجد خلال ثمانية قرون لابن بسام، وتواريخ نجد لابن بشر وابن غنام، وجملة من كتب الطبقات كالديباج المذهب و الدرر الكامنة والبدر الطالع و سواها ...
ورحلات ابن بطوطة وابن جبير والبلادي ...
ومذكرات الطنطاوي ومحمد البهي وإبراهيم السامرائي والعقاد وأحمد أمين وسواها ..
وكتبا كثيرة في الأدب كنشوار المحاضرة وبهجة المجالس والفرج بعد الشدة وغيرها ...
__________________
15/ 06/06, 04:00 04:00:30 Pm
أبو محمد القحطاني
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 05/ 08/04
المشاركات: 459
-----------
موضوع شيق. ..
1 - الرحيق المختوم ....
ثم ودعته. . .
2 - التاج المكلل لأبي الطيب القنوجي.
ولم أكمله ..
2 - فشرعت في سير أعلام النبلاء: له لذة عجيبة خصوصاً بعد منتصف الليل لا أدري لماذا؟!
__________________
15/ 06/06, 09:13 09:13:09 Pm
فادي السلفي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 05/05
المشاركات: 43
-----------
1) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة
2) التحقيقات السلفيات الممهدات في شرح متن الورقات لشيخنا مشهور حسن آل سلمان
و كان قبل مدة وجيزة
موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية
و بعدها
إنارة الفكر في كيفية الذكر لقامع المبتدعة في زمانه برهان الدين البقاعي
__________________
18/ 06/06, 10:49 10:49:12 Pm
نبيه المنسي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 28/ 06/04
المشاركات: 175
--------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابو سعد الحميّد
جزاكم الله خيراً، الكتب التي عندي تتغير كل فترة لكن الموجود الآن:
1 التعليقات على لمعة الإعتقاد لشيخنا الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله.
2 سبل السلام للصنعاني المجلد الأول
3 أربع رسائل في علوم الحديث جمع ابو غدة
4 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي
5 براءة أهل الجديث والسنة من بدعة المرجئة للكثيري
6 شرح مختصر الطوفي
7 كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد
8 تيسير مصطلح الحديث
9 مخطوطة للشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله أدلة النصوص والاجماع على فرض القتال للكفر والدفاع.
10 إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل للشيخ سليمان بن سحمان
والله أعلم.
------------
ما شاء الله؟؟
إذن ماذا تقرأ في المكتبة الحقيقية؟؟؟؟
==
لكن ألا ترون أن هذا قد يكون من سوء الأدب في حق الزوجة خصوصا إذا كان طالب العلم طوال وقته في مكتبته (لللمتزوجين)
ابتسامة
__________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/306)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:14 م]ـ
01/ 07/06, 10:52 10:52:21 Am
ابوفهد النجدي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 27/ 08/04
المشاركات: 44
-------
كتاب الله عزوجل ..
(القرآن الكريم) ..
__________________
01/ 07/06, 11:07 11:07:17 Am
منصور الهجلة
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 11/ 06/06
المشاركات: 102
---------
الأخ / المسيطير سلمه الله
أنا لا جيت للفراش قليل جدا أضع شيئا عند رأسي.
وذلك لأن الزوجة المصونة وفقها الله لها حق علي، فإذا كنت طوال يومي عمل وقراءة وبحث وكتابة، وبعد أحط كتب عند رأسي، الله يستر.
فإذا كان معدل القراءة يوميا لا تقل عن خمس أو ثلاث ساعات في أسوأ الأحوال لماذا البخل بهذا الوقت الخاص جدا قبل النوم في أن يقول كلمة طيبة أو قصة طريفة لأطفاله أو زوجته أو ما شابه:)
وسلمتم
__________________
01/ 07/06, 05:45 05:45:52 Pm
أبو صالح الطحان
عضو جديد تاريخ الانضمام: 15/ 10/04
المشاركات: 49
-----------
كتاب مختصر تفسير ابن جرير مع المصحف
كتاب الجامع للخطيب
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:15 م]ـ
ننتظر بقية مشاركات الإخوة الأكارم.
فما تم وضعه أعلاه ............... هو ما وجدته.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:21 ص]ـ
أبعد ما يكون عن فراشي هذه الأيام كتب الحديث عموماً وكتب السنة وكتب الجرح خصوصاً، لأنها لو اقتربت مني فلن أتركها حتى يقول المنادي: (الصلاة خير من ....... )، وأقربها مني مجلساً كتابٌ قد يستغربه البعض ألا وهو (شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة للعبَّاد حفظه الله)، وأحياناً قليلة جداً تفسير ابن كثير.
وعن جانب العبادة في الليل أقول: (الله يغفر الذنب، ويرحم الحال)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 05:51 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
حيا الله أخانا الحبيب الشيخ المسيطير ..
وأما أخوك فالكتب التي عند رأسه تتغير مع الوقت والحال .. غير أنه لا يفارق رأسي جزء فيه كلام لأبي العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه، وأنا منذ فترة طويلة شغوف بكتاب الإيمان له (الجزء 7 من الفتاوي)، وقد أتيت عليه كثيرًا وانتفعتُ به ـ كما أحسب ـ شيئًا لا أحصيه في العلم والحال ..
ومعه في هذه الفترة، براءة أهل الحديث من بدعة الإرجاء ..
وتهذيب الأسماء واللغات، المجلد الأول، بحكم اهتمامي بالمذهب في الفترة الأخيرة بعد هجر طويل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:02 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء.
وأرى، والرأي لكم أن يتم الإعداد والقراءة في كتب أهل العلم المتعلقة بشهر رمضان وفضائله وأحكامه، نظرا لقرب الشهر.
أعاننا الله على صيامه وقيامه.
وللفائدة:
ماذا كان يفعل سماحة الإمام ابن باز رحمه الله قبل دخول رمضان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81270
ـ[أبو فيصل بن صالح]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:45 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
عند رأسي هذه الأيام:
الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون.
جزا الله جامعيه خير الجزاء.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:57 ص]ـ
مجموعة من كتب القراءات على رأسها النشر و شرح الطيبة للنويرى.
و كتاب سفر السعادة للفيروزأبادى غير ان هذه الكتب ليست عند رأسى و لكنها فى المكتبة اقرئها قبل النوم و غالبا قبل أن أنام أتصفح النت قليلا ثم أنام بعدها.
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 04:16 ص]ـ
كتاب المدخل إلى زاد المستقنع للشيخ سلطان العيد
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[22 - 09 - 06, 06:46 م]ـ
1 - الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال
2 - ذكريات الطنطاوي
3 - الشروط الصغير للطحاوي
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:49 م]ـ
في هذه الأيام أضع عند رأسي كتاب:
بحوث علمية نادرة
للشيخ / فهد بن عبد الله الصقعبي وفقه الله تعالى.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:57 م]ـ
الشرح الممتع لابن عثيمين
ـ[الناصح]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:21 م]ـ
أما أنا فلا أفارق مدارج السالكين لا سفر ولا حضر حتى في السيارة
وعند رأسي نادر المثيل في بابه فتح الباري شرح صحيح البخاري
وكان عند رأسي سير أعلام النبلاء فقرأت منه 17 مجلدا فأخذته يدٌ غاضبة لا أقدر على ردها والعلة أن المكتبة هي مكانه لا عند رأسك!
ولكن لعل الأمر اختلف قليلا هذه السنوات
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 01:16 ص]ـ
أما عن نفسي فعند رأسي
وتذكروا من الأندلس الإبادة
لأحمد رائف
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:33 ص]ـ
كتاب مختصر الفقه الإسلامي
جامعٌ لأصول وفروع شرعيةٍ شتى
مؤلِّفه: محمَّد بن إبراهيم التويجري
طبعة بيت الأفكار الدولية بلبنان 2005م
ولدي نسخ منه ليست بالكثيرة.
فعلى من أراده، كتابةُ صندوقِ بريدِه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/307)
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[23 - 11 - 06, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أقرأ هذه الأيام:
(صيد الخاطر) لابن الجوزي رحمه الله تعالى .. ووجدت فيه نفعاً عظيماً
ـ[أبو الفتح]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:15 م]ـ
رياض الصالحين.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 08:07 م]ـ
هاليومين
تقريب التدمرية
__________________
والمداومة على اقتضاء الصراط المستقيم
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[23 - 11 - 06, 08:39 م]ـ
مهذب رحلة إبن بطوطه المسمى " تحفه النظار , في غرائب الأمصار , وعجائب الاسفار "
وكما قال الشيخ عبدالكريم الخضير _ حفظه الله _ من اراد أمثله على الشرك والشرك الاصغر ووو فعليه بهذا الكتاب ,, والله المستعان
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[24 - 11 - 06, 09:38 ص]ـ
رائع يا شيخ سامي المسيطير بارك الله فيك
الكتاب الذي عند رأسي حاليا وأقرأ فيه هو كتاب (القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى) للشيخ محمد العثيمين رحمه الله
وكتاب (الروضة الندية شرح الدرر البهية) لصديق حسن خان رحمه الله وتخريج وتعليق محمد صبحي، وهو كتاب رائع بحق أحث الاخوة على قراءته ....
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:18 ص]ـ
موضوع طريف.
أما أنا فليس عند رأسي شيء من الكتب:)
فإني لا أخرج من المكتبة إلى غرفة نومي إلا وأنا لا أكاد أبصر طريقي:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 12:16 م]ـ
حالي كحال الشيخ وضاح تماماً .... خاصة وأن أم العيال من أنصار النوم المبكر بعد العشاء بقليل ولو تجرأت وأسرجت السراج فلا آمن على نفسي ولا على كتبي قذائف الإف 16 التي ستنطلق منها حفظها الله ورعاها .... وإذا تجرأت ورددت عليها فربما استعانت بالقوى الأجنبية التي على رأسها المدعوة حماتي ..... اللم اجعل كلامنا خفيفاً عليهم يا رب ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب المسيطير، فهذا موضوع شيق ماتع مفيد.
كان عند رأسي " الرحيق المختوم" فأنهيته.
ثم شرعت ردحا من الزمان أقرأ في شرح الزاد لشيخي الشيخ " حمد بن عبدالله الحمد"ومررت على كثير من أبوابه.
ثم عند رأسي الآن " فتاوي الحج والعمرة" للعلامة الألباني أراجعه وأرقم آياته وأحاديثه أهيئه للطبع. وقد استخلصت مادته من أشرطة الشيخ – رحمه الله تعالى-.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:52 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الإفادات الرائعة.
ولكني عند النوم لا أقرأ إلا قليلا وإنما أستمع إلى الأشرطة عند النوم، فالأشرطة التي عند رأسي حالياً هي شرح الموقظة للشيخ عبدالله السعد حفظه الله وقد أعدت سماع بعضها وقد استفدت كثيراً من أشرطة الشيخ عبدالله السعد حفظه الله وسمعت كثيراً منها عند النوم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:28 ص]ـ
ثم عند رأسي الآن " فتاوي الحج والعمرة" للعلامة الألباني أراجعه وأرقم آياته وأحاديثه أهيئه للطبع. وقد استخلصت مادته من أشرطة الشيخ – رحمه الله تعالى-.
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أسأل الله تعالى أن ييسر لك ما يعينك على إنهاء مابتدأته، وأن ينفع به، وبك.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:17 ص]ـ
أما أنا الكتاب الذي بجانبي هو كلام الله ...
وبجانبي كل يوم أيضا النهج الأسمى لشرح أسماء الله الحسنى ...
فمن أحب الله عرفه ومن عرفه اقبل عليه ...
وأيضا شرح رسائل محمد بن عبدالوهاب للشيخ الفوزان ...
ودفتر أكتب به بعض إجتهاداتي بتفسير الآيات الذي اسأل الله ان ييسر لي تأليفه ونشره .. مستقبلا ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وضعت العنوان في قوقل .....
فوجدته قد اقُتبس ....
فدخلت إحدى المنتديات التي سألت هذا السؤال ....
وليتني لم أدخل ....
وجدت من وضع الكتب التي تغضب الله تعالى ..... !!.
وجدت من وضع عند رأسه روايات الكفر والزندقة ..... !!.
ومن وضع كتب الأدب التي انسلخت من كل أدب .... !!.
ومن وضع كتب رويات المجون والفسوق ..... !!.
فحمدت الله تعالى .....
وقلت في نفسي:
نحن في نعمة لا نعرف قدرها ..... إلا إذا رأينا من حُرم منها.
فالحمد لله.
ـ[العماري القرني]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم
انا عندراسي:
فتح الباري، رياض الصالحين، المحررفي الحديث،
ـ[أمةالله]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:48 ص]ـ
القول المفيد للعثيمين رحمه الله
و كيف أتوب لمحمد حسين يعقوب
ـ[الشيشاني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:57 ص]ـ
بارك الله فيك!
هذه الأيام عند رأس السرير:
سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شخصيته وعصره
للدكتور علي محمد الصلابي.
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:14 م]ـ
حاليا
السنة قبل التدوين للدكتور محمد عجاج الخطيب
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:51 م]ـ
أستمتع بقراءة المذكرات والذكريات قبل النوم.
عند وسادتي هذه الأيام: رواية واقعية لصحفية فرنسية، تجولت في الأراضي الفلسطينية
عدة أشهر تستمع لشهاداتهم وتسجل بسالتهم وصبرهم وكبر نفوسهم في مواجهة الطغيان
اليهودي رجالا ً ونساءً صغاراً وكباراً .... فالله ماأشد صبرهم وأثبت نفوسهم.
الرواية: عبق أرضنا
المؤلفة: كينيزي مراد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/308)
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[25 - 07 - 07, 06:53 م]ـ
مناقب الشافعي، لابن أبي حاتم.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:24 م]ـ
تفسير الجلالين ..
ـ[علي بن سليمان]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:46 م]ـ
مختصر زاد المعاد لابن عبدالوهاب عليه وعلى ابن القيم وعلينا رحمة التوّاب.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
- شيفرة دافنشي // دان براون
- إحدى عشرة دقيقة // باولو كويلو << قراءة ثانية
- رسائل إلى روائي شاب // ماريو بارغاس يوسا
- ذاكرة غانياتي الحزينات // غابرييل ماركيز
-المسيخ الدجال // مصطفى محمود
- دموع الياسمين // نوال البرازي
- حياتي و التحليل النفسي // سيجموند فرويد
وهي ممعتة جداً.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:57 ص]ـ
.... وإذا تجرأت ورددت عليها فربما استعانت بالقوى الأجنبية التي على رأسها المدعوة حماتي ..... اللم اجعل كلامنا خفيفاً عليهم يا رب ...
أخي الحبيب
قد يجرنا الكلام (الكثير) إلى ما لا تحمد عقباه.
أليس هذا من الغيبة؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 08 - 07, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
القدح ليس بغيبة في ستة ** متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن ** طلب الإعانة في إزالة منكر
والأخ تدخل غيبته في القسم الذي لونته يا يحيى (ابتسامة)، فإن زوجته قد ظلمته بأن منعته من المكتبة بعد صلاة العشاء (ابتسامة).
وأنا كنت أحسبك ستعقب على ما ذكرتُ في الكتب التي تكون عند رأسي، ولعل هذا لن يفطن له سوى الشيخ المسيطير (ابتسامة) له.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:36 م]ـ
أما أنا فعند وسادتي شروح لامية الأفعال،
- شرح ابن الناظم
- حاشية الطالب حمدون على شرح بحرق اليمني.
- طرة الحسن بن زين الشنقيطي.
.
.
.
لكني لا أقرأ منها شيئا عندما آوي إلى النوم.
.
.
لأن الجو عندنا حار.
.
.
.
فأنا أنام في الهواء الطلق خارج الغرفة.
. (إبتسامة).
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:52 م]ـ
أما أنا فأكتب كل يوم المنهج لطلب العلم
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[25 - 10 - 07, 06:31 م]ـ
في هذه الأيام:
1 - الموازنة بين الطائيين أبي تمام والبحتري للحسن بن بشر الآمدي.
2 - المجلد الأول من آثار العلامة محمد البشير الإبراهيمي.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[26 - 10 - 07, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا و زادكم الله علما و خشية و ثباتا
حاليا أقرأ قبل النوم الكتاب الممتع (إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان) لشيخنا القيم ابن القيم رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[26 - 10 - 07, 02:37 ص]ـ
البعض منها:
مصحف الحرمين الشريفين ... طبعة شهر رجب 1380 هجريه الموافق 1960 ميلاديه
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس .. لأبي طاهر بن يعقوب الفيروزآبادي .. طبعة 1393 هجريه
تفسير السعدي
أسماء الله الحسنى ... للإمام ابن قيم الجوزية
كتاب التوحيد ... العلامة محمد بن صالح العثيمين
هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم ... الشيخ أبوبكر الجزائري
سياط القلوب .. الشيخ عائض القرني
تهافت التهافت ... ابن رشد الأندلسي
تربية الشباب ... الشيخ محمد بن عبدالله الدويش
الفوائد .... للإمام ابن قيم الجوزية
صور من حياة الصحابة والتابعين .... عبدالرحمن رأفت باشا
فتنة التكفير والحكم بغير ما أنزل الله ... للعلامة محمد ناصر الدين الألباني
المسجد وبيت المسلم ... الشيخ أبوبكر الجزائري
تبصير الأنام بأهم مسائل الصيام .... الشيخ عبدالله محمد الحمادي
أنيس المسافر وسلوة الحاضر .... الشيخ ناصر الزهراني
وجزاكم الله خيراً لأننا تعرفنا على أسماء كثير من الكتب خلال هذا الموضوع
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 10 - 07, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
- شيفرة دافنشي // دان براون
- إحدى عشرة دقيقة // باولو كويلو << قراءة ثانية
- رسائل إلى روائي شاب // ماريو بارغاس يوسا
- ذاكرة غانياتي الحزينات // غابرييل ماركيز
-المسيخ الدجال // مصطفى محمود
- دموع الياسمين // نوال البرازي
- حياتي و التحليل النفسي // سيجموند فرويد
وهي ممعتة جداً.
بارك الله فيك أخي الكريم.
وحتى لا يستعجل الإخوة فيظنوا ظن السوء بأخينا / أبي عائش وخويلد ....
فأقول إن الأخ / أباعائش يمزح، ويشير إلى موضوع سبق كتابته بعنوان (خاطرة (بعد جولة يسيرة في منتديات أخرى). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108822)، وقد أشرت في رابط الخاطرة إلى هذه الكتب نقلا عنهم.
أما الكتب التي أشار إليها .... فهي كتب من استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله.
نسأل الله أن يهديهم.
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[27 - 10 - 07, 07:31 ص]ـ
^
الحمد لله كثيرا
الأم للإمام الحبر البحر الشافعي المجلد الأول
وفاء الوفا السمهودي
زبدة التفسير الأشقر
ولوددت أن أنام على الكتب بين الكتب مع الكتب في الكتب
غدائي كتب
عشائي كتب
الهدايا كتب
والأعطيات كتب
والعقوبة بحجب الكتب
أقعد أمام مكتبتي
فأجد متعة عظيمة فقط بالنظر اليها والسير بعيني مع أسماء الكتب ومؤلفيها
ولا أملّ من هذا الصنيع
ما أعظمها من نعمة لو كانت لله رب العالمين
يعظم الإنسان بها ربه ويقربه منه عز ذكره
مع الصالحين وكتبهم اليوم ومنهم غدا إن شاء الله تعالى
إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق
إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم
الله أكبر
ـــ*ـــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/309)
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:26 م]ـ
للرفع، عل الموضوع يشحذ هممنا، بارك الله فيك أخي الفاضل المسيطير
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[04 - 06 - 08, 09:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أقرأ في هذه الأيام الكتاب الماتع (الداء و الدواء) لشيخنا و إمامنا الحبر البحر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى و أسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[04 - 06 - 08, 10:54 م]ـ
نواخذة السفر الشراعي في الكويت، للدكتور يعقوب بن يوسف الحجي.
