وبكل حال .. أباح بعض العلماء الصور التي على الفرش إذا كانت ممتهنة، وممن أباح ذلك الشيخ ابن باز -رحمه الله- إذا كانت توطأ بالأقدام ويجلس عليها. استدلوا بأن عائشة لما نصبت ذلك القرام على السهوة -يعني على النافذة- وكان فيه صورة؛ عند ذلك نزعته بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فشققته وجعلت منه وسادتين منبوذتين؛ فيدل على أنها إذا كانت مهانة منبوذة لا غنى في ذلك أن ذلك لا يدخل في النهي، وأن الأمر فيه سعة.
وبكل حال نقول: إن الأصل هو طمس الصور التي يُخاف أن تعبد من دون الله وأن تعظم -سيما إذا كانت مجسدة؛ أي لها ظل ولها جرم- وإبعاد الصور المجسدة.
وأما الأطفال فإنه يمكن أن يعوضوا عن تلك الدمى بصور ما ليس بحيوان: صور سيارات، وصور أسلحة، وصور طائرات وما أشبه ذلك من الصنائع؛ ففيها ما يكفيهم ويتلهون به عن أن تجلب إليهم تلك الصور المجسدة التي هي صور حيوانات سواء من صور إنسان، أو صور خيل، أو صور طيور، أو ما أشبه ذلك. الأولى بالمسلم أن يبتعد ويبعد عن بيته كل شيء فيه مضرة، وفيه مفسدة على عقله وعلى دينه وعلى أمانته.
وأما الصور التي تلتقط بواسطة أفلام الفيديو فالظاهر أيضا جوازها؛ وذلك لأنها ليست ثابتة، وإن كانت متحركة بحيث أنهم يلتقطونها فيصورونها في ذلك الفيلم، ثم يعرضونها في هذا الجهاز الذي تنظر إليه وراء هذه الشاشة وهي متحركة، فإذا كانت مفيدة؛ يعني أنها مشتملة على فوائد كصور محاضرات، أو صور حروب تجري على المسلمين ويحدث فيها شيء من الاعتداء وما أشبه ذلك، أو صور مجاعات تمثل ما يقع فيه بعض أولئك المسلمين؛ مما يحصل به رقة القلوب لهم أو ما أشبه ذلك؛ فلعل هذا مما يتسامح فيه.
نكتفي بهذا، ونجيب على الأسئلة بعد الأذان، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
_____________________________________
السؤال:
عندي سؤال بخصوص الصور. هل صور الفيديو والكومبيوتر التي تظهر على الشاشة مباحة؟
هل لك أن توضح لنا هذا مع الدليل؟.
المفتي: الشيخ محمد صالح المنجد
الجواب:
الحمد لله:
الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره، ولا بد من معرفة طريقة التصوير المذكور وكيفيَّته.
قال صاحب رسالة أحكام التصوير
1 - التصوير السينمائي أو صورة الشريط السينمائي:
وهو الذي ينقل الصورة المتحركة مع الصوت على امتداد فترة زمنية محددة، وبكل ما تضمنته هذه الفترة من أحداث ووقائع، وهذه الصورة التي يظهرها الشريط على الشاشة هي خيال ذلك الشيء، لا حقيقته بعد تثبيته على الشريط المذكور. وقد جاء في كتاب " الشريعة الإسلامية والفنون " أن السينماء سميت أخيلية: " لأنها تعرض خيالات الأشياء لا حقيقتها.
2 - التصوير التلفزيوني:
وهو الذي ينقل الصورة والصوت في وقت واحد بطريق الدفع الكهربي، وذلك نتيجة لتأثير الضوء المنعكس من الجسم المراد تصويره على لوح الميغا، والمغطى بعدد هائل من الحبيبات الدقيقة المصنوعة من مادة حساسة للضوء، تُصنع من أكسيد الفضة، والسيزيوم، منفصلة عن بعضها ومعزولة كهربياً.
وهذا القسم من التصوير بواسطة الآلات وإن كان شبيهاً تماماً بصورة الشريط السينمائي إلا أن التصوير التلفزيوني يحوِّل الصور إلى إشارات إلكترونية، ثم إلى موجات كهرمغناطيسية، إما أن ترسل عبر هوائي الإرسال لتستقبلها هوائيات الاستقبال لأجهزة التلفزيون، ضمن المدى الذي يمكن أن تصل إليه، وإما أن توجه إلى جهاز يختزن تلك الموجات على شكل تغيرات مغناطيسية في شريط بلاستيكي طلي بمادة مغناطيسية مناسبة، يصلح لاختزان تلك الموجات، التي طلي بها.
ولعرض ما سجَّله هذا الشريط المذكور يمر بعد اختزانه تلك الموجات على رأس يتحسس لها، فيحولها مرَّة أخرى إلى إلكترونات ثم يرسلها إلى الشاشة على شكل إشارات كهربية، لتظهر على شكل صورة، ولكن بعد عملية معقدة.
فجهاز التلفزيون هو الذي يستقبل الموجات الكهربائية ويجمعها ثم يخرجها منتظمة على شكل صورة ذات ملامح كاملة.
وهناك نوع آخر مما يمكن أن يعتبر جزءاً من هذا التصوير، وذلك مثل أجهزة الهاتف في بعض البلدان المتقدمة صناعياً، والتي تنقل صوت المتكلم وصورته، فيشاهد كل منهما الآخر على شاشة الجهاز الذي يتكلم منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/377)
ومثل الأجهزة التي أصبحت تركب على أبواب المنازل، فإن هذا الجهاز يلتقط صوت القادم وصورته إلى شاشة جهاز داخل المنزل، فيشاهدها من في البيت بكل وضوح، وقُل مثل ذلك في الأجهزة التي تستخدم لمراقبة المجرمين من السَّرق ونحوهم في البنوك والمحلات التجارية، وغير ذلك.
فهذه الأجهزة تعد نوعا واحداً تستخدم لأغراض مختلفة، حيث تسلط آلة الكاميرا على المكان الذي يراد مراقبته، فتنقل تلك الآلة الصورة إلى شاشة جهاز مثل جهاز التلفاز، فتظهر الصورة فيه بوضوح، ولا زالت الأيام تأتي بجديد ما بين كل فترة وأخرى، ولا ندري ما الذي سيظهر مستقبلاً، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على التوسع الهائل والمذهل في استخدام التصوير الآلي بنوعيه الثابت والمتحرك في مجالات ونواحي متعددة كثيرة، ومن ذلك على سبيل المثال المجال الصناعي والحربي والأمني والتعليمي والطبي والاجتماعي وغير ذلك.
أحكام التصوير لأحمد بن على واصل 65 - 67.
قال الشيخ ابن عثيمين: " والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان:
الأول: لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر، كما ذُكِرَ لِي عن التصوير، بِأَشرطة الفيديو، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقاً، ولا يَدْخُل في التحريم مطلقاً، ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية على الورق وقالوا: إن هذا لا بأس به، حتى إنه قيل هل يجوز أن تصوَّر المحاضرات التي تلقى في المساجد؟ فكان الرأي ترك ذلك، لأنه ربما يشوش على المصلين، وربما يكون المنظر غير لائق وما أشبه ذلك.
القسم الثاني: التصوير الثابت على الورق ......
ولكن يبقى النظر إذا أراد الإنسان أن يُصوِّر هذا التصوير المباح فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد، فإذا قصد به شيء مُحَرَّما فهو حرام، وإن قصد به شيء واجب كان واجباً. فقد يجب التصوير أحياناً خصوصاً الصور المتحركة، فإذا رأينا مثلاً إنساناً متلبساً بجريمة من الجرائم التي هي من حق العباد كمحاولة أن يقتل، وما أشبه ذلك ولم نتوصل بإثباتها إلا بالتصوير، كان التصوير حينئذٍ واجباً، خصوصاً في المسائل التي تضبط القضية تماماً، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد. إذا أجرينا هذا التصوير لإثبات شخصية الإنسان خوفاً من أن يُتَّهم بالجريمة غيره، فهذا أيضاً لا بأس به بل هو مطلوب، وإذا صوّرنا الصورة من أجل التمتع إليها فهذا حرام بلا شك ... والله أعلم. انظر الشرح الممتع 2/ 197 - 199.
___________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما هو حكم التصوير الفوتوغرافي؟ وما هو حكم تصوير الفيديو؟ برجاء ذكر الأدلة. وجزاكم الله خيراً.
المفتي: أ. د مصطفى ديب البُغآ (استاذ الفقه وأصوله-جامعة قطر)
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأصل في التصوير أنه حرام، والأحاديث في هذا صريحة وصحيحة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون" فلنحرص ما استطعنا على ألا نقوم بالتصوير الفوتوغرافي لغير ضرورة أو حاجة.
وأما التصوير بالفيديو فإذا لم تترتب عليه مفسدة بأن يصور النساء ويشاهدهن الرجال فهو غير ممنوع؛ لأنه ليس تصويرا في الحقيقة، وإنما هو حبس ظل، يذهب عندما يوقف الشريط، بينما الصورة الفوتوغرافية تبقى ماثلة وواضحة.
_____________________________________
هل التصوير بكاميرا الفيديو حرام؟
المفتي: سلمان بن فهد العودة
لا أرى حرجاً في التصوير بكاميرا الفيديو، ما دامت الصورة مباحة ولا يطلع عليها من ليس من المحارم.
___________________________________
السؤال:
ما حكم مشاهدة المحاضرات عبر الفيديو وما حكم تصويرها؟ وجزاكم الله خيرًا.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مشاهدة المحاضرات الدينية والدروس والبرامج النافعة عبر الشاشات أو غيرها من الوسائل أمر مشروع، وينبغي للمسلم أن يحرص على ما ينفعه دائمًا ويستزيد من العلم والفائدة بكل وسيلة ممكنة مشروعة.
وأما تسجيلها ونشرها بين الناس فهو من أعمال الخير التي حثنا عليها الإسلام، وهو كذلك وسيلة من وسائل الدعوة ونشر العلم والتعاون على البر والتقوى.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/378)
___________________________________
السؤال:
ما حكم التصوير بالفيديو?
المفتي: أحمد يوسف أبو حلبية (عميد الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية)
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي والفيديو فمن المعلوم أن هذا التصوير لم يكن في العصور المتقدمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وقد وجد في العصور المتأخرة فهو على البراءة الأصلية وهي الإباحة؛ لأن النصوص الواردة في تحريم التصوير المراد به المجسمات والتي لها أرواح، وهي الداخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المصورين"، ومن ثَم لا نستطيع أن نعتبر التصوير الفوتوغرافي والفيديو حرامًا وداخلاً في اللعن الوارد في الحديث، ولكن إذا كان التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو مقترن بأمر حرام، فالتحريم ليس لذات التصوير وإنما للأمر المقترن به، كمن يصور الحفلات الراقصة الماجنة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وتدار فيها كؤوس الخمر، وما شابه ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________________________________
السؤال:
أريد أن أسأل عن الصور التي نحتفظ بها للذكرى في الأدراج ولا تعلق هل هي حرام؟
وعن التصوير بكاميرا الفيديو قيل لي أنه جائز لأني أحب أن احتفظ بالصور للذكرى؟
المفتي: خالد بن عبدالله المصلح
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف أهل العلم في التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح هل هو من التصوير الذي جاءت النصوص بتحريمه أم لا؟
القول الأول: أن التصوير الفوتوغرافي حرام لا يباح إلا ما دعت إليه الضرورة أو اقتضته المصلحة العامة، وبهذا قال جماعة من العلماء منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وكذلك شيخنا عبدالعزيز بن باز والشيخ الألباني.
القول الثاني: أن التصوير الفوتوغرافي مباح جائز ولا يدخل فيما جاءت النصوص بتحريمه وبهذا قال شيخنا محمد العثيمين والشيخ محمد بن نجيب المطيعي.
وقد استدل الفريق الأول بالعمومات التي فيها تحريم التصوير وأن التصوير الفوتوغرافي لا يخرج عن كونه نوعاً من أنواع التصوير الأخرى التي تنقش باليد فيدخل في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) وهو في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من النصوص المحرمة للتصوير.
وقد أجاب القائلون بالجواز والإباحة: بأن النصوص الشرعية المحرمة للتصوير إنما حرمته لما فيه من مضاهاة خلق الله تعالى بالتخطيط والتشكيل. والتصوير الفوتوغرافي ليس فيه شيء من ذلك؛ لأنه تصوير لصنع الله وخلقه وليس مضاهاة لخلق الله تعالى.
والذي يظهر لي أن التصوير الفوتوغرافي لا يدخل فيما جاءت النصوص بتحريمه من التصوير، لأنه لا مضاهاة فيه لخلق الله، إنما غايته أنه صورة خلق الله تعالى ليس للإنسان فيها عمل من تسوية أو تشكيل، فهي نظير المرآة والصورة في الماء.
أما ما يتعلق بدخول الملائكة: فإنه قد روى البخاري ومسلم من حديث أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ ولا صورة)) وفي بعض روايات البخاري (ولا صورة تماثيل). ورواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه: ((وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل أن يأتيه وفيه قال جبريل: إنا لا ندخل بيتا فيه كلبٌ ولا صورة)). وهذا الذي قبله محمول على ما يحرم من الصور، أما ما لا يحرم سواء كان مصوراً أو مجسماً كلعب البنات الصغار والممتهن من الصور فإنه لا يمنع دخول الملائكة فيما يظهر من السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقر لعب عائشة في بيته، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت ألعب بالبنات فيأتيني صواحبي فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن منه، فيأخذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيردهن علي) وكذلك في حديث أبي طلحة رضي الله عنه الذي يرويه البخاري ومسلم من حديث بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه حدثه بسر بن عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة رضي الله عنها أن أبا طلحة حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة) قال: فمرض زيد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصوير فقال: إلا رقم في ثوب، ألا سمعته، قلت: لا، قال: بل قد ذكره.
فما كان من الصور الفوتوغرافية معظماً مرفوعاً فأرى أنه ملحق بالمحرم لما فيه من التعظيم الذي يفضي إلى الشرك، أما ما كان منها محفوظاً في الرفوف والمحافظ وشبهها فلا أرى تحريم اقتنائه سواء كان للذكرى أو غيرها. والله تعالى أعلم بالصواب.
أما التصوير بالفيديو: فهو مثل التصوير الفوتوغرافي من حيث الاختلاف في حكمه، وإن كان جماعة ممن يقولون بتحريم التصوير الفوتوغرافي يجيزون التصوير بالفيديو، وهو الظاهر، لأن التصوير به نقل لا عمل للإنسان في تشكيله أو تخليقه، فهو نظير المرآة ونحوها، وعلى هذا أكثر أهل العلم، ولا فرق في الجواز بين أن يكون ذلك للذكرى أو لغيرها. والله أعلم.
أخوكم
خالد بن عبدالله المصلح
21/ 9/1424هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/379)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:57 م]ـ
يوجد أظن ثلاث أفلام فيديو للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ويوجد شريطا فيديو للشيخ ابن باز أحدها مفقود وأما الآخر فموجود عندي والحمد لله
أما الأول المفقود فحصل شجار في البداية لما بدأ الشيخ محاضرته ولم يعلم بالتصوير
فحصل شجار بين المانعين والمجيزين:)
المانعين يحذرون الشيخ وأنه يتم تصويره ووو
والمجيزين رفضوا الإمتثال حتى يصدر أمر من الشيخ نفسه
وكان الشيخ قد انتهى من الصلاة والسلام على رسول الله
فلما سمع الضوضاء قال ما هذا فأُخبر، فقال لا بأس بالتصوير إذا كان فيه في فائدة ونشر علم.
وسمح لهم ..
أما شريط الفيديو الثاني فهو محاضرة قيمة جدا للشيخ وبها أسئلة عن نوازل وهي مصورة كاملا
وبها موقف طريف:)
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:48 ص]ـ
مرفق فتوى صوتية للشيخ محمد حسان -حفظه الله- يذكر فيها
رأى الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ محمد بن صالح العثيمين و الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهم الله-
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 03:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا على جهودك ...
أما شيخنا عبدالكريم الخضير فقد شدد تشديدا شديا لورعه حفظه الله عن إباحتها ولا أستطيع التوثيق لأن الشيخ سؤل بعد الدرس وهو قائم يريد أن يمشي فلم تسجل أيضا على ما أعلم و عندما قيل له والفيديوا قال الأمر أشد ولكن لو كان رجل بعيد لا تظهر ملامحة ولا صفته صور لأنه كالمعدوم و قال ولو كان مثلا مثل التصوير اللي يكون في المحلات التجارية أثناء وجود الشخص فقط و إذا خرج انتهى -المراقبة يعني- فلا حرج و الظاهر من كلامه أنلا يكون يسجل هذا التصوير.
الكلام بالمعنى لكنه قريب جدا والله أعلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:51 م]ـ
سئل الحبر العلامة محمد الحسن ولد الددو بحضرتي عن هذا السؤال ذاته ..
واجاب بأن الألفاظ الشرعية لا تتغير بتغير الزمن وأن مراد الشارع منها لا يبدله استخدام الناس له في غير محله ثم ذكر أن وعيد التصوير أريد به النحت وتمثيل المخلوقات على الصفة التي كانت موجودة يوم نزل التحريم ولا شك أن التصوير الفوتغرافي لم يكن آنذاك موجودا ثم قال ومن عنى بالوعيد في الحديث الصر الفوتغرافية فهو كمن يفسر قول الله (وجاءت سيارة) بأنها كابرس أوغيره وهذا لايمكن أن يستقيم
ثم خلص حفظه الله إلى القول بجواز كل التصاوير سواءا بالفيديو أو كاميرا التحميض وأن الحل والحرمة في ذلك إنمايتناول المصوَّر وما احتوت عليه هذه الأفلام والصور
والله أعلم
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[22 - 02 - 06, 07:50 م]ـ
ثم خلص حفظه الله إلى القول بجواز كل التصاوير سواءا بالفيديو أو كاميرا التحميض وأن الحل والحرمة في ذلك إنمايتناول المصوَّر وما احتوت عليه هذه الأفلام والصور
والله أعلم
وهو ا لمعلوم من فتوى الإمام الجبل محمد ناصر الدين الألباني وجمع كبير من أهل العلم الأكابر وهو ما كان يقول به الإمام الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رضي الله عنه قبل أن يرجع عنه ... نسأل الله أن يرحمنا جميعا ويوفقنا للسداد والتقوى.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:17 م]ـ
السؤال:
هل جهاز التلفزيون يدخل ضمن التصوير الفوتوغرافي؟
المفتي:
عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=655
______________________________
أرجو من أحد الإخوه تفريغ الإجابة, لأن الصوت غير واضح
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[20 - 09 - 08, 06:36 ص]ـ
وهو ا لمعلوم من فتوى الإمام الجبل محمد ناصر الدين الألباني وجمع كبير من أهل العلم الأكابر وهو ما كان يقول به الإمام الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رضي الله عنه قبل أن يرجع عنه ... نسأل الله أن يرحمنا جميعا ويوفقنا للسداد والتقوى.
لو وثقت لكان أقرب إلى قبوله
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 07:37 ص]ـ
وهو ا لمعلوم من فتوى الإمام الجبل محمد ناصر الدين الألباني وجمع كبير من أهل العلم الأكابر وهو ما كان يقول به الإمام الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رضي الله عنه قبل أن يرجع عنه ... نسأل الله أن يرحمنا جميعا ويوفقنا للسداد والتقوى.
قرأت في بعض المواقع بأن الشيخ الألباني يحرم التصوير ... ولو بحثت في المواقع لوجدت أكثر من فتوى للشيخ وفيها إسناد لما قاله في بعض كتبه .. فنرجوا يأخي التأكد من ذلك .. _______________________
قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
وخلاصة القول أن المبيحين للتصوير بالكاميرا أو التصوير الضوئي أصناف:
1 - علماء مجتهدون في معرفة الحق بريئون من الهوى، فهم في التصوير متأولون، وهذا الصنف قليل.
2 - علماء مجتهدون متأثرون في اجتهادهم بضغط الواقع وشيء من الهوى.
3 - مقلدون بحسن نية.
4 - مقلدون مع شهوة وهوى، وهؤلاء يكثرون في المنتسبين إلى العلم والدين.
5 - متبعون لأهوائهم لا يعنيهم أن يكون التصوير حراماً أو حلالا، لكنهم يدفعون بالشبهات وبالخلاف من أنكر عليهم، والله يعلم ما يسرون وما يعلنون، فالناس في هذا المقام كما قال الله تعالى: "هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَالله ُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون".
((مجتزءه من رسالة للشيخ البراك في الرد على الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله))
نسأل الله أن يرزقنا إتباع الحق والبعد عن الشبهات وما تهواه الأنفس ..
لتحميل الرسالة كاملة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/380)
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وظهرت رسالة قيمة للشيخ الفاضل أبي ذر القلموني بعنوان "فتنة تصوير العلماء والظهور في القنوات الفضائية" وثق فيها الشيخ فتاوى اللجنة الدائمة والإمامين ناصر الدين الألباني وابن باز رحمهما الله وغيرهم من أهل العلم.
وهو عبارة عن خطبتي جمعة. تجدون الكتاب هنا
http://www.abuzaralqalamoni.com/kitab.html
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
وقريبًا نتحفكم ببحث جامع في هذه المسألة المهمة إن شاء الله تعالى لنا وكان في العمر بقية
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكنكم تحميل كتاب
أحكام التصوير في الفقه الإسلامي
للشيخ محمد بن أحمد بن علي واصل
من هذا الموضوع
كتاب أحكام التصوير في الفقه الإسلامي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181365)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(59/381)
نقل الأعضاء بين جواز الهبة و حرمة البيع!
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 12:49 م]ـ
ما المسوغ الشرعي لإباحة الهبة في نقل الأعضاء و حرمة البيع؟؟
أليس كل ما يجوز فيه البيع يجوز فيه الهبة؟؟(59/382)
دخلت على رجل مسن وقال لي الا ترى النعل (الشحاطه) مقلوبه قلت نعم
ـ[الحميداني المطيري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:09 م]ـ
ارجو المشاركه من الجميع
دخلت على رجل لازوره فقال لي الا ترى النعل اي (الشحاطه) مقلوبه قلت نعم قال يا أبني مايجوز اعدلها.
هل من اخن يفيدنا بذلك وله الدعاء
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8126(59/383)
أعراس الشيطان الزردة و الوعدة
ـ[مكتبة منار السبيل]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:11 م]ـ
أعراس الشيطان الزردة و الوعدة
رسالة جديدة من جمع مكتبة منار السبيل بالجزائر
لمجموعة من العلماء
الشيخ البشير الإبراهيمي
الشيخ مبارك الميلي
الشيخ أحمد حماني
رحمهم الله
و قريبا ننزلها على النت(59/384)
حديث الظل و الشمس؟ فما فقه هذا الحديث؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:05 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني ثبت من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس.
و الروايات في هذا كثيرة منها ان هذا مجلس الشيطان. فما فقه هذا الحديث؟
و بارك الله فيكم
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:21 م]ـ
. .
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثبت من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8710
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28572(59/385)
هل ثبت أن الجن أو الملائكة كانوا يسكنون الأرض قبل آدم؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:03 م]ـ
هل ثبت أن الجن أو الملائكة كانوا يسكنون الأرض قبل آدم؟
وطبعا هناك آثار كثيرة لكن هل ثبت منها شيء؟
وهل الثابت منها عن الصحابة يصلح الاحتجاج به على هذه المسألة؟
وهل من بحث محرر في هذه المسألة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 - 02 - 06, 09:11 م]ـ
???
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:49 م]ـ
هناك رسالة علمية للدكتور عبدالكريم عبيدات
بإشراف الشيخ عبدالرحمن البراك بعنوان:
(*عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة*)
وقد تعرض في الفصل الثاني من الباب الأول الى
صفات الجن ومبدأ خلقهم
وقد تعرض لما تريد بشكل موجز.(59/386)
قول ادام الله توفيقك؟
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد عرض لي اشكال في قول (ادام الله توفيقك) ارجو حله والاجابة عليه تفضلا منكم وهو: ان ادامة التوفيق تستلزم العصمة_فيما يظهر لي_ والعصمة ممتنعة شرعا فهل الدعاء بهذا اللفظ من التعدي فيه؟ ولكم مني جزيل الشكر وبالله التوفيق.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فلا يظهر والله تعالى أعلم أن في هذا اعتداء فنحن نقول في الدعاء للموتى عند زيارتهم يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين مع إننا نعلم أن من المسلين من يعذبهم الله بذنوبهم-لا جعلنا الله منهم-ثم نهايتهم الجنة ما دام أنهم ماتوا على التوحيد، فهذا دعاء بالرحمة للجميع مع أن فيهم من يرحم-جعلنا الله منهم-وفيهم من يعذب نسأل الله السلامة(59/387)
فوائد من كلام شيخنا د. سعدي الهاشمي حفظه الله
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[02 - 02 - 06, 04:31 م]ـ
نعتذر من الأخ الفاضل أبي أسامة القحطاني
تم إقفال الموضوع بناء على طلب الشيخ سعدي الهاشمي حفظه الله
تم إقفال الموضوع من قبل ## المشرف ##(59/388)
نرجوا مشاركة الجميع: لماذا استخدم الله لفظة ((الناس)) في ايات الحج دون غيرها؟
ـ[ابو عابد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 04:53 م]ـ
نرجوا مشاركة الجميع: لماذا استخدم الله لفظة ((الناس)) في ايات الحج دون غيرها
ارجو نصحي ...
باي كتاب اجد مثل هذه المسائل(59/389)
سلمان الفارسي (قصص وعبر)
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 05:32 م]ـ
سلمان الفارسي
سلمان الفارسي وكنيته (أبو عبد الله) رجلا من أصبهان من قرية (جيّ)، غادر ثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه، كان مجوسيا ثم نصرانيا ثم أسلم لله رب العالمين، وقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أبو الدرداء
الإمارة
لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقول: (إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل) ... في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر، وكان الحمل يتعب الشامي، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له: (احمل عني هذا) ...
فحمله سلمان ومضيا، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا: (وعلى الأمير السلام) ... فسأل الشامي نفسه: (أي أمير يعنون؟!) ... ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون: (عنك أيها الأمير) ...
فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل، ولكن رفض سلمان وقال: (لا حتى أبلغك منزلك) ... سئل سلمان يوما: (ماذا يبغضك في الإمارة؟) ... فأجاب: (حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها) ...
حسبه
سُئِل سلمان -رضي الله عنه- عن حسبه فقال (كرمي ديني، وحَسَبي التراب، ومن التراب خُلقتُ، وإلى التراب أصير، ثم أبعث وأصير إلى موازيني، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة، وإن خفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي، ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي) ...
زهده وورعه
هم سلمان ببناء بيتا فسأل البناء: (كيف ستبنيه؟) ... وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا: (لا تخف، إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك) ... فقال سلمان: (نعم، هكذا فاصنع) ...
زواجه في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال: (ارجعوا آجركم الله) ... ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء، ثم جاء فجلس عند امرأته، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها: (هل أنت مطيعتني في شئٍ أمرك به) ...
قالت: (جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع) ... قال: (فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله) ... فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته ...
فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا: (كيف وجدتَ أهلك؟) ... فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال: (إنّما جعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها، حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عمّا ظهر له، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: [المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران في الطريق]) ...
سلمان والصحابة
لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا، فقد كان تقي زاهد فطن وورع، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة، وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا فقال له أبو الدرداء: (أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟) ...
فأجاب سلمان: (إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، صم وافطر، وصلّ ونام) ... فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لقد أشبع سلمان علما) ... وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون: (سلمان منا) ...
ووقف المهاجرون يقولون: (بل سلمان منا) ... وناداهم الرسول قائلا: (سلمان منا آل البيت) ... في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينة زائرا، فجمع عمر الصحابة وقال لهم: (هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان) ...
وخرج بهم لإستقباله عند مشارف المدينة ... وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم، وسئل عنه بعد موته فقال: (ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ ... أوتي العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف) ...
عتقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/390)
وحال الرق بين سليمان -رضي الله عنه- وبين شهود بدر وأحد، وذات يوم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكاتب سيده حتى يعتقه، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية، وأمر الرسول الكريم الصحابة كي يعينوه، فأعانه الرجال بقدر ما عندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية، فأمره الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذهب يا سلمان ففقّرها، فإذا فرغت فأتني أنا أضعها بيدي) ...
ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم، وخرج معه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده، فما ماتت منها ودية واحدة فأدى النخيل ... وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له: (خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان) ...
فقال: (وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟) ... قال: (خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بها عنك) ... فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم، وحرر الله رقبته، وعاد رجلا مسلما حرا، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها ...
عطاؤه
لقد كان -رضي الله عنه- في كبره شيخا مهيبا، يضفر الخوص ويجدله، ويصنع منه أوعية ومكاتل، ولقد كان عطاؤه وفيرا ... بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما.
ويقول: (أشتري خوصا بدرهم، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت) ...
عهده لسعد
جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه، فبكى سلمان، فقال سعد: (ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ ... لقد توفي رسول الله وهو عنك راض) ... فأجاب سلمان: (والله ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله - - عهد إلينا عهدا، فقال: (ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب) ... وهأنذا حولي هذه الأساود-الأشياء الكثيرة-!) ...
فنظر سعد فلم ير إلا جفنة ومطهرة ... قال سعد: (يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك) ... فقال: (يا سعد: اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت) ...
غزوة الخندق
في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليشاورهم في الأمر، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة ...
وكان سلمان -رضي الله عنه- قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها، فتقدم من الرسول -صلى الله عليه وسلم- واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته، وعجزت عن اقتحام المدينة، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة الى ديارهم خائبين ...
وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها، فذهب سلمان الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة، فأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا: (الله أكبر ... أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وإن أمتي ظاهرة عليها) ...
ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة، وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الله أكبر ... أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها) ...
ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون: (هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله) ...
فضله
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة تشتاقُ إليهم الحُور العين: عليّ وعمّار وسلمان) ...
قبل الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/391)
لقداجتهد سلمان -رضي الله عنه- في المجوسية، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو، وكان لأبيه ضيعة، أرسله إليها يوما، فمر بكنيسة للنصارى، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى في دينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال: (يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس) ...
قال والده: (أي بُني ليس في ذلك الدين خير، دينُك ودين آبائك خير منه) ... قال: (كلا والله إنه خير من ديننا) ... فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه، فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام، وحطم قيوده ورحل الى الشام ...
وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة، وعاش يخدم ويتعلم دينهم، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسه ثم مات، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة، فلما حضره الموت أوصى سلمان قائلا: (أي بني، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل) ...
فلما توفي رحل سلمان الى الموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه، وأقام عنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية ...
فرحل إليه، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات، ثم أتته الوفاة فقال لسليمان: (يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا، يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته) ...
لقاء الرسول
مر بسليمان ذات يوم ركب من جزيرة العرب، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه، فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى، وأقام عنده حتى اشتراه رجل من يهود بني قريظة، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفت له، وأقام معه حتى بعث الله رسوله وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه ...
فدخل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحوله نفر من أصحابه، فقال لهم: (إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به) ...
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: (كلوا باسم الله) وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا ... فقال سليمان لنفسه: (هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة) ... ثم عاد في الغداة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمل طعاما وقال: (أني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية).
فقال الرسول لأصحابه: (كلوا باسم الله) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه: (هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية) ... ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البقيع قد تبع جنازة، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة، مرتديا الأخرى، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهره فعرف الرسول ذلك، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه، خاتم النبوة كما وصفت لسليمان ... فأكب سليمان على الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقبله ويبكي، فدعاه الرسول وجلس بين يديه، فأخبره خبره، ثم أسلم ...
وفاته
كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا، ائتمن زوجته عليه، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها: (هلمي خبيك الذي استخبأتك) ... فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته: (انضحيه حولي، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب) ...
فلما فعلت قال لها: (اجفئي علي الباب وانزلي) ... ففعلت ما أمر، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده، وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام (35 هـ)، وقد اختلف أهل العلم بعدد السنين التي عاشها، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين ..(59/392)
(ما هي صفة) رؤية النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 05:48 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني بارك الله فيكم، ثبت فس الصحيح أن من رأى النبي في المنام فقد رآه حقا لأن الشيطان لا يتمثل بهيئته صلى الله عليه و سلم.
السؤال:
ما الدليل على أنه يشترط رؤيته بأوصافه؟
و هل أوصافه التي مات عليها أم اوصافه شابا أم غير ذلك؟
ما هي أوصافه صلى الله عليه و سلم الثابتة و بدقة و تفصيل؟
أغلبنا ممن لا يفهم هاته الوصاف و من يتخيل أن النبي ذو لحية بيضاء طويلة و و و كيف يحكم المرء أنه رأى النبي و لم ير شيطانا تمثل بهيأة رجل ملتحي ... ؟
ننتظر الجواب من طلبة العلم و بارك الله فيكم
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:20 ص]ـ
الحمد لله
أما بعد
قال الإمام البخارى رحمه الله تعالى
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال
: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي)
قال أبو عبد الله قال ابن سيرين إذا رآه في صورته
قال الإمام بن حجر رحمه الله
(إذا رآه في صورته) أي أن رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم لا تعتبر إلا إذا رآه على صفته التي وصف بهاوقال ايضا
قال كان محمد يعني بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لا يعرفها قال لم تره وسنده صحيح ووجدت له ما يؤيده فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب حدثني أبي قال قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال صفه لي قال ذكرت الحسن بن علي فشبهته به قال قد رأيته وسنده جيدقال الإمام المناوى فى فيض القدير
(الرؤيا الصحيحة: أن يراه بصورته الثابتة بالنقل الصحيح
فإن رأه بغيرها كطويل أو قصير او شديد السمرة لم يكن رأه)
وقال الشيخ محمد بن جميل زينو
(أن رؤيا النبى صلى الله عليه وسلم ممكنة, على الوجه الذى ورد فى شمائله من طوله ولونه وهيئته ولحيته وغير ذلك
والحمد لله رب العالمين
ـ[بن عباس]ــــــــ[03 - 02 - 06, 08:01 ص]ـ
يعني لوأنم رجلاً رآى النبي فى المنام وعلم أنه النبي _ أى فى المنام _ ولكن دون أوصافه " فهل هو منام شيطاني "!
قرأت فى هذه المسألة كثيراً
وياليت أحد الأخوة يقوم بمزيد من التوضيح.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:17 م]ـ
أثر بن سيرين رحمه اله دليل قوي و في الصميم، بارك الله فيكم
و يبقى السؤال ما هي أوصافه و بدقة من صحيح الأخبار و بارك الله فيكم ...
و حبذا لو يشرح كل وصف بما يفهمه من لا يحسن العربية مثلي ...
و جزاكم الله خيرا(59/393)
الدول الإسلامية جاءت متأخرة؟
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 05:49 م]ـ
اشتعال الأزمة بين المسلمين و الدنمرك بسبب الإساءة للرسول 1/ 30/2006 3:55:00 PM
مظاهرات الغضب اندلعت فى فلسطين
كتب: معتز محمد - شهدت الأزمة بين المسلمين و الدنمرك اشتعالا كبيرا بعد انطلاق حملات مقاطعة للمنتجات و الشركات الدنمركية في كافة الدول الإسلامية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم
و قد وجدت حملات المقاطعة دعما شعبيا و إعلاميا قويا تمثل فى مظاهرات شعبية منددة و حملات الكترونية على الانترنت و إدانة صحفية و إعلامية و لم تخل الحملة من ردود أفعال سياسية تميز بعضها بالحذر و الآخر بالشجاعة و خاصة بعدما شملت المقاطعة النرويج التى نشرت إحدى صحفها نفس الرسوم المسيئة
حملة "لا للدنمرك "
لاستكمال المقالة أضغط هنا ( http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?p=2061#post2061)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 05:53 م]ـ
ارحمونا من هذه الطريقه للاعلان عن منتداكم
اما ان تضعوا المقاله كامله هنا او لا تضعوها
ربع المقاله هنا والباقي هناك!!
الرجاء التدخل من المشرف لحذف مثل هذه المشاركات
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:15 م]ـ
نبهتُ أخي الفاضل الحبيب طُويلب علم على هذا الأمر وقلتُ:
الرجاء عدم نقل أي مقال خاص بالملتقى لأي مكان آخر ناقصًا، وإدراج رابط بقية الموضوع على ملتقانا، من أراد أن يدرج المقال فليدرجه كاملاً، أو لا يدرجه أصلاً، وبارك الله فيكم.
وإن شاء الله لن يحدث هذا الأمر مرة أخرى، وإن حدث فعلى مشرف المكان الذي به المقال أن يحذفه فورًا، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:32 م]ـ
وها هو أخي الكريم المقال كاملاً:
اشتعال الأزمة بين المسلمين و الدنمرك بسبب الإساءة للرسول 1/ 30/2006 3:55:00 PM
مظاهرات الغضب اندلعت فى فلسطين
كتب: معتز محمد - شهدت الأزمة بين المسلمين و الدنمرك اشتعالا كبيرا بعد انطلاق حملات مقاطعة للمنتجات و الشركات الدنمركية في كافة الدول الإسلامية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم
و قد وجدت حملات المقاطعة دعما شعبيا و إعلاميا قويا تمثل فى مظاهرات شعبية منددة و حملات الكترونية على الانترنت و إدانة صحفية و إعلامية و لم تخل الحملة من ردود أفعال سياسية تميز بعضها بالحذر و الآخر بالشجاعة و خاصة بعدما شملت المقاطعة النرويج التى نشرت إحدى صحفها نفس الرسوم المسيئة
حملة "لا للدنمرك "
لعبت شبكة الانترنت دورا فعالا فى عملية المقاطعة فقد قام العديد من المستخدمين باستغلال ساحات الحوار و البريد الالكترونى فى اطلاق حملة الكترونية للمقاطعة و الادانه للدنمرك من بينها إرسال مئات من رسائل البريد الالكتروني تعرف مستخدمي الانترنت العرب و المسلمين بالمشكلة التي نشأت منذ حوالي ثلاثة أشهر و تدعو إلى مقاطعة المنتجات الدنمركية المختلفة حتى تقوم الحكومة الدنمركية و الصحيفة المسيئة بنشر اعتذار إلى العالم الإسلامي
كما تم إطلاق موقع على شبكة الانترنت باسم لا للدنمارك “ no4denmark” و يضم الموقع قوائم بأسماء مختلف المنتجات و الشكرات الدنمركية و كذلك تعريف للمستخدم بكيفية نشأة المشكلة و تطوراتها و ردود الأفعال العربية و الاسلامية بالإضافة إلى مجموعة من الرسائل الالكترونية التى تعبر عن احتجاج المسلمين فى مختلف دول العالم على نشر هذه الرسوم و مطالبتهم باعتذار من جانب الصحيفة و الحكومة الدنماركية و قد ذكرت بجانب هذه الرسائل عناوين البريد الالكتروني لوزارة الخارجية الدنماركية و ورئيس الوزراء الدنمركي و دعت المستخدمين الى إرسال هذه الرسائل الاحتجاجية إلى الجهات المعنية فى الدنمرك.
الدول الإسلامية جاءت متأخرة؟
لاشك أن ردود الفعل الإسلامية جاءت كما هي العادة متأخرة و تحت ضغط شعبي و إعلامي و ربما تحت تأثير الموقف الدبلوماسي البارد الذي أبدته الحكومة الدنماركية
فقد قامت العديد من المظاهرات الشعبية فى اليمن و الكويت و السعودية و موريتانيا تندد بالدنمرك و تدعو لوقفة حازمة تجاهها كما شملت تهديدات من جانب مسلحين فلسطينيين في غزة قالوا ان المواطنين الدنمركيين أنفسهم معرضون لهجمات مالم تعتذر الدنمرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/394)
كما شهدت العديد من الدول حملات مقاطعة شعبية سواء من جانب المستهلكين أو منافذ البيع التي رفضت بيع البضائع الدنمركية بالإضافة الى توعية المواطنين بأسماء المنتجات الدنمركية التى يجب مقاطعتها
و قد جاءت الخطوات الدبلوماسية الأكثر شجاعة من جانب ليبيا و المملكة العربية السعودية حيث قامت ليبيا بإغلاق سفارتها في العاصمة الدنمركية كوبنهاجن احتجاجا على صمت الحكومة الدنمركية و إعلانها أن أي تدخل منها يعد تدخل في حرية التعبير عن الرأي أما المملكة العربية السعودية فقد استدعت سفيرها فى الدنمرك فى خطوة ربما تنبه الحكومة الدنمركية إلى خطأ ما فعلته
و على الرغم من أن مصر كانت الأسبق فى تنبيه الدنمرك الى خطأها حيث قال احمد أبو الغيط وزير الخارجية للصحفيين فى وقت مبكر ان نشر هذه الرسوم في صحيفة يلاندز بوستن "فضيحة" تستوجب الاعتذار و اعلن ان مصر إنها تقود حملة دبلوماسية ضد صحيفة دنمركية نشرت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وأضاف ان الحكومة المصرية بعثت برسائل الى زعماء في أنحاء العالم لحشد الدعم من بينهم الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان ورئيس منظمة الامن والتعاون في أوروبا.
إلا ان رد الفعل المباشر غاب باستثناء مجلس الشعب الذي طالب باعتذار رسمي إلى جانب ادانه عدد من المؤسسات مثل مجمع البحوث الإسلامية و شيخ الأزهر
وفي الأردن استدعى وزير الخارجية عبد الإله الخطيب سفير الدانمارك وأعرب عن "رفض الأردن الإساءة المتعمدة للإسلام ورسوله من جانب صحيفة دانماركية" كما دعت وزارة الخارجية السورية الدانمارك إلى "معاقبة المسيئين" للأديان، وعدم تكرار مثل تلك الإساءات وقال مصدر بالوزارة إن دمشق صدمت بالرسم الكاريكاتيري الذي طال الرمز الأعلى للأمتين العربية والإسلامية.
وفي البحرين شجبت الحكومة في اجتماعها الاعتيادي مثل "تلك الممارسات التي تتنافى مع كافة القيم والمثل والمبادئ", مؤكدة على أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقافها, وعلى أهمية تقديم الاعتذار الفوري عنها
اما منظمة المؤتمر الاسلامى و جامعة الدول العربية فقد أعلنتا ادانتهما لنشر هذه الرسوم و طالبتا الأمم المتحدة و منظمات حقوق الانسان بالتدخل لمنع الاساءة الى الأديان السماوية
أما رد الفعل الغير المبرر فقد كان من جانب الرئيس الأفغانى حامد قرضاى الذي قام بزيارة الدنمرك و أعلن ان التفسير الذى قدمه رئيس الوزراء الدنمركي مرض له كرجل مسلم "لكنه تمنى على وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم أن تكون "أكثر احتراما ومسؤولية حيال الثقافة والدين ووجهات النظر".
الدنمارك هل تتجاوب؟
لاشك أن أكثر ما أثار رده الفعل الإسلامية الغاضبة هو الموقف السياسي الدنمركى فعلى الرغم من نشر الصحيفة الدنمركية لاعتذار باللغة العربية و الدنمركية على موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت إلا أن الموقف الرسمي خلا من أي تجاوب مع مشاعر أكثر من مليار مسلم طالتهم هذه الاهانه
و على نحو يخلو من الاهتمام رفضرئيس الوزراء الدنمركى اندرس فو راسموسن الاعتذار و اعلن موقفه من قضية الرسوم المسيئة و قال ان الحكومة لا يمكن أن تؤثر في أي حال على وسائل الإعلام, ولا يمكن تحميلها مسؤولية ما تكتبه صحف مستقلة, كما لا يمكن تحميل الدنمارك كأمة".
و من المؤكد ان المقاطعة الجارية جعل ردود الأفعال تصبح أكثر أهمية فقد أعرب وزير الخارجية الدنمركي بير ستيغ موللر عن "قلقه العميق من تفاقم الأزمة الناجمة عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها في سبتمبر الماضي صحيفة دنمركية.
هذا و في أول رد فعل دنمركي تجارى قامت إحدى الشركات الطبية الدنمركية ذات الانتشار في الشرق الأوسط بنشر رسالة إدانة و توضيح في جريدة الأهرام المصرية قالت فيها ان صحيفة يولاندز بوستن و التى قامت بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة هى صحيفة مستقلة و تعبر عن نفسها فقط و ليس عن الشعب الدنمركى أو السياسة الدنمركية
و أكدت الشركة على موقفها من احترام الأديان و رفضها لأي إساءة للأديان السماوية و رموزها
فهل تخضع الدنمرك و تعتذر عن الإهانه التى لحقت برسول الإسلام؟.
وأرجو أخي الحبيب طويلب علم أن لا تغضب من إخوانك، وبارك الله فيك وفي ملتقانا أهل الحديث الحبيب.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:04 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم مسعد الحسيني(59/395)
"هل يرتد المؤمن عن دينه"؟ ...
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:09 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 18/ 305:
وقبض الأمانة والإيمان ليس هو قبض العلم
فإن الإنسان قد يؤتى إيمانا مع نقص علمه
فمثل هذا الإيمان قد يرفع من صدره كإيمان بنى إسرائيل لما رأوا العجل
وأما من أوتى العلم مع الإيمان فهذا لا يرفع من صدره ومثل هذا لا يرتد عن الإسلام قط
بخلاف مجرد القرآن أو مجرد الإيمان فإن هذا قد يرتفع فهذا هو الواقع
لكن أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان
أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن
فأما من أوتى القرآن الإيمان فحصل فيه العلم فهذا لا يرفع من صدره والله أعلم. أهـ.
لكن كلام شيخ الإسلام يحتاج الى زيادة بيان لمن فهمه على وجهه فهل من مبين؟.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث ريحًا تقبض روح كل مؤمن) فذاك ليس فيه رِدَّة، بل فيه موت المؤمنين. وهو لم يقل: (إذا مات كل مؤمن) أن يستبدل الله موضعه آخر، وإنما وعد بهذا إذا ارتد بعضهم عن دينه.
وهو مما يستدل به على أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا ترتد جميعها، بل لابد أن يبقي الله من المؤمنين مَنْ هو ظاهر إلى قيام الساعة. فإذا مات كل مؤمن فقد جاءت الساعة.
وهذا كما في حديث العلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقَبْضِ العلماء. فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا). والحديث مشهور في الصحاح من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
/فإن قيل: ففي حديث ابن مسعود وغيره أنه قال: (يَسْرِي على القرآن فلا يبقي في المصاحف منه آية ولا في الصدور منه آية) وهذا يناقض هذا.
قيل: ليس كذلك. فإن قبض العلم ليس قبض القرآن بدليل الحديث الآخر: (هذا أوان يقبض العلم). فقال بعض الأنصار: وكيف يقبض وقد قرأنا القرآن وأقرأناه نساءنا وأبناءنا؟ فقال: (ثكلتك أمك! إن كنت لأَحْسَبُك لمن أَفْقَه أهل المدينة، أو ليست التوراة والإنجيل عند إليهود والنصاري؟ فماذا يغني عنهم؟).
فتبين أن مجرد بقاء حفظ الكتاب لا يوجب هذا العلم، لا سيما فإن القرآن يقرأه المنافق والمؤمن، ويقرأه الأمي الذي لا يعلم الكتاب إلا أماني. وقد قال الحسن البصري: العلم علمان: علم في القلب، وعلم على اللسان. فعلم القلب هو العلم النافع، وعلم اللسان حجة الله على عباده. فإذا قبض الله العلماء بقي من يقرأ القرآن بلا علم، فيسري عليه من المصاحف والصدور.
فإن قيل: ففي حديث حذيفة، الذي في الصحيحين، أنه حدثهم عن قبض الأمانة وأن (الرجل ينام النَّومَة، فتقبض الأمانة من قلبه. فيظل أثرها مثل الوَكْت. ثم ينام النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل/أثرها مثل أَثَر المْجَلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رجلك فتراه مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء).
قيل: وقبض الأمانة والإيمان ليس هو قبض العلم. فإن الإنسان قد يؤتي إيمانًا مع نقص علمه. فمثل هذا الإيمان قد يرفع من صدره؛ كإيمان بني إسرائيل لما رأوا العجل. وأما من أوتي العلم مع الإيمان فهذا لا يرفع من صدره. ومثل هذا لا يرتد عن الإسلام قط، بخلاف مجرد القرآن أو مجرد الإيمان، فإن هذا قد يرتفع. فهذا هو الواقع.
لكن أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان، أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن. فأما من أوتي القرآن والإيمان فحصل فيه العلم فهذا لا يرفع من صدره. والله أعلم.
فشيخ الاسلام رحمه الله يتكلم عن العلم انه لا يرفع وينتزع من الصدور فيكون سببا للردة. لان الايمان قد يرفع من الصدر عند الجاهل بمجرد الشبة اما العالم فان علمه يمنع عنه أثر الشبة ولا يجعل لها أثرا على قلبه مثلما يحدث عند من لم يؤتى علما مع ايمانه.
اما من اوتي علما وايمانا فلا ينزع العلم من قلبه ولا يتزعزع ايمانه لرسوخه واقترانه بالعلم.
العلم والايمان ان تلازما فلا يمكن ان يرتد صاحبهما.
ولهذا كان أهل العلم والايمان الاثبت في كل النوازل فالعلم يمنع الشبه والزلل والايمان يمنع المعصية.
لان الايمان يمنع الانسان عن شهوته والعلم يمنع الضلالة عن القلب.
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً بيانك واف.
الآن فهمت أن العلم الذي معناه (القران والإيمان مع العلم) عاصم من الفتن ومنها الردة.
لكن بقي شيخ الإسلام نظمه للكلام قوي، وجمعه وتأليفه بين أجزاءه صعب فهمه في كثير من المواضع إلا بعد التكرار، ومرات حتى بعد التكرار، فسبحان من أعطاه هذا.
ولا أخفيك أن أحد مشايخ هذا الزمان يلقبونه الطلاب في جامعة الإمام بشيخ الإسلام لشبه تأليفه بين الجمل بتأليف شيخ الإسلام فلا يعي الطالب كلامه من أول مرة، وعين عضواً لهيئة كبار العلماء، وفقه الله.
قد يبالغ بعض الطلاب في إطراء مدرسه.
وبإمكانك أخي أن تستمع لبعض دروسه في موقع البث المباشر. و أسمه يوسف الغفيص.
وهذا بعض كلامك مفرق حتى يفهم:
فشيخ الاسلام رحمه الله يتكلم عن
العلم انه لا يرفع وينتزع من الصدور فيكون سببا للردة
الايمان قد يرفع من الصدر عند الجاهل بمجرد الشبة
اما العالم فان علمه يمنع عنه أثر الشبة ولا يجعل لها أثرا على قلبه.
اما من اوتي علما وايمانا فلا ينزع العلم من قلبه ولا يتزعزع ايمانه لرسوخه واقترانه بالعلم.
العلم والايمان ان تلازما فلا يمكن ان يرتد صاحبهما.
ولهذا كان أهل العلم والايمان الاثبت في كل النوازل فالعلم يمنع الشبه والزلل والايمان يمنع المعصية.
لان الايمان يمنع الانسان عن شهوته والعلم يمنع الضلالة عن القلب.(59/396)
أحاديث عاشورية غير ثابتة منتشرة في بعض المنتديات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: أحاديث عاشورية موضوعة منتشرة في بعض المنتديات.
أخي المسلم: حرصا مني على تعميم الفائدة، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة و الموضوعة الخاصة بيوم عاشوراء، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث مع ذكر المصادر التي حكمت بعدم صحتها حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي:
1) حديث: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته))
انظر: كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2/ 572 وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم 1/ 111 وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني 1/ 601 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1/ 98 و كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام ابن عدي 5/ 211 و كتاب الضعفاء للعلامة العقيلي 3/ 252 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 6/ 307 و كتاب العلل المتناهية للإمام ابن الجوزي 2/ 552 و كتاب المقاصد الحسنة للعلامة السخاوي 1/ 764 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1/ 360 و كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي 1/ 188 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 100 و كتاب وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 157 و كتاب أطراف الغرائب و الأفراد للعلامة أبو طاهر المقدسي 3/ 370 و كتاب أسنى المطالب للحوت 1/ 292 و كتاب معرفة التذكرة للعلامة ابن القيسراني 1/ 237
ــــــــــــــــــــــــ
2) حديث: ((من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع و من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة و مرة (قل هو الله أحد) غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماضية و خمسين مستقبلة و بنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور و من سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين))
انظر: كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 150 و كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2/ 45 و كتاب تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي 1/ 184
ــــــــــــــــــــــــ
3) حديث: ((من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر و العصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي عشر مرات و قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة و المعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات و ذلك البيت ... الخ))
انظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1/ 47 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1/ 474 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 90 و كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 46 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 89
ــــــــــــــــــــــــ
4) حديث: ((صلاة الخصماء و هي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 111 و كتاب القصاص و المذكرين للإمام ابن الجوزي 1/ 312
ــــــــــــــــــــــــ
5) حديث: ((صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 110
ــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/397)
6) حديث: ((صلاة يوم عاشوراء عند الإشراق يصلي ركعتين في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي وفي الثانية (لو أنزلنا هذا القرآن) إلى آخر سورة الحشر ويقول بعد السلام يا أول الأولين ويا آخر الآخرين لا إله إلا أنت خلقت أول ما خلقت في هذا اليوم وتخلق آخر ما تخلق في هذا اليوم أعطني فيه خير ما أوليت فيه أنبيائك وأصفيائك من ثواب البلايا وأسهم لنا ما أعطيتهم فيه من الكرامة بحق محمد عليه الصلاة والسلام))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 110
ــــــــــــــــــــــــ
7) حديث: ((صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 110
ــــــــــــــــــــــــ
8) حديث: ((صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 110
ــــــــــــــــــــــــ
9) حديث: ((من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد))
انظر: كتاب الموضوعات العلامة ابن الجوزي 2/ 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 149
ــــــــــــــــــــــــ
10) حديث: ((من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك))
انظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 96 و كتاب الآثار المرفوعة 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 149 كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 114
ــــــــــــــــــــــــ
11) حديث: ((من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة))
انظر: كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ص 402 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 149 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/ 108 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 202
ــــــــــــــــــــــــ
12) حديث: ((من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة))
انظر: كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1/ 265 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 و 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 149
ــــــــــــــــــــــــ
13) حديث: ((إن الوحوش كانت تصوم يوم عاشوراء))
انظر: كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 156 وكتاب تذكرة الموضوعات للعلامة محمد بن طاهر الفتني ص 118 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 98 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 94
ــــــــــــــــــــــــ
14) حديث: ((أن الصرد أول طائر صام يوم عاشوراء))
انظر: كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2/ 555 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 156 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 97 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1/ 415 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93
ــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/398)
15) حديث: ((من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت))
انظر: وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 113 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 97
ــــــــــــــــــــــــ
16) حديث: ((من أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف))
انظر: وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 113 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 97
ــــــــــــــــــــــــ
17) حديث: ((من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم))
انظر: كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 97
ــــــــــــــــــــــــ
18) حديث: ((من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه))
انظر: كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2/ 306 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 98 و 632 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1/ 332 و كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي 1/ 159
ــــــــــــــــــــــــ
19) حديث: ((ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل))
انظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 440 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 39 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 2/ 451
ــــــــــــــــــــــــ
20) حديث: ((خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه الله من النار يوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء))
انظر: كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1/ 266 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 149 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 115
ــــــــــــــــــــــــ
21) حديث: ((أن الله خلق السموات و الأرض يوم عاشوراء))
انظر: كتاب المنار المنيف للإمام لأبن القيم 1/ 52 و كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2/ 557 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة العلامة الملا علي القاري 1/ 427 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب الموضوعات للعلامة لابن الجوزي 2/ 114
ــــــــــــــــــــــــ
22) حديث: ((إن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء سفينة نوح على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، ونجاة إبراهيم من النار))
انظر: كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ص 96 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/ 148 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/ 109 وكتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية 25/ 300
ــــــــــــــــــــــــ
23) حديث: ((في أول يوم من رجب ركب نوح في السفينة فصام هو و جميع من معه وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم فاستوت السفينة على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحش والدواب فصاموا شكرا لله))
انظر: كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 99 و كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي 5/ 62 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 96
ــــــــــــــــــــــــ
24) حديث: ((فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء))
كتاب الكامل في الضعفاء لإمام ابن عدي 3/ 199 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1/ 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي 5/ 62 و كتاب معرفة التذكرة العلامة ابن القيسراني 3/ 1629
ــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف.
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/399)
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 01 - 07, 02:52 م]ـ
الشيخ الكريم الدكتور / عباس رحيم
جزاك الله خير الجزاء.
ونبارك لكم حصولكم على شهادة الدكتوراه مؤخرا، ونسأل الله تعالى أن تكون عونا لكم على الطاعة.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 09:30 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[28 - 01 - 07, 02:38 م]ـ
رفع الله قدرك وعفى الله عنك.
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[01 - 02 - 07, 08:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عباس
أنا من أشد المعجبين بخطبكم
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)) رواه الترمذي بإسناد حسن.
أشكركم جميعا على كلماتكم الجميلة ومشارعكم السامية وأسال الله العاقبة لكم ولمن تحبون والرفعة في الدنيا والآخرة.
أسال الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يتولاكم في الدنيا والآخرة وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم وأن يحرم وجوهكم على النار إنه سميع مجيب الدعاء.
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 10:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:01 ص]ـ
يرفع للحاجة اليه(59/400)
هل ورد حديثا عن حرمة وضع كتاب على المصحف؟
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ورد حديثا عن حرمة وضع كتاب على المصحف؟
وجزاكم الله خيرا(59/401)
متى يصادف يوم عاشوراء؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
الحمد لله
هل عندك أحد علم يقيني بوقت دخول شهر الله المحرم؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 02 - 06, 04:47 م]ـ
وفقك الله.
الثلاثاء الماضي أول يوم من شهر محرم.
الخميس القادم يوم عاشوراء.
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبد الله، وكتب لك ذخر ما تؤمّه من الإفادة والدلالة على الخير.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:54 م]ـ
تأخرت علي حفظك الله
واعتمدت على ما في موقع ردادي
وبحسابه فاليوم هو الخامس
أي: أن العاشر يوم الأربعاء
فهل اعتمادك على تقويم أم حساب.
وفقك الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 06:09 م]ـ
سمعت خطبة المفتي اليوم في الإذاعة، ذكر أن الخميس هو عاشوراء
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 02 - 06, 07:27 م]ـ
أحسن الله إليك يا أخي إحسان ...
ما رأيت سؤالك إلا لحظة كتبتُ جوابه ... فالمعذرة.
وما أخبرتُك به هو المطابق للتقاويم المعتمدة على الحساب الشرعي ... وهو مطابق للواقع المحسوس بالرؤية الشرعية ... وكذلك هو الحال الذي عليه إجماع دول الإسلام فيما أحسب ... باستثناء دولة وحيدة عربية .... ولا أعني المغرب ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي " الفهم الصحيح "
وهذا توكيد
إعلان رؤية هلال شهر محرم وصيام يوم عاشوراء
بناء على الرؤية الشرعية التي تمت في مكة المكرمة كما صرح بذلك رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي فضيلة الشيخ صالح اللحيدان.
فإن أول أيام شهر محرم هو يوم الثلاثاء الموافق 31 يناير 2006.
ويكون يوم الخميس العاشر من محرم الموافق 9 فبراير 2006 هو يوم عاشوراء.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ننصح الأخوة الكرام بقراءة:
مقال بعنوان (فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء)
http://www.islam-qa.com/topics/muharram/muharram_ara.shtml
http://www.islam-qa.com/topics/moon-Muharram_ara.html
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:37 م]ـ
المفتي في بلادنا فلسطين أعلن أن الاربعاء هو يوم عاشوراء والله أعلم(59/402)
سؤال عن راي الشيخ الالباني في عد ركعات التراويح
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
قرات للشيخ الالباني رحمه الله في كتابه صلاة التراويح ما يلي: لقد طالت بحوث هذه الرسالة فوق ما كنا نظن ولكنه أمر لا مناص لنا منه لأنه الذي يقتضيه النهج العلمي في التحقيق فراينا أخيرا أن نقدم إلى القراء الكرام ملخصا عنها لكي تكون ماثلة في ذهنه فيسهل عليه استيعابها والعمل بها إن شاء الله تعالى فأقول:
يتلخص منها:
انه صلى الله عليه وسلم صلاها إحدى عشرة ركعة وأن الحديث الذي يقول أنه صلاها عشرين ضعيف جدا
وأنه لا يجوز الزيادة على الإحدى عشرة ركعة لأن الزيادة عليه يلزم منه إلغاء فعله صلى الله عليه وسلم له وتعطيل لقوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي " ولذلك لا يجوز الزيادة على سنة الفجر وغيرها
ونسب ايضا هذا القول للصنعاني رحمه الله:ولهذا صرح الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني في " سبل السلام " أن عدد العشرين في التراويح بدعة قال:
وليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة
فهل هناك رد على بدعية صلاة العشرين ام لا ومن المعروف لمن يؤدي العمرة في رمضان أن اهل المسجد الحرام يصلونها عشرين ركعة فافيدونا بارك الله فيكم(59/403)
أرجو ممن لديه دراسة عقدية وحديثية جامعة حول شد الرحال إلى قبر النبي فليتحفني مشكورا
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[03 - 02 - 06, 11:01 ص]ـ
أرجو ممن لديه دراسة عقدية وحديثية جامعة حول شد الرحال إلى قبر النبي فليتحفني مشكورا ومأجور لآنني في أمس الحاجة إليها. وشكرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:47 م]ـ
الصارم المنكي في الرد على السبكي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13485
توضيح العبارة في الرد على صاحب كتاب (رفع المنارة في أحاديث الزيارة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25443(59/404)
افيدونا يرحمكم الله هل يشترط فى المسح على الخف أن يكون ساترًا لِمَحِل الفرض؟.
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:56 م]ـ
الحمد لله وحده ... والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد ...
هل يشترط فى المسح على الخف أن يكون ساترًا لِمَحِل الفرض؟.
وما الدليل؟ ... بارك الله فيكم.
محبكم/الفاتح
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:41 م]ـ
...
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[03 - 02 - 06, 11:58 م]ـ
ثبت بسند صحيح عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه توضأ فمسح على النعلين و هي ليست ساتره لمحل الفرض ولكن هذا في وضوء الذي لم يحدث و تجد الكلام على ذلك في تمام المنه أو الثمر المستطاب للشيخ الالباني
ـ[ياسر30]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:13 م]ـ
قال فى كفاية الأخيار [جزء 1 - صفحة 77]
فصل: والمسح على الخفين جائز بثلاثة شرائط: أن يبتدىء لبسهما بعد كمال الطهارة وأن يكونا ساترين لمحل الغسل من القدمين وأن يكونا مما يمكن متابعة المشي عليهما
إذا عرفت هذا فلجواز المسح على الخفين شرطان:
الشرط الثاني: أن يكون الخف صالحا للمسح ولصلاحيته أمور
الأول: أن يستر الخف جميع محل الغسل من الرجلين فلو قصر عن المحل الفرض لم يجز المسح عليه بلا خلاف لأن ما ظهر واجبه الغسل وفرض المستتر المسح ولا قائل بالجمع بينهما فيغلب الغسل لأنه الأصل وفي جواز المسح على المخرق قولان للشافعي: القديم الجواز ما لم يتفاحش لأن المسح رخصة والتخرق يغلب في الأسفار وهي محل يتعذر الإصلاح فيه غالبا فلو منعنا المسح لضاق باب الرخصة والأظهر أنه لا يجوز لما قلنا لأن ما ظهر يجب غسله ولو تخرقت الظهارة أو البطانة جاز المسح إن كان الباقي صفيقا وإلا فلا على الصحيح ويقاس على هذا ما إذا تخرق من الطهارة موضع ومن البطانة موضع لا يحاذيه ولو كان الخف مشقوق القدم وشد بالعرى محل الشق فإن ظهر مع الشد شيء لم يجز المسح وإن لم يظهر جاز على الصحيح الذي نص عليه الشافعي فلو انفتح منه شيء في محل الفرض بطل المسح في الحال وإن لم يظهر شيء لأنه إذا مشى ظهرت والله أعلم(59/405)
فائدة نفيسة من الشيخ عمر المقبل حفظه الله: (الصوم (شرعاً) يأتي على أربعين وجهاً).
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:01 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عمر المقبل حفظه الله تعالى:
(هذه الفائدة جاءت في ترجمة زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى في حلية الأولياء 3/ 141، حيث روى أبو نعيم من طريق ابن عيينة، عن الزهري قال: دخلنا على علي بن الحسين بن علي [زين العابدين] فقال يا زهري: فيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا الصوم، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب إلا شهر رمضان، فقال: يا زهري! ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجهاً:
ـ عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان.
ـ وعشرة منها حرام.
ـ وأربعة عشرة خصلة، صاحبها بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر.
ـ وصوم النذر واجب.
ـ وصوم الاعتكاف واجب.
قال: قلت: فسرهن يا ابن رسول الله!
قال:
أما الواجب:
- فصوم شهر رمضان.
- وصيام شهرين متتابعين ـ يعني في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق ـ قال تعالى: (ومن قتل مؤمنا خطأ ... الآية).
- وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام، قال الله عز وجل: (ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم).
- وصيام حلق الرأس، قال الله تعالى: (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ... الآية)، صاحبه بالخيار إن شاء صام ثلاثاً.
- وصوم دم المتعة لمن لم يجد الهدي، قال الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ... الآية).
- وصوم جزاء الصيد، قال الله عز وجل: (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ... الآية)، وإنما يقوم ذلك الصيد قيمة، ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة.
وأما الذي صاحبه بالخيار:
- فصوم يوم الإثنين والخميس.
- وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان.
- ويوم عرفة.
- ويوم عاشوراء.
كل ذلك صاحبه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.
- وأما صوم الإذن فالمرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها، وكذلك العبد والأمة.
وأما صوم الحرام:
- فصوم يوم الفطر.
- ويوم الأضحى.
- وأيام التشريق.
- ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان.
- وصوم الوصال حرام.
- وصوم الصمت حرام.
- وصوم نذر المعصية حرام.
- وصوم الدهر حرام.
- والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نزل على قوم فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم).
- ويؤمر الصبي بالصوم إذا لم يراهق، تأنيسا وليس بفرض.
- وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالامساك، وذلك تأديب الله عز وجل، وليس بفرض.
- وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالامساك.
وأما صوم الإباحة:
- فمن أكل أو شرب ناسياً من غير عمد فقد أبيح له ذلك، وأجزأه عن صومه.
- وأما صوم المريض، وصوم المسافر فإن العامة اختلفت فيه، فقال بعضهم:
يصوم، وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم: إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأما نحن فنقول يفطر في الحالين جميعاً، فإن صام في السفر والمرض، فعليه القضاء، قال الله عز وجل: (فعدة من أيام أخر).
انتهت الفائدة.
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:47 م]ـ
جزيت خيراً
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[05 - 06 - 10, 08:51 م]ـ
ما شاء الله
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 06:44 م]ـ
جزى الله المفيد والناقل خيراً
ـ[المحبرة]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن كيف يكون (صوم الصمت) المنهي عنه، يعني: ما هو وما معناه؟!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:36 ص]ـ
اظن والله اعلم ان الشيخ حفظه الله يقصد ما اخرجه البخارى
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال:
من هذا؟ "
قالوا: هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ويستظل ولا يتكلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
مروه فليتكلم وليجلس وليستظل وليتم صومه ..
جزيت خيرا اخى المسيطير على هذه الفائده .. وعذرا لجوابى على ما طرح اليكم من سؤال .. وفقك الله لما يحب ويرضى ...
ـ[المحبرة]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:20 ص]ـ
الأخ أبا قتيبة ..
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حيدره]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:57 ص]ـ
ما شاءالله موفق يا أبا محمد
نفع الله بك
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:05 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا,
واما حديث صيام الضيف فضعيف.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:33 م]ـ
جاء فى الضعيفه:
2713 - (من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم).
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي (1/ 151)، وابن عدي (1/ 348)، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 266)، والقضاعي في " مسند الشهاب " (45/ 2) من طريق أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي:
" حديث منكر، لا نعرف أحدا من الثقات رواه عن هشام بن عروة، وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر، وهو أوثق من هذا وأقدم ".
قلت: وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة العامري المدني، قال الحافظ:
" رموه بالوضع ".(59/406)
ثلاث من مستحيلات الكلام ...
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:56 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم رحمة الله و بركاته
سمعت في أحد أشرطة شرح العقيدة الواسطية لشارحها الشيخ محمد أمان علي الجامي رحمه الله. قال أن علماء السنة قالوا: "ثلاث من مستحيلات الكلام: كسب الأشعري، طفرة النظام و أحوال أبي هاشم"
السؤال: أين ثبت هذا الكلام، من كتب أهل السنة و الجماعة، لأن الشيخ رحمه الله لا اذكر أنه ذكر مرجعا.
ما شرح هاته المستحيلات بتفصيل و ما وجه الإستحالة في كل منها. مع تعريف كل من النظام و أبي هاشم ... أبحث عن شرح وافي مع المراجع قدر الإمكان.
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 04:26 م]ـ
قال شيخ الإسلام في جامع الرسائل ((ولهذا صار الناس يسخرون بمن قال هذا ويقولون: ثلاثة أشياء لا حقيقة لها: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:10 م]ـ
ورد ذلك في الصفدية لابن تيمية (1/ 151) ومنهاج السنة له (1/ 459) وفيه:
وأنشدوا في ذلك:
مما يقال ولا حقيقة تحته ********* معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عنـ ****** ـد البهشمي وطفرة النظام
طفرة النظام: أن القاطع للشيء يقطع بعضه ويطفر بعضه
أحوال أبي هاشم البهشمي: زعم أن الأحوال لا معلومة ولا مجهولة ولا موجودة ولا معدودة.
كسب الأشعري: عند أبي الحسن الأشعري أن الكسب فعل لله لا للعبد.
[منقول من كتاب (لطائف الكلم في العلم) للشيخ بكر أبي زيد]
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم
و ننتظر المزيد ممن في جعبته مزيد
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل / عبد القادر المغربي ........................ حفظه الله تعالى
هذا جهد مقل وهو ما تيسر لي على عجالة وهذا يستلزم منك الرجوع إلى مظان هذا الموضوع من خلال هذه المراجع لتحيط بالموضوع أكثر ولقد اقتصرت على الإشارة خشية الإطالة من النقل ومن خلال الإطلاع على النقول سوف يتضح لك وجه الاستحالة فيها.
أما بالنسبة للتراجم فلم أطيل في ترجمة أبي الحسن الأشعري لشهرته على ما أظن والله أعلم
أرجوا من الله أن ينفعك بهذا إنه ولي ذلك والقادر عليه
*************************
قال ابن تيمية رحمه الله
درء التعارض (3/ 444) (وصار الناس يقولون عجائب الكلام طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري ولهم في ذلك من الكلام ما يطول وصفه
وقال أيضا في درء التعارض (8/ 320)
فقالت طائفة إن الأجسام مركبة من أجزاء لا تتجزأ وهي الجواهر المنفردة وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية وقالت طائفة بل فيها أجزاء لا نهاية لها وهو المذكور عن النظام وعليه انبنى القول بطفرة النظام ولهذا يقال ثلاثة لا يعلم لها حقيقة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري
وقال أيضا في النبوات: ص (143)
فانه رأس الجبرية يقول ليس للعبد فعل البتة والأشعري يوافقه على أن العبد ليس بفاعل ولا له قدرة مؤثرة في الفعل ولكن يقول هو كاسب وجهم لا يثبت له شيئا لكن هذا الكسب يقول أكثر الناس انه لا يعقل فرق بين الفعل الذي نفاه والكسب الذي أثبته وقالوا عجائب الكلام ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري وأنشدوا
مما يقال ولا حقيقة عنده معقوله تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
وقال أيضا في الصفدية (1/ 151)
ولهذا قال بعض الناس عجائب الكلام التي لا حقيقة لها ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري
وقال أيضا في مجموع الفتاوى (8/ 128)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/407)
و المعتزلة استطالوا على الأشعرية ونحوهم من المثبتين للصفات والقدر بما وافقوهم عليه من نفي الأفعال القائمة بالله تعالى فنقضوا بذلك أصلهم الذي استدلوا به عليهم في أن كلام الله غير مخلوق وأن الكلام وغيره من الأمور إذا خلق بمحل عاد حكمه على ذلك المحل واستطالوا عليهم بذلك في مسألة القدر واضطروهم إلى أن جعلوا نفس ما يفعله العبد من القبيح فعلا لله رب العالمين دون العبد ثم أثبتوا كسبا لا حقيقة له فأنه لا يعقل من حيث تعلق القدرة بالمقدور فرق بين الكسب والفعل ولهذا صار الناس يسخرون بمن قال هذا ويقولون ثلاثة أشياء لا حقيقة لها طفرة النظام وأحوال أبى هاشم وكسب الأشعري
وقال أيضا في منهاج السنة النبوية (1/ 459)
أكثر الناس طعنوا في هذا الكلام وقالوا عجائب الكلام ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري وأنشد في ذلك مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو إلى الأفهام الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
****************************
قال ابن القيم رحمه الله
شفاء العليل (1/ 50)
فلم يثبت هؤلاء من الكسب أمرا معقولا ولهذا يقال محالات الكلام ثلاثة كسب الأشعري وأحوال أبي هاشم وطفرة النظام
************************
قال الشيخ محمد أمان الجامي
في رسالة العقل والنقل عند ابن رشد (الرسالة السادسة) ضمن مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة ص (274)
ومحالات الكلام ثلاثة - كما يقولون -:
1 – كسب الأشعري.
2 – أحوال أبي هاشم.
3 – طفرة النظام.
أما كسب الأشعري فقد تحدثنا عنه، وملخصه: أن العبد ليس هو الفاعل حقيقة ولكن عند إرادته للفعل يخلق الله الفعل. نقدر أن نقول: إنها جبرية متطورة أو متسترة.
أما أحوال أبي هاشم: المراد بها الصفات المعنوية التي انفرد بإثباتها أبو هاشم دون سائر المعتزلة من نفيه لصفات المعاني، أي أنه ينفي العلم والقدرة والإرادة إلى آخر الصفات ثم يثبت كونه عالما وقادراً ومريداً، وهذه (الكوكنة) هي الأحوال
وأما طفرة النظام: فهي (انزلاقة) انفرد بها النظام المعتزلي دون سائر المعتزلة وهي القول بأن الله خلق هذه الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن، من نبات وحيوان وجبال وبحار، ولم يتقدم خلق آدم على ذريته غير أن الله (أكمن) بعضها في بعض، فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهور هذه الموجودات في أماكنها دون حدوثها ووجودها.
وقد زعم النظام ما زعم متأثراً بأصحاب الكمون والظهور، من الفلاسفة وهي طفرة لم يسبقه إليها أحد قبله.
*****************************
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح (لمعة الاعتقاد)
والجبرية قسمان:
1. جبرية غلاة: وهم الذين يقولون إن المرء ليس له اختيار بتاتا، بل هو كالريشة في مهب الريح وهذا اعتقاد الجهمية، وطوائف من الصوفية الغلاة موجودون اليوم.
2. والطائفة الثانية الجبرية غير الغلاة: وهؤلاء هم الأشاعرة، فإن الأشاعرة يقولون بالجبر لكنه جبر مؤدب؛ يعني جبر في الباطن دون الظاهر، يقولون: ظاهر المكلف أنه مختار، ولكنه في الباطن مجبر، ولهذا اخترعوا لفظ الكسب، فاخترع أبو الحسن الأشعري لفظ الكسب، وقال: إن الأعمال كسب للعباد. ما تفسير الكسب؟ اختلف حُذَّاقهم في تفسير الكسب إلى نحو من اثني عشرة قولا، ولا يهمنا ذكر هذه الأقوال الآن، كنه خلاصة الأمر أنه لا معنى للكسب عندهم، ولهذا قال بعض أهل العلم:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام ثلاثة لا حقيقة لها
فالكسب إذا أردت أن تفسره أو تستفسر من الأشعري ما معناه لا يكاد يجتمع منهم جماعة على تفسيره بتفسير صحيح، ولهذا ذكر بعض شُرّاح الجوهرة -من متون الأشاعرة المعروفة- جوهرة التوحيد: أنه لابد من الاعتراف بأننا جبرية، ولكننا جبرية في الباطن دون الظاهر، فلسنا كالجبرية الذين يقولون للإنسان مجبر مطلقا، لا، ولكنه مختار ظاهرا، ولكنه مجبر ظاهرا. طيب كيف تفسرون الأفعال التي تحصل من العبد؟ قال: هو كالآلة التي يقوم الفعل بها فإمرار السكين, لا نقول أن السكين هي التي أحدثت القطع، ولكن نقول حدث القطع عند الإمرار، كذلك العبد نقول هو أُجبر على الصلاة؛ أُجبر على الصلاة لما قام، هو عصى وأُجبر على المعصية لما أتى، فيجعلونه كالآلة وكالمحل الذي يقوم بها إجبار الله جل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/408)
وعلا، وينفذ فيه حكم الله جل وعلا، وهذا غاية في المخالفة لما دلت عليه النصوص.
*****************************
وقال حفظه الله أيضا في شرح الطحاوية (الشريط الثامن عشر – الوجه الثاني)
الفرقة الثانية من الجبرية هم الأشاعرة والماتريدية ونحا نحوهم ممن غلوا في إثبات المشيئة مشيئة الله جل وعلا وخلقه، وقالوا إن الإنسان ليس مجبورا على كل حال؛ ولكن هو مجبور باطنا لا ظاهرا؛ يعني في الباطن مجبور لا يتحرك بإرادته ولكن في الظاهر تصرفاته بإرادته، فيحاسب على تصرفاته الظاهرة، وأما الذي دفعه في الحقيقة هو أمر باطن مجبر عليه من الله جل وعلا.
