بقارئ، فأخذه حتى رأى الموت ثلاث مرات ثم أوحى إليه، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله- r- يتفصد عرقاً في شدة البرد والشتاء، ونزل الوحي وهو على بعير فبرك البعير وكاد أن يموت البعير من شدة ما يجد-عليه الصلاة والسلام-، وهذا بعير وهو تحت النبي- r- فما بالك برسول الأمة- r- ، وكان إذا نزل عليه الوحي كما في الصحيحين من حديث صفوان بن يعلى بن أمية- t وعن أبيه-، أنه يغط كغطيط البكر من شدة ما يجد، فإذا كان تمضي إلى حلق العلم وقد تعبت وسهرت وأضنيت جهدك وأنت تقرأ وتضبط، غداً تخرج إلى الناس بنور وعلم مضبوط وأصل صحيح، وتخرج للناس ويخرجك ربك، لأن الله اطلع على ما كان منك تعب، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} أي والله لنهدينهم سبلنا، متى إذا جاهدوا، والجهاد التعب والاجتهاد وبذل غاية الوسع والطاقة في تحصيل الأمر، فالعلم لا يأتي بالتشهي ولا بالتمني، ولا يأتي بالدعاوى العريضة الشخص يحس أنه كأنه شيخ الإسلام ومفتي الأنام، مغرور بنفسه، لا من يأتي بجد واجتهاد وتعب، قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: ذللت طالباً وعززت مطلوباً، فإذا أكثرت من قراءة العلم وأصبح العلم في ليلك ونهارك وصبحك ومساءك، وأصبحت مسائل العلم هي أشجانك، وهي أفكارك، وهي أحاسيسك ووجدانك، عندها تجد بركة هذا العلم، وتخرج للأمة بعلم صحيح.
ثانياً: بعد أن تصلح ما بينك وبين الله وتضبط العلم بالقراءة، تأتي إلى مجالس العلم معظماً للعلم معظماً للعلماء، من جلس في مجالس العلم يعرف قيمة ماذا يُقال، يقدر كل كلمة، ويبحث عن كل شاردة، ويفرح بكل حكمة، عندها يكون العلم عزيزاً في قلبه، وإذا جلس شارد الذهن يريد أن يقضي الوقت، يريد أن يذهب عنه الوقت، فعندها لا يبالي الله بمن لا يبالي بدينه وشرعه، لابد أن يكون طالب العلم في مجلس العلم يحرص على كل كلمة صغيرة وكبيرة، يبحث عن الحكمة، كان الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام الجحمي-رحمه الله- آية من آيات الله في العلم والعمل، أن نظرت إليه في التفسير فهو حجه في تفسير كتاب الله- U - ، ويستشهد بتفسيره ويعتمد قوله حتى كان رأساً في علم الفقه، فقيها محدثاً في علم الحديث والرواية عن رسول الله- r- ، وفي علم القراءات وفي علم اللغة والشواهد، كان آية من آيات الله-رحمة الله عليه-، هذا العالم الجليل يذكر عن نفسه أنه كان يجد ويتعب وينصب في نهاره حتى يمسي عليه الليل، وهو أشد ما يكون تعباً وإعياً، حتى إذا وجد العالم، فذكر له الحكمة الواحدة، والفائدة الواحدة، يقول: فأبِيت بها مسروراً قد سلا عني ما أجد، يعني جميع التعب والنصب يذهب بهذه الحكمة لأنه يحفظ لأمة محمداً- r- دينها، فالذي يستشعر أنه يتعامل مع هذا العلم لكي ينفع أمة محمد- r- ، ولكي يبلغ الرسالة، ويؤدي الأمانة، ويكون منه الخير، يجد ويجتهد.
كذلك - أيضاً - إذا جلس في مجالس العلم يرتب وضعه، طالب العلم المبتدئ له طريقة، وطالب العلم المتوسط وطالب العلم المتمكن كلً منهم له منهج معين وطريقة معينة، طالب العلم المبتدئ يأخذ القول الراجح ودليله، ولا يدخل في التفصيلات ولا الخلافات، ويفهم العبارات بالشرح المختصر، طالب العلم المتوسط يتوسع، ويعتني بالقول المخالف، دليله الجواب عن الدليل، طالب العلم المتمكن يمحص في هذا كله، ويراجع كل هذا، وإذا أشكل عليه شيء يعرضه ويكتب الأسئلة المفيدة، إذا حضر طالب العلم حرص على أنه يسمع أكثر من أنه يتكلم، لأن الله- U - يبارك لطالب العلم متى ما أنصت للعلم، ومفتاح العلم الإنصات له، ولذلك قال بعض الحكماء يوصي ابنه: يا بني إذا جلست في مجالس العلماء، فلتكن حريصا على السكوت منك على الكلام، فيحرص طالب العلم على أن يكون منصتاً مستفيداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/367)
كذلك - أيضاً - بعد الانتهاء من الجلوس في مجالس العلم، يراجع العلم الذي يقرأه، يختار طالب علم أو طالبين أو ثلاثة بالأكثر يذاكر معهم الدرس الذي يأخذه، فهذا كله خيرً له وبركة، ثم بعد ذلك يستشعر من قرارة قلبه، أن كل آية، وكل حديث، وكل حكم سمعه وعلمه، أنه مسؤول أمام الله عن العمل به وتبليغه للأمة، أن يعلم أنه مسؤول أمام الله، وأن يعلم أن جلوسه في مجالس العلم ليس لعبث ولا لإضاعة الأوقات، تتعلم وتسأل الله أن يبارك لك فتعمل، وتسأل الله أن يبارك فتعلم غيرك، ولا تقل من أنا هناك علماء أصبحوا أئمة وعلماء بعد سنة الخمسين، بعد أن بلغوا خمسين سنة طلبوا العلم ففتح الله- U - عليهم وأصبحوا من الأئمة والعلماء العاملين، والنبوة تأتي النبي نبوته بعد الأربعين، ولا يبعث إلا بعد الأربعين، وهذه سن متأخرة، ولا يقل الإنسان من أنا فلا أبي ولا أخي لا والله، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}، العلم ليس حكراً على قوم، لا على لون، ولا على جنس، ولا على مال، ولا على قبيلة، ولا على جماعة، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فتحرص على ضبط هذا العلم وتعلم أنك مسؤول عنه وعن تبليغه للأمة - نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يجعل ما تعلمناه وعلمناه خالصاً لوجهه الكريم، موجباً لرضوانه العظيم-.
السؤال الثاني:
ما توجيهكم-حفظكم الله تعالى- للوالدين اللذين يتدخلان في حياة ابنتهما الزوجية ويشترطون على الزوج فعل أمور تصعب عليه جداً وإذا لم يفعل ما يطالبونه يحذرونه بأنهم سيأخذون ابنتهم؟
الجواب:
أولاً وقبل كل شيء كل إنسان تتهمه أنه في نصيحتي ربما يكون إلا العالم والوالدان، الوالد والوالدة غالباً لا يردون للولد إلا كل خير، وأوصي البنات أن يتقوا الله- U - في الوالدين، وهذه النظرة التي أثر فيها أعداء الإسلام في المسلمين، وبعض الكتاب وبعض القصص من الغزو الفكري، أحدثت عند الأبناء نفرة والبنات نفرة من الوالدين، وشوهت صورة الوالدين، يتدخلون إذا لم يتدخل الوالدان فمن الذي يتدخل؟
وإذا لم يعطف عليك والداك فمن الذي يعطف عليك؟ ففسر الأمر بحسن ظن، وخذه بروية وتعقل حتى تستطيع كيف تعالج الأمور، فالوالدان فيهما شفقة وفيهما حنان، والأم ربما إذا خرجت بنتها من بيتها غلبتها الغيرة حتى لا تستطيع أن تتمالك تصرفها، وهذا من محبتها لأبنتها، فإذا أصبحت البنت تسيء الظن بها، وأنها تريد الأضرار بها، ساءت الأمور، لكن إذا فسرت هذا بالمحبة والعاطفة، وجاءت وقالت: يا أماه أنتِ تريدي لي الخير وأنتِ وكلمتها بالتي هي أحسن ودخلت إلى قلب أمها وفتحت مغاليق ذلك القلب، استطاعت أن تبين لها أنها مرتاحة، وأنها راضية، وإذا بالأم بعد حين تقول لها ما دمتي مرتاحة فأنا مرتاحة، وينتهي كل شيء، لكن هذا يتدخل في أمري، وهذا يدمر مستقبلي، وأبي يتدخل في شؤوني، تفسر الأمر بالعاطفة، ونقول للوالدين أيضاً اتقوا الله في الأولاد، ولا تتدخلوا في شؤونهم إلا بقدر الحاجة، فيما يحتاج إليه لصلاح دينٍ أو دنيا، وإذا قبل الوالدان فالحمد لله وإذا لم يقبلا مالم يكن فيه ضرر عليهما هذا شيء آخر، فعلى كل حال الوالدان يحسن الظن بهما، وعلى الوالدين أيضاً أن يتقا الله- U - في الأولاد، ولا يكونا سبباً في حصول الفراق بين الزوج وزوجته، وأن لا يؤذوا الزوج، ويقولون له إذا لم تلبي هذه الأغراض نأخذ البنت منك، أو نضرك في بنتنا، أو الأم تمنع بنتها من زيارتها، أو الأب يمنع ابنه من زيارته، هذا كله من الظلم، وعلى الأب أن يتقى الله وأن يحمد الله على العافية وأن الله رزقه ابناً سكن في بيته، فيحمد الله على العافية ويترك هذه الفتن وهذه الخلافات فإنها شر وبيل، ولربما أساء الوالد إلى ولده حتى جعل الله إساءته لولده سبباً في شرٍ عليه في دينه، فعلى الوالد أن يحذر عقوبة الله، فإن ظلم الأبناء وظلم البنات عواقبه وخيمة، لأن ظلم القريب أعظم ذنباً من ظلم الغريب، فأوصى الجميع بتقوى.
- ونسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص في القول العمل -.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/368)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:56 ص]ـ
السؤال الأول:
ما الطرق التي يستطيع بها طالب العلم أن يضبط العلم؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
ما أسهل السؤال وما أصعب الجواب، يعني السؤال سهل أن تسأل ما هي الطرق التي يضبط بها طالب العلم، لو نجلس إلى الفجر، لو نجلس عشرات الدروس ما نستطيع أن نلم بهذه الطرق، ولذلك أشفق في السؤال يعني يشفق السائل ولا يبالغ في سؤاله بكل اختصار.
أولاً: ما ذكرناه أن يكون بينك وبين الله ما يرضى الله عنك، الطرق التي تقفي بك إلى العلم الصحيح النافع أن تبدأ بإصلاح ما بينك وبين الله.
ثانياً: عالم أخذ العلم عن أهله واتصل سنده إلى رسول الله- r- ، حتى تأخذ العلم موروثاً.
ثالثاً: أن تضبط ما تقرأه على ذلك العالم، تضبط ضبطاً تاماً، تقرأ قبل أن تحضر المتن مرتين ثلاثة أربعة، حينما يجري هذا العلم في دمك وعرقك، حينما يجري مع روحك ويصبح معك، تعرف حلال الله وحرامه، وتتفاعل مع هذه الأحكام كل حكم عزيز عندك، عندها تستطيع أن تبني علماً صحيحاً، وتعرف قيمة هذا العلم، وتعتز به وتتمسك به لأنه من الوحي من كتاب الله وسنة النبي- r- ، فإذا بدأت تضبط وتقرأ قبل أن تجلس وتتعب المرتين الثلاثة الأربع لا تسأم ولا تمل، فمن كانت له بداية محُرقة كانت له نهاية مشرقة، فتتعب في طلب العلم، ولذلك ما عَلّم الله أحداً إلا بعد أن ابتلاه واختبره- I- ، رسول الأمة-عليه الصلاة والسلام- ما أوحى إليه حتى أخذه جبريل وغطه ورأى الموت، وقال له: اقراء، قال: ما أنا بقارئ، فأخذه حتى رأى الموت ثلاث مرات ثم أوحى إليه، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله- r- يتفصد عرقاً في شدة البرد والشتاء، ونزل الوحي وهو على بعير فبرك البعير وكاد أن يموت البعير من شدة ما يجد-عليه الصلاة والسلام-، وهذا بعير وهو تحت النبي- r- فما بالك برسول الأمة- r- ، وكان إذا نزل عليه الوحي كما في الصحيحين من حديث صفوان بن يعلى بن أمية- t وعن أبيه-، أنه يغط كغطيط البكر من شدة ما يجد، فإذا كان تمضي إلى حلق العلم وقد تعبت وسهرت وأضنيت جهدك وأنت تقرأ وتضبط، غداً تخرج إلى الناس بنور وعلم مضبوط وأصل صحيح، وتخرج للناس ويخرجك ربك، لأن الله اطلع على ما كان منك تعب، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} أي والله لنهدينهم سبلنا، متى إذا جاهدوا، والجهاد التعب والاجتهاد وبذل غاية الوسع والطاقة في تحصيل الأمر، فالعلم لا يأتي بالتشهي ولا بالتمني، ولا يأتي بالدعاوى العريضة الشخص يحس أنه كأنه شيخ الإسلام ومفتي الأنام، مغرور بنفسه، لا من يأتي بجد واجتهاد وتعب، قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: ذللت طالباً وعززت مطلوباً، فإذا أكثرت من قراءة العلم وأصبح العلم في ليلك ونهارك وصبحك ومساءك، وأصبحت مسائل العلم هي أشجانك، وهي أفكارك، وهي أحاسيسك ووجدانك، عندها تجد بركة هذا العلم، وتخرج للأمة بعلم صحيح.
ثانياً: بعد أن تصلح ما بينك وبين الله وتضبط العلم بالقراءة، تأتي إلى مجالس العلم معظماً للعلم معظماً للعلماء، من جلس في مجالس العلم يعرف قيمة ماذا يُقال، يقدر كل كلمة، ويبحث عن كل شاردة، ويفرح بكل حكمة، عندها يكون العلم عزيزاً في قلبه، وإذا جلس شارد الذهن يريد أن يقضي الوقت، يريد أن يذهب عنه الوقت، فعندها لا يبالي الله بمن لا يبالي بدينه وشرعه، لابد أن يكون طالب العلم في مجلس العلم يحرص على كل كلمة صغيرة وكبيرة، يبحث عن الحكمة، كان الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام الجحمي-رحمه الله- آية من آيات الله في العلم والعمل، أن نظرت إليه في التفسير فهو حجه في تفسير كتاب الله- U - ، ويستشهد بتفسيره ويعتمد قوله حتى كان رأساً في علم الفقه، فقيها محدثاً في علم الحديث والرواية عن رسول الله- r- ، وفي علم القراءات وفي علم اللغة والشواهد، كان آية من آيات الله-رحمة الله عليه-، هذا العالم الجليل يذكر عن نفسه أنه كان يجد ويتعب وينصب في نهاره حتى يمسي عليه الليل، وهو أشد ما يكون تعباً وإعياً، حتى إذا وجد العالم، فذكر له الحكمة الواحدة، والفائدة الواحدة، يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/369)
فأبِيت بها مسروراً قد سلا عني ما أجد، يعني جميع التعب والنصب يذهب بهذه الحكمة لأنه يحفظ لأمة محمداً- r- دينها، فالذي يستشعر أنه يتعامل مع هذا العلم لكي ينفع أمة محمد- r- ، ولكي يبلغ الرسالة، ويؤدي الأمانة، ويكون منه الخير، يجد ويجتهد.
كذلك - أيضاً - إذا جلس في مجالس العلم يرتب وضعه، طالب العلم المبتدئ له طريقة، وطالب العلم المتوسط وطالب العلم المتمكن كلً منهم له منهج معين وطريقة معينة، طالب العلم المبتدئ يأخذ القول الراجح ودليله، ولا يدخل في التفصيلات ولا الخلافات، ويفهم العبارات بالشرح المختصر، طالب العلم المتوسط يتوسع، ويعتني بالقول المخالف، دليله الجواب عن الدليل، طالب العلم المتمكن يمحص في هذا كله، ويراجع كل هذا، وإذا أشكل عليه شيء يعرضه ويكتب الأسئلة المفيدة، إذا حضر طالب العلم حرص على أنه يسمع أكثر من أنه يتكلم، لأن الله- U - يبارك لطالب العلم متى ما أنصت للعلم، ومفتاح العلم الإنصات له، ولذلك قال بعض الحكماء يوصي ابنه: يا بني إذا جلست في مجالس العلماء، فلتكن حريصا على السكوت منك على الكلام، فيحرص طالب العلم على أن يكون منصتاً مستفيداً.
كذلك - أيضاً - بعد الانتهاء من الجلوس في مجالس العلم، يراجع العلم الذي يقرأه، يختار طالب علم أو طالبين أو ثلاثة بالأكثر يذاكر معهم الدرس الذي يأخذه، فهذا كله خيرً له وبركة، ثم بعد ذلك يستشعر من قرارة قلبه، أن كل آية، وكل حديث، وكل حكم سمعه وعلمه، أنه مسؤول أمام الله عن العمل به وتبليغه للأمة، أن يعلم أنه مسؤول أمام الله، وأن يعلم أن جلوسه في مجالس العلم ليس لعبث ولا لإضاعة الأوقات، تتعلم وتسأل الله أن يبارك لك فتعمل، وتسأل الله أن يبارك فتعلم غيرك، ولا تقل من أنا هناك علماء أصبحوا أئمة وعلماء بعد سنة الخمسين، بعد أن بلغوا خمسين سنة طلبوا العلم ففتح الله- U - عليهم وأصبحوا من الأئمة والعلماء العاملين، والنبوة تأتي النبي نبوته بعد الأربعين، ولا يبعث إلا بعد الأربعين، وهذه سن متأخرة، ولا يقل الإنسان من أنا فلا أبي ولا أخي لا والله، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}، العلم ليس حكراً على قوم، لا على لون، ولا على جنس، ولا على مال، ولا على قبيلة، ولا على جماعة، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فتحرص على ضبط هذا العلم وتعلم أنك مسؤول عنه وعن تبليغه للأمة - نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يجعل ما تعلمناه وعلمناه خالصاً لوجهه الكريم، موجباً لرضوانه العظيم-.
السؤال الثاني:
ما توجيهكم-حفظكم الله تعالى- للوالدين اللذين يتدخلان في حياة ابنتهما الزوجية ويشترطون على الزوج فعل أمور تصعب عليه جداً وإذا لم يفعل ما يطالبونه يحذرونه بأنهم سيأخذون ابنتهم؟
الجواب:
أولاً وقبل كل شيء كل إنسان تتهمه أنه في نصيحتي ربما يكون إلا العالم والوالدان، الوالد والوالدة غالباً لا يردون للولد إلا كل خير، وأوصي البنات أن يتقوا الله- U - في الوالدين، وهذه النظرة التي أثر فيها أعداء الإسلام في المسلمين، وبعض الكتاب وبعض القصص من الغزو الفكري، أحدثت عند الأبناء نفرة والبنات نفرة من الوالدين، وشوهت صورة الوالدين، يتدخلون إذا لم يتدخل الوالدان فمن الذي يتدخل؟
وإذا لم يعطف عليك والداك فمن الذي يعطف عليك؟ ففسر الأمر بحسن ظن، وخذه بروية وتعقل حتى تستطيع كيف تعالج الأمور، فالوالدان فيهما شفقة وفيهما حنان، والأم ربما إذا خرجت بنتها من بيتها غلبتها الغيرة حتى لا تستطيع أن تتمالك تصرفها، وهذا من محبتها لأبنتها، فإذا أصبحت البنت تسيء الظن بها، وأنها تريد الأضرار بها، ساءت الأمور، لكن إذا فسرت هذا بالمحبة والعاطفة، وجاءت وقالت: يا أماه أنتِ تريدي لي الخير وأنتِ وكلمتها بالتي هي أحسن ودخلت إلى قلب أمها وفتحت مغاليق ذلك القلب، استطاعت أن تبين لها أنها مرتاحة، وأنها راضية، وإذا بالأم بعد حين تقول لها ما دمتي مرتاحة فأنا مرتاحة، وينتهي كل شيء، لكن هذا يتدخل في أمري، وهذا يدمر مستقبلي، وأبي يتدخل في شؤوني، تفسر الأمر بالعاطفة، ونقول للوالدين أيضاً اتقوا الله في الأولاد، ولا تتدخلوا في شؤونهم إلا بقدر الحاجة، فيما يحتاج إليه لصلاح دينٍ أو دنيا، وإذا قبل الوالدان فالحمد لله وإذا لم يقبلا مالم يكن فيه ضرر عليهما هذا شيء آخر، فعلى كل حال الوالدان يحسن الظن بهما، وعلى الوالدين أيضاً أن يتقا الله- U - في الأولاد، ولا يكونا سبباً في حصول الفراق بين الزوج وزوجته، وأن لا يؤذوا الزوج، ويقولون له إذا لم تلبي هذه الأغراض نأخذ البنت منك، أو نضرك في بنتنا، أو الأم تمنع بنتها من زيارتها، أو الأب يمنع ابنه من زيارته، هذا كله من الظلم، وعلى الأب أن يتقى الله وأن يحمد الله على العافية وأن الله رزقه ابناً سكن في بيته، فيحمد الله على العافية ويترك هذه الفتن وهذه الخلافات فإنها شر وبيل، ولربما أساء الوالد إلى ولده حتى جعل الله إساءته لولده سبباً في شرٍ عليه في دينه، فعلى الوالد أن يحذر عقوبة الله، فإن ظلم الأبناء وظلم البنات عواقبه وخيمة، لأن ظلم القريب أعظم ذنباً من ظلم الغريب، فأوصى الجميع بتقوى.
- ونسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص في القول العمل -.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/370)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:57 ص]ـ
تم اعادة اخر اسئلة لصغر الخط
السؤال الأول:
ما حكم الماء المتغير لونه بالطمي المختلط معه؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
فمياه السيول إذا تغيرت بالطمي المختلط بها لا يؤثر في طهوريتها ذلك الطمي، وهكذا إذا تغيرت بقرارها مثل ما ينبت فيها من الطحلب والأعشاب البحرية هذه كلها لا تؤثر، فالماء طهور وباقي على أصل الطهورية، لكن لو أن هذا الطين نقل ووضع في الماء، معنى جاء المكلف ووضعه، فرق بين الشيء الذي هو بطبيعته وأصل خلقته، وبين الشيء الذي يوضع في الماء ويتكلف فإنه يؤثر فيه على التفصيل المعروف في حكم المغيرات - كما سيأتينا إن شاء الله تعالى -، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الثاني:
من تيمم بعد حدث أكبر لمرض يمنعه من الاغتسال ثم أحدث حدثاً أصغر فهل يتوضأ أو يتمم؟
الجواب:
التيمم ينقضه الناقض الأصغر والناقض الأكبر، وهذا على مسألة اندراج الطهارة الصغرى تحت الكبرى في التيمم، وأن من تيمم أجزأه عن وضوئه وغسله لما ثبت في الصحيح من حديث عمرو بن العاص أن النبي- r- قال له: ((إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب-عليه الصلاة والسلام- بكفيه الشريفتين على الأرض ومسح بهما وجهه وظاهر كفيه))، فهذا يدل على أن التيمم يرفعهما، يوجب استباحة الصلاة وإذا حصل الناقض الأصغر أو الأكبر فهو مؤثر، وهذا ما أختاره جمع من العلماء-رحمهم الله- ونصوا عليه، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الثالث:
كيف يجمع طالب العلم بين العلم والعبادة، وبين طلب العلم والقيام بحقوق الأهل وقد تكون طلبات الأهل وحاجاتهم كثيرة جداً وبعضها كَمَاِلُي، وما توجيهكم لأهالي طلاب العلم في أعانتهم على طلب العلم؟
الجواب:
أما الجمع بين العلم والعبادة فهو جمع بين العلم والعمل، وطالب العلم خليق به أن يكون أكثر الناس ذكراً لله، وأكثر الناس تلاوة للقرآن، وأكثر الناس خشوعاً وتدبراً وتأثرا بآيات التنزيل، وأن تكون فيه رقة الخاشعين، وذلة المخبتين، وسكينة الصالحين، وشعار أولياء الله المتقين، لأنه ليس هناك أسمى ولا أعلى بعد الأنبياء من العلماء العاملين، وهو بطلبه للعلم قد سلك هذا السبيل، وأقام نفسه على هذا المعلم الصالح فلا شك أنه خليق به أن يوطن نفسه على هذه الأعمال الصالحة، وهناك ثلاثة جوانب مهمة لطالب العلم يجمع الله له بها بين العلم والعبادة:
أولها: الحرص كل الحرص على أداء ما فرض الله على أتم الوجوه وأكملها، فإذا دعا إلى الصلاة حرص على أنه لا يؤذن المؤذن خاصة أيام الطلب، لأنه ربما بعد الطلب إذا ابتلي بالدعوة، وابتلي بنصح الناس وتعليم الناس، ربما أصابته الأسقام والأمراض والشواغل، ولربما تأخر لتحضير علمه ونحو ذلك، فيكتب الله له الأجر كاملاً لأنه كان يعمل هذه الأعمال الصالحة، فأولاً أي أمر من أوامر الله- U- مثل الصلوات الخمس، يحرص على أنه يؤديه على أتم وجه وأكمل وجه فإذا توضأ لم يتوضأ مرة ولا مرتين، وإنما يتوضأ ثلاثاً، فيكون في الكمال ولن يعلم بسنة إلا طبقها في وضوئه، وإذا صلى حرص على أنه لا يأتي الصلاة وتقام وهو في المسجد، بل لا يؤذن للصلاة إلا وهو في المسجد، وإذا أراد الله أن يعلي درجته وأن يعلي مرتبته جعله من المرابطين الذين ينتظرون الصلاة بعد الصلاة، ثم إذا وفقه الله- U- للواجبات وأداها على أتم الوجوه، إذا صلى كان على أتم ما يكون عليه المصلى، خشوعاً وإنابةً وإخباتاً وتأثراً، وإذا صام كان على أتم ما يكون عليه الصائم، في حفظه لصيامه وقيامه بحق ربه، واتباعه في سنة نبيه- r- في سحروه وفطوره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/371)
بعد هذا المرتبة الثانية: مرتبة الكمالات، وهي أن يحرص طالب العلم على أن يكون بينه وبين الله سر من الأعمال الصالحة، التي أعظمها وأجلُّها التقرب إلى الله بتوحيده، فلا تمر عليه لحظة إلا وهو يتفكر، ولا تمر عليه برهة إلا وهو يتدبر، حاضر القلب ينظر في ملكوت الرب، منيباً إلى الله مخبتاً إلى الله، لا يكون مع الغافلين، دائماً قلبه حي، دائماً يقول كنت وضيعاً فرفعني ربي، وكنت ضعيفاً فقواني ربي، وكنت مريضاً فشفاني ربي وكنت، وكنت دائماً يراقب نعم الله- U- عليه، ولا ينظر إلى شيء إلا يعتبر ولا يبصر شيء إلا ينيب ويدكر، يحي قلبه ويكون طالب علم حتى ينال المراتب العلى في علمه، فإذا وطن طالب العلم نفسه من البدايات بهذه الكمالات انشرح صدره لكل خير، فيسعى للكمالات فالاثنين والخميس لا يفوته صيامهما، وصيام البيض من كل شهر لا يفوته صيامها، وقيام الليل لا يمكن أن يترك قيام الليل مهما كان الأمر، لأنه سلاحه وعدته، فيحرص على أن يكون قائم الليل، حتى أن الإمام أحمد لما بات عنده بعض طلبة العلم وضع له وضوءه، فلما أصبح-رحمه الله- ووجد الماء لم يتغير تأسف، وقال: طالب علم لا يقوم الليل، يعني ندم وسقط من عينه، لكن تحرص إذا كنت مع الغير وخفت الفتنة تحرص على أنه لا يشعر بصلاحك، إلا إذا علمت أنك ما تفتن، وعلمت أنه لا يفتن هو بالغلو فيك وتعظيمك هذا شيء آخر، ولكن أحرص دائماً على أن يكون بينك وبين الله سر، خلواتك تتذكر فيها ذنوبك فتبكي، فطالب العلم أكثر الناس خلوة مع نفسه تفيض عيناه خشية لربه، أكثر الناس في خلواته يجلس ويتفكر، فإذا بكى في سره أبكى الله العيون منه في علانيته، وإذا خشع في سره أظهر الله زكاة قلبه ونفسه إذا خرج للناس، وثق ثقة تامة أن الله لا تخفى عليه خافية، وأن من كان صالحاً في سره أظهر الله في الناس حبه وإكرامه، وكانوا يقولون: إن الخشية لله تورث الهيبة بين الناس والمحبة، فطالب العلم إذا وطن نفسه على هذه الكمالات والأعمال الصالحة شرح الله صدره، لا يمكن أن تمر عليه ثلاثة أيام إلاَّ وهو خاتم للقرآن، لا تمر عليه آية إلا ويتدبرها ويتأثر بها، فالحرص على هذه الأمور مهمة جداً.
الأمر الثالث: البعد عن المعاصي، ولا نقول المعاصي واضحة الأمور المحرمة واضحة، ولكن المشكلة أن تكون المعاصي يدخل الشيطان فيها على طالب العلم من حيث لا يدري، الغيبة اللمز الهمز احتقار الناس، يكون طالب علم وهو يحتقر ناس لألوانهم وهو لا يدري ويظن أنه في الكمال، ويلمز بعض الأخيار وقد يلمز علماء وهو لا يدري، لأنه ألف هذه المعاصي-نسأل الله العافية- حتى لربما أخذت حسناته في العلم، فلا يأخذ نفسه إلا بزمام التقوى، يعرف ما الذي يقوله ما الذي يفعل، ويحذر من معصية الله- U- ، ويكون أشد الحذر من ذلك، فإذا جمع الله لطالب العلم بين هذا مازال يرتقي من فلاح إلى فلاح، ومن صلاح إلى صلاح، حتى يكتب الله له حسن العاقبة بالربح والنجاح، جعلنا الله وإياكم هداة مهتدين.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:58 ص]ـ
السؤال الأول:
هل مجالس مدارسة المسائل العلمية والمحاضرات تدخل في الحديث أنه تتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
الأحاديث الخاصة تبقى على خصوصها، والأحاديث العامة تبقى على عمومها، فالحديث يقول: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))، فقال: ((ما اجتمع))، فخرج الانفراد، ولاحظ ((اجتمع)) حتى كان بعض مشايخنا في حلق العلم يكره للشخص أن ينفرد بعيد عن الحلقة، البعض يأتي إلى الحلقة فيجلس بعيداً، لأنه قال: ((اجتمع))، ليس من الجماعة لأن الاجتماع الانضمام، انضمام الشيء إلى الشيء، فالحديث يشترط أول شيء الاجتماع، ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله)) الذي هو المسجد {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/372)
وسميت بيوت الله لأنها سبلت له {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}، وأوقفت له- I- (( ويتلون كتاب الله))، الشرط الثاني ((ويتدارسونه بينهم))، وهي العلوم الدينية الشرعية المستنبطة من الكتاب والسُّنة، فلو جلسوا لدارسة المنطق، أو الصفصطة، أو الجدل، أو العلوم المحرمة، أو العلوم الدنيوية، لا يدخل في هذا لأنه قال: ((اجتمع قوم في بيت من بيوت الله))، اجتمعوا في بيت من بيوت الله ((يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم))، فلو جلسوا في بيت من بيوت الله دون أن يجتمعوا، كل شخص أخذ كتاباً، واحد أخذ القرآن، واحد أخذ التفسير، وتفرقوا، ما يشملهم الحديث، لأنه قال: ((ما اجتمع))، وهذا يدل على أنهم مجتمعون لا مفترقون، وأنهم يتدارسون ويتذاكرون، فلو اجتمعوا لمذاكرة أي شيء من كتاب الله وسنة النبي- r- في محاضرة، أو درس علم أو درس تفسير، أو درس فقه، وكان هذا على إنسان أهل أن يُعلم، أما أن يكفر سواد الجهال، ويغرر بالجهال فقد قرر العلماء أنه من جلس عند جاهل، أو من يعلم بأنه ليس بأهل للعلم فعليه مثل وزره، لأنه شارك وأعان وكثر سواده على الباطل، فلا يجلس إلا مع من يوثق بدينه وعلمه ويكون هذا العلم علماً شرعياً، ويجتمع فيه لوجه الله وابتغاء مرضاة الله يحصل فيه هذا الفضل، أما لو اجتمعوا في البيوت فهذا لا شك أنه له فضل آخر، فإن النبي- r- لما مر على الصحابة وهم جلوس يتذاكرون نعمة الإسلام، قال-عليه الصلاة والسلام-: ((ما الذي أجلسكم؟))، قالوا: - يا رسول الله - ذكرنا نعمة الله علينا بالإسلام وما هدانا، فقال-عليه الصلاة والسلام-: ((آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟))، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: ((آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟))، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: ((آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟)) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، فقال: ((أما إني لم أستحلفكم ربية فيكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم ملائكته))، وفي الحديث ((وجبت محبتي للمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتحابين فيّ))، فالجلوس للنصائح وللذكر، وللمحبة في الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كله من الجلوس لله وفي الله، فإذا جلس طلاب العلم، أو جلس الأخيار أو الصالحون يوصي بعضهم بضعاً بالخير، ويثبت بعضهم بعضاً على الحق، لا شك أن هذا كله له فضله وهو الفضل النسبي، وأما الفضل المخصوص فإنه يقيد بالوارد، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الثاني:
هل يجزئ غسل الجمعة عن الوضوء؟
الجواب:
إذا اغتسل للجمعة ونوى اندراج الوضوء أجزائه، لأن النبي- r- كان يغتسل غسل الفرض ولا يتوضأ بعده كما في حديث عائشة-رضي الله عنها-، ومن هنا إذا كان الغسل عن واجب أجزأ عن الوضوء، وأما إذا كان غسل نظافة ولم ينوى الوضوء، ولم يراعى الترتيب فيه فإنه لا يجزئه، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الثالث:
إذا كان الماء الطاهر غير الطهور لا يرفع الحدث فهل يزيل النجاسة أم أنه لا تفريق بين الأمرين؟
الجواب:
الإزالة إزالة الخبث، بعض العلماء يفرق بين إزالة الخبث وارتفاع الحدث، والأصل يقتضي عدم التفريق، لأن الكل طهارة، ومذهب بعض العلماء أنه تزال به النجاسة كما تزال بسائر الطهارات، كما لو أزيلت بالحجر، وأزيلت بالمزيل كالمناديل ونحوها، والذي يظهر من حيث الدليل أن الأصل في الماء لا يكون مزيلاً لخبث، ولا رافع لحدث إلا إذا كان طهوراً، لأن هذا هو الأصل، وقد وصف الله- U- الماء المطهر بأنه هو الباقي على أصل خلقته، فيختص الماء بهذا ولا يعترض عليه بما ذكر من الجامدات، لأن الجامد له حكم غير المائع.
والدليل على ذلك: أنه إذا غسل الدبر مثلاً بالماء لزمه أن يغسل حتى يزيل عين النجاسة، ولكن إذا استجمر بالحجر تبقي حلقة الدبر وعليها النجاسة، وهذا يدل على أن الأولى أصل مشدد فيه، والثاني فرع مخفف فيه، وهذا الفقه أن ينظر لكل أصل بحسبه، ويُعطي حقه، ويُعمل أصله، وبناءاً على ذلك تبقى طهارة الماء بالطهور في الحدث والخبث، ومن فرق فهو مطالب بالدليل ولا دليل يفرق بين إزالة الخبث ورفع الحدث وهذا ألزم للأصل، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الثالث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/373)
أنا مدرس أدرس في منطقة الحناكية وفي كل يوم أذهب وأعود، فهل يجوز لي قصر الصلاة علماً أنني أصلي صلاة الظهر في العاقول؟
الجواب:
أولاً: أهنئك بهذا الفضل الخروج لأبناء المسلمين لتعليمهم العلم النافع خاصة الشرعي، قربة عظيمة، وأجر كبير لمن احتسبه، ولا تخرج من بيتك وإلا وعندك نية، فإنك إن خرجت بهذا النية الصالحة كتب الله لك أجرك إلى أن تعود وأنت في ثواب الله- U- ، فلو حدث للإنسان حادث أو أصيب ببلاء كتب له أجره لأنه على طاعة، فهذا لابد أن ينوى إذا خرج خاصة إذا عّلم القرآن، وعّلم الخير، وعّلم العلوم المقربة إلى الله- I- وهي العلوم الشرعية، وبناءً على ذلك بالنسبة للسؤال مسافة الحناكية مسافة سفر، أنها فوق السبعين كيلو، ولذلك تستبيح رخص السفر في هذا السفر وهذا الخروج، يجوز لك الجمع، ويجوز لك القصر، الجمع على خلاف وتفصيل عند العلماء-رحمهم الله-، لكن لا يجوز لك أن تجمع الظهر مع العصر إلا إذا كان وصولك إلى المدينة بعد آذان العصر، حتى تبقى صفة السفر إلى دخول وقت العصر، فإن كنت من الحناكية أو غيرها تصل المدينة قبل آذان العصر لو بدقائق لا يجوز لك القصر والجمع، لأنها تجب عليك الصلاة أربعة ركعات ولا تجب ركعتين، لأنه يؤذن عليك آذان العصر حضراً ولم يؤذن عليك سفراً، ولذلك تُلزم بالأربعة والاثنتان لا تجزئ عن الأربعة، وأما بالنسبة للصلاة تصلي ركعتين تصلي الظهر في العاقول ركعتين لأن العاقول من خارج المدينة وليس من داخلها، وهو من براز المدينة وليس من داخلها، فمن سافر وقبل المدينة ولو بنصف كيلو، أو حتى متر واحد صلى الصلاة السفرية قبل دخوله في وقتها، صلاها قصراً، ولا يجب عليه إتمامها، وأما إذا أخر إلى أن دخل المدينة فإنه يتمها ويصلها أربعاً.
- نسأل الله العظيم أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل -.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:00 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ يقول السائل: من توضأ إناء من ذهب، هل يبطل وضوءه أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فقد اختلف العلماء رحمهم الله فيمن توضأ من إناء ذهب أو فضة، أو اغتسل من إناء ذهب أو فضة، فهل غسله ووضوءه صحيح؟، الجمهور على أن وضوءه وغسله صحيح، وذهب بعض العلماء إلى عدم صحة الطهارة، والصحيح مذهب الجمهور وذلك لأن الوضوء وقع بواجباته وفرائضه التي يحكم بالصحة لوجودها، وأما بالنسبة لكون الإناء من ذهب أو فضة فإنه منفصل عن ذات الوضوء، والنهي عنه نهي عن منفصل، لا متصل بالعبادة، ولذلك لا يقتضي فساد العبادة من هذا الوجه، فيحكم بإثمه وصحة وضوءه والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
يقول السائل: هل يلحق الطلاء باللون الذهبي الذي ليس بذهب، هل يلحق بالذهب في الحكم؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
لا يلحق إذا كان الإناء مطلياً بالنحاس ولونه لون الذهب، أو بالصفار أو بما يشبه الفضة فإنه العبرة بالأصل لا بالشكل والاسم، فالصفة والاسم لا يؤثران في الحقيقة والجوهر، فما دام أن جوهر المادة ليس من الذهب ولا من الفضة فهو حلال ولا يقتضي الحكم بالتحريم والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
يقول السائل فضيلة الشيخ: هل يجوز وضع الأسنان من الذهب؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الأصل أنه يضعها من غير الذهب وذلك لأنه تنسد أو تحصل الحاجة بغير الذهب والفضة، فإذا تعذر وجود غير الذهب والفضة جاز له ويبدأ بالفضة، فإن تضرر بالفضة بسبب الرائحة والنتن جاز له أن يضعها من الذهب، والذليل على ذلك أن ابن عرفطة جدع انفه يوم كلاب واشتكى إلى رسول الله e، ومن حكمة الله U الذي تبارك وهو أحسن الخالقين I ولا خالق سواه، أنه جعل الأنف يمنع من دخول القذر، ويمنع من دخول النتن والهوام، وجعل فيه هذه الشعيرات الرقيقة، صنع الله الذي أتقن كل شيء I، فجدع أنفه فحصل الضرر لأن هذا يضره كثيراً فيدخل إلى داخل جوفه، ويضره ولو كان الهواء أو العج لا شك أنه يتضرر، جدع بمعنى قطع فاشتكى إلى رسول الله e ما يجده فأذن له أن يتخذ أنفاً من فضة، فلما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/374)
اتخذ الأنف من الفضة انتن لأن الفضة معدنها فيه نتن، فانتن وأصبحت الرائحة كريهة وتأذى واشتكى إلى رسول الله e فإذن له أن يتخذ أنفاً من ذهب، هذا الحديث أصل عند العلماء رحمهم الله ولكن فيه اشكال من جهة السند، والمنصوص عليه عند أهل العلم رحمهم الله هذا، فالأسنان الحمد لله موجود المعادن الأخر ما يمكن أن تحصل به الحاجة وتسد به الحاجة، ولكن إذا وجدت ضرورة فإنه يجوز وضع الأسنان من الذهب بقدر الضرورة، فإذا أنعدمت وزالت الحاجة فإنه يزيلها، ومن هنا يرد السؤال إذا توفي وعليه أسنان من ذهب المنصوص عليه عند بعض أهل العلم رحمهم الله في فتاويه أنه تزال هذه الأسنان من الذهب لأنه قد زالت الحاجة، خشية أن يعذب بها ثم يُفَصّل في زوالها، إذا أمكن أزالتها دون وجود الجرح والأذية والضرر فتزال، خاصة مع وجود بعض الأشياء الآن التي يتيسر بها مالم يكن متيسراً في القديم، فيعمل بهذا الأصل أما إذا كانت إزالتها فيها ضرر وتشويه فإنها لا تزال وتبقى والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
يقول السائل: فضيلة الشيخ أفيدونا حفظكم الله ما الضابط في الحركات التي تبطل الصلاة وهل إذا اخرج المصلى المناديل من جيبه واستخرج منها واحدة ثم أزال ما بفمه ثم وضع المنديل في جيبه مرة ثانية فهل من فعل كل هذه الحركات فسدت صلاته؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحركات التي تبطل الصلاة أختلف العلماء في ضابطها، منهم من قال ثلاث حركات متتابعة متوالية، فإذا كانت أكثر من ثلاث حركات، حكم ببطلان صلاته تكون متوالية، والسبب في هذا قالوا: إذا كانت غير متوالية مثلاً في الركعة الأولى وفي الركعة الثانية وفي الركعة الثالثة قالوا: إن النبي e رقى المنبر ونزل وحصل الفاصل بين رقيه ونزوله صلوات الله وسلامه عليه، ومن هنا فرقوا بين المتتابع وبين غير المتتابع، وقال بعض العلماء: إن الحركات لا تضبط بالعدد، وإنما تضبط بالحقيقة فإن كانت حقيقة الحركة لا تليق بالمصلي بحيث لو راءه شخص من بعيد لقال هذا في غير صلاة، حكم ببطلان صلاته، وأما إذا كان لو راءه لا تخرجه عن أصل الصلاة فإنها لا تؤثر، وهذا الضابط أقوى من الضابط الأول، وحظه من النظر أبلغ، الأصل يقتضي أنه لا يجوز للمسلم أن يتحرك في صلاته، لكن إذا احتاج أن يتحرك إما أن يتحرك لمصلحة نفسه، كأن يكون هناك ضرر عليه، فيتحرك يتقدم أو يتأخر رأى حية فتحرك تقعقع أو رأى عقرب فقتلها أثناء صلاته، فهذا يرخص له مالم يتفاحش، ولذلك وردت السنة بالأذن بقتل الحية أو العقرب، وكذلك أيضاً دل على هذا الحكم حديث الصحيحين عن عليه الصلاة والسلام أنه كان في صلاه فتكعكع فتكعكع الصف الأول، يعني تأخر عليه الصلاة والسلام فتأخر الصحابة في الصف الأول، فقال:"ما شأنكم: قالوا: يا رسول الله رأيناك تكعكع فتكعكعنا، قال: أما أنه قد أتاني إبليس بشهاب من نار فذعته، (يعني خنقته) حتى وجدت برد لسانه على كفي" فقوله تكعكع أي أنه رجع لما رجع عليه الصلاة والسلام لحفظ النفس، ومن هنا أحل الله U للمجاهد في سبيل الله أن يصلي وهو يضرب العدو، لأنه في هذه الحالة لا بد له أن يعتني بنفسه، فرخص الله له بالقتال في دفع الضرر {}، فالمسلم إذا كانت ساعة القتال وساعة إلتقاء الصفين وتقابل الزحفين في الجهاد يجوز له أن يصلي وهو يضرب العدو، طبعاً ما يستطيع أن يركع ويسجد يصبح يصلي بالأقوال الله أكبر سبحان ربِّ العظيم وهو يضرب العدو، فهذه حركات خارجة عن الصلاة لكنها لإنقاذ النفس، وحفاظاً على النفس ومن هنا إذا كانت الحركة لمصلحة الإنسان في دفع ضررٍ عن نفسه جازت، وأما إذا كانت الحركة لمصلحة الغير مما له اتصال بالإنسان، كالأم تنشغل بصبيها وصغيرها، لو تركته ما عرفت كيف تصلي، فيجوز لها أن تحمله فتتعاطى الحركات أثناء قيامها، ترفعه وأثناء سجودها تضعه، هذه حركات وقد فعلها رسول الله e تشريعاً للأمة، لأن النساء والأم من شأنها أنها تتعلق بصبيها فأبيح لها هذا الفعل لأنه دفع للمفسدة العظمى من فوات الخشوع وهذا من حكمة الشريعة، فهذا الحركة لمصلحة الغير المتصلة بالإنسان، ومن هنا يجوز لك أن تقدم المتأخر في الصف لأن مصلحته ارتبطت بمصلحتك في إتمام الصف وتعديله، فهذه حركات لمصلحة الغير متصلة بالإنسان، لكن إن كانت مصلحة الغير منفصلة عنك فلا، قالوا: ما يتحرك ولا يفعل مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/375)
أن يرى شخصاً على حالة ويريد أن ينبهه، أما إذا كانت الحركة لمصلحة الصلاة فإنه يجوز للمصلي أن يتحرك لمصلحة الصلاة مثل أن يرى فرجة في الصف الذي أمامه فيتقدم بخطوات يسيره، ولا بأس في ذلك ولا حرج، لأن النبي e تحرك لمصلحة الصلاة، فإنه رقى المنبر فكبر عليه عليه الصلاة والسلام كما في حديث سهل بن سعد الساعدي في الصحيحين رضي الله عنه وأرضاه، فكبر عليه ثم ركع عليه ثم رفع ثم نزل القهقرى ثم سجد في أصل المنبر، ثم قام إلى الركعة الثانية وطلع على المنبر ثم قال:"إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتكم"، فجعل هذا من مصلحة الصلاة، ومتعلقة بالجماعة وتشريعاً للأمة، فإذا كانت هذه الحركات لمصلحة فلا بأس بها، أما ما ورد في السؤال من كونه يخرج المنديل، فالأصل أن المصلي يجوز له أن يبصق أثناء صلاته لورود السنة والأذن بذلك، فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله e أنه إذا احتاج المسلم أن يتنخم وهو في صلاته، أن لا يتنخم عن يمينه فيؤذي الذي عن يمينه، ولا يتنخم قبل وجهه ولكن يتنخم تحت قدمه اليسرى، فيبصق ثم يدفن نخامته بقدمه، وهذا حينما كانت المساجد من التراب، ولذلك تختص الرخصة بهذه الأحوال، أما إن كان في مسجد مفروش فإنه لا يتنخم على الفراش، فقد بين النبي e ذنوب أمته وقال:"منها النخامة في المسجد"، فلا يجوز أن يتنخم على الفراش ولكن يتنخم في المنديل، فإذا جاءته النخامة واحتاج أن يخرج المنديل فلا بأس، ولكن ماذا يفعل؟، يدخل يدٍ واحدة إلى جيبه، ويخرج المنديل منديلاً واحداً، لأنه بدل أن يشتغل بيديه يستطيع أن يشتغل بيد واحدة، فيدخل يده في جيبه ويخرج منديلاً واحداً هذه طريقة، والطريقة الثانية أن يأخذ جيبه الأيسر ويسحبه إلى قريب من فمه ويجوز له أن يعطف على جنبه كما يجوز له يعطف على الفراش، فالكل جائز ولا بأس به ولا حرج فيه والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
يقول السائل: شيخنا الكريم وفقك الله وفتح عليك، ما هي أفضل الطرق لضبط الفقه وهل دراسة متن معين في مذهب معين من المنهجية الصحيحة لدراسة الفقه؟، وجزاك الله خيراً.
الجواب:
أفضل الطرق عاد الله المستعان يا أخوان أشفقوا في السؤال والفتوى، لا يحسب أحد أن كل سؤال يعني همل بالسهل، أفضل طريقة أفضل الضوابط أفضل الأصول أفضل الكتب أفضل التفاسير أفضل كتب الفقه، هذه يحتاج أن تكون قرأت جميع كتب التفاسير، حتى تستطيع أن تشهد أمام الله أن هذا أفضله، وتكون قرأت جميع كتب العقيدة حتى تشهد أمام الله أن هذا أفضله، فإذا سأل أحد عن أفضل كتب العلم قل له كتاب الله وسنة النبي e، إذا سأل عن أفضل كتاب في الحديث قل له صحيح البخاري وصحيح مسلم، لأنها من خيار الأحاديث التي أتفق عليها، فأشفق على من تسأل قل ما هي الطريقة المعتبرة أو كذا أو نحو ذلك، على كل حال الفقه لا بد فيه من منهجية، ونحن ذكرنا غير مرة أن متون الفقهاء هي خلاصة الفقه وزبدة الفقه، المطلوب من طالب العلم ما يلي:
أولاً: قرءاه المتن أكثر من مرة، وضبط شكله فإذا قرأ المتن أكثر من مرة قبل حضور الدرس.
ثانياً: إذا أمكن وجود شرح مختصر ليس فيه إسهاب وتوسع يحضر لقراءة هذا الشرح المختصر، وإلا اقتصر على القراءة والتكرار أكثر من مرة، ولكلما كرر كلما كان ذلك أضبط له في المسائل والأحكام.
الأمر الثالث: إذا حضر في مجلس العلم فالأفضل أن ينصت ويركز، هذا أفضل شيء، أنه لا يشتغل بشيء إلا الإنصات والتركيز، لأن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فينبغي أن يستفرغ همته لأن يسمع وأن يعي، إذا أراد أن يعلق بعض الأشياء فهذا خلاف الأفضل والناس يختلفون، ولكن الأفضل له أن ينصت إنصاتاً كاملاً، ويستوعب ما يقال له.
الأمر الرابع: بعد أن ينتهي من الدرس يرجع إلى بيته ويحرص دائماً بعد مجالس العلم أن لا يشتغل بغير العلم، حتى يستصحب الخير والبركة والنعمة التي كان فيها، فإن الاشتغال باللهو بعد الذكر يذهب كثيراً من الخير، ويكون الإنسان مع الغافلين والساهين، ولذلك شرع الله بعد الصلاة الأذكار التي بين النبي e أنها معقبات لا يخيب قائلهن، وأنها توجب غفران الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر، استتماماً للخير واستدامة له، فطالب العلم بعد الدرس يحرص على أنه يرجع ويجلس مع نفسه، أو يجلس مع طالب علم حضر المجلس، وهذه طريقة السلف الصالح رحمهم الله، فيجلس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/376)
معه ويتذاكرون ماذا كان، فهذا يكمل نقص هذا وهكذا، الطريقة المعتبرة أنك أولاً معنى العبارة الموجودة في المتن ما هو المطلوب منك في قراءة المتن، معنى العبارة، تفكك هذه العبارة معناها، ثانياً الحكم المستقى منها دليل هذا الحكم، إذا فهمت معنى العبارة وعرفت الحكم المستقى منها، وعرفت دليل هذا الحكم تقتصر على هذا، لا تدخل في خلافات العلماء ولا في الردود ولا في المناقشات حتى تضبط الفقه كاملاً، ثم ترجع بعد ذلك إلى مرحلة ثانية ودرجة ثانية من الضبط، فتبدأ بسلم العلم كما ينبغي تبدأ بصغار العلم قبل كباره، المشكل لطلاب العلم اليوم أنه يجلس في الحلقة أو يسمع عالماً أو شيخاً أو مدرساً ويأخذ منه، ثم يذهب إلى شيخ آخر والله فلان رجح كذا، ما رأيكم؟، فلان أجاب بكذا، ما قولكم؟، قالوا قلنا قالوا قلنا لا يبقى معهم من العلم شيء، ولذلك تنزع منه البركة ولربما يصبح نماماً يوماً من الأيام والعياذ بالله، فهذا من أسواء مما تمحق به البركة ما كان العلماء يعرفون هذا كانوا يعرفون لكل عالم وشيخ حقه وقدره في علمه، إذا جئت تطلب العلم على شيخ تأخذ عنه علمه بالدليل وتقف بين يدي الله U بحكم بدليله، ثم تقول يا رب أعتقد هذا لقولك لقول رسولك عليه الصلاة والسلام، حتى تتم ذلك وتعيه وتفهمه، ثم تنتقل إلى من هو أعلم وأكثر ضبطاً وأكثر توسعاً، أو تنتقل إلى درجة أخرى من قراءة متون الأحاديث والدلالة منها ونحو ذلك، تبدأ من حيث بدأ العلماء والأئمة والكبار، تبدأ بصغار العلم قبل كباره رحمك الله حتى يفتح عليك وتضبط، بعض طلاب العلم يحس أن عنده طاقة بمجرد ما يقرأ الشرح يستهين بالشرح، فينتقل إلى المطولات المغني والمجموع ومنهم من يكتب شرحاً مستقلاً، ثم بعد فترة لا يمسك شيء، إن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرض قطع، فتبدأ بهذه الطريقة لا يستهين الشيطان بك فيقول لك أنت طالب علم وأنت مستواك أكبر ولذلك يغر طالب العلم بنفسه، لكن حينما يقول ما عندي علم والحقيقة أننا ليس عندنا علم إلا إذا ورثنا عن أهل العلم، وهذا علم الصحف والصحفي الذي يذهب ويمسك الكتب ويقرأ منها هذا ليس بعلم، لأن الله جعل العلم إتاءاً لأهل العلم، وجعله سلسلة متصلة من عالم إلى عالم حتى يتصل سندك إلى رسول الله e بأخذ العلم عن أهله، فهذا أمر مهم وينبغي على طالب العلم أن يعتني به، تكتب الخلاصة في كل مجلس ثم تراجع هذه الخلاصة وتكتبها في دفتر عندك يعتبر أصل لهذا المتن الذي تقرأه، إذا فتح الله عليك وتوسعت رجعت إلى هذه الأصول كما نرجع نحن إلى أصولنا التي كنا نتلقاها عن علمائنا ومشائخنا ووجدنا في ذلك من الخير والبركة ما الله به عليم، هذا الذي يوصى به طالب العلم، أما قراءة المذاهب فهذه مسألة مفروغ منها، لك سلف صالح تسير حيث ساروا وتأخذ من حيث أخذوا ما من عالم جهبذ من العلماء إلا وقرأ مذهباً، والذي يتلكم في المذهبية ويقول لك لا تقرأ مذهب، لو سألته عن المذاهب لكان أجهل الناس بها، فمن جهل شيئاً عاداه، وقد يكون جاهلاً ويريد أن يغطي جهله بالمذاهب فيقول لك ما تقرأ المذاهب، لأنك ستسأله تقول له ما الذي قرأت من الفقه؟، وما الذي ضبطت من متون؟، ما الذي تلقيته عن العلماء والأئمة حتى تفتي في الفقه؟، يقول لك أنا لا أعترف بالمتون الفقهية، لأنه يريد أن يستر جهله، لا يتكلم في هذه المتون إلا من يجهلها ويجهل قدر علمائها وأئمتها، لا حرج عليك أن تقرأ في المتون لكن بالدليل، الحرج التعصب وترك الحق وترك الدليل، أما أن تقرأ علم مستقى من كتاب الله وسنة النبي e يعني الأمة في ضلال وهوى تأتي هذه المتون أكثر من عشرة قرون والأمة تتلمذ عليها ساكتون عن هذا المنكر، يعني كل هذه الأمة على ضلالة إلا نحن اليوم الذي أفقنا فيه لكي نعلم ضلالتهم، على طالب العلم أن يكون مستبيناً وأن يعرف الحق وأن يأخذه عن أهله، فلا حرج في قراءة المتون ما دام أنها تدعم بالأدلة من كتاب الله وسنة النبي e، والحرج في التعصب حتى ولو قرأت في الأحاديث واستقيت من الكتاب والسنة وتعصبت فإنك على ضلال حتى تترك التعصب، لا يجوز لأحد أن يعتقد في شيخه أنه كامل مكمل لا يخطئ أبداً، بل عليه أن يعلم أنه بشر ولكن له فضله في علمه وضبطه فمتى استبان له حق عند غيره رجع إليه والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه وأفضل رسله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/377)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:01 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل الكافر نجس العين حال الحياة وحال الممات؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فاختلف العلماء رحمهم الله هل الكافر نجس أو ليس بنجس، على قولين مشهورين منهم من قال بنجاسته لقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ}، قالوا: فنص الله U على نجاستهم، وقال بعض العلماء إن الكافر ليس بنجس العين واستدلوا على ذلك بأدلة، منها ما ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه ربط ثمامة ابن أثال الحنفي بسارية في المسجد، وكان على الشرك والكفر، فلو كان نجساً لما أدخله إلى المسجد، وكذلك لأن النبي e توضأ من مزادة مشركة، وكذلك اغترف عمر t من جرة نصرانية، وأكل طعام أهل الكتاب ولو كانت أعيانهم نجسة لم يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام، والذي يظهر القول أن القول بعدم نجاسته حياً أنه من القوة بمكان قوة الأدلة الدالة على ذلك، وعلى هذا فإنه لا يحكم بنجاسته عيناً بحيث لو أن يده وقعت على شيء ربط على القول بنجاسته عيناً حكم بتنجس ذلك، وأما على القول بطهارته فإنه لا يحكم بنجاسته على التفصيل الذي ذكرناه والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: ما المراد بالدم المسفوح، وهل الدم الذي يكون مختلطاً باللحم من الدم المسفوح؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الدم المسفوح هو الذي يخرج من البهيمة قبل انتهاء ذكاتها، في حال حياتها قبل زهوق الروح، وبناءاً على ذلك يشمل صورتين:
الصورة الأولى أن تجرح البهيمة وهي حية فما خرج من جراحها فهو نجس، لو أن بعيراً جرح فتطاير دم جرحه على الثوب فهو نجس لأن الله تعالى يقول: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} فنص على نجاسته.
ثانياً: الدم المسفوح يكون أثناء الذكاة فلو أنه ذبح شاة فخرج الدم أثناء الذبح فلا زالت حية فالدم الذي يخرج إثناء الذبح دم مسفوح نجس، والذي يبقى على الرقبة بعد ذبحها هذا نجس، لأنه متصل بالمسفوح، فالذي يخرج أثناء حياة البهيمة سواءً عند الزهوق قبل تمامه أو قبل الزهوق في حال حياتها الطبيعية كله نجس، ويشمل الآدمي أيضاً، فإن الآدمي إذا نزف دمه نجس لأنه دم مسفوح، والمراد بالدم المسفوح الخارج من غير ذكاة، يعني من غير مذكى، وبناءاً على ذلك الآية دلت على نجاسته نصاً لقوله: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}، واشترطت أن يكون مسفوحاً والمسفوح الكثير، ومن هنا أجمع السلف على أن الدم القليل مغتفر، لأن الله قال: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} يعني كثيراً، ففرق بين الكثير والقليل ومن هنا تسامحوا في قدر الدرهم بالنسبة للدم، وأما من قال بطهارة الدم لحديث الصحابي في الشِّعب حينما أصابه سهم فنزف فإن هذا خارج عن موضع النزاع، لأن الدم الخارج من ضربات الرماح والسهام نزيف، وهذا معروف لأن السهام كان لها نصل، والنصل تعرفونه مثلث الشكل، وفائدة هذا التثليث لأمرين، الأمر الأول أنه إذا رمي به تحدد ولا ينحرف، والثاني أنه إذا طعن به أحد أو أصاب أحداً وأراد إخراجه قطع عروقه، لأنه يخرج بأكثر مما يدخل به، فدخوله بالمحدد وخروجه بالعرض، وحينئذ يقطع العروق ولا يخرج سهم إلا بنزيف، وخاصة أنه أثناء الصلاة أثناء الحادثة فلا يصلح الاستدلال بمثل هذا الدليل والاعتراض به على جماهير السلف والخلف رحمة الله عليهم، فنجاسة الدم قول الجماهير حتى الظاهرية رحمة الله عليهم الإمام ابن حزم أشار إلى هذا وأشار إلى الآية التي نصت على نجاسة الدم، والمشكلة مسائل كانت واضحة عند العلماء وأئمة أهل العلم لكن التلبيس ما في دليل على نجاسته الدم، ما في دليل على كذا ما في دليل، فاصبح طهارة الدم هي الشائعة ونجاسته هي الغريبة، وهذا كله من عدم تحرير كلام العلماء رحمهم الله والرجوع إلى الأمهات وتفصيل أهل العلم، أما حديث عمر أنه طعن طعنه أبو لؤلؤة عليه لعنة الله فطعنه أكثر من ثلاث طعنات، ومعروف حاله أنه حال نزيف فنحن لا نتكلم عن نزيف لأن النزيف خارج عن موضع النزاع،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/378)
ينبغي على طالب العلم إذا استدل بدليل أن يستدل بدليل واضح بين، الآية نصت على أن الدم المسفوح نجس، وكل ما سفح وخرج بغير ذكاة شرعية قبل حصول الزهوق فإنه محكوم بنجاسته، من ا لآدمي وغيره على حد سواء على ظاهر الآية الكريمة والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: يتوسع بعض الجيران في طلب بعض الأشياء من جيرانهم كطلب الأطعمة والأواني أو غير ذلك من غير ضرورة، هل هذا يدخل في المسألة المذمومة؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
سؤال الناس لا شك أنه بلاء، ولذلك قال إبراهيم ابن ادهم وكان من الصالحين الأخيار رحمه الله كان في سفينة وهاج البحر وتلاطمت الأمواج حتى كادوا يهلكوا، فلما نجو قالوا: يا إبراهيم ألم ترى إلى هذه الشدة، فقال رحمه الله: إنما الشدة الحاجة إلى الناس، فالشدة الحقيقية هي أن تحتاج إلى الناس، ولذلك من صان وجهه عن الناس صان الله كرامته، وحفظ له مكانته، فالأفضل للمسلم والمنبغي للمسلم دائماً أن يتحرى العفة عن الناس، والاستغناء بالله Y، ولذلك أخبر النبي e كما في الصحيحين عنه، "أن من استغنى بربه أغناه، وأن من استكفى بالله كفاه، وأن من أفتقر إلى الله أغناه"، كما قال e:" ومن يستغني يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله"، فهذا يدل على أنه ينبغي للمسلم أن يتحرى المعاملة مع الله U، وأن لا يجعل حاجته إلى الناس، خاصة في الكمالات ولذلك قال e:" لا تزال المسألة بالرجل حتى لا تترك في وجهه مُزْعة لحم"، وهذا يدل على خطر سؤال الناس، وإنزال الحاجة بالناس، ومن نزلت به فاقة وحاجة فأنزلها بالناس جعل الله فقره بين عينيه، وما زال يسترسل من بلاء إلى بلاء أو من فاقة إلى ما هو أعظم منها، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك أن يتأذن الله له بفرجٍ عاجل، فالمؤمن دائماً يحسن الظن بالله U ولا يتوسع، وإما إذا ابتلي الإنسان بجيران يسألونه هذه الأشياء وهي في الكمالات ماله إلا أن يصبر، يحمد الله U باب من الأجر سخره الله له، مادام يحفظون له متاعه ولا يضيعونه فيعطيهم إياه، فإذا حصلت عنده ضرورة أو حاجة وأنه هو أحوج وأحق فهذا يستثنى، أما الأصل فإنه مهما كان يصبر عليهم ويبعث إليهم ما يحتاجون، لأن الله ذم منع الماعون، وخاصة الجار له حق وقد قال رسول الهدى e:" لا تحقرن جارة لجارتها ولو كفرسن شاة"، وهذا يدل على فضل الإحسان إلى الجيران والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: من شرع في صلاة العصر ثم تذكر أنه لم يصلي الظهر فماذا يفعل؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا شرع في صلاة العصر فإنه في هذه الحالة لا يمكنه أن ينتقل إلى الظهر، لأنه لا ينتقل من فريضة إلى فريضة بعد الشروع في إحداها إحدى الفريضتين، السبب في هذا أنه لا تصح صلاة العصر حتى تنويها عصراً مع تكبيرة الإحرام، فإن تأخرت النية إلى ما بعد تكبيرة الإحرام لم تنعقد عصرا، وقد قال e:" إنما الأعمال بالنيات"، فامتنع أن ينتقل إلى الظهر وحينئذٍ يتمها نافلة، وقال بعض المتأخرين وبعض الفقهاء بطلت فريضة لأنه صلاها فريضة وبطلت نافلة ولا تنعقد له لا فريضة ولا نافلة، وهذا ضعيف فالصحيح أنها يتمها نافلة، لأنه يجور الانتقال من الأعلى إلى الأدنى، فإذا تعذرت عليه فريضة عصراً وتذكر أنه لم يصلي الظهر فحين إذاً يتمها نافلة، ثم يقيم ويصلي الظهر ثم يقيم ويصلي العصر، وله أن يسلم منها حتى يصيب الأجر فيما مضى، ثم يكبر وراء الإمام بنية الظهر والإمام يصلي العصر، لأنه يجور اختلاف النيتين إذا اتخذت صورة الصلاتين، فالظهر وراء والعصر والعصر وراء الظهر جائز لأن صورة الصلاتين واحدة، وحينئذٍ لا بأس عليه ولا حرج لأنه يدرك فضيلة الجماعة ويدرك أيضاً إبراء ذمته بفعل ما أوجب الله عليه والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز لي أن أطلب من البائع أن يزيد في الوزن؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
هو الأصل أن الميزان يرجح كفة المشتري قليلاً،"زن وأرجح" يعني يجعل رجحاناً قليلاً في كفة المشتري، هذا الأصل الذي ينبغي أن يتحرى فيه لأنه لا يتحقق من وفاء الحق إلا بهذه الزيادة، ولذلك يزيد فإذا زادك وأعطاك يعني زاد الميزان ونزلت الكفة التي لك، ماذا تريد بعد هذا تريده يملأ الميزان ظلمته، يعني تصبح من سؤال الناس أعطاك حقك، فحينئذٍ إذا طلبت الزيادة فتعتبر سؤال يعني مثل الذي يستجدي الناس وهذا لا يليق، إذا أعطاك حقك حمدت الله U وحينئذٍ إذا أردت زيادة تدفع حقها لأن هذه حقوق الناس {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، خاصة إذا أحرجه، بعضهم يأتي للبائع ويقوله أنت بخيل ما تزيد ما شاء الله ما جاء الكرم إلا في الميزان، يعني يضر بالناس وبعض الأحيان يكون هذا البائع وبالمناسبة البائع أمين ووكيل ما يستطيع أن يخون أمانته، وليس باللائق بالمسلم أن يدعوا إلى خيانة الأمانة، فعليك أن تتقى الله إذا زاد ميزانك فاحمد الله U واقنع بما أعطاك الله، فإن الله يبارك لك فيما جاءك وليس بملزم أن يزيد إذا ما أراد أن يزيد فهذا شأنه وقد يكون من الحزم أن لا يزيد، لأنه يخاف أن يفتح هذا الباب وقد يضر بماله ويضر بالأمانة التي عنده، فليس بواجب عليه أن يزيد، نسأل الله العظيم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يتبع قريبا ان شا الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/379)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:47 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل الكافر نجس العين حال الحياة وحال الممات؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فاختلف العلماء رحمهم الله هل الكافر نجس أو ليس بنجس، على قولين مشهورين منهم من قال بنجاسته لقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ}، قالوا: فنص الله U على نجاستهم، وقال بعض العلماء إن الكافر ليس بنجس العين واستدلوا على ذلك بأدلة، منها ما ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه ربط ثمامة ابن أثال الحنفي بسارية في المسجد، وكان على الشرك والكفر، فلو كان نجساً لما أدخله إلى المسجد، وكذلك لأن النبي e توضأ من مزادة مشركة، وكذلك اغترف عمر t من جرة نصرانية، وأكل طعام أهل الكتاب ولو كانت أعيانهم نجسة لم يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام، والذي يظهر القول أن القول بعدم نجاسته حياً أنه من القوة بمكان قوة الأدلة الدالة على ذلك، وعلى هذا فإنه لا يحكم بنجاسته عيناً بحيث لو أن يده وقعت على شيء ربط على القول بنجاسته عيناً حكم بتنجس ذلك، وأما على القول بطهارته فإنه لا يحكم بنجاسته على التفصيل الذي ذكرناه والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: ما المراد بالدم المسفوح، وهل الدم الذي يكون مختلطاً باللحم من الدم المسفوح؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الدم المسفوح هو الذي يخرج من البهيمة قبل انتهاء ذكاتها، في حال حياتها قبل زهوق الروح، وبناءاً على ذلك يشمل صورتين:
الصورة الأولى أن تجرح البهيمة وهي حية فما خرج من جراحها فهو نجس، لو أن بعيراً جرح فتطاير دم جرحه على الثوب فهو نجس لأن الله تعالى يقول: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} فنص على نجاسته.
ثانياً: الدم المسفوح يكون أثناء الذكاة فلو أنه ذبح شاة فخرج الدم أثناء الذبح فلا زالت حية فالدم الذي يخرج إثناء الذبح دم مسفوح نجس، والذي يبقى على الرقبة بعد ذبحها هذا نجس، لأنه متصل بالمسفوح، فالذي يخرج أثناء حياة البهيمة سواءً عند الزهوق قبل تمامه أو قبل الزهوق في حال حياتها الطبيعية كله نجس، ويشمل الآدمي أيضاً، فإن الآدمي إذا نزف دمه نجس لأنه دم مسفوح، والمراد بالدم المسفوح الخارج من غير ذكاة، يعني من غير مذكى، وبناءاً على ذلك الآية دلت على نجاسته نصاً لقوله: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}، واشترطت أن يكون مسفوحاً والمسفوح الكثير، ومن هنا أجمع السلف على أن الدم القليل مغتفر، لأن الله قال: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} يعني كثيراً، ففرق بين الكثير والقليل ومن هنا تسامحوا في قدر الدرهم بالنسبة للدم، وأما من قال بطهارة الدم لحديث الصحابي في الشِّعب حينما أصابه سهم فنزف فإن هذا خارج عن موضع النزاع، لأن الدم الخارج من ضربات الرماح والسهام نزيف، وهذا معروف لأن السهام كان لها نصل، والنصل تعرفونه مثلث الشكل، وفائدة هذا التثليث لأمرين، الأمر الأول أنه إذا رمي به تحدد ولا ينحرف، والثاني أنه إذا طعن به أحد أو أصاب أحداً وأراد إخراجه قطع عروقه، لأنه يخرج بأكثر مما يدخل به، فدخوله بالمحدد وخروجه بالعرض، وحينئذ يقطع العروق ولا يخرج سهم إلا بنزيف، وخاصة أنه أثناء الصلاة أثناء الحادثة فلا يصلح الاستدلال بمثل هذا الدليل والاعتراض به على جماهير السلف والخلف رحمة الله عليهم، فنجاسة الدم قول الجماهير حتى الظاهرية رحمة الله عليهم الإمام ابن حزم أشار إلى هذا وأشار إلى الآية التي نصت على نجاسة الدم، والمشكلة مسائل كانت واضحة عند العلماء وأئمة أهل العلم لكن التلبيس ما في دليل على نجاسته الدم، ما في دليل على كذا ما في دليل، فاصبح طهارة الدم هي الشائعة ونجاسته هي الغريبة، وهذا كله من عدم تحرير كلام العلماء رحمهم الله والرجوع إلى الأمهات وتفصيل أهل العلم، أما حديث عمر أنه طعن طعنه أبو لؤلؤة عليه لعنة الله فطعنه أكثر من ثلاث طعنات، ومعروف حاله أنه حال نزيف فنحن لا نتكلم عن نزيف لأن النزيف خارج عن موضع النزاع،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/380)
ينبغي على طالب العلم إذا استدل بدليل أن يستدل بدليل واضح بين، الآية نصت على أن الدم المسفوح نجس، وكل ما سفح وخرج بغير ذكاة شرعية قبل حصول الزهوق فإنه محكوم بنجاسته، من ا لآدمي وغيره على حد سواء على ظاهر الآية الكريمة والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: يتوسع بعض الجيران في طلب بعض الأشياء من جيرانهم كطلب الأطعمة والأواني أو غير ذلك من غير ضرورة، هل هذا يدخل في المسألة المذمومة؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
سؤال الناس لا شك أنه بلاء، ولذلك قال إبراهيم ابن ادهم وكان من الصالحين الأخيار رحمه الله كان في سفينة وهاج البحر وتلاطمت الأمواج حتى كادوا يهلكوا، فلما نجو قالوا: يا إبراهيم ألم ترى إلى هذه الشدة، فقال رحمه الله: إنما الشدة الحاجة إلى الناس، فالشدة الحقيقية هي أن تحتاج إلى الناس، ولذلك من صان وجهه عن الناس صان الله كرامته، وحفظ له مكانته، فالأفضل للمسلم والمنبغي للمسلم دائماً أن يتحرى العفة عن الناس، والاستغناء بالله Y، ولذلك أخبر النبي e كما في الصحيحين عنه، "أن من استغنى بربه أغناه، وأن من استكفى بالله كفاه، وأن من أفتقر إلى الله أغناه"، كما قال e:" ومن يستغني يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله"، فهذا يدل على أنه ينبغي للمسلم أن يتحرى المعاملة مع الله U، وأن لا يجعل حاجته إلى الناس، خاصة في الكمالات ولذلك قال e:" لا تزال المسألة بالرجل حتى لا تترك في وجهه مُزْعة لحم"، وهذا يدل على خطر سؤال الناس، وإنزال الحاجة بالناس، ومن نزلت به فاقة وحاجة فأنزلها بالناس جعل الله فقره بين عينيه، وما زال يسترسل من بلاء إلى بلاء أو من فاقة إلى ما هو أعظم منها، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك أن يتأذن الله له بفرجٍ عاجل، فالمؤمن دائماً يحسن الظن بالله U ولا يتوسع، وإما إذا ابتلي الإنسان بجيران يسألونه هذه الأشياء وهي في الكمالات ماله إلا أن يصبر، يحمد الله U باب من الأجر سخره الله له، مادام يحفظون له متاعه ولا يضيعونه فيعطيهم إياه، فإذا حصلت عنده ضرورة أو حاجة وأنه هو أحوج وأحق فهذا يستثنى، أما الأصل فإنه مهما كان يصبر عليهم ويبعث إليهم ما يحتاجون، لأن الله ذم منع الماعون، وخاصة الجار له حق وقد قال رسول الهدى e:" لا تحقرن جارة لجارتها ولو كفرسن شاة"، وهذا يدل على فضل الإحسان إلى الجيران والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: من شرع في صلاة العصر ثم تذكر أنه لم يصلي الظهر فماذا يفعل؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا شرع في صلاة العصر فإنه في هذه الحالة لا يمكنه أن ينتقل إلى الظهر، لأنه لا ينتقل من فريضة إلى فريضة بعد الشروع في إحداها إحدى الفريضتين، السبب في هذا أنه لا تصح صلاة العصر حتى تنويها عصراً مع تكبيرة الإحرام، فإن تأخرت النية إلى ما بعد تكبيرة الإحرام لم تنعقد عصرا، وقد قال e:" إنما الأعمال بالنيات"، فامتنع أن ينتقل إلى الظهر وحينئذٍ يتمها نافلة، وقال بعض المتأخرين وبعض الفقهاء بطلت فريضة لأنه صلاها فريضة وبطلت نافلة ولا تنعقد له لا فريضة ولا نافلة، وهذا ضعيف فالصحيح أنها يتمها نافلة، لأنه يجور الانتقال من الأعلى إلى الأدنى، فإذا تعذرت عليه فريضة عصراً وتذكر أنه لم يصلي الظهر فحين إذاً يتمها نافلة، ثم يقيم ويصلي الظهر ثم يقيم ويصلي العصر، وله أن يسلم منها حتى يصيب الأجر فيما مضى، ثم يكبر وراء الإمام بنية الظهر والإمام يصلي العصر، لأنه يجور اختلاف النيتين إذا اتخذت صورة الصلاتين، فالظهر وراء والعصر والعصر وراء الظهر جائز لأن صورة الصلاتين واحدة، وحينئذٍ لا بأس عليه ولا حرج لأنه يدرك فضيلة الجماعة ويدرك أيضاً إبراء ذمته بفعل ما أوجب الله عليه والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز لي أن أطلب من البائع أن يزيد في الوزن؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
هو الأصل أن الميزان يرجح كفة المشتري قليلاً،"زن وأرجح" يعني يجعل رجحاناً قليلاً في كفة المشتري، هذا الأصل الذي ينبغي أن يتحرى فيه لأنه لا يتحقق من وفاء الحق إلا بهذه الزيادة، ولذلك يزيد فإذا زادك وأعطاك يعني زاد الميزان ونزلت الكفة التي لك، ماذا تريد بعد هذا تريده يملأ الميزان ظلمته، يعني تصبح من سؤال الناس أعطاك حقك، فحينئذٍ إذا طلبت الزيادة فتعتبر سؤال يعني مثل الذي يستجدي الناس وهذا لا يليق، إذا أعطاك حقك حمدت الله U وحينئذٍ إذا أردت زيادة تدفع حقها لأن هذه حقوق الناس {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، خاصة إذا أحرجه، بعضهم يأتي للبائع ويقوله أنت بخيل ما تزيد ما شاء الله ما جاء الكرم إلا في الميزان، يعني يضر بالناس وبعض الأحيان يكون هذا البائع وبالمناسبة البائع أمين ووكيل ما يستطيع أن يخون أمانته، وليس باللائق بالمسلم أن يدعوا إلى خيانة الأمانة، فعليك أن تتقى الله إذا زاد ميزانك فاحمد الله U واقنع بما أعطاك الله، فإن الله يبارك لك فيما جاءك وليس بملزم أن يزيد إذا ما أراد أن يزيد فهذا شأنه وقد يكون من الحزم أن لا يزيد، لأنه يخاف أن يفتح هذا الباب وقد يضر بماله ويضر بالأمانة التي عنده، فليس بواجب عليه أن يزيد، نسأل الله العظيم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/381)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:39 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: إذا كان الإنسان في صحراء فهل يقول دعاء دخول الخلاء والخروج منه؟، وجزاكم خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فقد بيّنا أثناء الشرح أنه إذا كان الموضع ليس معداً لقضاء الحاجة في الصحراء والبراز فإنه يقول هذا الذكر عند رفعه لثوبه عند بعض العلماء وبعضهم عند جلوسه، والأمر في هذا واسع لأنه لم يحدد عنه عليه الصلاة والسلام وإنما حدد فيما هو مهيأ لقضاء الحاجة لقول أنس t: كان إذا دخل وعلى كل حال فالأمر في هذا واسع لكن يقول الذكر ولا يتركه والله تعالى أعلم,
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: إذا كان الورق الذي فيه ذكر الله في المحفظة فهل يكفي ذلك؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
لا يكفي هو العبرة بالدخول سواء كان في محفظة، مسألة أن الصورة إذا كانت في محفظة أو أسماء الله وصفاته إذا كانت في محفظة هذا كله استحسان بالعقل ما له أصل، أليست الجيوب تحفظ كونه يتوارى عن الأنظار والأبصار مأخوذ من حديث ضعيف أنه قبض على خنصره وهذا في الأصل ضعيف لأنه نفس الحديث الذي استدل به ضعيف، إنما العبرة في حمل الشيء والدخول به إلى موضعٍ لا يليق بذلك الشيء، فليس القضية قضية أن يكون مقبوضاً عليه أو داخل ستار لأنه هو في الجيب داخل ما يحفظه، وقد يكون الجيب صغيراً وعلى كل حال فهذا لا شك أنه ما دام أصله ضعيف فإنه لا يعوّل عليه والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز ذكر الله في الخلاء إذا كان الوضوء في محل الخلاء؟، وهل يكره أن يمكث الرجل طويلاً في الخلاء؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
أما الوضوء في موضع الخلاء فالأفضل أن لا يتوضأ داخل موضع الخلاء، إنما يخرج عن موضع الخلاء ويتوضأ، فإن لم يتيسر له ذلك ذكر الله في نفسه ما يتلفظ لأن الموضع لا يذكر فيه الله Uومن هنا يذكر الله في نفسه، وهكذا ذكروا إذا سمع الأذان أثناء قضاءه للحاجة فإنه يردد في نفسه، لأن الله يقول: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ}، فجعل ذكر النفس من ذكره U، وعلى كل حال الأصل أنه يتوضأ خارج الموضع وإذا لم يتيسر له ذلك يفعل ما ذكرناه.
إطالة المُكْث في مواضع قضاء الحاجة مكروهة ولذلك نّبه العلماء على أنه يجلس بقدر حاجته ولا يطيل المُكْث لأنه من ناحية طبية يضر حتى ذكر الأطباء والحكماء أنه يورث البواسير, وإطالة الجلوس أنه يورث البواسير وهذا ذكره غير واحد من الأطباء فأشار إليه بعض الفقهاء في مسألة إطالة المكث، ولأن هذه المواضع حشوش محتضرة كما أخبر e، فهي مواضع لا ذكر لله فيها ولا يحمد الجلوس فيها إلا من ضرورة وحاجة والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز إمساك الذكر باليمين بحائل كمنديل ونحوه أو من وراء ثوبه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
من أهل العلم من منع إمساك الذكر باليمين حتى من فوق الحائل، لأن النبي e قال::لا يُمْسِّكَن ذكره بيمينه"، والإمساك الأخذ ولم يفرق بين كونه بحائل أو بدون حائل وهذا القول أحوط وأسلم وأبلغ في الامتثال والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: استأجرت أجيراً على عمل معين ولم نتفق على قدر الأجرة فلما انتهى من عمله طلب مبلغاً كبيرا فوقع النزاع بيننا فما الحكم حينئذ؟، وجزاكم الله كل خيراً.
الجواب:
لا يجوز لأحدٍ أن يستأجر أحداً حتى يتفقا على الأجرة، وجاء في حديث عبد الرزاق في مصنفه: من استأجر أجيراً فليعلمه أجره:، وهذا أبعد عن الغرر، وأبعد عن الخصومة، ولا يجوز أن يدخله في العمل دون أن يعلم كم أجرته، الأمر الثاني إن حصل إنهما دخلا فمخالفة السنة شر ووبال ولذلك من شؤمها وجود النزاع، الحل في هذه الحالة أنك ترجع إلى العرف وليس لهذا الأجير أجرة غير المتعارف عليه، فنسأل أهل الخبرة وأهل المعرفة من عمل مثل عمل هذا الأجير كم أجرته قالوا أجرته مائة ريال فقال الأجير أريد مائة وخمسين أريد مائة وريال لا تعطيه إلا مائة، وليس له حق إلا المائة وهي أجرته بالمعروف وهذا الأصل أنه إذا لم يحصل الاتفاق رد إلى أجرة المثل ولها نظائر كمهر المثل ونحو ذلك مما هو مقرر عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/382)
العلماء في مسائل النزاع عند عدم وجود العقد على صورة بينة والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل الغسل من الجنابة والتطهر من الحدث الأكبر يغني عن الوضوء للصلاة التي تعقب هذا الغسل؟، وجزاكم الله كل خيراً.
الجواب:
من اغتسل من الجنابة ونوى أن يصلي بعد غسله أجزاءه غسله عن وضوئه واندرج الوضوء تحت الغسل، وأما من لم ينو فإن النبي e قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمر ما نوى"، ففي هذه الحالة يلزمه أن يتوضأ بعد غسله لأنه لم ينو العبادة الصغرى فلا تندرج تحت الكبرى، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلى بعد الغسل، والإجماع منعقد على أنه إذا نوى أنه يجزاءه الغسل عن الوضوء والله تعالى أعلم.
السؤال السابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل يجوز حجز مكان في حلقة العلم أو في صفوف الصلاة وتركها والذهاب عنها والعودة عليها مرة أخرى؟، أفتونا أثابكم الله.
الجواب:
أولاً يا إخوان أُشهد الله العظيم رب العرش الكريم على أنني برئ ممن يصلي في مكان الدرس ويترك الصفوف الأولى، اللهم فأشهد خالف السنة وعصى الله ورسوله، ما يجوز ترك الصفوف الأول والتأخر عنها وتقطيع صفوف المسلمين لا لدرسٍ ولا لغيره، من أراد أن يطيعني في هذا فليطع ومن لم يطع فأشهد الله وأشهدكم على أني برئ منه، ما يجوز تقطيع الصفوف في حرم رسول الله e، ولا في مساجد المسلمين العلم له وقته والصلاة لها وقتها، الصلاة لها حقوقها وطالب العلم الذي يتعلم الآن وليس عنده امتثال لأهل العلم فلا يبارك الله له في علمه، فأشهدوا أني برئ من هذا الفعل لأنه عصيان لله ورسوله e ومخالفة للسنة، فلا يجوز للمسلم أن يفعل هذا.
الأمر الثاني حجز الأماكن، تترك الأماكن لا يوضع كتاب ولا يوضع كرسي ولا يوضع غيره بعد الصلاة يتنافس المتنافسون، تأتي كغيرك إن حجزت ظلمت، هذا مكان أنت وغيرك فيه سواء، السابق أحق تضع كرسيا تضع شماغا ستسأل أمام الله عن حجز هذا المكان وتضييقه عن طلاب العلم، ليس لك حق فيه إلا بالبدار وعليكم السكينة على طلاب العلم السكينة هم قدوة ما ينبغي أن يضرب بعضهم بعضاً ويؤذي بعضهم بعضاً ويشوش بعضهم على بعض، إذا لم يتعلم طالب العلم السكينة والوقار في مجالس العلم التي تغشاها السكينة وتتنزل عليها السكينة وتغشاها الرحمة فأين يتعلم الأدب؟، ينبغي على الإنسان أن يزع نفسه بوازع التقوى والله لو أنك كنت في آخر القوم وأنت أتقى لله فأنت أسعدهم، ولو كنت في أول الناس وما فاتك درس واحد ولم يتقبل الله منك فأنت أشقى الناس، المرد إلى تقوى الله U والله لا يتقبل إلا من المتقين، فتأخر أو تقدم فليس هناك معول إلا على تقوى الله، فاتق الله وطبق السنة وكن طالب علم كما ينبغي، ولا يجوز تقطيع الصفوف كما ذكرنا ولا يجوز الإضرار بالمسلمين بحجز الأماكن، تأتي كغيرك هذه بيوت الله إن لم يتساو الناس في المساجد فلا أدري أين يتساووا؟، وأنظر كيف ربك ساوى بين الناس سجداً ركعاً بين يديه غنيهم وفقيرهم جليلهم وحقيرهم حتى يشعر الناس بعزة الإسلام في بيوت الله، فإذا كان لم يستشعر طلاب العلم ذلك فأين يستشعرون؟، وهذا لا أقوله والله إلا محبة للخير وينبغي وأعيد وأكرر على أن طالب العلم لا يبارك له في علمه إذا لم يسمع للعلماء، وإذا كان يسمع أن هذه فتوى وأقولها ولا يطبقها اليوم فكيف يطبق هذا العلم الذي يتعلمه، فهذا شيء فيه معصية لله ورسوله أن تترك صفوف المسلمين وأن تتأخر عنها وتقطع الصفوف في حرم رسول الله e، وتنشأ هذه البدعة والحدث والناس تنظر إليكم وأنتم طلاب علم وقدوة فلا والله اللهم أشهد أني برئ من هذا الذي لا يرضيك، وعليكم السكينة والوقار سواء في الدرس أو قبل الدرس أو بعد الدرس فنسأل الله العظيم أن يعصمنا من الزلل و أن يوفقنا في القول والعمل وأن يجعلنا مخلصين لوجهه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:44 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: من أين يبدأ غسل اليدين في الوضوء من أطراف الأصابع أم من آخر الكفين؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/383)
البداءة ليست شرطاً يبدأ من أطراف الأصابع أو من المرفقين، لكن زمان النبي e كان الوضوء من الأباريق والآنية، فكانت السنة أن يبدأ بأطراف الأصابع، لأن النبي e أكفأ بشماله على يمينه، ثم أخذ الماء وقلبه وكانت يده اليسرى عند مرفقه صلوات الله وسلامه عليه، ومن هنا قال العلماء يقلب الماء على ظاهر اليمنى، فينقلب على الظاهر فيأخذه عند اجتماعه عند المرفق فيدير على المرفق، ويُسَيِّرَهُ إلى أطراف الأصابع، ثم يعود مخللاً ويكون ظاهر اليمنى قد أصابه الماء، فإذا عاد عليه عاد إليه فارش الماء على الظاهر، هذه الصفة التي كانت متيسرة في زمانهم، هذه تتيسر في الأباريق والأواني التي يتوضأ بها والبرك والمستنقعات حينما يغرف الإنسان، أما الموجود الآن في الصنابير تجد الواحد مباشرة بمجرد أن يدخل يده على طول يأتي إلى المرفق من المرفق معكوسة، يأتي حتى ينتهي إلى الأصابع والمصيبة ليست هنا، المصيبة التي ينبغي أن يتنبه لها الكثير أن البعض يغسل كفيه في بداية الوضوء، فإذا جاء يتوضأ تجده يغسل كفيه هكذا، فيدع ما بين المرفق وما بين الزندين، ولا يعتني بكفيه، غُسل الكفين الأول لا يجزئ عن غسل الفرض، ولذلك لا يصح الوضوء على هذا الوجه، فينبغي أن ينتبه الناس خاصة عامتهم ممن لا ينتبه لهذا الفرض، يُنبه على أنه لا بد من استيعاب محل الفرض كاملا، العبرة بوصول الماء إلى هذا القدر تاماً، والسنة ما ذكرناه من قلب الماء من الأعلى إلى الأدنى والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: من نسي أن يمسح أُذنيْه، هل يبطل وضوءه؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الوضوء صحيح المستتبع ليس كالأصل، والبعضية هنا استتباعاً لقول طائفة من العلماء خاصة وأن الحديث في درجة الحسن، لم يكن من الأصول الصحيحة القوية التي يعني تقوي أنه لا يصح إلا بمسح الأذنين والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: ما حكم الوضوء على الوضوء؟، وهل يعد ذلك وسوسة؟، وهل يثاب على ذلك؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الوضوء على الوضوء مشروع والدليل على شرعيته ما ثبت في الصحيح عن جابر t أن النبي e سُأل، فقيل يا رسول الله: أنتوضأ من لحوم الغنم، قال:"إن شئت"، يسأل النبي e هل لحوم الغنم تنقض الوضوء، معناه هل أتوضأ يعني أنا متوضئ وأكلت لحم الغنم، فهل أعيد وضوئي؟، قال:"إن شئت"، فلما قال له:"إن شئت" فمعناه أنه سيقع الوضوء المخير والمعلق بالمشيئة على الوضوء السابق، فأخذ العلماء من هذا دليل على مشروعية الوضوء على الوضوء، والإجماع من حيث الأصل على مشروعية تجديد الوضوء، ولكن إذا كان على سبيل الوسوسة هذاك حينما يتوضأ ثم يرجع مرة ثانية ويتوضأ، ويرجع مرة ثالثة ويتوضأ - نسأل الله السلامة والعافية - هذه وسوسة، أما أن يفعل ذلك قربة وطاعة فلا بأس، إنما الخلاف إذا توضأ في المرة الأولى ثلاثاً، وأراد أن يجدد الوضوء فهل التجديد غسلة رابعة، إذا قيل إنه غسلة رابعة ما يجوز، وإذا قيل أنه غسلة مستأنفة فحينئذ يجوز، ومن أهل العلم من قال إذا فعل شيئاً في الوضوء الأول، كأن يكون صلى جاز له أن يجدد، وإلا فلا والصحيح أنه يجوز له أن يجدد، ويتقي على سبيل الاحتياط للغسلة الرابعة، لقوله عليه الصلاة والسلام "فمن زاد فقد أساء وظلم"، والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: أحياناً أقوم بعمل من العبادات فيوُسوس لي الشيطان أني أود أن يراني الناس ويمدحوني على ذلك، فكيف أدافع هذا؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
ما تدافعه ولا تدفعه إلا بالله Y، وقد بين الله لك كيف تدافعه وتدفعه {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}، فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم، والسميع البصير الذي لا تخفى عليه خافية، ويحب منك أن تدعوه وتلجئ إليه، هذا عدو الله إذا رأءك التجأت إلى الله خسئ، قال e: " فإذا ذكر الله انخنس"، فهو ينخس وينطفئ شره ويكبت عدو الله بذكر الله، ولكن حينما تقول أعوذ بالله تعلم علم اليقين من هو الله، الذي إذا استعاذ به العبد أعاذه وإذا احتمى به حماه وكفاه ووقاه، فمن قال أعوذ بالله مخلصاً من قلبه موقناً بربه فرّج الله عنه كربه، وجعل العاقبة له ولو كادته السماوات السبع والأراضين ومن فيهن، إنما يقولها بيقين وقوة إيمان وجاء الدخل على الناس من ضعف اليقين، فإذا أحسست أن الله يسمعك ويراك، وأن هذا العدو يؤذيك قل أعوذ بالله، مؤمناً موقناً أنه سميع عليم بصير، وستجد من الله كل خير ومعونة، وسيندحر عدو الله عنك والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: أنا أذكر الله بعض الصلاة ولكني لا أضبط العدد فأبني على اليقين، وكذلك في الذكر المنصوص فيه عن العدد مثل سبحان الله وبحمده مائة مرة وغيرها فهل فعلي هذا صحيح؟، أم لا بد من التَقُيّدِ بالعدد؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
السنة أن تتقيد بالعدد، وإذا شككت تبني على اليقين مثل ما ذكرت، شككت هل سبحت ثلاثين أو تسع وعشرين بنيت على تسع وعشرين وزدت واحدة، وهكذا في بقية العبادات، وأما بالنسبة أن تزيد وأنت تعلم، كأن يقال أذكار الصلوات محدودة ما تزيد عليها، ثلاثا وثلاثين تسبيحة وتحميده وتكبيرة وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من فعلها غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، ما تأتي وتزيد وتجعلها مائة وعشرة ولو مائة وواحداً، هذا توقيفي لا يجوز لك أن تزيد منه ولا تنقص منه على سبيل التعبد، أما بعد أن تنتهي من هذه الأذكار تريد أن تسبح الله ما شئت تحمد الله ما شئت تكبر الله ما شئت فلك، أما في وقت العبادة فلا تزيد ولا تنقص وتتقيد بالوارد عن رسول الله e، وأما في مطلق الأوقات لا بأس أن تكثر من التسبيح والتحميد وتذكر الله U بالذكر الوارد، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل ما تعلمناه وعلمناه خالصا لوجهه العظيم، موجباً لرضوانه الكريم، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/384)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:27 ص]ـ
فضيلة الشيخ: ما حكم استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان؟،وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
السنة في تطهير الفم أن يكون بالسواك، واستحب العلماء عود الأراك لحديث وفد عبد القيس، "بني عبد القيس حينما أتوا رسول الله e وأعطاهم أعواد الأراك"، وهو أجود ما يستاك به، سواءً كان من الأغصان إذا نقعت، أو كان من الجذور إذا طيبت، وهذا هو الأفضل وهو السنة، أيضاً يليه في الاستحباب كما نص الأئمة أعواد الشجر تتبع عود الأراك، وما عدا ذلك فإنه يوافق السنة من حيث حصول الطهارة، ولا يوافقها من حيث الآلة، لأنه قال e:" لأمرتهم بالسواك"، يعني بفعل السواك بالعود المعروف، وعلى هذا فلو استاك بخرقة أو بمنديل قالوا حقق مقصود الشرع ولكنه لم يصب السنة من كل وجه، مثل من حلق الإبط، فإن النبي e بيّن أن الفطرة نتف الإبط، فإذا حلق الإبط حقق مقصود الشرع من زوال الشعر، ولكنه لم يوافق السنة لأن مقصود السنة أن يكون بالنتف الذي يضعف الشعر، ومن هنا يقال إنه يقع الظاهر وهو نظافة الأسنان، ولا تتحقق السنة من كل وجه، أما في الصيام فوجود المادة الغريبة وهي مادة المعجون تقتضي من المسلم إذا استاك أن يحتاط، فإذا كان محتاطاً بحيث يستاك بالمعجون ثم ينظف فمه على وجه لا يزدر شيئاً من المعجون فلا بأس ولا حرج، لأن الفم من خارج ولا يؤثر دخول المعجون فيه كما لا يخفى والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ: كيف نجيب على من يقول إن المضمضة والاستنشاق واجبان؟، ويستدل بأن النبي e لم يتركهما أبدا، ولم يثبت تركه لهما ولو كان مستحباً لتركهما ولو مرة واحدة لبيان حكمهما، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
طيب ما ترك غسل الكفين قبل الوضوء أبداً، ما أحد يقول بأن غسل الكفين قبل الوضوء فرض أو واجب من واجبات الوضوء إلا في مسألة القيام من النوم، طيب ما توضأ عليه الصلاة والسلام إلا غسل كفيه، هل نقول أنهما فرض، يداوم عليه عليه الصلاة والسلام على الكمال، لأنه في الأكمل والأفضل، لما نقول إن النبي e لم يترك، هذا يستدل به إذا اعتضد بالأصل، مثل ما قلنا إن غسل الوجه فرض من فرائض الوضوء للأمر به في الآية ولأن النبي e توضأ ولم يترك غسل وجه عندنا أصل، لكن هنا في المضمضة مناقض للأصل، الأصل قال: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}، ومن هنا كان من الفقه إثباته في مسألة الإثباتات الواردة لها أصول تدل على وجوبها ولزومها وعدم اعتداد بهذا الدليل فيما ناقض الأصل وخالفه.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: إذا لم يخلل الأصابع ووجدَ بين الأصابع موضع لم يصله الماء فما الحكم؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
كل من توضأ وترك من العضو المأمور بغسله ومسحه كله جزء ولو يسيراً لم يصح وضوءه، لابد أن يعمم وأن يشمل العضو الذي أمر الله بغسله ومسحه بالغسل والمسح كما أمر الله U، فلو ترك ما بين الأصابع فإنه لا يصح وضوءه، ولو ترك على الأصابع لا يصح ولو ترك على القدم لا يصح، ولذلك أمر النبي e الرجل أن يعيد الوضوء والصلاة لما رأى على قدمه لمعَة، وهذا يدل على أنه لا يد من استيعاب محل الفرض، وتوعد عليه الصلاة والسلام بالوعيد الشديد فقال:"ويل للأعقاب من النار"، لأنه رأى أقواماً أعقابهم تلوح، ومعنى ذلك أنهم لم يغسلوها، فظهرت هذه الأعقاب فدل على أن التقصير في محل الفرض موجب للمؤاخذة وحصول التبعة على الإنسان والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ: من توضأ ونسي مسح رأسه وتذكر ذلك بعد غسله لرجليه فماذا يفعل؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
يمسح الرأس ثم يغسل الرجلين، إذا لم ينشف العضو القبلي للعضو المنسي تدارك، بمعنى أنه غسل ومسح المنسي ثم أتبعه بما بعده، لأن شرط الموالاة لم يفت، هذا هو الأصل عند العلماء رحمهم الله والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ: ما سبب تعدد الروايات في المذهب الواحد؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/385)
هذا راجع إلى الأئمة، فقه الروايات فقه بحر عظيم عند أهل العلم رحمهم الله، للعلماء وأئمة المذاهب روايات وهذه الروايات اشتغل بها أئمة الشأن فحرروها وضبطوها، وبينوا صحيحها من ضعيفها، وهذا الذي جعل العلماء يقولون إن فقه المذاهب الأربعة أوثق من غيره، والظاهرية يقاربهم، لأنه حرر في الكتب، ففقه المذاهب الأربعة ضبط بالنقل الموثق، ولذلك اندثر مذهب الأوزاعية والثورية والطبيرية أبتاع الأوزاعي والثوري مع أنهم أئمة وعلماء ومجتهدون وأهل أن يتبعوا رحمهم الله، قالوا لأمرين: الأمر الأول أن أقوالهم اندرجت قل أن تخرج عن خلاف الأئمة الأربعة والظاهرية، وثانياً أنه لم يحرر القول عنهم، فلو قال شخصاً الآن أريد أن أتبع سفيان الثوري وهو إمام مجتهد، نقوله لا بأس ولا مانع أن تتبع ولكن كيف تحرر الرواية عنه، وبينك وبينهم مفازات ورجال يحتاجون إلى دراسة وتنقيح، فقه الرواية أكثر ما يوجد عند الحنفية وعند المالكية وعند الحنابلة، أما الشافعية ليس عندهم فقه الرواية، لأنهم لم يحتاجوا إلى ذلك لأن الإمام الشافعي دون مذهبه، ولذلك عندهم القول، القول القديم والجديد وعندهم مصطلح القول بدلاً عن مصطلح الرواية، ما يوجد عند الشافعية مصطلح الرواية، طبعاً كتب الشافعي رحمه الله جاءت بالرواية برواية المُزني وغيره، طبعاً حررت وحققت، هذه الرواية عن الإمام مالك طبعاً الإمام مالك دون موطاءه، ولكن عنه روايات ففي مسائل رجع عنها وفي مسائل فصل فيها، وفي مسائل سُأل عنها رحمه الله زائدة عن ما في الموطأ، ومن هنا اختلفت عنه الروايات وأحتاج أئمة المذهب إلى دراسة هذه الروايات، وتكلموا عن الأصحاب وبيّن الإمام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله وهو من أنفس من كتب في الروايات عن الإمام مالك في مقدمة التمهيد أن بعض أصحاب مالك أوثق في الرواية من بعض، فإذا تعارضت روايات الإمام مالك في العبادات هناك من يُرَجَح في العبادات، وإذا تعارضت في البيوع هناك من يُرَجَح في البيوع كابن وهب وغيره، في الأولى في العبادات ابن القاسم رحمه الله، الشاهد أن فقه الروايات له ضوابط، وأما أوسع المذاهب في الروايات فهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله، والسبب في ذلك أنه لم يدون مذهبه، وقام مذهبه على الرواية عنه، ثانياً من أسباب كثرة الرواية عن الإمام أحمد سعة علمه، فإنه تأخر عن الأئمة من إخوانه، ولذلك أطلع على أقوالهم وتارة يقول بقول قائل ثم يرجع إلى قول غيره ثم يرجع إلى قول ثالث ثم تستبين له سنة، فيقول بقول خارج عن أقوال الثلاثة، لاستبانة السنة وصحتها عنده، ثم تستبين عنده سنة تقتضي التفصيل فيفصل، ثم يتورع ويتوقف فتتعدد عنه الرواية من فقه رحمه الله وكثرة ورعه، ومن أوسع المذاهب في الروايات مذهبه، ولذلك تجد مذهب الحنابلة قد يجمع المذاهب الأخر من كثرة رواياته ويزيد عليها، وأيضاً الشافعية رحمهم الله عندهم توسع في مذهبهم في الأوجه وأقوال أوجه الأصحاب وتخريجاتهم بحيث يجمعون المذاهب الأخر.
بالنسبة للروايات كيف يرجح بينها؟، فقه الروايات هذا يرجع فيه إلى الكتب المعتمدة في المذهب، أمّا لماذا تعددت الروايات عن الأئمة؟، فهذا من علمهم فضلهم وورعهم، يقول الإمام بالقول فيجد دليلاً أصح من الدليل الذي كان يقول به فيعدل عنه، فتروى عنه رواية العدول، ثم يتبين له ضعف الدليل الذي ذكر فيرجع إلى قول غيره وهكذا وهذا من ورعهم، قد رجع مَنْ هو أفضل منهم، قال عمر بن الخطاب t لأبي موسى الأشعري حينما كتب له كتابه في القضاء المشهور "لا يمنعنك إذا قضيت قضاء ثم راجعت نفسك فيه أن ترجع عنه"، فإن الحق أحق، الرجوع إلى الحق فريضة وفضيلة، وقال t حينما قضى قضاء، ثم بعد مدة قضى في نفس القضية بقضاء ثان، فعوتب t فقيل له: قد قضيت بكذا، ما شأنك اليوم تقضي بكذا وكذا، قال:"ذاك على ما قضيناه وهذا على ما نقضي"، فتح الله علينا في ما مضى فتحاً وتعبدنا الله بما ظهر من الاجتهاد، من سماحة الشريعة ومرونتها وعظمتها وسعتها بحر لا ساحل له، وبئر لا تكدره الدلاء، يغوص العلماء فيستنبطوا ويجدوا من فتوحات الله U { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}، ومن هنا أصبحت الشريعة بحر جمع البحور، لا يمكن أن تجد مسألة إلا وتجد الشريعة فيها أصل وبيان وحكم وقول فصل، ومن هنا قادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/386)
الأمة الإسلامية العالم من المحيط إلى المحيط، وإبّان الخلافة الإسلامية في أوج عظمتها وسعتها قام الفقهاء والأئمة والعلماء والمجتهدون والقضاة والمفتون ما وقفوا يوماً أمام مسألة من المسائل، ولا نازلة من النوازل، من سعة الشريعة ومن هذا العلم الذي تفجر على أيدي هؤلاء العلماء الصلحاء الأتقياء، الذين كانوا أتقى لله وأورع لله فأبقى الله في الأمة حبهم وودهم وإجلالهم، وأبقى علومهم نيرة وأصبحت العلماء تحكي أقولهم فضل من الله لا يستطيع أحد أن يمنعه، وكرم من الله على هؤلاء الأئمة الثقات الذين اختارهم الله لهذه الأمة، رضي الله عنهم وغفر لهم وأعلى منازلهم وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فمن خلال هذا الخلاف ومن خلال هذه الروايات ومن خلال هذه الأوجه تفتقت أذهان العلماء وأفهام العلماء، فقعَّدوا وأصّلوا ونظّروا وضبطوا وقدّموا وأخّروا وخصَّصوا وعمَّموا وقيّدوا واطلقوا، واصبحت الشريعة شريعة زاخرة واسعة وهذا كله يدل على سموها وعلوها وكمالها، لأنها نشأت من كمال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، فهذا كله فخر للمسلم وليس مذمة كما يظن بعض الجهلاء الذين لا يحسنون الفهم، هذا فضل من الله عظيم أن تجد أئمة وضع لهم القبول بين الأمة الإسلامية شرقا ومغرباً يترحمون عليهم ويذكرونهم، وقل أن يمر يوم إلا ولهم من الحسنات ما لا يعلم أجره وثوابه إلا الله وحده لا شريك له، هؤلاء في مقامات عظيمة من الله U، فنسأل الله أن يفتح علينا كما فتح عليهم، وأن يرزقنا من البركة والخير في علومنا وتعليمنا وإفهامنا مثل ما رزقهم ويزيدنا من فضله.
فالشاهد من هذا أن اختلاف الروايات والأقوال فخر للأئمة وفضل، ولكن لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، هناك من يذم الخلاف، وهذا من جهله ويذم الروايات، يقول لك إمام واحد عنه عشر روايات، كيف اخرج عنها؟، كيف تخرج عنها لأنك جاهل ما تعرف كيف تُقَعِّد وتُأَصِّل أذهب إلى من هو أعلم منك، وارجع إلى كتب العلماء وأنظر كيف درسوا هذه الروايات، وبينوا صحيحها من ضيعفها وبينوا الذي عليه العمل، والذي لا عمل عليه، فالمقصود أن هذا علم مخدوم، وإذا جاء أحد يشكك فيها وهذا فليذهب إلى كتب والعلماء ولينظر، فهذا فخر للأئمة ونعمة من الله U، والله U شرع الخلاف، حينما جاءت النصوص محتملة دل على مشروعية الخلاف، وحينئذ هناك فرق بين الاختلاف داخل الأمة والخلاف خارج الأمة، والخلاف داخل الأمة محمود وليس بمذموم، لأن الله U أورد النصوص محتملة وهذا قرره شيخ الإسلام رحمه الله، والإمام القيم في الأعلام، تكلم كلاماً نفيسا في هذه المسألة في مسألة خلاف العلماء وورود النصوص على الاحتمال والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
فضيلة الشيخ: في يومي الخميس والاثنين وأيام البيض يوضع التمور في المسجد النبوي للصائمين، فهل يجوز لغير الصائمين أن يجلس مع الصائمين ويأكل معهم وكأنه صائم؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
لا يجوز أن يستباح هذا الطعام إلا بأذن من صاحبه، يقول لصاحبه لست بصائم وأريد أن آكل لأنه قد يكون وقفاً وقد يكون نذراً أن يطعم الصائمين، قد يكون واجباً، ثانياً إنه إذا جلس مع الصائمين زكى نفسه أنه صائم وهو ليس بصائم، ولذلك لا شك أنه لا يجوز له الجلوس والأكل لأنه ليس بطعام للجميع، وإنما أذن فيه صاحبه للصائمين بدليل تخصيصه ليوم الاثنين ويوم الصيام، وقصده للصائمين دون غيرهم فلا يجوز أكل هذا الطعام إلا بإذن من صاحبه وعلم وإباحة والله تعالى أعلم.
السؤال السابع:
فضيلة الشيخ: هل يجوز الجمع بين غسل الجمعة وغسل الجنابة؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/387)
يجوز الجمع بين غسل الجمعة والجنابة إذا كان الوقت قريباً، لأن النبي e قال:"إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل"، فإذا كان الوقت قريباً أو جامع قبل الجمعة "لأن النبي e قال: من غَسَّل واغتسل"، قال بعض العلماء في قوله "من غَسَّل واغتسل" أي جامع زوجته قبل أن يذهب للجمعة والحديث صحيح، قالوا إنه غَسَّل يعني تسبب في غسل امرأته، واغتسل أي هو، قالوا في هذه الحالة لأنه إذا جامع قبل الخروج سكنت نفسه، وانطفأت الشهوة في قلبه فكان أصغى للذكر وأكثر تأثراً وأكثر انتفاعاً، ويجوز أن يجمع بين غسل الجمعة والجنابة فيدرج غسل الجمعة تحت الجنابة، فينوي الجنابة أصلاً لأنها فرض، ويجعل الجمعة تحتها لأنه وإن كانت واجبة لكن وجوبها على خلاف، وبناءاً على ذلك ينوي النيتين ويجعل غسل الجمعة تحت غسل الجنابة، والدليل على هذا الاندراج أنه إذا تحقق مقصود الشرع شرع الاندراج، فلما كان مقصود الشرع من الغسل يوم الجمعة إنما هو النظافة والنقاء، وجلوس الإنسان على حالة الأكمل والأفضل، كما في حديث أم المؤمنين عائشة "أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يأتون من العالية، وكانت الطريق كما قالت رضي الله عنها طريق زرع، فإذا دخلوا المسجد علت منهم زهومة، فأمروا أن يغتسلوا للجمعة"، فهو إذا اغتسل للجنابة تحقق المقصود من النظافة والنقاء، وبناءاً على ذلك يجمع بين النيتين وهو محفوظ عن بعض أصحاب النبي e ورضي الله عنهم أجمعين والله تعالى أعلم.
السؤال الثامن:
فضيلة الشيخ: هل يدرك أجر الجماعة بإدراك التشهد مع الإمام؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
من أدرك التشهد مع الإمام أو أدرك الإمام قبل السلام ما يشترط التشهد، من أدرك الإمام قبل السلام فقد أدرك الفضيلة، ومن خرج من بيته من أجل أن يدرك جماعة المسجد ثم وجد الجماعة قد انصرفوا كتب الله له مثل أجرهم، قال e:" من عمد إلى جماعة فوجدها قد انقضت كتب له مثل أجرهم"، والدليل على أنه يأخذ فضيلة الجماعة بالمشي قوله عليه الصلاة والسلام "صلاة الرجل في مسجده تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً"، هذا أصل الحديث، ثم قال عليه الصلاة والسلام وذلك، وذلك جملة تعليلية، "وذلك أنه إذا توضأ فاسبغ الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا كتبت له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ... الحديث"، فجعل ترتيب الفضل في الخمس وعشرين للمضي ولخروج، ومن هنا إذا خرج إلى المسجد وأدرك الإمام قبل التسليم أدرك فضل الجماعة، لكنه لم يدرك حكم الجماعة، ويتضح ذلك أنه لو أدرك الناس في صلاة الجمعة بعد رفع الإمام من الركوع في الركعة الثانية يتمها ظهراً أربع ركعات، لأنه أدرك الفضيلة ولم يدرك الفريضة، فيجب عليه قضاؤها ظهراً، وأما إذا أدرك ركعة فأكثر، فإنه قد أدرك الجماعة حكماً وفضلاً، ولكنه أقل أجراً ممن أدركها تامة كاملة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:29 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: ما الحكم فيمن نوى الوضوء بعد ما غسل وجهه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فيجب أن تسبق نية الوضوء أول فرض من فرائضه، وبينا أن من غسل وجهه ولم يكن قد نوى الوضوء فإنه لا يصح ذلك الغسل، ويجب عليه أن يعيد غسل وجهه، لابد في نية الوضوء أن تكون سابقة لأول فرض وهو غسل الوجه، وعلى هذا فلو تذكر النية أثناء غسله لوجه لم يجزئ، بل لابد وأن تسبق الغسل، حتى يقع الغسل كاملاً بعد نية صحيحة معتبرة والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ: من انغمس بكامل جسده في مسبح ماء، فهل يحتاج إلى غسل كل عضو على حدا؟، وهل يسقط الترتيب حينئذ؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/388)
من انغمس واغتسل غسلاً كاملاً ونوى رفع الحدث الأصغر والأكبر أجزاءه، ولا يشترط فيه الترتيب لمكان الاندراج، واستدلوا على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي e اغتسل ولم يتوضأ بعد غسله وإنما صلى"، فدل على اندراج الوضوء تحت الغسل وأنه لا يشترط الترتيب، وعليه فإنه إذا غسل بدنه غسلاً كاملاً ولم يمس عضوه بعد تمام هذا الغسل أو أثناء الغسل، فإنه يحكم إذا نوى اندراج الطهارة الصغرى تحت الكبرى فإنه يجزيه ويصح له أن يصلي والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: ادركتني إقامة الصلاة وأنا أطوف حول البيت، فصليت الفرض ثم أكملت الطواف، والسؤال هل استأنف هذا الشرط أم اكمل من حيث وقفت؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
وجهان للعلماء بعض العلماء يقول إذا أقيمت الصلاة وأنت في الطواف ترجع إلى المكان الذي قطعت منه، وبضعهم يقول إنك ترجع من أول الشوط، وهذا هو الأحوط أنك ترجع من أول الشوط، ولكن القول الذي يقول إنك ترجع إلى نفس المكان له قوة من حيث الأصل، ولذلك لما لم يجب أن يعيد من أول الطواف لم يجب أن يعيد من أول الشوط، وعلى هذا فلو أقيمت الصلاة خاصة أيام الزحام فوقفت في نفس المكان وكبرت وصليت ثم قمت وأكملت في نفس مكانك أجزاءك، لكن يحتاط الإنسان والأفضل أن يبدأ من أول الشوط، وإذا ابتدأ من نفس المكان فإنه يصح شوطه وطوافه والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ: هل اضطباع الرداء في طواف القدوم يكون في السبعة الأشواط كلها أو في الثلاثة الأولى منها فقط؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
هذه المسألة اختار جمع من العلماء أن يبقى مضطبعاً حتى يتم طوافه، وهذا مبنى على مسألة الاستصحاب قالوا "إن النبي e حفظ عنه أنه اضطبع ثم رَمَلَ الثلاثة الأشواط الأول"، ولم يحفظ عنه أنه غير حاله، فيستصحب إلى تمام الطواف، ومن أهل العلم من قال الاضطباع مقترن بالرَّمَلَ، وعلى هذا اضطبع عليه الصلاة والسلام حتى يخف عليه الرَّمَلَ، فإذا انتهى من الرَّمَلَ أعاد رداءه كما كان يعني على كتفيه، وعلى كل حال كلى القولين له وجهه، والقول الأول أقوى من حيث الأصول، بل حتى ذهب بعض العلماء إلى أنه يصلي الركعتين مضطبعاً، وهذا مبنى على أن النبي e لم يحفظ عنه أنه غير من حاله عليه الصلاة والسلام، والمسألة محتملة من بقي مضطبعاً وهو يطوف لا ينكر عليه لأن له وجه من السنة، ومن رد الرداء لا ينكر عليه لأن له وجهاً من السنة، وإذا صلى ركعتي الطواف والرداء على أحد عاتقيه لم يكن مرتكباً للمحظور، لأن نفس الطواف الطواف بالبيت صلاة وقد شرع فيه هذا الاضطباع، والمنهي عنه أن لا يكون على العاتق شيئاً، أما إذا كان على أحد عاتقيه فقد أجزاءه، لأن نهي النبي e أن يصلي الرجل وليس على عاتقيه، أما إذا كان مضطبعاً فمن المعلوم أنه يكون على عاتقه طرفا الرداء، وعلى هذا فلا ينكر على من اضطبع ولا ينكر على من رد الرداء والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ: هل المسح على العمامة له وقت محدد كالخف؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
لا تحديد في مسح العمامة، وهذه من الفوارق بين مسح الخفين ومسح العمامة، من الفوارق الخفان لا يختصان بالرجال دون النساء، العمامة تخص الرجال دون النساء، من الفوارق تعميم العمامة بالمسح دون تعميم الخفين، من الفوارق هذه المسألة التي ذكرت الثالثة التي أشار إليها السائل والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
فضيلة الشيخ: ما حكم صلاة تحية المسجد في أوقات النهي؟، فمثلاً إذا دخلت المسجد قبل آذان المغرب فهل أصلي تحية المسجد أم لا؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
أوقات النهي نوعان موسعة ومضيقة، المضيق عند الطلوع عند طلوع الشمس، عند غروب الشمس عند انتصاف الشمس في كبد السماء وجهاً واحداً عند العلماء لا تصلى النافلة، سواءً كانت ذات سبب أو غيرها، لأن هذا الوقت وقت عبادة أهل الشرك، ونهي عن ما بعد الصلاة خوفاً وسداً من الذريعة لمشابهتهم، أن الوقت نفسه جزم غير واحد من العلماء أنه خارج عن موضع النزاع، موضع النزاع في الوقت الموسع، الذي هو ما بين صلاة الفجر إلى أن تتحين الشمس الطلوع وكذلك في العصر، فعلى هذا ينبغي أن يعلم أن أثناء الطلوع وأثناء الغروب لا صلاة، قال e:" فإذا طلعت فأمسك عن الصلاة"، وهذا يدل على أنه لا يجوز أن يصلي أثناء الطلوع وأثناء الغروب وأثناء انتصاف الشمس في كبد السماء وهو وقت انتصاف النهار، أما الأوقات التي ما بين الطلوع وما بين صلاة الصبح وصلاة العصر والغروب فالصحيح أنها لا تصلى ولذلك "نهي النبي e عن الصلاة بعد صلاة العصر".
ثانياً: أن كعب ابن مالك ثبت عنه في الصحيح أنه لما دخل في قصة توبته،"أنه دخل على النبي e مباشرة، وجلس بين يديه وبشره بتوبة الله عليه، ولم يذكر ركعتي التحية"، وقد قال e:" للرجل وقطع خطبته، وقال له: قم فأركع ركعتين"، فهذا يدل على أن ما بعد صلاة العصر والفجر ممنوع من النافلة فيه، ويدل على هذا أنه إذا تعارض نصان عمل الخلفاء الراشدون أو أحدهم بواحد منهما قدم الذي عمل به الخلفاء الراشدون أو أحدهم، وكان عمر ابن الخطاب يضرب من يراه يصلي بعد العصر والفجر، وكان لا يصلي الركعتين من ذوات الأسباب، ولذلك طاف بالبيت كما روى عنه مالك في موطأه إنه طاف طواف الوداع بعد الفجر فأخر ركعتي الطواف إلى ذي طوى، لأنه أنتظر حتى طلعت الشمس فصلاهما، وهو المُحدَّث المُلْهَم المأمور باتباع سنته.
ثالثاً: أنه إذا تعارض أمر ونهي قدم النهي على الأمر، "النبي e يقول لا صلاة بعد الصبح" وهذا مقام نهي، وقوله "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع" مقام أمر، والنهي مقدم على الأمر لقوله "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم فانتهوا" وهذا هو أصح قولي العلماء والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/389)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:31 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: يوجد ألم في ظهري وأضع عليه جبيرة أي لصقة وعند وجود جنابة أغسل هذه الجبيرة، فما حكم فعلي هذا؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
هناك جانبان في السؤال أحب أن أنبه عليهما: الجانب الأول تعبيرك بالجبيرة عن اللصقة، اللصقة لا تسمى جبيرة عند العلماء رحمهم الله، ليست بجبيرة الجبيرة مصطلح خاص لا يعبر به إلا إذا وجد على صفته المعتبرة، ومن هنا انبه أن سؤال العلماء وعرض الفتاوى من السائل ينبغي أن يتوخى فيه الدقة وأن لا يعبر الإنسان كيف شاء، ينبغي أن يتقيد بالضوابط وأن يتقيد بالأصول، فإنه ربما عبر بعبارة تقتضي الحل وهي ليست حقيقة في السؤال، فينبغي للسائل والمستفتي أن يتوخى الدقة في ألفاظ السؤال، وينبغي أن يعلم أن العلماء وأهل الفتوى مطالبون شرعاً أن يفتوا على ظاهر السؤال، وليسوا مطالبين بالكشف عن ما يقصده السائل ونوايا أهل السؤال، فالعبرة بالظاهر ومن هنا الواجب أن تكون الألفاظ صحيحة، والمصطلحات ومدلولاتها صحيحة، فينبغي توخي الدقة في هذا.
ثانياً بالنسبة للعازل هذا العازل وهي اللصقات في الحقيقة تمنع وصول الماء إلى البشرة، مثل اللصقات التي تكون من البرد فهذه اللصقات تمنع وصول الماء إلى البشرة، ثانياً أن المادة اللزجة الموجودة فيها أشبه بالصمغ والتي تشد الموضع مشكلتها أنها صعبة الإزالة، ولا تزول إلا بعناء وتمنع وصول الماء أيضاً هي من الحوائل، فاللصقة حائل والمادة الموجودة فيها حائل حتى لو أزلت اللصقة بقيت هذه المادة فترة، ولذلك نبني على هذا أننا لا نرخص لأحد بوضع هذه الحوائل وهذه العوازل ما لم توجد حاجة ماسة ولا بديل عن هذه اللصقات، أن يعلم أنه ستكون عليه جنابة وأنه يصاب بالجنابة يحتاط، فإذا وضعها يحتاط بغسل الموضع وإزالة الأثر حتى يستطيع أن يغسل بعد زوالها، أما لو قال الطبيب لا بد من وجودها ولا علاج إلا بوجودها وصعب الألم بحيث كان ألماً مضراً، أو فيه ضرر على العضو في استمرار الألم فحينئذ يرخص، ويرخص بقدر الحاجة والضرورة ثم بعد ذلك إذا أزالها وقال الطبيب تضعها يومين أو يوم أو ثلاثة، المدة التي حددها إذا انتهت يزيلها ثم بعد ذلك يجب عليه تنظيف الموضع حتى يصل الماء إليه والله تعالى أعلم.
مثل ما ذكرنا ليس الإنسان الذي يفتي نفسه بهذا الألم لأنه ليس كل ألم يرخص فيه، ولذلك لابد من الرجوع إلى الأطباء وأهل الخبرة وإذا قالوا لابد من وضع هذه اللصقة على مكان الألم نعم، وتوضع بقدر الحاجة ومدة الحاجة، ثم بعد ذلك تزيلها، فإذا وجدت ضرورة وحاجة فلا بأس وإلا فلا والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ: امرأة اعتمرت ثم بعد عمرتها رأت الدم وهي لا تدري متى نزل الدم في أثناء العمرة أو بعد الانتهاء منها، فما حكم عمرتها؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا كانت المرأة في عمرتها ثم وجدت الدم بعد انتهاء عمرتها فلا يخلو الأمر من حالتين: الحالة الأولى أن توجد دلائل تدل على سبق هذا الدم للتحلل أو لا توجد دلائل، فإن وجدت دلائل على السبق أو التأخر عملت بها، مثلاً إذا رأت الدم طرياً وهي قد انتهت من العمرة من ثلاث ساعات أربع ساعات، فمعنى ذلك غالباً أنه وقع بعد التحلل، لأن الدم إذا كان طرياً يعني يكون إلى أقرب وقت لو كان أنها وقعت قبل التحلل ليبس الدم، فتعمل الدلائل الظاهرة فإن وجد الدلائل على السبق أو التأخر عملت بها، وهذه المسألة معتبرة عند العلماء، أما إذا كان لا توجد دلائل فمذهب جمهور العلماء في هذه المسألة أنها تنسب الدم لأقرب حادث، فعمرتها صحيحة حتى تتحقق أن الدم سبق التحلل، فإذا كان أن دمها سبق الطواف أما إذا كان دمها لم يسبق الطواف وتأكدت أنه وقع أثناء السعي أو بين الطواف والسعي بعد ركعتي الطواف وقبل السعي، أو بعد الطواف وقبل ركعتي الطواف فحينئذ تأخر ركعتي الطواف إلى أن تطهر، لأن السعي لا يشترط له الطهارة، إذاً إذا تحققت أن الدم سبق الطواف أو كان أثناء الطواف بالبيت حكمت ببطلان عمرتها وأنه يجب عليها القضاء إذا طهرت، وهي حكمها حكم المعتمرة إلى الآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/390)
ثانياً: إذا كان تأكدت أن الدم وقع بعد الطواف بالبيت حتى ولو قبل الركعتين ركعتي الطواف فعمرتها صحيحة، لأن السعي بين الصفا والمروة يصح من المرأة الحائض، ولا يؤثر وجود دم الحيض في ذلك، إذاً إذا وجدت الدلائل عملت عليها وإذا لم توجد دلائل فالأصل صحة عمرتها حتى تتحقق وتتأكد أن الدم كان أثناء الطواف أو قبل الفراغ من الطواف، تبقى في حكم المعتمرة إلى أن تطهر فتؤدي عمرتها.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:32 ص]ـ
@ @ @ @ الأسئلة @ @ @ @ @
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: هل شرب لبن الإبل ناقض للوضوء أم لا؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فمذهب طائفة من العلماء ممن يقول بالنقض بلحم الجزور من الحنابلة، أن اللبن لا يلتحق لأن النبي e نص على اللحم، ولذلك يبقى على الأصل من عدم وجوب الوضوء به، ومن أهل العلم من قال إن اللبن ملتحق باللحم وفيه أثر، واعتبروا ذلك من جهة الأصل كما ذكرنا أن الشرع يعبر باللحم ومراده الكل، ومن هنا قالوا إن اللبن يلتحق وخاصة أن اللبن فيه من القوة أيضاً والزهومة، ثم قالوا إن اللبن أصله دم، لأن الله تعالى بيّن أن أصل الألبان دماء، وعلى هذا قالوا لأن فيه حكم اللحم، فمن هذا الوجه قووا أنه يتوضأ والاحتياط في هذا أقوى والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: الطبيب إذا مس ذكر المريض فهل ينتقض وضوء المريض؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
نعم بالنسبة لتفصيل العلماء أن النقض يكون للامس دون الملموس، وحينئذ ينتقض وضوء الطبيب دون المريض، وهكذا بالنسبة للرجل مع امرأته فالحكم بالنسبة للامس دون الملموس والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: ذكرتم حفظكم الله أدلة مشروعية المسح على الخبيرة أثرا، فما أدلتها نظراً؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
نعم بالنسبة للجبيرة لا يمكن كشفها، ولذلك أصول الشريعة من جهة المعنى إذا نظرنا إلى أصول الشريعة أن التكليف شرطه الإمكان، وهذا ليس بإمكانه أن ينزع الجبيرة عند كل وضوء ويغسل موضع الجبيرة، ثم إن هذا يضره من حيث الألم ومن حيث المشقة الموجودة، فمن ناحية المعنى وهو من جهة أصول الشريعة ومقاصدها العامة من نفي التكليف بالحرج، ومن نفي التكليف بالمشقة التي تضر الإنسان في أعضاءه ومنها الجبيرة، يدل على أنه يستقيم الأمر بالمسح على الجبائر عقلاً كما يستقيم نقلا والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: هل وجود الشهوة بالتفكر ينقض الوضوء، كما ينقض وجود الشهوة بالمس؟، وقد يكون التفكر أبلغ، وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
لا أبداً التفكر ليس فيه شهوة مثل الشهوة الحقيقة، والشريعة دلّت على هذا ولذلك عفا الله الأمة عما حدثت به نفسها، يا إخوان دائماً الأصول التي تسقطها الشريعة بعض الأحيان تترتب عليها أشياء صعبة، يعني لو جئت بهذا المعنى في الجرائم والأخطاء لو جاء إنسان يُفكر في زنا والعياذ بالله أو في جرائم، تقول إن هذا أبلغ لأنه بنفس المعنى الذي ذكره السائل فالشهوة الحقيقة ليست كالشهوة المعنوية القائمة بالنفس، والتفكر في الشهوة ليست كالشهوة حقيقة لمساً وجساً فهذا فرق واضح، والذي لا يستطيع أن يجد هذا الفرق طبعاً إذا ضعف عقله عن إدراك هذه الأشياء هذا شيء آخر، ومن قال لك إن هذا أبلغ ويريد كذلك يستدرك على الشريعة يقول إنه أبلغ الإنسان يجب عليه أن يكون منضبطاً وأن يكون دقيقاً في العبارة، التفكر ليست كالحقيقة والدليل على ذلك أن النبي e جعل ما هو أقوى من التفكر من عمل الجارحة من النظر والمشي إلى الحرام، جعله من حيث الأصل غير مؤثر حقيقة، ولذلك العين تزني وزناها النظر، لكن لا يعتبر من نظر بعينه زانياً حقيقة، واليد تزني وزناها اللمس، لكنه لا يعتبر زانياً حقيقة، فإذا كان هذا وهو يلمس وهذا أبلغ من أن يفكر، لم يُنَزّل منزلة الشهوة الحقيقية، فينبغي عليك أن ترجع إلى أصول الشريعة، التفكير شيء ووجود الشهوة حقيقة شيء آخر، والشريعة ضبطت الأمور بضوابط واضحة، فالإنسان إذا تلذذ ووجد الشهوة أُخِذَ بفعله، لكن إذا كان بفكره فلا، وعلى كل حال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/391)
يعني هذه مسألة غريبة حتى قال بعض العلماء إن هذا المعنى الشاذ قال: إنه لو جامع زوجته وهو يتخيل أجنبية كان كمن زنا – والعياذ بالله – هذا بعضهم نص عليه بعض المتقدمين ورد عليه الأئمة رحمهم الله بهذه المعاني، أن المعنى القائم بالنفس شيء والحقيقة شيء آخر، ولذلك قال e:" والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"، فجعل الفعل تصديقاً، وجعل قيام المعاني النفسية تكذيب يصدقه أو يكذبه، فجعل المعاني هذه لا تأثير لها في الحقيقة، ولا تنزل منزلة الفعل الحقيقي، وعلى كل حال الفكر لا يأخذ حكم العمل نفسه لأنك لو جئت تفكر، طيب لو فكر وهو يجامع زوجته في نهار رمضان بطل صومه، إذا قلت ما يبطل صومه نقول لك كيف تنقض الوضوء ولا تنقض الصوم، هذه عبادة وهذه عبادة، الشريعة مبني بعضها على بعض، وميزة العلماء المتقدمين لما يأتون ينظرون إلى مسألة معينة ترتبط أحكام الشريعة بعضها ببعض، "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"، أنك تنظر إلى الشريعة منصوصة في الكتاب والسنة وتربط هذه النصوص وتوفق بينها وتجعل مسارها واحداً ودلالتها واحدة ولا تتناقض، فتقول اعتبر الفكر ناقضاً لعبادة الطهارة ولا اعتبره ناقضاً لعبادة الصلاة، ولا اعتبره ناقضاً لعبادة الصوم، لأنه إذا لزم على هذا معناه أنه وهو يصلي لو فكر في شيء انتقض وضوءه وفسدت صلاته، الحمد الله الذي ما جعل الحكم بيدك، لكانت مصيبة عظيمة على كل حال تحملنا نحن نحب أن نداعب، وعلى كل حال الفكر شيء والحقيقة شيء آخر.
أحد العامة رجل كبير كان يحتلم ولا يغتسل، فذات مرة سئل الشيخ مسألة هل إذا احتلم الإنسان وانزل أنه يجب عليه الغسل؟، قال الشيخ: نعم يجب عليه الغسل، قال: الله أكبر يا شيخ كله كذب في كذب يعني كيف يغتسل، يعني هو رأى في النوم كذبا وكان ما يغتسل، يقول لأن هذا كذب ما هو حقيقة، فهذه اجتهادات ابليسية مداخل يدخل بها الشيطان ليس ذات حقيقة ما هي مبنية على نصوص وعلى معاني، نسأل الله العظيم التوفيق والسداد والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ: عندنا إمام إذا صلى بنا صلاة المغرب يسمعنا في الركعة الأخيرة من صلاة المغرب} رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ... الآية {، في كل صلاة فهل ورد في هذا شيء؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
حسب علمي لا أعرف هذا، ومثل هذا ينصح ليس من حقه أن يجهر في الأخيرة من المغرب وهذا خطأ، لم يثبت عن النبي e أنه جهر في الأخيرة إلا الأخيرتين من الظهر، وثانياً أنه خصص آيةً معينة والتخصيص بدون دليل بدعة وحدث، فهذا ينصح ويمنع من هذا الشيء، لأن العامي إذا سمعه اعتقد أن هذا أمر خاصة أنه داوم، وعند العلماء التبديع يكون بالاعتقاد وبالظاهر، فمن داوم على الشيء أشعر أنه معتقد فيه، فهذه المداومة في هذه الركعة بهذه الطريقة لهذه الآية بخصوصها من القرآن بدعة وحدث، لأني لا أعرف في هذا شيئاً صحيحاً، والأصل أنه في الأخيرة من المغرب يقتصر على قراءة الفاتحة والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
فضيلة الشيخ: صليت صلاة الفجر بعد أن تحريت القبلة، ثم في صلاة العصر تبين لي أن القبلة منحرفة قليلاً إلى اليمين، فما هو الواجب عليّ في هذه الحالة؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
في هذا السؤال جانبان: الجانب الأول إذا كان الانحراف في القبلة يسيراً لا يؤثر، يعني إذا كان لا يخرجك عن الجهة التي أنت فيها، مثلاً لو كانت القبلة في الشرق فلا تنتقل بانحرافك إلى الشمال أو إلى الجنوب وبعضهم يرى الجهة الفرعية التي هي الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي فإنه لا يؤثر، لأن الصفوف الطويلة يخرج فيها عن سمت الإمام نفسه، ولذلك كان النبي e يصلي بالجيش وصلى بأصحابه في الفضاء، ولا شك أن أطراف الصف ليست على سمت الإمام نفسه، لأن طول الصف يوجب الانحراف نوعاً، فإذا كان على نفس الجهة فلا إشكال ما في تأثير، أما إذا كان انحرافاً مؤثراً، فإنه يوجب إعادة الصلاة، لكن ننظر إذا كان الذي فعلته من صلاتك للفجر والظهر والعصر بهذا الانحراف وأنت في داخل المدينة فتجب عليك الإعادة، لأن داخل المدينة لا اجتهاد فيها، القدرة على اليقين تمنع من الشك، ومن كان داخل المدينة يسأل أهلها، أو يستدل بالمحاريب وهذا الذي جعل العلماء يرخصون في المحراب، لأنه يدل على القبلة ويحتاج إليه، من باب الحاجة لا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/392)
باب التعبد، المراد به الاستدلال على جهة القبلة ولذلك نص العلماء على الاستدلال للقبلة بمحاريب المسلمين، يستدل على جهة القبلة بالسؤال بالتحري، فإذا كان جاء من عنده واجتهد في الفندق أو اجتهد في المنزل وصلى فإنه إذا تبين له أنه أخطأ يجب عليه أن يعيد، أما إذا كان اجتهادك في سفر فإنه لا إشكال في صحة صلاتك {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فإنها نزلت في المسافر إذا اجتهد وتحرى القبلة ثم أخطأه، أما المدن والقرى والهجر التي يمكن فيها السؤال فلا، هذه ينقطع فيها الاجتهاد ولا يجوز أن يجتهد الإنسان، لأن القدرة على اليقين تمنع من الشك، ولذلك قالوا من آداب الضيف إذا نزل على مضيفه أن يسأله، أين مكان قضاء الحاجة؟، وأين القبلة؟ لأن هذه من آداب الضيافة، أول ما ينزل الضيف ما يأتي هكذا ينزل ينام، يسأل أين مكان قضاء الحاجة أين القبلة؟ حتى يستطيع أن يبني صلاته على أصل صحيح والله تعالى أعلم.
السؤال السابع:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: الأصل في الطهارة أنها لا تنتقض إلا بناقض عليه دليل صحيح، فما الدليل على أن الدم وخروج الحصى والدود والشعر يبطل الوضوء؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
أولاً هذا كله له دليل، ما قال العلماء بانتقاض الوضوء من الحصى والدود والشعر من فراغ، ولكن كونك لا تفهم الدليل أو عقلك ما وصل إلى درجة تفهم فيها كلام العلماء لا يدل على أن المسألة بدون دليل، وهذا أمر يحصل فيه الخلط من المتأخرين على المتقدمين، أنه عجزت أفهامهم عن الفهم فيتهمون االأوّلين أنهم يأتون من عندهم، يقول لك هذا ما له دليل، لا يجوز لمسلم أن يقول ما له دليل إلا إذا كان عنده علم بالمسألة، وتقصي لقول من قال بها ودليله، لكي يعرف هل له دليل أو لا دليل له، بارك الله فيك الآن يعني عندنا الغائط الآن البول، لا يوجد دليل على أنه ناقض في الصحيحين ينص على أن الغائط ناقض، مع أن الغائط تعم به البلوى، ويحتاج إلى بيان كونه ناقضاً ما عندنا إلا دليل خفي، {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ} وبينا هذا، أو دليل المقارنة "من بول أو نوم أو غائط"، وهذا يسمونه دلالة الاقتران وفيها ضعف عند الأصوليين، فيا أخي الكريم الشريعة تريد فيها أشياء واضحة كالشمس استوى إذاً العلماء والجهلاء، لكن الأشياء العلمية دقيقة وأصول منتزعة أن الشريعة جعلت خروج الطاهر والنجس إما أن تقول خروج الطاهر والنجس بمعنى واحد، وإما تقول لا ينقض إلا الخارج النجس، إن قلت خروج النجس والطاهر بمعنى واحد عندك دليل، أن الشرع نقض الوضوء بالريح، والريح ليس بنجس الريح لا يوصف بكونه نجساً، وبناءاً على ذلك لما خرج الريح ونقض وهو طاهر كما يقول جمهور العلماء وجماهير السلف رحمهم الله والخلف على أن خروج الحصى والدود ناقض للوضوء، وما خالف فيه إلا المالكية رحمهم الله لأنهم رأوه خارجاً غير معتاد ولهم علتهم في ذلك، فالشاهد أنه لما خرج الريح نبهك الشرع على أن العبرة بالمخرج، وأن هذا المخرج ما خرج منه فهو ناقض، المني طاهر ولذلك المالكية يرون أنه نجس، فلم يأصلوا بهذا الأصل، لكن بالنسبة لغيرهم كالشافعية والحنابلة يرون أنه طاهر فلما خرج نقض الطهارة الصغرى والكبرى، وهو خرج من نفس المخرج، فإذا نقضت بالمني الشرع ينبهك، ما دام أن الشرع نقض بالمني فإن القياس معتبر، ولذلك عمل أئمة السلف بالقياس الصحيح والنظر الصحيح، وقال عمر t لأبي موسى الأشعري يبين له كيف الاجتهاد، قال له: قس الأمور بأشباهها، فأمره بالقياس والقياس حجة وله أدلة من الكتاب والسنة، فنحن نقيس لأن الله أذن لنا بالقياس ونعتبر القياس حجة، ونرى أن الشرع نقض الوضوء بالريح وهو طاهر فننقض بما له جرم طاهر، مادام أنه خرج من هذا المخرج فهو ناقض، استوى خروجه من القبل أو الدبر، هذا مذهب الجمهور والحمد لله جمهور السلف رحمهم الله والأئمة بل حتى قال ابن أبي هبيرة: وأجمعوا على أن خروج الحصى والدود ناقض للوضوء إلا مالكاً، فاستثنى المالكية رحمهم الله في هذا يعني أنه لم يخالف فيه الخلفية إلا المالكية رحمة الله عليهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:34 ص]ـ
@ @ @ @ @ الأسئلة @ @ @ @ @
السؤال الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/393)
فضيلة الشيخ: قالت: "ميمونة رضي الله عنها فغسل فرجه وما أصابه"، ما معنى قولها وما أصابه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
إذا جامع الرجل امرأته يصيبه مذي المرأة، ولذلك يحتاج إلى غسل العضو ونقاءه وما أصابه من ماء المرأة أثناء الجماع كما لا يخفى، ومن هنا قالت رضي الله عنها: "غسل فرجه وما أصابه" تعني ذلك والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ: ألا يكون في حديث عبد الله بن زيد t " أن النبي e أتى بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه"، ألا يكون فيه دليل على مشروعية الدلك؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
قد تقدم بيان هذه المسألة نحن نقول إذا كان الماء قليلاً لا يكفي يجب الدلك، لأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أما أن يكون الدلك في أصله واجباً ليس بصحيح، ودليلنا على ذلك أن حديث عبد الله بن زيد المذكور دلك عليه الصلاة والسلام والماء قليل، وأم سلمة يقول لها:"ثم تفيضين الماء على جسدكِ فإذا أنتِ قد طهرتِ"، "ثم تفيضين الماء" فدل على أن العبرة بوصول الماء ولم يقل لها وتدلكي، وإنما قال لها:"ثم تفيضين الماء"، الإفاضة لا تكون إلا بشيء كثير، ومن هنا إذا كان الماء كثيراً يصل إلى البشرة من دون دلك فإنه كاف، ولا حاجة لإعادة هذه الأسئلة نحن بينا هذا في الشرح، المسألة واضحة كررناها وبيناها في الوضوء وبيناها في الغسل أن الدلك ليس بواجب بذاته، وإنما المراد إيصال الماء إلى ظاهر البشرة فإن وصل إلى ظاهر البشرة فهو المعتبر والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: كيف نخرج الكبر من قلوبنا؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الكبر داء وبلاء ولا يبتلى الإنسان به إلا لمرض في قلبه، فإن الذنوب المتعلقة بالقلوب أمراض، فمن ابتلاه الله بها فلا عافية له إلا أن يسأل ربه أن يعافيه، ولا شفاء له إلا أن يدعو ربه أن يشفيه، فإذا سأل العبد ربه خالصاً من قلبه كارهاً لبلائه ودائه استجاب الله دعاءه، وفرج كربه وأزال همه وغمه، الكبر داء وبلاء ولو لم يكن في شقاءه وبلاءه إلا أن رسول الله e قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من كبر"، هذا يدل والعياذ بالله على عظيم هذا البلاء، الكبر يمنع صاحبه من قبول الحق، وهذا أعظم أنواع الكبر، وأشدها ضرراً على العبد في الدنيا والآخرة، وبه تطمس البصيرة والعياذ بالله، وبه يزيغ القلب كما قال تعالى:} فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم {، فإن من عرضت عليه الآيات والحجج فاستنكف واستكبر عن قبولها ولم يرضَ من خصمه أو من يبين له أن يقيم عليه حجة الله U، وتعالى على هذه الحجج، فإنه والعياذ بالله يبتلى بطمس البصيرة والضلالة والعياذ بالله في أمر دينه، وهذا أعظم أنواع الكبر، الكبر على أهل الحق والكبر على طلبة العلم وعلى الأخيار والصالحين، وهذا أعظم ذنباً من الكبر على عامة الناس، من التكبر على أهل العلم أنه ما يأتي يسألهم ويرى أنه أرفع من أن يأتي يقف على يد العالم، فتجد التاجر وصاحب التجارة إذا أراد أن يبني عمارته أو يخطط أرضه ذهب إلى المهندسين والمقاولين واستشار هذا وذاك ولربما جاءهم في مكاتبهم، ولكن نسأل الله السلامة والعافية تنزل عليه المسألة في دينه وربما تكون قاصمة لظهره فيها حياته وموته لا يذهب إلى عالم، ولا يقف على باب العلماء ويرى أنهم أحقر من أن يذهب إليهم، وينادي شخصاً ويقول له اسأل لي العالم الفلاني، أو اذهب إلى فلان واسأله تكبراً على أهل العلم نسأل الله السلامة والعافية واستعلاءً.
كذلك التعالي على طلاب العلم أثناء طلب العلم، فيكون الإنسان غنياً أو ثرياً ومعه أخوه فقير أو غريب لا يسلم عليه، ولا يحترمه ولا يقدره وقد يكون طلاب العلم الغرباء أعظم قدراً عند الله من غيرهم، وأعظم أجراً وأعظم ثواباً لأنهم صدقوا الله في غربتهم إلى الحق وطلبهم للعلم، فهم أحق بالمحبة وأحق بالإكرام وأحق بالإجلال وأحق بالتواضع لهم والسلام عليهم، فتجد الشخص يتكبر أن يسلم على شخص غريب ربما يراه فقيراً أو حالته رثة، ولكن يجلس مع زملاءه إذا كانوا ذوي ثراء أو نعمة جلس يباسطهم وجلس يمازحهم فإذا مر عليه هذا الغريب لم يعبأ به، ولربما وقف عليه أخوه في الإسلام غريباً يريد أن يسأله المسألة أو يريد أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/394)
يستفيد منه فلم يرفع له رأساً، إياك والكبر عن هؤلاء، فإن الله U عاتب نبيه من فوق سبع سماوات في هؤلاء الضعفاء،"ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع عند الأبواب لو أقسم على الله لأبره"، فتتواضع وتحبهم وتجلهم فإن العلم خاصة إذا كنت من طلاب العلم، العلم مبادئ وليس بالأشكال ولا بالصور ولا بالدعاوى العريضة العلم مبادئ، طالب العلم الذي عنده مبادئ يرى أخاه بمعدنه ودينه، فإذا نظر إلى أخيه في الإسلام غريباً عن وطنه وأهله جعله لحمة عينيه وتاج رأسه من المحبة في الله، فيقدره ويجله وكان أبو موسى الأشعري t إذا أتاه طلاب العلم من الآفاق بسط رداءه لهم، وقال: مرحباً بوصايا رسول الله e، لم يتكبر عليهم ولم يتعالى عليهم ولم يشعر بنفسه عليهم فضلا، هكذا ينبغي أن يكون طلاب العلم وهكذا يكون طلاب العلم، فالعلم بالمبادئ فلا تتكبر عليهم ولا تتعالى عليهم ولا تحتقرهم فيرفع الإنسان صوته عليهم ازدراءً وانتقاصاً لهم بل عليه أن يتقي الله U في هؤلاء.
كذلك أيضاً الكبر على عامة الناس من الضعفاء والفقراء "وهل تنصرون إلا بضعفائكم"، يرفع الكبر من القلب بالدعاء تدعوا لله U، مما يذهب الكبر من القلوب كثرة ذكر الموت، وزيارة القبور والنظر في حال أهلها، من الجبابرة والأكاسرة والعظماء الذين أفضوا إلى ما صاروا إليه، ومن الأغنياء والأثرياء اللذين أصبح لحافهم وغطاؤهم الثرى أذلة بين يدي الله Y.
صاح هذى قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطأ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
يعتبر الإنسان وينكسر قبله، مما يكسر القلب عن الكبر محبة الأيتام والضعفاء ومباسطتهم ومسح رأس اليتيم والنزول إلى الفقراء اللذين ينصر بهم المسلمون، "وهل تنصرون إلا بضعفائكم كما قال e" مما يذهب الكبر من القلوب محبة الله U، فمن أحب الله U علم أن الله يحب منه أن يتواضع، فيوطأ كنفه ويكون لين الجانب لأولياء الله وعباد الله نسأل العظيم رب العرش الكريم أن ينزع الكبر من قلوبنا وقوالبنا، وأن يرزقنا التواضع لوجهه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:35 ص]ـ
@ @ @ @ @ الأسئلة @ @ @ @ @
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: هل يشترط في مسح الكفين أن يمسحهما ظاهراً وباطناً وأن يخلل بين أصابعه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فالواجب في التيمم أن يمسح ظاهر كفيه،"ففي الصحيح عن رسول الله e أنه مسح ظاهر كفيه"، هذا هو الأصل والواجب والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ وفقك الله: جاء في بعض روايات حديث عمار t تقديم الوجه على الكفين، وفي رواية أخرى تقديم الكفين على الوجه، فهل هذا يدل على أن الترتيب ليس بواجب؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الأصل في الروايات "فمسح بهما وجهه وكفيه"، وعلى هذا اعتبر طائفة من العلماء الترتيب، وأنا أميل إلى أنه يراعي الترتيب في التيمم، فيبداء بوجهه ثم بكفيه على الأصل المقرر في طهارة الوضوء، وبينا هناك وجه الإلزام بالترتيب فقد جاءت الواو عاطفة بين أعضاء الوضوء وهي هنا عاطفة بين أعضاء التيمم، ولذلك يقتصر على هذا والروايات الحادثة واحدة والحديث واحد، ولا يقال هنا بأن تعدد الروايات يفيد حل هذا وهذا، لأن الحادثة واحدة وإذا كانت الحادثة واحدة فالقول واحد، ومن هنا يحمل التقديم والتأخير على تصرف الرواة، ويكون الواو هنا لمطلق الجمع الذي لا علاقة له بالترتيب، كقوله عليه الصلاة والسلام "توضأ واغسل ذكرك ثم نم"، المراد اغسل ذكرك ثم توضأ ثم نم، فقال:"توضأ واغسل ذكرك ثم نم"، وهذا معروف في لسان العرب أنه يطلق بها مجموع الأمور ويبقى الترتيب على الأصل، وعلى كل حال الروايات الصحيحة في تقديم الوجه على الكفين والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: رجل أصابه حرق في وجهه فهل يجوز له أن يجرى له عملية تجميل؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/395)
كل من أصيب بحادث أو ضرر في بدنه يجوز له أن يعيد العضو إلى طبيعته وأن يجمل العضو، فالعمليات التجميلية بعد الحوادث مشروعة، لأنها ليست من تغيير خلقة الله وإنما هي إعادة للعضو إلى ما كان عليه، وقد قال e:" تداووا عباد الله"، فدل على أن من أصيب بالداء شرع له أن يلتمس سعة الله U ورحمة الله U بالتداوي، وحينئذ من أصيب بالحروق إذا كانت هذه الحروق أحدثت ضرراً في الجلد يعالج هذا الضرر، ثم بعد الانتهاء من علاج هذا الضرر قالوا نعمل لك عملية تجميلية تزيل هذه الحروق والندب الموجود والنتوء والخلل الموجود في البشرة نقول هذا جائز ومشروع، لأنه لم يغير خلقة الله U بل هو على خلقة تامة كاملة سابقاً يجوز له أن يرجع إليها وأن يتعاطى أسباب الرجوع إليها، لكن من خلقه الله على تشوه في خلقته إن كان فيه ضرر مثل ما ذكرنا بالتفصيل في الدرس الماضي شرع له أن يزيلها ضرراً، مثل تشوهات القلب والصمامات هذه عملية تجميلية ضرورية، لأنه لو ما عملت هذه العملية يترتب عليها الموت، أو عملية تجميلية حاجية في اليد بحيث يستطيع أن يحركها، جاءه تشوه بحيث لا يستطيع أن يقبض يده، أن يحرك ساعده، فيجوز له أن يزيل التشوه وأن يعيد الأوتار إلى وضعها، تشوه في المفصل وقال الأطباء يمكن علاجه هذا شيء محتاج إليه، لكن التشوه الذي يأتي في الصورة وفي الخلقة الذي لا ألم معه ولا ضرر معه يخشى على النفس أو على الأعضاء فإنه لا يجوز لأنه من باب تغيير خلقة الله U، وقد بينا الدليل على تحريمه وأنه من كبائر الذنوب، لا يجوز للمريض أن يطلبه ولا يجوز للطبيب والممرض ومساعديه أن يقوموا بالعمل المخالف لشرع الله بتغير هذه الخلقة والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ: إعتاد الناس بعد أن يقصروا شعر الرأس أن يأخذ الحلاق أسفل الرأس من الخلف ومن الجانبين بالموسى، فهل هذا من القزع؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
تخفيف جوانب الشعر من جهة الأذنين أو من جهة آخر الشعر وتكثيف الشعر في الوسط منهي عنه شرعا، وهو من القزع الذي حرمه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وكانت اليهود تفعل هذا ونهي عنه لعدم المشابههة، والشريعة نهت عن حلق بعض الشعر وترك البعض، ونهت المسلم أن يجلس بين الشمس والظل، ونهت أن يمشي منتعلاً بقدم وحافياً بأخرى، وهذا كله من العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض، أمر الإنسان بالعدل حتى مع نفسه، لأنه إذا حلق بعض الشعر وترك البعض استضرّ الذي تركه في الصيف واستضرّ الذي حلق في الشتاء، ولأنه إذا جلس بين الشمس والظل استضرّ الذي في الظل إذا كان برداً واستضرّ الذي في الشمس إذا كان صيفاً، ولأنه إذا مشى بإحدى رجليه وانتعل بإحداهما دون الأخرى ظلم التي لم تنتعل، وهذا منهج سامي من الشريعة تعلم المسلم العدل حتى مع نفسه، فإذا حلق بعض الشعر وترك البعض فهو شعار الكفار فلا يجوز التشبه بهم.