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 12:02 ص]ـ
أما أنا فعند رأسي - حالياً - (ذكريات علي الطنطاوي)، المجلد الثالث.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[05 - 06 - 08, 12:39 ص]ـ
أما أنافأربع كتب:
-أعلام العراق:سيرة الألوسيين للعلامة محمد بهجة الأثري
-عندما ترعى الذئاب الغنم للأستتاذ رفاعي سرور، وهذا الكتاب أعود إليه المرة بعد المرة.
- ذكريات علي الطنطاوي المجلد السادس
-ماذا علمتني الحياة (السيرة الذاتية) لجلال محمد أمين.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:57 ص]ـ
الآن عند رأسي
مختصر صحيح مسلم بتعليق الشيخ سلمان العودة
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:58 م]ـ
هي في تغير مستمر، لكنها الآن:
رغبة الآمل.
تقريب التهذيب.
حاشية الخضري
مقدمة ابن خلدون.
الانتصار للقرآن.
شرح المعلقات للتبريزي.
إعراب معلقة امرؤ القيس.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 06 - 08, 03:10 م]ـ
أعجب ولا أدري هل يحق لي ذلك
لم أقرأ لأحدٍ من الأخوة أنه ينام في المكتبة (مثلا)
ـ[أبو محمد القلموني]ــــــــ[06 - 06 - 08, 02:55 م]ـ
عند رأسي بجوار وسادتي هذه الأيام: الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام و المجلد الأول من البداية و النهاية و المجلد الأول من طبقات الشافعية و المجلد الأول من موسوعة الزحيلي.
و أجمل الليالي هي التي أصرع فيها النعاس إلى قبيل ساعة أو أكثر قبل أن أسلم له القياد لأنام قرير العين هانئا حامدا الله تعالى و سائلا إياه مزيد الفضل و الإكرام.
ـ[أبومحمد الصعيدي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أما أنا فعند رأسي
اخر عدد من مجلة البيان
وهبي يا ريح الإيمان للدكتور خالد أبي شادي
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 08, 03:06 ص]ـ
كتاب الله لا يفارق رأسي
وكذلك شرح الواسطية لابن العثيمين الآن
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[10 - 10 - 08, 03:39 ص]ـ
الحمد لله
بعد قرائتى لهذه المشاركات
سأضع كتاب الله والرحيق المختوم (بدأت فيه ولم أتمه) عند رأسي.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[10 - 10 - 08, 08:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
كتاب الفوائد لشيخ الاسلام ابن القيم
وكتاب كنوز السيره للشيخ عثمان الخميس
والمستفاد من قصص القرآن لـ عبد الكريم زيدان
والله المستعان
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 09:29 ص]ـ
زاد المعاد والمستطرف
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[24 - 10 - 08, 10:09 م]ـ
الحمدلله فقد أنهيت كتاب تاريخ نجد تهذيب كتاب روضة الأفهام للشيخ حسين بن غنام
أعتنى بالكتاب الشيخ ناصر الدين الأسد حينما استشار الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ الشيخَ أحمد شاكر في من يهذب هذا الكتاب , فتعاون الشيخ عبدالعزيز مع ناصر الدين الأسد وأنتجوا كتاب:تاريخ نجد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:45 م]ـ
أنا بفضل الله كل كتبى عند رأسى
لآن الكمبيوتر والكرسى الذى أجلس عليه تحت المكتبة فتكون بذلك عند رأسى (أى نعم)
ابتسامة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 02:34 م]ـ
عند رأسي:
-تفسير السعدي المجلد الرابع.
-السراج في بيان غريب القرآن لـ د. محمد الخضيري.
-جامع الرسائل لابن القيم، ط. دار عالم الفوائد.
-مفاهيم قرآنية في البناء والتنمية لـ أ. د.عبدالكريم بكار.
-مجلة البيان.
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 11:38 م]ـ
إنّ لي عند النوم وقتاً ينغلق فيه الذهن إلا عن قراءة كتب الأدب حتى حفظتُ بعض النثر والأشعار مضطجعاً!
ولقد قرأتُ وحي القلم للرافعي والأيام لطه حسين وكتب المنفلوطي والطنطاوي، ولا أجاوز فيها أكثر من نصف ساعة!.
وأمّا الكتب العلمية المحضة التي تحتاج إلى إمعان وتدبّر فأتجنّب قراءتها في مثل هذه المواضع، لأنها لا تُدرك بمجرّد القراءة، ومن الخطإ قراءتها عند النّوم فليتنبه!.
وكذلك الشأن في سماع المواد الصوتيّة.
ـ[ابوهشام المدني]ــــــــ[29 - 11 - 08, 10:39 م]ـ
نزهة الفضلاء اختصار سير أعلام النبلاء للشيخ محمد موسى الشريف+مقالات للشيخ علي الطنطاوي
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:00 ص]ـ
أعجب ولا أدري هل يحق لي ذلك
لم أقرأ لأحدٍ من الأخوة أنه ينام في المكتبة (مثلا)
العبد لله ينام في مكتبته ...... و أخشى جدا أن تسقط إحدى جوانب المكتبة على راسي و انا نائم (فمكتبتي معلقة كحدائق بابل) فلا استطيع ان انفد بجلدي لاني ساكون نائما ....... و احيانا تلعب معى الوساوس لعبة بايخة ....... فتحدثني نفسي أن جوانب المكتبة كلها ستسقط في وقت واحد على راسي ... :))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/310)
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:06 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفره، وأوفاه.
استفدنا كثيرا من مشاركاتكم ... وتوجيهاتكم.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:40 ص]ـ
قد بدأت منذ أيام قراءة صحيح البخاري (مجلد واحد كبير الحجم)، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، طبعة الدار الذهبية، أدعو الله أن يعينني على إتمامه،
اللهم اجعل العلم حجة لنا لا حجة علينا و ارزقنا العمل به كما تحب و ترضى.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:40 ص]ـ
الأن عند رأسي وليس دائما:
تاريخ الخلفاء للسيوطي.
هكذا تربوا لعبدالمجيد العابدين.
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 07:36 ص]ـ
أول ما عرفت القراءة وأنا ابن اثنتي عشرة كان عند رأسي (حياتي) لأحمد أمين، والله المستعان، ثم قررت أن أقرأ السيرة فكان عند رأسي على الترتيب مختصر السيرة لعبد السلام هارون، ثم الأصل ثم سيرة ابن كثير، ثم تدرج بي الحال بأن لا أنام إلا والكتاب على صدري أو فوق رأسي، وقد ختمت بهذه الطريقة كتبا طويلة جدا لا يمكن عدّها ولله الحمد أذكر منها:
السير غير مرة ولم يأخذ في كل مرة أكثر من أشهر، وقد أستثني بعض التراجم، البداية والنهاية كله، تاريخ الإسلام للذهبي كله، دولة الإسلام في الأندلس لكن لم أكمله، وكذا مجموع الفتاوى لكن لم أستفد لأنه مركز لا يصلح لما قبل النوم، وكثير من الكتب التي ذكرها الإخوة مرت على فراش نومي خصوصا كتب ابن القيم وكتب الملح، ثم عدلت العام الماضي إلى سماع السلاسل التاريخية للدعيج فأتممتها جميعا، ثم عدت إلى الكتاب فقرأت آثار الإبراهيمي والحمد لله على ما منّ به علينا، وأنا الآن على طريقة أخرى ابتدعتها، وذلك أني وضعت الكميبوتر المحمول عند رأسي فافتح على المواقع أقرأ فوائد اليوم ثم أكتب ما يسر الله، واشترطت على نفسي أن لا أنام حتى أدون فائدة أو فائدتين أو أكثر مع الإحالة إلى موضعها، والله يوفقني لخير من هذا.
أقول هذا شحذا للهمم، والله يتولى السرائر.
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:39 ص]ـ
جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر (رحمه الله)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:30 م]ـ
أما أخوكم فليس عند رأسي سوى صفحة وجه زوجتي - حفظها الله - أقرأ فيها البذل و العطاء و الود و الأنس، ولا مكان للكتب في غرفة النوم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[23 - 03 - 09, 04:25 م]ـ
أضحك الله سنك يا أخ عبد الرحمن
سمعت شيخنا العلامة الحوينى يقول عند رأسى كتاب سبع مجلدات هو العواصم والقواصم لابن الوزير
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:00 ص]ـ
عند رأسي حالياً: كتاب أحكام المجاهرين بالكبائر لذياب الغامدي.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:15 ص]ـ
هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للدكتور ماجد الكيلاني
منزلة العلماء للشيخ عبدالعزيز السدحان
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[21 - 07 - 09, 01:12 ص]ـ
لكل شخص منا مكتبة صغيرة يضعها في غرفة النوم، تحتوي على مجموعة صغيرة من الكتب التي يراها مهمة وأساسية، أو التي ينوي قراءتها.
فما هي الكتب الموجودة في مكتبتك الصغيرة؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[21 - 07 - 09, 01:17 ص]ـ
ــ زاد المعاد " المجلد 3 ".
ــ حقبة من التاريخ "للشيخ عثمان الخميس".
ــ صفحات من صبر العلماء "عبدالفتاح أبوغدة".
ــ شرح نخبة الفكر " للشيخ طارق بن عوض".
ــ الردود " الشيخ بكر أبو زيد ".
ــ بلوغ المرام.
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[21 - 07 - 09, 07:09 ص]ـ
معي الآن ظاهرة الإرجاء ج2، وشرح ابن هشام على قطر الندى، وشرح الفاكهي، وشرح الفوزان عليه.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:33 ص]ـ
شرح الاربعين النوويه لابن عثيمين
شرح ثلاثة الاصول لابن عثيمين
كتاب التوحيد للامام محمد بن عبدالوهاب
مصطلح الحديث لابن عثيمين
مختصر الفقه الاسلامي للتويجري
أيسر التفاسير للجزائري
التفسير الميسر لعائض القرني
رياض الصالحين للنووي
رحم الله الجميع ..
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيكم، وأفادكم بما تقرءون، ونفع بكم.
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:46 ص]ـ
التساؤلات الشرعية على الاختيارات الفقهية لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو كتاب رائع واستفدت منه كثير وهو وضع اختيارات شيخ الاسلام على طريقة السؤال والجواب وهو من وضع الدكتور خالد بن ناصر بن سعيد الغامدي
-أما الكتاب الثاني فقه النوازل للجيزاني وهو من مطبوعات ابن الجوزي في السعوديه
-والثالث فتاوى السعدي
وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[23 - 07 - 09, 11:52 ص]ـ
الموسوعة الشاملة الإصدار الثالث!!
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:54 م]ـ
ذم التأويل لابن قدامة
نزهة القلوب لابن عزيز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/311)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:03 م]ـ
رسائل ابن حزم
شرح الواسطية لابن عثيمين
الحكم التكليفي للبيانوني
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:16 م]ـ
يرفع للإستفادة.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بدأت منذ مدة في قراءة كتاب (خواطر إيمانية) للشيخ المربي أحمد فريد جزاه الله خيرا و نفع الله به
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
عندي رأسي هذه الأيام عمدة القاري للعيني و شرح الموطأ للزرقاني و درء تعارض العقل و النقل لشيخ الاسلام بن تيمية
و كذلك الحاسوب المحمول مع ثمانية و ثمانين جي?ا من الكتب المصورة في شتى علوم الشريعة و بعض دروس العلماء المسجلة.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:15 ص]ـ
عندي رأسي كتاب اباطيل واسمار
ـ[مجاهد أبو بكر]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:15 ص]ـ
عند رأسي كتاب الفيزياء ووجود الخالق لجعفر شيخ إدريس
http://albayan-magazine.com/monthly-books/phiz/phiz.zip
وكتابي قصة الحروب الصليبية وقصة التتار للدكتور راغب السرجاني وهما في غاية الإفادة
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:18 ص]ـ
عند رأسي كتاب الفيزياء ووجود الخالق لجعفر شيخ إدريس
هل من فكرة حول الكتاب؟؟
ـ[البركاتي الشريف]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:44 م]ـ
جزى الله خيرا كاتب الموضوع
وكل من عقب بعده
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقني ويرزقكم العلم النافع والعمل الصالح وان يدخلنا الله في زمرة عباده الصالحين.
ـ[ربى محمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 07:55 م]ـ
الأنوار الساطعات لآيات جامعات , للشيخ عبدالعزيز السلمان - رحمه الله -
وعلى وشك الإنتهاء منه -إن شاء الله -
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:48 م]ـ
لا أقرأ قبل النوم .. و لكن أقرأ هذه الأيّام .. في كتاب
عصرنا و العيش في زمانه الصعب للدكتور عبد الكريم بكّار ..
كتاب عن التحليل الاقتصاي .. نسيت اسمه ..
كتاب التسويق .. لفليب كوتلر
ـ[مالك النجدي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 04:41 ص]ـ
أخبار الحمقى والمغفلين
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:28 ص]ـ
لكل من يقضي وقت طويل في المكتبة يعني (المتفرغ من 8ساعات واكثر)
الموظف (من 3ساعات الى 6)
لا ينبغي القراءة قبل النوم فلأهلك عليك حقا
من الكلام الطيب وحقوق الزوجة فهي انثى وتحتاج الى وقتها في اظهار مشاعرها ليس مثلنا نحن الرجال
فلا تهدم بيتك او تجعل هذه المشاعر مجرد اداء واجب بل كما تفرغ نفسك للقراءة فرغ نفسك لأهلك
اما من كان لأهله وقت متناثر في اليوم فلا حرج بتقليب بعض الصفحات قبل النوم
نصيحة
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:43 م]ـ
للرفع
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[30 - 01 - 10, 07:58 م]ـ
كنت أقرأ في تقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم فوقفت على فائدة قد تكون مناسبة في هذا الباب وهي:
كان الثوري قد جعل كل ليلة جزءا من القران وجزءا من الحديث فيقرأ جزأه من القران ثم يجلس على الفراش فيقرأ جزأه من الحديث ثم ينام (التقدمة ص116طبعة المعلمي).
ـ[مكتب المدقق اللغوي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 10:43 م]ـ
الشيخ سامي، جزاك الله خيرًا.
عند رأسي: صحيح البخاري وبعض المجلات.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - 02 - 10, 05:53 ص]ـ
هذه الأيام:
اللؤلؤ و المرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري و مسلم
صيد الخاطر لابن الجوزي
الفوائد لابن القيم
معجم الأمثال الشامية
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[01 - 02 - 10, 02:39 م]ـ
البحث عن امرأة مفقودة ==> رواية
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[02 - 02 - 10, 02:47 ص]ـ
1 - قصة الإيمان بين العلم والفلسفة والقرآن للشيخ نديم الجسر رحمه الله.
2 - تأريخنا المفترى عليه للشيخ العلامة يوسف القرضاوي حظفه الله.
3 - محمد - صلى الله عليه وسلم - للدكتور مصطفى محمود رحمه الله.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[02 - 02 - 10, 09:39 ص]ـ
الباحث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لأحمد شاكر تعليق الألباني رحمهم الله تعالى
وحسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير لمحمد حمود النجدي
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:55 ص]ـ
في ظلال القرآن
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 08 - 10, 08:11 ص]ـ
قال الحسن اللؤلؤي:
غَبَرتُ أربعين عاماً ما قِلْتُ ولا بِتُّ ولا اتكأت إلاّ والكتابُ موضوعٌ على صدري.
وقال ابن الجهْم:
إذا غشِيَني النعاس في غير وقتِ نوم وبئس الشيءُ النومُ الفاضِلُ عن الحاجة قال: فإذا اعتراني ذلك تناولتُ كتاباً من كتب الحِكَم فأجدُ اهتزازي للفوائِد والأريحيَّة التي تعتريني عند الظفَر ببعض الحاجة والذي يغشَى قلْبي من سرور الاستبانة وعزِّ التبيين أشدَّ إيقاظاً مِن نَهيق الحمير وهَدَّةِ الهدْم.
ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان (1/ 53)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/312)
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:54 م]ـ
عند رأسي الآن:
كليلة ودمنة
والمدخل المفصل!!(67/313)
أحكام القتل الخطأ
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحكام القتل الخطأ
مقدمة
"إنَّ الحمد للّه نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه، و حده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} 1)
أما بعد: -
فبكثرت الحوادث والتي ينتج عنها وفيات سواء كان هذا بسبب حوادث السيارات وهو الأعم الأغلب،أو في الصيد، أو في الجهاد، أو غير ذلك من الأمور التي ينتج عنها الجناية، نجد أن الكثير من الناس يجهلون أحكام القتل الخطأ، ومن هذا المنطلق كتبت هذا البحث فبينت فيه الدية وما يتعلق بها من المسائل المهمة، والكفارة وما فيها من المسائل المهمة والتي قد تخفى على كثير من الناس، وقد جمعت هذا البحث من كلام أهل العلم، وأسأل الله تعالى أن ينفع به المسلمين والله الموفق.
* القتل الخطأ:-
هو أن يفعل الإنسان ماله فعله فيؤول إلى إتلاف إنسان معصوم.
? بعض الأمثلة على ذلك:-
1. أن يرمي ما يظنه صيداً، أو يرمي غرضاً [أي هدفاً]، أو يرمي شخصاً مباح الدم كحربي فيصيب آدمياً معصوماً لم يقصده بالقتل فيقتله 0
2. وكذا لو أراد قطع لحم، أو غيره مما له فعله فسقطت منه السكين على إنسان معصوم فقتله 0
3. وكذا حوادث السيارات فلو صدم إنساناً بسيارته وكان مسرعاً فهذا من الخطأ 0
4. ولو حفر حفرة في الطريق فسقط فيها أعمى فمات فكذلك، أو حجارة في الطريق فجاء إنسان غافل فعثر به فمات فكذلك 0
? من قتل نفساً محرمةً ولو كان مملوكه، أو كان معاهداً، أو مستأمناً مولوداً، أو جنيناً بأن ضرب بطن حامل فألقت جنيناً ميتاً 0
من قتل واحداً من هؤلاء وجبت عليه:-
1. الدية
2. الكفارة
والدليل قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:92)
أولاً: مسائل الدية
? الدية:-
هي المال المؤدى إلى المجني عليه أو وليه بسبب الجناية 0
? دية القتل الخطأ هي:-
1. عشرون بنت مخاض
2. عشرون بنت لبون
3. وعشرون حقة
4. وعشرون جذعة
5. وعشرون من بني مخاض
? هذه الأصناف أو قيمتها حسب ما تساوي في كل عصر بحسبه.
? على من تكون الدية؟
تكون دية الخطأ، وشبه العمد على الصحيح على العاقلة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرّة عبد أو وليدة وقضى بدية المرأة على عاقلتها ... )) الحديث متفق عليه
? من العاقلة الذين يجب عليهم دفع الدية؟
هم: عصابته كلهم من النسب والولاء بعيدهم وقريبهم و حاضرهم و غائبهم حتى عمودي النسب وهم آباء الجاني وإن علوا وأبنائه وإن نزلوا سواء كانت الجاني رجل أو امرأة
? تنبيه: -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/314)
سميت العاقلة عاقلة لأن الإبل تجمع فتعقل بفناء أولياء المقتول أي تشد عقلها لتسلم إليهم ولذلك سميت الدية عقلاً وقيل غير ذلك
? كيف تقسم الدية على العاقلة لدفعها للمجني عليه أو وليه؟
يجتهد الحاكم في تحميل كل منهم ما يسهل عليه ويبدأ بالأقرب فالأقرب فيقسم على الآباء والأبناء ثم الأخوة ثم بنيهم ثم الأعمام ثم بينهم وهكذا كالميراث
? ملاحظة:-
فإن اتسعت أموال الأقربين لها لم يجاوزهم وإن لم تتسع دخل من هو أبعد منهم وهكذا حتى يدخل أبعدهم درجة على حسب الميراث
? ما قدر ما يحمل كل واحد من العاقلة؟
قال الشيخ عبد الحمن السعدي رحمه الله تعالى " ليس لذلك قدر معين، وإنما عند تمام الحول يحمل الحاكم كلاً منهم ما تتحمله بحسب غناه عدمه، وقربه وبعده إلا أن يتفقوا فيما بينهم على تقدير فالأمر راجع إليهم والله أعلم.
