السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء يا شيخ
ما حكم نغطية الحائط او جزء منه بالقماش او بورق الحائط؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ذِكر بعض المخالفات:
ستر الجدران بالسجاد:
الأمر الثاني مما ينبغي اجتنابه: ستر الجدار بالسجاد ونحوه، ولو من غير الحرير، لأنه سرف وزينة غير مشروعة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غائباً في غزاة غزاها، فلما تحينت قفوله، أخذت نمطاّ فيه صورة كانت لي، فسترت به على العرض، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيته في الحجرة، فقلت: السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أعزك فنصرك، وأقر عينيك وأكرمك، قالت: فلم يكلمني! وعرفت في وجهه الغضب، ودخل البيت مسرعاً، وأخذ النمط بيده، فجذبه حتى هتكه، ثم قال: أتسترين الجدار بِسِتْرٍ فيه تصاوير؟!، إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة والطين. قالت: فقطعنا منه وسادتين، وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك عليّ.
قالت: فكان صلى الله عليه وسلم يرتفق عليهما. رواه مسلم وأبو عوانة وأحمد.
ولهذا كان بعض السلف يتمنع من دخول البيوت المستورة جدرها، قال سالم بن عبد الله: أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، وكان أبو أيوب فيمن آذنّا، وقد ستروا بيتي بنجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فدخل، فرآني قائماً، واطلع فرأى البيت مستتراً بنجاد أخضر، فقال: يا عبد الله! أتسترون الْجُدُر؟! قال: أبي: - واستحيى- غلبنا النساء أبا أيوب! فقال: من كنت أخشى عليه أن تغلبنه النساء فلم أكن أخشى عليك أن تغلبنك! ثم قال: لا أطعم لكم طعاماً، ولا أدخل لكم بيتاً. ثم خَرَجَ. رواه الطبراني وابن عساكر.
والله تعالى أعلم.
ــــــــــــ
س
عفوا
آسفة .. لا أقصد الإلحاح يا شيخ
لكن هل ينطبق هذا على ورق الحائط ((و هو ليس قماش))؟
جزاكم الله خيراً
ج
وهو في حُكم ستر الجدران
وإن لم يكن لِحاجة فهو في حُكم ما قبله
والله أعلم
ـــــــــــــــ
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=35192
عبد الرحمن السحيم
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[14 - 06 - 10, 07:52 ص]ـ
قال أبو عبد الله البخاري في جامعه:
بَاب
هَلْ يَرْجِعُ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا فِي الدَّعْوَةِ
................
وَدَعَا ابْنُ عُمَرَ أَبَا أَيُّوبَ
فَرَأَى فِي الْبَيْتِ سِتْرًا عَلَى الْجِدَارِ
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
غَلَبَنَا عَلَيْهِ النِّسَاءُ!
فَقَالَ:
مَنْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ فَلَمْ أَكُنْ أَخْشَى عَلَيْكَ!!!
وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُ لَكُمْ طَعَامًا!!!
فَرَجَعَ!!!
***********************************************
فمن رحمني الله و إياكم يصنع هذا الآن! وطلبة العلم إلى آذانهم في السرف و الترف والمجاملات الخداعات ...
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:15 م]ـ
وكذا ورق الحائط، هل يدخل فى النهي عن ستر الجدران؟
الشيخ الحويني في حلقة تلفزيونية قال أنه داخل في النهي كذلك(63/417)
قال شيخ لقريبة لي ان التبرع بالدم دون علم الزوج حرام
ـ[_الناصر_]ــــــــ[05 - 04 - 06, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ يحفظ بعض الاخوات القران قال لقريبة لي بعد ان سألته عن حكم تبرع المرأه بالدم دون علم زوجها فأخبرها الشيخ أن هذا حرام وهي آثمه وعليها أن تستغفر الله من ذلك فلا يحل لها أ، تتبرع بالدم دون علم زوجها فهل ما قاله الشيخ صحيح؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير ونصر بكم الدين
ـ[_الناصر_]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:22 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:48 م]ـ
http://www.lahaonline.com/index-counsels.php?option=*******&task=view&id=2783§ionid=2
ـ[_الناصر_]ــــــــ[22 - 04 - 06, 08:32 م]ـ
http://www.lahaonline.com/index-counsels.php?option=*******&task=view&id=2783§ionid=2
جزاك الله كل خير اخي وابشرك بانه قد استفاد من هذه الفتوي الكثيرين فبارك الله فيك واعزك واستخدمك لنصرة الاسلام(63/418)
اخوانى اتسائل عن كيفية تنزيل المنتدى
ـ[ابوعمار المالكي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى انا اريد ان اعرف كيفيه تنزيل المواقع وما هى احسن البرامج التى تكون سهله وسريعه ولى سؤال للاخوه المبرمجين عن المده التى يتم تنزيل المواقع فيها لانى عندى دي اس ال واريد ان احمل هذا المنتدى لاخ نحسبه على خير يطلب العلم الشرعى واريد ان انتفع بالخط السريع الذى عندى وجزاكم الله خير(63/419)
ماحكم العلاج بالبخور
ـ[الغريبه]ــــــــ[06 - 04 - 06, 10:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخواني الأفاضل أعرض عليكم قصة أحد الأشخاص آمل منكم أن تبحثو معي عن الإجابة .. رعاكم الله
.........................
أحد الأشخاص يقول ..
وهي ان لي اخ كبير عمره تجاوز الخمسين اخذ يعاني من عجز شديد في القلب وفي اخر الامر ابلغنا الاطباء بعجز الطب عن علاجه لتأخر الحاله وحالة اخي من سيء الى اسوء يعني تورم في الجسم من جراء خزن السوائل في الجسم وعدم استطاعته النوم من جراء الاختناق هناك جماعه اعرفهم يعالجون بقرائة القرأن طرحنا عليه الفكره لكنه رفض ليس لعدم ايمانه بهكذا امر وانما لانه من المتدينين جدا ويقول لو ان الله ارادلي الشفاء لشفاني ولكن في يوم ابلغني بأنه يريد الذهاب اليهم لغرض العلاج وانه نتيجة رأيا راها اقتنع بالموضوع
وذهبنا به طبعا محمولا لسوء الحاله وباشر المعالجون بقراءة القران الكريم واراه يتلوى من الم لااعرفه وبعد ختام اول جلسه ابلغوه بانه سيشعر في الليل اواثناء نومه بمن يعمل له عمليه في قلبه وبعد ذلك لااراه الانهض لوحده وتوجه نحو السياره ولوحده وبحالته الطبيعيه وبدون مساعدة احد واخذ يشعر بحاله جيده واختفاء المرض بالتدريج وفي الطريق رفع اذان المغرب فدخلنا المسجد بعد الحاحه واخذ يصلي ما شاء وهو يقول هذه اول مره ادخل المسجد منذ سنتين نتيجة المرض
وفعلا في اليوم الثاني ابلغنا بشعوره بوجود اعمال في صدره كأنها العمليه ولكن بدون الم واخذة صحته تزداد تحسنا يوما بعد يوم وواضبنا على الذهاب الى المعالجين يوميا واذكر في احد المرات تفجر دم جامد اسود من احد يديه
النتيجه انه عوفي عافية كامله حتى الاطباء عندما عملو له الاشعات وغيرها قالو هذا ليس قلبك نفسه انه قلب متعافي ولا يعاني من اي مشكله وكأنه قلب شاب صحيح
انها معجزه حقا والكلام ليس مثل المعايشه الحقيقيه وانها لقدرة الله العزيز القادر على كل شيء
اخبرنا المعالجون ان سبب حالته هو السحر وسحر قديم ظهرت اثاره في هذا الوقت وانه سحر محبه وان لزوال هذا السحر وعدم معاودته المهاجمه واعتلال الجسم لزم استخدام انواع من البخور النادره والغالية الثمن لهذا الغرض وفعلا تم لهم ما ارادوا
الاخوان الاعزاء ان عرض هذه الحاله هو للاعتبار ولزيادة الايمان وللتعرف على قدرة الله العزيز الذي يقول للشيء كن فيكون
سؤالي حول استخدام البخور لان اخي ظل في حالة شك من استخدام البخور ودفع المبلغ
ـ[الغريبه]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:30 م]ـ
هل أجد الإجابة لديكم حفظكم الله ..
ـ[أبو البراء]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:54 م]ـ
عذرا على السؤال:
هل تعرف ذلك الشخص الذي حدثك بالقصة؟ أم أنه نقلها عن شخص وهكذا ..
فقط اردت الاستيثاق من صحتها.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:36 م]ـ
اختي في الله:
اذا ذهبتم لهذا الشخص الذي في الاردن فانه يتعامل مع الجن ولا يجوز الذهاب لمثل هذا الدجال لانه يتعامل مع الجن لانه يقول عن نفسه ان يستخدم الجن في اجراء العمليات للمرضى.
وانه الجن اجروا له عملية وهذا ظهر من خلال كلامك (وفعلا في اليوم الثاني ابلغنا بشعوره بوجود اعمال في صدره كأنها العمليه ولكن بدون الم واخذة) وعلى كلا اذا هو طلب منكم ان تشعلوا البخور فلا تشعلوه لانه تحضير للجن عن طريق البخور.
اما اذا ذهبتم لشخص غير هذا الذي في الاردن فإن قرأ القران وحده فلا اشكال اما اذا قرأ واستخدم طلاسم او كلام غير مفهوم او قرأبسره من غير ان تسمعوه او انه اعطاكم حرز او حجاب فإن هذا هو السحر بعينه وانا انصحكم ان تذهبو به لشخص معروف بالرقية الشرعية وعلى كلا لعلي اعطيك برنامج يستخدمه ولكن ليس الان حتى اتأكد ان الشخص هو الذي في الاردن او لا.
ولي سؤال اذا كنت معه كيف قرأ عليه ارجوا الرد بالتفصيل حتى نحكم على رقية هذا الشخص(63/420)
ما هو أفض كتب السلف في قصص الزوجات الصالحات و الأزواج الصالحين؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 01:23 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني ما هي أفضل كتي السلف التي اعتنت بقصص و آثار الزوجات الصالحات و الأزواج الصالحين ...
و فقكم الله
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:43 م]ـ
للرفع(63/421)
تعقيب من الاخ المسيطير ينشر بصحيفة الجزيرة
ـ[الرايه]ــــــــ[06 - 04 - 06, 03:45 م]ـ
اصدر صحيفة الجزيرة السعودية في ملحقها الثقافي موضوعا عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش - عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي
أشادت به وباعماله
وتوالت المقالات بعد صدور هذا الملحق مابين مؤيد وناقد
وكان من بين الاخوة الكرام / سامي المسيطير
حيث اوضح شيء من حقيقة محود درويش
فإلى التعقيب
مقتبس حول درويش
الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427
العدد: 147
الأستاذ الفاضل إبراهيم التركي وفقه الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد اطلعت على الملحق الثقافي لجريدتكم الغراء، الذي كان بعنوان (محمود درويش)، وقد سرني ما حدثني به والدي عنكم، حيث أثنى عليكم خيراً.
وهذا ما دفعني لبيان بعض ما يتعلق بهذا الكاتب الذي رفعته جريدتكم المباركة بإفراد عدد خاص به.
ولا يخفى عليكم تجرؤ هذا الكاتب على الرب - جل وعلا - وعلى الدِّين، وعلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد تكلم بكلام يستحي شارون أن يقوله، تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا، فضلا عمن يتسمى بأسماء المسلمين.
ولعلمي بحبكم للخير، نقلت لكم ما تيسر مما قاله الكاتب، ولعل الله تعالى أن ينفع به، وهو مقتبس من كتاب الدكتور عوض القرني - وفقه الله - تعالى: (الحداثة في ميزان الإسلام).
قال في ص 94 ما نصه:
المثال الثالث: محمود درويش:
الإشادة المستمرة والمقابلات التلاميذية في أكثر من مجلة وصحفية لمحمود درويش عضو الحزب الشيوعي الفلسطيني، الذي حمل علم حزب راكاح الشيوعي الإسرائيلي في مؤتمر في فينا، ليثبت للعالم وحده القوى التقدمية - كما يسمونها - العربية والإسرائيلية.
ففي جريدة اليوم العدد 4762 الصفحة 12 كتب أحد كتاب الصفحة الثقافية تحت عنوان: (الرؤية وسيطرة الوجدان المثالي) يقول: لم يكن أحد حتى بداية السبعينيات يستطيع أن يفسر فحوى هذه الغنائية الجارحة التي أبدعها محمود درويش الذي خرج من رحمها عدد كبير من الشعراء العرب، وقد كان درويش ومازال واحداً من أعظم الشعراء العرب، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ولذلك ليس غريباً أن يمتد تأثيره إلى أغلب الشعراء العرب الشباب، وتكاد لا تخلو التجارب الأولية للشعراء العرب في جيلنا هذا من أثر لمحمود درويش.
وهكذا في صحيفة الجزيرة مهبط الوحي ومعقل دعوة الإسلام، يقدم الشيوعي الملحد لشبابنا على أنه أعظم الشعراء العرب قاطبة، دون أن ينبه على ما فيه من داء عضال.
وفي عدد اليمامة 897 الصفحة 62 - 63 في زاوية ثقافة، تقديم ومدح وصور لديوان محمود درويش (حصار لمدائح البحر) على صفحتين كاملتين من المجلة، ومحمود درويش هذا هو الذي يقول في صفحة 32 من ديوانه (المحاولة رقم 7):
(كل قاض كان جزاراً تدرج في النبوءة والخطيئة
واختلفنا حين صار الكل في جزء
ومدينة البترول تحجز مقعداً في جنة الرحمن
فدعوا دمي حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله
ودعوا دمي لغة التخاطب بين أسوار المدينة والغزاة
دمي بريد الأنبياء)
هكذا هم دائماً عباقرة الحداثة وشعراء اليمامة، حرباً على الله ورسوله، واستهزاء بجنته، واستخفافاً بكل ما يمت للإيمان بصلة، وقبل هذا يقول الخبيث مستهزئاً بالقرآن في صفحة 29: فسبحان التي أسرت بأوردتي إلى يدها.
ومحمود درويش هو الذي يقول عنه أحمد كمال زكي في كتابه (شعراء السعودية المعاصرون) صفحة 67: ومن هؤلاء كالبياتي وجعفر الشيخ ومحمود درويش من يسترفد الفكر الماركسي سياسياً ليشكل التزامه القومي.
ويقول رجاء النقاش في كتابه (محمود درويش شاعر الأرض المحتلة) - وهو طبعاً من المعجبين بدرويش - فلا يمكن أن يتهم بأنه يتجنى عليه، يقول في صفحة 113 من الكتاب: وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل.
ولذلك لا نستغرب أن يصدر عن تلميذ الشيوعيين اليهود، وربيب صحفهم، وأستاذ الحداثيين
عندنا، لا نستغرب أن يصدر عنه مثل قوله: (نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير)، وهو لا يؤمن طبعاً بوجود الله لكنه يستهزئ ويسخر.
ولمن ينكر كلامنا عن ارتباط محمود درويش بالحزب الشيوعي الإسرائيلي فكراً وتنظيماً، نقول راجع كتاب رجاء النقاش السابق ذكره، وخاصة الصفحات من 220 - 234 التي خصصت للحديث عن هذه العلاقة ومحاولة تبريرها.
أما من أراد أن يعرف أكثر، فإليه قول محمود درويش الذي نقله عنه حسين مروة في كتابه (دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي) صفحة 360 يقول درويش: وصرنا نقرأ مبادئ الماركسية التي أشعلتنا حماساً وأملاً، وتعمق شعورنا بضرورة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان يخوض المعارك دفاعاً عن الحقوق القومية، ودفاعاً عن حقوق العمال الاجتماعية، وحين شعرت أني أملك القدرة على أن أكون عضواً في الحزب دخلت إليه في عام 1961م فتحددت معالم طريقي، وازدادت رؤيتي وضوحاً، وصرت أنظر إلى المستقبل بثقة وترك هذا الانتماء آثاراً حاسمة على سلوكي وعلى شعوري.
أيكفيكم هذا يا من تحسنون الظن بالحداثيين؟
...
أخيراً
أرجو قبول ما كتبته.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم.
وإن أردتم نشره فالأمر لكم.
سامي بن محمد المسيطير
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03042006/madak42.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/422)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:21 م]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل.
وكلما رأيتُ مظاهر الاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرحتُ كثيراً .. فضلُ الله على عباده.
شكراً لأخي المسيطير.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 09:45 م]ـ
بارك الله فيكم
لن تهلك هذه الأمة -بإذن الله - وفيها الآمرون الناهون ... حفظهم الله لنا وجعلنا منهم ... آمين.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 11:21 م]ـ
بارك الله في الشيخ سامي وفي الأخ الناقل ..
وبخصوص هذا الموضوع فقد كتب الشاعر الفاضل الدكتور عبد الرحمن العشماوي مقالاً حول هذا الاحتفاء بذلك المِسخ المسمّى (محمود درويش) و هُو ذا مقال العشماوي:
دفق قلم
(محمود درويش) وثقافية التَّبنِّي
عبدالرحمن صالح العشماوي
حينما اطلعت على (التَّبنِّي) الكامل من قبل (الثقافية) في هذه الجريدة للشاعر محمود درويش تساءلت: لماذا تبقى ثقافتنا في هذه البلاد جداراً قصيراً أمام الثقافات الأخرى في أذهان بعض أدبائنا وكتابنا؟ أليست لنا سمات ثقافية مستقلَّة نركض بها في ساحات الثقافة العالمية بملامحنا المتميِّزة، وسماتنا الخاصَّة؟
وحينما عزمت على كتابة هذه السطور، أبعدت عن ذهني خاطراً خطر به يقول: لربما تردَّد رئيس التحرير في نشر سطورك هذه لأن الموضوع يتعلَّق بملحقٍ في جريدته، أبعدت هذا الخاطر لأني أعلم أنَّ مساحة الرأي في جريدتنا تستوعب مثل هذا الاختلاف. وحينما خطر ببالي خاطر آخر يقول: ربما يغضب منك زملاؤك في الجريدة الذين يشرفون على الثقافية، أبعدته أيضاً لأنني أحسن بهم الظنَّ، وأعرف أن كلمة الحق لا تغضب أهل الثقافة والرأي.
(محمود درويش) شاعر عربي فلسطيني، وهو شاعر معروف، وأدواته الشعرية واضحة في دواوينه وقصائده التي خدمت إعلامياً حتى غدت شائعة معروفة، وحديثي هنا ليس حديثاً نقدياً أدبياً، وإنما هو وقفة مناصحة لثقافيتنا تتعلق بمسألة (تبنِّي) الشعراء والأدباء الذين يختلفون مع سمات ثقافة المسلم المرتبطة بدينه، المنبثقة من التصوُّر الإسلامي للحياة كلها، والفرق كبير كما نعلم بين نشر شيء من إنتاج الشاعر المجيد، وبين تبنِّي ذلك الشاعر، وتخصيص عددٍ مشحونٍ بالتمجيد والمدح والاحتفالية المبالغ فيها، وهنا مربط القلم.
فنحن لا نصادر إنتاج الآخرين، ولا نُلغي شاعرية الشاعر، وإبداع المبدع، وليس ذلك من سجايا من يعرف معنى فنّية الأدب، ولكننا نؤمن بالاستقلالية، وندعو إلى شخصية ثقافية متميزة بمراعاتها لتعاليم الدين، وضوابط الشرع، مع توافر كلِّ أساليب الإبداع الفنّي التي تفتح أبوابها لكل أديبٍ وشاعر.
هل نسي المادحون لمحمود درويش مَدْحاً شبْهَ مطلق أنَّ في معجمه الشعري ما يصادم ثوابت ديننا؟ وهل يليق بنا أن نقدِّمه لأجيالنا الناشئة بهذه الصورة من الاحتفالية الصارخة، والتَّبنِّي المكشوف؟ ولماذا نفعل هذا مع شاعرٍ له تاريخ فكري لا ينسجم مع فكرنا وثقافتنا؟
أسئلة كثيرة تحتاج من أدبائنا ومثقفينا إلى وقفة متأنّية، فنحن نربأ بأنفسنا أن نستصغر أدبنا وثقافتنا وفكرنا إلى درجة نشعر معها أنَّ التَّبنِّي لبعض المشاهير دليلٌ على تطوُّرنا الأدبي، وجواز سفرٍ لنا إلى ساحة الأدب العالمية.
(محمود درويش) يصادمنا حين يقول: (نامي فعين الله نائمة عنَّا)، وحين يقول: (عساني أصير إلهاً .. إلهاً أصير)، وحين يقول: (عيونك شوكة في القلب توجعُني .. وأعبُدها)، وحين يقول: (إنْ خُلِقْنَا غَلْطَةً في غفلةِ الزمان)، وحين يقول: (أمس عاتبنا الدَّوالي والقَمَرْ .. والليالي والقَدَرْ) وحين يقول: (مثلما يدَّعي القَدَر) وحين يقول: (أبي من أجلها صلَّى وصام إلهاً راكعاً لغبار رجليها) وحين يقول: (فعسى صليبي صهوةً، وعسايَ آخر من يقول). أستغفر الله من كلِّ ما قال من العبارات الكثيرة جداً في شعره التي تناقض عبارات توحيد الله، وتنزيهه، والإيمان بالقدر خيره وشرِّه، والإيمان بأكذوبة صَلْب المسيح عليه السلام. نحن هنا نتوقف، وهنا ننصح، وهنا نتساءل: هل سيستمر هذا المنهج في الاحتفال المبالغ فيه بأمثال محمود درويش؟ ألا يحق لنا في هذه البلاد الطاهرة أن يكون لنا سَمْتٌ ثقافي أدبيٌّ واضح المعالم، لا يجامل أحداً، ولا يركض وراء كلِّ بريقٍ قادم من وراء الحدود؟
نحن مع الانفتاح الثقافي الواعي، الذي لا يُلغي شخصيتنا الأدبية الثقافية، ولا يشعر غيرنا بأننا نتصاغر أمام إبداعهم وثقافتهم. إنَّه عتاب المحب الحريص على ثقافة وطنه العزيز الذي يحمل لواء ثقافة إسلامية واعية مستوعبة تتشامخ بمبادئها، وتفيد وتستفيد، وتقول رأيها صريحاً واضحاً في محافل الأدب ومهرجانات الثقافة، وإني على يقين بأنَّ ثقافية الجزيرة، وكلَّ من كتبوا عن محمود درويش ممجِّدين مادحين يقدِّرون معنى هذا العتاب، وينأون بما كتبته عن أيِّ تأويلٍ يخرج به عن حدِّه الصحيح، ولفظه الصريح.
إشارة:
عذراً (محمود درويش) فنحن نرفض قولك:
(وأن النساء على كل معصيةٍ قادرات .. وبرَّأْنَ عائشةً
من ظنونِ عليّ).
ونستغفر الله كثيراً حين نقرأ شيئاً من شعرك.
http://www.suhuf.net.sa/2006jaz/mar/18/ln10.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/423)
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 12:25 ص]ـ
بارك الله فيك وفي المسيطير جعله الله مدافعاً عن دينه محارباً لأعدائه إلى أن يلقاه.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:03 ص]ـ
الأخ الفاضل الراية جزاكم الله خيرا
وبارك الله في الأخ الكريم المسيطير وجعله في ميزان حسناته
ونسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال من بني جلدتنا ويردهم إليه مرداً جميلا.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وجعلها في موازين أعمالكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 04 - 06, 08:23 ص]ـ
الأخ الكريم / الراية
جزاك الله خير الجزاء.
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء.
وإنما أنا ناقل فقط، وما كُتب هو مما خطته يدُ الشيخ الدكتور / عوض القرني وفقه الله تعالى، وقد أوضحتُ ذلك في المقدمة.
وهو مقتبس من كتاب الدكتور عوض القرني - وفقه الله - تعالى: (الحداثة في ميزان الإسلام).
قال في ص 94 ما نصه:
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03042006/madak42.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:02 م]ـ
وكان من بين الاخوة الكرام / سامي المسيطير
حيث اوضح شيء من حقيقة محود درويش
بارك الله في الشيخ المسيطير ونفع به، وجزاه عنا خير الجزاء.(63/424)
أبحث عن آثار سلفية في الخوف من فتنة النساء
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 04:25 م]ـ
أذكر أثرا لأحد السلف فيه " ... و لا آمن على نفسي جارية سوداء"
أرجوا ممن وقف على الأثر و صاحبه مع المرجع أن لا يبخل علينا،
و أتحفونا بمزيد آثار حول الموضوع.
وفقكم الله
ـ[أبو البراء]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:34 م]ـ
الأثر ورد عن عطاء.
ويحتاج إلى مراجعة لكن ما علق في الذاكرة:
لو ائتمنوني على بيت المال لأمنت ولو ائتمونوني على أمة شهواء أو سوداء لما أمنت نفسي.
يقولها وقد ذهبت إحدى عينيه من الكبر.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:46 م]ـ
زيادة في المشاركة:
عن ابي المليح سمعت ميمونا - اي ابن مهران - يقول: لأن أوتمن على بيت مال أحب إلي من أن أوتمن على امرأة. النبلاء 5/ 77
عن فرات ابن السائب عن ميمون بن مهرات قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت: آمره بطاعة الله، ولا تصغين سمعك إلى هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه، ولا تدخل على امرأة ولو قلت: أعلمها كتاب الله. النبلاء
عن عطاء قال: لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ولا آمن نفسي على أمة شوهاء. قلت - القائل الإمام الذهبي -: صدق رحمه الله. النبلاء 5/ 88
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:23 م]ـ
الحمد لله
وللمزيد حول هذا الموضوع
سعيد بن المسِّيب والخوف من فتنة النساء
ما ذكره الذهبي في (سيرالأعلام 4/ 237):
سفيان بن عيينة،عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسِّيب، قال:
ما أيِسَ الشيطان مِنْ شيء إلا أتاه مِنء قِبَل النساء.
ثم قال لنا سعيد ـ وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى:
ما شيء أخوف عندي من النساء.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:28 م]ـ
الحمد لله
الذهبي في (سيرالأعلام 4/ 241):
سلَّام بن مسكين:حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال: قال سعيد بن المسِّيب:
ما خِفْتُ على نفسي شيئاً مخافةَ النساء،قالوا: يا أبا محمد! إن مثلك لا يُريدُ النساء،ولا تُريدُهُ النساء، فقال: هو ماأقول لكم. وكان شيخاً كبيراً أعمش.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:00 م]ـ
بارك الله فيكم، و هل من مزيد
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 01:35 م]ـ
للرفع
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 03:21 م]ـ
قد سبقني الأخوة إلى أثر سعيد بن المسيب ...
ودونك المتفق عليه عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وأذكر كلاماً لابن الجوزي في كتابه الماتع صيد الخاطر ... ((من قرُب الفتنة بعد عن السلامة))
وإليك أخي مرادك:
عن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم: فتنة النساء إذا تسورن الذهب، ولبسن رباط الشام، وعصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد ... صفة الصفوة 1/ 497
========================================
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا إبراهيم بن الحسن الباهلي، حدثنا حماد بن زيد قال: قال يونس بن عبيد: ثلاثة احفظوهن عني: لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يخلون أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء ..... سير أعلام النبلاء6/ 293.
========================================
وقال عباس الدوري: كان بعض أصحابنا يقول:
كان سفيان الثوري كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
========================================
ذكر في ترجمة ابن عمر أنه لم يدخل بابًا خصصه النبي صلى الله عليه وسلم للنساء حتى مات ...
========================================
وحذر العلاء بن زياد فقال: (ولا تتبع بصرك رداء امرأة فإن النظر تجعل في القلب شهوة).
========================================
قول أحد الصالحين لابنه: "يا بني! امش وراء الأسد والأسود -وراء الأسد والحية والثعبان- ولا تمش وراء امرأة".
========================================
قال سفيان: كان الربيع بن خثيم يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق إطراقاً شديداً، حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.
========================================
وخرج حسان بن أبي سنان إلى العيد، فقيل له لما رجع: يا أبا عبد الله! ما رأينا عيداً أكثر نساءً منه. فقال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت. وقالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد نظرت اليوم؟! فلما أكثرت عليه، قال: ويحك .. ويحك! ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندكِ حتى رجعت إليكِ.
========================================
عبد الله بن أبي الهذيل، قال: دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده، ومعه قوم، وفي البيت امرأة، فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة، فقال عبد الله رضي الله عنه وأرضاه: [لو انفقأت عينه، لكان خيراً له] لو انفقأت عينه وكانت مصيبة فاحتسب عند الله لكان خيراً له من النظر واستعمال البصر في المعصية،
========================================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/425)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 03:59 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 10 - 07, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت ما وقفت عليه من الآثار في رسالتي: (بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِنَ الثَّوَابِ)
- أرجو أن ييسر الله نشر الطبعة الثانية منها قريباً -
وهذه هي:
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:12 م]ـ
أعْلَى مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ!!
قالَ اللهُ تَعَالَى حِكَايَةً لِقَوْلِ يُوسُفَ: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ - فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...
فهذه مشاركة متواضعة أرجو أن تكون مفيدة:
قال ابن جرير: حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} قال: كانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أربعة أخوة، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب. قال: فنزل الراهب ففجَر بها، فحملت، فأتاه الشيطان فقال له: اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل مُصدَّق يسمع قولك. فقتلها ثم دفتها. قال: فأتى الشيطانُ إخوتها في المنام فقال لهم: إن الراهب صاحب الصومعة فجَر بأختكم، فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا. فلما أصبحوا قال رجل منهم: والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك؟ قالوا: لا بل قصها علينا. قال: فقصها، فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك، فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك. فقالوا: فوالله ما هذا إلا لشيء. قال: فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال: إني أنا الذي أوقعتك في هذا، ولن ينجيك منه غيري، فاسجد لي سجدة واحدةً وأنجيك مما أوقعتك فيه. قال: فسجد له، فلما أتوا به مَلكهم تَبَرأ منه، وأُخِذَ فقتل. المرجع: تفسير ابن كثير
وقد رويت هذه القصة مطولة بتفصيل يبين فتنة النساء بصورة أبين وأوضح لا تحضرني الآن لكن أوردها ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في كتاب "تلبيس إبليس".(63/426)
هل شكل النجمة المتعارف عليه هو الشكل الحقيقي في السماء؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 04 - 06, 09:50 م]ـ
http://www.saudishares.net/vb/images/star.gif
الإخوة الفضلاء /
قبل البدء
هي
نتيجة تأمل
نظرت في كراسة ابنتي فنظرت إلى ما رسمته معلمتُها أسفل الكراسة، حيث رسمت عددا مما نسميه (نجوم)، ثم تأملتُ في شكل تلك النجوم، ولماذا يطلق الناس على ذلك الشكل ... (نجمة)؟!، وهل هي فعلا الشكل الحقيقي؟.
ولماذا استقر في أذاهننا أن النجوم السماوية هي بنفس الشكل المتعارف عليه؟.
ولماذا يضع الضابط على كتفيه ذاك الشكل، ونقول لها نجوم؟!.
ولماذا يطلق على المتفوق في أيٍ من المجالات = (نجم):
فيقال للرياضي (نجم)
وللمبدع = (نجم)
وللمتميز = (نجم)؟.
وقد سألت بعض المهتمين بالفلك عن شكل النجمة الحقيقي، وهل هو ما انتشرت صفته وشكله بين الناس فأجاب بالنفي، وأن النجوم عبارة عن أجرام ملتهبة، وليس كما يظنه الناس.
ولعلكم تجيبون ...... وتحصلون من الإدارة على نجوم التميز (ابتسامة).
http://www.saudishares.net/vb/images/star.gif
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:53 ص]ـ
الأخ الفاضل المسيطير
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع
فهو أيضا دعوة للتأمل
فقد قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190).
وقال تعالى:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191).
وقال تعالى:
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12).
وقال تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأنعام:97)
والنَّجْم: هو كل ما طلع وظهر .. و النَّجْمُ من النبات: كل ما نبت على وجه الأرض و نَجَمَ على غير ساق وتسطَّح فلم ينهض. وقد يطلق على ما طلع من نجوم السماء
كما في قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (الرحمن:6)
*والنجوم عبارة عن أجسام ملتهبة تتم فيها تفاعلات شديدة، ينتج عنها طاقة هائلة وإشعاعات، وهي التي تسبب الضوء الساطع الذي يُرى به هذا الجسم ـ أي النجم ـ على هيئة نقطة مضئية في السماء.
والشمس التي تشرق وتغرب علينا يطلق عليها نجم أيضا.
ولعلي أعود مرة أخرى.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:55 ص]ـ
النجم دائري الشكل، والإشعاع يظهر كمثلثات جانبية، وليس لها عدد يحكمها من خمس أو ست ونحوها.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:34 ص]ـ
و أظن أنه يقال للشخص نجم للتفوق , بسبب علو النجم في السماء
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:44 م]ـ
النجم دائري الشكل، والإشعاع يظهر كمثلثات جانبية، وليس لها عدد يحكمها من خمس أو ست ونحوها.
جزاك الله خير الجزاء.
هل من مرجع علمي لما تفضلت به؟.
و أظن أنه يقال للشخص نجم للتفوق , بسبب علو النجم في السماء
جزاك الله خيرا.
الشيخ الكريم / الفهم الصحيح
هل تتكرمون بزيادة البيان؟.
أعلم أن لديكم إهتمام خاص بمثل هذه العلم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:53 م]ـ
وفقك الله.
المعذرة على تأخر التواصل ...
أخي الفاضل ما أظن أن عندي مزيدا عما تفضل به الإخوة قبلي ... ولكن علوم الفلك الحديثة و جديد آلات الرصد لديهم و دقيقها قد قربت البعيد ... وأظهرت ما كان غير معلوم من ألوان النجوم ... وأحجامها وكثافتها ... وحقيقة الأضواء النجمية التي تصلنا ونراها من سطح الأرض ...
وفي هذا الرابط على سبيل المثال توضيح لبعض ألوان النجوم وأشكالها وتكونها:
http://images.google.com.ly/imgres?imgurl=http://jameel.free.fr/images/stars/nuit.jpg&imgrefurl=http://jameel.free.fr/stars.htm&h=169&w=261&sz=15&tbnid=1t1ZH2JBzjMgsM:&tbnh=69&tbnw=107&hl=ar&start=7&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%2 5AC%25D9%2588%25D9%2585%26svnum%3D10%26hl%3Dar%26l r%3D%26sa%3DG
أما شكل النجمة الذي تعارفه الناس اليوم - وليس له من الحقيقة شئ - واختلافهم في عدد الرؤوس التي صاحبها بين خماسي وسداسي؛ والنجمة المفرغة = فشئ قديم نتج - على ما يبدو - من خلال ما ترآى لهم من انعكاسات ضوئية أثناء ترقب النجوم والنظر إليها ... ثم تحول ذلك إلى معتقدات ... ومميزات انفردت بها أمة عن أمة ... واستعمال لهذه الرسوم النجمية علامة على فضل في علم ... أو جمال في صورة ... أو حسن إعداد في فندق ... أو في أمور السحر والشعوذة ... إلى غير ذلك مما يطول الحديث فيه وعنه.
أما استعارة النجوم للأفاضل من الناس لعلوها وجمالها وتألقها ... ولمحاسن الأخلاق وجميل المزايا والمكرمات ... وتشبيه الحبيبة بنجمة الصباح مثلا ... فذاك حديث كثير في كلامهم ...
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ - - روحي تُرفرف في جسمي لمرآكِ
يا نجمة الصبح ما أزهاك في نظري - - يا نجمة الصبح ما أحلى مزاياك
يا نجمة الصبح ما إن أنت عالمة - - أني على الأرض دون الناس أهواك
بلى أحبك من قلبي بأجمعهِ - - ومن ضميري ومن روحي وأرعاك
ومن البرامج الممتعة بإذاعة الكويت المسموعة منذ زمن؛ برنامج < نجوم القمة >. كان يذاع عصرا بعد البرنامج الآخر الممتاز < نافذة على التاريخ >.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/427)
ـ[أبو الأم]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:19 ص]ـ
من الطبيعي ان يرى الضوء على شكل النجمة ..
فمثلا لو انك في مكان شديد الظلمة ورأيت نوراً ..
او رايت احد النجوم
ستجد شكله عادة على هذه الهيئة
X
رغم انها عبارة عن دائرة ..
لكن الاشعاع الصادر من هذه النقطة يتجه الى الاتجاهات الاربعة بخطوط مستقيمة ..
مما يجعل شكلها كما سيق
(فتوى من ابي الأم)
ولعل هناك بعض النجوم ترى على شكل النجم الذي يرسمه الناس ..
ولا ادري ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:48 ص]ـ
الشيخ المبارك / الفهم الصحيح
كما توقعتُ، شاركتَ، فأفدتَ، وأبدعتَ في الإجابة.
فجزاك الله خيرا الجزاء.
الأخ الفاضل / أبا الأم
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:49 ص]ـ
السلام عليكم,
الذي أعرفه -والله أعلم- أن تلك النجمة الخماسية كانت رمزاً إغريقياً, كان فلاسفة اليونان يعتقدون أن له خصائص خاصة. فقد لاحظوا أن النجمة خماسية الرأس يتكون (نتيجة تقاطع ضلوعها) مضلع خماسي متساوي الأطراف والزوايا, والذي إذا وصلت كل رأس من رؤوسة بالأربع الباقية تكونت لك نجمة خماسية أخرى وهكذا. وللأمر قصة لا أذكرها الآن ولكن لعلي آتي بها -إن شاء الله- إن وجدتها.
ولا أعني بذلك حكماً أو أي شيء, ولكنه خطر في ذهني لما قرأت المشاركة
والله أعلم.
السلام عليكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 11 - 07, 03:54 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
رابط ليس له علاقة في الموضوع، ولكن أحسب أنه مفيد:
تاريخ نجمة إسرائيل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65903&highlight=Magen+David
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
بل قال بعضهم:
نجمة خماسية ....
ونجمة سداسية ...
ونجمة ثمانية ... !.
ومع اختلاف الموازين ... أصبح الساقط نجما ... والفارغ نجما ... والدنيء نجما ...
أصلح الله الأحوال.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[11 - 10 - 08, 03:28 ص]ـ
النجمة تماما كالأرض ولكن مضيئة فهل أرضنا كلها مثلثات؟؟ وزوايا حادة؟
طبعاً لا ..
ولكن النجوم مضيئة بل هي سراج كالشمس تلتهب ناراً ...
وللتجربة ..
أحضر شمعة في مكان مظلم ..
أشعلها ...
ثم أنظر اليها بعينين شبه مغمضتين,,
النتيجة يتحول اللهب من دائري إلى شكل نجمة ...
والسلام ..
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[11 - 10 - 08, 07:43 ص]ـ
http://news.nationalgeographic.com/news/2007/10/images/071002-star-picture_big.jpg
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[11 - 10 - 08, 12:04 م]ـ
للفائدة
الشمس يطلق عليها النجم لكن ذلك مخالف لظاهر القرآن في عطف النجوم على الشمس في آيات عدة
مما يدل على أن الشمس غير النجوم، وهذا هو خطاب القرآن للعرب.
فائدة الشيخ الفاضل مساعد الطيار نفع الله به. (من جلسة معه)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[11 - 10 - 08, 11:57 م]ـ
للفائدة
الشمس يطلق عليها النجم لكن ذلك مخالف لظاهر القرآن في عطف النجوم على الشمس في آيات عدة
مما يدل على أن الشمس غير النجوم، وهذا هو خطاب القرآن للعرب.
فائدة الشيخ الفاضل مساعد الطيار نفع الله به. (من جلسة معه)
وأنا أيضا يظهر لي ذلك , وهو ان الشمس في الحقيقة اللغوية لاتسمى نجما.
أما في عرف الفيزيائيين أو الفلكيين , فهي كذلك.
فالنجم عدهم , هو الجرم السماوي المشع بذاته.
والله أعلم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:43 ص]ـ
لطيفة رائعة(63/428)
ما هي فوائد هذا الحديث؟؟ شرائد الفوائد
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[07 - 04 - 06, 05:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في خاطري ان نستفيد من إخواننا في هذا الملتقى المبارك (كل حسب علمه) وان نجمع الفوائد الشاردة من كل من يحمل فائدة وذلك على احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.حديث حديث إن شاء الله تعالى. لعلنا نخرج بمرجع مهم لنوادر وشوارد الفوائد.
* وتكون الفوائد ايا كانت في السند او في المتن او فائدة فقهية او لغوية او ادبية اي فائدة تكتب على الحديث المختار.
* كل من يعلم فائدة او قرأها من كتب او فتاوى او دروس العلماء ينقلها لنا.
* يُجعل مدة زمنية لكل حديث وليكن لمدة ثلاث ايام ثم نبدأ في حديث جديد وهكذا.
* يُبدأ بالاربعين النووية ثم يثنى باحاديث البخاري ثم مسلم (إن احيانا الله).
وعموما هذا خاطر لعله ينفع او لا يكون مناسبا. فننتظر آراء الاخوة الافاضل عليه. حتى نبدأ.
نفعنا الله بكم. وجزاكم الله خيرا.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[07 - 04 - 06, 08:45 ص]ـ
أعجبني هذا الإقتراح ابدأ على بركة الله(63/429)
أريد أن أعرف إذا كان يوجد علاج للثغة في حرف الراء
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم
أريد أن أعرف إذا كان يوجد علاج للثغة في حرف الراء
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[07 - 04 - 06, 12:27 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68124
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 10:25 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:49 م]ـ
أنا كنت ألثغ بالراء وتخلصت منها تماماً بحمد الله عندما تعلمت الإنجليزية بأمريكا، إذ لاحظت أن راءهم تختلف عن رائنا فصرت أنطق راءنا كرائهم، ثم انحلت عقدة اللسان تماما وصرت أنطق بالرائين معاً!
وإليك طريقة رائهم ولا تنسنا من دعوة بظهر الغيب:
ألصق طرف اللسان بسقف الحلق وقل (راء)، وكررها مئات المرات في كل يوم، وعود نفسك على أن تنطق الراء في أثناء كلامك المعتاد بهذه الطريقة ولو تعسر ذلك في البداية، وسينطلق لسانك بها إن شاء الله
ومن العجيب أنني بعد أن تخلصت من الراء بهذه الطريقة وجدت أن أسلافنا رضي الله عنهم قد فطنوا إليها!! يقول ياقوت في معجم الأدباء:
حدث أبو علي المحسن بن علي التنوخي القاضي في نشوار المحاضرة قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن المنجم قال: حدثني أبي قال: كنت وأنا صبي لا أقيم الراء في كلامي وأجعلها غيناً وكانت سني إذ ذاك أربع سنين، أقل أو أكبر، فدخل أبو طالب الفضل ابن سلمة، أو أبو بكر الدمشقي - شك أبو الفتح - إلى أبي وأنا بحضرته، فتكلمت بشيء فيه راء فلثغت فيها، فقال له الرجل: يا سيدي، لم تدع أبا الحسن يتكلم هكذا؟ فقال له: ما أصنع وهو ألثغ؟ فقال له: - وأنا أسمع وأحصل ما جرى وأضبطه - إن اللثغة لا تصخ مع سلامة الجارحة، وإنما هي عادة سوء تسبق إلى الصبي أول ما يتكلم لجهله بتحقيق الألفاظ وسماعه شيئاً يحتذيه، فإن ترك على ما يستصحبه من ذلك مرن عليه، فصار له طبعاً لا يمكنه التحول عنه، وإن أخذ بتركه في أول نشوه استقام لسانه وزال عنه، وأنا أزيل هذا عن أبي الحسن ولا أرضى فيه بتركك له عليه، ثم قال لي: أخرج لسانك، فأخرجته فتأمله وقال: الجارحة صحيحة، قل يا بني را، واجعل لسانك في سقف حلقك، ففعلت ذلك فلم تستو لي، فما زال يرفق بي مرة ويخشى بي أخرى، وينقل لساني من موضع إلى موضع من فمي، ويأمرني أن أقول الراء فيه، فإن لم يستو لي نقل لساني إلى موضع آخر دفعات كثيرة في زمان طويل حتى قلت راء صحيحة في بعض تلك المواضع، وطالبني وأوصى معلمي بإلزامي ذلك حتى مرن لساني عليه، وذهبت عني اللثغة.(63/430)
هل يجوز التوسل للأحياء؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:13 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم رحمة الله و بركاته
إخواني الطلبة و مشايخي الفضلاء، احسن الله إليكم و وفقكم، هل يجوز التوسل للحي القادر على فعل أمر ما؟
كمن يقول: أتوسل إليك يا معلمي أن لا تضربني؟
عاجل لللأهمية،
وفقكم الله
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:10 م]ـ
بارك الله فيكم ........ هذا الكلام يختلف عن معنى الوسيلة المذكور فى القران ......... يقول الشيخ الألبانى -رحمه الله -فى كتاب التوسل (التوسل لفظة عربية أصيلة وردت فى القران الكريم والسنة وكلام العرب وقد عنى بها التقرب إلى المطلوب والتوصل إليه إليه برغبة قال ابن الأثير فى النهاية:الواسل الراغب والوسيلة القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشىء ويتقرب به وجمعها وسائل) ..... والله أعلم
ـ[نواف البكري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:59 ص]ـ
هذه عبارة جائز.
فالتوسل للمخلوق بالمخلوق جائز
أما التوسل للخالق فلا يكون إلا بما هو مشروع.
كما لا يجوز التوسل بالخالق عند المخلوق وتقول: أتوسل بالله إليك كما جاء في الحديث من غضب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندما غضب لما قال الرجل: نستشفع بالله عليك.
ولكن يجوز سؤال المخلوق بالخالق وهذا لا خلاف في مشروعيته.
ومن توسل المخلوق بالمخلوق قول الله تعالى: (الذي تساءلون به والأرحام).
فتقول: أتوسل إليك بالمحبة التي بيننا، وبالصحبة، وبحق الرحم ونحو هذا.(63/431)
أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:33 م]ـ
أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر
--------------------------------------------------------------------------------
أسباب انشراح الصدر، وأسباب القلق وعلاجه، ومن فوائد غض البصر
معنى انشراح الصدر: شرح الصدر أي: اتساعه و انبساطه و انفتاحه
ذكر ابن القيم في كتابه القيم (زاد المعاد في هدي خير العباد) أسباباً لانشراح الصدر وهي:
1 - التوحيد: فالهدى و التوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، و الشرك و الضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر و انحراجه.
2 - الإيمان: فنور الإيمان الذي يقذفه الله في قلب العبد يشرح الصدر و يوسعه و يفرح القلب.
3 - العلم (الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم): فإنه يشرح الصدر و يوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق و الحصر و الحبس.
4 - الإنابة إلى الله سبحانه و تعالى و محبته بكل القلب و الإقبال عليه و التنعم بعبادته.
5 - دوام ذكر الله على كل حال و في كل موطن.
6 - الإحسان إلى الخلق و نفعهم بما يمكنه من المال و الجاه و البدن و أنواع الإحسان.
7 - الشجاعة.
8 - إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه و عذابه و تحول بينه و بين حصول البرء.
9 - ترك فضول النظر و الكلام و الاستماع و المخالطة و الأكل و النوم.
أسباب القلق وعلاجه،
نشهد في هذا العصر حضارة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً جعلت الإنسان يعيش في راحة كبيرة ولكنها (اي تلك الحضارة) قصرت خدمتها على الجانب الجسدي و أهملت الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات، وكان أحد إفرازات هذا القصور القلق الذي أدى بكثير من الناس خصوصاً في الغرب الى الإنتحار، ولم يجدوا له حلاً غير تلك الحبوب المهد ئة.
وللأسف لقد وجدت أثار هذا القلق في بلاد المسلمين عندما قصر البعض منهم في أمور دينهم وعاشوا بعيداً عن ذكر الله تعالى وطاعته.
وأسباب القلق كثيرة، لكن نذكر أهمها:
(1) ضعف الإيمان: فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
(2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
(3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
(4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب. قال الله تعالى (وماأصابك من سيئة فمن نفسك) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و (الطفش) فيفعل المعاصي، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/432)
(5) الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا: فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.
وأخيراً كيف نتخلص من القلق؟
قال الله تعالى (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)، فالعلاج هو في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فخذ هذه الوصفة النافعة، وجرب وأنت الحكم.
(1) الصلاة: قال الله تعالى (واستيعنوا بالصبر والصلاة) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يابلال) ويقول -جُعلت فداه- (وجعلت قرة عيني في الصلاة) فما من مسلم يقوم فيصلي بخشوع وتدبر وحضور قلب والتجاء لله تعالى إلا ذهبت همومه وغمومه أدراج الرياح كأن لم تكن، فالصلاة على أسمها صلة بين العبد وربه.
(2) قراءة القرآن: العلاج لكل داء. قال عز وجل (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فلنقو صلتنا بهذا الكتاب العظيم ولنتدبر آياته ولا نكن ممن يهجره فهو ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم.
(3) الدعاء: سلاح المؤمن الذي يتعبد الله به فمن كان له عند الله حاجة فليفزع إلى دعاء من بيد ملكوت كل شئ ومجيب دعوة المضطرين وكاشف السوء الذي تكفل بإجابة الداعي. قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وليتخير ساعات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، بين الآذان والإقامة.
(4) الذكر: أنيس المستوحشين وبه يُطرد الشيطان وتتنزل الرحمات.
(5) شغل الوقت بالعمل المباح: فإن الفراغ مفسدة ويجلب الأفكار الضارة والقلق وغير ذلك.
أسأله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل والعمل الصالح ونسأله حياة السعداء وموت الشهداء، إنه جواد كريم.
من فوائد غض البصر
1: تخليص القلب من ألم الحسرة.
2: أنه يورث نوراً و إشراقاً في القلب يظهر في العين و الوجه و الجوارح و إطلاق البصر يورث ظلمة في الوجه و الجوارح.
3: أنه يورث صحة الفراسة
4: أنه يفتح له طرق العلم و أبوابه و يسهل عليه أسبابه و ذلك بسبب نور القلب.
5: أنه يورث القلب ثباتاً و شجاعة فيجعل له سلطان الحجة.
6: أنه يورث القلب سروراً و فرحاً و انشراحاً أعظم من اللذة و السرور الحاصل بالنظر.
7: أنه يخلص القلب من أسر الشهوة.
8: أنه يسد عنه باباً من أبواب جهنم.
9: أنه يقوي عقله و يزيده و يثبته.
10: يخلص القلب من سُكر الشهوة و رقدة الغفلة.
11: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه و معاده.
12: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
13: أنه يورث القلب أنساً بالله و جمعه عليه.
14: أنه يقوي القلب و يفرحه.
15: أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب.
16: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه و الاشتغال بها.
17: أن بين العين و القلب منفذاً و طريقاً يوجب انتقال أحدهما إلى الآخر و أن يصلح بصلاحه و يفسد بفساده.
18 - من غض بصره أعطاه الله ثلاث فوائد جليلة:
إحداها حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب ما تركه لله فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه والنفس تحب النظر إلى هذه الصور لا سيما نفوس أهل الرياضة والصفا فإنه يبقى فيها رقة تجتذب بسببها إلى الصور حتى تبقى تجذب أحدهم وتصرعه كما يصرعه السبع ولهذا قال بعض التابعين: ما أنا على الشاب التائب من سبع يجلس إليه بأخوف عليه من حدث جميل يجلس إليه وقال بعضهم اتقوا النظر إلى أولاد الملوك فإن لهم فتنة كفتنة العذارى.
وأما الفائدة الثانية في غض البصر فهو أنه يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالتعلق في الصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه كما قيل:
سكران سكر هوى وسكر مدامة ** فمتى إفاقة من به سكران.
وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ** العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وإنما يصرع المجنون في الحين
وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب.
والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى: يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وقال تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه وفي دعاء القنوت إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت.(63/433)
هل إختلف العلماء في عدد سجدات التلاوة في القران
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:46 م]ـ
هل إختلف العلماء في عدد سجدات التلاوة في القران وما هي الاقوال؟؟
فقد كنت أقرأ القران وممرت على موضع سجود كتب عليه عى ما اذكر سجدة عند مالك هل يعني أن هناك إختلاف بين العلماء في العدد؟؟؟؟
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:19 م]ـ
أخي الكريم فيها خلاف وتجده في باب صلاة التطوع يذكره فقهاء الحنابلة
فبعض العلماء لا يرى سجدة ص وبعضهم لا يرى سجدات المفصل وبعضهم لايرى السجدة الثانية من الحج
والذي يرجحه الشيخ خالد المشيقح وفقه الله أن السجدات خمسة عشر مع سجدة ص وهو المعتمد عليه في مصحف المدينة المنورة ..
وفقك الله وسدد خطاك ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:33 م]ـ
نعم يا موفق فبين علمائنا رحمهم الله خلاف في عدد سجدات التلاوة للقرآن الكريم.
قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (قال الطيبي: واختلفوا في عدة سجدات القرآن فقال أحمدخمس عشرة أخذا بظاهر حديث عمرو بن العاص فأدخل سجدة ص فيها, وقال الشافعي أربع عشرة سجدةمنها اثنتان في الحج وثلاث في المفصل وليست سجدة ص منهن بل هي سجدة شكر, وقال أبو حنيفة أربع عشرة سجدة فأسقط الثانية من الحج وأثبت سجدة ص, وقال مالك إحدى عشرة سجدة فأسقط سجدة ص وسجدات المفصل ..... انتهى كلام االطيبي) 3/ 127 - 128
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:23 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:04 ص]ـ
إرشاد القارئ الكريم إلى أحكام سجدات القرآن العظيم
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4148(63/434)
أحتاج إلى مصادر ترجمة الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم النيسابوري (للأهمية)
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:07 م]ـ
أحتاج إلى مصادر ترجمة الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم النيسابوري، وقد أنتهيت إلى:
المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور. ترجمة، (482) صفحة 179.
تاريخ جرجان 1/ 190.
سير أعلام النبلاء 17 - 237.
الوافي بالوفيات 12/ 239 ترجمة 218.
طبقات المفسرين للسيوطي 35.
طبقات المفسرين للأدنووي 97.
شذرات الذهب 3/ 181.
معجم المؤلفين 3/ 278.
تاريخ التراث العربي1/ 109.
فهل من مزيد؟!
وبالنسبة لكتابه (أمثال القرآن): أين مخطوطاته؟ وهل طبع؟ ومن ذكر بعده من المؤلفين سواه في كتب التراجم أو الببليوجرافيا او نقل عنه أو حتى ذكره؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:50 م]ـ
للرفع(63/435)
عمدة الطالب ((كتاب الصلاة)) للشيخ/خالد المشيقح للمبتدئين
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[07 - 04 - 06, 06:25 م]ـ
ولا مانع من المدارسه فيما بيننا
تنبيه$
قبل حفظ المسألة: تصورها وافهمها بأدلتها ومن ثم احفظها , فإن وافقك المذهب فلا تلتفت إلى رأي المخالفين وإن خالفك فاحفظ رأيه لأنك في شرح متنه بحاجة إلى فك عباراته واحفظ دليلك مع القول الراجح وهذه الطريقة هي التي سأسير عليها في شرح الشيخ خالد المشيقح وإذا كانت المسألة خلافها قوي بين العلماء عرضت قول المخالفين وأدلتهم وستجد ثمارها بإذن الله إن اتقيت الله وأخلصت النية له وتابعت هذا العلم بالعمل فإنك عندما تسأل عن مسألة
وإذا بك مؤصل في بداية طلبك والموفق من أعانه وسدده ووفقه الله.
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وأنت في هذه المرحلة ضع الخلاف عن يمينك ولا تنظر إليه ,,,,,
وهي وصية مجرب فارعها سمعك وقلبك وعض عليها هُديت .....
كتاب الصلاة
مناسبة هذا الكتاب لما قبله ظاهرة، فإن المؤلف رحمه الله ابتدأ بالطهارة قبل الصلاة: أولاً: لأن الطهارة مفتاح الصلاة، ولا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ
وثانياً: لأن التخلية قبل التحلية، فالإنسان يتخلى من الخبث ويتحلى بالنظافة ثم بعد ذلك يتحلى بالوقوف بين يدي الله عز وجل.
الصلاة في اللغة: الدعاء، ومن ذلك قول الله عز وجل ? وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم?.
وأما في الاصطلاح: فهي التعبد لله عز وجل بأفعال وأقوال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
والصلاة فرضت ليلة الإسراء، وقت ليلة الإسراء متى كانت؟
هذا موضع خلاف فلم يثبت منه شيء، المهم أنها فرضت ليلة الإسراء قبل هجرة النبي ? وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.
" تجب " المراد بالوجوب هنا: أعلى أنواع الوجوب، إذ أنها فرض وركن، ودليل ذلك القرآن والسنة والإجماع.
أما القرآن فقول الله عز وجل ? وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة?.
وفي السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ".
" تجب على كل مكلف " أي: من تجب عليه هذه الصلوات الخمس، قال المؤلف رحمه الله: أن يكون: مكلفاً، والمكلف: هو البالغ العاقل، وعلى هذا المجنون لا تجب عليه الصلاة، والصغير الذي لم يبلغ أيضاً لا تجب عليه الصلاة، وهل تجب الصلاة على المعتوه (الذي عنده نقص في العقل)؟ المعتوه: ينقسم إلى قسمين:
1 – القسم الأول: معتوه ليس معه شيء من الإدراك: فهذا حكمه حكم المجنون.
2 – القسم الثاني: معتوه معه شيء من الإدراك، وهذا قال العلماء رحمهم الله: حكمه حكم الصبي المميز، بحيث أنه تصح منه العبادة، ويؤجر عليها لكنها لا تجب عليه.
وقوله " مكلف " هذا يشمل الذكر والأنثى، والحر، والرقيق، والخنثى، والمبعض.
" غير حائض ونفساء " فالحائض لا تحب عليها الصلاة، والنفساء أيضاً لا تجب عليها
الصلاة، ودليل ذلك: ما تقدم من قول النبي ? " أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم " وأيضاً قول عائشة رضي الله عنها " كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " فالحائض والنفساء لا تجب عليهما الصلاة بالإجماع، إلا أنه يستثنى من ذلك – كما سبق لنا – ما إذا طهرت بعد أن أدركت من أول الوقت قدر ركعة، أو طهرت، وقد أدركت من آخر الوقت قدر ركعة، ففي هاتين الحالتين تجب الصلاة على النفساء والحائض.
الشرط الثالث: أن يكون مسلماً، وعلى هذا الكافر لا تجب عليه الصلاة – وسبق أن ذكرنا– أن الكافر يتوجه إليه خطابان 1 - وجوب~التكليف 2 - وجوب الأداء، أما هذا الخطاب فإنه لا يجب عليه أن يؤدي لأنه فاقد الأصل (التوحيد) ومع عدم التوحيد لا تصح العبادة، فإن الله عز وجل قال ? وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ?، وأيضاً قول الله عز وجل ? لإن أشركت ليحبطن عملك ?.
وأما وجوب التكليف فإنه مكلف بها ويأثم على تركها، لقول الله عز وجل ? ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ?.
" فيقضي نائم ومغمى عليه ونحوه أفاق " أي: يقضي النائم هذا بالإجماع، النائم إذا نام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/436)
عن الصلاة فإنه يجب عليه أن يقضيها، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ? قال: " من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها ".
" ومغمى عليه " المغمى عليه هل يقضي أو لا؟ المؤلف رحمه الله يرى أنه يقضي، وظاهر كلام المؤلف رحمه الله أنه يقضي مطلقاً، سواء أغمي عليه باختياره أو بغير اختياره،
باختياره: مثل لو تداوى أكل بنجاً، وبغير اختياره مثل: لو سقط وأغمي عليه، أو أصابه حادث مثل ما يحصل الآن حوادث السيارات قد يغمى على الإنسان لمدة شهر أو شهرين، فالمؤلف يرى أنه يجب عليه أن يقضي مطلقاً، إلحاقاً بالنائم،
وأيضاً استدلوا بان عمار بن ياسر رضي الله عنه أغمي عليه ثلاثة أيام ثم أفاق، وقضى هذه الأيام الثلاثة، وهذا هو المذهب.
والرأي الثاني: التفصيل بين الإغماء، إن كان باختيار الإنسان فإنه يجب عليه أن يقضي
، مثل: لو أكل دواءً أو بنجاً، ونحو ذلك: أو شرب مسكراً، فإنه يقضي.
وإن كان بغير اختياره كما لو أصابه حادث ونحو ذلك، فإنه لا يجب عليه أن يقضي إلا الصلاة التي أغمي عليه فيها ولم يصلها، أو الصلاة التي أفاق في وقتها، وهذا يظهر والله أعلم أنه أقرب، وهذا التفصيل هو رأي الشافعية.
" ولا تصح من مجنون " لا تصح الصلاة من مجنون، لأن الصلاة لابد لها من النية، ومن شروط صحة النية: العقل، والمجنون مرفوع عنه القلم، ومثل ذلك أيضاً، الصبي غير المميز لا تصح منه العبادات لأنه لا يعقل النية.
" ولا كافر " أيضاً لا تصح من الكافر لما تقدم أنه فاقد التوحيد وذكرنا أن الله عز وجل قال ? وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ?، وقوله تعالى ? لإن أشركت ليحبطن عملك?، فالكافر لا تصح منه، وأيضاً: لأن من شروط صحة النية الإسلام.
" وإن صلى أو أذن فمسلم حكماً " أي: إذا صلى هذا الكافر أو أذن، يقول المؤلف رحمه الله بأنه " مسلم حكماً " يعني: نحكم بإسلامه أخذاً بالظاهر، ونعامله معاملة المسلمين، وعلى هذا لو مات فإنه يغسل ويكفن ويقبر في مقابر المسلمين، ولو مات له قريب فإنه يرثه ويورث، ولو أراد أن يرجع إلى الكفر لا نقبل له ذلك بل يأخذ حكم المرتدين.
" ويؤمر صغير بها لسبع ويضرب عليها لعشر " وهذا دليله حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ? قال: " مروا أبنائكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع "، وهذا أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وغيره.
وحكم هذا الأمر " يؤمر لسبع ويضرب عليها لعشر " هذا واجب على الولي، وبالنسبة للصغير لا يجب عليه الصلاة، لكن يجب على الولي أن يأمره، لأن هذا من تربيته وتعليمه.
" وعلى وليه تعلميه إياها والطهارة، وما يحتاجه لدينه ... "، أي: كما أنه يجب على الولي أن يأمره بالصلاة، أيضاً يجب عليه أن يعلمه الصلاة، ويجب عليه أن يعلمه الطهارة كيف يتوضأ، وهذه مسالة يفرط فيها كثير من الأولياء، يترك الأمر للمدرسة، وقد لا تحسن المدرسة التعليم، فتجد الطفل لا يعرف أن يتوضأ و لا يعرف أن يصلي.
" وما يحتاجه لدينه " أيضاً: يجب عليه أن يعلمه ما يحتاجه لدينه كالحلال والحرام، وهذا هو تمام التربية، وليس المراد أن يعلمه كل شيء، وإن المراد أن يعلمه الأشياء المحيطة به، أن هذا جائز، أن هذا جائز وهذا غير جائز، وأن هذا محرم وهذا غير محرم.
" إصلاح ماله " أي: كما أن الولي يجب عليه أن يصلح موليه الصغير أيضاً يجب عليه أن يصلح ماله.
" وإن بلغ في وقتها أعادها " إذا بلغ الصبي هل تجب عليه الصلاة؟ أو لا تجب عليه؟ هذا فيه تفصيل:
1 – الحالة الأولى: أن يبلغ بعد خروج الوقت، فهذا لا تجب عليه الصلاة التي مضت.
2 – الحالة الثانية: أن يبلغ في أثناء الوقت، فإن كان لم يصل فالصلاة واجبة عليه، لكن إن صلى هل يجب عليه أن يعيد الصلاة قبل خروج الوقت أولا يجب عليه؟
المؤلف رحمه الله يرى أنه يجب عليه أن يعيد الصلاة، وهذا هو المذهب،
وعلتهم في ذلك: أن الصلاة التي صلاها قبل البلوغ نافلة في حقه فلا تجزئ عن الفريضة
والرأي الثاني: اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنه لا يجب عليه أن يعيد الصلاة، وهذا القول هو الصواب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/437)
لأنه أدى ما أمر به شرعاً، والقاعدة: أن ما فعل المأذون على الوجه الذي أمر به لا يلزمه أن يعيده مرة أخرى " ما ترتب على المأذون غير مضمون ".
قوله " في وقتها " يعني: بعد فعل الصلاة، وإذا بلغ في أثناء الصلاة، على المذهب أنه يجب عليه أن يعيدها مرة أخرى.
ويظهر والله أعلم أنه إن أدى ركعة، فإنه لا يجب عليه أن يعيد، لأنه أدرك هذه الصلاة، والنبي ? يقول: " من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة "
" ويحرم تأخيرها عن وقت الجواز " وقوله " وقت الجواز: هذا يفهم منه أن الصلاة لها وقتان:
1 – وقت جواز.
2 – وقت ضرورة، وهذا خاص في صلاة العصر على الصحيح، جميع الصلوات ليس لها إلا وقت واحد، وهو وقت الاختيار،
وأما العصر فلها وقتان، وهذا سيأتي بيانه.
فتأخير الصلاة عن وقت الجواز (الاختيار) هذا محرم ولا يجوز، ويجب للإنسان أن يفعل الصلاة في وقتها، ويدل لهذا قول الله عز وجل ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوفاً ? أي مفروضاً في الأوقات، وقال الله عز وجل ? أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ?
وجبريل عليه السلام لما أم بالنبي ? الصلوات في أول الوقت وآخره،
قال: الصلاة ما بين هذين الوقتين " والأدلة على هذا كثيرة.
" إلا لناوي الجمع " استثنى المؤلف رحمه الله من نوى الجمع ممن يباح له الجمع أو يشرع له الجمع، فهذا لا بأس أن يؤخر الصلاة عن وقت الاختيار إلى وقت الثانية،
فمثلاً: المريض الذي يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها، فإنه يجمع ولا بأس أن يؤخر الظهر إلى وقت العصر، وأيضاً المسافر، لا بأس أن يؤخر الظهر إلى وقت العصر، وهكذا.
وبعض العلماء لا يرى هذا الاستثناء، يعني قول " ناوي الجمع" ويقول: بأن الصلاتين مع العذر يكون وقتها كالوقت الواحد،
فمثلاً: المسافر، وقت الظهر ووقت العصر يكون كالوقت الواحد للصلاتين.
" أو بمشتغل بشرط لها " أيضاً يقول المؤلف رحمه الله لا بأس أن يؤخر الصلاة عن وقتها، فمثلاً: صلاة الفجر يخرج وقتها بطلوع الشمس، ومن شروط صحة الصلاة ستر العورة، والثوب الذي عنده يحتاج إلى خياطه لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة، فلو جلس يخيطه لطلعت
عليه الشمس، ولو صلى، صلى، وقد انكشف شيء من عورته فهل يحصل الشرط (ما دام أن الشرط قريب) ويؤخر الصلاة عن وقتها، أو نقول: يصلي على حسب حاله؟
يقول المؤلف رحمه الله: بأنه يحصل الشرط حتى لو خرج الوقت، ومثل ذلك أيضاً: صلاة العشاء يخرج وقتها بانتصاف الليل باقي على انتصاف الليل مثلاً ربع ساعة، وليس عنده ماء، والماء قريب في البيرة وفي الخزان، بإمكان أنه يعمل حبلاً أو إناء ويغترف من الماء حتى يتوضأ، وهذا يحتاج إلى عشر دقائق، فإذا مضت هذه العشر وأخرج الماء إذ الوقت قد خرج (انتصف الليل)، فهل نقول: بأنه يؤخر الصلاة عن وقتها ويحصل الشرط، (الماء) أو نقول: بأنه يصلي على حسب حاله؟
المؤلف يقول: بأنه يحصل الشرط حتى ولو خرج الوقت، وهذا ما ذهب إليه المؤلف رحمه الله.
والرأي الثاني: أنه يصلي الصلاة على حسب حاله، حتى ولو انكشف شيء من العورة، أو حتى ولو صلى بغير الماء بالتيمم ونحو ذلك، فلا يؤخر الصلاة عن وقتها،
وهذا القول هو الصواب، وحينئذ كلام المؤلف يكون فيه ضعف.
وقوله " يحصله قريباً " يفهم من كلامه أنه لو كان لا يحصل الشرط إلا بعد فترة طويلة (ساعة، ساعتين) فإنه يصلي على حسب حاله.
والصواب في ذلك: كما ذكرنا، وأنه لا يؤخر الصلاة من أجل الشرط بل يجب عليه أن يؤدي الصلاة في وقتها، وهذا مما يؤيد تحريم تأخير الصلاة عن وقتها، وأن شرط الوقت هو أكد شروط الصلاة، ولهذا تترك بقية شروط الصلاة من أجل شرط الوقت، وتترك أركان الصلاة من أجل شرط الوقت،
فلو كان الإنسان ليس عنده ماء وليس له ثوب يستر به عورته وبعد الوقت سيجد الماء ويجد الثوب الذي يستر به عورته، فإنه يجب عليه أن يصلي الصلاة على حسب حاله، ولا يؤخر الصلاة عن وقتها.
كذلك أيضاً: قلنا: أن أركان الصلاة من أجل شرط الوقت، فلو كان الإنسان مريضاً لا يستطيع القيام ولا الركوع ولا السجود نقول: صل الصلاة في وقتها على حسب حالك، ولو كان بعد خروج الوقت سيستطيع القيام والركوع والسجود .. الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/438)
" ومن جحد وجوبها كفر وكذا تاركها كسلاً إذا دعاه إمام أو نائبه وأبى حتى تضايق وقت الثانية " هنا شرع المؤلف رحمه الله في حكم ترك الصلاة، وتارك الصلاة لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون تركها جحوداً، يعني يجحد وجوبها بأن يقول الصلاة ليست واجبة على المسلم المكلف، فهذا نقول بأنه كفر لأنه مكذب لله ولرسوله وإجماع الأمة إلا لو كان مثله يجهل ذلك كما لو كان حديث عهد بإسلام أو كان ناشئاً في بادية بعيدة عن حاضرة المسلمين إلى آخره، فهذا يعذر بالجهل لكن إذا كان مثله لا يجهل ذلك فالمؤلف رحمه الله يرى أن ذلك كفر.
الأمر الثاني: أن يكون تركه لها تهاوناً وكسلاً لا جحوداً، فهذا يقول المؤلف رحمه الله يكفر لكنه اشترط شرطين.
فعندنا فيما يتعلق بالمسألة الأولى من تركها تهاوناً وكسلاً هل يكفر أو لا يكفر؟
المؤلف رحمه الله يرى أنه يكفر وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وهو من المفردات، مفردات الإمام أحمد واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة.
ابن القيم رحمه الله أطال في هذه المسألة في كتابه الصلاة وذكر أدلة من قال بالتكفير وأدلة من قال بعدم التكفير ... إلى آخره.
الأدلة كثيرة ومن ذلك قول الله عز وجل:" فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " فدل ذلك على أنه من لم يقم الصلاة ليس أخاً لنا في الدين ولا تنتفي الأخوة في الدين إلا مع وجود الكفر.
وأيضاً حديث بريدة في صحيح مسلم:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
حديث جابر:" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "
حديث معاذ:" رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة " فقال عموده الصلاة وإذا سقط العمود سقط البيت.
وأيضاً ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة " قال الإمام أحمد رحمه الله: شيء ذهب آخره لم يبقى منه شيء.
وأيضاً ما ورد عن عبد الله بن شقيق أنه قال: ما أجمع أصحاب محمد على شيء تركه كفر إلا الصلاة.
والرأي الثاني: رأي الأئمة الثلاثة عدم الكفر لتارك الصلاة تهاوناً وكسلاً.
والذين قالوا بعدم التكفير يستدلون بالأدلة الوارده بالإرجاء وأن الله عز وجل يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ... إلى آخره.
ويستدلون أيضاً بما في سنن ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يدرس الإسلام .... إلى أن ذكر أنه يبقى الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وأنهم يقولون لا إله إلا الله أدركنا آبائنا على هذه الكلمة " أو كما ورد.
والجواب على هذا سهل: أن ماورد من أدلة الإرجاء فهذه نقول الذي يخرج من النار هو الذي معه الإسلام، يعني أصل الإسلام لا يزال باقياً معه فهذا الذي يمتنع تخليده في النار، وأما من ترك الصلاة فقد ذهب الإسلام عنه كما في أدلة الحنابلة، وأما ما في سنن ابن ماجه في دروس الإسلام وأنه يبقى الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وأنهم على هذه الكلمة لا إله إلا الله ... إلى آخره، فنقول هذا الذي يسعهم لأنهم لم يعلموا إلا هذا الشيء من الإسلام فهذا الذي يسعهم، فالإنسان إذا كان يجهل فإنه معذور بجهله.
هذا الكفر لمن ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً اشترط له المؤلف رحمه الله شرطين:
الشرط الأول: قال إذا دعاه إمامه أو نائبه وأبى.
هذا الشرط الأول: أن يدعوه الإمام يعني الإمام الأعظم أو نائب الإمام، نائب الإمام اليوم القاضي مثلاً، نواب الإمام من يضعهم الإمام لهذه الأمور القاضي إذا كان هذا من إختصاصه رجل الشرطة إذا كان هذا من إختصاصه أو مثلاً المحتسب الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا كان هذا من إختصاصه ... إلى آخره.
المهم أن يدعوه الإمام أو نائبه ثم بعد ذلك يصر، هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني: قال حتى تضايق وقت الثانية عنها، يعني يؤخر الظهر ولا يصلي الظهر حتى يتضايق وقت صلاة العصر، مثلاً بقي على خروج وقت صلاة العصر عشر دقائق تضايق الآن وقت صلاة العصر عنها عن الثانية ما بقي إلا عشر دقائق لا تسع لفعل صلاة العصر، تضايق وقت صلاة الثانية، عنها: أي عن الصلاة الثانية.
فإنه يكفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/439)
والشرط الأول بعض العلماء قالوا بأنه لا يشترط والأدلة مطلقة " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "، " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " وهذا يشمل ما إذا دعاه الإمام أو نائبه أو لم يدعوه.
والشرط الثاني أيضاً قوله حتى تضايق وقت الثانية عنها، هذا هو المذهب.
والرأي الثاني: أنه لايكفر حتى لو تضايق وقت الصلاة الثانية ولا نحكم بكفره إذا كان يصلي في بعض الأحيان ويترك في بعض الأحيان، ولا نحكم بكفره إلا إذا كان مصراً على ترك الصلاة بالكلية أما إذا كان يصلي ويخلي، مثلاً يصلي الفجر ويخلي الظهر والعصر والمغرب ويصلي العشاء فهذا قالوا: لا نحكم بكفره، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأننا لا نحكم بكفره إذا كان يصلي ويخلي، أما إذا كان مصراً على الترك فهذا الذي نحكم بكفره.
" ويستتابان ثلاثاً " يعني من ترك الصلاة جحداً ومن تركها تهاوناً وكسلاً يستتابان، يستتيبهما الإمام أو نائبه يقول المؤلف رحمه الله ثلاثاً يعني: ثلاثة أيام فإن أصر وإلا قتل.
ويقتل كافراً نسأل الله السلامة.
وإستتابة المرتد هذه راجعة إلى إجتهاد الإمام، المذهب: أن المرتد لابد أن يستتاب ولا يقتل حتى يستتاب ثلاثة أيام.
والرأي الثاني: اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الاستتابة راجعة إلى اجتهاد الإمام، والإمام يجتهد في الاستتابة وهذا يختلف باختلاف الأشخاص فقد يكون هذا الشخص مما تنفع فيه الاستتابة فيستتاب، وبعض الناس لا تنفع فيه الاستتابة فلا يستتاب كما ورد عن
أبي موسى ومعاذ رضي الله تعالى عنهما في قتل المرتد قبل استتابته، فنقول هذا يرجع إلى قرائن الأحوال.
ودليلهم على الاستتابة ثلاثاً: أنه وارد عن عمر رضي الله تعالى عنه في المرتد هلّا استبتموه ثلاثاً وأطعمتموه كل يوم رغيفاً لعله يتوب ... إلى آخره.
وهذا الأثر عن عمر رضي الله تعالى عنه ضعيف لا يثبت.
كذلك أيضاً يلحق بترك الصلاة من ترك ركناً أو شرطاً من شروط الصلاة بحيث تبقى الصلاة وجودها كعدمها فمثلاً لو ترك ركن الركوع نقول الصلاة وجودها كعدمها غير صحيحة أو شرطاً مثلاً شرط رفع الحدث تبقى الصلاة وجودها كعدمها.
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فصل في الأذان والإقامة
لما ذكر المؤلف رحمه الله الصلاة وحكمها ومن تجب عليه ومن يأمر بها ... إلى آخره شرع في أحكام الأذان والإقامة لأن الأذان والإقامة إعلام لهذه الشعيرة العظيمة.
" والأذان " في اللغة: الإعلام.
وأما في الاصطلاح: فهو التعبد لله عز وجل بالإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص.
" والإقامة " في اللغة: مصدر أقام.
وأما في الاصطلاح: فهو الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص.
" فرضا كفاية " أفاد المؤلف رحمه الله مسألتين:
المسألة الأولى: أن الأذان والإقامة كل منهما فرض، والدليل على الفرضية أمر لنبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث مالك ابن الحويرث رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم " قال: فليؤذن لكم، هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.
وأيضاً الدليل على أنه على سبيل الكفاية قال: أحدكم، ولم يقل: جميعكم، فدل ذلك على أنه إذا حصل الأذان من بعض الناس كفى ذلك، وهذا هو المذهب أنهما فرض.
والرأي الثاني: مذهب أبي حنيفة والشافعي أنهما سنة.
والصحيح في ذلك: ماذهب إليه الحنابلة رحمهما الله أنهما فرض لما ذكرنا من الدليل من الأمر.
وبإذن الله أكمل الدرس الأسبوع القادم ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:35 ص]ـ
أكمل بارك الله فيك ... وأذكر أن الشيخ شرح باب الحج فهل خرجت المذكرة بعنايتكم كما أخرجتم الطهارة؟ أم ماذا؟
وفقك الله،،
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:41 م]ـ
أما عن شرح الحج فقد أنتهيت منه ولكن الشيخ بقي له ثلاثة فصول لم تشرح بعد فاقترح الإخوان علي أن أهتم بكتاب الصلاة.
" للصلوات الخمس " الصلوات من حيث الإعلام تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما يشرع لها الأذان والإقامة وهذه الصلوات الخمس مع الجمعة.
القسم الثاني: ما يشرع لها النداء فقط وهذه صلاة الكسوف خاصة ولا يلحق بها شيء آخر على الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/440)
القسم الثالث: ما لا يشرع له شيء وهذا بقية الصلوات فمثلاً صلاة الاستسقاء لا يشرع لها شيء صلاة العيدين لا يشرع لها شيء صلاة الجنازة لا يشرع لها شيء صلاة التراويح لا يشرع لها شيء.
" على الرجال " هنا أراد المؤلف رحمه الله أن يبين على من يجب الأذان والإقامة.
فنقول يجب على من توفرت فيه الشروط الآتية:
الشرط الأول: أن يكون رجلاً، وإذا قال الفقهاء رحمهم الله رجل فيريدون به البالغ وعلى هذا النساء لا يجب عليهن أذان ولا إقامة، ولكن هل يشرع لهن أو يباح لهن، إذا قلنا بأنه لا يجب عليهن أذان ولا إقامة هل يشرع أو لا يشرع؟
هذا سيأتينا إن شاء الله.
قال:" على الرجال " هذا الشرط الأول، وأما بالنسبة للنساء فلا يجب عليهن لأن الأذان والإقامة إنما يجبان للجماعة والنساء لا تجب عليهن الجماعة بالإجماع، فنقول: لا يجب عليهن أذان ولا إقامة.
الثاني: أن يكونوا أحرارا وعلى هذا الأرقاء لا يجب عليهن أذان ولا إقامة وهذا هو المشهور من المذهب وهو قول كثير من العلماء رحمهم الله.
والرأي الثاني: أنه يجب الأذان والإقامة على الأرقاء كما يجب على الأحرار لعموم الأدلة، حديث مالك بن الحويرث " إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم "
وهذا يشمل الأحرار ويشمل الأرقاء.
وعندنا قاعدة {أن الأصل في الأحكام البدنية المحضة أنه يتساوى فيها الأحرار والأرقاء}
وهذا القول هو رأي الظاهرية.
وأما من قال بأنه لا يجب على الأرقاء فقالوا بأن الرقيق ناقص الأهلية لكونه مالاً فلا يجب عليه، وهذا لا يسلم بل الصواب: أن الرقيق كالحر تماماً فيما يتعلق بأمور البدن، أما ما يتعلق في أمور المال فهذا كما ذكر بعض العلماء رحمهم الله.
أما ما يتعلق بأمور المال فهذا صواب لأن الرقيق مال ولا يملك.
" مقيمين " وعلى هذا لا يجب الأذان والإقامة على المسافرين وهذا هو المشهور من المذهب فلو خرج جماعة في سفر فالأذان والإقامة في حقهم سنة وليس واجباً.
والرأي الثاني: وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله أنه يجب على المقيمين والمسافرين لعموم حديث مالك بن حويرث، بل إن مالكاً رضي الله تعالى عنه هو ومن معه كانوا مسافرين ومع ذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ".
فنقول الصواب في هذه المسألة: أن الأذان والإقامة واجب على المقيمين والمسافرين ويأثم المسافرون إذا تركوهما.
ومن ذلك أيضاً إذا كانوا غير مسافرين لكن كانوا خارج البلد مثلاً في عمل أو في نزهة أو نحو ذلك فإنه يجب عليهم الأذان والإقامة.
قال: على الرجال الأحرار المقيمين وقبل ذلك يقول المؤلف رحمه الله للصلوات الخمس هذه أربعة شروط.
الشرط الخامس: أن تكون الصلاة مؤداة وعلى هذا إذا كانت الصلاة مقضية فإنه لا يجب لها أذان ولا إقامة، فلو كان أناس في نزهة مثلاً ليسوا مسافرين وناموا عن الصلاة حتى خرج وقتها ثم استيقظوا فإنه لا يجب عليهم الأذان ولا الإقامة لأن الأذان والإقامة إنما يجب للصلوات المؤداة دون المقضيات.
والرأي الثاني: رواية عن الإمام أحمد رحمه الله أن الأذان والإقامة كما يجب للصلوات المؤداة أيضاً يجب للمقضيات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث مالك بن حويرث " إذا حضرت الصلاة " وهذا يشمل حضور الصلاة في الوقت ويشمل أيضاً حضور الصلاة بعد الوقت.
ويؤخذ من قول المؤلف رحمه الله " على رجال " أنه لا يجب على الرجل المنفرد.
إذا كان منفرداً فإنه لا يجب عليه أن يؤذن وأن يقيم، فلو كان هناك رجل في مزرعة يحتاج إلى ان يحرس المزرعة أو راع يرعى الماشية خارج البلد في الصحراء فعلى كلام المؤلف لا يجب عليه بل نقول بأنه سنة في حقه، أو كان مسافراً في الطريق يصلي وحده فنقول: يستحب له أن يؤذن وأن يقيم هذا سنة في حقه.
ويدل لهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام:" يعجب ربك من راعي غنم على شظية جبل يؤذن ويقيم "
وكذلك أيضاً ما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزواً، إذا أراد أن يبيت قوماً انتظر فإن سمع أذاناً أمسك وإلا قاتل، وسمع مؤذناً يؤذن وإذا هو راعي غنم، فنقول: يستحب للمنفرد أن يؤذن وأن يقيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/441)
وقوله " على رجال " كما قلنا يخرج النساء، فالمذهب: أن الأذان والإقامة للنساء مكروهة، يعني يكره للنساء أن يؤذن وأن يقمن.
وفي رواية عن الإمام أحمد رحمه الله أنه يباح لهن الأذان والإقامة.
وفي رواية: أنه يستحب لهن الأذان والإقامة.
وقال الشافعي رحمه الله: تستحب الإقامة دون الأذان وسيأتي إن شاء الله.
" فيقاتل أهل بلد تركوهما " يعني تركوا الأذان والإقامة.
وقوله يقاتل ولم يقل يقتل، فرق بين المقاتلة والقتل والفرق بينهما:
أن المقاتلة إذا حصلت فإنه يمسك عنها بفعل الواجب فإذا ترك أهل بلد الأذان والإقامة فإن الإمام أو نائبه يقاتلونهم لكن إذا قاموا بالأذان والإقامة فإنه يمسك عن قتالهم وكذلك أيضاً لا يجهز على جريحهم لو حصل جريح فإنه لا يجهز على هذا الجريح، وكذلك أيضاً لا يتبع مدبرهم فرق.
أما القتل فهذا أمره ظاهر.
وقال المؤلف رحمه الله: يقاتل أهل بلد تركوهما لأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة.
* وما القدر الواجب من الأذان؟
نقول القدر الواجب من الأذان ما يحصل به الإعلام، فإذا كان البلد صغيراً ويكتفى بمؤذن واحد نقول نكتفي بمؤذن واحد وإذا كان البلد كبيراً ويحتاج إلى اثنين أوثلاثة ... إلى آخره.
المهم أنه بقدر الحاجة فقد يحتاج إلى اثنين قد يحتاج إلى ثلاثة ... على آخره.
* وما الحكم لو صلوا بلا أذان ولا إقامة؟
نقول الصلاة صحيحة لكن قال العلماء: يكره ذلك لأن الأذان والإقامة ليس واجباً في الصلاة وإنما هو واجب للصلاة، وفرق بين الواجب للشيء والواجب في الشيء.
الواجب في الشيء هذا تركه يؤدي إلى بطلانه، والواجب للشيء هذا تركه لا يؤدي إلى بطلانه.
" وتحرم أجرتهما " يعني يحرم أخذ الأجرة على الأذان والإقامة، وما يؤخذ على الأذان والإقامة ينقسم إلى أقسام:
القسم الأول: أخذ رزق من بيت المال، يعني مكافأة من بيت المال فإن هذا جائز ولا بأس به وهو ما يحصل اليوم الإمام يضع مكافأة لمن يؤذن أو يقيم ... إلى آخره.
القسم الثاني: أخذ بلا مشارطة، يعني إنسان أذن في هذا المسجد ثم جاء شخص وأعطاه مكافأة دون أن يكون هناك مشارطة، فنقول بأن هذا جائز ولا بأس به.
القسم الثالث: أخذ الجعل وذلك بأن يجعل شخص جعلاً فيقول من أذن في المسجد الفلاني
فله كذا وكذا أو من أذن في مسجدنا بلا مشارطة، فنقول بأن هذا جائز ولا بأس به.
القسم الرابع: هو ما أشار إليه المؤلف رحمه الله " تحرم أجرتهما " ما يكون عن طريق المشارطة والإتفاق أنه يؤذن في هذا المسجد ويشرط له كذا وكذا من الدراهم، فهذا محرم ولا يجوز ويدل لذلك حديث عثمان بن أبي العاص " واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجرا "
" لا رزق من بيت المال لعدم متطوع " يعني الرأس من بيت المال هذا جائز ولا بأس به لكن قال المؤلف رحمه الله: لعدم متطوع، يعني إذا وجد عندنا اثنان أحدهما سيتطوع بالأذان لا يريد أن يأخذ شيئاً حتى ولو من بيت المال والآخر يريد أن يؤذن لكن الرزق الذي سيأتيه من بيت المال سيأخذه، فأيهما يقدم؟
يقول المؤلف رحمه الله: يقدم المتطوع، لأن هذا من وجهين:
الوجه الأول: أن هذا أتقى، كونه لم يأخذ شيئاً على هذه العبادة.
والوجه الثاني: توفير بيت المال، فكونه يؤذن شخص ولا يأخذ شيء هذا أوفر لبيت المال.
" ويسن كون مؤذن صيتاً " هذه سنن ذكرها المؤلف في المؤذن:
السنة الأولى: أن يكون صيتاً، ويدل لهذا حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه أنه لما رأى الأذان قال النبي صلى الله عليه وسلم ألقه على بلال فإنه أندى منك صوتاً "
ولأنه إذا كان صيتاً يكون أبلغ في الإعلام والأذان إعلام.
" أميناً " أميناً على أي شيء؟ على أمرين:
الأمر الأول: على الوقت، لأن الناس يتعلقون بالمؤذن الذين في البيوت يصلون , الصائمون يفطرون ... إلى آخره، لا بد أن يكون أميناً على الوقت.
الأمر الثاني: أميناً على عورات الجيران، وهذا كان في الزمن السابق لما كان المأذنون يصعدون على المناير ويؤذنون، أما اليوم ما فيه صعود فيبقى الأمانة على الوقت.
وظاهر كلام المؤلف رحمه الله بل صريح كلام المؤلف رحمه الله أن الأمانة سنة.
والصواب: أن الأمانة ليست سنة بل نقول الأمانة واجبة ويدل لهذا قول الله عز وجل:" إن خير من استأجرت القوي الأمين "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/442)
فنقول الصواب: أنها واجبة.
" عالماً بوقت " هذا السنة الثالثة للمؤذن أن يكون عالماً بالوقت، والعلم بالوقت سواء كان بالشخص نفسه أو بغيره المهم أن يكون عالماً بالوقت إما بنفسه يعرف الزوال ويعرف الغروب ومغيب الشفق الأحمر وطلوع الفجر ... إلى آخره يعني يعرف العلامات الأفقية لأن أوقات الصلاة الشارع قيدها وعلقها بالعلامات الأفقية، واليوم وجد الآن الحساب هذا التقاويم هذه تقوم مقام معرفة العلامات الأفقية، المهم أنه لابد أن يكون عالماً للوقت بنفسه أو بغيره، ويدل لهذا حديث عبد الله بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى ولا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت، هو ما يعرف الوقت بنفسه وإنما يعرفه بغيره ولا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت يعني دخلت في الصباح.
" فإن تشاحا فيه اثنان " تنازع فيه اثنان، وهذا في مسجد ليس له مؤذن أو في جماعة خرجوا في سفر أو في نزهة أو في مزرعة ونحو ذلك.
تشاحا فيه اثنان أي تنازع فيه اثنان كل يريد أن يؤذن فمن نقدم؟
قال المؤلف:
" قدم أفضلهما في ذلك " يعني في الخصال المذكورة السابقة، فنقول:
المرتبة الأولى: من كان أفضل في الخصال السابقة فإنه يقدم، وما هي الخصال السابقة؟
أن يكون صيتاً أن يكون أميناً أن يكون عالماً بالوقت، فإذا توفر في شخص هذه الأمور الصيت والعلم بالوقت والأمانة نقدمه على غيره.
" ثم في دين وعقل " تساووا في الخصال السابقة نقدم أدينها وأعقلهما، أفضلهما في دينه وعقله.
" ثم من يختاره أكثر الجيران " هذه المرتبة الثالثة:استووا في الدين والعقل نقدم من يختاره أكثر الجيران.
فننظر إلى جيران المسجد جماعة المسجد من يرشحون فالذي يتفق عليه الجيران كلهم أو أغلبهم هذا يقدم.
وإنما أعتبر الجيران لأن الإعلام لهم ولأن هذا أبعد عن التنازع والإختلاف والشارع له نظر في الائتلاف وعدم الاختلاف.
" ثم قرعة " هذه المرتبة الرابعة: القرعة، يعني يقرع بينهم تساووا في كل الصفات السابقة في الخصال التي تقدمت في الدين والعقل في اختيار الجيران أو أن الجيران لم يختاروا أحداً نجري القرعة فأيهم خرجت له القرعة قدم، لأن القرعة شرعت لتمييز المستحق إذا تكافأ في الخصال
" وهو خمس عشرة جملة يرتله على علو " كم هو من جملة الأذان؟
يقول المؤلف رحمه الله: بأن الأذان خمس عشرة جملة وهذا هو المذهب،
الرأي الأول: المذهب: أن الأذان خمس عشرة جملة بلا ترجيع كما هو موجود عندنا الآن وهو أذان بلال رضي الله تعالى عنه وهو اختيار الإمام أحمد رحمه الله وأيضاً هذا قال به أبو حنيفة رحمه الله.
والرأي الثاني: أن الأذان سبع عشرة جملة مع الترجيع لكن بتثنية التكبير في أوله بدلاً من أن يأتي في ُأول الأذان بأربع تكبيرات يأتي بتكبيرتين والترجيع أربع جمل فكم يكون من جملة؟
يكون سبع عشرة جملة، وهذا قال به مالك.
والرأي الثالث: رأي الشافعي وأن الأذان تسع عشرة جملة مع الترجيع، أنه تسع عشرة جملة وهو أذان أبي محذورة
فهذه ثلاثة أراء، وأذان بلال ثابت وأذان أبي محذورة مع الترجيع ثابت لكن ما ذهب إليه الإمام مالك رحمه الله من أن الأذان سبع عشرة جملة بتثنية التكبير في أوله فهذا ضعيف وإن ورد في صحيح مسلم لكنه غير ثابت والصواب أن التكبير في أوله أربع كما ورد ذلك في السنن يعني حديث أبي محذورة مع الترجيع ورد تثنيته في صحيح مسلم تثنية التكبير في أوله لكن في السنن ورد تربيع التكبير، وعلى هذا نقول بأن الأذان له صفتان:
الصفة الأولى: أذان بلال خمس عشرة جملة هذه الصفة الأولى كما هو معروف عندنا.
الصفة الثانية: أذان أبي محذورة وهو تسع عشرة جملة يعني كأذان بلال لكن مع الترجيع، الترجيع أربع جمل، ومعه الترجيع الترجيع: هو أن يأتي بالشهادتين سراً بحيث يسمع من حوله فقط أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله ثم بعد ذلك يعود مرة ثانية ويرفع صوته أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله رافعاً صوته، هذا يسمى الترجيع.
المذهب لا يستحب الترجيع عندهم ويقتصرون على أذان بلال دون أذان أبي محذورة، أذان أبي محذورة هو الذي فيه الترجيع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/443)
والصواب في ذلك: أن يقال أنه يستحب أن يؤذن تارة بأذان بلال وتارة بأذان أبي محذورة
يعمل بالسنة الواردة كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا بالنسبة للأذان أما الإقامة سيأتي الكلام عليها.
" يرتله " أي الأذان، يرتل الأذان، ومعنى يرتله: يعني يستحب أن يتمهل في ألفاظه وأن يقف على كل جملة، يعني يقول: الله أكبر ثم يقف، ثم يقول: الله أكبر ثم يقف، ثم الثالثة كذلك ثم الرابعة كذلك هذا مراد المؤلف، وعلى هذا فلا يقرن بين التكبيرتين وإنما يفرد كل تكبيرة.
واختار بعض العلماء أنه يقرن بين التكبيرتين، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... إلى آخره.
وعلى هذا نقول تارة يفرد وتارة يقرن لا بأس مادام أنه ورد في السنة بهذا وهذا فنقول: تارة يقرن وتارة يفرد.
" على علو " يعني على مكان مرتفع لأنه أبلغ في الأذان و أيضاً يدل لذلك ما في سنن أبي داود أن بلالاً كان يؤذن فوق سطح بيت امرأة من الأنصار وكان بيتها أرفع بيت مما حول المسجد فيؤخذ من هذا يعني من أذان بلال فوق بيت هذه المرأة التي من بني النجار وكذلك
أيضاً التعليل الذي ذكره العلماء أنه أبلغ في الإعلام أنه يستحب أن يكون على علو، واليوم لما حصلت هذه المكبرات فإن المؤذنين لا يصعدون لكن ترفع هذه الآلات التي تنقل الأذان، ترفع تكون في مكان عال بحيث يسمعها الناس ويتخطى صوتها إلى أناس كثيرين.
" متطهراً " يعني يسن أن يكون متطهراً فذكر المؤلف رحمه الله من سنن الأذان:
السنة الأولى: أن يرتله وذكرنا معنى الترتيل.
والسنة الثانية: أن يكون على مكان مرتفع.
والسنة الثالثة: أن يكون متطهراً.
وعلى هذا لو أذن محدثاً فإنه خالف السنة، السنة أن يكون متطهراً لكن لو أذن محدثاً نقول خلاف السنة وقد ذكر العلماء رحمهم الله أنه يكره أذان الجنب وإقامة المحدث، والدليل على أنه يشرع أن يكون متطهراً قول النبي عليه الصلاة والسلام:" إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ".
والدليل على أنه يصح الأذان من غير المتطهر حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه.
" مستقبل القبلة " هذه السنة الرابعة: أن يكون مستقبل القبلة، ويدل لهذا ما في حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه لما رأى الملك الذي يؤذن وأنه قام على جدار وتوجه، يعني توجه إلى القبلة.
فهذا إما يدل على أنه يشرع أن يستقبل القبلة وأيضاً كما قال العلماء رحمهم الله أنها أشرف الجهات.
" جاعلاً سبابتيه في أذنيه " هذه السنة الخامسة: أن يجعل سبابتيه في أذنيه، والفقهاء يتفقون أن هذا يشرع.
يشرع أن يجعل السبابتين في الأذنين وإن كان بعض المالكية قالوا بأنه ليس مشروعاً وإنما هو جائز.
وورد في ذلك حديث أبي محذورة رضي الله تعالى عنه لما أذن وأنه جعل سبابتيه في أذنيه، وهذا الحديث أخرجه الترمذي وغيره وقد صححه الترمذي فإن ثبت هذا الحديث نقول بأن هذا يشرع، فنقول بأنه سنة وإن لم يثبت فلا تظهر المشروعية.
وأيضاً عللوا قالوا بأن هذا أرفع للصوت.
" يلتفت يميناً لقوله حي على الصلاة وشمالاً لقوله حي على الفلاح " هذه السنة السادسة: أن يلتفت يميناً وشمالاً كما ورد في حديث أبي محذورة لما أذن قال: فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا يميناً وشمالاً حي على الصلاة حي على الفلاح، فنقول يستحب أن يلتفت.
وذكر العلماء رحمهم الله في صفة الإلتفات ثلاث صفات
الصفة الأولى: أن يلتفت يميناً لحي على الصلاة، يعني يلتفت مرتين يميناً لحي على الصلاة، فيلتفت لحي على الصلاة ثم يعود ويلتفت لحي على الصلاة ثم يعود، ويلتفت شمالاً لحي على الفلاح ويلتفت ثم يعود ثم يلتفت ثم يعود.
والصفة الثانية: أنه يلتفت يميناً لحي على الصلاة في الأولى ثم شمالاً لحي على الصلاة الثانية، ثم يلتفت يميناً لحي على الفلاح ثم يلتفت شمالاً لحي على الفلاح.
والصفة الثالثة: أنه يلتفت يميناً لحي على الصلاة ثم بعد ذلك يكمل ولا يعود يعني يقول: حي على الصلاة حي على الصلاة ثم بعد ذلك يلتفت شمالاً لحي على الفلاح ولا يعود بل يكمل في الثانية حي على الفلاح حي على الفلاح.
هذه ثلاث صفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/444)
" ولا يزيل قدميه " يعني ما يستدير أثناء الإلتفات تكون قدماه تجاه القبلة وعندما يلتفت يميناً أو شمالاً فإنه لا يزيل قدميه وإنما تكون قدماه تجاه القبلة ولا يدير قدميه أثناء الإلتفات، هو يلتفت لكن لا تزال القدمان تجاه القبلة.
" ويقول بعدهما في أذان الصبح الصلاة خير من النوم مرتين " وهذا يسمى التثويب.
والتثويب يطلقه العلماء رحمهم الله على ثلاثة أشياء:
الشيء الأول: الإقامة، فالإقامة تسمى تثويباً.
والشيء الثاني: قول الصلاة خير من النوم في أذان الفجر، هذا أيضاً يسمى تثويباً.
والشيء الثالث: أن يرجع المؤذن بعد الأذان ويدعو إلى الصلاة يقول حي على الصلاة حي على الفلاح بعد أن ينتهي من الأذان.
والصفتان الأوليان مشروعتان وأما الصفة الأخيرة فهذه غير مشروعة لأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما خرج وسماها بدعة وقال: أخرجتني هذه البدعة، لأن هذا لم يرد.
هنا قال المؤلف رحمه الله: ويقول بعدهما: أي بعد الحيعلتين في أذان الصبح الصلاة خير من النوم مرتين.
وهذا التثويب الصلاة خير من النوم فيه مسألتان:
المسألة الأولى: في أي الأذانين؟
للعلماء رحمهم الله في ذلك رأيان:
الرأي الأول: أنه في أذان الصبح الثاني، وهذا هو المذهب وقال به كثير من العلماء رحمهم الله.
واستدلوا على ذلك بأدلة من أدلتهم حديث نعيم بن النحام أنه سمع المؤذن في ليلة باردة وأنه قال بعد قوله الصلاة خير من النوم: ومن قعد فلا حرج.
وهذا يدل على أنه في الأذان الثاني لأنه قال ومن قعد فلا حرج لأن الجماعة واجبة، الأصل أن الجماعة واجبة ورخص لهم في الجلوس أما في الأذان الأول فالأصل هو قاعد في بيته
وأيضاً يدل لذلك حديث أنس رضي الله تعالى عنه.
والرأي الثاني: رأي أبي حنيفة أنه يكون في الأذان الأول وليس الثاني واستدل على ذلك بحديث أبي محذورة:" إذا أذن الأول قال: الصلاة خير من النوم " فقوله: إذا أذن الأول قال: الصلاة خير من النوم هذا دليل على أنه يكون في الأذان الأول ولا يكون في الأذان الثاني.
وهذا الحديث حديث أبي محذورة أخرجه أبو داود وصححه بعض العلماء رحمهم الله وعلى فرض ثبوته فإنه يحمل على الأذان الأول باعتبار الإقامة فيكون المراد بالأذان الأول هنا الأذان الثاني.
يعني قوله في حديث أبي محذورة في الأول من الصبح هذا يحمل على الأذان الثاني وإنما سمي أولاً باعتبار الإقامة.
وقول المؤلف رحمه الله: بعدهما يعني بعد الحيعلتين وهذا هو المذهب، يعني قول الصلاة خير من النوم بعد الحيعلتين يعني بعد قول حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح يقول الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم.
وعند أبي حنيفة أنه بعد الأذان.
والصواب في ذلك: ما ذهب إليه الحنابلة رحمهم الله وأنه بعد الحيعلتين كما في حديث أبي محذورة رضي الله تعالى عنه.
" والإقامة إحدى عشرة يحدرها " الإقامة يقول المؤلف رحمه الله بأن عدد جملها إحدى عشرة جملة وهذا هو المذهب وهي إقامة بلال وأيضاً هذا مذهب الشافعية.
والرأي الثاني: رأي أبي حنيفة أنها سبع عشرة جملة كإقامة أبي محذورة، فإقامة أبي محذورة كأذان بلال إلا أنك تضيف قد قامت الصلاة مرتين فتكون سبع عشرة جملة.
وعند مالك عشر جمل، ورأي الإمام مالك رحمه الله لا في الأذان ولا في الإقامة هو أضعف المذاهب لأنه في الأذان يقول سبع عشرة مع الترجيع ويجعل التكبير في أوله اثنتين وفي الإقامة يجعلها عشر جمل ويجعل قد قامت الصلاة مرة واحدة وهذا فيه نظر.
ومذهب الإمام أحمد رحمه الله يأخذ بأذان بلال وإقامة بلال، وأبو حنيفة يأخذ بأذان بلال وإقامة أبي محذورة، والشافعي العكس يأخذ بأذان أبي محذورة وإقامة بلال.
والصواب في ذلك: كما تقدم لنا أنه تارة يؤذن بأذان بلال ويقيم بإقامة بلال وتارة يؤذن بأذان أبي محذورة ويقيم بإقامة أبي محذورة يفعل السنة الواردة.
وكما ذكرنا أن أذان أبي محذورة تسع عشرة جملة مع الترجيع وأما إقامة أبي محذورة فهي سبع عشرة جملة.
" يحدرها " يعني يسرع فيها ويقف على كل جملة كالأذان كما تقدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/445)
" ويقيم مؤذن " هذا الصواب في ذلك أن من أذن فهو أحق بالإقامة، ويدل لهذا فعل مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم فإن بلالاً كان يتولى الأذان والإقامة وكذلك أيضاً أبي محذورة رضي الله تعالى عنه.
فنقول المؤذن هو الذي يتولى الإقامة، وقد ورد في حديث الصدائي:" من أذن فهو يقيم " لكنه ضعيف الحديث في السنن وهو ضعيف لكن عندنا ما يغني عن ذلك وهو فعل مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا يؤذنون ويقيمون.
" في مكانه إن سهل " أي يسن أن يقيم في مكانه إن سهل عليه، وهو يؤذن على علو فإن سهل أيضاً أن يقيم في ذلك المكان الذي أذن فيه فهذا يقول المؤلف رحمه الله: أفضل لأنه أبلغ في الإعلام.
وقوله إن سهل يفهم منه أنه إن شق ذلك بأن كان الأذان في منارة أو في مكان بعيد عن المسجد فإنه يقيم في أثناء المسجد لأن لا تفوته الصلاة.
فنقول: يقيم المؤذن في مكانه إن سهل يفهم منه أنه إن شق كما لو كان في منارة فيه مشقة لأن الصعود إلى المنارة يحتاج أو في مكان بعيد عن المسجد فإنه يقيم في المسجد لأن لا يفوته شيء من الصلاة.
ويدل لهذا قول بلال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تسبقني بآمين وهذا يفهم منه أن بلالاً أذن في مكانه.
وأيضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام:" إذا سمعتم الإقامة فعليكم بالسكينة " فقال: إذا سمعتم الإقامة فيفهم من ذلك أن الإقامة تسمع من خارج المسجد.
ويؤخذ من هذا ما يفعله بعض المؤذنين اليوم أنهم يقيمون في مكبرات الصوت فهذا له أصل في كلام العلماء وله أصل أيضاً في السنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الإقامة فهذا يدل على أن الإقامة تسمع من الخارج.
" ولا يجزئ إلا من ذكر " هنا شرع المؤلف رحمه الله في بيان شروط صحة الأذان واشترط أن يكون المؤذن ذكراً وهذا ما عليه جمهور أهل العلم رحمهم الله خلافاً للحنفية.
ويدل لذلك: أن المؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان ذكراً ولأن الله عز وجل قال:" ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " والأذان بحاجة لرفع الصوت وهذا ليس من خصائص النساء وإنما هو من خصائص الرجال لكن سيأتينا إن شاء الله حكم أذان المرأة بالنسبة للنساء ... إلى آخره.
الشرط الثاني: أن يكون واحداً وعلى هذا لا يصح التعدد فلو أن رجلاً أذن ثم أكمله رجل آخر نقول بأنه لا يصح.
والشرط الثالث: قال:
" عدل ولو ظاهراً " أي يشترط العدالة ولو ظاهراً يعني في الظاهر فإن كان في الباطن غير عدل فإنه يصح أذانه، يعني لو كان في الظاهر عدل في الظاهر هو متبع للسنة لكن في الباطن هو غير عدل فيصح أذانه ولهذا قال المؤلف: ولو ظاهراً.
وعلى هذا لو كان فاسقاً في الظاهر مثلاً في الظاهر يحلق لحيته أو يجاهر بشرب الدخان ونحو ذلك فهذا لا يصح أذانه ولو أذن فإننا نعيد الأذان يعني لو أذن فإن الأذان يعاد هذا ما ذهب إليه المؤلف رحمه الله.
والرأي الثاني: أنه يصح أذانه حتى ولو كان فاسقاً لكن هذا الفاسق ما يرتب مؤذناً للمسلمين.
لكن لو كان في جماعة خاصة في سفر أو نحو ذلك ثم أذن فنقول: بأن أذانه صحيح.
" مرتباً " هذا الشرط الرابع من شروط صحة الأذان: الترتيب، فيبدأ بالتكبيرات ثم
الشهادتين ... إلى آخره.
وعلى هذا لو أخل بالترتيب لا يجزئ لأن هذا عمل ليس عليه أمر الله ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
وسبق أن ذكرنا قاعدة {أن كل عبادة مركبة من أجزاء لا بد فيها من أمرين: الترتيب والتوالي}
وأيضاً قاس العلماء رحمهم الله ذلك على أركان الصلاة فهذه الجمل بمنزلة أركان الصلاة، كما أن أركان الصلاة لابد أن تكون مرتبة فكذلك أيضاً هنا.
" متوالياً " يعني الجمل لابد أن تكون متوالية على هذا لو قال الله أكبر ثم فصل بفاصل طويل عرفاً ثم قال: الله أكبر هذا لا يجزئ لأن هذا ليس هو الأذان الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه لا يحصل المقصود منه إلا بالتوالي.
" ولو ملحناً وملحوناً " الملحن هو المطرب به يعني يطرب بالأذان فهذا يجزئ لأن العلماء رحمهم الله كرهوا ذلك، والمبالغة في المدات ونحو ذلك هذه كلها من التكلف والتقهر وأقل
أحوالها الكراهة كما ذكر العلماء رحمهم الله وإن كان يحيل المعنى فهذا يؤدي إلى التحريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/446)
" وملحوناً ويكره " الملحون هو مخالفة وجه الصواب في اللغة العربية بأن ينصب المبتدأ وينصب الخبر ونحو ذلك مثل لو قال اللهَ أكبر.
والملحون ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: لحن يحيل المعنى، وهذا لا يجزئ لأنه خرج عن كونه أذان أصبح من كلام الناس.
القسم الثاني: لحن لا يحيل المعنى، وهذا يكره.
الشرط السادس: أن يأتي بالجمل كاملة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يغير في أعدادها ولا يغير في ألفاظها.
" ويجزئ من مميز " هذا الشرط السابع، وتقدم لنا من هو المميز وأن بعض العلماء حده بالسن فجعلوا حد التمييز سبع سنوات ومنهم من جعله خمس سنوات وبعض العلماء لم يحده
بالسن وإنما حده بالحال، وقال: بأن المميز هو الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب.
وهذا هو الأقرب: أنه لا يحد بالسن وإنما يحد بالحال.
فالمميز هو الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب.
قال المؤلف رحمه الله بعد أن ذكر شروط صحة الأذان قال:
" ويبطلهما فصل كبير " الفاصل هذا المبطل الأول من مبطلات الأذان والإقامة: الفاصل الكثير، والفاصل الكثير قد يكون بسكوت وقد يكون بكلام مباح، ويؤخذ من كلام المؤلف رحمه الله أن الفاصل إذا كان يسيراً فإنه لا بأس به لأنه لم يخل بالموالاة.
وتقدم لنا أن من شروط صحة الأذان: التوالي، فإذا كان هناك فاصل كثير بكلام مباح أو بسكوت فإنه يخل بشرط من شروط صحة الأذان وهو التوالي، فنقول: يجب عليه أن يستأنف الأذان من أول، هذا المبطل الأول: الفاصل، وتلخص لنا أن الفاصل ينقسم إلى هذين القسمين.
" وكلام محرم " ولو كان يسيراً فالكلام في أثناء الأذان ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون كثيراً، وهذا يبطل الأذان سواء كان محرماً أو غير محرم لأنه أخل
بشرط من شروط صحة الأذان وهو الموالاة.
القسم الثاني: أن يكون كلاماً محرماً كغيبة مثلاً وهو يؤذن اغتاب شخصاً سمع قوماً يتحدثون ثم بعد ذلك قال: فلان كذا وكذا، فلان جاهل أو فيه كذا، فنقول هذا يبطل الأذان.
القسم الثالث: أن يكون يسيراً مباحاً، فهذا لا يبطل الأذان لكن الفقهاء رحمهم الله نصوا على الكراهة، وقد ورد بإسناد صحيح أن سليمان بن صرد كان يأمر غلامه وهو يؤذن ببعض حاجته، فهذا يدل على أنه لا بأس بالكلام المباح لكن الفقهاء رحمهم الله ينصون على كراهته.
"ولا يجزئ قبل وقت " هذا الشرط الثامن من شروط صحة الأذان.
الشرط الثامن: أن يكون عند دخول الوقت، ويدل لهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام:" إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "
وكان ابن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه لا يؤذن إلا عند طلوع الفجر، فدل ذلك على أن الأذان يكون عند طلوع الفجر.
وكذلك أيضاً مما يدل لذلك حديث مالك بن حويرث الذي سبق وفيه قول النبي عليه الصلاة
والسلام:" إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم " وحضور الصلاة إنما هو بدخول وقتها فدل ذلك على أن الأذان لا يكون قبل الوقت وأنه يشترط لصحته أن يكون بعد دخول الوقت.
استثنى المؤلف رحمه الله قال:
" إلا لفجر بعد نصف الليل " الفجر يقول المؤلف رحمه الله يجزئ أن يؤذن لها بعد نصف الليل وهاتان مسألتان ذكرهما المؤلف رحمه الله:
المسألة الأولى: هل يجزئ الأذان لصلاة الفجر قبل دخول وقتها أو نقول بأنه لا يجزئ؟
والمسألة الثانية: إذا قلنا بالإجزاء فمتى يكون؟
أما المسألة الأولى: فالمؤلف رحمه الله يرى أنه يجزئ أن يؤذن لصلاة الفجر قبل دخول وقتها وهذا قول جمهور أهل العلم رحمهم الله.
واستدلوا على ذلك بما تقدم من حديث ابن عمر في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " فقال: يؤذن بليل فدل ذلك على أنه يؤذن قبل الوقت.
والرأي الثاني: رأي الحنفية أنه لا يجوز الأذان قبل طلوع الفجر، واستدلوا على ذلك بما تقدم من حديث مالك بن حويرث:" إذا حضرت الصلاة " وحضور الصلاة إنما هو دخول الوقت.
وأيضاً بما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال:" لا تؤذن حتى يتبين لك الفجر " وهذا الحديث ضعيف.
وأيضاً استدلوا بما في سنن أبي داود أن بلالاً أذن قبل الفجر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع وأن ينادي ألا إن العبد قد نام " وهذا أيضاً ضعيف لا يثبت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/447)
والصواب في هذه المسألة: أن صلاة الفجر كغيرها من الصلوات، وأنه لا يصح ولا يجزئ الأذان لها قبل الفجر.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام إن بلالاً يؤذن بليل فنقول هذا الأذان الذي حصل من بلال بليل هذا الأذان ليس لصلاة الفجر، الذي لصلاة الفجر هو أذان ابن أم مكتوم، فإن ابن أم مكتوم قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "
وابن أم مكتوم يؤذن متى؟
عند طلوع الفجر ولهذا كان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، يعني دخلت في الصباح، لكن الأذان الذي حصل من بلال بليل هذا بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمته، فقال عليه الصلاة والسلام في بيان حكمته:" ليرجع قائمكم ويوقض نائمكم "
فالقائم الذي يتهجد يرجع عن تهجده لكي يتسحر إن كان يريد الصيام، والنائم الذي لم يوتر يقوم ويوتر قبل طلوع الفجر، هذه الحكمة منه وليس لصلاة الفجر.
وعلى هذا نقول صلاة الفجر كغيرها من الصلوات وأنه لا يؤذن لها إلا عند دخول الوقت بطلوع الفجر.
المسألة الثانية: إذا قلنا بأنه يجزئ لصلاة الفجر قبل دخول الوقت، متى يكون هذا الأذان؟
قال لك المؤلف رحمه الله: من نصف الليل، وعلى هذا لو أذن بعد نصف الليل يعني تقريباً من الساعة الحادي عشرة والنصف لصلاة الفجر فإنه يكتفى بذلك وهذا فيه نظر.
لأنه كما تقدم لنا أن الصواب في هذه المسألة: أن الأذان الذي يؤذنه بلال بليل إنما هو لهذه الحكمة وليس لما ذكروه أنه لصلاة الفجر.
المسألة الثالثة: هل يشرع الأذان الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر أو نقول بأنه غير
مشروع؟
في هذه المسألة ثلاثة أراء:
الرأي الأول: أنه يشرع وهو قول جمهور أهل العلم ودليلهم ظاهر حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
والصواب في هذه المسألة: ما ذهب إليه جمهور أهل العلم وأنه يشرع مطلقاً في رمضان وفي غير رمضان، ويدل لهذا دليلان:
أما الدليل الأول: فنقول بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فكلوا واشربوا " هذا ليس خاص برمضان، الصيام ليس خاص برمضان، والقيام ليس خاصاً برمضان.
" فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه يؤذن ليرجع قائمكم ويوقض نائمكم " هذا ليس خاص في رمضان، السحور والقيام ليس خاص الصيام مشروع حتى في غير رمضان.
هذا الدليل الأول.
الدليل الثاني: أن الناس يحتاجون لهذا الأذان ونظيره ما شرعه عثمان رضي الله تعالى عنه من الأذان الأول لصلاة الجمعة، فالناس يحتاجون للاستيقاظ والسحور والقيام وغير ذلك.
هذا الصواب في هذه المسألة.
إذا قلنا بأن الأذان الأول يشرع متى يكون؟
أيضاً هذه اختلف فيها العلماء رحمهم الله كثيراً،.
والرأي الثالث: أنه يكون في السحر، يعني قرب طلوع الفجر الثاني، وهذا القول هو الصواب.
وقد ورد في السنن ما يدل لذلك لو ثبت الحديث لكن عندنا حديث ابن عمر الحكمة من الأذان الأول لأي شيء؟
لكي يوقض النائم ويرجع القائم، لكي يتسحر يعني بمقدار السحور، كم يستغرق السحور؟
نقول تقريباً نصف ساعة، فيكون بين الأذانين ما يقرب من نصف ساعة.
طلوع الفجر الأول وطلوع الفجر الثاني بينهن ما يقرب من خمسة وأربعين دقيقة ونحو ذلك.
فالأذان الأول والأذان الثاني بينهن ما يقرب من خمس وأربعين دقيقة، فإذا أذن الأول عند طلوع الفجر الثاني تحققت الحكمة، وهو أن الحكمة لكي يرجع القائم ولكي يستيقظ النائم.
هذا هو الصواب هو قريب من كلام المالكية أنه في السدس الأخير من الليل،الصحيح: أن يكون بينهما فقط فترة ما يستطيع النائم أنه يستيقظ ويتوضأ ويوتر والقائم أنه يتهيأ بالطعام والشراب ويتسحر.
ولهذا ابن حزم رحمه الله يقول: بين الأذانين أن يصعد هذا وينزل هذا فقط كما ورد في صحيح أبي مسلم: لم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا، لكن هذا قوله: أن ينزل هذا ويصعد هذا، هذا محمول على القرب بين الأذانين.
فنقول الصحيح في ذلك: أنه يكون بين الأذانين فترة ما يتسحر المتسحر ويوتر النائم هذا الصواب في هذا.
أما التطويل الزائد كما يوجد عند بعض المؤذنين فهذا خلاف السنة ولا يتحقق به الحكمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/448)
" ومن جمع أو قضى فوائت أذن للأولى ثم أقام للكل " وهذا دليله حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي عليه الصلاة والسلام في عرفات جمع بين الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين.
فإذا كان الإنسان عليه فوائت مثلاً عليه ثلاث صلوات أو أربع صلوات يؤذن أذان واحد ويقيم لكل صلاة.
أو يجمع أراد الجمع يؤذن أذان واحد ويقيم لكل صلاة.
" وتسن متابعتهما سراً " هاتان مسألتان:
المسألة الأولى: متابعة الأذان.
والمسألة الثانية: متابعة الإقامة:
أما متابعة الأذان فكما ذكر المؤلف رحمه الله جمهور أهل العلم على أنها سنة.
خلاف للحنفية والظاهرية
فالجمهور كما ذكرنا أن المتابعة سنة وليست واجبة واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم سمع مؤذناً يؤذن فقال:" الله أكبر، قال: على الفطرة، فقال: لا إله إلا الله، قال: خرج من النار "
ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أجابه فقالوا بأن هذا صارف يدل على أنه للاستحباب الإجابة.
وكيفية الإجابة؟
جمهور أهل العلم: أن يجيب ألفاظ الأذان كلها كما ورد في حديث عمر في صحيح مسلم: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة لا حول ولا قوة إلا بالله يعني يجيب ألفاظ الأذان كل لفظ بمثله إلا الحيعلتين يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" فقولوا مثل ما يقول المؤذن إلا حي على الصلاة حي على الفلاح يقول لاحول ولا قوة إلا بالله كما ورد هذا في حديث عمر رضي الله تعالى عنه في صحيح مسلم.
بالنسبة للتثويب قوله في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، هل يقول: الصلاة خير من النوم أو يقول كما قال المؤلف رحمه الله: إلا في لفظ الإقامة فأدامه الله وإلا في التثويب صدقت وبررت؟
نقول الصواب في ذلك: أنه يقول في التثويب الصلاة خير من النوم، ولا يقول صدقت وبررت لأن قوله صدقت وبررت هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" فقولوا مثل ما يقول المؤذن "
بالنسبة لإجابة الإقامة، هل يجيب المقيم أو لا يجيب المقيم؟
المذهب: أنه يجيب المقيم ولهذا قال المؤلف رحمه الله: وتسن متابعتهما سراً، فالمذهب يرون أنه يجيب المقيم، فيقول مثل الإقامة.
ويقولون بأن الإقامة أذان ويدل لهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام:" بين كل أذانين صلاة "
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" فقولوا مثل ما يقول المؤذن ".
والرأي الثاني: أنه لا يجيب المقيم لأن المراد بالأذان هنا الأذان المعروف الإعلام العام هذا المراد.
ولأن الإقامة يسن فيها الحدر الإسراع، وقد لا يتمكن الإنسان من الإجابة، ويظهر والله أعلم أن الأمر واسع، وورد في أبي داود إجابة المقيم وهذا لو ثبت لكان فيصلاً لكنه لم يثبت.
فنقول الأمر في هذا واسع ولو كان أن عدم الإجابة يظهر والله أعلم أنها أقرب، وأن الإجابة تقتصر على الأذان العام، هذا الذي يظهر والله أعلم.
" سراً بمثله إلا في الحيعلة فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله " الحيعلة: قوله لا حول ولا قوة إلا بالله ومعناها: لا تحول من حال إلا حال، ولا قوة يعني: ولا قدرة على ذلك، إلا بالله عز وجل.
لأنه سبحانه وتعالى القادر على كل شيء وخالق كل شيء.
وقيل المعنى: لا تحول من معصية الله إلى طاعته ولا قدرة على ذلك إلا بالله عز وجل.
لكن المعنى الأول أحسن لأنه أعم.
وقوله: سراً يعني يخفيه وليس المراد في القلب لأن مافي القلب ليس كلاماً وإنما يحرك به لسانه وشفتيه أو يظهره بصوت خافت ولا يشرع أن يرفع صوته به.
وظاهر كلام المؤلف رحمه الله أنه يجيب المؤذن ولو كان في الصلاة وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
والمذهب: أنه لا يشرع، وهذا هو الصواب.
الصواب: أنه لايشرع أن يجيبه في الصلاة، لأن الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن في الصلاة لشغلاً " وكونه يقطع شغله في الصلاة من تسبيحه ودعائه ويعلق قلبه بالأذان هذا فيه نظر.
ولأن الأذان يطول وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قاعدة وهي:
{أن كل ذكر وجد سببه في الصلاة فإنه يشرع}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/449)
مثل إذا عطس فإن قوله الحمد لله هذا ذكر وجد سببه في الصلاة، إذا أذن مؤذن ذكر وجد سببه في الصلاة وهو يصلي.
وهذه القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام صحيحة لكن نقول بالنسبة للأذان هذه فيها نظر لأن الأذان جمله كثيرة.
ولو كان يقرأ القرآن أو كان يطوف، يجيب أو لا يجيب؟
نقول يجيب يقطع القراءة ويجيب، ولو كان يطوف أيضاً لا بأس لأن الطواف ليس له ذكر خاص وإنما يشرع فيه قول الأذكار.
لو كان في بيت الخلاء فما الحكم؟
قال العلماء رحمهم الله يقضيه إذا خرج.
وأيضاً المصلي إذا انتهى من صلاته فإنه يقضيه.
" وفي لفظ الإقامة أقامها الله وأدامها " في لفظ الإقامة تقدم أن المؤلف رحمه الله أنه يشرع إجابة المقيم وعلى هذا لو قال المقيم: الله أكبر، تقول الله أكبر، وإذا قال: الله أكبر، تقول الله أكبر، وإذا قال: قد قامت الصلاة، تقول: أقامها الله وأدامها، وهذا الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم الكلام عن حكم متابعة المقيم.
" وفي التثويب صدقت وبررت " يعني في التثويب إذا قال: الصلاة خير من النوم، ما تقول
الصلاة خير من النوم وإنما تقول:صدقت وبررت، يعني صرت ذا بر وخير وهذا هو المذهب.
والرأي الثاني: أنه يقول مثل ما يقول المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم، وهذا القول هو الصواب لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم:" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن " فقال النبي عليه الصلاة والسلام: مثل ما يقول المؤذن، وهذا يشمل التثويب وغيره.
" ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم رب هذه الدعوة التامة " يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد فيقول: اللهم صل على محمد ثم يقول بعد ذلك:اللهم رب هذه الدعوة،الدعوة: الدعوة في الأذان.
التامة: يعني الكاملة السالمة من كل نقص يتطرق إليها،
" والصلاة القائمة " يعني الصلاة التي ستقوم.
" آت محمداً " بمعنى أعط.
" الوسيلة " هذه أعلى منزلة في الجنة وهي منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وداره وهي أقرب الأمكنة إلى العرش.
" والفضيلة " هي المنقبة والرتبة الزائدة على سائر الخلائق تكون للنبي عليه الصلاة والسلام، وقيل: بأن الفضيلة منزلة أخرى، وقيل: بأنها تفسير للوسيلة، هذه ثلاثة أراء.
والدرجة العالية الرفيعة: والدرجة العالية الرفيعة هذه مدرجة لا تثبت وحينئذٍ لا تشرع.
" وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته " النبي عليه الصلاة والسلام له مقامات يحمد عليها يوم القيامة، ومن مقاماته التي يحمد عليها يوم القيامة: الشفاعة العظمى.
ومن مقاماته أيضاً: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة.
ومن مقاماته: شفاعته فيمن لا حساب عليه ولا عذاب أن يدخل الجنة من الباب الأيمن ... إلخ.
فهذه مقامات للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
فقال: وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، يحمده على ذلك الأولون والآخرون.
هذا الذي ورد.
وأما قول: إنك لا تخلف الميعاد، فهذه اختلف أهل العلم فيها، هل هي ثابتة أو ليست ثابتة؟
والصواب: أنها مدرجة لا تثبت، وعلى هذا نقول بأنها لا تصح.
لا يصح أن يقال إنك لا تخلف الميعاد.
وهل هي مشروعة أو ليست مشروعة؟
هذا موضع خلاف والصواب: أنها غير مشروعة لأنها غير ثابتة.
وبقي ذكر أخر وهو قول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً ونبيا.
هذه اختلف أهل العلم رحمهم الله في موضعها فقيل بأن موضعها حين إجابة المؤذن في الشهادتين، يعني في وسط الأذان.
والرأي الثاني: أن موضعها بعد نهاية الأذان.
فبعض أهل العلم ذهب إلى هذا وبعضهم ذهب إلى هذا والذي يظهر والله أعلم أنها حين إجابة المؤذن في الشهادتين، هذا الذي يظهر من سياق الحديث.
" ويحرم بعده " أي بعد الأذان.
" إن أذن وهو في المسجد خروج منه بلا عذر " فيحرم الخروج من المسجد بشروط:
الشرط الأول: أن يكون الخارج ممن تجب عليه الصلاة.
الشرط الثاني: أن يؤذن وهو في المسجد.
الشرط الثالث: أن يكون خروجه بلا عذر، أو نية رجوع، فإذا كان خروجه بلا عذر أو نية رجوع يحرم إلا إذا كان ينوي أن يرجع أو كان لعذر فإن هذا لا بأس به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/450)
وأيضاً قال العلماء رحمهم الله: إذا كان يريد أن يصلي مع جماعة أخرى فإن هذا لا بأس بالخروج.
يعني لو أنه خرج وهو يريد أن يصلي مع جماعة أخرى، فقالوا بأن هذا جائز ولا بأس به.
وقول المؤلف رحمه الله: وهو في المسجد، هل هو على ظاهره أو ليس على ظاهره؟
ظاهر كلام المؤلف رحمه الله أنه يحرم عليه أن يخرج إذا أذن وهو في المسجد.
فإنه يحرم عليه أن يخرج إلا بهذه الشروط.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه رأى رجلاً خرج من المسجد بعد الأذان فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم.
ولا تكون معصية إلا على فعل أمر محرم.
بقينا في مسألتين يتعلقان بالأذان:
المسألة الأولى: الأذان والإقامة بالنسبة للنساء، هل يؤذن ويقمن أو لا؟
المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله ومذهب أبي حنيفة: أن هذا يكره.
يعني يكره لهن الأذان والإقامة.
والرأي الثاني: وهو مذهب مالك والشافعي رحمهم الله: أنه يكره لهن الأذان وتستحب الإقامة.
وبالنسبة للآثار المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة أذان وإقامة النساء هذه لا يثبت منها شيء، ليس هناك شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآثار المرفوعة.
وقد ورد أن أم ورقة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تأم أهل دارها وأن تتخذ مؤذناً هذا غير ثابت.
المهم الآثار المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا ليس فيه شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما ورد عن الصحابة فابن عمر رضي الله تعالى عنه ورد عنه بإسناد صحيح أنه قال: ليس عليهن أذان ولا إقامة، هذا ثابت.
وورد عن جابر وأنس في مصنف أبي شيبة وغيره جواز ذلك لهن.
والأقرب في ذلك: أن يقال بأن هذا لا يخلوا من أمرين:
الأمر الأول: أن تصلي المرأة وحدها، فهذا لا يشرع لها أذان ولا إقامة لأن هذا لم يعهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل ولو كان لنقل.
والأمر الثاني: أن يصلين جماعة، فهذا الأذان لهن غير مشروع، لأن الأذان الإعلام للغائبين، لكن الإقامة مثل ما قال مالك والشافعي: أن الإقامة مستحبة لهن.
مادام أنهن اجتمعن والإقامة إعلام للحاضرين وما دمن حضرن وكما أنه يشرع للرجال وما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء فنقول: يشرع أيضاً للنساء.
هذا هو الأقرب في هذه المسألة.
المسألة الثانية: وهذه تحدث كثيراً وهي الأذان في مسجد قد صلي فيه، وهذا يحصل كثير يعني يأتي أناس ثم بعد ذلك يصلون في مسجد قد صلي فيه، هل يشرع الأذان والإقامة أو لا
يشرع؟
المذهب: أنهم بالخيار، وهذا يحصل لكثير من المسافرين يأتون إلى مسجد وقد صلي فيه وأذن في البلد، إذا كانوا خارج البلد فالأمر ظاهر كما تقدم أنهم يؤذنون ويقيمون، لكن إذا كانوا داخل البلد أو في المساجد التي على الطرقات.
وهل يؤذنون مع أنه قد أذن فيه وأقيم، أو نقول بأنهم لا يؤذنون ولا يقيمون في داخله؟
المذهب أنهم بالخيار إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا لم يأذنوا.
والرأي الثاني: مذهب الإمام مالك رحمه الله: أنهم لا يؤذنون.
والرأي الثالث: مذهب الشافعي: أنهم يؤذنون بلا رفع صوت.
والأقرب في هذه المسألة: أن يقال: أما الإقامة فهي مشروعة لهم وأما بالنسبة للأذان فيظهر ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله وأن الأذان أيضاً مشروع.
الإقامة نقول بأنها واجبة لكن بالنسبة للأذان نقول بأنه مشروع سنة لأن الأذان حصل مادام أنهم في هذا المسجد وأذن فيه فقد سقط فرض الكفاية فيبقى المشروعية، فنقول يشرع لهم أن يؤذنوا لكن بالنسبة للإقامة أمرها ظاهر وأنها واجبة لأن الإقامة تختص بالجماعة المصلين ولهذا
إقامة هذا المسجد تختلف عن إقامة المسجد الثاني.
على كل جماعة واجب أن يقيموا لكن بالنسبة للأذان إذا حصل الإعلام العام فإنه يسقط فرض الكفاية ويبقى المشروعية،فنقول الأذان لهم سنة،وأما بالنسبة للإقامة نقول بأنها واجبة.
ويمكن أن يقال الأذان فيه تفصيل: إذا أذن وهم داخل البلد فإن هذا الأذان يشملهم.
وإذا كانوا منفصلين عن البلد فإنهم يؤذنون حتى ولو أذن في هذا المسجد.
أيضاً من المسائل المتعلقة بالأذان: إذا سمع عدة مؤذنين فهذا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يشرع له أن يجيب الثاني والثالث .. إلخ لأن الأذان ذكر فإن سمع بعض الأذان نقول بأنه يجيب ما سمع من ألفاظه وجمله.
مثلاً لو كان يمشي في الطريق ثم سمع مؤذن يجيب الذي يسمع وإذا ذهب عنه وأصبح لا يسمعه فإنه لا يجيبه.
كذلك أيضاً إذا استيقظ من نومه وهو يؤذن فنقول بأنه يجيب ما سمع من ألفاظ الأذان يجيبه دون ما لم يسمعه.
أيضاً من المسائل: الأذان كما سبق فرض كفاية فكل من يحصل لهم الإعلام يسقط عنهم
فرض الكفاية، فإذا كان البلد صغيراً والمؤذن يكفيهم بإيصال صوته نقول يكتفى بأذان واحد.
وإذا كان كبيراً ونحتاج إلى عدة مؤذنين لكي يصل الصوت فنقول بأنه يوضع من المؤذنين بقدر ما يحصل الإعلام.
المهم لو أذن هذا المسجد وسمعه كل من في الحي سقط عن الباقين فرض الكفاية يبقى في حقهم المشروعية، لكن الإقامة خاصة بجماعة المسجد يجب على كل جماعة أن تقيم.
وبإذن الله أكمل الدرس الأسبوع القادم ...(63/451)
سؤال من الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
ـ[أبوعبدالله بن عيسى]ــــــــ[07 - 04 - 06, 08:26 م]ـ
في رسالة من الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله لأحد المشايخ في رسالة ألفها ذلك
الشيخ أستوقفت الشيخ بعض المسائل اولها قوله:
أن من ألفاظ التسوية للصف (استقيموا) فهل ثبتت هذه عندكم بسنة او أثر فإني أحب أن أتبين.
مجموع فتاوى الشيخ 13/ 410
ولعل الإخوة الأكارم يفيدونا في هذه المسألة فهي من الألفاظ الدارجة على ألسنة الأئمة.
ـ[أبوعبدالله بن عيسى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:48 م]ـ
من عنده فضل علم في هذه المسألة فليجد به على من لاعلم له فيها.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:27 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=33597#post33597(63/452)
الأطباق الفضائية , إشكالات وشبهات ........ !!
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سمعتُ فتوى لأحد كبار العلماء في السعودية قال: (الدش) مثل الراديو .... إلخ
فالشيخ يرى جواز إدخال الأطباق في البيت إذا اقتصرت على المباح. وقال شيخ آخر- من خارج السعودية-: والقاعدة عند أهل العلم أن الآلة التي تحتمل وجهين جاز بيعها
1 - فالذين يحرمون إدخال الأطباق الفضائية في البيت إذا اقتصرت على المباح , ما دليلكم على هذا؟!!
2 - لماذا لا يكون الإنترنت حراماً مع أنه من الممكن أن تشاهد الفضائيات من خلال النت , فلماذا
لا يكون النت حراماً؟!!
فالإنترنت (أوسخ) من الأطباق الفضاية؟! لأنه يشملها وأكثر!
كذلك سؤال آخر - إذا سمحتم -
لو أن رجلاً إستخدم تلك الأطباق في الخير , ثم مات , وجاء من بعده واستخدمه في الحرام , فهل يأثم الميت ويتحمل أوزارهم؟!! (يااااااااااارب سترك)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:34 ص]ـ
مَن مِن العلماء المجتهدين قال هذا أصلاً؟
لعل من قال هذا قاله من باب سد الذريعة لا أكثر, ولعله لم يقل في الشبكة ما قال في الأطباق لعدم علمه بها. أنا لا أعرف هذا القول, ولكن هكذا تصوري عن من يقول ذلك. والله أعلم.
لعل من عنده نقل عن أحد العلماء المجتهدين أن يتحفنا به.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:06 م]ـ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ) مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:00 م]ـ
اعلم وفقك الله لهداه
أن التحريم والتحليل في تلك الأطباق وغيرها من المسجلات والشبكات العنكبوتية والفيديوهات لا يمكن أن يقول عاقل أنها حرام لذاتها بل لما يقترن بها غالبا فإن خيرا فهي حلال وإن شرا وفسادا فهي حرام
ويرد على من يحرمها لذواتها ممن له تسجيل مرئي أو مسموع ظهور صورته أو صوته فيها ..
مع العلم أن الواقع الذي نعيشه يفرض على الدعاة وطلبة العلم والعلماء ألا يفسحوا فيها المجال للمتربصين بثوابت الأمة الدوائر, وليس هنالك اليوم طريق أسهل لإيصال دعوة الاسلام اليوم وبيان حقيقته المشوهة - بفعل المسيطرين من ملاك هذه القنوات- إلا عبرها وبواسطة استخدامها واقتنائها, وليس الأمر كما كان سابقا حيث لم تكن الحرب الاعلامية مكشوفة كما هي اليوم فالمسلمون يغزون في معاقلهم وتفسد ديانتهم ويُسلبون شرفهم وأخلاقهم عبر الإعلام والرد لا بد أن يكون بالمثل
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - فالذين يحرمون إدخال الأطباق الفضائية في البيت إذا اقتصرت على المباح , ما دليلكم على هذا؟!! [/ COLOR]
ويبدو ان الصحيح هو ( .... إذا اقتصرت على الشُبه ... )
هذا الدش الخبيث يمتليء بالشبهات (بعد ان تشبع بالمحرمات طبعا) وليس بالمباحات!!
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ....... الحديث (رواه مسلم)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=439695#post439695
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:51 م]ـ
زادك الله حرصا ووفقك وجزاك خيرا على ما قدمت ...
ولكن؛؛؛
لماذا تعدل تعبير غيرك يا ابا تميم لتعمم ما ليس بواقع؟
نحن لا ندافع عن القنوات الفضائحية ولا ندعوا اليها ولكن لا نلبس نظارة سوداء تحجب عنا رؤية كل مفيد مباح يطرح في القنوات
ففي بعضها برامج تقوية للطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية
وفي بعضها برامج تقنية مفيدة
وفي بعضها بديل عن الرسوم المتحركة الفاضحة اللى رسوم متحركة يذكر فيها الله وتدعو الى التوكل عليه ومخافته والاستعانة به
وفي بعضها تعليم الفتيات شؤون تعاملهن مع منازلهن مستقبلا وغير ذلك مما لا يمكن حصره من المفيد المباح وهذا الذي يعنيه الأخ السائل.
فهات دليلا على منعه بارك الله فيك؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/453)
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:32 م]ـ
لماذا تعدل تعبير غيرك يا ابا تميم لتعمم ما ليس بواقع؟
ففي بعضها برامج تقوية للطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية
وفي بعضها برامج تقنية مفيدة
وفي بعضها بديل عن الرسوم المتحركة الفاضحة اللى رسوم متحركة يذكر فيها الله وتدعو الى التوكل عليه ومخافته والاستعانة به
وفي بعضها تعليم الفتيات شؤون تعاملهن مع منازلهن مستقبلا وغير ذلك مما لا يمكن حصره من المفيد المباح وهذا الذي يعنيه الأخ السائل.
فهات دليلا على منعه بارك الله فيك؟؟؟
وفي اكثرها برامج تقوية للطلاب على ترك المذاكرة والفشل
وفي اكثرها برامج فاسدة مقيتة
وفي اكثرها رسوم فاضحة تدعو الى الفجور والفسق بين ابناء وبنات المسلمين والاستعانة بذلك على معصية الله وهدم الدين
وفي اكثرها تعليم الفتيات العري والسفور وتعليمهن شؤؤن تعاملهن مع الشباب والحب والغرام.
فأين الذي ليس بواقع
فانا الذي اطالبك بالدليل على ان نَطعم ونُطعِم اهلينا وانفسنا وازواجنا وبناتنا واخواتنا إناء به كثير من السم وبعض العسل بلا ان يؤذى الجميع بالسم.
وفي حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الشبهات اسوة لكل من يعتبر.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:42 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
لعلك فهمت من قولي (وفي بعضها) أن بعض القنوات تعرض برامج مفيدة لجانب راس مالها النتن من برامج لفحش والرذيلة ..
وهذا لا أعنيه ولكني أقصد أن البعض من تلك القنوات التي عممتَ وصف الشبهة عليها دون تزييل خالية تماما مما ذكرتَ وتشتغل بعرض ما ذكرتُ ..
ولا حاجة لدليل يبيحها بل مانعها هو المفتقر للدليل ..
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:37 م]ـ
الكل في ذاك الإناء وإن لم يختلطا. والصغير له شهية والكبير فضول والشيطان بالمرصاد. فلما المجازفة بما هو ليس بهين.
ولماذ نأتي بإناء مُخلط ونتعنى في التحرز. ولما نرعى حول الحمى.
لماذا لا نصفي ما في بيوتنا. اليس من الاولى ان نصفي قبل ان نربي.
لماذا لا نأتي بإناء صافي بالعسل فقط وليس فيه ما نخشى منه. لنسقي به انفسنا وابنائنا.
لماذا لا نأتي بالافلام الكرتونية الإسلامية الصافية من المنكرات كالموسيقى والغناء والمجون على إسطوانات الليزر المتوفرة والحمد لله.
لما لا نأتي بالمحاضرات والدروس لجميع شيوخ الكرة الأرضية على نفس الإسطوانات المتوفرة والحمد لله.
لماذا ولماذا ولماذا ...
الحمد لله ان الله سبحانه وتعالى سبب لنا ويسر لنا السبل لمحاربة الشيطان واهله.
فلما نجحد نعمة الله علينا ولما نعين الشيطان على انفسنا؟؟ وبحجج واهية ليست بلازمة.
لما نعين الشيطان على ازواجنا وابنائنا والله اعلم بالقلوب الضعيفة.
لماذا لا نصفي انفسنا وبيوتنا من الدخن ومن خطوات الشيطان ومن جنده.
انا لا احرم تلك القنوات وليس لي. ولكن الحذر الحذر في زمن اختلطت فيه الفتن وتحورت وتَخَفت لتنطلي على من كان يحاربها من قبل. وللشيطان سكك ومسالك ودروب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فمن يأمن على نفسه.
وما دام العسل موجود ومصفى فلماذا نشتري الشائب والمخلط ونطلب من صغارنا ان يُصفوه.
الا تعلم ان الصغير يشرب اي شيء السم بلون اللبن إشتهاءً. بل إن الكبير يشربه فضولاً.
كان دعاء اكمل الناس ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
فمن يأمن على نفسه في هذا الزمان ... انحن الضعفاء الهزلاء ..
ومن قال انه يأمن على نفسه من الفتن فأعلم انه واقع فيها ولا شك.
وإذا كان الامر كذلك .. فأي الإنائين ندخل بيوتنا؟؟؟
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أشكر الجميع على إثراء الموضوع وجزاكم الله خيراً
الأخ الفاضل /أبا داوود القاهري
قلتَ: ((مَن مِن العلماء المجتهدين قال هذا أصلاً؟))
يحتمل أن تقصد العالم القائل بالجواز , ويحتمل أن تقصد العالم القائل بالتحريم
ويظهر أنك تقصد الثاني.
فأقول: سمعت عدة فتاوى بتحريم الأطباق الفضائية مثل: فتوى إبن باز والعثيمين. ولكني لم أجد لهما فتوى في حكمها إذا اقتصرت على المباح.
وأما العالم القائل بأن الدش مثل الراديو , فهو: الشيخ عبدالله المطلق. سمعت الفتوى عن طريق التلفاز السعودي
وفقكم الله
الأخ الفاضل / أبا صهيب المصري
ذكرتَ لنا قوله تعالى: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ) مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ))
جزاك الله خيراً على هذا التذكير. والذي يظهر لي: أن الخمرة لا يمكن أن تشربها إلا وضررها أكثر من نفعها, فلا يمكن أن تتخلص من ضررها.
بخلاف الآلة: فيمكن أن تتحكم بها وتتخلص من الضار. وإلا فلماذا لا نحرم الإنترنت. وقد قيل: إن المواقع الجنسية أكثر من ((100,000)) موقع؟! فهذه المواقع الإباحية فقط. قد تفوق المواقع الإسلامية بكثير!
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/454)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 06:51 م]ـ
كان الأولى بأبي تمام ما دام يرى ويعتقد ما سطره بأنامله أن يترفع ويتورع عن العلم بهذا الملتقى المبارك فضلا عن المشاركة فيه.
وذلك لأن ذات الجهاز الذي يستخدمه للمشاركة في ملتقى أهل الحديث يمكن استخدامه في التنصير والتبشير.
ويمكن استخدامه في نشر وتوزيع ومبادلة واستقبال الأفلام الإباحية.
ويمكن استخدامه في افساد المواقع الدعوية النشطة.
ويمكن استخدامه في نشر عورات وصور المحصنات المؤمنات الغافلات.
ويمكن فبركة الصور فيه ظلما وبهتانا للتفريق بين الأزواج وزعزعة ثقة الناس بكريماتهم
ويمكن ... ويمكن .... الى ما لا يمكن حصره من المخازي والمنكرات والجرائم والفظائع.
فما بال الأدهى والأشر والأخطر (الانتر نت) حلالا؟؟
والدش لذي لا يزيد على الاستقباتل حراما؟؟؟ (وهو باجماع العقلاء أخف ضرراً)
هل من إجابة يا أبا تميم؟؟
وهل ستعلن لنا عزلتك عن الملتقى وتوديعك للشبكة العنكبوتية ما دمت مشتملة على كل تلك المخازي والجرائم والجرائر؟؟
أليس مستخدم النتر نت كما قلت (يستخدم اناءا مخلطا ويتعنى في التحرز)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[08 - 04 - 06, 07:51 م]ـ
الإخوة الأفاضل
جزاكم الله خيرا
فهل يقال: إن الفيديو حرام؟!
فهو يمكن أن يستعمل في مشاهدة الأفلام الإباحية!
وهل يقال أن استعمال جهاز الكاسيت (الريكوردر) حرام؟!
فهو يمكن أن يكون وسيلة لإستماع المعازف والغناء الحرام!
وكذلك التيليفون
إلى غير ذلك من الأجهزة والأدوات التي يمكن أن تستعمل في الخير والشر.
ويحضرني قول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في السِّكين، فقال ما معناه:
إن استُعمِلَت فيما أحله الله كالذبح وتقطيع الطعام، فاستعمالها مباح، وإن استعملت فيما لم يحله الله فاستعمالها حرام.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:13 م]ـ
فما بال الأدهى والأشر والأخطر (الانتر نت) حلالا؟؟
والدش لذي لا يزيد على الاستقباتل حراما؟؟؟ (وهو باجماع العقلاء أخف ضرراً)
هل من إجابة يا أبا تميم؟؟
في الحقيقة يا أخي الكريم الشنقيطي انا بينت ما عندي ونصحت.
وانت ياليتك حتى كنت تقرأ المشاركات والتي ترد عليها بإسلوب ليس بجيد.
وعموما اخوك ابو تميم يحسن بك الظن. وها هي مشاركتي اقرأ الاحمر جيدا.
انا لا احرم تلك القنوات وليس لي. ولكن الحذر الحذر في زمن اختلطت فيه الفتن وتحورت وتَخَفت لتنطلي على من كان يحاربها من قبل. وللشيطان سكك ومسالك ودروب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فمن يأمن على نفسه.
ولعل بسببك جعلت من شارك بعدك يقول اننا نحرم كل شيء مع ان هذا لم اقله ابدا بل صرحت بنفيه. فتمهل تمهل في القراءة ولا تتسرع في الرد. حفظك الله
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:53 ص]ـ
ابا تميم اصدع بها نعم كلها حرام
الإنترنت-الدش-التلفاز وكل ما غلب نفعَه ضرُه هذه هي الفتوى العامة
أما إذا وجد رجل يحتاج بشدة إلى استخدام إحداها فنجوز له خاصة في حدود وضوابط وأمره إلى الله
أما أن نقول: كلٌ أدرى بحاله ويختار لنفسه فلا
أما عن آية الخمر فأجرو من الإخوة ألا يضيقوا آفاقهم في فهم النصوص فالآية وإن كانت في الخمر إلا أنها صارت أصلا في تحريم كل ما غلب نفعه ضره بغض النظر عن حرمتها لذاتها أو لغيرها
وقد وسم التلفاز (وهو أقلها ضرار) الشيخ محمد حسان بأنه الشيطان الأكبر (شريط خطورة الكلمة وغيره) والشيخ أبو أسحاق بالجهاز الملعون (لا أذكر المصدر) والشيخ المقدَّم له شريط بعنون الإجهاز على التلفاز، وللشيخ بالي شريط العدو الفضي، وللشيخ يعقوب شريط خطورة التلفاز
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:20 ص]ـ
ابا تميم اصدع بها نعم كلها حرام
ما كان لي اخي الفاضل ان اُحرم شيء إلا ناقلاً. وانا للأسف لم اسمع اي من يحرم ما ذكرت وهذا ليس لعدم وجود فتوى بالتحريم ولكن لإنني لم اسمع اي مما ذكرت من الاشرطة وبالطبع انت سمعت ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/455)
هذا مع إعتقادي الباطني الجازم بإن هذا الجهاز على اقل تقدير من المشتبهات الشديدة الخطورة والتي إنطلت على بعض إخواننا فصاروا لشهوة مشاهدته وإدمانه (ففيه إدمان) ينتصرون لِحِل إمتلاكه (من غير ضرورة قصوى). فأصبح وللاسف الشديد من الاساسيات في بيوت الإخوة الافاضل والذين فتنوا به واشتروا للإسف اولى خطوات الشيطان بل وبذلوا فيه المال وبمحض إرادتهم. (وهذا ليس كلاماً من التخمينات ولكنه مشاهد وعن كثب). وذلك بحجة مشاهدة قناة إقرأ .. عجيب هذا والله كلما سألت احد من جاء بهذا الشيطان إلى بيته وبالأخص المتدينين منهم تكون إجاباتهم واحدة (لكي نشاهد قناة إقرأ) عجيب هذا.
وللأسف اصبح اكثرهم قد لا يصلي العشاء او المغرب لمشاهدة مباراة او مسلسل.
لقد وقعوا في فخ الشيطان وكسروا ستر بيوتهم وسريرته وخصوصية اهليهم وجاءوا بالفتن إلى بيوتهم وبانفسهم. تجد الأخ الفاضل يحبس زوجته لكي لا ترى الفتن في الشوارع ولكي تغض بصرها عن الرجال ولا تسمع الاغاني والموسيقى المنتشرة كحب الرمال في الشوارع ثم يأتي هو بذلك كله إلى بيته بحجة مشاهدة قناة إقرأ أو المجد (كأن الخير كله والعلم كله في هذه الدنيا إجتمع في قناة إقرأ أو المجد) وفي مشاركة اخرى تجد العجب العجاب ينتسب إلى طلب العلم ثم ينقل لإحد إخوانه وعلى العام وعلى الملأ في منتدى (اهل الحديث) و (يا ليته ارسله له على الخاص) برنامج به 850 قناة تلفزيونية جلها اجنبية فاسقة لماذا اتدري؟؟ لإنه طُلب منه رابط لقناة إقرأ!!!!.
اي فتنة هذه الذي دخلت كل بيت وكسرت خصوصيات الناس بل من ينتسبون لطلب العلم.
نسأل الله الثبات .. ويا ليتهم يصمتون على تلك (الخيبة) بل يريدون الجميع ان يشاركونهم تلك البلوى. حسبي الله ونعم الوكيل.
وانا لا اسيء حتى هذه اللحظة اي ظن بأي ممن في هذا المنتدى المبارك ولكن التفكر والتريث وإعمال العقل والمتاجرة الصحيحة مع الله. نحن في زمان الإسلام فيه غريب فلماذ نزيد غربته بعقول لا تعقل ولا تحسب اي مخاطر ومفاسد. نحن نحتاج لعلماء ربانيين وايضا طلاب علم ربانيين .. يتنزهوا عن المُشتبهات بل حتى عن المباح الذي تتخفى من وراءه المفاسد ..
وهذا منتهى ما عندي في هذا الموضوع ........
فجزاك الله خيراً ... والله المستعان.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:47 ص]ـ
الجهاز المستقبل يمكن برمجته على عدد معين من القنوات فقط. فمثلاً جهاز مستقبل بُرمِجَ لكي يستقبل قنوات المجد (المجد العامه - المجد للقرآن الكريم - المجد للأطفال - المجد الوثائقية - المجد العلمية) فهل هو حرام؟؟؟؟ مع العلم أن كسر البرمجة لأي فرد من الأسرة هو شبه مستحيل , و مع العلم أن قنوات المجد لا يظهر فيها نساء.
و أما عن وجوده في بيوت الأخوة , فكل فردٍ يمكنه إستقبال ما يريد من القنوات فقط و مسح باقي القنوات مع غلق البرمجة و البحث. فليست العلة فيه إذن لأن العلة تصبح في من يفرط من الأخوة في أمره و يتبع هواه , و هذا ليس مبحثنا , لأن من يفرط في أمره يمكن أن يستخدم الإنترنت في الحرام أيضاً , فهل نقول بتحريمها! و أما عن من حرمه من العلماء فهو فعل ذلك لأن أكثر من يسئل عن ذلك لا يقيده بالشروط و الإحتياطات السابق ذكرها , بل أن الإنترنت لا سبيل فعلياً لإغلاق المواقع الفاضحة منها كلياً بعكس جهاز الإستقبال , و بالمناسبة , هناك ممن ذكرت في كلامك ممن حرم التلفاز ذهب إلى تحريم الإنترنت (و أسأل الله ألا أكون واهماً).
و بارك الله فيكم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:49 ص]ـ
الحمد لله
أبو صهيب المصري
ابا تميم اصدع بها نعم كلها حرام
الإنترنت-الدش-التلفاز وكل ما غلب نفعَه ضرُه هذه هي الفتوى العامة
أما إذا وجد رجل يحتاج بشدة إلى استخدام إحداها فنجوز له خاصة في حدود وضوابط وأمره إلى الله
تصحيح: كل ما غلب ضره نفعه.
وقد وسم التلفاز (وهو أقلها ضرار) الشيخ محمد حسان بأنه الشيطان الأكبر (شريط خطورة الكلمة وغيره) والشيخ أبو أسحاق بالجهاز الملعون (لا أذكر المصدر) والشيخ المقدَّم له شريط بعنون الإجهاز على التلفاز، وللشيخ بالي شريط العدو الفضي، وللشيخ يعقوب شريط خطورة التلفاز
هل شاهدت هؤلاء وغيرهم من أفاضل العلماء والدعاة على قنوات
المجد
إقرأ
الرسالة
الفجر
العفاسي
الناس
وغيرها من القنوات التي لها توجه ديني!.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 09:02 ص]ـ
الحمد لله
تصحيح: كل ما غلب ضره نفعه.
أعتقد أخي صلاح الدين أنه لم يخطيء في شيء فقد قام بتشكيل النص ليبرز لك المفعول به المقدم.
فقد كتبها كما هو إقتباسك " وكل ما غلب نفعَه ضرُه " لاحظ التشكيل.
فهو كقول الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فلفظ الجلالة (الله) هو مفعول به مقدم.
و أيضاً قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) فـ ابراهيم هنا أيضاً مفعول به مقدم.
و الله أعلم.
أما بالنسبة للدعاة الذين ذكرتهم
فأنا رأيت بنفسي كل من:
محمد حسان ----> المجد و الناس.
محمد حسين يعقوب -----> المجد و الناس.
وحيد عبد السلام بالي ----> الشارقة.
أبو إسحاق الحويني ----> قناة خير مع محمد حسين يعقوب.
عبد المنعم أبو زنط ----> الجزيرة.
عثمان الخميس ----> المستقلة.
سفر الحوالي ----> المجد.
و المحاضرات عندي على جهاز الكمبيوتر الخاص بي - حيث اني لا أملك طبقاً للإستقبال - و يظهر شعار القناة فيهاً جلياً.
و لعل إختيار هؤلاء لقنوات مثل المجد و الناس و خير يرجع لأن هذه القنوات تنتهج المنهج السلفي.
و أعتقد أن قناة " المجد " بالذات تخرج من هذا الخلاف عند إقتناء الجهاز الخاص بها.
حيث أنه لا يستقبل إلا قنوات المجد فقط. " بالرغم من عدم توافره بمصر ".
و الله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/456)
ـ[شرف الدين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 01:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبا صهيب.
الوسائل يا أخي الفاضل لها أحكام المقاصد. فإن استخدمت لخير. فهي خير، وإن استخدمت لشر فهي شر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:39 م]ـ
بالنسبة للأخوة في مصر ممن لا يتوفر لديهم مستقبل قنوات المجد بإمكانهم الإعتماد على أنفسهم في توفيق وضعهم و هو كالتالي: شراء أي جهاز مستقبل , حذف جميع القنوات من الجهاز (إلا قنوت المج) , وضع كلمة سر لل ( setup ) . و بهذا يكون لديك جهاز استقبال لقنوات المجد فقط.