وهذا في الحقيقة قول بالجبر، ومشهور عن الأشاعرة أنهم جبرية، ولهذا لما أعترض على هذه الاعتراض على الأشعري في الحساب والعقاب والثواب قال: إن الأفعال يحاسب عليها العبد وينعم ويعذب لأنه كسبها، وكسبه لها من فعله، فإذن يعاقب ويثاب على ما كسب، والله جل وعلا يقول ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? فأخذ من لفظ كسب في القرآن أن الفعل الظاهر كسبه العبد يعني عمله فهو يحاسب على ما ظهر، وهذا الكسب عنده في الواقع ابتدأه أبو الحسن الأشعري دون سابق في هذه الأمة، فلهذا نظر أصحابه في تعريف الكسب، إيش معنى الكسب هذا الذي أحدثه الأشعري لقاء قوله بجبر الباطن؟ يقول إن الإنسان يُفعل به وهو يفعل والأمر يحصل عند حركة الإنسان، مثل قطع السكين للخبزة، أو تكسير العصا للحجر، فإذا ضرب الحجر بالعصا الإنسانُ، يقول: إن الحجر تنكسر لا بالضرب؛ ولكن عند الضرب؛ يعني كسر الله الحجر لا بضرب الإنسان لكن عند ضربه، يعني أن الحجر ليس له خاصية الانكسار بضرب العصا، والعصا ليست لها خاصية الكسر كسر الحجر، والإنسان ليس فيه خاصية أنه يحمل العصا على الحقيقة ويكسر على الحقيقة، ولهذا سماهم السلف نفاة التعليل ونفاة الأسباب؛ يعني ليس ثم شيء ينتج شيئا ليس ثم سبب ينتج مسببا عندهم كل شيء يحصل بخلق له منعزل عن غيره، لا بأسباب غيره، فالماء إذا نزل على الأرض نبت العشب لا بالماء، ولكن عند الإلتقاء، وما جاء في القرآن من ذكر حرف الباء ? وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ? يعني لفظ ?بِهِ? هذا يفسرونه بعنده هذا كثير في التفاسير فتنتبه لهم.
إذن خلصوا إلى أن الإنسان يكسب العمل وتفسير الكسب كيف يجمع ما بين الجبر الظاهر والجبر الباطن بالكسب اختلف فيه الأشاعرة على أقوال كثيرة وخلاصتها أنه لا محصل لها وأنه مجبور لا مختار.
ولهذا قال القائل في البيت المعروف في بعض كتب العقائد المطولة قال:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام هذه ثلاثة أشياء لا حقيقة لها اخترعها أصحابها دون حقيقة.
*******************************
ترجمة النظام
قال ابن ماكولا في الإكمال (7/ 274)
وأما نظام بتشديد الظاء فهو إبراهيم بن سيار أبو إسحاق النظام مولى بني الحارث بني الإرث بن عباد من بني قيس بن ثعلبة وكان أحد فرسان المتكلمين وله شعر مليح رقيق
وقال أبو الحسن علي الشيباني الجزري
اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 316)
النظامي بفتح النون وتشديد الظاء وفي آخرها ميم هذه النسبة إلى النظام واسمه إبراهيم بن سيار تنتسب إليه طائفة من المعتزلة وكان يقول بالقدر وغيره من مقالاتهم ويقول أيضا إن الطعوم والروائح والألوان والأصوات أجسام وإن فاعل العدل لا يقدر على الظلم وكان يدمن شرب الخمر وله فيها أشعار
قال الذهبي رحمه الله
سير أعلام النبلاء (10/ 541 – 542)
النظام
شيخ المعتزلة صاحب التصانيف أبو إسحاق إبراهيم بن سيار مولى آل الحارث بن عباد الضبعي البصري المتكلم تكلم في القدر وانفرد بمسائل وهو شيخ الجاحظ وكان يقول إن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر ولو كان قادرا لكنا لا نأمن وقع ذلك وإن الناس يقدرون على الظلم وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم وأنه ليس يقدر على أصلح مما خلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/409)
قلت القران والعقل الصحيح يكذبان هؤلاء ويزجرانهم عن القول بلا علم ولم يكن النظام ممن نفعه العلم والفهم وقد كفره جماعة وقال بعضهم كان النظام على دين البراهمة المنكرين للنبوة والبعث ويخفي ذلك وله نظم رائق وترسل فائق وتصانيف جمة منها كتاب الطفرة وكتاب الجواهر والأعراض وكتاب حركات أهل الجنة وكتاب الوعيد وكتاب النبوة وأشياء كثيرة لا توجد.
ورد أنه سقط من غرفة وهو سكران فمات في خلافة المعتصم أو الواثق سنة بضع وعشرين ومئتين
قال الحافظ ابن حجر
لسان الميزان (1/ 67)
إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام أبو إسحاق البصري مولى بني بحير بن الحارث بن عباد الضبعي من رؤوس المعتزلة متهم بالزندقة وكان شاعرا أديبا بليغا وله كتب كثيرة في الاعتزال والفلسفة ذكرها النديم قال بن قتيبة في اختلاف الحديث له كان شاطرا من الشطار مشهورا بالفسق ثم ذكر من مفرداته انه كان يزعم أن الله يحدث الدنيا وما فيها في كل حين من غير أن يفنيها وجوز أن يجتمع المسلمون على الخطأ وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يختص بأنه بعث إلى الناس كافة بل كل نبي قبله بعثته كانت إلى جميع الخلق لان معجزة النبي صلى الله عليه وسلم تبلغ آفاق الأرض فيجب على كل من سمعها تصديقه وأتباعه وان جميع كتابات الطلاق لا يقع بها طلاق سواء نوى أو لم ينو وان النوم لا ينقض الوضوء وان السبب في إطباق الناس على وجوب الوضوء على النائم وان العادة جرت أن نائم الليل إذا قام بادر إلى التخلي وربما كان لعينيه نهض فلما رأوا أوائلهم إذا انتبهوا توضؤوا ظنوا أن ذلك لأجل النوم وعاب على أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود الفتوى بالرأي مع ثبوت النقل عنهم في ذم القول بالرأي وقال عبد الجبار المعتزلي في طبقات المعتزلة كان أميا لا يكتب وقال أبو العباس بن العاص في كتاب الانتصار كان أشد الناس إزراء على أهل الحديث وهو القائل زوائل الأسفار لا علم عندهم بما يحتوي إلا كعلم الاباعر مات في خلافة المعتصم سنة بضع وعشرين ومائتين
*******************************
ترجمة أبو هاشم
قال أبو الحسن علي الشيباني الجزري
اللباب في تهذيب الأنساب (1/ 192)
البهشمي بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة – هذه النسبة إلى طائفة من المعتزلة يقال لهم البهشمية ينتمون إلى أبي هاشم ابن أبي علي الجبائي وهو زعيم أكثر المعتزلة وقد تفرد بأشياء لم يسبق إليها منها قوله باستحقاق الذم والعقاب لا على معصية وزعم أن التوبة لا تصح من كبيرة مع الإصرار على غيرها مع علمه بقبح ما أصر عليه واعتقاده قبحها
قال الذهبي رحمه الله
سير أعلام النبلاء (15/ 63)
أبو هاشم عبد السلام بن الأستاذ أبي علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي المعتزلي من كبار الأذكياء أخذ عن والده
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (18/ 59)
وأما أبو هاشم الجبائي وأبوه أبو علي فمن رؤوس المعتزلة ومن الجهلة بآثار النبوة برعوا في الفلسفة والكلام وما شموا رائحة الإسلام ولو تغرغر أبو سعيد بحلاوة الإسلام لانتفع بالحديث فنسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا وتوحيدنا
وانظر:- لسان الميزان (4/ 16) و ميزان الاعتدال في نقد الرجال (4/ 352) و تاريخ بغداد (11/ 55)
***************************
ترجمة الأشعري
قال الذهبي رحمه الله
سير أعلام النبلاء (15/ 85)
الأشعري
العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي بردة بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري اليماني البصري
مولده سنة ستين ومئتين وقيل بل ولد سنة سبعين
وكان عجبا في الذكاء وقوة الفهم ولما برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه وصعد للناس فتاب إلى الله تعالى منه ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عوارهم قال الفقيه أبو بكر الصيرفي كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم
وعن ابن الباقلاني قال أفضل أحوالي أن أفهم كلام الأشعري
قلت رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها تمر كما جاءت ثم قال وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول
جاء في (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة) (1/ 83) الأشاعرة
التعريف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/410)
الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين (*) والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل:
ـ المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته. ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة.
ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها.
ـ المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف (*) ولا تشبيه (*) ولا تعطيل (*) ولا تحريف (*) ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدّر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: "اليوم مات ناصر السنة".
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:50 م]ـ
بارك الله فيك
أوفيت و أجدت في جمعك أحسن الله إليكم جميعا(59/411)
التوفيق بين لا يؤخذ العلم من مجاهيل وبين تؤخذ الحكمة من كل شخص
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 03:33 م]ـ
بسم الله والحمدلله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني بارك الله فيكم
كما تعلمون بأن في الاثر
((لا يؤخذ العلم من مجاهيل))
((. قال ابن سيرين -رحمه الله- وهو أحد التابعين: إن هذا العلم دين، فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه.))
بينما العلماء من جهة أخرى يقررون بأن يجب أخذ الحكمة والحق من كل صنف ومن كل طائفة حتى لو من مشرك أو شيطان
فكيف التوفيق بين القاعدة الأولى والقاعدة الثانية
أفيدونا أحسن الله إليكم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:59 ص]ـ
أفيدونا أحسن الله إليكم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
جاء في خاطري هذا المعنى:
أنّ الحكمة: مبنيّة على تجارب مرّ بها شخص. فاستفاد منها
فإن أخذتها منه فلا بأس. ما لم تعارض أحكام كتاب الله وسنّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم.
أما العلم الذي تدين الله به فلا بدّ من العمل بأثر ابن سيرين رحمه الله.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:56 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم حمد أحمد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:23 ص]ـ
بدا لي وجه آخر في التفريق بينهما:
فقولنا (لا يؤخذ العلم من مجاهيل) معناه أنك إذا كنت جاهلا وأردت أن تطلب العلم فلا تأخذه من مجاهيل لأنك لا تستطيع أن تعرف الحق من الباطل إذا كان عندهم حق مختلط بباطل.
أما (الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها) فمعناه لمن تأهل وتحقق بالعلم، وكان عنده من الأصول والقواعد والضوابط ما يستطيع به أن يعرف أن هذا حق أو باطل، فنحن مثلا إذا وجدنا عند الكافرين شيئا يفيدنا في دنيانا وتحققنا من فائدته وعدم ضرره لنا في ديننا فإننا نأخذه.
ومثال ذلك لما اختلف الصحابة في النداء للصلاة، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا كناقوس النصارى، وقال بعضهم: اتخذوا بوقا كبوق اليهود.
ومثال آخر: لما ورد على عمر كتاب فيه إلى شعبان، قال: أهو شعبان الماضي أو شعبان القابل؟ فأمر باتخاذ التاريخ مع أنه مأخوذ من الكفار، لكنه علم أنه حق وأنه مفيد.
ومثال ذلك أيضا ما كان يفعله بعض السلف مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه من قراءة كتب أهل الكتاب، فمن لم يتحقق بالعلم لا يصح له ذلك لأنه لا يستطيع أن يعرف المحرف من غير المحرف، أما من تشرب بالعلم الشرعي فيستطيع أن يفعل ذلك، والله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:20 م]ـ
الأستاذ الفاضل أبو مالك العوضي حفظك الله من كل سوء وجزاك الله خيراً أخي الفاضل
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 10:42 م]ـ
عندى وجه آخر فى التوفيق بينهما وهو
التفريق بين الدراسة والتلمذة وبين السماع من غير قصد
يعنى المجاهيل وأهل البدع لايأخذ العلم عنهم
لكن إذا جائك الحق منهم وسمعته فاقبله والله أعلم
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:51 م]ـ
لدى توفيق آخر
العلم كل ما ارتبط بما جاء عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أعنى العلم الشرعى، والحكمة ما دونه .. ولعل فى الأثر ما يوضح قصدى: أن أمير المؤنين عمر بن الخطاب حين خرج إلى الشام وقد وقع وجع - طاعون - بالشام، جمع أصحابه واستشارهم فاختلفوا عليه، فمنهم من رأى الرجوع، ومنهم من رأى مواصلة السير رغم الوباء، ثم قرر عمر وقال للناس: إنى أرجع، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله، فغضب عمر وقال: لو غيرك قال هذا يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو أن رجلا هبط واديا له عدوتان واحدة جدبة والأخرى خصبة أليس إن رعى الجدبة رعاها بقدر الله وإن رعى الخصبة رعاها بقدر الله. فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا فى بعض حاجته، فجاء والقوم مختلفون فقال: إن عندى فى هذا علما، فقال عمر: فما هو؟ قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "إذا سمعتم به فى أرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه". فحمد الله عمر. فرجع وأمر الناس أن يرجعوا.
وصلى الله على من يحسده المشركون بعد وفاته بمئات السنين ..
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:45 م]ـ
جزى الله الإخوة خيرا ولعل أجود ما قيل من وجهة نظري هو ما ذكره الأخ أبو مالك العوضي
فالعلم هو ما تريد أن تتعلمه أو تتيقن صوابه وهذا بين في أنك لا تتلقاه إلا عن أهله المشهورين أو المبرزين فيه
وأما الحكمة فهي لا تكون حكمة بالنسبة لك إلا أذا علمت من مصدر آخر بأنها حكمة فعلمك بأنها حق وصواب سابق على سماعك لها منه، وإلا فما الذي أدراك بأنها حكمة، فلا يصدنك عن الاستفادة منها كونها صدرت ممن لا يؤخذ عنه العلم، فالبابان مختلفان
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:05 م]ـ
أخي الكريم: الأمر واضح وبين، فالعلم مبني على قواعد وأصول ولا يملك المرء العلم إلا بحيازته لهذه القواعد والأصول، وإتقان المنهج، والحكمة ليست كذلك إذ قد تكون كلمة مفردة أو كلمات منثورة يمكن لكل أحد أن يقولها حتى ممن فقدوا العقل، وهؤلاء كان يُطلق عليهم عقلاء المجانين وكانوا يتفوهون بكلمات وألفاظ تعد من الحكمة، واقرأ ما أورده ابن الجوزي في صفة الصفوة لتقف على الكثير من هؤلاء.
ثم إن علم الدين يحتاج بالإضافة إلى المنهج وإحكام القواعد والأصول العدالة في الدين، فلا يمكننا أن نأخذ ديننا إلا عن العدول، اما الحكمة فهذا غير مشترط فيها إذ يمكننا أن نأخذها من كل أحد حتى من الكافر، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/412)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:43 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء للأجاباة المفصلة وأحسن الله إليكم جميعاً.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:13 ص]ـ
الحكمة: نتاج تراكم التجربة. وهي فهم تخفى دلائله.
أما العلم: فهو ما بني على مقدمة ونتيجة، وله دلائل واصحة يجب معرفتها.
فالحكمة قد تكون نورا ينقدح في قلب المؤمن، أو حتى العامي، والرجل الكبير، والصبي، وربما المجنون.
أما العلم فإنما يكون بالتعلم ..
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:27 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء جميعاً وأحسن الله إليكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 05:50 ص]ـ
نقل أخونا العويشز جزاه الله خيرا فائدة جليلة عن أضواء البيان، أنقلها لكم
الفائدة (33)
الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها، والعاقل ينظر إلى ذات القول لا إلى قائله لأن كل كلام فيه مقبول و مردود، إلا كلامه، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيراً.
قال الشنقيطيرحمه الله تعالى:
ألا ترى أن ملكة سبأ في حال كونها تسجد للشمس من دون الله هي وقومها لما قالت كلاماً حقاً صدقها الله فيه، ولم يكن كفرها مانعاً من يصديقها في الحق الذي قالته، وذلك في قولها فيما ذكر الله عنها: ?إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً? فقد قال الله تعالى مصدقاً لها في قولها:? وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل:34) وقال الشاعر:
لا تحقرن الرأي وهو موافق ********* حكم الصواب إذا أتى من ناقصِ
فالدر وهو أعز شيء يُقتنى ********* ما حط قيمتَه هوانُ الغائصِ
الأضواء 1/ 4
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7708
ـ[ابو علي الظاهري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:05 ص]ـ
أظن الأثر المذكور انما هو للإمام مالك رحمه الله تعالى كما في ترتيب المدارك وهو أثر يستدلون بأوله فقط دونما ربطه بآخر الكلام ذلك أن كثيرا من الناس يحذر مثلا من الجلوس ممن فيه خلل او خطأ لاسيماطالب العلم االمبتدئ فيقول ويمد بها صوته ان هذا العلم دين .......
وهذا صحيح لكن ليس من هذا الأثر ذلك ان كثيرا من الناس لاسيما من تصدى لتبديع الناس يشترط العدالة عمن يأخذ وأعني بالعداله العدالة الدينية بينما سياق كلمة الامام مالك رحمه الله تعالى إنما جاءت في سياق أنه ادرك جماعة كثيرة من اهل المدينه كلهم مأمونون لكنه لايرى الأخذ عنهم لعدم الضبط والتيقظ والحفظ ومن رجع إلى مقالة الإمام تبين له ذلك والله أعلم
ملاحظة
العذر والسموحة من الهمزات ذلك ان لوحة الحروف التي بين يدي ممسوحات
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:31 ص]ـ
الأخ أبو مالك العوضي شكراً لنقلك هذه الفائدة القيمة
الأخ ابو علي الظاهري؛ جزاك الله خير لهذه المعلومة النيرة
ـ[الشافعي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 07:11 م]ـ
يقبل من أي أحد كان عالماً أو جاهلاً، كبيراً أو صغيراً، سنياً أو مبتدعاً أو حتى كافراً، ما قام الدليل على
أنه من الحق، ولا يَلزمُ أحداً قبول ما لم يقم الدليل على صوابه من أي شخص كان.
هذا كأصل عام وعلى وجه الإجمال.
1 - وأما التفريق بين المجهول وغيره فيقع في بعض أنواع العلم، مما يحصل الدليل على الصحة فيه بمعرفة
مؤديه وعدالته مثل باب الأخبار، ولذلك كان الأصل قبول خبر العدل بل والاحتجاج به، ولا يقبل من
المجهول أو المجروح.
2 - وأما ما كان من باب الرأي والاجتهاد فلا يقبل ما لم يشفع بما يشهد له من الأدلة مهما علا كعب صاحبه
في العلم والمعرفة والثقة، فإذا وجد البرهان الصحيح دل على أن القول حق يجب الأخذ به أياً كان قائله كما تقدم.
3 - وقد يكون حال مؤدي العلم والثقة به وبعلمه وتقواه وورعه دليلاً أيضاً للعامي الذي ليس له حظ من النظر
في الأدلة الشرعية.
عودة إلى السؤال في العنوان:
تؤخذ الحكمة من كل شخص: إذا دل الدليل الصحيح على أنها من الحكمة
لا يؤخذ العلم من المجاهيل: إذا حالت جهالتهم دون الوقوف على صحة هذا العلم
فمدار الأمر على الدليل الصحيح
والله تعالى أعلم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:49 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الشافعي(59/413)
سؤال عن النذر رجاء بسرعة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:12 م]ـ
رجل نذر أن يذبح لله شاة ولم يحدد في نذره لمن سيطعمها أفلا يجوز له أن يأكل منها شيئا؟
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:41 م]ـ
الأخ الكريم،
نظرا لطلبك إجابة سريعة،
فقد رجح بعض العلماء جواز الأكل من الذبيحة إذا كان النذر مطلقا، أي أن الأمر حسب نية الناذر فإن أطلق ولم يحدد فله الأكل منها، وإن نوى بها الفقراء والمساكين فلا يجوز له الأكل منها،
والله أعلم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:53 م]ـ
بارك الله فيك اخي والرجاء من الاخوة إن كان هناك تفصيل فليزودونا به(59/414)
من يتحفنا بقصيدة: إن كان توحيد الإله توهبا .... فأنا المقر بأنني وهابي??
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من يتحفنا بقصيدة: إن كان توحيد الإله توهبا .... فأنا المقر بأنني وهابي
وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[السعداوي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:54 م]ـ
إن كان تابع أحمد متوهبا فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا قبر له سبب من الأسباب
كلا ولاحجر ولا شجر ولا عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة أو حلقة، أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية الله ينفعني ويدفع ما بي
والأبتداع وكل أمر محدث في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من الجهمية عنها عتت بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقدا به صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلـ ـيبك المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى ومشوا على منها جهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا وعلى جميع الآل والأصحاب
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:59 م]ـ
أرجو من أولي الفضل والطول والسعة: التفضّل بوضع القصيدة كلّها منسّقة مؤنّقة، مع تتمّة الشيخ تقيّ الدين الهلاليّ، وترجمة تليق بمكانة مدبّج القصيدة اللّنجيّ، عليه رحمات الله تترى.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 10:02 ص]ـ
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ***** ولهم إلى الوحيين خير مآب
ليت قومى يعقلون
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:07 م]ـ
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ***** ولهم إلى الوحيين خير مآب
ليت قومى يعقلون
أعلم أن القياس فى العقيدة هو المعنى فى القصيدة ..... وليس القياس الفقهى المعروف ... ولكن الشئ بالشئ يذكر .... إذا كان الفقهاء يجمعون أو يتفقون على إبطال القياس في العقائد والمغيبات فكيف يجيزونه في الأحكام؟ فما هو الدليل الذي خصص ذلك، فإن كان الدليل لإباحة القياس في الأحكام فاعتبروا وأمثالها من النصوص المجملة المحتملة فأين دليل تخصيص العقيدة من غيرها في هذه الأدلة .... فالعلماء ما داموا نفوا القياس في المغيبات والعقائد، فيجب أن ينفوه في الأحكام وإلا كان تحكماً لا دليل له يخصص هذا من ذاك .....
وجزاكم الله خيراً أخوتى الكرام ..........
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:46 م]ـ
خرجت رسالة بتحقيق الأخ عبدالسلام الشويعر ..
وقد أخرج القصيدة وعرف بصاحبها، وأضاف لها تخميس علامة المغرب محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله ..
وهي موجدة في مكتبة الرشد
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:34 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:59 ص]ـ
هل توجد هذه القصيدة صوتية؟
الدال على الخير كفاعله
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 07:05 م]ـ
لمن القصيدة؟ أفيدونا
ـ[أبو القاسم القاهري]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
أرجو من أولي الفضل والطول والسعة: التفضّل بوضع القصيدة كلّها منسّقة مؤنّقة، مع تتمّة الشيخ تقيّ الدين الهلاليّ، وترجمة تليق بمكانة مدبّج القصيدة اللّنجيّ، عليه رحمات الله تترى.
وترجمة تليق بمكانة مدبّج القصيدة اللّنجيّ
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:05 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=3357
ـ[نياف]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:19 م]ـ
أعلم أن القياس فى العقيدة هو المعنى فى القصيدة ..... وليس القياس الفقهى المعروف ... ولكن الشئ بالشئ يذكر .... إذا كان الفقهاء يجمعون أو يتفقون على إبطال القياس في العقائد والمغيبات فكيف يجيزونه في الأحكام؟ فما هو الدليل الذي خصص ذلك، فإن كان الدليل لإباحة القياس في الأحكام فاعتبروا وأمثالها من النصوص المجملة المحتملة فأين دليل تخصيص العقيدة من غيرها في هذه الأدلة .... فالعلماء ما داموا نفوا القياس في المغيبات والعقائد، فيجب أن ينفوه في الأحكام وإلا كان تحكماً لا دليل له يخصص هذا من ذاك .....
وجزاكم الله خيراً أخوتى الكرام ..........
أخي الكريم
عليك بخاصية البحث وسوف تجد مايفيدك إن شاء الله
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:01 م]ـ
القصيدة للملا عمران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/415)
ـ[كريم يوسف]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ارجو ان تهيىء القصيدة للتحميل
و جزاكم الله خيرا وجزى الاخ الظاهرى خيرا
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[15 - 02 - 06, 08:03 م]ـ
وجزاك أخى كريم يوسف
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:23 ص]ـ
وختم بالقصيدة البائية:
(الأبيات التسعة الأولى هي التي بقيت في حفظي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظمي:
إن كان تابع أحمد متوهباً ... فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي*رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ... قبر له سبب من الأسباب
أيضاً ولست معلقاً لتميمة ... أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع مضرة ... الله ينفعني ويدفع ما بي
كالشافعي ومالك وأبي حنـ ... ـيفة ثم أحآد التقى الأواب
هذا الصحيح ومن يقول بمثله**صاحوا عليه مجسم وهابي
**************
نسبوا إلى الوهاب خير عباده ... يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح ... وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية ... سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله ... هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم ... توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ ** فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم ... نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً ... ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم ... عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه ... حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفور ... ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة**ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده ... والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم ... فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر ... فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ ** ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه ... أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ ** ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى ** وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ**سلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى ** وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه ... ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد ** وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا ** لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى ** سنة لفقتم جملة الأتراب
ولها بكم أعائكم وتوقعوا ... منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم ... فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على ** خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب ... هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي ** ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة ... وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد ... ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن ** والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه ... بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ**ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد ** المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا ... وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى ** من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعلون ذوي المفاخر والعلى ... بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ الكنون يعدل بالحصى ... والند والهندي والأخشاب
بدلتهم نهج الهدى بضلالة ... وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص ... يشفيكم من جملة الأوصاب
واخالكم لا تقبلون نصيحتي ** بل تتبعون وساوس الخراب
وكان الفراغ منه بمدينة مكناس، طهرها الله من الأدناس، وصانه من كل بأس، لعشر خلون من ربيع الأول 1385هـ خمس وثمانين وثلاث مائة بعد الألف)
ومن أراد مزيد اطلاع على موقف العلامة المغربي من الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فليعد إلى تقديمه لكتاب [محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه] للشيخ الهندي مسعود الندوي رحمه الله ..
رحم الله علامة مكناس وغفر الله له , فقد كان سيفاً مسلولاً على هل البدع.
--------
اسم الكتاب: الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق
المؤلف: د – محمد تقي الدين الهلالي الحسيني
المولد: المغرب
http://saaid.net/monawein/k/index.htm
نقله .. أبو عمر الدوسري
http://saaid.net/monawein/th/15.htm
علماً بأن هذه القصيدة وتخميس الهلالي حققها وأخرجها الشيخ عبدالسلام الشويعر ..
وقام الشيخ عبدالسلام السليمان بجمع قصائد ملا عمران والترجمة له بمجلد لطيف .. وفق الله الجميع.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:23 ص]ـ
مكرر(59/416)
الإسعاد بالتعليق على مواضع من زاد المعاد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:44 م]ـ
الحمد لله أحق الحمد وأوفاه وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فإن من أنفع الكتب لطالب العلم كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله، وقد من الله علي بقراءته قراءة بحث، وأردت إفادة الإخوة ببعض التعليقات التي قد تفيدهم، وستكون النسخة المحال إليها هي نسخة الرسالة، والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:48 م]ـ
وآمل من الإخوة المشاركة الفاعلة للتباحث
فالقصد هو الاستفادة
كما أتمنى أن أجد الزاد محملا على ملف وورد، ليسهل النقل
وليت من لديه علم يفيدني في كيفية كتابة الهوامش عند التعليق، حيث جربت النقل من ملف وورد وبه حواش وهوامش ولم أجدها عند إضافتها للتعليق.
ـ[الرايه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 08:53 م]ـ
الاخ المكرم/ عبد العزيز بن سعد
هذا رابط لحفظ كتاب زاد المعاد من مكتبة صيد الفوائد
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=94&book=779
وبانتظار تعليقاتكم نفع الله بكم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 08:58 م]ـ
الأخ المكرم / عبد العزيز بن سعد
هنا بعض الملفات المهمة في التفنن في برنامج الوورد وخصوصاً ما يختص بالهوامش وما يحتاجه الباحث
http://www.dorar.net/files_progs.asp
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:25 م]ـ
قال الإمام ابن القيم 1/ 35
وقال تعالى: {يَأَيّهَا النّبِيّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] أي: اللَّهُ وحده كافيك، وكافي أتباعِك، فلا تحتاجون معه إلى أحد.
وهنا تقديران، أحدُهما: أن تكون الواو عاطفة لـ (مَنْ) على الكاف المجرورة، ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على المذهب المختار، وشواهدُه كثيرة، وَشُبَهُ المنع منه واهِية.
قلت: وهو مذهب الكوفيين، قال الفراء: ليس بكثير في كلامهم أن تقول: حسبك وأخيك، بل المستعمل: حسبك وحسب أخيك، ودليل الجواز قراءة حمزة والكسائي: " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ" بكسر الميم. انظر فتح القدير 2/ 454 طبعة دار الحديث.
والثاني: أن تكون الواو وَاوَ (مع) وتكون (مَن) في محل نصب عطفاً على الموضع، (فإن حسبك) في معنى (كافيك)، أي: اللَّهُ يكفيك ويكفي مَنِ اتبعك، كما تقول العرب: حسبك وزيداً درهم، قال الشَّاعر:
إِذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وَانْشَقَّتِ العَصَا فَحَسْبُكَ وَالضحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد
وهذا أصحُّ التقديرين.
قلت: ويروى البيت: عضب مهند، كما في فتح البيان لصديق حسن 5/ 208.
وفيها تقدير ثالث: أن تكون (مَنْ) في موضع رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك من المؤمنين، فحسبُهُم اللَّهُ.
قلت: وهو اختيار البغوي في تفسيره.
وفيها تقدير رابع، وهو خطأ من جهة المعنى، وهو أن تكون ((مَنْ)) في موضع رفع عطفاً على اسم اللّه، ويكون المعنى: حسبُك اللّه وأتباعُك، وهذا وإن قاله بعضُ الناس، فهو خطأ محض،
قلت: قال الخفاجي: ولا وجه للتخطئة، فإن الفراء والكسائي رجحاه، وما قبله وما بعده يؤيده، نقل ذلك صديق حسن خان ثم قال: وليس كما ينبغي فتأمل. انظر فتح البيان 5/ 209، والصواب أن أولى ما يفسر به القرآن هو أن يفسر بالأيات المشاهه من القرآن، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله شواهد كثيرة من القرآن واللغة تؤيده والله أعلم. بل قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: ومن قال إن المعنى: إن الله والمؤمنين حسبك، فقد ضل، بل قوله من جنس الكفر، فإن الله وحده حسب كل مؤمن. نقله في فتح البيان 5/ 209.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:33 م]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله 1/ 39:
وذهب بعض من لا تحقيق عنده، ولا تحصيل إلى أن ((ما)) في قوله تعالى: {مَا كَانَ لهُمُ الخِيَرَةُ} موصولة، وهي مفعول ((ويختار)) أي: ويختار الذي لهم الخيرة، وهذا باطل ....
قلت: جوزه الزجاج، إلا أن إجماع القراء على الوقف على قوله تعالى:" ويختار" يرده، وقد ضعف ابن جرير أن تكون ما موصولة لما ذكر. فتح القدير 4/ 256.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:18 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله 1/ 49:
وأصح المذاهب في هذه المسألة: أنه لا فرق في ذلك بين الفضاء والبنيان، لبضعة عشر دليلاً قد ذُكِرت في غير هذا الموضع، وليس مع المفرق ما يُقاومها البتة، مع تناقضهم في مقدار الفضاء والبنيان، وليس هذا موضعَ استيفاء الحِجَاج من الطرفين.
قلت: عدم التفريق هو مذهب الثوري وأبي ثور ورواية عن أحمد، وفهم من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أنه يرى عموم النهي، ورجحه الإمام ابن تيمية وابن العربي والشوكاني والمباركفوري والشيخ محمد بن إبراهيم، وانظر المغني 1/ 220، وعارضة الأحوذي 1/ 27 وسبل السلام 1/ 162، وتحفة الأحوذي 1/ 58، ونيل الأوطار 1/ 101، وفتاوى محمد بن إبراهيم 2/ 35.
وأما إحالة ابن القيم، فقد ذكر الحجاج في زاد المعاد 2/ 384 - 386، وتهذيب السنن 1/ 22،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/417)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:22 م]ـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله 1/ 50:
ومن خصائصها - أي مكة - أنها لا يجوزُ دخولُها لغير أصحاب الحوائج المتكررة إلا بإحرام، وهذه خاصية لا يُشاركها فيها شيءٌ من البلاد، وهذه المسألةُ تلقاها الناسُ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، وقد روي عن ابن عباس بإسناد لا يحتج به مرفوعاً ((لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مَكَّةَ إلاَّ بِإحْرَامٍ، مِنْ أَهْلِهَا وَمِنْ غَيرِ أَهْلِهَا)) ذكره أبو أحمد بن عدي، ولكن الحجاج بن أرطاة في الطريق، وآخر قبله من الضعفاء.
وللفقهاء في المسألة ثلاثةُ أقوال: النَّفْيُ، والإِثباتُ، والفرقُ بين من هو داخلُ المواقيتِ ومن هو قبلَها، فمن قبلها لا يُجَاوزها إلا بإحرام، ومن هو داخلها، فحكمُه حكمُ أهل مكَّة، وهو قول أبي حنيفة، والقولان الأولان للشافعي وأحمد.
قلت: القول بمنع دخولها بغير إحرام هو مذهب أحمد وفاقا لأبي حنيفة، كما في الشرح الكبير 8/ 121.
وحديث ابن عباس المشار إليه أخرجه الشافعي /116 والبيهقي في الكبرى 5/ 30 وابن حزم في المحلى 7/ 69 وقال ابن مفلح في الفروع 3/ 281: فيه حجاج ضعيف، مدلس، ومحمد بن خالد الواسطي ضعفه أحمد وابن معين، وقال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 260: رواه البيهقي بنحوه وإسناده جيد، ورواه ابن عدي مرفوعا بإسنادين ضعيفين. وقد روى البخاري (4/ 58) معلقا أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل بغير إحرام.ووصله مالك في الموطأ 1/ 423. وانظ المسألة في شرح العمدة للإمام ابن تيمية رحمه الله - قسم الحج والعمرة 2/ 339.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:31 م]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله في الزاد 1/ 51:
ومِن خواصِّه -أي الحرم المكي - أنه يُعاقب فيه على الهمِّ بالسيئات وإن لم يفعلها، قال تعالى {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] فتأمل. كيف عدى فعل الإِرادة هاهنا بالباء، ولا يقال: أردتُ بكذا إلا لما ضمِنَّ معنى فعل ((هم)) فإنه يقال: هممت بكذا، فتوعدَ من هم بأن يَظلم فيه بأن يُذيقه العذَابَ الألِيم. أ هـ
ذهب ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما إلى أن الهم بالسيئة في الحرم مؤاخذ بها كما في فتح القدير 3/ 633 طبعة دار الحديث.
وقوله تعالى: ومن يرد .. " مفعول يرد محذوف لقصد التعميم، والتقدير: مرادا بإلحاد، أي بعدول عن القصد.
وقوله: بإلحاد، قال الأخفش: الباء زائدة كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
بما لاقت لبون بني زياد
وقال الكوفيون: المعنى: بأن يلحد.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:11 م]ـ
نقل ابن القيم رحمه الله 1/ 51 قول القائل:
مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كُلِّ حُسْنٍ وَمَغْنَاطِيسُ أفْئدَةِ الرِّجَالِ
الهيولى: مادة الشيء التي يصنع منها كالقطن للملابس، المعجم الوسيط 2/ 1004.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:17 م]ـ
قال ابن القيم 1/ 52:
وهذا كلُّه سرُّ إضافته إليه سبحانه وتعالى بقوله: {أَن طَهّرَا بَيْتِيَ} [الحج: 26] فاقتضت هذه الإِضافة الخاصة من هذا الإِجلال والتعظيم والمحبة مَا اقتضته، كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك، وكذلك إضافته عبادَه المؤمنين إليه كستهم من الجلال والمحبة والوقار ما كستهم، فكلُّ ما أضافه الرَّبُّ تعالى إلى نفسه، فله من المزية والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاءَ والاجتباءَ، ثم يكسوه بهذه الإِضافة تفضيلاً آخر، وتخصيصاً وجلالة زائداً على ما كان له قبل الإِضافة، ولم يُوفق لفهم هذا المعنى من سوَّى بين الأعيان والأفعال، والأزمان والأماكن، وزعم أنه لا مزية لشيء منها على شيء، وإنما هو مجرد الترجيح بلا مرجح، وهذا القول باطل بأكثر من أربعين وجهاً قد ذكرت في غير هذا الموضع
المقصود بكلام ابن القيم رحمه الله هم الجهمية والأشاعرة وابن حزم، فهم يقولون: إن الله خلق الخلق وأمر بالمأمورات لمحض المشيئة وليس لحكمة، كما في الإرشاد للجويني ص 268، والفصل لابن حزم 3/ 14.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:23 م]ـ
نقل ابن القيم رحمه الله 1/ 51 قول القائل:
مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كُلِّ حُسْنٍ وَمَغْنَاطِيسُ أفْئدَةِ الرِّجَالِ
الهيولى: مادة الشيء التي يصنع منها كالقطن للملابس، المعجم الوسيط 2/ 1004.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/418)
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز على هذه الفوائد
ولزيادة الفائدة في معنى الهيولى: قال محقق الصواعق المرسلة 3/ 892: ((الهيولى: كلمة يونانية الأصل, ويراد بها المادة الأولى, وهي كل ما يقبل الصورة)).
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:08 م]ـ
شكر الله لك يا أبا عبدالله
قال ابن القيم1/ 59:وقد رأى عمرُ بن الخطاب رضي اللّه عنه جماعة يتبادرون مكاناً يُصلون فيه، فقال: ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلى فيه رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أتُريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلكَ مَنْ كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصل، وإلا فليمضِ. أ هـ
وهذا هو مستند المنع من تتبع الآثار وما يسمى بالسياحة الدينية، وأهم ما يريده المتتبع لتلك الآثار هو حصول البركة، وتحصيل البركة بتتبع تلك الأماكن أمر مخالف للشرع، فقد صح عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر! إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) (30) (لتركبن سنن من كان قبلكم). [رواه الترمذي وصححه].
ولما رأى عمر رضي الله عنه الناس يقصدون شجرة العقبة التي حصلت فيها البيعة، أمر بقطعها لأنها تفضي إلى التبرك المحرم ومن ثم لا يستبعد أن تعبد مع تطاول الأزمان وغلبة الجهل.
ونجد الأماكن التي لها تاريخ في السيرة كجبل النور وجبل الرحمة ومبرك الناقة ومسجد القبلتين ومسجد الغمامة والمساجد السبعة يكثر زوارها ومرتادوها للبدع. وهي أماكن لم يرد في الشرع تخصيصها بصلاة ولا زيارة.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 03 - 06, 03:32 م]ـ
لعلي أتوقف عند هذا الحد
على أن أواصل في وقت لاحق ............(59/419)
أين أجد هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة؟ الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني
وسئل الإمام مالك عنه فقال: مايفعله عندنا إلا الفساق
قال الإمام أبوحنيفه: الغناء من أكبر الذنوب التى يجب تركها فورا
أريد أن أتأكد من صحة هذه الأقوال وجزاكم الله خير
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إليك هذا التلخيص ففيه بغيتك، ولكن بما أن الحواشي لم تظهر فسأضيفها لك في نهاية ذلك التلخيص فأنت اجتهد في تطبيق الحواشي على متن الموضوع وجزاك الله خيراً:
حكم الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم، وسلف الأمة على الغناء والمزامير وسماعهما في غير العيد، والنكاح
بسم الله الرحمن الرحيم
• قال الله تعالى
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ? (1)
• قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والله الذي لا إله غيره لهو الغناء يرددها ثلاث مرات وهو قول ابن عمر وابن عباس وجابر رضي الله عنهم. (2)
• وقال تعالى
?وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ? (3)
• قال مجاهد إنه الغناء. (4)
• وقال تعالى
• ? أَفَمِنْ هَذَا الحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ? (5)
• قال ابن عباس وعكرمة (السمود) هو الغناء. (1)
• وقال الرسول ? {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون اِلحرَوالحريروالخمر والمعازف} (2)
وقال ? {من جلس إلى قينة صب في أذنه الآنك يوم القيامة} (3)
• الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع: عبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله وروي عنهما مرفوعاً (4)
• الغناء والعزف مزمار الشيطان: أبو بكر الصديق (5)
• الغناء باطل والباطل في النار: القاسم بن محمد (6)
• الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن: عمر بن عبد العزيز (7)
• الغناء إنما يفعله عندنا الفساق: مالك بن أنس (8)
• الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال: الشافعي (9)
• الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني: أحمد بن حنبل (1)
• سماع الأغاني فسق والتلذذ بها كفر: أصحاب أبي حنيفة (2)
• الغناء ممنوع بالكتاب والسنة: القرطبي (3)
• الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه: ابن الصلاح (4)
• الغناء الإجماع على تحريم أخذ الأجرة عليه: ابن عبد البر (5)
• الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب: الضحاك (6)
• الغناء رقية الزنا: الفضيل بن عياض (7)
• الغناء ينقص الحياء ويزيد الشهوة ويهدم المروءة: يزيد بن الوليد (8)
• الغناء رائد من رواد الفجور: محمد بن الفضل الأزدي (9)
• الغناء ينوب عن الخمر ويدعو إلى الزنا: يزيد بن الوليد (10)
• لعن الله المغني والمغنَّي له: الشعبي , وروي مرفوعاً (1)
• الغناء قرآن الشيطان: ابن القيم (2)
• الغناء هو الزور: محمد بن الحنفية (3)
• من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة , فقيل وما الروحانيون يا رسول الله؟ قال (قراء أهل الجنة) (4)
جمعه وكتبه أبو عبد الله
محمد بن محمد المصطفى المدينة النبوية
1423 هـ
الحواشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة لقمان:من: آية (6)
(2) انظر: تفسير الطبري 21/ 61، وزاد المسير 6/ 316، والقرطبي 14/ 52، وإغاثة اللهفان في مصايد الشيطان 1/ 362
(3) سورة الإسراء من: آية: (64)
(4) انظر: زاد المسير 5/ 58، وتفسير القرطبي 14/ 51، وإغاثة اللهفان في مصايد الشيطان 1/ 385.
(5) سورة النجم: من: آيات (59 – 61).
(1) انظر: زاد المسير 8/ 86، وتفسير القرطبي 14/ 51، وإغاثة اللهفان 1/ 388 – 389.
(2) رواه البخاري رقم (5590).
(3) رواه أحمد في العلل 1/ 106، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 786، والشوكاني في نيل الأوطار 8/ 264، وذكره القرطبي في التفسير 14/ 53، والحديث ضعيف.
(4) رواه المر وزي في تعظيم قدر الصلاة 2/ 629، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (5100) و (5098) 4/ 278 - 279، وإغاثة اللهفان 1/ 372.
(5) رواه البخاري رقم (949).
(6) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 366.
(7) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 376.
(8) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 347.
(9) رواه البيهقي رقم (5113) 4/ 282، وابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 348.
(1) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 351.
(2) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 348.
(3) انظر: تفسير القرطبي 14/ 51.
(4) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 350.
(5) انظر الكافي لابن عبد البر في فقه أهل المدينة 2/ 756.
(6) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 376.
(7) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 369.
(8) رواه البيهقي في شعب الإيمان رقم (5109) 4/ 280 - 281 وابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 369
(9) رواه البيهقي في شعب الإيمان رقم (5109) 4/ 280 - 281 وابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 369
(10) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 369.
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان رقم (5105) 4/ 279 – 280 عن الشعبي وأما المرفوع فرواه العجلوني في كشف الخفاء رقم (2049) 2/ 186 وعلي الهروي في المصنوع رقم (240) ص 145 والحديث المرفوع ضعيف.
(2) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 383.
(3) انظر: إغاثة اللهفان 1/ 364.
(4) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 2/ 333، وعبد الرؤوف المناوي في فيض القدير 6/ 60، وذكره القرطبي في التفسير 14/ 53 – 54 , والحديث ضعيف: ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (5409) ص 781.(59/420)
دفع الشبهه للذين قالوا النصارى للذين آمنوا أقربهم مودة
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:14 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين وقدوة الناس أجمعين الذي قال الله تعالى فيه (وإنك على خلق عظيم) , فكمَّله وزكَّاه من فوق سبع سماوات وأراضين, وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين, وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ... أما بعد:
فلقد آلمنا ما سمعناه في وسائل الإعلام وما تردد على ألسن المسلمين لاسيما الخطباء منهم والدعاة و ما عرضته الصحفية الدنماركية من صور كاركاتيريه تُسيء للحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو الهادي البشير, السراج المنير, أرسل الله رحمة للعالمين فليس للمسلمين فحسب بل للعالم أجمع, وعلى حين غفلة و بدون مقدمات يكشف الأعداء عن أنيابهم, ويفصحوا عما تُكِنُّه قلوبهم-قد بدت البغضاء من أفوههم وما تخفي صدورهم أكبر- فلم يكفهم قتل أبرياء المسلمين, وهتك أعراض المؤمنات الغافلات فأخذوا يسبون الإسلام وأهله فبدأ أعداء الله بإهانة المصحف الشريف وتمزيقه .. ثم أتبعوا ذلك سبَ نبي المسلمين .. ألا جُفت أقلام, وشُلت سواعد, وأُخرست ألسن, تعرضت إلى حبيب رب العالمين وخليله, وصفيه وخيرته من خلقه .. وقد توعد الله جل وعلا أن يكفيه المستهزئين وأن يعصمه من الناس .. فنسأل الله جلت قدرته أن يرينا فيهم ما يشف صدور قومٍ مؤمنين ... وهب المسلمون على إثر ذلك نصرة لنبيهم ودفاعاً عن حبيبهم صلى الله عليه وسلم في شتى الوسائل والمجالات فكان مما يتداوله بعض الدعاة في هذه الأزمة قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين إنا نصارى .. ) فظن بعض الناس أن فيها تزكية للنصارى من جهة المسلمين وأنهم ليسوا أعداء للإسلام والمسلمين والأمر ليس كذلك .. فنظرت -ولا أدعيه- ما تيسر لي من كتب أهل العلم على عُجَالة .. فإليك ما نظرت فيه والشروع في المقصود:
قال البغوي -رحمه الله- في تفسيره (مطلع الجزء السابع من سورة المائدة):
(لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين, وأسرهم, وتخريب بلادهم, وهدم مساجدهم, وإحراق مصاحفهم, لا .. ولا كرامة لهم بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه) اهـ.
وقال ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره:
(قال علي بن أبي صلحة عن ابن عباس: نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه الذين حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم. وهذا القول فيه نظر لأن هذه الآية مدنية, وقصة جعفر مع النجاشي قبل الهجرة .. )
ثم قال رحمه الله:
(أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة وما ذاك إلا لِما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما قال تعالى: (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) , وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر , وليس القتال مشروعاً في ملتهم .. ) اهـ.
ويقول سيد –رحمه الله- في كلامٍ نفيس فتأمله .. (في ظلال القرآن -بتصرف بسيط- (2/ 964,963,962)):
] إن هذه الآية تُصور حالة, وتُقَرر حكماً في الحالة .. تصور من فريق أتباع عيسى -عليه السلام- الذين قالوا إنا نصارى, وتقرر أنهم أقرب مودة للذين آمنوا .. ومع متابعة مجموع الآيات التي لا تدع مجالاً للشك في أنها تصور حالة معينه هي التي ينطبق عليها هذا التقرير المعين فإن كثيرين يخطئون فهم مدلولها .. لذلك ند من الضروري –في ظلال القرآن- أن نتابع بالدقة تصوير هذه الآيات لهذه الحالة التي ينطبق عليها الحكم الخاص:
إن الحالة التي تصورها هذه الآيات هي حالة فئة من الناس قالوا إنا نصارى هم أقرب مودة للذين آمنوا (ذلك بأن منهم قسيسن ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) .. فمنهم من يعرفون حقيقة دين النصارى فلا يستكبرون على الحق حين يتبين لهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/421)
ولكن السياق القرآني لا يقف عند هذا الحد ولا يدع الأمر مجملاً ومعمماً على كل من قالوا إنا نصارى إنما هو يمضي يُصوِّر موقف هذه الفئة التي يعينها فقال: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق .. ) فمن صفاتهم أنهم إذا سمعوا الآيات القرآنية اهتزت مشاعرهم ولانت قلوبهم وفاضت أعينهم بالدمع تعبيراً عن التأثير العميق العنيف بالحق الذي سمعوه.
وأنهم لا يقفون موقف المتأثر ثم ينتهي أمره مع هذا الحق؛ بل يقولون ((ربنا آمنا فاكتبا مع الشاهدين *) فهم أولاً يعلنون لربهم إيمانهم بهذا الحق الذي عرفوه ثم يدعونه إلى أن يضمهم إلى قائمة الشاهدين-والشاهدون هم الذين شهدوا لله بالتوحيد ولرسله بالرسالة- وأن يسلكهم في سلك الأمة القائمة عليه في الأرض .. الأمة المسلمة الشاهدة لهذا الدين بالحق والتي تؤدي الشهادة بلسانها وبعملها وبحركتها لإقرار هذا الحق في حياة البشر ..
ولا يقف السياق القرآني هنا عند بيان من هم الذين آمنوا يعينهم بأنهم أقرب مودة للذين آمنوا من الذين قالوا إنا نصارى وعند بيان سلوكهم في مواجهة ما أنزل الله إلى الرسول من الحق في اتخاذ موقف إيجابي صريح بالإيمان المعلن, والانضمام إلى الصف المسلم والاستعداد لأداء الشهادة بالنفس والجهد والمال ..
ولا يقف السياق القرآني عند هذا الحد في بيان أمر هؤلاء الذين يقررون أنهم أقرب للذين آمنوا بل يتابع خطاه لتكملة الصورة و رسم المصير الذي انتهوا إليه فعلاً (فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين وذلك جزاء المحسنين) ..
لقد علم الله صدق قلوبهم وألسنتهم وصدق عزيمتهم على المضي في الطريق ..
ولا يقف السياق القرآني عند هذا الحد في تحديد ملامح هذا الطريق المقصود من الناس الذين تجدهم أقرب مودة للذين آمنوا بل إنه ليمضي فيميزه من الفريق الآخر من الذين قالوا إنا نصارى عمن يسمعون هذا الحق فيكفرون به ويكذبون ولا يستجيبون ولا ينضمون إلى صفوف الشاهدين فقال: (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) .. ) اهـ.
وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره:
(" ولتجدن أقربهم مودة للذين آمونا الذين آمنوا قالوا إنا نصارى .. " وذكر تعالى لذلك أسباب منها أن منهم قسيسين ورهبانا أي علما متزهدين وعباداً في الصوامع متعبدين – والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه ويزل ما فيه من الجفاء والغلظة .. ومنها: أنهم " إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول" محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد ولرسله بالرسالة وصحة ما جاءوا به ويشهدون للأمم السابقة بالتصديق والتكذيب .. الخ) اهـ.
وقال العلَّامة ابن القيم رحمه الله (بدائع الفوائد-186,185,184):
(وجه تفسير المغضوب عليهم باليهود, والضالين بالنصارى مع تلازم وصفي الغضب والضلال .. فالجواب أن يقال: هذا ليس بتخصيص نفي كل صفة عن أصحاب الصفة الأخرى فإن كل مغضوب عليه ضال وكل ضال مغضوب عليه, لكن ذكر كل طائفة بأشهر وصيفها وأحقها به وألصقه بها وذلك هو الوصف الغالب عليهما .. )
وقال في موضع آخر: (وأما وصف النصارى بالضلال ففي قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) فهذا خطاب للنصارى ..
ثم قال: وإنما سر الآية أنها اقتضت تكرار الضلال في النصارى ضلالاً بعد ضلال لفرط جهلهم بالحق .. ووجه تكرار هذا الضلال أن الضلال قد أخطأ نفس المقصود فيكون ضالاً فيه فيقصد ما لا ينبغي أن يقصده ويعبده وقد يصيب مقصوداً حقاً لكن يضل في طريق طلبه والسبيل الموصلة إليه
فالأول: ضلال في الغاية.
والثانية ضلال في الوسيلة.
ثم إذا دعا غيره إلى ذلك فقد أضله , أسلاف النصارى اجتمعت لهم الأنواع الثلاثة فضلوا عن مقصودهم حيث لم يصيبوه .. إلخ كلامه النفيس الماتع [اهـ.
هذا ما تيسر جمعه وتسطيره هنا فإن كان من زلل فمني والشيطان, وإن كان شيئاً حالفه الصواب فلله الفضل والمنة .. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:53 ص]ـ
(" ولتجدن أقربهم مودة للذين آمونا الذين آمنوا قالوا إنا نصارى .. " وذكر تعالى لذلك أسباب منها أن منهم قسيسين ورهبانا أي علما متزهدين وعباداً في الصوامع متعبدين – والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه ويزل ما فيه من الجفاء والغلظة .. ومنها: أنهم " إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول" محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد ولرسله بالرسالة وصحة ما جاءوا به ويشهدون للأمم السابقة بالتصديق والتكذيب .. الخ) اهـ.
.
هل نصارى اليوم يبكون عندما يسمعوا القران ويشهدون بمحمد بالرسالة؟ أم لا؟
للأسف البعض يبتر الاية الكريمة ((ولتجدن أقربهم مودة للذين آمونا الذين آمنوا قالوا إنا نصارى))
دون أن يكمل فيكون مثل ((ويلل للمصلين))
جزاك الله خير قد جاوب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذه الشبهة أيضأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/422)
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 11:22 م]ـ
أبا فاطمة .. بوركت
أين جواب الشيخ العثيمين -رحمه الله-؟!
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:42 ص]ـ
جزاك الله خير ... أظن الجواب المفصل كان في دروس الحرم المكي بعد التراويح،
وهذا أيضأ جواب مختصر للشيخ رحمه الله من تفسير سورة البقرة
((
قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} [المائدة: 82]؛ لأن هذه الآية في صنف معين من النصارى: وهم الذين منهم القسيسون، والرهبان الذين من صفاتهم أنهم لا يستكبرون؛ فإذا وجد هذا الصنف في عهد الرسول، أو بعده انطبقت عليه الآية؛ لكن اختلفت حال النصارى منذ زمن بعيد؛ نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، حتى يعرفوا حقيقة عداوة النصارى، وغيرهم من أهل الكفر، فيعدوا لهم العدة ..
))
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16812.shtml
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:09 ص]ـ
هناك حقيقة يغفل عنها الكثير، وهي قول الآية: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}، فقوله: قالوا إنانصارى، يلغي النصارى الحاليين، لأنهم لا يرضون أن تسميهم نصارى ويعتبرونها سنة، ويقولون إنما هم مسيحيون. وفرق بين المسيحية التي تنبني على ألوهية عيسى عليه السلام، والنصرانية التي تنبني على نبوته ...
فنصارى عصرنا جلهم خارجون عن معنى الآية، وهم في عداد الوثنيين والمشركين. والله أعلم.(59/423)
حكم نشر تلك الصور الديمناركية؟
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:56 ص]ـ
يا أخوان ما هو حكم نشر تلك الصور؟ علماً بأن الشيخ السحيم له رأي والشيخ العودة والعريفي ونبيل العوضي لهم رأي اخر
فما القول الفصل؟
ـ[الهلاوي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:29 م]ـ
قال الله تعالى: (إن الذى يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) وقال: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم) وقال الله تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) .....
قال القاضي عياض في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
بيان ما هو في حقه صلى الله عليه وسلم سب أو نقص من تعريض أو نص
اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهة بشئ على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كما نبينه ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا يمترى فيه تصريحا كان أو تلويحا وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور أو عيره بشئ مما جرى من البلاء والمحنة عليه أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا، قال أبو بكر بن المنذر أجمع عوام أهلى العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وممن قال ذلك مالك بن أنس والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي قال القاضى أبو الفضل وهو مقتضى قول أبى بكر الصديق رضى الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء، وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والأوزاعي في المسلمين لكنهم قالوا: هي ردة، وروى مثله الوليد بن مسلم عن مالك وحكى الطبري مثله عن أبى حنيفة وأصحابه فيمن تنقصه صلى الله عليه وسلم أو برئ منه أو كذبه وقال سحنون فيمن سبه: ذلك ردة كالزندقة وعلى هذا وقع الخلاف في استنابته وتكفيره وهل قتله حد أو كفر كما سنبينه في الباب الثاني إن شاء الله تعالى، ولا نعلم خلافا في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره وأشار بعض الظاهرية وهو أبو محمد على بن أحمد الفارسى إلى الخلاف في تكفير المسخف به والمعروف ما قدمناه قال محمد بن سحنون أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة قتل ومن شك في كفره وعذابه كفر، واحتج إبراهيم بن حسين بن خالد الفقيه في مثل هذا بقتل خالد بن الوليد مالك ابن نويرة لقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبكم، وقال أبو سليمان الخطابى لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله إذا كان مسلما، وقال ابن القاسم عن مالك في كتاب ابن سحنون والمبسوط والعتبية وحكاه مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل ولم يستتب، قال ابن القاسم في العتبية من سبه أو شتمه أو عابه أو تنقصه فإنه يقتل وحكمه عند الأمة القتل كالزنديق وقد فرض الله تعالى توقيره وبره وفى المبسوط عن عثمان بن كنانة من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل أو صلب حيا ولم يستتب، والإمام مخير في صلبه حيا أو قتله، ومن رواية أبى المصعب وابن أبى أويس سمعنا مالكا يقول: من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتمه أو عابه أو تنقصه قتل: مسلما كان أو كافرا ولا يستتاب، وفى كتاب محمد أخبرنا أصحاب مالك أنه قال: من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب، وقال أصبغ، يقتل على كل حال أسر ذلك أو أظهره ولا يستتاب لأن توبته لا تعرف، وقال عبد الله بن عبد الحكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب) وحكى الطبري مثله عن أشهب عن مالك، وروى ابن وهب عن مالك من قال إن رداءه النبي صلى الله عليه وسلم - ويروى زر النبي صلى الله عليه وسلم - وسخ أراد به عيبه قتل، وقال بعض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/424)
علمائنا أجمع العلماء على أن من دعا على نبى من الأنبياء بالويل أو بشئ من المكروه أنه يقتل بلا استتابة وأفتى أبو الحسن القابسى فيمن قال في النبي صلى الله عليه وسلم الجمال يتيم أبى طالب بالقتل، وافتى أبو محمد بن أبى زيد بقتل رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية فقال لهم تريدون تعرفون صفته هي في صفة هذا المار في خلقه ولحيته قال ولا تقب لتوبته وقد كذب لعنه الله وليس يخرج من قلب سليم الإيمان وقال أحمد بن أبى سليمان صاحب سحنون من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود، يقتل، وقال في رجل قيل له لا وحق رسول الله، فقال فعل الله برسول الله كذا - وذكر كلاما قبيحا - فقيل له ما تقول يا عدو الله؟ فقال أشد من كلامه الأول ثم قال: إنما أردت برسول الله العقرب فقال ابن أبى سليمان للذى سأله اشهد عليه وأنا شريكك، يريد في قتله وثواب ذلك.
قال حبيب بن أبى الربيع لأن ادعاء التأويل في لفظ صراح لا يقبل أنه استهان وهو غير معزر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا موقر له فوجب إباحة دمه، وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشار قال لرجل أد واشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن سألت أو جهلت فقد جهل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: بالقتل وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقة الطليطلى وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم وختن حيدرة وزعمه أن زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات أكلها إلى أشباه لهذا، وأفنى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل ابراهيم الفزارى وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم وكان ممن يحضر مجلس القاضى أبى العباس بن طالب للمناظرة فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله وأنبيائه ونبينا صلى الله عليه وسلم فأحضر له القاضى يحيى بن عمر وغيره من الفقهاء وأمر بقتله وصلبه فطعن بالسكين وصلب منكسا ثم أنزل وأحرق بالنار، وحكى بعض المؤرخين أنه لما رفعت خشبته وزالت عنها الأيدى استدارت وحوله عن القبلة فكان آية للجميع وكبر الناس، وجاء كلب فولغ في دمه فقال يحيى بن عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يلغ الكلب في دم مسلم) وقال القاضى أبو عبد الله بن المرابط: (من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم القاضى أبو عبد الله بن المرابط: (من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هزم يستتاب فإن تاب وإلا قتل لا أنه تنقص إذ لا يجوز ذلك عليه في خاصته إذ هو على بصيرة من أمره ويقين من عصمته، وقال حبيب بن ربيع القروى: مذهب مالك وأصحابه أن من قال فيه صلى الله عليه وسلم ما فيه نقص قتل دون استتابة، وقال ابن عتاب: الكتاب والسنة موجبان أن من قصد النبي صلى الله عليه وسلم بأذى أو نقص معرضا أو مصرحا وإن قل فقتله واجب، فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا أو تنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم وإن اختلفوا في حكم قتله عى ما أشرنا إليه ونبينه بعد وكذلك أقول حكم من غمصه أو غيره برعاية الغنم أو السهو أو النسيان أو السحر أو ما أصابه من جرح أو هزيمة لبعض جيوشه أو أذى من عدوه أو شدة من زمنه أو بالميل إلى نسائه فحكم هذا كله لمن قصد به نقصه القتل وقد مضى من مذاهب العلماء في ذلك ويأتى ما يدل عليه.
الحجة في إيجاب قتل من سبه أو عابه صلى الله عليه وسلم
فمن القرآن: لعنه الله تعالى لمؤذيه في الدنيا والآخرة وقرانه تعالى أذاه بأذاه ولا خلاف في قتل من سب الله وأن اللعن إنما يستوجبه من هو كافر وحكم الكافر القتل فقال (إن الذين يؤذون الله ورسوله) الآية وقال في قاتل المؤمن مثل ذلك فمن لعنته في الدنيا القتل قال الله تعالى (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتولا تقتيلا) وقال في المحاربين وذكر عقوبتهم (ذلك لهم خزى في الدنيا) وقد يقع القتل بمعنى اللعن قال (قتل الخراصون) و (قاتلهم الله أنى يؤفكون) أي لعنهم الله ولأنه فرق بين أذاهما وأذى المؤمنين وفى أذى المؤمنين ما دون القتل من الضرب والنكال فكان حكم مؤذى الله ونبيه أشد من ذلك وهو القتل وقال الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) الآية فسلب اسم الإيمان عمن وجد في صدره حرجا من قضائه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/425)
ولم يسلم له ومن تنقصه فقد ناقض هذا وقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى قوله - أن تحبط أعمالكم) ولا يحبط العمل إلا الكفر والكافر يقتل وقال الله تعالى (وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله) ثم قال (حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) وقال تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) ثم قال (والذين يؤذون الرسول الله لهم عذاب أليم) وقال تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نحوذ ونلعب) إلى قوله (قد كفرتم بعد إيمانكم) قال أهل التفسير كفرتم بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما الإجماع: فقد ذكرناه
وأما الآثار: فحدثنا الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون عن الشيخ أبى ذر الهروي إجازة قال حدثنا أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيوية حدثنا محمد بن نوح حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة حدثنا عبد الله بن موسى بن جعفر عن على بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن على بت الحسين عن أبيه عن الحسين بن على عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من سب نبيا فاقتلوه ومن سب أصحابي فاضربوه) * وفى الحديث الصحيح أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب ابن الأشرف وقوله: (من لكعب بن الأشرف فإنه يؤذى الله ورسوله) ووجه إليه من قتله غيلة دون دعوة بخلاف غيره من المشركين وعلل بأذاه له فدل أن قتله إياه لغير الإشراك بل للأذى وكذلك قتل أبا رافع، قال البراء وكان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكذلك أمره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه وسلم * وفى حديث آخر أن رجلا كان يسبه صلى الله عليه وسلم فقال (من يكفيني عدوى؟) فقال خالد أنا فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله وكذلك أمر بقتل جماعة ممن كان يؤذيه من الكفار ويسبه كالنضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط وعهد بقتل جماعة منهم قبل الفتح وبعده فقتلوا إلا من بادر بإسلامه قبل القدرة عليه وقد روى البزار عن ابن عباس أن عقبة بن أبى معيط نادى يا معاشر قريش مالى أقتل من بينكم صبرا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (بكفرك وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذكر عبد الرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل فقال (من يكفيني عدوى؟ فقال الزبير: أنا، فبارزه فقتله الزبير.
وروى أيضا أن امرأة كانت تسبه صلى الله عليه وسلم فقال (من يكفيني عدوتى؟) فخرج إليها خالد بن الوليد فقتلها، وروى أن رجلا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليا والزبير إليه ليقتلاه، وروى ابن قانع أن رجلا جاء إلى النبي صلى القه عليه وسلم فقال يا رسول الله سمعت أبى يقول فيك قولا قبيحا فقتله فلم يشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ المهاجر بن أبى أمية أمير اليمن لأبى بكر رضى الله عنه أن امرأة هناك في الردة غنت بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يدها ونزع ثنيتها فبلغ أبا بكر رضى الله عنه ذلك فقال له لولا ما فعلت لأمرتك بقتلها لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود وعن ابن عباس هجت امرأة من خطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من لى بها؟) فقال رجل من قومها أنا يا رسول الله فنهض فقتلها فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال (لا ينتطح فيها عنزان) وعن أبى عباس أن أعمى كانت له أم ولد تسب النبي صلى الله عليه وسلم فيزجرها فلا تنزجر فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فقتلها وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأهدر دمها، وفى حديث أبى برزة الأسلمي كنت يوما جالسا عند أبى بكر الصديق فغضب على رجل من المسلمين وحكى القاضى إسماعيل وغير واحد من الأئمة في هذا الحديث أنه سب أبا بكر ورواه النسائي: أتيت أبا بكر وقد أغلظ لرجل فرد عليه قال فقلت يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه فقال: اجلس فليس ذلك لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال القاضى أبو محمد بن نصر ولم يخالف عليه أحد، فاستدل الأئمة بهذا الحديث على قتل من أغضب النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أغضبه أو آداه أو سبه ومن ذلك كتاب عمر بن عبد العزيز إلى عامله بالكوفة وقد استشاره في قتل رجل سب عمر رضى الله عنه فكتب إليه عمر: إنه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب أحد من الناس إلا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/426)
فمن سبه فقد حل دمه، وسأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده فغضب مالك وقال: يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلد.
قال القاضى أبو الفضل: كذا وقع في هذه الحكاية رواها غير واحد من أصحاب مناقب مالك ومؤلفي أخباره وغيرهم ولا أدرى من هؤلاء الفقهاء بالعراق الذين أفتوا الرشيد بما ذكر وقد ذكرنا مذهب العراقيين بقتله ولعلهم ممن لم يشهر بعلم أو من لا يوثق بفتواه أو يميل به هواه أو يكون ما قاله يحمل على غير السب فيكون الخلاف هل هو سب أو غير سب أو يكون رجع وتاب عن سبه فلم يقله لمالك على أصله وإلا فالإجماع على قتل من سبه كما قدمناه ويدل على قتله من جهة النظر والاعتبار أن من سبه أو تنقصه صلى الله عليه وسلم فقد ظهرت علامة مرض قلبه وبرهان سرطويته وكفره، ولهذا ما حكم له كثير من العلماء بالردة وهى رواية الشاميين عن مالك والأوزاعي وقول الثوري وأبى حنيفة والكوفيين والقول الآخر أنه دليل على الكفر فيقتل حدا وإن لم يحكم له بالكفر إلا أن يكون متماديا على قوله غير منكر له ولا مقلع عنه فهذا كافر، وقوله إما صريح كفر كالتكذيب ونحوه أو من كلمات الاستهزاء والذم فاعترافه بها وترك توبته عنها دليل استحلاله لذلك وهو كفر أيضا فهذا كافر بلا خلاف قال الله تعالى في مثله (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) قال أهل التفسير هي قولهم إن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير وقيل بل قول بعضهم ما مثلنا ومثل محمد إلا قول القائل سمن كلبك يأكلك و (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) وقد قيل إن قائل مثل هذا إن كان مستترا به أن حكمه حكم الزنديق يقتل ولأنه قد غير دينه وقد قال صلى الله عليه وسلم (من غير دينه فاضربوا عنقه) ولأن لحكم النبي صلى الله عليه وسلم في الحرمة مزية على امته وساب الحر من أمته يحد فكانت العقوبة لمن سبه صلى الله عليه وسلم القتل لعظيم قدره وشفوف منزلته على غيره
فصل: فإن قلت فلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي الذى قال له السام عليكم وهذا دعاء عليه ولا قتل الآخر الذى قال له إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله وقد تأذى النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال قد أوذى موسى بأكثر من هذا فصبر ولا قتل المنافقين الذين كانوا يؤذونه في أكثر الأحيان؟ فاعلم وفقنا الله وإياك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول الإسلام يستألف عليه الناس ويميل قلوبهم ويميل إليه ويجيب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم ويدارئهم ويقول لأصحابه إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا منفرين ويقول (يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا) ويقول (لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) وكان صلى الله عليه وسلم يدارى الكفار والمنافقين ويجمل صحبتهم ويغضى عنهم ويحتمل من أذاهم ويصبر على جفائهم ما لا يجوز لنا اليوم الصبر لهم عليه وكان يرفقهم بالعطاء والإحسان وبذلك أمره الله تعالى فقال تعالى (ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) وقال تعالى (ادفع بالتى هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) وذلك لحاجة الناس للتألف أول الإسلام وجمع الكلمة عليه فلما استقر وأظهره الله على الدين كله قتل من قدر عليه واشتهر أمره كفعله بابن خطل ومن عهد بقتله يوم الفتح ومن أمكنه قتله غيلة من يهود وغيرهم أو غلبة ممن لم ينظمه قبل سلك صحبته والانحراط في جملة مظهرى الإيمان به ممن كان يؤذيه كابن الأشرف وأبى رافع والنظر وعقبة وكذلك ندر دم جماعة سواهم ككعب ابن زهير وابن زبعر وغيرهما ممن آذاه حتى ألقوا بأيديهم ولقوه مسلمين وبواطن المنافقين مستترة وحكمه صلى الله عليه وسلم على الظاهر وأكثر تلك الكلمات إنما كان يقولها القائل منهم خفية ومع أمثاله ويحلفون عليها إذا نميت وينكرونها ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكان مع هذا يطمع في فيأتهم ورجوعهم إلى الإسلام وتوبتهم فيصبر صلى الله عليه وسلم على هناتهم وجفوتهم كما صبر أولو العزم من الرسل حتى فاء كثير منهم باطنا كما فاء ظاهرا وأخلص سرا كما أظهر جهرا ونفع الله بعد بكثير منهم وقام منهم للدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/427)
وزراء وأعوان وحماة وأنصار كما جاءت به الأخبار وبهذا أجاب بعض أئمتنا رحمهم الله عن هذا السؤال قال ولعله لم يثبت عنده صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ما رفع وإنما نقله الواحد ومن لم يصل رتبة الشهادة في هذا الباب من صبى أو عبد أو امرإة والدماء لا تستباح إلا بعدلين وعلى هذا يحمل أمر اليهودي في السلام وأنهم لووا به ألسنتهم ولم يبينوه ألا ترى كيف نبهت عليه عائشة ولو كان صرح بذلك لم تنفرد بعلمه ولهذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على فعلهم وقلة صدقهم في فعلهم وقلة صدقهم في سلامهم وخيانتهم في ذلك ليا بألسنتهم وطعنا في الدين فقال إن اليهود إذا سلم أحدهم فإنما يقول السام عليكم فقولوا عليكم وكذلك قال بعض أصحابنا البغداديين إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين بعلمه فيهم ولم يأت أنه قامت بينة على نفاقهم فلذلك تركهم وأيضا فإن الأمر كان سرا وباطنا وظاهرهم الإسلام والإيمان وإن كان من أهل الذمة بالعهد والجوار والناس قريب عهدهم بالإسلام لم يتميز بعد الخبيث من الطيب وقد شاع عن المذكورين في العرب كون من يتهم بالنفاق من جملة المؤمنين وصحابة سيد المرسلين وأنصار الدين بحكم ظاهرهم فلو قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لنفاقهم وما يبدر منهم وعلمه بما أسروا في أنفسهم لوجد المنفر ما يقول ولا ارتبا الشارد وأرجف المعاند وارتاع من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والدخول في الإسلام غير واحد ولزعم الزاعم وظن العدو الظالم أن القتل إنما كان للعداوة وطلب أخذ الترة وقد رأيت معنى ما حررته منسوبا إلى مالك بن أنس رحمه الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، وقال أولئك الذين نهانى الله عن قتلهم وهذا بخلاف إجراء الأحكام الظاهرة عليهم من حدود الزنا والقتل وشبهه لظهورها واستواء الناس في علمها وقد قال محمد بن المواز لو أظهر المنافقون نفاقهم لقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقاله القاضى أبو الحسن بن القصار، وقال قتادة في تفسير قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله) الآية، قال معناه إذا أظهروا النفاق، وحكى محمد بن مسلمة في المبسوط عن زيد بن أسلم أن قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) نسخها ما كان قبلها وقال بعض مشايخنا لعل القائل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله وقوله اعدل لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم منه اطعن عليه والتهمة له وإنما رآها من وجه الغلط في الرأى وأمور الدنيا والاجتهاد في مصالح أهلها فلم ير ذلك سبا ورأى أنه من الأذى الذى له العفو عنه والصبر عليه فلذلك لم يعاقبه وكذلك يقال في اليهود إذ قالوا السام عليكم ليس فيه صريح سب ولا دعاء إلا بما لا بد منه من الموت الذى لا بد من لحاقه جميع البشر وقيل بل المراد؟؟؟ لون دينكم والسأم والسآمة الملال وهذا دعاء على سآمة الدين ليس بصريح سب ولهذا ترجم البخاري على هذا الحديث (باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم) قال بعض علمائنا وليس هذا بتعريض بالسب وإنما هو تعريض بالأذى قال القاضى أبو الفضل قد قدمنا أن الأذى والسب في حقه صلى الله عليه وسلم سواء وقال القاضى أبو محمد بن نصر مجيبا عن هذا الحديث ببعض ما تقدم ثم قال ولم يذكر في الحديث هل كان هذا اليهودي من أهل العهد والذمة أو الحرب ولا يترك موجب الأدلة للأمر المحتمل والأولى في ذلك كله والأظهر من هذه الوجوه مقصد الاستئلاف والمداراة على الدين لعلهم يؤمنون ولذلك ترجم البخاري على حديث القسمة والخوارج (باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه) ولما ذكرنا معناه عن مالك وقررناه قبل وقد صبر لهم صلى الله عليه وسلم على سحره وسمه وهو أعظم من سبه إلى أن نصره الله عليهم وأذن له في قتل من حينه منهم وإنزالهم من صياصبهم وقذف في قلوبهم الرعب وكتب على من شاء منهم الجلاء وأخرجهم من ديارهم وخرب بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وكاشفهم بالسب فقال يا إخوة القردة والخنازير وحكم فيهم سيوف المسلمين وأجلاهم من جوارهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/428)
فإن قلت فقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم (ما انتقم لنفسه في شئ يؤتى إليه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله) فاعلم أن هذا لا يقتضى أنه لم ينتقم ممن سبه أو آذاه أو كذبه فإن هذه من حرمات الله التى انتقم لها وإنما يكون ما لا ينتقم منه له فيما تعلق بسوء أدب أو معاملة من القول والفعل بالنفس والمال مما لم يقصد فاعله به أذاه لكن مما جبلت عليه الأعراب من الجفاء والجهل أو جبل عليه البشر من السفه كجبذ الأعرابي إزاره حتى أثر في عنقه وكرفع صوت الآخر عنده وكجحد الأعرابي شراءه منه فرسه التى شهد فيها خزيمة وكما كان من تظاهر زوجيه عليه وأشباه هذا مما يحسن الصفح عنه وقد قال بعض علمائنا أن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام لا يجوز بفعل مباح ولا غيره وأما غيره فيجوز بفعل مباح مما يجوز للانسان فعله وإن تأذى به غيره واحتج بعموم قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) وبقوله صلى الله عليه وسلم في حديث فاطمة (إنما بضعة منى يؤذيني ما يؤذيها ألا وإنى لا أحرم ما أحل الله ولكن لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل أبدا) أو يكون هذا مما آذاه به كافر رجا بعد ذلك إسلامه كعفوه عن اليهودي الذى سحره وعن الأعرابي الذى أراد قتله وعن اليهودية التى سمته وقد قيل قتلها ومثل هذا مما يبلغه من أذى أهل الكتاب والمنافقين فصفح عنهم رجاء استئلافهم واستئلاف غيرهم كما قررناه قبل وبالله التوفيق
فصل: هذا حكم المسلم فأما الذمي إذا صرح بسبه أو عرض أو استخف بقدره أو وصفه بغير الوجه الذى كفر به فلا خلاف عندنا في قتله إن لم يسلم لأنا لم نعطه الذمة أو العهد على هذا وهو قول عامة العلماء إلا أبا حنيفة والثوري واتباعهما من أهل الكوفة فإنهم قالوا لا يقتل لأن ما هو عليه من الشرك أعظم ولكن يؤدب ويعذر واستدل بعض شيوخنا على قتله بقوله تعالى (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم) الآية، ويستدل أيضا عليه بقتل النبي صلى الله عليه وسلم لابن الأشرف وأشباهه ولأنا لم نعاهدهم ولم نعطهم الذمة على هذا ولا يجوز لنا أن نفعل ذلك معهم فإذا أتوا ما لم يعطوا عليه العهد ولا الذمة فقد نقضوا ذمتهم وصاروا كفارا أهل حرب يقتلون لكفرهم وأيضا فإن ذمتهم لا تسقط حدود الإسلام عنهم من القطع في سرقة أموالهم والقتل لمن قتلوه منهم وإن كان ذلك حلالا عندهم فكذلك سبهم للنبى صلى الله عليه وسلم يقتلون به ووردت لأصحابنا ظواهر تقتضي الخلاف إذا ذكره الذمي بالوجه الذى كفر به ستقف عليها من كلام ابن القاسم وابن سحنون بعد وحكى أبو المصعب الخلاف فيها عن أصحابه المدنيين واختلفوا إذا سبه ثم أسلم فقيل، يسقط إسلامه قتله لأن الإسلام يجب ما قبله بخلاف المسلم إذا سبه ثم ناب لأنا نعلم باطنة الكافر في بغضه له وتنقصه بقلبه لكنا منعناه من إظهاره فلم يزدنا ما أظهره إلا مخالفة للأمر ونقضا للعهد فإذا رجع عن دينه الأول إلى الإسلام سقط ما قبله، قال الله تعالى (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) والمسلم بخلافه إذ كان ظننا بباطنه حكم ظاهره وخلاف ما بدا منه الآن فلم نقبل بعد رجوعه ولا استنمنا إلى باطنه إذ قد بدت سرائره وما ثبت عليه من الأحكام باقية عليه لم يسقطها شئ وقيل لا يسقط إسلام الذمي الساب قتله لأنه حق للنبى صلى الله عليه وسلم وجب عليه لانتهاكه حرمته وقصده إلحاق النقيصة والمعرة به فلم يكن رجوعه إلى الإسلام بالذى يسقطه كما وجب عليه من حقوق المسلمين من قبل إسلامه من قتل وقذف وإذا كنا لا نقبل توبة المسلم فأن لا نقبل توبة الكافر أولى.