? هل الجاني يتحمل مع العاقلة شيئاً من الدية أو لا يتحمل؟
في هذا خلاف بين العلماء:
1. قال بعض أهل العلم:- إنه يتحمل معهم شيئاً من الدية
2. وقال بعض أهل العلم:- إنه لا يتحمل معهم شيئاً لأن هذا هو ظاهر حديث أبي هريرة رضي الله المتقدم وهذا هو المذهب وهو اختيار الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمه الله
- وقد سئل الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى " إذا كان الجاني غنياً فهل يلزمه أن يتحمل مع العاقلة؟
فأجاب:- المذهب معروف أنه لا شي عليه مطلقاً
والقول الآخر في المذهب أنه يحمل مع العاقلة لأنهم حملوا بسببه ولا ينافي هذا أن الشارع جعل الدية على العاقلة فإنها من باب التحمل لأنها في الأصل على المتلف ولكن لمّا كانت الدية مبلغاً جسيماً ناسب أن يكون العصبة المتساعدون يتعاونون على حملها فلا يناسب ذلك إلا أن يتحمل القاتل وهو غني وهذا القول هو الذي نختاره.
- وقد ذكر الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان الخلاف في ذلك فقال رحمه الله تعالى: -
"الفرع الثاني – اختلف العلماء في نفس الجاني هل يلزمه قسط من دية الخطأ كواحد من العاقلة أو لا.
فمذهب أبي حنيفة ومشهور مالك: أن الجاني يلزمه قسط من الدية كواحد من العاقلة.
وذهب الإمام أحمد و الشافعي: إلى أنه لا يلزمه من الدية شيء لظاهر حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه المتقدم: أن النبي صلى الله عليه وسلم (قضى بالدية على عاقلة المرأة وظاهره قضاؤه بجميع الدية على العاقلة وحجة القول الآخر: أن أصل الجناية عليه وهم معينون له فيتحمل عن نفسه مثل ما يتحمل رجل من عاقلته.
• والراجح: أنه لا يتحمل شيئا من الدية مع العاقلة لظاهر الحديث السابق والله أعلم بالصواب
? هل تؤخذ الدية من الجاني عند تعذر أخذها من العاقلة؟
قال الشيخ البليهي في السلسبيل " أن من لا عاقلة له أو عجزت عن الدية أو بعضها أخذه دفعة واحدة من بيت المال فإن تعذرت سقطت واختيار الشيخ تؤخذ من الجاني عند تعذر العاقلة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الاختيارات العلمية: تؤخذ الدية من الجاني خطأ عند تعذر العاقلة في أصح قولي العلماء، ولعل الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام.
? ما الحكمة من إيجاب الدية على العاقلة دون الجاني؟
الحكمة أن الدية في مال المخطئ ضرر عظيم به من غير ذنب تعمده ولا بد من إيجاب بدل للمقتول فالشارع أوجب على من عليهم مولاته ونصرته أن يعينوه على ذلك فكان كإيجاب النفقات وفكاك الأسير قال ابن القيم: ومعلوم أن هذا من أصول الشرائع التي بها قيام مصلحة العالم
? من الذين لا عقل عليهم في الدية (أي الذين لا يطالبون بدفع الدية)؟
الذين لا عقل عليهم في الدية هم:
1. الرقيق أي المملوك
2. غير الكلف ويشمل الصغير و المجنون
3. الفقير
4. الأنثى
5. المخالف لدين الجاني
? ما الذي لا تحمله العاقلة؟
1. العمد على قول الجمهور وهو الصواب
2. الصلح
3. الاعتراف
4. ما دون الثلث
5. العبد
? كم المدة التي ُتعطى للعاقلة لدفع الدية؟
قال بعض أهل العلم:- ثلاث سنوات كما روي عن عمر وعلي رضي الله عنهما وحكى الوزير وبن رشد اتفاقهم على أن دية الخطأ مؤجلة على العاقلة ثلاث سنين وأن دية العمد حالّة إلا أن يصطلحا على التأجيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/315)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الاختيارات العلمية:- لا تؤجل على العاقلة إذا رأى الإمام المصلحة فيه نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالى0
• ولعل هذا هو الراجح إن شاء الله تعالى (وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى)
? تنبيه:-
قال الشيخ الفوزان في الملخص الفقهي: كما أن هناك ظاهرة أخرى وهي أن عاقلة القاتل لا تتحمل دية الخطأ وإن تحمل أحد منهم شيئاً منها فإنّه يظنّه من باب التبرع ولذلك نرى بعض من حصل منهم القتل الخطأ يسألون الناس سداد الدية وهذا تعطيل لحكم شرعي عظيم أدى إلى جهل الكثير به000 إلخ
• لو قتل الأب أحد أبنائه خطأ فلمن تكون الدية؟
تكون الدية للأم ولإخوانه إن كان له إخوان أو لأعمامه أو لبني عمّه
ثانياً: مسائل الكفارة
? الكفارة في اللغة:-
سميت بذلك اشتقاقاً من الكفر وهو الستر لأنها تستر الذنب وتغطيه
? والكفارة في الاصطلاح:-
هو الفداء الذي يفدي به نفسه من مغبة المعصية 0
? ما هي كفارة القتل الخطأ؟
كفارة القتل الخطأ هي:-
1. عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد
2. فصيام شهرين متتابعين
? ما الحكمة من تشريع الكفارة على القتل الخطأ؟
الحكمة من تشريع الكفارة على القتل الخطأ ترجع إلى أمرين:-
أ. الأمر الأول:- أن الخطأ لا يخلو من تفريط من القاتل
ب. الأمر الثاني:- النظر إلى حرمة النفس الذاهبة به
? ماذا يشترط في الرقبة التي في الكفارة؟
يشترط:-
1. أن تكون مؤمنة لقوله تعالى ? وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ....
2. أن تكون سليمة من العيوب التي تضر بالعمل ضرراً بدنياً لأن المقصود بالعتق تملك الرقيق منافعه وتمكينه من التصرف لنفسه ولا يحصل هذا مع ما يضر بالعمل ضرراً بيناً كالعمى وشلل اليد والرجل ونحو.
ــ الأفضل في الرقاب أنفسها عند أهلها وغلاها ثمناً لقوله صلى الله عليه وسلم لمّا سئل أي الرقاب أفضل؟ قال " أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً والأفضل أن يكون ذكراً لحديث " من اعتق رجلً مسلماً كان فكاكه من النار ومن اعتق امرأتين كانتا فكاكه من النار "
? هل هي موجودة الآن؟
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة كما في فتاوى إسلامية: - أن التكفير بالعتق متعذر الآن أهـ
- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: تحرير الرقبة أصبح موضع إشكال لبعض الناس فهم لا يعلمون معناه ربما لأنهم لم يروا ذلك على الطبيعة وهنا أخ يسأل عن تحرير الرقبة خاصة وإننا نسمع عن كثير من الكفارات تتقول بتحرير رقبة ولا ندري ما هي الرقبة؟ هل هي إنسان محكوم عليه بالقتل أو أنه من الحيوانات؟
الجواب: - تحرير الرقبة المراد به عتق المملوك من الذكور و الإناث فقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده إذا جاهدوا أعداء الإسلام وغلبوهم أن تكون ذرياتهم ونساؤهم أرقاء مماليك للمسلمين يستخدمونهم وينتفعون بهم ويبيعونهم ويتصرفون فيهم ... هذه هي الرقاب المملوكة التي يملكها المسلمون عند غلبهم على عدوهم هؤلاء يكونون أرقاء للمسلمين وبعد ذلك يكون لصاحب المسترق الخيار إن شاء استخدمه بحاجاته وإن شاء باعه وانتفع بثمنه وإن شاء أعتقه لوجه الله عز و جل وهو عمل تطوعي أو أعتقه لكفارة ككفارة القتل أو كفارة الوطء في رمضان أو كفارة الظهار أو كفارة اليمين ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (أي امرئ مسلم أعتق أمراءً مسلماً اعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار) 0 وهي موجودة ما وجد الجهاد في سبيل الله تعالى لأن الجهاد به تملك الرقاب كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
? لو وجد رقبة مؤمنة ولكن ثمنها مرتفع جداً فهل يلزمه الشر اء أم ينتقل إلى الصيام؟
لا لا تلزمه الرقبة في الكفارة إلا لمن ملكها أو أمكنه ذلك بثمن مثلها أو مع زيادة لا تجحف بماله أما التي تجحف بماله فلا يلزمه شرائها بل ينتقل إلى الصيام 0
? فمن لم يجد رقبة مؤمنةً فعليه صيام شهرين متتابعين توبةً من الله لكن يشترط لصحة لتكفير بالصوم شروط: -
1. أن لا يقدر على العتق.
2. أن يصوم شهرين متتابعين.
3. أن ينوي الصيام من الليل عن الكفارة.
? ما الأشياء التي لا تقطع التتابع في الصيام؟
1. صوم واجب كصوم رمضان مثل أن يبتدئ في شهر شعبان فيتخلله رمضان لم يقطع التتابع
2. إفطار واجب كالإفطار للعيد وأيام التشريق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/316)
3. الإفطار لعذر يبيحه (أي الإفطار) كالسفر والمرض للآية {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: من الآية185) لكن لو سافر من أجل الفطر فإنه يقطع التتابع لأنه حيلة والحيل لا تسقط الواجب.
4. النسيان والجهل للآية الكريمة {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: من الآية286)
5. حيض أو نفاس لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه "قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) متفق عليه وكذا الإجماع
6. وكذا الإغماء لأنه أفطر بسبب لا صنع له فيه
7. حامل ومرضع لضرر ولديهما الصوم أفطرتا خوفاً على أنفسهما
? هل تعتبر الأشهر بالأهلة أم بالأيام _ أي ستن يوماً ـ؟
الأمر لا يخلو من حالين: -
1. الأول:- أن يبتدئ مع بداية الشهر فهذا يحسب بالأهلة سواء صام 60 أو 58 أو 59 يوماً
2. الثاني: - أن لا يبتدئ مع بداية الشهر ففي هذا خلاف بين العلماء
• فمن العلماء من قال: - بالأيام فيصوم ستين يوماً
• ومن العلماء من قال: - بالأهلة سواء ابتدئ من أول الشهر أو من وسطه ولو نقصت عن ستين يوماً ولعل هذا هو الراجح وهو اختيار الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى 0
? الذي لا يستطيع الصوم لمرض فماذا عليه أن يفعل؟
المرض على قسمين: -
1. مرض يُرجى برئه فهذا ينتظر حتى يشفيه الله تبارك وتعالى ثم يصوم 0
2. مرض لا يُرجى برئه
- فهذا قال بعض العلماء فيه إن استطاع أن يصوم هذه الأيام متفرقة فإنه يصوم
وإلا سقط عنه لعجزه
- وقال بعض العلماء:- فإن لم يستطع فلا شيء عليه إطلاقاً. (مجموعة دروس وفتاوى الحرم المكي لابن عثيمين)
? هل في كفارة القتل الخطأ إطعام ستين مسكيناً؟
قال الشيخ البليهي رحمه الله تعالى: - في السلسبيل " لا إطعام في كفارة القتل على الصحيح من المذهب وهو قول الأئمة الثلاثة لأنه لم يرد في الآية الكريمة ذكر فليس بمشروع ولا يجزئ 0 وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في الملخص الفقهي " ولا يجزئ الإطعام فيها فإذا لم يستطع الصوم بقي في ذمته ولا يجزئ عنه الإطعام لأنه تعالى لم يذكره والأبدال في الكفارات تتوقف على النص دون القياس.
وهكذا في فتاوى اللجنة الدائمة. قال الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله تعالى: ولا إطعام فيها حيث لم يذكر في الآية إطعام فيبقى الكفارة في ذمة العاجز حتى يستطيع 0و قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى فلم يذكر الإطعام هنا بينما ذكره في كفارة الظّهار وعلى هذا نقول للقاتل خطأً: إن كنت تستطيع الصيام فصم و إلا فلا شيء عليك.
• هل تجب الكفارة عن كل نفس تموت؟
الجواب:- نعم تجب الكفارة عن كل نفس تموت فإذا توفي مثلاً معك اثنان فعليك كفارتان والكفارة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين عن كل نفس0
• إّذا اشتركـ اثنان فأكثر في قتل الخطأ فعلى كل واحد كفارة مستقلة لأن الكفارات لا تتوزع كما نص عليه أهل العلم قاله الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
? تنبيه: -
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: فبي الملخص الفقهي " أداء كفارة القتل ممّا يتساهل فيه بعض الناس اليوم خصوصاً في حوادث السيارات التي تذهب فيها نفوس كثيرة فقد يستثقل من تحمل المسؤولية في ذلك الصيام ولا سيّما إذا تعددت عليه الكفارات فلا يصوم وتبقى ذمته مشغولة.
? القاعدة في القتل الخطأ: -
1. إذا لم يحصل من الإنسان تفريط و لا تعد فلا شيء عليه لا كفارة ولا دية
2. و إذا حصل من الإنسان تفريط و تعد فإن عليه الكفارة و الدية
يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى والأصل براءة الذمة وعدم اللزوم.
تمت والله الموفق
وكتبه: عامر العتيبي
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 03:59 م]ـ
السؤال بارك الله فيكم،
في وقتنا الحاضر، لا وجود لبيت المال، و إذا كانت العاقلة فقيرة لا تستطيع ضمان الدية، أو كما هو مشاهد في الواقع لا يمكن إرغام العاقلة على ضمان الدية، لأن شرع الله غير مطبق في غالب البلدان الإسلامية،
فما الحكم إذا ذاك؟
و هل تعويض شركات التأمين يقوم مقام بيت مال المسلمين؟
ننتظر فوائدكم يا طلبة العلم
وفقكم الله و بارك فيكم
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:13 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم بالعلم و الإيمان
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:46 م]ـ
للرفع
ـ[أبو مالك الشيباني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:01 م]ـ
? من العاقلة الذين يجب عليهم دفع الدية؟
هم: عصابته كلهم من النسب والولاء بعيدهم وقريبهم و حاضرهم و غائبهم حتى عمودي النسب وهم آباء الجاني وإن علوا وأبنائه وإن نزلوا سواء كانت الجاني رجل أو امرأة
قال الإمام البخاري
باب جَنِينِ الْمَرْأَةِ وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى الْوَالِدِ وَعَصَبَةِ الْوَالِدِ لاَ عَلَى الْوَلَدِ.
قال ابن بطال:"وقوله فى الترجمة: إن العقل على الوالد وعصبة الوالد لا على الولد: يعنى عقل المرأة المقتولة على والد القاتلة وعصبته. وقوله: (لا على الوالد) فإنما يريد بذلك أن ولد المرأة إذا كان من غير عصبتها لا يعقلون عنها، وكذلك الإخوة من الأم لا يعقلون عن أختهم لأمهم شيئًا؛ لأن العقل إنما جعل على العصبة دونذووى الأرحام، ألا ترى قوله (أن ميراثها لزوجها وبنيها وعقلها على عصبتها) يريد أن من ورثها لم يعقل عنها حين لم يكن من عصبتها. قال ابن المنذر: وهذا قول مالك والكوفيين، والشافعى وأحمد بن حنبل، وأبى ثور وكل من أحفظ عنه."
قال ابن حجر "والمعتمد ما قال بن بطال مراده أن عقل المرأة المقتولة على والد القاتلة وعصبته قلت وأبوها وعصبة أبيها عصبتها فطابق لفظ الخبر الأول في الباب وأن العقل على عصبتها وبينه لفظ الخبر الثاني في الباب أيضا وقضى أن دية المرأة على عاقلتها وإنما ذكره بلفظ الوالد للإشارة إلى ما ورد في بعض طرق القصة وقوله لا على الولد "(67/317)
دروس القرآن الكريم برمضان. . . . .؟؟؟
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك موقع أجد فيه دروس القرآن الكريم جزءا جزءا لكل يوم من رمضان المبارك.
مثلا الدرس الأول يكون للجزء الأول وفيه تلخيص ما في هذا الجزء. كتابة كانت أم بصورة ملفات صوتية.
أفيدوني بارك الله فيكم.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:46 ص]ـ
? ? ? ? ?(67/318)
سألت الشيخ عبدالمحسن العسكر عن موضوع المجاز فأملاني قائلا: ...
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت على فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر-الأستاذ بجامعة الإمام بالرياض-ما كتب حول موضوع المجاز في هذا الملتقى وتحديدا في (المنتدى الشرعي العام) وما نقله الإخوة من مذكرة (المجاز) التي كتبها الشيخ فأملاني قائلا/
(1 - إنني قرأت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-ألا وهو (نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله وبالتأويل الجاري على نهج السبيل ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا أنا لا نقول بالمجاز والتأويل ..... الخ) على الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله- فقال لي: نعم، هذا قريب من أسلوب ابن تيمية وابن القيم. كان ذلك في منزل أخيه عبدالرحمن بالرياض في تاريخ22/ 12/1427هـ.
وقرأت هذا الكلام على شيخنا العلامة: عبدالرحمن بن ناصر البراك-حفظه الله- فقال لي: نعم، هذا هو أسلوب ابن تيمية. كان ذلك في منزله عام1413هـ
2 - أعجب من الذين أنكروا هذه الفتوى مطلقا بحجة أن شيخ الإسلام لم يرد في كلامه إثبات المجاز، وأن المعروف عنه إنكار المجاز مطلقا، فهؤلاء إما أنهم نقلة مقلدون أو أنهم ليسوا من ذوي الاطلاع على كلام شيخ الإسلام، وإلا فما يقولون في النصوص التالية من كتب شيخ الإسلام:
-قال شيخ الإسلام-رحمه الله-: (فمن ظن أن هذا الإستواء -يعني استواء الله على العرش- إذا كان حقيقة يتناول شيئا من صفات المخلوقين مع كون النص قد خصه الله كان جاهلا جدا بدلالات الألفاظ، ومعرفة الحقيقة والمجاز) مجموع الفتاوى5/ 208
-وقال رحمه الله: (فإذا كان العرش مخلوقا قبل خلق السماوات فكيف يكون استواؤه عمده إلى خلقه له، لو كان يعرف في اللغة: ان استوى على كذا بمعنى أنه عمد إلى فعله، وهذا لا يعرف قط في اللغة، لا حقيقة ولا مجازا، لا في نظم ولا في نثر) مجموع الفتاوى 5/ 521
-وقال رحمه الله: ( ...... فيدخل عليه الخطأ من وجوه، منها أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثا به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا) الرد على البكري249 - 250)
انتهى ما أملاني الشيخ عبدالمحسن -حفظه الله-
في يوم الخميس الموافق21/ 8/1427هـ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
والعجيب من بعض الإخوة أنهم يقررون أن من يقول بوقوع المجاز في العربية فهو بالضرورة أشعري!!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:44 م]ـ
تاريخ22/ 12/1427هـ.
هذاالتاريخ يحتاج إلى تعديل
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:12 م]ـ
عفوا وعذرا:
التاريخ 27/ 12/1417هـ
الخطأ مني أنا.
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:41 م]ـ
هل يمكن الحصول على المذكرة التي كتبها الشيخ في المجاز؟
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:51 م]ـ
نعم، كيف يمكننا الحصول على مذكرة الشيخ في المجاز؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:04 م]ـ
يقول الشيخ عبدالمحسن العسكر - حفظه الله - في مقدمة مخطوطة له عن المجاز: " وأحسب أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد قال بالمجاز في إحدى مراحل عمره، فقد رأيت في (محاسن التأويل) لجمال الدين القاسمي (ت 1332ه-) ما هذا نصه:
" قال ابن تيمية في بعض فتاواه: نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله، وبالتأويل الجاري على نهج السبيه، ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا أنا لا نقول بالمجاز والتأويل، والله عند لسان كل قائل، ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب، وما فتح به الباب إلى هدم السنة والكتاب، واللحاق بمُحرِّفة أهل الكتاب.
والمنصوص عن الإمام أحمد وجمهور أصحابه أن القرآن مشتمل على المجاز، ولم يعرف عن غيره من الأئمة نص في هذه المسألة.
وقد ذهب طائفة من العلماء من أصحابه وغيرهم، كأبي بكر بن أبي داود، وأبي الحسن الخرزي، وأبي الفضل التميمي، وابن حامد وغيرهم إلى إنكار أن يكون في القرآن مجاز.