وثانياً أن في هذا ظلماً كما ذكرنا للذي لم يحلق من الشعر فإما أن يحلقه كله أو يتركه كله، ولذلك لا يجوز الجمع بين الحلق والتقصير في الرأس، إما أن يقصره كله وإما أن يحلقه كله على الأصل الذي قررناه والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
فضيلة الشيخ: ما نصيحتكم لرجل يريد أن يقبل على الله تعالى بالتوبة النصوح ويجبر التقصير في الماضي، ما نصيحتكم له؟، مع الدعاء له بالثبات وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
التوبة والإنابة إلى الله U النعمة التامة والعطية الكاملة من الله U، والفوز المبين الذي لا فوز مثله، {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، حينما يخرج العبد من ولاية الشيطان إلى ولاية الرحمان، ومن معصية الله إلى طاعته، ومن غضبه وسخطه إلى حبه ورحمته، حينما يخرج من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة ومن الرذائل إلى قمم الفضائل، تسمو نفسه وتزكو روحه، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا @ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، يخرج ولي الله إلى طاعة الله ومحبة الله ومرضاة الله، فمن الناس من إذا فُتحت عليه أبواب الهداية فُتحت على التمام والكمال، فأنطلق إلى ربه مستجيباً منيباً أوّاهاً صالحاً ظاهراً وباطناً مخبتاً إلى الله على أتم الوجوه وأكملها وهذا بخير المنازل عند الله U، ومن أصدق ما يكون ذلك أن يتفرغ لأحب الأعمال إلى الله وأزكاها عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/396)
الله وهو طلب العلم، فليس هناك نعمة بعد الهداية أعظم عند الله من نعمة العلم، فإذا أُخذ من هذا السبيل الذي هو سبيل الشقاء إلى هذا السبيل الذي هو سبيل السعادة، وأراد الله U أن يتمم عليه النعمة وأن يكمل عليه الفضل رزقه حب القرآن وحب السنة وحب حلق العلم وحب العلماء أمواتاً وأحياء، واشتغل بالعلم قائماً وقاعدا واشتغل بالعلم في أمره وشأنه، عملاً ودعوة وتعليماً وإرشاداً للناس، فإذا كان بهذه المنزلة فإنه بخير المنازل عند الله U، وهذا هو الذي أوصي به أن يسمو المهتدي إلى أعلى المراتب وأحبها إلى الله U والله عند حسن ظن عبده به، فلا يقول الشيطان لك من أنت حتى تطلب العلم وكنت تقول وكنت تفعل، فهذا عمر ابن الخطاب الذي حمل سيفه لقتل رسول الله e قلبه الله إماماً من أئمة المسلمين، وديواناً من دواوين العلم والعمل والصلاح والدين حتى صار مُحَدَّثاً مُلْهَمَاً t وأرضاه {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}، يا هذا أوصيك بالعلم الذي يثبت الله به القلوب على طاعته، وإذا جئت تطلب العلم راعيت حرمته وأدبه وحقه وحقوقه، فكنت طالب علم كما يحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، كما يحب الله ويرضى صالحاً في قلبك صالحاً في لسانك صالحاً في عملك، لا تأتي حلق العلم وعندك أدران من الجاهلية نقي السريرة زكيَّ السيرة تسمو بنفسك إلى معالي الأمور تريد أن تقوم وتسدد منهجك على طاعة الله ومحبة الله، فإذا نظرت إلى نفسك ما أوصيك بشيء مثل العلم والعمل، وتأتي إلى هذا العلم مخلصاً من قلبك محباً لربك ترجو رحمته وتخشى عذابه، فإذا جئت إلى هذا العلم خالصاً مخلصاً لوجه الله وأعطيت العلم حقه من الضبط والإتقان والإلمام والفهم والحرص على قدر استطاعتك وطاقتك، فإذا فعلت ذلك انطلقت بعد ذلك للعمل والتطبيق وحرصت على كثرة الخير من الصلوات والدعوات والأعمال الصالحات فأنت بخير عند الله U، وسيبوئك الله مبوّأ صدق في الدنيا والآخرة، وستقر عينك وينعم بالك فبالعلم يتيسر لك الطريق إلى الجنة، من اهتدى ففتح الله له باب العلم فقد فتح له باب رحمته الذي لا عذاب بعده أبدا، "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"، فيا باغى الخير يا من اهتديت إلى الله أوصيك بأمرين:
أولهما: أن تحمد الله وتشكره وأن تعلم أن الله أعطاك نعمة ليس مثلها نعمة أبدا فأحمد الله على هذه النعمة.
ثانياً: أن تقبل على الله بالعلم والعمل والتطبيق والحرص على هذا العلم في جميع شؤونك وأحوالك، ولذلك رزق الله الصحابة الاهتداء إلى الإسلام والعلم بالشّريعة، فكانوا بخير منازل هذه الأمة وأعلاها درجة عند الله في الدنيا والآخرة رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل أعالي الفردوس مسكنهم ومثواهم، فهذا الذي أوصيك به يا أخي في الله، وأن تجد وتجتهد وتستدرك ما فات وأن تحسن الظن بربك فإن الله ما هداك إلا وهو يريد بك الخير، فتقبل على الله بالمحبة وحسن الظن به وتعف لسانك عن أعراض المسلمين وتعف جوارحك وتكون مسلماً حقاً ولا تغتر بكونك طالب علم، وكلما تعلمت وكلما جالست العلماء وكلما قرأت عن العلماء ازددت تواضعاً واحتقاراً لنفسك وتوطئة لكنفك حتى يبوئك الله بهذا العلم مبوّأ صدق يرضى عنك فيه في الدنيا والآخرة، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثبّتنا وإيّاك على الحق والصراط المستقيم وأن يجعلنا وإيّاك هداة مهتدين إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أم معين]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 03:43 ص]ـ
ولكم مثل ذلك
ـ[أبو عبدالله الحضرمي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 07:19 ص]ـ
أخي ابو أنس المكي الكريم
مجرد اقتراح
ألا ترى أنك لو أفردت كل فتوى في موضع خاص لكانت الفائدة أعم وأشمل
والسبب ان سرد الفتاوى هكذا مما قد يفوت المقصود حيث ان الداخل لا يرى الا كماً هائلا من الفتاوى حيث انها ليست في موضوع واحد
وربما يجدها القاريء طويلة فيمل ويخرج
فليتك تفردها بمواضيع خاصة وعناوين واضحة للفتوى
وهذا والله قليل في حق الشيخ الجليل المبارك نفعنا الله بعلومه في الدارين
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 04:07 ص]ـ
أخي ابو أنس المكي الكريم
مجرد اقتراح
ألا ترى أنك لو أفردت كل فتوى في موضع خاص لكانت الفائدة أعم وأشمل
والسبب ان سرد الفتاوى هكذا مما قد يفوت المقصود حيث ان الداخل لا يرى الا كماً هائلا من الفتاوى حيث انها ليست في موضوع واحد
وربما يجدها القاريء طويلة فيمل ويخرج
فليتك تفردها بمواضيع خاصة وعناوين واضحة للفتوى
وهذا والله قليل في حق الشيخ الجليل المبارك نفعنا الله بعلومه في الدارين
الفتاوى كثيرة جدا فلا يمكن وضع كل فتوى في موضوع خاص ولكن أسال الله أن يوفقني لجمعها في ملف واحد وإنز الها في الملتقى ولعلي أنشط لهذا بعد رمضان وعذرا على التاخر في الرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/397)
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 07:41 ص]ـ
جزاك َ الله ُ خيرا ً(65/398)
حكم دعاء الله تعالى في الصلاة بدعاء منظوم
ـ[معبد]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:50 ص]ـ
أرجو الإفادة عن حكم دعاء الله تعالى في الصلاة بدعاء منظوم من الشعر، كقول القائل:
يا من يرى ما في الضمير و يسمع أنت المُعدُّ لكل ما يٌتوقع
كما آمل توثيق الجواب بالنقل من كلام أهل العلم ـ إن تيسر ذلك ـ أثابكم الله.(65/399)
ما حكم التسمي بطه ويس
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو تزويدي بكلام أهل العلم في حكم التسمي باسم طه ويس
من المتقدمين والمتأخرين إن أمكن
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو تزويدي بكلام أهل العلم في حكم التسمي باسم طه ويس
من المتقدمين والمتأخرين إن أمكن
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عنوان الفتوى: سبب كراهية التسمية بياسين
رقم الفتوى:25474
تاريخ الفتوى:16 رمضان 1423
السؤال:
السلام عليكم
ما قولكم في اسم ياسين هل هو مكروه كما قال الإمام مالك ومن المستحسن اجتنابه؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيكره التسمي بياسين؛ لأنه اسم سورة من سور القرآن العظيم، وقيل إنه اسم من أسماء الله تعالى قال القرطبي: وقيل إنه اسم من أسماء الله قال مالك: روى عنه أشهب قال: وسألته: أينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: - أي مالك - ما أراه ينبغي لقول الله عز وجل: يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1 - 3]. اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله: ومما يمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسوره، مثل: طه، ويسن، وحم، وقد نص مالك على كراهة التسمية بـ يس ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح، ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: ألم، وحم، الر، ونحوها. اهـ.
وانظر لمزيد الفائدة معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ص: 360، 565، 581.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
==
35753
عنوان الفتوى: تصويب فتوانا بأن طه ويس ليسا من أسماء النبي
رقم الفتوى:35753
تاريخ الفتوى:05 جمادي الثانية 1424
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب الشفا فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم .. وتحت الوصلة التالية http:///pls/iweb/LIBRARY.SHOWSEARCH?VID=AAAGE6AAKAAAAodAAC&word= طه%20يس
أن طه ويس من أسمائه عليه الصلاة والسلام.
وورد في الفتوى رقم 25474 تحت عنوان:
سبب كراهية التسمية بياسين بتاريخ 16 رمضان 1423
أنهما ليسا من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام.
فبأيهما يجب أن نأخذ؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ وهل يقع الإثم على من تسمى بهما؟
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي الشفا للقاضي عياض (1146):
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم: لي عشرة أسماء وذكر منها: طه ويس حكاه مكي، وقد قيل في بعض تفاسير طه: إنه يا طاهر ياهادي، وفي يس: يا سيد، حكاه السلمي عن الواسطي، وجعفر بن محمد ... وروى النقَّاش عنه صلى الله عليه وسلم: ولي في القرآن سبعة أسماء: محمد وأحمد وطه ويس و ...
وما حكاه عياض هنا بصيغة التمريض "روي" بالتركيب للمجهول، يدل على أنه لم يثبت عنده، وهو كذلك، بل هو أبعد ما يكون عن الثبوت.
قال ابن القيم: في تحفة المودود: وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والمر، والر ونحوها.
ومن خلال ما ذكرنا هنا تعلم أن ما أوردناه في الفتوى السابقة هو الصواب.
هذا فيما يتعلق بطه ويس هل هما من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا؟
أما عن التسمية بها، ففيها خلاف، والراجح هو أن ذلك لا يشرع، كما مر في الفتوى رقم: 25474، وهي التي ذكرها السائل، وكذلك الفتوى رقم: 24107، وهو الذي أيده ابن القيم.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
==
عنوان الفتوى: طه ويس ليسا من أسماء سيد المرسلين رقم الفتوى:60240تاريخ الفتوى:13 صفر 1426السؤال:
هل (طه / يس) من أسماء الرسول؟ أم هي حروف مثل (ألم) في سورة البقرة؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/400)
فإن قوله تعالى: (طه) و (يس) ليسا من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف أهل العلم في تأويلها: فمنهم من قال إنهما حروف مقطعة، وقيل إنهما من أسماء الله عز وجل، وقيل إنهما بمعنى يا رجل أو يا إنسان. قال الإمام ابن القيم: وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والر، ونحوها. اهـ. وراجعي الفتويين: 35753، 25474.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
==
لمنتدى الشرعي العام > طه
---
طه
---
أحمد المطيري
06 - 03 - 2003, 01:51 AM
لقد جرى نقاش بيني وبين البعض في كلمة طه:هل هي من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت له لادليل على أن طه من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وكان هويصر على أنه من الأسماء
فمن باب التأكد والتثبت رجعت لتفسير الطبري والبغوي وابن الجوزي والشوكاني ----فلم أجد أحدهم ذكرماقاله المخالف عدا الشوكاني قال: وقيل أنه من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر على ذلك دليلا - انتهى
والرسول صلى الله عليه وسلم حينما ذكر أسمائه الشريفة لم يذكر طه منها
فهل جاء حديث ولو ضعيف في اسم طه؟
---
أبو مصعب الجهني
06 - 03 - 2003, 02:50 AM
سمعت الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ يقول
(لم يثبت لا في حديث صحيح ولا ضعيف أن طه من أسماء النبي صلى
الله عليه وسلم)
---
أبو خالد السلمي
06 - 03 - 2003, 04:15 AM
ليس للقائلين بأن (طه) و (يس) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم حجة سوى أنه ورد بعدهما في القرآن ضمير خطاب يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم
وذلك في قوله تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
وقوله (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين)
فادعوا أن عودة ضمير الخطاب على المخاطب بطه ويس
ويجاب عن هذه الحجة الواهية بأن هذا له نظائر في القرآن فما دمتم لم تلتزموا اطراد القاعدة فلا حجة لكم في طه ويس
فمن ذلك قوله تعالى (المص كتاب أنزل إليك) فهل (المص) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وقوله (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون) فهل ن من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ما أجابوا به عن ن و المص أجبنا به عن طه ويس.
تنبيه: إذا تسمى الإنسان ياسين على اسم نبي الله إلياس فحسن وهو من باب التسمي بأسماء الأنبياء
وذلك لأن من أسماء إلياس عليه السلام ياسين كما تدل عليه قراءة نافع المتواترة (سلام على آل ياسين) على أن آل الرجل تطلق على الرجل نفسه أو على الرجل وأهله.
---
ابو عبدالله الرفاعي
06 - 03 - 2003, 04:32 AM
أخانا (أبو مصعب) رحم الله الشيخ ابن عثيمين، روي حديث في هذا ولكنه واه بمرة،والله أعلم، أوله: ان لي عشرة اسماء، أخرجه ابن مردوية، وابن عدي، وابن عساكر.
---
أحمد المطيري
06 - 03 - 2003, 12:29 PM
بارك الله فيكم وزادكم علما وتوفيقا
---
أبو مقبل
07 - 03 - 2003, 03:18 PM
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه تحفة المودود بأحكام المولود:
(وأما مايذكره العوام: أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب وإنما هذه الحروف مثل الم ,و حم ,وألر ,ونحوها.). ا. هـ
---
أبو تيمية إبراهيم
07 - 03 - 2003, 05:11 PM
و كذلك قاله ابن القيم في الصواعق المرسلة 2/ 694 و في التبيان في اقسام القران ص: 271
---
==
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 - 08 - 06, 02:33 م]ـ
روى حديث لي عشرة اسماء جمع منهم ابن مردويه في تفسيره وسنده بكامله عند السيوطي في الرياض الأنيقة وأبو نعيم في الدلائل والديلمي من طرق تنتهي إلى أبي يحيى إسماعيل التيمي عن سيف بن وهب قال سمعت أبا الطفيل قال قال رسول الله لي عشرة أسماء عند ربي
قال أبو الطفيل حفظت ثمانية ونسيت اثنين أنا محمد وأحمد والفاتح والخاتم وأبو القاسم والحاشر والعاقب والماحي
قال: فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر فقال يا سيف ألا أخبرك بالإسمين قلت بلى قال يس وطه.
قال ابن دحية هذا سند لا يساوي شيئا يدور على وضاع وهو أبو يحيى وضعيف وهو سيف.
قلت سيف قال عنه أحمد ضعيف وقال يحيى هالك وقال النسائي ليس بثقة، وخلاصة حكم ابن حجر عليه أنه لين الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/401)
أما أبو يحيى ففي معظم الطرق (اسماعيل أبو يحيى) ووقع عند ابن دحية (اسماعيل بن يحيى) فلذا قال عنه كذاب وتبعه الزبيدي في الإتحاف ثم قال سنده ضعيف جدا
قلت وهذا الراوي له ترجمة في اللسان 1/ 442 ولا يخفى ما فيه.
لكن وقع عند ابن عساكر إسماعيل بن إبراهيم التيمي أبو يحيى وهو من طبقة أعلى من طبقة السابق وهو الراوي عن سيف كما في التهذيب 1/ 281 و 4/ 298 ومن رجال الترمذي وابن ماجه ولم يتهمه أحد بالوضع كما فعلوا مع الأول وجاء التصريح باسمه عند أبي نعيم في الدلائل ص 61
يؤيد ما سبق اكتفاء العراقي بالحكم عليه بالضعف في تعليقه على الإحياء كما في 2/ 383
وهو الصواب
ثم بعد كتابة ما سبق وجدت كلاما للشامي يوافق ما توصلت إليه: فقال: ليس بموضوع, هما اثنان اسماعيل بن يحيى مجمع على تركه وليس هو الذي في سند هذا الحديث وإسماعيل بن إبراهيم التيمي سمي هو وأبو في رواية ابن عساكر وهو كما قال الحافظ في التقريب ضعيف اهـ
قال الزرقاني: أي لا وضاع فيكون في سنده ضعيفان فهو ضعيف فقط
ورواه البيهقي عن محمد بن الحنفية مرسلا فيعضد.
شرح الزرقاني 3/ 175
قلت وسيأتي ما زعمه شاهدا يعضده.
وراجع الرياض الأنيقة ص 29 للسيوطي لبقية الأسانيد
أما بالنسبة لاسم طه
فقد قال السيوطي ص 204 ذكره خلائق من المفسرين والمحدثين في أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم ومر في حديث أبي الطفيل في المقدمة وقيل أراد يا طاهر من العيوب والذنوب ويا هادي إلى كل خير، ذكره الواسطي
أما اسم يس
فقال السيوطي عنه ص 272:
ذكره خلق وتقدم في حديث أبي الطفيل في المقدمة وقال البيهقي في الدلائل أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار (ضعيف وسماعه للسيرة صحيح) ثنا وكيع عن أسماعيل الأزرق (ضعيف، نقم على وكيع لروايته عنه) عن ابن عمر (صدوق) عن محمد بن الحنفية (ثقة عالم) قال يس، محمد صلى الله عليه وآله وسلم
(زاد في الدر ابن أبي شيبة وابن المنذر وهو في ابن عساكر ص 23)
لكن قال السهيلي لو كان اسما له صلى الله عليه وآله وسلم لقال ياسين بالضم كما قال يوسف أيها الصديق
قال ابن دحيه وهذا غير لازم فإن الكلبي قرأها بالضم أي على حذف حرف النداء.
اهـ
وانظر دلائل النبوة 1/ 127 أو 101
والدر عند تفسير إلياسين في سورة الصافات
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:02 م]ـ
قد تجد هنا فائدة:
http://saaid.net/Doat/sudies/39.htm
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن الحجج التي يحتج بها القائل بأن اسم ((طه)) من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام هي ما يفهم من الآية التي تلي هذه الآية مباشرة, فبداية السورة هي: ((طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)) فيقول المخالف أن الله خاطب نبيه عليه الصلاة والسلام بعد ورود كلمة (طه) مما يثبت أن هذه اللفظة هي اسم من أسماء النبي عليه الصلاة والسلام, بمعنى ... يا طه (اسم الرسول عليه الصلاة والسلام) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.
وهذا القول غير صحيح ومردود, ورده من القرآن أيضاً ... فنرى أن سورة الأعراف بدأت ب ((المص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين)) فهل من عاقل يثبت أن ((المص)) هي من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام!!!
ومثل ذلك في بداية سورة ابراهيم ... وسورة مريم.
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 09:01 م]ـ
الحمد لله،
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه " تحفة المودود بأحكام المولود ":
" و مما يمنع منه التسمية بأسماء القرآن و سوره، مثل طه و يس و حم، و قد نص مالك على كراهة التسمية ب يس ذكره السهلي، و أما يذكره العوام أن يس و طه من أسماء النبي فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح و لا حسن و لا مرسل و لا أثر عن صاحب، و إنما هذه الحروف مثل الم وحم و الر و نحوها. "
و يقول الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ في رسالته " تسمية المولود ":
"وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل: طه، يس، حم ... " وأما ما يذكره العوام أن يس و طه من أسماء النبي صلى الله عليه و سلم فغير صحيح. "
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[20 - 08 - 06, 09:19 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=456766#post456766
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 09:43 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79603
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 05:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله في الجميع وأحسن إليكم فقد أجدتم وأفدتم
نفع الله بكم
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[21 - 08 - 06, 08:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخى الكريم ونفعنا بعلمك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/402)
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:39 م]ـ
ماذا عن من سماه والده بطه أو ياسين، هل يغير اسمه أم أنه لا بأس بالاحتفاظ باسمه؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:02 ص]ـ
وممن نص على أنها لا تصح أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم العلامةُ محمد العثيمين في شرح نظم الورقات ص141
عند قول الناظم: أفعال طه صاحب الشريعة ...
وص225 عند قول الناظم:
ففي قبول قول طه المصطفى ...
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[23 - 08 - 06, 04:10 ص]ـ
أعتقد أن الشيخ أبو خالد السلمي -حفظه الله- قد أجاد في هذا الرد فجزاه الله خير الجزاء ..
و جزى الله شيخنا إحسان العتيبي خير الجزاء على هذا النقل الرائع ..
أبو خالد السلمي
06 - 03 - 2003, 04:15 AM
ليس للقائلين بأن (طه) و (يس) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم حجة سوى أنه ورد بعدهما في القرآن ضمير خطاب يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم
وذلك في قوله تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
وقوله (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين)
فادعوا أن عودة ضمير الخطاب على المخاطب بطه ويس
ويجاب عن هذه الحجة الواهية بأن هذا له نظائر في القرآن فما دمتم لم تلتزموا اطراد القاعدة فلا حجة لكم في طه ويس
فمن ذلك قوله تعالى (المص كتاب أنزل إليك) فهل (المص) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وقوله (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون) فهل ن من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ما أجابوا به عن ن و المص أجبنا به عن طه ويس.
تنبيه: إذا تسمى الإنسان ياسين على اسم نبي الله إلياس فحسن وهو من باب التسمي بأسماء الأنبياء
وذلك لأن من أسماء إلياس عليه السلام ياسين كما تدل عليه قراءة نافع المتواترة (سلام على آل ياسين) على أن آل الرجل تطلق على الرجل نفسه أو على الرجل وأهله.
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:00 ص]ـ
أخي الكريم: للعلامة بكر أبو زيد كلام نفيس في هذا الموضوع في كتابه (الماتع معجم المناهي اللفظية) فراجعه إن أردت
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[23 - 08 - 06, 10:00 ص]ـ
قال العلامة بكر أبو زيد:
طه:?
تسمية المولود بأسماء سور القرآن، وفواتح السور يأتي في حرف العين: عبدالرسول. وفي حرف الواو: وصال. وأما أنه اسم من أسماء النبي ? فإليك البيان ببحث جامع لأسماء نبينا ورسولنا محمد ?:
((طه)): آية شريفة من آيات القرآن العظيم، وبها افتتح الله سبحانه هذه السورة، وسميت بذلك.
وأما تسمية النبي ? به فلا أصل له.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -:
(ومما يمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسورة مثل: طه، ويس، وحم، وقد نصَّ مالك على كراهة التسمية بـ ((يس)) ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوام: أنَّ: يس، وطه، من أسماء النبي ? فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح، ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والر، ونحوها) انتهى.
وعن أبي الطفيل- رضي الله عنه- قال: قال النبي ?: ((إن لي عند ربي عشرة أسماء .. )) قال أبو يحي: وزعم سيف أن أبا جعفر قال له: إن الاسمين الباقيين: طه، ويس.
فظاهر أن ذكرهما ليس في المرفوع، وإنما من كلام أبي جعفر. ثم هذا الحديث ضعيف؛ لأن في سنده: إسماعيل بن إبراهيم وسيف بن وهب التميميين. وهنا: - حماية لجناب نبينا ورسولنا محمد بن عبدالله المطلبي الهاشمي ? وحماية لسنته، وإتباعاً لها – أسوق قواعد جوامع، وفوائد فرائد في ((أسماء النبي ?)) فإلى بيانها:
أولاً: عن جبير بن مطعم – رضي الله عنه – أن رسول الله ? قال: ((إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب – في لفظ مسلم: الذي ليس بعدي أحد، وفي الترمذي: الذي ليس بعدي نبي)) متفق عليه. ورواه الترمذي والنسائي.
وقد جمع السيوطي في أول كتابه: ((الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة)) روايات الحديث وألفاظه وأشار إلى أن ((خمسة)) في ثبوتها شيء وإن ثبتت فلعلها من الراوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/403)
ثانياً: اعلم أن النبي ? اختص بتعدد أسمائه ? دون غيره من البشر وفي تعليل هذه الخصوصية يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في تسمية المولود بأكثر من اسم: (لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم: التعريف، والتمييز، والاسم كافٍ، وليس كأسماء المصطفى ?؛ لأن أسماءه كانت نعوتاً دالة على كمال المدح، لم تكن إلا من باب تكثير الأسماء؛ لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب) (13) انتهى.
ثالثاً: أُلِّف في أسماء النبي ? عدة مؤلفات وفي ((كشف الظنون)) و ((ذيليه)) تسمية أربعة عشر كتاباً، كما في ((معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي)) للشيخ عبدالله بن محمد الحبشي اليماني. ص/ 435 – 436. وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس. وغيرهم.
وتبحث مستفيضة في كتب السير، والخصائص النبوية، والشروح الحديثية، كما في ((عارضة الأحوذي 10/ 281)).
وقد طبع منها ((الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة)) للسيوطي.
وفي ((الضوء اللامع)) للسخاوي 2/ 66 ذكر السخاوي أن السيوطي اختلس منه الكتاب في كتب أخرى.
رابعاً: في عددها:
1. جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى.
2. وعد منها الجزولي في ((دلائل الخيرات)) مائتي اسمٍ (14).
3. أوصلها ابن دحية في كتابه ((المستوفى في أسماء المصطفى)) نحو ثلاثمائة اسم.
4. وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال: لله ألف اسم ولرسوله ? ألف اسم.
خامساً: أسماء النبي ? توقيفية، لا يسمى باسم إلا إذا قام الدليل عليه، كما في حديث أبي الطفيل المتقدم – رضي الله عنه – وما سوى ذلك فعلى أنحاء:
1. كثير منها ذكرت على سبيل التسمية له ? والحال أنها أوصاف كريمة لهذا النبي الكريم ? كما بين ذلك النووي في ((تهذيب الأسماء واللغات 1/ 22)) وعند السيوطي في ((الرياض الأنيقة)) ص / 35.
2. تبين أن الذي له أصل في النصوص إما اسم، وهو القليل، أو وصف، وهو أكثر، وما سوى ذلك فلا أصل له، فلا يطلق على النبي ? حماية من الإفراط والغلو، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو، وإطراء.
وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا ((المعجم)) للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ? وهي كثيرة جداً، ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية، مثل: ((دلائل الخيرات)) للجزولي، ومنها: أحيد. وحيد. منح. مدعو. غوث. غياث. مقيل العثرات. صفوح عن الزلات. خازن علم الله. بحر أنوارك. معدن أسرارك. مؤتي الرحمة. نور الأنوار. السبب في كل موجود. حاء الرحمة. ميم الملك. دال الدوام. قطب الجلالة. السر الجامع. الحجاب الأعظم. آية الله.
وقد كانت هذا الأسماء يطبع منها ((99)) اسماً في الغلاف الأخير ((للمصحف))، ويثبت في غلافه الأول ((99)) اسماً من أسماء الله تعالى وذلك في ((الطبعة الهندية)). ولشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز: فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها، فجرد منها، جزاه الله خيراً.
وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف، وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي ? مما لم يرد عنه ?. والله المستعان.
وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة، ورد فيه الخاطر على الخاطر – فلله الحمد وحده – وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في ((شرح كفاية المتحفظ)) لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه:
(ثم – أي مؤلف كفاية المتحفظ – وصفه – أي وصف النبي ? - بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه: ((خاتم النبيين)) سيْراً على جادة الأدب؛ لأن وصفه بما وصفه الله به – مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى ? بسواها – فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف، يبلغ به حقيقة مدحه – عليه الصلاة والسلام -، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره – عليه السلام – على ما وردت به الشرع الطاهرة كتاباً وسنة دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب) انتهى.
وقال حفظه الله: في ((تسمية المولود)) ذكرت: الأصل التاسع: في الأسماء المكروهة وهذا نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/404)
(الأصل التاسعُ: في الأسماءِ المكروهةِ: يمكنُ تصنيفها على ما يلي:
1. تُكرهُ التَّسميةُ بما تنفُرُ منهُ القلوبُ؛ لمعانيها، أو ألفاظِها، أو لأحدِهما؛ لما تُثيرهُ مِن سُخريةٍ وإحراجٍ لأصحابِها وتأثيرٍ عليهم؛ فضلاً عن مُخالفةِ هدي النبي ? بتحسين الأسماءِ:
ومنها: حرْب، مُرَّة، خنْجر، فاضِح، فحيط، حطيحط، فدْغوش ... وهذا في الأعرابِ كثيرٌ، ومن نظر في دليل الهواتفِ رأى في بعضِ الجهاتِ عجباً!
ومنها: هُيام وسُهام؛ بضم أولهما: اسم لداء يُصيب الإبل.
ومنها: رُحاب وعفلق، ولكل منهما معنىً قبيحٌ.
ومنها: نادية؛ أي: البعيدة عن الماء.
2. ويُكرهُ التسمِّي بأسماءٍ فيها معانٍ رخوةٌ شهوانيةٌ، وهذا في تسمية البناتِ كثيرٌ، ومنها: أحلام، أريج، عبير، غادة (وهي التي تتثنَّى تيهاً ودلالاً)، فتنة، نهاد، وِصال، فاتن (أي: بجمالها) شادية، شادي (وهما بمعنى المُغنِّية).
3. ويُكرهُ تعمُّدُ التَّسمِّي بأسماءِ الفُساقِ الماجنين من الممثِّلين والمطربين وعُمَّارِ خشباتِ المسارحِ باللهوِ الباطلِ.
ومن ظواهر فراغ بعض النفُّوسِ مِن عزَّةِ الإيمان ِ: أنهم إذا رأوْه مسرحيةً فيها نسوةٌ خليعاتٌ؛ سارعوا مُتهافتين إلى تسميةِ مواليدِهم عليها، ومن رأى سجِلاَّتِ المواليدِ التي تُزامِنُ العرض؛ شاهد مصداقيَّة ذلك ... فإلى اللهِ الشكوى.
4. ويُكرهُ التسميةُ بأسماءٍ فيها معانٍ تدلُّ على الإثمِ والمعصيةِ؛ كمثلِ (ظالم بن سرّاق)، فقد ورد أنَّ عثمان بن أبي العاصِ امتنع عن توليةِ صاحبِ هذا الاسمِ لمَّا علم أنَّ اسمه هكذا؛ كما في ((المعرفة والتاريخ)) (3/ 201) للفسوي.
5. وتُكرهُ التسميةُ بأسماءِ الفراعنةِ والجبابرة ومنها: فِرعونُ، قارونُ، هامانُ ...
6. ومنهُ التَّسميةُ بأسماءٍ فيها معانٍ غيرُ مرغوبةٍ؛ كمثلِ: (خبِيَّة بن كنَّاز)؛ فقد ورد أن عمر رضي اللهُ عنهُ قال عنهُ: ((لا حاجة لنا فيهِ؛ هُو يخبِّئُ، وأبوهُ يكنزُ))؛ كما في ((المؤتلف والمختلف)) (4/ 1965) للدار قطني.
7. ويُكرهُ التسمِّي بأسماءِ الحيواناتِ المشهورةِ بالصِّفاتِ المستهْجنةِ، ومنها التَّسميةُ بما يلي: حنش، حِمار، قُنْفذ، قُنيفذ، قِرْدان، كلْب، كُليب.
والعربُ حين سمَّت أولادها بهذه؛ فإنَّما لما لحِظتْهُ مِن معنى حسنٍ مرادٍ: فالكلبُ لما فيهِ من القيظةِ والكسْب، والحمارُ لما فيه مِن الصَّبر والجلد، وهكذا ... وبهذا بطل غمْزُ الشُّعوبيَّةِ للعربِ كما أوضحهُ ابنُ دُريدٍ وابنُ فارسِ وغيرُهما.
8. وتُكرهُ التَّسميةُ بكُلِّ اسمٍ مُضافٍ مِن اسمٍ أو مصدرٍ أو صفةٍ مُشبَّهة مضافةٍ إلى لفظِ (الدينِ) ولفظ (الإسلام)؛ مثل: نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام .. وذلك لعظيمِ منزلةِ هذين اللفظين (الدين) و (الإسلام)، فالإضافةُ إليهما على وجْهِ التَّسميةِ فيها دعوى فجَّةٌ تُطِلُّ على الكذبِ، ولهذا نصَّ بعضُ العلماءِ على التَّحريمِ، والأكثرُ على الكراهةِ؛ لأنَّ منها ما يوهِمُ معاني غير صحيحةٍ ممَّا لا يجوزُ إطلاقُه، وكانت في أوَّلِ حدوثها ألقاباً زائدةُ عن الاسمِ، ثم استُعْمِلتْ أسماءً.
وقد يكونُ الاسمُ من هذه الأسماء منهيّاً عنهُ من جهتينِ؛ مثلُ شهابِ الدين؛ فإنَّ الشهابَ: الشُّعلةُ مِن النَّارِ، ثم إضافةُ ذلك إلى الدِّينِ، وقد بلغ الحالُ في إندونيسيا التسمية بنحوِ: ذهبِ الدِّينِ، ماسِ الدِّين!
وكان النوويُّ – رحمه الله تعالى – يكرهُ تلقيبهُ بمُحيي الدِّين، وشيخُ الإسلام ابنُ تيمية – رحمه الله تعالى – يكْرهُ تلقيبهُ بتقيِّ الدِّين، ويقولُ: ((لكنَّ أهْلي لقَّبوني بذلك فاشتهر)).
وقد بيَّنْتُ ذلك في ((تغريب الألقاب)).
وأوَّلُ منْ لُقِّب في الإسلامِ بذلك هُو بهاءُ الدَّولةِ ابنُ بُويْه (رُكْن الدِّين) في القرن الرابع الهجري.
ومن التَّغالي في نحوِ هذه الألقابِ: زين العابدين، ويختصرونه بلفظ (زيْنل) وقسَّام علي، ويختصرونه بلفظ: (قسْملي).
وهكذا يقولون – وبخاصَّةٍ لدى البغادِدة – في نحو: سعدِ الدِّينِ، عِزِّ الدِّينِ، علاءِ الدِّينِ: سعْدي، عِزِّي، علائي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/405)
والرَّافضةُ يذكرون أن النبي ? سمَّى عليَّ بن الحسين ابن عليِّ بن أبي طالبٍ – رحمه اله تعالى -: سيِّد العابدينَ، وهذا لا أصل لهُ؛ كما في: ((منهاج السُّنة)) (4/ 50)، و ((الموضوعات)) لابن الجوزي (2/ 44 / 45)، وعلي بن الحسين من التابعين، فكيف يسمِّيهِ النبيُّ ? بذلك؟! فقاتل اللهُ الرَّافضة ما أكذبهُمْ وأسخف عقولهُم!
ومن أسوإ ما رأيتُ مِنها التسميةُ بقولِهم: جلب الله؛ يعني: كلب الله! كما في لهجة العراقيين، وعند الرَّافضة منهم يسمُّونه: جلب علي؛ أي: كلب علي! وهم يقصدون أنْ يكون أميناُ مثل أمانةِ الكلبِ لصاحبهِ.
9. وتُكرهُ التسميةُ بالأسماءِ المركَّبِةِ؛ مثل: محمَّد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً هو الاسم، ومحمدُ للتبرُّك ..... وهكذا.
وهي مدعاةٌ إلى الاشتباهِ والالْتباسِ، ولذا لم تكُنْ معروفةً في هدْيِ السَّلف، وهي مِن تسمياتِ القُرونِ المُتأخِّرةِ؛ كما سبقتِ الإشارةُ إليه.
ويُلحقُ بها المضافةُ إلى لفظِ (الله)؛ مثل: حسب الله، رحمة الله، جبرة الله؛ حاشا: عبدالله؛ فهو من أحبِّ الأسماءِ إلى الله.
أو المضافةُ إلى لفظِ الرسولِ؛ مثلُ: حسب الرسول، وغُلام الرسول ... وبيَّنتها في ((تغريب الألقاب)).
10. وكرِه جماعةٌ مِن العلماءِ التسمِّي بأسماءِ الملائكةِ عليهم السَّلامُ؛ مثل: جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل.
أمَّا تسميةُ النِّساء بأسماءِ الملائكةِ؛ فظاهِرُ الحرمةِ؛ لأن فيها مضاهاةً للمشركين في جعْلِهِم الملائكة بناتِ اللهِ، تعالى اللهُ عن قولِهم.
وقريبٌ مِن هذا تسميةُ البنتِ: ملاكٌ، ملكة، وملكْ.
11. وكرِه جماعةٌ مِن العلماءِ التَّسمية بأسماءِ سُورِ القرآنِ الكريمِ؛ مثل: طه، يس، حم ....
((وأما ما يذكُرهُ العوامُّ أن يس وطه مِن أسماءِ النبي ?؛ فغيرُ صحيحٍ))) ا هـ.(65/406)
استشارة (بارك الله فيكم)
ـ[أم سليمان]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدد من الأسئلة أثابكم الله1
أ- لدي عدد من الموضوعات لرسالة الماجستير (ما الأفضل منها)
1 - قواعد في توحيد العبادة عند شيخ الإسلام ابن تيمة.
2 - موقف العلامة ابن القيم من الإمامة _ النصارى أوغيرة.
ب- أريد من أهل الخبرة أقتراحهم لموضوعات جيدة لم يكتب فيها،مع أقتراح لعناصر الموضوع حتى يمكن فهمه جيدا.
ج- لدي مخطوطة لابن حمدان رحمه الله المدرس بالمسجد الحرام حديثةنسبيا _ ونسخة واحدة بخط المؤلف هل يمكن تحقيقا وهل تقبل؟
شاكرة وداعية لكم ,,,,,,,,,,,,,,,
ودمتم بصحة وخير وعافية.
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لدي موضوعان:
1 - دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وموقف المستشرقين منها.
2 - منهج شيخ الأسلام ابن تيمية في القضاء والقدر.(65/407)
مفعول بمعنى فعل
ـ[كاتب]ــــــــ[20 - 08 - 06, 10:28 ص]ـ
مفعول بمعنى فاعل
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
#1 15/ 05/06, 06:06 06:06:31 PM
كاتب
عضو جديد تاريخ الانضمام: 20/ 07/05
المشاركات: 65
مفعول بمعنى فاعل
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ...
هل يتكرم أحد الأفاضل بإفادتي بشواهد لغوية توضح ورود كلمة (مفعول) بمعنى (فاعل) ... كمثال: العرب تقول فلان (ميمون) بمعنى (يامن) ... وفي التنزيل (حجابا مستورا) بمعنى (ساترا) ... وهكذا ... وجزاكم الله خيرا.
__________________
طويلب العلم
أبو عبد الرحمن
magshahawey@gmail.com
كاتب
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى كاتب
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى كاتب
البحث عن كافة المشاركات بواسطة كاتب
إضافة كاتب إلى قائمة الأصدقاء
#2 16/ 05/06, 12:46 12:46:10 PM
أحمد محمود الأزهري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 26/ 09/04
المشاركات: 77
--------------------------------------------------------------------------------
ومن ذلك:
قوله تعالى: "إنَّهُ كان وَعْدُهُ مأتِيّا" أي آتيا.
نقلا عن فقه اللغة للثعالبي.
__________________
أحمد محمود الأزهري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أحمد محمود الأزهري
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أحمد محمود الأزهري
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أحمد محمود الأزهري
إضافة أحمد محمود الأزهري إلى قائمة الأصدقاء
#3 16/ 05/06, 05:20 05:20:36 PM
كاتب
عضو جديد تاريخ الانضمام: 20/ 07/05
المشاركات: 65
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
ومدَّ الله عمرك في طاعته ... وهل من شواهد أخرى؟
وشكرا لكم
__________________
طويلب العلم
أبو عبد الرحمن
magshahawey@gmail.com
كاتب
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى كاتب
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى كاتب
البحث عن كافة المشاركات بواسطة كاتب
إضافة كاتب إلى قائمة الأصدقاء
#4 16/ 05/06, 06:50 06:50:58 PM
أبو سلمى رشيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 12/ 03/06
محل السكن: الجزائر
المشاركات: 88
معيون
--------------------------------------------------------------------------------
قال بدر بن عامر الهذلي:
ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون
وماءٌ مَعْيُونٌ ظاهر، تراه العَينُ جارياً على وجه الأرض.
قال بعضهم: جَرَّه على الجِوارِ، وإنما حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأنه نعت لماء؛ وقال بعضهم: هو مفعول بمعنى فاعل. وماءَ معِينٌ كمَعْيُونٍ، وقد اخْتُلفَ في وزنه فقيل: هو مَفْعُولْ وإن لم يكن له فعل، وقيل: هو فَعِيلٌ من المَعْنِ، وهو الاستقاء، وقد ذكر في الصحيح. أبو سعيد: عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء؛ وقال الطِّرمَّاحُ: ثم آلَتْ، وهي مَعْيُونَةٌ من بَطيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أراد أنها طَمَتْ ثم آلت أي رجعت.
نقلا عن http://www.alargam.com/sorts/ain/7.htm
والله أعلم
__________________
أبو سلمى رشيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو سلمى رشيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو سلمى رشيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو سلمى رشيد
إضافة أبو سلمى رشيد إلى قائمة الأصدقاء
#5 16/ 05/06, 07:04 07:04:55 PM
أبو سلمى رشيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 12/ 03/06
محل السكن: الجزائر
المشاركات: 88
مسيح
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
ساح فى الأرض أى ذهب… وقد ساح, ومنه المسيح بن مريم عليهما السلام, فى بعض الأقاويل: كان يذهب فى الأرض فأينما أدركه الليل صفّ قدميه و صلى حتى الصباح, فاذا كان كذلك فهو مفعول بمعنى فاعل.
والله أعلم
__________________
أبو سلمى رشيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو سلمى رشيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو سلمى رشيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو سلمى رشيد
إضافة أبو سلمى رشيد إلى قائمة الأصدقاء
#6 16/ 05/06, 11:28 11:28:29 PM
كاتب
عضو جديد تاريخ الانضمام: 20/ 07/05
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/408)
المشاركات: 65
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ...
لا حرمكم الله الأجر والثواب ... وجزاكم خيرا ..
__________________
طويلب العلم
أبو عبد الرحمن
magshahawey@gmail.com
كاتب
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى كاتب
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى كاتب
البحث عن كافة المشاركات بواسطة كاتب
إضافة كاتب إلى قائمة الأصدقاء
#7 17/ 05/06, 01:06 01:06:10 AM
أبو عبد المعز
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 459
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم.
صيغة المفعول مرادا بها الفاعل في القلب منها شيء ...... وما ذكر منه من الأمثلة هو عدول عن الظاهر بدون سبب ......
فقوله تعالى:"إنَّهُ كان وَعْدُهُ مأتِيّا"
قال الطبري:
{إنه كان وعده مأتيا} يقول تعالى ذكره: إن الله كان وعده ووعده في هذا الموضع موعوده وهو الجنة مأتيا يأتيه أولياؤه وأهل طاعته الذين يدخلوهموها الله وقال بعض نحويي الكوفة: خرج الخبر على أن الوعد هو المأتي ومعناه: أنه هو الذي يأتي ولم يقل: وكان وعده آتيا لأن كل ما أتاك فأنت تأتيه وقال: ألا ترى أنك تقول: أتيت على خمسين سنة وأتت علي خمسون سنة وكل ذلك صواب .. انتهى.
وشبيه به قوله تعالى
{لا ينال عهدي الظالمين} قال: إنه سيكون في ذريتك ظالمون وأما نصب {الظالمين} فلأن العهد هو الذي لا ينال الظالمين
وذكر أنه في قراءة ابن مسعود: لا ينال عهدي الظالمون بمعنى: أن الظالمين هم الذين لا ينالون عهد الله
وإنما جاز الرفع في الظالمين والنصب وكذلك في العهد لأن كل ما نال المرء فقد ناله المرء كما يقال: نالني خير فلان ونلت خيره فيوجه الفعل مرة إلى الخير ومرة إلى نفسه ...
وما ذكره الأخ أبو سلمى عن المسيح ..... مستبعد جدا ...... فالمسيح مشتق من المسح لا من السياحة ..... والميم أصلية في الصيغة ..... وسبب التسمية أن بني إسرائيل كان من عادتهم مسح ملوكهم بالزيت في طقوس التنصيب .... وعليه تكون صيغة مسيح فعيل بمعنى مفعول ممسوح ....... كما تقول جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول ..... والمسيح باللاتينية Christ
له علاقة بالزيت ...... ومن الزيوت المشهورة كريسطال ... والاشتقاق واحد.
الأولى -في نظري-منع صيغة المفعول يراد بها الفاعل تفاديا للبس ...... إلا إذا جاء عن العرب ما يفيد ذلك قطعا ..... لكن ما جاء عنهم قليل كما يظهر وهو مع قلته يكتفى بظاهر الصيغة كما في مأتي السابقة.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو عبد المعز
إضافة أبو عبد المعز إلى قائمة الأصدقاء
#8 17/ 05/06, 08:17 08:17:34 AM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 1,858
--------------------------------------------------------------------------------
ما ذكره الأخ أبو سلمى عن اشتقاق مسيح من (ساح) ليس قولَه، إنما هو كلام بعض أهل العلم، كابن سيده في المخصص والمحكم، وقد ذكره قولا، ولم يرجحه.
وفي اشتقاق المسيح عشرون قولا ذكرها القرطبي في تذكرته، وذكر الفيروزآبادي في قاموسه أن في اشتقاقه خمسين قولا!
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
لم يسبقه سابق إلى هذا القول .. الرجاء الإفادة
حاجة الناس إلى التصنيف - سلسلة شرح الآجرومية للمبتدئين - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
أبو مالك العوضي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو مالك العوضي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو مالك العوضي
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو مالك العوضي
إضافة أبو مالك العوضي إلى قائمة الأصدقاء
#9 17/ 05/06, 03:43 03:43:53 PM
عمرو عبدالله الظاهري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 13/ 11/05
المشاركات: 72
--------------------------------------------------------------------------------
اتفق مع الاخ ابي عبدالمعز فيما يقول , فأنا أرفض أن يأتي مفعول بمعنى فاعل أو العكس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/409)
فهذا يفترض فيه عقلا تساوي الطرفين وهذا ما لا يقول به أحد
لذا أرجو من أخي كاتب أن يحاول أن يدقق في الامثلة التي ذكرها السادة اللغويون النحويون فليس كل ما يقال يؤخذ على أنه من المسلمات
والله أعلى وأعلم
__________________
عمرو عبدالله الظاهري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عمرو عبدالله الظاهري
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عمرو عبدالله الظاهري
البحث عن كافة المشاركات بواسطة عمرو عبدالله الظاهري
إضافة عمرو عبدالله الظاهري إلى قائمة الأصدقاء
#10 17/ 05/06, 04:55 04:55:25 PM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 1,858
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عمرو عبدالله الظاهري
اتفق مع الاخ ابي عبدالمعز فيما يقول , فأنا أرفض أن يأتي مفعول بمعنى فاعل أو العكس
فهذا يفترض فيه عقلا تساوي الطرفين وهذا ما لا يقول به أحد
لذا أرجو من أخي كاتب أن يحاول أن يدقق في الامثلة التي ذكرها السادة اللغويون النحويون فليس كل ما يقال يؤخذ على أنه من المسلمات
والله أعلى وأعلم
الأخ الفاضل، يرجى توضيح هذه العبارة
وفقكم الله
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
لم يسبقه سابق إلى هذا القول .. الرجاء الإفادة
حاجة الناس إلى التصنيف - سلسلة شرح الآجرومية للمبتدئين - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
أبو مالك العوضي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو مالك العوضي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو مالك العوضي
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو مالك العوضي
إضافة أبو مالك العوضي إلى قائمة الأصدقاء
#11 18/ 05/06, 12:39 12:39:00 PM
أبو سلمى رشيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 12/ 03/06
محل السكن: الجزائر
المشاركات: 88
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك العوضي
ما ذكره الأخ أبو سلمى عن اشتقاق مسيح من (ساح) ليس قولَه، إنما هو كلام بعض أهل العلم، كابن سيده في المخصص والمحكم، وقد ذكره قولا، ولم يرجحه.
بارك الله فيك الأخ أبو مالك ونفعنا بعلمك، أما أنا فلا أزال مبتدئا فأنا لي أن أرجح؟. ابتسامة صغيرة.
__________________
أبو سلمى رشيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو سلمى رشيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو سلمى رشيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو سلمى رشيد
إضافة أبو سلمى رشيد إلى قائمة الأصدقاء
#12 18/ 05/06, 04:36 04:36:27 PM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 1,858
--------------------------------------------------------------------------------
وفيك بارك يا أخي الفاضل
وأنا قصدتُ أن أنفي عنك ابتداع هذا الكلام بنسبته إلى أهل العلم.
وإنما قصدتُ أن ابن سيده لم يرجح هذا القول.
وجزاك الله خيرا
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
لم يسبقه سابق إلى هذا القول .. الرجاء الإفادة
حاجة الناس إلى التصنيف - سلسلة شرح الآجرومية للمبتدئين - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
أبو مالك العوضي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو مالك العوضي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو مالك العوضي
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو مالك العوضي
إضافة أبو مالك العوضي إلى قائمة الأصدقاء
#13 20/ 05/06, 08:15 08:15:45 PM
عبيد السعيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 11/05
المشاركات: 8
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد المعز
السلام عليكم.
صيغة المفعول مرادا بها الفاعل في القلب منها شيء ...... وما ذكر منه من الأمثلة هو عدول عن الظاهر بدون سبب ......
فقوله تعالى:"إنَّهُ كان وَعْدُهُ مأتِيّا"
قال الطبري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/410)
{إنه كان وعده مأتيا} يقول تعالى ذكره: إن الله كان وعده ووعده في هذا الموضع موعوده وهو الجنة مأتيا يأتيه أولياؤه وأهل طاعته الذين يدخلوهموها الله وقال بعض نحويي الكوفة: خرج الخبر على أن الوعد هو المأتي ومعناه: أنه هو الذي يأتي ولم يقل: وكان وعده آتيا لأن كل ما أتاك فأنت تأتيه وقال: ألا ترى أنك تقول: أتيت على خمسين سنة وأتت علي خمسون سنة وكل ذلك صواب .. انتهى.
وشبيه به قوله تعالى
{لا ينال عهدي الظالمين} قال: إنه سيكون في ذريتك ظالمون وأما نصب {الظالمين} فلأن العهد هو الذي لا ينال الظالمين
وذكر أنه في قراءة ابن مسعود: لا ينال عهدي الظالمون بمعنى: أن الظالمين هم الذين لا ينالون عهد الله
وإنما جاز الرفع في الظالمين والنصب وكذلك في العهد لأن كل ما نال المرء فقد ناله المرء كما يقال: نالني خير فلان ونلت خيره فيوجه الفعل مرة إلى الخير ومرة إلى نفسه ...
وما ذكره الأخ أبو سلمى عن المسيح ..... مستبعد جدا ...... فالمسيح مشتق من المسح لا من السياحة ..... والميم أصلية في الصيغة ..... وسبب التسمية أن بني إسرائيل كان من عادتهم مسح ملوكهم بالزيت في طقوس التنصيب .... وعليه تكون صيغة مسيح فعيل بمعنى مفعول ممسوح ....... كما تقول جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول ..... والمسيح باللاتينية Christ
له علاقة بالزيت ...... ومن الزيوت المشهورة كريسطال ... والاشتقاق واحد.
الأولى -في نظري-منع صيغة المفعول يراد بها الفاعل تفاديا للبس ...... إلا إذا جاء عن العرب ما يفيد ذلك قطعا ..... لكن ما جاء عنهم قليل كما يظهر وهو مع قلته يكتفى بظاهر الصيغة كما في مأتي السابقة.
.
. السلام عليكم ورحمة الله ..
. فكيف نفسّر أخي الكريم قوله تعالى:
." حجاباً مستورا "
. وقوله تعالى:
." ويقولون حجراً محجورا "
.
__________________
عبيد السعيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبيد السعيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبيد السعيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة عبيد السعيد
إضافة عبيد السعيد إلى قائمة الأصدقاء
#14 20/ 05/06, 09:12 09:12:15 PM
أبو عبد المعز
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 459
--------------------------------------------------------------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله.
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} (45) سورة الإسراء
الحجاب لا يرى فهو مستور عن الأنظار ...
وحمل مستور على ساتر ضعيف ....... لأن من شان الحجاب أن يكون ساترا فيكون الوصف بدون فائدة إلا التأكيد ........
لكن على المعنى المختار-أي اعتبار ظاهر الصيغة- يتأسس معنى جديد وهو خفاء الستر نفسه .....
وهو ترجيح إمام المفسرين الطبري-رحمه الله-
حجر محجور .........
كلمة تقولها العرب ومعناها حرام محرم ...... الصيغة على ظاهرها أيضا ...
قال الطبري:
ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال: ثنا أبوأسامة عن الأجلح قال: سمعت الضحاك بن مزاحم و سأله رجل عن قول الله {و يقولون حجرا محجورا} قال: تقول الملائكة: حراما محرما أن تكون لكم البشرى
حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال: ثني أبي عن جدي عن الحسن عن قتادة: {ويقولون حجرا محجورا} قال: هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزل به شدة قال: حجرا يقول: حراما محرما ......
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو عبد المعز
إضافة أبو عبد المعز إلى قائمة الأصدقاء
#15 21/ 05/06, 12:13 12:13:37 AM
الحبيطري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 26/ 03/06
المشاركات: 15
--------------------------------------------------------------------------------
لو سمحتوا انا ممكن احصل على الا جا بة لهذه الاسئلة
ارى ام عمرو ودمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان اصبرا
مانوع هذا الاسلوب
فى هذا الاسلوب حكمان يتعلقان بالحذف والزيادة حددهما
صوب الجملتين الاتيتين
المجاهدتان هما الاحسن المجاهدان الاحسن
ادخل لم مرة ولن مرة على الكلمات الاتية وضعها فى جمل مفيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/411)
يعلو يشقى يسعى يهملون
متى يجزم المضارع فى جواب النهى ومتى يرفع فى جواب الطلب ممثلا لما تقول
متى يجوز فتح همزة ان وكسرها
__________________
قل لمن يدعي في العلم فلسفةً ... حفظت شيئاً وغابت عنك اشياءُ
الحبيطري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الحبيطري
البحث عن كافة المشاركات بواسطة الحبيطري
إضافة الحبيطري إلى قائمة الأصدقاء
#16 21/ 05/06, 12:25 12:25:42 AM
الحبيطري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 26/ 03/06
المشاركات: 15
--------------------------------------------------------------------------------
لو سمحتوا انا ممكن احصل على الا جا بة لهذه الاسئلة
ار ى ام عمرو ودمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان اصبرا
مانوع هذا الاسلوب
فى هذا الاسلوب حكمان يتعلقان بالحذف والزيادة حددهما
صوب الجملتين الاتيتين
المجاهدتان هما الاحسن المجاهدان الاحسن
ادخل لم مرة ولن مرة على الكلمات الاتية وضعها فى جمل مفيدة
يعلو يشقى يسعى يهملون
متى يجزم المضارع فى جواب النهى ومتى يرفع فى جواب الطلب ممثلا لما تقول
متى يجوز فتح همزة ان وكسرها
من الامثلة المشهورة قولهم
لاتاكل السمك وتشرب اللبن
اضبط هذه الجملة موضحا حركة الاعراب وماحدث فيها من تغيير
__________________
قل لمن يدعي في العلم فلسفةً ... حفظت شيئاً وغابت عنك اشياءُ
الحبيطري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الحبيطري
البحث عن كافة المشاركات بواسطة الحبيطري
إضافة الحبيطري إلى قائمة الأصدقاء
#17 21/ 05/06, 11:40 11:40:13 AM
عصام البشير
مشرف منتدى اللغة العربية تاريخ الانضمام: 07/ 03/02
محل السكن: المغرب
المشاركات: 1,692
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الحبيطري
الرجاء وضع مشاركتك في موضوع مستقل.
جزاك الله خيرا.
__________________
وكان ابن المقفع يقول:
إذا نزل بك أمر مهم فانظر: فإن كان لك فيه حيلة فلا تعجز، وإن كان مما لا حيلة فيه فلا تجزع.
الغيث المسجم (2/ 292).
عصام البشير
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عصام البشير
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عصام البشير
البحث عن كافة المشاركات بواسطة عصام البشير
إضافة عصام البشير إلى قائمة الأصدقاء
#18 21/ 05/06, 12:34 12:34:43 PM
كاتب
عضو جديد تاريخ الانضمام: 20/ 07/05
المشاركات: 65
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عمرو عبدالله الظاهري
اتفق مع الاخ ابي عبدالمعز فيما يقول , فأنا أرفض أن يأتي مفعول بمعنى فاعل أو العكس
جزاكم الله خيرا، ووفقكم ..
أما (فاعل) فقد يأتي بمعنى (مفعول) كثيرا، ومثاله: (خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ)، وفي كلام العرب: (همٌّ ناصِب) و (ليل دائم) .. والله أعلم
__________________
طويلب العلم
أبو عبد الرحمن
magshahawey@gmail.com
كاتب
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى كاتب
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى كاتب
البحث عن كافة المشاركات بواسطة كاتب
إضافة كاتب إلى قائمة الأصدقاء
#19 22/ 05/06, 12:15 12:15:56 AM
أبو سلمى رشيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 12/ 03/06
محل السكن: الجزائر
المشاركات: 88
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك العوضي
وفيك بارك يا أخي الفاضل
وأنا قصدتُ أن أنفي عنك ابتداع هذا الكلام بنسبته إلى أهل العلم.
وإنما قصدتُ أن ابن سيده لم يرجح هذا القول.
وجزاك الله خيرا
نعم نعم أنا فهمت هذا منك من الأول جزاك الله خيرا
__________________
أبو سلمى رشيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو سلمى رشيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو سلمى رشيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبو سلمى رشيد
إضافة أبو سلمى رشيد إلى قائمة الأصدقاء
#20 22/ 05/06, 01:52 01:52:13 PM
عبيد السعيد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 11/05
المشاركات: 8
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد المعز
وعليكم السلام ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/412)
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} (45) سورة الإسراء
الحجاب لا يرى فهو مستور عن الأنظار ...
وحمل مستور على ساتر ضعيف ....... لأن من شان الحجاب أن يكون ساترا فيكون الوصف بدون فائدة إلا التأكيد ........
لكن على المعنى المختار-أي اعتبار ظاهر الصيغة- يتأسس معنى جديد وهو خفاء الستر نفسه .....
وهو ترجيح إمام المفسرين الطبري-رحمه الله-
حجر محجور .........
كلمة تقولها العرب ومعناها حرام محرم ...... الصيغة على ظاهرها أيضا ...
قال الطبري:
ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال: ثنا أبوأسامة عن الأجلح قال: سمعت الضحاك بن مزاحم و سأله رجل عن قول الله {و يقولون حجرا محجورا} قال: تقول الملائكة: حراما محرما أن تكون لكم البشرى
حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال: ثني أبي عن جدي عن الحسن عن قتادة: {ويقولون حجرا محجورا} قال: هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزل به شدة قال: حجرا يقول: حراما محرما ......
. أستاذي أبا عبد المعز ...
. قال بعض المفسرين ومنهم " ابن كثير " و " البغوي " رحمهم الله ..
ان " مستورا" بمعنى ساتر .. وذكر البغوي أن هناك من فسرها بمعناها الظاهر.
. ولكن .. ماهي حجة أو علة من لايرى أن مفعول تأتِ بمعنى فاعل ..
. وما رأيك - حفظك الله - في قوله تعالى:
. " خلق من ماءٍ دافق "
. هل هي بمعنى مفعول .. أم لايصح أيضاً التقدير بهذا؟
. وما رأيك بقول العرب: هذا قاضٍ عَدْل
. بمعنى عادل ..
. فهذا مصدر .. والمقصود منه اسم الفاعل؟؟
__________________
عبيد السعيد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبيد السعيد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبيد السعيد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة عبيد السعيد
إضافة عبيد السعيد إلى قائمة الأصدقاء
#21 22/ 05/06, 03:58 03:58:07 PM
أبو عبد المعز
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 459
--------------------------------------------------------------------------------
سألت-حفظك الله-:
ماهي حجة أو علة من لايرى أن مفعول تأتِ بمعنى فاعل ..
سؤال غير وارد على النافي ......... ويمكن تحويل السؤال إلى المثبت.
لأن الأصل في اللغة البناء على القيم الخلافية وبدونها لن تكون اللغة صالحة للتواصل .....
فالمذكر مختلف عن المؤنث والصاد مختلفة عن الضاد والاخبار مختلف عن الانشاء ....... وهكذا اسم المفعول مختلف عن اسم الفاعل وكل صيغة مختصة بمعناها ..... وأنت خبير أن ما جاء على أصله لا يسأل عن علته ..........
من هذا المنطلق الإجمالي فضلت أن لا تكون صيغة اسم الفاعل يراد بها اسم المفعول ..... لكن العبرة في اللغة بالنقل وليس بالآراء ...... إن ثبت بالاستقراء عكس ما أفضل قبلته ......... فهل عندك شيء قطعي؟
حسب علمي كل الصيغ التي قيل عنها فاعل أريد بها المفعول يمكن الاكتفاء بظاهرها ....
دافق مثلا على ظاهرها ...... انظر تفسير ابن عاشور للفعل حيث ذكر القاصر والمتعدي من فعل دفق.
ليل دائم ........ دام الليل فهو دائم ......
وعلى فرض سماع بعض الصيغ عن بعض أحياء العرب ....... فيقتصر على أنها سماعية ولا يقاس عليها ..... فلا يقال قاتل عن المقتول ولا عابد عن المعبود ولا الرب عن المربوب ....... إلا إن كنا-والعياذ بالله-من أتباع ابن عربي في وحدة الوجود ...
أما المصدر بمعنى اسم الفاعل فجائز لأن الثاني مشتق من الأول ..... فاسم الفاعل موجود بالقوة في المصدر ...... وقياس اسم المفعول على هذا غير جائز بسبب الفارق:اسم المفعول قسيم لاسم الفاعل وليس أحدهما أصلا للآخر .....(65/413)
نقرأ كثيراً وقال: ((ميرك)) من هو؟ وهل من ترجمة له؟
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[20 - 08 - 06, 12:18 م]ـ
أرجوا من الإخوة الإفادة
وجزاكم الله خيرأ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 08 - 06, 04:27 م]ـ
لو نقلت النص كاملا مع المرجع لكان أسهل لإفادة الإخوة لك.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[20 - 08 - 06, 04:33 م]ـ
نقرأ كثيراً وقال: ((ميرك))
لم أقرأ هذا قط أخي!!!
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 06, 05:46 م]ـ
هذا موجود في كتب الأحناف (شَرْحِ الْعَلَّامَةِ ميرك عَلَى الشَّمَائِلِ) رد المحتار (1/ 21).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:02 م]ـ
وفقكم الله.
نسيم الدين محمد بن ميرك شاه الحنفي من علماء القرن العاشر ... له اهتمام بعلم الحديث ... توفي والده - فيما ذكره سزكين - سنة 935 ... له شرح على شمائل الترمذي - يوجد بعضه مخطوطًا بالهند - وآخر على مشكاة المصابيح فيما أحسب ... ولعل من كان معجم المؤلفين قريبًا منه يزيد في ذكر شئ من أخباره.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفهم الصحيح.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:02 ص]ـ
بوركت الفهم الصحيح
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 08 - 06, 03:13 ص]ـ
ملا علي القارئ نقل عنه تصحيحات كثيرة جدا في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح(65/414)
ما هي صِفات الإمام [ابن القيم] الخَلْقية؟ ..
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[20 - 08 - 06, 01:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل من الاخوان مَن يعطنا ترجمة الإمام ابن القيم الخلقية حيث رآه أحد الاخوان في المنام أبيض اللون، متوسط الطول ليس بالطويل ولا بالقصير، وله لحية تميل للطول وله عوارض خفيفة، ويميل إلى النحافة ..
فهل هذه من صفاته الخلْقية فتكون الرؤيا التي رؤيت فيه حقاً؟ ..
وجزاكم الله خيراً.(65/415)
هل يجوز دخول المساجد التي بنيت على القبور بدافع الفضول فقط؟
ـ[أم إلياس]ــــــــ[20 - 08 - 06, 05:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
السؤال:
هل يأثم من دخل أحد المساجد ذات الأضرحة كـ (البدوي) مثلا، بدافع الفضول فقط؟ و (المشاهدة العينية) لما يحدث من غرائب وشركيات؟ بحجة أن على المرء أن لا يكتفي بالقراءة في الكتب عن الباطل والشر بل عليه أن (يعاينه) ليزداد به معرفة؟
هل يجوز الدخول لمثل هذا المكان بمثل هذه النية؟(65/416)
فضل الله على الناس في شعبان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:30 م]ـ
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد /
عباد الله / قد نزل بنا شهر كريم فيه خير عميم لمن أراد أن يستبق الخيرات،و لكن كثيرا من الناس عنه غافلون ألا وهو شهر شعبان ,نعم إن كثيرا من الناس يغفل عن هذا الشهر الكريم فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك كما جاء ذلك عنه في سنن النسائي و عند البيهقي في شعب الإيمان من حديث أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: [شعبان بين رجب و شهر رمضان، تغفل الناس عنه،ترفع فيه أعمال العباد،فأحب ألا يُرفع عملي إلا و أنا صائم].
وهذا الحديث فيه أن بعض الأوقات التي فيها فضيلة ربما غفل عنها الناس و لم يتفطنوا لها لأنهم يشتغلون بالمشهور، وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله عز وجل،كما كان طائفة من السلف يحيون ما بين العشاءين بالصلاة و يقولون:هي ساعة غفلة،ذكر هذا ابن رجب رحمه الله بمعناه في كتابه "لطائف المعارف "،و لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان،لأنه كما قال صلى الله عليه و سلم شهر يغفل عنه الناس و لأنه شهر ترفع فيه أعمال العباد ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: [ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان،و ما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان]. ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم أكثر أيام شعبان.
ومن فضائل شهر شعبان فضل عظيم امتن الله به على عباده ألا وهو أن الله تبارك وتعالى يغفر لجميع خلقه في ليلة النصف من شعبان إلا لمشرك أو مُشاحن،
في سنن ابن ماجة من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- قال: [إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان،فيغفر لجميع خلقه،إلا لمشرك أو مشاحن].فيا لها من منحة جسيمة، و نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده،والمردود فيها جبر الله مصيبته! فإنها مصيبة عظيمة أن يُحرم العبد المغفرة , ولذا ينبغي على كل مسلم اجتناب الذنوب كلها وخاصة هذين الذنبين العظيمين اللذين ذُكرا في الحديث: الشرك بالله و الشحناء , الشرك بالله صاحبه إن مات عليه فهو خالد مخلد في النار و لن تجد له وليا نصيرا ولا شفيعا , قال تعالى: {{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار}}
و قال تعالى: {{إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}}.
كل من أشرك في عبادة من العبادات مع الله أحدا آخر سواء كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو وليا صالحا، كل من أشرك في عبادة من العبادات: من طواف أو نذر أو استعانة أو استغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله وغيرها من العبادات فقد حبط عمله،وإن مات على ذلك فهو خالد مخلد في النار،نسأل الله العافية؛
و أما الشحناء و هي حقد المسلم على أخيه بغضا له , لهوى في نفسه،فهي مانع من المغفرة في أكثر أوقات الرحمة والمغفرة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: [تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين و الخميس ,فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ألا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء، فيقول انظروا هذين حتى يصطلحا]،و لا شك أيها الإخوة أن سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها من أفضل الأعمال , و أنت أيها المشاحن الحاقد على أخيك المسلم يكفيك حرمان المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار و إلا فإن الله سبحانه وتعالى يتوعدك بقوله تعالى: [ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار].
خاب عبد بارز المولى بأسباب المعاصي
ويحه فيما جناه لم يخف يوم القصاص
يوم فيه ترعد الأقدام من شيب النواصي
لي ذنوب في ازدياد وحياة في انتقاصِ
فمتى أعمل ما أعلم لي فيه خلاصي.
واعلم يا رعاك الله أن ما يقوم به بعض الناس من تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام والدعاء، و تخصيص نهارها بالصيام، اعلم أن هذا كله ليس من الأمور المشروعة، بل هو عند أهل السنة من البدع،داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه و سلم: [و كل بدعة ضلالة]، أولا / لأن هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم و العبادات مبناها على التوقيف , قال ابن عمر- رضي الله عنه-: [كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة]، ثانيا / من استحسن مثل هذه البدعة اعتمد على حديث إسناده ضعيف جدا رواه ابن ماجة في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها]. و هذا الحديث شديد الضعف عند أهل العلم و لا يجوز العمل به بل يعارضه الحديث الصحيح: [إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان].
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: أبو أحمد الأثري
علي الفضلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/417)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:57 م]ـ
حديث [إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان].
لا يصح.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:59 م]ـ
حديث [إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان].
لا يصح.
جزاك الله خيرا، والحقيقة أنا متأرجح بين التصحيح والتضعيف، وإن كنت بأخرة أميل مع قول من قضى عليه بالنكارة من أئمة هذا الشأن، لكن مقالي هذا كتبته من قرابة خمس سنوات أو أكثر.
وفتح نقاش مفيد جدا حول هذا الحديث في المجلس العلمي، فمن رام الفائدة يجده هناك.
والله الموفق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 02:38 م]ـ
يرفع بمناسبة دخول شهر شعبان.(65/418)
فائدة في معنى «الناس مؤتمنون على أنسابهم»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد فهذه فائدة ذكرها الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:
تحت مبحث: التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم.
قال الشيخ بكر حفظه الله:
وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس: النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال الشيخ: «الناس مؤتمنون على أنسابهم» كما قال مالك رحمه الله تعالى.
فأبنتُ له أن المراد فيه: اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن «البينة على المدعي»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ.
فشكر ذلك وقد بينته في كتاب «فقه النوازل» المواضعة في الاصطلاح. والله أعلم. اهـ
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:09 م]ـ
فائدة جميلة
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 03:21 م]ـ
جزيت خيرا على هذه الفائدة. وبارك الله في علمك وعملك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكما(65/419)
سألنا سائل سمعت في شريط عدد من أبيات الشعر ولا أعلم عن صحتها
ـ[محمد الأحمدي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 11:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"سمعت في شريط عدد من أبيات الشعر ولا أعلم عن صحتها أرجو تصحيحها وذكر قائلها أو إكمالها
1/ وبالمهم المهم ابدأ لتدركه وقدم النص والآراء فاتهم
2/ أبدت نقولك ما اخفيت من حكم ........................... "
و أغلب ظني أنه من نص لعالم معاصر في نصائح العلم أو علم الأصول
فمن يرشدنا؟ فالمرؤ قليل بنفسه كثير بأخوانه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 12:59 ص]ـ
البيت الأول من قصيدة للشيخ حافظ بن أحمد حكمي، وهي المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية.
والبيت الثاني أذكر أنه مر عليَّ، ولكن لا يحضرني الآن قائله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:14 م]ـ
البيت كاملا:
أبدت نقولك ما أخفيت من حكم ................ موروثة عن جدود أنجم زُهُرِ
وهو مذكور في مقدمة كتاب (معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية) للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، بلا نسبة.
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=491&PHPSESSID=07586a7430fbaa368c38031d9f8c05d7(65/420)
تعليق الشيخ ابن عثيمين علي تشبه النساء با
ـ[عادل المامون]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:54 ص]ـ
حياكم الله اخوتي في الله
قرأت في شرح الامام ابن عثيمين لكتاب رياض الصالحين باب (292) تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال يقول (لهذا نقول لا يحل للمرأة ان تلبس البنطلون حتي عند زوجها لان ليست العلة العورة -العلة التشبة-فان تشبهت النراة بالرجال فهي ملعونة علي لسان محمد(65/421)
متى يسقط ((الترتيب)) في الصلاة؟ قول لشيخ الإسلام.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[21 - 08 - 06, 03:34 ص]ـ
مثال:
عندما تفوت شخص صلاة الظهر، فدخل معهم لصلاة العصر، فهل يسقط الترتيب فيبدأ بصلاة العصر
أم لا بد أن ينوي بصلاة العصر ظهراً ثم يصلي العصر.؟ علماً أنه نقل عن شيخ الإسلام بأنه يقول إذا
خرج الوقت سقط الترتيب، فهل هذا صحيح ومن وافقه من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين.؟
وأين مظانها.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:35 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم،،،،،،،،
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:10 ص]ـ
شيخ الإسلام يقول إن الترتيب يسقط بخوف فوت الجماعة،
أما أنه يسقط بخروج الوقت فلا أظن ذلك؛ لأن الكلام في قضاء الفوائت.
وكلام ابن تيمية في الفتاوي (22/ 108)،وهو رواية عن الإمام أحمد، الإنصاف (3/ 188).
وراجع الشرح الممتع الجزء الثاني. والله أعلم.
وفقك الله.(65/422)
سؤال يحتاج لإجابة ... لماذا لم توجد ترجمة للنووي في سير اعلام النبلاء للذهبي
ـ[أبو محمد الفلسطيني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 10:27 ص]ـ
لماذا لم توجد ترجمة للنووي في سير اعلام النبلاء للذهبي
امر غريب جدا
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[21 - 08 - 06, 10:51 ص]ـ
لأن أغلب الكتب التي سبَقَتْ الذهبي إما لم تتطرق لترجمته أصلاً و إما أنّ بعضها الباقي لم يتوسع فيها ..
و بيني و بينك جميعُ طبقات الشافعية ... انظرها ستجد جميعها -ممن ترجم له- ذكره باقتضاب و إيجاز شديدين!
حتى إن ابن السبكي (وهو بعد الذهبي) في طبقاته الكبرى صرّح باختصاره لترجمته! على غير عادته في الكتاب!
فلعل السبب هو شح المعلومات عنه أو نقصانها ..
و يقال إن أحسن من استوفى ترجمته صاحب الذيل على مرآة الزمان (وهذا متأخر).
و نصيحتي لك أخي أن تطالع ما كتبه الشيخ عبدالغني الدقر رحمه الله فإنه أفرد كتاباً في ترجمته.
ملاحظة: الذهبي تحدّث عن النووي في السير في ترجمته لتلميذه البار (ابن العطّار)، ثم استدرك ترجمته في تذكرة الحفاظ الجزء الرابع و نعته بـ (الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء) و لم يذكر فيها كثيراً من المعلومات ..
و الله أعلم بحقيقة الحال.
ـ[أبو محمد الفلسطيني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 01:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:16 ص]ـ
كنت أذكر أن ترجمته موجودة
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:05 ص]ـ
لعلّ هذا النقل يفيد ..
قال الدكتور بشار عواد في تقديمه للمجلد الأول من سير أعلام النبلاء طبعة الرسالة ص94 وما بعدها:
وكان من المظنون أن المجلد الثالث عشر من نسخة ابن طوغان -وهو المجلد الذي يبتدئ بترجمة المحدث الكبير أبي طاهر السلفي المتوفى سنة 576 هـ، وينتهي بترجمة السلطان الملك المنصور نور الدين علي ابن السلطان الملك المعز أيبك التركماني الصالحي المعزول من السلطنة سنة سبع وخمسين وست مئة، والذي تأخرت وفاته إلى حدود سنة سبع مئة- أقول: كان من المظنون أن هذا هو المجلد الأخير من الكتاب، لكني أعتقد -بل أكاد أجزم- أن هناك مجلدًا آخر يتمم الكتاب، هو المجلد الرابع عشر، وهو المجلد الذي ظنه الدكتور الفاضل صلاح الدين المنجد ذيلاً لسير أعلام النبلاء وتابعه الناس عليه، وإليك آيات ذلك ودلالاته:
1. من المعلوم أن الذهبي ألف سير أعلام النبلاء بعد تأليف تاريخ الاسلام وتابع فيه النطاق الزمني للكتاب المذكور، والذي نعرفه أن تاريخ الاسلام يمتد من أول الهجرة النبوية إلى آخر سنة 700 هـ، بينما تبين دراستنا لتراجم الطبقة الخامسة والثلاثين -وهي آخر المجلد الثالث عشر- أن أصحابها توفوا في المدة المحصورة بين السنوات 651 - 660 هـ، فأين هي تراجم من توفي بين 661 - 700 هـ؟ وهي مدة طويلة عاصر المؤلف كثيرًا من أحداثها واتصل بالعديد من المترجمين فيها، وكان الكثير منهم شيوخه، والباقون من شيوخ شيوخه، وفيهم أعلام الدنيا من مثل أبي شامة، وابن الساعي، والنووي، وفخر الدين ابن البخاري، وابن الظاهري ومئات غيرهم، بحيث لا يعقل أن يتركهم الذهبي ولا يترجم لهم، وقد ترجم في كتابه هذا لمن هم أدنى منهم بكثير، فهذه المدة المذكورة البالغة قرابة الأربعين سنة تحتمل من غير شك أن تكون المجلد الرابع عشر من السير.
2. ولكن كيف ظن الفضلاء أن هذا هو المجلد الأخير من السير؟ وكيف ذكروا أن تراجمه تصل إلى سنة 700 هـ؟
والذي عندي أن الذي أوقع الناس في هذه المزلقة أمران:
أولهما: عدم دراسة المجلد الثالث عشر دراسة جيدة والنظر إلى المترجمين فيه نظرة فاحصة منقبة.
وثانيهما: هو ترجمة السلطان الملك المنصور نور الدين علي ابن السلطان الملك المعز أيبك التركماني الذي ذكر المؤلف الذهبي أنه تأخر إلى قريب سنة 700 هـ، لكن الدراسين لم ينتبهوا إلى أن الذهبي إنما ذكره بسبب توليه الحكم بعد مقتل والده المعز أيبك سنة 655 هـ، وأنه لم يبق في السلطنة غير سنتين ونصف إذ عزل في أواخر سنة 657 هـ حينما تولى سيف الدين قطز السلطنة، فالذي ذكره الذهبي عن بقائه فيما بعد إنما هو من باب الاستطراد لا غير، وقد كان من منهج الذهبي في هذا الكتاب أن يجمع الاقرباء في مكان واحد كما سيأتي بيانه لاحقا.
3. قلنا إن الذهبي ألف كتابه هذا في أربعة عشر مجلدا، وطلب من النساخ أن يستخرجوا المجلدين الأول والثاني من تاريخ الاسلام -وهما اللذان يتضمنان السيرة النبوية، وسير الخلفاء الاربعة، كما هو مثبت بخطه في طرة المجلد الثالث من الكتاب، وقد نصت وقفية الكتاب على المدرسة المحمودية بالقاهرة وهي الوقفية المثبت نصها على جميع المجلدات أن الموقوف منه اثنا عشر مجلدا، وقد جاء في نص الوقفية المدونة على المجلد الثالث -وهو أول المجلدات التي وصلت إلينا- ما نصه: ’’وقف وحبس وسبل المقر الاشرف العالي الجمالي محمود أستادار العالية الملكي الظاهري .. جميع هذا المجلد وما بعده من المجلدات إلى آخر الكتاب، وعدة ذلك اثنا عشر مجلدا متوالية من هذا المجلد إلى آخر الرابع عشر .. ‘‘.
فانظر إلى قوله (إلى آخر الكتاب) وقوله (إلى آخر الرابع عشر).
والواضح البين أن الوقفية لم تشر إلى أن المجلد الرابع عشر هو ذيل سير أعلام النبلاء كما ظن الفاضل الدكتور صلاح الدين المنجد.
4. وقد جرت عادة النساخ، أو المؤلفين، أو كليهما على الإشارة والنص على انتهاء الكتاب، إلا أننا حينما نقرأ آخر المجلد الثالث عشر لا نجد أية إشارة من المؤلف، أو الناسح إلى انتهاء الكتاب، وقد وجدت الذهبي رحمه الله ينص دائما عند انتهاء كتبه، فلماذا يشذ في هذا الكتاب!؟ أما الناسخ فإن عباراته التي استعملها في نهاية المجلد الثالث عشر لا تنبئ بأي حال على أن هذا هو آخر الكتاب، وهي لا تختلف عن ما جاء في بقية المجلدات.
انتهى النقل عن الدكتور بشار، ولعله يكشف ويجيب عن السبب ..
والله تعالى أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/423)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:29 ص]ـ
لأن أغلب الكتب التي سبَقَتْ الذهبي إما لم تتطرق لترجمته أصلاً و إما أنّ بعضها الباقي لم يتوسع فيها ..
.
.
.
فلعل السبب هو شح المعلومات عنه أو نقصانها ..
فيه نظر! فقد ترجم له تلميذه ابن العطار كما هو معلوم ..
يقال إن أحسن من استوفى ترجمته صاحب الذيل على مرآة الزمان (وهذا متأخر).
بالنسبة لمن هو متأخر؟! للذهبي؟!
________________
أنا أميل لرأي الدكتور بشّار، والله تعالى أعلم ..
ويؤيّده: أن الذهبي ترجم للنووي في تاريخ الإسلام ترجمة مسهبة، رحمهما الله ورضي عنهما ..
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[07 - 04 - 07, 04:01 م]ـ
هوّن عليك أيها الحبيب أسامة .. فإنما المسألة مطروحة للمذاكرة.
واقرأ كلامي من جديد .. فهو من الملاحظات العامة.
و أشكر لك النقل المفيد عن الدكتور بشار.
و يبقى للنظر في المسألة مجال.
ـ[رشيد]ــــــــ[07 - 04 - 07, 04:15 م]ـ
أيضا في ترجمة الإمام مسلم لم يذكر البخاري من شيوخه
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:07 م]ـ
لقد ذكر الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام البخاري مسلماً ضمن تلامذته الذين رووا عنه فقال في سير أعلام النبلاء 12 - 397 و تاريخ الإسلام 19 - 241: و روى عنه مسلم في غير صحيحه. كما نقل عن الإمام الدارقطني في ترجمة مسلم قوله: لولا البخاري لما جاء مسلم ولا راح
ـ[رشيد]ــــــــ[09 - 04 - 07, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيراأخي الحبيب
أدري ذلك،لكني آستغربت عدم ذكر البخاري من شيوخ مسلم في ترجمته
ـ[الموسوي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم
هناك جزء مفقود من سير أعلام النبلاء تضمن تراجم الأئمة المتأخرين الذين هم أقرب لعصر الذهبي رحمه الله, ولا شك أن النووي رحمه الله مترجم فيه
وقد ذكر الشيخ مشهور وفقه الله في تحقيقه لكتاب تحفة الطالبين لابن العطار من أوائله ما يدل على ذلك فأرجو من كان الكتاب بين يديه أن يسعفنا بهذا النقل
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:36 ص]ـ
توجد للإمام ترجمة بنحو خمس صفحات في الجزء المفقود من سير أعلام النبلاء من ص: 340 إلى ص: 344. و ترجم له بالإستقلال تلميذه ابن العطار في: تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي، و السيوطي في: المنهاج السوي في ترجمة محيي الدين النووي، و السخاوي في: الاهتمام بترجمة الإِمام النووي شيخ الإِسلام، وعلي الطنطاوي في: النووي، و عبد الغني الدقر في: الإِمام النووي، كما ترجم له العديد من العلماء في كتبهم كابن السبكي و ابن العماد وابن كثير والذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ وتاريخ الإسلام. رحم الله شيخ الإسلام فأين مثله في ورعه وعلمه!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:51 ص]ـ
وهذا الجزء المفقود من مطبوعات المكتبة التوفيقية.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:29 م]ـ
أين هو أخي (رمضان أبو مالك) المجلد، فهمت من كلامك أنه مرفق، و لا أجد أيَّ مرفقٍ، فلا أدري فهمي خطأ أم أنك أخطأت في إرفاق المجلد، والله أعلم.
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:55 م]ـ
للفائدة: هناك ترجمة - للنووي - للدكتور عبدالعزيز الحداد في مجلد كبير
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[13 - 04 - 07, 02:51 ص]ـ
أين هو أخي (رمضان أبو مالك) المجلد، فهمت من كلامك أنه مرفق، و لا أجد أيَّ مرفقٍ، فلا أدري فهمي خطأ أم أنك أخطأت في إرفاق المجلد، والله أعلم.
أنا لم أُرِد وضع الرابط، وإنَّما أردتُ التنبيه على هذا الجزء فقط، وعلى العموم ...
ها هو الجزء المفقود؛ من الوقفية:
http://www.archive.org/download/folder08/0798/0798_29.rar
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:52 ص]ـ
وهذا الجزء المفقود من مطبوعات المكتبة التوفيقية.
وهل هذا في طبعة جديدة؟
عندي طبعة التوفيقية، وليس فيها الترجمة ..
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[14 - 04 - 07, 08:57 م]ـ
هي في الجزء السابع عشر من (التوفيقية)، تحقيق: خيري سعيد، والله أعلم.(65/424)
هل يجوز لي ان اغتسل بنية الوضوء؟
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[21 - 08 - 06, 10:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز لي ان اغتسل ويشمل ذلك المضمضة والاستنشاق
بنية الوضوء؟
مثال / اردت ان استحم من غير سبب موجب بالجنابة وغيرها،
وتمضمت واستنشقت وصببت الماء على جسدي كله ناوياً بذلك الوضوء
والغسل.
فهل عملي صحيح؟
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[21 - 08 - 06, 11:01 ص]ـ
نعم .. يجوز.
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[21 - 08 - 06, 11:04 ص]ـ
بل يجوز لك أن ترفع الحدثين (الأكبر و الأصغر) بغسلٍ واحد ... بشرط النية.
فما تسأل عنه من باب أولى ..
للقاعدة الشرعية المعروفة بـ (التداخل) ..
وفقك الله.
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[21 - 08 - 06, 12:53 م]ـ
جزاك الله الجنان يا ابا عدنان ووالداك الفاضلان
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:47 ص]ـ
لا يجوز ذلك
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:35 م]ـ
هي مسألة خلافية والخلاف حتى في مذهبنا الحنابلة
والذي يظهر جواز ذلك فإن قلت أين الترتيب؟
فالجواب أنه وقع ضمنا بنيتك للعبادة الشرعية والعبادة الشرعية الوضوء المترتب
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:27 م]ـ
السلام عليكم ...
إذا كان الغسل غسل جنابة فقد قال الله تعالى وإن كنتم جنبا فاطهروا أما إذا كان الغسل للتبرد فهل يختلف الأمر؟؟
أنا أسأل فقط وأستفسر ...
وقد بحث هذه المسألة ابن القيم بالتفصيل كما قال الشيخ الحويني ... فهل تنقلون لنا قول ابن القيم؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:13 ص]ـ
إذا كان الغسل للتبريد والتنظف لا يدخل فيه لأنه ليس بعبادة
أما إذا كان غسل عبادة فيدخل فيه الوضوء.
_________________________________________________
هل يجزىء الغسل المباح عن الوضوء
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير
التاريخ 4/ 4/1424هـ
رقم السؤال 94
السؤال
من اغتسل غسل مباح أو مسنون كغسل الجمعة أو التبريد مثلا غسل مجزي فهل يكفى عن الوضوء؟ ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه وهو بالداخل نوى الطهارة فهل يكفيه؟
الجواب
من اغتسل غسلاً مباحاً فإنه لا يجزئه عن الوضوء بل لا بد أن يتوضأ كإن اغتسل للتبرد مثلاً فإنه لا بد أن يتوضأ كغيره.
وإن اغتسل غسلاً مسنوناً كغسل الجمعة فالغسل المسنون طهارة شرعية يدخل فيها الوضوء كما لو توضأ لقراءة القرآن مثلاً فإنه يصلي به والغسل المسنون يرفع الحدث لأن الغسل المسنون يجزي عن الغسل الواجب وإذا أجزأ عن الغسل الواجب دخل فيه الوضوء.
ومن لم يكن على طهارة فدخل المسبح وسبح فيه ونوى الطهارة فمثل هذا لا يكفيه عن الوضوء إلا إذاخرج مرتباً أعضاء الوضوء لأن الترتيب في الوضوء لا بد منه إلا إذا دخل المسبح وعليه غسل واجب أو مسنون كما تقدم. والله أعلم.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=94
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:15 ص]ـ
كل من حضرت عنده من المشايخ والعلماء يقولون لا يجزء مثل بن عثيمين والعلوان وغيرهم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:30 ص]ـ
سأل صديق الشيخ العالم عبدالرحمن بن عبدالخالق أنه يمارس الرياضة فيغتسل بعدها للنظافة فهل هذا يجزىء؟ قال نعم , قلت هل يجب المضمضة والاستنشاق , قال طبعا لأنها من الوجه وهي واجب.
عموما هذه مسألة خلافية .. والله أعلم ..
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4423&highlight=%CA%CF%C7%CE%E1+%C7%E1%E4%ED%C7%CA(65/425)
أسأل عن الإمام البخاري رحمه الله
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[21 - 08 - 06, 01:45 م]ـ
السلام عليكم يا إخوان
عندي السؤال:
سمعت أن الإمام البخاري ما تزوج لأجل التفريغ لطلب العلم، وكذلك الإمام مسلم، فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله خيرا(65/426)
إشكال بين نصين يحتاج للجمع بينهما!!
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف نجمع بين كون الزوجة إذا دخلت الجنة فإنها تكون لزوجها في الدنيا كمايظهر من قوله تعالى: ((جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب))، وبين الدعاء في صلاة الجنازة بإبدال الميت زوجاً خيراً من زوجه كما في حديث ((اللهم أبدله داراً خيراً من داره وزوجاً خيراً من زوجه))؟
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 07:07 م]ـ
قال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي بما معناه في احد دروسه اذا كان المصلى عليه امرأة فلايقال ابدلها زوجا خير من زوجها وانما هذا الدعاء خاص بالرجل والله اعلم
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيراً.
وبانتظار مشاركات أخرى.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:20 م]ـ
مازلنا بانتظار مشاركات أخرى من الإخوة الله فيهم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:08 م]ـ
فقهاؤنا الحنابلة كما في الإقناع وغيره نصوا أنه لا يقال للمرأة (أبدلها زوجا .. )
وشيخنا ابن عثيمين رحمه الله وجه توجيها لم أطلع لأحد أنه ذكره ولعله مما فتح الله به عليه وهو أن الإبدال لا يلزم أن يكون بالتغيير الكلي واستبدال الأزواج وإنما الإبدال من معانيه إبدال الصفات الخلقية والخلقية وعليه فيدعى للمرأة بذلك
المقرئ
ـ[المقرئ]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:15 م]ـ
كشاف القناع ج2/ص115
ولا يقول أبدلها زوجا خيرا من زوجها في ظاهر كلامهم قاله في الفروع
المقرئ
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسب الشيخ بن العثيمين قد فتح الله تعالى عليه بهذا الجمع
و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 03:37 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في " لقاء الباب المفتوح":
' [إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجهاالمقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرامنه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاةببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت: بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى: {{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات}} [إبراهيم:48]،
والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنهاانشقت] '
ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 09 - 06, 05:44 م]ـ
الشيخ الكريم المقرئ والفاضل محب من أحب ..
قد نص عليه غير فقهاء الحنابلة رحمهم الله وممن أشار إليه من المالكية ابن الحاج في مدخله، ومن قبله نص على ذلك ابن أبي زيد في رسالته حيث يقول: (غير أنك لا تقول وأبدلها زوجاً خيراً من زوجها لأنها .. ).
وعند الشافعية يقال خلافاً للمالكية والحنابلة، ووجهه عندهم أن الإبدال قد يتعلق بالذاوات أو الصفات، ويشهد لهذا المعنى قوله في الحديث: (وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه)، والأهل هم الأهل.
وعلى هذا فهو دعاء للميت ولأهله.(65/427)
اصول اسرة "السعيدي"
ـ[السعيدي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد معرفة اصول اسرة "السعيدي" , فالاسرة موجوده في كثير من البلاد العربيه غير المملكة العربية السعودية مثل العراق , اليمن , البحرين , المغرب .... وكذلك توجد في ايران
ارجو منكم الاهتمام خاصةً اصول الاسره في العراق واليمن والبحرين
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[21 - 08 - 06, 08:59 م]ـ
أخي الكريم
يفيدك هذا الموقع:
http://www.ansab-online.com/phpBB2/
وأسرة السعيدي في الكويت من قبيلة الظفير
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:17 م]ـ
بالنسبة للمغرب، و في الشمال بالخصوص ينتسبون إلى قبيلة بني سعيد الغمارية بضواحي مدينة شفشاون، و هؤلاء أندلسيو الأصل يرجعون إلى بني سعيد العنسيين الذين كانت لهم إمارة بالأندلس، و منهم صاحب كتاب "المغرب في حلى المغرب" ...(65/428)
تنبيه الأنام بحكم وأحكام الصيام
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:22 م]ـ
الصيام لجامُ المتقين، وجُنَّةُ المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين مِن بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعلُ شيئاً، وإنما يتركُ شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجل معبوده، فهو تركُ محبوبات النفس وتلذُّذاتها إيثاراً لمحبة اللَّه ومرضاته، وهو سِرٌّ بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليهِ سواه، والعبادُ قد يَطَّلِعُونَ منه على تركِ المفطرات الظاهرة، وأما كونُه تركَ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجل معبوده، فهو أمرٌ لا يَطَّلِعُ عليه بَشرٌ، وذلك حقيقةُ الصوم.
وللصوم تأثيرٌ عجيب فى حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحِميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التى إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصومُ يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويُعيد إليها ما استلبته منها أيدى الشهوات، فهو من أكبر العونِ على التقوى كما قال تعالى: {يأَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: ((الصَّوْمُ جُنَّة)). وأمَرَ مَنِ اشتدَّتْ عليه شَهوةُ النكاح، ولا قُدرة لَه عليه بالصِّيام، وجعله وجَاءَ هذه الشهوة.
والمقصود: أن مصالحَ الصومِ لمَّا كانت مشهودةً بالعقول السليمةِ، والفِطَرِ المستقيمة، شرعه اللَّهُ لعباده رحمة بهم، وإحساناً إليهم، وحِميةً لهم وجُنَّةً.
ولعظمة هذه العبادة وضرورة الاستعداد لها والعناية بحكمها وأحكامها وفضائلها ومسائلها كانت هذه الدورة (تنبيه الأنام بحكم وأحكام الصيام) أسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها وأن يبلغنا رمضان ويجعلنا فيه من عتقائه من النار.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:35 م]ـ
منتقى الفوائد البازية على كتاب الصيام من الكتب التالية
1 - منتقى الأخبار
2 - صحيح البخاري
3 - صحيح مسلم
4 - سنن أبي داود
5 - سنن الترمذي
كلها تجدها متتابعة بمشيئة المولى جل وعلا على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79123
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 06:57 م]ـ
650 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ, إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا, فَلْيَصُمْهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
651 - وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه قَالَ: {مَنْ صَامَ اَلْيَوْمَ اَلَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا اَلْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم} وَذَكَرَهُ اَلْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا, وَوَصَلَهُ اَلْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ, وَابْنُ حِبَّانَ
الشرح: هذا الخبر، خبر صحيح عن عمار بن ياسر، وقبله حديث أبي هريرة: , لا تقدموا رمضان -.
هذا يبين أنه لا يجوز تقدم رمضان بصوم يوم، ولا يومين، يعني لا يجوز أن يصام يوم التاسع والعشرين، ويوم الثلاثين، ولا يوم التاسع والعشرين.
فلا يتقدم بصوم يوم، ولا يومين. قال: , إلا رجل كان يصوم صوما، فليصمه - كمن كان يصوم قبل ذلك، أو من عادته مثلا يصوم الاثنين، أو الخميس، أو من عادته أن يصوم أياما معينة مثلا.
كأن يصوم هذا الشهر، من أوله، صام شعبان من أوله، وواصل صيامه، فهذا لا بأس، فهو مستثنى؛ لأن القصد من النهي هو ألا يزيد في الشهر ما ليس منه، فإذا تقدم رمضان بيوم، أو يومين، بغير سبب، دخل عليه الشيطان.
وربما أنه دخل عليه أنه يحتاط لرمضان، وأنه يدخل في رمضان ما ليس منه؛ ولهذا كان هذا الخبر دليلا على منع صوم يوم الشك: , من صام اليوم الذي يشك فيه، أو يشك فيه، فقد عصى أبا القاسم -.
فالخبر في الصحيحين دليل على ذلك، وأنه لا يجوز صوم يوم الشك؛ لأن من صام يوم الشك، فقد تقدم رمضان بصوم يوم، والحديث الذي بعده صريح في ذلك، أنه لا يجوز صوم يوم الشك.
ويوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، إذا كانت السماء مغيمة، فيها غيم، ولا ندري، هل هلّ الهلال؟ أم لم يهل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/429)
واختلف العلماء في هذا، فهو إما مكروه، أو محرم، وظاهر النصوص التحريم، كما في حديث عمار: , فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم.
ودليل منعه هذه الأدلة، ثم الأصل بقاء شهر شعبان، واليقين أنه من شهر شعبان، ولا نقول: إن هذا من رمضان إلا بدليل، ولا يقال: نحتاط هنا والاحتياط ليس بواجب، ولا محرم.
الاحتياط على الصحيح ليس بواجب، ولا محرم، لكن قد يكون مطلوبا مشروعا، وقد يكون محرما، فالاحتياط المطلوب المشروع: هو الاحتياط الذي يجمع بين الأقوال، وفيه أخذ بجميع الأدلة، والاحتياط المحرم: الذي يكون موافقة لقول ساقط، بأخذ لحديث لا يصح، أو يلزم من ترك بعض الأدلة.
ففي هذه المسألة الاحتياط بصوم يوم الثلاثين، يوم الشك هل هو مشروع أو محرم
في الحقيقة يلزم من صيام يوم الشك إدخال يوم من غير رمضان، وزيادة يوم ليس مشروعا، واستدراك على الشارع؛ فلهذا كان محرما بالنهي عنه، وإخبار أنه قد عصى أبا القاسم r والصحابي لا يقول مثل هذه العبارة، إلا وأنه قد تحقق أنه قد نهى عنه -عليه الصلاة والسلام-، وهذا في حكم المرفوع، هذا في الصوم قبله بيوم، أو يومين.
جاء في حديث أبي هريرة , إذا انتصف شعبان، فلا تصوموا، حتى تصوموا رمضان - رواه الخمسة، وهو لا بأس به، وإسناده جيد، وفيه دلالة على النهي بعد انتصاف شعبان.
وهذا فيه النهي قبل رمضان بصوم يوم، أو يومين، فقال جمع من أهل العلم: إنه يحرم قبله بيوم أو يومين، وقبله بأكثر من يوم أو يومين، مثل ثلاثة أيام، وخمسة أيام، يكره؛ لأن مفهوم هذا الخبر أن ما سواه لا بأس به، كما جاء في الخبر , إذا انتصف، فلا تصوموا -.
فنجمع بين الدليلين، بحمل قول: , لا تصوموا - على الكراهة، بدلالة الجواز المفهوم من قوله , لا تقدموا -؛ ولهذا نقول لأن الاحتياط أو توهم الاحتياط بعد النصف، قبل وصول رمضان ضعيف، من جهة أنه رمضان، حتى لو بقي عليه نحو نصف الشهر.
ويقرب تلبيس الشيطان، كلما كان قريبا من الشهر، إذا كان قريبا جدا لم يبق إلا يوم أو يومان، فربما زعم أنه يحتاط للشرع، فلا يجوز، أما إذا بعد، فلا يأتي قضية أنه يحتاط لهذا الشهر، ويكون مكروها، جمعا بين الأدلة.
وبالجملة لا يصام بعد النصف من شعبان، هذا هو ظاهر النصوص، وقد يقال: إن هذا أخبر بالنهي عن صوم يومين، ثم أخبر بالنهي عن انتصاف من شعبان، لكن الجمع الأول ماشٍ على القاعدة، في الجمع بين الدليلين عند اختلافهما، أو تعارضهما.
أما إذا صام قبل النصف فلا بأس؛ ولهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يصوم شعبان، في حديث عائشة: , كان يصوم شعبان كله - في البخاري، وعند مسلم: , يصومه إلا قليلا - وهو لم يصمه كله -عليه الصلاة والسلام-؛ ولهذا قالت عائشة -كما في صحيح مسلم-: , ما استكمل رسول الله r شهرا كاملا قطُ إلا رمضان -.
وهذا يوضح الحديث عن أم سلمة , أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يصل شعبان برمضان - يعني أنه كان يصوم أغلبه، وأكثره، والعرب يطلقون يقولون: قمت الليل كله، أو مثلا صمت الشهر كله، أو ما أشبه ذلك، ويريدون الأغلب والأكثر، وهذه طريقة معروفة عند العرب.
ومنه أيضا ما نقلته عائشة: , أنه صام شعبان كله - هذا لو لم تأتِ روايات تبين أنه لم يصم إلا بعضه -عليه الصلاة والسلام-.
المقصود أنه لا يجوزالتقدم بصوم يوم ولا يومين، وقبل ذلك يكون مكروها كراهة تنزيه؛ لدلالة الخبر عن أبي هريرة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:37 ص]ـ
652 - وَعَنِ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا [قَالَ]: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: {إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا, وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَلِمُسْلِمٍ: {فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ. ثَلَاثِينَ}.
وَلِلْبُخَارِيِّ: {فَأَكْمِلُوا اَلْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ}
653 - وَلَهُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه {فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ}
وهذه أيضا روايات واضحة للمصنف -رحمه الله- في أنه لا يصام رمضان حتى إلا بأمرين: إما برؤية هلاله، أو بإكمال العدة: , لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن أغمي عليكم، فأكملوا عدة شعبان -.
الرواية الثانية: , فأكملوا العدة ثلاثين - في الرواية الأخرى: , فأكملوا عدة شعبان ثلاثين - وهذه الرواية صريحة في أنه لا يصام حتى نكمل ثلاثين يوما.
فإذا لم نر الهلال قال: , لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه - لا في الصيام، ولا في الفطر، فيجب إكمال العدة.
فإذا كان قد ثبت دخول شهر شعبان، نكمل العدة ثلاثين يوما، إلا أن نرى الهلال ليلة الثلاثين، ففي هذه الحالة يكون ليلة الواحد، ونصوم، كما جاءت الأخبار.
وفي هذا دلالة أيضا على تحريم صوم يوم الشك، هذه الأدلة واضحة: , لا تصوموا حتى تروه - وقال: , فأكملوا عدة شعبان - فإذا كنا نكمل عدة شعبان، فيوم الشك، شك على اسمه، فنحن على يقين من شعبان.
فمن صام يوم الثلاثين، صام يوم الشك، فهو في الحقيقة مخالف للأمر في هذا الخبر , فأكملوا العدة - , فأكملوا عدة شعبان ثلاثين - , لا تصوموا حتى تروه، أو تكملوا العدة -.
فهذه كلها روايات صريحة وواضحة صحيحة في أنه لا بد من إكمال العدة، وهذا -كما سبق- دليل على منع القول بصوم يوم الشك، كما هو قول لبعض أهل العلم، الذين قالوا إما بوجوبه أو باستحبابه، وجنح بعضهم إلى أنه مباح، والأظهر هو منع صوم يوم الشك، حتى يتيقن دخول الشهر، أو إكمال العدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/430)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:48 ص]ـ
654 - وَعَنِ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: {تَرَاءَى اَلنَّاسُ اَلْهِلَالَ, فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي رَأَيْتُهُ, فَصَامَ, وَأَمَرَ اَلنَّاسَ بِصِيَامِهِ} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ, وَالْحَاكِمُ.
655 - وَعَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: {إِنِّي رَأَيْتُ اَلْهِلَالَ, فَقَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ? " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اَللَّهِ? " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأَذِّنْ فِي اَلنَّاسِ يَا بِلَالُ أَنْ يَصُومُوا غَدًا"} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ, وَابْنُ حِبَّانَ وَرَجَّحَ النَّسَائِيُّ إِرْسَالَهُ
الحديث الأول حديث جيد، رفعه ثقة: مروان بن محمد الطاطري، وهو ثقة، والحديث الثاني حديث ابن عباس، من رواية سماك عن عكرمة، سماك بن حرب، ورجح إرساله، ورواية سماك عن عكرمة فيها ضعف، لكن يشهد له حديث ابن عمر الذي قبله.
وفي هذا الخبر دليل بأن شهر رمضان يثبت دخوله برؤية واحد؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- أمر الناس أن يصوموا في حديث ابن عمر، وفي حديث الأعرابي سأله، , قال: أتشهد أن لا إله إلا الله، أتشهد، وأشهد أن محمدا رسول الله، فصام، وأمر الناس أن يصوموا -.
فشهر رمضان يثبت دخوله بشهادة مكلف، رجل أو امرأة أو مملوك، لأنه خبر ديني شرعي لا يشترط له العدد، فيكفي من جميع المكلفين.
فإذا ثبتت عدالته، فإنه يثبت الشهر بدخوله إذا تحقق رؤيته، أما إذا شك أو حصل عنده تردد، أو أنه رأى الهلال، لكن لم يخبر بذلك، أو ردت شهادته، فلا يثبت بشيء من ذلك دخول ولا غيره.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:29 م]ـ
656 - وَعَنْ حَفْصَةَ أُمِّ اَلْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا, عَنِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ اَلصِّيَامَ قَبْلَ اَلْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, وَمَالَ النَّسَائِيُّ وَاَلتِّرْمِذِيُّ إِلَى تَرْجِيحِ وَقْفِهِ, وَصَحَّحَهُ مَرْفُوعًا اِبْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ. وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ: {لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ مِنَ اَللَّيْلِ}
.
خبر حفصة اختلف في رفعه ووقفه، رجح بعضهم وقفه، كما ذكر المصنف -رحمه الله-.
والأظهر أنه مرفوع؛ لأنه من رواية عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وهو ثقة، فرفعه، ومن رفع يقبل، إذا كان ثقة.
والرواية الثانية: , لا صيام لمن لم يفرضه من الليل - أخرجها ابن ماجه أيضا بإسناد جيد، وهذا دليل على أنه يجب النية لصوم الفرض، لخصوص هذا الدليل: , لا صيام لمن لم يفرضه من الليل - فمن لم يجمع صيام الليل فلا صيام له.
والإجماع: هو العزم. يعزم على الصيام، وينوي هذا في صوم الفرض، صوم رمضان، أو صوم النذر، أو صوم الكفارة، فهذا لا بد من النية من الليل، ويكفي في هذا قوله -عليه الصلاة والسلام- , إنما الأعمال بالنيات -؛ لأنه عمل واجب فيجب فيه النية.
وهكذا أيضا في سائر الأعمال، والعبادات الواجبة، لا تصلح صورتها إلا بالنية، وإلا تكون مجرد صورة، إذا دخل فيها بغير نية، وكذلك في الصلاة المفروضة، لا بد أن ينوي أن هذه الصلاة المفروضة، بل لا بد من خصوص النية في صلاة الظهر، أو العصر، أو غيرها، وهكذا سائر العبادات.
وكذلك الزكاة ينوي أنها الزكاة المفروضة، فلو أخرجها بغير نية، أو بغير نية الزكاة، فلا تجزئه عن الزكاة، وكذلك أيضا الصوم، أما صوم النفل فكما سيأتي أنه لا تشترط له النية من الليل.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:42 م]ـ
657 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {دَخَلَ عَلَيَّ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ. فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ? " قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي إِذًا صَائِمٌ " ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ, فَقُلْنَا: أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ, فَقَالَ: " أَرِينِيهِ, فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا " فَأَكَلَ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/431)
حديث عائشة -رضي الله عنها- واضح في أنه -عليه الصلاة والسلام- أصبح صائما في حالتين وهذا واضح من رواية مسلم المطولة، فمرة أصبح صائما، ومرة أصبح مفطرا، فقال مرة: , عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني إذن صائم -.
فجاء يسأل عن الطعام -عليه الصلاة والسلام فلم يجد في بيته عليه الصلاة والسلام- شيئاً، وهذا ربما عرض له أحيانا، فربما لم يجد في بيته شيئا -عليه الصلاة والسلام-، كما في الخبر المشهور أنه ربما مر الشهر والشهران، ولم توقد في بيته -عليه الصلاة والسلام- النار من قلة الطعام.
وفي هذا الحديث أنه لم يجد شيئا، فقال: , إني إذن صائم - هذا إذن هنا للاستقبال، يعني إنشاء النية. فهو واضح أنه نوى الصوم من النهار، وهذا يشمل أول النهار، وآخر النهار، ولو بعد الزوال، ولو بعد العصر.
والصحيح أنه يصح صوم النفل، إذا لم تقارب نيته غروب الشمس، فيجوز، ولو لم يصم إلا لحظات، ولو إنسان أصبح لم يأكل شيئا من الطعام، ولا نوى الصوم، ثم نوى قبل غروب الشمس بعشر دقائق، أو خمس دقائق، فإنه يصح صومه، لكن هل أجره يكون من أول النهار؟ أو من نيته؟.
موضع خلاف، بعضهم قال: تنسحب النية على أول النهار، وقيل: إنه لا تكون إلا من حين النية، وهذا أقرب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال , إنما الأعمال بالنيات - فمن رحمة الله U أنه سهل في أمر التطوع، فصح الصوم فيه من النهار فهو صائم من أول النهار إلى آخره، لكن الأجر بحسب نيته، وأنه من ذلك الوقت، من وسط النهار، يكون من وسط النهار، من آخر النهار، من آخر النهار، وهكذا.
وهذه قاعدة الشرع، في التطوعات تكون أخف وأيسر من الواجبات، فأنت ترى أن الصلاة النافلة، تجوز قائما، بل يجوز مضطجعا، كما صح في ذلك الخبر.
وهكذا صدقة التطوع، صدقة التطوع لا يشترط فيها ما يشترط في الزكاة، وهكذا الصوم، صوم التطوع أيضا مثله، فهو مخفف، فتجزئ النية فيه، ولو كان بعد طلوع الفجر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:26 م]ـ
658 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَا يَزَالُ اَلنَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا اَلْفِطْرَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ().
659 - وَلِلتِّرْمِذِيِّ: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {قَالَ اَللَّهُ U أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا} ().
حديث سهل بن سعد: , لا يزال الناس بخير - هذا في الصحيحين، وعند أحمد زيادة , وأخروا السحور - وعند أبي داود: , لا يزال هذا الدين قائما، ما لم يؤخر الفطر، حتى تشتبك النجوم -.
حديث أبي هريرة الذي بعده: , أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا - في سنده ضعف؛ لأنه من طريق قرة بن عبد الرحمن حيوئيل المعافري، وله مناكير.
لكن هذا الخبر شواهده كثيرة، ومنها حديث ابن عباس عند أبي داود الطيالسي، أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: , إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، وأن نؤخر سحورنا، وأن نضع أيماننا على شمائلنا - فدل على أنه تعجيل الفطور وتأخير السحور مستحب.
وثبت في صحيح مسلم، من حديث عائشة، أنها قيل لها في رجلين من أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام-: رجل يعجل الفطر، ويعجل الصلاة، ورجل يؤخر الفطر، ويؤخر الصلاة، قالت: من الذي يعجل الفطر، ويعجل الصلاة؟ قالوا: عبد الله بن مسعود، قالت: هكذا كان يفعل -عليه الصلاة والسلام-.
فالسنة تعجيل الفطر، وتأخير السحور، ولم يكن بين سحوره -عليه الصلاة والسلام- ودخوله في الصلاة إلا نحو خمسين آية كما في الخبر في الصحيحين، عن زيد بن ثابت، حينما سأل أنس بن مالك رضي الله عنه فهذا هو السنة.
فيعجل الفطر، ولو أكل شيئا يسيرا، ثم بعد ذلك يذهب إلى الصلاة، يأخذ بقدر ما يسد جوعته ونهمته، ويؤخر السحور.
وفي حديث عمرو بن العاص عند مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: , فصل ما بين صيامنا، وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر - يعني: وجبة السحور، وقال -عليه الصلاة والسلام-: , لا تدعوا السحور، ولو أن يتجرع أحدكم جرعة من ماء - عند أحمد.
وجاء في أخبار عدة، منها حديث العرباض بن سارية، أن السحور هو الغذاء المبارك، أو الغداء المبارك، ففيه بركة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:34 م]ـ
660 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَةً} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
هذا هو معنى ما سبق أن في السحور بركة، وهو الغذاء المبارك، , تسحروا، فإن في السحور بركة - السَحور بالفتح: هو ما يتسحر به، وبالضم: هو المصدر، يعني الفعل، نفس الفعل، يقال له السُحور، السَحور بالفتح هو نفس الأكل، نفس الطعام، والحديث قيل: إنه السَحور أو السُحور، لكن المراد -والله أعلم- نفس الطعام، فتجتمع البركة بالفعل، وبنفس المأكول.
نفس الفعل، وهو نفس الرفع، ونفس الأخذ، ونفس الأكل المأخوذ، يعني: الأخذ والمأخوذ، الأخذ: هو السحور، والمأخوذ: هو السحور، وهو الأكل، , تسحروا، فإن في السحور بركة -.
فهو يقوي البدن، ويكون عونا على الصيام، وهو الذي ثبت بسنته الفعلية، وبسنته القولية -عليه الصلاة والسلام-، فلا يدعه، ولو بشيء يسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/432)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:06 م]ـ
661 - وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ اَلضَّبِّيِّ رضي الله عنه عَنِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ, فَإِنَّهُ طَهُورٌ} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.
في هذا الحديث الأمر بالإفطار على التمر، إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر، وهو من طريق الرباب بنت صليع، قال في "التقريب": إنها مقبولة، ويشهد لها حديث أنس عند الترمذي وغيره أنه -عليه الصلاة والسلام- , أنه كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد، فتمرات، فإن لم يجد، حسا حسوات من ماء -.
وهذا فيه زيادة على حديث سلمان الضبي، زيادة الرطب، فالسنة أن يكون التمر رطبا، فإن لم يجد تمرا رطبا، لا بأس أن يأكل تمرا يابسا، فإن لم يجد تمرا يابسا، فالماء.
لكن هل تقوم مثلا الحلويات مقام التمر ويقال إنها تغني؟.
قد يقال من جهة أن المقصود من التمر لما فيه من الحلاوة، وأنه يقوي البصر، ويأتي إلى المعدة، وهي ربما كانت خالية، فدخوله يكون من أحسن ما يكون، وهو سهل في دخوله، وفي استساغته، وفي بقائه،
فبعض أهل العلم قالوا: إن أنواع الحلويات التي تكون في هذه الحلاوة، حكمها حكم التمر، وقد تكون من باب لحن الخطاب، أو فحوى الخطاب، إذا كانت حلاوتها أشد من حلاوة التمر، كانت من باب فحوى الخطاب، أي أنها أولى، أو من باب لحن الخطاب، بأن يكون مساوياً في حلاوته للتمر.
وبالجملة، الأفضل التمر الرطب ثم التمر اليابس
فإن لم يجده، وأكل ما يكون فيه شيء من الحلاوة، من جهة أنه -كما ذكر كثير من أهل العلم- أن له تأثيرا، خاصة لأول دخوله؛ لما فيه من الحلاوة، وحاجة البدن إلى شيء مما فقده، فيقوي بدنه وخاصة لبصره، فلا بأس به، والماء كذلك. فهكذا جاءت السنة عنه -عليه الصلاة والسلام- والمعنى إذا عقل وظهر لا بأس من الإلحاق.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:15 م]ـ
662 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: {نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اَلْوِصَالِ, فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ: فَإِنَّكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ تُوَاصِلُ? قَالَ: " وَأَيُّكُمْ مِثْلِي? إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ". فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ اَلْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا, ثُمَّ يَوْمًا, ثُمَّ رَأَوُا اَلْهِلَالَ, فَقَالَ: " لَوْ تَأَخَّرَ اَلْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ " كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الوصال جاء من عدة أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، من حديث عائشة، ومن حديث أنس، ومن حديث أبي هريرة كما هنا. فالنهي عن الوصال متواتر، والوصال: هو مواصلة الصوم بعد الفطر، بعد دخول وقت الفطر، إما إلى الفجر، أو مواصلة يوم ثان.
واختلف العلماء: هل هو محرم أو مكروه؟ وظاهر النصوص هو المنع والتحريم، وجاء ما يدل على الجواز، من حديث أبي سعيد الخدري، أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: , فأيكم أراد أن يواصل، فليواصل إلى السحر -.
هذا يدل على أن المواصلة إلى السحر لا بأس بها، وإن كانت خلافا للسنة، من جهة أنهم لما أصروا، فدل على أنه لا بأس، والسنة هو المبادرة إلى الفطر، أما مواصلة يوم ثان، فظاهر النصوص هو المنع.
فيجمع بين النصوص بأنه يجوز إلى السحر، وفي اللفظ الآخر: , من وضح إلى وضح - يعني: من فجر اليوم، إلى فجر اليوم الثاني، وما سوى ذلك فظاهر النصوص هو المنع.
ولهذا لما أنهم أبوا، من جهة أنهم رأوه يواصل، وكأنه -والله أعلم- وقع في نفوسهم أن نهيه لهم عن الوصال من أجل الرفق بهم، وهم أرادوا أن يأخذوا بالشدة والعزيمة، فواصلوا، فلما أبوا أن ينتهوا، أراد أن يعلمهم ذلك، وأن يواصل، حتى يدركوا أنهم ربما شقّ عليهم، ولا يستطيعون.
فواصل بهم يوما، ويومين، وقال: , لو تأخر الهلال لواصلت بكم -؛ لأن الهلال في تلك الليلة أهلّ ليلة الثلاثين، كالمنكل لهم، يعني كالذي يعاقبهم، فيه دلالة على العقوبة بمثل هذا، كما فعل -عليه الصلاة والسلام-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/433)
فالمقصود أنه يجوز إلى سحر، وما سوى ذلك، فلا يجوز. وجاء عن بعض السلف أنهم واصلوا أياما، وجاء عن عبد الله بن الزبير أنه ربما واصل خمسة عشر يوما - رضي الله عنه ورحمه-.
فالأظهر -والله أعلم- أنه لم تبلغه السنة، أو أنه بلغته فتأولها، كما تأول الصحابة -رضي الله عنهم- حينما نهاهم. وبالجملة، السنة إذا جاءت، فإنه يحتج على من خالفها، ومن خالفها يتأول له، إذا كان من أهل العلم والفضل، يتأول له، إما أنها لم تبلغه، أو بلغته وتأول، أو غير ذلك من الأعذار في هذا الباب.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:44 ص]ـ
663 - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, وَالْجَهْلَ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ} رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ.
هذا الحديث موجود في البخاري بهذا اللفظ
لكن كلمة الجهل لم يذكرها البخاري -رحمه الله- في كتاب الصوم، إنما ذكرها في كتاب الأدب، وكأنه - الله أعلم- لم يذكرها في كتاب الصوم؛ لأنه في كتاب الأدب ذكره، وقال (قال أحمد: أفهمني رجل إسناده.) (5710)
وكأن إسناده عنده ليس بمستقيم، قال: , أفهمني رجل إسناده -؛ ولهذا لم يذكرها في الصوم -والله أعلم- لعله تردد في سندها
وهذا اللفظ -كما سبق- ذكره البخاري في كتاب الأدب، ولم يذكره في كتاب الصوم، قوله صلى الله عليه وسلم: , من لم يدع قول الزور، والعمل به - الزور: هو الكذب، يقول الكذب، ويعمل بالكذب، وبمقتضاه، فلا يجوز له في الصوم، وفي غير الصوم.
والجهل: هو السفه بالفعل، من الطيشان وغيره، , فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه - والله -سبحانه وتعالى- أمر عبده بالصيام، وأن يكون صيامه صياما سالما من هذه المكدرات.
فورب صائم، ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش فهو إذا صام هذا الصيام بهذه الحالة، فإنه يسقط من جهة براءة الذمة، وقال بعض أهل العلم: إنه إذا اغتاب، ووقع في مثل هذا، فإن صومه يبطل.
والأظهر أنه لا يبطل؛ ولهذا لم يخبر ببطلانه -عليه الصلاة والسلام-، وفي الحديث الآخر قال: , ليس له من صومه إلا الجوع والعطش - فأخبر أنه صائم، لكنه صيام ناقص وقاصر، والزور والجهل محرم على كل حال، وفي حال الصوم أشد.
وإذا كان الإنسان وهو صائم، لا يدع قول الزور، والعمل به، فكيف حاله وهو غير صائم؟! لا شك أن إقدامه على هذه الأمور أسهل وأيسر، وهذا يبين أنه ليس عنده يقين، ولا إيمان يحجزه عن هذه المحرمات، خاصة حاله وهو صائم، فوقوعه في مثلها في غير حال الصوم، ربما كان عنده أسهل؛ لأنه ليس في عبادة تحجزه عن مثل هذه الأمور المحرمة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:03 م]ـ
664 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ, وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ, وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ: {فِي رَمَضَانَ}.
الحديث فيه دلالة على أنه لا بأس بالتقبيل والمباشرة في حال الصيام، وفرق بعض أهل العلم بين الشيخ والشاب، وقيل بجوازه لهما وهو الأظهر، من جهة أنه جائز على العموم.
وفي الحديث الآخر: عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ {سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ لَهُ: سَلْ هَذِهِ لِأُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ لَهُ: أَمَا وَاَللَّهِ إنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فدل على أنه لا بأس به في حق الصائم، إلا إذا خشي، وغلب على ظنه وقوع المحذور، فلا يجوز له، من جهة أنه سبب إلى أمر محرم
قالت (ولكنه أملككم لإربه) - أو لأربه، على اختلاف الروايتين، لأربه: لحاله، ولإربه: يعني لعضوه.
وهذا من كلام عائشة -رضي الله عنها-، وإلا ففعله صلى الله عليه وسلم دليل على أنه لا بأس به؛ ولهذا جاء في الرواية الأخرى" في رمضان"، ولم يقل هذا خاص بي، أو لا تقتدوا بي في مثل هذا.
دل على أنه من حيث الجملة لا بأس به، وجاء في حديث عمر عند أبي داود أن عمر رضي الله عنه قال: , هششت فقبلت وأنا صائم فقلت يا رسول الله صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم قال أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم -
فكما أن المضمضة لا تفسد الصوم، فهي مقدمة لدخول الماء إلى الجوف، فكذلك التقبيل، قد يكون مقدمة لما بعده، فإذا كان مأمون الشر، فلا بأس بذلك.
لكن قد يكون في قوله: "أرأيت لو مضمضت " إشارة إلى عدم المبالغة في مثل هذا؛ لأن الصائم لا يبالغ في المضمضة، كما أنه لا يبالغ في الاستنشاق؛ خشية أن ينزل إلى جوفه شيء، كذلك هو لا ينبغي له المبالغة في مثل هذا؛ قد يئول إلى أمر محرم، فيفسد الصوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/434)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 06:26 م]ـ
665 - وَعَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; {أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اِحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ, وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ} رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ
.
666 - وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه {أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى رَجُلٍ بِالْبَقِيعِ وَهُوَ يَحْتَجِمُ فِي رَمَضَانَ. فَقَالَ: " أَفْطَرَ اَلْحَاجِمُ [وَالْمَحْجُومُ] "} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ إِلَّا اَلتِّرْمِذِيَّ, وَصَحَّحَهُ أَحْمَدُ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ, وَابْنُ حِبَّانَ.
667 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: {أَوَّلُ مَا كُرِهَتِ اَلْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ; أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ اِحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ, فَمَرَّ بِهِ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَفْطَرَ هَذَانِ ", ثُمَّ رَخَّصَ اَلنَّبِيُّ r بَعْدُ فِي اَلْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ, وَكَانَ أَنَسٌ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ} رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ وَقَوَّاهُ.
حديث شداد بن أوس: , أفطر الحاجم والمحجوم - جاء له شواهد عدة، وهوحديث جيد، شاهده حديث رافع بن خديج، وحديث ثوبان، وحديث بلال، وحديث أسامة، وعائشة، وأحاديث كثيرة في هذا الباب، بل هي متواترة عند بعض من أهل العلم، تبلغ نحو أربعة عشر حديثا أو أكثر، وكثير منها جيد الإسناد، وهي دالة على أنه يفطر الحاجم والمحجوم.
وهو قول الإمام أحمد، والمشهور من مذهب الإمام أحمد -رحمه الله-، وذهب الجمهور إلى أن الحجامة لا تفطّر الصائم، واستدلوا بحديث أنس بن مالك، الذي ذكره المصنف -رحمه الله-، وفيه أنه رخص في الحجامة.
وهذا الخبر قواه الدارقطني -رحمه الله-، ورجاله رجال البخاري، وله شاهد بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد عند النسائي، والدارقطني أيضا، أنه -عليه الصلاة والسلام- {رخص في الحجامة}
وله شاهد آخر من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي r , أنه نهى عن المواصلة والحجامة، ولم يحرمهما - فنهى عن الحجامة إبقاء على أصحابه، ولم يحرمها.
وجاء في حديث أنس بن مالك عند البخاري، أنه قيل له: , أتكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف -.
فهذه الأخبار متفقة على أن الفطر بالحجامة منسوخ، فعلى هذا إما أن يقال: إنها منسوخة بهذه الأخبار، أو يجمع بين هذه الأخبار بما ذكر أنس بن مالك t وهو أن الحجامة مكروهة للصائم، من جهة أنها تضعف البدن، , قال: إلا من أجل الضعف -.
ولهذا من علم أنه إذا احتجم فإنه يضعف، وضعفه قد يؤدي به إلى المرض، ومرضه يؤدي به إلى الفطر، فيحرم كما سبق أيضا في القاعدة، فما يئول إلى أمر محرم فإنه يحرم.
والأقرب هو قول الجمهور، من جهة أنها ليست مفطرة، لكن هي مكروهة، كما قال أنس t إنها مكروهة؛ لأن الحجامة في الغالب تضعف، وقد تسبب دوخة، أو دورانا للجسم.
وكذا الحاجم يفطر ولهذا قال: , أفطر الحاجم والمحجوم - قد يقول الإنسان: الحاجم كيف يفطر؟ المحجوم واضح، لكن الحاجم.
فنقول الحاجم لأنه كما قال العلامة ابن القيم -رحمه الله وغيره، يضع فمه في القارورة، أو الآلة التي يمص بها الهواء، والهواء يمص الدم من البدن، فربما مع مص الهواء، نزل أو صعد إلى جوفه قطرة، أو قطرات من الدم بدون أن يشعر، والقاعدة: أن الشيء إذا كان مظنة لشيء، جعل له حكمه، ولو لم يكن حقيقة.
فإنا نقول: قد يمص دما، وقد لا يمص دما، فنجعله بحكم مص الدم، فيفطر على هذا الخبر، مثله النوم، النوم ينقض الوضوء، لكن لماذا ينقض الوضوء؟ لأنه مظنة للحدث.
فلما كان النوم مظنة للحدث، نقض الوضوء، وقد لا يُحدث النائم، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- في حديث معاوية حديث علي رضي الله عنه في معناه حديث علي , العينان وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء -.
فهذا يبين أنه لو نام مثلا متمكنا من نومه، وغلب على ظنه عدم الحدث، فزالت المظنة هنا، وعلم عدم وجوب مظنة الحدث الذي مظنته النوم، فلا يحدث بذلك، ونومه لا يكون حدثا بهذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/435)
هكذا أيضا في في مسألة الحاجم، وعلى هذا نقول: إنه كما ذهب إليه الجمهور، أن الحجامة لا تفطر؛ لهذه الأخبار من هذا الباب، ويلحق بالحجامة أيضا جميع ما يكون فيه إخراج الدم، بأي طريقة أُخرج الدم.
يعني ليس المقصود مجرد الحجامة، المقصود هو إخراج الدم بأي شيء، سواء كان بالفصد، أو بالشرط، أو بإخراج الدم بالوسائل الحديثة، بل ربما كان إخراج الدم بهذه الوسائل أشد؛ لأنه يخرج الدم الكثير والدم النافع.
فلهذا نقول الحجامة في حق الصائم لا بأس بها، إلا إذا كان تورثه ضعفا في البدن، فإنه تكون مكروهة فإذا آلت به إلى الفطر، فإنها تكون محرمة، كما جاء عن أنس رضي الله عنه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 06:40 م]ـ
668 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا, {أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اِكْتَحَلَ فِي رَمَضَانَ, وَهُوَ صَائِمٌ} رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ. قَالَ اَلتِّرْمِذِيُّ: لَا يَصِحُّ فِيهِ شَيْءٌ.
والحديث ضعيف كما ذكر المصنف -رحمه الله-.
وجاء أيضا من حديث آخر عند الترمذي، , بأنه سأله رجل عن الاكتحال للصائم، فأذن له في الاكتحال - وهو ضعيف أيضا، وجاء في حديث عند أبي داود , أنه -عليه الصلاة والسلام- أمر بالإثمد المروح، وقال: ليتقه الصائم -.
وهذه الأخبار كلها ضعيفة في النهي عنه، والأمر باتقائه، أو بالإذن به، كلها ضعيفة لا تثبت، والأصل براءة الذمة، وأن الكحل لا شيء فيه؛ ولأنه يكون في العين، والعين ليست منفذا إلى الجوف.
فعلى هذا نقول: إنه لا بأس به، وأيضا أشير لمسألة الحجامة، أنه قد يقال مثلا: كيف تكون الحجامة مفطرة، وهي شيء خارج من البدن؟.
فيقال كما قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- وغيره: إن الصائم حال صيامه ممنوع أن يدخل في جوفه ما يقوي بدنه، ومنهي عن أن يخرج ما يضعف بدنه، فهو منهي أن يدخل إلى جوفه ما يقويه من الطعام والشراب، فيفسد صيامه ومنهي أن يخرج من بدنه ما يضعفه.
فهو وإن أمر بالصوم لكن لا يشرع له أن يسلك ما يكون سببا إلى إضعاف صومه؛ لأن المقصود هو الصوم، وأن يبقى في حال صومه نشيطا، فيؤدي العبادات.
فما كان سببا لإضعاف البدن، فهو منهي عنه، وما كان سببا إلى تقوية البدن، مما هو مفطر، فهو محرم، إلا في الشيء الذي لا خيرة فيه، أو لا حيلة فيه، في دم النفاس والحيض، فإنه يفطر الصائم، ويفسد الصوم؛ ولهذا هو خارج من البدن، لكن لما كان سببه إضعاف البدن، لم يجتمع مع الصوم، لكن ليست هذه هي العلة، فيقال: إن الحجامة تفطر.
فالمعنى الذي أخذ منه الفطر بالحجامة، من جهة تحريمه أو كراهته على حسب الحالين، مأخوذ من جهة أن دم النفاس، ودم الحيض، ربما كان سببا لإضعاف البدن. وكذا الحجامة تكون سبباً لإضعاف البدن
قد تكون هذه هي العلة أو غيرها -والله أعلم-، من هذه الجهة.
فلهذا الصائم منهي عنه، لكن هو مكروه له، إذا كان يضعف بدنه، ولا يئول به إلى الضعف الشديد، وإذا كان يضعفه ضعفا شديدا، ويئول به إلى المرض، فإنه لا يجوز له، كما هو قول جماهير أهل العلم والله أعلم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 06:01 م]ـ
669 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ, فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ, فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ, فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اَللَّهُ وَسَقَاهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
670 - وَلِلْحَاكِمِ: {مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ} وَهُوَ صَحِيحٌ.
حديث أبي هريرة الأول، متفق عليه، , من نسي فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه - واللفظ الآخر عند الحاكم: , فلا قضاء عليه، ولا كفارة -.
وصححه الحافظ وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، وكذلك أخرجه الدارقطني، فهي زيادة صحيحة
فالصواب، ما دل عليه هذا الخبر عنه -عليه الصلاة والسلام- فمن نسي فأكل، أو شرب، فلا شيء عليه وصومه صحيح، وأجره تام، ولله الحمد.
ولهذا قال: , فإنما أطعمه الله وسقاه - وإذا كان الطعام والسقيا من الله U فلا يكون مفسدا، بل هو خير، إنما فساد أو إفساد الصوم ما يكون من العبد، ومن فعل العبد، أما ما أضيف إليه سبحانه وتعالى في مسألة أكله ناسيا، أو شربه ناسيا، ثم الإخبار بأنه إطعام من الله، وإسقاء من الله يدل على أنه لا شيء عليه.
والرواية الثانية صريحة وواضحة في هذا المعنى، فلا قضاء عليه في هذا اليوم، يعني الذي أكل، وشرب، ونسي، فلا كفارة لأجل أنه شرب وأكل، فالفعل لا يضاف إليه، وهذا متفق مع عموم الأدلة (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال الله تعالى كما في الحديث الصحيح: , قد فعلت -.
عند مسلم من حديث ابن عباس، ومن حديث أبي هريرة، وقال بعض أهل العلم: إن صومه لا يصح، وقال بعضهم: إن عليه القضاء والكفارة.
وقالوا: إن الإمساك عن الطعام والشراب، هو ركن الصيام، فهو إذا نسي، فأكل أو شرب، وترك ركن الصيام، فلا إثم عليه، لكن عليه أن يأتي بركنه، مثلما لو نسي ركعة، ناسيا من الصلاة، فلا شيء عليه، فعليه القضاء والجابر لها، وهو أداء الركعة، وما يجبرها بسجود السهو
قالوا: وهكذا في الصوم عليه أن يقضي هذا اليوم ويأتي بالجابر وهو الكفارة لكن لا قياس مع النص وإذا جاء نهر الله بطل نهر العقل؛ فلهذا نقول الصواب ما دل عليه هذا الخبر، وهو أنه لا قضاء عليه، ولا كفارة، ولله الحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/436)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 06:05 م]ـ
671 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {مَنْ ذَرَعَهُ اَلْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ, وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ اَلْقَضَاءُ} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ. وَأَعَلَّهُ أَحْمَدُ. وَقَوَّاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ.
وهذا الخبر خبر صحيح، خلافا لمن أعله، أو جعله موقوفا عن أبي هريرة، وفيه ما دل عليه هذا الخبر:
, من ذرعه القيء، فلا قضاء عليه، ومن استقاء، فعليه القضاء -.
ذرعه: غلبه بغير اختياره، فإنه لا قضاء عليه، وهذا جار أيضا على القواعد في هذا الباب، وفي غيره.
فالأصل في أن من غلب على أمر من الأمور،ووقع هذا الشيء بغير فعله، واختياره، أنه لا شيء عليه، فمن ذلك ما إذا غلبه القيء، ومن ذلك مثلا إذا دخل إلى فمه تراب، أو حيوان طائر، أو بعض شيء طار إلى فمه من دون اختياره، فلا شيء عليه وصومه صحيح. ولهذا نجد من يفطر بخروج الدم، مثلا بالحجامة وغيرها، يقول: إذا خرج الدم بغير اختياره، فلا شيء عليه.
وهذا عندهم محل اتفاق، مثل لو أصابه رعاف، فخرج منه دم بغير اختيار، فهذا لا يفطر عند الجميع، ومثل لو جرح مثلا أصبعه جرحا، جرح في يده، أو في شيء من بدنه، فخرج منه دم، فلا شيء عليه.
ومن استقاء، يعني تعمد القيء، فعليه القضاء، وهذا واضح أيضا
فإذا تعمد الاستقاء بأي وسيلة، تعمد سواء كان بإدخال يده في فمه، أو أصبعه في فمه؛ حتى يتقيأ، أو باستنشاقه من الرائحة الكريهة؛ حتى يتقيأ، أو بعصر بطنه وإمالته إلى أمامه؛ حتى يتقيأ، أو ما أشبه ذلك مما يستدعي به القيء. فعليه القضاء فالمقصود أنه إذا استقاء بأي طريق فإن عليه القضاء. ثم إذا كان الاستقاء عن عذر، فلا إثم عليه، وعليه القضاء، وإذا كان الاستقاء من غير عذر، فهو آثم، يعني لا يجوز أن يستقي في حال صومه من غير عذر؛ لأن فيه إبطالا للصوم، إنما إذا غلبه، فهذا لا شيء عليه من جميع الجهات. فالصواب ما دل عليه هذا الخبر عنه -عليه الصلاة والسلام-.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 05:34 م]ـ
672 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; {أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَامَ اَلْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ, فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ, فَصَامَ اَلنَّاسُ, ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ, حَتَّى نَظَرَ اَلنَّاسُ إِلَيْهِ, ثُمَّ شَرِبَ, فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنَّ بَعْضَ اَلنَّاسِ قَدْ صَامَ. قَالَ: "أُولَئِكَ اَلْعُصَاةُ, أُولَئِكَ اَلْعُصَاةُ"}.
وَفِي لَفْظٍ: {فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ اَلصِّيَامُ, وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ اَلْعَصْرِ، فَشَرِبَ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
حديث جابر فيه أنه صلى الله عليه وسلم صام منذ خرج واستمر صائمًا في طريقه حتى بلغ "كراع الغميم "، فصام الناس معه اتباعًا له -عليه الصلاة والسلام- ثم دعا بقدح من الماء فرفعه، حتى يبين للناس أن الفطر في السفر لا بأس به، وأنه سنة من سننه ومنهجه؛ ولهذا دعا بقدح من الماء فرفعه وشرب أمام الناس.
ففيه بيان السنن أو بيان الأمور التي يشرع فعلها أو يجوز فعلها وإظهارها وإشاعتها، وأن دلالة الفعل ربما كانت أقوى من دلالة القول، خاصة في الهيئة والكيفية.
أبلغ من جهة أنهم يرونه، ودلالة الفعل تنطبع في الذهن، ويراها الرائي، فهذه تكون أثبت من جهة نقلها بالكيفية.
أما دلالة القول فهي أقوي من جهة اللزوم والوجوب، من جهة أنه إذا أمر بشيء أو نهى عن شيء كان واجبا، أما الفعل فهذا لا يدل على الوجوب.
وفيه أنه لا بأس من الشرب أو الأكل في مجامع الناس أحيانًا، ولهذا كان يشرب -عليه الصلاة والسلام- فشرب في مجامع الناس، إذا دعت إلى ذلك المصلحة الشرعية فإنه يكون أمرًا مشروعًا ومشمولاً من جهة بيان هذا الأمر؛ ولهذا رفع r الإناء وشرب.
وفي الصحيحين من حديث أم الفضل: , أنه شرب قدحًا من اللبن أمام الناس في حجة الوداع يوم عرفة -
وكذلك حديث ميمونة بنت الحارث: أنه فعل ذلك -عليه الصلاة والسلام.
ثم قيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام بعدما أفطر، وكأنه تبين له وظهر له أن الناس قد شق عليهم الصوم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: , أولئك العصاة أولئك العصاة - من جهة أنهم التزموا أمرا فيه مشقة، وخالفوا هديه -عليه الصلاة والسلام.
وهذا يبين أن الصوم إذا شق فإنه يكون منهيا عنه. وفي قوله: , أولئك العصاة - دلالة على أن الصوم في السفر مع وجود المشقة التي قد تضعف، وربما آلت إلى إنهاك البدن أو مرض البدن أنه لا يجوز؛ ولذلك قال: , أولئك العصاة -.
والصوم في السفر له أحوال؛ ولهذا نُقل أنه صام ونُقل أنه أفطر -عليه الصلاة والسلام- فهذا له حال وهذا له حال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/437)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 05:47 م]ـ
673 - وَعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ رِضَى اَللَّهُ عَنْهُ; أَنَّهُ قَالَ: {يَا رَسُولَ اَللَّهِ! أَجِدُ بِي قُوَّةً عَلَى اَلصِّيَامِ فِي اَلسَّفَرِ, فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ? فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم " هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ اَللَّهِ, فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَحَسَنٌ, وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ "} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
674 - وَأَصْلُهُ فِي " اَلْمُتَّفَقِِ " مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ; {أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو سَأَلَ}
في الصحيحين من حديث عائشة: , أن حمزة بن عمرو سأل رسول -عليه الصلاة والسلام-: الصوم في السفر فقال: إن شئت صم وإن شئت فأفطر - وفي لفظ آخر عند مسلم غيره: أنه قال: , إني أرى فيّ قوة على الصيام قال: هي رخصة من الله، فمن أخذ بها حسن ومن صام فلا جناح عليه -.
هذا فيه إشارة إلى أن الأخذ برخصة الله والفطر في السفر هو الأولى ومن صام فلا جناح عليه؛ ولهذا قال: فلا جناح عليه؛ لأنه قال: , إني أجد قوة - فبين أنه لا جناح عليه، لكن إذا لم يكن فيه قوة على الصوم وضعف فالسنة الإفطار.
وعلى هذا نقول: هل الفطر أفضل أم الصوم أفضل؟ ينبغي الجمع بين أخباره وأقواله - عليه الصلاة والسلام - في هذا الباب، فهو صام في عدة أخبار في الصحيحين وأفطر، ونُقل عن أصحابه أن منهم من صام وأن منهم من أفطر.
في الصحيحين عن أنس: (سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام بعضنا وأفطر بعضنا فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر. فلا يجد الصائم على المفطر. ولا المفطر على الصائم. يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسنا.)
فكانوا يرون من به قوة على الصوم فصام فحسن، ومن لم يكن به قوة فأفطر فحسن.
وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- نحو من هذا المعنى.
فهذا الذي نقله أنس، وأبي سعيد، وعائشة -رضي الله عنهم- هو البيان الواضح لهديه.
وفيه بيان لسنته، وتفصيل في هذا الباب، وأن الأخبار كلها متفقة، وأن من به قوة على الصوم فلا يعاب، وإن أفطر فحسن، كما قال عليه لصلاة والسلام؛ لأنه قال: إني أجد بي قوة، فقال: هي رخصة من الله من أخذ بها حسن، ومن لم يجد به قوة وضعف على الصوم فالسنة في حقه الفطر.
ولهذا قال: , ليس من البر الصيام في السفر - في الصحيحين، وفي حديث جابر (أولئك العصاة) فهما حديثان وردا على سبب، فليسا على العموم.
(أولئك العصاة) ورد في قضية خاصة في قوم شق عليهم الصوم، وأفطر -عليه الصلاة والسلام - ثم توقفوا واستمروا في الصوم، فقد يوهم أنه نوع من المخالفة، وقد يكون يوهم أن مثل هذه الحالة الأفضل فيها الصوم مع مشقة الصوم، فقال ذلك -عليه الصلاة والسلام. , أولئك العصاة -
وفي قوله: (ليس من البر الصيام في السفر) أن ذلك الرجل رؤى وقد ظلل عليه - فسأل عنه فقيل: إنه صائم، لشدة الصيام ظلل عليه، ولم يحتمل جسده، فقال: , ليس من البر الصوم في السفر - يعني لا نظن أنه أبر البر، وأنه خير العمل، لا. فالفطر أيضًا من البر، وربما كان أبر، وربما كان أفضل.
وينبغي النظر في الأخبار، إذا جاءت الأخبار فإذا كانت على سبب فالأصل عموم النص ولا يخصص، لكن ينظر في هذا السبب الذي جاء فيه النص: هل له قرائن وأحوال تخصص هذا النص وتدل على أنه دال على معنى من المعاني؟ فلا ينبغي إهمالها.
وقد نبه على هذا القاعدة أو كان ينبه عليها ابن دقيق العيد -رحمه الله- في أنه ينبغي النظر في النص حينما يأتي ويكون ظاهره العموم، ينظر فيما اقترن به من دلائل الأحوال، ومن قرائنها، وما يسبق هذه الكلمة وما يتلوها، يعني من سباقها وسياقها، ربما كان دالا على حالة من الأحوال.
ولهذا المصنف -رحمه الله- هنا من فقهه ومن حسن نظره ذكر الرواية الثانية التي تبين هذا الخبر وهي أن الناس قد شق عليهم الصوم، كذلك في ذلك الخبر ورد في حالة خاصة، فعلى هذا يقال: إن من وجد قوة على الصوم فصام فحسن، وإن أفطر فهي رخصة.
وكما ثبت في صحيح مسلم: (صدقة من الله تصدق الله) … وكما ثبت في الحديث الصحيح من حديث عمر وابن عباس أنه -عليه الصلاة والسلام - قال: (إن الله يحب أن يأخذ برخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) وفي اللفظ الآخر: (إن الله يحب أن يُؤخذ برخصه كما يكره أن تؤتى معصيته).
فعلى المسلم المكلف أن يقبل رخصة الله ويأخذ بها، وإن صام فلا بأس كما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام - وجاء عن أصحابه، ولا يعاب على من صام، وخاصة إذا قال: لا أريد أن يبقى دينا علي، كما جاء في بعض الألفاظ أنه قال: , إني أريد أن أصوم، وإني أكثر هذا السفر - وفي بعض الألفاظ قال حمزة بن عمرو الأسلمي: , إني أستطيع الصوم وأجد بي قوة - فقال له ذلك عليه الصلاة والسلام.
ومن لم يكن به قوة فهذا له أحوال:
حال يشق عليه الصوم: فالسنة له الفطر.
وحال يشتد به الأمر وربما آل به إلى الضعف والمرض: فهذا إذا آل به إلى الضعف فلا ينبغي أن يهلك نفسه أو يتلف نفسه، فربما كان صيامه محرمًاً.
على هذا تنزل الأخبار الواردة في هذا الباب، وأنها على أحوال، وأنه جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- وعن أصحابه هذا وهذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/438)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:13 م]ـ
675 - وَعَنِ اِبْنِ عباس رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: {رُخِّصَ لِلشَّيْخِ اَلْكَبِيرِ أَنْ يُفْطِرَ, وَيُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا, وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ} رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ, وَالْحَاكِمُ, وَصَحَّحَاهُ.
هذا الخبر -عن ابن عباس- رخص للشيخ الكبير أن يطعم ولا قضاء عليه، كما رواه الدارقطني والحاكم. وقال الدارقطني: إن إسناده صحيح، والأثر جاء عن ابن عباس بأسانيد عدة وكثيرة، وبعضها إسنادها صحيح، والخبر رواه البخاري عن عطاء: سمع ابن عباس يقرأ: {وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين}. قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا
وكان المصنف -رحمه الله- ذكر هذه الرواية؛ لأنه فيها تصريح بعدم القضاء، ورواية البخاري فيها ذكر الفطر وذكر الكفارة، واختلف في قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)
وهل هي منسوخة أو غير منسوخة؟.
ابن عباس رضي الله عنه قال: ليست منسوخة، وسلمة بن الأكوع رضي الله عنه وجماعة قالوا: إنها منسوخة، وجاء في حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: نزل رمضان، فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها: {وأن تصوموا خير لكم}. فأمروا بالصوم.
ولا منافاة بين القولين فهي نُسخت على العموم وبقي حكمها في حق الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة؛
لأنهم كانوا في أول الأمر يخيرون بين الصوم أو الفطر والإطعام، أول ما فُرض الصيام؛ لأنه فرض على مراحل، فمن مراحله أنه مخير أن يصوم، وأن يفطر، وأن يطعم عن كل يوم مسكينا أو أن يزيد: (فمن تطوع خيراً فهو خير له) ثم بعد ذلك نسخ وحتم أمر الصيام ووجب الصيام: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وبقي الإطعام في حق الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، وكذلك المريض الذي لا يُرجى برؤه فهؤلاء عليهم الفطر، ومع الفطر الكفارة، عن كل يوم يطعم مسكيناً.
فقد كان أنس رضي الله عنه كما ثبت عنه في الصحيح عجز وضعف عن الصيام في آخر حياته بعام أو بعامين؛ لأنه عمّره رضي الله عنه قارب المائة، وقيل: إنه تجاوزها، توفي سنة ثلاث وتسعين. اختلف في وفاته من تسع وثمانين إلى ثلاث وتسعين والأكثر على سنة ثلاث وتسعين.
وكذلك اختلف في سنه من تسع وتسعين إلى مائة وثلاثة، فأطعم في آخر حياته رضي الله عنه مدة سنة أو سنتين، كان يجمعهم ويطعمهم، وهكذا السنة، لمن لا يستطع الصوم لكبر أو مرض مستمر، أن يفطر ويطعم كما ذكره المصنف عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:24 م]ـ
676 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: {جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ. قَالَ: " وَمَا أَهْلَكَكَ ? " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى اِمْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: " هَلْ تَجِدُ مَا تَعْتِقُ رَقَبَةً? " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ? " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا? " قَالَ: لَا, ثُمَّ جَلَسَ, فَأُتِي اَلنَّبِيُّ r بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ. فَقَالَ: " تَصَدَّقْ بِهَذَا ", فَقَالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا? فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا, فَضَحِكَ اَلنَّبِيُّ r حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: "اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ "} رَوَاهُ اَلسَّبْعَةُ, وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
وهذا الخبر ثبت معناه من حديث عائشة في الصحيحين، لكن حديث أبي هريرة محكم وواضح وبين في ترتيبه، وفيه أنه قال: هلكت، يعني من جهة أنه واقع أهله وهو أمر محرم، وفي لفظ آخر، جاء عند الحاكم لفظ: , هلكت وأهلكت -
واختلف في صحة هذه الرواية وألّف بعضهم في إبطالها وذكر بعض الأئمة جزءا في أبطالها، واستدلوا بأن قوله: "أهلكت" أنه كان متعمدا، وأن أهله أيضًا كانوا موافقين له، وأنهم راضون بهذا الفعل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/439)
فالرسول -عليه الصلاة والسلام- لما جاءه هذا الراجل تائبًا نادمًا لم يعنفه، وهذا يبين أن مثل هذه الأمور أن من جاء تائبًا نادمًا فإنه يعلم ولا يعنف، أما من علم حاله التعمد والمجاهرة ولم يتب ولم يترك هذه الأمور فهذا ذكَرَ أهل العلم أن في مثل هذه الأمور والمعاصي في جنسها التعزير.
وقال بعضهم: إن ما كان فيه الكفارة فتكفي فيه الكفارة، أما من المعاصي ما ليس فيه كفارة فهو الذي تجب فيه العقوبة إما بالحد أو بالتعزير الذي جاءت به الشريعة.
وفي هذا الخبر جاءت الكفارة، والرسول -عليه الصلاة والسلام- بين له ذلك، وقال: "هل تجد ما تعتق؟ " فالواجب عتق رقبة إن وجدها أو وجد قيمتها فاضلا عن حاجته.
فقال ويروى أنه ضرب على صفحة عنقه، فقال: (والله ما أجدها)، وأنه جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- يضرب وجهه وينتف شعره لبيان حاله؛ أنه وقع في ذلك الأمر، وأنه أهلك نفسه بهذا الذنب.
وفي هذا أنه لا بأس أن العبد يقول هذه الكلمات، إذا وقع في مثل هذه الأمور ينبغي أن يقول "إني ظلمت نفسي " أو ما أشبه ذلك إذا وقع في معصية، من باب ذل النفس وهضمها في الوقوع في مثل هذه الأمور؛ ولهذا لم ينكر عليه - -عليه الصلاة والسلام- فقال: , تجد عتق رقبة؟ قال: لا، قال: صم شهرين متتابعين، قال: وهل وقعت فيما وقعت إلا من الصوم -؛ لأنه قال: لا يستطيع الصوم، لشدة شغفه بالنساء فلا يستطيع، ووكله إلى ظاهر الحال -عليه الصلاة والسلام- فقال: , هل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟ فقال: والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا يا رسول -.
وفي لفظ قال: , بتنا وحشيين - يعني ليس عندنا طعام ولا شراب، بينما هو كذلك , فأتي بعرق -عليه الصلاة والسلام -العرق: هو المكتل أو القفة التي يكون فيها الزبيب- فقال: اذهب فأطعم أهلك -.
فأمره صلى الله عليه وسلم أن يطعم أهله واختلف في مقدار هذا الزبيب، يعني مقدار خمسة عشر صاعا أو ثلاثين صاعا.
والأقرب أن الكفارة نصف صاع، نصف صاع لكل مسكين فيكون الجميع ثلاثين صاعا، كل مسكين له نصفه صاع، فإن شاء أطعمهم، وإن شاء أعطاهم البر والأرز أو غيره من القوت، وإن شاء جمع هؤلاء المساكين، جمع الستين في يوم واحد أو عدة أيام في بيته أوفي مكان آخر وأطعمهم، أطعم ستين مسكينًا.
فهذا هو الواجب، وهذه هي كفارة من وَاقَعَ أهله في نهار رمضان، وهي ككفارة الظهار سواء بسواء, وهي مرتبة على الصحيح، وهو قول الجمهور، وهو ما دل عليه هذا الخبر، أنه رتبها: عتق رقبة، فإن لم يجدها فصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينًا.
وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- ذكرت غير مرتبة، وهو ما دل عليه هذا الخبر، ورواه أكثر الرواة مرتبًا، والواجب الكفارة على ما جاء في هذا الخبر.
وفي هذا الخبر دلالة على أنه إذا لم يستطع الكفارة أنها تسقط عنه؛ لهذا لم يأمره -عليه الصلاة والسلام- بقضاء كفارة، قال: اذهب فأطعمه أهلك،.
والإنسان ليس مصرفًا لكفارته، فلو كانت واجبة عليه -يعني إذا كانت باقية- لأخبره بذلك؛ ولأن أهله ليسوا العدد الواجب في الكفارة.
وقال بعضهم: إنها باقية وإنه أعطاه لحاجته، وقال آخرون: إن الكفارة إذا كانت من الإمام ولم يستطعها المكلف فيجوز أن يكون مصرفًا لها، وتكون كفارة له، وصرفت إليه وتجزي عن كفارته، وهذا موافق في المعنى لمن قال بالسقوط، لكنه تأويل لأمر الكفارة حتى يوافق الخبر، تأويل لأمر الكفارة حتى تكون موافقة للخبر المنقول من جهة أنه صرف الكفارة إليه - عليه الصلاة والسلام.
فالأظهر أن كفارة المواقعة في نهار رمضان إن لم يستطعها تسقط، هذا هو الصواب والأصل في الكفارات أنها باقية في الذمة، هذا الأصل، إذا لم يستطعها تبقى في ذمته حتى يستطيعها إلا هذه الكفارة؛ لهذا النص.
وقيل: إن الجميع -لما سبق- يسقط عند العجز عنها، كما أنها تسقط كفارة رمضان إلحاقا لهذه الكفارة في رمضان.
والأظهر -مثل ما سبق- أن الأصل وجوب الكفارة فإن كان واجدًا لها أخرجها وإلا تبقى في ذمته، إلا كفارة رمضان فتسقط كما دل عليه هذا الخبر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 04:10 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/440)
677 678 - وَعَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا {أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ, ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
زَادَ مُسْلِمٌ فِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: [وَ لَا يَقْضِي].
حديث عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- فيه أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ربما أصبح من الجنابة يعني من الجماع من غير احتلام، في هذا إشارة إلى أنه من قول عائشة: إنه لا يحتلم، وقد قيل: إن الأنبياء من خصائصهم عدم الاحتلام، أو من خصائصه عليه السلام عدم الاحتلام؛ لقول عائشة: من غير احتلام، قيل الاحتلام من تلاعب الشيطان، وهذا موضع نظر
فإنه لم يأت إلا من هذا الخبر من كلامها، ولم يأت من قوله -عليه الصلاة والسلام - وإلا فالاحتلام قد لا يكون من تلاعب الشيطان وقد يقع الاحتلام بدون أن يعرض شيء له في نومه.
فالمقصود أنها أخبرت أنه - عليه الصلاة والسلام- يصبح جنبًا من جماع من غير احتلام، ثم يصبح صائمًا. وهذا يدل على أنه لا بأس أن يصوم الجنب، وأنه ليس من شرط الصوم ألا يكون جنبًا، ولا بأس أن يعقد الصوم ولو كان جنبًا، ثم الغسل بعد ذلك.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (من أصبح جنبًا فلا صوم له) فنوقش في ذلك، وأن عائشة وأم سلمة قالا كذلك عن علم ومعرفة بحال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو هريرة عندما أخبر بقولهما: قال إنما أخبرني الفضل أو قال: كذلك حدثني الفضل بن عباس، وهو أعلم، وفي رواية بن جريج فقال أبو هريرة اهما قالتاه قال هما أعلم.