قال مالك في كتاب ابن حبيب المبسوط وابن القاسم وابن الماجشون وابن عبد الحكم وأصبغ فيمن شتم نبينا من أهل الذمة أو أحدا من الأنبياء عليهم السلام قتل إلا أن يسلم وقاله ابن القاسم في العتبية وعند محمد وابن سحنون وقال سحنون وأصبغ لا يقال له أسلم ولا لا تسلم ولكن إن أسلم فذلك له توبة وفى كتاب محمد أخبرنا أصحاب مالك أنه قال من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب وروى لنا عن مالك إلا أن يسلم الكافر وقد روى ابن وهب عن ابن عمر أن راهبا تناول النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر فهلا قتلتموه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/429)
وروى عيسى عن ابن القاسم في ذمى قال إن محمدا لم يرسل إلينا إنما أرسل إليكم وإنما نبينا موسى أو عيسى ونحو هذا لا شئ عليهم لأن الله تعالى أقرهم على مثله وأما إن سبه فقال ليس بنبى أو لم يرسل أو لم ينزل عليه قرآن وإنما هو شئ تقوله أو نحو هذا فيقتل قال ابن القاسم وإذا قال النصراني ديننا خير من دينكم إنما دينكم دين الحمير ونحو هذا من القبيح أو سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله فقال كذلك يعطيكم الله ففى هذا الأدب الموجع والسجن الطويل قال وأما إن شتم النبي صلى الله عليه وسلم شتما يعرف فإنه يقتل إلا أن يسلم قاله مالك غير مرة ولم يقل يستتاب قال ابن القاسم ومحمل قوله عندي إن أسلم طائعا، وقال ابن سحنون في سؤالات سليمان بن سالم في اليهودي يقول لمؤذن إذا تشهد كذبت يعاقب العقوبة الموجعة مع السجن الطويل وفى النوادر من رواية سحنون عنه من شتم الأنبياء من اليهود والنصارى بغير الوجه الذى به كفروا ضرب عنقه إلا أن يسلم قال محمد ابن سحنون فإن قيل لم قتلته في سب النبي صلى الله عليه وسلم ومن دينه سبه وتكذيبه قيل لأنا لم نعطهم العهد على ذلك ولا على قتلنا وأخذ أموالنا فإذا قتل واحدا منا قتلناه وإن كان من دينه استحلاله فكذلك إظهاره لسب نبينا صلى الله عليه وسلم قال سحنون كما لو بذل لنا أهل الحرب الجزية على إقرارهم على سبه لم يجز لنا ذلك في قول قائل كذلك ينتقض عهد من سب منهم ويحل لنا دمه وكما لم يحصن الإسلام من سبه من القتل كذلك لا تحصنه الذمة قال القاضى أبو الفضل ما ذكره ابن سحنون عن نفسه وعن أبيه مخالف لقول ابن القاسم فيما خفف عقوبتهم فيه مما به كفروا فتأمله ويدل على أنه خلاف ما روى عن المدنيين في ذلك فحكى أبو المصعب الزهري قال أتيت بنصراني قال والذى اصطفى عيسى على محمد فاختلف على فيه فضربته حتى قتلته أو عاش يوما وليلة وأمرت من جر برجله وطرح على مزبلة فأكلته الكلاب وسئل أبو المصعب عن نصراني قال عيسى خلق محمدا فقال يقتل وقال ابن القاسم سألنا مالكا عن نصراني بمصر شهد عليه أنه قال مسكين محمد يخبركم أنه في الجنة ماله لم ينفع نفسه إذ كانت الكلاب تأكل ساقيه لو قتلوه استراح منه الناس قال مالك أرى أن تضرب عنقه قال ولقد كدت أن لا أتكلم فيها بشئ ثم رأيت أنه لا يسعنى الصمت قال ابن كنانة في المبسوطة من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى فأرى للإمام أن يحرقه بالنار وإن شاء قتله ثم حرق جثته وإن شاء أحرقه بالنار حيا إذا تهافتوا في سبه ولقد كتب إلى مالك من مصر وذكر مسألة ابن القاسم المتقدمة قال فأمرني مالك فكتبت بأن يقتل وتضرب عنقه فكتبت ثم قلت يا أبا عبد الله وأكتب ثم يحرق بالنار فقال إنه لحقيق بذلك وما أولاه به فكتبته بيدى بين يديه فما أنكره ولا عابه ونفذت الصحيفة بذلك فقتل وحرق، وأفنى عبيد الله بن يحيى وابن لبابة في جماعة سلف أصحابنا الأندلسيين بقتل نصرانية استهلت بنفى الربوبية ونبوة عيسى لله وتكذيب محمد في النبوة وبقبول إسلامها ودرء القتل عنها به قال غير واحد من المتأخرين، منهم القابسى وابن الكاتب، وقال أبو القاسم ابن الجلاب في كتابه من سب الله ورسوله من مسلم أو كافر قتل ولا يستتاب وحكى القاضى أبو محمد في الذمي يسب ثم يسلم روايتين في درء القتل عنه بإسلامه، وقال ابن سحنون وحد القذف وشبهه من حقوق العباد لا يسقطه عن الذمي إسلامه وإنما يسقط عنه بإسلامه حدود الله فأما حد القذف فحق للعباد كان ذلك لنبى أو غيره فأوجب على الذمي إذا قذف النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم حد القذف ولكن انظر ماذا يجب عليه هل حد القذف في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو القتل لزيادة حرمة النبي صلى الله عليه وسلم على غيره أم هل يسقط القتل بإسلامه ويحد ثمانين فتأمله
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:18 م]ـ
يا أخوان ما هو حكم نشر تلك الصور؟ علماً بأن الشيخ السحيم له رأي والشيخ العودة والعريفي ونبيل العوضي لهم رأي اخر
فما القول الفصل؟
أقصد يعرض الداعية تلك الصور للمسلمين ليبين خبث وعداوة القوم للإسلام
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:45 ص]ـ
يرفع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:05 ص]ـ
الأخ الفاضل؛ لا شك أن تلك الصور مستبشعة مستقذعة، وتصويرها في الذهن قد يؤدي لعقائد فاسدة، خاصة لدى العوام وضعاف النفوس، لأن الصور أبلغ في إيصال المفهوم من الكلام.
ولذلك فإن ناشر تلك الصور:
إما أن ينشرها بين قوم لا يعون خطورتها، ولهم تأثير وفعل في المجتمع. فلا شك في جواز هذا بل ووجوبه في بعض الأحيان.
وإما أن يريها لعموم الناس، استقباحا لها. وهذا أمر قبيح لأن فيه تشهيرا وترسيخا لها. والأفضل تركه والابتعاد عنه.
وإما أن نشرها تطفلا. فناشرها يعاقب ويؤدب، ويمنع من ذلك، وهو في خطورة من أمره.
وإما أن ينشرها فرحا بها وزهوا، فهذا لا شك في كفره ومروقه من الدين.
وكل ذلك قياسا على حاكي الكفر. والله أعلم، وفي فقهاء الملتقى كفاية، والسؤال مهم ويحتاج إلى جواب محقق مختصر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/430)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
جزاك الله أخي خيراً وأحسن الله إليك.(59/431)
أرجوا الإفادة عن البيتين المتعلقين بنظم شروط لا إله إلا الله السبعة
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام .................... حفظكم الله ورعاكم
أرجوا منكم الإفادة عن قائل هذين البيتين المتعلقين بنظم شروط لا إله إلا الله السبعة مع ذكر المصدر وهل هما لقائل واحد أم لا
فهذين البيتين كثيرا ما يتناقلهما المشايخ الكرام أمثال سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما مع عدم ذكر القائل وبعد البحث والتفتيش حسب القدرة وقلة المراجع لم أظفر بقائل هذين البيتين فالرجاء ممن عنده مزيد علم وفضل أن يفيدنا
محبة وانقياد والقبول لها علم يقين وإخلاص وصدقك مع
وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأوثان قد ألها
ملحوظة:- هناك من نظمها مثل الشيخ سليمان بن سحمان والشيخ حافظ أحمد حكمي
وأخيرا الله أسال أن يسد خطى الجميع إنه ولي ذلك والقادر عليه(59/432)
ما حكم الكسب من لعبة كرة القدم .. ؟
ـ[بن عباس]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
و هل من كلام للعلماء فى هذا .. عن الدخل المادي للاعب كرة القدم ... وغيرها من الألعاب الكروية كالكرة الطائرة وكرة السلة.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
لا يجوز التكسب من وراء هذه الألعاب ويمكنك مراجعة ما جاء في هذا المنتدى عن حكم لعب كرة القدم ففيه كلام عما سألت عنه تجده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70607(59/433)
حكم من سب النبى صلى الله عليه وسلم بصوت الشيخ العلامه أبو اسحق الحويني
ـ[ابوحكيم الأثرى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:44 م]ـ
أرجو أن ينال العمل رضاكم واعجابكم
وأتمنى من الله أن يرزقنا الإخلاص فيه
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وبارك الله في الشيخ حفظه الله
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيراو بارك الله في الشيخ حفظه الله
ـ[ابوحكيم الأثرى]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وان شاء الله سوف اقوم برفع اخر محاضرات للشيخ
للتواصل
ip_s2000@hotmail.com(59/434)
ترجيحات الشيخ بسام الغانم
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:56 م]ـ
ترجيحات الشيخ بسام الغانم
1. الماء قسمان طهور ونجس.
2. إباحة جميع حيوانات البحر إلا الضفدع.
3. حكم الحيوانات البرمائية: لا تحل بغير ذكاة إلا ما لا دم فيه.
4. الماء لا ينجس إلا بالتغير بالنجاسة مطلقا، سواء بلغ القلتين أم لم يبلغ، لكن مادون القلتين يجب على الإنسان أن يتحرز إذا وقعت فيه النجاسة لأن الغالب أن ما دونها يتغير.
5. الكلب طاهر وأما فمه ولعابه ورجيعه فهو النجس.
6. التسبيع في غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب واجب.
7. الترتيب واجب.
8. لا يجزئ غير التراب مع وجود التراب.
9. حكم إراقة ما ولغ فيه الكلب: واجب.
10. لا يلحق الخنزير بالكلب في وجوب التسبيع في الغسل فيه.
11. يحرم اقتناء الكلب لغير حاجة.
12. قتل الكلاب منهي عنه إلا الأسود الخالص والكلب العقور.
13. حكم الإناء المموه أو المطلي أو المطعم بالذهب أو الفضة: إن كان يتجمع من طلائه شيء بعرضه على النار حرم استعماله وإلا فالأصح عدم التحريم.
14. حكم الإناء المضبب بالذهب أو الفضة: يجوز بشرط أن تكون الضبة من فضة ويسيرة للحاجة.
15. الذي يحرم فيما يتعلق بآنية الذهب أو الفضة هو الأكل والشرب دون غيرها من الإستعمالات.
16. لا تلحق الجواهر مهما غلى ثمنها بالذهب والفضة في الحكم.
17. جلد الميتة يطهر بالدباغ.
18. يطهر بالدباغ جلد الميتة التي كانت تحلها الذكاة لو ذكيت، يعني جلد مأكول اللحم أما ما لا تحله الذكاة لو ذكي فإنه لا يطهر بالدباغ.
19. أواني الكفار وثيابهم طاهرة مباحة الإستعمال ما لم يتيقن الإنسان نجاستها.
20. الملابس الداخلية التي تلاقي العورة كالسراويل والإزار فمكروه لبسها لأنهم لا يتحرزون من النجاسات ولا يعنون بتطهير هذه الأماكن، أما إذا تيقن المسلم وجود النجاسة فيها فلا يجوز له لبسها حتى تطهر.
21. الخمر ليست نجسة.
22. حكم تخليل الخمر: لا تطهر ولا يجوز استعمالها، والفعل محرم.
23. المني طاهر.
24. طهارة رطوبة فرج المرأة.
25. الإكتفاء بالنضح في بول الغلام الذي لم يطعم دون الجارية.
26. نجاسة دم الحيض، وألحق به الدم الخارج من السبيلين من القبل أو الدبر فإنه نجس يجب أن يغسل ولا يبقى منه شيء.
27. دم الآدمي طاهر مالم يخرج من السبيلين.
28. لا ينقض الوضوء شيء خارج من غير السبيلين من البدن سواء كان قليلا أو كثيرا.
29. يكفي في الواجب في المضمضة أن يدير الماء في فمه أدنى إدارة.
30. لا يشترط إدارة الماء.
31. الأفضل أن تمج الماء بعد المضمضة.
32. السنة الجمع بين المضمضة والإستنشاق لا الفصل بينهما.
33. ما استرسل من شعر اللحية ما حكم غسله؟ لا يجب غسل ما جاوز الفرض من الشعر.
34. وجوب غسل الكفين مع الذراعين بعد غسل الوجه.
35. يجب إدخال المرفق في الغسل.
36. وجوب مسح الرأس كله.
37. لا يستحب تكرار المسح.
38. وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء.
39. النهي الوارد في الحديث عن غمس اليد في الإناء قبل غسلها ثلاثا لمن قام من النوم محمول على الكراهة التنزيهية والأمر بغسل اليد ثلاثا في هذه الحالة محمول على الإستحباب والماء باق على طهوريته.
40. الإسباغ واجب.
41. فإن شك هل غسل العضو مرتين أو ثلاثا جعلها مرتين وأتى بثالثة.
42. المضمضة والإستنشاق واجبان في الوضوء والغسل.
43. متى تبدأ مدة المسح على الخفين؟ من حين يمسح بعد الحدث.
44. إذا انقضت المدة بعد أن مسح فيها وبقي على طهارته أو نزع خفيه فما الحكم؟ الصحيح أنه لا شيء عليه.
45. القول الراجح: أنه يجوز المسح على الجورب المخرق والجورب الخفيف.
46. القدر المجزئ في المسح على الخفين: إذا فعل المكلف ما يسمى مسحا على الخف لغة أجزأه.
47. تمسح اليدان الخفين في نفس اللحظة كما تمسح الأذنان وفضل هذه الصفة ابن عثيمين.
48. النوم ناقض للوضوء إذا كان مستغرقا قد أزال الشعور بحيث لو خرج من النائم شيء لم يدر به، أما النوم اليسير الذي لو أحدث فيه النائم لأحس بنفسه فإن هذا النوم لا ينقض الوضوء ولا فرق في ذلك بين مضطجع وقاعد ومتكئ وقائم وغير ذلك من الأحوال فما دام لو أحدث أحس بنفسه فإن نومه لا ينقض الوضوء.
49. الإغماء والجنون والسكر ينقض الوضوء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/435)
50. يجوز لزوج المستحاضة وطؤها في الفرج.
51. خروج دم الإستحاضة ناقض للوضوء.
52. المذي نجس.
53. لمس الذكر لا ينقض الوضوء ولو كان بشهوة، وأما الوضوء من مس الذكر فمستحب مطلقا.
54. النهي للتحريم في الإستقبال والإستدبار بلا فرق بين الفضاء والعمران.
55. الإستنجاء باليمين محرم.
56. لا يجزئ استعمال أقل من ثلاثة أحجار في الإستجمار.
57. إذا استجمر بما لا يجوز الإستجمار به كالعظم والروث فما الحكم؟ الحنابلة والشافعية: يأثم ولا يجزئه، شيخ الإسلام: يجزئه مع الإثم.
58. الحجر ليس متعينا بل تقوم الخرق والخشب وغير ذلك مقامه، وأن المعنى كونه مزيلا، وهذا يحصل بغير الحجر.
59. لو استعمل خرقة في جماعه أو كيس أو نحوه من الحوائل والعوازل فلفه على ذكره أثناء الإيلاج: الأحوط أن يغتسل (ابن عثيمين).
60. غسل الجمعة سنة مؤكدة.
61. وقت غسل الجمعة: من بعد فجر الجمعة.
62. لا يحرم على الجنب قراءة القرآن، لكنه يكره له ذلك حتى يتطهر ويتوضأ.
63. يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن.
64. لا تشترط الطهارة للمس المصحف، وأنه يجوز للمحدث حدثا أصغر أو أكبر أن يمس المصحف.
65. الوضوء في الطواف فرض.
66. يستحب تأخير غسل الرجلين في الغسل.
67. لا يجب نقض الشعر على المرأة في غسلها من جنابة أو حيض.
68. حكم غسل الشعر المسترسل؟
69. آخر وقت صلاة العشاء هو نصف الليل.
70. الوقت يدرك بركعة كاملة تؤدى فيه.
71. ما حكم أهل الأعذار إذا زال عذرهم في آخر الوقت؟ أهل الأعذار إذا زال عذرهم في آخر الوقت وأدركوا من الوقت قدر ركعة بعد فعل الطهارة فإنه تلزمهم صلاة ذلك الوقت، فإن أدركوا أقل من ذلك فلا تلزمهم.
72. ما لحكم فيما إذا طرأ العذر في أول الوقت بأن يدخل وقت الصلاة فتحيض المرأة أو تنفس ونحو ذلك؟ لا يلزمها شيء.
73. إذا أخر الصلاة حتى خرج وقتها عامدا متعمدا لغير عذر أنه لا يقضيها.
74. المغمى عليه لا يجب عليه قضاء الصلوات التي فاتته حال إغمائه.
75. صلاة السكران الذي لا يعلم ما يقول لا تجوز بالإتفاق.
76. السكران يجب عليه أن يقضي ما فاته أثناء سكره وزوال عقله.
77. ما بين طلوع الفجر وصلاة الفجر يكره التنفل فيه إلا بركعتي سنة الفجر، والوتر لمن نسيه أو نام حتى الصبح فإنه يصليه.
78. وقت النهي يبدأ من بعد انتهاء صلاة الفجر وليس ابتداؤه بمجرد طلوع الفجر.
79. متى يبدأ وقت النهي الخاص بالعصر؟ يجوز التنفل بعد صلاة العصر ما لم تصفر الشمس.
80. الصلاة المنهي عن أدائها في أوقات النهي هي الصلاة التي لا سبب لها، فأما مالها سبب فجائزة ولا كراهة فيها.
81. إذا أحدث المصلي قبل السلام بطلت مكتوبة كانت أو غير مكتوبة.
82. عورة الرجل في الصلاة: أنها ما بين السرة والركبة، والسرة والركبة غير داخلتين في حدود العورة فلا بد من ستر الفخذين.
83. حكم تغطية عاتق الرجل في الصلاة: يجب، وإذا كان عاجزا عن ستر عاتقيه فلا شيء عليه.
84. عورة المرأة في الصلاة: أن جميع بدنها عورة إلا الوجه والكفين والقدمين.
85. وجوب ستر الوجه وجميع البدن في باب النظر.
86. إذا تبين له أثناء الصلاة أنه أخطأ القبلة فإنه يتجه إلى الجهة الصحيحة ويكمل صلاته، وإذا تبين له ذلك بعد انتهائه من الصلاة فلا تجب عليه الإعادة.
87. أن الحضر والسفر كلاهما محل للإجتهاد.
88. إذا صلى إلى غير القبلة دون تحري ثم تبين له خطؤه فعليه الإعادة لأنه لم يأت بما وجب عليه من الإجتهاد والتحري.
89. التنفل على الراحلة في السفر: لا يلزمه أن يفتتح الصلاة إلى القبلة.
90. ما الحكم إذا انحرفت الدابة عن جهة مقصده إلى جهة أخرى؟ ابن عثيمين: إذا عجز عن ردها لم تبطل مطلقا لأنه يدخل في العاجز عن استقبال القبلة ولو طال الفصل.
91. حكم صلاة المسافر المتنفل الماشي: جائز ويصلي كالراكب.
92. لا تجوز الصلاة في المقبرة ويستثنى من هذا الحكم الصلاة على الجنازة.
93. حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر: اللجنة الدائمة: حرام، القول الثاني: يفرق بين إذا كان المسجد سابقا على القبر فإنه يجب إخراج القبر من المسجد، وإذا كان القبر في القبلة فإنه لا يجوز أن يصلي فيه إذا كان القبر أمامه.
94. لا تصح الصلا ة في الحمام.
95. لا تصح الصلاة في معاطن الإبل.
96. جواز وصحة صلاة الفريضة والنافلة في الكعبة وعلى سطحها.
97. تحريم الجلوس على القبر.
هذه فوائد من مذكرة الحديث للشيخ بسام الغنام
فرغت من استخراج وكتابة هذه الفوائد الساعة الواحدة ليلا من يوم الاثنين 30/ 2/1420هـ
عبدالعزيز بن إبراهيم
ـ[ماطر (ابو صلاح)]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:37 م]ـ
هلا اتحفتنا بتعريف بالشيخ بسام الغانم(59/436)
هل ثبت عن ابن تيميه الوضوء بالمعتصر من الشجر
ـ[أبوسلمان الأشجعي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:39 م]ـ
ذكر ابن رجب في الطبقات والبعلي في الاختيارات أن ابن تيميه أنه يرى جواز الوضوء بالمعتصر من الشجر،وهذ مشكللان ماء الورد معتصر من الورد.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 04 - 07, 06:12 ص]ـ
لم يثبت أخي الكريم
وعندي نص عن ابن تيمية خلاف ذلك
سأبحث عنه وأضعه إن شاء الله.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:54 م]ـ
قال في المختصر
:فلا نعلم بين أهل العلم خلافاً أنه لا يجوز الوضوء به غير ما ذكرنا في الماء المعتصر
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:59 م]ـ
فيظهر انه اجماع
لكن ما المراد بالمعتصر اخي الفاضل ذكرت المعتصر من الشجر والصواب انه من عرق الشجر قال النووي: (وما عدا الماء من ماء ورد أو شجر أو عرق لا تجوز الطهارة به واختلف أصحابنا في ضبط قوله عرق فقيل هو بفتح العين والراء وهو عرق الحيوان وقيل بفتح العين وإسكان الراء وهو المعتصر من كرش البعير وقد نص على هذا في الأم وقيل بكسر العين وإسكان الراء وهو عرق الشجر أي المعتصر منه والأول أصح والثالث ضعيف لأنه عطفه على الشجر).فيظهر ان المراد بالمعتصر فيه خلاف
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 04 - 07, 04:56 م]ـ
الحمد لله
ذكر الإمام برهان الدين ابن القيم في اختيارات ابن تيمية أنه يرى: " جواز الوضوء بكل ما يُسمى ماءً، مطلقا كان أو مُقيدا " (ص 71)
وقال ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة: " اختار ابن تيمية ارتفاع الحدث بالمياه المعتصرة كماء الورد ". (2/ 404)
وقال البعلي في مختصر الاختيات: " تجوز طهارة الحدث بكل ما يُسمى ماءً، وبمعتصر الشجر قاله ابن أبي ليلى والأوزاعي والأصم وابن شعبان " (ص 3)
وفي الحقيقة أن ابن تيمية رحمه الله لم يقل بهذا أبدا، بل خطَّأ ورد على من قال بجواز رفع الحدث بالمياه المعتصرة.
قال رحمه الله كما في مختصر الفتاوى المصرية في أثناء رده على الحنفية: " وقول بعض الحنفية: إن الماء لا ينقسم إلا إلى طاهر ونجس، فليس بشيء؛ لأنه إن أراد كل ما يُسمى ماءً مطلقاً أو مُقيداً فهو خطأ؛ لأن المياه المعتصرة طاهرة ولا يجوز بها رفع الحدث ... " (مختصر الفتاوى المصرية ص 14)
فتبين بهذا عدم صحة قول من نسب إليه جواز رفع الحدث بالمياه المعتصرة.(59/437)
كيف تقرأ حديثاً؟. . .أرجو المساعدة
ـ[أبو هدى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والمشايخ الفضلاء. . . وفقكم الله لكل خير
هناك طرق وقواعد لقراءة الحديث من كتاب ما في الدروس على المشايخ. . .فهل يوجد مرجع في هذه القواعد؟
كيف نفهم المقصود ب "ثنا" و "نا" وهل يقال "قال" بعد تحويل الإسناد ح؟
أسئلة كثيرة أنا في حاجة لمن يدلني على مرجع فيها أو يشرحها لي
أسأل الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم / أبا هدى ... بارك الله فيك.
أولاً: ليس لدي مراجع عن كيفية قراءة الحديث خاصة، ولكن لدي عن كيفية القراءة في كتب العلم عموماً، فإن أردتها فقل، وهي موجودة أيضاً على الملتقى.
أما " ثنا ": فهي اختصار كلمة " حدثنا ".
و " نا ": اختصار " أنبأنا ".
و " أنا ": اختصار " أخبرنا ".
والله أعلم.
وهاذان كتابان للشيخ محمد الخضير - حفظه الله -.
ـ[أبو هدى]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:16 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يثيبك أخي الكريم رمضان أبو مالك
وجدت البارحة في تيسير مصطلح الحديث للطحان طرفاً مما أبحث عنه، فذكر أن قولهم حدثنا وأخبرنا لابد أن يسبق ب "قال" عند القراءة وكذلك لابد من قول "أنه" المحذوفة في الكنابة قبل الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم لكني حتى الآن لم أجد ما يكفيني وقد اتصلت على أحد طلبة العلم فأخبرني بقواعد عند أهل الصنعة لا يرون القراءة بدون مراعاتها، وهنا سؤالي مرة أخرى كيف أحصل على هذه القواعد؟
هل من مساعد يا أهل الحديث؟(59/438)
حكم الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[الهلاوي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:28 م]ـ
قال الله تعالى: (إن الذى يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) وقال: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم) وقال الله تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) .....
قال القاضي عياض في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
بيان ما هو في حقه صلى الله عليه وسلم سب أو نقص من تعريض أو نص
اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهة بشئ على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كما نبينه ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا يمترى فيه تصريحا كان أو تلويحا وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور أو عيره بشئ مما جرى من البلاء والمحنة عليه أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا، قال أبو بكر بن المنذر أجمع عوام أهلى العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وممن قال ذلك مالك بن أنس والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي قال القاضى أبو الفضل وهو مقتضى قول أبى بكر الصديق رضى الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء، وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والأوزاعي في المسلمين لكنهم قالوا: هي ردة، وروى مثله الوليد بن مسلم عن مالك وحكى الطبري مثله عن أبى حنيفة وأصحابه فيمن تنقصه صلى الله عليه وسلم أو برئ منه أو كذبه وقال سحنون فيمن سبه: ذلك ردة كالزندقة وعلى هذا وقع الخلاف في استنابته وتكفيره وهل قتله حد أو كفر كما سنبينه في الباب الثاني إن شاء الله تعالى، ولا نعلم خلافا في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره وأشار بعض الظاهرية وهو أبو محمد على بن أحمد الفارسى إلى الخلاف في تكفير المسخف به والمعروف ما قدمناه قال محمد بن سحنون أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة قتل ومن شك في كفره وعذابه كفر، واحتج إبراهيم بن حسين بن خالد الفقيه في مثل هذا بقتل خالد بن الوليد مالك ابن نويرة لقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبكم، وقال أبو سليمان الخطابى لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله إذا كان مسلما، وقال ابن القاسم عن مالك في كتاب ابن سحنون والمبسوط والعتبية وحكاه مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل ولم يستتب، قال ابن القاسم في العتبية من سبه أو شتمه أو عابه أو تنقصه فإنه يقتل وحكمه عند الأمة القتل كالزنديق وقد فرض الله تعالى توقيره وبره وفى المبسوط عن عثمان بن كنانة من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل أو صلب حيا ولم يستتب، والإمام مخير في صلبه حيا أو قتله، ومن رواية أبى المصعب وابن أبى أويس سمعنا مالكا يقول: من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتمه أو عابه أو تنقصه قتل: مسلما كان أو كافرا ولا يستتاب، وفى كتاب محمد أخبرنا أصحاب مالك أنه قال: من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب، وقال أصبغ، يقتل على كل حال أسر ذلك أو أظهره ولا يستتاب لأن توبته لا تعرف، وقال عبد الله بن عبد الحكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب) وحكى الطبري مثله عن أشهب عن مالك، وروى ابن وهب عن مالك من قال إن رداءه النبي صلى الله عليه وسلم - ويروى زر النبي صلى الله عليه وسلم - وسخ أراد به عيبه قتل، وقال بعض علمائنا أجمع العلماء على أن من دعا على نبى من الأنبياء بالويل أو بشئ من المكروه أنه يقتل بلا استتابة وأفتى أبو الحسن القابسى فيمن قال في النبي صلى الله عليه وسلم الجمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/439)
يتيم أبى طالب بالقتل، وافتى أبو محمد بن أبى زيد بقتل رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية فقال لهم تريدون تعرفون صفته هي في صفة هذا المار في خلقه ولحيته قال ولا تقب لتوبته وقد كذب لعنه الله وليس يخرج من قلب سليم الإيمان وقال أحمد بن أبى سليمان صاحب سحنون من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود، يقتل، وقال في رجل قيل له لا وحق رسول الله، فقال فعل الله برسول الله كذا - وذكر كلاما قبيحا - فقيل له ما تقول يا عدو الله؟ فقال أشد من كلامه الأول ثم قال: إنما أردت برسول الله العقرب فقال ابن أبى سليمان للذى سأله اشهد عليه وأنا شريكك، يريد في قتله وثواب ذلك.
قال حبيب بن أبى الربيع لأن ادعاء التأويل في لفظ صراح لا يقبل أنه استهان وهو غير معزر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا موقر له فوجب إباحة دمه، وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشار قال لرجل أد واشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن سألت أو جهلت فقد جهل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: بالقتل وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقة الطليطلى وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم وختن حيدرة وزعمه أن زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات أكلها إلى أشباه لهذا، وأفنى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل ابراهيم الفزارى وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم وكان ممن يحضر مجلس القاضى أبى العباس بن طالب للمناظرة فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله وأنبيائه ونبينا صلى الله عليه وسلم فأحضر له القاضى يحيى بن عمر وغيره من الفقهاء وأمر بقتله وصلبه فطعن بالسكين وصلب منكسا ثم أنزل وأحرق بالنار، وحكى بعض المؤرخين أنه لما رفعت خشبته وزالت عنها الأيدى استدارت وحوله عن القبلة فكان آية للجميع وكبر الناس، وجاء كلب فولغ في دمه فقال يحيى بن عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يلغ الكلب في دم مسلم) وقال القاضى أبو عبد الله بن المرابط: (من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم القاضى أبو عبد الله بن المرابط: (من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هزم يستتاب فإن تاب وإلا قتل لا أنه تنقص إذ لا يجوز ذلك عليه في خاصته إذ هو على بصيرة من أمره ويقين من عصمته، وقال حبيب بن ربيع القروى: مذهب مالك وأصحابه أن من قال فيه صلى الله عليه وسلم ما فيه نقص قتل دون استتابة، وقال ابن عتاب: الكتاب والسنة موجبان أن من قصد النبي صلى الله عليه وسلم بأذى أو نقص معرضا أو مصرحا وإن قل فقتله واجب، فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا أو تنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم وإن اختلفوا في حكم قتله عى ما أشرنا إليه ونبينه بعد وكذلك أقول حكم من غمصه أو غيره برعاية الغنم أو السهو أو النسيان أو السحر أو ما أصابه من جرح أو هزيمة لبعض جيوشه أو أذى من عدوه أو شدة من زمنه أو بالميل إلى نسائه فحكم هذا كله لمن قصد به نقصه القتل وقد مضى من مذاهب العلماء في ذلك ويأتى ما يدل عليه.
الحجة في إيجاب قتل من سبه أو عابه صلى الله عليه وسلم
فمن القرآن: لعنه الله تعالى لمؤذيه في الدنيا والآخرة وقرانه تعالى أذاه بأذاه ولا خلاف في قتل من سب الله وأن اللعن إنما يستوجبه من هو كافر وحكم الكافر القتل فقال (إن الذين يؤذون الله ورسوله) الآية وقال في قاتل المؤمن مثل ذلك فمن لعنته في الدنيا القتل قال الله تعالى (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتولا تقتيلا) وقال في المحاربين وذكر عقوبتهم (ذلك لهم خزى في الدنيا) وقد يقع القتل بمعنى اللعن قال (قتل الخراصون) و (قاتلهم الله أنى يؤفكون) أي لعنهم الله ولأنه فرق بين أذاهما وأذى المؤمنين وفى أذى المؤمنين ما دون القتل من الضرب والنكال فكان حكم مؤذى الله ونبيه أشد من ذلك وهو القتل وقال الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) الآية فسلب اسم الإيمان عمن وجد في صدره حرجا من قضائه ولم يسلم له ومن تنقصه فقد ناقض هذا وقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى قوله - أن تحبط أعمالكم) ولا يحبط العمل إلا الكفر والكافر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/440)
يقتل وقال الله تعالى (وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله) ثم قال (حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) وقال تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) ثم قال (والذين يؤذون الرسول الله لهم عذاب أليم) وقال تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نحوذ ونلعب) إلى قوله (قد كفرتم بعد إيمانكم) قال أهل التفسير كفرتم بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما الإجماع: فقد ذكرناه
وأما الآثار: فحدثنا الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون عن الشيخ أبى ذر الهروي إجازة قال حدثنا أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيوية حدثنا محمد بن نوح حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة حدثنا عبد الله بن موسى بن جعفر عن على بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن على بت الحسين عن أبيه عن الحسين بن على عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من سب نبيا فاقتلوه ومن سب أصحابي فاضربوه) * وفى الحديث الصحيح أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب ابن الأشرف وقوله: (من لكعب بن الأشرف فإنه يؤذى الله ورسوله) ووجه إليه من قتله غيلة دون دعوة بخلاف غيره من المشركين وعلل بأذاه له فدل أن قتله إياه لغير الإشراك بل للأذى وكذلك قتل أبا رافع، قال البراء وكان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكذلك أمره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه وسلم * وفى حديث آخر أن رجلا كان يسبه صلى الله عليه وسلم فقال (من يكفيني عدوى؟) فقال خالد أنا فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله وكذلك أمر بقتل جماعة ممن كان يؤذيه من الكفار ويسبه كالنضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط وعهد بقتل جماعة منهم قبل الفتح وبعده فقتلوا إلا من بادر بإسلامه قبل القدرة عليه وقد روى البزار عن ابن عباس أن عقبة بن أبى معيط نادى يا معاشر قريش مالى أقتل من بينكم صبرا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (بكفرك وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذكر عبد الرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل فقال (من يكفيني عدوى؟ فقال الزبير: أنا، فبارزه فقتله الزبير.
وروى أيضا أن امرأة كانت تسبه صلى الله عليه وسلم فقال (من يكفيني عدوتى؟) فخرج إليها خالد بن الوليد فقتلها، وروى أن رجلا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليا والزبير إليه ليقتلاه، وروى ابن قانع أن رجلا جاء إلى النبي صلى القه عليه وسلم فقال يا رسول الله سمعت أبى يقول فيك قولا قبيحا فقتله فلم يشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ المهاجر بن أبى أمية أمير اليمن لأبى بكر رضى الله عنه أن امرأة هناك في الردة غنت بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يدها ونزع ثنيتها فبلغ أبا بكر رضى الله عنه ذلك فقال له لولا ما فعلت لأمرتك بقتلها لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود وعن ابن عباس هجت امرأة من خطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من لى بها؟) فقال رجل من قومها أنا يا رسول الله فنهض فقتلها فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال (لا ينتطح فيها عنزان) وعن أبى عباس أن أعمى كانت له أم ولد تسب النبي صلى الله عليه وسلم فيزجرها فلا تنزجر فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فقتلها وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأهدر دمها، وفى حديث أبى برزة الأسلمي كنت يوما جالسا عند أبى بكر الصديق فغضب على رجل من المسلمين وحكى القاضى إسماعيل وغير واحد من الأئمة في هذا الحديث أنه سب أبا بكر ورواه النسائي: أتيت أبا بكر وقد أغلظ لرجل فرد عليه قال فقلت يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه فقال: اجلس فليس ذلك لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال القاضى أبو محمد بن نصر ولم يخالف عليه أحد، فاستدل الأئمة بهذا الحديث على قتل من أغضب النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أغضبه أو آداه أو سبه ومن ذلك كتاب عمر بن عبد العزيز إلى عامله بالكوفة وقد استشاره في قتل رجل سب عمر رضى الله عنه فكتب إليه عمر: إنه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب أحد من الناس إلا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سبه فقد حل دمه، وسأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده فغضب مالك وقال: يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/441)
نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلد.
قال القاضى أبو الفضل: كذا وقع في هذه الحكاية رواها غير واحد من أصحاب مناقب مالك ومؤلفي أخباره وغيرهم ولا أدرى من هؤلاء الفقهاء بالعراق الذين أفتوا الرشيد بما ذكر وقد ذكرنا مذهب العراقيين بقتله ولعلهم ممن لم يشهر بعلم أو من لا يوثق بفتواه أو يميل به هواه أو يكون ما قاله يحمل على غير السب فيكون الخلاف هل هو سب أو غير سب أو يكون رجع وتاب عن سبه فلم يقله لمالك على أصله وإلا فالإجماع على قتل من سبه كما قدمناه ويدل على قتله من جهة النظر والاعتبار أن من سبه أو تنقصه صلى الله عليه وسلم فقد ظهرت علامة مرض قلبه وبرهان سرطويته وكفره، ولهذا ما حكم له كثير من العلماء بالردة وهى رواية الشاميين عن مالك والأوزاعي وقول الثوري وأبى حنيفة والكوفيين والقول الآخر أنه دليل على الكفر فيقتل حدا وإن لم يحكم له بالكفر إلا أن يكون متماديا على قوله غير منكر له ولا مقلع عنه فهذا كافر، وقوله إما صريح كفر كالتكذيب ونحوه أو من كلمات الاستهزاء والذم فاعترافه بها وترك توبته عنها دليل استحلاله لذلك وهو كفر أيضا فهذا كافر بلا خلاف قال الله تعالى في مثله (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) قال أهل التفسير هي قولهم إن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير وقيل بل قول بعضهم ما مثلنا ومثل محمد إلا قول القائل سمن كلبك يأكلك و (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) وقد قيل إن قائل مثل هذا إن كان مستترا به أن حكمه حكم الزنديق يقتل ولأنه قد غير دينه وقد قال صلى الله عليه وسلم (من غير دينه فاضربوا عنقه) ولأن لحكم النبي صلى الله عليه وسلم في الحرمة مزية على امته وساب الحر من أمته يحد فكانت العقوبة لمن سبه صلى الله عليه وسلم القتل لعظيم قدره وشفوف منزلته على غيره
فصل: فإن قلت فلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي الذى قال له السام عليكم وهذا دعاء عليه ولا قتل الآخر الذى قال له إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله وقد تأذى النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال قد أوذى موسى بأكثر من هذا فصبر ولا قتل المنافقين الذين كانوا يؤذونه في أكثر الأحيان؟ فاعلم وفقنا الله وإياك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول الإسلام يستألف عليه الناس ويميل قلوبهم ويميل إليه ويجيب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم ويدارئهم ويقول لأصحابه إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا منفرين ويقول (يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا) ويقول (لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) وكان صلى الله عليه وسلم يدارى الكفار والمنافقين ويجمل صحبتهم ويغضى عنهم ويحتمل من أذاهم ويصبر على جفائهم ما لا يجوز لنا اليوم الصبر لهم عليه وكان يرفقهم بالعطاء والإحسان وبذلك أمره الله تعالى فقال تعالى (ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) وقال تعالى (ادفع بالتى هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) وذلك لحاجة الناس للتألف أول الإسلام وجمع الكلمة عليه فلما استقر وأظهره الله على الدين كله قتل من قدر عليه واشتهر أمره كفعله بابن خطل ومن عهد بقتله يوم الفتح ومن أمكنه قتله غيلة من يهود وغيرهم أو غلبة ممن لم ينظمه قبل سلك صحبته والانحراط في جملة مظهرى الإيمان به ممن كان يؤذيه كابن الأشرف وأبى رافع والنظر وعقبة وكذلك ندر دم جماعة سواهم ككعب ابن زهير وابن زبعر وغيرهما ممن آذاه حتى ألقوا بأيديهم ولقوه مسلمين وبواطن المنافقين مستترة وحكمه صلى الله عليه وسلم على الظاهر وأكثر تلك الكلمات إنما كان يقولها القائل منهم خفية ومع أمثاله ويحلفون عليها إذا نميت وينكرونها ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكان مع هذا يطمع في فيأتهم ورجوعهم إلى الإسلام وتوبتهم فيصبر صلى الله عليه وسلم على هناتهم وجفوتهم كما صبر أولو العزم من الرسل حتى فاء كثير منهم باطنا كما فاء ظاهرا وأخلص سرا كما أظهر جهرا ونفع الله بعد بكثير منهم وقام منهم للدين وزراء وأعوان وحماة وأنصار كما جاءت به الأخبار وبهذا أجاب بعض أئمتنا رحمهم الله عن هذا السؤال قال ولعله لم يثبت عنده صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ما رفع وإنما نقله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/442)
الواحد ومن لم يصل رتبة الشهادة في هذا الباب من صبى أو عبد أو امرإة والدماء لا تستباح إلا بعدلين وعلى هذا يحمل أمر اليهودي في السلام وأنهم لووا به ألسنتهم ولم يبينوه ألا ترى كيف نبهت عليه عائشة ولو كان صرح بذلك لم تنفرد بعلمه ولهذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على فعلهم وقلة صدقهم في فعلهم وقلة صدقهم في سلامهم وخيانتهم في ذلك ليا بألسنتهم وطعنا في الدين فقال إن اليهود إذا سلم أحدهم فإنما يقول السام عليكم فقولوا عليكم وكذلك قال بعض أصحابنا البغداديين إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين بعلمه فيهم ولم يأت أنه قامت بينة على نفاقهم فلذلك تركهم وأيضا فإن الأمر كان سرا وباطنا وظاهرهم الإسلام والإيمان وإن كان من أهل الذمة بالعهد والجوار والناس قريب عهدهم بالإسلام لم يتميز بعد الخبيث من الطيب وقد شاع عن المذكورين في العرب كون من يتهم بالنفاق من جملة المؤمنين وصحابة سيد المرسلين وأنصار الدين بحكم ظاهرهم فلو قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لنفاقهم وما يبدر منهم وعلمه بما أسروا في أنفسهم لوجد المنفر ما يقول ولا ارتبا الشارد وأرجف المعاند وارتاع من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والدخول في الإسلام غير واحد ولزعم الزاعم وظن العدو الظالم أن القتل إنما كان للعداوة وطلب أخذ الترة وقد رأيت معنى ما حررته منسوبا إلى مالك بن أنس رحمه الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، وقال أولئك الذين نهانى الله عن قتلهم وهذا بخلاف إجراء الأحكام الظاهرة عليهم من حدود الزنا والقتل وشبهه لظهورها واستواء الناس في علمها وقد قال محمد بن المواز لو أظهر المنافقون نفاقهم لقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقاله القاضى أبو الحسن بن القصار، وقال قتادة في تفسير قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله) الآية، قال معناه إذا أظهروا النفاق، وحكى محمد بن مسلمة في المبسوط عن زيد بن أسلم أن قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) نسخها ما كان قبلها وقال بعض مشايخنا لعل القائل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله وقوله اعدل لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم منه اطعن عليه والتهمة له وإنما رآها من وجه الغلط في الرأى وأمور الدنيا والاجتهاد في مصالح أهلها فلم ير ذلك سبا ورأى أنه من الأذى الذى له العفو عنه والصبر عليه فلذلك لم يعاقبه وكذلك يقال في اليهود إذ قالوا السام عليكم ليس فيه صريح سب ولا دعاء إلا بما لا بد منه من الموت الذى لا بد من لحاقه جميع البشر وقيل بل المراد؟؟؟ لون دينكم والسأم والسآمة الملال وهذا دعاء على سآمة الدين ليس بصريح سب ولهذا ترجم البخاري على هذا الحديث (باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم) قال بعض علمائنا وليس هذا بتعريض بالسب وإنما هو تعريض بالأذى قال القاضى أبو الفضل قد قدمنا أن الأذى والسب في حقه صلى الله عليه وسلم سواء وقال القاضى أبو محمد بن نصر مجيبا عن هذا الحديث ببعض ما تقدم ثم قال ولم يذكر في الحديث هل كان هذا اليهودي من أهل العهد والذمة أو الحرب ولا يترك موجب الأدلة للأمر المحتمل والأولى في ذلك كله والأظهر من هذه الوجوه مقصد الاستئلاف والمداراة على الدين لعلهم يؤمنون ولذلك ترجم البخاري على حديث القسمة والخوارج (باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه) ولما ذكرنا معناه عن مالك وقررناه قبل وقد صبر لهم صلى الله عليه وسلم على سحره وسمه وهو أعظم من سبه إلى أن نصره الله عليهم وأذن له في قتل من حينه منهم وإنزالهم من صياصبهم وقذف في قلوبهم الرعب وكتب على من شاء منهم الجلاء وأخرجهم من ديارهم وخرب بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وكاشفهم بالسب فقال يا إخوة القردة والخنازير وحكم فيهم سيوف المسلمين وأجلاهم من جوارهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فإن قلت فقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم (ما انتقم لنفسه في شئ يؤتى إليه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله) فاعلم أن هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/443)
لا يقتضى أنه لم ينتقم ممن سبه أو آذاه أو كذبه فإن هذه من حرمات الله التى انتقم لها وإنما يكون ما لا ينتقم منه له فيما تعلق بسوء أدب أو معاملة من القول والفعل بالنفس والمال مما لم يقصد فاعله به أذاه لكن مما جبلت عليه الأعراب من الجفاء والجهل أو جبل عليه البشر من السفه كجبذ الأعرابي إزاره حتى أثر في عنقه وكرفع صوت الآخر عنده وكجحد الأعرابي شراءه منه فرسه التى شهد فيها خزيمة وكما كان من تظاهر زوجيه عليه وأشباه هذا مما يحسن الصفح عنه وقد قال بعض علمائنا أن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام لا يجوز بفعل مباح ولا غيره وأما غيره فيجوز بفعل مباح مما يجوز للانسان فعله وإن تأذى به غيره واحتج بعموم قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) وبقوله صلى الله عليه وسلم في حديث فاطمة (إنما بضعة منى يؤذيني ما يؤذيها ألا وإنى لا أحرم ما أحل الله ولكن لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل أبدا) أو يكون هذا مما آذاه به كافر رجا بعد ذلك إسلامه كعفوه عن اليهودي الذى سحره وعن الأعرابي الذى أراد قتله وعن اليهودية التى سمته وقد قيل قتلها ومثل هذا مما يبلغه من أذى أهل الكتاب والمنافقين فصفح عنهم رجاء استئلافهم واستئلاف غيرهم كما قررناه قبل وبالله التوفيق
فصل: هذا حكم المسلم فأما الذمي إذا صرح بسبه أو عرض أو استخف بقدره أو وصفه بغير الوجه الذى كفر به فلا خلاف عندنا في قتله إن لم يسلم لأنا لم نعطه الذمة أو العهد على هذا وهو قول عامة العلماء إلا أبا حنيفة والثوري واتباعهما من أهل الكوفة فإنهم قالوا لا يقتل لأن ما هو عليه من الشرك أعظم ولكن يؤدب ويعذر واستدل بعض شيوخنا على قتله بقوله تعالى (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم) الآية، ويستدل أيضا عليه بقتل النبي صلى الله عليه وسلم لابن الأشرف وأشباهه ولأنا لم نعاهدهم ولم نعطهم الذمة على هذا ولا يجوز لنا أن نفعل ذلك معهم فإذا أتوا ما لم يعطوا عليه العهد ولا الذمة فقد نقضوا ذمتهم وصاروا كفارا أهل حرب يقتلون لكفرهم وأيضا فإن ذمتهم لا تسقط حدود الإسلام عنهم من القطع في سرقة أموالهم والقتل لمن قتلوه منهم وإن كان ذلك حلالا عندهم فكذلك سبهم للنبى صلى الله عليه وسلم يقتلون به ووردت لأصحابنا ظواهر تقتضي الخلاف إذا ذكره الذمي بالوجه الذى كفر به ستقف عليها من كلام ابن القاسم وابن سحنون بعد وحكى أبو المصعب الخلاف فيها عن أصحابه المدنيين واختلفوا إذا سبه ثم أسلم فقيل، يسقط إسلامه قتله لأن الإسلام يجب ما قبله بخلاف المسلم إذا سبه ثم ناب لأنا نعلم باطنة الكافر في بغضه له وتنقصه بقلبه لكنا منعناه من إظهاره فلم يزدنا ما أظهره إلا مخالفة للأمر ونقضا للعهد فإذا رجع عن دينه الأول إلى الإسلام سقط ما قبله، قال الله تعالى (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) والمسلم بخلافه إذ كان ظننا بباطنه حكم ظاهره وخلاف ما بدا منه الآن فلم نقبل بعد رجوعه ولا استنمنا إلى باطنه إذ قد بدت سرائره وما ثبت عليه من الأحكام باقية عليه لم يسقطها شئ وقيل لا يسقط إسلام الذمي الساب قتله لأنه حق للنبى صلى الله عليه وسلم وجب عليه لانتهاكه حرمته وقصده إلحاق النقيصة والمعرة به فلم يكن رجوعه إلى الإسلام بالذى يسقطه كما وجب عليه من حقوق المسلمين من قبل إسلامه من قتل وقذف وإذا كنا لا نقبل توبة المسلم فأن لا نقبل توبة الكافر أولى.
قال مالك في كتاب ابن حبيب المبسوط وابن القاسم وابن الماجشون وابن عبد الحكم وأصبغ فيمن شتم نبينا من أهل الذمة أو أحدا من الأنبياء عليهم السلام قتل إلا أن يسلم وقاله ابن القاسم في العتبية وعند محمد وابن سحنون وقال سحنون وأصبغ لا يقال له أسلم ولا لا تسلم ولكن إن أسلم فذلك له توبة وفى كتاب محمد أخبرنا أصحاب مالك أنه قال من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب وروى لنا عن مالك إلا أن يسلم الكافر وقد روى ابن وهب عن ابن عمر أن راهبا تناول النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر فهلا قتلتموه وروى عيسى عن ابن القاسم في ذمى قال إن محمدا لم يرسل إلينا إنما أرسل إليكم وإنما نبينا موسى أو عيسى ونحو هذا لا شئ عليهم لأن الله تعالى أقرهم على مثله وأما إن سبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/444)
فقال ليس بنبى أو لم يرسل أو لم ينزل عليه قرآن وإنما هو شئ تقوله أو نحو هذا فيقتل قال ابن القاسم وإذا قال النصراني ديننا خير من دينكم إنما دينكم دين الحمير ونحو هذا من القبيح أو سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله فقال كذلك يعطيكم الله ففى هذا الأدب الموجع والسجن الطويل قال وأما إن شتم النبي صلى الله عليه وسلم شتما يعرف فإنه يقتل إلا أن يسلم قاله مالك غير مرة ولم يقل يستتاب قال ابن القاسم ومحمل قوله عندي إن أسلم طائعا، وقال ابن سحنون في سؤالات سليمان بن سالم في اليهودي يقول لمؤذن إذا تشهد كذبت يعاقب العقوبة الموجعة مع السجن الطويل وفى النوادر من رواية سحنون عنه من شتم الأنبياء من اليهود والنصارى بغير الوجه الذى به كفروا ضرب عنقه إلا أن يسلم قال محمد ابن سحنون فإن قيل لم قتلته في سب النبي صلى الله عليه وسلم ومن دينه سبه وتكذيبه قيل لأنا لم نعطهم العهد على ذلك ولا على قتلنا وأخذ أموالنا فإذا قتل واحدا منا قتلناه وإن كان من دينه استحلاله فكذلك إظهاره لسب نبينا صلى الله عليه وسلم قال سحنون كما لو بذل لنا أهل الحرب الجزية على إقرارهم على سبه لم يجز لنا ذلك في قول قائل كذلك ينتقض عهد من سب منهم ويحل لنا دمه وكما لم يحصن الإسلام من سبه من القتل كذلك لا تحصنه الذمة قال القاضى أبو الفضل ما ذكره ابن سحنون عن نفسه وعن أبيه مخالف لقول ابن القاسم فيما خفف عقوبتهم فيه مما به كفروا فتأمله ويدل على أنه خلاف ما روى عن المدنيين في ذلك فحكى أبو المصعب الزهري قال أتيت بنصراني قال والذى اصطفى عيسى على محمد فاختلف على فيه فضربته حتى قتلته أو عاش يوما وليلة وأمرت من جر برجله وطرح على مزبلة فأكلته الكلاب وسئل أبو المصعب عن نصراني قال عيسى خلق محمدا فقال يقتل وقال ابن القاسم سألنا مالكا عن نصراني بمصر شهد عليه أنه قال مسكين محمد يخبركم أنه في الجنة ماله لم ينفع نفسه إذ كانت الكلاب تأكل ساقيه لو قتلوه استراح منه الناس قال مالك أرى أن تضرب عنقه قال ولقد كدت أن لا أتكلم فيها بشئ ثم رأيت أنه لا يسعنى الصمت قال ابن كنانة في المبسوطة من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى فأرى للإمام أن يحرقه بالنار وإن شاء قتله ثم حرق جثته وإن شاء أحرقه بالنار حيا إذا تهافتوا في سبه ولقد كتب إلى مالك من مصر وذكر مسألة ابن القاسم المتقدمة قال فأمرني مالك فكتبت بأن يقتل وتضرب عنقه فكتبت ثم قلت يا أبا عبد الله وأكتب ثم يحرق بالنار فقال إنه لحقيق بذلك وما أولاه به فكتبته بيدى بين يديه فما أنكره ولا عابه ونفذت الصحيفة بذلك فقتل وحرق، وأفنى عبيد الله بن يحيى وابن لبابة في جماعة سلف أصحابنا الأندلسيين بقتل نصرانية استهلت بنفى الربوبية ونبوة عيسى لله وتكذيب محمد في النبوة وبقبول إسلامها ودرء القتل عنها به قال غير واحد من المتأخرين، منهم القابسى وابن الكاتب، وقال أبو القاسم ابن الجلاب في كتابه من سب الله ورسوله من مسلم أو كافر قتل ولا يستتاب وحكى القاضى أبو محمد في الذمي يسب ثم يسلم روايتين في درء القتل عنه بإسلامه، وقال ابن سحنون وحد القذف وشبهه من حقوق العباد لا يسقطه عن الذمي إسلامه وإنما يسقط عنه بإسلامه حدود الله فأما حد القذف فحق للعباد كان ذلك لنبى أو غيره فأوجب على الذمي إذا قذف النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم حد القذف ولكن انظر ماذا يجب عليه هل حد القذف في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو القتل لزيادة حرمة النبي صلى الله عليه وسلم على غيره أم هل يسقط القتل بإسلامه ويحد ثمانين فتأمله(59/445)
نداء إلى شركات الكمبيوتر
ـ[الباحث]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على إخواننا طلاب العلم أن برامج الكمبيوتر الموسوعية مفيدة لهم وتوفر عليهم المال ولها مزايا عديدة.
وخلال معرفتي ببرامج الكمبيوتر لم يلفت نظري إلا برامج قليلة لأهميتها وقوتها.
مثل: برنامج الكتب التسعة مع الشروح وبرنامج جامع الفقه الإسلامي وغيرها من البرامج التي تتميز بالقوة العلمية والفهرسة الدقيقة والبرمجة القوية.
ولكن ...
ما يلفت نظري أن هناك بعض البرامج صدرت وكانت جيدة وموفرة للمال حقيقة خصوصاً وأن مضمونها ضخم لو وضعته في المكتبة!!
فهذه البرامج قد اهتمت بالمجلات الإسلامية العلمية المشهورة كمجلة المنار ومجلة مجمع الفقه الإسلامي.
فمجلة المنار مثلاً (80) مجلد!!
وسعرها غالٍ جداً بسبب عدد مجلاتها.
ولكني وجدتها في قرص كمبيوتر واحد مفهرسة ومرتبة بسعر رخيص جداً!!
الأعداد الكاملة كلها لمجلة المنار .. !
مجلة المنار مفيدة جداً ولكنها سعرها وحجمها كبير جداً.
فهذا البرنامج قد وفر علينا كثيراً.
كذلك مجلة مجمع الفقه الإسلامي مفيدة ولكن أعدادها كثيرة جداً وحجمها كبير جداً.
ووجدتها في مكتبة التدمرية كاملة في قرص كمبيوتر واحد!
ولكنها أجمل من حيث التصميم من برنامج مجلة المنار.
ولكني تمنيت لو أن هناك أقراص كمبيوتر تحتوي على كل من:
- أعداد مجلة البحوث العلمية كاملة.
- أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق الموجود في (90) مجلداً.
- أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- فتاوى اللجنة الدائمة وتكون الفتاوى بالنسخ الأصلية لكل فتوى وعليها توقيعات المفتين في اللجنة.
- فتاوى هيئة كبار العلماء وأبحاثهم.
وغيرها من المجلات والجرائد والمجاميع المفيدة.
فهذه تعتبر موسوعات يستفيد منها الباحث وقت الحاجة.
ولو أراد جمعها في مكتبة واحدة لكلفت عليه المال الكثير والمساحة الكبيرة!!
فنتمنى أن تقوم شركات الكمبيوتر بوضع هذه المجلات والمجاميع والجرائد في برامج كمبيوتر لنقتنيها.
والغريب أني لم أجد عندنا في الوطن العربي برامج كمبيوتر تحتوي على أعداد المجلات والجرائد اليومية التي تصدر في الدول العربية كما هو موجود في الغرب!!
فنتمنى لو نجد برنامج يحتوي على جميع أعداد جريدة الأهرام المصرية مثلاً.
أو جريدة الرياض السعودية.
أو جريدة الوطن الكويتية.
أو مجلة الفرقان الإسلامية.
تحتوي على الأعداد بصورها الأصلية كما صدرت للناس.
لم أجد إلا مجلة المجتمع الكويتية في قرص كمبيوتر واحد وبصورها الأصلية.
ويحتوي هذا القرص على أعداد مجلة المجتمع كاملة من أول صدورها سنة 1970 ميلادية إلى سنة 1997 ميلادية!!
فنتمنى تقوم شركات الكمبيوتر بإصدار هذه النوعية من البرامج المفيدة لطلاب العلم بل عامة الناس والمثقفين.
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:49 ص]ـ
هذه الأعمال خصوصاً الجرائد تسمي بالكشاف الصحفي
وهي موجودة
لكن للأسف أسعارها غالية للغاية ومحمية وباشتراك سنوي قدرة خمسون ألف دولار.
لذلك نتمنى من أولي الهمم الدخول في هذه المجال وخصوصاً المجلات العلمية والقديمة.
وشكراً لكم
ـ[الباحث]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:14 ص]ـ
اشتراك سنوي قدره خمسون ألف دولار!!
هذا الاشتراك لا يقدر عليه غير بيل جيتس فقط .. !
ولن يكون مجنوناً بدفع هذا الاشتراك السنوي!!
هل من وضع هذا الاشتراك في كامل قواه العقلية؟!
أشك في ذلك!!
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:35 ص]ـ
لا تشك يا أخي
فهذه أولاً قيمة الإشتراك السنوي ل 250 جريدة ومجلة تصدر كل شهر على 10 أقراص Cd لمدة عام
كل المؤسسات الصحفية بالنسبة لها هذا مبلغ زهيد
يا أخي لو تعرف شئ اسمه مي لاين وهو اشتراك في منشورات للمؤسسات والجامعة يبلغ قيمة الأشتراك أكثر من 50 ألف دولار لكل مجال.
وأهم من ذلك هذه ليست اشتراكات للأفراد فما فائدة ذلك للأفردا
هذه الأعمال للمؤسسات فقط ولا يشتريها إلا المؤسسات.
أما بخصوص بيل جيتس فهو يكسب يومياً 45 مليون دولار هذا منذ 3 سنوات
لدرجة أن أحد المذيعات سألته عن ثروته فقال لها تريد أن تعرفي مقدار ثروتي قبل السؤال أم بعد السؤال.
نحن هنا لتقديم المعلوامات لا التشكيك بها يا أخي الباحث فلا تشكك دون أن تعرف.
وللعلم هناك أنا أعرف أكثر من عشرة مشتركين (هم مؤسسات بالطبع)
وعند نسخة هدية مجانية) ولا تطلبها مني لأنني أخذتها لتقيمها لا لنشرها بصفتي أعمل في المجال من صاحب هذه المؤسسة التي تنتج هذه الإصدارات.
وعند الإصدار الورقي (وهو الكشاف بأسماء الموضوعات ونشرت أين) أي فهرس لشهر يوليو 2005 فقط.
ولكم جزيل الشكر
ـ[رفيق الخير]ــــــــ[06 - 02 - 06, 12:24 ص]ـ
بشرة سارة
أبشرك يا أخي وإلى كل أعضاء المنتدى أن مجلة البحوث العلمية سوف تخرج إلى النور قريبًا جدًّا، حيث نعمل بها في شركتنا - ولن أذكر اسم الشركة حتى لا يكون المنتدى سوق للدعاية للشركة التي أعمل بها – ولكن اعلموا جميعا أنها ستخرج في إطار جديد وبرمجة عالية، ودقة متناهية، وتقنية لم يسبق لها، حيث يعمل عليها فريق من الباحثين والمبرمجين ليل نهار ونطلب منكم الدعاء. أما السعر فنرجو أن يكون مناسبًا.
أخوكم رفيق الخير rafik_elkheer@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/446)
ـ[الباحث]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:43 ص]ـ
الله يبشرك بالخير.
وإن الله سأقتني البرنامج مع برنامج مجمع الفقه الإسلامي.
ولكن أخي الكريم نتمنى منكم أن تصمموا برامج تحتوي على:
- - أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق الموجود في (90) مجلداً.
- أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- أعداد مجمع اللغة العربية في بغداد.
- فتاوى اللجنة الدائمة وتكون الفتاوى بالنسخ الأصلية لكل فتوى وعليها توقيعات المفتين في اللجنة.
- فتاوى هيئة كبار العلماء وأبحاثهم بالنسخ الأصلية.
وغيرها من المجلات والمجاميع المفيدة لطلاب العلم والباحثين.
فتأكد أخي الفاضل أنها ستلقى رواجاً عند صدورها.
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:23 م]ـ
الاخ الكريم
السلام عليكم
فإن الدين النصيحة
الله يبشرك بالخير.
وإن الله سأقتني البرنامج مع برنامج مجمع الفقه الإسلامي.
ولكن أخي الكريم نتمنى منكم أن تصمموا برامج تحتوي على:
- - أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق الموجود في (90) مجلداً.
- أعداد مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- أعداد مجمع اللغة العربية في بغداد.
- فتاوى اللجنة الدائمة وتكون الفتاوى بالنسخ الأصلية لكل فتوى وعليها توقيعات المفتين في اللجنة.
- فتاوى هيئة كبار العلماء وأبحاثهم بالنسخ الأصلية.
وغيرها من المجلات والمجاميع المفيدة لطلاب العلم والباحثين.
فتأكد أخي الفاضل أنها ستلقى رواجاً عند صدورها.
ان ما تطرحه لايشك باحث في اهميته
لكن ان تقوم بتنفيذه شركة برمجية من مالها الخاص
فهذا تهور ما بعده تهور
نعم سيلقى رواجا
لكن
كما يلقى برنامج مجلة المنار
لمحمد رشيد رضا
الذي يسحب بياناته احد المتطوعين الذين يعملون في سبيل الله
وينزله على الانترنت مجانا
من غير التفات الى حقوق الشركة المبرمجة
بحجة عدم جواز احتكار العلم
ولان الدين النصيحة كتبت هذا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 04:27 م]ـ
مشروع مهم جدا وأضيف إلى ذلك أيضا:
أيحاث بيت الزكاة المنشورة.
مجلة جامعة الإمام
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 04:30 م]ـ
عندي ؤال طالما حيرني يا أخ الخطيب - وفقه الله - فعلا وهو كيف تنزل كتب في قرص التراث للفقه وهي محفوظة الحقوق وقد تعب مؤلفوها عليها دون أن تستأذنوهم، ما الجواب؟؟؟؟؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[22 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
مجلة مجمع الفقه الإسلامي مفيدة ولكن أعدادها كثيرة جداً وحجمها كبير جداً.
ووجدتها في مكتبة التدمرية كاملة في قرص كمبيوتر واحد!
كم ثمنه وكيف يمكن الحصول عليه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[العيدان]ــــــــ[22 - 02 - 06, 04:58 م]ـ
إجابة على سؤالك: قرابة 500 ريال.
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:59 م]ـ
الاخ الكربم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي ؤال طالما حيرني يا أخ الخطيب - وفقه الله - فعلا وهو كيف تنزل كتب في قرص التراث للفقه وهي محفوظة الحقوق وقد تعب مؤلفوها عليها دون أن تستأذنوهم، ما الجواب؟؟؟؟؟
لقد سألت عن مسألة لا يرغب ولاة امر الملتقى بفتحها وكلما حاولنا جعلها مسألة علمية مجردة حتى تتضح الصورة ويتحرر مناط الخلاف والتنازع فيها دخل اصحاب الاهواءمثيرو الفتن والمتعصبون لوجة نظر معينة فملؤا الموضوع ضجيجا وانهالت الاتصالات ان اقفلوا هذا الموضوع فلا حول ولا قوة الا بالله
واما الجواب عن سؤالك
فإني اقول نحن يا أخي الحبيب لا ندخل الا النص التراثي فقط ونترك كل الاعمال الفكرية التي ابتكرها المحقق من مثل المقدمات والتعليقات وعمل الفهارس والمراجع
وهذا الامر لا يوجد نص قانوني ولا فتوى معتبرة بتحريمه
هذا باختصار وللمسألة ذيول لكن اخشى مما ذكرته انفا
والله المستعان
وكتب
اخوكم المحب
ابن عباس الخطيب
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:00 ص]ـ
أنت قلت
واما الجواب عن سؤالك
فإني اقول نحن يا أخي الحبيب لا ندخل الا النص التراثي فقط ونترك كل الاعمال الفكرية التي ابتكرها المحقق من مثل المقدمات والتعليقات وعمل الفهارس والمراجع
وهذا الامر لا يوجد نص قانوني ولا فتوى معتبرة بتحريمه
هذا باختصار وللمسألة
ما الفرق بين
أخذ الداتا فقط من برامجك وترك واجهة البرنامج وترك كل الملفات وترك قواعد البانات لأنه وضع الداتا في قواعد جديدة وترك ال setup لبرنامجك كما أنه لم يقم بأخذ برمجتكم
ما الفرق: بالرغم من أنني لا أريد أن أخوض في هذا الأمر لكني أجد نفسي منساق ولا أدري إلى اين يأخذني هذا الأمر
كل ما أريده أن الإخوة هنا في المنتدي لم يتربحوا إذا كانو أخذوا من الداتا الخاصة بكم
هذا بخلاف شخص تربح واكتسب
وأنت قلت أن المخطوطات قمتمه بعملها وتةزع للمؤسسات لا للأفراد
أصدقنا القول
هل استفدتم من قسم المخطوطات الذي على المنتدي أم بزلتم المال في تصوير المخطوطات والبحث ورائها
حيث الأخ أبو يعلي بارك الله فيه وضع لنا 18 CD على احد المواقع وأنا قمت برفعها على موقعي لمن شاء ليحملها علماً بأنها تأخذ باندودث من موقعي كبير Bandwidth .
وقريباً سننسخهما لم شاء مقابل إحضار قرصين DVD أو 18 CD فارغه ولعلنا نتعاون في توزيعها لوجه الله.
وأتمنى ألا تكون مخطوطات الأخ ابو يعلي هي الأخر من إنتاجكم.
نحن نريد قوم يعملون لله لا غير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/447)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
نسأل الله - عز وجل - أن يوفقك يا أخي الخطيب وأن يوفق التراث لكل ما يحب ويرضى ولا شك أنكم قدمتم جهدا مشكورا وعملا مبرورا وأرجو بيان ما يلي:
1 - متى تنزل التحديثات الجديدة لبرنامج الفقه وكيف يتم استبدال النسخ القديمة بها أرجو الإفادة
2 - أرجو إرسال رابط لقائمة كتب النحو الموجودة في السي دي الخاص بكتب النحو لاقتراح إضافة كتب أخرى عليه لأن فيه نقصا كبيرا
وللمواصلة والمتابعة:
romaihe@hotmail.com
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:08 م]ـ
الاخ الكريم
أبو سارة حسام
تقول عني] أنت قلت
ما الفرق بين
أخذ الداتا فقط من برامجك وترك واجهة البرنامج وترك كل الملفات وترك قواعد البانات لأنه وضع الداتا في قواعد جديدة وترك ال setup لبرنامجك كما أنه لم يقم بأخذ برمجتكم
ما الفرق: بالرغم من أنني لا أريد أن أخوض في هذا الأمر لكني أجد نفسي منساق ولا أدري إلى اين يأخذني هذا الأمر
كل ما أريده أن الإخوة هنا في المنتدي لم يتربحوا إذا كانو أخذوا من الداتا الخاصة بكم
هذا بخلاف شخص تربح واكتسب.
اقول لو رجعت الى الاسئلة الثلاث الموجهة الاهل الانصاف لعرفت الفرق
واني اسألك بالله يا حسام لو انفقت انت مالا كثيرا اغلبه مشاركات من اخرين يبتغون خدمة العلم والتربح الحلال
فلما انزلت البرنامج سرقت بياناته باي صورة وقبل ارجاع راس مالهم حتى
اكنت تقبل
اجب بانصاف وليجب كل واحد بانصاف
اه لكن الانصاف عزيز اااااه اين اهل الانصاف كدت لا اراهم الا في كتاب او تحت التراب
قلت
وأنت قلت أن المخطوطات قمتم بعملها وتةزع للمؤسسات لا للأفراد
أصدقنا القول
هل استفدتم من قسم المخطوطات الذي على المنتدي أم بزلتم المال في تصوير المخطوطات والبحث ورائها
حيث الأخ أبو يعلي بارك الله فيه وضع لنا 18 CD على احد المواقع وأنا قمت برفعها على موقعي لمن شاء ليحملها علماً بأنها تأخذ باندودث من موقعي كبير Bandwidth .
وقريباً سننسخهما لم شاء مقابل إحضار قرصين DVD أو 18 CD فارغه ولعلنا نتعاون في توزيعها لوجه الله.
وأتمنى ألا تكون مخطوطات الأخ ابو يعلي هي الأخر من إنتاجكم.
نحن نريد قوم يعملون لله لا غير.
اقول!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اتظن ان الناس كلهم .............
قال رسول الله من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه
ثم اني ازدا د كل مرة قناعة انك تبحث عن مبرر للسارقين حقوق الناس
انتم سرقتم ونحن سرقنا ومفيش حد احسن من حد
تذكرني بقول الله اخرجوهم من قريتكم انهم ....................
اتق الله اتق الله اتق الله
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:12 م]ـ
نسأل الله - عز وجل - أن يوفقك يا أخي الخطيب وأن يوفق التراث لكل ما يحب ويرضى ولا شك أنكم قدمتم جهدا مشكورا وعملا مبرورا وأرجو بيان ما يلي:
1 - متى تنزل التحديثات الجديدة لبرنامج الفقه وكيف يتم استبدال النسخ القديمة بها أرجو الإفادة
2 - أرجو إرسال رابط لقائمة كتب النحو الموجودة في السي دي الخاص بكتب النحو لاقتراح إضافة كتب أخرى عليه لأن فيه نقصا كبيرا
وللمواصلة والمتابعة:
romaihe@hotmail.com
بارك الله فيك
والله ياأخي لا نريد غير الانصاف
وسيصلك ما تريد ان شاء الله يوم السبت
والسلام عليكم(59/448)
هل الانبار من الشام (إلى الشيخ ماهر الفحل)
ـ[ابوموهاج]ــــــــ[04 - 02 - 06, 04:05 م]ـ
السلام عليكم
إلى فضيلة الشيخ ماهر ياسين الفحل
هل الانبار من الشام
او من يعرف الإجابه
والسلام عليكم
ـ[ماهر]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:25 م]ـ
وعليكم السلام
وجد من قال بهذا القول، إلا أنه حده إلى سن الذبان وهي ما يسمى بالحبانية الآن تبعد 16 كيلوا متر جنوب شرق الرمادي
والله أعلم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - 02 - 06, 11:55 م]ـ
من قال بهذا القول؟؟
ـ[ابوموهاج]ــــــــ[09 - 03 - 06, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وهل من تفصيل اكثر؟ مثلاً حدودها الجغرافيه الآن
اسأل الله أن نرى الخلافة في ارضكم قريباً على منهاج السنة النبوية
ـ[عبد القوي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:47 م]ـ
بإمكانك يا أبا موهاج العودة إلى هذا الرابط
http://72.29.70.243/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=41153(59/449)
بعض الآثار من مصنف ابن أبي شيبة تدل على وجوب المقاطعة
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفردت هذا الموضوع، مع أني ذكرته في موضوع أخر، نظراً لأهميته.
ذكر الإمام ابن ابي شيبة رحمه الله في كتاب المصنف.
> كتاب النكاح > في نساء أهل الكتاب إذا كانوا حربا للمسلمين.
(1) حدثنا عباد بن عوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال: لا يحل نكاح نساء أهل الكتاب إذا كانوا حربا، قال: الحكم: فحدثت به إبراهيم فأعجبه ذلك.
(2) حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن حجاج عن الحكم عن أبي عياض قال: نساء أهل الكتاب لنا حلال إلا أهل الحرب فإن نساءهم وذبائحهم عليكم حرام.
(3) حدثنا الفضل بن دكين عن ابن أبي عتبة عن الحكم قال: إن من أهل الكتاب من لا يحل لنا مناكحته ولا ذبيحته، أهل الحرب.
(4) حدثنا محمد بن بكير عن ابن جريج قالا: أخبرني أبو بكر بن عبد الله عن محمد بن عمرو الفزاري ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعن عمرو بن سليم الزرقي عن ابن المسيب وعن أبي النضر عن عروة بن الزبير أنهم قالوا في المرأة من أهل الكتاب، إذا دخلت من أرض الحرب تدخل أرض العرب بأمان، إن أظهرت السكون في أرض العرب فلا بأس أن ينكحها المسلم وإن لم يظهر ذلك إلا عند الخطبة لم تنكح.
ذكرتها للفائدة، وللتأكد من صحة الآثار من عدمها.(59/450)
الشيخ رشيد رضا، رحمه الله، والمقاطعة الاقتصادية
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:05 م]ـ
قال الشيخ رشيد رضا، رحمه الله، في سياق حديثه عن محاور الخطب التي ألقاها في زيارته للشام عام 1909 م:
"8 - تنبيه الأمة إلى ما يجب عليها من محبة الدولة العلية وبذل المستطاع في تأييدها وتعزيز جانبها وموالاة الدول التي تواليها ومعاداة الدول التي تعاديها ومجازاة هذه الدول بالإقبال على بضائعها أو بالاعراض عنها حتى تصير الدول تخشى عداوتنا وترجو مودتنا فإنه لاشيء يهم أوربا من بلادنا مثل رواج تجارتها فيها ".
مجلة المنار ج 11 ص 906
ـ[ابن جندي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:01 م]ـ
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الشيخ رشيد خيرا ورحمه
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:45 ص]ـ
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71651
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 12:37 ص]ـ
قال الشيخ رشيد رضا، رحمه الله، في سياق حديثه عن محاور الخطب التي ألقاها في زيارته للشام عام 1909 م:
"8 - تنبيه الأمة إلى ما يجب عليها من محبة الدولة العلية وبذل المستطاع في تأييدها وتعزيز جانبها وموالاة الدول التي تواليها ومعاداة الدول التي تعاديها ومجازاة هذه الدول بالإقبال على بضائعها أو بالاعراض عنها حتى تصير الدول تخشى عداوتنا وترجو مودتنا فإنه لاشيء يهم أوربا من بلادنا مثل رواج تجارتها فيها ".
مجلة المنار ج 11 ص 906
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو التكرم بالتأكيد على الإحالة المذكورة
فلم أجد هذا في الموسوعة الشاملة
وللأسف لا أملك المطبوع
فنرجو دلالتنا في أسرع وقت باراك الله فيك
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 08:05 م]ـ
???????????????????????????????????????????
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 11:35 ص]ـ
نرجو الرد لو تكرتم
نرجو التأكد من الخبر(59/451)
هل تخليل اللحية يكون مع غسل الوجه أم بعد الوضوء؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:06 م]ـ
لأني قرأت روايات تدلّ على أنه بعد الوضوء؟(59/452)
مسألة في قنوت النوازل
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:12 م]ـ
رأيت سؤالا حول ذلك لكن لا أدري أين ذهب
وأحببت أن أذكر اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله حول ما سُئل.
الشيخ يرى أنه لا يشترط إذن ولي الأمر في قنوت النوازل (وجه أ من الشريط رقم 10 شرح كتاب الصلاة من الروض المربع)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:18 م]ـ
للفائدة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:50 م]ـ
يرفع، وفق الله تعالى أخانا عبد الله المحمد لما يحب ويرضى، ورده سالما غانما.(59/453)
حكم من استهزأ بالرسول العظيم عليه الصلاة والسلام أو سبه أو تنقصه أو استحل شيئا مما ...