وإنما دعاهم إلى ذلك ما رأوه من تحريف المحرفين للقرآن بدعوى المجاز، قابلوا الضلال بحسم المواد، وخيار الأمور التوسط، والاقتصاد.
وبعد أن نقل الشيخ العسكر هذه الفتوى قال: " ومع أنني لم أهتد إلى هذه الفتوى في حظانها من المطبوع من مؤلفات شيخ الإسلام وفتاواه - فإن عدم اهتدائي هذا لا ينفي وجودها في كتابات الشيخ مطلقاً.
بَيْدَ أني مطمئن غير مرتاب في نسبة هذا الكلام إلى شيخ الإسلام - رحمه الله - وذلك لما يلي:
1 / أن المطبوع من أعمال شيخ الإسلام لا يمثل إلا القليل مما كتب في حياته كلها.
وأنت خبير أنه صاحب قلم سيال، ومكثر من الكتابة جداً، حتى قال الذهبي: " جاوزت فتاوى ابن تيمية ثلاثمائة مجلد ".
2 / أن من له أدنى صلة بتراث شيخ الإسلام لا ينازع في أن هذا النَّفَسَ نَفَسُه، والأسلوب أسلوبه، وقد وقف على هذه الفتوى بعض العلماء فأجابوا بذلك منه-م فضيلة الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - وشيخنا عبدالرحمن البراك أحسن الله إليه.
3 / أن الذي نقل هذه الفتوى من أعظم الناس اطلاعاً في هذا العصر على كتابات الشيخ وتلميذه ابن القيم، وكان يعيش في بلاد الشام بلاد الشيخين، ومؤلفات القاسمي وخاصة تفسيره طافحة بالنقولات الكثيرة عنهما.
ثم إنه أحد القلة في عصره الذين نهضوا بالمنهج السلفي، ومناصرته، وأوذي في ذلك أذىً كثيراً.
وما كان الشيخ ليلصق بشيخ الإسلام قولاً يتطرق الشك في نسبته إليه ".
المصدر:
http://toislam.net/files.asp?order=3&num=591&per=556
وستجد مذكرة العسكر هنا مرفقة ضمن هذه المشاركة في ملتقى أهل التفسير:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=13862&postcount=15
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/319)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:43 م]ـ
لماذا أفردت الموضوع هنا وهو مكتوب هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73563
مع تعليقات كثيرة؟!
ولِمَ لمْ تجب على ما أورده الإخوة من إشكالات؟
-أعجب من الذين أنكروا هذه الفتوى مطلقا بحجة أن شيخ الإسلام لم يرد في كلامه إثبات المجاز، وأن المعروف عنه إنكار المجاز مطلقا، فهؤلاء إما أنهم نقلة مقلدون أو أنهم ليسوا من ذوي الاطلاع على كلام شيخ الإسلام، وإلا فما يقولون في النصوص التالية من كتب شيخ الإسلام:
يا شيخ عبد المحسن ممن اعترض الشيخ يوسف الغفيص وهو: غير مقلد ولا قليل الاطلاع على كلام شيخ الإسلام بل ريب أنه أوسع منك علما وأكثر اطلاعا على كتب شيخ الإسلام.
وكما أني لا أجد وصفك يليق بغيره ممن علق على موضوعك من طلبة العلم.
ثم من قال لك إن اعترضهم كان على ما اختزلت في هذه العبارة؟
ثم نريد أن نفهم منك ما يريد ابن تيمية في هذه العبارات التي سقتها وجعلتها دليلا على قلة اطلاع من عارضك،
هل يفهم منها أن ابن تيمية يرى جواز المجاز ـ مثلا ـ؟
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:09 م]ـ
على مهلك أخي الكريم أباسليمان -أثابك الله-:
إني أعترف وأقر بأن الدكتور: يوسف الغفيص من المشايخ المتمكنين في هذا الزمن، وذو دراية في فنه (فن العقيدة) أيما دراية، لكن قول الشيخ الدكتور: عبدالمحسن العسكر حجة للأمور الآتية/
1 - أن الدكتور عبدالمحسن متخصص تخصصا أكاديميا في اللغة العربية ولا سيما علم البلاغة ومهتم به من قديم الزمان، ولا يخفى على ذي لب أن علم البلاغة قائم على إثبات المجاز، لذلك فالدكتور عبدالمحسن يُنَقِّبُ عن هذه المسألة ألا وهي (المجاز) سنين طويلة ودرسها دراسة عميقة، ولم يخرج هذا البحث ولم يصل إلى هذه النتيجة إلا بعد جهد وعناء.
2 - أن الشيخ عبدالمحسن العسكر قد درس على كبار أشياخ هذا العصر كالشيخ العلامة عبدالله بن عقيل، والشيخ العلامة عبدالله بن قعود-رحمه الله-، والشيخ العلامة عبدالله بن جبرين، والشيخ العلامة عبدالرحمن البراك، والشيخ العلامة صالح الفوزان، وكل هؤلاء العلماء شهدوا له بالعلم وسعة الاطلاع، وقد شاهدت مرة في قناة المجد لقاء مع فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل-رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى وعضو الإفتاء سابقا- يقول لما سئل عن أبرز تلاميذه فقال: (منهم الشيخ الدكتور عبدالمحسن العسكر وهو رجل فاضل، وعالم وعنده معرفة وحذق وحفظ، وتسأله في أي فن عنده علم، لا سيما في اللغة العربية، وهو يأتي يدرس علينا باسم أنه يدرس علينا ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا)
3 - وللدكتور عبدالمحسن العسكر محاضرة ماتعة في موضوع المجاز وفرغها الطلاب، وتقع في قرابة الأربعين صفحة، وقد نقل موضعا منها الشيخ محمد الحمد في كتابه (توحيد الأسماء والصفات)، لذا فإني أنصح القارئ الكريم أن يطلع على هذه المذكرة فإني ما يشفي العليل، ويوضح حقيقة هذه المسألة والرأي المختار فيها.
والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:16 م]ـ
(رأي)
في رأيي من غير المناسب أن يتحول بحث المسألة إلى هذا المسار الأخير أبدا
المقرئ
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:43 م]ـ
(رأي)
في رأيي من غير المناسب أن يتحول بحث المسألة إلى هذا المسار الأخير أبدا
المقرئ
صدقت
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:34 م]ـ
يا أخي أصلح الله عملي وعملك:
ثق أنك لستَ بحاجةٍ لكلِ ما ذكرتَ في الشيخِ إذ لم ينازعك فيه أحدٌ أصلا!
وكنّا بحاجة منك إلى جواب عمّا أورِدَ على كلامِه في ذاك الموضوع، وأعزجني وصفه لمخالفيه هناك: إما بالتقليد وإما بقلة الاطلاع على كلام شيخ الإسلام ولذا ذكرتُ أن منهم الشيخ يوسف وهو من هو عناية بكلام الشيخ، ولم أرد أن أفاضل بينه وبينه في علم البلاغة!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:13 م]ـ
المذكرة عندي فكيف يتم إيصالها
فلست أعرف التعامل بالماسح الضوئي ز ولاأملكه
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:22 م]ـ
وقد سال الشيخ عبدالمحسن العلامة الشيخ عبدالرحمن البراك عن المجاز وإمكان وقوعه في اللغة ولقرآن، وهل فيه مستند للمؤولة في نفي صفات الله تعالى؟، فأجاب الشيخ بقوله: ((القول بإنقسام الكلام إلى حقيقة ومجاز، اصطلاح محض، ولادليل عليه من عقل ولانقل، ولامشاحة في الاصطلاح كما قيل، فلا يمتنع استعماله والتعبير به وإطلاقه في محاله من نصوص اللغة والقرآن الكريم المنزل على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، مالم يستغل لتحريف الكلم عن مواضعه ... إلخ)) ولجواب الشيخ بقية.
وتأريخه في 20/ 4/1412هـ
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:34 م]ـ
الأخ أبو مجاهد العبيدي، لا يمكن مشاهدة المرفق إلا بعد الرد على الموضوع. فهل تستطيع إنزاله على الملتقى؟
.... مع العلم أنه ليست لي عضوية في ملتقى أهل التفسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/320)
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:44 م]ـ
ملاحظة: المرفق الموجود في ملتقى أهل التفسير
هو جزء من كتاب للشيخ: محمد الحمد في الاسماء و الصفات ...
و ليست المذكرة التي كتبها العسكر في المجاز ..
اتمنى أن نرى ما كتبه في الملتقى ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 07:31 ص]ـ
أخي أبا عبدالله الوائلي
تفضل الملف
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
فائدة:
أثبت العالم السني السلفي اللغوي البارع محمد بن علي الكرجي القصاب في كتابه ((نكت القرآن)) وجود المجاز في القرآن واللغة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:36 م]ـ
الملفق المرفق ليست مذكرة العسكر
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[20 - 09 - 06, 02:01 ص]ـ
الشيخ خالد بن عمر ..
هل أطال الكرجي البحث فيما ذكرت, وحقق المسألة, أم تطرق لها عرضا ..
حفظكم المولى(67/321)
رايته صلى الله عليه وسلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:14 م]ـ
رايته صلى الله عليه وسلم
حدثني يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم:
قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء ابن عازب أسأله عن راية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ماكانت قال:
كانت سوداء مربعة من نمرة.
رواه أبوداود والترمذي وأحمد في مسنده.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
كانت راية رسول الله صلى الله عليه سولم سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله.
رواه أبويعلى والترمذي وابن ماجه والهيثمي في مجمع الزوائد وعبدالرزاق في مصنفه.
عن الحسن رضي الله عنه قال:
كانت راية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسمى العقاب.
رواه حماد بن إسحاق.(67/322)
الإباضية
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:30 م]ـ
الإباضية
التعريف:
الإباضية إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها: أن عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى من الخوارج، كما يتفقون مع الخوارج في تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة الجور.
أبرز الشخصيات:
مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم، ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة، وعبد الله عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.
يذكر الإباضية أن أبرز شخصياتهم جابر بن زيد (22 - 93ه) الذي يعد من أوائل المشتغلين بتدوين الحديث آخذاً العلم عن عبد الله بن عباس وعائشة و أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وغيرهم من كبار الصحابة، مع أن جابر قد تبرأ منهم.
أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة: من أشهر تلاميذ جابر بن زيد، وقد أصبح مرجع الإباضية بعده مشتهراً بلقب القفاف توفي في ولاية أبي جعفر المنصور 158ه.
الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش في منتصف القرن الثاني للهجرة وينسبون له مسنداً خاصاً به مسند الربيع بن حبيب وهو مطبوع ومتداول.
من أئمتهم في الشمال الإفريقي أيام الدولة العباسية: الإمام الحارث بن تليد، ثم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، ثم أبو حاتم بعقوب بن حبيب ثم حاتم الملزوزي.
ومنهم الأئمة الذين تعاقبوا على الدولة الرستمية في تاهرت بالمغرب: عبد الرحمن، عبد الوهاب، أفلح، أبو بكر، أبو اليقظان، أبو حاتم.
من علمائهم:
- سلمة ين سعد: قام بنشر مذهبهم في أفريقيا في أوائل القرن الثاني.
- ابن مقطير الجناوني: تلقى علومه في البصرة وعاد إلى موطنه في جبل نفوسه بليبيا ليسهم في نشر المذهب الإباضي.
- عبد الجبار بن قيس المرادي: كان قاضياً أيام إمامهم الحارث بن تليد.
- السمح أبو طالب: من علمائهم في النصف الثاني في القرن الثاني للهجرة، كان وزيراً للإمام عبد الوهاب بن رستم ثم عاملاً له على جبل نفوسه ونواحيه بليبيا.
- أبو ذر أبان بن وسيم: من علمائهم في النصف الأول من القرن الثالث للهجرة، وكان عاملاً للإمام أفلح بن عبد الوهاب على حيز طرابلس.
أهم العقائد:
يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية، وهم يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة في تأويل الصفات، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من منطلق عقدي، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤدي ذلك إلى التشبيه، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة المتبعين للدليل، من حيث إثبات الأسماء والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه، بلا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل.
ينكرون رؤية الله تعالى في الآخرة.
يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلاً مجازياً كالميزان والصراط.
أفعال الإنسان خلق من الله واكتساب من الإنسان، وهم بذلك يقفون موقفاً وسطاً بين القدرية والجبرية.
صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته.
القرآن لديهم مخلوق، وقد وافقوا الخوارج في ذلك، يقول الأشعري في مقالات الإسلاميين (والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن).
مرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق.
الناس في نظرهم ثلاثة أصناف:
مؤمنون أوفياء بإيمانهم.
مشركون واضحون في شركهم.
قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك.
للدار وحكمها عند محدثي الإباضية صور متعددة، ولكن محدثيهم يتفقون مع القدامى في أن دار مخالفيهم من أهل الإسلام هي دار توحيد إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/323)
يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام.
مرتكب الكبيرة كافر ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا تابوا منها قبل الموت.
الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن هذا كفر نعمة أو كفر نفاق لا كفر ملة، بينما يطلق عليه أهل السنة والجماعة كلمة العصيان أو الفسوق، ومن مات على ذلك – في اعتقاد أهل السنة – فهو في مشيئة الله، إن شاء غفر له بكرمه وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهُر من عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة، أما الإباضية فيقولون بأن العاصي مخلد في النار. وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم.
ينكرون الشفاعة لعصاة الموحدين، لأن العصاة – عندهم – مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار.
ينفون شرط القرشية في الإمام إذ أن كل مسلم صالح لها، إذا ما توفرت فيه الشروط، والإمام الذي ينحرف ينبغي خلعه وتولية غيره.
يتهجم بعضهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
الإمامة بالوصية باطلة في مذهبهم، ولا يكون اختيار الإمام إلا عن طريق البيعة، كما يجوز تعدد الأئمة في أكثر من مكان.
لا يوجبون الخروج على الإمام الجائر ولا يمنعونه، وإنما يجيزونه، فإذا كانت الظروف مواتية والمضار فيه قليلة فإن هذا الجواز يميل إلى الوجوب، وإذا كانت الظروف غير مواتية والمضار المتوقعة كثيرة والنتائج غير مؤكدة فإن هذا الجواز يميل إلى المنع. ومع كل هذا فإن الخروج لا يمنع في أي حال، والشراء (أي الكتمان) مرغوب فيه على جميع الأحوال ما دام الحاكم ظالماً.
يرون أن الجد للأب أولي بالحضانة من الجدة للأم خلافاً لأكثر المذاهب، ويرون أن الجد يمنع الإخوة من الميراث بينما ترى بعض المذاهب الأخرى أن يقتسموا معه.
لا يجوز لديهم أن يدعوا شخص لآخر بخير الجنة وما يتعلق بها إلا إذا كان مسلماً موفياً بدينه مستحقاً الولاية بسبب طاعته، أما الدعاء بخير الدنيا وبما يحول الإنسان من أهل الدنيا إلى أهل الآخرة فهو جائزٌ لكل أحد من المسلمين تقاة وعصاة.
لديهم نظام أسمه (حلقة العزابة) وهي هيئة محدودة العدد تمثل خيرة أهل البلد علماً وصلاحاً وتقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الإباضي الدينية والتعليمية والإجتماعية والسياسية كما تمثل مجلس الشورى في زمن الظهور الدفاع، أما في زمن الشراء والكتمان فإنها تقوم بعمل الإمام وتمثله في مهامه.
لديهم منظمة اسمها (ايروان) تمثل المجلس الإستشاري المساعد للعزابة وهي القوة الثانية في البلد بعدها.
يشكلون من بينهم لجاناً تقوم على جمع الزكاة وتوزيعها على الفقراء، كما تمنع منعاً باتاً طلب الزكاة أو الإستجداء وما إلى ذلك من صور إنتظار العطاء.
- انشق عن الإباضية عدد من الفرق التي اندثرت وهي:
- الحفصية: أصحاب حفص بن أبي المقدام.
- الحارثية: أصحاب الحارث الإباضي.
- اليزيدية: أصحاب يزيد بن أنيسة: الذي زعم أن الله سيبعث رسولاً من العجم، وينزل عليه كتاباً من السماء، ومن ثم ترك شريعة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
الجذور العقائدية:
· الإباضيون يعتمدون على القرآن والسنة – مسند الربيع بن حبيب – والرأي والإجماع.
· ولقد تأثروا بمذهب أهل الظاهر، إذا أنهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفاً حرفياً ويفسرونها تفسيراً ظاهرياً.
·وتأثروا كذلك بالمعتزلة في قولهم بخلق القرآن.
·ولكن منهم من استند في كتاباته الفقهية إلى آراء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة دون تحامل.
·ويعتبر كتاب النيل وشفاء العليل – الذي شرحه الشيخ محمد بن يوسف إطفيش المتوفي سنة 1332ه - من أشهر مراجعهم. جمع فيه فقه المذهب الإباضي وعقائده.
أماكن الانتشار:
· كانت لهم صولة وجولة في جنوبي الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما في الشمال الإفريقي فقد انتشر مذهبهم بين البربر وكانت لهم دولة عرفت باسم الدولة الرستمية وعاصمتها تاهرت.
· حكموا الشمال الإفريقي حكماً متصلاً مستقلاً زهاء مائة وثلاثين سنة حتى أزالهم الفاطميون (العبيديون).
· قامت للإباضية دولة مستقلة في عُمان وتعاقب على الحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون.
· من حواضرهم التاريخية جبل نفوسة بليبيا، إذ كان معقلاً لهم ينشرون منه المذهب الإباضي، ومنه يديرون شؤون الفرقة الإباضية.
ما زال لهم تواجد إلى وقتنا الحاضر في كل من عُمان بنسبة مرتفعة وليبيا وتونس والجزائر وفي واحات الصحراء الغربية وفي زنجبار التي ضمت إلى تانجانيقا تحت اسم تنزانيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/324)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:00 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
رابط قد يفيد:
الائتمام بالإباضي، والصلاة في مسجد الإباضية؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47495&highlight=%CA%DF%DD%ED%D1+%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C9
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا(67/325)
كيف تحفظ القرآن
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:59 م]ـ
كيف تحفظ القرآن
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له. نحمده هو أهل الحمد و الثناء فله الحمد في الأولى و الآخرة و له الحمد على كل حال و في كل آن، نصلي و نسلم على خاتم الرسل و الأنبياء نبينا محمد بن عبد الله و على آله و صحابته و من اتبع هداه و اقتفى أثره إلى يوم الدين و عنا معه بعفوك و رحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد، أيها الأخوة الكرام و الأحبة سلام الله عليكم و رحمته و بركاته، ابتداءً أقول انه ليس في هذا الدرس وصفة سحريه يمكن بتطبيقها أن تحفظ القرآن بصورة لم تكن تتخيلها أو تتوقعها، و لكن هذا الدرس فيه خلاصة تجارب عمليه وهو في الحقيقة يركز على مضمون هذا العنوان أي كيف تحفظ القرآن الكريم بصورة عامه لجميع الناس مع التفاوت الذي قد يكون يختلف فيه بعضهم عن بعض. نريد في هذا المجلس أن نركز على الإجابة على هذا السؤال، كيف تحفظ القرآن؟
يجب اتباع الاتي
1. اخلاص النية لله عز وجل, ومعرفة فضل القرآن وحفظه وفضل أهله وآداب حمله وحملته.
2. العزم وطلب المعالي وتحديد الهدف وهو اتمام حفظ كتاب الله تبارك وتعالى كاملا, وعدم استعجال هذه الثمرة, فمن رام الحفظ جملة ذهب عنه جملة.
3.وضع خطة مناسبة للحفظ اليومي, كماً وكيفاً, بحيث لا يترك يوم بحال من الأحوال, فالحفظ سهل لكنّ المداومة عليه هو الصعب، ووضع حداً أدنى للكم "من الآيات".
4.تحديد الوقت والمكان المناسب وتثبيت ذلك قدر الامكان.
5.تحديد طبعة معينة للمصحف, حسنة الخط وحسنة الوقوف والابتداء, والاقتصار عليها.