بالنسبة للقنوات فمنها ما هو سلفي فعلاً و منها ما هو مختلط كقناة الناس , فهي ليست سلفية البتة , و الدليل على ذلك أن فترة إغلاق القناة تكون فترة يعزف فيها المعازف , و أيضاً كان هناك بعض الأغاني في القناة , و أيضاً تكرر استضافة أحد الشيوخ المصريين الذين يعيشون في مكة و مع ذلك لا يتورع عن الغمز و اللمز للشيوخ السلفيين و مشايخ المملكة , و افتاءه بمسائل شاذة من كتب أهل العلم. الحاصل أن القناة مخلطة.
و جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:32 ص]ـ
هناك تفريق رائع سمعته منذ زمن
بين الحكم على الانترنت
والحكم على الدش ..
قال المفرق:
الانترنت انت الذي تتحكم فيه ..
فيندر جدا ان يكون مرادك مثلا ملتقى اهل الحديث
فتجد نفسك في موقع اباحي!!!
لكن الدش ..
قد تكون تريد محاضرة في قناة ..
فتقلب بين القنوات حتى تصل اليها ..
فتكون قد مررت على عشرات المومسات في طريقك .. أ. هـ.
ومن العجائب في هذه الدشوش ظهور قنوات بمسميات اسلامية لمجرد جذب الناس اليها ..
اذكر مرة سافرت مع احد الاخوة الى معرض كتاب ..
وكنا في شقق مفروشة في تلك البلد ..
ففتحنا الدش على قناة الجزيرة ...
وكنت اقلب في اسماء القنوات في ذلك الجهاز ..
وكان فيه ما يقارب ثلاثة آلاف قناة!!!!
لفت انتباهي قناة اسمها
السؤال
uran
فقلت لصاحبي اسمعت عن هذه القناة من قبل ..
قال لا ..
فانتقلت اليها ..
وتفاجانا بانها ليست الا قناة جنسية .. والعياذ بالله!!!!
حتى اسم كتاب الله ..
يتم استغلاله .. في نقل الفواحش والعياذ بالله ..
فانا انصح بالبعد عن الدشوش مطلقاً ..
الا لمن كان له فيه مصلحة ..
فانصحه ان يحذف جميع القنوات التي لا خير فيها ..
واذكر احد الاخوة .. ولا يزال جزاه الله خيرا
ينزل جداول للبرامج الدينية النافعة ..
على القنوات العربية ..
وهو والله يشرح الصدر ..
فلو نظرت اليه (لظننت) ان الخير في هذه القنوات يغلب شرها .. لكثرة الفقرات الدينية المقدمة ..
فاذا تيسر لك ذلك الجدول كان معينا لك الا تفتح قناة الا في وقت الفائدة ..
والله اعلم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:13 ص]ـ
قناة المجد مثلا لا تراعي من التوقيت إلا مكة وهذا يعني أنه قد يعرض برنامجا جذابا في وقت الصلاة في مصر فينزل المرأ مشغولا باله وقد رأيت ذلك بنفسي في أولاد بعض الملتزمين وقد صارحتهم في هذا فأقروا
بل واعترف بعض المنتصرين لجوازه-التلفاز والدش-أنه -قناة المجد والفجر وغيرها-شغلت أولاده عن الدراسة (هذا ما يهمه أم الصلاة كما نبهته فلا) فأغلق الجهاز
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:15 ص]ـ
قد يخرج العالم في قناة سيئة على سبيل دعوة من يسمعونها كقناة دريم مثلا وقناة اجهل (اقرأ) دون أن ينغمس في مخالفاتها فهو يسجل في الأستديو فقط ثم ينصرف
فهل هذا يعني جواز الاستماع إليها؟
فرقوا بين إيجاد البديل الشرعي للمنغمسين في المخالفات والأصول التي عليها الملتزمون
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:16 ص]ـ
هل عند مشايخنا كأبي إسحاق ومحمد حسان وغيرهم تلفاز ودش بالضوابط التي ذكرها الإخوة انتصارا لجوازه؟
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:32 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى من مات وفي بيته دش مات وهو غاش لأولاده والنبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو غاش لرعيته لم يرح رائحة الجنة اه
أيها الاحبة الحل في هذه المسألة هو مصارحة النفس لا الكلام الكثير فمن يرى أن الدش فيه خير فليقتنه وليخلو بنفسه في غرفته ثم ليحكم على هذه الاداة بعد ذلك فيخبرنيي إخواني في الله تابوا إلى الله أنه لا يمكن الصمود أمام هذه الاداة الخبيثة فهي ذو وجه واحد ولكن مقتنيها هو ذو الوجهين يتقلب بتقلب الليل والنهار
فالدش سهل الوقوع في المحظور باقتنائه
اما النت فسهل جدا التحكم فيه بعد توفيق الله تعالى والدواعي الشرعية إليه أعظم ففيه الجد والبحث والاخذ والعطاء أما التلفزيون فأعظم فوائده الترويح على النفس لا أكثر أما من أراد العلم والاستقامة فالمسجد والاشرطة والكتب موجودة
ـ[عبد الحكم الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:18 م]ـ
الحمد لله. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة له حول السماع و حكمه: " القاعدة الثالثة* إذا أشكل على الناظر أو السالك حكم شيء هل هو الاباحة أو التحريم فلينظر الى مفسدته و ثمرته و غايته فإن كان مشتملاً على مفسدة راجحة فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو اباحته, بل يقطع أن الشرع يحرمه لا سيما إذا كان طريقه مفضياً الى ما يبغضه الله و رسوله , فكيف يظن بالحكيم الخبير أن يحرم مثل رأس الإبرة من المسكر لانه يشوق النفس الى المسكر الذي يشوقها الى المحرمات ثم يبيح ما هو أعظم منها شوقاً للنفوس الى المحرم بكثير؟! فإن الغناء كما قال ابن مسعود هو رقية الزنا و قد شاهد الناس أنه ما عاناه صبي إلا و فسد , ولا امرأة الا و بغت و لاشاب و لاشيخ الا وقع في محذور .. "
فانظر رعاك الله الى هذه القاعدة العظيمة التي يشهد لها الكتاب و السنة , والتي وصفها شيخ الاسلام في رسالته قائلاً: " و فصل النزاع في مسألة السماع ثلاث قواعد من أهم قواعد الإيمان و السلوك فمن لم يبن عليها فبناؤه عللى شفا جرف هار * القاعدة الاولى ... القاعد’ الثانية ... ثم ذكر الكلام الذي نقلته, قم بانزالها على المسألة المذكورة., فلن تجد سبيلاً الى القول بالاباحة كحكم عام في المسألة.
و العلم عند الله. والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/457)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:06 م]ـ
السلام عليكم,
أخي عبد الحكيم الشامي,
هذا الكلام في حق المجتهد (انظر إلى قوله "الناظر", أي من هو أهل للنظر) , ولا ينبغي على من لم يستكمل آلته أن يعمل بمثل هذا وإلا فُتح باب غلقه أولى (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف!)
أخي أبا صهيب المصري, أرجو أن تقبل كلامي بصدر رحب. قلتَ:
"ابا تميم اصدع بها نعم كلها حرام
الإنترنت-الدش-التلفاز وكل ما غلب نفعَه ضرُه هذه هي الفتوى العام"
قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل:116] وقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] فلا ينبغي أن تتسرع باستخدام الألفاظ الحادة القاطعة ما لم تكن من أهل الاجتهاد, وظاهر أنك مثلي لست منهم. فلا تتسرع أكرمك الله. وأرجو ملاحظة الآتي:
1 - كما قال الإخوة أعلاه, أنت تستعمل هذه "الإنترنت" التي تحرمها
2 - مسألة "كل ما غلب نفعَه ضرُه" هذه يظهر أن محلها ليس هنا والله أعلم. فكما قال إخوة سابقاً هنا الضرر يمكن احتواؤه وتلافيه. والكلام على ما لا يمكن الفصل بين نفعه وضرره.
3 - لا تنس أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. فلا يبعد أن يكون بعض من أفتى بالتحريم قد نقلت له صورة غير كاملة أو مشوهة فأفتى ممقتضاها. فلا يعني هذا أن الحكم صحيح مطلقاً.
4 - ذكر أخونا حازم المصري -وفقه الله- عدداً من المشايخ ظهروا على فضائيات. ولو كان حراماً عندهم لتورعوا عنه كما لا يحتاج إلى إيضاح.
5 - في إطلاق التحريم هكذا والتسرع فيه تعطيل لمصالح لا حصر لها. فلا يخفى عليك فضل المواقع التي تنشر الدروس العلمية -جزا الله القائمين عليها خير جزاء- على الإخوة وطلبة العلم, ولا فضل المواقع التي يسرت البحث في الكتب قبل انتشار البرامج, ولا مواقع الرد على الشبهات, ولا مواقع دعوة غير المسلمين. وما يقال في الشبكة يقال في ما يماثلها من آلات, فتريث.
هذا والله أعلم.
وفقك الله
أخوك
أبو داوود القاهري
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم,
أخي عبد الحكيم الشامي,
هذا الكلام في حق المجتهد (انظر إلى قوله "الناظر", أي من هو أهل للنظر) , ولا ينبغي على من لم يستكمل آلته أن يعمل بمثل هذا وإلا فُتح باب غلقه أولى (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف!)
إذن ليس من حقك أن ترد على أحد ممن كتب لأنك لست من أهل الاجتهاد
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم,
يا أخي هذه ساحة حوار وليست ساحة نزال,
كتاباتك يعتريها شيء من الحدة لا مبرر لها. هدئ من روعك وترفق بأخيك بارك الله فيك.
أنا لم أجتهد في حرف واحد مما قلت, ولو أنك لا تعرف معنى الاجتهاد فارجع إلى كتب الأصول أو سل تُخبر. وغاية ما قلتُ أن تتريث ولا تتسرع فيما ستسأل عنه يوم القيامة. وقد سقت الآيات لبيان ذلك المعنى وليس لمهاجمتك كما يبدو أنك ظننت. وإن شئت فراجع تفسير القرطبي للآية الأولى وكلام ابن القيم على الثانية (في مفتاح دار السعادة, الكلام على مسألة السماع, بدائع التفسير ... ) , ولم أنطق بحكم واحد (وأنى لي إلا نقلاً) حتى تنهاني عنه. بل كلامي عبارة عن مجموعة من الحقائق (النقاط 1, 2, 4) أو توضيحات (النقاط 3, 5).
على أي حال إن كان كلامي قد ضايقك فأنا أعتذر إليك ولو كنت أعلم ذلك لما قلته, إنما كانت بغيتي التوضيح.
وفقك الله.
أخوك أبو داوود القاهري
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:44 ص]ـ
ملحوظة أخرى أخي أبا صهيب,
لو كان البيت الذي ذكرته هو الذي في قصيدة أبي الأسود الدؤلي والتي مطلعها:
حسدوا الفتى إِذ لم ينالوا سَعيه **** فالقوم أَعداء له وخصومُ
فضبطه:
عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/458)
بتاء المخاطب المفتوحة وليس بتاء المتكلم المضمومة
والله أعلم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:34 م]ـ
اعلم وفقك الله لهداه
أن التحريم والتحليل في تلك الأطباق وغيرها من المسجلات والشبكات العنكبوتية والفيديوهات لا يمكن أن يقول عاقل أنها حرام لذاتها بل لما يقترن بها غالبا فإن خيرا فهي حلال وإن شرا وفسادا فهي حرام
ويرد على من يحرمها لذواتها ممن له تسجيل مرئي أو مسموع ظهور صورته أو صوته فيها ..
مع العلم أن الواقع الذي نعيشه يفرض على الدعاة وطلبة العلم والعلماء ألا يفسحوا فيها المجال للمتربصين بثوابت الأمة الدوائر, وليس هنالك اليوم طريق أسهل لإيصال دعوة الاسلام اليوم وبيان حقيقته المشوهة - بفعل المسيطرين من ملاك هذه القنوات- إلا عبرها وبواسطة استخدامها واقتنائها, وليس الأمر كما كان سابقا حيث لم تكن الحرب الاعلامية مكشوفة كما هي اليوم فالمسلمون يغزون في معاقلهم وتفسد ديانتهم ويُسلبون شرفهم وأخلاقهم عبر الإعلام والرد لا بد أن يكون بالمثل
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
مناقشة (1)
لابد أخي أن نفرق بين إدخال هذه الأدوات في بيوتنا
وخروج العلماء فيها
فالحالة الأولى تختلف تماما عن الآخرى ولا يستشهد بإحداها على الآخرى
الدش والنت ... خطر داهم في بيوتنا
لكن العلماء في غرف هذه القنوات وصفحات النت دعوة خالية من مخالطة المخالفات
تنبيه: ينبغي أيضا أن نفرق بين الفتوى العامة التي هي الأصل والرخصة العارضة لفرد بعينه
فنقول مثلا بيع واقتناء مثل هذه الأشياء لا يجوز ثم إذا سألك مثلا صحفي لا يستطيع أن يستغني عن التلفاز في مهنته فنجيزها له مع ضوابط
ولعل الصورة القريبة من هذا مسألة الإقامة في بلاد الكفر فالحكم الأصلي المنع. والإباحة رخصة للدعاة أو للتعلم ما يفيد المسلمين. والله أعلم
تتبع المناقشات إن شاء الله. وأرحب بالاعتراضات بصدر رحب المهم الاحتفاظ بأصل المحبة الأخوية
وعدم التجهيل والتسفيه. وليكن لسان حالنا من شاء فيؤمن (بكلامي) ومن شاء فيكفر (بكلامي) ولا يفسد الخلاف السائغ الود المتبادل
ـ[حازم الحنبلي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:31 م]ـ
السلام عليكم,
أخي عبد الحكيم الشامي,
هذا الكلام في حق المجتهد (انظر إلى قوله "الناظر", أي من هو أهل للنظر) , ولا ينبغي على من لم يستكمل آلته أن يعمل بمثل هذا وإلا فُتح باب غلقه أولى (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف!)
أقول: لقد تسوَّرت سوراً عظيماً!! فهل أنت تعرف من هو الشيخ عبد الحكم الشامي؟ إنه شيخنا اللغوي الأصولي المفسر المحقق في علم التوحيد ..
عرفته عن قرب، وقد ملك آلة الاجتهاد، فَلِمَ تهرف بما لا تعرف يا هذا؟! أم أنه الظن والتخمين ووساوس الشياطين!!
ثم إن فهمك لكلام شيخ الإسلام ينبىء عن ضحالة علمك!! فقوله: (الناظر) أي من له عقل كلفه الله به لينظر في المصالح أو المفاسد المترتبة على الأعمال .. وإلا فلم غفلت عن قوله: (الناظر أو السالك) فقد عطف السالك على الناظر، فهل يقصد سالك طريق الاجتهاد؟!! إن هذا من الجهل بمكان، وصدق من قال: (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف). والسلام.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:32 ص]ـ
أقول: لقد تسوَّرت سوراً عظيماً!! فهل أنت تعرف من هو الشيخ عبد الحكم الشامي؟ إنه شيخنا اللغوي الأصولي المفسر المحقق في علم التوحيد ..
فَلِمَ تهرف بما لا تعرف يا هذا؟! أم أنه الظن والتخمين ووساوس الشياطين!!
وهل النقاش في العلم ولو بجهل ممنوع لعظم شخص المُناقش ... ؟؟
ما بالك لو تحاور احد الطلاب الصغار بجهل مع الشيخ الالباني رحمه الله هل سيقال له لقد تسورت سورا عظيما او ما شابه .... ام كان سيعلمه ويرد له خطأه بطريقة العالم الرباني ..
واظن اننا في ملتقى عام وهل يُفترض ان كل من يكتب هنا علم من الاعلام .....
إذا إفترضنا هذا فكل من يكتب إذا يكون كلامه هو الذي لا ينبغي وان يرد عليه او يُتحاور معه .... فالكل هنا تقريبا لا يعرف الآخر ........
فقولك لما تهرف بما لا تعرف ... ! وهل لو وجد من يكتب بإسم (الالباني) او (بن السعدي) مثلا .... نقول لمن يرد عليه ويحاوره لما تهرف بما لا تعرف يا هذا ......... !!
او هذا حكر على اشخاص باعيانهم يتكلمون والباقي يسمع او يكتبون والباقي يقرأ ..... !!؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/459)
ثم لو كان شيخك حفظه الله كما تقول ونرجو له ذلك لينفع المسلمين. فهل عند كل مشاركة له يُسكت عن الكلام المباح ..... !!؟
ثم قولك عن الشيخ .. لقد ملك آلة الاجتهاد .. فيا حبذا لو كان هذا التعديل والتزكية ممن لهم الإختصاص والامر من علماء المسلمين المعتبرين ..
ثم اعلم آخرا ان هذا ليس ذما في شخصك اوفي شيخك حفظكما الله تعالى.
وجزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:24 ص]ـ
أقول: لقد تسوَّرت سوراً عظيماً!! فهل أنت تعرف من هو الشيخ عبد الحكم الشامي؟ إنه شيخنا اللغوي الأصولي المفسر المحقق في علم التوحيد ..
عرفته عن قرب، وقد ملك آلة الاجتهاد، فَلِمَ تهرف بما لا تعرف يا هذا؟! أم أنه الظن والتخمين ووساوس الشياطين!!
ثم إن فهمك لكلام شيخ الإسلام ينبىء عن ضحالة علمك!! فقوله: (الناظر) أي من له عقل كلفه الله به لينظر في المصالح أو المفاسد المترتبة على الأعمال .. وإلا فلم غفلت عن قوله: (الناظر أو السالك) فقد عطف السالك على الناظر، فهل يقصد سالك طريق الاجتهاد؟!! إن هذا من الجهل بمكان، وصدق من قال: (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف). والسلام.
السلام عليكم,
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى" رواه البخاري وغيره.
أخي الفاضل حازم الحنبلي,
يا أخي في الله, عفا الله عنك وغفر لك. والله (ووالله مرة أخرى) ما قصدت ولا جال بخاطري ما ظننتَ! أنا ما عنيت الشيخ عبد الحكم بحرف مما قلتُ, بل كان قصدي أن أنبه الإخوة الذين يتسرعون في إصدار الأحكام بمجرد أن يعرفوا بعض القواعد أو الأصول دون أن يحصل باقي الأدوات.
ويا أخي الفاضل, افترض أني قصدت الشيخ -حفظه الله- وأكرر أنني لم أقصده ورب الكعبة, جهلاً مني بشخصه, ألم يكن من الأولى أن تُعرفني به وأن تتلطف في القول وأن تعذرني بجهلي به؟ ولن أناقشك ابتداءاً في فهمي لكلام شيخ الإسلام حيث أنه مبني على القواعد العامة المنصوص عليها في كتب الأصول وآداب الفتيا, والجملة التي اعترضت عليها كانت توضيحاً لا غير.
على أي حال ليس في نفسي شيء منك ولا من غيرك ممن أغلظ القول معي, ولكني أرجو أن نتحلى بأخلاق نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع من أساء إلينا وبالأولى مع من لم يسئ. وقد قدمت بالحديث لبيان هذا المعنى.
بارك الله فيك.
وبالنسبة للشيخ الفاضل عبد الحكم الشامي. أولاً أعتذر عن خطأي في كتابة اسمك. فقد كتبته "عبد الحكيم" (مرتين). وأرجو ألا تؤاخذني كما فعل أخونا حيث أني قد بينت مقصدي. ووالله لقد أحببتكم في الله من مشاركاتكم السابقة التي ظهر فيها أدبكم الجم براعتكم في الأسلوب وفهمكم العميق. ووصفي إياكم "بأخي" هو من باب {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وليس من باب جعل نفسي نداً لكم.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد الحكم الشامي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 09:16 ص]ـ
الحمد لله. جزى الله الجميع كل خير.
و بالنسبة للاخ حازم اقول جزاك الله خيرا على حسن ظنك بي. ولست أزعم لنفسي هذه المنزلة التي وصفتني بها. فلو قلت: من طلاب العلم او اهله -احسبه كذلك - لكفى! و لأن اكون مغمورا لا يعرف احب الي. و رحم الله امرءا عرف قدر نفسه!
وارجو منك - ان كان لي عليك حق - عدم الثناء بهذه الصورة و عدم الانكار الغليظ ,فنحن في منتدى والكل له الحق بابداء وجهة نظره مادام يتكلم بعلم. و اسال الله ان يوفقني و اياك و من في المنتدى الى ما يحبه الله و يرضاه. ولا تنسونا من دعائكم.
اللهم لا تؤاخذني بذلك و اجعلني من عبادك الصالحين.
والعلم عند الله. والله الموفق.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:35 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
لعلك فهمت من قولي (وفي بعضها) أن بعض القنوات تعرض برامج مفيدة لجانب راس مالها النتن من برامج لفحش والرذيلة ..
وهذا لا أعنيه ولكني أقصد أن البعض من تلك القنوات التي عممتَ وصف الشبهة عليها دون تزييل خالية تماما مما ذكرتَ وتشتغل بعرض ما ذكرتُ ..
ولا حاجة لدليل يبيحها بل مانعها هو المفتقر للدليل ..
من فضل الله على هذه الأمة أن جعل عامتها مفتقرين دائما إلى علمائها لأن النصوص الشرعية لا تفي-بصريحها-حاجات الناس، ولو أن الأدلة الشرعية منحصرة في صريح الكتاب والسنة لما احتاج الناس للعلماء (ولست منهم).
ومن هذا المنطلق أقول: إن دليل تحريم تلك الأدوات ليس صريحا لأنه لم يكن على عهد نزول الوحي. ومن ثم فإن الدلائل على تحريمها تحتاج إلى صاحب نظر لفهمها
ومن أدلة تحريم اقتنائها:
-قاعدة أصولية (ما غلب ضرُّه نفعَه حرُم)
قاعدة أصولية: (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة)
-قاعدة أصولية: (تحريم الوسائل المفضية إلى الحرام غالبا)
وقد قامت الدلائل (التفصلية) على تلك الدلائل (الإجمالية)
يسألونك عن الخمر والميسر-دع ما يريبك-الحلال بين ...
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/460)
ـ[عبد الحكم الشامي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 07:07 م]ـ
السلام عليكم,
وبالنسبة للشيخ الفاضل عبد الحكم الشامي. أولاً أعتذر عن خطأي في كتابة اسمك. فقد كتبته "عبد الحكيم" (مرتين). وأرجو ألا تؤاخذني كما فعل أخونا حيث أني قد بينت مقصدي. ووالله لقد أحببتكم في الله من مشاركاتكم السابقة التي ظهر فيها أدبكم الجم براعتكم في الأسلوب وفهمكم العميق. ووصفي إياكم "بأخي" هو من باب {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وليس من باب جعل نفسي نداً لكم.
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله.لا داعي للاعتذار ,و الامر لا يستحق كل هذا. و الاخ حازم- وفقه الله- اراد الدفاع عن عرض اخيه العبد الفقير فكان ما رأيت!
و اما قولك: (وليس من باب جعل نفسي نداً لكم.) فأقول معاذ الله أيها الفاضل!
واني لاشكر لك لطف اسلوبك وان كنت لا ارى نفسي بهذه المنزلة. و اخيرا احبك الله الذي احببتني من اجله.
جعلني الله واياكم هداة مهتدين.
والعلم عند الله. والله الموفق.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 03:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على تلطفكم يا شيخ عبد الحكم,
وبالنسبة لأخينا حازم -أكرمه الله- فهذا هو ظني فيه, هو أمر يحمد عليه, زاده الله حرصاً ورزقه الإخلاص والقبول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(63/461)
فائدة حول لازم القول
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:23 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
فهذه المسألة من المسائل التي يختلف الحكم فيها تبعا لاختلاف القائل:
فإن كان القائل هو الله، عز وجل، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، فلازم القول لازم، لأن قولهما حق لا مرية فيه، ولازم الحق حق.
يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (ينبغي أن يعلم أن اللازم من قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم إذا صح أن يكون لازما فهو حق، يثبت ويحكم به، لأن كلام الله ورسوله حق، ولازم الحق حق، ولأن الله تعالى عالم بما يكون لازما من كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فيكون مرادا)، القواعد المثلى ص11_12.
وأما قول الإنسان، فهو: إما أن يكون موافقا للكتاب والسنة فيكون حقا، ولازمه حقا، وإما أن يكون مخالفا للكتاب والسنة فيكون باطلا ولازمه باطلا. القواعد النورانية لشيخ الإسلام، رحمه الله، ص128.
ولقائل القول مع لازمه ثلاث حالات:
أولا: أن يذكر له لازم قوله فيلتزمه، كأن يقال لمن يثبت وزن الأعمال في الآخرة: يلزمك أن تثبت وزن الأعراض، أي الصفات والأحوال التي لا تقوم بنفسها، وإنما تقوم بذات تتعلق بها، فالأعمال لا تقوم إلا بذات العامل، والصفات لا تقوم إلا بذات الموصوف، فلا يمكن، على سبيل الأمثال، أن تقوم صفة الحمرة بنفسها، فيوجد ذات يقال لها: "الحمرة"، وإنما الحمرة صفة تقوم بذات موصوف بها فيقال هذه فاكهة حمراء وهذا ثوب أحمر .................. الخ.
فمن التزم هذا اللازم يقول: نعم ألتزم به، لأن أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا، والله تعالى على كل شيء قدير، ثم إنه قد وجد في زماننا هذا موازين للحرارة والبرودة والإضاءة ونحو ذلك من الأعراض دون أن نحتاج لفصلها عن ذواتها وتجسيمها لتصير أمورا محسوسة تقبل القياس المحسوس، فهذا اللازم يجوز إضافته إليه إذا علم منه أنه لا يمنعه.
ثانيا: أن يذكر له لازم قوله، فيمنع التلازم بينه وبين قوله، مثل:
أن يقول المعتزلة، نفاة الصفات، لأهل السنة: يلزم من قولكم بتعدد صفات الله، عز وجل، تعدد القدماء، أي الآلهة، فيرد أهل السنة بامتناع هذا اللازم، ويقولون بأن: صفات الله، عز وجل، قائمة بذاته، عز وجل، لا استقلال، ولا إشكال في ذلك، لأن صفات البشر، ولله المثل الأعلى، لا تستقل بذاتها فلا يوجد سمع مستقل أو بصر مستقل أو ........................... الخ، فصفات الله، عز وجل، كذلك لا تقوم إلا بذاته العلية، فلا يلزمنا ما قلتموه.
أو يقولوا: يلزم من قولكم: إن لله، عز وجل، صفات السمع والبصر ................. الخ، تشبيه الخالق بالمخلوق الذي له سمع وبصر ............ ، فيقول أهل السنة: لا يلزمنا هذا اللازم الباطل، لأن الكلام على الصفات فرع عن الكلام على الذوات، فلما كانت ذات الله، عز وجل، لا تشبهها ذات أخرى، وإن أطلق على الكل اسم "ذات"، فكذا صفاته لا تشبه صفات أحد من خلقه، وإن أطلق على الكل اسم "صفات"، فلا يلزم من اشتراك الخالق، عز وجل، في صفة السمع مع المخلوق أن سمع الخالق كسمع المخلوق، فهما يجتمعان من جهة "الاسم" لا "المسمى"، فشتان سمع الخالق، عز وجل، المحيط بكل المسموعات وسمع المخلوق العاجز، فهما يشتركان من جهة "التواطؤ اللفظي"، أي وجود أصل الصفة دون تشابه أو تماثل في الكيفية، كضوء الشمس وضوء المصباح، يجتمعان في الأصل لأن كليهما ضوء ويختلفان في الكيفية، فلا وجه للمقارنة بينهما من جهة الشدة أو الحرارة ........... الخ، ولله المثل الأعلى.
وعليه فهذا اللازم لا يجوز إضافته إليه بعد أن بين هو وجه امتناع التلازم بين قوله وبين ما أضيف إليه.
ثالثا: أن يكون اللازم مسكوتا عنه فلا يذكر بالتزام ولا منع، فهذا حكمه ألا ينسب إلى القائل، لأنه إذا ذكر له اللازم: فقد يلتزمه، وقد يمنع التلازم، وقد يتبين له وجه الحق فيرجع عن اللازم والملزوم جميعا، ولأجل هذه الاحتمالات لا ينبغي إضافة اللازم إليه، لا سيما أن الإنسان بشر يعتريه ما يعتريه مما يوجب له الذهول عن اللازم، فقد يغفل أو يسهو، أو ينغلق فكره، أو يقول القول في مضايق المناظرات من غير تدبر في لوازمه، ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/462)
وخير شاهد لذلك:
قول الغزالي، رحمه الله، لظاهر العباداني: (لا تعلق كثيرا لما تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام فيها يجري على ختل الخصم، ومغالطته، ودفعه، ومغالبته). فهي مظنة الانتصار بأي رأي دون الالتفات إلى لوازمه، والله أعلم.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ولو كان لازم المذهب مذهبا للزم تكفير كل من قال عن الاستواء أو غيره من الصفات إنه مجاز ليس بحقيقة، فإن لازم هذا القول يقتضي أن لا يكون شيء من أسمائه حقيقة). مجموع الفتاوى (20/ 217).
وعليه تكون الصفات كالأسماء عدما، وهذا يؤدي للقول بعدم الخالق، عز وجل، كما ذهب إلى ذلك الفلاسفة، الذين وصل بهم الأمر، لوصف الله، عز وجل، بأنه وجود مطلق، لا ذات له ولا صفة، وقال الباطنية من العبيدية وأمثالهم ببدعة العقل الكلي والنفس الكلية المجردة عن الصفات، وخلعوا صفات الله، عز وجل، على أئمتهم، على تفصيل لا يتسع المجال لذكره.
ورغم ذلك، فإن شيخ الإسلام، رحمه الله، يعتذر بهذا القول عما وقع من بعض الأئمة من تأويل لبعض الصفات، لازمه كفري، ولكن قائله لا يكفر، كمن تأول صفة اليد بالقوة أو القدرة أو النعمة، فإن هذا لازمه إنكار صفة اليد لله، عز وجل، وإنكار صفة ثابتة لله، عز وجل، كفر، ولكن المؤول هنا لا يكفر، تبعا للقاعدة السابقة، إلا إن بين له المخالف لازم قوله، وما يؤول إليه من تكفير قائله، فالتزم به، بعد زوال كل الشبهات المانعة من التكفير، والله أعلم.
وكذا من يفسر الاستواء، على سبيل المثال، بالاستيلاء، فلازم قوله كفري، لأن الاستيلاء لا يكون إلا بعد تغلب على منازع، والقول بوجود منازع لله في ملكه كفر، ولكن صاحب هذا القول، كسابقه، لا يكفر، طبقا للقاعدة السابقة التي قررها شيخ الإسلام، رحمه الله، إلا إذا بين له المخالف لازم قوله فالتزم به على التفصيل السابق، فهذه القاعدة الجليلة أصل في العذر بالجهل، والله أعلم.
لكن قد تذكر اللوازم الباطلة، لا سيما عند المناظرة، لإظهار شناعة المذهب الباطل، (الملزوم)، لأن العاقل إذا نبه إلى ما يلزم قوله من اللوازم الفاسدة، فقد يتنبه ويرجع عن قوله. منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد، لعثمان حسن (2/ 703). والله أعلى وأعلم
أصل الفائدة مقتبس من "المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم"، للشيخ الدكتور، أبي عبد الله محمد بن يسري، حفظه الله، ص198_200.(63/463)
هؤلاء أول من دعا لإقامة الموالد
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:26 ص]ـ
هؤلاء أول من دعا لإقامة الموالد
الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه الهداة المهتدين ومن تبعهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين. أما بعد فإن مما جاء في شأن الإحتفال بالمولد النبوي فضلا عن كونه بدعة من البدع ليس لها أصل من الدين ولم تعرف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا القرون المفضلة , إن أول من أحدثها بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين. وتابعهم في إحياء هذه البدعة من قلدهم في فعلهم ذلك من الذين لم تمنعهم دعاوى محبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من اقتحام البدع أوالخوف من أن يقلدوا دينهم أمثال هؤلاء المجروحين المشبوهين الذين ملأت أخبارهم الآفاق وجاءوا في فترة من تفشي الجهل وضعف سلطان السنة.
.قال المقريزي في كتابه الخطط (1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم (رأس السنة)،ومواسم (أول العام)، (ويوم عاشوراء)، (ومولد النبي صلى الله عليه وسلم)، (ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، (ومولد الحسن والحسين عليهما السلام)، (ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام)، (ومولد الخليفة الحاضر)، (وليلة أول رجب)، (ليلة نصفه)، (وموسم ليلة رمضان)، (وغرة رمضان)، (وسماط رمضان)، (وليلة الختم)، (وموسم عيد الفطر)، (وموسم عيد النحر)، (وعيد الغدير)، (وكسوة الشتاء)، (وكسوة الصيف)، (وموسم فتح الخليج)، (ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس)، (ويوم الميلاد)، (وخميس العدس)، (وأيام الركوبات) "أ. هـ.
وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء (2/ 48) سنة (394):
"وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
وقال في موضع آخر (3/ 99) سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/ 105).
ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها (أنظر الخطط1/ 432 - 433، صبج الأعشى للقلقشندي3/ 498 - 499).
قال أبو شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200 - 202عن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا.
وعبيد هذا كان اسمه (سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب (عبيد الله) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح -لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب (المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة (567)،.
وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة.
وكانوا أربعة عشر مستخلفا ... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة). .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/464)
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية) بنفسه خطبة قال فيها اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول.
والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله) ويقولون لاخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها
وقد تحدث الذهبي مبينا رأى كثير من العلماء حول عبيدالله المهدي: (وادعى أنه علوي فاطمي فكذَّبوه)
وقال عن استقراء لأقوال العلماء: ”وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ
م فصل ماقاله القاضي أبو بكر بن الباقلاني (عن عبيدالله) من أن أصله مجوسي وبعد دخوله المغرب ادعى النسب العلوى الذي لم يعرفه أحد من علماء النسب
وأورد عن القاضي عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار البصري مايفيد بأن المهدي من أصل يهودي وادعى أن له نسباً ثم ذكر عن الوزير القفطي الخبر المروي عن تشكيك أبي عبدالله الشيعي مشايخ كتامة في الإمام وأبو عبدالله الشيعي هو الذي مهد وسلم الأمر لعبيدالله المهدي فحين يشكك في المهدي فهو أعرف بمن أختاره ولذا سارع المهدي لقتله وأخيه!.
وذكر الذهبي أن المعز لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه قال: غدا أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب، ثم جذب نصف سيفه من غِمْدِهِ، فقال: هذا نسبي، وأمرهُم بنهبِ الذهب، وقال: هذا حسبي. وابن طباطبا هو الشريف أبو جعفر مسلم بن عبيدالله الحسيني، أو الشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد الحسيني الرسي.
ونقل ماذكره المؤيد الحموي في تاريخه حول نسبة عبيد الله المهدي إما إلى اليهود أو المجوس. وعندما تحدث عن وفاة العزيز العبيدي أورد رسالة الأموي صاحب الأندلس التي فيها:” أما بعد، فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولوعرفناك لأجبناك“ كما ذكر كلام ابن خلكان وغيره:» أكثر أهل العلم لايُصحِّحون نَسبَ المهدي جد خلفاء مصر.
ونقل ماذكره ابن خلكان أيضاً من الاختلاف في نسبه ثم قوله:» وأهل العلم بالأنساب والمحققين يُنكرون دعواه في النسب
وقال في ترجمة الظاهر: العبيدي المصري، ولا أستحلُّ أن أقول العلوي الفاطمي لما وقر في نفسي من أنه دعي وقال الذهبي عن العاضد: «المدعي هو وأجداده، أنهم فاطميون وقال: ونسبهم إلى علي غير صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/465)
وقداهتم الذهبي بمحاضر بغداد التي كتبها عدد من كبار العلماء، ففي ربيع الأول من سنة 402هـ كُتِبَ مِن الديوان –ديوان الخليفة- محضر في معنى الخلفاء الذين بمصر والقَدْح في أنسابهم وعقائدهم. وقُرِئت النَّسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العلم والمعرفة بنسب الدَيْصَانية، «وهم منسوبون إلى دَيْصَان بن سعيد الخُرّميّ إخوان الكافرين، ونُطَف الشياطين، شهادةً يتقرَّبُ بها إلى الله. ومعتقد ماأوجب الله تعالى على العلماء أن يبيّنوه للنّاس، وشهدوا جميعاً أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملَقَّب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار، والخزْي والنّكال، بن معد بن إسماعيل بن عبدالرحمن بن سعيد، لا أسعده الله، فإنه لما صار سعيد إلى بلاد الغرب تَسَمّى بعبيد الله وتلقَّب بالمهدي.
وهو ومن تقدَّم من سلفه الأرجاس الأنجاس، عليه وعليهم اللّعنة، أدعياء خوارج لانسب لهم في ولد عليّ بن أبي طالب t. وأنّ ذلك باطل وزُور. وأنتم لاتعلمون أن أحدا من الطالبيين توقَّف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء.
وقد كان هذا الانكار شائعا بالحرمين، وفي أول أمرهم بالمغرب، منتشراً انتشارا يمنع من أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم.
وممن وقع على هذا المحضر الشريف المرتضى، وأخوه الرضي، وجماعة من كبار العلوية، والقاضي أبو محمد بن الأكفاني، والامام أبو محمد الإسفراييني، والامام أبو الحسين القدوري.
قال: «وفي سنة (444هـ) عُمِل محضر كبير ببغداد، يتضمن القَدْح في نسب بني عُبَيْد، الخارجين بالمغرب ومصر، وأن أصلهم من اليهود، وأنهم كاذبون في انتسابهم إلى جعفر بن محمد الصادق رحمه الله، فكتب فيه خلق من الأشراف والشيعة والسنة وأولي الخبرة».
ويصم الذهبي من يسميهم فاطميين بأنه من العوام. ويقول: «نسبهم مطعون فيه». وأخيرا يقول: «المحققون متفقون على أن عبيدالله المهدي ليس بعلوي».
وقد طعن الكثير من أهل العلم في نسبهم منهم: عبدالقاهر البغدادي، ومحمد بن مالك اليماني، وابن حزم الأندلسي، والأسفراييني صاحب ”التبصير في أصول الدين“، وابن واصل، وابن الجوزي، وابن تغري بردي، والنويري، والقلقشندي، والسخاوي، والسيوطي، وابن حجر في رفع الاصر، وابن عذاري في البيان.
وقيل في سنة تسع وتسعين ومائتين: إن عبيدالله المهدي الزنديق سمح لأتباعه أن يغرقوا في كفرهم حتى ألَّهوه فقد كانت أيمانهم المغلظة: «وحق عالم الغيب والشهادة، مولانا الذي برقادة».وكان بعض دعاة بني عبيد يقول عن المهدي هو الخالق الرازق.
قال الذهبي: «و في سنة ستين وثلاث مئة، وجد بالسُّوق قماش قد نُسِجَ فيه: المُعِزُّ عَزَّ وجَلَّ، فأُحضر النَّسَّاج إلى جوهر، فأنكر ذلك، وصُلِبَ النَّساجُ ثم أُطلق».
وممن كان يدعي الربوبية والإلهية الحاكم العبيدي حيث قال عنه الذهبي: «الإسماعيلي الزنديق المدعي الربوبية».
وقال عنه أيضا: «يقال إنه أراد أن يدّعي الإلهية، وشرع في ذلك فكلّمه أعيان دولته وخوَّفوه بخروج النّاس كلهم عليه، فانتهى».
وممن حرض الحاكم على هذا الادعاء حمزة بن علي قال الذهبي: «وقد قُتل الدرزي الزنديق لادعائه ربوبية الحاكم. وكان قوم من جهلة الغوغاء إذا رأوا الحاكم يقولون يا واحد يا أحد يا محيي يا مميت».
ومما جاء في محضر بغداد الذي عقد سنة 402هـ: وأن هذا الناجم بمصر وسلفه… وادعوا الربوبية.
ومما ورد في المحضر أيضاً: وأن هذا الناجم بمصر هو وسيلة كفار وفساق فجار زنادقة. ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية».
قال الذهبي: «قرأت في تاريخ صُنِّف على السنين في مجلد صنفه بعض الفُضَلاء سنة بضع وثلاثين وستمائة، قدمه لصاحب مصر الملك الصالح: في سنة سبع وستين قال: وكانت الفِعْلة (القضاء على الدولة العبيدية) من أشرف أفعاله (صلاح الدين)، فَلَنِعْمَ مافعل، فإنّ هؤلاء كانوا باطنية زنادقة، دعوا إلى مذهب التناسخ، واعتقاد حلول الجزء الإلهي في أشباحهم.
وقال الذهبي: أن الحاكم قال لداعيه: كم في جريدتك؟
قال: ستة عشر ألفاً يعتقدون أنّك الإله.
وقال شاعرهم:
ماشئت لا ماشاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/466)
فلعن الله المادح والممدوح، فليس هذا في القبح إلا كقول فرعون أنا ربكم الأعلى.
وقال بعض شُعرائهم في المهديّ برَقّادة:
حل بها آدمُ ونوحُ
فما سوى الله فهو ريحُ
حلّ برقادة المسيحُ
حل بها الله في عُلاهُ
قال: وهذا أعظم كُفراً من النّصارى، لأن النّصارى يزعمون أن الجزء الإلهيّ حلّ بناسوت عيسى فقط، وهؤلاء يعتقدون حُلُوله في جسد آدم ونوح والأنبياء وجميع الأئمة.
هذا اعتقادهم لعنهم الله.
ومع ادعائهم الربوبية والألوهية كانوا يدعون النبوة أيضاً: حتى عوتب بعض العلماء في الخروج مع أبي يزيد الخارجي فقال: وكيف لا أخرج وقد سمعت الكفر بأذني، حضرت عقداً فيه جمع من سنة ومشارقة وفيهم أبو قضاعة الداعي فجاء رئيس فقال كبير منهم: إلى هنا يا سيدي ارتفع إلى جانب رسول الله يعني أبا قضاعة فما نطق أحد.
وكان بعض دعاة بني عبيد يقول عن المهدي: هو رسول الله. ويُرْمىَ عبيدالله بأنه قتل جماعة من العلماء السنيين لم يعترفوا بأنه رسول الله. .
فعندما ادعى عبيدالله الرسالة أحضر فقيهين من فقهاء القيروان وهو جالس على كرسي ملكه وأوعز إلى أحد خدمه فقال للشيخين: أتشهدا أن هذا رسول الله؟ فقالا: والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان: إنه رسول الله، ماقلنا ذلك. فأمر بذبحهما.
وكان عبيدالله المهدي يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم ومن موسى عليه السلام في رسالة بعثها إلى داعيه أبي طاهر القرمطي فيقول: ولاتكن كصاحب الأمة المنكوسة حين سألوه عن الروح فقال: «الروح من أمر ربي» لما لم يعلم ولم يحضره جواب المسألة، ولاتكن كموسى في دعواه التي لم يكن له عليها برهان سوى المخرقة بحسن الحيلة والشعبذة.
وكان لعن الأنبياء من شعائرهم فقد ذكر القاضي عبد الجبار المتكلم: أن القائم أظهر سب الأنبياء وكان مناديه يصيح العنوا الغار وما حوى. وذكر الهمذاني أيضا أن القائم جاهر بشتم الأنبياء وكان يلعنهم جميعاً.
كما ذكر بعض أهل التاريخ: أن المعز أراد ادعاء النبوة ولكنه خاف من الرعية فقد ذكر الخبر ابن عذاري أنه وقع في المغرب حيث أذن مؤذنه فوق صومعة جامع القيروان بـ: أشهد أن معداً رسول الله فارتج البلد لذلك.
أما صاحب الاعتصام فيذكر أن معداً من العبيدية الذين ملكوا إفريقية، فقد حكى عنه أَنه جعل المؤذن يقول: أشهد أن معدًا رسول الله، عوضا عن كلمة الحق ((أشهد أن محمداً رسول الله)) فهم المسلمون بقتله ثم رفعوه إلى معد ليروا هل هذا عن أمره؟ فلما انتهى كلامهم إليه، قال: «أردد عليهم أَذانهم لعنهم الله».
ومن عقائدهم ادعاء علم الغيب ورد في حوار بين أبي عبدالله الشيعي وبين قبيلة كتامة أنه قال لهم: «أن تَدِينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب».
قال ابن خَلكان: «وذلك لأنهم ادَّعوا علم المغيبات. ولهم في ذلك أخبار مشهورة».
و كان يُسجد لهم و يأمرون الناس بالسجود لهم، قال الذهبي: «ففي سنة 396هـ خطب بالحرمين لصاحب مصر الحاكم، وأُمَر الناس عند ذكره بالقيام وأن يسجدوا له، فإنا لله وإنا إليه راجعون».
وكان إذا ذُكِر (الحاكم) «قاموا وسجدوا في السُّوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العُبَيْدِيُّون شرّاً على الإسلام وأهله من الشرّ».
وكان الحاكم يسخر من النار حيث: «أنشأ دارا كبيرة ملأها قيودا وأغلالا وجعل لها سبعة أبواب وسماها جهنم فكان من سخط عليه أسكنه فيها».
وكانوا يبيحون المحظورات فقد نقل الذهبي قول ابن النديم الذي أطلع على أحد كتب الباطنية-: «قد قرأته فرأيت فيه أمراً عظيماً من إباحة المحظورات، والوضع من الشرائع وأصحابها».
قال ابن خلكان: «استفتى (صلاح الدين) الفقهاء فأفتوا بجواز خلع (العاضد) لما هو من انحلال العقيدة والاستهتار فكان أكثرهم مبالغة في الفتيا الشيخ نجم الدين الخبوشاني فإنه عدد مساوئ هؤلاء وسلب عنهم الإيمان».
وكانوا يقتلون العلماء ممن لايقول بقولهم: قال أبو الحسن القابسي صاحب الملخص: «إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف في دار النحر في العذاب من عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة».
والغرض من قتلهم العلماء كما قال الذهبي عن عبيد الله-: «أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/467)
وشاركوا القرامطة جرائمهم: «ففي أيام المهدي عاثت القرامطة بالبحرين وأخذوا الحجيج وقتلوا وسبوا واستباحوا حرم الله وقلعوا الحجر الأسود وكان عبيد الله يكاتبهم ويحرضهم قاتله الله».
وذكر القاضي عبد الجبار المتكلم: أن القائم أباد عدة من العلماء وكان يراسل قرامطة البحرين ويأمرهم بإحراق المساجد والمصاحف.
ومن عقائد بني عبيد أنهم: «قلبوا الإسلام وأعلنوا بالرفض وأبطنوا مذهب الإسماعيلية».
وقال الذهبي: «وأما العبيديون الباطنية فأعداء الله ورسوله».وقال أيضاً: «لايوصف ماقلب هؤلاء العبيديون الدين ظهراً لبطن».
وقال عن عبيدالله: «كان يُظهر الرَّفض ويُبطن الزندقة». وقال أيضا: «وياحبذا لو كان رافضياً، ولكنه زنديق».
أما أبوعبدالله الشيعي فكان يقول: إن لظواهر الآيات والأحاديث بواطن هي كاللب والظاهر كالقشر. وقال: لكل آية ظهر وبطن، فمن وقف على علم الباطن فقد ارتقى عن رتبة التكاليف.
قال عن جوهر الصقلي بعد أن ذكر عقله وشجاعته وحسن سيرته أنه: «على نحلة بني عبيد التي ظاهرها الرفض وباطنها الانحلال».
وكانت نظرة علماء المغرب لبني عبيد واضحة بينة قال الذهبي: «وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد لما أشهروه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه وقد رأيت في ذلك تواريخ عدة يصدق بعضها بعضا».
وهذا قول لأحد الأئمة بأفريقية يرى فيه أن الخوارج مع انحرفاهم هم من أهل القبلة بعكس بني عبيد قال الذهبي: وخرج أبو إسحاق الفقيه مع أبي يزيد، وقال: هُمْ أهل القْبِلة، وأولئك ليسوا أهل قِبْلَةٍ، وهم بنو عَدوِّ اللهِ، فإن ظفرنا بهم، لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، لأنه خارجيٌ.
قال القاضي عياض: قال أبو يوسف الرعيني: «أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة».
ومما يؤكد ضلالهم أنه وجد بخط فقيه قال: في رجب سنة 331هـ قام المكوكب يقذف الصحابة ويطعن على النبي صلى الله عليه وسلم وعلقت رؤوس حمير وكباش على الحوانيت كتب عليها أنها رؤوس صحابة.
وقال عن المنصور العبيدي: «وفيه إسلام في الجملة وعقل بخلاف أبيه الزنديق
وفي أيامه (العزيز) أُظهر سبُّ الصحابةِ جِهَاراً.
فقد أمر بكَتْب سَبّ الصّحابة على أبواب المساجد والشّوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مئة.
وقال في السير: وكان سَبُ الصحابة فاشيا في أيامه (المستنصر) والسنة غريبة مكتومة
وكان لليهود والنصارى حظوة ومكانة عند بني عبيد، فقد كانوا يقدمون اليهود على المسلمين. فمن اليهود الذين عملوا معهم يعقوب بن كلس، ومنشا، وبلغ اليهود المكانة العالية وتسلطوا حتى قال الشاعر:
ومنهم المستشار والملكُ
تهوَّدوا، قد تهود الملك
أما النصارى فمنهم فهد بن إبراهيم، وأبو سعيد التستري، وأم المستنصر كانت مولاة للتستري، وصدقة بن يوسف الفلاحي، وأبو نصر التستري، عيسى بن نسطورس، وسهل بن معَشر النصراني طبيب الحاكم، ومنصور بن عبدون وزير الحاكم سنة 400هـ، وزرعة بن نسطورس، وأبو نجاح الراهب ت523هـ، وبهرام الأرمني ت535هـ، وقد حزن عليه بنو عبيد. ووالي قوص الباساك. قال رجل يوم الجمعة مبينا تمكن النصارى في رقاب الناس: ياأهل مصر! انظروا عدل مولانا الآمر في تمكينه النصراني من الناس.
المصدر موقع مكتبة المسجد النبوي
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الله.
اللهم العنهم، واجعلهم قرناء ابليس في جهنم، قاتلهم الله كم أذاق بنو قداح الأمة من الوبال وكم جروا عليها من الوبال، وما بعض حسناتهم بالتي قد تشفع لهم، فما خلصت لهم لله تعالى نية، ولا صفت لأحد من أهل السنة منهم طوية، فهم أنجاس النطف و نتن الأصلاب، ومقطوعو الأنساب، فلا غفر الله لهم ذنبا.
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك أخي هذا الرابط:
http://www.sama.ae/forums/forum_posts.asp?TID=3190&PN=1
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[06 - 10 - 06, 08:32 م]ـ
قد احتفل به أيضا ملك إربل مظفر الدين كوكوبوري والملوك العزفيون بمدينة سبتة بالمغرب(63/468)
عندى إشكال فى كلام الشيخ محمد بت عبد الوهاب فى (كشف الشبهات)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:01 م]ـ
أسأل عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى (كشف الشبهات):
قال رحمه الله:
(أولاهما: قوله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) , فإذا تحقق أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كفروا بسبب كلمة .. ) أه ..
سؤالى: هل كفر هؤلاء بسبب الكلمة , أم أن الكلمة أظهرت ما فى باطنهم من كفر؟
و إن كانوا فى الأصل كافرين منافقين , فهل يسوغ إطلاق لفظة (الصحابة) عليهم بناء على ظاهر حالهم؟
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:45 م]ـ
السلام عليكم
لعلك أخي الكريم تنتظر الجواب ممن هو أعلم مني
ولكني أجيبك كما ظهر لي
ولعل من عنده علم يدلي بدلوه
الجواب
دعني أبدا من حيث انتهيت: أما سؤالك: و إن كانوا فى الأصل كافرين منافقين , فهل يسوغ إطلاق لفظة (الصحابة) عليهم بناء على ظاهر حالهم؟
الجواب
هم باعتبار الظاهر في ذلك الحين صحابة ... والناس إنما يحكمون بما ظهر لهم .... وهؤلاء قد أظهروا الإسلام في ذلك الوقت ... وعليه فمعنى كلام الشيخ رحمه الله (أنهم حين كلامهم ذلك صحابه كما يظهر للناس وكما هو الأصل في حالهم قبل استهزائهم)
وقد جاء في صحيح البخاري حديث رقم (4624) حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمعها الله رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال ما هذا فقالوا كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعوها فإنها منتنة قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثر ثم كثر المهاجرون بعد فقال عبد الله بن أبي أو قد فعلوا والله) لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل (فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)
فذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكاية قول الناس إن ابن أبي من أصحابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع أنه كان معروفا بالنفاق بدليل قول عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق
وأما سؤالك أخي الكريم
هل كفر هؤلاء بسبب الكلمة , أم أن الكلمة أظهرت ما فى باطنهم من كفر؟
الجواب
الله أعلم ببواطنهم قبل قولهم ما قالوا ...
وقد جاء في بعض الأحاديث وصفهم بالمنافقين ...
ولكن قد نص الله سبحانه وتعالى أنهم آمنوا في فترة من الفترات كما في قوله سبحانه " لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم "
ولذلك الا ستهزاء بالله أوبالرسول صلى الله عليه وسلم أو بالدين ... من الأمور المكفرة ...
بيد أني أقول إن استهزاءهم دليل على أن بذرة النفاق كانت لديهم فإنه يبعد أن يصدر هذا الكلام والاستهزاء ممن صدق في عقيدته وحسن اسلامه وخلصت نيته والله أعلم
ـ[العارض]ــــــــ[08 - 04 - 06, 09:52 م]ـ
للرفع
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:58 م]ـ
نعم كانوا صحابة وكفروا ويدل عليه قول الله (" لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ") فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:04 ص]ـ
أخى الفاضل (عبد الرحمن)
بوركت أخى الفاضل على تفصيلك ..
و ما أبغى فى هذا المسألة هو معرفة هل كان فى قلبهم الإيمان الباطن الذى أثمر أعمالا ظاهرة , ثم كفروا باستهزاءهم بالنبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه ..
أم كان فيهم إيمان و نفاق , فكفروا عند إظهار الإستهزاء ..
أم أنهم كانوا منافقين خلص , و ما أظهروه من إستهزاء نتج عن كفرهم الأكبر الذى لم يجتمع معه إيمان؟
فإن كانت الثالثة , فلا يستدل بالآية على أن الإستهزاء بالدين من المكفرات , و ينظر فى ما سواها من الأدلة ..
و إن كانت الأولى أو الثانية , فالآية دليل صريح على كفر من إستهزأ بالدين بعد إيمانه ..
أخى أبو لجين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/469)
وجدت فى فتح القدير للشوكانى رحمه الله ما يلى:
قوله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم): أي بعد إظهاركم الإيمان مع كونكم تبطنون الكفر) أه ..
و فى الآية السابقة قال تعالى: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة) , فأثبت الله عليهم النفاق ...
أرجو مزيد توضيح , و أسأل الله أن يجزى أخوى الفاضلين عبد الرحمن و أبا لجين خير الجزاء ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:40 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب خطاب .. تأمّل معي حفظك الله ..
1 - مذهب أهل السنة والجماعة أن الكفر الأكبر المُخلّد في النار لا بد أن يكون أصله في القلب ..
كما أن الإيمان المُنجّي من الخلود في النار لا بد أن يكون أصله في القلب ..
2 - لا يلزم من ذلك أن نربط (سبب) حصول الكفر بالقلب.
بل إنّ أهل السنّة والجماعة الخُلّص يقولون إن الكفر يكون بواحد من أمور (على الأقلّ): بالترك، وبالعمل، وبالقول، وبالاعتقاد.
3 - فقولهم بالاعتقاد: يجمع أنواع الكفر التي تنشأ من القلب، كالاستحلال، والتكذيب، والجحود .. إلخ
ويدخل في هذا الكفر بالشكّ وإن أفرده بعض الأئمة بالذكر.
وقولهم بالقول: معناه أن الكفر قد ينشأ من كلمة يقولها شخصٌ مؤمن ظاهرًا وباطنًا فيحصل له الكفر بسبب هذه الكلمة ظاهرًا وباطنًا .. وقد يكون مؤمنًا قبل التكلّم بها، فيحصل له الكفر ظاهرًا وباطنًا بسبب كلمة.
وقولهم بالترك: معناه أن الكفر قد ينشأ من الترك فيحصل له الكفر بسبب الترك وإن كان قبل ذلك مؤمنًا .. فيصير كافرًا ظاهرًا وباطنًا بسبب الترك.
مثل اختلافهم في تارك الصلاة كسلا (وكذلك بقيّة المباني) .. هل يكفر أم لا؟
وهذا الاختلاف كان بعد إجماعهم على أن الترك كسلا كاف في حصول الكفر ..
واختلافهم إنما هو في التطبيق، أي: هل مسألة ترك الصلاة من هذا النوع أم لا؟
لذلك تجد أن مسألة كفر تارك الصلاة معدودة في الاختلاف الفقهي السائغ .. وليس في الاختلاف العقديّ.
وقولهم بالفعل: معناه أن الكفر قد ينشأ بسبب فعل يفعله فيصير بسببه كافرًا ظاهرًا وباطنًا وإن كان قبل ذلك مؤمنًا ظاهرًا وباطنًا.
والخلاصة:
(أن الكفر الأكبر لا يكون إلا مقرونًا بكفر القلب، لكن لا يلزم أن ينشأ الكفر ويبتدأ من القلب ثم بعد ذلك يظهر على اللسان أو الجوارح، بل يمكن أن ينشأ من اللسان أو من الجوارح ابتداءً ثم يحصل الكفر للقلب بسببه)
وهذا هو معنى قولهم: (الكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد) ..
ولو كان معنى كلامهم أن الكفر راجع إلى الاعتقاد ولابد لكان ذكرهم للقول والفعل حشو ولغو فارغ .. فتأمّل.
وقد غلط أقوامٌ قديمًا وحديثًا بسبب عدم فهمهم قاعدة أهل السنة تلك ..
فقوم غلطوا وفهموا من اقتران الكفر بالقلب ونص أهل السنة على أن الكفر لا يكون إلا في القلب أن الكفر لا بدّ أن ينشأ من القلب أوّلا ..
فأرجعوا كل أنواع الكفر إلى أنه بدأ في القلب ..
فجعلوا الكفر كفر الاستحلال فقط .. أو الاستحلال والتكذيب أو .. أو .. إلخ وهذا مذهب المرجئة في هذه المسألة وهو مذهب ردي غير مرضي.
فقالوا لا ينطق بالكفر إلا بعد أن يعتقده ..
لا يفعل الكفر إلا بعد أن يستحلّه ... إلخ هذه البدع.
فإن قال قائل:
وهل يتكلّم المرء بالكفر من غير أن يكون مريدًا وقاصدًا للكفر؟
قلنا: نعم ..
ومن أدلّتنا (التي هي أدلة أهل السنّة) الآية التي تفضّلتَ بذكرها .. فقد تتابع الأئمّة على الاستدلال بها على ما ذكرنا .. أن مجرد الكلمة كافٍ في حصول الكفر ظاهرًا باطنًا ..
مع أنهم أرادوا الاعتذار بأنهم ما قصدوا كفرًا إنما كانوا يخوضون ويلعبون ..
وكذلك ترك التحاكم إلى الرسول تركًا محضًا يكفر به المرء وإن كان سببه قوة الشهوة، وإن لم يكن سببه اعتقاد حلّ ذلك، أو جوازه.
كما نص شيخ علماء الإسلام أبو العباس ابن تيميّة رحمه الله.
وعليه فلا إشكال البتة في كلام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، بل هو على جادة مذهب أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم أجمعين.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:59 ص]ـ
ما شاء الله يا شيخ أزهرى ..
أصبت الهدف والله , فجزاك ربى خير الجزاء ..
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:30 ص]ـ
قال الحفيد معالي الشيخ صالح آل الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/470)
قال الإمام رحمه الله (وكذلك الذين قال الله فيهم:?قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ?) أيضا يضاف إلى ما سبق في تقرير الجواب الأول أنه قال جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ)، قوله جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ) دل على أن الكفر معتبر فيه القول، ولو كان يحميهم منه عدم الاعتقاد لنفوا عن أنفسهم الاعتقاد وأقروا بالقول؛ لأنهم يقصدون البعد عن الكفر، فلما لم يحتجوا باعتقادهم الباطن ولا بإيمانهم الباطن دل على حصول الكفر منهم بالظاهر بكلمة الظاهر، فقوله جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ) احتاجوا إلى الحلف بالله أنهم لم يقولوا؛ لأن الكفر يعلمون أنه يحصل بقولهم، ولو علموا أنهم لو حلفوا بأنهم لم يعتقدوا أو لم يقروا بهذا أو يلتزموه في قلوبهم؛ يعني لو علموا أنهم لو أحالوا على ما في قلوبهم لنجوا لأحالوا على ما في قلوبهم؛ ولكن الله جل وعلا بيّن أنهم حلفوا على انتفاء قولهم أصلا، وذلك لأجل أن يسلموا من الكفر وقد قال جل وعلا بعدها (وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ).
(كذلك الذين قال الله فيهم: ?قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ? [التوبة:65 - 66]) ففي هذه الآية (صرح الله جل وعلا أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح)، وهؤلاء كانوا من المنافقين كما قال الله جل وعلا ?يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً? [التوبة:64 - 66]، فدلت هذه الآيات على أن هؤلاء كانوا منافقين وأن تكفيرهم لأجل ما حصل منهم من الاستهزاء بالله والآيات والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتعليق حكم التكفير في الآية بالاستهزاء بهذه الثلاثة دلّ على أن المسلم الذي يُحكم بإسلامه ظاهرا:
· إذا استهزأ بالله فإنه يكفر بعد إيمانه.
· أو استهزأ بآي الله المتلوة -يعني القرآن- فإنه يكفر بعد إيمانه.
· أو استهزأ بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه يكفر بعد إيمانه.
(قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ) فدل هذا على تعليق التكفير بالاستهزاء بهذه الثلاثة وهي الاستهزاء بالله ويدخل في ذلك السب واللعن واشباه ذلك أو الاستهزاء القرآن بنفس الآيات في الآيات نفسها أو بالآي نفسها أو بسورة من القرآن، أو استهزاء بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو سب القرآن أو سب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يقبل منه اعتذاره بأنه لم يعتقد أو أنه إنما قالها على وجه المزح واللعب (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فدل هذا على أن من حصلت منه كلمة الكفر فإنه يكفر بعد إسلامه ويكفر بعد إيمانه، وهذا هو المراد من تقرير هذا الجواب.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:50 م]ـ
الحمد لله وحده ..
وأنت أخي خطاب جزاك الله كل خير.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب أبا فيصل ..
فالخلاصة كما فهمت , أن الرجل قد يكون فى قلبه من الإيمان الباطن , و لكن يأتى بقول أو فعل كفرى فينتفى ما فى قلبه من الإيمان الباطن .. و لا يلزم أن ينشأ الكفر من القلب , بل قد ينشأ من القول أو الفعل و لكن هذا يؤدى إلى انتفاء إيمان القلب و لا محالة ..
صحيح؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:19 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم عين الصحة.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:04 م]ـ
على كل الأحوال كونهم منافقين لا يعني انتفاء الحكم بكفر من أظهر الإيمان إذا استهزأ بالله ورسوله
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:05 م]ـ
هل تابوا بعد قولهم هذا؟؟
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 11:04 م]ـ
على كل الأحوال كونهم منافقين لا يعني انتفاء الحكم بكفر من أظهر الإيمان إذا استهزأ بالله ورسوله
للرفع ....
أحسن الله إليك(63/471)
موقف العلماء من غلو الشعراء
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:33 م]ـ
إخوتي القراء الكرام:
نجد كثيرا من أهل الخير فضلا عن غيرهم يتساهلون في رواية أشعار تخالف الشرع مع أن الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح كما قالت عائشة رضي الله عنها، ونقول لمن أعطاه الله موهبة شعرية كما قال ابن الرومي:
أنت عيني وليس من حق عيني غمض أجفانها على الأقذاء
ومن المناسب بحث هذا الموضوع في هذا الشهر ربيع الأول، والذي يكثر فيه إنشاد المدائح النبوية وفيها ما فيها من الغلو.
• مؤاخذة العلماء لمن يغلو في شعره:
o فمن ذلك أن عضد الدولة (ت372هـ) خرج مرة إلى بستان له، فقال: أودُّ لو جاء المطر. فنزل المطر فأنشأ يقول:
ليس شرب الكأس إلا في المطر وغناء من جوار في السحر
عضد الدولة وابن رُكنها مالك الأملاك غلاب القدر
سهل الله له بغيته في ملوك الأرض ما دار القمر
قال ابن الجوزي: فيقال: إنه منذ قال: غلاب القدر لم يفلح بعدها. ووصفها الذهبي في ترحمته من السير بأنها أبيات كفرية.
o ومن ذلك حكم العلماء على أبي العلاء المعري التنوخي القضاعي (ت449هـ) قال ابن كثير: المشهور بالزندقة، خرج من بغداد طريدا لما عزم الفقهاء على أخذه بقوله:
تناقض ما لنا إلا السكوت له وأن نعوذ بمولانا من النار
يد بخمس مئين عسْجد فديت ما بالها قطعت في ربع دينار
وأجابه عبدالوهاب المالكي بقوله: كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت. وقال ابن كثير أيضا: وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقة وانحلال. وقال ابن عقيل: وما الذي كان يلجئه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس، والمنافقون مع قلة عقولهم وعلمهم ودينهم أجود سياسة منه، حافظوا على قبائحهم في الدنيا وهذا أظهر الكفر الذي تسلط به عليه الناس، والله تعالى أعلم أن باطنه كظاهره".وفي أبياته اعتراض على القدر وتسويغ للإلحاد وإنكار للرسل وإنكار للكتب السماوية وإنكار للبعث وتكذيب بالشرائع والديانات. وبعد ما ساق ابن كثير نماذج من كفرياته قال:" وهذا كله كفر وإلحاد".
o ومن ذلك ما حكم به العلماء على مبالغات ابن هانئ الأندلسي (ت362هـ)، قال ابن كثير في ترجمته: وقد كان شاعرا مطبقا قوي النظم، إلا أنه كفَّره غير واحد من العلماء في مبالغاته في مدائحه، فمن ذلك قوله يمدح المعز الفاطمي قبحهما الله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
قال ابن كثير: وهذا خطأ كبير وكفر كثيرّ، ثم قال بعد ذكر نماذج من مخازيه: وهذا الشعر إن صح عنه فليس عنه اعتذار لا في الدار الآخرة ولا في هذه الدار.
o ومن ذلك ما انتقده العلماء من شعر أبي الطيب المتنبي (ت 354هـ) من قوله:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره
قال ابن كثير: وقد بلغني عن شيخنا العلامة أبي العباس أحمد ابن تيمية رحمه الله أنه كان ينكر على المتنبي هذه المبالغة ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله عز وجل. وأخبرني العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ يقول: ربما قلت هذين البيتين في السجود".
ولعل لدى الإخوة أمثلة أخرى ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:05 م]ـ
وفي كتب الفقه نجد أن الفقهاء حينما يذكرون أسباب الحكم بالردة لا يستثنون كلام الشعراء، وهو أمر معروف بالرجوع إلى حد المرتد من الكتب الفقهية من أهل المذاهب الأربعة أو الظاهرية، إضافة إلى غيرهم.
ومن المتأخرين نجد أن الشوكاني قال في أسباب الردة: أو لفظ كفري وإن لم يعتقد معناه".
وقال سيد سابق في أسباب الردة:
1 - إنكار ما علم من الدين بالضرورة
2 - استباحة محرم
3 - تحريم ما أجمع على حله
4 - سب النبي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به أو بدينه
5 - من أنكر الشفاعة أو الرؤية أو فتنة القبر أو أو الصراط أو الحساب ... فهو زنديق.
ومن الفقهاء المعاصرين الشيخ الفوزان، والذي يقول في الملخص الفقهي في مبحث أسباب أسباب الردة وهي:
1 - الشرك بدعاء غير الله والنذر لهم وطلب الغوث والمدد من الموتى
2 - من سوغ اتباع غير الإسلام
3 - من لم يكفر غير المسلمين
وقال: لا فرق فيها بين الجاد والهازل والمستهزئ إلا المكره.
وأذكر الإخوة ونحن في يوم 12 ربيع الأول بهذا الكلام
أسأل الله أن ينفع به.
ولعل من لديه إضافة أن يشارك بها ....
محبكم عبدالعزيز الدغيثر
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:05 م]ـ
آمل من الإخوة طرح وجهات نظرهم في استدلال الأديب بقوله تعالى:" وأنهم يقولون ما لا يفعلون" على عدم مؤاخذة الأدريب بما يورد في أدبه
سواء أكان قصيدة
أم رواية
أم قصة قصيرة
واستدلال كتاب الرواية بقاعدة: ناقل الكفر ليس بكافر
على عدم مؤاخذتهم بما يرد في رواياتهم من أقوال تخالف الإسلام ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:22 م]ـ
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام
اهدنا لما الختلف فيه من الحق بإنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم(63/472)
متى ألف شيخ الإسلام كتابه: شرح العمدة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:38 م]ـ
أحبتي الكرام ... من المعلومات المستقرة في ذهني منذ زمن أن هذا الكتاب من أوائل مصنفات الشيخ، وعزب عني موضع توثيق هذه المعلومة فهل من مفيد .... ؟
ـ[العارض]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:00 م]ـ
أحسن الله إليكم
إن كان من أوائل مصنفات الشيخ فهل تغيرت أقواله رحمه في مسائل الكتاب ولو ذكرتم ما وفقفتم
عليه كان أتم للمعنى؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:09 م]ـ
1 - قوله في هذا الكتاب بنجاسة الماء القليل إذا وقعت فيه نجاسة ولم تغيره ... مخالف لرأيه المشتهر عنه ...
2 - قوله في حكم تارك الصلاه بتفصيل ... مخالف لما اشتهر عنه ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:18 م]ـ
في مجموع الفتاوى 26/ 98:
أما بعد فقد تكرر السؤال من كثير من المسلمين أن أكتب فى بيان مناسك الحج ما يحتاج إليه غالب الحجاج فى غالب الأوقات فأني كنت قد كتبت منسكا في أوائل عمري فذكرت فيه أدعية كثيرة و قلدت فى الأحكام من اتبعته قبلي من العلماء، و كتبت فى هذا ما تبين لى من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم مختصرا مبينا و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:23 م]ـ
شيخنا: هل تريد القول: أنه يعني شرح العمدة ...
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:27 م]ـ
في شرح العمدة ومواضع من الفتاوى يرى القضاء على تارك الصلاة عمدا, بينما في الاختيارات للبعلي وللبرهان ابن القيم ذكروا أنه يرى عدم القضاء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:17 ص]ـ
شيخنا: هل تريد القول: أنه يعني شرح العمدة ...
هذا الذي يظهر لي، والله أعلم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:22 م]ـ
ومما يدل على ذلك رجوعه عن مسائل كثيرة في شرح العمدة فيما ألفه بعده من كتب.
وكذا نقل أصحابه عنه كابن مفلح وابن القيم ما يخالف ما ذهب إليه في شرح العمدة في العديد من المسائل،بل ونفس الشيخ"بفتح الفاء" في شرح العمدة مخالف لنفسه في كتبه المتأخرة وتقيده بالمذهب ظاهر جدا في غالب الكتاب فهذه كلها قرائن قوية والله أعلم.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:36 ص]ـ
هل يمكن أن يقال أنه في شرح العمدة قد اعتمد فيه المذهب ورجح بين رواياته وكان ينتصر له فحسب؟ ولم يكن في صدد تقرير المسائل كما في فتاواه فكان هنا مقيداً بالمذهب ينتصر له ويؤيده؟.
هل لهذا الرأي وجهة أم لا؟
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:27 ص]ـ
هل يمكن أن يقال أنه في شرح العمدة قد اعتمد فيه المذهب ورجح بين رواياته وكان ينتصر له فحسب؟ ولم يكن في صدد تقرير المسائل كما في فتاواه فكان هنا مقيداً بالمذهب ينتصر له ويؤيده؟.
هل لهذا الرأي وجهة أم لا؟
هو كما قلت أخي المفضال، أما بالنسبة لنفس (بفتح المعجمة) الشيخ فهو هو لمن قارن كلام الشيخ رحمه الله في الفروع بهذا الكتاب أما أن نقارن كلامه في الكتاب بكلامه في العقائد فقد يختلف نوعاً ما والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:35 ص]ـ
إنما يتم لكم هذا الوجه لو لم يكن شيخ الإسلام قد خالف المذهب في شرح العمدة ...
أما وقد خالف المذهب كما هو واضح في عدة مسائل فلا يتم لكم هذا الوجه والله أعلم .......
ـ[مشير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:15 ص]ـ
ليس مراد شيخ الإسلام بكلامه في (منسكه - مجموع الفتاوى 26/ 98) شرح العمدة - كما يرى أخونا السديس - بل مراده أنه ألف منسكا قديما لم يجر فيه على طريقة التحقيق ...
وهذا المنسك القديم نقل منه ابن عبد الهادي في (الصارم المنكي) نصوصا طويلة، وهي لا تطابق ما في شرح العمدة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:03 م]ـ
ليس مراد شيخ الإسلام بكلامه في (منسكه - مجموع الفتاوى 26/ 98) شرح العمدة - كما يرى أخونا السديس - بل مراده أنه ألف منسكا قديما لم يجر فيه على طريقة التحقيق ...
وهذا المنسك القديم نقل منه ابن عبد الهادي في (الصارم المنكي) نصوصا (1) طويلة، وهي لا تطابق ما في شرح العمدة.
أحسنت، و جزاك الله خيرا.
----------------------
(1) رأيتُ منها واحدا.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:29 م]ـ
مما يميز كتاب شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية - مع صرف النظر عن ترجيحاته الفقهية في الكتاب كونه ألفه في بداية الطلب - أنه حرص على تحقيق القول في المذهب، فكما هو معلوم أن الحنابلة لهم أكثر من قول في المسالة وربما اشتهر عندهم قول على أنه المذهب وقول أحمد بخلافه في مسالة أخرى.
أقول حرص ابن تيمية على تدقيق القول في صحة نسبته للمذهب لذا اعتمذ على مجموعة من مسائل الإمام أحمد مما ثبت صحة سندها إليه أي لابن تيمية.
فالكتاب يعد نفيسا في معرفة مذهب الحنابلة وأكثرها صحة في معرفة المذهب وبالله التوفيق.(63/473)
فتوى مهمة للعلامة البراك عن التفريق بين أهل الكتاب والمشركين
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:34 م]ـ
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
هل هناك فرق بين أهل الكتاب والمشركين؟ وهل ينطبق وصف المشركين على أهل الكتاب؟ وما الفرق بين الكفار والمشركين؟ أرجو التوضيح الشافي، وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
فإنه ينبغي أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص، وهذا المعنى كثير في القرآن، ومن ذلك لفظ الكفار والمنافقين وأهل الكتاب، وأعم هذه الألفاظ لفظ الكفار فإنه يشمل المنافقين النفاق الأكبر، ويشمل عمومَ المشركين والكفارَ من أهل الكتاب، واسم المنافقين يختص بمن يُظهر الإسلام ويبطن الكفر، فإذا ذكر المنافقون والكفار كقوله تعالى: (إن الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا) اختص اسم المنافقين بمن يبطن الكفر واسمُ الكافرين بالمعلنين له، وأكثر ما يطلق اسمُ المشركين في القرآن على الكفار من غير أهل الكتاب، كقوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وقد يطلق لفظ المشركين على ما يعم الكفار في مقابل المنافقين، كما قال تعالى: (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) فيدخل في ذلك كفرة أهل الكتاب والمجوس، وقد يخص الله بعض طوائف المشركين باسم يُعرفون به كالمجوس، كما قال سبحانه: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامةإن الله على كل شئ شهيد) فعطف الذين أشركوا على المجوس من عطف العام على الخاص، وأما الطوائف الأربع الأولى في هذه الآية فإن منهم المؤمن ومنهم الكافر كفرا ظاهرا أو باطنا، كما قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) أي من آمن منهم بالله واليوم الآخر، وهكذا أهل الكتاب منهم المؤمن والكافر، كما قال تعالى: (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) إلى قوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) إلى قوله تعالى: (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون) وهذا الانقسام في اليهود والنصارى والصابئين إنما هو باعتبار حالهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، أما بعدما بعث الله خاتم النبيين فكل من لم يؤمن به من اليهود والنصارى وغيرهم فإنه كافر، فإن من مات على ذلك فهو من أهل النار، ولا ينفعه انتسابه لشريعة التوراة والإنجيل، وقد انضاف كفرهم بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم إلى ما ارتكبوه من أنواع الشرك والكفر قبل ذلك، كقول اليهود: (عزير ابن الله) وقول النصارى: (المسيح ابن الله) والشرك في النصارى أظهر منه في اليهود وأكثر، كما قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هوالمسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجن ومأواه النار وماللظالمين من أنصار. لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم) إلى قوله تعالى: (قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هوالسميع العليم)
وقوله سبحانه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون) فتبين مما تقدم أن اليهود والنصارى وسائر المشركين من عبدة الأوثان والمجوس كلهم كفار؛ من مات منهم على كفره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/474)
فهو في النار، وأنهم جميعا مدعوون إلى الإيمان بالقرآن وبالرسول الذي جاء بالقرآن، ومأمورون باتباعه عليه الصلاة والسلام، فإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس من الكتابيين والأميين، كما قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) وقوله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير) وقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولانصراني ثم يموت ولم يؤمن بما أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".رواه مسلم.
ولكن دلت النصوص من الكتاب والسنة على الفرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض الأحكام، فمن ذلك: حل ذبائح أهل الكتاب، وحل نسائهم الحرائر العفيفات: كما تعالى: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن) بخلاف سائر طوائف الكفار من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فلا تحل ذبائحهم ولا نسائهم للمسلمين، وهذا متفق عليه بين العلماء، ومن ذلك أن الجزية لا تؤخذ إلا من اليهود والنصارى و المجوس، على قول أكثر أهل العلم، لقوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوس هجر، فلذلك اتفق العلماء على أخذ الجزية من هذه الطوائف، واختلفوا في أخذها من غيرهم، والراجح أنها تؤخذ من جميع طوائف الكفار، لحديث بريدة في صحيح مسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا-الحديث، فيه-وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا-أي عن الإسلام- فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".الحديث.
فإذا تبين مما تقدم أن الكفر ضد الإسلام، وأن من ليس بمسلم فهو كافر، سواء أكان يهوديا أم نصرانيا أم وثنيا مشركا أم ملحدا = علم بذلك ضلال من يعبر عن الكفر بالرأي الآخر، وعن الكفار بغير المسلمين ويتحاشى وصفهم بالكفر والكافرين مع ما يتضمنه هذا المنحى الفاسد من اعتبار دين الإسلام الذي- هو دين الله- رأيا يقابل برأي، وهذا اللفظ (أي الرأي الآخر) يقتضي أن دين الإسلام منشؤه الفكر والاجتهاد ممن جاء به، -وهو الرسول صلى الله عليه وسلم- أو أخذ به -وهم المؤمنون -، ومعلوم أن من يعتقد ذلك من المنتسبين إلى الإسلام فإنه كافر مرتد عن الإسلام، فسبيله سبيل المرتدين، وحكم المرتد أن يستتاب، فإن تاب و إلا قتل. ولكن من الخطأ الفاحش أن يصدر مثل هذا التعبير ممن يعلم يقينا أنه لا يعتقد مدلول اللفظ، ولكنه يؤثر هذا التعبير مصانعة للكفار وتألفا لهم بزعمه، ومعلوم أن هذا ليس من التألف المشروع، فإن الله نعت كل من خرج عن دين الإسلام بالكفر والشرك، كما تقدم ذكر بعض الشواهد من القرآن على ذلك، ومن هذا قوله تعالى: (قل ياأيها الكافرون) إلى آخر السورة، وقوله تعالى: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير) فيجب على من وقع منه هذا الخطأ أن يستغفر ويتوب كما أمر الله بذلك في قوله سبحانه: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه). نسأل الله أن يلهم الجميع الصواب، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال ذلك
عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:22 م]ـ
هذه الفتوى مهمة في بابها لأنها تعالج قضية عمت بها البلوى وهي تغيير كلمة (الكافر) إلى
(الآخر) أو (غير المسلم)
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:16 ص]ـ
هذا السؤال وجهته أنا لفضيلة الشيخ البراك (إبتسامة)(63/475)
هل تأملت هذه الآية؟؟؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 06:40 م]ـ
(
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبَرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ............ )
قال البيضاوي رحمه الله تعالى عند هذه الآية (تقرير مع توبيخ وتعجيب, والبر التوسع في الخير من البّر وهو الفضاء الواسع يتناول كل خير, ولذلك قيل ثلاثة:
1 - بر في عبادة الله تعالى
2 - وبر في معاملة الأقارب
3 - وبر في معاملة الأجانب
(وتنسون أنفسكم) وتتركونها من البر كالمنسيات وعن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنها نزلت في أحبار المدينة كانوا يأمرون سرا من نصحوه باتباع محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يتبعونه,
وقيل: كامنوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون, (وأنتم تتلون الكتاب) تبكيت كقوله (وأنتم تعلمون) أي تتلون التوراة وفيها الوعيد على العناد وترك البر وخالفة القول العمل, (أفلا تعقلون) قبح صنيعكم فيصدكم عنه, أو أفلا عقل لكم يمنعكم عما تعلمون وخامة عاقبته) 1/ 315
فما بال أقوام عن هذه الآيات معرضون؟؟؟(63/476)
خير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[08 - 04 - 06, 07:18 م]ـ
خير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال تعالى:
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100).
وقال تعالى:
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18).
وقال تعالى:
(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونََ) (الحشر:8 ـ 9).
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (4/ 556):
نص القرآن على تفضيل السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار وهم الذين صلوا القبلتين، في قول سعيد بن المسّيب وطائفة، وفي قول أصحاب الشافعيّ هم الذين شهدوا بيعة الرضوان، وهي بيعة الحُديبية، وقاله الشعبي، وعن محمد بن كعب وعطاء بن يسار: هم أهل بدر، واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين من غير خلاف بينهم، وأما أفضلهم وهي:
فقال أبو منصور البغداديّ التميمي: أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم الستة البافون إلى تمام العشرة، ثم البدريون، ثم أصحاب أُحدُ ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.اهـ
*
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير أمتي القرنُ الذي بُعِثتُّ فيهم. ثُمَّ الذين يلونهم ". والله أعلم أذكر الثالث أم لا. (صحيح مسلم 2534).
*وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سألَ رجُلٌ النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الناسِ خَيْرٌ؟ قال:" القرنُ الذي أنا فيه. ثم الثاني. ثم الثالث". (صحيح مسلم 2532).
* وأخرج مسلم في صحيحه ـ كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ـ بابُ تحريم سبِّ الصحابة رضي الله عنهم.
(2540) ـ حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء (قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا) أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه ".
* ومن فضائل أهل بدر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه:
" وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
وفي لفظ:
" وما يدريك، لعل الله اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد أوجبت لكم الجنة".
(صحيح البخاري).
**
وأخرج مسلم في صحيحه ـ كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ـ بابُ من فضائلِ أصحابِ الشجرة أهلِ بيعةِ الرضوانِ رضي الله عنهم.
2496 ـ حدثني هارون بن عبد الله. حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: أخبرتني أم مبشرٍ؛ أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عند حفصة: " لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحدٌ. الذين بايعوا تحتها " قالت: بلى. يا رسول الله! فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكم إلا واردها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله عز وجل: (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا).
وعن زر يعني ابن حبيش، عن أبي جحيفة، قال: سمعت عليا، يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/477)
" ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر " ثم قال: " ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر، عمر ". (أحمد في المسند)
وعن عبد خير الهمداني، قال: سمعت علي بن أبي طالب، يقول على هذا المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: فذكر أبا بكر ثم قال: ألا أخبركم بالثاني؟ قال: فذكر عمر ثم قال: إن شئت أنبأتكم بالثالث، ثم سكت قال: فظننا أنه يعني نفسه، قال حبيب: فقلت لعبد خير: أنت سمعت هذا من علي؟ قال: نعم ورب الكعبة، وإلا فَصُمَّتا ". (أحمد في المسند).
قال النووي في شرح صحيح مسلم (15/ 498):
قال الإمام أبو عبد الله المازري: اختلف الناس في تفضيل الصحابة على بعض، فقالت طائفة: لا نفاضل، بل نمسك عن ذلك، وقال الجمهور بالتفضيل، ثم اختلفوا، فقال أهل السنة: أفضلهم أبو بكر الصديق؛ وقال الخطابية: أفضلهم عمر بن الخطاب، وقالت الرواندية: أفضلهم العباس، وقالت الشيعة: عليّ. واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر، ثم عمر. قال جمهورهم: ثم عثمان، ثم عليّ. وقال بعض أهل السنة من أهل الكوفة بتقديم عليّ على عثمان، والصحيح المشهور تقديم عثمان.
*وقال ابن تيمية في الفتاوى (4/ 421):
الحمد لله رب العالمين، أما تفضيل أبى بكر،ثم عمر علَى عثمان وعليّ، فهذا متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالامامة فى العلم والدين، من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وهو مذهب مالك وأهل المدينة، والليث بن سعد وأهل مصر، والأوزاعي وأهل الشام، وسفيان الثورى،وأبى حنيفة، وحماد ابن زيد،وحماد بن سلمة،وأمثالهم من أهل العراق.
وهو مذهب الشافعى وأحمد، وإسحاق، وأبى عبيد،وغير هؤلاء من أئمة الاسلام الذين لهم لسان صدق فى الامة.
وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك فقال: ما أدركت أحداً ممن أقتدى به يشك في تقديم أبى بكر وعمر.
وهذا مستفيض عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب. وفى صحيح البخارى عن محمد بن الحنفية؛ أنه قال لأبيه عليّ بن أبى طالب: يا أبت مَنْ خَيْرُ الناس بعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بنى، أو ما تعرف؟ قلت: لا. قال: أبو بكر. قلت: ثم مَنْ؟ قال: عُمَر.
ويروى هذا عن على بن أبى طالب من نحو ثمانين وجها.اهـ
فالسابقون الأولون من المها جرين والأنصار رضوان الله عليهم أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، وأفضلهم العشرة، وأهل بدر، وبيعة العقبة، ومن بايع تحت الشجرة.
وأفضل هؤلاء جميعاً الخلفاء الراشدون الأربعة (أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعليّ) رضي الله عنهم، لما لهم من الفضائل التي فاقوا بها غيرهم.
وبعون الله تعالى سأذكر بعضاً من فضائلهم.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:12 م]ـ
جزاك الله خيرا و وفقك
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[25 - 11 - 06, 10:34 م]ـ
أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
هو عبد الله ـ ويقال عتيق ـ بن أبى قحافة، واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي القرشي التميمي رضى الله عنه.
وأمه: أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
* أول من أسلم من الرجال وصاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هجرته من مكة إلى المدينة وكان مؤنسه في الغار إلى أن خرج معه مهاجِرَين ().
*وأسلم على يد أبي بكر: الزبير، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن، بن عوف.
*وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: أسلم أبو بكر وله أربعين ألفا أنفقها كلها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل الله.
*وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما نفعني مال مانفعنى مال أبى بكر " ().
*واعتق أبو بكر نفرا كانوا يعذبون في الله، منهم بلال، وعامر بن فهيرة.
*أخرج البخارى في الصحيح () من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/478)
* وأخرج البخارى () عن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال أبوها قلت: ثم من. قال: ثم عمر بن الخطاب. فعد رجالاً ".
*قال ابن عبد البر في الإستيعاب ():
واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من بعده بما أظهر من الدلائل البينة على محبته في ذلك وبالتعريض الذي يقوم مقام التصريح ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فيه بشيء وكان لا يصنع شيئاً في دين الله إلا بوحي والخلافة ركن من أركان الدين.
ومن الدلائل الواضحة على ما قلنا ما حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي وأخبرنا أحمد بن عبد الله حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر. وحدثنا الطحاوي حدثنا المزني حدثنا الشافعي قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك تعني الموت. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لم تجديني فأتي أبا بكر ".
قال الشافعي: في هذا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر.
*
حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعى بن حراش عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكرٍ وعمر واهتدوا بهدي عمارٍ وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ".
حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي العوام قال: حدثني أبي أحمد بن يزيد بن أبي العوام قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن خالد عن زر عن عبد الله بن مسعود قال:
كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب: أنشدتكم الله. هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامٍ أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله.
وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود:
اجعلوا إمامكم خيركم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامنا خيرنا بعده.
وكان عليّ رضي الله عنه يقول: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثنّى أبو بكر، وثلث عمر، ثم حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء.
وقال عبد خير: سمعت علياً يقول: رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع بين اللوحين.
*محنة الردة:
وكان لأبي بكر رضي الله عنه موقف عظيم من المرتدين ومانعي الزكاة، وتتمثل هذه العظمة في عدم مهادنته رضي الله عنه للمرتدين ومانعي الزكاة في ظل الظرف العصيب الذي أحاط بالأمة بُعَيد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتربص الأعداء ـ في الداخل والخارج ـ من المنافقين، ومن الفرس والروم بالدولة الإسلامية الفتية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله "، فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق. (صحيح البخاري ـ كتاب الزكاة)
*أخرج أحمد في المسند (=/ =) بسند صحيح، من طريق أبى إسحاق عن عبد خير عن عليّ:
ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ "أبو بكر والثاني عمر ولو شئت سميت الثالث".
قال أبو إسحاق: فتهجاها عبد خير لكيلا تمترون فيها قال على ّ.
*وفاته رضى الله عنه:
*قال ابن إسحاق: توفى أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة اشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال غيره وعشرة أيام وقال غيره أيضا وعشرين يوما. وكان ذلك في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. (=)
ـــــــــــــــــ
الاستيعاب: ت: ==)، سير الخلفاء:=
أخرجه الترمذى فى السنن (==)، وابن ماجة فى السنن (=)،
واحمد فى المسند (=ـ/ =) وغيرهم () الاستيعاب: ت=
ـــــــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى ==
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/479)
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك و نفع بعلمك
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:26 ص]ـ
المقدادي
بارك الله فيك و نفع بعلمك
وفيكم بارك ونفع الله بكم وبعلمكم أخي الكريم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:58 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
الفاروق عُمَر بن الخطَّاب
أمير المؤمنين رضي الله عنه، ابن نفيل بن عبد العُزَّى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، أبو حفص.
أمُّه: حَنْتَمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
قال ابن عبد البر:
وقالت طائفة في أمِّ عمر: حَنْتَمة بنت هشام بن المغيرة. ومَنْ قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحارث بن هشام بن المغيرة، وليس كذلك؛ وإنما هي ابنة عمهما؛ فإن هاشم بن المغيرة وهشام بن المغيرة أخَوَانِ؛ فهاشم والد حَنْتَمة أمّ عمر، وهشام والد الحارث وأبي جهل، وهاشم بن المغيرة هذا جَدُّ عُمَر لأمّه، كان يقال له ذو الرُّمحَيْن.
وُلِدَ عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.
وروَى أُسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت عمر يقول: ولدت بعد الفِجَار الأعظم بأربع سنين.
قال الزّبير: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشراف قريش، وإليه كانت السّفارة في الجاهلية، وذلك أن قريشاً كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيراً. وإنْ نافرهم منافِرٌ، أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافراً ومفاخراً.
وروى ابن معين عن أبي إدريس عن حصين عن هلال بن يساف. قال: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة.
قال أبو عمر ابن عبد البر: فكان إسلامه عزاً ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر؛ فهو من المهاجرين الأولين، وشهد بدراً وبيعة الرضوان، وكلَّ مشهدٍ شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ، وولي الخلافة بعد أبي بكر، بُويع له بها يوم مات أبو بكر رضي الله عنه باستخلافه له سنة ثلاث عشرة، فسار بأَحْسَنِ سيرة، وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجلٍ من الناس.
وفتح الله له الفتوح بالشام، والعراق، ومصر، وهو دَوََّنَ الدّواوين في العطاء، ورتَّب النّاس فيه على سوابقهم، كان لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي نّور شهر الصّوم بصلاةِ الإشفاع فيه، وأرَّخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم، وهو أول مَنْ سُمِّى بأمير المؤمنين.
وهو أول مَنْ اتخذ الدِّرَّة، وكان نقش خاتمه " كفى بالموت واعظاً يا عمر " وكان آدم شديد الأدمة، طوالاً، كَثَّ اللّحية، أصلع أعسر يَسر.
وقد ذكر الواقدي من حديث عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي بني مظعون وكان أبيض لا يتزوج لشهوة إلا لطلب الولد وعاصم بن عبيد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الواقدي.
وزعم الواقدي أن سمرة عمر وأدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرمادة.
وهذا منكر من القول.
وأصح ما في هذا الباب والله أعلم حديث سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: رأيت عمر شديد الأدمة.
قال أنس: كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم، وكان عمر يخضب بالحناء بحتاً.
قال أبو عمر: إنهما كانا يخضبان.
قال شعبة، عن سماك،عن هلال بن عبد الله: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً آدم ضخماً كأنه من رجال سدوس في رجليه رَوَح.
ومن حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول: " اللهم أخرج ما في صدره من غل وأبدله إيماناً " يقولها ثلاثاً.
ومن حديث ابن عمر أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ".
ونزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر، وفي مقام إبراهيم.
وروي من حديث عقبة بن عامر وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو كان بعدي نبي لكان عمر ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/480)
*عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد كان في الأمم قبلكم مُحَدّثُون، فإن يكن في هذه الأمة أحدٌ فعمر بن الخطاب ".
* عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبنٍ فشربت حتى رأيت الرِّي يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر ".
قالوا: فما أوّلْتَ يا رسول الله ذلك قال: " العلم ".
وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابرـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة فرأيت فيها داراً ـ أو قال قصراً ـ وسمعت فيه ضَوْضَأَةً فقلتُ: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش. فظننت أني أنا هو، فقلت: من هو؟ فقيل: عمر بن الخطاب. فلولا غيرتك يا أبا حفصٍ لَدَخلتهُ ". فبكى عمر وقال: أعليك يغار؟ أو قال: أغار يا رسول الله!.
** عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم والناس يعرضون علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ إلى الثدي ومنها دون ذلك وعرض علي عمر ابن الخطاب وعليه قميص يجره ".
قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: " الدين ".
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
وقال حذيفة: كان علم الناس كلهم قد درس في علم عمر.
وقال ابن مسعود: لو وضع علم أحياء العرب في كفة ميزان ووضع علم عمر في كفة لرجح علم عمر.
ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم ولمجلس كنت أجلسه مع عمر أوثق في نفسي من عمل سنة.
وذكر سيف بن عمر عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم النخعي، قال: أول من ولى شيئاً من أمور المسلمين عمر بن الخطاب ولاه أبو بكر القضاء فكان أول قاض في الإسلام وقال: اقض بين الناس فإني في شغل وأمر ابن مسعود بعس المدينة.
* سبب تسميته أمير المؤمنين:
عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة لأي شيء كان أبو بكر رضي الله عنه يكتب: من خليفة رسول الله وكان عمر يكتب: من خليفة أبي بكر؟ ومن أول من كتب عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات الأُول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عامل العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين أسألهما عن العراق وأهله.
فبعث إليه عامل العراق لبيد بن ربيعة العامري وعدي بن حاتم الطائي فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص فقالا له: استأذن لنا على أمير المؤمنين يا عمرو؛ فقال عمرو: أنتما والله أصبتما باسمه نحن المؤمنون وهو أميرنا.
فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين.
فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن.
قال: إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد وقالا لي: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين فهما والله أصابا اسمك أنت الأمير ونحن المؤمنون.
قال: فجرى الكتاب من يومئذ. (ابن عبد البر في الإستيعاب)
قال أبو عمر: وكانت الشفاء جدة أبي بكر وروينا من وجوه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرمي الجمرة فأتاه جمر فوقع على صلعته فأدماه وثمة رجل من بني لهب فقال: أشعر أمير المؤمنين لا يحج بعدها.
قال: ثم جاء إلى الجمرة الثانية فصاح رجل: يا خليفة رسول الله.
فقال: لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هذا.
فقتل عمر بعد رجوعه من الحج.
قال محمد بن حبيب: لهب مكسورة اللام: قبيلة من قبائل الأزد تعرف فيها العيافة والزجر.
قال أبو عمر: قتل عمر رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة طعنه أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة لثلاث بقين من ذي الحجة هكذا قال الواقدي.
وقال أبو نعيم: قتل عمر بن الخطاب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين ونصفاً.
ــــــــــــــ
المصدر:الإستيعاب لابن عبد البر
= يتبع بإذن الله تعالى ===
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[02 - 12 - 06, 07:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
والتفضيل من المسائل الفروعية التي يسع فيها الاجتهاد .. ولا يوجد فيها نصٌ صريح ولا يصح فيها إجماع ..
والإجماع هو في ترتيبهم في الخلافة لا الفضل .. مع أن تقديم الشيخين في الأفضلية هو الراجح القوي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/481)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 12 - 06, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
والتفضيل من المسائل الفروعية التي يسع فيها الاجتهاد .. ولا يوجد فيها نصٌ صريح ولا يصح فيها إجماع ..
والإجماع هو في ترتيبهم في الخلافة لا الفضل .. مع أن تقديم الشيخين في الأفضلية هو الراجح القوي ..
كون مسألة التفضيل من مسائل الفروع فيه نظر
فإن ابن أبي عاصم أورد آثار التفضيل في كتاب السنة وعقد باباً خاصاً في تفضيل علي للشيخين على نفسه وهو كتاب في مسائل العقيدة
وقال الطحاوي في عقيدته ((ونثبت الخلافة بعد رسو ل الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهو الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون))
وقال ابن قدامة في اللمعة ((وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره. وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث.
وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر))
ونقل الذهبي عن الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا جرير سألت يحيى بن سعيد فقلت: أرأيت من أدركت من الأئمة؟ ما كان قولهم في أبي بكر وعمر وعلي فقال سبحان الله ما رأيت أحداً يشك في تفضيل أبي بكر وعمر على علي إنما كان الاختلاف في علي وعثمان
ووصف اهل السنة لمن يفضل علي على الشيخين بالتشيع معروفٌ مشهور
والأحاديث في التفضيل واضحة ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة))
((لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً))
وحديث من أحب الناس إليك
وخبر ((وليت عليهم خيرهم)) في الطبقات لابن سعد ولا أدري عن صحته
وخبر ابن عمر في التفضيل
فمن يترك هذه الأدلة الواضحة ويتشبث بالمتشابه فهذه عادة أهل الأهواء
ولنا عودة إن شاء الله
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[06 - 12 - 06, 05:04 ص]ـ
الحمد لله
الأخ الفاضل الخليفي ... بارك الله فيكم ونفع بكم
جلاء الأفهام
جزاك الله خيراً ..
والتفضيل من المسائل الفروعية التي يسع فيها الاجتهاد .. ولا يوجد فيها نصٌ صريح ولا يصح فيها إجماع
جزاكم الله خيراً ... ويبدو أنك لم تقرأ المشاركة الأولى جيداً ففيها:
وقال ابن تيمية في الفتاوى (4/ 421):
الحمد لله رب العالمين، أما تفضيل أبى بكر،ثم عمر علَى عثمان وعليّ، فهذا متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالامامة فى العلم والدين، من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وهو مذهب مالك وأهل المدينة، والليث بن سعد وأهل مصر، والأوزاعي وأهل الشام، وسفيان الثورى،وأبى حنيفة، وحماد ابن زيد،وحماد بن سلمة،وأمثالهم من أهل العراق.
وهو مذهب الشافعى وأحمد، وإسحاق، وأبى عبيد،وغير هؤلاء من أئمة الاسلام الذين لهم لسان صدق فى الامة.
وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك فقال: ما أدركت أحداً ممن أقتدى به يشك في تقديم أبى بكر وعمر. اهـ
والخلاف في تقديم عليّ على عثمان، فمن قدم عليّا على عثمان وذكر فضل عثمان فهو صاحب سنة.
ورضي الله عن الصحب والآل ومن تبعهم بإحسان.
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[11 - 12 - 06, 07:46 ص]ـ
أخي الكريم صلاح الشريف
لا يصح في المسألة إجماع .. وكل إجماع حُكي فيها فهو منقوض.
وقد ذكر الإمام ابن عبد البر الذي هو من أعلم الناس بالصحابة , وغيره أيضاً .. عدداً من الصحابة كعمار والمقداد وأبي سعيد الخدري وحسان كانوا يفضلون علياً على الشيخين رضي الله عنهم أجمعين ..
أيضاً فالقول بتفضيله على الشيخين في آخر حياته لكثرة فضائله هو مذهب جماعة من علماء الأحناف .. وهو مذهب كثير من سادة أهل البيت من التابعين ومن بعدهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/482)
وكما مرّ المسألة من الفروع ولا يجوز فيها الامتحان .. والاجتهاد فيها منظور .. وقد قيل أن نهي علي تفضيله على الشيخين هو كنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تفضيله على يونس ابن متى ..
أما وصف أهل السنة لمن قدمه بالتشيع .. فهو من باب الاصطلاح لا الذم .. وما كل تشيع مذموم .. وقد وصف به جماعة من أئمة التابعين وتابعيهم ..
والصواب المقرر بالأدلة هو تفضيل الشيخين على الإمام علي .. وعليه الجمهور
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 03:34 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
ومن فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن عبد الله بن مسعود قال: كان إسلام عمر رضي الله عنه عزا، وكانت هجرته نصرا، وكانت خلافته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي ظاهرين حتى أسلم عمر، وإني لأحسب أن الشيطان يفرق من حس عمر، وإني لأحسب أن بين عيني عمر رضي الله عنه ملكا يسدده، فإذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر.
عن ابن عباس قال: «أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا وامرأة، ثم إن عمر رضي الله عنه أسلم؛ فصاروا أربعين؛ فنزل جبريل عليه السلام فقال: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين» (الأنفال: 64). (الشريعة للآجري)
وقال رجل لعمر: يا خير الناس - أو ما رأيت أميراً خيراً منك - فقال: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال: فهل رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: لو أخبرتني أنك رأيت واحداً منهما لأوجعتك!.
وقال نفر لعمر: ما رأينا رجلاً أقضى بالقسط ولا أقول بالحق، ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عوف بن مالك: كذبتم لقد رأيت خيراً منه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل إليه عمر، فقال: من هو يا عوف؟ فقال: أبو بكر، فقال عمر: صدق عوف وكذبتم، لقد كان أبو بكر أطيب من المسك، وإني لمثل بعير أهلي.
رحم الله أمير المؤمنين عمر ورزقنا الله اتباعه في الدنيا والآخرة.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 03:52 ص]ـ
الحمد لله
ومن فضائل الشيخين الصِّدِّيق والفاروق رضي الله عنهما
سُئِلَ علي عن أبي بكر وعمر، فقال:
كانا إمامَي هدىً، راشدَين مرشدين مفلحين منجحين خرجا من الدنيا خميصين.
وقال: إن الله عز وجل جعل أبا بكرٍ وعمر حجةً على من بعدهم من الولاة إلى يوم القيامة، سبقا والله سبقاً بعيداً، وأتعبا من بعدهم إتعاباً شديداً، فذكرهما حرب للأمة، وطعن على الأئمة.
وقال: لا أجد أحداً يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري.
عن مسروق قال: حب أبي بكر وعمر، ومعرفة فضلهما من السنة.
وقد روي هذا القول عن عبد الله بن مسعود.
عن أنس قال: رحم الله أبا بكر وعمر أمرهما سُنة.
وقال الحسن: قدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا الذي يؤخرهما.
وقال الأعمش: ما كنت أرى أني أعيش في زمانٍ أسمعهم يفضلون فيه على أبي بكر وعمر.
عن طلحة اليامي قال: كان يقال: الشاك في أبي بكر وعمر كالشاك في السنة.
وقال أبو أسامة: أتدرون من أبو بكر وعمر؟ هما أبوا الإسلام وأمه.
فذكر ذلك لأبي أيوب الشاذكوني، فقال: صدق.
عن مالك بن أنس قال: قال أمير المؤمنين هارون لي: يا مالك، صف لي مكان أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:
يا أمير المؤمنين قُرْبهما منه في حياته كَقُرْب قبرهما من قبره، فقال: شفيتني يا مالك، شفيتني يا مالك!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:55 م]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمير المؤمنين ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أمير المؤمنين، القرشي الأموي، يكنى أبو عمرو وأبو عبد الله.
أمه: أورى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* ولد فى السنة السادسة بعد الفيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/483)
*وهو أحد السابقين الأولين، وصاحب الهجرتين، هاجر إلى أرض الحبشة فاراً بدينة مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة.
*وعثمان ـ رضي الله عنه ـ يلقب بذي النورين لأنه تزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رقية التي توفيت بعد بدر بليال في سنة 2هـ، وكذلك تخلف عن بدر عثمان لتمريض زوجته بإذن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضرب له بسهمه وأجره، فهو معدود في البدريين لذلك، وبعد وفاة رقية زوجه النبي بإبنته الأخرى أم كلثوم.
*وعن الحسن قال: إنما سمي عثمان " ذا النورين " لأنا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره.
*وقيل للمهلب بن أبى صفرة: لم قيل لعثمان ذا النورين قال لأنه لم يعلم أن أحد أرسل ستره على ابنتي نبي غيره.
* وأخرج أحمد ( ... )، والترمذي ( ... ) بسند صححه الألباني والحاكم وصححه ( .... ) من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألف دينار حين جهز النبي جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقلبها بيده يقول: " ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم " يرددها مررا. واللفظ لأحمد
* وأخرج الترمذي ( ... ) بسند صححه الألباني من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صعد أحداً وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ".
*واشترى عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بئر رومة، وكانت ليهودي يبيع المسلمين ماءها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" من يشتري بئر رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب فى الجنة ".
* وعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، فقد أخرج أحمد في المسند (1/ 187) وأبو داود في السنن (4650) وصححه الألباني، وابن أبي شيبة فى المصنف (31937) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعلي فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وطلحة فى الجنة، والزبير فى الجنة، وعبد الرحمن فى الجنة، وسعد بن مالك فى الجنة، وسعيد بن زيد فى الجنة ".
... عثمان ـ رضي الله عنه ـ والمحنة:
*أخرج مسلم في الصحيح (2401)، قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة ".
فقد كان عثمان رضي الله عنه حيياً، كريماً، واصلاً لرحمه، وهذه صفات أهل الإيمان، فإذا أضيفت إلى هذه الصفات، صفات التسامح والرفق وإيثار جانب الهوادة، كانت هذه صفات الأبرار الأخيار.
ولقد استغل بعض أصحاب الهوى والقلوب المريضة و الضمائر التي غاب عنها وعيها، هذه الصفات الحميدة، فذهبوا يطمعون في كرم عثمان، وفي حيائه، وفي تسامحه وعفوه، يفعلون أموراً، ويفتعلون أقوالاً على لسان أمير المؤمنين، كان ينكرها ولا يقرها رضوان الله عليه، وتداعت الفتن حوله، وحاصره الذين ثاروا عليه، حتى انتهى الأمر بمقتله شهيداً، وهو صائم، يتلوا كتاب الله تعالى، وصدق فيه قول رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، لأبي موسى الأشعري، عندما استأذن عثمان في الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم:
" افتح له، وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه ".
**أخرج أحمد في المسند (1/ 75 رقم 563):
حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن عثمان رضي الله عنه قال له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
" إن الله قد بعث محمدا عليه الصلاة والسلام بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بَعث به محمدا عليه الصلاة والسلام، ثم هاجرتُ الهجرتين، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتى توفاه الله عز وجل. (واسناده صحيح)
وفاته رضي الله عنه:
قال المعتمرعن أبيه، عن أبى عثمان النهدي: قُتِلَ عثمان رضي الله عنه في وسط أيام التشريق.
وقال ابن إسحاق: قُتِلَ رضي الله عنه على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
رحم الله أمير المؤمنين عثمان ورضي عنه وحشرنا معه في زمرة النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:05 ص]ـ
قال أحمد الإمام في مسنده:
حدثنا يزيد أنبأنا هشام عن محمد عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة فقربها فمر رجل متقنع فقال هذا يومئذ على الهدى قال فاتبعته حتى أخذت بضبعيه فحولت وجهه إليه وكشفت عن رأسه وقلت هذا يا رسول الله قال نعم فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
رحم الله عثمان أمير المؤمنين ذا النورين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/484)
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 05:11 م]ـ
قال أحمد الإمام في مسنده:
حدثنا يزيد أنبأنا هشام عن محمد عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة فقربها فمر رجل متقنع فقال هذا يومئذ على الهدى قال فاتبعته حتى أخذت بضبعيه فحولت وجهه إليه وكشفت عن رأسه وقلت هذا يا رسول الله قال نعم فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
هذا السند مرسل بارك الله فيك.
فمحمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة.
قال ابن أبي حاتم كما في (المراسيل ج 1 / ص 187):
سمعت أبي يقول ابن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:15 م]ـ
لا يصح في المسألة إجماع .. وكل إجماع حُكي فيها فهو منقوض.
وقد ذكر الإمام ابن عبد البر الذي هو من أعلم الناس بالصحابة , وغيره أيضاً .. عدداً من الصحابة كعمار والمقداد وأبي سعيد الخدري وحسان كانوا يفضلون علياً على الشيخين رضي الله عنهم أجمعين ..
هذا كلام أهل البدع والضلال. ومن أراد أن ينقض الإجماع المشهور فعليه بالبرهان الصحيح الصريح، وإلا فقوله مردود.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:09 ص]ـ
هذا السند مرسل بارك الله فيك.
فمحمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة.
قال ابن أبي حاتم كما في (المراسيل ج 1 / ص 187):
سمعت أبي يقول ابن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل
زادك الله علما وفقها
للحديث طرق أخر، ولكني لما رأيت أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين آثرتها لجلالتها.
ففي الباب عن عبدالله بن عمر و عبدالله بن حوالة وكعب بن مرة رضي الله عنهم
وبارك الله فيك.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:44 ص]ـ
أخي الكريم صلاح الشريف
لا يصح في المسألة إجماع .. وكل إجماع حُكي فيها فهو منقوض.
وقد ذكر الإمام ابن عبد البر الذي هو من أعلم الناس بالصحابة , وغيره أيضاً .. عدداً من الصحابة كعمار والمقداد وأبي سعيد الخدري وحسان كانوا يفضلون علياً على الشيخين رضي الله عنهم أجمعين ..
أيضاً فالقول بتفضيله على الشيخين في آخر حياته لكثرة فضائله هو مذهب جماعة من علماء الأحناف .. وهو مذهب كثير من سادة أهل البيت من التابعين ومن بعدهم ..
وكما مرّ المسألة من الفروع ولا يجوز فيها الامتحان .. والاجتهاد فيها منظور .. وقد قيل أن نهي علي تفضيله على الشيخين هو كنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تفضيله على يونس ابن متى ..
أما وصف أهل السنة لمن قدمه بالتشيع .. فهو من باب الاصطلاح لا الذم .. وما كل تشيع مذموم .. وقد وصف به جماعة من أئمة التابعين وتابعيهم ..
والصواب المقرر بالأدلة هو تفضيل الشيخين على الإمام علي .. وعليه الجمهور
الحمد لله معز الإسلام بنصره
المنقول عن بعض الصحابة في تفضيل علي على الجميع
يحتاج إلى إثبات من ناحية السند
فإن الروايات إذا كانت ضعيفة _ وهذا هو الواقع _
فهي منكرةٌ أيضاً
ولا يخفى عليك حديث ابن عمر في التفضيل
ونقل ابن عبد البر لهذه الروايات لا يعني أنه يصححها
بل حتى لو صححها لما كان حجةً على أحد حتى نقف على الإسناد
فقد يكون في السند علة خفيت على ابن عبد البر
أو أن في السند رواياً يوثقه ابن عبد البر والجمهور يضعفه
وهنا يطيب لي أن أنقل كلاماً رائقاً للشيخ العباد في هذه المسألة
قال الشيخ العباد في الإنتصار للصحابة الأخيار ((
: وأمَّا تحفُّظه على ما جاء في الأثر من تفضيل الشيخين على عليٍّ رضي الله عن الجميع، فهو مخالِف لِما عليه سلفُ هذه الأمَّة، ودلَّت عليه الأحاديثُ الصحيحةُ والآثار عن بعض الصحابة وغيرِهم، ومنهم علي رضي الله عنه، وأذكر فيما يلي بعضَ الأدلَّة الدَّالَّة على ذلك مِمَّا وقفتُ عليه من الأحاديث المرفوعة والآثار عن الصحابة، وحكاية الإجماع عن عدد من العلماء:
أوَّلاً: الأحاديث المرفوعة:
1 ـ ما رواه مسلم في صحيحه (532) عن جندب بن عبد الله البَجلي رضي الله عنه أنَّه قال: سمعتُ النَّبِيَّ r قبل أن يَموت بخمس وهو يقول:
((إنِّي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإنَّ الله تعالى قد اتَّخذني خليلاً كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنتُ متَّخذاً مِن أمَّتِي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً)) الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/485)
فقد أخبر النَّبِيُّ r عن أمرٍ لا يكون أن لو كان كيف يكون، وهو دالٌّ على تفضيل أبي بكر رضي الله عنه على الصحابة جميعاً.
2 ـ ما رواه البخاري (3662) ومسلم (2384) في صحيحيهما عن عَمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أنَّ النَّبِيَّ r بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيتُه، فقلت: أي الناس أحبُّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرِّجال؟ قال: أبوها، قلتُ: ثمَّ مَن؟ قال: عمر بن الخطَّاب، فعدَّ رجالاً)).
3 ـ روى الترمذي في جامعه (3890) قال: حدَّثنا أحمد بن عَبْدة الضبِّي، حدَّثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس قال: ((قيل: يا رسول الله! مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل: مِن الرِّجال؟ قال: أبوها))، وهو حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين إلاَّ أحمد بن عبدة الضبِّي فهو من رجال مسلم.
ثانياً: الآثار الموقوفة على الصحابة، ومنهم علي رضي الله عنه:
1 ـ روى البخاري في صحيحه (3671) بإسناده عن محمد بن الحنفية ـ وهو محمد بن علي بن أبي طالب ـ قال: ((قلتُ لأبي: أيُّ الناس خير بعد رسول الله r؟ قال: أبو بكر، قلتُ: ثمَّ مَن؟ قال: ثمَّ عمر، وخشيتُ أن يقول: عثمان، قلت: ثمَّ أنت؟ قال: ما أنا إلاَّ رجلٌ من المسلمين)).
2 ـ روى الإمام أحمد في مسنده (835 ـ تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد) قال: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا منصور بن
عبد الرحمن يعنِي الغُداني الأشل، عن الشعبي، حدَّثني أبو جُحيفة الذي كان عليٌّ يُسمِّيه: وهْب الخير، قال: قال لي عليٌّ: ((يا أبا جُحيفة! ألا أُخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيِّها؟ قال: قلت: بلى، قال: ولم أكن أرى أنَّ أحداً أفضل منه، قال: أفضلُ هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، وبعدهما آخر ثالث، ولم يُسمِّه))، وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين إلاَّ منصور بن عبد الرحمن فهو من رجال مسلم، وأثر علي هذا عن أبي جُحيفة جاء في مسند الإمام أحمد وزوائده لابنه عبد الله من طرق صحيحة أو حسنة، وأرقامها من (833) إلى (837) و (871).
3 ـ روى الإمام أحمد في فضائل الصحابة (484): قَثَنَا الهيثم بن خارجة والحكم بن موسى قالا: نا شهاب بن خراش، قال: حدَّثني الحجاج ابن دينار، عن أبي مَعشر، عن إبراهيم النخعي، قال: ((ضرب علقمة بنُ قيس هذا المنبر، فقال: خطبنا عليٌّ على هذا المنبر، فحمِد الله وذكره ما شاء الله أن يذكرَه، ثمَّ قال: ألا إنَّه بلغنِي أنَّ أناساً يفضِّلونِي على أبي بكر وعمر، ولو كنتُ تقدَّمت في ذلك لعاقبتُ، ولكنِّي أكرَه العقوبةَ قبل التقدُّم، فمَن قال شيئاً من ذلك فهو مفْتَرٍ، عليه ما على المفتري، إنَّ خيرَ الناس بعد رسول الله r أبو بكر ثمَّ عمر ... )).
وهذا إسنادٌ حسن، وأبو مَعشر هو زياد بن كُليب، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (993)، وقال الألباني: ((إسناده حسن)).
في زوائد فضائل الصحابة (49) عن عبد الله بن أحمد بإسنادٍ فيه ضعف إلى الحَكَم بن جَحْل قال: سمعتُ عليًّا يقول: ((لا يفضلني أحدٌ على أبي بكر وعمر إلاَّ جلدته حدَّ المفتري)).
وهو أيضاً كذلك في السنة لابن أبي عاصم (1219)، وهو قريبٌ في المعنى من الذي قبله عن علقمة.
وقد أشار إبراهيم النَّخعي إلى هذه العقوبة من عليٍّ لِمَن يفضِّله على الشيخين بقوله لرجلٍ قال له: ((عليٌّ أحبُّ إليَّ من أبي بكرٍ وعمر، فقال له إبراهيم: أما إنَّ علياًّ لو سَمع كلامَك لأَوْجَع ظَهْرَك، إذا تجالسوننا بهذا فلا تجالسونا)) رواه عنه ابن سعد في الطبقات (6/ 275) بإسناده إليه عن أحمد بن يونس عن أبي الأحوص ومُفضَّل بن مُهَلْهَل عن مغيرة عنه، ورجالُه ثقاتٌ محتجٌّ بهم، وهم من رجال الصحيحين، إلاَّ المفضل بن مهلهل فهو من رجال مسلم، وفيه عنعنة المغيرة عن إبراهيم، وهو مدلِّس.
4 ـ روى ابن ماجه في سننه (106) قال: حدَّثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلِمة قال: سمعتُ علياًّ يقول: ((خيرُ الناس بعد رسول الله r أبو بكر، وخير الناس بعد أبي بكر عمر)).
ورجاله محتجٌّ بهم، ثلاثة منهم من رجال البخاري ومسلم، وصححه الألباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/486)
5 ـ روى البخاري في صحيحه (3655) بإسناده إلى عبد الله بن عمر أنَّه قال: ((كنَّا نُخيِّر بين الناس في زمن النَّبِيِّ r، فنخيِّر أبا بكر، ثمَّ عمر، ثمَّ عثمان بن عفّان، رضي الله عنهم)).
ثالثاً: حكايةُ الإجماع:
قد جاء حكايةُ الإجماع أو ما يدلُّ عليه في تفضيل أبي بكر وعمر على غيرِهما من الصحابة عن جماعةٍ من العلماء، منهم:
1 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري (144هـ) ذكره اللاّلكائي في شرح أصول الاعتقاد (2608 و2609).
2 ـ سفيان بن سعيد الثوري (161هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه أصول السنة (194).
3 ـ شريك بن عبد الله النخعي الكوفي (177هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (194).
4 ـ عبد الله بن المبارك (181هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (197).
5 ـ محمد بن إدريس الشافعي (204هـ)، ذكره البيهقي في الاعتقاد (ص:192).
6 ـ يوسف بن عدي (232هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (196).
7 و8 ـ أبوزرعة (264هـ) وأبو حاتم (277هـ) الرازيان، ذكره عنهما اللاّلكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (321).
9 ـ النووي (676هـ)، ذكره في شرحه على مسلم (15/ 148).
10 ـ ابن تيمية (728هـ)، ذكره في الوصية الكبرى (ص:59 و60)، وفي منهاج السنة (8/ 413).
11 ـ الذهبي (748هـ)، ذكره في كتاب الكبائر (ص:236).
وأمَّا ما عزاه إلى كتاب الاستيعاب لابن عبد البر من تفضيل عددٍ من الصحابة عليًّا على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، فلَم أقف على أسانيد عنهم بذلك، ولو ثبت شيءٌ من هذا فهو محمولٌ على مثل ما حصل لأبي جُحيفة رضي الله عنه قبل أن يَسمع من عليٍّ تفضيل أبي بكر وعمر عليه، حيث قال: ((ولم أكن أرى أنَّ أحداً أفضل منه))، وقد مرَّ قريباً.
وأيضاً لو ثبت النقلُ عنهم فإنَّه لا يُقاوم ما ثبت في الأحاديث المرفوعة إلى النَّبِيِّ r والآثار الموقوفة على الصحابة، ومنهم عليّ رضي الله عنه، وهو مخالِف لِما نُقل من الإجماع في تفضيل الشيخين على عليٍّ رضي الله عن الجميع.
وأمَّا ما زعمه من دلالة بعض الروايات على تفضيل عليٍّ رضي الله عنه على غيره فلَم يُبيِّن شيئاً من هذه الروايات، ولعلَّه يعنِي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ r قال لعليٍّ رضي الله عنه: ((أمَا ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى، إلاَّ أنَّه لا نبيَّ بعدي))، وقد أشار إليه في كلامه الذي شكَّك فيه بأحقِّية أبي بكر بالخلافة، وسيأتي ذكرُه قريباً والجواب عنه، وهو يدلُّ على فضل عليٍّ رضي الله عنه، ولا يدلُّ على أفضليَّته على الخلفاء الثلاثة الذين قبله، رضي الله عن الجميع))
قلت وذكر العلماء لهذه المسألة في كتب الإعتقاد يدل على أنهم يبدعون المخالف في هذه المسألة
وأما زعم البعض أن تفضيل علي للشيخين على نفسه كان من باب التواضع
فاسمحوا لي أن أقول أن هذا سخف
لأنه كان يتوعد من يقول بهذا القول بإقامة حد المفتري عليه
ولا يجوز لأحدٍ أن يقيم الحدود الشرعية على العباد لأنهم وضعوه في منزلته وهو يتواضع!!!
وإذا كان تفضيله على الشيخين حكماً شرعياً أثبته له الله ورسوله
لما جاز له أن يزيل هذه الصفة عن نفسه
و النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ((لا تفضلوني على يونس بن متى))
قال أيضاً ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))
وقد جمع العلماء بين الحديثين بأوجهٍ عديدة أحدها
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال ذلك تواضعاً
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[09 - 04 - 07, 08:21 م]ـ
ذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه الفصل في الملل والنحل اختلاف أهل العلم في أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وكان رأيه في النهاية أن الأفضل هن أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وهو رأي تفرد به
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 07, 05:03 ص]ـ
أما أن أمهات المؤمنين خير هذه الأمة فهذا قد نقل عليه ابن حزم إجماع الصحابة. انظر تفصيل كلامه هنا: http://www.ibnamin.com/best_people.htm
لكن لا يعارض هذا أن خير رجال هذه الأمة بعد نبيها هو أبو بكر رضي الله عنه.
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:02 ص]ـ
رد على ابن حزم ابن تيمية في الفتاوى ونقل الاجماع على عكسه
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:08 ص]ـ
كلام ابن حزم في هذا ضعيف جدا واستدلالاته غريبة!
ثم انه لم ينقل الاجماع بل قال (لو قلنا انه اجماع لما كان خطأ) في معناه(63/487)
هل الدعاء غير منتج للمعرفة؟ قضية للمناقشة
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[08 - 04 - 06, 09:55 م]ـ
لا أعرف ما مدى صحة هذه العبارة وهي أن الدعاء غير منتج للمعرفة فالدعاء إلى الله عز وجل مثله كمثل تذكر أمر منسي و التمني و التأمل في جمال الطبيعة ..........
فقد حصلت مناقشة في هذا الموضوع بين أستاذ و طالب و الأستاذ مقتنع تماما بأن الدعاء غير منتج للمعرفة أما الطالب فهو عكس أستاذه تماما و أنا مع الطالب لا أعرف أنتم يا أعضاء المنتدى مع من فأرجو أن نناقش هذه العبارة مناقشة علمية
جاء الحديث عن الدعاء بهذه الصورة هو أنه كانت هناك محاضرة عن التفكير المنطقي ومن بين ما قاله الأستاذ في هذه المحاضرة هو
أنواع السلوك الذهني حسب إنتاج المعرفة:
1 - سلوك ذهني وهو غير منتج للمعرفة مثل الدعاء إلى الله عز وجل
2 - سلوك ذهني منتج للمعرفة مثل حل المشكلات
آسفة على التطويل و على عدم ترتيب الأفكار
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحارث المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم ...
عذراً ما معني منتج للمعرفة أصلاً؟!
برجاء التوضيح
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:57 ص]ـ
عناصر التفكير المنتج للمعرفة:
1 - إدراك وجود مشكلة مشكلة ما تحتاج إلى حل
2 - استرجاع ذهني لبعض المعلومات عن المشكلة
3 - التنظيم الذهني للمعلومات بشكل معين
4 - الوصول إلى حل المشكلة
هل وصلت لك الفكرة؟؟
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:33 م]ـ
عناصر التفكير المنتج للمعرفة:
1 - إدراك وجود مشكلة مشكلة ما تحتاج إلى حل
2 - استرجاع ذهني لبعض المعلومات عن المشكلة
3 - التنظيم الذهني للمعلومات بشكل معين
4 - الوصول إلى حل المشكلة
هل وصلت لك الفكرة؟؟
سأشارك بما فهمت وإلا فالأمر اهون من هذا فذاك الكلام هو من تنطعات العقول وللاسف يدرسونه لإخواننا اعانهم الله. وهذا على قدر فهمي للأمر وللمصطلحات المذكورة. وإلا فالله اعلم.
إذا سلمنا بهذا المصطلح اصلا (منتج للمعرفة) و إذا سلمنا ان هذه العوامل هي التي تجعل الشيء منتجاً للمعرفة.
إذا فكلمة عدم منتج للمعرفة هي عدم العمل بتلك العوامل الاربعة على الاقل. وهو ما يُنتج لنا المصطلح المعروف بالتواكل. إذا سلمنا بهذا ... إذا فالدعاء يصبح منتج للمعرفة وليس العكس.
فليس معنى ان يدعو الإنسان الله عز وجل هو ان يتواكل على الله ولا يتوكل عليه بألا يإخذ بالأسباب في حل مشكلته التي دعا الله من اجل ان ييسر له حلها. وألا يأخذ ويعمل بتلك العوامل الاربع السابقة. من إدراك المشكلة والتفكير في حلها بعد الإستعانة بالله عز وجل ثم حلها بإذن الله وإرادته. وذلك بعد الدعاء.
فمن يدعو الله لابد وان يأخذ بتلك العوامل ولا شك. فليس بمعنى ان ادعو الله بطلب الرزق تم اجلس لا افكر في عمل اعمله ولا اسير وابحث عنه. هذا ليس عندنا في الإسلام عندنا الإخذ بالاسباب شيء واجب وملزم لنا.
وكما قلت هذا على قدر فهمي للأمر وللمصطلحات المذكورة. وإلا فالله اعلم.
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[09 - 04 - 06, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيرا(63/488)
الفرق بين احتفال أهل السنة وأهل البدعة بمولد الرسول صلى الله عليه سلم
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:54 م]ـ
الفرق بين احتفال أهل السنة وأهل البدعة بمولد الرسول صلى الله عليه سلم
بسم الله الرحمن الرحيم
ربما يكون عنوان هذا البحث غريبا , وذلك لان الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه سلم بدعة محدثة في الدين فكيف يحتفل به أهل السنة الذين هم اشد الناس على البدعة وعلى أهلها ولكن عندما كتبت هذا العنوان إنما كنت اقصد به أمرا آخرا فكما هو معلوم فان العبادة لا تكون موافقة للسنة حتى توافق الشرع في مكان العبادة , وزمانها , وكيفيتها , وعددها , وهيئتها , فإذا ما خالفت العبادة الشرع في احد هذه الأمور فستكون بدعة وان كان فاعلها إنما قصد بها التقرب إلى الله عز وجل لان كل عبادة لا يتوفر فيها شرطان فلن تكون مقبولة عند الله عز وجل , فيجب ان تكون العبادة خالصة لله تعالى , و ان تكون موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
والآن نبين كيفية احتفال أهل البدعة بمولد الرسول الكريم , وننظر في حكم ذلك بما قررناه سابقا , ثم ننظر إلى احتفال أهل السنة بمولده ونحكم عليه بما قررناه سابقا.
احتفال أهل البدع بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم
1 - يحتفل أهل البدع بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة 12 ربيع الأول , ومن المعلوم ان ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ليست معلومة على الوجه القطعي، بل قد اختلف فيها على سبعة أقوال فقيل في اليوم الثاني من ربيع الأول وقيل في الثامن وقيل في التاسع وقيل في العاشر وقيل في الثاني عشر وقيل في السابع عشر وقيل في الثاني والعشرين , ولقد وذهب المحققون المعاصرون على أن الصحيح هو ليلة التاسع من ربيع الأول، وحينئذ يكون الاحتفال ليلة الثاني عشر لا أصل له من الناحية التاريخية.
2 - ان هذه الاحتفالات لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، وأحرصهم على هداية الأمة وإرشادها إلى ما ينفعها، وكذلك لم يفعلها أصحابه رضي الله عنهم، وهم خير الناس وأحرصهم على كل خير، ولم يفعلها كذلك أئمة الهدى في القرون المفضلة، وإنما أحدثها بعض المتأخرين في الدولة الفاطمية.
فإذا تبين هذا فليعلم أن الاحتفال بيوم المولد بدعة محدثة في الدين، لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها، بل يجب إنكارها والتحذير منها عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقوله عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم.
3 - ان ذلك الاحتفال فيه تقليد للنصارى حيث يحتفلون بمولد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، و (من تشبه بقوم فهو منهم)
4 - ان طريقة احتفال أهل البدعة هي الأكل والشرب و التجمع في المساجد أو البيوت فيصلون على النبي، صلى الله عليه وسلم بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي، صلى الله عليه وسلم، قد تصل إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، وربما صنعوا مع ذلك طعاماً يسهرون عليه فيضيعوا المال والوقت ويتعبوا الأبدان كما قد يصاحبها فعل المحرَّمات كالرقص والغناء، وقد يكون فيها شيء من الآلات المُطرِبَة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء. . . إلى غير ذلك من المفاسد.
هذه هي احتفالات أهل البدع بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فهل يقول قائل بعد هذا بجواز فعلها فضلا عن استحباب ذلك ..
احتفال أهل السنة بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم
اذا كان أهل البدع ليس لهم دليل تاريخي قاطع بيوم ميلاده صلى الله عليه وسلم , فأهل السنة على علم باليوم الذي ولد فيه و دليلهم على ذلك هو حديث رسول صلى الله عليه وسلم
وإذا كان أهل البدع يقلدون النصارى في احتفالاتهم بمولده صلى الله عليه وسلم , فأهل السنة يقلدون محمداً صلى الله عليه وسلم في كيفية الاحتفال بمولده
وإذا كانت طريقة احتفال أهل البدعة هي الأكل والشرب و التجمع في المساجد أو البيوت وغيرها من البدع فأهل السنة يختلفون عن ذلك كل الاختلاف
وإذا كان أهل البدع يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم يوما في السنة , فأهل السنة والجماعة يحتفلون بمولده اثني وخمسين يوما في السنة
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ) مسلم
فإذا جهل أهل البدعة يوم مولده صلى الله عليه وسلم , فأهل السنة يعرفون ان يوم الِاثْنَيْنِ هو اليوم الذي ولد فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وإذا ابتدع أهل البدع طرقا للاحتفال بمولده , فأهل السنة اتبعوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصاموا ذلك اليوم وسبب صيامهم لذلك اليوم لأنه هو اليوم الذي ولد فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ولان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صامه
وإذا احتفل أهل البدعة يوما في السنة بالأكل والرقص واللهو بمولده صلى الله عليه وسلم , فأهل السنة والجماعة يصومون اثني وخمسين يوما في السنة من اجل ميلاده في ذلك اليوم
فبعد ان تبين هذا فأي الفريقين أحق بأن يقول انه محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(فهل من مدكر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/489)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:10 م]ـ
هل نصوم الاثنين لانه اليوم الذي ولد فيه المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ام لان الاعمال ترفع فيه إلى الله عز وجل؟؟؟
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:16 م]ـ
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ) مسلم
و عَنْ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ أُسَامَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فِي طَلَبِ مَالٍ لَهُ فَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ لِمَ تَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ) صححه الألباني(63/490)
حكم إهداء ثواب الأعمال إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[الظافر]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:50 م]ـ
حكم إهداء ثواب الأعمال إلى النبي صلى الله عليه وسلم
لا يجوز إهداء ثواب الأعمال لا قراءة قرآن، ولا صلاة، ولا صيام للنبي صلى الله عليه وسلم، لأن السلف ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة وغيرهم لم يفعلوه، ومعلوم عند أقل الناس علماً أن جميع أعمال العباد الصالحة للنبي صلى الله عليه وسلم مثل أجرها، لأنه صلى الله عليه وسلم هو القائل:" من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (1)، وهو صلى الله عليه وسلم من دلنا على الخير، فما من خير إلا ودل الأمة عليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ (ت728هـ): (لم يكن من عمل السلف أنهم يصلُّون ويصومون ويقرؤون القرآن ويهدون للنبي صلى الله عليه وسلم، كذلك لم يكونوا يتصدقون عنه، ويعتقون عنه؛ لأن كل ما يفعله المسلمون فله مثل أجر فعلهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً؛ وأما صلاتنا عليه، وسلامنا عليه، وطلبنا له الوسيلة، فهذا دعاء فيه لنا، ثيبنا الله عليه) (2).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (بعض المحبين للرسول صلى الله عليه وسلم يهدون إليه القرب كالختمة والفاتحة على روح محمد ـ كما يقولون ـ وما أشبه ذلك.
فنقول: هذا من البدع والضلال، أسألك أيها المهدي للرسول عبادة، هل أنت أشد حباً للرسول صلى الله عليه وسلم من أبي بكر؟. إن قال: نعم؛ قلنا كذبت ثم كذبت ثم كذبت؛ وإن قال لا؛ قلنا لماذا لم يهد أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم ختمة ولا فاتحة، ولا غيره.
فهذه بدعة، ثم إن عملك الآن، وإن لم تهد ثوابه سيكون للرسول صلى الله عليه وسلم مثله، فإذا أهديت الثواب فمعناه أنك حرمت نفسك من الثواب فقط، وإلا فللرسولِ عملك أهديت أم لم تهد) (3).
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن إهداء ثواب الختمة لروح النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان الجواب: (لا يجوز إهداء الثواب للرسول صلى الله عليه وسلم، لا ختم القرآن ولا غيره؛ لأن السلف الصالح من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومن بعدهم لم يفعلوا ذلك، والعبادات توقيفية، وقد قال صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" (4)، وهو صلى الله عليه وسلم له مثل أجور أمته من كل عمل صالح تعمله؛ لأنه هو الذي دعاها إلى ذلك، وأرشدها إليه، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (5) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ) (6).
مسألة: الاستئجار على تلاوة القرآن الكريم، وإهداء ثوابها للميت.
الاستئجار على تلاوة القرآن الكريم، أي أخذ الأجرة على إهداء ثواب قراءته إلى الميت، فأهل العلم على عدم جوازه، بلا خلاف بينهم، ولم ينقل أحدٌ منهم الإذن بذلك، وإلى ذلك ذهب الحنفية (7)، والمالكية (8)، والمشهور عند الشافعية (9)، والحنابلة (10).
قال ابن أبي العز الحنفي (ت792هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وأما استئجار قوم يقرؤون القرآن، ويهدونه للميت، فهذا لم يفعله أحد من السلف، ولا أمر به أحدٌ من أئمة الدين، ولا رخص فيه، والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف، وإنما اختلفوا في جواز الاستئجار على التعليم ونحوه، مما فيه منفعة تصل إلى الغير، والثواب لا يصل إلى الميت إلا إذا كان العمل لله، وهذا لم يقع عبادة خالصة، فلا يكون ثوابه مما يُهدى إلى الموتى، ولهذا لم يقل أحدٌ: إنه يكتري من يصوم ويصلي ويُهدي ثواب ذلك إلى الميت، لكن إذا أعطي لمن يقرأ ويُعلِّمُهُ ويتعلمه معونة لأهلِ القرآن على ذلك، كان هذا من جنس الصدقة عنه، فيجوز) (11).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وإن الاستئجار على التلاوة لم يرخص فيه أحد من العلماء) (12).
وقال الشيخ ابن عثيمين: (وأما استئجار قارئ يقرأ القرآن ليكون ثوابه للميت، فإنه حرام ولا يصح أخذ الأجرة على قراءة القرآن، ومن أخذ أجرة على قراءة القرآن فهو آثم، ولا ثواب له، لأن قراءة القرآن عبادة، ولا يجوز أن تكون العبادة وسيلة إلى شيء من الدنيا قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (13) (14).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/491)
وقال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد عند حديثه عن المحدثات فائدة هذا نصها: (استئجار شخص أو أكثر لقراءة القرآن، وإهداء ثوابها لميت أو حي، وهذا عمل مبتدع، وقد فات ثواب القراءة على القارئ لما فيه من إرادة الإنسان بعمله الدنيا، وفات على المستأجر؛ لأنه عمل مبتدع، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (15)) (16).
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم استئجار من يقرأ القرآن على قبر الميت أو على روحه.
فكان الجواب كالتالي: (لا يجوز استئجار من يقرأ القرآن على قبر الميت أو على روحه، ويهب ثوابه للميت؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحدٌ من السَّلف، ولا أمر به أحد من أئمة الدين، ولا رخص فيه أحد منهم فيما نعلم، والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف) (17).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد (4/ 120)، وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506برقم1893)، وأخرجه أبو داود في كتاب الآداب: باب في الدال على الخير (4/ 431 - 432برقم5129)، وأخرجه الترمذي في كتاب العلم: باب ما جاء الدال على الخير كفاعله (5/ 41برقم2670 - 2671).
(2) رسالة في إهداء الثواب إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ص:125 - 126).
(3) بدع وأخطاء ومخالفات شائعة تتعلق بالجنائز والقبور والتعازي (ص:313 - 314).
(4) أخرجه أحمد (6/ 420)، وأخرجه البخاري في كتاب البيوع: باب إذا اصطلحوا على صلح جور ... (الفتح5/ 640برقم2697)، وأخرجه مسلم في كتاب الأقضية: باب نقض الأحكام الباطنة، ورد محدثات الأمور (3/ 1343برقم1718)، وأخرجه أبو داود في كتاب السنة: باب في لزوم السنة (4/ 264 برقم4606)، وأخرجه ابن ماجه في المقدمة: باب تعظيم حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم (1/ 7 برقم14).
(5) أخرجه أحمد (4/ 120)، وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506برقم1893)، وأخرجه أبو داود في كتاب الآداب: باب في الدال على الخير (4/ 431 - 432برقم5129)، وأخرجه الترمذي في كتاب العلم: باب ما جاء الدال على الخير كفاعله (5/ 41 برقم2670 - 2671).
(6) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية (9/ 58 - 59).
(7) حاشية ابن عابدين (3/ 143).
(8) حاشية الدسوقي (1/ 423).
(9) مغني المحتاج (3/ 69).
(10) الفروع (2/ 239 - 245).
(11) شرح العقيدة الطحاوية (2/ 672 - 763).
(12) الفتاوى (23/ 364).
(13) سورة هود:15.
(14) فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين جمع أشرف عبدالمقصود (1/ 162).
(15) أخرجه أحمد (6/ 420)، وأخرجه البخاري في كتاب البيوع: باب إذا اصطلحوا على صلح جور ... (الفتح5/ 640برقم2697)، وأخرجه مسلم في كتاب الأقضية: باب نقض الأحكام الباطنة، ورد محدثات الأمور (3/ 1343برقم1718)، وأخرجه أبو داود في كتاب السنة: باب في لزوم السنة (4/ 264 برقم4606)، وأخرجه ابن ماجه في المقدمة: باب تعظيم حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم (1/ 7برقم14)
(16) تصحيح الدعاء (ص:298).
(17) فتاوى اللجنة الدائمة (9/ 35 - 41).
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=52772&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً
قال الأخ الفاضل:
((رسالة في إهداء الثواب إلى النبي صلى الله عليه وسلم)) لشيخ الإسلام ابن تيمية
فمن يزدنا بهذه الرسالة علماً؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:55 ص]ـ
رسالة في إهداء الثواب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لشيخ الإسلام ابن تيمية
تحقيق وتعليق أشرف عبدالمقصود، طبعة أضواء السلف. 1423هـ
ومعها (مسائل في إهداء القربات للأموات، ورسالة في قوله تعالى ((وأن ليس للإنسان الإ ماسعى)))
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 01:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
هل طبعت ضمن نسخة لمجموع الفتاوى
أو
في مجموع آخر
؟؟(63/492)
مسألة (تضمين) القرآن في كلام الناس!!
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:05 ص]ـ
وتجد أن هذه الظاهرة شائعة بين كثير من الأحبة .. وهي استخدام نص من الكتاب المصون في كلامه الدارج وحديثه مع الآخرين .. وقد تكلم العلماء في كتب علوم القرآن عن هذه المسألة وممن بحثها السيوطي في كتابيه الإتقان (1\ 240) وكذلك تكلم عن هذه المسألة في الحاوي للفتاوى و فيه أطنب في ذكر الأمثلة على الاقتباس عند العلماء في كتبهم مما يدل على ملكته القوية في استحضار ما يريد من الأدلة ..
ونورد هاهنا بعض الأمثلة الشعرية نتبعها بكلام بعض العلماء في حكم الاقتباس ..
على أنني كاسد البضاعة ,,حاطب ليل , ناقل لكلام العلماء , فكم أسعد بإضافاتكم , واستدراكاتكم
فمن الاقتباس الغريب ما يكتبه بعضهم فوق رفوف مكتبته: "فيها كتب ٌ قيمة ".
ومن ذلك:قول صفي الدين الحلي:
هذي عصاي التي فيها مآرب لي ... وقد أهش بها طورا على غنمي
ومنه قول بعضهم:
عاتبت إنسان عيني في تسرعه ... فقال لي: " خُلق الإنسان من عجل "
وكذلك:
"بدت البغضاء من أفواههم" ... والذي يخفون منها أكبر
وقال بعضهم:
خلة الغانيات خلة سوء ... "فاتقوا الله يا أولي الألباب"
"وإذا ما سألتموهن" شيئا ... "فاسألوهن من وراء حجاب"
ونسب إلى علي رضي الله عنه قوله –إن صح-:
إذا قربت ساعة يالها ... "وزلزلت الأرض زلزالها"
ويقول الآخر:
ويخزهم وينصركم عليهم ... ويشف صدور قوم مؤمنيناً
وبعضهم أورد القرآن على وجه الهزل في شعره والعياذ بالله كمن قال:
أرخى إلى عشاقه طرفه ... "هيهات هيهات لما توعدون"
وردفه ينطق من خلفه ... "لمثل هذا فليعمل العاملون"
وذكر الشيخ تاج الدين ابن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبدالقاهر بن طاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية و أجلائهم أن من شعره قوله:
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ***** ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته ***** " إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"
ولكن السيوطي أنكر أن يكون هذا اقتباساً لأنه نص على أنه من قول الله.
ومما قال السيوطي في الاتقان:
(رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي , وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار:
الملك لله الذي عنت الوجو ... ه له وذلت عنده الأرباب
متفرد بالملك والسلطان قد ... خسر الذين تجاذبوه وخابوا
دعهم وزعم الملك يوم غرورهم ... "فسيعلمون غداً من الكذاب"
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبدالرحمن السلمي قال:أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه:
سل الله من فضله واتقه ... فإن التقى خير ماتكتسب
ومن يتق الله يصنع له ... "ويرزقه من حيث لا يحتسب").
كما قال الزركشي في البرهان:
(ثبت عن الشافعيّ:
أَنِلْني بالذي استقرضتَ خطّا ... وأَشْهِدْ معشراً قد شاهدوه
فإن الله خلاّق البرايا ... عَنَتْ لجلال هيبته الوجوهُ
يقول "إذا تداينتم بدين ... إلى أجلٍ مُسَمًّى فاكتبوه")
ولعل هذا ينطبق عليه كلام السيوطي عن أبيات أبي منصور لتصريحه بكونها قرآناً.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبدالرحمن السلمي قال:أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه:
سل الله من فضله واتقه ... فإن التقى خير ماتكتسب
ومن يتق الله يصنع له ... "ويرزقه من حيث لا يحتسب"
<<
ماجاء من فعله صلى الله عليه وسلم في ذلك:
مما يذكر في ذلك أنه لما تمنع صلى الله عليه وسلم من لقاء أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه لما جاء ليسلم أشار عليه العباس بأن يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له حال ما يراه:"تالله لقد ءاثرك الله علينا " فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا تثريب عليكم اليوم ".
وغير ذلك من ادعية وما أكثرها مثلاُ:
قوله في الصلاة وغيرها "وجهت وجهي الخ" وقوله "اللهم فالق الإصباح و جاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً , اقض عني الدين واغنني من الفقر" ..
<<<
وأما أقوال العلماء:
فالمالكية كما ذكر السيوطي يشددون النكير على من فعل ذلك ويحرمونه أما متقدموا الشافعية فلم يتكلموا عن المسألة بينما تعرض لها بعض متأخريهم وقد سئل العز بن عبدالسلام عنها فأجازها مستدلاً ببعض ما ذكرنا من أحاديث.
وخلاصة رأي السيوطي انقسامه لثلاثة أقسام:
مقبول: ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ..
مباح: ما كان في في الغزل والرسائل والقصص ..
مردود: وهو إما أن يحتوي هزلاً أو أن ينسب له ما نسبه الله لنفسه سبحانه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقّعَ على مطالعة فيها شكاية عماله (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) ..
هذا وبالله التوفيق ..
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:29 ص]ـ
لقد فصل في هذه المسألة فضيلة الشيخ أبو خالد السلمي، و هي موجودة على الموقع.
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
الأخ زكريا جزاك الله خيراً ..
لم أطلع على ماقال الشيخ السلمي وذلك لأني جديد ..
فإن استطعت أن تضع الرابط فافعل .. وبارك الله فيك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/493)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:17 م]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4570&highlight=%C7%E1%C7%DE%CA%C8%C7%D3+%C7%E1%D3%ED%E6 %D8%ED+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وفيه نقل مفيد عن السيوطي رحمه الله.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:16 م]ـ
للشيخ عبد المحسن العسكر
رسالة في الموضوع
طبعتها دار المنهاج بالرياض
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 08:52 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[ولكن هل هذا محمود أو مذموم؟
الجواب:
هذا اشتهر بين الأدباء في القرون الوسطى، لكنه فيما أرى مذموم، خصوصا إذا جاء في الشعر، وهو من القرآن، لأن هذا يوحي بأن القرآن نوع من الشعر.
فلذا ينبغي أن يقال: إن الاقتباس من القرآن إذا كان في النظم فإنه مذموم، لأنه يجب إبعاد القرآن عن الشعر، لأن الله تعالى يقول: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}.].
وقال:
[إذاً الاقتباس من المحسنات اللفظية، ولكن لا ينبغي أن يكون من القرآن، إذا كان من الشعر].
انتهى من " شرح دروس البلاغة ".ص 306،307 ط. دار إيلاف.
وسئل – رحمه الله تعالى – في الشريط الخامس من " شرح دروس البلاغة ":
ما هو الدليل على عدم جواز الاقتباس بشيء من القرآن أو الحديث؟ مع الصحابة كانوا يقتبسون بشيء من القرآن، فها هو طلحة – رضي الله عنه – لَمّا وصله الخبر أن قتلة عثمان نادمون على ما فعلوا، قال:
" تبا لهم، فلا يستطيعون توصية، ولا إلى أهلهم يرجعون "؟
فقال – رحمه الله تعالى -:
[الجواب عن ذلك أن يقال:
أولا: لابد أن يثبت هذا عن طلحة.
ثانيا: انظر هل هذا في الاقتباس أو لا؟ لأن هذا واضح أنه قرآن مستقل، لكن استُشْهد به على نظيره، فهو ليس من الاقتباس، وإنما هو من الاستشهاد؛ ومثال ذلك أيضا: قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع الحسن والحسين: " صدق الله، إنما أموالكم وأولادكم فتنة "] اهـ.(63/494)
بحث بعنوان ((أقوال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم طهور إن شاء الله)) ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال العلماء في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث الأعرابي
((طهور إن شاء الله))
إعداد: أبو مهند
عام 1427هـ
مقدمة
في هذا البحث المتواضع لم أبذل في جهداً كبيراً فقط أوردت أقوال العلماء بشأن هذه اللفظة والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
أبو مهند
28/ 2/1427هـ
(1)
قال ابن حجر –رحمه الله -في كلامه في فتح الباري عن شرح حديث العطاس:
((قوله يرحمك الله قال ابن دقيق العيد يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة ويحتمل أن يكون إخبارا على طريق البشارة كما قال في الحديث الآخر طهور إن شاء الله أي هي طهر لك فكأن المشمت بشر العاطس بحصول الرحمة له في المستقبل بسبب حصولها له في الحال لكونها دفعت ما يضره قال وهذا ينبني على قاعدة وهي أن اللفظ إذا أريد به معناه لم ينصرف لغيره وان أريد به معنى يحتمله انصرف إليه وإن أطلق انصرف إلى الغالب وان لم يستحضر القائل المعنى الغالب وقال بن بطال ذهب إلى هذا قوم فقالوا يقول له يرحمك الله يخصه بالدعاء وحده)) 10/ 608
(2)
قال ابن حجر- رحمه الله -في فتح الباري على كلامه على حديث الأعرابي:
وقوله إن شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لا خبر 10/ 119
(3)
قال العيني – رحمه الله - في عمدة القاري على كلامه على حديث الأعرابي:
((قوله إن شاء الله بمعنى الدعاء)) 16/ 14
(4)
(33) وسئل: - أي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -عن قول الإنسان في دعائه: " إن شاء الله "؟
فأجاب قائلاً: لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول " إن شاء الله " في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له وقد قال سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْلَكُمْ} فوعد بالاستجابة وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال:: إن شاء الله لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه شراً، أو يدخرها له يوم القيامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:) لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له (، فإن قال قائل: ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول للمريض: (لا بأس طهور إن شاء الله)؟
فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاء فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء. والله أعلم.
(5)
(34) وسئل: - أي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له) وقوله: (ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)؟
فأجاب بقوله: الحديث الأول صحيح، وفي لفظ:) إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه (. وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله:) اللهم اغفر لي إن شئت (تشعر بمعان فاسدة:
منها أن أحداً يكره الله، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك، ولذلك قال:) فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه (. وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت: أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له: إن شئت. وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسؤول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول: إن شئت ".
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول: " إن شاء الله " فهي أخف وقعاً من قول: إن شئت، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق.
فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/495)
ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول: إن شاء الله منهي عنه لكن دون قول: إن شئت. فكيف يكون منهياً عنه ثم يقوله النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الثاني الذي ذكره السائل؟ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً يقول:) لا بأس طهور إن شاء الله (. وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي. والجواب أن هذه الجملة مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهوراً من الذنب وهذا كما في حديث:) وثبت الأجر إن شاء الله). فهو على الرجاء.
(6)
السؤال: لماذا نهى النبي (عليه السلام) عن تعليق الدعاء بالمشيئة، وورد عنه قول: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
المجيب: الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
الجواب: ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له" أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (7477). ولمسلم: " ... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).
وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعو، والله (سبحانه وتعالى) لا مكره له، كما في الحديث.
وأمّا الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل على مريض يعوده قال: "لا بأس طهور إن شاء الله ... الحديث" (3616 (فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة.
(7)
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله في شريط له بعنوان أحكام الجنائز:
الخبر عند أهل اللغة والبيان قد يرد بمعنى الدعاء ومن هذا القبيل على الصحيح قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (طهور إن شاء الله) هذا خبر بمعنى الدعاء على الصحيح وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن شاء الله لأنه لم يكن الدعاء محضاً بدليل أنه ما قال طهوراً بالنصب قال ((طهور بالرفع)) أي أنت طهور ويحتمل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال أنت طهور إن شاء الله أي في واقع الحال.
(8)
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه معلقاً على فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك رقم (6) وذلك في ملتقى أهل الحديث.
: (قول الشيخ عبدالرحمن البراك أن قوله في الحديث (لاباس طهور ان شاء الله) خبر وليس دعاء يختلف مع رأي الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 119) حيث قال (وقوله ان شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لاخبر) انتهى كلام الحافظ
وقد يؤيد كلام الحافظ أنه قال في آخر الحديث (فنعم اذا) فلو كان خبرا لشفى الرجل ولكن دعا له فلم يقبل الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم اذا
وعلى هذا قد يحمل ذكر ان شاء الله في هذا الحديث على التبرك بذكر الله وليس على الاستثناء والتعليق
والله تعالى أعلم)).
خاتمة
هذا ما استطعت جمعه من أقوال أهل العلم ولولا ضيق الوقت لوجدت أكثر مما ذكرت ولكن حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق،،،
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
ـ[السدوسي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، ولاتبخل علينا أخي الفاضل في طرح مثل هذه الفوائد.
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:01 م]ـ
وقد قال سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْلَكُمْ}
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:35 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم،،،
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:38 ص]ـ
بل على العكس جمع أقوال أهل العلم بهذه الطريقة جهدٌ مبرور، وسعيٌّ مشكور
أفض علينا أفاض الله عليك
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:12 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:13 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(63/496)
قيل: ان من صلى الفريضة بدون عمامة أو غطى رأسة بشيء ((فصلاة ناقصة))!؟!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:51 ص]ـ
ذكر بعض الفقهاء أن من صلى الفريضة بدون عمامة أو شيء على رأسة
فهذا مكروه!! هل هذا صحيح وهل ثبت نص في ذلك أرجوا الإفادة
اللهم أرزقنا العلم النافع,,,,,,,,
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:03 ص]ـ
انظر فتوى الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله - على هذا الرابط:
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=68815&dgn=4
وانظر فتوى الشيخ الألباني في "سلسلة الهدى والنور" الشريط رقم 160، في بداية الشريط الدقيقة 3:00
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:17 ص]ـ
من كتاب الشيخ الفاضل / أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان - حفظه الله تعالى - " القول المبين في أخطاء المصلين ":
" [10] * صلاة مكشوف الرأس:
تجوز صلاة حاسر الرأس إذا كان رجلاً، والرأس عورة من المرأة دون الرجل. ولكن يستحب أن يكون المصلي في أكمل اللباس اللائق به، ومنه غطاء الرأس بعمامة أو قلنسوة أو (طاقية أو عرقية)، ونحوه ذلك مما اعتاد لبسه.
فكشف الرأس لغير عذر مكروه، ولا سيما في صلاة الفريضة، ولا سيما مع الجماعة (5).
قال الألباني: ((والذي أراه: أن الصلاة حاسر الرأس مكروهة، ذلك أنه من المسلَّم به:
استحباب دخول المسلم في الصلاة في أكمل هيئة إسلاميّة للحديث: ((فإن الله أحق أن يُتَزَيَّن له)) (*)، وليس من الهيئة الحسنة في عرف السّلف، اعتياد حسر الرأس، والسيّر كذلك في الطرقات والدخول كذلك في أماكن العبادات، بل هذه عادة أجنبيّة، تسرّبت إلى كثير من البلاد الإسلاميّة، حينما دخلها الكفار، وجلبوا إليها عاداتهم الفاسدة، فقلّدهم المسلمون فيها، فأضاعوا بها وبأمثالها من التقاليد شخصيتهم الإسلاميّة، فهذا العرض الطاري (1) لا يصلح أن يكون مسوغاً لمخالفة العرف الإسلامي السابق، ولا إتخاذه حجة لجواز الدخول في الصّلاة حاسر الرأس.
وأما استدلال بعض إخواننا من أنصار السّنة في مصر على جوازه، قياساً على حسر المحرم في الحج، فمن أبطل قياس قرأته عن هؤلاء الإخوان، كيف، والحسر في الحج شعيرة إسلامية، ومن مناسكه التي لا تشاركه فيه عبادة أخرى، ولو كان القياس المذكور صحيحاً، للزم القول بوجوب الحسر في الصلاة، لأنه واجب في الحج. وهذا إلزام لا انفكاك لهم عنه، إلا بالرجوع عن القياس المذكور، ولعلهم يفعلون)) (2).
ولم يثبت أنه ? صلّى ـ في غير الإحرام ـ وهو حاسر الرأس، دون عمامة، مع توفّر الدّواعي لنقله أو فعله. ومن زعم ثبوت ذلك، فعليه الدّليل، والحقّ أحق أن يتّبع (3).
ومن الجدير بالذّكر، أن صلاة الرجل حاسر الرأس مكروهة فقط، وإلا فهي صحيحة، كما أطلقه البغوي وكثيرون (4)، فامتناع العوام عن الصلاة خلف حاسر الرأس، غير صحيح، نعم، هو أولى المصلين، بأن تتوافر فيه شروط التمام والكمال، وأن يكون وقّافاً ملتزماً بسنة النبي ?.
والله الموفق.