ـ[مصطفي بن سعد المصري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 10:05 م]ـ
حكم من استهزأ بالرسول العظيم عليه الصلاة والسلام أو سبه أو تنقصه أو استحل شيئا مما حرمه
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. .
لقد اطلعت على ما نشرته صحيفة صوت الإسلام بالقاهرة نقلا عن صحيفة المساء المصرية الصادرة في 29 يناير الماضي من الجرأة على الجناب الرفيع والمقام العظيم مقام سيدنا وإمامنا: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا بتمثيله بحيوان من أدنى الحيوانات، وهو الديك، لا يشك مسلم أن هذا التمثيل كفر بواح، وإلحاد سافر واستهزاء صريح بمقام سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، إنها لجرأة تحزن كل مسلم، وتدمي قلب كل مؤمن، وتوجب اللعنة والعار والخلود في النار، وغضب العزيز الجبار، والخروج من دائرة الإسلام والإيمان إلى حيز الشرك والنفاق والكفران لمن قالها أو رضي بها، ولقد نطق كتاب الله الكريم بكفر من استهزأ بالرسول العظيم، أو بشيء من كتاب الله المبين، وشرعه الحكيم، قال الله عز وجل: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [1] الآية، فهذه الآية الكريمة نص ظاهر وبرهان قاطع على كفر من استهزأ بالله العظيم أو رسوله الكريم أو كتابه المبين، وقد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من الدين، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم أنه يكون بذلك كافرا مرتدا عن الإسلام يجب قتله.
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) ومن الأدلة القاطعة على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه- أن الاستهزاء تنقص واحتقار للمستهزأ به والله سبحانه له صفة الكمال، كتابه من كلامه، وكلامه من صفات كماله عز وجل، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو أكمل الخلق وسيدهم وخاتم المرسلين وخليل رب العالمين، فمن استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من دينه فقد تنقصه واحتقره، واحتقار شيء من ذلك وتنقصه كفر ظاهر ونفاق سافر وعداء لرب العالمين وكفر برسوله الأمين وقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع العلماء على كفر من سب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أو تنقصه، وعلى وجوب قتله. قال الإمام أبو بكر ابن المنذر رحمه الله: أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي انتهى وقوله: عوام: جمع عامة، والعامة هنا بمعنى الجماعة، فمراده رحمه الله أن جماعات العلماء أجمعوا على وجوب قتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم ولاشك أن السب يتنوع أنواعا كثيرة، ولا ريب أن الاستهزاء به عليه الصلاة والسلام وتنقصه وتمثيله بحيوان حقير من أقبح السب وأعظم التنقص، فيكون فاعل ذلك كافرا حلال الدم والمال وقال القاضي عياض رحمه الله: أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه. انتهى وقال محمد بن سحنون من أئمة المالكية: أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر. انتهى
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله بعدما نقل أقوال العلماء في شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ومتنقصه في كتابه: (الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم) ما نصه: وتحرير القول فيه: (أن الساب إن كان مسلما أنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم، وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه مسلما كان أو كافرا فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب). انتهى. وكلام العلماء في هذا الباب كثير، وفيما نقلنا عنهم كفاية لطالب الحق. ولقد وفقت صحيفة صوت الإسلام القاهرية في ردها على جريدة المساء المصرية ما اقترفته من المحاربة للإسلام ومن الجرم الفظيع والمنكر الشنيع في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم وشريعته بقلم رئيس التحرير الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/454)
محمد عطية خميس، ولقد أحسن فضيلته إحسانا عظيما حيث أنكر ما فعلته هذه الصحيفة من الكفر الصريح والاستهزاء السافر بسيد عباد الله وأفضل رسول، واحتج على حكام مصر وطالبهم بوضع حد لهذه الفتنة. وإلى القراء بعض كلمته، قال وفقه الله بعد كلام سبق في رد مقالات شنيعة كتبتها بعض الصحف المأجورة ما نصه: (فلا عجب بعد كل هذا أن يجترئ صحفي من صحفيي جريدة المساء ليعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة كاريكاتورية في عددها الصادر في 29 يناير الماضي فيرسم شخصا له جسم الديك ويقول تحت هذه الصورة (أهو ده يا سيدي محمد أفندي اللي متجوز تسع) بمثل هذا الخبث تنشر مثل هذه الصورة التي تعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم وبشريعة الإسلام من الذي تزوج تسعا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيصل الأمر إلى أن ينشر مثل هذا الرسم في جريدة يومية يشرف عليها الاتحاد القومي، وتصل السخرية والتريقة على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقال عنه: (محمد أفندي) ويرمز إليه بمثل هذا الرمز، لماذا اختار المحرر أو الرسام محمد أفندي بالذات ولم يختر علي أفندي أو سعيد أفندي أو أي اسم آخر؟ ولماذا حدد العدد بتسع بالذات؟ ولم يحدد بسبع أو عشر أو اثني عشر؟ إن خبث الرسام ظاهر واضح ولا يحتاج إلى تأويل والتماس عذر له، إن مثل هذا الرسم لو نشر في أية صحيفة إنجليزية أو أمريكية أو فرنسية أو حتى إسرائيلية لقامت الدنيا وقعدت، ولاتخذت سلاحا بتارا للدعاية والتشهير، أما أن ينشر في جريدة من جرائد هذه الأمة فتغمض عنها الأعين وتمر بها مرورا عابرا، ومن المؤسف المؤلم أن يحدث هذا في صحافتنا في الوقت الذي يعمل فيه الأعداء أكثر من حساب لمشاعرنا نحن المسلمين، فأمريكا وإيطاليا يريدان إنتاج فيلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بهم يلجؤون إلى مشيخة الأزهر والجامعة العربية ليأخذوا رأيها وموافقتها في كل ما يتعلق بهذا الفيلم من حوار وسيناريو وخلافه، وكان باستطاعة هاتين الدولتين أن تخرجا الفيلم كما تشاءان وعلى النحو الذي يتفق مع روحهما العدائية لنا، هذا ما يحدث من أعدائنا، وهذا ما يحدث من أبناء أمتنا.
إلى متى يسكت المسئولون عن هذه الصحافة؟ وإلى متى نسكت نحن أبناء هذه الأمة؟ هل ننتظر إلى أن يلجأ هؤلاء الخونة والمفسدون إلى التصريح بدلا من التلميح؟ أننتظر إلى أن يسخر من إسلامنا في الشوارع والطرقات؟ والله إنها لفتنة سوداء يوقدها هؤلاء الجهلاء المأجورون تنذر بالخطر الفادح إن لم يوضع لها حد، فإننا لن نستطيع أن نسكت بعد هذا على هذا التمادي في محاربة الإسلام والأخلاق وفي التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته، فالأمة لاتزال معتزة بدينها غيورة على رسولها، فإن أرادت هذه الصحافة الماجنة أن تعلنها حربا فلتعلنها كما تريد، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي. وكفى! فإسلامنا هو وطننا ولا وطن لنا غيره، وإسلامنا هو روحنا ولا حياة لنا بسواه، وإسلامنا هو رزقنا ولا قيمة للطعام والشراب عندنا بدونه، وإسلامنا هو كل شيء في الوجود بالنسبة لنا، وأقول هذا باسم أكثر من عشرين مليون مسلم من أبناء هذا الشعب العزيز، ونحن في انتظار بيان رسمي من الاتحاد القومي وما صنعه مع جريدة المساء ورسامها والمسئولين عنها، ومع صحافتنا على العموم حتى نطمئن إلى مستقبل ديننا، والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين).
انتهى كلام الشيخ محمد عطية خميس. ولقد أجاد وأفاد، وصدع بالحق، فجزاه الله عن ذلك خيرا وزاده من الهدى والتوفيق وكثر في المسلمين من أمثاله من الصادعين بالحق بين الظلمة اللئام، والحمد لله الذي أوجد في مصر من ينطق بالحق ويصدع بالرد على من حاد عنه، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن بالزوايا خبايا، وأن في الرجال بقايا، ولا شك أن ذلك من حفظ الله لدينه وحمايته لخاتم أنبيائه وسيد أصفيائه محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد أخبر الله سبحانه في كتابه المجيد عن أعدائه من الكفار والمنافقين أنهم يسخرون بالمرسلين والمؤمنين، ويضحكون منهم، فلا غرابة أن سلك القائمون على صحيفة المساء مسلك أئمتهم من المشركين والمنافقين وساروا على منهاجهم الوخيم وطريقهم الذميم {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [2] قال الله عز وجل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/455)
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [3] الآيتان، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [4] وقال جل وعلا عن رسوله نوح وقومه: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [5] وقال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [6] ففي هذه الآيات المحكمات والبراهين البينات دلالة ظاهرة وحجج قاهرة على أن الاستهزاء بالمرسلين والمؤمنين من صفات الكفار والمنافقين والمشركين، ومن عدائهم السافر وكفرهم الظاهر. ولقد تخلق بعض القائمين على صحف القاهرة في هذا العصر بأخلاقهم وساروا سيرتهم ونهجوا نهجهم فلهم حكمهم في الدنيا والآخرة، وقد ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) فليس من شك عند كل من له أدنى مسكة من علم وهدى أن من شبه الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من الحيوانات الحقيرة فقد تنقصه واحتقره ومن فعل ذلك أو رضيه من حاكم أو صحفي أو غيرهما فهو كافر ملحد حلال الدم والمال.
وهنا أمر عظيم ينبغي التنبيه له، وهو أن يقال: ما السر في تشبيه صحيفة المساء القاهرية للرسول صلى الله عليه وسلم! بالديك دون بقية الحيوانات، إنه ظاهر لمن تأمله، ألا إنه الجحود لنبوته والإنكار لرسالته ورميه بأنه ثائر شهواني ليس له هم إلا إشباع نهمته من النساء، وهذا إمعان في الكفر، وإيغال في الاستهزاء والاحتقار للجناب العظيم والمقام الرفيع، لعن الله من تنقصه أو رماه بما هو براء منه، وقاتل الله صحيفة المساء القاهرية والقائمين عليها الراضين بهذا الاستهزاء، فما أعظم ما اجترؤوا عليه من الباطل، وما أقبح ما وقعوا فيه من الإسفاف والاستهزاء، ولقد صان الله رسوله صلى الله عليه وسلم وحماه مما قاله المبطلون ورماه به المفترون، فقد كان أعف الناس وأنصحهم لله ولعباده وأرفعهم قدرا وأشرفهم نفسا وأشدهم صبرا وأقومهم بحق الله وتبليغ رسالته، وأخشاهم لله وأتقاهم له، وأزهدهم في كل ما يلوث مقامه العظيم أو يعوقه عن مهمته في الجهاد والنصح والتبليغ، وإنما تزوج النساء كسنة من قبله من المرسلين، كما قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [7] وفي تزوجه صلى الله عليه وسلم بتسع من النساء حكم كثيرة وأسرار بديعة ومصالح عظيمة، منها: إعفافهن والإحسان إليهن، ومنها: أن يتعلمن منه صلى الله عليه وسلم أصول الشريعة وأحكامها ويعلمنها الناس بعده كما قد وقع، فقد كان بيت كل واحدة منهن مدرسة للمسلمين والمسلمات، يردونها للتعلم ويشربون من معينها الصافي عللا بعد نهل، ويسألون أمهات المؤمنين عن حياته صلى الله عليه وسلم وشمائله وأخلاقه وأعماله داخل بيوته وخارجها، ومن ذلك ما في تعددهن من مصلحة التأليف والتعاون على البر والتقوى، وتبليغ القرآن والسنة بواسطة أصهاره ومن يتصل بهم لأن أزواجه كن من قبائل شتى وذلك أبلغ في مقام الدعوة والتأليف وأنفع للأمة وأكمل من جهة التبليغ والتعليم، ومن ذلك ما في تعددهن من راحته صلى الله عليه وسلم وأنسه، فإن الله سبحانه قد حبب إليه النساء والطيب، وجعل قرة عينه في الصلاة، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة)) وقد جبل الله الرجال على حب النساء والميل إليهن، وجعلهن سكنا للرجال، كما قال عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/456)
لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [8] وأعطى نبيه صلى الله عليه وسلم في ذلك من كمال الرجولة والقوة على القيام بأمر الزوجات وحقوقهن ما لم يعطه الكثير ممن قبله، وليس هذا بمستنكر في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنهم أكمل الرجال رجولة وأعفهم فرجا وأقومهم بحق الله وحق عباده، وقد كان لنبي الله داود زوجات كثيرة، ولابنه نبي الله سليمان بن داود كذلك، وقد قواهما الله على الطواف عليهن والقيام بحقهن، فكيف يستغرب على من هو أفضل منهما وأرفع عند الله منزلة، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، أن يبيح الله له تسعا من النساء مع ما في ذلك من المصالح الكثيرة التي تقدم بعضها، وكلها تعود على الأمة بالخير والإحسان والنفع العام، وقد خص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بخصائص عظيمة وحباه بصفات كريمة، فبعثه إلى الناس عامة، وجعله رحمة للعالمين، واتخذه خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ورفع منزلته في أعلى الجنة وهي الوسيلة، وجعله سيد أولاد آدم كلهم، وأعطاه المقام المحمود والشفاعة العظمى يوم القيامة، ونصره بالرعب مسيرة شهر، وشرح له صدره وغفر له ذنبه ووضع عنه وزره ورفع له ذكره، فلا يذكر سبحانه إلا ذكر معه، كما في الخطب والتشهد والإقامة والتأذين، وخصائصه وشمائله صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا، فكيف بعد هذا كله تجرأ صحيفة المساء المصرية والقائمون عليها على الاستهزاء به والحط من قدره وتمثيله بحيوان من أحقر الحيوانات وأدناها، إمعانا في الاحتقار ومبالغة في الاستهزاء، سبحان الله ما أعظم شأنه، والله أكبر ما أوسع حلمه: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [9] وليس هذا الكفر الظاهر والنفاق السافر والاستهزاء الصريح بأشرف عباد الله ومن أخرج الله به العباد من الظلمات إلى النور- بغريب من صحف الخلاعة والمجون وأبواق الكفر والإلحاد ومنابر الظلم والعدوان ومحاربة الفضائل والدعوة إلى الرذائل، ليس ذلك بغريب على بعض القائمين على صحف القاهرة، الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وأعرضوا عما جاءت به الرسل ونزل به القرآن، واهتموا بالفراعنة والملاحدة وعباد الصلبان، وجندوا بعض صحفهم لمحاربة الإسلام وطمس شعائره العظام والتضليل والتلبيس على خفافيش الأبصار وسفهاء الأحلام.
ثم أقول: ليس هذا وحده جرم صحف القاهرة، فكم لهم من جرائم وكم لهم من مخاز، وكم لهم من مكفرات ونواقض للإسلام، أليسوا هم الذين أعلنوا في كثير من صحفهم الدعوة إلى الاشتراكية الكافرة والشيوعية الحمراء المشتملة على الظلم للعباد، وزعموا تلبيسا وتضليلا أنها من الإسلام، والإسلام براء من ذلك، الإسلام حرم على الناس دماءهم وأموالهم وأعراضهم، الإسلام يحترم مال الفرد والجماعة ويحرسه ويحميه بقطع يد السارق، وقتل المحارب إذا قتل، وقطع يده ورجله من خلاف إذا أخذ المال فقط، ويقول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم النحر: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) متفق على صحته، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من ظلم شبرا من الأرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين)) متفق على صحته، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)) قالوا وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال ((وإن كان قضيبا من أراك)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، ويقول الله في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [10] الآية، وقال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [11] وقال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)) وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ((لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيبة من نفسه)) والآيات والأحاديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/457)
في هذا المعنى كثيرة، وقد أجمعت الرسل عليهم الصلاة والسلام في شرائعهم المتنوعة على عصمة مال المسلم وتحريم دمه وماله وعرضه إلا بحق، وأجمع علماء المسلمين على ذلك، ومع هذا كله فدعاة الاشتراكية والشيوعية وأعوانهم على الظلم والعدوان استباحوا أموال الناس ودماءهم بغير حق ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وراءهم ظهريا، ولو أنهم قالوا: قد عرفنا أنه ظلم وعدوان وأقدمنا عليه، لكان أسهل عند الله وعند المؤمنين، ولكن بعضهم مع الظلم السافر والكفر الظاهر يزعمون أن أعمالهم الماركسية وتصرفاتهم الشيوعية وسيرتهم الكفرية والإلحادية من الإسلام ويزعم لهم أذنابهم وعبيدهم تلبيسا وتضليلا أن الإسلام جاء بذلك والله سبحانه ورسوله ودينه براء من ذلك كله {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا} [12] {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [13] ولقد صدق الله سبحانه حيث يقول وهو أصدق القائلين: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [14] ومن زعم أن ما يفعله دعاة الاشتراكية والشيوعية من الظلم والاستبداد والتعدي على حرمات المسلمين من الإسلام فهو كافر ضال كاذب على الله ورسوله وعلى شرعه، كما أن من أنكر الحدود كحد السرقة أو غيره وزعم أنها ليست من شرع الله كما ينعق بذلك دعاة الإلحاد من الشيوعيين وغيرهم فهو كافر مكابر مكذب لقول الله سبحانه: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [15] ومن زعم أن الاشتراكية الماركسية مباحة وأنها من الإسلام أو أنها خير من الإسلام وأرحم من الإسلام فهو من أكفر عباد الله وأضلهم عن سواء السبيل؛ لأنه لا شيء أحسن من الإسلام ولا حكم أعدل من حكمه، ومن جعل الظلم منه ونسبه إليه فقد تنقصه وكذب عليه، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [16] وقال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [17] والله سبحانه قسم بين الناس معيشتهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، لتنتظم أمورهم ويستعين بعضهم ببعض، فتكمل مصالحهم وتظهر مواهبهم ويتميز غنيهم من فقيرهم وشاكرهم من كافرهم وناصحهم من خائنهم وطيبهم من خبيثهم، إلى غير ذلك من الحكم والأسرار الكامنة في حكمة التفاوت بينهم في المعيشة والأسباب والأخلاق والعقول، كما قال تعالى منكرا على المشركين الأولين: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [18] وقال تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} [19] الآية، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [20] الآية، فلو سوى بينهم سبحانه في المعيشة والأخلاق والعقول والأسباب لتعطلت مصالحهم ولم تظهر هذه الحكم والأسرار التي رتب عليها الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، ولم يعرف العباد معاني أسمائه الحسنى وصفاته العلى، ولم يخضع أحد لأحد ولم يعرف أحد قدر نعمة الله عليه، ولم يؤد ما يجب عليه من الشكر إلى غير ذلك من الأسرار والمعاني الشريفة والحكم الرفيعة التي لا يدركها ولا يوفق لها إلا أهل الإيمان بالله واليوم الآخر وأرباب العلم النافع والبصائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/458)
والاشتراكية استوردها أربابها ليغنوا بها الفقراء بزعمهم، وإنما جلبوها في الحقيقة ليفقروا بها الأغنياء ويسلبوا بها أموال الناس بالباطل باسم رحمة الفقراء ويصرفوها في مطامعهم الأشعبية وأغراضهم الدنيئة وشهواتهم البهيمية، ويخمدوا بها جذوة الحركة والعمل، ويصدوا بها الناس عن التفكير في: حق رب العالمين والتنافس في مصالح الحياة والثورة على الكفرة والطغاة الملحدين. هذه حال الاشتراكية وأهلها، حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله، وتجرءوا على شرعه وظلموا العباد واستبدوا بالأموال والعتاد وحاربوا الله في أرضه واستكبروا عن طاعته وحقه، تبا لهم ما أخسر صفقتهم وأخس مروءتهم وأسوأ عاقبتهم، فالحذر الحذر أيها المسلمون من أرباب هذه الفتنة العمياء والبدعة النكراء والكفر الصريح والمعاداة لله ولرسوله وشرعه لعلكم تفلحون، وقد شرع الله في الإسلام ما يغني عن هذا المذهب الهدام ويبطل كيد مخترعيه الكفرة اللئام، فأوجب سبحانه في أموال الأغنياء من الزكاة وصنوف النفقات، وشرع لعباده عز وجل من أنواع الكفارات والصدقات وسبل الإحسان ما تسد به حاجات الفقراء ويستغنى به عن ظلم العباد والتحايل على سلب أموالهم، بل جعل سبحانه وتعالى أداء الزكاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وتوعد من بخل بها بأنواع العذاب والآلام، ووعد من بذلها كما شرع الله بالطهرة والزكاة لهم ولأموالهم ومضاعفة الأجور وعظيم الخلف، كما قال عز وجل: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [21] وقال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [22] وقال عز وجل: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [23] وقال وهو أصدق القائلين: {وما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [24] وقال سبحانه وتعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [25] والآيات في هذا المعنى كثيرة، فالواجب على المسلمين جميعا أن يؤدوا ما أوجب الله عليهم لإخوانهم الفقراء وأن يطيبوا نفسا بذلك وأن يرحموهم ويعطفوا عليهم أداء لما أوجب الله ورجاء الرحمة من الله وحذرا من غضب الله وسدا لأبواب الفتن والفساد وإغلاقا لسبل الكفر والإلحاد وشكرا لله على إنعامه وطمعا في المزيد من فضله وكرمه وإرغاما لأنوف الكفار والملحدين الذين قد ساءت ظنونهم بالإسلام واعتقدوا أنه قد أهمل جانب الفقراء ولم يعطهم حقهم، ولقد أخطأ ظنهم وخسرت صفقتهم وكذبوا على الله وحادوا عن الحق الواضح.
فاتقوا الله أيها المسلمون ومثلوا الإسلام في أعمالكم وأقوالكم وارحموا فقراءكم وأدوا ما أوجب الله عليكم من الزكاة وغيرها لتفوزوا بالسعادة والنجاة وتسلموا من غضب الله وأليم عقابه في الدنيا والآخرة، والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا وأن يمنحهم الفقه في دينه، وأن يهدي زعماءهم وقادتهم لصراطه المستقيم، وأن يقيم علم الجهاد ويكبت أهل الشرك والكفر والإلحاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.
الخبر مُقتبس من موقع العلامه بن باز (رحمه الله).(59/459)
((الفوائد المجموعة من الأشرطة المسموعة))
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:
فإن من عادتي أن أسمع بعض الأشرطة العلمية سواء دروس أو محاضرات وأدون ما فيها من فوائد بعضها باللفظ وبعضها بتصرف.
وأحببت أن أفيد إخواني ببعض من الفوائد التي سأكتبها تباعاً.
وأول ما أبدأ به.
هذه فوائد من شريط (سي دي) للشيخ سليمان العلوان فك الله أسره
.
ملاحظة: ما يكون بين قوسين هو عنوان للمادة التي استخلصت الفائدة منها
قسم البلوتوث.
1 - أما يقال أنه إذا مات العائن زالت العين فهذا علم بالتجارب لا أعلم نصاً محفوظاً لا عن النبي ولا عن أحد من الصحابة في هذا الباب وأنا أعرف بعض الإخوة من أصيب بالعين وكان يتهم بعض الإخوة فلما مات شفي وليس هذا دليلاً قطعياً. (العين حق) 2 - غسل اليدين بقشر الليمون ليزيل الزيت حكم هذا ما دام أنه يأخذ القشر فلا بأس بذلك لأنه لم يهن الطعام وقد روى البخاري في الأدب المفرد كانوا يتقاذوفن بالقشور والقشر لا يأخذ حكم اللب. ولا يكره هذا العمل ولا يقال الأولى تركه. (التنظيف بالقشور)
3 - حلق اللحية كلياً حرام بالإجماع وحكى ابن حزم الإجماع على فرضية إعفاء اللحية ولا يجوز حلقها ويعزر حالقها ويؤدب. وكانت لحية النبي كثة ولم يكن يتعرض لها بتقصير وكذلك لحية عثمان رضي الله عنه حتى ولو زادت على القبضة تترك ولا يؤخذ منها شيء صحيح أن بعض الصحابة كابن عمر وجابر وابن عباس أفتوا بجواز أخذا ما زاد عن القبضة لكن النبي لم يأخذ ما زاد عن القبضة وأخذ ما زاد عن القبضة رأي الجمهور أنه مكروه ** وجمال الرجل بلحيته وكان بعض السلف يتمنى أنه لحيه ويدفع الالاف حتى تخرج له لحيته و والوحد منا يبيع كرمته وعزته وفرضاً فرضه الله بعشرين ريالاً أو عشرة أريل لرجل منحرف في المحلات اللتي لحلق اللحى. (حلق اللحية)
4 - الأعياد لا تكون بالرأي والإجتهاد فلابد فيه من الشرع والاتباع فلا يصح اقامة أعياد وحفلات لنزول القرآن ولا لحفظه ولا أعياد قومية ولا أعياد وطنية. ومن القواعد المقررة في هذا الباب ((كل أمر انعقد سببه في عهد النبي وفي عهد الصحابة ولم يفعلوه مع إمكانية الفعل فعمله بعد)) فلايرد على هذا مكبرات الصوت ولا الأشرطة الدينية الكاسيت لأن هذه الأمور وإن قلنا انعقد سببها فم يقم مقتضاها ولم يكن فعلها ونحن نشترط في القاعدة أن ينعقد سببه مع إمكانية فعله. (اليوم الوطني)
5 - يوجد في الروافض من نواقض الإسلام العشرات بل المئات وأجمل ذلك مما يوجد عن الروافض الاثنا عشرية المتواجدين في البحرين والشرقية والكويت أو في إيران وعدد كبير منهم في العراق من ذلك لا يؤمنون بوجود السنة لا جملة ولا تفصيلا لأنها جاءت من رواية المرتدين وهذا كفر مستقل والأمر الثاني أنهم يقولون أن الصحابة ارتدوا بعد النبي شيخ الإسلام حكى الإجماع على كفر هؤلاء و حكى الإجماع على كفر من لم يكفر هؤلاء في نفس الوقت والأمر الثالث الروافض ما عندهم توحيد الإلهية حتى توحيد الربوبية يخلطون ربما بعض المشركون أفضل منهم وما عندهم توحيد الإلهيه إلا اللهم الاستغاثة بالصالحين وطلب المدد من آل البيت ويقولون آل البيت يعلمون ما كان وما سوف يكون وما لم يكن لوكان كيف يكون ويقولون عن جعفر الصادق أنه يعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء الأمر و توحيد الربوبية يقولون الكون خلق من نور الأمر الخامس توحيد الأسماء والصفات لايثبتون الأسماء ولا الصفات فهم معطلة في هذا لاباب جملة وتفصيلاً الأمر السادس يقولون القرآن محرف والصحيح ما في مصحف عائشة وهو عند آل البيت والناس في ضلالة حتى يخرج المزعوم حتى ألف بعض شياطينهم كتاب فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب ومن ذلك قذهم عائشة رضي الله عنها وقولهم إن أبا بكر يعبد صنما والصليب كان معلق على صدر عثمان وشتمهم الصحابة والبراءة منهم وغير ذلك من شركياتهم. والرافضة لا يرون حاكماً شرعياً حتى يخرج المهدي المنتظر. (الرافضة)
يتبع
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/460)
6 - الناس يتوسعون في علامات القبور ويضعون حجرين ولا دليل على وضع حجرين إذا كان المقصود وضع علامة يكفي حجر واحد وبعض العلامات يبلغ طوله نصف متر وبعضها 80 سنتميتر .. وهذا على الصحيح أنه محرم. (العلامات على القبور)
7 - اعلم بأن من الرجال بهيمة **** في صور الرجل السميع المبصر
فظنى في كل مصيبة في ماله ... وإذا يصاب بدينه لم يشعر
8 - حديث ((زيارة القبور كفارة للذنوب)) هذا لا أصل له عن النبي ويحتج به بعض الجهال على تكرار الزيارة واعتيادها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيداً أي تكرار الزيارة ويحتج به بعض الجهال على زيارة المرأة للقبور وهذا لا أصل له ونحن لا ننكر أن زيارة المرأة للقبور فيها خلاف فقهي قديم وقد ذهب الإمام الشافعي إلى جواز ذلك محتجاً بأحدايث كثيرة كحديث ((كنتم نهيتكم عن زيارة القبور فزورها)) رواه مسلم قال الشافعي يشمل الذكر والأنثى ويحتج بحديث عائشة ((ما أذا أقول إذا مررت بالقبور)) رواه مسلم في صحيحه وذهب الإمام أحمد إلى منع المرأة من زيارة القبور لأن حديث ((كنتم نهيتكم عن زيارة القبور)) خاص بالرجال لحديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ((لعن الله زوارت القبور)) وجاء في حديث أبان عن ابن عباس وفي صحته نظر إسناد حيث أبي هريرة جيد وقد صححه ابن حبان في صحيحه وصححه جمع غفير من أهل العلم ويدل على تخصيص الأحاديث الواردة في ما ظاهرة يوهم جواز زيارة النساء للقبور وحديث عائشة ليس فيه معنى الزيارة لأن المرور غير الدخول وفي الصحيحن من حديث ام عطية قالت ((نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا)) فقولها نهينا عن اتباع الجنائز دليل على نهي المرأة عن اتباع الجنائزو ومن باب أولى تنهى عن زيارة المقابر فليس في الشريعة يكره أوله ثم يباح أوله ينهى عن الوسيلة ثم يؤذن في الغاية أما قولها ((ولم يعزم علينا)) فهو ظن منها وتقصد لم يؤكد النهي علينا هذه مسألة خلافية والراجح المنع. وتخصيص يوم لزيارة القبور غلط ولا أصل له ولا يجوز تخصيص يوم معين لزيارة المقابر كما يفعله بعض العامة يخصصون يوم الجمعة وبعضهم يوم السبت فهذا لا أصل له. (زيارة القبور)
9 - فيه تفصيل بقناة المجد أولاً)) السلامة لا يعدلها شيء وقد كان السلف دائماً يفتون بالحصانة والقناة تختلف من شخص لشخص فالذي ليس عنده في بيته تلفاز وليس عنده شيء ويريد يدخل القناة ابتداءً فهذا الراجح المنع منه مطلقاً لأنه في عافية وفي نعمة وفي سلامة ولا يعرف قدرها إلا حين يدخل هذه القناة الثاني: شخص عنده تلفاز وهو مخير لا يستطيع أن أزيل إلا أن أعوضه بقناة المجد يبقى قناة المجد تفوت جميع الأجهزة المحلية وهي أخف الشرين الوضع الثالث: الذي يعيش في بلاد العربية أو الغربية وبالذلك مهيمنه عليها القنوات فهنا يعوض ذلك بالمجد فيدخلها تخفيفاً لواقعه. (قناة المجد)
10 - قول أكرمكم الله أو أعزكم الله عند ذكر الحمار لا أصل له يوجد عند البادية إذا ذكر المرأة قال أعزكم الله وهذا جهل عظيم وهذا لم يكن وارد في كتاب الله والله ذكر في كتابه الحمير والكلاب والخنازير ولم يذكر ذلك وخير الهدي هدي رسول الله. (قول أكرمكم الله عند ذكر الحيوان)
11 - الصور نوعان: صورة فوتغرافية وصورة منحوتة بدون حاجة ليس من الصور الضرورية كصورة تذكارية هذا غلط والملائكة لا تدخل بيت ولا صورة أما الصور التي فيها دراهم فلا أعلم دليلاً في المنع من دخول المساجد في ذلك لأن دراهم الصحابة كان فيها صورة لأن الإجماع منعقد أن أول من ضرب السكة هل هو معاوية أم من بعده فمن قبله لابد في دراهه صور يقول ابن القيم في إعلام الموقعين ((لا أظن أن دراهم الصحابة تخلو من الصور)) والنبي لم يكن يمنعهم وهذا مما عمت به البلوى. (إدخال الصور في المساجد)
12 - قوله تعالى ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)) هذه نزلت في قوم من الأعراب أسلموا ولم يهاجروا فكان بينهم وبين قوم حرب فهنا علينا النصرة إلا على قوم بيننا وبينهم ميثاق لأنهم لماذا لم يهاجروا (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
يتبع
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
شريط شرح مسائل الجاهلية الشيخ عبد الله السعد رقم (1)
ملاحظة: بعدما ينتهي من شرح المسائل يشرح أحاديث من سنن أبي داود.
1 - الشيخ سعد بن حمد بن عتيق أو غيره حصل له قصه مع الهندي الذي يسب محمد بن عبد الوهاب ثم لما أهدى له كتاب التوحيد وقطع الغلاف أعجب به الهندي وقال له هذا على طريقة البخاري أعلمه أنه لمحمد بن عبد الوهاب فتاب بسبب ذلك.
2 - التقسيمات مفيدة لطالب العلم فمثلاً الصلاة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ركن مثل الصلوات الخمس
الثاني: واجب وهو قسمين إما فرض عين مثل العيدين والخسوف والكسوف على القول الراجح. أو فرض كفاية مثل الصلاة على الميت
الثالث: سنة مثل الوتر والسنن الرواتب.
3 - جاء رجل إلى محمد بن عبد الوهاب فسأله مسائل وكان من ضمن ما استدل به حديث (اطلب العلم ولو في الصين) فقال له الشيخ في إجابته: هذا الحديث لا يثبت ولا يجوز للمسلم أن يستدل بحديث وهو لا يعرف صحته وهذا يدل على اهتمام الشيخ بعلم الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/461)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:02 م]ـ
شريط شرح مسائل الجاهلية الشيخ عبد الله السعد رقم (2)
ملاحظة: بعدما ينتهي من شرح المسائل يشرح أحاديث من سنن أبي داود.
1 - عبد الله بن وهب أبو محمد المصري خرج له الجماعة يقال إن سبب موته ألف كتاباً في أهوال يوم القيامة ثم قريء عليه فمات.
2 - أبو معاوية محمد بن خازم الضرير حديثه على ثلاثة أقسام:
الأول: مارواه عن الأعمش فهو من أثبت الناس في الأعمش وإن كان غيره كشعبة والثوري أثبت منه.
الثاني: روايته عمن لم يتكلم في روايته عنهم.
الثالث: روايته عمن تكلم في روايته عنهم كهشام بن عروة.
فالأول صحيح والثاني كذلك والثالث صحيح ولكن دونهما ولذا خرج له البخاري ومسلم عدة أحاديث عن هشام بن عروة.
3 - جلسة الإستراحة سنة لحديث أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أنه إذا كان في وتر من صلاته لم يقم حتى يجلس ثم يقوم ولما ورد في بعض طرق أحاديث أبي حميد الساعدي ذكر الجلسة أما ورودها في حديث المسيء صلاته من حديث أبي هريرة فضعيفة والله أعلم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:21 م]ـ
للرفع
حال ما تجهز البقية،،،
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:29 م]ـ
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة النسائي للشيخ عبدالكريم الخضير أسمعه يومياً في السيارة حال ذهابي إلى العمل صباحاً وقيدت ماتيسر من فوائد أنقلها لكم هنا تعميماً للفائدة ... مع العلم أني بدأت التقييد من الشريط الثاني فليُتنبه إلى هذا ...
عبدالله إذا أُطلق في السنة فالمراد به عبدالله بن مسعود ....
الخير إذا اقترن بالتعليم فالمراد به العلم ... وقد ورد والمراد به المال كما في قوله تعالى (إن ترك خيراً) ...
العلم أفضل من جميع نوافل العبادات على قول الأكثر ...
تنوع العبادات من مقاصد الشرع .. والعبادات المتعدية في الغالب أعظم أجراً من القاصرة .. وقلنا في الغالب لأن الصلاة وهي عبادةٌ قاصرة أفضل من الزكاة مع أنها متعدية ...
كان السلف يتركون تسعة أعشار الحلال خشية الوقوع في الحرام ....
طريقة المتقدمين في التصنيف أنهم يذكرون المؤلف وقد يذكرون أيضاً الراوي عنه ... ففي هذا الكتاب يُذكر أبو خيثمة ويُذكر أحياناً البغوي وهو الراوي عنه ... واستمرت هذه الطريقة إلى نهاية المائة الثانية وبداية القرن الثالث ....
يُتبع ...
أبو هاجر النجدي ... الرياض 16/ 1/1427 هـ
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:17 م]ـ
أبو مهند القصيمي
جزاك الله خيرا
أين أجد شريط شرح مسائل الجاهلية للشيخ عبد الله السعد
أي تسجيلات
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:51 م]ـ
في تسجيلات الراية ...
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[15 - 02 - 06, 05:32 م]ـ
أبو هاجر النجدي جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[16 - 02 - 06, 10:24 ص]ـ
أبو مهند القصيمي
جزاك الله خيرا
لو ذكرت بجانب فوائد الشيخ سليمان العلوان الشريط ليسهل الرجوع إليه
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:19 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً،،
وأنا الآن مشغول مع بداية العام الجدي ولا أستطيع الدخول إلى الشبكة إلا قليلاً فاعذروني لأن الفوائد مخطوطة وتحتاج إلى كتابة فلذلك سوف نتأخر سوف نكملها بإذن الله تباعاً
وللمعلومية الفوائد الموجودة عندي من أشرطة كثيرة،،، وكتبت حوالي 90 صفحة
من الأشرطة
جلسات العلوان وهي كثيرة
مسائل الجاهلية للسعد
تأملات قراءنية 1، 2
لامية شيخ الإسلام عمر العيد
وغيرها،،
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 06:36 م]ـ
اخي الحبيب اين اجد تفريغات لاشرطة الشيخ بن عثيمين بالذات اشرطة شرح البخارى
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[25 - 02 - 06, 07:56 م]ـ
ذكر هنا أن أشرطة شرح مسائل الجاهلية للشيخ عبدالله السعد في تسجيلات الراية ولكني لم أجدها في الراية
ففي أي تسجيلات أجدها
ـ[ساعي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:46 م]ـ
بيض الله وجهك،،، وجزاك الله خيراً
ليتك تكمل أخي الفاضل
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:38 م]ـ
شريط شرح مسائل الجاهلية الشيخ عبد الله السعد رقم (3)
ملاحظة: بعدما ينتهي من شرح المسائل يشرح أحاديث من سنن أبي داود.
1 - وصل الحال لبعض المتعصبين أن يحرم زواج الحنفي من الشافعية ولكن قال ننزلهم منزلة أهل الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/462)
2 - حالات الرواي ينبغي الانتباه لها فمثلاً: شعيب ابن أبي حمزة حديثه على ثلاثة أقسام:
الأول: مارواه عن الزهري هذا أصح ما يكون.
الثاني: ما رواه عن غيره وهذا صحيح في الدرجة العليا لكن دون الأول.
الثالث: مارواه عن ابن المنكدر فهو ضعيف إلا حديث واحد وهو مارواه البخاري عن شعيب عن محمد بن المنكدر عن جابر في الدعاء الذي بعد الآذان ((اللهم رب هذه الدعوة التامة .. الخ)).
3 - حديث ((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) هذا جاء من طرق موقوفة ومرفوعة ومن اشهر الطرق المرفوعة حديث ابن عباس وقد ساق أسانيد هذا الخبر الحاكم في المستدرك وهو في مجموع طرقه ثابت والقرآن يدل عليه كما في قوله تعالى ((وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)) وكما في بعض الآثار تشهد بذلك وهو ما جاء عن ابن مسعود عند الإمام أحمد بسند جيد ((ما رآه المسلمون حسناً فهو حسن)) يعني ما أجمعوا عليه.
4 - أفعال النبي ? تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما كان خاصاً به وهو قسمين:
أ) ما كان خاصاً به ولا يجوز ولا يشرع لأحد أن يقتدي به مثل الزواج بأكثر من أربع.
ب) ما كان خاصاً به ويجوز ويشرع أن يقتدي به غيره مثل ما أمر به ? من الوضوء عند كل صلاة وهو حديث عبد الله بن حنظلة رواه أبودواد وأحمد وصححه ابن خيمة ورواه الطحاوي وجود إسناده ابن كثير ورواه ابن جرير أمر بهذا الوضوء عند كل صلاة فلما شق عليه أمر بالسواك عند كل صلاة فكان عبد الله بن عمر يرى من نفسه قوة فكان يتوضأ عند كل صلاة.
القسم الثاني: الأفعال المتعلقة بالعبادات وهي على حسب ما تعلقت به إما أن تكون واجبة أو مستحبة.
القسم الثالث: وإما أن تكون هذه الأفعال متعلقة بالجبلة والعادة مثل محبة أكل القرع فكان رسول الله ? يحب الدباء فلا نقول أكله سنة أو لبس الإزار والرداء وهذا كان لبس العرب فوافقهم لو حثنا عليه كان سنة لكن البياض لبسه سنة لأنه حثنا عليه النبي ?.
5 - عبد الرحمن بن أبي ليلى في سماعه من عمر خلاف والأقرب أنه سمع منه لأنه صرح بالتحديث عنه في بعض المواضع أما سماعه من معاذ فلم يسمع من معاذ بن جبل والله أعلم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:42 م]ـ
شريط شرح مسائل الجاهلية الشيخ عبد الله السعد رقم (6)
ملاحظة: بعدما ينتهي من شرح المسائل يشرح أحاديث من سنن أبي داود.
1 - كانت فاطمة بنت محمد بن عبدالوهاب في هودج لها يقوده مولى لها فمروا من عند سدنة أحد القبور فقالوا: قربوا فقال المولى ماعندنا إلا التراب فقالوا: قربوا ولو التراب قالت فاطمة ولا التراب.
2 - مسدد بن مسرهد بن مستورد الأسدي أبو الحسن وقيل إن هذا لقبه ولكن الصحيح اسمه وهو ثقة حافظ. قال البخاري: مسدد كاسمه.
3 - معمر بن راشد البصري نزيل اليمن وهو ثقة حافظ من السابعة توفي عام 154 هـ وخرج له الجماعة وحديثه أو أصول حديثه على أقسام:
الأول: ما كان شيخه الزهري أو عبد الله بن طاووس والرواي عنه من أهل اليمن لأن معمر من أثبت الناس في الزهري وكان في اليمن كتبه عنده أما في البصره بلده الول ما عنده كتاب فحدث من حفظه فوقع في الوهم والخطأ.
الثاني: إذا لم يكن شيخه الزهري ولا عبد الله بن طاووس وإنما كان غيرهم والرواي عنه من البصريين وهي الدرجة الثانية والأصل فيها الصحة ولكن وقع فيها الوهم والخطأ في بعضها.
4 - حديث ((دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب ... الحديث)) سنده صحيح إلى سلمان موقوفاً.
5 - حديث ((لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة)) الصواب أنه موقوف على حذيفة.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:44 م]ـ
شريط شرح مسائل الجاهلية الشيخ عبد الله السعد رقم (7)
ملاحظة: بعدما ينتهي من شرح المسائل يشرح أحاديث من سنن أبي داود.
1 - كتاب الحبائر في أخبار الملائك للسيوطي جمع فيه بين الحق والباطل والصحيح وخلافه.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:45 م]ـ
شريط شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ عمر العيد رقم (1)
1 - قال تعالى ((وقل رب زدني علما))
قال الإمام القرطبي: لو كان شيء أفضل من العلم لأمر الله نبيه بالاستزادة منه فدل على أن العلم أفضل شيء.
2 - من الأصول المفيدة في العقيدة:
أ) الأصل في الناس التوحيد لحديث ((وإني خلقت عبادي كلهم حنفاء ثم اجتالتهم الشياطين)).
ب) أنه ليس احد من الصحابة مؤسس مذهب أو بدعة.
ج) أن الصحابة لا خلاف بينهم في العقائد.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:48 م]ـ
شريط شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ عمر العيد رقم (2)
1 - لطيفة: أظنها ذكرت للفخر الرازي وهو من أئمة الكلام كان يمشي في الطرق فمر به أحد تلاميذه ومعه امرأة كبيرة السن ربما هي أمه أو قريبته فأراد أن يعرفها به فقال: هذا العالم يحفظ ألف دليل على وجود الله فقالت: لو لم يكن في قلبه ألف شك لما احتاج إلى ألف دليل وهذا قالته بفطرتها.
2 - ما أحسن ما قال الشاعر:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن للممبتدعة سنداً ويسلسله:
الجهم بن صفوان عن الجعد بن درهم عن أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم وربما بعضهم يضيف واصل بن عطاء عن الجهم به.
سند سداسي للمبتدعة.
4 - بيان بن سمعان كان تباناً عقله تبناً قتله خالد القسري حرقاً وكان يقول أنا المقصود بقوله تعالى ((هذا بيان للناس .. )).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/463)
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 01:45 م]ـ
الأخ عبدالعزيز ابراهيم ..
لعلك تجدها في تسجيلات الاستقامة ...
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[25 - 03 - 06, 04:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 02:09 ص]ـ
بارك الله في جميع من شارك وبقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:08 م]ـ
شريط شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ عمر العيد رقم (10)
1 - العلم لا بد له من عمل وقيل:
هتف العلم بالعمل ** فإن أجابه وإلا ارتخل
وقبل أربعة أيام اتصلت على سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز ونحن بالرياض وهو في الطائف استفتيه في مسأله فأذن عنده بالطائف فقال انتظر وجعل يتابع المؤذن فلله دره ما ثبت عنده سنة إلا طبقها.
2 - هناك حديث أخرجه الإمام مسلم حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو خالد عن داود بن أبي هند عن النعمان ابن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة
قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال ابن عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة
وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة
وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:09 م]ـ
شريط شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ عمر العيد رقم (11) 1 - قوله تعالى ((ثم أماته فأقبره)) يدل على وجوب قبر الميت وهي منة من منن الله تعالى على عباده وهو لا كما يفعله الهندوس والمجوس من إحراق الموتى ,
2 - قاعدة عند أهل السنة والجماعة ((أفعال الله لا يسأل عنها بـ (لِما) وصفات الله لا يسأل عنها بـ (كيف) .. ))
3 - كتاب اسمه غريزة أم تقدير إلهي أظنه لشوقي خليل يصلح تهديه لمريض أو هكذا لأن فيه نوادر وحكم عن بعض المخلوقات والطيور.
4 - قصة لطيفة: الهند يوم كانت مستعمرة من قبل بريطانيا كان هناك جندي بريطاني وكان في الهند ثعابين وهي تشتهر بالثعابين الطويلة طولها 3 أمتار وبعضها غير سامة ولذا لم يكونوا يتعرضون لها فأخذ بريطاني 3 ثعابين وسلخ جلدها وأعجبه وذهب به إلى بريطانيا فلما رآها (حذاء) قال له ألا أصنع لك حذاء فصنع له حذاءً وبيع بثمن غالي ثم بدئوا يستوردون الثعابين ويسلخون جلودها وبعد فترة اكلت المزروعات في الهند فلما نظروا في الأمر وإذا الثعابين كانت تأكل الجرذان فلله في خلقه شؤون.
5 - جاء رجل إلى عمر بن الخطاب وقد سرق فقال له عمر: لم سرقت؟ قال تؤاخذني وقد سرقت بقضاء الله فقال عمر رضي الله عنه للجلاد: اقطع يده بقضاء الله وقدره
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:10 م]ـ
شريط شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية الشيخ عمر العيد رقم (12)
1 - الحسد يكون بين الأقران كما يكون بين التيوس في زريبة الغنم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:11 م]ـ
شريط ((أهل الله وخاصته)) للشيخ صالح المغامسي.
1 - جعل الله لأهل القرآن في الدنيا صدور المجالس، وفي المساجد صدورالمحاريب، وفي دار البرزخ أول القبر، ويوم القيامة أهل الله وخاصته.
2 - جاء النبيون بالآيات فانصرمت ** وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد ** يزينهن جلال العتق والقدم
3 - قال يونس عليه السلام حين سجد في بطن الحوت: اللهم إني عبدتك بمكان لم يعبدك فيه أحد.
ولهذا ينبغي لك أن تتقصد الأماكن التي تظن أنها لم يعبد الله فيها أحد.
ـ[أبو عباد]ــــــــ[02 - 04 - 06, 11:35 م]ـ
أسأل الله تعالى أن تنتفع وتنفع
وعجّل بارك الله فيك بالباقي
أخوك
أبو عباد
ـ[فتح القدير]ــــــــ[04 - 04 - 06, 12:51 ص]ـ
تجدها يا عبد العزيز في تسجيلات العصر
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 09 - 06, 01:01 م]ـ
دروس الشيخ عبدالله السعد موجودة في تسجيلات العصر
[الرياض – حي الروضة
الدائري الشرقي مخرج11 – شارع عبد الرحمن الغافقي – هاتف:2306202
ص. ب103209 الرياض 11695]
* وهنا شرح نواقض الإسلام للشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=707
ـ[عبد المتين]ــــــــ[03 - 09 - 06, 08:26 م]ـ
أثابكم الله جميعا ...
تصويب فقط للقاعدة الجليلة التي كثيرا ما يستدل بها الشيخ الرباني (عجل الله بكشف كربه آمين): العلوان ... و أظنه خطأ عند الكتابة لا غير، و الصواب هو:كل أمر انعقد سببه في عهد النبي وفي عهد الصحابة ولم يفعلوه مع إمكانية الفعل فعمله بعدهم بدعة.
و الله أعلى و أعلم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:15 م]ـ
شريط الفتاوى الثلاثية قبل الدروس المسائية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله المجموعة الأولى الشريط الأول.
1 - النفث بعد قراءة جميع السور (الناس الفلق الصمد) أو بعد كل سورة؟ كلاهما محتمل والأمر في هذا واسع.
2 - الأسماء المشتركة بين الرجال والنساء يجوز التسمية بها لأن الذي يعينها لفظ (ابن) أو (ابنة)
3 - كي الإنسان نفسه لا يخرجه من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب لأن قوله ? (يكتوون) أي يطلبون الكي.
4 - أكل كبدة الحاشي هذه ناقضة للوضوء ولو صلى أعاد صلاته ولو صلى ثلاثة أشهر وهناك قول أنه لا يعيدها لكن الأحوط يعيدها لأنه كمن صلى بدون وضوء
5 - التسمية قبل الأكل اختلف العلماء فيها؟ والصحيح أنها تجب ومن نسي يسمي أثناء الأكل أما من لم يسمي فعقوبته أن يشاركه في طعامه عدوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/464)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 02 - 07, 08:42 م]ـ
شكرا لابى مهند النجدى يبدو انك محب للشيخ العلوان اليس كذلك كما يظهر من توقيعك
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:36 ص]ـ
شكرا لابى مهند النجدى يبدو انك محب للشيخ العلوان اليس كذلك كما يظهر من توقيعك
أبو مهند القصيمي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=32836) عضو، و أبو مهند النجدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=8765) عضو آخر.
وكلاهما من طلاب العلم وفقهم الله لعلم نافع وعمل صالح (آمين).
أحسبهما كذلك.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:56 ص]ـ
وفقك الله يا اخ مصطفى ولا شك أن من يقرأ تصانيف الشيخ العلوان سوف يحبه وكذلك من علم بذله ونصحه سوف يحبه ..
وشكراً لأخي أبي ثابت على التوضيح ..
======
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:01 م]ـ
شريط الفتاوى الثلاثية قبل الدروس المسائية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله المجموعة الأولى الشريط الثاني والثالث.
1 - هل أرسل من الجن رسول؟ ويستدل بعضهم بقوله تعالى (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ... )
الجواب: لا لم يرسل لقوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب.) والجن ليسوا من ذرية نوح ولا إبراهيم وليس منهم رسول وأما قوله تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ... ) فالخطاب هنا للمجموع وليس للجميع فهو يخاطب الجمع كله ألم يأتكم رسل منكم أي من أحد الجنسين ويحمل هكذا للنصوص الأخرى وقد يراد بالرسل النذر فيكون من الجن نذر لقوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن .... فلما قضي ولوا إلى قومهم منرين)
2 - من حفظ شيئاً من القرآن ونسيه لا إثم عليه إلا إذا تركه إهمالاً وإعراضاً وإلا النبي ? نسي آيات.
3 - من يصلي في الحوش والإمام من داخل ويسمعون الصوت من المكبر والإمام معه جماعة من داخل هل صلاته صحيحة وهل يؤمر بالإعادة؟
الجواب / ليس عليهم شيء ولا يأمرون بالإعادة لأن المسجد واحد وإن لم يروا الإمام والمأمومين.
4 - تكبيرة الإحرام تدرك بالتكبير خلف الإمام مباشرة لأنها حقيقة المتابعة لا قبل أن يشرع بالفاتحة لأنه قد يطول الاستفتاح فيكون هناك فاصل بين تكبيرة الإمام والمأموم.
5 - ابن صياد ليس هو المسيح الدجال بل هو دجال من الدجاجلة أما الجساسة ففي صحته في النفس شيء لأنه في الحديث لا يبقى أحد بعد مائة سنة على الأرض أحد بل هو رجل يخلقه الله في وقته.
6 - الذي دلت عليه السنة أنه لا فرق بين وضع اليدين والأصبع في الجلوس بين السجدتين والتشهد ويدل له حديث وائل بن حجر الذي جود إسناده صاحب ترتيب المسند وصححه المحشي على زاد المعاد وابن القيم ساقه محتجاً به على أن الجلوس بين السجدتين كالجلوس للتشهدين ولهذا لم يرد عن النبي ? حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف أنه كان يبسط يده اليمنى على فخذه كما ورد في اليسرى.
7 - لو كتب القرآن في حبر ثم أذيب في ماء وشُرب هل يجوز للإستشفاء؟
الجواب / نعم هذا يفعله بعض السلف يضعون زعفران لأن ولكن الحبر أخشى أن يكون فيه مواد ضارة.
8 - قص المرأة لشعرها اختلف فيه: فقيل: محرم مطلقا وقيل: مكروه وهو عند المذهب وقيل يجوز بشرطين: الأول: ألا يكون القص كثيرا بحيث يشبه الرجال لحديث ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال))
الثاني: ألا تشبه قصة الكافرات لحديث ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
والأفضل عدم قصه.
9 – جهاز كشف الرادار للشرطة لا يجوز.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:48 م]ـ
نعتذر عن الخطا ولعله سبق قلم منى وكلاكما اظنكما على خير والله حسيبكما
اخوكم مصطفى سعد السكندرى
ـ[ابو عبد العزيز الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيراًً ,,
9 – جهاز كشف الرادار للشرطة لا يجوز
ممكن توضيح ذلك بارك الله فيكم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 10:42 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 1
1 - السماء في اللغة كل ما أظلك فهو سماء
وأرضك كل مكرمة بنتها ** بنو تيم وأنت لها سماء
أي لها سقف والمقصود في قوله تعالى (وأنزل لكم من السماء) أي السحاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/465)
2 - قوله تعالى (ولا تجلعوا لله أندادا وأنتم تعلمون) من الظاهر قد يظن الظان أن من جعل لله ندا وهو لا يعلم أن هذا يجوز وقطعاً هذا ليس المراد والمعنى وأنتم تعلمون يقينا أنه ليس له ند وهو مفعول به محذوف دل عليه المعنى.
3 - آيات التحدي في القرآن خمسة: الآية رقم 23 في البقرة (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين) وقوله الله جلا وعلا في آية 38من سورة يونس " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " و الآية 13من سورة هود وهي قوله جلا وعلا " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {13} "و الآية 88 من سورة الإسراء قوله جلا وعلا " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً {88} " والتحدي الخامس جاء في سورة الطور في الآيتين 33 و 34قال جلا وعلا " أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} " اجتمع بهذا خمس آيات حسب ترتيب المصحف
4 - كتاب عظيم اسمه النبأ العظيم لمحمد عبد الله دراز وأحيانا يقال عبد الله دراز ويضع محمد للتبرك كما يفعل إخوتنا المصريين وهو كتاب قيم مؤلفه له بلاغة ومات قبل أن يكمله وهو موجود في السوق
5 - كلمة عبد تأتي في الشرع واللغة على ثلاثة معاني:
العبودية الأولى: عبد" بمعنى مقهور: وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر.
كل الناس المؤمنون والكافرون عبيد لمن؟
عبيد لله والدليل في سورة مريم: " إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ". هذه عبودية مطلقة يستوي فيها المؤمن والكافر والملائكة والجن والإنس.
العبودية الثانية: وهي عبودية بالشرع، وهي ضد كلمة حر، قال الله جل وعلا في سورة البقرة " الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ". هذا الذي يسترق في الجهاد ويؤخذ كأسير بصرف النظر عن لونه فيسمى عبد بالشرع.
العبودية الثالثة: عبد بالطاعة والإتباع: وينقسم إلى قسمين:
1 ـ طاعة لله، وهذا الذي يتنافس فيه عباد الله الصالحون.
2ـ عبد لغير الله أعاذنا الله وهذا بابه وساع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم))، أي: الذي يطيع هواه يطيع ديناره، يطيع درهمه وهذا مصيره الضلالة والخسران.
6 - قوله تعالى ((وقودها الناس والحجارة)) الحجارة فيها قولان: الأول: حجارة من كبريت توقد في النار وهو رأي مرجوح وهو قول أكثر المفسرين.
الثاني: أنها ما يعبدون من الأصنام وهو الراجح والدليل قوله تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم .. )
7 - قوله تعالى وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {25} ".
هذه الآية فيها مبشّر وفيها مبشر وفيها مبشّر به وفيها سبب للبشارة.
أما المبشِر: فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يقوم مقامه بعده من أمته في الدعوة إلى الدين من أمته.
وأما المبشَّر: فهم المؤمنون.
وأما المبشَّر به: فهي الجنات، على ما وصفها الله جلا وعلا.
وأما أسباب البشارة فهي الإيمان والعمل الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/466)
8 - الفضل المتعلق بذات العبادة أفضل من المتعلق بزمان أو مكان العبادة مثاله: رجل عند الطواف القرب فضيلة من البيت وهو متعلق بالمكان ولكن عند طواف القدوم هناك الرمل متعلق بذات العبادة فلو اقترب كثر الزحام فالأفضل يبعد ويرمل وكذلك رجل مسكنه وحيُّه بعيد عن الحرم فلما أذن المؤذن انطلق فنقول إدراكك لتكبيرة الإحرام مع إمام حيّك أفضل من إدراكك لبعض الصلاة في الحرم للقاعدة. لذلك الله قدم ذكر الأنهار في قوله تعالى ((وبشر الذين آمنوا .... .. أن لهم جنات)) لأن ذكر الأنهار يتعلق بذات الجنة.
9 - قوله تعالى: (هذا الذي رزقنا من قبل)) فيه ثلاثة أقوال:
الأول: أي رزقناه في الدنيا. الثاني: كلما قطفوا وعادوا قالوا نفس الذي رزقناه. الثالث: أن أهل الجنة إذا قطفوا الثمر في أول النهار ثم أتوا آخر النهار قالوا هذا مثل الذي في اول النهار فإذا أكلوه اختلف الطعم وأظن إلى هذا مال الشوكاني في فتح القدير.
10 - قوله تعالى (ولهم فيها أزواج مطهرة) لم يقل مطهرة من ماذا؟ وفيه فائدة عظيمة أي انها مطرة من كل شيء مطهرات في خلقهن وأخلاقهن ومطهرات من كل عيب ونقص.
11 - قيل للإمام أحمد متى يستريح المؤمن، قال: إذا خلف صراط جهنم وراء ظهره، وفي رواية أخرى أنه سئل فقال: إذا وضع قدمه في الجنة
12 - الفسق: يأتي على معنيين:
- يأتي بمعنى الكفر، ويكون مخرجاً من الملة ومنه قول الله جل وعلا في سورة السجدة " أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ ".
- ويأتي بمعنى الكبيرة أو العصيان الذي لا يخرج من الملة ومنه قول الله جل وعلا في سورة الحجرات " إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ".
فهذا فسق لا يخرج من الملة، وأصل الفسق الخروج، فكل من خرج عن طاعة الله فهو فاسق والناس في هذا بلا شك درجات عدة.
13 - قوله تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعا " هذه مسألة يقول عنها الأصوليون دلت على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة، و أكدها الله جلا وعلا بقوله "جميعا ً" فالمخلوقات الأصل فيها الطهارة والإباحة إلا ما دل الدليل على نجاسته أو على حرمته.
فالناقل عن الأصل وهذه المسألة أصولية هو الذي يحتاج إلى دليل.
فالأصل في البيوع مثلاً الحل، قال الله جل وعلا: " وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ ". فمن جاء قال هات دليل على أن هذا البيع حلال، نحن لا نحتاج إلى دليل أنت إن قلت إنه حرام تحتاج إلى دليل.
14 - استوى تأتي على ثلاث معاني:
الأول: استوى بدون تعدي فتكون بمعنى التمام والكمال.
الثاني: استوى متعدي بـ (على) فتكون بمعنى الرفعة والعلو قال تعالى (ثم استوى على العرش)
الثالث: استوى متعدي بـ (إلى) أي قصد بمعنى القصد ومنه قوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء .. )
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 10:46 م]ـ
جزاكم الله خيراًً ,,
9 – جهاز كشف الرادار للشرطة لا يجوز
ممكن توضيح ذلك بارك الله فيكم
بارك الله فيك هذا سؤال سئل عنه الشيخ وهذا هو الجهاز الذي تضعه معك بالسيارة ويعلمك أن جهاز رادار الشرطة قريب منك حوالي 2 كيلو ثم تخفف السرعة حتى تبتعد عنهم ...
أرجو أن يكون اتضح لك فالشيخ يرى هذا أنه حرام ...
ـ[ابو عبد العزيز الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيراً وأجزله ووأفاه
ونفع الله بكم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 03:05 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 2
1 - الأصل في النار أنها محرقة لكن قدرة الله تجلها لا تحرق فهذا أبو مسلم الخولاني في عهد عمر بن الخطاب ? ألقاه الأسود العنسي في النار فلم تضره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/467)
2 - أنت تريد وهذا يريد والله يفعل ما يريد: هارون الرشيد الخليفة العباسي أوكل الخلافة من بعده لابنه الأمين والمأمون وثالثاً آخر منهم وترك المعتصم , وكان له أكثر من أربعة عشراً ابناً , وكان المعتصم في العدد الأخير من أبنائه أي في الثامن أو التاسع ثم أخذ الوثيقة و علقها على الكعبة أخذ فيها العهد من العلماء والمسلمين على أن الخلافة من بعده لابنه الأمين ثم المأمون ثم الثالث وحجبها عن المعتصم لأن أمه لم تكن عربيه فشاء الله أن يموت الأمين والمأمون يقتتلان فيقتل المأمون الأمين على يد طاهر الخزاعي ثم يرث المأمون الخلافة ويموت الثالث في خلافة أخيه المأمون ثم يطول المأمون قليلاً يموت مابين المأمون والمعتصم ثم في ذروة مجده يموت المأمون ثم تأتي الخلافة منقادة إلى المعتصم بخلاف ما أراد والده ولم يأتي بعد ذلك خليفة عباسي إلا وهو من ظهر المعتصم ولم يبقى للأمين والمأمون ولا غيرهم أبناء ولا أحفاد يتولون الحكم انصبت كلها في المعتصم , فأنت تريد وهذا يريد والله يفعل ما يريد , العاقل لا يعطل الأخذ بالأسباب لكنه يتوكل على الملك الغلاب وهذه أمور تجري بقدر الله والله جلا وعلا الملك ملكه والأمر أمره يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد.
3 - الحي القيوم قال العلماء إن جميع أسماء الله ترجع إلى معنى هذين الاسمين.
4 - كل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
5 - الميل عن الميل استقامة.
6 - المُؤرخون نقلاً عن مجاهد يقولون أن الذين حكموا الأرض من المشرق إلى المغرب أربعه اثنان مسلمان والآخران كافران فالمؤمنان سليمان بن داود والثاني ذو القرنين والكافران بختنصر والنمرود ابن كنعان
7 - قوله تعالى (أعلم أن الله على كل شيء قدير):
قالوا أن المنصور أبي عامر أحد الملوك الطوائف في الأندلس كان يعمل حمّاراً يسوق الحمير ومعه اثنين على نفس صنعته قال لهم يوماً ماذا تودون مني لو أصبحت أمير للمؤمنين فأخذوا يسخرون منه قال أنتم تمنوا فقال أحدهم وكان عاقلاً أنا أريد قصور وجواري , قال الثاني أنا أريد أن تحملني على حمار وتجعل وجهي عكس الحمار ويطوّف بي على القرية ويقال إني مجنون , ترك هذه الصنعة والتحق جندياً ثم مازال يترفع حتى صار حاجباً للخليفة يعنى الذي يجلس على الباب مثل قائد الحرس الملكي في عصرنا , وكان لهذه المكان منزلة عظيمة عند الناس قديماً بعد ذلك مات الخليفة وكان له ابناً صغيراً لا يصلح للخلافة أُعطي ولاية العهد فصنع له مجلس وصاية مثل ما يقال في عهدنا ولي العهد من عدة مجموعة الوزير والأمير والحاجب منهم المنصور بن أبي عامر , مع الأيام بقدرته وشطارته وبإرادة الله تغلب على الجميع فأصبح هو الأمير قال ائتوني برفيقي فوجدوهما في نفس المكان فأتى بهم فقال الأول ماذا قلت قال قلت قصور وجواري قال أعطوه قصور وجواري قال لثاني ماذا قلت قال أعفني يا أمير المؤمنين أنا نسيت فألح عليه فقال فأمر أن يوضع على حمار ويطوف به على البلاد , تشفع الناس وقالوا أنت حقق الله أمنيتك ماذا تستفيد أن يحمل هذا على حمار مخلوف قال لشيء واحد حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير.
8 - كم من محنه في طياتها منحة وعطية من الله والأمور كلما ضاقت دل ذلك على أول الفرج.
قال شاعر مسلم:.
وراء مضيق الخوف متسع الأمن ... وأول مفروح به غاية الحزن
فلا تيأسن فالله ملك يوسفاً ... خزائنه بعد الخلاص من السجن
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 03:09 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 3
1 - استدل العلماء بقوله تعالى ((فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا ... ) على أن أبناء البنت ينزلون منزلة أبناء الابن وذلك لأن النبي ? أتى بالحسن والحسين ويوؤيده حديث (إن ابني سيد) وتحصل ثمرة هذا القول في الوقف فلو قال وقفت هذا البستان على أولادي وأولاد أولادي هل يدخلون أولاد البنات. وكذلك في الميرات.
2 - في قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء .. ) فائدتان:
الأولى: كان النبي ? يكتبها في مراسلاته للملوك.
الثانية: يقرأ بها في الركة الثانيه من سنة الفجر مع قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا .. )
3 - الدليل العقلي ليس دليل بنفسه بل هو يستند إلى الشرع ذكر أن الشافعي دخل السوق وعمر 16 سنة ووجد رجلين يختصمان فقال لهما مالكما؟ قال المشتري اشتريت من ببغاء فقال هذا الطائر لا يسكت يتكلم طوال الليل والنهار وأنا اشتريته بناء على هذا الشرط فلما اشتريته فإذا هو يتكلم أكثر الوقت ويسكت أحياناً فأنا أريد أن أرده قال الشافعي للمشتري ليس لك حجة عليه فاستصغره وقال هات الدليل فقال الشافعي: ألم تر أن النبي ? قال لإحدى نساء المؤمنين لما قالت فلان خطبني قال أما فلان فهو لا يضع عصاه عن عاتقه والمقصود إما كثرة الضرب أو كثرة السفر فلا يوجد إنسان يضرب 24 ساعة ولا أحد يسافر 24 ساعة بل المراد الغلبة فاقتنع المشتري. فالشافعي هنا لم يأت بدليل من عقله لكن عقله مكنه أن ينظر في كتاب الله وسنة رسوله ?.
4 - من تكريم الله لإبراهيم عليه السلام أنه لم يبعث نبيا بعده إلا من ذريته قال تعالى (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/468)
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:34 ص]ـ
كان النبي ? يكتبها
عند كتابة الصلاة على النبي فقط اضغط على حرف الصاد ثلاث مرات بهذا الشكل (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
وإذا كنتَ ناقلاً من ملف ( Word ) فلا تكتبها باستخدام الرمز أي اكتبها كاملة.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:58 م]ـ
عند كتابة الصلاة على النبي فقط اضغط على حرف الصاد ثلاث مرات بهذا الشكل (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
وإذا كنتَ ناقلاً من ملف ( Word ) فلا تكتبها باستخدام الرمز أي اكتبها كاملة.
جزاك الله خيراً أبا ثابت ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:01 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 4
1 - قوله تعالى: (إلا ما دمت عليه قائماً .. ) هذا كناية في شدة الإلحاح والطلب والمواجهة من مكان إلى آخر.
2 - الأميين يطلق على العرب لأنهم لا يعرفون يقرؤون ولا يكتبون قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا) وأشار بأصابعه ليفهم من حوله. والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نعت بأنه أمي قال الشاعر أحمد شوقي:
يا أيها الأمي حسبك رتبة ... في العلم أن دانت بكم العلماء
لماذا بعث أمي؟ ليقطع الله ألسنة المشككين وشبه المعاندين فإنه جاء بالقرآن من ربه أعظم كتاب وعبارات فلو كان يقرأ ويكتب من قبل لقال الكفار إنما اخذه من غيره قال تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) والأميّة في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منقبة وفي غيره مثلبة قال الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق .. ) وليس المراد بالأميّة في النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عدم العلم بل المراد عدم القراءة والكتابة.
3 - العالم الرباني الذي يسوس الناس عند الفتن لا يعاجل الإجابة للسؤال وإنما ينظر في المآل.
4 - فرق بين الكُره والكَره بالفتح والضم.
ففي الفتح: المشقة غير المرغوبة للإنسان ومجبر عليها كقوله تعالى: (وله أسلم من في السماوات طوعاً وكرها .. ) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها .. )
وبالضم: مشقة للإنسان ولكنها مرغبوة لديه لأن فيها منفعة مثل قوله تعالى: (حملته أمه كرها ووضعته كرها .. ) فهي تحب الولد وقوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم .. ) فهو فيه منافع مع أنه شاق.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:04 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 5
1 - قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .. ) المال هو كل ما يتمول وليس خاصبالنقدين فالعقارات والأراضي والخيول والماشية كلها من المال فيُتصدق بها.
2 - قوله تعالى: (لن تنالوا البر .. ) لن: حرف يفيد نفي المستقبل ولم: حرف يفيد نفي الماضي وكلاهما يؤثر بالفعل فلن: تنصبه ولم: تجزمه.
3 - حتى يقول عنها بعض النحاة قبل أن يموت: أموت وفي نفسي شيء من حتى لأنها حرف غريب. فمثلاً قولك: أكلت السمكة حتى رأسها.
يجوز رأسُها: هنا مبتدأ وحتى حرف استئناف.
ويجوز رأسَها: هنا معطوف على السمكة وحتى حرف عطف.
ويجوز رأسِها: هنا اسم مجرور وحتى حرف جر.
4 - في قوله تعالى: (قل صدق الله .. ) وقوله (قل هو الله أحد) هذه الآيات المصدرة بـ (قل) فيها إثبات بشرية الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
5 - قوله تعالى: (للذي ببكة مباركا) هل بكة اسم مثل مكة؟ قولان:
الأول: ان بكة هي مكة ومن عادة العرب إبدال الباء بالميم والعكس يقولون طين لازب وطين لازم.
الثاني: أن بكة الحرم ومكة جميع البلد.
وكلاهما محتمل وليس للخلاف أهمية.
6 - مقام إبراهيم عليه السلام هو الذي وطأه إبراهيم وتذكر قصة هنا وهي أن بني مدلج مشهورون بالقيافة فذكر أن نفراً منهم قالوا لعبد المطلب حين رأو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معه وهو يلعب أقدام هذا تشبه قدمي الذي في المقام.
7 - قوله تعالى: (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) فيه ثلاث مذاهب:
الأول: أن من ترك الحج كفر وهو مذهب الحن البصري.
الثاني: أن من أنكر الحج كفر وهو مذهب ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وبه أخذ جماهير العلماء.
الثالث: أن هذا خرج مخرج الزجر والتهديد وقال به بعض العلماء وإليه نميل والله أعلم لأن هناك قرائن له في الكتاب والسنة مثل:
أ) قاتل نفسه قال تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا .. ) هذا للوعيد وبالاتفاق أنه ليس مخلد بالنار.
ب) المنتحر لا يخلد في النار وقد ورد في السنة قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة .. ) وغيرها.
===================
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 6
1 - معصيتين حرمها الله على جميع الأمم وهي الزنا والربا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/469)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:03 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 7
1 - الأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في العرب وهم إخوان يوسف عليه السلام.
2 - قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ولا يقل أحد أنا خير من يونس بن متى) فيه قولان:
الأول: أي لا يقل أنا أي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خير من يونس وهذا بعيد لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أفضل من جميع الأنبياء.
الثاني: أي لا يقل أحد أن نفس خير من يونس وذلك لما يتبادر بذهنه أن الله عاتبه بقوله: (ولا تكن كصاحب الحوت ... ) وهذا هو الراجح.
3 - داود عليه السلام يسمى عند اليهود ديفيد وكامب ديفيد أي مخيم داود.
4 - قوله تعالى: (وداود ذا الأيد .. ) جمع الله له قوة القلب والبدن في الطاعة.
5 - كان سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز يمشون في الطائف وهناك صوت رعد وبرق فسمع سليمان صوت رعد فانتفض فقال عمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف صوت عذابه.
6 - قوله تعالى (لن تراني) هذه لن للنفي ظهرت فرقة المعتزلة تقول إن الله لا يرى في الآخرة ومن حججهم هذه الآية أي لن تراني أبداً وأهل السنة يقولون يرى في الآخرة لدلالة الكتاب والسنة لقوله تعالى (وجوه يؤمئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((إنكم سترون ربكم .. ) في الصحيحين وغيرهما والمعتزلة ظهرت في أواخر العهد الأموي وازدهرت في العصر العباسي أيام المأمون والمعتصم وتقوم المعتزلة على خمسة بنود: 1 - التوحيد 2 - الوعد والوعيد 3 - العدل 4 - المنزلة بين المنزلتين 5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* وسبب تسميتهم معتزلة أن الحسن البصري كان يدرس في المسجد فجاء رجل فقال: يا أبا سعيد ما تقول في مرتكب الكبيرة وذلك في وقت الخوارج فعندما أراد الحسن أن يجيب ظهر رجل في الحلقة اسمه واصل بن عطاء فقال هو في منزلة بين المنزلتين ثم قام وجلس تحت سارية فقام بعض الناس إليه فقال الحسن: اعتزلنا واصل وهو من أفصح خلق الله مع أنه لا يعرف ينطق الراء يلثغ فيها يجلس يتكلم ساعات ويعظ ويتكلم ولا يجيب كلمة فيها الراء وهذا يدل على سعة عقله وقوة بلاغته ومع ذلك أضله عقله.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:07 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 8
1 - قول تعالى: (قال الله إني منزلها عليكم ... ) اختلف العلماء هل أنزلت المائدة أم لا؟
القول الأول: جمهور العلماء أن الله أنزلها وهو الراجح.
القول الثاني: قول مجاهد أنها لم تنزل بل هو مثل ضربه الله وهذا بعيد.
القول الثالث: قول الحسن البصري أنه لما قال الله تعالى: (ومن يكفر منكم فإني أعذبه .. ) فخافوا واستغفروا فلم ينزلها.
ومن أدلة القائلين بعدم نزولها أن النصارى لا يعرفوها في الإنجيل بل يعرفوها من المؤمنين في القرآن ولكن رد عليهم الجمهور فقالوا: إن هذا من جملة الذي أنسوه من القرآن .. ((ونسوا حظاً مما ذكروا به .. )
2 - على المسلم أن يتمسك بالأصل العام وفي قوله تعالى: (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب .. ) هل ينافي (بل رفعه الله)
هنا نقول أن الوفاة هنا بمعنى الرفع للتمسك بالأصل العام.
3 - الخوارج وقصتهم: عندما كانوا جياعاً فأرادوا أكل ثمر نخلة يهودي فقالوا هذه لمعاهد ثم مر عليهم عبد الله بن خباب فقالوا ماذا تقول في الصحابة: فلما قال الحق قتلوه فضحك عليهم اليهودي وقال: يتحرجون من أكل بلحاً ويقتلون مسلماً
4 - الله تبارك وتعالى على كل شيء قادر ويكم ما يشاء ويفعل ما يريد يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ولا يسأل مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:10 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 9
1 - العقل كاشف للدليل وليس منشيء للدليل.
2 - قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب .. ) تقديم ما حقه التأخير من أسلوب الحصر.
3 - أهل الفضل والعلم يقولون: من خسر الله فماذا ربح؟ ومن ربح الله فماذا خسر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/470)
4 - قوله تعالى في سورة الأنعام (ثم ردوا إلى مولاهم الحق .. ) وفي سورة محمد: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .. ) هذا فيه إشكال كيف الجمع بينهما؟
نقول لفظ المولى تطلق على معاني عدة فهي لفظ مشترك ففي آية محمد معناها الناصر والمعين وفي الحديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أما آية الأنعام فهي بمعنى المالك المربي لهم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:13 م]ـ
شريط تأملات قراءنية للشيخ صالح المغامسي المجموعةالأولى شريط رقم 10
1 - لما دخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الكعبة وجد صورة إبراهيم وهو يستقسم بالأزلام فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قاتلهم الله والله لقد علموا ما استقسم بها قط) النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمى إبراهيم عليه السلام شيخه ولم يسم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحد من الأنبياء شيخه إلا إبراهيم عليه السلام مع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أفضل منه.
2 - (آزر) أهل التاريخ يقولون اسم أبي إبراهيم عليه السلام اسمه تارح وليس آزر وحجتهم اتفاق النسابين وكذلك هو الموجود في التوارة لكن هناك مثل إذا جاء سيل الله بطل سيل معقل فلو أجمع أهل النسب فهو مردود فهو نص صريح وقال النسابين إن آزر لقب لأبيه أو أنه عمه ولكن نبقى على الأصل وهو القرآن.
3 - نظر إبراهيم عليه السلام إلى السماء ثلاث مرات هذه من باب المحاجة والمناظرة لقومه ولا يصح نسب الشرك إلى إبراهيم عليه السلام في مرحلة من سني حياته لأنه إمام الحنفاء ولا يقال كان هذا في صغره.
4 - إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء وشيخ الأنبياء وإليه تنسب الملة لأربعة أمور:
أ) جعل ماله للضيفان ب) جعل بدنه للنيران ج) جعل ولده للقربان د) جعل قلبه للرحمن والثلاثة الأول مندرجة تحت الأخير.