6.الشروع في الحفظ وترك التسويف حتى لو تعسر في البداية, فالحفظ كاللياقة البدنية تزيد وتتحسن بالاستمرار وكالعضلة تقوى بالتدرج والمِران.
7.تصحيح مقدار الحفظ على شيخ متقن مجاز من شيوخ عصره, صحيح العقيدة حسن الأخلاق, ثم القراءة عليه غيباً "أي تسميعاً دائماً" بقراءة مجودة صحيحة والاستعانة أيضاً بأشرطة القرآن الكريم ونحوها, ثم ترك الانشغال بتكلّف التجويد والتغني وابراز دقائق الاعراب فهذا يصرف عن الحفظ, ويُذهب الخشوع كما قيل:"اذا جاء الاعراب ذهب الخشوع",ولا يعني هذا أن نترك التجويد والتغني بالكلية لأنّ القراءة لها صفة معينة تؤخذ من أفواه المقرئين, فالتجويد والتغني يزيدان القراءة حُسناً وهما من وسائل تثبيت الحفظ والتدبر أيضاً اذا كانا من غير تكلف فالقراءة سنة متّبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرأوه كما علّمتموه ,كما قال زيد رضي الله عنه وغيره.
8.فهم الآيات والتركيز فيها وتدبرها بالاستعانة بتفسير وجيز مختصر حتى لا تنشغل في غير الحفظ.
9.القراءة بصوت مرتفع "يُسمعكَ" لتشغّل أكثر من حاسّة , والتدرج في حفظ آية آية , وربطهما , وتكرارهما وهكذا فيما يليهما, والتهيؤ لذلك كله بحضورالقلب والطهارة ومراعاة آداب التلاوة.
10.تسميع المحفوظ غيباً لغير الشيخ كالأهل والأصحاب وفي هذا فوائد منها: خلق الجو الايماني في المنزل وفي غيره, واستغلال الوقت بما ينفع القارىء والسامع.
11.مراجعة المحفوظ وتمييز المتشابهات , واقتناص ذلك بشتى الطرق وفي جميع الأحيان خاصة في الصلوات المكتوبة وبين الأذان والاقامة وفي النوافل وقيام الليل.
12.العمل بهذا القرآن العظيم باتباع أوامره واجتناب نواهيه, فالخطايا تذهب العلم نسأل الله العافية.
13.الحذر من العجب والاغترار فانّ الانسان متى ما أعجب بنفسه فلن يزداد من الخير بل ربما تردّى وهلك كما في الحديث " ثلاث مهلكات:.وذكر منها .... اعجاب المرء بنفسه",نسأل الله السلامة.
14.استعن بحلقات التحفيظ ,ولا تعتمد عليها خاصة ان لم تكن يومية بل اجعلها وسيلة مساعدة.
15.عرض القرآن الكريم من أوله الى آخره على شيخ مجاز متقن فطن لبيب لمّاح للأخطاء يحسن ايصال المعلومة يجيزك بالقراءة والاقراء, وليست العبرة بعلو السند " الاجازة " بل العبرة في صحة وجودة القراءة.
16.لا تنشغل بالتخطيط عن الحفظ , ولا تتنقل في طرق الحفظ من طريقة الى أخرى، (كالحفظ بالكتابة أو الأجهزة الحديثة ... الخ) بل اجعل لك طريقة ثابتة تناسبك لكي لا يضيع عليك الوقت بهذا التنقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/326)
17.للطعام أثر في الحفظ فينبغي تنظيمه والتقليل منه واجتناب (التخمة) والحوامض والدسم فالبطنة تُذهب الفطنة وينبغي أيضاً تزويد الجسم بالطاقة وتنشيط العقل ببعض الأطعمة المفيدة للبدن والعقل كالعسل.
18.اجتنب الكسل والخمول وبادر بعلاجه قبل أن يستفحل ثم يحلّ محلّه الندم والحسرة.
19.استغلال الصغر, وأوائل العمر, والحرص في الكبر, وعدم تضييع الأجر.
20.الاستعانة بالدعاء وتحري مواطن الاجابة
و سنعرض فيه إلى خمسة جوانب:
أولا: الأسس العامة
ثانيا: الحفظ
ثالثا: المراجعة
رابعا: الروابط و الضوابط
خامسا: اختلافات و فروق
أولا: الأسس العامة
أولا الأسس العامة التي لا غنى لك عنها و لا مجال لتطبيق ما بعدها إلا بها، و في غالب الظن أنه لا نجاح إلا بتأملها و تحقيقها، و هي أمور كثيرا ما نتذكرها و نذكر بها، و هي أسس ينبغي ألا نغفل عنها في هذا الموضوع و في غيره.
أولا: النية الخالصة
فنحن نعلم أن مفتاح القبول و التيسير إخلاص القصد لله عز و جل، و أن كل عمل يفتقر إلى الإخلاص لا يؤتي ثمرته و إن آتى بعض ثماره فإن عاقبته في غالب الأحوال تكون فجة و ثماره تكون مرة أضف إلى أنه يحرم من أعظم ما يتأمله المرء و هو القبول عند الله عز و جل و حصول الأجر و الثواب. فلذلك الإسلام في كل عمل لكي يسهل ويعان المرء عليه هو أن يخلص لله عز و جل.
ثانيا: السيرة الصالحة
يقول جل و علا ?وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ? البقرة 282 - ونعلم جميعا ما يؤثر عن الشافعي من قوله " شكوت الى وكيع سوء حفظي ..... فأرشدني إلى ترك المعاصي
و أخبرني بأن العلم نور ..... و نور الله لا يؤتاه عاصي "0
و نعلم ما أثر لابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - " إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه "، فنحن نعلم أن الحفظ على وجه الخصوص يحتاج إلى إشراقة قلب و إلى توقد ذهن و المعصية تطفئ نور القلب و يحصل بها التبلد بالعقل و يحرم بها العبد من التوفيق أيضا. فإذاً لا بد أن نستعين على طاعة الله بطاعة الله و أن نجعل طريقنا إلى نيل بعض هذه الأمور من الطاعات و المندوبات و المسنونات و أمور الخير أن نجعل طريقنا إليها طاعة لله سبحانه و تعالى ?وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ? البقرة 282 - نتيجة عملية تلقائية لأن القلب يشرق حينئذٍ بنور الإيمان، و النفس تطمئن إلى ما حباها الله عز و جل من السكينة و الطمأنينة فيتهيأ الإنسان حينئذٍ لهذا العمل العظيم حفظ القرآن الكريم.
ثالثا: العزيمة الصادقة
فإن المرء الذي يعتريه الوهن و يعترضه الخور و يغلب على حياته الهزل و يميل في كثير من أموره إلى الكسل فإنه لا يمكن أن يُعول عليه. و لا يُظن أنه يصل إلى النتيجة المرجوة في حفظ كتاب الله عز و جل. فهذا أمر يحتاج أن يشمر عن ساعد العزم و لا بد له أن يقلل من أمور الراحة فيخفف من نومه و يزيد من عمله و يكثر من قراءته و غير ذلك من الأمور التي لا بد لها من همه و عزيمة صادقه قوية ماضية لا تستسلم عند أول عارض من العوارض، و لا تقف عند أول عقبة من العقبات.
رابعا: الطريقة الصائبة
و هي جزء مما سيأتي حديثنا عنه، غير أني أريد أن أشير إلى أن بعض الأخوة عندما يسمع حسا على حفظ القرآن أو يتشوق إلى ذلك يبدأ بحماسة مندفعة بداية غير صحيحة غالبا ما تُسلمه إلى العجز و الكسل أو تصدمه بعدم القدرة على الاستمرار. كمن يبدأ مخلطا سورة من هنا و سورة من هنا، و جزءا منفرداً. أو مقاطع متقطعة و هو يرغب بعد ذلك أن يصل بينها و أن يصل بها إلى حفظ القرآن الكريم كاملا، فغالبا ما يتشوش مثل هذا العمل، و غالبا ما ينقطع عنه، و كثيرا ما يفتقد ما حفظ منه، و ذلك لأن الجزء الواحد أو القطعة الواحدة لا تغري المرء إذا كانت منفصلة بأن يحافظ عليها، لأنها وحدها وليس لها ارتباط بما قبلها و لا بعدها، و إن كان في ذلك خير و لا شك، و ليس في هذا الكلام ما نريد به أن نصرف أحدا أن يحفظ سورة بعينها أو بعض السور بعينها أو الأجزاء بعينها كاملة. و لكننا نتحدث عن من يريد أن يحفظ حفظاً كاملا على طريقة صائبة، و من ذلك أيضا أن بعض الناس يبدأ و يشرع دون أن يستشير و أن يسأل من حفظ قبله أو من هو مشتغل بالتحفيظ و التدريس في هذا الميدان فكما أنك تحتاج إلى المشورة في أي عمل من أعمال الدنيا أو إلى مدخل من مداخل العلوم و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/327)
الدراسة التي يدرسها كثير من الناس فأنت بحاجة إلى هذا في هذا الأمر أيضا.
و من ذلك أيضا البرنامج الواضح عندما نقول أن هناك طريقة صائبة فإنها هي التي تحفظ بإذن الله تلك العزيمة التي تستمر و تمشي وتمضي عندما يكون هناك برامج و مراحل نقطة بعد نقطة، مرحله بعد مرحله. أما خطة عشواء أما أجزاء متقطعة، أما مراحل منفصلة، فإن ذلك في غالب الأمر لا يصل إلى مبتغاه
خامسا: الاستمرارية المنتجة
فهذا أمر قد يطول أمده و زمانه و قد يعظم جهده و البذل لأجل الوصول إليه، فإن كنت قصير النفس فإنك في غالب الأمر لا تبلغ الغاية، تحتاج إلى استمرار يثمر و ينتج بإذن الله عز وجل. وحديث النبي عليه الصلاة و السلام يحضرنا في هذا المقام عندما} سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ما تطيقون – رواه البخاري {. فقليل دائم خير من كثير منقطع. لا تبدأ البداية الكبيرة التي قلنا عنها ثم تنقطع أو لا تبدأ ولو بداية يسيره ثم تتوقف، و كما أثر أيضا عن الأجر و الفضل الذي يكون للحال المرتحل كما سئلوا عن الحال للمرتحل قيل هو الذي يختم القرآن ثم يشرع فيبدأ به من جديد، فهنالك استمرارية و اتصال و دوام، استمرار هو الذي تحصل به نتيجة بإذن الله عز و جل.
فإذاً لابد من نية و سيرة وعزيمة و طريقة واستمرارية، هذه أسس لا بد منها قبل أن نبدأ أو أن نشرع فيما يتعلق بالتفصيل و التفريغ.
ثانيا: الحفظ
الأمر الثاني الحفظ، وهو جوهر هذا الموضوع، و الحديث فيه عن الطريقة وعن الشروط اللازمة، و العوامل المساعدة، و نبدأ بالطريقة.
أولا: الطريقة
من خلال التجربة ومن خلال ما نرى من عمل كثير من طلاب التحفيظ و الحافظين يمكن أن نرى أو نلقي الضوء على طريقتين اثنتين.
` الطريقة الأولى `
إحداهما طريقة الصفحة، نعني بذلك أن يقرأ مريد الحفظ الصفحة كاملة من أولها إلى آخرها قراءة متأنية، صحيحة، ثلاث أو خمس مرات بحسب ذاكرة الإنسان وقدرته على الحفظ، فإذا قراها هذه المرات الثلاث أو الخمس قراءة فيها استحضار قلب وتركيز الذهن و العقل و ليس مجرد قراءة لسان فقط كلا، إنما قد جمع قلبه وفكره لأنه يريد من هذه القراءة أن يحفظ.
فإذا أتم الثلاث أو الخمس أغلق مصحفه، و بدأ يسمع صفحته، و قد يرى بعضكم أن هذا لن يتم أو لن يستطيع حفظها بقراءة الثلاث أو الخمس، أقول نعم. سيكون قد حفظ من أولها و مضى ثم سيقف وقفة، أن يفتح مصحفه و ينظر حيث وقف فيستعين، و يمضى مغلقا مصحفه، ثم سيقف ربما وقفة ثانية، أو ثالثة، ثم ليعد تسميع الصفحة.
ما الذي سيحصل!، الموضع الذي وقف به أولا لن يقف فيه ثانيه، لأنه سيكون قد نقش في ذاكرته و حفر في عقله، فستقل الوقفات. و غالبا من خلال التجربة سيسمع المرة الأولى ثم الثانية و في الغالب أنه في الثالثة يأتي بالصفحة محفوظة كاملة بعد أن يقوم بمجموع ما قرأه ثمان مرات، ثلاث أو خمس في القراءة الأولية المركزة، ثم يبدأ بالخطوة الثانية بتسميع هذه الصفحة و سيقف كما قلت بعض الوقفات في أول مرة و في المرة الثانية و في الغالب أنه في الثالثة لا يقف.
ماذا يصنع في الخطوة الثالثة، أن يكرر التسميع الصحيح الذي أتمه في المرة الأخيرة ثلاث مرات تقريبا. فحينئذ يكون مجموع ما قرأ به هذه الصفحة في ذلك الوقت تسع مرات أو أحد عشر مرة.
إذاً يقرأ الصفحة قراءة مركزة صحيحه ثلاث أو خمس مرات، ثم يسمعها في ثلاث تجارب أو ثلاث محاولات. ثم يضبطها في ثلاث تسميعات. و بذلك سوف تكون الصفحة محفوظة حفظا جيدا متينا مكينا إن شاء الله.
ما مزية هذا الحفظ أو هذه الطريقة، مزيتها أنك لا تتتعتع أو تتوقف عندما تصل الصفحات بعضها ببعض بعد ذلك. لأن بعض الاخوة يحفظ آنفا آية منفصل بعضها عن بعض، ما الذي يحصل؟ عند كل آخر آية يقف حمار الشيخ في العقبة، و يحتاج إلى دفعة فتعطيه أول كلمة من الآية التي بعدها فينطلق كالسهم حتى يبلغ آخر الآية التي بعدها ثم يحتاج إلى توصيلة أخرى و هكذا. أما الصفحة فهي كاللوح أو كالقالب يحفظها في قلبه و يرسمها في مخيلته، و يتصورها أمامه من مبدئها إلى منتهاها ويعرف غالبا عدد آياتها، آية كاملة صفحة كاملة بعض الصفحات آيتين وبعضها ثلاث و بعضها آيات كثيرة ليس بالضرورة تصورها و لكن هذه الطريقة تجعله، أولا يأخذ الصفحة كاملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/328)
بلا توقف يستحضرها تصورا فيعينه ذلك على حفظها ثم يتصورها كما قلت هل هي في الصفحة اليمنى أو اليسرى، بأي شيء تبتدئ و بأي شيء تنتهي وتحكم بإذن الله عز وجل إحكاما جيداً.
` الطريقة الثانية `
طريقة الآيات أو الآية، لا بأس بها و إن كنت أرى الأولى أفضل منها. ما هي هذه الطريقة، أن يقرأ الآية مفردة قراءة صحيحه مرتين أو ثلاث مرات، نفس الطريقة، لكن بآية واحده و طبعا لما كانت آية لا نحتاج أن نعيدها من ثلاث إلى خمس، مرتين فقط أو ثلاث ثم يسمع هذه الآية، ثم يمضى إلى الآية الثانية فيصنع بها صنيعه بالأولى، لكنه بعد ذلك يسمع الأولى و الثانية، ثم يحفظ الثالثة بالطريقة نفسها، يقرأها ثم يسمعها منفردة ثم يسمع الثلاث من أولها الأولى ثم الثانية ثم الثالثة، ثم يمضي إلى الرابعة إلى آخر الصفحة.
ثم يكرر تسميع الصفحة ثلاث مرات. وحذار في هذه الطريقة أن ترى أن الآية الأولى قد أكثرت من ذكرها فلا عازة لتكرارها، بعضهم إذا بلغ نصف الصفحة قال النصف الأول مضبوط فلا يحتاج إذا حفظ الآية في النصف الثاني أن يعيد النصف الأول إلى الأخير. هنا لا يقف حمار الشيخ في العقبة في منتصف الصفحة و ثق من هذا تماما وجربه تراه شاهدا على كلامي. لا بد كل آية تحفظ في الصفحة أن تعاد من الأول إلى حيث بلغ، حتى يتم الصفحة ثم يأتي بها ثلاث مرات تسميعا كاملا.
تختلف هذه الطريقة عن الأولى أنها أبطأ في الغالب. أبطأ في الوقت فالصفحة في الطريقة الأولى تستغرق بالمعدل نحو عشرة دقائق، قد يقول قائل العشر قليلة، أقول عشر دقائق إذا كان يريد أن يحفظ أما إذا كان ينظر في الغادين و الرائحين و المتشاكلين و المتضاربين و يسمع هنا و .. هذا ولا مئة دقيقة و لا عشرة أيام يحفظ فيها شيء. أما الثانية فهي أبطأ و الغالب أنها تستغرق نحو خمس عشرة دقيقة لأنه سيكرر كثيرا.
أما من حيث التطابق فآخر الأمر أنه سيحفظ الصفحة كاملة و لكن هذه الطريقة أضعف إذا لم يصل الآية بالآية سيكون هناك ذلك التوقف الذي أشرت إليه، إذا هذه الطريقة من حيث الأصل حفظ الصفحة أو حفظ الآية و في آخر الأمر ستعود النتيجة إلى حفظ الصفحة.
أنتقل إلى النقطة الثانية وهي نقطة مهمة مكملة و هي الشروط اللازمة.
ثانيا الشروط اللازمة
الشروط اللازمة لكي تكون هذه الطريقة صحيحة سواء اخترت الطريقة الأولى أو الثانية لابد من هذه الشروط.
` الشرط الأول: القراءة الصحيحة `
من الأخطاء الكثيرة أن كثيرا ممن يعتزمون الحفظ أو يشرعون فيه يحفظون حفظا خاطئا. لابد قبل أن تحفظ أن يكون ما تحفظه صحيحا، و هناك أمورا كثيرة في هذا الباب منها على سبيل المثال لا الحصر؛
أولا تصحيح المخارج: إن كنت تنطق ثم "سم" أو الذين "الزين" فقوم لسانك قبل أن تحفظ. لأنك إذا حفظت و أدمنت الحفظ بهذه الطريقة و واضبت ستكون جيدا في الحفظ لكنك مخطئا فيه. فلا بد أولا من تصحيح المخارج وتصحيح الحروف لا بد منه.
ثانيا ضبط الحركات: بعض الأخوة إما لضعف قراءته، أو لعجلته يخلط في الحركات، و هذا الخلط لا شك أنه خطأ و أنه قد يترتب عليه خلل في المعنى. و ذلك ليس من موضع حديثنا و لكن لا بد أن يتنبه المرء له و أن يحذر منه، و من ذلك أن اللغة العربية فيها تقديم و تأخير، وفيها إضمار و حذف وتقدير، وفيها إعرابات مختلفة، فأحيانا بعض الناس لا يتنبه، أحيانا مثلا تقديم المفعول على الفاعل ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمات? البقرة 124 - بعضهم يحفظها ? إبراهيمُ ? و ربُهُ أو ربَهُ بالنسبة له أحيانا قد لا تفرق، و ما حفظته خطئا فثق تماما أنه يثبت هذا الخطأ وبعد ذلك تصعب إزالته، يحتاج إلى عملية استئصال، مثل الذي يبني بناء ثم يتبين له أن هذا البناء خطأ لابد له أن يكسر و أن يصحح البناء، لابد أن يزيل الخطأ ثم بعد ذلك يصحح من جديد. لماذا تكرر الجهد مرتين و تعيد العمل مرتين، ابدأ بداية صحيحة. و هناك أمثلة كثيرة في مسألة ضبط الحركات، فإن هناك كثيرا من الأمثلة التي تقع في هذا الجانب كما في الضمائر أيضا. الضمائر عندما يقع الخلط فيها أيضاً يقع خلط في الحفظ غير مقبول مطلقا، كما يكون الضمير بالضم فيكون للمتكلم، أو يكون بالفتح للمخاطب كما في قوله تعالى ?وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/329)
عَلَيْهِمْ ? المائدة 116 - التاء في الضميرين الأولين مضمومة و في الضميرين الثانيين مفتوحة فأي تغيير بالحركة يغير المعنى.