فهذا يبين أنه تردد رضي الله عنه أو أن هذا كان في أول الأمر لما كان الطعام والشراب محرمًا بعد النوم، في أول الأمر فكان من صام ثم حضر الفطر فنام قبل فطره حرم عليه الطعام والشراب إلى الغد، حتى اشتد عليهم الأمر.
حتى نزل قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) فحل لهم ذلك، وأن لهم الطعام والشراب والوقاع إلى طلوع الفجر، وفي هذا دلالة على أنه كان إذا كان حلالا إلى طلوع الفجر من دلالة أو من إشارة النص أنه في الغالب إذا كان إلى طلوع الفجر حلالا فيلزم منه أنه يطلع الفجر عليه وهو جنب، من إشارة النص.
وكذلك من نص هذا الخبر أنه كان يصبح -عليه الصلاة والسلام- جنبًا من غير احتلام فيصوم، وفي لفظ آخر: (لا يقضي).
أما حديث أبي هريرة فالأظهر أنه موافق للحالة الأولى حينما كان ممنوعا من الطعام والشراب بعد النوم، وأنه منسوخ، وأن هذا الأمر هو الذي استقر عليه الحال منه -عليه الصلاة والسلام- كما في هذا الخبر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 04:13 م]ـ
679 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا; أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وهذا اللفظ يشمل ظاهره عام لجميع أنواع الصوم , من مات وعليه صيام - وأخذ جمع من أهل العلم بهذا وقالوا: إن كل من كان عليه صيام صوم نذر أو صوم رمضان يصوم عنه وليه؛ لعموم هذا الخبر.
وقيل إنه لا يصام عن الميت، لا صوم النذر ولا صوم رمضان، هذا القول الثاني.
وقيل: إنه يصام عن صوم النذر دون صوم رمضان، وبهذا أفتى ابن عباس وعائشة -رضي الله عن الجميع-
وجاء عنهما عن عائشة وابن عباس: (لا يصم أحد عن أحد) وهذا قيل: إن المراد به الصيام الواجب في الشرع، وقالوا: إن هذا الخبر: "من مات وعليه صيام" هو الصيام الواجب بالنذر؛ لأنه هو الصوم الذي يكون أوجبه المكلف على نفسه، أما ذاك فمعلوم من الشرع.
وقالوا: فرق بين الواجب بالنذر والواجب بالشرع، فما أوجبه على نفسه والتزمه بنفسه فإنه يلزمه أن يأتي به، أما ما كان واجبا بالشرع فإن أمره أخف، من جهة أنه إذا مات ولم يقض فإن عليه الكفارة، وإن صِيم عنه فلا بأس.
وهذا القول اختاره العلامة ابن القيم -رحمه الله- ومثله ابن تيمية، وفرقوا بين صوم النذر وقضاء رمضان، فقالوا: إن صوم النذر يُقضى -يقضيه عنه وليه- وصوم رمضان لا يقضيه، بل عليه الكفارة، يُطعَم عن كل يوم مسكين من تركته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/441)
هذا هو الذي ذكروه، ومن أخذ بعموم النص وقال: إنه يشمل جميع أنواع الصوم فالأظهر لا بأس أن يصوم عنه وليه قضاء رمضان، لكن لا يكون متأكدًا كتأكد صوم النذر لعموم هذا النص.
وأطلق الولي من جهة أنه الأغلب هو الذي يهتم بشأنه وأمره، وإلا فالأظهر عند الجمهور أنه لو صام عنه غير وليه أو أي أحد من الناس أو لو يكن به علاقة أو معرفة فإنه يصح صومه عنه؛ لأنه من باب ما وجب عليه، وهو الآن لا يمكن استئذانه؛ فلهذا يسقطه عنه كما أنه لو قضى دينه، إنسان صح، ولم يشترط أن يستأذن أولياءه، فكذلك الصوم الذي وجب عليه، فأراد أن يبرئ ذمة أخيه المسلم فهو أمر مشروع للقريب ولغيره.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:49 م]ـ
بَابُ صَوْمُ اَلتَّطَوُّعِ وَمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ
680 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ اَلْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه {أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. قَالَ: " يُكَفِّرُ اَلسَّنَةَ اَلْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ", وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. قَالَ: " يُكَفِّرُ اَلسَّنَةَ اَلْمَاضِيَةَ " وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ اَلِاثْنَيْنِ, قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ, وَبُعِثْتُ فِيهِ, أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ "} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
هذا في فضل صوم يوم عرفة، وأنه يكفر سنتين يكفر السنة الماضية والسنة الباقية وقد ذهب الجمهور أن التكفير هنا يكون للصغائر لقوله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا).
والحديث الصحيح , (ما اجتنب الكبائر) (ما لم تؤت المقتلة) في صحيح مسلم، والكبائر قالوا: لا تكفر إلا بالتوبة، وذهب آخرون للعموم، وقالوا: إن هذه النصوص الذي جاءت في التكفير تشمل تكفير جميع الذنوب، وإذا كان الإنسان له صغائر فكُفرت ولم يبق منها شيء فإنه حري أن تكفر كبائره أو يخفف عنه منها، وإن لم يكن له كبائر ولا صغائر فإنه يكون مزيدا في درجاته.
وجاءت أخبار واضحة وصريحة في أن بعض الأعمال الصالحة تكفر عموم الذنوب حتى الكبائر، وهي أخبار معروفة جاءت عنه -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيحين قال -عليه الصلاة والسلام-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف) من حديث عبد الله ابن مسعود عند الترمذي وعند الحاكم، فنص على مغفرته له وإن كان فر من الزحف وهو من كبائر الذنوب إلى غير ذلك من الأخبار عنه -عليه الصلاة والسلام.
وهذا الخبر فيه هذا الفضل الذي جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في فضل صيام يوم عرفة وفي الحديث فضل صوم يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم وأنه (يكفر السنة الماضية) وجاء أنه يُصام معه اليوم التاسع.
ويوم عرفة فضله أعظم؛ ولهذا كان تكفيره أتم وأكمل.
ويشرع صيام يوم الاثنين وعلله صلى الله عليه وسلم بأنه: (ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأنزل علي فيه) ويوم الاثنين له فضله وجاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه مع الخميس، جاء من حديث عائشة، ومن حديث أسامة بن زيد. ومن حديث أبي هريرة.
وجاء تعليله بحديث (إنهما يومان ترفع فيهما أعمال العباد، وأحب أن يرفع أو يصعد لي عمل وأنا صائم)
فيعلل صيام الاثنين بالأمرين جمعيًا، فقد كان يصومهما -عليه الصلاة والسلام- وربما صام غيرهما، وكان يتحراهما، وربما تحرى غيرهما كما يأتي في الأخبار.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:05 م]ـ
681 - وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ اَلدَّهْرِ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
هذا في فضل ستة أيام من شوال، فرمضان بعشرة أشهر -كما في حديث ثوبان- وستة أيام من شوال بشهرين، فالجميع يقابل السنة كلها، وجاء هذا الخبر أيضًا بشواهد تدل على هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/442)
وفي بعضها: الحسنة بعشر أمثالها. فشهر بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين، فمن صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر هذا يبين أن السنّة هي المبادرة إلى الصوم بعد رمضان مباشرة، ويفصل بين الفرض والنفل بالفطر يوم الفطر.
وهذه هي القاعدة أنه يُفصل بين العبادات فرضها ونفلها، فلا يجوز أن يصل صيام الفرض بالنفل وهكذا صلاة الفريضة لا تُوصل بصلاة النافلة، وهكذا صوم الفريضة لا يوصل بصوم النافلة؛ لأنه ربما أوهم أنه منه وأنه تابع له.
ولهذا جنح مالك -رحمه الله- إلى كراهة صومها، وعلل بهذا التعليل، وكأنه -والله أعلم- لم يبلغه الخبر، أو كأنه تأول هذا الخبر من جهة أنه كرهها لأجل هذا المعنى، ولا شك أنه إذا وصل إلى هذا الحد فإنها لا تصام، ويبين أنه يجب الفصل بين صوم هذه الأيام وصوم رمضان.
وذكروا أن بعض الناس قديما في بلاد الأندلس من كان على مذهب مالك وغيره كانوا -كما قالوا- يبقون المسحرين ولا يعلنون العيد إلا في اليوم السابع من شوال، وأنهم يصِلون رمضان بستة أيام من شوال، فكأن هذه من البدع، وأن الواجب هو الفصل بالعيد، وهذا محل اتفاق من أهل العلم.
وأن هذه الأيام يجب فصلها كما سبق؛ ولهذا جاء في الحديث (عن عمرو بن عطاء بن أبي الخوار أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة فقال نعم صليت معه الجمعة في المقصورة فلما سلم قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إلي فقال لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك لا توصل صلاة بصلاة حتى تخرج أو تتكلم.).
وفي الحديث الآخر عن الأزرق بن قيس (قال صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة قال صليت هذه الصلاة أو مثل هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة فصلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم سلم?عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه ثم انفتل كانفتال أبي رمثة يعني نفسه فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبه فهزه ثم قال اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره فقال أصاب الله بك يا ابن الخطاب) فأقره صلى الله عليه وسلم على ذلك بل أيد قوله، وأخبر أنه أصاب الحجة والدليل وهكذا أيضًا في مثل هذا الصوم أنه يجب الفصل.
والمقصود أنه يشرع المبادرة إلى هذا الصيام، وأن صومها يكون من شوال، وأنه ستة أيام، ولا بأس لو أنه فرقها في شهر شوال أو في بعض أيامه، والأفضل والأولى هو المبادرة إليها، وأنها لا يحسن صومها والفضل فيها إلا لمن صام رمضان.
ومن كان عليه قضاء من رمضان فعليه أن يصومه، فيكمل القضاء، ثم بعد ذلك يصوم ستة من شوال؛ لأن الأفضل والأكمل أن تتقرب إلى الله بالفريضة، ثم تتقرب إلى الله بالتطوع، لا تتقرب بالتطوع وفي ذمتك فريضة.
وقد قال -عليه الصلاة والسلام- كما في البخاري وغيره (أن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) فهذه كلها فضائل تترتب بعد أداء الفرض فلهذا يصوم الفرض الواجب عليه إذا كان بقي عليه قضاء من رمضان، ثم بعد ذلك يصوم ستة من شوال.
وحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه رواه مسلم -كما ذكره المصنف- وهو من طريق سعد بن سعيد الأنصاري، وفيه بعض الضعف، لكنه توبع، والقاعدة أن الراوي إذا علم ضبطه بطريق آخر فإنه يكون جيدًا، إنما ترد رواية الراوي إذا كان سيئ الحفظ أو كان له شيء مما ينكر عليه، في رواية يخشى عليه إذا انفرد بها.
أما إذا جاء من يوافقه من الرواة فهذا يعرف أنه ضبط، فتعتمد روايته، خاصة أن هذا الخبر له شواهد عنه -عليه الصلاة والسلام- تدل على هذا المعنى.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:08 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/443)
682 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اَللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اَللَّهُ بِذَلِكَ اَلْيَوْمِ عَنْ وَجْهِهِ اَلنَّارَ سَبْعِينَ خَرِيفًا} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
وهذا متفق عليه واللفظ لمسلم، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي، وفي لفظ عن عقبة بن عامر عند النسائي وغيره أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: (من صام يوما في سبيل الله عز وجل باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام)
وفي هذا أنه قال: "سبعون خريفًا" والخريف: العام؛ لأنه أطلق الخريف مثلما يطلق الصيف والشتاء.
فالخريف مرة في السنة، فإذا قيل: خريف: يعني أنه عام، والخريف ذكر بعضهم أنه ذكرها؛ لأنه يكون فيه اختراف الثمار؛ لأن خريف (فعيل) بمعنى (مفعول) خريف بمعنى مخترَف، فهو تخترف فيه الثمار وتقطف فيه الثمار، فذُكر هذا المعنى -والله اعلم- من جهة أنه إذا صام هذا اليوم في سبيل الله وفي شدة الحر. وفي الغالب أن القتال في سبيل الله يكون مع السفر فيُجازى بأن يكون جزاؤه الجنة وثمار الجنة.
واختلف في قوله في سبيل الله: هل المراد في طاعة الله، أو في سبيل الله: في الجهاد في سبيل الله؟.
قيل: في سبيل الله: يعني في طاعة الله، فعلى هذا يشمل كل من صام، سواء أكان في القتال في سبيل الله أو غير ذلك، وقيل: إن في سبيل الله على بابه، وهذا هو القاعدة: أنه إذا جاء في سبيل الله في النصوص فإنه يقال: المراد القتال في سبيل الله، إلا إذا جاء ما يبينه ويوضحه.
فقوله: "في سبيل الله" يعني في القتال، وهذا الخبر لو ذكره المصنف -رحمه الله- عند الصوم في السفر ربما كان متوجهًا وكان أحسن، من جهة أن القتال في سبيل الله غالبًا يكون عن سفر وعن خروج، وإن كان يكون في البلد.
وقد يقال: إن الصوم في القتال ربما حصل به شدة، مع أنه ربما كان الفطر في السفر أفضل لكن كان الصوم في هذه الحالة أفضل من جهة أن القتال في سبيل الله من أفضل العبادات، والصوم أيضًا عبادة فيها كف النفس عن شهواتها؛ فلهذا شرع له أن يجمع بين العبادتين: عبادة الصوم وعبادة القتال في سبيل الله، إذا كان لا يشق عليه.
فمن جمع بين هذه العبادات: القتال في سبيل الله، وإقامة ذكر الله فهو بأعلى المنازل وأفضل الأعمال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل عبادي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) - يعني الذي يقاتل في سبيل الله وهو يذكر الله - يبين أنه كونه يُقرَن مع الجهاد في سبيل الله عبادة أخرى فهذه العبادة لها فضلها وشرفها
فذكْر الله مع القتال في سبيل الله وذكَر هذا الصوم مع القتال في سبيل الله، هو من باب الجمع بين العبادات إذا كان لا يكون سبباً في التفريط فيما هو الأساس والمهم.
أما إذا ترتب عليه تفريط أو ضعف فالسنّة هي الفطر؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: , إنكم مصبحوا العدو، وإن الفطر أقوى لكم - فصام قوم، ثم عزم عليهم -عليه الصلاة والسلام - وأخبرهم أن الفطر أولى وأتم.
ولهذا جنح جمع من أهل العلم أنهم لو قاتلوا العدو في البلد وكانوا يضعفون على القتال وهم صائمون في شهر رمضان فالسنة لهم الفطر، حتى يتقووا ولو كانوا مقيمين؛ لأن هذا فيه من المصالح العظيمة في الدفاع عن دين الله، ونصرة دين الله وهو معلوم وظاهر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:10 م]ـ
683 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ, وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ, وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم اِسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ, وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
وهذا الخبر سبقت الإشارة في شيء منه، وهو صوم شعبان وهو -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم شعبان إلا قليلاً، وفي لفظ كان يصومه كله.
والمعروف أنه -عليه الصلاة والسلام- ما جاء عن عائشة أنه لم يكن يستكمل شهرًا قط. قالت: , ما استكمل شهرًا قط إلا رمضان - وهذا يوضح الأخبار التي جاءت أنه يصومه كله، أو أنه يصله برمضان كما في حديث أم سلمة عند أبي داود والنسائي (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان) فيصوم ما تيسر ويترك ما تيسر.
وجاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: (أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم) وقيل: إنه أفضل. وجنح بعض أهل العلم أن صوم المحرم من باب النفل المطلق، وصوم شعبان من باب النفل المقيد، كالراتبة لرمضان، فهو أفضل من جهة خصوصه في رمضان، وأنه قبل رمضان، فهو كالنافلة قبلها، التي تؤدى ويكون فيه استعداد لتلك العبادة وتهيئ لها، وصوم المحرم صوم كالنفل المطلق.
والقاعدة: أن النفل المقيد من الرواتب وغيرها أفضل من النفل المطلق. والأظهر هو ما دل عليه الخبر من حديث أبي هريرة أن (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) هذا هو الصواب؛ ولهذا كان الصواب في الصلاة قيام الليل , وأفضل القيام بعد الصلاة المكتوبة قيام الليل - وإن كان خلاف قول الجمهور.
ويقولون: إن الرواتب أفضل، فهذا الخبر يدل على أن قيام الليل أفضل من الرواتب، كذلك صيام شهر الله المحرم أفضل الصيام وكان -عليه الصلاة والسلام- يصوم هذا الشهر، وربما دل الناس على أمر ولم يتهيأ له ولم يتيسر له ففعله في وقت آخر. ربما كان هذا أفضل في حقه، ومن تيسر له الجمع بينهما كان أكمل وأولى.
فهذا الخبر فيه -كما سبق- لا بأس أن يصوم شعبان، ولو استمر حتى يصل رمضان، وأنه مستثنى من النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين، قال: (إلا رجلا كان يصوم صومًا فليصمه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/444)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:12 م]ـ
684 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: {أَمَرَنَا رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَصُومَ مِنْ اَلشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ, وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ} رَوَاهُ النَّسَائِيُّ, وَاَلتِّرْمِذِيُّ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ.
وهذا الخبر عن ابن أبي ذر رضي الله عنه حديث له شواهد كثير من حديث أبي هريرة ومن حديث قتادة بن ملحان ومن حديث جرير بن عبد الله، وجاء عن غيرهم أيضًا في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، في صيام الأيام البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، أو أيام الليالي البيض.
وجاء في اللفظ الآخر الوصية بصيام ثلاثة أيام، كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين وحديث أبي ذر وحديث أبي الدرداء أنه وصاهم بصيام ثلاثة أيام، واختلف في الثلاثة أيام: في نفس أيام البيض أم غير أيام البيض؟.
ظاهر كثير من النصوص أنها غير الأيام البيض، لكن إذا تحرى الأيام البيض حصل له فضل صيام ثلاث أيام وفضل الصيام في الأيام البيض.
وقد كان -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم عن عائشة , يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي من أي الشهر كان - فقد يكون من أوله وقد يكون من وسطه وقد يكون من آخره.
وجاء في حديث عائشة: , أنه -عليه الصلاة والسلام- ربما صام السبت والأحد والاثنين من الأسبوع الأول، ومن الأسبوع الثاني: الثلاثاء والأربعاء والخميس - فيستكمل الأسبوع بصيام جميع أيامه؛ فلهذا كانت هذه الأيام لها فضلها، وقد كان -كما سبق- لا يبالي بأي الأيام صام، واختلف في هذه الأيام على أقوال في تحديدها وتعيينها.
وما دل عليه الخبر هو الصواب، من جهة أن الأيام هي هذه الأيام: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، والصيام ثلاث أيام جاءت مطلقة، فمنهم من حملها على هذا المقيد ومنهم من أطلقها، وكما سبق -في حقه عليه الصلاة والسلام- الأفضل ما فعله، وقد يترك الأمر بأنه لم يتيسر له صيامه أو لغير ذلك من الأسباب.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 11:47 ص]ـ
685 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ. وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ: {غَيْرَ رَمَضَانَ}.
وهذه الزيادة عند أبو داود على شرطهما.
وهذا الخبر فيه أنه لا يجوز للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد لأن الزوج ملك عصمتها، وله أن يستمتع بها في أي وقت، وحقه واجب على الفور وربما طلب منها ذلك، فلا يجوز أن تعتذر بشيء من ذلك؛ ولهذا لو صامت له أن يفطرها.
"وزوجها شاهد" يعني حاضر غير مسافر ويفهم منه أنه إذا كان غائبا فلا بأس، فهذا إذا كان غائبا وربما يُلحق به إذا كان حاضرًا، لكنه فيه ضعف ومرض ولا يحتاج إلى أهله أو لا يستطيع ذلك فلا بأس أيضاً.
وظاهر النص أنه لا يحل في حال شهوده، وهذا هو الأظهر، أنه في حال شهوده لا يحل لها أن تصوم إلا بأذنه، والرجل قد يأمر أهله بالفطر، قد تكون لهذا الأمر وقد تكون لغيره، فالمقصود أنها لا يحل لها أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه.
"بإذنه" يعني الواضح، أو بإذنه العرفي، إذا علمت ذلك منه وأنه يرضى، فلا يشترط الأذن يعني النطق بذلك، فإذا علِمتْ أنه يرضى بذلك فلا بأس.
وفي رواية ثانية: "غير رمضان" فرمضان لا إذن فيه، هذه قاعدة في الواجبات، مثل حج واجب، رمضان واجب، والصلاة المفروضة، كل هذه لا إذن فيها فتصومها.
وكذلك يدخل فيه القضاء إذا كان مضيقا كأن يكون عليها قضاء رمضان وضاق الوقت؛ ولهذا قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان يكون علي القضاء من رمضان فما أصومه إلا في شعبان) جاء في رواية –وليس من كلامها على الصحيح- قالت: (الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم).
فقضاء رمضان موسع (فعدة من أيام أخر) ما بين الشهر من السنة هذه، والشهر من السنة الآتية، إلا إذا تضيق رمضان، ما بقي على رمضان إلا خمسة أيام وعليه خمسة أيام، ففي هذه الحالة تصوم ولا تستأذن؛ لأنه يكون واجبًا متعينًا عليها، فلا أذن له.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 09:46 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/445)
686 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ رضي الله عنه {أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ اَلْفِطْرِ وَيَوْمِ اَلنَّحْرِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
687 - وَعَنْ نُبَيْشَةَ اَلْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {أَيَّامُ اَلتَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ, وَذِكْرٍ لِلَّهِ عز وجل} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
688 - وَعَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ قَالَا: {لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ اَلتَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ اَلْهَدْيَ} رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
وهذه الأخبار في النهي عن صوم يومي العيد، وهي متواترة عنه - عليه الصلاة والسلام - في الخبر عن أبي سعيد الخدري في النهي عن صوم يومين وفي الصحيحين حديث أبي هريرة وحديث عمر بن الخطاب في النهي عن صيام أيام العيد.
وكذا أيام التشريق لا يصح صومها لما جاء في حديث نبيشة الهذلي أنها (أيام أكل وشرب وذكر لله) عند مسلم، وفي حديث كعب بن مالك عند مسلم: (أيام أكل وشرب) وفي لفظ آخر: "وبعال".
في حديث عقبة بن عامر عند أحمد وأهل السنن (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، هي أيام أكل وشرب) أو قال: هي عيدنا أهل الإسلام، يعني يخص أهل الإسلام، وجاء في معناها أخبار تدل على هذا المعنى، وأنه لا يجوز صومها أما يوم الفطر ويوم النحر فهذا واضح من جهة تواتر النصوص بهذا، ومن صامها فإنه لا يصح صومه فإن من نذر صومها فإنه لا يصح أيضا على الصحيح.
وأيام التشريق هي يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، فهي أيضًا لا تُصام، ورخص في صومها لمن لم يجد الهدي، من لم يجد الهدى إذا كان متمتعًا فلا بأس أن يصومها؛ لقوله تعالى: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم).
فالسنة أن يصوم قبل يوم عرفة: السابع والثامن والتاسع، أو السادس والسابع والثامن، إذا كان في الحج سواء أكان محرمًا أم غير محرم، يعني لو كان إنسان مثلا دخل في الحج متمتعًا، دخل في العمرة ثم تحلل منها، فإنه في الحج في الحقيقة، فيصوم ولو كان حلالاً.
فالمراد إذا دخل في العمرة وهو يريد الحج فهو في الحج، فيصوم ثلاثة أيام، فإذا لم يصمها فيصومها بعد ذلك، يصوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، فهي رخصة، كما في حديث ابن عمر وعائشة، وجاء مرفوعا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في البخاري موقوف عليهما، يعني موقوف لفظا لكن في حكم المرفوع فقولهما (رخص) الترخيص في هذا الوقت لا يكون إلا منه، ليس من غيره.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 09:55 م]ـ
689 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ اَلْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اَللَّيَالِي, وَلَا تَخْتَصُّوا يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اَلْأَيَّامِ, إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
690 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ, إِلَّا أَنْ يَصُومَ يَوْمًا قَبْلَهُ, أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي هذا النهي عن تخصيص يوم الجمعة أو تخصيص ليلة الجمعة
لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام بين الأيام، فلا يجوز تخصيص ليلة الجمعة لأنه ربما أفضى إلى تعظيمها والغلو فيها، فيقع فيما وقع فيه الأكثرون من الضلال من أهل الكتابين: اليهود والنصارى، فحذرنا مما يكون فيه غلو -عليه الصلاة والسلام.
وهذه قاعدة في الشرع، جاءت فيما يدل على هذا المعنى، مع أن الصلاة من أفضل الأعمال، وهذه الليلة لها فضلها وشرفها، فقال: "لا تخصوا" بخلاف من لم يخص أو كان من عادته، أو قام هذه الليلة وقام بعدها، كذلك في الصوم لا يصوم يوم الجمعة فيخصه من بين الأيام.
وفي اللفظ الآخر: قال: (لا يصومن أحدكم -أو لا يصم أو لا يصوم أحدكم- يوم الجمعة) فيُنهى عن تخصيص يوم الجمعة.
وفي صحيح البخاري عنه -عليه الصلاة والسلام (أنه قال لامرأة صامت يوم الجمعة: , أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غدًا؟ قالت: لا. قال: فأفطري).
وفي حديث جابر أنه أيضًا نهى عن هذا -عليه الصلاة والسلام - ونهى عن صوم يوم الجمعة، فهي أحاديث دلت على تحريم صوم هذا اليوم، والنهي عن تخصيصه.
أما إذا كان بغير تخصيص فلا بأس (صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا) أو صام أياما ووافق يوم الجمعة فيها، فلا بأس.
وجاء في حديث ابن مسعود، والترمذي: أنه عليه الصلاة والسلام (كان يصوم غرة كل شهر ثلاثة أيام، وقلما كان يفطر يوم الجمعة) وهذا الخبر إما أنه شاذ مخالف للأخبار الدالة على أنه لا يخصص يوم الجمعة بصيام أو يُؤَول بما يوافق الأخبار الصحيحة من جهة أنه كان يصوم يوم الجمعة مع غيره، قلما كان يفطر يوم الجمعة، كأنه مع غيره، وأنه يصوم معه أياما.
روي أنه يصوم معه أياما فيدخل يوم الجمعة فيها، فإذا دخل يوم الجمعة فيها فلا بأس، فيحمل هذا الخبر على هذا المعنى، وأنه انضم إلى غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/446)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 09:57 م]ـ
691 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {إِذَا اِنْتَصَفَ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, وَاسْتَنْكَرَهُ أَحْمَدُ.
والحديث استنكره الإمام أحمد، وجمع من أهل العلم جودوه وقالوا: إن إسناده جيد والعلاء بن عبد الرحمن وهو لا بأس به، وقد سبق الخبر، وأنه إذا انتصف شعبان فلا يصوم بعد النصف، إلا إذا كان يصوم قبل ذلك فلا بأس.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 11:46 ص]ـ
692 - وَعَنِ اَلصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَا تَصُومُوا يَوْمَ اَلسَّبْتِ, إِلَّا فِيمَا اِفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبٍ, أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهَا} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ, إِلَّا أَنَّهُ مُضْطَرِبٌ. وَقَدْ أَنْكَرَهُ مَالِكٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ مَنْسُوخٌ.
693 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا; {أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ مِنَ اَلْأَيَّامِ يَوْمُ اَلسَّبْتِ, وَيَوْمُ اَلْأَحَدِ, وَكَانَ يَقُولُ: " إِنَّهُمَا يَوْمَا عِيدٍ لِلْمُشْرِكِينَ, وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَهُمْ "} أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ, وَهَذَا لَفْظُهُ.
حديث الصماء بنت بسر، اختلف فيه كثيرًا، منهم من ضعفه فقال عن الصماء بنت بسر عن أخيها، أو جاء عن أخيها عبد الله بن بسر عن الصماء، وقيل عن رجل عنها.
لكن كيفما اختلف فهو جيد من جهة أنه ينتقل من ثقة إلى ثقة، وممن جود إسناده شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمة الله- يقول: إن إسناده جيد.
وهذا الخبر استدل به من قال: إنه ينهى عن صوم يوم السبت فقال: (لا يصومن أحدكم السبت إلا فيما افترض عليكم، فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب أو عود شجرة فليمضغه).
وذهب جمع من أهل العلم أنه لا بأس في صومه، والمصنف -رحمه الله- أورد حديث أم سلمة بعد ذلك (أنه كان يصوم يوم السبت ويوم الأحد، وسئل عن ذلك فقيل: إنهما يوما عيد للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم) وهذا الخبر اختلف فيه.
وهذا الخبر لعله هو الناسخ الذي ذكره أبو داود -رحمه الله - ذكره أبو داود؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- في أول الأمر كان يحب موافقة أهل الكتاب، فكان ربما وافقهم، فكان يوافقهم في يوم السبت والأحد فلا يصومها؛ لأنهما يوما عيد، ثم بعد ذلك أمر بمخالفتهم، فكأن هذا هو الناسخ من جهة أنه كان يصوم يوم السبت ويوم الأحد، يخالفهم؛ لأنهما يوما عيد، فيصوم يومي العيدين، يوم العيد لأهل الكتاب.
وهذا الخبر يدل على أن ذاك الخبر إما منسوخ أو ضعيف، وحديث الصماء جاءت أحاديث كثيرة تدل على خلافه، وأنه لا بأس بصوم يوم السبت، منها الأخبار التي مضت، أنه -عليه الصلاة والسلام- نهى عن صوم يوم الجمعة إلا بإضافة يوم.
قال لتلك المرأة: (أتريدين أن تصومي غدًا) -وغدا يوم السبت من الجمعة-.
وحث -عليه الصلاة والسلام- على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد يدخل فيها السبت، وحث على صيام ستة أيام من شوال، وقد يكون فيها السبت إلى غير ذلك مما جاء في فضل صوم بعض الأيام، وقد يكون السبت فيها. وهي أحاديث كثيرة ومتواترة، فقالوا: إن هذا الخبر مخالف لها.
وإن صح هذا الخبر، كما صححه جمع من أهل العلم فقال بعضهم: لا يجوز صومه مطلقًا، سواء كان مضمومًا إلى الجمعة أو مفردًا، قالوا: إن قوله: (إلا فيما افترض عليكم).
استثناء الفرض، والاستثناء يدل على التناول؛ لأنه لما أستثنى الفرض دل على أن غير الفرض يشمل جميع الصور، فهو لا يصام إلا فرضًا.
فلو صامه نفلاً مضمومًا إلى الجمعة أو مضمومًا إلى الأحد فإنه متناول للنهي؛ لأن قوله: "إلا الفرض" يشمل صور الفرض، يشمل صورة الضم، ويشمل صورة الأفراد من جهة الاستثناء، والاستثناء دليل التناول.
لكن قد يقال: إن هذا الخبر يدل على أنه لا يجوز صومه مفردًا ولا مضمومًا بدلالة النص المتصل والأخبار الأخرى في جواز صوم يوم السبت، من جهة أنه جاء الحث على الصيام في عدة أيام، وربما كان السبت منها، يدل على أن الصورة غير داخلة، صورة إذا صيم مضموما إلى غيره.
فعلى هذا تكون صورة الإفراد في هذا النص وصورة الضم في نصوص أخرى، وأنه لو صام مضموما إلى غيره لا بأس من جهة دلالة النصوص الأخرى، وبهذا يجمع بين الأخبار، وأنه لا بأس بصومه إذا ضم إلى غيره، كيوم الجمعة الذي نُهي عن صومه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 11:52 ص]ـ
694 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم {نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ غَيْرَ اَلتِّرْمِذِيِّ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ, وَالْحَاكِمُ, وَاسْتَنْكَرَهُ الْعُقَيْلِيّ.
وفي هذا الخبر النهي صوم يوم عرفة بعرفة، وهذا الخبر عن طريق مهدي بن حرب الهجري، وقد ضعفه بعضهم، وقواه بعضهم.
والخبر موافق لهديه -عليه الصلاة والسلام- من جهة أنه لا يصام يوم عرفة بعرفة؛ لأنه أفطر -عليه الصلاة والسلام - أما في غير عرفة فالسنة صومه، ويستدل بهذا الخبر -إن ثبت- على تحريم صوم يوم عرفة، لكن في سنده بعض الضعف.
والأظهر أن صومه في يوم عرفة مكروه خاصة إذا أضعفه عن العبادة؛ ولهذا فالأيام التي يكون فيه عبادة يشرع للعبد أن يتفرغ في هذا اليوم بالذكر والدعاء، والصوم ربما أضعفه؛ ولهذا أفطر -عليه الصلاة والسلام.
ومن العلل التي ذكرها بعض أهل العلم في صوم يوم الجمعة أنه يشرع التبكير إلى يوم الجمعة، وفيه هذه العبادة العظيمة؛ فيشرع له التبكير للعبادات التي جاءت فيه، وربما كان الصوم مضعفًا، له عن أداء هذه العبادات، فهكذا أيضًا في صوم يوم عرفة يشرع له أن يكون نشيطًا بالدعاء والذكر إلى أن تغرب الشمس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/447)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 08:21 م]ـ
695 - وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَمْرِوٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم {لَا صَامَ مَنْ صَامَ اَلْأَبَدَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
696 - وَلِمُسْلِمٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بِلَفْظِ: {لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ}.
هذا ظاهره النهي عن صيام الدهر (لا صام من صام الأبد) فظاهر الخبر النهي، وقال بعضهم: إنه مدح، قال: (لا صام من صام الأبد) لأن من صام الدهر تعود عليه، فكأنه لا يصوم، أو كأنه لم يصم من جهة أنه من اعتاد أن يصوم الدهر -في الغالب- أنه لا يشق عليه، ويصير يسيرا.
وظاهر النص هو خلاف ذلك، وأنه لا صام، وفي لفظ آخر: (لا صام ولا أفطر) وفي الحقيقة "لا صام" من جهة أنه لا أجر له على ظاهر النص "ولا أفطر" فهو في الحقيقة ممسك، فلا حصل له هذا ولا هذا.
وفي اللفظ الآخر -نعم- (لا صام ولا أفطر) كما في اللفظ الآخر، فهو ليس صائما ولا مفطرا.
وظاهر النصوص هو المنع من صوم الدهر.
وحديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين مطول، وأختصره المصنف -رحمه الله- واقتصر على الشاهد وهو أنه قال (ذُكر للنبي -عليه الصلاة والسلام- أني أقوم الليل وأصوم النهار، فدعاه ودعا بوسادة -عليه الصلاة والسلام- وجلس عليها وجعلها بينه وبينه، ثم قال: أخبرت إنك تقوم الليل وتصوم الدهر، فقال: نعم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: صم ثلاثة أيام، قال: إني أستطيع أقوى، قال: صم يومين، قال: إني أستطيع أفضل من ذلك أقوى أو قال: إني أقوى على ذلك، قال: صم يومًا وأفطر يومًا، قال: أستطيع أفضل من ذلك، قال: لا أفضل من ذلك)
وفي لفظ: , صم صوم داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى - وفي لفظ عند النسائي: (وإذا وعد لم يُخلف).
يبين أن الصوم ينبغي على صاحبه أن يكون صومه معتدلا حتى لا يفرط في العبادات الأخرى، فالله عز وجل لم يتعبدنا بالصوم وحده، بل تعبدنا بعبادات غير الصوم، فإذا صام الدهر ربما فرط وضعف جسمه حتى ولو اعتاد الصوم؛ لأن صوم الدهر يهلك البدن ويضعفه، فيضعف عن العبادات الأخرى.
والله تعالى تعبدنا بعبادات أفضل وأجل، عبادات عظيمة ربما كان الإنسان يضعف عنها إذا صام الدهر؛ فلهذا لا يصوم الدهر، ونهى عنه، وقيل بتحريمه.
وجاء عن بعض السلف أنه صام الدهر، ومنهم أبو طلحة رضي الله عنه وأنه كان بعد موت النبي -عليه الصلاة والسلام - كان لا يفطر إلا أيام العيد، ومحمول على أنه لم تبلغه السنة.
وذكر العلماء في هذا كلاما حول صوم الدهر، وهل يشرع أو لا يشرع؟.
والأظهر ما دل عليه هذا النص، أفضل الصوم صوم داود؛ ولهذا قال: , أفضل الصيام صوم داود -؛ لأن صوم يوم وإفطار يوم أصعب في الحقيقة من صوم الدهر؛ لأن من صام الدهر يعتاده ولا يشق عليه، مع إنهاكه لبدنه.
وربما عوقب الإنسان بعقوبة أيضًا، من جهة أنه قد لا يشتهي الطعام ولا الشراب، ومما سمعت من شيخنا ابن باز -رحمة الله- في تقريره إما على "البلوغ" أو على "صحيح" البخاري -نسيت- والأظهر أنه على صحيح البخاري، أنه ذكر يقول: إن أحد إخواننا في المدينة -وقال أني أبلغت أنه قد توفي، قال: وهو من أهل الحديث- كان يصوم الدهر وأبلغت عنه ودعوته ونُصح فلم يستجب، ودعوته وأمرته بالفطر فقال: إني لا أشتهي الطعام ولا الشراب في النهار.
يقول: نفسي لا تجد للطعام ولا للشراب طعما أبدًا، يقول الشيخ -رحمه الله-: هذه عقوبة معجلة، وعقوبة قدرية من جهة أنه لا يشتهي الطعام والشراب إلا في الليل.
ربما أيضا كانت شهوته ضعيفة، بسبب إنهاك بدنه، فمن اعتاده مثل ما جاء في الخبر: , لا صام ولا أفطر -.
وأيضًا أفضل الصوم صوم داود؛ لأن من استمر على صومه ربما كان له عادة زائدة فمشى عليها، أما الذي يصوم يوما ويفطر يوما فلا شك أنه ينتقل من صوم إلى فطر، ومن فطر إلى صوم، فهو أشق الصوم.
والإنسان يراعي ما تيسر، والرسول - عليه الصلاة والسلام- أوصى أصحابه بصيام ثلاثة أيام، وهذا الذي جاء في هديه وسنته -والله أعلم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:10 م]ـ
بَابُ اَلِاعْتِكَافِ وَقِيَامِ رَمَضَانَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/448)
697 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الاعتكاف: من العكوف وهو الإقامة على الشيء، وهو في الشرع لزوم المسجد لطاعة الله U من صلاة وذكر وقراءة للقرآن وما أشبه ذلك من سائر الأعمال الصالحة.
وقد شرعه - عليه الصلاة والسلام- بسنته الفعلية واعتكف أزوجه بعده -عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت إلا من هذا الطريق، من جهة الفضل، وجاء في بعض الأخبار منقولة عنه -عليه الصلاة والسلام - بشيء من ذكر فضلها لكن لا تثبت ولا تصح عنه -عليه الصلاة والسلام.
ويكفي هذا ما جاء أنه كان يعتكف ويجتهد في القيام والصيام والذكر والقراءة -عليه الصلاة والسلام-، في هذا الخبر: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابا) وجاء في لفظ آخر في الصحيحين: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا).
جاء بهذه الألفاظ الثلاثة: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابا) (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا) (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
إيمانًا: يعني تصديقًا بوعد الله عز وجل الذي أخبر به للقائمين والصائمين، واحتسابا: يعني طلبًا للأجر؛ لأنه قام مصدقًا بوعد الله جل وعلا محتسبًا الثواب منه -سبحانه وتعالى-، لا يقوم رياء ولا سمعة ولا لأي أمر من أمور الدنيا، بل هو لله.
فهذا هو الشرط الذي يكون به العمل زاكيًا، ويكون به العمل طيبًا مباركًا: , من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه - هذا شامل لجميع الذنوب، وجاء باللفظ الآخر عند أحمد وغيره زيادة: (وما تأخر).
وأكثر الأحاديث يأتي فيها ذكر (ما تقدم من ذنبه) وجاء في بعضها ذكر مغفرة ما تأخر، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وهذا عند الجمهور في قوله: (غُفر له ما تقدم من ذنبه) محمول على الصغائر.
وسبق في بحث أنه شامل عند جمع من أهل العلم، وأختاره أيضًا جمع من أئمة أهل الحديث لعموم هذا الخبر، وقد سبق ما يؤيده من جهة عموم هذه الأخبار، ومن جهة سعة فضل الله سبحانه وتعالى ومن جهة أيضًا ما يكون بقلب العبد من الإيمان بالله جل وعلا حينما فعل هذا الأمر، ربما كان في ضمنه التوبة الصادقة.
فالذي يقبل على العمل بإيمان واحتساب في الصيام أو في القيام أو في غيره من سائر الأعمال الصالحة فإن في ضمنه غالبًا تكون التوبة صادقة ومخلصة، لكن لو أنه أجتهد وعمل شيئا من الأعمال الصالحة ربما كان ضعيفا في باب التوبة عن بعض الأعمال، أو بعض الذنوب التي هي كبائر.
فجنح جمع من أهل العلم إلى أنه إذا كان له عمل عظيم صالح فإنه يكون سببًا في مغفرة هذه الذنوب، كما جاء في بعض الأخبار وعموم بعض الأدلة الدالة على هذا المعنى.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:19 م]ـ
698 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ اَلْعَشْرُ -أَيْ: اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ- شَدَّ مِئْزَرَهُ, وَأَحْيَا لَيْلَهُ, وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
699 - وَعَنْهَا: {أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ اَلْعَشْرَ اَلْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ, حَتَّى تَوَفَّاهُ اَللَّهُ, ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
هذا في اعتكاف العشر الأخير من رمضان، وجاء أنه اعتكف غير ذلك في العشر الأوسط -عليه الصلاة والسلام-، وهذا فيه دلالة على مشروعية الاعتكاف كما في قوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) دلالة على أصل مشروعيته.
وفي هذه الأخبار الدلالة على فضله وأنه من الأعمال العظيمة الصالحة، حيث كان يعتكف في هذه الأيام، كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان اعتكف، وهذا يبين فضل العشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/449)
وأن العشر الأخير من رمضان هي أفضل عشْريْه: العشر الأول والعشر الأوسط، وأفضلها العشر الأخير؛ لأنها آخر رمضان، والقاعدة أن أواخر العمل يكون له فضله، ويرجى فيه ما لا يرجى في غيره؛ ولهذا أمر -عليه الصلاة والسلام- بالاجتهاد والدعاء في آخر الصلاة، كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود، قال لما ذكر التشهد: (فإذا فرغ من التشهد ثم ليتخير من المسألة ما شاء) وفي لفظ (فليتخير من المسألة أي ذلك أحبه، أو أعجبه إليه بآخر الصلاة) وهكذا في السجود في آخر الركعة، فإنه يُرجى فيه ما يُرجى (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثر به من الدعاء فقمنٌ -أي: جدير- أن يستجاب لكم) أي حقيق وجدير أن يستجاب لكم.
وهكذا في بعض الأوقات مثل وقت آخر النهار، تجد ساعة الإجابة في يوم الجمعة عند الكثير من أهل العلم أنها آخر يوم ساعة من يوم الجمعة.
وهكذا في العشر الأخير من رمضان؛ ولِما اشتملت عليه من ليلة القدر، على الصحيح أنها في العشر الأواخر، كما سيأتي في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
فكان يجتهد -عليه الصلاة والسلام - فيها الاجتهاد العظيم، وكان يشد مئزره، وهذا اختلف فيه أهل العلم: هل شد المئزر المراد به الاجتهاد والجد في العبادة؟ أو المراد به أنه يعتزل النساء؟.
والأظهر -والله أعلم- أنه يشمل الأمرين، وجاء في بعض الألفاظ , واعتزلَ نساءه - واعتزال النساء أيضًا يدل على أنه كناية ودلالة على الشدة والاجتهاد في باب العبادة.
(وأحيا ليله) ظاهر النص أنه كان يحيي الليل كله، وثبت عن عائشة -رضي الله عنها- في صحيح مسلم: (أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يقم ليلة قط) يعني لم يحيِ الليل كله، وهذا هو الغالب عليه وسنته مستقرة، لم يكن يصلي الليل كله، ولكن يصلي ما تيسر في غير رمضان، ورمضان كان يجتهد، وجاء ما يدل على أنه يصلي الليل كله أو غالب الليل، وجاء في عدة أخبار أنه ربما صلى الليل كله في غير رمضان.
وثبت عند النسائي أنه صلى ليلة كاملة -عليه الصلاة والسلام-، وجاء في بعض الأخبار حديث أبي ذر قال: (حتى خشينا فوت الفلاح) أي السحور فهم قاموا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في بعض الليالي، حتى كان قريبًا من وقت السحر، قريبًا من طلوع الفجر - فهذه تدل على أنه ربما قام الليل كله -عليه الصلاة والسلام-، وخاصة في مثل هذه الأيام.
(وأحيا الليل وأيقظ أهله) كان يوقظ أهله: يوقظ نساءه وبناته -عليه الصلاة والسلام-، ويحث الناس على ذلك؛ لأجل اغتنام هذه الليالي والأيام التي فيها ليلة القدر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:22 م]ـ
700 - وَعَنْهَا قَالَتْ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى اَلْفَجْرَ, ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي هذا أنه كان يدخل معتكفه -عليه الصلاة والسلام- بعد صلاة الفجر، وهو الموضع الخاص باعتكافه، وأنه كان له مكان يحتجره؛ حتى يخلو فيه بربه، ولا ينشغل بالموجودين في المسجد.
فكان يعتكف في هذا الموطن ويجلس فيه -عليه الصلاة والسلام-، وفيه أنه كان يدخل معتكفه إذا صلى الفجر.
وذهب الجمهور إلى أن "من أراد اعتكاف العشر"، أن يدخل قبل غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين، ولا يخرج إلا من طلوع الفجر من ليلة العيد "من يوم العيد".
وقالوا: إن قوله: "كان إذا أراد أن يدخل معتكفه". يعني: معتكفه الخاص. وإلا كان يعتكف قبل ذلك، بمعنى أنه كان يدخل معتكفه قبل ذلك من أول الليل.
بل قالوا: "من آخر النهار، من ليلة إحدى وعشرين". فكان يعتكف، أما دخوله لمكان الاعتكاف، فكان بعد صلاة الفجر، وهذا هو قول الجمهور.
والأظهر -والله أعلم- هو القول الثاني في هذه المسألة، وهو ما دل عليه خبر عائشة -رضي الله عنها-: , أنه كان يدخل معتكفه إذا دخل بعد صلاة الفجر - ولو كان يعتكف قبل ذلك، لعلم وأخبرت به عائشة أو غيرها.
لا شك أن بيان مثل هذا من الأمور الحسنة، بل من الأمور المتعينة من جهة بيان الأمر والحال، وإلا لو كان فيه تفصيل، وأن دخول المعتكف، معنى أنه يدخل مكانا خاصا، وكان اعتكافه قبل ذلك مما يخفى ولا يظهر بهذه الرواية، إلا بنوع تأويل قد لا يكون مقبولاً من ظاهر الخبر.
فلهذا يقال: إن الاعتكاف لا بأس أن يكون بعد طلوع الفجر، وإن دخل قبل طلوع الفجر أو مع الفجر، أو من حين يريد أن يذهب إلى المسجد فلا بأس، بل ربما كلما تقدم كان أولى.
والرسول -عليه الصلاة والسلام- فعل ما فعل؛ ليبين أن مثل هذا لا بأس به، سواء كان الاعتكاف منذورًا، أو كان الاعتكاف تطوعًا.
والرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يعتكف ولم يكن ينذر، وإنما كان يعتكف تطوعًا عليه الصلاة والسلام.
فقوله "أراد". , إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل المعتكف - هذا واضح؛ لأن الإرادة هي القصد. أي: كأنه إذا قصد الاعتكاف، أو أراد الاعتكاف كان اعتكافه بعد صلاة الفجر.
فعلى هذا لا بأس أن يعتكف بعد صلاة الفجر، فإذا أراد أن يعتكف يومًا، فإنه يبدأ اعتكافه إلى آخر النهار من ذلك اليوم، وإذا أراد مثلا أن يفطر في بيته، وكان أيسر له فلا بأس، وإذا أفطر في مكان اعتكافه في المسجد كله لا بأس، ينظر الأحسن والأولى له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/450)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:25 م]ـ
701 - وَعَنْهَا قَالَتْ: {إِنْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ -وَهُوَ فِي اَلْمَسْجِدِ- فَأُرَجِّلُهُ, وَكَانَ لَا يَدْخُلُ اَلْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ, إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيّ.
وفي هذا أنه لا بأس للمعتكف أن يرجل رأسه، وأن يتنظف وأن يزيل الأذى، كما كان يفعل -عليه الصلاة والسلام-: كان يرجل رأسه، مع أنه في هذه العبادة العظيمة، إلا أنه كان يدلي رأسه، وفي هذا أن المعتكف لو أخرج رأسه من المسجد، أو أخرج يديه من المسجد، أو أخرج بعض بدنه، ورجلاه قارتان في المسجد -أنه لا يعتبر خارجا من اعتكافه، بل هو في الاعتكاف، العبرة باستقرار قدميه؛ ولهذا كان يخرج رأسه.
وفي لفظ: (كان يدلي رأسه إليها) وربما كانت حائضا -رضي الله عنها-، فكانت ترجله وهو في المسجد، وهي خارج المسجد.
(وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة) وهذا في لفظ الصحيحين، وفي اللفظ عند مسلم: (إلا لحاجة الإنسان) بزيادة: "الإنسان". يعني: قيدت الحاجة لم تطلقها، بين أن الحاجة لحاجة الإنسان: وهو البول والغائط، وكذلك أيضا ما يحتاج إليه من طعام وشراب، فهذا هو حاجة الإنسان.
(كان لا يدخل بيته إلا لحاجة) وهذا لا بأس به، وإن أراد أن يتناول أكله في المسجد، على وجه لا يكون فيه تقذير وإيذاء لمن في المسجد، فلا بأس به.
وإن أراد الخروج أيضًا فلا بأس، وإذا كان عند المسجد أو قريبًا منه، محل قضاء الحاجة، وهو في مكان لائق به، يعني: لا يزرى به، وليس فيه أذى عليه -فإنه يقضي حاجته في هذا المكان.
وإذا كان المكان الذي في المسجد مثلا ليس لائقا، وليس مناسبًا من جهة إما عدم نظافته وقذارته، أو لشدة الزحام عليه، أو مثلاً لأنه قد يجده ليس لائقا به، فأراد أن يذهب إلى البيت، فلا بأس بذلك؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- كما في الخبر: , كان يخرج لحاجة الإنسان - وهذه الأمور امتلاء واستطرادًا كلها، وكلها من حاجة الإنسان التي لا بأس للمعتكف أن يفعلها.
والمعتكف عليه أن يجتهد في العبادة وقراءة القرآن والذكر، ولا بأس أن يتحدث، ولا بأس أن يتكلم بالكلام المباح، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يتحدث.
وثبت في الصحيحين: (أنه كانت تأتيه صفية، وكان يحدثها حتى يقلبها إلى أهلها، ويمشي معها - وربما خرج معها) وكذلك لو أراد أن يقضي بعض الوقت في قراءة كتب العلم، أو هنالك حلق لطلب العلم، وأراد أن يحضرها فلا بأس، وهذا هو الصحيح.
وإن كان بعض أهل العلم يقول: إنه لا ينشغل بغير ذلك. والأظهر أنه ينوع من أنواع العبادات، ينوع لأنه أيضًا ربما لو استمر في عبادة واحدة، قد تمل نفسه ويحصل لها شيء من التململ، فإذا نوع في أنواع العبادات كان أنشط له، وأشد له في عبادته في اعتكافه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:31 م]ـ
702 - وَعَنْهَا قَالَتْ: {اَلسُّنَّةُ عَلَى اَلْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَعُودَ مَرِيضًا, وَلَا يَشْهَدَ جِنَازَةً, وَلَا يَمَسَّ امْرَأَةً, وَلَا يُبَاشِرَهَا, وَلَا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ, إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ, وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَلَا بَأْسَ بِرِجَالِهِ, إِلَّا أَنَّ اَلرَّاجِحَ وَقْفُ آخِرِهِ.
يعني من قوله: "ولا اعتكاف إلا بصوم".
هكذا ذكره المصنف وذكر غيره أن قوله: (السنة على المعتكف) أن هذا كله موقوف، وأنه لم يثبت مرفوعا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن الثابت ما جاء في سنته المنقولة، وهذا هو المشروع، والخبر هذا في رفعه نظر، هو لم يثبت رفعه إليه -عليه الصلاة والسلام إلا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، واختلف فيه، ومن جهة أنه: هل هو مرفوع أم موقوف على عائشة رضي الله عنها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/451)
واختلف أيضًا في ثبوته وصحته وفي ألفاظه، وألفاظه غالبها دلت عليها السنة، إلا أن في بعضها خلاف، أما مسألة المعتكف: هل زيارته للمريض، وشهوده للجنازة؟ الأظهر أن المعتكف ينشغل باعتكافه، ولا يزور مريضًا، ولا يتبع جنازة إلا في حال الضرورة، مثل: أن يكون هذا المريض له صلة به، ويحتاج إلى أن يزوره، وهو الذي يقوم عليه، ويقوم على أمره. فلا بأس أن يخرج، بل ربما تعين عليه، إذا لم يتيسر أن يخرج له إلا هو.
وكذلك الجنازة إذا كان لا يعتني بها إلا هو، ولم يكن أحد يقوم عليها غيره فلا بأس، بل يخرج، وقد يكون خروجه متأكدًا أو واجبًا، أما المباشرة فهي كذلك، فلا يجوز للمعتكف أن يواقع أهله؛ لقوله-سبحانه وتعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)
والأظهر أيضًا أن عموم هذا النص، يشمل جميع أنواع المباشرة: من وقاع، ومن مس بشهوة، أما إذا كان بغير ذلك: مؤانسة أو حديث، فلا بأس، فكان -عليه الصلاة والسلام- يتحدث مع صفية، وربما تحدث معها وقتا طويلا حتى يقلبها إلى أهلها،
أما قول: (لا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع) فهاتان اللفظتان -كما سبق- لا تثبتان.
واختلف العلماء في الصوم للاعتكاف: فبعض أهل العلم قال: إنه شرط له، وإنه "لا بد لاعتكافه من الصوم". والعمدة عندهم على سنته الفعلية، وأنه اعتكف صائمًا -عليه الصلاة والسلام-، واعتكف في رمضان وهو صائم، ولا يكون إلا عن صيام، وذهب آخرون إلى أنه ليس بشرط، وقالوا: الأصل أن الاعتكاف عبادة مستقلة، فلا يقال: إن هذا شرط، إلا بدليل.
واستدلوا أيضًا بما ثبت في الصحيحين: , أنه -عليه الصلاة والسلام- اعتكف العشر من شوال حينما اعتكف فاعتكف أزواجه معه، وضربت عائشة خباءها، ثم ضربت حفصة خباءها، ثم ضربت زينب خباءها، ثم ضربت رابعة خباءها، فخرج -عليه الصلاة والسلام- لصلاة الفجر، فرأى الأخبية مضروبة -من الغيرة- فعلم أنه حصل لهن من الغيرة، وأن الاعتكاف في حقهن لا يكون على هذا الوجه، فقال: آلبر أردن؟ -استنكر عليهن، هل هن يردن البر؟ - فأمر بنقض هذه الأبنية -عليه الصلاة والسلام- ولم يعتكف، فخرج من اعتكافه -عليه الصلاة والسلام-، ثم قضى عشرًا من شوال.
وهذا فيه دلالة من جهتين:
من جهة أولا: أنه لم ينقل أنه صام -عليه الصلاة والسلام- في شهر شوال.
والجهة الثانية: أن ظاهر النص أنه اعتكف يوم العيد، ويوم العيد يوم يحرم صومه، فبهذا استدلوا على أنه ليس من شرط الاعتكاف الصوم.
وأيضًا من حديث عمر بن الخطاب t حينما نذر أن يأتيه قال: , إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية، قال: أوف بنذرك - وفي لفظ: "يومًا". ولم يأمره بالصوم عليه الصلاة والسلام.
وفي بعضها أطلق اليوم، وهو شامل لبياض النهار ففي هذه أدلة يدل على أنه ليس بشرط، وأنه لا بأس أن يدخل اعتكافه وهو غير صائم، في غير رمضان، أو لو كان مثلا معذورًا في رمضان مثلاً، وأراد أن يعتكف معذورًا بالفطر، فالمقصود أنه ليس بشرط.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:32 م]ـ
703 - وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَيْسَ عَلَى اَلْمُعْتَكِفِ صِيَامٌ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ} رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ, وَالرَّاجِحُ وَقْفُهُ أَيْضًا.
وهذا الخبر الراجح وقفه كما ذكر المصنف -رحمه الله-وهو مؤيد لذاك الأصل، مؤيد للأصل السابق، من جهة أن المعتكف ليس عليه صوم، إلا أن يجعله على نفسه، المعنى: أنه ينذر ذلك. كما أن الاعتكاف ليس واجبًا، إلا أن يجعله على نفسه بالنذر فيلزمه ذلك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:18 م]ـ
704 - وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا: {أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ اَلْقَدْرِ فِي اَلْمَنَامِ, فِي اَلسَّبْعِ اَلْأَوَاخِرِ, فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي اَلسَّبْعِ اَلْأَوَاخِرِ, فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي اَلسَّبْعِ اَلْأَوَاخِرِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/452)
في الحديث الحث على التماس ليلة القدر، وفيه أنهم أروا ليلة القدر في السبع الأواخر، وفي هذا أن الرؤيا يعتمد عليها في الأمور الواقعة، وأنه لا بأس بتحري ما يكون منها، كما وقع من الصحابة، ومنه -عليه الصلاة والسلام- من تحريها لأجل هذه الرؤيا.
فالرؤيا التي لا تكون مخالفة لحكم شرعي، لا بأس أن يؤخذ بها، وكذلك إذا كانت الرؤيا أيضًا ليست من تخبيط الشيطان وتلاعب الشيطان، كذلك لا بأس أن يعتمد على ما يكون منها بشرط ألا يكون فيها مخالفة لحكم شرعي، وفيه: (أنهم أروا ليلة القدر في السبع الأواخر، فأمرهم -عليه الصلاة والسلام- قال: من كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر) يعني في السبع الأواخر من رمضان.
يعني: من ليلة ثلاث وعشرين فما بعد؛ لأن الشهر يكون تسعا وعشرين، ويكون ثلاثين، يتحراها في السبع الأواخر.
وجاء في اللفظ الآخر: أنه أمر بتحريها في العشر الأواخر من رمضان. وجاء في اللفظ الآخر: (فليتحرها في الوتر في العشر الأواخر) فعلى هذا هي تتحرى في العشر الأواخر من رمضان، وأنها في ليلة العشر.
وثبت في الصحيحين أنه -عليه الصلاة والسلام-، حديث أبي سعيد الخدري: (اعتكف العشر الأوسط من رمضان، ثم قال لأصحابه لما أصبح من يوم عشرين: إن الذي تطلبون أمامكم - وقال: , إني رأيت أني أسجد صبيحتها في ماء وطين).
وكان يعتكف يتحرى هذه الليلة، فأخبر أنها أمامه، وأنها في العَشر الأخير من رمضان، فلما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وكان المسجد سقفه الجريد، وكان مبنيا باللبن وسقفه الجريد، فمطرت السماء في تلك الليلة، فخر المسجد. فقال: (فلقد رأيت أثر الماء والطين على أرنبته -عليه الصلاة والسلام- في تلك الليلة).
فأخبر بعلامتها بعد صلاة الفجر، وأنه يسجد صبيحتها في ماء وطين، وكانت تلك الليلة هي ليلة إحدى وعشرين.
وجاء في اللفظ الآخر: أنها في العشر، وفي الوتر من العشر الأواخر، وفي السبع من العشر الأواخر. فأرجاها على هذا يكون في الوتر من السبع الأواخر، وسيأتي أنها تتنقل في هذه الليالي، فهذا هو ما دل عليه "حديث ابن عمر"، وشواهده في الأخبار الأخرى.
وعن معاوية بن أبي سفيان قوله: (قد تواطأت في السبع الأواخر) التواطؤ: هو التوافق. يدل على أن تواطؤ الرؤيا وتوافقها، خاصة ممن كان صادق القول أقرب إلى صدقها لأن الذي يكون صادق القول في حال استيقاظه، أقرب إلى صدق رؤياه، فمن كان صادق القول كانت رؤياه أقرب إلى الصدق، فإذا اجتمع أنه صادق، وأضاف إلى ذلك تواطؤ الرؤيا وتوافقها، على هذا المعني، يغلب على الظن وقوع هذا الشيء، وصحة هذا الشيء.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:22 م]ـ
705 - وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا, عَنْ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: {لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالرَّاجِحُ وَقْفُهُ.
وَقَدْ اِخْتُلِفَ فِي تَعْيِينِهَا عَلَى أَرْبَعِينَ قَوْلًا أَوْرَدْتُهَا فِي " فَتْحِ اَلْبَارِي ".
قد راجعت كلامه -رحمه الله- في "فتح الباري"، ووجدته ذكر ستة وأربعين قولاً، كما أنه ذكر أقوالا كثيرة أيضا في ساعة الإجابة من يوم الجمعة، وذكر فيها ثلاثة وأربعين قولاً.
والأقوال التي في ليلة القدر، قريبة من الأقوال التي في ساعة الجمعة، لكن كثيرا من هذه الأقوال أقوال ساقطة وضعيفة، وهذا يدلنا على أن ليلة القدر ليست معلومة، وإنما هي لها علامات، لكنها ليست معلومة، فأخفيت حتى يجتهد بذكر الله، وبدعائه واستغفاره في هذه الأيام، وفي يوم الجمعة، ساعة يوم الجمعة في أحد الأقوال أنها خفية، وأنها لا تعلم.
وقد جاء في حديث رواه أحمد وغيره، من طريق أبي سعيد الخدري: (أنه أريها، وأنه أنسيها -عليه الصلاة والسلام-) كما أنه جاء في ليلة القدر أنه أنسيها، قال: (أريت ليلة القدر، فأيقظني بعض أهلي فأنسيتها).
وثبت في الصحيحين، من حديث عبادة بن الصامت: (أنه خرج إلى أصحابه لكي يخبرهم بليلة القدر، فوجد بعضهم، وجد رجلين يتلاحيان -يعني بينهما خصومة- فأنسيها عليه الصلاة والسلام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/453)
فأخبر بشؤم التلاحي والتنازع، وأنه سبب لفوات بعض الخير، لكن لعل الأمر إلى خير، فكونه أنسيها -عليه الصلاة والسلام-، لا شك أنه خير للأمة، والخير هو ما اختاره الله لهذه الأمة، وما وقع له -عليه الصلاة والسلام- من كونه أنسيها؛ حتى يجتهد في عبادتها.
وليس على الصحيح شرط فضلها أن يوافقها، وأن يعلمها أو يغلب على ظنه هذه الليلة، فليس هذا بشرط، فمن اجتهد في ليالي رمضان، اجتهد في جميع ليالي رمضان، وقام ما تيسير فإنه يحصل له الفضل وإن لم يعلمها، أو يغلب على ظنه؛ ولهذا كان يأمر بالتحري عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الحديث "حديث معاوية -رضي الله عنه-"، ظاهر سنده الصحة وأنه جيد، وجاء له شواهد من حديث ابن عمر: (أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) وهي أخبار بمجموعها جيدة، وبعضها طريقه جيد، وبهذا أخذ جمهور العلماء: أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين.
هذا أحد الأقوال في المسألة، وهو المشهور من مذهب أحمد -رحمه الله-، وكان أبي بن كعب يقسم على ذلك، ويقول: "إنها ليلة سبع وعشرين". والأظهر هو القول الثاني في هذه المسألة: وهو أنها ليست في هذه الليلة خاصة، وهذا الخبر لا يدل على أنها في هذه الليلة، إنما يدل على أنها كانت في ليلة من الليالي هي هذه الليلة، فأخبر في بعض الليالي، في بعض السنوات أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين.
كما أخبر في حديث أبي سعيد الخدري: (أنها ليلة إحدى وعشرين، وأنه أري أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين) ولا يدل على أنها ثابتة، وفي حديث عبد الله بن أنيس أنه قال (يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال أنزل ليلة ثلاث وعشرين فقلت لابنه كيف كان أبوك يصنع قال كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته)
وجاء في بعض الأخبار تعيينها في غير هذه الليالي، فهذه الليلة أخبر -عليه الصلاة والسلام- أنها كانت في تلك السنة في ليلة سبع وعشرين، وليس المعنى أنها في جميع الأيام والليالي في ليلة سبع وعشرين.
والصواب أنها متنقلة، أنها تنتقل من الأشفاع إلى الأوتار، ومن الأوتار إلى الأشفاع، لكن أرجاها الأوتار، فهي في العشر الأواخر من رمضان، وأرجاها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:25 م]ـ
706 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا? قَالَ: " قُولِي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ اَلْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "} رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَالْحَاكِمُ.
وهذا حديث جيد، وفيه أنه من تيسر له معرفتها واستدل عليها، فهو أمر حسن.
(إن علمت ليلة القدر) وفي هذا إشارة إلى أنها قد تعلم على سبيل الظن، من جهة العلامات التي أخبر بها -عليه الصلاة والسلام- والأمارات، أمارات وعلامات، وجاء في ليلة القدر أمارات وعلامات تدل عليها، لكن ليست قطعًا فيها، وليس -كما سبق- من شرط فضلها أن يوافقها بالفعل والعلم، أو الظن، بل لو "صلى ووافقها" في هذه الآونة -حصل له الفضل.
وأصح ما فيها، ما ثبت في صحيح مسلم، من حديث أبي بن كعب، أنه أخبر قال: (أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع في صبيحتها كالطست، ليس لها شعاع) يعني: لا يظهر منها شعاع.
وجاء في بعضها، في حديث عند أحمد وغيره: (أنها ليلة طلقة: لا حارة ولا باردة) وجاء: (أنه لا يحل أن يرمى فيها بنجم) وما أشبه ذلك، وجاء في بعضها: (أنها ليلة برد ومطر وريح).
وجاء فيها علامات، لكن كثير منها لا يثبت ولا يصح، وبالجملة هي أمارات، والأمارة لا يلزم وقوعها بل قد تتخلف، إنما هي مجرد أمارة ودلالات، ولا يقطع بها، ولا يجزم بها، ومن تحراها لأجل هذه الأمارات وسأل عنها فلا بأس، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- ربما تحروا شيئا من هذا؛ رجاء موافقة ليلة القدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/454)
قوله: (ما أقول؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني") خصها بهذا الدعاء: "اللهم إنك عفو) فهذا فيه أيضا مشروعية طلب العفو , اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني - وعفوه -سبحانه وتعالى- يتضمن مغفرته، يتضمن محو الذنب وستره وإزالته، يعني: لا يكون بستره فقط، لا بل يتضمن الستر وإزالة الذنب منه سبحانه وتعالى لعبده وهذا الدعاء يشرع في هذه الليلة وفي غيرها، لكن يتأكد في هذه الليلة، وتكراره في هذه الليلة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:35 م]ـ
707 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ, وَمَسْجِدِي هَذَا, وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
خبر أبي سعيد الخدري جاء له شاهد أيضا من طريق أبي هريرة، وفي حديث أبي بصرة أنه قال: (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد).
ولما جاء أبو هريرة من عند الطور لقيه أبو بصرة فقال له: من أين جئت؟ قال: من عند الطور. قال: لو علمت بك، أو لو أدركتك قبل أن تخرج لبينت لك. أو قال: لمنعتك. أو كما قال رضي الله عنه ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).
وهذا الحديث جاء بلفظ عند مسلم: (لا تشدوا) بلفظ النهي، وجاء بلفظ الخبر: (لا تشد) وجاء بلفظ الخبر، وبلفظ النهي: "لا تشد، ولا تشدوا" جميعًا، "لا تشد، لا تشدوا" بلفظ النهي وبلفظ الخبر
(إلا إلى ثلاثة مساجد) وهذا له شواهد أخرى من جهة أنه لا يجوز تعظيم البقاع فالبقاع والأماكن والقبور والأماكن المحررة المعظمة، لا يشد الرحل إلا إلى ما جاءت السنة فيه، وهذا المعنى تواترت فيه النصوص: في النهي عن تعظيم القبور والسفر إليها، وشد الرحل إليها.
وثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس، ومن حديث عائشة، ومن حديث أبي هريرة، ومن حديث أبي سلمة وغيرهم، في لعن اليهود والنصارى، قال: (لعن الله اليهود والنصارى) وفي لفظ: (قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وفي لفظ: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم…) وفي اللفظ الآخر عند مسلم: (وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد).
وفي مسلم عن جندب، أنه كان -عليه الصلاة والسلام- قال قبل أن يموت بخمس: (إن من كان قبلكم، كانوا يتخذون قبورهم أنبيائهم وصالحيهم مساجد).
حذر من ذلك -عليه الصلاة والسلام- حتى مات، ونهى عنه قبل موته بخمس ليال؛ تشديدًا وتشنيعا في هذا الأمر لمن فعله، وخالف نهيه عليه الصلاة والسلام.
قوله: (لا تشدوا الرحال) أو (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) هذا فيه تقديران:
التقدير الأول: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.
والتقدير الثاني: لا تشد الرحال إلى بقعة، إلا إلى ثلاثة مساجد. وهذا التقدير مقدر بالاتفاق؛ لأن المراد تشد الرحال، إما إلى البقاع أو إلى المساجد؛ لأنه لما استثناه (إلا إلى ثلاثة مساجد) والمستثنى إما أن يكون من جنس المستثنى منه، فيكون المعنى:أنه إلى مسجد. ففيه نهي عن شد الرحال إلى جميع المساجد، وأنه لا يجوز أن يشد الرحل إلى غيرها، وشد الرحل معناه: الركوب والسفر إليها. (إلا إلى ثلاثة مساجد).
فإذا كان نهى عن شد الرحال إلى المساجد، والمساجد لها فضلها، ولها تعظيمها ومنزلتها في الإسلام –فإذا غيرها من البقاع من باب أولى، فلا تشد الرحال إلى القبور، وإلى أماكن أخرى غيرها تعظم من باب أولى، فيكون من باب فحوى الخطاب، وأنه أولى أن ينهى عن شد الرحال إلى هذه الأماكن الأخرى، التي هي غير المساجد.
وإن كان التقدير: لا تشد الرحال إلى بقعة، فيكون عاما في جميع البقاع: مساجدها وغير مساجدها، فإذا شمل المساجد بعمومه، يشمل غير المساجد من باب أولى، وإذا شمل المساجد بخصوصه، وقدرنا قوله (لا تشد الرحال إلى مسجد) فيشمل غيره من باب أولى.
(إلا إلى ثلاثة مساجد) هذه المساجد الثلاثة هي التي يشد الرحل إليها: المسجد الحرام -والمسجد الحرام باتفاق أهل العلم، يجب شد الرحل إليه لمن وجب عليه الحج، واستطاع إليه سبيلاً، أنه يجب أن يشد الرحل إليه، على خلاف في الاستطاعة، وأعظم ما يكون بقصده للصلاة والطواف وسائر أعمال الخير- وكذلك المسجد (مسجده -عليه الصلاة والسلام-)، والمسجد الأقصى، فتقصد هذه المساجد.
وقصد المسجد الحرام لأجل الطواف، ولأجل أيضًا أن يمسح بما شرع مسحه: من الحجر والركن اليماني وغير ذلك، إذا كان شد الرحل لأجل الحج، أيضًا زيارته لهذه الأماكن في الحج،
أما مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فشد الرحل إلى المسجد وليس فيه بقعة، ولا مكان يطاف به ولا يتمسح به باتفاق أهل العلم، إنما اختلف في وضع اليد على المنبر، جاء عن أحمد -رحمه الله- ما يدل على جوازه، وجاء ما يدل على المنع وسد الباب للذريعة، وأنه لا يشرع وضع اليد عليه؛ لأنه ليس من هدي السلف، ولم ينقل عنهم -رضي الله عنهم-،
وكذلك المسجد الأقصى أيضا شد الرحل إليه، لأجل الأعمال الصالحة: من صلاة وقراءة وذكر، وليس هنالك شيء أو مكان يطاف به، أو يتمسح به في هذه الأماكن، إلا ما جاء في المسجد الحرام في هذه المواضع الخاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/455)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:48 م]ـ
عشاء السبت 10/ 11 / 1413هـ
1 - [يجب صيام رمضان]
@ الشرح (الصيام ركن من أركان الإسلام وقد دلت النصوص على ذلك وأجمع المسلمون على وجوبه وجنس الصيام كان مكتوباً على من قبلنا وكان أول الأمر مخيراً بين الإطعام والصيام ثم أمر به أمراً لازماً لكن من نام بعد غروب الشمس قبل الفطر حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى الليلة القابلة كما في حديث البراء بن عازب قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن أنطلق أطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ففرحوا بها فرحا شديدا وكلوا وأشربوا {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} وقيل إن الرخصة كانت إلى صلاة العشاء كما في حديث ابن عباس (عن ابن عباس: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [قال:] فكان الناس على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه، فجامع امرأته وقد صلّى العشاء ولم يفطر، فأراد اللّه عزوجل أن يجعل ذلك يسراً لمن بقي ورخصةً ومنفعةً، فقال سبحانه: {علم اللّه أنكم كنتم تختانون أنفسكم} الآية. وكان هذا مما نفع اللّه به الناس ورخَّصَ لهم ويسَّرَ.) وهذا محتمل إن صح فيمكن أن يقال إنهما وقتان النوم وصلاة العشاء فإيهما وجد أولاً حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى القابلة ثم كان على الهيئة الحالية، لا بأس أن يقال رمضان وشهر رمضان وأما حديث (لا تقولوا رمضان فإن رمضان من أسماء الله) فهو حديث ضعيف باطل.).
2 - [على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم]
@ الشرح (يخرج الكافر فالكافر لا يجب عليه ولا يصح منه وليس معنى أنه لا يجب عليه أنه غير مخاطب بها فجمهور الأصوليين على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.
- قوله (بالغ) يخرج الصغير والبلوغ يكون بإتمام خمسة عشر عاماً أو الاحتلام أو نبات الشعر الخشن حول القبل وتزيد المرأة بالحيض.
- قوله (عاقل) يخرج المجنون، ولو قال (مكلف) لأدى المعنى وقوله (قادر) يخرج الضعيف الذي لا يستطيع الصوم سواء لكبره أو لعجزه عن الصوم).
3 - [ويؤمر به الصبي إذا أطاقه]
@ الشرح (يأمره به وليه ويشترط في الصبي أن يكون مميزاً ويطيق الصيام فإذا كان غير مميز لم يصح صومه وإذا كان مميزاً ولا يطيق الصوم فلا يجوز أن يؤمر لأن فيه ضرراً عليه. فالأظهر هو وجوب الأمر للصبي إذا أطاقه).
4 - [ويجب بأحد ثلاثة أشياء: كمال شعبان، ورؤية هلال رمضان]
@ الشرح (فيجب الصيام بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً أو برؤية هلال رمضان بلا خلاف).
5 - [ووجود غيم أو قتر ليلة الثلاثين يحول دونه]
@ الشرح (يعني يجب الصوم إذا وجد غيم أو قتر ليلة الثلاثين حالت دون رؤية الهلال، وهذا هو المشهور من المذهب وهو المشهور في كتب المتأخرين والجمهور على خلاف هذا القول وقال كثير من أصحاب أحمد أن هذا مذهبه وقال شيخ الإسلام: لا أصل في القول بوجوب الصوم حال وجود القتر والغيم عن الإمام أحمد. وقال ابن مفلح لم أجد نصاً عن الإمام أحمد في وجوب الصوم في يوم الشك.
وهذه المسألة فيها خلاف وهي صيام يوم الثلاثين إذا حال غيم أو قتر دون رؤية الهلال ليلة الثلاثين: فقيل بالوجوب وقيل بالتحريم وقيل بالإباحة وقيل بالكراهة والأظهر أنه لا يصام لقوله صلى الله عليه وسلم والأظهر أن النهي للتحريم (لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين) والذي يصوم يوم الشك يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وحتى الذين قالوا بالوجوب قالوا يجب احتياطاً، فلما لم يثبت ولم ير الهلال فلا يحكم بالصيام ولأن الأصل بقاء شعبان فكيف يترك الأصل المتيقن لأمر مشكوك فيه ولقول عمار (من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم) وهذا عند جمهور العلماء ومنهم من يقول إنه إجماع أن له حكم الرفع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/456)
فالصحيح أنه لا يشرع صيام يوم الشك والظاهر أنه على التحريم)
6 - [وإذا رأى الهلال وحده صام]
@ الشرح (وهذا هو المذهب وهو قول الجمهور والقول الآخر أنه لا يصوم حتى تثبت شهادته وتقبل لحديث (صومكم يوم تصومون ... ) كما جاء عند الترمذي فالعبرة بظهور الهلال واشتهاره وانتشاره بين الناس فالهلال من الاستهلال والظهور والانتشار).
7 - [فإن كان عدلاً صام الناس بقوله]
@ الشرح (العدالة المقصود بها العدالة الظاهرة والباطنة فلا يكفي مستور الحال لأنها عبادة مهمة يشترط فيها العدالة الظاهرة والباطنة والعدالة: صفة راسخة في النفس تحمل على ترك الكبائر والرذائل في غير بدعة مغلظة. فإذا شهد العدل وإن كان واحداً صام الناس بقوله وهذا هو مذهب الجمهور وهو الصحيح لحديث عن ابن عمر قال: تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه.) د (2342) ولحديث ابن عباس عند أبي داود والترمذي والنسائي).
8 - [ولا يفطر إلا بشهادة عدلين]
@ الشرح (يعني هلال شوال فلا يفطر إلا بشهادة رجلين وهذا هو الأصل في الشهور أنها لا تثبت إلا بشهادة عدلين ما عدا شهر رمضان لحديث ابن عباس وابن عمر وقيل يكفي فيها رجل واحد).
9 - [ولا يفطر إذا رآه وحده]
@ الشرح (وهذا فيه خلاف فقيل يفطر سراً وقيل يفطر والأظهر أنه لا يفطر إذا راءه وحده على ما قلنا سابقاً أن الأصل في الشهور أنها لا بد فيها من شهادة رجلين)
10 - [وإن صاموا بشهادة اثنين ثلاثين يوماً أفطروا]
@ الشرح (لأنه ثبت بشهادة رجلين كما سبق).
11 - [وإن كان بغيم أو قول واحد لم يفطروا إلا أن يروه أن يكملوا العدة]
@ الشرح (هذا يفرع على مسألة صيام يوم الشك وهذا مما يبين ضعف القول بصيامه فإنهم يقولون لا يفطروا حتى تكمل عدة رمضان ثلاثين يوماً أو يروا هلال شوال فيحتمل أن يكون يوم الشك الذي صاموه ليس من رمضان فيصوموا (31) يوماً أو (32) يوماً إذا كان رجب (29) يوماً وهذا هو قول المذهب لأنهم صاموا يوم الشك وقد لا يكون من رمضان. والصواب أنه إذا ثبت دخوله بواحد فإنه يعتمد قوله في إتمام العدة في آخر الشهر).
12 - [وإذا اشتبهت الأشهر على الأسير تحرى وصام، فإن وافق الشهر أو ما بعده أجزأه، وإن وافق قبله لم يجزه]
@ الشرح (فهو له أحوال: 1 - أن يصوم الشهر ثم يتبين له أنه وافق شهر رمضان فيجزئه على الصحيح لأنه صامه أداءً.
2 - إذا صامه وتبين له أن صامه بعد رمضان فهذا أيضاً يجزئه فهو صامه قضاءً.
3 - أن يصوم بعضه في رمضان وبعضه خارج رمضان فيجزئه.
4 - أن يوافق صيام شهر رمضان قبل رمضان فهذا الجمهور لا يجوزه وقيل بأنه يجزئه لأنه اتقى ما استطاع ومن قال لا يجزئه قالوا بأنه أتى بالعبادة في غير وقتها كمن صلى في غير الوقت).
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:58 م]ـ
عشاء الاثنين 12/ 11 / 1413هـ
باب أحكام المفطرين في رمضان
13 - [ويباح الفطر في رمضان لأربعة أقسام: أحدها: المريض الذي يتضرر به]
@ الشرح (المرض على أقسام: 1 - قد يكون المريض لا يستطيع الصوم لشدته فلو صام يلقي بنفسه إلى التهلكة فهذا يحرم عليه الصوم ويجب عليه الفطر بلا خلاف.
2 - أن يستطيع الصوم لكن بضرر شديد ومرض فهذا أيضاً يلقي بنفسه إلى التهلكة فلا يصوم وعليه الفطر.
3 - أن يكون مرضه ليس شديداً وإذا صام حصل له نوع مشقة وشدة يسيرة فهذا يستحب له الفطر)
14 – [والمسافر الذي له القصر، فالفطر لهما أفضل وعليهما القضاء، وإن صاما أجزأهما.]
@ الشرح (لو جعل المسافر قسماً آخر قد يكون أولى لكن لعله جعلهما قسماً واحداً لأنهما ذكرا جميعاً في الآية، والمسافر اختلف فيه خلافاً كثيراً بين أهل العلم هل الصوم أفضل أو الفطر أفضل، فالجمهور على أن الصوم أفضل، ومذهب أحمد وإسحاق على أن الفطر أفضل، ومذهب عمر بن عبد العزيز وابن المنذر أنه على حسب حاله إن كان يشق عليه الصوم فالفطر أفضل وإن كان لا يشق فالصوم أفضل، وقيل هو مستوي الطرفين هو عند الشافعية وسبب الخلاف بسبب اختلاف الأحاديث كقوله عليه الصلاة و السلام (ليس من البر الصوم في السفر) وجاء في حديث (أولئك العصاة) وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم صام هو وعبد الله بن رواحة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/457)
والذي يظهر أن الفطر أفضل مطلقاً ويتأكد في حال دون حال فيتأكد أفضليته وسنيته كلما اشتد عليه السفر وشق عليه فيتأكد في حقه الفطر.
أما حديث (أولئك العصاة) فهذا جاء في أناس خالفوا أمره عندما أمرهم بالفطر، وحديث (ليس من البر الصوم في السفر) ورد في حالة خاصة في رجل ظلل عليه. وصوم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يبين أن الصوم في السفر ليس محرم وحتى يبين جواز الصوم وحتى لا يقال إنه مذموم وأنه مخالف للسنة فهو صام ليبين أنه جائز)
15 – [الثاني: الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإن صامتا لم يجزئهما.]
@ الشرح (الحائض والنفساء فلا يجوز لهما الصوم ولا يصح منهما كما في حديث أبي سعيد (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم) وتقضيان كما في حديث عائشة (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) وهذا محل إجماع من أهل العلم.)
16 – [الثالث: الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أفطرتا وقضتا، وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً]
@ الشرح (هذا هو قول المذهب وقول الجمهور أنهما إذا خافتا على أنفسهما أفطرتا وقضتا لأنهما في حكم المريض وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً. والقول الثاني أنهما إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما فعليهما الفطر مع القضاء دون الكفارة والإطعام وهذا القول هو الأظهر وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله تعالى وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى) وهو حديث جيد ولم يذكر فيه كفارة وهذا هو مذهب أبي حنيفة)
17 – [الرابع: (العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يطعم عنه عن كل يوم مسكيناً).]
@ الشرح (هذا هو قول الجمهور وذهب مالك إلى أنه لا شيء عليه وقول الجمهور أرجح لأنه قول ابن عباس وهو الذي فعله أنس رضي الله عنهما وصح عنه أنه لما كبر جمع ثلاثين مسكيناً وأطعمهم. [(رواه عبد الرزاق والطبراني في الكبير بسند صحيح) ومالك في الموطأ (1/ 254)] وجاء عن ابن عباس في قوله تعالى (عن ابن عباس {وعلى الذين يطيقونه فِدْيَةٌ طعامُ مسكينٍ} قال: كانت رخصةً للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكيناً، والحُبلى والمُرضِع إذا خافتا. قال أبو داود: يعني على أولادهما أفطرتا وأطعمتا.) [د (2318)] والقاعدة أن الصحابي إذا حكى سبب النزول فهو في حكم المرفوع، وألحق الجمهور بالكبير المريض الذي لا يرجى برؤه لكن هذه المسألة فيها نظر فيمكن أن يقال إنه مخير إما أن يكفر وإما أن ينتظر حتى يتبين الأمر فإذا شفي لزمه القضاء والأظهر والله أعلم أن يقال إنه مخير إن شاء أن ينتظر فلا بأس لأن القول بأنه لا يرجى برؤه ليس مجزوماً به وإن أراد أن يكفر ويطعم فلا بأس.
وإن جمع مساكين في يوم واحد بعدد الأيام وأطعمهم أجزأه أو أطعم مسكيناً واحد عدة أيام أجزأ أو أطعمه عدة وجبات أجزأ فلا يشترط عدد المساكين بعدد الأيام المقصود إطعام مسكين سواء مسكين واحد أو عدد مساكين)
18 – [وعلى سائر من أفطر القضاء لا غير]
@ الشرح (وهذا هو الأصل)
19 – [إلا من أفطر بجماع في الفرج فإنه يقضي ويعتق رقبة]
@ الشرح (أي يقضي ذلك اليوم وعليه كفارة عتق رقبة)
20 – [فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً]
@ الشرح (مثل كفارة الظهار سواء بسواء هذا هو قول الجمهور وهي مرتبة وذهب مالك إلى أنها غير مرتبة وأنها على التخيير والصواب أنها مرتبة لحديث أبي هريرة (أتى رجلٌ النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: هلكت فقال: "ما شأنك؟ " قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: "فهل تجد ما تعتق رقبةً؟ " قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ " قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تطعم ستِّين مسكيناً؟ " قال: لا، قال: "اجلس" فأتي النبي صلى اللّه عليه وسلم بعرقٍ فيه تمر فقال: "تصدق به" فقال: يارسول اللّه، ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا، قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدت ثناياه قال: "فأطعمه إياهم") وهو أقوى وأصرح من حديث عائشة)
21 – [فإن لم يجد سقطت عنه]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/458)
@ الشرح (هذا هو المذهب وهو قول المصنف هنا وقوله في المغني وهذا القول جيد وهو الأظهر فالأصل عدم وجوب شيء في الذمة إلا بدليل وقد جاء في حديث أبي هريرة (يارسول اللّه، ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا، قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدت ثناياه قال: "فأطعمه إياهم) ولم يأمره بعد ذلك بقضاء هذا الكفارة)
22 – [فإن جامع ولم يكفر حتى جامع ثانية فكفارة واحدة،]
@ الشرح (فتجزيء عنه كفارة واحدة كالحدود التي تجتمع فعليه حد واحد كمن زنى أكثر من مرة فيقام عليه الحد مرة واحدة، والقول الثاني أنه إذا جامع في أكثر من يوم ولم يكفر فلكل يوم كفارته وله حرمته فالأظهر أن كل يوم له كفارة لأن كل يوم له عبادة مستقلة فهو كالعمرتين التين أفسدهما وكالحجين الذين أفسدهما.)
23 – [فإن كفر ثم جامع فكفارة ثانية]
@ الشرح (فلو جامع في أول النهار ثم كفر وجامع في آخر النهار فإن عليه كفارة ثانية وهذا فيه نظر والأظهر والله أعلم أنه إذا كفر ثم جامع آخر النهار فإنه ليس عليه إلا كفارة واحدة لأن حرمت هذا اليوم قد انتهكت بالجماع الأول مثل لو أفطر عمداً فإنه يجب عليه الإمساك وهو آثم.)
24 – [وكل من لزمه الإمساك في رمضان فجامع فعليه كفارة]
@ الشرح (هذا هو المذهب ومن يلزمه الإمساك في رمضان هو المسافر إذا قدم من السفر والمريض إذا برأ نهار رمضان والحائض إذا طهرت فيلزمهم الإمساك فهؤلاء إذا جامعوا في نهار رمضان فعليهم كفارة الجماع، والقول الثاني أن هؤلاء لا يلزمهم الإمساك في نهار رمضان فمن جاز له الأكل في أول النهار ظاهراً وباطناً لا يلزمه الإمساك في آخر النهار على الصحيح وهذا قول مالك والشافعي وهو الأظهر وبالتالي لا ترد هذه المسألة فإن جامع هؤلاء في نهار رمضان لا يلزمهم الكفارة لأنهم لا يلزمهم الإمساك)
25 – [ومن أخر القضاء لعذر حتى أدركه رمضان آخر فليس عليه غير القضاء]
@ الشرح (لأنه غير مفرط مثاله إنسان مريض واستمر به المرض حتى رمضان الآخر أو مسافر لم يقدم حتى دخل رمضان الآخر فهو غير مفرط)
26 – [وإن فرط أطعم مع القضاء لكل يوم مسكيناً]
@ الشرح (فهو آثم لأنه يجب عليه القضاء قبل دخول رمضان الآخر وقد فرط في القضاء وكذلك يجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً كفارة فقد صحت الآثار بذلك عن ابن عمر عند عبد الرزاق وابن عباس عند الدارقطني وأبي هريرة وكانوا يفتون بهذا في المجامع العامة)
27 – [وإن ترك القضاء حتى مات لعذر فلا شئ عليه]
@ الشرح (فلا قضاء عليه ولا كفارة لأنه غير مفرط وهو قول الأئمة الأربعة)
28 – [وإن كان لغير عذر أطعم عنه لكل يوم مسكيناً إلا أن يكون الصوم منذوراً فإنه يصام عنه، وكذلك كل نذر طاعة.]
@ الشرح (هذه المسألة فيها خلاف: 1 - فقيل إن كان صوم رمضان فإنه لا يصام عنه بل يطعم عن من تركته لكل يوم مسكيناً وإن كان صوم النذر فإنه يصام عنه ويقضى عنه وهذا هو المذهب وهو قول شيخ الإسلام وابن القيم وانتصر له في تهذيب السنن.
2 - أنه لا يقضى لا صوم رمضان ولا صوم النذر بل يطعم عنه ويكفر عنه وهذا هو قول الجمهور.
3 - أنه يصام ويقضى عنه سواء كان صوم رمضان أو النذر وغيره وهذا هو الأظهر لحديث (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) وجاء في بعض الأحاديث (إن أمي توفيت وعليها صوم شهر) ولم يذكر فيه النذر وفي بعضها ذكر الدين فالأظهر والله أعلم أنها قضايا متعددة وفي بعضها النذر وفي بعضها سكت عنه ثم عدم استفصاله صلى الله عليه وسلم يدل على أنه يقضى عن الميت مطلقاً، لكن ما جاء عن الصحابة في التفريق بين النذر وغيره إما أن يقال أنها لم تصح عنهم ويدل عليه أن النقل عن ابن عباس مختلف مضطرب أو يقال وهو أقرب أن ما وجب بأصل الشرع أسهل بخلاف ما وجب بأصل النذر فأمره أشد فعليه أن يتحمل هذا الأمر هو أو وليه أما الصوم فلا يتأكد كتأكد النذر فإن صمته فهو أولى وإن لم يتيسر صيامه فإنه يطعم عنه.
- وقوله (وكذلك كل نذر طاعة) يعنى يقضيه عنه وليه وهذا هو المذهب والجمهور على خلافه والأظهر ما ذكره المصنف فلو نذر أن يصلي ركعتين أو يمشي إلى البيت الحرام فكل نذر طاعة الأظهر شرعية قضائه فيشرع لوليه أن يقضيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/459)
- إذا جامع من زنى فهل يكفر؟ هذا فيه خلاف وظاهر كلام العلماء أن الجماع في الفرج يوجب الكفارة سواء كان محرماً أو غير محرم والأظهر أنه لا كفارة فيه لكنه أعظم.)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 05:59 م]ـ
عشاء السبت 17/ 11 / 1413هـ
29 – [باب ما يفسد الصوم]
29 - [من أكل أو شرب]
@ الشرح (بالإجماع لقوله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) وقال صلى الله عليه وسلم (كلوا و ويروى عن بعض السلف أنهم خصوه بالمطعوم من المأكول والمشروب والصواب قول الأئمة الأربعة وقالوا إنه اجماع أن الأكل والشرب يفسد الصوم سواء كان مطعوماً أو غير مطعوم لأنه يتغذى به البدن ومسلكه مسلك الأكل والشرب فهو أكل وشرب في الحقيقة)
30 – [أو استعط]
@ الشرح (السعوط هو الذي يدخل مع الأنف والوجور هو الذي يدخل مع الفم واستدلوا على السعوط بقوله صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) فالصائم إذا أدخل إلى أنفه شيئاً سواء دواء أو غيره أفطر وقيل لا يفطر إلا إذا وصل إلى الجوف وقيل لا يفطر مطلقاً، والأظهر أن الأنف مدخل ومنفذ للجوف ولكن لا نعلل بأن التفطير بالسعوط لأنه يدخل إلى الجوف لأن هذه علة غير صحيحة فالصوم يفسد بأشياء تخرج من الجوف فليست علة التفطير الدخول أو الخروج ولكن نقول بالتفطير بالسعوط لورود النص به فقوله صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) دليل على أن ما يدخل عن طريق الأنف فهو مفطر ثم من جهة المعنى فالأنف مدخل قريب إلى مجرى الطعام والشراب مباشرة فالصواب أن من أدخل عن طريق أنفه شيئاً فإنه يفطر بشرط أن يدخل إلى جوفه فلو بقي في أنفه لم يفطر لأن الأنف له حكم الظاهر)
31 – [أو أوصل إلى جوفه شيئاً من أي موضع كان]
@ الشرح (هذه المسألة فيها خلاف فما يصل إلى الجوف إما حقنة وهي التي تكون عن طريق الدبر أو الجائفة والمأمومة أو الجرح الذي يكون في البطن أو الرأس ويمكن أن يصل إلى جوفه فهذه تفطر عندهم وهم ذكروا أشياء في بعضها نظر وقالوا إن العلة الوصول للجوف ونص بعض الشافعية أن العلاج في الساق أو اليد لا يفطر لأنه لا يصل إلى الجوف والصواب أن يقال أن ما جاءت به النصوص في المفطرات أو قريباً مما جاءت به النصوص فإنه يكون مفطراً وما لا فلا. فالجوف ليس مناط التفطير.
- هل بخاخ الربو يفطر؟ الصحيح أنه لا يفطر لأنه لا يصل إلى الجوف بل إلى الرئتين.
- هل الدخان والبخور يفطر؟ الدخان يفطر فهو نافذ إلى الجوف مباشرة ويتغذى به البدن وهذا على قول الأئمة الأربعة لكن هناك قول يقول إنه لا يفطر والله أعلم. وأما البخور فعلى القول الصحيح فهو لا يفطر حتى ولو وصل إلى جوفه ولو قصد الوصول إلى جوفه فلا يفطر)
32 – [أو استقاء]
@ الشرح (طلب القيء لغير حاجة في نهار رمضان حرام لأنه تعمد للفطر لكن إذا استقاء لحاجة مثل لو حصل له شيء في معدته ولا يهدأ إلا بالاستقاء فهذا لا بأس به فيكون من باب العلاج فهذا لا يفطر لحديث أبي هريرة (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض) وهو حديث حسن ولو استقاء عمداً فليس عليه كفارة على الصحيح بل يقضي هذا اليوم)
33 – [أو استمنى]
@ الشرح (كذلك إذا استمنى فإنه يبطل صومه وفعله محرم والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) وشهوته تعم شهوة الجماع وشهوة الاستمناء، فالإجماع على أن خروج المني مفسد للصوم وهو قول الجمهور وهو الصواب وقال ابن حزم لا يفسد الصوم بالاستمناء)
34 – [أو قبل أو لمس فأمنى أو أمذى فسد صومه]
@ الشرح (إذا قبل أو لمس فأمنى فإنه يفسد صومه أيضاً، لكن إذا أمذى ففيه خلاف فذهب الأكثر إلى أنه يفطر وقول أبي حنيفة والشافعي أنه لا يفطر وهو الصواب ولهذا رخص الرسول صلى الله عليه وسلم في التقبيل للصائم وهو غالباً يصاحبه المذي)
35 – [أو كرر النظر حتى أنزل]
@ الشرح (وهذا هو قول الجمهور لأن تكرار النظر مع الشهوة نوع من القصد وقال الشافعي لا يفطر، وكذا لو كرر النظر لحاجة ولغير شهوة فهذا لا يفطر هذا هو الأظهر)
36 – [أو حجم أو احتجم]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/460)
@ الشرح (الحجامة فيها خلاف كثير وهي من أطول المسائل في الصوم، فالجمهور على أنها لا تفطر ومذهب أحمد أنها تفطر وفيه قول وسط بأنها مكروهة وهذا هو الأظهر فهي مكروهة ولا تفطر وفيها أدلة كثيرة وبسط الأدلة فيها يطول وخاصة حديث ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم) وجاء (عن ثابت البناني قال سئل أنس بن مالك كنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لا إلا من أجل الضعف. رواه البخاري) فهذا حكاية عن أنس عن الصحابة ثم جاء عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة وجاء أيضاً من أنس رضي الله وهذا يدل على أن أنس فهم أن التفطير بها منسوخ ولهذا قال (لا إلا من أجل الضعف) فكأنه صلى الله عليه وسلم نهى عنها في أول الأمر ثم لما اشتد عليهم رخص لهم في ذلك ولكن الأولى ألا تكون في حال الصيام)
37 – [عامداً ذاكراً لصومه فسد، وإن فعله ناسياً أو مكرهاً لم يفسد صومه]
@ الشرح (هذه شروط التفطير بهذه الأشياء: أن يكون عامداً ذكراً لصومه ولو عبر بمختار لكن أولى فلو فعله ناسياً أو مكرهاً لم يفسد صومه حتى وإن باشر المفطر بنفسه لحديث أبي هريرة (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) متفق عليه وفي لفظ (إنما هو رزق ساقه الله إليه) وفي لفظ عند ابن حبان وابن خزيمة بإسناد صحيح (فلا قضاء عليه ولا كفارة)، ويشترط أيضاً العلم وهذا لم يذكره المصنف لأنه لا يشترط في المذهب، فلو تناول شيئاً من المفطرات جاهلاً فإن صومه صحيح وهذا هو مذهب الشافعي لكن ليس كل من ادعى الجهل يكون معذوراً)
38 – [وإن طار إلى حلقه ذباب أو غبار أو تمضمض، أو استنشق فوصل إلى حلقه ماء]
@ الشرح (لو طار إلى حلقه ذباب أو غبار لم يفسد صومه لأنه لا اختيار له، أما المضمضة والاستنشاق فهذا ما لم يبالغ فإذا بالغ عالماً عامداً مختاراً فسد صومه لقوله صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلى أن تكون صائماً) ولو بالغ ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً فصومه صحيح)
39 – [أو فكر فأنزل]
@ الشرح (فصومه صحيح لحديث (إن تجاوز لي عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم))
40 – [أو قطر في إحليله]
@ الشرح (أي في ذكره فصومه صحيح)
41 – [أو احتلم أو ذرعه القيء لم يفسد صومه]
@ الشرح (فصومه صحيح إجماعاً في الاحتلام لأنه لا اختيار له ولحديث أبي هريرة (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض) في القيء)
42 – [ومن أكل يظنه ليلاً فبان نهاراً فعليه القضاء]
@ الشرح (وهذا هو قول جمهور العلماء وقول الأئمة الأربعة، والقول الثاني أنه لا يفطر وهذا هو الأظهر كما في حديث أسماء (عن أسماء بنت أبي بكر قالت أفطرنا يوما في رمضان في غيم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس قال أبو أسامة قلت لهشام أمروا بالقضاء قال وبد من ذلك) وجاء عن أبي عروة أنهم لم يؤمروا بالقضاء وهو أصح الروايتين عن عمر فقد جاء عن (زيد بن وهب قال كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في زمن عمر بن الخطاب فأتينا بعساس فيها شراب من بيت حفصة فشربنا ونحن نرى أنه من الليل ثم انكشف إذا الشمس طالعة قال فجعل الناس يقولون نقضي يوما مكانه فقال عمر والله لا نقضيه ما تجانقنا لإثم)
- من أكل يظنه ليلاً فبان ليلاً فصومه صحيح ويحكى أنه لا خلاف فيه.
- من أكل يظنه ليلاً لم يطلع الفجر فبان نهاراً أي طلع الفجر فالجمهور على أن صومه يفسد والقول الثاني أن صومه صحيح لأن الأصل بقاء الليل وهذا القول هو الصحيح لحديث عدي بن حاتم قال (لما نزلت هذه الآية حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي فنظرت فلم أتبين فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال إن وسادك لعريض طويل إنما هو الليل والنهار قال عثمان إنما هو سواد الليل وبياض النهار) ولم يأمره صلى الله عليه وسلم بالقضاء)
43 – [ومن أكل شاكاً في طلوع الفجر لم يفسد صومه]
@ الشرح (لأن الأصل بقاء الليل فلذلك لا يفسد صومه)
44 – [وإن أكل شاكاً في غروب الشمس فعليه القضاء]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/461)
@ الشرح (لأن الأصل بقاء النهار ولأنه ليس عنده دليل يعمل به وفعله هذا لا يجوز لأن الواجب عليه أن لا يعمل بالشك)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:07 ص]ـ
عشاء السبت 16/ 4 / 1414هـ
باب صيام التطوع
45 - [أفضل الصيام صيام داود عليه السلام: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً]
@ الشرح (هو أفضل الصيام في حق من كان يطيق ذلك ولا يشغله ولا يضعفه عن عبادات أخرى بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى) وقد جاء عند الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال (سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصوم أفضل بعد رمضان قال شعبان لتعظيم رمضان. قال فأي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضان) ولكنه ضعيف لا يثبت)
46 – [وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي يدعونه المحرم]
@ الشرح (المراد به شهر الله المحرم فيصومه كاملاً فصيام كاملاً أفضل بعد رمضان لا بخصوص أيام منه لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم)
47 – [وما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر ذي الحجة]
@ الشرح (وقد جاء في فضلها ما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) وجاء في حديث في السنن (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس))
48 – [ومن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله]
@ الشرح (لحديث أبي أيوب الأنصاري (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر) وهذا هو مذهب الجمهور وذهب مالك وغيره إلى أنه لا يشرع صيامها خشية أن يلحق برمضان ما ليس منه والصحيح قول الجمهور بمشروعية صيامها كما في الحديث وهي بمنزلة النافلة بعد الفريضة)
49 – [وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة وصيام يوم عرفة كفارة سنتين]
@ الشرح (لحديث أبي قتادة (صيام يوم عرفة احتسب على الله تعالى أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) والسنة والأفضل أن يصوم مع عاشوراء التاسع لما رواه مسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع))
50 – [ولا يستحب لمن بعرفة أن يصومه]
@ الشرح (وهو قول أكثر أهل العلم لما رواه البخاري ومسلم عن أم الفضل بن الحارث قالت (أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب) أما حديث (نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة) فهو أن صح دال على تحريم صيام يوم عرفة للحاج لكن في سنده ضعف والأظهر أن صيامه بعرفة مكروه وبخاصة إذا أضعفه عن العبادة والدعاء)
51 – [ويستحب صيام أيام البيض]
@ الشرح (الأيام البيض جاء فيها أحاديث كثيرة وهي صحيحة ومنها ما رواه أهل السنن (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال وقال هن كهيئة الدهر) وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر)
52 – [والإثنين والخميس]
@ الشرح (وقد جاء في فضل صيامهما ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم))
53 – [والصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر ولا قضاء عليه، وكذلك سائر التطوع إلا الحج والعمرة فإنه يجب إتمامهما، وقضاء ما أفسد منهما]
@ الشرح (الجمهور على أن الصائم أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر ولا قضاء عليه وقد جاء الأمر بالقضاء في أحاديث وفيها ضعف ولكنها بمجموع طرقها تحدث قوة وتدل على أن السنة والمستحب هو القضاء وليس بواجب والتطوع ثلاث أنواع: 1 - نوع لا يجب إتمامه باتفاق أهل العلم كالأذكار والصدقات فلا يلزمه أن يتمها ويكملها ولا شيء عليه فيها وكذلك مثله من نوى قراءة حزب ثم لم يتمه فلا شيء عليه.
2 - نوع يلزمه إتمامه وهو حج التطوع والعمرة وهذا هو قول الأئمة الأربعة وذلك لقوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) والنبي صلى الله عليه وسلم أحصر ثم اعتمر من العام المقبل.
3 - الصلاة فذهب الجمهور إلى أنه لا يلزمه الإتمام وقاسوا على الصلاة الصيام والإمام أحمد يرى أنه يلزمه الإتمام ولا يقطعها إلا من عذر.)
54 – [ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يومين: يوم الفطر، ويوم الأضحى]
@ الشرح (بالاتفاق لحديث عمر (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين يوم الفطر ويوم الأضحى أما يوم الفطر فيوم فطركم من صيامكم ويوم الأضحى تأكلون فيه من لحم نسككم) فلا يجوز صيامهما ولا يصح لأن النهي يقتضي الفساد)
55 – [ونهى عن صوم أيام التشريق، إلا أنه رخص في صومها للمتمتع إذا لم يجد الهدي]
@ الشرح (فيحرم صيامها لحديث نبيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل) فلا تصام إلا للمتمتع إذا لم يجد الهدي لما جاء عن عائشة وابن عمر أنهما قالا (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي) رواه البخاري. وهو موقوف عليهما وله حكم الرفع حكماً وجاء مرفوعاً عند الطحاوي ولكنه ضعيف)
56 – [وليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان]
@ الشرح (ليلة القدر أرجى في العشر الأواخر من رمضان وأرجاها الوتر وأرجى الوتر في السبع الأواخر لحديث ابن عمر (التمسوها في السبع الأواخر))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/462)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 11:13 ص]ـ
عشاء الاثنين 18/ 4 / 1414هـ
باب الاعتكاف
57 – [وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى فيه، وهو سنة، إلا أن يكون نذراً فليزم الوفاء به]
@ الشرح (ذكره المصنف بعد الصوم لأنه في شهر رمضان أفضل وكان غالب فعله صلى الله عليه وسلم له في رمضان وقد اعتكف صلى الله عليه وسلم عشراً في شوال ولم يرد في فضله شيء إلا من فعله صلى الله عليه وسلم وأما الأقوال فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح وهو كما قال المؤلف سنة بالإجماع إلا أن يكون نذراً فيلزم الوفاء به لما جاء أن عمر قال: (يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام ليلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك))
58 – [ويصح من المرأة في كل مسجد غير مسجد بيتها]
@ الشرح (سواء كان مسجد تقام فيه الجماعة أو لا تقام فيه والمسجد شرط للاعتكاف لفعله صلى الله عليه وسلم فلا يصح إلا في مسجد)
59 – [ولا يصح من الرجل إلا في مسجد تقام فيه الجماعة]
@ الشرح (ظاهر كلام المؤلف أنه لو اعتكف اثنان في مسجد وليس فيه إلا هما فإنه يجوز الاعتكاف)
60 – [واعتكافه في مسجد تقام فيه الجمعة أفضل]
@ الشرح (ظاهر كلامه أنه لا يلزم الاعتكاف في مسجد جمعة وعند صلاة الجمعة يخرج إلى صلاة الجمعة فإن كان في مسجد جمعة فهو أفضل وكلام المصنف هنا هو الصواب وعليه أكثر أهل العلم)
61 – [ومن نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد فله فعل ذلك في غيره إلا المساجد الثلاثة، فإذا نذر ذلك في المسجد الحرام لزمه، وإن نذر الاعتكاف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاز له أن يعتكف في المسجد الحرام، وإن نذر أن يعتكف في المسجد الأقصى فعله في أيهما أحب]
@ الشرح (المكان ليس بشرط في الاعتكاف فلو نذر الاعتكاف في مسجد غير المساجد الثلاثة فلا يتعين وله الاعتكاف في أي مسجد وهذا هو قول الجمهور، والرواية الأخرى عن الإمام أحمد أن المسجد يتعين إذا كان نذره له لكون فيه فضيلة لكثرة الجمع فيه أو لقدمه وهو داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه) فهو فيه زيادة طاعة ونذر لتحصيل هذه الطاعة فتلزمه، ومثله عند الجمهور أن من نذر أن يصوم الاثنين مثلاً فإنه يتعين فنقول لهم لماذا لا نقول بأن الأزمان سواء في الفضيلة كما تقولون إن الأماكن متساوية في الفضيلة وهذا هو الصواب أنه إذا نذر الصلاة في مسجد معين فإنه يتعين في حقه.
- قوله (وإن نذر الاعتكاف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاز له أن يعتكف في المسجد الحرام) لأنه انتقل من المفضول إلى الفاضل لحديث جابر أن رجلاً قال يوم الفتح (يا رسول الله إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين قال صل ها هنا ثم أعاد عليه فقال صل ها هنا ثم أعاد عليه فقال شأنك إذن) وسنده جيد)
62 – [ويستحب للمعتكف الاشتغال بفعل القرب، واجتناب ما لا يعنيه من قول وفعل، ولا يبطل الاعتكاف بشئ من ذلك، ولا يخرج من المسجد إلا لما لا بد له منه]
@ الشرح (في الاعتكاف المنذور يجب عليه عدم الخروج إلا لحاجة كالطعام والشراب في بيته ولا يلزمه الأكل في المسجد أما الاعتكاف المستحب فيستحب له عدم الخروج إلا لحاجة)
63 – [إلا أن يشترط،]
@ الشرح (بأن يزور إنساناً أو يعود مريضاً فهذه إذا اشترطها فله ما اشترط والاشتراط في الاعتكاف وكونه يصح هو قول الجمهور وقال البعض لا يشترط والصواب إذا كان الاعتكاف منذوراً فلا بأس له بالاشتراط وأما الاعتكاف المستحب فلا يشترط وله الخروج فإذا خرج لمصلحة لا بد منها فما مضى من اعتكافه صحيح وما استأنفه صحيح)
64 – [ولا يباشر امرأة]
@ الشرح (المباشرة إذا كانت بجماع فيبطل الاعتكاف وأما المباشرة بغير الجماع فإن كانت بشهوة فاختلف العلماء فيها فمنهم من يبطل الاعتكاف بها ومنهم من لا يبطله على قولين.
- الصوم للاعتكاف الصواب أنه ليس بشرط.
- الصواب أنه لا يعتكف أقل من عشرة أيام لأنه أقل اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم)
65 – [وإن سأل عن المريض في طريقه أو عن غيره ولم يعرج إليه جاز]
@ الشرح (لحديث عائشة (إن كنت لأدخل البيت للحاجة. والمريض فيه. فما أسأل عنه إلا وأنا مارة. وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله. وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة. إذا كان معتكفا.) متفق عليه)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:20 م]ـ
هذا شرح مختصر ومبسط لشيخنا الشيخ الفقيه عبد المحسن بن عبد الله الزامل على كتاب الصيام من عمدة الفقه.
وقد بدأه الشيخ (عشاء السبت 10/ 11 / 1413هـ)
وانتهى منه (عشاء الاثنين 18/ 4 / 1414هـ)
أسأل الله عز وجل أن ينفع به كاتبه وقارئه والدال عليه.
تجدها على ملف وورد على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=474989#post474989
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/463)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:50 م]ـ
1 - سُئِلَ شيخ الإِسلام ـ رَحمهُ اللّه ـ عن صوم يوم الغَيم: هل هو واجب أم لا؟ وهل هو يوم شك منهي عنه أم لا؟
فأجاب:
وأما صوم يوم الغيم إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قَتَرٌ، فللعلماء فيه عدة أقوال وهي في مذهب أحمد وغيره.
أحدها: أن صومه منهي عنه. ثم هل هو نهى تحريم أو تنزيه؟ على قولين، وهذا هو المشهور في مذهب مالك، والشافعي، وأحمد في إحدي الروايات عنه. واختار ذلك طائفة من أصحابه، كأبي الخطاب وابن عقيل، وأبي القاسم بن منده الأصفهاني وغيرهم.
والقول الثاني: أن صيامه واجب كاختيار القاضي، والخرقي، وغيرهما من أصحاب أحمد، وهذا يقال: إنه أشهر الروايات عن أحمد، لكن الثابت عن أحمد ـ لمن عرف نصوصه، وألفاظه ـ أنه كان يستحب صيام يوم الغَيم اتباعاً لعبد اللّه بن عمر وغيره من الصحابة، ولم يكن عبد اللّه بن عمر يوجبه على الناس، بل كان يفعله احتياطاً، وكان الصحابة فيهم من يصومه احتياطاً، ونقل ذلك عن عمر، وعلي، ومعاوية وأبي هريرة، وابن عمر، وعائشة، وأسماء وغيرهم.
ومنهم من كان لا يصومه مثل كثير من الصحابة، ومنهم من كان ينهى عنه؛ كعمار بن ياسر وغيره، فأحمد ـ رضي اللّه عنه ـ كان يصومه احتياطاً.
وأما إيجاب صومه، فلا أصل له في كلام أحمد، ولا كلام أحد من أصحابه، لكِنْ كثير من أصحابه اعتقدوا أن مذهبه إيجاب صومه، ونصروا ذلك القول.
والقول الثالث: أنه يجوز صومه، ويجوز فطره، وهذا مذهب أبي حنيفة وغيره، وهو مذهب أحمد المنصوص الصريح عنه، وهو مذهب كثير من الصحابة والتابعين أو أكثرهم. (25/ 98)
2 - وأصول الشريعة كلها مستقرة على أن الاحتياط ليس بواجب، ولا محرم، (25/ 100)
3 - تعيين النية لشهر رمضان: هل هو واجب؟ فيه ثلاثة أقوال في مذهب أحمد:
أحدها: أنه لا يجزيه، إلا أن ينوي رمضان، فإن صام بنية مطلقة، أو معلقة، أو بنية النفل أو النذر؛ لم يجزئه ذلك كالمشهور من مذهب الشافعي، وأحمد في إحدي الروايات.
والثاني: يجزئه مطلقاً كمذهب أبي حنيفة.
والثالث: أنه يجزئه بنية مطلقة، لابنية تعيين، غير رمضان، وهذه الرواية الثالثة عن أحمد، وهي اختيار الخرقي، وأبي البركات.
وتحقيق هذه المسألة: أن النية تتبع العلم، فإن علم أن غداً من رمضان، فلابد من التعيين في هذه الصورة، فإن نوي نفلاً أو صوماً مطلقاً لم يجزه؛ لأن اللّه أمره أن يقصد أداء الواجب عليه، وهو شهر رمضان الذي علم وجوبه، فإذا لم يفعل الواجب لم تبرأ ذمته.
وأما إذا كان لا يعلم أن غداً من شهر رمضان، فهنا لا يجب عليه التعيين، ومن أوجب التعيين مع عدم العلم، فقد أوجب الجمع بين الضدين. (25/ 100)
4 - مسألة رؤية بعض البلاد رؤية لجميعها فيها اضطراب، فإنه قد حكي ابن عبد البر الإجماع على أن الاختلاف فيما يمكن اتفاق المطالع فيه، فأما ما كان مثل الأندلس وخراسان فلا خلاف أنه لا يعتبر.
فالضابط أن مدار هذا الأمر على البلوغ؛ لقوله: (صوموا لرؤيته)، فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً، وهذا يطابق ما ذكره ابن عبد البر، في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيهما إلا بعد شهر، فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن الذي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر، فإنها محل الاعتبار، فتدبر هذه المسائل الأربعة: وجوب الصوم، والإمساك، ووجوب القضاء، ووجوب بناء العيد على تلك الرؤية، ورؤية البعيد، والبلاغ في وقت بعد انقضاء العبادة.
ولهذا قالوا: إذا أخطأ الناس كلهم، فوقفوا في غير يوم عرفة أجزأهم اعتباراً بالبلوغ، وإذا أخطأه طائفة منهم لم يجزهم لإمكان البلوغ، فالبلوغ هو المعتبر، سواء كان علم به للبعد، أو للقلة، وهذا الذي ذكرته هو الذي ذكره أصحابنا إلا وجوب القضاء إذا لم يكن مما يمكنهم فيه بلوغ الخبر. فتلخص: أنه من بلغه رؤية الهلال في الوقت الذي يؤدي بتلك الرؤية الصوم، أو الفطر، أو النسك؛ وجب اعتبار ذلك بلا شك، والنصوص وآثار السلف تدل على ذلك.
ومن حدد ذلك بمسافة قصر أو إقليم، فقوله مخالف للعقل والشرع.
ومن لم يبلغه إلا بعد الأداء، وهو مما لا يقضي كالعيد المفعول، والنسك، فهذا لا تأثير له، وعليه الإجماع الذي حكاه ابن عبد البر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/464)
وأما إذا بلغه في أثناء المدة، فهل يؤثر في وجوب القضاء وفي بناء الفطر عليه؟ وكذلك في بقية الأحكام: من حلول الدين، ومدة الإيلاء وانقضاء العدة، ونحو ذلك. والقضاء يظهر لي أنه لا يجب وفي بناء الفطر عليه نظر.
فهذا متوسط في المسألة، وما من قول سواه إلا وله لوازم شنيعة لا سيما من قال بالتعدد، فإنه يلزمه في المناسك ما يعلم به خلاف دين الإسلام، إذا رأي بعض الوفود أو كلهم الهلال، وقدموا مكة، ولم يكن قد رؤي قريباً من مكة، ولما ذكرناه من فساده صار متنوعاً، والذي ذكرناه يحصل به الاجتماع الشرعي، كل قوم على ما أمكنهم الاجتماع عليه، وإذا خالفهم من لم يشعروا بمخالفته لانفراده من الشعور بما ليس عندهم لم يضر هذا، وإنما الشأن من الشعور بالفرقة والاختلاف. (25/ 103 - 111)
5 - الهلال إذا ثبت في أثناء يوم قبل الأكل أو بعده أتموا وأمسكوا، ولا قضاء عليهم، كما لو بلغ صبي أو أفاق مجنون على أصح الأقوال الثلاثة. فقد قيل: يمسك ويقضي. وقيل: لا يجب واحد منهما. وقيل: يجب الإمساك دون القضاء. (25/ 109)
6 - الهلال مأخوذ من الظهور ورفع الصوت به فطلوعه في السماء إذا لم يظهر في الأرض فلا حكم له (25/ 109)
7 - ضبط مكان الطلوع بالحساب لا يصح أصلا، وقد صنفت في ذلك شيئاً. (25/ 113)
8 - وسئل ـ قدس اللّه روحه ـ عن رجل رأي الهلال وحده، وتحقق الرؤية، فهل له أن يفطر وحده؟ أو يصوم وحده؟ أو مع جمهور الناس؟
فأجاب:
الحمد للّه، إذا رأي هلال الصوم وحده، أو هلال الفطر وحده، فهل عليه أن يصوم برؤية نفسه؟ أو يفطر برؤية نفسه؟ أم لا يصوم ولا يفطر إلا مع الناس؟ على ثلاثة أقوال، هي ثلاث روايات عن أحمد:
أحدها: أن عليه أن يصوم، وأن يفطر سراً، وهو مذهب الشافعي.
والثاني: يصوم ولا يفطر إلا مع الناس، وهو المشهور من مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة.
والثالث: يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، وهذا أظهر الأقوال؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون) رواه الترمذي، وقال حسن غريب، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وذكر الفطر والأضحي فقط. ورواه الترمذي من حديث عبد اللّه بن جعفر، عن عثمان بن محمد، عن المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحي يوم تضحون) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: إنما معني هذا الصوم والفطر مع الجماعة، وعظم الناس. ورواه أبو داود بإسناد آخر، فقال: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا حماد من حديث أيوب، عن محمد بن المنكدر، عن أبي هريرة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه فقال: (وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف).
ولأنه لو رأي هلال النحر لما اشتهر، والهلال اسم لما استهل به، فإن اللّه جعل الهلال مواقيت للناس والحج، وهذا إنما يكون إذا استهل به الناس، والشهر بَين، وإن لم يكن هلالاً ولا شهراً. (25/ 114)
9 - وقد اختلفوا في تبييت نيته على ثلاثة أقوال:
فقالت طائفة ـ منهم أبو حنيفة ـ: إنه يجزئ كل صوم فرضًا كان أو نفلا بنية قبل الزوال، كما دل عليه حديث عاشوراء، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على عائشة فلم يجد طعامًا، فقال: (إني إذا صائم).
وبإزائها طائفة أخري ـ منهم مالك ـ قالت: لا يجزئ الصوم إلا مبيتًا من الليل، فرضا كان أو نفلاً على ظاهر حديث حفصة، وابن عمر الذي يروي مرفوعًا وموقوفًا: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل).
وأما القول الثالث: فالفرض لا يجزئ إلا بتبييت النية، كما دل عليه حديث حفصة وابن عمر؛ لأن جميع الزمان يجب فيه الصوم، والنية لا تنعطف على الماضي، وأما النفل فيجزئ بنية من النهار، كما دل عليه قوله: (إني إذًا صائم) كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان ـ كالقيام والاستقرار على الأرض ـ ما لا يجب في التطوع توسيعا من الله على عباده في طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائما أوسع من أنواع المفروضات، وصومهم يوم عاشوراء ـ إن كان واجبا ـ فإنما وجب عليهم من النهار؛ لأنهم لم يعلموا قبل ذلك، وما رواه بعض الخلافيين المتأخرين: أن ذلك كان في رمضان، فباطل لا أصل له.
وهذا أوسط الأقوال، وهو قول الشافعي وأحمد. (25/ 119)
10 - اختلفوا في التعيين، وفيه ثلاثة أقوال ـ في مذهب أحمد وغيره:
أحدها: أنه لابد من نية رمضان، فلا تجزئ نية مطلقة، ولا معينة لغير رمضان، وهذا قول الشافعي وأحمد في إحدي الروايتين، اختارها كثير من أصحابه.
الثاني: أنه يجزئ بنية مطلقة ومعينة لغيره، كمذهب أبي حنيفة ورواية محكية عن أحمد.
والثالث: أنه يجزئ بالنية المطلقة، دون نية التطوع أو القضاء أو النذر. وهو رواية عن أحمد، اختارها طائفة من أصحابه. (25/ 121)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/465)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:56 م]ـ
11 - واختلفوا في صوم يوم الغيم، وهو ما إذا حال دون مطلع الهلال غيم، أو قتر، ليلة الثلاثين من شعبان.
فقال قوم: يجب صومه بنية من رمضان احتياطًا، وهذه الرواية عن أحمد، وهي التي اختارها أكثر متأخري أصحابه، وحكوها عن أكثر متقدميهم، بناء على ما تأولوه من الحديث، وبناء على أن الغالب على شعبان هو النقص، فيكون الأظهر طلوع الهلال ـ كما هو الغالب ـ فيجب بغالب الظن.
وقالت طائفة: لا يجوز صومه من رمضان، وهذه رواية عن أحمد اختارها طائفة من أصحابه، كابن عقيل والحلواني، وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي، استدلالاً بما جاء من الأحاديث، وبناء على أن الوجوب لا يثبت بالشك.
وهناك قول ثالث: وهو أنه يجوز صومه من رمضان، ويجوز فطره، والأفضل صومه من وقت الفجر،
وأكثر نصوص أحمد إنما تدل على هذا القول، وأنه كان يستحب صومه ويفعله، لا أنه يوجبه، وإنما أخذ في ذلك بما نقله عن الصحابة في مسائل ابنه عبد الله، والفضل بن زياد القطان، وغيرهم، أخد بما نقله عن عبد الله بن عمر ونحوه.
والمنقول عنهم: أنهم كانوا يصومون في حال الغيم، لا يوجبون الصوم، وكان غالب الناس لا يصومون، ولم ينكروا عليهم الترك.
وإنما لم يستحب الصوم في الصحو، بل نهى عنه؛ لأن الأصل والظاهر عدم الهلال، فصومه تقديم لرمضان بيوم. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وأما يوم الصحو عنده، فيوم شك أو يقين من شعبان، ينهى عن صومه بلا توقف. وأصول الشريعة أدل على هذا القول منها على غيره، فإن المشكوك في وجوبه ـ كما لو شك في وجوب زكاة، أو كفارة أو صلاة، أو غير ذلك ـ لا يجب فعله ولا يستحب تركه، بل يستحب فعله احتياطًا، فلم تحرم أصول الشريعة الاحتياط، ولم توجب بمجرد الشك. وعلى هذا القول يجتمع غالب المأثور عن الصحابة في هذا الباب، فإن الجماعات الذين صاموا منهم ـ كعمر وعلى ومعاوية وغيرهم ـ لم يصرحوا بالوجوب، وغالب الذين أفطروا لم يصرحوا بالتحريم. ولعل من كره الصوم منهم إنما كرهه لمن يعتقد وجوبه خشية إيجاب ما ليس بواجب، كما كره من كره منهم الاستنجاء بالماء لمن خيف عليه أن يعتقد وجوبه، وكما أمر طائفة منهم من صام في السفر أن يقضي؛ لما ظنوه به من كراهة الفطر في السفر، فتكون الكراهة عائدة إلى حال الفاعل، لا إلى نفس الاحتياط بالصوم، فإن تحريم الصوم أو إيجابه كلاهما فيه بُعْدٌ عن أصول الشريعة.
والأحاديث المأثورة في الباب إذا تؤملت إنما يصرح غالبها بوجوب الصوم بعد إكمال العدة، كما دل بعضها على الفعل قبل الإكمال، أما الإيجاب قبل الإكمال للصوم ففيهما نظر.
فهذا القول المتوسط هو الذي يدل عليه غالب نصوص أحمد. (25/ 122)
12 - نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يري أو لا يري لا يجوز. والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث؛ إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال؛ جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيدًا بالإغمام ومختصًا بالحاسب فهو شاذ، مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو، أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم.
وقد يقارب هذا قول من يقول من الإسماعيلية بالعدد دون الهلال، وبعضهم يروي عن جعفر الصادق جدولاً يعمل عليه، وهو الذي افتراه عليه عبد الله بن معاوية، وهذه الأقوال خارجة عن دين الإسلام، وقد برأ الله منها جعفرًا وغيره، ولا ريب أن أحدًا لا يمكنه مع ظهور دين الإسلام أن يظهر الاستناد إلى ذلك، (25/ 133)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/466)
13 - ولأن الشمس لم يعلق لنا بها حساب شهر، ولا سنة، وإنما علق ذلك بالهلال، كما دلت عليه تلك الآية؛ ولأنه قد قال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36]، فأخبر أن الشهور معدودة اثنا عشر، والشهر هلالي بالاضطرار، فعلم أن كل واحد منها معروف بالهلال.
وقد بلغني أن الشرائع قبلنا ـ أيضا ـ إنما علقت الأحكام بالأهلة، وإنما بَدَّلَ من بَدَّلَ من أتباعهم، كما يفعله اليهود في اجتماع القرصين، وفي جعل بعض أعيادها بحساب السنة الشمسية، وكما تفعله النصاري في صومها حيث تراعي الاجتماع القريب من أول السنة الشمسية، وتجعل سائر أعيادها دائرة على السنة الشمسية بحسب الحوادث التي كانت للمسيح، وكما يفعله الصابئة والمجوس وغيرهم من المشركين في اصطلاحات لهم، فإن منهم من يعتبر بالسنة الشمسية فقط، ولهم اصطلاحات في عدد شهورها؛ لأنها وإن كانت طبيعية، فشهرها عددي وضعي. ومنهم من يعتبر القمرية لكن يعتبر اجتماع القرصين، وما جاءت به الشريعة هو أكمل الأمور وأحسنها وأبينها وأصحها وأبعدها من الاضطراب. (25/ 135)
14 - إذا انصرم الشتاء، ودخل الفصل الذي تسميه العرب الصيف، ويسميه الناس الربيع؛ كان وقت حصول الشمس في نقطة الاعتدال الذي هو أول الحمل، وكذلك مثله في الخريف، فالذي يدرك بالإحساس الشتاء والصيف، وما بينهما من الاعتدالين تقريبًا، فأما حصولها في بُرْج بعد بُرْج فلا يعرف إلا بحساب فيه كلفة وشغل عن غيره، مع قلة جدواه.
فظهر أنه ليس للمواقيت حد ظاهر عام المعرفة إلا الهلال. (25/ 137)
15 - وقد انقسمت عادات الأمم في شهرهم وسنتهم القسمة العقلية؛ وذلك أن كل واحد من الشهر والسنة، إما أن يكونا عدديين، أو طبيعيين، أو الشهر طبيعيا، والسنة عددية، أو بالعكس.
فالذين يعدونهما، مثل من يجعل الشهر ثلاثين يومًا، والسنة اثني عشر شهرًا، والذين يجعلونهما طبيعيين، مثل من يجعل الشهر قمريا، والسنة شمسية، ويلحق في آخر الشهور الأيام المتفاوتة بين السنتين، فإن السنة القمرية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يومًا، وبعض يوم خمس أو سدس، وإنما يقال فيها: ثلاثمائة وستون يومًا جبرًا للكسر في العادة ـ عادة العرب في تكميل ما ينقص من التاريخ في اليوم والشهر والحول.
وأما الشمسية، فثلاثمائة وخمسة وستون يومًا، وبعض يوم، ربع يوم ....
ومراعاة هذين عادة كثير من الأمم، من أهل الكتابين بسبب تحريفهم، وأظنه كان عادة المجوس ـ أيضًا.
وأما من يجعل السنة طبيعية، والشهر عدديا، فهذا حساب الروم والسريانيين والقبط ونحوهم من الصابئين والمشركين، ممن يعد شهر كانون ونحوه عددًا، ويعتبر السنة الشمسية بسير الشمس.
فأما القسم الرابع، فبأن يكون الشهر طبيعيا، والسنة عددية، فهو سنة المسلمين ومن وافقهم، ثم الذين يجعلون السنة طبيعية لا يعتمدون على أمر ظاهر كما تقدم، بل لابد من الحساب والعدد، وكذلك الذين يجعلون الشهر طبيعيا، ويعتمدون على الاجتماع لابد من العدد والحساب، ثم ما يحسبونه أمر خفي ينفرد به القليل من الناس، مع كلفة ومشقة وتعرض للخطأ.
فالذي جاءت به شريعتنا أكمل الأمور؛ لأنه وقت الشهر بأمر طبيعي ظاهر عام يدرك بالأبصار، فلا يضل أحد عن دينه، ولا يشغله مراعاته عن شيء من مصالحه، ولا يدخل بسببه فيما لا يعنيه، ولا يكون طريقًا إلى التلبيس في دين الله ـ كما يفعل بعض علماء أهل الملل بمللهم ...
فظهر ـ بما ذكرناه ـ أنه بالهلال يكون توقيت الشهر والسنة، وأنه ليس شيء يقوم مقام الهلال البتة لظهوره وظهور العدد المبني عليه، وتيسر ذلك وعمومه، وغير ذلك من المصالح الخالية عن المفاسد.
ومن عرف ما دخل على أهل الكتابين والصابئين والمجوس، وغيرهم في أعيادهم وعباداتهم وتواريخهم وغير ذلك من أمورهم من الاضطراب والحرج، وغير ذلك من المفاسد؛ ازداد شكره على نعمة الإسلام، مع اتفاقهم أن الأنبياء لم يشرعوا شيئًا من ذلك، وإنما دخل عليه م ذلك من جهة المتفلسفة الصابئة الذين أدخلوا في ملتهم، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. (25/ 137)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/467)
16 - ونظير الشهر والسنة اليوم والأسبوع، فإن اليوم طبيعي من طلوع الشمس إلى غروبها، وأما الأسبوع فهو عددي من أجل الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض، ثم استوي على العرش، فوقع التعديل بين الشمس والقمر باليوم، والأسبوع بسير الشمس، والشهر والسنة بسير القمر، وبهما يتم الحساب، وبهذا قد يتوجه قوله: {لِتَعْلَمُواْ} إلى {جَعَلَ} فيكون جعل الشمس والقمر لهذا كله. (25/ 142)
17 - الرواية المفسرة تبين أن سائر روايات ابن عمر التي فيها الشهر تسع وعشرون عني بها أحد شيئين: إما أن الشهر قد يكون تسعة وعشرين ردًا على من يتهم أن الشهر المطلق هو ثلاثون، كما توهم من توهم من المتقدمين، وتبعهم على ذلك بعض الفقهاء في الشهر العددي، فيجعلونه ثلاثين يومًا
بكل حال، وعارضهم قوم فقالوا: الشهر تسعة وعشرون، واليوم الآخر زيادة، وهذا المعني هو الذي صرح به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، والشهر هكذا، وهكذا) يعني: مرة ثلاثين، ومرة تسعة وعشرين، فمن جزم بكونه ثلاثين، أو تسعة وعشرين، فقد أخطأ.
والمعني الثاني: أن يكون أراد أن عدد الشهر اللازم الدائم هو تسعة وعشرون، فأما الزائد فأمر جائز يكون في بعض الشهور، ولا يكون في بعضها.
والمقصود أن التسعة والعشرين يجب عددها واعتبارها بكل حال في كل وقت، فلا يشرع الصوم بحال حتى يمضي تسعة وعشرون من شعبان، ولابد أن يصام في رمضان تسعة وعشرون؛ لا يصام أقل منها بحال، وهذا المعني هو الذي يفسر به رواية أيوب عن نافع: (إنما الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه) أي: إنما الشهر اللازم الدائم الواجب تسعة وعشرون. ولا يمكن أن يفسر هذا اللفظ بالمعني الأول؛ لما فيه من الحصر. (25/ 152)
18 - قال حنبل بن إسحاق: حدثني أبو عبدالله، حدثنا يحيي ابن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن، قال أبو عبدالله: قلت ليحيي: الذين يقولون الملائي، قال: نعم، عن الوليد بن عقبة قال: صمنا على عهد على ـ رضي الله عنه ـ ثمان وعشرين، فأمرنا على أن نتمها يومًا. أبو عبدالله ـ رحمةالله عليه ـ يقول: العمل على هذا الشهر؛ لأن هكذا وهكذا تسعة وعشرون، فمن صام هذا الصوم قضي يومًا، ولا كفارة عليه. (25/ 155)
19 - ومن كلام العرب وغيرهم أنهم ينفون الشيء في صيغ الحصر أو غيرها، تارة لانتفاء ذاته، وتارة لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره، تارة لانحصار جميع الجنس منه، وتارة لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثم إنهم تارة يعيدون النفي إلى المسمى، وتارة يعيدون النفي إلى الاسم، وإن كان ثابتًا في اللغة إذا كان المقصود الحقيقي بالاسم منتفيا عنه ثابتًا لغيره، كقوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إليكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [المائدة: 68]، فنفي عنهم مسمي الشيء، مع أنه في الأصل شامل لكل موجود من حق وباطل؛ لما كان ما لا يفيد ولا منفعة فيه يؤول إلى الباطل الذي هو العدم، فيصير بمنزلة المعدوم، بل ما كان المقصود منه إذا لم يحصل مقصوده؛ كان أولى بأن يكون معدومًا من المعدوم المستمر عدمه؛ لأنه قد يكون فيه ضرر. (25/ 156)
20 - ويقال ـ أيضًا ـ لمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدمي، ولا إنسان، ما فيه إنسانية ولا مروءة، هذا حمار، أو كلب، كما يقال ذلك لمن اتصف بما هو فوقه من حدود الإنسانية، كما قلن ليوسف: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31]. (25/ 156)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:31 م]ـ
21 - وإنما الأمي هو في الأصل: منسوب إلى الأمة، التي هي جنس الأميين، وهو من لم يتميز عن الجنس بالعلم المختص، من قراءة أو كتابة كما يقال: عامي لمن كان من العامة، غير متميز عنهم بما يختص به غيرهم من علوم، وقد قيل: إنه نسبة إلى الأم، أي: هو الباقي على ما عودته أمه من المعرفة والعلم، ونحو ذلك. (25/ 167)
22 - فهذه الأمية منها ما هو ترك واجب يعاقب الرجل عليه، إذا قدر على التعلم فتركه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/468)
ومنها ما هو مذموم كالذي وصفه الله ـ عز وجل ـ عن أهل الكتاب حيث قال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [البقرة: 87]، فهذه صفة من لا يفقه كلا الله ويعمل به، وإنما يقتصر على مجرد تلاوته، كما قال الحسن البصري: نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً. فالأمي هنا قد يقرأ حروف القرآن أو غيرها ولا يفقه، بل يتكلم في العلم بظاهر من القول ظنًا، فهذا ـ أيضًا ـ أمي مذموم، كما ذمه الله؛ لنقص علمه الواجب سواء كان فرض عين، أم كفاية.
ومنها ما هو الأفضل الأكمل كالذي لا يقرأ من القرآن إلا بعضه، ولا يفهم منه إلا ما يتعلق به، ولا يفهم من الشريعة إلا مقدار الواجب عليه، فهذا ـ أيضًا ـ يقال له: أمي، وغيره ممن أوتي القرآن علمًا وعملاً أفضل منه وأكمل. (25/ 171)
23 - الخط والحساب، فهذا إذا فقدها مع أن فضيلته في نفسه لا تتم بدونها، وفقدها نقص، إذا حصلها واستعان بها على كماله وفضله كالذي يتعلم الخط فيقرأ به القرآن؛ وكتب العلم النافعة، أو يكتب للناس ما ينتفعون به. كان هذا فضلاً في حقه وكمالاً، وإن استعان به على تحصيل ما يضره، أو يضر الناس، كالذي يقرأ بها كتب الضلالة، ويكتب بها ما يضر الناس كالذي يزور خطوط الأمراء والقضاة والشهود. كان هذا ضررًا في حقه، وسيئة ومنقصة؛ ولهذا نهى عمر أن تعلم النساء الخط. (25/ 171)
24 - وظهر بذلك أن الأمية المذكورة هنا صفة مدح وكمال من وجوه: من جهة الاستغناء عن الكُتَّاب والحُسَّاب، بما هو أبين منه وأظهر، وهو الهلال، ومن جهة أن الكتاب والحساب هنا يدخلهما غلط، ومن جهة أن فيهما تعبًا كثيرًا بلا فائدة، فإن ذلك شغل عن المصالح؛ إذ هذا مقصود لغيره لا لنفسه، وإذا كان نفي الكتاب والحساب عنهم للاستغناء عنه بخير منه، وللمفسدة التي فيه كان الكتاب والحساب في ذلك نقصًا وعيبًا، بل سيئة وذنبًا، فمن دخل فيه فقد خرج عن الأمة الأمية فيما هو من الكمال والفضل السالم عن المفسدة، ودخل في أمر ناقص يؤديه إلى الفساد والاضطراب.
وأيضًا، فإنه جعل هذا وصفًا للأمة، كما جعلها وسطًا في قوله تعالى: {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، فالخروج عن ذلك اتباع غير سبيل المؤمنين.
وأيضًا، فالشيء إذا كان صفة للأمة لأنه أصلح من غيره، ولأن غيره فيه مفسدة. كان ذلك مما يجب مراعاته، ولا يجوز العدول عنه إلى غيره لوجهين: لما فيه من المفسدة، ولأن صفة الكمال التي للأمة يجب حفظها عليها (25/ 174)
25 - فإن كل ما شرع للأمة جميعًا صار من دينها، وحفظ مجموع الدين واجب على الأمة، فرض عين أو فرض كفاية؛ ولهذا وجب على مجموع الأمة حفظ جميع الكتاب، وجميع السنن المتعلقة بالمستحبات والرغائب، وإن لم يجب ذلك على آحادها؛ ولهذا أوجب على الأمة من تحصيل المستحبات العامة مالا يجب على الأفراد (25/ 175)
26 - فهذه المسائل التي تنازع فيها المسلمون التي تتعلق بيوم الثلاثين، وتفرع بسببها مسائل أخر لعموم البلوي بهذا الأمر، ولما فهموه من كلا الله ورسوله ورأوه من أصول شريعته، ولما بلغهم عن الصدر الأول، وهي من جنس المسائل التي تنازع فيها أهل الاجتهاد، بخلاف من خرج في ذلك إلى الأخذ بالحساب، أو الكتاب، كالجداول، وحساب التقويم، والتعديل المأخوذ من سيرهما، وغير ذلك الذي صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفيه عن أمته والنهي عنه.
ولهذا ما زال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك قد أَدْخَلَ في الإسلام ما ليس منه، فيقابلون هذه الأقوال بالإنكار الذي يقابل به أهل البدع، وهؤلاء الذين ابتدعوا فيه ما يشبه بدع أهل الكتاب والصابئة أنواع: قوم منتسبه إلى الشيعة من الإسماعيلية وغيرهم، يقولون بالعدد دون الرؤية، ومبدأ خروج هذه البدعة من الكوفة.
فمنهم من يعتمد على جدول يزعمون أن جعفر الصادق دفعه إليهم ولم يأت به إلا عبدالله بن معاوية، ولا يختلف أهل المعرفة من الشيعة وغيرهم: أن هذا كذب مختلق على جعفر، اختلقه عليه عبدالله هذا، وقد ثبت بالنقل المرضي عن جعفر وعامة أئمة أهل البيت ما عليه المسلمون، وهو قول أكثر عقلاء الشيعة.
ومنهم من يعتمد على أن رابع رجب أول رمضان، أو على أن خامس رمضان الماضي أول رمضان الحاضر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/469)
ومنهم من يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا لا يعرف في شيء من كتب الإسلام، ولا رواه عالم قط أنه قال: (يوم صومكم يوم نحركم). وغالب هؤلاء يوجبون أن يكون رمضان تامًا، ويمنعون أن يكون تسعة وعشرين ....
فأما الذين يعتمدون على حساب الشهور وتعديلها فيعتبرونها برمضان الماضي، أو برجب، أو يضعون جدولاً يعتمدون عليه، فهم مع مخالفتهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نكتب ولا نحسب) إنما عمدتهم تعديل سير النيرين، والتعديل أن يأخذ أعلى سيرهما، وأدناه، فيأخذ الوسط منه ويجمعه. فهذه طريقة هؤلاء المبتدعة المارقين الخارجين عن شريعة الإسلام، الذين يحسبون ذلك الشهر بما قبله من الشهور، إما في جميع السنين أو بعضها، ويكتبون ذلك. (25/ 178)
27 - ولما كان الغالب على شهور العام أن الأول ثلاثون والثاني تسعة وعشرون؛ كان جميع أنواع هذا الحساب والكتاب مبنية على أن الشهر الأول ثلاثون، والثاني تسعة وعشرون، والسنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون، ويحتاجون أن يكتبوا في كل عدة من السنين زيادة يوم تصير فيه السنة ثلاثمائة وخمسة وخمسين يومًا، يزيدونه في ذي الحجة ـ مثلاً ـ فهذا أصل عدتهم، وهذا القدر موافق في أكثر الأوقات؛ لأن الغالب على الشهور هكذا، ولكنه غير مطرد، فقد يتوالي شهران وثلاثة وأكثر ثلاثين، وقد يتوالي شهران وثلاثة وأكثر تسعة وعشرين، فينتقض كتابهم وحسابهم، ويفسد دينهم الذي ليس بقيم، وهذا من الأسباب الموجبة لئلا يعمل بالكتاب والحساب في الأهلة. (25/ 181)
28 - وأما الفريق الثاني، فقوم من فقهاء البصريين ذهبوا إلى أن قوله: (فاقدروا له) تقدير حساب بمنازل القمر، وقد روي عن محمد بن سيرين قال: خرجت في اليوم الذي شك فيه، فلم أدخل على أحد يؤخذ عنه العلم إلا وجدته يأكل، إلا رجلاً كان يحسب ويأخذ بالحساب، ولو لم يعلمه كان خيرًا له. وقد قيل: إن الرجل مطرف بن عبدالله بن الشِّخِّير، وهو رجل جليل القدر، إلا أن هذا إن صح عنه فهي من زلات العلماء. وقد حكي هذا القول عن أبي العباس بن سريج ـ أيضًا ـ وحكاه بعض المالكية عن الشافعي: أن من كان مذهبه الاستدلال بالنجوم ومنازل القمر لم يتبين له من جهة النجوم أن الهلال الليلة، وغُمَّ عليه جاز له أن يعتقد الصيام ويبيته ويجزئه، وهذا باطل عن الشافعي لا أصل له عنه، بل المحفوظ عنه خلاف ذلك كمذهب الجماعة، وإنما كان قد حكي ابن سُرَيج ـ وهو كان من أكابر أصحاب الشافعي ـ نسبة ذلك إليه؛ إذ كان هو القائم بنصر مذهبه.
واحتجاج هؤلاء بحديث ابن عمر في غاية الفساد، مع أن ابن عمر هو الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فكيف يكون موجب حديثه العمل بالحساب؟! وهؤلاء يحسبون مسيره في ذلك الشهر وليإليه، وليس لأحد منهم طريقة منضبطة أصلاً، بل أية طريقة سلكوها، فإن الخطأ واقع فيها ـ أيضًا ـ فإن الله ـ سبحانه ـ لم يجعل لمطلع الهلال حسابًا مستقيمًا، بل لا يمكن أن يكون إلى رؤيته طريق مطرد إلا الرؤية، (25/ 181)
29 - لو رأى هلال شوال وحده، أو أخبره به جماعة يعلم صدقهم: هل يفطر أم لا؟
والثانية: لو رأى هلال ذي الحجة، أو أخبره جماعة ـ يعلم صدقهم ـ: هل يكون في حقه يوم عرفة، ويوم النحر هو التاسع، والعاشر بحسب هذه الرؤية التي لم تشتهر عند الناس؟ أو هو التاسع والعاشر الذي اشتهر عند الناس؟
فأما المسألة الأولى، فالمنفرد برؤية هلال شوال لا يفطر علانية باتفاق العلماء، إلا أن يكون له عذر يبيح الفطر كمرض وسفر، وهل يفطر سراً؟ على قولين للعلماء أصحهما لا يفطر سراً، وهو مذهب مالك، وأحمد في المشهور في مذهبهما.
وفيهما قول: إنه يفطر سراً كالمشهور في مذهب أبي حنيفة والشافعي، وقد روى أن رجلين في زمن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رأيا هلال شوال، فأفطر أحدهما، ولم يفطر الآخر، فلما بلغ ذلك عمر قال للذي أفطر: لولا صاحبك لأوجعتك ضرباً. (25/ 204)
30 - ثبت بالسنة الصحيحة واتفاق الصحابة: أنه لا يجوز الاعتماد على حساب النجوم، كما ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته).
والمعتمد على الحساب في الهلال، كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين، فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب؛ فإن العلماء بالهيئة يعرفون أن الرؤية لا تنضبط بأمر حسابي، وإنما غاية الحساب منهم إذا عدل أن يعرف كم بين الهلال والشمس من درجة وقت الغروب مثلا، لكن الرؤية ليست مضبوطة بدرجات محدودة، فإنها تختلف باختلاف حدة النظر وكلاله، وارتفاع المكان الذي يتراءى فيه الهلال وانخفاضه، وباختلاف صفاء الجو وكدره. وقد يراه بعض الناس لثمان درجات، وآخر لا يراه لثنتي عشرة درجة؛ ولهذا تنازع أهل الحساب في قوس الرؤية تنازعاً مضطرباً، وأئمتهم ـ كبطليموس ـ لم يتكلموا في ذلك بحرف؛ لأن ذلك لا يقوم عليه دليل حسابي.
وإنما يتكلم فيه بعض متأخريهم ـ مثل كوشيار الديلمي وأمثاله ـ لما رأوا الشريعة علقت الأحكام بالهلال، فرأوا الحساب طريقا تنضبط فيه الرؤية، وليست طريقة مستقيمة، ولا معتدلة، بل خطؤها كثير، وقد جرب، وهم يختلفون كثيراً: هل يرى أم لا يرى؟ (25/ 207)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/470)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:35 م]ـ
31 - السفر الذي تقصر فيه الصلاة، فإنه يجوز فيه الفطر مع القضاء باتفاق الأئمة، ويجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة، سواء كان قادرًا على الصيام، أو عاجزًا، وسواء شق عليه الصوم، أو لم يشق، بحيث لو كان مسافرًا في الظل والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر.
ومن قال: إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام، فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وكذلك من أنكر على المفطر، فإنه يستتاب من ذلك.
ومن قال: إن المفطر عليه إثم، فإنه يستتاب من ذلك، فإن هذه الأحوال خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلاف إجماع الأمة. (25/ 208)
32 - ولم تتنازع الأمة في جواز الفطر للمسافر، بل تنازعوا في جواز الصيام للمسافر، فذهب طائفة من السلف والخلف إلى أن الصائم في السفر كالمفطر في الحضر، وأنه إذا صام لم يجزه، بل عليه أن يقضي، ويروي هذا عن عبد الرحمن بن عوف، وأبي هريرة وغيرهما من السلف، وهو مذهب أهل الظاهر. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس من البر الصوم في السفر). لكن مذهب الأئمة الأربعة أنه يجوز للمسافر أن يصوم وأن يفطر، (25/ 210)
33 - وإذا سافر في أثناء يوم، فهل يجوز له الفطر؟ على قولين مشهورين للعلماء، هما روايتان عن أحمد. أظهرهما: أنه يجوز ذلك، كما ثبت في السنن: أن من الصحابة من كان يفطر إذا خرج من يومه، ويذكر أن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نوي الصوم في السفر، ثم إنه دعا بماء فأفطر، والناس ينظرون إليه.
وأما اليوم الثاني، فيفطر فيه بلا ريب، وإن كان مقدار سفره يومين في مذهب جمهور الأئمة والأمة. (25/ 212)
34 - وَسُئِل شيخ الإسلام ما يقول سيدنا في صائم رمضان: هل يفتقر كل يوم إلى نية أم لا؟
فأجاب: كل من علم أن غدًا من رمضان، وهو يريد صومه فقد نوي صومه، سواء تلفظ بالنية أو لم يتلفظ. وهذا فعل عامة المسلمين، كلهم ينوي بالصيام. (25/ 215)
35 - وَسُئِل عما إذا أكل بعد أذان الصبح في رمضان: ماذا يكون؟
فأجاب:
الحمد لله، أما إذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر ـ كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشق وغيرها قبل طلوع الفجر ـ فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير.
وإن شك: هل طلع الفجر أو لم يطلع؟ فله أن يأكل ويشرب حتي يتبين الطلوع، ولو علم بعد ذلك أنه أكل بعد طلوع الفجر، ففي وجوب القضاء نزاع.
والأظهر: أنه لا قضاء عليه، وهو الثابت عن عمر، وقال به طائفة من السلف والخلف، والقضاء هو المشهور في مذهب الفقهاء الأربعة. والله أعلم. (25/ 216)
36 - فيما يفطر الصَّائم ومَا لا يفطره
وهذا نوعان: منه ما يفطر بالنص والإجماع، وهو الأكل والشرب، والجماع،
وكذلك ثبت بالسنة واتفاق المسلمين: أن دم الحيض ينافي الصوم، فلا تصوم الحائض، لكن تقضي الصيام.
وثبت بالسنة ـ أيضًا ـ من حديث لَقِيط بن صَبْرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)، فدل على أن إنزال الماء من الأنف يفطر الصائم، وهو قول جماهير العلماء. (25/ 219)
37 - ومن احتلم بغير اخيتاره ـ كالنائم ـ لم يفطر باتفاق الناس.
وأما من استمني فأنزل، فإنه يفطر، ولفظ الاحتلام إنما يطلق على من احتلم في منامه. (25/ 224)
38 - وأما أمره للمجامع بالقضاء فضعيف، ضعفه غير واحد من الحفاظ، وقد ثبت هذا الحديث من غير وجه في الصحيحين من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة، ولم يذكر أحد أمره بالقضاء، ولو كان أمره بذلك لما أهمله هؤلاء كلهم وهو حكم شرعي يجب بيانه، ولما لم يأمره به دل على أن القضاء لم يبق مقبولاً منه، وهذا يدل على أنه كان متعمدًا للفطر لم يكن ناسيا ولا جاهلاً. ((25/ 225)
39 - والمجامع الناسي فيه ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره، ويذكر ثلاث روايات عنه:
إحداها: لا قضاء عليه ولا كفارة، وهو قول الشافعي وأبي حنيفة والأكثرين.
والثانية: عليه القضاء بلا كفارة، وهو قول مالك.
والثالثة: عليه الأمران، وهو المشهور عن أحمد.
والأول أظهر ـ كما قد بسط في موضعه ـ فإنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة: أن من فعل محظورًا مخطئًا أو ناسيا لم يؤاخذه الله بذلك،
(25/ 226)
40 - ثبت في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: أفطرنا يومًا من رمضان في غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم طلعت الشمس. وهذا يدل على شيئين: على أنه لا يستحب مع الغيم التأخير إلى أن يتيقن الغروب؛ فإنهم لم يفعلوا ذلك ولم يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة مع نبيهم أعلم وأطوع لله ولرسوله ممن جاء بعدهم. والثاني: لا يجب القضاء؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء لشاع ذلك كما نقل فطرهم، فلما لم ينقل ذلك دل على أنه لم يأمرهم به.
فإن قيل: فقد قيل لهشام بن عروة: أمروا بالقضاء؟ قال: أو بُد من القضاء؟
قيل: هشام قال ذلك برأيه، لم يرو ذلك في الحديث، ويدل على أنه لم يكن عنده بذلك علم: أن معمرًا روي عنه قال: سمعت هشامًا قال: لا أدري أقضوا أم لا؟ ذكر هذا وهذا عنه البخاري، والحديث رواه عن أمه فاطمة بنت المنذر عن أسماء.
وقد نقل هشام عن أبيه عروة: أنهم لم يؤمروا بالقضاء، وعروة أعلم من ابنه، (25/ 231)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/471)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:23 م]ـ
41 - إسحاق بن راهويه ـ وهو قرين أحمد بن حنبل ـ ويوافقه في المذهب: أصوله وفروعه، وقولهما كثيرًا ما يجمع بينه. والكَوْسَج سأل مسائله لأحمد وإسحاق، وكذلك حرب الكرماني سأل مسائله لأحمد وإسحاق، وكذلك غيرهما؛ ولهذا يجمع الترمذي قول أحمد وإسحاق، فإنه روي قولهما من مسائل الكوسج.
وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم وابن قتيبة وغير هؤلاء ـ من أئمة السلف والسنة والحديث، وكانوا يتفقهون على مذهب أحمد وإسحاق ـ يقدمون قولهما على أقوال غيرهما، وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم هم أيضًا ـ من أتباعهما وممن يأخذ العلم والفقه عنهما، وداود من أصحاب إسحاق.
وقد كان أحمد بن حنبل إذا سئل عن إسحاق يقول: أنا أُسْأَلُ عن إسحاق؟ إسحاق يسأل عني.
والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو عبيد وأبو ثور ومحمد بن نصر المروزي وداود ابن على ونحو هؤلاء كلهم فقهاء الحديث ـ رضي الله عنهم أجمعين. (25/ 232)
42 - وأما الكحل والحقنة وما يقطر في إحليله، ومداواة المأمومة والجائفة، فهذا مما تنازع فيه أهل العلم، فمنهم من لم يفطر بشيء من ذلك، ومنهم من فطر بالجميع لا بالكحل، ومنهم من فطر بالجميع لا بالتقطير، ومنهم من لم يفطر بالكحل ولا بالتقطير ويفطر بما سوي ذلك.