5 - آية الأنعام التي فيها ذكر الأنبياء وتسمى آية (تلك حجتنا) ورد فيها 18 نبي ويبقى سبعة قال الشاعر:
في تلك حجتنا منهم ثمانيةٌ ... من بعد عشر ويبقى سبعةٌ وهموا
إدريسُ هودُ شعيبٌ صالح وكذا ... ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
6 - نوح يسمى شيخ الأنبياء لأنه أطول الأنبياء عمرا وإبراهيم أبو الأنبياء لأن سلالته أنبياء وكل من بعده يرجع إليه.
7 - (قبل – بعد) هذه إذا أضيفت تكسر وإذا لم تضف بنيت على الضم كما في قوله تعالى ((لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ)) وقوله تعالى ((ونوحاً هدينا من قبلُ)) أما إذا أضيفت مثل قوله تعالى ((من قبلِ صلاة الفجر)
8 - سمى الله ييى بن زكريا بهذا الاسم ((لم نجعل له من قبل سميا)) أسماه يحيى لأنه مات شهيدا فناسب الاسم المسمى.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:16 م]ـ
شريط شرح الأصول الثلاثة للشيخ عبد الله السعد رقم 1
1 - جاء عند البيهقي في شعبه والطبراني في الأوسط عن حماد عن ثابت عن عبد الله بن حصن الدارمي أن الصحابة كانوا إذا ودع أدهم الآخر قرأ سورة العصر ثم ودعه وهذا إسناد صالح غريب لا بأس به.
2 - جاء عند ابن حبان عن أبي ذر مرفوعا: (أن الله أرسل مئة وأبع وعشرين ألف نبي وثلاثمائة وثلاث عشرة من الرسل) وهذا حديث منكر باطل لا يصح. والذي يصح هو مارواه الحاكم وغيره من حديث أبي أمامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إن الله أرسل خمسة عشر وثلاثمائة رسول) وهذا حديث صحيح.
3 - جاء عند الترمذي من طريق أبي إساق السبيعي عن البراء بن عازب وعند أحمد من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والأول موصولاً والثاني مرسلاً وفي الجملة كل طريق يقوي الآخر أن رجلاً قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن مدحي زين وذمي شين فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ذاك الله.
4 - تصغير الاسم لله إذا كان في الدعاء هذا كفر وأما إذا ناديت به الإنسان كعبد المجيد فهذا لا ينبغي لأنه يجر إلى ما لايحمد عقباه.
5 - ورد عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار أو معاني الآثار أن عبد الله بن أم مكتوم كان حامل الراية في معركة القادسية.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:19 م]ـ
شريط شرح الأصول الثلاثة للشيخ عبد الله السعد رقم 2
1 - الدعاء مخ العبادة هذا حديث رواه الترمذي والطبراني في الأوسط وكتابه الدعاء ولكن فيه علل:
أ) تفرد ابن لهيعة وهو ضعيف عند الجمهور.
ب) عنعنة ابن لهيعة.
ج) سماع أبان بن صالح من أنس بن مالك لا يعرف.
د) أين أصحاب أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن هذا الحديث.
ولكن هذا الحديث معناه صحيح والذي صح هو حديث النعمان بن بشير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند أهل السنن الأربعة وأحمد ((الدعاء هو العبادة ثم تلا قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني استجب لكم)).
2 - من خاف من ملك فحلق لحيته مع تحقق وقوع المكروه فهذا جائز ويدل لذلك فعل عمار بن ياسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو ثابت بمجموع طرقه.
3 - ورد عند أصحاب السنن عن المغيرة بن شعبة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ((من استرقى أو اكتوى فقد بريء من التوكل)) وهذا إسناد صالح وإن كان ليس بالقوي.
4 - لا يجوز قول لك خالص تحياتي أو خالص شكري فهذا لفظ شركي.
5 - قول توكلت على الله ثم عليك هذا لا يجوز وهو رأي الشيخ ابن إبراهيم في فتاويه أما اللجنة الدائمة فبعضهم يرى جواز ذلك والشيخ عبد الرزاق عفيفي سألته فرأى جواز ذلك والأقرب قول ابن ابراهيم.
6 - التواكل هو ادعاء التوكل دون فعل الأسباب والوكالة هي تنيب عنك اداً وهذا جائز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/471)
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:11 ص]ـ
وليس منشيء للدليل.
4 - قوله تعالى في سورة الأنعام (ثم ردوا إلى مولاهم الحق .. )
التصويب النحوي للجملة:
وليس منشئاً للدليل
تصويب الآية: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:27 ص]ـ
ولم يسم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحد من الأنبياء شيخه
وقال النسابين إن آزر لقب لأبيه
سمى الله ييى بن زكريا
التصويب النحوي للجملتين:
ولم يسم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحداً من الأنبياء شيخَه.
وقال النسابون: إن آزر ..........
التصويب الإملائي للجملة الأخيرة
سمى الله يحيى بن زكريا
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:40 ص]ـ
إذا ودع أدهم الآخر
مئة وأبع وعشرين ألف نبي وثلاثمائة وثلاث عشرة من الرسل
جاء عند الترمذي من طريق أبي إساق السبيعي
التصويب الإملائي للجملتين الأولى والثالثة:
إذا ودَّع أحدهم الآخر.
جاء عند الترمذي من طريق أبي إسحاق السبيعي
التصويب النحوي للجملة الثانية:
مائةً وأربعةً وعشرين ألف نبي وثلاثَ مائةٍ وثلاث عشرة من الرسل.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:59 ص]ـ
والوكالة هي تنيب عنك اداً وهذا جائز.
تصويب الجملة:
والوكالة هي أن تنيب عنك أحداً وهذا جائز.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[21 - 02 - 07, 02:06 ص]ـ
كل أمر انعقد سببه في عهد النبي وفي عهد الصحابة ولم يفعلوه مع إمكانية الفعل فعمله بعدهم بدعة.
قاعدة رائعة اظن ذكرها الشاطبي بوركت
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:36 ص]ـ
أبو ثابت // بارك الله فيك وما شاء الله عليك مدقق،،
أبو حمدان،، بور ك فيك ,,,
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:43 ص]ـ
شريط شرح الأصول الثلاثة للشيخ عبد الله السعد رقم 3
1 - ورد عند احمد من طريق أفلت بن خليفة عن جسرة بن دجاجة عن عائشة رضي الله عنها أن صفية أرسلت بحفنة طعام للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكسرتها فغضب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فخافت أن يلعنها فقالت أعوذ بالله منك يا رسول الله من غضبك أو كما قالت.
وهذا الحديث ضعيف لجهارة جسرة وأفلت ليس بالقوي ولكن يشهد له حديث أبي مسعود البدري الذي ورد فيه .. ((لله أقدر عليك منك على هذا .. ) ولهذا قال بعض العلماء لا يجوز الاستعاذة إلا بالله ولكن الصحيح جواز الاستعاذة بالمخلوق بشروط ثلاثة:
أ) أن يكون قادراً عليه ب) أن يكون حي فلا يجوز بالأموات ج) أن يكون موجوداً.
2 - حديث ابن عباس عند أحمد والترمذي ((إذا استعنت فاستعن بالله وإذا سألت فاسأل الله))
هذا قال عنه ابن الجوزي: تأملته فكاد قلبي ينفطر
وهذا الحديث حديث صحيح قد رواه جمع عن ابن عباس رضي الله عنهما وجاء من غير طريق ابن عباس
ولكن أقوى أسانيد الخبر ماجاء في المسند والترمذي وكتاب الدعاء للطبراني كلهم من حديث الليث بن سعد عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس وهو إسناد جيد ورجاله ثقات وقال ابن منده هذا أصح أسانيد الخبر كما نقل عنه الحافظ ابن رجب وقد جاء من حديث علي بن عبدالله بن عباس ومن حديث ابن أبي مليكة وشهر وحديث عمر مولى غفرة كلهم عن ابن عباس وغيرهم ولكن جميع أسانيده لاتخلو من كلام وكثير منها فيه ضعف والأقوى هو الطريق الذي ذكرته قبل قليل
وجاء من حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري وجابر ولكن كل هذه الأسانيد لايصح منها شيء
3 - ورد عند النسائي عن عقبة بن عامر أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمره أن يقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس دبر كل صلاة
وكذلك في أذكار الصباح والمساء تقرأ أيضا ثلاث مرات وذلك في حديث عقبة بن عامر وبعض العلماء يجعل معهما سورة الإخلاص أي في أذكار الصباح والمساء ودبر كل صلاة ولكن الحديث الوارد في هذه السورة لايصح
4 - الصحيح في الأضحية أنا سنة مؤكدة لما روى مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: إذا أراد أحدكم أن يضحي ... الخ الحديث)) فعلق الأمر بالإرادة وكذلك نقل الإجماع على عدم وجوب الأضحية إجماع الصحابة وثبت عن أبي بكر وعمر أنهما كانا لا يضيحيان لئلا يظن أنها واجبة.
5 - حديث طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي دخل رجل النار في ذباب ... ) هذا أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والطبراني.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 01:55 م]ـ
شريط شرح الأصول الثلاثة للشيخ عبد الله السعد رقم 4
1 - أخرج أبو داود وغيره من طرق عن أبي المنيب الجرشي عن ابن عمر أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (من تشبه بقوم فهو منهم) والتشبه قسمان:
الأول: تشبه أكبر وهو في دينهم وعباداتهم واحتفالاتهم الدينية.
الثاني: تشبه أصغر وهو في عاداتهم وأحوالهم ولباسهم.
2 - لم يصح في الكتاب والسنة اسم لملك الموت وخطأ تسميته بعزرائيل وكذلك تسمية خازن الجنة برضوان والله أعلم.
3 - الذي يظهر أن صحف موسى هي نفس التوارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/472)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:18 م]ـ
شريط شرح الأصول الثلاثة للشيخ عبد الله السعد رقم 5
1 - حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي هذا حديث لابأس بإسناده.
2 - النهي عن التسمي بكنية الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي بأبي القاسم هذا خاص في وقت حياته لما ورد في النسائي بسند جيد عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إذا جاءني ولد هل أسميه باسمك و أكنيه بكنيتك قال: نعم. فسمى ولده محمد وهو ابن الحنفية من كبار التابعين.
3 - الصحيح أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث إلى الإنس والجن فقط ولم يبعث إلى الملائكة والدليل قوله تعالى ((قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .. ))
4 - من الغيبيات التي وقعت وأخبر عنها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما رواه الإمام أحمد والطبراني في الكبير من حديث عبس الغفاري وذكر ست علامات منها: كثرة الشرط، والاستخفاف بالدم، وظهور نشء يتغنون بالقرآن .. وهذا لا بأس بإسناده.
5 - روى أبو داود بإسناد صحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (من سمع بالدجال فلينأ عنه فإنه يأتيه الرجل وهو مؤمن ثم يتابعه لما يلقي عليه من الشبه).
6 - حديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من قال ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات من ذلك اليوم مات شهيداً .. أخرجه الترمذي وضعفه.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:20 م]ـ
شريط إيماض البرق للشيخ علي القرني
1 - قال الشاعر:
زمزم فينا ولكن أين من ... يقنع الناس بجدوى زمزم
2 - والله وبالله وتالله نقول للناس لا نعرف أحداً كمله الله بكل فضيلة ونزهه عن كل رذيل مثل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
فلن ترى في وصفه مثيلا ** مستوجباً ثنائي الجميلا
فهو خنام الرسل باتفاق ** وأفضل الخلق على الإطلاق
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:22 م]ـ
شريط شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد للشيخ يوسف الغفيص 1
1 - مسألة الاستثناء في الإيمان ليست من أصول الإيمان.
2 - عندما يؤلف مؤلف عن الإيمان يقصد به شيئين:
أ) أن يذكر المؤلف جميع أصول الإيمان من القدر والشفاعة وغيرها وهذا منهج الإمام مسلم في صنيعه.
ب) أن يقصد مسائل معينة في الإيمان كالمسمى والرد على المرجئة وهذا ما نحاه البخاري وهنا أبو عبيد سلك نفس المسلك ولذا تجد بونا شاسعاً عندما تقارن بين كتاب الإيمان من صحيح البخاري وكتاب الإيمان من صحيح مسلم.
3 - ذكر أبو الحسن الأشعري في المقالات أن المرجئة 12 فرقة وأشدها فرقة الجهم بن صفوان.
4 - قال الإمام أحمد: ثبت الحديث في الخوارج من عشرة وجوه.
5 - أول من تكلم في مسمى الإيمان الخوارج وأول من قال بالإرجاء من الفقهاء حماد بن أبي سليمان ثم تبعه أبو حنيفة وهؤلاء لا يخرجون عن دائرة السلف.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:26 م]ـ
شريط شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد للشيخ يوسف الغفيص 2
1 - اقتران خطاب العمل بنداء الإيمان هذا يدل على دخول الأعمال بمسمى الإيمان وهذا معروف في لسان العرب.
2 - في حديث بريدة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (قاض في الجنة وقاضيان في النار) قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل هذا بالدماء فكيف بالديانة.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:35 م]ـ
شريط شرح الإيمان (3) للشيخ يوسف الغفيص
1 - كلام السلف في زيادة الإيمان ونقصانه في خلاف لفظي
جمهور السلف يقولون الإيمان يزيد وينقص ويطلقون وبعضهم يقول الإيمان يتفاضل نقل عن ابن المبارك ونقل عن الإمام مالك في إحدى الروايتين قال الإيمان يزيد وسكت عن لفظ النقصان.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
شريط شرح الإيمان (4) للشيخ يوسف الغفيص
1 - الذين قالوا إن الإيمان هو المعرفة فقط هم غلاة المرجئة وعلى رأسهم الجهم بن صفوان الترمذي وكذلك منهم أبي الحسين بن صالح.
2 - الخلاف اللفظي تختلف الألفاظ والمعاني متماثلة والتنوع الألفاظ مختلفة والمعاني متوافقة.
3 - التصديق يزيد وينقص وهذا رأي جمهور السلف خلافاً لابن حزم وهو منصوص عليه عند أحمد كما ذكره عنه ابن تيمية رحمة الله وزيادته بتعدد الدليل وفقه الدليل والعمل به ...... إلخ.
4 - ذكر بعض المعاصرين يقول إن تكفير تارك الصلاة لم يثبت عن الإمام مالك والشافعي وإنما من غلط الأصحاب وهذا ليس بصحيح لأمرين:
الأول: أن الأصحاب المالكية والشافعية أطبقوا في الجملة أن مالك لا يكفر تارك الصلاة ومن المتعذر أن الأصحاب بجملتهم ومحققيهم يجمعون على خطأ عن مالك وهو بريء منه ولاسيما كبار المالكية القدماء يذهبون إلى ذلك.
الثاني: أن من هو خبير باختلاف الفقهاء وهو من المتقدمين في الجملة وهو محمد بن نصر المروزي صاحب كتاب تعظيم قدر الصلاة واختلاف الفقهاء وهو من أضبط الناس للخلاف وأشاد به ابن تيمية ومع ذلك قرر هذا قول لمالك والشافعي والله أعلم.
5 - بعض من يذكر باب ذم أهل البدع يذكر أحاديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ذم أهل البدع وتسمية الطوائف مثل حديث"القدرية مجوس هذه الأمة" ولكن لم يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسمية فرقة إلا الخوارج فهو مشهور ولكن ثبت عن بعض الصحابة كابن عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر عن القدرية ولذا لم يذكر هذه الأحاديث الأئمة المعتمدين كأحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/473)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:40 م]ـ
شريط شرح الإيمان (5) للشيخ يوسف الغفيص
1 - "لا يضر مع الإيمان معصية" هذه مقولة لغلاة المرجئة نسبها ابن حزم والأشعري في مقالاته لمقاتل بن سليمان ولكن شيخ الإسلام يقول:"لم يعرف قائلة" وجزم بعدم صحتها إلى مقاتل بن سليمان.
2 - شيخ الإسلام تكلم عن مسألة تكفير الذنوب الكبائر في المجلد السابع والعاشر في الفتاوى ورسالته رفع الملام عن الأئمة الأعلام
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:46 م]ـ
شريط جلسات العلوان (9) قصة وفاة أبي طالب
1 - حديث قصة وفاة أبي طالب هذا في الصحيحين رواة الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن أبا طالب ....... إلخ
ورواه عن الزهري جمع منهم صالح بن كيسان ومعمر
وفي الحديث رواية تابعي عن تابعي وهو الزهري يروي عن سعيد بن المسيب.
2 - الزهري محمد بن شهاب ولد سنة 50 وتوفي سنة 125هـ
سعيد بن المسيب سيد التابعين ولد سنة 15 قبل مقتل عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بـ8 سنين وتوفي سنة94هـ.
3 - سعيد بن المسيب يقرأ المسيَّب والمسيِّب والصواب المسيَّب وما روي عن سعيد أنه أنكر هذا وقال سيبوني سيبهم الله كما سيبوني هذا ضعيف ولا يثبت عنه.
4 - أعمام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذين أدركهم الإسلام أربعه أسلم اثنان وكفر اثنان والعجيب أن الذين أسلموا أسمائهم موافقة لأسماء أهل الإسلام والذين كفروا أسمائهم مخالفة فالذين أسلموا حمزة والعباس والذين كفروا (أبو طالب) عبد مناف و (أبو لهب) عبد العزى.
5 - أبو طالب كان يناصر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويدافع عنه ويحميه ويقول:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا
ويقول:
ولقد علمت بأن دينك من أوفى أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا.
وقد حمل قولة تعالى "وهم ينهون عنه وينئون عنه" أي ينهون عن أذيته كأبي طالب وينئون أي يبعدون عن دعوته
والسبب الذي حمل أبو طالب في عدم متابعة الرسول? هو ما خرجه مسلم من طريق يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة"لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله على ذلك إلا الجزع لأقررت به عينك".
6 - تلقين لا إله إلا الله الكفار واليهود يقال لهم قولوا بالأمر وحديث أبي سعيد"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" عند مسلم
والمسلم فيه خلاف:
أ) منهم من حمل على الأمر.
ب) منهم من حمل على التذكير فقط.
وهذا للاجتهاد بعض الناس يستبشر وبعضهم يتضجر ويقول لست مسلم.
*في حديث صالح بن عريب عند أبي داود عن كثير بن مرة عن معاذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:"من كان أخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة".
7 - مضرة صاحب السوء كما وقع لأبي طالب
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي.
8 - قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" والله لأستغفرن ..... "
فيه أنه حلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير استحلاف ولا يحلف الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا للأمور المهمة وحفظ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه حلف من غير استحلاف في نحو 80 موضعا.
9 - نحن بحاجة لعلماء صادقين وأئمة مصلحين يقولون الحق حيثما توجهت ركائبه كأبي ذر حينما قال:"والله لو وضعت الصمصامة على هذه ثم استطعت أن أجيز كلمة سمعتها من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأجزتها قبل أن تجيزوا علي" _ رواه البخاري في صحيحة معلقا ووصله الدارمي وإسناده صحيح_.
10 - والعلم يدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه لا تشقنا اللهم بالحرمان.
11 - المسافر إذا صلى خلف مقيم قول ابن عمر وابن عباس الجمهور يصلي مثله وهو الراجح.
12 - إتيان المرأة في دبرها حرام والأحاديث ضعيفة وقد ورد عن أبي الدرداء "هل يفعل ذلك مسلم؟ " وقال ابن عباس"ذاك الكفر" وكذلك ثبت في الطب أنه سبب للإصابة في التخثر بالدم.
13 - لنوح عليه السلام أربعة أبناء ورد عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - _ موقوفا ومرفوعا ووقفه أصح_ وهم" يام (أغرقه الله باليم) سام (والد العرب والفرس والروم) وحام (والد السود) ويافت (والد يأجوج ومأجوج) "_ وقد يقال له حكم المرفوع _
14 - قال أحد السلف: " لو يلاحظ أحدكم دينه كما يلاحظ شسع نعله إذا انقطع لسلم له دينه".
15 - حل السحر بسحر هذا فيه خلاف والأفضل عدم الفتوى به علناً وبيان مخاطره والمنع هو قول الجمهور مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد في رواية أما جوازه عند أحمد في روية والصحيح عن سعيد بن المسيب وابن مفلح في الفروع وأفتى به الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
16 - قال النووي " من أتاه الله فهما وحفظا فلم يطلب العلم فهو آثم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/474)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 11:42 م]ـ
شرح حديث جابر في صفة حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للشيخ عبدالكريم الخضير (1)
1 - حديث جابر اعتنى به العلماء شرحا وألف فيه مؤلفات خاصة وألف فيه ابن المنذر واستنبط منه 150 فائدة وهو يستطاع منه أكثر من ذلك.
2 - إذا أفرد إسحاق في الأسانيد فالمقصود به ابن راهويه خصوصا إذا كان لفظ تحديثه بـ (أخبرنا).
3 - إذا روى البخاري عن شيخين ولم يبين صاحب اللفظ فابن حجر يقول: ظهر بالاستقراء من عادته أن اللفظ يكون للأخير منهما
أما مسلم: فيبين صاحب اللفظ
والقاعدة: أغلبية لوجود أحاديث يرويها عنه اثنان ثم ينص الحافظ أن اللفظ للأول.
4 - جمهور أهل العلم صرحوا بالتحريم للنظر للأم إذا كان لشهوة وصرح بعضهم ولو لم يكن لشهوة بل مطلق النظر وهذا قول النووي.
5 - قول (مرحبا) سنة لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأمي هاني حينما قالت:"السلام عليك" قال:"مرحبا بأم هاني" وفيه خلاف أنه يكتفى بمرحبا وبعضهم قال لابد من الرد بمثله أو أحسن منه ولا يعني عدم نقل الراوي في أم هاني السلام جواز ذلك لثبوته في حكم أخر.
6 - صلى بهم وهو أعمى فيه دليل على جواز صلاة وإمامة الأعمى وفيه خلاف أيهم أولى الأعمى أم المبصر فالذين قالوا الأعمى قالوا:"لئلا ينشغل" والذين قالوا المبصر لأنه أولى وأكمل للتحرز من النجاسات والقول المرجح أن التفضيل والمرجح قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث أبي مسعود:"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...... إلخ".
7 - طريقة الأرقام عند العرب معروفة ثم هجرت ومن أراد الاستزادة فليرجع لفتح الباري لابن حجر جـ (13) ـزء صفحـ (108) ـة أو سبل السلام والتلخيص.
8 - الذين حجوا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقربون من120 ألف ومن العلماء من زاد ومنهم من نقص.
9 - الصلاة للإحرام لها صلاة تخصه وهذا مذهب العلماء كافة كما قاله ابن عبد البر والنووي وخالف جماعة قالوا وقع اتفاقا فإن وافق فريضة وإلا لا والأولى الأول لحديث" صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة .... إلخ" والتأسيس أولى من التأكيد أي: تأسيس حكم جديد لأن الصلاة معروفة فهذه للإحرام.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 11:44 م]ـ
شرح حديث جابر في صفة حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للشيخ عبدالكريم الخضير (2)
1 - بطن عرنة عند الجمهور ليست من عرفة ومالك يجزي مع الإثم وقد يلزمونه بدم ودليلهم كلهم" ارفعوا عن بطن عرنة"
الجمهور:" أمرنا بالرفع"
مالك:" لو لم يكن منها لم يذكر"
2 - " أول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث " وفي نسخة صحيحة لمسلم دم ربيعة بن الحارث
هو ابن ربيعة (الحارث أو إياس أو آدم) أتاه حجر طائش من هذيل فقتله والرواية الأخرى أنه هو المطالب لدمه وربيعه عُمِرَّ وعاش حتى خلافة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
3 - الرمل والسعي الشديد للنساء قال بعض العلماء لا يشرع والشوكاني يرى أنه ثابت للنساء.
4 - الصيام في عشر ذي الحجة نقل عن أحمد تصحيح ذلك وثبوته عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن بعض أزواجه وعند مسلم من حديث عائشة أنه لم يصم وهو أثبت منه
ولعله شغل في بعض السنوات فلم يصم
وعلى كل حال من يحتاج الناس ولو صام انقطع عنهم نقول له لا يصوم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 11:46 م]ـ
شرح حديث جابر في صفة حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للشيخ عبدالكريم الخضير (3)
1 - فأعطى عليا فنحر ما غبر
غَبَر: أي ما بقي
عَبَر: أي مضى
فيه كتاب اسمه (العِبْر في خبر من غبر) وهذا خطأ صوابه (العبر في خبر من عبر) أما من غبر ما يترجم لمن بقي.
2 - جمرة العقبة هل هي من منى أم لا؟ خلاف والاحتياط عدم المبيت عندها في ليالي المبيت.
3 - يسن الأكل من الهدي والأضحية وبعضهم أوجبها.
4 - التكبير المطلق يبدأ من غروب شمس أخر يوم من ذي القعدة ويكون في كل مكان أما المقيد وهو من يوم عرفة إلى أخر أيام التشريق عقب الصلاة فهذا فيه خلاف فمن قائل بوجوبه وسنيته وبدعيته ومن شواذ العلم الحسن يقول: المسبوق يكبر بعد الصلاة ثم يقضي.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 11:51 م]ـ
شرح حديث جابر في صفة حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للشيخ عبدالكريم الخضير (4)
1 - الشيخ يرى الرمي بعد الزوال حتى في يوم 12.
2 - قال الحريري في مقاماته:
وكاتبون وما خطت أناملهم حرفا ولا قرؤوا ما خط في الصحف
يقصد الخرازين الذين يخرزون النعال.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
وهو يستطاع منه أكثر من ذلك.
آه أثرت والله الأشجان، حصل لي ذلك قبل سنتين ونصف تقريباً، ونهبته مني يدُ الضياع.
وإني راضٍ بقضاء الله وقدره حامدُ له سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/475)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وماذا قال الشيخ المحدث عبدالله السعد عن هذا الحديث.
5 - حديث طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي دخل رجل النار في ذباب ... ) هذا أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والطبراني.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:27 م]ـ
آه أثرت والله الأشجان، حصل لي ذلك قبل سنتين ونصف تقريباً، ونهبته مني يدُ الضياع.
وإني راضٍ بقضاء الله وقدره حامدُ له سبحانه.
بورك فيك أخي أبا ثابت على المتابعة، ولا تحزن وأعد الكرة مرة أخرى ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيراً
وماذا قال الشيخ المحدث عبدالله السعد عن هذا الحديث.
5 - حديث طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي دخل رجل النار في ذباب ... ) هذا أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والطبراني.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وفقك الله أخي نايف ..
ذكرت من ضمن الفوائد على مسائل الجاهلية للشيخ نفسه وفي نفس هذا الموضوع أنه قال سنده صحيح إلى سلمان موقوفاً.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:38 م]ـ
شريط جلسات الشيخ سليمان العلوان (26)
1 - الاستسقاء ليس له يوم محدد بل هو عند الحاجة ويستسقي أهل البلد المقحطين فقط لأنه لم يرد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا السلف الصالح أنهم كانوا يحددون الاثنين أو الخميس بل الوارد عند أبي داود من حديث الزهري عن عروة عن عائشة "أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعدهم يوما" قال أبو داود عقبة (إسناده جيد).
2 - وقت أذكار الصباح والمساء "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا* وسبحوه بكرة وأصيلا"
البكرة: أول النهار.
أصيلا: آخر النهار والذي عليه أهل اللغة من بعد العصر إلى غروب الشمس.
وقال تعالى:" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "
فتبدأ أذكار الصباح من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس وتبدأ أذكار المساء من بعد العصر أو دخول وقت صلاة العصر إلى غروب الشمس والأفضل في ذلك قبيل الغروب إذا قرب الليل هذا أحد الأقوال في المسألة وهو أظهرها عندي.
* وقيل في المسألة إن المساء يبتدئ من زوال الشمس بناء على تفسير المساء بالمعنى اللغوي.
* إذا فاتت تقضى لكونها متعلقة بحال الرجل لئلا تصيبه عين أو غير ذلك كما يندب قضاء السنن الرواتب فإذا فاتت القبلية تقضى, والوتر إذا فات إما أن يقضى بين أذان الفجر والإقامة على هيئته كما ثبت عن جمع من الصحابة وإن قضاه بعد طلوع الشمس شفعا.
3 - قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث العقيقة "ويحلق رأسه " أي في اليوم السابع والحلق سنة وظاهر الحديث تخصيص الحلق للذكر دون الأنثى وفي المسألة قول أخر أنه يعم للذكر والأنثى لحديث " أميطوا عنه الأذى " وهذه العلة موجودة وهو قول قوي.
*جاء في حديث عبدالله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالتصدق بوزنه فضة وهذا خبر معلول بعلتين:
الأولى: تفرد ابن عقيل وليس له متابع
الثانية: الانقطاع بين علي وأبي رافع ولا يصح حديث ي التصدق بوزنه ذهبا ولا فضة.
5 - قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
وقول أعلام الهدى لا يعمل بقولنا بدون نص يقبل
فيه دليل الأخذ بالحديث وذاك في القديم والحديث
قال أبو حنيفة الإمام لا ينبغي لمن له إسلام
أخذ بأقوالي حتى تعرضا على الحديث والكتاب المرتضى
ومالك إمام أهل الهجرة قال وقد أشار نحو الحجرة
كل كلام منه ذو قبول ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال:إن رأيتموا قولي مخالف لما رويتموا
من الحديث فاضربوا الجدار بقولي المخالف الأخبار
وأحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته بل نص ذلك اطلبوا
فاسمع مقالات الهداة الأربعة واعمل بها فان فيها منفعة
لقمعها لكل ذي تعصب والمنصفون يكتفون بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
6 - المسألة أو الحكم إذا بني على حديث ضعيف نرد الحكم إلى الأصل حينما نأتي إلى حديث ضعيف أورده المؤلف _المجد بن تيمية _ أو غيره واستدل به فقهاء الحنابلة حديث لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن استدل به الحنابلة ويحرم على الحائض قراءة القرآن
وحينما نبحثه نجده في مظانه جاء من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي? وإسماعيل بن عياش إذا روى عن غير أهل بلده فهو ضعيف بالاتفاق وإسماعيل بن عياش شامي وإذا روى عن غير أهل الشام فهو ضعيف وإذا روى عن أهل الشام فهو صدوق
وهذا الحديث رواه إسماعيل عن موسى بن عقبة المدني الحجازي فلا نأخذ بحديثه وسئل عنه الإمام أحمد فقال:"باطل" ونقل شيخ الإسلام في الفتاوى الاتفاق على ضعفه وذكر ابن القيم في أعلام الموقعين أن هذا باطل بالاتفاق.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[08 - 03 - 07, 01:29 ص]ـ
شريط جلسات الشيخ سليمان العلوان (26)
جوزيت خيراً هذه الجلسة اسمتعت لفوائدها بالصوت والصورة قبل حوالي ثلاث سنوات تقريباً فك الله أسر الشيخ وجمعنا به في عليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/476)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 01:35 ص]ـ
ابو مهند القصيمي
ودّي أقولك حاجه؟؟؟
يا شيخ تصدق إني أحبك في الله
اسأل الله ان يجمعنا في الفردوس الاعلى
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:35 م]ـ
أحبك الله يا أخ نايف.فيما أحببتنا فيه.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 02:26 م]ـ
شريط جلسات الشيخ سليمان العلوان (6)
1 - الإمام علي بن عاصم الواسطي والده حثه على طلب العلم وأعطاه مئتي ألف درهم وقال: لا تأتي حتى تأتيني بمئة ألف حديث عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو فتوى الصحابة والتابعين.
2 - هشام بن عمار - رحمه الله – ولد عام 153هـ أي بعد الشافعي بـ3 سنين حثه والده على طلب العلم على الإمام مالك المولود سنة 93هـ والمتوفى سنة 179هـ.
وقد قيل إنه هو المعني فيما رواه الإمام أحمد والترمذي في جامعه من طريق ابن جريج عن أبي الزبير المكي - وعنعنة ابن جريج غير مؤثرة - عن أبي صالح عن أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة "
قال سفيان والإمام أحمد وتبعهم جماعة منهم ابن تيمية أن المعني الإمام مالك.
*لما أراد هشام بن عمار طلب العلم لم يكن عنده مال فصنع والده أعظم مما صنع والد علي الواسطي باع بيته وأعطى ابنه قيمة هذا البيت
وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار بذاته
وكان هشام شابا صغيرا لا يعرف آداب الطلب فذهب إلى مالك – والآداب من العلم – جلس هشام في وسط الحلقة فقال: يا أبا عبدالله حدثني وطريقة مالك أن الطالب يقرأ فإذا غلط رد عليه فقال مالك: ويحك اقرأ فإذا غلطت رددنا عليك فقال: لا حدثني فقال ويحك اقرأ فإذا غلطت رددنا عليك
مالك:
يدع الجواب فلا يراجع هيبةً والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى فهو المطاع وليس ذا سلطان
فقال لا حدثني فغضب مالك وهو بمنزلة الوالد لولده فقال مالك: قم يا غلام فاضرب هذا خمسة عشر سوطا فما كان من الغلام إلا أن يستجيب له فهو المطاع وليس ذا سلطان فضربه 15 سوطا والناس ينظرون فبكى هشام وما يتعجب من كونه ما هرب لأن الطالب يقدم عن رغبة وقناعة وبالتالي هو يتجاوب مع هذا لأنه يعلم قدر العلم وأهميته ويعرف أن العلم لا ينال براحة الأبدان فقال مالك طالب حديث ويبكي فقال هشام: ما أبكي على الضرب ولكن أبكي على أن والدي باع بيته فيكون حظي الضرب.
مالك لما سمع هذا رق قلبه وقال:أبحني (حللني) فقال هشام: لا أحللك إلا أن تحدثني بكل سوط ضربتني حديثا فما كان من مالك إلا أن يحدثه فحدثه خمسة عشر حديثا فقال هشام: اضربني ثانية وحدثني
اصبر على مر الجفاء من معلم فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابه فكبر عليه أربعا لوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار بذاته
وهشام طلب العلم وقت الصغر فأصبح رجلاً كبير القدر وليس الكبر كبر الجسم:
ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه ويخلف ظنك الرجل الطرير
وقد عظم البعير بغير لب فلم يستغن بالعظم البعير
وهشام هذا أصبح فيما بعد شيخاً للبخاري ولا يروى حديث المعازف إلا من طريقه توفي عام 245هـ
3 - الإمام ابن حزم رحمه الله طلب العلم وهو كبير حين تجاوز عمره 26 سنة دخل المسجد ذات يوم وهم يصلون على جنازة فصلى عليها ثم صلى تحية المسجد فقذفه رجل بالحصى وقال: تصلي تحية المسجد في وقت النهي. ثم إنه مرة أخرى أتى المسجد ذات يوم فجلس ولم يصلي فقذفه رجل وقال: تجلس ولم تصلي تحية المسجد. فقال ابن حزم: هذا الأمر الذي جهلت فيه مرتين وهو أمر واحد لأطلبن العلم فيه فطلب العلم فحفظ القرآن وتفقه على مذهب الشافعي ومالك إلى أن صار إماماً مستقلاً له مذهب مشهور وإن لم يكن معدوداً في المذاهب المشهورة ويعرف مذهبه بمذهب (الظاهرية). وحين سأل في الكبر ما هي أمنيتك قال:
مناي من الدنيا علوم أبثها وأنشرها في كل بادٍ وحاضر
دعاءٌ إلى القرآنِ والسننِ التي تناسى رجالٌ ذكرَها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً إذا هيعةٌ ثارت فأول نافر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/477)
لألقى حمامي مقبلاً غير مدبرٍ بسمر العوالي والرِقاق البواتر
كفاحاً مع الكفار في حومة الوغى وأكرم موت للفتى قتلُ كافر
فيا رب لا تجعل حِمامي بغيرها ولا تجعلني من قطين المقابر
وقد جاء في الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: (من سأل الشهادة صدقاً من قلبه بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).
4 - حين أتى رجلٌ إلى الأعمش يتعجب من كثرة الحضور فقال الأعمش: لا تتعجب ثلثٌ يموتون،وثلثٌ يشتغلون بالتجارة، وثلثٌ يتبعون السلطان. فما بقي أحد.
والعلم يدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه لا تشقنا اللهم بالحرمان
5 - لا بد للعلم من جد واجتهاد منهم من جلس في المسجد سنة أو سنتين ومنهم من جلس في المسجد ثلاثة أعوام وهو معكم في هذا المقام ينام في المسجد، ويفطر في المسجد، ويتعشى في المسجد.
6 - العلم كما قال بعض السلف: تعطيه كلك يعطيك بعضه فكيف بالواحد منا وقد أعطى العلم بعضه.
7 - العلم شريف لا يناله إلا الشرفاء, رفيع لا يناله إلا الرفعاء وإذا غامر إنسان فلا يغامر إلا بمثل هذه الأمور وهي التي تستحق المغامرة والتفرغ
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر كبير
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجوع يفقر والإقدام قتال
*هذه الأبيات كلها للمتنبي
8 - جاء في الصحيحين من طريق عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح الضبعي عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" من أشراط الساعة أن يقبض العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر وينتشر الزنا "
9 - من مشايخنا أول من تلقيت العلم عليه صالح البليهي ,والمحدث عبدالله الدويش, وحماد الأنصاري.
10 - يقول ابن معيط في ألفيته
وبعد فالعلم جليل القدر وفي قليله نفاد العمر
فابدأ بما هو الأهم فالأهم فالحازم البادئ بما يستتم
فإن من يتقن بعض الفن يضطر للباقي ولا يستغني
11 - يقول أحد السلف إذا رأيت صاحب حديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجزاهم الله عنا خيرا حفظوا لنا الأصل فلهم منا الفضل
كل العلوم سوى القرآن مشغلةٌ إلا الحديثَ وعلمَ الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين
12 - إذا تعارض مناسبة زواج ودرس علمي مفيد:
الأصل تقديم العلم مادام لك درس علمي وتشعر بالفائدة منه فلا تجعل شي يحول بينك وبينه ولكن قد يقترن بالزواج ما يجعلك تقدم الزواج على الدرس كأن يكون الزواج لأخ أو أخت فإذا لم تحضر وصفت بالعقوق وغضب عليك والديك بشرط عدم وجود المنكرات.
13 - الفائدة من مسح رأس اليتيم هو أن يشعر اليتيم بالرحمة ويعوضه ما كان يستشعره من أبيه فاليتيم يتيم الأب ولا يتم بعد احتلام والأحاديث الواردة بمسح رأس اليتيم كلها معلولة ولا يصح في الباب شيء حسب علمي فلا مانع من أن نقوم على رعاية اليتيم ولو لم يكن له أب أو أم أو مفقود.
14 - المقصود بحديث " من عال يتيما ..... إلخ " هذا الحديث المقصود به إعالته بوضعه بالبيت والقيام بجميع شؤونه لا دفع المال فقط ولكن هنا نحث على التصدق بالمال ويكون له بعض الأجر وبعض الأخوة يقول لا تبين ولكن نحن نبين ونوضح
15 - غسل الجمعة اختلف العلماء في ذلك:
منهم من يقول أنه واجب وهو قول أهل الظاهر واختاره أبو عوانة فيما أحفظ وجماعة ويستدلون بحديث أبي سعيد في الصحيحين أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " غسل الجمعة واجب على كل مسلم "
وحديث ابن عمر " من راح إلى الجمعة فليغتسل" متفق على صحته
وذهب الجمهور منهم الأئمة الأربعة بأن الغسل سنة مؤكدة ويحتجون بحديث من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال" من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل " رواه الترمذي وجماعة (مضطرب ضعيف لايثبت)
ويحتجون بحديث عائشة " لو اغتسلتم ليومكم هذا " ما قال اغتسلوا دل على أن الغسل غير واجب
القول الثالث: أنه سنة وواجب على من به رائحة وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ولعل هذا القول هو أعدل الأقوال وهو أمر تحث عليه الشريعة
والطيب مستحب على الإطلاق ويوم الجمعة يتأكد أكثر.
16 - ما درجة حديث الترمذي "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم "
*المحفوظ في هذا الخبر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال" تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلين بينهما شحناء فيقال دعوهما حتى يصطلحا"
ومحفوظ أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصوم الاثنين "ذاك يوم ولدت فيه وفيه تعرض الأعمال ...... إلخ "رواه مسلم
هذا يشرع صيامه أما صيام يوم الخميس فلا أعلم رواية صحيحة هذا و الروايات الواردة فيه معلولة على حسب علمي لكن من صام يوم الخميس فلا تثريب عليه.
17 - حديث رواه أبو داود "صلاة الرجل في الفلاة تعدل خمسين صلاة" رواه أبو داود وأصله في الصحيحين _دون الرواية_ فهذه الرواية شاذة.
18 - العملية الاستشهادية تحدثت عنها كثيرا و لا يصح تسميتها انتحارية وصححت كتاب (هل انتحرت حواء) وهذا موجود في الموقع وغيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/478)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:01 م]ـ
شريط جلسات الشيخ سليمان العلوان (7)
1 - قال الإمام السمرقندي (خمس عقوبات تصل الحاسد قبل أن يصل حسده المحسود1 - هم لا ينقطع,2 - مصيبة لا يؤجر عليه,3 - مذمة لا يحمد عليها,4 - يغلق عنه باب التوفيق,5 - سخط الرب عليه)
2 - جزم غير واحد من الفقهاء أن العائن الذي عرف بالعين واشتهر بذلك ولم يتب بأنه يحبس ولايخرج من الحبس حتى يتوب وينفق عليه من بيت المسلمين.
واختلفوا رحمهم الله إذا قتل بسبب العين هل يقتل به أم لا؟
قولان عند العلماء رحمهم الله
3 - لا تظلمن إذا كنت مقتدرا فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم
4 - المقصود بالناقض للإسلام من شك في كفر المشركين هم اليهود والنصارى والمشركين المجمع على كفرهم أما المرتد فلا يقال أن من شك في كفره فهو كافر لأنه قد يكون من كفره ليس بأهل .... إلخ وطاووس قال (عجبا لإخواننا من أهل الكوفة يسمون الحجاج مؤمنا وهو كافر) سماهم إخوانهم مع أنه يرى أن الحجاج كافر.
5 - أخرج الإمام أحمد من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصر الله بهم الدين" وهذا حديث صحيح وهذه بشارة وإحدى البشائر الدالة على ارتباط حاضر الأمة بسابقيها وأن الدين سيعود وينتصر
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 10:16 م]ـ
هذان الملفان وضعت فيهما جميع الفوائد السابقة نظراً لطلب بعض الإخوة ...
وبقية الفوائد تأتي بإذن الله تعالى ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 07:28 ص]ـ
شريط جلسات الشيخ سليمان العلوان (10)
1 - قال الإمام أبي عبدالله البخاري رحمه الله تعالى حدثني محمد بن عثمان بن كرامة قال حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:"قال الله تعالى (من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ..... إلخ) " وهذا الحديث تفرد به البخاري عن مسلم وأصحاب السنن ولم يخرجه البخاري في صحيحة إلا في موضع واحد في كتاب الرقاق- باب التواضع
وقد احتج الإمام البخاري بكل رواته وصحح لهم وهو أحد الأحاديث القدسية الصحيحة ويسمى هذا الخبر عند بعض العلماء بحديث الولي وهو أصح حديث في الأولياء.
2 - في الحديث إثبات صفة المحبة خلافا للجهمية والأشاعرة وأهل البدع وما زال أهل السنة يصيحون بهم وخالد القسري على ما هو عليه يوم عيد الأضحى قال يا أيها المسلمون ضحوا تقبل الله أضاحيكم فإني مضح بالجعد بن درهم إذ زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما وقد أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم فقال في نونيته:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد القسري يوم ذبائح القربان
إذا قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان
3 - للنظر ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: نظر محرم بإجماع المسلمين وهو النظر لشهوة سواء نظر إلى المرأة أو إلى الأمرد والمرأة نظرت إلى رجل أو امرأة بقصد الشهوة.
المرتبة الثانية: نظر مقصود يقصد ذات النظر والتمعن بالملامح فهذا الصواب منعه لعموم قوله تعالى"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"و"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" الآية عامة ولأنه قد يكون وسيلة للنظر بشهوة وتحريمه هو قول الجمهور وعليه يحمل حديث الزهري عن نبهان عن أم سلمة "أعمياوان أنتما"قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه ابن حبان وابن خزيمة والحاكم وجماعة وتكلم فيه بعض العلماء والصواب أنه حديث جيد.
المرتبة الثالثة: نظر ليس لشهوة وليس مقصود لذاته فهذا نظر مباح كنظر الرجل إلى المرأة وهي تشتري منه ونظر المرأة وهي تمر بالشارع ومن هذا القبيل نظر عائشة إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب والدرق.
4 - قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية: هذه المسألة من مسائل الإجتهاد والإختلاف بين العلماء وألخص مذاهبهم على النحو التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/479)
منهم من قال قراءتها شرط لصحة الصلاة سواء كانت جهرية أم سرية وهو مذهب الشافعي رحمه الله ويستدل بحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ..... أم القرآن في رواية " وفي حديث ابن عيينة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ومن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فهي خداج خداج خداج" أي ناقصة وبحديث مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قالوا: نعم قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب" فهذا تخصيص.
القول الثاني: غير واجبه في السرية والجهرية يكفي ما تيسر من القرآن مذهب أبو حنيفة ورواية مالك وأحمد ويستدلون بأحاديث ضعيفة وأحاديث صحيحة غير صريحة
منها "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" ضعيف
وحديث مالك عن الزهري عن ابن عكيمة عن أبي هريرة أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انصرف من صلاة جهرية فقال: هل قرأ أحد معي فسكتوا فأعاد مرة ثانية وثالثة ثم قالوا: نعم فقال: مالي أنازع القرآن" قال الزهري فانتهى الناس عن القراءة خلف الإمام
وهم يحملونها على السرية والجهرية وحملها على السرية فيه نظر.
المذهب الثالث: أن الفاتحة شرط لصحة الصلاة السرية أما الجهرية فلا تجب وهذا أحد القولين في مذهب احمد وقال به وأفتى به جماعة من المالكية ولعله الأقرب للصواب تجب في السرية سواء كانت في الظهر أو العصر والأخرى من المغرب أو الأخريين من العشاء ولا تجب في الجهرية وهو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين
هذا مذهب أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعلي بن أبي طالب وزيد وابن عمر وجابر وجماعة وحين قيل للإمام أحمد إن فلانا يقول العلم يقصد الشافعي من لم يقرأ بالفاتحة بالصلاة الجهرية فصلاته باطلة فغضب الإمام أحمد من هذا القول وقال من قال بهذا هذا رسول الله وهؤلاء صحابته وهؤلاء التابعون لهم بإحسان وهذا مالك في المدينة وهذا الليث بن سعد في أهل مصر والأوزاعي في أهل الشام وسفيان في أهل الكوفة هل سمعتم أحد منهم قال بهذا القول ونصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية
حديث مالك عن الزهري عن ابن عكيمة عن أبي هريرة السابق دليل قوي على عدم وجوب الفاتحة بالصلاة الجهرية
أما حديث مكحول عن محمد بن الربيع عن عبادة "لعلكم تقرءون خلف امامكم .... " فما أصرحة من حديث لكن ضعيف تفرد به مكحول عن محمود بن الربيع وخالفه الزهري ورواه بلفظ"لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وحديث الزهري هو المحفوظ كما نص عليه الإمام أحمد والترمذي في جامعه جاء هذا الجزء عن مكحول عن نافع بن محمد بن الربيع عن عبادة ولكنه معلول أيضا رواه أبو داود
والإمام لا يشرع له أن يقف ليقرأ المأموم بل مجرد ما يقول ولا الضالين آمين يبادر بالإستعاذة أو البسملة إذا كان سوف يبدأ من السورة والمأموم يجب عليه الإنصات لقولة تعالى (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا أجمعوا على أنها نزلت في الصلاة.
5 - حديث "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة " رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وإسناده جيد.
6 - حكم زكاة الذهب مسألة خلافية:
المذهب الأول: مذهب أبي حنيفة زكاة الحلي الذهب الملبوس واجبة ملبوساً كان أو مدخرا ويستدلون بحديث خالد بن الحارث عن الحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدة أن امرأة أتت إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتؤدون زكاة هذا قالت لا قال أيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار وهذه رواية عن أحمد وأفتى به جمع من الصحابة
وقد قيل "ما أودي زكاته فليس بكنز" وجمع يحتجون بعمومات قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة)
جاء عن أم سلمة وعن ابن عمر بإسناد صحيح "ما أودي زكاته فليس بكنز"
القول الثاني: أن الزكاة في المدخر ولو لم يكن معدا للتجارة دون الملبوس وهؤلاء يقولون الملبوس بمنزلة أثاث البيت أما المدخر فيأخذ أحكام الأموال المدخرة في البنوك فإذا حال عليها الحول وجبت الزكاة.
القول الثالث: لا زكاة في الذهب مطلقاً ما لم يكن معداً للتجارة سواءً أعده للادخار أو أمور المستقبل أو لحفظ المال أو أعده لزوجته أو أعدته المرأة للبس أو كانت تلبسه فلا زكاة فيه وهذا قول الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين كمالك والشافعي والمشهور من مذهب الإمام أحمد ولعل هذا القول أقرب للصواب من حيث الأدلة الشرعية وإن كان مذهب أبي حنيفة أحوط
وإن الأورع الذي يخرج ... من الخلاف ولو ضعيفاً فاستبنِ
فكما قلنا مذهب الجمهور أقوى من حيث الأدلة.
* حديث عمرو بن شعيب ضعيف وهو صريح لكنه ضعيف مضطرب أعله النسائي وغيره بالإرسال وهو الصواب فهو لا يثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/480)
ـ[أبو ابراهيم العتيبي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 02:40 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مهندحفظك الله أين أجد أشرطة جلسات الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره
لأن عندي شريطين فقط من الفتاوى وللتواصل على الإيميل al_batar99@hotmail.com وأنا حريص أشد الحرص على إقتنائها.
جزيت خيرا.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 04:16 ص]ـ
بارك اللهُ فيك حبيبَنا أبو المهنَّد القصيمي ....
1 - قال الشاعر:
زمزم فينا ولكن أين من ... يقنع الناس بجدوى زمزمِ
البيتُ للشيخ / سلمان العودة في قصيدته:
سبح الحقُّ بتيَّار الدمِ ** واشتوى باللهبِ المضطرمِ ..............
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - 12 - 07, 04:33 ص]ـ
4 - تصغير الاسم لله إذا كان في الدعاء هذا كفر وأما إذا ناديت به الإنسان كعبد المجيد فهذا لا ينبغي لأنه يجر إلى ما لايحمد عقباه
أرجو توضيح الكلام اكثر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 02 - 08, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونرجو المزيد من الفوائد
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 05:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الافادة القيمة
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:26 م]ـ
إن شاء الله أنا عازم على الإكمال قريباً ..
بورك فيكم أحبتي ...
ـ[ساعي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر السويدي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 02:19 م]ـ
أخي أبو مهند ..
أولا: أحبك في الله.
ثانياً: هل لك أن تعطينا الطريقة التي تتبعها في جمع الفوائد من الأشرطة؟ ثم ألاحظ بعضها يكون طويل قليلاً فهل تجلس تعيده إلى أن تكتبه كاملاً؟ وهل تستمع للمادة كاملة ثم تسجل الفوائد أم كل ما مررت على فائدة كتبتها؟ أرجو التوضيح بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:52 ص]ـ
الأخ: ساعي:
بورك فيكـ وسلمك الله ..
=====
الأخ: أبو عمر الإماراتي:
طريقتي في هذه الفوائد أنني أحياناً آتي بها بالنص والأكثر أذكرها بأسلوبي وطريقتي أنني أسمع الأشرطة في السيارة وحينما تعجبني فائدة أحاول أتذكرها عند الوقوف عند المنزل أو المسجد أو أي مكان آخر وأحياناص في أوقات انتظار الأهل أسمع وأدون وهكذا فكل الفوائد من طريق مسجل السيارة ولله الحمد والمنه
===
الأخ: صالح بن عمير:
وإياكـ أخي الفاضل ..
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[14 - 04 - 08, 04:20 م]ـ
جزا الله الأخ أبو مهند القصيمي خيرا "على هذه الفكرة الطيبة"، وكذا جميع المشاركين،وأنا إن شاء الله سأضع في المرة القادمة بعضا من الفوائد التي سمعتها من بعض الأشرطة ...
والله الموفق
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 01 - 10, 02:57 م]ـ
مزيدًا من الإثراء يا إخوة.(59/481)
نص يثبت أن اللباس الأبيض للأطباء مأخوذ من المسلمين وأنهم كانوا يلبسون الأسود
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:49 ص]ـ
نص يثبت أن اللباس الأبيض للأطباء مأخوذ من المسلمين وأنهم كانوا يلبسون الأسود
ذكر الجاحظ في كتابه البخلاء عن أسد بن جاني لمحات تضمنت العديد من الفوائد التي أتركها للقارئ ليستنبطها بنفسه قال:
فأما أسد بن جاني فكان يجعل سريره في الشتاء من قصب مقشر لأن البراغيث تزلق عن ليط القصب لفرط لينه وملاسته.
وكان إذا دخل الصيف وحر عليه بيته أثاره حتى يغرق المسحاة. ثم يصب عليه جراراً كثيرة من ماء البئر. ويتوطؤه حتى يستوي. فلا يزال ذلك البيت بارداً ما دام ندياً. فإذا امتد به الندى ودام برده بدوامه اكتفى بذلك التبريد صيفته. وإن جف قبل انقضاء الصيف وعاد عليه الحر عاد عليه بالإثارة والصب. وكان يقول: خيشتي أرض وماء خيشتي من بئري وبيتي أبرد ومؤنتي أخف. وأنا أفضلهم أيضاً بفضل الحكمة وجودة الآلة. (ماشاء الله أول مخترع لنظام التكييف)
وكان طبيباً فأكسد مرة فقال له قائل: السنة وبئة والأمراض فاشية وأنت عالم ولك صبر وخدمة ولك بيان ومعرفة. فمن أين تؤتى في هذا الكساد
فقال: أما واحدة فإني عندهم مسلم وقد اعتقد القوم قبل أن أتطبب لا بل قبل أن أخلق أن المسلمين لا يفلحون في الطب! (عقدة النقص)
واسمي أسد وكان ينبغي أن يكون اسمي صليباً ومرايل ويوحنا وبيرا وكنيتي أبو الحارث وكان ينبغي أن تكون أبو عيسى وأبو زكريا وأبو إبراهيم.
وعلى رداء قطن أبيض وكان ينبغي أنت يكون رداء حرير أسود. (هنا بيت القصيد)
ولفظي لفظ عربي وكان ينبغي أن تكون لغتي لغة أهل جنديسابور
بدون تعليق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:41 ص]ـ
ولفظي لفظ عربي وكان ينبغي أن تكون لغتي لغة أهل جنديسابور
أما اليوم فلغتهم نصف إنكليزية أو نصف فرنسية. سبحان الله.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 04 - 08, 03:02 ص]ـ
الشيخ الكريم الغوثاني .. نقل ماتع و فائدة طيبة، جزاكم الله خيرا.
أما اليوم فلغتهم نصف إنكليزية أو نصف فرنسية. سبحان الله.
لعل هذا كان متفشيا لدى القدماء منهم لاحتكاكهم بالدكاترة الأجانب -الأغلبية-الذين تعلموا على أيديهم أصول المهنة و تأثروا بلسانهم و بعض عاداتهم ... أما حاليا فنلاحظ العكس، وخاصة أبناء جيلنا هذا، فقد أصبحوا يميلون إلى التحدث بالفصحى مع غيرهم إلا في المصطلحات أحيانا إذا لم يجدوا لها بديلا في قاموسهم اللغوي، و يقتصرون في التحدث باللغة الأجنبية في الوسط الطبي بين الزملاء و المحاضرات و المؤتمرات "للضرورة العلمية" ...
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:58 م]ـ
اللباس الأبيض مهم للطبيب فلو لوث بشيء يظهر أما الأسود فقد يلوث و لا يلاحظ الطبيب شيئا جزاكم الله خيرا على الفائدة(59/482)
هل ترجم الزركلي لهذه الشخصية أم لا؟
ـ[أحمد حسن]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:19 م]ـ
بحثت جاهدا عن ترجمة للسلطان عبدالحميد الثاني في الأعلام للزركلي فلم أجد فهل هي موجودة في مكان لا أعرفه في الأعلام أم لا؟ وإذا كانت غير موجودة فما السبب في إهمال الزركلي لشخصية مهمة ومشهورة كهذه؟ أرجو المساعدة.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:32 م]ـ
ذكر الشيخ محمد خير رمضان يوسف في " تتمة الأعلام " أن الزركلي: اقتصر على العرب والمستعربين والمستشرقين.
فلعله لم يذكره لهذا.
ـ[العاصمي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:42 م]ـ
جزم الشيخ بكر أبو زيد - شفاه الله وعافاه - أنّ الزركليّ لم يترجم لأحد من خلفاء بني عثمان، ولا أذكر أنّي رأيته ترجم أحدا منهم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:47 م]ـ
جزم الشيخ بكر أبو زيد - شفاه الله وعافاه - أنّ الزركليّ لم يترجم لأحد من خلفاء بني عثمان، ولا أذكر أنّي رأيته ترجم أحدا منهم.
وذلك لأنه كان متأثراً بالتيار القومي العربي
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:57 م]ـ
الزركلي لم يستوعب في تراجمه، ولهذا ترك خلقاً لم يترجمهم، وأذكر أن شيخنا الشاذلي النيفر يرحمه الله تعالى قد عقد في مقدمة تحقيقه لموطأ علي بن زياد ترجمة حافلة لأن الزركلي لم يترجم لعلي بن زياد القيرواني راوية الموطأ، ولهذا يمننا أن نستدرك على الزركلي الكثير من الأعلام، وبكل حال كان ينبغي ألا تفوته ترجمة هؤلاء الأعلام من خلفاء بني عثمان عليهم من الله الرحمة.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:00 م]ـ
من الرائع أن يقوم أحد الباحثين بتكملة التراجم التي لم يترجم لها الزركلي
ومواصلة الترجمة من حيث أنتهى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:16 م]ـ
يوجد فعلا عدة كتب في الاستدراك على الأعلام:
= محمد خير رمضان يوسف – تتمة الأعلام – دار ابن حزم – بيروت – 1418هـ = 1998م.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5154
= موسوعة الأعلام [على أسطوانة ليزر]
= تذييل على الأعلام - أحمد العلاونة - في جزئين
= محمد عبدالله الرشيد - الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام - دار ابن حزم 2001
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=1341
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:18 م]ـ
ثم وقفت على ما يلي في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/printthread.php?t=34844
1) تتمة الأعلام للأستاذ محمد خير رمضان يوسف في مجلدين وذكر فيه وفيات عام 1397 - 1415هـ وصدر عن دار ابن حزم بيروت الطبعة الأولى عام 1418هـ وجعل بآخره مستدرك على التتمة، ثم طُبِع الطبعة الثانية عن نفس الدار عام 1422هـ في ثلاث مجلدات الأخير منها مستدرك على التتمة.
2) ذيل الأعلام للأستاذ أحمد العلاونة في مجلدين وذكر فيه وفيات عام 1397 – 1421هـ وصدر الجزء الأول عن دار المنارة بجدة عام 1418هـ والثاني عن نفس الدار عام 1422هـ.
3) إتمام الأعلام للدكتور نزار أباظة والأستاذ محمد رياض المالح في مجلد وصدر عن دار صادر بيروت الطبعة الأولى عام 1999م
1) قام الأستاذ أحمد العلاونة بالاستدراك على الأعلام وجعله في الجزء الأول من كتابه المتقدم من 239 - 328
2) الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للأستاذ محمد بن عبدالله الرشيد في مجلد وصدر عن مكتبة الإمام الشافعي الرياض ودار ابن حزم بيروت عام 1422هـ
3) نظرات في كتاب الأعلام للأستاذ أحمد العلاونة في مجلد وصدر عن المكتب الإسلامي بيروت عام 1424هـ
4) تحقيقات وتصحيحات لكتاب الأعلام للأستاذ محمد أحمد دهمان مقال نُشِر في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق المجلد 53 الجزء الثاني ربيع الآخر 1398هـ (نقله الأستاذ أحمد العلاونة في الجزء الأول من ذيل الأعلام من 329 – 341)
5) الشيخ إسماعيل بن علي الأكوع حيث نُشِر له مقال في مجلة العرب السنة الثامنة محرم وصفر 1394هـ من 562 – 569 (نقله الأستاذ أحمد العلاونة في الجزء الأول من ذيل الأعلام من 343 – 345)
6) الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حيث قال (وللأستاذ محمد أحمد دهمان مقال ذكر فيه أوهام الزركلي في الأعلام، ولديَّ ضعفها، فإن نشطت جمعت ما هنالك في كتيب مستقل) (تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستلال للشيخ بكر أبو زيد 127الحاشية).(59/483)
إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا عن سب الصحابة
ـ[السعداوي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
تمر الأمة الإسلامية هذه الأيام بحادثة لو لم توحد كلمتها خلالها فمن الصعب أن يحدث ذلك طبقاً
لما نراه واقعاً.
و مع علمنا بأن توحيد الأمة ليس على الله بعزيز, أردت فقط التنويه إلى بعض النقاط التي أراها مهمة, و أرجو من إخواني في الله المشاركة و تصحيح ما كان غير صحيحاً.
النقطة الأولى هي: لماذا لا يسأل المسلمون أنفسهم أين كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل أن تنشر تلك الصور؟ لماذا لم نتذكره إلا الآن؟ هل نحن فعلاً نحبه؟ .... إذن لماذا لا نتبع سنته و نتمسك بهديه؟ لماذا لم ندافع عن سنته التي يستهزأ بها في أرض المسلمين أنفسهم؟
النقطة الثانية هي: رأينا من قام بالمظاهرات حاملاً لافتة مكتوب عليها "إلا رسول الله" بل نرى ذلك حتى على صفحات الجرائد و الانترنت .... ماذا لو سب أحد من الناس الصحابة؟ الذين هم يسبون فعلاً منذ قرون بين أظهر المسلمين
نسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد و أن يعز الاسلام و أهله و أن يذل الشرك و أهله
اللهم أرنا فيمن استهزأ بنبيك ما يسرنا و يفرحنا
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[السعداوي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:56 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
أرجو من أخي المشرف تعديل العنوان بوضع صلى الله عليه و سلم بدلاً من - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(59/484)
موقع جديد لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله , فقد قامت "مفكر الإسلام " ( http://islammemo.cc) بإنشاء موقع أسمه http://www.alnaby.com/ لنصرة الرسول عليه الصلاة و السلام(59/485)
هل يجب على المرأة إجابة الدعوة؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
مما هو معلوم أن إجابة الدعوة واجبة على المدعو ......... فهل يدخل النساء فى هذا الأمر ........ وكيف السبيل إذا كانت الدعوات من الأهل والأصدقاء كثيرة فتؤدى إلى ضيا ع الأوقات؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:28 ص]ـ
السؤال:
أحيانا أدعى إلى حضور عزيمة صغيرة أو مناسبة كبيرة .. ما العمل إذا كانت هذه الاجتماعات غالبا فيها غيبة وهمز وتفاخر وتنافس على الملابس وهمز لمن تلبس ملابس بسيطة (مثلي) وقد يكون بها نميمة كما أن لدي أعمال منزلية (لا أرغب في استقدام خادمة , وكل من تحضر هذه المناسبات تقريبا لديها خادمة فتجد فراغا في الوقت).
وزوجي وبيتي محتاج لي , كل دقيقة أبذلها في بيتي لها أثر إن شاء الله وهو رسالتي الأولى كما أنني أتمنى وقتا إضافيا لكي أقرأ القرآن أو كتاب نافع ولا أريد الدخول في اجتماعات دنيا أرى مضارها تطغى على فوائدها إن كان لها فوائد أرشدوني ما هو التصرف المناسب؟ وما هو العذر المناسب لعدم الحضور إن كان يحق لي ذلك؟
وما العمل إن كانت صاحبة العزيمة تحقد علي وتفرح إذا رأتني في موقف محرج وتتكلم علي هل يجب علي حضور دعوتها؟.
الجواب:
الحمد لله
وبعد: فقد ورد في صحيح البخاري (1164) ومسلم (4022) أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ ".
وقد قسم العلماء الدعوة التي أُمر المسلم بإجابتها إلى قسمين:
الأول: الدعوة إلى وليمة العرس، فجماهير العلماء على وجوب إجابتها إلا لعذر شرعي، وسيأتي ذكر بعض هذه الأعذار ـ إن شاء الله ـ.والدليل على وجوب الإجابة ما رواه البخاري (4779) ومسلم (2585) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
الثاني: الدعوة لغير وليمة العرس على اختلاف أنواعها، فجماهير العلماء يرون أن إجابتها مستحبة، ولم يخالف إلا بعض الشافعية والظاهرية، فأوجبوها، ولو قيل بتأكد استحباب الإجابة لكان قريبا.والله أعلم.
لكن العلماء اشترطوا شروطا لإجابة الدعوة، فإذا لم تتحقق هذه الشروط لم يكن حضور الدعوة واجبا ولا مستحبا، بل قد يحرم الحضور، وقد لخص هذه الشروط الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال:
1 - ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور لسببين: إجابة الدعوة، وتغيير المنكر، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور.
2 - أن يكون الداعي للوليمة ممن لا يجب هجره أو يُسنّ. [كأن يكون مجاهرا بفسق أو معصية، وهجره قد ينفع في توبته من ذلك]
3 - أن يكون الداعي مسلما، وإلا لم تجب إجابته لقوله صلى الله عليه وسلم: " حق المسلم على المسلم .. "
4 - أن يكون طعام الوليمة مباحا، يجوز أكله.
5 - أن لا تتضمن إجابة الدعوة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة.
6 - أن لا تتضمن ضررا على المجيب مثل أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم، أو نحو ذلك من أنواع الضرر. (القول المفيد 3/ 111 بتصرف).
وزاد بعض العلماء:
7 - أن لا يخص الداعي المدعو بالدعوة بل يدعو الحاضرين في مجلس عام لحضور وليمته. وهو أحد هؤلاء، فلا يلزمه الحضور عند الأكثر.
وبهذا يتبين لك أن حضور مثل هذه الدعوات لا يلزمك بل قد يحرم عليك، إذا كنت لا تستطيعين تغيير المنكر أو يترتب على حضورك تضييع حق زوجك أو حق أولادك من تربيتهم ورعايتهم الواجبة عليك، ثم أنت أيضا لا تسلمين من شرهم و ضررهم، وهذا عذر يسقط عنك حضور الدعوة الواجبة، فكيف بما هو دونها.
ولابد أن تنبه المرأة أيضاً بأنها لابد من أن تستأذن زوجها للخروج إلى المناسبة التي دُعيت إليها وعليك أن تنصحي هؤلاء الأخوات بالحرص على الاستفادة من وقتهن ومجالسهن فيما يعود عليهن بالنفع الديني أو الدنيوي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من مغبة المجالس التي لا يذكر الله تعالى فيها فقال صلى الله عليه وسلم: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ " رواه الترمذي (3302) و قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني كما في صحيح الترمذي (3/ 140).
وَمَعْنَى قَوْلِهِ تِرَةً: يَعْنِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً
وفي سنن أبي داود (4214) وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً " وصححه النووي في رياض الصالحين (321) وتابعه الألباني رحمهما الله.
فأبلغي إليهم هذه النصيحة إما مشافهة أو كتابة، ولو زدت على ذلك بأن دعوتهم في منزلك، واغتنمت الاجتماع لعقد حلقة ذكر بالإضافة إلى بعض الأمور المباحة المحببة إلى نفوسهن لعل الله أن يجعلك سببا في أن تسني لهم هذه السُنة الحسنة في الاستفادة من مثل هذه المجالس. والله الموفق.
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/486)
ـ[أم حنان]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:17 م]ـ
وأنتم كذلك(59/487)
ماذ يقول الأخوة والمشايخ الكرام فى هذا: سنسأل فى القبر عن جرح المجروحين!!
ـ[بن عباس]ــــــــ[05 - 02 - 06, 09:01 م]ـ
قرأت هذا المقال ... وتعجبت له كثيراً .. فهل قال بهذا القول أحد من أهل العلم من قبل ..
وإليكم المقال!!
بسم الله الرحمن الرحيم
شبهة والجواب عنها
هل يُسأل العبد في قبره عن جرح المجروحين؟
وهل يسأل يوم القيامة عن ذلك؟
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في: "كتاب الكسوف" (1053):
"حدثنا عبد الله بنُ يوسُفَ قال: أخبرنا مالكٌ, عن هشامِ بن عُرْوةَ عن امرأتِهِ فاطمةَ بِِنْتِ المنذر, عن أسماءَ بنتِ أبىِ بكرٍ - رضي الله عنهما - أنها قالت:
أتيت عائشةَ رضي الله عنها, زوجَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, حين خَسَفَتِ الشمسُ, فإذا الناسُ قيامٌ يُصَلُّونَ, وإذا هي قائمةٌ تصلي, فقلت: ما للناسِ؟ فأشارت بيدها إلى السماءِ, وقالت: سبحان الله. فقلت: آيةٌ؟ فأشارت: أَيْ نعم. قالت: فَقُمتُ حتى تَجَلاّني الغَشْيُ (1) , فجعلت أَصبُّ فوق رأسي الماءَ, فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حَمِدَ اللهَ وأثنى عليه, ثم قال: "ما من شيءٍ كنتُ لم أَرَهُ إلا قد رأيته في مقامي هذا, حتى الجنةَ والنارَ, ولقد أوحي إلىَّ أنكم تُفتنون في القبور, مِثْلَ أو قريبًا, من فتنة الدجال, لا أدري أيَّتَهُما قالت أسماءُ, يُؤْتَى أحدُكم فيقالُ له: ما عِلْمُكُ بهذا الرجلِ؟ فأما المؤمنُ, أو الموقِنُ، لا أدري أَيَّ ذلك قالت أسماءُ, فيقولُ: محمد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا وآمنا واتبعنا, فيقال له: نم صالحًا, فقد علمنا إن كنت لموقنًا, وأما المنافقُ, أو المرتابُ, لا أدري أيَّتَهما قالت أسماءُ, فيقولُ: لا أدري, سمعت الناس يقولون شيئًا فَقُلْتُهُ".
الحديث رواه البخاري - رحمه الله تعالى - في عدةِ مواضعَ من صحيحه بألفاظٍ متقاربةٍ, وقد رواه مسلم - رحمه الله - في صحيحه في "كتاب الكسوف" برقم (11 - 905) بنحوه.
قلت: فأنت ترى في هذا الحديث أن العبد في قبره يُؤتى فَيُسألُ عن علمه بهذا الرجل - ألا وهو النبيَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيقول المؤمن أو الموقن: هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا وآمنا واتبعنا, فيقال له: نم صالحًا, فقد علمنا إن كنت لموقنًا, والآن أقول: إن جرح الكفار, والمبتدعين, والفاسقين هو من العلم الذي جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-, ومن البينات, والهدى الذي جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- , فالمؤمن أو الموقن أجاب وآمن واتبع ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, وإن الله - عز وجل - قد كَفَّر في كتابه الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم, وذمَّ الكافرين في غير ما موضع من كتابه, ويَدْخلُ المبتدعةُ في مثل قوله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) وفي غير ذلك من الآيات, وكذلك ذَمَّ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخوارجَ, في غير ما حديث, وذَمَّ اللهُ الفاسقين في كتابه, وقال في الذين يقذفون المحصنات العفيفات ((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)). والفاسق قد يكون كافرًا إذا كان فسقه فسقًا أكبر, مخرجًا من الملة, كفسق إبليس الذي قال فيه الله عز وجل ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)) وقد يكون الفاسق مسلمًا إذا كان فسقه فسقًا أصغر, أو فسقًا غيرَ مخرج من الملة، أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/488)
فسقًا دون فسق, كما في قاذف المحصنات مثلاً فالقاذف يمكن أن يكون مسلمًا, ولكنه يكون فاسقًا لاقترافه إحدى السبع الموبقات, وإحدى الكبائر, وقال تعالى في كتابه: ((قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) فسبيل الغي بَيِّنٌ كما أن سبيل الرشد بين، وقال تعالى: ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) فسبيل المجرمين بجميع أصنافهم بينة واضحة، وقال تعالى: ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) والهداية في الآية هداية البيان والإيضاح، فكما أن الله عز وجل بين طريق الخير لاتباعه فقد بين طريق الشر لاجتنابه.
قال ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسير قوله تعالى ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) قال: (الطريقين.) (2)
فبان بذلك, وبغيره من الأدلة أن جرح المجروحين هو من العلم الذي جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبلَّغه إلينا، وأن العبد يسأل في قبره عن علمه بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقد علمت أن جرح المجروحين من العلم الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فيكونُ داخلاً ضمن سؤال العبد في قبره عن علمه برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, وأن هذا العلمَ - أعني علمَ الجرح للمجروحين - هو من البينات والهدى, وأنه يجب على المؤمن أو الموقن أن يقبلَ هذا العلم وغَيْرَه من العلوم التي جاء بها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, وبلَّغها البلاغَ المبينَ, وأن يجيبَ ويُؤمنَ ويتبعَ, ما أوجبه الله عز وجل عليه, أما ما يتعلق بالسؤال عن هذا يوم القيامة، فإنا نحتج بقول الله تعالى: ((فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)) فنقول: إن الله عز وجل أكد أنه سيسأل الذين أُرسِلَ إليهم رُسُلُهم بالبينات والهدى, وبلغوهم البلاغَ المبينَ, ولا شك في أن جرح المجروحين هو من العلم والهدى والبلاغ والبينات التي جاء بها المرسلون, والتي سيسأل عنها العبد يوم القيامة, فدل ذلك على أنه سيسأل عن جرح المجروحين يوم القيامة, فكما يُسأَلُ المرسلون يوم القيامة عن إبلاغ رسالات ربهم, بما فيها من جرح المجروحين وذمهم وعيبهم، فكما يُسأل هؤلاء المرسلون يُسْأَلُ كذلك مَنْ أُرسل إليهم هؤلاء المرسلون عن تلك الرسالات بما فيها من جرح هؤلاء المجروحين وذمهم وعيبهم.
فسحقًا للتلبيس وأهله الذين يلبسون على الناس أمر دينهم بشبههم الزائفة.
وسحقًا للبدع وأهلها الذين يصدون عن سبيل الجرح للمجروحين، سبيل السلف الصالحين، سبيل كتاب رب العالمين وسنة خاتم النبيين، الذي أرسله ربه ببيان السبيلين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين من منافقين وزنادقةٍ وملاحدةٍ، وكفارٍ، ومشركين ومبتدعين، وفاسقين.
وبعدًا للجهل وأهله الحيارى في ظلمات الجهالة، فهم يَخْبِطُون خَبْطَ عَشْواءَ (3)، ويركبون متن عمياء.
إذا علمت ما سبق – فاعلم أن من يحلف ويقسم ويتألى على الله بأن الله لن يَسْأَلَ عبدَهُ يوم القيامة وأنه لن يُسأل في قبره: لِمَ لمْ تكفرْ أو تبدعْ أو تفسقْ فلانًا؟ وأنه إنما يُسْاَلُ لم كفرتَ أو بدعتَ أو فسقتَ فلانًا؟ - اعلم أن من تألى على الله بذلك فإنه كذابٌ مفترٍ جريءٌ على الله عز وجل، فتبًا لمن هذا حاله أو مقاله. إذ قد علمت فساد مقاله وضلال حاله، وَلْيُعْلَمْ أني لم أَعْمِدْ إلى استقصاء الأدلة في جواب تلك الشبهة ودحضها وردها لأني رأيت أن فيما ذكرتُ كفاية وذكرى إن شاء الله، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والموفق يكفيه القليل، والضال المتهوك (4) الحيران العنيد لا ينفعه الكثير. قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ)). وقال: ((وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ)). وقال: ((وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)).
((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 10:27 م]ـ
هل لا حساب إلا حساب القبر؟
وأين ذهب ذهب الحساب يوم القيامة؟
وعموماً جزاك الله خيراً على فضحك لعصبة التخذيل لا كثرهم الله
ـ[بن عباس]ــــــــ[05 - 02 - 06, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي
ولكنه ذكر أننا سنسأل عنهم يوم القيامة ايضاً.
ـ[بن عباس]ــــــــ[09 - 02 - 06, 04:28 ص]ـ
هل من إفادة حول هذا ..
اقال بهذا أحد من قبل .. ام هو من التجرؤ على الله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/489)
ـ[بن عباس]ــــــــ[11 - 02 - 06, 07:47 م]ـ
!!
ـ[كريم يوسف]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
اذا كنتم تقصدون بالجرح جرح اهل البدع المعلوم بدعتهم فهذا من باب الامر بالمعروف و النهى عن المنكر
ولكن الطامة الكبرى فيمن يطلقون السنتهم فى علماء متبعين للكتاب و السنة بفهم السلف لمجرد انهم وقعوا او توهم الاخ انهم وقعوا فى خطا
فرجاء التوضيح
ـ[بن عباس]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:42 م]ـ
كاتب الموضوع يقصد السؤال عن المجروحين " أصحاب البدع " لكن الكلام به همز و لمز.
لكني أسأل حول مقالته التي يدافع عنها طلابه بإستماتة شديدة ألا وهو اننا سنسأل عنهم فى القبر ويوم القيامة قال الكاتب:
" ولا شك في أن جرح المجروحين هو من العلم والهدى والبلاغ والبينات التي جاء بها المرسلون, والتي سيسأل عنها العبد يوم القيامة, فدل ذلك على أنه سيسأل عن جرح المجروحين يوم القيامة "
وسؤالي: هل قال بهذا أحد من قبل أم هو من التجرؤ على الله الذي يرى الكاتب أنه يحذر منه!
"(59/490)
هل هكذا زواج مستوفي الشروط؟!
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[06 - 02 - 06, 12:19 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أود استشارة أهل الفقه عامة والفقه المعاصر خاصة حول هذه المسألة
سأل أحدهم عن الزواج عبر الاتصالات على أن يحضر أربع من الشهود بالإضافة إلى الشيخ ثم يتم الاتصال بالفتاة البالغة المسلمة العاقلة فتوكل الشيخ (تلفونيا بذلك خفية عن اهلها) ولمنع حصول ما يغضب الله من خلوة عبر الهاتف أو الزلل بكلمة غير شرعية لعدم قبولهم به لاعتبارات قبلية فيتم القبول من الوكيل ثم منها ويحدد المهر بوجود الشهود الأربعة وجعل العصمة بيدها على أن تتم الإجراءات القانونية في المحاكم ولا يتم الالتقاء الجسدي إلا حين تنتفي العوائق الآنفة الذكر ....