كما يقرأ البعض (و كنتُ أنت الرقيب عليهم) ما يمكن أن تستقيم أبدا وهكذا الكثير من الكلمات و الحركات تحتاج إلى الضبط ابتداء قبل أن يخطىء فيها.
أيضا هناك ضبط الكلمات و هو أشد و أخطر، الحركات منظوره يمكن أن يراها الإنسان و لكن بعض الكلمات إما لصعوبتها أو لأن هذا الحافظ لم يأخذ الأسلوب الذي سأذكره لاحقا، أو ليس متمرسا في تلاوة القرآن فإنه يحفظ الكلمة خطأ و من هذا قول الله عز وجل ? وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ? -القلم 51 - سمعت مرة من يقرؤها " ليزقلونك "، السبق بين الحروف يحصل وعندما يراها رؤية سريعة وهو لا يعرفها تثبت على هذه الطريقة، أحيانا بعض الكلمات ? أَنُلْزِمُكُمُوهَا ? هود 28 - قد يستثقلها و يقرأها قراءة خاطئة و تختلف الحروف بهذه الطريقة. كذلك بعض الكلمات التي ربما ليس في القرآن إلا مثال واحد منها ? أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ ? يونس 35 - يقرأها "أم من لا يَهْدِي" لأنها كلها في القرآن يَهْدِى وما فيها يَهِدي فينتبه إلى مثل هذه الكلمات.
كذلك ما يتعلق في الرسم كما في البقرة (52) ? فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ? و في المائدة (3) ? فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ? ليس فيها ياء وإنما كسرة، هذه أيضا مواطن مما قد يحفظه ابتداء حفظا خاطئا و يقع في هذا في أخطاء. و كذلك بعض الكلمات التي هي في مواضع بضبط معين و في مواضع أخرى بضبط آخر مثل ? سِخريا ? و ? سُخريا ? قد يحفظها تمر عليه الآية الأولى فتقرأ سُخريا فكلما مرت قال سُخرياً و لم يفرق بين سُخريا و سِخريا و غيرها من المواضع التي فيها مثل هذه الأمثلة، كما أيضا في الجمع و التثنية مثل قول الله سبحانه و تعالى ? رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ? فصلت 29 - و ليس الَّذِين، بعض الناس يقول الذين متعود، نادرا أو قليل ضمير التثنية فيقول ? الَّذِينَ ? و لا ينتبه لمثل هذا إذا كان غير متمرس أو كان متعجلا، و غير ذلك كثير أيضا كما أشرت في الأمثلة إنما هي للتقرير كما في قوله عز وجل ? فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ? الحشر 17 - و ليس خالدِين فيها، خالدَيْن بالتثنية و ليس بالجمع فإذا لا بد أيضا من ضبط الكلمات حتى لا يحفظها حفظا خاطئا. و الأمثلة في ذلك كما قلت كثيرة جدا.
أيضا هنالك ضبط خواتيم الآيات، مع السرعة و العجلة قد لا ينتبه فيحفظ حفظا خاطئا ? وهو العزيز الرحيم ? ما قرأها بنظره قرأها ? و هو العزيز الحكيم ? وهكذا مضى عليها فحفظها، هذه واضحة لكن أحيانا كما هو في التجارب أن الذي يحفظ يستشهد و يظن أحيانا أن هذه الآية في ذهنه قد سمعها أو قد أدمن قراءتها وهي في ذهنه أنها ? و هو العزيز الحكيم ? فيقولها هكذا و يظن أنه قرأها و هو ما قرأها و ما مر ببصره عليها بل ربما يمر ببصره عليها وقد سبق في ذهنه أنها كذا و لا يقرأ المكتوب بل يُثبت ما في الذاكرة عنده أو ما يسمعه أو ما يظنه أو يتوهمه، فينبغي أن يضبط ذلك حتى تكون القراءة صحيحة قبل أن يحفظ شيئا خاطئا، و كما قلت هنا التنبيه أن الحفظ الذي فيه خطأٌ، خطأ. يعنى هذا الحفظ الذي فيه أخطاء هو حفظ فيه خطأ لأن طريقته خطأ لأنه يبقى و يستمر ويصعب تغييره في كثير من الأحوال.
كيف نحقق هذه القراءة الصحيحة، الأصل أيه الأخوة الأحبة أن القارىء و الحافظ لابد أن يقرأ على شيخ متقن، تلقى القرآن تلقيا بالمشافهة، وهذا هو الأصل في تلقي القرآن لقنه النبي عليه الصلاة و السلام صحابته و الصحابة من بعدهم، فليس القرآن كتاب يقرأ مثل غيره من الكتب، ففيه رسم و فيه بعض الأمور التي ذكرتها الآن من تقديم و تأخير و كذا وفيه قراءات و فيه بعض الكلمات التي ترسم بطريقة و تكتب بطريقة، وفيه أحيانا آيات أو كلمات تقرأ بوجهين، هذا كله لا يتيسر لك بمجرد القراءة، الأصل أن تكون متلقيا عن شيخ قد أتقن وتعلم فتكون قراءتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/330)
صحيحة فهو الذي يقرأ لك الصفحة أولا ويصححها لك ثم تمضي بعد ذلك و تطبق الطريقة التي قلناها، ممكن هذى خطوة ثانيه إذا كنت تلقيت التجويد و تلقيت القراءة و أحسنتها بمعنى أنك من ناحية القراءة النظرية جيد، و تحسن القراءة و لا تسقط فلا بأس بأن تبدأ بتطبيق هذه الطرق الأولى أو الثانيه لكن لابد أن تكون قد أتقنت القراءة وعرفتها و قرأت إما ختمه كاملة أو قرأت معظم القرآن و ذلك مما يضبط لك هذا الجانب، هذا أول الشروط التي لا بد منها لتَكمُل لك طريقة الحفظ الصحيح.
` الشرط الثاني: الحفظ المتين `
الحفظ الجديد لا بد أن يكون حفظا متينا، لا يقبل فيه خطأ ولا أقل من الخطأ و لا وقفه و لا تعتعه، الحفظ الجديد أعني، إذا أردت أن تحفظ صفحة جديده إن لم يكن حفظك لها أقوى – مبالغة – من حفظك للفاتحة فلا تعد نفسك قد حفظتها، لماذا؟ لأن الحفظ الجديد هو مثل الأساس، الآن إذا جئت بأساس البناء و تعجلت حيثما اتفق سوف ينهد البناء فوق رأسك يوما ما. و الحفظ الجديد إذا قبلت فيه بالخطأ و الخطأين، أو التعتعة أو الوقفة فإنك ثق تماما أنك كالذي يبني الرجاء على شفير الهاوية، يعنى كأنك متأرجح، فإذا كنت في البداية متأرجح كيف ستبني على ما بعده، كيف تريد أن تكون هذه الصفحة بعدها صفحات و صفحات، لا يمكن. لا ينبغي الترخص مطلقا في ضبط الحفظ الجديد ولو أخذت بدل الدقائق العشر التي ذكرناها عشرين أو ثلاثين أو أربعين، المهم لا تنتقل من حفظك الأول حتى تتقنه اتقانا كما قلت مبالغةً أكثر من إتقانك للفاتحة، لو قلت لأحدكم الآن سمع الفاتحة فسَمَّعها بكل سهولة و يسر، بل لو كان نائما و حلم و قرأ الفاتحة لن يخطِأ فيها، لماذا! لأن الفاتحة قد أدمن قراءتها و حفظها أكثر من حفظه أسمه، لابد أن يكون الحفظ الأول مثل ذلك كما قلت دون أخطاء و دون عجلة.
` الشرط الثالث: التسميع للغير `
وهذا الذي سيكتشف لك الأخطاء التي ذكرتها، بعض الناس الصفحة الأولى للمرة الثالثة يسمع الصفحة خرج مطمئنا منشرح الصدر مسرورا وهو قد حفظ و هناك بعض الأخطاء مما أشرت إليه، كيف يكتشفها، لا يكتشفها، يعيد مرة ثانيه في اليوم التالي صفحته ويسمعها في خطئها و المصحف أمامه، لماذا؟ لأنه تصور أنه حفظ حفظا صحيحا. الذي يكتشف لك ذلك أن تسمع الصفحة لغيرك مهما أنت بالغا الحد بالذكاء، و حدة الذهن و سرعة الحفظ فلابد أن تسمع لغيرك، أن تعطي المصحف غيرك ليستمع لك، وهذا أمر لا بد منه. لا بأس قد لا تجد من يسمع لك الصفحة إذا حفظتها أو الصفحتين أو الثلاث لا بأس، لكن لو جمعت خمسا من الصفحات أو عشرا من الصفحات سمعها لغيرك، هنا لازال هناك مجال للاستدراك، أما بعد أن تحفظ عشرة أجزاء تأتي و تسمع و عندك من الأخطاء ما الله به عليم هذا لا يمكن أن يكون مقبولا.
` الشرط الرابع التكرار القريب `
الحفظ بالحفظ، لو أنك صوبته وصححته، و لو أنك متنته و قويته و لو أنك سمعته و قرأته، لا يكفي فيه ذلك حتى تكرره في وقت قريب، ما معنى الوقت قريب، في يومك الذي حفظت به الصفحة لو حفظتها بعد الفجر، إذا تركتها إلى فجر اليوم التالي ستأتي إليها وقد أصابتها هينات واعتراها بعض الوقفات و دخلت فيها بعض المتشابهات مما قد حفظته قبلها من الآيات، لابد أن تكرره في الوقت نفسه.
في ذلك اليوم الصفحة الجديدة، بعد التسميع الذي ذكرته ثلاث مرات، على أقل تقدير أن تسمع الصفحة خمس مرات في ذلك اليوم، و سأذكر كيف يمكن تطبيق ذلك دون عناء و لا مشقه، لان بعض الأخوة يقول هذا يريد أن نجلس في المسجد من بعد الفجر إلى المغرب حتى نطبق هذه الطرق التي يقولها. أذكر مثال أن الحفظ الذي تتركه و لا تكرره يسرع في التفلت في ترجمة ابن أبي حاتم، الإمام ابن أبي حاتم رحمة الله عليه كان يقرأ كتابا يريد أن يحفظه فكان يقرأه بصوت عالي ويكرره و عنده عجوز بالبيت وهو يكرر الكتاب الأولى والثانية و الثالثة والعاشرة، فملت منه قالت: ما تصنع يا هذا، قال: إني أريد أن أحفظه، قالت: ويحك لو كنت تريد لقد فعلت فإني قد حفظته، فقال: هاتيه، فسمعت له الكتاب من حفظها سماعا فحفظته، قال و لكني لا أحفظه حتى أكرره سبعين مره. يقول فجئتها بعد عام فقلت لها هاتي ما عندك من الكتاب فما أتت منه بشيء، أما أنا فما نسيت منه شيئا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/331)
لا تنظر للوقت القريب انظر للمدى البعيد، أنت تريد أن تحفظ شيئا لا تنساه بإذن الله عز وجل.
` الشرط الخامس: الربط بما سبق `
فالصفحة مثل الغرفة بالشقة ومثل الشقة في العمارة، يعنى لا يمكن أن تكون هناك صفحة وحده، لا بد أن تربطها بما قبلها و أن تربطها بما بعدها و سيأتي لنا حديث عن الربط لاحقا.
إذا هذه هي الطريقة ثم هذه الشروط اللازمة.
ثالثا العوامل المساعدة
ننتقل إلى العوامل المساعدة. التي تساعدك على هذا و هذا.
` أولا: القراءة في النوافل `
النوافل الرواتب خمس في حد التقدير في الحد الأدنى لمن لا يزيد، ماذا نقرأ فيها غالبا، كل واحد سيجيب إجابة واحدة سورة الإخلاص، الكافرون، الكوثر. نريد الصفحة الجديدة أن تسمعها خمس مرات في هذه الصلوات الخمس أو في هذه الرواتب الخمس. الصفحة عندما تقسمها قسمين، سورة الضحى و ألم نشرح تقريبا في هذا الحديث، فلا تفصل صلواتك عن قراءاتك و حفظك، هذا من أهم العوامل المساعدة أن تغتنم النوافل بإخلاص في حفظ و مراجعة و تثبيت هذا الحفظ.
` ثانيا: القراءة في كل آن `
وخاصة في انتظار الصلوات، ما الفرق بين هذه و تلك؟ في كل آن عندما تذهب لموعد وغالبا تأتي و لا يأتي من واعدته إلا متأخرا فليكن ديدنك أن تكرر حفظك و أن يكون مصحفك في جيبك. الصلوات كثيرا ما نأتيها و قد كبر الإمام، لو قدمنا خمس دقائق قبل كل صلاة لكان عندنا خمس صلوات، خمس مجالس يمكن أن نكرر فيه صفحة الحفظ أو أن نربط بعض الصفحات، أو أن نراجع بعض ما سنذكره في شأن المراجعة. هذا لابد أن يكون لنا اهتمام به و أن نضعه في أذهاننا و تصوراتنا.
` ثالثا: قراءة المحراب `
القراءة الفاحصة التي تفحصك و تمحصك، هل حفظت حفظا صحيحا! هل حفظت حفظا متينا! إنها قراءة المحراب. أن تتقدم إماما في الصلاة أو أن تؤم الناس إذا تيسر لك ذلك أو إذا وجدت لك الفرصة أو إذا قدمت، اقرأ في المحراب ما حفظته، فإن كنت مطمئنا مستطيعا للقراءة دون تلكأ و لا تخوف و لا توقف فهذا مما يعين لأن قراءتك في الناس غير، إذا أخطأت ركعت، و إذا أخطأت في الركعة الثانية انتقلت إلى سورة أخرى، أما المحراب فغالبا ما يمحصك و يفحصك فحصا جيدا فاحرص عليه إن كنت إماما أن تجعل من حفظك في صلاتك و قراءتك.
` رابعا: سماع الأشرطة القرآنية المجودة `
و هذه نعمة من نعم الله عز وجل علينا، أنك يمكن أن تسمع الحفظ الجديد و القديم في كل يوم في أثناء مسيرك في سيارتك أو قبل نومك في بيتك اجعل شريط القرآن دائم التكرار. و لا يكن ذلك عفوا و ليكن ذلك بطريقة منهجية، بمعنى أنك عندك في هذا الأسبوع سورة معينة للمراجعة تريد أن تجعله ديدنك خلال هذا الأسبوع. و أن تجعل أيضا شريط الحفظ الجديد أيضا ديدنك هذا الأسبوع، ليس كيفما اتفق و حسب الحاجة، لا، افعل ذلك ضمن البرنامج الذي تكمل فيه حفظك و مراجعتك فإن هذا من أعظم الأمور المعينة المساعدة، لأنك ستسمع القراءة الصحيحة و ستعيدها و تكررها، و ستسمعها بحسن التجويد و الترتيل فذلك من أهم العوامل المساعدة.
` خامسا: الالتزام بمصحف واحد للحفظ `
وهذا أيضا من الأمور التي يوصى بها و يحرص عليها كثيرا، لابد أن تأخذ لك مصحفا واحدا تحفظ عليه قدر استطاعتك من أول المصحف إلى آخره، لأن التغيير تشويش، أنت عندما تلتزم المصحف الواحد غالبا ما ينقذح في ذهنك صورة الصفحة مبدأ السورة في الصفحة و مبدأ الجزء في تلك الصفحة وأين تنتهي و كم عدد الآيات فيها فذلك يثبت الحفظ عندك ويجعلك أقدر على أن تواصل و أن تربط و أن تمضي إن شاء الله مضيا جيدا سريعا وقويا. أما إذا حفظت يوما هنا فهذه الصفحة تبدأ بالسورة وفي مصحف آخر السورة بدايتها في مكان آخر، لا تستفيد من هذه الفائدة التي هي إحدى الفوائد التي سنذكرها فيما يأتي من الحديث. إذن المصحف الواحد يعين و أجود المصاحف ما يسمى مصحف رأس الآية الذي يبدأ بآية و ينتهي بآية، ليس في صفحة جزء من الآية و تكملتها في الصفحة التي بعدها أو وراءها، لأنك كما قلنا اجعل قدرك أو حفظك هو الصفحة، مقياسك صفحة، إما أنك ستحفظ في اليوم صفحة أو أكثر، تلك الصفحة هي اللوح الذي يعينك بإذن الله عز و جل.
` سادسا: استعمال أكبر قدر ممكن من الحواس `
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/332)
وهو من أهمها و آخرها، و هذه من الناحية العلمية معلوم أن استخدام حاسة واحدة يعطي نتيجة بنسبة معينة، فإذا استخدمت للحفظ أو في هذا العمل حاستين زاد استيعابك و فهمك و حفظك له، و إذا استعملت ثلاثة حواس زاد، إذا استخدمت أربع زاد.
كيف نستخدم الحواس؟ بعض الأخوة يقرءون كما يقولون يقرأ بعينه، هذه تضعف حفظك. اقرأ بعينك و بلسانك، ارفع صوتك يتحرك اللسان وتسمع الآذان، ثم إذا استطعت و هذا لا شك أنه فيه صعوبة لكن فيه قوة و متانة وهو أمر الكتابة، إذا حفظت صفحتك فاكتبها ولو على غير الرسم، كتابة لتثبيت الحفظ، فإن الكتابة من أقوى ما يثبت الحفظ تثبيتا راسخا لا ينسخ بإذن الله عز و جل. و نحن نعلم شأن الكتاتيب التي تسمى كتاتيب، و التي بعض الناس يقول زمن الكتاتيب و طريقة الكتاتيب، وكأنه أمر فيه تخلف و هو في حقيقة الأمر من أجود و أمتن و أحسن ما يمكن عليه الحفظ.
وأذكر لكم هذه التجارب تعرفونها خاصة في بلاد المغرب العربي وفي بلاد أفريقيا لازالوا في موريتانيا و غيرها لازالوا بهذه الطريقة. أنا ذهبت مرة إلى المغرب و ذهبت إلى بعض المساجد ووجدت الطلاب كل معه لوحه من الخشب يكتب عليه، فإذا كتب هذا اللوح يظل يردده حتى يحفظه، ثم عندهم هناك سطول من الماء يغمس فيها لوحه فيه ويكون قد ثبت في ذهنه، فإذا محي من لوحه فلا يخشى بإذن الله عز وجل من ذهاب حفظه. فالكتابة أيضا أمر مهم، وهناك نماذج كما قلت عندما ترى أمثال هؤلاء الذين يحفظون في الكتاتيب تعجب كأن عندك مسجلا، يقول اقرأ من آية كذا ينطلق المسجل ما شاء الله دون أن يخطئ، بل في تركيا عندهم مدارس لتحفيظ القرآن على النظام الداخلي، يدخل فيها الطالب ما يظهر لأهله إلا في آخر الأسبوع لمدة سنتين كاملتين، لكن يحفظ حفظا عجيبا و إن شئت قل أعجب من العجيب أولا بأرقام الآيات بمواضيعها بترتيبها، يمكن إذا جئت بالآية لا يأتيك بالتي بعدها، بل يأتيك بالتي قبلها، و ممكن إذا جئته بالآية و قلت أنك تريد نظائرها قرأ لك هذا الموضع و أتمه ثم جاءك بموضع آخر من سورة أخرى و أتمه، يعنى حفظ في غاية القوة و المتانة.
هذا ما يتعلق بالحفظ.
ثالثا: المراجعة
القسم الثالث المراجعة، وهي من تمام الحفظ، فلا حفظ بلا مراجعة، و ليس هناك مراجعة أصلا من غير حفظ. هناك أسس ثلاثة قبل أن ندخل في طريقة المراجعة.