--------------------------
الحواشي:
(5) فتاوى محمد رشيد رضا: (5/ 1849) والسنن والمبتدعات: (ص69).
(*) وأوله: ((إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله .... )). أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)): (1/ 221) والطبراني والبيهقي في ((السنن الكبرى)): (2/ 236) وإسناده حسن، كما في ((مجمع الزوائد)): (2/ 51). وانظر: ((السلسلة الصحيحة)): رقم (1369).
(1) الوارد في حديث ابن عباس: ((أن النبي ? كان ربما نزع قلنسوته، فجعلها سترة بين يديه)). وهو حديث ضعيف.
قال الألباني: ((ويكفي دلالة على ذلك ـ أي ضعفه ـ تفرّد ابن عساكر به. وقد كشفت عن علّته في ((الضعيفة)) (2538))) وقال أيضاً: ((إنه لو صح، فلا يدل على الكشف مطلقاً، فإن ظاهره: أنه كان يفعل ذلك عند عدم تيسّر ما يستتر به، لأن اتخاذ السترة أهم، للأحاديث الواردة فيها)).
(2) تمام المنة في التعليق على فقه السنة: (ص164 ـ 165).
(3) الدين الخالص: (3/ 214) والأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة: (ص110).
(4) انظر: ((المجموع)): (2/ 51).(63/497)
هل الواو هنا {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} واو عطف ام للاستئناف
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:04 ص]ـ
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7
هل الواو هنا {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} واو عطف ام للاستئناف
اي هل نقف في القراءه على لفظ الجلاله ام نكمل مع ذكر السبب
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:47 ص]ـ
للأصوليين و المفسرين كلام فيه، و الجمهور على الوقف
المسألة مشهورة .. راجع مظانها
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:49 م]ـ
الواو تحتمل هذا و ذاك.
فإذا كان معنى " التأويل " هو النفسير، فيجوز أن تكون الواو عاطفة.
وإذا كان التأويل بمعنى ما يؤول إليه الأمر، فهنا لا يصح أن تكون عاطفة، بل تتعين أن تكون استئنافية.
و المسألة مذكورة في كتب علوم القرآن، فلتراجَع.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:50 م]ـ
قال العلامة الكبير ابن عاشور-رحمه الله- في تفسيره النفيس (التحرير والتنوير):
(وقوله تعالى (والراسخون في العلم) معطوف على اسم الجلالة وفي هذا العطف تشريف عظيم: كقوله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) وإلى هذا التفسير مال ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن سليمان، والقاسم بن محمد، والشافعية، وابن فورك، والشيخ أحمد القرطبي، وابن عطية، وعلى هذا فليس في القرآن آية استأثر الله بعلمها. ويؤيد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة، فآذن بأن لهم مزية في فهم المتشابه، لأن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أي شئ رسوخهم، وحكى إمام الحرمين عن ابن عباس: أنه قال في هاته الأية: (أنا ممن يعلم تأويله).
وقيل: الوقف على قوله (إلا الله) وإن جملة (والراسخون في العلم) مستأنفة. وهذا مروي عن جماعة من السلف وهو قول ابن عمر، وعائشة، وابن مسعود، وأُبيّ، ورواه أشعب عن مالك في جامع العتبية، وقاله عروة بن الزبير، والكسائي، والأخفش، والفراء، والحنفية، وإليه مال فخر الدين)
تفسير التحرير والتنوير الجزء الثاني صفحة 164.
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:08 م]ـ
ذكر شيخنا بن عثيمين رحمه أن المتشابه الذي في القرآن على ضربين:-
الأول: المتشابه مطلق وهذا لا يعلمه إلا الله عز وجل وهو على القرآءة بالوقف. (الواو إستئنافية)
الثاني: متشابه نسبي أي يخفى على الكثير وهو مبين وواضح عند العلماء الراسخين وهذا على القرآءة بالوصل. (الواو للعطف)
والله أعلم ..(63/498)
مسألة ميراث مهمه جدا
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:51 ص]ـ
أخوانى الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نريد الجواب الكافى عن مسأله ميراث مع ذكر الدليل
رجل يتمتع بصحه وعافيه يمتلك مبلغ من المال حوالى 100000 ألف جنيه
وعنده أربع بنات
ولكنه غضبان وقد ضاقت نفسه من احد بناته نظرا لعقوقها له
وفى نفس الوقت هذه الفتاه كان عليها دينا كبير وقد سدده عنها أبوها
وهو الان يسأل أنه يريد أن يوزع هذا المال على بناته ولكنه يريد حرمان البنت العاقه
وحجته أنه ساعدها كثيرا جدا ونعم هذا الكلام حق فقد نالت النصيب الأكبر عن اخواتها
من مساعدة أبوها
ويقول أن هذا ليس بحرام لأنى حى أرزق فهل يجوز حرمان تلك الفتاة
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:59 ص]ـ
أخوانى الكرام هل من مجيب
ـ[علي ابن جابر]ــــــــ[09 - 04 - 06, 05:59 ص]ـ
أيها الأخ الحبيب
بفكري الخاص أنه لامشكل فيه أن يقسم الميراث في حال حياته و يحرم واحد من أبناءه أو بناته
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 06:51 ص]ـ
أخى الكرام جزاك الله خير
ولكن نريد فى مثل هذه المسائل
الدليل وكلام العلماء حتى لا نجنى يوم القيامه ما أفتينى به ونحن ليس اهل للفتوى
وجزاك الله خير على جوابك
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:55 ص]ـ
وجهة نظر وليس فتوى:
أرى أنه لا يجوز له فعل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على بشير بن سعد تفضيل ابنه النعمان على سائر إخوانه رضي الله عنهم لأن هذا من باب الهبة وليس النفقة،والهبة يجب التسوية فيها بين الأولاد كما هو مذهب الإمام أحمد رحمه الله
إلا إن أراد أن يعطي البنات بمقدار الدين الذي سدد به عن البنت العاقة من باب العدل لأن سداد دين ابنته ليس واجبا عليه فهو متبرع به فهنا يجوز في هذه الحالة بل قد نقول إنه واجب لتحقيق العدل
أما إذا توفي فلا يجوز منع هذه البنت العاقة هداها الله من الميراث لمجرد عقوقها فليس العقوق من موانع الإرث والله تعالى أعلم
هذه وجهة نظري فأرجو أن تصوبوني
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:25 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:57 ص]ـ
اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:17 م]ـ
تقسيم المال على الابناء حال الحياة يعتبر من باب الهبة
ولا يجوز تخصيص احد منهم بهبة بل يهب لجميع أبنائه بالعدل
وقد اجاد الاخوة وأفادوا
والله الموفق
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:18 م]ـ
تكررت المشاركة فحررتها
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 04:02 ص]ـ
أخوانى الكرام
ولكن فى أمر ربما قد تغفلون عنه
ألا وهو
أن البنت كان عليها ديون قد تدخل السجن بسببها
وقد تخلى عنها زوجها بالرغم اناه قد اخذ ذلك الين وصرفه على نفسه
وقد دفع هذا الدين أبوها وهو يريد ان يعطى لأخواتها نفس مقدار الدين فهل هذا يصح(63/499)
مناظرة بين الإمام الإلباني رحمه الله وأحد الذين يرون الاحتفال بالمولد
ـ[بيان]ــــــــ[09 - 04 - 06, 07:19 ص]ـ
الشيخ الألباني:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ:
خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ:
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني:
هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ:
التوحيد.
الشيخ الألباني:
أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذل فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام: 1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.
صحيح أم لا؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ:
معك تماماً.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ:
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/500)
عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ:
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني:
هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ:
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني:
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:
الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ:
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني:
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد.
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ:
لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني:
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.
الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين،
كيف خفي هذا الخير عليهم؟!
لابد أن نقول أحد شيئين:
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!
؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/1)
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _:
((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح:
((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.
" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة م لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ:
الحمد لله.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.
وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟
ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟
أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام.
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".
وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟
قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.
متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!
فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فمالم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/2)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:
((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".
بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:
((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به)).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:
أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟
قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟
كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.
الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟
لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون.
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/3)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ:
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني:
نعم
محاور الشيخ:
فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني:
كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟
أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ:
لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني:
قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
((لما سمع عدي بن حاتم هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى. رقم الشريط 94/ 1
((منقول من موقع الشيخ الألبانى رحمه الله))
ـ[أبو الأم]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:06 م]ـ
رحم الله الشيخ .. لقد كان آية المناظرات ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشمري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 10:56 م]ـ
هل لنا إخواني برابط صوتي للمناظرة؟؟
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[29 - 01 - 07, 03:48 م]ـ
أبوزيد هذا رابط يمكن ينفع
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3691
وهذا كلام في نفس الموضوع
__________________________________________________ ________________________
حكم المولد
للإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
(إن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجهاوبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقواالله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامورمحدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةضلالة، وكل ضلالة في النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/4)
وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثيرمن المسلمين بالمولدالنبوي وليس ذلك مني إلا قياما بواجب التذكير وتقديم النصح لعامةالمسلمين فإنه واجب من الواجبات كماهو معلوم عند الجميع، جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثةالمشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة وليس يهمني في هذه الكلمةالناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها، فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر ومن البدهي أنني لا أريد الدندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة، وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأبين أن هذاالاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهيرالمسلمين لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيداً شرعياً مطلقاوإنما هي عواطف جانحة فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالدين كاملا وافيا تاما والدين هو كل شئ يتدين به المسلم وأن يتقرب به إلى الله عز وجل ليس ثمة دين إلا هذا،الدين هو كل ما يتدين به ويتقرب بهالمسلم إلى الله عز وجل ولا يمكن أن يكون شئ ما من الدين إلا إذا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه، أما ما أحدثه الناس بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ولا سيما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهي لاشك ولا ريب من محدثات الأمور، وقدعلمتم جميعا حكم هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها حيث نقول فيهاكما سمعتم آنفا "خير الهدى هدى محمدصلى الله عليه وسلم وشر الأمورمحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةضلالة وكل ضلالة في النار"، ونحن وإياهم مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفا، ومن البدهي أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقا في القرون المذكورة آنفا، فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدعون إتباعه ــ عيسى نفسه ــ لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة وإنما الاحتفال بولادة عيسى عليه السلام هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم وهي كما قال الله عز وجل: (ابتدعوها ما كتبناها عليهم) ربنا عز وجل هذه البدع التي اتخذها النصارى ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله عز وجل، وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد صلى الله عليه وسلم أيضا كذلك لم يحتفل بميلاده والله عز وجل يقول: (فبهداهم اقتده) فهذا من جملة الإقتداء نبينا بعيسى عليه الصلاة والسلام وهو نبينا أيضا ولكن نبوته نُسخت ورُفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهما،ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذاً محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بميلاده وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غيرالمشروع الذي نحن في صدد الكلام عليه يقولون محمد صلى الله عليه وسلم ماراح يحتفل بولادته طيب سنقول لم يحتفل بولادته عليه السلام بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه وأحب الخلق من النساء إليه ذا لكما أبو بكروابنته عائشة رضي الله عنهما ما احتفلا بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك الصحابة جميعا كذلك التابعون كذلك أتباعهم وهكذا، إذا لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتعظ بقول الله عز وجل: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)، فلا يقولن أحد الناس الرسول ما احتفل لأنه هذا يتعلق بشخصه لأنه يأتي بالجواب لا أحد من أصحابه جميعا أحتفل به عليه السلام، فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال ولا أفضل من بعدهم أبدا ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقا، من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة يمضون لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/5)
يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك،وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفا فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله عز وجل ومن ذلك: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، فرسول الله ما احتفل إذا نحن لا نحتفل إن قالوا ما احتفل لشخصه نقول ما احتفل أصحابه أيضابشخصه من بعده فأين تذهبون؟
كل الطرق مسدودة أمام الحجة البينة الواضحة التي لا تفسح مجالاً مطلقا للقول بحسن هذه البدعة وإن مما يبشر بالخيرأن بعض الخطباء والوعاظ بدأوا يضطرون ليعترفوا بهذه الحقيقة وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة، ولكن يعوزهم ويحتاجون إلى شئ من الشجاعة العلمية التي تتطلب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون،فهؤلاء كأنهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحق الذي اقتنعوا به ولذلك تجده يروغ ولا أريد أن أقول يسدد ويقارب فيقول صحيح أن هذا الاحتفال ليس من السنة ما احتفل الرسول ولاالصحابة ولا السلف الصالح ولكن الناس اعتادوا أن يحتفلوا ويبدو أن الخلاف فقهي، هكذا يبرر القضية ويقول الخلاف شكلي، لكن الحقيقة أنهم انتبهوا أخيرا إلى أن هذا المولد خرج عن موضوع الاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان؛حيث يتطرق الخطباء إلى أمورا ليس لها علاقة بالاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أريد أن أطيل في هذا ولكني أذكر بأمر هام جدا طالما غفل عنه جماهير المسلمين حتى بعض إخواننا الذين يمشون معنا على الصراط المستقيم وعلى الابتعاد من التعبد إلى الله عز وجل بأي بدعة، قد يخفى عليهم أن أي بدعة يتعبد المسلم بها ربه عز وجل هي ليست من صغائر الأمور،ومن هنا نعتقد أن تقسيم البدعة إلى محرمة وإلى مكروهة يعني كراهة تنزيهية هذا التقسيم لا أصل له في الشريعة الإسلامية، كيف وهو مصادم مصادمة جلية للحديث الذي تسمعونه دائما وأبدأ: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، فليس هناك بدعة لايستحق صاحبها النار، ولو صح ذلك التقسيم لكان الجواب ليس كل بدعة يستحق صاحبها دخول النار لم؟ لأن ذاك التقسيم يجعل بدعة محرمة فهي التي تؤهل صاحبها النار، وبدعة مكروهة تنزيها لا تؤهل صاحبها للنار وإنما الأولى تركها والإعراض عنها، والسر، وهنا الشاهد من إشارتي السابقة التي لا ينتبه لها الكثير، والسر في أن كل بدعة كما قال عليه الصلاة والسلام بحق ضلالة هو أنه من باب التشريع في الشرع الذي ليس له حق التشريع إلا رب العالمين تبارك وتعالى، فإذا انتبهتم لهذه النقطة عرفتم حينذاك لماذا أطلق عليه الصلاة والسلام على كل بدعة أنها في النار أي صاحبها،ذلك لأن المبتدع حينما يشرع شيئا من نفسه فكأنه جعل نفسه شريكا مع ربه تبارك وتعالى، والله عز وجل يأمرنا أن نوحده في عبادته وفي تشريعه فيقول مثلاً في كتابه: (ولا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) أندادا في كل شئ من ذلك في التشريع، ومن هنا يظهر معشر الشباب المسلم الواعي المثقف الذي انفتح له الطريق إلى التعرف على الإسلام الصحيح من المفتاح لا إله إلا الله، وهذا التوحيد الذي يستلزم كما بين ذلك بعض العلماء قديما وشرحوا ذلك شرحا بينا ثم تبعهم بعض الكتاب المعاصرين أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله عز وجل بالتشريع يستلزم ألا يشرع أحد مع الله عز وجل أمرا ما؛ سواء كان صغيرا أم كبيراجليلا أم حقيراً؛ لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع،فإن كان هذا التشريع صدر من الله تقربنا به إلى الله وإن كان صدر من غير الله عز وجل نبذناه وشرعته نبذ النواة، ولم يجز للمسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل بشيء من ذلك، و أولى و أولى ألا يجوز للذي شرع ذلك أن يشرع هو أن يستمر على ذلك وأن يستحسنه، هذا النوع من إفراد الله عز وجل بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعض الكتاب الإسلاميين بتسمية بأن الحا كمية لله عز وجل وحده، لكن مع الأسف الشديد أ خذ شبابنا هذه الكلمة كلمة ليست مبينة مفصلة لا تشتمل كل شرعة أو كل أمر أدخل في الإسلام وليس من الإسلام في شئ، أن هذا الذي أدخل قد شارك الله عز وجل في هذه الخصوصية ولم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/6)
يوحد الله عز وجل في تشريعه، ذلك لأن السبب فيما أعتقد في عدم وضوح هذا المعنى الواسع لجملة أن الحا كمية لله عز وجل هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولها مع الأسف الشديد ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نبهوا بالضغوط الكافرة التي ترد بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال ولذلك فهم حينما دعوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائما وأبدا حول هذه الكلمة الحقة وهي أن الحا كمية لله عز وجل وحده، كان كلامهم دائما ينصب ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي ترد إلينا من بلاد الكفر كما قلنا، لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرعه الله عز وجل هذا كلام حق لاشك ولا ريب، ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة وهي أن الحاكمية لله عز وجل لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي ترد إلينا من بلاد الكفر، بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كل شئ دخل في الإسلام سواء كان وافدا إلينا أو نابعا منا مادام أنه ليس من الإسلام في شئ، هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبه لها وأن لا نتحمس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط وكفرها واضح جدا نتنبه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جدا والناس في غفلة من هذه الحقيقة،فضلاً عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة، لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه محدث ليس من الإسلام في شئ، ولكن يجب أن تتذكروا مع ذلك أن الإصرار على استحسان هذه البدعة مع إجمال جميل كما ذكرت آنفا أنها محدثة فالإصرار على ذلك أخشى ما أخشاه أن يدخل المصر على ذلك في جملة (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، وأنتم تعلمون أن هذه الآية لما نزلت وتلاها النبي صلى الله عليه وسلم كان في المجلس عدي بن حاتم الطائي وكان من العرب القليلين الذين قرأوا وكتبواوبالتالي تنصروا فكان نصرانيا، فلما نزلت هذه الآية لم يتبين له المقصد منها فقال يا رسول الله كيف يعني ربنا يقول عنا نحن النصارى سابقا: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) ما اتخذنا أحبارنا أربابا من دون الله عز وجل، كأنه فهم أنهم اعتقدوا بأحبارهم ورهبانهم أنهم يخلقون مع الله يرزقون مع الله وإلى غير ذلك من الصفات التي تفرد الله بها عز وجل دون سائر الخلق، فبين له الرسول عليه السلام بأن هذا المعنى الذي خطر في بالك ليس هو المقصود بهذه الآية وإن كان هو معنى حق، يعني لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن إنسانا ما يخلق ويرزق لكن المعنى هنا أدق من ذلك، فقال له: (ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه؟ وإذا حللوا لكم حراما حللتموه؟ قال:أما هذا فقد كان. فقال عليه السلام:فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله)،لذلك فالأمر خطير جدا استحسان بدعة المستحسن وهو يعلم أنه لم يكن من عمل السلف الصالح ولو كان خيرا لسبقونا إليه، قد حشر نفسه في زمرة الأحبار والرهبان الذين اتخذوا أربابا من دون الله عز وجل، والذين أيضا يقلدونهم فهم الذين نزل في صددهم هذه الآية أوفي أمثالهم: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، غرضي من هذا أنه لا يجوز للمسلم كما نسمع دائما وكما سمعنا قريبا معليش الخلاف شكلي، الخلاف جذري وعميق جدا لأننا نحن ننظر إلى أن هذه البدعة وغيرها داخلة أولاً في عموم الحديث السابق (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، وثانيا ننظر إلى أن موضوع البدعة مربوط بالتشريع الذي لم يأذن به الله عز وجل كما قال تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، وهذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال بولادته عليه السلام،بمعنى قراءة قصة المولد؛ أما إذا انضم إلى هذه القراءة أشياء وأشياء كثيرة جدا؛ منها أنهم يقرءون من قصته عليه الصلاة والسلام قصة المولد أولا مالا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وثانيا يذكرون من صفاته عليه السلام فيما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر، بينما لو كان هناك يجب الاحتفال أو يجوز على الأقل بالرسول صلى الله عليه وسلم كان الواجب أن تذكر مناقبه عليه الصلاة والسلام؛ وأخلاقه وجهاده في سبيل الله؛ وقلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله عز وجل إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية الطالحة الفاسدة إلى الأخلاق الإسلامية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/7)
كان هذا هو الواجب أن يفعله لكنهم جروا على نمط من قراءة الموالد لا سيما إلى عهد قريب عبارة عن أناشيد، وعبارة عن كلمات مسجعة، ويقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقى في ذاكرتي والعهد القديم: (حملت به أمة تسعة أشهر قمرية) ما الفائدة من ذكر هذا الخبر؟ وكل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية، القصد هل أفضل البشر وسيد البشر عليه الصلاة والسلام يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي، بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختونا مشروع، وهذا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فهكذا يُمدح الرسول عليه السلام؟ يعني نقول أن الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوبا الابتعاد عنه للأمرين السابقين؛ لأنه محدث ولأنه تشريع والله عز رجل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء، فكيف وقد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء وأشياء مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو استعرضنا الكلام على ذلك،فحسب المسلم إذاً التذكير هنا والنصيحة أن يعلم أن أي شئ لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وفي عهد السلف الصالح فمهما زخرفه الناس ومهما زينوه ومهما قالوا هذا في حب الرسول وأكثرهم كاذبون فلا يحبون الرسول إلا باللفظ وإلا بالغناء والتطريب ونحو ذلك مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين وتذكروا معنا بأن من طبيعة الإنسان المغالاة في تقدير الشخص الذي يحبه، لاسيما إذا كان هذا الشخص لا مثل له في الدنيا كلها ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن طبيعة الناس الغلو في تعظيم هذا الإنسان إلا الناس الذين يأتمرون بأوامر الله عز وجل ولا يعتدون، فهم يتذكرون دائما وأبدا مثل قوله تبارك وتعالى: (وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)،فإذا كان الله عز وجل قد اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا فهو قبل ذلك جعله بشرا سويا لم يجعله ملكا خلق من نور مثلا كما يزعمون، وإنما هو بشر وهو نفسه تأكيداً للقرآن الكريم: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي ... الخ الآية) هو نفسه أكد ذلك في غير ما مناسبة فقال: (إنماأنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني)، وقال لهم مرة: (لا تر فعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها وإنما ضعوني حيث وضعني ربي عز وجل عبداً رسولاً) كذلك في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)،هذا الحديث تفسير للحديث السابق (لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها)،فهو يقول لا تمدحوني كما فعلت النصارى في عيسى بن مريم كأن قائلا يقول كيف نقول يا رسول الله كيف نمدحك؟ قال: (إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)، ونحن حينما نقول في رسولنا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله فقد رفعناه ووضعناه في المرتبة التي وضعه الله عز وجل فيها،لن ننزل به عنها ولم نصعد به فوقها،هذا الذي يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم منا، ثم نجد النبي صلوات الله وسلامه عليه يطبق هذه القواعد ويجعلها حياة يمشي عليها أصحابه صلوات الله وسلامه معه فقد ذكرت لكم غير ما مرة قصة معاوية بن جبل رضي الله عنه حينما جاء إلى الشام وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان بقى في الشام ما بقى لتجارة فيما يبدو، ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم ليسجد لمن؟ لسيد الناس، فقال له عليه الصلاة والسلام: (مه يا معاذ ـ شو هذا ـ قال يا رسول الله: إني أتيت الشام، فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم، فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها) وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة لا أريد أن أستطرد إليها، وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي صلى الله عليه وسلم ما الذي دفعه على هذا السجود؟ هل هو بغضه للرسول عليه السلام؟ بطبيعة الحال لا، إنما هو العكس تماما هو حبه للنبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/8)
صلى الله عليه وسلم الذي أنقذه من النار لولا ـ هنا يقال الواسطة لا تنكر ـ لولا الرسول عليه السلام أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم، لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها، فلذلك ليس غريبا أبداً لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم، ليس غريبا أبدا أن يهم معاذ بن جبل بالسجود للنبي صلى الله عليه وسلم كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك يريد أن يثبت عمليا بأنه بشر، وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر، ويقول: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها)، في بعض روايات الحديث: (ولكن لا يصلح السجود إلا لله عز وجل)، إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا صلى الله عليه وسلم سواء كان حياً أو ميتا لماذا؟ تعظيما له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته عليه السلام،ولكن إذا كنا صادقين في حبه عليه الصلاة والسلام فيجب أن تأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه، وألا نضرب بالأمر و النهي عرض الحائط بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني، ثم عكس للمنطق العقلي السليم، ربنا عز وجل يقول: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)،فإذا إتباع الرسول عليه السلام هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول عليه السلام هو المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا قال الشاعر قوله المشهور:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمرك في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لاطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
هنا كمثال دون هذا ومع ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه عليه، ذلك أن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون على عادات جاهلية وزيادة أخرى عادات فارسية أعجمية، ومن ذلك أنه يقوم بعضهم لبعض كما نحن نفعل اليوم تماما؛ لأننا لا نتبع الرسول عليه السلام ولا نصدق أنفسنا بأعمالنا أننا نحبه عليه الصلاة والسلام، وإنما بأقوالنا فقط ذلك أن الناس كان يقوم بعضهم لبعض، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أصحابه معه كما لو كان فرداً منهم، لا أحد يظهر له من ذلك التبجيل الوثني الفارسي الأعجمي شيئا إطلاقا، وهذا نفهمه صراحة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم و كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك) أنظروا هذا الصحابي الجليل الذي تفضل الله عليه فأولاه خدمة نبيه عشرة سنين أنس بن مالك،كيف يجمع في هذا الحديث بين الحقيقة الواقعة بينه عليه السلام وبين أصحابه من حبهم إياه وبين هذا الذي يدندن حوله أن هذا الحب يجب أن يقيد بالإتباع وأن لا ينصاع وأن لا يخضع صاحبه من هوى، وحبك الشيء يعمي ويصم، فهو يقول حقا ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حقيقة لا جدال فيها، لكنه يعطف على ذلك فيقول وكانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك، إذا لماذا كان أصحاب الرسول عليه السلام لا يقومون له؟ إتباعا له تحقيقا للآية السابقة: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني)، فإتباع الرسول هو دليل حب الله حبا صحيحاً، ما استسلموا لعواطفهم كما وقع من الخلف الطالح، نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد الذي نحن في صدد بيان أنه محدث جرت مناقشات كثيرة مع الأسف والأمر كالصبح أبلج واضح جداً، فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة، وناس تحمسوا واستسلموا لعواطفهم وأخذوا يتكلمون كلاماً لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله عز وجل إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب لماذا؟ لأن في المولد حتى الطريقة القديمة ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول عليه السلام ووضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالساً، فجرت مناقشات حول هذا الموضوع، فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال: لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول عليه السلام على رأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول، الحق ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/9)
قال الشاعر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق وبين صحابة الرسول الكرام،حسبنا واحد منهم مش الصحابة حتى ما نظلمهم، ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول عليه السلام أكثر أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول عليه السلام لا يقوم له أم هذا الخلف الأحمق يقول لو تمكنت لقمت على رأسي؟ هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه،وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول عليه السلام وأخلاقه وتواضعه وأمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرنا آنفاً لما تجرأ أن يقول هذه الكلمة،لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته عليه السلام حيث الشيطان يتخذ طريقا واسعا جدا لإضلال الناس، وإشكال الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته عليه السلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي يرى فينصح ويذكر ويعلم،وهو سيد المعلمين، فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك، أما بعد وفاته عليه السلام فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه،فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً، فنحن نعلم من هذا الحديث حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبون الرسول عليه السلام حبا حقيقياً وأنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائما وأبداً، ولكنهم هم المجاهدون حقاً تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول عليه السلام، ورجاء مغفرة الله عز وجل ليحظوا بحب الله عز وجل لهم فيغفر الله لهم، هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام هذه الحقيقة هي التي يجب دائما نستحضرها، وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفرق الناس كثيراً وكثيراً جداً فتخرجهم عن سواء السبيل، لم يبق الآن من تعظيم الرسول عليه السلام في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية، أما التعظيم من حق كما ذكرنا وهو إتباعه فهذا أصبح محصوراً و محدوداً في أشخاص قليلين جداً،وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم، رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول صلى الله عليه وسلم لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام لكان ذلك، لا أقول هل هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام وليس تعظيما له وليس حبا له،لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في أساليب موسيقية ما أعرفها وهو يقول يفعل ذلك حبا في رسول الله أنه كذاب ليس هذا هو الحب، الحب في إتباعه ولذلك الآن تجد الناس فريقين فريق يقنعون لا ثبات أنهم محبون للرسول عليه السلام على النص على الصمت وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم، وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغا في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لايعلمونهم السنة ولا يربونهم عليها كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر، إلا الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام، ثم جاء الظغث على إبالة كما يقال فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً على طريقة النصارى، وإن تعجب فعجب من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة يقولون النصارى يحتفلوا بعيسى بنبيهم، نحن ما نحتفل بميلاد نبينا عليه الصلاة والسلام؟ أقول هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة ضخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا كلمة بريئة جداً ولكنها في مشابهة لفظية قالوا: (يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، قال عليه السلام الله:أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (أجعل لنا إلها كما لهم آلهة)،قد يستغرب الإنسان كيف الرسول عليه السلام يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا أجعل لنا إلهاًكما لهم آلهة، وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نعلق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة فقال لهم: (هذه السنن – يعني بدأتم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة ـ قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة))،فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيسى نحن ما نحتفل بنبينا عليه السلام؟ الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى هم؟ قال: فمن الناس؟).
أخيرا أقول إن الشيطان قاعد للإنسان في المرصاد فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلنا)
انتهت محاضرة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي " للشيخ الألباني رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/10)
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[29 - 01 - 07, 03:55 م]ـ
الأخ أبو زيد وهذا الرابط للمناظرة
= http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=36244&series_id
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[29 - 01 - 07, 04:16 م]ـ
نريد رابط للمناظرة
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[29 - 01 - 07, 04:22 م]ـ
هل هذا هو الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=36244&series_id
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 10:55 ص]ـ
نعم هو الرابط
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 10:56 ص]ـ
نعم هو الرابط(64/11)
هل لقاتل النفس متعمداً من توبة
ـ[أبو عمر السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:41 م]ـ
أحد الأخوة يقول بأن قاتل النفس ليس له توبة
فما صحة هذا الكلام أفيدونا أثابكم الله
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:59 م]ـ
وعَنْ أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له مِنْ توبة؟ فقال لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له مِنْ توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إِلَى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون اللَّه تعالى فاعبد اللَّه معهم، ولا ترجع إِلَى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت؛ فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إِلَى اللَّه تعالى، وقالت ملائمة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإِلَى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إِلَى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة (متفق عَلَيْهِ).
وفي رواية في الصحيح فكان إِلَى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها
وفي رواية في الصحيح: فأوحى اللَّه تعالى إِلَى هذه أن تباعدي وإِلَى هذه أن تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه إِلَى هذه أقرب بشبر فغفر له
وفي رواية فنأى بصدره نحوها. اهـ من رياض الصالحين
ولا تعليق ..
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:05 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع مدارج السالكين:
فصل اختلف الناس هل من الذنوب ذنب لا تقبل توبته أم لا
فقال الجمهور التوبة تأتي على كل ذنب فكل ذنب يمكن التوبة منه وتقبل
وقالت طائفة لا توبة للقاتل وهذا مذهب ابن عباس المعروف عنه
وإحدى الروايتين عن أحمد وقد ناظر ابن عباس في ذلك أصحابه فقالوا أليس قد قال الله تعالى في سورة الفرقان ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق إلى أن قال إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقال كانت هذه الآية في الجاهلية وذلك أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وزنوا فأتوا رسول الله فقالوا إن الذي تدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية فهذه في أولئك وأما التي في سورة النساء وهي قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاب عظيما فالرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم وقال زيد بن ثابت لما نزلت التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر عجبنا من لينها فلبثنا سبعة أشهر ثم نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة وأراد بالغليظة هذه الآية التي في سورة النساء وباللينة آية الفرقان قال ابن عباس آية الفرقان مكية وآية النساء مدنية نزلت ولم ينسخها شيء
قال هؤلاء ولأن التوبة من قتل المؤمن عمدا متعذرة إذ لا سبيل إليها إلا باستحلاله أو إعادة نفسه التي فوتها عليه إلى جسده إذ التوبة من حق الآدمي لا تصح إلا بأحدهما وكلاهما متعذر على القاتل فكيف تصح توبته من حق آدمي لم يصل إليه ولم يستحله منه
ولا يرد عليهم هذا في المال إذا مات ربه ولم يوفه إياه لأنه يتمكن من إيصال نظيره إليه بالصدقة
قالوا ولا يرد علينا أن الشرك أعظم من القتل وتصح التوبة منه فإن ذلك محض حق الله فالتوبة منه ممكنة وأما حق الآدمي فالتوبة موقوفة على أدائه إليه واستحلاله وقد تعذر
واحتج الجمهور بقوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم فهذه في حق التائب وبقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه في حق غير التائب لأنه فرق بين الشرك وما دونه وعلق المغفرة بالمشيئة فخصص وعلق وفي التي قبلها عمم وأطلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/12)
واحتجوا بقوله تعالى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى فإذا تاب هذا القاتل وآمن وعمل صالحا فإن الله عز وجل غفار له
قالوا وقد صح عن النبي حديث الذي قتل المائة ثم تاب فنفعته توبته وألحق بالقرية الصالحة التي خرج إليها وصح عنه من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله قال وحوله عصابة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك
قالوا وقد قال فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة وقال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وقال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقال إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله وفي حديث الشفاعة أخرجوا من النار من في قلبه مثال حبة من خردل من إيمان وفيه يقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله وأضعاف هذه النصوص كثير تدل على أنه لا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد
قالوا وأما هذه الآية التي في النساء فهي نظائر أمثالها من نصوص الوعيد كقوله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين وقوله ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها وقوله إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقوله من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأبها خالدا مخلدا في نار جهنم ونظائره كثيرة
وقد اختلف الناس في هذه النصوص على طرق
أحدها القول بظاهرها وتخلد أرباب هذه الجرائم في النار وهو قول الخوارج والمعتزلة ثم اختلفوا
فقالت الخوارج هم كفار لأنه لا يخلد في النار إلا كافر وقالت المعتزلة ليسوا بكفار بل فساق مخلدون في النار هذا كله إذا لم يتوبوا
وقالت فرقة بل هذا الوعيد في حق المستحل لها لأنه كافر وأما من فعلها معتقدا تحريمها فلا يلحقه هذا الوعيد وعيدالخلود وإن لحقه وعيد الدخول
وقد أنكر الإمام أحمد هذا القول وقال لو استحل ذلك ولم يفعله كان كافرا والنبي إنما قال من فعل كذا وكذا
وقالت فرقة ثالثة الاستدلال بهذه النصوص مبني على ثبوت العموم وليس في اللغة ألفاظ عامة ومن ههنا أنكر العموم من أنكره وقصدهم تعطيل هذه الأدلة عن استدلال المعتزلة والخوارج بها لكن ذلك يستلزم تعطيل الشرع جملة بل تعطيل عامة الأخبار فهؤلاء ردوا باطلا بأبطل منه وبدعة بأقبح منها وكانوا كمن رام أن يبني قصرا فهم مصرا
وقالت فرقة رابعة في الكلام إضمار
قالوا والإضمار في كلامهم كثير معروف
ثم اختلفوا في هذا المضمر فقالت طائفة بإضمار الشرط والتقدير فجزاؤه كذا إن جازاه أو إن شاء
وقالت فرقة خامسة بإضمار الإستثناء والتقدير فجزاؤه كذا إلا أن يعفو وهذه دعوى لا دليل في الكلام عليها ألبتة ولكن إثباتها بأمر خارج عن اللفظ
وقالت فرقة سادسة هذا وعيد وإخلاف الوعيد لا يذم بل يمدح والله تعالى يجوز عليه إخلاف الوعيد ولا يجوز عليه خلف الوعد والفرق بينهما أن الوعيد حقه فإخلافه عفو وهبة وإسقاط وذلك موجب كرمه وجوده وإحسانه والوعد حق عليه أوجبه على نفسه والله لا يخلف الميعاد
قالوا ولهذا مدح به كعب بن زهير رسول الله حيث يقول
نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
وتناظر في هذه المسألة أبو عمرو بن العلاء وعمرو بن عبيد فقال عمرو بن عبيد يا أبا عمرو لا يخلف الله وعده وقد قال ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية فقال له أبو عمرو ويحك يا عمرو من العجمة أتيت إن العرب لا تعد إخلاف الوعيد ذما بل جودا وكرما أما سمعت قول الشاعر
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا يختشى من سطوة المتهدد
وإني إن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/13)
وقالت فرقة سابعة هذه النصوص وأمثالها مما ذكر فيه المقتضى للعقوبة ولا يلزم من وجود مقتضى الحكم وجوده فإن الحكم إنما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء مانعه وغاية هذه النصوص الإعلام بأن كذا سبب للعقوبة ومقتض لها وقد قام الدليل على ذكر الموانع فبعضها بالإجماع وبعضها بالنص فالتوبة مانع بالإجماع والتوحيد مانع بالنصوص المتواترة التي لا مدفع لها والحسنات العظيمة الماحية مانعة والمصائب الكبار المكفرة مانعة وإقامة الحدود في
الدنيا مانع بالنص ولا سبيل إلى تعطي لهذه النصوص فلا بد من إعمال النصوص من الجانبين
ومن ههنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات اعتبارا بمقتضى العقاب ومانعه وإعمالا لأرجحها
قالوا وعلى هذا بناء مصالح الدارين ومفاسدهما وعلى هذا بناء الأحكام الشرعية والأحكام القدرية وهو مقتضى الحكمة السارية في الوجود وبه ارتباط الأسباب ومسبباتها خلقا وأمرا وقد جعل الله سبحانه لكل ضد ضدا يدافعه ويقاومه ويكون الحكم للأغلب منهما فالقوة مقتضية للصحة والعافية وفساد الأخلاط وبغيها مانع من عمل الطبيعة وفعل القوة والحكم للغالب منهما وكذلك قوى الأدوية والأمراض والعبد يكون فيه مقتض للصحة ومقتض للعطي وأحدهما يمنع كمال تأثير الآخر ويقاومه فإذا ترجح عليه وقهره كان التأثير له
ومن ههنا يعلم انقسام الخلق إلى من يدخل الجنة ولا يدخل النار وعكسه ومن يدخل النار ثم يخرج منها ويكون مكثه فيها بحسب ما فيه من مقتضى المكث في سرعة الخروج وبطئه
ومن له بصيرة نورة يرى بها كل ما أخبر الله به في كتابه من أمر المعاد وتفاصيله حتى كأنه يشاهده رأى عين ويعلم أن هذا هو مقتضى إلهيته سبحانه وربوبيته وعزته وحكمته وأنه يستحيل عليه خلاف ذلك ونسبة خلاف ذلك إليه نسبة مالا يليق به إليه فيكون نسبة ذلك إلى بصيرته كنسبة الشمس والنجوم إلى بصره وهذا يقين الإيمان وهو الذي يحرق السيئات كما تحرق النار الحطب
وصاحب هذا المقام من الإيمان يستحيل إصراره على السيئات وإن وقعت
منه وكثرت فإن ما معه من نور الإيمان يأمره بتجديد التوبة كل وقت بالرجوع إلى الله بعدد أنفاسه وهذا من أحب الخلق إلى الله
فهذه مجامع طرق الناس في نصوص الوعيد
فصل واختلفوا فيما إذا تاب القاتل وسلم نفسه فقتل قصاصا هل يبقى
عليه يوم القيامة للمقتول حق
فقالت طائفة لا يبقى عليه شيء لأن القصاص حده والحدود كفارة لأهلها وقد استوفى ورثة المتقول حق موروثهم وهم قائمون مقامه في ذلك فكأنه قد استوفاه بنفسه إذ لا فرق بين استيفاء الرجل حقه بنفسه أو بنائبه ووكيله
يوضح هذا أنه أحد الجنايتين فإذا استوفيت منه لم يبق عليه شيء كما لو جنى على طرفه فاستقاد منه فإنه لا يبقى له عليه شيء
وقالت طائفة المقتول قد ظلم وفاتت عليه نفسه ولم يستدرك ظلامته والوارث إنما أدرك ثأر نفسه وشفاء غيظه وأي منفعة حصلت للمقتول بذلك رأى ظلامة استوفاها من القاتل
قالوا فالحقوق في القتل ثلاثة حق لله وحق للمقتول وحق للوارث فحق الله لا يزول إلا بالتوبة وحق الوارث قد استوفاه بالقتل وهو مخير بين ثلاثة أشياء بين القصاص والعفو مجانا أو إلى مال فلو أحله أو أخذ منه مالا لم يسقط حق المقتول بذلك فكذلك إذا اقتص منه لأنه أحد الطرق الثلاثة في استيفاء حقه فكيف يسقط حق المقتول بواحد منها دون الآخرين
قالوا ولو قال القتيل لا تقتلوه لأطالبه بحقي يوم القيامة فقتلوه أكان يسقط حقه ولم يسقطه فإن قلتم يسقط فباطل لأنه لم يرض بإسقاطه وإن قلتم لا يسقط فكيف تسقطونه إذا اقتص منه مع عدم العلم برضا المقتول بإسقاط حقه
وهذه حجج كما ترى في القوة لا تندفع إلا بأقوى منها أو بأمثالها
فالصواب والله أعلم أن يقال إذا تاب القاتل من حق الله وسلم نفسه طوعا إلى الوارث ليستوفى منه حق موروثه سقط عنه الحقان وبقي حق الموروث لا يضيعه الله ويجعل من تمام مغفرته للقاتل تعويض المقتول لأن مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله والتوبة النصوح تهدم ما قبلها فيعوض هذا عن مظلمته ولا يعاقب هذا لكمال توبته وصار هذا كالكافر المحارب لله ولرسوله إذا قتل مسلما في الصف ثم أسلم وحسن إسلامه فإن الله سبحانه يعوض هذا الشهيد المقتول ويغفر للكافر بإسلامه ولا يؤاخذه بقتل المسلم ظلما فإن هدم التوبة لما قبلها كهدم الإسلام لما قبله
وعلى هذا إذا سلم نفسه وانقاد فعفا عنه الولي وتاب القاتل توبة نصوحا فالله تعالى يقبل توبته ويعوض المقتول
فهذا الذي يمكن أن يصل إليه نظر العالم واجتهاده والحكم بعد ذلك لله إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم
و قال أيضاً في الداء و الدواء:
ولما كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم فى حفظ الأنساب وحمايه الفروج وصيانة الحرمات وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم إمرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه وفى ذلك خراب العالم كانت تلى مفسدة القتل فى الكبر ولهذا قرنها الله سبحانه بها فى كتابه ورسوله فى سننه كما تقدم قال الإمام أحمد ولا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزناء وقد أكد سبحانه حرمته بقوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون الآية فقرن الزناء بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود فى النار فى العذاب المضاعف المهين ما لم يرفع العبد وجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.
و أقول مستعيناً بالله إن من قال ليس له توبة فدليله مرجوح و الدليل الواضح الصريح دار مع من قال بجواز توبته. و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/14)
ـ[محمد الطناوى]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:34 م]ـ
السلام عليكم.
سؤال:
هل من قال بإن قاتل النفس ليس له توبة , وحجته في هذا أن سلفه بن عباس رضي الله عنها وهو كما تعلمون من كبار الصحابة , وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم " وعلمه التأويل "
فهل ينكر عليه؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 05:43 م]ـ
يوجد رد في المشاركة 15 هنا
http://72.14.203.104/search?q=cache:DlGxn9x1KKoJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Fp%3D85395+%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%8 2%D9%89+%D8%A3%D9%87%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A F%D9%8A%D8%AB+%D8%A7%D8%A8%D9%86+%D8%B9%D8%A8%D8%A 7%D8%B3+%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%A9&hl=ar&ct=clnk&cd=18(64/15)
ما هو السن الذي به تجب الصلاة ....
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:00 م]ـ
ما هو السن الذي به تجب الصلاة على الولد، هل اذا ناهز الحلم، او قبل ذلك، ثم ما المراد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((اضربوهم عليها لعشر))؟
ارجو الإفادة ...
بارك الله في الجميع(64/16)
سؤال حول عدد الصحابة؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:37 م]ـ
هل عدد الصحابة معروف بالجملة؟؟؟ وهل كل اسماء الصحابة معروفة على الاطلاق؟؟؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:26 ص]ـ
الأخ الفاضل نضال دويكات
قال ابن الأثير في (مقدمة أسد الغابة صـ 18):
وأصحاب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،على ما شرطوه ـ أي في تعريف الصحابي ـ كثيرون؛ فإن رسول الله شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألفاً سوى الأتباع والنساء، وجاء إليه هوازن مسلمين فاستنفذوا حريمهم وأولادهم، وترك مكة مملوءة ناساً، وكذلك المدينة أيضاً، وكل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين؛ فهؤلاء كلهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجة الوداع، وكلهم له صحبة، ولم يذكروا إلا هذا القدر، مع أن كثيراً منهم ليست له صحبة، وقد ذكر الشخص الواحد في عدة تراجم، ولكنهم معذورون، فإن من لم يرو ولا يأتي ذكره في رواية كيف السبيل إلى معرفته!.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:16 ص]ـ
عدد الصحابة:
لا يمكن القطع بتحديد عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، ولم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كتاب جامع يكتب فيه اسم من أسلم، ومن ولد في الإسلام. كما قال كعب بن مالك رضي الله عنه في سياق قصة تخلفه عن غزوة تبوك: (وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ) رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
وقد جزم الحافظ أبو زرعة الرازي (شيخ الإمام مسلم) بأن عدد الصحابة (114000) مائة وأربعة عشر ألفاً. رواه عنه الخطيب البغدادي في "الجامع" (2/ 293).
وقال السفاريني رحمه الله في "غذاء الألباب":
"فائدة: ذكر أبو زرعة الرازي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يزيدون على المائة ألف .....
وروى أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وجزم بهذا العدد الجلال السيوطي رحمه الله في الخصائص الكبرى" انتهى بتصرف.
وهذا العدد (مائة وأربعة عشر ألفاً، أو مائة وأربعة وعشرون ألفاً) ليس بعيداً عن الصواب، فإن وقائع السنة تدل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا نحو هذا العدد.
ففي غزوة تبوك (وكانت في شهر رجب من السنة التاسعة من الهجرة، أي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين إلا شهرين تقريباً).
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثون ألف مقاتل، ومعهم عشرة آلاف فرس. "زاد المعاد" (3/ 526 - 529).
ولم يتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ممن يستطيع الجهاد إلا كعب بن مالك وصاحباه.
فإذا انضم إلى هذا العدد النساء والصبيان والعجزة وأهل البوادي والأماكن البعيدة عن المدينة [كمكة والطائف] الذين لم يخرجوا في تلك الغزوة، فلا يبعد أن يتجاوز عدد الصحابة مائة ألفٍ.
وقد وصف جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كثرة من حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة فقال: (فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ) رواه مسلم (1218).
وهؤلاء هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وما حولها، وقد انضم إليهم بشر كثير من الطريق، ومن أهل مكة وما حولها.
وقد نقل السخاوي كلام أبي زرعة أنهم مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، واختاره، بعد أن ذكر أقوالاً أخرى للعلماء في ذلك.
وانظر: "فتح المغيث" (4/ 49 - 54).
فرضي الله عن الصحابة أجمعين، وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
والله أعلم.(64/17)
سؤال عن {وثيابك فطهر} >>>>
ـ[ابن معجب العطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 07:15 م]ـ
سؤال عن {وثيابك فطهر} >>>>
--------------------------------------------------------------------------------
هذه الآية من أوائل ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الترتيب الزمني بعد سورة العلق،،،،
مدخل:
إذا كان الرسول قد قد تزوج خديجة قطعا قبل النبوة ومعلوم أنه قد جامعها بل وانجب منها قبل أن يرسل إليه ...
سؤالى:
هل كان يغتسل من الجنابة؟ ..
وإذا كان لا يغتسل لأنه لم يشرع الغسل بعد .... وفي هذه الآية لم يؤمر إلا بتطهير الثوب فقط
ألا يدل هذا على ان من اسلم من الكفار لم يؤمر بالغسل احتجاجا بهذه الآيه التي كانت في بدء التشريع فيقاس الكافر الذي أسلم عليها ولقوله تعالى في الكفار: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}
أرجو ان يكون الجواب واضحا وبدون إستطراد .... فخير الكلام ماقل ودل ولم يطل فيمل
وشكرا لكم,,,,,(64/18)
ما أصح أقوال العلماء في مسألة شعر الانسان هل هو في حكم المتصل به أو المنفصل عنه؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أصح أقوال العلماء في مسألة شعر الانسان هل هو في حكم المتصل به أو المنفصل عنه؟ مع بيان الأدلة والقول الراجح؟ وسبب الترجيح؟
فمن عنده علم في هذه المسألة فلينفعنا به
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:44 م]ـ
لا أستطيع تلبية مرادك كاملا ولكن أحيلك إلى ما سطره العلامة ابن رجب الحنبلي في قواعده (القاعدة الثانية) بتعليق الشيخ ابن عثيمين.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:28 م]ـ
أخي الكريم: للأسف أيضا أنا لا استطيع أن ألبي طلبك، لكنني أحيلك على الرسائل الجامعية عند الملك فيصل:
إسم الباحث: عوض حميدان الحربي
عنوان الرسالة: أحكام شعر الإنسان: دراسة فقهية موازنة
الجامعة المانحة للدرجة: جامعة أم القرى
الكلية: الشريعة و الدراسات الإسلامية
القسم: الفقه و أصوله
مستوى الرسالة: ماجستير
تاريخ التسجيل: 1417 هـ
لغة الرسالة: عربي
نوع الرسالة: بحث
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أين أجد تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذه القاعدة
وبارك الله فيكم
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 09:37 م]ـ
أخي الكريم اميل للقول بأنه في حكم المنفصل لأن النبي صلى الله عليه و سلم فرق شعره بين الصحابة و الأصل أن المقطوع من الحي له حكم ميتته فلو كان في حكم المتصل لوجب دفنه لا توزيعه بين الصحابة فدل ذلك على ان حكم الشعر يخالف حكم باقي الجسد و الأعضاء
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[14 - 04 - 06, 10:34 ص]ـ
(القاعدة الثانية) *
شعر الحيوان في حكم المنفصل عنه لا في حكم المتصل، وكذلك الظفر.
هذا هو جادة المذهب، ويتفرع على ذلك مسائل:
_ (منها): إذا مس شعر امرأة بشهوة لم ينتقض وضوؤه، وكذلك ظفرها، أو مسها بظفره أو شعره.
ولهذه المسألة مأخذ آخر: وهو أن هذه الأجزاء ليست بمحل للشهوة الأصلية وهي شرط لنقض الوضوء عندنا (1).
_ (ومنها): أن الشعر لا ينجس بالموت ولا بالانفصال على المذهب، وكذا ما طال من الظفر على احتمال فيه،
أما على المشهور، فإن انفصل من آدمي؛ لم ينجس على الصحيح، ومن غيره ينجس؛ لأنه كانت فيه حياة ثم فارقته حال انفصاله، فمنعه الاتصال من التنجيس، فإذا انفصل؛ زال المنع، فنجس (2).
_ (ومنها): غسله في الجنابة والحدث.
فأما الجنابة؛ ففي وجوب غسله وجهان، والذي رجحه صاحب " المغني "، وذكر أنه ظاهر كلام الخرقي: عدم الوجوب؛ [طرداً] للقاعدة، ومن أوجبه؛ فيقول: وجب تعبداً.
نعم، إن كان وصول الماء إلى البشرة لا يمكن بدون غسله؛ وجب لضروروة وجوب إيصال الماء إلى ما تحته، واما في الحدث الأصغر؛ فلا يجب غسل المسترسل منه على الصحيح (3)، وأما المحاذي [لمحل الفرض]؛ فيجزئ إمرار الماء على ظاهره إذا كان كثيفاً (4)؛ لأن إيصال الماء إلى الحوائل في الوضوء كافٍ؛ وإن لم تكن متصلة بالبدن اتصال خلقة؛ كالخف والعمامة والجبيرة؛ فالمتصل خلقة أولى (5).
_ (ومنها): لو أضاف طلاقاً أو عتاقاً أو ظهاراً إلى الشعر أو الظفر؛ لم يثبت [به] الطلاق ولا العتاق ولا الظهار على الأصح (6).
_ (ومنها): لو كان جيبه واسعاً تُرى منه عورته في الصلاة، لكن له لحية كبيرة تستره؛ فالمذهب أنه يكيفه في الستر.
قال في " المغني ": " نص عليه "، مع أنه قرر في كتاب الحج: إن الستر بالمتصل كاليد [ونحوها] لا فدية فيه.
وخالفه صاحب " شرح الهداية "، وقال: هو ستر في الموضعين وتردد القاضي في " شرح المذهب " فجزم تارة بأن الستر بالمتصل ليس بستر في الإحرام ولا في الصلاة، ثم ذكر نص أحمد ورجع إلى أنه ستر في الصلاة دون الإحرام؛ لأن القصد في الصلاة تغييب لون البشرة، وفي الإحرام إنما يحرم الستر بما يستر عادة (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/19)
فأما إيجاب الفدية (8) به وضمانه [من] الصيد (9) وتحريم نظره على الأجنبي؛ فلما يتعلق بجملة البدن من إزالة جماله وتأذي الصيد بترويعه وإثبات اليد عليه، وهو ممتنع، والافتتان بالمرأة، ولهذا لو انفصل شعر المرأة؛ جاز النظر إليه على كلام أبي الخطاب في " الانتصار "، وحكى صاحب " التلخيص " فيه وجهين (10).
------------------------------------------------------------------
* كتاب تقرير القواعد وتحرير الفوائد (قواعد ابن رجب)، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، ط دار ابن عفان، الطبعة الثانية 1419 هـ، أثبتَ في الحاشية شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - على الكتاب، وذلك بتفريغ ما أملاه على مواطن عديدة منه ثم قام بتوزيعها على مواطنها من الكتاب ووضع علامة (ع) عقب كلامه - رحمه الله - وهو ما نُقل من الحاشية في هذا الهامش فقط، (القاعدة الثانية: ص: 10 - 16).
(1) المذهب أنه إذا مسها بشهوة انتقض وضوؤه، ولكن إذا مسها بشعره أو بظفره، أو مسّ شعرها أو ظفرها لم ينتقض؛ لأن الشعر في حكم المنفصل، وكذلك الظفر، وقيل: لا ينتقض من مأخذ آخر، وهو أن هذه الأجزاء ليست محلاً للشهوة الأصلية، وهذا التعليل فيه نظر، والصحيح خلاف هذا، بل الشعر يكون محلَّ شهوةٍ، والصحيح عدم النقض.
(2) المذهب المشهور: أن ما انفصل من الحيوان - ولكن بشرط أن يكون طاهراً في الأصل -؛ فهو طاهر، وما انفصل من حيوان نجس؛ فهو نجس؛ فشعر الكلاب مثلاً نجس؛ لأنه انفصل من حيوان نجس، وشعر الهر وشعر الشاة وما أشبهها طاهر، وشعر الآدمي طاهر، وكذلك الظفر.
(3) ما استرسل من الشعر متجاوزاً لمحل الفرض لا يجب غسله في الجنابة ولا في الحدث الأصغر؛ لأنه في حكم المنفصل، هذا قول.
وهناك قول آخر: أنه يجب، ولكن تعبداً أن يغسل في الجنابة، والذين قالوا بوجوب غسله في الجنابة يمكن أن يعللوا بتعليل آخر، وهو أنه تابع للرأس؛ فوجب غسله.
أما في مسألة الوضوء؛ فإنَّ ما تجاوز محل الفرض لا يجب مسحه، وظاهر كلام المؤلف حتى في اللحية، وهذا خلاف المشهور، وهو أن شعر اللحية يجب غسله، ويعللون ذلك بأن الوجه مأخوذ من المواجهة، ومسترسل اللحية تحصل به المواجهة، بخلاف الرأس؛ فإنه مأخوذ من الترأس وهو العلو، وما استرسل من شعره ليس من ذلك، لا شك أنَّ غسل ما استرسل من الشعر احتياطاً أفضل، وهو ظاهر المذهب، هذا في الجنابة، أما في الحدث الأصغر؛ فما استرسل من الشعر فلا يجب مسحه.
(4) فإذا كان ما استتر بشيء من غير الخلقة؛ لم يجب غسله، فمن باب أولى أنَّ المستتر بشيء من أصل الخلقة لا يغسل.
(5) المشهور من المذهب أن إيصال الماء إلى ما تحت الشعر في غسل الجنابة واجب، وفي الحدث الأصغر غير واجب، ويقال - بزيادة تفصيل -:
إن ما تحت الشعر باعتبار وصول الطهور إليه ينقسم ثلاثة أقسام:
الأول: في الجنابة، فيجب إيصال الماء إلى ما تحته خفيفاً كان أو ثقيلاً.
الثاني: في طهارة التراب (التيمم) لا يجب إيصال التراب إلى ماتحته سواء كان في الجنابة أو في الحدث الأصغر، خفيفاً كان أو كثيفاً.
الثالث: في الوضوء، ففيه تفصيل: فإن كثيفاً؛ لم يجب إيصال الماء إلى ما تحته، وإن كان خفيفاً؛ وجب إيصال الماء إلى ما تحته؛ فصار عندنا شيئان مطلقان، وواحد فيه التفصيل، المطلقان هما: غسل الجنابة: يجب إيصال الماء إلى ما تحته مطلقاً، والتيمم: لا يجب مطلقاً، أما إذا كان وضوءً؛ ففيه تفصيل: إن كان خفيفاً؛ وجب الإيصال، وإن كان كثيفاً، لم يجب.
هذه هي قاعدة المذهب في الشعر بالنسبة إلى إيصال الماء إلى ما تحته أو إيصال الطهور.
(6) وقال الشيخ ابن عثيمين [- رحمه الله -]: " إذا قال: شعرك طالق؛ لم تطلق، وإذا قال: ظفرك طالق؛ تطلق؛ لأن [الأول] في حكم المنفصل، [والثاني] في حكم المتصل ".
(7) رجل له جيب واسع، وعليه قميص، فإذا ركع بدت عورته، ولكن له لحية كثيفة تستر هذه الفتحة من القميص؛ فهل يجزيء؟
نعم يجزيء؛ وإن كانت متصلة به؛ لأنها في حكم المنفصل وفي الإحرام كذلك، مع أنه قرر في كتاب الحج أن الستر بالمتصل كاليد لا تجزىء ولكن الصحيح أن اليد متصلة حقيقة وحكماً، فمن غطّى رأسه بيده وهو محرم؛ فليس عليه فدية؛ فلا يشملها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: " لا تخمّروا رأسه "، ولا يعد هذا تخميراً، ثم إنّ هذا خلاف ما يدل عليه اللفظ في العادة، ولذلك لو أنَّ رجلاً حمل متاعه على رأسه لا فدية عليه.
(8) والمراد: إذا حلقه في الإحرام.
(9) أي: نتف ريش الصيد؛ فهل يضمن؟
نعم، يضمن؛ أي: نتف ريش صيدٍ - والريش في حكم المنفصل - وهو محرم، فإن الصيد يروعه نتف ريشه، فكان كقتله؛ فيضمن لأجل ذلك لأنه لا يمكن أن يطير، ولهذا قال: " تأذى الصيد بترويعه وإثبات اليد عليه "؛ لأنه لا يستطيع ان يطير، فيمسك.
(10) من هذا أيضاً شعر المرأة المنفصل، أما إذا كان متصلاً بها؛ فهو يحرم النظر إليه؛ لأن النفس تتعلق بالمرأة نفسها، فلو فُرض أن امرأة على كرسي هو لا يراها، ولكن شعرها قد نفشته على المسند الذي وراءها وهو يرى الشعر فقط؛ فهل يجوز النظر إليه أم لا يجوز؟
يقول المؤلف: لا يجوز؛ لأنه متصل بالمرأة التي هي محل الشهوة، لكن لو أنها قصت شعرها وألْقته في السوق، وجاء رجل يريد أن ينظر إلى هذا الشعر؛ يجوز أم لا؟ وهل يجوز ولو بشهوة؟
نفصل في هذا الأمر:
إذا كان شعر امرأة معينة؛ فإنه لا يجوز النظر إليه بشهوة؛ لأنه يتذكرها وتتعلق نفسه بها.
أما إذا كان شعر امرأة غير معينة؛ فهذا يكون تعلق الشهوة به كتعلق الشهوة بالمرأة مطلقاً، وكل إنسان تتعلق شهوته بالنساء عند تذكرهن؛ فهذا لا يؤثر شيئاً، هذا هو التفصيل في هذه المسالة.
والمؤلف ذكر فيها وجهين، والصواب أن نقول: إن هذين الوجهين يتنزلان على حالين: إنْ كان شعرَ امرأةٍ معينّةٍ يحرم النظر إليه شرعاً، وإلا؛ فلا بأس.(64/20)
هل من تقييم:المعرفة في الاسلام مصادرها ومجالاتها
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:03 م]ـ
وهي رسالة علمية نال بها الشيخ عبد الله القرني رسالة الدكتوراه:أود ممن نظر فيها أن يبدي تقييمه للكتاب،وأظن الكتاب من إصدارات دار عالم الفوائد.
وفقكم الله لمرضاته.(64/21)
ما حكم الصلاة في النعل وعلى مذهب من يجوز
ـ[ابوقصي الحلبي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:12 م]ـ
ما حكم الصلاة في النعل وعلى مذهب من يجوز
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:55 م]ـ
على مذهب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:08 م]ـ
سمعت من الشيخ الالباني رحمه الله كلاما فيما معناه: بأن الاصل في الصلاة أن تكون بنعال مخالفة لليهود و لكن إذا كان في النعال قذر تخلع كما فعل الرسول،،،،
و بما أن المساجد و المصليات الآن مفروشة فإن النعل و ما شابهها تؤثر في الفرش،،،،
و أما على مذهب من؟ فكما قال من سبقني إليك،،،، سنة النبي صلى الله عليه وسلم،،،، و لم يتطرق الشيخ إلى قول مخالف بأن الاصل الصلاة بنعل،،،،
ـ[ابوقصي الحلبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 09:54 م]ـ
اخوتي الكرام نحن مقلدون على المذاهب ولم نصل الى درجة الاستنباط من الكتاب والسنة وانت يااخيالذي تقول على مذهب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم اذا اشكل عليك شي ماذا ستفعل مثل كلمة قرؤ واذا تعارض نصان الخ وربما انت توصلت الى درجة الاجتهاد لكن غيرك لم يصل الى ما توصلت اليه(64/22)
عائنٌ أُعجب بسيارتي فأصابها بالعين ... هل يُشرع لي أن آخذ من غسله وأصبه على السيارة؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:40 م]ـ
عائنٌ رأى سيارتي وأُعجب بها فأصابها بالعين ... وضللت أشتكي من كثرة أعطالها المفاجئة في قصص غريبة ليس هذا مجال ذكرها.
1 - فهل يُشرع لي أن آخذ من غسله وأصبه على السيارة؟؟
2 - وهل يصح ما يشاع بين العامة بأن عرض السيارة للبيع يدفع عنها ما أصابها؟؟
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:48 م]ـ
اخي في الله هل انت متأكد من ان هذا الشخص هو العائن فاذا قلت نعم ما الذي ادراك هذا اولا اما الثانية اذا كانت عندك بينة عليه فخذ من مائه ورش السيارة وان لم تكن متأكد من هو العائن فاقرأ على السيارة ورشها بماء مقرؤ عليه والله اعلم
ـ[علي الكناني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيراً أبي الشيماء ...
بالنسبة هل أنا متأكد أولا ..... فالمسألة بذل سبب ... بارك الله فيك
ـ[علي الكناني]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أبي الشيماء ...
بالنسبة هل أنا متأكد أولا ..... فالمسألة بذل سبب ... بارك الله فيك
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد اسحاق]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:22 ص]ـ
اذا كنت أخي الكريم تعرف من هو العائن فحاول أن تأخذ شيئا من فضل مائه وترش به سيارتك ولا حرج في ذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: من تتّهمون؟
أمّا اذا لم تكن تعرف العائن فاقرأ آية الكرسي والمعوذات على الماء ورشّها وياحبّذا لو تكرّر العملية ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:08 م]ـ
اخي في الله لا بد من النظر الى المفاسد التي يحصل بها الطلب من الرجل العائن الماء لانه اذا طلبت منه الماء ممكن يترتب على هذا الطلب مشاكل اما اذا علمت انه لان يحدث مفاسد فاطلب منه الماء والله اعلم
ـ[علي الكناني]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:02 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً
ليتني أحصل على إفادة منكم حول هذا السؤال ...
-وهل يصح ما يشاع بين العامة بأن عرض السيارة للبيع يدفع عنها ما أصابها؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:38 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً
ليتني أحصل على إفادة منكم حول هذا السؤال ...
-وهل يصح ما يشاع بين العامة بأن عرض السيارة للبيع يدفع عنها ما أصابها؟؟
__________________
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:53 م]ـ
حكاية على الماشي من نافلة القول و طريفه: أنا لست من أهل العين و لكن قبل أكثر من عشر سنوات كنا أنا و قريب لي في المعارض نريد بيع سيارة أخي و في ذات الوقت أبحث عن سيارة لي، و نحن فخضم الزحام و السيارات تمشي بشكل بطيء و بطيء جدا في ناحيتنا و على الناحية الآخرى في منطقة المعارض شاهدت سيارة من أعجبتني و سرقت لبي ـ إن صح الوصف ـ و تحديدا في عملية الوصف أنني شاهدتها و إنجذب قلبي إليها و عشت حلوة تلك النظرة كأجمل لحظة يشاهدها الانسان في حياة، المهم أن السيارة تصنف من السيارات الجديدة و هي كذلك، تجاوزتنا إلى الخلف بمعنى نحن متجهون جنوبا و هي بعكسنا تتجه نحو الشمال، و بعد أن مشينا تلك المشي البطيء إنتهت مسافة السوق (المعارض) و عدنا مرة أخرى نريد الدخول في المعترك من جديد لعل يأتينا مشتري قبل الغروب.
و المفاجأة أن وجدنا تلك السيارة التي رمقتها بنظري فسرقت لبي برهة من الزمن ـ و لم أذكر الله عليها ـ وجدناها متعطلة واقفة و فاتح غطاء الماكينة و يستنجد بمعين، قلت لصاحبي دعنا نقف عنده فهي فرصة كي نسأله عنها.
ذهبنا إليه و سألناه: سلامات؟
قال: أبدا فجأة تعطلت، و السيارة ليس من عادتها أن تتعطل.
قلت له: شغل السيارة.
ركب سيارته و شغلها و لم تشتغل.
قلت له: ابقى بالسيارة لحظة واحدة، ثم بصقت عليها و ذكرت الله ماشاء الله تبارك الله.
ثم قلت له: شغلها.
فبحمد الله اشتغلت، و أتاني الرجل، منبهرا، ماذا فعلت؟
فخجلت أن أذكر له الأمر؛ فقلت له لا عليك إلحق بالسوق فهي ربما كانت حارة قليلا ثم لما بردت اشتغلت. ذهب الرجل فرحا و مندهشا و لم يعقب.
و للعلم فإن العاين لا يلزم أن يكون معروفا بذلك، فما يقع في القلب من الانجذاب لشيء معين بدون ذكر اسم الله عليه يحصل له نوع موافقة فتصيب.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي إبراهيم
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:11 م]ـ
قرأت كلاماً لابن القيم رحمه الله تعالى منذ زمن يرى فيه أن العائن إن عرف هذه الخاصية في نفسه وتعمد استخدامها فهو ضامن لما أتلفه، وإن حصل قتل فعليه الدية، أما أخذ ماء العائن ورشه على الذي أصابته العين فهو المفهوم من الحديث سواء أكان المصاب إنيان أو حيوان أو آلة، ولا يوجد ما يقصر الفهم على البشر، والحكاية الأخرى التي ذكرتها فلا أدري عنها شيئاً ولعلها من أدبيات العامة والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/23)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[17 - 04 - 06, 08:51 ص]ـ
سمعت شيخنا ابن باز قدس الله روحه
يسأل عن أخذ شيء من العائن ورش السيارة، أو صبه في الأديتر، فقال: لم يرد هذا مع الجمادات، فلا يشرع فعله.
خذ الفتوى حفظك الله، ولا تقل جربنا ونجحت التجربة
وأنت غير ملزم بالفتوى، غير أنها علم أحببت طرحه للفائدة(64/24)
ما الحكم الشرعي في من يدخل للمنتديات بأسماء مستعارة
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله: سألت اكثر من سؤال وللاسف الشديد لم اكن اتوقع هذا من اهل الحديث وعلى كلا حسبنا الله ونعم الوكيل
اخوتي ما الحكم الشرعي في من يدخل للمنتديات بأسماء مستعارة ويدخل للمنتدى الواحد باسمين ولا يدخل بالاسم الحقيقي او الكنية الحقيقية فنرجوا الجواب مع التفصيل بالادلة وبارك الله فيكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:47 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3362&highlight=%C7%E1%CA%D5%D1%ED%CD(64/25)
إلى جميع اخواني واخواتي في المنتدى.في موضوع وهو (((حقوق المرأه بين الواقع والشرع)))
ـ[أم الزبير]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
إلى جميع اخواني واخواتي في المنتدى أرجو منكم مساعدتي في موضوع وهو (((حقوق المرأه بين الواقع والشرع))) أريد مثلا استبيان او دراسات سابقه لهذا الموضوع او احصائيات وغير ذلك مما يتعلق بالموضوع ..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ..
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:26 ص]ـ
وعليكم السلام
لك كتابة:
"حقوق المرأة بين"
في قوقل أو أي محرك بحث آخر ( http://eyoon.com/4/246/).(64/26)
أسعاف إلى كيفية الورد على الصبيان ((الأطفال)) عاجل؟!!!!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 01:31 ص]ـ
أخوتي من المشائخ وطلبة العلم أريد منكم المساعدة ,,,
وهو هل يجود كتاب يتكلم عن كيفية تحصين الصبيان (الأطفال) وكيفية الورد عليهم
لأنه في الحقيقة في هذا الزمن صارة أعين الناس خطره!! وتعلمون بارك الله فيكم
أن الأطفال أبرياء لا يعلمون كيفية الورد إلا من قبل الوالدين والقراءة عليهم ..
أرجوا منكم إحاله إلى كتاب أو أدله تبين ذلك لتعم الفائدة لكل من يريد
أسأل الله جل وعلا أن يحفظ أبنائكم ويجعلهم من حفظة كتاب الله ومن البارين لكم آمين,,,,
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 01:52 م]ـ
للرفع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:09 م]ـ
للرفع أيضاً!!!!!!!!!
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:27 م]ـ
((أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة))
ـ[أبو محمد اسحاق]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:33 ص]ـ
كان عليه الصلاة والسلام يكثر من تحصين الحسن والحسين رضي الله عنهما بقوله:
أعيذكما بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة ومن كلّ عين لامّة.
واحرص بأن لا تزيّن الطفل بزينة تجلب الأنظار اليه, أمّا اذا وقعت فما عليك الاّ بأن تقرأ آية الكرسي والمعوذات والدعاء المأثور: بسم الله أرقيك .... الخ مرّة أو عدّة مرّات على ماء ويغتسل به أو زيت الزيتون ويدهن به ..
لابدّ من تكرار العلاج حتّى يشفى ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:05 م]ـ
اخي في الله عليك بكتاب الرقية الشرعية منه الكتاب والسنة للشيخ خالد القحطاني وفيه ايات الرقية تقرأها على الاطفال مع النفث وتقرأها على الماء ويشربون منها او يغسلون وجوههم او يغتسلون منها.
شفانا الله وشفاكم
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحيم الرحيم، وبه نستعين
* عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري في صحيحه برقم (3371).
* وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! .. ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟. قال: (أما لو قلت، حين أمسيت: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " لم تضرك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2709).
* وعن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من نزل منزلا ثم قال: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2708).
* وعن عمرو بن شعيب عن جده قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: " بسم الله .. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "، قال: فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في (المسند، 10/ 170) وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ..
وأيضاً تعيذ بها مَن تشاء في الصباح والمساء .. كأن تقول: أعيذكم (ياوالدي) أو (يا أهلي) أو (يا أطفالي) .. أو أعيذك (يا إبني فلان) أو (يا بنتي فلانة) أو (يا أخي) أو (يا أختي) أو (يا زوجتي) أو (يا صاحبي) ... إلخ ..
فتقول:
[أعيذكم يا ( ..... - وتسمي من تشاء -) بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامَّة].
وتضيف:
و [أعيذكم بكلمات الله التامات من شر ما خلق].
وتضيف:
و [أعيذكم بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون].
وبالمناسبة فأنا أعوِّذ والديَّ وأهلي وأطفالي بهذه التعويذات إذا أصبحت وإذا أمسيت وأراهم يُحفظون بحمد الله .. خصوصاً إذا قلت هذه التعويذات بتأمل وقلب حاضر فإني أرى من حفظ الله لهم شيئاً عجيباً .. و (اللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وذرياته وأزواجه وأصحابه أجمعين وعلى تابعيهم وتابع التابعين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيراً.(64/27)
هل يجوز أخذ منحة مادية للعاملين بمناسبة المولد؟
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:48 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جرت العادة عندنا في الهيئات الحكومية في مصر، أن الدولة تعطي، للأسف الشديد، منحة مادية للعاملين بمناسبة المولد، بحجة التوسيع على الموظفين، في هذه المناسبة، فما حكم قبول هذه المنحة، وما حكم قبول هدية تتعلق بشعائر هذا العيد البدعي، كحلوى المولد المشهورة عندنا في مصر، وإن لم ينو المهدى إليه نية التعبد في قبول أو أكل هذه الحلوى، كما هو الغالب على من يشتريها ويأكلها في هذه الأيام، وإنما قصده عدم إحراج المهدي أو الشخص الذي يعرض عليه قطعة منها من باب المجاملة أو ما شابه ذلك، وجزاكم الله خيرا
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 09:07 ص]ـ
اللهم اصلح حال الامة وردها إلى الكتاب والسنة
وطهرها من البدع والمحدثات
آمين(64/28)
الجمع في المطر
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:20 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد: ...
فقد حصل نوع إشكال في الجمع بين العشائين فمن قائل أن الجمع لا مبرر له وعلى من جمع الإعاده وآخر يقول رخصة والعمل بها قال به جمع من أهل العلم ....
وحالة المطر يوم أمس كانت على النحو التالي:
كان المطر مستمراً على فترات متقطعة منذ صلاة الظهر فترة يكون فيها المطر شديد وأخرى متوسط وتارة خفيف حتى صلاة المغرب وما بعدها ....
عليه أحبتي في الله نرجو التفصيل في هذه المسألة لأهميتها وخاصة في مثل هذه الأيام ...
وما قولكم فيمن ألزم الناس بلإعادة وفقكم الله لما يحب ويرضاه
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:12 م]ـ
مسألة الجمع وقع الخلاف فيها بين العلماء
ولكن اذا وجدت علة للجمع فالجمع صحيح والله اعلم
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:08 م]ـ
مسألة الجمع وقع الخلاف فيها بين العلماء
ولكن اذا وجدت علة للجمع فالجمع صحيح والله اعلم
ان تكلمت بارك الله عليك فتكلم بدليل،فانت قلت وقع فيها خلاف،اسرد الخلاف، و ما رجح عند
العلماء.
ـ[الديرزوري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والقاعدة الشرعية تقول: الامر اذا طرأ عليه الاحتمال بطل به الاستدلال
والله الموفق
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:11 م]ـ
اخي في الله جزاك الله خيرا على حرصك على طلب الدليل
وانت تعلم يا اخي ان الجواب يحتاج لكتب وانت تعلم ان المسالة خلافية فالذي يترجح عند الامام الشافعي غير الذي يترجح عندالامام احمد والذي يترجح عند الامام ابو حنيفة غير الذي يترجح عند الامام مالك والجمهر متفقون على وجود العلة. والذي يترجح عندك غير الذي يترجح عندي مثلا فانا اميل لقول الامام احد وانت ممكن انك تميل للجع الصوري وغير هذا من المسائل الذي لربما يتوه فيها السائل والله اعلم(64/29)
سؤال عن الخلع من السويد تفضل لمن يملك الاجابة الشافية
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 09:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال ورد إلى احد المنتديات يطلب فيه الاجابة
الى فضيلة الشيخ المحترم وبعد
فاني طالب علم سلفي في دولة السويد, وقد قمت بمخالعة فتاة حسب طلبها بذلك بعد ان اصبحت تكره زوجها الذي لم يدخل بها , وقد عقد قرانه عليها فقط, ثم أصبحت لا تثق به بسبب بعض تصرقاته ثم تأزمت الامور بينهم فأصبحت تكرهه , فتقدمت بطلبها لي وتحققت من الأمر ... فقمت بمخالعتها بأن ردت المهر المبذول لها مع الذهب وكذلك زيادة من عندها كل الهدايا التي أرسلها لها أهل زوجها ,
واعتمدت بذلك على قوله صلى الله عليه وسلم
((أتردين عليه حديقته)) وهذا الحديث صريح في أن مقدار العوض كان بقدر ما أعطاها لا أكثر منه.
وكما جاء في تفسير ابن كثير ج1 ص275
((وقال معمر والحاكم: كان علي رضي الله عنه يقول لا يأخذ من المختلعه فوق ما أعطاها ,
وقال الأوزاعي: القضاة لا يجيزون أن يأخذ الزوج منها أكثر مما ساق اليها)).
وقال الامام الخرقي الحنبلي ((لا يستحب له أن يأخذ أكثر مما أعطاها)).
كما ... أن زوج هذه الفتاة يريد أكثر مما أعطاها ... فهل هذا الخلع وقع صحيح؟
أفتونا جزاكم الله خيراً
اقول ان اخذ اكثر من المهر في الخلع جائز
أريد الاجابة الشافية على هذا السؤال من جميع جوانبه
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:50 م]ـ
لم يصح عن على منعه هذا
بل اجماع الصحابة على جوازه
وصح بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه عند الطبري أنه يأخذ منها حتى قرطها
وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه أجازه وعلقه البخاري في صحيحه مجزوما به
ووصله غيره.
وعند مالك في الموطأ وغيره بسند صحيح عن نافع مولى ابن عمر ان مولاة لابن عمر اختلعت بكل شئ من زوجها فلم ينكر ابن عمر
اما من بعد الصحابة فقد اختلفوا بين مجيز وكاره ومانع
ثم ان ما اعلمه ان الخلع لا يكون الا برضى الزوج ويحدث بينه وبين زوجته
او بفعل السلطان او من ينيب عنه ممن له ولاية عامة كالقاضي وليس لعوام الناس!
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:02 م]ـ
ثم ان ما اعلمه ان الخلع لا يكون الا برضى الزوج ويحدث بينه وبين زوجته
او بفعل السلطان او من ينيب عنه ممن له ولاية عامة كالقاضي وليس لعوام الناس!
هذا الكلام يحتاج إلى تفصيل وبيان على هذا النحو:
• المبحث الأول: القائلون بالندب
ذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب استجابة الزوج لمطلب زوجته:
قال الطبري: غير أني أختار للرجل استحبابا لا تحتيما إذا تبين من امرأته أن افتداءها منه لغير معصية لله بل خوفا منها على دينها أن يفارقها بغير فدية ولا جعل فإن شحت نفسه بذلك فلا يبلغ بما يأخذ منها جميع ما آتاها) اهـ
وقال عطاء بن أبي رباح (يحل الخلع أن تقول المرأة لزوجها: إني لأكرهك وما أحبك)
قال ابن حجر هو (أمر إرشاد وإصلاح لا أمر إيجاب)
قال الحجاوي: (وإذا كرهت المرأة زوجها لخلقه أو خلقه أو كرهته لنقص دينه أو لكبره أو لضعفه أو نحو ذلك وخافت إثما بترك حقه فيباح لها أن تخالعه على عوض تفتدي به نفسها منه لقوله تعالى {فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} ويسن له إجابتها إلا أن يكون الزوج له إليها ميل ومحبة فيستحب صبرها وعدم افتدائها) اهـ قال الشارح (قال أحمد ينبغي لها أن لا تختلع منه وأن تصبر، قال القاضي قول أحمد ينبغي لها أن تصبر: على سبيل الاستحباب والاختيار ولم يُرد بهذا الكراهة) اهـ
• المبحث الثاني: القائلون بالوجوب:
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني إلى الوجوب، وأيد ذلك الشيخ صالح العثيمين فقال اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة فأكثرهم يقول لا يلزم، فهو زوج وبيده الأمر، والقول الراجح أنه يلزم إذا قالت الزوجة أنا لا مانع عندي، أعطيه مهره وإن شاء أعطيته أكثر، لأن بقاء المرأة معه في هذه الحال شقاء له ولها، وتفرق، والشارع يمنع كل ما يحدث البغضاء والعداوة، فبيع المسلم على المسلم حرام لئلا يحدث العداوة فكيف بهذا؟ فيلزم الزوج أن يطلق وحديث ثابت رضي الله عنه يدل عليه، لأن النبي قال " خذ الحديقة وطلقها" والأصل في الأمر الوجوب، وقول الجمهور: فيه إن هذا للإرشاد فيه نظر،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/30)
والقول بالوجوب هو الراجح، يقول في الفروع إنه ألزم به بعض القضاة في عهده، وهؤلاء الذين ألزموا به وفقوا إلى الصواب"اهـ
فيجب على الزوج أن يستجيب لمطلب الزوجة.
• المبحث الثالث المناقشة والترجيح:
القول الراجح هو وجوب استجابة الزوج لمطلب زوجته، فيقبل المهر أو ما اتفقا عليه، فإن أبى فلا عبرة بإبائه، فالخلع من المرأة كالطلاق من الرجل، فكما أنه لا تشترط موافقتها على الطلاق، فلا تشترط موافقته على الخلع، ولو كان الخلع مرهونا بموافقته، لكان طلاقا محضا، ولما كان لآية الافتداء معنى، والأدلة تؤكد ما ذهبنا إليه:
1. روى البخاري عن ابن عباس: "أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتردين عليه حديقته). قالت نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقبل الحديقة وطلقها تطليقة).
وجه الدلالة
الأمر في "اقبل الحديقة" للوجوب لعدم وجود الصارف الذي يصرفه عن الوجوب. ولو علمه ثابت للندب والاستحباب لاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبقائها،
2. روى البخاري عن ابن عباس (أن زوج بريرة عبد أسود يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس (يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا). فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو راجعته). قالت يا رسول الله تأمرني؟ قال (إنما أنا أشفع). قالت لا حاجة لي فيه)
وجه الدلالة
عندما كانت بريرة أمة كانت مغلوبة على أمرها وعندما أعتقت صار الموجب للخيار العتق فاختارت نفسها، وعلمت أن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لو راجعتِه) كان للشفاعة لا للإيجاب، فلم تحد عن اختيارها نفسها، إذن إذا صممت المرأة على اختيار نفسها لا يجوز إجبارها على البقاء مع رجل لا تحبه ولا اعتبار لممانعة الرجل في ذلك بل يجب عليه قبول مخالعتها إذا رغبت عنه ..
3. قوله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"
وجه الدلالة:
إن مبدأ العدالة القرآني جلي لمن كان له قلب، فكما أن الشارح وضع حلا للزوج عند رغبته عن زوجته بالطلاق فأكد أن للمرأة نفس الحق عند رغبتها عن زوجها بالخلع، حيث إنه لا يوجد موجب أو ملجئ لدوام العشرة بين الزوجين غير المودة والرحمة اللتين قررهما القرآن، لا الإكراه والإجبار، ولو أباح الشارع الحكيم للمرأة الخلع مع اشتراط القبول من الزوج لإمضاء الخلع، لما كان للمخالعة معنى، ولكان تشريع الخلع عبثا ولغوا لا قيمة له، فتنبه.
------------------
تفسير الطبري
تفسير الطبري
فتح الباري 9/ 505 العلمية
كشاف القناع 7/ 2569
هو القنوجي في نفس الصفحة
الفروع 5/ 343
نيل الأوطار 6/ 279
الشرح الممتع 12/ 454
أخرجه بهذا اللفظ البخاري (فتح الباري 9/ 494)، والنسائي (6/ 123)، وابن الجارود (ص 305) والدار قطني (2/ 156) ط دار الفكر، والبيهقي (7/ 3 1 3).
فتح الباري 9/ 509
سورة البقرة 228
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 10:26 م]ـ
رسالة في جوازخلع القاضي للزوجة
ببعض المهرعند حدوث الشقاق بين الزوجين
للشَّيخ العلاَّمة
فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
المتوفي عام 1376 هـ
رحمه الله
رسالة في جواز خلع القاضي للزوجة
ببعض المهْرِ عند حدوث الشقاق بين الزوجين
من فيصل بن عبدالعزيز إلى حضرة الأخ المكرم الأحشم المحب الناصح الأمين الشيخ إبراهيم بن سليمان بن ناصر () سلَّمه الله تعالى وهداه، ونصره على من عاداه، وأرشده إلى الصراط المستقيم آمين، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، ومغفرته وطيب صلواته.
ونحن - فنحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو - بخيرٍ و عافيةٍ، عسى اللهُ يُعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، و يُثبتَنا و إيَّاكم على الدين، وكتابُكم الكريم وصل، وسرَّنا ما ذكَرتُم فيه، خصوصاً تأنِّيكم واستفساركم عن مستندنا في حكمنا، فهذا هو الواجب بين طلبة العلم، وخصوصاً المتجاوِرين، وزيادةً على ذلك ما تعلم، والحقُّ ضالَّة المؤمن، فأقول وبالله التوفيق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/31)
مستندي في ذلك قول الله تعالى: ?وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا?، وقَولُه ? لثابتٍ بنِ قيسِ: (خذ الحديقة وطلِّقْها تطليقةً)، فإذا لم يُفِدْ الحَكَمانِ بشيء، و أبَى الزوجُ التطليقَ، جازَ للحاكمِ التفريقُ بينهما، لأنَّ الضررَ اللاحقَ من الشقاق أعظمُ من الضررِ اللاحقِ من الإيلاء أو الإعسار، ولا تخفاك أقوال العلماء في ذلك.
و قد قال في الاختيارات لشيخ الاسلام ابن تيمية: (ويجوز الخُلعُ عند الأئمَّة الأربعةِ والجمهورِ من الأجنبي) - إلى أن قال - (وفي معنى الخُلعِ من الأجنبي العفوُ من القصاص وغيره على مالٍ من الأجنبي كما ذكره الفقهاء في الغارم ولإصلاح ذات البين، فإنَّه يَضمَنُ لكُلٍّ مِن الطرفَيْنِ مالاً مِن عندِه، والتَّحقيقُ: أنَّه يصُحُّ ممَّن يصُحُّ طلاقُه بالمُلكِ أو الولايةِ، كالحاكِم في الشقاق، وكذا لو فعلَه الحاكمُ في الإيلاءِ أو العِنَّة أو الإعسار أو غيرها من المواضعِ التي يملِكُ الحاكِمُ الفُرقَة) انتهى.
وقال الشوكاني في "الدررالبهية": (إذا خالَعَ الرجلُ امرأتَهُ صارَ أمرها إليها: لا ترجِعُ إليهِ بِمُجَرَّدِ الرَّجعَةِ، ويجوزُ بالقليلِ والكثيِر ما لمْ يجاوِزْ ما صارِ إليها منْهُ، ولا بُدَّ من التراضِي بينَ الزوجين على الخُلعِ، أوْ إلزامِ الحاكمِ مع الشقاقِ بينَهُما، وهو فَسخٌ) انتهى.
وقال ابن القيَِّم في "الهَدْيِ": (مَنْ نَظَرَ إلى حَقائقِ العُقُودِ و مقاصدِها دونَ ألفاظِها يعُدُّ الخُلع فسخاً بأيِّ لفظٍ كان حتَّى يلفُظَ الطلاق، وهذا أحد الوجهين لأصحابِ أحمدَ، وهُوَ اختيارُ شيخِنا) انتهى.
وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلاني في"فتح الباري شرح صحيح البخاري": - على قولِه: باب الشقاق، وهل يشيرُ بالخُلعِ عند الضرورة، وقوله تعالى: ?وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا? الآية.
(قال ابن بطال: أجمع العلماء على أنَّ المخاطب بقوله تعالى:?وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا?الحكَّامُ، وأنَّ المرادَ بقولِه: ?إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً? الحَكَمانِ، وأنَّ الحكَمَين يكونُ أحدُهما من جِهةِ الرجلِ والآخر من جِهةِ المرأة، إلاَّ أنْ لا يوجدَ من أهلِهما من يصلُحُ، فيجوزُ أن يكونَ من الأجانبِ مِمَّن يصلُحُ لذلك، وأنهما إذا اختلفا لم ينفُذْ قولُهُما وإن اتَفقا نفَذَ في الجمعِ بينهما من غير توكبل، واختلفوا فيما إذا اتفقا على الفرقة، فقال مالكٌ والأوزاعيُّ وإسحاقُ: يَنفُذُ بغير توكيلٍ ولا إذْنٍ مِن الزوجيِن، وقال الكوفيون والشافعيُّ وأحمدُ: يحتاجان إلى الإذْن، فأمَّا مالكٌ ومن تابعَه فألحَقُوهُ بالعِنِّين والمَوْلَى، فإنَّ الحاكِم يُطَلِّقُ عليهِما، فكذلكَ هذا، وأيضاً فلمَّا كان المخاطَبُ بذلكَ الحُكَّام، وأنَّ الإرسال إليهم، دلَّ على أنَّ بلوغَ الغاية من الجمع أو التفريق إليهم، وجرى الباقون على الأصلِ، وهو أنَّ الطلاقَ بِيَدِ الزوجِ فإن أذِنَ في ذلك، وإلاَّ طلَّقَ عليه الحاكم) انتهى.
فبموجبِ ذلك لمَّا حصَلَ الشقاقُ وطال النزاعُ بين "فلانٍ" وزوجتِه المذكورَينِ خَلَعناها منه ببعضِ المهْرِ، وطلَّقناها عليه تطليقة، هذا حُكمُنا في ذلك، فإن كانَ صواباً فمن الله، و أرجو من الله الإثابة، وإن كان خطأً فمنِّي و من الشيطان فأرجو من الله المغفرة، والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
هذا ما لزم مع إبلاغ السلام الأمير والعيال وعبدالله بن ناصر والإخوان والأشراف والجماعة، ومِن لدينا الأمير وعبدالله والإخوان والجماعة يسلِّمون، والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته،،،
حُرِّر: 1/جمادى آخر/سنة 1361هـ
قاضي رنية(64/32)
كيف يكون الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كبيرة فقط!!!!!
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة فقط؟!!!!!!!!!!!!!(64/33)
حكم العلمانية في الإسلام (الشيخ عبد العزيز الطريفي)
ـ[نياف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:46 م]ـ
عنوان الفتوى
حكم العلمانية في الإسلام
المفتي
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
تاريخ الفتوى
11/ 3/1427 هـ -- 2006 - 04 - 10
السؤال
ما حكم العلمانية في الإسلام، وما حكم الشرع في أهلها؟.
الإجابة
العلمانية مذهب جاهلي قديم، قوبل به بعض الأنبياء في رد دعوة الوحي، لكنه نودي به في هذا العصر باسم جديد لطيف، تدليساً وتلبيساً، وهو يتكيء على حرية الفكرة والرأي في مقابل كل تشريع، ويعتمد على المادية والمصلحة الشخصية، وهو مذهب قديم دعا إليه الجاهليون، فهم يرون حرية الاعتقاد والرأي وهذه القول معروف عند بعض الملاحدة السابقين كابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم الذين يقولون: أنه يسوغ للرجل أن يتمسك بالنصرانية واليهودية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذا التمسك كتمسك أصحاب المذاهب الأربعة بمذاهبهم، ويقولون: كلها مسالك توصل إلى الله. والدعوة للحرية مطلب جاهلي قديم وإن غير مسماه طالب به قوم شعيب وجهال قريش، فدعاة هذه الفكرة، بحثوا يريدون في كل حكم شرعي علة ظاهرة تقنع كل عقل مهما ضحل وقل فهمه، وإلا فالشرع متهم، ونسوا أن الحكمة لو كانت ظاهرة جلية في كل حكم، وقبلها كل عقل بلا أدنى تفكر، لأصبح لا يخالف الشرع إلا المجانين والسفهاء، ولا محل للابتلاء حينئذٍ.
فقد نهى شعيب قومه عن معاملات اقتصادية محرّمة فطلبوا الحرية، فقالوا: ما علاقة صلاتك ودينك باقتصادنا. قال تعالى: (قالوا يشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنآ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) ..
قال القرطبي: (قيل معنى أو أن نفعل في أموالنا مانشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه إنك لأنت الحليم الرشيد يعنون عند نفسك بزعمك) روى ابن جرير قال: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء قال نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم فقالوا إنما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء إن شئنا قطعناها وإن شئنا حرقناها وإن شئنا طرحناها
ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم جهال قريش عن الربا، فقالوا: (إنما البيع مثل الربا)!
قال ابن كثير: (البيع مثل الربا أي هو نظيره فلم حرم هذا وأبيح هذا وهذا اعتراض منهم على الشرع أي هذا مثل هذا وقد أحل هذا وحرم هذا). انتهى كلام ابن كثير.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=14934&catid=1408&Itemid=35
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:10 م]ـ
وللمزيد عليك برسالة الشيخ سفر الحوالي عن العلمانية
ـ[نياف]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:45 م]ـ
وللمزيد عليك برسالة الشيخ سفر الحوالي عن العلمانية
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******ID=1
ـ[حيدره]ــــــــ[08 - 05 - 10, 07:34 ص]ـ
جزاك الله خير(64/34)
بداية البحث
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:34 م]ـ
المسألة: الأولي: ما ثبت التفاضل بين الرجال والنساء في الكتاب أو السنة وانعقد الإجماع عليه.
1 - العقيقة:
2 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة)
3 - وفي لفظ (أمرنا أن نعق عن الجارية شاة وعن الغلام شاتين) (1).
4 - وعن أم كرز الخزاعية أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن العقيقة؟ فقال: (عن الغلام شاتان وعن الأنثى واحدة, لا يضركم ذكراناً كن أو إناثاً) (2).
1 - صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6/ 158) وأبوداود (2834) والترمذي (1513) وابن ماجه (3163) وأبو يعلى في المسند (4648) وابن حبان في صحيحه (5310) والطحاوي في المشكل () والألباني في الإرواء (1166) "إسناده صحيح على شرط مسلم". والهلالي في تحفة المودود صـ73
2 - صحيح أخرجه أبو داود (2835) و النسائي () والترمذي (1516) وصححه وابن ماجه (3162) وابن حبان في صحيحه (5312) والحاكم () ووافقه الذهبي () وصححه أيضاً ابن القيم أحكام المولود صـ113. 74 وحسنه الحافظ في الهداية (4080) والهلالي في المودود صـ
3 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن الغلام عقيقتان وعن الجارية عقيقة)
صحيح: أحرجه الطبراني () والطحاوي في المشكل وصححه الألباني في الإرواء (1166) وفي صحيح الجامع (4107).
وبقول الأدلة قال الجمهور ولم يخالف غير مالك ابن أنس رضي الله عنه فقال: "يدبح عن الغلام شاة واحدة وعن الجارية شاة والغلام والجارية في ذلك سواء" التمهيد لابن عبد البر (7/ 106)
وقال ابن عبد البر: "الحجة له ولمن قال بقوله " واستدلوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً) انظرالإتحاف بتخريج أحاديث الإشراف للقاضي عبد الوهاب المالكي (4/ 1729)
قلت: وكذا قال أبو جعفر محمد بن علي بن حسين والأحاديث حجة عليهم وكلامهم في غير محل النزاع وفعل لا عموم له, وذاك أمره صلىالله عليه وسلم وهو مقدم على الفعل عند التعارض ولا تعارض هنا على ما يبدوا لى
قال ابن القيم في أحكام المولود صـ118: "فجرت المفاضلة في العقيقة هذا المجرى-أي مجرى العتق- لولم يكن فيها سنة كيف والسنن الثابتة صريحة بالتفاضل".(64/35)
مجموع فيه: أشعار وقصائد في الذب عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومديحه (شارك)!
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:14 م]ـ
بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .......
وبعد، فهذا مجموع فيه قصائد واشعار في الذب عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مديحه والثناء عليه صلى عليه ربي وسلم، شارك في جمع ما تجده من الأشعار هنا، وانصر نبيك صلى الهل عليه وسلم ..........
وقد قمت بتفريغ أغلب ما في موقع نصرة النبي صلى الله عليه وسلم (إلا رسول الله) http://nosra.islammemo.cc وبعض ما قابلي من المواقع الأخرى، لكن الملفات تحتاج إلى تنسيق .........
والله المستعان(64/36)
بحث جميل حكم قراءة لمأموم للفاتحة في الصلوات الجهرية
ـ[المستفيد7]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:57 م]ـ
حكم قراءة لمأموم للفاتحة في الصلوات الجهرية
سؤال رقم75 إذا كنت خلف الإمام في صلاة المغرب أو العشاء أو الفجر، فهل يجب علي أن أقرأ الفاتحة؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد اختلف العلماء في حكم قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية إذا كان يسمع قراءة الإمام على ثلاثة أقوال:
القول الأول: ليس للمأموم أن يقرأ في الصلاة الجهرية إذا كان يسمع الإمام لا بالفاتحة ولا بغيرها. وهذا قول جمهور العلماء، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد وأحد قولي الشافعي، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
القول الثاني: يجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة في الصلاة الجهرية كالسرية وهو المذهب عند الشافعية وقول ابن حزم من الظاهرية.
القول الثالث: يستحب للمأموم قراءتها وهو قول الأوزاعي وجماعةٍ من أهل العلم.
والأظهر- والله أعلم- هو القول الأول، وهو أن المأموم إذا كان يسمع قراءة الإمام في الصلاة الجهرية فلا يقرأ لا بالفاتحة ولا بغيرها، بل يجب عليه الإنصات لقراءة إمامه؛ ولا يشرع للإمام السكوت ليقرأ المأمومون؛ والأدلة على ذلك ما يأتي:
1 - قول الله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون). قال الإمام أحمد: أجمع الناس على أن هذه الآية نزلت في الصلاة.
2 - وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا}. رواه الخمسة إلا الترمذي، قال مسلم: هو صحيح. وهو في الصحيحين بدون هذه الزيادة ..
3 - وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال: أقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا. . -الحديث وفيه-: وإذا قرأ فأنصتوا).
4 - وروى أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: ((هل قرأ معي أحد منكم آنفاً؟)) فقال رجل: نعم يا رسول الله. فقال: ((إني أقول: مالي أنازع القرآن)) قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأعل الحديث بأن قوله: ((فانتهى الناس. . .)) مدرج من كلام الزهري كما قاله البخاري والذهلي وغيرهما.
5 - وروى الدارقطني عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة} وقد روي هذا الحديث مسندا من طرق كلها ضعاف، والصحيح أنه مرسل، إلا أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله- قال: " إن هذا المرسل قد عضده ظاهر القرآن والسنة وقال به جماهير أهل العلم من الصحابة والتابعين ومثل هذا المرسل يحتج به باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم" الفتاوى الكبرى 2/ 290.
6 - ومما يؤيد ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه " لو كانت القراءة في الجهر واجبة على المأموم للزم أحد أمرين: إما أن يقرأ مع الإمام، وإما أن يجب على الإمام أن يسكت له حتى يقرأ ولم نعلم نزاعا بين العلماء أنه لا يجب على الإمام أن يسكت لقراءة المأموم بالفاتحة ولا غيرها، وقراءته معه منهي عنها بالكتاب والسنة. فثبت أنه لا تجب عليه القراءة معه في حال الجهر، بل نقول: لو كانت قراءة المأموم في حال الجهر والاستماع مستحبة، لاستحب للإمام أن يسكت لقراءة المأموم، ولا يستحب للإمام السكوت ليقرأ المأموم عند جماهير العلماء، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل وغيرهم. وحجتهم في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسكت ليقرأ المأمومون، ولا نقل هذا أحد عنه" (الفتاوى الكبرى 2/ 290).
فهذه الأدلة تفيد بمجموعها عدم مشروعية قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية إذا سمع قراءة الإمام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/37)
وأما حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) متفق عليه، وحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القران فهي خداج ثلاثاً غير تمام)) فهذه النصوص يمكن الجواب عنها بجوابين:
الأول: أنها مخصوصة بالنصوص الأولى، فتحمل على غير المأموم جمعاً بين الأحاديث، بدليل الإجماع على عدم الأخذ بعمومها، قال الإمام أحمد رحمه الله: "ما سمعنا أحداً من أهل الإسلام يقول: إن الإمام إذا جهر بالقراءة لا تجزئ صلاة من خلفه إذا لم يقرأ".
والثاني: أن الإمام إذا قرأ وأنصت له المأموم وأمّن على قراءته، فهو في حكم من قرأها، كما أخبر الله تعالى عن دعاء موسى على فرعون، فقال: " وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم، قال قد أجيبت دعوتكما" فثنى الضمير مع أن المتكلم واحد. قال أهل العلم: لأن هارون كان يؤمن على دعاء موسى، فنسب الدعاء إليهما جميعاً. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (3/ 524): " وقد يحتج بهذه الآية من يقول: إن تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها".
وأما حديث عبادة بن الصامت –رضي الله عنه-قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف، قال: {إني أراكم تقرءون وراء إمامكم}، قال: قلنا يا رسول الله إي والله، قال: {لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها}. رواه أبو داود والترمذي، من طريق ابن إسحاق قال: حدثني مكحول عن محمود بن ربيعة عن عبادة، وتابعه زيد بن واقد وغيره عن مكحول، قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. فهذا الحديث هو عمدة القائلين بالوجوب، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية ضعف هذا الحديث فقال: "هذا الحديث معلل عند أئمة الحديث بأمور كثيرة، ضعفه أحمد وغيره .. والحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا صلاة إلا بأم القرآن} فهذا هو الذي أخرجاه في الصحيحين ورواه الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة وأما هذا الحديث فغلط فيه بعض الشاميين وأصله أن عبادة كان يؤم ببيت المقدس، فقال هذا فاشتبه عليهم المرفوع بالموقوف على عبادة" الفتاوى الكبرى (2/ 291)، والله أعلم.
http://69.20.50.243/shubily/qa/ans.php?qno=75
ـ[سيف الخولاني]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:58 م]ـ
السلام عليكم:
لقد أصبت أخي في بحثك في أن المأموم ليس عليه قراءة الفاتحة في الجهرية. لكن تضعيف شيخ الإسلام رحمه الله لحديث عبادة: " لا تفعلوا إلا بأم القرأن فأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها. " صواب من جهة وتقصير من جهة أخرى. فالحديث صح من طرق أخرى لم يذكرها شيخ الإسلام رحمه الله لكن من غير زيادة: " فأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها". فالحديث بهذه الزيادة غير محفوظ ضعيف كما بيّن ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود رقم 146. فالحديث بهذه الزيادة له ثلاث علل. الأولى: عنعنة محمد بن إسحاق، بيد أنه صرح عند بن خزيمة بالتحديث فزالت هذه العلة.
الثانية: عنعنة مكحول الشامي، فهو كثير الإرسال ثقة جليل.
الثالثة: الإضطراب في السند، فمرة رواه عن محمود الصحابي ومرة عن نافع بن محمود وهو مستور.
أدري أن الحديث بتلك الزيادة في كتاب صفة الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله، لكنها يجب أن تستدرك، وقد أتصلنا بمكتبة المعارف ووعدونا خيرا.
أما الحديث فقد رواه الإمام أحمد والبخاري في جزئه والبيهقي في جزئه أيضا والخطيب البغدادي وصححه الشيخ الألباني ومقبل الوادعي في المسند الصحيح. وقد جاء من طريق أنس رضي الله عنه وفيه: " لا تفعلوا، إلا أن يقرأ أحدكم بأم القرأن في نفسه". بدون تلك الزيادة فأنها معلولة. وقد فهم كثير من الناس ان معنى الحديث الأخير هو: انصتوا ألا بفاتحة الكتاب، وهو فهم خطأ للحديث. فالحديث معناه لا تفعلوا أي لا تقرأوا , وليس معناه أنصتوا كما ظن البعض. ثم الأيه التي في سورة الأعراف وأحاديث الإنصات تنسخ هذا الحديث كما ذكرت اخي. وهناك حديث عند البيهقي من رواية ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماكان في صلاة يجهر فيها الإمام بالقراءة فليس لاحد ان يقرأ معه. وهو صحيح على شرط البخاري على حدو د علمي، وقد شكك في رفعة الإمام البيهقي رحمه الله لأنه خالف فتوى لأبي هريرة رضي الله عنه بالقراءة في النفس. لكن قد صح البخاري في جزءه وعند البيهقي ايضا ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يقرأ في سكتات الإمام. وهو مذهب البخاري رحمه الله وعدد من الصحابة كأبي مسعود وغيره. لكن أحاديث السكتات لم تصح فيهما انقطاع. وللتفصيل بحث اخر ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/38)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 03 - 10, 03:17 م]ـ
يرفع للفائدة(64/39)
ضروري: هل يجوز لمن تزوج امرأة ولم يدخل بها أن يخرج معها بغير محرم وماذا يحل له منها؟
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 10:56 م]ـ
هل يجوز أن يخرج معها للضرورة أو لغير الضرورة؟ وهل يأخذها في زيارته لعمه مثلا وهل يصطحبها في دروس العلم؟
وماذا يحل له منها؟
أرجو المشاركة في أسرع وقت للضرورة ...... مأجورين.
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:17 م]ـ
قلت تزوج أمرأته
يعني هي زوجته متى ما عقد عليها العقد الصحيح
انتهت له أن يفعل كل شئ
ـ[حسين الفرضى]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم اتلأخ أبو تراب يثبت للرجل بمجرد العقد الصحيح جميع ما يحل للرجل من زوجته ,فيحل له الخروج معها والخلوة بها واصطحايها الى الدروس العلمية ,وهذا كله بمجرد العقد ولو لم يدخل بها, ولها الميراث والمهر وعليها العدة لحديث بروع بنت واشق فى السنن وغيرها وغيره من الأدلة ....... والسلام
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:39 ص]ـ
وهو كما قالا
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:14 ص]ـ
الأخ الفاضل قد يفهم أنه لا يحل بينهما ما يحل بين الزوج وزجته إلا بالزفاف الرسمي المتعارف عليه (العرس)!، بل متى ما تم العقد الشرعي الصحيح بينهما كانت زوجته شرعاً وحل بينهما كل شيء يحل بين الزوج وزوجته.
وفقهكما الله، وبارك لكما، وبارك عليكما، وجمع بنكما بخير.
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:47 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وماذا لو اشترط وليها عدم الدخول إلا بتجهيز مسكن الزوجية، أو ما شابه ذلك، هل يعتبر هذا الشرط أم يعتبر لاغيا كما يحصل في كثير من الزيجات عندنا في مصر، خاصة مع شيوع الفساد في هذا الزمان فقد يعقد عليها دون زفاف يشهر فيه الزواج ثم يقضي وتره منها ويتهرب من تبعات ذلك، فتتعرض الأسرة للفضيحة لأن الزواج لم يشهر وإن كان قد تم بالفعل، أظن أن هذا مقصود الأخ أبي تراب، والله أعلم
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:11 ص]ـ
نعم سمعت بالفعل فتوى لبعض المشايخ مفادها أن بسبب الإنحلال الحاصل في المجتمع و انعدام المسؤلية من الشباب المقبل على الزواج فقد ذهبوا إلى القول بعدم اعتبار أى حقوق شرعية على الإطلاق للعاقد و اعتبار العقد عرفاً بديل للخطبة (لكثرة العك الجاري) , و ذلك لأن ما يجري حالياً بعقد الزفاف ثم التسكع بضعة أشهر مع الفتاة (زوجته) ثم الطلاق و التنصل من حقوقها , و اساءت سمعت الفتاة التي يفترض أن تكون بكراً لعدم البناء عليها و عند تزويجها مرة أخرى يفتضح أمرها بأنها ليست بكراً كما حسب أهلها و الزوج الجديد.
و الله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:06 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وماذا لو اشترط وليها عدم الدخول إلا بتجهيز مسكن الزوجية، أو ما شابه ذلك، هل يعتبر هذا الشرط أم يعتبر لاغيا كما يحصل في كثير من الزيجات عندنا في مصر، خاصة مع شيوع الفساد في هذا الزمان فقد يعقد عليها دون زفاف يشهر فيه الزواج ثم يقضي وتره منها ويتهرب من تبعات ذلك، فتتعرض الأسرة للفضيحة لأن الزواج لم يشهر وإن كان قد تم بالفعل، أظن أن هذا مقصود الأخ أبي تراب، والله أعلم
الحمد لله وحده ...
الأصل كما قال الإخوة فوق .. أن نفس العقد يُحل للزوج كلّ شيء حتى الدخول، لأن العقد وقع صحيحًا شرعًا .. وليس وراء العقد الصحيح مطلوب شرعي قبل حلّ الخلوة والدخول بالزوجة.
وأما الشرط الذي ذكره أخونا أبو المهاجر الذي يشترطه أكثر الأولياء فهو شرط صحيح معتبر ويجب الوفاء به.
وإن خالفه الزوج كان عاصيًا لخلف العهد وعدم التقيّد بالشرط وهذا من الكبائر، لكن لم يكن زانيًا خلافًا لبعض المحْدِثِين المبتدعة.
وذلك لخبر الصحيحين: (إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج).
على أن الشرط ينبغي ألا يكون مخالفًا للشرع.
وقد سبق الكلام على هذه القضيّة في موضوع سابق.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:14 ص]ـ
سمعت ان من بعض المشايخ ..
انه لاينبغي له الدخول بها الا بعد الزفاف ..
لان هذا هو (العرف) ..
ولكن ان يعتبر المتزوج في فترة ملكته كالخاطب!!
هذه قوية جداً .. بل وقاسية!!!
فهل من توضيح من القائل ..
في قولك
((بعدم اعتبار أى حقوق شرعية على الإطلاق للعاقد و اعتبار العقد عرفاً بديل للخطبة))
اخي ابا الوليد
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:20 ص]ـ
جزى الله ابا تراب على سؤاله هذا.
فانه المراة تحل له لانها زوجته و لكن:
قد مرت علي هذه القضية وانا اطرحها بين يديكم لو ان الرجل اتى زوجته في هذه الحالة باعتبارها حليلته و لم يعلم احد من اهلهما بهذا الدخول ثم!
ثم وقعت الخصومة بينهما فطلقها ... و طالبت بالمهر كاملاً باعتباره قد دخل عليها فانكر الدخول!
فمن ياتينا بحقها غير منقوص؟ هنا المشكلة و قد وقعت بالفعل .. فهذه لها نصف الصداق باعتبار ان زوجها لم يدخل بها! و كذلك لو جاءت بحمل و الرجل قد انكر الدخول فلمن ينسب الولد؟؟
و القول هنا قوله لان الرجل بالفعل لم (يزف) على زوجته بعد امام الناس كلها!
فما رايكم يا اخوة التفقه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/40)
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:04 م]ـ
الاخوة الكرام شكر الله لكم وبارك فيكم
كنت قد وصلني وجهين في عقد الزواج والوطء:
أولا: وهو أن العقد يحل به ما كان متفقاً عليه (ولو كان الشرط مفهوما للطرفين- لأنه عرف قومهم - من غير أن ينطقا به). فهنا في مصر مثلا العرف على أن الاشهار يكون للعقد دون الدخول واستحلال الفرج، فلا يكون العقد كافيا لاستحلال الفرج بل يشترط اشهار الدخول أولا بالعرس أو بغيره. وهو قول الشيخ محمد عبد المقصود وغيره وسأذكر روابط لتلك الفتاوى ان شاء الله.
والثاني: كنت قبل ذلك قد سمعت من طالب علم (على المذهب الشافعي) قولا ما لعله أعجبني ونسبه إلى مذهبه (ولعل هذا القول يفيد الأخ أبي يوسف) وهو أن:
(((الزوج بمجرد أن يعقد زواجه فيحل له كل شئ من زوجته ولكنه لا يحاسب على الصداق كاملا وغيره إلا بأمر وهو أن يختلي بها خلوة تكفي لوقوع الجماع بينهما فإن اختلى بها قدر ما يمكنه من الوقوع بها ثم قالت هي بعد تلك الخلوة مباشرة أنه دخل بها عدّ على أنه دخل بها ولم يسمع له قول وإن أنكر))) فسألته أين أجد قوله هذا فلم يذكر ولم أجد هذا القول بالبحث بعدها ثم ها أنا أواجه الأمر مرة أخرى.
ثم أرجو أن يسمي الاخوة المشايخ الذين نقلوا فتاواهم وأين أجد الفتاوى ..
هاهي فتوى الشيخ محمد عبد المقصود التي ارتبط فيها بالعرف
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=582
وفتوى الشيخ حامد بن عبد الله العلي والتي ارتبط فيها بالعرف أيضا
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=4958
فأرجو من الاخوة التفاعل.
مأجورين إن شاء الله ..
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:32 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
هذه فتوى اللجنة الدائمة في المسألة:
??????
رجل يريد زواج امرأة حتى أدى المهر إلى أوليائها، ولكن لم يحتفل بالزفاف، هل تعتبر هذه المرأة زوجة لهذا الرجل حتى جرى لها أو عليها حكم الزوجة أم لم تعتبر زوجة؟
الإجابة
إذا كان عقد عليها عقد الزواج الشرعي ولكنه لم يدخل بها فهي زوجته، ولها حكم الزوجة غير المدخول بها من استحقاق نصف المهر إذا طلقها قبل الدخول وعدم وجوب العدة عليها بالطلاق؛ لقوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة:237]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب:49]، أما إذا مات عنها قبل الدخول دون طلاق فتستحق المهر كاملاً، وتعتد عدة الوفاة وترثه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج18/ص 104) [رقم الفتوى في مصدرها: 8843]
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:33 م]ـ
وفي فتاوى الشيخ ابن باز 21/ 207
(س87/ شاب عقد زواجه على فتاة وقبل إشهار الزواج جامعها فهل هذا حرام، وهل يعتبر إثماً؟
ج: ليس بحرام ولكن تركه أولى حتى يدخل عليها مادام عقد العقد واشتهر، لابأس، لكن كونه يصبر حتى يدخل عليها هذا هو الذي ينبغي)
ويُنظر الفتوى التي تليها ففيها تقرير نفس الحكم
(لابأس بالتمتع بها في بيت أهلها إذا مكنوك من ذلك وجعلوك تخلو بها فلابأس أن تتمتع بها، في كل شيء من الجماع وغيره، وليس من شرط الجماع أن تكون في بيت مستقل)
لكن نبه الشيخ رحمه الله إلى خطر ذلك إذا كان على وجه سري فقال:
(يجوز له منها ما يجوز للرجال مع زوجاتهم، لكن ينبغي أن يصبر حتى يتيسر الدخول، فإن احتاج إلى زيارتها والاتصال بها، بإذن أهلها لأمر واضح فلا حرج في ذلك
أما على وجهٍ سريٍّ لايُعرف فهذا فيه خطر، فإنها قد تحمل منه ثم يُظن بها السوء أو ينكر اتصاله بها فيكون فتنة وشر كبير، فالواجب عليه أن يمتنع ويصبر حتى يتيسر الدخول والبناء بها، وإذا دعت الحاجة للاتصال بها والاجتماع بها فليكن ذلك مع أبيها أو أمها أو أخيها حتى لا يقع شيء يخشى منه العاقبة الوخيمة
وفق الله الحميع)
فتاوى ابن باز 21/ 208
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:47 م]ـ
سمعت ان من بعض المشايخ ..
انه لاينبغي له الدخول بها الا بعد الزفاف ..
لان هذا هو (العرف) ..
ولكن ان يعتبر المتزوج في فترة ملكته كالخاطب!!
هذه قوية جداً .. بل وقاسية!!!
فهل من توضيح من القائل ..
في قولك
((بعدم اعتبار أى حقوق شرعية على الإطلاق للعاقد و اعتبار العقد عرفاً بديل للخطبة))
اخي ابا الوليد
أخي أبا الأم , بارك الله فيك. أنا لم أقل " لا ينبغي " و لم أقل " لأن هذا هو العرف ". و لا ينبغي لي أن أقول هذا لأن كما لا يخفى عليك التحاكم للعرف المطلق هو من جنس التحاكم للقوانين الوضعية ما لم يقيض بما هو موافق للشرع. ثانياً أنا لا أقول بهذا الرأى أصلاً و لكني نقلته لكي يستوعب الأخوة ماذا يقصد الأخ السائل , و هذا نص ما قلته " فقد ذهبوا إلى القول بعدم اعتبار أى حقوق شرعية على الإطلاق للعاقد و اعتبار العقد عرفاً بديل للخطبة " و أما عن النقل لمن هذا الرأي فقد نقل أحد الأخوة عالياً بعض من ذهب إلى كلام مشابه و إن كان من قصدته ليس مذكوراً , و أرحب أن أخبرك من هو و لكن على الخاص لأني لا أحب أن أبين فتوى لأحد مشايخنا أرى أنها جانبت الصواب , لكي لا تكون فرصة للحاقدين.
و جزاكم الله خيراً على تنبيهكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/41)
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:52 ص]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم جميعا.
الأخ عامر بن بهجت نعم ما نقلت بارك الله فيك وجزاك خير العلم وخير الجزاء.
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:57 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
في مداخلتي وردت جملة:
ثم يقضي وتره منها ويتهرب من تبعات ذلك
والصواب: وطره، أي حاجته، وليس وتره، والله أعلم.
وأما ما نقله الأخ أبو تراب السلفي، حفظه الله، عن طالب العلم الشافعي:
(((الزوج بمجرد أن يعقد زواجه فيحل له كل شئ من زوجته ولكنه لا يحاسب على الصداق كاملا وغيره إلا بأمر وهو أن يختلي بها خلوة تكفي لوقوع الجماع بينهما فإن اختلى بها قدر ما يمكنه من الوقوع بها ثم قالت هي بعد تلك الخلوة مباشرة أنه دخل بها عدّ على أنه دخل بها ولم يسمع له قول وإن أنكر)))
بين الشيخ محمد الشنقيطي، حفظه الله، في شرح كتاب النكاح من زاد المستقنع، والنقل يحتاج لتحقيق، وجهه وهو قياسه على الرجل إن استأجر أجيرا، لمدة زمنية معينة، ولم يكلفه بأي عمل، فالأجرة ثابتة للأجير ولو لم يعمل شيئا، فكذا الصداق لها ولو لم يمسسها لأنها مكنته من نفسها زمنا يكفي لحصول المقصود من عقد الزواج، وهو الذي أعرض.
وكذا صاحب العقار إن أجره، ومكن المستأجر من سكناه فأعرض المستأجر عن السكنى طوال فترة الإيجارة دون مانع من المالك فالأجرة ثابتة للمالك، والنقل، كما قلت يحتاج لمراجعة، والله أعلم
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:07 م]ـ
الأخ أبو المهاجر المصري حفظه الله نقل هذا القياس السديد بارك الله فيه.
ولكن هل اذا أنكر الزوج أنه أتى زوجته التي عقد عليها وحملت ....
في هذه الحالة هل يكون التلاعن هو الحل؟؟؟؟
أرجو المشاركة ...(64/42)
المؤتمرات التبشيرية في الربع الأول من القرن العشرين
ـ[أبو هارون]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:00 ص]ـ
أرجو من الله العلي الكريم أن يوفق الإخوة في إفادتي بمكان أجد فيه هذه المؤتمرات التبشيرية في القرن العشرين وهي:
1 - مؤتمر القاهرة في عام 1906
2 - مؤتمر أدنبرة عام 1910
3 - مؤتمر لكنو عام 1911
4 - مؤتمر القدس عام 1924
5 - مؤتمر الاستعماري 1910
6 - مؤتمر تحرير المرأة في حدود عام 1910
إذا كانت مطبوعة فأين أجدها وإن كانت على موقع فالرجاء إفادتي لأنها موضوع رسالة دكتواره
وجزاكم الله خير(64/43)
حكمة الوتر قبل النوم بالذات ...
ـ[الدرة]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:15 ص]ـ
السلام عيكم
الأخوة الأكارم لدي سؤالآمل التكرم بالإجابة عليه من كلام أهل العلم وهو:
ماالحكمة من قول النبي صلى الله عليه ولم لأبي هريرة ( .. وأن أوتر قبل أن أنام) لماذا هذا التحديد لم لم يقل في ثلث الليل أو نصفه؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[الدرة]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:24 م]ـ
أ
ين المشايخ الكرام؟
أفيدونا مأجورين ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:35 م]ـ
ورد في الحديث و هو في (صحيح الجامع): قال عليه الصلاة و السلام: " الذي يوتر قبل أن ينام: حازم ".
لأن الذي ينام لا يدري متى يقوم.
ثم إن وصية النبي صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة لأن أبا هريرة كان يحفظ الحديث بعد العشاء، فأوصاه أن يوتر قبل أن ينام، لأنه قد يتعب و لا يستيقظ إلا عند الفجر.
ـ[الدرة]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:04 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:08 ص]ـ
آمين(64/44)
من يعرف هذا الرجل (عبدالفتاح الطوخي) أفيدونا مأجورين إن شاء الله.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:28 ص]ـ
سؤالي أهل الملتقى الكرام من يعرف هذا الرجل، وماذا يعرف عنه؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:45 ص]ـ
السحر العجيب!
في قائمة أكثر الكتب مبيعا لهذا الشهر ثمة ظاهرة تستلفت النظر وهي استحواذ مؤلف واحد علي المواقع من الخامس إلي التاسع أي خمسة كتب ضمن الكتب العشرين الأكثر مبيعا.
المؤلف هو عبدالفتاح السيد الطوخي وكتبه هي 'السحر العجيب في جلب الحبيب' و 'السحر العظيم' و 'المندل والخاتم السليماني والعلم الروحاني للإمام الغزالي' و 'تسخير الشياطين في وصال العاشقين' و'قرعة الإمام جعفر الصادق'.
أعتقد أننا لسنا في حاجة لتبيين سر الشعبية الطاغية التي يتمتع بها هذا المؤلف المحظوظ بين المتعاملين مع الموقع فمن الواضح أن هذه الكتب تمتلك الخلطة السحرية التي تجذب القاريء العزيز في وطننا العربي السعيد:
سحر عجيب وتسخير شياطين ومندل وخاتم سليماني .. كلها عوامل جذب مغرية بالطبع.
هذه الظاهرة أكثر من دالة لأنها تلخص لنا تفضيلات القراء العرب حيث تأتي كتب السحر والشعوذة في المقدمة حتي قبل الكتب الدينية التي تتمتع بدورها بشعبية طاغية وهو الأمر الذي يحتاج لدراسة من علماء الاجتماع وعلماء النفس.
تحتوي نفس القائمة علي كتابي 'اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان' لأحمد البوني و'التخاطر عن بعد والاستبصار' لغاي ليون بليفير.
منصورة عز الدين
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
يؤلف كتب السحر والشعوذة عياذا بالله من الكفر
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:42 م]ـ
هذا الخبيث الطوخي .. من أشهر السحرة في القرن الماضي .. بل يعد أشهر من كَتب وألّف ونشر وحقق .. كتب السحر والشعوذة , ومن أشهرها:-
1 - السحر العظيم.
2 - السحر الأحمر.
3 - السحر العجيب في جلب الحبيب.
4 - علم الكف.
5 - منبع أصول الرمل.
6 - تسخير الشياطين في وصال العاشقين.
7 - تسخير الجان في منفعة الإنسان
8 - تجاربي وبرهاني في الفلك والروحاني
9 - الضياء في كلام الاذكياء
10 - كل ما كان بين الإنس والجان وعجائب الزمان
11 - مرشد الانسان الى رؤية الجان
12 - مدهش الالباب في أسرار الحروف وعجائب الحساب
وله اكثر من 42 كتاب كلها عن السحر
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[16 - 12 - 07, 12:57 ص]ـ
قاتله الله، هو من السحرة الخبثاء
ـ[صالح النجدي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 08:28 م]ـ
أحذروا أيه الاخوة الأكارم فان في هذه الكتب طلاسم وان للطلاسم خداّم من الشياطين وهم موجودون أي الشياطين الخدم في الكتب نفسها ومن يقتني مثل هذه الكتب فقد فتح على نفسه بوابه الجحيم
ـ[أبو تراب الشامي الظاهري]ــــــــ[06 - 04 - 08, 12:11 م]ـ
أنا نظرت في كتاب تسخير الشياطين في وصال العاشقين للدعي الأثيم الطوخي
فخرجت بالنتيجة التالية:
أغلب هذا الكتاب, وكتب المؤلف تعتمد على الطلاسم والرموز غير المفهومة
والحاصل من نظري فيه (1) أن مجرد قرائته تكون سبباًً في استحضار مردة الجن
وصغار وكبار الأبالسة, وأن عامة ما يستشهد فيه حمار أهله (الطوخي) من كتب السالفين وعرافي-زعموا- اليهود والنصارى
ولا مشاحة في كفر القوم وزندقتهم فإياك أخي المسلم إياك والحذر اخي المسلم الحذر فدينك غال
ولا ابالغ إن أقل إن مجرد قرائتة على غير وجه النقد والإطلاع على كتب القوم للحذر والتحذير منهم داخل في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ..... من أتى عرافاً ......
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يرجى التنبيه أن نظري فيه نظر نقد وحذر وتحذير لا نظر تسلية وعبث.
كتبه على عجالة أخوكم المعتز بدينه أبو تراب الشامي
ـ[أبو عبيدة القرني]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:23 م]ـ
نعوذ بالله العلي العظيم
ـ[أم ديالى]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:21 ص]ـ
نعوذ بالله العلي العظيم
وحسبنا الله ونعم الوكيل(64/45)
ما الفرق بين الهدية والهبة؟.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:16 ص]ـ
وقد ذكر أحد الاخوة أن الإمام ابن القيم - رحمه الله - ذكر الفرق بين ذلك، وأظنه في كتاب (زاد المعاد).
فمن يذكر ذلك أو يذكر كلام غيره من العلماء في ذلك؟.
وجزاكم الله خيراً وأجراً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:49 م]ـ
انظر الشرح الممتع 11/ 65
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / عبد الرحمن ..
وهل تتفضل بذكر نص ما قاله الشيخ في ذلك؟، مع العلم أن للشيخ موقع على الإنترنت وربما يكون ذلك موجوداً فيه لكني لا أعرف عنوان الموقع.
فالرجاء ذكر نص ما قاله الشيخ - رحمه الله - ..
وجزاك الله كل خير.(64/46)
من القائل بأنه كان يخشى على نفسه من فتنة النساء، فدعا الله فأصبحت عنده والجدار سواء؟
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:52 ص]ـ
حيث يقول بما معناه: (لا شيء أخوف على نفسي من النساء، فدعوت الله تعالى أن لا يفتنني بهن وأن يحفظني من ذلك، فاستجاب لي حتى أصبحت المرأة إذا مرت من عندي لا أبالي بها حيث هي والجدار سواء)!!.
وقد كنت قرأت هذه القصة قديما .. لكني لا أذكر صاحبها .. ولا المصدر.
فمَن يتفضل بذكر القصة حرفياً .. ومصدرها؟.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً
قد يكون /عامر بن عبدالله التميمي - تابعي
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 01:36 م]ـ
للرفع
ـ[أبو حفص الشامي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 01:44 م]ـ
أظنه الجنيد البغدادي أو أبو يزيد البسطامي , القصة ذكرها الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته المشهورة ب الرسالة القشيرية.
و الله تعالى أعلم
ـ[عبدالله يعقوب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 12:55 ص]ـ
أخبرني أحد الاخوة أنه حضر في رمضان قبل سنوات عدة في بيت الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي بالمدينة النبوية وتسحر عنده مع مجموعة من الشباب، وذكر لي عجباً من كرم الشيخ وحسن استقباله وبشاشته.
وبعد صلاة الفجر في المسجد المجاور لبيت الشيخ سأله أحد الشباب الذين يدعون الانتماء للسلفية عن عدة أسئلة ومنها السبب في عدم زواجه؟
فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.
وهذا الأخ الذي نقل لي القصة مدرس باحدى الكليات التقنية الآن.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[28 - 10 - 07, 01:36 ص]ـ
أخبرني أحد الاخوة أنه حضر في رمضان قبل سنوات عدة في بيت الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي بالمدينة النبوية وتسحر عنده مع مجموعة من الشباب، وذكر لي عجباً من كرم الشيخ وحسن استقباله وبشاشته.
وبعد صلاة الفجر في المسجد المجاور لبيت الشيخ سأله أحد الشباب الذين يدعون الانتماء للسلفية عن عدة أسئلة ومنها السبب في عدم زواجه؟
فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.
وهذا الأخ الذي نقل لي القصة مدرس باحدى الكليات التقنية الآن.
والله تعالى أعلم
غريبه الشيخ ما تزوج بعد!!!
خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 01:50 ص]ـ
غريبه الشيخ ما تزوج بعد!!!
خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
والله إني لأعلم أن الشيخ لأعلم بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ومنك ... وأنت أخي لا تعلم ما ظرفه .... وهو من أحرص الناس على السنه ..
شيخ الاسلام بن تيمية لم يتزوج ... هل هذا لأنه لم يقتدي بهدي النبي صله الله عليه وسلم؟؟؟؟ ...
الدارس لترجمة شيخ الإسلام يعلم يقينا انه ما ترك سنه رسول الله وهو الأحرص عليها أنه ما وجد فرصة في حياته التي تجاوزت الستين عاما حتى يتزوج، فقد كان من معركة إلى معركة، ومن سجن إلى سجن ومن مناظرة إلى مناظرة، وقد أرسل شيخ الإسلام لأمه يعتذر إليها عن شغله عنها، وعدم تمكنه من السفر إليها ....
فها هو شيخ الاسلام عنده من الظروف ما عنده ....
والشيخ الشنقيطي عنده من الظروف ما عنده ..... فلا داعي لمثل هذه التلميحات لو سمحتم ....
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:19 ص]ـ
[/ code]
فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.
الله أكبر!
حفظ الله الشيخ
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:46 ص]ـ
غريبه الشيخ ما تزوج بعد!!!
خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
يا أنت، ماذا تعني بكلامك هذا!!
هل تظن أن الشيخ يتعمد مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم!!!
تأدب، وزن كلامك، واعرف قدرك، فو الله الذي لا إله إلا هو ما رأيت أحد في مثل اتباع الشيخ وتمسكه بهدي النبوة، فإياك إياك أن تهمز الشيخ بشيء.
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 12:28 م]ـ
على رسلكم يا إخوان لم يتبيَّن لي لا من قريب و لا من بعيد بأنَّ الأخ محمد عامر ياسين طعن في الشيخ، كلُّ ما في الأمر أنّ ما جاء عن نبينا في النساء مخالف لظاهر ما الشيخ عليه و ليس لنا أن نلزمه لأنَّا لا نعرف الشيخ و ظروفه كما تقولون .....
فوجب تنبيه من عظم الشيخ في قلبه (محبَّةً) أنَّ هديَ النبيِّ كذا و كذا، هذا قصدي و قصد أخينا محمد عامر ياسين
العلم قال الله قال الرسول ... قال الصحابة ليس بالتمويه.
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول و قول فقيه
هذا من جهةٍ.
الأمر الَّذي قد يُستغرب من الشيخ هو ما يُروى عنهُ من قوله لطلاَّبهِ (و العهدة على الرَّاوي): " إنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض."
كيف هذا الفضل لم يصب يوسف عيه السَّلام إلى أن اشتدَّ به الكرب و أصاب الشيخ!!!
و عن عطاء قال: لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ولا آمن نفسي على أمة شوهاء. قلت - القائل الإمام الذهبي -: صدق رحمه الله. سير أعلام النّبلاء 5/ 88
و كان ميمون بن مهران يقول: لا تخلون بامرأة ولو أن تعلمها القرآن.
هذا و شواهده أعظم و لا أريد الإطالة و الشيخ عندي بعيدٌ عن هذا!
و هذا رابط مفيدٌ ذو صلةٍ: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77339
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/47)
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[28 - 10 - 07, 01:35 م]ـ
عجيب
أتغار للشيخ الشنقيطي لهذا الحد
حبا أم غلوا يا ابن الكرام
النبي صلى الله عليه و آله و سلم خير من وطئ الحصى و أعجبته امرأة و دخل على زوجه ام المؤمنين ثم قال
ان ما عندها عندها
بعض السلف قال و اظنه الحسن البصري أفضل من علماء عصرنا على الاطلاق و قال
اني لا آمن نفسي على عجوز سوداء
ثم الفتنة بالمرأة غريزة ... فطرة سبحان الله
و لماذا أمرنا بغض البصر و بالصوم و لماذا امرت المرأة بالحجاب و الستر
هذا جملة
و الأثر يجب التاكد من صحته و صحة نسبته الى التابعي الجليل
ثم نعرض الأثر على كبار العلماء لتوجيهه فلربما لم يوجد الأمر أصلا
و العلم عند الله تعالى
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:14 م]ـ
كما روي عن بعض العلماء نقل انه و لأربعين سنة لم يصلّ الفجر الا بوضوء العتمة
قال الشيخ مشهر و لو ثبت هذا لطعن فيه
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:16 م]ـ
تعديل
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:17 م]ـ
ماشاء الله .. ذهب الموضوع أدراج الرياح
إذا كان طلبة العلم يفعلون ذلك ..
فما الظن بغيرهم!؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:48 م]ـ
باررك الله في الجميع
نعم خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم،ولكن هل يأثم من لايتزوج؟ طبعا لا
وشيخ الإسلام بن تيمية-رحمه الله- لم يتزوج، فهل نقول أنه غير متبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؟
تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم (حبب لى من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة)، فتحبيب الرسول بهذه الامور لحكمة فهو الرسول المقتدى به، والفطرة التي فطر الناس عليها هي الزواج، ومع هذا كانت سعادته الحقيقية في الصلاة والقرب من الله
حين يعزف العالم عن الزواج هذا لايعني انه عاجز، وإنما يعني أنه ذاق محبة الله والانس به فأنسته تلك اللذة لذات الدنيا كلها، وأصبح همه الشاغل مرضاة ربه،فهو بقدر مايكون قربه من ربه بقدر ماتزداد سعادته، إضافة إلى المشاغل الكثيرة في الدعوة والعلم وغيرها مما يجعله يصرف التفكير عن هذا الأمر
الكمال الإنساني ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وماحصل من عزوف بعض العلماءعن الزواج يعتبر حالات استثنائية خاصة بهم فلا يقتدى بهم في هذا الامر، ولايحمل عملهم هذا على البعد عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم،وإنما يحمل على اختلاف الناس في الأطباع والأذواق، والله أعلم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:25 م]ـ
لا أخي ليس غلواً بالشيخ ... ولكني لا أحب أن يهرف أحد بما لا يعرف ... ولا أحد يعرف ما ظرف الشيخ فلا داعي لكثرة الكلام ... وقد سقت لكم مثال شيخ الاسلام ... وليس مثلي ولا مثلكم من يعلم الشيخ هدي النبوة ...
والى صاحب الرابط ارجع للرابط ترى أني وضعت كلاماً أكثر مما أشرت أنت عليه .. فلا يخفى على أحد هذا الكلام ..
وإذا كان أحدنا لا يفرق بين الحرص من الفتنه والوقوع فيها فهذا شأنه .... ووجهة نظره ...
في الحديث المتفق عليه عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ....
فلاحظ ... ليس فقط امرأة بل ذات منصب وجمال ....
وإذا ما قلت قولكم:
وهل يوجد رجل يستطيع أن ينفد من فتنه النساء؟؟ ... ((كيف هذا الفضل لم يصب يوسف عيه السَّلام ... الفتنة بالمرأة غريزة ... فطرة سبحان الله
و لماذا أمرنا بغض البصر و بالصوم و لماذا امرت المرأة بالحجاب و الستر .... ))
انتم تستهجون وجود أحد تُعرض عليه فتنه النساء فيُعرض عنها .... أهديكم الحديث وأقول لكم هم موجودون وليسوا حكراً على القرون الأولى .....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:50 م]ـ
في صفوة الصفوة
(عن قتادة قال: سأل عامر بن عبد قيس ربه عز وجل أن يهون عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء وله بخار. وسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه فكان لا يبالي ذكراً لقي أم أنثى؟ وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة، فلم يقدر على ذلك. وقيل له: هذه الأجمة نخاف عليك منها الأسد. فقال: إني لأستحيي من ربي أن أخشى غيره.
)
وجزى الله الأخ الكريم ابن جبير
والقصة في صور من حياة التابعين
للباشا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/48)
وكان الكتاب يدرس في المدارس في بلاد الحرمين
وفي الباب ما رواه الإمام أحمد
(حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا حوشب، عن الحسن قال: قال عامر بن عبد قيس: ما أبالي شممت مسككم هذا أو شممت روثة أو رأيت امرأة، أو رأيت جدارا)
وروى الإمام أحمد
(حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال الصباح بن أبي عبيدة العنبري، حدثني شيخ، منا قال: صحبت عامر بن عبد قيس في سفر فلما عرس القوم قام فأصلح من متاعه ثم دخل غيضة قال: فصلى وجلست خلفه فلما كان من آخر الليل أو في السحر قال: اللهم إني سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة اللهم فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب أو كما أريد قال: فلما برق الفجر التفت فرآني فقال: فإنك منذ الليلة ها هنا وإنك لتراعيني قال: وأقبل علي فشقد لسانه قال: قلت: دع هذا فوالله لتخبرني بهذه الثلاث أو لأخبرن بما صنعت قال: فاكتم علي قال: فجعلت له على أن لا أخبر بها أحدا حتى يموت قال: سألت الله أن يذهب حب النساء من قلبي فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو حائطا، وسألت أن لا أخاف شيئا غيره، وسألته أن يذهب عني النوم حتى أعبده في الليل والنهار كما أشاء فمنعنيها)
وأيضا
(حدثنا روح، حدثنا هشام، عن الحسن، أن عامر بن عبد قيس قال: إني وجدت عيش الناس في أربع في النساء والطعام واللباس والنوم فأما اللباس فوالله ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جدارا، وأما النوم والطعام فقد غلباني إلا أن أصيب منهما فوالله لأضرن بها جهدي، قال الحسن: فأضر والله بهما جهده حتى مات رحمه الله)
وفي الزهد للمعافى بن زكريا
(حدثنا أبو هلال الراسبي، عن حميد، قال: قال عامر: «وجدت الدنيا أربع خصال: المال، والنساء، والنوم، والمطعم، فأما اثنتان فقد عزفت نفسي عنها، أما النساء فلا أبالي امرأة رأيت أو حمارا، وأما المال فما أبالي ما أصبت منه، وأما النوم والمطعم فلا بد منهما، وأي والله، لأضرن بهما - أحسبه قال: جهدي -، فكان إذا كان الليل قام، وإذا كان النهار نام وصام»)
وفي الزهد لهناد
(حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن هشام، عن الحسن قال: قال عامر بن عبد الله بن عبد القيس: «وجدت العيش في أربع خصال (1): النساء والطعام واللباس والنوم، فدعوت الله فأعانني، فوالله ما أبالي إلى امرأة نظرت أو إلى جدار، وما أبالي بما واريت (2) عورتي بصوف أو غيره، والطعام والنوم فإنهما غلباني إلا أن أنال منهما وايم (3) الله، لأضرن بهما جهدي». قال: فكان الحسن يقول: فأضر بهما والله جهده
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:56 م]ـ
وقد جاء نحوه عن معروف الكرخي
(حدثنا أبو محمد أخبرنا أحمد، حدثني أبو محمد، قال: سمعت معروفا يقول: ما أبالي امرأة رأيت أو حائطا.
)
كذا وقع
أبو محمد هو أبو الشيخ
احمد هو أحمد بن الحسين بن نصر
أحمد الآخر هو (أحمد بن إبراهيم)
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 04:21 م]ـ
قلت
(وفي الزهد للمعافى بن زكريا)
زكريا سبق قلم
والصواب
المعافى بن عمران
ـ[صالح العقل]ــــــــ[28 - 10 - 07, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[28 - 10 - 07, 07:40 م]ـ
الأخوة الكرام
سلام من الله عليكم
ماذا يحدث بينكم أيها الأخوة
شجار من أجل كلمة قالها الرجل
والله ثم والله لَلخروج من هنا خير لكم
أما هذا الموضوع فلن أنبث فيه ببنت شفه
ولكن أحيلكم الى الإمام الذهبي -رحمه الله -
في كتابه الماتع سير أعلام النبلاء
في معرض كلامه عن عدم زواج شيخ الاسلام-ابن تيمية رحمه الله
واحكموا أنتم
والله المستعان
والسلام
ـ[عبد المتين]ــــــــ[24 - 11 - 07, 05:13 ص]ـ
لقد تم الإستدلال بحديث: حبب لى من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة.
فلعلي أنقل كلام ذهبي العصر عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله كما جاء في تحقيقه لكتاب الفوائد المجموعة، قال رحمه الله: حديث حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ضعفه العقيلي وقد أخرجه النسائي دون لفظ ثلاث كما وقع في الإحياء والكشاف قال في المقاصد لم نقف على هذه الزيادة أعني لفظ ثلاث إلا في موضعين من الإحياء وفي آل عمران من الكشاف وقال العقيلي ليس في شيء من كتب الحديث وكذا قال الزركشي وابن حجر وقد تكلم عليه في تخريج الكشاف بما لا يستغني عن مراجعته.
اللهم يا رب العالمين إجمعنا بالإمام الجهبذ المعلمي اليماني في الجنة و اغفر لنا و له يا أرحم الراحمين، آمين ....
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 11 - 07, 05:59 ص]ـ
توضيح
معذرة يا إخواني الكرام بالنسبة للكلمة التي خرجة مني فو الله لم أقلها استهزأ بالشيخ أبداً كيف به وهو شيخي فقد كنت أحضر عنده بعض الدروس
وإني لأعلم بأن الشيخ أعلم مني بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
الكلمة خرجة مني في محمل الاستغراب فقلت إن كان رغب عن ذلك فهدي نبينا خير وأحب إلينا
فإن الأخ قال
فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.
أقول حتى لو كان الأمر كما قال فهدي النبي أحب
لأني فهمت من الأخ أنه جاء بها على محمل الاقتداء بالشيخ في هذا العمل
وهذا خطأ فأردة بيان هذا الأمر
وإني لأعلم أن الشيخ خير مني وإني لا أتجرأ أن أتكلم عليه بسوء لأن الله تعالى يقول من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
ونحسب الشيخ والله حسيبه من هؤلاء
واتقوا الله في أخوكم هداكم الله ولا تحملوا الكلام إلا على أحسن المحامل فإنكم مسائلون يوم القيامة
وجزى الله الأخ الزواوي خير الجزاء على ذبه عن عرض أخيه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/49)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 11 - 07, 10:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشيخ محمد عامر ياسين وفقني الله وإياك
ما ذكرتَه هو الصواب والسنة فبارك الله فيك، وهذا لا يلزم منه ما فهمه الإخوة ومن لم يقتد بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه السنة من أهل العلم فغاية ما يقال في حقهم الاعتذار لهم فربما يكون ذلك لسبب ما يعذرون به، ولا يخفى على الجميع أن الزواج مأمور به بالإجماع وهو دائر بين الوجوب والندب وإن كان أكثر أهل العلم على أنه مندوب، وعند التحقيق فإن الزواج قد يجب أحياناً وقد يسن أحياناً بل إن الزواج تمر به الأحكام التكليفية الخمسة، وإن كان الراجح سنيته في حال الاعتدال، وهو سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التي قال فيها لمن أعرض عن الزواج " وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه.
بل هو سنة الأنبياء جميعاً كما قال تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية}
قال القرطبي: (هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحض عليه وتنهى عن التبتل وهو ترك النكاح وهذه سنة المرسلين) الجامع لأحكام القرآن (9/ 277)
وقال تعالى مرغباً في النكاح: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} واستدل بها البخاري في صحيحه على هذا في باب الترغيب في النكاح.
وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
فهذا ترغيب في النكاح لمن استطاع الباءة ومن لم يستطع أبدله بالصوم والصوم من أجل العبادات فما بالك بالمبدل منه وهو النكاح؟
وروى البخاري عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس هل تزوجت؟ قلت: لا قال: " فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء "
وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: رد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا "
ومما يبين عظم النكاح أن الله عز وجل ذكره في كتابه كثيراً آمراً به ومبينا أحكامه وكذا سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى وضع العلماء في مصنفاتهم في الحديث والفقه كتاباً خاصاً بالنكاح فضلا عن المسائل المتعلقة بالنكاح والمبثوثة في الكتب الأخرى كالطهارة والصلاة والصوم والحج والجهاد والعتق والحدود والنفقات والرضاع وغيرها وكذا ما يتبع النكاح كالطلاق والإيلاء والخلع والظهار واللعان والعدد.
كما أن عظم الشيء يظهر في الشروط التي تأتي بها الشريعة من أجله وقد عظم الله شروط النكاح فاشترط له الرضا والمهر والولي والشهود.
قال ابن القيم رحمه الله: (وقال المروذي قال أبو عبدالله _ يعني أحمد بن حنبل _:
ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء النبي تزوج أربع عشرة ومات عن تسع، ولو تزوج بشر بن الحارث لتم أمره ولو ترك الناس النكاح لم يكن غزو ولا حج ولا كذا ولا كذا، وقد كان النبي يصبح وما عندهم شيء ومات عن تسع وكان يختار النكاح ويحث عليه ونهى عن التبتل فمن رغب عن سنة النبي فهو على غير الحق ويعقوب في حزنه قد تزوج وولد له والنبي قال: " حبب إلي النساء "
قلت له: فإن إبراهيم بن أدهم يحكى عنه أنه قال: لروعة صاحب العيال فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي وقال: وقعت في بنيات الطريق أنظر ما كان عليه محمد وأصحابه ثم قال بكاء الصبي بين يدي أبيه يطلب منه الخبز أفضل من كذا وكذا أين يلحق المتعبد العزب انتهى كلامه) روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص 215)
كما أنه ينبغي أن يعلم أن حب النساء والرغبة فيهن هو من كمال الإنسان وتمام الرجولة والفحولة؛ إذ عدم الرغبة فيهن قد يكون لمرض أو غيره، وإنما يعظم أجر المؤمن حينما يمنع نفسه عن النساء المحرمات مع وجود الداعي والدافع لذلك امتثالاً لأوامر الله عز وجل.
والله أعلم
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[24 - 11 - 07, 11:33 ص]ـ
توضيح
معذرة يا إخواني الكرام بالنسبة للكلمة التي خرجة مني فو الله لم أقلها استهزأ بالشيخ أبداً كيف به وهو شيخي فقد كنت أحضر عنده بعض الدروس
وإني لأعلم بأن الشيخ أعلم مني بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
الكلمة خرجة مني في محمل الاستغراب فقلت إن كان رغب عن ذلك فهدي نبينا خير وأحب إلينا
فإن الأخ قال
فقال له الشيخ: أنه بفضل الله تعالى لو أن أجمل امرأة تكشفت أمامه فإنها لا تساوي عنده هذه ورفع شيئاً من الأرض.
أقول حتى لو كان الأمر كما قال فهدي النبي أحب
لأني فهمت من الأخ أنه جاء بها على محمل الاقتداء بالشيخ في هذا العمل
وهذا خطأ فأردة بيان هذا الأمر
وإني لأعلم أن الشيخ خير مني وإني لا أتجرأ أن أتكلم عليه بسوء لأن الله تعالى يقول من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
ونحسب الشيخ والله حسيبه من هؤلاء
واتقوا الله في أخوكم هداكم الله ولا تحملوا الكلام إلا على أحسن المحامل فإنكم مسائلون يوم القيامة
وجزى الله الأخ الزواوي خير الجزاء على ذبه عن عرض أخيه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد على هذا البيان والتوضيح، و أنا أعتذر إن كنت قد وجدت علي، وجزى الله الشيخ أباحازم خيرا.
وأود إلى أن أنبه إلى أن فئاما من الناس ممن افترشوا عرض شيخنا الحبيب، ودأبوا في الوقيعة فيه، قد فرحوا بهذا الأمر، فقائل يقول: هو صوفي، وقائل يقول: جاهل بالسنة، وصاروا يهمزون الشيخ بذلك في مجالسهم، بل قد وصل الأمر ببعضهم إلى الوقوع في عرض الشيخ .....
ولهذا السبب كتبت ما كتبت، فالذي فهمته من ظاهر اقتباسك ثم قولك (غريبه الشيخ ماتزوج بعد، خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم) أن الشيخ يعارض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم بهدي غيره.
فعذرا أخي الكريم مرة أخرى، فوالله لقد خفت أن يقال لي يوم القيامة: تُكلِّم في عالم من علماء المسلمين وأنت حاضر، فلم تحرك ساكنا!!!(64/50)
سؤال حول الجمع في المطر
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:19 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد: ...
فقد حصل نوع إشكال في الجمع بين العشائين في المطر فمن قائل أن الجمع لا مبرر له وعلى من جمع الإعاده وآخر يقول رخصة والعمل بها قال به جمع من أهل العلم ....
وحالة المطر يوم أمس كانت على النحو التالي:
كان المطر مستمراً على فترات متقطعة منذ صلاة الظهر فترة يكون فيها المطر شديد وأخرى متوسط وتارة خفيف حتى صلاة المغرب وما بعدها ....
عليه أحبتي في الله نرجو التفصيل في هذه المسألة لأهميتها وخاصة في مثل هذه الأيام ...
وما قولكم فيمن ألزم الناس بالإعادة وفقكم الله لما يحب ويرضاه
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:53 م]ـ
المسألة خلافية بين العلماء
ولكن ان كان هناك علة للجمع فالجمع صحيح
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:27 ص]ـ
ابو شيماء الشامي // السلام عليكم ورحمة الله وركاته .... وشكر الله لك مرورك الكريم
ويبقى أخي في الله التفصيل في العلة والراجح فيها وفقك الله لكل خير لتكتمل الصورة وبخاصة لوجود الحاجة الماسة لهذا الأمر في هذه الأيام
مع الدليل على إلزام الناس بالإعادة ((وخاصة أن إختلاف الناس في العلة الموجبة للجمع تختلف من شخص لآخر))(64/51)
هل (القريب) من أسماء الله، جلّ وعزّ؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:51 م]ـ
وهل تقسيم القرب إلى قسمين، صحيحٌ، كما فعل الشيخ السعدي، نوّر الله ضريحه؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:59 م]ـ
مع اسم الله (القريب):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14376&highlight=%C7%D3%E3+%C7%E1%DE%D1%ED%C8
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:28 ص]ـ
أحسنت. بارك الله فيك.(64/52)
سؤال حول الحمام المغربي
ـ[خالد هاشم]ــــــــ[11 - 04 - 06, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد توضيح حول الحمام المغربي؟
أصله وحكمه للرجال والنساء وهل كان موجودا في السابق
وشكرا(64/53)
(أفلح و أبيه إن صدق) (أما و أبيك لتبأنه)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:10 م]ـ
في دراستي لكتاب التوحيد ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله إشكلاً يرد ففصل فيه رحمه الله فأردت أن استزيد منكم بارك الله فيكم.
جاء في الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) صححه الحاكم
ولحديثين الواردين في مسلم ((أفلح و أبيه إن صدق) (أما و أبيك لتبأنه) تعرض هذا الحديث فذكر الشيخ رحمه الله وجوه للتقريب بين النصين فقال ما ملخصه
الوجه الأول (أن هذا الرواية أنكرها بعض الهعلماء لأنها مناقضة للتوحيد) ثم ردها بقوله (ثم قال في الرد على هذا القول (الحديث ثابت و مادام يمكن حمله على وجه صحيح فلا ننكره)
الوجه الثاني (أن فيه تصحيفاً والصحيح (أفلح والله) لتشابه كلمة الله بـ أبيه) ثو ردها بقوله (هذا بعيد لأنه يمكن في اللفظ الثاني (و أبيك))
الوجه الثالث (أن هذا مما جرى على اللسان واللغوا لا يؤاخذ عليه العبد) ثم رده فقال (لايصح لأن النهي وارد لأن سعد عندما كان يحلف بالات والعزى أمره صلى الله عليه وسلم أن ينطق بالشهادة فلو صح هذا لقلنا لمن فعل شركاً معتاداُ علسه لا ينهى وهذا باطل جدا)
الوجه الرابع (أنه من خصائصة صلى الله عليه وسلم دون غيره) فرده قائلاً (دعوى الخصوصية تجتاج دليل و إلا فالتأسي هو الأصل)
الوجه الخامس (أنه على تقدير حذف مضاف و التقدير (أفلح ورب أبيه)) (فقال يرد عليه (ضعيف لأن الأصل عدم الحذف و لايمكن أن يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بما يستلزم ذلك بدون بيان الوراد)
الوجه السادس (أن هذا منسوخ وأن النهي هو الناقل من الأصلوهو أقربها ولا نجزم بذلك لعدم معرفة التاريخ ولذلك نقول أقربها والله أعلم. ا.هـ
لكن جائني إشكلات في كلام الشيخ رحمه الله في قضية النسخ وهي كالتالي:-
الحديث الوارد سابقاً يقتضي أن الحلف بغير الله شرك فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم مشرك ثم تاب عندما جاء النهي؟
على افتراض النسخ هل هذا يعني أن ماكان يحصل من الحلف بالآباء ليس من الشرك و إنما يدخل في اليمين؟
ثم إني أطلب من الإخوة الذين لهم عناية بالحديث أن يخرجوا لنا حديث ابن عمر الوارد سابقاً إن كان صحيحا أو لا.