ملاحظة أو قد يتم هذا الأمر عبر الصوت والصورة معا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:54 ص]ـ
يتم الاتصال بالفتاة البالغة المسلمة العاقلة فتوكل الشيخ (تلفونيا بذلك خفية عن اهلها)
مقدمات للجواب
وأين الولي؟؟؟؟
واين نحن من قول النبي " أيما امرأة نكحت من غير ولي فنكاحها باطل باطل باطل "
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:15 ص]ـ
قال ابن قدامة في المغني 7/ 337
مسألة وفصول لا نكاح إلا بولي وشاهدين
مسألة: قال: ولا نكاح إلا بولي وشاهدين من المسلمين
في هذه المسألة أربعة فصول
الفصل الأول: أن النكاح لا يصح إلا بولي ولا تملك المرأة تزويج نفسها ولا غيرها ولا توكيل غير وليها في تزويجها فإن فعلت لم يصح النكاح روي هذا عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم وإليه ذهب سعيد بن المسيب و الحسن و عمر بن عبد العزيز و جابر بن زيد و الثوري و ابن أبي ليلى و ابن شبرمة و ابن المبارك و عبيد الله العنبري و الشافعي و إسحاق و أبو عبيد وروي عن ابن سيرين و القاسم بن محمد و الحسن بن صالح و ابي صالح و أبي يوسف لا يجوز لها ذلك بغير إذن الولي فإن فعلت كان موقوفا على إجازته
وقال أبو حنيفة لها أن تزوج نفسها وغيرها وتوكل في النكاح لأن الله تعالى قال: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} أضاف النكاح إليهن ونهى عن منعهن منه ولأنه خالص حقها وهي من أهل المباشرة فصح منها كبيع أمتها ولأنها إذا ملكت بيع أمتها وهو تصرف في رقبتها وسائر منافعها ففي النكاح الذي هو عقد على بعض منافعها أولى
ولنا [أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي] روته عائشة وأبو موسى وابن عباس قال المروذي سألت أحمد ويحيى عن حديث: [لا نكاح إلا بولي] فقالا صحيح
وروي عن عائشة [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل فإن أصابها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له] رواه أحمد و أبو داود وغيرهما فإن قيل فإن الزهري رواه وقد أنكره قال ابن خديج سألت الزهري عنه فلم يعرفه قلنا له لم يقل هذا عن ابن خديج غير ابن علية كذلك قال الإمام أحمد ويحيى ولو ثبت هذا لم يكن حجة لأنه قد نقله ثقاة عنه فلو نسيه الزهري لم يضره لأن النسيان لم يعصم منه إنسان
[قال النبي صلى الله عليه وسلم: نسي آدم فنسيت ذريته] ولأنها مولى عليها في لانكاح فلا تليه كالصغيرة وأما الآية فإن عضلها الامتناع من تزويجها وهذا يدل على أن نكاحها إلى الولي ويدل عليه أنها نزلت في شأن معقل بن يسار حين امتنع من تزويج أخته فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها وأضافه إليها لأنها محل له إذا ثبت هذا فإنه لا يجوز لها تزويج أحد وعن احمد لها تزويج أمتها وهذا يدل على صحة عبارتها في النكاح فيخرج منه أن لها تزويج نفسها بإذن وليها وتزويج غيرها بالوكالة وهو مذهب محمد بن الحسن وينبغي أن يكون قولا لـ ابن سيرين ومن معه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أيما امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل] فمفهومه صحته بإذنه ولأن المرأة أنما منعت الاستقلال بالنكاح لقصور عقلها فلا يؤمن انخداعها ووقوعه منها على وجه المفسدة وهذا مأمون فيما إذا أذن فيه وليها والصحيح الأول لعموم قوله: [لا نكاح إلا بولي] وهذا يقدم على دليل الخطاب والتخصيص ههنا خرج مخرج الغالب فإن الغالب أنها لا تزوج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/491)
نفسها إلا بغير إذن وليها والعلة في منعها صيانتها عن مباشرة ما يشعر بوقاحتها وروعونتها وميلها إلى الرجال وذلك ينافي حال أهل الصيانة والمروءة والله أعلم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:22 ص]ـ
قال ابن قدامة في المغني 7/ 337
مسألة وفصول لا نكاح إلا بولي وشاهدين
مسألة: قال: ولا نكاح إلا بولي وشاهدين من المسلمين
في هذه المسألة أربعة فصول
الفصل الأول: أن النكاح لا يصح إلا بولي ولا تملك المرأة تزويج نفسها ولا غيرها ولا توكيل غير وليها في تزويجها فإن فعلت لم يصح النكاح روي هذا عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم وإليه ذهب سعيد بن المسيب و الحسن و عمر بن عبد العزيز و جابر بن زيد و الثوري و ابن أبي ليلى و ابن شبرمة و ابن المبارك و عبيد الله العنبري و الشافعي و إسحاق و أبو عبيد وروي عن ابن سيرين و القاسم بن محمد و الحسن بن صالح و ابي صالح و أبي يوسف لا يجوز لها ذلك بغير إذن الولي فإن فعلت كان موقوفا على إجازته
وقال أبو حنيفة لها أن تزوج نفسها وغيرها وتوكل في النكاح لأن الله تعالى قال: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} أضاف النكاح إليهن ونهى عن منعهن منه ولأنه خالص حقها وهي من أهل المباشرة فصح منها كبيع أمتها ولأنها إذا ملكت بيع أمتها وهو تصرف في رقبتها وسائر منافعها ففي النكاح الذي هو عقد على بعض منافعها أولى
ولنا [أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي] روته عائشة وأبو موسى وابن عباس قال المروذي سألت أحمد ويحيى عن حديث: [لا نكاح إلا بولي] فقالا صحيح
وروي عن عائشة [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل فإن أصابها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له] رواه أحمد و أبو داود وغيرهما فإن قيل فإن الزهري رواه وقد أنكره قال ابن خديج سألت الزهري عنه فلم يعرفه قلنا له لم يقل هذا عن ابن خديج غير ابن علية كذلك قال الإمام أحمد ويحيى ولو ثبت هذا لم يكن حجة لأنه قد نقله ثقاة عنه فلو نسيه الزهري لم يضره لأن النسيان لم يعصم منه إنسان
[قال النبي صلى الله عليه وسلم: نسي آدم فنسيت ذريته] ولأنها مولى عليها في لانكاح فلا تليه كالصغيرة وأما الآية فإن عضلها الامتناع من تزويجها وهذا يدل على أن نكاحها إلى الولي ويدل عليه أنها نزلت في شأن معقل بن يسار حين امتنع من تزويج أخته فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها وأضافه إليها لأنها محل له إذا ثبت هذا فإنه لا يجوز لها تزويج أحد وعن احمد لها تزويج أمتها وهذا يدل على صحة عبارتها في النكاح فيخرج منه أن لها تزويج نفسها بإذن وليها وتزويج غيرها بالوكالة وهو مذهب محمد بن الحسن وينبغي أن يكون قولا لـ ابن سيرين ومن معه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أيما امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل] فمفهومه صحته بإذنه ولأن المرأة أنما منعت الاستقلال بالنكاح لقصور عقلها فلا يؤمن انخداعها ووقوعه منها على وجه المفسدة وهذا مأمون فيما إذا أذن فيه وليها والصحيح الأول لعموم قوله: [لا نكاح إلا بولي] وهذا يقدم على دليل الخطاب والتخصيص ههنا خرج مخرج الغالب فإن الغالب أنها لا تزوج نفسها إلا بغير إذن وليها والعلة في منعها صيانتها عن مباشرة ما يشعر بوقاحتها وروعونتها وميلها إلى الرجال وذلك ينافي حال أهل الصيانة والمروءة والله أعلم
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[06 - 02 - 06, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرا أخ زياد على ما قدمت ولس وقفة حول قولك:
واين نحن من قول النبي " أيما امرأة نكحت من غير ولي فنكاحها باطل باطل باطل "
مما لا شك فيه أن مثل هذا النكاح باطل لنص الحديث الذي ذكرته لذا كان السؤال حول التوكيل وهل يصح بوجود ولي أمرها الذي يمتنع لأسباب قبلية تخالف مبدأ الإسلام (إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه) فيتم التحول إلى توكيل غيره من يُثق في دينه.
أرى أن المبحث الآن ينصب حول شرعية التوكيل في مثل هذه الحالة ومن قال بالجواز وما ادلته ومن قال بالمنع وما هي ادلته ليتم الترجيح بينها وهل قاعدة سد الذرائع تدخل في مثل هذه المسألة.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 12:37 م]ـ
سأل أحدهم عن الزواج عبر الاتصالات على أن يحضر أربع من الشهود بالإضافة إلى الشيخ ثم يتم الاتصال بالفتاة البالغة المسلمة العاقلة فتوكل الشيخ (تلفونيا بذلك خفية عن اهلها) على أي شيء يشهد الشهود؟؟ وهل يعرفو ا من تزوج!!!
واذا دعول للشهادة فهل يعرفوا من هي التي تكلمت على الهاتف!!!
فتوكل الشيخ (تلفونيا بذلك خفية عن اهلها) هل يجوز هذا أصلا؟
ولمنع حصول ما يغضب الله من خلوة عبر الهاتف أو الزلل بكلمة غير شرعية لعدم قبولهم به لاعتبارات قبلية فيتم القبول من الوكيل ثم منها رد عليه الاخوة بارك الله فيهم.
وجعل العصمة بيدها على أن تتم الإجراءات القانونية في المحاكم ولا يتم الالتقاء الجسدي إلا حين تنتفي العوائق الآنفة الذكر .... اليست العوائق هي ما جعلتهم يفعلوا ذلك اصلا!!!!
ملاحظة أو قد يتم هذا الأمر عبر الصوت والصورة معا.
وجزاكم الله خيرا
سبحان الله ما هذا!! تفنن بالحيل.رحم الله ابن القيم:
ما شئت من مكر ومن خدع * ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة * وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما* وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله * في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما * تبغى من الأفعال والأقوال
واحتل على شرب المدام وسمها * غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا * عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل * هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها * يا محنة الأديان بالمحتال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/492)
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:37 م]ـ
تكمن المسألة بثلاث نقاط.
هل الزواج عبر وسائل الإتصالات أكانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة يعتبر زاوجا شرعيا؟
هل تقدم الفتاة بالسن ووصولها لسن العنوسة يجيز لها أن تطلب وكيلا عن والدها؟
متى يفقد الوالد صلاحيته على ابنته وهل الاعتبارات القبلية بعدم قبول أحد من قبيلة أخرى مما يلزم الفتاة شرعا؟
-----------------------
أخ مجدي زادك الله حرصا وعلما
المسألة تحتاج لمعرفة حكم الشرع بأدلة صحيحة أو تحقيق مناط عليها
نحن منكم نستفيد ونرتقي فإن كانت لديك أدلة بالتحريم أفدنا بها بارك الله فيك
أما رأي الشخصي لا الشرعي (وإن كان مطلبي معرفة حكم الشرع الملزم بهذه الواقعة)
إن لم يكن كذلك فقد ينفتح بابا لا يغلق بسهولة فيصبح كل واحد يفعل هذه الفعلة بحجة أن الشروط الشرعية قد تحققت فيتم استحلال الفروج والخلوات المحرمة على أساسه ...
ويبقى الأصل معرفة حكم الشرع لا الرأي ولا العواطف.
والله من وراء القصد.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:20 ص]ـ
[ quote= عمر السلفيون] تكمن المسألة بثلاث نقاط.
هل الزواج عبر وسائل الإتصالات أكانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة يعتبر زاوجا شرعيا؟
هل تقدم الفتاة بالسن ووصولها لسن العنوسة يجيز لها أن تطلب وكيلا عن والدها؟
متى يفقد الوالد صلاحيته على ابنته وهل الاعتبارات القبلية بعدم قبول أحد من قبيلة أخرى مما يلزم الفتاة شرعا؟
-----------------------
عضل التعريف: 1 - العضل في اللغة من: عضل الرجل حرمته عضلا - من بابي قتل وضرب - منعها التزويج , وعضل المرأة عن الزوج: حبسها , وعضل بهم المكان: ضاق , وأعضل الأمر: اشتد , ومنه: داء عضال أي شديد. وقد استعمل الفقهاء العضل في النكاح بمعنى منع التزويج , قال ابن قدامة: معنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك ورغب كل واحد منهما في صاحبه. وكذلك استعملوا العضل في الخلع بمعنى: الإضرار بالزوجة قال ابن قدامة: إن عضل زوجته , وضارها بالضرب والتضييق عليها , أو منعها حقوقها من النفقة والقسم ونحو ذلك لتفتدي نفسها منه ففعلت فالخلع باطل والعوض مردود. (الحكم التكليفي): 2 - الأصل أن عضل الولي من له ولاية تزويجها من كفئها حرام ; لأنه ظلم , وإضرار بالمرأة في منعها حقها في التزويج بمن ترضاه , وذلك لنهي الله سبحانه وتعالى عنه في قوله مخاطبا الأولياء: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} كما أن عضل الزوج زوجته , بمضارتها وسوء عشرتها والتضييق عليها حتى تفتدي منه بما أعطاها من مهر حرام ; لأنه ظلم لها بمنعها حقها من حسن العشرة ومن النفقة , وقد نهى الله سبحانه وتعالى الأزواج عن ذلك في قوله تعالى: {ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن}. 3 - ويباح عضل الولي إذا كان لمصلحة المرأة , كأن تطلب النكاح من غير كفء , فيمتنع عن تزويجها لمصلحتها. كما يباح من الزوج , بالتضييق على زوجته حتى تفتدي منه بما أعطاها من مهر , وذلك في حالة إتيانها الفاحشة , للنص على ذلك في الاستثناء الوارد في قوله تعالى: {ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة}
. متى يعتبر العضل؟ 4 - ذكر الفقهاء العضل في موضعين: أحدهما: عضل الزوج زوجته , وذلك يتحقق بمضارتها وسوء عشرتها قاصدا أن تفتدي منه بما أعطاها من مهر , وما يأخذه منها في هذه الحالة لا يستحقه ; لأنه عوض أكرهت على بذله بغير حق , فلم يستحقه. وتفصيل ذلك في مصطلح: (خلع ف 10). الثاني: عضل الولي , وقد اتفق الفقهاء على أنه إذا دعت المرأة إلى الزواج من كفء , أو خطبها كفء , وامتنع الولي من تزويجه دون سبب مقبول , فإنه يكون عاضلا ; لأن الواجب عليه تزويجها من كفء , وسواء طلبت التزويج بمهر مثلها أو دونه , كما يقول الشافعية والحنابلة ; لأن المهر محض حقها وعوض يختص بها , فلم يكن للولي الاعتراض عليه , ; ولأنها لو أسقطته بعد وجوبه سقط كله , فبعضه أولى , وعند الحنفية: الامتناع عن التزويج بمهر المثل لا يعتبر عضلا. ولا يعتبر الولي عاضلا إذا امتنع من تزويجها من غير كفء. لكن قال المالكية: إن الأب المجبر لا يعتبر عاضلا برد الخاطب , ولو تكرر ذلك , لما جبل الأب عليه من الحنان والشفقة على ابنته , ولجهلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/493)
بمصالح نفسها , إلا إذا تحقق أنه قصد الإضرار بها. ولو دعت المرأة لكفء وأراد الولي تزويجها من كفء غيره , فعند المالكية وهو قول الشافعية في الأصح: كفء الولي أولى إذا كان الولي مجبرا ; لأنه أكمل نظرا منها , فإن لم يكن الولي مجبرا فالمعتبر من عينته. وعند الحنابلة وهو مقابل الأصح عند الشافعية: يلزم الولي إجابتها إلى كفئها إعفافا لها , فإن امتنع الولي عن تزويجها من الذي أرادته كان عاضلا , وهو رأي للحنفية استظهره في البحر , كما قال ابن عابدين
أثر العضل. 5 - ذهب الفقهاء إلى أنه إذا تحقق العضل من الولي وثبت ذلك عند الحاكم , أمره الحاكم بتزويجها إن لم يكن العضل بسبب مقبول , فإن امتنع انتقلت الولاية إلى غيره. لكن الفقهاء اختلفوا فيمن تنتقل إليه الولاية , فعند الحنفية , والشافعية والمالكية - عدا ابن القاسم - وفي رواية عن أحمد أن الولاية تنتقل إلى السلطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له} ; ولأن الولي قد امتنع ظلما من حق توجه عليه فيقوم السلطان مقامه لإزالة الظلم , كما لو كان عليه دين وامتنع عن قضائه. وروي ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وشريح , لكن ذلك مقيد عند الشافعية بما إذا كان العضل دون ثلاث مرات. والمذهب عند الحنابلة أنه إذا عضل الولي الأقرب انتقلت الولاية إلى الولي الأبعد , نص عليه أحمد ; لأنه تعذر التزويج من جهة الأقرب فملكه الأبعد كما لو جن , ; ولأنه يفسق بالعضل فتنتقل الولاية عنه , فإن عضل الأولياء كلهم زوج الحاكم , وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: {السلطان ولي من لا ولي له} فيحمل على ما إذا عضل الكل ; لأن قوله: {فإن اشتجروا. . .} ضمير جمع يتناول الكل. وقال الشافعية: إذا تكرر العضل من الولي الأقرب , فإن كان ثلاث مرات انتقلت الولاية للولي الأبعد , بناء على منع ولاية الفاسق ; لأنه يفسق بتكرر العضل منه. وقال ابن عبد السلام من المالكية: إنما يزوجها الحاكم عند عدم الولي غير العاضل , وأما عند وجوده فينتقل الحق للأبعد ; لأن عضل الأقرب واستمراره على الامتناع صيره بمنزلة العدم , فينتقل الحق للأبعد , وأما الحاكم فلا يظهر كونه وكيلا له إلا إذا لم يظهر منه امتناع , كما لو كان غائبا
الموسوعة الكوتية
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:46 ص]ـ
هل الزواج عبر وسائل الإتصالات أكانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة يعتبر زاوجا شرعيا؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11629&highlight=%C7%E1%D2%E6%C7%CC+%DA%C8%D1+%C7%E1%E5%C 7%CA%DD
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:09 م]ـ
http://www.saaid.net/Doat/almosimiry/24.htm
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:13 ص]ـ
وأنت كذلك أخي،والبحث الذي اشرت إليه للأخ الفاضل في غاية النفاسة(59/494)
عاجل جدا: أريد صيغة لعقد إجارة سيارة بالشروط الشرعية المعتبرة
ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة من يستطيع أن يحرر لنا عقد إجارة سيارة بالشروط الشرعية المعتبرة أو على الأقل يبين لي الشروط التي لا بد أن تتوفر في مثل هذا العقد حتى تفضي عليه الصبغة الشرعية.
وجزاكم الله خيرا.(59/495)
مقتطفات من كتاب (أيسر التفاسير) ...
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:18 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
هذه مجموعة من الفوائد من كتاب (أيسر التفاسير) ـ للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله ـ:
المجلد الأول:
1. من سنّة الله في أهل العناد والمكابرة حرمان الهداية. ص23، 249، 343.
2. من سنن الله أن السيئة تولّد السيئة. ص28.
3. الفرق بين التسبيح والتقديس. ص40.
4. ترك الجهاد إذا وجب يُسبب للأمة الذل والخُسران. ص60.
5. سوء عاقبة التبجح بالعلم وادعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه. ص82.
6. في الظروف التي لا تكون مواتيةً للجهاد، على المسلمين أن يشتغلوا فيها بالإعداد للجهاد، وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح وتزكية النفوس، بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات، إبقاءً على طاقاتهم الروحية والبدنية إلى حين يؤذن لهم بالجهاد. ص99.
7. مسجد القبلتين اسمه قديماً مسجد بني سلمة. ص128.
8. يجوز لعن المجاهرين بالمعاصي كشُرّاب الخمر والمرابين، والمتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال. ص139.
9. من علامات خذلان الأمة وتعرضها للخسار والدمار أن تختلف في كتابها ودينها فيحرفون كلام الله ويبدلون شرائعه طلباً للرئاسة وجرياً وراء الأهواء والعصبيات، وهذا الذي تعاني منه أمة الإسلام اليوم وقبل اليوم، وكان سبب دمار بني إسرائيل. ص193.
10. الحكمة في مشروعية الجهاد هي دفه أهل الكفر والظلم بأهل الإيمان والعدل، لتنتظم الحياة ويعمر الكون. ص240.
11. يجوز التصدق على الكافر المحتاج بصدقة التطوّع، لا الزكاة، فإنها حق المؤمنين. ص266.
12. السجود لغير الله كفر، لما ورد في سبب نزول هذه الآية [أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون] حيث أرادوا أن يسجدوا للنبي صلى الله عليه وسلم. ص338.
13. ليس من حق الحاكم أن يُجنّد المواطنين تجنيداً إجبارياً، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب. ص518.
14. الاجتماعات السرّية لا خير فيها إلا اجتماعاً كان لجمه صدقة، أو لأمر بالمعروف أو إصلاح بين متنازعين من المسلمين. ص541.
15. جاء الإسلام فحرّم الاستقسام بالأزلام وسنَّ الاستخارة. ص591.
من أسباب الانتصار في المعارك مباغتة العدو. ص616.
16. الأخبار الكاذبة المهوّلة للعدو تترك أثرها السيء، وقد استعملت ألمانيا النازية هذا الأسلوب ونجحت نجاحاً كبيراً حيث اجتاحت نصف أوروبا في مدة قصيرة جداً. ص617.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:19 ص]ـ
المجلد الثاني:
1. الاستهزاء بالرسل والدعاة سنّة بشرية لا تكاد تتخلف. ص40.
2. مشروعية قول [إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين] في القيام إلى الصلاة. ص150.
3. من السنن البشرية: أن الظلمة والمتكبرين يجادلون بالباطل حتى إذا أعياهم الجدال وأُفْحِموا بالحجج ـ بدل أن يسلّموا بالحق ويعترفوا به ويقبلوه، فيستريحوا ويريحوا ـ يفزعون إلى القوة بطرد أهل الحق ونفيهم أو إكراههم على قبول الباطل بالعذاب والنكال. ص205. والمجلد الرابع/33.
4. من سنن الكون: أن المرء يتأثر بما يرى ويسمع، والرؤية أكثر تأثيراً في النفس من السماع. ص240
5. الفرق بين خلْف وخلَف. ص257.
6. مريض القلب يزداد مرضاً وصحيحه يزداد صحة سنة من سنن الله في العباد. ص442.
7. الشرك في التسمية شرك خفي معفوٌ عنه، وتركه أولى. ص274.
8. العُجب من العوائق الكبيرة عن النجاح. ص356.
9. تساوي فضل طلب العلم والجهاد على شرط النيّة الصالحة في الكل، وطالب العلم لا ينال الأجر إلا إذا كان يتعلّم ليعلم فيعمل فيعلّم مجاناً في سبيل الله، والمجاهد لا ينال هذا الأجر إلا إذا كان لإعلاء كلمة الله خاصة، وحاجة الأمة إلى الجهاد والمجاهدين كحاجتها إلى العلم والعلماء سواء بسواء. ص438.
10. يقال: انقضت الصلاة أو الدرس، ولا يُقال: انصرفنا من الصلاة أو الدرس. ص442.
11. من سنة الله في البشر أن التوغل في الشر والفساد والظلم يوجب ختم على القلوب فيحرم العبد الإيمان والهداية. ص496.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:21 ص]ـ
المجلد الثالث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/496)
1. من سنن في خلقه أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء، بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات. ص14.
2. طبقات النار السبع هي: جهنّم ثم لظى ثم الحُطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية. ص81.
3. مشروعيّة صلاة الحاجة، فمن حزبه أمر أو ضاق به، فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به أو يقضي حاجته إن شاء وهو العليم الحكيم. ص97.
4. الآدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات، وخواصهم أفضل من الملائكة، وعامة الملائكة أفضل من عامة الآدميين، ومع هذا فإن الآدمي إذا كفر ربه وأشرك في عبادته غيره، وترك عبادته وتخلّى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها. ص214.
5. هذه الآية [وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له ولي من الذل] تُسمّى آية العز، هكذا سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص235.
6. من مكر الإنسان وخداعه أن يُحوّل القضيّة الدينية البحتة إلى سياسيةٍ خوفاً من التأثير على النفوس، فتؤمن وتهتدي إلى الحق. ص360.
7. يجوز الاستهزاء بالمشرك الظالم إذا حلَّ به العذاب تقريعاً له وتوبيخاً. ص400.
8. من سنن البشر أن دعوة الحق أوّل من يردها الكبراء وأهل الكفر. ص513.
9. اتخاذ قوانين وضعيّة للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق. ص582.
10. وجوب الاستئذان من إمام المسلمين إذا كان الأمر جامعاً ـ كالحرب ـ، وللإمام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب المصلحة العامة. ص595.
11. من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والأيات التنزيلية. ص624.
12. لم يُبادر موسى عليه السلام بإلقاء عصاه، لأن المسألة مسألة علم لا مسألة جرب، ففي الحرب تنفع المُبادرة بافتكاك زمام المعركة، وأما في العلم فيحسُن تقديم الخصم، فإذا أظهر ما عنده بالحجج والبراهين، فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل، هذا الأسلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى. ص649.
13. [إذ قال لهم أخوهم لوط] هذه أخوّة الوطن لا غير لا أخوة نسب ولا دين. ص674.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:22 ص]ـ
المجلد الرابع:
1. تخرج الدابة في آخر الزمان من صدع من الصفا، وقد وُجد الصدع الآن فيما يبدو وهي الأنفاق التي فُتحت في جبل الصفا وأصبحت طرقاً عظيمة للحجاج. ص46.
2. أوّل من استخدم سياسة تحديد النسل هو فرعون. ص52.
3. ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة جاهلية، فبنتا شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطّت إحداهما وجهها عن موسى حياءً وتقوى. ص65.
4. ما اعتذر به المشركون عن قبول الإسلام بحجة تألب العرب عليهم وتعطيل تجارتهم، يعتذر به اليوم كثير من المسؤولين، فعطلوا الحدود وجاروا الغرب في فصل الدين عن الدولة، وأباحوا كبائر الإثم كالربا وشرب الخمور وترك الصلاة، حتى لا يُقال عنهم أنهم رجعيون متزمتون، فيمنعوهم المعونات ويُحاصرونهم اقتصادياً. ص87.
5. الطابور الخامس في الحروب هم أناس يذكرون في الخفاء عظمة العدو وقوّته يرهبون منه ويُخذلون عن قتاله. ص254.
6. بيان الحكمة في تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع نسوة.284.
7. النفخات أربع: نفخة الفناء ونفخة البعث ونفخة الفزع والصعق ونفخة القيام بين يدي رب العالمين. ص385.
8. كلمة الأحزاب مذمومة ومدلولها إذ لا تأتي الأحزاب بخير. ص438.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:23 ص]ـ
المجلد الخامس:
1. يوجد شجرة بأريحا من الغور لها ثمر كالتمر حلو عفيص، لنواه دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والريح اللاحجة في حق الورك، يُشرب منه زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام، وربما أقام الزمنى والمقعدين. ذكر هذا صاحب حاشية الجمل على الجلالين عند تفسير هذه الآية. ولو أمكن أخذ هذا الثمر واستخراج زيته والتداوي به لكان خيراً. ص18.
2. مشروعيّة التسامح مع الكفار والتجاوز عن أذاهم في حال ضعف المسلمين. ص29.
3. الحقيقة بنت البحث. ص237.
4. الفرق بين المداهنة والمدارة. ص254.
5. من أسماء الاستمناء: العادة السرّية وجلد عميرة. ص434.
6. وقت مجيء الشيخ أبو بكر الجزائري إلى المدينة النبوية عام 1373هـ. ص534.
7. الإطعام من الجوع والتأمين من الخوف عليهما مدار كامل أجهزة الدولة بأرقى الدول اليوم وقبل اليوم، لم تستطع أن تحقق لشعوبها هاتين النعمتين نعمة العيش و الأمن التام. ص619.
8. يقول الشيخ أبو بكر: فقد قرأت وطالعت (المنار) أكثر من أربع مرات، وكنت إذا وصلت إلى موضع انتهاء ما كان الشيخ رشيد يتلقاه عن شيخه، ويقول: إلى هنا انتهى ما كنت أتلقاه من الشيخ، يغلبني البكاء، فأبكي وأرى أن رزيةً ما فوقها رزيّة في موت الشيخين قبل إتمام تفسيرهما. ص635.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/497)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحبتي في الله
تفضلوا رابط تحميل كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري نفع الله بعلمه بصيغة pdf بعد أن حولته من صيغة وورد ورفعته على موقع (أرشيف).
http://www.archive.org/details/AysarAttafaseer(59/498)
تعليق على ما حصل بعد وفاة الشيخ ابن باز ((للشيخ صالح آل الشيخ))
ـ[العنبري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
س/ تكثر المراثي والأشعار فيمن يموت من العلماء وغير ذلك، ويحصل من المبالغة في ذكر المحاسن والثباكي عليه وثَمَّ سؤالان:
الأول: هل هذا من النياحة؟
الثاني: يرد في كثيرٍ منها بعض الألفاظ الشركية أو قريب منها والمبالغة الشديدة إلى آخره. وذَكَرَ أمثلة من ذلك، وأظنه يقول القصائد كانت في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وثَمَّ مدخل لأهل البدع؟
ج/ لاشك أنَّ ما رُثِيَ به سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله فيه قسم منه حق وطَيِّبْ وجزى الله الرَّاثين خيراً.
والعلماء يرثون العلماء والشعراء يرثون أهل العلم ومن في فقدهم على الإسلام والمسلمين الأَثَرْ.
لكن القسم الثاني من تلك المراثي كما ذَكَرْ من الأمثلة فيها من الغلو ووسائل الشرك ونداء الميت ما فيه، وهذا مما يُبَيِّنُ لك غُرْبَةْ التوحيد، وأَنَّ الناس لا يَصِحُّ أن يقولوا التوحيد علمناه والحمد لله، الناس على الفطرة ولا يحتاجون للعقيدة والتوحيد.
هذا في موت سماحة الشيخ لمَّا سِيْرَ بجنازته من الناس من تَمَسَّحَ به وألقى عليه غترة وسمح من الجهلة، ولمَّا جاءت القصائد فيه من يُشَارُ إليهم من ناداه في قصيدته يا أبا عبد الله وغوث الملاهيف ونحوه من المبالغات.
وهذا يدلك على أنَّ رسالة الشيخ رحمه الله في حياته والدعوة التي أقامها في ملازمة السنة وترك البدع ورَدْ وسائل الشرك ووسائل البدع فيمن هو أفضل من الشيخ رحمه الله هو النبي صلى الله عليه وسلم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي إلى آخره.
الشيخ أقام حياته لتقريض السنة والرد على البدع ووسائل الشرك، فيأتي من يغلو فيه إما لغرضٍ صالح أو لغرضٍ غير صالح أيضاً.
لاشك أنَّ هذا ذنب وإثم على من قاله ويجب عليه التوبة وسحب هذه القصائد وأن يراجعها أهل العلم إذا كان فيها شيء منكر وجَبَ عليه أن.
وهذه نتبرأ منها، نحن نتبرأ ممن غلا في مدح الأولياء، الصحابة، وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم غلا فيه الغُلُو الذي أوصله إلى مقامٍ لم يجعله الله عز وجل له، فكيف بمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم ودون الصحابة من العلماء والأولياء ومثل سماحة الشيخ رحمه الله
لاشك أنَّ الواجب الإنكار ولا نُقِرُّ شيئاً من ذلك ونبرأ منه.
وليس لأهل البدعة حجة في ذلك لأنَّ أهل التوحيد فيهم جَهَلَة أيضاً، مثل ما في أهل البدع جَهَلَة، فَمِنْ أهل البدع جَهَلَة يبالغون في المدح ويطرون، كذلك في المنتسبين إلى التوحيد وإلى أهل التوحيد وإلى أهل العقيدة فيهم من يجهل كثيراً فيُخْطِئْ ويتجاوز.
وذَكَّرَنِي هذا حينما رأيت بعض الأشياء، ذَكَّرَنِي هذا بحياة شيخ الإسلام ابن تيمية الذي عاش حياته للعقيدة وللتوحيد ولنصرة السنة ولرد البدع ووسائل الشرك والغلو في الأموات ثُمَّ بعد ذلك جنازته صُلِّيَ عليها الظهر وظلت تمشي إلى المقبرة والناس يُلْقُونَ عمائمهم ويُلْقُونَ أَرْدِيَتَهُمْ على جثمان شيخ الإسلام تَبَرُّكَاً به، فما حياته إذاً؟
هؤلاء الجهلة الكثيرون حتى ولو انتسبوا إلى الثقافة وإلى العلم، هؤلاء الجهلة بحاجة إلى أن يدرسوا العقيدة ويعلمون ما يحل وما يحرُمْ.
هو يريد أن يرثي إماماً وعالماً مثل سماحة الشيخ ويقع في الإثم ويجعل الإثم أيضاً ينتشر في الأمة والبدعة ووسائل الشرك، فبَدَلَ أن نسير في دعوته وما عاش في حياته له نخالفه بعد وفاته.
وهذا لاشك أنه مما يَسُرُّ الشيطان ويأنس له.
والغلو شرٌّ، الغلو شر، وهدي الصحابة في ذلك هو الهدي الكامل، فكم المراثي في أبي بكر وكم المراثي في عمر وفي عثمان وكم المراثي في ابن عمر وابن عباس، اجمعوها أليس في زمنهم من الشعراء والعلماء من فيه؟
لكنها قليلة، مُحَافَظَةً، لا لأنهم لا يستحقون؛ لكن خشيةً من الغلو، وأحياناً بعض المسائل يُعَامِلْ فيها الإنسان الناس بنقيض القصد حتى لا يتوسعوا في الشرك والبدع.
ولهذا ينبغي عليكم جميعاً أن تَسْتَدِلُّوا بما حصل من هذه التجاوزات على غربة التوحيد ويعطيكم دليلاً على أنَّهُ في هذا البلد والذين هم قريبون من الشيخ ويعلمون دعوته ويعلمون الكتب التي شرحها ودَرَّسَها وفتاويه التي يرد فيها على أقل البدع وعلى أقل وسائل الشرك كيف أَنَّ الناس يخالفونه وهم عاشوا معه سنين عدداً.
فما أشد الغربة وما أشد حاجة الناس إلى التوحيد والعقيدة العلم الصحيح والالتزام بالسنة.
أسال الله عز وجل أن يرفع درجة شيخنا في عليين وأن يجزيه عنا خير الجزاء وأن يجعله مع الأئمة السابقين ممن أحبهم واقتفى أثرهم إنه سبحانه على كل شيء قدير.
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:58 م]ـ
الشيخ عبدالله السعد كثيرا ما انكر على الذين غلوا في الشيخ رحمه الله فلتراجع اشرطة الشيخ
اقصد شرح الموقظة وغيرها ايضا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(59/499)
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:48 م]ـ
كان الشيخ رحمه الله يرسخ هذا المبدأ كثيرا والحمد لله أن (ظاهرة الغلو) في الشيخ ليست كثيرة والسبب في ذلك ترسيخ هذا الأمر في النفوس
بل وأجزم أن من النادر أن تجد كلمة أو درس أو محاضرة للشيخ إلا وهو يذكّر في أهمية التوحيد وأيضا نهى الشيخ كثيرا عن
تقليده في المسائل الفقهية بالنسبة لطلاب العلم (انظر الدمعة البازية)
ومن ذلك أيضا
- تكدره وبراءته من القصيدة التي احتوت إطراءا للشيخ ونصيحة قائلها واعتبرها الشيخ من الغلو
- جريدة المدينة أرادت ان تخرج ملحقا كاملا في سيرته فرفض وغيرها كثير .. راجع إن شئت مؤلف الشيخ السدحان في ذلك
وأختم بقصة ذكرها الشيخ سعد البريك - وفقه الله - حول بعض الغالين - أنه سلم على الشيخ وأخذ
يمسّح في الشيخ! ليس بيده (تمسيح جديد) وهو مما لا يُنتبه له لأن التمسيح الذي حصل كأن الرجل يسلم ويأخذ بركة! خُفية. فكأن الشيخ انتبه إليه ثم جذبه بيده ونهره بغضب، بقوله رحمه الله: إياك والغلو إياك والغلو.
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[نياف]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:12 م]ـ
فما أشد الغربة وما أشد حاجة الناس إلى التوحيد والعقيدة العلم الصحيح والالتزام بالسنة.
.
سبحان الله(59/500)
الى أهل المعرفة
ـ[ابو ميمونة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:34 ص]ـ
إخواني وأحبابي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ضيف جديد يريد ممن لديه معرفة بسؤال الاجابة عبر البريد الخاص
في طريق الطلب كونت ولله الحمد كتيبات لاأقول كتب منها ماطبع بفضل الله ومنها ماهو مخزون لدي قابل للزيادة وللنقصان حتى أرى بمشيئة الله طباعته.
سؤالي هل صحيح يوجد من المراكز أو الأفراد من يقوم بمساعدتي على تنسيق أحد بحوثي وتخريجها وترتيبها بحيث تكون جاهزة لي لتقديمها كرسالة ماجستير بعد مراجعتها من قبلنا.
القصد الأول والأخير توفير الوقت لي فقط ومنفعة إخواني الآخرين ماديا. فمن لديه أو يعرف من يقدر على هذا العمل فليراسلني على الخاص.
أخوكم أبو ميمونة(60/1)
بسم الله الرحمن الرحيم ما هو القول الصحيح فى ارتداء الكرفاته
ـ[السيد معيوف]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:15 م]ـ
اريد ان اعرف ما القول الصحيح فى ارتداء الكرفاته مع العلم من اننا نرى بعض مشايخنا يرتدونها وبارك الله فيكم(60/2)
ما المقصود بحديث (ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء)
ـ[ابوسمية]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:54 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء
الصحيحة 1533 وصحيح الجامع 1233
ما هو المقصود من هذا الحديث وخاصة قوله صلى الله عليه وسلم ولحومها داء؟
ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:26 م]ـ
إن صح الحديث
لعل المقصود أن الإكثار من أكل اللحوم فيه داء و هذا معلوم عند الأطباء حيث أن الإكثار منها يرفع ما يسمى بحامض اليوريك في الدم، ثم يترسب في المفاصل مسببا آلاما مزمنة.
أما الدهون فقد تساهم في تسكين بعض الآم العصبية، لكن زيادتها فيه ضرر أيضا يفوق ضرر اللحوم.
أما اللبن فمن المعروف أن به جميع العناصر الغذائية الهامة، و يمكن الاعتماد عليه و حده كغذاء متكامل.
و الله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:09 م]ـ
كان والدي رحمه الله تعالى دارسا للعلاج بالطبيعة، و قد قرأت في أحد كتبه أن الإكثار من لحوم الأبقار يسبب الجذام، فلما سألته عن ـ و كان منذ أكثر من 13 عاما عن ذلك أكد لي الأمر
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 09:49 م]ـ
ثبت عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر"، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تداووا بألبان البقر فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء فإنها تأكل من كل الشجر". وفي لفظ:" عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء من كل داء".
وفي حديث مليكة بنت عمرو رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء". وصح عن ابن مسعود بمعناه.
وتخريجها على التوالي
رواه أحمد 4/ 315 وصححه ابن حبان (6075).
رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2928) والصحيحة (518).
رواه الحاكم 4/ 197 والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 326 وصححه الألباني في صحيح الجامع (4059) والصحيحة (1533، 1943).
رواه الطبراني وصححه الأباني في صحيح الجامع (1233) والصحيحة (1533). وزيادة: ولحومها داء" ضعفها الأرناؤوط في تحقيقه لمراسيل إبي داود (450).
رواه الحاكم وابن السني وصححه الألباني في صحيح الجامع (4060) والصحيحة (1943).
ـ[أبو لجين]ــــــــ[06 - 02 - 06, 09:55 م]ـ
لحوم البقر تحوي على دهون أكثر من غيرها وفيها يبوسة
ولعل إخواننا يفيدونا أكثر
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:09 م]ـ
الخبر لا يصح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=121714
ـ[أحمد بن عبد المنعم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:34 م]ـ
إن قالها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد صدق
و الحق يقول أن النظام الغذائي في السنة النبوية نظام رائع بكل معانية فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أحرص الخلق على الأمة و يجب الأخذ بسنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كاملة حتى ننتفع بها في الدارين، و لازلت أذكر أن زيت الزيتون كان علاجا لي من السعال الحاد، و أراح معدتي، و قد ثبت في السنة، و كذلك العسل
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:12 م]ـ
كان أحد الإخوة طرح موضوعا حول لحوم الأبقار، فذكرت له أن والدي ـ و كان متخصصا في العلاج بالطبيعة ـ ذكر لي أنه يورث الجذام و أني قرأته في بعض كتبه.
و قد بحثت في مكتبة والدي ـ رحمه الله ـ عن مصدر لهذه المعلومة فوقعت على التالي:
((لحم البقر: عسر الهضم، يصلح لأهل الكد و التعب الشديد، ويرورث إدمانه الأمراض السوداوية كالبهق و الجرب و القوب، و الجذام، و كثيرا من الأورام ـ و هذا لمن لم يعتده ـ أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم و القرفة و الزنجبيل و نحوه))
قاموس الغذاء و التداوي بالنباتات ص 621 دار النفائس(60/3)
ما حكم الإكتتاب في مصرف السلام في البحرين؟ فتوى للدكتور محمد العصيمي
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:50 م]ـ
الإكتتاب في مصرف السلام البحريني
المفتي
د. محمد بن سعود العصيمي
رقم الفتوى
14186
تاريخ الفتوى
8/ 1/1427 هـ -- 2006 - 02 - 06
تصنيف الفتوى
الفقه-> قسم المعاملات-> كتاب الربا->باب الأسهم والسندات
السؤال
ما حكم الإكتتاب في مصرف السلام في البحرين؟.
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد اطلعت على نشرة الاكتتاب الخاصة بمصرف السلام في البحرين (باللغة الإنجليزية)، وقد نص فيها في الفقرة 5.1 على أن السلطات البحرينية قد صرحت له أن يكون بنكا تجاريا إسلاميا، ويخضع لجميع الإجراءات والضوابط التي وضعتها مؤسسة نقد البحرين للبنوك الإسلامية، ونصت الفقرة 5.3 على مجموعة من المنتجات المصرفية الإسلامية، مثل المرابحة والمشاركة والإجارة والصكوك الإسلامية وغيرها، ونصت الفقرة كذلك على أنه بناء على متطلبات العمل البنكي الإسلامي في البحرين، فإن البنك سيعين هيئة شرعية، للتأكد من أن خدمات البنك ومنتجاته وأنشطته متطابقة تماما مع الأسس الشرعية. وقد سمت الفقرة 11.3 أسماء أصحاب الفضيلة المشايخ أعضاء الهيئة الشرعية، وهم فضيلة الشيخ الدكتور حسين حامد حسان رئيسا، وفضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، عضوا، والشيخ عدنان عبدالله القطان عضوا، والشيخ الدكتور محمد عبدالحكيم زعير عضوا وأمينا للهيئة. وتبين من الهيكل التنظيمي للبنك (الفقرة 11.4) أن الهيئة الشرعية مربوطة بالجمعية العمومية.
وبناء على ذلك فأرى جواز الاكتتاب في البنك. وقد أثلج صدري ذلك المستوى من الاتقان الذي رأيته في نشرة الاكتتاب، ولعل ذلك ينعكس على ما سيطرحه البنك من منتجات مصرفية يكمل مسيرة البنوك الإسلامية في المنطقة. ولعل البنك كذلك يجعل في هيكله التنظيمي مجموعة شرعية متكاملة تخدم الهيئة الشرعية للبنك، وتحتوي على موظفي الرقابة والبحث والتطوير كما هو الحال في هيكل البنوك الإسلامية الرائدة.
وأدعو الله في الختام بأن يوفق القائمين عليه، ويدلهم على سبيل الرشاد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(60/4)
هدية للأخ العوضي: مهمات أحكام المولود
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:06 م]ـ
أقول للشيخ العوضي:
شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، بلغت أشدها ورزقت برها
جعلها الله مباركة عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ويسعدني إهداءك هذا المقال مع اعتذاري عن الهوامش لأني لم أستطع إضافتها. وإليك المقال مجردا من الهوامش.
أحكام المولود
نعمة الأولاد نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر، ومن شكر النعمة اتباع الأحكام الشرعية للمولود، وفي هذا المقال تلخيص لتلك الأحكام تفيد القارئ وتذكر العالم، أسأل الله أن يوفقنا لصواب القول والعمل. والذي يشرع عند قدوم المولود عدة أمور ورد بها الشرع نذكرها بعون الله تعالى.
التهنئة بالمولود
يستحب بشارة من ولد له ولد وتهنئته: قال تعالى: ?فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ? (الصافات:101).
ومن المستحب أن يدعى للمولود عند التهنئه بما يسر الوالد وينفع المولود، فقد قال رجل عند الحسن البصري لآخر: ليهنك الفارس. فقال: الحسن: لعله لا يكون فارسا، لعله يكون بقالا أو جمالا، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، بلغ أشده ورزقت بره. وكان أيوب إذا هنأ بمولود قال: جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
الأذان في أذنه
من السنة أن يؤذن في أذن المولود لحديث أبي رافع قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة". وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ورد في سنن الترمذي حديث صححه بعض العلماء وعمل به البعض أنه يؤذن في أذن المولود اليمنى. وأما الإقامة فورد فيها حديث ضعيف وعمل به جمع من السلف مثل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله.
تحنيك المولود والدعاء له:
من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحنك مواليد الصحابة إذا أحضروهم له، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم". وفي حديث أسماء أنها ولدت عبدالله بن الزبير فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه". وحنك أيضا عبدالله بن أبي طلحة كما في الصحيحين من حديث أنس.
والتفسير العلمي لهذا الحديث أن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً، و كلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً. وبالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم. و أما المواليد أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام. و يعتبر هذا المستوى (20 أو 30 ملليجرام) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم، و يؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية:
1.أن يرفض المولود الرضاعة.
2.ارتخاء العضلات.
3.توقف متكرر في عملية التنفس و حصول ازرقاق الجسم.
4.اختلاجات و نوبات من التشنج.
و قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة، و هي:
1.تأخر في النمو.
2.تخلف عقلي.
3.الشلل الدماغي.
4.إصابة السمع أو البصر أو كليهما.
5.نوبات صرع متكررة (تشنجات).
و إذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور و هو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد.
إن قيام الرسول صلى الله عليه و سلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز " بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي " السكروز " إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، و بالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.
و بما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/5)
إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة و هو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه و تعرف مخاطر نقص السكر " الجلوكوز " في دم المولود.
وإن المولود، و خاصة إذا كان خداجاً، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولاً سكرياً. و قد دأبت مستشفيات الولادة و الأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه.
وهذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقاً مهمة جداً في و قاية الأطفال، وخاصة الخداج " المبتسرين " من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم. و إن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم و الأمثل في مثل هذه الحالات. كما أنها توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه صلى الله عليه و سلم و لا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين.
تسمية المولود:
من حق الطفل أن يسمى باسم حسن، لما صح من طريق الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى). واستدل به جمع من أهل العلم على استحباب التسمية في اليوم السابع ليكون هناك مهلة من التفكير والمشاورة.
والظاهر من الأدلة أن الاستحباب يبدأ من اليوم الأول إلى اليوم السابع لحديث أنس قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم. وتكون العقيقة بعد التسمية لاستحباب أن يذكر الاسم عند العقيقة لحديث عائشة قالت:" عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى. قالت: فقال رسول الله صلى عليه وسلم: اذبحوا على اسمه وقولوا: بسم الله اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان".
وتحسين الاسم قدر زائد على مشروعية التسمية، وهو حق من حقوق المولود، قال ابن عباس رضي الله عنهما: من رزقه الله ولدا فليحسن اسمه وتأديبه فإذا بلغ فليزوجه. وقال سفيان الثوري: كان يقال: حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأن يزوجه إذا بلغ وأن يحججه وأن يحسن أدبه.
وقد جاءت السنة باستحباب بعض الأسماء مثل:
1 - عبدالله وعبدالرحمن، وحارث وهمام لحديث:"أفضل الأسماء عبدالله وعبدالرحمن وأصدقها حارث وهمام".
2 - ومحمد لحديث:"تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي".
3 - التسمية باسم الأب الصالح لحديث أنس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم.
4 - التسمية بأسماء الصالحين فقد روى مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: لما قدمت نجران سألوني: إنكم تقرؤون:"يا أخت هارون" وموسى قبل عيسى بكذا وكذا. فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال:" إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم". وعلى القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأت شرعنا بخلافه، فإنه يشرع الاقتداء بهم وقد ورد حديث ضعيف أصرح من هذا وهو:" تسموا بأسماء الأنبياء".
حلق رأس المولود والتصدق بوزن شعره فضة
يستحب حلق رأس الغلام لما تقدم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:" عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى".
وفي حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مع الغلام عقيقته فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى).
وفي حديث الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى).
وأما حكم حلق رأس المولود فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب حلق رأس المولود في اليوم السابع ويتصدق بوزنه ورِقا لحديث أبي رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة لما ولدت الحسن: (احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين والأوفاض)، وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنه:" يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/6)
واختلف أهل العلم في حلق رأس المولودة الأنثى إلى أقوال:
الأول: ذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى، لما روي أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزنت شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وتصدقت بزنة ذلك فضة. ولأن الحلق فيه مصلحة من حيث انتفاع الفقراء بالصدقة ومن حيث تحسين الشعر، وليس في حلق رأس المولودة تشويه.
الثاني: قال الحنابلة بعدم مشروعية حلق رأس المولودة لحديث سمرة مرفوعا: كل غلام ... ) فخصه بالغلام.
الثالث: قول الحنفية بإباحة ذلك كله.
وسئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن حلق رأس البنت حتى يقوى الشعر ويكثر؟ فقال: الله أعلم.
والظاهر أن حلق الرأس يكون قبل العقيقة لما سيأتي من استحباب تطييب الرأس المحلوق بعد العقيق.
العقيقة عن المولود
العقيقة عن المولود ثابتة في صحيح البخاري من طريق سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى". وعن سمرة مرفوعا:" كل غلام رهينة رعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه".
والمجزئ شاة عن كل مولود، لحديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بكبش.
والأفضل أن يعق عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة واحدة، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يعق عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة)، وقالت:" عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى. قالت: فقال رسول الله صلى عليه وسلم: اذبحوا على اسمه وقولوا: بسم الله اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان. قالت: وكانوا في الحاهلية يخضبون قطنة بدم يوم العقيقة فإذا حلقوا الصبي وضعوها على رأسه فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا مكان الدم خلوقا ".
ودل هذا الحديث على استحباب أن تكون العقيقة في اليوم السابع، وأن تذبح العقيقة على اسمه بأن يقال: بسم الله اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان. وهو دال على سبق التسمية للعقيقة.
وقال عطاء أيضا عن العقيقة:" عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة تذبح يوم السابع إن تيسر وإلا فأربع عشرة وإلا فإحدى وعشرين. قال الترمذي: وأهل العلم يستحبون ذلك.
وأما الحكمة من تحديد اليوم السابع فقال الدهلوي رحمه الله: وأما تخصيص اليوم السابع فلأنه لا بد من فصل بين الولادة والعقيقة فإن أهله مشغولون بإصلاح الوالدة والولد في أول الأمر فلا يكلفون حينئذ بما يضاعف شغلهم، وأيضا فرب إنسان لا يملك شاة إلا بسعي فلو سن كون العقيقة في أول يوم الولادة لضاق الأمر عليهم. والسبعة أيام مدة صالحة للفصل المعتد به.
ويستحب أن تقطع العقيقة أعضاء ولا تكسر أعضاؤها، وأن تطبخ وتوزع على الجيران ويقال: هذه عقيقة فلان،لما ثبت عن جابر رضي الله عنه قال: وفي العقيقة تقطع أعضاءً ويطبخ بماء وملح ثم يبعث به إلى الجيران فيقال: هذه عقيقة فلان. قال أبو الزبير: فقلت لجابر: أيضع فيه خلا؟ قال: نعم هو أطيب له.
وقال عطاء في لحم العقيقة: تقطع أعضاء. قال الإمام أحمد: يعني لا يكسر لها عظم. قال: وهذا أعجب إلي.
وله أن يصنع بلحم العقيقة ما شاء، فقد سئل الإمام أحمد عن العقيقة فقال: قال ابن سيرين: اصنع بلحم العقيقة كيف شئت. قيل: كيف؟ يأكلها كلها؟ قال: يأكل ويطعم. أي يتصدق بجزء منها.
وأما كونها ذكرا أم أنثى فإن الحديث صريح في التسوية بينهما وذلك فيما روته أم كرز الكعبية أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال:" نعم عن الغلام شاتان وعن الأنثى واحدة لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا".
تلطيخ رأس الصبي بعد حلقه:
يستحب أن يطيب رأس المولود بالطيب، لما تقدم عن عائشة رضي الله عنها قالت: وكانوا في الحاهلية يخضبون قطنة بدم يوم العقيقة فإذا حلقوا الصبي وضعوها على رأسه فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا مكان الدم خلوقا ".
وقال بريدة الأسلمي رضي الله عنه: كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران".
الختان
الختان من شعار الإسلام، وهو من الفطرة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:" الفطرة خمس الختان ... ". ولذا شرع لمن يسلم أن يختتن فقد ثبت عن قتادة الرهاوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر من أسلم أن يختتن ... ".
وأما ختان البنات فالأحاديث الواردة فيها لا تخلو من مقال. إلا أنه معروف عند العرب ولم ينكره الإسلام كما في حديث:" إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل".
ومن هدي السلف أن يقيموا احتفالا بعد الختان، لأنهم كانوا يختنون أبناءهم قبل البلوغ، فقد قال عبدالله بن يزيد: رأيت واثلة بن الأسقع دعا الناس إلى ختان ابنه.
وقال نافع: كان ابن عمر يطعم على الختان.
وكانوا يتوسعون في وليمة الختان في استعمال الدف وإنشاد الأشعار، وإحضار من يدخل السرور على الأطفال عن محمد بن سيرين أن عمر كان إذا سمع صوت دف أنكر، فإن قالوا: عرس أو ختان سكت. وعن عكرمة قال: ختن ابن عباس بنيه فأرسلني فجئته بلعابين فلعبوا وأعطاهم أربعة دراهم.
ومن هديهم قبول دعوة الختان، فقد قال مكحول لنافع: كان ابن عمر يجيب دعوة صاحب الختان إلى طعامه؟ قال: نعم.
كما أن من المستحب عندهم إعانة صاحب الدعوة بالمال ليقوم بتجهيزها، فقد ورد عن القاسم قال: أرسلت إلي عائشة بمائة درهم فقالت: أطعم بها على ختان ابنك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/7)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:41 م]ـ
آمل من الإخوة المشاركة والتفاعل!!!
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:42 م]ـ
يبدو أن طول المقال سبب في عدم قراءته
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وهديتك على عيني وراسي الله يحفظك
وكتب الله لك أجر ما سطرت(60/8)
سؤال في إجابة الدعوة (الزواج) ... أرجو الإجابة؟
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:19 م]ـ
هل وصول كرت الدعوة للزواج يعتبر موجباً لحضور الزواج لمن لم يكن عنده عارض في الحضور؟
أريد إجابة عن هذا السؤال والله يرعاكم
ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:23 ص]ـ
هل تقصد حضور الوليمة؟
إجابة الدعوة إلى الوليمة واجبة كما صح في الآثر، و تكون بعد الدخول بيوم أو أكثر.
أما الدعوة إلى مراسم خاصة للزواج أو احتفال أو نحو ذلك فمن البدع.(60/9)
المقاطعة عند سلفنا الصالح
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:41 م]ـ
أعتذر عن عدم وجود الهوامش، وعذري أنني حاولت نقلها من ملف وورد ولكن الهوامش لا تنتقل معي. وحيث أن الوقت مناسب لعرض ما كتبت على ما فيه من نقص، فآمل أن يجد من الإخوة قبولا، فأقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا ندعو لمقاطعة بضائع الأعداء
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وأباه والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فمن رحمة الله بعباده أن شرع لهم ما يصلح حياتهم فأحل لهم البيع والشراء إلا إذا شمل لأمرا محرما، كما أن الشارع أباح للمسلم أن يتعامل مع غير المسلم إذا لم يكن في ذلك ضرر، وقد تعالت صيحات الناصحين في هذه الأزمان بضرورة المقاطعة الاقتصادية للأعداء، وفي هذا المقال محاولة لتأصيل هذا الأمر من النصوص الشرعية وكلام أهل العلم.
أولا: أثر المقاطعة الاقتصادية:
نجد أن الأعداء يستخدمون المقاطعة الاقتصادية للضغط على المسلمين كثيرا، وأشهر مقاطعة من هذا النوع ما وقع من كفرة قريش في مقاطعتهم لبني هاشم حتى يسلموا لهم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما واعد بعض أصحابه في مكان بمكة:" نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر- يعني بذلك المحصب- وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم".
وقد استمرت هذه المقاطعة الظالمة ثلاث سنين ذاق فيها بنو هاشم وبنو الكطلب أبناء عبدمناف أشد البلاء، وقد يكون موت أبي طالب بعد الحصار بستة أشهر من آثاره وكذلك ماتت بعده خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام.
ولا تزال الدول الغنية تستخدم هذا السلاح للضغط على الدول الفقيرة لتحقيق مطالبها، وغالب الضحايا الشعوب المسلمة، ومن أمثلة الشعوب المتأثرة الشعب العراقي والسوداني والإندونيسي.
ولا نتكلم هنا هن مقاطعة الدول فنحن لا ننتظر من الدول الإسلامية الحالية ذلك، فهي أضعف وأقل هيبةمن أن تؤثر هذه الوسيلة للضغط، كما أنها تعتمد في اقتصادها على أعدائها، ولكن الحديث مع الشعوب المسلمة التي سئمت من انتظار من يتعامل مع الدول المعادية بعزة المسلم.
ثانيا: صور مشرقة من التاريخ في هذا الباب:
جاء في ترجمة الإمام البهلول بن راشد القيرواني المالكي أحد أصحاب الإمام مالك رحمه الله أن بهلول دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري له بهما زيتا يستعذبه له، فذكر للجل أن عند نصراني زيتا أعذب ما يوجد، فانطلق إليه الرجل بالدينارين فأخير النصراني أنه يريد زيتا للبهلول فقال النصراني: نحن نتقرب إلى الله بالبهلول كما تتقربون أنتم إليه، وأعطاه بالدينارين من ذلك الزيت ما يعطى بأربعة دنانير من دنيِّ الزيت ثم أقبل إلى بهلول فأخبره الخبر فقال بهلول: قضيت حاجة فاقض لي أخرى، رد علي الدينارين، فقال: ولم؟ قال: ذكرت قوله تعالى:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة، فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير.
ثالثا: هل وقعت مثل هذه الدعوة في التاريخ الإسلامي:
بنظرة عابرة في التاريخ الإسلامي نجد أنهم قد يستخدمون المقاطعة أحيانا إذا ثبتت جدواها وأمنت أضرارها، فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة ثمان وستين وسبعمائة:" وفي يوم الأربعاء خامس عشرِهِ نودي بالبلدان ألا يعامل الفرنج البنادقة والجنوية والكنبلان". وهؤلاء طائفة من الفرنج من أهل البندقية بإيطاليا وجنوة، ولم يذكر رحمه الله سبب المقاطعة.
رابعا: حكم التعامل التجاري مع من يسعى في الإضرار بالمسلمين:
قال شيخ الإسلامرحمه الله:" الأصل أنه لا يحرم على الناس من المعاملات التي يحتاجون إليها إلا ما دل الكتاب والسنة على تحريمه".
وسئل رحمه اله عن معاملة التتار فقال:" يجوز فيها ما يجوز في معاملة أمثالهم ويحرم منها ما يحرم في معاملة أمثالهم، فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم وخيلهم ونحو ذلك، كما يبتاع من مواشي الأعراب والتركمان والأكراد ويجوز أن يبيعهم من الطعام والثياب ونحو ذلك مما يبيعه لأمثالهم. فأما إن باعهم أو باع غيرهم ما يعينهم به على المحرمات كبيع الخيل والسلاح لمن يقاتل به قتالا محرما فهذا لا يجوز، قال تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... ".
وقال ابن بطال:" معاملة الكفار جائزة إلا بيع ما يستعين به أهل الحرب على المسلمين".
خامسا: تأثير المقاطعة الإيجابي في حب المسلم للإسلام وأهله وبغضه للأعداء:
ومن جميل ما يذكر في ترجمة الإمام أحمد رحمه الله أنه كان إذا نظر إلى نصراني غمض عينيه فقيل له في ذلك فقال: لا أقدر أنظر إلى من افترى على الله و كذب عليه. وكان يقول: لا تأخذوا عني هذا فإني لم أجده عن أحد ممن تقدم ولكني لا أستطيع أن أرى من كذب على الله.
وقال ابن عقيل في الفنون:" إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ".
والمسلم إذا وطن نفسه ألا يعين الكافر على كفره بمال المسلم إذا استغنى عن بضاعته ببضاعة غيره فإنه سيحصل على فوائد له ولمجتمعه منها:
1 - أنه سيؤجر على صدق نيته وحبه للمؤمنين وبغضه لمن حاد الله ورسوله.
2 - أن ذلك الولاء والحب للإسلام وأهله والبراء والبغض للكفار سيتجدد دوما وتزيد مما ينتج عنه زيادة ترابط المسلمين واتحاد قلوبهم قبل بلادهم.
3 - أن هذا سيزيد اقتصاد الدول الإسلامية وسيضعف اقتصاد الدول الظالمة على المدى البعيد.
أسأل الله تعالى أن يهيء لنا من أمرنا رشدا، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهم المراجع:
o زاد المعاد
o السياسة الشرعية
o الهجر في الكتاب والسنة لمشهور حسن
o البداية والنهاية
o الولاء والبراء للقحطاني
o الآداب الشرعية لابن مفلح
o المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد بن حنبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/10)
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:51 ص]ـ
تفع الله بكم
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71653
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:19 ص]ـ
تفع الله بكم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:51 ص]ـ
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71653(60/11)
هل هذا وهم من شيخ الاسلام رحمه الله ارجو افادتي
ـ[الهزبر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:10 ص]ـ
يااخوان اريد المساعدة في هذه نظرا لاني على سفر
الا ان احدهم نقل هذا الكلام وليس لدي وقت ان ابحث وانظر فهل اجد من يفيدني سلمكم الله
سيما وهذا نقدا وتوهيما لشيخ الاسلام رحمه الله
قال
الأمانة العلمية عند ابن تيمية:
قال في الجزء (27/ 79):
"تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان موجودا , فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة ....
وذكر أن مالك لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم , ورخص فيه أحمد وغيره لأن ابن عمر رضي الله عنهما فعله ... " انتهى كلامه.
التعليق:
فقوله: إن مالكا كره وضع اليد على المنبر , وأنه لم يأخذ العلم عن عطاء لما رآه فعله ## , فإن مالكا كما روى القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (1/ 138):
"قيل له لِمَ لم تكتب عن عطاء؟ قال أردت أن آخذ عنه , وأردت أن أنظر إلى سمته وأمره , فاتبعته حتى أتى منبر النبي صلى الله عليه وسلم فمسح الغاشية والدرجة السفلى , يعني في المنبر , فلم أكتب عنه إذ ذاك , لأنه من فعل العامة , والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته.
قال القاضي: وقد روى مالك عن عطاء بواسطة , فلعله لما استبان له علمه وحاله أخذ علمه من غيره." انتهى.
فالإمام مالك لم يأخذ على الإمام عطاء تبركه بالمنبر , وإنما أخذ عليه أنه لم يميز بين ما هو منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما أحدث بعده , ###
########
فسؤالي هل يقال ان هذا وجه من الاوجه التي ترك بها مالكا الرواية عن عطا ام هو وهم من شيخ الاسلام رحمه الله؟
ارجو من يسعفني؟
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:05 ص]ـ
أخي ممكن تذكر من صاحب هذا الكلام؟
ـ[الهزبر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:21 ص]ـ
احد الصوفية او الروافض ولاشك ان نقلا عن ..
لكن تاملت في قوله
وذكر عن مالك؟
اليست هذه من صيغ التمريض توحي ان شيخ الاسلام لم يجزم بنسبتها ام هنالك رواية نقلت
عن مالك غير التي ذكرها القاضي عياض عنه!
رسيت على الاولى ولاادري؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:23 ص]ـ
مقدمات للإجابة على الإشكال
أولا: الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله من كبار أعلام الإسلام ديانة وعلما وثقة، وقد شهد له الداني والقاصي بقوة علمه وحفظه وديانته.
ثانيا: لم يتهمه أحمد من معاصريه الذين خالفوه وسجنوه وآذوه بتحريفه لكلام العلماء أو نحوها، مع شدة تنقيبهم في كلامه للبحث عن مطاعن فيه لمحاولة سجنه وتحذير الناس منه.
ثالثا: طبعات ترتيب المدارك ليست على درجة كبيرة من الضبط والتحقيق، فاحتمال وجود التصيحف فيها وارد.
رابعا: الإمام ابن تيمية رحمه الله ليس بمعصوم، وقد يقع منه الوهم والخطأ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:34 ص]ـ
يااخوان اريد المساعدة في هذه نظرا لاني على سفر
الا ان احدهم نقل هذا الكلام وليس لدي وقت ان ابحث وانظر فهل اجد من يفيدني سلمكم الله
سيما وهذا نقدا وتوهيما لشيخ الاسلام رحمه الله
قال
الأمانة العلمية عند ابن تيمية:
قال في الجزء (27/ 79):
"تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان موجودا , فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة ....
وذكر أن مالك لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم , ورخص فيه أحمد وغيره لأن ابن عمر رضي الله عنهما فعله ... " انتهى كلامه.
التعليق:
فقوله: إن مالكا كره وضع اليد على المنبر , وأنه لم يأخذ العلم عن عطاء لما رآه فعله ## , فإن مالكا كما روى القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (1/ 138):
"قيل له لِمَ لم تكتب عن عطاء؟ قال أردت أن آخذ عنه , وأردت أن أنظر إلى سمته وأمره , فاتبعته حتى أتى منبر النبي صلى الله عليه وسلم فمسح الغاشية والدرجة السفلى , يعني في المنبر , فلم أكتب عنه إذ ذاك , لأنه من فعل العامة , والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته.
قال القاضي: وقد روى مالك عن عطاء بواسطة , فلعله لما استبان له علمه وحاله أخذ علمه من غيره." انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/12)
فالإمام مالك لم يأخذ على الإمام عطاء تبركه بالمنبر , وإنما أخذ عليه أنه لم يميز بين ما هو منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما أحدث بعده , ###
########
فسؤالي هل يقال ان هذا وجه من الاوجه التي ترك بها مالكا الرواية عن عطا ام هو وهم من شيخ الاسلام رحمه الله؟
ارجو من يسعفني؟
وهذا النقل الذي ذكره القاضي عياض رحمه الله عن الإمام مالك رحمه الله يفيد نفس المعنى الذي ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله.
فترك الإمام مالك للرواية عنه إنما كان لفعله ما كان يفعله العامة من التبرك بالمنبر، إضافة إلى عدم تفريقه بين المنبر الأصلي والزيادة التي أضافها بني أمية، فتركه لمجموع الأمرين.
وتأمل قول الإمام مالك رحمه الله في النقل السابق ((قيل له لِمَ لم تكتب عن عطاء؟ قال أردت أن آخذ عنه , وأردت أن أنظر إلى سمته وأمره , فاتبعته حتى أتى منبر النبي صلى الله عليه وسلم فمسح الغاشية والدرجة السفلى , يعني في المنبر , فلم أكتب عنه إذ ذاك , لأنه من فعل العامة , والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته)).
فذكر أنه اتبعه فرآه يمسح الغاشية والدرجة السفلى: وهذا هو التبرك بالمنبر، وقد أنكر عليه الإمام مالك هذا الأمر لأنه ليس من فعل أهل العلم وإنما هو من فعل العامة.
ثم قال ((والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته))
وهذا سبب آخر لترك الإمام مالك للرواية عنه، حيث أنه لايفرق بين المنبر الأصلي والمنبر الذي أضافه بني أمية، فدل ذلك على ضعف علميته ومتابعته للعامة في ذلك بدون تمييز.
وتأمل معي الآن ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال قال في الجزء (27/ 79):
"تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان موجودا , فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة ....
وذكر أن مالك لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم ,))
فكلامه صحيح مستقيم موافق للنقل السابق،ولاغبار عليه،وليس فيه أي تحريف كما ذكره بعض الجهلة.
وكم من عائب قولا سديدا، وآفته من الفهم السقيم.
ـ[الهزبر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:35 م]ـ
جزاك الله خير ورفع قدرك
توجيه جميل غاب عني(60/13)
توحيد الصيام والدعاء هل يجوز؟ الجواب للشيخ الفوزان
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:16 ص]ـ
موضوع الفتوى:
العبادات
عنوان الفتوى:
توحيد الصيام والدعاء هل يجوز
اسم المفتى:
سماحة الشيخ صالح الفوزان
رقم الفتوى:
9882
تاريخ نشر الفتوى على الموقع:
14/ 04/2003
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
هذه بعض الأسئلة عرضناها على فضيلة شيخنا العلامة صالح الفوزان حول انتشار رسائل الجوال التي تدعو إلى صيام محدد لتوحيد الدعاء على الكفار وما شابه ذلك من الرؤى والأحلام التي يروجها بعض الجهلة والحمقى.
وقد وجهنا لفضيلته هذه الأسئلة:
1 - بين الشباب اتفاق على صيام يوم لكي يوحدوا الدعاء على بعض الأعداء فما حكم ذلك؟
2 - كثر في الآونة الأخيرة انتشار الرسائل عبر الهاتف الجوال! ومن ذلك:أننا سنوحد الدعاء على الأعداء فجر هذا اليوم؟
وكذلك يقول: إن هناك رؤية صالحة تدعو أهالي الخليج لقراءة سورة الأنعام هذه الليلة!!
فهل يجوز اعتقاد ونشر مثل هذا الكلمات؟
نص الفتوى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أما بعد ..
لقد لوحظ في الفترة الأخيرة ظهور البدع وانتشارها عن طريق جديد غير طرق الكتابة وغير الدعوة إليها عن طريق إقامة الدروس , بل طريق جديد أكثر انتشارا من هذه الطرق؟ إنه الهاتف النقال , (الجوال) , الذي كل يوم يظهر لنا مصيبة جديدة , وإليكم أمثلةعلى بدع النقال (الجوال).
أولا: في رأس السنة الميلادية انتشرت رسالة في الهواتف النقالة (الجوال) تقول هذه أكثر ليلة يعصى فيها الله أكثر من قراءة قل هو الله أحد , وقل لا إله إلا الله خمسين مرة.
ثانياً: في نهاية السنة الهجرية , انتشرت رسالة تقول , غدا نهاية العام فاختم عامك بصيام (انشرها)
ثالثاً: ظهرت رسالة تقول , من قرأ (حم الدخان) في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك (انشرها ولك الأجر)
رابعا: انتشر عندنا في الكويت في هذه الأيام التي تتعرض فيها البلاد لصواريخ الطاغية البعثي رسائل كثيرة أذكر منها على سبيل المثال:
1 – اقرأ سورة الفيل سبع مرات حتى ينصرنا الله على الأعداء (انشرها ولك الأجر)
2 - لقد رؤي رؤيا صالحة اقرؤوا سورة الأنعام حتى يؤمننا الله (انشرها ولك الأجر)
4 - اقرأ آخر سورة ال عمران لكي يؤمننا الله (انشرها)
الرد:
أقول
أولاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
هذا هو الحكم النبوي في البدع كما صح عنه صلى الله عليه وسلم: الرد والرفض , وعدم القبول.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: (وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم , فإنه صريح في رد وإبطال كل البدع والمحدثات)
ثانياً:
تعريف البدعة: لقد عرفها العلماء بعدة تعريفات: منها: إنها (ما أحدث على خلاف الحق المتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم, من علم أوعمل أو حال, بنوع شبهه أو استحسان, وجعل ديناً قويماً وصراطا مستقيما)
ثالثاً:
شروط قبول العمل: أولاً: الإخلاص , ثانياً المتابعة للرسول , فلا يقبل عمل حتى يكون خالصاً لله عزوجل تابعاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعاً:
إن القاعدة تقول (تحديد العدد في العبادة متوقف على وروود الدليل من الكتاب والسنة) وهذا تحديد عدد لم يرد في الكتاب والسنة فهو إذن مردود على صاحبه. ثم إن تحديد العدد في العبادات من طرق الصوفية.
وعلى هذا فلا يجوز أن نحدد قراءة ذكر بعدد معين
أما بالنسبة لصيام آخر العام فهذا أيضاً بدعة لأن الصيام عبادة , وتخصيص عبادة بيوم وزمن معين , لم يخصصه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة مردودة على صاحبها غير مقبولة كمن يصلي العصر خمساً فصلاته غير صحيحة.
وأما بالنسبة لحديث (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) هذا الحديث رواه الترمذي وقال عنه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع الصغير (موضوع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/14)
وبالنسبة لقراءة سورة الأنعام حتى يؤمننا الله: أقول إن القرآن كله بلا استثناء أمان واطمئنان لمن يقرأه كما قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وتخصيص سورة معينةبالفضل لم يرد تعيينها في الكتاب والسنة من الأمور المبتدعة في الدين.
وهذا الذي ذكرته من البدع في الرسائل على سبيل المثال لا الحصر
الأسباب التي جعلت هذه البدع تنتشر
أولاً: أن البعض عندما نقول له هذه بدعة؟ يرد علينا ويقول لا هذه فائدة من باب التذكير فقط وليس فيها شيء من البدع أبداً!
سبحان الله فعلا في آخر الزمان أصبحت الأشياء تسمى بغير اسمها , وإلا فانظروا البدعة أصبحت في هذا الزمان فائدة!!!!
كما قال من قبلهم , هذه بدعة حسنة!!!!!!!!
ثانياً:
أن البعض هداهم الله عندما تأتيه رسالة بمثل هذه البدع , ويعرف أنها بدعة يكتفي بمسحها من صندوق الوارد فقط.
والواجب علينا أن ننصح الذي أرسل هذه الرسالة ونبين له أن هذا الأمر من البدع التي ينبغي أن لا ينشرها ولا يتساهل بها على أنها من الفوائد , فلو أننا نصحنا كل من يرسل هذه الرسائل وبينا له الخطأ لما انتشرت هذه الرسائل بهذه الكثرة.
ويا ليت أن تكتبوا لكل من يرسل لكم هذه الرسائل ويكتب أنشرها أن تكتبوا له هذه الكلام (لا يجوز أن تقول لأخيك أفعل كذا أو قل كذا إلا بورود دليل من الكتاب والسنة ورحم الله الإمام الشافعي رحمه الله: حين قال ما أسرع الناس إلى البدع
وأخيراً: فأمر البدعة خطير جداً , لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه , وحسبك دليلا على خطورة البدعة قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته)
وخلاصة الأمر أن يقال (كل عمل بلا إقتداء , فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعداً , فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره ,لا بالآراء والأهواء).
هذا فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
http://www.alfuzan.net/fatawy/ask3.asp?id=9882&hide1=3&idser=9882
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيراً شيخنا إحسان ..
لي سؤال: كيف يقول الشيخ الفوزان:
(رابعاً: انتشر عندنا في الكويت في هذه الأيام التي تتعرض فيها البلاد لصواريخ الطاغية البعثي رسائل كثيرة) والشيخ حفظه الله ليس من الكويت كيف يقول هذا؟؟؟
والسؤال الثاني: الرسائل التي وصلتنا - في هذه الأيام - تقول: تجتمع الأمة الإسلامية إن شاء الله على صيام الخميس القادم والدعاء انشرها لتتوحد الدعوة على الدنيمارك؟؟
ما رأيكم بتخصيص يوم الخميس للدعاء خاصة وأنه يوم يستحب صيام في كل أسبوع، كذلك يوافق يوم عاشوراء؟؟
كذلك الدعاء يكون الصيام له عبادة مقدمة يتقرب بها ويتوسل لله بها رجاء أن يبقل الله دعاءه، كالصلاة في دعاء الاستخارة والصيام - الذي يفعله بعض الفقهاء - قبل الاستستقاء أو ماشابه ذلك؟؟
وأظن هذا الأمر يحتاج لفتوى أو توضيح .. فتاريخ فتوى الشيخ الفوزان قديم ..
وجزاكم الله خيراً.
نرجو المشاركة من الجميع
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:56 ص]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك .....
بالنسبة للسؤال الثاني:
الذي سيصوم يوم الخميس القادم ان شاء الله فهو أحد اثنين:
1 - رجل يصومه لأن ذلك وارد على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة، ولأن صيامه كما هو معروف - بهذه النية - عظيم الأجر بل ويكفر السنة التي قبله كما روى مسلم عن بن مسعود ... وهذا إن شاء الله صحيح نجتهد فيه وندعو اليه ان شاء الله.وندعو الله أن يتقبله من جميع المسلمين إنه ولي ذلك.