الأسس
` أولا: التعاهد الدائم `
ولست كما قلت معنيا بأن نذكر النصوص في تفلت القرآن و ما أخبرنا به نبينا على الصلاة السلام} تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها – رواه مسلم {، وقال} تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله – رواه أحمد {تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا، إلى غير ذلك من الأحاديث لكن أقول أن القرآن قال الله عز و جل في وصفه ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ? القمر 17 - ، لكن جُعل من خصائصه أنه سريع التفلت، لماذا؟
حكمة من الله عز وجل، من أراد أن يحفظ القرآن هكذا ليتباهى به، أو يحفظه ليأخذ به جائزة، فهذا لا بأس يحفظ ثم ينسى، أما من يريد أن يحفظ القرآن حفظا لله عز وجل ثم ينتفع به في عبادته و تعليمه و إلى آخره، فإنه لا بد أن يبقى معه و بقائه معه هو التأثير الإيجابي العملي السلوكي فإن الأمر ليس يتعلق فقط بالحفظ نحن اليوم نركز على هذه المعاني لأننا نهدف إلى هدف معين نريد طريقة الحفظ أما بقية الأمور فليست في معزل عن هذا.
` ثانيا لا بد من المقدار الكبير `
المقدار الكبير، من يريد أن يراجع صفحة باليوم هذا لا تعد مراجعة و لا ينتفع بها إلا في دائرة محدودة جدا.
` ثالثا: استغلال المواسم `
مثل موسم رمضان هو موسم المراجعة الأكبر، فقد كان النبي r يلتقي جبريل في رمضان ويتدارسان القرآن معا في كل رمضان حتى إذا كان عام في العام الأخير تدارسه معه مرتين، فهذه النوافل تجمع و تفيد بإذن الله عز و جل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/333)
أما الطريقة فأحب أن أشير إلى أمر مهم جدا إذا اعتبرنا المراجعة هي عبارة عن وقفات و محطات فأحسب أنها لا تفيد، يعنى أمضي لأحفظ خمسة أجزاء ثم أقف للمراجعة، هذه بالنسبة للتجربة أرى أنها كالذي يحرث في الماء، خاصة إذا كانت طريقته في الحفظ أيضا ليست محكمة وجيدة. لا بد أن تكون المراجعة جزءا لا يتجزأ من الحفظ، فكما تحفظ كل يوم تراجع كل يوم، لا تقل لي ليس عندي في هذه الأيام مراجعة أو المراجعة ستكون في الشهر القادم أو بعد شهرين، هذا لا سيما في البدايات لا يمكن أن يثمر ولا ينفع في غالب الأحوال، لا بد أن تكون المراجعة جزء قصير.
الطريقة
ويمكن أن نشير إلى أمرين مهمين في مسألة الطريقة.
` أولا: تسميع أربعة صفحات من الحفظ الجديد `
عند تسميع كل صفحة جديدة لا بد من تسميع أربعة صفحات من الحفظ الجديد قبلها. يعنى يسمع خمس صفحات، في اليوم التالي ماذا سيصنع، سيحفظ صفحة جديدة سيسمعها و معها أربعة صفحات من التي قبلها وستكون صفحة الأمس معها، صفحة الأمس ستكرر خمس مرات، فهذا أولا جزء المراجعة المبدئي الذي هو للحفظ الجديد، يحتاج إلى صيانة باستمرار، مثل أي شيء تترك صيانته يبدأ يتسرب إليه الخلل، إذا أولا مع كل صفحة جديدة يسمع أربع صفحات من الجديد قبلها، هذا سيجعل الصفحة الجديدة تسمع خمس مرات، قبل أن ينتقل قبل ذلك إلى صفحة سادسة وسيعيد قبلها أربع فلن تكون الأولى منها.
` ثانيا: أن يسمع في كل يوم عشر صفحات من القديم `
وكما قلت ليس هذا صعبا أو محالا إذا استغل مشيه بسيارته و صلاته في نوافله و قراءته في نوافله و غير ذلك مما أشرت إليه من سماعه لأشرطة، فيتحقق له ذلك بإذن الله دون عناء كبير المهم النية و العزيمة إلى آخر ما ذكرنا في الأسس العامة هذا يضبط لنا الأمر خاصة في البداية، ثم ماذا يحصل نتيجة لهذا، في البداية أيه الإخوة قد يكون مثل هذا الأمر فيه بعض الصعوبة أو يحتاج لبعض الوقت، لكن مالذي يحصل بعد هذا أيه الأخوة، الذي يحصل الست قد اشترطت عليكم أن تكون حفظ الصفحة الأولى مثل حفظ الفاتحة، فإن طبقتم ذلك ثم قرأتموها خمس مرات في نوافلكم، ثم كانت ضمن الصفحات الخمس التي تسمع في الأيام التي بعدها، فماذا سيكون شأن هذه الصفحة، هل تراك عندما تراجعها ستحتاج إلى جهد أو إلى عناء، أنت ستتلوها كما تتلو فاتحة الكتاب، و أنت تمشي و أنت تجلس و أنت تنتظر و أنت تقوم و في وقت من الأوقات، إذا ماذا يحصل، المراجعة إذا أتقناها بهذه الطريقة تصبح شيئا لا يشكل عبئا و لا يحتاج وقتا في الوقت نفسه.
فلو تصورت أنك بدأت الحفظ حديثا، فحفظت الصفحة الأولى، ثم جئت باليوم التالي و حفظت الصفحة الثانية، و بذلك تسمع الصفحتين معا حتى إذا جئت إلى اليوم الخامس سمعت الصفحات الخمس، ثم إذا جئت إلى اليوم العاشر سمعت العشر، و بذلك تمضى إلى نهاية الجزء عشرين صفحة، ماذا سيكون، ستكون الصفحة الأولى قد مرت بك نحوا من ثلاثين مره، فإذا مشيت على هذه الطريقة، إذا جئت إلى الجزء الثاني و الثالث لن يكون الجزء صعبا عليك، و لن تحتاج أن تقول إذا لابد أن أتوقف الآن حتى أراجع ذلك الجزء، هذا التوقف و الوقفات الطويلة للمراجعة هي حفظ جديد. كثيرا ما يصنع ذلك طلبة التحفيظ، يمضى خمسة أجزاء ثم يقول أقف للمراجعة، ووقفته للمراجعة حفظ جديد يحفظها مرة ثانيه ثم لا يحكمها ويمضى خمسة أخرى ثم يقول أرجع و هو كما قلت إنما يحرث في الماء فلينتبه لذلك.(67/334)
شرح حديث (من قام مع الإمام) للعلامة محمد مخت&
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:38 م]ـ
السؤال: ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)؟
الجواب (وهو للشيخ محمد مختار الشنقيطي):
: القيام مع الأئمة فيه خير كثير؛ فإن لزوم جماعة المسلمين وإصابة دعوة الناس فيها خير كثير كما ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام قال: (ودعوتهم من ورائهم) فيشهد الخير ويشهد جماعة المسلمين ويصلي معهم، فندب إلى تكثير سواد الأئمة والحرص على الصلاة معهم لما في ذلك من نشاط النفوس على الخير وتشفعه أيضاً في إخوانه وجيرانه وأقاربه أن يشهدوا هذا الخير حينما يروه محافظاً عليه. قال العلماء: المقصود من هذا الحديث أنه إذا قام مع إمامه حتى ينصرف فيه ترغيب الناس في البقاء مع الأئمة وترغيب الناس في ألا ينصرفوا إلا مع الأئمة، لما فيه من حصول المعونة على الخير، وتشجيعهم أيضاً على القيام بالناس، هذا الحديث المراد به أن يبقى المصلي والمأموم مع الإمام حتى يقضي وتره وينصرف، سواء كان إماماً واحداً أو كان أكثر من إمام؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: (من قام مع إمامه) هذا لفظ أريد به الجنس، يعني: جنس من يؤمه، سواء كان الإمام الراتب أو كان هناك أئمة يتناوبون؛ فلذلك قصد منه جنس الإمام: (من قام مع إمامه) قالوا: لأنه لما قعد وصبر واصطبر واحتسب الأجر كان أبلغ في عنائه ونصبه فورد له الفضل بالخصوص، فيندب إلى البقاء حتى يختم الأئمة صلاتهم وينتهون منها ويكون في ذلك إصابة دعوة الوتر وما في ذلك من رجاء الإجابة مع جماعة المسلمين، والله تعالى أعلم.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:13 ص]ـ
كنت اظن ان المقصود قيام رمضان فقط هل يعنى هذا انه فى كل الصلوات لا ننصرف حتى ينصرف الامام لرجو الافاده ماجورين
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:48 ص]ـ
كنت اظن ان المقصود قيام رمضان فقط هل يعنى هذا انه فى كل الصلوات لا ننصرف حتى ينصرف الامام لرجو الافاده ماجورين
سبحان الله ومن أين فهمت أخي الكريم أن الحديث في غير رمضان؟!!
ففتوى الشيخ ظاهرة في أنه يتكلم عن الصلاة الجماعية التي تنتهي بالوتر وهي صلاة التراويح في رمضان.
كما أن القصة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم الحديث تدل على أنه كان في قيام الليل.
نعم صورة سبب الورود وإن كان قطعي الدخول في عمومو اللفظ، إلا أنه لا يخصص، ولكن ظاهر الحديث يقوى وجه التخصيص هنا بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (حتى ينصرف كتب له قياه ليله)
فهنا رغب النبي صلى الله عليه وسلم في البقاء مع الإمام لحين انصرافه لينال الفاعل أجر قيام الليل، ومفهوم المخالفة أن من انصرف قبل انصراف الإمام لا يأثم ولكنه يكون قد حرم نفسه من هذا الأجر وليس هذا شأن المكتوبات - يعني لغير عذر -.
والله الموفق.،
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[21 - 09 - 06, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا(67/335)
سبعون مسألة في الصيام
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:40 م]ـ
سبعون مسألة في الصيام
محمد صالح المنجد
دار الوطن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فإن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان الذي فرضه الله على العباد، ورغبهم فيه، وأرشدهم إلى شكره على فرضه.
ولما كان قدر هذه العبادة عظيماً كان لابدّ من تعلّم الأحكام المتعلقة بشهر الصيام، وهذه الرسالة تتضمن خلاصات في أحكام الصيام وآدابه وسننه.
تعريف الصيام
الصوم لغة: الإمساك، وشرعاً: الإمساك عن المفطّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية.
حكم الصيام
أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض، ومن أفطر شيئاً من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة.
فضل الصيام
من فضائل الصيام: أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب، وأن دعوة الصائم لا تُرد، وأن للصائم فرحتين، وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة، وأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأن الصوم جُنّة وحصن حصين من النار، وأنّ من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً، وأنّ في الجنة باباً يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم.
وأما صوم رمضان فإنه ركن الإسلام، وقد أُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وإذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين، وصيامه يعدل صيام عشرة أشهر.
من فوائد الصيام
في الصيام حكم وفوائد كثيرة مدارها على التقوى، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، ويربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي، وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد وفيه إعلان لمبدأ وحدة المسلمين.
آداب الصيام وسننه
ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، فمن ذلك:
الحرص على السحور وتأخيره.
تعجيل الفطر لقوله: {لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر}. وكان النبي يُفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء، ويقول بعد إفطاره {ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله}
البعد عن الرفث، والرفث هو الوقوع في المعاصي.
ومما أذهب الحسنات وجلب السيئات الانشغال بالفوازير والمسلسلات، والأفلام والمباريات، والجلسات الفارغات، والتسكع في الطرقات.
عدم الإكثار من الطعام، لحديث: {ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنٍ .. }.
الجود بالعلم والمال والجاه والبدن والخُلُق، فقد كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان.
ومما ينبغي فعله في الشهر العظيم
تهيئة الأجواء والنفوس للعبادة، والإسراع إلى التوبة والإنابة، والفرح بدخول الشهر، وإتقان الصيام، والخشوع في التراويح، وعدم الفتور في العشر الأواسط، وتحري ليلة القدر، والصدقة، والاعتكاف.
لا بأس بالتهنئة بدخول الشهر، وقد كان النبي يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به.
من أحكام الصيام
ـ من الصيام ما يجب التتابع فيه كصوم رمضان، والصوم في كفارة القتل الخطأ، وصوم كفارة الظهار، وصوم كفارة الجماع في نهار رمضان وغيرها. ومن الصيام ما لايلزم فيه التتابع كقضاء رمضان وصيام عشرة أيام لمن لم يجد الهدي وغير ذلك.
- صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة.
- جاء النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، وعن صيام السبت في غير الفريضة، وعن صوم الدهر، وعن الوصال في الصوم، ويحرم صيام يومي العيد وأيام التشريق.
ثبوت دخول الشهر
يثبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله، أو بإتمام شعبان ثلاثين يوماً. وأما العمل بالحسابات في دخول الشهر فبدعة.
على من يجب الصوم
- ويجب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع كالحيض والنفاس.
- يؤمر الصبي بالصيام لسبع إن أطاقه، وذكر بعض أهل العلم أنه يُضرب على تركه لعشر كالصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/336)
- إذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي، أو أفاق المجنون أثناء النهار، لزمهم الإمساك بقية اليوم، ولا يلزمهم قضاء ما فات من الشهر.
- المجنون مرفوع عنه القلم، فإن كان يجنّ أحياناً ويُفيق أحياناً لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه، ومثله في الحكم المصروع.
- من مات أثناء الشهر فليس عليه ولا على أوليائه شيء فيما تبقى من الشهر.
- من جهل فرض الصوم في رمضان، أو جهل تحريم الطعام أو الوطء، فجمهور العلماء على عذره إن كان يُعذر مثله. أما من كان بين المسلمين ويمكنه السؤال والتعلم فليس بمعذور.
صيام المسافر
- يُشترط للفطر في السفر: أن يكون سفراً مسافة أو عرفاً، وأن يُجاوز البلد وما اتصل به من بناء، وألا يكون سفره سفر معصية (عند الجمهور)، وألا يكون قصد بسفره التحيّل على الفطر.
- يجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة، سواءً كان قادراً على الصيام أم عاجزاً، وسواءً شقّ عليه الصوم أم لم يشقّ.
- من عزم على السفر في رمضان فإنه لا ينوي الفطر حتى يسافر، ولا يُفطر المسافر إلا بعد خروجه ومفارقة بيوت قريته العامرة.
- إذا غربت الشمس فأفطر على الأرض، ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس، لم يلزمه الإمساك لأنه أتمّ صيام يومه كاملاً.
- من وصل إلى بلد ونوى الإقامة فيها أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصيام عند جمهور أهل العلم.
- من ابتدأ الصيام وهو مقيم ثم سافر أثناء النهار جاز له الفطر.
- ويجوز أن يُفطر مَن عادته السفر إذا كان له بلد يأوي إليه، كصاحب البريد وأصحاب سيارات الأجرة والطيارين والموظفين ولو كان سفرهم يومياً، وعليهم القضاء، وكذلك الملاّح الذي له مكان في البرّ يسكنه.
- إذا قدم المسافر في أثناء النهار فالأحوط له أن يمسك مراعاة لحرمة الشهر، لكن عليه القضاء أمسك أو لم يمسك.
- إذا ابتدأ الصيام في بلد، ثم سافر إلى بلد صاموا قبلهم أو بعدهم فإن حكمه حكم من سافر إليهم.
صيام المريض
- كل مرض خرج به الإنسان عن حدّ الصحة يجوز أن يُفطر به. أما الشيء الخفيف كالسعال والصداع فلا يجوز الفطر بسببه. وإذا ثبت بالطب أو علم الشخص من عادته وتجربته أو غلب على ظنّه أن الصيام يجلب له المرض، أو يزيده أو يؤخر البرء، يجوز له أن يُفطر، بل يُكره له الصيام.
- إن كان الصوم يسبب له الإغماء أفطر وقضى، وإذا أُغمي عليه أثناء النهار، ثم أفاق قبل الغروب أو بعده، فصيامه صحيح ما دام أصبح صائماً، وإذا طرأ عليه الإغماء من الفجر إلى المغرب، فالجمهور على عدم صحة صومه. أما قضاء المغمى عليه فهو واجب عند جمهور العلماء مهما طالت مدة الإغماء.
- ومن أرهقه جوع مفرط أو عطش شديد فخاف على نفسه الهلاك، أو ذهاب بعض الحواسّ بغلبة الظن لا الوهم، أفطر وقضى، وأصحاب المهن الشاقة لا يجوز لهم الفطر، فإن كان يضرهم ترك الصنعة، وخشوا على أنفسهم التلف أثناء النهار أفطروا وقضوا. وليست امتحانات الطلاب عذراً يبيح الفطر في رمضان.
- المريض الذي يُرجى بُرؤه ينتظر الشفاء ثم يقضي ولا يُجزئه الإطعام. والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى برؤه، وكذا الكبير العاجز، يُطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد.
- من مرض ثمّ شفي، وتمكن من القضاء فلم يقض حتى مات أُخرج من ماله طعام مسكين عن كل يوم. وإن رغب أحد أقاربه أن يصوم عنه فيصحّ ذلك.
صيام الكبير والعاجز والهرم
- العجوز والشيخ الفاني الذي فنيت قوته لا يلزمهما الصوم، ولهما أن يفطرا مادام الصيام يُجهدهما ويشق عليهما. وأما من سقط تمييزه، وبلغ حدّ الخَرَف فلا يجب عليه ولا على أهله شيء لسقوط التكليف.
- من قاتل عدواً، أو أحاط العدو ببلده والصوم يُضعفه عن القتال، ساغ له الفطر ولو بدون سفر، وكذلك لو احتاج للفطر قبل القتال أفطر.
32 - من كان سبب فطره ظاهراً كالمريض فلا بأس أن يفطر ظاهراً، ومن كان سبب فطره خفياً كالحائض فالأولى أن يُفطر خفية خشية التهمة.
النية في الصيام
- تُشترط النية في صوم الفرض، وكذا كل صوم واجب، كالقضاء والكفارة، ويجوز أن تكون في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة. والنية عزم القلب على الفعل، والتلفظ بها بدعة، وصائم رمضان لا يحتاج إلى تجديد النية في كلّ ليلة من ليالي رمضان، بل تكفيه نية الصيام عند دخول الشهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/337)
- النفل المطلق لا تُشترط له النية من الليل، وأما النفل المعيّن فالأحوط أن ينوي له من الليل.
- من شرع في صوم واجب كالقضاء والنذر والكفارة فلا بدّ أن يتمّه، ولا يجوز أن يُفطر فيه بغير عذر. وأما صوم النافلة فإن الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر ولو بغير عذر.
- من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك بقية يومه، وعليه القضاء عند جمهور العلماء.
- السجين والمحبوس إن علم بدخول الشهر بمشاهدة أو إخبار من ثقة، وجب عليه الصيام، وإلا فإنه يجتهد لنفسه، ويعمل بما غلب على ظنّه.
الإفطار والإمساك
- إذا غاب جميع قرص الشمس أفطر الصائم، ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق.
- إذا طلع الفجر وجب على الصائم الإمساك حالاً سواء سمع الأذان أم لا. وأما الاحتياط بالإمساك قبل الفجر بوقت كعشر دقائق ونحوها فهو بدعة من البدع.
- البلد الذي فيه ليل ونهار في الأربع والعشرين ساعة على المسلمين فيه الصيام ولو طال النهار.
المفطرات
- المفطّرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالماً غير جاهل، ذاكراً غير ناس، مختاراً غير مضطر ولامُكْرَه. ومن المفطّرات الجماع والاستقاءة، والحيض، والاحتجام، والأكل والشرب.
- من المفطرات ما يكون في معنى الأكل والشرب، كالأدوية والحبوب عن طريق الفم، والإبر المغذية، وكذلك حقن الدم ونقله، وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة فلا تضرّ الصيام، وغسيل الكلى لا يفطر. والراجح أن الحقنة الشرجية، وقطرة العين والأذن، وقلع السن ومداواة الجرح، كل ذلك لا يفطر. وبخاخ الربو لا يفطر. وسحب الدم للتحليل لا يُفسد الصوم، ودواء الغرغرة لا يبطل الصوم إن لم يبتلعه، ومن حشا سنّه بحشوة طبية فوجد طعمها في حلقه فلا يضر ذلك صيامه.
- من أكل أو شرب عامداً في نهار رمضان دون عذر فقد أتى كبيرة عظيمة من الكبائر، وعليه التوبة والقضاء.
- وإذا نسي فأكل و شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه، وإذا رأى من يأكل ناسياً فعليه أن يذكّره.