------------------------------------------
وقال صاحب تيسير العزيز الحميد رحمه الله
(وأجمع العلماء على أن اليمين لا تكون إلا بالله أو بصفاته وأجمعوا على المنع من الحلف بغيره قال ابن عبد البر لا يجوز الحلف بغير الله بالاجماع انتهى ولا اعتبار بمن قال من المتأخرين إن ذلك على سبيل كراهة التنزيه فإن هذا قول باطل وكيف يقال ذلك لما أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كفر أو شرك بل ذلك محرم ولهذا اختار ابن مسعود رضي الله عنه أن يحلف بالله كاذبا ولا يحلف بغيره صادقا فهذا يدل على أن الحلف بغير الله أكبر من الكذب مع أن الكذب من المحرمات في جميع الملل فدل ذلك أن الحلف بغير الله من أكبر المحرمات
فإن قيل أن الله تعالى أقسم بالمخلوقات في القرآن
قيل ذلك يختص بالله تبارك وتعالى فهو يقسم بما شاء من خلقه لما في ذلك من الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته والهيته وعلمه وحكمته وغير ذلك من صفات كماله وأما المخلوق فلا يقسم إلا بالخالق تعالى فالله تعالى يقسم بما يشاء من خلقه وقد نهانا عن الحلف بغيره فيجب على العبد التسليم والإذعان لما جاء من عند الله قال الشعبي الخالق يقسم بما شاء من خلقه والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق قال ولأن أقسم بالله فأحنث أحب إلى من ان أقسم بغيره فأبر وقال مطرف بن عبد الله إنما أقسم الله بهذه الأشياء ليعجب بها المخلوقين ويعرفهم قدرته لعظم شأنها عندهم ولدلالتها على خالقها ذكرهما ابن جرير
فان قيل قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي الذي سأله عن أمور الاسلام فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق رواه البخاري وقال للذي سأله أي الصدقة أفضل أما وأبيك لتنبأنه رواه مسلم ونحو ذلك من الأحاديث
قيل ذكر العلماء عن ذلك اجوبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/54)
أحدها ما قاله ابن عبد البر في قوله أفلح وأبيه إن صدق هذه اللفظة غير محفوظة وقد جاءت عن راويها اسماعيل بن جعفر أفلح والله إن صدق قال وهذا أولى من رواية من روى عنه بلفظ أفلح وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح ولم تقع في رواية مالك أصلا وزعم بعضهم أن بعض الرواة عنه صحف قوله وابيه من قوله والله انتهى وهذا جواب عن هذا الحديث الواحد فقط ولا يمكن أن يجاب به عن غيره
الثاني أن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير قصد للقسم به والنهي وإنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف ذكره البيهقي وقال النووي إنه المرضى
قلت هذا جواب فاسد بل أحاديث النهي عامة مطلقة ليس فيها تفريق بين من قصد القسم وبين من لم يقصد ويؤيد ذلك أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حلف مرة باللات والعزى ويبعد ان يكون أراد حقيقة الحلف بهما ولكنه جرى على لسانه من غير قصد على ما كانوا يعتادونه قبل ذلك ومع هذا نهاه النبي صلى الله عليه وسلم غاية ما يقال أن من جرى ذلك على لسانه من غير قصد معفو عنه أما أن يكون ذلك أمرا جائزا للمسلم أن يعتاده فكلا وايضا فهذا يحتاج إلى نقل ان ذلك كان يجري على ألسنتهم من غير قصد للقسم وأن النهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف وأنى يوجد ذلك الثالث أن مثل ذلك يقصد به التأكيد لا التعظيم وانما وقع النهي عما يقصد به التعظيم
قلت وهذا افسد من الذي قبله وكأن من قال ذلك لم يتصور ما قال فهل يراد بالحلف إلا تأكيد المحلوف عليه بذكر من يعظمه الحالف والمحلوف له فتأكيد المحلوف عليه بذكر المحلوف به مستلزم لتعظيمه وايضا فالأحاديث مطلقة ليس فيها تفريق وأيضا فهذا يحتاج الى نقل أن ذلك جائز للتأكيد دون التعظيم وذلك معدوم
الرابع أن هذا كان في أول الأمر ثم نسخ فما جاء من الأحاديث فيه ذكر شيء من الحلف بغير الله فهو قبل النسخ ثم نسخ ذلك ونهي عن الحلف بغير الله وهذا الجواب ذكره الماوردي قال السهيلي أكثر الشراح عليه حتى قال ابن العربي روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يحلف بأبيه حتى نهي عن ذلك قال السهيلي ولا يصح ذلك وكذلك قال غيرهم وهذا الجواب هو الحق يؤيده أن ذلك كان مستعملا شائعا حتى ورد النهي عن ذلك كما في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت رواه البخاري ومسلم وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فلا يحلف الا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها فقال ولا تحلفوا بآبائكم رواه مسلم وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال حلفت مرة باللات والعزى فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم انفث عن يسارك ثلاثا وتعوذ ولا تعد رواه النسائي وابن ماجه وهذا لفظه وفي هذا المعنى أحاديث فما ورد فيه ذكر الحلف بغير الله فهو جار على العادة قبل النهي لأن ذلك هو الأصل حتى ورد النهي عن ذلك)
وبعده مباشرة قال رحمه الله
(وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا يكفر من حلف بغير الله كفر شرك قالوا ولهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد إسلامه بقول لا إله إلا الله فلولا أنه كفر ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك وقال الجمهور لا يكفر كفرا ينقله عن الملة لكنه من الشرك الأصغر كما نص على ذلك ابن عباس وغيره وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول لا إله إلا الله فلأن هذا كفارة له مع استغفاره كما قال في الحديث الصحيح من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله وفي رواية فليستغفر فهذا كفارة له في كونه تعاطي صورة تعظيم الصنم حيث حلف به لاأنه لتجديد إسلامه ولو قدر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره لكن الذي يفعله عباد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله أعطاك ما شئت من الإيمان صادقا أو كاذبا فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أرتربته أو حياته ونحو ذلك لم يقدم على اليمين به إن كان كاذبا فهذا شرك أكبر بلا ريب لأن المحلوف به عنده أخوف وأجل وأعظم من الله وهذا ما بلغ اليه شرك عباد الأصنام لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت فمن كان جهد يمينه الحلف بالشيخ أو بحياته أو تربته فهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/55)
أكبر شركا منهم فهذا هو تفصيل القول في هذه المسألة والحديث دليل على أنه لا تجب الكفارة بالحلف بغير الله مطلقا لأنه لم يذكر فيه كفارة للحلف بغير الله ولا في غيره من الأحاديث فليس فيه كفارة إلا النطق بكلمة التوحيد والاستغفار وقال بعض المتأخرين تجب الكفارة بالحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة وهذا قول باطل ما أنزل الله به من سلطان فلا يلتفت اليه وجوابه المنع
قال المصنف وقال ابن مسعود لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا
ش هكذا ذكر المصنف هذا الأثر عن ابن مسعود ولم يعزه وقد ذكره ابن جرير غير مسند أيضا قال وقد جاء عن ابن عباس وابن عمر نحوه ورواه الطبراني باسناد موقوفا هكذا قال المنذري ورواته رواة الصحيح
قوله لأن أحلف بالله إلى آخره أن هي المصدرية والفعل بعدها منصوب في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء وأحب خبره ومعناه ظاهر وانما رجح ابن مسعود رضي الله عنه الحلف بالله كاذبا على الحلف بغيره صادقا لأن الحلف بالله توحيد والحلف بغيره شرك وإن قدر الصدق في الحلف بغير الله فحسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق وسيئة الكذب اسهل من سيئة الشرك ذكره شيخ الاسلام وفيه دليل على أن الحلف بغير الله صادقا أعظم من اليمين الغموس وفيه دليل على أن الشرك الأصغر اكبر من الكبائر وفيه شاهد للقاعدة المشهورة وهي ارتكاب أقل الشرين ضررا إذا كان لا بد من أحدهما
قال وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان رواه أبو داود بسند صحيح
ش هذا الحديث رواه ابو داود كما قال المصنف ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجه والبيهقي وله علة وله شواهد وهو صحيح المعنى بلا ريب وسيأتي الكلام على معناه في باب ما شاء الله وشئت إن شاء الله
قال وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول الرجل أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول بالله ثم بك قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان
هذا الأثر رواه المصنف غير معزو وقد رواه عبدالرزاق وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت عن مغيرة قال كان ابراهيم يكره أن يقول الرجل أعوذ بالله وبك ويرخص أن يقول أعوذ بالله ثم بك ويكره أن يقول لولا الله وفلان ويرخص أن يقول لولا الله ثم فلان لفظ ابن أبي الدنيا وذلك والله أعلم لأن الواو تقتضي مطلق الجمع فمنع منها للجمع لئلا توهم الجمع بين الله وبين غيره كما منع من جمع اسم الله واسم رسوله في ضمير واحد وثم إنما تقتضي الترتيب فقط فجاز ذلك لعدم المانع ومطابقة الحديثين والأثرين للترجمة ظاهرة على ما فسر به ابن عباس رضي الله عنه الآية باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
أي من الوعيد لأن ذلك يدل على قلة تعظيمه لجناب الربوبية إذ القلب الممتلىء بمعرفة عظمة الله وجلاله وعزته وكبريائه لا يفعل ذلك قال عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله رواه ابن ماجه بسند حسن
ش هذا الحديث رواه ابن ماجه في سننه وترجم عليه من حلف له بالله فليرض حدثنا محمد بن اسماعيل بن سمرة ثنا أسباط بن محمد عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يحلف بأبيه فقال لا تحلفوا بآبائكم الحديث وهذا إسناد جيد على شرط مسلم عند الحاكم وغيره فإنه متصل ورواته ثقات بل قد روى مسلم عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وأصل هذا الحديث في الصحيحين عن ابن عمر بلفظ لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله وليصمت وليس فيه هذه الزيادة
قوله لا تحلفوا بآبائكم تقدم ما يتعلق به في الباب قبله
قوله من حلف بالله فليصدق أي وجوبا لأن الصدق واجب ولو لم يحلف بالله فكيف اذا حلف به وأيضا فالكذب حرام لو لم يؤكد الخبر باسم الله فكيف إذا أكده باسم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/56)
قوله ومن حلف له بالله فليرض أي وجوبا كما يدل عليه قوله ومن لم يرض فليس من الله ولفظ ابن ماجه ومن لم يرض بالله فليس من الله وهذا وعيد كقوله تعالى ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء قال ابن كثير اي فقد برىء من الله وهذا عام في الدعاوى وغيرها ما لم يفض إلى إلغاء حكم شرعي كمن تشهد عليه البينة الشرعية فيحلف على تكذيبها فلا يقبل حلفه ولهذا لما رأى عيسى عليه السلام رجلا يسرق فقال له سرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني رواه البخاري وفيه وجهان
أحدهما قال القرطبي ظاهر قول عيسى عليه السلام للرجل سرقت أنه خبر جازم لكونه أخذ مالا من حرز في خفية وقول الرجل كلا نفي لذلك ثم أكده باليمين وقول عيسى آمنت بالله وكذبت عيني أي صدقت من حلف بالله وكذبت ما ظهر لي من كون الأخذ سرقة فإنه يحتمل أن يكون الرجل أخذ ماله فيه حق أو ما أذن له صاحبه في أخذه أو أخذه ليقلبه وينظر فيه ولم يقصد الغصب والاستيلاء
قلت وهذا فيه نظر وصدق الحديث يرده وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم رأى عيسى رجلا يسرق فأثبت صلى الله عليه وسلم سرقته
الثاني ما قاله ابن القيم إن الله تعالى كان في قلبه أجل من أن يحلف به أحد كاذبا فدار الأمر بين تهمة الحالف وتهمة بصره فرد التهمة الى بصره كما ظن آدم عليه السلام صدق ابليس لما حلف له أنه ناصح قلت هذا القول أحسن من الأول وهو الصواب إن شاء الله تعالى وحدثت عن المصنف أنه حمل حديث الباب على اليمين في الدعاوى كمن يتحاكم عند الحاكم فيحكم على خصمه باليمين فيحلف فيجيب عليه أن يرضى)
----------------------
وقال صاحب روح المعاني
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1)
وسائر أهل الكوفة تساءلون بإدغام تاء التفاعل في السين لتقاربهما في الهمس والأرحام بالنصب وهو معطوف إما على محل الجار والمجرور إن كان المحل لهما أو على محل المجرور إن كان المحل له والكلام على حد مررت بزيد وعمرا وينصره قراءة تساءلون به وبالأرحاموأنهم كانوا يقرنونها في السؤال والمناشدة بالله تعالى ويقولون: أسألك بالله تعالى وبالله سبحانه وبالرحمكما أخرج ذلك غير واحد عن مجاهد وهو إختيار الفارسي وعلي بن عيسى وإما معطوف على الأسم الجليل أي أتقوا الله تعالى والأرحام وصلوها ولا تقطعوها فإن قطعها مما يجب أن يتقي وهو رواية إبن حميد عن مجاهد والضحاك عن إبن عباس وإبن المنذر عن عكرمة وحكى عن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه وأختاره الفراء والزجاج وجوز الواحدي النصب على الإغراء أي والزموا الأرحام وصلوها وقرأ حمزة بالجر وخرجت في المشهور على العطف على الضمير المجرور وضعف ذلك أكثر النحويين بأن الضمير المجرور كبعض الكلمة لشدة إتصاله بها فكما لا يعطف على جزء الكلمة لا يعطف عليه
وأول من شنع على حمزة في هذه القراءة أبو العباس المبرد حتى قال: لا تحل القراءة بها وتبعه في ذلك جماعة منهم إبن عطيةوزعم أنه يردها وجهان: أحدهما أن ذكر أن الأرحام مما يتساءل بها لا معنى له في الحض على تقوى الله تعالى ولا فائدة فيها أكثر من الأخبار بأن الأرحام يتساءل بها وهذا مما يغض من الفصاحة والثاني أن في ذكرها على ذلك تقرير التساؤل بها والقسم بحرمتها و الحديث الصحيح يرد ذلك فقد أخرج الشيخان عنه صلى الله تعالى عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله تعالى أو ليصمت
وأنت تعلم أن حمزة لم يقرأ كذلك من نفسه ولكن أخذ ذلك بل جميع القرآن عن سليمان بن مهران الأعمش والإمام بن أعين ومحمد بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادقوكان صالحا ورعا ثقة في الحديثمن الطبقة الثالثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/57)
وقد قال الإمام أبو حنيفة والثوري ويحيى بن آدم في حقه غلب حمزة الناس على القراءة والفرائض وأخذ عنه جماعة وتلمذوا عليه منهم إمام الكوفةقراءة وعربيةأبو الحسن الكسائي وهو أحد القراء السبع الذين قال أساطين الدين: إن قراءتهم متواترة عن رسول الله ومع هذا لم يقرأ بذلك وحده بل قرأ به جماعة من غير السبعة كإبن مسعود وإبن عباس وإبراهيم النخعي والحسن البصري وقتادة ومجاهد وغيرهمكما نقله إبن يعيشفالتشنيع على هذا الإمام في غاية الشناعة ونهاية الجسارة والبشاعة وربما يخشى منه الكفر وماذكر من إمتناع العطف على الضمير المجرور هو مذهب البصريين ولسنا متعبدين بإتباعهم وقد أطال أبو حيان في البحر الكلام في الرد عليهم وأدعى أن ما ذهبوا إليه غير صحيح بل الصحيح ما ذهب إليه الكوفيون من الجواز وورد ذلك في لسان العرب نثرا ونظما وإلى ذلك ذهب إبن مالك وحديث إن ذكر الأرحامحينئذ لا معنى له في الحض على تقوى الله تعالى ساقط من القول لأن التقوى إن أريد بها تقوى خاصةوهي التي في حقوق العباد التي من جملتها صلة الرحم فالتساؤل بالأرحام مما يقتضيه بلا ريب وإن أريد الأعم فلدخوله فيها وأما شبهة أن في ذكرها تقرير التساؤل بها والقسم بحرمتها والحديث يرد ذلك للنهي فيه عن الحلف بغير الله تعالى فقد قيل في جوابها: لا نسلم أن الحلف بغير الله تعالى مطلقا منهى عنه بل المنهي عنه ما كان مع إعتقاد وجوب البر وأما الحلف على سبيل التأكيد مثلا فمما لا بأس به ففي الخبر أفلح وأبيه إن صدق
وقد ذكر بعضهم أن قول الشخص لآخر: أسألك بالرحم أن تفعل كذا ليس الغرض منه سوى الإستعطاف)
--------------------
وقال ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد
(قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة فذكره والحلف بالمخلوقات كلها في حكم الحلف بالآباء لا يجوز شيء من ذلك فإن احتج محتج بحديث يروى عن إسمعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن ابن أبي عامر عن أبيه عن طلحة بن عبيدالله في قصة الأعرابي النجدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفلح وأبيه إن صدق قيل له هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من حديث من يحتج به وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن ابي سهيل لم يقولوا ذلك فيه وقد روي عن إسمعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه أفلح والله إن صدق أو دخل الجنة والله إن صدق وهذا أولى من رواية من روى وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح وبالله التوفيق)
وكما في فتح الباري عندما ذكر الأقول حول هذه المسئلة ثم حكم على الحديث بالضعف والرد.
وذكر النووي والسيوطي رحمه وغيرهم أن هذه كلمة جرت العادة بها عند العرب وقالوا بأن النهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف
س/ هل الحلف بغير الله شرك؟ كيف فعله عليه الصلاة والسلام؟؟
فأرجوا من الإخوان التفصيل في المسئلة
وجزاكم الله خير
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:48 م]ـ
أرجو من الإخوة مساعدتي وجزاكم الله خير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:13 م]ـ
لعل هناك وجها للحديث لم يذكره الشيخ رحمه الله
وهو أن يكون ذلك مما جرى على لسانهم وليس مقصودا به الحلف أصلا
كقولهم (لعمري) ففيها خلاف هل المقصود بها الحلف أو لا.
وقد جمع العلامة حماد الأنصاري رسالة في (لعمري) وذهب إلى أن ليس المقصود بها القسم
وإن قلنا إنها يقصد بها القسم في أصل الوضع، فنقول: هي مما جرى على اللسان بغير قصد معناها، كقولهم (قاتله الله ما أشعره) (ويل أمه مسعر حرب) (تربت يداه) فليس ظاهر الكلام مقصودا وهو أن يقاتله الله، ولا نسبة الويل لأمه، ولا أن تلتصق يده بالتراب.
وهذا الكلام ذكره غير واحد من أهل العلم كابن الأثير في نهايته.
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:17 م]ـ
ينظر طرح التثريب أيضاً .. فقد ذكراً أوجهاً عديدة في توجيه الحديث.
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:01 ص]ـ
كل من اللفظتين - (وأبيه) و (وأبيك) - غير محفوظتين بل هما شاذتان.
وانظر لتفصيل ذلك موقع الموصلي حفظه الله تحت هذا الرابط:
http://almousely.com/home/node/348
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:08 ص]ـ
الشيخ العثيمين نقل الأقوال التي جاءت في الحديث , ولم يرجح النسخ , أما أن تقول أن النبي كان مشركا ثم تاب فهذا كان عليك التنزه عنه, أما الحلف بغير الله ففيه تفصيل فمنه الأصغر و منه الأكبر إذا أعتقد أن المحلوف به خير من الله(64/58)
هل ورد السلام من الخطيب على الحاضرين عند صعوده على المنبر؟ أفيدونا تؤجروا
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ورد السلام من الخطيب على الحاضرين عند صعوده على المنبر؟ أفيدونا تؤجروا
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:57 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في كتاب الشرح الممتع المجلد الخامس صفحة 80:
((قوله: "ويسلم على المأمومين إذا أقبل عليهم" أي: يسن إذا صعد المنبر أن يتجه إلى المأمومين، ويسلم عليهم؛ لأن ذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان الحديث المرفوع فيه ضعف، لكن الأمة أجمعت على العمل به، واشتهر بينها أن الخطيب إذا جاء وصعد المنبر استقبل الناس وسلم عليهم، وهذا التسليم العام. أما الخاص فإنه إذا دخل المسجد سلم على من يمر عليه أولاً، وهذا من السنة بناء على النصوص العامة أن الإنسان إذا أتى قوماً فإنه يسلم عليهم، فيكون إذاً للإمام سلامان: السلام الأول: إذا دخل المسجد سلم على من يمر به. والسلام الثاني: إذا صعد المنبر، فإنه يسلم تسليماً عاماً على جميع المصلين))
وقال المشرفون على كتاب الشرح الممتع في هامشه عن الحديث الذي أشار إليه الشيخ محمد:
لما روي عن الشعبي أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أقبل على الناس بوجهه وقال: السلام عليكم ..... وكان أبو بكر وعمر يفعلانه "
أخرجه عبد الرزاق 5282
وابن أبي شيبه 2/ 114
وأخرجه أيضا عبد الرزاق 5281 عن عطاء نحوه مرسلا
وأخرجه ابن ماجه من حديث جابر 1109 وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد 2/ 184 عن ابن عمر رضي الله عنهما وفيه عيسى بن عبدالله الأنصاري وهو ضعيف
وأخرجه البيهقي 3/ 204، 205 عن جابر وابن عمر مرفوعا ثم قال وروي في ذلك عن ابن عباس وابن الزبير ثم عن عن عمر بن عبد العزيز"
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 09:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا هانئ وبارك فيك
ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:16 م]ـ
السلسلة الصحيحة [جزء 5 - صفحة 106]
2076 - (صحيح)
[كان إذا صعد المنبر سلم]. (صحيح بشواهده). ويشهد له ويقويه جريان عمل الخلفاء عليه عن أبي نضرة قال: كان عثمان قد كبر فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم الكتاب. وإسناده صحيح. وعن عمرو بن مهاجر: أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس وردوا عليه. وسنده صحيح
رحم الله علماءنا الأجلاء على جهودهم وجهادهم.(64/59)
س/ هل (الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية) شخصية حقيقية لها وجود؟
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:01 م]ـ
جاء في:
تكذيب الرؤيا المزعومة
من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
قوله:
((ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية عن هذه الوصية، فأجابني بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة،))
مما يُفهم منه أن الشيخ أحمد المذكور شخص حقيقي له وجود
فمن يفيدنا بخبر حوله؟
متى ولد؟
ومتى توفي؟
ومن هو؟
ـ[أبو الأم]ــــــــ[15 - 04 - 06, 12:16 م]ـ
للرفع
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:46 م]ـ
للرفع
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:00 م]ـ
ماهي الرؤيا أصلا؟
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:17 م]ـ
الرؤيا هي أن المذكور أخبر الناس بأنه كان في مسجد رسول الله صلى ا لله عليه وسلم ثم أخذته غفوة ونام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال له إن هذا الأسبوع لا أدري الشهر .. دخل سبعون ألفا من أمته النار .. (وبس لحد كده هي دي الرؤيا) فقال المفتري علي أحمد - الموظف بالحرم النبوي- بأن من وزع هذه الرسالة - الرؤيا - كذا مرة - مرة قيل عشرين ومرة ثلاثين ومرة خمسة عشر (على تعدد الروايات) ...... (إبتسامة) يسمع خبرا يسره ويفتح عليه في المال .. ثم أدرج أن موظفا أهملها تم طرده من وظيفته بعد ثلاثة أيام .. وأن رجلا فقيرا فعل كما طلبت الرسالة منه تعين في وظيفة حسنة .... (إنتهى الحديث) ... ولكن لو تأملت أخي في الله هذه الخرافة تبين لك بأنها تفوح برائحة هندية صوفية منتنة ... عموما هذه هي الرؤيا على الطريقة الهندية التبليغية في الترغيب والترهيب ...
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 02:42 ص]ـ
جاء في:
تكذيب الرؤيا المزعومة
من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
قوله:
((ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية عن هذه الوصية، فأجابني بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة،))
الشيخ رحمه الله عبارته كاملة (ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية عن هذه الوصية، فأجابني بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة، ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور أو من هو أكبر منه زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم .. )
يبدو لي والله أعلم أن الشيخ في البداية ظن أن هناك أن شخصا اسمه أحمد وهو صاحب الرؤيا المزعومة
ولما سأل فأنكروها أقارب شخص اسمه أحمد ليس له تعلق بصاحب الرؤيا أصلا
فلذا قال الشيخ رحمه الله ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور أو من هو أكبر منه ..
وما يؤيد هذا الكلام فتوى في فتاوى نور على الدرب
قول الشيخ رحمه الله في جواب له على هذه الوصية المزعومة:
(ليس هناك وصية وليس هناك شخص يقال له أحمد
بل هي من كذب الكذابين أناس يفترون الكذب ويكتبون مثل هذه الوصايا ... )
فتاوى نور على الدرب الشريط 2 الوجه ب
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:15 ص]ـ
مثل هذه الامور يقوم بها احد اثنين: الاول يريد الخير للناس بزعمه فيكذب ليرغب الناس بالخير.
وهذا موجود قديما وحديثا , وهؤلاء ان كذبوا يكذبوا في الترغيب بالقيام او الصوم والصدقة او الذكر.
اما الثاني: فهو ملحد ضال يريد تشكيك الناس بدينهم فيقول لهم من يفعل ذلك يحدث له كذا وكذا فاذا قام الجاهل بفعل ذلك ولم يحصل له ما حتمه المذكور شك في دينه وبالشريعة. وما يغلب عليه الظن ان هذا مثال الرؤيا المزعومة.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[22 - 09 - 06, 01:58 ص]ـ
قول الشيخ رحمه الله في جواب له على هذه الوصية المزعومة:
(ليس هناك وصية وليس هناك شخص يقال له أحمد
بل هي من كذب الكذابين أناس يفترون الكذب ويكتبون مثل هذه الوصايا ... )
فتاوى نور على الدرب الشريط 2 الوجه ب
المعذرة يا إخوة
الصواب الشريط 3 الوجه ب
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 12 - 08, 05:47 م]ـ
وجدت في إحدى المخطوطات الخاصة في منطقتنا هذه الوصية وقد أرخ فيها وقوع القصة بتاريخ 29/ 11/1245هـ
ومن ضمن الكلام المذكور فيها (( .. ، وهم مشغولون بحب الدنيا والهوى، ويحبون الأموال وينسون الآخرة، لا لهم عمل مقبول عند الله ولا عند رسوله ولا عند ملائكته، أذكر لهم يا شيخ أحمد أنِّي بقيت خجلان من ربي، وهم مشغولون بالقبايح والكباير، وأراد الله أن يبدل صورهم، وينزل عليهم سخطا، فشفعت فيهم عند ربي، وقلت: يا رب العزة والقدرة، بحق عزتك وجلالك، وجمال وجهك الكريم، أن تعفوا عنهم هذه المرَّة، حتَّى أبعث إليهم وصيَّة وأخبرهم ... ))
ووجدت قطعة منها في وثيقة أخرى كتبت عام 1348 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/60)
ـ[خالد العمري]ــــــــ[25 - 12 - 08, 03:39 ص]ـ
قال الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن- رحمه الله- عن هذه الوصية:
أول ما ظهرت عام 1347
تذكرة أولي النهى والعرفان 5/ 343
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ
للفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1028018&posted=1#post1028018
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:09 ص]ـ
القصة تكلم عنها محمد رشيد رضا في مجلته المنار قبل 100 عام أو تزيد وأتذكر أن قال بأنها كانت متداولة أيام صغره(64/61)
أفيدونا مأجورين عن أحكام الفتح على الإمام في الصلاة
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، تحية طيبة وبعد:
ففي النية أن أكتب بحثا عن أحكام الفتح على الإمام في الصلاة.
فياحبذا لو أن أحدكم عنده علم بالمؤلفات التي ألفت في هذا الباب فيدلني عليه مأجورا.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(64/62)
أين أجد بحثاَ مؤصلا مفصلا, عن أحكام الإماء وملكة اليمين؟؟؟
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:08 م]ـ
أين أجد بحثاَ مؤصلا مفصلا, عن أحكام الإماء وملكة اليمين؟؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:21 م]ـ
أين؟؟.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:46 م]ـ
يا أهل الخير؟؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:56 م]ـ
للشيخ جعفر بن إدريس الكتاني المتوفى عام 1323 مؤلف في أحكام الإماء، وأن الأمة الشرعية هي المجلوبة من بلاد الكفار ... إلخ، غير أنني لم أقف عليه بعد ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:57 م]ـ
كما تجد تفصيلا في كتب النوازل المالكية، كالمعيار للونشريسي، والمعيار الجديد للوزاني، وأمثالها، خاصة كتب المتأخرين، ففيها البغية إن شاء الله تعالى ... وهي مطبوعة ومتداولة ..
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:37 م]ـ
نظام الرق في الإسلام
عبدالله ناصح علوان
http://abdullahelwan.net/book.php
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:42 م]ـ
هل هو الذي في المجمع الفقهي بأمريكا؟ ..
ـ[ابن السائح]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:04 م]ـ
ليس هو
بل قد مات سنة 1408 قبل نحو عشرين عاما
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 07:03 م]ـ
آه؛ صاحب تربية الأولاد في الإسلام؟ في جزأين؟ ..(64/63)
هل ورد أن من علامات الساعة نطق الحديد؟ دعوة للمشايخ
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 09:40 م]ـ
حسب بحثي المتواضع أن لم يرد أن في أخر الزمن أن الحديد ينطق، وتعجبت كثيراً كيف لا يكون في حديث مع أن المنتشر لدى كثير من الناس أن من علامات الساعة أن الحديد ينطق، ويرون أن الأجهزة الحديث كالجوال دليل على ذلك.
فأرجو من الأخوة أن يدلوا بما فتح الله عليهم.
والسلام.(64/64)
عجيبة: إذا كان هذا رضي الله عنه، فلعنة الله على منْ؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:43 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى عند شرحه لكتاب (الفتن) من (صحيح البخاري):
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
(باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة)
حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي: أنه سمع أبا إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟.
قال: (نعم).
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال: (نعم، وفيه دخن).
قلت: وما دخنه؟.
قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر).
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟؟
قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها).
قلت: يا رسول الله صفهم لنا.
قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا).
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟؟
قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم).
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟.
قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم:
(دعاة على أبواب جهنم):
(ولو قرأت في كتب تراجم المتصوفة أو غيرهم من طوائف البدع المغلظة ...... يوجد في بعض كتب التراجم ... يُترجم لولي مزعوم - ولي من أولياء الله!! - يقولون:
وكان رضي الله عنه لم يسجد لله سجدة، ولم يصم في سبيل الله يوما، ولا فعل، ولا فعل!، جميع الواجبات تركها، ولم يترك محضورا إلا ارتكبه - رضي الله عنه وأرضاه - ...
قال الشيخ حفظه الله:
وعلّق بعضهم:
إذا كان هذا رضي الله عنه!، فلعنة الله على من؟!!.).
قلت:
الحمد لله على نعمة الإيمان والسنّة.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:52 م]ـ
نعم الحمد لله على نعمة الإيمان واتباع السنة
لكن نقول لهؤلاء أين عقولكم
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 11:15 م]ـ
بل هناك شيخنا المسيطير ما هو شر من ذلك، انظر إلى الشعراني وهو يقول:
(ومنهم سيدي علي وحيش من مجاذيب النجارية، رضي الله عنه، كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال، وكان يأتي مصر، والمحلة، وغيرهما من البلاد، وله كرامات، وخوارق، واجتمعت به يومًا) إلى أن قال: ( ... وكان إذ رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة، ويقول له أمسك رأسها لي حتى أفعل فيها فإن أبي شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم، والناس يمرون عليه ... ) انتهى كلامه عليه من الله ما يستحق ..
ـ[الديرزوري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:26 ص]ـ
الأخ المسيطر
السلام عليكم وبعد
قلتَ ناقلا عن الشخ الخضير ....................
ولو قرأت في كتب تراجم المتصوفة أو غيرهم من طوائف البدع المغلظة ...... يوجد في بعض كتب التراجم ... يُترجم لولي مزعوم - ولي من أولياء الله!! - يقولون:
وكان رضي الله عنه لم يسجد لله سجدة، ولم يصم في سبيل الله يوما، ولا فعل، ولا فعل!، جميع الواجبات تركها، ولم يترك محضورا إلا ارتكبه - رضي الله عنه وأرضاه - ...
ــــــــــــــــــــ
الحقيقة!!!!!
انا في غاية العجب!!!!!!!!!
هل يقول هذا مسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن ارجو من الشيخ الفاضل ان ينسب هذا القول الى اصحابه
ويعزو!!!!!!!!!!!!!!!!
وفي اي كتاب وجد الشيخ الخضير هذه العبارة بالذات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والله الموفق
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير ///
=========================
وشرح الشيخ للفتن جميل ...
الأخ الديرزوري /:::
الذي ذكره الشيخ يقصد في تراجم الصوفيه كطبقات الشعراني فهو يذكر أشياء غريبة وأنا لم أقرأه لكن مشايخنا يذكرون عنه شيء غريب!!
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:43 ص]ـ
ارجع أخي إلى طبقات الشعراني، وستجد -والله- ما هو أشد وشر مما قاله الشيخ، ومنه ما نقلته بأعلى، الشعراني يترضى على سيده (!) علي وحيش ثم يحكي أنه كان يأتي الحمير!!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:38 م]ـ
أذكر أني حضرت درسا للشيخ أبي إسحق الحويني في الكويت, وتطرق فيه للصوفية وخرافاتهم, وكان يقرأ بعض ما ذكره الشعراني في طبقاته, فكان يمتنع عن ذكر بعض القصص ويقول: هذه أستحي مِن قراءتها عليكم!!
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:41 م]ـ
بل يوجد اغرب من هذا وهوكلام الزنديق التيجاني الذي ارتد من ردة الى ردة يقول بما معناه ما هذا الاله الذي يميت ابو طالب على الكفر بعد ان دافع عن النبي عليه السلام ويدخله النار ويموت معاوية بن ابي سفيان على الايمان ويقول بما معناه اذا كانت هذه حكمة الاله فانا اكفر بهذا الاله.
قاتله الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/65)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:03 م]ـ
وهاك -أيها الأخ المتعجب من كلام الشيخ- قصة أخرى لا أجد كلمات مناسبة لوصفها، وسأحذف منها ما لا يليق مما كتبه هذا الشعراني ..
يقول: (ومنهم الشيخ الصالح عبد القادر السبكي، رحمه الله تعالى، أحد رجال الله تعالى، كان من أصحاب التصريف -عياذًا بك اللهم من الشرك- بقرى مصر رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه كثير التلاوة للقرآن كثير الشطح ... ) إلى أن يقول: ( ... وكان يتكلم بالكلام الذي يستحي منه عرفًا، وخطب مرة عروسًا فرآها فأعجبته، فتعرى لها بحضرة أبيها، وقال: ’’انظري أنت الأخرى، حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن أو فيه برص أو غير ذلك‘‘، ثم مسك ( ..... )، وقال: ’’انظري هل يكفيك هذا، وإلا فربما تقولي ( ..... ) ‘‘) ..
والكلام الذي حذفته وقح جدًا، وحُق للشيخ أبي إسحاق أن يستحي من قراءته ..
عليهم من الله ما يستحقون هؤلاء الزنادقة ..
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:48 م]ـ
قبل أن يسترسل الإخوان في ذكر القصص المنقولة من طبقات الشعراني، فإنني علمت أن الطبقات قد طبعت طبعة محققة محررة خالية من أمثال هذه القصص، والشيخ الشعراني رحمه الله تعالى كان من فقهاء الشافعية في عصره، ومن طالع مقدمة كتابه الميزان ورأى الكم المذهل من العلوم والكتب التي طالعها ودرسها على المشايخ علم أن هذا الرأس يصعب أو يستحيل أن يخرج منه هذا الكلام، والشعراني كان يشكو من أنه قد دس عليه من بعض حساده في كتبه ما لا يوافق الشرع، هذا على حياة عينه، فما بالكم ببعد مماته؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
يقول أحدهم (ممن شُيّد له مشهد يزار!!):
ألا بذكر الله تزداد الذنوبُ ... وتنطمس البصائر والقلوبُ.
قلتُ:
أليس في هؤلاء رجل رشيد؟؟!!.
الحمدلله على نعمة الإيمان والسنة.
والله المستعان.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 12 - 07, 04:27 م]ـ
الصوفية في ميزان الشريعة ( http://saaid.net/feraq/sufyah/index.htm)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 05:06 م]ـ
، والشعراني كان يشكو من أنه قد دس عليه من بعض حساده في كتبه ما لا يوافق الشرع، هذا على حياة عينه، فما بالكم ببعد مماته؟!
أين قال ذلك؟
هلا نقلته لنا
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:48 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فالصوفية من أكثر الطوائف سخافة للعقول، فقد استحكمت فيهم خسارة الدين والعقل، فلا دين يوعظون به، ولا عقل يعتبرون به، وسوف أذكر إشارة بعض سخافاتهم مع ذكر مصدره، وراجعه إن شئت وإلاّ فاكتفِ بالإشارة واسأل الله العافية، واحمده على نعمة الهداية التوحيد والسنة.
منهم ولي مكث أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب!!
[جامع الكرامات للنبهاني: 1/ 299].
منهم ولي ينام سبع عشرة سنة ثم يقوم ليصلي بدون وضوء!!
[جامع الكرامات للنبهاني: 2/ 428 - 429].
ومنهم من يقول لعصاه: كوني إنساناً فتكون إنساناً، فتذهب وتقضي حوائجه ثم تعود كما كانت!!.
[جامع الكرامات: 1/ 296 - 297]
ومنهم من زعموا أنه لم يدخل الحمام قط!!!.
[طبقات الشعراني: 1/ 46].
ومنهم من بوله كالحليب!!!!!
[طبقات الشعراني: 2/ 140].
ومنهم: من يجرّ سفينة أخذها الوحل بخصيتيه!!!!!!!!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 46].
ومنهم من لا يدخل الحمام إلاّ كل ثلاثة أشهر!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 366].
ومنهم من يجلد خادمه بإحليل نفسه!!!!!!، بعد أن مدّه فطال طولاً عجيباً و وضعه على كتفه فلما فرغ عاد إلى طوله الأول!!!!!
[جامع الكرامات: 2/ 396]
ومنهم: من زعم أن الجيلاني أمر الملائكة أن تسجد لأحد الأولياء!!!!!!!
[الفتح الرباني: 370].
ومنهم: من زعم أن الكعبة تطوف حول أوليائهم خارج مكة!!!!
[نشر المحاسن: 33].
فهذه بعض سخافات الصوفية الملاحدة وما بقي أطم وأعظم.
وللفائدة: هذا النبهاني صاحب: (كرمات الأولياء!!!!)، له كتاب: (شواهد الحق) من أقذر الكتب وأقبحها، فانتهض إليه أسود التوحيد والسنة فأبطلوا بنيانه وأخرسوا لسانه، وهو حي يرزق ذلك الحين!!!، فردّ عليه شيخ مشايخنا سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى، وله فيه قصيدة [ديوانه: 89] مطلعها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/66)
وقفت على نظمٍ حوى الكفر والشرّا ****** وصاحبه خبُّ لئيمٌ وقد أجرى
ينابيع كفرٍ في تقاسيم غيّه ****** فحرّر في تقسيمه الإفك والشعرا
إلى آخر قصيدته، كما ردّ عليه شيخ مشايخ الأشياخ: أبو المعالي الألوسي رحمه الله تعالى في كتابه منقطع النظير: (غاية الأماني في الرد على النبهاني) مطبوع في مجلدين من وقف عليه ظهر له مبلغ ضلال الرجل وغيّه.
ويوجد غير ذلك من الردود التي يتأكد علينا جميعاً قراءتها والنظر فيها: ففيها كل ما يكشف شبه القوم، فلم يأتِ أتنباعهم بجديد، لأنهم على دين آبائهم ومشايخهم، يتكلون بلسانهم وحجتهم، والحمد لله.
ــــــــــــــــــــ
ذكر الزبيدي!! في كتابه (طبقات الخواص: 65) في ترجمة أبي العباس أحمد بن أبي الخير المعروف بالصياد: أنه نام ساجدا سنة كاملة في البراري!!.
وأنه كان يطرأ عليه حال الفناء حتى كان يقيم أياماً مطروحاً تسفي عليه الرياح وينبت عليه العشب!!!
بالله عليكم أي سخافة هذه السخافة؟!
ـــــــــــــــــــــ
قال الزبيدي في طبقات الخواص: 71، في ترجمة: أحمد بن علوان الصوفي:
(وقبره ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة!! لا سيما آخر جمعة من شهر رجب!!!! فإن أهل تلك النواحي يقصدونه من كل موضع أهل تعز أو غيرهم ويخرجون بالنساء والأولاد وقرية الشيخ المذكور محترمة!!!! ومن استجار!!! بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه نفع الله به وبسائر عباده الصالحين آمين .. ).
الحمد لله على العافية
ــــــــــــــــــــــــ
قال الزبيدي في " طبقات الخواص " (ص: 98) في ترجمة إسماعيل بن محمد ابن ميمون الحضرمي: (ومن ذلك – أي كراماته!! – أنه قد اشتهر بين الناس أن من قبّل قدم الفقيه إسماعيل دخل الجنة!!)، ثم ذكر رؤيا رآها أحد الأشخاص في النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ذلك!!، قال اليافعي: وكان الجلة من العلماء يقبلون قدمه!!.
قلت: تباً لهؤلاء العلماء ما أذلّهم وما أضلّهم!!!.
وذكر الزبيدي (ص:97) أن من ألقابه: موقف الشمس!!!، حيث تأخر عن دخول مدينة زبيد وخشي أن تقفل الأبواب من دونه!! فأشار إلى الشمس أن تقف!! فوقفت حتى قدم المدينة والباب مفتوح!!!.
قلت: وهذه كذبة تخترق الآفاق، وكرامة حمل الريح له، أو فتح الباب له!! أقرب لقبول العقول من هذه الفرية!!!.
ونقل الزبيدي (ص: 100) أنه قال: وُضع الكون بين يديّ وقيل لي: يا إسماعيل اختر، فاخترت الآخرة على الدنيا، واخترت الله عوضاً عنها وعن نفسي!!.
قلت: صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم زويت له (الأرض)، وهذا (جمع) له (الكون كلّه!!!)، وأي رغبة له عن الدنيا وهو يقول عن نفسه: زهدت في كل شي إلاّ المرأة الحسناء (ولم يقل الصالحة!!) والدابة النفيسة!!، وكثر تزوحه بالنساء حتى صار يأمر أولاده بأن لا يتزوجوا إلاّ بكراً خشية أن يتزوجوا من قد تزوجها من قبل!!! [طبقات الخواص: 101].
والحمد لله رب العالمين على نعمة التوحيد والسنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(64/67)
هل يجوز له الانتفاع بهذا المال؟
ـ[أبو راوية]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد الأخوة يسال هذا السؤال:
اشتريت قبل مدة سيارة بالتقسيط وقد ساهمت زوجتي معي بمبلغ من المال إلا أنني لم أدفع المال الذي أعطتني إياه زوجتي كجزء من الدفعة المقدمة للسيارة وأوهمتها (زوجتي) أنني قد دفعته للسيارة. فهل هذا المال حرام علي؟ وهل علي إرجاع المال لها؟ وهل يجوز لي الانتفاع به في أي مجال آخر غير السيارة؟
علما بأنها لم تعطني المال كقرض بل كمساهمة منها وأنا لا أنكر منه شيئا وأنا أدفع كامل المبلغ المتبقي من سعر السيارة أفتوني مأجورين
أرجو من الأخوة الاجابة على السؤال أو إحالته الى أحد أهل العلم
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[أبو راوية]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:58 م]ـ
هل من مجيب أيها الأخوة؟
وهل يتكرم علينا أحدكم بروابط مواقع موثوقة للاستفتاء
حبذا لو تكون مواقع سريعة الاجابة
وفقكم الله لما يحب ويرضى(64/68)
هل يجيب عصاة المؤمنين ..........
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:09 م]ـ
معلوم أن المرء يسأل في قبره عن ربه و دينه و نبيه.
فيقول المؤمن: الله ربي، و الإسلام ديني، و محمد صلى الله عليه و سلم نبيي.
و أما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
فهل العصاة من المؤمنين يجيبون أو لا؟ لأنه ورد في الأحاديث أن الذي يجيب، ينادي مناد من السماء ان صدق عبدي فأفرشوه من الجنة و ألبسوه من الجنة و افتحوا له بابا من الجنة ..........(64/69)
ماهي مسوغات الغيبة (أرجو الرد عاجلا)
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:18 م]ـ
بسم الله
الإخوة الأماجد
ماهي مسوغات الغبية؟؟
أرجو الرد عاجلا للأهمية القصوى
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:26 م]ـ
هي ستة:
القدح ليست بغيبة في ستة ---- متظلم و معرف و محذر
و مجاهر فسقا و مستفت و من ---- طلب الإعانة في إزالة منكر
1 - التظلم: كأن يقول شخص للقاضي: فلان ظلمني.
2 - معرف: كأن يقال: الأعمش على سبيل التعريف لا على سبيل التنقص، بشرط أن لا يمكن معرفته بغير ذلك.
3 - محذر: كما تكلم أهل الحديث في رواة، و تكلم أهل السنة في اهل البدع.
4 - و مجاهر فسقا: فيُتلكم فيه بما جاهر به.
5 - مستفت: كما قالت هند للنبي صلى الله عليه و سلم: إن أبا سفيان رجل شحيح.
6 - طلب الإعانة في إزالة منكر: كأن يكون شخص لا يصلي، فتذهب إلى أقرب الناس إليه، و تقول له: فلان لا يصلي، انصحه.
و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:52 م]ـ
أثابك الله يا أخي الكريم زكريا
الأبيات التي جمعت المسوغات لمن؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:06 م]ـ
هي ستة:
القدح ليس بغيبة في ستة ---- متظلم و معرف و محذر
و مجاهر فسقا و مستفت و من ---- طلب الإعانة في إزالة منكر
أحسن الله إليكم، وقد وقع هنا سبق قلم والصواب (ليس) ليصح الوزن
وقد جمعها الناظم أيضا في قوله:
لست غيبة جوز وخذها ......... مفصلة كأمثال الجواهرْ
تَظَلَّمْ واستَعِنْ واستَفْتِ حَذِّرْ ........ وعَرِّفْ واذكُرَنْ فِسْقَ المجاهرْ
وهذا النظم أفضل من الذي بأعلى لأنه جمع الأوجه الستة في بيت واحد
وأفيدكم بأن هذه الأمور المستثناة من الغيبة قد ذكرها غيرُ واحد من أهل العلم كالغزالي والنووي، وقد أنكرها الشوكاني وجعلها مقصورة على الضرورة.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو أسامة البلقاوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:22 م]ـ
هناك كتاب في هذا الباب "أعني الغيبة" لشيخنا المفضال حسين بن عودة العوايشة فليراجع فإن فيه فوائد
والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:37 ص]ـ
قولي "ليست " هو سبق قلم كما ذكر الأخ أبو مالك
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:38 ص]ـ
و هذه المسوغات ذكرها جماعة من أهل العلم كالنووي و غيره، و أظن أنه قد نقل الإجماع عليها.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:38 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
حاولتُ ضبطَ الأبياتِ فحصلتُ على الآتي:
الْقَدْحُ لَيْسَ بِغِيبَةٍ فِي سِتَّةٍ ... مُتَظَلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ وَمُحَذِّرِ
وَمُجَاهِرٍ فَسَقًا وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ ... طَلَبَ الإِعَانَةَ فِي إزَالَةِ مُنْكَرِ
لِسِتٍّ غِيبَةً جَوِّزْ وَخُذْهَا ... مُفَصَّلَةً كَأَمْثَالِ الْجَوَاهِرْ
تَظَلَّمْ وَاسْتَعِنْ وَاسْتَفْتِ حَذِّرْ .... وَعَرِّفْ وَاذْكُرَنْ فِسْقَ المُجَاهِرْ
وقد سمعتُ مرَّةً الشَّيخَ الألبانِيَّ - رَحِمَهُ اللهُ وَجَعَلَهُ مِنْ أَهْلِ فِرْدَوْسِهِ الأَعْلَى - يَشْرَحُ البَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ، لكنِّي لا أذكُرُ في أيِّ شريط ..
ضبطتُ (فسقًا) بفتح السِّين لكنَّني كنتُ أظنُّها - من قبلُ - ساكنةً (فِسْقًا)، فأيُّهما أصحُّ؟ اجتهدتُ في تقطيع الأبياتِ تقطيعًا عروضيًّا - لأستعين به على التَّشكيل - إلاَّ أنَّني في بداية الطَّلَبِ لعلم العروض ولم أستطع استخراج البحور ... فهل من مُسْعفٍ يستخرجها ويصحِّح إن أخطأتُ في تشكيل الأبيات؟
أيضًا، هل يصحُّ: لستٍّ غِيبَةٌ جَوِّزْ وَخُذْهَا؟ [لا أظنُّها تَصِحُّ ولم أُفلِح في دفعِ هذا الاحتمال]
جزاكم الله خيرًا
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:59 ص]ـ
وللإمام الشوكاني رحمه الله رسالة صغيرة , اسماها:
((رفع الريبة في بيان مايجوز وما لايجوز من الغيبة))
ـ[ابن جبير]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً
اما الموضع الذي ذكر فيه النووي استثناء هذه الامور فهو في اخر كتاب [رياض الصالحين] عقد له باب ما يباح من الغيبة
لكنه ذكر في حال المستفتي أن الافضل أن لا يصرح بل يقول ما يقال في رجل فعل كذا وكذا
وذكر ذلك القرطبي المتوفى سـ (671هـ) ـنه في تفسيره في سورة الحجرات - ولكن يتقى من بعض الاحاديث التي ينقُلها 0
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:17 م]ـ
الإخوة الأكارم
أبو مالك العوضي
أبو أسامة البلقاوي
زكريا توناني
ابن طاهر
عبدالله الراجحي
ابن جبير
لكم جزيل الشكر والامتنان والدعاء على مشاركاتكم المفيدة
محبكم
ـ[بن طاهر]ــــــــ[15 - 04 - 06, 04:59 ص]ـ
الْقَدْحُ لَيْسَ بِغِيبَةٍ فِي سِتَّةٍ ... مُتَظَلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ وَمُحَذِّرِ
وَمُجَاهِرٍ فَسَقًا وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ ... طَلَبَ الإِعَانَةَ فِي إزَالَةِ مُنْكَرِ
...
وقد سمعتُ مرَّةً الشَّيخَ الألبانِيَّ - رَحِمَهُ اللهُ وَجَعَلَهُ مِنْ أَهْلِ فِرْدَوْسِهِ الأَعْلَى - يَشْرَحُ البَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ، لكنِّي لا أذكُرُ في أيِّ شريط ..
رفعتُ شريطين من شرح الشّيخ على كتاب الأَدَبِ المُفْرَدِ (للبخاري) - تجدونهما هنا ( http://www.esnips.com/web/bentahar) - شَرَحَ فيهما البيتين، وقد سكّن الشّيخ - رحمه الله - السّينَ من (فسقًا)، والله أعلم بالصّواب.
وقد ذَكَرَ البيتين في سلسلة الهدى والنّور أيضًا، لكنّه لم يَتَوَسَّعْ في شرحهما كما فَعَلَ هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/70)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 06:27 ص]ـ
الأبيات الأولى (القدح ليس بغيبة ... )
نسبها الصنعاني في سبل السلام لابن أبي شريف.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:14 م]ـ
الأخوين الكريمين
ابن طاهر
أبومالك العوضي
أشكر لكما ردودكما
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:21 م]ـ
للفائدة
تظلَّلم واستعنْ واستفت حذِّر
وعرِّف واذكرن فسق المجاهر
موجودة في حاشية ابن قاسم على الروض المربع 3/ 427
والله أعلم،،،
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[21 - 04 - 06, 06:19 ص]ـ
الأخ بن طاهر الأبيات الأولى من البحر الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن)
والبيت الثاني كما أحفظه:ولمظهر فسقاً ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر
فلعلها أنسب من مجاهر فسقاً ..
وربما أن هذه الأبيات:
لِسِتٍّ غِيبَةً جَوِّزْ وَخُذْهَا ... مُفَصَّلَةً كَأَمْثَالِ الْجَوَاهِرْ
تَظَلَّمْ وَاسْتَعِنْ وَاسْتَفْتِ حَذِّرْ .... وَعَرِّفْ وَاذْكُرَنْ فِسْقَ المُجَاهِرْ
على وزن (مفاعلتن مفاعلتن فعولن)
والله أعلم ..
ـ[بن طاهر]ــــــــ[21 - 04 - 06, 07:14 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي عبد الرّحمن وبارك في علمك ونفعنا بك (ابتسامة)
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:34 ص]ـ
شكرٌ جزيل وعرفان جميل لمن أدلى بدلوه وشارك في هذا الموضوع فقد كنت بأمس الحاجة إلى هذه المسوغات ثم أفدتموني بهذه الضوابط الشعرية
جزاكم الله خير الجزاء وأوفاه.
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[07 - 06 - 09, 03:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(64/71)
زكاة عروض التجارة
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:52 م]ـ
الاخوة الكرام هل بحث هذا الموضوع في المنتدى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:18 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40563&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39558&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34378&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33616&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25638&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23886&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63476&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23558&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23552&highlight=%DA%D1%E6%D6+%C7%E1%CA%CC%C7%D1%C9
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:05 م]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك أخي العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:00 م]ـ
آمين ... وإياك أخي الفاضل
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:07 م]ـ
أخي كثير من الروابط اسئلة بلا اجابة وبعضها فيها روابط لا تعمل. وخصوصا في الاقوال التي بها اشارة الى كلام الشيخ الالباني رحمه الله تعالى!(64/72)
هل القمر في السموات لقوله تعالى: (وجعل القمر فيهن نوراً)؟ أم ماذا؟.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى: [أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً] (نوح: 15 - 16).
فهل معنى هذا أن القمر في السموات وهو يخترقها بنوره حتى يراه أهل الأرض؟ .. أم أن للمفسرين تأويل آخر؟.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله في القول المفيد:
"فإذا جاء الأمر الواقع الذي لا إشكال فيه مخالفًا لظاهر شيء من الكتاب أو السنة، فإن ظاهر الكتاب يؤول حتى يكون مطابقًا للواقع، مثال ذلك قوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمر منيرًا} [الفرقان: 61]، وقال تعالى: {وجعل القمر فيهن نورًا} [نوح: 16]، أي: في السماوات.
والآية الثانية أشد إشكالًا من الآية الأولى، لأن الأولى يمكن أن نقول: المراد بالسماء العلو، ولكن الآية الثانية هى المشكلة جدًا، والمعلوم بالحس المشاهد أن القمر ليس في السماء نفسها، بل هو في فلك بين السماء والأرض.
والجواب أن يقال: إن كان القرآن يدل على أن القمر مرصع في السماء كما يرصع المسمار في الخشبة دلالة قطعية، فإن قولهم: إننا وصلنا القمر ليس صحيحًا، بل وصلوا جرمًا في الجو ظنوه القمر.
لكن القرآن ليس صريحًا في ذلك، وليست دلالته قطعية في أن القمر مرصع في السماء، فآية الفرقان قال الله فيها: {تبارك الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرا منيرًا}، فيمكن أن يكون المراد بالسماء العلو، كقول تعالى {أنزل من السماء ماء} [الرعد: 17] والماء ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض، كما قال الله تعالى: {والسحاب المسخر بين السماء والأرض} [البقرة: 164]، وهذا التأويل للآية قريب.
وأما قوله: {وجعل القمر فيهن نورًا}، فيمكن فيها التأويل أيضًا بأن يقال: المراد لقوله: {فيهن}: في جهتهن، وجهة السماوات العلو، وحينئذ يمكن الجمع بين الآيات والواقع.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (أبو حسن) .. ونفع بك.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:30 م]ـ
بالنسبة للانسان هو في السماء لان كل ما علاك فهو سماك
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:26 م]ـ
قال ابن جرير في التفسير:"وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: إنما قيل (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا) على المجاز، كما يقال: أتيت بني تميم، وإنما أتى بعضهم (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتًا) يقول: والله أنشأكم من تراب الأرض، فخلقكم منه إنشاء (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا) يقول: ثم يعيدكم في الأرض كما كنتم ترابا فيصيركم كما كنتم من قبل أن يخلقكم (وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا) يقول ويخرجكم منها إذا شاء أحياء كما كنتم بشرا من قبل أن يعيدكم فيها، فيصيركم ترابا إخراجا."
لان النجوم والكواكب في السماء الدنيا الاقرب الينا.
قال تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) وقوله تعالى (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)
بالنسبة للانسان هو في السماء لان كل ما علاك فهو سماك الانسان على الارض وفوقه السماء دائما والجهات نسبية
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:20 م]ـ
الأمر أيسر من هذا
الله عز وجل جعل القمر نوراً للسماء الدنيا, كما ترى هذا أعينكم, والسماوات السبع طبقات ((طباقا))
ونحن عندما نقول أن العرش فوق السماوات السبع, فهو حقيقة وأكثر دقة فوق السماء السابعة, حتى وإن كانت هذه السماء كحلقة في فلاة مقارنة بعرش الرحمن.(64/73)
عوِّذوا أطفالكم بهذه التعويذات الثلاث .. وهذه تجربتي مع أطفالي (والله خير حافظاً).
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:05 م]ـ
بسم الله الرحيم الرحيم، وبه نستعين
* عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري في صحيحه برقم (3371).
* وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! .. ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟. قال: (أما لو قلت، حين أمسيت: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " لم تضرك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2709).
* وعن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من نزل منزلا ثم قال: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2708).
* وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: " بسم الله .. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "، قال: فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في (المسند، 10/ 170) وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ..
وأيضاً تعيذ بها مَن تشاء في الصباح والمساء .. كأن تقول: أعيذكم (ياوالدي) أو (يا أهلي) أو (يا أطفالي) .. أو أعيذك (يا إبني فلان) أو (يا بنتي فلانة) أو (يا أخي) أو (يا أختي) أو (يا زوجتي) أو (يا صاحبي) ... إلخ ..
فتقول:
[أعيذكم يا ( ..... - وتسمي من تشاء -) بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامَّة] و [أعيذكم بكلمات الله التامات من شر ما خلق] و [أعيذكم بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون].
وبالمناسبة فأنا أعوِّذ والديَّ وأهلي وأطفالي بهذه التعويذات إذا أصبحت وإذا أمسيت وأراهم يُحفظون بحمد الله .. خصوصاً إذا قلت هذه التعويذات بتأمل وقلب حاضر فإني أرى من حفظ الله لهم شيئاً عجيباً .. و (اللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وذرياته وأزواجه وأصحابه أجمعين وعلى تابعيهم وتابع التابعين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيراً.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:00 ص]ـ
يرفع للفائدة ..
ولا تنسوني وأهلي من صالح دعائكم.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:10 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[طارق الحربي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 06:52 م]ـ
جميل ... جملك الله بالعلم النافع والعمل الصالح.
أيضا لو ضممت إلى هذه التعويذات تلك التي سأذكرها فإن لذلك أثر أبلغ، ولاسيما في أزماننا المتأخرة حيث انتشرت الأمراض الخبيثة (سيء الأسقام) نسأل الله السلامة والعافية لنا ولأهلنا
ملاحظة: مفردة الأهل تشمل الوالدين والزوج والأبناء فهي من الكلم الجوامع.
اللهم إني أعيذ نفسي وأهلي بك وبكلماتك التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام.
أشكرك أخي على الفائدة الطيبة، والله أعلم.
ـ[ابو فهد العربي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
وسنفعل بإذن الله
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:18 ص]ـ
وإياك أخي الفاضل / صالح بن علي.
وبارك الله فيك أخي الفاضل / طارق الحربي .. وجزاك الله خيراص على الفوائد ..
وقد تم تعديل الموضوع بشكل يتضمن تنبيهاتك مع نصيحة إضافية، حسبما يلي:
بسم الله الرحيم الرحيم، وبه نستعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/74)
* عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري في صحيحه برقم (3371).
* وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! .. ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟. قال: (أما لو قلت، حين أمسيت: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " لم تضرك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2709).
* وعن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من نزل منزلا ثم قال: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم في صحيحه برقم (2708).
* وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: " بسم الله .. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "، قال: فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في (المسند، 10/ 170) وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -.
* وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام) رواه أبو داود في سننه برقم (1554) وصححه الألباني، وقال النووي في (رياض الصالحين، ص 472) و (الأذكار، ص 483): (إسناده صحيح).
وأيضاً تعيذ بكل هذه التعويذات مَن تشاء كأن تقول: أعيذكم (ياوالدي) أو (يا أهلي) أو (يا أطفالي) .. أو أعيذك (يا إبني فلان) أو (يا بنتي فلانة) أو (يا أخي) أو (يا أختي) أو (يا زوجتي) أو (يا صاحبي) ... إلخ .. وتقول هذه التعويات في أي وقت تشاء .. وأجمع وقت لذلك أن يكون مع وردك في الصباح والمساء ..
فتقول - مُعيذاً من تريد وتشاء بكلمات الله العظيم الحفيظ الحافظ - جل جلاله - ما يلي:
[أعيذكم يا ( ..... - وتسمي من تشاء - كأن تقول أعيذ نفسي وأهلي - ويدخل في أهلك والديك وزوجك وأطفالك بشرط نية ذلك) بالله وكلماته التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون] و [من شر ما خلق] و [من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامَّة] و [من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام].
تجربة عجيبة:
وبالمناسبة فإن لي بُنيَّة صغيرة لها بضع سنوات، وكانت إذا أتت إلى فراشها للنوم أجدها تخاف وتحب أن تنام بيننا لكي تزول عنها الوحشة والخوف لكني إذا عوذتها بهذه التعويذات بحيث أقولها كلمة كلمة وترددها معي أجدها تنام بكل اطمئنان وسكينة - ولله الحمد والمنة - ..
وأنا - الفقير إلى الله تعالى - قد كنت وما زلت ولن أزال - بإذن الله تعالى - أعوِّذ والديَّ وأهلي وأطفالي بهذه التعويذات إذا أصبحت وإذا أمسيت وأراهم يُحفظون بحمد الله تعالى .. وأحسب أني إذا قلت هذه التعويذات بتأمل وتدبر وقلب حاضر فإني أرى من حفظ الله لهم شيئاً عجيباً .. و (اللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
إنني أقول هذا من تجربة طويلة وجدت خلالها أثراً عجيباً ملموساً في حفظ الله وعنايته - تبارك وتعالى - .. وعليه فإنني أحث الإخوة والأخوات على الإعتناء بذلك غاية الإعتناء مع ملاحظة أن حفظ الله لعبده - المستعيذ به - يقوى مع قربه للسُّنة وبعده عن البدعة والتشبه بالكفار في اللباس وغيره كما هي حال كثير من الناس اليوم الذين يشكون من كثرة ما يصيب أطفالهم من البلاء والعين وأنت تكاد لا تفرق بين أطفالهم وبين أطفال الكفار في التشبه بهم في اللباس حتى كثُر الشرُّ نحوهم وإصابتهم بالعين والسحر - وإنا لله وإنا إليه راجعون -.
فاللهَ اللهَ بالاعتناء بالسُّنة والحذر من البدعة .. واللهَ اللهَ بالحرص على الفرائض والنوافل والاكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، والاعتناء بأذكار الصباح والمساء وسائر الأذكار حتى تكون قوي الصلة بخالقك العظيم - جل جلاله - .. ولا تسأل عمَّن قويت صلته بربه من عظمة حفظ الله له وعنايته العجيبة به في الدنيا والآخرة ..
هذا، وإذا صِرت تقول هذه التعويذات الأربع كل يوم مرتين في الصباح وفي المساء فحاشا الله الكريم الحفيظ العليم أن يخيبك، بل ثق تماماً أنه تعالى سيحفظك وأهلك من كل مكروه وسوء، وإذا داومت على ذلك وكنت مستمراً في قوله وقلته بقلب حاضر ويقين جازم فسوف ترى بأم عينيك العجبَ العجاب في حفظ الله - سبحانه وبحمده - وعنايته بك وبأهلك!.
ملاحظة مهمة: ملاحظة: مُفردة (الأهل) من جوامع الكَلِم، وهي تشمل الوالدين والزوج والأبناء.
والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وذرياته وأزواجه وأصحابه أجمعين وعلى تابعيهم وتابع التابعين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/75)
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / أبو فهد العربي ..
وهذا ما يريده الله - تبارك وتعالى - من عباده .. أن يعملوا بما يعلموه من العلم النافع ..
وسبحان الله .. ما عمل أحد بما يعلمه من العلم إلا ويزيده الله تعالى ..
وأذكر أن للشيخ / محمد بن عثيمين - رحمه الله - كلام جميل في هذا، ومعناه: (إذا أردت زيادة في العلم فاعمل بما علمته).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:10 م]ـ
أخي سليمان التويجري ... أذكار الصباح والمساء عبادة (توقيفية) ولايجوز أن نتعبد ونورد
على أطفالنا بالأحاديث الضعيفة وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى بأن أذكار الصباح والمساء
والأوراد توقيفية, وقد ذكرت بعض الأحاديث غير صحيحة, ولو أنك جربت وقلت إنها نفعت!!؟
فالعبرة بانصوص الصحيحة الصريحة وهي مقيد فليتك تبحث وتراجع وتفيد غيرك بالثابت
وفقك الله,,,
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:14 م]ـ
(فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في المسند وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر).
أليس الأولى تذكير الأهل والأولاد بقراءة هذه الأدعية وحثهم على الإلتجاء إلى الله وطلب الحفظ من الله؟ ........ وهل فعل هذه الطريقة مشروع كأن يقول القائل أعيذكم أهلى وأولادى الخ ...... ؟.نتمنى من طلبة العلم الإجابة ..... جزاهم الله خيرا.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 11:32 م]ـ
نعم يجوز إن شاء الله، فكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعوّذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فيقول: ’’أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة‘‘ رواه أبو داود وغيره ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيك ..... ولكن الحسن والحسين كانا صغيرين ....... وفى الحديث السابق أن عبد الله بن عمرو كان يعلم أولاده إذا بلغوا هذه الكلمات ............ وماذا عن تعويذ الكبار مثل الأم والأب والأخت والأخ وغيرهم؟ هل هذا ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ وإذا لم يرد هل نفعل ذلك؟ أم يكتفى بتذكيرهم بضروررة قراءة الأذكار؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:22 ص]ـ
[ quote= أفنان] (فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في المسند وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر).
لا أظن هذا صحيحاً فقد رواه ابن إسحاق بالعنعنة، إلا إن ثبت تصريحه بالسماع. والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 06, 05:14 م]ـ
أخي سليمان التويجري ... أذكار الصباح والمساء عبادة (توقيفية) ولايجوز أن نتعبد ونورد
على أطفالنا بالأحاديث الضعيفة وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى بأن أذكار الصباح والمساء
والأوراد توقيفية, وقد ذكرت بعض الأحاديث غير صحيحة, ولو أنك جربت وقلت إنها نفعت!!؟
فالعبرة بانصوص الصحيحة الصريحة وهي مقيد فليتك تبحث وتراجع وتفيد غيرك بالثابت
وفقك الله,,,
إذا كانت الأذكار توفيقية فهل يجوز أن نزيد فيها أو ننقص .......... نتمنى من طلبة العلم أن يثبتوا هذا الكلام أو ينفوه فنحن نتسائل ولا نعلم الحق فى هذه المسألة ... جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم.
ـ[طارق الحربي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:40 م]ـ
تأملوا هذا النقل من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله! وحسب فهمي أته ليس في ذلك ابتداع والله أعلم لأنه قد ورد أصل هذه الأذكار في الشرع ولأنه جاء في الشرع أيضا استحباب ترديد الدعاء ثلاثا وهكذا الالحاح بالدعاء، بقي مسألة اتخاذها ورداً راتباً!! ليتنا نتدارسها أكثر والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/76)
سئل رحمه الله: عمن يقول أنا أعتقد أن من أحدث شيئا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرح عنه أنه قد أساء وأخطأ إذ لو إرتضى ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار فعدوله إلى رأيه وإختراعه جهل وتزيين من الشيطان وخلاف للسنة إذ الرسول لم يترك خيرا إلا دلنا عليه وشرعه لنا ولم يدخر الله عنه خيرا بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة إذ هو إكرم الخلق على الله فهل الأمر كذلك أم لا
فأجاب: الحمد لله لا ريب إن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات والعبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الهوى والإبتداع فالأدعية والأذكار النبوية هى أفضل ما يتحراه المتحرى من الذكر والدعاء وسالكها على سبيل أمان وسلامة والفوائد والنتائج التى تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدى إليه اكثر الناس وهى جملة يطول تفصيلها وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس بل هذا إبتداع دين لم يأذن الله به بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت فهذا وأمثاله قريب، وأما إتخاذ ورد غير شرعى وإستنان ذكر غير شرعى فهذا مما ينهى عنه ومع هذا ففى الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد.
وسئل: عن رجل ينكر على أهل الذكر يقول لهم هذا الذكر بدعة وجهركم في الذكر بدعة وهم يفتتحون بالقرآن ويختتمون ثم يدعون للمسلمين الأحياء والأموات ويجمعون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة ويصلون على النبى، والمنكر يعمل السماع مرات بالتصفيق ويبطل الذكر فى وقت عمل السماع
فأجاب: الإجتماع لذكر الله وإستماع كتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات فى الأوقات ففى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال إن لله ملائكة سياحين فى الأرض فإذا مروا بقوم يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم وذكر الحديث وفيه وجدناهم يسبحونك ويحمدونك لكن ينبغى أن يكون هذا أحيانا فى بعض الأوقات والأمكنة فلا يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إلا ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومة عليه فى الجماعات من الصلوات الخمس فى الجماعات ومن الجمعات والأعياد ونحو ذلك
وأما محافظة الإنسان على أوراد له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أو الدعاء طرفى النهار وزلفا من الليل وغير ذلك فهذا سنة رسول الله والصالحين من عباد الله قديما وحديثا فما سن عمله على وجه الإجتماع كالمكتوبات فعل كذلك وما سن المداومة عليه على وجه الإنفراد من الأوراد عمل كذلك كما كان الصحابة رضى الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون وكان عمر بن الخطاب يقول يا ابا موسى ذكرنا ربنا فيقرا وهم يستمعون وكان من الصحابة من يقول إجلسوا بنا نؤمن ساعة وصلى النبى صلى الله عليه وسلم بأصحابه التطوع فى جماعة مرات وخرج على الصحابة من أهل الصفة وفيهم قارىء يقرأ فجلس معهم يستمع وما يحصل عند السماع والذكر المشروع من وجل القلب ودمع العين وإقشعرار الجسوم فهذا أفضل الأحوال التى نطق بها الكتاب والسنة وأما الإضطراب الشديد والغشى والموت والصيحات فهذا أن كان صاحبه مغلوبا عليه لم يلم عليه كما قد كان يكون فى التابعين ومن بعدهم فإن منشأة قوة الوارد على القلب مع ضعف القلب والقوة والتمكن أفضل كما هو حال النبى والصحابة وأما السكون قسوة وجفاء فهذا مذموم لا خير فيه وأما ما ذكر من السماع فالمشروع الذى تصلح به القلوب ويكون وسيلتها إلى ربها بصلة ما بينه وبينها هو سماع كتاب الله الذى هو سماع خيار هذه الأمة لا سيما وقد قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقال زينوا القرآن بأصواتكم وهو السماع الممدوح فى الكتاب والسنة لكن لما نسى بعض الأمة حظا من هذا السماع الذي ذكروا به القى بينهم العداوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/77)
والبغضاء فاحدث قوم سماع القصائد والتصفيق والغناء مضاهاة لما ذمه الله من المكاء والتصدية والمشابهة لما إبتدعه النصارى وقابلهم قوم قست قلوبهم عن ذكر الله وما أنزل من الحق وقست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة مضاهاة لما عابه الله على اليهود والدين الوسط هو ما عليه خيار هذه الأمة قديما وحديثا والله أعلم
وسئل رحمه الله: عن عوام فقراء يجتمعون فى مسجد يذكرون ويقرأون شيئا من القرآن ثم يدعون ويكشفون روؤسهم ويبكون ويتضرعون وليس قصدهم من ذلك رياء ولا سمعة بل يفعلونه على وجه التقرب إلى الله تعالى فهل يجوز أم لا
فأجاب: الحمد لله الإجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن مستحب إذا لم يتخذ ذلك عادة راتبة كالإجتماعات المشروعة ولا إقترن به بدعة منكرة وأما كشف الرأس مع ذلك فمكروه لا سيما إذا إتخذ على أنه عبادة فإنه حينئذ يكون منكرا ولا يجوز التعبد بذلك والله أعلم
وسئل: عن رجل إذا صلى ذكر فى جوفه بسم الله بابنا تبارك حيطاننا يس سقفنا فقال رجل هذا كفر أعوذ بالله من هذا القول فهل يجب على ما قال هذا منكر رد وإذا لم يجب عليه فما حكم هذا القول
فأجاب: الحمد لله رب العالمين ليس هذا كفر فإن هذا الدعاء وأمثاله يقصد به التحصن والتحرز بهذه الكلمات فيتقى بها من الشر كما يتقى ساكن البيت بالبيت من الشر والحر والبرد والعدو وهذا كما جاء فى الحديث المعروف عن النبى فى الكلمات الخمس التى قام يحيى بن زكريا فى بنى إسرائيل قال أوصيكم بذكر الله فإن مثل ذلك مثل رجل طلبه العدو فدخل حصنا فإمتنع به من العدو فكذلك ذكر الله هو حصن إبن آدم من الشيطان أو كما قال فشبه ذكر الله فى إمتناع الإنسان به من الشيطان بالحصن الذى يمتنع به من العدو والحصن له باب وسقف وحيطان ونحو هذا أن الأعمال الصالحة من ذكر الله وغيره تسمى جنة ولباسا كما قال تعالى ولباس التقوى ذلك خير فى أشهر القولين وكما قال فى الحديث خذوا جنتكم قالوا يا رسول الله من عدو حضر قال لا ولكن جنتكم من النار سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ومنه قول الخطيب فتدرعوا جنن التقوى قبل جنن السابرى وفوقوا سهام الدعاء قبل سهام القسى ومثل هذا كثير يسمى سورا وحيطانا ودرعا وجنة ونحو ذلك ولكن هذا الدعاء المسؤل عنه ليس بمأثور والمشروع للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة فإن الدعاء من أفضل العبادات وقد نهانا الله عن الإعتداء فيه فينبغى لنا أن نتبع فيه ما شرع وسن كما أنه ينبغى لنا ذلك فى غيره من العبادات والذى يعدل عن الدعاء المشروع إلى غيره وإن كان من أحزاب بعض المشائخ الأحسن له أن لا يفوته الأكمل الأفضل وهى الأدعية النبوية فإنها أفضل وأكمل بإتفاق المسلمين من الأدعية التى ليست كذلك وإن قالها بعض الشيوخ فكيف يكون فى عين الأدعية ما هو خطأ أو اثم أو غير ذلك ومن اشد الناس عيبا من يتخذ حزبا ليس بمأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان حزبا لبعض المشائخ ويدع الأحزاب النبوية التى كان يقولها سيد بنى آدم وإمام الخلق وحجة الله على عبادة والله أعلم
ما أجمل وأروع وأشفى كلامه .. رحمه الله
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:37 ص]ـ
غفر الله لك أخي الفاضل / أحمد اليوسف .. وكيف حكمت على أنني ذكرت أحاديثاً غير صحيحه وأنت ترى أنني قد ذكرت درجتها وأنها صحيحه استناداً على حكم أئمة معتبرين في الحديث كالإمام النووي والشيخين / أحمد شاكر والألباني!.
وأعجب من إنكار بعض الاخوة على موضوع ثمين كهذا فيه ما هو - بإذن الله تعالى - التحصين الحصين من الشيطان الرجيم وشر الخلق وسيء الأسقام لاسيما في مثل هذا الزمان المليء بالشر والشيطنة والأمراض! .. وأعجب من هذا الإنكار البارد وكأنني أتيت بالتعويذات من رأسي ولم أجد لها أثراً كبيراً في حفظ الله وعنايته أثناء تطبيقي لها!!.
والله المستعان!.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:21 م]ـ
="6"] ولك أخي سليمان التويجري وفقه الله إليك البيان على ما لاحظت ........
حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: " بسم الله .. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "، قال: فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومَن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه) رواه أحمد في مسنده.
وهذا الحديث إسناده ضعيف فيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن ..
وجاء أيضا في مسند الإمام أحمد من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان
عن الوليد بن الوليد .. به. وسنده ضعيف لانقطاعة محمد بن يحيى بن حبان لم يدرك الوليد بن
الوليد.
وأما رواية الترمذي ففي سنده إسماعيل بن عياش. ومعروف عند المحدثين.
و قال الألباني حسن الحديث وقال غير قول عبدالله بن عمرو ...
الذي هو الشاهد من كلامنا .. ! فهي شاذه
وجاء عند ابن السني وفيه أيضاً إنقطاع. وجاء من طريق آخر عن بن غيلان عن أبي هشام
عن وكيع عن سفيان عن بن المنكدر عن رجل الحديث ... وفيه أبي هشام احتج به مسلم وضعفه
البخاري وأبوحاتم والنسائي وجماعة.
والراجح والعلم عند الله بحسب بحثي أن جميع الطرق ضعيفة. size]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/78)
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:23 م]ـ
هذه الرسالة مكررة
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:25 م]ـ
هذه الرسالة مكررة.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 12:36 ص]ـ
الأخ أحمد اليوسف ..
هذا رأيك ولا نلتزم به، والأئمة المحدثون من أمثال النووي والألباني وأحمد شاكر أحب إلينا ممن يصحح ويضعف ونحن لا نعرفه!.
وسبحان ربي!.
كيف تترك - حسب رأيك - ثلاثة أحاديث صحاح وتتسلط على حديث واحد تراه ضعيفاً حتى أسأت للموضوع من حيث لا تشعر غفر الله لك ..
وعفا الله عنك أخي أحمد .. وسامحك.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان على تذكيرك بأهمية الأذكار والتعوذات.
أذكر أنني سمعت - قديمًا - قصة من الشيخ عايض القرني - وفقه الله - عن رجل صالح يدور بعد صلاة الصبح على قريته ويعوذها ويقرأ الأذكار، فسألت شيخنا ابن عثيمين - قدس الله روحه، ونور ضريحه - عن هذا فأجاب بصحة مثل هذا، فقلت له لو فعل إمام المسجد نحوَ هذا، بأن يدور على بيوت أهل حيه من جيرانه الذين يصلون معه فأجاب بنحو الأول.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم / خالد الشبل .. ونفع بك.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:06 م]ـ
أخوني المشاركين:
اتقو الله لا تلبسوا على المسلمين بأوراد لم تثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم،
أو السلف
وإن كان الذي قال من العلماء المشهورين العبرة بالكتاب والسنة
هذا إن صح الإسناد إلى الشيخ رحمة!!!(64/79)
البراك، الراجحي، الجبرين: بيان مشترك / جديد
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:22 م]ـ
بيان في استمرار المقاطعة على الشركات الدانمركية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد تعالت في الآونة الأخيرة أصوات مطالبة برفع المقاطعة عن بعض الشركات الدنمركية القوية بناء على استنكارها أخيراً لما نشر في الرسوم الساخرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وموقف حكومتها من ذلك؛ وتأثرا بهذه المطالبة فقد تراجع بعض التجار الكبار ـ هداهم الله تعالى ـ عن مقاطعة هذه الشركة، الأمر الذي ساء المنتصرين للرسول صلى الله عليه وسلم بسلاح المقاطعة، وسر الشركات الدانمركية والمتضامنين معها، هذا مع أن حكومة الدانمرك لا تزال مصرة على عدم اكتراثها بما حدث.
وعليه فإننا نوصي عموم المسلمين ونخص التجار والشركات بالاستمرار على المقاطعة؛ لأنها السلاح المستطاع الذي ظهر أثره في ردع المعتدين، وجعلت من الدانمرك عبرة لدول عديدة وأسهمت في توحيد الصف الإسلامي.
كما ننصح إخواننا الذين دعوا إلى رفع المقاطعة عن هذه الشركة إعادة النظر في بيانهم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون
ـ فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
ـ فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2524&Itemid=25
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
لو عدل العنوان لكان افضل.
كعنوان الشيخ محمد الهبدان
(((كبار العلماء يُطالبون باستمرار مقاطعة شركة (آرلا))))
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:02 م]ـ
صدقت اخي بارك الله فيك
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:27 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:19 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:33 م]ـ
رفع الله مقدار هؤلاء العلماء الأفذاذ
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[12 - 04 - 06, 09:04 م]ـ
رفع الله قدرهم، وبارك فيهم
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[العارض]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:26 ص]ـ
لو تم طبع هذا البيان ومن ثم توزيعه بين العامه و في المحلات الغذائية لكان أفضل
لأن الشركة قامت بطباعة خطاب عدم المقاطعة وتوزيعه في المحلات الغذائية وغيرها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:41 ص]ـ
جزاهم الله خيرا، وادعوا لمن كان سببا في صدور هذا البيان.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:14 ص]ـ
جزاهم الله خيرا، وادعوا لمن كان سببا في صدور هذا البيان.
اللهم أجر كل من سعى إلى الحق
وأدم توفيقه يارب العالمين
واجعله مباركا أينما كان
ـ[ابن جبير]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[زيد الزعيبر]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:59 م]ـ
الله أكبر ...
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأسأل الله أن يجعل في الأمر خيرا
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[13 - 04 - 06, 08:22 م]ـ
جزاهم الله خيرا،ورفع قدرهم.
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 08:25 م]ـ
نسأل الله ان يحفظ علماء الامة من كل سوء ويبارك في اعمارهم
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[13 - 04 - 06, 09:52 م]ـ
جواب على بيان العلماء الثلاثة الفضلاء عن المقاطعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد: فقد اطلعت على ما نشر في بعض المواقع عن بيان ثلاثة من علمائنا الفضلاء وهم: فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي (وفقهم الله تعالى). وقد تضمن البيان المطالبة باستمرار مقاطعة الشركات الدانمركية بلا استثناء، ومنها شركة (آرلا) التي أعلنت استنكارها وشجبها لما وقع من الصحيفة الدانمركية مما يتعلق بالإساءة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم. كما تضمن البيانُ نصيحةً لإخوانهم الذين دعوا إلى رفع المقاطعة عن هذه الشركة إعادة النظر في بيانهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/80)
فأحببت أن أجيب عن هذا البيان، الذي لا أشك أنه اجتهادٌ لن يخلو صاحبه من أجره (إن شاء الله)، بأنه لم يتضمن مايدعو إلى تراجع العلماء الذين خالفوه باجتهادهم أيضاً.
ومع الاتفاق على مشروعيّة المقاطعة الاقتصادية، وأنها قد تكون واجبةً في بعض الأحيان، إلا أني أود التذكير بما يلي:
أولاً: لا يخفى أن المقاطعة ليست هي حَدّ المعتدي على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المواقف كلها التي اعتُدي فيها عليه صلى الله عليه وسلم، حتى تلك المواقف التي أهدر فيها النبي صلى الله عليه وسلم دمَ المعتدي (مثل كعب بن الأشرف). وقد كان في قريش من يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت القيان يغنّين بذلك، فما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاطعة قريش، بل لما أن وقعت المقاطعة من ثمامة بن أُثال رضي الله عنه، وأقرّها صلى الله عليه وسلم بادي الأمر، أمر بعد استرحام قريش بإنهاء المقاطعة، مع أن المسيئين من قريش لا اعتذروا ولا أقيم عليهم الحد ّ، كعبدالله بن خطل وغيره، حتى قُتل ابنُ خطل بعد ذلك يوم الفتح.
ثانياً: أن الأصل في حكم المتاجرة مع الكافر الحربي الإباحة، هذا ما عليه الأئمة الأربعة وعامة أهل العلم، بل نقُِل عليه الإجماع، فلا يقال إن دولة الدانمرك لا تجوز المتاجرة معها؛ لأنها إن كانت دولةً محاربةً فالأصل جواز المتاجرة معهم.
فهذان الأمران يبيّنان أن المقاطعة الاقتصادية للدانمرك لا يصح أن يصوّرها أحدٌ وكأنّها حدٌّ من حدود الله تعالى، لا يجوز الاختلاف فيها. وهذا ما لم يتضمّنه بيان العلماء الفضلاء الثلاثة (وفقهم الله تعالى)، وهم أعلم وأتقى لله تعالى (والله حسيبهم) من أن يقولوا ذلك أو يظنوه.
وإذا كانت المقاطعةُ الإقتصاديةُ مسألةً اجتهاديةً مصلحيّةً، فإن الدعوة إليها أو إلى إنهائها لا يُعَلَّق بحدّ المعتدي ولا بحكم المتاجرة مع الكافر الحربي، وإنما يعلق بالمصالح التي تحقّقُها والمفاسد التي تدفعها، وتقدير هذه المصالح والمفاسد في الوقائع المختلفة والأماكن والأزمنة المختلفة لا تجده مُبيَّناً على التعيين في كتب الفقه، ولا يُمكن أن يحصل هذا؛ لتباين الأحوال في ذلك بما لا يعلمه إلا الله تعالى بعلمه سبحانه للغيب.
وعلى هذا: فتقدير المصالح المتحققة من المقاطعة، التي هي مناط القول فيها إبراماً وإنهاءً، يعود إلى أمور وعلوم شرعيّة واقتصادية وسياسيّة، وإلى علمٍ بكل حال وما يصلح له بناءً على ذلك.
ومن ثَمَّ: فبعد أن عرفنا حكم المقاطعة الاقتصادية مع دولة الدانمرك، وهي أنها مسألة خاضعةٌ للمصالح التي تقدرها الدراسة، وأنها ليست واجباً شرعياً نفعله تعبّداً دون مراعاةٍ لمصالحه ومفاسده = فيبقى أن الأولى بإصابة الحق فيها هو الأدرى بأثرها الاقتصادي، والأعرف بواقع الدانمرك والعالم الغربي كُلّه، وبموقع العالم الإسلامي ومكانته من هذا العالم.
والذي ظهر لي من خلال إشرافي على اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ومن خلال اطلاعي المباشر على جهود الأخوة العاملين فيها وفي غيرها من الجهات ذات العلاقة، داخل الدانمرك وخارجه، ومن خلال آراء لأصحاب الخبرة الاقتصادية، بل بالعلم الواقعي (غير المبالغ فيه) لأثر هذه المقاطعة، وبعد النظر والمدارسة لمصالح إنهاء المقاطعة من الشركة المتبرئة (دون غيرها) = ترجّح لديّ إنهاء المقاطعة معها، كما كان هذا رأي جماعةٍ من أهل العلم.
وقد بيّنتُ في بيان سابق بعضاً من مسوغات هذا الاجتهاد (الذي سوف أذكره عقب هذا الجواب)، وما زلت لا أرى ما يدعوني إلى اعتقاد خطأ هذا الاجتهاد.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى الحق، وأن يهدي قلوبنا إلى الألفة عليه.
والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وكتب: الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني
المشرف العام على اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
الخميس 15 ربيع الأول 1427 هجرية الموافق 13 أبريل 2006 ميلادية
ــــــــــــــــــــــــــ
بيان حول ما جاء في مؤتمر البحرين
__________________________________________________ ___________________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/81)
صدر في يوم الأحد 3 ربيع الأول 1427 هجرية الموافق 2 إبريل 2006 ميلادية
لقد شاركت اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم المنعقد في البحرين، بل كانت إحدى الجهات المنظّمة له، وكنّا مع بقيّة الزملاء نتابع آراء العلماء والقضاة والأساتذة الأكاديميين وغيرهم من المشاركين في المؤتمر، والذين تجاوزوا ثلاثمائة مشارك. فكان من ضمن نجاحات المؤتمر خروجه بتوصية محكمة، تخص شركة آرلا الدانمركية.
ونصّ هذه التوصية هو: (يثمِّن المؤتمر موقف شركة آرلا التي أعلنت استنكار وإدانة الرسوم ورفضت أيّ مسوّغ لتسويغها، ويرى المؤتمر أن الخطوة هي البداية الصحيحة لفتح حوار بين أمانة المؤتمر والشركة لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه المبادرة)
ووجه إحكام هذه التوصية يتضح من خلال لفت النظر إلى أمور ثلاثة:
أولا: من جهة أنه أنصف هذه الشركة التي أعلنت براءتها واستنكارها من عمل الصحيفة وموقف الحكومة الدانمركية الداعمة لها، فكان لابُدّ من أن لا يُساوّى بينها وبين الشركات الأخرى التي لم تعلن البراءة والاستنكار.
فكان هذا التثمين من المؤتمر الذي رفض أن يساوي بين المسيء وغير المسيء، وبين المقر على الخطأ والرافض له. وهذا من الإنصاف الذي نحن أهلُه، ولا أحد أقوم به من المسلمين.
ثانيا: لم يقرّر المؤتمر بتوصيته تلك إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا لمجرّد إعلانها البراءة والاستنكار، وإنما علّقته بالرجوع إلى أمانة المؤتمر، لتقدير الإجراء المناسب تجاه هذه الشركة. لكي لا يتصوّر أحدٌ من عموم المسلمين أو من غيرهم أنّ مجرّد إعلان البراءة وحده كافٍ لإنهاء المقاطعة، بل ذلك تحكمه مصالح متعدّدة، تختلف من حال إلى حال.
ثالثا: بدلاً من أن تبقى المقاطعة بغير إدارة، مما سيؤدي إلى عدم جدواها مع طول المدّة، رأى المؤتمر أن تكون هناك مرجعيّة لإدارة هذه الأداة الدفاعيّة التأديبيّة (وهي المقاطعة). إذ لا يصح تصوّرُ بقائها بغير إدارة، إلا إذا تصوّرنا مشروعاً ما ينجح بغير تخطيط سليم ومرجعيّة تتابع الخطط وتقدّر لكل مرحلة ما يناسبها.
وبعد صدور قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا من أمانة المؤتمر، وبموافقة الشيخين الفاضلين اللذين لا يُشك في علمهما وأمانتهما: د. يوسف القرضاوي و د. سلمان العودة (وفقهما الله تعالى). فإننا نهيب بعموم المسلمين أن يقفوا مع علمائهم ومع قراراتهم، وأن يدركوا أن الانتصار للنبيّ صلى الله عليه وسلم ليس أمراً يمكن المزايدةُ عليه لأحد، فضلاً عن أن يُزَايَدَ فيه على علماء المسلمين ومفكريهم الذين تجاوزوا الثلاثمائة من المجتمعين في مؤتمر النصرة بالبحرين.
ثم إننا نود أن نوقف المسلمين على بعض المصالح الإسلامية التي تتحقق من خلال إصدار قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا، وأن نبيّن لهم بعضاً من الحيثيات التي دعت إليه.
أولاً: أن المقاطعة ليست حدّاً شرعياً ضدّ كل من يُسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز التخلف عن المطالبة به، كما تصوّره البعض، فهي قضيةٌ مصلحيّة خاضعةٌ لاجتهاد العلماء: تنفيذاً وإنهاءً.
ثانياً: أن المقصود من المقاطعة الضغط على الحكومة الدانمركية لإنصاف المسلمين في قضيّتهم العادلة. وإذا تحقّق هذه الضغط: بالأثر الاقتصادي على الحكومة، أو بإظهار الصوت المعارض لموقفها من الشعب الدانمركي، فقد تحقق أكثر المقصود من المقاطعة.
وما وقع من شركة آرلا من براءة واستنكار، قد أحرج الحكومة الدانمركية إحراجاً كبيراً، حتى وصفت الشركة على لسان رئيس الحزب الحاكم بأنها ركعت للمسلمين وأنها خانت القيم الدانمركية. ومثل هذا الإحراج أقوى من استمرار المقاطعة معها، بل في تأييدها بغيرها من الشركات إذا فعلت ما يزيد من ذلك الصوت العادل في الدانمرك ظهوراً، ويزيد من إحراجه للدولة.
و نود من المسلمين أن يكونوا غير مبالغين في الأضرار الاقتصاديّة للمقاطعة على عموم الاقتصاد الدانمركي، وهي أضرار نحن في اللجنة نعرف حقيقتها تماماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/82)
فلا ينبغي عليهم أن يكون لديهم غُلُوّ في تصوّر ما سوف تحققه المقاطعة؛ لأن هذا الغلوّ لن يجعل نظرتهم إلى مصالح استمرار المقاطعة أو إنهائها مع شركة أو دولةٍ نظرةً علميّةً صحيحة. وهذا الخلل في التصوّرات لا يبيح لغير العالم بحقيقة الأمر أن يتحدّث فيها قال تعلى {ولا تقف ما ليس لك به علم}.
ثالثاً: إن إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا مع ما أحدثه موقفها من إحراج للحكومة الدانمركية، يدعو الشركات الأخرى المتضرّرة أن تحذو حذو هذه الشركة، وبذلك يقوى الإحراج ويزيد الضغط على الحكومة.
رابعاً: إن إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا يُظهر سماحة الإسلام وعَدْلَه، وأنه لا يؤاخذ غير المسيء، الرافض للإساءة بعمل المسيء. وهو معنى إسلاميٌ دعويٌّ من الضروري أن نثبته للعالم الجاهل بحقيقة الإسلام الناصعة، وهو معنى يساعد على هَدْم الصورة النمطيّة التي يحاول بعض الغربيين أن يصوّروا الإسلام وأهله بها.
وأذكر المسلمين بقوله تعالى {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8].
ولا يقال هنا: إن الشركة لا علاقة لها بالصحيفة أساساً، فلماذا دعي للمقاطعة ابتداءً؟!
لأن الجواب: أن الحكومة الدانمركية بوقفتها غير العادلة مع الصحيفة اضطرتنا إلى محاولة الضغط عليها، فاتخذنا أسلوب المقاطعة، للضغط على الحكومة. فإذا أمكن الوصول إلى هذا الهدف، بغير معاقبة غير المسيء، بل من تجاوز عدم الإساءة إلى أن يكون رافضاً للإساءة معلنا للبراءة منها محرجاً لدولته بذلك = فهذا ما نجد العدل والمصلحة في إنهاء المقاطعة معه أمراً ظاهراً.
خامساً: وهناك أخيراً أمورٌ عديدة لا نرى أن المصلحة تقتضي إظهارها في الوقت الراهن، مع أن ما أظهرناه سابقاً كافٍ لبيان صحّة قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا.
ولكن على عموم المسلمين أن يعلموا أن توحيد الجهود، وإظهار الأُلفة في هذه المسألة، التي قد كسبت الأمة فيها انتصارات عديدة، ونرجو أن تعقبها انتصارات أخرى، أن هذه الوحدة وتلك الألفة من أعظم ما ينبغي على الجميع الحرص عليه. وأن لا نقبل للاجتهادات الفرديّة (و لربما من غير أهل الاجتهاد) أن تعكّر علينا ذلك الإنجاز العظيم، وهو الوحدة والألفة.
وأخيراً ما أحوجنا إلى أن نحسن الاختلاف إذا لم نحسن الاتفاق، ولو في هذه القضيّة التي يتفق فيها جميع المسلمين، وهي نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه ما تعاقبت شمسٌ وفرقد.
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
الأحد 3 ربيع الأول 1427 هجرية الموافق 2 إبريل 2006 ميلادية
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[13 - 04 - 06, 10:20 م]ـ
نسأل الله الهداية للجميع، جنس هذا التعقيب هو جنس من يجمع الكتب والمراجع بشكل سريع (وهو شخص أعرفه) قبل أن تنقضي هذه الفتنة من أجل أن يقول أن المقاطعة هي من البدع والله أعلم.
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:41 م]ـ
يا شباب فتوى العلماء الكبار واضحة والحمد لله ما نحتاج تعقيبات
ـ[فتى غامد وَ زهران]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:41 ص]ـ
وبعد صدور قرار إنهاء المقاطعة مع شركة آرلا من أمانة المؤتمر، وبموافقة الشيخين الفاضلين اللذين لا يُشك في علمهما وأمانتهما: د. يوسف القرضاوي ............
لا تعليق!!
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم,
جزا الله خيراً السادة الذين تكرموا بنقل أقوال العلماء.
وأنبه على أنه لابد أن تتسع صدورنا لخلاف العلماء, وأن المسألة طالما هي مسألة اجتهادية والخلاف فيها السائغ, مبني على القواعد المقررة والنظر المصلحي, فلا يسوغ الإنكار من أي من الطرفين. والله المستعان.
السلام عليكم
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:53 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز الفوزان (وفقه الله) في برنامج الجواب الكافي يحث على إستمرار المقاطعة حتى لو إعتذرت الشركة ويشكرها على الإعتذار ولكن يطالبها بالضغط على الحكومة للإعتذار ومحاكمة الصحيفة بقوانينهم. وتعجب الشيخ من المطالبة بوقف المقاطعة عن أكبر شركة دنمركية وأن هذا باب لوقف المقاطعة بالكامل. (بتصرف)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:13 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/83)
الحمد لله معز المؤمنين ومذل الكافرين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين الذي قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة وقال جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري
أما بعد
فما قل ودل خير مما كثر وألهى وقد ابتليت الأمة بكثرة الكلام وقلة العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله
اختلفت مفاهيم الكثيرين حول الدعوى المعلنة من قبل بعض المشايخ لإيقاف مقاطعة شركة آرلا الدانمركية تثمينا لموقفها من استنكار الرسومات واعتذارها للمسلمين عبر الصحف وغيرها ولكي نوضح وجهة نظرنا في هذه القضية التي تمس شرائح المسلمين كافة نحب أن نلفت الانتباه إلى أن العلماء والدعاة وطلبة العلم ليسوا على اتفاق في مناهجهم وبناء عليه فهذه الدعوى إنما تمثل توجها وحيدا لمنهج معروف في الساحة ويكفي لتوضيح ذلك أن نأخذ مثالا لرأس وقمة المؤتمر الذي أوصى بذلك وهو الشيخ القرضاوي ونرى وجهة نظر حوله لمنهج آخر يمثله علماء أجلاء
فيقول الشيخ العلامة الألباني رحمه الله: اصرف نظرك عن القرضاوي واقرضه قرضًا.
ويقول: يوسف القرضاوي دراسته أزهرية وليست دراسته منهجية على الكتاب والسنة وهو يفتي الناس بفتاوى تخالف الشريعة، وله فلسفة خطيرة جدًا، إذا جاء الشيء محرمًا في الشرع يتخلص من التحريم بقوله: ليس هناك نص قاطع بالتحريم
إلخ كلامه رحمه الله
وعلامة اليمن ومفتيها ومحدثها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى ألف كتابه إسكات الكلب العاوي المسمى يوسف القرضاوي ويكفي البيان من العنوان وإن كنا لا نوافق شيخنا في ذلك مع علمنا أن الشيخ انتزع الاسم من قوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ... إلى قوله: فمثله كمثل الكلب ... الآية
وكتاب الشيخ القرضاوي المسمى الحلال والحرام يطلق عليه بعض العلماء الأفاضل: الحلال والحلال لما فيه من إباحة لمحرمات لا ينتطح فيها عنزان
وأما فتاواه المستهجنة وأقواله المستقبحة ومواقفه المشينة فكثيرة وقد رد عليه كثيرون من أهل العلم في رسائل ومؤلفات ولا ننسى دفاعه عن أصنام بوذا وفتواه للمسلمين الأمريكان بالعمل مع الجيش الأمريكي المحارب في العراق وكلامه في الهالك بابا الفاتيكان وغير ذلك كثير.
إذن المؤتمر يمثل توجها أحاديا في عالم المسلمين وقد غاب عنه بقية التوجهات.
وأختصر كلامي عن هذه التوصية في نقاط سريعة بعد تلكم المقدمة المهمة:
أولا: الدانمرك دولة كافرة محاربة قد أجلبت بخيلها ورجلها للمشاركة في احتلال بلاد الإسلام فقتلت وشردت وانتهكت وغصبت فوجبت محاربتها بكل طرق الحرب الممكنة التي لا تستثني أحدا طالما كان في معسكرها وضمن منظومتها ومن ذلك المقاطعة الاقتصادية الشاملة.
ثانيا: الحكم الشرعي في قضية الرسوم محسوم منذ زمن بإجماع الأمة وهو وجوب قتل هؤلاء الرسامين ومطالبة دولتهم بتسليمهم لمحاكمتهم فوضعهم أخطر من أي مجرم تطالب به الدول لإقامة أحكامها عليه إذا أجرم جرما عظيما في حقها وما قضايا الإرهاب المزعومة منا ببعيد.
ثالثا: هذه الشركة المعتذرة هي من كبرى الشركات المؤثرة في اقتصاد هذه البلد فمقاطعتها ليست لها في حد ذاتها وإنما للضغط على الحكومة والشعب المنتفعين باقتصاد هذه الشركة إنتاجا وتوظيفا وما إلى ذلك فرفع المقاطعة عنها يضعف هذا الضغط فيزول التأثير المطلوب.
رابعا: لنا أن نتساءل تساؤلات أظنها لا تخفى على عاقل: هل صدر هذا الاعتذار من الشركة بمجرد نشر هذه الرسومات وظهور الغضب منها وقبل المقاطعة أم أنه بعد أن ذاقت مرارة الخسارة وضياع الأموال؟؟ هل هذا الاعتذار حقيقي أم مناورة؟ وهل الاعتذار مبني على احترام لذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لمشاعر المسلمين أم عبادة للدينار والدرهم اللذين طارا في خبر كان مع المقاطعة؟؟؟ وهل إذا استمرت المقاطعة لها نتوقع أن تنقلب علينا الشركة فتلعن إسلامنا وتقدح في رسولنا صلى الله عليه وسلم أم هي ذات مبدأ تحترم فيه شريعتنا سواء دفعنا لها أم لم ندفع؟؟؟
خامسا: إذا رفعنا المقاطعة عن هذه الشركة ووجدت الشركات التي تعبد المال مثلها أن ضحكة على ذقون المسلمين لا تكلف كثيرا تعيد لها برنامجها المالي الذي يخدمها ويخدم مصالح الكافرين المحاربين فهل نتجاوب معها أيضا ونثمن هذا الموقف الجبار الذي أعاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته وأعاد للمسلمين هيبتهم؟؟
وكما يقول أحدهم: نخشى أن تصبح المقاطعة في نهاية المطاف فقط للجريدة التي لم نكن نسمع بها أصلا ولم ولن نشتريها يوما من الدهر!!!!
سادسا: يلزمنا - كما قرأت لأحد الإخوة - أن ننادي برفع الحظر التجاري مع الشركات اليهودية ونسمح لإخواننا اليهود - بتعبير القرضاوي - ممن يعارضون الأفعال الإجرامية لهؤلاء الملعونين للتبادل التجاري والثقافي وهلم جرا؟؟؟
سابعا: ليت شعري لو أننا كنا أولي قوة وأولي بأس شديد والأمر إلينا وانتصرنا لديننا ولنبينا صلى الله عليه وسلم كما يجب شرعا بتجهيز الجيوش لتأديب هؤلاء الرعاع هل وقتها نستطيع التفرقة في إلقاء القنابل والقصف الجوي والبري والبحري بين آرلا المعتذرة و maersk غير المعتذرة؟
وياترى كيف سنفرق بين الدانمركي الكاره والدانمركي الموافق؟؟
وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروبه يفرق في هدم الدور وحرق الأشجار بين دور العجوز وشجرة اليتيم وبين دور وشجر الكافر المناوئ؟؟ أو كان عندما يبيت الكافرين فيسأل عن الذرية يقول: هم منهم؟؟
تكفي هذه النقاط السريعة، والذي يظهر لي أن الكلمة التي ينبغي أن تقال لشركة آرلا:
آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ..
ولا عزاء لأصحاب التمييع والمنهج الفضفاض وخاطبي ود الغرب والمستجدين لتكثير المسلمين بهذه الأساليب ليكثروا لنا الغثاء ... غثاء السيل ...
وكتبه
د. محمد بن رزق بن طرهوني
في 29/ 2 /1427هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/84)
ـ[فتى غامد وَ زهران]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:31 م]ـ
لمن يجهل افكار و توجهات الدكتور يوسف القرضاوي
انظر
هنا
http://www.alkashf.net/shkhsyat/38.htm
وهنا
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2522&Itemid=25
وللشيخ الخراشي
كتاب
يوسف القرضاوي في ميزان اهل السنة والجماعة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:31 م]ـ
مقال كتبه في جريدة المدينة الجمعة 9 ربيع الأول 1427 - الموافق - 7 ابريل 2006 - (العدد 15689)
د. محمد الهرفي
علماء مسلمون من شتى بقاع الدنيا تجمعوا في البحرين لنصرة رسولنا الكريم من الاساءة المشينة التي الحقتها به صحافة الدنمارك، والتي وقفت معها حكومة الدنمارك - ولا زالت- بدعوى حرية الصحافة التي تنتهجها الدنمارك.
وفي ظني ان حكومة الدنمارك لو ارادت ان تجمع احب الناس اليها لانقاذها من ورطتها لما وجدت افضل ولا احسن من اولئك العلماء الافاضل الذين تجمعوا في البحرين لنصرة الدنمارك - استغفر الله- بل لنصرة الرسول الكريم - هكذا قالوا- ..
ولست ادري هل اصبحت هذه القضية التي طالت كل مسلم على وجه الارض، والتي اجزم انها بداية لمسلسل طويل من الاساءات للإسلام والمسلمين مسألة يتنافس فيها بعض القوم لاعادة امجاد قديمة حققت أو لتحقيق مكاسب وجاهية واجتماعية على حساب جماهير المسلمين العريضة التي تحسن الظن باولئك المجتمعين وقادتهم؟ قلة من القوم ادعت انها اكثر ادراكاً من غيرها في التعاطي مع هذه المسألة، وانها اقرب إلى الغرب من سواها، فبادرت بالذهاب إلى البلد الذي تولى كبر هذه الاساءة بدون أي تخطيط يحقق أي مكسب مهما كان هزيلاً، وكان جل اهتمامهم كما اعتقد محصوراً في كيفية مزاحمة زملائهم الاخرين في تحقيق مكاسب ذاتية على حساب قضية الامة التي تخص كل فرد فيها. وعاد اولئك النفر لا اقول بخفي حنين ولكن بدون أي خف، تعثرت اقدامهم كما تعثرت اشياء أخرى فيهم، وشربوا المقلب كما يقال وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً. كان من الافضل لهؤلاء الوعاظ الطيبين ان يعرفوا مكانتهم وان يحتفظوا بهذه المكانة - مهما كانت- بدلاً من المسارعة هنا وهناك لتوسيع دائرة الوجاهة مهما كان الثمن.
وعندما ادرك القوم حجم الكارثة التي اصابتهم اسرعوا مهرولين صوب الجرف وقد مدوا ايديهم لمن وصفوهم بعدم الادراك وكأنهم اعتقدوا انهم طوق النجاة الجديد لهم، وما حسبوا انهم سيزدادون غرقاً، هم واولئك.
ولست ادري هل المجتمعون في البحرين وقادتهم كانوا يدركون اين تكمن المشكلة التي تنادوا من اجلها؟ أم انهم جاؤوا لعمل أي شيء، ليقال انهم عملوا؟.
لست ادري هل كانوا يدركون ان هناك اعيناً كانت تتابعهم بدقة وانه كان عليهم ان لا يعطوها فرصة للنيل منهم أم انهم تجاهلوا كل شيء في سبيل اشياء لا قيمة لها كما قال بعض من علق على نتائج مؤتمرهم؟.
افتى المجتمعون - أو قادتهم- بأن شركة آرلا اصبحت طاهرة نقية، وانها تستحق منهم الصفح والغفران بل والدعاء لها بالنصر والتوفيق وتعويض كل خسائرها السابقة بسبب جهل المسلمين المقاطعين لمنتوجاتها اللذيذة .. وبطبيعة الحال كان اعتذار الشركة - ربما بسبب ادراكها لعظمة الرسول- سبباً مباشراً لهذه الفتوى والتي جاءت في الوقت المناسب. الذي افهمه ان المسلمين في العالم لم يكن بينهم وبين هذه الشركة ولا أي شركة اخرى عداوة مباشرة ولا غير مباشرة ولم يقاطعوها رغبة في ايذائها أو ايذاء العاملين فيها فهذه الشركات لم تكن مقصودة لذاتها بل كانت الحكومة الدنماركية هي المقصودة لكي تعتذر عن اساءة صحفها للرسول الكريم واساءتها هي الاخرى في قبولها لتلك الاساءة وتبريرها.
الحكومة الدنماركية كما اعرف لا تزال على موقفها لم تتزحزح قيد انملة فما الذي تغير اذن حتى نسمع تلك الفتوى العجيبة؟
سأفترض ان الشركات الاخرى فعلت كما فعلت شركة (آرلا) ونشرت اعتذاراً عن اساءات صحفها وحكومتها هل سيسري مفعول تلك الفتوى مع تلك الشركات؟ بطبيعة الحال اجزم ان القياس سيكون ساري المفعول، وعندها ستنتهي المقاطعة بينما تستمر حكومة الدنمارك على موقفها وربما تزيد من حجم الاساءات هي وسواها لانه لا شيء اصابها من مقاطعة تنتهي باعتذار شركات لا علاقة لها بما حدث لا من قريب ولا من بعيد ..
جميل ان تعتذر هذه الشركة عن اساءة حكومتها، وجميل كذلك ان يقدر لها هذا الاعتذار ولكن ليس بتلك الطريقة الساذجة التي خذلت المسلمين.
بعض اصحاب الشركات السعودية التي قاطعت المنتجات الدنماركية اعلنت انها ستعيد بضائع شركة (آرلا) إلى اماكنها السابقة وكأنهم كانوا ينتظرون هذه الفتوى بفارغ الصبر وها هي تتحقق لهم بفضل مؤتمر النصرة العجيب!!.
أما ما كتبه الأخ عبدالعزيز قاسم عن بلاغة الشيخ عايض القرني التى أبكت الحضور حينا وأضحكته حينا فهذا شئ أضحكني على عبدالعزيز والقرني وأبكاني في آن واحد.
كاتب واكاديمي سعودي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/85)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:53 م]ـ
مع احترامي لهؤلاء الأفذاذ أقول
أخبرني أحد أطباء الامتياز أن أغلب الأنسلوين لمرضى السكر من الأطفال مستورد من الدنيمارك فإذا قاطعناهم فما الحل ولو فعلنا ذلك-المقاطعة-مع كل من يسيء إلى الإسلام فقاطعونا في المتجات الحيوية كأجهزة الحاسب فمن الخاسر إذن؟
مجرد سؤال
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 06:43 م]ـ
جزاهم الله خيرًا ..
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 07:37 م]ـ
اللهم امين
ـ[عادل محمد]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي السديس على هذا البيان الشافي الكافي
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[15 - 04 - 06, 12:13 ص]ـ
يا أخي العزيز ابو صهيب وفقه الله أتمنى أن يكون سؤالك سؤال مستفهم لا متندّر لأن الحق واضح والحمد لله فإذا كانت الضرورة تبيح المحرمات أي المحرمات الأصلية والمحرمات لذاتها فمن باب أولى أن الضرورة (كما ذكرت في كلامك) تبيح المحرمات لغيرها كما هو الحال في منتجات الدنمارك فالجميع يعلم ذلك حتى الذين ذكرت أنك تحترمهم في سؤالك يعلمون ذلك ويفتون به فتأمل والله أعلم.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 03:59 ص]ـ
السلام عليكم,
كلام أبي صهيب (والله أعلم) في محله. وظاهر قصده هو أن المقاطعة قد تنقلب علينا بأن يقطعوا عنا صادراتهم من "الانسولين". وأنا معه في هذا إلا أن الواقع لم يكشف بعد عن حصوله.
بالإضافة إلى معلومة لم أتثبت منها ولكني سمعتها من مريض بالسكر (شفاه الله وسائر مرضى المسلمين) وهي أن الانسولين الذي نستورده منهم عادةً ما تكون صلاحيته قد أوشكت على الانتهاء, ولهذا يعطوناها بسعر مخفض, هذا نقله والتبعة عليه. والله أعلم.
وتوضيح كلام الأخ أبي صهيب أننا اقصادياً أضعف منهم, فلو قاطعناهم فقطعوا عنا ما نحتاجه منهم أو من حلفائهم, فالحاصل أن الخسارة الأكبر ستعود علينا. ولكني ما رأيت مثل ذلك في العلاقات الدولية من قبل, فأظنه احتمالاً بعيداً نوعاً ما. لأن كبار المصنعين (مثل مصنعي الحواسب وأجزائها) لهم ثقلهم في الاقتصاد العالمي وما أظن حكومة من الحكومات تملك انفاذ قراراتها عليها هكذا ببساطة, وخاصة أن الدول العربية سوق رائجة لبضاعتهم.
على أي حال, أنا أرى أن الأمر أوسع من أن يناقش على صفحات المنتديات, بل يحتاج إلى دراسات يقوم بها خبراء في المجالات المعنية.
والله أعلم
ـ[أبو احمد المصرى]ــــــــ[15 - 04 - 06, 11:19 ص]ـ
لا فوض فوك بارك الله فيك اوجز ونصحت وبيان العلماء الاجلاء واضح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:57 م]ـ
بيان في حادثة سب الدنمرك والنرويج للنبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
فقد جرى في الأيام الماضية قيام تلك الحملة الظالمة الآثمة التي تولّى كِبرَها، وحَمَلَ لواءَها بعضُ وسائل الإعلام المقروءة في دولتي (الدنمارك والنرويج).
عندما أظهرت سيد البشرية – فديناه بالآباء والأمهات – صلى الله عليه وسلم - في بعض الرسومات الساخرة المسيئة، وقد أوجب الله علينا تعزيره ونصره بكل طريق، وإيثاره بالنفس والمال في كل موطن، وحفظه وحمايته من كل مؤذ، وإن كان الله قد أغنى رسوله عن نصرة الخلق ولكن ليبلو بعضكم ببعض وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز.
وإننا إذ نكتب هذا البيان لنبين لعموم المسلمين وغيرهم ما يلي:
أولاً: إن من أقل ما يفعله عموم المسلمين أفرادا وحكومات مقاطعة هذه الدول اقتصادياً وسياسياً ولا يقبل منهم مجرد الاعتذار لأنه أسلوب استهزاء وسخرية؛ إذ أن حكم الساب في شريعة الإسلام كما قال الإمام ابن المنذر - رحمه الله -: (أجمع عوام أهل العلم على أن حدّ من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم القتل) , و لابد من استمرار المقاطعة الاقتصادية حتى يرتدع غيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/86)
ثانياً: نحن المسلمين - مع ما نجده في قلوبنا من الألم والضيق - نستبشر بعد سب هؤلاء لرسولنا صلى الله عليه وسلم وإصرارهم على ذلك؛ بهلاكهم وقطع دابرهم، كما مزق الله ملك كسرى حينما مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمزق الله ملكه، فهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى: ((إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأْبْتَرُ)) (الكوثر: 3).
وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) (الأحزاب: 57).
وقوله تعالى: ((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِءِينَ)) (الحجر:95).
وقوله: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (التوبة: 61).
ثالثاً: ليعلم كل مسلم أن من الدوافع لهؤلاء هو الحسد كما بين الله تعالى ذلك في قوله تعالى: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم)) (البقرة: 109).
وذلك لعجزهم عن إقناع الناس بالدخول في دينهم المنسوخ المحرّف، و في المقابل كثرة من يدخل في الإسلام منهم؛ لأن دين الإسلام يوافق فطرة الله التي فطر الناس عليها، لذلك لم يجد هؤلاء إلا مثل هذه السفاهات التي لم تزد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب أتباعه إلا مكانة وقدراً وإتباعا.
رابعاً: ليعلم كل مسلم ومسلمة أن الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون فقط بالشجب والاستنكار وإنما يكون بالتمسك بهديه واتباع سنته واجتناب ما نهى عنه و زجر، وهذا متى ما تحقق ففيه إحياء لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإغاظة لعدونا؛ الذي يسعى لصرفنا عن ديننا، قال تعالى: ((وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)).
خامساً: يجب على عموم المسلمين أن يعلموا أن من عقيدتنا الإيمان بجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، لا نفرق بين أحد منهم، ومنهم نبي الله عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولا يصح لمسلم تأخذه العاطفة أو الحمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيسب نبي الله عيسى ظنّاً منه أنه بهذا يغيظ النصارى الذين تولوا كبر سب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن من سب عيسى عليه السلام فكأنما سب نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) (البقرة: 285).
سادساً: دعوة المنصفين من النصارى إلى بيان الحق للناس والاعتراف بما جاء في التوراة والإنجيل للناس من بشارة نبي الله عيسى عليه السلام برسالة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى عنه: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)) (الصف: 6).
وإلا فلا يأمنوا أن يصيبهم ما يصيب المستهزئين من عذاب الله.
سابعاً: على جميع المسلمين أن يتعرفوا على سيرته صلى الله عليه وسلم حتى لا تروج عليهم أكاذيب أعداء الإسلام للصد عن سبيل الله تعالى من خلال ما يلي:
1 - سياسته في الحروب ورحمته بالناس، حيث لا يقتل شيخاً كبيراً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، بخلاف بعض النصارى الذين يقتلون الصغير والكبير، والذكر والأنثى، بالأسلحة المحرمة دولياً.
2 - معاملته صلى الله عليه وسلم للأسرى وإحسانه إليهم، لا كما يفعل بعض النصارى بإخواننا المسلمين من الظلم والإهانة والتعذيب والتنكيل.
3 - رحمته صلى الله عليه وسلم بالخلق حتى البهائم طالتها رحمته.
4 - خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم الذي تمثل في قوله تعالى: ((وإِنكَ لعلى خُلُقٍ عظِيم)).
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).
وفي قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((كان خلقه القرآن)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/87)
ثامناً: إن الواجب الشرعي يحتم علينا جميعاً، أن نقوم بتوظيف هذا الحدث توظيفاً إيجابياً بتكثيف الجهود في دعوة الناس لدين الإسلام والتركيز على ثوابت الدين ومُحْكَماته، وفي مقدمة ذلك بيان عقيدة الولاء و البراء بما جاء في الكتاب والسنة، وتجلية سيرة سيد الخلق - عليه أفضل الصلاة والتسليم- إذ إن هذا هو الرد الناجع والمؤلم لأعداء الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:58 م]ـ
أسماء المشايخ والعلماء الموقعين على البيان
د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء سابقاً
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً
د. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
جامعة الإمام محمد بن سعود
أ. د. ناصر بن سليمان العمر
المشرف العام على موقع / المسلم
الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
جامعة القصيم
د. بشر بن فهد البشر
جامعة الإمام محمد بن سعود
د. حسن بن صالح الحميد
جامعة القصيم
الشيخ محمد بن أحمد الفراج
داعية إسلامي
د. عبد العزيز بن عبد المحسن التركي
داعية إسلامي
د. عبد الرحمن بن عبد الله السند
جامعة الإمام محمد بن سعود
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل
داعية إسلامي
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
جامعة الإمام محمد بن سعود
د. يوسف بن عبد الله الأحمد
أستاذ الفقه بجامعة الإمام
د. خالد بن عثمان السبت
كلية المعلمين
د. سليمان بن حمد العودة
جامعة القصيم
د. رياض بن محمد المسيميري
جامعة الإمام محمد بن سعود
د. محمد بن عبد الله المحيميد
جامعة القصيم
د. محمد عبد الله الخضيري
جامعة القصيم
د. عبد الرحمن بن عايد العايد
جامعة الإمام محمد بن سعود
الشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
باحث في وزارة الشؤون الإسلامية
د. عبد العزيز بن عبد الله المبدل
جامعة الملك سعود – كلية التربية
د. سعد بن فلاح العريفي
جامعة الملك سعود
أ. د. سليمان بن قاسم العيد
جامعة الملك سعود
أ. د. سليمان بن صالح القرعاوي
جامعة الملك فيصل
د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي في محكمة رماح
الشيخ فهد بن سليمان القاضي
داعية إسلامي
د. محمد بن عبد العزيز المسند
كلية المعلمين
الشيخ ناصر بن محمد الأحمد
إمام وخطيب جامع النور
الشيخ أحمد بن عبد العزيز الشاوي
المعهد العلمي بالقصيم
الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز أبانمي
وزارة التربية والتعليم
الشيخ ناصر بن عبد الله الجربوع
القاضي في المحكمة العامة.
الشيخ جمال إبراهيم الناجم
داعية إسلامي
الشيخ وليد بن على المديفر
إمام جامع الربع بحي الربوة
الشيخ فهد بن صالح البراك
وزارة التربية والتعليم
الشيخ محمد بن عبد الله الهبدان
المشرف العام على شبكة نور الإسلام
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
كاتب عدل المدينة
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:48 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالله ابن جبرين - حفظه الله -: -
لا يستغرب عداوة الكفار للإسلام ,الأصل أنهم أعداء للدين , ولكن إذا قوي الإسلام , وقوي أهله , انقمعوا وسكتوا , خوفا على مصالحهم , وخوفا على أنفسهم , لأن المسلمين إذا قووا قاتلوهم وأذلوهم واضطهدوهم وسبوا أموالهم ونساءهم وذراريهم , فلذلك كانوا يخافون طوال تلك القرون , إلا ما شاء الله , وإذا وجدوا فرصة , ورأوا ضعفا من المسلمين , ورأوا شيئا من التخاذل والتفرق بين المسلمين , انتهزوا هذه الفرص , وأعلنوا حربهم الحرب الشعواء على الإسلام , وحاولوا أن يفعلوا ما يثير ويغضب المسلمين.
ففي هذه الأيام عمل هؤلاء الأعداء في دولة الدنمرك , هذه الحملة التي جعلوها خاصة بذات النبي صلى الله عليه وسلم , وأعلنوا السخرية به , وبما جاء به , و صوروه بصور تافهة , بصور بشعة , يريدون تحقيره , ولا شك أن ذلك مما يغضب المسلمين الغيورين على دينهم , والواجب عليهم أن تشتد غيرتهم , وأن يحرصوا كل الحرص على أن يكونوا من الذين يجاهدون في سبيل الله و ينصرون الله ورسوله , كما أخبر الله عن الأنصار (ينصرون الله ورسوله ألئك هم الصادقون) مع أن الله تعالى هو الذي ينصره كما خاطب المهاجرين والأنصار , إلا تنصروه فقد نصره الله ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/88)
نقول: على كل مسلم أن يظهر العداوة لهؤلاء الكفار , وكذلك كل من ساعدهم من الدول الأفريقية , الدول الأوربية , من بريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول , ويعلن براءته منهم ويحرص على أن يقاطعهم بكل أنواع المقاطعة رجاء أن يكون ذلك مما يخزيهم ويذلهم , ويعرفون به نشاط المسلمين , وغيرتهم على دينهم , ومحبتهم على نبيهم , ويكون ذلك رادعا لغيرهم ممن تسول له نفسه أن يدخل في هذا الميدان الذي هو السخرية والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ,
ولا شك أنهم بذلك انتقض عهدهم , فإن المشركين الذين لهم عهد , إذا عملوا مثل هذه السخرية , فلا عهد لهم , ويجب على المسلمين قتالهم , وإذا لم يقدروا , لعدم التمكن أو لكون حولهم من ينصرهم , فلا أقل من مقاطعتهم بكل أنواع المقاطعة , هذا هو الذي يستطيعه المسلمين , إلى أن تقوى كلمتهم , بعد ذلك يقاتلونهم , ويفرقونهم حتى لا يتجرأوا ولا يتجرأ غيرهم على هذه السخرية.
___________________
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبدالله , يقول السائل:
مما قامت به الشعوب المسلمة نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم, مقاطعة المنتجات الدانمركية , ثم خرج لنا ممن ينتسبون إلى العلم من يصرح بأن هذه المقاطعة لا تجوز وأنها ليست من الدين في شيء , فما رأي سماحتكم بالمقاطعة الاقتصادية؟
فأجاب الشيخ:
هذا الذي يقول لا تجوز قد أخطأ , وذلك لأنا إذا تعاملنا معهم وانتفعنا بمنتجاتهم كان ذلك بمنزلة التولي الذي نهى الله عنه لعموم الكفار في قوله تعالى (لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم لهوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء) أي لاتتولهم
وفي الآية الأخرى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ومن التولي أنا نشجع منتجاتهم ونعطيهم ثمنها أموالا طائلة , إننا ننتفع بمنتجاتهم أيا كانت , ولو كانت حقيرة , يعني كالألبان مثلا , أو ما يشتق منها , أو الأكسية أو المصنوعات , لأن المسلمين إذا اتفقوا على ذلك ضعف اقتصادهم وضعف إنتاجهم , والغالب أنهم يسوقون منتجاتهم للبلاد الإسلامية حتى إلى المملكة ودول الخليج والشام واليمن ومصر وغيرها , فإذا قاطعناهم كان ذلك تنكيلا لهم حتى يعترفوا , إما أن يتوبوا ويجعلوا بدل الذم مدحا , وإما أن يُسْلموا , وإما أن يكفوا عن هذا الأذى وهذا الاستهزاء , لأنهم أصحاب مصالح , فيقولون: مصلحتنا تتوقف على تسويق منتجاتنا , فإذا بارت وكسدت , فسدت قوتنا وضعفت إمكانياتنا , من أين نسوق هذه المنتجات التي ننتفع بها! , وتكون هي أموالنا واقتصادنا , فإذا اتفق المسلمون على مقاطعة هذه المنتجات كان ذلك تنكيلا لهم وتنكيلا أيضا لغيرهم من الدول الأخرى.
http://www.olamaashareah.net/article.php?sid=674
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:05 ص]ـ
هذه إزدواجية في التفكير مع الأسف، ولو قُدّر تنزلاً معك أن هذا الأمر يحتمل أن يكون فالفتيا تقوم على المصالح والمفاسد (وهو باب عظيم من أبواب أصول الفقه) ومعلومٌ أن مصلحة المقاطعة أوكد من مصلحة مرضى السكر خصوصاً وأن كثير من مرضى السكر لا يستخدمون الأنسولين هذا في حالة أنه لو قدرنا أن هناك نسبة راجحة في إحتمالية مقاطعتهم والواقع يكذب هذا إذ الظن لا يغني من الحق شيئاً، بل قد يكون الأمر على العكس تماماً فلماذا لا نقول أن دولة الدنمارك عندما خسرت هذه الخسائر الكبيرة فهي ستحاول أن تدفع إلينا بأفضل الأنسولين وأكثره حتى تغطي الخسارة خصوصاً وهي تعلم أننا لا نستطيع الإستغناء عن أنسوليّهم والله أعلم.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:19 م]ـ
السلام عليكم,
لا أفهم وجه "الازدواجية في التفكير". ثم إن هذه نازلة عامة لجميع الأمة, ولا تكون الفتوى في مثل هذه الأمور العامة لعالم واحد, بل ينبغي أن يجتمع العلماء والخبراء الثقات في التخصصات المعنية (الاقتصاد مثلاً) ويبحثوا الأمر جميعاً. أما أن نحصر الصواب في فتوى عالم واحد أو جهة واحدة في مسألة تخص الأمة بأسرها فهذا لا ينبغي. وإن اختلفوا فنحن ندع لهم الرد على بعضهم البعض حتى يستقروا على قول أو يقروا الخلاف فتكون المسألة خلافية فلا ينكر على من عمل بأي القولين.
والله أعلم
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:35 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/89)
الرَّدُّ على حاتم بن عارف العوني في رَدِّهِ على العلماء الثَّلاثة الأجلاء الُمطالبين بدوام المقاطعة لجميع شركات الدنمرك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رَبِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على خاتم النبيِّين، وإمام المرسلين، نبيِّنا وسيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتَّابعين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وبَعْدُ:
فقد بيَّنتُ في بيانٍ سابقٍ حُكْمَ سَابِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ حكمه القتل على كُلِّ حال، وأنَّه حَقٌّ لله جل وعلا، وحَقٌّ لنبيِّه المصطفى، وحَقٌّ للأُمَّةِ لا يجوز لأحدٍ إسقاطُه ولا يحقُّ له، وذكرتُ إجماعَ الأئمَّة على ذلك، وقد حكاه أئمَّةٌ مرضيُّون، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في «الصَّارم المسلول»، رحمه الله وغيرُه.
وبيَّنتُ أَنَّ الأُمَّة إِنْ كانت عاجزةً اليوم عن النَّيلِ مِن منتقص نبيِّها صلى الله عليه وسلم في حادثة الرّسوم الدنمركيّة: فيجب عليها ما تستطيع ولا يسقط، لقوله جل وعلا (فاتقوا الله ما استطعتم)، وقوله (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، وقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ماستطعتم).
وكان مما يستطيعه المسلمون وهو في القوَّةِ بمنزلةٍ ومكان: مقاطعة بضائع أولئك المحادِّين، ومنتجات شركاتهم.
وقد تحقَّقتْ هذه المقاطعةُ بحمد الله، وعَمَّتْ وحقَّقَتْ أثرًا بالغًا على اقتصاد أولئك المحادِّين، حتَّى تداعوا لنصرةِ بعضهم بعضًا، مُحاولين فَكَّ المقاطعة وإنهاءَها دون جدوى.
حَتَّى جاء «مؤتمر البحرين»، وما صدر منه من بيانٍ أخيرٍ يُوصِي برفع المقاطعة عن بعض شركات الدنمرك الكبيرة، لاستنكارها تلك الرّسوم وإدانتِها! فحَصَلَ به تفريقٌ لكلمةِ المسلمين، وتشتيتٌ لجهودِهم، واستثمارٌ فاسدٌ لمساعيهم. فتصدَّى له العلماءُ وطُلَّابُ العِلْمِ، وبيَّنوا فسادَه وبُطلانَه، حَتَّى عاد الأمرُ إلى نصابِه، وعاد المتذبذبُ إلى صوابِه.
غَيرَ أَنَّ أربابَ ذلك البيانِ ما زالوا عليه، يُنافحون ويذبُّون، وكأَنَّ مُؤتمرَهم لنصرة الدنمرك، لا لنصرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم!
فكتبَ ثلاثةُ علماء ربَّانيِّين، بيانًا مُشتركًا، يستنكرون فيه المطالبةَ برفع مقاطعةِ تلك الشَّركة، داعين المسلمين أفرادًا وتجارًا إلى الاستمرار على المقاطعة، إِذْ هي السِّلاحُ المُستطاعُ الَّذي ظَهَرَ أثرُه، واتَّضحَ كبيرُ تأثيرِه. ناصحين أصحابَ البيانِ بإعادةِ النَّظَرِ فيه.
إِلَّا أَنَّ ذلك لم يُجْدِ شيئًا عند المُؤتمرِينَ! فكَتَبَ حاتمُ بن عارف العونيُّ أمس الخميس (15/ 3/1427هـ) رَدًّا على بيانِهم! ولي معه وقفات:
* *
إحداها:
أَنَّ نِصْفَ بيانِه – وهو في ثلاث صفحات – تقريرٌ ومُناقشةٌ لخيالاتٍ ذهنيَّةٍ في عَقْلِ كاتبِها لا وجودَ لها في الأعيان! فيقيم العونيُّ لنفسِه خَصْمًا مُتخيَّلاً! بحُجَّةٍ ساقطةٍ مُتخيَّلةٍ! ثُمَّ ينبري ناقضًا لها! مُبَيِّنًا عوارَها! وهو عالمٌ بعدمِ وجودِها مُعترفٌ بذلك!
فذَكَرَ العونيُّ: أَنَّ الأصلَ في حكم المتاجرة مع الكافر الحربي الإباحة! وأَنَّ المقاطعةَ ليستْ حَدًّا لِسَابِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم! فلا يَصِحُّ تصويرُها وكَأَنَّها حَدٌّ مِن حدود الله تعالى، لا يجوز الاختلافُ فيه! مع أَنَّ أحدًا لم يُنازعْ في هذا! بل ذَكَرَ هو أَنَّ هذِه الأمور لم يتضمَّنْها بيانُ أولئك العلماء! وهم أعلمُ وأتقى للهِ أَنْ يقولوا ذلك أو يظنُّوه)!
* *
الوقفة الثَّانية:
أَنَّ العونيَّ حين ذَكَرَ أَنَّ المقاطعةَ ليستْ حَدًّا لِسَابِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، لم يَذْكُرْ لنا – وهذا مُهِمٌّ – حَدَّ السَّابِّ الشَّرعيَّ، وجَبُنَ عنه! فهل ينتصرُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَجْبُنُ عَنْ بيانِ حُكمِه!
* *
الوقفة الثَّالثة:
خَلَطَ العونيُّ في نقطتِه الأُولى في رَدِّهِ، بين حُكْمِ سَابِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حياتِه، وبين حُكْمِه بَعْدَ موتِه، فإِنَّهُ في حياتِه صلى الله عليه وسلم له الَحقُّ في العفوِ والإسقاطِ، والمُطالبةِ والتَّركِ. أَمَّا بعد موتِه: فلا حَقَّ لأَحَدٍ أَنْ يُسْقِطَهُ، ولا تبرأُ الذِّمَّةُ إلا باستيفائِه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/90)
* *
الوقفة الرَّابعة:
أَنَّ إنهاءَ مُقاطعة الدنمرك، أو بَعْضِ شركاتِها، لَمَّا لم يكن له عند هؤلاء، مُستندٌ عقليٌّ صحيحٌ، أو دليلٌ نقليٌّ صريحٌ: عَمَدَ دُعاتُه إلى إناطةِ مُسْتَنَدِ ذلك بالمصالحِ والمفاسدِ، ثُمَّ بيَّنوا أَنَّهُ لا يَقْدِرُ ولا يستطيعُ أَحَدٌ معرفةَ حقيقتِها، ومعرفةَ مَرَدِّها وتحقُّقِها إِلَّا هُمْ!
ولا تَسْأَلْ كَيْفَ ذلك ولا بِمَ؟ فإِنَّهُ سِرٌّ لَدُني! وكَشْفٌ رَبَّاني! مِنْ جِنْسِ قَولِ القائلِينَ: (حَدَّثني قَلْبي عَنْ رَبِّي)! فَزَعَمَ العونيُّ أَنَّ أَوْلَى النَّاس بإصابةِ الَحقِّ في معرفةِ مصالحِ المُقاطعةِ ومفاسدِها: هُوَ الأدرى بأثرِها الاقتصادي! والأعرفُ بواقعِ الدنمرك! والعالمِ الغربيِّ كُلِّهِ! وبموقعِ العالمِ الإسلامي! ومكانتِه مِنْ هذا العالم!
لذا ترجَّح له بعد الاطلاع على تلك الأمور: إنهاءُ مقاطعةِ تلك الشَّركةِ الدنمركيَّة!
وسَبَبُ هذا: أَنَّهم لمَّا كانوا مُفلسِينَ مِن العلوم الشَّرعيَّة، لا يستطيعون ادّعاءَ قيامِ دليلٍ على فِعْلِهم يقومُ أمامَ بيانِ أولئك العلماءِ الثَّلاثةِ الأجلاءِ، وبياناتِ غَيرِهم: أناطوا الُحكْمَ بالمصلحة والمفسدة – وهذا حَقٌّ – زاعمِينَ أَنَّهُ لا يعرفها على وَجْهِهَا وحقيقتِها أَحَدٌ سواهم!
والمصلحة التَّامَّةُ إِنْ كانتْ شرعيَّةً: فَهِيَ في إمضاءِ المقاطعةِ على الجميع.
وإِنْ كانتْ شخصيَّةً: فَنَعَمْ! مَرَدُّهَا إليهم! فلا يَعْرِفُ حقيقتَها وصِحَّةَ تحقُّقِها إِلَّا هُمْ!
والمفسدةُ الُمتحقِّقةُ: هي في رَفْعِ مُقاطعة تلك الشَّركة.
فدوامُ المُقاطعةِ على شركات الدنمرك كُلِّهَا: دوامٌ للتَّنكيلِ بالحكومة الدنمركيَّة، ودوامٌ لضغط الشَّركاتِ المتضرِّرةِ عليها، وضغطِ الأفرادِ المتضرِّرين.
وفيها إظهارُ عِزَّةِ المؤمنين وحميَّتِهم دون دينِهم وذَبِّهم عن نبيِّهم صلى الله عليه وسلم.
وفيها حِفْظٌ لجنابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنَالَ منهُ أَحَدٌ.
وفيها إبراءٌ لذمَّةِ عامَّةِ النَّاس، ببذلهِم ما في أيديهم، وما يستطيعون، وإعذارُهم إلى الله بذلك.
وفيها إضعافٌ للدَّخْلِ القوميِّ الدنمركيّ، وزيادةٌ في البطالة، وكَسْرُ شوكةِ الحزب الحاكم هناك وإضعافِها. وفيها رَدْعٌ لغيرِهم، وجَعْلُهم عبرةً لهم.
كما أَنْ لا مفاسدَ في إمضاءِ المقاطعةِ ولو قُدِّرَ أَنَّها أبديَّة! فما لدى الدنمركيِّينَ مِن طعامٍ وشرابٍ ونحوِه: قَدْ مَنَّ اللهُ على المؤمنين بشركاتٍ أُخرى بمثلِه، وبما هُوَ خَيْرٌ منه.
وما مِنْ نَوْعٍ إِلَّا وشركاتٌ كثيرةٌ تصدُّرُه إلى المسلمين مِن غَيرِ شركاتِهم. وهَذِه مِنَّةٌ تُوْجِبُ الشُّكْرَ، لا أَنْ يُستبدلَ الخبيثُ بالطَّيِّبِ، والَّذِي هو أدنى بالَّذِي هو خَيْر!
كما أَنَّ في إمضائِها: خيرًا لشركاتِ المسلمين المُنافسةِ لها في مُنتجاتِها، فَرَاجَتْ بضائعُ المسلمين وزادتْ أرباحُها، واستفادوا بما حَصَلَ على الشَّركاتِ الدنمركيَّة.
ولو قُدِّرَ أَنَّ حاجةَ المسلم عند اثنَيْنِ مُسلمٍ وكافرٍ: لكَانَ الأَوْلَى أَنْ يأخذَها المسلمُ مِن أخيهِ المسلمِ لا مِن الكافر. فكيف إذا كَانَ الكافرُ مُحادًّا، أو مَرَدّ أموالهِ وأعمالهِ إلى دولةٍ مُحادَّةٍ باغيةٍ؟!
* *
الوقفة الخامسة:
قد زَعَمَ مُصدرو بيانِ رَفْعِ مُقاطعة الشَّركة الدنمركيّة، وأتباعُهم، وكذلك العونيُّ هنا: أَنَّ هذه المسألة عندهم اجتهاديَّةٌ سَهْلَةٌ. وزعموا: أَنَّ مَنْ شاءَ فليقاطع تلك الشَّركةَ، ومَنْ شَاءَ فلا يقاطعها! وهذه كذبةٌ! غَيرَ أَنَّها صغيرةٌ! وبيانُ هذا مِن وجهَيْنِ:
أحدهما: أَنَّ الأمرَ مُطَّرِدٌ عند هؤلاء في شركاتِ الدنمرك كُلِّها! مَنِ استنكرَ ومَنْ لم يستنكرْ! وقد ذكر العونيُّ في رَدِّهِ هذا أَنَّ أَمْرَ المقاطعةِ كُلِّهِ ليس حَدًّا مِن حدود الله لا يجوز الاختلافُ فيه، على النَّحوِ المذكورِ سابقًا! فَهَلْ أصحابُ البيانِ ومَنْ معهم: يُلْزِمُونَ النَّاسَ أَصْلاً بمُقاطعةِ شركات الدنمرك الأُخرى غير المعتذرةِ، أو غير المستنكرةِ حَتَّى يُعْلِنُوا جَوَازَ مُسامحةِ هذه الشَّركةِ أو تلك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/91)
الآخر: أَنَّ زَعْمَهم هذا، إِنَّما هُوَ دَفْعًا للرِّيْبَةِ في حماستِهم المستمرةِ المتواصلةِ لِرَفْعِ مُقاطعةِ تلك الشَّركة المذكورةِ، فلا تكادُ تُحْصِي ما قالوه في وسائلِ الأعلام المختلفةِ في هذا الموضوع، وما كتبوهُ واستكتبوهُ! فَإِنْ كان الأَمْرُ سَهْلاً يَسِيرًا، ومَرَدُّهُ وسببُه بيانَ وجهةِ نَظَرٍ: فلماذا كُلُّ هَذَا يَا ذَا؟!
* *
الوقفة السَّادسة:
أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أخبر بما يكونُ في أُمَّتِه مِن تبديلِ بَعْضِ مُسمَّياتِ الأشياء، وصَرْفِها عن حقائقِها تَلْبيسًا وتَضْليلاً، كما أخبر أَنَّ ناسًا مِن أُمَّتِه يشربون الخمرَ يُسمُّونها بغَيرِ اسْمِهَا، رواه الإمامُ أحمدُ في «مسندِه»، وأبو داوود في «سُننِه».
فتُسَمَّى الأشياءُ القبيحةُ بأسماء حسنةٍ لتروجَ.
وتُسَمَّى الأشياءُ الحسنةُ بأسماء قبيحةٍ لِيُنْفَرَ عنها.
كما سَمَّى الرَّوافضُ طعنَهم في القرآنِ، وفي الصَّحابةِ، وأُمِّ المؤمنين، وغير ذلك مِن أنواع خزيهم الكثيرةِ الأُخرى «تشيُّعًا»!
وكما سَمَّتِ الُمعطِّلةُ نفي الصّفاتِ بالإنكارِ، أو تعطيلَها بالتَّأويلِ «تَنْزِيهًا»!
وسَمَّتِ القدريَّةُ النُّفاةُ نَفْيَ القَدَرِ «عَدْلاً»!
وسَمَّى الزَّنادقةُ الوقوفَ عند حُدودِ ما أنزلَ اللهُ «جمودًا وتقليدًا ورجعيَّةً»، وغير ذلك.
فهذِه سبيلٌ مسلوكةٌ معروفةٌ، والعبرةُ في هذا كُلِّهِ: بالكتابِ والسُّنَّةِ، وتحقيقِ الاتِّباعِ والُمتابعةِ، والنَّظرِ في حقائقِ الأُمورِ ومآلاتِها.
وإِلَّا لو كان الَحقُّ مُعَلَّقًا بهذه الأسماءِ أو الدَّعاوَى: لَضَاعَ وضَلَّ طالبُه!
لذا أخشى أَنْ تكونَ هذِه «اللّجنةُ» المزعومةُ لِنُصرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، و «مُؤتمرُها» مِن هذا البابِ، وتكونَ حقيقتُها مُناصرةً للدنمرك ولحظوظِهم لا للنَّبيِّ! و لجنة لخذلانهِ صلى الله عليه وسلم.
فَمَوْقِفُ أربابِها مِن المقاطعة تقدَّم بيانُه، وفي رَدِّ العونيِّ هذا طَرَفٌ مِن ذلك.
أَمَّا مزاعمُهم بتحقيق النُّصرةِ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالتَّعريف به، أو ببَعْضِ الأنشطةِ الدّعويَّةِ ونحوها: فهذا استغفالٌ للنَّاسِ!
فَإِنَّ هذِه الأُمورَ موجودةٌ مُتحقِّقَةٌ مُنذُ زَمَنٍ، وليستْ جديدةً مُستحدثةً لِتُسْتَحْدَثَ لها لجنةٌ جديدةٌ! وكأَنَّهم سيفعلون ما لم يَفْعَلْهُ أَحَدٌ سواهم!
فَإِنْ كانتْ نصرتُهم للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هي بهذِه الأُمورِ: فَلْيَدْعَمُوا تلك الجهاتِ الخيريَّةِ في أنشطتِها، لا أَنْ يُزاحموها!
* *
الوقفة السَّابعة:
أَنَّ هذه «اللّجنةَ» و «مُؤتمرَها العالميَّ» المزعومَ، حقيقةُ أمرِهما أَحَدُ شَيْئَيْنِ:
1 - إِمَّا أَنْ يكونَ مُرَادُهَا في حقيقتِه نُصرةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2 - أَوْ يكونَ مُرَادُها غَيْرَ ذلك، وإِنَّما اختاروا هذا الاسْمَ تَلْبيسًا، واستغفالاً للنَّاسِ، واستثمارًا لعواطفِهم تجاه نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، لتحقيقَ أهدافٍ أُخرَى غير النُّصرةِ.
فَإِنْ كان الأَوَّلَ: فلا يُسَلَّمُ لهم إِلَّا بدليلٍ، ودليلُه: نُصرةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالذَّبِّ عَنْهُ، وعَنْ سُنَّتِه وكلامِه، والنَّيلِ مِن الطَّاعنِينَ فيه وفي سُنَّتِه بالرَّدِّ والاعتراضِ.
وهذا الدَّليلُ مُتخلِّفٌ عنهم غَيرُ موجودٍ! بل إِنَّ في لجنتِهم ومُؤتمرِها بَعْضُ أولئك الطَّاعنِينَ في سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم! والرَّادِّينَ لها بالاعتراضِ أو التَّحريفِ أو السّخريّة والاستهزاء.
فكَيْفَ إذا كان رئيسُ اللَّجنةِ أَحَدَ أُولئك؟!
فقال مُستهزءًا بقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في «الصَّحيحَيْنِ»: «يُؤْتَى بالموتِ كهيئةِ كَبْشٍ أَمْلح» قال مِن المعلومِ الُمتيقَّنِ الَّذِي اتَّفقَ عليه العَقْلُ والنَّقْلُ: أَنَّ الموتَ ليس كَبْشًا!! ولا ثَوْرًا!! ولا حيوانًا مِن الحيواناتِ!!) «كيف نتعامل مع السُّنَّة النَّبويَّة» له نفسه! (ص162).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/92)
وقال مُعترضًا رَادًّا قَوْلَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في «صحيح مُسلم» وغَيرِه: «إِنَّ أَبي وأباكَ في النَّارِ» قال ما ذَنْبُ عبدِ الله بن عبدِ المُطَّلِب حَتَّى يكونَ في النَّار؟!) «كيف نتعامل مع السُّنَّة» (ص97).
وقال في لقاءٍ مَعَهُ في قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في «صحيح البُخاريِّ»: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» قال هذا مُقَيَّدٌ بزمانِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم (!!) الَّذِي كَانَ الُحكْمُ فيه للرِّجالِ استبداديًّا (!) أَمَّا الآنَ فلا (!!)) اهـ.
فإذا كَانَ هذا حَالُ رَئِيسِهم وكبيرِهم مع سُنَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: فَأَيُّ خَيْرٍ يُرْجَى منهم؟!
بَلْ هُمْ مُحتاجون إلى مَنْ ينتصرُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم منهم لا أَنْ تُنْتَظَرَ نُصرتُه منهم!
وهذا دَلِيْلُ أَنَّ نُصرةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم غَيرُ مُرَادَةٍ بهذِه «اللّجنةِ» أَصْلاً!
وإِنْ كان الثَّاني، وهذا ما ثَبَتَ بالأَوَّلِ: فالواجبُ مُقاطعةُ هذه «اللّجنة» و «مُؤتمرِها»، وقراراتِها، لِئَلَّا تُفْسِدَ الدِّينَ باسمِ الدِّينِ، وتخذلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بزَعْمِ نُصرتِه!
* *
الوقفة الثَّامنة:
أَنَّ في بقاءِ العُلماءِ الرَّبَّانيِّينَ ووجودِهم بَقَاءً للدِّينِ وظهورِه، وفي ذهابِهم ذهابَه، لهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انتزاعًا ينتزعُه مِن العبادِ، ولكن يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلماءِ، حَتَّى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فأفتوا بغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا» رواه الإمامُ أحمدُ في «مُسندِه»، والبُخاريُّ ومسلمٌ في «صحيحيهما» مِن حديث عَبدِ الله بن عَمْرِو بن العَاصِ رضي الله عنهما. لهذا لا يَحْصُلُ للمُبطلِينَ تمامُ مُرادِهم إِلَّا بذهابِهم، أَمَّا مع بقائِهم فَلَا.
لذا رُبَّما تعجَّلوا ذهابَهم بإذهابِهم!
ومِنْ هذا البابِ: ما رأيتُه مِن كلام بَعْضِ السَّفَلَةِ، الطَّاعنِينَ في أولئك العُلماءِ الثَّلاثةِ الرَّبَّانيِّينَ، والمنتقصين لهم بكونِهم كبارَ سِنٍّ لا يعرفون الواقعَ! ولا يُدركونه! ورُبَّمَا لُقِّنُوا فتاواهم أو بياناتِهم!
وهذا معلومُ البُطْلانِ، غَيرَ أَنَّ مُرَادَ قائلِه اطّراحُهم، وصَرْفُ النَّاسِ عنهم، لِيَحْصُلَ له ولحزبِه ورَهْطِه ما يطمعون فيه ويسعون إليه، ولم يَحُلْ دُونَهم عَنْهُ إِلَّا بقاء هؤلاءِ وأمثالهم.
وإذا كان أمثالُ هؤلاءِ الُحثالةِ الطَّاعنِينَ في أولئك الأعلامِ هُمُ المنتصرِيْنَ لأربابِ بَيانِ رَفْعِ الُمقاطعةِ ولجنتِه ومُؤتمرِه، فَإِنَّ هذا دَلِيْلُ أَمْرٍ لا يخفى على ذِي لُبٍّ!
* *
الوقفة التَّاسعة:
أَنَّ مُقاطعةَ الشَّركاتِ الدنمركيَّة وعَدَمَ الشِّراءِ منها، ليس فيه ظُلْمٌ أَصْلاً، ولو قُدِّرَ أَنَّ جريمةَ الرّسومِ لم تَحْصُلْ أَصْلاً! فللمسلمين الشِّراءُ ممَّنْ يُريدون ومُقاطعةُ مَنْ يُريدون. واتِّفاقُهم وسَعْيُهم على مُقاطعةِ تلك الشَّركاتِ – ولها أسواقٌ كثيرةٌ في العالمِ غيرهم – مِن الأُمورِ الَجيِّدَةِ، فلا تُسَمَّى ظُلْمًا ولا جَوْرًا. ومُخالِفُنا يلزمُه الدَّليل.
* *
الوقفة العاشرة:
زَعَمَ مُطالبو رَفْعِ مُقاطعةِ الشَّركة الدنمركيَّة أَنَّ في رَفْعِهَا تخفيفًا للضُّغوطِ على المسلمين في الدنمرك.
وزَعَمَ آخرون: أَنَّ مُقدِّرَ المصلحةِ والمفسدةِ هُمْ مُسلمو الدنمرك، ورُبَّما قالوا: المصلحةُ والمفسدةُ بما يَحْصُلُ لمسلمي الدنمرك مِنْ خَيْرٍ ومِنْ شَرٍّ.
وهذا باطلٌ كُلُّهُ، وكَونُ الجنايةِ حَدَثَتْ في الدنمركِ لا يرفعُ حَقَّ اللهِ ولا حَقَّ نبيِّهِ وحَقَّ سائرِ المؤمنين. وهُنَا أُمورٌ ثلاثةٌ:
أحدُها:
ما نَوعُ تلك المضايقاتِ لمسلمي الدنمركِ، المبيحةِ أو الموجبةِ لِرَفْعِ المقاطعةِ؟
وهل سَبَبُهَا حصولُ الُمقاطعةِ، أو سَبَبُهَا كونُهم مُسلمين؟
وهل رَفْعُ الُمقاطعةِ عن شركةٍ واحدةٍ سَيُزِيْلُ الُمضايقاتِ عنهم، أو لَنْ يُؤَثِّرَ فيها؟ فَلا المقاطعةُ مَضَتْ، ولا الُمضايقةُ ذَهَبَتْ!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/93)
وما الَّذي يَضْمَنُ لهم انتهاءَ المُضايقاتِ بَعْدَ رَفْعِ الُمقاطعة؟
أَوَلم يطعن الدنمركيُّون في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعْنًا في المسلمين هناك وغَيرِهم، ولَمَّا تَكُنْ مُقاطعة؟!
الثَّاني:
إِنْ كانتِ الُمضايقاتُ عليهم شعبيَّةً مِن عمومِ الدنمركِ: فحصولُ المُقاطعةِ وارتفاعُها لَيْسَ له كبيرُ أَمْرٍ، فإِنَّهم غَيرُ مُتضرِّرِينَ مُباشرةً كما هو حَالُ الحكومةِ والشَّركاتِ. كما أَنَّ زوالَ هذِه الُمضايقاتِ برَفْعِ الُمقاطعةِ مَظِنَّةٌ لَيْسَ إِلَّا.
وإِنْ كانتِ المُضايقاتُ حكوميَّةً: فكيف تُحاسِبُهم حكومتُهم بمُقاطعةِ شعوبِ غَيرِهم، وبِأَيِّ نظامٍ استباحوا ذلك؟!
فمُجَرَّدُ التَّحجُّجِ والاعتذارِ بأُمُورٍ هُلاميَّةٍ عائمةٍ غَيرُ مُسَلَّمٍ ولا مُعتبرٍ!
الثَّالثُ:
أَنَّ البقاءَ في بلادِ الكُفَّارِ أَصْلاً لا يجوزُ، والهجرةَ منها إلى بلادِ المسلمِينَ واجبةٌ مُتعَيِّنَةٌ، إِلَّا إِنِ استطاعوا إظهارَ دينِهم وشعائرِهم. فَإِنْ لم فليتركوها. وقَدْ صَنَّفَ جماعةٌ مِنَ الأئمَّةِ رسائلَ عِدَّةً في وجوبِ الهجرةِ إلى بلادِ المسلمِينَ، وتحريمِ البقاءِ في بلادِ الكُفَّارِ، وأفتوا في ذلك فتاوى مشهورةً معروفةً.
وكم جَنَى ذلك البقاءُ على المسلمِينَ، وأَضَلَّهم، وحَرَفَ أفكارَهم.
لذا فَإِنِّي ما زلتُ أدعو عمومَ المسلمِينَ وخاصَّتَهم، أفرادًا وتُجَّارًا: أَنْ يتَّقوا اللهَ جَلَّ وعلا، ويَذُبُّوا عن نبيِّهم صلى الله عليه وسلم بما يستطيعون كُلٌّ بحسبِه. وأَنْ يُقاطِعُوا هذِه «اللّجنةَ» المزعومةََ لِنُصرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلاً، ويُقاطِعُوا كُلَّ ما يَصْدُرُ عنها.
ويُقاطِعُوا جميعَ مُنتجاتِ الدنمركِ ثانيًا، بجميعِ شركاتِها، مَنِ استنكرتْ كَذِبًا، ومَنْ لم تستنكرْ!
واللهُ مِنْ وراءِ القَصْدِ، وَهُوَ الهادي إلى سواءِ السَّبيلِ، والحمدُ للهِ رَبِّ العالمين،،،
كتبه:
عبد العزيز بن فيصل الرّاجحي
الرّياض الجمعة 16/ 3/1427هـ
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:50 ص]ـ
بدايةً: وجه كون كلامك فيه إزدواجية في التفكير هو أنك تقرر لكلامك شئ مفترض لم يأتي أي دليل على أن نسبة وقوعه راجحة لذلك نقول نحن لماذا لا نفترض العكس؟
ثانياً: اعتمادنا في هذه الفتوى لم يكن على واحد من العلماء بل أنتم من اعتمدم على واحد مع العلم بأن كثير من المشائخ وطلبة العلم يفتون ببيان هؤلاء العلماء.
ثالثاً: دعوى أنهم أهل تخصص وأن مثل هذه الأمور تدرس من جميع الأمور نقول لماذا لم تدرس المقاطعة من البداية اقتصادياً ونحوه الأمر الأخر لتعلم أن كل ما ذكر من الكلام في النواحي الإقتصادية ونحوه هو كلام نظري لم نر شيئاً من أهل التخصص إقتصادياً كان أو غيره يثبت في أن ترك هذه مقاطعة بعض الشركات هي الصواب.
رابعاً: هيهات أن يكون الأمر بهذه السهولة خلافياً بل هناك أقوال مع شدة علم وورع القائلين بها فالقول بها شذوذ وليس كل خلاف معتبر فتأمل.
خامساً: السبب الداعي هو للرد من هؤلاء المشائخ وغيرهم هو أن المقاطعة كانت شعبية وعفوية فمقاطعة الرجل الواحد مفيدة لنا فكيف تريد منهم ومنا السكوت بينما غيرهم يجتمع ليحاول إقناع الشعوب بأن المقاطعة لبعض شركاتهم خطأ حتى أنك لتجد في بياناتهم الحماس لهم حتى أن الأمر ليتعدى جواز الشراء منهم فقد يصل لطب الشراء منهم.
والله أعلم.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:54 ص]ـ
غَيرَ أَنَّ أربابَ ذلك البيانِ ما زالوا عليه، يُنافحون ويذبُّون، وكأَنَّ مُؤتمرَهم لنصرة الدنمرك، لا لنصرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم!
...
وجَبُنَ عنه! فهل ينتصرُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَجْبُنُ عَنْ بيانِ حُكمِه!
...
وسَبَبُ هذا: أَنَّهم لمَّا كانوا مُفلسِينَ مِن العلوم الشَّرعيَّة، لا يستطيعون ادّعاءَ قيامِ دليلٍ على فِعْلِهم يقومُ أمامَ بيانِ أولئك العلماءِ الثَّلاثةِ الأجلاءِ، وبياناتِ غَيرِهم: أناطوا الُحكْمَ بالمصلحة والمفسدة – وهذا حَقٌّ – زاعمِينَ أَنَّهُ لا يعرفها على وَجْهِهَا وحقيقتِها أَحَدٌ سواهم!
....
لذا أخشى أَنْ تكونَ هذِه «اللّجنةُ» المزعومةُ لِنُصرةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، و «مُؤتمرُها» مِن هذا البابِ، وتكونَ حقيقتُها مُناصرةً للدنمرك ولحظوظِهم لا للنَّبيِّ! و لجنة لخذلانهِ صلى الله عليه وسلم.
فَمَوْقِفُ أربابِها مِن المقاطعة تقدَّم بيانُه، وفي رَدِّ العونيِّ هذا طَرَفٌ مِن ذلك.
....
فَإِنْ كانتْ نصرتُهم للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هي بهذِه الأُمورِ: فَلْيَدْعَمُوا تلك الجهاتِ الخيريَّةِ في أنشطتِها، لا أَنْ يُزاحموها!
ـ
بارك الله فيكم
بيان الشريف حاتم العوني .. كان بالإمكان أن يُرد عليه لكن بطريقة ليست فيها هذه العبارات الجارحة، فالجميع هنا أخوة، وأشعر أن هذا البيان بهذه الطريقة يتنافى مع آداب طلبة العلم، فاللهجة قاسية بلا مبرر، والعبارات جارحة بلا سبب داعٍ للجرح! مع اتهامٍ للكذب لأحد الفضلاء الذين يُشهد لهم بحرصهم وغيرتهم على عرض محمد صلى الله عليه وسلم.
على العموم ..
حفظ الله جميع علماؤنا،
وجزاك الله خيراً أبا سعد على نقلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/94)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبا سعد الحميد, وفقه الله.
لا أريد أن ينقلب الأمر إلى مناظرة يكثر فيها الأخذ والرد بغير فائدة. لكني أرد هذه المرة فقط لكي لا يساء الظن بي مثلما كان منك:
بدايةً: وجه كون كلامك فيه إزدواجية في التفكير هو أنك تقرر لكلامك شئ مفترض لم يأتي أي دليل على أن نسبة وقوعه راجحة لذلك نقول نحن لماذا لا نفترض العكس؟
أنا لم أقرر أي كلام سوى أن نترك القرارات لأهل الاختصاص وأن يتسع صدرنا للخلاف. ذلك فقط لا زيادة. وراجع كلامي بتأن. ثم حتى إن كان فإنك إن قررت أن تفترض العكس فافتراضك لا يلزمني. وللتأكيد, أنا لم أفترض. وحتى إن كان مني ما تقول فهذه لا تسمى "ازدواجية". فلا تتسرع في استخدام هذه الألفاظ.
ثانياً: اعتمادنا في هذه الفتوى لم يكن على واحد من العلماء بل أنتمممن اعتمدم على واحد مع العلم بأن كثير من المشائخ وطلبة العلم يفتون ببيان هؤلاء العلماء.
إن كنت تعنيني "بأنتم" هذه فأنا لست "منهم" وليس في كلامي ما يشير إلى ذلك ولو إشارة, إنما هي ظنون بعيدة. وإن كنت تعني "لجنة النصرة" تلك فحري بك أن توضح ذلك وأن لا تستخدم مثل هذا الضمير في سياق ردك علي.
ثالثاً: دعوى أنهم أهل تخصص وأن مثل هذه الأمور تدرس من جميع الأمور نقول لماذا لم تدرس المقاطعة من البداية اقتصادياً ونحوه الأمر الأخر لتعلم أن كل ما ذكر من الكلام في النواحي الإقتصادية ونحوه هو كلام نظري لم نر شيئاً من أهل التخصص إقتصادياً كان أو غيره يثبت في أن ترك هذه مقاطعة بعض الشركات هي الصواب.