والأظهر أنه لا يفطر بشيء من ذلك؛ (25/ 233)
43 - قال النبي صلىالله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) فإن مجاري الشياطين الذي هو الدم ضاقت، وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات التي بها تفتح أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي بها تفتح أبواب النار، وصفدت الشياطين، فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم، فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره، ولم يقل: إنهم قتلوا ولا ماتوا، بل قال: [صفدت] والمصفد من الشياطين قد يؤذى، لكن هذا أقل وأضعف مما يكون في غير رمضان، فهو بحسب كمال الصوم ونقصه، فمن كان صومه كاملاً دفع الشيطان دفعًا لا يدفعه دفع الصوم الناقص (25/ 246)
44 - العلماء متنازعون في الحجامة: هل تفطر الصائم أم لا؟ والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (أفطر الحاجم والمحجوم) كثيرة قد بينها الأئمة الحفاظ.
وقد كره غير واحد من الصحابة الحجامة للصائم، وكان منهم من لا يحتجم إلا بالليل. وكان أهل البصرة إذا دخل شهر رمضان أغلقوا حوانيت الحجامين. والقول بأن الحجامة تفطر مذهب أكثر فقهاء الحديث ـ كأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن خزيمة، وابن المنذر وغيرهم.
وأهل الحديث الفقهاء فيه العاملون به أخص الناس باتباع محمد صلى الله عليه وسلم. والذين لم يروا إفطار المحجوم احتجوا بما ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم، وأحمد وغيره طعنوا في هذه الزيادة، وهي قوله: [وهو صائم]، وقالوا: الثابت أنه احتجم وهو محرم، قال أحمد: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة للصائم، يعنى حديث شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم.
قال مهنا: سألت أحمد عن حديث حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم، فقال: ليس بصحيح. وقد أنكره يحيى ابن سعيد الأنصارى. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله رد هذا الحديث فضعفه، وقال: كانت كتب الأنصاري ذهبت في أيام المنتصر، فكان بعد يحدث من كتب غلامه، وكان هذا من تلك. (25/ 253)
45 - وسئل عن رجل باشر زوجته، وهو يسمع المتسحر يتكلم، فلا يدري: أهو يتسحر؟ أم يؤذن؟ ثم غلب على ظنه أنه يتسحر، فوطئها، وبعد يسير أضاء الصبح، فما الذي يجب عليه؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
هذه المسألة للعلماء فيها ثلاثة أقوال:
أحدها: عليه القضاء، والكفارة، هذا إحدى الروايتين عن أحمد.
وقال مالك: عليه القضاء لا غير، وهذه الرواية الأخرى عنه، وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/472)
والثالث: لا قضاء، ولا كفارة عليه، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أظهر الأقوال؛ ولأن الله ـ تعالى ـ عفا عن الخطأ والنسيان، وأباح ـ سبحانه وتعالى ـ الأكل والشرب والجماع حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. والشاك في طلوع الفجر يجوز له الأكل والشرب والجماع بالاتفاق، ولا قضاء عليه إذا استمر الشك. (25/ 259)
47 - وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل أراد أن يواقع زوجته في شهر رمضان بالنهار، فأفطر بالأكل قبل أن يجامع، ثم جامع، فهل عليه كفارة أم لا؟ وما على الذي يفطر من غير عذر؟
فأجاب:
الحمد لله، هذه المسألة فيها قولان للعلماء مشهوران:
أحدهما: تجب، وهو قول جمهورهم، كمالك، وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم.
والثاني: لا تجب، وهو مذهب الشافعي، (25/ 260)
48 - وسُئل عما إذا قَبَّلَ زوجته، أو ضمها، فأمذى: هل يفسد ذلك صومه أم لا؟
فأجاب: يفسد الصوم بذلك، عند أكثر العلماء. (25/ 265)
49 - السواك، فجائز بلا نزاع، لكن اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورين، هما روايتان عن أحمد، ولم يقم على كراهيته دليل شرعي يصلح أن يخص عمومات نصوص السواك، وقياسه على دم الشهيد ونحوه ضعيف من وجوه. وذوق الطعام يكره لغير حاجة؛ لكن لا يفطره وأما للحاجة فهو كالمضمضة.
وأما القيء، فإذا استقاء أفطر، وإن غلبه القيء لم يفطر.
والادهان، لا يفطر بلا ريب. (25/ 267)
50 - وسئل
ـ رضي اللّه عنه وأرضاه ـ عن ليلة القدر، وهو معتقل بالقلعة ـ قلعة الجبل ـ سنة ست وسبعمائة.
فأجاب:
الحمد للّه، ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (هي في العشر الأواخر من رمضان). وتكون في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لِتَاسِعةٍ تَبْقِى، لِسَابعةٍ تبقى، لخامِسةٍ تَبْقَى، لِثَاِلثةٍ تَبْقَى). فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الإشفاع، وتكون الإثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر.
وإن كان الشهر تسعاً وعشرين؛ كان التاريخ بالباقي، كالتاريخ الماضي.
وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تَحروها في العشر الأواخر). وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال: بالآية التي أخبرنا رسول اللّه أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطَّشْت، لاشعاع لها.
فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث، وقد روي في علاماتها: أنها ليلة بلجة منيرة، وهي ساكنة لا قوية الحر، ولا قوية البرد، وقد يكشفها اللّه لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له: هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر. واللّه ـ تعالى ـ أعلم. (25/ 284)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:05 م]ـ
فوائد من كتاب (فتاوى اللجنة الدائمة)
1 - حديث سلمان رواه ابن خزيمة في صحيحه فقال: باب في فضائل شهر رمضان إن صح الخبر، ثم قال: حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا يوسف بن زياد حدثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال: (خطبنا رسول الله r في آخر يوم من شعبان فقال: «أيها الناس: قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء» قالوا: ليس كلنا نجد مايفطر الصائم، فقال: «يعطي الله هذا الثواب من فطر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/473)
صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لاغنى بكم عنهما؛ فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لاإله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لايظمأ حتى يدخل الجنة» (1) وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف لسوء حفظه، وفي سنده أيضا يوسف بن زياد البصري وهو منكر الحديث، وفيه أيضا همام بن يحيى بن دينار العودي قال فيه ابن حجر في التقريب ثقة ربما وهم وعلى هذا فالحديث بهذا السند ليس بمكذوب لكنه ضعيف ومع ذلك ففضائل شهر رمضان كثيرة ثابتة في الأحاديث الصحيحة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
2 - الفتوى رقم (2031)
س: ماهي الطريقة التي يثبت بها أول كل شهر قمري؟
ج: دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي r على أن الهلال متى رآه ثقة بعد غروب الشمس في ليلة الثلاثين من شعبان أو ثقات ليلة الثلاثين من رمضان فإن الرؤية تكون معتبرة، ويعرف بها أول الشهر من غير حاجة إلى اعتبار المدة التي يمكثها القمر بعد غروب الشمس، سواء كانت عشرين دقيقة أم أقل أو أكثر؛ لأنه ليس هناك في الأحاديث الصحيحة مايدل على التحديد بدقائق معينة لغروب القمر بعد غروب الشمس. وقد وافق مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة على ماذكرنا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
3 - السؤال الرابع من الفتوى رقم (4442)
س4: لوصام رجل يوم الثلاثين من شعبان من غير رؤية الهلال أو أفطره فهل يصح صومه أو لا مع الدليل؟
ج4: لايجوز للمسلم صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، إلا أن يوافق صومه إياه صوماً كان يصومه، مثل من عادته صوم يوم الإثنين أو الخميس فيوافق ذلك يوم الثلاثين فله صومه مع أيام صامها من شعبان قبله؛ لقول رسول الله r: « لاتقدموا رمضان بصوم يوم ولايومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صياماً فليصمه») رواه البخاري ومسلم.
4 - السؤال الثاني من الفتوى (3686)
س2: هل يمكن أن يصوم أهل أفريقيا برؤية أهل مكة؟
ج2: قد صدر بهذه المسألة قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية هذا مضمونه:
أولاً: اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً وعقلاً، ولم يختلف فيها أحد من العلماء، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في: اعتبار خلاف المطالع، وعدم اعتباره.
ثانياً: مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين: أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد.
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين: فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع، ومنهم من لم ير اعتباره. واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} وبقوله r: « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» الحديث. وذلك لاختلاف الفهم في النص وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/474)
ونظرا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها، ونظراً إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها، فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرناً، لانعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة. فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ماكان عليه. وعدم إثارة هذا الموضوع، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ماتراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته.
ثالثاً: نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب، وماورد في الكتاب والسنة، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك، فقرروا بإجماع عدم اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية؛ لقوله r: « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» الحديث. وقوله r: « لاتصوموا حتى تروه، ولاتفطروا حتى تروه» الحديث ومافي معنى ذلك من الأدلة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
5 - وترى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن اتحاد الطلبة المسلمين في الدول التي حكوماتها غير إسلامية يقوم مقام حكومة إسلامية في مسألة إثبات الهلال بالنسبة لمن يعيش في تلك الدول من المسلمين.
وبناء على ماجاء في الفقرة الثانية من قرار مجلس الهيئة يكون لهذا الاتحاد حق اختيار أحد القولين: إما اعتبار اختلاف المطالع، وإما عدم اعتبار ذلك، ثم يعمم مارآه على المسلمين في الدولة التي هو فيها، وعليهم أن يلتزموا بما رآه وعممه عليهم؛ توحيداً للكلمة، ولبدء الصيام وخروجا من الخلاف والاضطراب، وعلى كل من يعيش في تلك الدول أن يتراءوا الهلال في البلاد التي يقومون فيها، فإذا رآه ثقة منهم أو أكثر صاموا بذلك، وبلغوا الاتحاد ليعمم ذلك. وهذا في دخول الشهر. أما في خروجه فلا بد من شهادة عدلين برؤية هلال شوال أو إكمال رمضان ثلاثين يوما؛ لقول رسول الله r: « صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما».
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
6 - الفتوى رقم (7882)
لم تثبت شرعاً رؤية هلال رمضان عام 1404هـ لدى المسئولين في المملكة العربية السعودية إلا ليلة الخميس، فأصدروا أمراً بإكمال شعبان ثلاثين يوماً عملاً بالأحاديث الصحيحة في ذلك وأعلنوا أن بدء صيام شهر رمضان هذه السنة يوم الخميس، ثم تحروا رؤية هلال شوال عام 1404هـ فثبت رؤيته لديهم ليلة الجمعة فأعلنوا أن عيد الفطر عام 1404هـ يوم الجمعة فصار صومهم ثمانية وعشرين يوماً، والشهر القمري لايكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحياناً وثلاثين أحياناً، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وتبين بهذا أن الخطأ في تأخير بدء صوم رمضان فأعلنوا عن ذلك وأمروا بقضاء يوم عن اليوم الذي أفطروه أول الشهر؛ إبراءً للذمة وإحقاقاً للحق.
من هذا يتبين أن المسئولين بالسعودية عملوا بمقتضى حكم الشرع أولاً وآخراً.
7 - الفتوى رقم (5084)
: مادامت عدة ثلاثين يوماً على الأكثر. فهل عليه أن يلتزم بإكمال صيامه الذي بدأه في السعودية حسب رؤية شهر شوال في المملكة فقط حتى بعد وصوله إلى الهند، أو يواصل الصوم مع المسلمين هناك وبذلك يصوم اليوم الحادي والثلاثين واليوم الثاني والثلاثين وإذا أفطر خلال الرحلة مدة الفرق في التاريخ هل يكون عليه القضاء بعد عيد الفطر أو يجزيه صوم مدة الفرق هذه مع المسلمين في الهند بعد وصوله؟ أفتوني مما علمكم الله وجزاكم الله خيراً وأمدكم بالصحة والعافية.
ج: العبرة في ابتداء الصيام في البلد التي سافر منه وفي نهايته في البلد التي قدم إليها. وإذا كان مجموع ماصامه ثمانية وعشرين يوماً وجب عليه قضاء يوم؛ لأن الشهر القمري لايكون أقل من 29يوماً، وإن كان قد أتم صيام ثلاثين يوما في البلد الذي سافر إليه وبقي على أهل هذا البلد صيام يوم مثلاً وجب عليه أن يصوم معهم حتى يفطر بفطرهم يوم العيد ويصلي معهم يوم العيد.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/475)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
8 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (1693)
س2: الصائم إذا كان في الطائرة واطلع بواسطة الساعة وبالتليفون عن إفطار البلد القريب منه فهل له الإفطار؟ علماً بأنه يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة أم لا؟ ثم كيف الحكم إذا أفطر بالبلد ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس؟
ج2: إذا كان الصائم في الطائرة واطلع بواسطة الساعة والتليفون عن إفطار البلد القريبة منه وهو يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة فليس له أن يفطر؛ لأن الله تعالى قال: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} (25)، وهذه الغاية لم تتحقق في حقه مادام يرى الشمس. وأما إذا أفطر بالبلد بعد انتهاء النهار في حقه فأقلعت الطائرة ثم رأى الشمس فإنه يستمر مفطراً؛ لأن حكمه حكم البلد التي أقلع منها وقد انتهى النهار وهو فيها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
9 - أرجو إشعاري بسن التكليف لكل من الذكور والإناث.
ج4: يتحقق التكليف بالبلوغ والعقل فإذا بلغ الإنسان وهو عاقل ثبت تكليفه بما قدر عليه من أحكام للشرع ذكراً كان أو أنثى، كل فيما يخصه منها، وللبلوغ علامات: منها الحيض أو الحبل بالنسبة للإناث، ولو حصل ذلك دون خمس عشرة سنة من عمرهن ومنها نزول المني مناماً أو يقظة بشهوة بالنسبة للذكور والإناث، ولو كان ذلك منهم قبل خمس عشرة سنة، ومنها أن يبلغ الإنسان خمس عشرة سنة سواءً كان ذكراً أم أنثى، ومن ذلك إنبات شعر العانة الخشن
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
10 - السؤال الخامس من الفتوى رقم (1216)
س5: هل يجوز للمرأة استعمال دواء لمنع الحيض في رمضان أو لا؟
ج5: يجوز أن تستعمل المرأة أدوية في رمضان لمنع الحيض إذا قرر أهل الخبرة الأمناء من الدكاترة ومن في حكمهم أن ذلك لايضرها، ولايؤثر على جهاز حملها، وخير لها أن تكف عن ذلك، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر إذا جاءها الحيض في رمضان، وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها ورضي لها بذلك دينا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن منيع، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:36 ص]ـ
11 - الفتوى رقم (1790)
س: امرأة كبيرة تبلغ من العمر ستين سنة، وكانت جاهلة أحكام الحيض سنين عديدة مدة حيضها، لم تقض صوم رمضان ظناً منها أنه لايقضى حسبما سمعت من أفواه العامة.
ج: عليها التوبة إلى الله من ذلك لأنها لم تسأل أهل العلم وعليها مع ذلك القضاء فتقضي ماتركته من الصيام حسب غلبة ظنها في عدد الأيام وتكفر عن كل يوم تركته بإطعام مسكين نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو نحو ذلك من قوت البلد إذا استطاعت الإطعام فإن كانت لاتستطيع الإطعام سقط عنها وكفاها قضاء الصوم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
12 - الفتوى رقم (2772)
س: أسأل فضيلتكم عن الإطعام للعاجز في رمضان كالشيخ العاجز والمرأة العاجزة من كبر، ثم المريض الذي لايشفى، ثم الحامل والمرضع التي إذا صامت نشف لبنها عن ابنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/476)
ج: أولاً: من عجز عن صوم رمضان لكبر سن كالشيخ الكبير والمرأة العجوز أو شق عليه الصوم مشقة شديدة رخص له في الفطر، ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو نحو ذلك مما يطعمه أهله، وكذا المريض الذي عجز عن الصوم أو شق عليه مشقة شديدة ولا يرجى برؤه لقوله تعالى: {لايكلف الله نفساً إلا وسعها} (8)، وقوله {وماجعل عليكم في الدين من حرج} (9)، وقوله: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} قال ابن عباس رضي الله عنهما: (نزلت رخصة في الكبير والمرأة الكبيرة وهما لا يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما عن كل يوم مسكيناً) أهـ. والمريض الذي يعجز عن الصوم أو يشق عليه مشقة شديدة ولا يرجى برؤه حكمه حكم الشيخ الكبير الذي لايقوى على الصوم.
ثانيا: أما الحامل التي تخاف ضرراً على نفسها أو على حملها من الصوم، والمرضع التي تخشى ضرراً على نفسها أو رضيعها من الصوم، فعليهما فقط أن يقضيا ما أفطرتا فيه من الأيام كالمريض الذي يرجى برؤه إذا أفطر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
13 - الفتوى رقم (13049)
س: يوجد لي زوجة تبلغ من العمر خمساً وثمانين عاماً تقريباً وهي امرأة مسلمة ومن أهل الخير إن شاء الله أصابها في آخر عمرها مرض السكر وصَلَتْ من الضعف إلى حد ماترقد بالمستشفى بعض الأيام وهي في غيبوبة وأحياناً في البيت، وهي لاتحسن الكلام ولاتعرف ماتنطق به أحياناً ولاتستطيع المشي إلا إذا كان لها من يساندها أو يرفعها أولادها والمشكلة أنها لم تصل منذ مدة لاتقل عن سنتين، أما بالنسبة للصيام فنحن نفدي عنها وحيث أنها لاتعرف أوقات الصلاة ولاتدري ماذا تقول في الصلاة والاختلاف في كلامها أكثر من الصواب نأمل من سماحتكم الإجابة نحو هذه المشكلة، وهل تجب عليها الصلاة وفي اختلاف العقل، وهل يلزمنا الفدية عن الصوم عنها في رمضان، وماذا يجب علينا أن نعمله فيما يجب عليها من حقوق نحو دينها هذه رسالتي، وأرجو من الله العلي العظيم أن يمتعكم بالصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج: إذا كان الأمر كما ذكر فليست بمكلفة وليس عليها صيام ولاصلاة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
14 - السؤال الخامس من الفتوى رقم (9881)
س5: إذا أدخلت المرأة أصبعها للاستنجاء في الفرج، أو لإدخال مرهم أو قرص لعلاج أو بعد كشف أمراض النساء حيث تدخل الطبيبة يدها أو جهاز الكشف، هل يجب على المرأة الغسل؟ وإن كان هذا في نهار رمضان هل تفطر ويجب عليها القضاء؟
ج5: إذا حصل ما ذكر فلا يجب غسل جنابة ولا يفسد به الصوم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
15 - الفتوى رقم (1381)
س: مرضت بمرض الكلى وأجريت لي عمليتان ونصحني الأطباء أن أشرب الماء ليلاً ونهاراً وبما لايقل عن لترين ونصف يومياً، كما أخبروني أن الصيام والكف عن شرب الماء ثلاث ساعات متتالية يعرضني للخطر، هل أعمل بكلامهم أو أتوكل على الله وأصوم مع أنهم يؤكدون بأن عندي استعداداً لتخلق الحصى أو ماذا أفعل؟ وإذا لم أصم فما الكفارة التي علي دفعها؟
ج: إذا كان الأمر كما ذكرت، وكان هؤلاء الأطباء حذاقاً بالطب فالمشروع لك أن تفطر؛ محافظةً على صحتك ودفعاً للضرر عن نفسك، ثم إن عوفيت وقويت على القضاء دون حرج وجب القضاء، وإن استمر بك ما أصابك من المرض أو الاستعداد لتخلق الحصى عند عدم تتابع شرب الماء وقرر الأطباء أن ذلك لايرجى برؤه وجب عليك أن تطعم عن كل يوم أفطرته مسكيناً.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن منيع، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/477)
16 - الفتوى رقم (9944)
س: يوجد بعض المرضى شفاهم الله تتعطل كلاهم عن العمل مما يضطرهم إلى مايسمى بالغسيل وهو: أنه هناك كلية صناعية تقوم بتطهير الدم وتنقيته من الشوائب وذلك في الأسبوع مرتين أو ثلاث بحيث يخرج دم الإنسان كله من جسده بأنبوب آخر بعد التنقية مع أنه يضاف للدم داخل الكلية الصناعية بعض المواد المطهرة ولولا هذا العمل لتعرضت حياة الإنسان للموت بسبب تعطل الكلى فهذا الأمر ضروري. والسؤال: هل يؤثر الغسيل على الصيام إذا كان الإنسان صائما؟ علماً بأن هذا ضرورة له ويشق عليه أن يفطر ويقضي وجسمه لايستفيد سوى تنقية الدم من الشوائب وقد كثر التساؤل- أرجو من سماحتكم الإفادة جزاكم الله خيرا.
ج: جرت الكتابة لكل من: سعادة مدير مستشفى الملك فيصل التخصصي بالخطاب رقم 1756/ 2 في 14/ 8/1406، وسعادة مدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض بالخطاب رقم 1757/ 2 في 4/ 8/1406؛ للإفادة عن صفة واقع غسيل الكلى، وعن خلطه بالمواد الكيماوية، وهل تشتمل على نوع من الغذاء.
وقد وردت الإجابة منهما بالخطاب رقم 5693 في 27/ 8/1406 ورقم 10/ 16/7807 في 19/ 8/1406 بما مضمونه: أن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة (كلية صناعية) تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
17 - السؤال الأول من الفتوى رقم (10604)
س1: ما حكم الصلاة والصيام في السفر؛ هل الإتمام والصيام أفضل أم الأخذ بالرخصة المشروعة أفضل؟ مع العلم أن البعيد قريب في وقتنا الحاضر وليس هناك صعوبة في السفر.
ج1: يجوز الإفطار للمسافر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية، وذلك أفضل من الصيام والإتمام؛ لما ثبت من قول النبي r: « إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»، ولقوله عليه السلام: «ليس من البر الصيام في السفر» (32).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
18 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (7652)
س2: على مسافة كم من الكيلو مترات يجب الإفطار وماذا لو صام ولم يفطر؟
ج2: رخص بعض العلماء في قصر الصلاة الرباعية والفطر في نهار رمضان في كل ما يسمى سفراً وحدد جمهور العلماء المسافة بثمانين كيلو متر تقريباً.
ومن صام في السفر الذي يشرع فيه الإفطار فصيامه صحيح للأدلة الدالة على ذلك، ولا حرج عليه إلا إذا أضرَّ به الصوم فإنه يتأكد عليه الإفطار لقول النبي r: « ليس من البر الصوم في السفر».
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
19 - السؤال السادس من الفتوى رقم (2376)
س6: أيهما أفضل الصوم في السفر أو الفطر؟
ج6: لقد دلت الأحاديث الكثيرة الصحيحة من أقواله وأفعاله r على أن الفطر للمسافر أفضل من الصوم وجدت مشقة أو لم توجد وإن الصيام في حقه جائز؛ لما روى الإمام مسلم رحمه الله عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله أجد فِيَّ قوة على الصيام في السفر فهل علي من جناح؟ فقال رسول الله r: « هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه» (39).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
20 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (1954)
س2: مسافر أفطر في سفره وعندما يصل إلى محل إقامته أيمسك أم ليس عليه حرج في الأكل، وما الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/478)
ج2: الفطر في السفر رخصة جعلها الله توسعة لعباده، فإذا زال سبب الرخصة زالت الرخصة معه، فمن وصل إلى بلده من سفره نهاراً وجب عليه أن يمسك؛ لدخوله في عموم قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (40).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:02 م]ـ
21 - الفتوى رقم (12901)
س: هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الطهر ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر هل صيامه صحيح؟
ج: إذا كان الأمر كما ذكر فالصيام صحيح ولكن استمرار الصائم غالب النهار نائماً تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
22 - الفتوى رقم (5049)
س: السهر في ليالي رمضان عند بعض الناس بالأجر لإحياء ليالي شهر رمضان هل هذا يجوز أم لا يجوز أم حلال أم حرام، أم منهي عنه مع الدليل من الكتاب والسنة؟ حيث أنني أسهر عند بعض الناس كل عام، وأردت أن أمتنع هذا العام حتى أعرف الدليل أرجو إفتائي جزاكم الله خيراً.
ج: أمر الله تعالى بعبادته وحث على تلاوة كتابه ودراسته، وهذا في ليالي رمضان آكد، فقد ثبت عن النبي r أنه قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (42) وكان النبي r إذا دخل العشر والأواخر من رمضان أحيا ليلها وحث أهله وأمته على ذلك، فمن فعل ذلك ابتغاء مرضاة الله ورجاء ثوابه فله أجر عظيم.
أما ما اعتاده بعض المسلمين من السهر في ليالي رمضان في غير بيوتهم لتلاوة القرآن بأجرة فهو بدعة سواء قصدوا بذلك حصول البركة لهذه البيوت ولأهلها أو قصدوا هبة ثواب ما قرأوا لأهلها أحياء وأمواتاً، فإنه لم يثبت عن النبي r أنه فعله؛ فكان بدعة محدثة، وقد ثبت عنه r أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد» وفي رواية: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وعلى هذا فلا أجر لمن فعله، ولا لمن ساعد عليه، بل عليه وزر لابتداعه وإحداثه في الدين ما ليس منه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
23 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (1453)
س2: الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على الولد في شهر رمضان وأفطرتا فماذا عليهما؛ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي؟ ما الصواب من هذه الثلاثة؟
ج2: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن المريض الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: {ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} (2).
وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه - أفطرت وعليها القضاء فقط.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
24 - الفتوى رقم (4316)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/479)
س: نحمد الله تعالى ونصلي ونسلم على نبيه الكريم ونسأله جل شأنه أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يحمي الدين من أعداء الله، والمركز الإسلامي كما تعلمون - واجهة للإسلام والمسلمين في هذه البلاد وقد وصلتنا من أحد المعاهد العلمية التابعة لجامعة توينجن في ألمانيا الغربية (معهد دراسات طب العمل والطب الاجتماعي) رسالة فيها بعض الاستفسارات الفقهية بما يخص شهر رمضان والصيام فيه، ونحن لشعورنا بأهمية هذا الموضوع وبحساسية الأمر آثرنا استشارتكم وسؤالكم رغبة منا في الوصول إلى أكبر قدر من الصواب بتوفيق من الله سبحانه. والأسئلة التي وصلتنا كالتالي: ما حكم الشرع الإسلامي في حالة العمال الذين يعملون في أعمال مرهقة بدنياً خاصة في شهور الصيف، أعطي مثالاً لمن يعملون أمام أفران صهر المعادن صيفاً، ما حكم الشرع في الصيام في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية حيث لا تغيب الشمس إلا غياباً قصيراً جداً قد لا يتعدى دقائق أو حيث لا تغيب الشمس مطلقاً في البلاد الاسكندنافية؟ ونريد أن نلفت نظر فضيلتكم إلى أن الأمر قد يستغل من جانب السلطات هنا لاستخراج أو لاستصدار قوانين لتطبيقها على العمال الأجانب في ألمانيا والذين يتراوح عدد المسلمين منهم أكثر من مليون ونصف على أضعف التقديرات، ونحن نخشى أن إجابة هذه الأسئلة دون الالتفات إلى هذا الأمر قد يؤدي إلى فتنة المسلمين المقيمين في هذه البلاد وأغلبهم ممن يجهلون الأحكام الشرعية في دينهم.
ج: من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن صيام شهر رمضان فرض على كل مكلف وركن من أركان الإسلام، فعلى كل مكلف أن يحرص على صيامه تحقيقاً لما فرض الله عليه، رجاء ثوابه وخوفاً من عقابه دون أن ينسى نصيبه من الدنيا، ودون أن يؤثر دنياه على أخراه، وإذا تعارض أداء ما فرضه الله عليه من العبادات مع عمله لدنياه وجب عليه أن ينسق بينهما حتى يتمكن من القيام بهما جميعاً ففي المثال المذكور في السؤال يجعل الليل وقت عمله لدنياه، فإن لم يتيسر ذلك أخذ إجازة من عمله شهر رمضان ولو بدون مرتب فإن لم يتيسر ذلك بحث عن عمل آخر يمكنه فيه الجمع بين أداء الواجبين ولا يؤثر جانب دنياه على جانب آخرته، فالعمل كثير وطرق كسب المال ليست قاصرة على مثل ذلك النوع من الأعمال الشاقة ولن يعدم المسلم وجهاً من وجوه الكسب المباح الذي يمكنه معه القيام بما فرضه الله عليه من العبادة بإذن الله، {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً r ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً} (10).
وعلى تقدير أنه لم يجد عملاً دون ما ذكر مما فيه حرج وخشي أن تأخذه قوانين جائرة وتفرض عليه ما لايتمكن معه من إقامة شعائر دينه أو بعض فرائضه فليفر بدينه من تلك الأرض إلى أرض يتيسر له فيها القيام بواجب دينه ودنياه ويتعاون فيه مع المسلمين على البر والتقوى فأرض الله واسعة، قال الله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة} (11) الآية. وقال تعالى: {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (12).
فإذا لم يتيسر له شيء من ذلك كله واضطر إلى مثل ما ذكر في السؤال من العمل الشاق صام حتى يحس بمبادئ الحرج فيتناول من الطعام والشراب ما يحول دون وقوعه في الحرج ثم يمسك وعليه القضاء في أيام يسهل عليه فيها الصيام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
25 - الفتوى رقم (9601)
س: هل الامتحان عذر يبيح الإفطار في رمضان؟ لأنه انتشرت عندنا بعض الفتاوى بإباحة الفطر في رمضان لمن خاف شرود ذهنه وعدم تركيزه، وهل يجوز طاعة الوالدين في الفطر لسماعهم هذه الفتاوى التي تجيز الفطر؟ نرجو من فضيلتكم الرد بسرعة لعموم البلوى بهذه الفتاوى وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/480)
ج: الامتحان المدرسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة بالمعروف، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي r.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
26 - السؤال الأول من الفتوى رقم (4352)
س1: هل نية صوم رمضان تجب ليلاً أو نهاراً كما إذا قيل لك في وقت الضحى إن هذا اليوم من رمضان تقضيه أم لا؟
ج1: يجب تبييت نية صوم شهر رمضان ليلاً قبل الفجر، ولا يجزئ بدون نية صومه من النهار، فمن علم وقت الضحى أن هذا اليوم من رمضان فنوى الصوم وجب عليه الإمساك إلى الغروب، وعليه القضاء؛ لما رواه ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم عن النبي r أنه قال: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» (13) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان وصححاه مرفوعاً. هذا في الفرض، أما في النفل فتجوز نية صومه نهاراً إذا لم يكن أكل أو شرب أو جامع بعد الفجر؛ لأنه ثبت عن النبي r من حديث عائشة رضي الله عنها أنه دخل عليها ذات يوم ضحى فقال: «هل عندكم شيء؟» فقالت: لا، فقال: «إني إذاً صائم» (14) خرجه مسلم في صحيحه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
27 - السؤال الأول من الفتوى رقم (11455)
س1: كيف ينوي الإنسان صيام رمضان؟ وهل مجرد العلم بدخول رمضان يصح الصوم بقية الأيام؟
ج1: تكون النية بالعزم على الصيام، ولا بد من تبييت نية صيام رمضان ليلاً كل ليلة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
28 - الفتوى رقم (6131)
س: راجعت المستشفى لوجود بعض الأمراض، وقام الدكتور المعالج بصرف العلاج اللازم ومنها إبر بنسلين أضرب بها صباحاً ومساءً في العضل، وأفهمته بأنني لا أريد الإفطار وأنني أخشى أن تكون من الإبر المفطرة، فأخبرني بأنها غير مفطرة، واستمريت على الضرب بها يومين في الصباح والمساء، أي في مواعيدها المحددة، إلا أنني فوجئت من بعض الزملاء بأن جميع الإبر مفطرة، ومكروهة الاستعمال في نهار رمضان، وأصبحت في حيرة من أمري. أرجو من فضيلتكم إشعاري هل هي مفطرة، وهل يلزمني قضاء اليومين الذين استعملتها بهما؟ حيث ضربت بها دون علمي بأنها مفطرة وحسب إرشادات الدكتور، ولدي العلم اليقين بأن لدى المستشفيات تعليمات بخصوص استعمال العلاج، أرجو الرد السريع حفظكم الله وجزاكم خير الجزاء.
ج: إذا كان الواقع ما ذكرت فلا حرج عليك في تناول تلك الإبر المذكورة، ولا يلزمك قضاء صيام اليومين اللذين تناولتها فيهما، وفي مثل هذا مستقبلاً يستحسن أن تجعل ضرب الإبر ليلاً إن تيسر ذلك فهو أحوط.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
29 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (7351)
س2: هل يجوز استعمال قطرة العين في نهار رمضان؟
ج2: نعم تجوز ولا تفسد الصوم على الصحيح من قولي العلماء.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
30 - الفتوى رقم (3929)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/481)
س: أفيدكم أني رجل مريض بالسكر، وله إبرة تضرب تحت الجلد، وإذا لم يضرب بهذه الإبرة فإنه يرتفع السكر عليه، وحيث أني أعاني من هذا المرض خصوصاً في شهر رمضان فهل يجوز لي أخذ هذه الإبرة في شهر رمضان؟ أفيدوني أثابكم الله، أفيدكم أني في كل عام لعدم استعمال هذه الإبرة أمرض وأنوم بالمستشفى وأفطر حوالي عشرة أيام ثم أقضي ما فاتني هذا موضوعي حيث العلاج لا يصح في الليل.
ج: لا حرج عليك في أخذ الإبرة المذكورة نهاراً للعلاج، ولا قضاء عليك وإن تيسر أخذه ليلاً بدون مشقة عليك فهو أولى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:09 م]ـ
31 - السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم (5176)
س11: ما حكم التداوي بالحقن في نهار رمضان سواء كانت للتغذية أم التداوي؟
ج11: يجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان، ولا يجوز للصائم تعاطي حقن التغذية في نهار رمضان؛ لأنه في حكم تناول الطعام والشراب فتعاطي تلك الحقن يعتبر حيلة على الإفطار في رمضان وإن تيسر تعاطي الحقن في العضل والوريد ليلاً فهو أولى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
32 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (4220)
س2: هل يفطر الكحل ودهان المرأة في نهار رمضان أو لا؟
ج2: من اكتحل في نهار رمضان وهو صائم لا يفسد صومه، وكذا من دهن رأسه في نهار رمضان وهو صائم لا يفسد صومه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4382)
س5: إذا اكتحل صائم فهل يؤثر على صيامه أم لا؟
ج5: إذا اكتحل الصائم فلا شيء عليه إلا أن يرى أثره في حلقه فالأحوط له القضاء والأولى ألا يكتحل نهاراً حال الصوم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال الثاني من الفتوى رقم (13595)
س2: إمام مسجد قال لي إن غسل الشعر في رمضان أي في النهار يفطر والسبب في ذلك نواة الشعر تدخل بها الماء فما هو جوابكم؟
ج2: غسل الشعر في النهار أثناء الصيام لا يفطر ولا يدخل الماء مع مسام شعر الرأس، وهذا القول خطأ فقد كان النبي r يغتسل وهو صائم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
33 - السؤال الأول والثاني والثالث من الفتوى رقم (9517)
س1: هل يجب القضاء على من غلبه القيء في نهار رمضان؟
ج1: لا يفسد صومه ولا يجب عليه القضاء؛ لقول النبي r: « من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء» (16) رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح.
س2: هل استعمال الطيب السائل في الزجاجة يفطر الصائم إذا وضعه في يديه ووجهه وبدنه وملابسه؟
ج2: استعمال الطيب على الوجه المذكور لا يفطر الصائم.
س3: هل حلق الشعر وقص الأظافر في نهار الصيام يفسده؟
ج3: حلق الشعر وقص الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة، كل ذلك لا يفطر الصائم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
34 - الفتوى رقم (10551)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/482)
س: عندما كنت في الرابعة عشرة والخامسة عشرة من عمري كنت أمارس العادة السرية في نهار رمضان المبارك لعدة أيام لا أذكر حصرها، مع العلم أنني كنت جاهلة أن هذا حرام سواء كان في شهر رمضان أم لا، وكنت أجهل أن هذا هو ما يسمى بالعادة السرية، وكنت أتوضأ وأصلي دون أن أغتسل، ما حكم الشرع في صلاتي وصيامي؟ هل يجب علي إعادة الصلاة والصيام؟ علماً بأنني لا أعرف كم يوماً كنت أفعل ذلك، فماذا يجب علي؟
ج: أولاً: يحرم استعمال العادة السرية (استخراج المني باليد) وهي في نهار رمضان أشد حرمة.
ثانياً: يجب قضاء الأيام التي أفطرتيها بسبب العادة السرية لأنها مفسدة للصيام، واجتهدي في معرفة الأيام التي أفطرتيها.
ثالثاً: تجب الكفارة بإطعام مسكين نصف صاع من بر ونحوه من قوت البلد عن كل يوم تقضينه إن كان تأخير قضاء الصيام حتى دخل رمضان آخر.
رابعاً: يجب الغسل باستعمال العادة السرية المذكورة ولا يكفي الوضوء إذا حصل إنزال.
خامساً: يجب قضاء الصلوات التي صليتيها بدون غسل لأن الطهارة الصغرى لا تكفي عن الطهارة الكبرى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
35 - الفتوى رقم (11917)
س: هل يفطر الحاجم والمحجوم في نهار رمضان؟ وما الحكم هل يفطران ويقضيان ما فاتهما أم ماذا عليهما؟ آمل إفادتي.
ج: يفطر الحاجم والمحجوم، وعليهما الإمساك والقضاء؛ لقول النبي r: « أفطر الحاجم والمحجوم» (19).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
الفتوى رقم (547)
س: الصائم إذا قام بفصد مريض بمشرط ونحوه هل يؤثر على صحة صيامه؟
ج: إذا قام الصائم بفصد عرق مريض بمشرط ونحوه فلا أثر لفعله على صحة صيامه؛ حيث أن فعله لا يشبه عمل الحاجم الذي يقوم بامتصاص الدم ممن يقوم بحجامته، قال في كشاف القناع: (لا فطر بفصد وشرط) أهـ. المقصود من قوله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،
36 - الفتوى رقم (56)
س: رجل اضطر إلى مراجعة المستشفى في رمضان وهو صائم، ولما حضر إلى المستشفى أخذ منه دم، فهل يخل بصومه؟
ج: إذا كان الدم الذي أخذ منه يسيراً عرفاً فلا يجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان ما أخذ كثيراً عرفاً فإنه يقضي ذلك اليوم خروجاً من الخلاف، وأخذاً بالاحتياط براءة لذمته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، إبراهيم بن محمد آل الشيخ
37 - السؤال الثالث من الفتوى رقم (12082)
س3: ما حكم من نزف دماً وهو صائم؟
ج3: إذا نزف من الشخص دم بغير اختياره وهو صائم فإن صيامه صحيح.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال الثاني من الفتوى رقم (12077)
س2: في شهر رمضان أرعفت وأنا صائم ودخل الدم في جسمي؟
ج2: خروج الدم بالرعاف لا يفطر الصائم؛ لأنه بغير اختياره، لكن إن كنت ابتلعت الدم باختيارك فعليك القضاء إذا كنت ابتلعته بعد وصوله إلى فيك ذاكراً صومك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
38 - السؤال الخامس من الفتوى رقم (5156)
س5: الإنسان إذا أفطر ناسياً في رمضان هل عليه القضاء أم لا قضاء عليه؛ لقول الرسول r من أفطر ناسياً .. وكقوله r: « رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
ج5: من أفطر ناسياً في نهار رمضان وهو صائم فلا إثم عليه، وعليه أن يتم صوم يومه، ولا قضاء عليه على الصحيح من قولي العلماء، وهذا ما ذهب إليه الشافعي وأحمد؛ لما رواه البخاري ومسلم عن النبي r أنه قال: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» (22)، وفي لفظ: «إذا أكل الصائم ناسياً أو شرب ناسياً فإنما هو رزق ساقه الله إليه، ولا قضاء عليه» (23) رواه الدار قطني وقال: إسناده صحيح.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
39 - السؤال الأول من الفتوى رقم (9584)
س1: هل الريق يفطر في رمضان أم لا؟ حيث أنه يجيني ريق كثير وخاصة إذا كنت أقرأ القرآن وفي المساجد وهذا يحرجني.
ج1: ابتلاع الصائم ريقه لا يفسد صومه ولو كثر ذلك وتتابع في المسجد وغيره، ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخاعة فلا تبلعه، بل أبصقه في منديل ونحوه إذا كنت في المسجد.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
40 - السؤال الثاني من الفتوى رقم (7845)
س2: هل روائح الطيب أو روائح المبيدات الحشرية تفطر الصائم في رمضان أو غيره؟
ج2: الروائح مطلقاً عطرية وغير عطرية لا تفسد الصوم في رمضان وغيره فرضاً أو نفلاً.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز(65/483)
أمثلة من الخلاف القوي والخلاف الضعيف للصالح آل الشيخ
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[21 - 08 - 06, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سئل الشيخ صالح آل الشيخ بعد تتمة شرك كشف الشبهات
متى يكون الخلاف خلافا سائغا يُعذر فيه المخالف، وهل يكتفى في تسويغ الخلاف أن يقول به إمام من الأئمة؟
فأجاب الشيخ حفظه الله
مسألة أصولية مشهورة، والجواب عليها أن الخلاف في المسائل ينقسم إلى قسمين:
الأول: خلاف فيما لم يرد به النص، في مسألة نازلة، اختلف العلماء فيها، فهذا الخلاف فيها سائغ إلا إذا كان هناك اتفاق من أكثر أهل العلم في ذلك فالذي يرى غير ما عليه الأكثر في المسألة النازلة له أن يعمل بما يرى أو يعتقد في ذلك في نفسه؛ لكن لأجل قول الأكثر في المسألة الاجتهادية فإنه لا يخالف الأكثر لأن الأكثر في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها، إنما هي تنزيل على الواقع هذا في الغالب أن لا يكون معه الصواب.
فإذن النوع الأول من الخلاف خلاف في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها، وهذه يعذر بعضهم بعضا لأنها اجتهاد في تنزيل المسألة النازلة على النصوص.
والثاني، النوع الثاني: الخلاف في المسائل التي فيها دليل؛ لكن اختلف فيها العلماء نزع كل إلى جهة من الدليل، وبعضهم مثلا لم يقل بالدليل، قال بغيره؛ قال بقياس، قال برأيه، فهذا الخلاف في المسائل التي فيها دليل ينقسم إلى قسمين:
الأول: خلاف ضعيف. والثاني: خلاف قوي.
والخلاف الضعيف هو الذي يكون في مقابلة الدليل؛ يعني قال قياسا مع ظهور الدليل، لاحظ كلمة ظهور الدليل، يعني دلّ الدليل على المسألة بظهور أو بما هو أعظم من الظهور وهو النص، وقال طائفة من أهل العلم بخلاف ما دل عليه الدليل ظاهرا أو نصا فهذا لا شك أن هذا الخلاف يكون ضعيفا.
الثاني: أن يكون الخلاف قويا بحيث يكون أن تكون الأدلة متعارضة، قد يرجح هذا وقد يرجح هذا، فإنه حينئذ يكون الخلاف قويا، وإذا كان الخلاف قويا فإنه لا إنكار في مسائل الخلاف القوي.
وأما إذا كان الخلاف ضعيفا فإنه ينكر في مسائل الخلاف الضعيف.
أطلق بعض أهل العلم قاعدة وهي قولهم: لا إنكار في مسائل الخلاف. وهذا الإطلاق غلط؛ لأن المسائل الخلافية الصحابة بعضهم أنكر على بعض فيها، والتابعون أنكر بعضهم على بعض فيها.
والمسائل الخلافية على التفصيل الذي ذكرته لك:
• إذا كان الخلاف في مسألة لم يرد فيها الدليل فهذه تسمى المسائل الاجتهادية، هذا الخلاف سائغ.
• والقسم الثاني أن يكون الخلاف في مسائل فيها الدليل وهي منقسمة إلى خلاف قوي وإلى خلاف ضعيف.
مثلا من مسائل الخلاف القوي:
مسألة زكاة الحلي الأدلة فيها مختلفة، وفهم الدليل أيضا مختلف بين أهل العلم، فهذه نقول الخلاف فيها قوي فلا إنكار، من زكى فقد تبع بعض أهل العلم، ومن لم يزك فقد تبع بعض أهل العلم، فلا حرج في ذلك ولا إنكار في هذه المسألة.
كذلك مسألة قراءة الفاتحة في الصلاة للمأموم، هل يقرأ المأموم أو لا يقرأ، الخلاف فيها قوي والأدلة متنازع فيها، وكلام الأئمة في من يقول كذا وفي من يقول كذا، والجمهور؛ جمهور الصحابة والتابعين، قول المحققين كشيخ الإسلام؛ بل كالإمام أحمد وشيخ الإسلام وابن القيم وجماعة أنه يتحمل الإمام عن المأموم، هذا يجعل المسألة فيها خلاف قوي فلا إنكار فيها كذلك.
مثلا بعض المسائل التي يختلف فيها أهل العلم في هذا الزمن:
مثل مثلا مسألة التصوير بالفيديو، بعضهم يجعله داخلا في التصوير فيمنعه، بعضهم لا يجعله داخلا في التصوير فلا يمنعه فهذا، المسألة فيها خلاف قوي، بعضهم يجيز وبعضهم لا يجيز، كذلك يلحق أو من هذه المسألة التي فيها الخلاف القوي بين أهل العلم مسألة التصوير الضوئي؛ لأن بعضهم أباحه، وبعض أهل العلم منعه، وهذا له حجة وهذا له حجة، واختلف فيه علماؤنا المعاصرون، مع أن الصحيح كما هو معلوم أنه لا يجوز ذلك لعموم الأدلة كما هو مبسوط في موضعه.
المسائل التي فيها خلاف ضعيف كثيرة.
وهذا نقول فيه لأجل أن ينتبه طالب العلم إلى ما ينكر فيه وما لا ينكر فيه، فمسائل ترى أهل العلم ما ينكرون فيها لأجل الخلاف القوي فيها، أحيانا ينكرون لأجل الخلاف أن يكون خلافا ضعيفا.
مثل مسألة كشف المرأة لوجهها الخلاف فيها ضعيف وبعض أهل العلم يرى أن الخلاف فيها قوي لكن الصحيح أنه ضعيف لأن الحجة التي أدلى بها من أجاز ذلك ليست بوجيهة إلى آخر المسائل التي فيها ..
الخلاف ضعيف مثل المعازف، خلاف ابن حزم فيها شاذ وضعيف.
كذلك إباحة النبيذ وما شابهه مما لا يسكر قليله، هذا معلوم الخلاف فيها لكن الخلاف فيها ضعيف.
كذلك أكل لحم ذي الناب من السباع خلاف، خالف فيه أهل المدينة مالك ومن معه، غيره من الأئمة، ونقول الخلاف فيه ضعيف لوجود النص الواضح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخلاف ذلك.
إلى ذلك من المسائل المعروفة.(65/484)
خطر العين
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 09:30 م]ـ
خطر العين
الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد
تعريف العين:
لغة ً: تطلق لفظة العين في لغة العرب على عدة معان منها:
? الجارحة الباصرة.
• الينبوع: كما في سورة الكهف ": إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا {84} فَأَتْبَعَ سَبَبًا {85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا {86}
• الجاسوس: كما عند الإمام البخاري/ كتاب المغازي. 26 - باب: غزوة الرجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة، وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه.
3858 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، و في صحيح مسلم/ كتاب الإمارة.41 - باب ثبوت الجنة للشهيد.
145 - (1901) عن أنس بن مالك. قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة، عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان.
? الرعاية: كما في قوله تعالى:" ولتصنع على عيني ".و قوله:" واصنع الفلك بأعيننا ".
الضرر عند تحديد النظر: وهو المراد في البحث، مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه،تقول عنت الرجل أصبته بعينك فهو معين ومعيون، ورجل عائن ومعيان وعَيون. تاج العروس (18/ 400 - 407)، لسان العرب (13/ 301 - 309)، القاموس المحيط (1098 - 1099)
شرعا ً: نظر، باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر. الفتح (10/ 210)
حقيقة العين:
إثبات العين التي تصيب إما بما جعل الله تعالى فيها من ذلك وأودعه فيها , وإما بإجراء العادة بحدوث الضرر عند تحديد النظر. شرح مسلم (14/ 171)، الفتح (10/ 214)
والحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة وقد يصرفه قبل وقوعه إما بالإستعاذة أو بغيرها وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية أو بالإغتسال أو بغير ذلك. فتح الباري (10/ 210 - 211)
والحاصل أن التأثير بإرادة الله تعالى وخلقه ليس مقصوراً على الإتصال الجسماني بل يكون تارة بالمقابلة وأخرى بمجرد الرؤية وأخرى بتوبة الروح كالذي يحدث من الأدعية والرقى والإلتجاء إلى الله وتارة يقع ذلك بالتوهم والتخيل،فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثَّر فيه، وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رُدّ على صاحبه كالسهم الحسي سواء. زاد المعاد (4/ 167)، الفتح (10/ 211)
الفرق بين العائن والحاسد:
فالحاسد أعم من العائن، فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائن (زاد المعاد (4/ 167))،لأن الحاسد قد يحسد بغير العين،ولذلك فإن الاستعاذة بالله من الحسد كما في سورة الفلق فيه استعاذة من العين ضمناً.
ومن الفروق أن الحسد لا يكون إلا مع الكراهية والحقد والبغض وتمني زوال النعمة بينما العين ربما حصلت مع الاستحسان والإعجاب لا مع الكراهية (قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 215):" أن الاعين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ". اهـ
)، وهما يجتمعان في تمني زوال النعمة من المحسود أو المعيون.
العين حق:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَنَهَى عَنْ الْوَشْمِ.
رواه البخاري (برقم 5740)،ورواه مسلم (برقم 2187).
و عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ من الْعَيْنَ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ.
رواه ابن ماجة (برقم 3508)،وسنده صحيح كما في صحيح الجامع (برقم 938).
أي الإصابة بالعين شيء ثابت موجود أو هو من جملة ما تحقق كونه،قال المازري: أخذ الجمهور بظاهر الحديث،وأنكره طوائف من المبتدعة لغير معنى .. شرح مسلم (14/ 171)، الفتح (10/ 213)، نيل الأوطار (8/ 216)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/485)
قال الحافظ:" فيه (أي الحديث) تأكيد وتنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذات .. الفتح (10/ 214)
أسماء العين:
وردت في السنة الصحيحة أسماء أخرى للعين منها النفس، ذكره الإمام النووي في شرح مسلم وابن القيم في الزاد. شرح مسلم (14/ 170)، الزاد (4/ 168)،وسيأتي ذكر الحديث الذي يدل عليه
وكذلك النظرة، ويقال: رجل منظور،وهي عين الجآن، ذكره ابن القيم. الزاد (4/ 164)، وسيأتي ذكر الحديث الذي يدل عليه.
العين في القران الكريم:
أولاً: قال الله تعالى: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}.الآية: 67 سورة يوسف
أي لما عزم اخوة يوسف على الخروج خشي عليهم يعقوب العين؛ فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب؛ وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلا لرجل واحد؛ وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة؛ قاله ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم. تفسير الطبري (8/ 13)، تفسير ابن كثير (2/ 502)، تفسير القرطبي (9/ 148 - 149)
ثانياً: قال الله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.الآية: 51 سورة القلم.
فقوله تعالى: "ليزلقونك" أي يعتانونك. "بأبصارهم" أخبر بشدة عداوتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأرادوا أن يصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه.
قلت – القرطبي -: أقوال المفسرين واللغويين تدل على ما ذكرنا، وأن مرادهم بالنظر إليه قتله. ولا يمنع كراهة الشيء من أن يصاب بالعين عداوة حتى يهلك. وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش وأبو وائل ومجاهد "ليزلقونك" أي ليهلكونك.
قال الهروي: أراد ليعتانونك بعيونهم فيزيلونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك. وقال ابن عباس: ينفذونك بأبصارهم؛ يقال: زلق السهم وزهق إذا نفذ؛ وهو قول مجاهد. أي ينفذونك من شدة نظرهم. وقال الكلبي: يصرعونك.
وقيل: المعنى أنهم ينظرون إليك بالعداوة حتى كادوا يسقطونك. وهذا كله راجع إلى ما ذكرنا، وأن المعنى الجامع: يصيبونك بالعين. والله أعلم. تفسير الطبري (14/ 46)، تفسير ابن كثير (4/ 436 - 439)،تفسير القرطبي (18/ 165 - 166)
خطر العين في السنة الصحيحة:
بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله خطر العين وكبير ضررها فمن ذلك:
العين قوية الضرر سريعة النفوذ: ويدل عليه ما يلي:
1. عن ابن عباس رضي عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العين حق و لو كان شيء سابق القدر سبقته العين و إذا استغسلتم فاغسلوا.
رواه مسلم (برقم 2188) ورواه أحمد (برقم 2473)
2. و عن أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم فقال نعم فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ".
رواه الترمذي وقال: وهذا حديث حسن صحيح (برقم 2059) ورواه أحمد (برقم 26924) ورواه ابن ماجة (برقم 3510)،وسنده صحيح كما في صحيح الجامع (برقم 5286).
قال النووي:" في الحديث إثبات القدر وصحة أمر العين وأنها قوية الضرر ". شرح مسلم (14/ 174)
قال الحافظ:" إنما جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء إذ القدر عبارة عن سابق علم الله وهو لا راد لأمره،أشار إلى ذلك القرطبي و حاصله لو فرض أن شيئاً له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين لكنها لا تسبق فكيف غيرها؟ الفتح (10/ 214)، النيل (8/ 216)
العين تهد الجبال وتسقط الرجال: ويدل عليه ما يلي:
1. عن ابن عباس مرفوعاً:" العين حق: تستنزل الحالق ".
رواه أحمد (برقم 2473 و 2676)، ورواه الحاكم،وقال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4146 في صحيح الجامع. وقوله صلى الله عليه وسلم: (تستنزل الحالق) أي الجبل العالي.
2. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه ".
رواه أحمد (برقم 20960) قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1681 في صحيح الجامع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/486)
أي أن عين العائن من الإنسان أو الجان لتعلق بالرجل أي الكامل في الرجولية فالمرأة ومن هو في سن الطفولية أولى بإذن اللّه تعالى أي بتمكينه وإقداره حتى يصعد حالقاً أي جبلاً عاليا ثم يتردى و يسقط منه. فيض القدير (2/ 468)
ضحايا العين كثيرة في هذه الأمة:
1. عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين ". رواه الطيالسي أبو داود،والبخاري في التاريخ، والحكيم الترمذي، والبزار في مسنده والضياء في المختارة قال الحافظ في الفتح سنده حسن وتبعه السخاوي وقال الهيثمي بعد ما عزاه للبزار رجاله رجال الصحيح خلا طلب ابن حبيب ابن عمرو وهو ثقة،قال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 1206 في صحيح الجامع.
2. و عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" العين تدخل الرجل القبر و تدخل الجمل القدر ". رواه ابن عدي في الكامل،وأبي نعيم في الحلية عن جابر،و رواه ابن عدي في الكامل عن أبي ذر. قال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4144 في صحيح الجامع.
و قوله أن العين تدخل الرجل القبر أي تقتله فيدفن في القبر (وتدخل الجمل القدر) أي إذا أصابته مات أو أشرف على الموت فذبحه مالكه وطبخه في القدر يعني أن العين داء والداء يقتل. فيض القدير (4/ 505)
عين الجان:
اعلم أخي الكريم أن خطر العين لا يقتصر على البشر فقط بل إنه قد يقع من الجن،ولذلك بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسي قد يصاب بعين الجني،وقد كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من عين الجان فقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال:" استرقوا لها فإن بها النظرة ". رواه البخاري برقم 5739 في كتاب الطب،باب رقية العين، ومسلم برقم 2197 في كتاب السلام،باب استحباب الرقية من العين
وعن أبي سعيد قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ". رواه أبو عيسى الترمذي برقم 2058 وقال: وهذا حديث حسن غريب،ورواه النسائي برقم 5494 وابن ماجة برقم 3511 و صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم: 4902.
. قال الحافظ في الفتح (10/ 212):" قوله: (في وجهها سفعة) بفتح المهملة ويجور ضمها وسكون الفاء بعدها عين مهملة وحكى عياض ضم أوله , قال إبراهيم الحربي: هو سواد في الوجه ومنه سفعة الفرس سواد ناصيته , وعن الأصمعي: حمرة يعلوها سواد , وقيل: صفرة , وقيل: سواد مع لون آخر , وقال ابن قتيبة: لون يخالف لون الوجه , وكلها متقاربة , وحاصلها أن بوجهها موضعا على غير لونه. قوله: (فإن بها النظرة) واختلف في المراد بالنظرة فقيل: عين من نظر الجن , وقيل من الإنس وبه جزم أبو عبيد الهروي , والأولى أنه أعم من ذلك وأنها أصيبت بالعين فلذلك أذن صلى الله عليه وسلم في الاسترقاء لها , وهو دال على مشروعية الرقية من العين ". انتهى كلامه بتصرف.
قال البغوي في شرح السنة:" النظرة يعني من الجن،وقيل:علامة،وأراد بالنظرة:العين يقول بها عين أصابتها من نظر الجن،وقيل: عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح ". شرح السنة (12/ 163)
الوقاية من الإصابة بالعين والعلاج منها:
أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أن بيّن على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كيفية الوقاية من العين قبل وقوعها،وإذا وقعت كيف يعالج منها فوقع في زمن النبوة ما وقع من عامر بن ربيعة في شأن العين لمّا عان سهل بن حنيف فقد روى أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط سهل فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه فقال:" هل تتهمون له أحدا " قالوا نتهم عامر بن ربيعة قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال:" علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له"، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس. رواه مالك برقم 1747 وأحمد برقم 15550 وابن ماجة برقم 3509،وسنده صحيح كما في السلسلة الصحيحة برقم (2572) (6/ 1/149).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/487)
? فأفاد الحديث أنه يمكن إتقاء العين قبل حصولها سواء من العائن أو المعيون أو الذي يخاف من العين على أحد كأولاده ومتاعه،و وذلك بالتبريك.
? التبريك:هي جملة مزيلة ومانعة للعين وشرها،ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نبرك على كل ما يعجبنا،ومن الخطاء أن نعتقد أن التبريك يكون على الذين يعينون،أما الذين لا يعرف عنه العين فيقول: ليس عليّ التبريك.
عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق ". رواه ابن عدي في الكامل و الطبراني في الكبير و الحاكم في المستدرك قال الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 556 في صحيح الجامع.
وقوله (إذا رأى) أي علم (أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه) من النسب أو الإسلام (ما يعجبه) أي ما يستحسنه ويرضاه من أعجبه الشيء رضيه (فليدعى له بالبركة)
صفة التبريك: بأن يقول اللهم بارك فيه، أو اللهم بارك له،أو بارك الله لك، أو بارك الله عليه، أو اللهم بارك عليه ولا تضره ويندب أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله (زاد المعاد (4/ 170)،,قد روى أنس عند البزار وابن السني مرفوعاً:من رأى شيئاً يعجبه فقال:ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم تضره العين ". وسنده ضعيف كما في ضعيف الجامع برقم (5588) أو تبارك الله أحسن الخالقين (التمهيد (6/ 241) الاستذكار (27/ 9) تفسير القرطبي (9/ 149).
ومن الأخطاء في باب التبريك:
- أن ينزعج من يطلب منه التبريك، لأن هذا باب من أبواب المعروف،ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تبرك إذا رأيت ما يعجبك،ومن طلب منك التبريك يذكرك بهذا المعروف.
- لا دليل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تسقط العين وتردها.
وكما أن التبريك يعتبر من الوسائل التي يحترز بها من العين،
كذلك إخفاء محاسن ما يخاف عليه العين من وسائل الاحتراز من العين،فقد ذكر البغوي في شرح السنة (12/ 166) قال:" وروي عن عثمان … .. :" أن عثمان رأى صبياً مليحاً فقال:" دسموا نونته لئلا تصيبه العين. قوله: دسموا أي سودوا،و النونة: هي نقرة في ذقن الوجه تعطي حسناً وجمالاً،فأمر بتسويده حتى لا تظهر وتُرى.
اعلم أخي الكريم أن كل ما سبق ذكره في رد العين قبل وقوعها، أما إذا وقعت وأسأل الله العافية لي ولك، فإنه يتعين على المصاب طلب الاغتسال ممن عانه.
صفة الاغتسال من العين:
عن الزهري أنه قال: الغسل الذي أدركنا علماءنا يصفونه أن يؤتى العائن بقدح فيه ماء فيمسك مرتفعا من الأرض فيدخل فيه كفه فيمضمض , ثم يمجه في القدح , ثم يغسل وجهه في القدح صبة واحدة , ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على كفه اليمنى , ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على ظهر كفه اليسرى صبة واحدة , ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على مرفقه الأيمن , ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر , ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على قدمه اليمنى , ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على قدمه الأيسر , ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على ركبته اليمنى , ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على ركبته اليسرى كل ذلك في قدح , ثم يدخل داخلة إزاره في القدح ولا يوضع القدح في الأرض فيصب على رأس المعين من خلفه صبة واحدة وقيل يغتفل ويصب عليه , ثم يكفأ القدح على ظهر الأرض وراءه وأما داخلة إزاره فهو الطرف المتدلي الذي يفضي من مئزره إلى جلده ((قال المازري: المراد بداخلة الإزار الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن , قال فظن بعضهم أنه كناية عن الفرج انتهى. وزاد عياض أن المراد ما يلي جسده من الإزار , وقيل: أراد موضع الإزار من الجسد , وقيل: أراد وركه لأنه معقد الإزار وقيل: = مذاكيره. والذي يظهر أن المراد الملابس الملاصقة لجسد العائن. راجع زاد المعاد (4/ 171)، شرح مسلم (14/ 172)، الفتح (10/ 215)، نيل الأوطار (8/ 216)) كأنه إنما يمر بالطرف الأيمن على الأيسر حتى يشده بذلك الطرف المتدلي الذي يكون من داخل قال يحيى بن يحيى عن ابن نافع: لا يغسل موضع الحجزة من داخل الإزار وإنما يغسل الطرف المتدلي. صحيح ابن حبان (13/ 472) سنن البيهقي (9/ 352)، مصنف ابن أبي شيبة (8/ 58 - 59)، شرح السنة (12/ 165 - 166)،زاد المعاد (4/ 164 مختصراً)،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/488)
شرح مسلم (14/ 172)
قال الإمام النووي:" قال عياض الجمهور على ما وصفه الزهري وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه واستحسنه علمائنا ". شرح مسلم (14/ 172)
تنبيه: ذكر الشيخ العثيمين طريقة أخرى للعلاج من العين وقال:" ولا مانع منها أيضاً، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره أي: مايلي جسمه من الثياب كالثوب،و الطاقية والسروال وغيرها،أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب، أو يشربه، وهو مجرب ". اهـ القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ العثيمين (1/ 93 - 94)
مسألة: هل يجبر العائن على الغسل للمعين؟
قد اختلف العلماء في العائن هل يجبر على الوضوء للمعين أم لا؟ واحتج من أوجبه بقوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم هذه (وإذا استغسلتم فاغسلوا) وبرواية الموطأ التي ذكرناها أنه صلى الله عليه وسلم أمره بالوضوء , والأمر للوجوب. قال المازري: والصحيح عندي الوجوب , ويبعد الخلاف فيه إذا خشي على المعين الهلاك , وكان وضوء العائن مما جرت العادة بالبرء به , أو كان الشرع أخبر به خبرا عاما , ولم يكن زوال الهلاك إلا بوضوء العائن فإنه يصير من باب من تعين عليه إحياء نفس مشرفة على الهلاك , وقد تقرر أنه يجبر على بذل الطعام للمضطر , فهذا أولى , وبهذا التقرير يرتفع الخلاف فيه. هذا آخر كلام المازري. شرح مسلم (14/ 172)، الفتح (10/ 214)، تفسير القرطبي (9/ 149)
واعلم أخي الكريم إن من أحسن العلاجات للعين إذا وقعت، الرقى الشرعية،وذلك في حالة عدم معرفة العائن،أو عدم تيسر الغسل،فليس هناك غير الرقى الشرعية، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يسترقى من العين ". رواه البخاري برقم 5738، ورواه مسلم برقم (5195)،وعن أنس قال:" رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة ". رواه مسلم برقم (2196) في كتاب السلام،باب استحباب الرقية من العين و الحمة و النملة والنظرة،
قال الشيخ العثيمين في القول المفيد:" وهذا يدل على أن الرقية من العين،أو الحمة مفيدة،وهذا أمر واقع فإن الرقى تنفع بإذن الله من العين". القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ العثيمين (1/ 93)
وقد ذكر العلماء للرقى الشرعية أربعة شروط يجب مراعاتها:
1. أن تكون بكلام الله،أو بأسمائه وصفاته.
2. أن تكون باللسان العربي،وما يعرف معناه، فلا طلاسم ولا حروز.
3. أن يعتقد أن الرقية لا تأثر بذاتها إنما بتقدير الله عزوجل لها أن تنفع.
4. أن لا تكون مما يخالف الشرع كما إذا كانت متضمنة دعاء غير الله،أو استغاثة بالجن،وما أشبه ذلك فإنه محرم. فتح الباري (10/ 206) القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ العثيمين (1/ 184 - 185)
صور الرقية:
1. أن يقرأ المصاب على نفسه.
2. أن يقرأ عليه غيره من أهل الصلاح والطاعة.
3. أن تكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها،وقد أجازه من السلف مجاهد وأبي قلابة، وكرهه النخعي وابن سيرين (الزاد (4/ 170) شرح السنة البغوي (12/ 166))، ولم يرد في السنة شيء من هذا، وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بترك هذه الصورة من الرقية. فتاوى الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية (1/ 61) جمع أحمد الدويش فتوى رقم (1257 و 6779 و 4519) المجلد الأول صفحة رقم 155 و 161 و 165
4. القراءة في الماء أو الزيت بشرب أو دهان.
صيغ الرقى الشرعية الواردة في الكتاب و السنة لأجل العين:
1. فاتحة الكتاب: فعن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال وما أدراك أنها رقية ثم قال خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم. رواه البخاري برقم 2276 كتاب الإجار باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب ورواه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/489)
مسلم برقم 2201 في كتاب السلام،باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار واللفظ لمسلم وفي طريق أخر لمسلم قال في الحديث فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل.
عن علاقة بن صحار قال أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على حي من العرب فقالوا إنا أنبئنا أنكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخير فهل عندكم من دواء أو رقية فإن عندنا معتوها في القيود قال فقلنا نعم قال فجاءوا بمعتوه في القيود قال فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمتها أجمع بزاقي ثم أتفل فكأنما نشط من عقال قال فأعطوني جعلا فقلت لا حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق. رواه أبو داود كتاب الطب باب كيف الرقى برقم 3901 وسنده صحيح كما في صحيح أبي داود
قال الإمام النووي في شرح مسلم:" قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أدراك أنها رقية؟) فيه التصريح بأنها رقية , فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام والعاهات. شرح صحيح مسلم (14/ 188)، وقد روى أحمدفي مسنده عن عبدالله بن جابر مرفوعاً:" فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء ". ورجال سنده ثقات إلا عبدالله بن محمد بن عقيل ففيه مقال من قبل حفظه.
2. آية الكرسي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان". رواه البخاري برقم 3275
3. المعوذتان: وعن أبي سعيد قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ". رواه أبو عيسى الترمذي برقم 2058 وقال: وهذا حديث حسن غريب،ورواه النسائي برقم 5494 وابن ماجة برقم 3511 و صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم: 4902.
4. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. رواه مسلم برقم 2708 عن خولة بنت حكيم السلمية مرفوعاً، وعن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك. رواه مسلم في الصحيح برقم 2709،و رواه أبو داود في السنن برقم 3899،و رواه ابن ماجة في السنن برقم 3518،و رواه مالك في الموطاء في كتاب الجامع برقم 1774،و رواه أحمد في المسند 8663،و رواه ابن السني بزيادة: " ثلاث مرات ". وهي صحيحه كما في أذكار العدوي برقم 140.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق" أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ". رواه البخاري برقم (3371) كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: واتخذا الله إبراهيم خليلاً
عن أبي سعيد: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت فقال: نعم قال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس ((قوله: (من شر كل نفس) قيل: يحتمل أن المراد بالنفس نفس الآدمي , وقيل: يحتمل أن المراد بها العين , فإن النفس تطلق على العين , ويقال: رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه. كما قال في الرواية الأخرى: (من شر كل ذي عين) ويكون قوله: (أو عين حاسد) من باب التوكيد بلفظ مختلف , أو شكا من الراوي في لفظه. والله أعلم. قاله النووي في شرح صحيح مسلم (14/ 170)) أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ". رواه مسلم برقم 2186
ومن الأمور التي تحصن الإنسان من العين أن يحصن نفسه من الشياطين من مرادة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه، ثم المحافظة على أذكار الصباح والمساء،و أذكار المناسبات، وأذكار عقب الصلوات وغيرها مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/490)
تنبيه: على المسلم أن لا ينوي بذكره أن يحفظ من الأذى في الدنيا فحسب بل عليه أن ينوي بذلك عبادة الله وتحصيل الأجر في الآخرة والحفظ في الدنيا.
فائدة: كيف يعامل من عُرف بالعين؟
قال الحافظ: نقل ابن بطال عن بعض أهل العلم فإنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس وأن يلزم بيته , فإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به , فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس كما تقدم واضحا في بابه , وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة.
قال النووي: وهذا القول صحيح متعين لا يعرف عن غيره تصريح بخلافه. قال القرطبي في التفسير: وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال فإنه عليه السلام لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي بل قد يكون الرجل الصالح عائناً وأنه لا يقدح فيه ولا يفسق به، ومن قال: يحبس ويؤمر بلزوم بيته فذلك احتياط ودفع الضرر ". (9/ 149)
قال ابن القيم: هذا هو الصواب قطعاً. فتح الباري (10/ 216) شرح صحيح مسلم (14/ 173) زاد المعاد (4/ 168) نيل الأوطار (8/ 217)
فائدة أخرى: القصاص من العائن.
قال الحافظ: وقد اختلف في جريان القصاص بذلك فقال القرطبي: لو أتلف العائن شيئا ضمنه , ولو قتل فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة , وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفرا , انتهى. ولم يتعرض الشافعية للقصاص في ذلك , بل منعوه وقالوا: إنه لا يقتل غالبا ولا يعد مهلكا. وقال النووي في " الروضة: ولا دية فيه ولا كفارة. لأن الحكم إنما يترتب على منضبط عام دون ما يختص ببعض الناس في بعض الأحوال مما لا انضباط له , كيف ولم يقع منه فعل أصلا , وإنما غايته حسد وتمن لزوال نعمة. وأيضا فالذي ينشأ عن الإصابة بالعين حصول مكروه لذلك الشخص , ولا يتعين ذلك المكروه في زوال الحياة , فقد يحصل له مكروه بغير ذلك من أثر العين ا هـ. الفتح (10/ 215)، النيل (8/ 217)
و قال صاحب تكملة المجموع: إذا أصاب غيره بالعين واعترف أنه قتله بالعين فلا قصاص وإن كانت العين حقاً، لأنه لا يفضي إلى القتل غالباً ولا يعد مهلكاً،ولا دية فيه ولا كفارة كما قال النووي. (20/ 399)
ذكر الشركيات والبدع المحدثة فيما يختص بالعين.
1. الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين،وهو باب واسع من أبواب الشرك والعياذ بالله لقوله عليه الصلاة والسلام:" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ". رواه مسلم برقم 2230 كتاب السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، و عن أبي هريرة والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ". رواه أحمد في المسند برقم 9252، وسنده صحيح كما في صحيح الجامع للشيخ الألباني برقم 5939
وعن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة (قال في النهاية (5/ 54): النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال.) فقال هو من عمل الشيطان.رواه أبو داود برقم3868 وسنده حسن من أجل عقيل بن معقل قال الحافظ فيه: صدوق ووثقه أحمد كما قال الذهبي،وقد حسنه الحافظ في الفتح (10/ 233)
فتوى مهمة:
س ـ هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق،وذلك من إصابة بالعين؟
ج ـ لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
فتوى صادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عز وجل برقم 4393 (1/ 177)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/491)
تعليق التمائم، وهذا أيضاً باب من أبواب الشرك فعن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال عبد الله حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا:" أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت". رواه البخاري برقم 3005 كتاب الجهاد باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل، ومسلم برقم 2115 كتاب اللباس والزينة باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير.
2. . وعن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الرقى والتمائم والتولة شرك ". قالت قلت لم تقول هذا والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.رواه أبو داود برقم 3883 وأحمد برقم 3604 قال الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 1632 في صحيح الجامع. و في السلسلة الصحيحة (331)
وعن عقبة بن عامرمرفوعاً:" من علق تميمة فقد أشرك ".رواه أحمد برقم 16969 قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 6394 في صحيح الجامع.
قال الإمام مالك: " أرى أن ذلك من أجل العين ". رواه مسلم معلقاً مجزوماً به برقم 2115
و قال الحافظ: والتميمة ما علق من القلائد خشية العين ونحو ذلك ,
و قال ابن عبد البر: إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين فقد ظن أنها ترد القدر وذلك لا يجوز اعتقاده. الفتح (6/ 165)
قلت: ويدخل في هذا تعليق الودعة وهي الصدفة الكبيرة معتقدين دفعها للعين،ومنها تعليق القلائد المحلاة بالخرز الأزرق وتعليق ناب الضبع،وعظمة من عظام النسر،وحذوة الحصان،وشكل عين مع كف أو حذاء صغير،ووضع المصحف في السيارات والمحلات والبيوت لدفع العين. و غيرها كثير لا يمكن استقصاء هذه البدع وكثرتها واختلاف أشكالها وأنواعها خاصةً من بلد إلى آخر.
3. لا أصل في السنة لمن يجمع بصاق الناس على أبواب المساجد لإزالة العين.
وقائع حكاها التاريخ عن خطر العين:
- قال القرطبي: كانت العين في بني أسد، حتى إن البقرة السمينة أو الناقة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول: يا جارية، خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم هذه الناقة، فما تبرح حتى تقع للموت فتنحر. وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل شيئا يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب الخباء فتمر به الإبل أو الغنم فيقول: لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة هالكة. تفسير القرطبي (18/ 165)
- قال القرطبي: قال الأصمعي: رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال: أيتهن هذه؟ فقالوا: الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها، فهلكتا جميعا، المروى بها والمورى عنها. قال الأصمعي. وسمعته يقول: إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني. تفسير القرطبي (9/ 148) الفتح (10/ 210)
- قال المناوي: " قالوا قد تصيب الإنسان عين نفسه قال الغساني نظر سليمان بن عبد الملك في المرآة فأعجبته نفسه فقال كان محمد صلى اللّه عليه وسلم نبياً وكان أبو بكر صديقاً وعمر فاروقاً وعثمان حبيباً ومعاوية حليماً ويزيد صبوراً وعبد الملك سائساً والوليد جباراً وأنا الملك الشاب فما دار عليه الشهر حتى مات. فيض القدير (2/ 468)
- وقال أيضاً:" قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه حمد وكان من أحسن الناس وجهاً فدخل يوماً على الوليد في ثياب وشي وله غديرتان وهو يضرب بيده فقال الوليد: هكذا تكون فتيان قريش فعانه فخرج متوسناً فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل الدواب تطؤه بأرجلها حتى مات ثم وقعت الآكلة في رجل عروة فبعث له الوليد الأطباء فقالوا: إن لم يقطعها سرت إلى جسده فهلك فنشروها بالمنشار فأخذها بيده وهو يهلل ويكبر ويقلبها فقال: أما والذي حملني عليك ما مشيت بك إلى حرام قط ثم قدم المدينة فتلقاه أهله يعزونه فلم يزد على {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} ثم قال: لا أدخل المدينة إنما أنا بها بين شامت وحاسد. فيض القدير (5/ 396)
تأثيرات أخرى تشبه أثر العين:
قال الحافظ بن حجر: " ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد , ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد , وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس من غير أن تمسها يدها , ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد , ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو , أشار إلى ذلك ابن بطال. اهـ الفتح (10/ 210)
هذا والحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى ربه الغني /
رأفت الحامد بن عبد الخالق
غفر الله له ولوالديه والمسلمين
3 ذو العقدة 1422 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/492)
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:46 م]ـ
بحث جيد
شكراً
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[07 - 02 - 08, 11:25 ص]ـ
للرفع(65/493)
سؤال حول مغايرة الصوت عند تلاوة آيات من القرآن في الخطبة
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[21 - 08 - 06, 10:47 م]ـ
قرأت كلاما للشيخ بكر أبو زيد في كتابه " تصحيح الدعاء " صفحة 320 نصه:
مما أحدثه الوعاظ وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات من القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة.
وهذا لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين ولا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا، بل يتنكبونه، وكثير من السامعين لا يرتضونه، والأمزجة مختلفة ولا عبرة بالفاسد منها، كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمة وسلفها، والله أعلم.
أنتهى كلامه - حفظه الله وشفاه.
سؤالي: هل المقصود بكلام الشيخ عن مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات كما يفعل بعض الخطباء في قراءة الآيات في الخطب والدروس كما يقرأها في الصلاة (ترتيل وتجويد)؟
وهل تصل لدرجة البدعة؟
ومن من العلماء نبه على ذلك غير الشيخ بكر أبو زيد؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:20 م]ـ
إلى أن يتكرم علينا أحد الأخوة بإجابة عندي سؤال آخر:
اسمع لكثير من العلماء أنهم لا يراعون أحكام التجويد أثناء قراءتهم للآيات في دروسهم وخطبهم، وقد سمعت وقرأت لبعض المشايخ أن الإتيان بأحكام التجويد واجب عند قراءة القرآن في الصلاة وخارجها. التبس عليّ الأمر فهلا وضحتم لي المسألة؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:19 م]ـ
بانتظار الإجابة ......
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[23 - 08 - 06, 10:04 م]ـ
الذي يظهر لي من كلام الشيخ في النقل أنه يتحدث عن مغايرة الصوت (التغني) فقط.
لعله لا يقصد تجويد الحروف أيضاً(65/494)
هل يكون حج المرأة مع المحرم واجبا في هذا العصر حتى وإن لم يلزمها سفر للحج مثل أهل مكة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 08 - 06, 11:09 م]ـ
السلام عليكم
اولا: هل السبب الوحيد لوجوب وجود محرم مع المرأة التي تنوي الحج هو السفر؟
أم هناك سبب آخر؟
تحكي أخت عن أحداث حصلت لها في الحج جعلتني أفكر في هذا الأمر (عنوان الموضوع)
تقول الأخت:
"عندما كنت في السعي مع أخي، كان الإزدحام شديدا فوق الصفا أو المروة، وكنت قد اصبت بمرض ليس بشديد (وانا لم ادرك ذلك إلا بعد الإنتهاء من السعي)، ولكنه سبب لي التعب والضعف، فعندما كنت تقريبا في الشوط الخامس وصعدت الصفا أو المروة (لا اذكر أيها) كان الإزدحام شديدا وكان الناس يدفعون بعضهم البعض، وكنت سأنهار وأسقط فقد كنت اشعر بالضعف جسديا، ولكن أخي كان سريعا ومسكني واخرجني من الزحمة، مع العلم أن اخي ايضا اصيب بنفس المرض لكن جسمه تحمل أكثر وكان اقوى.
ثم في رمي الجمرات، في اليوم 12، كانت الزحمة كبيرة في الدور الأرضي عند الجمرة الكبرى، وكنت قد علقت في الزحمة وشعرت وكأن أضلاعي ستتداخل من شدة الضغط ولم أستطع أن أخرج نفسي، فضمني أخي وسحبني من بين الناس، وفي الوقت الذي كان اخي يقوم بذلك رأيت رجلا آخر يفعل نفس الشيء بأخته او زوجته، يسحبها من وسط الزحمة." انتهى كلامها.
فالمرأة أضعف من الرجل جسديا، وفي هذا الزمن اصبح عدد الحجاج كبيرا جدا والزحمة شديدة، وقد تتعرض المرأة في احيان كثيرة لمثل هذه المواقف، وقد رأيت وانا في الحج نساءا ليس معهم رجال محارم فيما يظهر لي (اعتقد بأنهن سافرن مع مجموعة من النساء في حملة)، واضطر الكشافة او العسكر لمساعدتهم عند دخولهم الإزدحام لرمي الجمرات.
وكذلك بعضهن قد يَضِعن في الحرم أو في منى أو في عرفات .. الخ، وقد حصل ذلك للأخت نفسها التي ذكرت جزءا من قصتها بالأعلى، فإذا لم يكن معها رجل محرم ماذا تفعل؟
فما قولكم في هذا الموضوع؟
وهل لأهل العلم كلام في هذا الأمر؟
ارجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:51 ص]ـ
انا لاافتي ولكن من باب المدارسة اولا النبي صلى الله عليه وسلم قال عليهن جهاد لاقتال فيه الحج والعمرة او كما قال فالحج جهاد ولابد فيه من العناء والتعب
ثانيا اجاز العلماء للنساء برمي الجمرات في الليل فاذا الزمت نفسها بالتزحام فالامر يعود اليها اذن اقول والله اعلم ان المكية بهذا لاشكال لا نوجب عليه امر لم يوجبه الله عليه لان لها مخرجا
ثانيا المحرم للمراة للسفر كما دلت عليه نصوص السنة فان لم يكن ثم سفر فلها الخروج بدون محرم والله اعلم
ومن كان لديه علم في امر اخطأنا فيه فليفدنا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:54 م]ـ
بالنسبة لمسألة الليل، الإزدحام ايضا يكون في الليل
واحيانا تضطر لأن ترمي بالنهار في اليوم 12 للتعجيل قبل غروب الشمس
ـ[بدعة السلفية]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:44 م]ـ
أهل السعودية يمنعون المرأة التي تريد الحج وإن كانت مع رفقة صالحة كما يقول المالكية وغيرهم
ولايمنعون الأمريكيات والبريطانيات وغيرهن ممن أفسدو ا أرض الحجاز النقية؟؟؟؟
عجبا والله ..................
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:00 م]ـ
يا بدعة السلفية (لا أدري هل أنت ذكر أو أنثى) أرجو ألا تتكلم بما لا تعرف، ائتني بفتوى لأحد من علمائنا أثابهم الله ممن يفتي بجواز حج الأمريكيات أو البريطانيات بدون محرم، وإلا فالزم الصمت فهو أحسن لك، والعجب منك والله أنك تسميت باسم مبغض إلى الشرع، ألم تعلم أن كل بدعة ضلالة؟ وهل السلف مبتدعون يا هداك الله؟ أسأل الله أن يفتح على قلبك، وأن يرينا الله وإياك الحق حقا ويرزقنا اتباعه.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم .. كان من شروط التسجيل أن لا يكون الاسم مما يخالف الشرع فهل هذا الشرط أسقط من الحساب؟ وإلا كيف سمح لصاحب اسم (بدعة .... ) أن يسجل نفسه بهذا الاسم المليئ بالسخرية والتعكم؟!
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:20 ص]ـ
حسنا اذن ماهو المحظور الذي يؤدي الى الحرمة هل هو الخوف عليها وهل هذا يلزمها بعدم خروجها وحدها نستطيع ان نقول اذا خافت على نفسها الهلاك توكل احدا او تحتاط لنفسها
علما بان هذا من باب المدارسة في انتظار تعقيبكم وان شا الله سوف احاول ان اقوم ببحث في كلام العلماء لعلي اجد اجابة شافية تنفعنا والله الموفق
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:50 ص]ـ
المرأة قد تحتاج لمساعدة او لديها احتياجات، وقد لا يستطيع ان يقوم ببعض تلك المساعدات او القيام باحتياجاتها إلا رجل، خاصة الشخصية، فإذا لم يكن لديها محرم ستضطر للإستعانة برجل اجنبي.
يعني تحصل مواقف وظروف تضطر لأن تحتاج لرجلز
وقد حصل في حملة ان افترقت المجموعة عند دخولها الحرم من غير قصد لكن بسبب الإزدحام فوجد بعضهم انهم انفصلوا عن المجموعة، وكان مع هذه المجموعة امرأة واحدة، لكن كان معها رجل محرم تمسكت به وباقيهم رجال، ثم حصل ان انفترقت هذه المجموعة ايضا وبقي مع المرأة رجلان احدهما محرم وآخر لا، فإذا حصل ان كانت هذه المرأة لوحدها بدون رجل محرم وافترقت عن المجموعة النسائية.
عموما المرأة يكون معها رجل محرم لأن اغلب الناس يسافرون للحج، ولكن بعص النساء يسافرن مع مجموعة نساء.
وقد كثر الفساد في هذا الزمان حتى أن بعض الناس يقومون بأفعال سيئة في الحج، حتى اذية النساء، نسأل الله العافية والسلامة.
المقصود انه أأمن لها وعندها رجل يساعدها إذا احتاجت ويحفظها إن شاء الله.
الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/495)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:15 ص]ـ
مما لاشك فيه ان المراة تحتاج الى ماذكرتيه ولكن السؤال هل هذا الامر يجعلنا نقول بوجوب شرط المحرمية للمكية
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:35 ص]ـ
لا ادري لهذا اسأل.
يعني إذا حصلت منها مفاسد كثيرة اكبر من المصلحة، قد تصل لذلك الحد أليس كذلك؟
ولكن يجب ان تكون هناك اثباتات واحصائيات. ودراسة ما مدى ضرر حج المرأة لوحدها في هذا الزمن حتى وإن لم تضطر للسفر.(65/496)
هل يجوز هذا القول: بلَّ الله بالرحمة ثراه؟
ـ[محمود عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 08 - 06, 11:59 م]ـ
إخواني الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كثيا ما نقرأ هذه العبارة وهي قولهم:
بلَّ الله بالرحمة ثراه؟
فهل تجوز وما هو وجهها بما لا يخالف عقيدة السلف الصالح؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:19 م]ـ
والله أعلم هذه كناية عن طلب الرحمة له.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:37 م]ـ
شيركوه بن شادي: أسد الدين الكردي الزراري وهم أشرف شعوب الأكراد، وهو من قرية يقال لها درين من أعمال أذربيجان، خدم هو وأخوه نجم الدين أيوب ــــ وكان الأكبر ــــ الأمير مجاهد الدين نهروز الخادم شحنة العراق، فاستناب نجم الدين أيوب على قلعة تكريت، فاتفق أن دخلها عماد الدين زنكي هارباً من قراجا الساقي، فأحسنا إليه وخدماه، ثم اتفق أنه قتلا رجلاً من العامة فأخرجهما نهروز من القلعة فصارا إلى زنكي بحلب فأحسن إليهما، ثم حظيا عند ولده نور الدين محمود، فاستناب أيوب على بعلبك، وأقره ولده نور الدين، وصار أسد الدين عند نور الدين أكبر أمرائه، وأخصهم عنده وأقطعه الرحبة وحمص مع ما له عنده من الإقطاعات، وذلك لشهامته وشجاعته وصرامته وجهاده في الفرنج، في أيام معدودات ووقعات معتبرات، ولا سيما يوم فتح دمشق، وأعجب من ذلك ما فعله بديار مصر، بلّ الله بالرحمة ثراه وجعل الجنة مأواه، وكانت وفاته يوم السبت فجأة بخانوق حصل له، وذلك في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة رحمه الله.
اسم الكتاب: البداية والنهاية
رقم الجزء: 6
رقم الصفحة: 258(65/497)
معنى التوقيف في الأسماء والصفات.
ـ[محمود عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:28 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بدائع الفوائد (1/ 170): (أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه).
ما معنى توقيفي في هذه العبارة.
الذي افهمه أن المعنى أنها تحتاج لدليل للدلالة على عينها فلا نصف الله عزوجل إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولكن هل يدخل في هذا الباب الاشتقاق؟
بمعنى أنه من المعلوم أن الأسماء تدل على الصفات بدلالة المطابقة والتضمن واللزوم.
فهنا نحن نشتق من الأسماء صفات بأحد هذه الدلالات الثلاث.
فهل إطراد هذا الأمر يدخل في باب التوقيف؟
أيضا قال ابن القيم في نفس المصدر (1/ 173): (الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة أمران لفظيان وأمران معنويان
فاللفظيان ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يشتق للموصوف منها اسم والسلبي أن يمتنع الإشتقاق لغيره والمعنويان ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه والسلبي أن لا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه وهي قاعدة عظيمة في معرفة الأسماء والصفات ... )
فهل هذا الاشتقاق على المعنى اللفظي الثبوتي يدخل في التوقيف أيضا؟
وهل على هذه القاعدة يصح أن نقول أن الله متصف بصفة الكلام فيجوز أن نشتق للموصوف سبحانه وتعالى منها اسم فيقال: المتكلم.
أرجوا التوضيح والبيان.
فهذه مسألة أشكلت علي وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[محمود عبد اللطيف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:53 ص]ـ
أين مشاركات الإخوة، جزاكم الله خيرا، فالموضوع مهم.(65/498)
هل يجوز للأب أن يتزوج من ربيبه ابنه؟ وما الدليل؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للأب أن يتزوج من ربيبه ابنه؟ وما الدليل؟
وجزاكم الله خيرا(65/499)
لماذا يتحرج بعض السلفيه من قول سيدنا محمد
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:21 ص]ـ
كنت فى محاوره علميه مع احد الاخوه فلاحظت انه ينطق اسم النبى صلى الله عليه وسلم مجردا فقلت له ما المانع ان تقول سيدنا محمد بدلا من محمد فقال سمعت ان هذا لايجوز واستدل بحديث ابى داود ان وفدا قدم على رسول الله فقالوا انت سيدنا فقال السيد هو الله 000 الحديث قلت هذا من باب التواضع ولايدل على النهى قال هل عندك مايفيد الجواز قلت نعم اولا وصف الله تعالى لنبيه يحيي00 وسيدا وحصورا ثانيا قول النبى صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولافخر وقوله عن الحسن السبط ابنى هذا سيد 000 الحديث وقوله للانصار قوموا لسيدكم يقصد سعدا بن معاذ وقوله يابنى سلمه من سيدكم 000 الحديث وقول عمر بلال سيدنا عتيق سيدنا ورغم ذلك فالاخ لم يسلم ليس رفضا للادله ولكنه قارن بينى وقلة علمى وضعف حالى وبين مشايخه الذين ياخذ عنهم فما قول الاحباب من اهل العلم وطلابه فهل اجد من عنده الادله الحاسمه التى تحسم النزاع بارك الله فيكم والسلام عليكم
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:05 ص]ـ
لافض فوك أخي ابن عبد الغني
فالمسألة واسعة ولاتحتاج إلى كل هذا التحجر والتضييق، وقد ذكر العلماء أن السيادة في الصلاة لاتقال وتقال خارجها بلا حرج لما ذكرت من الأدلة، ثم إن هذا من تمام الأدب، عجبا لنا ندعي حبه صلى الله عليه وسلم ثم ننطق اسمه ببرودة كما ينطق أحدنا اسم صاحبه ... أيعقل؟؟ أين الأدب " لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا"
إنك لترى متحدثا فيعجبك قوله ثم فجأة يقول محمد حافا جافا فيسقط من عينك لهذا الجفاء ...
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:04 ص]ـ
أي جفاء وأي برودة
بارك الله فيك
الصحابة الذين هم خيرٌ منا كانوا كثيراً ما يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم بدون تسييد
وافتح أي كتابٍ في الحديث
وإلزام الناس بهذا من التنطع في الدين
وأما قوله ((لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا))
فيبطقه من يقول رسول ونبي الله
وينبغي أن يكون المرء حذراً في الإستدلال بالآيات
فإنه يقوم مقام التفسير
والتفسير حكايةٌ عن رب العالمين
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:57 ص]ـ
لافض فوك أخي ابن عبد الغني
فالمسألة واسعة ولاتحتاج إلى كل هذا التحجر والتضييق، وقد ذكر العلماء أن السيادة في الصلاة لاتقال وتقال خارجها بلا حرج لما ذكرت من الأدلة، ثم إن هذا من تمام الأدب، عجبا لنا ندعي حبه صلى الله عليه وسلم ثم ننطق اسمه ببرودة كما ينطق أحدنا اسم صاحبه ... أيعقل؟؟ أين الأدب " لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا"
إنك لترى متحدثا فيعجبك قوله ثم فجأة يقول محمد حافا جافا فيسقط من عينك لهذا الجفاء ...
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
يا أخى بارك الله تعالى فيك أيهم من تمام الأدب أن تقول (رسول الله) أو (نبى الله) أو (سيدنا)؟!!
و ما هو حال الصحابة رضوان الله عليهم آداب الخلق معه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هل كانوا يقولون فعل سيدنا أم يقولون فعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
و ما هو حال الأئمة من بعدهم؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:47 ص]ـ
فعلم ان الصحابة أبعد النّاس عن التّكلّف؛ لا سيّما في مثل هذه العبارات المذكورة.
و لطالما انهم وهم اهل اللغة العربية لم يستخدموها فمن باب اولى ان لا نستخدمها
فإن قال قائلٌ:
ما الدّليل؟
قلنا له:
ألست تفعلها تأدّبًا - زعمت -؟!.
أفأنت آدب من الصحابة الكرام ة رضي الله عنهم مع النبي صلّى الله عليه و على آله و سلّم -، الذين لم يكونوا يتكلّفون هذا التّكلّف؟!!!.
أم تراهم ينقصهم هذا الأدب المزعوم؟!!!!!!!.
بالاضافة الى اننا لا نرضى ان يتلفظ احدنا بمحمد هكذا , فهذا هو قلت الادب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:56 ص]ـ
أخي صاحب الموضوع؟
ألا ترى أن سؤالك فيه شيء من التناقض؟
أنت تسأل صاحبك: (ما المانع أن تقول ....... )، والجواب أنه لا يوجد مانع، ولكن ما المُوجِب؟
هل عرفتَ الفرق يا أخي؟
وهل كل شيء لا يُوجَد له مانع يصير واجبا؟
فأنت خلطت بين الجواز والوجوب، أو بين الجواز والمشروعية، فالأدلة التي ذكرتها أقصى ما يمكن أن يؤخذ منها - إذا سلمت من المعارض - أن ذلك جائز لا شيء فيه.
ولكن الظاهر من كلامك أنك تقول: إن ذلك واجب أو مستحب، ولو كان ذلك صحيحا لكان ينبغي أن تسأل نفسك: لماذا ترك الصحابة والتابعون هذا الواجب أو هذا المستحب؟
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:07 م]ـ
فالاخ لم يسلم ليس رفضا للادله
سنرى هل ستسلم أنت لما ذكره إخواننا؟
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:01 م]ـ
ألا ترى أن سؤالك فيه شيء من التناقض؟
أنت تسأل صاحبك: (ما المانع أن تقول ....... )، والجواب أنه لا يوجد مانع، ولكن ما المُوجِب؟
هل عرفتَ الفرق يا أخي؟
وهل كل شيء لا يُوجَد له مانع يصير واجبا؟
هذا هو الكلام الذي يجب أن نقف عنده
فأنا لا أنكر على من قال سيدنا لأنه يجتهد في الأدب مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبالمقابل إذا قلت أنا ((قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو قال نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)) فيجب عليه ألا ينكر علي لأن هذا هو فعل الصحابة.
أما أن نقول ((محمد)) هكذا بدون أن نذكر رسول الله أو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهذا يدخل في عموم الآية {لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/500)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:56 م]ـ
أما أن نقول ((محمد)) هكذا بدون أن نذكر رسول الله أو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهذا يدخل في عموم الآية {لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}
وهذا فعل الصحابة أيضا، فلماذا فرقت بين متماثلين؟!!
يا أخ وحيد راجع كلام علماء التفسير، قبل أن تفسر كلام الله برأيك، {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:11 م]ـ
يا إخوة لقد أبعدتم النجعة، الموضوع لايحتمل كل هذا التحجير والتضييق
أولا: لأخي الخليفي اسمحلي أن أقول لك أنك حين قلت:
" أي جفاء وأي برودة" ... أن السيادة (زيادة في الإخبار بواقع سلوكه صلى الله عليه وسلم كما نبه على ذلك الحنفية والشافعية).الفقه الإسلامي وأدلته: د• وهبه الزحيلي/ ج: 1 - ص: ,.721
أما قولك "وينبغي أن يكون المرء حذراً في الإستدلال بالآيات ...... " فإليك ماقاله ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ?لرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ ?للَّهُ ?لَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ ?لَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
"قال الضحاك عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد يا أبا القاسم فنهاهم الله عز وجل عن ذلك؛ إعظاماً لنبيه صلى الله عليه وسلم قال: فقولوا يا نبي الله، يا رسول الله وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير. وقال قتادة: أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يبجل، وأن يعظم، وأن يسود. وقال مقاتل في قوله: {لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ?لرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} يقول: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا: يابن عبد الله، ولكن شرفوه، فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله." ابن كثير
ثانيا:لأخي أبا إسحق وهشام في مسألة ماكان عليه الصحابة ... ياإخوة لقد ذكر لكم الأخ ابن عبد الغني أدلى صحيحة تثبت أن هذا اللفظ كان متداولا يومذاك "انا سيد ولد ادم ولافخر وقوله عن الحسن السبط ابنى هذا سيد 000 الحديث وقوله للانصار قوموا لسيدكم يقصد سعدا بن معاذ وقوله يابنى سلمه من سيدكم 000 الحديث وقول عمر بلال سيدنا عتيق سيدنا"
فعدم علمكم لايعني عدم الثبوت الأخ هشام قال "و لطالما انهم وهم اهل اللغة العربية ...... " ياأخي افتح أي معجم وانظر .. لاتلقي الكلام على عواهنه.
ثالثا: لأخي العوض المانع عند الأصوليين "المانع هو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم" هل فهمت أنا ماقلت أن عدم وجوده معناه الواجب، مع أنني ذكرتها لفظة لغوية وليس لفظة أصولية أما الواجب فهو "الواجب هو ما أمر به الشرع على وجه الإلزام " وهل قلت أنا هذا؟؟؟
ياأخي المسألة لاتعدو كونها من المسائل المختلف فيها والتي تحتمل الجميع فلماذا كل هذه الحملة ..
رابعا: لأخي بيطار معك حق فالمسألة واسعة لاتحتاج كل هذا التهويل. أنا كنت أعقب على أخي ابن عبد الغني ليس إلا أرجو ألا تجلبو علينا بخيلكم ورجلكم وعفوا وعذرا فأنتم أحبابنا جميعا
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:18 م]ـ
أخي الشارفي
هذا ظاهر كلامك في مشاركتك الأولى، فتأمل؛ لأنك ذكرتَ أن ذلك فيه مجانبة للأدب مع رسول الله.
فهل تقول: إن مجانبة الأدب مع رسول الله من باب المباح؟
وهل يسقط الصحابة من عينك إذا قرأت لهم محمد (حافا حافا)؟
ثم إن كلامك ينقض بعضُه بعضا؛ لأنك أنت الذي حجرت واسعا، مع أنك أنكرت في أول مشاركتك على من يحجر ويضيق!
فماذا تفهم من تحجير الواسع؟
ولو كان الأمر كما تقول لأمرنا الله بذلك في الأذان والتشهد؛ فهل تقول: إن الله يأمرنا بالأدب مع الرسول في الكلام العادي، ثم يأمرنا بإساءة الأدب معه في الأذان والتشهد؟
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:13 م]ـ
أخي: أرجو أن تقرأموضوع "أفعال النبي صلى الله عليه وسلم" في كتب أصول الفقه، ففيه فوائد وفرائد مهمة جدا.
أنا لم أقل فيه مجانبة الأدب بهذا اللفظ دقق في كلامي أولا ارجوك، قلت "من تمام الأدب، وأين الأدب " أعني كمال الأدب وليس أصله ففرق بارك الله فيك ..
ثم أنا أقول ماقاله العلماء أن التسويد لايجوز في الصلاة أو الأذان ويجوز في غيره .. لما ثبت في كثير من النصوص وأكتفي بواحد لأنني لا أحب الجدل في هكذا مسائل
"حديث ابن عمر: أنه كان إذا دعي ليزوج قال: الحمد لله و صلى الله على سيدنا محمد، إن فلانا يخطب إليكم فان أنكحتموه فالحمد لله و إن رددتموه فسبحان الله
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1822 " موقع الدرر السنية.
ثم أقول معاذالله أن يسقط أحد من الصحابة من عيني وهم سادتنا وتيجان رؤوسنا ومن نتقرب إلى الله بحيهم.لكن المسألة تحتمل الدليل والدليل المخالف
لكن للأسف البعض يتسرع في الحكم على شخص ما أو على ماذكر دون أن يقلب المسألة على بساط البحث والمراجعة ودون أن يدقق في كتابته " والحكم على شيء فرع عن تصوره"
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/1)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:37 م]ـ
لم يتبين لي مقصدك من قراءة مبحث أفعال الرسول في كتب الأصول، فأرجو التوضيح!
وكذلك لم يتبين لي مقصدك من قولك (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)، وما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
وأما قولك: (أنا لم أقل فيه مجانبة للأدب)، فهذا نص كلامك:
(عجبا لنا ندعي حبه صلى الله عليه وسلم ثم ننطق اسمه ببرودة كما ينطق أحدنا اسم صاحبه ... أيعقل؟؟ أين الأدب؟)
وأنا طلبت منك إعادة التأمل في كلامك، فقد اشتملت عبارتك السابقة على ما يلي:
- العجب ممن يترك قول سيدنا
- أن من يفعل ذلك مدع لحب الرسول
- أن من يفعل ذلك بارد
- أن هذا الفعل بعيد عن العقل
- أن هذا الفعل بعيد عن الأدب
فكل هذه القرائن في كلامك تدل على أنك تستنكر هذا الصنيع، فلا يمكن أن يفهم من كلامك أن الأمر واسع، ولا تقل لي: (أنا لا أقصد ما فهمت)، فأنا لا علم لي بما في قلبك، ولكن هذا ظاهر كلامك.
وأما الدليل الذي ذكرتَه، فأتمنى أن تخبرني - طبقا لقواعد أصول الفقه التي أحلتني على بعضها - ماذا يستنبط منه؟ هذا أولا.
ثانيا: هذا الحديث ذكره ابن ضويان في منار السبيل بلفظ (سيدنا) وخرجه الشيخ الألباني في الإرواء ونسبه للبيهقي، ولكن نص الحديث عند البيهقي ليس فيه كلمة (سيدنا)، ولو قرأتَ كلامه كاملا لظهر لك ذلك، وأتمنى ألا يكون ذلك متعمدا!
ثالثا: اشتمل كلامك على تدليس خفي في قولك (لما ثبت في كثير من النصوص وأكتفي بواحد)، ودونك الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فأتنا بهذه النصوص الكثيرة، بل هذا الواحد الذي ذكرته لم يثبت أصلا!
وأما قولك (ثم أقول معاذالله أن يسقط أحد من الصحابة من عيني وهم سادتنا وتيجان رؤوسنا ومن نتقرب إلى الله بحبهم لكن المسألة تحتمل الدليل والدليل المخالف)
فهذا نحن لا نختلف فيه، ولكنك لم تجمع بينه وبين كلامك الأول، وفي هذا حيدة ظاهرة عن المقام.
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:31 م]ـ
أخي: قلت لك راجع هذا الباب لأنكم كثيرا ماتستدلون بأنها لم تفعل ... ؟؟؟؟ فراجع قاعدة الترك العدمي، فكونه لم يفعل ليس بدليل بل هو عدم دليل. افهم بارك الله فيك، وإن كنت أقول لك أن فيها أدلة كثيرة منها ولاتقل لي ضعيف أو كذا أنا أعطيك الدليل موثقا بدقة بارك الله فيك فلا تتهم النوايا:
1/ كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا. يعني بلالا.
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3754
2/ من سيدكم يا بني لحيان؟ قالوا: سيدنا جد بن قيس , إلا أنه رجل فيه بخل فقال صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الجموح
الراوي: كعب بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/ 313
3/ لا تقولوا للفاسق سيدنا فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/ 200
4/ لا تقولوا للمنافق سيدنا , فإنه إن يكن سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 2/ 484 " وهنا عليك بفهم موضوع المفهوم ودلالته عند الأصوليين"
5/ من سيدكم يا بني نضلة؟ قالوا: جد بن قيس، قال: بم تسودونه؟ فقالوا: إنه أكثرنا مالا وإنا على ذلك لنزنه بالبخل، قال: وأي داء أدوأ من البخل؟ ليس ذا سيدكم، قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: بشر بن البراء بن معرور
الراوي: عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك - خلاصة الدرجة: [له متابعة]- المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 1/ 150
6/ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس, فقال: بم تسودونه؟ قالوا: إنه أكثرنا مالا, وإنا على ذلك لنزنه بالبخل, فقال: وأي داء أدوى من البخل؟ ليس ذا سيدكم قالوا: فمن سيدنا؟ قال سيدكم بشر بن البراء
الراوي: كعب بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 3/ 347
7/ أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: عمر بن الخطاب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3656
8/ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3746
أخي هل أزيدك (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق) أين التدليس بارك الله فيك لماذا تلقون الكلام هكذا جزافا دون ترو .. اتقوا الله في إخوانكم.
مع العلم أخي أنني لست متخصصا في علم الحديث لكني انقل لك وأذكر لك المصدر .. أرجو أن يتسع صدرك ...
أما استنباطاتك تلك فهي مجانبة لما أردته، كيف تقول الظاهر من كلامك ثم تستنبط، أليس في ذلك تناقض؟؟
أتمنى عليك أن تقرأ جيدا " الظاهر- التدليس- حيدة ... الخ" ولاتكن مجرد ناقل لايع مايقول ..
زادك الله حرصا ..
والسلام ختام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/2)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:50 م]ـ
يا أخي الكريم، الله يبارك فيك، لا داعي لهذا الكلام الذي يُحْفِظ النفوس.
اللهم أرنا الحق حقا، وأصلح نفوسنا، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
أقول لك يا أخي الكريم:
سبق بيان الفرق بين هذه النصوص وبين المسألة التي نتكلم فيها، فلا بد من تحرير المسألة، فنحن نقول: أبو بكر سيدنا، وبلال سيدنا، والنبي صلى الله عليه وسلم سيدنا وسيد ولد آدم، ولكن ليست هذه مسألتنا بارك الله فيك.
من الذي قال: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا)؟ أليس عمر بن الخطاب؟
فانظر إلى ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هل ورد عنه قط أنه قال: قال سيدنا أبو بكر، أو رأيت سيدنا أبا بكر يفعل كذا، أو سمعت سيدنا أبا بكر يفعل كذا؟
هذا هو الفرق الذي بينتُه لك سابقا يا أخي الفاضل فعليك بتحرير المسألة.
والنص الوحيد الذي يدل على ذلك هو ما ذكرتَه عن حديث ابن عمر، وقد بينتُ لك ما فيه وأن لفظه ليس فيه كلمة (سيدنا)، وإنما هي من زيادة صاحب منار السبيل.
ولم أتهم نيتك يا أخي الكريم، ولكن كان ينبغي عليك أن تراجع الكتاب الذي تنقل منه جيدا قبل النقل حتى لا تتهم بسوء القصد.
الخلاصة والله أعلم أننا يجب أن نحرر محل النقاش أولا حتى يكون للنقاش ثمرة، وإلا سنظل ندور ولا نخرج بفائدة.
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:21 م]ـ
أخي الفاضل يبدو انك انت من حاد الآن
في البداية تقولون الصحابة لم يثبت عنهم ثم تقول انت "ودونك الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فأتنا بهذه النصوص الكثيرة .... "، فإذا نقلنا لكم نصوصهم قلت يجب تحرير محل النزاع
ماهذا يااخي؟؟ أليست هذه حيدة بارك الله فيك
عموما أنا أعتز بمشاركتك في الموضوع واسأل الله ان يهدينا واياكم جميعا للحق والى عدم التسرع فإن "المنبت لاأرضا قطع ولاظهرا أبقى"
مرة اخرى انا مسرور غاية السرور لهذا النقاش العلمي المستميت منك .. جعلنا الله جميعا دعاة حق وخير
ودمت لنا اخا في الله .. والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:40 م]ـ
سبحان الله العظيم!!
يا أخي أنا أسألك عن نصوص الكتب الستة التي فيها محل النزاع، وإلا لكان الكلام عبثا!
وأول مرة أسمع فيها أن تحرير محل النزاع يعد حيدة!
ولا يوجد نقاش علمي مستميت ولا شيء يا أخي الفاضل، فلا تضخم المسألة!
بدليل أنك إلى الآن لم تحرر محل النزاع!
ولكي يكون الكلام واضحا أسألك الآن:
هل نقاشنا الآن في الجواز أو في الوجوب؟
هل نقاشنا الآن في الإخبار أو في الوصف؟
إن أجبت عن هذين السؤالين سيتضح لك أهمية تحرير محل النزاع، وإن لم تجب فـ .....
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:56 م]ـ
يا أخي انا الذي اسألك ولست انت لأنك انت الدي رددت علي فانا من له الحق في السؤال
هل ثبت التسويد للنبي صلى الله عليه وسلم ام لا؟ ان قلت لا فقد انكرت ماجاء في الادلة الصحيحة السابقة .. وان قلت نعم فقد اجبت نفسك بنفسك ..
لا ازيدك على هذا ..
مع اني اظنك لم تقرا ماطلبته منك فكيف تناقش بعد ذلك .. آسف على هذا الكلام ولكن انا وقتي ثمين اظن ان ماذكرته فيه غنية لكل ذي بصيرة وانصاف
والسلام عليكم
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:02 م]ـ
نسيت ان اقول لك انك غير دقيق في كلامك وتنسى ماقلته بسرعة سبحان الله قارن بين كلامك:
"ودونك الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فأتنا بهذه النصوص الكثيرة"
"يا أخي أنا أسألك عن نصوص الكتب الستة التي فيها محل النزاع، وإلا لكان الكلام عبثا"
أليس هذا كلامك؟؟!!!
والسلام عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:03 م]ـ
اللهم إني أسألك الحلم والعلم
حسن يا أخي، دعنا نقول: ثبت التسويد في الأحاديث
ثم ماذا؟
هل نحن نقاشنا في ثبوته؟ هل نقاشنا في جوازه؟
يا أخي الكريم نقاشنا في قولك بأن ترك ذلك مجانبة سبيل الأدب.
فأنا لم أقل إنه ليس بجائز، ولكنه ليس بواجب؟
هل عرفتَ الآن أهمية تحرير محل النزاع؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:04 م]ـ
نسيت ان اقول لك انك غير دقيق في كلامك وتنسى ماقلته بسرعة سبحان الله قارن بين كلامك:
"ودونك الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فأتنا بهذه النصوص الكثيرة"
"يا أخي أنا أسألك عن نصوص الكتب الستة التي فيها محل النزاع، وإلا لكان الكلام عبثا"
أليس هذا كلامك؟؟!!!
والسلام عليكم
يا أخي الفاضل، كلامك عجيب والله العظيم!
الجملة الثانية توضيح للجملة الأولى، وهذا واضح من سياق النقاش، فهل يعقل أنني أسألك عن نصوص الكتب الستة التي هي خارجة عن محل النزاع؟!!
والله ما رأيتُ كاليوم عجبا!
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:19 م]ـ
انا لا الومك يبدو انك بدأت تخرج عن رشدك فلم التعجب اذا بين من لايفرق بين كتب السنة أنا لا افهم من يذكر خاصا ثم يذكر بعده عاما على ايهما يحمل الكلام، كلامك صحيح "للتأكيد " لو كانت كلمة خاصة بعد كلمة عامة كما في الحديث " ... ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها .. " هنا خاص بعد عام
لكن انت قلت " الكتب الستة وغيرها من كتب السنة "
فأي عربي بالله ربكم ماا يفهم من هذا الكلام
لك ماترى ولي ما ارى
هذا فراق بيني وبينك
مع دوام الاخوة والاحترام والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/3)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:23 م]ـ
خير ما أفعلت يا أبا أحمد، فهذا كما يقولون: نصف الشجاعة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:23 م]ـ
سامحك الله!
أنا لا أقصد الكتب الستة بعينها، وإنما ذكرتُها على سبيل التمثيل، وهذا واضح من الكلام، ولا مانع أن تأتي بالنصوص من الكتب الستة أو غيرها.
لم يخطر على بالي أنك تتكلم عن هذه النقطة الشكلية في الواقع!
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:29 م]ـ
الألفاظُ تدخلُ في باب الآدابِ أكثر من كونها في باب الأحكام، و الألقابُ كذلك، و ليتَ هذا التحرُّز في الامتناع أدباً أن يكون في إطلاقِ عبارات التعظيم المُغالى فيها على بعضِ الأشياخ، و كما ذكر الإخوةُ أنها من باب الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأدبُ ذوقٌ، و ما لم يخالف الشرعَ القطعيَّ فلا مانع من ذلك، إلا عند من شرِقَ بالأدبِ و أدخلَ الأدبَ مداخلَ الأحكام الشرعية.
و لعلَّ من لطيفِ ما يُذكر أنني عرضتُ كتباً على بعضِ دورِ النشْرِ فامتنعوا معلِّلين ذلك بأنه سبقَ أن نشروا شيئاً من المواضيع المطروحة، فأنكرتُ لذلك لأنني مشطتُ إصدارات الدار و ليس فيها شيء، و قلت للمسؤول: لعله لقولي: سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟ ثم خرجتُ.
لطيفة: عوَّدتُ ابني حين ذكرِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يُصدِّره بالتسييد، فعلم بذلك خالٌ له تنكرُ منه و تنكرُ، متحوطٌ في أموره حتى الوسوسة، فجاءَ لمناقشتي في ذلك فذكرتُ له حديث " أنا سيد ولد آدم " فانكشفَ الأمر عن فهم دقيق عند هذا الخال العجيب فقال: معنى الحديث أنَّ الذي سيده الله هو الله تعالى فلا يجوزُ لنا أن نحكي فعل الله تعالى، فقلتُ: كيف، و نحن نقول سيدنا، فقال: هذه خاصة به من الله، ثم شرح شرحاً غريباً تقطعُ بأنه لا يفهم كوعه من بوعه، و هو أنَّ الله يقولُ له سيدنا!!!.
و مثلُ هذا الأمر التشدد في المروءة و خوارمها حتى امتنعَ أناسٌ من ركوبِ السلم الكهربائي أو المصاعد الكهربائية احتجاجاً بأنها خوارم مروءة، و آفةُ الدين كما قال سيدنا صلى الله عليه و سلم من ثلاثة: " فقيهٌ فاجر، و إمام جائر، و مجتهد جاهل " فردوس الأخبار عن ابن عباس.
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:44 م]ـ
سامحك الله يا أخي صالح
لولا اني اكره الجدال والمراء لأذقتك من كلام العلماء وادلتهم الاصولية المفحمة مايزيل عنك اللبس ..
انا آثرت التوقف ليس عن بضاعة مزجاة، كلا .. ولكن احتراما لوقت الاخوة الفضلاء ووقتي من جدال عقيم ..
وقديما قال الشافعي: والله وددت لو ان الناس تعلموا هذا العلم ولم ينسب الي منه حرف
وقال والله ما ابالي اظهر الحق على لساني ام على لسان خصمي
وتحية لأخي ابي المعالي على ماشنف به آذاننا من عباراته الرشيقة ..
وتحية لكل الاخوة الذين اثروا هذا الموضوع ..
نامل ان نلقاهم في مواضيع اخرى ..
والسلام عليكم
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:47 م]ـ
كما قال سيدنا صلى الله عليه و سلم من ثلاثة: " فقيهٌ فاجر، و إمام جائر، و مجتهد جاهل " فردوس الأخبار عن ابن عباس.
من كذب علي متعمدا ....
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:18 م]ـ
يا عمّ الشيخ الشارفي، شيخنا الفاضل أبو مالك العوضي لم ينكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا، بل هو سيد الأولين والآخرين وسيد ولد آدم، لا يخالف في هذا مسلمٌ قط ..
والأدلة التي أوردتها أنت: تثبت ذلك وتؤيده ..
الذي ينكره شيخنا العوضي: أن تُصبح عادة المتكلم أن يقول (قال سيدنا محمد كذا)، (نهى سيدنا محمد عن كذا)، أن تصبح هذه عادته وأن يُشنّع على مَنْ خالف ذلك، وأن يعتبر ذلك: من كمال الأدب أو من تمامه، أو أن ذلك واجبٌ أو مستحب!
لأن معنى ذلك: أن الصحابة رضي الله عنهم بأجمعهم تركوا واجبًا! والقول بهذا فيه من الباطل ما فيه، أو تركوا مستحبًا!! أو أنهم خالفوا كمال الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ..
فلهذا نقول: نعم! النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا وسيد ولد آدم، لكن لم تكن عادة الصحابة والأئمة رضي الله عنهم كما تفعلون! وكما تستحبون! بل كانت عادتهم وديدنهم: (قال النبي صلى الله عليه وسلم)، (قال رسول الله .. )، وهكذا ..
وأنا أسألك: هل النبي صلى الله عليه وسلم أفضل البشر أم لا؟! قطعًا هو أفضل البشر، طيب ما رأيك أن أقول أنا: (قال أفضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم)، أجائزٌ هو؟! قطعًا هو جائز، طيب: فما رأيك -إذًا- أن أقول (من كمال الأدب أن تقول في كلامك عن النبي [أفضل البشر]، وإن خالفته فأنت بارد ورخم وغِلس!! وهو إما واجب أو مستحب!) ..
ما رأيك بهذا الكلام؟!
أتمنى أن يكون الأمر قد اتضح! وقد بالغت في تسهيل الألفاظ: لعل المراد والمقصود يتضح ..
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:22 م]ـ
أخي أبي المعالي أرجو أن تصحح مانقلته من حديث فهو لا يصح
آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، و إمام جائر، و مجتهد جاهل
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 819
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/4)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:27 م]ـ
سؤال للإخوة حتى يُعرف أصل الموضوع، فقد كثر الخروج عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا.
هل رواية الحديث هكذا خطأ؟ وهل فيها مجانبة للأدب مع رسول الله؟
وهل الأفضل في هذا الحديث أن نقول: قال سيدنا رسول الله ... إلخ؟(66/5)
سؤال عن الطور والوادي المقدس
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[22 - 08 - 06, 08:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو لإفادتي عن الطور والوادي المقدس
أين مكانه؟ وهل قدسيته باقية إلى الآن أو هي مؤقتة بزمن موسى عليه الصلاة والسلام؟
مع نقول من أهل العلم بارك الله في الجميع(66/6)
ما حكم التسمية ببسملة
ـ[تابع السلف]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:29 ص]ـ
ما حكم التسمية ببسملة
ـ[بدعة السلفية]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:47 م]ـ
لاشيء في ذلك
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:57 م]ـ
لاشيء في ذلك
أخي تابع السلف -حفظه الله- انتظر الإجابة ممن لديه علم .. ننتظر أن يفيدنا أحد الإخوه من طلبة العلم او المشايخ حفظهم الله ..
ـ[تابع السلف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 10:21 ص]ـ
نعم أنا في الانتظار
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
لا اعلم ما عند اختنا السلفية من العلم و لكن مفهوم فعلها يقول " و اي علم نحتاجه لمثل هذا؟ "
ما المشكله في ذلك يا اخي كي تتشدد كل هذا التشدد في الاستقصاء؟
اذا كان العلماء اختلفوا في البسمله ذاتها و جزم جمع منهم أنها ليست آية و ليس في التسمية ببسمله شئ محذور سوى ان القران كلام الله و هو غير مخلوق و لا يجوز تسمية المخلوق بما ليس بمخلوق و لكن البسمله على القول بانها آية فهي آية بكامل لفظها أي " بسم الله الرحمن الرحيم " فلا ينبغي ان تسمي احدا بهذا اللفظ بأكمله و لكن قولك بسمله يشمل ما هو قران و ما ليس بقران كقولك بسم الله بسم العظيم بسم ربي فكلها تسميه الا أن تكون تريد ببسمله بسملة القران على الخصوص فهذا شبيه بمن يريد التسميه على سور القران فيسمي ابنته مثلا "" المرسلات " فهذه اسماء تطلق فلا تنصرف الا الى كلام الله فإذا قيل بجواز التسميه بقران و مصحف و سورة و لا أراه يجوز فيجوز ان تسمي ببسمله و تعني بها بسملة القران اما ان كنت تعني بها كل بسمله فليس كل بسملة قران فلا يكون في ذلك محذور.
وهذا مناقشه لما طرحت و ليس فتوى ولكن فتح للباب امام الاخوان لكي يبدأوا طرح ما لديهم والله أعلم.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
لا اعلم ما عند اختنا السلفية من العلم و لكن مفهوم فعلها يقول " و اي علم نحتاجه لمثل هذا؟ "
جزاكم الله خيرا والعضو " بدعة السلفية " ليس " أخت " هو ذكر و سمى نفسه بهذا الاسم لانه يبدع السلفية و مشاركاته كانت مليئة بالبلاوى و الحمد لله تم طرده من الملتقى .. فلذلك قلت ننتظر الرد ممن لديه علم حتى وان وافق جوابه جواب ذلك العضو .. جزاكم الله خيرا
ـ[المعلمي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله تابع السلف:
من الأفضل أن لا تسم بأسماء شاذة أو مستغربة حتى لا تنبز بها مستقبلا، وتصير مثلة بين بنات جنسها ..
فلا أنت أصبت سنة بتسميتك لها، ولا أنت أحسنت إليها باختيار اسم جميل.
فعليك بمتابعة السلف ..(66/7)
هل الشطاف يعتبر ناشرا للنجاسة؟
ـ[أبو الفتح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:11 ص]ـ
هل يعتبر الشطاف أعزكم الله ناشرا للنجاسة غير لا يطهر جميع المواضع التي أصابها الرذاذ بسبب ارتداد الماء؟
ـ[راجح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:04 م]ـ
أخي الكريم
العبرة بإحكام الطهارة
وكل واحد أدرى بنفسه إن كان أصابه شيء من رشاش الماء أم لا
ونصيحتي لك ولنفسي بالبعد عن تشقيق المسائل وتفتيقها بهذا الشكل الذي قد يورث عند البعض وسوسة لا علاج لها
فينتج عن هذه الوسوسة ما هو أشد من عدم إحكام الطهارة
وليس مرادي أنه لا يحق لك أن تسأل
ولكنني أظن بأنك تعرف حكم الشرع في مسألة الطهارة وكيفية الاحتياط من النجاسة بشكل عام
ويمكنك من خلال هذه المعرفة أن تعرف حكم مسألتك هذه وغيرها
دون حاجة إلى تكثير الصور والأمثلة مما يغري الشيطان بإدخال الوسوسة في قلوب العباد
بل إن الإعراض عن التشديد والتدقيق قد يكون أحيانا علاجا لمثل هذه الوساوس الشيطانية
والمجال مفتوح لمن أراد أن يجيبك بخصوص مسألتك هذه
ولكنني أبديت ما أراه من خلال فهمي لكلام الفقهاء العارفين بمقاصد الشريعة السمحة
والله أعلم
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:46 م]ـ
الإجابة متعلقة بالقول بنجاسة قليل الماء (دون القلتين) إذا لاقته نجاسة, هل ينجس أم لا, أم هل يجب أن يكون تغير احدى صفاته ......... و الخلاف معروف
ثانيا, هي متعلقة بأحكام الغسالة و متى تكون طاهرة و متى نجسة و فيها تفصيلات تختلف باختلاف المذاهب
راجعها في مصادرها
فلو علمت ذلك فلن يكون هناك مجال للوسوسة, فانما الجهل هو من أوسع مداخلها
فليتجنب بعض الناس الوسوسة لا يتعلم التفاصيل المتعلقة بتلك المسائل التي نص عليها فقهاؤنا
و امنا امرنا الله سبحانه و تعالى بسؤال أهل الذكر إن كنا لا نعلم فيقع في عين المحذور الذي و كلف نفسه بالبحث الصحيح و سؤال أهل العلم ما وقع فيه. بل يعتبر مقصر
و على العموم مذهب المالكية من أخف المذاهب في تلك المسائل, بخلاف مذهبنا, فراجعه إن شئت
ـ[راجح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:28 م]ـ
أخي الكريم زكريا
بارك الله فيك
لو تأملت كلامي لما وجدت فيه اختلافا مع كلامك
فها أنت - بارك الله فيك - في جوابك أحلته إلى معرفة أحكام الطهارة وكيفية توقي النجاسة وأشرت للخلاف فيها
دون تفتيق وتشقيق للمسائل
فمن عرف الحكم وعلته عرف كيف يطبقه دون حاجة للاستكثار من الصور
ولعلي قلت ما قلت بحكم معرفتي لبعض الناس الذين لشدة توقيهم من النجاسات وكثرة أسئلتهم حتى داخلتهم الشكوك واستولت عليهم الأوهام
ولعلك رأيت بعض هؤلاء
ولنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه. أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فليس كل سؤال لأهل الذكر محمود، بل منه ما هو مذموم، ألا ترى إلى حديثه صلى الله عليه وسلم الذي يذكر فيه حال بني إسرائيل مع أنبيائهم من كثرة اختلافهم عليهم وكيف أنهم - أي بني إسرائيل - شددوا فشدد الله عليهم؟
ولست أقصد تضخيم الأمر وتهويله أو القول بأن الأخ إذا سأل كان متشبها ببني إسرائيل، معاذ الله
ولكنني أرى بحسب نظري القاصر أن التعمق في المسائل (((بهذا الشكل))) يفتح بابا من الوسوسة لا علاج له إلا بالإعراض عنه
هذا رأيي والمطلوب منكم النصح والتوجيه مأجورين
والله أعلم
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:38 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على حسن خلقك
التوسط و الاعتدال مطلوب و لعل ذلك كان الدافع لكلامك و كلامي, ليكون الانسان بين الفراط و التفريط
كان خوفا أن يتساهل في الامر بلا علم ولا سؤال فيقع في المحذور, ولعل ما رأيت حتى الان من تهاون الناس في الكثير من المسائل الفقهية فتكون صلاته باطلة بالاجماع و هو لا يتحرك لذلك, بل قد يناقش ويقول أنه يؤدي فرض العين و لا يجب عليه التعمق في الدراسة, وهو واهم, جعلني محذرا من ذلك
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الأحد بن محمد]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:40 م]ـ
نعم يا أخي إياك و الوسوسة و في كتاب ابن قدامة و في إغاثة اللهفان لابن القيم ما يفيد في ذلك
لكن الشطاف المذكور إن اندفع بقوة فأظنه لا ينبغي فهو يشبه حقنة الشرج و ينبه لعادة غير طيبة(66/8)
عاجل وهام وارجو الاهتمام. سوال حول حديث الشرك
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:38 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاحبه الكرام كيف الحال والاحوال
دعاء الأموات والاستغاثة بهم قلنا للشيعة ان هذا شرك بالله
ف احتجوا بالحديث الشريف ان الرسول اخبر ان الشرك لاي قع فى الامة
قال صلى الله عليه وسلم: «انّي فرط لكم، وانا شهيد عليكم، وانّي والله انظر الى حوضي الآن وانّي اعطيت مفاتيح خزائن الارض أو مفاتيح الارض، وأنّي والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي، ولكن اخاف عليكم أن تنافسوا فيها». صحيح البخاري رقم 1279 كتاب الجنائز
سوالى ايها العلماء وطلبة العلم الافاضل
هل يستدل بهذا الحديث بان الشرك لا يقع فى امة محمد صلى الله عليه وسلم
وماذا نقول فى الروافض الذين يزورون القبور والمعروفين بالشيعه
وكيف نرد عليهم عندما يحتجون فى هذا الحديث ان الرسول عليه الصلاة
والسلام اخبر ان الشرك لاي قع فى الامة
للذين يريدون الاطلاع على الموضوع
###حذف المشرف رابط لموقع رافضي###
للعلم اسمى فى الحوار بين السنة والشيعة اسمى فى منتداهم
ابن مسلم ف من يجد فيكم الرغبه للدفاع عن سنة الرسول وعن الصحابه ارجو ان يعيننا
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:11 م]ـ
أخي الحبيب عبد الله سليمان، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
نصيحتي الأولى لك: اترك موقعهم هذا ولا تدخل فيه مرةً أخرى، ويا ليتك لم تضع رابطه! ونرجو من المشرف حذفه ..
هذه النصيحة الأولى: فبالله! عض عليها بالنواجذ، ولا تورّط نفسك في نقاشٍ مع أهل البدع والكفريات إلا بعد التأهل، لا أن تدخل في نقاشٍ ومناظرة ثم تنقطع معهم!!
أنت تقول هناك: (اتحداك ولو ب ايه تبيح التوسل، اتحداك ان تاتى ب ايه واحده من القران تبيح التوسل وزيارة القبور) انتهى كلامك حفظك الله ..
وفي كلامك السابق هذا: الكثير من الأخطاء، فالتوسل منه ما هو شركي، ومنه ما هو محرّم، ومنه ما هو قُربةٌ إلى الله حقًا!
فكلامك فيه نفيّ للتوسل مطلقًا، وهذا غير سديد، فالتوسل الجائز:
- التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ..
- التوسل بعملك الصالح، ودليله حديث الثلاثة نفر ..
- التوسل بدعاء الرجل الصالح ..
ولن أفصّل هنا في ذلك، وارجع إلى خاصية البحث وابحث فيها، وكذلك ادخل للشبكة الإسلامية هنا واقرأ فيها ..
كذلك كلامك يوحي بأن زيارة القبور حرام!! وأنا أعلم قصدك، لكن العبارة غير سديد ..
فزيارة القبور مستحبة للرجال قطعًا، وللنساء فيها خلاف، أما إن تضمنت الزيارة بدعًا ومنكرات: كانت محرّمة، كأن يدعو الله عند قبر الولي الفلاني وغير ذلك من البدع، وأما إن تضمنت شركًا بالله: فهي زيارة شركية، كأن يدعو الميّت نفسه، كما يفعل القبوريين ومنهم الرافضة ..
فبالله! لا تناقش أهل البدع إلا بعد التأهل والتعلم ..
_______________
أما عن كلامهم، فيسهل جدًا إفحامهم ..
فهم يستدلون مثلاً بحديث تعوّذ المرأة بالكعبة، والحديث فيه أن ذلك في الجاهلية!!
وكذلك يستدلون بحديث (ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي)، وهم يكفّرون الوهابية! بل ويكفرون أهل السنة! بل ويكفّرون الصحابة أيضًا!! فالنبي يقول لهم: (ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي) ثم يرتد جميع الصحابة إلا ثلاثة!!
أما معنى الحديث: فالمخاطب به مجموع الأمة، يقول ابن حجر رحمه الله: (قوله: ’’ما أخاف عليكم أن تشركوا‘‘ أي على مجموعكم، لأن ذلك قد وقع من البعض أعاذنا الله تعالى) ..
وفّقك الله ..
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:29 م]ـ
أخي الحبيب عبد الله سليمان، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
نصيحتي الأولى لك: اترك موقعهم هذا ولا تدخل فيه مرةً أخرى، ويا ليتك لم تضع رابطه! ونرجو من المشرف حذفه ..
هذه النصيحة الأولى: فبالله! عض عليها بالنواجذ، ولا تورّط نفسك في نقاشٍ مع أهل البدع والكفريات إلا بعد التأهل، لا أن تدخل في نقاشٍ ومناظرة ثم تنقطع معهم!!
أنت تقول هناك: (اتحداك ولو ب ايه تبيح التوسل، اتحداك ان تاتى ب ايه واحده من القران تبيح التوسل وزيارة القبور) انتهى كلامك حفظك الله ..
وفي كلامك السابق هذا: الكثير من الأخطاء، فالتوسل منه ما هو شركي، ومنه ما هو محرّم، ومنه ما هو قُربةٌ إلى الله حقًا!
فكلامك فيه نفيّ للتوسل مطلقًا، وهذا غير سديد، فالتوسل الجائز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/9)
- التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ..
- التوسل بعملك الصالح، ودليله حديث الثلاثة نفر ..
- التوسل بدعاء الرجل الصالح ..
ولن أفصّل هنا في ذلك، وارجع إلى خاصية البحث وابحث فيها، وكذلك ادخل للشبكة الإسلامية هنا واقرأ فيها ..
كذلك كلامك يوحي بأن زيارة القبور حرام!! وأنا أعلم قصدك، لكن العبارة غير سديد ..
فزيارة القبور مستحبة للرجال قطعًا، وللنساء فيها خلاف، أما إن تضمنت الزيارة بدعًا ومنكرات: كانت محرّمة، كأن يدعو الله عند قبر الولي الفلاني وغير ذلك من البدع، وأما إن تضمنت شركًا بالله: فهي زيارة شركية، كأن يدعو الميّت نفسه، كما يفعل القبوريين ومنهم الرافضة ..
فبالله! لا تناقش أهل البدع إلا بعد التأهل والتعلم ..
_______________
أما عن كلامهم، فيسهل جدًا إفحامهم ..
فهم يستدلون مثلاً بحديث تعوّذ المرأة بالكعبة، والحديث فيه أن ذلك في الجاهلية!!
وكذلك يستدلون بحديث (ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي)، وهم يكفّرون الوهابية! بل ويكفرون أهل السنة! بل ويكفّرون الصحابة أيضًا!! فالنبي يقول لهم: (ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي) ثم يرتد جميع الصحابة إلا ثلاثة!!
أما معنى الحديث: فالمخاطب به مجموع الأمة، يقول ابن حجر رحمه الله: (قوله: ’’ما أخاف عليكم أن تشركوا‘‘ أي على مجموعكم، لأن ذلك قد وقع من البعض أعاذنا الله تعالى) ..
وفّقك الله ..
جزاك الله خير الجزاء اخى الحبيب وشكرا على نصيحتك الطيبه
بخصوص ما تفضلت به عن قولى اتحداك ان تاتى ب ايه من القران
تبيح التوسل اخى لو تابعت سياق الموضوع لوجدت ان الطرف
الاخر يفهم ان المقصود التوسل بالاموات. وعن زيارة القبور
اخى يوجد فى نفس الموضوع اننا نبين زيارة القبور الصحيحه
وانا اشكر لك حرصك وجزاك الله كل الخير
اما عن دعوتك لحذف الرابط اخى استعجلت جزاك الله خير
هولاء موجودين ويبثون سمومهم بين صفوف المسلمين معتمدين على احاديث
ضعيفه وغير صحيحه وكثير ه ويظلون انفسهم وغيرهم من عامة الشيعة
اخى اسامة انا منذ اربع سنوات فى حوار معهم ولست بجديد على الفكر الشيعى
وكم من شاب شيعى وفتاة شيعيه تعرفت للحق وكفت عن سب الصحابه وامهات المسلمين
بعد ان عرفوا الحق وهذا دور مهم اخى اما الابتعاد عنهم وتركهم دون توصيل الفكره
والكلمة الصحيحه لهم. والرسول يقول بلغوا عنى ولو اية وما كان يقصد ومن كان يقصد
عليه الصلاة السلام اذا كل انسان لديه علم اكتفى بحضور حلقات العلم فى المسجد
ثم انصرف لبيته وهذا منافى تماما للدعوه الاسلامية وبلغوا عنى ولو ايه اما التحصن بالمواقع
الخاصه بنا خشية وخوف هذا والله ليس من الدعوه من الشى بل اصل الدعوه الخروج من المحيط
المحلى للغير. هذا اصل الدعوه ولنا ولكم الصحابه رضى الله عنهم
كما ارجو ان تشرح الحديث مره اخرى وبشكل واضح
وتقبل خالص احترامى وتقديرى
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:21 م]ـ
لم أنكر أهميّة محاورة الرافضة وأهل البدع عمومًا ..
لكن هذا ليس لكلّ أحد، ليس كلّ من قرأ كلمة أو كلمتين عن الرافضة يجوز له أن يناقشهم ويناظرهم، فالشبه خطّافة، وقد يضلّ المرء بسببها ..
فإن كنت ترى أنك بلغت من العلم مبلغًا يؤهّلك أن تناقش أهل البدع والشبهات: فافعل، وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء ..
بخصوص الحديث، أقول مستعينًا بالله:
لا يُفهم منه -بأي وجهٍ من الوجوه- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفي وقوع الشرك في هذه الأمة، ولا يُفهم منه أن كل فردٍ وجماعة -من أفراد الأمة وجماعاتها- لا يُخاف عليه من الشرك، لا يُفهم ذلك إطلاقًا، فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. }، والنبي صلى الله عليه وسلم قال -فيما رواه مسلم-: (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى .. )، وقال: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة .. ) وهو في مسلم أيضًا ..
فوقوع الشرك في الأمة وحدوثه: ثابتٌ شرعًا، وهو واقعٌ مشاهَد، منذ أن ارتد المرتدون أيام أبي بكر رضي الله عنه، وحتى قيام الساعة ..
إذًا: فما معنى الحديث؟!
أوردتُ لك فيما سبق قول ابن حجر رحمه الله، حيث قال: (قوله: ’’ما أخاف عليكم أن تشركوا‘‘ أي على مجموعكم، لأن ذلك قد وقع من البعض أعاذنا الله تعالى) ..
وأنا أميل إلى أن المخاطب في هذا الحديث: هم الصحابة رضي الله عنهم، وأشار إلى هذا المعنى ابن حجر أيضًا، فقال: ( ... في هذا الحديث: إخباره بأنه فرطهم -أي سابقهم- وكان كذلك، وأن أصحابه لا يشركون بعده فكان كذلك) ..
فالمراد بالحديث: مجموع الصحابة أو مجموع الأمة، لا يخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يشركوا، وإنما يخاف عليهم أن تُفتح عليهم الدنيا، فيتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلهم ..
أما باقي الأمة، فالشرك واقعٌ فيهم ومنهم، غير أن الله تعالى قد عصم الأمة أن تجتمع على ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شاء الله تعالى أنه لا تزال طائفة من الأمة ظاهرين على الحق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ..
أرجو أن يكون معنى الحديث قد اتضح، وننتظر من مشايخنا في الملتقى مزيد بيانٍ جزاهم الله خيرًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/10)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:25 م]ـ
لم أنكر أهميّة محاورة الرافضة وأهل البدع عمومًا ..
لكن هذا ليس لكلّ أحد، ليس كلّ من قرأ كلمة أو كلمتين عن الرافضة يجوز له أن يناقشهم ويناظرهم، فالشبه خطّافة، وقد يضلّ المرء بسببها ..
فإن كنت ترى أنك بلغت من العلم مبلغًا يؤهّلك أن تناقش أهل البدع والشبهات: فافعل، وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء ..
بارك الله فيك أخي
وأيضا فإن كثيرا من الإخوة المبتدئين يلجون في مثل هذه المواقع، وينشغلون علن طلب العلم، وكلامنا هو عن المبتدئ الذي لم يتأهل بعد، وليس ببعيد ما حدث للأخ المسمى ((العقيدة)) - وفي هذه التسمية نظر -، وقد انشغل، وشغل إخوانه هنا لفترة كبيرة، وقد عرف خطأه بعد ذلك.
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:35 م]ـ
لم أنكر أهميّة محاورة الرافضة وأهل البدع عمومًا ..
لكن هذا ليس لكلّ أحد، ليس كلّ من قرأ كلمة أو كلمتين عن الرافضة يجوز له أن يناقشهم ويناظرهم، فالشبه خطّافة، وقد يضلّ المرء بسببها ..
فإن كنت ترى أنك بلغت من العلم مبلغًا يؤهّلك أن تناقش أهل البدع والشبهات: فافعل، وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء ..
بخصوص الحديث، أقول مستعينًا بالله:
لا يُفهم منه -بأي وجهٍ من الوجوه- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفي وقوع الشرك في هذه الأمة، ولا يُفهم منه أن كل فردٍ وجماعة -من أفراد الأمة وجماعاتها- لا يُخاف عليه من الشرك، لا يُفهم ذلك إطلاقًا، فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. }، والنبي صلى الله عليه وسلم قال -فيما رواه مسلم-: (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى .. )، وقال: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة .. ) وهو في مسلم أيضًا ..
فوقوع الشرك في الأمة وحدوثه: ثابتٌ شرعًا، وهو واقعٌ مشاهَد، منذ أن ارتد المرتدون أيام أبي بكر رضي الله عنه، وحتى قيام الساعة ..
إذًا: فما معنى الحديث؟!
أوردتُ لك فيما سبق قول ابن حجر رحمه الله، حيث قال: (قوله: ’’ما أخاف عليكم أن تشركوا‘‘ أي على مجموعكم، لأن ذلك قد وقع من البعض أعاذنا الله تعالى) ..
وأنا أميل إلى أن المخاطب في هذا الحديث: هم الصحابة رضي الله عنهم، وأشار إلى هذا المعنى ابن حجر أيضًا، فقال: ( ... في هذا الحديث: إخباره بأنه فرطهم -أي سابقهم- وكان كذلك، وأن أصحابه لا يشركون بعده فكان كذلك) ..
فالمراد بالحديث: مجموع الصحابة أو مجموع الأمة، لا يخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يشركوا، وإنما يخاف عليهم أن تُفتح عليهم الدنيا، فيتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلهم ..
أما باقي الأمة، فالشرك واقعٌ فيهم ومنهم، غير أن الله تعالى قد عصم الأمة أن تجتمع على ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شاء الله تعالى أنه لا تزال طائفة من الأمة ظاهرين على الحق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ..
أرجو أن يكون معنى الحديث قد اتضح، وننتظر من مشايخنا في الملتقى مزيد بيانٍ جزاهم الله خيرًا ..
جزاك الله خير الجزاء اخى اسامة على التوضيح وشرحك الطيب وتحملك واعطائى من وقتك
شكرا لك اخى واحسنت.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
قال صلى الله عليه وسلم: «انّي فرط لكم، وانا شهيد عليكم، وانّي والله انظر الى حوضي الآن وانّي اعطيت مفاتيح خزائن الارض أو مفاتيح الارض، وأنّي والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي، ولكن اخاف عليكم أن تنافسوا فيها». صحيح البخاري رقم 1279 كتاب الجنائز.
استدل المخالف أن هذا الحديث يثبت أن لا شرك حاصل في أمة النبي عليه الصلاة والسلام, وحجة المخالف هي قول النبي عليه الصلاة والسلام ((وأنّي والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي، ولكن اخاف عليكم أن تنافسوا فيها)).
والمخالف فهم من النص أن خوف الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينصب على وجود الشرك في هذه الأمة, ولكن الخوف من التنافس في الدنيا ... وهذا فهم خاطيء.
*******
أدلة وقوع الشرك في أمة الاسلام:
الحديث الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/11)
2654 - إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و إن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها و إني أعطيت الكنزين الأحمر و الأبيض و إني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكوا بسنة عامة و لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم و إن ربي عز و جل قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد و إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة و أن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم و لو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يفني بعضا و إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين و إذا وضع في أمتي السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة و لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان و إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي و أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله - (حم م د ت هـ) عن ثوبان.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1773 في صحيح الجامع.
... فهذا الحديث يثبت صراحة أن الشرك واقع في أمة النبي عليه الصلاة والسلام ... فهو وصف القبائل التي تعبد الأصنام في آخر الزمان (من أمته).
الحديث الثاني:
214 - أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر (ابن عساكر) عن أبي محجن.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 214 في صحيح الجامع.
... يخاف النبي عليه الصلاة والسلام من الايمان بالنجوم ... ووقع مع الأسف ما يخافه النبي عليه الصلاة السلام ... فتجد الناس تفتش في الجرائد عما يكتب في الأبراج ... فيتشائم البعض ... ويستبشر البعض ... ويني البعض حياته الزوجية معتمداً على تناسق الأبراج وتخالفها, وهذا ظاهر لا يخفى على أحد.
فان لم يكن مثل هذا العمل شرك ... فما الشرك اذن!!!
الحديث الثالث:
64 - أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت: و إن زنى و إن سرق؟ فقال: و إن زنى و إن سرق) ق) عن أبي ذر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 64 في صحيح الجامع.
... بشر جبريل النبي عليه الصلاة والسلام أن من مات على التوحيد من أمته فهو في الجنة ... ومن لم يمت على التوحيد فهو في النار ... ولولا وقوع الشرك في الأمة لما ذكر مثل هذا التخصص جبريل عليه السلام ... وايراد مثل هذه الجملة التي لن تقع ولن تحصل هو من العبث الذي لا ينسب الى الملائكة (حاشاهم من ذلك).
الحديث الرابع:
2435 - إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) حم) عن محمود بن لبيد.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1555 في صحيح الجامع.
... هنا جاءت لفظة الشرك صريحة ... وخوف الرسول عليه الصلاة والسلام الصريح على الأمة من هذا الشرك ولا مجال للشرح أكثر من هذا فالحديث واضح صريح.
الحديث الخامس:
4221 - إني بين أيديكم فرط لكم و أنا شهيد عليكم و إن موعدكم الحوض و إني و الله لأنظر إلى حوضي الآن و إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض و إني و الله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي و لكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها (حم ق) عن عقبة بن عامر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2456 في صحيح الجامع
... خوف السول عليه الصلاة والسلام أن تشرك أمته بعده ... صريح لا حاجة للتعليق عليه.
الحديث السادس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة). قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال (وإن زنى وإن سرق) – البخاري-.
... شبيه بحديث ذكرناه سابقاً.
الحديث السابع:
483 - إذا جمع الله الأولين و الآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك (حم ت هـ) عن أبي سعيد بن أبي فضالة.
قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 482 في صحيح الجامع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/12)
*** دليل صريح على بطلان مذاهب الشركية ... فالله يحذر عباده في الحديث أن يكون هناك شريك له سبحانه في ما يصرف له من العبادات والطاعات.
الحديث الثامن:
4372 - ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ الشرك الخفي: أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل
(هـ) عن أبي سعيد.
قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 2607 في صحيح الجامع.
الحديث التاسع:
5159 - بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة (م د ت هـ) عن جابر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2848 في صحيح الجامع
... فكم تارك للصلاة في أيامنا هذه؟؟؟ وكم من ((ولي صوفي)) ذكر أن العبادات سقطت كما زعم؟
الحديث العاشر:
5853 - الربا سبعون بابا و الشرك مثل ذلك (البزار) عن ابن مسعود.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3540 في صحيح الجامع.
... حديث صريح لا غموض فيه.
الحديث الحادي عشر:
6043 - الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا (الحكيم) عن ابن عباس.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3730 في صحيح الجامع.
الحديث الثاني عشر:
6044 - الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل و سأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك و كباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم (تقولها ثلاث مرات)
(الحكيم) عن أبي بكر.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3731 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 3433.
الحديث الثالث عشر:
9519 - ليس بين العبد و الشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك (هـ) عن أنس.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 5388 في صحيح الجامع.
الحديث الرابع عشر:
(3201) (الصحيحة)
إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءا للإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي.
******
فنعلم مما سبق بطلان قو القائل أن الشرك لا يقع في أمة محمد.
... فما تفسير قول النبي عليه الصلاة والسلام ((وأنّي والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي، ولكن اخاف عليكم أن تنافسوا فيها)).
&&& يفسر هذا – والعلم عند الله – أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يخاف تفشي الشرك في هذه الأمة ... بقدر ما يخاف عليها التنافس وحب الدنيا.
هذا ما عندي ... وأرجو أن يعقب اخواني وأل العلم حفظهم الله تعالى بما هو صحيح اذا وجدوا مني زلت أو خطاء.
بارك الله في الجميع ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:42 م]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن المخالف هل يأخذ بتصحيحات الإمام الألباني، لا أظن.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:57 م]ـ
انصحك بأن لا تناقش اهل البدع إلا بعد ان يكون عندك علم وعلم ثابت وقوي، خاصة الرافضة لأنهم لا يقبلون الإستدلال بأي من كتب اهل السنة بخلاف الصوفية فهم يؤمنون بصحيح البخاري ومسلم .. الخ
فلا يمكنك إلا الإستدلال بالقرآن في نقاشهم.
انا طالب علم مبتدئ ودخلت في مناقشات مع الصوفية، ثم توقفت لأنه اخذ الكثير من وقتي وجرني النقاش معهم في الدخول في مواضيع ليس لي فيها علم، واتورطت، فتركت النقاش معهم، ورجعت إلى طلب العلم لأتعلم ديني ثم في المستقبل عندما يكون لدي علم قوي وثابت استطيع ان اناقشهم ورد على باطلهم إن شاء الله. فاسمع هذه النصيحة، لن تستفيد بنقاشك معهم الآن، استغل وقتك الآن في طلب العلم، وإن شاء الله في المستقبل سيكون لديك فرصة لمناقشتهم.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن المخالف هل يأخذ بتصحيحات الإمام الألباني، لا أظن.
وجزاك الله خيراً ... المخالف لا يأخذ بتصحيح الامام البخاري والامام مسلم أيضاً ... فاذا أراد أن يثبت الحجة من كتبنا ... لا بد أن يحتج بما نحتج به ... ويخالف من لا نحتج به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:44 م]ـ
شكرا للجميع وبارك الله فيكم
والشكر للاخ بلال خنفر
وللجميع خالص الاحترام
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:18 م]ـ
حديث الرسول صلي الله عليه وسلم موجه لأمته فهل الروافض من بعد ماعملوه ومن بعد افترائهم علي الله ورسوله الكذب لازالوا من امته واليكم اخوتاه التذكير بهذا الحديث: عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي ". متفق عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/13)
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:04 ص]ـ
أحب أن أضيف فأقول:
نصف الفقه التوفيق بين النصوص!!!
فإذا قال عليه السلام لا تقوم الساعة حتى تصطك إليات بنات دوس حول صنم يقال له ذو الخلصة ويقول أيضا: الشرك أخفى في أمتى من دبيب النمل ...
ثم يأتي نص ثالث بأنه عليه الصلاة والسلام لا يخاف على أمته الشرك فتكون الأحاديث السابقة محمولة على الأمة كما صرح بذلك ويكون الحديث الأخير محمول على خطابه للصحابة وبذا يزول الإشكال والله المستعان.(66/14)
ما الفرق بين نكاح المتعة وزواج المسيار في السعودية؟
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:54 ص]ـ
قد نشرت في الجرائد الباكستانية, نيوز ودان بالإنجليزية أن الحكومة السعودية قد جوزت نكاح المتعة ولكن غيرت المسمى فسماها زواج المسيار, فهل هناك فرق بين الزواجين, وكيف نرد على من يقول أنهما واحد, مع العلم أن الشيعة استغلوا هذه الفرصة للطعن في اهل السنة بأنهم كانوا حروموا والآن جوزوها.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:36 ص]ـ
الفرق بينهم كالفرق بين السماء والارض ولكن ادع الجواب لمن هم اعلم مني حتى يكون الجواب مركزا والله الموفق
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:15 م]ـ
تفضل هنا: الفروق المفحمة بين الزواج الصحيح والمتعة المحرمة للشيخ الفاضل عثمان الخميس - سدده الله -:
http://almanhaj.net/article.php?ID=164
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الفتح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:42 م]ـ
زواج المتعة تكون المدة محددة فيه في العقد فإذا انقضت المدة انفسخ العقد تلقائيا، أما المسيار فهو زواج تام الأركان مستوف للشروط لكنه يتم الاتفاق فيه بين الطرفين على إٍقاط حق المبيت والنفقة، وهو يشبه ما عرف في الفقه قديما باسم زواج النهاريات والليليات.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38348&highlight=%C7%E1%E3%D3%ED%C7%D1(66/15)
أين أجد "التبرك أنواعه وأحكامه "رسالة دكتوراة"
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم
أين أجد هذا البحث القيم " التبرك أنواعه وأحكامه [رسالة دكتوراة] "
للدكتور: ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع
وكذلك: التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني رحمه الله
أريد ملفات تحميل وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:02 م]ـ
التوسل تجده على الوقفية، وأما التبرك فطبعته الرشد، وهو غير موجود على الشبكة.
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:25 م]ـ
السلام عليكم
التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني وجدته .. ولا زال البحث عن الكتاب الآخر أكيد سيكون بالشبكة .... ولقد وجدنا المجلدات:)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:54 م]ـ
ليس على الشبكة يقينا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من رابط لتحميل كتاب " التبرك أنواعه وأحكامه "
للدكتور: ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:51 م]ـ
للرفع(66/16)
اقتران الشمس والقمر: لا يعني بداية الشهر الجديد، مع التوضيح ..
ـ[الخبوبي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:05 م]ـ
http://www.al-jazirah.com/114201/lp4d.htm
مدينة العلوم والتقنية: حدوث الاقتران لا يعني بداية الشهر الجديد
* الرياض - غازي القحطاني:
أورد عدد من الصحف المحلية موضوعاً لفضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة تقويم أم القرى يوم الخميس 23 رجب 1427هـ وطلب فيه فضيلته تقديم تفسير علمي مقنع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لظاهرة ولادة الهلال قبل غروب الشمس ومع أنه يغرب قبلها.
وتشكر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع على اهتمامه بهذا الموضوع الحيوي المتعلق بالأهلة وتقويم أم القرى، وتقدر لفضيلته ثقته بالمدينة وإشادته بالجهود التي قامت وتقوم بها في مجال تطوير تقويم أم القرى.
وقبل البدء في التفسير العلمي ترغب مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن توضح بأنها منذ تبنيها لتقويم أم القرى وهي تسعى جاهدة لتطويره وتحسينه وذلك بواسطة كوكبة من أهل العلم والاختصاص في عدة مجالات لتتكامل الآراء، كما أن المدينة كانت ومازالت تشارك بفاعلية في لجان رصد الأهلة التي صدرت عليها موافقة الأمر السامي منذ عام 1418هـ وحتى الآن.
وتوضح المدينة فيما يلي بعض المفاهيم والأسس العلمية بالصور والرسوم التوضيحية التي تبين كيفية حدوث الاقتران ومفهوم ولادة الهلال (مع الإشارة إلى أن جميع الرسوم والصور في هذا التفسير العلمي هي للتوضيح فقط ولم تأخذ في الاعتبار الأحجام الطبيعية للأجرام السماوية).
أولاً: بالنسبة لأحجام الأجرام الثلاثة (الشمس، الأرض، والقمر) فإن الشمس تعادل تقريباً مليون مرة حجم الأرض، في حين أن حجم القمر يعادل ربع حجم الأرض فقط، أي أن حجم الشمس يعادل ما يقارب 4 ملايين مرة حجم القمر.
ويرى الناظر من سطح الأرض تقارباً في حجم الشمس والقمر وذلك بسبب البعد الكبير بين الأرض والشمس حيث تبلغ المسافة بينهما (150 مليون كيلو متر) تقريباً في حين أن القمر أقرب للأرض بكثير وتبلغ المسافة بينهما قرابة (380 ألف كيلو متر)، أي أن الشمس أبعد عن الأرض من القمر بنحو (400مرة).
ثانياً: عندما تتحدث عن (الاقتران) فإن المقصود به هي اللحظة التي تكون فيها مراكز الأجرام الثلاثة (الشمس، الأرض والقمر) في مستوى واحد في الفضاء، وهذا هو التعريف العلمي للاقتران، وهي لحظة عالمية متفق عليها ويمكن حسابها بدقة كبيرة جداً.