2 - رجل يصومه بنية الصيام الجماعي لتوحيد الدعاء على أعداء الله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ... ولمثل هذا نقول: إن عملك هذا هو من صنف البدع لأنه تخصيص ليوم معين وعمل معين بنية مبتدعة فجمعت بين بدعتين بدعة نية الصيام من أجل الدعاء (فربط الدعاء بالصيام اعتقادا في فضل ذلك بدعة)، وبدعة الصيام الجماعي المخصص ليوم - وهذان لم يفعلهما النبي صلى الله عليه وسلم-. وشرّ من متابعة البدعة الدعوة اليها. كما أن الاجتماع في الاعتصام والتظاهر والامساك عن الطعام والاضراب وأمور أخرى كثيرة كل ذلك من أفعال الشيوعيين والملاحدة التي تبعهم فيها الغرب وأرانا اليوم على ضربهم سائرون خطوة بخطوة كما أخبرنا بذلك نبينا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
أما عن القول بأن هذا اليوم الذي دعي إلى تخصيصه هو يوم خصه النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام .... فهذا والله جرم عظيم حيث أن ذلك الذي يعلم فضل هذا اليوم - لمن صامه لفعل النبي وسنته - ثم يذهب ويقلب صيام هذا اليوم الى صيام بدعي ويستغل ذلك اليوم المبارك في الدعوة لأفكاره المستورده من الغرب. فهذا والله ظالم نفسه خادع الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والدفاع عن النبي بأبي هو وأمي ونفسي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يكون بمثل هذه البدع المحدثة في العبادات بل له طرق كثيرة كالقنوت في الصلاة لأن ذلك الأمر من النوازل - والله أعلم -، وكذا بمقاطعة هؤلاء المعتدين الذين يقاتلوننا في ديننا إذ الله قال {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين ... } الآية .. ثم بمتابعة النبي في سنته ودراستها ونشرها لأن هذا هو سبيل النجاة ..
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/15)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في الله أحببت فقط أن أسأل سؤالا محددا
هل إذا اتفقنا أنا وبعض أصحابي أن نجتمع في يوم كذا وكذا وأن ندعو على الكفار هل هذا بدعة؟؟؟
نعم أنا أعتقد أن ربط الصيام بالدعاء غير وارد والصيام بنية عاشوراء لا يقارن أبدا بصيام ابتدعه بعض الناس
ولكن إذا كنا منصفين فإني أجد أن الجتماع في يوم معين والدعاء على الكفار ليس ببدعة إلا إذا جعلنا هذا من عادتنا وخصصناه بيوم معين وزمن معين
أما إذا كان الأمر طارئا فإني لا أجده أكثر من توحيد الصفوف والأمل بإجابة الدعاء لأنه من عدد كبير من المسلمين
وأرجو من الأخوة أن يبينوا لي هل رأيي صحيح أم خاطئ؟؟؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[إبراهيم البلوشي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 12:56 م]ـ
البدعة نوعان بدعة أصلية وبدعة مركبة وهذا من قبيل البدعة المركبة، لأن أصل الصيام وأصل الدعاء مشروع وكذلك أصل البراءة من الكفار مشروع ولكن صيام الخميس ممن لا يواظب على صيامه ولكن بنية الدعاء على الكفار فهذه من البدع المركبة
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 02 - 06, 02:51 م]ـ
الرجاء توضيح الفتوى ... والرابط الموجود الخاص بالشيخ الفوزان لا يعمل.وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي إبراهيم أنا معك تماما بأن قرن الصيام مع الدعاء هو من البدعة لأنه لم يقم أحد من السلف والصحابة به
ولكن سؤالي هو
هل توحيد الدعاء فقط بدون صيام هو بدعة؟؟؟
وأرجو الدليلي إذا سمحت
بارك الله فيك وجزاك خيرا(60/16)
فائدة: هل سمعت بأن يوم عاشوراء هو اليوم التاسع؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:28 ص]ـ
أشكل عليّ حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم:" عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم ".
فبحثت سريعا في هذا الملتقى المبارك، فوجدت الشيخ الفاضل / أباتيمية إبراهيم يزيل هذا الإشكال بأسلوب عجيب ميسر، فجزاه الله خير الجزاء.
قال الشيخ أبوتيمية إبراهيم الميلي حفظه الله تعليقا على سؤال أحد الإخوة:
(الحديث بهذا اللفظ لا أعرفه يصح، بل الصحيح بذكر التاسع فقط، و لهذا فهم ابن عباس أن يوم عاشوراء هو اليوم التاسع، و أما ما جاء عنه من قوله صوموا التاسع و العاشر خالفوا اليهود، فليس فيه ما يدل على خلافه، إنما غاية ما فيه الحث على مخالفة اليهود بالجمع بين هذين اليومين، و هذا صر به ابن عباس و قد استشكل العلماء قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (لأصومن التاسع) و سيأتي بيان ما فيه.
ففي صحيح مسلم (1133) عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى بن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم.
قلت: مراده بقوله 0 هكذا كان رسول الله يصومه) ما كان من عزمه على صومه فيما رواه عنه من قوله 0 لئن عشت .. ) الحديث قاله البيهقي (4/ 287) وقد صرح به ابن عباس في رواية فقال (هو يوم التاسع) أخرجه ابن أبي شيبة (9387) و عبد (669) و غيرهما
و نحا الطحاوي منحى الجمع مع ذكر الاحتمال الآخر فقال (وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ولكن أخلطه بغيره فأكون قد صمته بخلاف ما تصومه يهود وقد روى عن بن عباس ما يدل على هذا المعنى ثم ساق الراوية التي قدمنا (خالفوا اليهود وصوموا يوم التاسع والعاشر) و قال (فدل ذلك على أن بن عباس قد صرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن عشت إلى قإبل لأصومن يوم التاسع الى ما صرفناه اليه وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ما .. ) و ساق رواية ضعيفة و كلاما آخر يدلل به على ما ذهب إليه.
و هو هنا خالف الظاهر من قول رسول الله، و قول ابن عباس راويه (اعدد تسعا) بل صرح في روايه بانه التاسع.
و هذا المذكور في الآثار لابي يوسف (801)
و اختلاف العلماء في يو عاشوراء أي يوم هو، ذكره غير واحد، منهم:
ابن أبي شيبة فقال: (في يوم عاشوراء أي يوم هو 9380 حدثنا وكيع بن الجراح عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت أخبرني عن صيام يوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح صائما التاسع قلت هكذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم 9381 حدثنا وكيع بن الجراح عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء 9382 حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي سليمان مولى يحيى بن يعمر قال سمعت ابن عباس يقول يوم عاشوراء وصبيحة تاسعة ليلة عشر 9383 حدثنا وكيع وابن نمير عن سلمة عن الضحاك قال عاشوراء يوم التاسع 9384 حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن ومحمد قالا عاشوراء يوم العاشر 9385 حدثنا محمد بن بشر عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة قالوا عاشوراء يوم العاشر 9386 حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن الحسن قال يوم عاشوراء هو يوم العاشر 9387 حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن الحكم عن الأعرج عن ابن عباس قال هو يوم التاسع 9388 حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني ابن أبي ذئب عن شعبة عن ابن عباس أنه كان يصوم يوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته 9389 حدثنا يزيد عن الجريري عن الحسن قال عاشوراء يوم العاشر) (2/ 313).
و منهم:
الترمذي فقال: (اختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم يوم التاسع وقال بعضهم يوم العاشر وروي عن بن عباس أنه قال صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق) (3/ 128)
و منهم ابن عبد البر فقال (اختلف العلماء في يوم عاشوراء فقالت طائفة هو اليوم العاشر من المحرم وممن روى ذلك عنه سعيد بن المسيب والحسن بن أبي الحسن البصري وقال آخرون هو اليوم التاسع منه واحتجوا بحديث الحكم بن الأعرج قال أتيت ابن عباس في المسجد الحرام فسألته عن يوم عاشوراء فقال اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع فأصبح صائما قلت كذلك كان محمد يصوم قال نعم صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عباس القولان جميعا وقال قوم من أهل العلم من أحب صوم عاشوراء صام يومين التاسع والعاشر وأظن ذلك احتياطا منهم والله أعلم وممن روى عنه ذلك ابن عباس أيضا وأبو رافع صاحب أبي هريرة وابن سيرين وقاله الشافعي وأحمد وإسحاق وروى يحيى القطان عن ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس قال كان ابن عباس يصوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته وروى ابن عون عن محمد بن سيرين أنه كان يصوم العاشر فبلغه أن ابن عباس كان يصوم التاسع والعاشر فكان ابن سيرين يصوم التاسع والعاشر وذكر عبد الرزاق قال أنبأ ابن جريج أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول خالفوا اليهود وصوموا التاسع) التمهيد (7/ 213)
و غيرهم .. كابن القيم و ابن حجر ..
و ممن ذهب إلى أن عاشوراء اليوم التاسع ابن حزم حيث قال:
(ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو التاسع من المحرم وإن صام العاشر بعده فحسن) المحلى 7/ 17 و ساق رواية ابن عباس.
و هذا كله ليس ترجيحا مني لقول ابن عباس هذا بل أذهب إلى أن عاشوراءالعاشر من محرم و يصام التاسع معها).أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/17)
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:23 م]ـ
لقد سألت شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن عبدالعزيز التويجري بالطائف عن ذلك، فقال لي: صم التاسع، واستدل الشيخ بحديث ابن عباس الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه:روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: {حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}.
ففي الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في العام المقبل سيصوم التاسع ولم يذكر أنه سيصوم العاشر.
والله أعلم
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 10:40 م]ـ
للرفع والفائدة
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:04 ص]ـ
للرفع(60/18)
هل يجوز ذلك الفعل (الصلاة)
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم
عندما كنا نصلي الظهر اليوم في الجامعة , و أثناء الصلاة , سمعنا هتافات و يوجد إلقاء خطبة (من بعض الطلبة) ,
فبعد الصلاة ذهبت لأنكر عليهم , فقال لي أحدهم أن مثل هذا التأجيل يجوز لنصرة الرسول -صلى الله عليه و سلم - , و أحتج أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجل الصلاة للحر , فسكت و مشيت.
مع العلم أن معظم الطلاب ذهبوا للمحضرات و لم يصلوا الظهر إلى قبل أذان العصر بحوالي ساعة , و أن الجماعة الأولى فاتت , و أن هذه الخطبة كانت أثناء الصلاة و الإمام يكبر و لم يتحركوا لذلك , و مع العلم أنهم لم ينبهوا الحاضرين للذهاب للصلاة , و أخيرا الجو لم يكن حر
و أرجوا منكم الرد و عدم تجاهل الموضوع
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:26 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:31 ص]ـ
الظاهر أنهم أخطأوا هداهم الله وغفر لهم.
لأن إجابة النداء واجبة.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:20 ص]ـ
المشرف الكريم .... بارك الله فيك وحفظك لنا.
الأخ بن جندي:
بارك الله فيك لما أنكرت ما لم ترض من مخالفة هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فالوضع الذي حكيته مخالفا للصواب لعدة أمور:
أولها: أن ذلك الذي خطب في الناس لم يكن يمنعه شئ من أن يقوم خطيبا فيهم بعد إتمام الصلاة.
ثانيها: أن هذا الذي حكيته من الخطابة في الناس أثناء أداء صلاة الجماعة فيه مفاسد منها:
1 - التأخر عن الجماعة الأولى بغير عذر وعدم تعظيمها، بل وحث الطلبة على ذلك مما قد يوطنهم على مخالفة هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمصلحة توهموها بعقلهم.
2 - التشويش على المصلين فلا هم خشعوا في صلاتهم ولا هم سمعوا الموعظة التي يسعى المتكلم إلى ابلاغهم إياها.
3 - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين أجل الصلاة (مثل ما فعل في صلاة العشاء حين أتاه الوفد وتأخر عن الصلاة حتى نام الصحابة في المسجد وهم جلوس) كان هو الإمام الراتب الذي يقتدى به فهو يعلم يقينا أنه إن لم يخرج للجماعة لانتظره الصحابة رضوان الله عليهم. أما ألا أكون الإمام الراتب ثم أقوم وأشق الصف بعدما يبدأ الإمام في الصلاة فهذا مرفوض. والله أعلم.
4 - أن الجامعة لها ظروف خاصة فكل طالب غالبا لا يجد من الوقت إلا القليل حتى يدرك وقت الصلاة فلو تأجلت الجماعة الأولى لتعذر عليهم الصلاة في الوقت البسيط الذي يملكه معظمهم فالأولى أن تؤدى الجماعة أولا فيدرك الطلبة الصلاة فلا يؤخر بذلك صاحب الوقت الضيق قهرا، ثم بعد ذلك يخطب المتحدث والطلبة متهيؤون فيكونا قد أدوا صلاتهم وتهيؤوا للسماع أو انصرفوا لمحاضراتهم.
5 - في هذه الحادثة التي ذكرت حدث تفريق للمسلمين المصلين بغير داع (لا أقصد التهوين من الأمر الذي تحدث فيه الخطيب ولكن أقول من غير داع لتقديم الخطبة على الصلاة)
والله أعلم ........
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:43 ص]ـ
نصرة الرسول صلى الله عليه تكون بأمور من أهمها الالتزام بالشريعة وعدم تجاوزها، وكان الأولى لهم أن يحضروا الصلاة مع المصلين ثم يقوموا بعد ذلك بما أرادوا به من النصرة، على كل هذا حدث وانتهى ولا تجعلوه مفرقا بينكم، أو مثارا للمناقشات والمجادلات، وفقكم الله وأعانكم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا(60/19)
لماذا لايجوز رسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طويلب عِلم في أول الطريق و أبحث عن أجوبة لأهل العلم عن هذا السؤال، خاصة وأنني أقيم بين اظهر بني الأصفر، وهذه المسائل تناقش كثيراً، وتعلمون أن التصوير والرسم وعمل التماثيل من أهم معالم الثقافة الغربية فيصعب عليهم فهم هذه المسألة من وجهة نظرنا. وبما أنني لم أقرأ فتوى لأهل العلم بهذا الخصوص، فإن أول إجابة تخطر عليّ للإجابة على هذا السؤال هي لحماية جناب التوحيد، وإلاّ لتبرك الناس بهذه الصور وغلوّ فيها، ولأن هذه الصور لن تجمع كل أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبل كل هذا الراجح في مسألة جواز رسم ذوي الأرواح أنه لايجوز ... لكن هل هذا كل شيء، هل هذه هي الموانع فقط وهل هي صحيحة؟ هل هناك فتاوى لأهل العِلم في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:58 ص]ـ
أخي الحبيب الكريم، حتى وإن كنت طويلب علم مبتدئ، تأمل في القواعد العامة لشرعيتك و تأمل بعض حكامها الفقهية الجزئية .. و أخبرني كم سببا تخرج لمنع رسم النبي صلى الله عليه و سلم(60/20)
هل المصر على المعصية كافر إذا كان يعلم أنها حرام , و لكن شهوته مثلا تطغى عليه
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:09 ص]ـ
االسلام عليكم , هل المصر على المعصية كافر إذا كان يعلم أنها حرام , و لكن شهوته مثلا تطغى عليه
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:16 ص]ـ
وعليكم السلام،،
لا، إلا إذا كانت المعصية مخرجة من الملّة بنصّ أو إجماع.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:18 ص]ـ
إذا كانت هذه المعصية ملازمة له , و كان يتوب من حين إلى أخر , فهل تقبل التوبة
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:23 ص]ـ
إذا فهم معنى التوبة، فنَعَمْ.
ما لم يغرغر (أي: وقت خروج روحه) أو تطلع الشمس من مغربها.
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذين الوقتين لا تُقبل فيهما التوبة. وأمره إلى الله يوم القيامة. إن شاء رحمه ولم يعذّبه وإن شاء عذّبه بما يستحقه ثم يدخله الجنة.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:25 ص]ـ
مممممم, العملية ليست بالهينة
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:27 ص]ـ
تهون بالالتجاء إلى الله ((قال رب اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري))
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:58 ص]ـ
وعليكم السلام،،
لا، إلا إذا كانت المعصية مخرجة من الملّة بنصّ أو إجماع.
الحمد لله وحده ...
وإن قام الدليل على كونها مخرجة من الملة بنص أو إجماع، فلا معنى لاشتراط الإصرار على مواقعتها.
بل يكفي التلبس بها مرة واحدة للحكم بالكفر، حين تتوفر الشروط وتنتفي الموانع بالطبع.
مجرد تتميم لكلام أخي حمد أحمد، حتى لا يتوهم غير مراده.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:47 ص]ـ
االسلام عليكم , هل المصر على المعصية كافر إذا كان يعلم أنها حرام , و لكن شهوته مثلا تطغى عليه
لا
ـ[أبو لجين]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:28 ص]ـ
في مذهب الخوارج يرونه كافرا
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:12 م]ـ
عقيدة أهل السنة في عصاة المسلمين أنهم إن ماتوا على معصية غير مستحلِّين لها فهم ماتوا على الإسلام مادامت المعصية ليست مخرجة عن الملة كالسجود للقبور والاستهانة بالقرآن وسب الله أو أحد من رسله ثبتت رسالته عند القائل أو سب الإسلام وما إلى ذلك. خالفهم في ذلك الخوارج إذ كفَّروا مرتكب الكبيرة وحكموا عليه بالخلود في النار, والمعتزلة الذين جعلوه في منزلة بين الإيمان والكفر في الدنيا وجعلوه مخلداً في النار في الآخرة. وكلا القولين بدعة مخالفة لكلام أهل السنة ولما عليه السلف من الصحابة ومن تبعهم.
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمة الله:
والفاسق الملي ذو العصيانِ ... لم ينف عنه مطلق الإيمانِ
لكن بقدر الفسق والمعاصي ... إيمانه ما زال في انتقاصِ
ولا نقول إنه في النارِ ... مخلدٌ بل أمره للباري
تحت مشيئة الإله النافذة ... إن شا عفا عنه وإن شا آخذه
وهذا طبعاً أنقله لبيان عقيدة أهل السنة والجماعة في السألة, لا مسوغاً لارتكاب المعاصي والإصرار عليها. غفر الله لنا ما لا تعلمون.
والله أعلم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:57 م]ـ
إذا كانت هذه المعصية ملازمة له , و كان يتوب من حين إلى أخر , فهل تقبل التوبة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تعالى قال: [أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء] متفق عليه
قال الإمام النووي: وقوله تعالى: [فليفعل ما شاء]: أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما قبلها
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:59 م]ـ
إذا كانت هذه المعصية ملازمة له , و كان يتوب من حين إلى أخر , فهل تقبل التوبة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تعالى قال: [أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء] متفق عليه
قال الإمام النووي:وقوله تعالى: [فليفعل ما شاء]: أي ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فإن التوبة تهدم ما قبلها
ـ[ابن جندي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/21)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:29 ص]ـ
وأنتم كذلك
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:32 م]ـ
بسبب ايراد الحديث حتى لا يتوهم.
الاصرار على الصغيرة يختلف عن التوبة المذكورة في الحديث. اذ ان التوبة تقبل ما لم يغرغر.
اما الاصرار على المعصية فهو من شر أعمال ابن آدم وقد ذم الله بني اسرائيل بركوبهم المعاصي بحجة ان باب التوبة مفتوح. اذ ان المرء لا يدري متى منيته.
لا يكفر امر لاخلاف عليه عند اهل السنة.
الاصرار يجعل الران في القلب
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:12 م]ـ
اذا كيف نوجه الحديث التالي: [مدمن الخمر كعابد الوثن] او بنحوه، والحديث في الصحيحة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:14 م]ـ
" فهذين الوقتين لا تُقبل فيهما التوبة " الصواب: فهذان الوقتان ....
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:17 م]ـ
حتى الكبيرة لا تخرج الانسان من الملة- الا ان استحلها بغير شبهة- اما حديث عن مدمن الخمر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51043&highlight=%E3%CF%E3%E4+%C7%E1%CE%E3%D1
اما الذنوب والاصرار عليها فان بني اسرائيل منهم من ذمهم الله في اصرارهم على المعاصي:
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
لان العبد ان أذنب وتاب فانه بين رجائه عز وجل بالتوبة عليه وخوفه من ان لا يتقبل منه. ولا يرجوا من ربه الا الخير , وكذا حاله اذا أطاع الله عز وجل. فانه يرجوا ربه قبول عمله.
"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" قال ابن كثير:
وَقَوْله " وَاَلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة أَنَّهُمْ إِلَى رَبّهمْ رَاجِعُونَ " أَيْ يُعْطُونَ الْعَطَاء وَهُمْ خَائِفُونَ وَجِلُونَ أَنْ لَا يُتَقَبَّل مِنْهُمْ لِخَوْفِهِمْ أَنْ يَكُونُوا قَدْ قَصَّرُوا فِي الْقِيَام بِشُرُوطِ الْإِعْطَاء وَهَذَا مِنْ بَاب الْإِشْفَاق وَالِاحْتِيَاط كَمَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدَم حَدَّثَنَا مَالِك بْن مِغْوَل حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن وَهْب عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُول اللَّه الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة هُوَ الَّذِي يَسْرِق وَيَزْنِي وَيَشْرَب الْخَمْر وَهُوَ يَخَاف اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ " لَا يَا بِنْت الصِّدِّيق وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُوم وَيَتَصَدَّق وَهُوَ يَخَاف اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث مَالِك بْن مِغْوَل بِهِ بِنَحْوِهِ وَقَالَ " لَا يَا اِبْنَة الصِّدِّيق وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَلَّا يُتَقَبَّل مِنْهُمْ ".
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[27 - 05 - 07, 01:36 ص]ـ
شرح:
يقول ابن حجر رحمه الله في ذكر فوائد الحديث: "وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"
فنقول:
من أين أخذ الحافظ رحمه الله هذه الفائدة؟ أخذها من قول الصحابي: (ما أكثر ما يؤتى به)،
فالرجل كان يشرب مراراً، وهذا موضع الاستدلال،
وفي هذا الاستدلال نظر!!!
والمفروض أن يقال:
لا تنتفي عنه محبة الله بالكلية، لكنها قد تنقص. والمقصود التحفظ على إطلاق الكلام، فلا تؤخذ هذه الفائدة على إطلاقها؛ بل لابد من التقييد، حيث إن هذا الصحابي كان يُغلب فيشرب الخمر. ثم يرده حب الله ورسوله زمناً عن شرب الخمر، ثم يُغلب؛ أي أنه ليس في حالة استقرار على شربها ولا اطمئنان إلى ذلك،
ولو وصل الأمر به إلى أن يكون مدمن خمر مطمئناً إليها، فهذا ينتزع منه حب الله ورسوله والعياذ بالله، وتسقط عنه سيما المؤمنين؛ لأنه أصبح مدمن خمر وملكت قلبه بالكلية، وهذا لا يظن بهذا الصحابي
منقول
هل هذا تكفير للمدمن؟!
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:14 م]ـ
سألت الشيخ صالح الفوزان عن هذه العبارة:
ولو وصل الأمر به إلى أن يكون مدمن خمر مطمئناً إليها، فهذا ينتزع منه حب الله ورسوله والعياذ بالله، وتسقط عنه سيما المؤمنين؛ لأنه أصبح مدمن خمر وملكت قلبه بالكلية، وهذا لا يظن بهذا الصحابي "
فقال:
هذا خطأ ...
إنما هو ناقص الإيمان ولو كان مستمرا على هذه الكبيرة إلا أن يستحلها ..(60/22)
اشكال قال النسائي باب الإقامة لمن نسي ركعة من صلاة
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:28 ص]ـ
قال النسائي باب الإقامة لمن نسي ركعة من صلاة
أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس حدثه عن معاوية بن حديج: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوما فسلم وقد بقيت من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال نسيت من الصلاة ركعة فدخل المسجد وأمر بلالا فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة فأخبرت بذلك الناس فقالوا لي أتعرف الرجل قلت لا إلا أن أراه فمر بي فقلت هذا هو قالوا هذا طلحة بن عبيد الله
قال الشيخ الألباني: صحيح
هل قال بهذا احد من العلماء
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 12:44 م]ـ
اعادة للسؤال
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[26 - 11 - 08, 12:53 ص]ـ
يا جماعة اسمحوا لي
اليوم فاضي بذكر بسابق
بس مسألة غريبة
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 10:01 ص]ـ
بارك الله فيك
قال ابن رجب في كتابه ((فتح الباري))
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم.
وقال: صحيح حسن الإسناد.
وفي رواية. أنه المغرب.
وقد أنكر الإمام أحمد أن يكون لمعاوية بن حديج صحبة، وأثبته البخاري والأكثرون.
انتهى كلامه
قلت وهذا إسناد صحيح
ومما يؤيد صحبة معاوية وحضوره للقصة قوله
(فأخبرت بذلك الناس فقالوا لي أتعرف الرجل قلت لا إلا أن أراه فمر بي فقلت هذا هو قالوا هذا طلحة بن عبيد الله)
فهذا يدل أنه رأى طلحةَ وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لا يعرفُه لأن معاوية بن حديج
أسلم قبل وفاة رسول الله بشهرين كما قال النووي رحمه الله كما نقله الزيلعي في نصب الراية عنه
فلما رآه بعد هذا عرفه بوجهه دون اسمه
هذا ما يتعلق بصحة الحديث
أما فقهه فلعلي إن شاء الله أُفيدك لاحقا أو أحد الاخوة الفضلاء
والله اعلم واحكم
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 11 - 08, 06:55 م]ـ
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار:
حدثنا قال ثنا شعيب بن الليث قال ثنا الليث عن يزيد بن أبى حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن خديج: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى يوما وانصرف وقد بقيت من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال بقيت من الصلاة ركعة فرجع الى المسجد فأمر بلالا فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة فأخبرت بذلك الناس فقالوا لي أتعرف الرجل قلت لا إلا أن أراه فمر بي فقلت هو هذا فقالوا هذا طلحة بن عبيد الله.
ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بلالا فأذن وأقام الصلاة ثم صلى ما كان ترك من صلاته ولم يكن أمره بلالا بالأذان والإقامة قاطعا لصلاته ولم يكن أيضا ما كان من بلال من أذانه واقامته قاطعا لصلاته وقد أجمعوا أن فاعلا لو فعل هذا الآن وهو في الصلاة كان به قاطعا للصلاة فدل ذلك أن جميع ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلم في صلاته في حديث معاوية بن خديج هذا وفي حديث بن عمر وعمران وأبى هريرة رضي الله عنهم كان والكلام متاح في الصلاة ثم نسخ بنسخ الكلام فيها فعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس بعد ذلك ما ذكره عنه معاوية بن الحكم وأبو هريرة وسهل بن سعد رضي الله عنهم ومما يدل على ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم في اليدين ثم قد حدثت به تلك الحادثة في صلاته من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل فيها بخلاف ما كان من عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ.
قلت: قوله (أمره بلالا بالأذان والإقامة) مشكل لأن الحديث لم ينص إلا على الإقامة، ولعله حمل لفظ الإقامة على الأذان وإقامة الصلاة، أما دعوى النسخ فقوله رحمه الله متجه إذ لم يقل أحد بظاهر هذا الحديث حسب ما اطلعت عليه، والله أعلم(60/23)
دعوة لصيام يوم عاشوراء ويوم قبله أوبعده
ـ[أبوجابر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:24 ص]ـ
دعوة لصيام يوم عاشوراء ويوم قبله أوبعده
أبي قتادة رضي الله عنه قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، فقال: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. رواه مسلم
وصيام هذا اليوم له فضائل كثيرة منها:
- يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام.
- هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا.
- هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة
- يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها
- فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه ..
- هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
- وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة - والله ذو الفضل العظيم - فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات ? إن الحسنات يذهبن السيئات ?.
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
وصيام عاشوراء على أربعة أوجه /
1 - صيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
2 - صيام التاسع والعاشر.
3 - صيام العاشر والحادي عشر.
4 - صيام العاشر فقط. ا. هـ
قال شيخ الإسلام: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَ يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ.
عدم الاغترار بثواب الصيام
يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الْأَجْرِ. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لَا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا , فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ. وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ , لِأَنَّهُ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلَا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ , وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ , فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلَاتِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ , إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ , وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ. الموسوعة الفقهية ج31: غرور بدع عاشوراء
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالِاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ؟ أَمْ لَا؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ. هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ؟ أَمْ لَا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/24)
الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَلَا غَيْرِهِمْ. وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا الصَّحَابَةِ , وَلَا التَّابِعِينَ , لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا , لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلَا فِي السُّنَنِ , وَلَا الْمَسَانِيدِ , وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ. وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ}. وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ.
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:
فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ: إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ , وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ , تُظْهِرُ مُوَالَاتَهُ , وَمُوَالَاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ , وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ , وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا , وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ , وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ , وَالتَّعَصُّبُ , وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ , وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلَاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , لَا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلَامِ. فَعَارَضَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الْآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الْأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلَاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الْأَعْيَادِ وَالْأَفْرَاحِ. وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَحْزَانَ وَالْأَتْرَاحَ وَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ , وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ , لَا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلَا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ ..
وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ: مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ. كَصَلَاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الْأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الِاكْتِحَالُ وَالِاخْتِضَابُ , أَوْ الِاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا الثَّوْرِيُّ , وَلَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلَا الْأَوْزَاعِيُّ , وَلَا الشَّافِعِيُّ , وَلَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلَا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلَا أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ .. الفتاوى الكبرى لابن تيمية
وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء: المدخل ج1 يوم عاشوراء
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر موقع الشيخ محمد المنجد
http://www.saaid.net/mktarat/mohram/8.htm
مطويات عن فضل عاشوراء وشهر الله المحرّم للتوزيع
ادعوا الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الاعمال وأن يتجاوز عن سيئاتنا.(60/25)
إلى تلاميذ العلامة بو خبزة المغربي
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:59 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني بارك الله فيكم هل منكم من يحضر دروس الشيخ أبو أويس بو خبزة؟
هل عنده دروس مسجلة؟ و لم لا تنشر على النت؟
بارك الله فيكم
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:45 م]ـ
. .(60/26)
ما ذا يقال عند حثو التراب على قبر الميت؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:18 م]ـ
أريد من الإخوة الكرام إرشادي إلى ذكر مشروع في حالة حثو التراب على قبر الميت؟
علما أني وجدت في هذا الباب حديثا وأثرا وذكرا استحبه بعض الشافعية
1 - أما الحديث فهو حديث أبي أمامة عند دفن أم كلثوم بنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ..... ] رواه أحمد والبيهقي، وقد ضعفه النووي وابن الملقن وابن حجر وهو ضعيف جدا كما قاله الألباني رحمه الله بل هو موضوع على نقد ابن حبان لأنه من رواية عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم، وإذا اجتمعوا في إسناد فالغالب أن الحديث من وضعهم كما قاله ابن حبان
2 - وأما الأثر فهو مارواه سعيد بن منصور عن ابن عمر أنه يقول في الحثية الأولى: بسم الله، وفي الثانية: الله أكبر، وفي الثالثة: الحمد لله رب العالمين، وقد قال ابن علان عن هذا الأثر: إنه بسند صحيح
3 - أما الذكر الذي استحبه بعض الشافعية فقد ذكر ابن علان في شرح الأذكار أن المحب الطبري استحب أن يقال في الأولى: اللهم لقنه عند المسألة حجته، وفي الثانية: اللهم افتح أبواب السماء لروحه، وفي الثالثة:اللهم جاف الأرض عن جنبيه، ولم يذكر ابن علان لذلك أصلا في المرفوع ولا في الموقوف.
وقد وجدت ما قد يكون أصلا لهذا الذكر وإن كان واردا عند وضع الميت في القبر، وهو ما رواه الحارث بن أسامة (كما ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (5/ 320) عن أنس أنه إذا وضع الميت في القبر قال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه ووسع عليه حفرته. [وقد قال المحقق عن هذا الأثر: إنه ضعيف جدا من أجل عباس بن الفضل،ثم إن فيه عنعنة قتادة وهو لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع، وذكر المحقق أن ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير رويا عن أنس أنه دفن ابنا له فقال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأبدله بداره دارا خيرا من داره.
وذكر أن سنده صحيح لولا عنعنة قتادة.
3 - علما أن هناك حديثا ثالثا أنه يقول: بسم الله وعلى ملة (أو: سنة) رسول الله وهذا الحديث عند أبي داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم من حديث ابن عمر، ولكن هذا يقال عند وضع الميت في قبره،ولم يرد على حسب بحثي القاصر أنه يقال عند حثو التراب على قبر الميت، على أن هذا الحديث روي مرفوعا وموقوفا ورجح الدارقطني الوقف،وقد صححه الألباني مرفوعا وموقوفا.
فهل عثر أحدكم على أذكار غيرها، وهل عثر أحدكم على ورود الحديث الأخير في حال الحثو على القبر لأن ذلك مشهور عند أهل بلدنا.
المرجع: الفتوحات الربانية (4/ 189 - 190)،المطالب العالية (5/ 320)،أحكام الجنائز وبدعها للألباني ص194
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:54 م]ـ
أينكم أيها المحدثون من هذا الموضوع؟؟ هل لدى أحدكم زيادة على ما ذكر؟
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:18 م]ـ
أخبرني أحد طلبة الشيخ عبدالعزيز الراجحي أن الشيخ أخبره أن دعاء بسم الله وعلى ملة رسول الله عند حثو التراب خطأ
والصحيح أن يقال اللهم اغفر له اللهم ثبته بالقول الثابت
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا أبا علي،ونرجو المشاركة من الجميع
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[05 - 02 - 07, 07:05 م]ـ
وبعد مضي قرابة السنة على كتابة هذه المشاركة فهل من يفيدنا عن ذكر مشروع؟
ثم هل وجد أحدكم الأثر الوارد عن ابن عمر عند سعيد بن منصور لأنني بحثت عنه في الجهاز فلم أجده، فهل هو في قسم المفقود من الكتاب؟(60/27)
ما المقصود بالحُمُر الأهلية؟؟؟
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:18 م]ـ
ما المقصود بالحُمُر الأهلية؟؟؟
هل هي التي تربى من قبل البشر أيًّا كان نوعها؟؟؟ وما لم تُرَبَّ تكون وحشية أيًّا كان نوعها؟؟؟
أم أنها المعروفة التي تعبش في الأرياف ولو لم تُرَبَّ البشر؟ والوحشية هي التي تعيش في الغابات (المخططة بالأبيض والأسود) المعروفة باسم Zebra ؟؟؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:10 م]ـ
ما المقصود بالحُمُر الأهلية؟؟؟
هل هي التي تربى من قبل البشر أيًّا كان نوعها؟؟؟ وما لم تُرَبَّ تكون وحشية أيًّا كان نوعها؟؟؟
أم أنها المعروفة التي تعبش في الأرياف ولو لم تُرَبَّ البشر؟ والوحشية هي التي تعيش في الغابات (المخططة بالأبيض والأسود) المعروفة باسم Zebra ؟؟؟
ولكم جزيل الشكر
الشرح الكبير:11/ 81
مسألة والوحشي من البقر والظباء والحمر يباح
مسألة: والوحشي من البقر والظباء والحمر يباح
بقر الوحش على اختلاف أنواعها من الإبل والتيتل والوعل والمها وكذلك الظباء وحمر الوحش من الصيود كلها مباحة وتفدى في الإجرام وهذا كله مجمع عليه لا نعلم فيه خلافا إلا ما روى طلحة بن مصرف أن الحمار الوحشي إذا أنس واعتلف فهو بمنزلة الأهلي قال أحمد وما ظننت أنه روي في هذا شيء وليس الأمر عندي كما قال وأهل العلم على خلافه لأن الظباء إذا تأنست لم تحرم والأهلي إذا توحش لم يحل ولا يتغير منها شيء عن أصله وما كان عليه قال عطاء في حمار الوحش إذا تناسل في البيوت لا تزول عنه أسماء الوحش
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:00 م]ـ
جزيت خيرا ولكن لا زال الإشكال قائما!!!
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:51 ص]ـ
المخططة بالأسود والأبيض المعروفة ب Zebra هي وحشية لا تكون أهلية أبداً فيجوز أكلها - وإن ربّيتها -.
عند الكثيرين من أهل العلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:18 ص]ـ
هي التي تربى في البيوت ويحمل عليها
ـ[بن خلف]ــــــــ[12 - 02 - 06, 10:22 ص]ـ
أستغرب الإشارة لـ"الحمار الوحشي" باسمه الانجليزية منكم يا إخوان!!!! هل انتشر الاسم الانجليزي له على حساب العربي الآن أم ماذا؟؟؟:)
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 07:01 م]ـ
أشكر الإخوة على تفاعلهم
ولكن لا زال الإشكال قائما؟؟!!
ولكي يتضح ما أريد الوصول إليه أقول:
هل الضابط في تصنيف الحمر من حيث كونها أهلية أو وحشية هو الشكل (فيكون الشكل الفلاني دليلا على الوحشية والشكل العلاني دليلا على الأهلية بغض النظر عن التربية والاستئناس من عدمها) أو هو التربية والاستئناس (فيكون ما ربي بغض النظر عن شكله أهليا ويكون ما لم يربَّ بغض النظر عن شكله وحشيا) أو أنه لا ذا ولا ذاك؟
أرجو أن يكون الإشكال قد ظهر ولكم جميعا إخوتي الكرام (زياد وحمد ونضال وبن خلف) جزيل الشكر على تجاوبكم
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:35 م]ـ
يرفع ليراه الإخوة
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 12:20 ص]ـ
هل الضابط في تصنيف الحمر من حيث كونها أهلية أو وحشية هو الشكل
عند الكثيرين من أهل العلم، نعم.(60/28)
مسألة ركعتي تحية المسجد وقت النهي
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:11 م]ـ
قال الامام محمد بن عثيمين بأنه يستدل من تقرير الرسول صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك رضي الله عنه بعد ما جلس امام النبي عليه الصلاة والسلام عند نزول ايات التوبة وكان ذلك بعد صلاة الفجر ولم يأمره بأن يؤديها واذكر انه قال ذلك في دروس الحرم المكي 1413 ه(60/29)
فضل يوم عاشورا (وإتفاق الامة الاسلامية)
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ( http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?p=2206#post2206)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين تجتمع الأمة الإسلامية علي صيام يوم الخميس القادم وعند الإفطار توحيد الدعاء: اللهم هذا نبيك يهان فأرنا عجائب قدرتك في تدميرهم وبعد:
فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: إ ِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة:36].
وعن أبي بَكْرَةَ عن النبي: { .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ} [رواه البخاري 2958] والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه.
وقوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم. وقال قتادة في قوله: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء، وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظّم الله، فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل. (انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية 36).
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ} [رواه مسلم 1982].
قوله: {شهر الله} إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم.
ولكن قد ثبت أنّ النبي لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله.
وقد ثبت إكثار النبي من الصوم في شعبان، ولعلّ لم يوح إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه .. (شرح النووي على صحيح مسلم).
الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان:
قال العِزُّ بن عبدِالسَّلام رحمه الله: وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دُنيويٌّ .. والضرب الثاني: تفضيل ديني راجعٌ إلى الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء .. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها .. (قواعد الأحكام 38/ 1).
عاشوراء في التاريخ:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: {مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ} [رواه البخاري 1865].
قوله: {هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ} في رواية مسلم: {هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه}. قوله: {فصامه موسى} زاد مسلم في روايته: {شكراً لله تعالى فنحن نصومه} وفي رواية للبخاري: {ونحن نصومه تعظيماً له}. ورواه الإمام أحمد بزيادة: {وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً}.
قوله: {وأمر بصيامه} وفي رواية للبخاري أيضا: {فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/30)
وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: {إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه} .. قال القرطبي: لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام. وقد ثبت أيضا أنّ النبي كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أبي موسى قال: {كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا} وفي رواية مسلم: {كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا} وفي رواية له أيضا: {كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيدا، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم}. ققال النبي: {فَصُومُوهُ أَنْتُمْ} [رواه البخاري].
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه، لأن يوم العيد لا يصام. (انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري).
فضل صيام عاشوراء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ} [رواه البخاري 1867] ومعنى "يتحرى" أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
وقال النبي: {صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله} [رواه مسلم 1976] وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.
أي يوم هو عاشوراء:
قال النووي رحمه الله: عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة. قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وتاسوعاء هو اليوم التّاسع منه .. وبه قال جُمْهُورُ العلماء .. وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة. (المجموع).
وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية (كشاف القناع ج2 صوم المحرم).
وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس، قال: {أمر رسول الله بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم}. [رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح].
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: {حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}. [رواه مسلم 1916].
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً; لأن النبي صام العاشر، ونوى صيام التاسع.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء:
قال النووي رحمه الله: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ، ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ.
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ، فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/31)
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نَهَى عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ في عَاشُورَاءَ: {لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لاَصُومَنَّ التَّاسِعَ} [الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم].
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: {لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع}: ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم. [فتح 4/ 245].
حكم إفراد عاشوراء بالصيام:
قال شيخ الإسلام: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ .. [الفتاوى الكبرى ج5]. وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده .. [ج3 باب صوم التطوع].
يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة:
ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضمّّ يوم أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء .. [تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع، مشكل الآثار ج2: باب صوم يوم السبت].
وقال البهوتي رحمه الله: وَيُكْرَهُ تَعَمُّدُ إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ بِصَوْمٍ لِحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أُخْتِهِ: {لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلّا فِيمَا اُفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ} [رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ] وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ .. (إلا أَنْ يُوَافِقَ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ (عَادَةً) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلا كَرَاهَةَ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ. [كشاف القناع ج2: باب صوم التطوع].
ما العمل إذا اشتبه أول الشهر؟
قَالَ أَحْمَدُ: فَإِنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَوَّلُ الشَّهْرِ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ. [المغني لابن قدامة ج3 الصيام - صيام عاشوراء].
فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة ثم صام التاسع والعاشر، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضاً صام الثامن والتاسع والعاشر (فلو كان ذو الحجة ناقصاً يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقيناً). وحيث أنّ صيام عاشوراء مستحبّ ليس بواجب فلا يُؤمر النّاس بتحرّي هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحرّي هلال رمضان وشوال.
صيام عاشوراء ماذا يكفّر؟
قال الإمام النووي رحمه الله: يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ، وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ. ثم قال رحمه الله: صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ... كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ، فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ. [المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَعَرَفَةَ، وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ. [الفتاوى الكبرى ج5].
عدم الاغترار بثواب الصيام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/32)
يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا، وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الأَجْرِ. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ، فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ، وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا، فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ. وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ، لاَنَّهُ لا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، وَلا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ، وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا، كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ، فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلاتِ وَلا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ، وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ. [الموسوعة الفقهية ج31: غرور].
صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان:
اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ، فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ، لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ، وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ، لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ، قَالَ الدُّسُوقِيُّ: يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ، كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ، سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ، وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ، وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ، وَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ. [الموسوعة الفقهية ج28: صوم التطوع].
فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنيّة القضاء من الليل أجزَأه ذلك في قضاء الفريضة، وفضل الله عظيم.
بدع عاشوراء:
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ، وَالاغْتِسَالِ، وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ، وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ .. هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ؟ أَمْ لا؟
الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ، وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَلا غَيْرِهِمْ، وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، لا عَنْ النَّبِيِّ وَلا الصَّحَابَةِ، وَلا التَّابِعِينَ، لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا، وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/33)
النَّبِيِّ: {أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ}. وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ كَذِبٌ.
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:
فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ: إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ، وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ، تُظْهِرُ مُوَالاتَهُ وَمُوَالاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ، تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ، وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ، وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ، وَرِوَايَةِ الأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ، وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الإسلام، وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الإسلام لا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلامِ. فَعَارَضَ هَؤُلاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ، وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ، وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ، وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ، فَوَضَعُوا الأثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالاكْتِحَالِ وَالاخْتِضَابِ، وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ، وَطَبْخِ الأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ، فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالأَفْرَاحِ، وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحْزَانَ وَالأَتْرَاحَ، وَكِلا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ .. [الفتاوى الكبرى لابن تيمية].
وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيراً أو تقديماً، وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء. [المدخل ج1 يوم عاشوراء].
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:34 م]ـ
فائدة: هل سمعت بأن يوم عاشوراء هو اليوم التاسع؟.
أشكل عليّ حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم:" عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم ".
فبحثت سريعا في هذا الملتقى المبارك، فوجدت الشيخ الفاضل / أباتيمية إبراهيم يزيل هذا الإشكال بأسلوب عجيب ميسر، فجزاه الله خير الجزاء.
قال الشيخ أبوتيمية إبراهيم الميلي حفظه الله تعليقا على سؤال أحد الإخوة:
(الحديث بهذا اللفظ لا أعرفه يصح، بل الصحيح بذكر التاسع فقط، و لهذا فهم ابن عباس أن يوم عاشوراء هو اليوم التاسع، و أما ما جاء عنه من قوله صوموا التاسع و العاشر خالفوا اليهود، فليس فيه ما يدل على خلافه، إنما غاية ما فيه الحث على مخالفة اليهود بالجمع بين هذين اليومين، و هذا صر به ابن عباس و قد استشكل العلماء قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (لأصومن التاسع) و سيأتي بيان ما فيه.
ففي صحيح مسلم (1133) عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى بن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/34)
قلت: مراده بقوله 0 هكذا كان رسول الله يصومه) ما كان من عزمه على صومه فيما
رواه عنه من قوله 0 لئن عشت .. ) الحديث قاله البيهقي (4/ 287) وقد صرح به ابن عباس في رواية فقال (هو يوم التاسع) أخرجه ابن أبي شيبة (9387) و عبد (669) و غيرهما
و نحا الطحاوي منحى الجمع مع ذكر الاحتمال الآخر فقال (وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ولكن أخلطه بغيره فأكون قد صمته بخلاف ما تصومه يهود وقد روى عن بن عباس ما يدل على هذا المعنى ثم ساق الراوية التي قدمنا (خالفوا اليهود وصوموا يوم التاسع والعاشر) و قال (فدل ذلك على أن بن عباس قد صرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن عشت إلى قإبل لأصومن يوم التاسع الى ما صرفناه اليه وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ما .. ) و ساق رواية ضعيفة و كلاما آخر يدلل به على ما ذهب إليه.
و هو هنا خالف الظاهر من قول رسول الله، و قول ابن عباس راويه (اعدد تسعا) بل صرح في روايه بانه التاسع.
و هذا المذكور في الآثار لابي يوسف (801)
و اختلاف العلماء في يو عاشوراء أي يوم هو، ذكره غير واحد، منهم:
ابن أبي شيبة فقال: (في يوم عاشوراء أي يوم هو 9380 حدثنا وكيع بن الجراح عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت أخبرني عن صيام يوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح صائما التاسع قلت هكذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم 9381 حدثنا وكيع بن الجراح عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء 9382 حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي سليمان مولى يحيى بن يعمر قال سمعت ابن عباس يقول يوم عاشوراء وصبيحة تاسعة ليلة عشر 9383 حدثنا وكيع وابن نمير عن سلمة عن الضحاك قال عاشوراء يوم التاسع 9384 حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن ومحمد قالا عاشوراء يوم العاشر 9385 حدثنا محمد بن بشر عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة قالوا عاشوراء يوم العاشر 9386 حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن الحسن قال يوم عاشوراء هو يوم العاشر 9387 حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن الحكم عن الأعرج عن ابن عباس قال هو يوم التاسع 9388 حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني ابن أبي ذئب عن شعبة عن ابن عباس أنه كان يصوم يوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته 9389 حدثنا يزيد عن الجريري عن الحسن قال عاشوراء يوم العاشر) (2/ 313).
و منهم:
الترمذي فقال: (اختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم يوم التاسع وقال بعضهم يوم العاشر وروي عن بن عباس أنه قال صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق) (3/ 128)
و منهم ابن عبد البر فقال (اختلف العلماء في يوم عاشوراء فقالت طائفة هو اليوم العاشر من المحرم وممن روى ذلك عنه سعيد بن المسيب والحسن بن أبي الحسن البصري وقال آخرون هو اليوم التاسع منه واحتجوا بحديث الحكم بن الأعرج قال أتيت ابن عباس في المسجد الحرام فسألته عن يوم عاشوراء فقال اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع فأصبح صائما قلت كذلك كان محمد يصوم قال نعم صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عباس القولان جميعا وقال قوم من أهل العلم من أحب صوم عاشوراء صام يومين التاسع والعاشر وأظن ذلك احتياطا منهم والله أعلم وممن روى عنه ذلك ابن عباس أيضا وأبو رافع صاحب أبي هريرة وابن سيرين وقاله الشافعي وأحمد وإسحاق وروى يحيى القطان عن ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس قال كان ابن عباس يصوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته وروى ابن عون عن محمد بن سيرين أنه كان يصوم العاشر فبلغه أن ابن عباس كان يصوم التاسع والعاشر فكان ابن سيرين يصوم التاسع والعاشر وذكر عبد الرزاق قال أنبأ ابن جريج أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول خالفوا اليهود وصوموا التاسع) التمهيد (7/ 213)
و غيرهم .. كابن القيم و ابن حجر ..
و ممن ذهب إلى أن عاشوراء اليوم التاسع ابن حزم حيث قال:
(ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو التاسع من المحرم وإن صام العاشر بعده فحسن) المحلى 7/ 17 و ساق رواية ابن عباس.
و هذا كله ليس ترجيحا مني لقول ابن عباس هذا بل أذهب إلى أن عاشوراءالعاشر من محرم و يصام التاسع معها).أ. هـ
نقلته للفائدة(60/35)
أنظر كيف مسخ هؤلاء إلى خنازير وقرود!!!!
ـ[العابري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:25 م]ـ
أعداء الصحابة ومرتع كل بدعة وخرافة, يهجرون المساجد ويعمرون المشاهد , إجتمعت فيهم بدع شتى فهم جهمية قبورية باطنية , تاريخهم مظلم وواقعهم منتن , قوم بهت وأهل غدر وخيانة, إنهم الروافض شيعة الشيطان
قال شيخ الإسلام عنهم كما في الصارم (3|1111) (وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الاصحاب وما جاء فيه من الاثم والعقاب.)
وقال ايضا في الاستقامة (1/ 365) (ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الاصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت , فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها , ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها , حتى لايستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها , وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافـ ـــضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما تواتر ذلك عنهم)
وانظرمنهاج السنة (1/ 450) فقد ذكرا نحو من هذا الكلام
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 180) وهو يتحدث عن الرافضة (وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا)
ما السر في كونهم يمسخون الى خنازير وقرود؟
من المعلوم أن الله تعالى قد عاقب اليهود بأن مسخ قوما منهم الى خنازير وقرود كما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم , والرافضة بينهم وبين اليهود رحم وولاء فهم أشبه الناس بهم في المعتقد والاخلاق يكفي أن شيخ طريقتهم وإمام نحلتهم هو عبدالله بن سبأ اليهودي وهذا هو السر والله أعلم.
لعل الاحبة يتحفوننا بذكر أوجه الشبه بين الرافضة واليهود!!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[12 - 02 - 06, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
الأخ الفاضل، عليك بكتاب " بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود " تأليف "عبد الله الجميلي " مكتبة الغرباء الأثرية _ المدينة المنورة.هاتف: 8243044 فاكس: 8237005.
والله أعلم.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:31 ص]ـ
كفى بالروافض مشابهة لليهود، أن كلاً منهما عرفا الحق وأعرضا عنه .......(60/36)
كيف يبني طالب العلم مكتبته للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:30 م]ـ
كيف يبني طالب العلم مكتبته
الصفحة 1 لـ 3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الأولى:
قال السائل: أرى انه من المهم أن نبدأ بمقدمة حول هذا الموضوع نتحدث فيها عن بداية التدوين والتصنيف متى بدأ هذا الأمر؟
قال الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد , فالمقصود بالتصنيف والمصنفات والكتب والمكتبات سوى القرآن الكريم المحفوظ من التبديل والتغيير الذي أنزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وتكفل بحفظه فنحن لسنا بصدد الحديث عن القرآن وكيفية نزوله وكتابته في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي عهد عثمان والحاجة الداعية إلى ذلك. إنما المقصود بالحديث ما سوى القرآن. ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: " لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه ". جاء النهي عن الكتابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر خشية أن يعتمد الناس عليها وينسوا الحفظ الذي هو أولى ما ينبغي أن يهتم به طالب العلم , أو أهم المهمات فيما يعتني به طالب العلم , فإذا اعتمد على الكتابة نسي الحفظ وضعف الحفظ. ومن أهل العلم من يرى أن النهي متجه إلى كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط القرآن بغيره , فلما دون القرآن وكتب في الصحف وأُمِن ذلك وزال خشية اللبس أُذِن في الكتابة إذنا عاما. ثبت أيضا في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالكتابة " اكتبوا لأبي شاه " وقال أبو هريرة رضي الله عنه " ما كان أحد أكثر مني حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب ". ولعل هذا على حسب وهمه رضي الله عنه وأرضاه وأنه كان يتوقع أن عبد الله بن عمرو أكثر منه لأن المكتوب الذي يرى ليس كالمحفوظ فالمحفوظ موجود في الأذهان , لا وجود له في الأعيان فلا يمكن بيان حجمه ما دام موجود في الأذهان , أو كانت مقولة أبي هريرة رضي الله عنه قبل الدعوة النبوية لما طلب منه أن يبسط رداءه فبسطه ثم ضمه بعد أن دعا له النبي عليه الصلاة والسلام لم ينس شيئا قط وصار بذلك أحفظ الصحابة وأجمع الصحابة حفظا وأكثرهم رواية ولا يقاربه ولا يدانيه أحد منهم ولجمعه هذا الكم الهائل من السنة وهو صحابي جليل دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يحببه إلى الناس وأن يحبب الناس إليه , ولذا لا يبغضه إلا منافق نسأل الله السلامة والعافية , ولا يطعن فيه وفي حفظه وعلمه إلا من يطعن في الدين , وفي السنة على وجه الخصوص , لأننا لم نر أحدا طعن في المقلين من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام لأن الطعن في المقل الذي لا يروي إلا حديثاً أو حديثين هذا ليس له من الأثر ما لأثر الطعن في المكثر, فنسف قدر أبي هريرة نسف لقدر كبير من السنة و من ثم الدين , " فأبيض بن حمال " الذي لا يروي إلا حديثا واحدا لم نجد أحداً يطعن فيه. إذ تتبع مثل هؤلاء متعب. بينما الطعن في واحد يحمل السنة أو جل السنة يريح الخصم. والله المستعان. المقصود أن الكتابة أذن فيها بعد المنع , وأجمع العلماء على جوازها , ولا شك أن للكتابة أثر في الحفظ , فالإنسان الذي يعتمد على الحفظ دون الكتابة تستمر حافظته قوية ويستذكر متى شاء والناس يتفاوتون في هذا الباب , لما أذن في الكتابة صار الناس يكتبون كتابات فردية في المائة الأولى ثم لما جاء عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الثانية أمر بن شهاب الزهري بتدوين السنة وهنا جاء التدوين الرسمي للسنة. فصنفت المصنفات في السنة ثم أخذت تزيد قليلا قليلا حتى جمع ما في الصدور مما تفرق في البلدان فصارت المؤلفات هذا بالنسبة للسنة.
السائل: ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/37)
الشيخ: ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية كل يكتب لنفسه ثم بعد ذلك أمر عمر بن عبد العزيز محمدا بن مسلم بن شهاب الزهري بالكتابة الرسمية ثم تتابع الناس في التأليف والتصنيف فألفت المصنفات والموطآت والمسانيد والجوامع والسنن وغيرها من فنون الحديث الشريف هذا بالنسبة لعلم الحديث. علم اللغة بعد أن فتحت البلدان واختلط العرب بغيرهم وخيف على اللغة , بل وجدت مظاهر اللحن , احتيج إلى التدوين في اللغة. العلوم الأخرى سبب التدوين فيها الحاجة الماسة إليها ثم بعد أن جمعت الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين ودُوِّن فقه الصحابة وفقه التابعين , بعد ذلك احتاجوا إلى مسائل وحوادث نازلة فاضطروا الناس إلى أن يقيسوا على ما جاء في الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة والتابعين وتوسعوا في هذا الباب فاحتيج إلى تدوين المسائل الفقهية في كتب الفقه على شتى المذاهب , المذاهب الأربعة المتبوعة وغيرها , ثم احتيج أيضا إلى علوم تخدم الكتاب والسنة وتخدم أيضا ما ثبت عن السلف في أبواب الدين. احتيج إلى ما يسمى بعلوم أصول الفقه ومصطلح الحديث وعلوم القرآن وغيرها من العلوم التي تخدم الأصلين الكتاب والسنة فدونت المصنفات وتشعبت وكثرت كثرة بحيث يستحيل الإحاطة بها وما من عالم إلا ولديه مكتبة وما من عالم إلا وله مصنفات إلا ما ندر إلا ما ضاع منها.
السائل: هذا بالنسبة لما يتعلق باللغة العربية وما بعدها؟
الشيخ: نعم وما بعدها من العلوم , كل العلوم احتيج إليها , ألفت الكتب الاصطلاحية التي تعين على فهم الكتاب والسنة كما ذكرنا في علوم القرآن ومصطلح الحديث وأصول الفقه , و ظهرت الفرق المخالفة للمنهج السليم الصافي المستمد من الكتاب والسنة ظهرت طوائف البدع بعد أن ترجمت الكتب فاحتيج إلى التصنيف في العقائد والرد على هؤلاء المخالفين.
السائل: لكن نستطيع أن نقول أن هذا التصنيف هو البداية الحقيقية لعناية المسلمين بالمكتبات على شتى الأنواع؟
الشيخ: لا هذا بداية التصنيف. أما لما كثرت هذه المصنفات واحتاج الناس إليها ممن يطلب هذا العلم بدأت العناية بالمكتبات الفردية والجماعية الرسمية والشعبية.
السائل: هل نستطيع يا شيخ أن نبين هذه المكتبات أشهرها وأين هي؟
الشيخ: على كل حال كثرة الكتب التي أشرنا إليها لا يمكن الإحاطة بها. وجدت محاولات قديمة وحديثة لجمع أسماء الكتب والمصنفات. صنف ابن النديم كتابه الفهرس فجمع أسماء كتب ومدونات كثيرة جدا لا يتجاوز مبلغ علمنا بها حدود عناوينها ,لا نعرف عنها إلا العناوين, ثم بعد ذلك ألف حاجي خليفة كتابه الشهير: " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " فذكر فيه الألوف من أسماء الكتب التي وصلت إلى علمه ثم ذُيِّل عليه بذيول والكل لا يفي بالمقصود وإن أسقط بعض الواجب. " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " كتاب نافع في هذا الباب مع ذيوله على أوهام فيه فهو لا يسلم من أوهام. وفي تراجم أهل العلم ذُكر منهم من عني بجمع الكتب وهم كثير جدا. هذا أخ للقاضي الفاضل الكاتب المشهور جمع من الكتب ما يملأ البيوت حتى كان عنده من صحاح الجوهري ست عشرة نسخة. الوزير القفطي ت 646 هـ اشتهر بحبه الشديد للكتب وكلفه بجمعها ووصف بأنه جماعة للكتب حريص عليها جدا كما وصفه بذلك عصريه ياقوت الحموي , ومن كبريات خزائن الكتب القديمة التي طار صيتها خزانة الصاحب بن عباد وخزانة القاضي الفاضل فقد تجاوز عدد كتب كل منها 100.000 مجلد , تصور هذا الكم الهائل من الكتب وليست مطبوعة ولكنها كتب قلمية ومخطوطات وهذا شخص واحد هذا الذي يملك 100.000 كتاب. الآن يوجد من المعاصرين من يملك ما يقرب من هذا العدد لكنها مطبوعات يقتني الكتاب عشرة مجلدات عشرين مجلد في لحظة. أما مثل هذه الكتب متى تكتب ومتى تصحح ومتى تقابل ومتى تجمع؟
السائل: لكن يعرف مثلا أن هذه النسخة عند فلان في مكتبة فلان معروفة التاريخ وإذا أراد شخص أن يأخذ منها نسخة يأتي وينقلها نقلا أم ماذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/38)
الشيخ: إما أن يستعير ويأخذ منها ما يحتاج ويفيد منها. والمتقدمون أهل العناية بالكتب يشددون في مسألة الإعارة ومن قول أحدهم: (ألا يا مستعير الكتب دعني فإن إعارتي للكتب عار) وضاع كثير من الكتب وتشتت شمل كثير من الموسوعات بهذه الطريقة. نظير ما ذكرت من مكتبة خزانة الصاحب بن عباد والقاضي الفاضل ما يوجد عند أبي مطرف القاضي بقرطبة جمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره في الأندلس وكان عنده ستة وراقين ينسخون له باستمرار بمثابة مطابع عنده ستة أشخاص ينسخون وهذا كله لمكتبته فهو مثلا يجد كتاباً عند فلان أو في المكتبة الفلانية فيحضره للوراقين بإعارة أو بإجارة فينسخون له نسخة من هذا الكتاب إما أنهم يقتسمون الأجزاء أو كل واحد ينسخ له كتاباً معين. أقول لا يخلو عالم أو طالب علم من مكتبة لأنه لا يمكن أن يستغنى عن الكتب , حتى زاد هذا الاهتمام ووصل إلى حد التكاثر والتفاخر. في " نفح الطيب " للمقري في وصف قرطبة قال: وهي أكثر بلاد الأندلس كتبا وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب. صار ذلك عندهم من آلات التعين والرئاسة حتى إن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة , يحتفل ويهتم أن يكون في بيته خزانة كتب. وقد يكون لا يقرأ ولا يكتب وينتخب فيها ليس إلا أن يقال فلان عنده خزانة كتب , الكتاب الفلاني لا يوجد إلا عند فلان لا يوجد عند غيره فصارت المسألة تفاخر وتكاثر.
السائل: حتى هذا وُجد في هذا العصر فأحياناً بعض علية القوم تجده يهتم بوجود مكتبة نادرة من أجل هذا.
الشيخ: لا شك في ذلك , وأعظم من ذلك وُجد تحف على هيئة كتب تصف في خزائن بحيث يظن أنها كتب , فأين النيات والله المستعان.؟
في " نفح الطيب " نقل: قال الحضرمي: أقمت بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيه وقوع كتاب لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع وهو بخط فصيح وتفسير مليح ففرحت به أشد الفرح فجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليّ المنادي بالزيادة عليّ إلى أن بلغ فوق حده فقلت له يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلّغه ما لا يساوي. قال: فأراني شخصاً عليه لباس الرئاسة فدنوت منه وقلت له أعز الله سيدنا الفقيه إذا كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده فقال لي لست بفقيه ولا أدري ما فيه ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت بها لأتجمل بها بين أعيان البلد وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب فلما رأيت حسن الخط وجودت التجليد استحسنته ولم أبالِ بما أزيد فيه والحمد لله على ما انعم به من الرزق فهو كثير. قال الحضرمي: فأحرجني وحملني إلى أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك يُعطى الجوز من لا له أسنان و أنا الذي أعلم ما في الكتاب وأطلب الانتفاع به يكون رزقي قليلاً وتحول فقلت ما بيدي بيني وبينه " أ. هـ. على كل حال الاعتراض على القدر مذموم يعني كون الإنسان يُزاد في رزقه أو يضيق عليه هذا قدر الله. فكل إنسان مكتوب له رزقه وأجله وليس لإنسان أن يعترض وليس بسط الرزق خير على كل حال وليس ضيق اليد شر محض على كل حال والله المستعان.
إذا وصل جمع الكتب والعناية بها إلى هذا الحد صارت ممن يلهي ويشغل عن تحصيل العلم والعمل الصالح فيدخل دخولاً أولياً في قول الله جل وعلا: " ألهاكم التكاثر " لأنه مجرد تكاثر هذا وجد في المتقدمين والمتأخرين.
السائل: هذا يا شيخ ما كنت سأسأل عنه لأن بعضهم يتفاخر بأنه وجد عنده مثلاً أوائل النسخ من هذا الكتاب. فهل لهذا مردود؟
الشيخ: أنا بلغني أن بعض الكتب التي يطبع منها أربع نسخ و خمس نسخ تودع في البنوك خشية أن يُسطا عليها. هل هذا مما يوصل إلى مرضاة الله عز وجل؟ يكون العلم المطلوب الشرعي ميسر ولله الحمد بدأً من القرآن " ولقد يسرنا القرآن للذكر " تجد أرخص الكتب في المكتبات القرآن كقيمة شرائية لا أعني القيمة الأخرى , فلا يوجد كتاب متعبد بتلاوته سوى القرآن لكن القيمة الشرائية , تجد أحوج الناس أو أشد الناس حاجة إلى كتاب تجده أرخص ما يباع وهذا من السنن الإلهية. يعني أحوج ما يكون الناس إلى شيء تجده أرخص شيء. يعني مثلاً ما يحتاجه الناس في مطاعمهم في الأكل والشرب تجده أرخص شيء ثم بعد ذلك الترف. الكماليات أغلى ثم يأتي ما يزيد عليها من أمور السرف أغلى وأغلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/39)
قس على هذا الكتب بالنسبة للقيمة الشرائية أرخص ما يوجد مثلاً القرآن والبخاري ومسلم ورياض الصالحين والأذكار والكتب التي يحتاجها عامة المسلمين تجدها رخيصة ولله الحمد لكن تأتي إلى كتب الناس ليسوا بحاجة إليها.
السائل: نسمع أن بعض الكتب تصل قيمتها 50.000 أو 60.000 ريالاً.
الشيخ: نعم القانون لابن سينا بيع بـ 90.000 لأنه طبعة أوربية نادرة وهذا الكتاب وهو القانون لابن سينا تدري أن النووي أدخله في مكتبته فصعب عليه الحفظ حتى أخرجه من مكتبته. أغلى ما يوجد الآن كتب الذكريات , كتب الرحلات. فهل المسلم بحاجة إلى هذه؟ نعم من حيث العبرة , المتعة , الاستجمام يحتاج إلى مثل هذه الأمور لكن أن تصل إلى هذا الحد هذا مبالغة يدخل في حيز السرف. لكن لو احتاج الإنسان إلى صحيح البخاري ولم يجد نسخة إلا بثمن مرتفع نقول: (لا أسرف في الخير).
على كل حال لو وصل الحد في الجمع أو وصل الجمع والنهم في الكتب إلى هذا الحد صار عائقاً عن التحصيل ولا يَعرف هذا إلا من جَرَّب. تحتاج الكتاب وعندك منه عشر نسخ يغطى بعضها على بعض ويصد بعضها عن بعض قد لا تحصل ولا على نسخة. يقول ابن خلدون: (كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل) على الإنسان أن يكون متوسطاً في أموره كلها , ما يحتاجه من الكتب يقتنيه و ما ينفعه عند المراجعة يقتنيه. أما أن يجمع كل كتاب يسمع عنه يحتاجه أو لا يحتاجه ليقال أن عنده من كل كتاب نسخة مصيبة هذه!!. إن الفائدة من جمع الكتب تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من أمور الأخرى المحضة التي لا يجوز التشريك فيها فإذا دخلت النوايا مثل هذه المقاصد ليقال إن عند فلان مكتبة أو عنده أكبر مكتبة خاصة أو عنده اكبر مكتبة هذه حقيقة مرة وقدح ظاهر في الإخلاص وإن وجدت عند بعض المتعلمين نسأل الله السلامة والعافية.
كيف يبني طالب العلم مكتبته
الصفحة 2 لـ 3
الحلقة الثانية
السائل: هل وُجد مكتبات رسمية؟
الشيخ: وُجد مكتبات رسمية رعتها الدول الإسلامية. يعني في بغداد يوجد دور. في قرطبة وحدها أكثر من 70 مكتبة رسمية , وفي بغداد , في بلاد الحرمين في مصر وفي غيرها من بلدان المسلمين , في المغرب , في الشرق , في الهند وتكون مفتوحة طوال اليوم يستفيد منها الناس. على كل حال موجودة والحمد لله العناية بالكتب و توجد العناية الرسمية والشعبية للكتب إلى يومنا هذا. اليوم بعض المساجد فيها كتب مثل مكتبات متكاملة يستفيد منها طلاب العلم. الجامعات الآن ترعى مكتبات نادرة تضم شتى العلوم و المعارف. وأيضاً كذلك غير الجامعات , فالمكتبات العامة عندنا في هذه البلاد المباركة الشيء الكثير في بلاد الحرمين وفي نجد وفي الإحساء مكتبات عامرة. أيضاً مكتبات شعبية أسسها أفراد وهي مكتبات متكاملة فضلاً عن المكتبات الخاصة بدور العلماء وطلاب العلم.
السائل: عندما أشرتم يا شيخ إلى مكتبات المساجد وهي خطوة مهمة بدأت تظهر بحمد الله يعني لا بد أن نشير إلى شيء من هذا مثل مكتبة جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض باعتبارها مكتبة كبيرة ولها صيت قوي وتدعم من قبل وزارة الشئون الإسلامية دعماً قوياً. بدأ عدد كبير من المساجد والجوامع يحتذون حذو هذه المكتبة التي أفادت طلبة العلم كثيراً.
الشيخ: نعم , لاشك أن الرياض الآن صارت مترامية الأطراف ويصعب على طالب العلم الذي في الرياض أو في شرقها أن يرتاد المكتبات التي في وسط الرياض أو في شماله. فوجدت هذه الفكرة وسبق إليها إخواننا في جامع شيخ الإسلام في مكتبة ابن القيم وقد زرتها أكثر من مرة وأطلعونا على شيء يَسُرّ , من كثرة الرواد ومن المنتفعين بهذه المكتبة وهي تضم كتب كثيرة جدا , ولدينا فكرة إن شاء الله لإنشاء مكتبة أيضا في شرق الرياض تضاهيها إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/40)
وبعد العصور المتقدمة والاعتماد على المخطوطات والكتب القديمة ظهرت الطباعة ولنستصحب منع الكتابة في أول الأمر لأثر الكتابة على الحفظ. ظهرت الطباعة في أوروبا والأستانة ثم في سوريا وبيروت ثم في مصر وغيرها من بلدان المسلمين وخشي العلماء في هذه الحقبة على التحصيل العلمي من التأثر لسهولة الحصول على الكتب. لما كانت الخشية في أول الأمر من الكتابة في أنها تؤثر على الحفظ , الآن خشي من الطباعة أن تؤثر على التحصيل , كيف؟ التجربة أثبتت أنه كلما سهل الحصول على الكتابة أو على المعلومة ضعفت الإفادة. هذا شيء مجرب. خشي العلماء على التحصيل من جراء الطباعة فأفتى علماء الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية. هذا أول ما بدأت الطباعة , أذنوا بطباعة كتب التاريخ والأدب واللغة وغيرها أما الكتب الشرعية فلا تجوز طباعتها. كان العالم أو طالب العلم في السابق إذا احتاج إلى كتاب اضطر إلى نسخه , ومعاناة الكتابة - وهذا شيء جربناه وجربه غيرنا - أفضل من القراءة مرارا. فأنت إذا احتجت إلى كتاب لابد أن تكتب الكتاب أو تستعيره وتنسخه أو تستعيره وتقرأه وتدون ما يهمك منه. هل هذا مثل أن تذهب إلى مكتبة وتشتري كتاب وترصه مع إخوانه في الأدراج؟ أنا أقول كتابة كتاب عن قراءته عشر مرات. لا أبالغ إذا قلت هذا.
السائل: هذا ممكن في الكتب الصغيرة اليسيرة. أو بعض الفوائد فهل يمكن مثلا " فتح الباري" يكتب يا شيخ؟!
الشيخ: بعد الطباعة لا يمكن. لكن قبل الطباعة ممكن. وقد كُتِب مرارا. وشخص ما أدركناه أدركنا أحد أولاده يقول إن أباه يكتب كل يوم نسخة من النونية. والنونية 5820 بيتا وكل نسخة بريال وهو يقتات من هذا النسخ. نعم إذا لم يكن لديه الأهلية للتحصيل مجرد وراق قد لا يستفيد. لكن إذا كان من أهل العلم ولديه أرضية ولديه أهلية للتحصيل واحتاج إلى هذا الكتاب لما فيه من علم ونسخه لا شك أن مثل هذا يقع موقعه في القلب.
بعد أن اضطر الناس إلى الإقرار بالواقع. الأمر الواقع الذي فرض نفسه من الطباعة. أفتى العلماء بجواز طباعة الكتب الشرعية وطبعت لكن أثرها على التحصيل ظاهر. لاشك أن الطباعة نعمة والحواسب الآلية - التي يأتي الحديث عنها - نعمة. لكن لا تكون على حساب التحصيل. يعني لا يعتمد الإنسان اعتماداً كلياً عليها ويقول أنا اقتنيت فتح الباري أو تفسير ابن كثير أو الطبري أو القرطبي ثم ماذا؟ وبعض الطلبة عنده تفسير ابن كثير ولم يقرأه أبدا.
طبعت الكتب الشرعية وأجمع الناس على جوازها والإفادة منها وأثرها على التحصيل ظاهر. قد يقول قائل هي نعمة فلماذا تمنع؟ نقول هي تيسرت والحمد لله ونقر بأنها نعمة وكذلك الحواسب الآلية نعمة لكن نستفيد منها بقد ما يعيننا على تحصيل العلم منها ولا نعتمد عليها اعتمادا كليا.
بعد الطباعة وتجاوزنا مرحلة الطباعة واقتنى الناس الكتب ورصوها في الخزائن وبعض الناس اقتنى ألوف مؤلفة من الكتب ومات ولم يطلع على شيء منها إلا العناوين. يأتي ويرتبها وينظفها وهذا قبل هذا , وهذا بعد هذا. هذه العناية مفيدة في شيء واحد وهي أن السوس والأرضة تؤمن بإذن الله بسبب تقليبها يميناً وشمالاً من درج إلى درج لكن التحصيل أين؟
قد يقول قائل إن معرفة الكتب ومعرفة الطبعات فن. نقول فن لكن ليس فن غاية لكنه فن وسيلة إلى غيره. جاءت الحواسب الآلية التي جمعت من العلوم والمعارف على أقراص صغيرة ما لم يحلم به عالم أو متعلم , أشياء مذهلة لا نبالغ إذا قلنا إن بعض العلماء من المتقدمين قبل الطباعة مثل الحواسب في حفظهم يعنى من يحفظ 700.000 حديث. أكبر برنامج للسنة فيه 523.000 حديث يعنى رأس هذا الشيخ أحسن من هذا , وليس آلة جامدة صماء إذا صحف الخبر ما خرج. يفيد يجمع طرق يقدم يؤخر ويرتب ويستنبط ويعلم ويعمل. صار طالب العلم إذا احتاج إلى أي معلومة في أي فن من الفنون بعد هذه الحواسب ما عليه إلا أن يضغط زر يصل بواسطته إلى ما يريد بأسرع وقت. وهذا أيضا على حساب التحصيل العلمي لأن العلم متين لا يستطاع براحة الجسم كما قال يحيى بن أبي كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/41)
يحيي بن أبي كثير كما ذكر الإمام مسلم في صحيحه أثناء حديث المواقيت قال يحيى بن أبي كثير: " لا يستطاع العلم براحة الجسم " لو كان العلم يستطاع براحة الجسم ما أدرك الفقراء شيء ولصار الناس كلهم علماء. فالعلم لا يخفي ما ورد فيه من النصوص تحث عليه وبيان منزلة أهل العلم ورفعهم درجات. نعم كان الناس كلهم علماء إذا كان العلم يستطاع براحة الجسم , لكن لابد من معاناة لابد من سهر لابد من عكوف على الكتب لابد من مزاحمة الشيوخ والزملاء.
السائل: لو أراد طالب علم أن يخرج حديثاً عن طريق الحاسب الآلي يحصل على المعلومة بسرعة. ولو رجع إلى الكتب تجد أنه يستفيد في طريق المرور على هذا الحديث يستفيد مئات الفوائد من أن يصل إليه.
الشيخ: الآن يريد بحث مسألة في كتاب , فيقلب هذا الكتاب فيقف على عشرات المسائل , كثير منها أهم من مسألته التي يبحث عنها , لكن يضغط زر يطلب مسألة يجد المسألة من أولها إلى آخرها بمصادرها ثم ماذا هل يحفظها طالب العلم بهذه الطريقة. لا يمكن. لأن الشيء الذي يأتي بسهولة لا يمكن أن يستوعب بسهولة أو يحفظ بسهولة بل يفقد بسهولة.
يحيي بن أبي كثير لما قال لا يستطاع العلم براحة الجسم , لا شك من خلال معاصرة ومعايشة للعلم ولما رأى عليه شيوخه وزملاءه وأقرانه من معاناة. يتصور قبل وجود هذه النعم من الكهرباء التي لا يختلف فيها الليل عن النهار بالنسبة للضوء. فقد كانوا - أي القدماء – يكتبون على ضوء القمر. بهذا حصلوا العلم ونحن نريد الحاسب والشخص متلفلف بغطائه على فراشه يضبط حاسبه ويتعلم أو جالس في ملحق أو استراحة مع زملاء يتبادلون الأحاديث وأطراف الأحاديث وعندهم أنهم يطلبون العلم. العلم لابد له من معاناة. نعود إلى يحيي بن أبي كثير وإلى كلمته التي أودعها الإمام مسلم بين أحاديث المواقيت – مواقيت الصلاة , لماذا؟ هذا مناسبته أعجز الشراح أن يوجدوا مناسبة لكلام يحيي بن أبي كثير الذي أودعه الإمام مسلم في هذا المكان. الإمام مسلم أعجبه سياق هذه الأحاديث. المتون والأسانيد بهذه الطريقة فأراد أن ينبه بأنه لا يمكن أن يصل الإنسان إلى مثل هذه العلوم بهذه الطريقة بهذا السبك العجيب براحة الجسم فأتى بهذا بشعور أو من لا شعور. نعم هذه الوسائل نعم إن أستفيد بها واستعين بها على الوجه المناسب ولم يعتمد عليها وإلا فهي عائق عن التحصيل. من وجوه الانتفاع بهذه الحواسب: إذا ضاق الوقت على خطيب أو محاضر وأراد أن يتثبت من حديث أو أثر أو نقل أو غير ذلك بحيث لا يستطيع الرجوع إليه لضيق الوقت , فله ذلك يرجع إلى الحاسب. كذلك من أراد اختبار عمله بحيث بحث مسالة في جميع ما وقف عليه من كتب وجميع ما قيل فيها , وإن كان حديثاً. جمع جميع ما وقف عليه من الطرق ثم أراد أن يختبر عمله إن كان هناك زيادة. فهذه الزيادة التي يأخذها من الحاسب تقع في قلبه موقع بحيث تثبت مثل ما لو بحثها في كتاب , أما أن تكون هذه الآلات وسائل للتحصيل ابتداء عوضا عن القراءة والحفظ وحضور الدروس ومجالس العلم فلا.