أولاً: سؤالك "لماذا لم تدرس المقاطعة من البداية اقتصادياً ونحوه" هذا توجهه لمن لم يفعل وليس لمن يدعو إليه.
ثانياً: أنا لم أدع "أنهم" (ولست واثقاً من تعني بالضبط) هم أهل التخصص, ولكني قلت أن يجتمع أهل التخصص ويبحثوا الأمر سوياً. وأعني بأهل التخصص كل من يُحتاج إلى علمه في هذه المسألة من إقتصاديين وسياسيين وغيرهم حيث أن المسائل التي تقدر فيها المصالح والمفاسد يحتاج الفقهاء إلى آراء أهل الاختصاص كما هو معلوم.
رابعاً: هيهات أن يكون الأمر بهذه السهولة خلافياً بل هناك أقوال مع شدة علم وورع القائلين بها فالقول بها شذوذ وليس كل خلاف معتبر فتأمل.
ياليتك أنت أيضاً تتأمل. فقد قلتُ ما نصه: "وإن اختلفوا فنحن ندع لهم الرد على بعضهم البعض حتى يستقروا على قول أو يقروا الخلاف فتكون المسألة خلافية فلا ينكر على من عمل بأي القولين."
وليس معنى أن علمائنا أفتوا فتوى أن من خالفها شاذ. وقولك: "هيهات أن يكون الأمر بهذه السهولة خلافياً" لا معنى له هنا. فكون المسألة خلافية أو غير خلافية (والأصوب والأنسب للسياق استخدام كلمة "اجتهادية") يحتاج إلى تحقيق, وإلا فإنك كأنك تجعل الأصل أن اجتهادات بعض السادة العلماء الأفاضل لا يجوز مخالفتها إلا بصعوبة. وهذا بطلانه أظهر من أن يحتاج إلى رد.
خامساً: السبب الداعي هو للرد من هؤلاء المشائخ وغيرهم هو أن المقاطعة كانت شعبية وعفوية فمقاطعة الرجل الواحد مفيدة لنا فكيف تريد منهم ومنا السكوت بينما غيرهم يجتمع ليحاول إقناع الشعوب بأن المقاطعة لبعض شركاتهم خطأ حتى أنك لتجد في بياناتهم الحماس لهم حتى أن الأمر ليتعدى جواز الشراء منهم فقد يصل لطب الشراء منهم.
والله أعلم.
أنت قررت أنها مفيدة موافقاً لمشايخنا الكرام. غيرك لم يوافقك. فيرجع الأمر إلى التحقيق على المستويين الفقهي والواقعي. وهذا هو الداعي لكتابتي للرسالة من الأصل. فأنا لم أرفض المقاطعة أو أؤيدها. بل أنتظر حتى يستقر الخلاف فأقول بما اتفقوا عليه أو لا يستقر الخلاف وحينئذ الموقف من المسائل الخلافية "الاجتهادية" معلوم ولا أنكر على من يخالفني.
وختاماً, أرجو أن تقرأ كلام غيرك بتأن وأن لا تتسرع في الحكم عليه والرد عليه بمجرد الظن والافتراض.
وفقك الله
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:08 م]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/95)
بيان الشريف حاتم العوني .. كان بالإمكان أن يُرد عليه لكن بطريقة ليست فيها هذه العبارات الجارحة، فالجميع هنا أخوة، وأشعر أن هذا البيان بهذه الطريقة يتنافى مع آداب طلبة العلم، فاللهجة قاسية بلا مبرر، والعبارات جارحة بلا سبب داعٍ للجرح! مع اتهامٍ للكذب لأحد الفضلاء الذين يُشهد لهم بحرصهم وغيرتهم على عرض محمد صلى الله عليه وسلم.
على العموم ..
حفظ الله جميع علماؤنا،
وجزاك الله خيراً أبا سعد على نقلك.
لا سُد فوك يا أبا صالح. جزاك الله خيراً
أخوك المُحب, أبو داوود القاهري
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:40 م]ـ
وانا مع اخي ابو داوود القاهري
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:28 م]ـ
الشيخ/ عبدالله بن مرزوق القرشي 15/ 3/1427
13/ 04/2006
قرأت شيئاً مما كُتب عن مؤتمر البحرين لنصرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, ومع أني لا أتفق مع بعض الأطروحات التي تناولت المؤتمر, غير أني لا أودّ أن ذلك لم يحصل!
إنني أقدّر أن المؤتمر وما تلاه من مناقشات هو عبارة عن درس جديد يُكتب هذه الآونة في ثقافتنا العملية. ومثل هذه الدروس لا يُكتب لها البقاء والاستمرار والتأثير حتى تأخذ حقها من المداولة والنظر والتفاعل المشترك بين الآراء المختلفة. حتى إذا كُتب هذا الدرس كان مكتوباً بمدادٍ من الحياة لا تذروه الرياح، ولا تمحوه الليالي والأيام, ناصعاً يتوهج للأجيال الحاضرة والقادمة. والشرط المهم في مداولاتنا هذه التركيز على الرأيِ, والبحثِ عن الحقيقة التي ربما تكتمل بأجزاء من هذا الرأي وذاك. وهنا لا مكان للتعصب لأشخاصنا؛ إذ إنا لا نعلق على حدث سابق بقدر ما نريد أن نشارك في صياغة درس للمستقبل. إن هذا التفاعل الكبير مع نصرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو حدث استثنائي وفرصة كبيرة لأن نستخلص ولو درساً واحداً لمسيرتنا الطويلة نحن -أمة الإسلام -.
أما بعد: فهذا تعليقي على ما جرى في المؤتمر وما تلاه، أرتبه في النقاط التالية:
أولاً: بعد أن أساءت الصحيفة لنفسها، وأساءت لمشاعرنا في التعرض لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- هبّت الأمة الإسلامية هبّةً فِطْرِيّةً صادقة, غيرةً ونصرةً لمن هداها من الظلمات إلى النور. ولا أُنْكِر أن ثمة مخلصين هم منْ بادروا بتعريف الأمة واستنهاضها, غير أن استجابة الأمة كانت أسرع وأكبر من أن نتذكر من هؤلاء الأشخاص, جزاهم الله عن نبيهم وأمتهم خير الجزاء.
إننا - أمة الإسلام - أردناها نصرة لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وحسب. ولا أستثني من ذلك أحداً. وهذا مبدأ ينبغي أن نلتزمه في حواراتنا حول هذا الموضوع. فلا يجوز التشكيك في النيات بأي حال من الأحوال, حتى لو أن بيننا أحداً أرادها لغير الله، فلا يجوز أن نعامله على هذا الأساس، إلا أن يكون بأيدينا دليل (وليس قرينة) على نيته السيئة. علينا بالظاهر، والله يتولى السرائر. ذلك منهج نبينا الذي ننصره بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، عامل الناس على ظواهرهم حتى المنافقين أجرى عليهم حكم الإسلام لماّ أظهروا إسلامهم وأبطنوا كفرهم. إن الاتهامات والتخوين والتشكيك نفق مظلم طويل, من دخله أجهد نفسه دون أن يهتدي إلى نهاية صحيحة. وما زال هذا النفق هو مهرب المبطلين كلما أشرقت عليهم شمس الحقيقة، كما قال كبيرهم فرعون حين ظهر الحق على يدي نبي الله موسى (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). ومع وضوح هذا المبدأ (عدم التشكيك في النيات، وأخذ الناس على ظاهرهم) إلا أن المرء يلمس من نفسه، ومن بعض إخوانه بعض التفريط فيه إبّانَ الممارسات العملية. ولذلك كان التذكير بهذا المبدأ في فاتحة الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/96)
ثانياً: الخلاف في بعض وجوهه تنوّعٌ وثراء, ومشاركة ممتعة. ولا مانع هنا أن يوجد الصواب عند أحد الأتباع كما حدث هذا مع الحباب بن المنذر في غزوة بدر, وربما يجري الحق طيّباً سائغاً على لسان امرأةٍ متوارية خلف خبائها كما حصل لأمنا أم سلمة -رضي الله عنها- في صلح الحديبية في حل أزمة تباطؤ الصحابة عن التحلّل من عمرتهم. وربما لمع السداد في ذهن شابٍ حادّ الذهن. ولذلك كان عمر يستشير الشباب يبتغي حدة أذهانهم, كما قاله الزهري. فلا غرابة إذن أن تتنوّع الآراء- دون حجر على أحد - في معالجة أزمة الرسوم المسيئة, وما هي الطريقة الأحسن في التعامل مع هذا الحدث.
ثالثاً: ولكن في أي شيء يكون الخلاف؟ وإلى متى يستمر الخلاف؟ وإذا احتجنا إلى حسم الخلاف فمن له الحق في ذلك؟ وهذه أسئلة كبيرة لا يمكن الإجابة عنها جميعاً. ولكن نأخذ من ذلك ما يهمنا في هذا الموقف (موقف الرسوم والنصرة). ولا ريب أن هذا الموقف هو مما يحتمل تنوّع الآراء واختلافها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه موقف عملي ينبغي أن نتفق فيه على رأي موحّد حتى نخرج بموقفٍ قويّ واحد (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ). ونَرجع إلى معينه الصافي سيرته العملية صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". لنرى كيف كان يتعامل مع مثل هذه المواقف. وحريّ بنا أن نرجع دائماً لسيرته صلى الله عليه وسلم، لاسيما ونحن نناقش نصرته. فليكن أول ما ننصره به اتباع طريقته وهديه في مواقفه العملية. وأشير باختصار إلى غزوة أحد حين سمح النبي -صلى الله عليه وسلم- بتنوّع الآراء في كيفية مواجهة جيش المشركين, وكان رأيه أن يقاتل في المدينة، ورأي الشباب أن يخرجوا إلى أحد. فلما جاء وقت العمل حسم الخلاف لأحد الرأيين (وكان في ذلك الموقف هو رأي القتال خارج المدينة). فلمّا ذهب إلى أحد ترك عبد الله بن أبيّ بن سلول الجيش بحجة أن رأيه كان خيراً من رأي الشباب وانهزم بثلث الجيش .. فهنا طريقتان: طريقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الاجتماع ولو على رأي مفضول, وطريقة عبد الله بن أبيّ بن سلول التفرّق بحجة الحرص على الرأي الفاضل. فلينظر امرؤ ما يختار لنفسه!. إن الاجتماع على رأي مفضول خير من التفرّق على رأي فاضل. (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). إذن لا مانع من التنوّع وتقليب الآراء والخلاف حتى يبدأ الموقف العمليّ, فإذا جاءت المواقف العملية فيجب أن نتنازل عن بقية الآراء، ونجتمع على رأي واحد، ونخرج للأمم الأخرى صفاً واحداً. ويبقى السؤال هنا: من يحدّّد هذا الرأي دون بقية الآراء الباقية؟ من يحق له الاختيار؟
ونعود لمسألتنا في مؤتمر البحرين لنقول: إن أكبر تجمع للعلماء – حسب اطلاعي – هو مؤتمر البحرين. حضر فيه جماعة من العلماء الأجلاء, ووفود من المراكز الإسلامية في الدنمرك, ونظّمته مؤسسات وهيئات إسلامية معروفة بجهودها الإسلامية، وجهودها في حملة النصرة لخاتم الأنبياء والمرسلين. فأرى من المناسب أن نتنازل عن آرائنا الأخرى لرأي هؤلاء العلماء الأجلاء, لاسيما أننا الآن في موقف عمليّ لا يحتمل المنازعة والتفرق. واستطراداً فإني أذكّر إخواني بأن ثمة نموذجين داخل واقعنا الإسلامي فيما يتعلق بالاختلاف والتفرق. فهناك نموذج ركّز على النظام وأهمل الدليل, فخرج بمواقف منظمة ومرتبة, لكنه أهمل النظر للدليل حتى أصبح سلطان النص يتراجع كثيراً أمام سلطان المراجع الدينية. وصورته الغالية تصل إلى ما وصف الله (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ) (31) سورة التوبة. وهناك نموذج آخر ركّز على سلطة الدليل واحترام النص, وأهمل التنظيم والخروج بمواقف مرتبة، حتى غدا حال هذا النموذج فوضى عارمة، لا يعرف لذي قدرٍ قدره. وواجبنا حيال هذا الواقع أن نضع نموذجاً ثالثاً يحفظ لنا (صفنا الواحد)، دون أن يحوّلنا إلى (اتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/97)
رابعاً: وماذا عن قرار المؤتمر وبيان الشيخين الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة؟ وأقول: ابتداءَ فإني من الناحية العملية أرى موافقة المؤتمر وعدم التفرّق والتنازع سواء كان هناك اقتناع بالطريقة التي أقرها المؤتمر أم لا؛ فاجتماعنا على رأي مفضول خير من تفرّقنا على رأي فاضل. وإن كان ثمة تسامح فلا تثريب في المخالفة، على ألاّ يكون إنكار لا يتناسب مع طبيعة المواقف العملية.
هذا من حيث المبدأ. أمّا رأيي الخاص – ومن أنا حتى يكون لي رأيٌ خاص في مقابل هؤلاء الأجلاء؟! ولكن مجرد مشاركة نظرية – فربما كان الصواب مع أحد الأتباع أو أحد الشباب!. فأرى أن رأي المؤتمر كان رأياً موفقا وسديداً. ذلك أن المقاطعة وسيلة وليست هدفاً. فأهدافنا في هذه الحملة - إن صح التعبير – كفُّ السفهاء عن النيل من مقدساتنا. وتبليغُ الناس رسالات الله وهداياته كما نراها نحن لا كما يراها خصومنا. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف سنجد وسائل كثيرة من أهمها المقاطعة. ومن المهم أن نتعامل مع هذه الوسيلة بذكاء ووعي حتى نحصد منها أكبر مكاسب ممكنة. بالمقاطعة تستطيع أن تلفت انتباه الشعوب إليك لتقول لهم ما تشاء. بالمقاطعة تستطيع أن تعاقب الخصم المعاند. بالمقاطعة تستطيع أن تحقق مكاسب للإسلام في بلدان الغرب. إن المقاطعة ليست عاطفة بسيطة فحسب بل هي صناعة ومهارة , وفنٌ وذكاء. ولذلك فلا بد لهذه المقاطعة من إدارة تصرّف هذه الوسيلة وتقلّبها بما يحقق لنا مكاسب أكبر , تماماً كالدراهم تجعلها في يد تاجر ماهر يقلبها في أنواع التجارة في السوق ليردّها إليك أضعافاً مضاعفة. وهؤلاء العلماء والمؤسسات المنظمة هي أفضل الخيارات الممكنة لإدارة الموقف. إن أمانة المؤتمر حين رفعت المقاطعة عن شركة " آرلا " لجهودها التي اعتبَرَتْها كافية لاستثنائها من القائمة = قد جعلت الشركات تتنافس لمحاولة رفع المقاطعة عنها. والأمانة ستشترط على كل شركة ما تراه مناسباً لكسب الجولة بيننا وبين خصومنا. ومعنى هذا أن أمانة المؤتمر فكّت الحصار عن الجالية المسلمة في الدنمارك. وتحولت هذه التكتلات الاقتصادية العملاقة إلى طوق يحاصر الحكومة اليمينية , ومثل هذا القرار الحكيم الواعي غيّر قواعد اللعبة داخل الدنمارك. فأصبح إخواننا المسلمون مع الجماهير من الشعب والشركات الضخمة , أصبحوا ضد أقليّة تصر على الإساءة لنا. بعد أن كان إخواننا أقليّة محاصرة. وبهذا يظهر أن المؤتمر ليس ضد المقاطعة , بل هو مع المقاطعة ومع استثمار المقاطعة بصورة أكبر. وفي الجملة فإني أرى ما حصل تقدماً ظاهراً في تعاطي المسلمين مع قضاياهم .. عواطف " الجماهير " الصادقة , تلتقي بإدارة " الحكماء " الواعية!.
وعوداً إلى بداية الحديث فإن الدرس المستخلص هو ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرره على أصحابه مع كل صلاة , حتى إن الإنسان مع كثرة قراءة النص وتأمله لكأنه يسمع صوته صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((سووا صفوفكم)).
المصدر:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=37&catid=188&artid=7106(64/98)
ماحكم مستحل الصغيرة؟
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ماحكم مستحل الصغيرة دون الكبيرة؟
أرجو الإجابة بالتفصيل مع ذكر أقوال أهل العلم في هذه المسألة
وجزاكم الله خيرا .....(64/99)
المنشغلون بعلم الفرائض
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:35 ص]ـ
أخوتي الكرام،
كما يعرفه المنشغلون بعلم الفرائض أن الولد الذي مات أبوه قبل موت جده يكون محجوبَ الميراث من جهة جده (إذا مات) ولا يرث الجد إلا العموم أو العمات ... على قول جمهور الفقهاء. ومع هذا لا يبالي بعضهم (مثل الظاهريين) لموت الأب و يعطون الولد حظه من ميراث جده كأن لم يمت أبوه.
وعلى قدر علمي أن هذا القول الثاني قد رجّح من قِبل العلماء في التقنين لمسائل الميراث في مصر عام 1946 وأن رقم مادة تلك القانون: 71.
هل بينكم من لديه معلومة بخصوص هذا الموضوع؟ وأنا بمسيس الحاجة إلى متن هذا القانون مع تعليلاته إن وجدت.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:37 ص]ـ
الأخ الكريم هذه هي الوصية الواجبة وقد صرح الدكتور أحمد الحاج الكردي في كتابه ((الأحوال الشخصية)) أن المذاهب الأربعة لم تقل بالوصية الواجبة.
لكن القانون المصري والأدرني والسوري أخذوا بمبدأ الوصية الواجبة.
تعريف الوصية الواجبة:
هي جزء من التركة يستحقه أولاد الابن المتوفى قبل أبيه إذا لم يكونوا وارثين على أنه وصية واجبة وليس ميراثأً
أما أسباب الأخذ بالوصية الواجبة في القانون مايلي:
1 - الآية الكريمة ((كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين ..... ))
فإن الآية وإن كان جمهور الفقهاء على أنها منسوخة كلياً إلا أن جمعاً من التابعين ومن بعدهم على أن المنسوخ هو وجوب الوصية للوارث من الأقربين وليس الأقربين مطلقاً ومم قال بهذا سعيد بن المسيب والحسن البصري وطاوس وأحمد بن حنبل وداود الظاهري والطبري وابن راهويه وابن حزم
2 - ذهب ابن حزم إلى وجوب إعطاء جزء من مال المتوفى للأقربين غير الوارثين على أنه وصية واجبة ما دام لم يوصى لهم بشيء
3 - يؤخذ من أقوال الفقهاء من التابعين وهو رواية في مذهب أحمد.
4 - يؤخذ من قاعدة أن أمر الإمام بالمندوب أو المباح يجعله واجباً
5 - ضرورة معالجة مشكلة أولاد الابن المحروم الذين قد يكونوا فقراء فلم يكن مناسباً حرمانهم من الإرث.
والمستحقون في الإرث هم أولاد الابن وأولاد ابن الابن وإن نزل واحداً كانوا أم أكثر يحجب كل أصل فرعه دون غيره.
شروط استحقاق الوصية الواجبة:
1 - أن لايكون هؤلاء الأحفاد وارثين في تركة جدهم.
2 - أن لا يكون جدهم قد أوصى لهم أو أعطاهم بلا عوض قبل وفاته بمثل ما يستحقونه في الوصية الواجبة أو أكثر منه.
3 - أن يكون أبوهم قد مات قبل أصله أو معه.
4 - أن لا يتجاوز هؤلاء الأحفاد ثلث تركة الجد لأنها وصية وليست ميراثاً والوصايا محدودة بالثلث.
هذا بشكل مختصر ومفيد وإلا البحث طويل يحتاج إلى صفحات.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[13 - 04 - 06, 08:48 ص]ـ
الوصية للأحفاد بين النسخ والإثبات
رسالة دكتوراة من طبع المكتبة العصرية
تتحدث عن (الوصية الواجبة)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[17 - 04 - 06, 07:57 م]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم الخير الكثير.
أخي الفاضل أبو هاشم، هل عندك متون هذه القوانين: المصرية أو الأدرنية أو السورية، بكمالها؟ إن كانت موجودة على هيئة كتاب مطبوع مثلا، هل يمكن لك مسح الصفحات المتعلقة بموضوعنا ضوئياً ورفعها إلى الملتقى؟ وأرجو منك أيضاً كنية كتاب در. أحمد الحاج الكردي مع الجزء والصفحة. والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[17 - 04 - 06, 09:27 م]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم الخير الكثير.
أخي الفاضل أبو هاشم، هل عندك متون هذه القوانين: المصرية أو الأدرنية أو السورية، بكمالها؟ إن كانت موجودة على هيئة كتاب مطبوع مثلا، هل يمكن لك مسح الصفحات المتعلقة بموضوعنا ضوئياً ورفعها إلى الملتقى؟ وأرجو منك أيضاً كنية كتاب در. أحمد الحاج الكردي مع الجزء والصفحة. والسلام عليكم ورحمة الله.
اخي الكريم: القانون الاردني كذلك اخذ بالوصية الواجبة والفرق بينه وبين القانون المصري ان القانون المصري لم يفرق بين ابناء الابن وابناء البنت في استحقاقهم للوصية الواجبة
اما القانون الاردني فقد قصرها على اولاد الابن فقط
واليك نص المادة في القانون الاردني في الاحوال الشخصية
" المادة (182): اذا توفي احد وله اولاد ابن وقد مات ذلك الابن قبله او معه وجب لاحفاده هؤلاء في ثلث تركته الشرعية وصية بالمقدار والشروط التالية:
أ ـ الوصية الواجبة لهؤلاء الاحفاد تكون بمقدار حصة ابيهم من الميراث فيما لو كان حيا على ان لا يتجاوز ذلك ثلث التركة.
ب ـ لا يستحق هؤلاء الاحفاد وصية ان كانوا وارثين لاصل ابيهم جدا كان او جدة او كان اوصى او اعطاهم في حياته بلا عوض مقدار ما يستحقون يهذه الوصية الواجبة، فان اوصى لهم باقل من ذلك وجبت تكملته وان اوصى لهم باكثر كان الزائد وصية اختيارية وان اوصى لبعضهم فقد وجب للآخر بقدر نصيبه.
جـ ـ تكون الوصية لاولاد الابن و لاولاد ابن الابن وان نزل واحدا كان او اكثر، للذكر مثل حظ الانثيين، يحجب كل اصل فرعه دون فرع غيره، ويأخذ كل فرع نصيب اصله فقط.
د ـ هذه الوصية الواجبة مقدمة على الوصايا الاختيارية في الاستيفاء من ثلث التركة. "
انظر القرارت الاستئنافية للقاضي الشيخ احمد داود الجزء الثاني صفحة 1454
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/100)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[19 - 04 - 06, 09:45 م]ـ
أخوتي أبو هاشم، عامر، رائد ... شكر الله سعيكم و جعله في ميزان حسناتكم.
ولكني الآن أحتاج إلى نص المادة في القانون المصري. إن يتيسر لكم ...(64/101)
((فبطن الأرض خير من ظاهرها)) ابن القيم
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:30 ص]ـ
هناك كلام لابن القيم حول الذنوب والمعاصي وانتشار الفساد ذكر في نهاية كلامه ((فبطن الأرض خير من ظاهرها))،
أين أجد هذا الكلام في كتبه؟
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:20 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه النفيس (الفوائد، ص 48 - 49): (ياليت قومي يعلمون! .. تلمَّح القوم الوجود ففهموا المقصود فأجمعوا الرحيل قبل الرحيل، وشمروا للسير في سواء السبيل، فالناس مشتغلون بالفضلات وهم في قطع الفلوات، وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح .. وقع ثعلبان في شبكة فقال أحدهما للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟!، فقال: بعد يومين في الدباغة؛ تالله ما كانت الأيام إلا مناماً فليستيقظوا وقد حصلوا على الظفر!، ما مضى من الدنيا أحلام وما بقى منها أماني والوقت ضائع بينهما، كيف يَسْلم من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يأمنه وصاحب لا ينصحه وشريك لا ينصفه وعدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء ودنيا متزينة وهوى مرد وشهوة غالبة له وغضب قاهر وشيطان مزين وضعف مستول عليه؟!، فإن تولاه الله وجذبه اليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله الى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة!.
لمَّا أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما وعدلوا إلى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم وظلمة فى قلوبهم وكدر فى أفهامهم ومَحْق فى عقولهم، وعمَّتهم هذه الأمور، وغلبت عليهم حتى ربي فيها الصغير وهرم عليها الكبير فلم يروها منكراً، فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مقام السنن، والنفس مقام العقل، والهوى مقام الرشد، والظلال مقام الهدى، والمنكر مقام المعروف، والجهل مقام العلم، والرياء مقام الإخلاص، والباطل مقام الحق، والكذب مقام الصدق، والمداهنة مقام النصيحة، والظلم مقام العدل، فصارت الدولة والغلبة لهذه الأمور .. وأهلها هم المشار اليهم، وكانت قبل ذلك لأضدادها، وكان أهلها هم المشار اليهم، فإذا رأيت دولةً هذه الأمور قد أقبلت وراياتها قد نصبت وجيوشها قد ركبت فبطن الأرض واللهِ خير من ظهرها، وقلل الجبال خير من السهول، ومخالطة الوحش أسلم من مخالطة الناس .. اقشعرت الأرض، وأظلمت السماء، وظهر الفساد في البر والبحر من ظُلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلَّت الخيرات، وهزلت الوحوش، وتكدرت الحياة من فسق الظلمة، وبكي ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة، وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبايح؛ وهذا واللهِ منذرٌ بسيل عذابٍ قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاءٍ قد ادلهم ظلامه، فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح، وكأنكم بالباب وقد أغلق، وبالرَّهن وقد غلق، وبالجناح وقد علق، [وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ]) انتهى.
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[14 - 04 - 06, 06:45 م]ـ
أسأل الله أن يكتب لك الأجر والمثوبةفي الدنيا والآخرة
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:31 ص]ـ
وإياك أخي الكريم / الصحبة الصالحة.(64/102)
هل كَسَرَ إبراهيم الأصنام بوحي من الله؟!
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:34 ص]ـ
العنوان هل كَسَرَ إبراهيم الأصنام بوحي من الله؟!
المجيب د. فوزي محمد ساعاتي
أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى
التصنيف الجديد
التاريخ 14/ 03/1427هـ
السؤال
عندما كسر إبراهيم -عليه السلام- الأصنام، هل كان ذلك قبل أن يُوحى إليه؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن إبراهيم –عليه السلام- قد أنار الله بصيرته وهداه إلى الرشد، فعلم أن الأصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تسمع نداء ولا تجيب دعاء، ولا تضر ولا تنفع، وأنها لا تباين بنات صنفها من سائر الخشب، وأن أباه هو الذي يصنعها. -وكان أبوه نجاراً ينحت الأصنام- كما قال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ" [الأنبياء:51]. وأن الله آتاه رشده من الصغر، فكان قوي العزيمة، ثاقب النظر، يجادل قومه ويناظرهم فيقيم عليهم الحجة ويدمغهم بالبرهان الذي أيده الله تعالى به، وهداه إلى الحق، فعرف بصائب رأيه وثاقب فكره أن الله تعالى واحد أحد.
والمقصود أن الله تعالى أخبر أنه قد آتى إبراهيم رشده من قبل، أي من قبل بلوغه، وقوله (وكنا به عالمين) أي وكان أهلاً لذلك، ثم قال: "إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون" [الأنبياء:52] هذا هو الرشد الذي أوتيه من صغره: الإنكار على قومه عبادة الأصنام، ألهمه الحق والحجة على قومه، كما قال تعالى: "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ" [الأنعام:83].
أما تكسير الأصنام، فإن إبراهيم -عليه السلام- كسَّرها عندما كان شاباً صغير السن، حينما آتاه الله رشده، فاستنكر عبادة الأصنام وحطمها، ولكن أكان قد أوحي إليه بالرسالة في ذلك الحين، أم هو إلهام هداه إلى الحق قبل الرسالة؟ فالأرجح أنه إلهام هداه إلى الحق، وفي ذلك قولهم: "سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم" [الأنبياء:60]. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=102426(64/103)
الرد علي شبهة سقيا ابي لهب
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:51 ص]ـ
احبتي اثار بعض الاخوان هذه الايام شبهة ان ابي لهب استفاد من اعتاق ثويبه عندما بشرته بمولد النبي صلي الله عليه وسلم وهو موجود في البخاري حيث انه يسقي في النقره سمعت ان الشيخ ابن منيع حفظه الله رد علي هذه الشبهه في كتابه الرد علي محمد علوي مالكي ولكن للأسف الكتاب ليس عندي ارجو من الاخوه توضيح هذا الامر بوضوح لكي يتم نقله الي الجميع حيث هذه الايام تثار هذه الامور وجزاكم الله خير.
ـ[راشد سيد أيوب]ــــــــ[13 - 04 - 06, 09:40 ص]ـ
السلام عليكم
أخشى والله أن هناك أيدي خفية حول ما يثار هذه الأيام‘ فلمصلحة من هذه التفريعات؟
آسف وأرجو أن لا يغضب مني أحد، ولكن ماذا نستفيد من سقيا أبي لهب أو عدمها.
والله ان أكثر من أعرف من أهل بلدي مقصر في الأركان الخمسة من شهادة وصلاة وزكاة ...
نحن في السودان مثلا عندنا مشكلة في الجنوب، وأخرى في دارفور، وتعطيل للشريعة حتى في الشمال، ولا نتحدث في حكم ذلك، ثم عندنا من يتدث في جواز إمامة المرأة ونزول المسيح عليه السلام، ومن مصر قرأت مواضيع عن صحة شفاعة الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام ..
أخشى والله أن هذا أمر دبر بليل
أرى أنه حيانا يكون أبلغ رد (وأوجعه) على مثيري الزوابع الملهية هو تجاهلهم فقط
ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:00 م]ـ
بإمكانك أخي الفاضل الاستفادة من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76353
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:01 م]ـ
الأخ الحبيب راشد سيد أيوب هذا المنتدى خاص بطلبة العلم فيسئل فيه عن كل شيء من أمور الدين ولو كانت من الخلافيات أو الفروع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:24 ص]ـ
هذا بحث لأخينا محمد أمجد البيطار
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77983
قصة عتق ثويبة
يستدل بعض الصوفية لعمل المولد برواية انتفاع أبي لهب في جهنم وتخفيف العذاب عنه بسبب فرحه بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعتاقه ثويبة عندما بشرته به.
والرواية كما في صحيح البخاري: (4813) [جزء 5 - صفحة 1961]
حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال: (أوتحبين ذلك). فقلت نعم لست لك بمخلية وأَحَب من شاركني في الخير أختي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك لا يحل لي). قلت: فإنا نُحَدث أنك تريد أن تَنْكح بنت أبي سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة)!!. قلت: نعم. فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبةٌ فلا تَعْرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن)
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أُريه بعض أهله بشر حيبة، فقال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سُقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
قال الحافظ ابن حجر "رحمه الله": قوله: قال عروة. هو بالإسناد المذكور. اهـ يقصد أنه متصل وليس بمعلق من البخاري أو ممن فوقه، وأن كلمة ((قال عروة)) هي من قول الزهري الراوي عن عروة.
ومما يؤكد ما ذهب إليه الحافظ من أن قول عروة ليس بمعلق وإنما هو بالإسناد المذكور للحديث، أن عبد الرزاق روى الحديث في مصنفه بإسناد غير إسناد البخاري (7 ـ 478) عن معمر عن الزهري قال أخبرني عروة ابن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله انكح أختي ابنة أبي سفيان. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبين ذلك.؟ فقالت: نعم وما أنا لك بمخلية وخير من شاركني في خير أختي. قال: فإن ذلك لا يحل. قالت: فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. قال: ابنة أم سلمة.؟ قالت: فقلت نعم. قال: فوالله لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، لقد أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن وأخواتكن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/104)
قال عروة وكانت ثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم فقال له ماذا لقيت أو قال وجدت قال أبو لهب لم ألق أو أجد بعدكم رخاء أو قال أني سقيت في هذه مني لعتقي ثويبة وأشار إلى النقرة التي تلي الإبهام والتي تليها.
كذلك أورد البخاري قول عروة مختصراً في (5057) [جزء 5 - صفحة 2054] قال حدثنا يحيى بن كثير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: ..... فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن.
وقال شعيب عن الزهري قال عروة: ثويبة أعتقها أبو لهب. اهـ هكذا مختصراً.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: رواه الإسماعيلي من طريق الذهلي عن أبي اليمان ورواه عبد الرزاق عن معمر.
مما تقدم يظهر لنا خطأ قال: إن قول عروة السابق معلق من غير إسناد.
وبعد أن بينا وجود إسناد إلى عروة نقول: إن الرواية مردودة من وجوه:
أولاً ـ الخبر الذي عند البخاري مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به.
ثانياً ـ أن الذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه، كما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ 48).
وفي كتابه "المجموع شرح المهذب" (6ـ 292) قال النووي "رحمه الله": فرع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان، ولم ير الناس الهلال، فرأى إنسانٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلةُ أول رمضان، لم يصح الصوم بهذا المنام لا لصاحب المنام ولا لغيره، ذكره القاضي حسين وآخرون ونقل القاضي عياض الإجماع عليه، وقد قررته بدلائله في أول شرح صحيح مسلم ...... اهـ
قلت: وهو في مقدمة شرحه للصحيح باب: الكشف عن معايب رواة الحديث ونقلة الأخبار.
وكذلك أوردها الحافظ ابن حجر في كتابه "المنتخب" الذي جمع فيه فوائد وردت في شرح الإمام النووي لصحيح مسلم (الفائدة الثالثة، الصفحة الرابعة عشرة).
وكذلك أوردها أبو زرعة العراقي وأقرها في تكملته لكتاب "طرح التثريب" (8 ـ 215).
قلت: هذا فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فكيف بمن رأى أبا لهب!!! حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المقارنة.
ثالثاً ـ مخالفة هذه القصة لصريح القرآن، كما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ48)، وقد أجمع العقلاء من أهل الإسلام فضلاً عن علماء الأصول على عدم رد ظاهر النص القرآني في مثل هذا المنام.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}. [فاطر 35].
ويقول تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75].
ويقول الله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً}. [عم: 24].
وقال القاضي عياض: انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب وإن كان بعضهم أشد عذاباً من بعض. كما في " الفتح" (9ـ48).
قلت: وبيان هذا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه.؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)).
قال الإمام النووي "رحمه الله تعالى" معنوناً على هذا الحديث في صحيح مسلم: باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل.
وكذلك روى الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها)).
قال الإمام النووي "رحمه الله تعالى" معنوناً على هذا الحديث في صحيح مسلم: باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا.
رابعاً ـ إن الرواية التي في البخاري ليس فيها أن أبا لهب أعتق ثويبة يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بشرته بمولده.
وليس فيها أن الذي رأى أبا لهب في المنام هو العباس رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/105)
وليس فيها أن يوم الولادة كان يوم الاثنين، بل هذا كله جاء في رواية السهيلي من غير إسناد نهائياً لا مقطوع ولا معلق ولا مرسل، قال: إن الرائي له هو أخوه العباس وكان ذلك بعد سنة من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر وفيه أن أبا لهب قال للعباس: إنه ليخفف عليّ في مثل يوم الاثنين، قالوا: لأنه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله أعتقها من ساعته فجوزي بذلك لذلك. كما عند السهيلي في الروض الأنف (5ـ192).
وبهذا يظهر خطأ أو تدليس من أورد هذه التفاصيل مجتمعة وعزاها للبخاري.
خامساً ـ إن القول بأن اعتاق أبي لهب لثويبة كان عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يخالف ما عند أهل السير من أن إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك بدهر طويل، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " الفتح" (9ـ48) وأوضحه في كتابه " الإصابة في تمييز الصحابة" (4ـ250) وكذلك الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" (1ـ12) والحافظ ابن الجوزي في كتابه "الوفا بأحوال المصطفى" (1ـ106).
سادساً ـ وعلى فرض ثبوت جواز جزاء الكافر على أعماله الحسنة في مثل هذه الحالة، فإنها تنصرف إلى الإعتاق الذي هو عبادة أصيلة في الشرع، وليس إلى الفرح بالمولود والذي لم يقل أحد من أهل العلم بأنه عبادة أو من القرب.
وعلى فرض أننا أخذنا بظاهر الرواية وتغاضينا عما يردها، فإن ظاهر القصة يؤكد أن أبا لهب خفف عنه للإعتاق وليس للفرح بالمولود، خاصة وأن فرح أبي لهب لم يكن بولادة النبي المرسل، بل بولادة ابن أخيه، بل إن أبا لهب من أشد من كذبه وكفر بنبوته.
وأخيراً ألفت عناية إخواني القُراء إلى مخالفة صريحة يقع بها من يثبت قصة يدين أبي لهب وأنها تنبع ماءاً في جهنم والله في محكم كتابه ينص على أن الكافرين لا يسقون فيها إلا الحميم، كذلك فإن الله تعالى في علاه أنزل قرآناً يتلى إلى قيامة الساعة {تبت يدا أبي لهب} والمسلمون في كل يوم يقولون في صلاتهم وقيامهم {تبت يدا أبي لهب} وهذه القصة تقول إن يدا أبي لهب التي كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفجر منها ماء، وأين في جهنم التي لا يسقى فيها إلا الحميم بنص رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[راشد سيد أيوب]ــــــــ[02 - 09 - 06, 01:46 م]ـ
الأخ الحبيب راشد سيد أيوب هذا المنتدى خاص بطلبة العلم فيسئل فيه عن كل شيء من أمور الدين ولو كانت من الخلافيات أو الفروع
السلام عليكم
بارك الله فيكم أخي الساحلي، وجزاك الله خيرا على ردك الذي أوصل لي الكثير من العلم والأدب والمشاعر بأوجز العبارات وأرقها
واعتذر للجميع عن انفعالي الأولي
وفي الحقيقة لم أفهم وجه الشبهة المقصودة إلا بعد الاطلاع على بحث محمد البيطار المرسل بواسطة الأخ احسان العتيبي، والذي استفدت منه كثيرا
جزى الله الجميع خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله(64/106)
غسل الميت
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:40 م]ـ
تحيرت يا إخواني في هذه المسألة
فكل شيخ وله صفة فيها بعض الاختلافات عن الأخرى
وأنا أطالب في حيينا بتغسيل، فأرجو من الإخوة المساعدة
ما أفعله:
التنجية (عصر البطن والاستنجاء)
الوضوء (لكن بدل مسح الرأس الحثو ثلاثا)
الغسل بالماء والصابون بداية من الرأس كلها والوجه واللحيين معها ثم الشق الأيمن ثم الأيسر مع غزارة صب الماء
ثم الغسل بماء مطيب كل شق على حدة
ما رأيكم
وأرجو تنحية خلاف التنوع المهم الصورة صحيحة شرعا(64/107)
هل كانت المساجد تقفل في عصور السلف؟؟
ـ[حارث]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:22 م]ـ
هذا سؤالي:
هل كانت المساجد تقفل في بعض الأوقات كالليل مثلاً في عصور السلف؟؟؟
من القرون المتقدمة والمتأخرة كعصر شيخ الإسلام ومن بعده
أنا أعلم أن الأمر معلق بالمصلحة والمفسدة، لكن كثير من المصالح والمفاسد كانت موجودة في عصورهم ...
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 04 - 06, 05:53 م]ـ
وأنا أبحث المسألة تأريخياً ...
والذي أريد بالضبط: شواهد أو روايات تدل على أنها تقفل في بعض الأوقات
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[14 - 04 - 06, 06:36 م]ـ
قال الحجاوي الحنبلي [ت:968] في الإقناع 1/ 530:
(ويباح غلقه في غير أوقات الصلاة لئلا يدخله من يكره دخوله إليه)
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 04 - 06, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل /
لكن أنا أبحث المسألة تاريخيا لا فقهيا ...
أريد شيئاً من عمل أهل العلم يؤيد ذلك
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن مفلح في"الأداب الشرعية ج3ص392": .... وفي المفيد_لعله المحيط_من كتب الحنفية ويكره إغلاق باب المسجد لان فيه منعا عن الصلاة وإنه لايجوز للآية، قال وقال مشائخنا لاباس به في زماننا في غير أوان الصلاة لانه يخاف على مافيه من السرقة. انتهى كلامه
وجزيتم خيرا
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:38 ص]ـ
لقد وقفت على آثار كثيرة تفيد أن هذا العالم أو ذاك الزاهد لم يجد مكاناً ينام فيه إلاالمسجد، وأن أحدهم جاء إلى المسجد فنام فيه،وهذا نجده كثيراً في كتب التراجم وبخاصة كتب تراجم الزهاد والعُبَّاد، كحلية الأولياء لأبي نعيم، وصفة الصفوة لابن الجوزي، ولا تغفلوا عن كتب الزهد كزهد الإمام أحمد وغيره، وهذا يدل على أن المساجد لم تكن تُغلق في الغالب والله أعلم.
ـ[ابن زهران]ــــــــ[15 - 04 - 06, 11:48 ص]ـ
هذه المسألة وقفت بالأمس على شيء منها (من الناحية الفقهية) في كتاب الإمام العلم ابن رجب الحنبلي رحمه الله في الفتح قال رحمه الله
باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَا عَبْدَ الْمَلِكِ لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا. هذا الأثر رواه الإمام أحمد، عن ابن عيينة.
قال يعقوب بن بختان: سئل أبو عبدالله - يعني: أحمد - عن المسجد يجعل له أبواب؟ فلم ير به بأسا، وقال: ثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، قال: قال لي ابن أبي مليكة: لو رأيت مساجد ابن عباس وأبوابها.
وقال جعفر بن محمد: سمعت أبا عبدالله يسأل عن المسجد يغلق بابه؟ قال: إذا خاف أن يدخله كلب او صبيان.
وقال في رواية مهنا: ينبغي أن تجنب الصبيان المساجد.
وقال أصحاب الشافعي: لا بأس بإغلاق المسجد في غير وقت الصلاة؛ لصيانته أو حفظ آلاته.
قال بعضهم: هذا إذا خيف امتهانه وضياع ما فيه، ولم تدع إلى فتحه حاجة، فأما إذا لم يخف من فتحه مفسدة ولا انتهاك حرمة، وكان فيه رفق بالناس، فالسنة فتحه، كما لم يغلق مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في زمنه ولا بعده.
وقالوا: يكره إدخال المجانين والصبيان - الذين لا يميزون - المساجد، ولا يحرم ذلك؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى وهو حامل أمامة، وفعله لبيان الجواز.
وقال أصحاب مالك: إذا كان الصبي يعبث فلا يؤت به المسجد، وإن كان لا يعبث ويكف إن نهي فجائز.
قالوا: وإن أتى أباه وهو في الصلاة المكتوبة نحاه عن نفسه، ولا بأس بتركه في النافلة.
وخرج ابن ماجه بإسناد ضعيف، عن واثلة مرفوعا: ((جنبوا مساجدنا صبيانكم، ومجانينكم)).
وروي عن بعض السلف أن أول ما استنكر من أمر الدين لعب الصبيان في المساجد.
واختلف الحنفية في إغلاق المساجد في غير أوقات الصلوات: فمنهم من كرهه؛ لما فيه من المنع من العبادات. ومنهم من أجازه؛ لصيانته وحفظ ما فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/108)
َثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ مَكَّةَ فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَفَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ ثُمَّ أَغْلَقَ الْبَابَ فَلَبِثَ فِيهِ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَبَدَرْتُ فَسَأَلْتُ بِلَالًا فَقَالَ صَلَّى فِيهِ فَقُلْتُ فِي أَيٍّ قَالَ بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَذَهَبَ عَلَيَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى
قال رحمه الله في أثناء الشرح:
هذا الحديث يدل على أن الكعبة كان لها باب يغلق عليهم ويفتح، ولم يزل ذلك في الجاهلية والإسلام، وقد أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها على ما كانت عليه، ودفع مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، وأقره بيده على ما كان.
وفي ((المسند)) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عائشة أن تطلب من شيبة أن يفتح لها الكعبة ليلا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: والله ما فتحته بليل في جاهلية ولا في إسلام، فقال: ((فانظر ما كنت تصنع فافعله، ولا تفتحه)) وأمر عائشة أن تصلي في الحجر.
وقد روي عن ابن جريج وغيره، أن أول من جعل للكعبة بابا يغلق وكساها كسوة كاملة تبع.
وذكر ابن إسحاق أن ذلك بلغه عن غير واحد من أهل العلم -: ذكره الأزرقي في ((أخبار مكة)).
ولكن الكعبة لا تقاس بها سائر المساجد في صيانتها واحترامها؛ فإن سائر المساجد إنما تراد ليعبد الله فيها، فإغلاقها لغير حاجة يمنع من المقصود منها، وأما الكعبة فالعبادة حولها لا فيها؛ فإن أخص العبادات منها الطواف، وإنما يطاف حولها ثم الصلاة، وإنما يصلى إليها.
وقد اختلف العلماء في الصلاة فيها كما سبق ذكره، وكذلك الاعتكاف، فإغلاقها لا يمنع حصول المقصود منها من عبادة الله حولها.
وأما غلق المسجد الحرام المبني حولها، فحكمه حكم غلق سائر المساجد أو أشد؛ لما فيه من منع الطواف الذي لا يتمكن منه في غير ذلك المسجد، بخلاف غلق سائر المساجد؛ فإنه لا يتعذر بإغلاقها الصلاة؛ فإن الأرض كلها مسجد. والله أعلم.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[15 - 04 - 06, 12:47 م]ـ
استدِلَّ - يا أخي - على أنهم ربما أغلقوها بجعلهم لها أبوابًا. ولا لَما كان لها - أي الأبواب - فائدة.
وفي النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
ثم في سابع عشرين ذي الحجة قدم مبشر الحاج وأخبر بسلامة الحاج ورخاء الأسعار بمكة، وأنه قرىء مرسوم السلطان بمكة المشرفة في الملأ بمنع الباعة من بسط البضائع أيام الموسم في المسجد الحرام، ومن ضرب الناس الخيام بللمسجد المذكور على مصاطبه وأمامها ومن تحويل المنبر في يوم الجمعة والعيدين من مكانه إلى جانب الكعبة حتى يسند إليها، فأمر أن يترك مكانه مسامتاً لمقام إبراهيم الخليل عليه السلام، ويخطب الخطيب عليه هناك: وأن تسد أبواب المسجد بعد انقضاء الموسم إلا أربعة أبواب من كل جهة باب واحد، وأن تسد الأبواب الشارعة من البيوت إلى سطح المسجد، فامتثل جميع ذلك ...
ثم قال:
وأما غلق أبواب المسجد - يعني الحرام - في غير أيام الموسم إلا أربعة فيَعرف فائدة ذلك من جاوره بمكة، ويطول الشرح في ذكر ما يتأتى من ذلك من المفاسد، وإن كان فيه بعض مصلحة لسكان مكة. انتهى.
ذكر هذا في زمن الملك الأشرف يبدو سنة 830 هـ.(64/109)
مشاريع مقترحة لخدمة (زاد المستقنع)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبد، أما بعد:
فلا يخفى على حنبليٍّ ما تبوأه (زاد المستقنع) من منزلة منيفة ومكانة شريفة بين السادة الحنابلة المتأخرين -رفع الله منازلهم في الدارين-
فلا يحصى كم حفظه من الطلاب، وكم شرحه من المشايخ والمعلمين،
ومما زاده شهرة ونفعاً أن شرحه الشيخ العلامة شارح المنتهى والإقناع (شيخ المذهب) / منصور البهوتي.
ومع هذه المكانة التي لمتن الزاد إلا أنه لا زال مجالاً خصباً لعدد من المشاريع التي يمكن أن تخدمه وتعين على الاستفادة منه، فمن ذلك:
1 - جمع المسائل التي خالف فيها المذهب عند المتأخرين، وقد حصرها الشيخ علي الهندي -رحمه الله- في 32 مسألة، وزاد عليه سلطان العيد حتى أوصلها إلى مائة، وقد بلغني أن الشيخ سامي الصقير أوصلها إلى 150، فيمكن أن تجمع هذه المسائل، وتحقق من حيث النظر في مدى موافقتها للمذهب بالرجوع إلى المنتهى والإقناع وغيرهما
2 - عدُّ مسائله بالمنطوق، حيث اختلف مشايخنا في عدد مسائله، فمن الجميل أن يخرج الزاد في طبعة مرقمة المسائل يعرف من خلالها عدد مسائله،
وينتبه هنا إلى أن عد المسائل قد يختلف لاختلاف طريقة العد فمنهم -مثلاً- من يعد أركان الصلاة مسألة واحدة، ومنهم من يعدها أربعة عشر مسألة باعتبار كل ركن مسألة، ولعل الطريقة الثانية أدق، والله أعلم.
3 - عدُّ مسائله بالمفهوم، وهذا أصعب من الأول لأنه يحتاج إلى فهم عميق دقيق لعبارات المؤلف.
4 - حاشية على الزاد متخصصة في ذكر روايات المذهب في كل مسألة بالرجوع إلى الإنصاف وغيره، فتوضع كل مسألة وتحصر جميع الروايات والأوجه فيها، فيقال مثلاً، قوله: (وإن حال دونه غيم أو قتر فظاهر المذهب يجب صومه) فيها سبعة روايات الأولى كذا والثانية كذا ... إلخ ...... مرقمة ومرتبة.
5 - حاشية تبين المذاهب الأربعة في كل مسألة، فيقال قوله (كذا .... ) وفاقاً للحنفية [مع ذكر المصدر]، وخالف في هذا المالكية والشافعية، فقال المالكية ..... [مع المصدر بالجزء والصفحة]، وقال الشافعية ......
6 - شرح موسع على غرار الشرح الكبير،
7 - جمع التقاسيم الموجودة في متن الزاد مفهوماً ومنطوقاً ويمكن أن ترسم على شكر تشجير (قد بدأت في هذا المشروع وأنهيت العبادات والنكاح، والجنايات، وجزء كبير من المعاملات) وأسأل الله أن ييسر الباقي.
8 - جمع اصطلاحات المؤلف ودراستها: مثل اصطلاحاته في حكاية الخلاف (ولو) (وإن) (حتى) (ولا يشترط) (لا)،
وقد اشتهر عند طلبة العلم أن (ولو) (وإن) (حتى) تفيد الخلاف واختلفوا في تحديد ما الذي يفيد الخلاف القوي منها وما الذي يفيد الخلاف الضعيف، وهذا محل نظر نبه إليه الشيخ بكر في مدخله
وقد جمعت شيئاً في هذا لكنه يحتاج إلى دراسة وتحقيق المواضع التي فيها الخلاف من غيرها، وقوة الخلاف، وبيان ماكان خلافاً في المذهب وما كان خلافاً خارج المذهب، أسأل الله التيسير
9 - المسائل التي تفرد بها صاحب الزاد ولم تذكر في غيره، وقد وقفت على أكثر من مسألة من هذا النوع.
10 - البحث عن أفضل نظم للزاد وتحقيقه وإخراجه مشكولاً مع تعديل ما يحتاج إلى تعديل من الأبيات، ومن أحسنها في نظري: نظم المزيني مع أنه لم يستوف جميع المسائل
ويمكن في هذا الاستعانة بعد الله بأهل النظم في تعديل بعض الأبيات التي وقع فيها كسر أو ضرورة غير سائغة أو نحو ذلك إما بسبب الخطأ في الطباعة أو من الناظم نفسه رحمه الله
على غرار عمل الشيخ الحكمي في المتون التي أخرجها
11 - دراسة أمثلة المؤلف وبيان دلالاتها، فالمؤلف أحياناً يذكر أمثلة منتقاة يقصد بها التقسيم أو معنى زائداً على مجرد التمثيل.
12 - جمع واسيعاب أدلة مسائل الزاد.
13 - جمع المسائل التي صرفها البهوتي في شرحه عن ظاهر ما أراده الحجاوي.
14 - العبارات المنتقدة على الكتاب، ويمكن الاستفادة في هذا من شرح الشيخ العثيمين حيث إنه ينبه أحيانا إلى أن عبارة المتن منتقدة وربما يقترح كلمة بدل كلمة، أو جملة بدلا من جملة
15 - دراسة في مقارنة متن الزاد بالمقنع، ويستفاد في هذا مماكتبه الشيخ علي العسكر
16 - حاشية على الزاد تبين المسائل التي عدت من مفردات المذهب.
17 - حاشية على الزاد تبين المسائل التي حكي الإجماع عليها.
18 - المسائل التي اختلف فيها قول الحجاوي في الإقناع عن قوله في الزاد
19 - إقامة دورات مكثفة في حفظ الزاد مع شرحه: مثلا دورة صيفية خلال شهرين يجمع فيها بين الحفظ والشرح، فمثلا: في كل يوم حفظ 3 - 4صفحات
هذه بعض المشاريع التي دارت في خلدي ودونتها لعل الله أن ينفع بها
مع اعترافي بأن بعض المشاريع أقل أهمية من بعض
وكثير منها يصلح للزاد وغيره من المتون
وبعضها قد يكون قد كُتِب فيه.
ومن المفيد في هذا الموضوع:
كتاب (المدخل إلى زاد المستقنع) لسلطان العيد
وبلغني أن الشيخ عبد الله الشمراني قد أعد كتاباً بنفس العنوان
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/110)
ـ[العيدان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:57 م]ـ
السلام عليكم أخي عامر ...
أظن في المعهد العالي رسالة - قديكة - عم المسائل التي خالف فيها صاحب الزاد المذهب ..
و كثير من هذه الأفكار - الجميلة - يمكن تحقيق كثير منها من خلال رسائل المعهد العالي، و لعلكم تطرحون شيئاً منها على الزملاء ..
و فق الله الجميع لما يحب و يرضى ..
ـ[العيدان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:59 م]ـ
و في المنتدى مقال سابق للمسائل التي حكى فيها صاحب الزاد الإجماع
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:35 م]ـ
البحث الذي بعنوان (المسائل التي خالف فيها صاح الزاد المعتمد من المذهب) في المعهد
اطلعت عليه
لم يزد الباحث فيه على المسائل التي ذكرها الشيخ علي الهندي
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[22 - 04 - 06, 07:25 م]ـ
قال الشيخ ابراهيم الدبيان (بريدة): التي عددتها بنفسي أكثر من 150 (المنطوق والمفهوم)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:35 م]ـ
الى عاشق المذهب الحنبلى الاخ عامر بن بهجت جزاك الله خيرا
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 03:15 ص]ـ
من المشاريع:
- المرجع شرح الروض المربع للشيخ ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي، أشار إليه المؤلف في كتابه النفيس (قيادة المرأة للسيارة بين الحق والباطل) على أنه من مؤلفاته التي ستصدر قريبا! ولا أعرف عن الكتاب أي معلومات أخرى فلعل أحد الإخوة يفيدنا مشكورا
ـ[أبو سارة السبيعي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 01:45 ص]ـ
ومن المشاريع:
20_جمع زوائد دليل الطالب على الزاد.
ـ[أم سلمة]ــــــــ[28 - 09 - 07, 01:55 ص]ـ
للشيخ سلطان العيد كتاب (المدخل إلى زاد المستقنع)، مفيد في هذا المجال0(64/111)
العروس تحتفل وتختضب وتكتحل ... كيف تكون هذه رقية
ـ[أبو لجين]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:58 م]ـ
صح عن رسول الله أنه أقر رقية النملة وهي: العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي:
فكيف تكون هذه رقية؟(64/112)
كم يزن الصاع بالكيلوجرامات؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:01 م]ـ
الإخوة الأفاضل
كم يزن الصاع بالكيلوجرامات؟
حيث ان الشيخ ابن العثيمين رحمه الله قد ذكر أن الصاع النبوى ينقص عن الصاع العرفى فى القصيم بمقدار الخمس وخمس الخمس
أى 6/ 25
فكم يزن الصاع من البر مثلا، وذلك لإخراج الفطرة وكفارة اليمين
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:22 م]ـ
الذي أعلمه و الله أعلم أن الصاع مقدار حجم و ليس وزن فلا يصح تقديره بالكيلوجرام إلا إذا جاء مقيداً بسلعة معينة , فوزن صاع الشعير يختلف عن وزن صاع الأرز , تماماً كوزن لتر الماء حوالي 1 كجم و وزن لتر زئبق حواي 13,6 كجم. و الله أعلم.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:44 م]ـ
الإخوة الأفاضل
كم يزن الصاع بالكيلوجرامات؟
حيث ان الشيخ ابن العثيمين رحمه الله قد ذكر أن الصاع النبوى ينقص عن الصاع العرفى فى القصيم بمقدار الخمس وخمس الخمس
أى 6/ 25
فكم يزن الصاع من البر مثلا، وذلك لإخراج الفطرة وكفارة اليمين
سمعت من بعض الأفاضل, أن الشيخ ابن عثيمين تعب كثيراً في تحقيق هذه المسألة وبحثها, حتى وصل إلى هذه النتيجة. وأظن أن ذلك الأخ الفاضل ذكر أن ابن عثمين رحمه الله قال أن الصاع النبوي: 2 كيلوغرام و 100 غرام. لعل الأخوة يثبتون هذا الرقم أو يردونه.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:49 م]ـ
الذي أعلمه و الله أعلم أن الصاع مقدار حجم و ليس وزن فلا يصح تقديره بالكيلوجرام إلا إذا جاء مقيداً بسلعة معينة , فوزن صاع الشعير يختلف عن وزن صاع الأرز , تماماً كوزن لتر الماء حوالي 1 كجم و وزن لتر زئبق حواي 13,6 كجم. و الله أعلم.
فيزيائياً: نعم فالصاع لقياس الحجم ولايمكن الا أن يكون هكذا, ولايمكن تصور غير ذلك, قياس الحجم أو السعة ((الحجم الشئ الذي تراه العين, ترى حدوده))
ولكن الكتلة ((بالكيلوغرام)) والوزن ((=الثقل)) بالنيوتن, فيختلف. ((تشعر به ولاتراه))
فالصخرة الصماء المساوية حجماً لوعاء مملوء ماء, ((عينيك ترى شيئيني بنفس الحجم)) يختلف ثقلها على يديك, عندما تمسك إحداهما باليمنى والأخرى باليسرى. أنت تشعر بهذا, وهذا تبعاً لاختلاف الكثافة وبالتالي الكتلة وبالتالي الثقل ((=الوزن, كما هو متعارف عليه بين الناس))
فالوزن بالمفهوم القديم ((عصر النبي صلى الله عليه وسلم)) هو مانسميه في هذا العصر الحجم. والله اعلم
والحجم طريق للكتلة, وبالتالي طرق للوزن,
فالوزن يساوي الجاذبية في الكتلة
والكتلة تساوي الحجم في الكثافة.
وبالتالي:
الوزن=الجاذبية الأرضية*الكثافة*الحجم
ولأن الجاذبية الأرضية وكثافة مادة معينة لاتتغير, فهناك علاقة طردية بين الوزن والحجم. ((الوزن صورة للحجم ولكن لكل مادة على حده لاختلاف الكثافة))
وبعد كل هذا التبرير الفيزيائي, فلانستطيع أن نقول, أن الوزن والحجم صورتين متقابلتين, بينهما علاقة طردية, ولايختلف سوى القيمة الرقمية,
لانستطيع أن نقول هذا, لأن المقصود في العصر النبوي, هو الحجم بمفاهيمنا العصرية, لأن كثافة الشعير تختلف عن كثافة الأرز, وهكذا
رقم الشيخ ابن عثيمين صائب ولكن على المادة المقيس عليها ((الشعير مثلاً)) ولكن لن ينطبق على المواد الأخرى,
كان الأحرى أن يكون التركيز على أبعاد الصاع. ((بالسنتمتر المكعب))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:29 م]ـ
فالوزن بالمفهوم القديم ((عصر النبي صلى الله عليه وسلم)) هو مانسميه في هذا العصر الحجم. والله اعلم
بل المفهومان كانا موجودين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فالوزن أحدهما ويسمى المثقال {فمن يعمل مثقال ذرة ... }، والثاني الحجم ويسمى الكيل، ولكن الثاني كان أشهر لديهم لأنه أسهل في الاستعمال، وأما الوزن فكان الأكثر استعمالا في الدينار والدرهم للدقة المطلوبة فيهما؛ لأن الدقة في الكيل أقل منها في الوزن، ولذلك يضبطون الدينار والدرهم بالوزن لا بالكيل، ويضبطون الطعام بالكيل غالبا.
ولأجل أن الوزن أدق ذكره الله جل وعلا في الحساب يوم القيامة {والوزن يومئذ الحق ... }
والله تعالى أعلم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:56 م]ـ
جزاك الله خيراً أبو مالك
من ردك الكيل=الحجم في الوقت الحاضر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/113)
وعلى هذا فوحده قياسه ليس بالكيلو بل بالصاع, ((وحدة القياس بالصاع قياس حجمي ((كيلي))))
وهل مانسبته أنا لأحد الأخوة حول قول ابن عثيمين, خاطئ, ولم أنقله على وجهه أم لا؟؟
وشكراً لكم
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:58 م]ـ
أخي محمد بارك الله فيك و جزاك خيراً على ترفقك بي , و كلامنا متفق تماما في اثبات أن الكتلة غير الحجم غير الوزن , و لكن اختلف مع في النتيجة التي توصلتَ إليها و هي أن الوزن هو الحجم في عصر النبوة , بل إن الدلائل و القرائن على عكس ذلك تماماً. فمقدار الصاع هو ثابت عن الحجم منذ عصر الرسول صلى الله عليه و سلم , و لكني أختلف معك في الوزن فقد قال الله عز و جل " فاما من ثقلت موازينه " فالمراد هنا حتماً الوزن و ليس الحجم فليس كل ما زاد حجمة يثقل ميزانه , و العكس صحيح ,و قوله تعالى " "فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " لا نستطيع أن نقول المراد هنا حجماً و مثال ذلك كثير. و كذلك في أقوال العرب " مثقال ذرة " " مثقال جناح بعوضة " فكل هذه الأمثال المراد بها الوزن و ليس الحجم.
أما عن مقدرا الصاع فهو أربعة أمداد أي حفنات , و قد علمني أحد مشايخنا أن الحفنة هي مجموع اليدين و ليست يدٍ واحدة. أما عن التفصيل في الكلام فقد نقل الإمام ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني:
فصل: وقد دللنا على أن الصاع خمسة أرطال وثلث بالعراقي فيما مضى والأصل فيه الكيل وإنما قدره العلماء بالوزن ليحفظ وينقل وقد روى جماعة عن أحمد أنه قال: الصاع وزنته فوجدته خمسة أرطال وثلثا حنطة وقال حنبل قال أحمد: أخذت الصاع من أبي النضر وقال أبو النضر: أخذته عن ابن أبي ذؤيب وقال: هذا صاع النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعرف بالمدينة قال أبو عبد الله: فأخذنا العدس فعيرنا به وهو أصلح ما وقفنا عليه يكال به لأنه لا يتجافى عن موضعه فكلنا به ثم وزناه فاذا هو خمسة أرطال وثلث وقال هذا أصلح ما وقفنا عليه وما تبين لنا من صاع النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان الصاع خمسة أرطال وثلثا من البر والعدس وهما من أثقل الحبوب فما عداهما من أجناس الفطرة أخف منهما فاذا أخرج منهما خمسة أرطال وثلثا فهي أكثر من صاع وقال محمد بن الحسن: إن أخرج خمسة أرطال وثلثا برا لم يجزه لأن البر يختلف فيكون فيه الثقيل والخفيف وقال الطحاوي: يخرج خمسة أرطال مما سواء كيله ووزنه وهو الزبيب والماش ومقتضى كلامه أنه اذا أخرج ثمانية أرطال مما هو أثقل منها لم يجزئه حتى يزيد شيئا يعلم أنه قد بلغ صاعا والاولى لمن أخرج من الثقيل بالوزن أن يحتاط فيزيد شيئا يعلم به أنه لمن أخرج صاعا بالرطل بالدمشقي الذي هو ستمائة درهم مد وسبع والسبع أوقية وخمسة أسباع أوقية وقدر ذلك بالدراهم ستمائة درهم ويجزىء اخراج رطل بالدمشقي من جميع الاجناس لأنه أكبر من الصاع وقد رأيت مدا ذكر لنا أنه مد النبي صلى الله عليه وسلم فقدر المد الدمشقي به فكان المد الدمشقي قريبا من خمسة أمداد.
و الله أعلم. و سوف أحاول العثور على قدره بالمقاييس الحالية فادعوا لي بالتوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:03 م]ـ
من الأدلة المتكاثرة على وجود الكيل والوزن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قوله في السلم ((من أسلم - وفي رواية أسلف - في شيء فليسلم - فليسلف - في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم))، متفق عليه.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:26 ص]ـ
عذراً شيخي أبا مالك فلم ألحظ مشاركتك الأولى و لذلك تجدني كررتُ بعض ما قد قلتَ و ما ذلك إلا لأني لم ألحظ مشاركتك.
و من الدلائل القطعية أيضاً قوله عز و جل " وإِذا كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم " سبحان الله كيف لم ألحظ هذه الآية حتى طالعتُ لسان العرب , و لا نستطيع أن نقول هنا أنهم بمعنى واحد لأن كلام الله يتنزه عن ذلك. و قد قال ابن منظور أيضاً " والذي يعرف به أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فهو وزن قال أَبو منصور والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل تَفاضَل إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء وكذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل"
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[14 - 04 - 06, 08:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنبسة لمقدار وزن الصاع، فالذي أعرفه وجربته بنفسي بالنسبة للصاع المدني أن وزنه من الأرز ثلاث كيل كرام، فقد أخذت صاعاً من الحديد من المدينة النبوية وملأته من الأرز ووزنته بالكيل فبلغ ثلاث كيل تماماً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/114)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - 04 - 06, 10:16 م]ـ
سمعت الشيخ المختار الشنقيطي
ينكر وبشدة
استعمال الوزن في مقياس الكيل
بل الواجب
استعمال الكيل فيما ورد في النصوص كيله
فيقال
صاع بر
أو مد بر
ولا تقاس بالوزن.
وقد كان الوزن في العصر الأول في الذهب والفضة والحديد واللباس كما في حديث السراويل ونحو ذلك.
وكلام الشنقيطي مقنع لي على الأقل ..
خصوصا مع خشية هجران المقاييس الشرعية ..(64/115)
أسماء السموات السبع هل هذا الكلام يصح
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:41 م]ـ
أخوانى الكرام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قرأت فى بعض المنتديات
أخا فاضلا كتب موضوع بهذا الأسم الذى أشرت إليه أنفا
وسماهم ولا أعلم من أين أتى~~ سبحان الله ~~
اسم السماء الدنيا الاولى - رقيع- وهي من دخان،،
اسم السماء الثانية - قيدوم - وهي على لون النحاس،،
واسم السماء الثالثة -الماروم - وهي على لون النور،،
واسم السماء الرابعة -أرفلون - وهي على لون الفضة،،
واسم السماء الخامسة -هيفوف- وهي على لون الذهب،،
واسم السماء السادسه - عروس - وهي ياقوتة خضراء،،
واسم السماء السابعة - عجماء - وهي درة بيضاء،،
بهذه الأسماء فهل هذا الكلام صحيح
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:48 م]ـ
http://72.29.70.243/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=30144&highlight=%DE%ED%CF%E6%E3
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:59 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخى طويلب علم(64/116)
ما هو التاريخ العلمي لحسن الترابي ... و ما هو موقفه من السنة
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لولا أنني أخشى من حذف مشاركتي لوصفت حسن الترابي بما هو أهل له نظرا لفتاويه الأخيرة التي تخدم تيار العلمانيين ... لكن سؤالي هو ما يلي:
ما هو التاريخ العلمي لحسن الترابي ... شيوخه ... تلامذته ... و ما هو موقفه من السنة ... و هل له موقف من الصحابة رضي الله عنهم ... أرجو إخباري بكل ما يمكن أن يفصح لي عن حقيقة الرجل ............ و جزاكم الله خيرا.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:11 ص]ـ
أرجو ألا تبخلوا علي بالرد.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4249
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:46 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
ستجد إن شاء الله في هذا الرابط ما يفيدك عنه .....
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1034
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[15 - 04 - 06, 03:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... نرجو المزيد.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 04:04 م]ـ
عليه من الله ما يستحق صدقا وعدلا.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:48 م]ـ
المصيبة أن بعض الحزبيين لا يذكرونه إلا بخير ... و يبدو أن الرجل سحب البساط من تحت أرجلهم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:11 م]ـ
التاريخ العلمي: فلسفة وقانون!
المشايخ: لايوجد!
التلاميذ: لا أعرف من تلاميذه طالب علم يستحق أن يذكر سوى بعض العقلانيين الذين لا تطاوعني نفسي على عدهم من طلاب العلم.
موقفه من السنة والصحابة موقف العقلانيين.
انظر الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77781
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:16 ص]ـ
هذه رسالة قيمة وهي من وقت بعيد وحدثت بعدها إنحرافات خطيرة كثيرة للترابي ومن على شاكلته والرسالة للشيخ الفاضل/سليمان بن صالح الخراشي
نظرات شرعية في فكر الدكتور حسن الترابي
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن باز إلى حضرة الأخ الكريم الدكتور حسن الترابي وفقه الله لما فيه رضاه آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... أما بعد:
فأشفع لمعاليكم بهذا نسخة من الرسالة الواردة إلي ممن سمى نفسه (عبد البديع صقر) صاحب مؤسسة الإيمان، المؤرخة في 24/ 11/1400هـ راجيًا من معاليكم بعد الاطلاع عليها التكرم بالإفادة عن صحة ما نسب إليكم فيها من الآراء؛ لنعرف الحقيقة والشبهة التي أوجبت لكم هذه الأقوال إن صحت نسبتها إليكم؛لمناقشتكم فيها على ضوء الأدلة.
ونسأل الله لنا ولكم وللمسلمين الهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل
إنه خير مسؤول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فهذه نظرات شرعية في فكر الدكتور حسن الترابي - هداه الله -، الذي أثر على كثيرين من محبي الإسلام في هذا الزمان، سواء في بلده (السودان)، أو في بلاد أخرى، فاغتروا بفكره الحركي وتناسوا لأجله جميع انحرافاته الخطيرة - كما سيأتي -، فلم يعرجوا عليها أو يناصحوه في شأنها إلا قليل منهم لم يرضوا لأنفسهم أن يغشوا الأمة أو يغرروا بشبابها، مجاملة له أو خشية على انقسام الحركة الإسلامية - كما يقال -.
وقد آثرت جعل هذه النظرات تعريفا للقارئ بأهم الردود التي صدرت في التنبيه على أخطاء الترابي وانحرافاته، من خلال تهذيب المهم منها؛ ليكون شباب الإسلام على علم بها؛ فيتجنبوها ويرشدوا من وقع فيها؛ ولعلها تكون موقظة لبعض الدعاة عندنا الذين سبق لهم ثناء وتزكية للترابي! أن يراجعوا موقفهم. وهذا العمل مساهمة مني في (تصفية) الساحة الإسلامية في هذا الجانب؛ تمهيدًا لعودتها - إن شاء الله - أمة متحدة ذات عقيدة واحدة .. وما ذلك على الله بعزيز. فأقول مستعينًا بالله:
تعريف بالدكتور الترابي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/117)
وُلد د. حسن عبد الله الترابي سنة 1932 من عائلة دينية من الطبقة المتوسطة، وتتلمذ على يد والده، شيخ طريقة صوفية أقلية، فحفظ القرآن الكريم صغيرا بعدة قراءات، وتعلم علوم اللغة العربية والشريعة في سن مبكرة على يد والده، وجمع في مقتبل حياته أطرافا من العلوم والمعارف لم تكن ميسرة لأبناء جيله خاصة في السودان.
تزوج الترابي من وصال الصديق المهدي شقيقة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.
تدرج في سلك التعليم حتى حصل على إجازة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم على الماجستير من جامعة بريطانية في 1957، ثم الدكتوراة من السوربون الباريسية في 1964، وأجاد الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحصَّل صنوفا شتى من المعارف والثقافات الغربية مما أثر في فكره - كما سيأتي -.
وبعد عودته إلى وطنه تولى الترابي عمادة كلية الحقوق بجامعة الخرطوم.
أصبح الترابي الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامية لدى تشكيلها. وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، واعتُقل ثلاث مرات خلال السبعينيات، في ظل نظام الرئيس جعفر نميري، ومع ذلك شغل في 1979 منصب النائب العام، وأيد الترابي قرار نميري إقرار الشريعة الإسلامية في 1983، وبعد سقوط نظام نميري في 1986، شكّل الجبهة القومية الإسلامية.
انفصل الترابي عن جماعة الإخوان، وتصاعدت الخلافات بينهم نظرًا لخروجه عن نهج الجماعة وطريقتها في الدعوة والتربية، وانحرافاته التجديدية! التي خرج بها عن إجماع المسلمين؛ مما أدى بهم إلى التشهير به والرد عليه.
في يونيو 1989، تحالف الترابي مع الفريق عمر البشير، لقلب الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديموقراطية بقيادة صهره زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، وطبع اتجاه الترابي السياسة الخارجية للسودان على خلفية دعم المدّ القومي الإسلامي؛ بهدف التحرر من الهيمنة الأميركية الصهيونية. وفي أبريل 1991، أسس المؤتمر الشعبي الإسلامي الذي نُصِّب أمينًا عامًا له، ليشكل منبرًا للقضايا الإسلامية، وعقد المؤتمر الذي يضم حركات وتنظيمات إسلامية من العالم أجمع دورتين في ديسمبر 1993، وفي أبريل 1995 في الخرطوم.وفي فبراير 2000، أغلقت السلطات مقر المؤتمر.
انتُخب الترابي رئيسًا للمجلس الوطني (البرلمان) في 1996 و1998، لكن علاقاته توترت مع البشير، الذي عارض هيمنته على المؤتمر الوطني، الذي حلّ محل الجبهة القومية الإسلامية التي تم حلها في 1989، وتحول في ما بعد إلى حزب سياسي بموجب قانون التوالي السياسي، الذي أتاح تشكيل أحزاب سياسية، وبدأ العمل به مطلع 1999.
ووجه البشير الذي تتلمذ على يد الترابي ضربة قاصمة لأستاذه مع إقصائه عن رئاسة المجلس الوطني وحله في 12 ديسمبر 1999، وإعلان حال الطوارئ وتعليق بعض مواد الدستور. وجاء القرار بعد 48 ساعة من تصويت النواب على تعديلات هدفها الحد من صلاحيات رئيس الدولة.
وفجّر القرار الصراع على السلطة بين الرجلين، وداخل المؤتمر الوطني. وبدأ العد العكسي للتحالف بين قطبي السلطة في السودان. ووافق الترابي في 23 يناير 2000 على مقترحات المصالحة والتعايش مع البشير، مكتفيًا بمهام تنظيمية داخل الحزب، بعيدًا عن مقاليد الحكم، مع اتجاه البشير للتقارب مع جيرانه العرب والأفارقة، وأبعد أنصار الترابي عن المناصب الحكومية مع تشكيل الحكومة، وتعيين حكام جدد للولايات في 24 يناير 2000.
من تآليفه:
1 - الصلاة عماد الدين.
2 ـ المشكلة الدستورية.
3 ـ الإيمان
4 - المصطلحات السياسية في الإسلام.
5 - ضرورة النقد الذاتي للحركة الإسلامية.
6 - الصحوة الإسلامية والدولة القطرية في الوطن العربي.
7 - خصائص الحركة الإسلامية المعاصرة.
8 - تجديد أصول الفقه الإسلامي.
9 - المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع.
(المرجع: مجلة المجتمع، العدد 136 - موقع اسلام اون لاين - موقع قناة الجزيرة - مع إضافات يسيرة).
ملخص ردود العلماء والدعاة على الترابي:
1 - رد الدكتور مفرح بن سليمان القوسي:
قال - حفظه الله - في كتابه " الموقف المعاصر من المنهج السلفي في البلاد العربية " (ص 226 - 233):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/118)
(الدكتور حسن عبد الله الترابي: وهو من أبرز الإسلاميين العقلانيين الذين تبنوا الدعوة إلى التحديث في الفكر الإسلامي المعاصر لمواكبة التطور ومواءمة ظروف العصر، وذلك في كتبه وأبحاثه ومحاضراته وندواته داخل بلده السودان وخارجها: فنجده يدعو إلى إحداث فقه جديد يلائم واقع المسلمين الجديد، ويكشف عن بعض ملامح الفقه الذي يريده، فيقول: " ونحن أشد حاجة لنظرة جديدة في أحكام الطلاق والزواج نستفيد فيها من العلوم الاجتماعية المعاصرة، ونبني عليها فقهنا الموروث، وننظر في الكتاب والسنة مزودين يكل حاجات عصرنا ووسائله وعلومه ... "
ويصف عصر الصحابة بأنه عصر طغيان الفرد وعصابات الفكر، فنراه يقول: " إن الصحابة عاشوا عهداً للبشرية تضعف فيه وسائل الاتصال المادية بين الناس، ويسود فيه طغيان الفرد وعصابات الفكر "
ويدعو إلى الانطلاق والانفلات وترك المحافظة على منهج السلف الصالح في الأخذ بالأحوط والأسلم والأضبط، ويرفض الدعوة إلى الاعتدال، فيقول: " واقرأ إن شئت لمتأخرة العلماء تجدهم يؤثرون الأسلم والأحوط والأضبط ... وهذه الروح في تربيتنا الدينية لا بد من أن نتجاوزها الآن، ولا نتواصى اليوم بالمحافظة، بل لا ينبغي إطلاقاً الدعوة إلى الاعتدال، لأننا لو اعتدلنا نكون قد ظلمنا، ولو اقتصدنا نكون قد فرطنا .... ، وإني لا أتخوف على المسلمين كثيراً من الانفلات بهذه الحرية والنهضة "
ويدعو إلى تجديد الفقه وأصوله، فهما غير مناسبين _ في نظره _ للوفاء بحاجات المسلمين المعاصرة لما يلي:
1 - لأن الفقه مؤسس على علم محدود بطبائع الأشياء وحقائق الكون وقوانين الاجتماع.
2 - ولأنه فقه تقليدي لا رسمي ولا شعبي.
3 - ولافتقار كتب الفقه إلى إرشاد المسلم إلى ما يجب عليه اتباعه في أمور التجارة والفن والسياسة، حيث يقول: " قد يعلم المرء اليوم كيف يجادل إذا أثيرت الشبهات في حدود الله، ولكن المرء لا يعرف اليوم كيف يعبد الله في التجارة والسياسة أو يعبد الله في الفن، كيف تتكون في نفسه النيات العقدية التي تمثل معنى العبادة، ثم لا يعلم كيف يعبر عنها عملياً بدقة "
4 - ولأن مقولات نظرية عقيمة لا تلد فقهاً البتة بل تولد جدلاً لا يتناهى ونظر مجرد كله مبالغة في التشعيب والتعقيد بغير طائل، حيث يقول: " لابد أن نقف وقفه مع علم الأصول تصله بواقع الحياة، لأن قضايا الأصول في أدبنا الفقهي أصبحت تؤخذ تجريداً حتى غدت مقولات نظرية عميقة لا تكاد تلد فقهاً البتة بل تولد جدلاً لا يتناهى " ويقول تحت عنوان " حاجتنا لمنهج أصولي ": " .... لكن جنوح الحياة الدينية عامة نحو الانحطاط وفتور الدوافع التي تولد الفقه والعمل في واقع المسلمين أديا إلى أن يؤول علم أصول الفقه- الذي شأنه أن يكون هاديًا للتفكير – إلى معلومات لا تهدي إلى فقه ولا تولد فكراً، وإنما أصبح نظراً مجرداً يتطور كما تطور الفقه كله مبالغة في التشعيب والتعقيد بغير طائل، وقد استفاد ذلك العلم فائدة جليلة من العلوم النظرية التي كانت متاحة حتى غلب عليه طابع التجريد والجدل النظري العقيم، وتأثر بكل مسائل المنطق الهيليني وبعيوبه كذلك " ويكثر الترابي في كتبه ومحاضراته من ترديد عبارات: " الأنابيش " و " الفقه التقليدي " و " علم الأصول التقليدي " و "
القياس التقليدي " و " نظام الإسلام التقليدي "، وما شابه ذلك من العبارات التي توهم القاري بأن الفقه الإسلامي والعلوم الإسلامية شيء من العادات والتقاليد، وليست ديناً مستنداً إلى أدلة ومبنياً على أصول شرعية.
ويركز كثيرًا على التوسع في مفهوم الأصول التي أصلها العلماء والأئمة المتقدمون، ويصر على تسمية كل أصل بذلك، فيقول مثلاً: " الأصول الواسعة " و " القياس الواسع " و " الاستصحاب الواسع " و " الاجتهاد الحر " ويتهم الترابي _ وهو بصدد تبرير دعوته إلى تجديد الفقه وأصوله _ الفقهاء المسلمين بالانغلاق وضيق الأفق، وبأن الحياة العامة وشؤون الاقتصاد والسياسة تدور من حولهم وهم لا يشعرون، ومما قاله بهذا الشأن قوله: " إن الفقهاء ما كانوا يعالجون كثيراً من قضايا الحياة العامة، إنما كانوا يجلسون مجالس العلم المعهودة، ولذلك كانت الحياة العامة تدور بعيداً عنهم ولا يأتيهم إلا المستفتون من أصحاب الشأن الخاص في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/119)
الحياة ... والنمط الأشهر في فقه الفقهاء والمجتهدين كان فقه فتاوى فرعية ... ، فالفتاوى المتاحة تهدي عادة الفرد كيف يبيع ويشتري، أما قضايا السياسة الشرعية الكلية وكيف تدار حياة المجتمع بأسره إنتاجاً وتوزيعاً، استيراداً وتصديراً، علاجاً لغلاء المعيشة أو خفضاً لتكاليفها، هذه مسائل لم يعن بها أولياء الأمور، ولم يسائلوا عنها الفقهاء ليبسطوا فيها الفقه اللازم " واتهمهم كذلك بإغفال حق طاعة ولاة الأمر في كتبهم ومصنفاتهم، فنراه يقول: " إن أصول القرآن الكريم تجعل لولاة الأمر حق الطاعة من بعد طاعة الله والرسول، ولقد سكت الفقهاء عن هذا الحق، فلا نكاد نجد له أثراً البتة في كتب أصول الفقه أو أصول الأحكام "
كما اتهمهم بأنهم احتكروا الدين واتخذوه سراً من الأسرار حجبوه عن الناس، وأصبحوا بذلك وسطاء بين العباد وربهم، أو سلطة مركزية تستبد بأمر الاجتهاد الذي يرى فتح بابه لكل الناس بما فيهم العوام، فنراه يقول: " اتسم فقهنا التقليدي بأنه فقه لا شعبي، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً، ذلك أن التحري عن أمر الدين الذي ليس من حق طائفة أو طبقة من رجال الدين، وأن الإسلام لا يعرف التدين الذي يحتكره رجال ويتخذون الدين سراً من الأسرار يعكفون عليه، يحجبونه عن الناس ويصبحون – من أجل ذلك السر المحجوب عن الناس – وسطاء بين العباد وربهم، أويصبحون سلطة مركزية يستبدون بأمر الاجتهاد دون الناس "
ويعد الترابي (أهلية الاجتهاد) شيئاً نسبياً وإضافياً، وأنها جملة مرنه ليس لها ضوابط ولا شرائط، وأن الجمهور هم الحكم في تمييز الذي هو أعلم، متخذين من أعرافهم مقاييس لتقويم المجتهدين والمفكرين، فنراه يقول تحت عنوان (أهليةالاجتهادوإطاره):
" تقدير أهلية الاجتهاد مسألة نسبية وإضافية، ولكن بعض الكتاب المتنطعين في الضبط والتحفظ يتوهمون أنها درجة معينة تميز طبقة المجتهدين من عامة الفقهاء، وما الاجتهاد إلا وظيفة في استعمال العلم والعقل يتربى عليها المتعلم ويترقى نضوجاً ورشداً، وتتفاوت فيها طبقات المفكرين الذين ينبغي أن يعمر بهم المجتمع المسلم، فإذا عنينا بدرجة الاجتهاد مرتبه لها شرائط منضبطة، فما من شيء في دنيا العلم من هذا القبيل، وإنما أهلية الاجتهاد جملة مرنة من معايير العلم والالتزام تشيع بين المسلمين ليستعملوها في تقويم قادتهم الفكريين ... وقد ينظم المجتمع أحياناً ضوابط شكلية مثل الشهادات ليكون حمل شهادة الجامعة مثلاُ أمارة لأهلية بدرجة معينة، وحمل الشهادة الأعلى إيذاناً باستحقاق ثقة أعلى وهكذا، وربما يترك الأمر أمانة للمسلمين ليتخذوا بأعرافهم مقاييس تقويم المفكرين. ومهما تكن المؤهلات الرسمية فجمهور المسلمين هو الحكم وهم أصحاب الشأن في تمييز الذي هو أعلم وأقوم، وليس في الدين كنيسة أو سلطة رسمية تحتكر الفتوى ". ولذا يدعو إلى الاحتكام إلى عوام الناس _ ولو كانوا جهالاً _ لضبط الاختلاف والتفرق بين المذاهب!
ويرفض الترابي قياس الفقهاء والأصوليين المعروف والمنضبط بضوابط وشروط دقيقة، لأن تلك الضوابط والشروط _ في نظره _ قيود وضعها مناطقه الإغريق ثم اقتبسها الفقهاء عنهم، ويدعو إلى قياس فطرى حر _ على حد تعبيره _، فنراه يقول تحت عنوان (نحو أصول واسعة لفقه اجتهادي): " يلزمنا أن نطور طرائق الفقه الاجتهادي التي يتسع فيها النظر بناء على النص المحدود، وإنما لجأنا للقياس لتعدية النصوص وتوسيع مداها فما ينبغي أن يكون ذلك هو القياس بمعاييره التقليدية، فالقياس التقليدي أغلبه لا يستوعب حاجاتنا بما غشيه من التضييق انفعالاً بمعايير المنطق الصوري التي وردت على المسلمين مع الغزو الثقافي الأول الذي تأثر به المسلمون تأثراُ لا يضارعه إلا تأثرنا اليوم بأنماط الفكر الحديث "، ويقول أيضاً تحت عنوان (القياس المحدود): " القياس _ كما أوردنا تعريفاته وضوابطه الضيقة في أدبنا الأصولي _ لا بد فيه من نظر حتى نكيفه ونجعله من أدوات نهضتنا الفقهية،وعبارة القياس واسعة جدا؛ تشمل معنى الاعتبار العفوي بالسابقة، وتشمل المعنى الفني الذي تواضع عليه الفقهاء من تعدية حكم أصل إلى فرع بجامع العلة المنضبطة إلى آخر ما يشترطون في الأصل والفرع ومناط الحكم، وهذا النمط المتحفظ من القياس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/120)
يقتصر على قياس حادثة محدودة على سابقة محدودة معينة ثبت فيها حكم بنص شرعي فيضيفون الحكم إلى الحادثة المستجدة، ومثل هذا القياس المحدود ربما يصلح استكمالاً للأصول التفسيرية في تبين الأحكام والآداب والشعائر، ولكن المجالات الواسعة من الدين لا يكاد يجدي فيها إلا القياس الفطري الحر من تلك الشرائط المعقدة التي وضعها له مناطقه الإغريق، واقتبسها الفقهاء الذين عاشوا مرحلة ولع الفقه بالتعقيد الفني وولع الفقهاء بالضبط في الأحكام "
وينحى الترابي في تجديد " الإجماع " منحى لم يقل به أحد من قبل، ولم يخطر ببال عالم من علماء المسلمين القدامى أو المعاصرين، حيث يصور " الإجماع " بصورة الاستفتاء أو التصويت من قبل عامة الناس على أمر من الأمور، وذلك على غرار ما تطرحه الدولة في الأنظمة الغربية على الناس من مسائل لأخذ آرائهم فيها، فنراه يقول بعد تأكيده على ضرورة الاتفاق على مناهج أصولية موحدة: " وتعود تلك المناهج الموحدة إلى مبدأ الشورى الذي يجمع أطراف الخلاف، ومبدأ الإجماع الذي يمثل سلطان جماعة المسلمين، والذي يحسم الأمر بعد أن تجري دورة الشورى فيُعمد إلى أحد وجوه الرأي في المسألة فيعتمده، إذ يجتمع عليه السواد الأعظم من المسلمين، ويصبح صادراً عن إرادة الجماعة وحكماً لازماً ينزل عليه كل المسلمين، ويسلمون له في مجال التنفيذ ولو اختلفوا على صحته النسبية " ويقول أيضاً: " يمكن أن نرد إلى الجماعة المسلمة حقها الذي كان قد باشره عنها ممثلوها الفقهاء، وهو سلطة الإجماع، ويمكن بذلك أن تتغير أصول الفقه والأحكام، ويصبح إجماع الأمة المسلمة أو الشعب المسلم، وتصبح أوامر الحكام كذلك أصلين من أصول الأحكام في الإسلام " ويقول كذلك: " يمكن أن نحتكم إلى الرأي العام المسلم ونطمئن على سلامة فطرة المسلمين حتى ولو كانوا جهالاً في أن يضبطوا مدي الاختلاف ومجال التفرق "!!
ولم يقتصر الترابي في دعوته إلى التجديد على التشريع فقط، بل تعداه إلى مجال الاعتقاد، حيث يرى أن قضايا الاعتقاد مسائل فكرية، وأن الفكر يتغير بتغير الزمان والمكان، فالعقيدة إذن متجددة ومتغيرة، وعلى المسلمين أن يختاروا ما يناسبهم من المناهج بحسب الظروف والملابسات التي يعيشونها، فنراه يقول: " ولما كان الفكر الإسلامي في كل قرن فكراً مرتبطاً بالظروف القائمة فلا نصيب من خلود بعدها إلا تراثاً وعبرة، سواء في ذلك فقه العقيدة أو فقه الشريعة " ويؤكد ذلك ما يروى عنه أنه قال في محاضرة ألقاها بجامعة الخرطوم بعنوان (تحكيم الشريعة): " إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم _ كما يجوز للمسيحي _ أن يبدل دينه "!!
2 - رد الدكتور محمد رشاد خليل:
كتب الدكتور محمد رشاد خليل ثلاث مقالات في مجلة المجتمع (العدد: 587 - 588 - 589) للرد على نظرية الترابي في التطور، وقد تطرق فيها إلى نشوء هذه النظرية عند الغربيين، وأسباب ذلك .. إلا أنه لم يكمل مقالاته تلك بعرض أقوال الترابي والرد المباشر عليه. وقد انتقيت منها الآتي: يقول الدكتور رشاد:
(قرأت مقال د. حسن الترابي في العدد 573 من المجتمع فشعرت بقلق، وأردت أن أعرف المزيد عن فكره فجاءني بعض الأخوة ببعض كتاباته ومحاضراته زادتني معرفة بفكره، وزادتني قلقاً: وفكرت في الرد ثم تريثت لعل الله يكفيني ذلك، ثم خرجت علينا المجتمع في عددها رقم 584 بلقاء معه مصحوباً بدعوة للمناقشة والحوار، فرأيت أن المواجهة قد وجبت.
ولقد كنت منذ زمن أرصد تسلل الفكر التطوري إلى كتابات المسلمين، وأرصد معها كلمة التطور حتى في كتابات الذين لا يؤمنون بهذا الفكر، وكنت أشعر بالقلق من جراء هذا الاستعمال الذي أشاع هذا المصطلح ومهد لقبوله عند المسلمين بقصد وبغير قصد.
عندما قرأت كتابات الدكتور حسن ومحاضراته عرفت ان الأمر قد أخذ منعطفاً خطيراً، وأن التصدي للتصحيح بالمناقشة أصبح واجباً لأن الأمر في كتابات الدكتور حسن لم يعد مجرد تسلل يتلصص على استحياء، ولم يعد مجرد خطأ لغوي قاد إليه التساهل و إنما أسفر كمنهج محدد وكدعوة صريحة.
ولقد كانت البلوى على فداحتها أمراً محدود الخطر طالما أن دعوى التطور لم تتجاوز كتابات العلمانيين الذين يدقون لها الطبول منذ أمد بعيد ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/121)
وكان الأمل معقوداً على الدعاة المسلمين المتسلحين بمنهج الإسلام أن يتصدوا لهذه الدعوى بالقول والعمل، وأن يوقفوا مدها، وأن يعيدوا بناء عقول المسلمين وحياتهم على أساس من هدى الإسلام ومنهجه الخالص ...
أما وقد انتقلت عدوى التطور إلى صفوف الدعاة المسلمين وأصبح بعضهم يبشر بمنهج التطور في صفوف المسلمين فإن البلوى قد تحولت إلى خطر داهم يحتاج إلى المواجهة والتصحيح.
وإذا كان الدعاة المسلمين سيستسلمون للضغط الذي لا نشك في عنفه من الفكر العلماني الإلحادي، ويحاولون تطويع الإسلام والمسلمين باسم التجديد، فإن معنى هذا كما يقول الدكتور محمد كامل حسين: أن حصون الحركة الإسلامية سوف تهدم من الداخل، وأن الأمل الذي يعقده المسلمون عليها لتخليصهم سوف يتحول إلى سراب.
... وخلاصة القول فإن فلسفة التطور بجميع أشكالها القديمة والحديثة هي فلسفة مادية استبعدت الإله الخالق تماما من حسابها في تفسير العالم، وهي تصر بلا هوادة على تفسير الكون والحياة والإنسان والمجتمع تفسيرا ماديا خالصا، مستبعدة تماما تدخل أي عامل من خارج هذا العالم المادي.
وعلى هذا الأساس فهي تفسر الدين والأخلاق على اعتبار أنهما ظاهرتان اجتماعيتان لا تفسران إلا من خلال حركة المجتمع في وسطه المادي والثقافي الخاص به ..... ).
ثم ذكر تطور حركة التطور في الغرب وأسباب ظهورها.
3 - رد الأمين الحاج محمد أحمد:
رد الشيخ الأمين الحاج على الترابي بكتابين مهمين: الأول " مناقشة هادئة لبعض أفكار الدكتور الترابي "، والثاني " الرد القويم لما جاء به الترابي والمجادلون عنه من الافتراء والكذب المهين ".
وقد لخصت كتابه الأول في الآتي: يقول الحاج:
(هذه مناقشة هادئة لبعض أفكار أحد دعاة التجديد من العصرانيين وهو الدكتور حسن عبد الله الترابي، في ضؤ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف هذه الأمة، زادها الله تشريفاً وتعظيماً ومهابة ورفعة.
- (من الآثار السيئة لفكر دكتور الترابي التجديدي الدعوة إلى التقارب الديني، بين النصارى واليهود والمسلمين؛ حيث يقول الترابي: (إن الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية، التي تجمعنا مع المسيحيين، بتراث التاريخ الديني المشترك، وبرصيد تأريخي من المعتقدات والأخلاق، وإننا لا نريد الدين عصبية عداء ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد) هذه الدعوة شبيهة بالدعوة الماسونية التي هدفها الأول إبعاد الدين عن الحياة، واليهود والنصارى ليس لهم دين إنما هي مجموعة انحرافات، وإنما الخاسر الأول والأخير هو المسلم، صاحب الدين الحق).
- (كذلك من الآثار السيئة لعدم وضوح الرؤية في جانب العقيدة وعدم تحديد الهوية، وعدم الالتزام بمنهج السلف، موالاة الشيعة والدعوة إلى التقارب معهم وفتح المجال لهم، بإنشاء مراكز ثقافية، وإقامة الاحتفالات الدينية، وتمكينهم من الاتصال ببعض مشايخ الصوفية وشباب الحركة الإسلامية، وفتح قنوات اتصال بين هؤلاء وبين السفارة الإيرانية وإيران لحضور بعض الاحتفالات وللقيام ببعض الزيارات، وتوزيع بعض النشرات والكتيبات، كل هذا ليزول الحاجز النفسي بين أهل السنة وبين سابي الصحابة، ومكفريهم، ولاعني الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وفي كل ذلك ضرر بليغ وفساد كبير للإسلام وللمسلمين).
(كذلك من الآثار السيئة لفكر حسن الترابي ـ وهو ناتج عن عدم وضوح الرؤيا في الجانب العقدي أيضاً وبسبب الفراغ الروحي لدى الحركة الإسلامية السودانية ـ فتح المجال للمتصوفة؛ وذلك برعاية مجلس التصوف وقيام مؤتمر للصوفية تحت شعار " الذكر والذاكرين " وحضور الحوليات والموالد، وزيارة رجال الطرق، وإكرامهم، وإعزازهم، وفتح المجال في الإذاعة والتلفزيون للمديح المليء بالشركيات، والمصحوب بالآلات الموسيقية، وتمجيد الصوفية في كثير من اللقاءات الرسمية). ثم ذكر الحاج انحرافات الترابي في مجال المرأة: تجويزه مصافحتها للأجنبي، تجويزه الاختلاط، تجويزه سفرها دون محرم، تجويزه تقلدها للإمامة العظمى!!، تجنيدها وتدريبها عسكريًا في الجيش!، تجويزه عملها سكرتيرة للرجال. تجويزه للموسيقى، رده للأحاديث الصحيحة التي لا توافق عقله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/122)
أما كتابه الثاني (الرد القويم ..... ) فقد لخص فيه محاضرة الدكتور جعفر شيخ إدريس التي رد بها على الترابي بعنوان (العلمانية في ثياب إسلامية)، ثم ذكر أهم انحرافات الترابي. وقد لخصتها في الآتي:
(1 - إباحته للردة، وعدم إقامة الحد على المرتد.
2 - قوله عن سلمان رشدي: " لو كان عندنا في السودان لما حكمنا عليه بالردة "
3 - زعمه أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً الكفر الإعتقادي!! إنما كفرهم من قبيل الكفر العملي.
4 - يدعو إلى توحيد الأديان على أساس الملة الإبراهيمية وتحت راية الحزب الإبراهيمي!
5 - يزعم أن أبا البشر حواء وليس أدم!
6 - لا يؤمن بنزول عيسي عليه السلام آخر الزمان!
7 - استعماله للألفاظ القبيحة مع أنبياء الله عليهم السلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ كقوله بأن: " يونس شرد " " وإبراهيم كان " يبحث عن ربه " أو قوله عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: " الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا يوح إليه، ما حيفسر القرآن لهذا اليوم: لأنه لا يعرف هذا اليوم "!، وكقوله عن ابن عباس رضي الله عنهما " ابن عباس زروه ".
8 - زعمه أن الصحابة ليسوا عدولاً كلهم.
9 - قوله عن حديث " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم .. " بأنه: " يأخذ فيه برأي الطبيب الكافر، ولا يأخذ فيه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "!
10 - إنكاره لجهاد الطلب!
11 - إنكاره لعصمة الأنبياء! وحصره العصمة في عصمتهم من الناس فقط.
12 - إباحته للغناء، وتضليله الشباب بقوله: إن الاشتغال بالغناء والموسيقى عبادة!! (كما في رسالته: حوار الدين والفن)
13 - زعمه أن العقيدة لا ينبغي أن تكون سلفية!).
4 - رد الدكتور محمود الطحان:
رد الدكتور محمود على الترابي بكتاب عنوانه " مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين "، قال فيه مبينًا المآخذ على حركة الترابي التجديدية:
(- اتصافها بالعمومات من غير تمثيل:
اتسمت هذه الحركة بسمة الكلام العام من غير تمثيل، وهذه سمة تدل على أنه ليس هناك مشكلة واضحة تحتاج إلى حكم جديد، وإلا لضرب بها المثل، وأما الكلام العام، فهو دعوى تحتاج إلى بينة)
(- سلوكها طريق المغالطة، واصطياد الرعاع.
لقد سلكت هذه الدعوة في عرض ما تريد من أفكار طريق المغالطة والغوغائية وذلك بغية اجتذاب الرعاع من الناس، ومن ليس لديهم القدرة على المناقشة العلمية المبنية على اطلاع واسع على التشريع الإسلامي، والثروة الفقهية العظيمة التي خلفها سلف الأمة العظيم. وإلى القاري بعض الأمثلة على ذلك:
المثال الأول: يقول الدكتور الترابي: " قد يعلم المرء اليوم كيف يجادل إذا أثيرت الشبهات في حدود الله، ولكن المرء لا يعرف كيف يعبد الله في التجارة أو السياسة، أو يعبد الله في الفن، كيف تتكون في نفسه النيات العقدية التي تمثل معنى العبادة، ثم لا يعلم كيف يعبر عنها عمليا. وليس ثمة من مفت يُفتك كيف تسوق عربة أو تدير مكتباً! ولكن الكتب القديمة تفتك حتى كيف تقضي حاجتك! "
إن هذا الكلام لا يحتاج إلى أي تعليق، حتى يدرك من لديه إلمام قليل بكتب الفقه الإسلامية التي يعبر عنها ب " الكتب القديمة " فساد هذا الكلام، ومخالفته الواضحة للواقع، وافتراءه على الكتب الإسلامية القديمة
فهل صحيح أن كتب الفقه القديمة تفتي الذي يرجع إليها كيف يقضي حاجته وكيف يتطهر، ولا تفتيه في أمور التجارة والسياسة؟ إذن أين أبواب البيوع والرهن والتجارة والإجارة والسَلم والقرض والربا والصرف وما إلى ذلك من الأبواب التي تفتي في موضوع التجارة الداخلية والخارجية الموجودة في كل كتاب فقه قديم؟ وأين أبواب الإمامة الكبرى، وأبواب الحظر والإباحة؟
أما كيف يعبد المسلم الله في الفن، فربما لا يجد الإنسان الفتوى الصريحة فيها داخل كتب الفقه القديمة، لأننا ما ندري ما حدود الفن الذي يقصده الدكتور الترابي الذي يعبد المسلم الله به!! أهو الرقص والغناء، أو الموسيقى أو التمثيل أو ... ؟! لأن كلمة الفن كلمة غامضة بالنسبة لنا نحن علماء المسلمين، ما ندري ماذا يدخل فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/123)
ومع هذا فإن كتب الفقه القديمة نجد الفتوى في حكم الغناء والسماع والموسيقى وأخذ الأجرة عليها. ينظر في هذا أبواب الكراهية والاستحسان، أو أبواب الحظر والإباحة في جميع كتب الفقه القديمة من جميع المذاهب الفقهية المتبوعة).
(- نظرتها السوداء إلى كل قديم من الفقه وأصوله، والصحابة والسلف: إن الناظر في هذه الحركة تبدو له في مواضع كثيرة مما قاله أصحابها أنهم ينظرون نظرة سوداء إلى كل قديم، سواء كان فقها أو أصول فقه، وسواء كان صحابة أو سلفا).
(- اعتبارها العقيدة الإسلامية والأحكام الفقهية مرتبطة بالظروف القائمة في كل قرن، وليست ثابتة:
لقد اعتبر الدكتور الترابي الأفكار الإسلامية المتعلقة بالاعتقاد، وكذلك الأفكار الإسلامية المتعلقة بالأحكام الشرعية العملية، أفكاراً غير ثابتة، وأنها مرتبطة بالظروف القائمة في كل قرن، لذلك فينبغي أن تتغير وتتبدل من عصر إلى عصر، وأنه لا نصيب لها من الخلود والبقاء. وهذا ما قاله في هذا الصدد: " وإذا كان الفكر الإسلامي في كل قرن فكراً مرتبطاً بالظروف القائمة، فلا نصيب من خلود بعدها إلا تراثاً وعبرة، وسواء في ذلك فقه العقيدة، أو فقه الشريعة ".
وهذه أفكار في منتهى الخطورة، إذ تجعل الأفكار الإسلامية أفكاراً هشة جدا، مردها وارتباطها الوحيد هو الظروف، فتتلون بحسب الظروف التي تحكمها. وليست هي الحاكمة والمهيمنة.
وهذه الفكرة الخطيرة يكثر من تردادها الدكتور الترابي في محاضراته ونشراته، وهي فكرة تثير الريب والتساؤلات، وتجعل الدين ألعوبة للحكام).
(- وصفها بأن الفقه كان تقليدياً، لا رسمياً، ولا شعبياً وأن الفقهاء وسطاء بين العباد وبين ربهم).
(- تشبيهها الفقهاء برجال الكنيسة، وتشبيهها الفقه الإسلامي بالفقه الإنجليزي)
(- اعتبارها أنه من حسن حظها ظهورها في بلد ضعيف الثقافة الإسلامية:
وإن مما يثير العجب والدهشة في هذه الحركة أنها تعتبر ضعف الثقافة الإسلامية في مكان ظهورها من حسن حظها. وأنه نعمة لا نقمة! فقد قال الدكتور الترابي: " من حسن حظنا في السودان أننا في بلد ضعيف التاريخ والثقافة الإسلامية الموروثة، وقد تبدو تلك لأول وهلة نقمة، ولعلها ببعض الوجوه نعمة! إذ لا تقوم مقاومة شرسة لتقدم الإسلام المتجدد "!
هكذا يا دكتور ترابي، من حسن حظك وحظ دعوتك أنك تقول ما تريد باسم الإسلام وباسم تجديده في بلد ضعيف الئقافة الإسلامية، وتعلل ذلك بأنه لكي لا تقوم مقاومة شرسة لتقدم ما تسميه ب " الإسلام المتجدد "!
(- عيبها على العلماء القدامى إيثارها الأحوط. ودعوتها للتفلت وعدم المحافظة:
الأمر الخطير في هذه الحركة أنها تعيب على العلماء القدامى إيثارهم في بعض المسائل الخلافية الأحوط والأسلم والأضبط، ثم تدعو إلى الانطلاق والانفلات وترك المحافظة على طريقة سلفنا الصالح في طريقة البحث، وفي التطبيق، حتى إن الدكتور الترابي لا يرضى بالدعوة إلى الاعتدال، وإنما يريد الدعوة إلى الانطلاق والحرية بدون تحفظ).
(- اعتبارها أهلية الاجتهاد جملة مرنة، وأن الجمهور هو الحكم في ذلك: تعتبر هذه الحركة أن أهلية الاجتهاد شيئ نسبي وإضافي، وأنها جملة مرنة ليس لها ضوابط ولا شرائط، وأن الجمهور هم الحكم في تمييزالذي هو أعلم، متخذين من أعرافهم مقاييس تقويم المجتهدين والمفكرين، ولنسمع إلى الدكتور الترابي ماذا يقول: " فإذا عنينا بدرجة الاجتهاد مرتبة لها شرائط منضبطة، فما من شيئ في دنيا العلم من هذا القبيل! وإنما أهلية الاجتهاد جملة مرنة من معايير العلم والالتزام، تشيع بين المسلمين ليستعملوها في تقويم قادتهم الفكريين! " ثم يقول: " وقد ينظم المجتمع أحياناً ضوابط شكلية مثل الشهادات، ليكون حمل شهادة الجامعة أمارة لأهلية بدرجة معينة، وحمل الشهادة الأعلى إيذانا باستحقاق ثقة أعلى، وهكذا، وربما يترك الأمر أمانة للمسلمين، ليتخذوا بأعرافهم مقاييس تقويم المفكرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/124)
ومهما تكن المؤهلات الرسمية، فجمهور المسلمين هو الحكم، وهم أصحاب الشأن في تمييز الذي هو أعلم وأقوم، وليس في الدين كنيسة أو سلطة رسمية تحتكر الفتوى " ويقول أيضاً: " وتقدير أهلية الاجتهاد مسألة نسبية وإضافية، ولكن بعض الكتاب المتنطعين في الضبط يتوهمون أنها درجة معينة تميز طبقة المجتهدين من عامة الفقهاء " هكذا بكل بساطة، أهلية الاجتهاد جملة مرنة، والحكم فيها إلى عامة الناس! متى كان هذا؟ في أي علم من العلوم أو الفنون الأخرى؟ أيجوز أن تكون كلمة " عالم بالقوانين والدساتير " كلمة مرنة، والحكم فيها لعامة الناس وجمهورهم؟ أيجوز أن تكون كلمة " عالم كبير، أو خبير بالطب وجراحة القلب " كلمة مرنة، والحكم فيها للجمهور؟ .. وهكذا في جميع العلوم والفنون. فإذا كان لا يجوز ذلك في العلوم والفنون الأخرى، فلم يجوز في العلوم الشرعية وحدها، ويسمح أن يدعيها كل دعي ويمتطي صهوتها كل غبي؟!
(- أبرز الأصول التي دعا الدكتور الترابي إلى تجديدها:
إن من أبرز الأمور التي دعا الدكتور الترابي إلى تجديدها في علم أصول الفقه الإسلامي ما يلي:
1 - الإجماع
2 - أمر الحاكم
3 - القياس
4 - الاستصحاب
1 - أما الإجماع: فقد نحا الدكتور الترابي في تجديده نحواً لم يسمع به أحد من المسلمين، ولم يخطر ببال عالم من علماء المسلمين القدامى أو المعاصرين!! وكل من يقرأ تصويره للإجماع الجديد الذي يقترحه، لا يتردد لحظة أنه الاستفتاء أو التصويت من قبل عامة الناس على أمر من الأمور الذي تطرحها الدولة في الأنظمة الغربية على الناس ليأخذوا رأيهم.
يقول الترابي: " فإذن يمكن أن نحتكم إلى الرأي العام المسلم، ونطمئن إلى سلامة فطرة المسلمين، حتى ولو كانوا جهالا في أن يضبطوا مدى الاختلاف ومجال التفرق "
ويقول أيضاً: " .. ويدور بين الناس الجدل والنقاش حتى ينتهي في آخر الأمر إلى حسم القضية، إما أن يتبلور رأي عام، أو قرار يجمع عليه المسلمون، أو يرجحه جمهورهم وسوادهم الأعظم " هكذا صار الإجماع ـ بعد تطويره وتجديده ـ عند الدكتور الترابي، جدلاً ونقاشاً بين الناس ـ كل الناس ـ وتصويتا في نهاية الأمر، فما صوت له جمهورهم وسوادهم الأعظم كان حكماً لا زماً ينزل عليه كل المسلمين!
سبحان الله! متى كان عامة الناس يرجع إليهم في الأمور العلمية الدقيقة التي تحتاج إلى بحث؟ وهل جدل العامة ونقاشهم مبني على أصول علمية، أم هو لغط وسفسطة، كل يتكلم كما يحلو له؟ أليست هذه غوغائية؟ أليست هذه الطريقة التي اكتوينا بنارها من بعض الحكام والدكتاتوريين الظالمين؟ فإنه كلما أرادوا شيئاً أتوا بمشروع، وطرحوه للتصويت عليه من قبل عامة الناس، أو الشعب، ليأخذوا عليه الموافقة، ثم يصبح قانوناً ملزماً).
(2 - وأما أمر الحاكم ـ أو ولي الأمر ـ فقد اهتم به الترابي كثيراً، وأولاه من العناية ما يلفت النظر، وتهجم على الفقهاء والأصوليين القدامى بحجة أنهم أغفلوا حق الحاكم في التشريع وإصدار الأحكام، ودعا بإصرار إلى إعادة هذا الحق إليه)
(3 - وأما القياس، فإن الدكتور الترابي لا يريد به قياس الفقهاء والأصوليين الذي له ضوابط وشروط، وإنما يريد قياساً حراً فطرياً عفوياً، ليس له أية ضوابط أو قيود، لأن هذه الضوابط والقيود ـ في زعمه ـ من وضع مناطقه الإغريق، ثم اقتبسها عنهم الفقهاء).
(4 - وأما الاستصحاب، فإنه وان كان لا يأخذ به فقهاء المسلمين، ولا يعتبرونه أصلا ً من الأصول يبنون عليه الأحكام الفقهيه، إلا أن الدكتور الترابي يعتبره أصلاً مهماً، لكن لا يريده استصحاباً عادياً، وإنما يريده " استصحابا واسعا " فيقول: تحت عنوان " الاستصحاب الواسع ": " وإذا جمعنا أصل الاستصحاب مع أصل المصالح المرسلة تتهيأ لنا أصول واسعة لفقه الحياة العامة في الإسلام ". فالدكتور الترابي يركز على التوسع في مفهوم الأصول التي أصلها العلماء والأئمة الأقدمون، ويصر على تسمية كل أصل بذلك. فيقول: " الاستصحاب الواسع " و" القياس الواسع " و" الأصول الواسعة ". وهكذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/125)
وهذا أمر خطير، إذ يجعل هذه المسميات غير محددة المفهوم، تتسع لكل تصور، ولكل ما يخطر بالبال أنه مصلحة، مع أن المصلحة هي التي اعتبر الشارع أنها مصلحة. وإلا لصار الدين دين مصالح مبنية على اعتبار العقول البشرية، لا على النصوص السماوية، وصارت أحكامه أشبه بالقوانين الوضعية التي لا يلحظ فيها الأجانب المصلحة المتبادرة، ولو كانت مفسدة في الحقيقة والنتيجة).
(- وأخيراً لا بأس بذكر بعض الأمثلة من فتاوى تجديدية تمخضت عنها الحركة التجديدية وأفتى بها الدكتور الترابي وهي:
1 - عدم معاقبة المرتد عن دين الإسلام، وأنه ليس في الردة شيئ.
2 - عدم رجم الزاني المحصن.
3 - ليس على شارب الخمر حد معين، وإنما عليه تعزير يعود لرأي الإمام.
4 - يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج باليهودي والنصراني!
وغيرها من الفتاوى التجديدية المعاصرة، وأكثرها النص فيها صريح والإجماع منعقد على خلافها).
5 - رد أحمد بن مالك:
رد عليه بكتاب " الصارم المسلول على الترابي شاتم الرسول " صلى الله عليه وسلم. وانتقده في عدة أمور؛ هي:
(1 - تنقصه للأنبياء وافتراؤه عليهم - عليهم السلام -.
2 - تنقصه للصحابة - رضي الله عنهم -.
3 - إجازته التوارث بين المسلم والكافر!
4 - انكاره حد الردة، وحد الرجم للزاني المحصن.
5 - دعوته للرقص!! وقوله بأنه: " تعبير جميل يصور معنى خاصًا لما تنطوي عليه النفس البشرية من شعور .. "!
6 - دعوته للاختلاط.).
6 - رد الأستاذ فريد الثبيت:
رد عليه ضمن كتابه " دعوة الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ". وقد لخص بعض انحرافاته من رد الطحان، وكتاب " الصارم المسلول .. ".
7 - رد الأستاذ عبدالفتاح محجوب ابراهيم:
رد عليه بكتاب عنوانه " الدكتور حسن الترابي وفساد نظرية تطوير الدين ".وهو عبارة عن مناقشة ما جاء في كتابيه " تجديد الفكر الإسلامي " و " المرأة بين تعايم الدين .. ". وميزة هذا الرد أنه ذكر في ملحقه خطاب الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - الذي وجهه للترابي يسأله عن صحة ما نسب إليه من انحرافات، ورد الترابي (المراوغ!) عليه.
وقد ذكر الأستاذ عبدالفتاح أن اثنين من السودانيين ردا عليه أيضا بكتابين؛ هما:
8 - " نقض ديني لدعوة الترابي التجديدية " لمحمد أحمد حامد. و:
9 - " القضيب المصقول " لعلي زين العابدين. ولم أطلع على الكتابين.
10 - رد الشيخ علي حسن عبدالحميد:
تعرض الشيخ علي الحلبي للترابي في كتابه " العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون "، حيث قال:
- (إني أستغرب من (بعض) من له منزلة في نفوسنا ممن (ما يزال) يصف الترابي بـ (المفكر) و ... (الداعية)!!
فهل (هؤلاء) يجهلون حقيقة الترابي وفكره؟! أم أنهم (يعرفون)، لكنهم يرجحون المصلحة التي توهمتها عقولهم في ذلك بالسكوت عن بيان حقيقته؟!
فإلى هؤلاء وغيرهم أسوق بعضاً من كلمات الترابي الدالة علي حقيقة فكره، وأصل منهجه:
يقول ـ هداه الله ـ في كتابه: " تجديد الفكر الإسلامي " (ص: 26): " أما المصدر الذي يتعين علينا أن نعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته فهو العقل ... "!!
ولقد أداه نظره (العقلاني) هذا إلى اعتبار الاكتفاء بالكتاب والسنة (وهماً شائعاً) فتراه يقول في الكتاب نفسه (ص: 25): " ومن المعوقات: هناك من يقول: بأن عندنا ما يكفينا من الكتاب والسنة وهذا وهم شائع، إذ لا بد أن ينهض علماء فقهاء، فنحن بحاجة إلى فقه جديد لهذا الواقع الجديد "!!
ما هو هذا الفقه الجديد؟!
هل هو خارج عن الكتاب والسنة غير متصل بهما؟!
أم صادر عنهما منبعث منهما؟!
إن كان الأول ـ وهو ما يريده ـ فهو مردود مرفوض! بل هو من أبواب الردة، ـ نسأل الله العافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/126)
وإن كان الثاني ـ وهو ما وهمه ـ فهو إبطال لكلامه من أساسه! بل انظر إلى تلك الباقعة العظيمة التي تقيأها هذا الترابي حيث يقول في محاضرة عنوانها " تحكيم الشريعة " (مبيحاً) الردة عن الإسلام: " وأود أن أقول: إنه في إطار الدولة الواحدة، والعهد الواحد: يجوز للمسلم ـ كما يجوز للمسيحي ـ أن يبدل دينه "!! والعياذ بالله تعالى! ولقد أنكر الترابي ـ فيما أنكر بأسلوبه العقلاني الوافد ـ حد الرجم، كما نقله عنه الدكتور محمود الطحان في كتابه " مفهوم التجديد بين السنة النبوية وأدعياء التجديد المعاصرين " (ص: 31) وكذا صاحب كتاب " الصارم المسلول " (ص: 12) ثم تراه ينتقد (منهج السلف) والمنتسبين إليه إعلاء لمنهجه (العقلاني) (التجديدي) بقوله: " ولكن يتسمي بالسلفية آخرون يرون الدين متمثلاً في تاريخ المتدينين (!) فهم بحسن نية يتعصبون لذلك التاريخ، وينسون أن مغزاه في وجهته لا في صورته! ويقلدون السلف (!) لا في مناهجهم (!) وسننهم الأصولية (!) بل في شكل كسبهم المعين (!)، ويعتبرون بالصحابة والتابعين حرف (!) أقوالهم وأعمالهم، ويرون الاتباع لا في المضي على المنهج السالك قدماً (!) إلى الله بل في الموقف عند حد الأولين ومبلغهم ... "!!
كذا قال! وهو كلام لا يسوى فتلة عقال!!
ولو أردت نقد ـ بل نقض ـ هذه الكلمة البتراء لخرج كتابنا عما وضع له، لكني أكتفي بإيرادها ليعرف حقيقة هذا الترابي (العقلاء) حقاً! بل انظر إلى قوله بعد ذلك مباشرة: " والغالب في الذين يرجعون إلى الصور السالفة في تطبيق الشريعة لا إلى مغزى أحكامها أنهم أهل ثقافة صاغها الانغلاق على القديم .. "!! لذلك ... أجاز ـ بانفتاحه على الحديث والجديد ـ الكفر بالردة عن الإسلام ـ كما سبق ـ!! وأنكر حد الرجم!! وجعل حد شارب الخمر " لا يتعدى الجلد بين عشرين وأربعين (!!) ولا يتعدى السجن نحو شهر أو أكثر من ذلك بقليل (!) وغرامة قليلة (!!)).
11 - رد الشيخ محمد سرور زين العابدين:
رد الشيخ محمد سرور على الترابي في كتابه " دراسات في السيرة النبوية "، وفي مجلة السنة. فقال في كتابه السابق:
- (حسن الترابي ونزول المسيح:
أنكر أستاذ الحقوق الدستورية في الجامعات السودانية الدكتور حسن عبد الله الترابي نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان، فقلت له في مجلس ضمنا قبل أكثر من إحدى عشرة سنة: كيف تنكر حديثاً متواتراً؟! قال: أنا لا أناقش الحديث من حيث سنده وإنما أراه يتعارض من العقل، ويقدم العقل على النقل عند التعارض.
وقال أيضاً: هناك أحاديث قالها الرسول صلي الله عليه وسلم بصفته البشرية، وهي ليست حجة رغم صحة أسانيدها، وتوسع في ذكر نماذج من هذه الأحاديث.
ونادى بوجوب تجديد بعض كتب الأصول، وفي محاضرة له في مؤتمر للطلبة المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية سئل عن الاجتهاد والتقليد فقال:
" هذه الشروط - أي شروط الاجتهاد - ليست منضبطة كشروط الدكتوراه والماجستير هنا في الولايات المتحدة الأمريكية "!
وتأكد لي أن الدكتور حسن الترابي لم يتراجع عن هذه الآراء، بل مازال يدعو لها ولما هو أشد خطورة منها. لقد سئل في المحاضرة التي أشرت إليها قبل قليل عن السنة والشيعة، وعن الأسباب التي دعته إلى تأييد ثورة الخميني في إيران؟ فكان مما قاله:
" ليس صحيحاً أن التراث السني والشيعي متباينان هذا التباين، فكتاب الشوكاني دليل لنا رغم أنه شيعي زيدي، وما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم، فما يجمعهم 95 % وما يفرقهم 5 %!
وسئل: هل أنت على المذهب الشيعي؟ فأجب: أنا لا أسمي نفسي شيعياً ولا سنياً.
سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها. معناها حزب سياسي، ومرشح لكل حزب، وأنا لا أصوت لهذا ولا لهذا.
وقال:
أما القرآن فكلنا نتفق عليه، أما أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فنتفق على معظمها سنة وشيعة، أما التراث السني والشيعي ففيه من الترهات والخرافات عند أهل السنة والشيعة، وفيه فوائد.
ومضى الدكتور الترابي ـ في محاضرته ـ يتحدث في قضايا حساسة يحتاج طرحها إلى بحث شاق، وعلم جم، وإحاطة فعلية بأصول الإسلام وفروعه.
ولي على آرائه في هذه المحاضرة وغيرها ملاحظات أعرضها فيما يلي بشيئ من الإيجاز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/127)
1 - موقفه من نزول المسيح عليه السلام لا يختلف عن موقف الإصلاحيين، وقد أشرت إلى فداحة خطئهم في الصفحات الماضية.
2 - أما الأحاديث التي قالها الرسول صلي الله عليه وسلم بصفته البشرية ـ على حد زعم الترابي ومن سبقه إلى مثل هذا القول ـ فالعبرة فيها بكمال النهاية لا بنقص البداية، وكمال النهاية في حديث تأبير النخل قوله صلي الله عليه وسلم:
" أنتم أعلم بأمر دنياكم "، ويكون هذا الحديث ناسخاً للحديث الأول.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:
" الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة. وأما العصمة في غير ما يتعلق بالتبليغ فللناس فيه نزاع: والقول الذي عليه جمهور الناس ـ وهو الموافق للمنقول عن السلف ـ إثبات العصمة من الإقرار على الخطأ والذنوب مطلقاً "
والمشكلة عند أصحاب هذا الرأي أنهم يعدون كل حديث يخالف أهواءهم من الأحاديث التي قالها صلي الله عليه وسلم بصفته البشرية.
3 - لا أدري كيف تكون شروط الاجتهاد غير منضبطة عند علماء الأصول، وتكون شروط الدكتوراه والماجستير منضبطة في الولايات المتحدة الأمريكية؟!
إن الذين يعرفون جامعات الولايات المتحدة يعلمون أن شهادات معظمها مزورة، ولم تعد مقبولة حتى في بعض الدول المتخلفة
4 - قال الترابي عن الشوكاني رحمه الله:
" فكتاب الشوكاني دليل لنا رغم أنه شيعي زيدي "، وجوابنا على ذلك: كان الشوكاني زيدياً، ثم اعتنق مذهب أهل السنة، وتخلي عن مذهب الزيدية وعاش بقية عمره في صراع مع بني قومه، وكتابه الذي فات المحاضر ذكر اسمه هو نيل الأوطار وهو من كتب أهل السنة ومراجعهم المهمة.
ومن جهة أخرى فهناك بون شاسع بين الزيدية، والاثني عشرية الأمامية التي يدين بها زعيم الثورة الإيرانية [آية الله الخميني]، ولا أدري كيف اختلطت الأمور على الدكتور الترابي ووقع بمثل هذا الخطأ المؤسف؟!
5 - زعم الترابي أن السنة والشيعة يتفقون على 95 % من أصول الإسلام وفروعه ... ليته أخبرنا كيف توصل إلى هذه الإحصائية التي تشبه إلى حد كبير نتائج انتخابات الرؤساء العسكريين في دول العالم الثالث!!
ويبدو أن حسن الترابي ـ هداه الله ـ سمع ذكر هذه النسبة من دعاة التضليل الشيعة الذين يسمون أنفسهم دعاة التقريب بين المذاهب، أو أن الأمور التبست عليه فظن أنه ليس هناك من فروق تستحق الذكر بين الزيدية والإمامية الاثني عشرية.
وكان من أبسط الواجبات عليه قبل أن ينتهي إلى هذه النتائج المؤسفة أن يعود إلى أمهات الكتب الشيعة الأمامية الإثني عشرية أمثال:
الكافي للكليني، وفصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للطبرسي، و وسائل الشيعة للحر العاملي، وروضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للموسوي الخونساري، وتفسير الصافي للكاشاني، والخصال للصدوق، وتنقيح المقال للمامقاني، والاستبصار فيما اختلف من الأخبار للطوسي.
ومن أهم كتبهم الحديثة: المراجعات للمدعو عبد الحسين شرف الدين، وعقائد الإمامية للدكتور محمد رضا مظفر، وواقع الشيعة لمحمد المهدي الشيرازي، و أبو هريرة لعبد الحسين شرف الدين.
بل من أبسط الواجبات على المحاضر أن يعود إلى كتب زعيم الثورة الإيرانية الخميني ومن أشهرها: تحرير الوسيلة، والحكومة الإسلامية. لو عاد المحاضر إلى هذه المراجع المهمة عند الشيعة الإمامية لعلم علم اليقين أننا نختلف معهم اختلافاً لا لقاء بعده. ومن أهم الأمور التي نختلف معهم فيها:
- القرآن الكريم: فهم يعتقدون أن لهم قرآنا غير قرآننا يسمى مصحف فاطمة، وليس فيه من قرآننا حرف واحد
- السنة: فالرافضة لا يؤمنون بصحة أي حديث عند أهل السنة ولو كان متواتراً إلا إذا رواه أئمتهم. وليس أئمتهم من آل البيت وإنما من الآيات والمراجع الذين أشربوا حب الكذب وأسموه تقية.
- يعتقد الرافضة كفر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا خمسة أو سبعة
- يؤمن الرافضة بعصمة أئمتهم الإثني عشر من الخطأ والزلل ... ومثل هذا الاعتقاد يتعارض مع المفاهيم الديمقراطية التي ينادي يها الترابي ويزعم أنها مفاهيم إسلامية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/128)
- ومن الأمور الخطيرة التي يعتقدها أهل الرفض: التقية، والرجعة، وتعظيم المشاهد والقبور، والقول بكفر أهل السنة ... وليس هذا اعتقاد فئة منهم وإنما هو اعتقاد جميع آيات ومراجع الإمامية الإثني عشرية.
فأين آل 95 % التي تجمع بيننا وبين الرافضة؟!
فإن قال الترابي: إن بين أهل السنة خرافيون يعظمون المشاهد والقبور، قلت: ليس بين الشيعة من لا يعظم المشاهد والقبور ويحج إليها، أما الخرافيون من المنتسبين لأهل السنة فأعمالهم تتعارض مع الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، وليس عند الشيعة أدلة تتعارض مع تعظيم المشاهد والقبور.
6 - من حق الترابي أن يكون شيعياً أو سنياً أو حيادياً كما يصور له عقله، ولكن ليس من حقه القول: إن السنة لا تعني الالتزام بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم، وهو لا يملك دليلاً يدعم فيه قوله وهيهات له ذلك.
أما تصويره للسنه والشيعة بحزبين متنافسين وهو لا يريد أن يصوت لهذا الحزب أو لذالك ... فأمر مؤسف!! كيف لا يعترف الدكتور بجهله التام في عقائد الشيعة وأصولهم وتاريخهم؟!
أهذا هو الاجتهاد الذي يتحدث عنه في محاضراته الآنفة الذكر، وغيرها من المحاضرات السابقة واللاحقة؟!
أهذه هي مفاهيم التجديد في أصول الفقه وغيره التي ينادي بها أستاذ الحقوق الدستورية الدكتور حسن الترابي؟!
إنها جرأة والله لا يحسد عليها.
وبعد: هذه ملاحظات عن الدكتور الترابي وجدت نفسي مضطراً لذكرها خلال حديثي عن موقف الإصلاحيين من نزول عيسي عليه السلام في آخر الزمان، وكم أتمني أن يشرح الله صدر الترابي للحق ويتراجع عن مثل هذه البدع التي يدعو لها وما ذلك علي الله بعزيز).
وقال محمد سرور في مجلة السنة تحت عنوان " فكر الترابي ":
(كنت أعلم أن للترابي أفكاراً منحرفة عن النهج الذي كان عليه رسول الله وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد أشرت بالنقد إلى شيء منها في كتابي: "دراسات في السيرة النبوية" الذي صدر في طبعته الأولى [عام 1407 ه الموافق عام 1986 م].
وما كنت أجد فيما كان يقوله الرجل - رغم خطورته - شيئاً قد انفرد به، فمن قبله كان الشيخ محمد عبده وتلامذته ينكرون نزول المسيح عليه السلام، ويردون حديث الذبابة وغير ذلك من الأمور التي لا تستسيغها عقولهم، ومن هنا جاء اعتراضي في يوم من الأيام على من اتهم حسن الترابي بالزندقة، وكنت أرى أن في هذا الاتهام نوعاً من المجازفة التي لا ينبغي أن تصدر عن شيخ فاضل يقف على قدم راسخة من العلم والفضل والورع - ولا أزكي على الله أحداً -.
صرفتني المشاغل عن الترابي وأفكاره، وكان خلال هذه الفترة يتردد علي من يأتيني بكتاب له [رغم ندرة مؤلفاته] أو بخبر محاضرة من محاضراته وما ورد فيها من غرائب وتناقضات، وكنت أحاول سماع الشريط أو قراءة الكتاب، فلا أستطيع المضي معه أكثر من عشرات الدقائق لأنني لا أجد فيما يقول إلا فلسفة خالية من العلم الشرعي - وحتى من الوضوح - أو من التنظير السياسي الذي يستحق الاحترام والتقدير، ولا أريد أن أضيّع وقتي بشيء لا فائدة منه.
ثم بدأت أسمع أخبار معارك بين الترابي من جهة وبعض رفاق دربه من جهة أخرى، فلم أعرها أي اهتمام لأنها وإن أخذت في ظاهرها شكلاً منهجياً عقدياً، كانت في حقيقتها صراعاً حزبياً داخل الجماعة الواحدة، وهجمة شرسة من القيادة ضد كل من يتمرد على أنظمتها وتعليماتها، ولو كان محقاً من الوجهة الشرعية في المسألة التي يتمرد عليها.
وفي عام 1989 قاد بعض العسكريين انقلاباً في السودان، وتضاربت الأقوال في تحديد هوية الانقلابيين، فمن قائل إنه إسلامي، ومن قائل إنه كأي انقلاب عسكري، ولو كان إسلامياً لما أقدم على سجن شخصية إسلامية في حجم الدكتور حسن عبد الله الترابي. من جهتي لم أكن من المتحمسين لهذا الانقلاب، لا في بدايته عندما كان أمره غامضاً، ولا عندما خرج الترابي من السجن، وأكثر من القول في مجالسه الخاصة إنه انقلابنا وقادته أبناؤنا، وما كان سجني إلا بقصد التمويه .. لم أكن من المتحمسين لهذا الانقلاب، لأنني كنت أراه صدمة أخرى للذين يتطلعون ويتشوقون إلى عودة الأمة الإسلامية إلى كنف ربها، بعد الصدمة الأولى التي طبل لها الإسلاميون وزمروا، ثم كان من أمرها ما كان مما لم يعد يجهله أحد،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/129)
ومما كان يزيد من قناعتي ويرسخها أن الذين يسوقون للصدمة الثانية هم أنفسهم الذين كانوا يسوقون للصدمة الأولى.
ثمة أسباب دفعتني إلى الاهتمام بثورة الإنقاذ في السودان:
منها: أن بعض من نحترم آراءهم، ونثق بمواقفهم كتبوا لمجلة "السنة" معترضين على صمتها، وعدم إعطاء حكم الإنقاذ حقه من التأييد والنصح.
ومنها: زيارات متكررة من إخوة سودانيين لنا، وبعضهم من الذين يشاركون في الحكم، وقدموا لنا صورة ناصعة البياض عن النظام الإسلامي في السودان.
ومنها: أن أحد الدعاة السلفيين الذين كانوا يعملون في صفوف القوات المسلحة في السودان - أيام نميري - حدثني عن عمر البشير قائد ثورة الإنقاذ، وذكر لي أمثلة عن تواضعه وصدقه وسلامة اعتقاده.
ومنها: تكالب قوى الكفر العالمية ضد السودان ونظامه الجديد، وهذا الذي تحدثت عنه في حلقتين من مجلة السنة تحت عنوان: "مؤامرة أمريكية صهيونية على السودان".
هذه الأسباب مجتمعة جعلتني أتعاطف مع ثورة الإنقاذ، وأعيد النظر بمواقفي السلبية السابقة .. وبعد السؤال والبحث الجاد وجدت أن الدكتور حسن الترابي هو هذه الثورة: فكراً، وإدارة، وتخطيطاً، وسياسة، فرئيس الدولة ووزراؤه، ووكلاؤه لابد أن يعودوا إليه ويتلقوا التعليمات منه، وليس بينهم من يستطيع تجاوزه .. وهذا عندي يعني فتح ملف الترابي:
هل تراجع عن أفكاره ومعتقداته المنحرفة أم لا يزال متمسكاً بها؟، وهل يقدر أهمية قيام مثل هذه الدولة ووجوب التعاون والاستفادة من كافة الطاقات الإسلامية؟.
أوصلني فتح هذا الملف إلى نتائج أذهلتني، لاسيما وأن بعض المهتمين بالشأن الإسلامي وضعوا بين يدي ملفات نادرة عن فكر الرجل قديماً وحديثاً.
كان أحدهم يقول لي: إن الترابي يعتقد بأن اليهود والنصارى مؤمنون، ولا يصح القول بكفرهم، فكنت أستغرب ما أسمعه، وأتلقاه بحذر خشية أن يكون وراء ذلك صراع حزبي أو موقف شخصي، ولكن محدثي يسارع إلى تقديم الدليل بعد أن يلمح على وجهي علامات الشك والريبة فيما يقوله، وأمام الدليل القاطع تراني أبحث عما بقي لي من أمل فأقول:
لعل هذا الاعتقاد موقف شخصي، ولا علاقة لحكومة الإنقاذ به، فيأتيني الرد الذي لابد أن يكون المتحدث قد توقعه، وأعد الجواب عليه:
يا أخي: قول الترابي هو قول الحكم، ثم يحدثني عن المؤتمرات التي يعقدها النظام مع النصارى، وما يحدث فيها من شركيات لا تحتمل، حتى أن شيخاً من شيوخ الصوفية نهض في أحد هذه المؤتمرات، وصرخ بوجه محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي كان يديره: كفى مروقاً عن الدين، ثم غادر قاعة المؤتمر، وقد تملكه الغضب.
وعندما ابتلعت هذه المسألة التي من الصعوبة بمكان ابتلاعها، لم يترك لي المتحدث الآخر فسحة من الوقت للتفكير بأمر هذه الدولة، وبأمر هذا الرجل الذي استطاع بذلاقة لسانه تضليل هذا العدد الكبير من الناس .. نعم لم يترك لي المتحدث الآخر فسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس، فقال:
وصاحبك يؤمن بأن الإنسان من حقه أن يختار الدين الذي يريده، وتطمئن إليه نفسه، وينكر إقامة حد الردة.
فأجبته: كنت أسمع بهذا أيام حكم نميري.
فقال: هو صاحب هذا القول في نظام نميري، وفي نظام الإنقاذ، وهو الذي تولى سن هذا القانون وإقراره من قبل النظامين.
وما زال أصحابي يحدثونني عن البدع الكفرية التي ابتدعها هذا الرجل حتى وجدتني أمام رجل خطير مراوغ، يتلاعب بدين الله كما يحلو له، ولا يبالي بمخالفة صريح مدلول القرآن وصحيح السنة، وإجماع الأمة.
عندما وجدت متسعاً من الوقت عكفت على دراسة الملفات التي قدمها لي الإخوة الغيورون على دينهم، والملفات التي نملكها في محفوظات المركز، فوجدت أموراً لا يجوز لي السكوت عنها، وهذا هو الوقت المناسب - فيما أرى - للحديث عن فكر الرجل وعقيدته، وسيعلم القارئ الكريم بعد أن يفرغ من قراءة هذه الحلقات أنني لا أكتب انتصاراً للتلامذة على شيخهم، ولا أبغي الانتقاص من قدر الشيخ بسبب قضايا قابلة للاجتهاد في المفهوم الشرعي، وليس العلماني الذي يريده الترابي ومن نحا نحوه من المتنورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/130)
هذا، وقد عرضت في هذه الحلقة والتي تليها أهم أفكار الرجل، وأعرضت عن ذكر بعضها بسبب ضيق المجال، إلا أن الذي عرضته يكفي للحكم عليه، ثم علقت على كل واحدة منها متوخياً الاختصار، ومن الجدير ذكره أنني ما ذكرت قولاً من أقواله إلا وذكرت المصدر الذي اعتمدت عليه.
أولاً: إنكاره لحد الردة:
ينكر الترابي حد الردة، ويرى أن من حق أي مواطن في دولة الإسلام تغيير دينه إذا اقتنع بغيره، يقول في مقابلة له مع جريدة المحرر [العدد: 263، آب 1994]:
"نريد الحوار مع الغرب، لا نريد حرباً معه، نريد أن نحتكم معاً إلى ديموقراطية عالمية، أما في بلدي، فالأولى بي وأنا أدعو للحوار في مواجهة الآخر، أن أتحاور مع كل من حولي، مسلماً كان أم غير مسلم، وعربياً كان أم غير عربي، أتحاور معه وأترك له حرية أن يقول ما يشاء، ويسود بنتيجة الحوار هذا الرأي أو ذاك، وأزيد على كل هذا رأياً هو رأيي الشخصي:
حتى إذا ارتد المسلم تماماً وخرج من الإسلام ويريد أن يبقى حيث هو، فليبق حيث هو. لا إكراه في الدين .. لا إكراه في الدين .. وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته في أن يقول ما يشاء، شريطة أن لا يفسد ما هو مشترك بيننا من نظام".
ويقول أيضاً:
"وأود أن أقول: إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه .. أما الردة الفكرية البحتة التي لا تستصحب ثورة على الجماعة ولا انضماماً إلى الصف الذي يقاتل الجماعة كما كان يحدث عندما ورد الحديث المشهور عن الرسول r، فليس بذلك بأس يذكر، ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون، ثم يؤمنون ويكفرون، ولم يطبق عليهم الرسول r حد الردة".
وفي مقابلة له مع صحيفة "المستقلة" قال:
"إذا كان الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان الحرية [من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر]، ولو شاء الله لطبعنا تماماً على الإيمان كالجماد، كالحجر، كالسموات والأرض والجبال اللائي أشفقن من حمل أمانة الحرية، أشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، فما دام الله قد حمّل الإنسان أمانة الحرية يصبح الأمر بديهة من بديهيات الدين، تشهد بها آيات القرآن [لا إكراه في الدين] وحتى في أيام الرسول r تحدث القرآن الكريم عن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا .. كان الناس يرتدون ويعودون ويخرجون وهكذا.
حديث المرتد حديث قصير جاء في سياق العلاقات الحربية، كان المسلمون يشفقون من المسلم إذا ارتد ورأوه في صف المقاتلين هنالك هل يعصمه إسلامه السابق من قتله إذا قدروا عليه في ميدان القتال، فقال لهم الرسول r من بدل دينه وفارق الجماعة فاقتلوه. ولكن الناس انتزعوا هذا الحديث من أسبابه الخاصة، ونسخوا به أصلاً من أصول الدين هو حرية العقيدة. كيف لعاقل أن يتصور أن الله سبحانه الذي لم يكره أحداً يبيح لنا أن نكره أحداً على الإيمان؟.
وآيات حظر الإكراه شتى في القرآن وفي غالب سنن الرسول r، لذلك أنا لا أوافق على الرأي الشائع في حكم المرتد أبداً.
وفي إشارة منه على عدم احترامه للمصادر الشرعية يقول:
" .. وهذه لا تحتاج إلى الرجوع إلى قول فلان ورد فلان على فلان. حرية العقيدة أصل من أصول القرآن، لكن أكثر المسلمين انقطعوا عن أصولهم تماماً، وبدأوا يأخذون عمن أخذ عمن أخذ عمن أخذ من الأصول!! وهذه واحدة من ظواهر التخلف عن دواعي الدين.
ويدرك الترابي [وما زلنا ننقل فقرات من مقابلته مع صحيفة المستقلة] أنه في شذوذاته هذه كمن يناطح قلعة شاهقة فيقول:
"فقد لا أكون أعلم الناس وأكثرهم زاداً من العلم، وقد لا يثق الناس باجتهادي بل يحسبون أن أهوائي قد تؤثر علي. ذلك أمر للناس، وهم يحكمون عليّ وعليك بمعاييرهم" (1).
تعليق:
قتل المرتد من المعلوم بالدين بالضرورة، ومما أجمع عليه أهل العلم، يقول ابن قدامة رحمه الله: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين، وروي ذلك عن أبي بكر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد رضي الله عنهم، وغيرهم، ولم يُنْكَرْ ذلك، فكان إجماعاً" وقال أيضاً: "ومن اعتقد حِلَّ شيءٍ أُجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين، وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه، كلحم الخنزير والزنا وأشباه هذا مما لا خلاف فيه، كفر" (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/131)
وهؤلاء هم الذين قصدهم الترابي بقوله: "لكن الناس انتزعوا هذا الحديث من أسبابه الخاصة، ونسخوا به أصلاً من أصول الدين هو حرية العقيدة" .. أي أن الصحابة والتابعين وأئمة خير القرون المفضلة، وعلماء الإسلام في كل عصر ومصر انتزعوا الحديث من أسبابه ونسخوا به أصلاً من أصول الدين، ولم يكتشف هذه الحقيقة على مر العصور إلا رجل من الخرطوم اسمه حسن عبد الله الترابي!!.
إن ما ذكره الترابي في مسألة قتل المرتد ظاهر بطلانه عند المبتدئين من طلاب العلم فضلاً عن العلماء، وما هو إلا خليط من أقوال المستشرقين والمستغربين وكل الحاقدين على هذا الدين، وأحسب أن كبار هؤلاء ودهاتهم يترفعون فيما يكتبونه عن استهتار الترابي في كثير من كتاباته ومحاضراته عن الإسلام، ومن الأمثلة قوله في إحدى محاضراته: "لا إكراه في الدين" Full stop!!.
أهكذا يفسر القرآن؟، وهل من الأدب الشرعي وهو يخاطب عرب السودان في جامعة الخرطوم أن ينطق بهذه الكلمة الإنكليزية التي تعني بالعربية: نقطة انتهى.
انتهى!! لا تحاولوا ربط الآية بمثيلاتها، ولا تتطرقوا لأسباب النزول وأقوال علماء التفسير، والأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في هذا المعنى.
انتهى!! هذه هي تعليمات الشيخ، وهكذا يتلقى المريد، وعلى هذا الأساس تقوم دولة ويسمونها إسلامية!!.
الدستور السوداني الذي اعتبرته حكومة الإنقاذ فتحاً عظيماً، أقر ما قاله الترابي - بطريقة لا تخلو من المراوغة - في هذا الشأن، ونص على حرية الاعتقاد، ومن باب أولى فقد ألغى حد الردة .. لهذا ولغيره فقد كان موضع انتقاد كثير من الدعاة في البلدان العربية، ولم يجدوا فيه ما كانوا ينتظرونه من حكومة الإنقاذ.
ثانياً: عقيدته في اليهود والنصارى:
قال الترابي:
"إن قيام جبهة المؤمنين هو مطلب الساعة، وينبغي ألا تحول دونه المخاوف والتوجسات التاريخية، فنحن نعلم جميعاً أن الكثير من الحروبات التي شنت باسم الدين والاضطهاد الذي وقع باسم الدين كان الدين منه براء، لأن الأديان السماوية لا تدعو لنشر رسالتها - رسالة الفضيلة والسلام - بحد السيف أو بالقنابل والمدافع، ونحن نقرأ تاريخ الحروب الصليبية التي شنت على الشرق فنراها حملات استعمارية، استخدم فيها بعض ملوك أوربا شعار الصليب واسم المسيحية ليحققوا توسعاً استعمارياً تتعبأ فيها جماهيرهم المؤمنة، ويمدهم بالموارد وبكنوز الشرق التي كانوا يسمعون بها، وكذلك جاءت الموجة المتأخرة من الاستعمار واستخدمت اسم الدين ودعاوى التبشير لتبسط نفوذها على الأرض والناس تتخذهم سلعة لتجارة الرقيق وسخرياً لتحقيق مآربها الدنيوية المفارقة لهدي الأديان جميعاً، ولقد جاءت الموجة الاستعمارية بعرقيتها وعنصريتها مخالفة لهدي الإخاء المسيحي الذي لا يرى فرقاً بين أبيض وأسود إلا بالتقوى" (3).
وقال: "إن البعد عن عصبية الدين، والتحرر من التعصب المذهبي، هو الباب المفضي إلى حوار حقيقي بين الأديان، فإذا ترك أهل الأديان التعصب كل لمذهبه وملته، وأقبل على دراسة الأديان بعقل متفتح، كان أحرى أن ينكشف له الأصل الواحد لهذه الأديان، واشتراكها في القيم الأساسية التي تدعو لها. وهذه هي دعوتنا اليوم: أن تقوم جبهة أهل الكتاب، والكتاب عندنا يطلق في القرآن يقصد به كل كتاب جاء من عند الله".
وإذن: يدعو الترابي إلى قيام جبهة أهل الإيمان (المسلمون، والنصارى، واليهود) على أساس الملة الإبراهيمية، وكان منذ القديم يطرح هذه الأفكار في منتدياته، يقول في مقابله له مع مجلة المجتمع (العدد: 736، تاريخ 8/ 10/1985):
"إن الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية التي تجمعنا مع المسيحيين بتراث التاريخ المشترك وبرصيد تاريخي من المعتقدات والأخلاق، إننا لا نريد الدين عصبية عداء، ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد".
وفي مقابلة له مع المحرر [العدد 263، آب 1994] يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/132)
"إنني لأعتقد أن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام، ابتغاء مكسب، فالمنافق ديناً في الدرك الأسفل من النار، وفي الدرك الأسفل عندي من الانحطاط، أنا لا أريد أن أكره نصرانياً ولا حتى إفريقياً على أن يدخل في الإسلام بالإكراه. إنني أخسر بهذا ولا أربح شيئاً. بل إنني أنفتح على دعوته لي إذا شاء إلى النصرانية أو الإفريقية وأنا مطمئن إلى من تكون له عاقبة الدعوة والدار".
النفاق العملي والاعتقادي:
قوله: "ينافقني": أي يتودد إليه ويتقرب منه، ويظهر له خلاف ما يبطن، والترابي كان في الوقت الذي أجرى فيه هذه المقابلة مع "المحرر" الرجل الأول في النظام، وكان لابد من عودة رئيس الدولة - عمر البشير - إليه لعرض أموره عليه وأخذ التعليمات منه، وطلابه يعرفون كيف بطش بزملاء وأساتذة لهم من قبل، وسيكون مصيرهم كمصير مَنْ سلفهم إن لم يسترضوا شيخهم ويتوددون إليه بعبارات يعلمون أنه لا يستحقها، وهذا النوع من النفاق، اسمه "نفاق عملي"، وهو ليس أكثر من معصية وصاحبه لا يكفر، أما النفاق الذي يقود صاحبه إلى الدرك الأسفل من النار فهو "نفاق اعتقادي" ولا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى، لأن محله القلب، ونحن نحكم على ظاهر أفعال المرء، ولسنا مكلفين بالبحث عما تكنه صدور الناس، وفي بعض الحالات قد نحكم على أنواع معينة من الناس - ومن خلال الظاهر - بالنفاق الأكبر، ومن الأمثلة على ذلك العلماني الذي يدعو إلى مذهبه ويؤذي الدعاة إلى الله ثم نراه يصلي في المناسبات العامة لتلتقط له الصور.
فهل كان الترابي يجهل الفارق بين هذين النوعين من النفاق: الاعتقادي والعملي؟ أم كان يخلط خلطاً متعمداً، ويستغفل عقلية المخاطبين بمقابلته مع صحيفة المحرر؟!.
أمر آخر لابد من الإشارة إليه ما دمنا في صدد الحديث عن النفاق، وذلك أن النفاق عند النصارى في بلادنا أظهر منه عند غيرهم لأنهم يكرهون ديننا، ويفضلون علينا إخوانهم نصارى أوربا وأمريكا، ولا يستطيعون البوح بذلك فيظهرون لنا خلاف ما يبطنون.
أما دعوة الترابي إلى الإخاء الديني وإلى تكوين جبهة أهل الإيمان [اليهود، والنصارى، والمسلمون] فقديمة مثل كثير من انحرافاته، وقد كان يلقى أعقاب كل محاضرة يلقيها من يحاول نصحه وإقامة الحجة عليه، فما يزيده ذلك إلا إصراراً وتمسكاً بما يدعو إليه، فإذا قيل له: ألم يقل الله جلَّ وعلا عن اليهود كذا وكذا - يذكرون له الآيات التي أنزلها الله بحقهم - أجاب: يهود اليوم ليسوا هم اليهود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم (عن مجلة الطالب السوداني)، وفي محاضرة له في جامعة الخرطوم أجاب: اليهود الذين أتحدث عنهم ليسوا صهاينة.
وإذا قيل له: لقد أخبرنا الحق جلَّ وعلا في محكم كتابه بأن اليهود والنصارى كفار، أجاب: كلمة الكفر لا تعني الخروج عن الملة، وإنها بمعنى تغطية بعض الحق مثل المسلم الذي يقارف معصية، ثم يتوب منها .. ثم يمضي الترابي قائلاً: "بل سماهم الله في القرآن أهل الكتاب، فهم مؤمنون"، ولأنهم مؤمنون يشاركهم المسؤولون السودانيون - في دولة الترابي - في أعيادهم، ويسمحون لهم ببناء الكنائس وغير ذلك من الأنشطة دون حدود أو قيود.
وكتعليق عابر نقول: إن المسلمين الذين نالوا الحد الأدنى من ا لعلوم الشرعية يعلمون أن الترابي فيما يدعيه ويدعو إليه يُكذِّبُ قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم} [المائدة:17]. وقوله: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} [المائدة:73]، وقوله: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه} [المائدة:18]، وقوله: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحُ ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} [التوبة:30 - 31].
وإذن: لقد كفر اليهود والنصارى لأنهم كانوا يعتقدون بأن لله ولداً، وأنه ثالث ثلاثة، وهذا هو الكفر الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/133)
وكفر اليهود والنصارى لأنهم زعموا بأن القرآن الكريم ليس كلام الله، وأنه سبحانه وتعالى لم يرسل محمداً r بشيراً ونذيراً، ولهذا فقد أجمع علماء الملة على كفر اليهود والنصارى، وكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ما لم يكن معذوراً بجهله. والعذر بالجهل يزول بعد إقامة الحجة عليه، وليس من المعذورين بجهلهم من يدعو إلى هذه الضلالة من خلال المنتديات التي يحاضر بها أو المقابلات الصحفية التي يعقدها، ويسمع في هذه وتلك ردود العلماء فما تزيده إلا إصراراً على بدعته ودأباً في الدعوة إليها.
والمثير للدهشة أن هذا الذي ينادي إلى قيام جبهة أهل الإيمان على أساس الملة الإبراهيمية، هو نفسه الذي أوعز للقيادة العسكرية بحل التنظيمات الحزبية، وعندما كان زملاؤه في الجبهة القومية الإسلامية يطالبونه بعودة التنظيم لأنه هو الذي دبر الانقلاب العسكري، وليس الترابي وحده، كان يتهرب من الجواب، وعندما يضطر كان يقول لهم: هكذا يريد العسكريون، وإرادة العسكريين لا تخرج عن إرادته "رمتني بدائها وانسلت".
وهو نفسه الذي لم تصدر عنه أية مبادرة لإقامة جبهة إسلامية في بلده تشمل: أنصار السنة، والإخوان المسلمين بقسميهم، وبقية الجماعات الأخرى، مع أنه هو ودولته بحاجة ملحة إلى قيام هذه الجبهة، وإلى توحيد كافة الطاقات الإسلامية لتأخذ دورها المنشود في مواجهة أعداء الله على كافة الجبهات والمواقع. فكيف نصدق أن هذا الذي بطش بزملائه وإخوانه الدعاة واحداً بعد الآخر، ومن كان عنده أدنى شك فليذهب إلى قادة الجبهة القومية الإسلامية وليسألهم .. نعم كيف نصدق بأن هذا الذي لم يتسع صدره لجماعته يريد أن يوحد اليهود والنصارى والإسلام؟ *!.
وإذا قيل: إنها سياسة لكسب ود النصارى في السودان، والفاتيكان وأوربا وأمريكا. فالجواب: إن كسب ود هؤلاء لا يكون بقول يخرج قائله من ملة الإسلام .. ومن ثم فها هو لم يكسب ود أحد.
ثالثاً: إنكار نزول المسيح عليه السلام:
جاء في كتابه "قضايا التجديد .. نحو منهج أصولي":
"وفي بعض التقاليد الدينية تصور عقدي بأن خط التاريخ الديني بعد عهد التأسيس الأول ينحدر بأمر الدين انحطاطاً مضطرداً لا يرسم نمطاً روحياً. وفي ظل هذا الاعتقاد تتركز آمال الإصلاح أو التجديد نحو حدث أو عهد واحد بعينه مرجو في المستقبل يرد أمر الدين إلى حالته المثلى من جديد. وهذه عقيدة نشأت عند اليهود واعترت النصارى، وقوامها انتظار المسيح يأتي أو يعود عندما يبلغ الانحطاط ذروته بعهد الدجال قبل أن ينقلب الحال صاعداً بذلك الظهور، ولعلها تحريف للبشريات التي جاءت في الوحي القديم بمبعث عيسى ثم بمبعث محمد عليهما السلام.
وقد انتقلت هذه العقيدة بأثر من دفع الإسرائيليات إلى المسلمين. وما يزال جمهور من عامة المسلمين يعولون عليها في تجديد دينهم، وفشوها هو الذي أغرى كثيرين من أدعياء المهدية والعيسوية، وبعضهم تحركه نية صادقة للإصلاح والتجديد لكنه بتربيته الثقافية التقليدية وبتربية العامة الذين يخاطبهم لا يجد وجهاً لشرعية الخروج على القديم إلا بحجة المهدية النهائية، ولعل تلك العقيدة هي ألهت المسلمين عن القيام بعبء الإصلاح وأقعدتهم في كثير من حالات الانحطاط المستفز مرجئة ينتظرون مجيء صاحب الوقت".
تعليق:
عقيدة نزول المسيح عليه السلام آخر الزمن ثابتة في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الصحيحة، ومنها صحيحا البخاري ومسلم، وعدّها كثير من أئمة الحديث من الأحاديث المتواترة، فابن حجر العسقلاني تتبع طرقها واحداً واحداً وأثبت بأنها متواترة، وذكر الشوكاني في توضيحه تسعة وعشرين حديثاً ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر، منها ما هو مذكور في أحاديث الدجال، ومنها ما هو مذكور في أحاديث المهدي المنتظر، وتنضم إلى ذلك أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة فلها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في ذلك (4).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/134)
الترابي لم يسلك سبيل من سلفه ممن أنكر نزول المسيح، أعني لم يتعب نفسه في مناقشة الآيات والأحاديث النبوية وأقوال العلماء، ثم يقول رأيه فيها من الوجهة الشرعية، ومن جهة أخرى لم يستخدم ألفاظاً ومصطلحات شرعية، وإنما عبارات فلسفية وإنشائية، ومن الأمثلة على ذلك قوله: "وفي بعض التقاليد الدينية" فهذه التي يسميها تقاليد أحاديث نبوية صحيحة. وقوله فيما سماه إسرائيليات: "وفشوها هو الذي أغرى كثيرين من أدعياء المهدية والعيسوية"! فهل المتبع للقرآن والسنة المتواترة دعي أم الدعي من يتبع أهواء المستشرقين والمارقين؟!.
ومن جهة ثالثة ليس صحيحاً خلطه ما بين عقيدة المسلمين في نزول المسيح واليأس الذي يعتري بعضهم، فيقعدون عن العمل الدعوي منتظرين نزول المسيح، لا، ليس الأمر كذلك لأن المسلمين مأمورون شرعاً بالدعوة والجهاد من أجل أن يكون الدين كله لله، ومن ثم فهم لا يدرون متى ينزل المسيح والمهدي والدجال، بل المطلوب منهم محاربة كل دجال في جميع الأزمنة والأمكنة.