والشكل (1) يوضح المقصود من المستوى وإذا أصبحت مراكز الأجرام الثلاثة في خط بصر واحد فينتج عن ذلك:
1) حدوث (كسوف) الشمس إذا كان القمر بين الأرض والشمس، كما في الشكل (2)
2) حدوث (خسوف) للقمر إذا كانت الأرض بين القمر والشمس.
ومن رحمة الله وفضله أن الكسوف والخسوف لا يحدثان في كل شهر بسبب ميلان محور دوران القمر حول الأرض بخمس درجات تقريباً عن محور دوران الأرض حول الشمس، بالتالي فإن الأجرام الثلاثة (الشمس، الأرض، القمر) إذا كانت في مستوى واحد فإن القمر تارة يكون أعلى خط البصر وتارة يكون أسفله، كما يوضح هذا الشكل (3).
أما بالنسبة لشكل الهلال الجديد، فيختلف من شهر لآخر، ويعتمد على موقع الشمس بالنسبة للقمر، وقد صنفه العلماء من قبل إلى ثلاثة أصناف.
1) الهلال الشامي الذي يكون اتجاه قرنيه إلى اتجاه الشمال للراصد من الأرض.
2) الهلال اليماني الذي يكون اتجاه قرنيه إلى اتجاه الجنوب للراصد من الأرض.
3) الهلال السماوي الذي يكون اتجاه قرنيه إلى اتجاه السماء (إلى أعلى) الراصد من الأرض.
وبداية الشهر الجديد (ظهور خيط النور من القمر) يأخذ في الغالب مدة زمنية بعد الاقتران تختلف من شهر لآخر وقد تتجاوز الساعة في بعض الأحيان، ويرجع سبب اختلاف هذه المدة لعدة أسباب من أهمها:
- المسافة بين الأرض والشمس: حيث إن الأرض تكون في بعض فصول السنة أسرع في دورانها حول الشمس عن غيرها خلال العام.
-المسافة بين القمر والأرض يكون القمر في بعض أيام أسرع في دورانه حول الأرض عن الأيام الأخرى خلال الشهر القمري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/17)
وتفسير هذين السببين هو أن المدارات التي تدور فيها الأجرام السماوية بيضاوية وليست دائرية تماماً ما يجعلها تخضع للقوانين الفيزيائية التي أوجدها الله تعالى حتى تحافظ على توازنها في مداراتها.
ويمكننا مشاهدة ذلك بوضوح عندما يحدث كسوف كلي للشمس.
ولا يمكن مشاهدة هلال الشهر الجديد إلا بعد أن يبتعد مركز القمر عن مركز الشمس بعد اجتماعهما في لحظة (الاقتران) أو (المحاق) بمسافة كافية تسمح بظهور خيط النور (الهلال) في القمر، والأشكال التالية توضح مراحل انفصال القمر عن الشمس بعد لحظة الاقتران:
1) هذه الحالة توضح لحظة الاقتران، والتي يكون القمر فيها في طور (المحاق) ويكون وجه القمر المقابل للأرض معتماً تماماً.
2) وبعد مرور مدة زمنية (تختلف حسب ما أشرنا له سابقاً من وقت لآخر) يبتعد مركز القمر عن مركز الشمس، ومازال وجه القمر المقابل للأرض معتماً.
ومثل هذه الحالة تحصل في الأشهر التي أشار لها فضيلة الشيخ عبدالله المنيع وأشكلت عليه، حيث إن القمر يغرب قبل الشمس، على الرغم من أن الاقتران قد تم ولم يظهر النور في القمر بعد.
3) ومع استمرار حركة القمر وابتعاده عن مركز الشمس، يبدأ بالانفصال عن الشمس حتى يصل في نقطة تسمح للنور بالظهور من حافة القمر.
هنا يمكن القول إن هلال الشهر الجديد قد هلّ، وتكون فرصة مشاهدة الهلال أفضل كلما اتجهنا إلى جهة الغرب على سطح الأرض، حيث إن القمر يتأخر عن الشمس شيئاً فشيئاً ويغرب القمر بعد غروب الشمس (طالع الشكل (4)).
ومما سبق يتضح لنا:
1) أن الاقتران يعني بداية دورة جديدة للقمر ولا يعني بداية الشهر الجديد.
2) يستغرق القمر مدة زمنية بعد حدوث الاقتران حتى يظهر فيه خيط النور وتختلف هذه المدة من شهر لآخر.
ونشير هنا أن تقويم أم القرى راعى هذه الأمور واتخذ شرطين أساسيين هما:
1) أن يكون الاقتران قد تم قبل غروب الشمس في مكة المكرمة.
2) غروب القمر بعد الشمس في مكة المكرمة.
وهذان الشرطان متلازمان ولا يكفي أحدهما لإثبات دخول الشهر بل يجب تحقيق الشرطين معاً.
http://www.al-jazirah.com/114201/lp4d.htm(66/18)
رسائل في الفضائل: الرسالة الأولى ((((فضائل أهل اليمن)))
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:59 م]ـ
رسائل في الفضائل: الرسالة الأولى ((((فضائل أهل اليمن)))
مقدمة
حمداً لله وصلاة وسلاماً على نبيه وآله وصحبه ومن والاه وعلى كل من اهتدى بهداه
أما بعد ...
لليمن فضائل جمة في الكتاب والسنة،حجبت عن الأنظار على رفوف النسيان لا تراها عيون الناظرين ولا تحس بها بصائر الباحثين .. وحقد حان الوقت لبيانها وإظهارها للعامة والخاصة .. ومن تلكم الفضائل ما انتقيت لهذا المقام:
1. أهل اليمن يحبهم الله ويحبونه:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} المائدة54
عن عياض الأشعري قال: "ما نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أومأ رسول الله إلى أبي موسى بشيء كان معه فقال:هم قوم هذا) رواه الحاكم ‘ وفي رواية عند الطبراني: هم قوم من اليمن.السلسلة الصحيحة [جزء 9 - صفحة 148] (3368)
قال الطبري:" حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عبد الله بن عياش عن أبي صخر عن محمد بن كعب القرظي: من عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يوما وهو أمير المدينة يسأله عن ذلك فقال محمد: {يأتي الله بقوم} وهم أهل اليمن!
قال عمر: يا ليتني منهم! قال: آمين. تفسير الطبري [جزء 4 - صفحة 622]
2. أهل اليمن يدخلون في دين الله أفواجاً:
عن ابن عباس: قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال: (الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله وجاء الفتح وجاء أهل اليمن قوم نقية قلوبهم لينة طاعتهم الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية) صحيح ابن حبان [جزء 16 - صفحة 287] 7298 ,وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن (1957): صحيح لغيره، وانظر السلسلة الصحيحة [جزء 9 - صفحة 149]
قال أبو هريرة: "ما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح قال: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان الفقه يمان الحكمة يمانية) رواه أحمد [جزء 2 - صفحة 277] 7709 تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، (3369) (الصحيحة)
3. أهل اليمن يشربون من الحوض قبل غيرهم:
عن ثوبان: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم فسئل عن عرضه فقال من مقامي إلى عمان وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من البن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق. صحيح مسلم [جزء 4 - صفحة 1799] (2301)
قال النووي: (إني لبعقر حوضي) هو بضم العين وإسكان القاف وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته وقيل مؤخره قوله صلى الله عليه وسلم (أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم) معناه أطرد الناس عنه غير أهل اليمن ليرفض على أهل اليمن وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام والأنصار من اليمن فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات ومعنى يرفض عليهم أي يسيل عليهم. شرح النووي على مسلم [جزء 15 - صفحة 62]
4. رجال أهل اليمن خير الرجال:
عن عمرو بن عبسة السلمي قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها وحضرموت خير من بني الحارث وقبيلة خير من قبيلة وقبيلة شر من قبيلة والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما لعن الله الملوك الأربعة: جمداء ومخوساء ومشرحاء وأبضعة وأختهم العمردة ثم قال:أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشا مرتين فلعنتهم وأمرني أن أصلي عليهم فصليت عليهم مرتين. ثم قال:عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة: خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/19)
القيامة ثم قال: شر قبيلتين في العرب: نجران وبنو تغلب وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول. رواه أحمد المسند [جزء 4 - صفحة 387] 19463 تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح،والطبراني في مسند الشاميين (969)، (3127) (الصحيحة) [جزء 8 - صفحة 134]
5. أهل اليمن أعمالهم أعظم من أعمال غيرهم:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه سيأتي قوم تحقرون أعمالكم إلى أعمالهم،قلنا: يا رسول الله أقريش؟ ,قال:" لا، ولكن أهل اليمن. رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 216)، وصححه الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (4/ 160)
6. أهل اليمن هم جيش الإسلام:
الجامع الصغير وزيادته [جزء 1 - صفحة 260] 2596
عن أبي أمامة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله استقبل بي الشام و ولى ظهري اليمن و قال لي: يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة و رزقا و ما خلف ظهرك مددا و لا يزال الإسلام يزيد و ينقص الشرك و أهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا و الذي نفسي بيده لا تذهب الأيام و الليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم. رواه الطبراني في المعجم الكبير [جزء 8 - صفحة 145] 7642، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1716 في صحيح الجامع
7. أهل اليمن خيار من في الأرض:
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة إذ قال يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض فقال رجل من الأنصار ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فقال في الثالثة كلمة ضعيفة إلا أنتم. رواه أحمد في [جزء 4 - صفحة 84] 16825 تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن , السلسلة الصحيحة [جزء 9 - صفحة 224] (3437)
8. أهل اليمن منه صلى الله عليه وسلم وهو منهم:
عن عتبة بن عبد انه قال: أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم فقال لا ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا بكم يسوقون نساءهم يحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم.
رواه أحمد في المسند [جزء 4 - صفحة 184] 17684 والطبراني في المعجم الكبير [جزء 17 - صفحة 123] 304، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه الشيخ مقبل كما في رياض الجنة ص 115
9. أهل اليمن أهل شريعة وأمانة:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والشرعة في اليمن وقال زيد مرة يحفظه: والأمانة في الأزد. رواه أحمد في المسند [جزء 2 - صفحة 364] 8746، ورواه الترمذي صحيح الترمذي [جزء 3 - صفحة 251] 3088
انظر السلسلة الصحيحة [جزء 3 - صفحة 72] 1084 ولبعضه شواهد انظر الحديث رقم 1039
10. أهل اليمن أنفع طاعة:
17442 عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة. رواه أحمد في المسند [جزء 4 - صفحة 154] تعليق شعيب الأرنؤوط: صحيح لغيره دون قوله: " وأنجع طاعة " وهذا إسناد حسن
وفي السلسلة الصحيحة [جزء 4 - صفحة 377] 1775: [أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة]. (حسن). (أنجع: أنفع)
11. أهل اليمن أهل بركة.
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن منها أو قال بها يطلع قرن الشيطان. رواه البخاري في الصحيح [جزء 6 - صفحة 2598] 6681 ورواه أحمد في المسند [جزء 2 - صفحة 118] 5987
12. أهل اليمن جند الله في الفتن.
عن عبدالله بن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام و جند باليمن و جند بالعراق عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم يمنكم و اسقوا من غدركم فإن الله قد توكل لي بالشام و أهله.
رواه الطبراني في المعجم الكبير [جزء 22 - صفحة 55] 130
ورواه أحمد وأبو داود كما في الجامع الصغير وزيادته [جزء 1 - صفحة 598] 5972
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3659 في صحيح الجامع وانظر صحيح الترغيب والترهيب [جزء 3 - صفحة 108] 3090
13. أهل اليمن هم أول من جاء بالمصافحة:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم. (قال أنس): وهم أول من جاء بالمصافحة]. (صحيح) وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقدم عليكم غدا أقوام هم ارق قلوبا للإسلام منكم. قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه. فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة.
رواه أحمد في المسند [جزء 3 - صفحة 251] 13649 تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر السلسلة الصحيحة [جزء 2 - صفحة 61] 527 -
14. حرص أهل اليمن على تعلم السنة.
عن أنس: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة فقال هذا أمين هذه الأمة. رواه مسلم في صحيحه [جزء 4 - صفحة 1881] 54 - (2419)
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الجمعة4
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/20)
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:17 ص]ـ
جُزِيتَ خيراً أخي رأفت وأهل اليمن فضائلهم طفحت بها السيرة النبوية وسأتطرق لذكرهم في بحث لي بخصوص الملاحم والفتن لذا إسمح لي بحفظ هذه الصفحة
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:41 ص]ـ
ما شاء الله بحث طيب ومفيد ..
ولا ننسى سيد التابعين أويس القرني رضي الله عنه فهو من تلك البقعة المباركة ..
ـ[أبوخالدالمكي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 06:23 ص]ـ
هل ورد هذا الحديث؟
إذا اشتدت بكم البلوى فاذهبوا إلى أهل اليمن؟
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 05 - 09, 11:31 ص]ـ
رقم الفتوى: 103928
عنوان الفتوى: درجة حديث (إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن)
تاريخ الفتوى: 19 محرم 1429/ 28 - 01 - 2008
السؤال
هل الحديث: إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن. صحيح. إذا كان صحيحا فما السبب في الفتن الموجودة في اليمن أكثر من غيرها من البلدان وما نصيحتكم لنا؟ وهل يجوز سب الحاكم أو الدعاء عليه حتى لو كان سيئا؟ وكيف يمكنني أن آخذ كل الاحاديث التي تتحدث عن اليمن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث ذكر الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، رحمه الله عنه أن حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم. وراجع في فضل اليمن وحكم الدعاء على الحكام وأهمية نصحهم الفتاوى التالية:99154، 57536، 5870، 43333.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=a&Id=103928&Option=FatwaId(66/21)
اشكال في الفرق الثاني عشر من فروق القرافي
ـ[أبوصالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:15 م]ـ
بارك الله فيكم
ذكر القرافي رحمه الله في كتابه المشهور بالفروق في اخر الفرق الثاني عشر مسالة اشكلت علي ولم افهم وجه رده
وهذه هي:
(الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ) قَوْلُهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ {إنَّ الصَّفَّا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} قَالَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَاسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ يَقُولُ الْوَاوُ لِلتَّرْتِيبِ وَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّ الْبُدَاءَةَ صَرَّحَتْ بِالتَّقْدِيمِ بِالْحَقِيقَةِ الزَّمَانِيَّةِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا فَلِمَ قَالَ هَذَا الْمُسْتَدِلُّ بِأَنَّ الْبُدَاءَةَ مُضَافَةٌ لِمَا ذَكَرَهُ مِنْ الْوَاوِ.
انتهى**
السؤال انه ما المانع بين ان يكون الصفا على تقدير انها متقدمة زمانا وانت تكون الواو ايضا على الترتيب
فلو ذكرتم بعض الفروع التي تندرج تحت هذا الفرق لعله يتضح وتزول الغمة
حفظكم الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:55 م]ـ
لا مانع من ذلك، ولكن ما الدليل عليه؟
أصل المسألة أن أهل اللغة اختلفوا في الواو هل تفيد الترتيب؟
والجمهور على أنها لا تفيد الترتيب، والقرافي يرجح هذا القول.
ولذلك فهو يرد على الاستدلال بالآية، فإنها ليست قطعية الدلالة في ذلك لما ذكره من الاحتمال.
هل اتضح لك المراد يا أخي الكريم؟
ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
الأخ الكريم أبو صالح
ذكر ابن عبد البر كلاما نفيسا في التمهيد في مسألة الواو، معللا ومناقشا ومرجحا، أتمنى ان تطلع عليه فهو كلام طيب.
التمهيد في تفسير آية الوضوء ج 2 ص 81 ومابعدها
ـ[محمدالقصبي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم: مافهمته
أن القرافي -رحمه الله- يقصد أن تقديم الصفا على المروة أمر يعرف بمحض العقل ولا دخل للأدوات اللغوية في ذلك، فتقديم الصفا على المروة معروف عنده عقلا؛ لتقدمها زماناً لأن الواو عنده لا تفيد الترتيب، فالواو هنا تفيد مجرد العطف، أما تقديم الصفا فعلمناه عقلاً لتقدمها زماناً، كما نص على ذلك في الفرق الثاني عشر قال: ( .. فظهر أن ترتيب أجزاء الزمان يقتظي ترتيب الأقوال والأفعال الواقعة فيها، وأن الواقع في المرتب مرتب عقلاً لا بوضع لغوي اقتضى ذلك، بل ذلك بالعقل الصرف) ص227
وذكر بطلان استدلال من استدل بحديث (نبدأ بما بدأ الله به .. ) على أن الواو تدل على الترتيب، إذ أن مجرد العقل يفيد ذلك بعيداً عن الدلالات اللغوية، والحق أن الحديث لا يدل على أن الواو للترتيب، يقول البقوري -في ترتيب الفروق واختصارهاص 1/ 116 - : (للخصم أن يعكس عليه، ويقول: بل الحديث يدل على أنها ليست للترتيب؛ وذلك لسؤالهم عن المبدؤ به ماهو؟ ولو أفادت الترتيب لما سألوا ذلك السؤال.).
وقد ذكر السيرافي أن النحويين واللغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب، وهذا القول مردود؛ لأن عدداً من النحويين قالوا بإفادتها الترتيب وهم: قطرب و والربعي، والفراء، وثعلب، وأبو عمرو الزاهد،وهشام، والشافعي،انظر حاشية الدسوقي على المغني (2/ 22)
وقد ذكر هذا محققوا الكتاب، والله تعالى أعلم
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 08 - 06, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ابا مالك العوضي
ابا احمد الشارفي
محمد القصبي
اتضح مراده نوعا ما
لكن ان نقول ان الواو عطف لا تفيد الترتيب
ثم نقول ان الصفا متقدمة زمانا على المروة
اشعر ان هذا هو الترتيب بعينه
وكذلك كانه لا يتصور عطف بلا ترتيب? يعني كيف نقول عطف ثم نقول بلا ترتيب?
على كل حال
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
فقد تنبهت الى معاني لم اكن مراعيا لها
حفظكم الله اجمعين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 04:25 م]ـ
الذي يقصده - والله أعلم - أن الترتيب يمكن أن يفهم من الكلام بغض النظر عن (الواو)
كأن تقول مثلا: (واحد ... اثنان ... ثلاثة ... أربعة) فالعقل يفهم من هذا الكلام أنك ذكرت (واحد) قبل (اثنان)، مع أنه لا توجد (واو) في العبارة.
فهو يقول: إن الترتيب المفهوم إنما فهم بدلالة تقدم لفظ الصفا على لفظ المروة، وليس بدلالة الواو.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 04:36 م]ـ
وأما تصور العطف بلا ترتيب فهو سهل إن شاء الله
فهناك آيات كثيرة في القرآن ورد فيها العطف بالواو مرة بتقديم المعطوف، ومرة بتقديم المعطوف عليه
كقوله تعالى: {لهو ولعب} {لعب ولهو}.
وفي بعض الآيات {في الدنيا والآخرة} وفي آية أخرى {فلله الآخرة والأولى}.
وفي قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} فقدم المبيضة وجوههم، ثم فصل فقال: {فأما الذين اسودت وجوههم ... وأما الذين ابيضت وجوههم} وقد عطف الجملتين الأوليين بالواو، وكذلك عطف الجملتين الأخريين بالواو، وخالف الترتيب فيهما.
وقال تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} فقدم النهار على الليل، وفي آيات كثيرة جدا قدم الليل على النهار.
والفقهاء يقولون: إن من أقسم (ليطعمن زيدا وعمرا) أنه يبرأ بإطعام عمرو قبل زيد.
وكذلك من حلف: (والله لقد رأيت زيدا وعمرا) لا يتهم بالكذب إن كان رأى عمرا قبل زيد.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/22)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:16 م]ـ
اخي الكريم ابا مالك العوضي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك واحسن اليك<(66/23)
أريد معرفة تراجم بعض الشيوخ.
ـ[أبو معاذ المصرى]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوانى بارك الله فيكم أبحث عن ترجمة كل من المشايخ:
الشيخ محمد اسماعيل المقدم
الشيخ ياسر برهامى
الشيخ وحيد عبدالسلام بالى
أرجوا من كان لديه علم ان يبعث لى بها.
وجزاكم الله خيراً
ـ[بن طاهر]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:19 م]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، تجد ترجمة كلٍّ من الشّيخين محمّد اسماعيل المقدّم وياسر برهامي في الموضوع: الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين (2)، وترجمة الشّيخ وحيد عبد السّلام بالي في الموضوع: أريد ترجمة للشيخ وحيد عبد السلام بالي.
وأنصحك - حفظك الله - وأذكِّرُ نفسي بالبحث في الملتقى قبل طرح أيّ سؤال فإنّ تكرار المواضيع غير مفيد، وقد لا يجيبنا أحدٌ! والملتقى غنيّ بالفوائد، والحمد لله.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو معاذ المصرى]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخى بن طاهر.
ولكن ترجمة الشيخ وحيد غير كافية فلم تأتى بمشايخ الشيخ ولا مراحل طلبه. بارك الله فيكم وجزاكم خيراً.
وارجوا لمن لديه معلومات عن الشيخ توضيحها.(66/24)
ايهما افضل: تأليف كتاب ام تأسيس موقع؟
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم ... احبتي رحمكم الله وبارك فيكم ...
ايهما افضل لمن وجد في نفسه القدره على الافاده: تأليف كتاب ام تأسيس موقع على الشبكة الالكترونيه لافادة الناس؟
ارجو من الاخوة المشاركه وابداء الرأي وجزاكم المولى خير الجزاء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:40 ص]ـ
(كل ميسر لما خلق له) فليس كلُّ من يمتلك آلات التأليف يستطيع إنشاء موقع، وليس كل من يستطيع إنشاء موقع يقدر أن يؤلف؛ فعلى المسلم أن يقف على الثغر الذي يليق به.
ولكن إذا نظرنا للمسألة بتجرد وجدنا أن تأسيس الموقع أكثر فائدة لعوام الناس من الكتب، والكتب أكثر موثوقية عند غالب الناس من المواقع، ولكن الموقع يستوعب أضعاف ما يستوعبه الكتاب من علم.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.(66/25)
ما الغريب في فهم نص كلمتا (الكتاب والحكمة) في موقعين في القران يخصان عيسى عليه السلا
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:49 ص]ـ
هذان الموقعان هما: المائدة ???؛ ال عمران ??.
الذي لا اراه غريبا او بعيدا في المعنى هو: ان هاتين الكلمتين لا يختلف معناهما اطلاقا عن مواقع اخرى وردتا معطوفات على بعض، الا وهو: القران والسنة.
التعليل:-
(?) عودة عيسى عليه السلام قبل قيام الساعة اماما يحكم بالقران والسنة لنصرة هذا الدين و ابطال اكبر فتنة ظهرت للبشر الا وهي فتنة الدجال.
(?) وجوب تعلم القران والسنة قبل ان يحكم بهما.
(?) تعلم القران والسنة عند الله-قبل نزوله- لا عند المسلمين، فلا وجوز ان المتعلّم يصير اماما للمعلّم.
(?) اسلوب القران في الخطاب لا يعيقه اسراد خطاب سيحصل في الغيب، فالقران كلام من بيده مفاتيح الغيب.
(?) المشهد في نص الاية (المائدة ???) عبارة عن خبر من الغيب الاتي
اذا كان كل ما سبق صحيح فما الغريب في ان يطلب الله جل وعلا من عيسى عليه السلام ان يذكر على اهل المحشر ما منّ عليه من علم في شرع ما بعده-القران والسنة- وما
قبله-التوراة- وما انزل عليه خاصة-الانجيل.
الغريب في التفاسير التي قدر لي الاطلاع عليها انها اكثرها منقولة عن ما ال اليه الشيخ الطبري في كتابه.
في ذاك الكتاب اعطى الطبري مدلول لمعنى (الكتاب) دلالة الخط اي فن الكتابة، امّا لمعنى (الحكمة) فلم يخصها بمدلول اكثر من معناها اللغوي المحض. و هذا خلاف لما تحمله
الكلمة الاولى من معنى لغوي معروف و تخصصي في القران و الكلمة الثانية من معنى تخصصي في القران.
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:05 ص]ـ
المائدة 110 ال عمران 48(66/26)
سؤال: كيف يتغلب طالب الحديث علي كثرة الكتب وارتفاع أسعارها؟
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأحباب
لا شك أن كل طالب حديث يعاني من مشكلة كثرة الكتب وارتفاع أسعارها
فطالب الحديث يختلف من حيث احتياجه إلي المراجع
فهو يحتاج مثلا الكتب التسعة دفعة واحدة
وعلي الأقل معهم تحفة الأشراف حتي يستطيع أن يخرج الأحاديث
وهذا لمن أراد البداية في التطبيق العملي (يعني مبتدىء)
هذا غير ارتفاع أسعار الكتب
فمثلا مسند الإمام أحمد يُنصح باقتناء طبعة الرسالة
وقد سألت عن هذه الطبعة فوجدها ب 1800 جنيه مصري (يعني أغلي من الكمبيوتر أو في مثل سعره (ابتسامة)
وهذا يختلف عن طلبة باقي العلوم مثل التفسير والأصول والفقه فيمكن التدرج في شراء الكتب
وأنا هنا في ملتقي أهل الحديث
وأرجو الإرشاد في هذه القضية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الاستاذ]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:12 ص]ـ
اشتر جهاز الكمبيوتر , وعليك بالشاملة , والوقفية , ووصلة نت. (ولا تزعل نفسك).
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:26 ص]ـ
ممارسة العمل عن طريق الكتب يختلف كثيرا عن الكمبيوتر يا أستاذنا
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:31 ص]ـ
نعم عليك بنسخها عبر الطابعة اذا كانت هذه الطريقة اوفر حتى ييسرها الله جل في علاه
ـ[أبو عوض المقدسي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:01 م]ـ
نعم أخي الكريم عليك سرقتها وهذا أفضل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:59 م]ـ
ما المقصود يا إخوة؟
أرجو أن تكون المشاركة بما يفيد الموضوع
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:52 م]ـ
هناك 3 حلول لهذة المشكلة:
1 - الشراء من باعة الكتب القديمة (سور الأزبكية- أبو الريش)
2 - عمل ما يسمى فى مصر جمعية و النقود المتوفرة تشترى بها و هكذا
3 - الذهاب لمكتبات المساجد مثل أنصار السنة بعابدين
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:09 م]ـ
ارجو من الاخوة - الافاضل - توضيح المراد بالشاملة والوقفية و ...............
وهل هي موضع على النت للإستفادة من كتب اهل العلم، او سي دي يباع في الاسواق او ماذا؟؟
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:19 م]ـ
والله يا أخى إن سؤالك هذه أرى أن جوابه
هو الصدق فى الطلب والتوجه إلى الله -سبحانه- بالدعاء
وثق أنك إن حققت هذا فإن الله سييسر لك أمرك وهذا عن تجربة والله المستعان
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:31 م]ـ
ارجو من الاخوة - الافاضل - توضيح المراد بالشاملة والوقفية و ...............
وهل هي موضع على النت للإستفادة من كتب اهل العلم، او سي دي يباع في الاسواق او ماذا؟؟
أما الشاملة 2.0، فهي برنامج برمجه أحد إخواننا في الملتقى وهو الأستاذ الفاضل نافع، ويمكنك تحميله من هنا ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=37&book=2287)..
وهو مكتبة بها حوالي 1800 كتاب تقريبًا، وجُمعت هذه الكتب من مواقع النت المختلفة، ويميّز غالبها: الإتقان والدقة، خصوصًا الكتب المأخوذة من مجمع الملك فهد وموقع جامع الحديث وموقع الإسلام، ويليها في الدقة: كتب موقع التفاسير وموقع الوراق ..
وبها العديد من الخدمات: كإمكانية أن تضيف أنت كتابًا لها: بصيغة وورد أو أي صيغة نصية، وغير ذلك من الخدمات التي يمكنك معرفتها إذا قرأت ملف الشرح (ينزل مع الموسوعة) ..
وإذا كنت من أصحاب النت الكسيح:): فحمّلها مفرّغة، من هنا ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=37&book=2288)، واملأها أنت بما شئت من الكتب، لكن الأفضل لك أن تحمل النسخة الكبيرة ..
ونرجو من الأخ نافع أن يسارع بافتتاح موقع الشاملة، وياليته يضع فيه الكتب مفردة بصيغة bok، وهذا الصيغة يا أبا عبد العزيز: يتم استيرادها للشاملة بجميع خواص الكتاب، بعكس صيغة الوورد أو الكتب النصية: فإنها تُدخل بلا فهرسة ..
أما الوقفية: فهي مكتبة أنشأها بعض الإخوة لتكون جامعة للكتب المصوّرة ضوئيًا pdf، ويميّز هذه الكتب: إمكانية العزو بسهولة لأن الكتاب أمامك كما هو، ويميّزها الدقة، بخلاف الكتب النصية بشكل عام، فإن الكتب النصية يقع فيها الكثير من الأخطاء المطبعية ..
وهاهو موقع المكتبة الوقفية ( http://www.waqfeya.com/)..
وانتبه إلى أنه هناك بعض الكتب ال pdf موجودة في الملتقى ولم تُضف في المكتبة الوقفية، نرجو من إخواننا القائمين عليها أن يسرعوا بإضافتها، جزاهم الله خيرًا ..
____________________
إضافةً إلى ما سبق: استفد من هذه الثلة المباركة من المواقع:
موقع جامع الحديث ( http://www.sonnhonline.com/): أكثر من رائع ..
مكتبة طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=library)
مكتبة صيد الفوائد ( http://saaid.net/book/index.php)
مكتبة المشكاة ( http://www.almeshkat.net/books/index.php)
موقع الدرر السنية ( http://dorar.net/default.asp)
مكتبة رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/booksww/index.php)
وأظنك بهذا -إن شاء الله- لن تحتاج لغيرها من المواقع:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/27)
ـ[علي حسين]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:15 ص]ـ
بصراحة مشكلتي ليست بشراء الكتب بل أين اضع الكتب (ابتسامه) ...
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:46 ص]ـ
عندي لك عدة أشياء لتفعلها كي تصل إلى ما تريد:
1 - إبدأ بالكتب الصغيرة، والرسائل الجامعية المطبوعة، فإنك ستحصل منها على حصيلة لا بأس بها من العلم الشرعي.
2 - تحرى الجهات التي توزع الكتب الدينية مجاناً، وربما أفردت لها صفحة في الملتقى العام.
3 - شد الحزام قليلا (إذا كنت ترى جواز لبس البنطال)!، وسوف تجمع شيئا لا بأس به.
4 - صادق طلبة العلم القديمين في طلب العلم، إذ أنهم يوزعون نسخهم القديمة عندما يقعون على نسخ أخرى محققة. (عليك أن تكون جريئا في طلب الكتب، وإلا لن تحصل على شيء!!!!).
5 - أنصحك أن تبدأ بشراء ما تجزم بأنك لو اشتريته لن تدع قراءته بعد حين ... أما إذا كنت لا تود قراءته في نفس لحظة الشراء .. فلا تشتريه .. واقصر الميزانية على ما سوف تقرؤه بالحال.
6 - وأخيرا .... صادق أحد أعضاء هذا الملتقى، من كبار السن، لعله يكتب في وصيته بأن تؤول الكتب إليك، كما قررت أنا أن تؤول كتبي إلى شخص أحبه في الله!!!!!. آمل من الأخوة أن يكتبوا لنا أسماء من هو طاعن في السن ولا يوجد له أبناء يهتمون بكتبه. ابتسامة ماكرة!!!
هل كنت ستجد نصائح ذكية مثل هذه من غيري؟!!!!!!:)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:54 ص]ـ
وبالتجربة كل شهر 20 او 30 جنيها ستحصل خلال 7 او 8 سنوات على مكتبة
محترمه ولن تجد مكانا لتنام فيه جهز الكراتين تحت الاسرة (جمع سرير) فقط ابتسامه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 09 - 06, 02:19 ص]ـ
سبحان الله!
كنا قديما نجد الوقت، ونعاني مشكلة غلاء الكتب!
والآن نجد الكتب، ولا نجد من الوقت ما يكفي لقراءة عشر معشارها!(66/28)
لماذا يقول: ((الترمذي سألت محمد بن إسماعيل، أو سألت البخاري)) سؤال مهم؟!!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:14 ص]ـ
كثير مايقول: الترمذي سألت محمد بن إسماعيل، وقد سألت محمد، وقال: محمد.
وقال: محمد بن إسماعيل.
وقليل مايقول: وقال البخاري وسألت البخاري. يدعوه بأسمه هكذا؟!
السؤال / لماذا لا يقول وقال الشيخ، أو وقال شيخنا. وما شابه ذلك،،،
أرجوا منكم الإفادة وفقكم الله،،،،
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:38 ص]ـ
لعل الأولى في هذا المقام - مقام العلم - أن يصرِّح باسمه، لأن شيوخه كُثُر، وليس شيخًا واحدًا، فلئلا يلتبس بغيره، فهو يدعوه باسمه هكذا.
وهذا تجده كثيرًا في نقل العلماء عن مشايخهم.
هذه مجرد وجهة نظر.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:46 م]ـ
إضافة إلى ما أجاب به أبو جويرية الأثري وفقه الله أقول: مما يؤكد كلام الأثر أن هذه الصيغة قليلة الورود في تلك الزمان بالنسبة إلى الأزمان بعدهم، فنجدهم يقولون: سألت أحمد، أو قال: أبو عبد الله أحمد، وهكذا.
والله أعلم.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،،،،،،،،،،،
للرفع نريد المزيد،،،،،،،،،،،
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:34 ص]ـ
للمحدثين،،،،، وفقهم الله ..(66/29)
امرأة تحيض ثم ترى الطهر غالبا في اليوم الخامس ثم يعاودها الحيض
ـ[سفيان الحلواني]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:39 ص]ـ
لمن لديه علم في هذه المسألة.
امرأة تحيض ستة أيام أو سبعة، وهي كثيرا ما ترى الطهر في اليوم الرابع أو الخامس بحيث تبقى في ذلك اليوم كاملا لادم معها ثم يعاودها الحيض وأحيانا الكدرة في اليوم السادس والسابع فهل عليها من صيام أو صلاة؟
أرجو الإجابة عاجلا
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:27 ص]ـ
قال العلماء ان عاد الدم في ايام حيضها فهو حيض كما ذكره صاحب الزاد وغيره والله اعلم
ـ[سفيان الحلواني]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:34 م]ـ
جزاك الله الجنة، لكن هل تترك الصلاة في هذا اليوم الذي ترى فيه الطهر أم لا؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:37 م]ـ
نعم تترك الصلاة طالما أن هذا اليوم يعتبر من أيام حيضها ,,,,,وهذا يسمى الحيض المتقطع فهى فى هذه الحالة لازالت حائضا ولم تطهر وإنما يتقطع الحيض لديها
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[08 - 07 - 07, 05:03 م]ـ
وقد سمعت الشيخ محمد بازمول يقول القاعدة في الدماء هي: ((أن ما نزل وقت الطهر فهي في طهر وما نزل وقت النفاس فهي في نفاس وما نزل وقت الحيض فهي في حيض)) وسأنقل لك الرابط الصوتي بإذن الله تعالى(66/30)
إلى الأخ محمد القصبي هل من مراجع تفيدنا بها؟
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:52 ص]ـ
قرأت مشاركتكم في الكلام على الفرق الثاني عشر من فروق القرافي، وسرني ما كتبته وما نقلته عن اهل العلم، فهل من مراجع نستزيدها منك في هذا الباب، وبخاصة فيما يتعلق بدلالة الواو؟ وهل هناك من خلاف في دلالة الفاء أيضا؟ أرجو المزيد(66/31)
هل يجوز التقدم للزواج في الحج؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم
قام احد الإخوة في الحج بالتقدم لأخت في وقت الحج عن طريق احدى الأخوات.
لم يكن يعرفها مسبقا، لكنها كانت في نفس الحملة، وكان قد راى حجابها (تغطي كل جسمها حتى الوجه) وكانت قد اتت معهم من احدى الدول الغربية، وقد اعجب بحجابها وحشمتها وحياءها (لاحظ تلك الامور وهم في الحج).
فاتتها أخت وقالت لها بأن الرجل الفلاني يريدها زوجة ثانية له حيث انه متزوج، فرفضت لأنها مخطوبة.
السؤال هو:
هل يجوز أن يتقدم رجل للمرأة في وقت الحج؟
وهل يجوز أن يتقدم لها مباشرة؟ وهل هناك فرق بين البكر والثيب؟ سواءا في الحج او غير الحج.
أرجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:35 ص]ـ
الحمد لله هذا المسالة اسهل من تلك اما المحرم فلا يجوز له ذلك لحديث عثمان لاينكج المحرم ولاينكح ولايخطب والله اعلم فان فعل فهو اثم ولكن لا كفارة عليه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:06 ص]ـ
هل سؤاله لها لأجل ان يعرف إذا كانت ستوافق ام لا إذا تقدم لها عند اهلها يعتبر خطبة؟(66/32)
مارايكم ياطلاب العلم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي اقتراح وهو ان نضع في كل اسبوع حديث من كتاب الصوم من عمدةالاحكام مع ذكر الفوائد فكل من لديه فائدة تتعلق بالحديث يذكرها مع ذكر المصدر والصفحة والمجلد بحيث يستفيد بعضنا من بعض فما تطلع عليه قد لا اطلع عليه او انك لديك كتاب ليس موجودا لدي وايضا نستطيع ان نجمع فوائد عديدة
فمن اراد المشاركة فليخبرنا حتى نبدا بعد اذن المشرف
والله الموفق(66/33)
هل يجوز الإستنجاء بالأسمنت؟
ـ[شبكة السلف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز الإستنجاء بالأسمنت؟
نرجو الإفادة
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
ليس في الاسمنت ما يمنع على ضوء ما ورد في السنة ..
ففي حديث سلمان عند مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن نستنجي برجيع أو عظم و في حديث عند بعض أهل السنن " أو روث " و علله بأنه طعام دواب اخواننا من الجن و في حديث آخر " أو حممه " أي الفحم و لعله لا يثبت. وفي حديث في البخاري أنه عليه السلام القى روثة الحمار و قال " إنها ركس " فعلل تركها بالنجاسة فيكون الأمر على ما يلي:
لا يجوز الاستجمار - ويقال الاستنجاء ايضا فهما بنفس المعنى كما اختاره النووي و كما ورد في بعض الفاظ الاحاديث- بكل محترم ذي منفعة مثل طعام الجن ودوابهم و طعام البشر و دوابهم وكل ما يستفاد منه و تتعطل منفعته بالاستنجاء به و كذلك لا يجوز بكل شئ نجس و قال بعض الفقهاء لا يجوز الاستنجاء بالزجاج لانه لا ينقي و الحق انه لا يقال لا يجوز ولكن لا يجزئ مع الجواز فكل ما لا يتم به الانقاء لا فائدة بالاستنجاء به ..
وحسب علمي بان الاسمنت لا ينطبق عليه شئ من هذه المحاذير الا انه يتم حرقه و لكنه ليس حممه لان الحممه ما بقي من الحطب و الخشب و ليس الحجاره و كل الاحجارة اصلا هي بقايا براكين و نيران سابقه غالبا خصوصا الصوان و ان دخل في تركيبته نجاسات فهي لم تبق على عينها بل تغيرت الى عين جديده و لو منعنا الاستنجاء به بهذه الحجه لمنعنا الصلاة في المسجد الحرام لانه مبني من اسمنت! و لمنعنا الجلوس في البيوت لانه كالجلوس في عذرة كبيرة ولكن الامر ليس كذلك , فعندما حصر المنع في اشياء معينه دل ذلك على جواز الاستنجاء بما سواها فحصر الممنوعات له مفهوم اطلاق الجواز فيما عداها.
والله اعلم
ـ[شبكة السلف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك
واثابك(66/34)
ما هي الخشية الحقيقيّة؟ كلام نفيس للإمام محمد بن صالح العثيمين
ـ[أبو الربيع العازمي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:43 م]ـ
قال الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في تفسير قول الله تعالى:
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) يس: 11.
(وقوله: (بالغيب) قال المؤلف (1): " ولم يره " كأنه يفسّر أن المراد بالغيب: أنّه يخشى الله في غيبة الله عنه، فيكون (بالغيب) حالا من المخشي، يعني يخشى الله والله غائب عنه، هذا أحد الوجهين في الآية.
الوجه الثاني: يخشى الله بالغيب، أي يخشى الله في حال الغيبة عن الناس، يخشى الله في قلبه في عمل غائب لا يغفل، فيكون (بالغيب) حالا من الخاشي، يعني أن هذا الإنسان الذي أنذرته وانتفع بإنذارك هو الذي اتّبع الذكر وخشي الله بالغيب حال كونه غائبا عن الناس، خشي الله بالغيب أي بالعمل الغائب، وهذه هي الخشية الحقيقيّة، لأن خشية الله تعالى في العلانية قد يكون سببها مراءاة الناس، ويكون في هذه الخشية شئ من الشرك، لأنه يرائي بها، ولكن إذا كان يخشى الله في مكان لا يطّلع عليه إلا الله فهذا هو الخاشي حقيقة، وكم من إنسان عند الناس لا يفعل المعاصي ولكن فيما بينه وبين نفسه يتهاون بها، فهذا خشي الناس في الحقيقة ولم يخشَ الله عز وجل لأن الذي يخشى الله لا بدّ أن يقوم بقلبه تعظيم الله سبحانه وتعالى سواء بحضرة الناس أو بغيبة الناس، أيضا يخشى الله بالغيب أي بما غاب عن الأبصار وعن الأذن سمعا وهو خشية القلب، وخشية القلب أعظم ملاحظة من خشية الجوارح إذ خشية الجوارح بإمكان كلّ إنسان أن يقوم بها حتّى في بيته فكلّ إنسان يستطيع أن يصلّي ولا يتحرّك، ينظر إلى موضع سجوده، يرفع يديه في موضع الرفع، يعني يستقيم استقامة تامّة في ظاهر الصلاة، لكن القلب غافل، أما خشية القلب فهي الأصل، وهي التي يجب أن يراقبها الإنسان ويحرص عليها حرصا تاما، وهذا معنى قوله تعالى: (وخشي الرحمن بالغيب).
..................................
(1) يقصد ـ رحمه الله ـ جلال الدين المحلي.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:15 م]ـ
ها هنا كلمات حسان من كلام سعيد بن جبير أحببت أن أذكرها. قال: إن أفضل الخشية أن تخشى الله خشية تحول بينك وبين معصيته، وتحملك على طاعته، فتلك هي الخشية النافعة. والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر له، وإن كثر منه التسبيح وتلاوة القرآن. قيل له: من أعبد الناس؟ قال: رجل اقترف من الذنوب، فكلما ذكر ذنبه احتقر عمله، وقال له الحجاج: ويلك فقال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار، فقال: اضربوا عنقه، فقال: إني أشهد أن لا إل?ه إلا الله وأن محمداً رسول الله، استحفظك بها حتى ألقاك يوم القيامة فأنا خصمك عند الله، فذبح من قفاه، فبلغ ذلك الحسن فقال: اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج، فما بقي إلا ثلاثة حتى وقع من جوفه دود فأنتن منه فمات. وقال سعيد للحجاج لما أمر بقتله وضحك فقال له: ما أضحكك؟ فقال: أضحك من غيراتك عليَّ وحلم الله عنك.
اسم الكتاب: البداية والنهاية
رقم الجزء: 5
رقم الصفحة: 98
ـ[أبو الربيع العازمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:23 م]ـ
أحسنت ـ أخي الحبيب ـ ... أحسن الله إليك ...(66/35)
سؤال حول الإمامة
ـ[نسيم الجزائري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 01:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد فأنا قرأت كيفية الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله و لم أقرأ حول الإمامة
ممكن بارك الله فيكم بيان لي ما يختلف عن صلاة الإمام و المأموم مثلا هل يقول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم قبل الفاتحة في كل ركعة؟ و هل يقول سمع الله لمن حمده و ربنا و لك الحمد و أشباء أخرى و بارك الله فيكم و السلام عليكم
ـ[نسيم الجزائري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:00 م]ـ
السلام عليكم
ممكن جواب؟ بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل يقول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم قبل الفاتحة في كل ركعة؟
نعم وهل يجهر بها في الجهرية أو يسر فيه خلاف بين العلماء، والإسرار أولى.
و هل يقول سمع الله لمن حمده و ربنا و لك الحمد
نعم يقولها الإمام والمأموم والمنفرد جميعا على رأي بعض العلماء، ويقتصر المأموم على ربنا ولك الحمد ولا يقول سمع الله لمن حمده على القول الراجح.
والله أعلم.
ـ[نسيم الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي على المعلومة(66/36)
تفسير حديث؟ نرجو المساعده
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:42 م]ـ
يحتج كثير من الروافض ان الصحابه كانوا ينادون الرسول
مثل ندائهم يا على ويا حسين
والاستعانه بالمخلوق بدلا من الخالق
http://www.almaystro.com/vb/uploaded/0_1154220034.jpg
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:47 م]ـ
يحتج كثير من الروافض ان الصحابه كانوا ينادون الرسول
مثل تدائهم يا على ويا حسين
http://www.almaystro.com/vb/uploaded/0_1154220092.jpg
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:49 م]ـ
يحتج كثير من الروافض ان الصحابه كانوا ينادون الرسول
مثل تدائهم يا على ويا حسين
http://www.almaystro.com/vb/uploaded/0_1154220177.jpg
http://www.almaystro.com/vb/uploaded/0_1154220177.jpg
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[23 - 08 - 06, 04:03 م]ـ
الحديث الأول الذي فيه (يا محمد) ضعيفٌ، وحتى إن صحّ: فلا دلالة لهم فيه!
وراجع: هذه مفاهيمنا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=144)، ففيه نسف لهذه الشبهة ..
أما الحديث الثاني: فتكلم عنه الإمام الألباني في الضعيفة المجلد الثاني ص 108 وما بعدها، وضعّفه، وقال إنه لا دلالة فيه على الاستغاثة بالأولياء والصالحين، فراجعه فهو مهم جدًا ..
ـ[عبدالله سليمان]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:27 ص]ـ
شيخ اسامة اشكرك جزيل الشكر(66/37)
أبحث عن مخطوطات قرآنية غير منقوطة، هل من م
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[23 - 08 - 06, 05:29 م]ـ
بالذات أم الكتاب.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:32 ص]ـ
السؤال عنها يكون بمنتدى المخطوطات(66/38)
هل يأخذ مكان الاستحكام حكم الحمام؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[23 - 08 - 06, 06:35 م]ـ
اطرح هذه المسألة بين الاخوة عسى ان اجد اجابة شافية.
المسالة: هل ياخذ مكان الاستحمام الغير مهيأ لقضاء الحاجة، كالذي يوجد في الاندية او المسابح العامة، هل ياخذ حكم الحمام؟ ام لا ..
بمعنى هل يجوز ان يقرا فيه القران. وغير ذلك من الاحكام؟
ومسألة اخرى شبيهه وهي ..
هل يجوز في دورة المياه اجلكم الله استذكار ايات القران بالقلب من دون تحريك اللسان او النطق به ... هل يعد هذا قرأة للقران؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:44 م]ـ
ارجوا ممن يملك اجابة من الاخوة الا يبخل علينا
فانا دائم التفكبر في المسالة
كما اني محتاج اليها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:45 م]ـ
وفقكم الله
الحمام هو الاسم الصحيح لهذا المكان، ومحل قضاء الحاجة يطلق عليه: الحش أو الكنيف أو الخلاء ...
وقراءة القرآن عبادة جليلة ينبغي اختيار الوقت والمكان المناسب لها.
واستذكار آيات القرآن وإمرارها على القلب من غير تلفظ ولا قراءة = لا تعد قراءة.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن، ونفع الله بك.
اجبت غلى السؤال الثاني ولم تجب عن الاول.
وهو هل ياخذ الكنيف حكم المكان الاستحمام؟
فمثلا ما حكم الكلام فيه؟. وهل هو داخل في الخلاف الوارد في الخلاء.
حكم قرأة، او ادخال المصحف اليه؟.
هل هو مكان او منزلا للجن؟.
وهل تقال ادعية دخول الخلاء حال دخوله؟.
وغير ذلك من المسائل.
اتمنى ان تبسط القول في المسائلة، واذا امكن الدليل فحسن.
وجزاكم الله خيرا.(66/39)
عثرت على برنامج يحول الصوت الى كتابة
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:58 م]ـ
عثرت على برنامج يحول الصوت الى كتابة ولكنني لم اجربه ويمكن استخدامه في تفريغ الاشرطة وحجمه ضخم في الواقع وهو في منتدى القمر
http://moon15.com/vb/showthread.php?t=68016
يجب ان تسجل فى المنتدى لكن تنزل البرنامج وقال لى احد فنيي الحاسب انه يعمل على windows xp وبالذات office 2003
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:00 م]ـ
لا أظنه يصلح لتفريغ الأشرطة
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:09 م]ـ
يا أخي الكمبيوتر غبي وقد أنزلت برنامجا شبيها بهذا من قبل وكانت النتائج صفر %
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:28 م]ـ
ساجربه بوضع مكبر المسجل قرب الميكروفون ولن ايأس لانه سيوفر علينا جهدا كبيرا
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:29 م]ـ
ساجربه بوضع مكبر المسجل قرب الميكروفون ولن ايأس لانه سيوفر علينا جهدا كبيرا ان شاء الله
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:07 م]ـ
هذا البرنامج الذي يحول الأصوات إلى كتابة مناظرة للصوت، هو برنامج كان مطروحا في الأسواق منذ أكثر من خمس سنوات ولا أدري عن وضعه الآن وأنا رأيته في المعرض وكان العارض يجربه أمامنا واكنت النتائج عاليةجدا، وأنا الحقيقة نسيت اسمه لكن لعل
أحد يذكرنا بذلك
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:34 ص]ـ
هذا البرنامج الذي يحول الأصوات إلى كتابة مناظرة للصوت، هو برنامج كان مطروحا في الأسواق منذ أكثر من خمس سنوات ولا أدري عن وضعه الآن وأنا رأيته في المعرض وكان العارض يجربه أمامنا واكنت النتائج عاليةجدا، وأنا الحقيقة نسيت اسمه لكن لعل
أحد يذكرنا بذلك
حسبما قرأت في تعريف للبرنامج فإنه قبل البدء بالعمل به يضع لك مجموعة من الكلمات ويطلب منك نطقها وذلك ليتعرف على نبرات صوتك ويقابلها على الأحرف, فبعد عمل البرنامج لا يعمل إلا على الصوت الأول وبسرعة معينة
وأما الدروس فأصوات المشايخ مختلفة ولهجاتهم كذلك وسرعة كلامهم ووضوح الأشرطة أيضا مختلف
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الله
هو كما قلت فقد جربته من قبل
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:37 ص]ـ
الرابط الذي في الصفحة لا يعمل
السؤال
uestion
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:38 م]ـ
ينبغي ان تسجل قبل التحميل
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:47 ص]ـ
ماحَالُ الْبَرْنَامَجِ يَا رَعْد؟
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[26 - 12 - 06, 06:18 م]ـ
حسبما قرأت في تعريف للبرنامج فإنه قبل البدء بالعمل به يضع لك مجموعة من الكلمات ويطلب منك نطقها وذلك ليتعرف على نبرات صوتك ويقابلها على الأحرف, فبعد عمل البرنامج لا يعمل إلا على الصوت الأول وبسرعة معينة
وأما الدروس فأصوات المشايخ مختلفة ولهجاتهم كذلك وسرعة كلامهم ووضوح الأشرطة أيضا مختلف
صحيح وأقل تغيير في نبرة الصوت قد يغير الحرف المنطوق فيكتب غيره و عليك تصحيحه بنفسك
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:20 م]ـ
ماهي الخلاصة الان
ـ[أبوفاطمة الجداوي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:12 م]ـ
هذا البرنامج الذي يحول الأصوات إلى كتابة مناظرة للصوت، هو برنامج كان مطروحا في الأسواق منذ أكثر من خمس سنوات ولا أدري عن وضعه الآن وأنا رأيته في المعرض وكان العارض يجربه أمامنا واكنت النتائج عاليةجدا، وأنا الحقيقة نسيت اسمه لكن لعل
أحد يذكرنا بذلك
البرنامج كان اسمه أي-بي-ام فيا فويس
وشركة أي بي أم أنزلت برنامج متوافق مع اكس بي لكنه لا يدعم لغة العرب
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:54 م]ـ
حسبما قرأت في تعريف للبرنامج فإنه قبل البدء بالعمل به يضع لك مجموعة من الكلمات ويطلب منك نطقها وذلك ليتعرف على نبرات صوتك ويقابلها على الأحرف, فبعد عمل البرنامج لا يعمل إلا على الصوت الأول وبسرعة معينة
وأما الدروس فأصوات المشايخ مختلفة ولهجاتهم كذلك وسرعة كلامهم ووضوح الأشرطة أيضا مختلف
هو كما قلت أخي الكريم
وقد أنزلته ذات مرة وقمت بتثبيته عندي ووجدته يحتاج إلى تعريف بنبرة الصوت ووجدته يحتاج وقت كبير جدا لدرجة تصل إلى الملل فتركته , مع العلم أنه يعطي نتائج سيئة بالنسبة للغة العربية , وهذا في حالة تدربه على صوت واحد فما بالنا بالأصوات المتعددة , هذا غير ممكن
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:32 م]ـ
برنامج أي-بي-ام فيا فويس برنامج قديم
كان عندي منذ عدة سنوات وهو يأخذ جهد كبير في تعريفه على صوتك حتى يستطيع أن يكتب بشكل جيد ولكنه يحتاج لقراءة بطيئة جدًا.
وقد سمعت أن الشركة أصدرت إصدارا أحدث يتعرف على الكلام بسرعة القراءة العادية ولكنه أيضا يحتاج لتدريبه على صوتك وذلك بقراءة مجموعة كبيرة من الجمل في بدء التعامل معه
وفي جميع الحالات لن يصلح لتفريغ الشرائط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/40)
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:22 م]ـ
هذا البرنامج يطلب منك دخول اختبارات صوتية ربما تصل الى العشرات حتى يتعرف على صوتك
ولقد حاولت كثيراً فهو يتطلب ميكروفون ذا تقنية عالية والجهاز عندما تتكلم يكتب كلاماً يختلف تماماً عما تقوله وعندما يئست تماماً وتوقفت عن الكلام اذا بالجهاز لا يتوقف عن الكتابة ويكتب أحرفاً من عند نفسه (ابتسامة)
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:22 م]ـ
هذا البرنامج يطلب منك دخول اختبارات صوتية ربما تصل الى العشرات حتى يتعرف على صوتك
ولقد حاولت كثيراً فهو يتطلب ميكروفون ذا تقنية عالية والجهاز عندما تتكلم يكتب كلاماً يختلف تماماً عما تقوله وعندما يئست تماماً وتوقفت عن الكلام اذا بالجهاز لا يتوقف عن الكتابة ويكتب أحرفاً من عند نفسه (ابتسامة)(66/41)
في أي كتاب ذكر ابن تيمية هذا الكلام؟
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
بينا أنا أقرأ كتاب الشيخ حمد بن عتيق "سبيل النجاة والفكاك"، وقفت على نقل له لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ذكر في نصه ما يلي:
قال شيخ الإسلام: تأملت المذاهب، فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكره عليه. فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر، كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها، فإن أحمد قد نص ـ في غير موضع ـ على أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بالتعذيب من ضرب أو قيد، ولا يكون الكلام إكراها. وقد نص على أن المرأة لو وهبت زوجها صداقها بمسكنه، فلها أن ترجع، بناءا على أنها لا تهب إلا إذا خافت أن يطلقها، أو يسيء عشرتها. فجعل خوف الطلاق أو سوء العشرة، إكراها. ولفظه ـ في موضع آخر ـ: لأنه أكرهها، ومثل هذا لا يكون إكراها على الكفر، فإن الأسير إن خشي من الكفار أن لا يزوجوه وأن يحولوا بينه وبين امرأته، لم يبح له التكلم بكلمة الكفر اهـ.
فسؤالي هو: إلى أي مصدر من مؤلفات شيخ الإسلام يعزى هذا النقل؟
بارك الله فيكم
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:32 ص]ـ
هو في الفتاوى الكبرى، في كتاب الطلاق (5/ 489) طبعة دار المعرفة ببيروت، بتحقيق حسنين مخلوف ..
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، ونفع الله بك. لقد بحثت من قبل طويلاً ولم أجده .. فبارك الله فيك(66/42)
هل يجوز إسقاط الجنين قبل أن يبلغ أربعين يوما
ـ[ابوالأشبال المصرى]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إذا كان فى الحمل ضرر على الأم فهل يجوز إسقاط الجنين قبل أن يبلغ أربعين يوما
وعلى أى أساس يقدر حجم الضرر ومن الذى يحدد الطبيب أم الفقيه
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نص جمع من فقهاء الحنابلة على جواز إلقاء النطفة في الأربعين ولو من غير ضرر.
قال في الإنصاف
يَجُوزُ شُرْبُ دَوَاءٍ لِإِسْقَاطِ نُطْفَةٍ.
ذَكَرَهُ فِي الْوَجِيزِ، وَقَدَّمَهُ فِي الْفُرُوعِ.
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي أَحْكَامِ النِّسَاءِ: يَحْرُمُ.
وَقَالَ فِي الْفُرُوعِ: وَظَاهِرُ كَلَامِ ابْنِ عَقِيلٍ فِي الْفُنُونِ: أَنَّهُ يَجُوزُ إسْقَاطُهُ قَبْلَ أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ.
قَالَ: وَلَهُ وَجْهٌ.
وفي كشاف القناع:
(وَيَجُوزُ شُرْبُ دَوَاءٍ لِإِلْقَاءِ نُطْفَةٍ).
وَفِي أَحْكَامِ النِّسَاءِ لِابْنِ الْجَوْزِيِّ: يَحْرُمُ وَفِي الْفُرُوعِ عَنْ الْفُنُونِ: إنَّمَا الْمَوْءُودَةُ بَعْدَ التَّارَاتِ السَّبْعِ وَتَلَا {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} - إلَى - {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} قَالَ وَهَذَا حَلَّتْهُ الرُّوحُ لِأَنَّ مَا لَمْ تَحِلَّهُ لَا يُبْعَثُ فَقَدْ يُؤْخَذُ مِنْهُ لَا يَحْرُمُ إسْقَاطُهُ وَلَهُ وَجْهٌ.
والذي يحدد حجم الضرر هو الطبيب، والذي يصدر الحكم الفقهي هو الفقيه.
والله أعلم.
ـ[ابوالأشبال المصرى]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:28 م]ـ
جزاك ربى الجنة أخى الكريم
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:11 ص]ـ
السلام عليكم:
أخي الحبيب / الأصل لا يجوز إسقاط الجنين قبل أربعة أشهر إلا في حال الخطر المحدق على أمه كأن تكون عملت قيصرية مثلا ولم تتماثل للإلتئام أو كان الطفل به تخلف وعرف مبكرا أو تشوه ونحوه.
بعد أربعة أشهر لا يجوز أن يسقط بحال لأنه نفس منفوسة ولو فعلها طبيب فعليه الدية ,
إلا إن قرر جمع من الثقات الأطباء أن حياة الأم معرضة للخطر بمعنى الوفاة فعندها لا يقدم مصلحة الجنين المحتمل الحياة على مصلحة الأم التي حياتها متيقنة ,
والمجمع الفقهي نص على ما نقلته وراجع توضيح الأحكام من بلوغ المرام للشيخ البسام المجلد الخامس أو السادس على ما يحضرني الآن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأصل لا يجوز إسقاط الجنين قبل أربعة أشهر
وفقكم الله ما المراد بالأصل هنا؟
وهل ترى أن ما قبل الأربعة أشهر حكمها واحد؟
أو كان الطفل به تخلف وعرف مبكرا أو تشوه ونحوه.
بعد أربعة أشهر لا يجوز أن يسقط بحال
أخي الكريم: هذا الكلام خارج عمّا نحن فيه فالسؤال على ما قبل الأربعين.
والمسألة قديمة والخلاف فيها مشهور بين أرباب المذاهب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:25 م]ـ
قال الشيخ خالد المشيقح في مسائل طبية
القسم الثاني: الإجهاض دون ضرورة شرعية:
وهذا يقسمه العلماء إلى ثلاث حالات:
الحال الأولى: الإجهاض في مدة الأربعين.
وهذا يسأل عنه كثير من الناس فتجد بعض الناس تلد زوجته وبعد فترة تحمل فتراه يريد إنزال هذا الحمل، أو أنه يتزوج ثم تحمل زوجته قريباً فيريد إنزال هذا الحمل في فترة الأربعين.
حكمه:
اختلف فيه العلماء على قولين:
القول الأول: أنه محرم ولا يجوز.
قال به مالك واختاره جمع من المحققين كابن رجب والعز بن عبد السلام وابن الجوزي وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أيضا مذهب الظاهرية.
أدلتهم:
منها: قوله تعالى?وإذا الموؤدة سئلت ? بأي ذنب قتلت? والإجهاض في مرحلة النطفة يدخل في الوأد بدليل أن النبي ? سمى العزل - وهو أن ينزل الزوج خارج الفرج سماه - وأداً خفياً، مع أن هذه النطفة لم تستقر في الرحم فإذا استقرت في الرحم فمن باب أولى أن إنزالها داخل في الوأد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/43)
ومنها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ? قال: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ... ) وجهه: أنه دل على أن الله عز وجل يجمع الخلق في الأربعين وفيها يبتدئ التخليق والتصوير إلا أنه تخليقا وتصويراً خفيا.
والأطباء يجمعون على القول بما ورد في هذا الحديث، وهذا من آيات النبي ? فإذا كان التخليق والتصوير وإن كان خفيا يكون في مدة الأربعين فإنه لا يجوز الاعتداء عليه وانتهاك حرمته.
ومنها: أن إقامة الحد والقصاص واجب، وإذا ثبت أن هذه المرأة حامل فإنه لا يجوز إقامة الحد والقصاص عليها حتى تضع ما في بطنها ولو كان نطفة، فأُخر الحد الواجب والقصاص الواجب من أجل هذه النطفة، ولا يؤخر الواجب إلا لشيء محترم لا يجوز انتهاكه.
ومنها: وهو من أقوى أدلتهم ما ذكره الأطباء في الوقت الحاضر من أن أدق مراحل خلق الإنسان هي مرحلة النطفة ففيها يبدأ تكوين الجنين وفيها تنتقل الموروثات والطبائع والصفات الخلقية، والحمل يتأثر في هذه المرحلة ما لا يتأثر في المراحل التي تليها، فإذا كانت هذه أدق مرحلة وفيها تتجلى عظمة الله عز وجل وإجلاله فكيف يجوز الاعتداء وانتهاك هذه الحرمة، مع أن في انتهاك هذه الحرمة مصادمة لما جاءت به الشريعة مما سلف أن ذكرنا من حفظ الضروريات و المصادمة لأهم مقاصد النكاح.
القول الثاني: أنه جائز ولا بأس به.
قال به أكثر أهل العلم من الحنفية والشافعية والحنابلة.
أدلتهم:
منها: قوله تعالى:?يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة? () وجهه من قوله:?مخلقة وغير مخلقة? فدل ذلك على أن التخليق لا يكون إلا في مرحلة المضغة فمرحلة النطفة لا تخليق فيها، فإذا لم يكن فيها تخليق فلا حرمة لها ويجوز انتهاكها.
وأجيب عنه: بأن الآية لا يستلزم منها عدم وجود التخليق قبل المضغة في حال النطفة بل التخليق موجود لأن التخليق الذي دلت عليه النصوص ينقسم إلى قسمين:
الأول: تخليق خفي وهذا دل عليه حديث ابن مسعود كما شهد له الأطباء.
الثاني: تخليق ظاهر وهو الذي دلت عليه الآية.
ومنها: حديث جابر "كنا نعزل والقرآن ينزل" فالنبي ? أقرهم على العزل فدل ذلك على أن النطفة لا حرمة لها.
وأجيب: بالفرق بين الحالين فالعزل لم تستقر فيه النطفة في الرحم ولم يحصل لها تكوين أو تخليق بخلاف حال النطفة في الرحم فإنها مستقرة فيه في مكان مكين كما قال تعالى:?ألم نخلقكم من ماء مهين ? فجعلناه في قرار مكين? () فإذا كانت في قرار مكين يعني؛ في مكان حافظ لما أودع فيه فإنه لا يجوز انتهاك هذا المكان المكين الذي حفظت فيه هذه النطفة. ففرق بين مسألة العزل ومسألة استقرار النطفة في الرحم.
والقاعدة: أن الدفع أهون من الرفع. فدفع النطفة والعزل أهون من إخراجها من مكانها الذي أودعت فيه.
ومنها: قولهم: إن الجنين في حال النطفة لم تخلق وإذا كان كذلك فإنه لا يبعث يوم القيامة، فإذا كان لا يبعث فإنه لا حرمة له فيجوز انتهاكه وإسقاطه.
وأجيب: بأن هذا استدلال بمحل النزاع، ونظر في مواجهة الأثر.
الترجيح:
على هذا يكون الأقرب في مثل هذه المسألة أنه لا يجوز إسقاط النطفة بغرض التخلص من الحمل أو خشية نفقات الولد أو تربيته أو التخفف من الأولاد ونحو ذلك.
وقد توصلت ندوة الأبحاث التي عقدت في الكويت عام 1403هـ إلى أنه لا يجوز إجهاض النطفة؛ لما سبق أن ذكر من الأدلة إلا في حال الضرورة القصوى.
وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عام 1407هـ: أن النطفة لا يجوز إجهاضها إلا إذا خشي على سلامة الأم كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:07 ص]ـ
كنت سأكتب هذه المشاركة سابقا، لكن خشيت أن أحدث بلبلة في ذهن السائل، فقلت نكتفي بجواب الشيخ عبدالرحمن وفقه الله.
القول بالتحريم هو اختيار شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله في آخر حياته (لا أدري هل له قول بخلافه من قبل أو لا) فقد قرر هذا في شرح الأربعين النووية في شرح حديث ابن مسعود (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ... ] الحديث.
ومن المعلوم أن شرح الأربعين النووية من آخر ما شرحه الشيخ رحمه الله فقد شرحه في إجازة صيف عام 1421 وهي السنة التي توفي فيها رحمه الله رحمة واسعة.
وجزاك الله خيرا ياشيخنا عبدالرحمن السديس على فوائدك الغزيرة في هذا الملتقى.
وأود أن أستفسر عما نقلته عن الشيخ خالد المشيقح وفقه الله، هل هو في كتاب أو مذكرة؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم:
شيخي الفاضل حفظه الله (عبد الرحمن السديس)
مقصودي بالأصل: أن الحكم الشرعي عدم الجواز إلا في حدود ضيقة جدا.
ثم مثلت على الاستثناءات.
وأما ما زدته من الجواب فأحببت أن أتسنن بفعله صلى الله عليه وسلم عندما زاد السائل:الحل ميتته قال العلماء: من حسن إجابة العالم - ولست من العلماء لكن أرجو أن أحشر معهم - أن يزيد في جواب السائل دون أن يمله فعذرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/44)
ـ[ابوالأشبال المصرى]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:17 م]ـ
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا على المرور والتوضيح
وتخصيصا للمسألة
أحببت أن أضيف هنا سبب الإسقاط حتى يكون الأمر واضحا
أن الحمل حدث بعد شهرين فقط من ولادة قيصرية خطيرة وحدث بها نزيف شديد وتهتك بجدار الرحم يحتاج الى فترة معقولة ليلتئم لاتقل عن عامين أوعام على الأقل
هذا رأى الطبيبة
وأعتقد أن بهذا أخرج من الخلاف
كماوضح الشيخ السديس بارك الله فيه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وفق الله الجميع لكل خير.
هذا كتاب الشيخ خالد على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21302&highlight=%C7%E1%D8%C8%ED%C9+%C7%E1%E3%DA%C7%D5%D1 %C9
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أنا لا أرد على هذه المسألة بعينها ولكن أقول أنه أجري في الوحدة التي أدرس فيها- "وحدة الحديث والفقه بين الرواية والدراية في المدرسة المالكية (المغرب) "- أجري يوم دراسي كامل حول الإخصاب والأجنة بحضور دكاتر متخصصين في جميع جوانب الموضوع فبين لنا طبيب مختص بالأدلة والبراهين القاطعة أنه يمكن قياس نبضات قلب الجنين في اليوم 27 أو 28 وكون القلب ينبض دليل على بداية تكون الجنين وأن فيه حياة فالمسألة جد صعبة والجرأة عليها أمر خطير لأن فيه إذنٌ بإزهاق الأرواح بغير حق.
في مثل هذه المسائل لا ينبغي الاقتصار على آراء المتقدمين فقط وهو شيء مهم بلا شك. لكن القاعدة تقول الحكم عن الشيء فرع عن تصوره والعلم الحديث يفيدنا كثيرا في تصور مثل هذه المسائل حتى يكون حكمنا عليها صحيح إن شاء الله تعالى.
بالنسبة للأخ السائل "أبو الأشبال" أرى أن هذه المسألة تحتاج إلى فقيه ثقة ومفتي متخصص لأن الحصول على الفتوى من الشبكة بهذه الطريقة أمر غير مجدي فقد يكتب لك من لا علم ولا فهم لديه (مثلي) فتعمل بالشيء بناء على فتواه فإن كانت خاطئة كنت أول الآثمين لأنك أخذت فتوى عن غير أهل الذكر الذين تمرسوا بالفقه وأصوله وتشربوا روح الشريعة الإسلامية وألموا بمقاصدها وأحاطوا بجزئياتها.
معذرة عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحياة أنواع منها حياة النمو، وأما الروح فلا روح في هذا المدة قطعا.
والطب الحديث صحيح أنه يتقدم تقدما عظيما إلا أن هذه الأكتشافات لا ينبغي التسليم لها مطلقا فكم من الأبحاث والدرسات التي زعم أنها مسلمات ثم جاء من الأطباء و نقضها.
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[26 - 08 - 06, 11:20 م]ـ
الحمد لله وبعد:
لعل فصل الخطاب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك ثم يأتي الملك فينفخ فيه الروح .... الحديث ,
ولعل من مسوغات الإسقاط قبل الأربعة أشهر: امرأة اغتصبت وحملت سفاحا فهذا لعله مما يسوغ ذلك والله أعلم ,(66/45)
ما حكم ((الرقص)) في الشرع ((الزوجات)) للمشاركة؟!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يوجد في بعض البلدان الإسلامية، إذا إعلن بعض الزوجات والمناسبات
جلسنا بعض النساء وبدأنا يضربنا بالطبول ثم تقوم بعض النساء بالرقص أمام النساء
علما أنه يصحبه غناء، فما حكم الشرع في ذلك.؟!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:39 ص]ـ
لعل ما هنا يفيدك أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39436&highlight=%CA%D1%DE%D5
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:10 ص]ـ
الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - يرى جواز رقص المرأة لزوجها إذا كان الرقص عفويا أي لا تقلد به الراقصات المحترفات اللاتي يرقصن [على الوحدة والنص] إن جاز التعبير [ابتسامة].
وأما الرقص في الأعراس أمام النساء فإن الشيخ العلامة ابن عثيمين كان يرخص به ثم تراجع عن ذلك بعد أن نُقل له ما يقع من المفاسد بسبب هذا الرقص بين النساء أنفسهن! ومنها أنه يهيج الشهوة، والله المستعان.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:08 ص]ـ
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان أم الرقص هذا المعرف بين النساء فهو من فعل الصوفية
ولم يفتي به إلا العز بن عبدالسلام كما في كتاب المعيار،،،،،،
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:43 ص]ـ
ارجح عدم الجواز لان النساء الحاضرات قد تكون احداهن غير امينه فتصف المرأه الراقصه فتثير من فى قلبه مرض وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم المراه ان تصف امراه اخرى لزوجها هذا فى شكلها فما بالكم ان وصفت رقصها فأرجح عدم اجواز سدا للذريعه والله اعلم
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:52 ص]ـ
السلام عليكم:
بل حدث في عرس أن إحداهن قامت لترقص فهبت إحد ى الحاضرات وضمتها بشدة وجعلت تقبلها!! حتى أحرجت: الراقصة!!!!!!!!!
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:31 م]ـ
الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - يرى جواز رقص المرأة لزوجها إذا كان الرقص عفويا أي لا تقلد به الراقصات المحترفات اللاتي يرقصن [على الوحدة والنص] إن جاز التعبير [ابتسامة].
ما الدليل على ان اذا رقصت الزوجة لزوجها برقصات بمثل الرقصات الاجنبية يعتبر تشبه بالكافرات؟
اما رقصة الوحدة والنص هي رقصات مصرية!
ـ[ابو معاذ العمري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:11 م]ـ
حدثنا الشيخ خالد الهويسين أن الأمام عبدالعزيز بن باز كان في مجلس و سئل عن رقص النساء فقال جائز
ثم تكلم أحد الحاضرين قال مالدليل عل الجواز؟
ثم سكت الشيخ قليلاً ثم قال مالدليل على المنع
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث كتبته قبل سنة تقريباً
لعله يفيد هنا
تلخيص
"حكم الرقص"
على المذاهب الأربعة
إعداد/ عامر بن بهجت
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذا بحث في حكم الرقص على المذاهب الأربعة، وخلاصته أن الأقوال في الرقص ثلاثة:
1. التحريم وهو قول الحنفية (1) والمالكية (2)
2. الكراهة وهو قول الحنابلة (3)
3. التفصيل: فإن كان الرقص بغير تكسر فهو جائز وإن كان بتكسر فهو محرم وهو مذهب الشافعية. (4)
وقبل الشروع في ذكر أدلة كل قول أنبه إلى ثلاثة أمور:
1. اتفق الفقهاء – حتى القائلين بالجواز- على عدم قبول شهادة الرقاص لأنه ساقط المروءة. (5)
2. أن الكلام هنا على الرقص المجرد الخالي عن المنكرات كالمعازف وكشف العورات ورقص المرأة أمام الرجال وغير ذلك إذ هذا لاشك في تحريمه وإنما الكلام هنا في الرقص المجرد عن ذلك.
3. أنني لم أقف على من فرق بين رقص الرجال والنساء في الحكم في الأقوال المذكورة.
أدلة القول الأول: (التحريم):
1. قوله تعالى {ولا تمش في الأرض مرحا} قال القرطبي: استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه. قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال {: ولا تمش في الأرض مرحا} والرقص أشد المرح والبطر
2. أول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا فتعاطيه تشبه بهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/46)
3. حديث: (كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ) (6)
أدلة القول الثاني: (الكراهة):
1. هي نفس أدلة القول الأول لكن يقال إن الأدلة فيها ذمه وليس فيها تصريح بتحريمه فيقتصر على الكراهة
2. إضافة إلى كونه مسقطا للمروءة. والله أعلم
أدلة القول الثالث: (الجواز بشرط خُلُّوه من التكسر):
1. لأنه مجرد حركات على استقامة أو اعوجاج
2. ولأنه صلى الله عليه وسلم أقر الحبشة عليه في مسجده يوم عيد (7)
هذا ما يسر الله الوقوف عليه من كلام الفقهاء بإيجاز واختصار ومن أراد التوسع فليرجع إلى المراجع التي أحلت إليها ففيها شيء من التوسع،
وختاما: فإني أنصح نفسي وإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات باجتناب الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام (8)، لاسيما وأن الرقص في هذه الأيام قلّ أن يخلو من تكسر وقد مرّ أن المجيزين اشترطوا خلوه من التكسر ... (9) وأهمس في أذن الأخيار الذين يقتدى بهم من حفاظ القرآن وطلاب العلم والدعاة رجالا ونساء بأن يحرصوا على سلامة مروءتهم فهم قدوة وأسوة وما قد يليق بغيرهم لايليق بهم.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يبصرنا بأحكام الدين ويجعلنا هداة مهتدين ... آمين
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه/ عامر بن بهجت
7/ 3/1426هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي:
(1) الفتاوى الهندية5/ 352، رد المحتار4/ 259، بريقة محمودية4/ 139
(2) فتح العلي المالك2/ 336، بلغة السالك لأقرب المسالك4/ 10، 2/ 501، شرح الدردير على مختصر خليل4/ 20، المدخل لابن الحاج المدخل3/ 117، المدخل 3/ 120، المدخل3/ 287
(3) المغني10/ 174، الفروع 4/ 458، 5/ 313، الإنصاف6/ 89، كشاف القناع4/ 47
(4) تحفة المحتاج10/ 222، أسنى المطالب4/ 345، شرح المنهاج للمحلي4/ 321، الفتاوى الفقهيةلابن حجر الهيتمي 4/ 356، معالم القربة 213
قلت: وقد روي عن المزني من أصحاب الشافعي تحريمه كما في فتح العلي المالك2/ 336 وفيه: (وقد سئل المزني رحمه الله تعالى عنه وكان من أكابر أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى فقيل له ما تقول في الرقص على الطار والشبابة فقال هذا لا يجوز في الدين فقالوا أما جوزه الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه فأنشد المزني رحمه الله تعالى: حاشا الإمام الشافعي النبيه أن يرتضي غير معاني نبيه أو يترك السنة في نسكه أو يبتدع في الدين ما ليس فيه .... إلخ)
(5) الموسوعة الفقهية الكويتية23/ 10
(6) رواه أحمد16662، أبوداوود2152، الترمذي 1561وقال حديث حسن صحيح، النسائي3522، الدارمي 2298
(7) البخاري435، مسلم1481 وليتنبه إلى أن رقص الحبشة إنما هو لعب بالحراب وهي من الآلات المعينة على الجهاد وقد ورد استثناءها في الحديث الذي استدل به أصحاب القول الأول.
(8) وأحسب أن الرقص في أقل أحواله من المشتبهات والله أعلم.
(9) فضلا عن الموسيقى أو المعازف!! والشأن في حق النساء أوكد لاسيما في قصور الأفراح والمناسبات العامة في زمن انتشرت فيه كاميرات الجوال ورقّ الدين عند كثير من الناس والله المستعان
ـ[العيدان]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي عامر ..
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:01 م]ـ
ابو معاذ العمري ... رحم الله الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمة واسعة
وبارك الله فيك
عامر بن بهجت .. جزاك الله خير على هذا النقل , وكانه يتطرق الى الرقص امام الناس
كرقص الرجال امام بعضهم او رقص النساء امام بعضهن
ونحن نتحدث عن رقص الزوجة لزوجها
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[29 - 08 - 06, 02:07 ص]ـ
السلام عليكم:
أتمنى من الشيخ عامر ألا يبقي بحوثه حبيسة المكتبة بل يخرجها إلى حيز الكتيبات سائلا المولى عز وجل له التوفيق والسداد.
كما أرجو من الإخوة الذهاب لمنتدى كلية الطب فهناك موضوع خير أو شر انطلق أحد كتابه هداه الله في إثارة الشبه حول الغناء وتحليله بالآلات بل وتجويز غناء المرأة بمحضر الأجانب ومن لا تحل له وذلك في منتدى كلية الطب المنتدى العام والنقاش طال هناك والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/47)
فإن لأخواتكم عليكم حقا لأن من الطالبات من ردت بطول نفس وفقها الله وتداخلت معه لكن لا نعدم رأي الإخوة المشاركين!!
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[29 - 08 - 06, 02:10 ص]ـ
وذلك في منتدى الطب بجامعة الملك سعود.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[29 - 08 - 06, 08:35 ص]ـ
هل يجوز للزوجة ان (تفعل هذا) لزوجها؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39436&highlight=%C7%E1%D1%DE%D5
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[29 - 08 - 06, 08:40 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
الرقص مكروه في الأصل، ولكن إذا كان على الطريقة الغربية، أو كان تقليداً للكافرات: صار حراماً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم "، مع أنه أحياناً تحصل به الفتنة، قد تكون الراقصة امرأة رشيقة جميلة شابة فتفتن النساء، فحتى إن كان في وسط النساء حصل من النساء أفعال تدل على أنهن افتتنَّ بها، وما كان سبباً للفتنة فإنه يُنهى عنه.
" لقاء الباب المفتوح " (س 1085).
وقال رحمه الله:
وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي تقع بين النساء بسببه، وأما إن كان من الرجال فهو أقبح، وهو من تشبه الرجال بالنساء، ولا يخفى ما فيه، وأما إن كان بين الرجال والنساء مختلطين كما يفعله بعض السفهاء: فهو أعظم وأقبح لما فيه من الاختلاط والفتنة العظيمة لا سيما وأن المناسبة مناسبة نكاح ونشوة عرس.
" فتاوى إسلامية " (3/ 187).
______________________________________
ما حكم رقص النساء فيما بينهن في العرس وغيره أفتونا أثابكم الله؟
فضيلة الشيخ صالح الفوزان
الحمد لله
لا بأس برقص النساء بمناسبة الزواج وضربهن بالدف مع شيء من الغناء النزيه؛ لأن هذا من إعلان الزواج المأمور به شرعًا، لكن بشرط أن يكون ذلك في محيط النساء فقط، وبصوت لا يرتفع ويتجاوز مكانهن، وبشرط التستر الكامل؛ بحيث لا يبدو شيء من عورة المرأة في حالة الرقص؛ كسيقانها وذراعيها وعضديها، وإنما يبدو منها ما جرت عادة المرأة المسلمة بكشفه في حضرة النساء.
_________________________________________
رجل طلب من زوجته أن ترقص له فرفضت إلا إذا كان هناك موسيقى ترقص معها، فهل لو استجاب لطلبها يكون آثماً بذلك؟
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يجوز استعمال الموسيقى، ولا إقرارها، سواء بين الزوجين أو غيرهما، كما أن أمر هذا الرجل امرأته بالرقص أمامه لا يستحسن، ولا فائدة فيه لهما، والأصل أن المرأة تجمل لزوجها، ولا يصل إلى هذا الحد.
_____________________________________
هل الرقص جائز فى الأفراح؟
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
إذا كانت النساء لوحدهن لا يراهن الرجال فالرقص جائز إلا إن تسبب في إثارة الغرائز وتحريك الشهوة. والله أعلم.
_________________________________
_________________________________
هل يجوز أن ترقص الزوجة لزوجها دون وجود أحد غيرهما؟
عبد الفتاح إدريس (أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون-جامعة الأزهر)
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما بالنسبة لرقص الزوجة لزوجها فهذا أمر مباح، وكذلك إذا كان يريد على هذا الرقص دفا أو ما شاكل هذا، فهذا أيضا لا شيء فيه؛ لأنه من قبيل اللهو المشروع، والدليل على هذا قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "كل شيء يلهو به الرجل باطل، إلا رميه عن قوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته أهله، فإنهن من الحق". ومثل هذا الرقص والمداعبة وهذا اللهو إذا استعين عليه بلهو كضرب الدف ونحو ذلك، فهذا لا شيء فيه.
والله أعلم.
_____________________________________
هل يجوز في الأعراس المقتصرة على النساء الرقص على الأغاني الدارجة المخصصة للأفراح أو على الأغاني بشكل عام؟
وإذا كان الجواب النفي؛ فهل يجوز استبدال الأناشيد الإسلامية بها والرقص على إيقاعاتها؟ وشكرا.
سالم أحمد سلامه
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأعراس المقتصرة على النساء يجوز فيها الغناء وترقص النساء بينهن دون أن يكون الغناء فاحشا أو بذيئا، ودون أن يختلط بالنساء كافرات، وإن كانوا من أهل الذمة؛ لأن عورة المسلمة على الكافرات كعورتها على الرجل، فإن كان الرقص بين النساء بدون أن يبدو من أجسادها شيء ودون الكلام البذيء موسيقى في الأغاني الدارجة فلا بأس.
أما الغاني والأناشيد الإسلامية فلا توجد موسيقى تستدعي الإنكار عليها .. كل ما ليس فيه بذاءة في الكلام أو تغنج في الرقص مع عدم اصطحاب الموسيقى في أي شيء.
والله أعلم.
_____________________________________________
زوجي يطلب مني أن أرقص له غالب الأيام؟
أ. د محمد السيد الدسوقي
ليس رقص المرأة لزوجها أمرا محرما، بل هو لون من ألوان التقرب إليه وإرضائه ما دام ذلك في مخدعهما دون أن يراه أحد من المحارم أو الأولاد.
(منقوله من مواقع الفتوى المختلفه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/48)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[29 - 08 - 06, 07:09 م]ـ
[ COLOR="Navy"] عامر بن بهجت .. جزاك الله خير على هذا النقل , وكانه يتطرق الى الرقص امام الناس
كرقص الرجال امام بعضهم او رقص النساء امام بعضهن
ونحن نتحدث عن رقص الزوجة لزوجها
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
نقلته للفائدة
ويظهر من استدلالهم بالحديث (كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ) .. أن ما كان بين الزوجين متسامح فيه
والله أعلم
ـ[الداودي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 03:31 ص]ـ
رقص المرأة وسط مجموعة من النساء لاحرج فيه أما العورة المغلظة التي لايجوز كشفهافهي كما قال الفقهاء من السرة الى الركبة الا اذا كانت هناك امرأة كافرة او فاسقة تصفها للرجال فعورتها كالرجل ..
مع الأخذ بالحسبان منع التصوير لما فيه من المفاسد التي لاتخفى ...
أما رقص المرأة مع زوجها أو لزوجها فلنعلم جميعا أن كل شيء مباح بين الزوجين الاماجاء النهي عنه .. اما القول ان هذا من باب التشبه فبعيد جدا لأن الرقص من العوائد المعروفة عند كل شعوب الدنيا ومن كابر فعليه بالدليل ..
فلا حدود بين الزوجين الاماحرمه الشرع ..
والمرأة المؤمنة العروب هي التي مع زوجها تستدبر الطهر وتستقبل العهر .....
والله أعلم
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:45 ص]ـ
قول الفقهاء بجواز كشف الصدر و النهدين بين النساء!!! لأنها ليست بمغلظة!!! قول باطل ..
لا ريب في بطلانه و فساده.
ـ[الداودي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 09:28 م]ـ
نرجو من اخينا بن حمد ذكر الدليل على البطلان والفساد ........
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[31 - 08 - 06, 04:06 م]ـ
للرفع
وفي انتظار توجيه اخينا - الفاضل - بن حمد على ما ذكر من تعليل او دليل ........
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يوجد في بعض البلدان الإسلامية، إذا إعلن بعض الزوجات والمناسبات
جلسنا بعض النساء وبدأنا يضربنا بالطبول ثم تقوم بعض النساء بالرقص أمام النساء
علما أنه يصحبه غناء، فما حكم الشرع في ذلك.؟!
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...
أخي السائل الكريم للتذكير فقط، فإن ضرب الطبول محرم و إنما الجائز هو الدف الذي يجوز للنساء فعله في العرس أو في العيدين .....
ـ[أبو الأم]ــــــــ[01 - 09 - 06, 04:13 م]ـ
قول الفقهاء بجواز كشف الصدر و النهدين بين النساء!!! لأنها ليست بمغلظة!!! قول باطل ..
لا ريب في بطلانه و فساده.
ماشاء الله ..
آل سيف .. يقول
لا ريب.
سبحان الله ...
وكان بعض ائمة الدين اذا افتى يقول ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين ..
فما بالك بـ بآل سيف حفظه الله .. الذي لا يرتاب في هذه المسأله ..
ولو وضحت لنا الاشكال يا ابن آل السيف ..
أتعني كشف بعض الصدر والنهدين .. ام تعني ان تاتي المراة الى الزواج بازار دون رداء ..
وفرق بين ان اقول لك يا ابن آل السيف ان صدرك ليس بعورة .. وان عورتك بين سرتك وركبتك ..
وبين ان اقول انه يجوز لك ان تخرج الى الطرقات لا تستر الا مابين سرتك وركبتك .. بلباس ضيق .. على قول ان اللباس الضيق (المحزق) ساتر للعورة ..
واذا اردت ان تثبت مسالة .. فلو تتكرم بتحديدها وتصويرها .. خصوصا في حالة الجزم مثل التي انت فيها ..
ـ[أبو الأم]ــــــــ[01 - 09 - 06, 04:19 م]ـ
قول الفقهاء بجواز كشف الصدر و النهدين بين النساء!!! لأنها ليست بمغلظة!!! قول باطل ..
لا ريب في بطلانه و فساده.
ماشاء الله ..
آل سيف .. يقول
لا ريب.
سبحان الله ...
وكان بعض ائمة الدين اذا افتى يقول ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين ..
فما بالك بـ بآل سيف حفظه الله .. الذي لا يرتاب في هذه المسأله ..
ولو وضحت لنا الاشكال يا ابن آل السيف ..
أتعني كشف بعض الصدر والنهدين .. ام تعني ان تاتي المراة الى الزواج بازار دون رداء ..
وفرق بين ان اقول لك يا ابن آل السيف ان صدرك ليس بعورة .. وان عورتك بين سرتك وركبتك ..
وبين ان اقول انه يجوز لك ان تخرج الى الطرقات لا تستر الا مابين سرتك وركبتك .. بلباس ضيق .. على قول ان اللباس الضيق (المحزق) ساتر للعورة ..
واذا اردت ان تثبت مسالة .. فلو تتكرم بتحديدها وتصويرها .. خصوصا في حالة الجزم مثل التي انت فيها ..
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:31 ص]ـ
تزوج تزد عفة إلى عفتك ولا تزوج خمسة شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا قال يا رسول الله ما أدرى ما قلت شيئا قال ألستم عربا أما الشهبرة فالطويلة المهزولة وأما اللهبرة فالزرقاء البذية وأما النهبرة فالقصيرة الذميمة وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة وأما اللفوت فهى التى ذات الولد من غيرك (الديلمى عن زيد بن حارثة)
أخرجه الديلمى (5/ 404، رقم 8561)
والحديث لا يصح مرفوعا ولا موقوفا .....
لكن يستأنس به .. ،،،،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/49)
ـ[الديولي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 12:35 م]ـ
السلام عليكم
يوجد كتاب للدكتور عبدالفتاح محمود إدريس بعنوان موقف الشريعة الإسلامية من الرقص
يحتوي الكتاب على المباحث الآتية:
- في حقيقة الرقص وتاريخه وأنواعه
- حكم مجرد الرقص
- حكم الرقص الفردي والزوجي والجماعي
- حكم الرقص الفردي
- حكم إبداء المراة عورتها
- حكم النظر إلى عورة أجنبية مشتهاة
- حكم الرقص الزوجي والجماعي
حكم الرقص الزوجي
- حكم رقص الزوج مع زوجته
- حكم رقص الرجل مع الأجنبية عنه
- حكم الرقص الجماعي
في حكم تعليم الرقص، وإحترافه والتكسب به والمعاوضة عليه
أخيرا ألحق الكتاب بفتوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية في حكم الرقص، وهي:
لا يشتبه مسلم في دار الإسلام في أن الرقص الأفرنجي المعروف الذي يشترك فيه الرجل والمرأة محرم شرعا، معلومة حرمته من الدين بالضرورة والبداهة، وأن كلا من المرأة التي ترقص مع أجنبي عنها والرجل الذي يرقص مع أجنبية عنه، آثم برتكاب هذا الفعل، ومستحق لما أعده الله للفاسقين الظالمين لأنفسهم، المجترئين على ربهم، في العقوبة في الدنيا والآخرة،، كما أن الرجل الذي يرقص مع إمرأته على مرأى من الناس مرتكب لهذا الإثم ولهذه المعصية، وفاسق بذلك ظالم لنفسه، مجترئ على ربه، مستحق للعقوبة المذكورة، وهذه قضاية معلومة بداهة من الدين، لا تحتاج إلى إقامة برهان عليها، ومن يرضى بها سواء أكان حاضرا وقت ارتكابها أم لم يكن حاضرا آثم كذلك، لأن الرضى بالمعصية معصية، كما أن الرضر بالكفر كفر، ومن قدر على تغيير هذا المنكر وإزالته ولم يغيره فهو آثم، وقد حرم الله سبحانه وتعالى ما هو أقل من ذلك فسادا، وأقل منه فحشا وقبحا، فكيف لا يحرم هذه المنكرات ولا ينهى عنها، والعقل الراجح والفطرة السليمة التي لم تفسد بالشهوة ولا باتباع الهوى، يستقبحان هذا الفعل الشنيع ويبفران منه ومن مرتكبه، سواء أكان ذلك مع أجنبية أم مع غير أجنبية، وقد جاء في السنة أن المرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة فهي زانية، فكيف بامرأة تخرج متعطرة متجملة متبرجة، تختلط بأجنبي عنها هذا الإختلاط، أو تعمل هذا مع زوجها على مرأى من الناس،ويرضى لها زوجها أن يرها وهي تتحرك معه هذه الحركات، المثيرة لقوى الشر في النفوس، لالا شك أن هذا من الدياثة التي لا يدخل صاحبها الجنة، وفي الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الجنة قال: وعزتي وجلالي لا يدخلنك بخيل ولا كذاب ولا ديوث. وقد فسر الديوث بأنه من لا غيرة له، هذا وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، فصلا بين فيه أنه يجب على ولي الأمر أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق ومجامع الرجال، وذكر فيه أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، ومن أعظم أسباب نزول العقوبة العامة، كما انه من أسباب فساد الأمور العامة والخاصة، وسبب لكثرة الفواحش والزنا.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[25 - 04 - 10, 03:38 م]ـ
لفائدة ..........
ـ[العسري يونس]ــــــــ[11 - 05 - 10, 04:09 م]ـ
هل يجوز أن ترقص الزوجة لزوجها دون وجود أحد غيرهما؟
عبد الفتاح إدريس (أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون-جامعة الأزهر)
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما بالنسبة لرقص الزوجة لزوجها فهذا أمر مباح، وكذلك إذا كان يريد على هذا الرقص دفا أو ما شاكل هذا، فهذا أيضا لا شيء فيه؛ لأنه من قبيل اللهو المشروع، والدليل على هذا قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "كل شيء يلهو به الرجل باطل، إلا رميه عن قوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته أهله، فإنهن من الحق". ومثل هذا الرقص والمداعبة وهذا اللهو إذا استعين عليه بلهو كضرب الدف ونحو ذلك، فهذا لا شيء فيه.
والله أعلم.
(منقوله من مواقع الفتوى المختلفه)
صحيح؟
ما رايكم؟
سبحان الله!(66/50)
أيهم أفضل الاطالة أم التقصير?
ـ[عبد الله العنزي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مرة كنت أصلي تحية المسجد وكان بجانبي شاب يصلي تحية المسجد أيضا انتهيت أنا من الصلاة وهو مازال في الركعة الأولى بدات بالقراءة وهو مازال كذلك حتى انتهى من الصلاة ...
السؤال/ ماحكم صلاة هذا الشاب الذي أطال في تحية المسجد من ناحية موافقة السنة حيث نعلم ان النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي سنة الفجر وهي افضل السنن بمقدار سورتي الكافرون والاخلاص؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:14 ص]ـ
الأفضل أن لا يكون فيها رياء ... وما دون ذلك فالأمر فيه سعة ولله الحمد
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:20 ص]ـ
أخي الكريم عبدالله وفقك الله،
الأصل في صلاة المسلم لنفسه بينها صلى الله عليه وسلم بقوله (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء) رواه البخاري وغيره.
فيجوز للمسلم أن يطول ما شاء في صلاته لنفسه،
أما صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في راتبة الفجر وغيرها فتخص هذا العموم من حيث استحباب عدم إطالة راتبة الفجر، والصلاة التي لم يرد بخصوصها شيء فباقية على الأصل وهو جواز الإطالة،
لكن لا يطيل تحية المسجد إذا قرب وقت إقامة الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) رواه مسلم وغيره.
أسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح،،،،،،.(66/51)
هل ورد في فضل سورة يس أي حديث؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:12 ص]ـ
الأخوة الأفاضل ... ما صحة ما يرد في الحديث عن سورة يس (إقرأوها على موتاكم)؟؟
ـ[أبو إسحاق الفلسطيني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:28 ص]ـ
هذا الحديث أخرجه أبو داود (3121) وابن أبي شيبة (4/ 74) طبع (الهند) وابن ماجه (1448) والحاكم (1/ 565) والبيهقي (3/ 383) والطيالسي (931) وأحمد (5/ 26 و 27) والضياء المقدسي في " عواليه " (ق 13 - 14) من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان - وليس بالنهدي - عن أبيه عن معقل بن يساربه. وقال الحاكم: " أوقفه يحيى بن سعيد وغيره عن سليمان التيمى والقول فيه قول ابن المبارك إذ الزيادة من الثقة مقبولة ". ووافقه الذهبي. قلت: هو كما قالا: أن القول فيه قول ابن المبارك ولكن للحديث علة أخرى قادحة أفصح عنها الذهبي نفسه في " الميزان " فقال في ترجمة أبي عثمان هذا: (عن أبيه عن أنس لايعرف قال ابن المديني: لم يرو عنه غير سليمان التيمي. قلت: أما النهدي فثقة إمام ". قلت: وتمام كلام ابن المديني: " وهو مجهول ". وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (2/ 326) على قاعدته في تعديل المجهولين! ثم إن في الحديث علة أخرى وهي الاضطراب فبعض الرواة يقول: " عن أبي عثمان عن أبيه عن معقل " وبعضهم: " عن أبي عثمان عن معقل لا يقول: " عن أبيه " وأبوه غير معروف أيضا! فهذه ثلاث علل: 1 - جهالة أبي عثمان. 2 - جهالة أبيه. 3 - الاضطراب. وقد أعله بذلك ابن القطان كما في " التلخيص " (153) وقال: " ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث "
المرجع: إرواء الغليل
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:13 م]ـ
بارك الله في أبي إسحاق ... هل من إضافات أخرى إلى الموضوع أيها الإخوة الكرام؟؟
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:29 م]ـ
راجع هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27341&highlight=%DA%E1%EC+%E3%E6%CA%C7%DF%E3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7402&highlight=%DA%E1%EC+%E3%E6%CA%C7%DF%E3(66/52)
ما رأيكم في هذا الموقع؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:16 ص]ـ
الأخوة الأفاضل ... رأيت بالصدفة هذا الموقع ولم أعرف صاحبه صلاح الدين أبو عرفة .. ؟؟
فهل هناك من يعرفه، ويعطينا ترجمة له؟
#############################
الرجاء عدم وضع روابط أهل البدع مستقبلا
حذف الرابط من قبل ## المشرف ##
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:16 ص]ـ
الموقع مليء بالتخريفات والتخرصات والرجم بالغيب!
ينتقد أقوال المفسرين (القدامى)!! وهم -رضي الله عنهم- أعلم منه بالتفسير بكثير! ويَدّعي أنهم يتكلمون في التفسير بغير علم!
ثم يأتي هو -مثلاً- ويفسر ملك سليمان بأنه المفاعلات النووية!!!!!!!!! ويفسر المحاريب بأنها الأماكن السرية لأجهزة استخباراته!!!! هل رأيتم أعجب من ذلك!؟
ويدّعي -ضمن تخريفاته- أن الخضر هو والد موسى عليهما السلام!!
هداه الله، يبدو أنه مُعجب كثيرًا بعقله!
ومقالاته كلها فيها من التخريف والتخرص والظن شيءٌ كثير كبير ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:47 ص]ـ
قد انتقده الأخ أبو عبد المعز في ملتقى أهل التفسير فأفاد
ـ[الداودي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:32 م]ـ
معكم حق يا إخوة لقد اندهشت وانا اتصفح هذا الموقع
لكن الحق ان الرجل طرحها للنقاش اتمنى على الاخوة المختصين في هذا الملتقى الكريم ان يبنوا لنا وجه الحق فيها بالأدلة الشافية
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:09 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً(66/53)
المهدي قبل أم بعد الخلافة الراشدة!!
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته}. ذكره حذيفة مرفوعاً ورواه الحافظ العراقي من طريق أحمد وقال هذا حسن صحيح.
يدل الحديث على إقبالنا على دولة خلافة على منهاج النبوة ولا يستقيم أن يكون المهدي هو مؤسسها لما في عهده من الحروب والفتن والتي لن تستقر حتى بنزول عيسى عليه السلام ففي عهده يأجوج ومأجوج وخروج الشمس من مغربها والدابة وغيرها ,مما لا نجد وقتاً للخلافة الراشدة وهذا يدلنا على ان الخلافة قبل خروج المهدي بكثير
وكذلك أحاديث الاثنا عشر خليفة الذين ستجمع عليهم الأمة وهذا لم يحصل بعد وسيحصل في دولة الخلافة الراشدة والتي ستدوم لعقود من الزمن وأمور أخرى كثيرة تجول في رأسي
فأفتونا جزاكم الله خير هل المهدي قبل أم بعد الخلافة الراشدة؟؟
أبو إبراهيم
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:49 م]ـ
فأفتونا جزاكم الله خير هل المهدي قبل أم بعد الخلافة الراشدة؟؟
بالإنتظار
ـ[العبّادي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:10 م]ـ
وكذلك أحاديث الاثنا عشر خليفة الذين ستجمع عليهم الأمة وهذا لم يحصل بعد وسيحصل في دولة الخلافة الراشدة والتي ستدوم لعقود من الزمن
عفوا أخي ..
ما هي أحاديث الاثني عشر خليفة ... ؟
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:45 م]ـ
عفوا أخي ..
ما هي أحاديث الاثني عشر خليفة ... ؟
في سنن أبي داود حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا مروان بن معاوية عن إسمعيل يعني ابن أبي خالد عن أبيه عن جابر بن سمرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة فسمعت كلاما من النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه قلت لأبي ما يقول قال كلهم من قريش
وقد تعددت الراويات في هذا الحديث منها في البخاري ومسلم ولكني ذكرت راوية أبوداود لسبب واحد وهو "كلهم تجتمع عليه الأمة" وهذا ما لم أجده ببقية الروايات
وشكراً على التنبيه النحوي
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:21 م]ـ
ولكن على علمي ((الضيق)) لا يوجد ربط بين المهدي ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
فما هو وجه الربط بينهما حتى استبعدت أن ينزل المهدي حتى نزول المسيح عليه الصلاة والسلام وخروج الدجال؟؟؟
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:46 ص]ـ
ولكن على علمي ((الضيق)) لا يوجد ربط بين المهدي ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
فما هو وجه الربط بينهما حتى استبعدت أن ينزل المهدي حتى نزول المسيح عليه الصلاة والسلام وخروج الدجال؟؟؟
حياكَ الله أخي الكريم / وحيد بيطار , وهذا بالضبط ما أريده وأريدكم التفكير فيه وهو عدم التضييق في مسألة المهدي ووضع كل الفتن والملاحم في زمنه
ولكن المهدي سيكون موجود عند نزول عيسى عليه السلام بالدليل الذي سبق وأطلعت عليه: قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة وهذا إسناد جيد.
" المنار المنيف " (ص 147).
وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2236).
أتمنى أن اكون أجزت وأفدت وأن لي رأي أن المهدي ليس بمهدي واحد بل أكثر من مهدي ولي أدلتي والله أعلم ,,,
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أما فيما يتعلق بالمهدي فالصواب أنه يأتي مزامنا لنزول عيسى عليه السلام وليس هناك حصر للخلافة بنزول عيسى عليه السلام أو المهدي لكن الناس من شدة ما يعانون من الضغوط يتمنون ألف مهدي والله المستعان!!!
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أما فيما يتعلق بالمهدي فالصواب أنه يأتي مزامنا لنزول عيسى عليه السلام وليس هناك حصر للخلافة بنزول عيسى عليه السلام أو المهدي لكن الناس من شدة ما يعانون من الضغوط يتمنون ألف مهدي والله المستعان!!!
حياكَ الله عزيزي أبا محمد وهذا بالضبط ما أرنو إليه شكراً لك.(66/54)
أنا الشارفي .. إلى كل الإخوة
ـ[أبو عمر محمد]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:53 ص]ـ
لكل الإخوة الذين شغلناهم بالأمس بذلك الحوار الحاد
أستميحكم عذرا وأتمنى من كل أخ قصرنا في حقه العفو والسماح
ربما كنت حادا بعض الشيء انا اعترف بذلك وارجوا تقبل اعتذاري ويعلم الله اني لا اضمر لأي احد فيكم ضغنا او غلا كيف وانتم اهل السنة والجماعة ومن تذودون عن حياض الشريعة
أرجو تقبل كلامي والساح
فتحت بهذا الإسم لأعتذر لكم فقط ليس الا لا اريد المشاركة انما اردت ان تتجاوزوا عما بدر مني
وتحية طيبة للإخوة المشرفين ولكل رواد هذا الموقع العظيم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:58 ص]ـ
المشرفون أسرع من الأعضاء هذه المرة. (ابتسامة)
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيك , و هذا من طيب أصلك
نتمنى ان نرى مشاركاتك النافعة هنا(66/55)
العمل بشهادات الخبرة المزوره
ـ[أبو نور الدين]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:22 ص]ـ
لى مسئلة أود أن تتفضلوا بإفتائى بها جزاكم الله خيرا
عملت سنتان فى وزارة الصحة المصرية ولى بذلك شهادة خبرة
عملت 8 سنين فى شركة البترول الحكومية غير معين لمدة متصلة ولى بذلك شهادة خبرة
عندما تقدمت للعمل بوزارة الصحة باحدى الدول العربية
طلبوا شهادة خبرة حكومية فاعترفوا بسنتين خبرة وزارة الصحة المصرية ولم يعترفوا بشهادة الخبرة البترول لانى لم اكن معين فى الشركة نتيجة الظلم الموجود حيث اعمل بها 8 سنين بدون تعيين والتعيين يحتاج واسطة
والشهادة الممنوحة (انه كان يعمل بصفة مؤقتة وعارضة) ووزارة الصحة بالدولة التى ساعمل بها لا تعترف بهذه الكلمة حتى يحسبوا لى المدة وهى 8 سنين تريد (كان يعمل وفقط) والشركة متعنة لا تريد منحى هذه العبارة حتى لا اقاضيهم واطالبهم بالتعيين عن طريق التاميينات اذ كيف اعمل لدى شركة لا تؤمن على عامليها واذا امنوا على استلزم تعيينى وهذا هو الذى يتهربوا منه
السؤال هل يجوز أن أستخرج شهادة خبرة من احد المستشفيات وزارة الصحة المصرية بمدة ال8 سنين التى قضيتها فى شركة البترول بدفع مبلغ 1500 جنيه لمن سيستخرجها لى
واذا كان لا يجوز فانى سأظلم إذ سوف أتساوى بمن مر على تخرجه سنتان وتضيع على الثمان سنوات وكانها لم تكن وهل تكون واقعة تحت قول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم (ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور)
أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(66/56)
حجة أبي بكر، هل كانت في ذي القعدة أم في ذي الحجة؟
ـ[حارث]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:43 ص]ـ
تكلم على هذه المسألة البيهقي في سننه، ونقل عن الإمام احمد كلاما نفيسا
قال:
سنن البيهقي الكبرى ج5/ص166
اختلفوا في حج أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في ذي القعدة أو في ذي الحجة فذهب مجاهد إلى أنه وقع في ذي القعدة وذهب بعضهم إلى أنه وقع في ذي الحجة
9557 أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل حكاية عن مجاهد في قوله إنما النسيء زيادة في الكفر قال حجوا في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخر من العامين في ذي القعدة قبل حجة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة فذلك حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
9558 قال أبو عبد الله حدثنا بهذا الحديث عبد الرزاق ثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أبو عبد الله فأما الزهري فحكى عنه قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال أبو عبد الله حديث الزهري إسناده إسناد جيد وإنما كانت حجة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة على ما ذكر الزهري قال أبو عبد الله قد نزلت سورة براءة قبل حجة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وفيها أنما النسيء زيادة في الكفر وفيها ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فهل كان يجوز أن يحج أبو بكر على حج العرب وقد أخبر الله ان فعلهم ذلك كان كفرا
والسؤال:
أين أجد بحث هذه المسألة بشكل أوسع؟(66/57)
حجة أبي بكر، هل كانت في ذي القعدة أم في ذي الحجة؟
ـ[حارث]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:44 ص]ـ
تكلم على هذه المسألة البيهقي في سننه، ونقل عن الإمام احمد كلاما نفيسا
قال:
سنن البيهقي الكبرى ج5/ص166
اختلفوا في حج أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في ذي القعدة أو في ذي الحجة فذهب مجاهد إلى أنه وقع في ذي القعدة وذهب بعضهم إلى أنه وقع في ذي الحجة
9557 أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل حكاية عن مجاهد في قوله إنما النسيء زيادة في الكفر قال حجوا في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخر من العامين في ذي القعدة قبل حجة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة فذلك حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
9558 قال أبو عبد الله حدثنا بهذا الحديث عبد الرزاق ثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أبو عبد الله فأما الزهري فحكى عنه قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال أبو عبد الله حديث الزهري إسناده إسناد جيد وإنما كانت حجة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة على ما ذكر الزهري قال أبو عبد الله قد نزلت سورة براءة قبل حجة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وفيها أنما النسيء زيادة في الكفر وفيها ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فهل كان يجوز أن يحج أبو بكر على حج العرب وقد أخبر الله ان فعلهم ذلك كان كفرا
والسؤال:
أين أجد بحث هذه المسألة بشكل أوسع؟(66/58)
ما هي ضوابط إطلاق كلمة " عالم " على طالب العلم .... ابن جندي
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:55 ص]ـ
يطلق الكثير من الإخوة و طلبة العلم كلمة عالم على طلاب علم كثيرون , فأريد أن أعرف ما هي ضوابط إطلاق هذه الكلمة؟؟
---> أريد أن أعرف متى يسير الطالب ,عالم
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:57 ص]ـ
كتب أبو مالك العوضي:::
معلوم أن العلوم تتبعض، وكذا العلم الواحد يتبعض، وكل من علم شيئا فهو عالم به.
والعالم في الاستعمال من عرف الأصول وإن فاتته الفصول؛ لأنه لا يحيط بالفروع أحد. ذكر هذا المعنى غيرُ واحد من أهل العلم، منهم ابن فارس في الصاحبي في فقه اللغة، والغزالي في المستصفى، والسيوطي في رسالته في الاجتهاد، وغيرهم.
وأما العالم بعلم من العلوم بإطلاق، فقد قال أبو نصر الفارابي الفيلسوف المشهور:
لا يسمى العالم بعلم ما عالما بذلك العلم على الإطلاق حتى تتوفر فيه أربعة شروط:
أحدها: أن يكون قد أحاط علمًا بأصول ذلك العلم على الكمال.
والثاني: أن تكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم.
والثالث: أن يكون عارفا بما يلزم عنه.
والرابع: أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الورادة على ذلك العلم.
نقل ذلك الشاطبي في إفاداته وإنشاداته.
(تنبيه)
وقع سبق قلم في قولك (على طلاب علم كثيرون)، والصواب (كثيرين)
وأما قولك: (متى يسير الطالب ,عالم) فأحسبك تعني (متى يصير الطالب عالما)
والله أعلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:01 ص]ـ
كتب إحسان العتيبي
للفائدة والتاريخ
عرض علي الأخ أبو حمزة صاحب موقع " صيد الفوائد " مسألة تصنيف أصحاب الصفحات في موقعه، وكيف يكون، حيث كان سيضع أيقونة باسم " العلماء " وأخرى " طلاب العلم " فتحير في التصنيف لبعض أهل العلم، فطلب مشورتي، فأشرت عليه بوضع أيقونة واحدة باسم " العلماء وطلبة العلم "!
فاستحسنها وعمل بها حفظه الله
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:01 ص]ـ
كتب الحنبلي السلفي:::
شيخنا الكريم إحسان العتيبي بقي لي فترة لاأستطيع تحميل أي صفحة من صيد الفوائد فهل تعرف لهذا سببا
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:03 ص]ـ
كتب إحسان العتيبي:::.
حفظك الله
الموقع شغال وجربته قبل قليل
وحملت بعض الكتب فاستجاب!
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:04 ص]ـ
كتب أبو الحسن العسقلاني:::
مثال (هل الشيخ أبو إسحاق الحويني عالم أم طالب علم)
صحح لي أخطائي اللغوية
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:05 ص]ـ
كتب إحسان العتيبي:::
أرى عدم التمثيل بالأشخاص المعاصرين
سنقع بين أمرين - غالبا -:
الغلو
أو
التقصير
ولقب "طالب علم " كان يقوله الشيخ الألباني عن نفسه
وهو لقب شريف
فمن عنده علم ليضع قواعد فلا يمثل بأشخاص وخاصة من المعاصري
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:06 ص]ـ
كتب ابن جندي:::
جزاكم الله خيرا , نرجوا المزيد
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك العوضي
(تنبيه)
وقع سبق قلم في قولك (على طلاب علم كثيرون)، والصواب (كثيرين)
وأما قولك: (متى يسير الطالب ,عالم) فأحسبك تعني (متى يصير الطالب عالما)
والله أعلم
جزاك الله خيرا على الرد و التنبيه , كثرا أكتب في الأخر " أعتذر عن الأخطاء اللغوية " و لكني نسيت هذه المرة:)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:10 ص]ـ
كتب أفنان:::
الموضوع فعلا مهم ولم تتضح الأمور بعد ...... فمتى يطلق لفظ عالم على طالب العلم؟ هل إذا كان مثلا عنده فقه فى الدين وذاع صيته وحفظ بعضا من كتب العلم؟ ...... أم لابد أن يكون حافظا لأمهات الكتب؟ أم يكفيه الفقه فى الدين وفهم المسائل دون الحفظ
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:11 ص]ـ
كتب أبو مالك العوضي:::
سبحان الله، كلام الشيخ إحسان العتيبي صحيح جدا
ولكن أرى التمثيل بالشيخ أبي إسحاق فيه شيء من الإجحاف، فالشيخ حفظه الله تلامذته الآن من العلماء، ومنهم الشيخ طارق عوض الله، وقد أثنى الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله على علم الشيخ طارق عوض الله حفظه الله.
وينبغي التفريق بين التخصصات بارك الله فيكم - فكثير من علمائنا المعاصرين قد عرفوا بتخصصهم ولم يمنع ذلك من إطلاق لفظ العلم عليهم، فالشيخ أحمد حطيبة حفظه الله من أكابر الفقهاء، وإن لم يعلم له توسع في علم الحديث، والشيخ أبو إسحاق من أكابر علماء الحديث، وإن لم يعلم له توسع في علم الفقه، وهذا لا يعيب أحدا منهم، فكثير من علمائنا الأقدمين كان كذلك، بل ذلك من فضل الله على هذه الأمة أن يسد كل عالم من هؤلاء ثغرة.
:
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:15 ص]ـ
كتب أبو ريان الزعبي:::
ألا يمكن أن نقول كما في معرفة توثيق الرواة:
أنه يعرف العالم:
1 - الاستفاضة والشهرة
2 - التزكية له من العلماء المعاصرين له , أو من بعده
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله جزاء الخير وخير الجزاء
وسلام لجميع المشايخ
وبالأخص شيخي الفاضل الشيخ إحسان -حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/59)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:18 ص]ـ
كتب ابو تميم المصري:::
رحم الله العلماء.
ورحم طلاب العلم.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:19 ص]ـ
كتب كتبي:::
السلام عليكم!
ألا نستطيع أن نقول بأن إطلاق كلمة العالم أمر نسبي؟ أي أن طالب العلم إذا فاق أهل بلده أو فاق أغلب أهل زمانه جاز أن نسميه عالما؟
طبعا أريد بذلك طالب العلم الذي تمكن من أصول المسائل وليس طالب العلم الذي لا يعرف المطلق والمقيد بعد ...
فمثلا، كبار أئمة هذا العصر لو كانوا في زمن الإمام مالك لما خطر ببالهم حتى إلقاء خطب الجمعة!
و هكذا الأئمة الكبار، لو جعلوا في زمرة من الصحابة ما سمّوا علماء
فالأمر نسبي ...
وهنا في بلاد الغرب، إذا أسلم الرجل وقلت له بعد ذلك أن من أوجب الواجبات عليه استفتاء العلماء لطلب منك أن تدله على عالم. فلا تجد بدا من توجيهه إلى أحد الدعاة الربانيين ممن ليسوا بالضرورة من كبار طلبة العلم
ثم إن لقب طالب العلم ينتقل معه إلى غيره وليس منه إلى غيره، فكل عالم طالب علم
وأخيرا، أود أن نتمسك بنصيحة الشيخ إحسان في عدم ذكر الأسماء حتى لا ننتقل من طاعة إلى جدل
والله تعالى أعلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:20 ص]ـ
كتب أبو الحسن العسقلاني:::
أنا فقط سألت عنالشيخ لأن أحد الأخوة قال لي هو ليس عالم لانه لم يزكه أحد العلماء فذكرت له الشيخ الألباني فقال لي فرق بين الثناء و التزكية و قال لي انه لا يقصد التنقص من الشيخ بل ان لقب طالب علم لقب شريف
هذا ما أردت فهمه
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:21 ص]ـ
ابن جندي:::
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد و لكن أريد أن أعرف إذا كان طالب العلم يلم بأشياء شتى و ليس له تخص معين فهل يمكن أن يصير عالم ,
و هناك مجتهد مطلق و إذا كان يوجد فما هي مواصفاته و من هم على مر التاريخ ,
و هل أحد يعلم للشيخ محمد إسماعيل المقدم تخصص معين و هذا شئ جانبي
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:23 ص]ـ
كتب خطاب القاهرى:::
حبذا لو وضح لنا الإخوة الفرق بين (الثناء) و (التزكية) ..
و أسأل: ألا يقال أن الرجل لا يقال له (عالما) إلا إذا وصفه عالم غيره بذلك , أو بالشهرة
و الإستفاضة كما قال الأخ أبو ريان ..
؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:23 ص]ـ
كتب إحسان العتيبي:::
(رأس العلم خشية الله)
ويوجد في زماننا من لا يختلف عليه أنه عالم
والله لا آمنه على ديني؛ لأنه باع فتاواه بثمن بخس
فأباح الربا وبيع الخمر وقتل المسلمين ... الخ
وغيره مثله أيضا
وآمن على ديني طالب علم قوي الحجة عظيم التقوى ولا أقارن بينه وبين من سبق ذكره
فرأيي أن لا نغفل التقوى والدين
وتذكروا:
الكوثري
و
كثير من آل (الغماري)!
فمن يشك في علمهم؟
ومن يأمنهم على دينه؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:24 ص]ـ
كتب خطاب القاهرى:::
جيد جدا يا شيخ إحسان جزاك الله خير الجزاء ..
و لكن لو فرضنا فى الرجل التقوى و السنة و خشية الله ..
هل نقول أن السبيل إلى وصفه بالعالم هو:
1 - الشهرة أو الإستفاضة ..
أو
2 - تزكية العالم؟
و هل من فارق بين الثناء و التزكية؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:24 ص]ـ
كتب إحسان العتيبي:::
الشهرة والاستفاضة عند (طلبة العلم) و (العلماء)
لا عند العوام وأتباعهم الحزبيين أو المريدين
فهؤلاء يرفعون مشايخهم وقادتهم لمصاف كبار العلماء لا العلماء فقط!
والاستفاضة والشهرة بالعلم تكون بالأبحاث والكتابات والمناقشات لا بالمؤلفات فقط
فكما لا يخفى عليكم أن هناك (حرامية) لهم مئات الكتب في السوق
ويجعلون أنفسهم في مصاف كبار العلماء وأكثرها (ملطوش)!
ولا أعلم فرقا بين الثناء والتزكية
إلا ما أعلمه من تزكية بعض العلماء لواحد من المشتغلين بالعلم ليكون مع (هيئة كبار العلماء) - مثلا -
ونرجع لما قلناه أولا
من الذين زكى هذا؟
وهل هو من أهل العلم والتقى لكي يزكي من يستحق التزكية؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:25 ص]ـ
كتب أفنان:::
متى يصير طالب العلم عالما؟
أظن أن كلمة العالم تطلق على من كثر علمه ... وهناك الكثير من طلبة العلم المشهورين ولكن لانستطيع أن نطلق عليهم كلمة عالم لأن من كان عالما يكون غزير العلم قد أحاط بالكثير من العلم الذى تبحر فيه ورزق الفهم فيه ........... سواء كان هذا العلم فى الدين أو فى العلوم الإنسانية فمن المعلوم أن من علماء الشريعة أبن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهما ومن العلماء فى علوم الدنيا ابن سينا والخوارزمى وغيره ........ إذن كل من تبحر فى علم وفهمه فهما جيدا وشهد له الناس بذلك صار عالما به ......... والله أعلم.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:26 ص]ـ
كتب أبو فاطمة الاثري:::
هل الشهرة هي التي تحدد معيار العالم؟ الشهرة الذي أعرفه بأنها غير محمودة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/60)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:26 ص]ـ
كتب عبدالله المحمد:::
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة إحسان العتيبي
(رأس العلم خشية الله)
ويوجد في زماننا من لا يختلف عليه أنه عالم
والله لا آمنه على ديني؛ لأنه باع فتاواه بثمن بخس
فأباح الربا وبيع الخمر وقتل المسلمين ... الخ
وغيره مثله أيضا
وآمن على ديني طالب علم قوي الحجة عظيم التقوى ولا أقارن بينه وبين من سبق ذكره
فرأيي أن لا نغفل التقوى والدين
وتذكروا:
الكوثري
و
كثير من آل (الغماري)!
فمن يشك في علمهم؟
ومن يأمنهم على دينه؟
جزاك الله خيرا
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي - حفظه الله تعالى -:
لما حضرت الإمام أحمد - عليه رحمة الله - الوفاة كما ذكر القاضي أبي يعلى في الطبقات
قال جاء إليه احد أصحابه فقال: ادع الله أن يخلفنا فيك خيرا، فمن تدلنا أن نسأل بعدك.
قال: سلوا عبدالوهاب
فقال رجل ممن حضر مجلسه إنه قليل البسطة في العلم
فقال عليه رحمة الله: إنه رجل صالح فمثله يوفق للصواب ..
انتهى من محاضرة قيمة بعنوان (العلماء والميثاق)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:27 ص]ـ
كتب أبوعبد الرحمن عادل:::
السلام عليكم ورحمة الله
يقع كثير من إخواني في عدم الدقة في هذا الباب، فينقل مثلا أن أخي الفاضل طارق عوض الله من تلامذة أبي إسحاق، وهذا غير صحيح. وكذلك التساهل في نقل تزكيات العلماء لبعض طلبة العلم فالكلمة تصير جملا، وتحمل على معان كثيرة. وما أوصلنا إلى هذه الحال من التعصب للمشايخ وطلبة العلم إلا هذا ولو أعطي كل واحد من طلبة العلم والعلماء قدره بلا تحيز ولا مجاملة ولا بخس لزالت الاخت
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:28 ص]ـ
كتب أبو مالك العوضي:::
التلمذة والأستذة .. كلمتان لا يعرف كثير من الناس معناهما على وجه الدقة، ولذلك يقع الإشكال والاستشكال في الإطلاق والتقييد والإنكار
وقديما كان العلماء يطلقون هذه الألفاظ وأشباهها على من يلقي، ومن يتلقى.
فإن قلنا إن الإمام أحمد من تلامذة الشافعي لأنه أخذ عنه الأصول ما أخطأنا
وإن قلنا إن الإمام أحمد من أقران الشافعي لأنهما من طبقة واحدة ما أخطأنا
وإن قلنا إن الإمام أحمد من شيوخ الشافعي لأنه كان يأخذ عنه الحديث ما أخطأنا
وليس يعيب الشيخ فلانا أن يكون من تلامذة الشيخ فلان، بل قد يكون أعلم منه، وليس يرفع الشيخ فلانا أن يكون من تلامذة الشيخ فلان، بل قد يكون من المتمسحين به.
فالغرض من معرفة الأستذة والمشيخة إنما هو معرفة الطبقات والتلقي والمنهج، وليس معرفة مقدار علم كل عالم، ولا بخس أحد منهم حقه، ومن يظن ذلك فهو مخطئ قطعا.
وإن كان يقع من بعض الإخوان عدم الدقة في هذا الباب، فلعل الإطلاق المبني على الظن أولى بالخطأ من الإثبات المبني على النقل
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:29 ص]ـ
كتب أمجد التركماني:::
شيخنا الفاضل أبا طارق , لقد ذكرت حفظك الله هنا كلاماً مفيداً جداً حول المسألة (و ليس مثلي يُقيِّم كلام مثلك) فلو رأيت حفظك الله أن تفرد لإخوانك مقالاً متكاملاً حول هذه المسألة , و ذلك كي نستفاد جميعاً فمشاركاتك في الموضوع لآليء متناثرة , فلِمَ لا تجمعها كي تصبح عقداً من لؤلؤ؟
خصوصاً أنّ الخطب عظيم و الأمر جلل فكلنا نرى رويبضات يضعون أنفسهم في مصاف كبار العلماء (بله أحيناً أكثر من ذلك) , فهناك من المفتونين من ينفخ في أشخاص و الله كلمة (طالب علم) كثيرة عليهم , فإذا اجترأت و قلت له شيخك ليس إلاّ طالب علم , رماك بالتحزب و الفسق و البدعة و أكل لحوم العلماء!
نرجو من إخواننا المشائخ و طلبة العلم بيان آرائهم في هذه المسألة بشكل مستفيض و جزاهم الله خيرا
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:30 ص]ـ
كتب أبو مالك العوضي:::
جزاكم الله خيرا
ولكننا نرى أيضا من يحطون من شأن أهل العلم، ويظنون أنهم على شيء، فإذا نصحته في الله بأن لحوم العلماء مسمومة، وأنه لا يحكم على أهل العلم إلا أهلُ العلم، وأن دعاواه لا ينبغي أن تصدر إلا ممن يضع نفسه في مصاف كبار العلماء، لوى عنقه ورماك بكل عظيمة، فإن كان حقا يعتقد أنه ما زال طالب علم فليكسر قلم الإسفاف، وليطوِ بساط الاعتساف، وليتكلم بعلم أو يسكت بحلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:31 ص]ـ
كتب ابن جندي:::
بارك الله فيك , فالأدب و السلوك مقياس مهم لأهل العلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:32 ص]ـ
كتب أبو العباس السكندري:::
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك العوضي
جزاكم الله خيرا
ولكننا نرى أيضا من يحطون من شأن أهل العلم، ويظنون أنهم على شيء، فإذا نصحته في الله بأن لحوم العلماء مسمومة، وأنه لا يحكم على أهل العلم إلا أهلُ العلم، وأن دعاواه لا ينبغي أن تصدر إلا ممن يضع نفسه في مصاف كبار العلماء، لوى عنقه ورماك بكل عظيمة، فإن كان حقا يعتقد أنه ما زال طالب علم فليكسر قلم الإسفاف، وليطوِ بساط الاعتساف، وليتكلم بعلم أو يسكت بحلم.
بارك الله فيك أخي قد كثر من يطعن في أهل العلم من المتعالمين فلله الأمر ....
ولي عودة للتعليق على الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/61)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 09:32 ص]ـ
كتب مكتب الشيخ عبدالكريم:::
سئل الشيخ عبدالكريم هذا السؤال ...
أختلف الأخوة في تسمية عالم و طالب علم و السؤال لفضيلة الشيخ:
هل يجوز أن يصف طلبة العلم أحد المشتغلين بالعلم بأنه عالم، ولو لم يزكه أحد العلماء؟
وأجاب في درس اليوم بعد الفجر في شرح ألفية العراقي يستمع اليه في أرشيف البث الاسلامي (((شرح ألفية العراقي 24 - 5 - 1427)))
نفع الله بالجميع.(66/62)
استفتاء و سؤال مهم جدا
ـ[شريف سالم]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم اخوتي لدي سؤال عن هذه الصور
هل هذه الصور من صور ذوات الأرواح المحرمة ام لا؟
و ماهي ضوابط الصور المحرمة؟
شكرا على جوابكم
http://kerjakayu.com/dumyah1.jpg
http://kerjakayu.com/dumyah2.jpg(66/63)
{فرائد العلم ... *دعوة للجميع*}
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى ...
وأصلي وأسلم على خير من وطئ الثرى، محمد وعلى آله وصحبه ومن بسنته اهتدى ... أما بعد،،،
فاعلم يا أخي أن العلم لايأتي بكثرة التمني، ولايأتي جملة واحدة، وإنما يأتي بالتوكل على الله واللجوء إليه ليلا ونهارا سرا وجهارا، وإذا وعيت ذلك فاعلم أن ماتبقى أيسر من مامضى .. ومن ثم طلب العلم من مبادئه وهلم جرا .. حسبما ربانا على ذلك علماؤنا الأجلاء ...
ومما يقوي الملكة العلمية لدى المرء .. أن يكون عنده نتف وفرائد وأقوال دقيقة رصينة مختصرة جامعة في بابها ..
ولاخير من كتاب الله وسنة رسوله .. فالعلم كله منهما ويرجع إليهما ...
ومما ينبغي العناية به أقوال علمائنا الأجلاء المستقاة من وحي الكتاب والسنة .. فهي موضحة لما فيهما من الهدى والنور مع بعد نظر وقوة استنباط
-وبذلك يتفاوت العلماء- ...
وهذا الموضوع جاء ليحوي نتفا وفرائد من أقوال علمائنا ...
فالموضوع منكم وإليكم ...
فنحن من خلال هذا الموضوع سنسعى في جميع بديع الأقوال في غالب فنون العلم .. من التفسير وعلومه والحديث وعلومه والفقه وأصوله واللغة وعلومها والتاريخ وفرائده وقصصه وغير ذلك ...
وحبذا أيها الكرام لو أن أحدنا ذكر (المقولة وصاحبها والكتاب التي استقاها منه أو غير ذلك) ليكون ذلك أكمل للفائدة ...
وصدقوني لو استمرينا مدة في ذلك .. وجمعنا الجم الغفير منها وعُني المرء بحفظها واستيعابها ستتكون عنده ملكة علمية .. ينميها هو بكثرة المطالعة والمداومة ...
وأرجو أن لاتكون الكلمات طويلة بل تكون مختصرة موجزة بقدر الإمكان .. فلانريد كلاما مطولا بل نريد عباراة جامعة ..
وأرجو أن توسم وتوصف بأنها من فرائد العلم لامن بدهياته ..
وسواء كانت من علمائنا المتقدمين أو المتأخرين فلا تبخل علينا بها.
وأيضا ليعلم الجميع أن هذا الموضوع خاص بالفرائد العلمية .. ولايتضمن العبارات الوعظية ..
.وهذا الموضوع أرجو أن لايُكتب فيه غير ما أسلفت ...
فلا تكتب كلمات شكر ونحو ذلك ..
إلا أن يكون اقتراحا مهما ...
وسأبدأ أن بذلك .. فاللهم يسر وأعن ..
-----------------------------------------------------------
1 - قال ابن كثير رحمه الله: (مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا، يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر)، وهي نصف الحروف عددا، والمذكور منها أشرف من المتروك، وبيان ذلك من صناعة التصريف:قال الزمخشري: وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف، يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقة)
{المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير / ص30}
2 - قال ابن كثير رحمه الله: (كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة)
{المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير / ص31}
------------------------------------------------------------
هذه فائدتين من الفرائد في علم التفسير
والآن المجال مفتوح أمامكم يا إخوة
ضعوا ماقيدتموه في كتبكم وفي دفاتركم من فرائد
ولاتبخلوا بشيء منها
:::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
:::::::::::::::::::::::::::::
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكر الله سعيك.
وهذا موضوع طيب فيه نفس الفكرة:
زُبَد الكلمات للشيخ / أبي مالك العوضي. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69820)
وهناك مواضيع أخرى مشابهة، ولكنها في النظم، وليس في النثر.(66/64)
تيسير أحكام اللقطة
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:34 م]ـ
تيسير أحكام اللقطة
مقدمة
الحمد لله رب العالمين.الرحمن الرحيم.مالك يوم الدين.اياك نعبد و اياك نستعين.اهدنا الطراط المستقيم.وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، اله الأولين و الأخرين و ملجاء السائلين.و أشهد أن محمد عبده و رسوله، قدوة المؤمنين. اللهم صل و سلم عليه و على صحبه الهداة المهتدين،و على من تبعهم باحسان الى يوم الدين.
أما بعد: فهذه رسالة لطيفة في أحكام اللقطة جمعتها إحياً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، و قد اندرس منها الكثير في هذا الزمان، ثم إنني رأيت أنه يصعب على كثير من الناس البحث، و القراءة، و استخراج أحكام هذه المسألة من مضانها في أمهات الكتب الفقهية، فأحببت أن أقدمها لهم ميسرة، مسهلة،و لا أدعي أنني لم أسبق لمثل هذا العمل فقد رأيت رسالة خاصة في هذا الباب بعنوان" أحكام اللقطة في الشريعة الاسلامية"للدكتور: عبد الكريم زيدان،و هي رسالة قيمة جداً ولكنه أسهب في نقل المذاهب الفقهية،و هذا ما لم أشترطه على نفسي بل اكتفيت بالإشارة إليها، ومما يؤخذ عليه غفر الله لنا وله أن حشر المذاهب المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة كالزيدية،والجعفرية في معرض البحث مع المذاهب السنية،وهذا ما تحاشيته في بحثي هذا، وكذلك مما يؤخذ عليه أنه لم يبالي بتخريج الأحاديث و العزو الى مصادرها والحكم عليها صحةً أو ضعفاً،و لكنني حاولت جهدي في تخريج الأحاديث والعزو إلى مضانها ثم الحكم عليها بما حكم به أهل الأختصاص بهذا العلم الشريف و بالخصوص الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله رحمةً واسعةً، ومع هذا وذاك فإن رسالة الدكتور زيدان تعتبر أفضل ما قرأت في هذا الباب،و لقد استفدت منها كثيراً لاسيما في التبويب و التقسيم،و ما ذكرت من مراجع ومصادر فهي من جهدي إلا ما نذر منها فقد استفدتها من بحث الدكتور زيدان، و قد رجحت ما رأيته صواباً في المسائل المختلف فيها معتمداً على صحة الحديث و دلالته على الحكم.
و الله أسأل ان يوفقنا للسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه
و كتبه / رأفت الحامد
عدن _ اليمن
أولاً: تعريف اللقطة:
لغةً: اللقط – بسكون القاف – أخذ الشيء، ومنه قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} القصص 8
ومعناه: أسم للمال الملقوط، أي المأخوذ بأن تجده ملقى فتأخذه.
شرعاً: مال محترم، غبر محرز، لا يعرف الواجد مستحقه.
توضيح التعريف: "مال محترم": هو المال المعصوم، وهو الذي لا يجوز لأحد التصرف فيه بغير إذن صاحبه، ويدخل فيه مال الذمي المعاهد. (سبل السلام 3/ 120)
ويخرج منه المال الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان فماله الساقط يعتبر غنيمة لا لقطة. (حاشية ابن العابدين 6/ 432)
- ويخرج بقيد "غير محرز": ما يجده الوارث من الودائع المجهولة عند مورثه فهذه أموال ضائعة لا لقطة، فأمرها إلى الإمام، وكذلك ما يجده عند الحاكم وغيره من الأماكن المغلقة ولم يعرف مالكه. (المجموع 16/ 132)
- ويخرج بقيد "لا يعرف الواجد مستحقه" ما عُرف مستحقه ولا يسمى لقطة، وما ليس له مستحق فهو المال المباح وهو لآخذه ولا يكون لقطة.
ثانياً: أركان اللقطة:
وهي ثلاثة: (1) اللقط (2) الملتقط (3) الملقوط (السلسبيل 2/ 597)
الركن الأول: اللقط: لغة: معناه، أخذ الشيء، ووضع اليد عليه.
شرعاً: فيه معنى الأمانة والولاية ابتداءً،ومعنى الاكتساب والتملك انتهاءً.
حكم اللقط:
مذهب الحنفية والشافعية هو استحباب اللقط، وعند المالكية (الاستذكار 22/ 326) والحنابلة هو كراهة اللقط. وقد يكون اللقط دائراً على الأحكام التكليفيه الخمسة (الاستذكار 22/ 326):
1_ اللقط الواجب: إذا خيف على المال الضائع، وتعين اللقط طريقاً لحفظها.
2_ اللقط المندوب: عند عدم الخوف عليها، ووثوقه بنفسه وقدرته على التعريف.
3_ اللقط المحرم: عندما يأخذ الملتقط المال الضائع لا لحفظه ورده إلى صاحبه بل لتملكه.
4_ اللقط المكروه: إذا التقطها الفاسق لئلا تسوّل له نفسه الخيانة فيقع في الإثم، أي بمعنى يلتقطها من يشك في أمانة نفسه.
5_ اللقط المباح: إذا استوى الترك واللقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/65)
قال الحافظ ابن حجر:" ومن ثم كان الأرجح من مذاهب العلماء أن ذلك يدخل باختلاف الأشخاص والأموال فمتى رجّح أخذها فوجب أو استحب، ومتى رجّح تركها حرم أو كره وإلا فهو جائزً. (فتح الباري 5/ 111)
الإشهاد على الالتقاط:
يجب الإشهاد على الالتقاط، بأن يشهد الملتقط عليه عدلاً واحداً فأكثر لحديث عياض بن حمار مرفوعا ً:" من وجد لقطةً فليشهد ذا عدل _ في لفظ (ذوي عدل) _ لا يكتم ولا يُغيب، فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء". رواه احمد في المسند (4/ 266) و أبي داود (2/ 335) رقم (1709) كتاب اللقطة، وابن ماجة (2/ 837) رقم (2505)، وابن حبان (ص284) رقم (1169) الموارد وهو صحيح.
والوجوب مذهب الظاهرية (المحلى 5/ 257)،وقول عند الشافعي، واليه ذهب الشوكاني (المحلى 5/ 257) والصنعاني (السبل3/ 119)، وذهب الحنابلة (المغني6/ 362) والمالكية وقول عن الشافعي (روضة الطالبين4/ 471) إلى استحباب الإشهاد احتياطاً.
وسبب الوجوب: إنه يمتنع به من الخيانة، وأنه قد يموت فجأة فتصير اللقطة من تركته فتفوت على مالكها.
كيفية الإشهاد: فيه طريقتان:
الأولى: يُشهد أنه وجد لقطة ولا يُعلم بالعفاص ولا غيره لئلا يتوصل بذلك الكاذب إلى أخذها.
الثانية: يُشهد على صفاتها كلها حتى إذا مات لم يتصرف فيها الوارث.
وأشار بعض الشافعية إلى التوسط بين الوجهين فقالوا: لا يستوعب الصفات ولكن يذكر بعضها. قال النووي:" وهو الأصح". (النيل5/ 339)
- ما تقدم في حكم الالتقاط والإشهاد إنما في غير التقاط الحيوان من الجمادات وما يشبهها.
التقاط الحيوان:
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم التقاط الحيوان للنهي الوارد في حديث زيد بن خالد، وحمل بعضهم النهي على من التقطها ليتملكها لا ليحفظها فيجوز له وهو قول للشافعية (الفتح5/ 96)، وأما الحنفية جعلوا الحيوان كغيره في حكم الالتقاط.
- والصحيح أنه لا يجوز لقط الإبل لما ورد مرفوعاً من حديث زيد بن الحارث:" مالك، ولها معها حذائها وسقاؤها ترد الماء، وتأكل الشجر حتى يجدها ربها". (البخاري برقم 2427 و 2428، و مسلم 1722 الفتح 5/ 96 و شرح مسلم 12/ 20 - 27)، وهو كما سبق قول الجمهور قاسوا على الإبل كل حيوان يقوى على الامتناع من صغار السباع (الفتح5/ 97)، (النيل 5/ 345)، ويقوى على ورود الماء. وذهبوا أيضاً إلى جواز التقاط الإبل من قِبل الإمام أو نائبه عند الضرورة كحالة الخوف عليها من الهلاك أو النهب في أوقات اضطراب الأمن، وإن كان الملتقط من العامة لزمه تسليمها للإمام.
- ضالة الغنم فيجوز التقاطها لما ورد في حديث زيد بن خالد صريحاً:" خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب". متفق عليه، وقاس عليها الجمهور ما يشبهها في الضعف واحتمال الضياع لعدم امتناعها من صغار السباع، وصغار السباع كالذئب، الثعلب، ابن آوى، وولد الأسد عندهم. (المغني6/ 390)
التقاط لقطة الحاج:
جاء في الشرع ما يدل على النهي عن لقطة الحاج، أي من التقاط ما ضاع من الحاج أو ما ضاع في مكة المكرمة لحديث أبي هريرة مرفوعاً:" … ولا يلتقط ساقطتها _ أي مكة_ إلا منشد.". (البخاري برقم 2434 و مسلم برقم 1724، الفتح 5/ 104 و شرح مسلم 9/ 126)، ولحديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نهى عن لقطة الحاج"رواه مسلم (12/ 28 برقم 1724 نووي)، وأبو داود (رقم 1719) كتاب اللقطة باب التعريف باللقطة، وحمل الفقهاء هذا النهي عن التقاطها للتملك لا للتعريف كما هو نص الحديث وهذا مذهب الظاهرية (المحلى 5/ 258)
، ورواية عن الشافعي (المجموع 16/ 134) ورواية عن احمد (المغني6/ 360) وأختارها الشوكاني (النيل5/ 344)،وذهب الأحناف (حاشية بن العابدين6/ 437)، والشافعي في أحد قوليه، وأحمد في رواية عن (المغني6/ 360) أنه لا فرق بين لقطة الحرم وغيره.
- والصحيح أن هذا الحكم من خصوصيات بلد الله الحرم، وذكر الفقهاء لهذه الخصوصية تعليلات أخرى منها:
(1) أنه إذا عرفها ملتقطها كل عام سهل التوصل إلى معرفة صاحبها لوجود الوفدين.
(2) إنما خصت مكة بذلك للمبالغة في تعريف ما يلتقط فيها لان مالكها لا يوجد عادةً لرجوع الحجاج لبلادهم فبين أنه لا يسقط عليه التعريف وإنما عليه المبالغة في التعريف والبحث عن صاحبها.
الركن الثاني:" الملتقط":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/66)
وهو من له أهلية الإكتساب أو الإحتفاض، قال النووي:" أن يكون حرً، مسلماً، مكلفاً، أميناً. (المجموع16/ 134)، ومن أهل العلم من أجاز التقاط الذمي لأنه من أهل الإكتساب فهو كالمسلم. (المغني 6/ 389)،وفي (المجموع16/ 176) ذكر روايتان أصحها أنه يمكّن منه
- وكذلك الصغير والمجنون والسفيه، فإذا التقط واحد منهم مال ضائعاً ثبتت يده عليه، لأنه اكتساب فيصح منه كالاصطياد والإحتطاب، ولكن يختلف ناقص الأهلية كالمجنون والصغير في أن وليه ينزع القطه منه ويتولى حفظها وتعريفها، هذا عند الشافعية (المجموع16/ 173) والحنابلة (المغني6/ 386)، وأما الحنفية فيصح عندهم التقاط الصبي ولا يصح التقاط المجنون. (حاشية بن العابدين6/ 435)
تعدد الملتقط:
1. لو التقط اثنان مالاً ضائعاً ثم ترك أحدهما حقه منه للأخر لم يسقط حقه. (المغني6/ 356)
2. لو أراد التخلص من مسؤولية اللقطة رفع أمره الى الحاكم.
3. لو أقام كلاهما البينه على أنه هو الملتقط وحده ولا تاريخ في البينتين، تبقى القطة بيد الملتقط لأنه صاحب اليد عليها.
4. لو أمر إنسان آخر بالتقاط شيءٍ رآه فالتقطه فهو للآمر إن قصده الملتقط وإن قصد الآمر ونفسه فلهما. (المصدر السابق)
5. إن رأياها معاً فبادر أحدهما فأخذها أو رائها أحدهما فأعلم بها صاحبه فأخذها فهي لأخذها لان استحقاق القطة بالأخذ لا بالرؤية كالاصطياد. (المصدر السابق)
الركن الثالث:" الملقوط":
وهو المال المحترم شرعاً الذي لا يعرف الملتقط مالكه، وهو إما حيوان فيسمى" ضالة" أو غير حيوان ويسمى "لقطة"، و المال المباح فلا يصير لقطة لإنه ليس له مالك وقد مر.
ذكر ما يشتبه في كونه لقطة أو مملوك لا يغرف مالكه:
(1) اللؤلؤ في البحر خارج صدفه يعتبر لقطة، لان وجوده خارج صدفه يعني انه له مالكاً، لإنه لا يوجد في البحر إلا داخل الصدف، وقيده بعضهم بأن يجده مثقوباً. (المغني6/ 370)
(2) من أصطاد سمكة فوجد فيها دُرةً فهي للصائد لأنها مال مباح، حتى لو باع السمكة دون أن يعلم أن فيها دُرة، ولا يتملكها المشتري لان البائع لم يقصد بيعها، كمن باع داراً وله فيها مال مدفون لا يدخل في البيع تبعا ً. (المصدر السابق)
(3) إذا عثر على دراهم أو دنانير في البحر فهي لقطة لأنها لا تخلق في البحر فلابد لها من مالك. (المصدر السابق)
إذا أخذ ثياب غيره أو متاعه أو حذائه قصداً أو سهواً وترك غيره، فهل يعتبر المتروك لقطة عند المأخوذة ثيابه أم لا؟ الجواب: إن لم يتعمد الأخذ فالمتروك لقطة، وإن تعمد الأخذ جاز للمأخوذة ثيابه بيع المتروك، واستيفاء حقه منه، ومن أهم علامة التعمد الأخذ أن يكون المأخوذ أفضل من المتروك، ولو كان المتروك خيراً من المأخوذ أو مثله دل ذلك على السهو والغفلة فهو بمنزلة الضائع تجري عليه أحكام اللقطة. (المغني 6/ 373 ,و السلسبيل في معرفة الدليل 2/ 601)
(4) ومن ترك دابةً بمهلكة فأخذها إنسان فأطعمها وسقاها وخلصها من الهلاك فهي له، لأنها كالمال المباح، لما أخرجه أبو داود بسند حسن (صحيح الجامع برقم 6584) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً:" من وجد دابةً قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها، فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له". وهذا مذهب الحنابلة (المغني 6/ 400)، وقال مالك والشافعي وابن المنذر: هي لمالكها، والآخر متبرع. (المصدر السابق)
فإذا تحققت الأركان الثلاثة السابقة فعليه:
أولاً: معرفة اللقطة:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زيد بن خالد بمعرفة اللقطة فقال:"اعرف عفاصها وكائها"…
والوكاء: هو الخيط الذي يربط به، والعفاص: هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة جلداً كان هو غيره. (الفتح 1/ 225 و 5/ 98، شرح مسلم 12/ 21، و إحكام الأحكام 2/ 159)
والغرض من تعيين الوكاء والعفاص معرفة الآلات التي تحفظ النفقة (الفتح 5/ 98).
ويقاس عليهما كل ما يلزم لمعرفة اللقطة ويبين أوصافها مثل جنسها ونوعها وقدرها وما تتميز به، وكل هذا لمعرفة صدق أوصافها إذا ادعى ملكيتها (الفتح 5/ 98)، وقال الحافظ:" اختلف في هذه المعرفة على قولين للعلماء أظهرهما الوجوب لظاهر الأمر ". (المصدر السابق)
وعند التعريف على اللقطة يستحب بعض أهل العلم كتابة أوصافها خوف النسيان، هذا قول الإمام أحمد،والنووي. (المغني 6/ 363)،و (روضة الطالبين 4/ 453)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/67)
-وجوب تعريف اللقطة:
معنى التعريف: إشاعة الخبر في الناس حتى يمكن وصول علمها إلى صاحبها.
صورة تعريف اللقطة: بأن يذكر للناس عنها ولا يبين أوصافها بل يذكرها بوصف عام، وأجاز الحنابلة (المغني 6/ 350) ذكر جنسها من ذهب أو فضة، وقال الشافعية: يفصل ذكر بعض أوصافها،ويحرم استيعابها،والأولى الأخذ بالاحتياط، و الإيغال في الإبهام.
ويؤخذ وجوب التعريف من قوله صلى الله عليه وسلم:" …عرفها سنة .. "، وقد قال بهذا الجمهور. (المجموع 6/ 141،وقد نقل الإجماع عليه)، (المغني 6/ 347)، (الإحكام 2/ 159)، (السبل 3/ 117)، (النيل 5/ 340)، (شرح مسلم 12/ 22)
وقد ورد في السنة ما يدل على تحريم أخذ اللقطة بنية التملك،وعدم التعريف فمن ذلكم ما رواه مسلم عن زيد بن خالد مرفوعا:" من أوى ضالة فهو ضال مالم يعرفها ". (ضال: بمعنى مائل عن الحق، و الحديث رواه مسلم برقم 1725 12/ 28 من الشرح للنووي، و رواه أحمد في المسند برقم 16607 4/ 116) وعن الجارود مرفوعا:" ضالة المسلم حرق النار". رواه أحمد، و الدارمي بسند حسن. (رواه أحمد في المسند برقم 20230 5/ 80، و الدارمي برقم 2602 2/ 665 زمرلي و علمي، و رواه الترمذي في السنن برقم 1882 في كتاب الأشربة،و انظر جامع الأصول 10/ 710
- ويستثنى من هذا الوجوب ما يلي:
1. ما يعلم أن مالكه لا يطلبه، كقشر الرمان أو النوى، ونحو ذلك مما يرميه الناس،ولكنه إذا وجده في يد الملتقط فله أن يأخذ لأن إلقاءه يفيد إباحة الإنتفاع به من ملتقطه، ولا يفيد التمليك،وملك المبيح لا يزول بالإباحة،وإن كان للمباح له الإنتفاع به (حاشية بن العابدين6/ 436)،وعند الحنابلة يملكه الملتقط لأن صاحبه تخلى عنه.
2. اللقطة التافهة إذا كانت مما يؤكل،ويتسارع إليها الفساد كالتمرة،ونحوها لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بتمرة في الطريق فقال:" لولا أني أخاف أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها". رواه البخاري برقم 2431 5/ 103 الفتح، ومسلم 8/ 177 النووي)،فظاهر الحديث يدل على عدم اشتراط التعريف،وهذا مذهب الحنابلة،والشافعية. (المغني 6/ 351)، (المجموع 16/ 146)، (السبل 3/ 116)
3. اللقطة اليسيرة إذا لم تكن مما يؤكل، فهذه لا يجب تعريفها عند المالكية،والحنابلة،وهو مما لا تتبعه همة أوساط الناس لما رواه أحمد بسند ضعيف،ويحسنه بعضهم، رواه أبو داود برقم 1717 في السنن 2/ 339، أنظر الفتح 5/ 103، و جامع الأصول 10/ 711) عن جابر قال:" رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العصا،والسوط،والحبل، وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به "،ولكن يرد عليه ما رواه أحمد أيضا من حديث يعلى بن مرة مرفوعا:" من التقط لقطة يسيرة حبلا أو درهما أو شبه ذلك فليعرفها ثلاثة أيام فإن كان فوق ذلك فليعرفه ستة أيام"، و زاد الطبراني:"فإن جاء صاحبها،وإلا فليتصدق بها ".
قال الشوكاني:" وفي إسناده عمر بن عبد الله بن يعلى،وقد صرح جماعة بضعفه،فإذا صح هذا الحديث حمل هذا الحديث على الذي قبله فيكون تعريف اللقطة اليسيرة ثلاثة أيام حملا للمطلق على المقيد". (نيل الأوطار 5/ 337 - 338) بتصرف
قال النووي:"أما الشيء الحقير فيجب تعريفه زمنا يظن أن فاقده لا يطلبه في العادة أكثر من ذلك الزمان ". (شرح مسلم12/ 22)،حاشية بن عابدين (6/ 436)
تنبيه: قول بعض الفقهاء بعدم وجوب تعريف اللقطة اليسيرة لا يعني المنع من تعريفها،وإنما يعني نفي الوجوب فقط،وعلى هذا إذا أراد الملتقط تعريفها ولو لمدة سنة جاز له ذلك إذا كانت مما لايؤكل.
4. إذا خشي الملتقط من الاستيلاء على لقطته ظلما من قبل ذي سلطان جائر لم يجز له التعريف، وتكون أمانة عنده،و هذا قول عند الشافعية.
مدة التعريف:
الأصل في مدة التعريف سنة كاملة وهو ما دل عليه حديث خالد بن زيد في قوله صلى الله عليه وسلم:" .. عرفها سنة .. " متفق عليه، وهذا مذهب عمر، وعلي، وابن عباس، وابن المسيب، والشعبي، والحنفية (فتح القدير6/ 114).،والمالكية (الشرح الكبير للدردير و الدسوقي 4/ 120 زيدان)،والشافعية (نهاية المحتاج للرملي 5/ 434 و ما بعدها زيدان)،والحنابلة (المغني6/ 348)،قال ابن قدامة:"لا نعلم فيه خلافا ".،وكذلك هو مذهب الظاهرية. (المحلى5/ 264)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/68)
قال ابن الهمام:"و اعلم أن الامر بتعريفها سنة يقتضي تكرار التعريف عرفا،وعادة،وإن ظرفية السنة للتعريف يصدق بوقوعه مرة واحدة، ولكن يجب حمله على المعتاد من أنه يفعله وقتا بعد وقت،ويكرر ذلك كلما وجد مظنة". (فتح القدير6/ 115)
- ويستثنى من هذا الأصل ما يلي:
1. إذا كانت اللقطة يسيرة فيعرفها ثلاثة أيام أو زمنا يظن أن فاقده لا يطلبه،وقد مر قبل قليل.
2. ما يخشى فساده إذا كان كثيرا أو يسيرا كالفاكة و الخضروات يعرفها مدة لا يخشى فيها عليه الفساد، و هذا قول الحنفية،و الحنابلة.
زمن التعريف:
يكون التعريف في الأوقات المناسبة –كالنهار مثلا-،ويتكرر بالقدر الذي يحصل به مقصود التعريف حتى يمكن وصول خبرها الى صاحبها. (المغني 6/ 349)
الفورية في التعريف:
الراجح في التعريف أنه واجب على الفور، ولا يجوز تأخيره عن زمن تطلب فيه اللقطة عادة، و هذا يختلف باختلاف مقدارها. (المغني 6/ 349،النيل 5/ 340)
مكان التعريف:
يجري التعريف في الأماكن التي يظن فيها بلوغ خبرها الى صاحبها،و أولى هذه الأماكن مكان التقاطها (النيل 5/ 340)،و يعرف في:
1 - مجامع الناس كالاسواق،وأبواب المساجد (الفتح 5/ 98، شرح مسلم 12/ 22،المجموع 6/ 145،المغني 6/ 349،حاشية ابن عابدين 6/ 436)، وفي عصرنا الحاضر في، 2 - الصحف،3 - الاعلانات الكبيرة المعلقة،
4 - الاذاعة.