- من احتاج إلى الإفطار لإنقاذ معصوم من مهلكة فإنه يُفطر ويقضي.
- من وجب عليه الصيام فجامع في نهار رمضان عامداً مختاراً فقد أفسد صومه، وعليه التوبة وإتمام ذلك اليوم والقضاء والكفارة المغلظة، هذا والحكم واحد في الزنا واللواط وإتيان البهيمة.
- لو أراد جماع زوجته فأفطر بالأكل أوّلاً فمعصيته أشدّ، وقد هتك حرمة الشهر مرتين، بأكله وجماعه، والكفارة المغلظة عليه أوكد.
- والتقبيل والمباشرة والمعانقة واللمس وتكرار النظر من الصائم لزوجته أو أمته إن كان يملك نفسه جائز، ولكن إن كان الشخص سريع الشهوة لا يملك نفسه، فلا يجوز له ذلك.
- وإذا جامع فطلع الفجر وجب عليه أن ينزع، وصومه صحيح ولو أمنى بعد النزع، ولو استدام الجماع إلى ما بعد طلوع الفجر أفطر وعليه التوبة، والقضاء، والكفارة المغلّظة.
- إذا أصبح وهو جُنُب فلا يضرّ صومه، ويجوز تأخير غسل الجنابة والحيض والنفاس إلى ما بعد طلوع الفجر، وعليه المبادرة لأجل الصلاة.
- إذا نام الصائم فاحتلم فإنه لا يفسد صومه إجماعاً بل يتمّه.
- من استمنى في نهار رمضان بشيء يُمكن التحرز منه كاللمس وتكرار النظر وجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يُمسك بقية يومه وأن يقضيه بعد ذلك.
- ومن ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض، ومن تقيأ عمداً فعليه القضاء، ولو غلبه القيء فعاد بنفسه لا يُفطر. وأما العلك فإن كان يتحلل منه أجزاء، أو له طعم مضاف أو حلاوة حرم مضغه، وإن وصل إلى الحلق شيء من ذلك فإنه يفطّر. أما النخامة والنخاعة فإن ابتلعها قبل وصولها إلى فيه فلا يفسد صومه، فإذا ابتلعها عند وصولها إلى فيه فإنه يُفطر عند ذلك. ويُكره ذوق الطعام بلا حاجة.
- والسواك سنّة للصائم في جميع النهار.
- وما يعرض للصائم من جرح، أو رعاف، أو ذهاب للماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره لا يُفسد الصوم. وكذلك لايضره نزول الدمع إلى حلقه أو أن يدهن رأسه أو شاربه، أو يختضب بالحناء فيجد طعمه في حلقه، ولا يفطّر وضع الحنّاء والكحل والدّهن، وكذلك المراهم المرطّبة والمليّنة للبشرة، ولا بأس بشمّ الطيب ورائحة البخور، ولكن يحذر من وصول الدخان إلى الحلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/338)
- والأحوط للصائم أن لا يحتجم، والخلاف شديد في المسألة.
- التدخين من المفطّرات، وليس عذراً في ترك الصيام.
- والانغماس في ماء، أو التلفف بثوب مبتلّ للتبرد، لابأس به للصائم.
- لو أكل أو شرب أو جامع ظانا بقاء الليل، ثم تبين له أن الفجر قد طلع، فلا شيء عليه.
- إذا أفطر يظن الشمس قد غربت وهي لم تغرب، فعليه القضاء عند جمهور العلماء.
- وإذا طلع الفجر وفي فيه طعام أو شراب فقد اتفق الفقهاء على أنه يلفظه ويصح صومه.
من أحكام الصيام للمرأة
- التي بلغت فخجلت، وكانت تُفطر عليها التوبة وقضاء ما فات مع إطعام مسكين عن كل يوم كفارة للتأخير إذا أتى عليها رمضان الذي يليه ولم تقض. ومثلها في الحكم التي كانت تصوم أيام عادتها خجلاً ولم تقض.
- ولا تصوم الزوجة (غير رمضان) وزوجها حاضر إلا بإذنه، فإذا سافر فلا حرج.
- الحائض إذا رأت القصّة البيضاء - وهو سائل أبيض يدفعه الرّحم بعد انتهاء الحيض - التي تعرف بها المرأة أنها قد طهرت، تنوي الصيام من الليل وتصوم، وإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه فإن خرج نظيفاً صامت. والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلاً فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها.
- المرأة التي تعرف أن عادتها تأتيها غداً تستمر على نيتها وصيامها ولا تُفطر حتى ترى الدم.
- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها وترضى بما كتب الله عليها ولا تتعاطى ما تمنع به الدم.
- إذا أسقطت الحامل جنيناً بدأ بالتخلّق فإنها نفساء لا تصوم، وإلا فهي مستحاضة عليها الصيام إن استطاعت. والنفساء إذا طهرت قبل الأربعين صامت واغتسلت للصلاة، وإن تجاوزت الأربعين نوت الصيام واغتسلت وتعتبر ما استمر استحاضة.
- دم الاستحاضة لا يؤثر في صحة الصيام.
- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض، فيجوز لهما الإفطار وليس عليهما إلا القضاء، سواء خافتا على نفسيهما أو ولديهما.
70 - المرأة التي وجب عليها الصوم إذا جامعها زوجها في نهار رمضان برضاها، فحكمها حكمه، وأما إن كانت مكرهة فعليها الاجتهاد في دفعه ولا كفارة عليها.
وفي الختام هذا ما تيسّر ذكره من مسائل الصيام، أسأل الله تعالى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يختم لنا شهر رمضان بالغفران، والعتق من النيران.(67/339)
سؤال للإخوة المصريين .. ما هو حد النصاب بالجنيه المصري؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:41 م]ـ
ما هو حد النصاب بالجنيه المصري و هل يقاس على الذهب أم الفضة و كيف أعرف سعر الفضة؟
و أرجو أن يدلني الاخوة على الأماكن التى يمكن إخراج الزكاة فيها و يوجد بها المستحقين لها .. وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
نصاب الزكاة = 20 ديناراً = 85 جراماً من الذهب عيار 24 = 85*109.7 (متوسط أسعار أمس) = 9324.5 جنيه مصري.
أما عن أماكن إخراج الزكاة فلك أن تسلك طريقين:
الأول: أن تبحث أنت بنفسك عن الفقراء والمساكين وأصحاب الأمراض المزمنة، من الأهل، ثم من الجيران، ثم من أهل الحي، فستجد كثيراً من المستحقين، فاختر منهم الصالحين ثم من دونهم، ولا تنس طلاب العلم الشرعي، وستجد كثيراً منهم في بلدة الشيخ مصطفى العدوي "منية سمنود" بالمنصورة.
الثاني: الجمعيات الشرعية، فهم يوفرون عليك مسألة البحث، و "جماعة أنصار السنة المحمدية" لها نشاط ملحوظ في الفترة الأخيرة في جمع الزكاة والأعمال الخيرية.
وأخيراً: نسألكم الدعاء لي ولأبي ولأمي.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:17 ص]ـ
نصاب الزكاة = 20 ديناراً = 85 جراماً من الذهب عيار 24 = 85*109.7 (متوسط أسعار أمس) = 9324.5 جنيه مصري.
.
بارك الله فيك أخي .. هل فعلا حد النصاب الآن 9324؟!!
أنا كنت أعتقد أنها حوالى 6000 جنيه و كنت سأخرج الزكاة لان عندى مدخرات فى حدود هذا المبلغ .. أما إن كانت فعلا 9324 جنيه فما عندى أقل من ذلك بحوالى 3000 جنيه ... فهل لا أخرج هذا العام؟
سؤال أخر سمعت من خطيب الجمعه أن النصاب يُقاس على 200 جرام فضة وهذا هو الراجح فى الأموال النقدية، فما القول في ذلك كم سعر جرام الفضة؟؟
وجزاك الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:59 ص]ـ
إخراجها على الفضة ونصابها حوالى 624 جرام يجعل النصاب أقل، وهذا يقول به بعض طلبة العلم باعتباره الأكثر إفادة للفقراء.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:24 ص]ـ
أليست الأوراق المالية (الجنيهات في حالتنا) بديلة عن الذهب؟ أم بديلة عن الفضة؟ أم بديلة عنهما؟
أظن الأول ..
وهل كونها بديلة عن هذا أو هذا: يؤثّر في الحكم؟
ننتظر الإجابة من مشايخنا الفضلاء ..
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وإن لم يكن النصاب بالنسبة للفضة 200 جرام فالوهم مني لكن هذا ما أذكر أن الخطيب قاله ..
كما أرجو الاجابة عن هذا التساؤل أيضا -وأعذروني لأنى ضعيف جدا في فقه الزكاة للأسف-:-
بارك الله فيك أخي .. هل فعلا حد النصاب الآن 9324؟!!
أنا كنت أعتقد أنها حوالى 6000 جنيه و كنت سأخرج الزكاة لان عندى مدخرات فى حدود هذا المبلغ .. أما إن كانت فعلا 9324 جنيه فما عندى أقل من ذلك بحوالى 3000 جنيه ... فهل لا أخرج هذا العام؟
و ننتظر جواب التساؤل الذي طرحه أخانا الحبيب أسامة عباس ..
بارك الله فيكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:14 ص]ـ
نصاب الفضة = (5) أواق = 200 درهماً من الفضة = (595) جراماً من الفضة.
نصاب الذهب = (20) ديناراً = (20) مثقالاً = (85) جراماً من الذهب عيار (24).
المثقال = 4.25 جرام.
الدرهم = 2.975 جرام.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أحمد بن سالم المصري ..
إذن كان الوهم مني وأعتقدت أن الخطيب قال 200 جرام في حين أنه قال 200 درهم .. جزاك الله خيرا على الفائده الطيبة ..
وننتظر إن شاء الله جواب بقية الأسئلة ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 03:48 ص]ـ
اخى الفاضل ابو شعبه بالنسبه للمستحقين ما اكثر المحتالين فحتى تكون على اطمئنان عليك بالتعاون مع مساجد الجمعيه الشرعيه فهى فارس الحلبه فى العمل الاجتماعى الاسلامى ولها السبق فى هذا وهم من خلال رجالهم عندهم حصر للمحتاجين فى كل منطقه وعلمت من مداخلة اخى احمد ابن سالم ان بعض مساجد انصار السنه على نفس الطريقه لا مانع وفقك الله وتقبل منا ومنك
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 05:34 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الأمر كما قاله الفاضل أحمد بن سالم، نصاب الذهب = 85 جرامًا في سعر الجرام عيار 24
ونصاب الفضة = 595 جرامًا في سعر الجرام منه.
وعليك يا أبا شعبة أن تستوثق من سعر الجرام من الذهب عيار 24 وتعرف بنفسك هل بلغ مالك النصاب أم لا؟
فإن كان قد بلغ النصاب فيبقى أن يمر حولٌ (بالتقويم الشرعي) على مالِك هذا وهو معك مدّخر، فإن تمّ لك الحول وجب عليك أن تخرج عن كل مالك ربع العشر.
ملحوظة:
لا أشكك في السعر الذي حكاه أخي أحمد بن سالم، لكن كنتُ أظنّ ـ فقط ـ أنه أرخص من ذلك = النصاب أقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/340)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 05:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
ثم إذا أردت أن تخرج زكاة مالك فتحرّى المستحقين، ودعك من الجمعية الشرعية فقد خابت وخاب حاميها.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ً ..
قد تحققتُ من السعر .. والسعر الذي ذكره الأخ الفاضل أحمد بن سالم كان صحيحاً .. وقمت بعدّ مالي فكان أقل من حد النصاب بأكثر من ألفي جنيه وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
و السؤال الآن عندما يبلغ المال حد النصاب يبدأ حساب الحول .. فإن نقص في هذه المدة عن حد النصاب فكيف يكون التصرف هل يتم حساب الحول مرة أخرى حين يبلغ حد النصاب و هكذا حتى يمر حول كامل على المال و هو متجاوز حد النصاب؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:25 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل ..
الذي أذكره أن جماهير أهل العلم لا يعتبرون إلا بمرور الحول كله على المال البالغ نصابًا، فإن نقص عن النصاب في خلاله انقطع حساب الحول وبدأ حسابٌ جديد متى اكتمل النصاب.
غير أن الأحناف ما قالوا بذلك واعتبروا باكتمال النصاب في أول الحول وآخره فقط مهما زاد أو نقص في وسطه، واعتمد هذا الأخير من المعاصرين الشيخ جاد الحق رحمة الله عليه، وقال إنه أضبط للنفس وأقطع لمداخل الشيطان.
وللجمهور كلام عن قاصد الفرار من الزكاة بتحايلٍ لا أستحضره الآن.
هذا من الذاكرة ولعل بعض الإخوة يفيدك أكثر مني ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
غير أن الأحناف ما قالوا بذلك واعتبروا باكتمال النصاب في أول الحول وآخره فقط مهما زاد أو نقص في وسطه، واعتمد هذا الأخير من المعاصرين الشيخ جاد الحق رحمة الله عليه، وقال إنه أضبط للنفس وأقطع لمداخل الشيطان.
الحمد لله وحده ..
بل هذا وهم، والصواب أن الشيخ جاد الحق مشى مع الجمهور وقال إن الحساب ينقطع بنقص المال عن النصاب قبل حولان الحول.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:09 م]ـ
تصحيح:
قلت سهوا أن نصاب الفضة 624 بينما هو ليس كذلك عند الجمهور، بل هو كذلك فقط عند الحنفية لأن الدرهم عندهم يساوي 3.125 جراما، فعلى ذلك يكون 624، أو 625
أما على قول الجمهور وهو ما ذكره الإخوة فهو 595 لأن الدرهم عندهم يساوي 2.975 جراما تقريبا.
تبقى مسئلة الإخراج، هل يصح الإخراج على نصاب الفضة أم أن الواجب في حقه نصاب الذهب طالما أن النقدين يقومان مقام الذهب، أم أن النقدين الآن لهما علاقة بالفضة؟
لأنني سمعت بعضهم في مجلس يقول وإخراجها على الفضة أيسر للفقراء، فنرجو الإفادة.(67/341)
صيام التطوع وفضائله
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:56 م]ـ
صيام التطوع وفضائله
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً رسول الله. ونصلى ونسلم على معلم البشرية الخير محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أخي وأختى في الله ..
أحييكم بتحية أهل الجنة ...
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ} [رواه البخاري].
هذا حديث جليل، فيه أن من سعى في نوافل العابادات تقربا إلى الله الرحيم أحبه الله، وقربه منه، ووفقه في سمعه وبصره، وكان الله معه، يحيب دعاءه ويعيذه، مما يخاف ويحذر، وكفى بالله حسيبا، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال تعالى في الحديث القدسي: {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي} [رواه مسلم].
فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم.
وصوم التطوع أنواع
- صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمروابن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا} [متفق عليه].
- صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: {أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ} [متفق عليه]. عن ابن ملحان – – قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ} [رواه أبوداود].
- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ} [رواه أبوداود].
- صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: {َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ} [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/342)
- صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله، {وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ} [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ} [رواه مسلم]. قوله قابل: العام المقبل.
- صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ} [رواه الترمذي وقال حديث حسن].
- صيام ست من شوال. عن أبي أيوب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ} [رواه مسلم].
خصال الخير سبب في الدخول الجنة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُوبَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ} [رواه مسلم].
فضل تفطير الصائم
عن زيد بن خالد الجهني 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي قال: {مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا} [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
فضل السحور
عن أنس قال: قال رسول الله: {تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً} [متفق عليه]. وعن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله: {إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين} [رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية، والحديث صحيح].
بعض فضائل وفوائد الصيام
إن للصيام فضائل وفوائد نذكر منها ما يلي:
- للصائمين باب لا يدخل منه أحد غيرهم. عن سهل بن سعد – – عن النبي قال: {إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ} [متفق عليه].
- رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ} [متفق عليه].
- له فرحة عند فطره. عن أبي هريرة - – قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ} [رواه مسلم].
- أن الصوم يهذب النفس ويدربها على الجوع والعطش والصبر، وكذلك الإحساس بأحوال إخواننا المسلمين اللذين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون.
- إن الصائم ينوي بصومه احتساب الأجر عند الله على الصبر بالصيام، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].
- للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
عن عبدالله بن عمروبن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ} [رواه الإمام أحمد].
فهنيئا لمن تقرب إلى الله بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله فالأجر الجنة وما أعظمه من أجر، فهيا إلى روضات الجنات بالإخلاص وعبادة الله والتقرب إليه ولنهتم بأمر الصيام – صيام النوافل – فهوأعظم العبادات أجرا، وفقنا الله للصالحات. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.(67/343)
سلسلة مقالات في كمالات النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن الكتاني رحمه الله)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:10 م]ـ
هذه واحدة من سلسلة مقالات للإمام العلامة الداعية إلى الله تعالى عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، المتوفى - رحمه الله - بسلا عام 1401، أنشرها تباعا إن شاء الله تعالى، ردا على الكفرة الفجرة، والذين على رأسهم بابا الفاتيكان لعنة الله عليه وعلى أمثاله، الذين يطعنون في سيد الخلق على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حرمهم الله من شفاعته يوم القيامة. وأرجو من الإخوة أن ينشروها ويشيعوها في المنتديات والجرائد المحلية بارك الله فيهم:
قال رحمه الله تعالى:
من أوصاف الرسول في التوراة والإنجيل
قال الله سبحانه وتعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}. [**/ **].
هذه الآيات الكريمة معدودة من سورة الأعراف، وسورة الأعراف سورة مكية مشتملة على مائتين وست آيات، باستثناء ثماني آيات منها؛ وهي: قوله تعالى: {واسألهم عن القرية}، إلى قوله: "وإذ نتقنا الجبل فوقهم}.
وقد افتتح سبحانه وتعالى هذه الآيات بآية عظيمة؛ وهي قوله سبحانه: {ورحمتي وسعت كل شيء}. قال عنها المفسرون؛ وفي طليعتهم: الإمام ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: إنها عظيمة الشمول والعموم؛ فقد تحدث نبينا صلى الله عليه وسلم عن هاته الرحمة فقال: "إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق، جنها وإنسها، وبهائمها. وأخر عنده تسعا وتسعين رحمة". رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله، عن سيدنا جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
وعليه؛ فرحمته – سبحانه وتعالى – عمت مخلوقاته كلها، فلا موجود في هذا الكون إلا وقد وصل إليه نوع من رحمته، وأولها: إخراجه من العدم إلى الوجود. فإن كان مؤمنا بالله وبما جاء به رسل الله، ونزلت به مصائب، وحلت به نوائب؛ فالأمر بالنسبة إليه على ضربين:
- فإن كان من أهل المقامات العلية، والمراتب السنية؛ كالأنبياء والمرسلين، والعظماء العاملين؛ فالسر من ابتلائهم هو: رفع درجاتهم، وإعطاء المثالية لمن يأتي من بعدهم، كما قال تعالى: {وكأين من نبيء قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}. [**/ **]. وكما قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد رضي الله عنه لما سأله: "يا رسول الله؛ أي الناس أشد بلاء؟ ". قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... ". الحديث. أخرجه ابن ماجه وغيره.
- وإن كان من المسلمين العاديين؛ فإن السبب في ابتلائه هو: الذنوب التي ارتكبها، ويتفضل سبحانه بالعفو عن الكثير منها كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. [**/ **]. وكما قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصَب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، وحتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه". رواه مسلم عن سيدنا أبي سعيد وسيدنا أبي هريرة رضي الله عنهما.
وعلى كل حال؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم عن سيدنا صهيب رضي الله عنه.
أما إذا كان كافرا؛ فإن المصائب لا تنتابه إلا قليلا، ويؤخر إلى جهنم حيث يخلد في النار خلودا أبديا سرمديا، ويجازى على حسناته في الدنيا بوفرة الجاه وسلامة النفس، وكثرة الأموال والأولاد، والعيش الرغيد. وإن أصابته مصيبة؛ كانت نتيجة خطأ ارتكبه أو ارتُكب ضده. وصدق الله: "إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/344)