رابعاً: الاتحاد والفناء في ذات الله بالفن:
يقول الترابي: "والدين التوحيدي هو الذي يوحد الحرية من الذات إلى النظام مع الآخرين، فيحرر المؤمن من كل ما يستعبده في النفس والمجتمع ويخلصه لربه فيلتزم من تلقاء نفسه بأمر الله. ويتحد به ويفنى فيه، ولا يستشعر مجانبة ولا حرجاً. فالدين وحده هو الذي يجعل الفنان ملتزماً وهو صادق لا يلقى عليه الإلزام من خارج نفسه، فيكبته ولا يسمح لفنه بأن يتنفس ويعيش ويثمر أو يجعله منافقاً يعالج الصور الفنية تكلفاً متقطعاً من الإبداع الأصيل في ذات نفسه". ويقول عن الصوفية:
"فقامت الحركة الصوفية وهي تربية تثير الوجدان المؤمن، وتلتمس لطائف التعبير عن لطائف الأحوال، فأخذت من مادة الحياة الثقافية الواسعة كلمات تعبر به عن معانيها وما يعينها عن شعائر الذكر والعبادة، فكثر السماع عن الصوفية وراج الشعر الجميل ودخل التواجد في الذكر فكان الرقص وما يصاحبه من شعائر التصوف، لاسيما على الصعيد الشعبي إذ يغلب الشعور الإيماني على التصورات العلمية النظرية، ويحقق المؤمن من العوام ذاته المتدينة في حلقة ذكر راقص أو إنشاد شعر أو جلسة سماع بينما ينشغل الخاصة ويشبعون أنفسهم بالعلم والتفقه". وأضاف:
"المشكل الأكبر الذي يواجهنا اليوم في شأن الفنون هو التوجه بها إلى الدين، وهي شكل يضاهي شأننا مع السياسة والاقتصاد والعلم وكثير من مقاصد الحياة التي انقطعت عن الوجهة الدينية، ومرقت على الأطر الشرعية وشكلت قطاع حياة بجانب الدين ويجعل وجودنا في الدنيا مؤسساً على ثنائية إشراك غير مقبول: بعض شأننا لله وبعضه لسواه".
ويمضي في الحديث عن الأسباب التي تمنع من التوجه بالفنون إلى الدين، فيقول:
"منها أن فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا ولا يهيئنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ولا نعبده من خلاله. وذلك يستدعي تربية إيمانية تأصيلية في المجال الفني تجند له شروح العقيدة بوجه يدخل الفن فيها ومنهاجاً للسلوك الإيماني يحقق ذلك في واقع التدين، ولا تنفصل العقيدة الإيمانية عن صور التعبير الشرعي عنها".
وتحت عنوان: "الدين للفن" يقول:
"إن دين التوحيد الذي يسلم به الفن لله منهاج يسلك طريق العبادة بالفن من حيث يسقط اللا متدينون في الفتنة. فبالتوحيد يتخذ الإنسان الفن وسيلة إلى الله يأخذه بذات خصائصه دون كبت أو تعطيل ويسخره للعبادة، بل يرقى بطبيعته تلك ليرقى به قدر العبادة .. فلا بد إذن من اتخاذ الفن مادة لعبادة الله. فمن تلقائه يضل كثير من الضالين وبه يمكن أن يهتدي المهتدون، فمن أهمله ترك باباً واسعاً للفتنة الملهية عن الله والداعية إلى معاصيه، ومن أخذه بما ينبغي فتح باباً واسعاً للدعوة إلى الله بدفع جاذبية الجمال ولعبادته أجمل وجوه العبادة. فالغالب من الناس يقبلون على الفنون والجماليات ويمكن أن توافيهم داعية الدين، وسواء عظيم منهم آتاهم الله ملكة الإبداع الفني، ورباهم فيهم مجتمع مولع بالفنون، ولن تكتمل لهم حياة موحدة إلا إذا جعلوا نشاطهم الفني بعض تدينهم، ولم يشققوا حياتهم ويحيلوا الفن هامشاً لغواً فيها، أو يحيلوا الدين إلى زاوية معزولة" (5).
وعن الرقص يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/135)
"الرقص كذلك تعبير جميل يصور معنى خاصاً بما تنطوي عليه النفس البشرية .. إلى أن قال: ولا ننكر أن في الغرب رقصاً يعبر عن معانٍ أخرى كريمة" (6).
وفي المجال التطبيقي لهذه القناعة في الغناء والرقص أسس الترابي في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات فرقة غنائية موسيقية مكونة من فتيان وفتيات سماها "نمارق"، وأحيت نمارق الترابي حفلات غنائية مختلطة، وفي مثل هذه الأجواء لابد من اختلاء الشباب مع الشابات، وهذا الاختلاء يقود حتماً إلى مفاسد كثيرة، وإثم ذلك كله في ذمة المفتي الدكتور في الحقوق الدستورية من جامعة السوربون حسن الترابي.
بين يدي وأنا أعد هذا البحث تقرير رفعه أحد الطلبة النشيطين في جامعة الخرطوم للمسؤولين عن تنظيمه في الجامعة يبيّن فيه أسباب استقالته من الجماعة الإسلامية التي يتزعمها الترابي، وكان مما جاء فيه:
"13 - (7) الدعوة الخبيثة لاقتحام مجال الفن وتسخيره لعبادة الله، مستغلاً جهل الناس بعلوم دينهم مزيناً دعواه بالفهوم الخاطئة والروايات الموضوعة عن الغناء والرقص والتمثيل .. مما أدى لظهور الذين يجيدون الغناء وقراءة النوتة الموسيقية أكثر من قراءة القرآن".
وفي موضع آخر من تقريره يقول:
"أصبحت قضية الغناء هي المشكلة التي تواجه الدولة الإسلامية المرتقبة، فكثر المتخصصون في الحديث عنه، وتكونت شعبة الموسيقى والمسرح لتعليم الفتيات النوتة الموسيقية قبل علوم الدين الأساسية، وتعددت الرسائل التي تناقش قضايا الفن والغناء والرقص في الوقت الذي يجهل فيه الناس علوم دينهم." (8). ولنا عودة إلى هذا التقرير مرة أخرى إن شاء الله.
تعليق:
1 - أُرْجِئ الحديث عما قاله الترابي عن الاتحاد والفناء في ذات الله إلى موضع آخر.
2 - عندما سمعت لأول مرة الحديث عن اهتمام الترابي بالفن، وأنه يعتبره قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية، ظننت أن هذا القول صورة من صور التشنيع على الرجل، وذَكَّرْتُ المتحدث بالله، وعندما أصرَّ على قوله. قلت له:
ما علاقة الفن والرقص بالعقيدة، أوَ يقول ذلك عاقل؟ *!، وإن قاله كيف يقبل المسلمون الذين يتبعونه هذا القول؟، ثم يبقى قائله زعيماً ومنظراً لنظام إسلامي - كما يدعون -، وأخيراً اقتنعت بما قاله محدثي، وعش رجباً ترى عجباً.
3 - اشتراكية الإسلام .. ديمقراطية الإسلام، هذا ما قيل قبل ستة عقود، ويقول الترابي اليوم: الفن الإسلامي .. الرقص الإسلامي .. ماذا سُيقال غداً: هل يقال علمانية الإسلام؟، أجل، لقد قال الترابي شيئاً من هذا كما سيأتي الحديث.
4 - إنني أعترف بأنه استفزني بقوله: "فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا"، ولهذا فهو يطالب بتربية إيمانية تأصيلية تعمل على إدخال الفن في صلب العقيدة!!، ترى من يخاطب هذا الرجل؟ لا أشك أنه سيندحر ويندحر معه رقصه وموسيقاه والوتر الذي تاب - حسب قوله - وتبقى لنا عقيدتنا سالمة من التغيير والتشويه والتبديل.
خامساً: الترابي: لست سنياً ولا شيعياً:
وعن موقفه من السنة والشيعة يقول:
"كنت أتحدث في مؤتمر مع مسلمين وعرب في المؤتمر العربي والإسلامي. قلت لهم: .. أنا لست سنياً ولا أدرك ما معنى السني والشيعي. إذا اختلفنا على مرشحين اثنين للخلافة الراشدة الثالثة، فصوت بعضهم لهذا وصوت آخرون لذلك. فتلك أمة قد مضت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فهل نشق التاريخ الإسلامي إلى يوم القيامة.
كذلك المذاهب، ما أحسب أن مالكاً أو أبا حنيفة أو الصادق قد قدروا أنهم أسسوا مذهباً يستمر إلى يوم القيامة. لقد اجتهدوا ليومهم وربما حسبوا أن اجتهادهم لا يزيد على أن يستمر لسنوات، ثم يأتي مجتهدون جدد يجددون الدين ويواجهون مشكلات جديدة. لكنا بقينا أسرى اجتهادهم. حتى أهل الصوفية أرادوا أن يدخلوا معاني داخلية للدين لا معاني ظاهرية فقط، فاتخذناها طرقاً إلى يوم القيامة: كالقادرية، والنقشبندية، و … الخ. لهؤلاء جميعاً أقول: تعالوا نتوحد".
هذا ما قاله الترابي لصحيفة المحرر [في 1/ 8/94]، أما ما قاله في أحد مؤتمرات الطلبة العرب المسلمين في أمريكا:
"ليس صحيحاً أن التراث السني والشيعي متباينان هذا التباين، فكتاب الشوكاني دليل لنا رغم أنه شيعي زيدي، وما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم، فما يجمعهم 95% وما يفرقهم 5%.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/136)
وسئل: هل أنت على المذهب الشيعي؟ فأجاب: أنا لا أسمي نفسي شيعياً ولا سنياً، سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها. معناها حزب سياسي، ومرشح لكل حزب، وأنا لا أصوت لهذا ولا لهذا، وقال: وأما القرآن فكلنا نتفق عليه، أما أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فنتفق على معظمها سنة وشيعة، أما التراث السني والشيعي ففيه من الترهات والخرافات عند أهل السنة والشيعة، وفيه فوائد" (9).
لمَ لا نحسن الظن بالرجل، ونصدق قوله: " .. ولا أدري ما معنى السني والشيعي"، وهذا الذي قاله ينم عن جهل واضح وفاضح.
فالناس يسألونه عن الشيعة الاثني عشرية، مذهب الخميني ورافضة إيران، وهو يجيبهم عن الزيدية، مما يدل على أنه لا يعرف الفرق بينهما.
وكتاب الشوكاني الذي يبدو أنه سمع به ثم نسي اسمه هو: "نيل الأوطار"، ويعتبر مرجعاً من مراجع أهل السنة، والشوكاني كان شيعياً زيدياً، ثم أصبح سنياً وعاش بقية عمره ثم مات على عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهجهم.
قوله إن الشيعة والسنة متفقون على 95% من الإسلام، لا يقبله أي سني يفهم دينه وعقيدته، وقل مثل ذلك في أي شيعي، ولا يقبله أيضاً أي مستشرق يحترم عقله وعقول الذين يخاطبهم فيما يكتب، وذلك لأن الشيعة يقولون أن عندهم قرآناً غير قرآننا ويسمونه مصحف فاطمة، وهو مثل القرآن ثلاث مرات. وسيظهره مهديهم، ولا يعتقدون صحة حديث إلا إذا رواه أئمتهم ومراجعهم، ولو كان هذا الحديث متواتراً عند أهل السنة، وفضلاً عن ذلك فهم يعتقدون عصمة أئمتهم، والترابي يشكك حتى بعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يعتقدون عقائد أخرى باطلة: كالرجعة، والتقية، وكفر الصحابة وردتهم لا يستثنون إلا خمسة منهم، فأين هذا الاتفاق على 95% من الدين؟.
وإذا كان الترابي قد اعترف بجهله في هذه المسألة الخطيرة فكيف يخوض ويفتي بها؟.
ومن جهة أخرى فإن حديثه مع "المحرر" جاء بعد عشرة أعوام، وهي فترة كافية ليتعلم، لاسيما وأنه يتعرض لمثل هذه الأسئلة في محاضراته ومجالسه العامة .. مع ذلك وبكل استهتار يكرر "للمحرر" إقراره بالجهل ويعيد الفتوى السابقة نفسها.
سادساً: الترابي والمرأة:
للترابي كتيب سماه "المرأة في تعاليم الإسلام" عرض فيه نصوصاً من الكتاب والسنة، ثم فهمها حسب طريقته التجديدية التي لا تخضع لضوابط شرعية، فليس لك أن تحاججه بالفقه وأصوله، ولا بعلم التفسير وأقوال أئمة التفسير. وهذا خلاصة ما انتهى إليه:
للمرأة أن تتخذ عقيدتها بغير إكراه، وهذا ما يدندن حوله كثيراً، وأرجو أن لا أكون قد أخطأت في فهم كلامه عندما أقول: من حق المرأة أن تتحول من الإسلام إلى النصرانية أو إلى غير ذلك من الأديان والمذاهب، وليس من حق زوجها أن يكرهها على العودة إلى الإسلام.
للمرأة أن تشهد مجتمعات المسلمين وندواتهم العامة، ولها أن تحاضر فيها.
وإذا كان من حق المرأة مثلها مثل الرجل أن تعتنق الدين الذين تقتنع به، فمن باب أولى من حقها أن تلبس ما تشاء في دولته الإسلامية، وسئل في إحدى محاضراته: ومتى تتدخل الدولة؟ فأجاب: إذا خرجت المرأة عارية.
يؤكد في مواضع متعددة من كتابه على جواز الاختلاط، فللمرأة أن تستقبل ضيوف الأسرة وتخدمهم، ولا عزل بين الجنسين في مجال العلم، ويجوز اعتزال الرجل [الأجنبي] والمرأة على مرأى وملأ من الناس، ولكن ينبغي كف البصر، عما يلتمس به المرء أو يجد الفتنة من المرأة، وليس كل النظر إلى المرأة محظوراً.
ويقول في موضع آخر من حديثه عن الاختلاط:
" .. لكن الحياة الإسلامية موجهة إلى الله تعالى، ولئن أبيح فيها اتصال الرجال بالنساء، فإنما ذلك ابتلاء ينبغي للمسلم أن يتخذه مجالاً لعبادة الله وشكره، وأقل التقدير أن يأخذه بشكله المباح المشروع، ولا يجوز في الدين أن تتخذ علاقة الرجال والنساء سبباً لمتاع جنسي يلهي عن الله".
كيف يفتي بالاختلاط بين الجنسين على مختلف أعمارهم: في الجامعات، والندوات، وفرق الغناء والموسيقى، والاجتماعات الحزبية، ثم يطالب هؤلاء جميعاً باتخاذ الاختلاط مجالاً لعبادة الله وشكره؟!.
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له * إياك إياك أن تبتل بالماء
للمرأة أن تختار الزوج، وترفض من تُكْرَه عليه وأن تفارق الزوج وهو راغم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/137)
للمرأة أن تشارك في العمل السياسي والإداري على كافة المستويات، ومن ذلك مشاركتها في تنصيب القائمين بأمر الدولة انتخاباً ونصحاً.
لا سلطان للرجال على النساء إلا في إطار الزوجية، وهي علاقة تنشأ وتنحل برضى المرأة، وتقوم في الأصل على الشورى والإحسان، وليس للرجل فيها إلا قوامة الإنفاق، والأمر والتأديب بالمعروف، أما سلطان الوالدين فهو سواء على الأبناء والبنات.
يجوز للمرأة أن تعمل تاجرة في الأسواق العامة، حتى لو تعرضت لإيذاءات من الرجال السفهاء، بل ويجوز لها أن تتولى أمر السوق من قبل السلطة: كالإشراف، والإدارة، وغير ذلك.
الحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حكمهن ليس كحكم أحد من النساء، ولا يجوز زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة، ولم يتأثر بها وضع سائر المسلمات.
زعم أن خروج بعض الصحابيات في حروب الرسول صلى الله عليه وسلم، دليل على وجوب تدريب النساء تدريباً عسكرياً، واستيعابهن في سلك الجندية [الدفاع الشعبي].
ولقد انبرى للرد عليه قاضي محكمة استئناف كردفان الخواض الشيخ العقاد، فعرض في رسالته القيمة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الدالة على عدم وجوب القتال على النساء، ثم عرض في الفصل الثاني الأحكام الفقهية ومذاهب الفقهاء في هذه المسألة، ونكتفي فيما يلي بعرض أقوال مقتضبة من هذه الرسالة، يقول الكاتب:
"وهذا الموضوع المعني هو المتمثل في ظاهرة اهتمام الأوساط الرسمية بالبلاد، والشعبية الشبه رسمية - في هذه الأيام - بتدريب النساء تدريباً عسكرياً، وبذل الجهود المتواصلة لاستيعاب الفتيات في سلك الجندية - دفاع شعبي -، ومن ثمرات هذا الاهتمام ما نشاهده يومياً من استعراض الطوابير النسائية في الساحات العامة، أو في المعسكرات الخاصة، وسواء كان ذلك بالمشاهدة المباشرة، أو عبر شاشة التلفاز".
وبعد أن يؤكد بأن عدد الصحابة الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ألف ويزيدون يقول:
" .. ثم نجد أن النساء اللواتي خرجن مع الغزاة في ذلك الحين لأغراض السقاية والرفادة والتطبيب، عشرة أو نحو العشرة من جملة هذا العدد الكبير، ولم يقاتل من بينهن إلا نزر يسير - اثنتان، أو ثلاث، بل قل أربعاً - فأين هذه المساواة في التكليف بحراسة الكيان العام للدين بالنسبة للنساء، مع الرجال، والتي ذهب يقررها الأستاذ الترابي في كلامه المتقدم؟ .. ".
ويشير الشيخ العقاد بأنه لو حمي وطيس الحرب واشتعل أوارها لما خرجت هؤلاء الفتيات إليها "لكنها لم تزل مقصورة على المارشات العسكرية وارتداء الأزياء المحببة إليهن لما فيها من عنصر الحداثة والتجديد الذي تميل إليه نفوس كثيرة، ونفوس الفتيات إلى مثل ذلك أميل، بل وأحياناً تصل أسباب التشويق إلى امتطائهن صهوات الجياد، الأمر الذي لم يحدث لدى الصحابيات من قبل".
ويعود إلى التذكير بأن الصحابيات اللائي خرجن لشهود القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم، خرجن في بوتقة أسرية وفي معية المحارم والأزواج، ولم يكن بينهن فتاة ناهد بكر غير ذات زوج على الإطلاق، ولم يخرجن كزميلات سلاح لا يربطهن بفصائل الجيش والجنود إلا هذه الصفة".
سابعاً: زندقة مكشوفة:
1 - في [17/ 4/1995] أجرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية مقابلة مع د. الترابي، وقرأتها باهتمام بعد أن ترجمها لي أحد الإخوة علني أجد فيها الحنكة والدهاء في مخاطبة الغربيين - كما يقول المعجبون به -، ولكن الترابي في نسخته الأعجمية هو نفسه الترابي في نسخته العربية، ونقدم فيما يلي أحد الأسئلة التي وجهتها إليه المجلة وجوابه عليها:
السؤال: " .. لكن لا يوجد تفسير موحد للشريعة، هل يجب قطع يدي ورجلي السارق؟، وهل جزاء المرتدين عن الدين القتل؟ ".
الأمانة تقتضي أن يبيّن لهم الحكم الشرعي ثم يستخدم عبقريته ومواهبه في إبراز عدل هذا الحكم وأحقيته وتفوقه على القوانين والأحكام الغربية، لكنه آثر إرضاء الكافرين على إرضاء رب العالمين، فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/138)
"هذه الحدود لا تقام اليوم في السودان، لأن تفسيرنا للشريعة متطور أكثر مما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى. لا يوجد أحد قط في مؤتمرنا الشعبي الإسلامي يُحرِّم المرأة من حق توليها مناصب عامة في الدولة، أو ينكر لها الحق في تولي منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء".
وفي مقابلة أخرى له مع صحيفة القدس العربي اللندنية [26 محرم 1421 الموافق 1/ 5/2000] قلل من شأن إقامة الحدود، وزعم أن "عامة المسلمين وعامة الفقهاء الذين يسمون أنفسهم علماء لا يحملون إلا التراث محفوظاً في أذهانهم، ظنوا أن الحدود هي الشريعة، فأول تطبيق كان لإشهار تطبيق الإسلام للناس ليفرحوا بذلك، ولم يكن ذلك صواباً .. ليس من الدين .. الكلمة نفسها وموقع هذه العقوبة .. الأحكام الجنائية الإسلامية ضئيل جداً فالناس تركوا غالب هذه الأحكام وتحدثوا في أربعة أو خمسة حدود أو دون ذلك".
ثم يشير إلى خوفه من ردة الفعل العالمية لو أقيمت الحدود فيقول:
"الآن لما قام القانون الجنائي الذي كان معداً أيام الحكم السابق في الجمعية التأسيسية، لكنه الآن نفذ من الواقع للإعلام العالمي والضغط العالمي .. الضغط العالمي شديد في مسألة الحدود هذه خاصة بعد قطع أو جلد زان أو مختمر إلا في البلاد التي يوازن الضغط أيضاً رخاء في الثروة عندها، كالبلاد الإسلامية التي تجاورنا شرقياً [يقصد السعودية] .. فلأنهم يطمعون في ثرواتها يسكتون، حتى لو رأوا بأعينهم الحدود وكرهوها. أما هنا فإذا وجدوا فينا مشهداً من تلك المشاهد فيمكن أن يقيموا الدنيا كلها والقرارات العالمية كلها".
حديث الترابي مع "ديرشبيغل" ذكرني بمقابلة أجراها أحد الذين يهرفون بما لا يعرفون مع إحدى الفضائيات الأوربية، وكان موضوعها: مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام، وأرهق المتحدث نفسه وهو يحشد ما يظنه أدلة يثبت من خلالها أن المرأة في الإسلام مثل الرجل سواء بسواء، ولعله كان يتوقع بأن المستمعين سيعجبون بطرحه، وفوجئ عندما أنهت المذيعة المقابلة وهي تقول: الحكم الشرعي في هذه المسألة معروف ومشهور، ولن تستطيع أنت ولا عشرات من أمثالك تغييره. وهكذا حال ومآل من أراد إرضاء الناس بسخط الله.
الأنكى من ذلك كله أننا أمام دولة ترفع شعار الإسلام: عقيدة [طبعاً الفن من العقيدة]، وشريعة ونظام حياة .. ثم لا تقيم الحدود، وها قد مضى على قيامها عشر سنين دون أن تظهر منها أية بادرة تعرب فيها عن نيتها في إقامتها، مع أن الجبهة القومية أثناء الحكم الذي سبق انقلاب 1989، كانوا يتهمون بعض الأحزاب الحاكمة بالكفر لأنها كانت تراوغ في مسألة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ومنها إقامة الحدود.
وهاهو شيخ هذا النظام ومنظره يقول لمجلة "ديرشبيغل" الألمانية: إننا لا نقيم الحدود لأن تفسيرنا للشريعة متطور [وسيأتي الحديث عن هذا التطور]، وليس في قوله هذا أي اعتذار، ولا أي وعد بأنهم سيستدركون هذا النقص.
وفي مقابلته مع جريدة القدس يقلل من شأن إقامة الحدود. ويهاجم العلماء لأنهم لا يحملون إلا التراث محفوظاً في أذهانهم، ويعتقد أن بعض الأحكام مثل "الربا" تحتاج إلى اجتهاد جديد، والاجتهاد عنده مغاير للاجتهاد الشرعي، وقد رأينا من قبل إلغاءه لحد الردة.
ويستغرب الترابي كيف ترك الناس الاهتمام بأحكام الشريعة، وتحدثوا في أربعة أو خمسة حدود أو دون ذلك.
الناس الذين يقصدهم الترابي يهتمون بالإسلام كله، ويعلمون بأن الإسلام جاء ليحكم، وليكون الدين كله لله، قال تعالى: ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) [المائدة: 44].
وقال: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في صدورهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)) [النساء: 65].
أما الغرب الذي يخشاه فلقد حرك دول الجوار وبالأخص: أرتيريا، وأثيوبيا، وأوغندا، وقوات قرنق، وقدم لهم كل أنواع الدعم المادية والمعنوية، ومع ذلك كله فقد عجزوا عن تحقيق هدفهم في إسقاط نظام الإنقاذ، ترى أين عقيدة التوكل على الله؟ قال سبحانه وتعالى: ((الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله. والله ذو فضل عظيم)).
وقال تعالى: ((أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/139)
وسواء كانت الحدود التي ألغاها الترابي حداً واحداً أو أكثر .. وسواء كانت الحدود التي أعرض عن تطبيقها رغبة أو رهبة حداً واحداً أو أكثر فيجب قتال هذا النظام إذا توفرت الاستطاعة كما قاتل أبو بكر الصديق صنفاً من أصناف المرتدين امتنعوا عن دفع الزكاة دون غيرها من أحكام الإسلام، وهذا ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم بعد أن استبان لهم الدليل.
يقول الشيخ رشيد رضا ما موجزه:
"من المسائل المجمع عليها قولاً واعتقاداً أن إباحة المجمع على تحريمه: كالزنا، والسكر، واستباحة الحدود، وشرع ما لم يأذن به الله كفر وردة". [تفسير المنار: 6/ 367].
2 - نعود إلى حديث الترابي عن الاتحاد والفناء في ذات الله بالفن، وكان مما قاله فيما مضى من هذا البحث:
"والدين التوحيدي هو الذي يحرر المؤمن من كل ما يستعبده في النفس والمجتمع ويخلصه لربه فيلتزم من تلقاء نفسه بأمر الله، ويتحد ويفنى فيه. ولا يستشعر مجانبة ولا حرجاً" اه.
أصحاب هذا الاعتقاد يقولون: إن وجود المحدثات المخلوقات هو عين وجود الخالق، ليس غيره ولا سواه، والاتحاد نوعان: اتحاد عام وهم الذين يعتقدون أن الكائنات المخلوقة متحدة في ذات الخالق، واتحاد خاص وهم الذين يقولون: إن الله هو المسيح بن مريم. قال تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) [المائدة:17].
ودعاة الاتحاد العام أشد كفراً وزندقة من دعاة الاتحاد الخاص، يقول ابن القيم في نونيته:
حاشا النصارى أن يكونوا مثله * وهم الحمير وعابدوا الصلبان
هم خصصوه بالمسيح وأمه * وأولاء ما صانوه عن الحيوان
هل كان الترابي يفهم معنى الاتحاد والفناء في ذات الله، أم كان يلقي الكلام على عواهنه؟ هذا ما سوف نشير إليه بعد الانتهاء من عرض "فكر الترابي" إن شاء الله.
3 - يدعي الترابي أن في الإسلام جوانب كثيرة علمانية، قال في جريدة الراية القطرية [19/ 10/1986]:
"إن للإسلام جوانب علمانية كثيرة .. وإن العلمانية لا دينية سياسية .. ليس لأنها ضد الدين، ولكنها ليست من الدين في شيء .. كما أنها لا تريد أن تلغي دور الدين أو تهمله في الحياة عامة .. فلا شأن لها بذلك .. ولكنها نظرية أو مذهب أو عقيدة سياسية يحسن أن نسميها اللادينية السياسية".
4 - وعن الجهاد يقول:
"القتال حكم ماض، هذا قول تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقول إن الحكم قد تغير، ولكن أقول إن الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كله قائماً على علاقة العدوان، لا يعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت امبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك. ولذلك كان الأمر كله قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع - إن شئت -" (10).
قوله هذا مخالف للقرآن والسنة والإجماع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن السبب الذي ذكره حجة عليه وليس له لأن هذه الامبراطوريات - الدول الكبرى - ما زالت تعدو علينا، وتحرض حلفاءها في المنطقة ضدنا، وما أمر حرب الخليج الأولى والثانية عنا ببعيد، كما أن إسرائيل ما زالت تحتل فلسطيننا منذ أكثر من نصف قرن، وفي عام 1967 ابتلعت القدس ومعها أراض عربية تتجاوز ضعف المساحة التي ابتلعتها عام 1948.
وهو (الترابي) لا يجهل وجود هذه الامبراطوريات القوي في الدول الإفريقية المحيطة بالسودان، وسعيها الحثيث بالتعاون مع الأمريكان من أجل الإطاحة بنظام الإنقاذ.
ومن جهة ثالثة فقوله هذا يتعارض مع:
خروجه المسلح - ومعه المعارضة - على نظام جعفر نميري عام 1976، وكان يعتبر خروجه جهاداً في سبيل الله مع أن الجنود السودانيين الذين كان يقاتلهم مسلمون، ولم يكن هذا القتال من أجل تحكيم شريعة الله.
انقلابه العسكري عام 1989 الذي جاء بحكومة الإنقاذ.
قواته الشعبية المسلحة التي تقاتل المعارضة السودانية في جنوب البلاد وشرقها، ويشرف بنفسه على هذه القوات، وعلى الاحتفالات التي يسمونها "عرس الشهيد" فما بال الرجل يوقع نفسه في تناقضات ليس لها حدود؟.
5 - تطاوله على الأنبياء:
يقول عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: "ده شخص راق لكن ما تقولوا: معصوم ما يعمل حاجة غلط".
وعن إبراهيم عليه السلام قال:
"كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة".
وأن يونس عليه السلام غاضب ربه وظن أنه لن يقدر عليه، وأنه شرد من قومه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/140)
وأن موسى عليه السلام اعترف بجريمته، وفي محاضرة أخرى قال: اعترف بخطيئته.
وفي موضع آخر زعم بأن الله سبحانه وتعالى لم يعصم رسولنا صلى الله عليه وسلم إلا من الناس مستدلاً بقوله تعالى: ((والله يعصمك من الناس)) [المائدة: 67].
ويقول أيضاً:
"هسع كلمة العصمة دي، الصحابة كانوا بيعرفوها، هسع لو جابوا الصحابة كلهم قعدوهم بيعرفوا عصمة النبي؟ وما عصمة النبي؟ يقولوا لهم النبي كذاب. يقولوا: كلا حاشا ما نبي كذاب، لكن ما بيعرفوا كلمة العصمة، دي كلمة عملوها المتكلمين".
6 - تطاوله عل أعلام الإسلام:
رأينا فيما مضى كيف أنكر عصمة الأنبياء، وسلك في إنكاره سبيلاً ملتوياً، وفي محاضراته الكثيرة يحوم دائماً حول إنكار عدالة الصحابة - رضوان الله عليهم -، يقول عن طائفة منهم:
"ابن عباس عندما زروه [ضبطوه] قال أخبرني الفضل بن عباس يطلع غلطان في إخباره أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم، وحاطب بن بلتعة (!) ارتكب خيانة عظمى، وعائشة كانت تقول: كذبوا [يعني نفراً من الصحابة] على رسول الله".
وفي موضع آخر يتهم الصحابة باتباع الهوى، يقول في هذا الشأن:
"إذا رأينا نأخذ كل الصحابة أو لا نأخذ، قد نجيء بعمل تنقيح جديد. نقول الصحابي إذا روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ فيه، نعمل روايته درجة ضعيفة جداً. وإذا روى حديثاً ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر ويمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية".
وزعم في موضع ثالث أن الاختلاط لم يكن مستنكراً ولا مستغرباً في حياة الصحابة، قال في محاضرة الديوم الشرقية:
"الصحابة كانوا يتعارفوا كلهم، زي ما بتعرف يقول ليك زينب أي الزيانب؟ في كم زينب يعرفوها، ما في مشكلة، .. لفت وشها برضو يعرفوها .. يغضوا النظر لمن البصر يعمل فتنة".
وفي محاضرة بعنوان (قضايا أصولية وفكرية) بالديوم الشرقية:
"الضوابط العملوها لتصحيح السنة إيش، جابوها من فين الضوابط العملها البخاري، من هو البخاري؟ بشر يخطئ ويصيب، وضوابطه قد تكون مقبولة أو غير مقبولة. فقد نجد معايير عملها البخاري ما صحيحة، لا تؤدي إلى الحقيقة، وقد نجد معايير أضيق من اللزوم، اللي بيدعي أنه صحيح في ضعيف فيه، حتى الليلة إذا وصل الناس أنه في خمسين حديثاً في البخاري ضعيف، إيه الفتنة الدينية اللي بتحصل لنا".
وقال في موطن آخر من المحاضرة نفسها مشككاً بعدالة الصحابة وبصحيح البخاري:
"لازم لمن تجي تقوم تمتحن ضوابطه [أي البخاري] لمن تجي وأنت مؤتمن البخاري .. المسلمين .. آه .. آه .. آه خلاص ما في شيء .. من وثقه فهو كذا .. ومن جرحه فهو مجروح .. ومن عدله فهو عدل .. كل الصحابة عدول ليه؟ ما شرك يشترك ذلك في كثير أو قليل. يمكن لنا اليوم عندنا وسائل كثيرة جداً، البخاري ما كان يعرفها!! " (11).
الأنبياء ليسوا معصومين، ولما كانوا كذلك فلا بأس من رد أقوالهم إذا كانت تخالف عقل الترابي ومن يرى رأيه.
والصحابة ليسوا عدولاً، ولا يختلفون عن غيرهم من الناس فيما يقولونه أو ينقلونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومصطلح الحديث يجب أن يجدد، وفي ظل هذا التجديد يصبح الترابي وأصحابه رقباء على الصحابة رضوان الله عليهم "فإذا روى الصحابي حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ عليه، نعمل روايته درجة ضعيفة جداً".
أما البخاري فيقول: من هو البخاري؟ وكأنه أراد أن يقول: إنه لا يختلف عني في شيء، ولا ينبغي أن يتفق أهل السنة على قبول كل ما ورد في صحيحه.
إن الترابي ينسف بهذه الأقوال الخطيرة الإسلام من أساسه لأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قوة القرآن الكريم، والصحابة - رضوان الله عليهم - نقلوا إلينا القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فإذا كان بينهم الكذاب والخائن وكذا وكذا - حسب قول الترابي - فديننا كله موضع شك والعياذ بالله .. لا أدري لماذا لا يمنح أعداء الإسلام هذا الرجل جائزة نوبل؟.
7 - ألقى الترابي محاضرة بجامعة الخرطوم [في: 30/ 4/1995]، وقد احتوت على أهم آرائه في علم التفسير والمفسرين، وكان مما قاله: إن كتب التفسير عبارة عن حكايات وقصص وآراء شخصية لمؤلفيها، وسخر من بعض ما ورد فيها وخاصة في تفسير القرطبي، وأضاف بكل استهتار:
"الرسول بشر مثلنا يوحى إليه - ماحَيْفَسر القرآن لهذا اليوم، لأنه لا يعرف هذا اليوم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/141)
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف هذا اليوم والترابي يعرفه إذن لابد من وضع تفسير بذلك، وقد وعد فيلسوف آخر الزمان بإنجاز هذه المهمة.
كانت هذه المحاضرة موضع استياء طلاب العلم، وأصر الشيخ محمد عبد الكريم على وضع الحق في نصابه، وبيان جهل هذا المدعي وخبثه، فرد عليه في محاضرة ألقاها بجامعة الخرطوم نفسها، وكانت أحد أسباب سجن الشيخ الفاضل لمدة سنتين، دون أن توجه إليه أية تهمة، ودون أن يحقق معه، مع أن النظام كان يدعي في تلك الفترة أنه ليس للترابي أية مسؤولية.
وعلمت من عدد من الدعاة السودانيين يستحيل تواطؤهم على الكذب أن الترابي ألقى محاضرة [بعد الإجراءات التي اتخذها رئيس الدولة ضده] أمام طالبات الجامعة، وقال فيها ما موجزه: تحدث المفسرون في كتبهم عن الحور العين فهل تصدقن ما زعموه، والذي أعتقده بأنكن الحور العين!!.
اللهم إنا نسألك السلامة في الدين والدنيا والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثامناً: الاجتهاد:
كلما سئل أو تحدث الترابي عن الاجتهاد في مفهومه الشرعي، كرر الأقاويل التي يرددها العلمانيون الذين يرون من حقهم الخوض في أخص معاني الدين والاعتقاد دون حسيب أو رقيب، وليس من حق أحد أن يحاسبهم على اجتهاد اجتهدوه!!
في مقابلة للترابي مع جريدة المحرر [1/ 8/1994] قال:
"وحين أذكر الاجتهاد فإنني أعتقد أنه واجب على كل فرد، وليس على العالم المزعوم أنه عالم. الكل مطالب بأن يتعاون ويتناصر في الاجتهاد، ويفتح باب حرية الرأي .. " وهنا سأل رئيس تحرير الصحيفة:
هل أفهم من كلامكم هنا أن الحرية تعني الاجتهاد، كما يعني الاجتهاد الحرية؟ فأجاب: "نعم. نعم. والاجتهاد الحر ليس للعلماء فقط وبشروط معينة، بل لكل أحد لكل فرد. لابد من أن نجتهد معاً وجميعاً فيما هو محقق لمصلحة الجماعة.
إن نهضة الثقافة الإسلامية لا تنشأ من جهد علماء خمسة و عشرة. ولكن من نهضة الأمة كلها وصحوتها ومشاركتها. صحيح إن البعض يتقدم عادة فيعبر عن المجموع ومشاعره ومصالحه، ولكن المجموع يشارك".
هذا الاجتهاد الذي يراه الترابي حقاً للخاصة والعامة دون قيد أو شرط، هو سبب هذه الطامات الكبرى في عالمنا الإسلامي، فللزعماء حرمات لا يجوز الاقتراب منها، وللدساتير الأرضية قداسة لا ينبغي تجاوزها حتى في الدول الأوربية، أما الدين الإسلامي فليس له أية حرمة، والاعتداء عليه والطعن به حق مشاع لكل زنديق هدام، وعندما يعترض دعاة أخيار على ما يكتبه هذا الأديب أو ذاك الفيلسوف من موضوعات تطعن بأنبياء الله أو بركن من أركان ديننا الحنيف، يرتفع صوت العلمانيين ويشتد صخبهم منادين بإسكات هؤلاء الذين يريدون أن يعودوا بالبشرية إلى العصور الحجرية، وينهض ناس من أمثال الترابي مستنكرين مواقف الجامدين المقلدين الذين يريدون منع الناس من ممارسة حرياتهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم.
هؤلاء جميعاً - ومنهم الترابي - لا يجيزون لعامة الناس ممارسة مهنة ليس لهم أي علم بها كالطب والهندسة وغير ذلك، أما العبث في الدين فنعم، وأضيف ما قلته فيما مضى: إن ضحايا الترابي من إخوانه الذين مارسوا اجتهاداً يخالف اجتهاده أكثر من أن يحصيهم العد.
تاسعاً: الكرة جهاد في سبيل الله:
"أشاد الدكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي الإسلامي بما حققه فريقنا القومي للشباب والكبار وذلك من خلال اللقاء الذي جرى بين سعادته والأستاذ عدلان يوسف رئيس التحرير. وقال د. الترابي: إن الله غالب على أمره، ونحمد الله أن صفوف الكرة قد استوت مع صفوف الصلاة فكان النصر المؤزر، وقال د. الترابي: مما يُسرُّ له أنني سمعت بأن المعسكرات كانت على قدر عالٍ من الانضباط والتربية الروحية والدينية، وأن الكرة لم تعد الآن لعباً ولهواً، فهي جهاد في سبيل الله". [جريدة "الكورة" السبت 14 يناير 1995، الموافق 13 شعبان 1415 ه].
تعليق: زعم فيما مضى بأن قول الفقهاء: القتال حكم ماض. قد تجاوزه فكر الترابي وأصحابه أما لعب الكرة فهو جهاد في سبيل الله!!!، والفن [الرقص والغناء والموسيقى] من عقيدة التوحيد الإسلامية، وكل يوم وهو في زيادة.
عاشراً: حديث الذبابة:
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/142)
ورد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك.
1 - حديث أبي هريرة أخرجه البخاري 2/ 329، 4/ 2271، الدارمي 2/ 99، ابن ماجة (3505)، أحمد 2/ 398.
وفي رواية البخاري (فليغمسه كله).
2 - حديث أبي سعيد الخدري لفظه: "إن أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء، فإن وقع في الطعام فامقلوه (12)، فإنه يقدم السم، ويؤخر الشفاء"، رواه أحمد 3/ 67، ابن ماجة (3504)، الطيالسي في مسنده (2188)، النسائي 2/ 193، وابن حبان في صحيحه (1244)، وصححه الألباني في الصحيحة 1/ 95، صحيح الجامع 1/ 205.
3 - حديث أنس بن مالك رواه البزار 3/ 329، 2866، الكشف، الطبراني في الأوسط 1/ 154. قال الشوكاني: قال الحافظ وإسناده صحيح، نيل الأوطار 1/ 66، وانظر الصحيحة 1/ 96.
تعرض الترابي لهذا الحديث في محاضرة له بجامعة الخرطوم بتاريخ 12/ 8/1982، فكان مما قاله: "في الأمور العلمية يمكن أن آخذ برأي الكافر، وأترك رأي النبي، ولا أجد في ذلك حرجاً البتة، ولا أسأل فيه أيضاً عالم الدين".
فهو في هذه المسألة لا يهتم بتخريج الحديث، وبيان صحته من ضعفه، ويكتفي برده لأنه لا يستقيم مع عقله وتفكيره، ومن جهة أخرى فالرسول صلى الله عليه وسلم حسبما يعتقد غير معصوم، ورأي الكافر عنده أصوب من رأي [وليس من حديث] رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكان يغنيه - لو تأدب بآداب الشرع - القول: إن نفسي تعاف الشراب إذا وقع فيه الذباب.
الحادي عشر: تطور الأصول والأحكام الشرعية:
يؤمن الترابي بفلسفة التطور في أصول الدين وأحكامه، يقول في كتابه قضايا التجديد:
"ما دام الدين - من حيث هو خطاب للإنسان وكسب منه - واقعاً في الإطار الظرفي، فلابد أن يعتريه شيء من أحوال الحركة الكونية. ولكنه - من حيث هو صلة وسبب للآخرة متعلق بالأزل الثابت - إنما يؤسس على أصول وسنن لا تتحول ولا تتبدل. وهو بهذا أو ذاك قائم على رد الشأن الظرفي المتحول إلى محور الحق الثابت، ورد العقل الزماني إلى المقصد اللانهائي، فحركة التحول الدائبة في ظرف الحياة توشك أن تحول الإنسان عن الحق المطلق، فيلزم ديناً من ثم أن تقع له أو منه حركة دائبة محاولة تصحيح وجهته وتقويم سيره لئلا ينحرف بتدينه الواقع عن سنة الله الواجبة".
ويقول أيضاً [مجلة المجتمع الكويتية، العدد: 573]:
"والدعوة للتجديد ليست دعوة للخروج على أصول الدين، إنما هي دعوة للتحري بمقتضى الدين في كل ظرف جديد للتعبير عن الدين وأحكامه وقيمه .. ولابد من منهج جديد .. وكذلك الفقه وتطور المجتمعات تستوجب فقهاً جديداً والدعوة سبقت إلى تجديد أصول الفقه. فلابد أن تتغير النظرة إلى الأصول، وإذا كانت الأصول الإغريقية في المنطق قد تغيرت كثيراً وقد كملتها أصول في المنهج العلمي الطبيعي والمنهج الاجتماعي، فعلى المسلمين أن يستعينوا بهذا ليسخروها في عبادة الله في مسائل الاجتهاد".
وهاهنا يبرز منهج الترابي العلماني بشكل ليس فيه أدنى لبس أو غموض، وذلك لأنه يتبنى نظرية التطور التي تقوم على استعمال المنهج العلمي [وما هو بعلمي] التجريبي، ويرى أن كل شيء في الدين قابل للتجديد والتطوير، ويستثني من ذلك كل ما له صلة باليوم الآخر، ومن هذا المنطلق جاءت دعوته إلى تجديد أصول الدين، وأصول الفقه، وأصول الحديث في كتيبات ألفها، ومحاضرات نشط في إلقائها في أماكن مختلفة.
ومن هذا المنطلق نفهم قوله الدائم لكل حكم شرعي يرده: كان هذا في عصر الرسول والصحابة والتابعين، وقد تغيرت الأحوال فلابد من تغير الحكم.
والترابي ليس أول الداعين لهذه البدعة، فقد سبقه كثيرون، ولكن معظمهم لم يكن بمثل صراحته.
ومما ينبغي التأكيد عليه أن أقوال الترابي في الاجتهاد وتطور الأحكام وتغيرها، لا تلتقي بحال من الأحوال مع الاجتهاد وفق ضوابطه الشرعية، ولا مع القواعد الأصولية، مثل قاعدة: "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان"، وقاعدة: "لا ضرر ولا ضرار"، ولا اجتهادات عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
12 - رد الدكتور محمد عبدالقادر أبوفارس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/143)
يعد الدكتور أبوفارس أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. وقد ساءه مسلك الترابي التجديدي الذي انحرف بالحركة الإسلامية عن منهج أهل السنة والجماعة، فاضطر الدكتور للرد عليه ومواجهته بصراحة قلما نجدها في جماعة الإخوان المسلمين. فقال في كتابه " نظرات إسلامية في مصطلحات وأسماء شائعة " (ص 60 - 64):
(الترابي والترابيون:
الترابي والترابيون: هم جماعة فتنوا بأفكار حسن أحمد عبد الله الترابي. وهو سوداني النشأة والحياة، درس القانون وتخرج من الجامعة الفرنسية (السوربون) حاصلاً منها على درجة الدكتوراه في القانون. والترابيون هم الذين فتنوا به وأعجبوا به من السودان ومن غير السودان، فله معجبون في الأردن وفي اليمن وفي الجزائر وفي سوريا وفي لبنان وفي تونس، ومن أكثر البلاد تأثراً به نفر من الإخوان المسلمين الأردنيين، إذ كانوا يستقبلون رسله في بيوتهم من شباب وشابات قطعن هذه المسافات الشاسعة بدون محارم، بل كان شباب الإخوان الأردنيون يسألونهم عن ذلك السفر الطويل وحكمه بلا محرم، فكانوا يقولون: " الفقه الشرعي يمنع ذلك أما الفقه التنظيمي فيجيز ذلك، ونحن نتبع الفقه التنظيمي "!! وكانوا يجمعونهم في بيوتهم مع بعض الشباب والشابات من طلاب الجامعة الأردنية!
وكان إذا جاء أحد الترابيين احتفلوا به احتفاءً بالغاً وأكرموا وفادته، وكانوا يدافعون عن الترابي وتصرفاته وتصرفات جماعته، حتى ولو كانت تلاوة الإنجيل عند افتتاح مجلس الشعب!!، وطرد المجاهدين الإريتريين من السودان أو الطلب منهم إلقاء السلاح وترك الجهاد إن أرادوا أن يبقوا على أرض السودان. وفي نفس الوقت يلقون قادة الإخوان في مصر بألسنة حداد، وقد بلغ بأحد الإخوان الأردنيين المعجبين بالترابي والترابية وهو أول مدير مكتب نواب الحركة الإسلامية السيد عزام التميمي أن يدعو شباب الإخوان المسلمين في الأردن وغير الأردن لمبايعة الترابي، فهو صنو الإمام حسن البنا. جاء هذا الكلام والرد عليه في جريدة الإخوان المسلمين (الرباط)، وفي جريدة (اللواء) بالبنط العريض الكبير: حسن الترابي صنو حسن البنا، ليخرج شباب الإخوان من شرنقتهم ويبايعوا الترابي، ولما اعترض كاتب هذه الأسطر وغيره، أمام أحد أعضاء المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في الأردن على هذا الكلام دافع عنه عضو المكتب بقوله: هذا رأي ولا ننكره على صاحبه ولا نمنعه، ولما رد عليهم الدكتور الفاضل صلاح الخالدي شكلت له محكمة وحوكم على رده على الترابي المذكور.
وممن كان معجباً بالترابي كثير من إخوان اليمن وعلى رأسهم الشخص الذي كان مديراً للمخابرات اليمنية في عهد علي عبد الله صالح، وكان حريصاً على أن تتغلغل جماعة الترابي في صف الإخوان المسلمين وتسيرهم على سياسة الترابي، هذا ما سمعته منه، أقول هذا للتاريخ وللحقيقة، حتى يحيى من حي علي بينة.
وممن كان معجباً بالترابي أو مدافعًا عنه وعن أخطائه وانحرافاته الأستاذ راشد الغنوشي، لأنه يشاغب على قيادة الإخوان المسلمين في مصر ويريد إيجاد تنظيم عالمي ودولي غير تنظيم الإخوان المسلمين، وقد جاء بصحبة الترابي عام 1991 ليدعو الإخوان المسلمين إلى التخلي عن قيادة الإخوان الذي أكل الدهر عليها وشرب، وهذا مسجل بالصوت والصورة لفضيلة الأستاذ راشد الغنوشي. فهل أدرك راشد الغنوشي خطأه وخطأ مسعاه؟ آمل أن يكون قد تخلص من هواه وصلح مسعاه.
والترابي جريئ في غير حق على السنة النبوية وعلى الصحابة، رضوان الله عليهم، وعلى مخالفة إجماع المسلمين، وجريئ على أهل السنة والجماعة، وجاء بفكرة تجديد الدين، والتجديد في أصول الفقه وفي علم الرجال، ولم يحترم هذه الأمة ولا القواعد التي اتفقوا عليها ولا قواعد التعديل والتجريح كذلك. مع أنه خريج جامعة السوربون الفرنسية في الحقوق وشهادته الدكتوراة منها، كما أن صهره الصادق المهدي يحمل شهادته الدكتوراه من جامعة اكسفورد البريطانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/144)
وأخذت تصدر عنه فتاوى وتصريحات تخرج عن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع سنته الصحيحة، من ذلك حديث الذبابة الذي رواه مسلم فقد قال: لو أخبرني طبيب كافر بأن الذبابة ليس في أحد جناحيها داء وفي الآخر شفاء لصدقت هذا الطبيب الكافر وتركت حديث النبي صلي الله عليه وسلم، وأجاز أن يستمر زواج المسلمة من غير المسلم مع أن الله تعالى يقول: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) [الممتحنة]، فمن كانت مسلمة متزوجة غير مسلم أمر الله بتركها إياه وأمر المسلمين بالتعويض له عما فقد من زوجة مسلمة فارقته.
وفي إجابته على أسئلة مجلة (دير شبيغل) الألمانية حول تطبيق حد السرقة وحد الزنا، قال: إن هذه الاحكام أصبحت تاريخية لا تناسب عصرنا، ولن نقطع يد السارق ولن نعاقب الزاني العقوبة الواردة في القرآن، هذا وقد رد عليه العلماء من السعودية والشام ومن غيرها. وكان يومها الرجل الأول فعلياً في نظام دولة الإنقاذ، وكان الرجل في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في السودان هو وأتباعه، ولقد استطاع أن يكون على رأس الهرم في الجماعة السودانية، وأخذ ينحرف بها عن خط الجماعة حتى فاصله مجموعة من الإخوان على راسهم الأستاذ السيد الصادق عبد الماجد والدكتور الحبر يوسف أستاذ في الجامعة للغة العربية والدكتور عصام البشير.
وتدرج في الأمر حتى حل تنظيم الجماعة الذي كان يترأسه وشكل جبهة عريضة أوسع منه، هي جبهة الميثاق، ثم الجبهة القومية السودانية للإنقاذ وبموجب لوائحها وتنظيماتها ينضم إليها كل سوداني دون النظر إلى دينه، مسلماً كان أو نصرانياً أو وثنياً.
وقام الضابط السوداني عمر البشير في مجموعة من الضباط وكلهم صرحوا بأنهم تلاميذ وأتباع حسن الترابي بانقلاب بمعرفة الترابي وموافقته ضد الديمقراطية التي أيدوها في السودان، وسموها جميعاً ثورة الإنقاذ الوطني، وحكومتها حكومة إنقاذ السودان. وأخيراً شكل مع البشير حزباً وحيداً هو حزب المؤتمر الشعبي الذي انتخب عمر البشير رئيساً له، الأمين العام.
وقد قامت الثورة بزعامة الترابي الفكرية وتوجيهاته بإلغاء جميع الصحف وجميع الأحزاب وتأسيس جبهة الإنقاذ وهي الحكومة الوحيد المسموح به. وقام الترابي بسن دستور جديد للسودان، ولم يعتبر الإسلام المصدر الوحيد للتشريع في السودان، بل فرق بين جنوب السودان وشمال السودان. ونص الدستور على أن من مصادر التشريع في السودان العرف السوداني الجنوبي، وهو عرف وثني وغالبية أهله الساحقة وثنيون وغير مسلمين. والحكم الشرعي أن أحكام الإسلام تطبق على جميع رعايا الدولة. وهناك في الإسلام أحكام تتعلق بالكفار تطبق عليهم، وأحكام تتعلق بالمسلمين وتطبق عليهم، ونظام الإسلام العام يطبق على الجميع ولا يحكم غير الإسلام أبداً.
وتولى الترابي رئاسة المجلس التشريعي. وسن من مشروعات القوانين. وأتباعه الذين يشكلون الأغلبية في المجلس ما يضيق على رئيس الدولة عمر البشير، وما يوصل الترابي إلى رئاسة الدولة، وهذا ما لا يرضي قائد الثورة البشير، فحصل خلاف بين الترابي والبشير. فالخلاف بينهما كان على السلطة ولم يكن لله ولا لتطبيق شرع الله وأحكامه، فأصدر البشير كرئيس للدولة حل المجلس وأبعد الترابي عن كل المسؤوليات هو وأتباعه.
وقد شكل الترابي حزباً جديداً سماه حزب المؤتمر الوطني الشعبي، وأصبح هذا الحزب معارضاً للبشير وحكومته. وقد قام الترابي في يوم الثلاثاء الموافق: 20/ 2/2001 م بتوقيع مذكرة تفاهم مع قائد المتمردين جون قرن الذي كان الترابي يطلق عليه قائد المتمردين، وعدو الإسلام والمسلمين، ويعبئ الشباب على الجهاد لقتاله وقتال جيشه، وقدم السودان مئات الشهداء من هذا الشباب المجاهد، ولا يزال القتال مستمراً في جنوب السودان بين أتباع قرنق الكفار وبين الشباب السوداني المسلم المجاهد.
علماً بأن مذكرة التفاهم بين الكافر قرنق وحزب الترابي كانت ضد حكم البشير والتعاون لإسقاط حكمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/145)
وأذيعت بصوته وصوت قادة الحزب تصريحات تزكي جون قر نق وتقول: إن جون قر نق ليس عدواً للإسلام، علماً بأنه صليبي حاقد على الإسلام و المسلمين، وسمى جيشه الذي يقاتل به المسلمين الجيش الشعبي لتحرير السودان. واعترض بوضوح على التوجه نحو تطبيق الإسلام ورفض ذلك، ويظهر جلياً من اسم جيشه: الجيش الشعبي لتحرير السودان بأن جيشه هدفه تحرير السودان وليس تحرير الجنوب. وفي ظرف مضى وصلت قواته قريباًَ من الخرطوم عاصمة السودان وهددت الدولة بالسقوط.
ولكن الله تعالى تدارك برحمته وفضلة فسخر شباباً مجاهداً يصد قرنق وجيشه ويدحره بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون.
كما صرحوا بأن هناك ظلماً لجنوب السودان وتمييزاً لأهل الشمال في السودان على أهل الجنوب وطالبوا بإنصاف أهل الجنوب والانتفاع بخيرات السودان كأهل الشمال.
علماً بأن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تقوم بدعم هذا الجيش وتزويده بالمساعدات المالية وغير المالية، وهي التي ضربت السودان ومصنع الدواء المقام على أرضه.
يعلم الله أنني عرفت هذا الرجل والتقيته مرات عديدة، وحاورته وحاورت أتباعه في أكثر من مكان وخرجت منذ تسعة عشر عاماً ونيفاً برأي، وهو أن الرجل خطير وبراغماتي والأنانية عنده كبيرة وكثيرة، وأن حب الزعامة والسيطرة قد تغلغلت إلى شغاف قلبه فأودت به وبجماعته إلى أحضان أعدائه، وجعلته يعادي أقرب أتباعه ونصرائه في الجيش وفي الحكومة حتى رأس الدولة، علماً بأني لا أقف مع فريق دون فريق آخر، لأني لا أؤمن بالحكم العسكري، وأيقنت بل كنت أصرح بوضوح في أكثر من مكان أن الرجل ليس بداعية إسلامي وليس صادقاً في دعوته إلى تطبيق الإسلام قبل أن يصل إلى الحكم، وإنما يرفعه كشعار ليس إلا، مما كان يغضب كثيراً من السذج ويناصبوني العداء لأني أقول رأيي واعتقادي في هذا الرجل الذي افتتن بنفسه وفتن غيره.
وان كنت أنسى فلا أنسى قدوم الدكتور حسن الترابي والأستاذ راشد الغنوشي إلى المركز العام للإخوان المسلمين في عام 1991م ضمن وفد إصلاح في حرب الخليج قبل أن تبدأ، وقد تكلم الاثنان فأساءا ولم يحسنا وأخطأا ولم يصيبا في بعض القضايا الحاسمة المتعلقة بالعمل الإسلامي وقيادة الإخوان المسلمين العالمية، فاستأذنت المسؤول عن الجلسة لأناقش السيدين الترابي والغنوشي فيما أبديا من آراء فأذن لي وكان الأخ أبو ماجد المراقب العام للإخوان المسلمين، فوقفت لأتكلم فوقف أحد الترابيين وهو نائب شعبة من الشعب وقال: لا تتكلم لا نريد أن نسمع منك، عقليتك عقلية مخمجة، وقام دكتور في الجامعة الأردنية أصبح وزيراً فيما بعد في أكثر من وزارة وأول وزارة شارك فيها الوزارة التي عقدت مع العدو اليهودي اتفاقية وادي عربة، وكنت نقيبه لمدة سنوات، وقال لي: اسكت لا تتكلم، ووقف ثالث ورابع وخامس من الترابيين من إخوان الأردن يمنعني من الكلام، فانقسم الإخوان إلى قسمين: قسم يطالب بإصرار أن أتكلم وقلة لا تريد أن أبين عوار آراء الترابي والغنوشي، وقطعت الكهرباء عن المذياع، وأمام هذا قلت درءاً للفتنه: أمتنع عن الكلام.
ومما يجدر ذكره أن أحد المعترضين على حقي في الكلام والمنافسة كانت حجته أننا جئنا بهما ليقولا ما قالا من آراء فإذا تكلم الدكتور أبو فارس خمس دقائق يمسح آراءهما ولا يبقي لها أثر في نفوس السامعين!!).
13 - رد الأستاذ محمد المليفي: وهو بعنوان " قصة الترابي الحقيقية " منشور على شبكة الأنترنت:
(1)
هل هذا هو النموذج الإسلامي الذي تريدوننا أن ننتهجه؟
هل هذه هي الدولة الإسلامية التي تريدون إقامتها؟
وإلى متى نقدم لشعوبنا الإسلامية تجارب فاشلة تريق ماء وجوهنا أمام العالم أجمع؟
كثيرة هي الأسئلة سواء من المشفقين أو المخذلين أو العلمانيين أو حتى من عوام الإسلاميين؟ وأغلبية هؤلاء تكمن الإشكالية لديهم وتتمحور في عدم تفريقهم بين التطبيق الخاطئ للإسلام وبين عظمة نظام الإسلام وشريعته وحدوده وروحه ونفسه00 وكم هي مشكلة يا معاشر السادة القراء عندما ينسب الفشل إلى الإسلام وليس إلى المسلمين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/146)
قبل أيام اجتمع الدكتور حسن الترابي مع أنصاره بمنزله في الخرطوم وقال " إن عمر البشير يسعى لاسترضاء الغرب لتعطيل دين الله00 " وفي ختام حديثه قال إن الحركة الإسلامية اليوم مفصولة عن السلطة بسبب عملاء الغرب " وتصريح الترابي هذا يعني بعبارة أخرى أن البشير باع الدين من أجل الغرب وهي تهمة تحمل بين طياتها التكفير الصريح للرئيس عمر البشير!
وأما عن تصريحه القائل بفصل الحركة الإسلامية عن السلطة فهي تعني باختصار أن الحركة الإسلامية المفصولة هي أنا حسن الترابي وتفسيري هذا ليس اجتهاداً شخصياً مني بل هو تجسيد لعقلية ونفسيه الدكتور حسن ومشكلة الترابي ثقته المفرطة في نفسه فهو يرى من نفسه صاحب العقل الموسوعي الذي يتحدث ويعرف ويعمل كل شئ، فهو في عام 1977 كان المدعي العام الإشتراكي في حكومة النميري وترقى لكي يصبح الأمين العام للاتحاد الإشتراكي، وهو قبل هذا التاريخ عدو لدود للنميري وكان لا يسيمه إلا الطاغوت العسكري الذي لا يطبق الشريعة00
والعجيب أنه كان من أقطاب الإخوان المسلمين في السودان وبعقله الموسوعي جرهم وراءه ليصبحوا جزءاً هامشياً من النظام العسكري الذي خرجوا عليه بسبب مروق النميري من الدين واعتباره طاغوتاً ولأنه يصلح لكل شئ فهو كما ترأس الاشتراكية كذلك ترأس الحركة الإسلامية بل وصار فقيهها ومفتيها ومنظرها العقائدي وينافس شيخ الختمية على المشيخة وينافس إمام المهدية السيد الميرغني على المهدية!
وبلمحة سريعة على شخصية الترابي وارتباطها بما آل إليه الأمر الآن يمكنني أن أترجم له سيرته الضبابية كالتالي:
بعد أخذ الترابي الدكتوراه في الحقوق الدستورية من جامعة السوربون بباريس 1962 لم يكن لديه في تلك الآونة أي علاقة بأي جماعة إسلامية وبدأت صلته مع الجماعات الإسلامية ومع الإخوان المسلمين بالذات في عام 1964 واللافت للنظر أن علاقته ظهرت مباشرة ومن غير مقدمات من خلال مشاركته في قيادة ثورة أكتوبر الشعبية ضد الحكم العسكري لإبراهيم عبود والتي انتهت بسقوط النظام العسكري وقيام حكم برلماني بديل، ومع أن الإخوان المسلمين كانوا قد بدءوا نشاطهم بالسودان منذ عام 1954 ولديهم من القيادات والرجال ممن هم أكبر سناً وخبرة من الترابي إلا أن الترابي تصدر طلائعهم وصار من قيادييهم وليست هي من عبقرية الترابي حتماً ولكن حمله لشهادة الدكتوراه في تلك المرحلة بالذات جعلت له من الوجاهة والألقاب العلمية التي فتنت أفراد الجماعة به0
وشخصية الدكتور الترابي كما أشرت في أول المقال بتشكيل هالة له بأنه الرجل الموسوعي والمرجعي جعلته يبدأ صراعاً داخل هيكل الإخوان المسلمون من جهة وحسن الترابي من جهة أخرى0
حيث أنه كان يعمل في كل حركاته وسكناته على مفهوم التجديد الذي جعله عكازة له في كل عبثه واختراقاته سواء أكان على مستوى الجماعة واستخدام أفرادها ليكونوا تبعاً لفكره المنحرف وحكايا عقله دون منهج مدرسة الأخوان أو كان على مستوى العقائد والفقه والأصول كما فعل في كتابه تجديد أصول الفقه وهو كتاب بمجرد أن تتصفحه تدرك أنه تمييع وتحريف لأصول الفقه بل واقل انحراف فيه هو مهاجمته لأصلي القياس والإجماعي ودعوته الخرقاء لفتح باب الاجتهاد لكل مسلم0
كان الترابي في العام 1965 إلى 1969 زعيماً للإخوان المسلمين وهو ليس مقتنعاً بفكرهم! وأدل شئ على هذا تلك الحواجز التي صنعها مع التنظيم الدولي للجماعة وتأكيده على إقليمية القرار حيث أنه أدرى بالشأن الداخلي والأصلح لإخوان السودان من قيادات الخارج حتى تفجر الصراع بين تياري الإخوان هناك مما أفرز قطبين داخل الجماعة تيار العقل المفتوح " السياسيين " وتيار " التربويين " وقد أطلق عليهم الترابي لقب الإنكماشيين وهي حركة ذكية منه لينكمش أفراد الإخوان منهم فينكمشون إلى غير رجعة! ولقد تحدث الدكتور عبد الوهاب أفندي عن هذا الصراع في كتابه " ثورة الترابي " وكيف أنه حسن الصراع لصالحه بعد أن اقنع تيار السياسيين بضرورة دخول المعترك السياسي بكل تعقيداته مع القفز على المنهج التربوي وبناء الفرد الذي سيؤخرهم للوصول للسلطة وفعلاً نجح الترابي وتفلت الأفراد من قبضة التربويين من دون أن يستكمل بناؤهم وأصيب التربويون بالإحباط فبرزت إلى السطح ظاهرة الانسحاب إلى الظل متمثلة في استقالة أكثر من زعيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/147)
للحركة من رموز تيار التربويين وبذلك حسم الترابي الصراع لصالحه بعد استيلائه على أكبر كمية من عقول الأفراد وتطميعهم بكراسي السلطة0
ومن أمثلة استهتار الترابي بالتربويين هي دعوته للأوائل منهم الذي التحقوا بالحركة الإسلامية منذ الخمسينات إلى عشاء دسم في بيته بعد أن نجحت حركة الإنقاذ بالاستيلاء على السلطة عام 1989 وبعد انتهاء الوجبة قام بإهداء مصحف لكل واحد منهم وقال لهم لقد تعبتم كثيراً وكم هو جميل أن تتفرغوا الآن لقراءة القرآن!!
(2)
وما زالت جموع من المشفقين أو المخذلين يتساءلون هل هذا هو النموذج الإسلامي الذي تريدوننا أن ننتهجه؟ هل هذه الدولة الإسلامية التي تريدون؟ لنجيبهم بصوت جهوري من قال لكم إنه قد قامت دولة إسلامية أصلاً في السودان بعد؟
كل ما قام هناك وتشكل إنما هي دولة ترابية قامت على أفكار وأنقاض حسن الترابي.
وعودة إلى منهج الترابي الذي يرتكز على الغاية تبرر الوسيلة. فلقد أسس الترابي في العام (1965 - 1969) بالتعاون مع بعض المنتمين للتيارات إسلامية حزباً سموه (جبهة الميثاق الإسلامي) ولست الآن في معرض تفصيل أنشطة هذا الحزب ولكني أنوه على أن فكرة الترابي التي قامت على إنشاء هذا الحزب هي استيعاب كل المؤيدين لأطروحات حسن الترابي سواء من الجماعات الإسلامية أو من غيرها وبغض النظر عن توجهات وسلوكيات المنتمين للجبهة ليتحقق له أكبر عدد من المؤيدين وهو التجميع السلبي الذي يسمى في الدروس الحركية بالتجميع الكمي.
ولقد انتبه أحد قادة الأخوان آنذاك وهو الشيخ محمد صالح عمر لانحراف الترابي وانحراف هذه الجبهة التي أقامها فقام بإصدار بيان يعلن فيه انسحابه من هذه الجبهة التي يقود انحرافها الترابي! وعودة من جديد إلى تاريخ الترابي فلقد حدث انقلاب عسكري بقيادة الجنرال جعفر النميري عام 1969 وتولى الإمام المهدي وأنصاره من الطائفة المهدية مع الحركة الإسلامية مقاومة حكم النميري بإعلانهم الخروج على النظام الحاكم ولكن النظام العسكري قابل هذا التمرد بمنتهى العنف فقتل تلك المقاومة شر قتلة بقصفهم بالمدافع! وعلى أثر هذه المذبحة تشكلت في العام 1974 جبهة وطنية تضم حزب الأمة والحركة الإسلامية وجماعة الهندي وكان من بينهم صاحبنا حسن الترابي وفي عام 1976 غزت قوات هذه الجبهة الخرطوم بقصد الإطاحة بنظام النميري وبعد قتال استمر عدة أيام هزمت قوات النميري الجبهة وبسحق هذه القوات استقر حكم النميري ولم يعد خصومه قادرين على القيام بأي محاولة عسكرية. والذي يعنينا من هذا العرض أنه تمكن أحد الوسطاء السودانيين من إجراء مصالحة بين النميري وكل من صادق المهدي وحسن الترابي فلم يستمر المهدي بالمصالحة ولكن الترابي اندمج كلية في النظام بل واصبح وزيراً في البلاط النميري، وهو أمر ليس بمستغرب على الترابي لأنه سبق وقلنا أن منهجه باختصار الغاية تبرر الوسيلة وما دامت الغاية هي الوصول للسلطة فالأولى أن أسمى الجنرال جعفر النميري بفضيلة الشيخ جعفر النميري، ولعل البعض ممن هو على شاكلة الترابي يقول (اشعرفه هذا المليفي بالتكتيكات السياسية والتخطيط والرسم لبعيد) فأقول وما الذي ميّع الدين إلا أمثالكم ممن جعلتم المصلحة هي التي تحكم الدين، وحتى صار عندنا إسلامي اشتراكي وإسلامي ديموقراطي وإسلامي متنور وآخر متحرر وإسلامي منفتح وآخر منشكح!!
وعموماً يجب أن يعرف الجميع أن النميري ليس بذاك الغباء كي يجعل من نوعية الترابي وزيراً عنده لأن النميري لم يضم الترابي إلى بلاطه إلا عندما وجد من طينته سلاسة في إعادة التشكيل حيث أن للنميري تجربة سابقة مع نموذج - نوعاً ما - يشابه الترابي وهو الرشيد طاهر بكر فلقد كان يعتبر من أحد كبار جماعة الإخوان المسلمين إذ كان فيما مضى المراقب العام لهم في السودان ولكنه أصبح فيما بعد من أعضاء الاتحاد الإشتراكي المؤيد للرئيس جمال عبد الناصر، فعلاً إنه نموذج صارخ للحديث النبوي الشريف (يصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) ولقد سبق أن نوهت في الجزء الأول من المقال أن قد الترابي صنع من نفسه تياراً داخل الإخون المسلمين لأنه الإخوان كانوا ممن صالحوا النميري آنذاك مصالحة شكلية مع بقاءهم في صف المعارضة ولكن الترابي تجاوزهم كلية في المصالحة مع النميري وأبرم لوحده اتفاقاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/148)
مع النظام وقد قبض ثمن هذا الاتفاق بتعيينه الأمين العام للاتحاد الإشتراكي!!! وهو - فعلاً - منصب يتوافق مع مشيخته وقيادته للحركة الإسلامية!!!
وعموماً إن دل هذا فإنما يدل على مدى انتهازية هذا الرجل وتناقضه الصارخ وحقيقته التي نكشفها للمخدوعين فيه! وانوه بشدة أن دخوله في الإتحاد الإشتراكي للنميري جاء في بداية سنة 1979 أي بعد سنتين فقط من المذبحة التي نفذها النميري في الإخوان المسلمين عندما شاركوا في انقلاب العقيد محمد نور في نهاية عام 1976 فتأملوا يا معاشر السادة القراء.
(3)
استعرضنا في المقالين الأولين تاريخ حسن الترابي السياسي الملئ بالتسلق والوصولية والدهاء ورغم أن ارشيفه عندنا حافل بالاعوجاج إلا أنى اشهد له انه يعتبر ظاهرة حركية لا يستهان بها ولديه من القدرات والمهارات ما يؤهله للقيادة ولكن ليس للحركة الإسلامية طبعاً وخصوصاً وأنها (مليانه) من القيادات المنحرفة!!
وبنهاية هذه الحلقات سوف استعرض لكم أهم وأخطر ما في هذه السلسلة التي أنهكت وأرهقت في كتابتها وقبل أن أبدأ بكشف انحراف حسن الترابي الفكري والعقدي استكمل ما بدأته باختصار من تاريخ الترابي.
استمر الترابي يتنقل ويتمرغ في أحضان السلطة النميرية من عام 1979 إلى عام 1985 والظريف حقاً هو ما يردده بعض المغفلين من أن للترابي حسنات في دخوله تحت بلاط النميري وهي سعيه لتشكيل لجنة لتعديل القوانين الإشتراكية كيّ تتماشى مع الشريعة الإسلامية ولقد هرعت لأتحقق من هذه اللجنة المزعومة التي لم يحركها إلا مظاهرات الإخوان المسلمين من أجل تطبيق الشريعة هناك فوجدت في كتاب التاريخ الإسلامي المعاصر لمحمود شاكر في المجلد (13) أن اللجنة التي شكلها ـ فضيلة الشيخ ـ النميري! لإقامة الشريعة كانت على النحو التالي:
1 - جعفر النميري رئيساً للجنة.
2 - وجميع وزرائه في الدولة كوزير المواصلات والتجارة ووزير التعديل والزراعة وطبعاً كان الترابي من ضمن الجوقة لأنه وزير العدل ولكن من غير الأوقاف!
3 - والمشكلة ليست في هؤلاء الوزراء الذين شكلهم النميري لكي تقام الشريعة الإسلامية النميرية ولكن المصيبة في باقي الجوقة الكريمة لأنه كان من بين الأعضاء أيضاً أخونا في الله (!!) جوزيف كوال وزير المالية والتخطيط ويبدو أنه سيتخصص في إقامة فرض الزكاة! وكذلك من بين الأعضاء صموئيل كيتوت، وكذلك وزير التربية الإقليمي فيليب أويوي، وصموئيل ريتري وزير القوى العاملة، ولا عجب لأن الشريعة التي ستخرج من تحت عمامة النميري لا يهم أن يكون أعضائها من هيئة كبار النصارى! وعموماً يقال أن تعاطف النميري النسبي مع التيار الإسلامي آنذاك بسبب محاولات الشيوعيين الفاشلة للإطاحة به أعطى بحبوبة للإسلاميين للتوغل في النظام العسكري السوداني وكان من ثمراته خروج عدد كبير من الضباط الذي نفذوا انقلاب 1989 (جبهة الإنقاذ الوطني) ولكن قبل هذا الانقلاب طارت حلاوة الكرسي في 1985 من حسن الترابي بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنميري وترأس الحكومة بعدها عبد الرحمن سوار الذهب وبقي الترابي بعدهم يرسم للوصول للسلطة من جديد خاصة بعد أن ذاق (عسيلتها) ولم يعد قادراً على الدخول بها مجدداً!! في العام 1989 قاد بعض العسكريين انقلاباً في السودان بقيادة الفريق عمر البشير وأوهموا الناس أن دكتور الحركة الإسلامية حسن الترابي لا علاقة له بهذا الانقلاب وزجوه بتمثيلية مضحكة في سجن (كوبر) مع بعض السياسيين ليخرج بعد أيام فقط ويعلن ويعترف أنه هو الذي خطط لانقلاب عمر البشير معللاً ذلك باتفاق بينهما على أن يذهب البشير للقصر الجمهوري وأن يذهب هو إلى السجن حتى لا يتم الكشف بأن الحركة الإسلامية هي وراء الانقلاب ليفاجأ الناس بعد أن يستتب الأمر لهؤلاء العسكريين بأن الذي يحكم السودان الآن هي الحركة الإسلامية أو بالأصح هو الدكتور حسن عبد الله الترابي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/149)
وبتسلم الترابي القيادة الفعلية من قادة الانقلاب بترؤسه المؤتمر الوطني انطبع في السودان نظاماً سياسياً ذا رأسين في تكوين القرار ومع أن الرئيس البشير قد خرج من رحم الترابي إلا أنهما ما لبثا أن تحولا إلى طرفي نقيض وكانت تلك الثنائية سبباً مباشراً في شل إصدار قرارات صحيحة في وقت صحيح، ومن المعلوم بديهياً وتاريخياً أن كل التجارب القيادية التي تقوم على الثنائية في القرار تنتهي إلى زوال أحد القطبين وكما يقول إخواننا المصريون (سفينة بربانين تغرق).
ولست الآن بمعرض التفصيل ولكني أنوه بشدة وأقول؛ لن يغير الله سنته في أرضه إرضاء لأحد ولن يكون أحد عند الله أكرم من نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أحب من خلق إليه ومع هذا؛ شُج وجهه الكريم وكسرت رباعيته بأمي هو وأمي ولم يقم دين الله على أرضه إلا بإقامة الجهاد ومن دون أن يتنازل نبي الهدى عن قطرة واحدة من منهجه وصراط الله العظيم وحاشاه عليه السلام ذلك، إذن لن تقوم الدولة الإسلامية الحقة عن طريق الانقلاب، ولا عن طريق البرلمانات الوضعية، ولا عن طريق الديموقراطية كما حدث في نكبة إسلاميي الجزائر الذين أرادوا أن تقام الدولة الإسلامية عن طريق صناديق الإقتراع وهيهات أن يغير الله سنته! ولا عن طريق المؤتمرات والبوفيهات المفتوحة والحوارات المدفوعة الثمن وبطاقات الدعوة المذهبة للمشاركة داخل قاعات الفنادق الفخمة وبرعاية الدولة أيضا!
إن محنة الحركة الإسلامية الرئيسية في السودان إنها جاءت إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري والمصيبة ليست في الانقلاب فحسب ولكن في الهم الأول للمشاركين فيه وهو تأمين موقعهم في السلطة.
في الحلقة القادمة بإذن الله سأبين لكم آخر انحرافات الترابي الدعوية والحركية مع تعرية منهجه العقدي والفكري ليعلم الجميع حقيقة هذا الرجل.
(4)
قصة الترابي الحقيقية وفضيحة معتقده!!
اليوم سأبين لكم نموذجاً واحداً فقط من تخبط الترابي الدعوى والحركي ومن ثم سأعري لكم معتقده الفاسد: بعد أن استتب الأمر للترابي في انقلاب 1989 أكثر الدكتور الترابي بقوله في مجالسه الخاصة والعامة وعبر القنوات الإعلامية أن هذا الانقلاب هو انقلابنا وأن قادته العكسريين هم أبناؤنا وتلاميذنا وما كان سجني إلا بقصد التمويه وأن قادة الانقلاب ما هم إلا ثمرة جهودنا وتربيتنا، وها هو الآن وبعد عشر سنوات عجاف من الانقلاب يصرح ويردد أن عمر البشير ما هو إلا خائن ومارق ومرتد ومن أزلام الغرب!!
ولكن هل فكر الترابي ملياً قبل أن يتهم صفوة تلاميذه بالخيانة والردة والسقوط تحت أرجل الغرب أن من يصفهم بهذه الأوصاف البشعة هم صفوة تلاميذه وثمرة تربيته؟!
ألا يدري أن هذه اللغة التي يتحدث بها تعني أنه رجل فاشل ولا يحسن اختيار مساعديه وأعوانه بل ويجهل أبسط معالم التربية والإعداد؟ علماً بأن الترابي ما فتئ يردد بين الحين ولآخر بأن الجماعات الإسلامية ومن دون استثناء وعلى رأسهم الإخوان قد فشلوا في إعداد وتربية أفرادهم، وتهمته هذه يلوكها منذ أكثر من ثلث قرن، ويأتي اليوم ليجسد للعالم أجمع نموذجه الترابي في الإعداد؟!
نعم يا معشر السادة لا تستغربوا إن قلت لكم أن نائب الرئيس عمر البشير والمسمى (علي عثمان طه) هو نفسه نائب الترابي في الجبهة الإسلامية! وكذلك رفيق دربه في العمل الإسلامي!
بل أن رفيقه هذا مع تلميذه البشير صار يسميها الآن هم وأنصارهم من أبناء الحركة الإسلامية مرتدين وخونة وعملاء للغرب! هكذا وبكل بساطة خلعهم من الإسلام فقط لأنهم اختلفوا معه ولا يريدون قيادته، وهل يوجد عاقل يقبل أن يقوده حسن الترابي؟
إن الترابي هذا الذي يظن بعض البسطاء أن له يداً في محاولة تطبيق الشريعة بالسودان هو نفسه الذي كان له اليد الطولى بتعديل الدستور السوداني وجعله دستوراً علمانياً بعد أن كان دستوراً إسلامياً! وهو نفسه الآن يعطي أوامره للمقاتلين ضد قوات قارانق ليفرغ مواقعهم كي يربك مجموعة البشير العسكرية وهو لا يهمه أن ينتصر قارانق على المسلمين ولكن الذي يهمه الآن وبالدرجة الأولى مصلحته الشخصية وإحكام سيطرته على الدولة ودحر ومسح كل من يخالف نهجه وانحرافه، وأقسم أن مثل هذا الرجل لا يهمه إسلام ولا دين ولكن ما يهمه حقاً هو أن تقوم إمبراطورية الترابي العظمى ولو على أنقاض السودان وجماجم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/150)
أهلها!!
فضيحة العقيدة الترابية!!
بدأ انحرافه العقدي منذ أن برز على الساحة الإسلامية كظاهرة حركية تستحق الدراسة، وأول انحراف بدأ به هو ترديده لانحرافات الشيخ محمد عبده وتلامذته من إنكار نزول سيدنا المسيح عليه السلام علماً بأن نزول المسيح على الأرض والذي يسبقه ظهور المهدي المنتظر (عجل الله ولادته!) يعتبر من ثوابت العقيدة عند المسلمين قاطبة بل وحتى بعض المسيحيين، لكن الترابي لا يقبل بهذا المعتقد بل هو يرد كل حديث صحيح لا يوافق عقله كحديث الذبابة الصحيح الذي رواه البخاري في باب الأطعمة وأصحاب السنن وليت انحرافه كان مقتصراً في هذه الجزئية، إذن لهان الأمر ـ مع أن إنكار نزول المسيح عليه السلام ـ ليس بهين ولكن مصيبتنا في الدين الجديد الذي اخترعه الترابي ونسبه للإسلام زوراً وبهتاناً ومن ذلك:
1 - دعوته إلى قيام دين عالمي جديد!! ففي حوار مع جريدة الرأي العام من عددها الأول لها بعد شرائها من المساعيد أجرى الشيخ محمد العوضي حواراً مطولاً مع الترابي قال فيه " إنني أدعو إلى قيام الملة الإبراهيمية والتي ينطوي تحت لوائها كل الأديان السماوية " وقال كذلك في مؤتمر الأديان الذي عقد بالخرطوم بتاريخ 8/ 10/1994 " إنني أدعو اليوم إلى قيام جبهة أهل الكتاب وهذا الكتاب هو كل كتاب جاء من عند الله ".
2 - إنكار الترابي لحد الردة في الإسلام! علماً يا معاشر القراء أن حد الردة هو مما علم من الدين بالضرورة ومن أنكره فقد كفر بمأنزل على محمد، فها هو يقول وينطق لسانه بجريدة المحرر العدد 263 بتاريخ 8/ 1994 (في بلدي وأنا أدعو إلى حرية الحوار فإنني أترك للطرف الآخر أن يقول ما يشاء بل إنني أقول أنه حتى لو ارتد المسلم تماماً وخرج من الإسلام ويريد أن يبقى حيث هو فليبق حيث هو لأنه " لا إكراه في الدين "!! وأنا أقول ارتد أو لا ترتد فلك حريتك في أن تقول ما تشاء بشرط أن لا تفسد ما هو مشترك بيننا من نظام "!! ثم يقول " في إطار دولتنا الواحدة فإنه يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه "!! نعم يا اخوة شرط الترابي هو أن لا تفسد عليه نظامه أما حق الله فلا وجود له في قاموسه!
وصدق الله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقارا).
3 - وبإيرادي لهاتين الطامتين في معتقده الملئ بالانحراف يكفي ولكني أضيف وعلى السريع أن عقيدته باليهود والنصارى أنهم ليسواكفاراً وهو أيضاً يرى كما يرى منحرفي الصوفية بعقيدة الاتحاد والفناء بذات الله "0 وأما تحليله للغناء والرقص فهو متواتر عنه ومعلوم بل هو يرى أن الرقص والغناء لهما علاقة وطيدة بالعقيدة وعبادة الله حيث أن الغناء والرقص من وسائل التقرب إلى الله إذا نوى العبد ذلك لله!! ومن أراد التأكد فليقرأ كتاب " حوار الدين والفن " للترابي ص19 وأنوه أيضاً أن حسن الترابي في عام 1992 أنشأ الفرقتين الغنائيتين " نمارق " وفرقة " عقد الجلاد " فتأملوا يا سادة إسهامات زعيم الحركة الإسلامية في عالم الفن والطرب!!! ولكن عتبنا على الترابي شديد لأنه لم يساهم بعد في الفيديو كليب!!
4 - وأما عن تحليله سفر المرأة من غير محرم وتجويزه تدريب الرجال للنساء والتحاقها بالعسكرية والتحاقها بالفرق الغنائية المختلطة واستخفافه بعلماء المسلمين القدامى وتجرئه على الفتيا فهذه كلها من آثار دعوته الجديدة وهو تجرأ كذلك على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى السنة النبوية المطهرة، انظروا إلى كتاب مناقشة هادئة لبعض أفكار الترابي لمؤلفه الأمين الحاج في الصفحات 79و125و146 وما هذا الذي أوردته بإيجاز إلا غيض من فيض وسطر من قمطر وقطرة من بحر ضلاله!
وما يهمني الآن هو إخواننا المسلمين بالسودان والحركة الإسلامية هناك بأن يعيدوا توحيد صفوفهم مجدداً والكل يعلم أن هنالك صراعاً محموماً على القارة الأفريقية بين الدول التي كانت تستعمرها من جهة وأمريكا التي تريد أن تجعل لها نفوذاً من جهة أخرى، وكل هذا الصراع إنما هو على ثروات هذه البلاد الأفريقية.
فيا أيها المسلمون هناك؛ تريثوا في التعامل مع ما يحدث الآن لينتصر الإسلام ويتطهر ممن يدعي الإسلام!).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/151)
14 - محاضرة " العلمانية في ثياب إسلامية " للدكتور جعفر شيخ إدريس: وقد لخصها الأمين الحاج في كتابه " الرد القويم .. " - كما سبق -.
15 - صادق عبدالله عبدالماجد: في مقالة بمجلة المجتمع (العدد 590).
16 - د. الحبر يوسف نور الدايم: في مجلة المجتمع (العدد 591).
نقولات عن الترابي: تشهد لما سبق:
هذه مجموعة نقولات مرت بي أثناء إعداد هذا البحث من كلام الترابي؛ تشهد لما ذكره الرادون عليه:
يقول عن ثورة الرافضة في إيران: (وحركة الإسلام شهدت تجارب شتي في التجديد بالمجادلة بالحسنى، وفي التعرض للعدوان والفتنة من جراء ذلك. وهي اليوم تشهد تجارب جديدة في ثورة إيمان في النفوس تنقلب ثورة قوة في الواقع. ولعل أروع نماذجها في الثورة الإيرانية الإسلامية). (الحركة الإسلامية والتحديث، ص 76).
ويقول: (الثورة الإسلامية في إيران هي الحدث الأكبر في التاريخ السياسي الإسلامي المعاصر) (الحركة الإسلامية في السودان، التطور والمنهج والكسب، ص 278).
- ويقول: (بادرت الحركة تظاهر الثورة - أي الإيرانية - بتأييدها) (السابق،ص295).
ويقول: (الثورة الإيرانية هو ذلك الحدث الذي استطاعت فيه قوى الإسلام رغم ضعفها البادي لكل المراقبين أن تغلب بإذن الله الفئة الكثيرة القوية) (مجلة المجتمع، العدد 580).
ويسميها: (الثورة الإسلامية الظافرة في إيران). (الحركة الإسلامية في السودان، ص 130).
ويقول عن الخلاف بين السنة والشيعة: (هو في الأصول ليس ببعيد جداً، سواء بعض النظريات والمعتقدات السياسية التي أحسب أن مسيرة التاريخ الإسلامي ستتجاوزه) (مجلة الإرشاد اليمنية، محرم وصفر 1408هـ).
ويقول عن دعوته: (إن قيادة الحركة الإسلامية في السودان _ أقصد طبقة القيادة في السودان - خرجت من القطاع الحديث المستنير، واستعدت لمواقف فكرية متحررة ومتجددة واجتهادية). (الحركة الإسلامية في السودان، ص 48).
- (إن طبيعة الحركة وتربيتها تهيؤها للجرأة والإقدام في كل الأمور)، (فلاغرو أن كانت مهيأة بتلك الروح لأن تكون متوكلة جريئة في الاجتهاد بغير تحفظ مفرط، وفي ارتياد المذاهب الفقهية الحديثة)، (الحركة الإسلامية في السودان، التطور والمنهج والكسب، ص 245).
(تجاوزت بفكرها الأطر المعروفة للتفقه والآثار المنقولة في الفقه، وتجاوزت بحركتها الحدود المألوفة للإسلام). (السابق، ص 246)
- ولما سئل: (قرأنا آراء نسبت لك اعتبرها البعض تطرفاً، فهل تراجعتم عنها؟ أم مازلتم متمسكين بها؟)
قال - معجبًا بنفسه!! -: (أنا أجتهد كثيراً ... وكل المفكرين يجتهدون أيضاً، فأنا واحد منهم .. إنني أشعر بأن المسلمين قد تخلفوا قروناً، لذلك أشعر بتبعة وتكاليف التجديد الإسلامي الذي يقتضيه ذلك التخلف) (مجلة الإرشاد اليمنية، محرم وصفر 1408).
- ويقول عن الصحابة: (إن الاستعمال القرآني والسني للصحابة هو الصحبة الطويلة التي تمتعت بها فئة محدودة .. ) (السابق).
ويقول عن المرأة: (غالب المواقف التي يتذرع بها المحافظون ليست إلا أعرافاً إسلامية منحطة) (السابق).
(أمر الزواج بين المسلمين وأهل الكتاب: فيعتبر جائزاً بنص الكتاب المسلم من الكتابية. وعكسه: غالب الفقهاء على غيره، خشية الفتنة على المسلمة، واعتبارات أخرى تقديرية استنبطت من النصوص، لكن لا يوجد قطعي صريح)!! (السابق).
(إن واقع المرأة التقليدي لا يمثل الإسلام). (مجلة المجتمع عدد 580).
ويقول لامزًا دعوة الإخوان!!: (إنه النظر المتوكل المنفتح على إخوانه المسلمين، يتجادل معهم، ولا يتعلق على مدرسة دون أخرى، ويظن أن الحق كله قد اكتشفه فلان أو فلان، ومات به، فانسد باب الحق بعد موته!) (السابق)
(يقول مستخفاً بجماعة أنصار السنة في السودان: (إنهم يهتمون بالأمور العقائدية وشرك القبور، ولا يهتمون بالشرك السياسي، فلنترك هؤلاء القبوريين يطوفون حول قبورهم حتى نصل إلى قبة البرلمان) (مجلة الاستقامة، ربيع الأول، 1408هـ) (عن: الطريق إلى الجماعة الأم، ص 13)
- ويقول عن جماعته: (انشغل همهم الآن بالشرك الأخطر والأجرح والأصرح: الشرك السياسي الذي لا يؤمن بالله مالكاً، بل يأتي بالقوانين الوضعية من الخارج، والشرك الاقتصادي الذي لا يجعل المال لله ونحن فيه خلفاء) (جريدة السودان الحديث، 16/يوليو/1994 م).
أخيرًا يقول مادحًا تجديده!! وحركته!!: (قضى الله عز وجل أن يبتلى المسلمون حيناً بعد حين بالتقادم والجمود، فيقيض لهم حيناً بعد حين مرحلة من مراحل التجديد .. وما من حركة تجدي دية إلا وقد واجهتها التقاليد الإسلامية التي هي صادقة في تدينها بموقف متصلب جداً يبلغ حد التكفير والتضليل) (المسلمون، العدد 170) ثم شبه نفسه بابن تيميه والشيخ محمد بن عبد الوهاب!
- قلت: هذه أهم الردود التي رد بها العلماء والدعاة على أخطاء وانحرافات حسن الترابي؛ جمعتها في مكان واحد لتكون ميسرة لمن يريد معرفة فكر هذا الرجل " الحركي " الذي لا يهدأ؛ عسى أن تكون موعظة لغيره من دعاة الإسلام أن يتساهلوا كتساهله فيقعوا فيما وقع فيه.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/152)
ـ[حنبل]ــــــــ[17 - 04 - 06, 09:03 ص]ـ
رد أحمد بن مالك السلفي السوداني على الترابي في بداية الثمانينات بكتاب اسمه " الصارم المسلول على الترابي شاتم الرسول " صلى الله عليه وسلم و صرح بتكفيره فيها للامور التالية:
1 - تنقصه للأنبياء وافتراؤه عليهم - عليهم السلام -.
2 - تنقصه للصحابة - رضي الله عنهم -.
3 - إجازته التوارث بين المسلم والكافر!
4 - انكاره حد الردة، وحد الرجم للزاني المحصن.
5 - دعوته للرقص!! وقوله بأنه: " تعبير جميل يصور معنى خاصًا لما تنطوي عليه النفس البشرية من شعور .. "!
6 - دعوته للاختلاط.).
و هنا جمع لمعلومات متوسعة بصورة كبيرة عن هذا المجرم.
حسن الترابي مفكر ام مخرف.
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=3388
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 06, 11:40 ص]ـ
نظرات
في كتابات د. الترابي
الشيخ / عبد الرحمن بن سعد الشثري
http://www.islamlight.net/(64/153)
هل أجد عندكم موقعا في الانترنيت يحتوي على خطب وعظية
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:26 م]ـ
و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الطناوى]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:08 م]ـ
http://www.al-eman.com/Voice/search.asp?hid=2&T1=&D1=197&D2=0&NoResult=10&rad2=Spk
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:09 م]ـ
وهل تجهل هذا الموقع الكبير
موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/
أو موقع ذكرى
http://www.thekra.org
أو عودة ودعوة
http://www.awda-dawa.com/
أو موقع طريق الإيمان
http://www.emanway.com/
ـ[ابن جندي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:07 ص]ـ
www.sultan.org/a
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الشافعي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:02 ص]ـ
http://www.alminbar.net(64/154)
هل صحيح أن الشيخ بن عثيمين-رحمه الله- أفتى قد أفتى بجواز نظر الخاطب إلى الرأس والساق
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:32 م]ـ
بسم الله ... الحمد لله ....... والصلاة والسلام على رسول الله
هل صحيح أن الشيخ -رحمه الله- قد أفتى بجواز نظر الخاطب إلى الرأس والساقين والقدمين والرقبة؟ ........ قرأت ذلك فى موقع أحد المشايخ المعروفين حيث سئل هذا الشيخ عن صحة هذه الفتوى عن الشيخ بن عثيمين-رحمه الله- فقال نعم وقال أن المالكية والشافعية والحنفية يرون جواز كشف الوجه والكفين فقط أما الحنابلة فإن رواية عن الإمام أحمد يرى فيها جواز كشف الوجه فقط ورواية أصحابه: جواز النظر إلى مايظهر غالبا عند المهنة فيجوز النظر إلى القدمين والرقبة والساقين والرأس وهو المشهور من مذهب الحنابلة المغنى 6/ 554
والأدلة التى استدل بها هذا الشيخ -صاحب الموقع- الحديث (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وحديث (فإن استطاع أن ينظر منها إلى مايدعوه إلى نكاحها) .... وما جاء عن عمر أنه نظر إلى ساق بنت على حين خطبها منه ..... انتهى كلام الشيخ.
والأدلة لاتدل على جواز كشف الساقين والرأس وغيرها وإنما تدل على إمعان النظر فى المرأة المخطوبة وبالنسبة لحديث فإن استطاع أن ينظر منها إلى مايدعوه إلى نكاحها فيستطيع الخاطب رؤية وجه المرأة والكفين فهذا يكفى وقد يكون المعنى الإمعان فى النظر وليس النظرة العابرة وأما من قال ينظر إليها بغير علمها فلا يقصد منه التجسس على البيوت ورؤية المرأة فى البيت لأن هذا ممتنع وإنما يكون بغير علمها -مثلا- وهى فى الشارع أو ذاهبة للعمل أو غيره ولاشك أن المرأة تكون فى لباسها الشرعى فى هذه الحالة ......... وبالنسبة لماجاء عن عمر هل ثبت هذا عن عمر؟ وهل كانت البنت فى سن البلوغ؟ فلعلها كانت صغيرة السن ومعلوم أنه فى تللك العصور كانت البنت تزوج وهى صغيرة ......... والله أعلم بالصواب
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 08:19 م]ـ
قرأت فى إحدى المشاركات السابقة أن ما استدل به فى الفتوى السابقة أن عمر كشف عن ساق بنت على هو أثر ضعيف.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:18 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
ضَعَّفَ الشَّيخُ الألبانيُّ -عليهِ رَحَمَاتُ اللهِ تَتْرَى- الحديثَ المذكورَ، وفيما يلي المَوَاضِعُ من سِلْسِلَةِ الهُدَى وَالنُّورِ الّتي تكلَّمَ فيها عن هذه المسألة -ولعلَّه توجدُ مواضع أخرى-:
سلسلة الهدى والنور-295 ( http://www.alathar.net/modules/esound/index.php?page=shbovi&shid=1&bo=0+HT4ckgx+Hlz+wg5sfh5ObR&from_record=240)
2- ما صحة كشف ساقي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عندما أرادت أن تتزوج؟ (00:22:40)
سلسلة الهدى والنور-311 ( http://www.alathar.net/modules/esound/index.php?page=shbovi&shid=1&bo=0+HT4ckgx+Hlz+wg5sfh5ObR&from_record=250)
3- ما يجوز للخاطب أن يراه من مخطوبته.؟ (00:18:30)
4 - هل يجوز للخاطب أن يغافل مخطوبته بالنظر إليها دون علمها.؟ (00:31:01)
والله أعلم، وصلَّى الله على نبيّنا محمَّدٍ وآله وسلَّم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:03 م]ـ
هل الصوفية أم الشيعة الذين يرون أن المرأة تتعرى تماماً؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:50 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71795
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:08 م]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله، اعتمد على نقل ابن حجر للأثرن من مصنف عبد الرزاق، و لكن عندما وقف الشيخ الألباني على سند الأثر وجده مقطوعا. فنسخ فتواه التي في أحد كتبه أظنها السلسلة الصحيحةن و أفتى بجواز رؤية الوجه و الكفين فقط لضعف الاثر.
و لكن قريبا جدا قرأت في كتاب آداب الخطبة و الزفاف لعمرو عبد المنعم سليم، و قد وجد للأثر سندا آخر رجاله ثقات،
و رغم ذلك فإن عمرو لم يفهم من الأثر، و إن صح عنده فيما فهت، لم يفهم منه جواز رؤية ما عدا الوجه و الكفين، بل أفرد فصلا للرد على من أجاز ذلك.
و قد أفتى بالجواز بن منيع حفظه الله: http://www.fatwanet.net/Home/ViewFatwaDetails.asp
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 04 - 06, 09:31 م]ـ
مذهب الحنابلة ـ فيما أذكر ـ جواز النظر لما تقتضي العادة إظهاره في البيوت من الرأس و الساعد و أنصاف الساقين.
فلو صحت نسبتي للحنابلة فلا يستغرب ما أفتى به العثيمين.
بل مما أراه أوفق للأدلة و عمومياتها هو جواز ذلك خلافا للشافعية وأصحابنا من الحنفية. إلا أني لا أفتي به سدا لباب السبل إليه لدى عوام العرب حيث تختلط لديهم الفروع و يفتحون الباب على مصراعيه ـ الذي هو مفتوح أصلا ـ
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:14 م]ـ
مذهب الحنابلة ـ فيما أذكر ـ جواز النظر لما تقتضي العادة إظهاره في البيوت من الرأس و الساعد و أنصاف الساقين.
فلو صحت نسبتي للحنابلة فلا يستغرب ما أفتى به العثيمين.
بل مما أراه أوفق للأدلة و عمومياتها هو جواز ذلك خلافا للشافعية وأصحابنا من الحنفية. إلا أني لا أفتي به سدا لباب السبل إليه لدى عوام العرب حيث تختلط لديهم الفروع و يفتحون الباب على مصراعيه ـ الذي هو مفتوح أصلا ـ
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل
أرجو -لو تكرمت- بيان رأيك بالأدلة وكيفية الإستدلال عليها بهذا الشأن ....... فالأدلة ليست صريحة فى هذا الأمر بل كل ماجاء فى الأحاديث هو جواز النظر إلى المخطوبة دون علمها وهذا لا يلزم منه أن تكون كاشفة اليدين والرأس وغيرها ولكن يفهم منه أن يراها فى مكان عام فكيف يستطيع شخص أن يرى امرأة دون أن تعلم؟ إلا أن يراها فى الطريق ويحرم التجسس على البيوت كما هو معلوم وكلام الشيخ بن عثيمين فى هذه المسألة لم أطلع عليه فلعلك تفيدنا فى هذه المسألة .... جزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/155)
ـ[بن طاهر]ــــــــ[15 - 04 - 06, 01:03 ص]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله، اعتمد على نقل ابن حجر للأثرن من مصنف عبد الرزاق، و لكن عندما وقف الشيخ الألباني على سند الأثر وجده مقطوعا. فنسخ فتواه التي في أحد كتبه أظنها السلسلة الصحيحةن و أفتى بجواز رؤية الوجه و الكفين فقط لضعف الاثر.
و لكن قريبا جدا قرأت في كتاب آداب الخطبة و الزفاف لعمرو عبد المنعم سليم، و قد وجد للأثر سندا آخر رجاله ثقات،
حفظك الله، التّعبير الصّحيح هو: " ... وجده مُنْقَطِعًا"، أي وجد في السّند انقطاعًا؛ أما المَقْطُوعُ فيُقْصَدُ به ما نُسبَ متنُهُ إلى الّذي رُتبتُهُ دونَ رُتبةِ الصّحابيّ (التّابعيّ)، والله أعلم.
وليتك تنقلُ لنا كلام الشّيخ عمرو - جزاك الله خيرًا
رابط ذو صلة (وهو الّذي أشار إليه أخونا عمرو بسيوني جزاه الله خيرًا، والعهدة على صاحب النّقل فإنّي لمْ أطّلع على المجلّة المذكورة): ما صحة هذا الأثر [أن عمر -رضي الله عنه -كشف عن ساق أم كلثوم بنت علي - رضي الله عنه] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71795).
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:21 م]ـ
هل الصوفية أم الشيعة الذين يرون أن المرأة تتعرى تماماً؟
هذا رأي الظاهرية كما أظن أن الصنعاني في السبل نسبه إلى داود الظاهري رحمه الله
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي بن طاهر على التصحيح،
أما كلام عمرو عبد المنعم سليم فهو طويل جدا، و لابد من إنفاق الوقت لتفريغه لأنني لا أعلم الكتاب موجودا على النت،
و الكتاب مفيد جدا، و فيه فصل يبين فيه جواز تحلي المرأة بالذهب عموما. و رد على أدلة الشيخ الألباني رحمه الله بكل احترام و تبجيل.
نسال الله أن ييسر تفريغها كذلك لتعم الفائدة.
و فقكم الله
ـ[علي ابن جابر]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:31 م]ـ
نعم أنا قرأت فتوى شيخ ابن عثيمين حول رؤية رأس المخطوبة
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:26 م]ـ
من فضلكم ممكن مرجع الفتوى،
للأهمية
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:31 م]ـ
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=433307#post433307
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:14 م]ـ
المشاركات الموجودة فى الرابط السابق لا يوجد فيها دليلا واضحا وصريحا فى كشف الرأس والساقين ا وأرجو ممن يعرف فتوى الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- أن ينقلها بارك الله فيكم- وبما أننا طلبة علم ينبغى أن نأخذ المسألة بدليلها ولا أجد فى هذه المسألة دليلا إلا من استدل بأن النبى عليه الصلاة والسلام أذن فى النظر إليها من غير علمها ولا أعلم لماذا يفهم منه أنه ينظر إلى مايخرج منها عادة كالرأس وغيره ........ ولكن يفهم منه أن الخاطب ينظر إلى المرأة دون علمها كأن يراها فى الطريق أو فى مكان عام ولا يفهم منه أبدا أن الخاطب يذهب إلى بيت المخطوبة ثم ينظر إليها وهى لاتدرى! فكيف يكون ذلك؟
ـ[أمين السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:34 م]ـ
السلام عليكم
و هل يجوز للرجل أن يتكلم مع خطيبته في الهاتف الساعات الطوال
أرجوا الإجابة بارك الله فيكم
ـ[ناصر أبوعاصم]ــــــــ[19 - 04 - 06, 06:23 ص]ـ
إذا كنت حقا تبتغي العلم بالمسألة التي طرحت فلماذا لاتستفتي أهل العلم و التقوى من علماء الأمة وهم كثر والحمد لله وعناوينهم على الشبكة معروفة.
و هنا في هذا المنتدى و غيره أكثر من سيفتيك - إن لم يكن ناقل -فهو جاهل أو مجهول أو كليهما, تمعن تعي.
أما تزكيتك نفسك بالسلفي فأترك لك التعقيب, نفس الشئ يقال علي" الأستاذ" و "الدكتور" و هلم جر
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[19 - 03 - 10, 05:19 م]ـ
هل الصوفية أم الشيعة الذين يرون أن المرأة تتعرى تماماً؟
شذ ابن حزم -رحمه الله- بهذا الرأي ولا يعتبر رأيه في هذه المسألة ....(64/156)
مسألة التداوي لا تدخل مع السبعين ألف الذي يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:23 م]ـ
هذه المسألة أثارت عندي الدهشه عندما ذكرها أحد طلبة ابن عثيمين الكبار ويؤيد هذا الرأي في درسه بأن من تداوى لايدخل مع السبعين
فلما ناقشته قال لي أعطني قول لأحدالأئمة المتقدمين يرى أن التداوي لا يدخل وما زلت في هذا البحث فأرجوا مساعدتي بقول احد العلماء المتقدمين الذين يرون تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالإسترقاء والكي والتطير.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:53 م]ـ
ربما أفادك هذا النقل من زاد المعاد (1/ 477 - 478):
{وربما كان يقول كفارة وطهور , وكان يرقي من به قرحة أو جرح أو شكوى , فيضع سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول:" بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا هذا في " , " الصحيحين ".
وهو يبطل اللفظة التي جاءت في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأنهم لا يرقون ولا يسترقون.
فقوله في الحديث " لا يرقون " غلط من الراوي , سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول ذلك.
قال وإنما الحديث " هم الذين لا يسترقون ".
قلت: وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب.
قال {وعلى ربهم يتوكلون}: فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا , لا رقية ولا غيرها , ولا يحصل لهم طيرة تصدهم عما يقصدونه , فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه.
قال والراقي متصدق محسن والمسترقي سائل , والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ولم يسترق , وقال: " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ".
فإن قيل فما تصنعون بالحديث الذي في " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} ويمسح بهما ما استطاع من جسده ويبدأ بهما على رأسه ووجهه ما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات , قالت عائشة: فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرني أن أفعل ذلك به.
فالجواب أن هذا الحديث قد روي بثلاثة ألفاظ. أحدها: هذا.
والثاني: أنه كان ينفث على نفسه.
والثالث قالت: كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها.
وفي لفظ رابع كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
وهذه الألفاظ يفسر بعضها بعضا.
وكان صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه , وضعفه ووجعه يمنعه من إمرار يده على جسده كله , فكان يأمر عائشة أن تمر يده على جسده بعد نفثه هو , وليس ذلك من الاسترقاء في شيء.
وهي لم تقل: كان يأمرني أن أرقيه , وإنما ذكرت المسح بيده بعد النفث على جسده ,ثم قالت: كان يأمرني أن أفعل ذلك به , أي أن أمسح جسده بيده كما كان هو يفعل} إ. هـ
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 04 - 06, 04:03 م]ـ
لماذا لا نقول ان الرقية المرادة والتي لا يدخل صاحبها الجنة بغير حساب هي الرقية بالامور المحرمة شرعا
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:17 م]ـ
لماذا لا نقول ان الرقية المرادة والتي لا يدخل صاحبها الجنة بغير حساب هي الرقية بالامور المحرمة شرعا
لو قيل بذلك لما كان ثم فرق بين هؤلاء وبين سائر المسلمين. وهؤلاء قد امتازوا بميزة جعلتهم يحوزون هذا الفضل والأجر.
والتوجيه السليم للحديث أن يوجه بما وجهه ابن القيم إذ في طالب الرقية ميل وتوجه إلى الراقي وهذا ينافي حقيقة التوكل ولذا ختمت هذه الأوصاف بما يجمعها ويشملها وهو التوكل. يؤيد ذلك الوزن التصريفي للكلمات المذكورة.
ربما يكون لي عودة. لكن انظر تيسير العزيز الحميد، وانظر كتاب التوكل للدميجي فقد ذكر المسألة بحذافيرها ونقل أقوال الأئمة في المسألة وحررها تحريرا جيدا، ولولا بعد الكتاب عني بعدا شديدا لأتيت بما ذكره. والله المستعان
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:09 م]ـ
فعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الجواز لأمته
لكن السؤال الذي يطرح فضيلة السبعين هل قال أحد من السلف المتقدمين بأن التداوي لا يخرجه
من السبعين؟
لأن العلة في الحديث (وعلى ربهم يتوكلون)
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[02 - 12 - 06, 02:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:49 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين له قول يخالف (مانقل عن تلميذه -كما وصفه صاحب المسألة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 12 - 06, 07:38 ص]ـ
الشيخ ابن عثيمين له قول يخالف (مانقل عن تلميذه -كما وصفه صاحب المسألة
الا تنقله لنا بارك الله فيك للاستفادة
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:50 ص]ـ
ذكر فضيلة الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله -في الشريط الثاني لشرح فضيلته لكتاب التوحيد- قال حفظه الله وهو يشرح حديث الذين يدخلون الجنة بغير حساب:
(هذه في صفة الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وهذه صفة من صفاتهم وتلك الصفة خاصة بهم لا يلتبس أمرهم بغيرهم لأن هذه الصفة كالشامة يعرفون بها من هم الذين حققوا التوحيد قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فذكر أربع صفات الأولى أنهم لا يسترقون ومعنى يسترقون أي أنهم لا يطلبون الرقية والطالب للرقية في قلبه ميل للراقي حتى يرفع ما به من جهة السبب وهذا النفي لا يسترقون لأن الناس في شأن الرقية تتعلق قلوبهم جدا أكثر من تعلقهم بالطب ونحوه فالرقية عند العرب في الجاهلية وهكذا حال اكثر الناس لهم تعلق بها فالقلب يتعلق بالراقي ويتعلق بالرقية وهذا ينافي كمال التوكل على الله جل جلاله وأما ما جاء في بعض الروايات أنهم الذين لا يرقون فهذا غلط لأن الراقي محسن إلى غيره وهي لفظ شاذة والصواب ما جاء في هذه الرواية أنهم لا يسترقون أي لا يطلبون الرقية وذلك لأن طالب الرقية يكون في قلبه ميل لمن رقاه وإلى الرقية ونوع توكل أو نوع استرواح لهذا الذي يرقي أو للرقية) انتهى كلامه حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/157)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[03 - 12 - 06, 12:32 م]ـ
ثم قال حفظه الله (وهذه الصفات لا يعني بذكرها أن الذين حققوا التوحيد لا يباشرون الأسباب كما فهمه بعضهم من أن تحقيق التوحيد أو أن الكمال آلا يباشر سببا البته أو آلا يتداوى ألبته هذا غلط لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى عليه الصلاة والسلام ولأنه عليه الصلاة والسلام تداوى وأمر بالتداوي وأمر أيضا بعض الصحابة بأن يكتوي ونو ذلك فليس فيهم أن اولئك لا يباشرون الأسباب مطلقا أو لا يباشرون أسباب الدوى وإنما فيه ذكر لهذه الثلاث بخصوصها لأنه يكثر تعلق القلب بخصوصها إلى الراقي أو إلى الكي أو الكاوي أو إلى التطير ففيها إنقاص للتوكل أما التداوي فهو مشروع إما واجب أو مستحب وفي بعض الأحوال يكون مباح وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تداوو عباد الله ولا تتداوو بحرام" المقصود من هذا أن التداوي فعلا يعني أن يفعل التداوي وأن يطلب الدواء ليس خارما لتحقيق التوحيد ولكن الذي هو من صفة أهل تحقيق التوحيد أنهم لا يسترقون بخصوص الرقية ولا يكتوون بخصوص الكي ولا يتطيرون وأما ما عدا ذلك مما أذن به فلا يدخل فيما يختص به أهل تحقيق التوحيد فإذن يكون الأظهر عندي مما في هذا الحديث أنه مخصوص بهذه الثلاثة لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون أما الأسباب الأخرى المؤذون بها فلا تدخل في صفة الذين حققوا)
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 03:53 م]ـ
قال ابن عثيمين غفر الله له ورفع درجته في المهديين (في الباب المفتوح)
(السؤال: نريد إيضاح حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: (لا يسترقون ... ) الحديث، فهل عموم العلاج يدخل في الحديث؟ وإذا كان لا يدخل فما الفرق بينه وبين الرقية لأن كلاً منهما سبب؟ وكيف نفهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وغيرها أن يسترقوا من العين؟ وإذا علمنا رجلاً أصابته عين فهل نأمره بالرقية أم نرشده إلى الصبر والاحتساب؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
________________________________________
الجواب: قوله في حديث السبعين ألفاً: (ولا يسترقون) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، ولكنه عليه الصلاة والسلام أمر بالتداوي وأرشد إليه وقال: (ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله) والفرق بينهما من وجهين: الوجه الأول: أن تعلق الإنسان بالراقي أكثر من تعلقه بالتداوي؛ لأن الراقي إذا قدر الله تعالى أن ينتفع به المريض برقيته صارت العلاقة بينه وبين هذا المريض علاقة روحية، فربما يفتتن به ويقول: هذا من أولياء الله. وما أشبه ذلك، وقد يحصل معه شيء من الشرك، ولهذا جاء بعدها: (وعلى ربهم يتوكلون). الثاني: أنه قد يطلب الرقية من شخص ليس أهلاً لذلك؛ لأنه لا يداوي بشيء حسي يعرف، فيرقي هذا الذي سئل بالرقية ثم يحصل الشفاء، لا بالرقية -لأنها غير شرعية- ولكن عند الرقية، فيفتتن الناس أيضاً بهذا الرجل، ويظنونه ممن تجاب دعوته، وممن يتبرك بقراءته وليس كذلك. فلهذا قال صلى الله عليه وسلم: (ولا يسترقون) ولم يقل: ولا يتداوون، وعلى هذا فالدواء مطلوب، وأما الاسترقاء فإن الأفضل تركه، لكن لو أنّ أحداً من الناس هو الذي تقدم وقرأ عليك ولم تمنعه فإن هذا لا يمنع من دخول الإنسان في الحديث؛ لأنك لم تطلب الرقية، وكذلك لو أنك رقيت على أخيك فإنك محسن إليه ولا تخرج بهذه الرقية من صفات هؤلاء السبعين ألفاً، ولهذا نقول: إن ما ورد في صحيح مسلم من زيادة وهي قوله: (ولا يرقون) زيادة شاذة ليست بصحيحة، والصواب: (ولا يسترقون) فقط، أما الرقية من العالم فلأن العالم معروف، فتطلب منه الرقية؛ لأنه إذا رقى على الإنسان فإنه ينتفع بذلك بإذن الله عز وجل، كالطبيب الذي يداوي. أما هل نأمر الذي أصيب بالعين بالرقية، أو نأمره بالصبر؟ فنقول له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى طريقة الشفاء من العين، حيث أمر الذي عاين أحد الصحابة أن يغتسل ويتوضأ، فيؤخذ من مائه فيصب على المصاب حتى يشفى.
-------------------
وقال غفر له في (فتاوي نور على الدرب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/158)
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ في سؤاله الأخير يقول هذا السائل ماهي صفات السبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ومن كان ينقصه شيء من هذه الصفات ماذا يلزمه مأجورين؟
الجواب
الشيخ: الصفات هي التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام فقال (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يطيرون وعلى ربهم يتوكلون) لا يسترقون يعني لا يطلبون أحد يقرأ عليهم حال مرضهم ولا يكتوون لا يطلبون أحدا يكويهم ولا يتطيرون لا يتشاءمون وعلى ربهم يتوكلون أي يعتمدون على الله تعالى ويفوضون أمرهم إلى الله سبحانه ولا يدخل في ذلك من عرض نفسه على الطبيب للدواء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لا يتداوون قال لا يكتوون ولا يسترقون اللهم إلا أن يعلق الإنسان قلبه بالطبيب ويكون رجاءه وخوفه من المرض متعلقا بالطبيب فهذا ينقص توكله على الله عز وجل فينبغي للإنسان إذا ذهب إلى الأطباء أن يعتقد أن هذا من باب كل الأسباب وأن المسبب هو الله سبحانه وتعالى وحده وأنه هو الذي بيده الشفاء حتى لا ينقص توكله.
------------------
وقال غفر الله له في مجموع الفتاوي قسم الفقه)
س 51 ـ سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: نريد إيضاح حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: «إنهم لا يسترقون ... » الحديث. فهل عموم العلاج يدخل في الحديث؟ وإذا كان لا يدخل فما الفرق بينه وبين الرقية؟ لأن كلاًّ منهما سبب. وكيف نفهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ـ رضي الله عنها ـ وغيرها أن يسترقوا من العين؟ وإذا علمنا رجلاً أصابته عين فهل نأمره بالرقية أم نرشده إلى الصبر والاحتساب؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
فأجاب فضيلته بقوله: قوله في حديث السبعين ألفاً: «ولا يسترقون» (أي لا يطلبون الرقية من غيرهم) لكنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمر بالتداوي وأرشد إليه وقال: «ما أنزل الله داء، إلا أنزل له شفاء»، «عَلِمه من عَلِمه وجَهِله من جَهِله»، والفرق بينهما من وجهين:
الوجه الأول: أن تعلُّق الإنسان بالراقي أكثر من تَعَلُّقه بالتداوي؛ لأن الراقي إذا قدّر الله تعالى أن ينتفع المريض برقيته، صارت العلاقة بينه وبين هذا المريض علاقة روحية فربما يُفتتن به ويقول: هذا من أولياء الله وما أشبه ذلك، وقد يحصل معه شيء من الشرك ولهذا جاء بعدها «وعلى ربهم يتوكلون».
الثاني: أنه قد يطلب الرقية من شخص ليس أهلاً لذلك، لأنه يداوي بشيء حسي يعرف. فيرقى هذا الذي سئل الرقية ثم لا يحصل الشفاء بالرقية ـ لأنها غير شرعية ـ ولكن عند الرقية، فيفتتن الناس أيضاً بهذا الرجل، ويظنونه ممن تجاب دعوته، وممن يتبرك بقراءته وليس كذلك.
فلهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا يسترقون»، ولم يقل: ولا يتداوون، وعلى هذا فالدواء مطلوب، وأما الاسترقاء فإن الأفضل تركه، لكن لو أنَّ أحداً من الناس هو الذي تقدم وقرأ عليك ولم تمنعه فإن هذا لا يمنع من دخول الإنسان في هذا الحديث، لأنك لم تطلب الرقية، وكذلك لو أنك رقيت على أخيك فإنك محسن إليه ولا تخرج بهذه الرقية من صفات هؤلاء السبعين ألفاً، ولهذا نقول: إن ما ورد في «صحيح مسلم» من زيادة وهي قوله: «ولا يرقون» زيادة شاذة ليست بصحيحة، والصواب: «ولا يسترقون» فقط.
أما الرقية من العالم فلأن العالِم معروف، فتطلب منه الرقية، لأنه إذا رقي على الإنسان فإنه ينتفع بذلك بإذن الله عز وجل، كالطبيب الذي يداوي.
أما هل نأمر الذي أصيب بالعين بالرقية أو نأمره بالصبر؟ فنقول له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى طريقة الشفاء من العين، حيث أمر الذي عان أحد الصحابة أن يغتسل ويتوضأ، فيؤخذ من مائه فيصبُّ على المصاب حتى يُشفى)
--------------
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (في اعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد)
(000 فهؤلاء السبعون الألف استحقوا هذه المنزلة، لأنهم تركوا أموراً محرمة وهي الطيرة، أو مكروهة وهي طلب الرقية والكي من الناس، فهم تركوها استغناء عن الناس، وتوكلاً على الله سبحانه وتعالى.
أما أن الإنسان يَرْقِي نفسه أو يَرْقِي غيره، فهذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم فرقى نفسه ورقى غيره ورقاه غيره فلا كراهة في ذلك.
يبقى قضية التداوي بالمباح كالحبوب- مثلاً-، أو بالأعشاب، أو بإجراء العمليّات الجراحيّة: واستئصال الأورام أو الزوائد؛ فهذا مباح، من غير كراهة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تداووا ولا تداووا بحرام"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داءاً إلاَّ وأنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله" ومن العلماء من يرى أن التداوي مستحب، ومن العلماء من يرى أنه واجب، والتدواي سواءً كان مباحاً أو مستحبًّا أو واجباً لا ينافي التوكل، لأن بعض الجهّال يقول: اتْرُك التدواي توكّلاً على الله، نقول: الأخذ بالأسباب لا ينافى التوكل، والتداوي سبب، والأخذ بالأسباب قد أمر الله تعالى به.)
-------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/159)
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:49 ص]ـ
الحمد لله،
اللهم اجعلنا مع الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يطيرون وعلى ربهم يتوكلون.(64/160)
هل صح انه في عصر محمد علي قد تم الحاق بعض حديثي الاسلام من النصارى واليهود
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:19 ص]ـ
لقد سمعت من أحد المؤرخين وعلماء التاريخ
انه في عصر محمد علي قد تم الحاق بعض حديثي الاسلام من النصارى واليهود
بنقابة الأشراف وذلك مقابل رشاوى لنقيب الأشراف
أرجو الافاده بمرجع يمكن الرجوع اليه في هذه المسأله؟
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[19 - 04 - 06, 07:58 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:34 ص]ـ
إذا الخميني وهو هندي مجوسي والخوئي وهو أرمني صارا من أهل البيت، فما بالك بمن هو دونهما؟
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:22 ص]ـ
أرجوا افادتنا
هل من كتب تفيد في هذا الموضوع؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:14 م]ـ
أخي الكريم .. حول هذه المسألة بعينها لا أدري
و لكن ما قرأته عن هذه الحقبة التارخية يدل على عدم استبعاد ذلك
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:25 م]ـ
هذه الحقبة التارخية بها مابها
والله المستعان
جزاكم الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[15 - 12 - 06, 12:50 ص]ـ
الحمد لله
للرفع
وللفائدة
و لمعرفة محبة البعض وإكرامهم لآل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!
* تاريخ الجبرتي (3/ 190):
واستهل شهر رجب بيوم الأحد سنة 1224:
فيه اجتمع المودعون للسيد عمر ثم حضر محمد كتخدا المذكور فعند وصوله قام السيد عمر وركب في الحال وخرج صحبته وشيعه الكثير من المتعممين وغيرهم وهم يتباكون حوله حزنًا على فراقه وكذلك اغتم الناس على سفره وخروجه من مصر لأنه كان ركنًا ولجًا مقصدًا للناس ولتعصبه على نصرة الحق فسار إلى بولاق ونزل في المركب وسافر في ليلته بأتباعه وخدمه الذين يحتاج إليهم إلى دمياط.
* تاريخ الجبرتي (3/ 191):
استهل شهر شعبان بيوم الثلاثاء سنة 1224:
فيه نَمَّقَ مشايخ الوقت عرضحال في حق السيد عمر، بأمر الباشا ليرسله صحبة السلحدار، وذكروا فيه سبب عزله، ونفيه عن مصر، وعدوا له مثالب، ومعايب، وجنحًا، وذنوبًا، منها:
أنه أدخل في دفتر الأشراف أسماء أشخاص ممن أسلم من القبط واليهود، ومنها أنه أخذ من الألفي في السابق مبلغًا من المال ليملكه مصر في أيام فتنة أحمد باشا خورشيد، ومنها أنه كاتب الأمراء المصريين أيضًا في وقت الفتنة حين كانوا بالقرب من مصر ليحضروا على حين غفلة في يوم قطع الخليج وحصل لهم ما حصل ونصر الله عليهم حضرة الباشا، ومنها أنه أراد إيقاع الفتن في العساكر لينقض دولة الباشا ويولي خلافه ويجمع عليه طوائف المخاربة والصعائدة وأخلاط العوام وغير ذلك، وذلك على حد من أعان ظالمًا سلط عليه.
وكتبوا عليه أسماء المشايخ، وذهبوا به إليهم ليضعوا ختومهم عليه فامتنع البعض من ذلك، وقال هذا كلام لا أصل له ووقع بينهم محاججات ولا الأعاظم الممتنعين على الامتناع، وقالوا لهم أنتم لستم بأروع منا وأثبت لنفسه ورعًا وحصل بينهم منافسات ومخالفات ومقابحات، ثم غيروا صورة العرضحال بأقل من التحامل الأول وكتب عليه بعض الممتنعين وكان من الممتنعين أولًا وآخرًا السيد أحمد الطحطاوي الحنفي فزادوا في التحامل عليه وخصوصًا شيخ السادات والشيخ الأمير وخلافهما. .....
وفيه اتفق الأشياخ والمتصدرون على عزل السيد أحمد الطحطاوي من إفتاء الحنفية وأحضروا الشيخ حسين المنصوري وركبوا صحبته وطلعوا به إلى القلعة بعد أن مهدوا القضية فألبس قائمقام الشيخ حسينًا فروة ثم نزلوا، ثم طاف للسلام عليهم وخلعوا هم عليه أيضًا خلعهم فلما بلغ الخبر السيد احمد الطحطاوي طوى الخلع التي كانوا ألبسوها له عندما تقلد الإفتاء بعد موت الشيخ إبراهيم الحريري في جمادى الأولى بقرب عهد وأرسلها إليهم وكان الشيخ السادات ألبسه حين ذاك فروة فلما ردها عليه احتد واغتاظ وأخذ يسبه ويذكر لجلسائه جرمه ويقول انظروا إلى هذا الخبيث كأنه يجعلني مثل الكلب الذي يعود في قيئه ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/161)
وأما السيد أحمد فإنه اعتكف في داره لا يخرج منها إلا إلى الشيخونية بجواره واعتزلهم وترك الخلطة بهم وتباعد عنهم وهم يبالغون في ذمه والحط عليه لكونه لم يوافقهم في شهادة الزور والحامل لهم على ذلك كله الحظوظ النفسانية والحسد مع أن السيد عمر كان ظلًا ظليلًا عليهم وعلى أهل البلدة يدافع ويرافع عنهم وعن غيرهم، ولم تقم بعد خروجه من مصر راية ولم يزالوا بعده في انحطاط وانخفاض.اهـ.
* تاريخ الجبرتي (3/ 242):
واستهل شهر ربيع الأول سنة 1227
وفي أواخره، انتقل السيد عمر مكرم النقيب من دمياط إلى طندتا وسكن بها.
... تاريخ الجبرتي (3/ 303) سنة ثماني وعشرين ومائتين وألف:
ولما انفصل الأمر وارتحل الفرنساوية من أرض مصر و ........ ، واستقر محمد علي باشا وثبتت قدمه بمعونة العامة والسيد عمر مكرم بمملكة مصر وشرع في تمهيد مقاصده فكان السيد عمر يمانعه فدبر على إخراجه من مصر وجمع المشايخ وأحضر المترجم وخلع عليه وقلده النقابة، وأخرج السيد عمر من مصر منفيًا إلى دمياط، وذلك في سنة أربع وعشرين كما تقدم، ووافق فعله ذلك غرض المترجم، بل ربما كان بمعونته، لحقده الباطني على السيد عمر وتشوفه إلى النقابة وادعائه أنها كانت" ببيتهم" لكون الشيخ أبي هادي تولاها أيامًا ثم تولاها بعده أبو الإمداد ثم نزل عنها لمحمد أفندي البكري الكبير، فلم يزل في نفس المترجم التطلع لنقابة الإشراف ويصرح بقوله: "أنها من وظائفنا القديمة "وأحضر بها مرسومًا من دار السلطنة وأخفاه ولم يظهره مدة حياة محمد أفندي البكري الكبير.
فلما مات وتقلدها ولده محمد أفندي ادعاها وأظهر المرسوم وشاع خبر ذلك فاجتمع الجم الغفير من الأشراف بالمشهد الحسيني ممانعين وقائلين لا نرضاه نقيبًا ولا حكمًا علينا فلم يتم مراده.
فلما توفي محمد أفندي الصغير ظن أنه لم يبق له فيها منازع فلا يشعر إلا وقد تقلدها السيد عمر بمعونة مراد بك وإبراهيم بك لصحبته معهما ومرافقته لهما في الغربة حين كان المصريون بالصعيد فسكت على ضغن وغيظ يخفيه تارة ويظهره أخرى وخصوصًا وهو يرى أن السيد عمر في ذلك دون ذلك بكثير، فلما خرج الفرنساوية ودخل الوزير إلى مصر وصحبته السيد عمر متقلدًا للنقابة، كما كان وانفصل عنها السيد خليل البكري وارتفع شأن السيد عمر وزاد أمره بمباشرة الوقائع وولاية محمد علي باشا وصار بيده الحل والعقد والأمر والنهي والمرجع في الأمور الكلية والجزئية والمترجم يحقد عليه في الباطن ويظهر له خلافه وهوالآخر كذلك:
ولكنني أخشاه وهو يخافني ....... فيخفي ويبدو بيننا البغض والود
فلما أخرج الباشا السيد عمر وتقلد المترجم النقابة وبلغ مأموله عند ذلك أظهر الكامن في نفسه وصرح بالمكروه في حق السيد عمر ومن ينتمي إليه أو يواليه، وسطر فيه عرضًا محضرًا إلى الدولة نسب إليه أنواعًا من الموبقات التي منها:
أنه أدخل جماعة من الأقباط في الأشراف، وقطع أناسًا من الشرفاء المستحقين وصرف راتبهم للأقباط المدخلين، ومنها أنه تسبب في خراب الإقليم وإثارة الفتن وموالاة البغاة المصريين وتطميعهم في المملكة حتى أنه وعدهم بالهجوم على البلدة يوم قطع الخليج في غفلة الباشا والناس والعساكر وأنه هو الذي أغرى المصريين على قتل علي باشا برغل الطرابلسي حين قدم واليًا على مصر وهو الذي كاتب الإنكليز وطمعهم في البلاد مع الألفي حين حضروا إلى إسكندرية وملكوها ونصر الله عليهم العساكر الإسلامية وغير ذلك من عبارات عكس القضية وتمنيق الأغراض النفسانية. وكتب الأشياخ عليه خطوطهم وطبعوا تحتها ختومهم ما عدا الطحطاوي الحنفي فإنه تنحى عن الشرور وامتنع من شهادة الزور فأوسعوه سخطًا ومقتًا وعزلوه من الأفتاء.
وقد تقدم خبر ذلك في حوادث سنة أربع وعشرين وإنما المعنى بإعادة ذلك لك هنا تتمة لترجمة المشار إليه وحذار من نقصها النسيان لأكثر جملها فلو سلمت الفكرة من النسيان لفاقت سيرته كان وكان. اهـ
من موضوع سابق لنا بعنوان:
السيد المُجَاهِد عمر مَكْرَم .... نقيب الأشراف المُفْتََرَى عليه
ويبدو أنه فُقِدَ.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:11 ص]ـ
/05/ 06, 04:06 04:06:56 PM
صلاح الدين الشريف
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 11/ 06/05
المشاركات: 363
السيد المُجَاهِد عمر مَكْرَم .... نقيب الأشراف المُفْتََرَى عليه
http://209.85.129.104/search?q=cache:kb2m4Jo5oqAJ:209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php%3Ft%3D78927+%D8%B9%D9%85%D8%B1+%D9% 85%D9%8E%D9%83%D9%92%D8%B1%D9%8E%D9%85&hl=ar&gl=sa&ct=clnk&cd=1
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:22 ص]ـ
وأصلا مسألة إدخال هولاء في الأشراف بعيدة كل البعد
(دون أن يفضح أمرهم)
والأشراف يكشفون كل دخيل فيهم
فالله حفظ النسب الشريف
فمن انتسب إليهم كذبا وزرا فضح أمره
وأي نسب أعلى من هذا النسب
نعم كثر من يدعيه لشرف هذا النسب
ولكن الله فضحهم
وسيفضح الله كل من أراد أن ينتسب إليهم كذبا وزرا
فالنسب محفوظ معروف يعرفه أهل النسب
وأما إشاعات العوام فلا عبرة بها
ويرجع في كل فن إلى أهله
وهنا قضية
أن البعض إذا اختلف مع شريف طعن في نسبه
أو إذا وجد أحد ممن انتسب إلى هذا النسب وهو منسوب إلى بدعة وضلال أو فسق ظاهر
طعن في نسبه
وهذا لوحده لايكفي
فقد وجد فيمن صح نسبه من هو غال في بدعة الرفض
كالشريف الرضى
فلا أحد يستطيع الطعن في صحة نسبه ومع هذا فأمره مكشوف
وهذا لايعني أن هناك الكثير من الرافضة والصوفية الباطنية منهم على وجه الخصوص
(وانظر العلاقة العجيبة بين التشيع والصوفية الباطنية)
ادعوا الانتساب إلى هذا النسب الشريف
وأشهر مثال على هولاء (من اشتهروا بالفاطمين) في مصر على قول جماهير المؤرخين
وإن كان بعض المؤرخين دافع عن صحة نسبهم
فقول هذا البعض مهجور غير صحيح
والله أعلم بالصواب
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/162)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:30 ص]ـ
تنبيه:
والتثبت من النسب مطلوب
فلا يكفي إدعاء شيوخ الطرقية والرافضة وغيرهم الانتساب إلى هذا النسب
لابد أن يعرف نسبهم ويتأكد منه
ومجرد الانتساب لا يكفي
بل لابد من التثبت فليعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:35 ص]ـ
(ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 08:10 ص]ـ
والعداوات بين الأشراف جعلتهم يفعلون أكثر من هذا
وكانت الحروب والخصومات وغير ذلك من الأمور المنكرات
وكل ذلك طمعا في الزعامة الدنيوية
فيطعنون في الأنساب ويحرضون الناس على الخصوم بشتى الوسائل
(التي يمكن أن نطلق عليها بلغة العصر (وسائل غير شريفة) وبطرق ملتوية
وهذا حال الخصومات في كل زمان ومكان
بل استعانوا بالاتراك بل بالفرنجة على أقرب الناس إليهم
من أجل القضاء عليهم
والوشاية بهم
وأيضا تحريض الأعراب ضد خصومهم
والله المستعان
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 12 - 06, 04:53 م]ـ
مسألة صعوبة التأكد من صحة الانتساب إلى أهل البيت من عدمه مسألة قديمة.
و كان العباسيون يعتنون بالنسب الشريف، و كانوا يعيِّنون لذلك نقيبا من الأشراف.
فبعد أن ذهبت دولة العباسيين اختلط الحابل بالنابل إلاَّ ما ندر لأن العثمانييين لا يرون الخلافة بالطبع منحصرةً في البيت الهاشمي.
أمَّا بالنسبة إلى أشراف الحجاز و اليمن وو نجد فلا يزالون متثبتين من أنسابهم لأمرين:
1ـ اعتناء تلك البلاد بالأنساب عامَّة لكون سكانها لا يزالون مجتمعات قبلية تعتني بالأنساب لا سيَّما الأنساب الشريفة و البيوتات العريقة.
2ـ أن تلك البلاد هي منبت الأشراف و الهاشميين، فلذلك يسهل حصر أنسابهم و معرفتها و الله
أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:45 م]ـ
هناك شخصية في عهد الاحتلال الفرنسي لمصر، تتمثل أمامها أكثر من علامة استفهام، ألا و هو محمد المهتدي، ففي شخصيته كثير من المتناقضات.
فهذا الرجل الذي قدم من أوروبا شاباً، و أظهر الاسلام، و درس في الأزهر و نبغ، حتى صار من شيوخه، نجدْه عند قدوم نابليون يكون هو الذي يتولَّى كتابة مناشير القمع و الاحتلال لنابليون بدعوى الإكراه طبعاً.
و لكن العجيب أن نابليون كان يوليه ثقته الكبيرة دون بقية شيوخ الأزهر، و كان يستشيره في كثيرٍ من الأمور.
فهل الخطة كانت مبيَّتةً لاحتلال مصر قبل نابليون بعدة عقود من الزمن، أم ماذا؟
نعم نعلم ذلك على المدى البعيد،و لا تزال الصليبية الحاقدة تكرر المحاولة تلو الأخرى،
وقصة ملك فرنسا الذي اعتقل في دار ابن لقمان معروفة، و الأبيات فيه مشهورة، و هي قول الشاعر:
قل للفرنسي إذا جئته .................. إن كان قد همَّ بفعلٍ قبيح.
دار ابن لقمان على حالها .............. و القيد باقٍ و الطواشي صبيح.
و لكن قدوم مثل المهتدي ـ إن صحَّ ما استنتجته ـ يدلُّ على أنَّّّّّ المخطط كان دقيقاً و لأعوامٍ قريبة، و الله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 12 - 06, 11:16 م]ـ
والأشراف يكشفون كل دخيل فيهم
يقول الدكتور طه الديلمي
كثرة المنتسبين إلى البيت العلوي أو من يسمون أنفسهم بالسادة! كم يبلغون عددا في العراق وإيران فقط؟ إنهم لا يقلون عن خمسة ملايين!!
والآن نسأل: كم كان عدد رجال العرب أيام سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)؟ لاشك إنهم لا يقلون في كل الأحوال عن مئة ألف فإذا كانت ذرية واحد من هؤلاء المئة ألف الذي هو علي (رضي الله عنه) قد بلغت خمسة ملايين فكم ينبغي أن تكون ذرية هؤلاء جميعا؟؟؟
والجواب يتبين عمليا من ضرب خمسة ملايين بمئة ألف! أتدري كم هو الناتج؟!!
إنه يعادل عدد سكان العالم اليوم مئة مرة , وعدد سكان الصين الشعبية أربعمئة مرة!!!
وإذا لم تصدق فتأكد بنفسك من صحة هذه العملية الحسابية:
100,000 * 5,000,000 =500,000,000,000
هل تعلم أن عدد العرب في العالم كله اليوم لا يزيد عن ربع مليار؟؟! وقس على ذلك!!
إذن لا تنزعج ولا تلم إذ قلت لك: انك تعيش عالما من الأوهام , أو هو عبارة عن خدعة كبيرة رسختها في ذهنك وسائل الإشاعة والإذاعة والإعلام. وإنك في أوهامك لا تختلف عن الصيني واليا باني مثلا وهو يعيش أوهام عقيدته البوذية.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 02:48 ص]ـ
سبحان الله وبحمده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/163)
الأخوان الفاضلان ابن وهب والمبارك بارك الله فيكما ونفع بكما وبعلمكما
محاولة الإنتساب لآل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من قديم؛ لما لآل البيت من الشرف والمكانة لإنتمائهم لسيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهذه المحاولات لا يقدم عليها إلا فاجر أو كافر
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ..... ".أحمد في المسند
وكما ذكرتما فالدخول في هذا النسب ليس بالأمر الهين وذلك بالنسبة للعرب فيما بينهم
أما دخول اليهود والنصارى!
فيكاد يكون مستحيلا
ويعرف هذا من له أدنى إلمام بعلم النسب ومعرفة أحوال قبائل العرب وعاداتهم وتقاليدهم.
وكذلك الطعن في الأنساب فقد أخبر الصادق المصدوق عن ذلك، فقال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ". (صحيح مسلم)
فبين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن الطعن في الأنساب من أمور الجاهلية، وبين أن مِنْ أُمَّته من لايترك هذا الأمر الجاهلي، وهذا من دلائل نبوته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فإن كان هذا الطعن من العوام أو الجهال، فلا يُلتفت إلى ذلك
أما إن كان من أحد المؤرخين وعلماء التاريخ ـ كما زعم ـ صاحب هذا الموضوع، فأظن أن ورائه شيئاً!
14/ 04/06 02:19 02:19:30 Am
ابو حفص المصرى
لقد سمعت من أحد المؤرخين وعلماء التاريخ
انه في عصر محمد علي قد تم الحاق بعض حديثي الاسلام من النصارى واليهود
بنقابة الأشراف وذلك مقابل رشاوى لنقيب الأشراف
أرجو الافاده بمرجع يمكن الرجوع اليه في هذه المسأله؟
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[29 - 01 - 07, 12:04 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 10 - 08, 12:57 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا ورزقنا الله وإياكم محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وأزوجه وأصحابه.
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[17 - 10 - 08, 04:24 م]ـ
بلغني فيما (يُقال بين العامة) أن بعض العاملين في نقابة الأشراف في مصر - هداهم الله - يزوِّرون لمن يدفع رشوة شهادة تُثبت أنه من الأشراف، حتى وإن لم يكن كذلك ..
والله أعلم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 10 - 08, 12:19 ص]ـ
أحمد سمير سالم
بلغني فيما (يُقال بين العامة) أن بعض العاملين في نقابة الأشراف في مصر - هداهم الله - يزوِّرون لمن يدفع رشوة شهادة تُثبت أنه من الأشراف، حتى وإن لم يكن كذلك ..
والله أعلم
بارك الله فيك كارنيه النقابة ليس وسيلة إثبات النسب الوحيدة.
وسرعان ما ينكشف أمر هؤلاء
لأن هؤلاء بمجرد أن يعلنوا عن أنفسهم ... مثلا، إذا ما أرادوا المصاهرة مع إحدى العائلات التي تنتمي حقا لآل البيت
يُسْئَلون مِنْ أي البلاد أنتم؟
وإلى أي الفروع تنتمون؟
ومن جدكم؟
ومن أبناء عمومتكم؟
ومن أخوالكم؟
بالطبع لن يجدوا إجابة؟! وسينكشف أمرهم
و كما قال الشيخ الفاضل ابن وهب الأشراف يكشفون كل دخيل.
وفقكم الله.(64/164)
نقد قصة انتفاع أبي لهب من اعتاقه ثويبة
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[14 - 04 - 06, 08:02 ص]ـ
الحمد لله
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضع بين أيديكم بحثاً كتبته لإخواننا في موقع الصوفية، بينت فيه حال قصة انتفاع أبي لهب من اعتاقه ثويبة.
تجدونه على هذا الرابط
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1800
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[15 - 04 - 06, 06:48 م]ـ
بارك الله بكم أخي الكريم إحسان وجزاكم خيراً(64/165)
كيف أجمع في الفضل بين نساء قريش ونساء الأن
ـ[أم الزبير]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:35 م]ـ
[عن صفيه بنت شيبه قالت بينا نحن عند عائشه قالت فذكرن نساء قريش
وفضلهن فقالت عائشه رضي الله عنها إن لنساء قريش لفضلا وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا ايمانا بالتنزيل لقد انزلت سورة النور وليضربن نخمرهن على جيوبهن انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ماأنزل الله إليهم فيها ويتلو الرجل على امرأته وابنته واخته وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجزت به تصديقاً وإيماناً بماأنزل الله بكتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجزات كأن على رؤسهن الغربان]
السؤال: كيف أجمع في الفضل بين نساء قريش ونساء الأنصار من خلال الحديث؟
ـ[العكاشى]ــــــــ[14 - 04 - 06, 05:03 م]ـ
موءقتا
هناك فاضل ومفضول
يعنى درجات
ـ[أم عبد المحسن]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليك يا أم الزبير، راجعت ما تيسر لي من كتب السنة و بعد ما وقفت على هذا الحديث بهذا اللفظ، فهلا أخبرتني أين أجده؟
ـ[أم الزبير]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:29 ص]ـ
العكاشي جزاك الله خيرا ...
أم عبد المحسن ... بارك فيك المولى ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,,
الحديث رواه أبو داود (4100) من غير وجه عن صفيه بنت شيبة به.(64/166)
عاجل جدا: حل إشكال في فتح المجيد
ـ[حاج]ــــــــ[14 - 04 - 06, 05:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأكارم ..
في الباب الثاني والعشرين- باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
قال المصنف بعد شرح الآية الأولى:
قال المصنف رحمه الله: (وفيه معلافة الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب, أو هو موافقة أصحابها مع بغضها, ومعرفة بطلانها؟)
السؤال عندي:
هل فعل علماء السوء الذين يرون الناس يفعلون الشركيات (شرك أكبر) من الطواف بالأضرحة والقبور ثم يقرونهم على فعلهم ولا ينكرون عليه مع علمهم بالحق هل فعلهم هذا مكفر؟؟
وإن كان فما الأدلة؟؟
وأين أجد المسألة مشبعة بحثا
طابت أوقاتكم
ـ[حاج]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:36 م]ـ
هل من مجيب؟؟
أتمنى
ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 03:31 م]ـ
إذا كانوا يدافعون عنهم, ويسبون من يطعن فيهم ويُبَيِّنُ شركياتهم ويعطونهم ألقاباً ومسميات كالتكفيريين والخوارج, أضف إلى ذلك أنهم يعتبرون هؤلاء الذين يطوفون بالقبور مسلمين ولهم ما على المسلمين وينزلون الآيات والأحاديث الخاصة بالسلمين عليهم وهم يعلمون بحكمهم ... فهم كفار مثلهم ..
وأنقل لك كلام أحد علماء الدعوة النجدية في الدرر السنية 9/ 291:
" فمن لم يُكَفِّر المشركين من الدولة التركية, وعبَّاد القبور كأهل مكة وغيرهم, ممن عبد الصالحين, وعدل عن توحيد الله إلى الشرك, وبدَّل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبدع, فهو كافر مثلهم, وإن كان يكره دينهم, ويبغضهم, ويحب الإسلام والمسلمين, فإن الذي لا يُكفِّر المشركين, غير مُصدِّق بالقرآن, فإن القرآن قد كفَّر المشركين, وأمر بتكفيرهم, وعداوتهم وقتالهم".
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 03:08 م]ـ
ستجد الجواب الشافي في رسالة بعنوان (حكم الإقامة في بلاد الكفار) للشيخ صالح بن محمد الشثري. بتحقيق محمد بن ناصر الشثري.
وإذا تيسر لي وقت في القريب العاجل، سأنقل لك بعضاً مما قد يجيب على تشاؤلاتك(64/167)
أريد أن أسجل للدكتوراة .. فهل من مشورة ومساعدة
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[14 - 04 - 06, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين
أخواني أريد أن أسجل للدكتوراة في الفقه وأصوله في جامعة الأزهر، وقد استخرت الله تعالى في ذلك، وأحب الآن أن أستشيركم، فما رأيكم، ومن هم أفضل الأساتذة هناك، وإذا كان أحدكم يعرف شروط تسجيل الطلاب الغرب في الأزهر فسأكون سعيد بمعرفتها، ويا مرحبا بكل نصيحة أو توجيه تساعدون فيه أخوكم.
والسلام عليكم.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[15 - 04 - 06, 01:33 ص]ـ
أخي الفاضل / طالب العلم عبد الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً لماذا لا نبحث في معنى كلمة (دكتور) .. ولماذا نريد أن نلقب أنفسنا بها؟!.
لقد تكلم العلامة بكر أبو زيد عن هذه الكلمة بتأصيل قوي في كتابه (تغريب الألفاظ العلمية) وانتهى في ذلك إلى أن السلف الكرام وأصحاب القرون المفضلة ومن بعدهم لا يعرفون هذا اللقب وإنما هو لقب يهودي يطلق على الحاخامات وأحبار اليهود .. وهو يتجزأ إلى كلمتين .. وهما (دك) وتعني (عالم)، والجزء الآخر (توراة)، فيكون معنى الكلمة كاملة (عالم بالتوراة)، وأذكر أن الشيخ بكر - حفظه الله - كان يكتب في ديباجة مؤلفاته من قبل (الدكتور بكر أبو زيد)، لكن بعد صدور كتابه هذا جرد إسمه من هذا اللقب الغربي وكأنه تراجع ظاهر من الشيخ عن هذا اللقب وتنزيه له منه؛ وعليه فالحذر الحذر أن تتشبه بأعداء الله وأنت لا تشعر بأن تتلقب بألقابهم مثلاً.
ثم ما هو هدفنا من تحضير هذه الرسالة لنلقب بـ (دكتور)؟!، أليس الشهرة ولفت الأنظار!، ونحن قد نُهينا أشد النهي عن الرياء وطلب الشهرة.
وحسبنا من شؤم هذا اللقب أنه يجمعنا كمسلمين بأراذل خلق الله من يهود ونصارى وزنادقة وملاحدة كل منهم يلقب بكلمة (دكتور)!، فهل ترضى - أخي المسلم الكريم - أن تُلقب بما يُلقب به هؤلاء الكفار!.
وإذا كان عندك هِمَّة لعمل كتاب أو رسالة فكن ذا همة عالية بحيث تجعل ذلك خالصاً لوجه الله تريد به وجهه والدار الآخرة .. ولا تريد به عَرَضاً قريباً ودنياً زائلة وألقاب فانية لن تنفعك واللهِ عند الله تعالى إن لم تكن ستحاسب عليها عنده تعالى لأن فيها تشبه بالكفار ونحن قد نُهينا عن ذلك.
أسأل الله أن يجعل أعمالنا صالحة، ولوجهه خالصة، وأن لا يجعل لأحد فيها شيئاً.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:14 ص]ـ
أخي سليمان
1) الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله كغيره من علماء المسلمين يؤخذ منهم ويترك، ولئن كان الشيخ بكر أعرض عن التلقب بلقب دكتور فلا زال كثيرون من أهل العلم يلقبون أنفسهم بهذا اللقب أو لا ينكرون على غيرهم إذا لقبهم به
2) لا يعنينا الأصل التاريخي لاستعمال الكلمة ولسنا مكلفين شرعا بذلك، فاللفظ إذا شاع وصار يستعمل للدلالة على شيء مباح فلا بأس به.
3) لقب طبيب ولقب تاجر ولقب ملك ولقب حبر ولقب عالم وغيرها من الألقاب تطلق على المسلم والكافر ولم يقل أحد ممن يقتدى به ما قلته: (فهل ترضى - أخي المسلم الكريم - أن تُلقب بما يُلقب به هؤلاء الكفار!.)
4) لا تعارض بين إخلاص النية والسعي في الحصول على هذه الألقاب والشهادات بل هي من أعظم الوسائل اليوم للدعوة إلى الله تعالى لأن كثيرا من الناس صار لا يعترف إلا بحملة هذه الشهادات ولا يأخذ دينه إلا منهم وصار عدم الحصول عليها عائقا أمام كثير من الدعاة وطلبة العلم فلا يفتح لهم المجال في وسائل الإعلام لنفع الناس بسبب أنهم ليسوا دكاترة ويفتح المجال أمام الجهال والمبتدعة من حملة هذه الدالات، والله المستعان
5) ما الفرق عندك بين الحصول على بكالوريوس في الشريعة والحصول على دكتوراه في الشريعة؟ ولماذا كانت الدكتوراه يتحتم أن تكون رياء ولا بد أن تنافي الإخلاص بينما البكالوريوس يمكن ألا يكون رياء ويمكن ألا تنافى مع الإخلاص؟ مع أن الباب واحد وما قيل هنا يقال هناك
وفي الختام أوصي أخي الكريم طالب العلم بأن يجد في طلب العلم بحقه حتى يكون أهلا لحمل هذا اللقب وأن يعتبره وسيلة يستعين بها في خدمة الدين وألا يغتر بها أو ينشغل بها عما هو أنفع وأن يصلح نيته في طلبه لهذا اللقب وبالله التوفيق
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:33 ص]ـ
... بل هي من أعظم الوسائل اليوم للدعوة إلى الله تعالى لأن كثيرا من الناس صار لا يعترف إلا بحملة هذه الشهادات ولا يأخذ دينه إلا منهم وصار عدم الحصول عليها عائقا أمام كثير من الدعاة وطلبة العلم فلا يفتح لهم المجال في وسائل الإعلام لنفع الناس بسبب أنهم ليسوا دكاترة ويفتح المجال أمام الجهال والمبتدعة من حملة هذه الدالات، والله المستعان
بارك الله في شيخنا الفاضل أبي خالد.
وهذا الكلام من أصح ما يكون: رأيناه وعرفناه.
ومن المعلوم أن الجامعات - في الغالب - لا تعطي من العلم الشرعي شيئا يذكر، ولكنها تعطي لقبا يفتح لصاحبه أبوابا عظيمة في مجال الدعوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/168)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:59 م]ـ
جزى الله الشيخين أبا خالد وعصاما خير الجزاء على ذلك الإثراء لموضوع كثر فيه الكلام!
ـ[الرحيق المختوم]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:44 م]ـ
أيضا قد يكون هناك مقصد سام من الحصول على هذه الدرجة العلمية العالية هو الاستفادة القصوى من مرئيات المشرف و ما منّ الله به عليه من علم، ولو أراد التأليف فإن التواصل مع المشايخ قد لا يكون مثريا كما في الرسالة، بل قد يقتصر على إبداء وجهات نظر و استشارات و نحو ذلك؛ نظرا لكثرة أعبائهم ..
ناهيك عن إصابة الحق بإذن الله حيث أن المشرف يتابعك، كذلك لجنة المناقشة، فقد تتبين لك أمور أخرى خفيت عليك ..........
رزقنا الله الإخلاص في القول و العمل .. والله أعلم
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[16 - 04 - 06, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.
أشكركم أخواني جميعا، وأسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعة وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأود أن أقص عليكم قصة قصيرة:
1 - أحب العلم منذ الصغر وهوايتي الاطلاع على الكتب.
2 - دخلت لكلية الشريعة بتشجيع كبير من الوالد والمحيطين ورغبة مني مشوبة بخوف.
3 - وفقني الله وتخرجت.
4 - زميل طيب أصر علي بأن أكمل دراستي لأحصل على الماجستير فقد توسم في خيرا هذا الأخ الحبيب، فوافقت وقبلت بترحيب من الكلية.
5 - بدأت الدراسة فرأيت العجب العجاب كنت أتصور أن المعلمين والمتعلمين للشريعة ملائكة، والحقيقة أنك في الكليات تجد أسعد الناس وأشقى الناس.
6 - استشرت المشايخ هل اترك الدراسة لأسباب عجيبة وقاسية رأيتها من هذا المجتمع بعد أن عبرت شوطا كبيرا، فقالوا: لا،ابقى فالشهادة سلاح للداعية، وبقيت متسلحا بالدعاء ومتحملا بفضل الله كل المؤامرات التي تحاك ضدي، من فئام لم أسيء إليها أبدا.
7 - الحمد لله أتى يوم المناقشة، ورتبت لي خطة على قول أحبابنا المصريين " متخرش المية"
8 - تنبه المشرف الفاضل أطال الله عمره وبارك فيه كان رجلا بمعنى الكلمة لكن الوقت كان قد تأخر، والخطة هي أن يأتون بمناقش معروف بأنه لا يحب أمثالي، وبأن استفز قبل المناقشة حتى أنسحب أو أناقش بغضب يفقدني التوازن.
9 - نصرني الله والمناقش خيب ظنهم فقد أعجبته الرسالة كثيرا واحترمني كطالب علم، وتعجب الجميع من ذلك.
10 - وإذا بالذي تولى كبرهم يترك قاعة المناقشة من الغيظ.
11 - فأتى دور المناقش الداخلي أي الذي من كليتي فأتى بالأعاجيب واتهمني بأمور لم أكتب منها حرفا واحدا فواجهته بقوة أعطها الله لي فضله وسبحانه.
12 - أصر المناقش الذي من كليتي بأن يعطيني أسفل الدرجات، وأصر المشرف الخارجي الذي جلب لنسفي بأن يعطين امتياز، وأعطي البحث امتياز.
13 - قال مشرفي بعدها لي: لم يساعدك إلا الله.
14 - النتيجة: أ- ازداد حبي لله تعالى، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآله ولأصحابه، وازداد حبي للمسلمين.
ب- الحمد لله أقيم المحاضرات بترحيب من الناس لأنهم يهتمون بالشهادات.
ج- مقدر من أسرتي ويسمعون لنصيحتي، وقبلا،لا.
ء- رسالتي طبعت وقريبا تنزل الأسواق فينتشر هذا العلم بإذن الله،ادعوا لي.
ه- وحتى المشايخ والدكاترة باتوا يسمعون لأسألتي باهتمام واحترام.
و- وأسأل الله أن يثيبني أكثر على صبري فطمعي في الله كبير والله أعلم على ماذا صبرت.
ي- الآن عندي معرفة بالناس كبيرة وخاصة بأهل العلم.
م - عرفت أن تحمل الناس أولى من تركهك، فقد أثرت في أساتذتي وزملائي.
وأحب أن أنصحكم بنصيحة يا اخواني: أرى في هذا المنتدى طاقات علمية مباركة، أرجوكم لا تنعزلوا عن الناس، ولا تتركوا الشهادات لأصحاب الأهواء والمناصب، انتم تحبون المسلمين أليس كذلك، لاتتركوهم، فصلاح الدين لم يرفض استلام المناصب، ليحرر القدس.
والسلام عليكم.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:26 ص]ـ
أما أنا فكمسلم معتز بديني وبنبيي محمد - صلى الله عليه وسلم - فوالذي رفع السماء بلا عمد لو أعطيت ملء الأرض ذهباً ما قبلت بلقب كهذا أصله يهودي ويشاركني فيه شرار الخلق من صهاينة ونصارى وملاحدة وزنادقة!، وهناك مفارقة بيني وبين الأخ المشرف أبو خالد ومن علق على كلامه من الاخوة الذي يظهرون تبجيلاً لحملة هذا اللقب حيث إنني لا أجد أنني أجل شخصاً يحمل هذه الشهادة واللقب أبداً بل أجد في نفسي عليه لأنه في حكم المتشبه بالكفار التابع لهم في لقبهم، وكم من الساعين للحصول على هذا اللقب لديهم شعور بالنقص ويريدون أن يسدوه بذلك!.
أما القول بأن كثيراً من الناس لا يعترفون إلا بمن لديه هذ اللقب فمن يقول هذا يا إخوتي وأنتم ترون كبار العلماء من أمثال ابن باز وابن عثيمين والعلوان ولهم قبول واسع النطاق وهم لا يحملون هذا اللقب! ..