من يتولى التعريف:
يتولى أمر التعريف الملتقط، أو نائبه (النيل5/ 340)، ويشترط أن يكون عاقلا، فلا يصح تعريف السفيه عند الشافعية انما يجب على وليه (المجوع 16/ 173)،و لا يعتد بعريف الفاسق لأنه يخون،و كذلك لا يعتد بعريف الصبي غير المميز، و المجنون،ويتولى ذلك وليهما،ويعتد بتريف الصبي المميز. (المجموع 16/ 175،المغني 6/ 350)
مؤنة التعريف:
يتحمل الملتقط مؤنة التعريف عند الحنفية، والحنابلة (حاشية بن عابدين 6/ 349،السلسبيل 2/ 599)، وعند المالكية يتحملها صاحب اللقطة (المدونة 4/ 457)،و عند الشافعية لا يتحملها الملتقط ان كان قصده حفظها لصاحبها،ويجعلها القاضي من بيت المال قرضا أو يبيع قسما منها لنفقة تعريفها، وان كان التقاطها لتعريفها ثم تملكها ان لم يظهر صاحبها فمؤنة التعريف تكون على الملتقط، و اذا كان الملتقط صبيا أو مجنونا فيعرفها الولي،ولكنه لا يدفع مؤنة التعريف من مال الصبي،والمجنون انما يرفع الأمر الى القاضي ليبيع قسما من اللقطة أو ليقترض على حساب مالك اللقطة،و مال صاحب الأنصاف الحنبلي الى قول الشافعية. (السلسبيل 2/ 599)
قلت: ملخص مذهب الشافعية أنها على الملتقط ان كان ذلك بعد تملكه للقطة،وعلى صاحبها ان استردها قبل التملك.
مسألة: إذا قام الملتقط بالتعريف فيتصور أحد حالين:
1_أن يأتي صاحبها ويطالب بها أثناء مدة التعريف. أو
2_أن تنتهي مدة التعريف و لا يطالب بها أحد.
ففي الحالة الأولى: يجب دفع اللقطة الى من يذكر أوصافها ولا يشترط اقامة البينة،و لا اليمين لوجوب الدفع في ظاهر الحديث، و هذا ظاهر مذهب الحنابلة، و الظاهرية،و المالكية (المغني 6/ 363، المحلى 5/ 257)،قال عليه الصلاة، والسلام:"…فان جاءك أحد يخبرك بعددها، و وعائها، و وكائها فادفعها اليه ". رواه البخاري عن أبي بن كعب، و مسلم عن سلمة بن كهيل، و اللفظ له (شرح مسلم 12/ 23، النيل 5/ 342، السبل 3/ 117،السلسبيل 2/ 601، المدونة 4/ 456). و لا يضمن الملتقط اذا ظهر مستحق للقطة، و لهذا المستحق الرجوع الى الواصف الآخذ فقط، و عند الحنفية،و الشافعية لابد من البينة. (فتح القدير 6/ 121، المجموع 16/ 154)
_ و الصحيح قول من قال بوجوب الدفع بالصفة، و هذا قول المجد بن تيمية في المنتقى. (النيل 5/ 339)
و أما الحالة الثانية: تدخل اللقطة في ملك الملتقط عند تمام مدة التعريف غنيا كان أوفقيرا، و تورث عنه فان جاء صاحب اللقطة ضمنها له ان كان حيا أو ضمنه له الورثة ان كان الملتقط ميتا، هذا مذهب عمر، وابنه وعلي وابن عباس وابن مسعود وعائشة،وبه قال عطاء والنخعي وطاوس وعكرمة،و هو مذهب الشافعية،و الحنابلة (المجموع 16/ 150، المغني 6/ 354)،و استدلوا بما رواه زيد بن خالد مرفوعا:"فان لم تعرف فاستنفقها"،و في لفظ:"والافهي كسبيل مالك"،و في لفظ:"فشأنك بها"،و في لفظ:"فاستمتع بها"،و في لفظ:"فاخلطها بمالك "،و المعنى واحد. قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/69)
الحافظ:"الأمر للاباحة فتكفي النية للتملك وهو الأرجح دليلا". (الفتح 5/ 99و101،شرح مسلم 12/ 23، السبل 3/ 118)
و ذهبت المالكية الى أن الملتقط اذا كان فقيرا فان له أن يأكل، وان كان غنيا فانه يتصدق بها، ويجوز أكلها بعد الحول (المدونة 4/ 455، بداية المجتهد 2/ 229)، وذهبت الحنفية الى أن الملتقط اذا كان فقيرا فانه يملكها،و ان كان غنيا فانه يتصدق بها ولا يأكلها (حاشية بن عابدين 6/ 438، السبل 3/ 118، البداية 2/ 229).
قلت: الصحيح قول الشافعية, و الحنابلة لقوة ما استدلوا به. و الله أعلم و نسبة العلم اليه أسلم.
فائدة:
استحب بعض أهل العلم أن يتعرف الملتقط على اللقطة مرة أخرى اذا أراد أن يتملكها:"فيعرف العلامات أول ما يلتقط حتى يعلم صدق واصفها كما تقدم ثم بعد تعريفها سنة اذا أراد أن يتملكها فيعرفها مرة أخرى تعرفا وافيا محققا ليعلم قدرها،و وصفها،و هذا بناء على بعض الروايات في حديث زيد بن خالد التي تبيين تقديم التعريف على المعرفة كما عند البخاري:"فقال: عرفها سنة،ثم اعرف وكائها"،و عند مسلم:" فقال: عرفها سنة، فان لم تعرف فاعرف عفاصها .. " (الفتح 10/ 533، شرح مسلم 12/ 26)
هذا هو قول الامام النووي في شرح مسلم، و رده الحافظ في الفتح فقال:"لاحتمال أن تكون "ثم" بمعنى "الواو" فلا تقتضي ترتيبا،و لا تقتضي تخالفا يحتاج الى الجمع، و يقويه كون المخرج واحد والقصة واحدة ". (شرح مسلم 12/ 23، فتح الباري 5/ 98)،و أما لقطة الحرم المكي فحكمها التعريف ابدا،و لا يحل للملتقط تملكها، و هذا قول جمهور الفقهاء (الفتح 5/ 106).
ضمان اللقطة:
تعتبر اللقطة أمانة،أو مضمونة بيد ملتقطها حسب نيته.
1_ فان كان قد التقطها بنية حفظها،و ردها لصاحبها فهي أمانة فلا يضمنها الا بالتعدي، و التقصير (المغني 6/ 366،شرح مسلم 12/ 24، النيل 5/ 343).
2_و إن كان قد التقطها بنية أخذها لنفسه،و عدم ردها الى صاحبها فهي مضمونةعنده لأنها بحكم المغصوب،و هذا قول الجماهير (المغني 6/ 361، فتح القدير 6/ 112)، وتعرف نية الملتقط عند أبي حنيفة،و أبي يوسف بالتصديق،و الإشهاد (فتح القدير 6/ 112).
3_ فإذا هلكت اللقطة،و جاء صاحبها، و صدق الملتقط بأنه أخذها للحفظ، و الرد فلا ضمان عليه لثبوت أمانته بهذا التصديق،و ان كذبه المالك وكان الملتقط قد أشهد على التقاطه فلا ضمان عليه لظهور أمانته بالاشهاد،و ان لم يكن قد أشهد فثبت أمانته بيمينه،لأن القول قول الأمين مع اليمين،و هذا قول ابي يوسف،و المالكية،و الشافعية،و الحنابلة (الإنصاف 6/ 421، الرملي 5/ 435، حاشية الدسوقي 3و8/ 121، الكاساني 6/ 201 زيدان).
4 - وإذا التقطها بنية الحفظ،و الرد ثم رد اللقطة الى مكانها الذي أخذها منه لا ضمان عليه عند الحنفية (حاشية بن عابدين 6/ 435)،و المالكية، و عند الشافعية،و الحنابلة يضمن لأنها صارت أمانة في يده فلزمه حفظها (المجموع 16/ 158، المغني 6/ 368)،و رد عليهم بأنه قد يأخذها على ظن قدرته على حفظها فتبين له عجزه فردها، أو يكون أخذها ليعرف صفاتها ثم يرشد صاحبها الى مكا نها.
أحكام الضالة:
اعلم أخي الكريم أن وصف الضالة لا يقع الا على الحيوان، و ما سواه يقال له لقطة (الفتح 5/ 99، شرح مسلم 12/ 21، السبل 3/ 117)، وضالة الحيوان على نوعي:
النوع الأول: ضالة الابل، وما شبهها،و
النوع الثاني: ضالة الغنم،و ما يشبهها.
فأما النوع الأول: وهو ضالة الابل، وما يشبهها فوصفها كما يلي:
1_أن تصل بنفسها الى المرعى، و الماء.
2_أن تمتنع على صغار السباع،إما:
أ_ بقوة جسمها كالبقر والخيل،
ب_ ببعد أثرها لسرعة عدوه كالضباء والأرنب،
ج_ بجناحها لسرعة طيرانه كالحمام و الدراج،
د_ بنابها كالكلاب والفهود.
فهذا النوع لا يجوز التقاطه لأنه يقوم بحفظ نفسه. (المغني 6/ 396 و 397، المجموع 16/ 107)
مسائل تتعلق بهذا النوع:
1_سبق معنا أنه لايجوز لقط الابل ,وما في معناها، وهذا قول الجمهور، وحكمة النهي عن التقاط الابل:"أن بقاءها حيث فقدت أقرب الى وجدان مالكها لها من تطلبه لها في رحال الناس " (الفتح 5/ 97).وقال بعضهم:لاستغنائها عن الحافظ والمتفقد. (إحكام الأحكام 2/ 160)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/70)
2_لولي الأمر أو نائبه أخذ ضوال الابل ,و ما سبهها في الامتناع من صغار السباع، على وجه الحفظ لصاحبها، ولا يلزمه تعريفها. (المجموع 6/ 158، المغني 6/ 398، النيل 5/ 345)
3_على ولي الأمر أن يجعل لها حمى ترعى فيه حتى يأتي صاحبها،واذا رأى أن المصلحة في بيعها وحفظ ثمنها لصاحبها جاز له ذلك. (المغني 6/ 399)
4_ولو التقطها غير الامام لم يجز له ذلك، و يكون ضامنا لها ولا يبراء الا بردها الى صاحبها،اذا ردها الى مكانها لا يبراء ولا يمتلكها بعد مضي سنة اذا لم يحضر مالكها. (المغني 6/ 398)
5_ و على مدعي ملكيتها اقامة البينة،و لا يكتفي منه بالوصف لأنها كانت ظاهرة بين الناس.
وأما النوع الثاني: وهو ضالة الغنم، و ما شبهها فوصفها كما يلي:
1_و يعجز عن الوصول الى الماء و المرعى.
2 _لا يمتنع من صغار السباع فلا يدفع عن نفسه افتراس الأذى، كصغار الابل وهي الفصلان،و صغارالبقر وهي العجول، و صغار الخيل وهي الأفلاء،و الدجاج و الإوز. (المجموع 16/ 159، المغني 6/ 390)
مسائل تتعلق بهذا النوع:
1_ سبق معنا أنه يجوز التقاط ضالة الغنم،و ما في معناها، و حكمة أخذ ضالة الغنم: هي خوف الضياع عليها ان لم يلتقطها أحد،و في ذلك اتلاف لماليتها على مالكها. (إحكام الأحكام 2/ 160)
2_يخير ملتقط الغنم بين ثلاثة أمور:
أ_أكلها،و عليه قيمتها اذا ظهر صاحبها، وهذا قول المذاهب الأربعة (المجموع 16/ 159، المغني 6/ 392)،إلا أن الإمام مالك أجاز الأكل ,و منع القيمة على الملتقط،و الصحيح الأول. (الفتح 5/ 99)
ب_ بيعها،و حفظ ثمنها حتى يظهر صاحبها بعد معرفة اوصافها. (المغني 6/ 392 - 394)
ج_حفظها لصاحبها، و الإنفاق عليها دون ان يتملكها،و تكون النفقة من قبل الملتقط على جهة التطوع عند الشافعية ,والحنابلة،و في رواية أخرى عن مالك. (المجموع 16/ 159، المغني 6/ 394)
3_و إذا تلفت ضالة الغنم فعلى الملتقط الضمان, و هذا قول الجمهور (الفتح 5/ 102)، و عند الشافعية لا ضمان على الملتقط لأن يده يد أمانة (المجموع 16/ 159)،وعند الحنابلة التفصيل فان فرط فعليه الضمان،و الا فلا. (المغني 6/ 395)
4_يجب تعريف ضالة الغنم سنة كاملة عند الجمهور،و قال مالك: لا تعريف في ضالة الغنم (المجموع 16/ 159، المغني 6/ 390، شرح مسلم 12/ 23، السلسبيل 2/ 598، الفتح 5/ 99). قال ابن قدامة:" و لنا أنها لقطة لها خطر فوجب تعريفها كالمطعوم الكثير،و انما ترك ذكر تعريفها لأنه ذكرها بعد بيانه التعريف فيما سواها فاستغنى بذلك عن ذكره فيها،ولايلزم من جواز التصرف فيها في الحول سقوط التعريف كالمطعوم. (المغني 6/ 394)
نماء الضالة:
ينقسم نماء الضالة الى قسمين:
الأول: نماء متصل بالضالة كسمنها, و هذا يكون لمالكها اذا استردها،
الثاني: نماء منفصل عن الضالة كنسلها،و في هذه الحالة ينظر ان حدث قبل التملك فهي للمالك،و اذا كان النماء بعد التملك فهو للملتقط لا للمالك لأنه نماء حصل في ملكه فيكون له. (المجموع 16/ 151ن الفتح 5/ 120، شرح مسلم 12/ 22)
تم بحمد الله(66/71)
الرسالة الثانية: "" فضائل المسجد الأقصى الجريح "" (رسائل في الفضائل)
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:40 م]ـ
(رسائل في الفضائل) الرسالة الثانية: "" فضائل المسجد الأقصى الجريح ""
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
أما بعد فهذه هي الرسالة الثانية من مجموعتي ((رسائل في الفضائل)) بعد أن كنت نشرت مؤخراً فضائل بلدي اليمن السعيد جعله الله آمناً وبلاد المسلمين ...
إن من بيوت الله بيتاً من ملكه ملك العالم، يوماً ما ملكه النصارى فسادوا العالم ثم فتحه الله على المسلمين فحكموا الدنيا بأسرها،ثم نزع منهم وملكه اليهود فهم اليوم يحكموننا إلى أن يشاء الله ...
ولن ينتصر المسلمون ويعيدوا هذا البيت إلا إذا ساوى عدد من يصلون الفجر الذين يصلون الجمعة .. كما قالها أحد الذين هم ليسوا على ملة الإسلام ...
إنه المسجد الأقصى، مسجد قدره عظيم،وشرفه كبير،الإيمان بشرفه وفضله عقيدة،والجهاد لتحريره عزة،والتخاذل عن نصره ذلة،والرضا بكونه مأسوراً ومدنساً نفاق وخسة ...
إنني أقدم في هذه العجالة باقة من أحاديث البشير النذير الذي لا ينطق عن الهوى حول فضيلة المسجد الأقصى وما ورد فيه ...
1. هو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء1
قال أبو هريرة: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن قال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك.
رواه البخاري [جزء 4 - صفحة 1743] 4432،ورواه مسلم [جزء 3 - صفحة 1592] 92 - (168) (غوت أمتك) معناه ضلت وانهمكت في الشر.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه).
رواه البخاري [جزء 3 - صفحة 1409] 3673 ورواه مسلم [جزء 1 - صفحة 156] 276 - (170)
(فجلا الله لي بيت المقدس) روى بتشديد اللام وتخفيفها وهما ظاهران ومعناه كشف وأظهر.
2. فيه صلى المختار صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماماً.
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ..... ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام فقدمني جبريل حتى أممتهم ثم صعد بي إلى السماء الدنيا .....
رواه النسائي [جزء 1 - صفحة 221] 450،وإسناده حسن وفي بعض متنه نكارة فقد ذكر أشياء لم ترد في سياق البخاري من حديث أنس .. انظرالإسراء والمعراج [جزء 1 - صفحة 42] للألباني،و زاد المعاد [جزء 3 - صفحة 30]،والرحيق المختوم ص 138
3. لا يستقبل ببول أو غائط.
عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أتى أحدكم الغائط فلا ستقبل القبلة ولا يولها ظهره شرقوا أو غربوا).
رواه البخاري [جزء 1 - صفحة 66] 144 ورواه مسلم رقم 59 - 264 [جزء 1 - صفحة 224] بلفظ: عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط ولكن شرقوا أو غربوا.قال [أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله؟ قال نعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/72)
(مراحيض) جمع مرحاض وهو البيت المتخذ لقضاء حاجة الإنسان أي للتغوط وجاء في المصباح موضع الرحض وهو الغسل وكني به عن المستراح لأنه موضع غسل النجو (فننحرف عنها) معناه نحرص على اجتنابها بالميل عنها بحسب قدرتنا (الغائط) في أصل اللغة هو المكان المنخفض من الأرض في الفضاء ثم صار يطلق على كل مكان أعد لقضاء الحاجة وربما أطلق على الخارج من الدبر كما ورد في عنوان الباب. (شرقوا أو غربوا) أي استقبلوا المشرق أو المغرب أثناء التبول أو التبرز]
4. هو ثاني مسجد بني على الأرض.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال (المسجد الحرام). قال قلت ثم أي؟ قال (المسجد الأقصى). قلت كم كان بينهما؟ قال (أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه).
رواه البخاري [جزء 3 - صفحة 1231] 3186،و رواه مسلم [جزء 1 - صفحة 370] 1 - (520) ,و (الأقصى) سمي بذلك لبعد المسافة بينه وبين الكعبة أو لبعده عن الأقذار والخبائث فإنه مقدس مطهر وقيل لأنه لم يكن وراءه موضع عبادة.
5. يستحب شد الرحال إليه للعبادة.
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة (ح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى)
رواه البخاري [جزء 1 - صفحة 398] 1132،ورواه مسلم رقم 1397 - 511 [جزء 2 - صفحة 1014]
(لا تشد الرحال) لا يسافر بقصد العبادة والصلاة فيها والرحال جمع رحل وهو للبعير كالسرج للفرس وشده كناية عن السفر.
6. الصلاة فيه تعدل خمسين ومئتي صلاة فيما سواه إلا مسجدي مكة والمدينة.
عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله الصلاة في مسجدك هذا أفضل أم صلاة في بيت المقدس؟ فقال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولبسطة قوس من حيث يرى منه بيت المقدس أفضل وخير من الدنيا جميعاً.
قال الألباني: في تمام المنة [جزء 1 - صفحة 294]: أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (2/ 138) وأما حديث: إن الصلاة في بيت المقدس بألف صلاة فهو حديث منكر كما قال الذهبي وهو مخرج في " تحذير الساجد " (ص 198) و " ضعيف أبي داود " (68). اهـ
وانظركنز العمال [جزء 14 - صفحة 149] 38197،ومسند الشاميين [جزء 4 - صفحة 54] 2714، وأخطاء المصلين للشيخ مشهور حسن ص 264.
7. من صلى فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه:
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه.
رواه النسائي [جزء 2 - صفحة 34] 693، ورواه ابن ماجه [جزء 1 - صفحة 452] 1408،رواه ابن حبان في صحيحه [جزء 4 - صفحة 511] 1633،ورواه الحاكم في المستدرك [جزء 2 - صفحة 471] 3624،ورواه الطبراني في المعجم الأوسط [جزء 7 - صفحة 49] 6815،وقال الحاكم: (صحيح على شرطهما ولا أعلم له علة) ووافقه الذهبي قال الألباني في الثمر المستطاب [جزء 1 - صفحة 545]: أما أن الحديث صحيح فهو كما قالا لا شك فيه ... وانظر صحيح الترغيب والترهيب [جزء 2 - صفحة 22] 1178
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى [جزء 27 - صفحة 258]:
ولهذا كان ابن عمر يأتى من الحجاز فيدخل فيصلى فيه ثم يخرج ولا يشرب فيه ماء لتصيبه دعوة سليمان وكان الصحابة ثم التابعون يأتون ولا يقصدون شيئا مما حوله من البقاع ولا يسافرون إلى قربة الخليل ولا غيرها ...
8. لا يدخله الدجال.
عن أبي أمامة الباهلي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثا عن الدجال. وحذرناه. فكان من قوله أن قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/73)
: فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال هم يومئذ قليل (وجلهم ببيت المقدس) وإمامهم رجل صالح. فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح. فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلى بالناس. فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل. فإنها لك أقيمت. فيصلى بهم إمامهم. فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب. فيفتح ووراءه الدجال. معه سبعون ألف يهودي. كلهم ذو سيف محلى وساج. فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا (ويقول عيسى عليه السلام إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها) فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله. فيهزم الله اليهود. فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء. لاحجر ولاشجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال ياعبد الله المسلم هذا يهودي. فتعال اقتله ....
رواه ابن ماجه [جزء 2 - صفحة 1359] 4077،انظر الجامع الصغير وزيادته [جزء 1 - صفحة 1384] 13833 (هـ ابن خزيمة ك الضياء) عن أبي أمامة.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) وانظر حديث رقم: 7875 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6384
9. فيه خطب نبي الله يحيى بن زكريا خطبته المشهورة.
قال الترمذي:حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها فقال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أنا آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وتعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غيره سيده فأيكم يرضي أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال وإن صلى وصام فدعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله.
هذا حديث حسن صحيح غريب قال محمد بن إسماعيل الحرث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث
سنن الترمذي [جزء 5 - صفحة 148] 2863،انظر الجامع الصغير وزيادته [جزء 1 - صفحة 261] 2604 (حم تخ ت ن حب ك) عن الحارث ابن الحارث الأشعري.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1724 في صحيح الجامع
راجع تحفة الأحوذي [جزء 8 - صفحة 130] لشرح الحديث والخطبة.
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الجمعة4
والحمد لله رب العالمين
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:53 م]ـ
للرفع
ـ[المهاجر أبو إبراهيم]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:27 م]ـ
اللهم إنا نسألك صلاةً في المسجدِ الأقصى قبل الممات
جُزِيتَ خيراً ونحنُ بإنتظار الرسالة الثالثة في الفضائل(66/74)
سؤال حول حديث رؤية الرسول عليه السلام للمرأة التي اعجبته
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 08 - 06, 01:23 م]ـ
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته فأتى سودة وهي تصنع طيبا وعندها نساء فأخلينه فقضى حاجته ثم قال:
(أيما رجل رأى امرأة تعجبه فليقم إلى أهله فإن معها مثل الذي معها)
ذكره الالباني رحمه الله في جلباب المراة المسلمة وقال (صحيح) عن ابن مسعود
اسال هنا هل الرؤية تختلف عن النظر ام كلاهما سواء وما المقصود بالرؤية هنا هل هي نظرة الفجاة؟؟؟؟؟
مع ايماني العميق بعصمة الرسول صلى اله عليه وسلم ويقيني بذلك
لكن اريد فهم الحديث على الوجه الصحيح وبارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:20 م]ـ
نعم هو نظر الفجأة.
والحديث رواه مسلم وغيره عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه ".
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
إن الحديث لا شك فيه انه منصب على نظر الفجأة لما هو معلوم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس وأشدهم التزاما بكتاب الله وخوفا من ربهه وقد قال الحق تبارك وتعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النور.
وفيه فائدة أن نظر الفجأة قد يورث في القولوب أثرا من شهوة لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم من إتباع النظرة النظرة لما يترتب على الاتباع مفسدة القلوب وتوابعه.
وعلاج هذا هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم (فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه) والله أعلم
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:19 م]ـ
فإن قيل بأن كلمة (فأعجبته) دلت على إدامة النظر، لأن المرء قد يرى إمرأة شبه عارية ويغض بصره عنها، فيقال بأن قلبه قد تغير من نظر الفجأة وغير ذلك، لكن إن قيل فأعجبته ... فهذه تحتاج إلى تأويل، فما قول المشايخ؟؟؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الحبيب أبو مالك
إن الاعجاب بالشيء يكون بعدد من الأسباب منها ما يكون بسبب سماع ما يعجبه من الأحداث والرويات ولم يكن قد رآها بعني راسه والثانية ما يكون قدر رآها دون استدامة نظر ومنه ما يكون باستدامة وتدبر وتمعن.
وعليه فإن النظرة الاولى تولد صورة ذهنية بشرية لا تندفع عادة إذا ولدت الاعجاب الذهني إلا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
والقول ان (أعجبته) يلزم منها الاستدامة ليس بلازم ولا دليل عليه بل نقول عموم أدلة النهي عن النظر وتتابعه تدل على عدم الاستدمة ولا الاتباع.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:38 ص]ـ
أعجبته أي أوقعت في نفسه أثرا ـ لشكلها أو جمالها ـ بسبب تلك النظرة، ولو لم تكن المرأة ذات مظهر أو شكل يفتن لم يحتج إلى الذهاب إلى أهله.
ولفظ الصحيح ليس فيه هذا الحرف وهو من تعبير الراوي.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:17 م]ـ
المشايخ الكرام هل نستطيع ان نقول ان من فقه الحديث ان تلك المرأة كانت كاشفة الوجه اي غير متنقبة والا فما الذي اعجبه بها خاصة اذا علمنا الوجه هو جامع المحاسن؟؟ وبالتالي نستدل من خلاله على جواز كشف الوجه وعدم وجوب النقاب؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:36 م]ـ
لا دليل في ذلك فقد يكون الإعجاب من الشكل والجسم والهيئة ... إلخ
ولا يحسن أن تترك المحكمات ويؤخذ من المشتبهات.
وفقكم الله.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:41 م]ـ
زيادة علي كلام شيخنا عبد الرحمن السديس
قد يكون ذلك قبل نزول آية الحجاب
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:56 م]ـ
وجهة نظر الأخت نضال وجيهة ولا يضيق واسع فلعل الحق معك ويبقى الأمر محتملا للصورتين, تأمل موفق.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:34 ص]ـ
أنا تكلمت عن الاستدلال بهذا الحديث وليس عن المسألة نفسها
ـ[خالد صالح]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/75)
زيادة علي كلام شيخنا عبد الرحمن السديس
قد يكون ذلك قبل نزول آية الحجاب
قال الشيخ الألباني في الرد المفحم ص 122_126:
((لا يصح الحمل المذكور هنا لأمرين:
- الأول: أنه ليس في تلك النصوص ما هو صريح الدلالة على وجوب ستر الوجه واليدين حتى يصح القول بأنها ناقله عن الأصل
- والآخر: أن " نصوص الحجاب " المشار إليها تنقسم إلى قسمين من حيث دلالتهما:
- الأول: ما يتعلق بحجاب البيوت حيث المرأة مبتذلة في بيتها فهذا
لا علاقة له بما نحن فيه كما هو ظاهر على أنه ليس فيه إلا آية الأحزاب: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53] وقد قدمنا عن ابن تيمية أنها في البيوت
- والآخر: ما يتعلق بالمرأة إذا خرجت من بيتها وهو الجلباب فالنصوص الواردة فيه قسمان أيضا:
الأول: ما كان خبرا عن تجلبب النساء في عهده صلى الله عليه وسلم فما كان من هذا النوع منصوصا فيه على ستر الوجه - كحديث عائشة في قصة الإفك ونحوه مما كنت ذكرته في فصل " مشروعية ستر الوجه " - فلا علاقة له بالبحث لأنه مجرد فعل لا يصلح أن يكون ناقلا من الأصل إلى التحريم وهذا ظاهر لا يخفى على عالم فقيه منصف وإن غفل عنه بعض الدكاترة
والآخر: ما كان تشريعا يتضمن أمرا بخلاف ما كانوا عليه من قبل وليس من هذا إلا آية " إدناء الجلابيب " وآية " ضرب الخمر على الجيوب " وليس فيهما أي دليل على تحريم كشف الوجه واليدين لا لغة ولا شرعا كما سبق تحقيقه - بما لا مزيد عليه - فيما وإن مما يؤكد هذا لكل منصف متجرد عن الهوى والعصبية المذهبية أن هؤلاء المسلمين بصحة هذا الحديث يشتركون معنا في القول بجواز النقاب الذي يكشف عن عينيها - وعما دونهما ولو أحيانا - فهل خالفوا بذلك تلك النصوص الناقلة بزعمهم أم (هم قوم خصمون)؟
وزيادة في بيان بطلان هذه الشبهة أقول:
إن قصدهم بقولهم المذكور: إن هذا الحديث - الصحيح عندنا والمسلم بصحته عندهم - منسوخ بآية الحجاب: (يدنين عليهن من جلابيبهن) [الأحزاب: 59]، وهذا - والله - من أعجب العجاب من أولئك الفضلاء لأن الآية ليس فيها دلالة صريحة على وجوب التغطية كما ذكرت آنفا ولئن دلت على ذلك فإنما هو بدلالة العموم لا يمكن إلا ذلك سواء من حيث لفظة (الجلباب) أو (الإدناء) فالحديث يشترك في الدلالة هذه في شطره الأول: " إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يرى منها. . . " فإنه بمعنى لم يصلح أن يرى منها شيء ثم زاد على الآية فقال: " إلا وجهها وكفيها " فهذا صريح في أن العموم غير مراد فإن كانت الآية عامة فالحديث مخصص لها وإلا فهو مبين لها كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل: 44] وهذا ظاهر جدا فلا أدري كيف استقام في أذهان هؤلاء المخالفين ادعاء نسخ الحديث بالآية؟ فإن هذا مخالف لما هو مقرر في علم أصول الفقه فما مثلهم إلا كمثل من قد يقول: إن حديث:
(صحيح) " لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا " (متفق عليه) منسوخ بقوله تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) [المائدة: 38] وأن قوله صلى الله عليه وسلم في البحر:
(صحيح) " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " - وما في معناه - منسوخ بقوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة) [المائدة: 3] والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة جدا ولذلك صرح الشوكاني باستثناء الوجه والكفين مستدلا بهذا الحديث كما تقدم آنفا
ثم بدا لي وجه ثالث: وهو أنه إنما يصح الحمل المذكور على فرض أن الحجة في مسألتنا إنما هي البقاء على الأصل ألا وهو الإباحة فحينذاك يصح الحمل المذكور أما والواقع ليس كذلك - لأن البحث في هذا الحديث على التسليم بصحته - فالحمل المذكور باطل إذ كيف يحمل على ما قبل الحجاب أو الجلباب وهو معه في تحريم عدم تستر المرأة بالجلباب؟ أي: في النقل عن الأصل ويزيد على آية الجلباب أنه استثنى منه الوجه والكفين - كما تقدم بيانه - وهذا واضح جدا
وبهذا يتبين أيضا سقوط كلام حاول به دعم الحمل المذكور بكلام نقله عني حول الذهب المحلق متوهما أنه حجة علي لغفلة عن الفرق بين ما هو الأصل فينقل عنه بالنص العام وبين النص الناقل عن الأصل مقرونا بالاستثناء الدال على
بقاء ما فيه على الأصل لقد غفلوا جميعا عن هذه الحقيقة وما مثلهم في ذلك إلا مثل من يحرم الذهب مطلقا والحرير على النساء مع استثنائه صلى الله عليه وسلم لهن من التحريم في الحديث الصحيح لطرقه: " هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها " حاملا إياه على الأصل فهل يفعل هذا أحد من أهل العلم؟ ذلك مما لا أظنه ولكن قد فعل مثله هؤلاء الخالفون في حديثنا هذا فنسخوا الخاص بالعام والله المستعان)). اهـ بتصرف.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:06 ص]ـ
قد يكون ذلك قبل نزول آية الحجاب
هذا الاحتمال فيه نظر، فنزول آية الحجاب كان بعد البناء بزينب مباشرة كما ثبت في البخاري من حديث أنس، وهنا في مسلم ذكر أن المرأة التي دخل عليها من نسائه هي زينب.
والكلام في دلالة الحديث على المُدَعى كما تفضلتم بارك الله فيكم، وليس على المسألة، فقد تكلم عليها الإخوة كثيرا في مواضع هنا.
والاحتمالات الضعيفة لا يحسن ذكرها والتكثر بها لا في الايراد ولا في الدفع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/76)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرمن الرحيم
الاخوة الاحبة
إن هذه المسالة محتملة للأمرين أعني بها كشفها الوجه أو مجرد الثياب.
والظاهر لي والله اعلم أن الحمل على أنها كاشفة الوجه في هذا النص أولى من غيره لأن غير هذا يمنع النظر إلى ثياب الناس ء حال الشراء إذا أثارة شهوة وووو.
قإن قيل بل حصل الاعجاب بسبب اللباس.
قلت: وهذا أشد بعدا إذ يكون فيه أن لياس الناس لم تكن بوصفها العام شرعية بل كأن قائل هذا يقول أن الثياب كانت تصف عظمها.
وهنا يلزم تغير المنكر لا غيره مما ورد سياقه في الحديث.
والله اعلم.
فما قولكم؟.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:47 ص]ـ
بسم الله الرمن الرحيم
الاخوة الاحبة
إن هذه المسالة محتملة للأمرين أعني بها كشفها الوجه أو الثياب.
والظاهر لي والله اعلم أن الحمل على أنها كاشفة الوجه في هذا النص أولى من غيره لأن غير هذا يمنع النظر إلى ثياب الناس ء حال الشراء إذا أثارة شهوة وووو.
قإن قيل بل حصل الاعجاب بسبب اللباس.
قلت: وهذا أشد بعدا إذ يكون فيه أن لباس النساء لم تكن بوصفها العام شرعية بل كأن قائل هذا يقول أن من ثياب النساء تصف العظام.
وهنا يلزم تغير المنكر لا غيره مما ورد سياقه في الحديث.
والله اعلم.
فما قولكم حفظكم الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:55 ص]ـ
المرأة ذات الهيئة والجسم = فتنة.
وهذا ظاهر.
وقد ذكر الفقهاء كراهة خروج ذات المراة ذات الهيئة للاستسقاء وغيره خشية الفتنة بها.
و نرى في بلادنا المرأة وقد لبست السواد من أعلى رأسها إلى رجليها، وترى عيون من في قبله مرض تكاد تلتهمها!
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 08:20 ص]ـ
للرفع
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[08 - 09 - 08, 02:35 م]ـ
هل ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم انه نظر للمرأه نظرة فأعجبته ام ان هذا من سوء الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم
كما استدل بعضهم ان الله عز وجل قال (والله خير الماكرين) ولكن لا ينسب المكر لله سبحانه جل في علاه
بمعناً آخر هل يصح ان نقول ان الرسول نظر الى المرأه فحركت به الشهوه
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[08 - 09 - 08, 06:35 م]ـ
لابد من التفريق بين الفعل والانفعال.
فالفعل يدخل تحت القدرة والإرادة، وأما الانفعال فلا يدخل تحت القدرة والإرادة.
فالأول محل للتكليف في الجملة.
والثاني ليس محلا للتكليف، وإنما التكليف يقع في الأسباب المفضية إليه، أو الأسباب الدافعة له.
والإعجاب بالأجنبية من الانفعالات، فلا يكون محلا للذم بذاته، وإنما ينظر إلى السبب الجالب له، فان كان مباحا كان معذورا فيه، وان كان محرما لم يكن معذورا فيه، فلو حصل الإعجاب من نظر الفجاءة لم يقع التكليف بمنع حصوله، لأنه لا يقدر عليه، وإنما يقع التكليف بدفعه بالأسباب التي تزيله، وهو الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
وان حصل الإعجاب من قصد ورغبة في التطلع إلى الأجنبيات كان مؤاخذا فيه، لأنه تعاطى الأسباب المفضية إليه.
ومنه الحب، فلا يكلف الزوج بالعدل فيه بين زوجاته، لأنه لا يقع تحت قدرته.
ومنه الحزن، فلا يكلف من فقد قريبه بمنع حصوله، وإنما يكلف بتعاطي الأسباب التي تجعل حزنه في إطار المباح شرعا، أو يكون مكلفا بتعاطي الأسباب المانعة من حصوله، وهو المراد من النهي عنه في القران.
ومنه التوبة، لأن جزء ماهيتها الندم، وهو انفعال، فتكليفه بالتوبة تكليف له بتحصيل الأسباب الجالبة للندم ................
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 09:09 م]ـ
الأخ الكريم خالد صالح هل من دليل صريح يوجب على المرأة تغطية شعرها
والله الموفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 09 - 08, 09:49 م]ـ
هل ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم انه نظر للمرأه نظرة فأعجبته ام ان هذا من سوء الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم
هو من سوء الأدب والحديث لا يصح أصلاً
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6|335): «وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. من ذلك حديث: "لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح" (#1356). وحديث "أن رسول الله r دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" (#1358). وحديث "رأى –عليه الصلاة والسلام– امرأةً فأعجبته، فأتى أهله زينب" (#1403) ... ».
وهذا الحديث الأخير فيه طعنٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أخرجه مسلم بعدة ألفاظ منها (2|1021): حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأةً، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». وأخرجه كذلك: حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حرب بن أبي العالية حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي r رأى امرأة، فذكر أنه قال: «فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة»، ولم يذكر تدبر في صورة شيطان. ثم قال مسلم: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال، قال جابر، سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».
والحديث المضطرب مردودٌ لانقطاع سنده ووجود النكارة الشديدة في متنه. وهذا محال على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد نزهه الله عن ذلك وعصمه. وقد حاول بعض العلماء التكلف بالإجابة عن هذه النكارة بأجوبة ليست بالقوية، إلا أن الحديث الضعيف لا يُعبئ بشرحه أصلاً، والله أعلم. وما جاء من طريق ابن لهيعة من تصريح أبي الزبير بالتحديث من جابر، مردود. لأن ابن لهيعة ضعيف جداً من غير رواية العبادلة يقبل التلقين، فلا يعتبر به ولا يكتب حديثه. والله المستعان على ما يصفون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/77)
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[09 - 09 - 08, 12:05 ص]ـ
الانفعالات لا تخدش مقام النبوة، ولا تنافي العصمة، إلا إذا كانت متولدة عن سبب محرم.
فالنظر سبب مكتسب، والأثر المتولد عن النظر انفعال غير مكتسب.
فإذا نظر إلى الأجنبية بداعي الخطبة، كان نظره مكتسبا له، وأثره المترتب عليه من الإعجاب أو عدمه أو الاستواء غير مكتسب له.
فالسبب اختياري إرادي، وأثره ضروري لا إرادي.
فالأول هو محل التكليف، لكونه اختياريا، والثاني لا يقع التكليف به، لكونه غير اختياري
والذي يقع تحت مقدور الإنسان هو الذي يصلح مناطا للذم والمدح: للعقاب والثواب.
والذي لا يقع تحت مقدوره لا يصلح لذلك.
فالنظر بداعي الخطبة مباح شرعا، واثره إن وصف بالإباحة فلأجل حصوله بالسبب المباح.
والنظر بداعي التلذذ بالأجنبية محرم شرعا، واثره إن وصف بالتحريم فلأجل حصوله بالسبب المحرم.
وإلا فعلى الحقيقة لا يوصف بالتحريم والإباحة إلا ما كان مقدورا له.
وإذا حصل الإعجاب بنظر الفجاءة، فهو معذور فيه، لأنه لم يتوصل إليه بسبب محرم، ولم يقع منه قصد إلى النظر إلى الأجنبية، وليس في مقدوره منع ترتب الأثر على المؤثر.
فكيف يجعل مثله قادحا في مقام النبوة أو خادشا في تمام العصمة.
وجعل هذا داخلا في مفهوم العصمة يلزم منه أن الرسول إذا نظر بداعي الخطبة ترتب الأثر على المؤثر، وإذا وقع منه نظر الفجاءة إلى عين هذه المرأة قُطع المؤثر عن التأثير، بإبطال الخصائص الإنسانية عن تلك النظرة تارة، أو بسلب التأثير عن المؤثر تارة أخرى.
فكلما نظر نظرة الفجاءة خرقت العادة له صلى الله عليه وسلم.
ويشبه هذا حصول الشبع بعد الأكل والري بعد الشرب، فالأكل والشرب فعلان اختياريان، والشبع والري أثران لهما لا يدخلان تحت مقدوره.
والعصمة تكون عن الخطيئة والخطأ، ولا ثالث.
وليس نظر الفجاءة خطيئة ولا خطأ، فبطل كونه هادما للعصمة.
وإذا كان القران قد حكى عن الأنبياء من الأفعال ما ظاهره أنها معصية وأجاب العلماء عنه بما يجعله غير قادح في عصمتهم، فكيف بانفعال لا يدخل تحت مقدوره.
فإذا كانت تلك الأفعال الصادرة منهم لا تخدش في عصمتهم، فالانفعال الذي لا يدخل تحت القدرة أولى ألا يكون خادشا.
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[09 - 09 - 08, 01:56 ص]ـ
الحمد لله وبعد
فقد ضغف الحديث الشيخ على حشيش حفظه الله وهو فى الجزء الثانى من تحذير الداعية من القصص الواهية وأخبر ت ان الجزء الثانى طبع لكن ما رأيته
والشيخ بين ضعف الحديث سندا ومتنا ولعلى أظفر بالجزء فأنقل كلام الشيخ حفظه الله
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 02:00 ص]ـ
ملاحظة: إن للشرط فإن قلت لك إن شبت النار في بيتك اتصل على المطافي ... هذا لا يعني أني أجيز إشعال النار في بيتك
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[26 - 09 - 09, 02:28 ص]ـ
الحمد لله وبعد
فقد ضغف الحديث الشيخ على حشيش حفظه الله وهو فى الجزء الثانى من تحذير الداعية من القصص الواهية وأخبر ت ان الجزء الثانى طبع لكن ما رأيته
والشيخ بين ضعف الحديث سندا ومتنا ولعلى أظفر بالجزء فأنقل كلام الشيخ حفظه الله
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=187342
لم يذكر الشيخ رواية مسلم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[26 - 09 - 09, 03:11 ص]ـ
عصم الله عز وجل رسوله من سماع المعازف قبل الرسالة , أفلا يعصمه من النظر لغير أهله , وإن كان نظر فجأة؟(66/78)
ايهما افضل , الدعاء قبل السلام او قبل الاقامة؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم اما بعد
رجل دخل المسجد واراد ان يصلي تحية المسجد ..
فحتار هل يجعل دعائه بعد التشهد وقبل السلام ,, ويطول في الدعاء حتى تقام الصلاة ثم يسلم
ام الافضل ان يسلم بعد التشهد من تحية المسجد ويباشر في رفع يديه ويدعو ما شاء حتى تقام الصلاة؟
في الحالة الاولى كان الرجل في الصلاة وهو يخاطب رب العزة
والحالة الثاني خرج من الصلاة ,, وحث الرسول على الدعاء قبل الاقامة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:29 م]ـ
في الصلاة لعله أفضل؛ لأنه في الصلاة، وقبل الإقامة أيضا.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:28 م]ـ
خيرك سابق يالسديس .. بارك الله فيك
ووجدت هذه الفائدة ..
ومن ذلك أن المصلي قبل سلامه في محل المناجاة والقربة بين يدي ربه، فسؤاله في هذا الحال أقرب إلى الإجابة من سؤاله بعد انصرافه من بين يديه.
اسم الكتاب: الصلاة وحكم تاركها - ابن القيم الجوزية
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 08 - 08, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيك
وفي الشيخ عبد الرحمن
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 08, 08:20 ص]ـ
وهو اختيار ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[03 - 08 - 08, 09:04 ص]ـ
الحمدلله وجزاكم الله خيرا ..
بالنسبة لصلاة الإستخارة .. هل الدعاء بعد التسليم كما في ظاهر الحديث أم قبل السلام؟؟؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 08 - 08, 01:22 ص]ـ
لكن هل الفضيلة في الدعاء في السجود أكبر بين الأذان والإقامه أم قبل التسليم ايضا بين الأذان والإقامه .. ؟(66/79)
ارجو النصيحة والاجابة عن سؤالى
ـ[احمد محمد رضا]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلب منكم النصيحة فى مسألة عاجلة:
يوجد داعية يلقى دروس قريب مسكنى , واسلوبه غاية فى الرفق (ودرسه فى مسجد و ليس فى احد البيوت)
ودروسه عبارة عن رقائق
ولن اقول لكم عن من يحضره لأنه يخاطب طبقات تعرف-ولله الحمد- ان الصلاة ركن من اركان الاسلام, لا يعرفون شيئا عن الاسلام وعلى قدر عظيم من الجهل بحيث لا يمكن ان تنصح احدا منهم لحضور دروس العلم لانه يحتاجون الى من يكلمهم عن الجنة والنار والرقائق و سير الصالحين و .....
ويعلم الله انه سدّ ثغرة فى الدعوة فى هذه المنطقة بل ويأتيه شباب من مناطق بعيدة
المشكلة هى انه من الاخوان, وله برنامج فى قناة اقرأ
هل يجوز ان اخذ احد اصحابى من غير الملتزمين الى هذا الدرس -كخطوة اولى فقط- ثم اقنعه تدريجيا بدروس العلم السلفية؟؟
وما انا فيه من حيرة ليس الا بتخاذل بعض طلبة العلم عن الاهتمام بالدعوة, وتركهم المجال للاخوان
ولا احد ينكر جهود الاخوان فى الدعوة, وهذا للاسف هو الواقع, والاخوة السلفيون منشغلون بالعلم عن الدعوة تماما, وانا اقول البعض وليس الكل, لكن لا اظن ان دروس الرقائق تقتصر على مشاهير الدعوة بحيث ننتظر الشيخ فلان يأتى لمنطقتى ليتكلم مع اخى وجارى, والا فما فائدة طلبك للعلم؟؟!!!!!!!!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اتباع خير الخيرين ودفع شر الشرين مطلوب.
فإن كان مجلسه سالما من البدع ولا تخشى على الحضور = فلا بأس بذلك.
والله أعلم.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:12 ص]ـ
الشيخ السديس بارك الله فيك وكثر من امثالك(66/80)
استفسار: أكريمٌ يدلنا على مراجع ومصادر في تاريخ العلوم؟
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 03:28 م]ـ
أساتذتي الفضلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وغفر لنا ولكم الخطأ والزلل .. آمين.
.
.
كانت وصيته: أن اتقنِ العربيةَ أولا، ثم اجعل لك وردًا يوميًا من القرآن حفظًا، وآخر لسنة نبيك، ولا يشغلنك عن ذلك شاغل أبد الدهر.
.
.
.
ثم إن أردتَ الدخول في أي علم؛ عليك أن تقرأ في تاريخ الفن الذي تطلبه وتنشد اتقانه.
ثم مضى لسبيله.
.
.
.
أهناك من أخ صديق، وناصح مشفق رفيق، يدلني على بغيتي في تاريخ العلوم الشرعية:
المقاصد منها، والآلة، والروافد، ذاكرين ــ إن تكرمتم ـ أقدمها في هذا الباب؟!
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:30 م]ـ
مثل هذا السؤال محله: منتدى طبعات الكتب.
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:48 ص]ـ
أحسن المولى إليك ..
.
.
والله لا يضرك.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:50 ص]ـ
مما قرأته من كلام الشيخ صالح آل الشيخ الوصية بقراءة تواريخ الفنون ومعرفتها قبل الخوض فيها ليكون لطالب العلم تصور عام بهذا الفن ونشوئه ...
وأضع بين يديك أخي شيئاً مما أذكره في هذا الباب:
ـــــــــــ ((العقيدة)) ــــــــــ
1/ تاريخ تدوين العقيدة السلفية
فضيلة الشيخ د. عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم رحمه الله ــ دار الصميعي
ومعه: نظرة في تاريخ العقيدة
للدكتور عمر سليمان الأشقر ــ دار النفائس
ـــــــــــ ((السنة)) ــــــــــ
2/ تدوين السنة النبوية ... نشأته وتطوره
فضيلة الشيخ د. محمد مطر الزهراني ــ دار المنهاج
ـــــــــــ ((الفقه)) ــــــــــ
3/ تاريخ التشريع الإسلامي
لفضيلة الشيخ د. مناع القطان ــ مكتبة المعارف
ومعه: المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
للدكتور عمر بن سليمان الأشقر ــ دار النفائس
ـــــــــــ ((التاريخ)) ــــــــــ
4/ الثقافة التاريخية
محمود شاكر ــ المكتب الإسلامي
وهذا الكتاب مفيد ولايغني عن ماهو أفضل منه ولكن هو ماأعرفه!
هذا مالدي ولعل الإخوة يفيدوننا بمالديهم.
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
رفعًا للفائدة.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي في الله البدوي القح (ابتسامة).
هاك العلوم الشرعية شجرة واضحة بين يديك، تاريخ كل علم، وموضوعه، ومؤلفاته، وفضله، وفائدته، ووو
سلسلة العلوم الشرعية للعلامة النحرير محمد الحسن ول الددو:
http://www.dedew.net/sound/bibson.php?parent_id=7&type=3&end_tree=1&cat__=7
وهنا مفرغة:
http://www.dedew.net/text/biblect.php?parent_id=7&type=3&end_tree=1&cat__=7
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 12:48 م]ـ
أبجد العلوم , للعلامة صديق حسن خان.
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
سلسلة مبادئ العلوم والذي بث على قناة المجد العلمية
1 - مبادئ علم العقيدة الجزء الأول- الشيخ محمد بن الحسن بن الددو
2 تابع مبادئ علم العقيدة الجزء الثاني- الشيخ محمد بن الحسن بن الددو
3 تابع مبادئ علم العقيدة الجزء الثالث – الشيخ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل
4 مبادئ علم التجويد - الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري
5 مبادئ علم القراءات – الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري
6 مبادئ علم التفسير الجزء الأول – الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار
7 مبادئ علم التفسير الجزء الثاني – الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار
8 مبادئ علم أصول التفسير– الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار
تجدونها على هذا الرابط:
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3216
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:04 ص]ـ
بارك الله فيك.
.
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[21 - 08 - 07, 10:08 م]ـ
يرفع رفع الله قدر المشاركين فيه (آمين)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[07 - 05 - 09, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا(66/81)
قصيدتان رائعتان لفضيلة الشيخ / عبد الكريم بن صالح الحميد - حفظه الله تعالى - ..
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:12 م]ـ
http://almisk.net/images/esm.gif
القصيدة الأولى بعنوان:
(إستهانة أهلِ هذا الجيل بذِكر المَلِك الجليل)
للتحميل:
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=p
السؤال
o34XssN
بين يدي القصيدة:
ما أكثر ما نشاهده من مظاهر الاستهانة الخطيرة بذكر الله - عز وجل - كرَمْي الأوراق والكتب والجرائد - التي لا تخلو عادة من ذكر الله تعالى - في الطرقات والزبائل تدوسها الأقدام، وتخلط من الحفائظ - أجلكم الله -، ويتخذها البعض سفرة لطعامه، أو يجلس عليها لتكون حائلاً بينه وبين أوساخ الأرض، أو يتخذها حين صبغ المحلات والسيارات حائلاً بين الزجاج وبين البويات .. وما إلى ذلك من المظاهر التي يندى لها جبين الخائف من ربه وخالقه ومليكه وسيده - جل في علاه -؛ ولهذا جاءت هذه القصيدة المباركة تذكيراً بخطورة ذلك وبعظمة الله وما يجب تجاه ذكره من الإجلال والتنزيه والتعظيم، ونسأل الله تعالى لمن يساعد في نشر هذه القصيدة الأجر والثواب، وأن يطيب ذِكره في الدنيا والآخرة، ويقر عينه برؤية وجهه الكريم ..
----------------------------------------------------
القصيدة الثانية بعنوان:
(الشاشات سبب حلول المصائب والبليات)
للتحميل:
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=wXvNojfec
بين يدي القصيدة:
كثيرون هم الذين يشكون من هذه الشاشات والقنوات الخبيثة التي تبث من الفساد العقدي والأخلاقي ما لا يحيط به إلاَّ الله تعالى، حتى حصل بسببها من الشرور والفتن والمصائب والبليات على الفرد والمجتمع ما لا يخفى على أحد مُتابع، ولقد كان الناسُ إلى وقت قريب ينفرون أشد النفور ممن يقتني هذه الخبائث التي أصدر بعض أهل العلم المعتبرين فتاوى بتحريمها، ولكن حينما كثر استعمالها عند الناس اجتهد البعض بإنشاء قنوات بلباس إسلامي يعتبرونها مجداً للناس وبديلاً لهم عن تلك القنوات الفاسدة الخبيثة المنحطة، ورغم المدة التي مضت على إنشاء تلك القنوات - القائمة على التصوير المحرم بالسنة قريباً من خمسين حديثاً مرفوعاً صحيحاً - إلا أننا لم نرَ ممن يقتني تلك الدشوش أن ترَكها وأقبل على تلك القنوات!، وهي في حقيقتها لا للإسلام نصَرَت ولا للكفر كسَرَت، بل حصل بسببها اللبس وبرودة القلوب تجاه القنوات الأخرى الفاجرة الفاسدة التي تحارب الله بالكفر والفساد، وما أكثرها .. والله المستعان؛ وكم يخطيء مَن إذا رأى الناس ولغوا في فتنة ما وظن أنه لن يتمكن من انتشالهم منها بات يسير الدِّين تبعاً لأهوائهم ويبتدع في الدعوة إليه ما لم يأذن به الله تماماً كمَن أنشأ قنوات يعتقد أنها ستزاحم الكم الهائل جداً من القنوات التي لا يخفى حجم بشاعتها عقدياً وأخلاقياً!، ولشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كلام نفيس جداً حول مثل هذه المسألة في (مجموع الفتاوى، 11/ 620) فحبذا الرجوع إليه لأهميته الكبيرة.
وواللهِ لو صدَقنا الله تعالى في نصرة دينه ولم نجعل شيئاً من دينه تبعاً لأهواء الناس لرأينا من آثار نصره ومدده لنا ما لم يكن بالحسبان، ولكن إلى الله المشتكى؛ ونسأله تعالى أن يلطف بنا وبالمسلمين، وأن يجنبنا مساخطه ونواهيه، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبساً علينا فنضل .. والحمد لله رب العالمين؛؛ ..
.
ـ[الداودي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:22 م]ـ
أكرمك اخي التويجري فعلا قصيدتان رائعتان اتمنى من كل اخ ان يشنف بهما أذنيه ...
نحن في انتظار المزيد اخي التويجري حفظك الله
ـ[الداودي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:25 م]ـ
استدراك:
انا اظن ان قناة المجد رائدة وملتزمة ... اليس كذلك؟؟
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:40 ص]ـ
روابط جديدة:
القصيدة الأولى:
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=Y0X392hGd
القصيدة الثانية:
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=
السؤال
SP281NOJ
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:49 ص]ـ
وهذه روابط جديدة - في المرفقات -:(66/82)
من يدلني (مأجورا) على بحوث تهم خطيب الجمعة حتى يخطب على السنة.
ـ[علي بن سليمان]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
من يفعل ذلك وله مني الشكر والدعاء، وحبذا لو تكون روابط في هذا الملتقى المبارك لثقتي فيه.
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:52 م]ـ
هذا هو رابط موسوعة زاد الداعية ( http://saaid.net/aldawah/index.htm) من موقع صيد الفوائد , و هي تحتوي على كل ماتريده من توجيهات و نصائح للخطيب , و تجد على يسار الصفحة أول ماتفتحها القائمة التي تحتوي على أقسام الموسوعة و هذا هو رابط الموسوعة http://saaid.net/aldawah/index.htm
ـ[أبو فرج المقدسي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:10 م]ـ
أخي نصيحتي أن تعتمد بعد الله على قدراتك الشخصية في اعداد الخطبة بحيث تحضر على الأقل 05 او 06 مراجع وتحضر منهم
بعد مدة ستجد ان عندك ثروة خطابية لا بأس بها يمكن ان تنفعك في ساعات الارتجال
صح يمكن مطالعة بعض المواقع لكن ليس للأخذ الحرفي بل للمطالعة لتتعود على الخطابة
صدقني ......... ماحك جلدك مثل ظفرك
ـ[محمود المصري]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا الموقع منذ فترة وستجده إن شاء الله نافعا جدا.
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=2717
تجد فيه ما تريد وأكثر إن شاء الله
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:49 م]ـ
فيه كتاب للشيخ سعود الشريم وفقه الله (الشامل في فقه الخطيب والخطبة) وهو كتاب فيه مادة غزيرة تدل على سعة اطلاع مؤلفه وفقه الله.(66/83)
طلب تحميل كتاب (التبرك أنواعه وأحكامه)
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:38 م]ـ
إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بحاجة إلى كتاب (التبرك أنواعه وأحكامه [رسالة دكتوراة] د. ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع فدلوني على مكان أحمل منه هذا الكتاب وجراكم الله خيرا
ـ[خالد صالح]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:45 م]ـ
طبعته مكتبة الرشد.
ولا يوجد على الشبكة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79821(66/84)
حجة أبي بكر، هل كانت في ذي القعدة أو في ذي الحجة؟
ـ[حارث]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:03 م]ـ
حجة أبي بكر رضي الله عنه اختلف أهل العلم هل كانت في ذي الحجة حقيقة، أم كانت في ذي القعدة لأن المشركين كان ينسئون الشهور
تكلم على هذه المسألة الحافظ البيهقي فقال:
سنن البيهقي الكبرى ج5/ص166
اختلفوا في حج أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في ذي القعدة أو في ذي الحجة فذهب مجاهد إلى أنه وقع في ذي القعدة وذهب بعضهم إلى أنه وقع في ذي الحجة
9557 أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل حكاية عن مجاهد في قوله إنما النسيء زيادة في الكفر قال حجوا في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخر من العامين في ذي القعدة قبل حجة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة فذلك حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
9558 قال أبو عبد الله حدثنا بهذا الحديث عبد الرزاق ثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أبو عبد الله فأما الزهري فحكى عنه قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال أبو عبد الله حديث الزهري إسناده إسناد جيد وإنما كانت حجة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة على ما ذكر الزهري قال أبو عبد الله قد نزلت سورة براءة قبل حجة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وفيها أنما النسيء زيادة في الكفر وفيها ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فهل كان يجوز أن يحج أبو بكر على حج العرب وقد أخبر الله ان فعلهم ذلك كان كفرا
والسؤال /
هل بحثت هذه المسألة بشكل أوسع؟(66/85)
ما هو أفضل مرجع يعنى بالشواهد النحوية؟
ـ[لصفر ربيعة]ــــــــ[24 - 08 - 06, 06:08 م]ـ
بحيث يغني عن غيره في الجملة،وبإدمان النظر فيه تتحصل لطالب العلم معرفة جيدة بالشواهد النحوية. (وأرجو التكرمبتعليل الاختيار نفع الله بكم)
وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:29 م]ـ
أنظر شرح ابن عقيل على الألفية بل انظر كتاب جامع الدروس العربية للغلاييني فإنه قد ذيله بفهرسة للشواهد الشعرية العربية مرتبة على حروف رويها.
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:48 م]ـ
أخواني كنت قد سمعت أو قرأت في مكان ما أنه عندما نسأل أي سؤال لا نقول
ما هو الموضوع (مثلا) و لكن نقول ما الموضوع
ما هي الحكاية و لكن ما الحكاية
فأيهما أفصح أو أصوب و ما علة ذلك جزاكم الله خيرا
ـ[بدر أبو ناصر]ــــــــ[26 - 08 - 06, 05:28 م]ـ
من المصاد رالقديمة التي تعنى بشرح الشواهد خزانة الأدب للبغدادي وشرح الشواهد للعيني
ومن المراجع الحديثة معجم الشواهد النحوية لإميل يعقوب
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 05:30 م]ـ
أحسنت ولكن الأخ يسأل عن كتب أكثرت من ذكر الشواهد العربية
ـ[بن طاهر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:40 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
أحسنت ولكن الأخ يسأل عن كتب أكثرت من ذكر الشواهد العربية
قد ذكرَ مِنْ ذلك كتابَ إميل يعقوب:
من المصاد رالقديمة التي تعنى بشرح الشواهد خزانة الأدب للبغدادي وشرح الشواهد للعيني
ومن المراجع الحديثة معجم الشواهد النحوية لإميل يعقوب
وللفائدة تُراجَعُ هذه المشاركة وتعقيبَ أخينا أبي مالك عليها - جزاه الله خيرًا.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 07:06 ص]ـ
أخواني كنت قد سمعت أو قرأت في مكان ما أنه عندما نسأل أي سؤال لا نقول
ما هو الموضوع (مثلا) و لكن نقول ما الموضوع
ما هي الحكاية و لكن ما الحكاية
فأيهما أفصح أو أصوب و ما علة ذلك جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80310(66/86)
تصحيح مفاهيم خاطئة في قضية مهمة
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:39 م]ـ
تصحيح مفاهيم خاطئة في قضية مهمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، أما بعد:
فمنذ سنوات طويلة وعقود مديدة والحديث دائر والجدل موصول عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وعن دعوته، مؤيدٌ ومعارض، متهمٌ ومدافع.
والذي يلفت النظر في كلام المخالفين للشيخ الذين يُلصقون به أنواع التهم أن كلامهم عار عن الدليل، فليس لما يقولون شاهد من قوله، أو متمسك من كتبه، وإنما هي دعاوى يذكرها المتقدم، ويرددها المتأخر فحسب.
ولا أظن منصفاً إلا وهو يُقر بأن أصح طريق لمعرفة الحقيقة أن يقصد المعين الأول، ويؤخذ من المصدر الأصيل.
وكتب الشيخ موجودة، وكلامه محفوظ، وبالنظر فيه يتحقق صدق ما يشاع عنه أو عدمه، وأما الدعاوى العارية عن البرهان فسرابٌ لا حقيقة له.
وفي هذه الأوراق أسطر يسيرة من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، منقولة بأمانة من الكتب الموثقة التي جمعت كلامه، ليس لي فيها سوى الترتيب.
وهي تتضمن إجابات من الشيخ - وحده - عن أهم التهم التي يرميه بها مخالفوه، مصرحاً فيها بخلاف ما يزعمون، وأنا على يقين من أنها - بتوفيق الله - ستكون كافية في توضيح الحق لمبتغيه.
وأما المعادون للشيخ المعاندون لدعوته، الدائبون في إشاعة الزور ونشر الكذب فأقول لهم: اربعوا على أنفسكم فإن الحق أبلج، وإن دين الله غالب، والشمس الساطعة لا تُحجب بالأكف.
هذا كلام الشيخ يُفند تلك الدعاوى، ويدحض هاتيك التهم، فإن كان عندكم من كلامه ما يكذبه فأبرزوه ولا تكتموه .. وإلا تفعلوا - ولستم بفاعلين - فإني أعظكم بواحدة: أن تقوموا لله متجردين من كل هوى أو عصبية، وأن تسألوه - بصدق - أن يريكم الحق ويهديكم إليه، ثم تتفكروا فيما يقول هذا الرجل: هل جاء بغير كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام؟
ثم تفكروا كرة أخرى: هل من سبيل للنجاة سوى قول الصدق وتصديق الحق؟
فإذا ظهر لكم الحق فثوبوا إلى رشدكم، وراجعوا الحق، فإنه خير من التمادي في الباطل، وإلى الله ترجع الأمور.
حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
يحسن في بداية المطاف نقل كلمات موجزة للشيخ محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - في بيان حقيقة ما يدعو إليه، بعيداً عن سحب الدعايات الكثيفة التي وضعها المخالفون حائلاً بين كثير من الناس وبين تلك الدعوة، فيقول:
(أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين، ولست، ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم ...
بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله فإنه لا يقول إلا الحق) [الدرر السنية:1/ 38،37].
(وأنا ولله الحمد متبع ولست بمبتدع) [مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب:5/ 36].
(وصورة الأمر الصحيح أني أقول: ما يُدعى إلا الله وحده لا شريك له، كما قال تعالى في كتابه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن:18]، وقال في حق النبي: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً [الجن:21]، فهذا كلام الله والذي ذكره لنا رسول الله ووصانا به، ... وهذا الذي بيني وبينكم، فإن ذُكر شيء غير هذا فهو كذب وبهتان) [الدرر السنية:1/ 91،90].
المسألة الأولى: إعتقاد الشيخ في حق النبي
يُرمى الشيخ من أعدائه بتهم عُظمى تتعلق باعتقاده في حق النبي وهذه التهم هي ما يأتي:
أولاً: أنه لا يعتقد ختم النبوة في النبي.
هكذا قيل مع أن جميع كتب الشيخ تطفح برد هذه الشبهة وتشهد بكذبها، من ذلك قوله:
(أؤمن بأن نبينا محمداً خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته) [الدرر السنية:1/ 32].
(فأسعد الخلق وأعظمهم نعيماً وأعلاهم درجة: أعظمهم إتباعاً له وموافقة علماً وعملاً) [الدرر السنية:2/ 21].
ثانياً: أنه يهضم النبي حقه، ولا يُنزله المنزلة اللائقة به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/87)
وللوقوف على حقيقة هذا المُدَّعى أنقل بعضاً من كلامه الذي صرح فيه بما يعتقده في حق النبي، حيث يقول:
(لما أراد الله سبحانه إظهار توحيده، وإكمال دينه، وأن تكون كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، بعث محمداً خاتم النبيين وحبيب رب العالمين، وما زال في كل جيل مشهوراً، وفي توراة موسى وإنجيل عيسى مذكوراً، إلى أن أخرج الله تلك الدرة، بين بني كنانة وبني زهرة، فأرسله على حين فترة من الرسل وهداه إلى أقوم السبل، فكان له من الآيات والدلالات على نبوته قبل مبعثه ما يعجز أهل عصره، وأنبته الله نباتاً حسناً، وكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً وأعزهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، حتى سماه قومه الأمين، لما جعل الله فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية) [الدرر السنية:2/ 91،90].
(وهو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه) [الدرر السنية:1/ 86].
(وأول الرسل نوح، وآخرهم وأفضلهم محمد) [الدرر السنية:1/ 143].
(وقد بين أبين بلاغ وأتمه وأكمله، وكان أنصح الخلق لعباد الله، وكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق الجهاد وعبد الله حتى أتاه اليقين) [الدرر السنية:2/ 21].
كما ذكر - رحمه الله - أن مما يستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام: {لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين}: (وجوب محبته على النفس والأهل والمال) [كتاب التوحيد:108].
ثالثاً: إنكار شفاعته.
ويتولى الشيخ جواب هذه الشبهة، حيث يقول: (يزعمون أنا ننكر شفاعة النبي؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نُشهد الله أن رسول الله الشافع المشفَّع، صاحب المقام المحمود، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفِّعه فينا، وأن يحشرنا تحت لوائه) [الدرر السنية:1/ 63 - 64].
(ولا ينكر شفاعة النبي إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى، كما قال تعالى: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الانبياء:28]، وقال تعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255]) [الدرر السنية1/ 31].
ويبين الشيخ سبب ترويج هذه الدعاية الكاذبة فيقول:
(هؤلاء لما ذكرت لهم ما ذكره الله ورسوله وما ذكره أهل العلم من جميع الطوائف من الأمر بإخلاص الدين لله والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا في اتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله، قالوا لنا: تنقَّصتم الأنبياء والصالحين والأولياء) [الدرر السنية:2/ 50].
المسألة الثانية: آل البيت
من جملة التهم الموجهة للشيخ: أنه لا يحب آل البيت النبوي، ويهضمهم حقهم.
والجواب عن ذلك: أن ما زُعم خلاف الحقيقة، بل قد كان رحمه الله معترفاً بما لهم من حق المحبة والإكرام، قائماً به، بل ومنكراً على من لم يكن كذلك، يقول رحمه الله:
(وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يُسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادِّعاء الألوهية فيهم، أو إكرام من يدعي ذلك) [مؤلفات الشيخ:5/ 284].
ومن تأمل سيرة الشيخ تحقق له صدق ما ذُكر، ويكفي في ذلك أن يعلم أن الشيخ قد سمى ستة من أبنائه السبعة بأسماء أهل البيت الكرام رضي الله عنهم وهم: علي، وعبد الله، وحسين، وحسن، وإبراهيم، وفاطمة، وهذا دليل واضح على عظيم ما كان يُكن لهم من محبة وتقدير.
المسألة الثالثة: كرامات الأولياء
يشيع بعض الناس أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يُنكر كرامات الأولياء.
ويدحض هذا الإفتراء أن الشيخ - رحمه الله - قد قرر في عدد من المواضع معتقده الصريح في هذا الأمر بخلاف ما يشاع، من ذلك قوله ضمن كلام له يبين فيه معتقده:
(وأُقِرُّ بكرامات الأولياء) [الدرر السنية:1/ 32].
وليت شعري كيف يُتهم الشيخ بذلك وهو الذي يصف منكري كرامات الأولياء بأنهم أهل بدع وضلال، حيث يقول:
(ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال) [مؤلفات الشيخ:1/ 169].
المسألة الرابعة: التكفير
إن من أعظم ما يشاع عن الشيخ ومحبيه أنهم يُكفِّرون عامة المسلمين، وأن أنكحتهم غير صحيحة، إلا من كان منهم أو هاجر إليهم.
وقد فند الشيخ هذه الشبهة في عدد من المواضع، من ذلك قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/88)
(القول أنا نُكفِّر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم) [الدرر السنية:1/ 100].
(نسبوا إلينا أنواع المفتريات، فكبرت الفتنة، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، فمنها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلاً عن أن يغتر به، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس الا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم؟!
إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة) [الدرر السنية:1/ 80].
(أنا أُكفر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أُكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك) [الدرر السنية:1/ 73].
المسألة الخامسة: مذهب الخوارج
من الناس من يتهم الشيخ بأنه على مذهب الخوارج المكفِّرين بالمعاصي.
والجواب عن ذلك من كلام الشيخ، قال رحمه الله:
(لا أشهد على أحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له الرسول، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء، ولا أُكفر أحداً من المسلمين بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام) [الدرر السنية:1/ 32].
المسألة السادسة: التجسيم
مما يثار عن الشيخ - أيضاً - أنه مجسِّم - أي يُمثل صفات الله بصفات خلقه.
وقد ذكر الشيخ معتقده في هذا الباب وهو بعيد كل البعد عما يلصقه به مخالفوه، إذ يقول:
(من الإيمان بالله: الإيمانُ بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وصفاته، ولا أكيف ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه.
فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، فنزه نفسه عما وصف به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه أهل التحريف والتعطيل، فقال سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180 - 182]) [الدرر السنية:1/ 29].
(ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم، وهل هذا أعداء لأهل هذا، والحق وسط بينهما) [الدرر السنية:3/ 11].
المسألة السابعة: مخالفة العلماء
بعض الناس يقول: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد خالف سائر العلماء فيما دعا إليه، ولم يلتفت إلى قولهم، ولم يعتمد على كتبهم، وإنما خرج بشيء جديد، وأتى بمذهب خامس.
وخير من يبين حقيقة الحال هو الشيخ نفسه، حيث يقول:
(نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الإعتماد من أقوال الأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله) [مؤلفات الشيخ:5/ 96].
(فإن سمعتم أني أفتيت بشيء خرجت فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول) [الدرر السنية:1/ 53].
(إن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة) [الدرر السنية:2/ 58].
(أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي فلا أخاصمه بكلام المتأخرين من علماء مذهبه الذين يعتمد عليهم) [الدرر السنية:1/ 82].
(وبالجملة فالذي أنكره: الإعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره، فإن كنت قلته من عندي فارم به، أو من كتاب لقيته ليس عليه العمل فارم به كذلك، أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به، وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض عنه لأجل أهل زمانه، أو أهل بلده، أو أن أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه) [الدرر السنية:1/ 76].
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:42 م]ـ
الخاتمة
في الختام هاتان نصيحتان مقدمتان من الشيخ:
أولاهما: لمن يسعى ضد هذه الدعوة وأتباعها، ويؤلب عليها، ويلصق بها أنواع التهم والأباطيل .. لهؤلاء يقول الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/89)
(إني أذكر لمن خالفني أن الواجب على الناس إتباع ما وصى به النبي أمته، وأقول لهم: الكتب عندكم، أنظروا فيها، ولا تأخذوا من كلامي شيئاً، لكن إذا عرفتم كلام رسول الله الذي في كتبكم فاتبعوه ولو خالف أكثر الناس ...
لا تطيعوني ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله، والدنيا زائلة، والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساهما) [الدرر السنية:1/ 89 90].
(أنا أدعو من خالفني إلى أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة) [الدرر السنية:1/ 55].
والنصيحة الثانية: لمن إشتبه عليه الأمر .. يقول الشيخ:
(عليك بكثرة التضرع إلى الله والإنطراح بين يديه، خصوصاً أوقات الإجابة: كآخر الليل، وأدبار الصلاة، وبعد الأذان.
وكذلك بالأدعية المأثورة، خصوصاً الذي ورد في الصحيح أنه كان يقول: {اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}. فعليك بالإلحاح بهذا الدعاء بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه، وبالذي هدى إبراهيم لمخالفة الناس كلهم، وقل: يا معلم إبراهيم علمني.
وإن صعب عليك مخالفة الناس، ففكر في قول الله تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً [الجاثية:19،18]، وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ [الأنعام:116].
وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح: {بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ}، وقوله: {إن الله لا يقبض العلم} إلى آخره، وقوله: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي}، وقوله: {وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة} [الدرر السنية:1/ 43،42].
(وإن تبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه، وأن الواجب إشاعته في الناس، وتعليمه النساء والرجال، فرحم الله من أدى الواجب عليه، وتاب إلى الله، وأقر على نفسه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى، والسلام) [الدرر السنية:2/ 43].
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
"منقول"
ـ[خالد صالح]ــــــــ[24 - 08 - 06, 07:51 م]ـ
"منقول"
من أين؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:52 م]ـ
هذه - إن لم أهم - رسالة للشيخ صالح آل شيخ.
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:02 م]ـ
حياك الله اخى / هذا هو الرابط
http://www.wathakker.com/show_matuyat_dtls3.aspx?survey=400&id=436
ـ[خالد صالح]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:12 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أختنا الفاضلة وفيما قدمت وجزاك الله خيرا(66/90)
هل من مجيب وجزاكم الله خيرا .. ؟
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى طلاب العلم لى بعض الاسئلة المتعلقة ببعض الكتب ارجو التوضيح والافادة.
السؤال الاول: ماهو الكتاب الذى يلى كتاب منهاج المسلم فى طلب علم الفقة.؟
السؤال الثانى: كتاب صحيح فقه السنه وتوضيح مذاهب الائمة للشيخ كمال سالم اريد معرفه اى شىء عن الكتاب وما هى قيمته العلمية؟
السؤال الثالث: كتاب الاكليل بشرح منار السبيل للشيخ وحيد عبد السلام بالى اين اجد الكتاب وفى كم مجلد يقع وبكم ثمن الكتاب؟
السؤال الرابع: هل يوجد شروح صوتية كاملة لكتاب فقه السنه للشيخ سيد سابق ارجو التوضيح ووضع الروابط ان كان يوجد شروح للكتاب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:14 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:10 ص]ـ
السؤال الاخير هل توجد شروح صوتيه لالفية الامام السيوطى فىالمصطلح ـ؟
وعلى العموم شكر ا يا اخوانى على اهتمامك وعلى الردود الجميلة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 04:08 م]ـ
للرفع للأهمية(66/91)
حجة أبي بكر هل كانت في ذي القعدة أو ذي الحجة
ـ[حارث]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:21 ص]ـ
هذه المسألة تكلم عليها البيهقي،
ومن المعلوم أن أهل الجاهلية كان ينسئون الشهور، فيجعلون المحرم صفر، وهكذا حتى اختلف حساب الشهور، وفي حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)، فظاهره انه قبله لم يكن كذلك.
وعليه اختلف اهل العلم في حجة أبي بكر هل كانت في ذي الحجة حقيقة ..
تكلم على هذه المسألة الحافظ البيهقي فقال:
سنن البيهقي الكبرى ج5/ص166
اختلفوا في حج أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في ذي القعدة أو في ذي الحجة فذهب مجاهد إلى أنه وقع في ذي القعدة وذهب بعضهم إلى أنه وقع في ذي الحجة
9557 أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل حكاية عن مجاهد في قوله إنما النسيء زيادة في الكفر قال حجوا في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخر من العامين في ذي القعدة قبل حجة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة فذلك حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
9558 قال أبو عبد الله حدثنا بهذا الحديث عبد الرزاق ثنا معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال أبو عبد الله فأما الزهري فحكى عنه قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
قال أبو عبد الله حديث الزهري إسناده إسناد جيد وإنما كانت حجة أبي بكر رضي الله عنه في ذي الحجة على ما ذكر الزهري
قال أبو عبد الله قد نزلت سورة براءة قبل حجة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وفيها أنما النسيء زيادة في الكفر وفيها ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فهل كان يجوز أن يحج أبو بكر على حج العرب وقد أخبر الله ان فعلهم ذلك كان كفرا
وسؤالي: هل بحثت هذه المسألة بشكل أوسع؟؟(66/92)
سؤال يتعلق بالحيض في فترة العمرة؟؟
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ...
كما تعلمون بالنسبة لمن يقوم بالعمرة من خارج السعودية تكون فترة الزيارة لمكة 5 أيام ...
فماحكم من حاضت في هذه الفترة بحيث يتعذر البقاء للقيام بقضاء شيء؟؟؟
وما حكم دخول الحائض للمسجدين؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى
وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ الْحَائِضُ إذَا لَمْ يُمْكِنْهَا طَوَافُ الْفَرْضِ إلَّا حَائِضًا بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُهَا التَّأَخُّرُ بِمَكَّةَ فَفِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُوجِبُونَ الطَّهَارَةَ عَلَى الطَّائِفِ: إذَا طَافَتْ الْحَائِضُ أَوْ الْجُنُبُ أَوْ الْمُحْدِثُ أَوْ حَامِلُ النَّجَاسَةِ مُطْلَقًا أَجْزَأَهُ الطَّوَافُ وَعَلَيْهِ دَمٌ: إمَّا شَاةٌ وَإِمَّا بَدَنَةٌ مَعَ الْحَيْضِ وَالْجَنَابَةِ وَشَاةٌ مَعَ الْحَدَثِ الْأَصْغَرِ.
وَمَنْعُ الْحَائِضِ مِنْ الطَّوَافِ قَدْ يُعَلَّلُ بِأَنَّهُ يُشْبِهُ الصَّلَاةَ وَقَدْ يُعَلَّلُ بِأَنَّهَا مَمْنُوعَةٌ مِنْ الْمَسْجِدِ كَمَا تُمْنَعُ مِنْهُ بِالِاعْتِكَافِ وَكَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنِهِ: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} فَأَمَرَهُ بِتَطْهِيرِهِ لِهَذِهِ الْعِبَادَاتِ فَمُنِعَتْ الْحَائِضُ مِنْ دُخُولِهِ وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجِبُ لِلطَّوَافِ مَا يَجِبُ لِلصَّلَاةِ مِنْ تَحْرِيمٍ وَتَحْلِيلٍ وَقِرَاءَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَلَا يُبْطِلُهُ مَا يُبْطِلُهَا مِنْ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْكَلَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا كَانَ مُقْتَضَى تَعْلِيلِ مَنْ مَنَعَ الْحَائِضَ لِحُرْمَةِ الْمَسْجِدِ أَنَّهُ لَا يَرَى الطَّهَارَةَ شَرْطًا بَلْ مُقْتَضَى قَوْلِهِ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا ذَلِكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ كَمَا يَجُوزُ لَهَا دُخُولُ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَطْهِيرِهِ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.
وَالْعَاكِفُ فِيهِ لَا يُشْتَرَطُ لَهُ الطَّهَارَةُ وَلَا تَجِبُ عَلَيْهِ الطَّهَارَةُ مِنْ الْحَدَثِ الْأَصْغَرِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْ اُضْطُرَّتْ الْعَاكِفَةُ الْحَائِضُ إلَى لُبْثِهَا فِيهِ لِلْحَاجَةِ جَازَ ذَلِكَ.
وَأَمَّا الرُّكَّعُ السُّجُودُ فَهُمْ الْمُصَلُّونَ وَالطَّهَارَةُ شَرْطٌ لِلصَّلَاةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَالْحَائِضُ لَا تُصَلِّي لَا قَضَاءً وَلَا أَدَاءً.
يَبْقَى الطَّائِفُ: هَلْ يَلْحَقُ بِالْعَاكِفِ أَوْ بِالْمُصَلِّي أَوْ يَكُونُ قِسْمًا ثَالِثًا بَيْنَهُمَا: هَذَا مَحَلُّ اجْتِهَادٍ.
وَقَوْلُهُ: {الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ} لَمْ يَثْبُتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ هُوَ ثَابِتٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا وَنَقَلَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " إذَا طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ جُنُبٌ عَلَيْهِ دَمٌ " وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ أَنَّهُ يُشْبِهُ الصَّلَاةَ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ الصَّلَاةِ الَّتِي يُشْتَرَطُ لَهَا الطَّهَارَةُ.
وَهَكَذَا قَوْلُهُ: {إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يُشَبِّكْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ} وَقَوْلُهُ: {إنَّ الْعَبْدَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ وَمَا دَامَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَمَا كَانَ يَعْمِدُ إلَى الصَّلَاةِ} وَنَحْوَ ذَلِكَ. فَلَا يَجُوزُ لِحَائِضِ أَنْ تَطُوفَ إلَّا طَاهِرَةً إذَا أَمْكَنَهَا ذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَلَوْ قَدِمَتْ الْمَرْأَةُ حَائِضًا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ لَكِنْ تَقِفُ بِعَرَفَةَ وَتَفْعَلُ سَائِرَ الْمَنَاسِكِ كُلِّهَا مَعَ الْحَيْضِ إلَّا الطَّوَافَ فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ حَتَّى تَطْهُرَ إنْ أَمْكَنَهَا ذَلِكَ ثُمَّ تَطُوفُ وَإِنْ اُضْطُرَّتْ إلَى الطَّوَافِ فَطَافَتْ أَجَزْأَهَا ذَلِكَ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ.(66/93)
استعادة العضو المقطوع في الحد (المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:47 ص]ـ
العنوان استعادة العضو المقطوع في الحد
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ الحدود/مسائل متفرقة
السؤال
نعلم حديثا أنه أمكن وصل اليد المقطوعة بشكل جراحي سواء أكانت يده الأصلية أم يد متبرع آخر فهل يجوز السماح لمن أقيم عليه حد السرقة بقطع اليد أن يأخذ يده المقطوعة ويقوم بإعادة وصلها جراحياً على نفقته الخاصة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الموضوع مبني على مسألة (زراعة الأعضاء) في الإنسان المريض رجلاً كان أو امرأة وهي مسألة حادثة في هذا العصر لم تعرف عند السلف؛ ولهذا اختلف العلماء المعاصرون فيها بين مؤيد ومعارض، فعقدت لها الندوات والمؤتمرات العلمية، ونوقشت كثيراً في المجامع الفقهية ودور الإفتاء. ولعل منشأ البحث في المسألة تحديدا: هل يجوز للمسلم أن يتبرع لأحد بعضو من جسمه، وهل لأولياءه أن يتبرعوا ببعض أعضاءه بعد موته؟
قد يبدو لأول وهلة المنع من ذلك؛ لأن الإنسان لا يملك نفسه وجسمه، وبالتالي فأولياؤه كذلك؛ لأن الله هو المالك الحقيقي. ولكن عند النظر والتأمل نجد أن جسم الإنسان -وإن كان وديعة من الله عند أهله– غير أنه يجوز للإنسان التصرف به لما يصلحه من تطبيب وعلاج، وقد أمر الله بذلك على لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم- فقال "تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله". وأباح الله لعبده التصرف بالمال، مع أن المال مال الله استخلف الإنسان فيه فقال: " ... وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ .... " [الحديد:7]. وقال: "وَآتُوهُم مِن مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ" [النور:33].
فإذا جاز تصرف الإنسان للمصلحة بماله الذي نص الله بأنه مستخلف فيه حقيقة فجواز تصرفه ببعض أعضاء بدنه مما لم ينص عليه من باب أولى.
وأيضاً فإن الإسلام أمر بالصدقة والإحسان إلى الغير، ولم يقصر ذلك على المال فقط، بل بين الأدنى فقط؛ ففي الحديث: (تبسمك في وجه أخيك صدقة، وإفراغك الماء في دلو أخيك صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة ... ).
أفتكون إزالة الأذى عن طريق أخيك المسلم أو تبسمك في وجهه صدقة أعظم من أن تراه أو تعلمه يتضور من الألم ويكاد يموت، وهو بحاجة ماسة إلى قطرة دم أو عضو من أعضائك يحى به ولا يضرك، وأنت قادر على نفعه، فلا تفعل، وتكتفي بالبشاشة في وجهه!!؟ إن هذا الفعل والله لهو السفه والجهول بعينه، وإن تزيَّا بزي العلم والفقه.
وإضافة لما سبق فإن التبرع بالأعضاء لا يقتضي جواز بيعها؛ لأن البيع في عرف الفقهاء هو مبادلة مال بمال. وبدن الإنسان ليس مالاً حتى يدخل في المعاوضة والمساومة، بل هو أشرف من المال؛ فالمال خادم والبدن مخدوم. ولكن لما ضعف وازع الدين والضمير راجت تجارة بيع أعضاء الإنسان بسوق أشبه ما يكون بسوق النخاسة تباع فيه أعضاء الفقراء والمساكين لحساب الأغنياء، غير أن بذل المنتفع بالعضو لمن تبرع به مبلغاً من المال كهدية أو مساعدة على بذله المعروف دون مشارطة أو مساومة –لكان حسناً- وهذا أشبه ما يكون بالمكافأة والإحسان من المقترض للمقرض، وهو من مكارم الأخلاق، كما يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "إن خياركم أحسنكم قضاء".
وفي الأثر "خير الناس أنفعهم للناس" ويقول علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: "يا سبحان الله ما أزهد أكثر الناس في الخير يجييء المسلم أخاه المسلم في الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلاً فلا يقضيها له –إن كان قادراً- ولو كان لا يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق؛ فإنها تدل على سبيل النجاح".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/94)
وما قد يظهر منه منع التبرع ببعض الأعضاء، كحديث: (كسر عظم الميت ككسر عظم الحي) يجاب عنه بأن أخذ العضو من جسم الميت لا ينافي حرمته وتعظيمه؛ فهو يؤخذ من جسم الميت بعناية في عملية جراحية كما لو كان حياً، وحينئذ لا يعتبر هذا تمثيلاً أو تشويهاً وإهانة، بل الإنسان بعد موته ليس لديه أهلية تملك فإن ماله ينتقل إلى ورثته، وقد جعل الله لأولياء المقتول: القصاص أو العفو أو أخذ الدية أو بعضها في قوله تعالى: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة:179]. وقوله "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِن رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ" [البقرة:178]. فبمجرد حصول القتل ينتقل حق القتيل من قاتله في الدنيا إلى أولياء المقتول؛ يتصرفون في حق ميتهم بما يرونه مصلحة لهم وله على السواء، والمصلحة الدينية والدنيوية إذا كانت متعدية ونفعها عاماً هي أعظم عند الله وعند خلقه.
وعلى هذا فإن التبرع بالعضو جائز سواء كان في الحياة أو بعد الموت بوصية منه أو تصرف من أولياءه بعد وفاته.
وإذا كان الأمر كذلك فإن إعادة العضو المقطوع في حد شرعي كاليد المقطوعة في السرقة تجوز ما دامت ممكنة بعملية جراحية، سواء كانت يد صاحبها أو غيره؛ لأن قصد الشارع من إقامة الحد على السارق أن ينكل به فلا يعود بعد أن أحس بألم القطع، وظهرت لعامة الناس بسببه العظة والعبرة "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [المائدة:38]. والشارع الحكيم لا يتشوف أبداً إلى التشنيع أو التشهير قبل الحدث أو بعده، وإنما أجاز مشاهدة إقامة الحد فقط "وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" [النور:2].
والحدود الشرعية مطهرات لأصحابها، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لما سمع قائلاً يقول لشارب خمر أقيم عليه الحد أخزاك الله قال: "لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان" ولما سب أحد الصحابة ما عزا الأسلمي لما أقيم عليه حد الرجم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لقد تاب توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت". وفي رواية: (لقد رأيته بين أنهار الجنة ينغمس فيها". ومن رحمة الله أن جعل الحدود كفارة لأصحابها ففي حديث عبادة بن الصامت عند البخاري": ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه إن شاء غفر له وإن شاء عذبه". ولا يسعى أو يستشرف الإسلام إلى التشهير وهو يجد للستر على المذنب منفذاً، ففي الحديث الصحيح: "من أتى شيئاً من هذه القاذورات –الذنوب- فليستتر، فإن من أبان لنا صفحة عنقه أقمنا عليه الحد".
وإذا كان الشارع الحكيم لا يحب التشهير ولا الإشاعة التي تنتج ضرراً فإنما يكتفي بالحد المقرر للذنب، ولا يجوز تجاوزه –إذا كان الأمر كذلك -فإن إعادة اليد المقطوعة في السرقة جائز شرعاً؛ لحصول الحد المقرر والحكمة منه "نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [المائدة:38].
هذا ما ظهر لي في هذه المسألة المذكورة في السؤال وهي من النوازل والمستجدات في هذا العصر. فإن وفقت فمن الله وإلا فمن نفسي والشيطان. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=110658
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:13 ص]ـ
هناك فتوى للجنة الدائمة أو مجمع الفقه الإسلامي بالمنع من إعادة العضو المقطوع في حدٍ من الحدود.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
الاترون أن مثل هذا يدخل على مقاصد الشريعة من أنها زواجر وجوابر.
وزجرها للنفس والغير فإن لم يتحصل المقصود فهل يبقى له معنى؟.
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:46 ص]ـ
السلام عليكم:
فتوى الشيخ فيها نظر.
فهذا رفع لأثر حد شرعي ثبت بالنص فكيف يكون الرفع بالإستحسان؟؟
ثانيا: من قال أن المقصود من الحد الإيلام؟
هذا مردود بل هو باطل لأن الله تعالى لو قصد مجرد الإيلام وهو الرحيم بعباده: لجلد اليد أو آلمها بأي أمر آخر!!!!!!!
ثالثا: هذا باب شر عظيم لأنه سيأتي آخر ويقول: مقصود الرجم الإيلام وثاني يقول مقصود العين بالعين الإيلام فنردها وتعطل الشريعة.
رابعا:من الذي نصص على هذه العلة (علة الإيلام) وحصر حد الشرع فيها؟؟؟
اللهم نسألك التوفيق والسداد.
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:36 م]ـ
هذا بحث طبعته قديما باسم (زراعة عضو استؤصل في حد أو قصاص) للشيخ تقي الدين العثماني
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=982
والله الموفق ...
ـ[أبو محمد سيف]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/95)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:13 ص]ـ
قرار المجمع رقم 58 (9/ 6): خلاصته:
أنه لا يجوز شرعاً إعادة العضو المقطوع في حدٍ منعاً للتهاون في الاستيفاء إلا في حالتين:
الأولى: لإذن تامجني عليه بعد تنفيذ القصاص.
الثانية: أن يكون المجني عليه قد تمكن من إعادة عضوه المقطوع منه.
ويجوز إعادة العضو الذي استؤصل في حد أو قصاص بسبب خطأ في الحكم أو في التنفيذ.
(وأظن ظناً انه عند تصفحي لرسالة الشيخ يوسف الأحمد - وفقه الله - أنه تعرض لهذه المسألة).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:51 ص]ـ
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
إن هذا الفعل والله لهو السفه والجهول بعينه، وإن تزيَّا بزي العلم والفقه.
سبحان الله ما هذا الأسلوب أين الأدب واحترام رأي العلماء والفقهاء المخالفين؟!
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
لأن قصد الشارع من إقامة الحد على السارق أن ينكل به فلا يعود بعد أن أحس بألم القطع، وظهرت لعامة الناس بسببه العظة والعبرة "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [المائدة:38]. والشارع الحكيم لا يتشوف أبداً إلى التشنيع أو التشهير قبل الحدث أو بعده، وإنما أجاز مشاهدة إقامة الحد فقط
هنا ذكر حكمتين لإقامة الحد، وإعادة العضو المقطوع يناقضهما من بعض الجهات!
فمن الحكمة الأولى وهي قوله: (قصد الشارع من إقامة الحد على السارق أن ينكل به) وقوله (فلا يعود بعد أن أحس بألم القطع)
كلامه فيه نظر؛ لأن من تمام التنكيل أن تبقى اليد مقطوعة فلا تعود له؛ لأنه كلما رأى يده وما جرى له بسبب السرقة ارتدع من أن تسول له نفسه أن يسرق مرة أخرى، بخلاف ما لو أعيدت له بعد القطع، فبعد أشهر أو سنين سينسى ما جرى، وهذا أعظم في نفسه من مجرد ألم يحس به تلك الساعة فقط، وهذا ظاهر.
وقوله (وظهرت لعامة الناس بسببه العظة والعبرة) من المعلوم أن من يشاهد إقامة الحد عدد قليل، وعليه فلن يظهر لعامة الناس كما ذكر العظة والعبرة إلا ببقاء ذلك العضو مقطوعا على الدوام.
وأما الثانية وهي قوله: (والشارع الحكيم لا يتشوف أبداً إلى التشنيع أو التشهير قبل الحدث أو بعده، وإنما أجاز مشاهدة إقامة الحد فقط)
هذا الكلام فيه نظر، وفي التنزيل ما يبطله قال تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ ... }
قال ابن كثير:
واختلفوا: هل يُصْلَب حيا ويُتْرَك حتى يموت بمنعه من الطعام والشراب، أو بقتله برمح ونحوه، أو يقتل أولا ثم يصلب تنكيلا وتشديدا لغيره من المفسدين؟
وهل يصلب ثلاثة أيام ثم ينزل، أو يترك حتى يسيل صديده؟
في ذلك كله خلاف محرر في موضعه، وبالله الثقة وعليه التكلان. اهـ
وعليه فتعليله منتقض وفهمه وتحجيره للنص وتحديده لمقصد الشارع غلط، وكثير من الفتاوى المعاصرة يرى أصحابها بادي الرأي أنها موافقة لمقصود الشريعة، وعند التأمل تجد أنها ليست كذلك.
والله أعلم.
ـ[سفيان الحلواني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:29 ص]ـ
مع احترامنا للدكتور سعود الفنيسان غير أنه ليس أهلا للفتوى في مثل هذه المسائل فتخصصه في التفسير وعلومه.
ـ[الباحث عن العلم]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:24 ص]ـ
سألت شيخنا العلامة عبد الكريم اللآحم نفع الله به وأطال في عمره بالخير
عن هذه المسألة منذ زمن فقال حفظه الله:
إذا قطعت اليد حدا فلا يجوز ردها، لأنه حكمٌ لله، وإذا قطعت قصاصًا فيجوز ردّها لأنها حكم لآدمي.
والله أعلم
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:50 ص]ـ
سبحان الله ما هذا الأسلوب أين الأدب واحترام رأي العلماء والفقهاء المخالفين؟!
هنا ذكر حكمتين لإقامة الحد، وإعادة العضو المقطوع يناقضهما من بعض الجهات!
فمن الحكمة الأولى وهي قوله: (قصد الشارع من إقامة الحد على السارق أن ينكل به) وقوله (فلا يعود بعد أن أحس بألم القطع)
كلامه فيه نظر؛ لأن من تمام التنكيل أن تبقى اليد مقطوعة فلا تعود له؛ لأنه كلما رأى يده وما جرى له بسبب السرقة ارتدع من أن تسول له نفسه أن يسرق مرة أخرى، بخلاف ما لو أعيدت له بعد القطع، فبعد أشهر أو سنين سينسى ما جرى، وهذا أعظم في نفسه من مجرد ألم يحس به تلك الساعة فقط، وهذا ظاهر.
وقوله (وظهرت لعامة الناس بسببه العظة والعبرة) من المعلوم أن من يشاهد إقامة الحد عدد قليل، وعليه فلن يظهر لعامة الناس كما ذكر العظة والعبرة إلا ببقاء ذلك العضو مقطوعا على الدوام.
وأما الثانية وهي قوله: (والشارع الحكيم لا يتشوف أبداً إلى التشنيع أو التشهير قبل الحدث أو بعده، وإنما أجاز مشاهدة إقامة الحد فقط)
هذا الكلام فيه نظر، وفي التنزيل ما يبطله قال تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ ... }
قال ابن كثير:
واختلفوا: هل يُصْلَب حيا ويُتْرَك حتى يموت بمنعه من الطعام والشراب، أو بقتله برمح ونحوه، أو يقتل أولا ثم يصلب تنكيلا وتشديدا لغيره من المفسدين؟
وهل يصلب ثلاثة أيام ثم ينزل، أو يترك حتى يسيل صديده؟
في ذلك كله خلاف محرر في موضعه، وبالله الثقة وعليه التكلان. اهـ
وعليه فتعليله منتقض وفهمه وتحجيره للنص وتحديده لمقصد الشارع غلط، وكثير من الفتاوى المعاصرة يرى أصحابها بادي الرأي أنها موافقة لمقصود الشريعة، وعند التأمل تجد أنها ليست كذلك.
والله أعلم.
نفع الله بعلمك وبارك في قلمك. وغفر لنا وللشيخ سعود الفنيسان. ألم يهدرها الشرع (اليد المقطوعة) فكيف يجوز أن نعيدها، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/96)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:02 ص]ـ
، وكثير من الفتاوى المعاصرة يرى أصحابها بادي الرأي أنها موافقة لمقصود الشريعة، وعند التأمل تجد أنها ليست كذلك.
والله أعلم.
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله.
وللأسف أن هناك شماعة علقت بها كثير من الشذوذات، ألا وهي: مقاصد الشريعة.
وإذا سميت المصلحة فيما مضى طاغوتاً، فيحق لي أن أسمي طاغوت العصر: مقاصد الشريعة!
طبعاً المقصود بذلك: الخروج عن الحدود الشرعية لمقاصد الشريعة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 09 - 06, 03:23 ص]ـ
قرار المجمع رقم 58 (9/ 6): خلاصته:
أنه لا يجوز شرعاً إعادة العضو المقطوع في حدٍ منعاً للتهاون في الاستيفاء إلا في حالتين:
الأولى: لإذن تامجني عليه بعد تنفيذ القصاص.
الثانية: أن يكون المجني عليه قد تمكن من إعادة عضوه المقطوع منه.
ويجوز إعادة العضو الذي استؤصل في حد أو قصاص بسبب خطأ في الحكم أو في التنفيذ.
الشيخ الفاضل في الاختصار شيء من الخلل فقد اقتصرتم على القصاص والكلام في السؤال عن الحد وفي القرار زيادة يحسن ذكرها.
زراعة عضو استؤصل في حد أو قصاص
مجلة المجمع (ع 6، ج3 ص 2161)
قرار رقم 58: (9/ 6)
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من 17 - 23 شعبان 1410هـ الموافق 14 - 20آزار (مارس) 1990م،
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع زراعة عضو استؤصل في حد أو قصاص،
واستماعه للمناقشات التي دارت حوله،
وبمراعاة مقاصد الشريعة من تطبيق الحد في الزجر والردع والنكال، وإبقاء للمراد من العقوبة بدوام أثرها للعبرة والعظة وقطع دابر الجريمة، ونظراً إلى أن إعادة العضو المقطوع تتطلب الفورية في عرف الطب الحديث، فلا يكون ذلك إلا بتواطؤ وإعداد طبي خاص ينبىء عن التهاون في جدية إقامة الحد وفاعليته،
قرر ما يلي:
أولاً: لا يجوز شرعاً إعادة العضو المقطوع تنفيذاً للحد؛ لأن في بقاء أثر الحد تحقيقاً كاملاً للعقوبة المقررة شرعاً، ومنعاً للتهاون في استيفائها، وتفادياً لمصادمة حكم الشرع في الظاهر.
ثانباً: بما أن القصاص قد شرع لإقامة العدل وإنصاف المجني عليه، وصون حق الحياة للمجتمع، وتوفير الأمن والاستقرار، فإنه لا يجوز إعادة عضو استؤصل تنفيذاً للقصاص، إلا في الحالات التالية:
أ – أن يأذن المجني عليه بعد تنفيذ القصاص بإعادة العضو المقطوع من الجاني.
ب – أن يكون المجني عليه قد تمكن من إعادة عضوه المقطوع منه.
ثالثاً: يجوز إعادة العضو الذي استؤصل في حد أو قصاص بسبب خطأ في الحكم أو في التنفيذ.
والله أعلم
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[30 - 09 - 06, 10:25 ص]ـ
سبحان الله ..
حتى من يمنع، لا يملك دليل ..
إلا ما وضعه الدكتور من أدلة، وهي مقصد الشارع ..
لكنكم تستعجلون ..
::
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 09 - 06, 10:58 م]ـ
سبحان الله ..
حتى من يمنع، لا يملك دليل ..
إلا ما وضعه الدكتور من أدلة، وهي مقصد الشارع ..
لكنكم تستعجلون ..
::
سبحان الله
بل كونها مقصد الشرع = دعوى ظاهرة البطلان.
ونستعجل ماذا؟
شبعنا من هذه العبارات التي تذر كالرماد على العيون، فإما أن تتكلم بعلم وتجيب على ما أورد على كلام من تزعم أن مقصد الشرع معه، وما قرره الفقهاء في المجمع .. أو = كف رحمك الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 06, 11:35 م]ـ
حكم إعادة ما قطع بحد أو قصاص
إعداد
فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
رئيس مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد:
فقد علم من مدارك الفقه في أحكام أفعال العباد أن يبحث عن فقه المسألة في كلام العلماء فيحرر ويقابل بين أدلته ليتم الترجيح حسب الدليل وإن لم يكن لها ذكر كانت من النوازل المستجدة فينزل بيان حكمها على قواعد الشريعة وأصولها، وعليه: فعن حكم إعادة العضو المقطوع في حد أو قصاص شرعي إلى مكانه قلبت النظر في عدد من مدونات الفقهاء وكتب الأثر، فوقفت في مذهب الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - كما في مسائل ابنه أبي الفضل صالح، عنه 3/ 64، 74، برقم 1347، 1 137، قال صالح لأبيه - رحمهما الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/97)
(قلت: قطع عضو من الجسد؟؟
قال: لا بأس أن يعيده مكانه، وذاك أن فيه الروح، مثل الأذن تقطع فيعيدها بطرائها). اهـ.
ومنه أيضاً عن أبيه: (الأسنان تسقط فيضع فيها من كبر سنه سن الغنم لا بأس به، فسنه يعيدها من الرأس لا بأس به، يكره سن غيره). اهـ. وفقهاء المذهب يذكرون هذه الرواية في (باب اجتناب النجاسة) من كتب الفقه في المذهب كما في: الروايتين والوجهين لأبي يعلى 1/ 202، والإنصاف 1/ 489، وكشاف القناع 1/ 34، وشرح منتهى الإرادات 1/ 155 .. وغيرها.
مبينين: هل هذا العضو المعاد طاهر تصح الصلاة به لأنه جزء من جملته فحكمه حكمه؟
ومنهم من يذكر رواية أخرى عن الإمام أحمد – رحمه اله تعالى – بالمنع من الإعادة السن نفسه لأنها نجسة.
لكن هذا التفريع الفقهي ظاهره فيما سقط من الإنسان أو قطع منه في غير حد أو قصاص شرعي. وهذا ليس مما هنا.
وعليه: فإن النظر في حكم إعادة عضو قطع في حد أو قصاص شرعي يصار فيه إلى القواعد الشرعية وبالتأمل يظهر تحريم إعادة عضو قطع بحد أو قصاص لأمور:
* الأول: في هذا استدراك على الشارع في حكمه وهذا أمر لا يجوز أصلاً.
* الثاني؟ بدن الإنسان، وإن جرى الخلاف هل هو ملك له؟ أم ملك الله تعالى؟
أم مشترك فيه حق الله وحق لعبده؟. فإن الذي استقرت عليه كلمة التحقيق اجتماع الحقين، حق الله في الاستعباد، وحق العبد في الاستعمال والانتفاع في حدود الشرع. لكن هذا العضو المقطوع بحد تمحض حقاً الله تعالى والمقطوع بقصاص تمحض حق الله تعالى وحقاً لعبد آخر وبهذا:
ارتفعت حقوق المقطوع منه عن ذلك العضو شرعاً.
* الثالث: الحياة مخالطة للبدن، وحياة كل عضو بحسبه فالشرع حين حكم
بقطع اليد حداً في السرقة {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} الآية. فهذا الحكم بالقطع لها شامل لجرمها وحياتها فصلاً لها عن البدن على التأبيد.
وعليه: فإن إعادتها فيه افتيات على الشرع في حكمه.
* الرابع: جاء النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بحسم يد السارق بعد قطعها كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه)).
والحسم لأجل سد منافذ الدم حتى لا يؤدي إلى تلف النفس، فرتب النبي صلى الله عليه وسلم الحسم على القطع، ولدى علماء الأصول: (أن السكوت في مقام البيان يفيد الحصر).
وعليه: فليس ثمة بعد القطع إلا الحسم فحسب، ولذا فإن إعادة العضو استدراك على الشرع من هذا الوجه.
* الخامس: ثبت من حديث فضالة - رضي الله عنه - ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسارق فقطعت يده، ثم أمر بها فعلقت في عنقه)) رواه أصحاب السنن وغيرهم.
فتعليق اليد في عنق السارق حكم شرعي من العقوبة الحدية والقول بإعادتها فيه تفويت لاستكمال الحد وتمامه.
* السادس: في خصوص القصاص فإنه حياة للأمة، وعدل في مماثلة العقاب، وشفاء للبدن الموتور بفوات عضو منه عدواناً، ففي إعادة العضو المقطوع قصاصاً تفويت لهذه المعاني، وفي إعادة العضو المقطوع بحد إعادة لحياته وقد أهدر استقرار حياة الأمة، ففي هذا نقص فيم الجزاء والنكال، والله يقول في حق السارق والسارقة: {جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ}.
وفي حق العقوبات: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}.
وفي خصوص القصاص: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}.
فإذا أعيد العضو المقطوع بقصاص لم تكن العقوبة مثلية على الدوام.
تنبيه:
وبما أن الحدود الإتلافية شرعاً لا تطبق في العالم الإسلامي إلا ما ندر كالمملكة العربية السعودية فأرى عدم بحث هذا الموضوع لأنه فرع عن أصله وأصله لا يقام شرعاً في كل العالم الإسلامي، فليطو البحث فيه ولا ينبغي تمييع الأحكام الشرعية والوثبة عليها من كل جانب.
وإن كنا نحسن الظن - ولله الحمد - في مثل هذا البحث لكنه والحال ما ذكر يكون من باب الفقه التقديري وبلسان العصر (الترف العلمي) ... فلنبذل الجهد فيما له صفة العموم في العالم الإسلامي.
والله الموفق والمعين.
بكر بن عبد الله أبو زيد
منقول من قرص مجلة المجمع الفقهي، وفيها أبحاث متعددة حول هذه المسألة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 10 - 06, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وبما أن الحدود الإتلافية شرعاً لا تطبق في العالم الإسلامي إلا ما ندر كالمملكة العربية السعودية فأرى عدم بحث هذا الموضوع لأنه فرع عن أصله وأصله لا يقام شرعاً في كل العالم الإسلامي، فليطو البحث فيه ولا ينبغي تمييع الأحكام الشرعية والوثبة عليها من كل جانب ..
لله دره!
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 10 - 06, 04:27 م]ـ
شكر الله لكم رأيت فتوى الدكتور حفظه الله أول ما خرجت فتأسفت على صدورها من مثله ولاسيما بنحو الألفاظ التي علق عليها الشيخ عبدالرحمن السديس جزاه الله خيراً.
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 10 - 06, 03:30 م]ـ
قد يلجأ مقطوع اليد إلى تركيب يد اصطناعية، فما المانع؟؟
ولو قيل بالمنع، سيسافر إلى بلاد أجنبية ويجري العملية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/98)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 10 - 06, 10:25 م]ـ
الكلام عن الحكم الشرعي شيء، وما قد يفعله شيء آخر.
هذا على فرض قدرة إعادة العضو بعد هذه المدة مع أنهم ذكروا أنه يعسر جدا إعادتها في الحال!
أما الصناعية فليست يدا يرتفق بها كالأصلية ويبقى أثر الحد ظاهرا.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[04 - 10 - 06, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خير.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 03 - 07, 07:22 ص]ـ
وهذا الموضوع محسوم من الجهة النظامية - أيضاً -:
ففي مشروع اللائحة التنظيمية لنظام الإجراءات الجزائية السعودي في المادة (222) الفقرة (24) ما نصه:
لا يجوز إعادة العضو المقطوع حداً، ويدفن بمعرفة الجهة المختصة؛
أما العضو المقطوع قصاصاً فيجوز بموافقة المحكوم له كتابةً.
تنبيه: أرجو ممن يملك فتاوى الشيخ ابن إبراهيم - رحمه الله - أن يبحث عن هذه المسألة، وأظنه أجاب بنحو ما ذكر في النظام، والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:48 ص]ـ
وفي فتاوى اللجنة الدائمة (22/ 220) سئلت: في حالة تنفيذ عقوبة قطع اليد هل يستحق المجرم استرداد اليد المقطوعة لتركيبها مرة أخرى بعملية جراحية؟
فأجابت: لا يحق للسارق استرداد يده المقطوعة؛ لما في ذلك من اليهاب بمعالم العقوبة على الجريمة، ويتبع ذلك ‘ضعاف معنى الزجر والردع والعظة والاعتبار، وهو منافٍ لكمال الجزاء والنكال في قوله تعالى: " جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم "، وبالله التوفيق.
الرئيس
عبد العزيز بن باز
النائب
عبدالرزاق عفيفي
عضو
عبدا لله بن غديان
عضو
عبدالله بن قعود
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 07 - 07, 07:26 م]ـ
في كتاب
الجراحة التجميلية عرض طبي و دراسة فقهية مفصلة
(رسالة دكتوراه من كلية الشريعة بالرياض 1427هـ)
تاليف د. صالح بن محمد الفوزان
دار التدمرية – الطبعة الأولى 1428هـ
تطرّق الباحث إلى هذه المسألة من صفحة (404) وما بعدها
بذكر الأدلة الشرعية مع من قال بها.
ورجّح المنع.
وذكر أن مَنْ اختار الجواز مطلقاً هو محمد علي التسخيري – وهذا من رافضة إيران -
في بحث له في مجلة مجمع الفقه الإسلامي: ع6، ج3، صفحة 2178، 2274(66/99)
فوائد اليوم الأول من دورة الشيخ خالد الهويسن في مدينة بريدة
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أقيمت دورة في جامع الخليج (الونيان) في القصيم / بريدة يوم الخميس 30/ 7 ويوم الجمعة 1/ 8 1427هـ لفضيلة الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين حفظه الله وهذه الدورة يشرح فيها الشيخ كل الأوقات لمدة يومين فالفجر الأصول الثلاثة والظهر كتاب التمني من صحيح البخاري والعصر كتاب العلم من سنن الترمذي والمغرب الدرر البهية للشوكاني والعشاء شروط الصلاة، وقد مضى اليوم الأول من الدورة وهذا اليوم أول مرة أرى فيها الشيخ فقد أحببته في الله لما رأيت فيه من السمت والوقار والهدوء والزهد بالإضافة إلى غرازة علمه حفظه الله وقد دونت بعض الفوائد المنوعة التي ذكرها الشيخ في دروسه هذا اليوم وأحببت أن يستفيد منها الجميع وقد رتبتها ورقمتها دون تنسيق.
وإلى هذه الفوائد:
1ـ قيل: {من أراد الصحة فليذهب إلى البخاري ومن أراد الترتيب فليذهب إلى مسلم ومن أراد التبويب فليذهب إلى ابن ماجه ومن أراد أقوال الصحابة والتابعين ومذاهبهم فليذهب إلى الترمذي ومن أراد الأحكام فليذهب إلى أبي داود ومن أراد هذا كله فهو في سنن النسائي}
2ـ صحيح البخاري فيه اثنان وعشرون إسناد ثلاثي وصحيح مسلم ليس فيه سند ثلاثي وكذلك سنن أبي داود والنسائي وأما ابن ماجه ففيه ثلاثيات كلها من طريق جبارة وهو ضعيف والترمذي فيه قلة أحاديث ثلاثية.
3ـ المعلقات في صحيح البخاري على قسمين: قسم مجزوم به كأن يقول قال ابن عباس وهذه كلها صحيحة وقسم غير مجزوم به كأن يقول قيل أو يحكى أو يذكر فهذه كلها ضعيفة لأن البخاري حينما قال يذكر أو يحكى أراد تضعيفه ومثاله (من أفطر يوماً من رمضان بغير عذر لم يجزىء .... ) فهذا قال فيه يذكر عن أبي هريرة.
4ـ دائماً يقال: بوب على تبويب الفقهاء والصحيح أن الفقهاء قلدوا المحدثين بالتبويب لأن المحدثين صنفوا قبل الفقهاء فالمقلد هو اللاحق وليس السابق.
5ـ تكون محيياً للسنة قابعاً للبدعة بخمسة أمور:
العلم بالسنة ـ العمل بالسنة ـ الدعوة إلى السنة ـ الصبر على ذلك ـ الدفاع عن السنة.
هذه المجموعة الأولى من الفوائد وعذراً على عدم التنسيق وليس هذا نص كلام الشيخ ولكن بعضه أختصره للحاجة وسألحق في هذا الموضوع إن شاء الله البقية.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا،وبارك الله في علم الشيخ.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:29 ص]ـ
حفظك الله أبا عمر ولا عدمناك مفيداً لنا. استمر
وبالنسبة للشيخ خالد الهويسين حفظه الله فقد صدرت له مذكرة فيها مئات المسائل المتعلقة بالحج والعمرة، وألفيتها قيمة وذات متانة علمية رصينة، كما ذكر لي بعض الفضلاء بأن له درس أسبوعي ثابت كل خميس في الخرج وقد استمر هذا الدرس سنوات عدة، والشيخ من أهل الرياض. فبارك الله فيه وفي علمه.
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أبا عمر
2ـ صحيح البخاري فيه اثنان وعشرون إسناد ثلاثي وصحيح مسلم ليس فيه سند ثلاثي وكذلك سنن أبي داود والنسائي وأما ابن ماجه ففيه ثلاثيات كلها من طريق جبارة وهو ضعيف والترمذي فيه قلة أحاديث ثلاثية.
.
في كتاب الترمذي حديث واحد فقط -على ما أذكر- بإسناد ثلاثي، وهو الحديث رقم: 2260
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله، حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ الْكُوفِيِّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَعُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ قَدْ رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 10:05 م]ـ
نعم حضرنا هذه الدورة واكتنزنا منها فوائد إذ للشيخ تنبيهات دقيقة تعزب عن بال طالب العلم
وهو بحق من أهل العلم المتمكنين فيه وقد وعدنا خيرا في السنة القادمة إن شاء الله بدورة
أطول من هذه في جامع محمد بن عبد الوهاب ببريدة
عندي سؤال لمن يعرف الشيخ أكثر منا
هل الشيخ يحمل إجازات وأسانيد عالية فقد ألمح لذلك في معرض حديثه في درس البخاري الخميس وسمعته أكثر من مرة في مجلس أحد الإخوة بعد درس الترمذي عصر الجمعة تقهوى مع مجموعة خاصة من الطلاب يقول أكثر من مرة
(روِّينا بالسند الصحيح) على طريقة النووي في الاذكار؟
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:05 ص]ـ
نعم الشيخ لديه اجازات علمية ولايعطيها كل أحد، فهو له مشاركه في الحج بمكة. وله درس في السكن الذي يسكن فيه الشيخ في الحج وقد قرأنا عنده كتا ب عمدة الاحكام كاملا في مدة أسبوع وقرأنا من مختصر زاد المعاد كتاب الحج، وقرأ عليه بعض الطلاب الذين من خارج هذا البلاد باب الحج من بلوغ المرام،، فهو في كل سنة في شعب عامر ... وقد جأنا في مكة العام الماضي ولمدة ثلاثة أيام وقرأ عليه كتاب آداب المشي للصلاة، وكتاب لمعة الاعتقاد، وجزء فيه فوق ثلاثين حديثا للبغوي، فجزاه الله خيرا ... والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/100)
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:13 م]ـ
جزيت خير أخي تركي وبورك فيك
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً على فوائدكم.
ـ[العطيفي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:55 ص]ـ
درس الشيخ من أيام سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بل إن سماحته شجع شيخنا خالد على هذا وهو مستمر إلا أنه أحياناً يتوقف لكونه خارج المنطقةفجزى الله شيخنا خير الجزاء
معراج التيمي(66/101)
أيها الإخوة الكرام هل رأى أحد منكم هلال شعبان؟ ومتى؟
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:49 ص]ـ
السلام عليكم .. أيها الإخوة الكرام هل رأى أحد منكم هلال شعبان؟ ومتى؟(66/102)
حوار الأديان في قديم الزمان!!!
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:13 ص]ـ
رأيت هذا المقال في إحدى صفحات الإنترنت
ذكر الحميدي في (جذوة المقتبس) في ترجمة ابن سعدى القيرواني أنه لما عاد من بلاد المشرق إلى القيروان سأله ابن أبي زيد عما رآه في بغداد، فقال له يوماً: هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ فقال بلى. حضرتهم مرتين، ثم تركت مجالسهم ولم أعد إليها. فقال له أبو محمد: ولم؟ فقال: أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق كلها؛ المسلمين من أهل السنة والبدعة، والكفار من المجوس، والدهرية، والزنادقة، واليهود، والنصارى، وسائر أجناس الكفر، ولكل فرقة رئيس يتكلم على مذهبه، ويجادل عنه، فإذا جاء رئيس من أي فرقه كان، قامت الجماعة إليه قياماً على أقدامهم حتى يجلس فيجلسون بجلوسه، فإذا غص المجلس بأهله، ورأو أنه لم يبق لهم أحد ينتظرونه، قال قائل من الكفار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتج علينا المسلمون بكتابهم، ولا يقول نبيهم، فإنا لا نصدق بذلك ولا نقر به، وإنما نتناظر بحجج العقل، وما يحتمله النظر والقياس، فيقولون: نعم لك ذلك.
وهذا هو المصدر
http://www.alwaraq.com/Core/dg/rare_indetail?id=693
السؤال: هل يستطيع أحد أن يخبرنا من هم أهل السنة والبدعة من المسلمين الذين قاموا بهذا الفعل؟؟؟ وهل تكررت هذه القصة أيضاً في قدم الزمان؟؟(66/103)
(عاجل) هل يجوز إسقاط الجنين من الزنا او الاغتصاب
ـ[حسيني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 10:20 ص]ـ
هل يجوز إسقاط الجنين من الزنا او الاغتصاب للتخلص منه لا لسبب طبي؟
هل هناك فرق بين كون الجنين من النكاح او الزنا او الاغتصاب؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:08 م]ـ
لا يجوز إسقاطه إن كان قد أكمل أربعة أشهر. والولد للفراش سواء أكان الولد من اغتصاب أو طواعية
والدليل على ذلك المرأة التي زنت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرها أو على الأقل لم ينبهها إلى إسقاط جنينها خشية الضرر النفسي أو العار الاجتماعي. والله أعلم
ـ[حسيني]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:22 ص]ـ
شكرا يا أخي طارق الحمودي
هل من مزيد؟
لاسيما اذا استعمل العدو إغتصاب الاناث و إحبالهن كوسيلة للحرب؟
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[29 - 08 - 06, 07:28 م]ـ
لاسيما اذا استعمل العدو إغتصاب الاناث و إحبالهن كوسيلة للحرب؟
جزاك الله خيرا ماهي صورة المسألة
ـ[حسيني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 02:22 م]ـ
صورة المسألة هكذا: الرجل يغتصب إمراة مسلمة و يهتك عرضها ويحبلها ثم يخليها تعود أهلها وهي حبلي. هل يجوز للمرأة إسقاط هذا الجنين (إجهاض)؟
هل هناك فرق بين هذا الجنين من الزنا او الاغتصاب و بين الجنين من النكاح في حرمة الاجهاض أم الكل يجري علي حكم واحد؟
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ خالد المشيقح (في المسائل الطبية)
إجهاض النطفة المحرمة.
يعني: إذا كان سبب الإجهاض أخلاقيا كما لو حصل زنى وحملت المرأة بسبب هذا الزنا، فهل يجهض الجنين أو لا يجهض؟
من المعروف في وقتنا الحاضر انتشار الزنا في بلاد الكفر وفي كثير من بلاد الإسلام، وسبب انتشاره ما يوجد النوم من آلات اللهو وعرض الأفلام المسلسلات التي تدعو إلى هذه الفاحشة، فلما انتشر الزنا في بلاد الكفر اضطرت هذه البلاد إلى القول بإباحة الإجهاض فأصدرت القرارات التي تبيح الإجهاض، بل أصبح الإجهاض في بعض البلاد تجارة رابحة يروج لها في الصحف ويدعا إليها بالإعلانات، وسبق أن أشرنا أنه في مدينة نيويورك الأمريكية ما يقرب من ثلاث مئة عيادة متخصصة في إجهاض الأجنة.
حكمه:
إجهاض النطفة المحرمة له حالان:
الحال الأولى: ما قبل نفخ الروح:
اختلف الفقهاء المعاصرون فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: عدم الجواز، فليس هناك حاجة للإجهاض.
دليلهم:
قصة الغامدية فإنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا فلم يقم النبي صلى الله عليه وسلم عليها الحد حتى وضعت، ولو كان هذا الجنين يجوز إجهاضه لأقام النبي صلى الله عليه وسلم حد الزنا عليها، لأنه لو أقيم عليها حد الزنا ستتلف وسيتلف الجنين، وإنما أخر النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحد عليها ولدت، مما يدل على أن هذا الحمل ولو كان قبل نفخ الروح فإن له حرمة فلا تنتهك.
القول الثاني: التفصيل: فإن كان الزنا عن إكراه جاز إجهاض الجنين الناشئ عنه قبل نفخ الروح، وإن كان عن رضا بين الزانيين فإنه لا يجوز.
التعليل: لأنه إذا كان عن إكراه فإن المرأة تكون معذورة لأن هذا الجنين سيسبب لها ضررا وأذى، فما دام أنها معذورة جاز إجهاضه.
القول الثالث: الجواز مطلقا: سواء كان الزنا عن إكراه أو عن رضا.
التعليل:
1_ لأن هذه النطفة محرمة، والمحرم شرعاً كالمعدوم حسا فليس لها حرمة، وأذكر قبل سنوات أنني سألت الشيخ محمدا (يعني ابن عثيمين) رحمه الله عن إجهاض النطفة المحرمة قبل نفخ الروح، فأجاب بأنها تجهض.
2_ أيضا: فإن هذه النطفة تسبب ضررا وأذى بالنسبة للمرأة وعائلتها.
3_ وأيضا: نفس الجنين بعد ولادته سيلحقه شيء من الأذى والضرر لكونه ابن زنا.
الترجيح:
الأقرب في هذه المسألة التفصيل فإن كانت المرأة أكرهت على الزنا أو كان الزنا عن رضا وتابت ورجعت إلى الله عز وجل فإنه يجوز إجهاض هذا الجنين ما دام قبل نفخ الروح؛ لأن بقاءه فيه ضرر على أمه وعلى أسرته وحتى عليه هو بعد وجوده. والقواعد الشرعية أنه يرتكب أخف الضررين و أهون الشرين، والمشقة تجلب التيسير، مع أن هذه النطفة نطفة محرمة شرعا وما كان محرما شرعا فهو كالمعدوم حسا.
وأما إذا كان الزنا عن رضا ورغبة ولم تتب وترجع فإن الإجهاض محرم ولا يجوز.
الحال الثانية: ما كان بعد نفخ الروح.
بأن تم لهذا الجنين عشرون ومئة يوم فإن إسقاطه محرم ولا يجوز، لما في ذلك من قتل نفس معصومة، فإن هذا الجنين لما نفخت فيه الروح أصبح نفسا معصومة لا يجوز الإقدام على قتلها.
والأضرار التي تلحق بالأم أو بالجنين بعد ولادته فإنها لا تساوي ضرر قتله فإن قتله من أكبر الكبائر والله عز وجل يقول: ? ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ? () ويقول: ? ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ? () وتقدم حديث (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ... )
وأيضا: فإن من مقاصد الشريعة حفظ الضروريات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع، ومنها ما يتعلق بحفظ النفس.
فإذا كان الإجهاض بعد نفخ الروح فإنه لا يجوز ويأثم به صاحبه ويكون أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ويأخذ حكم العمد في قتل الجنين ويترتب عليه ما ذكره العلماء رحمهم الله من إيجاب الدية والمعاقبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/104)
ـ[حسيني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 07:42 م]ـ
جزاك الله أخانا ممدوح الرويلي و الشيخ خالد المشيقح
علماء الطب يقولون: ان الحيوية للجنين يبدوا من زمن الإلقاح وهو علي الاقل 8 ساعات من ادخال المني الي الفرج حتي 72 ساعات.
و بعض العلماء المعاصرين يقولون: ان نفخ الروح في 40 او 120 ايام لا يفيد ان الحيوية للجنين يبدوا آنذاك. ان نفخ الروح و الحيوية شياءان مختلفان.
من عنده شيء في هذا فليتفضل
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:36 م]ـ
قد أفتى العلماء في ما وقع للنساء المسلمات في البوسنةوالهرسك فراجعها(66/105)
قبة الصخره افيدونى جزاكم الله خيرا
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى
لى سؤال بارك الله فيكم
ما هو سبب قدسيه الضخره ببيت المقدس
هل لان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عرج به منها الى السماء
ام ماذا
وما هو تاريخ الصخره
وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:44 م]ـ
من موقع الشيخ المنجد:
سؤال رقم 20903 - المسجد الأقصى وقبة الصخرة
وصلني مؤخراً رسالة بالبريد الإلكتروني عن حالة المسجد الأقصى والتفريق بين مسجد الأقصى وقبة الصخرة هل يمكن أن توضح ما إذا كان المسجد الأقصى مختلفا عن قبة الصخرة؟ لماذا نرى القبة وهي تشير للمسجد الأقصى في الأماكن الإسلامية وأنا وكثير من المسلمين لا ندري بالفرق؟.
الحمد لله
المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وقد قيل: إن الذي بناه سليمان عليه السلام،
كما ثبت ذلك في سنن النسائي (693) وصححه الألباني في صحيح النسائي، وقيل أنه كان موجوداً قبل سليمان عليه السلام وأن بناء سليمان له كان تجديداً بدليل ما
ثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قال قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى قلت كم
كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه " (رواه البخاري (3366) ومسلم (520).
وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك.
قال سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الاسراء / 1. وأما قبة الصخرة فقد بناها الخليفة عبد الملك بن مروان
سنة 72 هـ
جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/ 203 (كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة
المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم
).
وجاء في الموسوعة أيضا (3/ 23): (يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس، وهي ساحة
فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة
القدس القديمة). أ. هـ بتصرف
فالمسجد الذي هو موضع الصلاة، ليس هو قبة الصخرة، لكن لانتشار صورة القبة، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد، والواقع ليس
كذلك، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة.
وقد سبق أن اسم المسجد كان يطلق على الساحة كلها قديما.
ويؤكد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 61 (فالمسجد الأقصى اسم لجميع
المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى، المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته. والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر
للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة
لليهود الذين يصلون إليها، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها، وقال لكعب: أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين؟ فقال: خلف الصخرة،
فقال: يا ابن اليهودية! خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد.
ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على
عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ... وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم
يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة ... وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى).
وإنكار عمر على كعب الأحبار وقوله له: (يا ابن اليهودية) لأن كعباً كان من أحبار اليهود وعلمائهم، فلما أشار على عمر بن الخطاب ببناء
المسجد خلف الصخرة كان في ذلك تعظيماً للصخرة حتى يستقبلها المسلمون في الصلاة، وتعظيم الصخرة من دين اليهود لا من دين المسلمين.
واكتفاء المسلمين بصورة القبة، قد يكون راجعا لحسن عمارة هذه القبة وجمال هيئتها، وهذا لا يعفيهم من الخطأ الذي نشأ عنه عدم التمييز
بين المسجد وما حوله.
وقد يكون هذا من مكر اليهود وكيدهم؛ لتعظيمهم الصخرة وتوجههم إليها أو تكون إظهار الصخرة ليتم لهم مرادهم بإقامة هيكل سليمان المزعوم
على أنقاض المسجد الأقصى، وذلك ليظن المسلمون بأن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وأنكر عليها المسلمون قالوا لهم ها هو
المسجد الأقصى على حاله، فيُظهرون صورة قبة الصخرة، فيكونون بذلك قد حققوا أهدافهم، وسلموا من انتقاد المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم، وأن يطهر المسجد الأقصى من إخوان القردة والخنازير، والله غالب على أمره ولكن أكثر
الناس لا يعلمون.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/106)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:46 م]ـ
وهذه إضافة:
وما يعتقده العامة من أن الصخرة التي في بيت المقدس صعدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في معراجه إلى السماء، وأنها معلقة في الهواء بعد أن وطأها النبي صلى الله عليه وسلم ومنعها من الصعود معه، أو أنها وقفت إجلالاً له، كل ذلك لا أصل له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وبالجملة أن كل حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينيه في الأرض وفيه أنه نزل له إلى الأرض وفيه أن رياض الجنة من خطوات الحق وفيه أنه وطئ على صخرة بيت المقدس: كل هذا كذب باطل باتفاق علماء المسلمين من أهل الحديث وغيرهم.
" مجموع الفتاوى " (3/ 389).
وهذه إجابة علماء اللجنة الدائمة عن سؤال حول تلك الصخرة:
السؤال:
صخرة المقدس التي ركب المعراج عليها يوم يعرج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إنها معلقة بالقدرة أفتونا جزاكم الله خيرا
الجواب:
كل شيء قائم في مقرّه بإذن الله سواء في ذلك السموات وما فيها والأرضون وما فيهن حتى الصخرة المسؤول عنها قال تعالى {إن الله يمسك السموات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من أحد من بعده} وقال سبحانه {ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره} الآية
وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء وحولها هواء من جميع نواحيها بل لا تزال متصلة من جانب بالجبل التي هي جزء منه متماسكة معه وهي وجبلها قائمان في مقرهما بالأسباب الكونية العادية المفهومة شأنهما في ذلك شان غيرهما من الكائنات، ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءً من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم، وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع وكان محمولا بقدرة الله قال تعالى {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون} وقال: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}
ولكن المقصود بيان الواقع وان الصخرة التي في بيت المقدس ليست معلقة في الفضاء من جميع جوانبها منفصلة عن الجبل انفصالا كليا بل هي متصلة به متماسكة معه وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن منيع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:47 م]ـ
وليس للصخرة أي فضل في الشرع، وكل ما ورد في فضلها فهو موضوع.
قال ابن القيم رحمه الله:
وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى والحديث الذي فيها كذب موضوع مما عمله المزورون الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين. " المنار المنيف في الصحيح والضعيف " (ص 79).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:48 م]ـ
وأما أصل هذه الصخرة وحقيقة أمرها، فهو أنها كانت مكان قِبلة اليهود وإليها توجه المسلمون أولاً ثم نسخت قبلتهم إلى الكعبة، ثم لما استولى النصارى على بيت المقدس جعلوها مكاناً للقمامات.
قال الإمام ابن القيم:
وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الزمان أبدل الله بها الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام، ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى استشار الناس هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها فقال له كعب: يا أمير المؤمنين ابنه خلف الصخرة فقال: يا ابن اليهودية خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم، وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضائلها وفضائل بيت المقدس.
" المنار المنيف في الصحيح والضعيف " (79، 80)
وقال ابن خلدون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/107)
وأما بيت المقدس وهو المسجد الأقصى فكان أول أمره أيام الصائبة موضع الزهرة وكانوا يقربون إليه الزيت فيما يقربونه يصبونه على الصخرة التي هناك ثم دثر ذلك الهيكل واتخذها بنو إسرائيل حين ملوكها قبلة لصلاتهم … ثم خربه بخت نصر الله بعد ثمانمائة سنة من بنائه وأحرق التوراة والعصا وصاغ الهياكل ونثر الأحجار ثم لما أعادهم ملوك الفرس بناه عزير نبي بني إسرائيل لعهده بإعانة به من ملك الفرس الذي كانت الولادة لبني إسرائيل عليه من سبي بخت نصر وحد لهم في بنيانه حدودا دون بناء سليمان بن داود عليهما السلام فلم يتجاوزوها … فلما جاء طيطش من ملوك الروم وغلبهم وملك أمرهم خرب بيت المقدس ومسجدها وأمر أن يزرع مكانه ثم أخذ الروم بدين المسيح عليه السلام ودانوا بتعظيمه ثم اختلف حال ملوك الروم في الأخذ بدين النصارى تارة وتركه أخرى إلى أن جاء قسطنطين وتنصرت أمه هيلانة وارتحلت إلى القدس في طلب الخشبة التي صلب عليها المسيح بزعمهم فأخبرها القساوسة بأنه رمى بخشبته على الأرض وألقى عليها القمامات والقاذورات فاستخرجت الخشبة وبنت مكان تلك القمامات كنيسة القمامة كأنها على قبره بزعمهم وهربت ما وجدت من عمارة البيت وأمرت بطرح الزبل والقمامات على الصخرة حتى غطاها وخفي مكانها جزاء بزعمها لما فعلوه بقبر المسيح ثم بنوا بإزاء القمامة بيت لحم وهو البيت الذي ولد فيه عيسى عليه السلام وبقى الأمر كذلك إلى أن جاء الإسلام وحضر عمر لفتح بيت المقدس وسأل عن الصخرة فأرى مكانها وقد علاها الزبل والتراب فكشف عنها وبنى عليها مسجدا على طريق البداوة وعظم من شأنه ما أذن الله من تعظيمه وما سبق من أم الكتاب في فضله حسبما ثبت … ثم لما ضعف أمر الخلافة أعوام الخمسمائة من الهجرة في آخرها وكانت في ملكة العبيدين خلفاء القاهر من الشيعة واختل أمرهم زحف الفرنجة إلى بيت المقدس فملكوه وملكوا معه عامة ثغور الشام وبنوا على الصخرة المقدسة منه كنيسة كانوا يعظمونها ويفتخرون ببنائها حتى إذا استقل صلاح الدين بن أيوب الكردي بملك مصر والشام ومحا أثر العبيدين وبدعهم زحف إلى الشام وجاهد من كان به من الفرنجة حتى غلبهم على بيت المقدس وعلى ما كانوا ملكوه من ثغور الشام وذلك لنحو ثمانين وخمسمائة من الهجرة وهدم تلك الكنيسة وأظهر الصخرة وبنى المسجد على النحو الذي هو عليه اليوم لهذا العهد.
" مقدمة ابن خلدون (ص 353 - 356).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:52 م]ـ
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63589&highlight=%22%C7%E1%D5%CE%D1%C9+%CD%CF%ED%CB+%D5%C D%ED%CD%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...=4420#post4420
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...=4423#post4423
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...7387#post57387
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:54 م]ـ
منتدى التخريج ودراسة الأسانيد > هل ورد في الصخرة حديث صحيح؟؟
هل ورد في الصخرة حديث صحيح؟؟
---
أبو تيمية إبراهيم
13 - 04 - 2002, 03:07 PM
من كتابي (شِفَاءُ القُلُوب بإبطال شبه اليهود حولَ القُدْسِ المسْلُوب) بتصرف و اختصار:
الصخرة و قبة الصخرة:
و بالمسجد صخرة عظيمة طولها ,70 17 و عرضها ,50 13، و يبلغ ارتفاعها عن الأرض نحو 25 ,1 مترا إلى مترين، و ينزل إلى المغارة التي تحتها بإحدى عشرة درجة من جهة القبلة، و هي محاطة بدرابزين، قيل: من الحديد، و قيل: من الخشب.
و عليها قبة تعرف بـ: قبة الصخرة، و هي مثمنة الشكل، طول كل جانب 67 قدما، و ارتفاعها 170 قدما، و هي مبنية على أربع دعائم، و اثني عشر عمودا، و لها أربعة أبواب إلى الجهات الأربعة.
قال ابن القيم (2): ((و كلُّ حديث في الصخرة فهو كذب مفترى، و القدم الذي فيها كذب موضوع مما عملته أيدي المزَوِّرين الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين، و أرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليَهُود)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/108)
قلتُ: اعْتُرِض على هذه الكلية بما أخرجه الإمام أحمد (رقم: 19828 و 19831 و19832 و 20127)، و ابن ماجة (رقم: 3456) و الطبراني في ((الكبير)) (رقم: 4456 و 4457) و الحاكم (4/ 120) و المزي في ((تهذيبه)) (9/ 33) و ابن حجر في ((الإمتاع)) ص: 166 من طريق المشمعل بن إياس حدثني عمرو بن سليم سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ))، هذا لفظ ابن مهدي.
و الحديث ذكره معلقاً:خليفةُ بنُ خيَّاط في ((طبقاته)) ص:37.
و أخرجه ابن قانع في ((معجم الصحابة)) (2/ 214)، فجعله: عن المشمعل عن عمرو بن سليمان.
قال ابن حجر: ((و وهم ابن قانع فيه من وجهين، فإنه صحف اسم أبيه، و حذف شيخه، و الصواب ما أخرجه ابن ماجة و غيره من هذا الوجه عن عمرو بن سليم المزني عن رافع بن عمرو المزني، و هو الصواب)) (الإصابة 5/ 297).
قال ابن الأثير في ((النهاية)) (3/ 15): الصخرة من الجنة، يريد: صخرة بيت المقدس))
و قال ابن حجر: و المراد بالصخرة: صخرة بيت المقدس.
قلت: و الحديثُ إسنادُهُ صحيحٌ، و كذا قال البوصيري في ((الزوائد)).
و قال ابن حجر: إسناده حسن (الإمتاع ص:166).
غير أنه وقع في لفظه اختلاف من المشمعل، فقد تردد في لفظة ((الصخرة)) في رواية عبدالصمد عنه عند أحمد قال: ((الصخرة أو الشجرة))، و في رواية يحيى بن سعيد عنه جزم بالشجرة، و في رواية ابن مهدي عنه جزم بالصخرة، و قال ابن مهدي في رواية ابن ماجة: ((حفظت الصخرة من فيه)).
لأجل هذا ففي ثبوتها بعضُ النظر، على أنه لو ثبتت لفظة ((الصخرة)) في الحديث، فيحتاج في تأويلها على أنها صخرة بيت المقدس إلى دليل، و لم يذكر ابن الأثير و ابن حجر مستندهما في ذلك، و الله أعلم.
ثمَّ وقفت على الحديث في ((الفردوس)) (3/ 83) للديلمي، و فيه: يعني: صخرة بيت المقدس، فلا أدري أهو من الديلمي نفسه أم من أحد رواة الحديث؟.
قلت: و عندي في تفسير الصخرة احتمال آخر، و هو أن يكون المراد بها الحجر الأسود، للحديث: ((الحجر الأسود من الجنة))، أخرجه الترمذي (رقم:877)، و النسائي (رقم: 2935) و في ((الكبرى)) (رقم:3916)، و ابن خزيمة (رقم: 2733)، و الطبراني (رقم: 12285) و ابن عدي في ((كامله)) () - و من طريقه: البيهقي في ((الشعب)) (رقم: 4034) -، و الخطيب (7/ 361) و الضياء في ((المختارة)) (10 /رقم:274 و275 و276) من حديث ابن عباس مرفوعاً، و سنده صحيح.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
و قد ثبتَ عن أنسٍ موقوفا عند أحمد و غيره من طريق قتادة عنه، أوقفه شعبة و غيره، و رفعه عمرُ بنُ إبراهيم فأخطأ قاله العقيلي و ابن عدي و غيرهما.
و انظر اعتراضا على متن هذا الحديث و جوابه لأديب أهل السنّة الإمام ابن قتيبة في كتابه: ((تأويل مختلف الحديث)) ص: 287.
قلتُ: و قد عدَّ بعضهم (4) الصخرة من المواضع الشريفة المعظمة عند أداء اليمين و الشهادة، و هو شرف و فضل خاصٌّ لم يثبت؛ اللَّهمَّ إلا الشرف العام للمسجد!
هوامش ــــــــــــ
(2): المنار المنيف ص:87 - 88.
(4): راجع: تفسير القرطبي (12/ 195).
---
خليل بن محمد
13 - 04 - 2002, 05:01 PM
بارك الله فيك أخي (خادم ابن تيمية) على هذا المبحث المفيد.
ثم كيف يصحح مثل هذا وفيه ما فيه من اضطراب واختلاف واضح، ألا يدل على أن مشمعلاً لم يحفظها، فمرة يقول (الصخرة)، ومرة (الشجرة)، ومرة يتردد بينهما.
فيظهر ــ والله أعلم ــ أن القول ما قالت حذام.
---
أبو تيمية إبراهيم
13 - 04 - 2002, 11:23 PM
غفر الله لك يا أخيَّ و أحسن إليك و زادك حرصا ..
لا تناقض بين تصحيح السند، و بين كون راويه تردد في لفظة من متنه على القول بأن ذلك منه، لأن لقائل أن يقول: المحفوظ الصخرة و هو ما حفظه ابن مهدي عنه، و هو من كبار الحفاظ، و يؤيدها رواية عبد الصمد مع التردد فيها، فتقدم على رواية يحيى بن سعيد؛ لأن رواية ابن مهدي حفتها القرينة و هي جزمه بقوله: حفظت الصخرة من فيه.
كما أن القول بتصحيح السند مع ملاحظة اضطراب الراوي في لفظة منه لم يمنع البوصيري و لا ابن حجر من تصحيحها.
و الأمثلة على هذا كثيرة يقولون صحيح لكن قوله كذا و كذا منكر أو مدرج أو فيه نظر ..
فالخطا إن قلت: هذا حديث صحيح، ثم أثبتت اضطراب الراوي فيه، و لعلك تراجع كتاب ابن الصلاح: معرفة أنواع علم الحديث و غيره.
و على كلٍّ فيكفي ما شرحته فيه من تأويلها على القول بثبوتها. و الله تعالى أعلم
و كتب أبومحمد الميلي
---
أبو ذر الفاضلي
11 - 11 - 2005, 11:52 PM
بارك الله فيك
---(66/109)
هل توجد نسخة وورد أو كتاب الكتروني لكتاب "آداب الشافعي و مناقبه للرازي"؟؟
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:31 ص]ـ
هل توجد نسخة وورد أو كتاب الكتروني لكتاب "آداب الشافعي و مناقبه للرازي"؟؟
جزى الله خيرًا من يدلنا عليها، أو يحملها على المنتدى!(66/110)
ماحكم استقدام الخادمة؟
ـ[العدناني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:40 ص]ـ
هل صحيح أن الشيخ ابن جبر ين أجاز استقدام الخادمة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:38 م]ـ
رابط قد يفيد:
إستقدام الخادمة بدون محرم للشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20455&highlight=%DF%C7%E1%C8%E1%D3%E3+%C7%E1%D4%C7%DD%ED(66/111)
ما حكم هذه المسألة
ـ[ريم السليمان]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:58 ص]ـ
لقد تعجبت من زعم زوجي أن جماع المرأة من الدبر فيه خلاف , بل قال: أنه لا يصح نص قاطع صريح في هذه المسألة.
أرجوا من طلاب العلم بسط المسألة لي هنا وجزآءكم الله خيرا.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:45 م]ـ
الموضوع طرح أكثر من مرة في الملتقى فلو بحثت من خلال العناوين عن كلمة (الدبر)
واستعيني بهذا الموضوع عند البحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78553
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:45 م]ـ
هنا كلام مفيد لأخي الفاضل أبي محمد الألفي حول الأحاديث في هذا الباب، وبآخر مشاركة روابط مفيدة حول الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24118&highlight=%C5%CA%ED%C7%E4+%C7%E1%E4%D3%C7%C1
ـ[نوح الحمداني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:23 م]ـ
ولماذا يتجاهل بعض الإخوة الإجماع وهو من مصادر التشريع المعتمدة , ويعتقدون أنه إذا لم يثبت النص لم يثبت الحكم!!(66/112)
أحتاج إلى كتاب فقهي مالكي يذكر المعتمد في المذهب (يشترط سهولته) أو في المناسك فقط
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:55 م]ـ
أحتاج إلى كتاب فقهي مالكي يذكر المعتمد في المذهب (يشترط سهولته) أو في المناسك فقط ...
بخلاف شروحات مختصر خليل المعتمدة ............
عاجل ..........
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:04 م]ـ
أي مدرسة تقصد: أمدرسة البغداديين أم مدرسة المغاربة والأندلسيين أم مدرسة المصريين؟
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:15 م]ـ
المعتمد في المذهب ...
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 08 - 06, 07:58 م]ـ
أحتاج إلى كتاب فقهي مالكي يذكر المعتمد في المذهب (يشترط سهولته) أو في المناسك فقط ...
بخلاف شروحات مختصر خليل المعتمدة ............
بالشروط المذكورة:
راجع الشرح الصغير لميارة على المرشد المعين لابن عاشر - باب المناسك.
لعله ينفعك.
ومن المعلوم أن ابن عاشر في الغالب لا يخرج عن المعتمد في المذهب - وهو قول خليل.
ـ[البشير المغربي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:29 م]ـ
ممكن أن ترجع لكتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك للإمام برهان الدين ابن فرحون.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:24 ص]ـ
لك ماتريد إن ضربت بسهمك إما في:
1. التلقين لأبي محمد الثعلبي تحقيق محمد الغاني
2. رسالة إبن أبي زيد القيرواني طبعة دار الفكر
3. كفاية الطالب لأبي الحسن المالكي طبعة بيروت
4. متن السنوسية لأبي عبد الله السنوسي
5. مختصر خليل.
ولأخير من أنفعها والثالث من أوسعها والأول من أجمعها.
أخوك / عارف بن حيلول الصاعد
ـ[راجح]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:35 ص]ـ
إذا أردت كتابا سهلا ميسرا فأنصحك بكتاب الكواكب الدرية في فقه المالكية للدكتور محمد جمعة وهو في أربعة أجزاء ويسير فيه على المعتمد بالإضافة لكونه كتب بلغة ميسرة وفيه أسئلة في نهاية كل باب
وقد طبع في مكتبة الكليات الأزهرية
وأفضل منه كتاب مدونة الفقه المالكي وأدلته للدكتور الغرياني في أربعة مجلدات فهو في غاية الفائدة وإن كان خالف المعتمد في بعض المسائل إلا أنه أشار إليها في الهامش، وستستفيد منه جدا في باب الحج بإذن الله، وهذا بالتجربة.
وفيه في نهاية المجلد الرابع فهارس مفصلة وكشاف للمسائل الفقهية مفيد جدا
وقد نشرت الكتاب مؤسسة الريان في لبنان في طبعة ممتازة.
والله الموفق
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا إخواني في الله ... عاجز عن الشكر لاهتمامكم ... بارك الله فيكم
بخصوص مدونة الفقه المالكي:
هل هو معتمد على مدونة سحنون؟ وهل يذكر مصادره في كل مسألة؟ لاني أريد كتابا يذكر المعتمد لافهمه بإسلوب ميسر ثم يحيلني على المصادر المعتمدة لا سيما شرحي خليل للحطاب وحاشية الدسوقي على الدردير لأتاكد بنفسي، أي: أداة معينة فقط للوصول لبغيتي - وهذا السؤال للإخوة الفضلاء جميعا بخصوص ما ذكروه من العناوين-
أرجو التعجيل بالرد لو تكرمتم
وجزاكم الله خيرا
ـ[راجح]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:06 ص]ـ
قولكم: هل هو معتمد على مدونة سحنون؟
جوابه أن كل كتب المالكية تعتمد عليها فهي أم الأمهات عند المالكية
ولكنه يستقي أكثر مسائله من كتب المتأخرين التي نصت على المعتمد مع الإحالة عليها وبالأخص حاشية الدسوقي والحطاب والصاوي
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا أخي الكريم فقد أفدتني والإخوة جزاهم الله خيرا ...
والباب ما يزال مفتوحًا:)
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البذراوي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:43 ص]ـ
إلى الأخ الفاضل البشير السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الفاضل الأستاذ البشير مراسلك درس معك بالقنيطرة وزاركم بطنجة وهو الآن بدبي كم وأنا أبحث عن عنوانكم أو طريق يوصلني إليكم لعلكم عرفتموني المهم هذا إيميلي وأنتظر منكم رسالة aboakram_5@hotmail.com(66/113)
مطلوب مواضيعي الأخيرة المفقودة لا سيما الببليوجرافيات
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:06 م]ـ
مطلوب مواضيعي الأخيرة المفقودة لا سيما الببليوجرافيات
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 04:15 م]ـ
للرفع ... ألا من مساعد؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[01 - 09 - 06, 02:39 ص]ـ
هذا أحدها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78830
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 03:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ....(66/114)
القيام بحق شعبان!!
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:02 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على إمام المرسلين أما بعد فهذا تعريف برسالة الشيخ (أسامة عبد العظبم حمزة) و التي هي بعنوان (القيام بحق شعبان) و هي عبارة عن تفريغ لخطبة الشيخ حفظه الله .. و فيها من النصائح ما قد يعين العبد على الطاعات و القربات ..
و لقد اقتبست بعض المقاطع من هذه الرسالة لعل الله أن ينفعنا بها ..
# ملحظ: ما كتب باللون الاحمر ليس من كلام الشيخ و إنما هو عنواين وضعت بعد تفريغ الخطبة.
حال السلف الصالح في شعبان
قال الشيخ:" لما دخل شعبان ظننت حالك أشبه حال من سبقك من صالحي هذه الأمة و خيارها، فإنهم كانوا إذا دخل شعبان أكبوا على مصاحفهم فقرأوها، و أخرجوا زكاة أمواهم ليعينوا غيرهم على طاعة الله عز و جل و عبادته في رمضان.
و كانوا يقولون عن شهر شعبان شهر القرَّاء، فإنه لشهر المعاودة لما كان من أعمال الإيمان و الاستعداد لئلا تفوت خيرات رمضان.
و كان بعضهم إذا دخل شعبان أغلق حانوته، و تفرغ لقراءة القرآن.
و أنتم لا تكلفون بذلك .. فهل يكون منكم بعضه؟؟؟؟
بأن ترجعوا من دنياكم بقلوب فارغة منها، راحلة عنها، مملوءة بحب الله عز و جل، مشوقة إلى أعمال الآخرة، مقبلة على ما عند الله عز و جل من الثواب العظيم و النعيم المقيم.
فهل يكون منا قيام بحق شعبان؟؟
القيام بحق شعبان
يكون و سيلتنا لإدراك فضل رمضان، بل و لاستدراك ما فات في ما سبق من رمضان، بل و لتزود لما يكون من أيام في سائر هذا العام.
و حق شعبان إصلاح لوظائف رمضان كلها
فظننتك من ابتدائه معنياً بصلواتك المكتوبات، قد تغير سعيك إليها، و زاد نشاطك لتحصيلها، و ما عاد منك ذلك التقصير الذي تمكَّن منك.
و ظننتك تجددت منك همة أخرى لإصلاح نوافلها و توابعها المتقدمات و المتأخرات.
و ظننتك في شعبان محتفياً بجمعاتك، فما عدت ذلك المتأخر عن التبكير إلى الجمعات.
لعلك تبلغه الآن، فإذا جاء رمضان لم يثقل عليك فعله.
و ظننتك مشغولاً بإصلاح و ظائف الجمعات متفرغاً في ذلك اليوم لإصلاح وظائف سائر أيام إسبوعك.
فإذا ما اعتادك من المشاغل قد حَسَر عن قلبك و ذهب فلم يعد يزاحم همتك، و إذا مواعيدك قد تأخرت عن يوم جمعتك، فما عندك في الجمعة إلا ميعاد واحد، ميعاد التفكر لآخرتك و التزود لأيام دهرك و محاولة الاستدراك لما فات، فما ثمَّ مواعيد و لا مشاغل تعطلك أو تزاحمك أو تقطعك.
ذلك الظن بك .... فكيف تكون؟؟؟
و ظننت قيامك في الليالي قد بدأ يدافع تضييع الأوقات من غير حاصل.
و ظننتك قد بلغتك حلاوة القيام في شعبان، تلك الحلاوة التي يتحرق القلب شوقاً على فقدها إذا ما ذهبت عنه بعدما وجدها في رمضان.
فظننت قيامك في شعبان مقدمة لازمة لك لإصلاح قيام رمضان، فقيامك في شعبان وظيفة ليل سابقة تكون وسيلة بلوغك قيام رمضان.
و ظننتك كذلك مشغولاً بعمارة المساجد، فما تجد ساعة تقدر فيها على البقاء في المسجد إلا فعلت، بل و شأنك أن تضن بساعة تقدر على الاحتباس في المسجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة إلا و فعلت ذلك و تحسرت على فوتها إن فاتت، متشوقا إلى فضل الله عزَّ و جلَّ فيما أنبأ به رسوله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - في قوله: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات" قالوا بلى.قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إسباغ الوضوء على المكاره، و كثرة الخطا إلى المساجد، و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط".
و ظننت حالك مع صدقتك قد تغير، فإذا بك مقاومة شديدة للبخل الذي توطن في فلبك و الشح الذي جبلت عليه النفوس، فإذا هذه المقاومة قد أنتجت بسطاص لليد بعطاء هو مال الله عز و جل ليس مالك، و إذا هذه المجاهدة للنفس قد حصَّلت تو سعة على أهل الإيمان من الفقراء و المحاويج.
و ظننت صدقتك الآن وسيلتك لبلوغ رمضان و للإعانة على و ظائف العبادة و التقوى فيه.
أ. هـ
باختصار من رسالة القيام بحق شعبان للشيخ أسامة عبد العظيم حمزة -حفظه الله-.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب، وبارك في الشيخ ... آمين
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:29 م]ـ
لو تسمح لى بنقلها ....
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:32 م]ـ
جزانا و إياكم أخي أبو عبد الرحمن ..
ماذا تقصد بنقلها يا خطاب؟؟
وفقني الله و إياكم لما فيه الخير و الرشاد
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:37 م]ـ
نقلها للمنتديات على الشبكة ..
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي خطاب إن فعلت
و بوركت:)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:53 م]ـ
تم أخى المبارك ..
نسأل الله أن يكتب لك الأجر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/115)
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:18 م]ـ
آمين ولك أخي الحبيب
ـ[إبراهيم زيدان]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل أبو عبد الله الدرعمي ..... جزاك الله خيرا
هل توجد محاضرات الشيخ أسامة عبد العظيم حفظه الله مفرغة على الإنترنت؟
أنا أعلم أن الإخوة في مسجده يطبعونها .. هل من سبيل لنشر هذا الخير الذي لا أكون كاذبا و لا مبالغا إن قلت إن المسلمين اليوم في أشد الحاجة لخطب الشيخ و محاضراته ... فهلا تكرمت و تبنيت هذا الأمر و تجشمت عناءه؟ فإخوانك هنا في بلاد بعيدة يحتاجون لهذا الخير .... بوركت و جزيت خيرا
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:56 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الحبيب إبراهيم زيدان بارك الله فيك و وفقك لما فيه الخير و الرشاد ..
على حد علمي أن المحاضرات لم تنشر مفرغة على الشبكة و لكن نشرت صوتية و بعض الأخوة يعملون الآن على تفريغ بعضها و كتابتها على الحاسب حتى ما لم يطبع منها
و إن شاء الله تيسر تفريغ لخطبة أو درس سنرفعه على هذا الملتقى عسى الله أن ينفع بعلمه
و جزاكم الله خيرا أخي
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
و إن شاء الله إن تيسر تفريغ لخطبة أو درس ...