ولو لم يأتِ مَن أنكر هذا اللقب ونأى عنه إلا أنه أقرب للسنة وأبعد عن التشبه بالكفار لكفى.
اللهم اهد اخواني وفقني وإياهم لما تحبه وترضاه يارب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/169)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على النبي محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي العزيز سليمان التويجري، أشكرك لك أنك أحببت لي ما أحببته لنفسك، وأشكر لك أجابتك على استفسار أخيك الفقير إلى الله والغني به، ويا أخي الكريم الصحابة اختلفوا، لكن بقيت بينهم المحبة والألفة، فلا تحمل في قلبك على أخوتك، وأنت بإذن الله كذلك، ولا يفوتني أن أشكر أخي الغزيز أبو خالد الذي أعتز بمشورته، والأعمال بالنيات ولكل امرء مانوى، وفقنا الله جميعا إلى ما يحب ويرضى وأخذ بناصيتنا للبر والتقوى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 04:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم أخي الفاضل / طالب العلم عبد الله .. وكذلك الشيخ أبو خالد السلمي .. ووالله إني أحسبكم من طلاب الحق والله حسيبكم ولا أزكي على الله أحداً .. وأسأل الله أن يوفقني وإياكم وجميع إخواننا من أهل الحديث وسائر المؤمنين لكل ما يحبه ويرضاه .. وأن يجمع قلوبنا على الحق والهدى .. آمين.
والحمد لله رب العالمين.(64/170)
مسئلة محيرة في الزنا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 09:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين، وبعد،
فلطالما حيرتني مسئلة المستأجرة للزنا، وما تلك الحيرة لأني لا أراها من الزنا، بل هي زنا بلا شك، وإن لم تكن زنا فلا زنا على الأرض، ولكن لأن أبا حنيفة رحمه الله، قال أن هذا ليس بزنا، وأن الزنا ما كان مطارفة، وخالفه في ذلك الصاحبان وجمهور الأئمة، ولعله استدل بأثر عمر الذي قال فيه للمرأة (مهر مهر مهر) على الثلاث حثيات من التمر، و لا أدرى توجيه ذلك عند السادة الحنفية.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:29 م]ـ
هذه المسألة من المؤاخذات على المذهب الحنفي
قال ابن حزم في المحلى (11|250):
وأما الحنفيون المقلدون لأبي حنيفة في هذا فمن عجائب الدنيا التي لا يكاد يوجد لها نظير أن يقلدوا عمر في إسقاط الحد ههنا بأن ثلاث حثيات من تمر مهر وقد خالفوا هذه القضية بعينها فلم يجيزوا في النكاح الصحيح مثل هذا وأضعافه مهرا بل منعوا من أقل من عشرة دراهم في ذلك فهذا هو الاستخفاف حقا والأخذ بما اشتهوا من قول الصاحب حيث اشتهوا وترك ما اشتهوا تركه من قول الصاحب إذا اشتهوا فما هذا دينا وأف لهذا عملا المهر في الحلال لا يكون إلا عشرة دراهم لا أقل ويرون الدرهم فأقل مهلا في الحرام ألا إن هذا هو التطريق إلى الزنى وإباحة الفروج المحرمة وعون لإبليس على تسهيل الكبائر
وعلى هذا لا يشاء زان ولا زانية أن يزنيا علانية إلا فعلا وهما في أمن من الحد بأن يعطيها درهما يستأجرها به للزنى فقد علموا الفساق حيلة في قطع الطريق بأن يحضروا مع أنفسهم امرأة سوء زانية وصبيا بغاء ثم يقتلوا المسلمين كيف شاؤوا ولا قتل عليهم من أجل المرأة الزانية والصبي البغاء فكلما استوقروا من الفسق خفت أوزارهم وسقط الخزى والعذاب عنهم ثم علموهم وجه الحيلة في الزنى وذلك أن يستأجرها بتمرتين وكسرة خبز ليزني بها ثم يزنيان في أمن وذمام من العذاب بالحد الذي افترضه الله تعالى ثم علموهم الحيلة في وطء الأمهات والبنات بأن يعقدوا معهن نكاحا ثم يطؤنهن علانية آمنين من الحدود ثم علموهم الحيلة في السرقة أن ينقب أحدهم نقبا في الحائط ويقف الواحد داخل الدار والآخر خارج الدار ثم يأخذ كل ما في الدار فيضعه في النقب ثم يأخذه الآخر من النقب ويخرجان آمنين من القطع ثم علموهم الحيلة في قتل النفس المحرمة بأن يأخذ عودا صحيحا فيكسر به رأس من أحب حتى يسيل دماغه ويموت ويمضي آمنا من القود ومن غرم الدية من ماله ونحن نبرأ إلى الله تعالى من هذه الأقوال الملعونة وما قال أئمة المحدثين ما قالوا باطلا ونسأل الله السلامة ولو أنهم تعلقوا في كل ما ذكرنا بقرآن أو سنة لأصابوا بل خالفوا القرآن والسنة وما تعلقوا بشيء إلا بتقليد مهلك ورأي فاسد وإتباع الهوى المضل
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 04 - 06, 01:12 ص]ـ
الله المستعان(64/171)
هل كان الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله مالكي متمسك بالمذهب؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:47 ص]ـ
هل كان الإمام العلامة محمد الأمين الشنقيطي قدس الله روحه ونور ضريحه مالكي ملتزم بكل مسائل المذهب أم أنه كان يخرج عن مذهب الإمام مالك إن تبين له الصحيح؟
وهل من أمثلة على ذلك؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:47 م]ـ
كان الإمام محمد الأمين الجكني الشنقيطي مجتهدا معدوم النظير في هذا العصر.
وكان يلتزم بالدليل ويتحراه ولا يلتفت إلى قول أحد إذا خالف الدليل.
ومثال ذلك: إفتاؤه بأن وجه المرأة ويديها عورة كما في تفسيره أضواء البيان وترجيحه لذلك بأدلة لا تجدها في كتاب آخر.
مع أن المشهور عند المالكية القول بأن وجه المرأة ليس بعورة.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:36 م]ـ
هل كان الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله مالكي متمسك بالمذهب؟
لعل صوابها:
هل كان الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله مالكياً متمسكاً بالمذهب؟
ـ[أبو عبدالرحمن عبدالله]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:40 ص]ـ
قد يكون الشيخ رحمه الله، متمسك بأصول المالكيه، لكنه في الفروع مجتهد ينظر في الادله
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:24 ص]ـ
جزاكم الله خير
وجزاك الله خير أخي عامر على التصحيح
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خير
صوابه:
خيراً
(ابتسامة)
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عامر بن بهجت النحوي (ابتسامة)
بارك الله فيك أخي عامر وبارك في علمك
ـ[راشد الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:39 م]ـ
هل أنتم متأكدون من موضوع الأصول ولا لا؟؟؟(64/172)
ما حكم هذا المال
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:33 ص]ـ
السلام عليكم
لدى هذا السؤال و هو:
شخص تم تعيينه فى دائرة حكومية فانتظم فى العمل لمدة اسبوعين ثم انقطع عن العمل لمدة 7 أشهر لعدم انسجامه مع الموظفين ثم بٌلِّغ ان مستحقاته المالية مستمرة كما انه منتظم فى العمل و ان مدير الدائرة لم يتخذ بحقه اى اجراء مع علمه _ أى مدير الدائرة _ انه منقطع عن العمل. و عندما علم هذا الشخص ان مستحقاته المالية مستمرة قدم طلبا للعودة الى العمل و تمت الموافقة عليه.
سؤالى: هل المال الذى تقاضاه عن هذه السبعة أشهر التى توقف فيها عن العمل حلال أم حرام.
افتونا مأجورين.
و السلام عليكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:06 ص]ـ
هل من مجيبب
ـ[بن طاهر]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:57 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
لستُ أهلاً للكلام عن حكم هذا المال، لكنّني أردتُ أن أسأل سؤالاً لعلّه ييسّر للإخوة الإجابة: لِمَ لمْ يوقفوا راتبه/مستحقّاته الماليّة؟ وهل أُعْطِيَ المالَ تنازلاً من أولي الأمر ليغروه بالرّجوع؟
وأسألُ الله أن ييسّر من يجيبك بعلمٍ أو ينقل السّؤال إلى من تثق في دينه وعلمه فيجيبك بعلمٍ - بارك الله فيكم.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:16 م]ـ
صراحة تحتاج هذه إلى فتوى مدللة بإحكام ... ونحن متابعون وننتظر من منّ الله عليه
بالفهم .....
للرفع
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيكم اخوتى.
اما لماذا لم يوقفوا الراتب فلا أدرى. أما انه تغرير فلا اعتقد.(64/173)
و أيما رجل أضاف قوما فلم يقروه فإن له أن يعقبهم بمثل قراه .. ما معناها؟؟؟
ـ[ابو بكر السلفى]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أوتيت الكتاب و ما يعدله، يعني: و مثله، يوشك شبعان على أريكته يقول: بيننا و بينكم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه، و ما كان [فيه] من حرام حرمناه، ألا و إنه ليس كذلك ألا لا يحل ذو ناب من السباع، و لا الحمار الأهلي، و لا اللقطة من مال معاهد، إلا أن يستغني عنها، و أيما رجل أضاف قوما فلم يقروه فإن له أن يعقبهم بمثل قراه
ما معنى الجزء الاخير؟
و أيما رجل أضاف قوما فلم يقروه فإن له أن يعقبهم بمثل قراه
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:19 م]ـ
عمدة القاري [جزء 21 - صفحة 263]
قوله فلم يقروهم أي فلم يضيفوهم
عون المعبود [جزء 10 - صفحة 198]
(وأيما رجل ضاف قوما) أي نزل فيهم ضيفا (فلم يقروه) بفتح الياء وضم الراء أي لم يضيفوه من قريت الضيف قرى بالكسر والقصر وقراء بالفتح والمد إذا أحسنت إليه (فإن له) أي فللنازل (أن يعقبهم) من الإعقاب بأن يتبعهم (بمثل قراه) أي فله أن يأخذ منهم عوضا عما حرموه من القرى
عون المعبود [جزء 12 - صفحة 232]
(فعليهم أن يقروه) بفتح الياء وضم الراء أي يضيفوه من قريت الضيف إذا أحسنت إليه (فله أن يعقبهم) من الإعقاب بأن يتبعهم ويجازيهم من صنيعه
يقال أعقبه بطاعته إذا جازاه وروي بالتشديد يقال عقبهم مشددا ومخففا وأعقبهم إذا أخذ منهم عقبى وعقبة وهو أن يأخذ منهم بدلا عما فاته كذا في المرقاة (بمثل قراه) بالكسر والقصر أي فله أن يأخذ منهم عوضا عما حرموه من القرى
قيل هذا في المضطر أو هو منسوخ وقد سبق الكلام عليه في كتاب الأطعمة(64/174)
فتوى تحريم البرامج المنسوخة والكراكات والسريال والكي جن
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله
أنقل لكم فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بخصوص نسخ برامج الحاسوب واستعمالها بغير إذن أو تصريح من أصحابها (إي بمعنى قرصنتها)، وفتوى الشيخ العثيمين -رحمة الله تعالى-.
والمعلوم ان أستخدام البرامج المنسوخة وتداولها مما عمت به البلوى واصبح مما لا تستنكره القلوب والعقول، والسبب الرئيس هو جهل المسلمين أو تجاهلم لحقيقة هذا الأمر.
وهذه نسخة من الفتوى:
http://www.arabspc.net/upload/images/Fatwa.jpg
والنص هو:
فتاوى اللجنة رقم 18453
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / ماجد عبادي محمد والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (2144) وتاريخ 8/ 5/1416هـ وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:
" أعمل في مجال الحاسب الآلي منذ فترة ومنذ أن بدأت العمل في هذا المجال أقوم بنسخ البرامج للعمل عليها ويتم ذلك دون أن اشتري النسخ الأصلية لهذا البرامج علماً بان توجد على هذه البرامج عبارات تحذيرية من النسخ مؤداها أن حقوق النسخ محفوظة تشبه عبارة (حقوق الطبع محفوظة) الموجودة على بعض الكتب وقد يكون صاحب البرنامج مسلم أو كافر وسؤالي هو هل يجوز النسخ بهذه الطريقة أم لا … .. ؟ "
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم لقوله عليه الصلاة والسلام: (المسلمون على شروطهم) ولقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه) ولقوله علية الصلاة والسلام (من سبق إلى مباح فهو أحق به) سواء كان صاحب هذا البرنامج مسلماً أو كافراً غير حربي لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم والله أعلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس/عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الرئيس /عبدالعزيز بن عبدالله باز
عضو/صالح بن فوزان الفوزان
عضو/بكر بن عبدالله أبو زيد
-------------------
فتوى الشيخ العثيمين:
يقول السائل:
ما حكم نسخ برامج كمبيوتر نافعة من شرائط أصلية أصدرتها إحدى الشركات وذلك إما للاستفادة الشخصية أو للتوزيع منها على الزملاء أو للبيع و هل يستوي في ذلك أن تكون هذه الشركات تخص كفاراً أو مسلمين أم لا؟
فأجاب رحمه الله:
أولاً نسأل هل هذه الشركات التي أحضرت هذه الأشياء هل احتفظت لنفسها بحق أو لا؟ إن لم تحتفظ لنفسها بحق، فلكل إنسان أن ينسخ منها سواءً لنفسه أو وزع على أصحابه أو يبيع. لأنها لم تُحمَ، و أما إذا قال حقوق النسخ محفوظة، فهنا يجب أن نكون نحن المسلمين أوفى العالم بما يجب، و المعروف أن النظام إذا احتفظ لحقه فإنه لا أحد يعتدي عليه لأنه لو فُتح هذا الباب لخسرت الشركة المنتجة إيش؟ خسارة بليغة؛ قد يكون هذا الكمبيوتر لم تحصل عليه الشركة إلا بأموال كثيرة باهظة، فإذا نُسخ و وُزع صار الذي يباع بخمسمائة يباع كم؟ خمسة، و هذا ضرر، و النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((لا ضرر و لا ضرار)) وهذا عام، هذا عام.
ولهذا أرجو أن يفهم المسلمون أن أوفى الناس بالذمة و العهد هم المسلمون، حتى إن الرسول عليه الصلاة و السلام حذر من الغدر وأخبر أنه من صفات من؟ المنافقين.
وقال الله تعالى: ((ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها)) و ليس كل كافر يكون ماله حلالاً أو دمه حلالاً، الكافر الحربي كاليهود مثلاً هذا حربي، و أما من بيننا وبينه عهد ولو بالعهد العام فهو معاهد، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((من قتل مُعاهداً لم يَرَحْ رائحة الجنة)) و المسلمين أوفى الناس بالعهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/175)
فلذلك نقول: هذه المنتجات إذا كانت الشركات لم تحتفظ لنفسها بشيء فالأمر فيها إيش؟ واسع و إلا ضيق؟ واسع، انسخ منها لنفسك أو لأصحابك أو وزع. إذا كانت قد احتفظت فلا يبقى عندي إشكال فيما إذا أراد الإنسان أن ينسخ لنفسه فقط دون أن يصيب هذه الشركة بأذى، فهل يجوز أو لا يجوز؟ الظاهر لي إن شاء الله أن هذا لا بأس به ما دُمت لا تريد بذلك الريع و إنما تريد أن تنتفع أنت وحدك فقط فأرجو أن لا يكون في هذا بأس على أن هذا ثقيلة علي، لكن أرجو أن لا يكون فيها بأس إن شاء الله
" - ثم سائل سأل و لكن لم يكن واضحاً في الشريط - "
فأجاب رحمه الله: لا لا لا، أنا أريد أن ينتفع بها هو بنفسه أو ينتفع بها آخر بالصوت فقط لا بأن يستنسخوها. نعم
انظر المصدر
وقد ورد أيضاً من سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمة الله تعالى - في مسألة نسخ الأشرطة ذات الحقوق المحفوظة وتوزيعها بالمجان في الدعوة إلى الله!! أو بيع النسخ المسجلة من هذه الأشرطة بأسعار رمزية! هذه المسألة ما يلي:
يُتبع فيها ما جرى به العُرف، اللهم إلا شخص يريد أن ينسخها لنفسه ولم ينصّ الذي كتبها أولاً على منع النسخ الخاص والعام فأرجو أن لا يكون به بأس، أما إذ نصّ الشخص الذي كتبها أولاً على المنع الخاصّ والعامّ فلا يجوز مطلقا.
أنظر تفاصيل الفتوي
فتوى أخرى
أرجو أن يجد الاخوة في هذه الفتاوى ما يشجعهم علي تجنب كل ما لايرضي الله، وخاصة في هذا الموضوع الذي ابتلينا به كلنا بلا استثناء - الا من رحم الله -.
اني أدعو جميع الأخوة للإجتهاد في البحث عن البدائل المجانية - وما أكثرها - وينشرونها لتعم الفائدة ولنكسر شوكة الشيطان الذي يزين انه لا يمكن الاستغناء عن هذه البرامج.
علما باني منذ ان قرأت هذه الفتوي بدأت في البحث عن البرامج المجانية فقط، والحمد لله وجدت تقريبا بديلا مجانياً لكل البرامج المشهورة والمستخدمة بكثرة وبخيارات متددة. لكن بالطبع لايمكن ان تجد مثل البرامج المقرصنة 100%، فلا بد للمسلم الذي علم ان ما عند الله خيرا ابقى، وان من ترك شيئاً لله ابدله الله خيرا منه. أن يعلم أن الدنيا سجن المؤمن، جنة الكافر.
وكما قيل عن الاحاديث: إن في الصحيح غنية عن الضعيف.
نقول: إن في الحلال غنية عن الحرام.
ونقول: إن في المجان غنية عن ما يضعف الإيمان.
وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحبة ويرضاه انه ولي ذلك والقادر عليه ... آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلا ..
ـ[محمد العبد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجعلنا من المتقين.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:59 ص]ـ
قالت اللجنة: كافراً غير حربي
قال الشيخ ابن عثيمين: ليس كل كافر يكون ماله حلالاً أو دمه حلالاً، الكافر الحربي كاليهود مثلاً هذا حربي، و أما من بيننا وبينه عهد ولو بالعهد العام فهو معاهد
و بهذا الكلام فالبرامج الأمريكية حلال عامة و خاصة برامج مايكروسوفت
و معلوم أن جل برامج الكمبيوتر أمريكية و كثير منها اسرائيلية
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:15 ص]ـ
فيه نظر. يجب مراجعة العلماء قبل التسرع بذلك القول.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:30 م]ـ
أذكر أن هناك فتوى للشيخ العثيمين رحمه الله،
ان الدولة يجب أن تتدخل لتقنين حقوق الطبع، فلا يستفيد مالك العمل من حقوق النشر مدى الحياة، و لكن تكون لجنة هي التي تقرر المدة الكافية لبرنامج مان يستفيد منها صاحب العمل ... و بعد انقضاء المدة، يصبح العمل ملكا للجميع.
أقول: و بما ان هذا الأمر غير موجود، فيما اعلم، فالمسألة فيها نظر
و الله اعلم
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:47 م]ـ
هذه الفتوى وغيرها من الفتاوي في هذا المجال تفضي إلى القول بأن جل المسلمين في العالم ولا أقول في مصر فحسب يطعمون أولادهم من الحرام، بما فيهم ـ وهذا هو المهم ـ أصحاب الشركات الذين يقفون خلف إصدار هذه الفتاوي أنفسهم. وأنا أقول هذا الكلام وقد عملت في العديد من شركات البرمجيات ودور التحقيق والنشر، وأعرف الكثيرين ممن يعملون في شركات أخرى، وأنا أسألكم بالله الذي لا إله غيره: هل استأذن أصحاب شركات البرمجيات دور النشر والمحققين قبل أ، نيدخلوا الكتب التي طبعت في هذه الدور والتي ألفها هؤلاء العلماء في البرامج التي ينتجونها؟ وهل أصحاب الشركات الأخرى للبرمجيات يبدأون في نسخ الكتب التي يريدون إدراجها في البرامج التي ينتجونها من البداية أم ينسخون برامج الشركات الأخرى ويقومون بتعديلها؟ وهل يوجد من المسلمين من لديه القدرة المادية لتنفيذ مثل هذه الفتوى في مجال البرمجيات، لأن تنفيذها غير متعذر في مجالات أخرى كالأشرطة والكتب؟ بل أسأل كل من يعملون في القطاعات الحكومية والخاصة في مصر ـ حتى أولئك الذين يعملون في شركات تربح بالمليارات ـ هل كل أجهزة الحاسب عندكم تعمل من خلال النسخ الأصليةللويندوز، ومكافحات الفيروسات وغيرها؟ لا أظن منصفا سيجيب بنعم. فمن له القدرة على ذلك، إلا أن يكون ممن يعد دخلهم بالملايين، وهو فوق ذلك يتقي رب العالمين؟ لأن بعض من لديهم هذا الدخل أيضا لا يتورع عن نسخ البرامج بدلا من شرائها.
لم أعمل في شركة برمجيات ولا في دار للتحقيق مهما كان القائمون عليها من أهل الفضل والعلم إلا والأجهزة تعمل من خلال نسخ البرامج عليها، لا من خلال الإسطوانات الأصلية في كل جهاز. فقد يكون في الشركة بأكملها نسخ تعد على أصابع اليد للويندوز يتم تصطيبها على كل الأجهزة. أما نسخ البرامج الشرعية،فلعل الشركة بأكملها لايكون فيها إلا نسخة واحدة يتم تنزيلها على جميع الأجهزة. فكان ينبغي أن يبين للمفتين الموقعين على الفتوى ـ مع إجلالنا لهم ـ أن تحقيق هذا الأمر يفضي إلى بيع أكثر من 90% من المستخدمين لأجهزتهم، لأنهم لم ولن يتمكنوا من تطبيق هذا الحكم.
وأنا أعلم أن كلامي هذا سيغضب الكثيرين، وربما حذفته الإدارة، ولكنني قلت ما أعتقد أنه ينبغي علي أن أقوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/176)
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:58 م]ـ
يجب عند ذكر السؤال للمفتى تبيين الصورة بأكملها.
و أن أسعار هذه البرامج مبالغ فيه جداً.
و هذا سيفضى إلى أن كثيراً جداً من المسلمين لن يستطيعو ا استعمال الحاسب.
و فرق مثلاً بين اسطوانة الموسوعة الشعرية الأصلية التى ثمنه 10 جنيهات.
و بين اسطوانة الويندز التى ثمنها 500 جنيه!!!(64/177)
المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:36 م]ـ
المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع
المقدمة
الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا حمدا كثيرا دائما ما تتابع الليل والنهار، كلّما حمد الله جل وعلا الحامدون، وكلّما غفل عن حمده سبحانه الغافلون
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
أما بعد
فإن نعم الله علينا كثيرة قال الله تعالى في كتابه العزيز ?وَإِن تَعُدّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنّ اللّهَ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ?النحل18 , ومن أعظم هذه النعم نعمة العقل , وبالعقل ميز الله عز وجل الإنسان وكرمه على سائر خلقه قال تعالى?وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?الإسراء70] , ففي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?التين،فهو يمشي قائما منتصبا على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية , ولقد أمرنا الله تعالى بشكره على هذه النعم , ومن تمام شكره له المحافظة على ما أنعم الله به عليه.
ومن العجب أن بعض هؤلاء الناس يعبث بما أنعم الله عليه به , كعبثه بصحته , وعقله وذلك بأن يقوم بتناول المخدرات التي تذهب بعقل المرء وتجعله لا يتحكم في تصرفاته , فتجعله كالبهيمة لا يعقل ما يفعل كما تؤدي به إلى تدمير صحته، هذا على النطاق الخاص به , أما على نطاق الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه فهي تؤدي به إلى دمار كبير , وإن قلنا أنها تؤدي إلى دمار أكثر مما تؤدي الحروب من دمار لا نكون قد ضخمنا الأمر.
إن للمخدرات أسباب تؤدي إلى انتشارها في المجتمع فوجب على المجتمع بجميع فئاته التصدي لهذه الآفة الفتاكة , وفي هذا البحث سوف تجد أن شاء الله تعالى أسباب تعاطي المخدرات وخاصة بين الشباب و سوف تجد باب لطرق مكافحتها , وغيرها من المباحث التي سوف تكون إن شاء الله تعالى عونا لكل من أراد أن يساهم في نزع هذه العادة السيئة عن مجتمعنا , هذا المجتمع الذي لا يرضي بمثل هذه العادات , لا من الناحية الدينية , ولا من الناحية الاجتماعية , ولا الناحية الأخلاقية , فنحن بحمد الله تعالى مجتمع مسلم , والإسلام لا يرضي للمسلم هذه العادة التي تضرهَ , قال الله تعالى ?لاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً? , وقال سبحانه وتعالى ?وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ? , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ?لا ضرر ولا ضرار? , فوجب على المسلم أن لا يفعل الشئ الذي فيه ضرر به أو ضرر على من حوله , وإذا نظرنا إلى هذه الآفة وجدناها تؤدي بالضرر إلى من تعاطاها ومن حوله , وهو بذلك مخالف لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , كما أن فيها من إسراف المال الشئ الكثير , ولقد قال الله تعالى ?إِنّ الْمُبَذّرِينَ كَانُوَاْ إِخْوَانَ الشّيَاطِينِ وَكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُوراً?الإسراء 27, كما أن مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع يحترم فيه الصغير الكبير , ويوقر فيه الابن والديه , والجار يحترم فيه جاره , والصديق يساعد صديقه , فهذه الآفة الخبيثة إذا دخلت مثل هذا المجتمع سوف تهدم كل هذه القيم التي ورثناها عن إباءنا وهم ورثوها عن أجدادنا , فتؤدي بالتالي إلي تدمير هذا المجتمع , ونزع كل هذه القيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/178)
من أجل هذا وغيره وجب على جميع أفراد المجتمع التصدي لهذا المرض العفن , و قلعه من جذوره والرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف وإلى أخلاق سلفنا الصالح من كرم وشجاعة وصدق لكي نعود كما كنا أمة سباقة إلى كل ما هو مفيد , ولا يكون هذا إلا بشبابنا فنسأل الله أن يهديهم إلى صواب الطريق إنه القادر على ذالك ونعم الوكيل.
سبب انتشار المخدرات
إن للمخدرات أسباب كثيرة تساعد على انتشارها بين أفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم ويمكن أن نحصر هذه الأسباب فيما يأتي:
1) انعدام التربية السليمة في البيت:
إن السبب الأول في انحراف الشباب هو التربية الغير سوية من طرف الوالدين ,فالطفل كالصفحة البيضاء ترسم فيها ما تشاء فإذا كانت تربيته منذ البداية مبنية على أسس ومبادئ الدين الإسلامي فالنتيجة هي إنسان صالح بإذن الله تعالى ,ولا اقصد في قولي بأن كل اللوم يكون على الوالدين فهناك الأسرة والمدرسة والمجتمع ولكن ما أقصده هو أن الطفل أول ما يفتح عينه يرى أمه وأباه , فإذا وجد الطفل الأب يدخن مثلاُ وهو يعتبر هذا الأب قدوة له فإنه والحال هذا يكون من الصعب إقناعه بعدم التدخين إذ كيف يستطيع الأب أن يمنع ابنه عن شيء هو يفعله , وكما قيل قديما فاقد الشيء لا يعطيه , والعكس بالعكس فإذا كان الأب ذا أخلاق وبعيد عن الرذائل , فالنتيجة تكون بإذن الله طفل صالح.
فالواجب على الآباء مراعاة ما استرعاهم الله به قال صلى اللّه عليه وسلم: ?ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته: فالأمير الذي على الناس راعٍ عليهم وهو مسئولٌ عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئولٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده وهي مسئولةٌ عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئولٌ عنه؛ فكلُّكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته?.
2) الفراغ عند الشباب وخطورته:
الوقت هو حياة الإنسان ولا بد من استغلاله فيما يعود عليه بالنفع، فكم من أناس يقضون أوقاتهم في غير فائدة تذكر، أو منفعة تسطر!! ولما كان الفراغ قاتلاً للأوقات، خاصة وقت الشباب الذي هو أغلى شيء؛ كان الاهتمام به أبلغ وأشد , كما هو معلوم فان الإنسان يسأل يوم القيامة عن وقته قال صلى الله عليه و سلم ?لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم?
إن الفراغ في حياة المرء أمره خطير، وشره مستطير، وخاصة عند الشباب.
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
لأن الفراغ مفسدة للمرء إن لم يوجه في الخير فإنه يسبب مشاكل كثيرة؛ ولذا لا بد أن يملأوا أوقاتهم بما يفيدهم ويفيد أمتهم , وإلا كان وبالا عليهم , وقضيتنا هذه من هذا القبيل , فالفراغ قد يؤدي بصاحبه إلى تناول المخدرات إن لم يستغله فيما ينفعه , إن الفراغ نعمة في حق العبد إذا استعمله فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه، أما إذا لم يغتنمه الشاب تحول من نعمة إلى نقمة، ومن منحة إلى محنة، ويصبح شبحًا مخيفًا يحول الشاب إلى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ? , و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ?إني لأمقت الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة?.
3) الرفقة السيئة:
إن الاتصال بقوم منحرفين و مصاحبتهم يؤثر كثيرا على الشباب في عقله و تفكيره و لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ?المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل? و قال صلى الله عليه و سلم ?مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة?متفق عليه.
إن الرفقة من الحاجات الاجتماعية لكل إنسان، لأن الرفقة حاجة نفسية متأصلة في النفس البشرية، فإذا صلحت الرفقة صلح الإنسان والعكس بالعكس , وعليه وجب على الإنسان أن يختار الرفقة الحسنة التي تعينه في أمور دينه ودنياه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/179)
إن من أهم عوامل وقوع بعض الشباب في بعض الرذائل والتي من ضمنها موضوع بحثنا هذا هي الرفقة السيئة ,فالحذر الحذر من رفيق السوء، فإنه يُفسد عليك دينك ودنياك، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار، ويوقعك في المحذورات من التدخين وشرب الخمر و المخدرات.
4) البيئة المحيطة بالشباب:
قال صلى الله عليه وسلم: ?كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه? , فكل إنسان يولد على الفطرة التي فطره الله عليها , وإنما ينحرف بسبب ما يجد عليه من حوله , ويتغير بما يجده أمامه , فالنفس البشرية قابلة للخير والشر، وعندها استعداد للاستقامة أو الانحراف والبيئة هي التي تعزز ذلك وتيسره , فللبيئة تأثير خاص على الإنسان، فإن تربى في بيئة تعتز بالفضيلة والأخلاق الحسنة، صار الإنسان كذلك، وإن عاش في بيئة فيها من الفساد الأخلاقي والفكري، أصبح على حسب ما فيها منه، فالإنسان يؤثر ويتأثر.
5) الأعلام:
إن الإعلام سلاح ذو حدين من الممكن أن يكون نافعًا، ومن الممكن أن يكون عاملاً من عوامل الانحراف، ولكن ما نشاهده اليوم عبر الصحون الفضائية , إبتداءا من أفلام الكارتون إلى المسلسلات والأفلام وغيرها من البرامج فيها من نشر الانحراف كالرقص والزنا وشرب المخدرات وجرائم السرقة الشيء الكثير ,فكل هذا ما هو إلا طريق للانحراف الفكري والسلوكي لدى أبناء مجتمعنا.
هذه بعض الأسباب الرئيسية التي تكون سببا في انحراف الشباب , هذا وثمة أسباب أخرى لوقوع الشاب في شبح المخدرات فهذه الأسباب على سبيل المثال لا على سبيل الحصر إذ الموضوع أكبر من أن يحاط بهذا البحث البسيط.
والآن وبعد أن عرفنا أسباب الانحراف وجب علينا أن نبين الآثار الاجتماعية والصحية لتعاطي المخدرات وهي موضوع بحثنا الثاني.
الآثار الاجتماعية والصحية لتعاطي المخدرات
للمخدرات آثار على الفرد والمجتمع من أهمها ما يلي:
1) الإدمان سبب في انحراف أفراد الأسرة
حيث يقوم المتعاطي أو المدمن بشراء المواد المخدرة من قوته وقوت أولاده تاركا أسرته للجوع والحرمان , الأمر الذي يؤدي بأفراد أسرته إلى السرقة والتسول.
2) نقل عادة التعاطي إلى أفراد الأسرة
فإذا تكرر تعاطي المخدرات من رب الأسرة فهذا سوف يثير فضول أبنائه ويدفعهم إلى التعاطي , كما قد يرسل الآباء أبنائهم لجلب المخدرات من بعيد , ومن المعروف أن الطفل سريع التأثر بأبيه وتقليد أفعاله.
3) عدم الأمان في البيت
حيث يكون البيت بصفة مستمرة عرضة للتفتيش من جانب أجهزة الأمن بحثاُ عما بحوزة الشخص من المخدرات التي يتعاطاها , مما يشعر أفراد الأسرة بعدم الأمان داخل البيت، بالإضافة إلى ما يحدثه أقران رب الأسرة المدمن من الفوضى والتعدي على البيت و على أفراد الأسرة مما يحدث القلق المستمر لدى الأم و الأولاد.
4) التفكك الأسري
يؤدي تعاطي المخدرات إلى إنتشار التفكك الأسري لما يسببه من مشكلات ينتج عنها الطلاق أو الهجرة بالإضافة لما يسببه من سلوك سيء بين أفراد الأسرة الواحدة.
5) إنجاب أطفال مشوهين
قد يؤدي تعاطي المخدرات خلال فترة الحمل إلى تشوه الجنين وذلك حسب إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة حيث بلغت نسبة ولادة أجنة ميتة للنساء التي يتعاطين المخدرات 35 في المئة ونسبة المشوهين 55 في المئة.
6) التأثير الصحي على متعاطي المخدرات بصفة خاصة
حيث يؤثر تعاطي المخدرات على الجهاز الهضمي , والجهاز التنفسي , كما يؤثر على الأعصاب , ويسبب فقر الدم.
هذه هي الآثار الاجتماعية والصحية التي يسببها تعاطي المخدرات , وهي ليست كل الآثار إذ ثمة أثار أخري لا يمكن تغطيتها بهذا البحث المختصر.
العوامل التي تساعد على القضاء على المخدرات
إذا ما نظرنا إلى أهم العوامل التي تساعد على القضاء على انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع وجدنها وبصورة خاصة هي تلك العوامل التي ذكرنها في المبحث الأول إذا ما قومت التقويم الحسن وهي على النحو الأتي:
1) التربية السليمة في البيت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/180)
فإذا ما كانت تربية الابن من الأساس صالحة فإنه من المستبعد أن يخرج ذلك الابن على غير ذلك , فعليه يجب أن يكون الأبوان على قدر من الأخلاق والسلوك الحسن حتى يكونا قدوة له , وكما قيل:الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
2) استغلال الوقت
فالفراغ كما قلنا في المبحث الأول من أسباب الوقوع في الرذائل , وقد قرر علماء النفس والتربية في الغرب أن فراغ الشباب يعد واحدا من أكبر أسباب الجرائم فيها. وأجمعوا على أن الشاب إذا اختلى بنفسه أوقات فراغه وردت عليه الأفكار والهواجس، والأهواء، فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت وهاجت أمام هذه الموجة من التخيلات والأهواء والهواجس، فيتحرك لتحقيق خيالاته مما يحمله على الوقوع في كثير مما هو محظور. وعلاج هذه المشكلة إن يسعى الشباب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها مما يحول بينه و بين هذا الفراغ و يستوجب أن يكون عضوا سليما عاملا في مجتمعه لنفسه و لغيره.
3) الرفقة الحسنة , و البيئة المحيطة بالشباب
فقد قررنا سابقا أن كلا من الرفقة السيئة والبيئة المحيطة بالشخص لها التأثير المباشر عليه فهي إما أن تكون له أو تكون عليه وخير من مثل ذلك هو رسولنا الكريم في الحديث السابق الذكر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ?مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة?متفق عليه , فمثل صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك , والرفيق السوء بنافخ الكير , ثم بين صلي الله عليه وسلم عاقبة كل من رفقة الاثنين , فالأول أقل شيء تجده منه هو الريح الطيبة , والثاني أقل ما تجده منه أن يحرقك أو يحرق ثوبك , فوجب على الإنسان أن يتحرى الصديق الصالح ويبتعد عن الجليس السوء.
4) الإعلام
إن للإعلام تأثيرا سلبيا على عقول الناس جميعًا كبيرهم وصغيرهم وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع ومقروء كلها تقصف العقول قصفا فلهذا وجب على المختصين أن يكافحوه بنشر كل ما هو من شأنه توعية المواطن , بحيث يكون همه الوحيد هو نشر كل ما هو مفيد , والتحذير من كل ما هو مشين فبهذا يمكننا القضاء على كل ما هو مخالف لعاداتنا الإسلامية والأخلاقية.
الخاتمة
إن المخدرات آفة يتجاوز خطرها الشباب ليهدد مصير البلاد , وإذا كنا لا نريد الشطط في الخيال والتصور بأن إغراق بلادنا بالمخدرات وراءه مخطط لتدميرنا ويجعلنا دول عاجزة عن العمل والعطاء.
إن التقدم ليس تكنولوجيا فقط بل بشباب قادر على بناء الوطن فقد أظهر العديد من الدراسات والأبحاث أن معظم الدول العربية يرتفع فيها معدل حالات التعاطي رغم شدة القوانين التي تعاقب التهريب والتعاطي , ومع ذلك فالظاهرة تتفاقم لماذا؟
لابد أن هناك أسباب تم تجاهلها ألا وهي الظروف الاجتماعية المعاصرة التي تسهل الطريق للسقوط في التعاطي والإدمان ومن هذه الظروف وأهمها هي تلك الظروف الاجتماعية التي تربط الفرد مع الأسرة والقبيلة والمجتمع , إن تدهور العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة سبب في انحراف الكثير من الشباب , وعليه فالواجب علينا مراعاة تلك الظروف ومحاولة علاجها لكي نقضي على تلك الآفة.
ان الوازع الديني الذي يفتقده كثير من شبابنا وسبب ذلك من الأسرة أولا ثم من المجتمع ثانيا هو من أهم أسباب تفكك الأسرة ومن ثم ينتج شباب غير قادر على تحمل المسئوليات تجاه دينه ووطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه.
ان الحل لهذه المشكلة هي الرجوع إلى دين الله عز وجل الذي ارتضاه الله لنا , به وحده يمكننا ان نعود كما كنا امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.(64/181)
ما حكم الشرع في مثل هذه الألعاب؟
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:41 م]ـ
ظهر في أيامنا تلك ما يسمى بألعاب الأتاري مثل البلاي استيشن وفي الحقيقة أن صانعي هذه الألعاب وضعوها على هيئة أشخاص حقيقيين كلاعبي الكرة مثلاً ويُشْبِهونهم كثيراً جداً، فما حكم الشرع في اللعب بمثل ما وصفتَ لكم وجزاكم الله خيراً؟
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:11 ص]ـ
أين إجابتكم أهل الملتقى الكرام
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:07 ص]ـ
أين أنتم؟
ـ[أبو الأم]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:24 ص]ـ
عندما كنت مراهقاً ...
اتصلت على الشيخ سلمان العودة حفظه الله ..
وسالته عن حكم لعب العاب (السيارات) في هذه الاجهزة ..
(ولم اساله عن غيرها لاعتقادي وقتها ان لا شك في تحريمها)
فاجاب بالجواز ... للاطفال ..
وذلك بعد ازالة الموسيقى او اخفاض الصوت ..
قلت له لغير الاطفال ..
قال ينبغي لشباب الامة ان يشغلوا انفسهم فيما ينفعهم ..
وهذا الذي اذكره والله اعلم ..
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:18 ص]ـ
نعم أخي جزاك الله خيراً، أنا أسأل عن اللعب بألعاب تشبه ذوات الأرواح؟ وأيضاً هي للأطفال والشباب إذ سائلي صاحب محل للألعاب، وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:20 ص]ـ
سمعت أن للشيخ محمد بن عبد المقصود فتوى فيها, فيا ليت أحد الإخوة يوافينا بها.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:44 م]ـ
الحمد لله,
هذه روابط حول الرسوم المتحركة وهي كهذه الألعاب من حيث الشكل والحكم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3018
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20308&highlight=%C7%E1%D1%D3%E6%E3+%C7%E1%E3%CA%CD%D1%DF %C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5299&highlight=%C7%E1%D1%D3%E6%E3+%C7%E1%E3%CA%CD%D1%DF %C9
ـ[أبو فارس الجهني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:31 م]ـ
سألت عنها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في مدينة الطائف قبل وفاته بسنتين تقريبا و بعد خروجه من صلاة العشاء فقلت:
يا شيخ أحسن الله إليك ما حكم ألعاب العاب الكمبيوتر التي يكون فيها صور ذوات أرواح وهذه الصور أحركها بنفسي وأتحكم بها بنفسي، فقال جائزة، فقلت يا شيخ أحسن الله إليك .. أحركها بنفسي وأتحكم بها بنفسي فقال جائزة ولا بأس بها.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخ أبا الأم وشيخ أبا داود وشيخ أبا عبد الله وشيخ أبا فارس، جزاكم الله خيراً أهل الملتقى الكرام
ـ[لام العمري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم, اخي في الله حسن السلفي اود توجيه عنايتك الى شي مهم بل وبالغ الاهمية ان معضم هذة الالعاب هي العاب امريكية التصميم وجلها تعتمد على التحفيز على القتل والعنف فبعض هذة الالعاب تتضمن افكار هدامة تقود الى الكفر فمثلا الطفل الذي يحرق اكبر عدد من الخراف يفوز او اقزام تنزل من السماء فتاكل البشر وهكذا وللاسف ان بعض هذة الالعاب تشترك مع مواقع اسلامية كموقع الشيخ عائض القراني حفضه الله فيرجى توخي الحذر واتمنى حقيقة ان تقوم موسسات اسلامية ببرمجة العاب تنمي عند اطفالنا حب الاسلام فهناك مواقع للطفل المسلم ولكنها جافة و غير مسلية يملها الطفل وبسرعة.
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:16 ص]ـ
من الإجابات المضحكة في الباب أن أحد الإصدقاء اجتمع مع بعض أصحابه في استراحة فتفاجأ بأن اثنين منهم أتوا بأجهزتهم البلاي ستيشن فجرى نقاش طويل معهم فقالوا له إن الشيخ عبدالله المطلق افتانا فاتصل على الشيخ فقال له أنت يا شيخ أفتيتهم بهذا؟ قال: وش تبيبهم خلهم ذولا مطاوعه حبيبين وأنت اشتغل بما ينفعك والله أعلم.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:01 ص]ـ
سائلي صاحب محل للألعاب، وجزاكم الله خيراً
هذه أخي تحتاج فتوى زائدة عما نقله الأخوة الكرام فاللعب إن كان جائزاً فجعله مصدراً للرزق أمر آخر يحتاج لفتوى أخرى، لا سيما فيما يتعلق بعدم تحول عمله إلى مُلهٍ لزوار محله عن الصلاة و عن ذكر الله، أو تحوله إلى مكان للمقامرة أو تبادل الشتائم و السباب.
إن اللعب بهذه الألعاب إن كان في أصله جائزاً فلا بد من التنبه لأمور زائدة عن مجرد اللعب يجب مراعاة عرضها على المفتي، فمن ذلك:
1 - أن الكثير من هذه الألعاب فيه عنف زائد عن الحد مما يؤثر في أعصاب اللاعب و نفسيته.
2 - أن الكثير منها يكون فيه اختلاط بين الجنسين.
3 - أن الكثير منها تظهر فيه عورات الرجال و النساء على السواء.
4 - أن الكثير منها في الآونة الأخيرة يكون البطل هو الشرير على العكس مما كنا نعهده قديماً!
5 - لاحظت على بعض هذه الألعاب أنها تروج لشعارات عبدة الشيطان كالصليب المقلوب مثلاً و أن أبطالها منهم (شاربوا دماء)!
6 - بعض هذه الألعاب أبطالها هم أعداؤنا من الأمريكان و غيرهم و هم في اللعبة يقتلون إخواننا في عقر ديارنا، فهذه حرب نفسية.
7 - بعضها يروج لشخصية الغربي ـ و بخاصة الأمريكي ـ الخارق للعادة و الذي لا يقهر و هذه كسابقتها.
8 - و هذه الأخيرة و قد تكون محل استغراب من بعض الأخوة لكنها كثيراً ما تخطر ببالي و لهم أن يناقشوها و هي أن الكثير من أبطال هذه الألعاب مؤخراً يمتازون بقبح ظاهر بل هم أشبه بالمسوخ و أصواتهم كذلك قبيحة، و أخشى أن يكون هذا مما ألقاه الشيطان إلى أوليائه كي يجعلوا الناشئة يتقبلون أن تكون هذه المسوخ أبطالاً و لها قدرات خارقة و ما ذاك و الله أعلم إلا تمهيداً للدجال، إذ لطالما تعجبتُ من كيفية اتباع الناس له على قبحه الظاهر كما أخبر صلى الله عليه و سلم، و لكن إذا استقر في نفوس الناس أن هذه المسوخ أبطالهم فحينها قد يزول العجب.
هذا و الله أعلى و أعلم، و جزيتم خيراً جميعاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/182)
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخ أبا البراء، وحقيقة معظم ما ذكرتَ هو كذلك ولكن قولك " فاللعب إن كان جائزاً فجعله مصدراً للرزق أمر آخر يحتاج لفتوى أخرى " لا يسلم له لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه " ومفهومه أنه إذا أحله فقد أحل ثمنه، وأما ما يخالط اللعب من المقامرة والشغل عن الصلاة وغير ذلك فهذا أمر آخر ينبه عليه ولا يقتضي تحريم اللعب، وأيضاً فإن قولي " إذ سائلي صاحب محل للألعاب " يجعلنا نتأنى في الفتوى بالمنع أكثر لما يترتب على هذا، وأكرر جزاك الله خيراً شيخ أبا البراء فإن كثيراً مما أشرتَ إليه في هذه اللعب يقع فعلاً فجزاك الله خيراً على حسن تنبيهك.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:58 م]ـ
و إياك أخي الكريم
لا خلاف بيننا إن شاء الله و لكنني أريد أن أشير إلى أمرين:
الأول أنني لم أقل بالمنع فمعاذ الله أن أقفُ ما ليس لي به علم، و إنما قلتُ أن المستفتَى ـ بالفتح ـ لا بد أن توضع أمامه الصورة الصحيحة للفتوى فلا يُسأل عن جواز اللعب بل يُسأل عن جواز فتح محل للعب مثل هذه الألعاب.
الثاني أن كون الشيء مباحاً فمن ثم يكون ثمنه مباحاً ليس على إطلاقه فقد تحتف به قرائن تجعل بيعه محرماً كالسلاح إذ يجوز في الأصل بيعه لكن بيعه في الفتنة محرم، و الأمثلة على ذلك كثيرة قد لا تنحصر.
و الله أعلى و أعلم و ... بارك الله في الجميع
(أخوك) أبو البراء الكناني
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 08:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخ أبا البراء على تنبيهيك الغاليين وكلاهما مفيد للغاية لمن تصدر للفتيا.
أما الأول: فإنه كما قيل (المفتي أسير الفتوى) أي: سياق الفتوى وحكايته، وأيضاً (فإن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره)، وهذا ما يسميه بعض علمائنا بـ (واقع الفتوى).
وأما الثاني: فنعم كما ذكرتَ قد يحتف بالحلال من القرائن ما يحرم وهذا في الأعم الأغلب يندرج تحت أصل شرعي وقاعدة صحيحة (الوسائل لها أحكام المقاصد).
ولكن شيخ وبارك الله فيك على حسن تنبيهك هذا نحن نتكلم عن أصل الأمر ألا وهو (اللعب المجرد عمَّا ذكرتَ). ولعلي أجمل ما تم من تعليقات المشايخ بأعلاه ليحسن تصور المسألة ومن ثَم الفتوى الصحيحة، وجزاكم الله جميعاً خير الجزاء.(64/183)
خمس محاولات عبر التاريخ لسرقة جثمان النبي صلى الله عليه وسلم ..
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:08 م]ـ
خمس محاولات عبر التاريخ لسرقة جثمان النبي صلى الله عليه وسلم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
سرقة جثمان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
خمس محاولات عبر التاريخ
المحاوله الأولى::في عهد الحاكم بأمر الله العبيدي، حيث أشار عليه أحد الزنادقة بإحضار جسد الرسول إلى مصر لجذب الناس إليها بدلا من المدينة، وقاتلهم أهلها وفي اليوم التالي أرسل الله ريحا للمدينة تكاد الأرض تزلزل من قوتها مما منع البغاة من مقصدهم
المحاوله الثانيه::في عهد نفس الخليفة العبيدي، حيث أرسل من يسكنون بدار بجوار الحرم النبوي الشريف ويحفر نفقاً من الدار إلى القبر، وسمع أهل المدينة منادياً صاح فيهم بأن نبيكم ينبش، ففتشوا الناس فوجدوهم وقتلوهم. ومن الجدير بالذكر أن الحاكم بن عبيد الله ادعى الألوهية سنة 408 هـ
[ size=4]
المحاوله الثالثه: مخطط من ملوك النصارى ونفذت بواسطة اثنان من النصارى المغاربة، وحمى الله جسد نبيه، بأن رأى القائد نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول أنجدني، أنقذني من هذين الرجلين، ففزع القائد من منامه، وجمع القضاة وأشاروا عليه بالتوجه للمدينة المنورة، ووصل إليها حاملاً الأموال إلى أهلها وجمع الناس وأعطاهم الهدايا بعد أن دونت أسمائهم ولم يرى الرجلين وعندما سأل: هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة؟ قالوا لا، قال: تفكروا وتأملوا، فقالوا لم يبق أحد إلا رجلين مغاربة وهما صالحان غنيّان يكثران من الصدقة، فانشرح صدره وأمر بهما، فرآهما نفس الرجلين الذين في منامه وسألهما " من أين أنتما؟ " قالا حجاج من بلاد المغرب "، قال أصدقاني القول، فصمما على ذلك فسأل عن منزلهما وعندما ذهب إلى هناك لم يجد سوى أموال وكتباً في الرقائق، وعندما رفع الحصير وجد نفقا موصلا إلى الحجرة الشريفة،فارتاعت الناس وبعد ضربهما اعترفا بمخطط ملوك النصارى، وأنهما قبل بلوغهما القبر، حصلت رجفة في الأرض، فقتلا عند الحجرة الشريفة. وأمر نور الدين زنكي ببناء سور حول القبور الشريفة بسور رصاصي متين حتى لا يجرأ أحد على استخدام هذا الأسلوب
المحاوله الرابعه::جملة من النصارى سرقوا ونهبوا قوافل الحجيج، وعزموا على نبش القبر وتحدثوا وجهروا بنياتهم وركبوا البحر واتجهوا للمدينة، فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت من مصر والإسكندرية تبعوهم وأخذوهم عن أخرهم، وأسروا ووزعوا في بلاد المسلمين
المحاوله الخامسه: كانت بنية نبش قبر أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه. وذلك في منتصف القرن السابع من الهجرة، وحدث أن وصل أربعون رجلا لنبش القبر ليلا فانشقت الأرض وابتلعتهم وأبلغنا بهذا خادم الحرم النبوي آن ذاك وهو صواب الشمس الملطي.
المصدر / كتاب: تاريخ المسجد النبوي الشريف
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:16 م]ـ
سبحان الله العظيم.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:13 ص]ـ
سبحان الله، جزاك الله كل خير.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:31 ص]ـ
سبحان الله، جزاك الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:13 ص]ـ
سبحان الله، جزاك الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:01 ص]ـ
سبحان الله، جزاك الله خيرا(64/184)
الترتيب الزمني لبعض مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ((للمشاركة))
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 04 - 06, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الدكتور عبد العزيز الطويان في مقدمة تحقيقه للنبوات لشيخ الإسلام-ما بين القوسين من الحاشية-: ((ومن الكتب التي ذكرها -"في كتابه النبوات"-، والتي سأحاول –قدر المستطاع – ان أذكرها مرتبه وفق تسلسل تأليفها الزمني:
1 - بغية المرتاد أو السبعينية. ألفه في الأسكندرية [النبوات ص398 والصفدية 1/ 302 والرد على المنطقيين ص3]
2 - شرح الأصفهانية ألفه في مصر [النبوات ص647 والرد على المنطقيين ص254 وذيل طبقات الحنابلة 1/ 403]
3 - بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر [النبوات ص646 وذيل طبقات الحنابلة 1/ 403]
4 - درء تعارض العقل والنقل ألفه بعد رجوعه إلى الشام. وقد رجح د. محمد رشاد سالم أنه ألفه بين سنتي 713 - 717 لأسباب ذكرها [أنظر مقدمة تحقيقه 1/ 8 - 10 والنبوات ص645 والرد على المنطقيين ص253.
5 - منهاج السنة النبوية. ألفه في الشام، لأنه صرح فيه بذكر درء تعارض العقل والنقل أكثر من مرة [مقدمة تحقيق المنهاج 1/ 88].
6 - كتاب الصفدية. ألفه بالشام فقد صرح فيه بذكر "درء تعارض العقل والنقل" [الصفدية 2/ 42، 326].
7 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. ألفه في دمشق، لأنه صرح فيه بذكر كتابه:منهاج السنة النبوية" [ص189] وكتابه درء تعارض العقل والنقل [ص199].
8 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وهو آخر هذه الكتب-"المذكورة في الكتاب"- صرح فيه بذكر "الفرقان" [3/ 349].
وقد ذكر شيخ الإسلام هذا الكتاب في النبوات [ص648 - 649]، مما يرشد إلى أن كتاب النبوات متأخر عنه.
9 - "الرد على المنطقيين". ألفه بعد الجواب الصحيح فقصد صرح فيه بذكر "الجواب الصحيح" [ص254] وذكر الصفدية [ص278، 301، 314، 460].
وقد جزم د. عبد الرحمن الفريوائي أن شيخ الإسلام ألف هذا الكتاب-"الرد على المنطقيين"- قبل تأليف كتابه درء تعارض العقل والنقل [شيخ الإسلام وجهوده في الحديث1/ 37]. وهذا غير صحيح، بل صرح شيخ الإسلام في كتابه "الرد على المنطقيين" بذكر كتابه "درء تعارض العقل والنقل" [أنظر ص53، 324، 373]. وهذا دليل واضح على أن كتاب "الرد على المنطقيين" متأخر عن كتابه "درء تعارض العقل والنقل" في التأليف.
وقد ذكر شيخ الإسلام أنه ألفه "الرد على المنطقيين" في الربوة بدمشق [ص184] وقال فيه: ((وكذلك بينا طرق الناس في إثبات العلم بالنبوات في شرح الأصفهانية، وكتاب الرد على النصارى، وغيرها)) ص184 - 185.
ولو كان شيخ الإسلام قد ألف كتاب النبوات لنوه بذكره إذ هو في صميم الموضوع. ومن الكتب التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في "النبوات":
-تفسير سورة الإخلاص.
-مسألة القادر المختار.
-مسالة العدل والظلم.
-مسألة القدرة والإرادة.
وبعد هذا العرض الموجز لأشهر مؤلفات الشيخ، تبين لنا بالدلائل القطعية أن كتاب النبوات مما ألف في الشام، وأنه من آخر ما ألف)) انتهى باختصار ص88 - 91
ومما يحضرني: الحموية ألفها في أول شهر ربيع الأول لسنة 698 أنظر المقدمة بتحقيق التويجري 55 - 56، والقاعدة المراكشية ألفها في شهور سنة اثنتي عشر وسبعمائة بالقاهرة أنظر المراكشية بتحقيق دغش العجمي ص12 وص27.
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
تفسير آيات أشكلت ألفه في السجن في آخر حياته كما يظهر من كلام ابن عبد لهادي أنظر مقدمة التحقيق ص95
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 04 - 06, 07:37 ص]ـ
الصارم المسلول .. ألفه سنة 693ه ..
ذكره الشيخ على بن بخيت الزهرانى فى دراسته على كتاب الإيمان الأوسط ..
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 04 - 06, 09:07 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 10:45 ص]ـ
موضوع مهم جدا ترتيب مؤلفات العلماء لا سيما أصحاب الفكر العالي كشيخ الإسلام رحمه الله ورحمك معه ... آمين.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 03:01 م]ـ
موضوع مهم بارك الله فيك حبذا تذكرون متى ألف شرح العمدة
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 04 - 06, 09:09 م]ـ
بارك الله فيكم، وأنا أرجو المشاركة من الجميع.
التسعينية ألفها سنة 706 في السجن في مصر حين طلبوا من شيخ الإسلام أن يكتب لهم ورقة فيها نفي الجهة وأن الله يتكلم لا بحرف وصوت الخ حتى يخرجوه من السجن فرد عليهم وسفه أحلامهم بهذا الكتاب العظيم الذي لم يبقي لهم ولم يذر أنظر المقدمة بتحقيق الدكتور العجلان ص59 - 62 وموقف ابن تيميه من الأشاعرة للدكتور المحمود 1/ 210.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 06:33 ص]ـ
بارك الله فيكم
في اي سنة ألف شيخ الاسلام كتابه منهاج السنة و الجواب الصحيح؟؟؟
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:14 م]ـ
الاخ الفاضل فيصل لو تفضلت بذكر افضل الشروح ودور الطبع جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 05:13 ص]ـ
الى أين وصل هذا الموضوع المهم؟؟(64/185)
كلام خطير في مقدمة " أقوال الإمام أحمد " (للمشاركة)
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين، أما بعد
إخوتي الكرام لقد طالعتُ مقدمة كتاب " موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل " الموجودة في المجلد الأول على الرابط التالي
حمل موسوعة الإمام أحمد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=445200)
فهالني ما قرأتُ!
و أنا أضع بين أيديكم طرفاً من هذه المقدمة التي حوت ـ في ظني ـ حقاً و باطلاً، ومرجع هذا الباطل في نظري هو التعميم في كلام جامعي الكتاب و أخذ المحسن بجريرة المسيء مما يأباه العدل و الإنصاف.
الخطورة في كلام الجامعين أنهم يطعنون ـ شاؤوا أم أبوا ـ في عامة علماء المسلمين عبر العصور من غير المحدثين أو ممن لم يقتصر علمهم على رواية الحديث، و سوف أبين موضع الخلل في كلامهم بتغيير لونه دون تعليق عليه تاركاً المجال لفطنة الأخوة الذين أرجو منهم التفاعل مع هذا الموضوع نصرة لمن أفنوا أعمارهم و أوقاتهم من العلماء في نصرة هذا الدين ـ كل في فنه ـ و الله المستعان.
قال أصحاب المقدمة غفر الله لنا ولهم:
(عقيدة الإمام أحمد، رحمه الله:
من الفتن التي ترسبت في أعماق الكثير، من الذين يدعون طلب العلم، بل الذين يخلعون على أنفسهم ألقاب العلم والعلماء، حتى صارت هذه الفتن دينا يدعون الناس للدخول فيه، منها هذه المذاهب، والفرق الضالة، وجماعات السفهاء، وحدثاء الأسنان، وأمراء السوء.
حتى اعتقد الخطباء، والذين يتصدرون قوافل الدعوة، أن المذاهب من أركان الإسلام، وأنه من لا مذهب له، لا دين له، وأن الفرقة والخلاف، هما روح الدين وذروة سنامه، بل صار الخلاف رحمة. نسأل الله أن يرحمنا برحمته، لا بخلافهم.
ولكي تنطلي الفتنة على الناس، فقد ألبسوها ثيابا، قطعت اليد التي سرقتها. تماما كما لعب الشيطان برؤوس الشيعة، أعداء الله، وأعداء ملائكته، وكتبه ورسله ....
كذلك كانت فتنة المذاهب، والخلاف، والفرقة.
لقد نزل على الإمة كتاب واحد.
وأرسل الله لها نبيا واحدا.
وقال: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا?.
...
وترك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمة , كانت خير أمة.
أليسوا هم الذين قال ربك فيهم ?وألزمهم كلمة التقوى?.
ثم شهد الله لهم فقال: ?وكانوا أحق بها وأهلها?.
ورحل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى الرفيق الأعلى، ورحل بعده الرجال الذين ما بدلوا تبديلا، والذين كانوا أحق بها وأهلها.
كل ذلك قبل أن يظهر عفن المذاهب، ويكتم أنفاسنا دخان الفرق.
لقد جاء بعد الخير شر، وأي شر.
وخلع الشيطان على هذه الفتنه عباءة أخرى، ورفع لها راية يدعو من أدبر وتولى.
وسمى المذاهب بأسماء ناس عاشوا حياتهم في الدعوة إلى الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقاوموا طاعه الأئمة والسادة وكبراء القوم.
فأبى الخلف إلا التقليد الأعمى، وادعوا زورًا وبهتانًا على هؤلاء العلماء، فتقولوا عليهم ما لم يقولوا، ونسبوا لهم ما لا نسب لهم به، فقدوا قمصانهم من دبر!!.
فأصبحنا نسمع عن مذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أحمد بن حنبل.
ونسمع الإمام أحمد يرى في المسألة كذا، وخالفه الإمام مالك فرأى كذا.
ولو تتبعنا المسألة لوجدنا أن الإمامين لا ناقة لهما في الأمر ولا جمل. ولم يقولا، ولم يعيدا.
بل هي أقوال مجموعة من المتأخرين، من الذين آدمنوا تعاطي الفرقة والخلاف، حتى سكرت أبصارهم، فهم يعمهون، ثم ألبسوا خلافهم وفرقتهم عباءة قالوا: هي للإمام أحمد، أو للإمام مالك، حتى يتمكن إبليس من الوصول إلى فرقة هذه الأمة، والى الفشل الناتج عن النزاع.
ونحن هنا نقتطف من أقوال الإمام أحمد نفسه، ما يكشف هذا الضلال، ويبين أن عقيدته، رحمه الله، كانت في اتباع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع كراهة شديدة لأقوال فلان وفلان، ورأي فلان وفلان.
...
_ وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يعجبني رأي مالك، ولا رأي أحد. ((المسائل)) 275.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/186)
وحذر الإمام أحمد، رحمه الله، من هؤلاء الذين غرهم بالله الغرور، فنبذوا كتاب الله، وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خلف ظهورهم، وجعلوا بدلا منهما الرأي والقياس، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
...
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر شييا من أمر أصحاب الرأي. فقال: يحتالون لنقض سنن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
...
قال أحمد: وما تصنع بالرأي، وفي الحديث ما يغنيك عنه.
نعم. وفي الحديث ما يغنيك.
هذه عقيدة هذا الإمام المحدث.
ففي الحديث الغنى، وهدى الله هو الهدى.
يقول الإمام أحمد: من دل على صاحب رأي، فقد أعان على هدم الإسلام. راجع كتاب ابن عبد الهادي، فيمن تكلم فيه الإمام أحمد _ الفقرة (5) _
لقد عاش حياته يرى أن أخذ الدين بالرأي، ومن أقوال هذا وذاك، إنما هو هدم للإسلام، ولذا فكان، رحمه الله، يأمر بتتبع هذه الكتب، التي تحتوي على الأحاديث الشريفة، ثم يقوم مؤلفوا الكتب بحشر أراء الناس بين هذه الأحاديث، فيخلطون الخبيث بالطيب، فكان الإمام أحمد يأمر بطرح هذه الأقوال، وحذفها، وتجريد الكتاب على االحديث الشريف وحده، ففيه الكفاية لمن كان له قلب، وفيه الغنى لمن أنار الله بصيرته، ومن لم يكفه حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فالنار تكفيه.
قال ابن هانىء: سئل أحمد بن حنبل، عن أبي حنيفة، يروى عنه؟ قال: لا. قيل: فأبو يوسف (صاحب أبي حنيفة)؟ قال: كأنه أمثلهم. ثم قال: كل من وضع الكتب، فلا يعجبني، ويجرد الحديث. ((مسائل ابن هانىء)) 2368_ 2369.
وقال أحمد: لا يعجبني شيء من وضع الكتب، ومن وضع شيئًا فهو مبتدع.
وقال ابن هانى: سألت أحمد عن كتاب مالك والشافعي أحب إليك أو كتب أبي حنيفة وأبي يوسف؟ فقال: الشافعي أعجب الي، هذا إن كان وضع كتابا، فهؤلاء يفتون بالحديث (يعني مالكًا والشافعي) وهذا يفتي بالرأي (يعني أبا حنيفة) فكم بين هذين. ((المسائل)) 1908 و1909.
...
وهذا الذي نقلناه فيه الكفاية للدلالة على ما عاش عليه أحمد بن حنبل،
_ فالرجل برىء من هذا المذهب الذي تقوله عليه الناس.
- وكل قول ينسب للإمام أحمد فهو باطل، من أنه كان يأخذ بقياسٍ , أو إجماعٍ، أو غير ذلك من مصطلحات الذين لا يكادون يفقهون حديثا.
- وأنه عاش داعيا إلى نبذ التقليد الأعمى، وجعل تقليده واتباعة لهذا النبي الكريم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
_ ولم يفرق أحمد بن حنبل بين رأي ورأي، وإن كان رأي مالك، أو الشافعي، أو الأوزاعي، فالرأي كله سواء، والرأي كله هدم للإسلام.
- وهذه الكتب التي بين أيدينا، والتي تسمى زورًا بكتب الفقه، والتي جمعت الحديث الشريف، بجانب آراء الناس، كان أحمد بن حنبل يؤمن أن الهداية والكفاية في حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وما عداه فهو ضلال وعمى، وإن كان رأي مالك، فما بالك بهراء غيره.
فرحم الله أحمد بن حنبل، رحمة تسع ذنبه، وتستر عيبه، وحشره الله يوم القيامة مع من أحب واتبع. آمين.)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 02:47 م]ـ
هذا ديدن هؤلاء الجامعين في كل أو جل تصنيفاتهم، من ذلك أيضاً مقدمة سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين، وغيرها.
وأحب أن أذكر ههنا شهادة للتاريخ أن شيخنا الشيخ المحدث صبحي السامرائي كان قد تبرأ من المقدمة التي وضعوها على لسانه في كتاب علل الترمذي الكبير، وهي مليئة بالتنقص من العلماء وخاصة الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. واللبيب الفطن يعرف أنها مِنْ صُنْعِ مَنْ، نسأل الله السلامة والستر والعافية.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 05:04 م]ـ
إذاً لماذا يجمع هذا المؤلف أقوال الإمام أحمد؟
فليكتف بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على فهمه.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:53 م]ـ
نعوذ بالله من العجب والكبر وازدراء العلماء الفقهاء
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:02 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
الم يقرأو رسالة شيخ الاسلام ابن تيمية رفع الملام عن الائمة الاعلام
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:50 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
أبو عبد الرحمن الطائي
أبو غازي
عامر بن بهجت
أبو شيماء الشامي
بارك الله فيكم جميعاً على جميل مروركم و هذا الظن بأهل الحديث جعلنا الله و إياكم و جامعي الكتاب من السالكين سبيلهم.
سؤال: ماذا عن المادة العلمية في الكتاب، و هل أثنى عليه أحد من أهل العلم أو حذر منه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:55 ص]ـ
وأنت واجد مثل هذا العفن في مقدمة كتابهم: سبيل الهدى والرشاد ...
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أيها الفاضل الأريب الأديب (أبو فهر السلفي)
إنا لله و إنا إليه راجعون!!
ماذا عن المادة العلمية أخي الحبيب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/187)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم,
شيخنا الفاضل أبا البراء الكناني, حفظكم الله وزادكم علماً وعملاً.
أرى أن مثل تلك الأقوال لا تستحق أن نلقي لها بالاً ولا أن تشغل حيزاً من أوقاتنا وأذهاننا. فهذا كلام -عفا الله عن قائليه- أغرب من أن نتكلف الرد عليه, بل هو باطل ظاهر البطلان ويحزن المرء أن يسمعه من جامعي! هدانا الله وإياهم وغفر لنا ولهم. وما أظنهم إلا تسرعوا ولعلهم يرجعون إلى الصواب عند المناقشة.
وقد أحسنتم -بارك الله فيكم- بالتنبيه عليه. وجزاكم الله خيراً على أدبكم الجم وحسن عرضكم للموضوع.
لا تحرمونا من مزيد من أبحاثكم الرائعة.
محبكم في الله, أبو داوود القاهري
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:53 ص]ـ
أخي الكريم (أبو داوود القاهري)
و عليكم السلام و رحمة الله، و أنت جزاك ربي خيراً و أحسن إليك.
أما بخصوص جامعي الكتاب هداهم الله فأتمنى مثلك أن يرجعوا إلى الصواب، رغم أن المقدمة كتبت سنة 1416!!
هذا و مما لفت نظري من مشاركات الأخوة الكرام أن هذا الفعل الشنيع هو ديدن الجامعين هداهم الله.
الأمر الخطير بل الأخطر هو ما ذكره الأخ الطائي من أنهم وضعوا على لسان الشيخ صبحي السامرائي كلاماً لم يقله فيه تنقص من ابن حجر و غيره من العلماء رحمهم الله، فهذا الفعل ـ و العهدة على راويه ـ مسقط لعدالتهم في الحقيقة فلا يؤمن أن يؤخذ عنهم ما جمعوه، و الله المستعان!!
في الختام أقول أحبك الله الذي أحببتني فيه و جمعني و إياك في ظل عرشه.
بقي قولك (شيخنا) (أبحاثكم)!!
فإنما أنا و الله طالب حق ـ هكذا أرجو ـ ليس إلا! و إنما هو بحث يتيم، غفر الله لك!!(64/188)
قول الشافعي في سورة العصر: (لو ما أنزل الله حجة .. ) في أي كتبه؟
ـ[حارث]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:49 ص]ـ
قول الإمام الشافعي الذي ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة:
(لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)
او (لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم) ...
هل هي موجودة في أحد كتب الشافعي المطبوعة ...
أو كتب البيهقي مثلا أو غيره من نقلة أقوال الإمام الشافعي
العبارة موجودة كثيرا في كلام شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم
ـ[هيثم أبو عبد الله]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:02 م]ـ
للرفع لنتباحث في الأمر بإذن الله
ـ[هيثم أبو عبد الله]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:06 م]ـ
نقلها عن الإمام الشافعي جماعة من كبار علماء المسلمين منهم:
من اهمهم الإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين: باب التعاون على البر والتقوى، وذكر سورة العصر في الآيات، ثم قال: " قال الإمام الشافعي -رحمه الله - كلاماً معناه: إن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة ". والنووي - رحمه الله - شافع
1 - عقيدة الفرقة الناجية لمحمد بن عبد الوهاب ص4
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.
2 - ثلاثة الأصول لمحمد بن عبد الوهاب ص185
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم
3 - أضواء البيان ج9/ص96
روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال لو تأمل الناس هذه السورة لكفتهم
4 - تفسير ابن كثير ج1/ص63
قال الشافعي رحمه الله لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم.
5 - التبيان في أقسام القرآن ج1/ص53
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم فيها لكفتهم.
6 - مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ص152
وروى عن الشافعى رضى الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة والعصر لكفتهم.
7 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية ص59
وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال لو فكر الناس كلهم سورة العصر لكفتهم.
8 - الاستقامة لابن تيمية 2/ص259
وروى عن الشافعي رضي الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.
9 - رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ص21
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.
10 - إغاثة اللهفان ج1/ص25
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس في سورة والعصر لكفتهم.
11 - مفتاح دار السعادة لابن القيم ج1/ص56
قال الشافعي رضى الله عنه لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم
12 - عدة الصابرين ص 60 عن الشافعي أيضاً بلفظ " لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم
13 - كلام الإمام الشافعي مروي في مقدمة
(المجموع للنووي)، فانظرها هناك، وبالله التوفيق
14 - ذكرها شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج
منقول للتباحث(64/189)
إشكال في كلام ابن تيمية لأن ما في هذا المعنى من نفي الجهة شيء دونه هو بالنسبة والاضاف
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:13 ص]ـ
((ليس يخرج عنه من الوجهين جميعا وذلك لأن ما في هذا المعنى من نفي الجهة شيء دونه هو بالنسبة والاضافة التقديرية وإلا ففي الحقيقة هو عال أيضا من هناك والأشياء كلها تحته)) هذا نص كلام شيخ الإسلام من كتاب بيان تلبيس الجهمية و لم أفهم مقصوده لالنسبة و لا بالإضافة التقديرية
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 12:23 م]ـ
هل يمكن أخي ذكر الجزء والصفحة واي الطبعات
ـ[خالد صالح]ــــــــ[19 - 08 - 06, 10:18 م]ـ
هل يمكن ذكر الجزء
الجزء: 2.
هل يمكن ذكر الصفحة
الصفحة: 221.
هل يمكن ذكر اي الطبعات
ط عبد الرحمن بن قاسم.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:21 م]ـ
أخي أبا العباس، قد ذكرنا لك الموضع، فأين إجابتك؟؟
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:10 ص]ـ
للرفع!(64/190)
هل أعطي السائل، من الزكاة؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:40 ص]ـ
أقول: بالنسبة للسائل و أعني به الذي قدم لبلادنا تهريبا أو بقي بها بشكل غير نظامي، هل يعطى من الزكاة أم لا يعطى؟
الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه لمو طأ الامام مالك في كتاب الزكاة،،، تعرض لهذه النقطة و لكنه تردد في قليلا و لم يحررها فيما فهمت إلا أن خلاصة كلامه قسم حال الناس إلى ثلاثة أحوال:
الأولى: يرى أن السائل ـ و إن كان شابا ـ عاجز حكما لا حقيقة، بمعنى أنه مقتدر على العمل لكن النظام لا يقبل تشغيله فهو بحكم العاجز، و يرون أصحاب هذا الرأي أنه يعطى من الزكاة،،، فمن أين له الأكل و الشرب و خلاف ذلك.
الثانية: يرى أن السائل لا يعطى شئيا لأنه خالف نظام ولاة الأمر، و إذا تمت مساعدته فإنه لن يتشجع على الذهاب لبلده و يجلس عالة،،،، و علينا أن لا نقف معه كي يرجع إلى بلده و يأتي بشكل نظامي.
الثالثة: و هي وسط بين الفريقين بحيث يقول أصحاب هذا الرأي إن كان الرجل المحتاج إذا أعطيناه سوف يجهز أموره و يرحل فنعطيه و إلا لا. و كأن الشيخ يذهب هذا المذهب، مع أنه قال المسألة تحتاج تحرير،،،
فما رأي إخواننا في ذلك السائل الذي أتى للعمرة أو الحج ثم لم يعد إلى بلده و بدأ يبحث عن عمل فلم يوظفه أحد؛ فجلس عالة يتكفف الناس، أو ذلك الذي أتى هاربا من الحدود المجاورة لنا و لما وصل إلى بلدنا بشق الأنفس معتقدا أنه سيجد عملا ثم لم يوظفه أحد، و بدا يسأل الناس يريد قوت يومه؛ فهل يعطون من الزكاة؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:34 م]ـ
أين المجيبون؟!
اعلموا أن جوابكم ليس فتوى نعمل بها،،،، بل هي نوع مذاكرة،،،، فلا تتورعوا و لا تستحوا (ابتسامة)
أليس إخواننا الوافقدون الذين جاؤا لبلادنا و بقوا فيها بشكل غير نظامي، هم واقع ومشاهد؟
أم تراني أحدثكم في مسألة مفترضة!(64/191)
أرجو من المشايخ الكرام أن يضبطوا هذه الكلمة في هذا الحديث:
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من المشايخ الكرام أن يضبطوا هذه الكلمة في هذا الحديث: لتعرض لما قبله وهل ضبطه هو: لتَعرَّض لما قَبِله بحذف إحدى التاءين كما قال ابن مالك: وما بتاءين ابتدي قد يقتصر فيه على تاء كتبين العبر؟ وما مرادهم بما قبله الرسول صلى الله عليه وسلم وما معناه؟
روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: ياعم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك إنك منكر له أو إنك كاره له. قال: و ماذا أقول فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني، و لا أعلم برجز و لا بقصيدة مني و لا بأشعار الجن، و الله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، و و الله إن لقوله الذي يقول حلاوة و أن عليه لطلاوة و أنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله و أنه ليعلو و ما يعلى و أنه ليحطم فاتحته. قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت: ذرني و من خلقت وحيداً.).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنتظر مثلك جواب المشايخ الكرام عن السؤال
ولكنْ لي تنبيه يسير على قولك (ما قبله الرسول)، فلعل الصواب في ضبطها (ما قِبَلَه) بكسر القاف وفتح الباء، ويكون المراد من الكلام (جئت محمدا لترى ما جاء به).
وأما (لتعرض) فيحتمل أن يكون ضبطها (لتَعْرِضَ) أو (لتَعَرَّضَ) كما قلتَ، وإن كان الأول أقرب فيما أحسب.
والله تعالى أعلم(64/192)
سؤال حول التصوف .... هل هو مذموم مطلقا؟؟؟
ـ[زايد على]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لدى استفسار بسيط حول التصوف هل هو مذموم مطلقا من قبل العلماء؟؟؟
لقد قرأت كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية فى كتاب التحفة العراقية ينتقد فيه
الصوفية المنحرفيين عن الهدى النبوى الشريف وعن الصراط المستقيم, وفى
نفس الوقت ينتقد فيه من انكر طريقة الطوفية على الاطلاق , وهذا يدعونى
للتساؤل: لماذا العلماء والمشايخ فى هذا العصر لم يفعلوا مثل شيخ الاسلام؟؟؟
هذا تساؤل واستفسار من اخوكم الصغير زايد , مع العلم اننى لست عالم ولا حتى
طالب علم, وانما تهمنى شؤون دينى , واحرص على معرفة الصواب, فأرجو معونتكم.
والسلام عليكم
ـ[حنبل]ــــــــ[16 - 04 - 06, 05:02 م]ـ
إقرا اخي هذا المقال لعلك تجد رد لتساؤلك هذا
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1560%20&%20page_title= أبحاث%20ومقالات& book_link=False
أبحاث ومقالات / عموم المتصوفة من أهل السنة
عموم المتصوفة من أهل السنة
"عموم المتصوفة من أهل السنة"
- الفكرة لا تجمع نقيضين.
قضية التصوف من المعارك، حتى بين المعارضين؛ ذلك أن:
- منهم من يجعله على قسمين: معتدلٍ، وغالٍ.
- ومنهم من ينكر هذه القسمة، ولا يرى التصوف إلا وجها واحدا، فلسفيا غاليا.
ولو تأملنا في حقيقة الخلاف لوجدنا: منزع هذا غير هذا.
فالفريق الأول قد جعل التصوف على قسمين، نظرا منه إلى (الأشخاص)، فمنهم المعتدل، ومنهم الفيلسوف الغالي، وهو كذلك، وأما الفريق الثاني فقد ذهب إلى إنكار القسمة نظرا منه إلى (الفكرة). وفي هذه الحال كلا الفريقين مصيب، لاختلاف محل النزاع، أما لو اتحد محل النزاع فلا:
- فلو كان الحكم مبنيا على أساس النظر إلى (الأشخاص)، فلا يصح القول بأن التصوف وجه واحد، لا قسمة فيه؛ ذلك أن الواقع يقرر وجود الأشخاص المعتدلين والغالين. يقول نيكلسون: " يقال إجمالا: إن كثيرين منهم كانوا من خيار المسلمين، وإن كثيرين منهم لم يكونوا مسلمين إطلاقا، ولعلها أن تكون أكبر الثلاثة مسلمة تقليدا". الصوفية في الإسلام ص33
- ولو كان الحكم مبنيا على أساس النظر إلى (الفكرة)، فلا يصح القول بأن التصوف على قسمين: معتدلٍ، وغالٍ؛ فإنه من المستحيل أن تنقسم الفكرة (في ذاتها) إلى: معتدلة، وغالية .. سنية، وفلسفية؛ فهذا القول يهدم نفسه بنفسه، ويحمل في طياته ما ينقضه جملة وتفصيلا:
فلا يتصور أن تجمع الفكرة الواحدة بين نقيضين، كما لا يمكن أن يتسع المكان الواحد لنقيضين:
- فإذا جاء الليل ذهب النهار، وإذا جاء النهار ذهب الليل.
- وإذا آمن المرء انتفى الكفر، وإذا كفر انتفى الإيمان.
ومن المحال اجتماعهما في مكان واحد، نعم قد تكون الفكرة على درجات، قوة وضعفا، لكن كل ذلك له حد معلوم، إذا خرج عنه انتفى الانتساب إلى الفكرة.
والأمر المشهور المعروف: أن التصوف فكرة، لها قواعد وأصول معروفة، من تحقق بها فهو متصوف حقيقة، ومن لم يتحقق بها، وكان ممتثلا لبعض فروعها، فنسبته إلى التصوف من باب التجوز في الإطلاق، ولا يأخذ حكم الصوفي الحقيقي الخالص، (وهذا حال أكثر المنتسبين إلى التصوف).
فالأشخاص متفاوتون في التحقق بالفكرة، فما مثلهم ومثل التصوف إلا كنقطة حولها دوائر، فالنقطة هي الفكرة، ومن كان على الدائرة القريبة كان أكثر قربا من الفكرة، فما يزال يدور حول النقطة حتى يتماهى فيها، فيتحقق بها، وحينذاك يكون صوفيا خالصا، وكلما ابتعدت الدائرة عن النقطة، كلما كان من عليها أبعد عن التحقق، حتى نصل إلى أفراد ليس لهم من التصوف إلا رسوم ظاهرة، لا تسمى في حقيقة الأمر تصوفا، ولا يسمون متصوفة، إلا من باب التجوز.
فإذا تقرر أن التصوف فكرة واحدة، بأصولها وقواعدها، والمتصوفة يقرون بهذا، فيبطل حينئذ أن تجمع بين السنة والفلسفة، فهي إما أن تكون سنية أو فلسفية؛ أما أن تكون كلتيهما فذلك باطل، لأنه محال، لما تقدم، فالسنة تناقض الفلسفة أصلا، فهما دينان مختلفان، السنة دين الرسول صلى الله عليه وسلم، والفلسفة دين الوثنين عباد الأصنام، من حكماء الهند والفرس واليونان.
هذه الحقيقة فرضت سلطانها على المستشرق نيكلسون، الذي قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/193)
"ولعله أن يقال: كيف يمكن لدين أقامه محمد على التوحيد الخالص المتشدد أن يصبر على هذه النحلة الجديدة، بله أن يكون معها على وفاق؟.
وإنه ليبدو أن ليس في الوسع التوفيق بين الشخصية الإلهية المنزهة، وبين الحقيقة الباطنة الموجودة في كل شيء، التي هي حياة العالم وروحه، وبرغم هذا فالصوفية بدل أن يطردوا من دائرة الإسلام، قد تقبلوا فيها!!. وفي تذكرة الأولياء شواهد على الشطحات الغالية للحلولية الشرقية". الصوفية في الإسلام ص31
* * *
فإن قيل: فأين (الأضداد)؟.
أليست هي كلمات عربية تحمل معاني متضادة، فلم لا تكون (التصوف) منها؟.
قيل: أولا: كلمة "صوفية" ليست من الأضداد.
ثم إن كلامنا في المصطلحات، لا في مجرد كلمات عربية.
فالمصطلحات كلمات مستعملة أصلا، قبل التواضع على اصطلاحها، ثم إنها استعملت مصطلحا للدلالة على مذهب أو فكرة أو نحو ذلك .. فصارت دليلا وعلامة على هذا المذهب أو تلك الفكرة، لتمييزها عن غيرها، وفي عادة المصطلحين أنهم ما وضعوا مصطلحاتهم إلا لمنع تداخل غيره بها، وبخاصة نقيضها، فلا يعقل إذن، بعد الاحتياط الشديد منهم على التميز، أن يضمنوها ما يضادها؛ لأن معناه حينئذ انتفاء التميز، وإذا انتفى التميز لم يعد للمصطلح أية فائدة في وضعه .. !!.
* * *
فإذا قيل: سلمنا أن الفكرة لا تنقسم، لكن ألا تفرق بين ما هو أصل، وما هو طارئ؟!.
- فهذا "التشيع" في أصله محمود؛ كونه في معنى مناصرة آل البيت. لكن لما انحرف هذا المعنى: ذم.
- وهذا "العقل" في أصله محمود، لكن لما صار حكما على الشريعة: ذم.
فلم لا تجعل التصوف من هذا القبيل: في أصله محمودا؛ لدلالته على معنى الإحسان والعبادة، لكن لما انحرف بدخول الفلسفة عليه: ذم. فالمذموم منه طارئ عليه؟.
فالجواب أن يقال: هذا الاعتراض يتضمن أمرين، هما:
- الأول: تقسيم الفكرة إلى: أصل، وطارئ.
- الثاني: جعل أصل فكرة التصوف: محمودا.
فأما الأول: فممكن غير ممتنع أن يكون مصطلح "التصوف" موضوعا لمعنى معين، ثم طرأ عليه ما يضاد ويناقض المعنى الموضوع، فاستعمل بعدئذ في المعنيين: في الأول حقيقة، وفي الثاني تجوزا.
لكن هذا لا يلغي التقرير الآنف المتضمن: امتناع وجود فكرة تحمل معنيين متناقضين؛ لأن الامتناع من جهة الأصل، وأما الإمكان فمن جهة الطروء، وشتان ما بينهما.
فكلامنا في الأصل، وقد تقدم التنبيه على هذا بالقول: (في ذاتها)؛ والمعنى: في أصل ما وضعت له. والمعتبر الأصل، فالحكم يتبعه حمدا أو ذما، وأما الطارئ فهو دخيل، ولا حكم له.
وأما الثاني: فافتراض أن أصل مصطلح "التصوف" محمود ..
هكذا ابتداء، فتلك دعوى لا تقوم إلا ببرهان .. !!.
فإن للمعترض أن يعكس فيقرر أنه مذموم، فيطالب هو أيضا بالبرهان؟.
فرجع تحصيل الحقيقة إلى البرهان في كل حال.
وما دام أنه تقرر: امتناع جمع الفكرة بين النقيضين، من جهة أصلها. فإن المهمة التالية هي: التحقيق في هذه المسألة، بتحديد أصل التصوف .. ما هو؟.
أهو سني محمود، أم فلسفي مذموم؟.
* * *
- أصل التصوف.
التوصل إلى حقيقة الفكرة وأصلها، له طريقه المعروف غير المجهول:
- فأول ما يطرق هنا: معرفة أصل الكلمة من جهة اللفظ: نسبته، واشتقاقه. وهذه الخطوة من الأهمية بمكان؛ حيث تفتح غوامض مسائل التصوف، خلافا لمن ظن أنها خطوة لا فائدة منها .. ؟!!، فإن المعاني ترتبط بالألفاظ، ومن رام تحصيل المعاني من غير طريق الألفاظ، لم يأمن من الخطأ.
- ثم: معرفة المعنى الذي وضع للكلمة، وذلك من خلال التعريفات التي وردت عن أئمة المذهب.
- ثم: دراسة تاريخ نشأة الفكرة، وظروف تكونها، وتراجم الأئمة.
هذه الأمور تبين أصل الفكرة وحقيقة الفكرة، ولا أظن أحدا يخالف في هذا، وإذا طبقنا هذه الخطوات على الفكرة الصوفية: بانت لنا حقيقتها:
أولا: معرفة اشتقاق كلمة "الصوفية".
- بدراسة أصل كلمة "الصوفية"، ونسبتها: نقف على حقيقة مهمة هي: أنه لا علاقة للتصوف بالصوف:
- فهذا ما شهد به أئمة التصوف، كالقشيري والهجويري، وغيرهما من الصوفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/194)
- وهذا هو المشهور من أحوال الصوفية؛ فإنه لا يعرف عنهم لبس الصوف، لا قديما، ولا حديثا، والمقصود: أنه ليس مما اشتهروا به، ولا يعكر على هذا: أن بعضهم لبس الصوف. فالعبرة بالشهرة والكثرة، فإذا كان الاشتقاق من الصوف، فيلزم أن يكون الأصل فيهم لبس الصوف، فإذا كان العكس هو حالهم، فحينئذ لا معنى لأن يكون مشتقا من الصوف؛ لأنهم لم يمتازوا به، وهذا ما قرره القشيري من المتصوفة، ومن غير المتصوفة ابن تيمية (الفتاوى 11/ 16)، وبذلك يستوي هم وغيرهم فيه.
ثانيا: معرفة معنى "التصوف".
- بدراسة أصل معنى "التصوف": تتضح حقيقة التصوف. وهي: تخليص الروح من سجن البدن، لتعود وتتحد بمصدرها الأول، الذي خرجت منه، وذلك لن يكون إلا عن طريق الفناء عن الصفات البشرية أو البشرية!!. فالتصوف ليس زهدا، فهذا أمر يرده أئمة التصوف، وتعريفاتهم شاهدة، بل هو الفناء:
- شهد بهذا حذاق المتصوفة، كالطوسي، والهجويري، والشاذلي، وأبو الوفا التفتازاني.
ثالثا: دراسة نشأة التصوف، وتراجم الأئمة.
- بدراسة نشأة التصوف: يتضح أن هذه الفكرة لم تظهر في صورة مذهب، له حملته، وله أصوله وأفكاره، إلا في نهاية القرن الثاني، وبداية الثالث؛ أي بعد انتهاء القرون الثلاثة المفضلة، فليس من أئمته إذن من هو من التابعين، دع من فوقهم، وفي هذا دلالة على:
- أنه مذهب بدعي حادث، وهذا ما قرره الأئمة الذين أنكروا على ما جاء به المتصوفة.
- كما يدل على أن الذي كان عليه، أولئك المتصوفة الذين سلموا من الفلسفة والغلو، ليس الحالة الكاملة بلا شك، وهذا ما قرره ابن تيمية. (الفتاوى 10/ 358، الاستقامة 1/ 89).
- وبدراسة تراجم أئمة التصوف، منذ بدايته حتى القرون اللاحقة: نجد فيها حقائق خطيرة. فإن كثيرا منهم تعرض للإنكار من العلماء والأئمة، فمنهم من سجن، ومنهم من هرب، واختفى، وتخفى بمذهب آخر .. (انظر: اللمع للطوسي). فهذه الأحوال التي تعرضوا لها حَرِّية بدراسة أسبابها، فإن الخط العام الذي كان عليه الناس اتباع السنة، فمن خالفها تعرض للإنكار، فهؤلاء إذن خالفوا الأمة؛ أي أنهم أتوا ببدعة استوجبت هذا النكير، ليس من إمام واحد، بل من كثير من الأئمة السنة، ولا في بلد واحد، بل في كثير من البلاد، وكان هذا منذ ابتداء أمرهم في نهاية الثاني وبداية الثالث الهجري، أي لما كانت السنة مهيمنة.
ومما يزيد النتيجة التي توصلنا إليها آنفا تأكيدا: التقرير الذي ذهب إليه عامة الباحثين في التصوف، من المتصوفة وغيرهم:
- فإنهم يذكرون أن التصوف مذهب قديم قبل الإسلام، في الثقافات: الفارسية، والهندية، واليونانية.
- ويذكرون كذلك أن المتصوفة المسلمين أخذوا أفكار وتعاليم المتصوفة القدماء وتأثروا بهم.
وإذا أردنا التحقق مما ورد في هذا التقرير، فما علينا إلا المقارنة بين أصول وأفكار التصوف في القديم، والأصول والأفكار المقررة للتصوف في الإسلام، كالفناء، والمحبة، والمعرفة، والتشبه بالإله، والحلول، والاتحاد، والوحدة، كما قررت في كتب أئمة التصوف، لنقف على التوافق التام بين الطرفين .. !!.
وقد عني بمثل هذه المقارنة كثير من الباحثين، مثل: البيروني في كتابه عن الهند، وعمر فروخ في كتابه: "التصوف في الإسلام"، وإحسان إلهي ظهر في كتابه: "التصوف: المنشأ والمصادر".
فكل هذه الأدلة تبين أن نسبة الصوفية إلى الفلسفة أقرب منها إلى السنة، بل لا وجه لنسبتها إلى السنة:
- لا في لفظها فلا علاقة لها بالصوف، الذي هو شعار الزهد.
- ولا في معناها، فلا علاقة لها بالزهد.
- ولا في نشأتها، فإنها نشأت بانحرافها.
- ولا من جهة أئمتها، الذين تعرضوا للإنكار، بسبب ما أتوا به، مما هو مخالف لما هو سائد في مجتمع تهيمن عليه السنة والشريعة؛ فالإنكار إذن لما تضمنته دعوتهم ومذهبهم من مخالفات واضحة للسنة.
- ولا من جهة المقارنة بين أفكار الصوفية في الإسلام، والصوفية ما قبل الإسلام، حيث ظهر التشابه.
فكلها تمنع وتعيق نسبة التصوف إلى السنة والتوحيد، فهذه هي نتيجة البحث العلمي، والتاريخي، فمن أراد نقضها فعليه أن يسلك ذات الأدوات، وإلا فليس لكلامه قيمة.!!.
* * *
وأما من يرى أصل التصوف سنيا محمودا، فالبرهان الذي يقدمه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/195)
- أن أئمة التصوف الأوائل ذكروا أن طريقتهم مقيدة بالكتاب والسنة، وعليه: فأسّ التصوف محمود في أصله؛ إذ هو المتقيد بالشريعة، والمذموم هو ما أحدثه من بعدهم؟.
وهذا التقرير مبني على: أن هناك طريقة صوفية، أسسها الأوائل، متقيدة بالشريعة، واضحة المعالم، مفصلة المسائل، تضاهي الطرق الصوفية الفلسفية والبدعية المنتشرة، في تفصيلها، وترتبيها (يلاحظ: أن هذا التقسيم بحسب الحال، وأما إنكار التقسيم فبحسب الأصل).
والشأن في وجود هذه الطريقة المتقيدة بالشريعة، فلو وجدت، وكانت على شرطها، فبها ونعمت.
لكن كيف لو أنها معدومة، لا وجود لها؟!.
حينئذ تنتفي دعوى تقسيم التصوف إلى: محمود، ومذموم. كما ينتفي قول من زعم أن أصل التصوف محمود. فإنه قول في شيء لا وجود له إلا في الأذهان، والمعركة القائمة إنما في الخارج، فكيف لنا أن نقارن بين ما في الذهن وما في الخارج؟!.
ومن كان في شك من هذا، فليخرج لنا طريقة واحدة متقيدة بالكتاب والسنة.
وإذا كان الجنيد، أو التستري، أو الداراني، وغيرهم قد أعلنوا هذا التقيد، فأين هي طريقتهم، ومذهبهم؟.
أين هي الطرق الصوفية القائمة على التقيد بالكتاب والسنة؟!.
مع العلم أن عامة المتصوفة، قديما وحديثا، يقولون أن طريقتهم متقيدة بالكتاب والسنة، غير أننا لا نرى إلا طرقا فلسفية، تقرر الزندقة بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وأمثلها طريقة التي تستعمل البدع، وتسير عليها في: الذكر، والعبادة.!!.
بل إننا نجد من الكلام (المنسوب) إلى هؤلاء الأئمة ما يخدم الطريقة الفلسفية، يساق جنبا إلى جنب مع أقوالهم في التقيد بالشريعة، والاتباع يسمعون هذا مع هذا، ولا يدركون التناقض، بل تفسر لهم مؤتلفة متفقة، فيعتنقون هذا التصوف بانحرافاته، وهم يزعمون ويظنون أنهم لم يخالفوا الشريعة!!.
فالحاصل والواقع أن طريقة هؤلاء الأئمة الذين أعلنوا التقيد بالشريعة: مجهولة، غير معروفة .. !!.
فإذا كان هذا هو الحال: فكيف يمكن أن يقال: إن تصوف هؤلاء الأوائل هو التصوف الصحيح المحمود؟.
فهذه إحالة إلى مجهول غير معلوم، إلى خطوط عامة، ليس تحتها تفصيلات جلية، كتلك التي في الاتجاه الفلسفي، فمريد التصوف لن يجد هذه الطريقة السنية المزعومة، لن يجد مفصلا إلا الفلسفي أو البدعي .. !!.
ولو قيل: بل الطريقة معروفة، هي طريقة السلف، أهل القرون المفضلة.
فيقال: إذا كان كذلك فلا يصح تسميتها بالتصوف، وقد علم أن هؤلاء لا خبر لهم بالتصوف، وهل من فائدة تجتنى من ذلك إلا تصحيح الطريقة الصوفية الفلسفية؛ إذ لا وجود في الواقع لغيرها، فكل تحسين وتصحيح فلا يتجه إلا إليها؟.
ولو فرضنا جدلا: أن التصوف مصطلح دال على الزهد الشرعي في أصله. ثم إنه تلبس به ما فيه معارضة للشريعة، حتى صار هو الأشهر: لكان من الحكمة تركه والإعراض عنه، حتى لا يختلط الحق بالباطل؛ إذ لا موجب شرعيا ولا عقليا للتمسك به، وثمة مصطلح يغني عنه، ليس فيه لبس ولا تضليل هو: الزهد.
وهنا مثل: الأصل في (التشيع) أنه محمود؛ لأنه دال على نصرة آل البيت، لكن لما انحرف معناه، فصار مصطلحا دالا على سب الصحابة وتكفيرهم: ترك أهل السنة الانتساب إليه، منعا للتلبيس.
فكيف بمصطلح لا يثبت له أصل محمود، وهو متضمن لما يضاد الإسلام، ولا وجود للمحمود منه؟!.
فمهما قيل، فإن كافة الحجج التي يستند إليها من يرد تقسيم التصوف إلى: سني، وفلسفي. تنهار أمام البراهين العقلية، والشواهد التاريخية، وكذا الأدلة الشرعية.
* * *
- عموم المتصوفة من أهل السنة والجماعة.
وبعد هذا التقصي لأصل التصوف: هنا نأتي للتساؤل المنطقي بعد هذا العرض والتقرير:
إذا بطل تقسيم التصوف، فكان فكرة فلسفية غالية، فكيف يكون حينئذ عموم المتصوفة من أهل السنة؟!.
فالجواب أن يقال: هذا التعجب مبني على فكرتين خاطئتين، أولاهما:
- (تطبيق حكم الفكرة على المنتسبين إليها).
فإذا كان التصوف فلسفيا منحرفا، فالمتصوفة كذلك. وإذا كان سنيا خالصا، فالمتصوفة كذلك.
لا، ليس الأمر كذلك، بل البناء الصحيح: التفريق بين الفكرة والمنتسبين إليها. فما كل المنتسبين متحققون، كما أنهم ليسوا كلهم غير متحققين بالفكرة، بل الأمر بين ذلك.
فالمتصوفة على درجات:
- منهم المتحقق بالتصوف، الذي يصح أن يسمى به حقيقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/196)
- ومنهم من هو دون ذلك، يسمى متصوفا تجوزا لا حقيقة.
وإذا صح هذا التفريق، فيبطل حينئذ التسوية بين جميع المتصوفة في الحكم.
- بل من المتصوفة من هو خارج عن دائرة أهل السنة، وهم المتحققون بالتصوف؛ الصوفية الخلص، الذين يعتقدون بالحلول والاتحاد، والوحدة، والذين يقررون الذوق والكشف منهجا للتلقي.
- ومنهم من هو في دائرة أهل السنة، وهم الذين لم يتحققوا بالتصوف، بل أخذوا ظاهره، من التعبد والزهد، والمجاهدة.
ولا إشكال في خروج المتحققين بالتصوف من دائرة أهل السنة، بل من الإسلام، فلا مكان في الإسلام لمن يعتقد بالحلول، والاتحاد، ووحدة الوجود. إنما الذي قد يستشكل بقاء العموم من المتصوفة في دائرة السنة، مع ما هم عليه من البدع.
وهنا تبرز الفكرة الثانية الخاطئة، وهي:
- (إطلاق وصف المبتدع على كل من ارتكب بدعة).
فهذا خطأ؛ وذلك لأن الأصل في المسلم بقاؤه في دائرة السنة، فلا يخرج منها إلا ببرهان، والبرهان ليس مجرد مخالفته للسنة، بل محادته للسنة:
فإننا لو أخرجنا كل من خالف السنة بشيء، لما بقي في دائرة السنة أحد؛ فالمخالفة واردة، فلا يأمن أحد الخطأ ولا الزلة، سواء في صورة بدعة، أو معصية، حتى الكبار والمتقدمين السابقين.
أما المحاد، فهو المستحق أن يخرج من دائرة السنة، وهو الذي قد اتخذ منهجا بدعيا، وصار عليه، وبنى عليه مذهبه، كمن جعل منهجه العقل، أو الذوق، يرد بهما النصوص الثابتة. فهذا هو المبتدع.
وإذا طبقنا هذا الحد في تعريف المبتدع على المتصوفة: وجدنا عمومهم يعملون البدعة، دون محاداة، بل ظنا منهم أنها السنة، وآفتهم نقصان العلم، ولو علموا لتركوا، ومن هذا حاله لا يخرج من الدائرة.
قال ابن تيمية: "فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك: أفضل من طريق الصحابة، فهو مخطئ، ضال مبتدع. ومن جعل كل مجتهد في طاعة، أخطأ في بعض الأمور: مذموما، معيبا، ممقوتا. فهو مخطئ، ضال مبتدع". (الفتاوى 11/ 15)
وبهذا يتبين أن عمومهم لا يستحق وصف المبتدع، ومن ثم فهم باقون في دائرة أهل السنة.
لكن إذا قيل: كيف حكمت أن هذا حال عمومهم، لم لا يكون العكس؟.
قيل: دليلنا على أن الكثرة غيرة متحققة بالتصوف:
1 - أن التحقق يحتاج إلى تعلم وذهن قادر على فهم المسائل الصوفية الفلسفية المعقدة، وليس كل المتصوفة لديهم الاستعداد.
2 - أن المتحققين بالتصوف يعملون على تعمية حقيقته عن العموم؛ لأن هؤلاء العموم لو أدركوا حقيقة التصوف، لما ترددوا في رفضه لما فيه من الكفر والإلحاد؛ لأن الأصل فيهم فطرة الإسلام، ولأن فهم صدق التدين.
3 - أنك لو سألت عمومهم عن حقيقة التصوف، ما أجابوا إلا بما يفيد أنه ذكر وعبادة، ليس إلا .. !.
إذن فالمتحققون قلة، وغير المتحققين هم السواد الأعظم، ومن هنا قلنا:
عموم المتصوفة من أهل السنة والجماعة.
وهذه النتيجة المجتناة من هذا البحث هي عينها ما يقرره ابن تيمية رحمه الله تعالى .. !!.
فهذا الإمام الذي أثنى على طائفة من أئمة التصوف: لم يترك للتصوف فكرة صوفية إلا ونقضها، وأبطلها، وحكم ببدعية التصوف، ولو كانت من السنة لما تعرض لها بالإبطال، ولما وصفها بالبدعة. (انظر: الاستقامة، والفتاوى 2/ 10/11)؛ ولأجله نفهم لم لا يقبله المتصوفة.
وموقف ابن تيمية من التصوف يمكن إيجازه في أربع كلمات:
- الكلمة الأولى: أنه يقرر بدعية التصوف، كما يقرر بدعية الكلام، سواء بسواء. (الفتاوى [10/ 358،366،592]، [11/ 508،555]، [2/ 13،41،54]، الاستقامة 1/ 90،220 - 221])
- الكلمة الثانية: لا يحكم بضلال عموم المتصوفة:
- بل من أصاب منهم شيئا من الحق (كالجنيد): أثنى عليه، وأمر بالاقتداء به، فيما أصاب فيه.
- ومن أخطأ (كالشبلي): اعتذر له. وذم خطأه، ونهى عن متابعته.
- ومن كان منهم رأسا في الكفر والزندقة (كابن عربي)، لم يتردد في بيان ضلاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/197)
- الكلمة الثالثة: ثناؤه على المصيب من أئمة التصوف، ليس شهادة أنه على السنة في كل أموره، بل ثناء نسبي، ودليل ذلك: أنه لا يعدل بأهل القرون الثلاثة المفضلة أحدا، ويقرر أن أئمة التصوف دونهم في المنزلة واتباع السنة (الاستقامة [1/ 89،163]، الفتاوى [2/ 13]، [10/ 362]) وعندما يذكر موافقتهم للسلف، فإنما بحسب سياق المسألة التي بصددها، كما هو الحال حين كلامه على موقفهم من الصفات (الاستقامة 1/ 82 - 91، 94،102،111). ولا يمتنع من بيان ما أخطؤوا فيه. وموقفه هذا مبني على أساس التزمه وعمل به، وهو: منهج الموازنة والمعادلة. فيعرف لأئمة التصوف ما لهم، وما عليهم، فلا يبخسهم حقهم، ولا يسكت عن خطئهم. (الفتاوى 10/ 362 - 366)
- الكلمة الرابعة: أنه مع تقريره بدعية التصوف، يقرر كذلك أنه لا يخلو من حق، يؤخذ به، ويحمد عليه، وهكذا الأمر في الكلام والرأي، فالمنهج الذي يقرره: أن المذهب البدعي ليس كل ما فيه باطل، بل فيه من الحق بقدر ما فيه، والعدل والميزان: أخذ ما فيه من حق، وترك باطله. مع الإشارة إلى أن ذلك الحق أصله موجود في السنة، وكأنه يرمي إلى أن الإشادة بالحق، ولو تضمنه مذهب بدعي، ينفع في هداية المعتنقين لهذا المذهب؛ إذ لا يتلقون إلا عنه. فهو إذن يتبع منهج المعادلة والموازنة في حكمه على الأفكار، كما في حكمه على الأشخاص (الفتاوى 10/ 82،370).
هذه الأمور ينبغي أن تلاحظ في تقريرات الإمام ابن تيمية لفكرة التصوف والمنتسبين إليها، فإن بعض الناس لما لم يفطن إليها: ظن أن الإمام يصحح بعض مذاهب التصوف، ويجعل منه: ما هو فلسفي، وما هو سني. وليس الأمر كذلك، بل هو عنده: بدعي، يتضمن حقا وباطلا، فيعرف حقه، وينكر باطله. وهذه المسألة تحتاج إلى بسط، والموضع لا يحتمل، غير أن المهم في الأمر هنا: أن المتبع لابن تيمية في نظرته إلى التصوف ينساق إلى العدل، وذلك بالتفريق في الحكم بين الفكرة والمنتسبين إليها.
- فأما الفكرة فإنها بدعة، هذا ما يقرره ابن تيمية.
- وأما المنتسبون، فمنهم الصالح، ومنهم المبتدع، ومنهم الزنديق.
ولأجل ذلك كان من اللازم: الحكم على عموم المتصوفة بأنهم من أهل السنة؛ لأن هذا هو العدل، والعدل هو الحق، لكن هذا لا يمنع من الحكم ببدعية فكرة التصوف في ذاتها؛ لأن هذا هو حقيقتها.(64/198)
حديث ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ...
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:16 م]ـ
أين أجد شرح لحديث: ((ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها ...... الخ))
أو كمال قال صلى الله عليه وسلم
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:11 ص]ـ
عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري برقم (5318) - واللفظ له - ومسلم برقم (2572) والبيهقي في " شعب الإيمان " برقم (9828) .. كلهم عن عائشة مرفوعاً.
كما أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (2905) وأحمد في المسند برقم (8014) والبيهقي في سننه الكبرى برقم (6329) وأبو يعلى في مسنده برقم (1237) .. كلهم عن أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - مرفوعاً.
وفي شرح هذا الحديث قال الإمام العيني في (عمدة القاري، 21/ 209):
(قوله " من نصب " أي من تعب وزنه ومعناه.
قوله " ولا وصب " وهو المرض وزنه ومعناه.
قوله " ولا هم " وهو المكروه يلحق الإنسان بحسب ما يقصده والحزن ما يلحقه بسبب حصول مكروه في الماضي وهما من أمراض الباطن والأذى ما يلحقه من تعدي الغير عليه، والغم بالغين المعجمة ما يضيق على القلب، وقيل في هذه الأشياء الثلاثة وهي الهم والغم والحزن: إن الهم ينشأ عن الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به، والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل، والحزن يحدث لفقد ما يشق على المرء فقده، وقيل: الغم والحزن بمعنى واحد، وقال الكرماني: الغم يشمل جميع المكروهات لأنه إما بسبب ما يعرض للبدن أو للنفس، والأول إما بحيث يخرج عن المجرى الطبيعي أو لا، والثاني إما أن يلاحظ فيه الغير أو لا، ثم ذلك إما أن يظهر فيه الانقباض والاغتمام أو لا، ثم ذلك بالنظر إلى الماضي أو لا) انتهى.
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[17 - 04 - 06, 11:57 م]ـ
أخي الفاضل / سليمان التويجري، جزاك الله خيرا.
فلقد ساعدتني كثيرا، وإن أقل واجب لك هو الدعاء لك بظهر الغيب،
لكن لي سؤال هل هناك برنامج الكتروني يجمع الكتب الستة؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:21 ص]ـ
http://204.97.230.60/masader.aspx(64/199)
ضابط التشبه في ألبسة النساء.المجيب د. سلمان العودة
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:31 م]ـ
العنوان ضابط التشبه في ألبسة النساء.
المجيب الشيخ سلمان العودة
السؤال
نحن - معاشر النساء - نحتاج إلى فقه بيِّن في قضية ضابط التشبه؛ لما قد يلتبس علينا من الخلاف الواقع بين العلماء (حفظهم الله) في مسائل قضية اللباس، الشعر، النقاب، ومما لا يخفى عليكم أن المرأة المستقيمة الداعية تلاقي في ذلك الحرج الكثير؛ لأسباب منها: *طبيعتها كامرأة ترغب في التجمل، ولا بد لها من مسايرة المجتمع بقدر.*تحتاج إلى التجمل سواء كانت ذات زوج أو فتاة مقبلة على زواج.*ولتكون على أمر واضح في دعوتها؛ لأنها تتعامل مع عوام، فهذه تقول يوجد فتوى بتحريم كذا للعالم فلان الذي له قدره وثقله في المجتمع،وتلك تقول: توجد فتوى بإباحة كذا للعالم فلان الذي له قدره وثقله في المجتمع، مما يجعل المدعوة في تذبذب.*النساء يختلفن في مقومات جمالهن، فبعضهن لا تحتاج إلى مزيد تجمل ... ، وبعضهن قد يفتقرن إلى بعض المقومات التي تؤثر على مظهرهن، فهذه شعرها قليل خشن، فلو ترك بدون قص لأصبح منظرها غير مقبول، وتلك شعر وجهها كثير ولم يصل إلى حد التشويه، لكن يؤثر نسبياً على جمالها، وتلك قصيرة ترغب في حذاء عالٍ ليحسن من مظهرها، والداعية قد تدرك بعض المسائل الخاصة بالزينّة، لكن كيف تجمع بين أن الأصل الإباحة ولم يرد دليل على تحريم كذا ... وبين أن الداعية لا بد لها من التورع والبعد عن التشبه؟
الجواب
إن من الجدير بالمرأة المسلمة أن تعرف قدرها الذي أعطاها الشارع إياه، والدور الذي تقوم به ولا سيما في الدعوة إلى الله، ومن أخص ذلك أن تكون داعية بطريق الاقتداء، أي: تكون قدوة مؤثرة، وهذا يؤثر كثيراً في مجتمع النساء ولا سيما الشابات، ومن هنا تكون أهمية فهم المرأة الداعية بل الملتزمة لهذا الأمر. إن الاقتداء حقيقته انعكاس رؤية إعجاب وإكبار يتمثل في القدوة فيؤثر في الناظر إليها، وبطبيعة المرأة _ ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه مؤكدات هذه الطبيعة _ وهي ميل المرأة إلى صناعة هيئتها وشكلها بما يحقق جمالها ونضارتها ... ، فهذا قدر أصله طبيعة المرأة، لكن ينبغي ألا يبالغ فيه، ومن هنا وتعريجاً على مسألة التشبه المسؤول عنها، يقال: إنّ ثمة ضوابط لا بد للمرأة الداعية بل المسلمة أن تتمسك بها، وهي حدود شرعية جاء الشرع بتحقيقها:
1 / أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالكافرات، وهذا قدر يعلم بالضرورة من الشرع، والتشبه المنهي عنه هنا ما علم وتحقق اختصاصه بالكافرات أو بعضهن، بخلاف ما ليس اختصاصاً لهن، فهذا لا يدخل في التشبه، وإن كن يستعملنه كغيرهن.
2 / أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالفاسقات اللاتي عرفن بالفسق، واطِّراح الحياء من المغنيات والممثلات، فلا توافق شيئاً عرف اختصاصهن به، وإن كن يستعملنه كغيرهن.
3 / أن تبتعد عن التشبه بالرجال وما عرف من خصائصهم.
4/ أن تبتعد عما منع منه الشارع بخصوصه في الهيئة والصورة كالنمص، والتفلج للحسن، وكشف ما يعد عورة في محله، وأمثال ذلك مما علم مجيء الشريعة بمنعه وتحريمه أو النهي عنه ومن ذلك ما نهت عنه الشريعة لكونه شهرة. وما خرج عن هذه القواعد الأربع فلا يجب على المرأة المسلمة أن تترفع عن شيء من ذلك، ولا يقدح في دينها وخلقها وحيائها إذا هي فعلت ذلك، لكن يجب ألاّ يكون في ذلك إسراف ولا مخيلة، أما ألبسة الإسراف والخيلاء والشهرة، فهذه منهي عنها لكن هذا عام في الرجال، والنساء. فهذا يقال في أصله الحكم الشرعي المحرم، والجائز، ولكن ما علم دخوله تحت الجائز المباح، فهذا لا بد فيه من التفريق بين أمرين: الأول: استعمال المباحات والتوسع في هذا فهذا لا بأس به من حيث الأصل، لكن المرأة المسلمة ينبغي ألا تبالغ في هذا، وإذا كانت من الداعيات وتقرر سابقاً أن الدعوة تكون بالاقتداء، فهنا لا بد للداعية من الاعتدال في هذا المقام فكما تحرص على عدم المبالغة أيضاً لا بد من قدر من العناية، هو في المقام الأول حق لها باعتبارها امرأة فيها طبيعة النساء، وفي المقام الثاني حتى لا يكون الالتزام طريقاً إلى إغلاق ما أذن الله فيه من المباح، فترى بعض المقصرات هذه الداعية المعرضة عن كثير من أشكال الزينة والعناية بهيئتها، فيتولد عن هذا الإعراض عن الالتزام واستثقال التمسك لأنه صُنَّف وظهر للناس بهذه الهيئة حتى صار من صدق الالتزام أو ربما من أول مراتبه البعد عن هذه العناية والهيئة الجميلة ولو كانت من المباح، وهذا - فيما نحسبه – غلط، بل لا بد للمرأة الداعية والملتزمة أن تظهر بقدر من العناية والاهتمام حتى لا يؤكد هذا نظرية ينادي بها أعداء المرأة من المنحرفين والمنحرفات أن التزام المرأة يعني قلب طبيعتها والقضاء على أنوثتها وميولاتها الذاتية، لكن في المقام نفسه فإن هذا لا يوجب المبالغة في المباحات، فضلاً عن الوقوع في المنهي عنه في الشريعة بدعوى وضع مثل هذا التصور الغلط عن المرأة الملتزمة. الثاني: الموقف الشرعي من هذه المباحات كمظاهر تعرض النساء فهذا يخفف فيه، وتبعاً لهذا فمسألة قص الشعر وألوان الثياب وصفتها ووصف الحذاء وأمثال ذلك، والمواد المستعملة للتجميل كل هذا مباح إذا لم يقع شيء منه - فيما تقدم تقريره - مما نهت عنه الشريعة، وإلا الأصل فيه الجواز والإباحة ولا يضيق على النساء فيه، ومن تمتعت بقدرة على عدم الاهتمام بكثير من هذا فلا يعنى أنها تحدد الالتزام والتزين به، بل ولا يحق ذلك لها، فإن المحرم هو ما حرمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبكل حال فالاعتدال في المباح هو القدر الوسط في سائر المباحات، والاقتداء، هو: انعكاس لرؤية اعتدال مناسب في محل مناسب، أما إذا فقد المحل الاعتدال إما بإفراط أو تفريط فلا يؤهل غالباً للاقتداء الصالح والخيرِّ.
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=3527
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/200)
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:16 م]ـ
1 - ومن هنا يظهر الضابط في نهيه صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء وعن تشبه النساء بالرجال وأن الأصل في ذلك ليس هو راجعا إلى مجرد ما يختاره الرجال والنساء ويشتهونه ويعتادونه فإنه لو كان كذلك لكان إذا اصطلح قوم على أن يلبس الرجال الخمر التي تغطي الرأس والوجه والعنق والجلابيب التي تسدل من فوق الرءوس حتى لا يظهر من لابسها إلا العينان وأن تلبس النساء العمائم والأقبية المختصرة ونحو ذلك أن يكون هذا سائغا. وهذا خلاف النص والإجماع. فإن الله تعالى قال للنساء: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} الآية وقال: {قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} الآية. وقال: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}. فلو كان اللباس الفارق بين الرجال والنساء مستنده مجرد ما يعتاده النساء أو الرجال باختيارهم وشهوتهم لم يجب أن يدنين عليهن الجلابيب ولا أن يضربن بالخمر على الجيوب ولم يحرم عليهن التبرج تبرج الجاهلية الأولى؛ لأن ذلك كان عادة لأولئك.
2 - وليس الضابط في ذلك لباسا معينا من جهة نص النبي صلى الله عليه وسلم أو من جهة عادة الرجال والنساء على عهده بحيث يقال: إن ذلك هو الواجب وغيره يحرم. فإن النساء على عهده كن يلبسن ثيابا طويلات الذيل. بحيث ينجر خلف المرأة إذا خرجت والرجل مأمور بأن يشمر ذيله حتى لا يبلغ الكعبين؛ ولهذا لما {نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال عن إسبال الإزار وقيل له: فالنساء؟ قال: يرخين شبرا قيل له: إذن تنكشف سوقهن قال: ذراعا لا يزدن عليه} قال الترمذي حديث صحيح. حتى إنه لأجل ذلك روي أنه رخص للمرأة إذا جرت ذيلها على مكان قذر ثم مرت به على مكان طيب أنه يطهر بذلك وذلك قول طائفة من أهل العلم في مذهب أحمد وغيره جعل المجرور بمنزلة النعل الذي يكثر ملاقاته النجاسة فيطهر بالجامد كما يطهر السبيلان بالجامد لما تكرر ملاقاتهما النجاسة.
3 - ثم إن هذا ليس معينا للستر فلو لبست المرأة سراويل أو خفا واسعا صلبا كالموق وتدلى فوقه الجلباب بحيث لا يظهر حجم القدم لكان هذا محصلا للمقصود بخلاف الخف اللين الذي يبدي حجم القدم؛ فإن هذا من لباس الرجال. وكذلك المرأة لو لبست جبة وفروة لحاجتها إلى ذلك إلى دفع البرد لم تنه عن ذلك. فلو قال قائل: لم يكن النساء يلبسن الفراء قلنا: فإن ذلك يتعلق بالحاجة فالبلاد الباردة يحتاج فيها إلى غلظ الكسوة وكونها مدفئة وإن لم يحتج إلى ذلك في البلاد الحارة.
4 - فالفارق بين لباس الرجال والنساء يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء. وهو ما يناسب ما يؤمر به الرجال وما تؤمر به النساء. فالنساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور؛ ولهذا لم يشرع لها رفع الصوت في الأذان ولا التلبية ولا الصعود إلى الصفا والمروة ولا التجرد في الإحرام. يتجرد الرجل. فإن الرجل مأمور أن يكشف رأسه وأن لا يلبس الثياب المعتادة وهي التي تصنع على قدر أعضائه فلا يلبس القميص ولا السراويل ولا البرنس ولا الخف لكن لما كان محتاجا إلى ما يستر العورة ويمشي فيه رخص له في آخر الأمر إذا لم يجد إزارا أن يلبس سراويل وإذا لم يجد نعلين أن يلبس خفين. وجعل ذلك بدلا للحاجة العامة بخلاف ما يحتاج إليه حاجة خاصة لمرض أو برد فإن عليه الفدية إذا لبسه ولهذا طرد أبو حنيفة هذا القياس وخالفه الأكثرون للحديث الصحيح. ولأجل الفرق بين هذا وهذا. وأما المرأة فإنها لم تنه عن شيء من اللباس؛ لأنها مأمورة بالاستتار والاحتجاب فلا يشرع لها ضد ذلك لكن منعت أن تنتقب وأن تلبس القفازين؛ لأن ذلك لباس مصنوع على قدر العضو ولا حاجة بها إليه.
5 - إن مقصود الثياب تشبه مقصود المساكن والنساء مأمورات في هذا بما يسترهن ويحجبهن فإذا اختلف لباس الرجال والنساء عما كان أقرب إلى مقصود الاستتار والاحتجاب: كان للنساء وكان ضده للرجال.
وأصل هذا: أن تعلم أن الشارع له مقصودان:
أحدهما: الفرق بين الرجال والنساء.
والثاني: احتجاب النساء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/201)
فلو كان مقصوده مجرد الفرق لحصل ذلك بأي وجه حصل به الاختلاف. وقد تقدم فساد ذلك بل أبلغ من ذلك أن المقصود باللباس إظهار الفرق بين المسلم والذمي ليترتب على كل منها من الأحكام الظاهرة ما يناسبه. ومعلوم أن هذا يحصل بأي لباس اصطلحت الطائفتان على التميز به ومع هذا فقد روعي في ذلك ما هو أخص من الفرق فإن لباس الأبيض لما كان أفضل من غيره. كما قال صلى الله عليه وسلم " {عليكم بالبياض فليلبسه أحياؤكم. وكفنوا فيه موتاكم} " لم يكن من السنة أن يجعل لباس أهل الذمة الأبيض ولباس أهل الإسلام المصبوغ كالعسلي والأدكن ونحو ذلك بل الأمر بالعكس. كذلك في الشعور وغيرها: فكيف الأمر في لباس الرجال والنساء 6 - ليس المقصود به مجرد الفرق بل لا بد من رعاية جانب الاحتجاب والاستتار.
6 - وكذلك أيضا ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن دون الفرق بينهن وبين الرجال؛ بل الفرق أيضا مقصود حتى لو قدر أن الصنفين اشتركوا فيما يستر ويحجب بحيث يشتبه لباس الصنفين لنهوا عن ذلك. والله تعالى قد بين هذا المقصود أيضا بقوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فجعل كونهن يعرفن باللباس الفارق أمرا مقصودا. ولهذا جاءت صيغة النهي بلفظ التشبه بقوله صلى الله عليه وسلم " {لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال. والمتشبهين من الرجال بالنساء} " وقال: " {لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء} " فعلق الحكم باسم التشبه. ويكون كل صنف يتصف بصفة الآخر. وقد بسطنا هذه القاعدة في (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم وبينا أن المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبا وتشابها في الأخلاق والأعمال ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار ومشابهة الأعاجم ومشابهة الأعراب ونهى كلا من الرجال والنساء عن مشابهة الصنف الآخر كما في الحديث المرفوع: " {من تشبه بقوم فهو منهم} ". " {وليس منا من تشبه بغيرنا} " والرجل المتشبه بالنساء يكتسب من أخلاقهن بحسب تشبهه حتى يفضي الأمر به إلى التخنث المحض والتمكين من نفسه كأنه امرأة. ولما كان الغناء مقدمة ذلك وكان من عمل النساء: كانوا يسمون الرجال المغنين مخانيث. والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشاركة الرجال: ما قد يفضي ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب أن تعلو على الرجال كما تعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة. وإذا تبين أنه لا بد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء فرق يتميز به الرجال عن النساء. وأن يكون لباس النساء فيه من الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك: ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة وإن كان ساترا كالفراجي التي جرت عادة بعض البلاد أن يلبسها الرجال دون النساء والنهي عن مثل هذا بتغير العادات وأما ما كان الفرق عائدا إلى نفس الستر فهذا يؤمر به النساء بما كان أستر ولو قدر أن الفرق يحصل بدون ذلك فإذا اجتمع في اللباس قلة الستر والمشابهة نهي عنه من الوجهين والله أعلم.
مجموع الفتاوى 22/ 91 - 96 دار العبيكان
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:00 ص]ـ
الموضوع مهم جدا
ولدي استفسار
ما حكم لبس الألبسة البيتية الخاصة التي لا يراها الا الزوج على زوجته وهي البسه من تصميمم غير المسلمين وفيها تشبه بغير المسلمات
فبعض النساء تعاند زوجها وتستحي من لبسها بحجة انها عيب او تشبه بالكافرات!!؟؟؟
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:29 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[باحثة]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:24 م]ـ
فعلا الموضوع مهم جدا
محلات بيع الألبسه غالبها بضاعتها من دول كافره
لذلك من تتبعها يجدها انها كلها تسير على نسق واحد
مثلا في مدة معينه يأتي تصميم معين للباس وهذا التصميم العام لهذا اللباس يكون هو الغالب في جميع المحلات مع اختلاف في الألوان وغيرها
وينتشر هذا التصميم العام في مده زمنيه معينه، يُلاحظ فيها ان الناس كلهم بدؤوا يلبسون مثل هذه اللبسه
وهذا ما يُسمى بالموضه
وهذه النوعيه من اللباس تنتشر في دول العالم كلها فتعم المسلمه والكافره
مثلا الجينز أعني خامة الجنزي قد يُصنع منها لباس واسع، ولكن هذه الخامه وافده علينا من دول كافره، فلم تعرف النساء هذه الخامه إلا من هذه الدول
ومن تأمل الواقع: وجد أن الكفار أصبحوا يلبسوننا ما يشاؤون، وكأننا ننتظر منهم ان يتحفونا بتصاميمهم لنلبسها
ومنع النساء من هذه الألبسه قد يكون فيه شيء من الضيق
وهذا كله سببه هذه العولمه التي لا يلتفت فيها إلى مسألة تميز المسلم عن الكافر، بحيث يصبغ فيه العالم كله بصبغه واحده من غير نظر الى اختلاف الاديان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/202)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 10:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(64/203)
هل للمرأة فضل القيراط في الصلاة على الجنازة
ـ[بزيد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم
بما ان صلاة المرأة في بيتها أفضل من الصلاة في المسجد فهل تخرج لأجل الصلاة على الجنازة سواء جنازة قريب ام بعيد وهل تحصل لها فضيلة الصلاة على الميت (قيراط) ام يعتبر من اتباع الجنازة آمل من الاخوة نقل الفتاوى فى هذا الامر
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:26 ص]ـ
أما فتوى لست بأهل فتوى؟
أما إن أردت المدارسة فحيهلا ...............
الصلاة على الجنازة لها قيراط ................
واتباعها قيراط آخر .................................. الأول الأصل إشتراك الرجل والمرأة والثاني خرج بالنهي الذي ورد عن اتباع الجنازة
مدارسة وليست فإن مجهول الحال والعين مثلي لا يؤخذ منه فتوى
والله أعلم
ـ[بزيد]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:35 م]ـ
للرفع وفقكم الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 06:39 م]ـ
في " فتاوى اللجنة الدائمة " (8/ 415، 416):
هل يجوز أن تشارك المرأة الرجال في الصلاة على الجنازة؟
فأجابوا:
الأصل في العبادات التي شرعها الله في كتابه أو بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته أنها عامة للذكور والإناث، حتى يدل دليل على التخصيص بالذكور أو الإناث، وصلاة الجنازة من العبادات التي شرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيعم الخطاب الرجال والنساء، إلا أن الغالب أن الذي يباشر ذلك الرجال لكثرة ملازمة النساء لبيوتهن، ولذلك إذا صادف أنه لم يحضر الجنازة إلا نساء صلين عليها، وقمن بالواجب نحوها، وقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها أمرت أن يؤتى بسعد بن أبي وقاص لتصلي عليه، ولم نعلم أن أحدا من الصحابة أنكر عليها، فدل ذلك على أن المرأة تشارك الرجال في الصلاة على الجنازة، وقد تنفرد بالصلاة عليها لأمور تدعو إلى ذلك، كما يكون ذلك في حق الرجال، غير أنهن إذا صلين صلاة الجنازة أو غيرها مع الرجال تكون صفوفهن خلف صفوف الرجال. وثبت أيضا أنهن صلين على النبي صلى الله عليه وسلم كما صلى عليه الرجال، لكنهن لا يشيعن الجنائز للدفن لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن قعود.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 06:48 م]ـ
وسئل الشيخ العثيمين - رحمه الله -:
أحياناً في المسجد الحرام ينادى للصلاة على الميت فهل يجوز للنساء أن يؤدين هذه الصلاة مع الرجال سواء على ميت حاضر أو غائب؟.
فأجاب رحمه الله تعالى:
نعم، المرأة كالرجل إذا حضرت الجنازة: فإنها تصلى عليه، ولها من الأجر مثل ما للرجل؛ لأن الأدلة في هذا عامة، ولم يُستثنَ منها شيء، وقد ذكر المؤرخون أن المسلمين كانوا يصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم فرادى الرجال ثم النساء، وعلى هذا: فلا بأس، بل إنه من الأمور المطلوبة إذا حضرت الجنازة وفيه امرأة أن تصلى مع الرجال على هذه الجنازة. .
" فتاوى نور على الدرب " (شريط رقم 82، وجه أ).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 06:51 م]ـ
وهذا ما لعله يصيب عين السؤال:
في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين ":
مسألة (188) (4/ 11/1419هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:ما حكم حضور النساء صلاة الجنازة؟
فأجاب: جائز. ولكن لا يتبعن الجنازة.
فسئل: أنكر بعض الناس هذا العمل بحجة أنه ليس من عمل نساء السلف؟.
فأجاب: من أين له أن يثبت ذلك؟! وقد كان يصلى على الجنائز، وربما كان نساء في المسجد، ولم ينقل أنهن ينهين عن ذلك. وإنما النهي عن اتباع الجنائز لحديث أم عطية.
فسألته: وهل الجواز يتناول القصد للصلاة، بأن تخرج من بيتها لغرض الصلاة على جنازة؟
فأجاب: نعم. ولكن إن خشي مفسدة مُنعن.
انتهى(64/204)
كم مضى من عمر الارض
ـ[بزيد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:40 ص]ـ
كثيرا ما نسمع من متعالمي الاثار ان هذه القطع او العظام لها ملايين السنين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد ذكر الشيخ خالد السبتي عوار هذه التخمينات والتعالم فقد ذكر عمر ادم وانه الف عام ثم عشرة قرون على التوحيد ثم نوح إلى 00000000الى ان وصلنا عامنا الحاضر وقال على اعلى تقدير لالالالالالايصل وجود الناس اكثر من خمسين الف سنة ماضية فاين ملاييييييييييييييين (على طريقتهم في مدها) السنين
امل من الاخوة اثراء الموضوع وفقكم البارئ
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:11 ص]ـ
لا علاقة بين عمر الأرض وبين نزول آدم عليه السلام لها
فهي كانت مخلوقة قبل ذلك والله أعلم بكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:14 ص]ـ
علمٌ لا ينفع، و جهل لا يضر
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[02 - 09 - 06, 04:45 م]ـ
قال الله تعالى ((وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)))
وصفها الله جل جلاله وتقدست اسماؤه بالكثره ,,فتدبر
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[02 - 09 - 06, 07:51 م]ـ
علمٌ لا ينفع، و جهل لا يضر
اوافقك الراى
ـ[الخالدي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 10:37 م]ـ
"ما أشهدتهم خلق السموات والأرض وما كنت متخذ المضلين عضدا"
فعمر الأرض من علم الغيب ولا تسمع للمضلين
وفق الله الجميع للعمل إلى مرضاته
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[03 - 09 - 06, 07:06 ص]ـ
كلام الأخ أبوعبدالله الأثري صواب -والله أعلم- ..
وكلام الأخ زكرياء توناني أصوب.
ورد خطأ في اسم الشيخ
واسمه الصحيح
الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت.
وليس (السبتي) ولعله خطأ طباعي.
ـ[عزام الالباني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 12:23 م]ـ
بين ادم عليه السلام و نوح عليه السلام عشرة قرون كلها علي الاسلام يعني الف سنة و ربما يراد بها عشرة اجيال من هؤلاء الاوائل الذين كانوا يعيشون مئات السنين
و قد كان ادم عليه السلام ستون ذراعا في السماء و لم يزل الخلق يقصر حتي زمن النبي صلي الله عليه وسلم
و قال الحافظ ابن حجر ان بين نوح عليه السلام و بين ابراهيم عليه السلام الف سنة و هذا كله تخمين او روايات اسرائيلية او ضعيفة و لو علمنا الفترة الزمنية التي عاش فيها نوح عليه السلام لعرفنا تحديدا كم عمر الانسان علي الكرة الارضية
و من المعروف ان بين ابراهيم عليه السلام و موسي عليه السلام الف سنة و قد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم اتاني الليلة اتيان فاتينا علي رجل طويل لا اكاد اري راسه طولا و انه ابراهيم عليه السلام
و بين موسي عليه السلام و عيسي عليه السلام لا تزيد عن الف و خمسمائة سنة
و بين عيسي عليه السلام و بين رسول الله صلي الله عليه و سلم ستمائة سنة
و قد امسك رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما ذكر نسبه عند عدنان ثم قال كذب النسابون يقول الله تعالي و قرونا بين ذلك كثيرا
و لكن من المعلوم ان الارض مخلوقة قبل الانسان بازمنة كثيرة فالله عز وجل خلق السموات و الارض في ستة ايام كل يوم منها خمسون الف سنة مما نعد و الله اعلم و قد كانتا رتقا اي ملتصقتين ففتقهما الله عز وجل
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 08:21 م]ـ
علمٌ لا ينفع، و جهل لا يضر
جزاك الله خيراً
وأضيف أن هذا قد يكون من التكلف المنهي عنه.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 03:10 م]ـ
تنبيه وفائدة
يستعملعلماء الطبيعة لمعرفة عمر الأشياء بالنظر إلى مستوى إشعاع الكربون 14
ومن المعلوم عندنا أن النسبة مستقرة في جسد كل كائن حي, فإذا مات بدأت النسبة في التناقص بطريقة e وهذه النسبة متلازمة مع قيمة الوقت الذي مضى من بداية النقصان بعد الموت
فهم يقدرون الفارق ثم يحكمون. وهي طريقة سليمة في جل الحسابات مع مراعاة نسبة الخطأ وقد تصل إلى ملايين السنوات في ما يتعلق بجسم قديم جدا وهنا نستطيع أن نقول إن معرفة تاريخ الأرض شيء غير ممكن. وللكلام بقية لا تضر ولا تنفع وقد صدق الأخ الخالدي. وقد يستغرب مني بعض الإخوة هذا ولكنه لا غرابة فإن دراستي علمية.(64/205)
يا أهل الذِّمَّة: هذا هو نقض العهد
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:44 ص]ـ
بسم الله
والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ما يكون من أهل الذِّمَّة نقضاً للعهد.السنن الكبرى ـ كتاب الجزية ـ جماع ُ أبواب الشرائط التي يأخذها الإمام على أهل الذِّمة وما يكون منهم نقضاً للعهد.
باب يشترط عليهم أن لا يذكروا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،إلا بما هو أهله
18709 ـ أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ محمد بن بكر، ثنا أبو داود، ثنا عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن، علي رضي الله عنه , أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه , فخنقها رجل حتى ماتت , فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.
18710 ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي , أنبأ إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني، ثنا محمد بن سليمان بن فارس، ثنا محمد بن إسماعيل، قال: قال نعيم بن حماد: ثنا المبارك، أنبأ حرملة بن عمران، حدثني كعب بن علقمة، أن عرفة بن الحارث الكندي مرَّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام , فتناول النبي صلى الله عليه وسلم وذكره , فرفع عرفة يده فدق أنفه , فرفع إلى عمرو بن العاص , فقال عمرو: أعطيناهم العهد. فقال عرفة: معاذ الله أن نكون أعطيناهم على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم , إنما أعطيناهم على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم , يقولون فيها ما بدا لهم , وأن لا نحملهم ما لا يطيقون , وإن أرادهم عدو قاتلناهم من ورائهم , ونخلي بينهم وبين أحكامهم , إلا أن يأتوا راضين بأحكامنا , فنحكم بينهم بحكم الله وحكم رسوله , وإن غيبوا عنا لم نعرض لهم فيها. قال عمرو: صدقت. وكان عرفة له صحبة.
:::
يتبع بإذن الله تعالى
===
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 04 - 06, 08:31 م]ـ
وهل بقي بيننا وبينهم عهد أصلاً؟!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 10:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وراجع مشكورا "الدواهي المدهية" و"أحكام أهل الذمة" كلاهما للشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، فقد خصصا فصلا فيما تبطل به الذمة ..
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:47 ص]ـ
الإخوة الأفاضل / محمد الأمين وحمزة الكتاني
جزاكما الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 05:19 ص]ـ
الحمد لله
السنن الكبرى ـ كتاب الجزية ـ جماع ُ أبواب الشرائط التي يأخذها الإمام على أهل الذِّمة وما يكون منهم نقضاً للعهد. باب الإمام يكتب كتاب الصلح على الجزية
18717 ـ أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه , ثنا أبو بكر بن يعقوب بن يوسف المطوعي، ثنا الربيع بن ثعلب، ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن سفيان الثوري، والوليد بن نوح، والسري بن مصرف، يذكرون عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الرحمن بن غنم، قال:
كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم , هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا , إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا , وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب , ولا نجدد ما خرب منها , ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين , وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار , وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل , وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام ونطعمهم , وأن لا نؤمن في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا , ولا نكتم غشا للمسلمين , ولا نعلم أولادنا القرآن , ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا , ولا نمنع أحدا من قرابتنا الدخول في الإسلام إن أراده , وأن نوقر المسلمين , وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا جلوسا , ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر , ولا نتكلم بكلامهم , ولا نتكنى بكناهم , ولا نركب السروج , ولا نتقلد السيوف , ولا نتخذ شيئا من السلاح , ولا نحمله معنا , ولا ننقش خواتيمنا بالعربية , ولا نبيع الخمور , وأن نجز مقاديم رءوسنا , وأن نلزم زينا حيث ما كنا , وأن نشد الزنانير على أوساطنا , وأن لا نظهر صلبنا وكتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم , وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا , وأن لا نضرب بناقوس في كنائسنا بين حضرة المسلمين , وأن لا نخرج سعانيناً ولا باعوناً , ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا , ولا نظهر النيران معهم في شيء من طريق المسلمين , ولا نجاوزهم موتانا , ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين , وأن نرشد المسلمين , ولا نطلع عليهم في منازلهم. فلما أتيت عمر رضي الله عنه بالكتاب زاد فيه: وأن لا نضرب أحدا من المسلمين , شرطنا لهم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا منهم الأمان , فإن نحن خالفنا شيئا مما شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا , وقد حل لكم ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/206)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
ومن المهم هنا:
التفريق بين الذمة والأمان والهدنة
ومعرفة متى يكون نقض البعض نقضاً من الجميع، ومتى لايكون؟
ـ[ع. ع]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وراجع مشكورا "الدواهي المدهية" و"أحكام أهل الذمة" كلاهما للشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، فقد خصصا فصلا فيما تبطل به الذمة ..
جزاكم الله خيرا، لكن هل هي موجودة على النت؟(64/207)
سؤال في إنكار المنكر.في مجلس من المجالس قام أحدهم بإشعال سيجارة.
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[17 - 04 - 06, 08:59 ص]ـ
في مجلس من المجالس قام أحدهم بإشعال سيجارة.
فهل يجب الإنكار؟
و إن استمر فهل يجب الخروج؟
ثم ...
هناك من يقول بأنه يفرق بين المنكر المنصوص عليه والمنكر الذي جاء عن طريق الجتهاد (كالتدخين)؟!
وهناك من يفرق بين المنكر المتعدي في النسبة (كالأغاني مثلاً) وغير المتعدي (كالتدخين)؟
أرجو من المشائخ الفضلاء الإجابة لعظم خطر هذه الشعيرة المهجورة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:18 ص]ـ
ذكر العلامة عبد العزيز الراجحي أن من لم ينكر على شارب الخمر فهو كمن شرب الخمر، و من لم ينكر على شارب الدخان فهو كشارب الدخان. لقوله تعالى: " و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ".
و إذا لم يرعوِ فليُفارق.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:23 ص]ـ
....................
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:37 م]ـ
ولا تنس أخي عبد الله، اللين اللين.
واختيار الوقت المناسب للنصح (بالسر).
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 03:29 ص]ـ
الأخ توناني هل ما نقلته عن الشيخ بتمامه؟ كأن في الكلام اجمال و الله أعلم ,المفهوم مما نقلته أن كل من لم ينكر على شارب الخمر فهو كمن شرب الخمر هكذا على اطلاقه سواء كان قادرا على الإنكار أم لا!(64/208)
إذا كنت صاحب همة فادخل وشارك كل واحد يدخل لهذا الموضوع يذكر سنة من السنن العملية
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 09:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوة الاسلام عندي اقتراح وما هو رأيكم
وهو ان كل واحد يدخل لهذا الموضوع يذكر سنة من السنن العملية لرسول الله على ان يكون قد طبقها من اجل ان نعلم السنن التي تخفى علينا ثم نعمل بها نرجوا المشاركة من الجميع ومن يعلم سنة قد لا اعلمها انا وبعض الاخوة وهكذا والله الموفق.
وابدأ اليوم من صلاة الفجر فمن استخدم السواك لصلاة الفجر
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيرا ......... موضوع مفيد ولعله يرفع الهمم ويعلمنا ماجهلنا من السنن ويذكرنا ما نسينا منها ............ قراءة أوراد الصباح منها المعوذات والإخلا ص ثلاث مرات وقول بسم الله الذى لايضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له لك الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير. (عشر مرات) .... وقول أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لاإله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير رب أسألك خير ما فى هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما فى هذا اليوم وشر مابعده رب أعوذ بك من الكسل اوأعوذ بك من سوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب فى النار وعذاب فى القبر .. اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا ويك نموت وإليك النشور ....... اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت ........ اللهم إنى أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك (أربع مرات وهو من أجمل الأدعية) ..... اللهم ما أصبح بى من نعمة أو باحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر ....... اللهم عافنى فى بدنى اللهم عافنى فى سمعى اللهم عافنى فى بصرى لا إله إلا أنت اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت (ثلاث مرات) ......... اللهم عالم الغيب والشهادةفاطر السماوات والأرض رب كل شىء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسى سوءا أو أجره إلى مسلم ........ رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا (ثلاث مرات) .... سبحان الله وبحمده (مئة مرة) .......... لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير (مئة مرة) مهم جدا جدا جدا ........ أستغفر الله وأتوب إليه (مئة مرة)
ولا ننسى ترديد الأذان عند سماعه من المؤذن ثم الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وسؤال الشفاعة له .......... وكذلك عند دخول الخلاء يقول بسم الله اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث وعند الخروج غفرانك وبعد الوضوء يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلنى من التوابين و اجعلنى من المتطهرين ..
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:37 م]ـ
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استيقظ من نومه مسح عينيه،
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:15 ص]ـ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره قال: " الحمد لله على كل حال "،
وإذا رأى ما يسره، قال: " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ".
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:24 ص]ـ
عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " يصبح كل يوم على كل سلامى من ابن آدم صدقة - ثم قال -: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وتسليمك على الناس صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، ومباضعتك أهلك صدقة "، قال: قلنا: يا رسول الله! أيقضى الرجل شهوته وتكون له صدقة؟ قال: " نعم! أرأيت لو جعل تلك الشهوة فيما حرَّم الله عليه ألم يكن عليه وزر؟ " قلنا: بلى! قال: " فإنه إذا جعلها فيما أحلَّ الله - عز وجل - فهي صدقة "، قال: وذكر أشياء صدقة، صدقة، قال: ثم قال: " ويجزئ من هذا كله ركعتا الضحى ".
رواه أحمد، وأبو داود مختصرًا، وسنده صحيح على شرط الشيخين.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:30 ص]ـ
الذكر قبل الوضوء: (((بسم الله))) اخرجه اصحاب السنن الا النسائي.
الذكر بعد الفراغ من الوضوء (((اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ......... ))) اخرجه مسلم وعند الترمذي (((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)))
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:26 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ................ دعاء الخروج من المنزل بسم الله توكلت عى الله ولا حول و لا قوة إلا بالله اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أويجهل على.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/209)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:53 م]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
" لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ". (صحيح مسلم)
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:41 ص]ـ
ما يقول ويفعل من اذنب ذنبا
قال عليه السلام (ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر له) رواه ابو داود والترمذي وصححه الالباني رحمة الله على الجميع
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:43 م]ـ
إذا أصابت المسلم مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:04 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ................ دعاء الخروج من المنزل بسم الله توكلت عى الله ولا حول و لا قوة إلا بالله اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أويجهل على.
قلتُ (أبو مالك): هذا الحديث أخرجه أبو داود (5094)، والنسائي وغيرهما من طرق عن عامر الشعبي عن أم سلمة - رضي الله عنها - به، وهذا سند منقطع بين الشعبي وأم سلمة، قال ابن المديني: " لم يسمع منها " اهـ بمعناه.
وقد ضعَّفه الشيخ الألباني - رحمه الله -، وأعلَّه بالانقطاع، وذلك في تحقيقه لـ " الكلم الطيب " الطبعة الأخيرة. المعارف.
والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك أخى رمضان وجزاك خيرا ............ وجدت هذا الحديث مذكورا فى حصن المسلم لسعيد القحطانى وذكر أنه رواه أهل السنن وانظر صحيح الترمذى 3/ 152 وصحيح ابن ماجة2/ 336 وقد يكون عند الألبانى ضعيفا وعند غيره صحيحا ...
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[21 - 04 - 06, 04:04 ص]ـ
عن حذيفة رضي الله عنه:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ".
(مسند أحمد)
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 05:11 ص]ـ
التحقيق الوجيز في حديث دعاء الخروج من المنزل:
[بسم الله، توكلت على الله، ولا حول و لا قوة إلا بالله .. اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يُجهل علي].
هذا الحديث أخرجه أبو داود برقم (5094) وابن ماجه برقم (3148) والنسائي نحوه برقم (5554) كلهم عن أم سلمة هند بنت أبي أمية - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته قال هذا الدعاء.
وقد جاء هذا الحديث من طريقين:
- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ وهو ضعيف كما قال الإمام الألباني في (ضعيف الجامع، م 4381).
- عن أم سلمة؛ وهو صحيح .. إذ صححه الإمام النووي في (الأذكار، ص 32) و (رياض الصالحين، ص 73) وصحح إسناده في (المجموع شرح المهذب، 4/ 388)، وصححه الإمام ابن القيم في (زاد المعاد، 2/ 335)، وحسنه الحافظ ابن حجر في (نتائج الأفكار، 1/ 157)، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود، م 5094) و (صحيح سنن ابن ماجه، م 3148) و (صحيح الجامع، م 4709).
والله أعلم.
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 06:33 ص]ـ
عن أبى أيوب الانصارى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا أكل وشرب قال (الحمد لله الذى أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا) صحيح [د]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 05:31 م]ـ
ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس
--------
2128 (الصحيحة)
كان يستحب يوم الخميس أن يسافر فيه.
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:16 م]ـ
ما يقال عند دخول القبر
عن أبى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين،وإنا إن شاء الله،بكم لاحقون))
صحيح {م}
ـ[احمد صلاح]ــــــــ[22 - 04 - 06, 12:43 ص]ـ
تحري اخر ساعة من يوم الجمعة في المسجد للدعاء.
استفسار جاء الحديث مقيد أن ساعة الاجابة يوم الجمعة وهو (قائم يصلي) مع ان هذا الوقت يكون وقت كراهة
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[22 - 04 - 06, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخى رمضان وجزاك خيرا ............ وجدت هذا الحديث مذكورا فى حصن المسلم لسعيد القحطانى وذكر أنه رواه أهل السنن وانظر صحيح الترمذى 3/ 152 وصحيح ابن ماجة2/ 336 وقد يكون عند الألبانى ضعيفا وعند غيره صحيحا ...
جزاكما الله خير
والحق أحق أن يتبع
الاخت أفنان
الاخ ابو مالك اتي بالجرح المفسر ومن أمام معتبر فلا يسوغ رده بكلام مجمل بقولك هناك من صححه, فا ارجو الانتباه فالعبرة ليس بالرجال ولكن بالحق.
وبارك الله فيكما
وهذه سنن قل العمل بها
1 - الصلاة في النعلين اذا تحققت طهارتهما:
أخبرنا عمرو بن علي عن يزيد بن زريع وغسان بن مضر قالا حدثنا أبو مسلمة واسمه سعيد بن يزيد بصرى ثقة
-قال سألت أنس بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في النعلين قال نعم. النسائي
2 - لبس النعال في اليمنى والخلع في اليسرى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال، لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع).البخاري(64/210)
قاعدة في سجود السهو
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:14 م]ـ
يقول الإمام القرافي: ((التقرب إلى الله بالصلاة المرقعة المجبورة إذا عرض فيها الشك أولى من الإعراض عن ترقيعها أو الشروع في غيرها والاقتصار عليها أيضاً فإنه مناهجه عليه السلام ومنهاج أصحابه والسلف الصالح بعدهم والخير كله في الإتباع والشر كله في الابتداع وقد قال عليه السلام لا صلاتين في يوم فلا ينبغي لأحد الاستظهار على النبي صلى الله عليه وسلم فلو كان في ذلك خير لنبه عليه وقرره في الشرع والله سبحانه وتعالى لا يتقرب إليه بمناسبات العقول وإنما يتقرب إليه بالشرع المنقول)).
الذخيرة للقرافي 2\ 296
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبي عبد الله و أحسن إليك
و لكن ماذا عن قوله (وقد قال عليه السلام لا صلاتين في يوم)
لقد بحثتُ عن الحديث فلم أجده، فهل لك أن تفيدنا بشأنه بارك الله فيك؟
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:50 م]ـ
491 - حدثنا أبو كامل حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حسين عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار يعني مولى ميمونة قال
أتيت ابن عمر على البلاط وهم يصلون فقلت ألا تصلي معهم قال قد صليت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا صلاة في يوم مرتين.
سنن أبي داود 2\ 193 كتلب الصلاة باب إذا صلى في جماعة ثم أدرك جماعة
هذا هو الحديث أخي أبا البراء وفسره الإمام احمد في مسائل أبي داود فيمن شك في صلاته أي بما يناسب استشهاد القرافي(64/211)
ما هو الكمران؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 03:52 م]ـ
جاء في بعض كتب الفقه قضية تحلية (الكمران) بالفضة بين مبيح ومانع، فما هو هذا الشيء؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:09 م]ـ
ذكره المرداوي في الإنصاف، وكأنه نوع من الألبسة التي تشد على الوسط مثل المحزم.
ـ[رائد محمد]ــــــــ[17 - 04 - 06, 07:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله، لكن هل من مزيد مع بيان المصدر؟
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:12 ص]ـ
الكُمْران _ ومفردها الكَمَر وهو الحزام _ هي الأحزمة. والكلمة فارسية، والأصل في معناها: (كمر بند) أي: حزام الخصر، ويرادفها في العربية: النطاق والمنطقة والحزام (انظر: المعجم الفارسي الكبير، تأليف إبراهيم الدسوقي، مكتبة مدبولي 1992 م) و (معجم المعربات الفارسية، تأليف الدكتور محمد ألتونجي، مكتبة لبنان 1998 م)، و كان الناس يصنعون الأحزمة من الجلد وربما جعلوا لها حِلية من الفضة أو الذهب، وقد تناول الفقهاء حكم الكمران المحلاة بالذهب لبيان وجه تحريم لبسها على الرجال، والله أعلم.(64/212)
المسح على العمامة والخمار هل هو سنة أم ماذا؟
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المسح على العمامة مع أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا كما ذكر ابن القيم، إلا أنا نرى تأويلات عجيبة لبعض العلماء في هذه المسألة رحمهم الله تعالى، مما ترك الناس في هذا اليوم لا يدركون هذا الحكم أو كيف يطبق فهل تساعدوني اخوتي في تجلية هذا الأمر في هذا المنتدى المبارك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:08 ص]ـ
المسح على العمامة حمله بعض اهل العلم على أنه للعذر.
و بعضهم حمل ذلك على ما إذا كانت العمامة على صفة معينة - كما عند الحنابلة - فإن عندهم أن العمامة التي يمسح عليها إذا كانت ذات ذؤابة أو كانت محنكة على الخلاف عندهم في هذا.
لأن العمامة غير المحنكة و لا ذات ذؤابة هي تشبه عمائم المشركين، و الرخص لا تناط بالمعاصي، لأن المسح على العمامة رخصة.
أما عند المالكية فليس من المشروع المسح على العمامة، قالوا: لأن المأمور به هو مسح الرأس، و الماسح على العمامة غير ممتثل للأمر، و لكنه كلام ضعيف.
و عند الحنفية قريب من هذا الكلام، أذكر أن الجصاص ذكره
و الله أعلم
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عز وجل، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أخي زكريا توناني أشكرك على هذه المشاركة الطيبة.
وفعلا كما قلت أن من قالوا بعدم جواز المسح على العمامة كلامهم ضعيف؛ لأنهم ردوا السنة الصحيحة الصريحة بأدلة ليس لها دلالة على ما ذهبوا إليه ومنها:
قوله تعالى: " وامسحوا برءو سكم " {المائدة:6}
وجه الدلالة:
أن العمامة أو الخمار ليست برأس، ومن مسح على العمامة والخمار فلم يمسح برأسه، و فقد قال سيبويه: إن الباء للتأكيد، وذلك يعني أن المسح يكون على الرأس نفسه.
وهذا الاستدلال ضعيف؟!!
لأن الأصل في الباء أنها تفيد الإلصاق، وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه كما قال ابن هشام وغيره من علماء العربية.
والإلصاق يكون حقيقيا إذا قلت " أمسكت بزيد " إذا قبضت على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يد أو ثوب ونحوه، والمسح في الغالب لا يصيب الرأس، وانما يمسح على الشعر.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
احتج من رأى جواز المسح على العمامة بأدلة منها:
1 - بما رواه الإمام البخاري بإسناده عن جعفر بن ععمرو عن أبيه، قال:
" رأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يمسح على عمامته وخفيه "
2 - وبما رواه الإمام مسلم بإسناده عن بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
" أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح على الخفين والخمار "
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:21 م]ـ
3 - واحتج أيضا من رأى جواز المسح على العمامة بما رواه الإمام مسلم بإسناده عن المغيرة بن شعبة:
" أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - توضأ، فمسح بنا صيته، وعلى العمامة وعلى الخفين "
واعترض على هذا الحديث باعتراضات منها:
أن حديث المغيرة بن شعبة دل على أن الاقتصار على مسح العمامة لا يجزء، وإن هذا الحديث يؤكد على أن مسح بعض الرأس يكفي في الوضوء، ولا يشترط أن يمسح جميع الرأس: لأنه لو وجب ذلك لما اكتفى بالعمامة عن الباقي.
وأيد الخطابي ذلك فقال:
" إنما وقع أداء الواجب من مسح الرأس بمسح الناصية ... "
وقالوا أيضا: الأحاديث التي وردت في المسح على العمامة فقط فيها اختصار، وأن المراد مسح الناصية والعمامة ليكمل سنة الاستيعاب، وهذا ما صرح به في حديث المغيرة، وأشهر من قال بذلك الخطابي والبيهقي، وهم من الشافعية
أما المالكيةفأجابوا:
بما نقله القرطبي في تفسيره، حيث قال:
" أجاب علماؤنا عن الحديث بأن قالوا: لعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذلك لعذر الاستعجال والاختصار، وحذف كثير من الفرائض لأجل المشقات والأخطار، ثم هو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكتف بالناصية حتى مسح على العمامة، فلو لم يكن المسح على جميع الرأس واجبا لما مسح على العمامة، والله أعلم "
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 05:27 م]ـ
أولا: من ذهب إلى أن إكماله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمسح على العمامة سنة يمكن فعلها ويمكن الاستغناء عنها يجاب عليهم:
بأن إكماله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمسح على العمامة أو الخمار ليس سنة بل فرض، ومما يدل على ذلك أنه قدثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أنه كان يمسح برأسه كله عند الوضوء، فيقبل بيده على رأسه ويدبر مستوعبا رأسه كله بالمسح ودليل ذلك:
ما رواه الإمام البخاري بإسناده عن عبدالله بن زيد أنه عندما سئل عن كيفية وضوء الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه "
وقال البخاري: " سئل مالك: أيجزىء أن يمسح بعض الرأس، فاحتج بحديث عبدالله بن زيد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" واعلم أن كل من تأول في هذه الأخبار تأويلا - مثل كون المسح على العمامة مع بعض الرأس هو المجزىء ونحو ذلك - لم يقف على مجموع الأخبار، وإلا فمن وقف على مجموعها أفادته علما يقينا بخلاف ذلك "
ثانيا: وأجاب العلامة ابن القيم عن الاعتراض الثاني بقوله:
" إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح على العمامة ... وثبت عنه ذلك ... لكن في قضايا أعيان، يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة، ويحتمل العموم كالخفين، وهو أظهر "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/213)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 05:39 م]ـ
فائدة علمية:
قال القرطبي:
" اختلف العلماء في تقدير مسحه - يقصد الرأس - على أحد عشر قولا، ثلاثة لأبي حنيفة، وقولان للشافعي، وستتة أقوال لعلمائنا، والصحيح منها واحد وهو وجوب التعميم ... وأجمع العلماء على أن من مسح رأسه كله فقد أحسن وفعل ما يلزمه.
وقال: - قاصدا قوله تعالى: " وامسحوا برءوسكم" - والباء مؤكدة زائدة ليست للتبعيض: والمعنى وامسحوا رؤوسكم، وقيل دخولها هنا كدخولها في التيمم في قوله تعالى: " فامسحوا بوجوهكم "
فلو كان معناها التبعيض لأفادته في ذلك الموضع، وهذا قاطع.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 06:14 م]ـ
واستدل الذين ذهبوا إلى جواز المسح على العمامة بما ثبت عن أبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما:
1 - حيث روى ابن أبي شيبة بإسناده عن عبدالرحمن الصنابجي قال:
" رأيت أبا بكر يمسح على الخمار "
2 - وروى أيضا ابن أبي شيبة بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
" إن شئت فامسح على العمامة وإن شئت فانزعها "
3 - ورد في المحلى لابن حزم أثر يرويه زيد ابن أسلم، قال: قال عمر بن الخطاب:
" من لم يطهره المسح على العمامة فلا طهره الله "
ووصف ابن حزم اسناد هذا الأثر فقال إنه في غاية الصحة.
وقال ابن المنذر مبينا موقفه من مسألة المسح على العمامة ككل، ومؤكدا ثبوت الآثار السابقة عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم:
" واحتجت هذه الفرقة بالأخبار الثابتة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبفعل أبي بكر وعمر، قلت:- الكلام ما زال لابن المنذر - ولم لم يثبت الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيه، لوجب القول فيه، لوجب القول به لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر "
ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" إن يطع الناس، أبا بكر وعمر، فقد رشدوا "
ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي "
قلت: - الكلام لابن المنذر: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يجوز أن يجهل مثل هؤلاء فرض مسح الرأس، وهو مذكور في كتاب الله، فلولا بيان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم ذلك، وإجازته، ما تركوا ظاهر الكتاب والسنة " أهـ
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 09:59 م]ـ
واحتج من لم يرى جواز المسح على العمامة:
بحديث عطاء:
" أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - توضأ، فحسر العمامة عن رأسه، ومسح مقدم رأسه، أو قال: ناصيته بالماء "
وهذا الحديث رواه الشافعي مرسلا، وأخرجه أبوداود في سننه بإسناده موصولا عن أبي معقل عن أنس بن مالك، قال:
" رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتوضأ وعليه عمامة قطرية، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة "
وأبو معقل وإن كان فيه مقال لكنه لا يمنع من أن يعتضد به مرسل عطاء فينهض بذلك الحديث للإحتجاج به، كذلك ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح.
وجه الدلالة:
أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان معتما فحسر العمامة، فدل ذلك على أن المسح دونها.
و يمكن الاعتراض على ها الاستدلال:
بما رواه عبد الرزاق بإسناده عن عاصم الأحول قال:
" رأيت أنس بن مالك بال ثم قام فتوضأ، فمسح على خفيه وعلى عمامته، ثم قام فصلى صلاة مكتوبة"
وقد صحح هذا الأثر الشيخ زكريا الباكستاني في كتابه، ماصح من آثار الصحبة في الفقه.
وأنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هو راوي الحديث السابق؛فإذن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يفهم من الحديث الذي رواه ما فهمه الذين لم يروا جواز المسح على العمامة.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 04 - 06, 01:06 ص]ـ
وحديث عطاء فيه:
" أن رسول الله توضأ، فحسر العمامة عن رأسه، ومسح مقدم رأسه، أو قال: ناصيته بالماء "
وهذا الفعل منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يدل على عدم جواز المسح على العمامة، لأنه لم يرد في هذا الحديث أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكمل المسح على العمامة، وحسر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعمامته وارد قبل أن يمسح رأسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛لأن العمامة في عصر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان جزء منها يكون على الجبهة، والمعلوم أن الجبهة تابعة للوجه، والوجه مغسول، والرأس ممسوح، فلا بد من حسر العمامة التي تغطي جزء من الجبهة؛ حتى يصل الماء لمنابت الشعر، وبذلك سيخرج جزء من الناصية، فلابد من المسح عليها قبل الاكمال على العمامة.
وعلى العموم حديث عطاء وأنس لا يقويان على رد دلالة الأحاديث الصحيحة الصريحة التي وردت سابقا.
فيظهر لنا بذلك أن المسح على العمامة فيه تيسير من الله تعالى على عباده، كما هو الحال في المسح على الخف. والله أعلم وأحكم.
وإذا كان لأحد الأخوة استفسار آخر فأنا مستعد على قدر استطاعتي، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.(64/214)
أذن المؤذن و هو يجامع زوجته فهل يقوم أم يقضي وطره؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 05:01 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سألني بعض إخواننا، هل من كان يجامع زوجته فسمع آذان الصلاة فهل يقوم ليغتسل ليدرك صلاة الجماعة، أم يقضي وطره منها حتى يشبع، ثم يقوم للصلاة، قياسا على الطعام،
وفقكم الله
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:37 م]ـ
السؤال:
هناك امرأة تسأل فتقول:
إنها من اقل شهر تزوجت برجل ملتزم والحمد لله ولكن المشكلة انه أحيانا يؤذن المؤذن للصلاة فتحاول أن توقظه من النوم على الرغم من نومه الثقيل إلا انه لا يستيقظ إلا بعد فوات صلاة الجماعة وأحيانا تملكه الشهوة للجماع وقد حان وقت الصلاة ولكن لا يصليها إلا بعد فوات صلاة الجماعة ويصليها في البيت.
السؤال: هل هو مذنب بفوات صلاة الجماعة بهذه الحال؟ وما على الزوجة أن تفعل إزاء هذا الزوج؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
لتجتهدي في نصحه وإيقاظه للصلاة فان لم تستطيعي فلا شيء عليك وانصحيه بأخذ الأسباب للاستيقاظ من النوم المبكر والعزم على القيام للصلاة ومعرفة فضيلة المحافظة على صلاة الجماعة وما رتب على ذلك من الأجور. أما ثوران شهوته وحاجته إلى قضاء وطره وقت الصلاة فهو من الأعذار التي تبيح له التخلف عن صلاة الجماعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: ((لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)) وهذا الذي تذكرين في معنى ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشتغال القلب وعدم فراغه. فإن نهي النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان عن الصلاة في هذين الحالين لما فيهما من اشتغال القلب عن الإقبال على الصلاة ولما قد يفضيان إليه من العجلة عن الإكمال الذي قد يخل بها. وقال أبو الدرداء: "إن من فقه الرجل أن يبدأ بحاجته فيقضيها ثم يقبل على صلاته وقلبه فارغ".
أخوكم
خالد بن عبدالله المصلح
11/ 11/1424هـ
http://www.almosleh.com/publish/article_594.shtml
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:26 م]ـ
بوركت
ـ[بزيد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:11 م]ـ
لكن لا بد من التفريق بين من طرأت عليه الشهوة وقت الصلاة ومن جعلها وقت الصلاة كما في الطعام
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:53 م]ـ
تسجيل
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:09 م]ـ
و المرء فقيه نفسه في هذه النقطة، و الله عليم بما في الصدور
بارك الله فيكم(64/215)
التوسل والغلو .. افضل الكتب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:15 م]ـ
ماأفضل الكتب التي تحدثت عن التوسل .. وعن الغلو في الصالحين؟، وهل من رسائل جامعية في هذين الموضوعين؟
ـ[أبو عمير العرابي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:34 م]ـ
هناك رسالة للشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - وهي " التوسل , أنواعه وأحكامه " وهي مطبوعة في المكتب الإسلامي.
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:38 ص]ـ
ومن أعظمها وأجلها التوسل والوسيلة لابن تيمية.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:02 ص]ـ
هناك رسالة علمية وهي (تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي عرض وتحليل على ضوء الكتاب والسنة) وتقع في مجلدين ....
تأليف: محمد أحمد لوح ...
الناشر: دارابن القيم /دار ابن عفان ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:46 م]ـ
لكن هل هناك رسالة دكتوراة او ماجستير في التوسل
ـ[أحمد المصري الشافعي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
أما بعد فإن من أفضل ما كتب في باب التوسل كتاب: ((التوصل إلى حقيقة التوسل)) للعلامة السلفي محمد نسيب الرفاعي صاحب كتاب: ((تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:24 م]ـ
غفر الله لنا ولك ولجميع المسلمين(64/216)
أسلحة الرسول صلى الله عليه و سلم و خيوله
ـ[ابن جندي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:58 م]ـ
أريد أن أعرف ما هي أسماء أسلحة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ما هي أسماء خيوله و ما هي أفضل الأسلحة التي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يحبها و جزاكم الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:42 م]ـ
الحمد لله
أسماء أسلحة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
*ومن سيوفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
كان اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم: ذا الفقار.
وهو أشهر سيوفه.
وكانت له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيوف غيره، فعن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيف قلعي، وسيف يدعى بتارا، وسيف يدعى الحتف وكان عنده بعد ذلك المخذم ورسوب أصابهما من الفلس.
عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه:
" أن اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم: ذو الفقار ". قال جعفر: " رأيت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمه من فضة، ونعله من فضة، وبين ذلك حلق من فضة،قال: هو عند هؤلاء، يعني بني العباس ".
عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن جعفر، عن أبيه نحو هذا قال: " أقماعه من ورق - يعني رأسه - قال: وكان في درعه حلقتان من ورق. (مصنف عبد الرزاق _ كتاب الجهاد).
*ومن أسماء أدراعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
كانت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - درع تسمى: ذات الفضول.
وكان له غيرها
عن محمد بن مسلمة قال: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين، درعه ذات الفضول، ودرعه فضة. ورأيت عليه يوم خيبر درعين ذات الفضول والسعدية.
*رماحه وقسيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح وثلاث قسي: قوس اسمها الروحاء، وقوس شوحط تدعى البيضاء، وقوس صفراء تدعى الصفراء من نبع.
* وكانت رايته تسمى العقاب.
عن علقمة بن أبي علقمة قال: بلغني والله أعلم أن اسم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار واسم رايته العقاب.
والله أعلم.
ـ[بزيد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:47 م]ـ
البداية والنهاية ج6/ص9
وقال أبو القاسم الطبراني ثنا الحسن بن إسحاق التستري ثنا أبو امية عمرو بن هشام الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن بن علي ابن عروة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء وعمرو بن دينار عن ابن عباس قال كان لرسول الله سيف قائمته من فضة وقبيعته وكان يسميه ذا الفقار وكان له قوس تسمى السداد وكانت له كنانة تسمى الجمع وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول وكانت له حربة تسمى السغاء وكان له مجن يسمى الذقن وكان له ترس أبيض يسمى الموجز وكان له فرس أدهم يسمى السكب وكان له سهرج يسمى الداج وكان له بغلة شهباء يقال لها دلدل وكانت له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يقال له يعفور وكان له بساط يسمى الكرمه وكان له نمرة تسمى النمر وكانت له ركوة تسمى الصادر وكانت له مرآة تسمى المرآة وكان له مقراض يسمى الجاح وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق قلت قد تقدم عن غير واحد من الصحابة أن رسول الله لم يترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة سوى بغلة وأرض جعلها صدقة وهذا يقتضي أنه عليه السلام نجز العتق في جميع ما ذكرناه من العبيد والاماء والصدقة في جميع ما ذكر من السلاح والحيوانات والاثاث والمتاع مما أوردناه ومالم نورده وأما بغلته فهي الشهباء وهي البيضاء ايضا والله أعلم وهي التي أهداها له المقوقس صاحب الاسكندرية واسمه جريج بن ميناء فيما أهدي من التحف وهي التي كان رسول الله راكبها يوم حنين وهو في نحور العدو ينوه باسمه الكريم شجاعة وتوكلا على الله عز وجل فقد قيل إنها عمرت بعده حتى كانت عند علي بن ابي طالب في أيام خلافته وتأخرت أيامها حتى كانت بعد علي عند عبد الله بن جعفر فكان يجش لها الشعير حتى تأكله من ضعفها بعد ذلك وأما حماره يعفور ويصغر فيقال له عفير فقد كان عليه السلام يركبه في بعض الأحايين
ـ[بزيد]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:52 م]ـ
للر(64/217)
أسعفوني بسرعة: نبني مسجدا وتعطلنا بسبب موظف يريد رشوة
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:47 ص]ـ
نبني مسجدا على السنة في بلدنا
وهو أول مسجد للدعوة السلفية في البلد وكلنا يحلم به منذ زمن
ولكن للأسف تعطلنا بسبب مهندس من مهندسي المباني الذي قام بتعطيل عملنا
إلا إذا دفعنا له قدرا من المال وبعدها سيتسير الأمور طبيعية
ونعلم أن الرشوة حرام وأن الرجل هذا آثم
لكن ماذا نفعل نحن؟؟؟ أنعطيه أم لا؟؟
فهذه ضرورة قصوى وفي سبيل الله وليس لأحد منا
فأسعفوني بأجوبتكم موثقة بالأدلة والفتاوى أرجوكم اليوم أو غدا بسرعة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:06 ص]ـ
أما عندي فليس ما أقدر أن أوثقه لك بالأدلة ولكن هناك ما سمعته بأذني ورأيته بعيني والشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين - في أكثر من مناسبة - سئل عن حكم الجمارك - وهي الأموال التي تؤخذ من الناس عنوة أو لا يقدرون أن يدخلوا حاجياتهم للبلد - فقال: هذه من المكوس (التي تسمى ضرائب وجمارك - ولا يجوز إعطائها، ولمن قدر على التهرب منها له ذلك، ومن أجبر عليه فالإثم على الآخذ ولا شئ على المغصوب عليه .. وكذلك كان جوابه في الموظفين الذين ينهبون الناس أموالهم حتى تمضي مصالح هؤلاء الناس فقد أرجع رضي الله عنه الإثم على الآخذ عنوة - ومثل هذا الكلام مشهور عن الشيخ ... والله أعلم
ـ[الموفقه]ــــــــ[20 - 04 - 06, 12:50 ص]ـ
قال الصنعاني -رحمه الله تعالى-:
(الراشي الذي يبذل المال للتوصل إلى الباطل ....... فعلى هذا بذل المال للتوصل إلى الحق لايكون رشوة)
سبل السلام (3/ 97)
وأذكر أنه ورد أثر عن ابن مسعود أنه فعل ذلك، ولايحضرني نصه كاملاً.
اسأل الله التوفيق للجميع
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:00 ص]ـ
وسمعت شيخنا عبد الرزاق عفيفي رحمه الله يفتي بجواز إعطاء الرشوة للحصول على حقك أو لدفع الظلم عنك والإثم على الآخذ لا على المعطي
والفتوى بذلك قديمة من زمن السلف رضي الله عنهم
فتوكلوا على الله وادفعوا لهذا المهندس
ولا تعرقلوا بناء المسجد بسبب هذا
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:14 ص]ـ
أخي بارك الله فيك
عليكم أن تبتهلوا إلى الله تبارك وتعالى أن يهدي هذا الرجل أو يأخذه أخذ عزيز، وينتقم منه، لأنه - على ما ذكرتموه - من الظلمة
قال تعالى: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها"
وعليكم اخي أن تبعثوا له رسالة - ليست باسمكم - تنصحونه فيها لله تبارك وتعالى، وتذكرونه بالله تبارك وتعالى، وتستخدموا فيها اللين والحكمة، والترغيب في الثواب، وتذكرون له الأحاديث الدالة على فضل بناء المساجد، وأن الدال على الخير له مثل أجر فاعله، وغير ذلك من التذكير بآيات الله تبارك وتعالى.
والله وحده القادر على ان يرقق قلبه، وأن يرده عن غيه.
هذه الخطوة الأولى، وإذا تم تنفيذها ولم تفلح، نتكلم بعدها إن شاء الله تبارك وتعالى
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:49 ص]ـ
يجوز دفعها لاخذ حقك ممن منعك منه!
فاعطه و عليه لعنة الله.
و لا شيء عليك.(64/218)
تاريخ الخلفاء الراشدين؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم
أريد اسماء الكتب التي أؤلفت في تاريخ الخلفاء الراشدين
بارك الله فيكم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما عن سيرة الخلفاء الراشدين خاصة، فلا أعلم غير كتاب الإمام السيوطي وهو " تاريخ الخلفاء "، وهو مختصر - أو ذيل - على " تاريخ الإسلام " للإمام الذهبي، ولكن عمومًا تجد تاريخ الخلفاء في كتب التاريخ والسير، مثل: " البداية والنهاية " لابن كثير، وتاريخ الذهبي، وتاريخ الطبري - وفيه كثير لا يصح -، وغيرهم من كتب التاريخ.
والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:59 م]ـ
يعني لا يوجد كتاب خاص بسيرة الخلفاء الراشدين؟(64/219)
ردود أهل العلم على عبدالله الجديع والتحذير منه
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:42 ص]ـ
عبدالله الجديع كان له ماض مشرف في خدمته لكتب العلم وتصنيفه في العقيدة ولكن الرجل تغير وتبدل حاله وظهر له كتب جديدية محزنة جدا!!!! وقد شوه سمعته واسقط نفسه بكتبات سقيمة@@@
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65892&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33353&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26229&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64160&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70187&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:58 ص]ـ
إقامة الحجة
على تارك المحجة
رد على كتاب «اللحية دراسة حديثية فقهية» لأبي محمد عبدالله الجديع
تأليف
أبي محمد عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد خرجت كتب ثلاثة لأبي محمد عبدالله بن يوسف الجديع، أحدها كتاب «اللحية، دراسة حديثية فقهية» نهج فيها المؤلف منهجاً ليس موافقاً لمنهج أهل السنة والحديث في أصول العلم وتحرير المسائل ودراستها والحكم عليها.
ولماّ اطلعت على الكتاب المذكور ودراسته دراسة علمية رأيت الخلل المذكور فأرسلت بذلك رسالة لأبي محمد عبدالله الجديع أبنت له فيها بكل صراحة ما وقع فيه من الخلل، وختمتها بنصيحة أخوية له رجاء الانتفاع والرجوع عمّا وقع فيه لأسباب ذكرتها.
ثم أجابني برسالة مختصرة رأيت فيها أنه مستمر على ما هو عليه وعدم الرجوع عما وقع منه، فرأيت نشر هذا الردّ لطلبة العلم كون كتابه المذكور قد انتشر وعمت به البلوى بين طلبة العلم والمغترين به.
وقد قَّسمت هذا الردّ إلى ثلاثة أقسام، وهي:
القسم الأول: حكم مسألة اللحية في الشريعة الإسلامية.
القسم الثاني: الخلل في مقدمة الجديع لكتابه اللحية.
القسم الثالث: الردِّ على كتاب اللحية (وهي الرسالة التي أرسلتها إليه).
هذا وأسأل الله لي ولأبي محمد الجديع الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب قريب، ولا زلت في الأمل من الله رجوع أبي محمد للحق والصواب وعدم مخالفة الجماعة والإجماع. والحمد لله أولاً وآخراً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو محمد عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد
الرياض 23/ 11/1425هـ
القسم الأول: حكم مسألة اللحية في الشريعة الإسلامية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره. وبعد:
فإن «مسألة اللحية» من المسائل التي ذكرها أهل العلم في كتبهم وحرروها في مصنفات مستقلة، ذلك إنها إحدى المسائل الشرعية التي ورد بذكرها الكتاب والسنة، وجرى عليها العمل عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك، وكذلك جرى العمل عند التابعين رحمة الله عليهم كما جاء في الكتاب والسنة وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلا أنه -وبعد القرون المفضلة- يأتي من قد يخفى عليه نص أو عمل، أو خلل في تحرير المسألة، شأنها شأن كثير من المسائل العلمية عند أهل العلم مما يقع من الاختلاف في الأحكام بسبب أنواع الحجج لدى كل مذهب أو عالم. وهذا ما وقع عند بعض أصحاب المذاهب الأربعة المتأخرين منهم.
وأذكر في هذا القسم الأول جملة القول مما صح من الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم-، مُتْبِعاً ذلك بأقوال الأئمة الأربعة -رحمة الله عليهم-، ومنه يتبين حكم «اللحية» وأنه يحرم حلقها ()، وأما الأخذ منها ففي الحج أو العمرة فيما دون القبضة.
وأقسم هذا القسم لستة مباحث:
المبحث الأول: ما جاء في الكتاب:
قال تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ" [الحج: 29].
فسرها الصحابي الجليل عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-، فقال: التفث: الرمي، والذبح، والحلق، والتقصير، والأخذ من الشارب، والأظفار واللحية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/220)
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 15673) قال: نا ابن نمير عن عبدالملك عن عطاء عن ابن عباس به. وإسناده صحيح ().
وكذا روي عن مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي -رحمهما الله تعالى-. (تفسير الطبري 10/ 149 - 150).
قلت: وهذا الأخذ الوارد في الحج مطلقاً قيَّده عمل الصحابة -كما سيأتي- بأنه أخذ ما زاد عن القبضة.
المبحث الثاني: ما جاء في السُّنَّة النبوية:
1 - عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ×: «أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى».
أخرجه البخاري (10/ 5893)، ومسلم (2/ 259)، وغيرهما.
ورواه الإمام مالك (2/ 947) عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع عن عبدالله بن عمر: «أن رسول الله × أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى».
وأخرجه من طريقه الإمام مسلم (2/ 259)، وأبو داود (4/ 4196)، والترمذي (4/ 2764) وغيرهم.
وأخرج البخاري (10/ 5892)، ومسلم (2/ 259) من طريق عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب».
وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه.
2 - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس». أخرجه مسلم (2/ 260) وغيره.
3 - عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: «كنا () نُعفي السبال إلا في حج أو عمرة».
أخرجه أبو داود (4/ 4198): حدثنا ابن نفيل حدثنا زهير: قرأت على عبدالملك بن أبي سليمان، وقرأه عبدالملك على أبي الزبير، ورواه أبو الزبير عن جابر به. وإسناده صحيح.
وفي لفظ أشعث عن أبي الزبير: «كنا نؤمر أن نوفي السبال، ونأخذ من الشارب». (مصنف ابن أبي شيبة 5/ 25504).
وفي لفظ قتادة قال: قال جابر: «لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة». (مصنف ابن أبي شيبة 5/ 25487).
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة تتضمن الأمر بإعفاء اللحية، ديناً وشريعة منه × مخالفة للمجوس. وعدم الأخذ منها إلا في حج أو عمرة فيما دون القبضة كما حكاه جابر -رضي الله عنه- عن الصحابة زمن رسول الله ×، وكما فعله ابن عمر -رضي الله عنهما-.
فهذا الحكم هو الوارد في الكتاب والسنة.
المبحث الثالث: ما جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 - حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه -السابق ذكره-، فما ذكره إلا وهو يستدل به في فعله هو وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن النبوة وبعدها.
2 - ما ثبت عن عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بعد أن روى حديثه المتقدم عن رسول الله ×، قال نافع مولى ابن عمر: وكان ابن عمر إذا حجَّ أو اعتمر، قبض على لحيته فما فضل أخذه. (صحيح البخاري/تقدم تخريجه).
3 - ما حكاه عطاء بن أبي رباح عن جملة الصحابة رضوان الله عليهم:
قال: كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمر.
وإسناده صحيح. (ابن أبي شيبة 5/ 25482).
قلت: وما أطلقه عطاء في إعفاء اللحية عن الصحابة -رضي الله عنهم- يفسره ما تقدم من فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- من أن الأخذ فيما زاد على القبضة.
قلت: هذا هو ما صح عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم أخذ شيء من اللحية إلا في حج أو عمرة فيما زاد على القبضة. لم يصح عن أحد منهم غير هذا ()، ولم يختلفوا فيه -رضوان الله عليهم-.
المبحث الرابع: ما جاء عن التابعين -رحمة الله عليهم-:
نقل عنهم الإجماع من فعلهم.
ما حكاه عطاء بن أبي رباح -رحمه الله تعالى-:
قال عطاء: كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمرة. (تقدم تخريجه).
قلت: وعطاء أدرك عدداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجملة كبيرة من كبار التابعين -رحمهم الله تعالى-.
وأما ما حُكيَ عن القاسم بن محمد -رحمه الله تعالى-:
قال أبو بكر بن أبي شيبة (5/ 25485) عن أبي عامر العقدي عن أفلح قال: كان القاسم إذا حلق رأسه أخذ من لحيته وشاربه. إسناده صحيح.
قلت: وفعل القاسم هذا مطلق ويقيده ما تقدم حكايته عن كبار التابعين، والقاسم منهم أنه في الحج والعمرة. فيحمل المطلق على المقيد هنا لثلاثة أمور:
الأول: أن التقييد بالحج والعمرة هو المنقول عن التابعين ولم ينقل عنهم خلافه، والقاسم منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/221)
الثاني: أن التقييد هو المعروف في السنة والأثر، فإذا ورد إطلاق فيقيد به، وإن كان المنقول بخلاف الأصل المعروف فإنه ينص عليه ليتميز، وهنا لم ينص على شيء.
الثالث: إن النقل عن القاسم هو نقل فعل لا نقل قول فلا يتبين منه الإطلاق صراحة.
قلت: هذا أصح ما روي عن التابعين، وكما ترى النقل عن جملتهم تقييد الأخذ بالحج والعمرة اقتداء بالأثر من السنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما كيفية الأخذ فأطلقت هنا، وفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- كما تقدم في الحج أو العمرة مقيد فيما زاد على القبضة، فاقتداء التابعين بما جاوز القبضة كاقتدائهم بالحج أو العمرة.
المبحث الخامس: ما جاء عن الأئمة الأربعة ():
1 - ما جاء عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله-:
قال محمد بن الحسن -صاحب أبي حنيفة- رحمهما الله:
أخبرنا أبو حنيفة عن الهيثم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنه كان يقبض على لحيته ثم يقص ما تحت القبضة.
قال محمد: وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة. (الآثار 900).
قلت: فهذا مذهب الإمام أبي حنيفة صريح واضح في احتجاجه بفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وهو المعتمد في المذهب، قال ابن عابدين:
الأخذ من اللحية دون القبضة، كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يبحه أحد. (الحاشية 2/ 417).
2 - ما جاء عن الإمام مالك بن أنس (93 - 179هـ) -رحمه الله-:
قول الإمام مالك بن أنس في المسألة هي قول من تقدمه من الصحابة والتابعين، وهو قول إخوانه الأئمة الثلاثة -رحمهم الله تعالى-.
فقد نص في موطأه، فقال:
باب السُّنَّة في الشعر
روى (2/ 722) عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع عن عبدالله بن عمر: «أن رسول الله ×: أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى». اهـ.
هكذا بوًّب مالك في شأن اللحية، وأن السنة فيها الأمر بإعفاءها كما ورد في النص.
ولما جاء ذكر التقصير للشعر في (كتاب الحج) أورد فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- من إجازة الأخذ منها في الحج أو العمرة.
قال في كتاب الحج:
باب التقصير
قال (1/ 318): عن نافع: أن عبدالله بن عمر كان إذا أفطر من رمضان وهو يريد الحج، لم يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً حتى يحج.
قال مالك: ليس ذلك على الناس.
ثم روى مالك (1/ 318): عن نافع أن عبدالله بن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه.
قلت: هذا رأي الإمام مالك أن حكم اللحية على الإطلاق هو الأمر بإعفاءها كما رواه في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وأنه لا يقيد هذا الإطلاق إلا فعل ابن عمر في الحج أو العمرة من الأخذ منها.
ويؤكد هذا ما نقله الشافعي عنه من سماعه (الأم 7/ 254 - كتاب اختلاف الإمام مالك والشافعي) قوله:
قال مالك: ليس يضيق أن يأخذ الرجل من رأسه قبل أن يحج. اهـ.
فنقل الشافعي عن مالك توسعته لمن يريد الحج أو العمرة بعد رمضان أن يأخذ من رأسه، ولم يجز ذلك في اللحية إلا في الحج أو العمرة.
فالتحديد الوارد عن مالك في هذا الباب: هو ما ورد عن الأئمة الثلاثة من أنه لا يؤخذ من اللحية إلا من طولها في الحج أو العمرة.
وأيضاً هي رواية صريحة ثابتة عن الإمام مالك. (حاشية العدوي 2/ 580).
قلت: فالإمام مالك لم يجز الأخذ إلا من الطول وفي الحج أو العمرة.
والإمام مالك كان يستحب الأخذ ولم يوجبه (المدونة 2/ 430).
ولهذا أجاز الأخذ من اللحية من طولها إذا طالت جداً كما في رواية ابن القاسم. (التمهيد 24/ 145).
قلت: وهو المعتمد في المذهب، قال الحطاب المالكي:
وحلق اللحية لا يجوز، وكذلك الشارب، وهو مُثْلة وبدعة، يؤدب من حلق لحيته أو شاربه، إلا أن يريد الإحرام للحج ويخشى طول شاربه. (مواهب الجليل 1/ 216).
3 - ما جاء عن الإمام الشافعي (150 - 204هـ) -رحمه الله-:
مذهب الشافعي في اللحية هو مذهب من قبله من الصحابة ومن بعدهم من الأئمة -كما نقل الإجماع عن الصحابة والتابعين-، وقد احتج الشافعي بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وفعله، فمنع الأخذ من اللحية، إلا في الحج أو العمرة كصنيع ابن عمر -رضي الله عنهما-.
أما النص في موضوع حلق اللحية:
فقد نص الشافعي على تحريم حلق اللحية. (نقله ابن الرفعة الشافعي عن الأم).
وأيضاً فإن الشافعي في كتابه «اختلاف الإمام مالك والشافعي» قد قرَّر ذلك:
قال الربيع (7/ 253): قال الشافعي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/222)
[1] أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر كان إذا أفطر من رمضان وهو يريد الحج لم يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً حتى يحج.
قال مالك: ليس يضيق أن يأخذ الرجل من رأسه قبل أن يحج.
[2] قال الشافعي: وأخبرنا مالك عن نافع أن ابن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه.
[قال الربيع]: قلت: فإنا نقول (): ليس على أحد الأخذ من لحيته وشاربه، إنما النسك في الرأس؟
قال الشافعي: وهذا مما تركتم عليه بغير رواية عن غيره عندكم علمتها. اهـ.
قلت: الإمام مالك -في قوله عقب ذكره لفعل ابن عمر- وسَّع في الأخذ من الرأس، ولم يوسع في اللحية، وهذا موافق لما سبق ذكره عن الإمام مالك.
والشافعي هنا أقرَّ مالكاً على رأيه ولم يعارضه كما يفعل في كتابه هذا الذي هو معارضة مالك في آراءه التي ذكرها في الموطأ وموافقته له في بعضها.
فالشافعي يوافق مالكاً في عدم الأخذ من اللحية إلا في الحج أو العمرة.
ثم يؤكد الشافعي رأي مالك في تقليده ذلك عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وأنه يوافق عليه، وأنه لم يعارض مالكاً على ذلك أحد من أهل العلم.
ومن هنا يظهر رأي الشافعي بوضوح.
وأما في النسك فأجاز الأخذ.
قال الشافعي:
وأحب إلي لو أخذ من لحيته وشاربه، حتى يضع من شعره شيئاً لله، وإن لم يفعل فلا شيء عليه، لأن النسك إنما هو في الرأس لا في اللحية. (الأم2/ 2032).
قلت: وما تقدم هو المعتمد في المذهب، قال الحليمي الشافعي:
لا يحل لأحد أن يحلق لحيته ولا حاجبيه، وإن كان له أن يحلق سباله، لأن لحلقه فائدة، وهي أن لا يعلق به من دسم الطعام ورائحته ما يكره، بخلاف حلق اللحية فإنه هُجنة وشهرة وتشبه بالنساء، فهو كجبِّ الذكر. (الاعلام لابن الملقن 1/ 711).
4 - ما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ):
والإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- مذهبه مذهب من تقدمه من الصحابة والتابعين كما سبق النقل عنهم، وكما هو مذهب إخوانه الأئمة الثلاثة. وقد قيّد الإمام أحمد ما جاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الأمر بإعفاء اللحية بما فعله ابن عمر من الأخذ من طول اللحية في الحج أو العمرة فيما زاد على القبضة. وعلى ذلك فتواه ونصوصه.
قال الخلال: أخبرني حرب قال:
سئل أحمد عن الأخذ من اللحية؟
قال: إن ابن عمر يأخذ منها ما زاد عن القبضة.
وكأنه ذهب إليه.
قلت له: ما الإعفاء؟
قال: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: كأن هذا عنده الإعفاء.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم قال:
سألت أحمد عن الرجل يأخذ من عارضيه؟
قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.
قلت: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى؟».
قال: يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه.
ورأيت أبا عبدالله يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه. (كتاب الترجل من كتاب الجامع 113 - 114).
قلت: إسحاق المذكور هو إسحاق بن هانئ صاحب المسائل المطبوعة وما رواه الخلال هنا هو الرواية المستقيمة عن الإمام أحمد وهي الموافقة لرواية حرب الكرماني -السابقة-، وقد ورد في مسائل إسحاق المطبوعة ما نصه:
قال إسحاق بن هانئ:
سألت أبا عبدالله عن الرجل يأخذ من عارضيه؟
قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.
قلت: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى؟».
قال: يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه.
ورأيت أبا عبدالله يأخذ من عارضيه، ومن تحت حلقه. (مسائل ابن هانئ 2/ 151).
قلت: فما في المطبوعة خطأ، إما أن يكون من الطابع أو من الناسخ للمخطوط، وخطأ المطبوع لأمرين:
الأول: إن رواية إسحاق -رواية الخلال- هي الموافقة لرواية حرب عن الإمام أحمد.
الثاني: إن ما في المطبوع (ورأيت أبا عبدالله يأخذ من عارضيه ... ) مخالف لأول السؤال ردُّ الإمام أحمد للأخذ من العارضين بقوله: (يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة).
وأيضاً مخالف لآخر السؤال قول الإمام أحمد: (يأخذ من طولها، ومن تحت ذقنه).
فينبغي أن يكون الصواب هو: (ورأيت أبا عبدالله يأخذ من طولها، ومن تحت ذقنه).
تنبيه: وروى الخلال (114 (94):
أخبرني عبيدالله بن حنبل قال: حدثني أبي قال: قال أبو عبدالله: ويأخذ من عارضيه، ولا يأخذ من الطول، وكان ابن عمر يأخذ من عارضيه إذا حلق رأسه في حج أو عمرة، ولا بأس بذلك. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/223)
قلت: وهذه الرواية مقلوبة، قلب المعنى على أحمد -رحمه الله- وعلى ابن عمر -رضي الله عنهما- خلافاً للصحيح المشهور عنهما- وكان الأولى أن يذكر: قال أبو عبدالله: ويأخذ من الطول، ولا يأخذ من عارضيه، وكان ابن عمر يأخذ من الطول إذا حلق رأسه في حج أو عمرة، ولا بأس بذلك).
وعبيدالله بن إسحاق ليس بمشهور في الرواية، ولم أجد له ترجمة تثبت ضبطه وشهرته بالعلم كحال إسحاق بن هانئ وحرب وغيرهما، وإن كان هو يروي عن أبيه.
قلت: وما تقدم هو المعتمد في المذهب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وأما إعفاء اللحية فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد على القبضة لم يكره، نص عليه، كما تقدم عن ابن عمر، وكذلك أخذ ما تطاير منها. (شرح العمدة 1/ 182، 236).
وقال شيخ الإسلام -أيضاً-: ويحرم حلق اللحية. (الفروع 2/ 129).
وقال أيضاً: فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشد، لأنه من المثلة المنهي عنها. (شرح العمدة 1/ 236).
المبحث السادس: الإجماعات في تحريم حلق اللحية:
كما تقدم فإن مذهب الأئمة الأربعة في حكم اللحية هو الاتباع لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره. من الأمر بإعفاءها وأنه يحرم حلقها لذلك، ولم يستثنوا من ذلك إلا الأخذ من طولها لفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو راوي الحديث حيث كان يفعل ذلك في الحج أو العمرة.
فجميع الأئمة الأربعة نصوا على الاقتداء في ذلك بفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- بحيث لا يفهم منه جواز الأخذ المطلق الغير مقيد بالحج أو العمرة وبما زاد على القبضة.
وعلى هذا نقل عنهم الإجماع على ما تقدم. وكذا عن غيرهم.
1 - قال ابن حزم: وأما فرض قص الشارب وإعفاء اللحية: ثم ذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-. (المحلى 2/ 220).
2 - وقال في مراتب الإجماع: اتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثْلة لا تجوز. (مراتب الإجماع 182).
3 - وقال أبو الحسن ابن القطان -المالكي: واتفقوا أن حلق اللحية مُثْلَة لا تجوز. (الإقناع في مسائل الإجماع 2/ 3953).
4 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي: فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشدّ، لأنه من المثلة المنهي عنها. (شرح العمدة 1/ 236).
5 - وقال ابن عابدين الحنفي: الأخذ من اللحية دون القبضة، كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يحبه أحد. (تنقيح الفتاوى الحامدية 1/ 329).
6 - قال الشيخ علي محفوظ: وقد اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها. (الإبداع في مضار الابتداع 409).
وألف غير واحد من أهل العلم رسائل في حرمة حلق اللحية، ومنهم شيخنا سماحة المفتي/عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- رسالة في (حكم إعفاء اللحية) أبان فيها السنة بالأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم، وردّ شبه بعض المنتسبين للعلم الشرعي.
القسم الثاني: الخلل في مقدمة الجديع لكتابه اللحية:
وقد ابتدأ الجديع -عفا الله عنا وعنه- كتابه بمقدمة ذكر فيها مقدمات أساسية سار عليها في كتابه.
وهذه المقدمات الأساسية التي قدَّم بها فيها نظر من وجهين:
الوجه الأول: الخلل من جهة التأصيل العلمي:
ذكر الشيخ الجديع أصولاً علمية سار عليها في كتابه، إلا أن أصالتها العلمية عند أهل العلم خلاف ما ذكره، ومن ذلك:
1 - أصول الأدلة الشرعية:
قوله: في تحريره لمسألة هذا الكتاب (ص9): (منطلقاً من مسلَّمات الأصول).
وقوله (ص11): (ثالثاً: إبراز الاعتماد على الأدلة الشرعية من الكتاب العزيز والسنن النبوية، لتكون دائماً عند من يؤمن بالله واليوم الآخر مرجعية الأحكام، وإليها تستند آراء المجتهدين والحكام، إذ هي الحكم الفصل فيما تنازع فيه الناس).
قلت: هكذا أصَّل الجديع أن الأدلة الشرعية هي الكتاب والسنة فقط وهما مرجعية الأحكام، وإليها تستند آراء المجتهدين والحكام فقط.
وما أصَّله الجديع هو خلاف ما عليه أهل العلم من أهل السنة والجماعة قاطبة -خلافاً لبعض الفرق التي لا تُذكر في الاحتجاج () - وهو أن أصول الأدلة الشرعية ثلاثة:
الأول: الكتاب، والثاني: السُّنة، والثالث: الإجماع ().
ولكن لكون الجديع لا يرى حجية الإجماع ومنه حجية إجماع الصحابة فإنه لم يجعله من الأدلة الشرعية عنده. وسترى أقواله في هذا الأمر -كما سيأتي- ()
2 - الاجتهاد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/224)
قوله: (أولاً: تجرئة أهل العلم على العمل على إعادة النظر في كل ما يرجع إلى الاجتهاد في تحرير حكمه، وعدم الخضوع للاجتهاد السابق كحكم مُسلَّم، فذلك إنما بُني على نظر، ولا يخلو من أن يكون متأثراً بزمان ومكان وحال من صار إليه) اهـ.
قلت: إن دعوة الجديع أهل العلم إعادة النظر في كل ما يرجع الاجتهاد في تحرير حكمه ... دعوة صحيحة لا شك فيها.
ولكن ما هي المسائل التي ترجع إلى الاجتهاد الذي يجب إعادة النظر فيه؟
إن المعلوم من مذاهب أهل السنة والجماعة هو النظر في المسائل التي لم يرد فيها نص من كتاب أو سنة أو إجماع. أما ما ورد فيه نص أو إجماع فلا يرجع إلى الاجتهاد فيها.
أما أصحاب المدرسة العقلية -التي هي إمتداد للمدرسة الاعتزالية- فكل المسائل عندهم خاضعة للاجتهاد -بل وفق أصولهم الاعتزالية الكلامية-، إلا أنهم -بل بعضهم- لا يتجرئون على الكتاب والسنة. - على طريقةٍ خاصةٍ في تأويل النصوص- أما ما عداها فلا يأبئون به، ومن ذلك الإجماع، ومذاهب الصحابة، والمصالح المرسلة وغير ذلك من الأصول لدى أهل السنة والجماعة ().
فإن كان الجديع يريد ما عليه أهل السنة والجماعة فدعوته صحيحة، أما إذا كان يريد الآخر وهو الاجتهاد وفق مذهب المدرسة العقلية فلا يوافق عليه، وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة.
ومن هنا كانت منطلقات الجديع في كتبه الثلاثة ومنها هذا الكتاب، غير منطلقات أهل السنة والجماعة، فمسألة «اللحية» فيها النصوص واردة وصريحة في الأمر ولا صارف لها عن الوجوب، وكذلك ورد الإجماع على ذلك من الصحابة والتابعين كما نقل عنهم -وسيأتي بسط ذلك-، ولكن لم يسع الجديع ذلك، فسلك المسلك المذكور فأوَّل النصوص، وردَّ الإجماع، وكذلك لم يقنع بما نص عليه الأئمة الأربعة () - فجميعهم نصوا على العمل بما ورد عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- كما سيأتي بيانه.
وأيضاً لو تجاوزنا كل ما تقدم، فهل يخفى على الجديع أن الاجتهاد إنما يكون فيما كان فيه اختلاف دون ما كان مجمعاً عليه لا اختلاف فيه -كهذه المسألة- وإنما حدث الاختلاف على الأئمة الأربعة من بعض أصحابهم المتأخرين نظراً لورود بعض الدلائل الظنية -كما سيأتي بيان ذلك- فهل خفي عليه هذا فاجتهد فيما لا اجتهاد فيه.
ولذا تجد أن المعتمد في كل مذهب هو التحريم لحلق اللحية.
قلت: وبعد بيان ما هي المسائل التي يرجع فيها للاجتهاد وفق أصول أهل السنة. فما أدري ما هي التجرئة التي يريد الجديع حث أهل العلم عليها!!
الوجه الثاني: الخلل من جهة تطبيق الجديع لما ذكره في مقدمته وحقيقة ذلك في كتابه:
قوله: (رابعاً: الإعلام بضرورة تحرير السَّنة، دفعاً للتعلق في الآراء بما لا أصل له في الوحي، أو بظن ضعيف مرجوح لا يحسن أن يُبنى عليه رأي، وتحرير النقل عن علماء الأمة، فكم من رأي حُكي عن إمام على غير وجهه؟
وكم من إجماع ادعي فلا تجد إلا ما يدل على نقضه؟).
قلت: هذا الكلام ما أَحْسَنه وأَجْمَله، وحُسْنُه يكمن في جودة الأسلوب وشدِّة الخطب، وقوة الحجَّة ... ، وقُلْ ما شئت.
ولكن عندما تقرأ الكتاب وتتبصّر المسألة وتبحث عن التحرير المذكور ... ، بمختلف أنواعه فإنك لا تجد في الحقيقة سوى الوهم ... ، فتجد إخفاء لحقائق علمية، وخللاً في التأصيل بمخالفة أصول أهل العلم، وتناقظات علمية ظاهرة، وتدليس وتزوير ()، وتصحيح لما ليس بصحيح، .. وقد ذكرت بعض ذلك في هذا الردِّ معنوناً بما تقدم لتظهر حقيقة هذا الكتاب وعلمية مؤلفه عفا الله عنا وعنه.
القسم الثالث: الرد على كتاب اللحية
(وهي الرسالة التي أرسلتها للجديع)
بتاريخ 9/ 10/1425هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اقتضى أثره. وبعد:
فأكتب إليكم هذه الرسالة، وأحب أن أطمئن على صحتك وصحة أولادك بارك الله فيهم أجمعين، وأسأل الله لكم العفو والعافية والهداية. آمين.
وأما نحن فبصحة وعافية وخير من الله العلي القدير، فنحمده تعالى ونشكره ونسأله أن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الشاكرين إنه سميع قريب مجيب. وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/225)
فلقد ساءني جداً ما رأيته من الكتب التي نزلت في السوق من تأليفكم -كما ساءت إخواننا من أهل العلم، وممن يعرفونكم على الخصوص كالشيخ خالد الأنصاري، والشيخ سعد السعدان وغيرهما من المحبين لكم والداعين لكم بالتوفيق والسداد- وذلك أنني تفحصتها وقرأتها قراءةً متأنية، ثم أعدت الكَّرةَ فوجدت الأمر عظيماً. رأيت تدليساً وتزويراً و ... أموراً لم أكن أحسب يوماً أنها تصدر منك، فاسترجعت، وراجعت الأمر كثيراً، فبدا لي أن أدرس الكتاب دراسةً علميةً وأكتب إليك بذلك رجاء أن تنتفع بذلك، وما كتابتي بذلك إليك إلا محبةً لك وتقديراً لسابقتك ومكانك في العلم، وحرصك على ذلك، إلا أنه ليس بمعصوم من الخطأ أحد غير محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولذا كُلٌّ يؤخذ من قوله ويُرَّدُّ غيره، وتعلم أن زلة العالم لها أثر على عوام المسلمين. وأهل الفقه في الدين.
فأرجو أن تقع منك هذه الكتابة الموقع الذي أرجوه ويرجوه غيري.
واسمح لي في العبارات التي ستراها والعناوين التي تعلوها، فإن ذلك هو حقيقة هذا الكتاب الأول الذي قرأته ودرسته واستخرجت ما فيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
«مدخل»
وقبل الدخول في تفاصيل هذا الكتاب أنبه على قضية منهجية كبرى بنيت عليها كتابك وقررتها في كتابك في الأصول «تيسير أصول الفقه»، وهي «حجية الإجماع».
فلقد قلت -بعد ذكرك لتعريف الاجماع ... ، واستحالة الإحاطة بآراء جميع المجتهدين-:
فالواقع يُحيل وقوع ذلك، وتاريخ هذه الأمة معلوم، ...
ثم نقلت قول الإمام أحمد: «ما يدعي الرجل فيه الاجماع هذا الكذبُ، من ادعى الإجماع فهو كذب، لعل الناس قد اختلفوا». (تيسير أصول الفقه 160 - 161).
ذكرت هذا في «الإجماع الصريح».
ثم ذكرت «الإجماع السكوتي»، وذكرت فيه تخصيص طائفة من الفقهاء هذا النوع من الإجماع بالصحابة دون من بعدهم ... وأحلت الكلام فيه إلى (مذهب الصحابي).
ثم قلت في خاتمته: فهذا الإجماع السكوتي ما هو في الحقيقة إلا رأي جماعة من الفقهاء محصورة بعدد يسير محدود، وما كان رأياً يُحكى عن العشرة والعشرين لا يصلح أن يكون ديناً يُحجر عن الأمة خلافه، ويكون حجة ملزمة للناس إلى يوم القيامة (164 - 166).
فأبطلت الاحتجاج به.
وفي (مذهب الصحابي):
قلتَ: خلاصة القول في «حجية مذهب الصحابي»: أعلاه قوة ما كان من قبيل «الإجماع السكوتي» وتبين في الإجماع أنه ليس بحجة، فما كان دونه من مذاهب الصحابة أولى أن لا يكون حجة ... (219).
وذكرت قولاً للشافعي وقولاً لأحمد بن حنبل وكلاهما ليسا مرادان في باب الإجماع كما زعمت، وإنما ذكرتها لئلا تخلي الباب من ذكرهما؛ بينما أصل الشافعي في الباب خلاف ما ذكرته، وكذلك أحمد، بل صرح أصحابهما بذلك كما سيأتي.
فأقول: لقد ارتكبت جرماً عظيماً، خطيراً على العلم والدين، وهو تبنيك إنكار «حجية الإجماع» -حسب تفسيرك السابق له- فخرجت بذلك عن «أصول» أهل السنة والجماعة، وتابعت أهل البدعة والضلالة، وذلك أن القائل بعدم «حجية الإجماع» مطلقاً هو النظّام المعتزلي والشيعة، وبعض الخوارج -كما سيأتي بيانه- فهؤلاء هم أئمتك في هذا الأصل العظيم الذي أجمع على «حجيته» أهل السنة والجماعة، ولم ينكره سوى هؤلاء الضلال.
وإن هذا النظّام -وهو منكر حجية الإجماع- هو الذي كان يسبُّ السلف وبخاصة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أقواله في ذلك -ولا غرو في ذلك أن ينكر حجية الإجماع، ومنه حجية إجماع الصحابة-.
فالنظّام هو الذي وقع في أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنه- متهماً إياه بالتناقض، ثم يقع في عمر الخليفة الثاني -رضي الله عنه- زاعماً أنه شك يوم الحديبية، وشك يوم وفاة النبي ×، بل رماه بأعظم من ذلك حيث عدَّه في النفر من المنافقين الذين أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة في غزوة تبوك، وأنه ضرب فاطمة -رضي الله عنها-، ومنعها الميراث، وغير ذلك، ثم وقع في عثمان الخليفة الثالث -رضي الله عنه- زاعماً أنه استأثر بالحمى، وغير ذلك، ثم تنقص عليّا الخليفة الرابع -رضي الله عنه- لماّ قضى برأيه، وقال: من هو حتى يقضي برأيه ().
وأرى من المهم أن أذكر لك نصوص الأئمة الأربعة في «حجية الإجماع» وخصوصاً إجماع الصحابة -رضوان الله عليهم-.
«الإجماع»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/226)
الإجماع هو الأصل الثالث من أصول أهل العلم بعد الكتاب والسنة، ولقد اتفق أهل العلم من أهل السنة على «حجية الإجماع» ونصوا عليه في كتبهم، ولم ينكر هذا الأصل سوى بعض المبتدعة وأهل الضلال كالنظام -أحد أئمة المعتزلة-، والإمامية، وبعض الخوارج.
ولئلا أطيل الكلام هنا فأنقل فقط أقوال الأئمة الأربعة -رحمة الله عليهم- في الإجماع وبالخصوص إجماع الصحابة -رضوان الله عليهم ():
قول الإمام أبي حنيفة (80 - 150هـ):
قال يحيى بن معين: حدثنا عبيد بن أبي قرة قال: سمعت يحيى بن ضريس يقول: شهدتُ سفيان، وأتاه رجل فقال: ما تَنْقِم على أبي حنيفة؟ قال: وماله؟ قال: سمعته يقول: آخذ بكتاب الله، فما لم أجد، فبسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنةٍ آخذ بقول أصحابه، آخُذُ بقول من شئتْ منهم، وأدعُ قول من شئت، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا ما انتهى الأمر -أو جاء الأمر- إلى إبراهيم، والشعبي، وابن سيرين، والحسن، وعطاء، وسعيد بن المسيب -وعدّد رجالاً- فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا.
قال: فسكت سفيان طويلاً، ثم قال -كلمات برأيه ما بقي أحد في المجلس إلا كتب-:
نسمع التشديد من الحديث، فنخافه، ونسمع اللّين، فنرجوه، لا نحاسب الأحياء، ولا نقضي على الأموات، نسلِّم ما سمعنا، ونكل ما لم نعلم إلى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم. (تاريخ يحيى بن معين، رواية الدوري 4/ 63 - 64 رقم3163).
وقال أبو حنيفة: إذا أجمعت الصحابة على شيء سلمنا، وإذا أجمع التابعون زاحمناهم. (إرشاد الفحول 318).
وقول الإمام مالك بن أنس (93 - 179هـ):
قال الإمام مالك -وذُكر له الموطأ-:
فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الصحابة، والتابعين، ورأيي وقد تكلمت برأيي، وعلى الاجتهاد، وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا، ولم أخرج من جملتهم إلى غيره (ترتيب المدارك 2/ 73).
وقال أبو الحسن القصّار المالكي (397هـ):
إن مذهب مالك -رحمه الله- وسائر العلماء القولُ بإجماع الأمة. (المقدمة في الأصول 75).
وقال القاضي عبدالوهاب البغدادي المالكي (422هـ):
اعلم أن الكلام في هذا الموضع هو أن إجماع الصحابة حجة يجب اتباعه، ويلزم الانقياد له، وتحرم المخالفة عليه، وهذا لا خلاف فيه في الصدر الأول وفقهاء الأمصار، وأئمة العلم في سائر الأعصار، وإنما حدث الخلاف عند قومٍ من المعتزلة والرافضة ... (رسالة الإجماع- ملحق مطبوع آخر كتاب المقدمة في الأصول للقصار المالكي - ص: 259).
وقول الإمام الشافعي (150 - 204هـ): -في قوليه القديم والجديد كليهما-:
قال في القديم: في «الرسالة» القديمة، بعد ذكْره الصحابة -رضي الله عنهم- والثناء عليهم بما هم أهله-:
فقال: وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استُدرك به علمٌ واستُنْبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا، ومن أدركنا ممن نرضى، أو حكي لنا عنه ببلدنا، صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سُنّة إلى قولهم إذا اجتمعوا، وقول بعضهم إن تفرقوا، فهكذا نقول: إن اجتمعوا أخذنا بإجماعهم، وإن قال واحدهم قولاً ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله، إن اختلفوا أخذنا بقول بعضهم ولم نخرج عن أقاويلهم كلهم.
قال: وإذا قال الرجلان منهم في شيء قولين مختلفين نظرتُ، فإن كان قول أحدهما أشبه بكتاب الله، أو أشبه بسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلمأخذتُ به، لأن معه سبباً تقوى بمثله ليس مع الذي يخالفه مثله، فإن لم يكن على واحدٍ من القولين دلالة بما وصفت كان قول الأئمة أبي بكر أو عمر أو عثمان -رضي الله عنهم- أحبّ إليَّ أن أقول به من قول غيرهم إن خالفهم من قبل أنهم أهل علم وحكام.
ثم قال بعد ذلك: فإن اختلف الحكام استدللنا بالكتاب والسنة في اختلافهم، وصرنا إلى القول الذي عليه الدلالة من الكتاب والسنة، وقلما يخلو اختلافهم من دلائل كتاب أو سنة، وإن اختلف المُفْتَون -يعني من الصحابة- بعد الأئمة بلا دلالة فيما اختلفوا فيه. (قال المحقق: كذا بالأصل فليحرر).
وإن وجدنا للمفتين في زماننا وقبله اجتماعاً في شيء لا يختلفون فيه تبعناه، وكان أحَدَ طُرُق الأخبار الأربعة، وهي: كتاب الله، ثم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم القول لبعض الصحابة، ثم إجتماع الفقهاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/227)
فإذا نزلت نازلة لم نجد فيها واحداً من هذه الأربعة فليس السبيل في الكلام في النازلة إلا اجتهاد الرأي. أ هـ.
قال العلائي الشافعي (761هـ):
هذا كله كلام الشافعي -رحمه الله- في كتاب «الرسالة» القديمة. (إجمال الإصابة في أقوال الصحابة 39 - 41). وينظر: (إعلام الموقعين 4/ 120 - 123).
وقال الشافعي -في كتاب «اختلافه مع مالك، وهو من الكتب الجديدة:-
ما كان الكتاب أو السنة موجودين فالعُذر على من سمعهما مَقْطوعٌ إلا باتباعهما، فإذا لم يكن ذلك صرنا إلى أقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحدٍ منهم، ثم كما كان قول الأئمة أبي بكر وعمر وعثمان –رضي الله عنهم- أحبّ إلينا إذا صرْنا إلى التقليد، وذلك إذا لم نجد دلالة في الاختلاف تدل على أقرب الاختلاف من الكتاب والسنة، فنتبع القول الذي معه الدلالة، لأن قول الإمام مشهور بأنه يُلْزم الناس، ومَنْ لَزمَ قولُه الناس كان أظهر ممن يفتي الرجل أو النَّفر، وقد يأخذ بفتياه أو يدعها، وأكثر المفتين يُفْتون الخاصة في بيوتهم ومجالسهم ولا يُعْنى العامة بما قالوا عنايتهم بما قال الإمام. وقد وجدنا الأئمة يبتدئون فيسألون عن العلم من الكتاب والسنة فيما أرادوا أن يقولوا فيه، ويقولون فيُخْبرون بخلاف قولهم، فَيَقبلون من المُخبر ولا يستنكفون أن يرجعوا. لتقواهم الله وفضلهم في حالاتهم.
فإذا لم يوجد عن الأئمة فأصحاب رسول الله × في الدين في موضع الإمامة أخذنا بقولهم وكان اتباعهم أولى بنا من اتباع من بعدهم.
قال والعلم طبقات:
الأولى: الكتاب والسنة إذا ثبتت السنَّة.
والثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة.
والثالثة: أن يقول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له مخالفاً منهم.
والرابعة: اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم.
والخامسة: القياس على بعض هذه الطبقات.
ولا يصار إلى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان، وإنما يؤخذ العلم من أعلى. اهـ.
قال العلائي: هذا كله نص الإمام الشافعي -رحمه الله- في الكتاب المشار إليه، ورواه البيهقي عن شيوخه عن الأصم عن الربيع بن سليمان عنه.
وهو صريح في أن قول الصحابي عنده حجة مقدمة على القياس.
كما نقله إمام الحرمين، وإن كان جمهور الأصحاب أغفلوا نقل ذلك عن الجديد.
ويقتضي أيضاً أن الصحابة إذا اختلفوا كان الحجة في قول أحد الخلفاء الأربعة -رضي الله عنهم- إذا وجد عنهم، للمعنى الذي أشار إليه الإمام الشافعي وهو اشتهار قولهم ورجوع الناس إليهم.
(إجمال الإصابة 38 - 39).
قول الإمام أحمد (164 - 241هـ):
قال القاضي: إجماع أهل كل عصر حجة، ولا يجوز اجتماعهم على الخطأ.
وهذا ظاهر كلام أحمد -في رواية المروذي-.
وقد وَصَفَ أخذ العلم فقال: ينظر ما كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يكن فعن أصحابه.
فإن لم يكن فعن التابعين.
قال: وقد علَّقَ القول -في رواية أبي داود- فقال:
الإتباعُ أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه، وهو بَعْدُ في التابعين مُخَيَّر.
قال: وهذا محمول من كلامه على آحاد التابعين، لا على جماعتهم، وقد بيَّن هذا في رواية المرُّوذي فقال:
إذا جاء الشيء عن الرجل من التابعين لا يُوجد فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلزم الآخذ به. (المسودة لآل تيمية 317 - 318).
وقال أبو داود:
قال أحمد بن حنبل: ما أجبتُ في مسألة إلا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجدت فيه ذلك السبيل إليه، أو عن الصحابة، أو عن التابعين، فإذا وجدت عن رسول الله × لم أعْدِل إلى غيره، فإذا لم أجد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن الخلفاء الأربعة الراشدين المهديين، فإذا لم أجد عن الخلفاء فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر فالأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فعن التابعين، وعن تابعي التابعين. (المسودة 336).
وينظر: «روضة الناضر» (335 - 372).
وإليك تفصيل الكلام على «كتاب اللحية»:
أولاً: (مقدمة مهمة عن كتاب اللحية)
وهي مختصر لتحريرك لمسألة اللحية ومنهجك فيها:
وسأختصرها في أربعة أمور:
الأول: أثبت أن الأحاديث الصحيحة التي وردت في حكم اللحية هي ثلاثة أحاديث:
1 - حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
2 - حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
3 - حديث أبي أمامة -رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/228)
الثاني: ذكرت أن هذه الأحاديث الثلاثة مرتبط حكمها بالعلة الواردة فيها وهي مخالفة أهل الكتاب، وبذلك تعود المسألة إلى حكم مخالفة أهل الكتاب.
الثالث: ذكرت أن الصحابة -رضي الله عنهم- اختلفوا في حكم اللحية.
وكذلك التابعين -رضي الله عنهم- اختلفوا في حكم اللحية.
الرابع: منهجك مما قررته وحررته عدم اعتبار «حجية الإجماع»، وكذلك «مذهب الصحابي» سواء انفرد أو خالف، أو اجتمع الصحابة على شيء.
وإليك بيان حقيقة ما حررته وأنه خلاف الواقع مما صحَّ وثبتَ:
أما الأول: وهو دعواك أن الصحيح في حكم اللحية هو ثلاثة أحاديث:
وهي حديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي أمامة، وما زعمته ليس بصحيح، وإنما الصحيح من الأحاديث في حكم اللحية هو الآتي:
1 - حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
2 - حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
3 - حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-.
فجعلت حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- -وهو حديث ضعيف- من الأحاديث الثلاثة الصحيحة وتركت حديث جابر -رضي الله عنه- الصحيح، لكونه لم يتوافق مع الحديثين السابقين ولكون حديث أبي أمامة متضمن أمرين:
الأمر الأول: أنه موافق للحديثين السابقين -حديث أبي هريرة، وابن عمر- في العلة، وهي مخالفة أهل الكتاب.
والأمر الثاني: أنه زاد ذكر بعض السنن التي فيها مخالفة أهل الكتاب إضافة للحية، مما يُفهم منه حكم اللحية أنها سنة، وليست واجبة لذكرها مع غيرها من السنن ().
قلت: وأما حديث جابر -رضي الله عنه- وقد صححته في كتابك -فتركته ولم تذكره مع الأحاديث الثلاثة، وإنما ذكرته في الآثار عن الصحابة، فاستبعدته من الأحاديث وجعلته في الآثار!!!
وذلك التصرف منك لكون الحديث تضمن أموراً:
أولها: أنه لم يشترك مع الأحاديث التي ذكرتها في العلة -وهي مخالفة أهل الكتاب- فبهذا سيختلف الحكم، وستبطل دعواك التي أقمت الكتاب كله عليها -وهي مخالفة أهل الكتاب-.
وثانيها: أن هذا الحديث يتضمن حكم الإعفاء صراحة، وأنه واجب لا كما زعمت من أنه مربوط بعلة المخالفة لأهل الكتاب.
وثالثها: أن هذا الحديث أثبت الإعفاء حكماً شاملاً النبي صلى الله عليه وسلم، وجميع الصحابة أنهم لا يأخذون من اللحية إلا في الحج أو العمرة فقط.
فلهذه الأمور الثلاثة التي تنقض الحكم الذي رأيته استبعدت الحديث فجعلته موقوفاً -في الآثار- لا مرفوعاً -في الأحاديث-.
أقول: وهذا خلاف الحقيقة العلمية، وخيانة للأمانة العلمية التي تحملها.
الثاني: ذكرت أن هذه الأحاديث الثلاثة التي صححتها في حكم اللحية مرتبط حكمها بالعلة الواردة فيها، وهي مخالفة أهل الكتاب.
أقول: هذا الحكم -وهو ارتباط علة الأحاديث بالمخالفة- منتقض بحديث جابر المتقدم والذي لم تذكره في الأحاديث التي استدللت بها.
الثالث: منهجك مما قررته وحررته:
1 - عدم اعتبار «الإجماع» حجة في الدين.
2 - عدم اعتبار «مذهب الصحابي» حجة في الدين، سواء انفرد أو خالف، أو اتفق مع غيره من الصحابة.
قلت: وهذا المنهج الذي اعتمدته في كتابك هو منهج المبتدعة أهل الأهواء من المعتزلة وغيرهم.
فلم ينكر «حجية الإجماع» و «مذاهب الصحابة» إلا مبتدع، خلافاً لمنهج أهل السنة والحديث الذين اعتمدوا الإجماع حجة بعد الكتاب والسنة، ومنه مذاهب الصحابة.
كتاب «اللحية»
هذا الكتاب قرأته، وإليك ما فيه:
قرأت الكتاب من أوله لآخره -المرة الأولى- وأنا أقرأ وأقيّد، ففوجئت بأن المنهج العام للكتاب ليس على مناهج أهل السنة والحديث، ولا على منهج أهل الرأي ()، وذلك في الأمرين التاليين:
1 - الخلل في التأصيل:
أ- النص على ترك الاحتجاج بمذاهب الصحابة -رضوان الله عليهم- وكذا من بعدهم وحتى الأئمة الأربعة -رحمة الله عليهم- ...
2 - الخلل في المسائل العلمية والتناقضات الظاهرية:
أ- تناقضات ظاهرة في الكتاب سواء في التقعيد والتأصيل أو في التطبيق والتمثيل.
ب- الأخطاء العلمية المتنوعة في الكتاب.
هذا ما لاحظته في القراءة الأولية للكتاب.
ولا أخفيك أنني صُدِمت بذلك لمعرفتي الشخصية بك وعدم معرفتي بهذه الأصول لديك.
فرجعت للقراءة للكتاب مرة ثانية، فوجدت العجب الذي لم أكن أتصوره يصدر منك، وهو أمر عظيم ليس بأقلَّ خطورة مما ظهر في القراءة الأولى.
وذلك متمثل في التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/229)
التدليس، والتزوير في كثير من مباحث الكتاب، بحيث لا تُذكر المسائل والإشكالات على وجهها الصحيح وإنما تذكر على الوجه الذي تريد إثباته.
والآن أبين لك ما تقدم ذكره مجملاً.
1 - الخلل في التأصيل:
أ- النص على عدم الاحتجاج بمذاهب الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى وإن كان إجماعاً منهم، وكذا من بعدهم من الأئمة من التابعين، وكذا الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الدين:
قلتَ -بعد أن ذكرت الاعتماد على الأدلة الشرعية، وأنها هي الكتاب والسنة فقط-:
كما زدت الاستئناس بالآثار المروية عن علماء السلف، من الصحابة، والتابعين، ثم عن فقهاء الأمة بعدهم، كالفقهاء الأربعة وأتباعهم، وغيرهم من علماء الملة والدين ... (11 - 12).
وأعظم من هذا -وهو الاستئناس- ما كتبته يداك بقولك:
وأما ما سقت في الباب السابق -بعد الأحاديث- من الأثر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، فليس ذلك لكون المنقول عنهم مما يكون موضعاً للحجة في الدين، فإن مذهب الصحابي في التحقيق ليس بحجة، وإنما ذكرت تلك المذاهب محرراً لها لما يقع من الحاجة، للاستشهاد بها في تفسير دلالات نصوص الكتاب والسنة.
قلت: ووضعت هامش على قولك (ليس بحجة): وقلت: انظر (115) كتابي «تيسير علم أصول الفقه» (ص: 197 - 202).
أقول: وهناك الطامة الكبرى، وذلك أنك خلصت إلى نتيجة بحثك وتحريرك، فقلتَ: خلاصة القول في حجية مذهب الصحابي: أعلاه قوة ما كان من قبيل (الإجماع السكوتي)، وتبين في الإجماع أنه ليس بحجة، فما كان دونه من مذاهب الصحابة أولى أن لا يكون حجة ... (219).
قلت: فأنت أسقطت الاحتجاج «بمذهب الصحابي» والذي أعلاه قوة «الإجماع السكوتي». وهنا خالفت أئمة المسلمين في هذا الأصل الثالث من أصول الاستدلال عند أهل العلم، وكما تقدم من ذكر أقوال الأئمة الأربعة في الاحتجاج بمذهب الصحابي وتقسيمهم له في طبقات الاحتجاج.
2 - الخلل في المسائل العلمية والتناقضات الظاهرية:
أ- التناقضات الظاهرة في الكتاب:
1 - التدليس:
ومثل هذا في الكتاب غير قليل، وهو أنواع:
أ- إظهارك المسألة للقاري أن ليس فيها دليل أو حجة بينما الواقع أن فيها دليلاً أو حجة، ومن ذلك:
1 - أنه لم يرد في القرآن ما يخص اللحية بشيء:
كما قلت: فهي لم ترد في كتاب الله تعالى، وإنما جاء ذكرها في السنة، ... (151).
قلتُ: قوله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ" [الحج: 29].
والتفث: هو الرمي، والذبح، والحلق، والتقصير، والأخذ من الشارب والأظفار، واللحية.
قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره، كما هو مذكور في كتب التفسير، وكما نقلته في كتابك هذا (136، 139، 145، 147). بل هو اتفاق بينهم في معنى «التفث» الوارد في القرآن ()، ولكنك لم تعتبر ذلك ... وقد قررت هذا النوع من التفسير في كتابك المقدمات الأساسية في علوم القرآن وأن مثله في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم (في القسم الثاني من ثالثاً: تفسير القرآن بآثار الصحابة ص 305).
فما صنعته هنا يناقضه ما قررته في كتابك في «علوم القرآن» -السابق ذكره- فماذا تريد اعتماد ما هنا أو ما هناك.
وما صنعته هنا تدليس وإخفاء للحقائق. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2 - أنه لم يرد في السنة من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في حلق اللحية سوى الثلاثة التي ذكرتها: (308).
قلتَ: وحاصل التحقيق المتقدم أن الأحاديث المروية في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها إلا ثلاثة أحاديث، وهي: حديث عبدالله بن عمر، وأبي هريرة، وأبي أمامة ... (74 - 77).
قلتُ: هكذا أثبت -وكررت الإثبات كثيراً (162، 163، ... ) - لكي تقرر أن هذه الأحاديث الثلاثة مرتبطة بالعلة -التي تحتج بها كثيراً- وهي مخالفة أهل الكتاب، فيدور الحكم مع العلة -كما تريد-.
بينما الواقع أنه يوجد حديث صحيح مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم-حكماً- لم تذكره في الأحاديث التي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب، وهو حديث جابر -رضي الله عنه-، لكونه ليس فيه العلة الواردة في الأحاديث الثلاثة السابقة وهي علة مخالفة أهل الكتاب، فلذا أبعدت هذا الحديث من الأحاديث المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم وجعلته في باب الآثار عن الصحابة -رضوان الله عليهم- (295، 296)!!! فهنا خيانة للأمانة في إثبات ما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/230)
وبهذا الحديث الصحيح يتضح أن العلة في التحريم ليست هي المخالفة -كما زعمت مراراً وتكراراً-. وسبحان الله العظيم.
هنا سلكت سبيل التدليس وإخفاء الحقائق.
وحديث جابر -رضي الله عنه- هو:
«كنا نعفي السبال، إلا في حج أو عمرة».
وفي لفظ: «كنا نؤمر أن نوفي السبال ونأخذ من الشوارب».
وفي لفظ: «لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة».
قلت: فحديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- هذا ينقض كتابك من أساسه.
ولذا فلك مع هذا الحديث مواقف فيها من التدليس وإخفاء الحقائق والتزوير مما سأبين لك أهمها:
1 - أخفيت هذا الحديث من الذكر في الأحاديث الصحيحة التي احتججت بها في حكم اللحية -كما تقدم ذكر ذلك-.
2 - ذكرت هذا الحديث في قسم الآثار عن الصحابة -مع أنه في حكم المرفوع- لئلا تخلي الكتاب من ذكر هذا الحديث فيُستدرك عليك - مع أنه لا علاقة له في قسم الآثار عن الصحابة.
3 - عند ما ذكرت هذا الحديث في قسم الآثار عن الصحابة وأردت الكلام على فقهه لم تستطع الكلام على بيان لفظة «كنا» لأن مرادها واضح أنها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا خلاف تصرفك في إيرادك للحديث في الصحابة وعدم إيرادك له في المرفوعات عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا لماّ قلت: -بعد حكمك على الحديث بالصحة ... -:
وهل له حكم الرفع؟ سيأتي بيانه في (الباب الثاني) أ. هـ. (128 - 129).
هكذا كان جوابك أنك أحلت على (الباب الثاني)!!! لتتخلص من هذه العقبة!! ولكن هل فعلاً أجبت على سؤالك؟ الواقع أنه لا يوجد في (الباب الثاني) شيء مما ذكرته، وتفسير لما أردت بيانه ولهذا لم تشر للصفحة التي ذكرت فيها البيان كعادتك، لئلا تكشف.
إلا أنك في ص: 295 ذكرت هذا الحديث حكاية مع الأقوال الأخرى، وذكرت هامشاً قلت فيه: تقدم تحقيق صحة هذا الخبر في الفصل الخامس من الباب الأول. اهـ.
وهكذا أحلت من هناك إلى هنا، ومن هنا إلى هناك!!!
ولم تُجْب عن السؤال الذي طرحته أنت هناك بقولك (وهل له حكم الرفع؟)، وأما الجواب فهو واضح فإنه لا يخفى عليك أن قول جابر -رضي الله عنه- «كنا» في حكم الرفع كما قال الحافظ ابن حجر في «النزهة»: «قول الصحابي: كنا نفعل كذا، فله حكم المرفوع» (النزهة 138).
ب- إظهارك للمسألة أن فيها اختلافاً بينما الواقع إنها إجماع، ومن ذلك:
1 - الأخذ من اللحية في النسك عن الصحابة -رضوان الله عليهم-: ذكرت من أُثر عنهم أخذ اللحية في النسك فأثبت أن في المسألة خلافاً -أي يجوز الأخذ منها في غير النسك، وكذا الأخذ المطلق من غير تحديد بما زاد على القبضة- فقلت: وأما الأخذ منها في غير نسك ففيه مجيء الرواية مطلقةً: عن أبي هريرة أنه كان يأخذ من لحيته وبمعناه ما روي عن الحسن البصري: أنهم كانوا يرخصون في الأخذ منها. (139)، وينظر: (229، 294، 295).
قلتُ: وهذا الكلام منك غير صحيح لأن ما استدللت به من أثر أبي هريرة والحسن البصري لا يصح فكلاهما ضعيفان ولا حجة فيهما.
وعلى منهجك لا تدخل في الاستدلال!
فكيف أثبت الخلاف هنا بأمر ليس له أصل. بينما الأصل هو الإجماع عنهم أنهم لا يأخذون لحاهم -فيما زاد على القبضة- إلا في حج أو عمرة.
قلت: وأما كون الأثرين ضعيفين فسيأتي بيانه.
قلت: وأيضاً لو صح الأثران كما زعمت فهما مطلقان كما قررته فلماذا لم تحمل المطلق على المقيد كما هي عادتك في التأصيل (ينظر: ص191). إلا أنك هنا لم ترد ذلك.
وحتى تجرأت وقلت: كراهة الأخذ منها لم تؤثر عن الصحابة، بل المأثور عن الصحابة الأخذ منها، وكذلك جمهور التابعين) (305)، وقولك: (وفعل الصحابة ... ) و308.
2 - الأخذ من اللحية في النسك عن التابعين -رحمة الله عليهم-:
ذكرت من أُثر عنهم أخذ اللحية في النسك، وهذا في الواقع إجماع منهم بأسانيد صحيحة متواترة.
ولكنك لم ترد ذلك، فأثبت أن في المسألة خلافاً، فقلتَ: بعد أن ذكرت القسم الأول-:
(2) إباحتهم الأخذ من اللحية من غير حدِّ ولا توقيت كما جاءت به الرواية إفتاءً من مذهب الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وكما جاء عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وطاوس بن كيسان اليماني من فِعْلهما (ص: 147)، وينظر: 229، 295).
قلت: وهذا الكلام منك غير صحيح لأن ما استدللت به من الآثار عن هؤلاء كلها غير صحيحة. عدا القاسم وحده.
وعلى منهجك لا تدخل في الاستدلال لضعفها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/231)
وكيف أثبت بها الخلاف ونقضت بها الإجماع وهو محكي عنهم نصاً.
قلت: وأما كون الآثار المذكورة ضعيفة فإن الرواية عن الحسن، وابن سيرين، فلا تصح لكون المتفرد بها عنهما هو أبو هلال الراسبي، وهو متكلم فيه بما لا يجوز الاحتجاج معه بتفرده، أما أنت فحسنت حديثه.
وأما الرواية عن طاوس، فلا تصح أيضاً لكونه تفرد بها ابن جريج وهو مدلس قبيح التدليس، ولم يذكر سماعه -كما قلت أنت- فكيف تقول عن إسناده: (إسناده صالح) وتبرر ذلك بقولك: (يحتمل مثله في الآثار، ولم أجزم بصحته)!!!
إذا كيف تجعله حجة لك. فلم يبق إلا الرواية عن القاسم وحده وهي داخله في عموم الإجماع عن التابعين أنهم لا يأخذون من لحاهم فيما زاد عن القبض إلا في الحج أو العمرة -كما نقلت أنت الإجماع عنهم بذلك-!!
وأيضاً: فلو صححنا الآثار كما زعمت، وهي مطلقة، فلماذا لم تحمل المطلق على المقيد كما تقدم ذكر هذا في الصحابة قبل.
لكنك لم ترد ذلك.
جـ - استخدام عبارات توهم التضعيف لمعان غير ضعيفة وبالعكس:
1 - المتابعات في حديث جابر -رضي الله عنه-:
ذكرت حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-، وهو حديث صحيح، إلا أنك عند ذكرك لألفاظ الحديث المختلف فيها على جابر وعلى أبي الزبير -الراوي عن جابر-، فإنك تُعبِّر عنها بقولك: وقد رواه فلان عن فلان، وهذه متابعة ضعيفة ...
قلت: لا يجوز هنا أن يقال لحديث إسناده صحيح عند ذكر اختلاف ألفاظه أن يقال: وقد رواه فلان ... ثم تقول: وهذه متابعة ضعيفة، لضعف أشعث ...
وذلك أن الأصل في هذا: أن يقال: وقد رواه فلان عن فلان، ثم تقول: ورواية فلان ضعيفة ... أو: وهذه الرواية ضعيفة.
وذلك أن الأصل في المتابعة أنها على نوعين:
الأول: أن تكون المتابعة موافقة للمتابع في المتن أو الإسناد على قسمين -أيضاً- فهنا يقال: وقد تابعه فلان ...
والثاني: أن تكون المتابعة غير موافقة للمتابع في المتن أو الإسناد وعلى قسمين -أيضاً- فهنا لا يقال: تابعه فلان، وإنما يقال: وقد رواه فلان عن فلان ... ثم يقول: رواية فلان هذه ضعيفة ... أو: وهذه الرواية ضعيفة ...
قلت: ولهذا جعل الأئمة المتابعة للاعتبار والتقوية لا عكس ذلك.
قلت: لكن لما أردت أن تجعل هذه الروايات -التي ذكرت أنها متابعة- ضعيفة لكلام نسبي في رواتها عبَّرت عنها بلفظ «متابعة» لتوهم القارئ أنها «متابعة» للتقوية وأنها لا تصح لضعف راويها!!!
بينما الأصل في هذا أن ينظر في هذا الاختلاف على جابر أو أبي الزبير ويقدم رواية الأحفظ -كما تعلم ذلك-.
بل يفترض أن يجمع بينها لكونها غير متعارضه ...
ولكن لم ترد لا هذا ولا ذاك لأن الألفاظ التي ضعفتها فيها لفظة «كنا نؤمر ... » وهذه لا تريدها لأن فيها صيغة الأمر، وأيضاً في الرواية الأخرى لفظة «لا نأخذ من طولها ... »، ولفظة «لا نأخذ» لا تريدها لأنها صريحة في الدلالة.
2 - أثر الحسن البصري عمن أدركهم:
ذكرت هذا الأثر تبعاً لأثر صحيح عن عطاء ابن أبي رباح -رحمه الله- ولفظه قال عطاء: «كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمرة».
وبعد كلامك على صحة أثر عطاء، ألحقته بأثر الحسن البصري، مباشرة بينما أثر الحسن هذا إسناده ضعيف -كما نصصت عليه-، ولكن عقبَّت عليه بقولك: لكنه أثر حسن لما تقدم له من شواهد تقويه.
قلت: وكلامك في تحسين هذا الأثر ليس بصحيح، لأسباب:
أولها: إن الإسناد ضعيف -كما ذكرته-.
ثانياً: الشواهد التي ذكرت أنها تقويه فيصبح بها الأثر حسناً ليست على ما ذكرت، لأن التقوية التي تريدها هي أحد أمرين:
الأول: تقوية للأخذ من اللحية فيما زاد على القبضة (في الحج أو العمرة).
والثاني: تقوية للأخذ من اللحية فيما زاد على القبضة على الإطلاق، (دون التقييد بالحج أو العمرة).
قلت: فإن كانت التقوية للمعنى الأول فهذا لا تريده، لأنه دليل ضدك، فأنت احتججت بأثر الحسن -رحمه الله- بعد ذلك في جواز الأخذ على المعنى الثاني.
وإن كانت التقوية للمعنى الثاني فلا يصح لك.
قلت: لأن الشواهد السابقة التي ذكرت أنها تقويه ليس فيها ما يقوي هذا الأثر سوى أثر أبي هريرة (رقم: 3 ص 133)، وقد صححته لأجل الغرض نفسه وهو ضعيف كما سيأتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/232)
أما قضية التزوير هنا هي أنك أوردت أثر الحسن -رحمه الله- عقب أثر عطاء الصحيح -مع أنه مخالف له- لكي يثبّت هذا الأثر بموضوع التقوية، دون أن ينتبه القارئ للأمرين السابق ذكرهما. ومن ثم تأتي في خلاصتك -التي تعقدها نهاية كل فصل- فتحيل على ما هنا.
3 - جعلك حديث أبي أمامة حاكماً على الأحاديث الثلاثة:
حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- حكمت عليه بأن إسناده حسن، وهو أحد الأحاديث الثلاثة- التي أثبت أنها المدار في حكم اللحية-. مع حديث ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما-.
وحديث ابن عمر في الصحيحين، وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم وغيره.
قلت: حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- صحيحان مشهوران رواهما كثرة كاثرة من الرواة والمصنفين بينما حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- وقد حسَّنَت إسناده -هو حديث غريب لم يروه عن أبي أمامة غير القاسم ولا عن القاسم غير ابن زبر ولا عن ابن زبر غير زيد بن يحيى-.
إلا أنك لماَّ رأيت أن حديثي ابن عمر وأبي هريرة لم يذكرا سوى «اللحية» بينما حديث أبي أمامة ذكر «اللحية» وذكر معها بعض السنن المستحبة جعلت حديث أبي أمامة مفسراً لهما وحاكماً عليهما. للهدف الذي تريده وهو أن «اللحية» هي سنة من السنن- أي إعفاءها- كالسنن التي ذكرت معها في حديث أبي أمامة. مما يجعلك تحكم على صيغ الأوامر التي في حديثي ابن عمر وأبي هريرة أنها أوامر للندب وليست للوجوب!!!
قلت: وأيضاً فإن من المفترض أن تجعل بدل حديث أبي أمامة -الضعيف- حديث جابر الصحيح، والذي مقتضاه أن يجعل الأوامر التي في حديثي ابن عمر وأبي هريرة للوجوب لا للندب.
ب- الأخطاء العلمية في الكتاب:
وقع في الكتاب أخطاء علمية في مواضع غير قليلة منه، ومن أمثله ذلك:
أ- تصحيحك لأثر أبي هريرة -رضي الله عنه-.
هذا الحديث في حقيقته لا يقبل التصحيح بحسب القواعد العلمية في التصحيح والتضعيف ...
لكن أثبت صحته ...
وقبل بيان ضعف هذا الأثر، أنقل إليك ما قررته في تصحيح هذا الأثر:
قلت: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: كان أبو هريرة يقبض على لحيته ثم يأخذ ما فضل عن القبضة.
قال: إسناده صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة عن عمرو بن أيوب من ولد جرير عن أبي زرعة به.
ثم ذكرت تخريج الخلال له في «الترجل» من طريق شعبة.
ثم قلت: وإسناده صحيح، رجاله مشهورون بالثقة، سوى عمرو بن أيوب، ووقع عند الخلال «عمر» وهكذا ترجم له ابن أبي حاتم ونقل عن أبيه قوله: «شيخ كوفي»، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يُجرح، والوجه أنه ثقة لأنه قد تواتر أن شعبة بن الحجاج لا يروي إلا عن ثقة عنده فروايته عنه توثيق منه له.
ثم ذكرت إسناداً آخر لهذا الأثر بلفظ مغاير للفظ السابق.
وقلتَ: وإسناده ضعيف لجهالة الشيخ المدني، ولين أبي هلال كما تقدم ذكره في الكلام على رواية جابر (133 - 134).
قلت: والوقفات هنا حيال ما ذكرت كالتالي:
أولاً: تصحيحك للإسناد، وفيه عمرو بن أيوب. فوثقته، وهذا خلل في الحكم، لأمور:
1 - عمرو بن أيوب لم يذكر له راوياً غير واحد، وهو شعبة بن الحجاج، فيكون هذا الراوي مجهولاً جهالة عين.
2 - رواية شعبة عنه ترفعه من الجهالة العينية إلى أن يكون في المرتبة التي تلي مرتبة الجهالة، وهي أدنى مراتب التعديل. ولهذا حكم عليه أبو حاتم بأنه «شيخ»، وهذه اللفظة وضعها ابن أبي حاتم في المرتبة الثالثة من مراتب التعديل الأربع. (الجرح والتعديل 2/ 37).
فحقه أن ينظر في حديثه فإن وافق الثقات قُبل وإلا رُدَّ. وتبع ابن أبي حاتم على هذا ابن الصلاح (308 - 310 - )، وأما الذهبي (الميزان 1/ 4)، فجعلها في أدنى مراتب التعديل وهي المرتبة الرابعة، وتبعه، العراقي (شرح التبصرة 2/ 2 - 12)، وكذا السخاوي جعلها في أدنى مراتب التعديل الست (فتح المغيث 2/ 109 - 116)، وقال: وضابط هذه المرتبة: كل ما أشعر بالقرب من أسهل التجريح. أ هـ.
قلت: فهل بعد هذا يجعل هذا الراوي (ثقة)!!!
3 - هذا الرواي مما يؤكد أحقية وضعه في المرتبة السابق ذكرها عدة أمور:
أولاً: هذا الراوي لم يذكره أحد بجرح ولا تعديل -سوى ما تقدم- مما يدل على عدم شهرته بالعلم والرواية.
ثانياً: لم يذكره البخاري في تاريخه مع ذكره لأمثاله.
ثالثاً: لم يذكره أحد ممن صنّف في الرواة.
رابعاً: تفرد بذكره ابن حبان في كتابه «الثقات»، وشرطه معروف فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/233)
خامساً: ونظراً لما تقدم فقد اختلف -أيضاً- في اسمه، فذكر مرة «عمرو»، ومرة «عمر».
فحُكمك عليه بأنه ثقة لا يستقيم مع ما تقدم.
كما لا يستقيم مع ما تقدم أن تصحح الإسناد بذلك.
ب- تحسينك لحديث أبي أمامة -رضي الله عنه-:
حسَّنتَ حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-، ولفظه: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال: «يا معشر الأنصار، حمروا وصفروا، وخالفوا أهل الكتاب، فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسرولوا وائتزروا، وخالفوا أهل الكتاب»، قال: فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فتخففوا وانتعلوا، وخالفوا أهل الكتاب»، قال: فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم، ويوفرون سبالهم؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم».
فقلت: إسناده حسن.
أخرجه أحمد قال: حدثنا زيد بن يحيى حدثنا عبدالله بن العلاء بن زبر حدثني القاسم قال: سمعت أبا أمامة يقول: فذكره.
قلتَ: وهذا إسناد حسن، زيد وابن زبر ثقتان، والقاسم هو ابن عبدالرحمن صاحب أبي أمامة مشهور بحسن حديثه.
ثم ذكرت إخراج البيهقي له في الشعب وكذا الطبراني في الكبير كلاهما من طريق زيد بن يحيى به.
قلتُ: وهذا الحديث يلاحظ فيه قولك: إسناده حسن، ثم ذكرت عن القاسم أنه «مشهور بحسن حديثه».
وهذه الكلمة نفسها انتقدتها على الحافظ ابن حجر حينما قالها في مصعب بن شيبة (ص: 85 - 86).
فأنت لما رأيت اختلاف الأئمة في القاسم توسطت في القول فيه وجعلته حسن الحديث -وسطاً بين الثقة والضعيف- فصنعت الصنيع نفسه الذي رعْبتَه على الحافظ ابن حجر!!!
ثانياً: هذا المتن بهذا اللفظ منكر لم يتابع عليه. فلا يستقيم الحكم عليه بالحسن. خصوصاً مع تفرد القاسم به عن أبي أمامة، وتفرد ابن زبر عن القاسم وتفرد زيد بن يحيى عن ابن زبر، فهنا لا يقبل تفرده. وقد بينت هذه القاعدة في نفس كتابك هذا (ص: 191).
ثالثاً: ولهذا فإن هذا الحديث -كما تقدم- لم يخرجه أحد من الأئمة الستة حتى ابن ماجه ترك إخراجه، وكذا لم يخرجه أحد ممن اشترط الصحة أو الحسن في كتابه كابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود وغيرهم. وكذا لم يستدركه الحاكم على الشيخين، فكيف تجعل هذا الحديث حاكماً على الأحاديث التي في الصحيحين وغيرها!!!.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:02 ص]ـ
ثالثاً: نصيحتي إليك:
أختم هذه الرسالة بنصيحة وهي كالتالي:
أولاً: إنك معروف بالعلم والشهرة بذلك فأنصحك بعدم مخالفة سبيل المؤمنين وعليك السير على مناهجهم في الاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم اعتماد إجماع الأمة من الصحابة وغيرهم. كما هو المنهج الذي رضيه علماء الأمة من أهل السنة والجماعة.
ثانياً: لإقامتك في ديار الغرب -أهل الكتاب- والبعد عن ديار المسلمين أثر ظاهر في منهجيتك في هذا الكتاب. ولعلمي بالسبب الذي خرجت من أجله لديار الغرب في السابق فإن هذا السبب قد زال منذ سنوات بعد أن حصلت على ما يسهل لك الرجوع لبلاد المسلمين وهو مرغوب فيه.
والأمر الآخر وهو أن بقاء المؤمن مع إخوانه وعموم الناس من المسلمين يجعل الأثر في الدين متمكناً فيه.
ثالثاً: وجوب ابتعادك عن شيوخ المدرسة العقلية الذين حذّرنا علماءنا -أهل السنة والحديث- في عموم بلاد الإسلام من هؤلاء وما جنوا به على هذا الدين وأهله. فأنت تعلم أن المدرسة العقلية المعاصرة ما هي إلا امتداد للمذهب المعتزلي القديم.
وممن نبّه على ذلك، وبين خطر أصحاب المدرسة العقلية المعاصرة، وحذر منها ومن شبهها وخطرها على الدين الإسلامي عدد من علماء أهل السنة والحديث في الأقطار الإسلامية ومنهم:
- العلامة المعلمي اليماني في «الأنوار الكاشفة» وغيره من مؤلفاته.
- الدكتور محمد أبو شهبة في «دفاع عن السنة وردِّ شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين» وغيره من كتبه.
- الدكتور مصطفى السباعي في «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» وغيره من كتبه.
- الدكتور الأمين الصادق في «موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية».
- الدكتور ناصر العقل في «الاتجهات العقلانية الحديثة». وهذا الكتاب هو أكثرها شمولاً للتعريف بهذه المدرسة.
وأزيدك القول:
إن من أصول المنهج العقلاني ومرتكزاته تجاه دراسة الإسلام في العصر الحديث الآتي:
- تقديم العقل والأهواء على نصوص الشرع.
- الإنكار والتشكيك، والتحريف والتأويل، في أصول العقيدة وأدلتها.
- الإنحراف في الاستدلال، والتلقي من غير المصادر الإسلامية.
- الإشادة بالحياة الغربية والحكم على الإسلام من خلالها.
- عدم التمييز أو المفاضلة بين المسلمين وغير المسلمين (ضعف الولاء).
- تبني الطرح العلماني أو بعضه.
- الاهتمام بعمارة الحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة.
وأما من أهم أهداف الاتجاهات العقلانية الحديثة:
- فصل الدين عن الدولة والحياة.
- إخضاع الإسلام لمسايرة الغرب.
- العمل على إلغاء الفوارق العقائدية (التقريب بين الأديان).
- قطع خط الرجعة على استئناف الحياة الإسلامية.
- إفساد المرأة المسلمة.
قلت: ولا أقول إنك من هذه المدرسة، ولكنك كتابك هذا ناقلٌ لك إليها إن لم تدرك الأمر وخطورته.
وأكرر القول لك:
إن مما يزيد الملاحظة في ارتباطك بالمدرسة العقلية المعاصرة ثلاثة أمور:
الأول: منهجك في كتابك -مما سبق تبيينه في هذه الرسالة- وهذا من صميم منهجهم.
الثاني: نقلك عن أحد كبارهم في هذا العصر رأيه في هذا الكتاب -كما في صفحة (217)، وتركك النقل عن أئمة أهل السنة والجماعة في هذا العصر.
الثالث: وظيفتك الشرعية الآن نائباً لأحد كبارهم في هذا العصر.
لذا فنصيحتي إليك الارتباط بعلماء أهل السنة والإفادة والاستفادة منهم.
رابعاً: لعلك قد نالك نصيبٌ من الثناء والشهرة، فينبغي لك الاحتياط في ذلك، وقد كان السلف يحتقرون أنفسهم عند ذواتهم، وعند غيرهم. وما ذكرتُه هو الذي يظهر في كتابك (وأنا في انتظار جوابك وإفادتك) هذا وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو محمد عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد
27/ 8/1425
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/234)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابن خميس
وفي لقاء أجراه مع العربية قال إن حلق اللحية مستحب في عصرنا هذا! وأن أعضاء الوضوء للمرأة ليست من العورة إلا الرأس! وأباح الغناء بالحب والغزل النظيف!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:30 م]ـ
نعم الجديع للأسف صير نفسه مهزلة والله الموعد
في ظل عدم وجود من يأخذ على يده ويردعه عن تحايله على الشرع الشريف فلا تستغرب هذه الأقوال!!!!!!!!!!!! فتاوى أوربية طازجة@@@
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 05:03 م]ـ
أخشى أن ينتهي به المطاف إلى ما انتهى إليه " عبد الله القصيمي "!!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 05:16 م]ـ
نسأل الله لنا وله العفو والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:41 م]ـ
والله أنا أخشى على الجميع.
ـ[أبو الحسين المازيغي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 03:22 م]ـ
حرر من قبل المشرف
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً
نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكوْر
ـ[د بندر الدعجاني]ــــــــ[13 - 02 - 09, 10:47 م]ـ
سبحان الله , لماذا لا نناقش الأفكار والأراء بدون تجريح الأشخاص وسبه وقذفه وتضليله وتفسيقه.
المسائل التي تكلم فيها الشيخ عبدالله الجديع مسائل خلافية وستبقى خلافية , الرجل بين فيها اجتهاده فيها الواجب مناقشة اجتهاده بدون أن ندخل في أمور لا تُحمد عقباها.
سبحان الله قبل زمن كنت أسمع ثناء طلبة العلم عندنا في الرياض على هذا الشيخ وأن له منزلة عالية في العلم والفقه والاجتهاد , ولما رجح أقوالاً لا توافق أمزجتنا سقط من أعيننا؟؟؟؟؟؟ سبحان الله فكأن المقياس والميزان أنت أخي وحبيبي ما دمت تتبنى مذهبي.
يا أخوتي المسائل التي تكلم فيها فضيلة الشيخ عبدالله الجديع هل هي مسائل متفق عليها؟؟؟ لا مجال فيها للاجتهاد؟ أما هي مسائل خلافية؟
ثم لماذا هذا الأسلوب في الحوار الذي عنوانه التفسيق والتضليل؟ بل يكاد البعض أن يصرح بخروجه عن ملة الاسلام عياذاً بالله (تارك المحجة)؟
الله - عز وجل - أمرنا بإحسان أسلوب الدعوة وتبين الحق مع الكافر والمشرك , فكيف إذا كان هذا المخالف إنما خلافه معي في المسائل الاجتهادية؟ لماذا لا يكون حوارنا شعاره الحب والمودة , تاجه الرحمة والشفقة , عنوانه حسن الظن؟
ليس والله بيان الحق أن يكون بالأسلوب الفض والغلظة في الرد وسرد الألفاظ الجارحة.
إخواني ارجعوا إلى سيرة تبيكم وأنظروا كيف كان يعامل الناس , أنظروا إلى سيرة أصحابه عند الاختلاف فيما بينهم.
أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 01:53 ص]ـ
هكذا بدون تورع تقول:
" عبدالله الجديع كان له ماض مشرف في خدمته لكتب العلم وتصنيفه في العقيدة ولكن الرجل تغير وتبدل حاله وظهر له كتب جديدية محزنة جدا!!!! وقد شوه سمعته واسقط نفسه بكتبات سقيمة@@@ "
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 01:55 ص]ـ
أخشى أن ينتهي به المطاف إلى ما انتهى إليه " عبد الله القصيمي "!!
و أنا أخشى على نفسي مثل هذا ...(64/235)
أصبت البارحة بشرقة كدت أهلك منها وهذه الفائدة من ثمارها
ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:19 م]ـ
قال في تاج العروس [جزء 1 - صفحة 1141]
والموتُ الأَسْوَدُ: هو الغَرَقُ والشَّرَقُ أهـ
وقانا الله وإياكم من الموت الأسود
وفي مجمع الأمثال [جزء 2 - صفحة 293]
3973 - مَا هُوَ إلاَ غَرَقٌ أو شَرَقٌ
فالغَرَق: أن يدخل الماء في مجرى النفس فيسده فيموت ومنه قيل " غَرَّقَتِ القابلةُ المولودَ " وذلك أن المولود إذا سَقَطَ مَسَحَتِ القابلة منخريه ليخرج ما فيهما فيتسع مُتَنَفَّسُ المولود فإن لم تفعل ذلك دخَلَ فيه الماء الذي في السابياء فغَرِق قَالَ الأعْشَى:
(السابياء: المشيمة التي تخرج مع الولد أو جليدة رقيقة على أنفه إن لم تكشف عند الولاَدة مات وقول الأعشى يقوله في قيس ابن مسعود الشيباني وصدره: أطورين في عام غزاة ورحلة)
ألاَ لَيْتَ قَيْساً غَرَّقْتْهُ القَوَابِلُ
والشَّرَقُ: أن يدخل الماء في الحنجرة وهي مجرى التنفس أيضاً فإذا شَرقَ ولم يتدارك بما يُحَلِّلُ ذلك هلك فالشرق والغرق مختلفان وكادا يكونان متفقين
يضرب في الأمر يتعذَّر من وجهين.
وقد جاء في الشرق حديث ننبه عليه حتى لايغتر به مغتر.
قال العقيلي رحمه الله:
273 - الحسن بن رزين بصري مجهول في الرواية حدثني محمد بن الحسين والخضر بن داود قالا حدثنا محمد بن أحمد بن زيد المزارى قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا الحسن بن رزين قال حدثنا بن جريج عن عطاء عن بن عباس عن النبي عليه السلام قال يلتقى الخضر وإلياس في كل موسم فإذا أرادا أن يتفرقا تفرقا على هذه الكلمات بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ولا يصرف السوء الا الله ما شاء الله ما تكن من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله فمن قالها إذا أمسى آمن من الحرق والغرق والشرق حتى يصبح ومن قالها إذا أصبح ثلاث مرات آمن من الحرق والغرق والشرق حتى يمسي حدثنا محمد بن خزيمة بن راشد قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا الحسن بن رزين عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس نحوه موقوفا ولا يتابع عليه مسندا ولا موقوفا. ضعفاء العقيلي [جزء 1 - صفحة 224]
ولخطورة الشرق - عافانا الله وإياكم منه ألف فيه بعضهم ففي وفيات الأعيان - (ج 4 / ص 377):
الأمير المختار عز الملك محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز، المعروف بالمسبحي الكاتب، الحراني الأصل المصري المولد، صاحب التاريخ المشور وغيره من المصنفات؛ كانت فيه فضائل ولديه معارف، ورزق حظوة في التصانيف، وكان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم بن العزيز العبيدي صاحب مصر ونال منه سعادة، وذكر في تاريخه أن أول تصرفه في خدمة الحاكم صاحب مصر كان في سنة ثمان وتسعين وثلثمائة، وذكر فيه أيضا: أنه تقلد القيس والبهنسا من أعمال الصعيد، ثم تولى ديوان الترتيب، وله مع الحاكم مجالس ومحاضرات حسبما يشهد بها تاريخه الكبير.
وجمع مقدار ثلاثين مصنفا، منها: التاريخ المذكور الذي قال في حقه " التاريخ الجليل قدره الذي يستغنى بمضمونه عن غيره من الكتب الواردة في معانيه، وهو أخبار مصر ومن حلها من الولاة والأمراء والأئمة والخلفاء، وما بها من العجائب والأبنية واختلاف أصناف الأطعمة، وذكر نيلها، وأحوال من حل بها إلى الوقت الذي كتبنا فيه تعليق هذه الترجمة، وأشعار الشعراء وأخبار المغنين
وهو ثلاثة عشر ألف ورقة. ومن تصانيفه كتاب التلويح والتصريح في معاني الشعر وغيره وهو ألف ورقة، وهو ألف ورقة، وكتاب الراح والارتياح ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب الغرق والشرق في ذكر من مات غرقا وشرقا مائتا ورقة، وكتاب الطعام والإدام ألف ورقة، وكتاب درك البغية في وصف الأديان والعبادات ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وقصص الأنبياء عليهم السلام وأحوالهم ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب المفاتحة والمناكحة في أصناف الجماع ألف ومائتا ورقة، وكتاب الأمثلة للدول المقبلة يتعلق بالنجوم والحساب خمسمائة ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة، وكتاب جونة الماشطة يتضمن غرائب الأخبار والأشعار والنوادر التي لم يتكرر مرورها على الأسماع، وهو مجموع مختلف غير مؤتلف، ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب الشجن والسكن في أخبار أهل الهوى وما يلقاه أربابه ألفان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/236)
وخمسمائة ورقة، وكتاب السؤال والجواب ثلثمائة ورقة، وكتاب السؤال والجواب ثلثمائة ورقة، وكتاب مختار الأغاني ومعانيها وغير ذلك من الكتب.
وله شعر حسن، فمن ذلك أبيات رثى بها أم ولده، وهي:
ألا في سبيل الله قلب تقطعا ... وفادحة لم تبق للعين مدمعا
أصبرا وقد حل الثرى من أوده ... فلله هم ما أشد وأوجعا
فيا ليتني للموت قدمت قبلها ... وإلا فليت الموت أذهبنا معا وكان المسبحي المذكور قد استزار أبا محمد عبيد الله بن أبي الجوع الأديب الوراق الكاتب المشهور، فزاره؛ فعمل المسبحي هذه الأبيات وأنشده إياها على البديهة:
حللت فأحلت قلبي السرورا ... وكاد لفرحته أن يطيرا
وأمطر علمك سحب السماء ... ولولاك ما كان يوما مطيرا
تضوع نشرك لما وردت ... وعاد الظلام ضياء منيرا
وكان ابن أبي الجوع المذكور شاعرا أديبا حلوا مقبولا له أشعار كثيرة في المراسلات والمعاتبات والأهاجي، وكان نسخة في غاية الجودة، وكان ينسخ كل خمسين ورقة بدينار، وخطه موجود بأيدي الناس ومرغوب فيه، وكانت وفاة ابن أبي الجوع سنة خمس وتسعين وثلثمائة.
وكانت ولادة المسبحي المذكور يوم الأحد عاشر رجب سنة ست وستيم وثلثمائة، كذا ذكره في تاريخه الكبير. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة.
وتوفي والده ضحوة نهار الاثنين تاسع شعبان سنة أربعمائة، وعمره ثلاث وتسعون سنة، وصلي عليه في جامع مصر ودفن في داره، رحمهم الله تعالى أجمعين. ولما توفي الوالد رثاه ولده المسبحي المذكور بهذه الأبيات:
خطب يقل له البكاء وينطوي ... عنه العزاء ويظهر المكتوم
خطب يميت من الصدور قلوبها ... أسفا ويقعد تارة ويقيم
يا دهر قد أنشبت في مخالبا ... بالأسودين لوقعهن كلوم
يا دهر قدألبستني حلل الأسى ... مذ حل شخص في التراب كريم
لو كنت تقبل فدية لفديت من ... رضت عظامي فيه وهو رميم
يا من يلوم إذا رآني جازعا ... من طارق الحدثان، فيم تلوم
بأبي فجعت فأي ثكل مثله ... ثكل الأبوة في الشباب أليم
قد كنت أجزع أن يلم به الردى ... أو يعتريه من الزمان هموم
قال السدوسي: لو قال: فقد الأبوة في الشباب أليم لكان أولى حتى لاتتكرر كلمة ثكل.
ورثاه جماعة من شعراء عصره ذكرهم ولده في تاريخه وذكر مراثيهم.
والمسبحي: بضم الميم وفتح الين المهملة وكسر الباء الموحدة وفي آخره حاء
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على نبينا محمد الحبيب.
الحمد لله على سلامتك يا أخي، لا تنسى أذكار اليوم والليلة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:15 م]ـ
شكر الله لك
ولو أصابتك الأخرى - الغرق - لا قدَّر الله - لما استفدنا هذه الفوائد:)
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 02:23 م]ـ
السلام عليكم
سلمك الله من كل سوء
ورزقنا وإياك حسن الخاتمة(64/237)
طلب الدعاء من غيرك
ـ[ابن رباح الاسدي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:58 م]ـ
قال بعض العلماء الطالب للدعاء من غيره نوعان: أحداهما أن يكون سؤاله على وجه الحاجة إليه فهذا بمنزلة أن يسأل الناس قضاء حوائجه، والثاني أنه يطلب منه الدعاء لينتفع الداعي والمدعو له.
ولم أجد لهذا التقسيم دليلا استأنس به يدل على وجه الشبه بين طلب الدعاء من الغير وطلب المتاع من أمور الدنيا, ولعل ذكر العلماء له لكي يسهل على الناس فهم وتأصيل مسألة الدعاء.
فان تبث هذا فالوجه الأول مكروه لقول الصحابة بايعنا رسول الله على أن لا نسأل الناس شيئا, فكما روي عنهم أن احدهم إذا وقع سوطه ينزل عن بعيره ليأخذه ولا يسأل الشخص الذي بجواره, وربما كانوا لا يسألون إلا عندما يعجزون عن القيام بذلك الأمر كما في قصة عمر رضي الله عنه عندما خرج مع أسلم ووجدوا المرآة وأطفالها الجياع والشاهد هو قول عمر عندما أراد أن يجلب لهم عدلاً فيه كبة شحم " أحمله على ظهري. قال أسلم أنا أحمله عنك - مرتين أو ثلاثاً فقال آخر ذلك: أنت تحمل عني وِزْرِي يوم القيامة لا أم لك ".
فلقد طلب عمر من أسلم مالا يقدر عليه وهو وضع الكيس فوق ظهره ولم يرضى أن يحمله عنه إلى الصبية وأمهم.
وأما الثاني فمستحب لما فيه من جلب المصلحة للمسلمين.
وهذا كله في حالة ثبوت التقسيم على هذا الوجه.
ذكر الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد:
قال العلماء: الأصل في ذلك الكراهة، والمتأمل فيما روي عن الصحابة وعن التابعين الذين طلب منهم الدعاء أنهم كرهوا ذلك، ونهوا الطالب، وربما قالوا له أنحن أنبياء كما قال ذلك حذيفة، ومعاذ، وغيرهما رضي الله عنهم، وكان إمام دار الهجرة أنس بن مالك إذا طلب منه الدعاء نهى الطالب، خشية أن يلتفت الناس إليه، وتتعلق قلوبهم به، وإنما يتعلق في طلب الدعاء بالأنبياء، أما من دونهم فلا يتعلق بهم في هذا الأمر؛ لهذا اختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن طلب الدعاء من المسلم الحي يكون مشروعا إذا قصد به نفع الداعي ونفع المدعو له، فإذا قصد الطالب أن ينفع الجهتين يعني: ينفع نفسه، وينفع الداعي فهذا من المشروع. ا هـ
قلت كل الأحاديث التي ذكرت في هذا هي أحاديث تدل على الخصوصية كما في قصة أويس, أو أحاديث ضعيفة لا حجة فيها.
وللشيخ ابن العثيمين استدلال طيب ذكره في شرحه لرياض الصالحين باب زيارة أهل الخير قال " لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحدا من أحد أن يدعو له مع إنه أفضل من أويس فأبوبكر أفضل من أويس بلا شك وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يقول أجعلوا أبويكر أجعلوا عمر أو ما أشبه ذلك يدعوا لكم فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب الدعاء من غيره ولو كان رجل صالحا وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين أما إذا كان الدعاء عاما
يعني تريد أن تطلب من هدا الرجل الصالح أن يدعوا بدعاء عام كأن تطلب منه أن يدعو الله بالغيب أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك فلا بأس لأن هذا من مصلحة غيرك كما لو سألت المال لفقير فإنك لا تلام على هذا ولا تذم وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فأن سؤال الصحابة له من خصوصياته" ا هـ.
أشار الشيخ إلى حديث أويس القرني الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر قال إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.
لقد نفى الشيخ ابن العثيمين أن تكون العلة في الحديث هي رجاء الاستجابة من الله لأن في ذلك الزمن من هم خير من أويس ودعائهم خير من دعائه ليس في ذلك شك, فعلى هذا لا يمكن طلب الدعاء من الغير في حال يكون دعائه أقرب للاستجابة من دعائك مثلا أن تقول له أدعو الله لي وأنت ساجد أو أدعو الله لي عند دخولك مكة.
فالأصل في العبادة التوقف حتى يرد الدليل والله الموفق.
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أفدتنا بفائدة جديدة وقد تم بحث هذه المسألة فى مشاركة بعنوان (هل طلب الدعاء من الغير ينافى كمال الإيمان)(64/238)
هل صح عن أحد الأئمة تأويل حديث النزول
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:43 م]ـ
هل ورد عن مالك رحمه الله تأويل صفة النزول؟؟
وهل ورد عن أحمد رحمه الله تأيل لحديث النزول في النصف من شعبان؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:09 م]ـ
لم يثبت عنهم التأويل
و راجع هذا الرابط
http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_1.htm
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:33 م]ـ
قال الشيخ عمرو عبدالمنعم حول التأويل المنسوب الى الامام مالك:
(وادعى السقاف - زوراً وبهتاناً – أن الإمام مالك قد أوَّل صفة النزول، بنزول الأمر. فقال: (روى الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143)، وذكر الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 105) أن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى، أوَّل النزول الوراد في الحديث بنزول أمره سبحانه وهذا نص الكلام من ((السير)): قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى: أمره، فأما هو فدائم لا يزول)). قال صالح، فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك. قلت – (القائل هو السقاف) -: ورواية ابن عبد البر من طريق أخرى فتنبه).
قلت: هذا والله عين التبجح بنسبة الأقوال إلى العلماء بالأسانيد الساقطة، والتدليس بأن ثمة طريقاً آخر يعضد طريق ابن عدي. وإليك تفصيل الكلام على هذه الطرق – الواهية – التي اعتمدها السقاف ليثبت ما ادعاه من نسبة التأويل إلى الإمام مالك – رحمه الله -.
{الكلام على طريق ابن عدي}: أما طريق ابن عدي: ففيه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، قال أحمد: ((ليس بثقة،. . كان يكذب)) وأثنى عليه شراً وسوءاً، وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس))، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة))، وقال الأزدى: ((متروك الحديث))، وقال أبو داود في رواية: ((يضع الحديث))، وقال النسائي: ((متروك الحديث، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك))، وتكلم فيه ابن معين والحاكم. وصالح بن أيوب هذا مجهول. والغريب أن السقاف نقل هذا الخبر من ((السير))، ولم ينقل ما علقه الذهبي عليه أداءً للأمانة. قال الذهبي – رحمه الله – بعد إيراده هذا الخبر: ((قلت: لا أعرف صالحاً، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال أمروها كما جاءت بلا تفسير، فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب)).
قلت: لم تصح رواية حبيب، فهو تالف الحال كما ذكرنا آنفاً. ولعله يُروى عن حبيب نفسه، وليس هو بحجة، فقد قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143): ((وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك، وغيره))، فلم ينسبه لمالك، فيكون صالح بن أيوب قد رواه على التوهم فنسبه لمالك، ولا إخاله يثبت عن حبيب نفسه، فصالح مجهول كما سبق ذكره.
{الكلام على الطريق المعضد!!}: وأما الطريق الآخر الذي ذكره السقاف – وكأنه يعضضد الطريق الأول!! – فأورده ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143) وقال: ((وقد روى محمد بن علي الجبلي – وكان من ثقات المسلمين بالقيروان – قال: حدثنا جامع بن سوادة بمصر، قال: حدثنا مطرف، عن مالك بن أنس، أنه سئل عن الحديث: ((إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا)) فقال مالك: يتنزل أمره.
قلت: وهذا سند ساقط، فيه جامع بن سوادة، ترجمه الذهبي في ((الميزان)) (1/ 387) فقال: ((وعن آدم بن أبي إياس بخبر باطل في الجمع بين الزوجين، وكأنه آفته)). وأما محمد بن علي الجبلي، فلعله الذي ترجمه الخطيب في ((تاريخه)) (3/ 101)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولكن قال: ((علقت منه مقطعات من شعره، وقيل إنه كان رافضياً شديد الرفض)). فهذان هما طريقا هذا الأثر، الأول: موضوع، والثاني: رواية متهم، فأنى يكون لهذا الخبر ثبوت؟!!.)
و قال عن التأويل المنسوب الى الامام احمد:
(وقد نسب السقاف التأويل – أيضاً – إلى الإمام أحمد في أربعة مواضع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/239)
قال: (روى الحافظ البيهقي في كتابه ((مناقب الإمام أحمد)) – وهو كتاب مخطوط – ومنه نقل الحافظ ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (1/ 327)، فقال: ((روى البيهقي عن الحاكم، عن أبي عمرو بن السماك، عن حنبل، أن أحمد ابن حنبل تأول قوله تعالى: {وجاء ربك} أنه جاء ثوابه، ثم قال البيهقي، وهذا إسناد لا غبار عليه)) انتهى كلام ابن كثير. وقال ابن كثير أيضاً في ((البداية)) (10/ 327): ((وكلامه – أحمد – في نفي التشبيه، وترك الخوض في الكلام، والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي ? وعن أصحابه)) اهـ.
قلت:ومثل هذا لا يصح عن الإمام أحمد، وإن ورد عنه بإسناد رجاله ثقات، من وجهين:
? أولهما: أن روايه عنه هو حنبل بن إسحاق، وهو وإن كان ثقة، ومن تلاميذ الإمام أحمد – وابن عمه – إلا أنه يغرب ويتفرد عنه ببعض المسائل. قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((السير)) (3/ 52): ((له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)). ونقل العليمى في ((المنهج الأحمد)) (1/ 245) عن أبي بكر الخلال قوله: ((قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بشيء يسير، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم)). قلت: فإن صح هذا الخبر عن حنبل، فيكون قد أغرب به على أبي عبد الله – رحمه الله – فإن المحفوظ عنه إمرار النص على وجهه، والتصديق، وعدم التأويل (4).
ثم وقفت بعد ذلك على كلام لابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري المسمى بـ ((فتح الباري)) في دفع هذه النسبة، فقال – رحمه الله – (9/ 279) في معرض الكلام على حديث النزول: ((ومنهم من يقول: هو إقبال الله على عباده، وإفاضة الرحمة والإحسان عليهم. ولكن يردُّ ذلك: تخصيصه بالسماء الدنيا، وهذا نوع من التأويل لأحاديث الصفات، وقد مال إليه في حديث النزول – خاصة – طائفة من أهل الحديث، منهم: ابن قتيبة، والخطابي، وابن عبد البر، وقد تقدَّم عن مالك، وفي صحته عنه نظر، وقد ذهب إليه طائفة ممن يميل إلى الكلام من أصحابنا، وخرجوا عن أحمد من رواية حنبل عنه في قوله تعالى: {وجاء ربك} أن المراد: وجاء أمر ربك. وقال ابن حامد: رأيت بعض أصحابنا حكى عن أبي عبدالله الإتيان، أنه قال: تأتي قدرته، قال: وهذا على حدَّ التوهم من قائله، وخطأ في إضافته إليه)).
حتى قال: ((والفرقة الثالثة: أطلقت النزول كما ورد، ولم تتعد ماورد، ونفت الكيفية عنه، وعلموا أن نزول الله تعالى ليس كنزول المخلوق. وهذا قول أئمة السلف: حماد بن زيد، وأحمد، فإن حماد بن زيد سئل عن النزول فقال:هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء. وقال حنبل: قلت لأبي عبدالله: ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أو بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أتقن الحديث على ما روي بلا كيف ولا حدٍّ، إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب، فقال الله عز وجل: {فلا تضربوا لله الأمثال} {النحل:74} ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هارب)).
ثانيهما: أن هذه الرواية الأخيرة تدل على مذهب الإمام أحمد في حديث النزول، وهي موافقة لسائر الروايات عنه في ذلك، مما يدل على أن الرواية الأولى من المفاريد والغرائب عنه، فهي غير مقبولة. ثم إن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ البداية والنهاية، وهي النسخة المصرية، وباقي النسخ لم يرد فيها هذا الخبر، فثبوته محل نظر.)
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم و اسمح لي بأن اثقل عليك بطلب آخر فأنا أريد ردا تفصيليا على من يدعي ان إثبات حديث الصورة على ظاهره يستلزم التشيبه
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:34 م]ـ
قال الامام ابن قتيبة:
(والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد)
و هناك الكثير من الكتب التي تحدثت عن حديث الصورة رواية و دراية فراجعها
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73269&highlight=%DA%DE%ED%CF%C9+%C3%E5%E1+%C7%E1%C5%ED%E 3%C7%E4(64/240)
هل هذا تأويل؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:45 م]ـ
قال مجاهد والثوري في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي: إلا ما أريد به وجهه،
__________
من تفسير ابن كثير
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:51 م]ـ
هذا فيه إثبات للوجه ألا ترى قولهم ((إلا ما أريد به وجه الله)) فتأمل قولهم ((وجه الله))
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 06:19 ص]ـ
موفق أخي عبد الله ... بارك الله في السائل و المجيب
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:38 م]ـ
بوركت اخي الكريم و اسمح لي بالسؤال أيضا تأويل مجاهد للآية بذاته هل صحيح السند إليه؟؟
ـ[نواف البكري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 07:45 م]ـ
لو صح أنه فسر الوجه [هنا] بالذات فهو لا ينكر صفة الوجه في مواطن أخرى وغيرها من مسائل الصفات والآثار عنه في ذلك كثيرة
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:09 م]ـ
قرأت في كلام مجاهد رحمه الله ما يثبت نفي رؤية المؤمنين لربهم
فما القول في ذلك؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:49 م]ـ
بوركت اخي الكريم و اسمح لي بالسؤال أيضا تأويل مجاهد للآية بذاته هل صحيح السند إليه؟؟
ذكر السيوطي في كتابه النافع الدر المنثور أن ابن أبي حاتم رواه عن مجاهد ولم أقف على سنده(64/241)
هل قضاء سنة الظهر من خصائص النبي صلى الله عليه و سلم؟؟
ـ[أمةالله]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح الورقات و هو يقول أن قضاء راتبة الظهر كان من خصائص النبي صلى الله عليه و سلم
فهل هذا صحيح؟؟ و ما الدليل؟؟
جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1912
رابط يفيدك.
ولعل ما ورد فيه من أدلة غير مخصوص بالنبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وسأبحث المسألة مجدداً، وعندها سألقاك بإذن الله(64/242)
أسئلة تحيرنى عن النصارى؟
ـ[م/محمود]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:37 ص]ـ
هل زواج المسلم من نصرانية له شروط؟ وما هى؟
هل النصارى اليوم نعتبرهم كفار وليسوا أهل كتاب؟
هناك فتوى للشيخ بن عثيمين بتحريم حتى بالبدء بإلقاء التحية عليهم .. ولكن كان النبى صلى الله عليه وسلم يتودد إليهم ويتعامل معهم ((فهل نتودد إليهم ونحبهم أم نعتبرهم كفار ومشركين))؟؟
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:52 م]ـ
ذكر فى صحيح مسلم فى كتاب السلام
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى الدَّرَاوَرْدِىَّ - عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِى طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ»
و ان شئت فأرجع لكتاب نيل الاوطار للشوكانى ففيه بعض التوضيح للمسألة
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:02 م]ـ
و قال الله تعالى:
{لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...... } سورة المجادلة آية 22
{لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} سورة الممتحنة آية 8
و أحب ان أعلم أخى أنه يوجد فرق مهم جدا بين الود (يوادون) و بين البر (تبروهم) و على هذا فأنت لا تود و تحب اهل الكفر و لكن يمكنك ان تحسن اليهم و تبرهم و فى هذا الكفاية لدعوتهم للاسلام ....
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:26 م]ـ
هل النصارى اليوم نعتبرهم كفار وليسوا أهل كتاب ?
أخي الكريم,
النصارى اليوم وأمس وغداً أهل كتاب وكفار. وصفهم بأهل الكتاب هذا لأنهم ينتسبون إلى شريعة سماوية (وإن كانت قد حرفت). وقد خاطبهم الله تعالى بهذا الوصف في كتابه العزيز في غير موضع.
قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} [آل عمران: 64]
وقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران: 70]
وقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 59]
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6]
والآيات كثيرة. ووصفهم بالكفر هو من جهة عدم إسلامهم بعد بعثة رسولنا الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وكفر أهل الكتاب (وكل من لا يدين بالإسلام) ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين القطعي المتواتر. وهو (يفترض أنه) من المعلوم من الدين بالضرورة لولا الجهل الذي عم في هذا الزمان (زمن زلزلة الثوابت, كما يقول شيخنا الشيخ محمد إسماعيل المقدم, حفظه الله). أصلح الله الحال.
مع ملاحظة أن كونهم (أهل كتاب) يعني أن لهم أحكام خاصة في الدنيا تخالف أحكام عبدة الأوثان مثلاً, وفيها تفصيل طويل ليس مجاله هنا. ولا عليك بمن يقول "إخواننا المسيحيين" ومن يدعو إلى التقارب بيننا وبينهم و ما إلى ذلك من التجاوزات غير المقبولة والتي تخالف عقيدتنا.
أرجو إن كانت عندك شبهة في هذه المسألة أن تطرحها للرد عليها, فهذه المسألة من صلب العقيدة ومما يجب على كل مسلم أن يحْسنها.
والله المستعان.
وفقك الله.
أخوك/ أبو داوود القاهري.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:01 ص]ـ
أحسنت أخي القاهري وأجدت في الجواب
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:26 ص]ـ
واحد أتجوز أمه خلف نفسه
أنه إله النصارى في عقيدتهم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم اخواني الأعزاء
أما عن الزواج بالكتابية فجائز ولكن بشروط وتكلم كثير من أهل العلم على كراهة ذلك في هذا الزمان (راجع كلام الشيخ الألباني - سلسلة الهدى والنور 523) ولعل أحد الاخوة يفيدك أكثر ببيان هذه الشروط.
ولكن أريد أن أضيف إلى أسئلة الأخ م/محمود هذه الأسئلة:
إن تزوج مسلم بكتابية, فكيف يتعامل معها في ضوء النصوص السابقة
" لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ " فهل لزوجته أو أمه إن كانت نصرانية حكم خاص, فيجوز له أن يبدأها بالسلام؟
وكذلك قوله تعالى:
لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ......
لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ
وقد جاء في الحديث: عن أسماء قالت: قدمت علي أمي راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة أفأصلها قال نعم فصلي أمك
فما الفارق أحبتي بين الود والبر والصلة؟ وهل يربى الولد على حب أمه؟ وكيف يتعامل المسلم مع زوجته إن كانت كتابية أو أمه إن كانت كذلك؟
فهل تكلم أحد من أهل العلم أو كتب في ذلك؟
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/243)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 08:04 ص]ـ
نعم، تكلم فضيلة الشيخ الحويني حفظه الله في هذا الموضوع في سلسلة المحبة أو سلسلة الولاء والبراء، لا أذكر في أي درس منها .. خلاصة كلامه أن هناك نوعان من المحبة: محبة فطرية طبعية كحب المرء لأمه وأبيه وأهله؛ ومحبة إرادية شرعية وهي محبة الله ورسوله والمسلمين.
وقد ضرب الشيخ أمثلة لهذا مثل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، وتوسع في شرح الفرق بين نوعي الحب وأنهما قد يجتمعان وقد يفترقان.
والله أعلم.
ـ[م/محمود]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله جميعاً خيراً وأدعو الله أن يهدينا دائماً إلىالحق
ـ[محمود المصري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي هشام
وماذا عن مسألة السلام عليها هل سمعت أحد تكلم في هذا
جزاكم الله خيرا(64/244)
طلب فتوى اسقاط حمل لم يتكون اي في فترة ما قبل الاربعة أشهر الاولى
ـ[الوافي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
الموضوع:
زوجين رزقهم الله باربعة أطفال يشكرون الله على تلك النعمة، الطفلين الاخيرين الثالث والرابع ولد الثالث وبعد عام ولد الرابع فقاست الزوجة في التربية خصوصاً ليس لها أم أو أخت أو حتى خادمة تعينها على ذلك أي على تربية الأطفال وهم في غربة.
الموضوع الآني هو أن الزوجة أنقطعت عنها العادة منذ شهرين وتشك في أن ذلك هو حمل حسب خبرتها فأرادت أن تسقط هذا الحمل إن كان حمل لأنها تقول وحسب أعتقادها بأنها لم تتمكن من تربية الأربعة وجميعهم صغار فولادة الخامس في هذه الفترة سوف يؤثر عليها متعللة بظروف اجتماعية كثيرة. فارادت أن تشاور زوجها في ما يراودها وأنها تعزم أن تسقط الحمل فتعصب الزوج وقال سوف اطلقك لو فعلت ذلك.
السؤال:
(1) هل الشارع الكريم يجوز اسقاط الحمل في هذه المرحلة أي مرحلة عدم التكوين؟ وإن كان نعم هل هناك سابقة في السلف الصالح؟ أم أن مثل هذه الأمور أمور استحدثت وحاجة نتجت بتعقد الامور في عصرنا هذا.
(2) هل هناك طرق شرعية معروفة للاسقاط إن كان فيه مضرة إجتماعية أو صحية على الزوجة أو الزوج؟
(3) هل يقع الطلاق إن تراجع الزوج أن قوله ذلك ووافق الزوجة على ما تعزم عليه.
افيدونا أفادكم الله(64/245)
حول نشيد طلع البدر
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:47 م]ـ
السلام عليكم جميعاَ,
فلقد أردت من الاخوة أن يساعدوننى فى إيجاد تسجيل صوتى لأحد العلماء - و حبذا لو كان الالبانى او بن باز او بن عثيمين (رحمهم الله) - يوضح فيه ضعف رواية طلع البدر
و لقد وجدت فى السلسلة الضعيفة للالبانى -رحمه الله- التالى:-
حديث رقم -598 -
لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا مادعا لله داع (ضعيف)
** كما أنى اسأل الاخوة فى مدى مشروعية عمل نشيد يشيع الاحاديث و الروايات الضعيفة لدى العوام؟ و ما واجبنا نحن لتوضيح الموضوع لعامة الناس؟؟
و جزيتم خيراَ
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:34 م]ـ
من هو راشد؟
الحديث الوارد ضعيف ... و من اعتبارات نقد متنه أن ثنية الوداع في شمال المدينة جهة تبوك، و النبي صلى الله عليه و سلم إنما هاجر من مكة إلى المدينة، و إقباله على المدينة يكون - بالنسبة لأهلها - من جهة الجنوب!!
فكيف استقبل الناس نبيهم قائلين طلع البدر علينا من ثنيات الوداع؟
ـ[أبو الأم]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:43 م]ـ
ابو الحسن الندوي يصحح الاثر ..
ويقول ان هناك اكثر من ثنية وداع ...
وان تضعيف ابن القيم غير صحيح ..
هذا من جانب ..
ومن جانب آخر،،
ما علاقة ضعف الحديث باصدار مشاري راشد!!!
لو ان الأثر ضعيف وجاء رجل وقد اعجبته هذه الابيات وانشدها ..
(فهذا لا علاقة له بصحة الأثر من ضعفه)
هذا ان التزم مشاري راشد اصلا بنص الابيات المعروفة!!!
وعمل مشاري راشد يدخل حول الخلاف في مسالة (الغناء) وان اضاف الى عمله ايقاعاً ...
فيدخل تحت مسالة الايقاع ..
وان اضاف اليه موسيقى فيدخل تحت مسالة المعازف ...
وقد رايت اصداره على شكل فيديو كليب ..
واعجبني ووجدته مؤثراً ...
مع التحفظ على عمل الانشاد عموما و الفيديو كليبات .. وان يكون قراء القرآن منشدين!!!
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيراَ أخى أبو عدنان و أبو الأم على التعقيب.
و لكنك يا أخى أبو الأم لا أظنك قد علمت قصدى و وعيت مرادى
الا و هو ان عامة الناس ممن ليس لديهم العلم خاصة هنا فى مصر يأخذون الكثير من علمهم الدينى من الافلام و المسلسلات و الاغانى و ليس من المحاضرات والكتب و على هذا صار الكثيرون يحتجون مثلا بفيلم من اخراج يوسف شاهين (الذى لا أعلم له ملة) على ان حديث طلع البدر صحيح.
و على هذا فمن فقه الدعاة توضيح الخطأ و ليس إقراره و الحد منه و ليس حب إنتشاره
الست انت معى فى هذا؟؟؟
و أخيرا جزيت خيرا على التعقيب
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:30 م]ـ
أخي أبو الأم:
لو فصلت لنا مرادك بالغناء، والخلاف حوله مشكورا ......
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:43 م]ـ
ابو الحسن الندوي يصحح الاثر ..
ويقول ان هناك اكثر من ثنية وداع ...
وان تضعيف ابن القيم غير صحيح ..
هذا من جانب ..
أخي أبا الأم .. هل تتكرّم علينا بنقل كلام الشيخ الندوي رحمه الله ... في تصحيح الحديث.
خاصة الأدلة التي اتكأ عليها في الرد على من يرى تضعيفه.
أرجو منك الاستجابة.
موفق.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:35 م]ـ
الله المستعان كثر هذه الايام الانشاد واغراق المسلمين بهذا نحن لسنا في تحرير مسألة الحرام والحلال هذه للعلماء ولكن ولكن ولكن هذا الرجل الذي عرف بالقراءن والتغني به لماذا يدخل نفسه في هذه الترهات اليس الاولي به ان يدعو المسلمين للعوده الي كتابه والعمل به بدل هذه الامور التي لن تزيد الدين شياء. هذا والله اسأل ان يعز دينه وينصر سنة نبيه صلي الله عليه وسلم.
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرَ يا أخوانى
و لكنى أريد أن أعلم هل أنا مخطىء فى ما قلت أولا عن فقه الداعية أم لا؟؟؟؟
لذا أريد رأيكم
ـ[طارق السليماني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا بحث قد يفيد في الموضوع
ـ[أبو الأم]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:40 م]ـ
اخواني ..
هيثم: حتى الآن لم افهمه.,.
أبو عبد الرحمن: الغناء (اي بدون آلات العزف) وهو ما يسمى الآن الانشاد ..
أبو عدنان:
استغفر الله واتوب اليه ..
كان ما كتبت من سبق القلم ..
واعوذ بالله من الزلل ..
اعني ان ابا الحسن الندوي ..
يقول ان توجيه ابن القيم للحديث ان ثنيات الوداع هي عند مقدمه من تبوك
وان ابا الحسن يرى ان هذا التوجيه ليس صحيحاً ..
ولا اعني الأثر ..
واتيكم بكلامه لاحقا ان شاء الله ..
والحمد لله انها زلة وتنبهت لها ..
اللهم اني اعوذ بك من الزلل ..
والحمد لله انها جائت هاهنا بين اخواننا ليتضح زللي ..
واعتذر للاخوة,،،
واتوب الى الله واستغفره.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:13 م]ـ
تتمة التنبيه ..
كما أن ابن القيم لم يتكلم في صحة الحديث في آخر غزوة تبوك ..
وانما تكلم عن ان وهم الرواة في أنه كان عند مقدمه من مكة ..
اللهم اني اعوذ بك ان أزل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/246)
ـ[بزيد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:36 م]ـ
الاخ ابا الام لو تكرمت بنقل كلام ابن القيم
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[22 - 04 - 06, 02:31 ص]ـ
ما وجدته فى كتاب زاد المعاد
(فصل
[فى خروج الناس لتلقيه صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة]
فلما دنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، خرج الناس لتلقيه، وخرج النساءُ والصبيان والولائد يقلن:
طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا مِنْ ثَنِيَّاتِ الوَدَاعِ
وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَا للهِ دَاعِى
وبعضُ الرواة يَهِمُ فى هذا ويقولُ: إنما كان ذلك عند مقدَمِه إلى المدينة من مكةَ، وهو وَهْمٌ ظاهر، لأن ثنياتِ الوداع إنما هى من ناحية الشام، لا يراها القادِمُ من مكة إلى المدينة، ولا يمرُّ بها إلا إذا توجَّه إلى الشام، فلما أشرف على المدينة، قال: ((هذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه)). انتهى
** و أوضح مرة أخرى مقصدى بمثال
اذا انا عرفت انه يوجد رواية لحديث منتشرة بين عامة الناس و هذه الرواية لا تصح و قد تبنى عليها أحكام مثل جواز الغناء (القينات) و تجمع الناس رجالا و نساء ينشدون و غيرها فأننى بالتأكيد لن أقوم بعمل نكتة او نشيد مثلا ينشر هذه الرواية
و كما يقول العلماء لا يجوز قول و نشر الحديث الضعيف إلا على سبيل التحذير منه .......
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[22 - 04 - 06, 07:29 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70868&highlight=%D8%E1%DA+%C7%E1%C8%CF%D1+%DA%E1%ED%E4%C 7
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 04 - 06, 08:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77107&highlight=%C7%E1%E3%DB%E3%D3
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[22 - 04 - 06, 04:32 م]ـ
جزاك الله خير أخى طارق
لقد قرأت بعض البحث المرفق و رأيت فيه حجج قوية و منها أن الزيادة "جئت شرفت المدينة" تعل الحديث
و أنها أى المدينة كانت تسمى يثرب قبل مقدم الرسول صلى الله عليه و سلم اليها
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 11 - 07, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18604&highlight=%D8%E1%DA+%C7%E1%C8%CF%D1+%DA%E1%ED%E4%C 7+%CB%E4%ED%C7%CA+%C7%E1%E6%CF%C7%DA
ـ[أبو آثار]ــــــــ[21 - 11 - 07, 07:07 ص]ـ
والذي اعلمه ان ثنية الوداع سميت بهذا الاسم عندما امر الرسول المسلمين بان يدع كل منهم من تزوج بها بنية المتعة فسميت بثننية الوداع وكانت قبل ذلك تسمى ثنية الركاب
وهذا فبل خروجهم لفتح مة او فتح خيبر لا اذكر بالضبط
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[21 - 11 - 07, 07:29 م]ـ
للشيخ العلامة / إسماعيل الأنصاري -رحمه الله- , رسالة لطيفة , حول ثبوت النشيد , من نشر مكتبة الشافعي بالرياض.(64/247)
ما معنى قوله؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:25 م]ـ
فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي)))
هذا النص من حديث الشفاعة في صحيح البخاري فما المقصود بداره؟؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:50 م]ـ
وفقك الله.
في كتاب المخالفات العقدية: (قال الحافظ 13/ 439: "وقوله فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه". قال الخطابي هذا يوهم المكان والله منزه عن ذلك، وإنما معناه في داره، الذي اتخذها لأوليائه وهي الجنة، وهي دار السلام، وأضيفت إليه إضافة تشريف مثل بيت الله وحرم الله" اهـ
ت: توهم الخطابي لا مبرر له؛ لأن الحديث لا يفيد أن الدار مكانه، فهو سبحانه فوق كل شيء مستوٍ على العرش الذي هو أعلى المخلوقات، وليس حالاً في شيء من مخلوقاته ألبتة.
والتنزيه الواجب في حقه سبحانه هو تنزيهه عن كل نقص، كما أنه سبحانه وتعالى له الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وهكذا جميع أسمائه وصفاته المثبتة والمنفية في الكتاب والسنة. والله أعلم).(64/248)
فهمان خاطئان لعبارة (لحوم العلماء مسمومة) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العبارة الشهيرة: " لحوم العلماء مسمومة " ذكرها ابن عساكر - رحمه الله - في كتابه " تبيين كذب المفتري " (ص 29)، وفهم منها البعضُ فهمين خاطئين دعاهما إلى السخرية منها، وعدم قبولها:
الفهم الأول: أن العلماء معصومون من الخطأ، لايُستدرك عليهم. وهذا ما لم يفهمه عاقل يعي أن العلماء بشر كغيرهم، وإن فُضّلوا بحمل ميراث الأنبياء عليهم السلام. ولكن يكون الاستدراك عليهم بعلم وأدب.
الفهم الثاني: أن هذا يدعو إلى التهوين من غيبة غير العلماء! وهذا أيضًا خطأ على قائل العبارة أو من يستشهد بها. ولتوضيح المقصد الصحيح من هذه العبارة، وأنها لا تعني الفهمين السابقين؛ أحببتُ أن أنقل كلمات متفرقة من شرح "رياض الصالحين " للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -.
- قال – رحمه الله – في شرح حديث " يا عبادي إني حرمتُ الظلم .. ": (إن غيبة العلماء تُقلل من شأن العلم الذي في صدورهم، والذي يعلمونه الناس، فلا يَقبل الناس ما يأتون به من العلم، وهذا ضرر على الدين). (2/ 122).
- وقال: (الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم، ولهذا يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور أن يحرص الإنسان على كف لسانه، وعدم الكلام إلا فيما كانت مصلحته ظاهرة، حتى لو سئل فإنه يقول: نسأل الله الهداية: نسأل الله أن يهدي الجميع). (7/ 118 - 119).
- وقال – رحمه الله – تعليقًا على " باب: توقير العلماء والكبار وأهل الفضل .. ": (يريد المؤلف رحمه الله بالعلماء: علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء .. وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم، فلمن ورثهم نصيب من ذلك، أن يُبجل ويُعظم ويُكرم .. وبتوقير العلماء توقر الشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم؛ فتضيع الشريعة. فإذا استهان الناس بالعلماء لقال كل واحد: أنا العالم، أنا النحرير، أنا الفهامة، أنا العلامة، أنا البحر الذي لا ساحل له، ولما بقي عالمٌ، ولصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء، ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء). (3/ 230 - 232).
- وقال: (ثم قال صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر" والشاهد هذه الكلمة وهي أن الأنبياء يُؤذون ويصبرون، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قيل له هذا الكلام بعد ثماني سنين من هجرته. يعني ليس في أول الدعوة بل بعدما مكّن الله له وبعدما عُرف صدقه وبعدما أظهر الله آيات الرسول في الآفاق وفي أنفسهم، مع ذلك يقال هذه القسمة لم يعدل فيها ولم يُرِد بها وجه الله.
فإذا كان هذا قول رجل في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم فلا تستغرب أن يقول الناس في عالم من العلماء إن هذا العالم فيه كذا وفيه كذا ويصفونه بالعيوب، لأن الشيطان هو الذي يؤز هؤلاء على أن يقدحوا في العلماء.
لأنهم إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس ما بقي للناس أحدٌ يقودهم بكتاب الله. بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان، ولذلك كانت غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء، لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية إن ضرَّت فإنها لا تضر إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة، لكن غيبة العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه؛ لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت الثقة بأقوالهم، سقط لواءُ الإسلام، وصار في هذا ضرر على الأمة الإسلامية.
فإذا كانت لحوم الناس بالغيبة لحوم ميتة فإن لحوم العلماء لحوم ميتة مسمومة لما فيها من الضرر العظيم.
فأقول لا تستغرب إذا سمعت أحداً يسبُّ العلماء! وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل فيه ما قيل، فاصبر، واحتسب الأجر من الله عز وجل واعلم أن العاقبة للتقوى). (1/ 255 - 256).
فائدة: قال الشيخ: (العلماء ثلاثة أقسام: عالم ملة، وعالم دولة، وعالم أمة.
أما عالم الملة: فهو الذي ينشر دين الإسلام، ويفتي بدين الإسلام عن علم، ولا يبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق.
وأما عالم الدولة: فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة، ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما عالم الأمة: فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس، إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم، ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة من أجل موافقة أهواء الناس. نسأل الله أن يجعلنا من علماء الملة العاملين بها). (4/ 307 - 308).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/249)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب .....
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 09:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا سليمان، ورحم الله ابن عثيمين رحمة واسعة
ـ[نياف]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:12 ص]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا سليمان، ورحم الله ابن عثيمين رحمة واسعة
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[21 - 04 - 06, 03:28 م]ـ
شكرا لك أيها الشيخ الفاضل فقد كتبت عن أمر مهم.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
شكرا للشيخ سليمان
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ورحم الله ابن عثيمين
ـ[خالد العامري]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ سليمان، ورحمة الله على الشيخ العثيمين.
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[01 - 06 - 07, 08:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
على هذا التوضيح في أيام تجد
بعض الجهلة و السفهاء من أطلق للسانه العنان
نسأل الله السلامة و العافية
إسمح لي بنقله ..
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[01 - 06 - 07, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً ورحم الله الشيخ ابن عثيمين
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ سليمان ..
وهذه إضافة قيمة من أحد مؤلفات الشيخ عبد الكريم الحميد حفظه الله:
والعجب أن يوجد من الناس من إذا ذُكِرَ هؤلاء وبُيِّن أمرهم إظهارا للدين ونصيحة للأمة جعل ذلك من باب (الغيبة) وقال: (لُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومةٌ)، ونحو ذلك ممَّا لا يفقهه على وجهه أو أنه يحتج به لهواه، وليس الكلام بهؤلاء من هذا الباب كما أن قائل هذه الكلمة >>ابن عَسَاكِر<< لم يقصد ما فهمه أهل الفُهُوم القاصرة.
وسوف أُورِدُ كلامه وأوضِّح المقصود منه – إن شاء الله تعالى -:
قال الحافظ >>ابن عَسَاكِر<< رحمه الله: (واعْلَمْ يَا أخِي – وَفَّقَنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِمَرْضاتِهِ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشاهُ ويَتَّقيه حَقَّ تُقَاتِهِ – أَنَّ لُحُومَ العُلَماءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادةُ اللهِ في هَتْكِ أسْتَارِ مُنْتَقِصِيهِمْ مَعْلُومَةٌ، لأنَّ الوَقِيعَةَ فِيهِمْ بِمَا هُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ أمْرُهُ عَظِيم ٌ، والتَّناوُلُ لأعْراضِهِم بالزُّورِ والافْتِراءِ مَرْتَعٌ وَخيمٌ، والاختِلاقُ عَلَى من اخْتارهُ اللهُ مِنْهُم لِنَعْشِ العِلْمِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ) انتهى ().
وفيما يلي سأوَضِّح المقصودَ بِهَذا الكلام:
1 - يريد >>ابن عَسَاكِر<< -رحمه الله – بـ (العُلَماء) أنهم الذين يستحقُّون أن يُسَمَّوا (علماء)، وهم الذين وصفهم بأن الله اختارهم لِـ (نَعْشِ العِلْم)؛ يعني القيام به، وبيانه، والذبِّ عنه، ليس من تَمَعْلَم وسُمِّي بـ (العالِم) كحال كثيرين من أهل زماننا!.
2 - قوله: (بما هُمْ مِنْهُ بَراءٌ)، وقوله،: (بالزُّور والافْتِراء)، وقوله: (والاختِلاقُ) يُبَيِّن المراد وأنَّه القول فيهم بالكذب عليهم، فهذا هو المحذور.
3 - لا يعني كلامه هذا غلق الباب عن الكلام في العلماء إذا دعت الحاجة لذلك وحَسُنَ القصد في ذلك كما في كتب (الجرح والتعديل) والتراجم ومما يُؤثَر عن العلماء كلامهم في زلَّات بعضهم، بل هذا دين يُدَان الله به، وذلك بشروطه ليس للثَّلب والاستطالة وإسقاط منزلة العالم وإلا فكيف يحفظ الدين إذا لم تُبَيَّن الأخطاء؟!.
4 - ولا يعني كلام >>ابن عَسَاكِر<< أيضاً أن لحوم العلماء ليست مسمومة بالافتراء عليهم، وغِيبتهم وبهتهم، وإنما معنى كلامه أنّ العلماء الذين وصَفَهم غيبتهم أعظم من غِيبة غيرهم لمقامهم من الدِّين ولأن الله أغْيَرُ لهم مِمَّن ليس في مقامهم، أمّا ذمُّ الغِيبة والوعيد عليها فعامٌّ للعلماء وغيرهم.
5 - إنَّ من المعلوم من عموم وجملة الشريعة وواجباتها هو النصح لله ولرسوله y ولأئمة المسلمين وعامَّتهم، فهل من النُّصح السكوت عن أخطاء العلماء؟!، بل هذا غِشٌّ وخيانة، ولو عُملَ به لتلاشى الدّين واضمحلَّ!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/250)
بل بيان زلاََّتهم من النصح لهم لِيَقِلَّ أتباعهم ومقلِّدوهم في خطئهم، ولعلَّهم هم يرجعون إلى الصواب، وذلك من النُّصح للأمة حتى لا تضِِلَّ بزلات من ليسوا بمعصومين.
6 - وإذا كان هذا هو الصحيح في بيان أخطاء من يستحقُّون أن يُسَمَّوا علماء حفظا للدين ونصحا للمسلمين فكيف يكون حال من يتَسَمَّون بالعلماء وآفاتهم على الدين وضررهم على المسلمين ظاهر بيِّن؟!؛ لا ريب أنَّ من يجادل عن هذا الصنف أنَّه في أحسن الأحوال مُغرِقٌ في الجهل!، وإلا فهو من الغاشِّين للأمة الملبِّسين على الناس دينهم!.
7 - لو سُبِرَت أحوال هذا الصِّنف لَوُجِدَ حين يُنالُ من عرضه أو يُبخسُ في ماله أو يُخالَفُ في هواه مخالفا لأصله الجاهلي الذي أصَّله، فتجده يحامي ويعادي، فما بال الدِّين يُغَطَّى على انتهاك حُرُماته بكلام لـ >>ابن عَسَاكِر<< فُهِمَ على غير مراده!.
وللإمام >>ابن القيم << - رحمه الله – كلام نفيس في ذلك قال فيه: (وَأيُّ دينٍ وأيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللهِ تُنْتَهَكُ، وَحُدودَهُ تُضاعُ، ودينَهُ يُتْرَكُ وسُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرغَبُ عَنْها وهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ سَاكِتُ اللِّسانِ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ؟!، كَمَا أنَّ المُتَكَلِّمَ بِالْباطلِ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ.
وهَلْ بَليِّة الدِّينِ إلا مِنْ هَؤُلاءِ الَّذينَ إذَا سَلِمت لَهُم مَآكِلُهُم وَرياساتهم فلا مُبالاة بِمَا جَرَى عَلَى الدِّين؟! وَخِيارُهُمُ الْمُتَحَزِّنُ الْمُتَلَمِّظُ، وَلَو نُوزِعَ في بَعْضِ مَا فيه غَضَاضَة عَلَيهِ فِي جَاهِهِ أو مالِهِ بَذَلَ وتَبَذَّلَ وجَدَّ واجْتَهَد، واسْتَعْمَلَ مَرَاتِبَ الإنْكارِ الثَّلاثَة بِحَسَب وُسْعِه؛ وَهَؤلاءِ – مَعَ سُقُوطِهِمْ منْ عَيْن اللهِ وَمَقْتِ الله لهم- قَدْ بُلُوا في الدُّنيا بأعْظَمِ بَليَّة تَكونُ وهُمْ لا يَشعُرون، وَهُوَ مَوْتُ الْقُلُوب؛ فإنَّ القلْبَ كُلَّما كانَتْ حَيَاتهُ أتَمَّ كَانَ غَضَبُهُ للهِ ورَسولِهِ أقْوى، وانْتِصارُهُ للدِّينِ أكْمَلُ!) انتهى ().
8 - ولو جُمِعَ كلام العلماء في هذا الموضوع لجاء مؤَلَّفا ضخماً، وتكفي كتب (التعديل والجرح) للأئمة – رحمهم الله -، فبهذا التفصيل يتبين الفرق بين الغِيبة المذمومة والنصيحة الواجبة.
9 - أما تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الغِيبة بأنها (ذِكْرُكَ أخاكَ بِمَا يَكْرَهُ) () فهذا خارج عن الأخطاء في الدِّين، لأنَّ أخاك حقيقة لا يكره بيان خطئه في الدين، بل يَوَدُّ أن يُبَيَّنَ لِئلا تَضِلَّ الأمة بسببه؛ ومن فهِمَ من كلام النبي y هذا أنه مطلق بحيث لا يُذْكَرَ أحدٌ فهو قد أُتيَ من سُوءِ فهمه أو من سوء قصده، لأنه y ذكر من زلَّ وأخطأ، كذلك الصحابة –رضي لله عنهم-، ومن بعدهم مِمَّن يُقتدى بهم ذكروا من أخطأ حفاظاً على الدين ونصيحة للمسلمين.
فهل يُفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الغيبة: (ذِكْرُكَ أخاكَ بِمَا يَكْرَهُ) أنَّ من أخطأ في الدين لا يُذكر؟!، هذا فَهْم سوء.
10 - وأخيرا لو عُمِلَ بمفهوم بعض الناس في الغيبة بأنَّ لحوم العلماء مسمومة مطلقا فلك أن تتصوّرَ ما الذي يبقى من الدين إذا جُعِلَ العلماء في مقام المعصومين؟!.
هذا كلام مختصر وعلى عُجالة، وليس هو في بحث الغِيبة عموماً، وإنما هو مناقشة لكلام >>ابن عَسَاكِر<< - رحمه الله- حيث يفهمه كثيرون على غير المراد ويحتجُّون به لأهوائهم أو لجهلهم.
قال شيخ الإسلام << ابن تيمية >> -رحمه الله-: (وقَاَلَ بَعْضُهُم لـ << أحْمَدَ بن حَنْبَل >>: أنَّهُ يُثْقِلُ عَلَيَّ أنْ أقُولَ فُلانٌ كَذَِا وفُلانٌ كَذَا!، فَقَال: " إذَا سَكَتَّ أنْتَ وسَكَتُّ أنا فمَتَى يَعْرِفُ الْجَاهِلُ الصَّحيحَ منْ السَّقيمِ؟! "؛ وَمِثْلُ أَئِمَّة الْبِدَع مِن أَهْلِ المَقالاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتابِ والْسُّنَّةِ أو العِبَاداتِ المُخَالِفَةِ للكِتابِ والْسُّنَّةِ، فإنَّ بَيَانَ حالِهِم وتَحذِيرَ الأُمَّةِ مِنْهُم وَاجبٌ باتِّفَاقِ المُسْلِمينَ حتَّى قِيْلَ لِـ << أَحْمَدِ بن حَنْبَل >>: الرَّجُلُ يَصومُ ويُصَلِّي ويَعْتَكِفُ أَحَبُّ إليكَ أوْ يَتَكَلَّمُ في أهْلِ الْبِدَع؟!، فَقَال: " إذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/251)
قَامَ وصَلَّى واعْتكَفَ فإنَّمَا هُوَ لِنَفْسِه، وإذا تَكَلَّمَ في أهْلِ الّبِدَعِ فإنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمين هَذَا أفْضَلُ ".
فَبَيَّنَ أنَّ نفْعَ هذا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ في دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ؛ إذْ تَطهِيرُ سَبِبيلِ اللهِ وَدينِهِ ومَنْهَجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعُ بَغْيِ هَؤُلاءِ وَعُدوانِهِم عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ على الكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ المسْلِمينَ وَلَولا مَنْ يُقيمُهُ اللهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هؤُلاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وكَانَ فَسَادُهُ أعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتيلاءِ العَدُوِّ مِنْ أهْلِ الْحَرْبِ؛ فإنَّ هؤلاء إذا اسْتَولَوا لَمْ يُفسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنَ الدِّينِ إلا تَبَعاً وَأمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدونَ الْقُلُوبَ ابتِداءً!) انتهى ()
ويقول << الحسَن البصْري >> -رحمه الله-: (ثَلاثَةٌ لَيْسَتْ لَهُمْ حُرْمَةٌ فِي الغِيبةِ: فَاسِقٌ يُعْلِنُ الفِسْقَ، والأمِيرُ الجائِرُ، وصَاحِبُ البِدْعَةِ المُعْلِنُ البِدْعَة) انتهى ().
وموضوع الغيبة المذمومة والفرق بينها وبين النصيحة وتحذير المسلمين مما يفسد الدين – كما تقدَّم – بيَّنها العلماء مثل قول << ابن القيم >> -رحمه الله-: (والفَرْقُ بَيْنَ النصيحة والغيبَة أنَّ النصِيْحَةَ يَكُونُ القَصْدُ فِيهَا تَحْذيرُ المُسْلِمِ مِنْ مُبْتَدِعٍ أوْ فَتَّانٍ أوْ غاشٍّ أوْ مُفْسِدٍ، فتَذكُرُ مَا فيهِ إذا اسْتَشَارَكَ في صُحْبَتِهِ وَمُعامَلَتِهِ وَالتَّعَلُّقِ بِهِ كَمَا قال النَّبيٌّ y لِـ << فاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ >> - وَقَدْ اسْتَشارَتهُ في نِكاحِ << مُعَاوية >> وَ << أبي جَهْمٍ >> فَقَال: " أمَّا << مُعَاويَة >> فَصُعْلُوكٌ، وأمَّا << أبُو جَهْمٍ >> فَلا يضَعُ عصَاه عَن عاتِقِه "، وقَالَ بَعْضُ أصْحابِهِ لِمَنْ سَافَرَ معَهُ: إذَا هَبَطْتَ عَنْ بلاَدِ قَوْمِهِ فاحذَرْهُ.
فإذَا وَقَعَتِ الِغيبةُ على وجْهِ النَّصيحَةِ للهِ وَرَسولهِ وَعِبَادهِ المُسلِميْن فَهيَ قُرْبَةٌ إلى اللهِ مِن جُمْلَةِ الحَسَنَاتِ.
وإذا وقَعَت عَلَى وجْهِ ذَّمِّ أخيكَ وتَمْزيقِ عِرْضِه والتَّفَكُّه بِلَحْمِهِ والغضِّ منه لِتَضَعَ مَنْزِلَتَهُ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ فهيَ الدَّاءُ العُضالُ ونارُ الحَسَناتِ التي تأكُلُها كَمَا تأكُلُ النَّارُ الحَطَب) انتهى ().
وقال << النَّوَويُّ >> -رحمه الله – في أحكام الغيبة: (ومِنْ ذلكَ إذا ذَكَرَ مُصنِّفٌ كِتابَ شخْصٍ بِعينِهِ قائلاً: " قالَ فُلانٌ كَذَا .. " مُريداً بذلك تَنْقيصَه والشَّناعةِ عَليهِ فهوَ حَرامٌ، فإن أرادَ بَيَان غَلَطِهِ لِئلا يُقلَّدَ أوْ بَيَانَ ضَعْفِهِ في العِلْمِ لِئلا يَغْتَرَّ بِهِ ويُقبَلَ قَولُهُ: فَهذا لَيسَ غِيبةً، بلْ نَصيحةٌ وَاجِبَةٌ يُثابُ علَيهَا إذَا أرَادَ ذَلِكَ) انتهى ().
فتأمَّل قول << ابن القيم > > - رحمه الله: (قُربَةٌ إلى اللهِ مِنْ جُمْلَةِ الحَسَناتِ)، وقول << النَّوَوِي >> - رحمه الله-: (بلْ نَصيحًةٌ وَاجِبَةٌ يُثابُ علَيهَا إذَا أرَادَ ذَلِكَ) تعلم خطأ من يجعل الغيبة باباً واحداً منهيِّاً عنه دون بيان الفرق الذي يذكره العلماء – كما تقدَّم من كلام << أحمد > > و << ابن تيمية >> و << الحسن > > -رحمهم الله-، والذّبِّ عن الدين بذكر المنحرفين؛ وهذا غلطٌ ظاهِرٌ.
وبعض الناس يحتجُّ بما ورد في ذمِّ (الغيبة) من القرآن والسنة وكلام العلماء مثل كلام << ابن عساكر>> - المتقدِّم – ونحوه إذا خالف هواه وبُيِّنَ أمر متبوعه ومقلِّدهِ، أمّا غير ذلك فله مكيال آخر!.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ سليمان، ورحمة الله الواسعة على شيخنا العلامة العثيمين.
والشكر موصول لأخينا الفاضل أبي هاجر، فالإضافة التي أضافها أخونا إضافة مهمة جدا، وشبهة من شبهات أهل البدع، وكنت على وشك إضافتها تفقها مني، ولما عايناه، وعانيناه في النقاشات مع هؤلاء، فإذا تكلمت في رأس من رؤوسهم، قال لك " إن لحوم العلماء ... "!!!
فتقول له: وهل هذا منهم؟!!!
والله الهادي.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
رحم الله شيخنا العثيمين رحمة واسعة و جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان و نفع الله بك.
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة العظيمة
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم.
قال الشيخ / بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في كتابه: " النظائر " في لطائف الكلم في العلم ص295:
* (لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في منتقصهم معلومة).
ابن عساكر في مقدمة كتابه " تبيين كذب المفتري ".
وفي " الشقائق النعمانية " ص/39 ... ذكر مايفيد أن الأولى أن يقال: لحوم العلماء سامة. أ. هـ(64/252)