معذرة على الخطأ:)
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 06:34 م]ـ
للرفع لقرب شعبان
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 09:17 ص]ـ
ها نحن بشعبان فنسأل الله أن ينفعنا بكلام الشيخ حفظه الله تعالى
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:47 ص]ـ
شعبان:)(66/116)
لماذا خاطب الله رسوله الكريم بقوله إقرأ مع انه أمي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:13 م]ـ
من المعلوم ان اول آية نزلت قوله تعالى (إقرأ باسم ربك الذي خلق) ومن المعلوم كذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان أميا فما هي الفائدة المرجوة من امره بالقراءة
مع علمي ان الخطاب عام لكل الامة الاسلامية لكن اول مخاطب بذلك هو الرسول الكريم
ـ[محمد احمد السلامي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:36 م]ـ
اخي الكريم هذا جزء من مقدمة كتاب البوصلة لعل فيه ما يجيب عن سؤالك
*******************************المكان: مكة،شعابها بالتحديد.
الزمان: القرن السادس الميلادي. قرن نموذجي للأوضاع السيئة التي تسقط فيها الإنسانية بين عصر وآخر. قرن غارق في ظلمة حالكة. الاستغلال يضرب بإطنابه في العلاقات بين البشر.
والحروب تصبغ وجه العالم بلون الدم. والأديان السماوية لم تعد سماوية بأي شكل من الأشكال وسقطت بين فكي الإفراط والتفريط ولم تنج من مظاهر الوثنية والشرك التي اقتبستها من المدنيات الأخرى ….
والمعادلة القديمة إياها: الأغنياء يزدادون غنى. والفقراء يزدادون فقراً.
والظلم. الظلم. الظلم.
المناسبة: فرصة البشرية الاخيرة، لتغيير ذلك كله.
* * *
وذلك الرجل، ينسحب من مجتمعه الجاهلي بكل تقاليده وعاداته ومكرساته، ليدخل الغار، متأملاً في ذلك كله، ومتعبداً دون طقس معين …
وذلك الغار: حفرة في الجبل، ظلمة ورطبة. تعطي لذلك الرجل ما يريده: عزلته السرية وتأملاته الخاصة. في ظلمة الغار يجد عزاء ومواساة للظلمات الأخرى التي يغرق فيها المجتمع … وفي رطوبته ما ينسي ولو مؤقتاً ذاك الجفاف الذي يطغي على العالم في طبيعة علاقاته وعاداته ….
ولم يكن هذا الرجل بدعاً من هؤلاء الرجال المنسحبين …
ففي كل مكان من أرجاء المعمورة كان هناك رجال يأبى رصيد فطرتهم الانخراط فيما انخرطت فيه مجتمعاتهم، فينسحبون إلى الخلاء، في غار او صومعة او كهف او دير، ينسجون لحياتهم نسيجا خاصا من الزهد والتعبد والابتعاد عن المجتمع.
وكان كل منهم يستحيل كوكباً منفصلاً يدور في مداره الخاص بعيداً عن المجتمع، عن الواقع، وعن الزمن، …
.. وحتى تلك اللحظة، كان يبدو لظاهر العيان أن ذلك الرجل المتعبد في غار حراء مرشح ليكون واحداً من هؤلاء الرجال المنسحبين اللذين تصير حياتهم فيما بعد مداراً خاصة لا علاقة لها بما حولها ..
حتى تلك اللحظة: بدا ذلك الرجل أنهُ سيكون واحداً من تلك الأقلية المستنكرة، مثل الأحناف أو بعض النصارى من العرب، ممن لا يصل استنكارهم إلى درجة التمرد، وبالذات لا يصل لدرجة محاولة تغيير الأوضاع ..
* * *
حتى تلك اللحظة، كان كل شيء يسير بشكل يسر الشيطان لأنه يحقق قسمهُ العتيق " فبعزتك لأغوينهم أجمعين ".
كانت الأديان قد فقدت محتواها الإنساني والروحي معاً. وصارت مجرد طقوس وشعائر لا تغني شيئاً فضلاً عن انحرافاتها الوثنية.
وهؤلاء الزهاد المنسحبون: لا صوت لهم ولا دعوة. مجرد أناس على هامش المجتمع .. والمجتمعات البشرية تسير في خطاها المحمومة نحو هاويتها، لاهيةً عن مصيرها بحروبها وعبثها وشهواتها.
.. كانت السماء صامتة – مكفهرة.
.. وكانت الصحراء خرساء كما لو كانت تخفي في أعماقها سراً دفيناً.
* * *
كل ذلك كان قبل لحظات، وكان يمكن أن يستمر دهوراً أخرى.
لكن حدث – خلال لحظة – ما غير ذلك كله ..
لم يعد ذلك الأنسحاب هروباً وعزلة: بل صار إنفتاحاً نحو العالم كله ..
الغار، من ظلمته أنبعث نور غطى وجه العالم أجمع ..
.. وذلك الرجل الذي كان مرشحاً ليصير واحداً من أولئك الزهاد المنفصلين عن المجتمع والواقع والتأريخ .. ذلك الرجل صار أمة.
عندما جاءت تلك اللحظة.
اللحظة – الذروة.
* * *
من الصعب أن نطبق نظرية بحذافيرها على تلك اللحظة. من الصعب أن نجد مصطلحاً محدداً، يتلبس تلك الذروة أو يتقمصها ..
منعطف؟ منحنى؟. ولادة جديدة؟
كل تلك كلمات. تناور وتدور حول المعاني. تصف ولا تصف. تنجح وتفشل ..
كل ما نستطيع قوله هو أن أساساً جديداً للعلاقات قد بدء. العلاقات بين الإنسان والمجتمع.
والإنسان والكون. الإنسان وخالقه …
بالضبط: ان وعياً جديداً قد بذرت بذرته في تلك اللحظة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/117)
ولادة للوعي الإنساني؟ ربما!
* * *
كل ذلك حدث عندما جاء الملك للغار وقال لذلك الرجل تلك الكلمة الهائلة الرهيبة: إقرأ …
* * *
إقرأ …
بعد صمت طويل – دام حوالي خمسة قرون. جاءت كلمة السماء: إقرأ.
إقرأ: إنها أول كلمة اختارها الله ليعرف نفسه الى نبيه. بل الى آخر أنبيائه … وهي لا تشبه ابداً الكلمات الأخرى التي قيلت للأنبياء الآخرين …
ففي كل الرسالات السابقة كان الخطاب الإلهي يعتمد على أعجاز (حسي). عصا تسعى، يد بيضاء، طير يعود إلى الحياة …
في كل الرسالات السابقة كان الله يخاطب في الإنسان حواسه …
لكنه في هذه المرة، ربما لأنها المرة الأخيرة، اختار – عز وجل – طريقة اخرى. مضمون آخر، وصيغة أخرى …
انه يخاطب أول ما يخاطب العقل الإنساني هذه المرة. دونما اعتماد على الحواس الإنسانية. انه يؤسس للغة جديدة في العلاقة بين الله والإنسان. لغة تعتمد على العقل ..
بعدما ثبت للبشر فشل اللغات الأخرى في العلاقة بينهم وبين الله.
لذلك تأتي إقرأ: صيغة ورمز لعلاقة جديدة. بطاقة مختلفة لتعريف مختلف يقدم بها الله وحيه الالهي.
واي كلمة، تلك هي إقرأ.
* * *
إقرأ: كلمة السر – الذي لم يعد سراً بل صار جهراً في العقيدة الجديدة، دونما ابهار او اساطير او معجزات تشبه القصص الخرافية …
…. وبينما تنام شعوب على خيالات كلمة السر التي تفتح مغارات الكنوز،فأن كلمة السر هذه قيلت في الغار ثلاث مرات لرجل أمي ولأمته من بعده ففتحت أبواب العلم وافاق المعرفة، وجنيت كنوز وكنوز للانسانية عبر القرون التي سادت فيها حضارة إقرأ.
ولا يدري احد على وجه التحديد في أي مرحلة من مراحل العلم سنكون اليوم لو لم تقال تلك الكلمة – السر …
لكن الذي حدث ان تلك الكلمة التي قيلت في الغار همساً، صارت شعاراً لحضارة، ومنهاجاً لحياة، واول ما انزل من كتاب سيتخذ من الفعل ذاته (قرأ) اسماً يتلى ويتعبد به في صور وعقول اتباعه …
* * *
وكلمة إقرأ لم تكن أول كلمة أنزلت من الوحي فحسب.
بل كانت أول فعل أمر أصدره الله إلي رسوله الأخير، والى أمته من بعده، بطبيعة الحال.أي إنها كانت ببساطة شديدة. ودونما تشنجات فقهيه – اول فرض فُرِضَ على محمد (صلى الله عليه وسلم).
القراءة: أول فرض في الإسلام، قبل الصلاة والصوم والزكاة والحج.
وبعبارة أخرى: كانت كلمة (إقرأ) الشاملة هي المدخل الذي فُرِضَتْ عبره كل الفرائض الأخرى …
وبعبارة أوضح و أدق: كان العلم – بمعناه الشمولي والواسع هو الإطار الذي من خلاله أخذت كل الفرائض الإسلامية موقعها الذي حددته الشريعة فيما بعد …
والحديث عن علاقة الإسلام بالعلم بات حديثاً مكرراً استهلكت فيه المعاني ونفذت وهو حديث يرتكز على الاستشهاد بعدد من الآيات القرآنية التي تشيد بالعلم والعلماء، وعلى كثرة تكرار لفظة علم ومشتقاتها (البالغة حوالي 439 مرة) في القران الكريم – ليستنتج ان الإسلام (حث) على العلم، وان هذا الحث هو التغيير المنطقي للطفرة العلمية التي أنجزتها الحضارة الإسلامية …
للوهلة الأولى، تبدو مقدمات الاستشهاد ونتائجه صحيحة. لكن عندما يفكر المرء ان الوحي الإلهي بدء باقرأ، فانه يقر ان الأمر اكثر من مجرد حث، وان الطفرة العلمية الإسلامية اكثر من مجرد استجابة لهذا الحث …
عندما يبتدئ الوحي باقرا، فالأمر اكثر من الاستحباب واكثر حتى من الوجوب. انه يقع في منطقة خارج التقسيمات الاصطلاحية التقليدية – ويقع في منطقة عميقة جدا في البناء الإسلامي: في الأساس، في الأركان، في القاعدة.
وهذا ما كان واضحا، دونما تنظير فكري – بل كواقع يومي معاش لأفراد الجيل الأول، وهو الذي شكل الدفعة العلمية الكبيرة التي أنجزتها الحضارة الإسلامية ….
أما أن نتصور ان (الحث) والأوامر الإسلامية بطلب العلم قد حققت ذلك الوثوب وتلك الطفرة – فهو أمر اقرب الى السذاجة منه الى النظر والتحقيق العلمي …
لقد كان الإسلام لغة جديدة. روحاً جديدة. مضموناً جديداً بصياغة جديدة للعلاقات الإنسانية مع بعضها ومع الله ….
وكانت المفردة الاولى التي تكونت في هذه اللغه الجديدة – بالابجدية الجديدة – هي كلمة إقرأ.
* * *
لكن الرجل الذي أنزلت عليه إقرأ كان امياً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/118)
وقد ظل علماؤنا لفترة طويلة يفسرون ذلك انه من ادلة النبوة واوجه الاعجاز – في مواجهة المشككين بصدق نبوة محمد (عليه الصلاة والسلام) …
لكن الانطلاق من أرضية التصديق بالنبوة يمنح ذلك التناقض الظاهري بين إقرأ وبين أمية النبي أفقا واسعا للتأمل وفضاءاً رحباً للتعليق …
انه يحرر القراءة من أسوارها الأبجدية وحدودها اللغوية – على سعتها – ليطلقها في عالم المعاني شديدة الثراء والخصوبة …
انه يحرر القراءة من المفاهيم الجامدة للتلقين الغبي الى قراءة ما هو غير مكتوب في بطون الكتب …
انه دعوة لقراءة كتاب الكون المفتوح، المتمثل في كل ذرة من ذرات الخليقة …والمتجسد في كل حبة رمل ونسمة هواء وثمرة شجر …
انه دعوة للقراءة في كتاب النفس الإنسانية: في كل نزعة خير ونزوة شر، وعاطفة حب تهف بها النفس نحو الجمال والسمو او تسقط بها نحو الرذيلة او الانحدار …
والمتأمل في اللفظ المجرد (إقرأ) في اللغة العربية يجد في ثراء المعاني المرتبطة بها زوايا جديدة للنظر نحو الأمر الأول بل الفرض الأول الذي نزل في الغار …
فمشتقات قرأ ترد بمعاني: الحمل. الجمع، من المجموع. الفقه. المدة الزمنية. وكل واحدة من هذه المعاني تمنح (إقرأ) بعداً جديداً يوضح رؤيتنا لما حدث في الغار يومها …
فالقراءة – بمعنى " ما – هي حمل أيضاً "، وهو حمل ينتج من اللقاء الخصيب بين العقل الإنساني والواقع الإنساني، ذلك اللقاء الذي ينتج بذرة الوعي وجنين الأمل … في حمل قد يدوم عقوداً او قرون …او يجهض …
وهي ترتبط بالجمع – قراءة شمولية متوازنة تنظر الى العالم كله برؤية تكاملية غير تجزيئية …
وهي عين الفقه – الفهم – الذي يغوص عميقاً بحثاً عن الجذور، والذي يبحث عن الأسباب لا عن الظواهر، ويشخص الأمراض ولا يحدد الأعراض فقط …ومرتبطة بالفترة الزمنية – لأنها ليست مطلقة، خارج الزمان والمكان وذات صلاحية غير منتهية بل – وبسبب ارتباطها بالواقع ومتغيراته – تحتاج إلى عين بشرية جديدة وعقل بشري جديد باستمرار، ليقرأ من جديد …
وهكذا فإقراْ هي دعوة لقراءة الكون بأجمعه. الخليقة بأجمعها. والتاريخ. والنفس البشرية …
إنها دعوة استقراء واستنباط وتبحر عميق في العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات وهي ذات الدعوة التي تمخضت فيما بعد بما يسمى اليوم بالمنهج التجريبي في العلوم – والتي كانت من أهم ركائز الانطلاقة الإسلامية في الحركة العلمية. والتي تعتمد على الملاحظة والاستنتاج لكنها بدأت حقا في الواقع اليومي المعاش، من (إقرأ) التي بدأت بملاحظة الظواهر البسيطة المحيطة بالفرد البسيط ولا تنتهي حتى بالكون العميق …
إنها فتح لأبواب العقل نحو الجهات الأربع: شمال وجنوب، شرق وغرب. تتخطى الأبعاد الثلاثة بل وحتى البعد الرابع: الزمن.
الكلمة الأولى: إقرأ. في العمق. في العمق جداً. مثل حقنة في العضلة للوعي الإنساني، للعقل الإنساني. بل للنوع الإنساني كله …
* * *
ولو تابعنا الحديث الذي روته السيدة عائشة والذي أورده البخاري في صحيحه لوجدنا نصا شديد الخصوبة يحدثنا فيه الرجل نفسه عن تجربته الهائلة الأولى مع الوحي …والذي يتضح من متابعة الحديث، ان النبي عليه افضل الصلاة والسلام كان يعي- وان كان بغموض- منذ اللحظة الأولى ضخامة الكلمة التي أنزلت عليه. كان يعلم إنها تتجاوز حدود القراءة الاعتيادية إلى أفق غير منظور، فهو ينكر الطلب "ما أنا بقارئ " –ثلاثا– وهو يرجع بها و يرجف بها فؤاده ويقول " لقد خشيت على نفسي " – وقبلها يطلب " زملوني زملوني " فزملوه حتى " ذهب عنه الروع ".
كل ذلك يؤكد بشكل قاطع انه عليه افضل الصلاة والسلام كان يدرك منذ اللحظات الأولى لرسالته أهمية ما جرى له وأهمية ما نزل به الوحي. ولم ينقل عنه أبداً انه استشكل أمر القراءة وهو الأمي – وهذا يعني انه كان يعي ان أمر القراءة يتجاوز الشكل الحرفي – الأبجدي – الى معنى الوعي والاستقراء كله ثم اكد له ورقة بن نوفل ما كان يدور في وعيه: " هذا الناموس الذي نزل الله على موسى" ولم تكن سوى ثلاث آيات لكن ورقة وجد فيها الناموس، ووجدها سحيقة القدم عميقة الجذر تتصل بموسى – بعمق التاريخ. ثم قال منبهاً: " ليتني اكون حياً اذ يخرجك قومك " ولعل محمداً كان يعلم الجواب – او يخالجه –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/119)
اذ سأل: او مخرجيَّ هم؟ لضخامة الكلمة – الناموس التي ألقيت عليه، فيجيبه ورقة ما يجيبه، وضمن الجواب ً نعم …ً.
* * *
وعندما نزل وحي السماء: إقرأ، بعد ذلك الصمت الطويل لم يحدث شيء.
لم تنطفئ الشمس. لم ينشق القمر. لم تتعطل قوانين الفيزياء ولا لحظة واحدة.لم تسقط الشهب والنجوم ولم يتصدع إيوان كسرى ولا عرش قيصر.
… لم يحدث شيء على الإطلاق.
ولم يسمع أحد خارج الغار هذه الكلمة الهمسة التي جاء بها الملك إلى محمد ولو انه لم ينقل الخبر لما عرف أحد.
.. لم يحدث شيء غير طبيعي بتاتا، ً فقط كلمات قيلت في أذن الرجل وقلبه في غار مظلم في شعاب مكة.
ظل الحال على ما هو عليه: الشمس تشرق وتغيب في مواعيدها والكون كله سائر على الخطة المحكمة المرسومة له بإتقان دون ان يتأثر بما حدث.
.. هذه المرة- وهي المرة الأخيرة بالمناسبة- لن يكون هناك أي داع لتحدي قوانين الفيزياء… الأكثر من ذلك ان هذه الرسالة ستكون في حقيقتها صلحاً مع هذه القوانين لا تحدياً.
هذه المرة سيكون التغيير في الداخل، في العقل، في القلب، في الوعي، سيكون التغيير في الإنسان وهو الذي سيفعل الباقي.
ماذا كان سيفيد لو انشق القمر او تصدع إيوان كسرى او انطفأت الشمس؟.
المهم ان ينشأ وعي جديد لمفاهيم جديدة ليكون مجتمعاً اخراً هو الذي يصدع إيوان كسرى او عرش قيصر.
لذلك نقول بفخر: لم يحدث شيء بتاتاً.
وكان ذلك منسجماً اشد الانسجام مع فحوى ومضمون الكلمة الاولى.
إقرأ.
* * *
كانت تلك هي الولادة الجديدة للوعي الإنساني. وللعقل الإنساني التي حدثت في غار حراء.
اما المخاض – مخاض الوعي – فسيستمر فترة طويلة تتجاوز حتى الـ 23 عاما التي كونت عمر الدعوة …
وعبر القرون سيعاني المخاض كثيرون، أولئك يجددون الوعي المسلم والفكر المسلم، بل يبعثون للامة دينها (كما جاء في الحديث الصحيح …) انهم يمنحون للقراءة أبعادها المتجددة المتفاعلة مع إرهاصات الواقع وتراكمات الخبرة الإنسانية …
من جاهلية مشركي مكة الى نظام العولمة المهيمنة، يظل جوهر المخاض واحداً. إنها (إقرأ).حتى وان غفلنا عنها لقرون، تخفت أحياناً ويكون صوت الضجيج أعلى من همسة الغار، لكنها هناك موجودة، في الأعماق، وإذا أنصتنا قليلاً لنبض الوعي، فستكون همسة الغار أعلى من كل الأصوات، أقوى من كل الأصوات … ابلغ من كل الأصوات ….
* * *
رغم سعة الافق الذي انطلقت فيه تلك الكلمة – إقرأ- الا إنها مع ذلك مبنية على قواعد وأسس متينة، والاهم من ذلك: ثابتة.
ولعلنا هنا يجب ان نسجل ان الثبات ليس عيبا نخجل منه ونتجاهله – كما هو المعتاد اليوم في عصر يفخر بانه عصر المتغيرات السريعة. نعم. هناك متغيرات، ولكن هناك ايضا ثوابت. ونحن لا نخجل اذ نقر: في ديننا ثوابت. في عقيدتنا ثوابت. في حضارتنا ثوابت وفي مفاهيمنا ثوابت.
ولذلك فقرائتنا أيضاً مستندة الى ثوابت. وهذه الثوابت هي قاعدة رؤية واساس لنظر، انها العصب البصري الذي يغذي العين التي تقرأ، والبصيرة التي تستوعب … وهذه الثوابت لا تمارس دوراً انتقائياً سلطوياً فوقياً على موضوع القراءة – او النظر …
فالعالم كله، الخليقة كلها، بل تفاصيلها وكل تدرجاتها، تظل ميداناً مفتوحاً لإقرأ …
لكن الانطلاق نحو ذلك يظل محكوماً بالقواعد القرآنية. بالرؤية القرآنية.
بالمقاصد الثابتة للشريعة التي تتوجه نحو ما هو ثابت – وهي مقاصد مستقاة من القران نفسه … فاقرأ تتكامل وتتحد – بالقران –عبر القران تتوضح زوايا الرؤية ويصير القران نفسه قراءة للعالم والخليقة والكون ككل …
* * *
حسب أحدث الإحصاءات: 40 % من المسلمين ممن فوق سن الـ 15 عاماً هم أميون. أي ان هناك اليوم اكثر من ربع مليار مسلم بالغ ويعاني من الأمية. والامية هنا هي الأمية الأبجدية – والتي هي أمية فك الخط. والـ 60 % البالغين الذين يفكون الخط هم في اغلب الأحوال – لا يفكون اكثر من الخط، و (إقرأ) بالنسبة لهم ليست اكثر من أحرف أبجدية لا تعني اكثر من الأصوات التي تترجمها …
ونسبة الامية هذه مصحوبة بارقام اخرى مفزعة توثق اوضاع التخلف والتردي التي يعيش فيها مسلمو اليوم .. ولعلنا لا نحتاج الى ارقام واحصائيات لنعرف اننا متخلفون. لعل نظرة واحدة حولنا تكفي لاستيعاب ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/120)
اننا متخلفون. نعرف هذا ونقر به. ولكن اعترافنا هذا لا يلغي تخلفنا ولا يوضح اسبابه ولا يقلل من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.مسؤولية المفارقة المتولدة من اننا ندين بدين كان اول ما انزل منه: إقرأ.
* * *
لكن اكثر جوانب المأساة بروزا هي موقف حملة القران والدعاة من اول كلمة انزلها عز وجل على الرسول الكريم …
فرغم انتشار الصحوة الإسلامية – كما يسمونها اليوم – فان هناك قصورا واضحا في علاقتها مع إقرأ… وهو القصور الذي ينعكس على علاقتها بالمجتمع والواقع والتاريخ والمستقبل، بل على علاقتها مع نفسها كظاهرة صحوة، وعلى علاقتها بالإسلام، ككل …
إنها نقطة الخلل المركزية التي تمحورت حولها كل مشاكل الرؤية والتطبيق التي تعاني منها الصحوة … ويعاني منها الفكر الإسلامي …
ذلك ان مفهوم إقرأ ظل مفهوماً ثانوياً ومرتبطاً بالقراءة التقليدية الجاهزة للمجلدات والكتب التي سطرها الاولون فحسب. وكانت هذه القراءة – الا فيما ندر – تلقيناً تقليدياً، لا حواراً بين الاجيال وبين الواقع الحاضر – والماضي، بل كانت قراءة تحاول اقسار الماضي على الحاضر ولو بالقوة. وتفرض فهم رجال وعلماء عاشوا في القرن الخامس او السادس الهجري على ظروف القرن الخامس عشر …
وكان ذلك تحجيراً لواسع. وتقزيما لمارد. واغتيالاً لروح الإبداع. لصحوة الأمل في النفوس …
ومن هذا الخلل الكبير لفهم (إقرأ) نتجت ظواهراً فكرية مؤسفة في الصحوة – الأمل. رغم ان هذا الخلل نفسه نتج عن مجموعة ظروف وملابسات تاريخية واجتماعية قديمة تعود الى عصر الانحطاط لكن النتيجة النهائية للفهم الجامد لكلمة إقرأ كانت استمرار التكريس لقيم ومفاهيم عصر الانحطاط بل تحويلها الى بديهيات، مسلمات لا غنى عنها ….
* * *
نفس الآيات الثلاثة التي أنزلت أول مرة في الغار كانت تحمل إشارة الى خلق الإنسان من علق. والعلق مضغة الدم، وهي طور من الأطوار الجنينية التي يمر بها الإنسان، وقد ذُكِرتْ هذه الأطوار بتفصيل اكبر في آيات أخرى من سور مختلفة.لكن موقعها هنا بعد إقرأ مباشرة، وقبل إقرأ مباشرة، يثير الانتباه والتأمل، للوهلة الأولى – على الأقل.
لكن لا عجب، فالعلقة دور من أدوار التطور التي يمر بها الإنسان – إلى ان يصير أنساناً، بالضبط كما تمر بقية المخلوقات بأدوار وأطوار تختلف او تتشابه مع الأطوار الإنسانية بحسب موقعها من خارطة الخليقة:القطة والكلب والفيل والنملة وحتى الديناصور مروا جميعا باطوار معينة – مثلما مر الانسان …
لكن تطور الإنسان لا ينتهي بانتهاء هذه الأدوار الجنينية كما ينتهي تطور بقية الحيوانات. انه لا يكتمل انساناً الا بخطوة أخرى … بطور آخر … وبينما يمر الإنسان بتلك الأطوار السابقة رغماً عنه – كما تمر الحيوانات الاخرى بها. فان هذا الطور الاخير لا يمر الا بإرادته ووعيه انه يختاره او لا يختاره. يكمل درب التطور، او يظل حيث هو …
وهذا الطور، بل هذه الحرية في الاختيار، وتسليم الوعي والارادة لهذه المسؤولية هو أول ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات ….
وهذا الطور هو الوعي ذاته. انه " إقرأ " التي تحاصر الإنسان – العلقة في الآيات الثلاثة الأولى التي أنزلت في الغار …
" إقرأ " هي الطور الإنساني الأخير الذي به يكتمل تطور الإنسان – ويتميز عن بقية المخلوقات …
انها الحلقة المفقودة التي طال البحث عنها – في تطور الإنسان – وهي موجودة لا في الحفريات وعظام الجماجم القديمة وبحوث الانثروبولوجيا. إنها موجودة في وعيه. في عقله. في قراره بان يكون إنساناً … والذي لا بد وان يمر باقرأ…
إقرأ هي تلك الطفرة النوعية التي يختار الإنسان ان يقفزها ليتخطى الحواجز والعقبات التي تعوقه عن إنسانيته. عن وعي المعاني العميقة الكامنة في كل ذرة من ذرات الكون وكل حركة من حركات التاريخ، عن ان يكون كما اراده الله ان يكون: خليفة على الأرض … ..
يقف الإنسان – بعد ان اكمل تطوره الطبيعي الخارج عن إرادته – ليقرر هل يكمل، ويستجيب لهمسة الغار، ويصعد ذلك السلم المضيء الملون – سلم التطور الإنساني الحقيقي.سلم إقرأ، وكل درجة من درجات السلم يصعدها تغوص به الى عمق الحقيقة والوعي والإرادة , وتزيده اقتراباً من دوره ومسؤوليته الحقيقيين.
او ان يقف – مكتفيا بتطوره الجنيني – فيقف على حافة السلم، قدر الطحالب والدواب.
* * *
…. و (إقرأ) تمثلت في منجزات حضارية مختلفة ومتنوعة – كانت في حقيقتها جوهر الحضارة التي ارتكزت على همسة الغار …
فمرة تمثلت في فقه متجدد – قائد- يتجدد مع تطورات المجتمع والظروف. ومرة تمثلت في عدالة اجتماعية شملت كل مواطنيها في البلدان المفتوحة ايضاً …
وتمثلت في صراع متأجج بين قوى متناحرة، ومتنافرة: الأولى التزمت بـ (إقرأ) المتجددة الفهم للمقاصد والثانية حاولت الزام قراءة واحدة – جاهلية غالباً- على الواقع والمجتمع …ورغم اختلاف الشعارات، وتبدلها بين الحين والاخر … فان إقرأ، كانت دوماً هناك في العمق، خلف الكواليس وخلف الستار.
وعندما اختفت (إقرأ)، صارت مجرد كلمة دون المعاني والافاق والمقاصد، صار الصراع يمثل – رؤى جامدة ومتوارثة: دون ذلك الفهم، دون ذلك التجدد، دون تلك المقاصد أي باختصار: دون ذلك الاسلام – الحقيقي.
* * *
في البدء كانت إقرأ؟
لا. ليس في البدء فقط. انها في البداية والنهاية وفيما بينهما.
إنها الأمر الأول – الفرض الأول غير القابل للاستئناف او النسخ. والذي لا يكسب فعاليته وحيويته الا باستمراره على كل الأوامر التالية – بل كل الأمور التالية – والتي لا تكتسب – هي الأخرى – فعاليتها الا بالتعامل مع الأمر الأول: إقرأ…
لذلك فان إقرأ ليست مجرد بداية تاريخية لنزول الوحي. إنها البداية والنهاية وما بينهما. إنها جوهر الحكاية بأكملها. الحكاية التي لم تنته بعد …
* * *
مقتبس من كتاب البوصلة القرآنية-للدكتور احمد خيري العمري الصادر عن دار الفكر دمشق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/121)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:04 م]ـ
الأخ نضال وفقه الله ...
مادخل وصف الأمية في الأمر بقراءة ما سيلقى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الوحي المسموع؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:35 م]ـ
بارك الله فيك على التنبيه قالقراءة تكون من الذاكرة كان يردد الانسان مقالة غيره او ان يقرأ من قرطاس مثلا
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:01 م]ـ
وفيك بارك ..
تتميما للفائدة ...
وأما افتتاح السورة بكلمة {اقرأ} إيذان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون قارئاً، أي تالياً كتاباً بعد أن لم يكن قد تلا كتاباً قال تعالى: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب} [العنكبوت: 48]، أي من قبل نزول القرآن، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حين قال له اقرأ: " ما أنا بقارىء ".
وفي هذا الافتتاح براعة استهلال للقرآن.
وقوله تعالى: {اقرأ} أمر بالقراءة، والقراءة نطق بكلام معيَّن مكتوببٍ أو محفوظٍ على ظهر قلب.
وتقدم في قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللَّه من الشيطان الرجيم} في سورة النحل (98).
والأمر بالقراءة مستعمل في حقيقته من الطلب لتحصيل فعل في الحال أو الاستقبال، فالمطلوب بقوله: {اقرأ} أن يفعل القراءة في الحال أو المستقبل القريب من الحال، أي أن يقول مَا سَيُمْلَى عليه، والقرينة على أنه أمر بقراءة في المستقبل القريب أنه لم يتقدم إملاء كلام عليه محفوظ فتطلب منه قراءته، ولا سُلمت إليه صحيفة فتطلب منه قراءتها، فهو كما يقول المُعلم للتلميذ: اكتب، فيتأهب لكتابة ما سيمليه عليه.
وفي حديث «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها قولها فيه: «حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهْد ثم أرْسَلَني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطّني الثانيةَ حتى بلغ مني الجَهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى {ما لم يعلم}.
فهذا الحديث روته عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولها قال: " فقلت: ما أنا بقارىء ". وجميع ما ذكرته فيه مما روته عنه لا محالة وقد قالت فيه: «فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فُؤاده» أي فرجع بالآيات التي أُمليَتْ عليه، أي رجع متلبساً بها، أي بوعيها.
وهو يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقى ما أوحي إليه. وقرأه حينئذٍ ويزيد ذلك إيضاحاً قولها في الحديث: «فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك»، أي اسمع القول الذي أوحي إليه وهذا ينبىء بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قيل له بعد الفطة الثالثة: {اقرأ باسم ربك} الآيات الخمس قد قرأها ساعتئذٍ كما أمره الله ورجع من غار حراء إلى بيته يقرؤها وعلى هذا الوجه يكون قول المَلك له في المرات الثلاث {اقرأ} إعادة للفّظ المنزل من الله إعادة تكرير للاستئناس بالقراءة التي لم يتعلمها من قبلولم يُذكر لِفعل {اقرأ} مفعول، إما لأنه نزل منزلة اللازم وأن المقصود أوجد القراءة، وإما لظهور المقروء من المقام، وتقديره: اقرأ ما سنلقيه إليك من القرآن.
من تفسير ابن عاشور ...(66/122)
الأبحاث العلمية تثبت معجزة الرسول بشأن انشقاق القمر في بداية الدعوة الإسلامية
ـ[الخبوبي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 05:56 م]ـ
في بداية الدعوة الإسلامية
الأبحاث العلمية تثبت معجزة الرسول بشأن انشقاق القمر
* عمان - واس:
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة صدق معجزة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشأن انشقاق القمر في بداية نشر الدعوة الإسلامية الحنيفة. وقد تم إثبات ذلك من خلال الصورة التي التقطتها مركبة الفضاء الأمريكية وتم نشرها في مختلف أنحاء العالم في الآونة الأخيرة.
وجاء في تقرير جرى توزيعه على المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم أن الصورة التي تظهر حدوث انشقاق على سطح القمر يؤكد أن القمر انشق إلى نصفين خلال عمره الجيولوجي مع بداية ظهور الدعوة الإسلامية.
وأكد التقرير أن العلماء لم يتمكنوا من إعطاء تفسير علمي لظاهرة انشقاق القمر؛ حيث لم يحدث أي انشطار لأي جرم من الأجرام السماوية من قبل مثلما حدث للقمر. يُذكر أن معجزة انشقاق القمر حدثت في أول عهد النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش انشقاق القمر ليؤكد ذلك على صدقه ونبوته، فحدث الانشقاق وشاهد سكان مكة المكرمة والبوادي في الجزيرة العربية بالعين المجردة حدوث انشقاق القمر إلى نصفين حال حدوثه.
http://www.al-jazirah.com/100645/lp4d.htm
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:05 ص]ـ
ما يزال لدي تساؤلات حول تلك الحادثة
1 - إن كانت رؤية حادثة شق القمر عامة لأهل الأرض وليست خاصة بأهل مكة، فلماذا لا نجد لها ذكراً عند الشعوب الأخرى؟
2 - لماذا لم يتغنى بها الشعراء في جزيرة العرب؟
3 - لماذا لم يذكرها الفلكيون في سجلاتهم وبخاصة في الصين والهند، حيث اهتموا بتدوين أحداث فلكية أقل أهمية بكثير من هذه؟
4 - هل التقرير الذي جرى توزيعه على المؤسسات العلمية خاص بالمواقع العربية الإسلامية؟ أم هناك نسخ أصلية في موقع ناسا وغيره؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:13 ص]ـ
حادثة انشقاق القمر ثابتة في السنة النبوية في الصحيحين وغيرهما
والذي رجحه ابن حجر في الفتح تبعا للخطابي وغيره أن مشاهدة انشقاق القمر كان خاصا بأهل مكة، ولو كان عاما ثم أنكره الناس لعمهم العقاب.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:51 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
قوله: " كذا انشقاق البدر " أيضاً من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام انشقاق البدر أي القمر، وقد انشق القمر فلقتين حقيقة لا برأي العين، فكان أحدهما على جبل الصفا والثاني على جبل المروة، يشاهده الناس من هنا ومن هنا، قال الله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) [القمر: 1، 2] لما أراهم النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآية وشاهدوها بأعينهم قالوا: سحرنا محمد، ليس صحيحاً أن القمر ينشق.
والعجب أن آخر هذه الأمة وافق المشركين في إنكار انشقاق القمر، قالوا: انشقاق القمر غير صحيح، ولا يمكن أن ينشق القمر، لكن قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) اي ظهر نور الرسالة، وهذا تحريف فهو سبحانه يقول: (وإن بروا آية يعرضوا)، ثم ليس هناك مانع من أن ينشق القمر.
وأما من زعم أن الأفلاك لا يمكن أن تتغير فتباً لعقله،والله تعالى يقول: ((إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت)) [الانفطار: 1، 2] وما هذا إلا تغير للأفلاك، وكذلك قال تعالى: ((إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت)) [التكوير: 1، 2]، وهذا تغير للأفلاك، فالذي جمع القمر حتى صار كتلة واحدة قادر على أن يفرقه ويجعله كتلاً.
ولهذا فإننا نأسف أن يقع هذا من علماء أجلاء معاصرين، يقولون: إنه لا يمكن انشقاق القمر، لأن هذا تغير أفلاك، وهذا لا يمكن بل الذي خلق الأفلاك قادر على أن يمزقها سبحانه وتعالى.
وقال آخرون منكرين انشقاق القمر بحجة باردة، قالوا: لو كان انشقاق القمر حقاً لعلم به الناس في كل مكان على الأرض، لعلم به أهل الهند، وأهل الغرب، وأهل الشمال، وأهل الجنوب، ولكان نقله مما تتوافر الدواعي عليه، ولنقل في التواريخ، ولم ينقل هذا في التواريخ.
والجواب على هذا أن يقال: لا يوجد تاريخ أصدق من كلام الله عز وجل: القرآن، ولا تاريخ أصدق مما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم، حيث تلقتهما الأمة الأسلامية بالقبول.
فإذا قالوا: لماذا لم يذكره مؤرخو الهند مثلاً أو غيرهم؟
فالجواب أن يقال: ربما كان عندهم في تلك الليلة غيوم وأمطار حجبت رؤية القمر، أو يقال: إن انشقاق القمر لم يبق مدة طويلة حتى يتمكن الناس من رؤيته، إذا ربما تكون المدة يسيرة حين شاهده الناس ثم تلاءم، وربما انضاف إلى ذلك أن الناس في ذلك الوقت في الهند مثلاً كانوا نياماً لأن الهند يسبق مكة في الزمن، فيقع هذا وهم نائمون ثم يلتئم قبل أن يستيقظوا، ثم إنه لا يهمنا في شيء كون علماء الهند قالوه أم لم يقولوه، فما دام موجوداً في كتاب الله عز وجل وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يهمنا أن ينقل أو لا ينقل.
شرح العقيدة السفارينية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله 559 - 561
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/123)
ـ[الدكتور محمد بن عبدالله العزام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 05:40 م]ـ
الخبر غير موثق
وهو منشور في جريدة الجزيرة السعودية، نقلا عن مراسلها في عمّان
ومراسلو الجرائد السعودية - مع الأسف - غير معروفين بالدقة والتثبت، بل هم في الغالب هواة
وهذا المراسل يقول (تقرير جرى توزيعه على المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم)، هكذا بلا أسماء!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه.
وإذا ترجح بأن الرؤية خاصة بأهل مكة زالت الإشكالات التي ذكرها الأخ محمد الأمين وفقه الله.
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:23 م]ـ
باسم الله الرحمن الرحيم:
سلام عليكم و رحمة الله:
أنبه للفائدة، أن الدكتور زغلول النجار ذكر في إحدى حلقات برامج الإعجاز العلمي المصورة من قبل التلفزيون المصري، و التي منعت من البث حسب بعض الإخوة الذين وضعوا رابط الفيديو، أن أحد البريطانيين أسلم بسبب هذه القضية و أسس الحزب الإسلامي البريطاني، إثر مشاهدته لحلقة تلفزيونية تضمنت حوارا مع بعض الخبراء من " النازا "، و الذين أثبتوا هذه الحقيقة.
فيحسن الرجوع إلى تلكم المادة المرئية ففيها فوائد.
و أعتذر مسبقا على عدم وضع الروابط لجهلي بالتعامل معها.
و يحسن في هذا المقام أن ننبه أن حادثة انشقاق القمر من قبيل المعجزة أولا، قبل أن تقحم في باب الإعجاز، و يكفينا لثبوتها ما صح عندنا من الأخبار.
فحيث أنها صحت، فلا نحتاج أن يقرها هندي و لا أمريكاني أصلا , لكن إن صح الخبر بما جاء به العلم، فحينئذ يكون للتباحث في مسألة الإعجاز مجال، بضوابطه و أصوله، دون شطط فيه و لا مجازفة.
و الله أعلى و أعلم و هو الهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم أبو حاتم المقري.
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا لكني سمعت ان هنالك قبائل في الصين مازات تؤرخ بتاريخ انشقاق القمر وربما لم يشاهده عامة اهل الارض لان القمر مثل الشمس يغرب عن اقوام و يطلع على اقوام
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل:هذه المغارب اين تغرب؟ وهذه المطالع اين تطلع؟ فقال صلى الله عليه وسلم (هي على رسلها لا تبرح ولا تزول , تغرب عن قوم وتطلع على قوم ,وتغرب عن قوم وتطلع , فقوم يقولون غربت ,وقوم يقولون طلعت)
((مسند الامام ابي اسحاق الهمداني))
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:40 م]ـ
حادثة انشقاق القمر ثابتة في السنة النبوية في الصحيحين وغيرهما
والذي رجحه ابن حجر في الفتح تبعا للخطابي وغيره أن مشاهدة انشقاق القمر كان خاصا بأهل مكة، ولو كان عاما ثم أنكره الناس لعمهم العقاب.
بارك الله بكم
ذهب بعض العلماء إلى أن أمر انشقاق القمر هو في المستقبل والبعض جعله من علامات الساعة أو من أحداث يوم القيامة. وهذا خطأ لأنه بخلاف الأحاديث الصحيحة المصرحة بحدوث ذلك في مكة المكرمة.
وظاهر الكتاب والحديث أن القمر قد انشق حقيقة (ولو لدقيقة واحدة) ثم صرف الله عنه أبصار أهل الأرض إلا أهل مكة. فليس كل أهل الأرض ينظرون إليه طوال الليل، إنما رصده أهل مكة طوال الليل لأنهم كانوا يطلبون المعجزة.
قال ابن حجر في الفتح: وقد أنكر ذلك بعضهم فقال: لو وقع ذلك لم يجز أن يخفى أمره على عوام الناس لأنه أمر صدر عن حس ومشاهدة فالناس فيه شركاء والدواعي متوفرة على رؤية كل غريب ونقل ما لم يعهد , فلو كان لذلك أصل لخلد في كتب أهل التسيير والتنجيم , إذ لا يجوز إطباقهم على تركه وإغفاله مع جلالة شأنه ووضوح أمره.
والجواب عن ذلك أن هذه القصة خرجت عن بقية الأمور التي ذكروها لأنه شيء طلبه خاص من الناس فوقع ليلا لأن القمر لا سلطان له بالنهار ومن شأن الليل أن يكون أكثر الناس فيه نياما ومستكنين بالأبنية , والبارز بالصحراء منهم إذا كان يقظان يحتمل أنه كان في ذلك الوقت مشغولا بما يلهيه من سمر وغيره , ومن المستبعد أن يقصدوا إلى مراصد مركز القمر ناظرين إليه لا يغفلون عنه , فقد يجوز أنه وقع ولم يشعر به أكثر الناس , وإنما رآه من تصدى لرؤيته ممن اقترح وقوعه , ولعل ذلك إنما كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر. ثم أبدى حكمة بالغة في كون المعجزات المحمدية لم يبلغ شيء منها مبلغ التواتر الذي لا نزاع فيه إلا القرآن بما حاصله: أن معجزة كل نبي كانت إذا وقعت عامة أعقبت هلاك من كذب به من قومه للاشتراك في إدراكها بالحس , والنبي صلى الله عليه وسلم بعث رحمة فكانت معجزته التي تحدى بها عقلية , فاختص بها القوم الذين بعث منهم لما أوتوه من فضل العقول وزيادة الأفهام , ولو كان إدراكها عاما لعوجل من كذب به كما عوجل من قبلهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:42 م]ـ
بارك الله بكم
جزاك الله خيرا على التنبيه.
وإذا ترجح بأن الرؤية خاصة بأهل مكة زالت الإشكالات التي ذكرها الأخ محمد الأمين وفقه الله.
هذا يجيب على ا لتساؤلات الثلاثة الأولى
الخبر غير موثق
وهو منشور في جريدة الجزيرة السعودية، نقلا عن مراسلها في عمّان
ومراسلو الجرائد السعودية - مع الأسف - غير معروفين بالدقة والتثبت، بل هم في الغالب هواة
وهذا المراسل يقول (تقرير جرى توزيعه على المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم)، هكذا بلا أسماء!!
وهذا يجيب على التساؤل الرابع
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/124)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 07:06 ص]ـ
الأخ محمد الأمين
أذكر انني قرأت أن الصينيين قد رأوا القمر قد انشق واتجه كل شق في اتجاه ... لكني لا أذكر أين قرأت هذا النقل.
لكن إليك هذا المقال من كاتب سعودي متميز
معجزة الانفلاق .. تعليقات وإضافات
فهد عامر الأحمدي
قبل فترة كتبت مقالاً عن معجزة انشقاق القمر التي أثبتها الله في كتابه الكريم {اقتربت الساعة وانشق القمر}. فقد روى البخاري أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما .. وقال الإمام أحمد: انشق القمر على عهد رسول الله شقين حتى نظروا إليه فقال «اشهدوا». وذكر البيهقي أن كفار قريش قالوا: هذا سحر سحركم به فاسألوا السُّفار فإن رأوا ما رأيتم فقد صدق وإن لم يروا ما رأيتهم فهو سحر .. فسئل السفار (وكانوا يأتون إلى مكة من كل اتجاه) فقالوا: قد رأيناه!!
وقد حاولت جهدي - في ذلك المقال - البحث عن شهادات من شعوب (غير عربية) شاهدت نفس الحادثة لحظة رؤيتها في مكة، ورغم تعرضي لحوادث فلكية مشابهة وروايات عالمية مماثلة (لا داعي لتكرارها هنا) إلا أنني لم أوفق في العثور على حادثة تتطابق (من حيث التاريخ) مع حادثة مكة ... ومع هذا بقيت متفائلاً وختمت المقال بقولي: وكلي ثقة بوجود شهادة ما (من بلد ما) تتحدث عن انفلاق القمر (في وقت ما) من القرن الخامس بعد الميلاد ..
وفي الحقيقة لم يطل بي الانتظار، ففي أول اسبوع فقط وصلتني اتصالات ورسائل كثيرة تؤيد رؤية هذه المعجزة في مناطق عديدة حول العالم (وعلى وجه الخصوص في الهند والصين) .. ففي موقع الرياض الالكتروني علق الأخ أبو عبدالله على المقال بقوله: في عام 1995 كان لي صديق هندي أخبرني بعد قراءة سورة القمر بأن لديهم كتباً قديمة تحكي عن حدث غير عادي شوهد في سماء الهند يوافق التاريخ المفترض لانشقاق القمر إلى نصفين ..
كما أكد الأخ أبو شائع أنه سمع بوجود شيء مماثل في الكتب الصينية يتوافق مع تاريخ حدوثها في مكة .. أما الأخ «منصور» فيحيلنا الى كتاب (رحمة للعالمين) للشيخ (المنصور فوري) الذي أكد هذه المسألة وحقق فيها .. ورغم عدم تمكني من مراجعة كتاب الشيخ المنصور فوري (محمد سليمان) إلا أنني اطلعت على نسخة من كتاب «معجزات النبي» للشيخ الحافظ أبي الفداء يقول فيه:
... وظن كثير أن (انشقاق القمر) شيء سحرت به أبصارهم فسألوا المسافرين فأخبروهم بنظير ما شاهدوه. وقد ذكر أكثر من واحد أنهم شاهدوا هيكلاً في الهند كتب عليه أنه بني في الليلة التي انشق فيها القمر ... !!
أما أهم اتصال فوصلني عبر الهاتف من المهندس محمد حبيب البخاري (وهو كاتب في هذه الجريدة) تحدث فيه عن متابعته لروايات عالمية كثيرة تتحدث عن انشقاق القمر وتوافقها مع حادثة مكة .. فبالإضافة الى حديثه عن هيكل القمر في الهند قال إن عدداً من مسلمي الصين حدثوه عن وجود قصر في الصين أطلق عليه اسم قصر القمر - أو نور القمر - كون بنائه انتهى في الليلة التي انشق فيها ...
أما في عصرنا الحاضر فتحدث الداعية الدكتور زغلول النجار عن برنامج بث على محطة ال بي بي سي تحدث فيه العلماء عن حزام أخدودي يقطع القمر افترضوا أنه نتيجة لانفلاقه قديماً ثم عودته الى الالتحام (وهذا الأخدود موجود بالفعل واكتشف قبل 200 عام ويطلق عليه اسم « LunarRille»)!!
على أي حال فكرة انفلاق الأجرام الفضائية أصبحت (بوجة عام) مقبولة في علم الفلك ويفسر على أساسها كثير من الأحداث العنيفة والمفاجئة في الكون (مثل الاختفاء المفاجئ لبعض الكواكب، والتغيرات الشاذة في مدارات بعضها، وتخلق الأقمار والنيازك نتيجة للاصطدامات الهائلة ... الخ)!!
????
بقي أن أشير إلى أن بعض القراء طالبوني (بعد نشر المقال السابق) بإحالتهم إلى صورة «الشق القمري» الذي قدمته وكالة ناسا الأمريكية - وعلى أساسه كتبت ذلك المقال .. ولهؤلاء الأعزاء أحيلهم إلى الموقع الالكتروني التالي:
http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap021029.htm
( وفي حالة تعذر فتحه يمكن البحث عن الصورة من خلال كلمة « Lunar Rille»).
انتهى النقل ... وفقك الله.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 07:28 ص]ـ
انظر هذا الرابط .... وقد أخذته من تلعيقات أحدهم على نفس مقال فهد الأحمدي
http;//antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap021029.html
ستشاهد شكل الشق الموجود على القمر
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[29 - 08 - 06, 02:05 م]ـ
http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap021029.html(66/125)
هل حديث العلماء ورثة الانبياء صحيح؟
ـ[محمد احمد السلامي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:20 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام- ارجو الاجابة عن هذا السؤال من الناحية الاسنادية على الاقل او اشارتي الى كلام اهل العلم فيه
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:10 م]ـ
قد توسع الشيخ علي الصياح في تخريج هذا الحديث في موقعه (منتدي الصناعة الحديثية) ولكن لا يعمل الآن، وبين أن الحديث حسن مجموع طرقه.
وكذلك أيضا سمعت الشيخ عبد العزيز الطريفي يحسن الحديث بجميع الطرق.
وممن حسنه أيضا من العلماء: الحافظ ابن حجر وتلميذه السخاوي وابن القيم و الشيخ الألباني رحمهم الله أجمعين ...
ـ[عبد المتين]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:12 م]ـ
هذا حديث أبي الدرداء و لقد سألت عنه الشيخ الفاضل الطريفي فسلّكه و إن كان في إسناده بعض الإختلاف و العلم عند الله. كذلك أذكر أن الشيخ الحبيب إلى قلوبنا: العلوان يستدل به في غير ما موضع.
و بودّي لو أن بعض المقربين من الشيخ الرباني: محمد عمرو عبد اللطيف يسألونه عن درجته و عن مدى قوة أحاديث عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش.(66/126)
ابحث عن شرح للقاعدة الاصولية (المظنّة تنزل منزلة المئنّة)
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابحث عن شرح للقاعدة الاصولية (المظنّة تنزل منزلة المئنّة) .. مع ضرب بعض الامثلة حتى تتضح بشكل جلي.
وبارك الله فيكم
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:53 م]ـ
قال الصنعاني في سبل السلام 2/ 100 - 101: كل شيء دل على شيء فهو مئنة له.
وقال المناوي في فيض القدير 2/ 457: أي علامة يتحقق
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: والمئنة العلامة
ومعنى القاعدة أن غلبة الظن تنزل منزلة اليقين كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في من نسي أصلى ثلاثا أو أربعا أن يتحرى والتحري الأخذ بالظن الراجح وهذا الحديث أصل لهذه القاعدة
وكذلك حكم القاضي بناء على شهادة الشاهد أحذ بالظنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولعل أحدكم ألحن بحجته إني أحكم بالظاهر. أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
هذا جواب مختصر فإني أهم بترك الملتقى الآن لشغل طارئ والسلام عليكم.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:55 ص]ـ
الاخ الكريم .. طارق الحمودي
جزاك الله خيرا على ما افدتني به وجعل ذلك في ميزان اعمالك .. امين امين امين
اتمنى من باقي مشايخنا في هذا المنتدى مزيدا من الامثلة حتى افهم القاعدة بشكل واضح.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:04 م]ـ
سؤال من موقع الاسلام اليوم ...
الخلوة المحرمة
أجاب عليه: د. أحمد بن محمد الدغشي
السؤال:
امرأة تسكن مع أهل زوجها وأخيه وهو على خلق ومتدين، لكن أحياناً يذهب الزوج وأخواته فلا يبقى غيرها هي وأخو زوجها في البيت. فإذا كانت تجلس في غرفتها وتغلق بابها بالمفتاح وأخو زوجها بغرفته، علما أن المنزل كبير. فهل يعد هذا خلوة محرمة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن هذا يعد من الخلوة، عملا بالتوجيهات النبوية التي تمثل تربية وقائية ضرورية في هذا الباب، ومنها قوله -صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين-: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ فقال -صلى الله عليه وآله وسلّم- "الحمو الموت". صحيح البخاري (5232)، وصحيح مسلم (2172). والحمو هو أخو الزوج ونحوه.
والتربية الوقائية الإسلامية لا تتحدث عن رجل تقي أو امرأة تقية بل تتوجه إلى عموم الخلق من المسلمين. ومن المغالطة للذات عادة أن تقع الخلوة الخاصة المحققة ثم يقال هذا رجل فاضل أو امرأة صالحة مع ما نعلم من ثبوت النص النبوي بأن "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". صحيح البخاري (2038)، وصحيح مسلم (2175). والصورة المذكورة في السؤال تؤكد أنه يجتمع رجل وامرأة تحت سقف واحد وإن كان كل منهما في غرفة معزولة، فما دام أيّ منهما قادرا على أن يخرج منها وأن يطرق غرفة الآخر -مثلا- لسبب أو لآخر دون أن يطلع على ذلك أحد فإن مظنة الخلوة الخاصة واردة جدا هنا، والقاعدة الأصولية المحكمة في هذا الباب تقول بأن (المظنّة تنزل منزلة المئنّة) أي أن ما كان غالبا يقاس على ما كان دائما. وحقيقة الخلوة الخاصة التي نعنيها هنا هي: غيبة الرجل والمرأة عن الأنظار كلية: بحيث لو أقدما على محرم أو ريبة لم يطلع عليهما أحد، بخلاف الخلوة العامة المباحة التي تتم على مرأى من الغادي والرائح، إذا روعيت الحشمة وأمنت الفتنة بطبيعة الحال. والله أعلم.
********
http://www.islamtoday.net/pda/questions_detail.cfm?artid=108895
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
دونك أخي هذا الشرح من كتاب (تلقيح الأفهام العلية بشرح القواعد الفقهية) لفضيلة شيخنا الشيخ وليد بن راشد السعيدان.
وفي التوقيع أدناه تجد مصنفاته في موقع صيد الفوائد.
قال حفظه الله:
القاعدة الثالثة
لا ينقض الأمر المتيقن ثبوتًا أو نفيًا بشك عارض
هذه من القواعد الخمس الكبرى، وتدخل في غالب أبواب الفقه وبالتحديد تدخل هذه القاعدة في كل فرعٍ يتجاذبه يقين وشك فتسقط الشك وتحكم باليقين ذلك؛ لأن الشك لا يقوى على رفع اليقين؛ لأنه أضعف منه، والضعيف لا يقوى على رفع القوي ولها أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/127)
فمن ذلك: قوله تعالى: ? إنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا ? فالحق هو اليقين والظن هو الشك فعاب الله جل وعلا على من اتبع الظنون الكاذبة وترك الحق الثابت بالدليل الواضح.
ومن ذلك: قوله ?: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثًا أم أربعًا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن) الحديث، وهو نص في القاعدة فقد أمر بإطراح الشك والبناء على اليقين وهو معنى قولنا: (اليقين لا يزول بالشك).
ومنه: قوله ? في حديث عبد الله بن زيد عند الشيخين: أنه شكى إلى الرسول ? الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: (لا ينصرف أو لا ينفتل حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) أي فيبقى على يقين الطهارة حتى يتأكد من خروج الريح الناقضة للوضوء وهو نص في هذه القاعدة.
ومن ذلك: حديث أبي هريرة عند مسلم، وعن ابن عباس نحوه عند البزار وكذا للحاكم عن أبي سعيد وغير ذلك كثير، بل والاعتبار الصحيح يقتضي ذلك كما ذكرنا أن الضعيف لا يقوى على رفع القوي؛ لأن ما تيقن ثبوته بدليل أو استصحاب حال، أقوى مما شك فيه أهو ثابت أم لا؟ فإذا سئلت عن سؤال فيه تجاذب بين شيء متيقن وشيء مشكوك فيه، فاعرف أنه داخل تحت هذه القاعدة فأسقط الشك واحكم باليقين، ثم اعلم أن قاعدة الأصول في الأشياء داخلة تحت هذه القاعدة الكبرى، كما سيأتي - إن شاء الله تعالى -.
فإن قلت: إذا كان الشك لا يرفع اليقين فهل يرتفع اليقين بيقين مثله؟
قلت: نعم، إن اليقين لا يزول بالشك لكن يزول بيقين مثله، وغلبة الظن منزلة منزلة اليقين، وعلى ذلك قوله ?: (فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) أي حتى يأتي يقين آخر أي يقين الحدث ليرفع يقين الطهارة وإلا فهو باقٍ على طهارته ولا مزيد على هذا لكن نضرب بعض الفروع حتى يتضح التطبيق عليها:
فمنها: إذا سئلت عن رجلٍ توضأ للعصر ثم دخل وقت المغرب وأراد أن يصليها فشك هل أحدث أو لا؟ فقل: أنت تيقنت الطهارة الذي هو وضوء العصر، وشككت في الحدث، فأنت على ما تيقنته وهو الطهارة؛ لأن اليقين لا يزول بالشك.
ومنها: شك رجل هل صلى الفجر أو لا؟ فقل: إن اليقين هو أنك لم تصل؛ لأن الأصل عدم الصلاة والشك حصل في وجودها فنبقى على الأصل الذي هو عدم الصلاة واليقين لا يزول بالشك فعليك أن تصلي الآن.
ومنها: رجل أكل شاكًا في طلوع الفجر فإذا هو قد طلع، فقل له: إن اليقين هو بقاء الليل وطلوع الفجر مشكوك فيه واليقين لا يزول بالشك فالأصل بقاء الليل فصيامك صحيح لأنك عملت باليقين (1).
ومنها: رجل تيقن النكاح وشك في الطلاق، فنقول: اليقين هو النكاح والمشكوك فيه هو الطلاق، فأنت على نكاحك؛ لأن اليقين لا يزول بالشك.
ومنها: شك إنسانٌ هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ فنقول: اليقين هو أنك صليت ثلاثًا والركعة الرابعة مشكوك فيها والأصل عدمها فعليك أن تجعلها ثلاثًا وتسجد للسهو قبل السلام (2) وعلى ذلك دل حديث أبي سعيد عند مسلم.
ومنها: طاف وشك هل طاف سبعًا أو ستًا فاليقين أنه طاف ستًا والسابع مشكوك فيه فيزيد واحدًا، والقول الجامع في هذا هو أن كل شيء الأصل عدمه وشك في فعله فيحكم بعدم الفعل (3)، وكل شيء الأصل ثبوته وشك في عدمه فالأصل بقاؤه. وعلى ذلك فقس، والله تعالى أعلى وأعلم.
---------------------------------------------------------------------------
(1) هذا هو الراجح خلافاً للمشهور من المذهب.
(2) إلا إذا كان عنده غلبة ظن فليتحرى ويعمل بغلبة ظنه كما في حديث ابن مسعود وهو في الصحيح راجع الشرح الممتع وفتاوى شيخ الإسلام وبهذا القول تجتمع الأحاديث.
(3) يقال في الطواف مثل ما قيل في المثال السابق.(66/128)
المشروع والممنوع في شهر شعبان
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخوة الأفاضل بارك الله فيكم
لنقم في هذه الصفحة بذكر ما هو مشروع في هذا الشهر (شعبان) وما هو ممنوع،
وذلك لأننا في مطلعه،
أسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير،(66/129)
كتاب جديد للشيخ عبد الكريم الحميد بعنوان (معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور)
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:31 م]ـ
http://almisk.net/images/esm.gif
حمل الكتاب من أحد الروابط التالية - علماً أنه موجود في المرفقات -، وهو على صيغتي (وورد وأكروبات) وحجمه (959 ك. ب):
http://f18.aaa.livedoor.jp/~goto/uploader/img/175.zip
http://rubyurl.com/jpz
هذا الكتاب من الحجم الصغير 12 × 17، ويقع في (63) ستين صفحة، ويتناول الكتاب مسألة زيارة القبور بأقسامها الشركية والبدعية والسنية، وقد أطال الشيخ الكلامَ على موضوع الزيارة الشركية ودواعيها وطرق الخلاص منها وذكر الأدلة على كل ذلك من الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء، وبَرْهن عقلياً على قبح الزيارة الشركية للقبور وأن العقل يرفضها جملةً وتفصيلاً فضلاً عن الأدلة النقلية التي أورد الكثير منها، ثم ذيل الكتاب بما يوضح خطورة الشرك حيث ذكر بعض ما قاله عباد القبور والبشر من الأبيات الشركية مما ترفض الفطرة والعقل فضلاً عن النقل قوله إلا لله تعالى حيث لا يستحقه إلا هو سبحانه، ثم ختم الكتاب بالتحذير من الحلف بغير الله تعالى وأن ذلك محرَّم وهو من الشرك الأصغر؛ وهذا الكتيب ينبغي توزيعه على مَن فتنوا بالشرك وعبادة القبور والحلف بغير الله تعالى، وما أكثر الوافدين ممن هم كذلك نسأل الله السلامة والعافية -.
http://www.4img.com/ar/up/06/07/17/7d2b92b6726c241134dae6cd3fb8c182.gif(66/130)
سؤالات فى الصلاة
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:56 م]ـ
سؤالات فى الصلاة
الاول شخص يصلى الجماعة الثانية خلف امام وهذا الشخص متاخر عنهم فانتقضت طهارة الامام وقام بجعل هذا الشخص المتاخر عنهم فكيف يؤدى المصلون خلفه
الثانى المسبوق ماذا يفعل فى التشهد الاوسط او التشهد الاخير ماذا عليه ان يفعل هل يقرؤه كله ام نصفه
الثالث نصلى فى مسجد بجوار العمل وبعد تاديةصلاة السنن قد لا نجد فرجة للخروج فماذا نفعل
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:22 م]ـ
أما جواب السؤال الأول فإنهم يبنون ويتمون ولا يبتدؤون صلاة جديدة ودليل هذا استخلاف عمر رضي الله عنه حين طعنه أبو لؤلؤة المجرم عبد الرحمن بن عوف.
وأما ما يخص السؤال الثالث فاجلس وانتظر فإن المخاطرة بالمرور بين يدي المصلي قبيحة كما تعلم, وأما السؤال الثاني فلم أتصوره كما ينبغي.(66/131)
هل من محسن يتفضل علينا بترجمة العلامة البرهاني - رحمه الله تعالى - صاحب القلائد
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 09:43 م]ـ
هل من محسن يتفضل علينا بترجمة العلامة البرهاني - رحمه الله تعالى - صاحب القلائد البرهانية؟!
وهل يوجد أصلا له ترجمة؟!(66/132)
ما حكم ضم المصافح يده إلى صدره بعد المصافحة؟
ـ[محمد الأحمدي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عادة ضم المصافح يده إلى صدره بعد المصافحة منتشرة في كثير من البلدان العربية، و لها تنويعات كتقبيلها أو الإشارة إلى فمه أو رفعها إلى رأسه.
عاب علينا بعض الأخوة هذه العادة بحجة أنها من أفعال أهل البدع، و لم يذكروا دليلا ...
فما حكمها، و هل ورد فيها أثر؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:23 ص]ـ
رقم الفتوى: 11746
عنوان الفتوى: وضع اليد على الصدر بعد السلام من العادات
تاريخ الفتوى: 18 رمضان 1422
السؤال
بعد المصافحة بعض الناس يضعون أيديهم على الصدر في حين لا يفعله آخرون؟ ما هو العمل الصحيح في ضوء الكتاب والسنة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما ذكر يعد من العادات التي ترجع إلى عرف الناس، والأصل في كل ذلك هو الإباحة، فلا حرج على من يضع يده على الصدر بعد المصافحة، ولا حرج على من لا يفعل ذلك، على أن الأقرب للسنة -والعلم عند الله- هو عدم الفعل، إذ لم ينقل عن أحد من الصحابة فيما اطلعنا عليه، ولو فعلوه لنقل إلينا. وهذا ما لم يؤد تركه إلى حدوث نفرة بين المتصافحين، فإن أدى إلى ذلك فلا شك أن الأولى هو الفعل.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11746&Option=FatwaId
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:27 ص]ـ
رقم الفتوى: 11912
عنوان الفتوى: وضع اليد على الصدر بعد السلام
تاريخ الفتوى: 25 رمضان 1422
السؤال
هل وضع اليد على الصدر بعد السلام سنة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى أبو داود عن البراء رضي الله عنه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا" والمصافحة لغة هي: الأخذ باليد، يقال: صافح الرجل الرجل إذا وضع صفح كفه في صفح كفه.
وبهذا يعلم أن وضع اليد على الصدر بعد المصافحة شيء زائد على المصافحة المرغب فيها، وأن الذي ينبغي الاقتصار عليه هو المصافحة بمعناها اللغوي.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11912&Option=FatwaId
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:29 ص]ـ
رقم الفتوى: 11746
عنوان الفتوى: وضع اليد على الصدر بعد السلام من العادات
تاريخ الفتوى: 18 رمضان 1422
السؤال
بعد المصافحة بعض الناس يضعون أيديهم على الصدر في حين لا يفعله آخرون؟ ما هو العمل الصحيح في ضوء الكتاب والسنة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما ذكر يعد من العادات التي ترجع إلى عرف الناس، والأصل في كل ذلك هو الإباحة، فلا حرج على من يضع يده على الصدر بعد المصافحة، ولا حرج على من لا يفعل ذلك، على أن الأقرب للسنة -والعلم عند الله- هو عدم الفعل، إذ لم ينقل عن أحد من الصحابة فيما اطلعنا عليه، ولو فعلوه لنقل إلينا. وهذا ما لم يؤد تركه إلى حدوث نفرة بين المتصافحين، فإن أدى إلى ذلك فلا شك أن الأولى هو الفعل.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11746&Option=FatwaId
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:55 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا إحسان وياريت تعطينا نبذة عن مركز الفتوى
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:34 م]ـ
وفيك بارك
تفضل
آلية الإفتاء وفريق الفتوى
الجمعة:15/ 10/2004
(الشبكة الإسلامية)
الشبكة الإسلامية >> محاور اخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/133)
آلية الإفتاء وفريق الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الفتوى في هذا الموقع تخضع لآلية منضبطة في إعدادها ومراجعتها، وفي إجازتها ونشرها، فهي تبدأ بتحرير الفتوى من أحد الشيوخ في اللجنة، أو من تستعين بهم من خارجها، ممن ترتضي منهجه وتثق في علمه ـ كل حسب اختصاصه والمجال المعني به ـ ثم تحال إلى رئيس اللجنة لمراجعتها، وفي حال تطابقت وجهتا النظر في الفتوى فإنها تأخذ طريقها إلى الطباعة، ثم تحال بعد ذلك إلى المدقق الذي يقوم بمراجعتها ثانية .. ثم تحال إلى الآذن بالنشر الذي يتولى المراجعة النهائية، في جانبيها؛ الشرعي والأسلوبي، ومن ثم تأخذ طريقها للنشر على الموقع. وفي حال الاختلاف في مسألة معينة من المسائل الاجتهادية التي قد تختلف فيها أنظار أهل العلم، فإن اللجنة تجتمع وتناقش هذه المسألة من جوانبها حتى يتم الوصول إلى ما يترجح، بعد مناقشة الأدلة وأقوال أهل العلم فيها. ولجنة الفتوى ذات شخصية مستقلة، وهي مؤلفة من كوكبة من طلاب العلم من حملة الشهادات الشرعية، ممن تمرس في الفتيا والبحث العلمي. ويشرف على اللجنة ويرأسها اثنان من حملة الدكتوراه في الفقه وعلوم الشريعة. وهذه اللجنة بكامل أعضائها تتبنى وتعتمد منهج أهل السنة والجماعة في النظر والاستدلال، وفي التعامل مع المخالف، من غير تعصب لمذهب أو بلد أو طائفة. فهي فتاوى محكمة بحمد الله، وليست فتاوى شخصية.
نسعى فيها إلى الوصول إلى الحق جهدنا، مراعين سلامة الاستدلال ومقاصد الشرع، وملابسات الواقع وتغير الحال، قدر الإمكان، ولا نزكي على الله أحداً، والله نسأل أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يعيننا على أمور ديننا ودنيانا، وأن يعفو عنا ويصفح عن زللنا. والله تعالى أعلم.
منزلة الفتوى وخطرها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن الفتوى من الأمور الجليلة الخطيرة، التي لها منزلة عظيمة في الدين، قال تعالى: (ويستفتونك فى النساء قل الله يفتيكم فيهن ... ) [النساء: 127]. وقال تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ... ) [النساء: 176]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى هذا الأمر في حياته، وكان ذلك من مقتضى رسالته، وكلفه ربه بذلك قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) [النحل:44]. والمفتي خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في أداء وظيفة البيان - نسأل الله العون والصفح عن الزلل - والمفتي موقع عن الله تعالى، قال ابن المنكدر: "العالم موقع بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم". والمفتي إنما هو العالم بالمسألة التي يفتي فيها، تأسيسا لاتقليدا، مع ملكة في النظر، وقدرة على الترجيح والنظر المستقل في اجتهاد من سبقوه، لا مجرد نقل وحكاية الأقوال. فإن أقدم على الفتوى بمجرد الخرص وما يغلب على الظن فهو آثم، وعمله محرم، وقول على الله وعلى رسوله بغير علم، وهو يتحمل وزر من أفتاه. فعن مسلم بن يسار قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أُفتي بغير علم، كان إثمه على من أفتاه " رواه أبو داود. ولا يشفع له أن يكون أصاب الحق في فتوى بعينها، ذلك أن المفتي إنما يفتي بكلام الله تعالى، أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو بالقياس عليهما، أو بالاستنباط منهما، وهذه لا يجوز فيها الخرص، وقد قال سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) فقسم الناس في هذا الباب إلى عالم وجاهل، ولم يجعل بينهما واسطة. فإن أخطأ بعد استفراغ الوسع، والنظر الصحيح، فخطؤه مغفور له ـ إن شاء الله ـ لكن لايتابع عليه، بل يجب تنبيهه، ويجب عليه الرجوع إلى الحق إذا تبين له. والفتوى قد تختلف من مفت إلى آخر، بحسب الحظ من العلم والبلوغ فيه، والسائل أو المستفتي عليه أن يسأل من يثق في علمه وورعه، وإن اختلف عليه جوابان فإنه ليس مخيرا بينهما، أيهما شاء يختار، بل عليه العمل بنوع من الترجيح، من حيث علمُ المفتي وورعُه وتقواه، قال الشاطبي رحمه الله: "لا يتخير، لأن في التخير إسقاط التكليف، ومتى خيرنا المقلدين في اتباع مذاهب العلماء لم يبق لهم مرجع إلا اتباع الشهوات والهوى في الاختيار، ولأن مبنى الشريعة على قول واحد، وهو حكم الله في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/134)
ذلك الأمر، وذلك قياساً على المفتي، فإنه لا يحل له أن يأخذ بأي رأيين مختلفين دون النظر في الترجيح إجماعاً، وذهب بعضهم إلى أن الترجيح يكون بالأشد احتياطاً" ولعل الصواب أن يكون مناط الترجيح تحقيق مقاصد الشرع، ومراعاة حال المكلفين. والاختلافات الفقهية منها ما هو سائغ ومنها ما هو غير سائغ، فما كان منها سائغاً فإنه يعذر الآخذ به، وإن كان مرجوحاً في نظر غيره. وما لم يكن سائغاً فإنه لا يسع أحداً أن يعمل به. ولا تنبغي حكاية هذا الخلاف إلا في معرض الرد والإبطال له، وقد قيل: وليس كل خلاف قيل معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر وما لم يكن سائغاً فإنه لا يسع أحداً أن يعمل به. وليعلم المستفتي أنه لا تخلصه فتوى المفتي عند الله، إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه، كما لا ينفعه قضاء القاضي بذلك، لحديث أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها" رواه البخاري. فلا يظن المستفتي أن مجرد فتوى فقيه تبيح له ما سأل عنه، سواء تردد أو حاك في صدره، لعلمه بالحال في الباطن، أو لشكه فيه، أو لعلمه بجهل المفتي، أو بمحاباته له في فتواه، أو لأن المفتي معروف بالحيل والرخص المخالفة للسنة، أو غير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه، وسكون النفس إليها، فليتق الله السائل، وليعرف خلاص نفسه، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى. وبعد: فإننا ننبه الإخوة السائلين إلى أن المعمول به في هذا الموقع ـ إن شاء الله ـ هو الإفتاء بمقتضى الكتاب والسنة والإجماع وقياس أهل العلم، وإن كان ثمة تعارض فإننا لا نتخير إلا الراجح في المسألة والأقوى دليلاً، ولسنا بالخيار نأخذ ما نشاء ونترك ما نشاء، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: ليس للمفتي والعامل في مسألة فيها قولان أو أكثر أن يعمل بما شاء منها بغير نظر، بل عليه العمل بأرجحها. أهـ. وكذلك لا نتتبع رخص المذاهب وسقطات العلماء، حيث عد بعض أهل العلم ـ منهم أبو إسحاق المروزي وابن القيم – من يفعل ذلك فاسقاً، وقد خطأ العلماء من يسلك هذا الطريق، وهو تتبع الرخص والسقطات، لأن الراجح في نظر المفتي هو مظنه حكم الله تعالى عنده، ولولا ذلك لم يكن راجحا، فتركه والأخذ بغيره لمجرد اليسر والسهولة استهانة بالدين. هذا ما نتبناه منهجا، ونحاوله ـ جهدنا ـ عملا وممارسة. والله نسأل بمنه وكرمه أن يوفقنا لصواب القول والعمل. والله تعالى أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا إحسان وياريت تعطينا نبذة عن مركز الفتوى
الأخ الفاضل / نضال دويكات
جزاك الله خير الجزاء.
وياليت تعطينا نبذة عن أصل كلمة (ياريت):).
الشيخ المبارك / إحسان العتيبي
جزاك الله خير الجزاء.
استفدت - ولا زلت - أستفيد ممل خطته يداك.
لا حرمنا الله من تلك الأنامل، ولا من صاحبها:).
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك شيخ احسان
اخي الحبيب المسيطر كلمة ياريت هي في العامية عندنا تعني يا ليتك او بمعنى يا حبذا اما الفعل ريت في الفصحى فلا يدل على هذا المعنى وانما يختلف حسب الشكل فقولك
رِيتُ أنّ فلاناً أخوك اي بمعنى أظنه
بعضُ العرب تقول: رَيْتُ بمعنى رأيت، وعلى هذا قُرِىء قوله تعالى: " أَرَيْتَ الذي ينهى عبداً إذا صلَّى "(66/135)
هل ينكر على من قال في حقه تعالى: يستاهل الحمد؟
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
قال أحدهم: الحمد لله!
فرد عليه الآخر: يستاهل الحمد!
فأنكر بعضهم على قول الأخير. ولما طولبوا بالدليل وقفوا. وعجزوا عنه. واستدل لأخير بقوله صلى الله عليه وسلم: أهل أنت أن تحمد .. فهل من مجيب؟(66/136)
حمل متن أبي شجاع في الفقه الشافعي (كتاب إلكتروني)
ـ[هاني عزيز]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:36 ص]ـ
متن أبي شجاع في الفقه على مذهب الإمام الشافعي على هذا الرابط
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=hjgjniRRr(66/137)
هذا ما حدث في الحرم وسألت الشيخ المطلق عنه؟؟
ـ[ابن ربيعة]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم اخواني اعضاء الملتقى هذة اول مشاركه معكم اتمنى ان تعجبكم وتحصل الفائدة منها اما بخصوص الموضوع فهو انه في احد الايام خلال هذة الاجازة تم الصلاة على جنازه في الحرم المكي وهذا ليس بمستغرب لكن الذي حدث ان الامام جزاه الله خيرا قد كبر ثلاث تكبيرات ثم سلم؟؟؟ طبعا ناسيا , فقام بعض المأمومين بزيادة تكبيرة ثم سلم؟؟ والبعض الاخر وانا منهم اكتفينا بما فعل الامام؟؟ فرأيت بعد ايام الشيخ عبد الله المطلق حفظه الله فسألته عن الحكم الشرعي لما حدث؟؟ فقال " الواجب على الامام اذا ذكر قبل رفع الجنازة أن يأتي بتكبيرة رابعه ثم يسلم اما اذا لم يأتي فان الصلاة صحيحه ان شاء الله والماموم تبعا لامامه فلا يأتي بتكبيره من عنده "00000 اتمنى ان اكون قد افتكم 0000
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[15 - 09 - 06, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله على هذه الفائدة ولكن إسمحوا لي جزاكم الله خيرا لطالما عاتبنا ولاحظنا وتعقبنا على الفتوى بغير دليل وعلى الكتب التي لا تعنى بالدليل ككتب المذهب المالكي مثلا (وأنا أنتسب إليه) ألا ترون أن هذا قول عري عن الدليل إذا فأين هي دعوى اتباع الدليل؟ مع احترامي للجميع أنت ستقول أن الشيخ عالم وثقة ولابد ان لديه دليل. أقول نفس الأمر ينطبق كتب الفقه التي لا تعنى بالدليل لاسيما إن كانت من فقهاء كبار. شكرا ومعذرة مرة أخرى
ـ[راجح]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:56 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد عبدو
لعل من المناسب أن تقول بأن كتب المذهب المالكي لا تعنى (بذكر) الدليل
وذلك لأسباب قد يطول شرحها
أما أنها لا تعنى بالدليل فهذا ما لا نظنه بمذهب خرج فطاحل من كبار العلماء من المفسرين والمحدثين
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[15 - 09 - 06, 01:58 م]ـ
نعم أخي راجح
هذا ما أقصد ولكن خانتني العبارة لاستعجالي
جزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:46 م]ـ
تنبيه:
الموضوع قديم
25 - 08 - 06
فائدة
في الموسوعة الفقهية (الكويتية)
(«ترك بعض التّكبيرات»
33 - ولو سلّم الإمام بعد الثّالثة ناسيا كبّر الرّابعة ويسلّم.
وقال الحنابلة: إن ترك غير مسبوق تكبيرة عمدا بطلت، وإن ترك سهوا فإن كان مأموما كبّرها ما لم يطل الفصل «أي بعد السّلام»، وإن كان إماما نبّهه المأمومون فيكبّرها ما لم يطل الفصل، وصحّت صلاة الجميع، فإن طال أو وجد مناف استأنف، وصحّت صلاة المأمومين إن نووا المفارقة.
وقال الشّافعيّة: تبطل صلاة الجميع إن كان النّقص قصدا من الإمام، وإن كان سهوا تداركه الإمام والمأموم كالصّلاة، ولا سجود للسّهو هنا.
وقال المالكيّة: إن كان النّقص من الإمام عمداً بطلت صلاة الجميع، وإن سهوا سبّح له المأمومون، فإن رجع عن قرب وكمّل التّكبير كمّلوه معه وصحّت صلاة الجميع، وإن لم يرجع أو لم يتنبّه إلاّ بعد زمن طويل كمّلوا هم، وصحّت صلاتهم وبطلت صلاته.
)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:55 م]ـ
وفي مصنف ابن أبي شيبة
(من كبر على الجنازة ثلاثا (1) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي سعيد قال كان ابن عباس يجمع
الناس بالحمد ويكبر على الجنازة ثلاثا.
(2) حدثنا معاذ بن معاذ عن عمران بن جدير قال صليت مع أنس بن مالك على جنازة فكبر عليها ثلاثا لم يزد عليها ثم انصرف.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن القاسم قال أخبرني أبي أنه صلى على جنازة فقال له جابر بن زيد تقدم فكبر عليها ثلاثا.
)
انتهى
كذا في النسخة الإلكترونية المصحفة
وعند عبد الرزاق
(عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس أنه كان يجمع الناس بالحمد، ويكبر على الجنائز ثلاثا (3).)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
وفي مصنف عبد الرزاق
(عن ابن جريج عن عطاء قال: التكبير على الرجل والمرأة أربعا، قلت بالليل والنهار؟ قال: (5): نعم،
قلت: فوضعوا رجلين جميعا؟ قال: يكبر عليهما أربع تكبيرات فقال السائل: فإن أناسا (1) يقولون: ثلاث كما المغرب ثلاث، قال:
ما سمعنا بذلك.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
وجمهور الفقهاء
أعني فقهاء الأمصار بعد استقرار المذاهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/138)
على أن الأمر استقر على أربع وذهب بعض العلماء إلى
قال ابن القيم - رحمه الله
(وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَأْمُرُ بِإِخْلَاصِ الدّعَاءِ لِلْمَيّتِ وَكَانَ يُكَبّرُ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ كَبّرَ خَمْسًا وَكَانَ الصّحَابَةُ بَعْدَهُ يُكَبّرُونَ أَرْبَعًا وَخَمْسًا وَسِتّا فَكَبّرَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ خَمْسًا وَذَكَرَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَبّرَهَا ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ. وَكَبّرَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ سِتّا وَكَانَ يُكَبّرُ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ سِتّا وَعَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ الصّحَابَةِ خَمْسًا وَعَلَى سَائِرِ النّاسِ أَرْبَعًا ذَكَرَهُ الدّارَقُطْنِيّ. [ص 489] وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ أَنّهُ قَالَ كَانُوا يُكَبّرُونَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ خَمْسًا وَسِتّا وَسَبْعًا. وَهَذِهِ آثَارٌ صَحِيحَةٌ فَلَا مُوجِبَ لِلْمَنْعِ مِنْهَا وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَمْنَعْ مِمّا زَادَ عَلَى الْأَرْبَعِ بَلْ فَعَلَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِهِ. وَاَلّذِينَ مَنَعُوا مِنْ الزّيَادَةِ عَلَى الْأَرْبَعِ مِنْهُمْ مَنْ احْتَجّ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ آخِرَ جِنَازَةٍ صَلّى عَلَيْهَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَبّرَ أَرْبَعًا. قَالُوا: وَهَذَا آخِرُ الْأَمْرَيْنِ وَإِنّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ فَالْآخِرُ مِنْ فِعْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هَذَا. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ قَالَ الْخَلّالُ فِي " الْعِلَلِ ": أَخْبَرَنِي حَرْبٌ قَالَ سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ حَدِيثِ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فَقَالَ أَحْمَدُ هَذَا كَذِبٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ إنّمَا رَوَاهُ مُحَمّدُ بْنُ زِيَادٍ الطّحّانُ وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَاحْتَجّوا بِأَنّ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ رَوَى عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ الْمَلَائِكَةَ لَمّا صَلّتْ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ الصّلَاةُ وَالسّلَامُ كَبّرَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَقَالُوا: تِلْكَ سُنّتُكُمْ يَا بَنِي آدَم وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ قَالَ فِي الْأَثْرَمِ: جَرَى ذِكْرُ مُحَمّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النّيْسَابُورِيّ الّذِي كَانَ بِمَكّةَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ قَالَ رَأَيْت أَحَادِيثَهُ مَوْضُوعَةً فَذَكَرَ مِنْهَا عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ الْمَلَائِكَةَ لَمّا صَلّتْ عَلَى آدَم كَبّرَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَاسْتَعْظَمَهُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ كَانَ أَصَحّ حَدِيثًا وَأَتْقَى لِلّهِ مِنْ أَنْ يَرْوِيَ مِثْلَ هَذَا. [ص 490] وَاحْتَجّوا بِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى عَنْ أُبَيّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ الْمَلَائِكَةَ لَمّا صَلّتْ عَلَى آدَم فَكَبّرَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَقَالَتْ هَذِهِ سُنّتُكُمْ يَا بَنِي آدَمَ وَهَذَا لَا يَصِحّ. وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا. وَكَانَ أَصْحَابُ مُعَاذٍ يُكَبّرُونَ خَمْسًا قَالَ عَلْقَمَةُ قُلْتُ لِعَبْدِ اللّهِ إنّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ قَدِمُوا مِنْ الشّامِ فَكَبّرُوا عَلَى مَيّتٍ لَهُمْ خَمْسًا فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ لَيْسَ عَلَى الْمَيّتِ فِي التّكْبِيرِ وَقْتٌ كَبّرْ مَا كَبّرَ الْإِمَامُ فَإِذَا انْصَرَفَ الْإِمَامُ فَانْصَرِفْ)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:14 ص]ـ
قال الإمام الطحاوي - رحمه الله
(وَقَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَقَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا دَاوُد بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/139)
الشَّامِ، فَمَاتَ لَهُمْ مَيِّتٌ، فَكَبَّرُوا عَلَيْهِ خَمْسًا، فَأَرَدْت أَنْ لَا أُحَيِيَّهُمْ، فَأَخْبَرَتْ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مَعْلُومٌ.
فَهَذَا يَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَا فِي اخْتِلَافِ حُكْمِ الصَّلَاةِ عَلَى الْبَدْرِيِّينَ، وَعَلَى غَيْرِهِمْ.
فَكَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَرَادَ بِقَوْلِهِ (لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مَعْلُومٌ) أَيْ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُكَبَّرُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّاسِ جَمِيعًا، لَا يُجَاوَزُ إلَى غَيْرِهِ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُد، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: ثنا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَامِرٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ (إذَا تَقَدَّمَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا بِمَا كَبَّرَ، فَإِنَّهُ لَا وَقْتَ وَلَا عَدَدَ).
وَهَذَا - عِنْدَنَا - مَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَا أَيْضًا، لِأَنَّ الْإِمَامَ قَدْ يُصَلِّي حِينَئِذٍ عَلَى الْبَدْرِيِّينَ وَعَلَى غَيْرِهِمْ.
فَإِنْ صَلَّى عَلَى الْبَدْرِيِّينَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ كَمَا يُكَبِّرُ عَلَى الْبَدْرِيِّينَ، وَذَلِكَ مَا فَوْقَ الْأَرْبَعِ، فَكَبَّرُوا مَا كَبَّرَ.
وَإِنْ صَلَّى عَلَى غَيْرِ الْبَدْرِيِّينَ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا كَمَا يُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ، فَكَبَّرُوا كَمَا كَبَّرَ، لَا وَقْتَ وَلَا عَدَدَ فِي التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ مِنْ الْبَدْرِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، لَا يُجَاوَزُ ذَلِكَ إلَى مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: التَّكْبِيرُ عَلَى الْجِنَازَةِ، لَا وَقْتَ وَلَا عَدَدَ، إنْ شِئْت خَمْسًا، وَإِنْ شِئْت سِتًّا.
فَهَذَا مَعْنَاهُ، غَيْرُ مَعْنَى مَا حَكَى عَامِرٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَمَا حَكَى عَامِرٌ عَنْ عَلْقَمَةَ مِنْ هَذَا، فَهُوَ أَثْبَتُ، لِأَنَّ عَامِرًا قَدْ لَقِي
عَلْقَمَةَ وَأَخَذَ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ فَلَمْ يَلْقَهُ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ، وَلِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ فِي التَّكْبِيرِ أَنَّهُ أَرْبَعٌ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: ثنا وَهْبٌ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ (التَّكْبِيرُ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعٌ كَالتَّكْبِيرِ فِي الْعِيدَيْنِ).
حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ.
ح.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدَيْنِ أَرْبَعٌ، كَالصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
فَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ، لَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَخْبَرَ أَنَّهُ أَرْبَعٌ، وَأَمَرَهُمْ فِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ أَنْ يُكَبِّرُوا مَا كَبَّرَ أَئِمَّتُهُمْ.
فَلَوْ انْقَطَعَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ، لَكَانَ وَجْهُ حَدِيثِهِ عِنْدَنَا، عَلَى أَنَّ أَصْلَ التَّكْبِيرِ عِنْدَهُ أَرْبَعٌ، وَعَلَى أَنَّ مَنْ صَلَّى خَلْفَ مَنْ يُكَبِّرُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ، كَبَّرَ كَمَا كَبَّرَ إمَامُهُ، لِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ مَا قَدْ قَالَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ.
وَقَدْ كَانَ أَبُو يُوسُفَ يَذْهَبُ إلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَلَكِنَّ الْكَلَامَ لَمْ يَنْقَطِعْ عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ (لَا وَقْتَ وَلَا عَدَدَ).
فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ فِي ذَلِكَ (لَا وَقْتَ عِنْدِي لِلتَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ، وَلَا عَدَدَ) عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ وَغَيْرِهِمْ.
أَيْ لَا وَقْتَ وَلَا عَدَدَ فِي التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّاسِ جَمِيعًا، وَلَكِنْ جُمْلَتُهُ لَا وَقْتَ لَهَا وَلَا عَدَدَ، إنْ كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ - هَكَذَا حُكْمُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَالصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِهِمْ عَلَى مَا رَوَى عَنْهُ أَبُو عَطِيَّةَ، حَتَّى لَا
َتَضَادَّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَكْثَرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاتِهِمْ عَلَى جَنَائِزِهِمْ، أَنَّهُمْ كَبَّرُوا فِيهَا أَرْبَعًا.
فَمِمَّا رُوِيَ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ، مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَمَعَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمَا رَأَى، وَبِمَا سَمِعَ، فَجَمَعَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ كَأَطْوَلِ الصَّلَوَاتِ، صَلَاةِ الظُّهْرِ.
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/140)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:17 ص]ـ
قال الطحاوي
(حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدٍ (يَعْنِي ابْنَ أَبِي أُنَيْسَةَ) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاس
مُخْتَلِفُونَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ، لَا تَشَاءُ أَنْ تَسْمَعَ رَجُلًا يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ سَبْعًا، وَآخَرَ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ خَمْسًا، وَآخَرَ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا إلَّا سَمِعْته، فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَأَى اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ جِدًّا، فَأَرْسَلَ إلَى رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: إنَّكُمْ - مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَتَى تَخْتَلِفُونَ عَلَى النَّاسِ، يَخْتَلِفُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَمَتَى تَجْتَمِعُونَ عَلَى أَمْرٍ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَانْظُرُوا أَمْرًا تَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَكَأَنَّمَا أَيْقَظَهُمْ.
فَقَالُوا: نِعْمَ مَا رَأَيْت يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَشِرْ عَلَيْنَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَلْ أَشِيرُوا أَنْتُمْ عَلَيَّ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ.
فَتَرَاجَعُوا الْأَمْرَ بَيْنَهُمْ، فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا التَّكْبِيرَ عَلَى الْجَنَائِزِ، مِثْلَ التَّكْبِيرِ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ، أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَأُجْمِعَ أَمْرُهُمْ عَلَى ذَلِكَ)
انتهى
وهذا مرسل
قال الطحاوي
(َهَذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ رَدَّ الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ إلَى أَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ بِمَشُورَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ عَلَيْهِ وَهُمْ حَضَرُوا مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ حُذَيْفَةُ، وَزَيْدُ بْنُ أَرَقْمَ، فَكَأَنَّ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ أَوْلَى مِمَّا قَدْ كَانُوا عَلِمُوا.
فَذَلِكَ نَسْخٌ لِمَا قَدْ كَانُوا عَلِمُوا، لِأَنَّهُمْ مَأْمُونُونَ عَلَى مَا قَدْ فَعَلُوا كَمَا كَانُوا مَأْمُونِينَ عَلَى مَا قَدْ رَوَوْا.
وَهَكَذَا كَمَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ
وفي فتح الباري
(
قَوْله: (وَقَالَ حُمَيْدٌ: صَلَّى بِنَا أَنَس فَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ سَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة ثُمَّ كَبَّرَ الرَّابِعَة ثُمَّ سَلَّمَ)
لَمْ أَرَهُ مَوْصُولًا مِنْ طَرِيق حُمَيْدٍ، وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس أَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَة ثَلَاثًا ثُمَّ اِنْصَرَفَ نَاسِيًا، فَقَالُوا يَا أَبَا حَمْزَة إِنَّك كَبَّرْت ثَلَاثًا فَقَالَ: صُفُّوا فَصَفُّوا، فَكَبَّرَ الرَّابِعَة. وَرُوِيَ عَنْ أَنَس الِاقْتِصَار عَلَى ثَلَاث. قَالَ اِبْن أَبِي شَيْبَة: حَدَّثَنَا مُعَاذ بْن مُعَاذ عَنْ عِمْرَان اِبْن حُدَيْر قَالَ: صَلَّيْت مَعَ أَنَس بْن مَالِك عَلَى جِنَازَة فَكَبَّرَ عَلَيْهَا ثَلَاثًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا. وَرَوَى اِبْن الْمُنْذِر مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي إِسْحَاق قَالَ قِيلَ لِأَنَسٍ إِنَّ فُلَانًا كَبَّرَ ثَلَاثًا فَقَالَ: وَهَلْ التَّكْبِير إِلَّا ثَلَاثًا؟ اِنْتَهَى قَالَ مُغَلْطَايْ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَهْم. قُلْت: بَلْ يُمْكِن الْجَمْع بَيْن مَا اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى أَنَس إِمَّا بِأَنَّهُ كَانَ يَرَى الثَّلَاث مُجْزِئَة وَالْأَرْبَع أَكْمَل مِنْهَا، وَإِمَّا بِأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ عَنْهُ الثَّلَاث لَمْ يَذْكُر الْأُولَى لِأَنَّهَا اِفْتِتَاح الصَّلَاة كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَاب سُنَّة الصَّلَاة مِنْ طَرِيق اِبْن عُلَيَّة عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي إِسْحَاق أَنَّ أَنَسًا قَالَ " أَوَ لَيْسَ التَّكْبِير ثَلَاثًا؟ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَة التَّكْبِير أَرْبَعًا. قَالَ: أَجَل، غَيْر أَنَّ وَاحِدَة هِيَ اِفْتِتَاح الصَّلَاة " وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: لَا أَعْلَم أَحَدًا مِنْ فُقَهَاء الْأَمْصَار قَالَ: يَزِيد فِي التَّكْبِير عَلَى أَرْبَع إِلَّا اِبْن أَبِي لَيْلَى اِنْتَهَى. وَفِي الْمَبْسُوط لِلْحَنَفِيَّةِ قِيلَ: إِنَّ أَبَا يُوسُف قَالَ يُكَبَّر خَمْسًا. وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْل عَنْ أَحْمَد فِي ذَلِكَ.ْ)
انتهى
ويمكن أن يقال مثل ذلك فيما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/141)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:35 ص]ـ
وفي فتح الباري
(قَوْله: (بَاب التَّكْبِير عَلَى الْجِنَازَة أَرْبَعًا)
قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير أَشَارَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَة إِلَى أَنَّ التَّكْبِير لَا يَزِيد عَلَى أَرْبَع، وَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُر تَرْجَمَة أُخْرَى وَلَا خَبَرًا فِي الْبَاب، وَقَدْ اِخْتَلَفَ السَّلَف فِي ذَلِكَ: فَرَوَى مُسْلِم عَنْ زَيْد بْن أَرْقَم أَنَّهُ يُكَبِّر خَمْسًا وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى اِبْن الْمُنْذِر عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ صَلَّى عَلَى جِنَازَة رَجُل مِنْ بَنِي أَسَد فَكَبَّرَ خَمْسًا، وَرَوَى اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر عَلَى أَهْل بَدْر سِتًّا وَعَلَى الصَّحَابَة خَمْسًا وَعَلَى سَائِر النَّاس أَرْبَعًا، وَرُوِيَ أَيْضًا بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَنْ أَبِي مَعْبَد قَالَ صَلَّيْت خَلْف اِبْن عَبَّاس عَلَى جِنَازَة فَكَبَّرَ ثَلَاثًا. وَسَنَذْكُرُ الِاخْتِلَاف عَلَى أَنَس فِي ذَلِكَ. قَالَ اِبْن الْمُنْذِر: ذَهَبَ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم إِلَى أَنَّ التَّكْبِير أَرْبَع، وَفِيهِ أَقْوَال أُخَر، فَذَكَرَ مَا تَقَدَّمَ. قَالَ: وَذَهَبَ بَكْر بْن عَبْد اللَّه الْمُزَنِيُّ إِلَى أَنَّهُ لَا يُنْقَص مِنْ ثَلَاث وَلَا يُزَاد عَلَى سَبْع. وَقَالَ أَحْمَد مِثْله لَكِنْ قَالَ: لَا يُنْقَص مِنْ أَرْبَع. وَقَالَ اِبْن مَسْعُود: كَبَّرَ مَا كَبَّرَ الْإِمَام. قَالَ: وَاَلَّذِي نَخْتَارهُ مَا ثَبَتَ عَنْ عُمَر، ثُمَّ سَاقَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح إِلَى سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ " كَانَ التَّكْبِير أَرْبَعًا وَخَمْسًا، فَجَمَعَ عُمَر النَّاس عَلَى أَرْبَع " وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَن إِلَى أَبِي وَائِل قَالَ " كَانُوا يُكَبِّرُونَ عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعًا وَسِتًّا وَخَمْسًا وَأَرْبَعًا، فَجَمَعَ عُمَر النَّاس عَلَى أَرْبَع كَأَطْوَل الصَّلَاة)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:23 ص]ـ
وفي مصنف ابن أبي شيبة
(من كبر على الجنازة ثلاثا (1) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي سعيد قال كان ابن عباس يجمع
الناس بالحمد ويكبر على الجنازة ثلاثا.
(2) حدثنا معاذ بن معاذ عن عمران بن [ COLOR="Red"] جدير قال صليت مع أنس بن مالك على جنازة فكبر عليها ثلاثا لم يزد عليها ثم انصرف ..... كذا في النسخة الإلكترونية المصحفة
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب، وصاحبي الناصح دائما ابن وهب.
كنت أود فقط التنبيه على التحريف الذي وقع في اسم هذا الراوي من النسخة الإلكترونية كما ذكرت، فـ (عثمان بن جدير) بالجيم المعجمة ليس له وجود في الرواة فيما أعلم، والصحيح هو (حدير) بالحاء المهملة، وهو الذي يروي عنه معاذ بن معاذ العنبري، وكلاهما ثقة ثبت، والإسناد صحيح متصل. والعلم عند الله.(66/142)
ما رأيكم حفظكم الله (قال ابن مهدي السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
ما رأيكم فيما نقل القاضي عياض في ترتيب المدارك: (1\ 45) (قال ابن مهدي السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث).
ـ[السنافي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيك.
لأنها تكون من باب تقديم السنة المتواترة على السنة الآحادية ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:06 ص]ـ
يجب البحث في صحة القول عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:28 ص]ـ
للفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=128235#post128235(66/143)
أسأل عن ترجمة الامام ابي حنيفه
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:51 ص]ـ
اخواني في المنتدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل عن ترجمة الامام ابي حنيفه وهل تكلم فعلا بخلق القرآن؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:48 م]ـ
اخي عبدالعزيز ,,وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اما بعد:
فأحيلك على كتاب السنة للامام عبدالله بن الامام احمد بن حنبل-رحمهم الله- (1/ 180 رقم227) وما بعدها, الضعفاء للعقيلي (4/ 1407 رقم 1880ط الصميعي) ومابعدها, تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (13) فقد ذكر ترجمته في نحو مائة صفحة, ((ومن أحيل على ملي فليحتل)) وهناك المزيد إن أحببت(66/144)
اى الذنوب اعظم الزنا ام الربا ام الحلف بغير الله وذكر الادلة
ـ[احمد ابو عمار]ــــــــ[26 - 08 - 06, 12:44 م]ـ
اى الزنوب اعظم الزنا ام الربا ام الحلف بغير الله وذكر الادلة
على الاحكام و القعدة التى يستند اليه الحكم
والاحالة الى المصدر وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:02 م]ـ
أحيلك على موضوعك نفسه أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79330&highlight=%C7%E1%D2%E4%C7+%C7%E1%CD%E1%DD
ـ[خالد صالح]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:08 م]ـ
أحيلك على موضوعك نفسه أخي الكريم
الموضوع الآخر له أخي الكريم:)
الأخ وجد أن الإخوة لم يجيبوهبما يفيده، أن الموضوع تشعب، فأعاده.
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 08 - 06, 08:19 ص]ـ
السبب لأن الموضوع الأول تم إغلاقه والظاهر أن الإغلاق بسبب مشاركة محمد أحمد جلمد
الذي أنكر أن الحلف بغير الله شرك!!
وعموما أخي الكريم أحمد عبدالغني رغم تلك الشوشرة التي حصلت فسؤالك واضح والجواب عليه أوضح وقد أجاب عليه الأخ خالد صالح فأجاد وأفاد من أن الحلف بغير الله شرك فهو أعظم الذنوب
وحتى من قال بأنه شرك أصغر فإنما من باب الاجتهاد لا الجزم ولذا سواء كان شركا أصغرا أم أكبرا فإنه سيبقى (شركا)، وإذا كان شركا فالشرك أعظم الذنوب لأن الله (لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك)
نسأل الله أن يعيذنا من الشرك كله صغيره وكبيره ومن الزنا والربا والضلال
ونسأله أن يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر
ـ[ابو الحسين العراقي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:39 م]ـ
السلام عليكم
لاداعي للخلاف
الامر بسيط
لاشك أن:.
الحلف بغير الله اعظم
ثم
الربا
ثم
الزنا
ولا حاجه لذكر الادله لان هذا الامر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار
ـ[خالد صالح]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:53 م]ـ
ما شاء الله:)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[30 - 08 - 06, 07:32 م]ـ
وهنا للشيخ البراك كلاما يشبه ما ذكرته في الرابط أعلاه:
2) السؤال:
هل الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، وهل هذا القول على إطلاقة؟
الجواب:
الحمد لله، دلت النصوص على أن الشرك فيه أكبر وأصغر، فالأكبر مناف لأصل الإيمان والتوحيد، وموجب للردة عن الإسلام، والخلود في النار، ومحبط لجميع الأعمال، والصحيح أنه هو الذي لا يغفر كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وأما الشرك الأصغر فهو بخلاف ذلك، فهو ذنب من الذنوب التي دون الشرك الأكبر فيدخل في عموم قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}
وهو أنواع:
شرك يكون بالقلب كيسير الرياء، وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: "الرياء ".
ومنه ما هو من قبيل الألفاظ كالحلف بغير الله كما قال صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك ".
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، ولولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص كما جاء في الأثر المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
ومنه قول الرجل: ما شاء الله وشئت.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الشرك الأصغر عند السلف أكبر من الكبائر، ويشهد له قول ابن مسعود رضي الله عنه:" لأنْ أحلف بالله كاذبا أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقا".
ومعلوم أن الحلف بالله كذبا هي اليمين الغموس، ومع ذلك رأى أنها أهون من الحلف بغير الله.
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما، وتحريما من بعض.
فالحلف بغير الله أعظم من قول الرجل: ما شاء الله وشئت، لأنه جاء في حديث الطفيل الذي رواه أحمد وغيره أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أول الأمر حتى رأى الطفيل الرؤيا وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم:" فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم، ونهاهم عن ذلك، وقال: إنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أنْ أنهاكم عنها لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ".
وفي رواية "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد".
والظاهر أيضا: أن قول السلف الشرك الأصغر أكبر من الكبائر يعني مما هو من جنسه كالحلفِ، فالحلفُ بغير الله أكبر من الحلف بالله كذبا كما في أثر ابن مسعود، وجنس الشرك أكبر من جنس الكبائر، ولا يلزم من ذلك أن يكون كلما قيل: إنه شرك أصغر يكون أكبر من كل الكبائر، ففي الكبائر ما جاء فيه من التغليظ، والوعيد الشديد ما لم يأت مثلُه في بعض أنواع الشرك الأصغر، كما تقدم في قول الرجل: ما شاء الله وشئت. والله اعلم.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60083&highlight=%C7%E1%D4%D1%DF+%C7%E1%C3%D5%DB%D1+%ED%D B%DD%D1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/145)
ـ[احمد ابو عمار]ــــــــ[30 - 08 - 06, 11:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الله يكرمك ويجزيك خير ياخى الكريم
خالد صالح
ان هذا ما كنت ابحث عنه
ثم انى احبك فى الله
ـ[خالد صالح]ــــــــ[30 - 08 - 06, 11:25 م]ـ
أكرمك الله أخي.
وأحبك الله الذي أحببتني فيه.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 09:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد وجزاك خيرا
وأعتذر من أخي أحمد عبد الغني لأني لم أكن أعلم أن المسألة لم تحل في المشاركة السابقة
وبقي يا شيخ خالد أن ترتب لنا الزنا والربا ((أيهما أعظم إثما؟؟))
جزاكم الله كل خير
ـ[مشعل الحربي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:45 م]ـ
درهم ربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[01 - 09 - 06, 09:31 م]ـ
درهم ربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27260
ـ[احمد ابو عمار]ــــــــ[02 - 09 - 06, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
اخى وحيد هذا البحث جيد جدا فى مسالة الزنا والربا
الذى احال عليه الاخ محمد بن حسن
جزا الله كل خير
فقد احالنى عليه الاخوه من قبل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27260
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:58 م]ـ
و لكن فتوى الشيخ البراك:
والظاهر أيضا: أن قول السلف الشرك الأصغر أكبر من الكبائر يعني مما هو من جنسه كالحلفِ، فالحلفُ بغير الله أكبر من الحلف بالله كذبا كما في أثر ابن مسعود، وجنس الشرك أكبر من جنس الكبائر، ولا يلزم من ذلك أن يكون كلما قيل: إنه شرك أصغر يكون أكبر من كل الكبائر، ففي الكبائر ما جاء فيه من التغليظ، والوعيد الشديد ما لم يأت مثلُه في بعض أنواع الشرك الأصغر، كما تقدم في قول الرجل: ما شاء الله وشئت. والله اعلم.
تبين ان رأيه مخالف
أنا لا أستدل برأيه ولكن ليظهر ان المسألة ليست بتلك البساطة كما و لكن أرجو من الأخوة و المشايخ الكرام مناقشة المسألة من خلال الأدلة و القواعد و النقولات عن أهل العلم و خصوصا المتقدمين(66/146)
مس الطيب للمحرم؟!
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على إمام المرسلين أما بعد:
كتب صاحب كتاب منار السبيل-هذا الأمر معلوم في كتب الفقه جميعها حسب علمي ولكني اقتصرت على ذكر هذا الكتاب لعدم توفر غيره أمامي الآن- في باب محظورات الإحرام
قال: (الثالث قصد شم الطيب (و مس ما يعلق))
و مس ما يعلق لأنه تطيب ليده ...
على حد علمي أن القائمين على الحرم المكي يطيبون البيت بأطيب الطيب فهل هذا صحيح؟ و إن كان صحيحًا فهل يجوز للمحرم استلام الحجر الأسود و تقبيله أو استلام الركن اليماني؟
علمًا بأني قد شممت رائحة علقت بيدي بعد استلام الركن اليماني؟ (لم أكن محرما عند ذلك فلقد تورعت عن الاستلام و التقبيل عندما كنت محرما)
أفيدونا جزاكم الله خيرً
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:44 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 05:45 م]ـ
......
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 06:46 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 07:41 ص]ـ
استعمال الطيب للمحرم بعد إحرامه لا إشكال في تحريمه والمنع منه.
أما شم الطيب للمحرم فجائز حتى ولو تقصد ذلك على الراجح من أقوال أهل العلم، لأنه لم يستعمله، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه، بل جاء من فعله ما يشير إلى جواز ذلك،
تقول عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت) متفق عليه.
وعنها رضي الله عنها قالت (كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم) متفق عليه.
وأما عن مس ما يعلق فيقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (7/ 140)
(وقد رأينا بعض الناس يصبون الطيب صباً على جدار الكعبة ...... ) إلى أن قال ( ..... ونحن نرى أن الذين يضعون الطيب في الحجر الأسود قد أخطأوا؛ لأنهم سوف يحرمون الناس من استلام الحجر الأسود، أو يوقعونهم في محظور من محظورات الإحرام، وكلاهما عدوان على الطائفين.
فيقال لهم: إذا أبيتم إلا أن تطيبوا الكعبة، فلا تجعلوا الطيب في مشعر من مشاعر الطواف، اجعلوه في جوانب الكعبة، أما أن تجعلوه في مكان يحتاج المسلمون إلى مسحه وتقبيله، فهذا جناية عليهم؛ لأنهم إما أن يدعوا المسح مع القدرة عليه، وإما أن يقعوا في المحظور، فعلى طالب العلم أن ينبه هذا الذي احتسب بنيَّته، وأساء بفعله أنه قد أخطأ؛ لأن من قبَّلَ الحجر أو مسحه وأصابه طيب وقيل له: اغسله، يكون فيه أذى شديد عليه، خصوصاً مع الزحام) ا. هـ
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
أخيرا مجيب بعد طول انتظار
ـ[سامي التميمي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:32 م]ـ
هل يفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه يمنع مس الكعبة إذا كان عليها طيب؟(66/147)
" أريد بناءه ويريد هدمي " اللهم ارفع قدر الشيخ الصالح: صالح،،
ـ[علي التمني]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجز علماء الإسلام خير الجزاء على ما قاموا به - ويقومون - في كل عصر ومصر من صد لأعداء الإسلام الذين يشنون غاراتهم عليه وعلى أحكامه، وعلى ما يقومون به من تعليم للمسلمين لأمور دينهم وأحكام شريعته، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان يتصدى هذه الأيام لبعض جهلة المسلمين هداهم الله الذين يخوضون في أحكام الله بجهل مطبق و هوى متبع، ولا ريب أن ما يقوم به الشيخ صالح هو واجب على العلماء كافة وليس على عالم دون عالم استجابة لقول الله تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران. فلما لم يبين أهل الكتاب ما أمرهم الله به من الدين وأحكامه توعدهم وذمهم الله تعالى بعد أن بين أنهم أخفوا ما أنزل الله ولم يبينوه، مكنيا عن ذلك بأنهم جعلوا ما أمرهم الله بتبليغه وراء ظهورهم، ولكن الله يعلم ما أخفوا وإن لم يعلم الناس الذين هم في ذمة هؤلاء الأحبار والرهبان، ولكن علماء الإسلام الصادقين يبينون ما أمرهم الله بتبليغه من أحكام دينه وأوامر شرعه الحكيم، وعليه فما يقوم به علماء البلاد السعودية واجب عليهم ليردعوا المنحرفين ويبينوا للجاهلين وليسعوا إلى رد الضالين عن الخوض في دين الله بهواهم وفسادهم، وخاصة ما يتصل بالحجاب وألفاظ القرآن والسنة في الكفر والنفاق والكفار والمنافقين وغيرهم وغيرها من المسائل الشرعية التي يخاض فيهال هذه الأيام بجهل وفساد ونية التخريب وتعطيل أحكام الله وجر المسلمين بعيدا عن دينهم الذي هو عصمة أمرهم، وصرفهم عن عبادة ربهم والاستجابة لأمره، قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ولكن هؤلاء الضالين يريدون أن يعبّدوا المسلمين للشرق والغرب، وللقوانين الجاهلية الوضعية والأفكار الشهوانية المنحطة.
إن فرق الضلال كثيرة، ومنها من يريد التخلص من أحكام الإسلام في الحياة وطمس معالمه خطوة خطوة وكثير من هؤلاء يدعي الإسلام والتمسك به، ولكن هذه الادعاءات لا تصمد حين نرى منهم العداوة له ولأحكامه ولعلمائه: ومن ذلك محاربة الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة الذي هو من أمر الله تعالى وشرعه، ومن ذلك الدعوة إلى إبعاد المناهج التعليمية عن دين الله وتفريغ مضامينها من آيات القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوجيهها وجهة الضلال غربا أو شرقا، ومن ذلك مهاجمة حلقات تحفيظ القرآن الكريم وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومهاجمة خطبة الجمعة وأئمة المساجد، وفي الوقت نفسه السعي إلى نشر جريمة الاختلاط وجريمة السفور والتبرج وإخراج المرأة عبر من بيتها وحجابها الذي أمرها الله به، في خطوات لإفساد المسلمين وحرفهم عن دينهم الذي ارتضاه ربهم لهم، والذي هو طريقهم إلى الجنة، فالله الله أيها المسلمون أن تطيعوا هؤلاء المفسدين فيردوكم عن دينكم ويردوكم ويحرمكم دخول الجنة التي وعدها الله تعالى عباده المتقين، كما وعد الفجار والمعاندين لدينه ومن أطاعهم نار جهنم وبئس المصير.
فجزى الله الشيخ العالم العامل صالح الفوزان خير الجزاء وكثر الله في الأمة من أمثاله، وحمى المسلمين من ضلال المفسدين وجرائم المنحرفين الذين يقولون في دين الله بغير علم وهم يريدون الفساد العريض الذي تتوق إليه نفوسهم دون حدود من دين أو معالم من هدى، فاللهم عليك بكل من يريد إضلال المسلمين وصدهم عن طريق النجاة، ولا ريب أن أعدى أعداء المسلم من يسعى إلى صرفه عن طريق الهدى والفلاح إلى طرق الضلال والظلام وغضب القوي الجبار تعالى وتقدس.
علي التمني
أبها / السبت 2/ 8/1427
ـ[علي التمني]ــــــــ[28 - 08 - 06, 07:34 م]ـ
جزى الله الشيخ صالحا الفوزن خير الجزاء ووفق إخوانه العلماء إلى مواجهة الفكر العلماني الضال الذي يسعى إلى تخريب وإفساد كل شيء وتقويض الدين والبلاد والمجتمع والأمة.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 08:06 م]ـ
أهلا بالشيخ علي التمني بيننا سعدت جدا حينما رايت اسمك
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:00 م]ـ
جزاك اله خيراً.
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
جزاك الله خيرا و حفظ الشيخ صالح من شرور هؤلاء
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[29 - 08 - 06, 01:14 ص]ـ
مرحبًا بابن تمنية البار.
وشد الله عضد الشيخ بأهل الحق.(66/148)
مختصر صفة صلاة الجنازة مع أدلتها من السنة النبوية المطهرة من أحكام الجنائز "للعلامة ا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 05:40 م]ـ
[مختصر صفة صلاة الجنازة مع أدلتها من السنة النبوية المطهرة من أحكام الجنائز "للعلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى "]
1 - يقف الإمام وراء رأس الرجل، ووسط المرأة (عند عجيزتها)،
لحديث أنس بن مالك- رضي الله عنه- عند أبي داود والترمذي عن أبي غالب الخياط قال:"شهدت أنس بن مالك صلى على جنازة رجل، فقام عند رأسه (وفي رواية: رأس السرير) فلما رفع،أتى بجنازة امرأة من قريش – أو من الأنصار – فقيل له يا أبا حمزة هذه جنازة فلانة ابنة فلان فصل عليها، فصلى عليها،فقام وسطها، (و في رواية،عند عجيزتها، وعليها نعش أخضر) وفينا العلاء بن زياد فلما رأى اختلاف قيامه على الرجل و المرأة قال:يا أبا حمزة هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم حيث قمت؟ قال: نعم، قال: فالتفت إلينا العلاء فقال: احفظوا ".
2 - ثم يكبر على الجنازة أربعا –إلى تسع تكبيرات، والأولى التنويع، والأربعة مقدمة لأن الأحاديث فيها أكثر ومنها ما في الصحيحين من حديث أبى هريرة في صلاته صلى الله عليه وسلم على النجاشي وأنه عليه الصلاة والسلام (كبر عليه أربع تكبيرات) 0
3 - ويرفع يديه في التكبيرة الأولى، ولا يرفعها في بقية التكبيرات وفيه حديثان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي أخرجه الترمذي و غيره "أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كبر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة،ووضع اليمنى على اليسرى "و عن ابن عباس رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة،ثم لا يعود "أخرجه الدار قطني "، والحديث حسن بمجموع الطرق، قال الترمذي في جامعه:"وهو قول الثوري وأهل الكوفة، واختاره ابن حزم وهو قول الشوكاني.
4 - ويضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم يشد بهما على صدره لحديث أبي هريرة السابق في (3)،ولحديث وائل بن حجر - رضي الله عنه -:"أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يضع يمينه على شماله ثم وضعهما على صدره "رواه ابن خزيمة في صحيحه و البيهقي في سننه وهو حسن.
5 - ثم يقرأ عقب التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب و سورة لحديث طلحة بن عبد الله بن عوف قال:"صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنه - على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، وجهر حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذت بيده فسألته؟ فقال: إنما جهرت لتعلموا أنها سنة وحق " أخرجه البخاري وأصحاب السنن إلا ابن ماجة.
ولا يشرع دعاء الاستفتاح لظاهر هذا الحديث وهو مذهب الشافعية و الحنابلة.
6 - ويقرأ سرا لحديث أبي أمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ("أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى في نفسه – وفي رواية يقرأ بأم القرآن مخافتة – ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم – وفي رواية ثم يكبر ثلاثا – ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات (الثلاث)، ولا يقرأ في شيء منهن، ثم يسلم سرا في نفسه حين ينصرف عن يمينه – وفي رواية و التسليم عند الآخرة – والسنة أن يفعل مَن وراءه مثل ما فعل إمامه ") أخرجه النسائي و الطحاوي و الشافعي في الأم "و البيهقي من طريق الشافعي.
7 - ثم يكبر التكبيرة الثانية، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لحديث أبي أمامة السابق – بإحدى صيغ الصلاة الإبراهيمية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنها خير صيغة يصلى بها على النبي صلى الله عليه و سلم علمها النبي صلى الله عليه و سلم أمته.
8ـ ثم يأتي ببقية التكبيرات، ويخلص الدعاء فيها للميت – لحديث أبي أمامة السابق – ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه أبو داود وابن ماجة قال عليه الصلاة والسلام:"إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ".
9 - و يدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم إن كان يحفظه و إلا دعا للميت بالأدعية العامة؛
ومما وردعن النبي - صلى الله عليه و سلم - في الدعاء للميت:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/149)
(أ) اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، و صغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام،ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره،ولا تضلنا بعده "أخرجه ابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(ب) "اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم "رواه أبو داود وابن ماجة وغيرهما من واثلة بن الأسقع.
10 - والدعاء يكون بعد كل تكبيرة، عدا التكبيرتين الأوليين ففيهما الفاتحة والصلاة الإبراهيمية – كما سبق -.
11 - ثم يسلم تسليمتين مثل تسليمه في الصلاة المكتوبة: إحداهما عن يمينه والأخرى عن يساره لحديث عبد الله بن مسعود: " ثلاث خلال كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلهن, تركهن الناس , إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة " أخرجه البيهقي بإسناد حسن "، و يجوز الاقتصار على التسليمة الأولى فقط لحديث أبي هريرة رضي الله عنه:"أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على جنازة فكبرعليها أربعا، وسلم تسليمة واحدة " أخرجه الدار قطني و الحاكم وعنه البيهقي وسنده حسن.
12 - والسنة أن يسلم في الجنازة سرا،الإمام والمأموم في ذلك سواء لحديث أبي امامة - رضي الله عنه - المتقدم.
قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - في شريط رقم (361)
من سلسلة الهدى و النور: "التسليم هنا يكون كموجات البحر ..... "
و صلى الله على نبيه و على آله و صحبه أجمعين.
لخصه/ أبو أحمد الأثري
مختصر صفة صلاة الجنازة
من أحكام الجنائز للعلامة الشيخ الألباني رحمه الله
[عارية من الأدلة]:
1 - يقف الإمام وراء رأس الرجل،ووسط المرأة (عند عجيزتها).
2 - يكبر على الجنازة أربعا إلى تسعة تكبيرات، والأولى التنويع و الأربعة مقدمة لأن الأحاديث فيها أكثر.
3 - و يرفع يديه في التكبيرة الأولى و لا يرفعها في بقية التكبيرات.
4 - و يضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد , ثم يشد بهما على صدره.
5 - ثم يقرأ عقب التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب سورة، ولا يشرع دعاء الاستفتاح، ويقرأ الفاتحة وسورة سرا ولا يجهر بها إلا للتعليم.
6 - ثم يكبر التكبيرة الثانية،و يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم بإحدى صيغ الصلاة الإبراهيمية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7 - ثم يأتي ببقية التكبيرات،و يخلص الدعاء فيها للميت.
8 - ويدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم إن كان يحفظه و إلا دعا للميت بالأدعية العامة.
9 - و الدعاء يكون بعد كل تكبيرة ,عدا التكبيرتين الأوليين ففيهما فاتحة الكتاب و الصلاة الإبراهيمية – كما سبق ذكره -.
10 - ثم يسلم تسليمتين مثل تسليمه في الصلاة المكتوبة إحداهما عن يمينه و الأخرى عن يساره , ويجوز أن يقتصر على تسليمة واحدة فقط.
11 - والسنة أن يسلم في الجنازة سرا, الإمام و المأموم في ذلك سواء.
وصلى الله على نبيه وعلى آله و صحبه أجمعين،،،
اختصره/أبو أحمد الأثري
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 03:58 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:37 ص]ـ
مختصر صفة صلاة الجنازة
من أحكام الجنائز للعلامة الشيخ الألباني رحمه الله
[عارية من الأدلة]:
1 - يقف الإمام وراء رأس الرجل،ووسط المرأة (عند عجيزتها).
2 - يكبر على الجنازة أربعا إلى تسعة تكبيرات، والأولى التنويع و الأربعة مقدمة لأن الأحاديث فيها أكثر.(66/150)
أذكر ترجيحك مع الدليل بارك الله فيك فيمن ر
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخواني أهل الملتقى الطيب بما أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك ـ وفقنا الله فيه لكل خير ـ
ناسب أن أذكر مسألة من مسائل الصيام أشكل علي الصواب فيها و هي مسألة
{من رأى الهلال وحده} فبعض أهل العلم يرى أنه يصوم مستدلين بقوله صلى الله عليه و سلم
{صوموا لرؤيته} و البعض الآخر يرى أنه يجب عليه أن يوافق الجماعة مستدلين بقوله صلى الله عليه و سلم {صومكم يوم تصومون}
فما جوابكم جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:02 م]ـ
يبدو أن الإخوة الأفاضل متوقفون في المسألة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:29 م]ـ
رجح شيخ الإسلام رحمه الله القول الثاني.
والاستدلال بـ (صوموا لرؤيته) فيه ما فيه؛ لأن الخطاب للجماعة، والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:04 م]ـ
و عليكم السلام أخي المبارك
قلت يا أخي أذكر ترجيحك مع الدليل و لست أهلا لأذكر ترجيحا و لكن سأذكر لك بعض ما قرأته
و عليك أنت الترجيح:)
قال صاحب كتاب العدة: (و إذا رأى الهلا وحده صام، فإن كان عدلا صام الناس بقوله و لا يفطر إلا بشهادة عدلين و لا يفطر إذا رآه وحده ... )
مسألة:و إذا رأى الهلا وحده صام: لقوله -صلى الله عليه و سلم "صوموا لرؤيته "
فإن كان عدلا صام الناس بقوله: لما روي عن ابن عمر -رضى الله عنهما- قال (تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي-صلى الله عليه و سلم- أني رأيته، فصام و أمر الناس بصيامه)
و قال صاحب كتاب منار السبيل: (و تثبت رؤية هلاله (أي هلال رمضان) بخبر مسلم مكلف عدل و لو عبدا أو أنثى)
عن ابن عمر-رضى الله عنهما- قال (تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي-صلى الله عليه و سلم- أني رأيته، فصام و أمر الناس بصيامه) رواه أبو داود و الدارمي و ابن حبان و الدارقطني و صححه الألباني في الإرواء
و قال الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري في كتابه مختصر الفقه الإسلامي: (من رأى وحده هلال رمضان ورُّد قوله، أو رأى هلال شوال و رُّد قوله لزمه الصوم أو الفطر مع الناس ...
و أنقل لك قولا قرأته في أحد الكتيبات: (يقول ابن قدامة:المشهور في المذهب أنه متى رأى الهلال وحده لزمه الصيام، عدلا كان أو غير عدل، شهد عند الحاكم أو لم يشهد، قبلت شهادته أو ردت. و هذا قول مالك و الليث و الشافعي وأصحاب الرأي و ابن منذر. و قال عطاء و إسحق:لا يصوم)
أ. هـ المغني 4/ 416
و قال أيضا و لا يفطر إذا رآه وحده هذا عن مالك و الليث.) المغني ص 4/ 420
نرجو من الأخوة أن ينقولوا لنا بعضا من ترجيحات العلماء و جزاهم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: ثبوت رؤية هلال رمضان بشهادة عدل واحد:
اختلف في هذا على أقوال:
القول الأول: أنه يكفي لثبوت دخول شهر رمضان قول عدل واحد بخلاف بقية الشهور إذ لاتثبت إلا بشهادة عدلين وهذا هو قول أحمد في رواية هي المذهب عند الحنابلة نقلها عن أحمد صالح والميومني وابن منصور وهي المشهورة عن احمد والمعتمدة في مذهب الحنابلة وهو الأظهر من قول الشافعي واختاره الطبري.
واستدلوا بمايلي:
1 / حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال قال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، قال: يابلال أذن في الناس فليصوموا غداً) رواه الأربعة والحاكم وصححهوابن خزيمة وابن حبان والدرقطني والبيهقي إلا أن الترمذي والنسائي رجحا رواية الإرسال.
2/ حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ترآى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم اني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه) رواه أبود داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حزم والحافظ في التلخيص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/151)
ورويت آثار عن عمر رضي الله عنه عند أحمد وابن أبي شيبة وعبدالرزاق في مصنفيهما والدرقطني والحاكم والبيهقي وهو منقطع لم يسمع ابن أبي ليلى من عمر كما قال ابن معين وأبوزرعة والنسائي وابن المديني والبيهقي وغيرهم، وروي عن علي رضي الله عنه كما في مسند الشافعي ورواه الدارقطني من طريقه وفي إسناده نظر، وروي عن ابن عمر عند الطبري في التهذيب وابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح.
القول الثاني: أنه لايقبل في ثبوت دخول شهر رمضان أقل من عدلين وهو الرواية الثانية عن أحمد نقلها عنه حنبل وهو قول مالك والقول الآخر للشافعي وهو قول الثوري والأوزاعي وإسحق بن راهويه وداود الظاهري وغيرهم.
دليل هذا القول:
1 / مارواه عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وانسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا) رواه أحمد والنسائي والدارقطني وفيه الحجاج بن أرطاه
2 / روي عن عثمان أنه لايجيز شهادة الواحد في الهلال رواه أحمد وابن أبي شيبة وعبدالرزاق وفيه انقطاع عمرو بن دينار لم يدرك عثمان.
3 / القياس على سائر الشهور حيث لا يقبل فيها أقل من عدلين.وهو قياس فاسد في مقابلة النص.
القول الثالث: التفصيل إن كانت السماء مصحية فإنه لايثبت إلا بشهادة جمع كثير يقع العلم بخبرهم وإن كان فيها غيم قبل الإمام شهادة العدل الواحد وهو قول أبي حنيفة.
ويظهر مماسبق ترجيح القول الأول لصراحة النص فيه وعمل الصحابة رضي الله عنهم والله اعلم
وبناء على ماسبق نذكر ما سال عنه الخ في مسألة لو رآه وحده وردت روايته وهي المسألة الثانية. (لم يشر الأخ إلى رد الإمام لشهادة الواحد)
المسألة الثانية: من انفرد برؤية هلال رمضان وردت شهادته أو قلنا لا يقبل إلا اثنان فما الحكم؟
اختلف في هذا على قولين:
القول الأول:أن من رأى هلال رمضان وحده ثبت رمضان في حقه ولزمته أحكامه وهو رواية عن احمد هي المعتمدة في مذهب الحنابلة وهي المشهورة عن الإمام احمد رحمه الله وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي.
واستدلوا بما يلي:
1 / قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
2 / ولقول النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) والرؤية موجودة
3 / ولأنه تيقن كون هذا اليوم من رمضان كاليوم الذي بعده.
القول الثاني: أنه لايلزمه الصوم وهو الرواية الثانية عن الإمام أحمد رواها عنه حنبل واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
واستدلوا بما يلي:
1 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله)
2 / مارواه أبوهر يرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون) رواه الترمذي والبغوي في شرح السنة والبيهقي في السنن الكبرى وقال الترمذي حديث حسن غريب وقال ابن مفلح في الفروع الإسناد جيد.
3 / ما روي عن ابن عمر قوله (صوموا مع الجماعة) ذكره حنبل في مسائله من رواية أحمد بسنده وروي مثل ذلك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ذكره الأثرم.
4 / ولما روي في ذم الشذوذ ومخالفة الجماعة.
5 / ولاحتمال أن يكون عرض له غلط في الرؤية فلا ينفرد عن الجماعة بمجرد ذلك.
ولعل هذا القول هو الأقرب لما ذكروا من أدلة ولما فيه من موافقة مقصد الشارع باجتماع امر المسلمين بأداء عبادة الصوم والله اعلم.
ينظر في المسألة:
الإنصاف (3/ 273) المجموع للنووي (6/ 231، 280) الشرح الكبير (1/ 166) المبسوط (3/ 63 - 64) الاختيارات (ص 106) الفتاوى (25/ 117) بداية المجتهد (1/ 285)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا و جعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم يوم القيامة
يبقى في مسألة شهادة العدل الواحد هل تقبل أم لا.
الذين رجحوا عدم القبول أجابوا عن حديث الأعرابي و حديث ابن عمر بأنهما لا يدلان على أنه لم ير الهلال غيرهما بل يحتمل أن يكون قد جاء قبلهما من ذكر للنبي صلى الله علية و سلم أنه رأى الهلال فاكتمل بهما العدد المطلوب
و عليه فما ورد عليه الاحتمال يبطل به الاستدلال و يبقى العمل على حديث { ..... فإن شهد شاهدان ..... }
فما تعليقكم أخي أبا حازم
جزاكم الله خيرا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 07:56 م]ـ
حاولوا ايها الإخوة التركيز في الإجابة ولا تتعبوا السائل بكثرة النقول , الأخ طلب الترجيح مع الدليل
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:52 م]ـ
الأخ أمين وفقه الله هذا الاحتمال الذي ذكرته ضعيف؛ لأن حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيه (فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه) فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيامه عن رؤيته؛ لأنه ذكر ذلك بحرف الفاء (فصام) ولأنه لم يذكر شيئاً غير رؤيته والأصل عدمه _ أي عدم وجود سبب آخر _، ولأنه ذكر سبباً وحكما فيجب تعليقه به دون غيره. ينظر: كتاب الصيام من شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1/ 138 - 139)
ثم إن الاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو الاحتمال القوي الذي يسنده الدليل أو القرائن ثم إن هناك قاعدة ذكرها الشاطبي رحمه الله في الموافقات وهي (الاعتراض على الظواهر غير مسموع) وأيد هذه القاعدة بعدة أوجه ورد جواز الاعتراض على الأدلة بالمحتملات الضعيفة ينظر: الموافقات (4/ 324) المسألة الرابعة من النظر الثاني من كتاب لواحق الاجتهاد. والله أعلم(66/152)
ما هو الغناء المختلف فيه؟. وهل حررنا محل النزاع في المسائلة؟!! ..
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:54 م]ـ
نعلم ان الغناء محرم، بل ان ابن القيم في اغاثة اللهفان قال:
ولا يجيزه من له مسكة من علم.
ومعلوم كلام اهل العلم في ذلك , وقد بحثت هذه المسائلة في الملتقى بحثا مطولا.
ولكني اريد ان اطرح سؤلا مهما وهو لم يطرح .. وهي خلاف العلماء في القرون المفضلة عي مسألة الغناء على ماذا؟.
خصوصا اذا علمنا ان شيخ الاسلام وابن القيم ذكرا ان الالات الموسيقية لم توجد في تلك القرون وانما اتت بعد. وهنا سؤال على الهامش/ اليست زمارة الرعي والطبل والدف من الالات؟.
كذلك كلام الامام مالك: انما يفعله عندنا الفساق؟ ما هو الذي يفعله الفساق؟. اذا لم تكن عندهم هذه الالات؟
نقل جمع من اهل العلم الاجماع على حرمة الموسقيى؟ وفصل الشيخ الطريفي المسائلة في شريطة. كما ان شيخ الاسلام وتلميذه نقلا ذلك، بل ذكر ابن تيمية ان ابن حزم تابع في قوله الفارابي وابن سينا، ولا يوجد قائل يقول بقولهما غيرهما!! ...
اذن اين الخلاف السابق في المسائلة؟.
هل المراد بالغناء هو الحداء؟. خصوصا وان الغناء اذا اطلق في ذلك الزمن فان المراد به هو الحداء؟.
اذا كان الامر كذلك، فكيف نفرق بين الحداء الذي حصل في عهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في غزوتي الخندق وخيبر بين المحرم؟. ما هو الظابط والفارق بينهما؟.
اين تحرير محل النزاع؟.
ارجوا ان يجد هذا الموضوع صدى عند الاخوة.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:14 م]ـ
الضابط الفارق موافقة معهود العرب في التغني وهو عدم الخروج على قواعد الأداء فلا يمطط ولا يمد أكثر من المسموح به في التغني بالقرآن. وكثيرا ما يطلق الناس الغناء ويقصالذي تصاحبه الموسيقى والمعازف. والله أعلم والكلام مبسوط في كتاب الشيخ الألباني رحمه الله تحريم آلات الطرب ....
أما في ما يخص الدف فإنه خاص بالنساء فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة الجواري على ذلك مع أنه نهى عنه فكان اللازم على مقضى القواعد أن تخصص النساء من النهي
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خير
طبعا نقل جمع من أهل العلم الإجماع على حرمة المعازف وينبغي ألا يختلف في ذلك، لكن بالنسبة للحداء والأغاني (بدون معازف) أقول:
(وقد بحثت في هذا فلم أجد ما يروي الغليل) لكن عندي تساؤل وهو ما هو الضابط في التفريق بين الحداء والأغاني فهل يقال أن الأغاني هو ما يثير النوازع الشيطانية ويحرك الهوى، أما الحداء فليس فيه من ذلك شيء وإنما حث على الخير أو في كلام مباح؟ فمن يفيدنا
قال ابن حجر في فتح الباري:
قالَ اَلْقُرْطُبِيّ: قَوْلُهَا " لَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ " أَيْ لَيْسَتَا مِمَّنْ يَعْرِفُ اَلْغِنَاء كَمَا يَعْرِفُهُ اَلْمُغَنِّيَات اَلْمَعْرُوفَات بِذَلِكَ، وَهَذَا مِنْهَا تَحَرُّزٌ عَنْ اَلْغِنَاءِ اَلْمُعْتَادِ عِنْدَ اَلْمُشْتَهِرِينَ بِهِ، وَهُوَ اَلَّذِي يُحَرِّكُ اَلسَّاكِنَ وَيَبْعَثُ اَلْكَامِن، وَهَذَا اَلنَّوْع إِذَا كَانَ فِي شِعْرٍ فِيهِ وَصْف مَحَاسِنِ اَلنِّسَاءِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرهمَا مِنْ اَلْأُمُورِ اَلْمُحَرَّمَةِ لَا يُخْتَلَفُ فِي تَحْرِيمِهِ
وفي التمهيد قال:
عن ابن جريج قال سألت عطاء عن الحداء والشعر والغناء قال ابن إدريس يغني غناء الركبان فقال لا بأس به ما لم يكن فحشا وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدأ له في السفر
وفي المفهم:
وقولها]: " تغنيان"؛ أي: ترفعان أصواتهما بإنشاد العرب، وهو المسمَّى عندهم بالنصب، وهو إنشاد بصوت رقيق فيه تمطيط، وهو يجري مجرى الحداء.(66/153)
مقدمات في الأذكار
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:57 م]ـ
مقدمات في الأذكار
أولا ً: معنى كلمة الذكر:
لغة ً: التنبيه على الشيء.
شرعا ً: هو ما مدلوله الثناء على الله،
أو: هو ما وضعه الشارع ليتعبد به. قاله سعدي أبو حبيب القاموس الفقهي ص 137
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:" و المراد بالذكر هنا الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها و الإكثار منها مثل الباقيات الصالحات و هي " سبحان الله و الحمد لله و لا اله إلا الله و الله أكبر" و ما يلتحق بها من الحوقلة و البسملة و الحسبلة و الاستغفار و نحو ذلك،و الدعاء بخيري الدنيا و الآخرة،و يطلق ذكر الله أيضاً و يراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه كتلاوة القرآن و قرأة الحديث و مدارسة العلم و التنفل بالصلاة ". فتح الباري (11/ 212)
ثانيا ً: أنواع الذكر:
قال القاضي عياض: و ذكر الله تعالى ضِربان:
1 - ذكر بالقلب، و 2 - ذكر باللسان
و الذكر بالقلب نوعان:
أحدهما: وهو الأذكار و أجلها الفكر في عظمة الله تعالى و جلاله و جبروته و ملكوته و آياته في سمواته و أرضه ومنه الحديث " خير الذكر الخفي "، و الثاني: ذكره بالقلب عند الأمر و النهي فيمتثل ما أمر به و يترك ما نهى عنه و يقف عما اشكل عليه، و أما الذكر باللسان: فهو أضعف الأذكار و لكن فيه فضل عظيم كما جاءت به الأحاديث. (الأذكار ص 8، شرح مسلم 17/ 15 النووي)
- واختلف السلف في ذكر القلب و اللسان أيهما أفضل؟
قال عياض:" و الخلاف عندي إنما يتصور في مجرد ذكر القلب تسبيحا ً و تهليلا ً و شبههما و عليه يدل كلامهم لأنهم مختلفون في الذكر الخفي الذي ذكرناه و إلا فذلك لا يقاربه ذكر اللسان فكيف يفاضله، و إنما الخلاف في ذكر القلب بالتسبيح المجرد و نحوه و المراد بذكر اللسان مع حضور القلب فإن كان لاهيا ً فلا، و احتج من رجح ذكر القلب بأن عمل السر أفضل،و من رجح ذكر اللسان قال: لأن العمل فيه أكثر فإن زاد باستعمال اللسان اقتضى زيادة أجر ". اهـ كلامه (شرح مسلم 17/ 15 - 16)
قال الحافظ ابن حجر:" ثم الذكر يقع تارة باللسان و يؤجر عليه الناطق و لا يشترط استحضاره لمعناه و لكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه و إن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر و ما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى و نفي النقائص عنه ازداد كمالا ً فإن صحح التوجه و أخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال ". (الفتح 11/ 212 - 213)
و قال النووي في الأذكار:" و الأفضل منه ما كان بالقلب و اللسان جميعا ً فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل ". (شرح مسلم 17/ 16،و الأذكار ص 8)
- مسألة: هل تكتب الملائكة ذكر القلب؟
قال عياض:" قيل تكتبه و يجعل الله تعالى لهم علامة يعرفونه بها،و قيل لا يكتبونه لأنه لا يطلع عليه غير الله تعالى ... ". قال النووي:" و الصحيح أنهم يكتبونه ". (شرح مسلم 17/ 16)
ثالثا ً: الأذكار توقيفية " لا يزاد فيها و لا ينقص "
قال الإمام النووي:" أن هذا ذكر و دعاء فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه و قد يتعلق الجزاء بتلك الحروف و لعله أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها " حكاه عن المازري و غيره، ثم قال:" و هذا القول حسن ". (شرح مسلم 17/ 33)
قال الحافظ:" و أولى ما قيل .. أن ألفاظ الأذكار توقيفية و لها خصائص و أسرار لا يدخلها القياس فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، و هذا اختيار المازري .. " (الفتح 11/ 116)
رابعا ً: الأعداد في الأذكار توقيفية.
قال الحافظ:" و استنبط من هذا أن مراعاة العدد المخصوص في الأذكار معتبرة .... إلى أن قال " و يؤيد ذلك أن الأذكار المتغايرة إذا ورد لكل ٍ منها عدد مخصوص مع طلب الإتيان بجميعها متوالية لم تحسن الزيادة على العدد المخصوص لما في ذلك من قطع الموالاة ... (الفتح 2/ 384)
خامسا ً: هل تثبت الأذكار بالتجربة؟
روى الطبراني و أبو يعلى و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " من حديث ابن مسعود مرفوعاً: " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا عليّ، فإن لله في الأرض حاضرا ً سيحبسه عليكم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/154)
قال السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج ": و سنده ضعيف، لكن قال النووي:" إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه ".
قال الحافظ في: تخريج الأذكار ": أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا ً و زاد في آخره:" و قد جرب ذلك ". ثم قال الحافظ:" كذا في الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني،و لم أعرف تعيين قائله و لعله مصنف المعجم،و الله أعلم ".
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:" العبادات لا تؤخذ من التجارب سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ، كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص و الله المستعان، و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68/1)
:" أن عبد الله بن المبارك ضلّ في بعض أسفاره في طريق،و كان قد بلغه أن من اضطر (كذا في الأصل،و لعل الصواب: من ضلّ) في مفازة فنادى: يا عباد الله أعينوني أ ُعين. قال: فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده. قال الألباني:" فهكذا ليكن الإتباع و مثله في الحسن ما قاله العلامة الشوكاني في" تحفة الذاكرين بمثل هذه المناسبة:" السنة لا تثبت بمجرد التجربة و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا ً أنه سنة عن كونه مبتدعا ً و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت من رسول الله صلى عليه وسلم فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة وهو أرحم الراحمين و قد تكون الاستجابة استدراجا ً ". اهـ (السلسلة الضعيفة 2/ 108 - 110 رقم 655)
سادسا ً: لا تشترط النية للأذكار.
قال الحافظ:" قال ابن عبد السلام - أي العز -:"أن النية إنما تشترط في العبادة التي لا تتميز بنفسها،و أما ما يتميز بنفسه فإنه ينصرف بصورته إلى ما وضع له كالأذكار والأدعية و التلاوة لأنها لا تترد بين العبادة و العادة ". و لا يخفى أن ذلك إنما هو بالنظر إلى أصل الوضع أما ما حدث فيه عرف كالتسبيح للتعجب فلا،و مع ذلك فلو قصد بالذكر القربة إلى الله تعالى لكان أكثر ثوابا ً، و من ثم قال الغزالي: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة، بل هو خير من السكوت مطلقا ً أي المجرد عن التفكر. قال: و إنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب ". (الفتح 1/ 21)
سابعا ً: بيان وقت أذكار الصباح و المساء.
قال العلامة ابن القيم في " الوابل الصيب من الكلم الطيب " (90 - 91):" فصل: في ذكر طرفي النهار و هما ما بين الصبح و طلوع الشمس،و ما بين العصر و الغروب، قال سبحانه و تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا ً كثيرا ً و سبحوه بكرة ً و أصيلا ً " (الأحزاب 41 - 42)
و الأصيل: قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، .. و قال تعالى:" و سبح بحمد ربك بالعشي و الإبكار " (غافر 55) فالإبكار أول النهار و العشي آخره. و قال تعالى:" و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب " (ق 39) و هذا تفسير ما جاء في الأحاديث و من قال كذا و كذا حين يصبح و حين يمسي، أن المراد به قبل طلوع الشمس و قبل غروبها،و أن محل هذه الأذكار بعد الصبح و بعد العصر ".
وقد سئل الشيخ محمد صالح العثيمين: ما هو الوقت المحدد لأذكار الصباح و المساء الوارد في السنة المطهرة مثلا ً، هل وقت أذكار المساء ما بين المغرب و العشاء أو ما بين العصر و المغرب؟
فأجاب قائلا ً:" الذي يظهر أن الوقتين كلاهما من المساء ما بين العصر إلى المغرب و ما بين المغرب والعشاء و أفضل ما تكون الأذكار في الصباح ما بين صلاة الفجر و طلوع الشمس و في المساء ما بين صلاة العصر و غروب الشمس و لكن الوقت يمتد إلى أكثر من ذلك، فوقت الصباح قد يمتد إلى إشراق الشمس و كذلك وقت المساء قد يمتد إلى طائفة من أول الليل و الأمر في ذلك واسع لكن ما ورد تخصيصه بالليل فإنه لا يفعل في النهار كما في قوله صلى الله عليه و سلم في آية الكرسي:" من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ و لا يقربه شيطان حتى يصبح ".فمثل هذا النص واضح في تخصيص ذلك بالليل ". (نور على الدرب 2/ 74)
ثامنا ً: الذكر محدثا ً.
قال الحافظ غي الفتح (1/ 344)
:" إن جازت القراءة - أي للقرآن- بعد الحدث فجواز غيرها من الأذكار بطريق الأولى ".
تاسعاً: الفرق بين الذكر والدعاء:
هناك ثلاثة فروق بين الذكر والدعاء حسب ما تبين من الأدلة، وهي كما يلي:
1. الأذكار مقيدة بوقت بخلاف الدعاء فإنه لا يتقيد بوقت ولا مكان.
2. الأذكار لا ترفع فيها الأيدي ولكنها في الدعاء من أسباب الإجابة.
3. بعض الأذكار يأتي مقيدة بعدد بخلاف الدعاء فلا عدد فيه.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.(66/155)
يا احباب بن تيميه اجيبوااا على هذه الاسئله؟؟؟؟
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:46 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى هل صحيح ان شيخ الاسلام بن تيميه
كانت لديه جواري
السؤال الثانى
هل صحيح ان شيخ الاسلام درس على يد شيخات من اهل العلم
اخوانى والله اننى مااقصد شى من وراء هذه الاسئله الى من باب المعرفه وارجوا وضع المراجع
اذا وجدت الاجابه وشكرا لكم
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:03 م]ـ
و عليكم السلام أخي
لا علم لي بإجابة سؤالك
و لكن ما العلم الذي قد تكسبه من السؤال الأول
هل كان له جواري أم لا؟؟
أما السؤال الثاني فقد يكون فيه وجه إفادة
فأنتظر معك الإجابة
و لكن أظن أن البحث عن شئ كهذا يسهل فلنعد لترجمة شيخ الإسلام و نرى ...
دعوة للقراءة فما يأتي بسهولة يذهب بسهولة
:)
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:48 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام
الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ الصَّالِحَةُ أُمُّ الْخَيْرِ سِتُّ الْعَرَبِ بِنْتُ يَحْيَى بْنِ قايماز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّاجِيَّةُ الْكِنْدِيَّةُ قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 681 وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ شيبان وَابْنُ الْعَسْقَلَانِيِّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طبرزذ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ 524 أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوْهَرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ القطيعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ: {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ جَنَابَةٍ فَيَأْخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَأْخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْسَرِ}. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو داود والنسائي عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. وُلِدَتْ فِي سَنَةِ 599. وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ 684.
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ الْجَلِيلَةُ الْأَصِيلَةُ أُمُّ الْعَرَبِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَسَاكِرَ قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 681 وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ شيبان وَسِتُّ الْعَرَبِ بِنْتُ يَحْيَى بْنُ قايماز. قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طبرزذ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَد بْنِ الْحُصَيْنِ الشيباني قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي النَّيْسَابُورِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ 354 أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ {أَنَسٍ قَالَ: مُطِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسَرَ عَنْ رَأْسِهِ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ فَقُلْت لَهُ: لِمَ صَنَعْت هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ} وُلِدَتْ سَنَةَ 598. وَتُوُفِّيَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 683.
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَتْنَا الصَّالِحَةُ الْعَابِدَةُ الْمُجْتَهِدَةُ أُمُّ أَحْمَد زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الحراني وَأَحْمَد بْنُ شيبان وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَسْقَلَانِيِّ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ؛ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طبرزذ الْبَغْدَادِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَد بْنِ الْبَنَّاءُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ القطيعي قِرَاءَةً عَلَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعْت {الْبَرَاءَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مَوْضِعٌ فِي الْجَنَّةِ}. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. وُلِدَتْ فِي سَنَةِ 598. وَتُوُفِّيَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ 688.
الفتاوي (18/ 117 - 120)
و فاطمة هذه هي ابنة الحافظ ابن عساكر، و ابحث عن تراجمهن إن شئت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/156)
ـ[فيصل التميمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:33 م]ـ
شيخ الإسلام رحمه الله لم يتزوج ولم يتسر.
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[28 - 08 - 06, 06:17 ص]ـ
تقصد انه لم يتخذ جوارى واين الدليل على ذلك ممكن يااخى الحبيب وبارك الله لك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 08 - 06, 06:24 ص]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=124778#post124778
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:20 ص]ـ
وفق الله الجميع
أذكر أن الشيخ عبدالملك القاسم في ترجمته لوالده الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله ذكر عن والده أن الشيخ تقي الدين رحمه الله لم يتزوج ولكنه تسرى.
وأعتذر لأن الكتاب لس في يدي الآن ومن أحب فليراجعه وليصحح الفائدة إن كان فيها خطأ
نفع الله بكم عباده
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[29 - 08 - 06, 06:17 ص]ـ
جزاكم الله خير لازالت الدعوه مستمره فى البحث بهذا الامر وجزاكم الله خير
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 08 - 06, 08:23 ص]ـ
قد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألوان زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفعاله وأقواله وأعماله وخاصة التي داخل بيته
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:58 ص]ـ
صدقت(66/157)
من منا يفعل مثل العلامة الطوفي ـ رحمه الله ـ؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:24 م]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فهذا موقف بديع أعجبني قرأته في شرح مختصر الروضة للعلامة أبي الربيع الطوفي ـ رحمه الله ـ 1/ 109 قال:
ولقد طالما نظرت في كتب الفضلاء، فإذا رأيت فائدة مستغربة، أو حل أمر مشكل، أقرأ لمصنف الكتاب شيئا من القرآن، وأجعل له ثوابه على مذهبنا في ذلك، وإن كان المصنف ممن لا يعتقد وصوله. اهـ
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الخلق العظيم من شكر من نتعلم منه، ونستفيد من كتبه.
ليس المطلوب أن نفعل هذه الصورة التي اختارها الطوفي جوازها؛ بل المطلوب هو شكره عليها، ودعاء الله له، فـ {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
لكن المؤسف أنك ترى من طلبة العلم اليوم ـ خصوصا ممن اتخذ صناعة التحقيق له حِرفة ـ يتكئ على عمل غيره ممن سبقه من المحققين والعلماء، ويستفيد منهم أعظم استفادة، لكنّ جزاءهم عنده = ليس الدعاء والثناء، بل إبراز ما قد يظهر لهم من وهم، وتعظيم ونشر ما قد يقع له من غلط، واتخاذه سلما يصعد به على أكتافهم، ثم لم يكفه هذا حتى زين له قرينه حسن عمله، وسماه له: غيرة على كتب التراث، أو نصحا للأمة! (1)
فجمع بين نكران الجميل، وتتبع عورة أخيه المسلم، ثم أخرجها بصورة عمل صالح، ونسي أو تناسى أن الله {يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وهو له بالمرصاد، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
-----------------
(1) ولا يفهم من هذا السكوت عن الأغلاط مطلقا، لا؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:40 م]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء.
فائدة نفيسة.
أسأل الله أن ينفعنا بها.
وأسأله تعالى أن يجزي علمائنا ومشايخنا وكل من أفدنا منه كل خير.
وأن يجمعنا وإياهم ووالدينا وإخواننا في الفروس الأعلى.
ولعلي أستجيب لوصيتك الآن ........ فأدعو لك.
فلكم استفدنا منك علما، وعملا، وبحثا، وتدقيقا، وحوارا، وأدبا، وخلقا.
فلا نملك إلا الدعاء.
فاللهم اجزِ أخانا عبدالرحمن السديس خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
اللهم بارك له في علمه، وعمله، وعمره، وأهله، وذريته، وأهله، وماله، وارزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:49 م]ـ
آمين ... آمين ... آمين ....
درس بليغ في الأدب والخلق الحسن- كما عودنا شيخنا - أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعلي قدرك في الدنيا والآخرة.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:39 ص]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء.
فائدة نفيسة.
أسأل الله أن ينفعنا بها.
وأسأله تعالى أن يجزي علمائنا ومشايخنا وكل من أفدنا منه كل خير.
وأن يجمعنا وإياهم ووالدينا وإخواننا في الفروس الأعلى.
ولعلي أستجيب لوصيتك الآن ........ فأدعو لك.
فلكم استفدنا منك علما، وعملا، وبحثا، وتدقيقا، وحوارا، وأدبا، وخلقا.
فلا نملك إلا الدعاء.
فاللهم اجزِ أخانا عبدالرحمن السديس خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
اللهم بارك له في علمه، وعمله، وعمره، وأهله، وذريته، وأهله، وماله، وارزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
آمين
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:30 ص]ـ
فائدة جميلة وفيها من الدروس ما يشفي ويكفي
وترسماً لهذا الأدب الرفيع والخلق البديع
أسأل المولى جل شأنه أن يتولاك بحفظه
وأن يشملك بكرمه وعفوه.
وللأمانة: أنت من الأقلام الذي يدعى لها كثيراً بالخير
و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم
أنالنا الله من ذلك الفضل، فطوق هذه النعمة وغيرها بالشكر
فالنعم – كما قيل - إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت.
ـ[الداودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:28 ص]ـ
أحسنت أخي السديس، فنحن في عصر " الخنفشار"
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 08:33 ص]ـ
الشيخ المفضال / عبدالرحمن السديس
شكر الله لكم على هذه الفائدة النفيسة
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:37 م]ـ
إخواني الكرام الفضلاء وفقه الله
أسأل الله أن يغفر لي ولكم، ويتجاوز عنا.
في بدائع الفوائد 1/ 249: فهذا ما فتح الله العظيم به من هذه الكلمات اليسيرة والنبذة المشيرة إلى عظمة هذه السورة [الكافرون] وجلالتها ومقصودها وبديع نظمها من غير استعانة بتفسير ولا تتبع لهذه الكلمات من مظان توجد فيه بل هي استملاء مما علمه الله وألهمه بفضله وكرمه.
والله يعلم أني لو وجدتها في كتاب لأضفتها إلى قائلها ولبالغت في استحسانها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/158)
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[27 - 08 - 06, 07:23 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن , يعلم الله أنك من أحب أهل الملتقى إلى قلبي , و لولا أمر الشارع لنا بمصراحة من نحب بحبنا لما قلتها لعلمي أنك تكرها فأسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب يوم القيامة تحت ظل عرشه.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا عبدالرحمن السديس على هذه الفائدة الجليلة، ولكم استفدنا من مشاركاتك اللاتي أنرت بها هذا الملتقى المبارك.
عفوا الشيء بالشيء يذكر: قال ابن جماعة رحمه الله في تذكرة السامع والمتكلم (ص239) في الأدب الثاني عشر من (آداب الطالب في دروسه وقراءته .. ): (ويترحم على مصنف الكتاب عند قراءته) علق عليها المحقق عبدالسلام بن عمر علي قائلا: نقل الحافظ الذهبي في سير الأعلام (18/ 613) عن الحافظ رزق الله بن عبدالوهاب رئيس الحنابلة في زمانه قوله: (يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا فلا تترحموا علينا رحمه الله)
(تنبيه):كذا نقل المحقق ولم أجدها في السير في الموضع المشار إليه حسب البحث في النسخة الإلكترونية، ولكن وجدتها في ترجمة رزق الله بن عبدالوهاب رحمه الله في تاريخ الإسلام، ومن وجدها في السير فليرشدني إليها وجزاه الله خيرا)
أقول:فأقل ما ينبغي علينا تجاه علمائنا أن نترحم عليهم وندعو لهم بظهر الغيب.
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:27 م]ـ
فاللهم اجزِ أخانا عبدالرحمن السديس خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
اللهم بارك له في علمه، وعمله، وعمره، وأهله، وذريته، وأهله، وماله، وارزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
ـ[البياعي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في علمك وعملك وولدك ومالك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:15 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز السديس
فعلاً لقد (وعظت فأوجزت فأفدت)
و (اخترت فنفعت فأحسنت)
بارك الله فيك وزادنا وإياك علماً وعملاً وصلاحاً وتقوى.
ـ[أبو زرعة البيضاوي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 07:04 م]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء.
فائدة نفيسة.
أسأل الله أن ينفعنا بها.
وأسأله تعالى أن يجزي علمائنا ومشايخنا وكل من أفدنا منه كل خير.
وأن يجمعنا وإياهم ووالدينا وإخواننا في الفروس الأعلى.
ولعلي أستجيب لوصيتك الآن ........ فأدعو لك.
فلكم استفدنا منك علما، وعملا، وبحثا، وتدقيقا، وحوارا، وأدبا، وخلقا.
فلا نملك إلا الدعاء.
فاللهم اجزِ أخانا عبدالرحمن السديس خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
اللهم بارك له في علمه، وعمله، وعمره، وأهله، وذريته، وأهله، وماله، وارزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
آمين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 09 - 06, 02:43 ص]ـ
غفر الله لكم، وجزاكم عني خيرا
وأسأل الله أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال، وأن يجنبنا مسالك أهل الردى.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 03:32 ص]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء.
فائدة نفيسة.
أسأل الله أن ينفعنا بها.
وأسأله تعالى أن يجزي علمائنا ومشايخنا وكل من أفدنا منه كل خير.
وأن يجمعنا وإياهم ووالدينا وإخواننا في الفروس الأعلى.
ولعلي أستجيب لوصيتك الآن ........ فأدعو لك.
فلكم استفدنا منك علما، وعملا، وبحثا، وتدقيقا، وحوارا، وأدبا، وخلقا.
فلا نملك إلا الدعاء.
فاللهم اجزِ أخانا عبدالرحمن السديس خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
اللهم بارك له في علمه، وعمله، وعمره، وأهله، وذريته، وأهله، وماله، وارزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
اللهم آمين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 10 - 08, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 10 - 08, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الدرة ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:03 ص]ـ
حقاً دُرَّةٌ ..
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:39 م]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:59 م]ـ
غفر الله لكم، وجزاكم عني خيرا
ـ[الناصح]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:32 م]ـ
بارك الله لك فيما أعطاك ووفقك لمرضاته
مشاركة
مجموع الفتاوى - (12/ 83)
وصنف في ذلك القاضي يعقوب البرزبيني مصنفا خالف به شيخه القاضي أبا يعلى مع قوله في مصنفه: وينبغي أن يعلم أن ما سطرته في هذه المسألة أن ذلك مما استفدته وتفرع عندي من شيخنا وإمامنا القاضي أبي يعلى بن الفراء وإن كان قد نصر خلاف ما ذكرته في هذا الباب فهو العالم المقتدى به في علمه ودينه فإني ما رأيت أحسن سمتا منه ولا أكثر اجتهادا منه ولا تشاغلا بالعلم مع كثرة العلم والصيانة والانقطاع عن الناس والزهادة فيما بأيديهم والقناعة في الدنيا باليسير مع حسن التجمل وعظم حشمته عند الخاص والعام ولم يعدل بهذه الأخلاق شيئا من نفر من الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/159)
ـ[السوادي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:18 م]ـ
غفر الله لكم، وجزاكم عني خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 10 - 09, 10:27 م]ـ
وجزاكم الله خيرا(66/160)
هل عندكم نبأ عن حواء وزوجة نوح زوجة لوط أم موسى؟
ـ[أم محمد الشريفة]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:33 م]ـ
من عنده معلومات مفصلة عن:
حواء
زوجة نوح
زوجة لوط
أم موسى
فليفدنا بها مأجورا ذلك ان ماعندي من معلومات هي ماورد في كتاب الله ولكني بصدد تأليف نسائي واود ان اضبف اليه احاديث لم نعرفها من قبل او آثار عن السلف او اي كتابات عن هؤلاء النسوة فيها عبر ومواعظ ........
بارك الله فيكم(66/161)
ما سبب نفي المعتزلة الصفات عن الله تبارك وتعالى؟؟
ـ[علي حسين]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كما نعرف اخواني ان المعتزله ينفون الصفات عن الله تبارك وتعالى، وقرأت فيما قرأت ان سبب نفيهم للصفات هو ان:
" الادلة العقلية اثبتت وجود الرب هذا الدليل ضمن جزئيات الدليل على ان الرب لايوصف بالصفات فإذا اثبتوا ان لله صفات يتعارض حينئذ اثبات الصفات مع الدليل العقلي على وجود الرب، فيكونون بين طرفي نقيض اما ان يثبتوا الصفات ويبطلوا الدليل العقلي على وجود الرب فيكون ليس لديهم دليل على وجود الرب او يثبتوا الدليل العقلي على وجود الرب وابطال الصفات "
سؤالي هو هل هذا هو السبب الوحيد لنفيهم الصفات عن الله سبحانه وتعالى ام ان لديهم أسباب اخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ظ
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .....
السبب في نفيهم للصفات قولهم: أن إثبت الصفات لله يقتضي التشبيه والتمثيل.
والله أعلم.(66/162)
ما الدليل على عدم انتقاب المحرمة؟؟
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
روى البخاري وغيره عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين "
واختلف في رفعه ووقفه.
ورجح الحافظ ابن حجر الوقف وكذلك شيخنا مصطفى العدوي حفظه الله تعالى.
فإن كان الأمر كذلك فما هو الدليل على عدم انتقاب المحرمة؟؟؟
وجزاكم الله خير الجزاء ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 06, 05:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء كذلك عن عائشة وروي عن علي بن أبي طالب ولايعرف لهم مخالف
ينظر للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=262096#post262096
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=354229#post354229
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 05:02 م]ـ
شيخنا الحبيب بارك الله فيك
حديث عائشة أنها قالت كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات فإذا مر بنا الركب سدلنا الثوب على وجهنا.
تكلم في صحته كثير من أهل العلم , وضعفه الحافظ ابن حجر ..
فهل هذا الحديث الذي تعني بارك الله فيك؟؟؟
وكيف نجمع بين هذا وبين حديث أسماء بنت أبي بكر الذي رواه الإمام مالك عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق
أرجو الإفادة بارك الله فيك ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 08 - 06, 08:29 م]ـ
بارك الله فيك
أثر عائشة غير الأثر الضعيف المشهور، وهو مذكور في الرابط السابق.(66/163)
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرق بين الوحي بالقرآن والسنة النبويةوالحديث القدسي؟
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:23 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فقد طُرحت هذه المسألة في أثناء حوار عن مجموع الفروق التي بين القرآن و الحديث القدسي و الحديث النبوي باختلاف الاعتبارات في هذا التقسيم و السؤال له تفصيل يزيد الأمر وضوحا وهو
أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم كتابه بواسطة جبريل عليه السلام و أنزل عليه الذكر (ليبين للناس ما نُزِّل إليهم من قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} (النحل: 44) و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) وفيه أيضا قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}
فدل ذلك على أن السنة وحي كما أن القرآن وحي
و الحديث القدسى رواية النبي فيما يحكيه عن ربه
و السؤال كيف كان النبي صلى الله عليه و سلم يفرق بين الوحي بالقرآن و الحديث القدسي و الحديث النبوي؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:03 ص]ـ
الجواب سهل جدا: هذا السؤال لا يجيب عنه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأله أحد وهو من أمور الوحي.إنتهى.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:30 ص]ـ
أخي الكريم ... كلام الله تعالى في كتابه لا يشبه كلام آخر ... وهو بين واضح لمن له أقل عناية في القرآن ... فما بالك بسيد البشر عليه الصلاة والسلام.
فيقول الله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)).
ويقول الله تعالى: ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)).
ومن تدبر الآية الأخيرة علم اعجاز القرآن الكريم في لفظه ... وانه يستحيل الاتيان بمثله.
فالله تحدى أن يأتوا بسورة من مثله ... ولم يتحدى أن يأتوا بآية واحدة لأن الآية الواحدة لا تحتمل الاعجاز في ذانها.
فكلام العرب مكون من كلمات ... وهذا ينافي الاعجاز.
مع اثبات أن الكلمة في موضعها معجزة ... فيتعذر على أي أحد أن يأتي بكلمة توازي في معناها أي كلمة من كلمات القرآن, في مكانها الذي وضعت فيه.
ولولا تميز القرآن في اسلوبه وبلاغته وظهور اسلوبه, ما جاء التحدي من الله سبحانه وتعالى للثقلين بأن يأتوا بمثله, مع التنبيه أن الله تعالى لم يتحدى أحد بأن ياتي ((بحديث كالحديث القدسي)) أو ((الحديث النبوي)).
*****
ونجد أن الأحاديث النبوية والقدسية غير معجزة في لفظها ... واحتمال الوضع فيها ممكن ... بعكس القرآن الكريم ... لأن لغة الأحاديث قريبة الى لغة البشر ... فوجود الكذب فيها وارد ومحتمل ... وقد حدث ذلك.
*****
أما بالنسبة الى التفريق بين الأحاديث القدسية والنبوية ... فتجد أن الأحاديث القدسية فيها كلام منسوب قوله الى الله ((كله أو جزء منه)).
ومثال ذلك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي (1) فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ)).
ومثال آخر: عَنْ أَبُي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا)) , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً -وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ– فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ)).
ومثال آخر: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (قَالَ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا)) قَالَ: فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا (((قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ)) [البقرة: 286].
وهكذا ....
... الأحاديث منقولة من كتاب الشيخ مصطفى العدوي, والكتاب باسم ((صحيح الأحاديث القدسية)).
*******
أما بالنسبة لأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام, فهي ما تبقى مما لم يكن في القرآن ... ولم يكن من الأحاديث القدسية.
******
هذا ما عندي ... بارك الله في الجميع ونفع بهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/164)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[27 - 08 - 06, 07:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و من وقف على كلام لأهل العلم فيما يخص الفروق بينهم من حيث الإيحاء فليخبرنا نفع الله بكم و بارك فيكم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:22 م]ـ
إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي أنزله على قلب نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليكون للعالمين مبشرا ونذيرا.
أما الحديث القدسي فهو كلام الله المعنوي الذي نطق به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
{بلسان عربى مبين} متعلق ايضا بنزل وتأخيره للاغتناء بامر الانذار واللسان بمعنى اللغة لانه آلة التلفظ بها اى نزل به بلسان عربى ظاهر المعنى واضح المدلول لئلا يبقى لهم عذر ما أى لايقولوا مانصنع بما لانفهمه فالآية صريحة فى ان القرآن انما نزل عليه عربيا لا كما زعمت الباطنية من انه تعالى انزله على قلبه غير موصوف بلغة ولسان ثم انه عليه السلام اداه بلسانه العربى المبين من غير ان انزل كذلك وهذا فاسد مخالف للنص والاجماع ولو كان الامر كما قالوا لم يبق الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسى
تفسير حقي
هذا والله أعلم وإذا كنت مخطأ فأرجو من الأخوة التصويب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:28 م]ـ
إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي أنزله على قلب نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليكون للعالمين مبشرا ونذيرا.
أما الحديث القدسي فهو كلام الله المعنوي الذي نطق به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
هذا والله أعلم وإذا كنت مخطأ فأرجو من الأخوة التصويب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب تحرير علوم الحديث:
المسألة الثامنة: الحديث القدسيُّ.
هو لقب شاع للمتأخرين فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
وتعريفه المحقَّقُ له أنه: الحديث المرفوع القولي المسند من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله.
وهذه ميِّزه عن القرآن، من جهة أن قرآن لا يقال فيه (حديث مرفوع)، و (القولي) ميَّزه من سائر أنواع المرفوع، و النسبة إلى الله أخرجته من عموم المرفوعات القولية التي هي مما أنشأه النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظه.
مثاله: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار " (46).
ومن المتأخرين من قال في تعريف (القدسي): (ما كان معناه من الله تعالى، ولفظه من النبي صلى لله عليه وسلم)، وهذا فيما أرى خطأ لا مستند له إلاِّ إرادة تمييزه عن القرآن حاصل بالتعريف الذي ذكرته آنفاً، وهو المتفق مع صريح عبارة الرفع النَّبويِّ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي: (قال الله)، وهذا صريح منه صلى الله عليه وسلم في نسبة القول والذي هو الألفاظ ذاتها إلى الله، ولم يردنا في شيء من النقل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتصرف في ألفاظ ما يقول فيه: (قال الله عز جل) ممَّا يحدث به عن ربه سوى القرآن. ثم إنه يرد على قولهم: (ومعناه من الله) دخول عموم السنة في ذلك، فإن السنن شرائعُ الله أوحاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن، عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ نفسه، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوى * إِنْ هُو إِلاَّ وحي يوحى} [النجم: 4،3]، فإن جعلنا الحديث القدسي كذلك لم نميزه عن سائر نصوص السنن المنشأة ألفاظها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وألغينا فائدة التميز الحاصلة من قبل قوله صلى الله عليه وسلم في القدسي: (قال الله).
تنبيهات حول الحديث القدسي:
التنبيه الأول: قد تأتي صيغة الإضافة في الرواية غير صريحة، وذلك مثل:
ما رواه بعض الرواة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفعه: " إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير: يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه " (47).
التنبيه الثاني: لكون الأحاديث القدسية منقولة بطريق الآحاد، فإنها يعتريها ما يعتري سائر ألفاظ أحاديث الآحاد من أداء بعض الألفاظ بالمعنى، أو باختلاف يسير في اللفظ، وبزيادة بعض الرواة على بعض فيها، وليس ذلك بالكثير.
التنبيه الثالث: يغلب على صفة الحديث القدسي التذكير والموعظة، لا إثبات الأحكام، وإن كان ربما دلَّ على الحكم.
التنبيه الرابع: الأحاديث القدسية الصحيحةُ ليست كثيرة، وصنِّف في جمعها مصنَّفات، اشتملت على الصحيح والسقيم من جهة الإسناد، ولما كان بابها المواعظ كثر فيها الواهي والموضوع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:23 ص]ـ
القرآن الكريم وحي الله عز وجل إلى نبيه بلفظه ومعناه مع التعبد بتلاوته.
الحديث القدسي وحي الله عز وجل إلى نبيه بلفظه ومعناه مع عدم التعبد بتلاوته.
السنة النبوية وحي الله عز وجل إلى نبيه بالمعنى فقط دون اللفظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/165)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو مالك
ولكن هل ممكن التوسع وتذكر لنا المصادر بارك الله فيك ونفع بك ورفعك وجعلك في عليين
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:38 م]ـ
أرجومن الإخوة التدقيق في موضوع البحث ألم تلاحظوا أن السؤال كلن عنكيفية تفريق النبي لا عن نفريقنا نحن.(66/166)
الحمد لله لقد إطلعت على وجود هذا الملتقى منذ قليل فأحمدت الله على ذلك و مازلت في حمده
ـ[وُلد تمسية]ــــــــ[26 - 08 - 06, 11:37 م]ـ
السلام عليكم و الصلاة على خير خلق الله
لقد إطلعت على وجود هذا الملتقى منذ قليل فأحمدت الله على ذلك و مازلت في حمده!
فانا عبد ضعيف جاهل أمام بحورية علمكم فاعتبروني كذلك.
لكن مع ذلك أسألكم يا سادة العلماء على الخطر الذي قد يقع فيه الكثير، و خصوصاً في الدول الغربية، ألا و هو تدخل الجهلة في شؤون العلماء حيث أنه (و لا يخفى هذا عنكم) يختلف الجاهلون في ما اتفق عليه العلماء واتفقوا على ما اختلف فيه العلماء،
أرجوا توضيحكم أيها السادة و بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ومرحبا بكم، ويمكنك طرح ما لديك من أسئلة وإشكالات لمدارستا مع إخوتك في الملتقى.
ـ[وُلد تمسية]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:46 م]ـ
بارك الله فيك شيخ عبد الرحمان.
لقد لاحظت أن في هذا الملتقى يوجد من هو شيخ للواحد و (ضال) للأخر و مع ذلك هؤلاء متفقون على عقيدتهم بعضهم بعضا
فقد يكون مُخطّيءُ عقيدةِ الواحد يمدح أفكار شيخ زميله و يصفه ب (العلامة)؟
فتخلطت لدي الأمور رغم معرفتي لبعض المتحدثين في الملتقى و هم العلماء الكبار المعروفين لدي العامة
فكيف أعرف المصيب مين المخطي؟
أرجوا الإجابة بارك الله فيكم
ـ[وُلد تمسية]ــــــــ[30 - 08 - 06, 03:02 ص]ـ
الصلات و السلام على أشرف الأنبياء و بعد:
أيها سادة العلماء والله في الحقيقة لحاجتي إلى أجوبتكم ملحة و لكن كفاني الله شر إستخفاف الأسئلة فإن حاجتنا إليه عز و جل أعظم.
كما قلت لكم انا عبد ضعيفة القوة و قليلة الحيلة و نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أيها سادة العلماء،
تشتغلون ب (الردود) بعضكم على بعض و هذا محمود لمن دافع عن الحق حماية لدين الله سبحانه، و هذا مذموم لمن كان رده تبعاً لهواه غير أن يكون هواه تبعاً لما جاء به نبينا عليه الصلاة و السلام، و هذا لا يخفى عنكم.
لكن السؤال المطروح هنا هو التالي:
من الذي يعتبر من القسم الأول لدي عامة المسلمين؟
إذا كنتم لم تروا بأساً في مشاهدة العامة لمثل هذا الملتقى كيف تطلبون منهم الفصل بين الحق و الباطل؟ و لو قيل أن الفصل بيد الله و يهدي من يشاء لقلت أن صيانة الدين من عند الله أيضاً وكل من عند الله.
يعني لو وجد المرء كلمة باطلة عند غيره لرد إليه و يقول ما حميت (أي الدين) إذ حميت و لكن الله حمى بمعنى أنما هو سبب.
و أما من جاءه يسعى و هو يخشى سائلاً له كيف ينجى من فتنة الإختلاف كاد يتلهّى عنه قائلاً (هذا أمر مشروع، و أرنا اللهم الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه) دون اجتهاد لشرح له و تبيين له و تفصيل له بين الحق و الباطل مع ما أتاه الله من علم.
إذن، إن ظهرت تلك المهاتراة و المعارك في نظر المسلم اليسير الذي كاد لا يفصل بين هذا و ذاك و يرى أي رد مستدلاً بأدلة عقلية و نقلية، إلى أي رأي يتجه؟
لا أعني الردود على الضال الصريح كالرافضي و المبتدع الذي يتعبّد بعبادة ليست واجبة أو مستحبة و يعتقدها واجبة أو مستحبة كما قال شيخ الإسلام، و إنما أعني هنا الإختلافات اليسيرة التي لا تفسد لود القضية كالمسائل الفقهية.
ما رأيكم في ذلك أيها السادة؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 06, 03:23 ص]ـ
أحسنت أحسنت، كان يجول في خاطري أحياناً كثيرةً بعض ما ذكرتَ.
ـ[وُلد تمسية]ــــــــ[31 - 08 - 06, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم،
لكن أرى أن موضوعي هذا كاد لم يهتم به أحد، و مع الأسف،:)
جزاك الله خيراً أخي أحمد(66/167)
نظم في مؤلفات الشيخ محمد بوخبزة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت مرة جوابا عن من سألني عن مؤلفات شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله تعالى وما تضمنته باختصار مخل:
يا سائلا عن شيخنا الأديب مستفسرا عن عالم أريب
يسألني عن كل ما قد ألفهْ يريدني بدقة أن أصفهْ
فهذه إجابة مختصره بخبرة ودقة محرره
سمته التنويع في ما ألفه تضمينه من كل فن طرفه
من منتقى الحكم والأشعار وأحسن العظات والأخبار
وامتاز في تأليفه التاريخ (تاريخ ما أهمله التاريخ)
يذكر كل عالم وهفوته من غير أن يبخسه مكانته
فيمدح الأبرار والأخيار ويزدري الحمير والأشرار
عددها يقرب الاربعين لعلها تصل للخمسين
أحلى كتاب سطرت يداه (جراب سائح) كما سماه
وهو أكبر المؤلفات في عشْرة من المجيلدات
أضيف بعدها مجلدان وهو المفضل لدى الإخوان
جمعه في مدة طويله بنية خالصة جليله
وإنه حقا بحار زاخره تحتاج أن ترُكب فيها الماخره
وهذه أسماؤها مفصله جمعها أخ لنا مسلسله
(نقل النديم) (رونق القرطاس) وهو حقا (مجلب الإيناس)
وبعد ذا (الأدلة المحرره) تنهى عن الصلاة فوق المقبره
(وعجوة وحشف) كثير وهو كنينيش له صغير
ومثلها كنانيش كثيره بطبعها ونشرها جديره
و (شذراتٌ) من سبائك الذهبْ في سيرة النبي سيد العربْ
لعلها تطبع في القريب نزفها لكم بكل طيب
آخرها استدراكه الحبيرْ على كتاب معجم التفسيرْ
وأما ما حَقَّقَ لا ما ألفهْ فعمل مدقق قد شرَّفهْ
جزء من (التمهيد) و (النوادرْ) تحقيقها مما به يفاخرْ
وبعض أجزاء من (الذخيره) عيناه من تحقيقها قريره
كذلك (السراج) لابن العربي وهو كتاب من أجل الكتب
(شهادة اللفيف) غير المائنِ للعربيِّ ابن أبي المحاسنِ
إذا أردت سيرة الفقيه بوخبزةٍ الشاعرِ النبيه
فاقرأ إذن (ترجمتي بقلمي) ترجمة من الصبا للهرم
فهذه إجابة مستعجله كتبتها بصيغة مرتجله
والله من أرجوه أن يغفر لي جميع ما أغضبه من زللي
نظمه أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي الأثري
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................. أخي الفاضل طارق الحمودي بارك الله فيك وفيما قدمت.
الشيخ بو خبزة لمن لا يعرفه من مشايخ المغرب الاقصى الفضلاء ...... ومن علمائهم النبهاء ...... قامع البدع ......... وطارد كل ضال مبتدع ..
أهلا بك أخ طارق أبو عبد الله في هذا الملتقى المبارك مفيدا ومستفيدا.
"والأخ طارق من طلبة العلم المتميزين عندنا هنا في تطوان وهو من تلامذة العلامة الشيخ أبو أويس بو خبزة.حفظه الله تعالى ومتعنا بعلمه آمين."
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:05 م]ـ
أطربت أخي بنظمك، لا فض فوك
ـ[السنافي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل.
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت مرة جوابا عن من سألني عن مؤلفات شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله تعالى وما تضمنته باختصار مخل:
يا سائلا عن شيخنا الأديب مستفسرا عن عالم أريب
يسألني عن كل ما قد ألفهْ يريدني بدقة أن أصفهْ
فهذه إجابة مختصره بخبرة ودقة محرره
سمته التنويع في ما ألفه تضمينه من كل فن طرفه
من منتقى الحكم والأشعار وأحسن العظات والأخبار
وامتاز في تأليفه التاريخ (تاريخ ما أهمله التاريخ)
يذكر كل عالم وهفوته من غير أن يبخسه مكانته
فيمدح الأبرار والأخيار ويزدري الحمير والأشرار
عددها يقرب الاربعين لعلها تصل للخمسين
أحلى كتاب سطرت يداه (جراب سائح) كما سماه
وهو أكبر المؤلفات في عشْرة من المجيلدات
أضيف بعدها مجلدان وهو المفضل لدى الإخوان
جمعه في مدة طويله بنية خالصة جليله
وإنه حقا بحار زاخره تحتاج أن ترُكب فيها الماخره
وهذه أسماؤها مفصله جمعها أخ لنا مسلسله
(نقل النديم) (رونق القرطاس) وهو حقا (مجلب الإيناس)
وبعد ذا (الأدلة المحرره) تنهى عن الصلاة فوق المقبره
(وعجوة وحشف) كثير وهو كنينيش له صغير
ومثلها كنانيش كثيره بطبعها ونشرها جديره
و (شذراتٌ) من سبائك الذهبْ في سيرة النبي سيد العربْ
لعلها تطبع في القريب نزفها لكم بكل طيب
آخرها استدراكه الحبيرْ على كتاب معجم التفسيرْ
وأما ما حَقَّقَ لا ما ألفهْ فعمل مدقق قد شرَّفهْ
جزء من (التمهيد) و (النوادرْ) تحقيقها مما به يفاخرْ
وبعض أجزاء من (الذخيره) عيناه من تحقيقها قريره
كذلك (السراج) لابن العربي وهو كتاب من أجل الكتب
(شهادة اللفيف) غير المائنِ للعربيِّ ابن أبي المحاسنِ
إذا أردت سيرة الفقيه بوخبزةٍ الشاعرِ النبيه
فاقرأ إذن (ترجمتي بقلمي) ترجمة من الصبا للهرم
فهذه إجابة مستعجله كتبتها بصيغة مرتجله
والله من أرجوه أن يغفر لي جميع ما أغضبه من زللي
نظمه أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي الأثري
ما ظلل بالأحمر .. أرى أنه أخف على أذن السامع أن يقال بدله (كنانِشٌ) خاصة أن الكلمة ليست بعربية أصيلة، فاللعب في جموعها مستساغ.
بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/168)
ـ[ربيع العبوري التطواني]ــــــــ[17 - 11 - 07, 03:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجائي من أخي طارق الحمودي أن يفيدنا بفهرسة تتضمن جميع ماألفه الشيخ محمد بوخبزة والشيخ محمد محفوظ مع بيان المخطوط من المطبوع منهاوكذا اعطاء فكرة عامة حول كل مؤلف.أخوك في مساس الحاجة إليها
ـ[عبد الله الشمالي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:50 ص]ـ
أخي ربيع هذا رابط فيه بعض ما طلبت وهو لأحد الإخوة::
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=710301#post710301(66/169)
إتحاف الإخوان بجمع فتاوي العُلماء فيما يتعلق بشهر شعبان
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:31 ص]ـ
<< إتحاف الإخوان بجمع
فتاوي العُلماء فيما يتعلق بشهر شعبان >>
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله، و صحبه و من والاه:
أما بعد:
فبدخول شهر شعبان تكثر استفسارات النَّاس عن بعض أحكامه، و تسهيلا للقارئ،
رأيت ان أجمع فتاوي العلماء فيما يتعلق شهر شعبان.
بداية مع فتاوي الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ.
- لا اعتبار باكتمال جمادى الآخرة ورجب في نقصان شعبان
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=417
2 /- يستحب صيام الأيام البيض ولو من شعبان
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=599
3 /- الجمع بين حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ... وحديث: أنه صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=600
4 /- حكم صيام محرم وشعبان وعشر ذي الحجة
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=629
5 /- كيف الجمع بين حديث: ((إذا انتصف شبعان فلا تصوموا))، وحديث: ((كانت أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان))؟
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=3388
6 /- جواز صوم النذر بعد منتصف شعبان
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...e=audio&id=420
7 /- درجة حديث " من صلى مائة ركعة في ليلة النصف من شعبان .. "
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=audio&id=1780
8 /- حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...article&id=162
2 - فتاوي العلاَّمَة الشيه محمد صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
- صوم يوم النصف من شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1224.shtml
- ومنهم من قال أنه يجوز عن التطوع لأن قضاء الصوم موسع إلى أن يبقى من شعبان بقدر ما عليه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1479.shtml
- أنا أعمل باليمن والعطلة في نهاية العام الدراسي عندنا تكون دائماً في أواخر شهر شعبان ونسافر للسودان في شهر رمضان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2004.shtml
- حكم صيام اليوم الخامس عشر من شهر شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2036.shtml
-( كان يكون علي صوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان)
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2211.shtml
- سمعت بعض أهل العلم من يرغب في صيام النصف من شهر شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2222.shtml
- مثل أن يكون عليه قضاء ولايتمكن من ذلك إلا بصوم يوم السبت أو يكون عليه قضاء ولم يبقى من شعبان إلا يوم واحد هو يوم السبت
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2236.shtml
- النصف من شعبان؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2404.shtml
- ما هو فضل صيام الرابع عشر والخامس عشر أو الخامس عشر والسادس عشر من شهر شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2470.shtml
- وكذلك إذا كان من عادته أن يصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهر ولكنه لم يصمها في شعبان ولم يتيسر له صومها إلا في آخر شعبان فصامها في اليوم السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين فإنه لا شئ عليه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2483.shtml
- وعائشة تقول فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2515.shtml
- السؤال: تذكر هذه السائلة فضيلة الشيخ وتقول بأنها تصوم كل اثنين وخميس وتصوم أيضا في شعبان لكن والدتي تمنعني من الصيام في شعبان بحجة أنه لا يجوز الصيام قبل رمضان فهل هذا صحيح؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2565.shtml
- السؤال: هذه سائلة فيحاء محمد تقول هل يلزم قضاء ما فات من رمضان متفرقاً أم يلزم فيه التتابع؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2687.shtml
- السؤال: أحسن الله إليكم تسأل عن حكم صيام رجب والخامس عشر من شهر شعبان وقيام ليلها؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2688.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/170)
- السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم يقول هذا السائل أخوكم الحافظ تزوج قبل عشرين سنة في شعبان يقول وكنت قد أتيت زوجتي طول النهار جامعتها في رمضان جهلاً مني ومنها بذلك بل وأتيتها في رمضان الآخر يومين فماذا علي هل عليه كفارة أم صيام؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2735.shtml
- ومنهم من يرى أنه يجوز أن يتطوع بنفلٍ قبله وذلك لأن هذا القضاء وقته موسع فيجوز للإنسان أن يؤخره إلى شعبان إلى أن يبقى بينه وبين رمضان الثاني بمقدار ما عليه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2862.shtml
- السؤال: لقد فاتني يومٌ من شهر رمضان وأنا مسافر وجاء شهر رمضان الثاني ولم أقضِ هذا اليوم الذي فاتني هل يجوز لي أن أقضيه فيما بعد علماً بأن السنة دارت وأنا لم أقضِ وهل يجوز لي القضاء الآن؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2871.shtml
- السؤال: جزاكم الله خيرا هذا سوداني مقيم في المنطقة الشرقية يقول في هذا السؤال بأنه رجل عمل عملية جراحية في شهر رمضان قبل ست سنوات ولم يصم ذلك الشهر وبعد مضي هذه المدة لم يتسنى له أن يصوم ذلك الشهر يرجو من فضيلتكم الإجابة حول عمله؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2946.shtml
- السؤال: - بعد رمضان لحقني صيام بعض الأيام فقمت بتأخيرها إلى فصل الشتاء وذلك لأن الصيام يتعبني جداً وأحياناً لا أتحمله فصمت بعضهن في شعبان وكنت أريد الإكمال فجاءتها الدورة على غير عادتها فجاء رمضان هذه السنة 1416هـ ولم تقضي منهن إلا ثلاثة أيام فما الذي يجب عليَّ أن افعله وما كفارة ذلك وهل يلحقني إثم بتأخيري الصيام؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2957.shtml
- كتاب هذا الكتاب في الهند وداعاً لشهر رمضان لينتفع به المسلمون وفيه دعاء أول سنة وآخرها ودعاء ليلة النصف من شعبان واستوقفتني هذه الجملة لعلمي بضعف الأحاديث الواردة في تخصيص ليلة النصف من شعبان ثم يذكر
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3003.shtml
- السؤال: الله يحييك هذا المستمع عبد الباسط سالم من ليبيا يقول فضيلة أسأل عن الآية الكريمة في قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس) ما تفسير هذه الآية الكريمة بارك الله فيكم؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6851.shtml
- السؤال: آخر سؤال من أسئلته سألني أحد الزملاء في العمل عن صحة الحديث هذا نصه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي فما مدى صحة هذا الحديث جزاكم الله خيرا.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6877.shtml
- المقدم: بارك الله فيكم السائل أبو بكر حميد من مدينة جدة يقول ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتقدموا رمضان بيومٍ أو يومين إلا إذا كان الرجل يصوم يوم صدقة فليصم ذلك يوم السؤال ما معنى هذا الحديث
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6880.shtml
- هذه مستمعة أم عبيد من جمهورية مصر العربية محافظة الشرقية تقول في بلدنا بعض العادات .... كذلك في النصف من شعبان
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7859.shtml
- السؤال: هذه أختكم في الله م. م. أ. الدوحة قطر تقول لقد اعتدنا في نصف شهر شعبان كل سنة بتوزيع بعض الأطعمة والمأكولات على الجيران تصدق فهل هذا العمل بدعة؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8114.shtml
- السؤال: بارك الله فيكم هذا المستمع عبد الله إبراهيم زياد يقول في السؤال لقد سمعت بعض أهل العلم من يرغب في صيام النصف من شهر شعبان ويذكر أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ومن ضمن هذه الأيام النصف من شعبان ولذا فهو سنة وليس ببدعة أيضاً الاحتفال بأيام شعبان لأنها الأيام التي تحولت فيها القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام أجيبونا أجابة مفصلة حول هذا الموضوع وجزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8116.shtml
اشتركا فى جمع الموضوع رفيقتا الدرب / المهتدية و بنت ابى اسحاق
منقول (وللحديث بقية ان شاء الله)
ـ[المهتدية]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكي الرحمان الجنة يا حبيبة قلبي وسدد خطاكي وبارك فيكي ونفع بك،
انها مواقع هائلة وجد مفيدة أتمنى ان يستفيد منها كل اخ واخت
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 08:16 ص]ـ
جزاكما الله خيرا ...
ـ[المهتدية]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزانا وياك أخي أبو ناصر المكي،
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:36 م]ـ
ر فع الله همتكم، ونفع بكن أمتكم، ونأمل الزيادة للاستفادة، ولفعل العبادة على الجادة.
أخوكم / عارف بن حيلول الصاعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/171)
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:59 ص]ـ
جزاكما الله خيرا ورفع قدركن.
ـ[المهتدية]ــــــــ[30 - 08 - 06, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والله ردودكم تتلج الصدر، تجعلنا نبحث ونبحث لنفيدكم اكثر، الله يبارك فيكم ويجعلنا وياكم في الجنة
جزاكم الله خيرا ونفع بكم أمة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرا على مروركم العطر.
ـ[أم حنان]ــــــــ[30 - 08 - 06, 09:04 م]ـ
أختى بنت اسحاق,,,,حاولت أن أرسل لك رسالة على الخاص ولم أستطع,,,,,نسأل الله أن يعيننا واياكم على طاعته وأن يثبت قلوبنا على دينه ويرزقنا الإخلاص فى القول والعمل
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إليكم تخريج بعض الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان وأقوال العلماء في ذلك:
قال ابن ماجة: حدثنا راشد بن سعيد بن راشد الرملي ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري ? عن رسول الله ? قال: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن ().
قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق أنبأنا بن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ? إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ().
قال ابن ماجه: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ومحمد بن عبد الملك أبو بكر قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت النبي ? ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قالت قد قلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ().
قال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أجازة أن أبا عبد الله محمد بن علي الصنعاني أخبرهم حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق قال أخبرني من سمع ابن البيلماني يحدث عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب قال: خمس ليالي لا يرد فيهن الدعاء ليلة الجمعة وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتا العيد ().
قال البيهقي: قال الشافعي: وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان قال: وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر ().
قال الشافعي في الأم: وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستحاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان قال الشافعي وأخبرنا إبراهيم بن محمد قال: رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون ().
قال الخلال: حدثنا يوسف بن عمر القواس ثنا محمد بن مخلد ثنا أحمد بن عبد الله الحداد ثنا صبيح بن دينار ثنا المعافى بن عمران عن عمرو بن أبي المقدام العجلي قال أعطاني مروان بن محمد كتابا فيه عن أبي يحيى أنه حدثه بضعة وثلاثون ممن يوثق بهم أنه من قرأ في ليلة النصف من شعبان قل هو الله أحد ألف مرة في مائة ركعة لم يمت حتى يرى في منامه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤيسونه من النار وثلاثون يعصمونه وعشرة يكيدوا له من أعدائه ().
قال عبد الرزاق في مصنفه: أخبرنا معمر عن أيوب قال: قيل لابن أبي مليكة إن زيادا المنقري وكان قاصا يقول إن أجر ليلة النصف من شعبان مثل اجر ليلة القدر فقال بن أبي مليكة لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصا لضربته بها ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان من السلف من يصليها لكن اجتماع الناس فيها لاحيائها في المساجد بدعة والله أعلم ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/172)
وقال أيضاً: وصلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان والاجتماع على صلاة راتبة فيها بدعة وإنما كانوا يصلون في بيوتهم كقيام الليل، وإن قام معه بعض الناس من غير مداومة على الجماعة فيها وفي غيرها فلا بأس كما صلى النبي ? ليلة بابن عباس وليلة بحذيفة ().
قال ابن نجيم الحنفي: ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث وذكرها في الترغيب والترهيب مفصلة والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه، ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد، قال في الحاوي القدسي: ولا يصلي تطوع بجماعة غير التراويح وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة كليلة القدر وليلة النصف من شعبان وليلتي العيد وعرفة والجمعة وغيرها تصلى فرادى، ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب ().
قال ابن عابدين: وإحياء ليلة العيدين الأولى ليلتي بالتثنية أي ليلة عيد الفطر وليلة عيد الأضحى، والنصف أي وإحياء ليلة النصف من شعبان ().
قال الشرنبلالي: وندب إحياء ليالي العشر الأخير من رمضان وإحياء ليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد ().
أما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.
أما بعد: فقد قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا الآية من سورة المائدة، وقال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ الآية من سورة الشورى وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ? قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن النبي ? كان يقول في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ? وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعدما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال. وأوضح ? أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال، فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله ? الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم، فأنكروا البدع وحذروا منها، كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة كابن وضاح، والطرطوشي، وأبي شامة وغيرهم. ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب، في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة. وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام: أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وأنا أنقل لك: أيها القارئ، ما قاله بعض أهل العلم في هذه المسألة، حتى تكون على بينة في ذلك، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب: رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله- عز وجل، وإلى سنة رسول الله ?، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خالفهما وجب إطراحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله، فضلا عن الدعوة إليه وتحبيذه، كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/173)
قال سبحانه في سورة النساء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ الآية من سورة الشورى، وقال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، الآية من سورة آل عمران، وقال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل، وأحسن تأويلا: أي عاقبة، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (لطائف المعارف) في هذه المسألة بعد كلام سبق ما نصه: (وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم، ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم: عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين: أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله. والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى، إلى أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان: من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه (في رواية) لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحبها (في رواية)، لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف، لم يثبت فيها شيء عن النبي ? ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام) انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله، وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي ? ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان، وأما ما اختاره الأوزاعي رحمه الله من استحباب قيامها للأفراد، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول، فهو غريب وضعيف. لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعا، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفردا أو في جماعة، وسواء أسره أو أعلنه. لعموم قول النبي ?: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها، وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه: (الحوادث والبدع) ما نصه: (وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلا على ما سواها). وقيل لابن أبي مليكة: إن زيادا النميري يقول: (إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر)، فقال: (لو سمعته وبيدي عصا لضربته) وكان زياد قاصا، انتهى المقصود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/174)
وقال العلامة: الشوكاني رحمه الله في: (الفوائد المجموعة) ما نصه: (حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات قضى الله له كل حاجة إلخ وهو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل، وقال في: (المختصر): حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها)، ضعيف وقال في: (اللآليء): مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله، للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع. وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب (الإحياء) وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة أعني: ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه ? إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلي سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم بني كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه) انتهى المقصود. وقال الحافظ العراقي: (حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله ? وكذب عليه، وقال الإمام النووي في كتاب: (المجموع): (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: (قوت القلوب)، و (إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك). وقد صنف الشيخ الإمام: أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جدا، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام في هذه المسألة، لطال بنا الكلام، ولعل فيما ذكرنا كفاية ومقنعا لطالب الحق. ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجعل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وما جاء في معناها من الآيات، وقول النبي ?: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، وما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم فلو كان تخصيص شيء من الليالي، بشيء من العبادة جائزا، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها. لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ?، فلما حذر النبي ? من تخصيصها بقيام من بين الليالي، دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة، إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص. ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه، كما في الصحيحين عن النبي ? علي أنه قال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة، لأرشد النبي ? الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة، ولم يكتموه عنهم، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/175)
الصلاة والسلام، ورضي الله عن أصحاب رسول الله ? وأرضاهم، وقد عرفت آنفا من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله ?، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في ليلة النصف من شعبان، فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة، بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها، للأدلة السابقة، هذا لو علمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة، ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها، والحذر مما خالفها، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحواشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
() أخرجه ابن ماجة رقم (1390) 1/ 445، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق رقم (2236) 18/ 326، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة من حديث أبي موسى رقم (763) 3/ 447، والدارمي في الرد على الجهمية رقم (136) ص81 من حديث أبي بكر الصديق ?، وذكره الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار 3/ 265، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 65، وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة رقم (494) 2/ 10، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة رقم (1390) 1/ 445، وصححه في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1563) 4/ 86، ورقم (1144) 3/ 135، وفي صحيح الجامع رقم (1819)، وفي ظلال السنة رقم (510)، وأخرجه ابن حبان من حديث معاذ بن جبل رقم (5665) 12/ 481، والطبراني في الكبير رقم (215) 20/ 108، وفي الأوسط رقم (6776) 7/ 36، وفي مسند الشاميين رقم (203) 1/ 128، ورقم (205) 1/ 130، ورقم (3570) 4/ 365، والبيهقي شعب الإيمان من حديث معاذ رقم (3833) 3/ 382، ورقم (6628) 5/ 272، وفي فضائل الأوقات ص119 - 120، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق رقم (6624) 54/ 97، 38/ 235، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1980) 1/ 486، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/ 191، وإسحاق بن راهويه في مسند ه من حديث الوضين بن عطاء رقم (1702) 3/ 981، والبزار من حديث عوف بن مالك رقم (2754) 7/ 186، ومن حديث أبي بكر الصديق رقم (80) 1/ 157، 206، والهيثمي في مسند الحارث من حديث كثير بن مرة رقم (338) 1/ 423، وابن حجر في المطالب العالية من حديثه رقم (1087) 6/ 162، وأخرجه ابن أبي شيبة رقم (29859) 6/ 108من حديث كثير بن مرة الحضرمي وعبد الرزاق رقم (7923) 4/ 316 من حديثه، والطبراني في الكبير من حديث أبي ثعلبة رقم (950) 22/ 223، ورقم (953) 22/ 224، والبيهقي في السنن الصغرى رقم (1426) 3/ 431، من حديثه، والمروزي من حديث أبي بكر الصديق في مسند أبي بكر رقم (104) ص171، وذكره ابن الجوزي في العلل الواردة في الأحاديث النبوية من حديث معاذ رقم (970) 6/ 50، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 65 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات، وقال: عن رواية أبي بكر الصديق: رواه البزار وفيه عبد الملك بن عبد الملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات، وعن رواية عوف بن مالك: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وثقه أحمد بن صالح وضعفه جمهور الأئمة وابن لهيعة لين وبقية رجاله ثقات، وقال عن رواية أبي ثعلبة لخشني: رواه الطبراني وفيه الأحوص بن حيكم وهو ضعيف، وقال عن رواية أبي هريرة: رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وأخرجه أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله ? قال: " يطلع الله عز وجل إلى خلقة ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن وقاتل نفس " مسند أحمد رقم (6642) 2/ 176، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 65 وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/176)
وهو لين الحديث وبقية رجاله وثقوا، وذكره ابن الجوزي في التبصرة من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو 2/ 61، وصححه الألباني في ظلال السنة رقم (512)، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (1026)، ورقم (2767)، ومن حديث أبي ثعلبة الخشني رقم (2771)، ومن حديث كثير بن مرة الحضرمي رقم (2770)، وفي صحيح الجامع رقم (4268) من حديث كثير بن مرة الحضرمي، ورقم (771)، (1898) كلاهما من حديث أبي ثعلبة الخشني، وفي ظلال السنة من حديثه رقم (511)، ومن حيث أبي بكر الصديق رقم (509).
() أخرجه ابن ماجه رقم (1388) 1/ 444، والفاكهي في أخبار مكة رقم (1837) 3/ 84، وابن الجوزي في العلل المتناهية رقم (923) 2/ 561 – 562 وقال: هذا حديث لا يصح وابن لهيعة ذاهب الحديث، وذكره الغزالي في إحياء علوم الدين 1/ 203 وقال: إسناده ضعيف، وضعفه العراقي في المغني عن حمل الأسفار رقم (634) 1/ 157، والبوصيري في مصباح الزجاجة رقم (491) 2/ 10وقال: هذا إسناد فيه ابن أبي سبرة واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة قال أحمد وابن معين يضع الحديث، والألباني في ضعيف سنن ابن ماجه رقم (1388) 1/ 444، وفي ضعيف الجامع رقم (652 – 653) وقال: موضوع.
() أخرجه ابن ماجه رقم (1389) 1/ 444، والترمذي رقم (739) 3/ 116وقال: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمداً يضعف هذا الحديث وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير، وأحمد رقم (26060) 6/ 238، وعبد بن حميد رقم (1509) 1/ 437، وإسحاق بن راهويه رقم (850) 2/ 326 – 327، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3824 – 3825) 3/ 379، وفي فضائل الأوقات رقم (28) ص130 - 132، وابن بطة في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية رقم (176) 3/ 225 - 226، وابن الجوزي في العلل المتناهية رقم (915) 2/ 556، ورقم (919) 2/ 559 – 560 وقال: تفرد به عطاء بن عجلان قال يحيى ليس بشيء كذاب كان يوضع له الحديث فيحدث به وقال الرازي متروك الحديث وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، قال احمد بن حنبل الأحوص لا يروي حديثه وقال يحيى: ليس بشيء وقال الدارقطني: منكر الحديث قال والحديث مضطرب غير ثابت، وقال الزيلعي: وقال: تفرد به عطاء بن عجلان عن ابن أبي ملكية قال ابن معين: عطاء بن عجلان ليس بشيء كان يوضع له حديث فيحدث به وقال الفلاس والسعدي: كذاب. تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي 3/ 263، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم (764) 3/ 448، والطوسي في مختصر الأحكام رقم (68461) 3/ 387، والفاكهي في أخبار مكة رقم (1839) 3/ 85، ومحمد بن أحمد اللخمي في مشيخة أبي طاهر ابن أبي الصقر رقم (9) ص76، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه رقم (1389) 1/ 444، وفي ضعيف الجامع رقم (654)، (1501)، (1761).
() أخرجه عبد الرزاق رقم (7927) 4/ 317، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3711) 3/ 341، ورقم (3713) 3/ 342، وفي فضائل الأوقات رقم (149) ص311.
() أخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم (6087) 3/ 319، وفي معرفة السنن والآثار رقم (1958) 3/ 67، وذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير رقم (675) 2/ 80.
() المجموع للنووي 5/ 47.
() من فضائل سورة الإخلاص للخلال ص53.
() أخرجه عبد الرزاق رقم (7928) 4/ 317.
() الفتاوى الكبرى لابن تيمية 4/ 428، ومختصر الفتاوى المصرية ج1/ 291، وشرح منتهى الإرادات للبهوتي 1/ 251، وكشاف القناع للبهوتي 1/ / 444، ومطالب أولي النهى للرحيباني 1/ 581.
() مختصر الفتاوى المصرية ج1/ 292.
() البحر الرائق لابن نجيم 2/ 56.
() حاشية ابن عابدين 2/ 25.
() نور الإيضاح لحسن الشرنبلالي ص63.
ـ[بنت ابى اسحاق]ــــــــ[08 - 09 - 06, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 09 - 06, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرا.(66/177)
أحكام الصلاة على الميت
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:.
أحكام الصلاة على الميت ...
فضلها: عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان" قيل: وما القيراطان قال: مثل الجبلين العظيمين ".
حكمها: فرض كفاية إذا فعلها البعض سقط الإثم عن الباقين وتبقى في حق الباقين سنة وإن تركها الكل أثموا.
شروطها: النية , واستقبال القبلة , وستر العورة , وطهارة المصلي والمصلى عليه , واجتناب النجاسة , وإسلام المصلي والمصلى عليه , وحضور الجنازة وإن كان بالبلد وكون المصلى مكلفا.
أركانها: القيام فيه والتكبيرات الأربع وقراءة الفاتحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء للميت والترتيب والسلام.
سننها: رفع اليدين مع كل تكبيرة والاستعاذة قبل القراءة وأن يدعو لنفسه وللمسلمين والإسرار بالقرءة وأن يقف بعد التكبيرة الرابعة وقبل التسليم قليلا وأن يضع يده اليمنى على يده اليسرى والالتفات على يمينه في التسليم.
صفتها: يقوم الإمام والمنفرد عند صدر رجل ووسط امرأة ويقف المأموم خلف الإمام ويسن جعلهم ثلالثة صفوف ثم يكبر للإحرام ويتعوذ بعدها مباشرة. فلا يستفتح , ويسمي ويقرأ الفاتحة ثم يكبر ويصلي بعهدا على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الصلاة عليه في تشهد الصلاة ثم يكبر ويدعو للميت بما ورد. ومنه: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغئبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا وأنت على كل شيء قدير.اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه على عليهما اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخلهوأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار وافسح له في قبره ونور له فيه - وإن كان المصلى عليه أنثى قال اللهم اغفر لها- بتأنيث الضمير , وإن مان المصلى عليه صغيرا قال: اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وأجرا وشفيعا مجابا , اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما والحقه بصالح السلف المؤمنين واجعله في كفالة ابراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم ثم يكبر ويقف بعدها قليلا ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه- ومن فاته بعض الصلاة على الجنازة دخل مع الإمام فيما بقي ثم إذا سلم الإمام قضى ما فاته على صفته وإن خشي أن ترفع الجنازة اتبع التكبيرات
(اي بدون فصل بينها) ثم يسلم ومن فاتته الصلاة على الميت قبل دفنه صلى على قبره.
ومن كان غائبا عن البلد الذي فيه الميت وعلم بوفاته فله أن يصلي عليه صلاة الغائب بالنية. وحمل المرأة إذا سقط ميتا وقد تم له أربعة أشهر فأكثر صلى عليه صلاة الجنازة وإن كان دون أربعة أشهر لم يصلى عليه.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. كتبه الشيخ / صالح الفوزان حفظه الله تعالى.(66/178)
هل ذلك صحيح (الخال يكون وليا) اقرأ الفتوى
ـ[تابع السلف]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:01 م]ـ
توى رقم: 836
عنوان الفتوى: الخال أم الأخ ولي المرأة في النكاح
العالم: الخشوعي الخشوعي محمد
التصنيف: الفقه الاسلامي
السؤال:
هل يجوز أن يكون الخال ولى للبنت فى عقد قرانها فى حالة موت الأب مع العلم أن لها أخاً بالغاً؟
الإجابة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد .. يجوز أن يكون الخال ولياً للبنت في عقد القران في وجود أخيها البالغ بل وفي وجود والدها أيضاً ويستحب تقديم الاكبر سناً، فهذا خلق إسلامي رفيع غفل عنه الناس في هذا الزمان الذي ضاعت فيه القيم والمبادئ الإسلامية.
بل ويجوز أن يكون ولي المرأة في عقد النكاح رجلاً لا تربطه قرابة بالعروس كأن يكون رجلاً صالحاً أو غير ذلك ما دام أن العروس قد وكلته وأنابته عنها مع علم والدها ورضاه بذلك، والله أعلم.
ـ[الداودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:44 م]ـ
الذي نعرفه أن الولاية تتبع العصوبة فمن كان عاصبا حق له ان يكون وليا، اما من كان ذوي الارحام فلا يكون وليا للمرأة خاصة مع حضور احد عصباتها ...
ومذهب الجمهور انه لا نكاح الا بولي ولايجوز للبنت ان يزوجها احد اذا كان والدها موجودا بل نص المالكية على فسخ مثل هذا النكاح قبل الدخول
وارى ان مثل هذه الفتاوى تفتح الباب على مصراعيه للمرأة وينجم عن ذلك شرور كثيرة من مثل ماقال ان تاتي الى الى اي شخص وتقول له زوجني يزوجها فيحصل تلاعب كبير بالشريعة
والله اعلم
ـ[تابع السلف]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:59 م]ـ
نعم وهذا ما أعرفه
بارك الله فيك(66/179)
لماذا التفريق بين المضارب والمستثمر في تطهير أرباح المتاجرة بالأسهم؟؟
ـ[عامر الدوسري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الكريم، والذي أتشرف بالانتساب إليه.
أعمل على بحث في الأسهم .. وقد أشكل علي أن فريقاً من المجوزين المتاجرة بأسهم الشركات المختلطة قالوا أن المضارب الذي يريد الربح من فرق سعر البيع والشراء لا تطهير عليه في أرباحه، أما المستثمر الذي يبتغي الريع السنوي فيجب عليه التطهير!!!
أرجو ممن عنده دراية بهذه المسألة أن يسعفني بالجواب الشافي الكافي .. وله من الله تعالى الأجر ومن العبد الفقير الشكر.
ـ[عامر الدوسري]ــــــــ[30 - 08 - 06, 12:30 م]ـ
يا طلاب العلم الشرعي ..
يا طلاب الاقتصاد الاسلامي ..
هل من مجيب؟؟؟(66/180)
(حُسْن الصوت بالقرآن) من كتاب الأحكام لابن العربي
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:14 م]ـ
تحدث ابن العربي في كتابه (ألفاظ القرآن):
"والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى، وزيادة في الخلق ومِنّة، وأحق مالبست هذه الحُلّة النفيسة، والموهبة الكريمة كتاب الله؛ فنِعَم الله إذا صرفت للطاعة فقد قضي بها حق النعمة".
ثم أعقبه بذكر من قد حَسُنَ صوته:
"وقد سمعت تاج القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ: ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك)) فكأني ما سمعت الآية قط.
وسمعت ابن الرفاء -وكان من القُرّاء العظام- يقرأ، وأنا حاضر بالقرافة: كهيعص، فكأني ما سمعتها قط.
وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء البصريين يقرأ في دار بها الملك: ((والسماء ذات البروج))، فكأني ما سمعتُها قط، حتى بلغ إلى قوله تعالى: ((فعال لما يريد))، فكأنّ الإيوان قد سقط علينا. والقلوب تخشع للقول الحسن كما تخضع للوجه الحسن، وما تتأثرّ به القلوب في التقوى فهو أعظَمُ في الأجر وأقربُ إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها.
وكان ابن الكازَرُوني يأوي إلى المسجد الأقصى، ثم تمتعنا به ثلاث سنوات، ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطُّور، فلا يقدر أحد أن يصنع شيئاً طول قراءته إلا الاستماع إليه.
وكان صاحب مصر الملقّب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وحوَّلَها على أيدي العباسية، وهو حنق عليها وعلى أهلها بحِصارِه لهم وقتالهم له، فلما صار فيها، وتدانَى بالمسجد الأقصى، وصلى ركعتين تصدّى له ابن الكازروني، وقرأ: ((قل اللهم مالك الملك تُؤتِي الملك من تَشاء وتَنزِعُ الملك ممن تشاء وتُعزُّ من تَشاء وتُذِلُّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيءٍ قَدير))، فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذَنْبهم عنده، وكثرة حِقْدِه لهم عليهم: ((لا تَثْرِيب علَيكم اليَومَ يَغفرُ اللهُ لكم وهو أَرْحم الرَّاحِمين))."
ــــــــــــ
المجلد (3 - 4) ص1584، 1585.(66/181)
أسألكم بالله ... ما معناها؟
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:18 م]ـ
كثيراً ما أقرأ بعض الأخوة يكتب أسألكم بالله.
وأسمع كثير من الناس تقول أستحلفك بالله.
فهل هذا القسم صحيح. وعلى من يقع على المتكلم أم السامع.
و إذا قال لي أحد أسألك بالله أو أستحلفك بالله أن تفعل هذا الأمر. ولم أفعل .... فما حكم القسم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمود المدني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:21 م]ـ
قال المولى جل وعز (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحَامَ)
قال الإمام الطبري رحمنا الله وإياه: حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم {اتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام} قال يقول: أسألك بالله وبالرحم ... 3/ 565
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى (قال إبراهيم ومجاهد والحسن: {الذي تسائلون به} أي كما يقال: أسألك بالله والرحم) 1/ 596
هذه الآية من سورة النساء أصل في مشروعية هذا القسم وهو السؤال بالله وفي وقوع اليمين به حالان:
1 - أن ينوي اليمين فالصحيح وقوع اليمين وإذا لم يفعل ما حلف عليه حنث وعليه الكفارة.
2 - عدم نية اليمين وعليه فإذا لم يفعل ما حلف عليه فلا شيء عليه.
مع استحباب إجابة من سألك بالله إلى ما سألك إياه لما في ذلك من إبراره وإكرامه.
ولابن أبي شيبة في مصنفه باب:
في الرجل يسأل الرجل فيقول: أسألك بالله.
قال: حدثنا أبو بكر قال: نا وكيع قال نا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن يعقوب بن عاصم عن عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: من سئل بالله فأعطى فله سبعون أجراً.10793
وقال أيضا: حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
من سأل بالله فأعطوه.10796
قال الشافعي في الأم (واستحلافه لصاحبه لا يمينه هو مثل قولك لرجل: أسألك بالله أو أقسم عليك بالله أو أعزم عليك بالله ,إن أراد المستحلف بهذا يمينا فهي يمين , وإن لم يرد شيئا فلا شيء عليه.) 7/ 105
وقال في شرح منتهى الإرادات (وقوله أسألك بالله بنية فإن نوى به اليمين انعقد) 3/ 439
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه اليمين يطلق عليه البعض يمين الإكرام وصورتها أن يحلف على غيره بأن يفعل شيئا كأن يحلف على صديق له أن يتناول الطعام عنده، وجماهير الفقهاء من الحنفية والمالكية والشفعية والحنابلة يرون وجوب الكفارة في هذه اليمين إذا لم يمتثل المحلوف عليه.وذلك لعموم ادلة اليمين كقوله تعالى: (لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين فراى غيرها خيراً فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير) وفي رواية (فليات الذي هو خير وليكفر عن يمينه) وهو في الصحيحين.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى عدم وجوب الكفارة في هذا اليمين واختاره الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه وقواه الشيخ محمد العثيمين إلا أنه رجح القول الأول واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
1 / جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة أبي بكر لما فسر الرؤيا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله يارسول الله لتحدثني بالذي اخطات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقسم)
وجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكر رضي الله عنه بالكفارة حين لم يبر بقسمه ولم يذكر عنه انه كفر.
2 / قصة أبي بكر رضي الله عنه مع أضيافه عندما ابو الأكل قبله فقال: والله لا أطعمه الليلة فقالوا: والله لا نطعمه حتى تطعمه فسمى فأكل فأكلوا فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله بروا وحنثت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنت أبرهم وأخيرهم) رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر.
3 / أن هذا القول فيه فرج للناس لأن الناس غالبا يحلفون هذه الأيمان.
4 / القياس على الأمر فكما أنه لا يعد عدم امتثال المر إذا أريد به الإكرام عصياناً فكذلك لا يعد عدم امتثال اليمين إذا أريد به الإكرام حنثا ً ويؤيد هذا قصة أبي بكر رضي الله عنه في إمامته الناس في مرض النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبي صلى اللله عليه وسلم أن امكث في مكانك فلم يفعل واستاخر حتى استوى في الصف ... الحديث في الصحيحين من رواية سهل بن سعد رضي الله عنه.
ينظر في هذه المسألة: فتح القدير لابن الهمام (5/ 192) حاشية ابن عابدين (5/ 675) الذخيرة (4/ 15) المدونه (2/ 104) الفروع لابن مفلح (6/ 390) الإنصاف للمرادوي (9/ 116) الاختيارات (ص 387) مجموع الفتاوى (33/ 209) إعلام الموقعين (4/ 84 - 85) فتاوى ابن إبراهيم رحمه الله (12/ 230 - 231) الأم (7/ 62) روضة الطالبين (11/ 4) معطية الأمان من حنث الأيمان لابن العماد الحنبلي (ص 62 - 64)(66/182)
كلمتان لشيخنا محمد بوخبزة في المدعو السخا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:10 م]ـ
كتب شيخنا عن السقاف مرة في كتابه (سقيط اللآلي وأنس الليالي)
قال:
سمعت يوم الإثنين 13 ربيع الأول 1417 هـ الموافق 29/ 7/1996 أن عبد العزيز بن محمد بن الصديق الطنجي حمل على مَريده المسمى حسن السقاف الحضرمي الأصل المقيم بعمان وجدة وكان هذا الرجل زارني بالمكتبة العامة بتطوان صحبة طالبين مع أحد أنجال عبد العزيز للتعرف علي وسؤالي فعرفته من حديثه ولم أره قبل, وأهداني نحو عشرة من كتيباته المظلمة التي يحارب فيها السلفيين ويناصر البدعة ويدعو إلى الوثنية والضلالة بأسلوب غاية في الوقاحة والجهل والجرأة, وعلمت أنه قدم منها صندوقا لشيخه عبد العزيز ليوزعه على الناس فأخذه هذا وباعه بثمن مرتفع.
أقول بأن عبد العزيز حمل على مَريده هذا وضلله لأنه نشر شرحا له على العقيدة الطحاوية أنكر فيه الميزان والحوض وغيرهما من السمعيات, ولم أر هذا الشرح , وهو إن صح عقوبة من الله تعالى لهذا السقاف السخاف الظالم المنحرف على تجنيه على أهل الحديث والأثر قديما وحديثا بالجهل والدعاوي الفاجرة , فزين له سوء عمله, وكشف له عواره , نسأل الله العافية, وقد كنت نصحته بالكف عن هذا واتباع الحق ولم يقبل نصحي , ولله في خلقه شؤون.
وقال مرة أيضا عن محمود سعيد ممدوح
بتاريخ 13 صفر 1416 هـ الموافق 12/ 7/1995 زارني صحبة محمد التمسماني الطنجي الاستاذ بما يسمى كلية أصول الدين الأستاذ محمود سعيد ممدوح المصري بطلب منه للتمسماني قادما من طنجة, قدمها من الإمارات العربية لأنه يعمل بها موظفا في الأوقاف لزيارة شيخه عبد العزيز بن الصديق بطنجة, وقد لا حظت في الرجل زيه المغربي وتقليده في النطق والحركة لشيخيه عبد الله وعبد العزيز كما أنه شاب يطل على الكهولة وقد سبق لي أن رأيت بعض أعماله العلمية وتحقيقاته التي لا بأس بها, وهو صوفي لا يفتأ يلهج بأبناء الصديق وخصوصا المذكورين, ولا سيما الأخير , فقد أخرج له مشيخة وطبع بعض رسائله التي يصفها بالنفاسة , كما طبع بعض كتب الشيخ أحمد بن الصديق طبعا دون ذلك , وقد ازددت به معرفة لما قرأت ما كتبه عنه الشيخ ناصر الدين الألباني في أول طبعته الجديدة لكتابه (آداب الزفاف) التي أنجزت بالأردن فقد فضحه فيها وأبان عن نفاقه وتقلبه, ولا غرو فقد اكتسب ذلك من مشايخه المذكورين. وقد ألف كتابا منذ سنوات سماه (تنبيه المسلم على اعتداء الألباني على صحيح مسلم) وطبعه بمصر وهو رد على تحقيق للألباني لمختصر مسلم للمنذري المطبوع مرارا ببيروت, فتصدى له أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري برد مفحم طبع هو الآخر , كما رد عليه في مسألة السبحة التي قرر الألباني بدعيتها فرد عليه محمود سعيد برسالة خاصة سماها (وصول التهاني بإثبات أصل السبحة والرد على الألباني) فما كان من علي حسن إلا أن نسفها له برسالة (نقض المباني) وألجمه فيها أحجارا ويلاحظ أن هذا المصري بدأ رسالته في السبحة بأبيات ركيكة ترسما لخطى شيخه عبد الله الصديق المقلد بدوره لمحيي الطين ابن العربي الحاتمي في صنيعه في الفتوحات, وقد سمعت أن هذا المصري كان بالسعودية وأنه نفي منها ولا أعرف السبب.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:58 م]ـ
((فتصدى له أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري برد مفحم طبع هو الآخر))
الكتاب مسروق من الشيخ طارق عوض الله ولذا استحق المدح والثناء
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 08:10 م]ـ
حفظ الله علماء أهل السنة
ورد كيد أهل البدع نحورهم
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[28 - 08 - 06, 08:27 م]ـ
((فتصدى له أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري برد مفحم طبع هو الآخر))
الكتاب مسروق من الشيخ طارق عوض الله ولذا استحق المدح والثناء
هل ((أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية)) مدح للكتاب المسروق؟؟؟
فإما أن ترد على الشيخ بو خبزة أو تقره أو تسكت، فهو خير لك.
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:06 ص]ـ
((فتصدى له أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري برد مفحم طبع هو الآخر))
الكتاب مسروق من الشيخ طارق عوض الله ولذا استحق المدح والثناء
أخي الفاضل ماذا قصدت بقولك هذا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:32 ص]ـ
أخي المغربي
أنت تستحق الرد لذا سأرد على تساؤلك:
المدح والثناء هو في قول الشيخ (أبو خبزة) [برد مفحم]
وهذا الرد الذي نسبه الحلبي لنفسه كان قد سرقه من الشيخ (طارق عوض الله)
وقد كتب الشيخ طارق رسالة مطولة للشيخ (بكر أبو زيد) يشتكي فيه لصوصية الحلبي وسرقته لكتابه بالأدلة الدامغة، ولم يرد الحلبي على هذا لأنه ما توقع أن يفضحه ربه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/183)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:33 ص]ـ
وهذا نص الرسالة:
((بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
من أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد.
إلى: فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبعد:
أكتب إليكم يا شيخنا الفاضل، مشتكياً إليكم ومحتكماً بخصوص أمر قد ظلمني فيه بعض إخواني ممن تعرفونه - فيما أعلم - معرفة جيدة، ألا وهو الأخ على حسن علي عبد الحميد الحلبي.
ذلك: أني كنت كتبت منذ أربع سنوات تقريباً كتاباً في بيان أباطيل كتاب: " تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم " لذلك المدعو: محمود سعيد ممدوح.
وأسميته: " ردع الجاني المتعدي على الألباني " ونشره - بفضل الله تعالى - أخونا عماد صابر المرسي في مكتبته: " مكتبة التربية الإسلامية " بالقاهرة في سنة إحدى عشرة وأربع مئة وألف للهجرة (1411 هـ).
واشتهر كتابي - ولله الحمد - في بلدنا (مصر) وفي كثير من البلدان الإسلامية، وقد كنت ذكرتُ عنوان منزلي في آخر المقدمة (ص 8)، فراسلني كثير من الإخوان من السعودية والجزائر والسودان وغيرها، وهذه الرسائل كلها محفوظة عندي.
ومنذ فترة أرسل إلى من السعودية بعض إخواني الكويتيين بالبريد نسخة من كتاب خرج حديثاً للأخ على حسن عبدالحميد اسمه: " كشف المُعلِم بأباطيل كتاب تنبيه المسلم " - طبع دار الهجرة بالرياض - الطبعة الأولى (1412 هـ).
فلما نظرت فيه، وجدت مؤلفه: الأخ على حسن قد استفاد من كتابي في مواطنَ كثيرٍ من كتابه، بما يدل على أنه اعتمد على كتابي اعتماداً كلياً، أو شبه كلي.
فقد أخذ كثيراً من البحوث التي أودعتها كتابي، فنقلها في كتابه، بعد أن لخصها، وقدم فيها وأخّر، وزينها بالألفاظ الحلوة والعبارات الرشيقة!
ثم لم يشر إلي، ولا إلى كتابي أدنى إشارة، لا في المقدمة، ولا في صلب الكتاب، ولا في الهوامش.
هذا، في الوقت الذي صرح فيه بأسماء لمؤلفين معاصرين، وبأسماء مؤلفات، تارة في " المقدمة " وتارة في صلب الكتاب، وتارة في الهوامش، مع أنه لم يأخذ عنهم في كتابه هذا مثل الذي أخذه من كتابي!!
وليس بيني وبين الأخ على حسن - بحمد الله تعالى - ما يدعوه إلى هذا الفعل، بل بفضل الله تعالى تجمعنا عقيدة سلفية صافية، ومنهج سوي واضح، تكتنفه الأخوة في الإسلام والاحترام المتبادل، وما يقتضيانه من بذل النصح في الله تصحيحاً للمسار، وسلوكاً للجادة.
ولست أعيب على أحد أن يستفيد من كتابي، أو يقتبس منه، لكن الاقتباس مشروط بأداء أمانته، وهو نقله بأمانة منسوباً إلى قائله، دونما غموض أو تدليس أو إخلال كما تفضلتم ببيانه في كتابكم القيم " فقه النوازل " (2/ 25).
وبفضل الله تعالى قد وقفت في كتابه هذا على أدلة تدل دلالة واضحة، لا خفاء فيها، على أنه قد استفاد من كتابي، واعتمد عليه اعتماداً أساسياً.
وهذه الأدلة على قسمين:
القسم الأول: أدلة يقينية (مادية)، تدل على المراد دلالة قطعية، لا يتطرق إليها الشك البتة.
والقسم الثاني: أدلة ظنية، تعتمد على شئ من الملاحظة والمقارنة، وهي كثيرة، وبعضها أقوى من بعض، وهي وإن كانت مفرادتها لا تكفي للجزم بالمراد، إلا أنها - مجتمعة - تكفي للقطع به، لا سيما إذا اقترنت بها تلك الأدلة اليقينية المشار إليها.
وقد رأيت أن أبداً بذكر تلك الأدلة القطعية للدلالة على كثرة المواضع التي أخذها من كتابي، ثم أودعها كتابه، ثم أُتبعها بعد - إن شاء الله تعالى - بالأدلة اليقينية والله الموفق.
الأدلة الظنية
وهي إجمالاً ثلاثة أدلة:
وشواهده كثيرة:
فمنها:
اتهم المعترضُ محمود سعيد في كتابه " تنبيه المسلم " - إتهم الشيخ الألباني بالتفرد بتضعيف رواية " الست ركعات في صلاة الكسوف " التي رواها عبد الملك بن أبي سليمان، ونقل كلاماً للإمام ابن حبان يعارض به صنيع الشيخ الألباني.
فتعقبته، ببيان أن كلام ابن حبان لا يعارضه صنيع الشيخ الألباني، وأثبت له أن هناك جماعة من الإئمة قد سبقوا الشيخ إلى تضعيف هذا الحديث.
فقلت (ص 308):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/184)
{وقد سبق الشيخ الألباني - حفظه الله تعالى - إلى ماحققه في هذا الحديث أئمة كبار فمنهم: الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري، والإمام البيهقي (أنظر سننه 3/ 326،328،329) وكذا ابن عبد البر (أنظر " التمهيد " 3/ 306 - 307) والإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم (انظر " زاد المعاد " 1/ 452 - 456) فهل يكون متعدياً من وافق هؤلاء الكبار، أم الأمر كما قيل: " رمتني بدائها وانسلت "؟!} انتهى كلامه.
فجاء الأخ على حسن، فتعقب المعترض بمثل ما تعقبته به، وتكلم على كلام ابن حبان، بمثل كلامي، ثم قال (ص 126):
{إن عدداً من أهل العلم قد أعد هذا الحديث، وأستشكل ذكر " الست " فيه، مثل الأمام الشافعي، والأمام البخاري، والإمام أحمد، والأمام البيهقي، والإمام ابن عبد البر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم وغيرهم، فانظر " السنن الكبرى " (3/ 326، 328، 329) و " التمهيد " (3/ 306 - 307) و " زاد المعاد " (1/ 425 - 456)! فهل مثل هذه الموافقة لهؤلاء الأعلام تُسمى تعدياً؟! أم أنها اللجاجة؟! أم أن في النفسِ حاجة!} أ. هـ كلام على حسن.
فأتساءل: هل الأذهان يمكن لها أن تتوارد على مثل هذا الاستقصاء والتتابع والتسلسل؟! وهل التشابه يمكن أن يصل إلى هذا الحد الذي يكاد يكون تطابقاً من غير قصدِ ونقلِ؟!
ومنها:
روى مسلم في " صحيحه " عن أبي الدرداء أنه قال: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.
ضعّف الشيخ الألباني زيادة " في شهر رمضان " في هذا الحديث، واعتبرها شاذة من أربعة أوجه ذكرها.
وزدت عليه (ص 105 - 106): أن هذا الغزوة لا يمكن أن تكون في رمضان من الناحية التاريخية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغز في رمضان إلا غزوة بدر وغزوة الفتح، فأما الفتح فلا يمكن أن تكون هي المقصودة لأن عبد الله بن رواحة استشهد بمؤتة وهي قبلها بلا خلاف، وقد استثناه أبو الدرداء في هذه السفرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن سياق أحاديث غزوة الفتح أن الذين استمروا من الصحابة صياماً كانوا جماعة، وفي هذه أن عبد الله بن رواحة وحدهُ.
وأما غزوة بدرٍ؛ فأيضاً ليست هي المقصودة، لأن أبي الدرداء لم يكن حينئذ أسلم، وهو الذي يحكي القصة هنا، ويقول فيها " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... ".
وذكرت قول الحافظ ابن حجر المتعلق بذلك من " فتح الباري (4/ 182).
ثم ذكرت بعض شبهات المعترض، وبينت مافيها فذكرت (ص 106) عنه أنه قال: " يمكن حملها على بدر، ويكون معنى كلام أبي الدرداء: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .... الحديث، خرجنا، أي: " المسلمين ".
فتعقبته بما هو مذكور في كتابي (ص 106)، ثم أكدت ذلك بقولي (ص 106 - 107):
{بل إن قوله: " حتى إن كان أحدُنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم ... " وفي رواية البخاري (4/ 182 فتح): " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا ... " لصريح أو كالصّريح في أنه كان معهم} أ. هـ كلامي.
فجاء الأخ على حسن (ص 270 - 271) فتعقب المعترض بنحو ما تعقبته به ثم قال: { .. وبخاصة أن رواية البخاري (4/ 182) فيها قوله: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا .... وقوله: " حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ... " وهي أقوال تكاد تكون صريحة في نفي التأويل البارد!} ا. هـ كلام الأخ على حسن.
فهل هذا التشابُه الذي يكاد يكون تطابقاً مما تتوارد عليه الأذهان؟؟
ومما يؤكد أن الأخ على حسن لم يرجع إلى " صحيح البخاري " لينقل لفظ الحديث منه، أنه عزا هذين اللفظين كليهما إلى البخاري حيث قال: " ... وبخاصة أن رواية البخاري (4/ 182) فيها قولُه: ....... وقوله: ..... "!
ولو رجع لصحيح البخاري في الموضع لما وجد لهذا اللفظ الثاني - في ترتيبه - ذكراً فيه، ولا في أي موضع آخر من صحيح البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/185)
وإنما هذا لفظ رواية مسلم التي يدور حولها البحث، ولهذا فإني قدمتها في كلامي على رواية البخاري، ولم أعزها إليه؛ لأن البحث إنما يدور حولها، بخلاف رواية البخاري وأما علي حسن، فظن أنً الروايتين للبخاري، فأراد أن يغير بعض الشيء بتقديم ما أخرته وتأخير ما قدمته، ليوهم القارئ أنه لم يأخذ مني، وإنما أخذَ من الأصول فإذا به يقع في أشد مما هرب منه.
ثم إنّ الأخ على حسن، قد تعرض قبل ذلك في كتابه للرد على المعترض في كلامه حول هذا الحديث، فقال بعد أن ساق شبهات المعترض (ص 132):
" ولإجمال الرد على كلامه أقول: ..... "
ثم ذكر بعض الأوجه التي ذكرتها في ردي على المعترض، وأخّر هذا الوجه السابق ذكره، فجعله في آخر الكتاب، مع أنه من جملة الرد على كلام المعترض، فلا أدري لماذا فرق بحثي في كتابه هكذا؟!
والناظر فيما كتبه هو في كتابه (ص 132 - 133)، مع مقارنته بما كتبته أنا في كتابي (ص 107 - 108) لا يتردد في أنّه مأخوذ منه، فأدعو شيخنا الفاضل إلى تلك المقارنة، وليحكم بما يراه.
ومنها:
روى أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر حديثاً مرفوعاً، فذكر المعترض (ص 103) متابعة لأبي الزبير، من رواية على بن زيد بن جدعان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به.
فتعقبت المعترض بأن على بن جدعان ضعيف، وقد خالف في الرواية، وفسرت المخالفة بقولي (ص 165):
{لأن جدعان ضعيف عندك، وقد تفرد بهاذا الإسناد فقال: " عن محمد بن المنكدر، عن جابر " ولم يتابعه أحد على ذلك، بل قد خالفه زهير بن معاوية هنا وهو الثقة الثبت فقال: " عن أبي الزبير، عن جابر ". وبهذا يتعين الحكم على رواية ابن جدعان بالنكارة من وجهين. الأول: التفرد لأنه ضعيف. والثاني: المخالفة للثقة.
وأما قولك: " لكنه يصلح للشواهد والمتابعات "
فليس محله هنا لأنه لم يتابع بل خالف، ولا يصلح للشواهد، ما ثبت شذوذه فضلاً عن نكارته كما لا يخفى عليك!!} انتهى كلامه.
فجاء على حسن فتعقب المعترض بمثل ماتعقبته به، فقال (ص 256 - 257):
{قلت: كذا! سمى هذه الرواية (متابعة)!! مع أنها (مخالفة) كما هو ظاهر لكل ذي بصر! فهل يقارن ابن جدعان بمثل أبي خيثمة؟ إذ قد خالفه بذكر تابعي الحديث، فجعله ابن جدعان محمد بن المنكدر، بينما هو أبو الزبير - كما في رواية أبي خيثمة عنه.
وعليه؛ فقول محمود سعيد في ابن جدعان: " ... لكنه يصلح للشواهد والمتابعات " لا يسوى سماعه في هذا المقام، لأنه خالف وما تابع!!} انتهى كلام الأخ علي حسن.
ولست أنكر إمكانية التتابع والتوارد على مثل هذا، ولكن من يعرف الأخ علي حسن، ويقرأ له، يعلم أن مثل هذا النقد والإعلال للأسانيد لا يعرف في بحوثه الحديثية، وأقواله النقدية.
فهو لا يكاد في بحوثه يعل إسناداً بإسناد إلا إذا كانا قد اتحدا في المخرج، بمعنى أن يقع الخلاف في هذين الإسنادين على رجل واحدٍ، إما إعلال الإسناد لكون التابعي أو من دونه قد تغير في إسناد آخر فهذا من أنواع الإعلال الدقيقة والتي لا نعرفها في بحوث الأخ على حسن.
بل لا أخفي سراً، إذا قلت: أن هذا النوع من الإعلال لا نكاد نعرفه في بحوث من المتأخرين، وأكثر المعاصرين.
ولما وقف بعض أساتذتي على هذا الإعلال في هذا الموضع من كتابي خالفني فيه، فلما أتيت له بالأمثلة على ذلك من كلام المتقدمين من الأئمة سلم وسكت.
وقد كتبتُ في ذلك بحثاً، وزدت فيه من الأمثلة ما يسر الله تعالى، وأودعته كتابي بعضها ببعض ولا يعل بعضها ببعض كما فعل هنا.
ومن أمثلة ذلك في بحوثه: حديث أسماء في كشف الوجه والكفين، حيث كتب في تقوية هذا الحديث رسالة أسماها: " تنوير العينين ... " وهي مطبوعة وذهب فيها إلى تقوية الحديث باجتماع ثلاثة أسانيد:
الأول: مارواه الوليدُ بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد بن دريك، عن عائشة مرفوعاً.
الثاني: مارواه هشام الدستوالي، عن قتادة مرفوعاً مرسلاً.
الثالث: مارواه ابن لهيعة، عن عياض الفهري، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس مرفوعاً.
ولم يعل الأول بالثاني مع أن مخرجهما واحد، وقد ذكر هو للإسناد الأول أربع علل، ومع ذلك قال (ص 38):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/186)
" هذه الطريق فيها أربع علل، لكنها لا تمنع من الاعتضاد "!
ولم يعل الثالث بالثاني، بل قوى الحديث بالمجموع مع أن الثالث فيه ضعف ابن لهيعة وشيخه، وذلك واضح؛ لأنه رأي الطريقين مختلفي المخرج، فقوى الحديث - على طريقته - ولم يعل إسناداً بإسناد، مع أن ابن لهيعة غير الإسناد، وليس في إسناد حديثه راوٍ واحد قد ذكر في الإسنادين الاخرين، فلم يوافق على شيء من إسناده، فواعجباً! يخطئ الرواي إذا غير التابعي فقط، ولا يخطئه إذا غير الإسناد كله!!
والأمثلة على ذلك في كتبه كثيرة، وقد كنت كتبت بحثاً في بيان ضعف هذا الحديث، سلكت فيه طريقة النقد الصحيحة، وأثبت فيه نكارة الوجهين: الأول والثالث، وأنه لا يصح إلا من مرسل قتادة، وهو قيد الطبع، يسر الله ذلك.
وحتى لا أطيل عليكم، أكتفي بما ذكرت من أمثلة، وأجمل الأمثلة المتبقية، فإن كان في وقتكم سعة فتفضلوا مشكورين بالقيام بتلك المقارنات، ليظهر مدى اعتماد الأخ على حسن على كتابي في هذه المواطن الكثيرة من كتابه.
فتفضلوا مشكورين بمقارنة مافي كتابه (ص 21 - 22)، بما في كتابي (ص 111 - 112).
ومافي كتابه (ص 158 - 159)، بما في كتابي (ص 335 - 336).
ومافي كتابه (ص 164 - 165)، بما في كتابي (ص 319 - 322).
ومافي كتابه (ص 169 - 170)، (الوجه الرابع)، بما في كتابي (ص 303 - 304).
ومافي كتابه (ص 229) مقطع (58)، بما في كتابي (ص 154).
ومافي كتابه (ص 229) مقطع (59)، بما في كتابي (ص 283).
ومافي كتابه (ص 230) مقطع (60)، بما في كتابي (ص 234) وما بعدها.
ومافي كتابه (ص 230) مقطع (61)، بما في كتابي (ص 230).
ومافي كتابه (ص 233 - 235)، بما في كتابي (ص 170 - 172).
ومافي كتابه (ص 238) مقطع (69)، بما في كتابي (ص 135 - 137).
ومافي كتابه (ص 242) من قوله " قلت وأمر آخر .... " بما في كتابي (ص 184) ومافي كتابه (ص 245) المقطع (78)، بما في كتابي (ص 127 - 127) وكذا (ص 159 - 160).
ومافي كتابه (ص 274)، بما في كتابي (ص 213).
ومافي كتابه (ص 250 - 252)، بما في كتابي (ص 144 - 148).
ومافي كتابه (ص 253) " ثم أورد محمود سعيد ... "، بما في كتابي (ص 134). ومافي كتابه (ص 259 - 260) المقطع (94) بما في كتابي (ص 214).
ومافي كتابه (ص 260) المقطع (95) بما في كتابي (ص 268).
ومافي كتابه (ص 265) المقطع (104) بما في كتابي (ص 266).
ومافي كتابه (ص 266) المقطع (106) بما في كتابي (ص 277) ومابعدها.
ومافي كتابه (ص 267) المقطع (108) بما في كتابي (ص 296 - 297).
ومافي كتابه (ص 274) مقطع (114) بما في كتابي (ص 202 - وما بعدها).
ومافي كتابه (ص 282 - 283)، بما في كتابي (ص 160 - 164).
ومافي كتابه (ص 289 - 291)، بما في كتابي (ص 322 - 326).
ومافي كتابه (ص 291)، بما في كتابي (ص 176 - 182) مع ملاحظة هامشه (1) بما في كتابي.
ومافي كتابه (ص 131 - 132) بما في كتابي (ص 223 - 224).
ومافي كتابه (ص 302 - 303) بما في كتابي (ص 329 - 331).
ومافي كتابه (ص 304) مقطع (140) بما في كتابي (ص 270).
ومافي كتابه (ص 304) مقطع (141) بما في كتابي (ص 241 - 242).
ومافي كتابه (ص 304) مقطع (142) بما في كتابي (ص 242).
الدليل الثاني:
وهو دليل أقوى بعض الشيء من الدليل السابق، حيث تابعني الأخ علي حسن على أخطاء يبعدُ جداً الإشتراكُ في مثلها.
ولهذا الدليل شاهدان:
الشاهد الأول:
روى محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة ... " - الحديث
ذكر الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " هذه الرواية، ثم بين علتها، فقال (1/ 1 / 224):
وقال لنا آدم: ثنا أبو جعفر الرازي، عن عمرو، عن جابر - قوله، وقال لي يحيى بن موسى: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني عمرو، قال: سمعت {عن} (1) جابر {بن عبد الله} (2) وعن واحدٍ - مثله.
وهذا أصح، مرسل " انتهى كلام الإمام البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/187)
نقلت كلام الإمام البخاري هذا في كتابي (ص 152 - 153)، مستدلاً به على خطأ محمد بن مسلم الطائفي في روايته تلك، ثم فسرت قول البخاري: " مرسل " بقولي في الحاشية:
" أي: " موقوف "، واستخدام " المرسل " بمعنى " الموقوف " مستخدم على لسان بعض المتقدمين، وهذا مثال جيد لهذا، لأن هذه الرواية موقوفة وليست مرسلة كما هو ظاهر، وهذا الاستخدام لم ينصوا عليه - فيما أعلم - في مبحث المرسل من كتب المصطلح " أ. هـ كلامي.
ثم تبين بعد طباعة الكتاب، أن قول البخاري هذا: " مرسل " على حقيقته، أي: منقطع. وكان مما دلني على ذلك أن رواية عبد الرزاق تلك وجدتها في " مصنفه (4/ 139) لكن وقع فيه: " عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: سمعت عن غير واحدٍ، عن جابر بن عبد الله " - موقوفاً.
فدل ذلك على أن عمرو بن دينار لم يسمع هذا الحديث من جابر، وإنما أخذه عن غير واحدٍ، عن جابر وأن مافي " التاريخ " وقع فيه تقديم وتأخير أدى إلى خلل في الرواية، جعلها تعارض كلام البخاري عليها.
ووجه الحكم على تلك الرواية بالإرسال، هو أن كثيراً من المتقدمين يرى أن قول الراوي: " عن رجل عن فلان " من قبيل المرسل أو المنقطع كما هو مشروح في مبحث " المرسل " و " المنقطع " من كتب علوم الحديث، ودليلهم في ذلك واضح، وهو أن الحكم بسماع راوٍ معين من شيخ معين فرع من معرفتنا بهذا الراوي وذاك الشيخ وعدم معرفتنا بالشيخ يمنع الحكم بسماع هذا الراوي منه.
هناك أدلة أخرى لا تخفى على شيخنا الفاضل، وإنما أردت بيانَ وجه حكم البخاري على تلك الرواية بالإرسال، وأنه على حقيقته على أصولهم وقواعدهم، لا سيما والبخاري معروف بشدة التحرز في هذا الباب.
وكنت قد وقفتُ على رواية " المصنف " سالفة الذكر حال تأليفي ل " ردع الجاني " غير أنني ذكرتها في نفس الصحيفة (ص 153) على وجه التنبيه، ولم أتنبه إلى هذا الذي تنبهتُ إليه أخيراً.
ولما تبين لي أني كنتُ مخطئاً في تفسير قول الإمام البخاري، كتبت على هامش نسختي الخاصة.
" أخشى أن تكون روايةُ ابن جريج مرسلة فعلاً، وتدبر إسنادها، فعلى هذا يكون ابن جريج تابع أبا جعفر الرازي على الوقف، وخالفه في الوصل ".
لكن ماذا فعل علي حسن؟!
لقد أشار إلى كلام البخاري في كتابه (ص 228)، ثم قلدني على الخطأ تقليداً أعمى، ففسر كلامَ البخاري بمثل تفسيري، فقال:
" وقد رجّح البخاري في (التاريخ الكبير) (1/ 1 / 224) رواية ابن جريج وأبي جعفر الرازي الموقوفة على غيرها، قائلاً بعد إيرادها: " هذا أصح، مرسل، أي: موقوف " أ. هـ كلام علي حسن.
فتابعني على الخطأ في موضعين:
الأول: تفسيري لقول البخاري.
ولا شك أن هذا التفسير مما لا تتواردُ عليه الأذهان، لأنه خلاف الجادة وخلاف المشهور، والأذهان إنما تتوارد على المشهور والغالب.
الثاني: تابعني على اعتباري رواية ابن جريج موافقة لرواية أبي جعفر الرازي، وقد سبق أن ابن جريج وإن وافق أبا جعفر على الوقف، إلا أنه خالفه في الوصل.
والشاهد الثاني:
سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى - في غضون الكلام على الدليل الأول من الأدلة اليقينية.
الدليل الثالث:
وهو: أنه قد تابعني على العزو وإلى طبعات معينة لبعض الكتب التي لها أكثرُ من طبعة، مع أن عادته في كتابه هذا وغيره عندما يعزو إلى هذه الكتب أن يعزو إلى طبعة أخرى غير التي اعتمدت أنا عليها.
فمن تلك الكتب:
الطبقات الكبرى لابن سعد:
فأخونا علي حسن عندما يعزو إلى هذا الكتاب، إنما يعزو إلى الطبعة البيروتية ذات الأجزاء التسعة، وهذا معلوم لمن تتبع كتبه.
مثل: تعليقه على " سؤالات ابن بكير للدار قطني " (ص 41 و 43 و 44، 45 و 46 و 47 و 48 و 50 و 51 و 52 و 54 و 55). وكذا " تعليقه على العلل " لأبن عمار الشهيد (ص 78 و 83 و 87)، وكتابه: " القول المبين " (ص 18). و " الكاشف " (ص 52).
بل وكتابه هذا أيضاً (ص 133 و 284).
ولم يخرج عن هذه القاعدة في كتبه، إلا في موضعٍ واحد في كتابه هذا (ص 283) حيث عزا حديثاً لابن سعد في " الطبقات " فذكر هذا الرقم (4/ 1 / 45 - 46).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/188)
وهذا العزو إنما هو للطبعة الألمانية، التي أصدرها المستشرقون الألمان، أو لطبعة " دار التحرير " المأخوذة عنها، وهما الطبعتان المقسمتان إلى أجزاء وأقسام.
وسببُ ذلك واضح، وهو إن هذا الموضع لم يرجع فيه للطبقات، وإنما أخذه من كتابي (ص 162)، ولم يشر إلى ذلك.
واللافت للنظر: أن علي حسن زاد شاهدين لهذا الحديث نفسه في (ص 284) من كتابه، أي: في الصحيفة التي تلي هذه الصحيفة، وعزاهما لابن سعد في " الطبقات "، فجاء عزوه على الجادة!!
قال " ... شواهد .. منها مارواه ابن سعد (4/ 66) ... وشاهد آخر رواه ... وابن سعد (4/ 67) ... " انتهى.
والعادةُ: أن من تصدّى لكتابة بحث معين، واعتمد فيه على كتاب معين، فإنه يعتمد على نسخة واحدة لذلك الكتاب، ولا يعدد النسخ في بحث لا يتعدى ثلاث صحائف!
ومن تلك الكتب:
سؤالآت البرذعي لأبي زرعة الرازي:
وعادة علي حسن إذا ما عزا لكتاب " الضعفاء لأبي زرعة الرازي وأجوبته على أسئلة البرذعي " أنه يعتمد على الطبعة التي حققها الدكتور سعدي الهاشمي، ذات الأجزاء الثلاثة.
وعادتُه في العزو إليها - كما هي عادة غيره - لرقم الجزء والصحيفة؛ لأن الكتاب يمثل الجزء الثاني من تلك الأجزاء الثلاثة، والجزآن الآخران يشتملان على دراسة المحقق وفهارس الكتاب.
وعلي حسن اعتمد على تلك الطبعة على " العلل " لأبن عمار (ص 108) (1) بل وفي كتابه هذا أيضاً (ص 198).
وقد كنتُ نقلتُ من هذا الكتاب تضعيفاً لأبي زرعة لعمر بن حمزة في (ص 332) من كتابي، وعزوت ذلك إلى رقم الجزء والصحيفة، فقلت: (2/ 364).
فجاء علي حسن، فنقل نفس الذي نقلته، لكنه غير رقم الصفحة ورقم الصحيفة، وذكر عوضاً عنهما رقماً لفقرةٍ، فقال (ص 137) من كتابه.
{ ... " سؤالات البرذعي له " (رقم: 79)}.
كذا قال!!
فلست أدري من أين أتى الأخ على حسن بهذا الرقم، فإن طبعة هذا الكتاب غيرُ مرقمة الفقرات، اللهم إلا القسم المختص بكتاب الضعفاء، وليس هذا النقل منه، فكتاب الضعفاء يبدأ في (ص 597) وينتهي في (ص 674)، وكلام أبي زرعة في عمر بن حمزة إنما هو في (ص 364)، فهو قبل ذلك.
فمن أين أتى أخونا علي حسن بهذا الرقم؟!
فإن كان أعتمد هذه المرة على طبعة أخرى مرقمة الفقرات، فأين هي؟ فإن الكتاب - حسب علمي - لم يطبع سوى هذه الطبعة، وقد سألت بعض إخواني المهتمين بطبعات الكتب، فنفى أن يكون لهذا الكتاب غير هذه الطبعة.
وإن أتى بتلك الطبعة، فلنا أن نسأله: لماذا هذه الطبعة هذه المرة بالذات؟!
وإن كان هذا الرقم مختلقاً ملفقاً، لا وجود في الواقع، وإنما ذكره علي حسن من عنده لحاجةٍ في نفس يعقوب؛ " فقد سقط معه الخطاب، وسد في وجههِ الباب " (2).
الأدلة القطعية
وهي التي لا فكاك للأخ علي حسن من قبضتها، مهما حاول أن يجادل في الأدلة السابقة.
ومحصلة هذه الأدلة:
الدليل الأول:
رد المعترض محمود سعيد في كتابه " تنبيه المسلم " (ص 144) ما حكاه العلماء من تضعيف الإمام النسائي لعمر بن حمزة بحجة أن الثابت في كتاب " الضعفاء " للنسائي (ص 84) أنه قال في عمر بن حمزة: " ليس بالقوي "، ولم يقل: " ضعيف ".
فتعقبته (ص 212) من كتابي بأن الوقوف على هذه القولة للنسائي لا ينفي الأخرى .... إلخ كلامي.
ثم ألزمته بأنه أعتمد مثل هذا النقل عن النسائي في راوٍ آخر في كتابه، ولم يرده بمثل مارد هذا.
فقلت له (ص 212):
" وقد مر في كتابك مثل هذا تماماً، فقد قلتَ في كلامك في هشام بن حسان (ص 135): " قال النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي ". فلماذا لم ترد إحداهما بالأخرى كما فعلت هنا؟ " أ. هـ كلامي.
وهذا الذي نقلته من كتاب المعترض وألزمته به نقل صحيح، غير أنني أخطأت حيث قلت: إن الإمام النسائي قال هذا القول في " هشام بن حسن "، والصواب أن النسائي قاله في " هشام بن سعد " لا ابن حسان، وكن هذا سبق قلم مني.
وبالرجوع إلى هذه الصحيفة المشار إليها، أعني: (ص 135) من كتاب المعترض يتبين ذلك.
فماذا صنع علي حسن؟؟
جاء فنقل كلام المعترض السابق ذكره، ثم تعقبه بقريب من تعقبي عليه، ثم أراد أن يلزم المعترض بنفس إلزامي فقل (ص 275):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/189)
" وهو ما جرى به قلم محمود سعيد نفسه (ص 212) من كتابه حيث نق النسائي قوله فيه هشام بن حسّان " ضعيف "، وقال مرة: " ليس بالقوي "! فلماذا اللعب على الحبلين؟! ولماذا الكيل بمكيالين؟! " أ. هـ كلام علي حسن.
والمتدبر لكلام علي حسن هذا، ولما زعم أنه نقله من كتاب المعترض، يتبين له من أول نظرة أنه لم ينقله من كتاب المعترض مباشرة، وإنما أخذه من كتابي، وأوهم أنه رجع إلى كتاب المعترض.
ودليل ذلك، أمران:
الأول: متابعة لي على الخطأ في اسم الراوي، حيث تابعني في تسميتي له " هشام ابن حسان "، وقد بينا أن الصواب في اسم هذا الراوي المطابق للواقع والمطابق لما في كتاب المعترض أنه " هشام بن سعد "!
الثاني: أنه لما عزا هذا القول لكتاب المعترض أخطأ في كتابة رقم الصحيفة خطأ فادحاً، حيث ذكر أنّ المعترض جرى بذلك قلمه في (ص 212) من كتابه وهذا الكلام لا وجود له في هذه الصحيفة من كتاب المعترض.
فمن أين إذاً نقل علي حسن هذا الرقم (ص 212)؟!
الواضح جداً: أنه نقل هذا من كتابي أنا، حيث إن هذا الرقم (ص 212) هو رقم الصحيفة التي وقع فيها كل ذلك في كتابي ولكنه - لأمر يعلمه الله تعالى - بدلاً من أن ينقل رقم صحيفة كتاب المعترض والتي فيها مانقلته عنه - وقد ذكرته في كلامي - وهو (ص 135) نقل رقم صحيفة كتابي أنا، ليشهد على نفسه بما هو أهله.
ولم يكلف نفسه أن يرجع إلى الصحيفة التي ذكرتها من كتاب المعترض، لينقل منها مباشرة بعد أن عرف رقمها مني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه اعتمد على كتابي اعتماداً كلياً.
الدليل الثاني:
عقدت في كتابي فصلاً (ص 36 - 54) بينت فيه " أيادي الألباني البيضاء في الدفاع عن الصحيحين والذب عن حياضهما " ذكرت فيه أدلة كثيرة على تعظيم الشيخ الألباني للصحيحين وحفاوته بهما.
فمن تلك الأدلة التي ذكرتها: " أنه ينكر على من يعزو حديثاً لغير الصحيحين، وهو فيهما أو في أحدهما؛ لأن العزو إليهما مشعر بصحة الحديث ".
ذكرت هذا الدليل في (ص 43) من كتابي.
واستدللت على صحة هذا بثلاثة نصوص جمعتها من كتب الألباني.
النص الأول: في مقدمة " الجامع الصغير " (ص 10).
والنص الثاني: في " السلسلة الصحيحة " (4/ 216).
والنص الثالث: في كتابه " نقد نصوص حديثية " (ص 8).
ونقلت ألفاظ الشيخ من هذه المواطن من كتبه في (ص 43) من كتابي.
فماذا صنع علي حسن؟؟
عقد فصلاً في آخر كتابه شبيهاً بهذا الفصل الذي عقدته أنا في كتابي، ثم أخذ يسوق أدلة مثل الأدلة التي استدللت بها، فذكر (ص 309 - 310) أربعة نصوص من كتب الشيخ الألباني يستدل بها على ذلك.
وهذه الأربعة تشتمل على النصوص الثلاثة التي ذكرتها أنا، ونص آخر زاده هو.
فإذا به ينقل النص الوحيد الذي زاده في صلب الكتاب، وأما الثلاثة الباقية، فقد أشار إليها في هامش الصحيفة قائلاً:
" انظر " نقد نصوص حديثية (ص 43) " و " والسلسلة الصحيحة (4/ 216) "، مقدمة " صحيح الجامع (1/ 10) " أ. هـ.
فهل ياترى هذه المواضع من كتب الشيخ رجع إليها فعلا، أم أنه أخذها من كتابي من غير أن يرجع إليها، ليستثبت - على الأقل - من صحة ما نقلته.
الجواب: يعرف بالنظر في هذين الأمرين.
الأول: أنه لما أحال القارئ إلى كتاب " نقد نصوص حديثية " أحاله إلى (ص 43) منه.
وهذا الرقم خطأ، فمن يرجع إلى تلك الصحيفة من هذا الكتاب لا يجد شيئاً من هذا الذي يتحدث عنه، وإنما هذا موجود في هذا الكتاب في (ص 8) كما ذكرت أنا في كتابي.
ولكن - ياترى - من أين جاء هذا الرقم؟!
إن المتأمل يظهر له أن هذا الرقم هو نفس رقم الصحيفة التي جاء فيها كلام الشيخ الألباني هذا في كتابي، فإنه وقع في (ص 43) من كتابي.
وبهذا يعلم: أن علي حسن نقل ذلك من كتابي، وبدلاً من أن ينقل رقم الصحيفة على الصواب انتقل نظره إلى رقم صحيفة كتابي، فنقله وهو لا يدري.
الثاني: أنه لما أحال القارئ إلى مقدمة " صحيح الجامع "، أحاله إلى رقم (1/ 10) منه، أي: الجزء الأول، الصحيفة العاشرة.
وهذا أيضاً يكشف لنا أنه نقل هذا الرقم من كتابي، ولم يرجع إلى " صحيح الجامع " ليستثبت.
ذلك؛ أن " صحيح الجامع " له طبعتان.
الطبعة الأولى، هي ذات المجلدات الثلاث، وهي القديمة، وهي التي اعتمدت عليها في كتابي، وليس عندي غيرها حتى الآن.
والطبعة الثانية، وهي ذات المجلدتين، وهي التي اعتمد عليها علي حسن في كتابه هذا باطراد، ولتراجع تلك الصحائف من كتابه مع مقارنة هذه الأرقام التي ذكرها عند عزوه لهذا الكتاب، بهذه النسخة الثانية.
وهي: (ص 84 و 145 و 146 و 147 و 148 و 149 و 159).
وإذا رجعنا إلى الصحيفة العاشرة (1/ 10) من " مقدمة صحيح الجامع " من تلك الطبعة الثانية، لما وجدنا شيئاً من هذا الذي يتحدث عنه، وإنما يوجد في تلك الصحيفة من تلك الطبعة آخر كلمة الأستاذ زهير الشاويش التي قدم بها على الطبعة، وإنما كلام الشيخ الألباني المشار إليه في هذه الطبعة في الصحيفة رقم (19).))
انتهى نص الرسالة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/190)
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:36 ص]ـ
هل ((أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية)) مدح للكتاب المسروق؟؟؟
فإما أن ترد على الشيخ بو خبزة أو تقره أو تسكت، فهو خير لك.
للتذكير
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل بارك الله فيك وفيما قدمت ............ فقد قرأت نص الرسالة كاملة وهالني ما فيها!!!!
سبحان الله العظيم طالب علم كبير كالشيخ علي حسن ويقوم بهذا!!! الله المستعان نسال الله العافية.
أما كلام الشيخ بو خبزة حفظه الله تعالى أفسره بكونه حفظه الله لا يعلم شيئا عن هذا والله أعلم ..
كما أنني أدعوا الأخ الفاضل طارق الحمودي أن يعلق على نص الرسالة وينقلها الى شيخنا بو خبزة ليطلع عليها بدوره.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 04:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يجب على الشيخ أن يفعل هذا وأن (يشطب) اسم السارق، ويضع اسم المؤلف الحقيقي
وحبذا أن ينبه على سبب تعديله لهذا النص!
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[30 - 08 - 06, 02:09 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الله المستعان
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:47 م]ـ
أتكفل ببيان ذلك لشيخنا بعد إطلاعه على الرسالة.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[01 - 09 - 06, 11:54 م]ـ
أخي العتيبي جزاك الله حقا.
وحقا وصدقا:إذا لم تستحي فاصنع ماشئت.
وهذه تضاف أيضا لما سطره ذ الراجحي في مقالاته:الفارق بيم المحقق والسارق.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[12 - 01 - 07, 01:42 ص]ـ
هل ((أنبغ تلاميذ الألباني الأستاذ الداعية)) مدح للكتاب المسروق؟؟؟
فإما أن ترد على الشيخ بو خبزة أو تقره أو تسكت، فهو خير لك.
هذا جزاء أدعياء السلفية وعلى رأسهم المدعو علي حسن الذي اغتررنا به أول الطلب.انجرارا مع التيار.
وربما شيخنا محمد بوخبزة لا يعلم حقيقة الرجل. والرجل كان على الجادة ثم انقلب على عقبيه ولله في خلقه شؤون.
وقد كتب الشيخ محمد بن سالم الدوسري -رحمه الله- كتاب قيم في بيان منهج الرجل (الحلبي) وقدم له الشيخ الفوزان والشيخ الراحجي.
سماه رفع الائمة عن الفتوى اللحنة الدائمة.
وهو رد على كتاب الحلبي.الاجوبة المتلائمة عن فتوى اللحنة الدائمة.الذي لم يحسن تسمية.والجواب يكون على الشيء لا عنه كما ذكرت الشيخ الدوسري.
وانظر أيضا كتاب تنبيه الأمة إلى تلبيسات الحلبي على الائمة.لأحد الفلسطنيين.
والله المستعان.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[12 - 01 - 07, 06:21 م]ـ
بارك الله فيك .. واصل نشر درر الشيخ الفاضل أبو خبزة ..
يا شيخ إحسان:
نسأل الله أن يستر علينا جميعاً .. بالأمس تطالبه يقدم لك كتبك، واليوم ترجمه بحجارة قلمك؟!
أما كنت تعرفه من قبل؟!
أما السرقات فحدث عنها ولا حرج ..
أذكر أحد الدعاة المكثرين من التأليف [وإن شئت قلت: التجميع] قد سطا على كتاب لأحد طلبة العلم طلب منه مراجعته، فلم يدري صاحبنا إلا والشيخ البحاثة قد أخرج الكتاب بعنوان رشيق، وقيده بوقف لله تعالى؟!! أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة .. وبعد بين بأنه جمع وزاد ووووو لستر الفضيحة ..
أحد من ألف في [الشيعة الإثني عشرية وتكفيرهم لعموم المسلمين] شكى وتباكى لما سمع بأن هناك من سيؤلف كتاب في ظاهرة التكفير عند الشيعة، واتهمهم بسرقة الفكرة .. إلخ ..
ثم يأتي بعد أشهر: وإذا بكتابه يخرج .. والمفاجأة أنهم قد سرق غالب المادة من رسالة الدكتور ناصر القفاري، ومن رسالة أخرى له بعنوان أخر ..
ويظل لصوص الدعوة، أهلاً للتأليف والجمع والنفخ .. فلله درهم حيث زادت مؤلفاتهم مؤلفاً جدياً مسروقاً ..
واحجم عن ذكر الأسماء للستر عليهم ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[12 - 01 - 07, 06:55 م]ـ
ومهما تكن عند امريء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
نسأل الله الستر والعافية
والوصية مراقبة الله في السر والعلن فكفى بالمرء سوءا أن يجعل الله أهون الناظرين إليه.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 01 - 07, 11:50 م]ـ
الدوسري
هل تريدني من العالمين بالغيب، أم أن أبقى على ما أنا عليه حتى لو علمت الحق؟
ولو وقفت على الحقيقة لعلمت أنني رددت إرجاءه قبل اللجنة الدائمة بسنوات، ففي الوقت الذي كنت أرد عليه وأناقشه كان بعض علماء اللجنة يحتضنه ويؤويه، ولم ننكر عليهم بل أثنينا عليهم ودعونا لهم(66/191)
هدية لطلاب علم الفرائض
ـ[هاني عزيز]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:32 م]ـ
طلاب علم الفرائض الكرام .... السلام عليكم
هذا موقع رائع في علم الفرائض قمت بتحميله ورفعه لكم فهو يستحق أن يطلع عليه
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=ac8dBa0zw
ولاتبخلوا على بالدعاء
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علاء الدين بن محمد مرعي الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:25 ص]ـ
جزاكم الله عنا كل خير
ـ[أم الزبير]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:40 ص]ـ
جزاك الله ألف خير ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:41 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[22 - 09 - 06, 02:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:58 ص]ـ
هذا علم لا يتأتى إلا بثني الركب أما ذويه فأرجو الاستفادة من هذا التنبيه والبرنامج نافع غير جامع حسب تجربتي القاصرة ولا أدعي أنني فرضي غير أنني تتلمذت على العلماء فيه وفي غيره فأرجو ممن لم يتلق العلم أن لا يعتمد كل ما في البرنامج إلا بعد عرض ما يأخذه منه على شيوخه.(66/192)
هدية لطلاب علم الفرائض
ـ[هاني عزيز]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:37 م]ـ
طلاب علم الفرائض الكرام .... السلام عليكم
هذا موقع رائع في علم الفرائض قمت بتحميله ورفعه لكم فهو يستحق أن يطلع عليه
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=ac8dBa0zw
ولاتبخلوا على بالدعاء
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
اسال الله العظيم ان يهديك الى الطريق المستقيم
انت وجميع الملسلمين(66/193)
اهل الحديث والسنة
ـ[احمد محمد رضا]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:50 م]ـ
ما معنى هذه الكلمة؟ ولماذا كانوا هم الفرقة الناجية؟
انا اقصد لماذا يطلق على الفرقة الناجية اهل الحديث؟
وا معنى كلمة محدث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:49 م]ـ
أهل السنة (1) و الجماعة (2) - الفرقة الناجية (3)
... (1) 4607 - حدثنا أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد قال حدثني خالد بن معدان قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا
: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه} فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال العرباض صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يارسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".
قال الشيخ الألباني: صحيح
... (2) وفي البخاري:
6673 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول
: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال (نعم). قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال (نعم وفيه دخن). قلت وما دخنه؟ قال (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر). قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت يا رسول الله صفهم لنا قال (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)
[ر 3411]
... (3) في مسند الامام أحمد:
12229 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عبد العزيز يعني الماجشون عن صدقة بن يسار عن العميري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة وأنتم تفترقون على مثلها كلها في النار الا فرقة
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح بشواهده , وهذا إسناد ضعيف لضعف النميري
16979 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال حدثني ازهر بن عبد الله الهوزني قال أبو المغيرة في موضع آخر الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وانه سيخرج في أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى ان لا يقوم به
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن وحديث افتراق الأمنه منه صحيح بشواهده
ـ[محمود المصري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:59 م]ـ
أظن أخي أن هذا الموضوع قد طرح من قبل فلعلك تستخدم خاصية البحث في البحث عنه.
وإليك هذه المقالة من موقع الدرر السنية فلعلك تجد فيها بعض بغيتك, وهي تحت عنوان "من هم أهل الحديث":
http://www.dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=6
وجزا الله الأخ السباق بلال مرة أخرى (ابتسامة محب)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:27 م]ـ
الحبيب محمود المصري ...
جزاك الله خيراً على حسن الدعاء ...
****
ذكر الشيخ محمد ضياء الأعظمي في كتابه ((دراسات في الجرح والتعديل)) ص 239 ما نصه:
المحدث: قال ابن سيد الناس: ((المحدث في عصرنا من اشتغل بالحديث رواية ودراية, وجمع رواة, واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه)) *1*.
وقال العراقي: المحدث في عرف المحدثين من يكون له كتب وقراء وسمع ووعى ورحل الى المداين والقرى وحصل أصولاً من متون الأحاديث, وفروعاً من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التى تقرب من ألف تصنيف *2*.
______
(1) نقله السيوطي في تدريب الراوي ص 48.
(2) شرح نخبة الفكر ص4, مع شرح القاري.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:43 م]ـ
(1) نقله السيوطي في تدريب الراوي ص 48.
وهو في ((أسئلة ابن سيد الناس)) 2/ 165.(66/194)
القبيسيات - سؤال
ـ[ابو بكر الشامي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:50 م]ـ
الأخوة أهل الملتقى
من يستطيع أن يبين لنا بوضوح
من هم أو هن القبيسيات
ولكم الشكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:57 م]ـ
هم طائفة صوفية مبتدعة
للفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=205626#post205626
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=107055#post107055(66/195)
ما اسم الشخص من العراق الذي كان يعادي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:02 م]ـ
يا إخوان السلام عليكم أريد المساعدة السريعة: ما اسم الشخص من العراق الذي كان يعادي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ هل اسمه داود بن جرجير العراقي؟ جزاكم الله خيرا
ـ[خالد صالح]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:18 م]ـ
اسمه: داود بن جرجيس.
ومما كتب في الرد عليه:
تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس
تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس
منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:20 م]ـ
أخي الكريم خالد صالح جزاك الله خيرا
ـ[خالد صالح]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:29 م]ـ
وجزاك بمثله أخي الحبيب.(66/196)
هنيئا لك أيتها الاخت هذا الاجر؟؟؟؟
ـ[ابن ربيعة]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:19 م]ـ
نعم ايتها الاخت المباركه هنيئا لك هذا الاجر بعمل يسير فلا تضيعيه اقرائي هذه الفتوى00000
- الشيخ ابن باز - رحمه الله -: " سئل: هل المكوث في المنزل بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن حتى تطلع الشمس، ثم يصلي الإنسان ركعتي الشروق له نفس الأجر الذي يحصل بالمكوث في المسجد؟
فأجاب: هذا العمل فيه خير كثير وأجر عظيم، ولكن ظاهر الأحاديث الواردة في ذلك أنه لا يحصل له نفس الأجر الذي وعد به من جلس في مصلاه في المسجد، لكن لو صلى في بيته صلاة الفجر لمرض أو خوف ثم جلس في مصلاه يذكر الله أو يقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس، ثم يصلي ركعتين فإنه يحصل له ما ورد في الأحاديث لكونه معذوراً حين صلى في بيته.وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله أو تقرأ القرآن، حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين فإنه يحصل لها الأجر الذي جاءت به الأحاديث، وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين، والأحاديث في ذلك كثيرة يشدّ بعضها بعضاً وهي من قسم الحديث الحسن لغيره والله ولي التوفيق " 7] مجموع فتاوى ومقالات 11/ 403
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
يُنظَر هنا للفائدة:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6384
ـ[ابن ربيعة]ــــــــ[02 - 09 - 06, 06:45 م]ـ
الاخت افنان والاخ ابو شعبه الاثري وانتما كذلك
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[02 - 09 - 06, 07:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وبارك الله فيكم(66/197)
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وآله، وصحبه، والتابعين، أما بعد:
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة، والمسألة في باب الاعتقاد، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان! فإلى الله المفر.
وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية.
قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/ 140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ .. ]
وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة.
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه بردها، ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا.
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي.
وجيش شبهات الباطل.
فأيما قلب صغا إليها، وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه، وجوارحه بموجبها،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك، والشبهات، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه؛ وإنما ذلك من عدم علمه، ويقينه، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ: لا تجعل قلبك للإيرادات، والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال.
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك، بل يجاوز نظره إلى باطنها، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها.
ومثال هذا: الدرهم الزائف، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك؛ فيطلع على زيفه.
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف، والمعنى كالنحاس الذي تحته، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله.
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب، والمقالة بلفظ، ويردها بعينها بلفظ آخر، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح.
معاد بعد أن حذف بسبب الخلل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:45 م]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50):
المعتصم هو:كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا أشكل عليك أمر، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر؛ فاعتصم بحبل الله، وبكتابه، وحسبك حسبك.
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)
كل ما يخالف الحق أي نظرية، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى، فكل ما يعارض الحق فهو باطل.
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة، ما يلزم.
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعارض كذا = فهو مردود مدفوع.
اعتصم بالحق، واثبت على الحق، واطرح كل ما خالفه.
أحببت أؤكد على هذا، فهو ينفع المسلم، ويريح باله، عند ورود الشبهات على قلبه، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل، فإن الآن أصبح الناس في فتنة، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم، المبتدع يتكلم، والملحد يتكلم، يطرح الشبهات، المبتدع المعروف بالبدعة، والمتسنن الذي ينتسب للسنة، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار، وتوجهات فيحملها، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات، أو السلوكيات.
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة، وطرحه، وعرضه، وكلامه = يكذب انتسابه، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة، وفيما ينشره نشرا خاصا، أو عاما، فحذار من الاغترار به، فكل من يتضامن معه، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه .. اهـ
[ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].
فتمسك أخي المسلم بهذه التوجيهات تجد الراحة في الدين والدنيا والآخرة.
والله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/198)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:48 م]ـ
وكان قد علق على الموضوع الشيخ الفاضل حارث همام وهذا نص كلامه:
وهذه فائدة في التفريق بين الشبهة والاعتراض الصحيح:
لاشك أن الفوارق بين الحق والباطل كثيرة يراها من نوّر الله بصيرته بالعلم والإيمان، ولكن من أظهر ما يميز به الاعتراض الصحيح على القول المقرر بدليل عن الشبهة، هو أن الاعتراض الصحيح يكون محله صحة الدليل أو الاستدلال، موجهاً للنص أو ما استنبط منه، أما الشبهة فإنها تتوجه نحو القول المقرر بالأدلة الصحية الثابتة لتبطله بقياس أو إلحاق أو إلزام بقول آخر دون تعرض لصحة الدليل أو الاستدلال. فالشبهة اشتباه أو التباس بين أمرين يعجز البعض عن التفريق بينهما فيجمعهما في الحكم. مقدماً الرأي في حكمه على ما استقر بالشرع.
ولهذا نصح شيخ الإسلام تلميذه بأن يكون قلبه كالزجاج والزجاج صلب صاف، أما قوة القلب وصلابته فتكون باشتغال صاحبه في أعماله الظاهرة والباطنة فعمل القلب يمرن القلب كما يمرن عمل اليد الساعد فيشده ويقويه، وأما صفاؤه وبهاؤه فيكون بنور الوحي الذي يضيء له فينظر من خلاله، بخلاف الاسفنجة الفارغة غير المشبعة فإنها تمتص كل مايرد فلاقوة لها ولا صفاء مع خوائها، وهكذا القلب الخالي الذي لم يتشبع بنصوص الوحي، ولم يمرن عضلته بأعمال القلوب فتقوى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:57 م]ـ
ذكرني بالموضوع ما رأيت في الآونة الأخيرة من كثرة الإيراد للشبه، ورأيت أكثر من ينشغل بإيرادها هنا وطرحها = مَن ليس له قِبل بردها، وبيان زيفها.
وهذا من أعظم الغلط، فالمسلم ينبغي له تعلم العلم على الوجه الصحيح كما ذكر العلماء، ولا يصغ للبدع ولا يتكلف بردها؛ لأن هذا العمل زيادة على أنه مضيع للوقت بما هو أنفع، فهو باب للفتنة والضلال له ولغيره.
الرد على أهل البدع ينبغي أن يتولاه من كان له اتساع في العلم، ومعرفة بمذاهب المبتدعة؛ لأنه يعرف ما يستحق أن يزيف منها،وكيف يزيف.
فلا يصلح أن يكون المسلم ـ وطالب العلم خصوصا ـ كالجلالة يرعى مواقع النتن (المبتدعة)، ثم يتقيأه هنا!
وإن كان بعض من يفعل ذلك من هو مندس بيننا ويفعل ذلك بخبث وسوء طوية.(66/199)
اين اجد المصحف المرتل للقارئ (احمد الطرابلسي)؟
ـ[محمدالحسن]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:47 م]ـ
اين اجد المصحف المرتل للقارئ (احمد الطرابلسي)؟
بحثت عنه في الرياض والدمام فلم اجده ...
والذي اعرف انه من اهل الكويت ...
ارجو منكم ارشادي
بوركتم(66/200)
انفراد ليس في محله
ـ[القنوجي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:28 ص]ـ
العلامة صديق حسن خان من العلماء المشهورين في الهند بل العالم الاسلامي باسره لكثرة مؤلفاته ولكني وجدت له مسالة شاذة انفرد بها ثم اضطرب بها في مؤلف اخر وهي جواز ان يجمع الرجل في عصمته اكثر من اربع نساء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:22 ص]ـ
هذا ترجيح الشوكاني أيضا، وبعض الظاهرية!
وقد حكى غيرُ واحد من أهل العلم الإجماع على تحريم ما فوق الأربع! كالقرطبي وابن حجر.
والسبب في خطئهم في هذه المسألة - والله تعالى أعلم - الجمود على القواعد اللغوية بغير تيقظ لفقه لغة العرب!
قالوا: إن صيغة (مَثْنَى) معناها اثنين اثنين، و (ثُلاث) معناها ثلاثة ثلاثة، وهكذا، فالآية بظاهرها - عندهم - تفيد جواز ما فوق الأربع.
وأجابوا عن حديث (اختر منهن أربعا ... ) بأنه ضعيف.
والجواب عن هذه الشبه أن نقول:
أولا: الفقه في كلام العرب يعين على فهم المراد؛ فإن الآية {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} سيقت في مقام تَعداد النعم، فلو كان يجوز الزيادة على الأربع ما وقفت الآية عند هذا الحد كما هو واضح لمن تأمل السياق؛ كما لو جاءك سائل فقلت له: (خذ ما شئت من مالي حتى لو أخذت عشرة آلاف) فهل يفهم السائل من ذلك أنك تبيح له أن يأخذ مائة ألف؟!
ثانيا: الصواب في صيغة (مثنى) أنها أحيانا تأتي بالمعنى الذي ذكروه، وأحيانا تأتي بمعنى اثنين.
ثالثا: حتى لو قلنا إن صيغة (مثنى) معناها (اثنين اثنين) فإن ذلك محمول على مخاطبة الجمع بالجمع، كما تقول: (زوجت بناتي رجالا أوفياء) فليس المعنى أن كل بنت تزوجت رجالا أوفياء، وإنما المقصود أن مجموع البنات تزوجن من رجال أوفياء
رابعا: نصوص الشريعة وعمل السلف يشهد بأنهم كانوا يتقربون إلى الله بكثرة النكاح والذرية، فلو فرض أن الزيادة على أربع مشروعة لوجد من الصحابة والتابعين من فعل ذلك، ولتوفرت الدواعي على نقله، مع ما علموه من جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تسع نسوة.
والله تعالى أعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.(66/201)
نبذة مختصر ةعن مشجرات الأنساب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:34 ص]ـ
[ center] نبذة مختصرة عن مشجرات الأنساب
من الأمور المهمة في علم الأنساب مشجرات الأنساب المتداولة عند الكثير من القبائل والعوائل والأسر وهي دليل ومستند على صحة نسب هذه القبيلة
قال أبو حاتم الشريف:فبعضهم يظن أن كل مشجر مقبول بغض النظر عن صحة هذا المشجر ومن هو كاتبه وتاريخ كتابة هذا المشجر وهناك العديد من الأسر صارت لاتعترف بمشجراتها المنتشرة عند الصغير والكبير وصاروا يعدلون فيها لأنها غير متفقة مع قواعد النسابين
وبعض العوائل لديها مشجرات لكنها لاتتجرأ بنشرها ربما خوفاً من الطاعنين وربما لعدم رضاهم عن عمود النسب! أو خوفاً من الزيادة عليها
وبعض القبائل والعوائل لديها أكثر من مشجر فصرنا لانعرف ماهو المعتمد من غير المعتمد! لذلك أحببتُ أن أكتب عن هذا الموضوع بشيء من الإيجازيستفيد منه المبتدئ ولا يستغني عنه المنتهي وهي تكملة للضوابط التي وضعناها في علم الأنساب
طريقة الكتابة في الأنساب
قال ابن الطقطقي الحسني: وضع النسب على دفتين ينقسم إلى نوعين مشجر ومبسوط 00ولا أعرف من وضعه واخترعه 00فإن كان الشافعي قد اخترع المشجر فليس من ذكائه ببديع فما أظرف ما ابتدعه لقد قرب بعيده وسهل عليهم شديده
والتشجير صنعة مستقلة مهر فيها قوم وتخلف آخرون فمن الحذاق فيها: الشريق قثم بن طلحة الزينبي 000الخ
قال ابن الطقطقي: الفرق الخفي بين المشجر والمبسوط أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأباً إلى البطن الأعلى والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل وخلاصة ذلك أن المشجر يقدم فيه الابن على الأب والمبسوط عكسه يقدم فيه الأب على الابن. الأصيلي في أنساب الطالبيين (1/ 35)
قال المرعشي في مقدمة (لباب الأنساب):الشريف الحسين نقيب العلويين كافة ابن أبي الغنائم أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أول من أسس نقابة العلويين وأول من تولاها وأول من كتب المشجر في النسب وسماه الغصون في آل ياسين، كشف الارتياب (27)
قال أبو حاتم الشريف:والكتابة على طريقة التشجير هي إحدى طرق التصنيف عند النسابين وما أكثر من صنف فيها والمقصود منها التسهيل على القارئ وتبسيط هذا العلم الذي يقوم على الأسماء والأسماء تتشابه فلذلك شرع بعض النسابين الكتابة بهذه الطريقة حتى لا يحصل الوهم لدى القارئ من كثرة الأسماء المتشابهة وكثير ممن صنف في المبسوط صنف في المشجرات والأكثر من النسابين كتب بالطريقة التقليدية
وهي التي مشى عليها الزبيري وابن حزم والهمداني وابن عنبة وغيرهم كثير وهذه الطريقة هي المعتادة
وسبب تشبيه شجرة النسب بالشجرة من حيث كثرة تفرعاتها وأغصانها وأوراقها وانتشارها وقوة أصولها
وفي السابق كان هناك متخصصين في فن التشجير على أشكال مختلفة وفي عصرنا الحاضر يوجد برامج في الكمبيوتر خاصة بالتشجير
******************************************
فوائد كتابة المشجرات
وهذه المشجرات مهمة في:
1 - ضبط النسب بطريقة ميسرة وسهلة
2 - حفظ النسب من الضياع
3 - وحصر عدد القبيلة
4 - وحصر الأسماء المتشابهة والأسماء المختلفة
5 - معرفة المعقب من غير المعقب
6 - صلة الأرحام تقوى وتزداد
7 - ربط الأبناء بالآباء
7 - معرفة قوة النسب ونصاعته وتأصله
9 - حفظ حقوق الورثة العصبة ومعرفة من يستحق الإرث ومن لايستحق ذلك
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
شروط كاتب المشجر
ومن شروطها:
1 - - أن يكون--كاتبها من أهل الشأن ويكون معتنياً بالأنساب
2 - وأن يكون أميناً فالخلاف الشخصي لامكان له عند النسابة
3 - وأن يكون حاضر الذهن حتى لا يسقط اسمًا أو يضيف اسما
ًكما حصل في بعض المشجرات المعاصرة المتداولة
4 - وأن لا يكون النسب شاذا أو غير معروف ولا يخالف ماهو متفق عليه عند النسابين
5 - أن يكون شجاعاً فإن تبين به بالأدلة الدامغة والوثائق الثابتة أن هذا الفرع أو هذا الرجل دخيل على النسب وأن دخوله في القبيلة كان من باب الحلف فعليه الجهر بذلك وإلا فليعط القوس باريها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/202)
6 - عدم الاستعجال في كتابة المشجرات إلا بعد مرور فترة من الزمن حتى تكتمل المعلومة وتنضج ويكون المجال مفتوحاً للزيادة والنقصان والحذف والإضافة أما بعد نشرها واطلاع الناس عليها
فيصعب بعد ذلك التغيير وقد يفقد النسابة مصداقيته كما حصل مع بعض النسابين المعاصرين
: قد يدرك المتأني بعض حاجته **وقد يكون مع المستجل الزللُ
7 - التوثيق والتصديق على مشجرات الأنساب ينبغي أن يكون للعارفين بالأنساب ولا يخضع للمحسوبيات والمجاملات والحزبيات ولا يكون سببا في تفرق القبيلة بل على العكس يكون سبببا في تجمعها
8 - التصديق على المشجرات يكون على الأصول دون الفروع ومن الصعوبة على النسابة أن يحيط بنسب كل قبيلة على التفصيل وإنما يكتفى بالمعرفة الإجمالية
9 - لاينبغي أن يكون للقبيلة أكثر من مشجرة مختلفة متناقضة
فمثلاً تجد بعضهم ينتسب للحسن بن علي ومشجرة تنسبهم للحسين أو مشجرة تنسبهم لجعفر الطيار ومشجرة تنسبهم لعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهما وهذاجمع بين الضدين والمتناقضين ولايمكن قبول المشجرتين بل لابد أن أحدهما صحيح والآخر باطل مختلق غير صحيح فإن أمكن الجمع من غير تعسف فلا بأس به وإلا لزمنا الترجيح
10 - إذا اختلفت الوثائق والمشجرات تقدم الأقدم والأشهر والأوثق ولا ينبغي التعديل في المشجرات القديمة الموثقة إلا إن تبين عدم صحة ما في المشجر بالأدلة اليقينية الثابتة التي لاتقبل النقاش أو الجدال
-11 - ينبغي عدم احتكار المشجرات العائلية ومن حق أي شخص من نفس الأسرة أن يعرف نسبه ويكون له صورة من النسخة الأصلية وكلما تعددت النسخ وتنوعت كان ذلك أدعى في انتشار النسب وصار من الصعوبة ضياع نسب القبيلة أو الأسرة فبعضهم يبخل على أبناء عمومته ويستأثر بالمشجر الأصلي ولا يسمح بتصويرها وتداولها لدى أبنا ء عمومته فكان ذلك سببا في التفرق
وربما ضاعت النسخة الأصلية أو احترقت أو أكلتها الأرضة
فيحصل بفقدانها ضرر عظيم وهذا أمر مشاهد وملموس
فكم من أسرة ضاع نسبها وجهل أمرها بسبب التصرف الخاطئ من مالك المشجر
12 - لابد من التمييز بين الخط الأصلي القديم في المشجر وما أُدخل على النسب في المشجر وقد حصل بسبب هذا الكثير من الإشكالات والخلافات قد تؤدي إلى أمور لاتحمد عقباها كما هو مشاهد وملموس فبعضهم يضيف اسماً ولا يبين ذلك ثم يحصل التسليم بهذا
الاسم المضاف ويظن الظان أنه من الأصل وهو عكس ذلك
000000000000000000000000000000000000000
من أشهر كتب المشجرات:
:شجرة الحسن بن أبي نمي بن بركات لمحمد السمرقندي
وكتاب المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف للحسيني النجفي
شجرة في أنساب العرب للوادي آشي
وكتاب تاريخ السلسلة الذهبية في الشجرة الشيبية لعبد الستار البكري الصديقي
والشجرة الشما التي أصلها ثابت وفرعها في السما (في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته لمحمد الزكي المدغري العلوي السجلماسي)
مشجر الاصيلى للسيد فخر الدين محمد بن على الطباطبائى المعروف بابن الطقطقى
الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للرازي لمحمد بن عمر
الشجرة الأترجية في سلالة السادة البرزنجية للبرزنجي جعفر المدني
شجرة في أنساب بني عبد السلام بن مشيش الإدريسي لأحمد بن علي الشريف
روضة الألباب وتحفة الأحباب في نسب النبيّ وآل بيته الأطياب (أبو علامة) لمحمّد بن عبدالله بن عليّ بن الحسين بن المؤيّد الزبيدي اليماني (ت 1031هـ.).
أنساب آل أبي طالب للنسابة جعفر الأعرجي الحسيني
الأنساب المشجرة لابن طبا طبا الحسني
الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون لابن معية الحسني
وكتب المشجرات كثيرة وليس المقصود الحصر وإنما هو للتقريب والتوضيح والاختصار
************************************************** ***********************
أشهر المشجرات العائلية:
توجد عند الكثير من القبائل والعوائل مشجرات نسب خاصة بالأسرة تكون هي مستند القبيلة في الانتساب ويكون كاتب المشجر معروفا ومعلوما وأحياناً تكون موثقة لدى المحاكم الشرعية في تلك البلاد وربما يكون صاحبها من نفس العائلة وربما يكون من عائلة أُخرى وهي بالعشرات من ذلك مثلاً:
ومشجرة الأشراف ذوي هجار القتادات في نصف القرن الثالث عشر الهجري وهي العمدة عند الهجارية
وهناك مشجرة أُخرى غير معروفة عند الأشراف الهجارية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/203)
مؤرخة بتاريخ 1307 تقريباً وهي منقولة من المشجرة السابقة كما هو واضح من خلال مقارنتها بالوثيقة الأصلية ولذلك وقع فيها بعض الأخطاء من ذلك تكرار بعض الأسماء وحذف5 بعض الأسماء ومن ذلك أيضاً ورود أسماء كثيرة غير معروفة ولا مشهورة فينبغي لمن نقل منها أن يتنبه من الوقوع في الأخطاء كما حصل لبعض الإخوة الكرام هداهم الله
ومشجرة السادة آل باعلوي لعيدروس الحبشي
مشجر نسب السادة آل كاف لأحمد بن عبدالله الكاف العلوي
مشجرة الشريف سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد
ومشجرة الجعافرة السليمانيين
ومشجرة الشريف علي الكريمي
وشجرة الري في عقب أبي نمي لآل غالب
ومشجر السادة الأدارسة
مشجرة السادة السنوسيين
الشجرة الكتانية الكبرى لعلي الكتاني الحسني
ومشجر الأشراف العلويين حكام المغرب
ومشجرة الأشراف ذوي عيسى الوفائي
وكثير من الأشراف والسادة لديهم مشجرات في العراق والشام ومصر والمغرب والخليج والحجاز ونجد وجازان
وهناك عوائل كثيرة من غير الأشراف لديهم مشجرات محفوظة مضبوطة لكنها غير مشهورة وحبذا لو جمعت ونشرت
من ذلك:
شجرة نسب آل غيهب من بني زيد. لعبدالله القضاعي
شجرة نسب آل عيسى لمحمد البيز
شجرة نسب أُسرة البابطين لإبراهيم البابطين.
شجرة نسب آل سعود لمحمد أمين التميمي
شجرة نسب آل الشيخ للمؤلف نفسه
راجع:1 - طبقات النسابين
2 - الإيضاح والتبيين
3 - الأعلام للزركلي
4 - كشف الارتياب للمرعشي
5 - الذريعة
ومن أشهر كتب المشجرات المعاصرة كتاب (الأغصان في مشجرات أنساب عدنان وقحطان) للسيد علي الفضيل
وكتاب المشجرات او مشجرات آل الرسول فى انساب العلويين فى مجلدات عدة للسيد شهاب الدين بن محمود بن على الحسينى المرعشى التبريزى المعاصر بقم،
كتاب الشجرة في أحوال الرجال
تنبيه: هناك كتاب بعنوان الشجرة في أحوال الرجال لمؤلفه الحافظ الجوزجاني إبراهيم بن يعقوب السعدي شيخ النسائي والترمذي ت 256
وهذا الكتاب يتعلق بعلم الحديث وليس له ارتباط بعلم الأنساب فينبغي التنبيه على هذا الأمر وليس له من اسمه نصيب وكتابه ليس مصنفاً على طريقة التشجير
الشجرية
: فرع من فروع الأشراف منسو ب إلى شجرة وهي قرية
أول من نسب إليها القاسم بن زيد
ابن الشجري
فائدة:ابن الشجري (أبو السعادات هبة الله بن علي العلوي البغدادي)
لقب بذلك لشجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرها وقيل نسبة إلى بيت الشجري من قبل أمه.
وأخيراً عندما قاربت على الانتهاء من كتابة هذه السطور وجدت كتابة جيدة عن المشجرات لأخينا الفاضل محمد الصمداني وفقه الله وللشريف ضياء العنقاوي بحث مختصر أيضاً عن المشجرات مفيد جداً وهناك مشجرات كثيرة معاصرة لكثير من الإخوة الفضلاء ذكرهم باستفاضة الأخ الفاضل إبراهيم الهاشمي في كتابه (الإشراف) فجزاه الله خيراً
وختاماً هذا جهد المقل وأرجو أن يكون ما ذكرته فيه فائدة لجميع المهتمين بالأنساب ويسرني جداً مشاركة الإخوة الكرام ومن أراد مراسلتي على بريدي الخاص فلا مانع
كتبه: أبو حاتم ناجي بن تركي الهجاري [
المدينة المنورة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 11 - 06, 12:47 م]ـ
للفائدة ولنا عودة قريبا إن شاء الله
السبت 13/ 10 / 1427(66/204)
هذا رجل اخذ مال مقابل توصيله كميه من المخدرات يسأل
ـ[عمر أبو عبدالله]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:35 ص]ـ
رجل حصل على مبلغ من المال مقابل توصيله كميه من المخدارت
والان تاب الى الله
هل يجب عليه التخلص من هذا المال على الفور ام لايجب
او يتوب ولا يلزمه شي
واذا اشترى بالمال بيت وسياره ماذا يفعل
واذا وجب عليه التخلص اين يصرف المال
ننتظر مشاركتكم حول هذا وفقكم الله
ـ[عمر أبو عبدالله]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:05 ص]ـ
من عنده علمه في هذه المسألة
يفيدنا وجزاه الله خيرا(66/205)
بحث: حديث ليلة النصف من شعبان رواية ودراية للتحميل
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل اود المشاركة العلمية حول ليلة النصف من شعبان وهو عبارة عن بحث عن حديثها وما ورد فيها.
نفعني الله وإياكم به، ولا تبخلوا علي بملاحظاتكم العلمية
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[29 - 08 - 06, 08:38 م]ـ
الإخوة الكرام فهرس موضوعات البحث هي:
المقدمة
من صنف فيها
أسماؤها
أقوال العلماء في أحاديثها
متى أُحدِث إِحياؤها
إحياء أهل الشام لها
إحياء أهل مكة
حكم إحيائها
حكم صيام يومها
عرض الأعمال ورفعها ليلتها
دخول من واظب على التعبد الجنة ليلتها
إفراغ الرحمة ليلتها
من ولد ليلتها من المشاهير
من مات ليلتها من المشاهير
من ولد وتوفي ليلتها
خرافات و بدع تعمل ليلتها
حوادث حصلت ليلتها
الأحاديث
حديث غفران الذنوب
حديث نزوله سبحانه ليلتها إلى السماء الدنيا
حديث إطلاعه سبحانه ليلتها على خلقه ومغفرته ذنوبهم
حديث الصلاة ليلتها وصوم يومها
حديث تقدير الآجال ليلتها
حديث نداء المنادي ليلتها
حديث الدعاء ليلتها
حديث فتح الخير ليلتها
حديث نظر الله إلى الكعبة ليلتها
حديث حجب قول لا إله إلا الله على الشاربين
حديث اختيار الله لها
أثر تزيين الجنة ليلتها
ـ[أبو الأشبال]ــــــــ[06 - 09 - 06, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:09 ص]ـ
الرابط لايعمل
نرجو من الشيخ الفاضل عبدالغفار إنزاله مرة أخرى.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[25 - 08 - 07, 07:57 م]ـ
هل من تعديل للرابط حتى نحمل الكتاب ... جزيتم خيرا
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:43 م]ـ
بعد إذن الأخ عبدالغفار بارك الله فيه وجزاه خير الجزاء
الكتاب في المرفقات
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[26 - 08 - 07, 01:18 م]ـ
جزى الله الاخ المشرف الكريم خيرا على اهتمامه وتواصله والشكر موصول للاخ ابو عبدالكريم الملاح على انزال الموضوع مرة اخرى
وآمل من الاخوة الكرام من طلبة العلم ان لا يبخلوا علي بملاحظاتهم وتوجيهاتهم
اخوكم
عبدالغفار محمد
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[26 - 08 - 07, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله خالد]ــــــــ[22 - 07 - 10, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا(66/206)
من يعينني في الإحالة على مواضع هذه النقولات من ترتيب المدارك؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:25 ص]ـ
من المتعذر علي الآن الوصول إلى نسخة مطبوعة من ترتيب المدارك، وهو عندي على ملف وورد، وقد نقلت منه بعض النقولات، وأريد من يعينني على ذكر مواضعها من الكتاب، وجزاه الله خيرا.
قول بهلول بن راشد في ترجمة الإمام مالك أن مالكا جالس ابن هرمز ست عشرة سنة.
ونقل القاضي عياض عن مالك أنه قال: إن كان الرجل ليختلف للرجل ثلاثين سنة يتعلم منه، قال الراوي عنه: فظننا أنه يريد نفسه مع ابن هرمز.
ونقل عن مصعب الزبيري أن مالكًا قال: كنت آتي ابن هرمز بكرة، فما أخرج من بيته حتى الليل.
موضع ترجمة ابن القاسم، وسحنون، ويحيى بن يحيى الليثي من ترتيب المدراك.
نقل القاضي عياض في ترتيب المدارك عن ابن القاسم أن مالكًا قال: لن يُنال هذا الأمر حتى يُذاق فيه طعم الفقر.
ونقل عن ابن القاسم أيضًا أنه قال: أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نَقَض سقف بيته، فباع خشبه، ثم مالت عليه الدنيا بعد. قال القاضي عياض: وروي مثل هذا عن ربيعة.
نقل القاضي عن الشيرازي قوله: اقتصر الناس على التفقه في كتب سحنون، ونظر سحنون فيها نظراً آخر، فهَذَّبَها، وبَوَّبها ودَوَّنها، وألحق فيها من خِلاف كبار أصحاب مالك ما اختار ذكره، وذيّل أبوابها بالحديث والآثار، إلا كتباً منها مُفَرِّقة، بقيت على أصل اختلاطها في السماع، فهذه هي كتب سحنون: المُدَوَّنة والمُخْتَلِطة. وهي أصل المذهب، المُرَجَّح روايتها على غيرها عند المغاربة، وإيَّاها اختصر مُخْتَصِروهم، وشرح شارِحُوههم، وبها مُناظرتهم ومُذاكرتهم.
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخ الكريم وفقك الله لطاعته وسدد خطاك
هذه صور من كتاب ترتيب المدارك وفيها المواضع الذي ذكرت
تنبيه: طبعة دار الكتب العلمية بيروت والتي صورت منها كثيرة الاخطاء والسقط والله الموفق
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 02:53 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعلي قدرك في الدنيا والآخرة(66/207)
أريد التوضيح حول السؤال عن الرافضة
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[28 - 08 - 06, 05:38 ص]ـ
يا إخوان ما فهمت هذا السؤال جيدا فأريد توضيح ما تحته الخط
السؤال: ما تفسيركم بتمسك من يقول: إنه من بقايا أهل البيت بالتصوف؟
الجواب: تفسير ذلك بأن أعداء الإسلام يُخططون لكل مرحلة في القرن الثالث والرابع انصرف الناس عن الرافضة وعن التشيع، حيث وجدوا أنها واضحة الضلال، وكثير منهم قالوا: إن هذا دين لا يقبله عقل وتركوه, وبقيت القضية موجودة: أي: قضية الخروج عن الدين بأي شكل من الأشكال, أي: قضية عبد الله بن سبأ في تأليه علي , كما فعل بولس بالنسبة للمسيح, فنقل أعداء الإسلام التعظيم والتأليه من شخص علي إلى شخص محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أي: إذا كنت تريد أن تكون شيعياً، قل: علي هو الإله، وادعوه واعبده وطف حوله في كربلاء وأمثالها.
فإذا قلت: لا, قالوا: إذاً تدعو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتستغيث به وتعبده, فجعلوا الأمة أمام هذين الخيارين، والغلو واحد، والهدف واحد, والمؤسسون متحدون.
فلذلك تجدون الغموض الشديد يكتنف شخصيات الذين أسسوا التصوف, مثل أحمد الرفاعي , وكثير ممن أنشأوا هذا الدين اكتنفهم الغموض, وأول من أطلق عليه لقب الصوفي, هو رجل رافضي، هو جابر بن حيان -الذي أيضاً نفتخر به- وجابر بن حيان سمي الصوفي وهو رافضي، وكتبه الموجودة المطبوعة الآن في العلوم الكيميائية, يقول فيها: إن إمامي ووصي أوصاني بأن أفعل كذا وأفعل كذا, ويقولون: إنه يشير بذلك إلى جعفر الصادق، وهو أول من سمي الصوفي, ويقولون: إن معروف الكرخي يستمد ولايته من كونه كان بواباً عند علي الرضا , وتنتهي سلسلة خرقة التصوف إلى علي بن أبي طالب في كثير من الطرق, مثلما تنتهي سلسلة الأئمة عند الشيعة.
فالتشابه موجود والهدف واحد, وإنما قالوا: نُخرج هذا عن طريق الغلو في علي , ونُخرج هذا عن طريق الغلو في محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فمن كان من أهل البيت، وقال: لا نعبد علياً ولا نعظمه, أو أن تعظيم علي قد طغى على تعظيم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قالوا له: أنت عظم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, والنتيجة واحدة.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 07:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا , الكفر ملة واحدة ...
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:17 م]ـ
أخي الكريم أبو ناصر المكي ليس ذالك قصدي بل بالصراحة ما فهمت هذا جيدا لأنني لست عربيا:
إنه من بقايا أهل البيت بالتصوف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:53 م]ـ
أخي الكريم أبو ناصر المكي ليس ذالك قصدي بل بالصراحة ما فهمت هذا جيدا لأنني لست عربيا:
إنه من بقايا أهل البيت بالتصوف؟
وجزاكم الله خيرا
معنى السؤال: ما تفسيركم لمن كان من سلالة اهل البيت , و يتمسك بالتصوف
ـ[أبو مسكين]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:43 م]ـ
أخي الكريم المقدادي جزاك الله خيرا
الآن فهمت و بقي فقط هذه الكلمات: العلوم الكيميائية و إن معروف الكرخي يستمد ولايته من كونه كان بواباً عند علي الرضا(66/208)
رسالة فاصلة في حكم التقاء الأحرف الساكنة
ـ[عمر فولي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فإني أحمد الله الذي أسكن الكون فى ليله، وحركه فى نهاره، وجعل فى نهاره التقاء أهل محبته، ومد بينهم الصلة والمودة، وحذف من قلوبهم الغلظة،وحرك بينهم الألفة، وأبقى فى نفوسهم السكينة، فتخلصوا مما فى نفوسهم من الرذيلة، وفتح قلوبهم إلى الفضيلة، وجبر كسر خاطرهم بجنته، وضم أهل القرآن لأهل محبته فأي فرح لك فى الدنيا يماثل فرحك بالقرآن؟! قال الله -تعالى -: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
فبتوفيق من الله وعونه قمت بجمع هذا البحث من كتب العلماء الأفاضل ومن بعض ماافاض الله على من فهم واستنتاج وأسال الله أن ينفع بهذا البحث كل طلاب العلم المحبين لعلم التجويد واللغة ويسهل عليهم فهمه وقد سميته (رسالة فاصلة فى حكم التقاء الأحرف الساكنة) وأطلب منهم أن يغضوا الطرف عما ورد فيه من سوء فهم أو نسيان وأن يصححوا ما جاء فيه من أخطاء وما أحسن قول الشاطبى! – رحمه الله -:
وظن به خيرا وسامح نسيجه بالاغضاء والحسنى وإن كان هلهلا
وسلم لإحدى الحسنيين إصابة والاخرى اجتهاد رام صَوْبا فأمحلا
وإن كان خرق فادَّركه بفضلة من الحلم وليصلحه من جاد مِقولا
ـ 2 ـ
أشرع فى الحديث مستعينا بالله _ تعالى _ فأقول:
- لما كان من المستحيل أن يصل الإنسان كل الكلام دون أن يتخلل الكلام وقف.
- ولما كان من لوازم الوقف السكون أردت أن أبين حكم السكون في الوقف وأيضا التقاء الساكنين سواء في الوقف أو الوصل.
أولا: تعريف السكون
لغة: السكون ضد الحركة
السكون: ثبوت الشيء بعد تحرك، يستعمل في الاستيطان نحو: سكن فلان مكان كذا، أي: استوطنه، واسم المكان مسكن، والجمع مساكن، قال تعالى: {لا يرى إلا مساكنهم} <الأحقاف/25>، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} <الأنعام/13>، و {لتسكنوا فيه} <يونس/67>، فمن الأول يقال: سكنته، ومن الثاني يقال: أسكنته نحو قوله تعالى: {ربنا إني اسكنت من ذريتي} <إبراهيم/37>، وقال تعالى: {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم} <الطلاق/6>، وقوله تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض} <المؤمنون/18>، فتنبيه منه على إيجاده وقدرته على إفنائه، والسكن: السكون وما يسكن إليه، قال تعالى: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} <النحل/80>، وقال تعالى: {إن صلاتك سكن لهم} <التوبة/103>، {وجعل الليل سكنا} <الأنعام/96>، والسكن: الدار التي يسكن بها، والسكنى: أن يجعل له السكون في دار بغير أجرة، والسكن: سكان الدار، نحو سفر في جمع سافر، وقيل في جمع ساكن: سكان، وسكان السفينة: ما يسكن به. أ. ه باختصار من كتاب مفردات الراغب.
واصطلاحًا:
عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف، لأن الوقف معناه لغة الترك والكف، والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن، ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة , ولأن الوقف ضد الابتداء والحركة ضد السكون , فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتباين بذلك ما بين المتضادين. الإضاءة للضباع.
-السكون أصلى و عارض
الأصلي يكون وسط الكلمة وآخرها والعارض لا يكون إلا آخر الكلمة
والتقاء الساكنين إما أن يكون في كلمة أو كلمتين
الساكنان في كلمة إما أن يكون في وسط الكلمة أو آخر الكلمة
حكم التقاء الساكنين في وسط الكلمة
ويتخلص منها بالمد أو الحذف أو الحركة أو بإبقاء الساكنين
حكم التقاء الساكنين في آخر الكلمة
ويكون الساكن الأول إما حرف مد أو لين
ويجوز في هاتين الحالتين الوقوف بالقصر أو التوسط أو المد
وإذا كان السكون حرفا صحيحا يجوز الجمع بين الساكنين
والساكنان في كلمتين يتخلص منه إما بالمد أو الحذف أو الحركة أو بإبقاء الساكنين
وإليك التفصيل ــ أحسن الله إليك.
أولا: التخلص بالمد
المد لغة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/209)
م د د: مَدَّهُ فامتد من باب ردَّ و المادّةُ الزيادة المُتصلِة و مَدَّ الله في عُمره و مَدَّهُ في غَيِّه أي أمهله وطوَّل له و المَدُّ السيل يقال مَدَّ النهر ومدَّه نهر آخر ويُقال قدْرُ مَدّ البصر أي مدى البصر ورجل مَدِيدُ القامة أي طويل القامة و تَمَدَّدَ الرجل تمطَّى و المُدُّ مكيال وهو رطل وثُلث عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العِراق و مُدّةٌ من الزمان بُرهة منه و المُدَّةُ بالضم اسم ما استمددت به من المِداد على القلم وبالفتح المرة الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشيء و المِدَّةُ بالكسر القيْح و المِدَادُ النِّفْسُ تقول منه مَدَّ الدواة و أَمَدَّها أيضا و أمْدَدْتُ الرجل إذا أعطيته مُدَّةً بقلم وأمددت الجيش بِمَدَدٍ و الاسْتِمْدَادُ طلب المَدَد قال أبو زيد مَدَدْنا القوم صِرنا مددا لهم و أمْدَدْنَاهم بغيرنا وأمددناهم بفاكهة و أَمَدَّ الجُرح صارت فيه مِدّة مختار الصحاح
واصطلاحًا:إطالة الصوت بحرف من حروف المد أو اللين أو من حروف اللين فقط ـفالمراد به هنا:طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لاتتقوّم ذواتها بدونه. الإضاءة للضباع
المد يقوم مقام الحركة وذلك أن الحرف يزيد صوتا بحركاته كما يزيد الألف بإشباع مده
1) في مثل:
• الضآلّين أصلها الضاِِلِلين وهو (الفاعلون) من ضل يضل.
• فاجتمع حرفان متحركان من جنس واحد على غير الصورة المحتملة في ذلك
(الصورة المحتملة هنا هى مجىء اسم الفاعل من ضل يضل على وزن (ضاِلِل) فتكون في صيغة الجمع السالم (ضالِلِين) فيصبح إسكان اللام الأولى وإدغامها في الثانية على غير الصورة المحتملة السابقة)
فأسكنت اللام الأولى (الضاللين) وأدغمت في اللام الثانية.
• فالتقى ساكنان الألف واللام الأولى المدغمة.
• فزيد في مدة الألف فكان ذلك نحوا من تحريك الألف فصارت
• (الضالين).المحتسب ص46
• وكل ما كان من باب المد اللازم يجرى فيه ما جرى على الضالين مثل (الطآمة – الصآخة –الحآقة).
والأصل فى الكلمات السابقة (الضالِلِين- الطاِممَة – الحاِققَة –الصاِخخَة) بتحريك الحرف الأول من المثلين بالكسر, ولكن سكن الحرف الأول لضرورة الإدغام ,وهكذا فى نظائر هذا النوع.
الخلاصة:
يكون التخلص من التقاء الساكنين بالمد المشبع إذا كان الساكنان في وسط الكلمة والساكن الأول
حرف مد.
وفي مثل (جَاءَ ءَالَ لُوطٍ) اجتمع همزتان مفتوحتان فى كلمتين فورش و قنبل فى أحد أوجههما يقرءان بإبدال الهمزة الثانية ألفاً هكذا (جآء اال لوط) فله حينئذ وجهان أحدهما بحذف الألف للساكنين والثانى أن لا تحذف ويزاد فى المد (إشباع المد) للفصل بينهما، وذلك فى كل همزتين مفتوحتين فى كلمتين وبعد الهمزة الثانية حرف ساكن.
2) في مثل:
(ء الله – ءالذكرين – ءالأن)
*ء الله أصلها إله.
• دخلت لام التعريف فصارت ال إله.
• ثم حذفت الهمزة تخفيفا فالتقى مثلان الأول ساكن والثانى متحرك.
• ثم أدغم المثلان فصارت الله.
• دخلت همزة الاستفهام فصارت ء الله.
• فأبدلت همزة الوصل ألفا فالتخلص من التقاء الساكنين إما
*
بالمد المشبع لالتقاء الساكنين
ءآلله
التسهيل لأنها كالحركة ء. لله
ـ 9 ـ
كذلك ءالذكرين أصلها ذكرين.
• دخلت ال فصارت الذكرين.
دخلت همزة الاستفهام فصارت ءالذكرين.
ثم أبدلت همزة الوصل ألفا فتخلص من التقاء الساكنين إما
وكذلك ءالأن التسهيل لأنها كالحركة
ء. لذكرين
بالمد المشبع لالتقاء الساكنين
• أصلها أَوَنَ.
• تحركت الواو وانفتح ما قبلها.
• فأبدلت ألفا فصارت ءان.
• دخلت لام التعريف فصارت الأن
• دخلت همزة الاستفهام فصارت ءالأن فالتخلص من التقاء الساكنين
إما
بالمد المشبع لالتقاء الساكنين
التسهيل لأنها كالحركة
* وكذلك ء السحر في قراءة أبى جعفر
• أصلها سحر
• دخلت لام التعريف فصارت السحر
• دخلت همزة الاستفهام فصارت ءالسحر
• أبدلت همزة الوصل ألفا فالتخلص من التقاء الساكنين إما
بالمد المشبع لالتقاء الساكنين ءآلسحر التسهيل لأنها كالحركة
ء. لسحر
فائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/210)