كيف يبني طالب العلم مكتبته
الصفحة 3 لـ 3
الحلقة الثالثة
اتصال هاتفي: من الشيخ يوسف الخلاوي:
السائل: أرجو أن تحدثونا عن الاستفادة لطلبة العلم عن طريق الإنترنت.
الشيخ يوسف الخلاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولا: أقدم شكري الجزيل على هذا البرنامج ثم على مثل هذه الموضوعات المهمة والقيمة. الحقيقة الاستفادة من التقنية الحديثة لبناء طالب العلم لابد أن ننتبه أنها تختلف كثيرا عن الاستفادة من هذه التقنية لمجرد الثقافة أو مطالعة الأخبار أو غير ذلك من مجالات الفوائد العلمية الأخرى. طالب العلم عنده معايير تختلف في معرفة هذه الكتب مثلا الجودة ونحو ذلك ولذلك للأسف الشديد مع ما يمكن أن يجنيه من فوائد عن طريق التقنية إلا أنها أضافت إلى هذه الفوائد جملة من المظاهر السيئة التي ينبغي أن ننتبه لها. لكنني الآن سأركز على شتى من الفوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/42)
من هذه الفوائد معرفة الكتب الجديدة واقتنائها إذا كانت نسخا مصححة وهذا موجود الآن بفضل الله فيزداد يوماً بعد يوم بكثرة خاصة إذا كان طالب العلم فقيرا لا يستطيع أن يقتني كثيرا من الكتب الكبارفيمكن أن يجدها متاحة بشرط أن تكون هذه الإتاحة في مكان معروف في موقع معروف , يشْترط الشروط العلمية المعتبرة للتوثيق. هذه من أهم الفوائد. من الفوائد الأخرى المشاركة والتنادي للعمل الجماعي في كثير من الأعمال العلمية مثل البحث عن النسخ الخطية أو اقتناء النسخ الصحيحة القديمة.
السائل: هذه تقومون بها يا شيخ في موقعكم تهتمون بهذا الجانب؟
الشيخ يوسف: الموقع حتى الآن مختص بالإعلان عن الكتب الجديدة وتقديم قراءات علمية فيها. لكن هناك حاجة ماسة للتخصص في مجال الأشياء القديمة مثل الكتب القديمة ونحو ذلك.
السائل: هل نستطيع أن نقول أنه من خلال موقعكم مثلا أننا نرصد مستوى الدخول على الكتب الشرعية أنه مستوى عال أم لا نستطيع. هل عندكم مؤشرأيهما أكثر كتب الحديث أم كتب الفقه؟
الشيخ يوسف: نعم هناك مؤشرات وفي الغالب الكتب الشرعية لها حضور قوي جدا بالإضافة إلى الكتب التي تهتم بالوقائع المعاصرة لو أردنا نقارن نجد تساوي المجالين من حيث العناية من قبل الناس وهذا له جمهور وذاك له جمهور آخر. لكن لازال حضور الكتب الشرعية كثير. وأنبه هنا إلى قضية وهو أنه في عامة المعارض التي أحضرها للكتب لاشك أن حضور الكتب الشرعية هو الأول بالرغم مما قد يذاع في بعض المصادر من أن الكتاب كذا كان من أهم الكتب المقتناة , لكن دون مبالغة أقول في أي معرض يحضره الإنسان فإن مثل تفسير بن كثير بالرغم من كثرة طبعاته هو رقم (1) وصحيح البخاري أيضا هو رقم (1) وهذا يدل على تعلق الناس وحاجتهم إلى مثل هذه الكتب.
نشكر لك هذه المداخلة الطيبة ونتمنى لكم التوفيق.
السائل: هل لدى الشيخ – عبد الكريم – تعليق؟
الشيخ: أخونا الشيخ يوسف معروف بالعناية بالكتب أولاً ثم بهذه الآلات , وهو يفيد منها على الوجه المطلوب , ولا شك أن هذه الآلات كما قلت مرارا أنها نعم استفيد منها على وجه المطلوب. يستفيد منها طالب العلم بعد أن يؤسس وبعد أن يحصل, ويُكون نفسه تكوينا علميا على الجادة المعروفة عند أهل العلم بالطرق المتبعة, فيستفيد من هذه لاشك , وقلنا إنه يمكن أن يختبر عمله وما نقصه من علم في بعض الجوانب , أو ضاق عليه الوقت وأراد أن يتثبت من مسألة فلا بأس.
السائل: نأتي إلى الموضوع الأهم في حديثنا وهو ما ينتظره عدد كبير من الإخوة وهو أن نذكر نماذج لما يقتنيه طالب العلم من كتب. إن أذنتم لنا أن نبدأ بالتفسير وعلوم القرآن , هل يمكن أن نقول لطالب العلم مجموعة من النماذج لما يقتنيه طالب العلم من هذه الكتب؟
الشيخ: في المقدمة التي قدمناها ذكرنا أن الكتب كثيرة جدا لا يمكن الإحاطة بها وأن الإكثار منها أيضا على حساب التحصيل , وأنه عائق عن التحصيل , لكن على طالب العلم أن ينتقي ما يفيده. ويُعْنى بهذه الكتب بطبعاتها المتميزة المعروفة لدى أهل العناية , ويسأل قبل أن يقتني عن الطبعة المناسبة , فكم من كتاب طبع مرارا وهو مشتمل على التحريف والتصحيف والنقص والزيادة أحيانا من بعض النساخ , أو إدخال بعض الحواشي في الكتاب مما تزفه هذه المطابع التي لا تعتني بالإخراج العلمي الصحيح.
على طالب العلم في البداية أن يعتني بهذا الأمر لئلا يضطر أن يشتري الكتاب مرة ثانية وثالثة ورابعة لأنه وجد في هذا الكتاب من الخلل كذا وفي هذا من الخلل كذا.
اتصال هاتفي: معنا فضيلة الدكتور عبد المحسن العسكر.
السائل: هل لديكم تعليق؟
الشيخ عبد المحسن: أولا أشكر بادئ الرأي إذاعة القرآن في برامجها الثمينة وطرحها المميز القيم وهذا الموضوع عن الكتاب شؤونه وشجونه أقول: قد طرق فضيلة الشيخ عبد الكريم جوانب عدة من الموضوع وغني عن البيان أن نفصح عن قيمة الكتاب. الكتاب في الحقيقة هو لذة العالم وأنيس الجليس وسلوة الغريب. أقول إن العلماء لا يملكون ثروة ولكن ثروة العالم مكتبته وريحانته كتابه وقد قرأت في كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي رحمه الله قوله: (ومع ما في الكتب من المنافع العميمة والمفاخر العظيمة فهي أكرم مال وأنفس جمال والكتاب آمن وجليس وأسر أنيس وأسلم نديم وأنصح كليم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/43)
ثم روى الخطيب رحمه الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى " وكان تحته كنز لهما " قال اختلف أهل التأويل في ذلك الكنز فقال بعضهم كان صحفا فيها علم مدفون وقالوا ما كان ذلك ذهبا ولا فضة قال صحفا وعلما , وعلق الحسن بن صالح على ذلك: " و أي كنز أفضل من العلم ".
الذي أريد أن أقول فيه القول وأدلي فيه بدلوي مع فضيلة الدكتور هو العلاقة بين طالب العلم والكتب القديمة. أو الكتب في طباعتها الأولى فكلنا يعلم أن الثورة الطباعية لنشر الكتب في عالمنا الإسلامي والعربي إنما كان قبل قرن ونصف تقريبا , أنا لا أريد بداية الطباعة ولكن أريد الانفجار الطباعي الذي قام في منتصف القرن السالف والذي قام بهذا العمل الطباعي وقام على نشر تلك الكتب وتصحيحها في ذلك الزمان علماء كبار بل كانوا من فحول العلماء. لهم نصيب في نشر العلم ولهم مصنفات وكانوا علماء في اللغة والفقه والأصول. كان في مصر مثلا الشيخ محمد العدوي , والشيخ طه محمود , والشيخ نصر الهوريني , والشيخ إبراهيم الدسوقي , والشيخ إبراهيم الفيومي , والشيخ محمد الغمراوي , والشيخ محمد الحسيني , والشيخ محمد البلبيسي , والشيخ سيد بن على المرصفي , وكان في العراق ممن قام على نشر كتب السلف وعلومهم , والشيخ محمد شكري بن عبدالله الألوسي , وفي الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي. أقول إن هؤلاء العلماء وأضرابهم هم في الحقيقة الذين أخرجوا للناس الكتب ونشروا فيهم آثار السلف في الحديث واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغير ذلك من فنون الإسلام , لا يمتري أحد في أن ما أخرج هؤلاء أصح نصاً , فهؤلاء أعلم من غيرهم وأدرى بأساليب المصنفين , لأنهم علماء , وكان الواحد منهم يعكف على الكتاب الواحد سنين عدداً , يدقق ويتحرى ويصحح , هذا " تاج العروس " في طبعته الأولى وأجزائه العشرة الضخام أخرجه رجل واحد , " لسان العرب " بأجزائه العشرين نشره وصححه رجل واحد هو الشيخ محمد الحسيني , " اتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين " أخرجه الشيخ محمد الزهري الغمراوي , وهو في عشر مجلدات كبار, وهذا " مسند الإمام أحمد " بأجزائه الستة وهو معروف طبعه رجل واحد هو محمد الغمراوي , و" شرح البخاري " للقسطلاني وأجزاؤه عشرة قام بطبعه رجل واحد هو الشيخ إبراهيم الدسوقي , كان من أولئك العلماء المتقدمين من وضع مدرسة تعلم أصول النشر كما فعل الشيخ سيد بن على المرصفي المصري رحمه الله فإنه تخرج لديه في النشر والتحقيق ثلة من كبار العلماء , منهم الشيخ أحمد شاكر, وأخوه الشيخ محمود شاكر, والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد , هؤلاء كانوا علماء وهم الذين نشروا فينا العلم في ذلك الزمان وما زلنا نقرأ في كتبهم وفيما أخرجوه لنا , ولكننا مع تقادم الأيام وتجدد معطيات الحضارة , وإعجاب الناس بالجديد , فقد توجه كثير من الناشرين إلى إعادة طباعة تلك الكتب , وربما يكون من أسباب إعادة الطبع قلة تلك الطبعات الأولى أو انعدامها , أما ما أعيد طبعه محققا تحقيقا علميا على أيد عالمة أمينة فلا بأس به. ولكني أتحدث عما طبع مجددا دون تحقيق , أو ما كتب عليه أسماء غير معروفة , بدعوى التحقيق ولا تجدفي تلك الكتب إلا مجرد الحرف الجديد وإلا مجرد اللون البراق للورق , وحدث ما شئت عن الأغلاط والتحريف الأعوج , وضرر ذلك على العلماء وعلى العلم فادح , ولهذا فإنني من على هذا المنبر الكريم, وعبر هذا البرنامج الأمثل أوجه نصيحة لإخواني طلاب العلم وأسترشد بفضيلة الشيخ عبد الكريم في هذا المجال أرشد إخواني أن يعنوا بالطبعات القديمة بالكتب وألا يستدبروها اغترارا بالصف الجديد والورق اللامع , وأنا أذكر الآن أن بعض مشايخنا في الجامعة أيام الطلب في كلية اللغة العربية كانوا يوصوننا باعتماد كتاب سيبوية في طبعة بولاق الأولى دون الرجوع إلى الطبعة المحققة , وذلك لأن طبعة بولاق أصح والذي قام عليها عالم من العلماء السابقين , وكل أو جل ما طبعته مطبعة بولاق هو صحيح بالجملة. وصيتي أيضا إلى الناشرين وأصحاب المطابع بألا يتعجلوا بإعادة طبع أي من الكتب التي طبعت قديما إلا إذا كان في الطبع مزيد فائدة , مثل أن تجمع عدة نسخ في كتاب , أو أن يكون في المطبوع قديما خلل ونقص. وإلا يكن الأمر كذلك فأرى أن يصور الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/44)
في طبعته القديمة وينشر على ما هو عليه , ففي تلك الطبعات خير , وصوابها أكثر من صواب الطبعات الحديثة , وغلطها أقل من غلط الطبعات المعاصرة. إنني أسمع من بعض الناس لوما لأولئك الذين يشترون الكتب في طبعاتها الأولى بدعوى أن أسعارها غالية ولكن تبين لنا – معشر الباحثين – وطلاب العلم أن في تلك الطبعات خير وأنها طبعت على أصول صحيحة وأن الذي قام عليها علماء كما أسلفت. هذا ما لدي وشكرا لكم.
السائل: هل للشيخ عبد الكريم تعليق على ما ذكره الدكتور عبد المحسن العسكر؟
الشيخ: جزى الله خيرا أخانا الدكتور عبد المحسن العسكر على ما أبداه. والعناية بما ذكره معروفة , ذكرناها في دروس ومناسبات كثيرة جدا وما زلنا نوصي طلاب العلم أن يقتنوا الطبعات القديمة لأنها أصح في الجملة. لا يماري في ذلك أحد , اللهم إلا الكتب التي جمعت لها النسخ وانبرى لتحقيقها البارع من طلاب العلم فهذا مثل ما أشار إليه الشيخ عبد المحسن ولا نختلف معه في شيء , وهذا رأيي وهذه وجهة نظري من قديم , ورددتها وكررتها , ومكتبتي جلها من هذا النوع ووصيتي أيضا لطلابي بهذا والشيخ عبد المحسن يعرف هذا , وغيره مما له معرفة بنا وبطريقتنا. على كل حال أنا خشيت من الملل من كثرة ما أوصي بالكتب القديمة , والطبعات القديمة , لأنه مثل ما أشار فضيلة الشيخ , الذين يتولون الطباعة في الزمن الأول علماء. أما الذين يتولون الطباعة وأرباب الطباعة اليوم في الغالب ولا أقول الجميع تجار يهمهم الكسب فلا يبحثون عن نوادر الرجال لتحقيق الكتب وإخراجها. كم من كتاب طبع فيه من النقص والخلل الشيء الكثير. فمثلاً نُسْأل كثيرا عن أفضل طبعات " فتح الباري " على سبيل المثال , فنقول طبعة بولاق وصورت ولكن مع الأسف حتى التصوير ندر أيضا. رغم أن الكتاب طبع مرارا بعد ذلك لكن لا يغني عن طبعة بولاق أي طبعة. من أراد أن يكتفي بالسلفية الأولى التي طبعت في حياة الشيخ عبد العزيز بن باز 1380 هـ , والشيخ عبد العزيز باز تولى تصحيح جزء ين وبعض الثالث بنفسه وترك الباقي للطابع محب الدين الخطيب على أن يعتمد على طبعة بولاق , لأنها نسخة صحيحة ومتقنة. ومتى يطبع " فتح الباري " بالمستوى الذي طبع في مطبعة بولاق مهما قيل عن الطبعات الجديدة أنها قوبلت وقدمت وعلق عليها وخرجت، لا يمكن. حتى السلفية الثانية والثالثة فيها من الخلل الكبير ما لا يوجد في السلفية الأولى. لماذا؟ لبعد البون بين الشيخ محب الدين الخطيب وبين أولاده ومن تولى الطباعة بعده. فالشيخ محب الدين تولى الطبعة الأولى بنفسه بينما الثانية والثالثة تولاها غيره. ولا شك أن للعالم بصمات فيما يتولاه. والكتب القديمة عندنا ترتيب للمطابع معروف وأولويات للاقتناء يطول بسطه , وهذا يطغى عن موضوعنا والحديث ذو شجون وذكرنا ذلك في مناسبات وفي دروس وألمحنا له في البرنامج المعروف شرح التجريد مرارا. ولا يمر بنا كتاب إلا و نذكر طبعته المهمة.
السائل: لعلنا نكمل ونستمر فيما يتعلق بمكتبة طالب العلم فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن.
الشيخ: طالب العلم يحتاج من كتب التفسير ما يعينه على فهم كتاب الله عز وجل , وما يعينه على تدبر كتاب الله , وما يعينه على الاستنباط من كتاب الله. فهناك كتب مختصرات مناسبة للمبتدئين وإن كان في بعضها بعض المخالفات التي يجب التنبيه عليها.
هناك تفسير مناسب لطبقات المجتمع كله , تفسير إنشائي مستمد من كتب التفسير الموثوقة وهو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي , هذا مناسب للمتعلم وغير المتعلم , للمتخصص في العلوم الشرعية وفي غيرها , للطبيب , للمهندس , للمثقف , للتاجر , لرب الأسرة , لربة البيت , كل يستفيد منه , لأنه صيغ بأسلوب العصر. هناك أيضا تفسير مختصر جدا وغير منتشر بين طلاب العلم للأسف وهو يفيد كثيراً وهو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك: " توفيق الرحمن لدروس القرآن " , هذا الكتاب مطبوع قديما وطبع حديثا. وقد طبع في أربعة أجزاء وهو مستمد ومختصر من الطبري والبغوي وابن كثير وهذا كتاب رغم اختصاره نافع في بابه لمن لا يسعفه الوقت للرجوع إلى الأصول القديمة لاسيما الثلاثة المذكورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/45)
هناك أيضا تفسير مناسب ومختصر جدا هو " تفسير الجلالين " جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وهوأشبه ما يكون بالمتن , متن علمي متين بحاجة إلى مطالعة حواشي ويحتاج أيضا إلى من ينبه على ما فيه من ملحوظات من أهل العلم , وإلا فالكتاب من أنفع ما ينفع طالب العلم لأنه مختصر جداً.
السائل: هل سبق أن أخرجتم بعض الملاحظات على هذا التفسير؟
الشيخ: نحن شرحنا بعض هذا الكتاب في دروس المسجد , ونشر منه ما يتعلق بسورة الفاتحة في أربعة أشرطة , ولكن رأيته على طريقتنا هذه يطول جداً. فإذا كانت الفاتحة أربعة أشرطة فماذا عن البقرة مثلاً. على كل حال الشيخ عبد الرزاق عفيفي له تعليقات نافعة على ربعه الأخر, عندما كان مقرراً على المعاهد العلمية , وهذا التفسير في غاية الاختصار. شخص من طلاب العلم في اليمن قبل قرن أو أكثر احتاج إلى أن يقرأ في هذا التفسير فأشكل عليه هل يقرأه بطهارة أو بدون طهارة , فقيل له الحكم للغالب التفسير أوالقرآن فأخذ يعد حروف القرآن وحروف التفسير فوجدها إلى سورة المزمل واحدة لا تزيد حرف. ثم من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلا فانحلت عنده المشكلة. على كل حال هذا التفسير رغم أهميته ومكانته إلا أن فيه شيء من المخالفات العقدية.
وهناك تفسير أوسع منه بل أشهر وهو " تفسير البيضاوي " أوسع من " الجلالين " وهو أيضا كتاب متين متقن يستفيد منه طالب العلم لاسيما ما يتعلق بالصناعة اللفظية , عليه حواشي عديدة , و العلماء لهم به عناية عجيبة , فقد بلغت الحواشي عليه أكثر من 120 حاشية , ويندر أن يأتي نسخة من تركيا أو سوريا وليس عليها حواشي قلمية فالكتاب وضع له القبول. هناك تفسير مختصر جدا يسمى " التسهيل " تفسير ابن جزي الكليبي , وهو تفسير مختصر ومحرر ومتقن ومضبوط , وهناك أيضاً تفسير النسفي , وهذه كلها مختصرات لكن تفسير الشيخ ابن سعدي لا يستغنى عنه أحد. و تفسير فيصل ابن المبارك أيضاً يحتاجه طالب العلم لا سيما عند ضيق الوقت وتفسير الجلالين أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم , وكذلك تفسير البيضاوي وما عليه من حواشي , ونذكر بعضها مثل حاشية زاده , التي يتفق المترجمون على أنها أفضل الحواشي , هناك حاشية الشهاب , وهناك حاشية القونوى وهناك حاشية ابن التمجيد, وهناك حاشية الكازروني , حواشي كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط. هناك كتب في التفسير أطول من هذه يتصدرها تفسيرالإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى , وهو مناسب لكافة المتعلمين , قد يمله غير المتخصص في السنة لكثرة ما يسوقه من آثار بالأسانيد , وما فيها من تكرار. ولذا انبرى لاختصاره جمع من أهل العلم , من أفضل المختصرات اختصار الشيخ أحمد شاكر" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير". ومنها " تيسير العلي القدير" للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمة الله على الجميع , هذه مختصرات جيدة لتفسير الحافظ ابن كثير على أن الأصل لا يغني عنه شيء , لكن من كان يمل من ذكر الأسانيد لأنها أمور قد لا يستفيد منها كثير من قراء التفسير فهذه المختصرات تكفيه إن شاء الله. وأيضاً هناك " تفسير البغوي " وهو تفسير أثري سلفي , لا يخلو من ملاحظات يسيرة جداً لكنه في الجملة أثنى عليه شيخ الإسلام وأئمة الإسلام وواقع الكتاب يشهد بذلك.
" تفسير الخازن " وهو مختصر من البغوي مع إضافات , وله شهرة وانتشار في غير هذه البلاد , وصاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات " الرقائق ".
أما " تفسير الزمخشري ": وهو" الكشاف " على ما فيه من اعتزاليات يقرأه طالب العلم بحذر ويقرأ ما كُتب من حواشي تبين هذه الاعتزاليات. وفيه حواشي تبين اعتزاله. " ابن المُنِّير" وغيره بَين اعتزاله. وكثير من أهل العلم تصدى له. على كل حال هو مفيد في بابه يستفاد منه في الناحية اللغوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/46)
" تفسير الخطيب الشربيني " وهو يكاد يجمع بين البيضاوي والزمخشري. أطول من هذه الكتب تفسير إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري الذي هو أعظم تفسير على الإطلاق , ويجمع تفاسير السلف بالأسانيد , والكتاب مطبوع مراراً , طبع أولاً في المطبع الميمنية , ثم في بولاق , ثم حققه محمود شاكر , وحقق إلى " سورة إبراهيم " في ستة عشر جزءاً. أُكْمل بعد ذلك , ثم حققه الدكتور عبدالله التركي , وطبعة الشيخ أحمد شاكر أنا قرأتها بكاملها , وهي من أنفس ما يقتنيه طالب العلم , فإذا أضيفت إلى طبعة بولاق التي هي الأصل واعتمد عليها الشيخ محمود شاكر اعتماداً مع ما وجده من نسخ لكن طبعة بولاق لا يعد لها شيء , ثم طبعة الشيخ أحمد شاكر اعتمدت على هذه بدقة.
طبعة الشيخ عبد الله التركي إقتنيتها مؤخراً , ولا أستطيع الحكم عليها. كلام الشيخ عبد المحسن اختصر علينا الكثير في العناية بالطبعات القديمة , وإلا كانت النية أن أبين طبعة كل كتاب معه في أثناء ذكره لكن أظن الوقت لا يستوعب. هناك من له عناية باللغة عليه أن يعتني بتفسير"البحر المحيط" لأبي حيان , والبحر المحيط يكاد يكون كتاب لغة , وله مختصرات: " النهر الماد من البحر" , و " الدر اللقيط من البحر المحيط " المقصود أن هذا الكتاب ينفع في الناحية اللغوية في القرآن. وهناك تفسير الرازي ويسمى " التفسير الكبير " للفخر الرازي وهذا التفسير طالب العلم المبتدئ والمتوسط الذي لم يتأهل للنقد لا ينبغي أن ينظر فيه البته , لأن مؤلفه بارع قد يمرر كثير من الشبه على آحاد المتعلمين , بل قد لا يدرك بعض المتأهلين بعض الشبه والسياقات التي يسوقها في تقرير بعض الشبه. واتهم في ذلك , حتى قيل إنه يسوق الشبه نقداً ويجيب عنها نسيئة , يضعف عند ردها. هناك شبه لا يرتضيها وليست من مذهبه يعني أعظم من مذهبه , فوق مذهبه , ثم بعد ذلك يسوقها ويجليها بقوة ثم يضعف عن ردها , ولذا لا ينصح طالب العلم بقراءة هذا التفسير حتى يتأهل. أما إذا تأهل فالتفسير فيه فوائد وقد قيل فيه: إن فيه كل شيء غير التفسير, لكن هذا جور , ففيه تفسير.
هناك " تفسير ابن عطية " أثنى عليه شيخ الإسلام متداول محقق وهو كتاب نافع.
هناك تفسير الألوسي أيضاً , تفسير مطول أسمه " روح المعاني " , لأبي الثناء محمود الألوسي الجدّ , فليس المؤلف محمود شكري بل الجدّ هذا التفسير جمع فيه ما هب ودب , و نقل فيه النقول المتباينة فيقول قال شيخ الإسلام ابن تيمية , ويقول قال الإمام المحقق ابن القيم , ويقول قال محيي الدين ابن عربي قُدَّس سره , وهذا خلط , والمقصود أن فيه فوائد يستفيد منه طالب العلم لا سيما المتأهل وفيه أيضاً عناية بالتفسير الإشاري تفسير الصوفية. على كل حال الطالب المتأهل لا خوف عليه , على أنه ينبغي لطالب العلم أن يجعل في مكتبته ختم لتبرأ ذمته يكتب فيه: هذا الكتاب فيه مخلفات عقدية , هذا الكتاب فيه كذا , هذا الكتاب مذهب صاحبه كذا, ليبرأ من عهدة وجوده ممن يأثره بعده أو يطلع عليه في مكتبته ويتأثر بمثل هذه الكتب , لذا كان عليه أن يختم هذا الكتاب.
هناك كتب ألفت في جوانب من القرآن مثل: " أحكام القرآن " , أحكام القرآن أولاها أهل العلم عناية من ذلك " أحكام القرآن للشافعي " فقد جمع من كلام الشافعي. و " أحكام القرآن لإبن العربي " كتاب لطيف ونفيس طبع في أربعة أجزاء , وفيه نكت ولطائف ونوادر حصلت لابن العربي مع شيوخه , ومع بعض أقرانه , وفي رحلاته. المقصود أن طالب العلم يستفيد من هذا الكتاب. هناك " أحكام القرآن للجصاص ". إستنباط أحكام القرآن من وجهة نظر الحنفية كتاب ماتع نافع جامع , لكن لا يسلم من لوثة إعتزال. هناك " أحكام القرآن للطبري الهراسي" وهو أيضاً كتاب نافع وفيه لطائف وفوائد , وللطبري موقف من الحنابلة وقصته مشهورة. وهناك الجامع وهو بحق " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي - وكل الصيد في جوف الفرا - هذا التفسير جامع على اسمه , وطبع مراراً وأجود طبعاته طبعة دار الكتب المصرية ليست الأولى, ولكن الطبعة الثانية , وهناك ثانية أكثر من مرة. الكتاب يشكل في طبعته. الجزء الأول طبع خمس مرات , الجزء من الثاني إلى الثاني عشر طبع ثلاث مرات ثم من الثالث عشر إلى العشرين طبع مرتين ثم من الواحد إلى العشرين هذه الطبعة الأخيرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/47)
بدار الكتب المصرية التي قوبلت على نسخ كثيرة. فبعض الأجزاء قوبل على ثلاث عشرة نسخة , فالكتاب عني به من ناحية الطباعة عناية فائقة. وفيه الإحالات السابقة واللاحقة وهذه ميزة , فالكتاب الكبير عشرون مجلداً , فإذا قال تقدم , قال الطابع: أنظر جزء كذا صفحة كذا , وإذا قال سيأتي , يقول: انظر صفحة كذا جزء كذا , هذه ميزة الطبعة الثانية , أما الطبعة الأولى فليس فيها مثل هذا , بل الطبعة الأولى الثلاث مجلدات الأولى ليس فيها إحالات , ولا فيها تعليقات , وليس فيها آيات , بينما الطبعة الأخيرة كاملة من كل وجه. المقصود أن هذا الكتاب بحر محيط فيما يتعلق بأحكام القرآن , وممكن أن يؤخذ منه فقه المالكية. يعنى ما ينسبه إلى المذاهب الأخرى قد يقع فيه شيء من الخطأ في النسبة , لا من حيث أن هذا القول لا يوجد في هذا المذهب , لكن قد لا يكون هو المعتمد في المذهب , فعلى طالب العلم أن يعنى به عناية كبيرة. هناك كتب في إعراب القرآن وكتب في علوم القرآن كثيرة جدا , كل فن من الفنون يحتاج إلى حلقة.
اتصال هاتفي: من الأستاذ عبد العزيز العويّد.
قال الأستاذ العويد بعد أن حمد الله وأثنى عليه: الحقيقة أحسن الأخوة الاختيار , وأضافوا على حسن الاختيار اختيار العالم المتخصص في هذا المجال , فجزى الله الجميع خيرا. أنا لا أستطيع أن أقول أني أقدم شيئا , ولكنها استفسارات وأسئلة علمية أوجهها لفضيلة الشيخ وأطمح منه متفضلا مشكورا أن يضع النقاط على الحروف.
المسألة الأولى هي: طريقة طلب العلم الشرعي يا فضيلة الشيخ , ألا ترى أنها تهمش دور الكتاب اليومي في حياة الطالب , باعتماد التعليم في المسجد أو في الكلية المتخصصة في العلم الشرعي على الكتابة أو على المذكرة. أريد من فضيلتكم وقفة حول هذا المنهج وذكر الطريقة الصحيحة.
المسألة الثانية: في المكتبات , المكتبة الإلكترونية , الأقراص الكمبيوترية , يعيش طلاب العلم بين مُعَظِّم لها على حساب الكتاب المقروء ومهمش أيضا لها , وثمة رأي ثالث يرى أنها تفيد الطلبة في تقريب المعلومة وسهولة الحصول عليها مع الحاجة الشديدة للكتاب. نريد القول الصواب في الموقف الصحيح منها لطالب العلم.
المسألة الثالثة: اليوم توجد مكتبات في بيوت طلاب العلم لكن هذه المكتبات مع كونها قيمة يلحظ أنها تموت بموت أصحابها , لإهمال الورثة , أو لعدم حاجتهم إليها وعدم اعتنائهم , أولأنها تمثل مالا زهيدا بالنسبة لمال المورث. ألا يرى فضيلتكم أن أعظم وسيلة لحفظها هو التوعية بإيقاف هذه المكاتب خاصة بعد الوفاة , وخاصة أنها لا تمثل نسبة عالية من مال صاحبها مع ما لا يخفى من ابتغاء الأجر بالعلم الذي ينتفع به والصدقة جارية , والإيقاف من معاني بقاء هذه الكتب محفوظة باقية وتكون مكتبات مستديمة ثابتة. وأشكركم
الشيخ عبد الكريم: نشكر لفضيلة الدكتور عبد العزيز على هذه الأسئلة والاستفسارات , و أما بالنسبة لطريقة تحصيل العلم الشرعي وإتيان هذا الباب المهم أو الأمر العظيم من بابه والجادة المطروقة عند أهل العلم , هذه بينت مرارا في مناسبات كثيرة , لكن مع الأسف الشديد بعض من يزاول التعليم النظامي يحيل بعض الطلبة على شيء من كتابات المعاصرين أو يكتفي الطلبة بما ينقلوه من كلامه في مذكرات. لاشك أن هذه إماتة , لاشك أن تربية طالب العلم سواء كان في التعليم النظامي أو غير النظامي على كتب المتقدمين وتعويدهم على أساليب المتقدمين , والتعامل مع كتب المتقدمين , وفهم كلام المتقدمين , لاشك أن هذا هو المهم , لأن طالب العلم الذي تخرج على هذه المذكرات لا يستطيع أن يراجع الكتب القديمة , و لو تعين في قرية وليس عنده من يحل الإشكال فيريد أن يراجع مسألة فلا يستطيع أن يفهم , لا يعلم من الفقه لا بالقوة ولا بالفعل , يعني لا يستطيع أن يراجع الكتب وليس في ذهنه حصيلة.
الشيخ العويّد: هذا واضح في التربية العلمية في الكليات الشرعية أن طلبة العلم لا يعرفون الكتب الأولوية في تخصصاتهم , فضلا عن منهجها وطريقتها وأسماء مؤلفيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/48)
الشيخ عبد الكريم: ولقد عتبنا على بعض المنظمين للدورات العلمية أن قرروا في هذه الدورات كتب معاصرين ووكلوا شرحها إلى أصحابها. نقول يا إخوان كتب المعاصرين كتبت بلغة العصر وبلهجة العصر , يفهمها طالب العلم وهو في بيته , دعوا هؤلاء العلماء - قبل أن تتمنوا وجودهم وحصولهم - يشرحوا ويبينوا لطلابهم كلام المتقدمين الباقي. فيكون طالب العلم ينفرد في قرية أو ينزوي إما قاضي أو معلم أو خطيب أو داعية يستطيع أن يحلل كلام أهل العلم لأنه عود عليها ومرن عليها وبينت له وشرحت له , فالإعتماد على كتب المتقدمين هذا لاشك أنه خلل , يعني إحالة طالب العلم في التعلم سواء كان النظامي أو الحر في المساجد أو البيوت أو غيرها , إحالتهم إلى المذكرات أو ما يكتبه المعاصرون رغم أهميته , نعم يستفيد منها لكن العمدة تكون كتب المتقدمين , وما أجمل ما يقرأ في " فتح القدير" مثلا للطلاب ويشرح , وكيف يستفاد من هذا الكتاب العظيم , يقرأ سبل السلام ويعلق عليه الشيخ بما آتاه الله من علم ويوضح ويحلل ويحرر المسائل ويرجح , فيربط الطلاب بكتب المتقدمين , لأنها هي التي ستبقى عنده. أيضا حصيلة الطالب من هذه المذكرات , آخر عهده بهذه المذكرة الامتحان , ولذلك نعاني من جمع هذه المذكرات عند الأبواب وامتهانها , في الجامعات وغيرها من الجامعات يؤكدون على هذا الجانب , وفي لقاءات مع المسئولين في الجامعات يحذرون أشد التحذير من اعتماد المذكرات , لأنه كيف يتخرج طالب علم متخصص في العلم الشرعي على المذكرات , كيف ينفع الجيل القادم وعمدته المذكرات. المقصود أنه لابد من العناية من كتب المتقدمين وهذه المسألة الأولى.
أما المكتبة الإلكترونية فقد تحدثنا عنها وأفضنا فيها , والقول الوسط هو المعتمد , يعني لا نقول أنها لا يمكن الاستفادة منها , ولا نقول أنه يعتمد عليها , بل يستفاد منها بقدر الإمكان , لكن الكتاب هو الأصل , يبقى أن الوسيلة الوحيدة للتحصيل هي قراءة الكتاب على الشيخ , وهذا لا يستغنى عنه وهذا يأتي التنبيه عليه إن كان الوقت يسعف.
أما ما يتعلق بوقف المكتبات , فإنه يمر علينا أمور من المعاناة من الورثة. فمثلاً شخص توفي رحمه الله في بعض القرى , فما كان من أولاده إلا أن خلعوا باب المكتبة , وبنوه بالطين , وشمعوا عليها بالطين , واعتبروها غير موجودة , ولما تحدثوا مع أحد المختصين , وبينت لهم أهميتها فتحوا الباب فوجدوها قد أكلتها الأرضة. ذُكر لنا قاضي من قضاة الخرج توفي رحمه الله , ذُكر أنه كان لديه مكتبة , فذهبنا إليها لنشتريها ففوجئنا أنهم انتقلوا من البيت الأول إلى بيت ثاني فيلا جديدة , فقال أولاده وقال نساؤه إن هذه الكتب تجمع علينا الحشرات والصراصير ورميناها في الزبالة في الشارع , وقس على هذا كثير , يعني مخطوطات وجدت في الزبالة.
الشيخ العويّد: توفي أحد طلبة العلم رحمه الله وله مكتبة , تقريبا عشرة أمتار طولاً وعشرة أمتار عرضاً , فرحلوا إلى بيت آخر, وأوصوا الناس أن البيت مفتوح ومن يريد أن يأخذ منه يأخذ منها ما يريد.
الشيخ عبد الكريم: أدهى من ذلك أن أحد طلاب العلم المعروفين توفي قبل أربعين سنة , فجمعت مكتبته في دورة مياه لكنها ملغاة- ليست مستعملة- في السطح , فتلفت من الأمطار والسيول , فهذه كلها مآسي. ومعنى ذلك أن الإيقاف هو الوسيلة الوحيدة التي يستفاد منها , وعرفنا أن الجامعات لها عناية بالكتب , ولدي ملاحظة هي أن يتولى هذه المكتبات العامة أناس من هواة الكتب , من أصحاب الكتب , من أهل الكتب , لا يكفي أن يكون متخصص في المكتبات. مع الأسف الشديد أنا حضرت محاضرات في مكتبات مركزية كبيرة بين أمين المكتبة وبين المستعير. أمين المكتبة يقول لا هذه النسخة لا تعار, وهذه النسخة لا بأس خذها , فإذا النسخة المتاحة للإعارة هي الأصلية , والنسخة التي لا تعار هي نسخة دار الكتب العلمية ومكتوب عليها لا تعار. وهناك الشيء الكثير الذي يعتصر القلب , يعني مسألة التخصص أمر لابد منه ويجمع مع هؤلاء أناس الذين هم هواة الكتب.
ـ[عدنان البايضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:00 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - 01 - 09, 02:48 م]ـ
جزاك الله خيرا(60/49)
لعن المسلمة المتبرجة للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:31 م]ـ
لعن المسلمة المتبرجة
10/ 11/1426 هـ
2005 - 12 - 11
أجاب عنها / د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
نص السؤال
هل يجوز لعن المتبرجات (التي تظهر زينتها أمام الأجانب) باسمائهن كأن أقول: فلانة ملعونة، وذلك للحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم (العنوهن فانهن ملعونات)؟ و جزاكم الله خيرا
نص الجواب
لعن المعيَّن (يعني تخصيص مسلم معين باللعنة) مسألة مختلف فيها بين أهل العلم، والراجح عدم جواز ذلك،كلعن السارق والزاني وغيرهما، وإن جاء لعن السارق يعني جنس السارق لا أفراده، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: [لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده] أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وكذلك المتبرجات وغيرهن، فاللعنة للجملة والجنس لا للأفراد، بمعنى أنه يجوز أن تقول لعنة الله على التبرج والمتبرجات، ولعن الله السارق والسارقين وهكذا، لكن لا يجوز أن تسمي امرأة مسلمة متبرجة فتلعنها بعينها، والمسلم ليس باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش البذي كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي]. والله أعلم
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا ......... فتوى مهمة ....... ولكن ماذا عن لعن الممثلات اللاتى يظهرن فى التلفاز ويضللن الشباب أظن أننى سمعت فتوى تبيح لعلنهن لأنهن مجاهرات بالمعصية .... فهل هذا صحيح؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:35 م]ـ
ولعل دليل ذلك قول النبى عليه الصلاة والسلام فى الحديث (العنوهن فإنهن ملعونات) ... ........... أرجو ممن اتاه الله علم فى هذه المسألة أن يفيدنا ..... بارك الله فيكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:45 م]ـ
روابط قد تفيد:
هل يجوز لعن المتبرجات [تخريج حديث: سيكون في آخرأمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7996&highlight=%282%2F223%29
هل يجوز تعيين اللعن علي المسلم؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10023&highlight=%2811%2F247%29
ما حكم لعن المعين؟ للأخ / أبي محمد التميمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18137&highlight=%284559%29
ما حكم لعن المعين؟ السائل / سعيد الحلبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30809&highlight=%CC5%2F%D5309
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 08:47 م]ـ
حديث (العنوهن فإنهن ملعونات) رواه أبوداود بإسناد صحيح لكن لايعني لعن المعينة بل يقول اللهم العن المتبرجات والله أعلم
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:20 ص]ـ
قد سألنا فضيلة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف عن هذه اللفظة (العنوهن فإنهن ملعونات) فأفاد الشيخ بأنها زيادة منكرة، و لم أسأله في هذه النقطة بنفسي فقد كلفت أخا لنا يسأله لأننا كنا أحيانا نقسم الأسئلة التي نود سؤاله فيها علينا لئلا نثقل عليه، شفاه الله و عافاه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:03 ص]ـ
قال الشيخ / خالد بن عمر وفقه الله:
وهذا تخريج للحديث
روى هذا الحديث من طريق:
عبدالله بن عياش بن عباس القتباني المصري عن أبيه عن عيسى بن هلال الصدفي وأبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكر المتن المسؤول عنه في أول مشاركة.
ومواضع الحديث هي:
1 - أحمد في المسند (2/ 223)
وقد صححه أحمد شاكر رحمه الله (12/ 36) وضعفه المعلقون على المسند، ط، الرسالة (11/ 654)
2 - أبو يعلى في مسنده، كما نقل ذلك البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (10/ 237) ط الرشد
3 - الطبراني في الأوسط (11/ 154) ط الطحان، وفيه ذكر الكاسيات العاريات ولعنهن وذكر خدمة نساء الأمم لنسائنا، دون ذكر الرجال الذين وصفوا في أول الحديث.
وقال الطبراني عقبه: لا يروى هذا الحديث عن عبدالله بن عمرو إلا بهذا الاسناد، تفرد به عبدالله بن عياش.
4 - الصغير (2/ 127) في ذكر من اسمه هارون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/50)
قال حدثنا هارون بن ملول المصري ... وفيه ذكر النساء الكاسيات العاريات ولعنهن فقط دون خدمة نساء الأمم ودون ذكر الرجال.
5 - الحاكم في المستدرك (4/ 436): وقال صحيح على شرط الشيخين، [والظاهر أن الصواب على شرط مسلم كما وضح الألباني رحمه الله في الصحيحة، وهو ما ذكره المنذري في الترغيب عند ذكره للحديث حيث نقل عن الحاكم أنه قال على شرط مسلم]، وقال الذهبي: عبدالله بن عياش وإن كان قد احتج به مسلم فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة.
6 - ابن حبان (13/ 64) الإحسان وضعفه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه.
_ وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 137) وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح
_ وذكره ابن كثير في جامع المسانيد (26/ 7241) دار الفكر، ط2، قلعجي وقال: تفرد به [يعني: أحمد]
_ وقد حسنه الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 1/411) رقم 2683
** والخلاف بين من حسنه ومن ضعفه هو في حال (عبدالله بن عياش بن عباس القتباني المصري)
وهاك أقوال الأئمة فيه:
1 - البخاري في التاريخ الكبير (5/ 151) ولم يذكر فيه شيئا
2 - ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 126) وقال: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة.
3 - أبو داود: ضعيف الحديث، سؤالات الأجري (2/ 184)
4 - النسائي: ضعيف، تهذيب الكمال والميزان للذهبي (2/ 469)
5 - ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 51)
6 - قال ابن يونس: منكر الحديث كما نقله عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في تهذيب التهذيب، وابن ماكولا في الإكمال (6/ 72)
7 - أبو محمد بن حزم: ليس مشهورا بالعدالة. المحلى (7/ 357) ط دار الفكر.
8 - الذهبي: صالح الحديث المغني
9 - ابن حجر: صدوق يغلط.
والذي يظهر: أن ما يتفرد به عبدالله القتباني لا يصل إلى درجة الحسن، لأنه وصف من ثلاثة من الأئمة بالضعف ومنهم ابن يونس وهو بلديه وأعلم به من غيره
فالحديث ضعيف لا يصح فيما يظهر
والله أعلم واحكم).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7996&highlight=%282%2F223%29
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:53 ص]ـ
لقد سأل الشيخ الحويني سؤال إلى الشيخ المحدث الألباني رحمه الله، وكان السؤال عن امرأة في مصر ترجم النساء المتبرجات الواتي يمشن في الشارع، وأنها أستندت إلى هذا الحديث (العنوهن فإنهن ملعونات).
وكان الجواب الشيخ الألباني بأن ذلك الفعل لا يصح، وكان ذلك من أشرطة سلسلة الهدى والنور(60/51)
لحكم الأموال الربوية بعد توبة صاحبهاللشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:32 م]ـ
حكم الأموال الربوية بعد توبة صاحبها
20/ 5/1426 هـ
2005 - 06 - 27
أجاب عنها / د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
نص السؤال
فضيلة الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: قال تعالى: (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة: من الآية 279). ما المراد برأس المال في الآية هل هو ما قبل المراباة أو ما قبل التوبة؟
نص الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الآية محتملة لرأس المال قبل الدخول في تجارة الربا، ولما قُبض من أموال قبل التوبة. والاحتمال الأول هو قول الأكثر، والذي يترجح عندي الثاني؛ لأن الآية تحتمله ولأن فيه إعانة على التوبة، والله سبحانه يفرح بتوبة عبده، ومن المحال في العقل والدين أن يحث الله الناس على التوبة بل يوجبها عليهم ثم يصدهم عنها، ويظهر هذا جلياً فيمن أطال التعامل وكثرت أمواله، فرجل بدأ التجارة بعشرات أو مئات أو آلاف ثم استمر يتعامل بها عشرات السنين حتى صارت ملايين،ثم منَّ الله عليه بتوبة نصوح، فيقال له ليس لك إلا هذه العشرات فيلزمك أن تخرج من أموالك وبيوتك وترجع إلى رأس مالك الأقل!! فمثل هذا لا يطيقه كثير من الناس بل يرضى أن يموت على الربا ولا يرجع إلى حالته الأولى من فقر وحاجة، فبعد أن كان محسناً، يصبح ممن يتكفف المحسنين!! فمثل هذا الاختيار يسهل التوبة ويرغب فيها، لكن لا يجوز له أن يأخذ شيئاً زائداً على رأس ماله مما لم يقبضه قبل التوبة. والله المستعان.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
انظر في تقوية هذا القول
تفسير آيات أشكلت
للإمام ابن تيمية
المجلد الثاني، في تفسيره لآيات الربا(60/52)
سؤال عن لبس الكعب العالي
ـ[الوافي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 04:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمته وبركاته
سؤالى عن حكم لبس الكعب العالى وهل له اثار جانبيه على رحم المراءة او قدميها بسبب عدم
استقامته وارتفاعه
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:02 م]ـ
السؤال:
ما حكم الإسلام في لبس الحذاء ذي الكعب العالي؟.
الجواب:
الحمد لله
أقل أحواله الكراهة؛
لأن فيه أولا تلبيسا حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك.
وثانيا فيه خطر على المرأة من السقوط.
وثالثا ضار صحيا كما قرر ذلك الأطباء.
مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6/ 397 ( www.islam-qa.com)
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=26812&dgn=4
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:18 ص]ـ
هذه بعض الآثار حول الكعب العالي وفيها أن نساء بني إسرائيل أحدثنه ولأجل ذلك وغيره منعن من المساجد:
قال الإمام مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن شعبة، حدثني خليد بن جعفر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت امرأة من بني إسرائيل، قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتما من ذهب مغلق مطبق، ثم حشته مسكا، وهو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين، فلم يعرفوها فقالت بيدها هكذا ".
في مسند إسحق بن راهويه: أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلا من خشب يشرفن بها على الرجال في المساجد فحرم عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة.
في مصنف عبدالرزاق: عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال: كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا، فكانت المرأة لها الخليل تلبس القالبين تطول بهما لخليلها، فألقي عليهن الحيض، فكان ابن مسعود يقول: " أخروهن حيث أخرهن الله "، فقلنا لأبي بكر: ما القالبين؟ قال: " رفيصين من خشب".
في الأثرين الأخيرين إشكال حول اختصاص نساء بني إسرائيل بالحيض.
والله أعلم
المراجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=190845
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=124068
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=27344(60/53)
هل تجوز الصلاة في الكنيسة؟
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 05:48 م]ـ
هل تجوز الصلاة في الكنيسة بحجة عدم وجود مكان غيرها؟
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:17 م]ـ
راجعي سيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما ذهب الى بيت المقدس
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:00 م]ـ
اسمح لي بمداخلة فإن السؤال مرّ كثيراً في خاطري ولم أجد له إجابة شيخنا رعد السلفي، قد مرتّ علي قصة عمر رضي الله عنه في القدس، ولكنها زادتني حيرة والله المستعان.
وفي القصة أنه كان في الكنيسة مع أحد القساوسة، فلما جاء وقت الصلاة عرض عليه القسيس أن يصلى في الكنيسة ولكن عمر أبى ذلك وصلى خارج الكنيسة، وذلك خوفاً من أن يأتي المسلمين فيما بعد ويأخذو تلك الكنيسة من النصار بحجة أنّ عمر صلى فيها.
هذه ملخص القصة التي مرّت عليّ، وقد تكون جائت مُطولّة من طرق أخرى، لكن الحُكم في الفقهي فيها لايبدو التحريم وإلا لقال عمر ذلك بوضوح ونحن نعلم جرأته.
وقد لايكون في هذ الرواية أدنى حُكم فأنا لا أعلم شيئاً عن صحتها، فياريت تخبرنا ولو باختصار عن ما استفدته من سيرة عمر رضي الله عنه عندما زار ببت المقدس. ولاحظ أن الأمر مهم بالنسبة لي فأنا أقيم في بلد نصراني والله المستعان.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:29 م]ـ
أنا لست متأهل لما أقول لكن من باب المشاركة واعذروني حفظكم الله
في الحديث (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالو لا قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالو لا قال فأوف بنذرك)
والله أعلم أن الكنائس يعبد فيها غير الله وفيها من الكفر ما الله به عليم
والله أعلم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:43 م]ـ
هذه قتوى حول حكم الصلاة في الكنائس
لا يجد المسلمون في العديد من ولايات أمريكا أماكن مناسبة لأداء صلاة الجمعة ماعدا بعض الكنائس المؤجرة رخيصاً أو مجاناً، أثار بعض الطلاب النقاش حول صحة أداء الصلاة في الكنائس معتمدين على ما روي عن ابن عمر حول منع الصلاة في الكنائس ومعابد اليهود والمقابر وأماكن الذبح لغير الله، نسبة لهذا الرأي فقد امتنع بعض المسلمين عن الحضور لصلاة الجمعة، فضلاً نرجو إفادتنا بالحكم الصحيح في هذه الحالة حتى نستطيع تجاوز الخلافات بين المسلمين في هذا المجتمع، وجزاكم الله خيرا.
إذا تيسر وجود غير الكنائس ليصلى فيها لم تجز الصلاة في الكنائس ونحوها؛ لأنها معبد للكافرين يعبدون فيه غير الله، ولما فيها من التماثيل والصور، و إلا جاز للضرورة، قال عمر رضي الله عنه: (إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها والصور) وكان ابن عباس رضي الله عنهما يصلي في البيعة إلا بيعة فيها التماثيل والصور، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وننتظر مشاركات أكثر ...
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:48 م]ـ
هذه بعض الروايات عن السلف من مصنف ابن أبي شيبة، رحمه الله:
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سهل بن يوسف، عن حميد، عن بكر، قال كتبت إلى عمر من نجران: لم يجدوا مكانا أنظف ولا أجود من بيعة فكتب: انضحوها بماء وسدر وصلوا فيها.
حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، وعن يونس، عن الحسن، وعن حصين، عن الشعبي، أنهم قالوا: لا بأس بالصلاة في البيع.
حدثنا حفص بن غياث عن حجاج قال: سألت عطاء عن الصلاة في الكنائس والبيع فلم ير بها بأسا.
حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، وعن جابر، عن الشعبي، قالا: لا بأس بالصلاة في الكنيسة والبيعة.
حدثنا غندر، عن أشعث، عن محمد، قال: لا بأس بالصلاة في الكنيسة.
حدثنا محمد بن أبي عدي، عن أشعث، عن الحسن، أنه كرهه وأن محمدا لم ير به بأسا.
حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، أنه كره الصلاة في الكنيسة إذا كان فيها تصاوير.
حدثنا وكيع، عن عثمان بن أبي هند، قال رأيت عمر بن عبد العزيز يؤم الناس فوق كنيسة والناس أسفل منه.
حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن رافع، قال رأيت عمر بن عبد العزيز يؤم الناس في كنيسة بالشام.
حدثنا ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي قال خرجنا وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا , فاستوهبناه فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ ثم مضمض ثم جعله لنا في إداوة فقال: اخرجوا به معكم فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها بالماء واتخذوها مسجدا.
حدثنا وكيع، قال حدثنا أبو فضالة، قال: حدثنا أزهر الحراني، أن أبا موسى، صلى في كنيسة بدمشق يقال لها كنيسة نحيا.
المرجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?HadithID=84074#LblPath
ومابعدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/54)
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:36 م]ـ
روابط قد تفيد:
الصلاة في الكنيسة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6602&highlight=%281%2F277%29
هل ثبت أن عمر بن الخطاب صلى في الكنيسة .. ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3428&highlight=1%2F531-532%29
ما حكم الصلاة في دور عبادة غير المسلمين؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23176&highlight=%CC11+%D548
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 05:37 م]ـ
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -:
وأما الصلاة في الكنيسة والبيعة ـ والمراد بهما متعبدات اليهود والنصارى ـ فقد كرهها جماعة من أهل العلم.
قال النووي (في شرح المذهب): حكاه ابن المنذر عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، ومالك رضي الله عنهم.
قال الشوكاني: وقد رويت الكراهة أيضاً عن الحسن.
قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر أن ما روي من ذلك عن عمر وابن عباس ليس على إطلاقه، وإنما هو في الكنائس والبيع التي فيها الصور خاصة. ومما يدل على ذلك ما ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه قال: (باب الصلاة في البيعة) وقال عمر رضي الله عنه: «إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور». وكان ابن عباس يصلي في البيعة إلا بيعة فيها تماثيل.
وقال ابن حجر في (الفتح): إن الأثر الذي علقه البخاري عن عمر وصله عبد الرزاق من طريق أسلم مولى عمر. والأثر الذي علق عن ابن عباس وصله البغوي في الجعديات اهـ.
ومعلوم أن البخاري لا يعلق بصيغة الجزم إلا ما هو ثابت عنده.
ورخص في الصلاة في الكنيسة والبيعة جماعة من أهل العلم، منهم أبو موسى، وعمر بن عبد العزيز، والشعبي، وعطاء بن أبي رباح، وابن سيرين، والنخعي والأوزاعي، وغيرهم.
قال العلامة الشوكاني رحمه الله. ولعل وجه الكراهة هو ما تقدم من اتخاذ قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد، لأنه يصير جميع البيع والكنائس مظنة لذلك.
قال مقيده عفا الله عنه: ويحتمل أن تكون العلة أن الكنيسة والبيعة موضع يعصى الله فيه ويكفر به فيه، فهي بقعة سخط وغضب. وأما النهي عن الصلاة إلى التماثيل فدليله ثابت في الصحيح.
فمن ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه (في كتاب الصلاة ـ قال: (باب إن صلى في ثوب مصلب، أو تصاوير. هل يفسد صلاته؟ وما ينهى عن ذلك) حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: حدثنا عبد الوارث قال:
حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس: كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أميطي عنَّا قرامكِ هذا إنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي».
وقال البخاري أيضاً (في كتاب اللباس ـ باب كراهية اللباس في التصاوير): حدثنا عمران بن ميسرة، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه قال: كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أميطي عنِّي فإنَّه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي».
وقال مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال: سمعت القاسم يحدث عن عائشة: أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدود إلى سهوة، فكان النَّبي صلى الله عليه وسلم يصلِّي إليه فقال: «أَخِّريه عنِّي» قالت: فأخَّرته فجعلته وسائد.
والثوب في هذه الرواية هو القرام المذكور، والقرام ـ بالكسر ـ: ستر فيه رقم ونقوش، أو الستر الرقيق، ومنه قول لبيد في معلقته يصف الهودج: من كل محفوف يظل عصيه زوج عليه كلة وقرامها
وقول الآخر يصف داراً:
على ظهر جرعاء العجوز كأنها دوائر رقم في سراة قرام
والكلة في بيت لبيد: هي القرام إذا خيط فصار كالبيت.
فهذه النصوص الصحيحة تدل على أنه لا تجوز الصلاة إلى التماثيل. ومما يدل لذلك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة». اهـ هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري قريب منه اهـ.
أما بطلان صلاة من صلى إلى التماثيل ففيه اختلاف بين العلماء، وقد أشار له البخاري بقوله الذي قدمنا عنه (باب إن صلى في ثوب مصلب، أو تصاوير هل تفسد صلاته) الخ.
وقد قدمنا أن منشأ الخلاف في البطلان هو الاختلاف في انفكاك جهة النهي عن جهة الأمر. والعلم عند الله تعالى.
وأما منع تصوير الحيوان وتعذيب فاعليه يوم القيامة أشد العذاب، وأمرهم بإحياء ما صوروا، وكون الملائكة لا تدخل محلاً فيه صورة أو كلب، فكله معروف ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" أضواء البيان "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/55)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الإفاده
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:00 م]ـ
قال شيخ الإسلام في شرح العمدةِ: (4/ 502)
(فصل
قال اكثر اصحابنا لا تكره الصلاة في الكنيسة و البيعة النظيفة.
و ذكر ابن عقيل فيهما روايتان.
احداهما كذلك.
و الثانية تكره و اختارها لأن فيه تعظيما لها و تكثيرا لجمعهم و لانهم ربما كرهوا دخولنا اليها فيكون غصبا ولانها مواضع الكفر و محل الشياطين فكرهت الصلاة فيها كما كرهت في المكان الذي حضرهم فيه الشيطان
و وجه الاول ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه صلى في كنيسة بالشام رواه حرب و عن ابن عباس أنه لم يكن يرى بأسا بالصلاة في البيع إذا استقبل القبلة و عن أبي موسى أنه صلى بحمص في كنيسة تدعى كنيسة حنا ثم خطبهم ثم قال ايها الناس انكم في زمان لعامل الله فيه اجر واحد و انكم سيكون بعدكم زمان يكون لعامل الله فيه اجران و عن أبي راشد التنوخي قال صلى المسلمون حين فتح حمص في كنيسة النصارى حتى بنوا المسجد رواهن سعيد و لم يبلغنا عن صحابي خلاف ذلك مع أن هذه الأقوال و الافعال في مظنة الشهرة و لانه صلى الله عليه و سلم قال جعلت لي الارض مسجدا و لم يستثن البيع و الكنائس فيما استثناه و لأن الكفار لو استولوا على مساجد الله و اتخذوها معابد لدينهم الذي لم يأذن به الله لم تكره الصلاة فيها لذلك
فاما ان كان فيها صور فمن اصحابنا من لم يكره الصلاة فيها ايضا قال لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما كان يوم الفتح دخل إلى البيت فصلى فيه و كانت فيه تماثيل
و المذهب الذي نص عليه عامة الاصحاب كراهة الصلاة فيها بلا كراهة الدخول إلى كل موضع فيه تصاوير فالصلاة فيه أشد كراهة من دخوله
فان كانت الصورة قد مثلت في بيوت العبادة فالصلاة هناك اقبح و أشد كراهة حتى قد قال احمد فيمن صلى و في كمه منديل حرير فيه صور اكرهه قال القاضي لأن التصاوير في الثوب المحرم فكأنه حامل لشيء محرم فجرى مجرى جلوسه في بيت فيه صور و ذلك مكروه و هذا هو الصواب الذي لا ريب فيه و لا ينبغي ان يشك فيه لظهوره في دين الاسلام فان الذين نقل عنهم الرخصة في الصلاة في الكنائس من الصحابة شرطوا ذلك بأن لا تكون بها تماثيل و قد ذكرناه عن ابن عباس و ذكر ابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لنصراني انا لا ندخل بيعكم من اجل الصور التي فيها و عن مقسم قال كان ابن عباس لا يصلي في بيت فيه تماثيل و عنه عن ابن عباس أنه قال لا يصلي فى كنيسة فيها تماثيل و ان صار ان يخرج فيصلي في المطر رواهما سعيد و لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما ذكرت له الكنيسة التي بارض الحبشة و ما فيها من التصاوير قال اولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك التصاوير اولئك شرار الخلق عند الله و كل واحد من اتخاذ القبور مساجد و من التصاوير فيها محرم فالصلاة فيها تشبه الصلاة في المسجد على القبر و لانه بعث عليا رضي الله عنه على ان لا يدع تمثالا الا طمسه و لا قبرا مشرفا الا سواه فاذا كان طمسها واجبا لانها بمنزلة الاوثان فالصلاة في المكان الذي فيه الصور كالصلاة في بيوت الأوثان فهل يقول أحد ان هذا جائز بلا كراهة من غير ضرورة و قد قال صلى الله عليه و سلم لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة فكيف لا تكره الصلاة في مكان تمنع الملائكة من الدخول اليه دائما و لأن الصور قد تعبد من دون الله و فيها مضاهاة لخلق الله فالصلاة عندها تشبه بمن يعبدها و يعظمها لا سيما ان كانت الصورة في جهة القبلة فان السجود إلى جهتها يشبه السجود لغير الله
و اما صلاة النبي صلى الله عليه و سلم في الكعبة فهو حجة ايضا قوية لما روى عن ابن عباس قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم البيت فوجد فيه صورة ابراهيم و صورة مريم فقال اما هم فقد سمعوا ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا ابراهيم مصور فما له يستقسم و في رواية لما راى الصور في البيت لم يدخل حتى امر بها فمحيت و راى ابراهيم و اسماعيل بايديهما الازلام فقال قاتلهم الله و الله ان استقسما بالازلام قط و في رواية لما قدم أبى ان يدخل البيت و فيه الآلهة فامر بها فاخرجت و اخرجوا صورة ابراهيم و اسماعيل في ايديهما الازلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتلهم الله و الله قد علموا انهما لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر في نواحيه و لم يصل رواه البخاري
فهذا نص في أنه امتنع من الدخول حتى محيت الصور فكيف يقال أنه صلى الله عليه و سلم صلى في الكعبة و التماثيل فيها و قد روى الازرقي أنه صلى الله عليه و سلم لما دخل البيت ارسل الفضل بن عباس فجاء بماء زمزم ثم امر بثوب فبل بالماء و امر بطمس تلك الصور فطمست و روي من غير وجه أنه لم يدخل حتى محيت الصور ثم لو قدر أنه قد دخل قبل الطمس فانه لم يدخل حتى طمست أو شرع في طمسها كما يدل عليه ظاهر بعض الروايات و لو كان قد صلى بعد الامر بطمسها فهو قد شرع في إزالة المنكر فلا يشبه هذا من صلى في موضع الصور فيه مستقرة و لهذا جاز للرجل ان يحضر الوليمة التي فيها منكر إذا قصد ان ينكر و ان كان الحضور قبل الانكار)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/56)
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:48 م]ـ
يقول ابن أبي زيد القيرواني في رسالته (وينهى عن الصلاة في معاطن الابل ومحجة الطريق وظهر بيت الله الحرام والحمام حيث لايوقن منه منه بطهارة والمزبلة والمجزرة ومقبرة المشركين وكنائسهم) يقول شار ح الرسالة النفراوي المالكي في كتابه الفواكه الدواني (قال خليل_أي في المختصر_وكرهت بكنيسة ولم تعد.ولا فرق في الكراهة بين العامرة والخاربة ولا بين أن يصلي على فراشها أو غيره حيث صلى فيها اختيارا أما الإعادة فمشروطة بأن يصلي بها اختياراوكانت عامرة وصلى على فرشها فيعيد في الوقت بمنزلة من صلى على نجاسة ناسيا ............ فالكراهة معلقة بالصلاة فيها على وجه الاختيار ولو صلى على فرش طاهر والاعادة مقيدة بثلاثة قيود ويلزم منها الكراهة بخلاف الكراهة لا يلزم منها الاعادة) هذا حاصل ما ذهب إليه المالكية(60/57)
سؤال محير لم اجد له اجابة من خلق اولا القلم ام العرش ام الماء ام اللوح المحفوظ؟
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:07 م]ـ
اخشى ان يكون تنطعا من خلق اولا القلم ام العرش ام الماء ام اللوح المحفوظ؟
ـ[الألمعي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:23 م]ـ
مااول ماخلق الله هل هو العرش ام القلم http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13210&highlight=%E6%DF%C7%E4+%DA%D1%D4%E5+%DA%E1%EC+%C7% E1%E3%C7%C1
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:49 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20660&highlight=%C7%E1%DE%E1%E3(60/58)
جواب في الإيمان و نواقضه للشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:34 م]ـ
التاريخ: 9/ 1/1427 هـ بحوث ودراسات الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
جواب في الإيمان و نواقضه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ على من شاء بالإيمان، و صلى الله و سلم على عبده و رسوله و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً .. أما بعد:
فقد سأل بعضُ طلاب العلم عن مسألة كثر فيها الخوض في هذه الأيام، و صورة السؤال: هل جنس العمل في الإيمان شرط صحة أو شرط كمال، و هل سوء التربية عذر في كفر من سب الله أو رسوله؟
و الجواب أن يقال: دل الكتاب و السنة على أن الإيمان اسم يشمل:
1 - اعتقاد القلب، و هو تصديقه، و إقراره.
2 - إقرار اللسان.
3 - عمل القلب، و هو انقياده، و إرادته، و ما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل، و الرجال، و الخوف، و المحبة.
4 - عمل الجوارج – و اللسان من الجوارح – و العمل يشمل الأفعال و التروك القولية أو الفعلية.قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداًً) النساء: 136.
و قال تعالى (فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا و الله بما تعملون خبير) التغابن: 8.و قال تعالى (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسوله) البقرة: 285.و قال تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً و على ربهم يتوكلون [2] الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون [3] أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم) الأنفال: 2 - 4.و قال تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَلَ المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون) البقرة: 177.و قال تعالى (و من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) النحل: 106.و قال تعالى (و ما كان الله ليضيع إيمانكم) البقرة: 143.و الآيات في هذا المعنى كثيرة.و في " الصحيحين " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لوفد عبد القيس لما آتوا إليه، قال (من القوم؟ أو من الوفد؟) قالوا: ربيعة، قال (مرحباً بالقوم – أو بالوفد – غير خزايا و لا ندامى) فقالوا: يا رسول الله، إنما لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، و بيننا و بينك ه1ا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، و ندخل به الجنة، و سألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع، و نهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال (أتردون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله و رسوله أعلم.قال (شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صيام رمضان، و أن تعطوا من المغنم الخمس، و نهاهم عن أربع: عن الحنتم، و الدباء، و النقير، و المزفت – و ربما قال: المقير – و قال (احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم).
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (الإيمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من الإيمان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/59)
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال (إيمان بالله و رسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال (حج مبرور).و في " صحيح مسلم " عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان).و قد استفاض عن أهئمة أهل السنة – مثل: مالك بن أنس، و الأوزاعي، و ابن جريج، و سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، و وكيع بن الجراح، وغيرهم الكثير – قولهم (الإيمان قول و عمل).و أرادوا بالقول: قول القلب و اللسان، و بالعمل: عمل القلب و الجوارح.قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العقيدة الواسطية " (ومن أصول أهل السنة و الجماعة أن الدين والإيمان قول و عمل، قول القلب واللسان، و عمل القلب، واللسان، والجوارح) فظهر أن اسم الإيمان يشمل كل ما أمر الله به و رسوله من: الاعتقادات و الإرادات، و أعمال القلوب، وأقوال اللسان، و أعمال الجوارح أفعالاً و تروكاً، فيدخل في ذلك فعل الواجبات و المستحبات، وترك المحرمات، والمكروهات، وإحلال الحلال، و تحريم الحرام.و هذه الواجبات والمحرمات، بل و المستحبات والمكروهات، على درجات متفاوتة تفاوتاً كبيراً.
وبهذا يتبين أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل شرط صحة أو شرط كمال بل يحتاج إلى تفصيل؛ فإن اسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، و يشمل الفعل و الترك، و يشمل الواجبات التي هي أصول الدين الخمسة، وما دونها، و يشمل ترك الشرك و الكفر و ما دونهما من الذنوب.
فأما ترك الشرك و أنواع الكفر والبراءة منها فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلا به.و أما ترك سائر الذنوب فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.
وأما انقياد القلب – وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه و سلم و ما لابد منه لذلك من عمل القلب كمحبة الله ورسوله، و خوف الله و رجائه – و إقرار اللسان – و هو شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمد رسول الله – فهو كذلك شرط صحة لا يحقق الإيمان بدونهما.وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان؛ بمعنى أن تركه كفر، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة؛ كحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه و غيره، و حديث بريده بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه نو سلم (إن العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه أصحاب السنن.
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان.
و ينبغي أن يعلم أن المراد بالشرط هنا معناه الأعم، و هو ما تتوقف الحقيقة على وجوده سواء كان ركناً فيها أو خارجاً عنها، فما قيل فيه هنا أنه شرط للإيمان هو من الإيمان.و هذا التفصيل كله على مذهب اهل السنة، والجماعة فلا يكون من قال بعدكم كفر تارك الصلاة كسلاً أو غيرها من الأركان مرجئاً، كما لا يكون القائل بكفره حرورياً.و إنما يكون الرجل من المرجئة بإخراج أعمال القلوب و الجوارح عن مسمى الإيمان فإن قال بوجوب الواجبات، و تحريم المحرمات، و ترتب العقوبات فهو قول مرجئة الفقهاء المعروف و هو الذي أنكره الأئمة، و بينوا مخالفته لنصوص الكتاب و السنة.
و إن قال: لا يضر مع الإيمان ذنب، و الإيمان هو المعرفة، فهو قول غلاة المرجئة الجهمية و هم كفار عند السلف.
و بهذا يظهر الجواب عن مسألة العمل في الإيمان هل هو شرط صحة أو شرط كمال، و مذهب المرجئة في ذلك و هذا و لا أعلم أحداً من الأئمة المتقدمين تكلم بهذا، و إنما ورد في كلام بعض المتأخرين.
و بهذا التقسيم و التفصيل يتهيؤ الجواب عن سؤالين:
أحدهما: بم يدخل الكافر الأصلي في الإسلام، و يثبت له حكمه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/60)
والثاني: بم يخرج المسلم عن الإسلام، بحيث يصير مرتداً؟
فأما الجواب عن الأول:
فهو أن الكافر يدخل في الإسلام، ويثبت له حكمه بالإقرار بالشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) فمن أقر بذلك بلسانه دون قلبه ثبت له حكم الإسلام ظاهراً، و إن أقر بذلك ظاهراً و باطناً كان مسلماً على الحقيقة و معه أصل الإيمان، إذ لا إسلام إلا بإيمان، و لا إيمان إلا بإسلام.
و هذا الإقرار الذي تثبت به حقيقة الإسلام يشمل ثلاثة أمور: تصديق القلب، وانقياده، ونطق اللسان؛ و بانقياد القلب و نطق اللسان يتحقق الإقرار ظاهراً و باطناً، و ذلك يتضمن ما يعرف عن أهل العلم بالتزام شرائع الإسلام؛ و هو الإيمان بالرسول صلى الله عليه و سلم و بما جاءه به و عقدُ القلب على طاعته، فمن خلا عن هذا الالتزام لم يكن مقراً على الحقيقة.
فأما التصديق: فضده التكذيب و الشك و الإعراض.
وأما الإنقياد: فإنه يتضمن الاستجابة، والمحبة، والرضا والقبول، وضد ذلك الإباء، و الاستكبار و الكراهة لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم.
و أما النطق باللسان: فضده التكذيب و الإعراض، فمن صدق بقلبه و كذب بلسانه فكفره كفر جحود، و من أقر بلسانه دون قلبه فكفره كفر نفاق.
فنتج عن هذا ستة أنواع من الكفر كلها ضد ما يتحقق به أصل الإسلام و هذه الأنواع هي:
1 - كفر التكذيب.
2 - كفر الشك.
3 - كفر الإعراض.
4 - كفر الإباء.
5 - كفر الجحود.
6 - كفر الإعراض.
و من كفر الإباء و الاستكبار: الامتناع عن متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، و الاستجابة لما يدعو إليه، و لو مع التصديق بالقلب و اللسان، و ذلك ككفر أبي طالب، و كفر من أظهر الاعتراف بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم من اليهود و غيرهم.
وأما جواب السؤال الثاني:
وهو ما يخرج به المسلم عن الإسلام بحيث يصير مرتداً، فجماعه ثلاثة أمور:
الأول: ما يضاد الإقرار بالشهادتين، و هو أنواع الكفر الستة المتقدمة، فمتى وقع من المسلم واحد منها نقض إقراره و صار مرتداً.
الثاني: ما يناقض حقيقة الشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله):
أ- فحقيقة شهادة أن لا إله إلا الله: الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، و هذا يشمل التوحيد بأنواعه الثلاثة:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء و الصفات.
و هذا يتضمن الإيمان بأنه تعالى رب كل شيء و مليكه، و أنه ما شاء كان، و ما لم يشأ لم يكن، و انه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، و أنه الموصوف بكل كمال والمنزه عن كل نقص، وأنه كما وصف نفسه و كما وصفه رسوله صلى الله عله و سلم من غير تعطيل ولا تمثيل، على حق قوله تعالى (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) الشورى:11.
و إقراده مع ذلك بالعبادة، و البراءة من كل ما يعبد من دونه.
و جملة ما يناقض التوحيد امور:
1 - جحد وجود الله، وهذا شر الكفر و الإلحاد و هو مناقض للتوحيد جملة، و منه القول بوحدة الوجود.
2 - اعتقاد أن مع الله خالقاً، ومدبراً، و مؤثراً مستقلاً عن الله في التأثير و التدبير، و هذا هو الشرك في الربوبية.
3 - اعتقاد أن لله مثلاً في شيء من صفات كماله، كعلمه، وقدرته.
4 - تشبيهه تعالى بخلقه في ذاته أو صفاته أو أفعاله، كقول المشبه: له سمع كسمعي، وبصر كبصري، ويدخل في ذلك وصفه بالنقائص كالفقر و البخل و العجز، و نسبة الصاحبة و الولد إليه.
5 - اعتقاد أن أحداً من الخلق يستحق العبادة مع الله، و هذا هو اعتقاد الشرك في الألهية، و لو لم يكن معه عبادة لغير الله.
و هذه الأمور الخمسة كلها تدخل في كفر الاعتقاد و شرك الاعتقاد.
6 - عبادة أحد مع الله بنوع من أنواع العبادة، و هذا هو الشرك في العبادة سواء اعتقد أنه ينفع و يضر، أو زعم أنه واسطة يقربه إلى الله زلفى، و من ذلك السجود للصنم.
و الفرق بين هذا و الذي قبله أن هذا من باب الشرك العملي المناقض لتوحيد العمل الذي هو إفراد الله بالعبادة، و ذاك من باب الشرك في الاعتقاد المنافي لاعتقاد تفرد الله بالإلهية و استحقاق العبادة.
و لما بين الاعتقاد و العمل من التلازم صار يعبر عن هذا التوحيد بتوحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، وعن ضده بالشرك في الإلهية، أو الشرك في العبادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/61)
7 - جحد أسماء الله و صفاته أو شيء منها.
8 - السحر، و يشمل:
* ما يفرَّق به بين المرء و زوجه كسحر أهل بابل.
* ما يسحل أعين الناس حتى ترى الأشياء على غير حقيقتها كسحر سحرة فرعون * ما يكون بالنفث في العقد كسحر لبيد بن الأعصم و بناته.
و هذه الأنواع تقوم على الشرك بالله بعبادة الجن أو الكواكب.
و أما السحر الرياضي و هو: ما يرجع إلى خفة اليد و سرعة الحركة، و السحر التمويهي و هو: ما يكون بتمويه بعض المواد بما يظهرها على غير حقيقتها فهذان النوعان من الغش و الخداع و ليسا من السحر الذي هو كفر.
ب - حقيقة شهادة أنَّ محمداً رسول الله: أن الله أرسله إلى جميع الناس بالهدى و دين الحق، وأنه خاتم النبيين، وأنه الصادق المصدوق في كل ما أخبر به، وأن هديه صلى الله عليه و سلم خير الهدي، و أن الإيمان به، وطاعته، ومحبته، وأتباعه واجب على كفر أحد.و جملة ما يناقض حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله أمور:
1 - جحد رسالته صلى الله عليه و سلم، أو تكذيبه، أو الشك في صدقه.
2 - جحد ختمه للنبوة، أو دعوى النبوة بعده صلى الله عليه و سلم، أو تصديق مدعيها، أو الشك في كذبه.
3 - جحد عموم رسالته صلى الله عليه و سلم، و من ذلك اعتقاد أنه رسولٌ للعرب خاصة، أو دعوى ذلك، أو أن اليهود و النصارى لا يجب عليهم اتباعه، أو أن أحداً يسعه الخروج عن شريعته صلى الله عليه و سلم كالفيلسوف أو العارف من الصوفية و نحوهما.
4 - تنقص الرسول صلى الله عليه و سلم، و عيبه في شخصه، أو في هديه و سيرته.
5 - السخرية من الرسول صلى الله عليه و سلم، والاستهزاء به، أو بشيء مما جاء به من العقائد، والشرائع.
6 - تكذيبه صلى الله عليه و سلم في شيء مما أخبر به من الغيب مما يتعلق بالله، أو يتعلق بالملائكة، والكتب و الرسل و المبدأ و المعاد و الجنة و النار.
ج – ما يناقض حقيقة الشهادتين جميعاً، و يشمل أموراً:
1 - التكذيب بأن القرآن من عند الله، أو جحد سورة، أو آية، أو حرف منه، أو أنه مخلوق، أو أنه ليس كلام الله.
2 - تفضيل حكم القانون الوضعي على حكم الله، ورسوله، أو تسويته به، أو تجويز الحكم به و لو مع تفضيل حكم الله و رسوله.
3 - تحريم ما أحل الله، ورسوله، و تحليل ما حرم الله، ورسوله، أو الطاعة في ذلك.
تنبيه: ينبغي أن يعلم:
أولاً: أن ما تقدم من أنواع الردة منه ما لا يحتمل العذر كجحد وجود الله، وتكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم، فهذا يكفر به المعين بكل حال.
و منه ما يحتمل العذر بالجهل، أو التأويل ..
مثل: جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم من الأخبار و الشرائع، و هذا لا يكفر به المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه.
ثانياً: أن من أظهر شيئاً مما تقدم من أنواع الردة جاداً أو هازلاً أو مداهناً أو معانداً في خصومة – أي غير مكره – كَفَرَ بذلك لقوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
و من ذلك: إظهار السجود للصنم مجاملة للمشركين، وطلباً للمنزلة لديهم، والنيل من دنياهم، مع دعوى أنه يقصد بذلك السجود لله أو لا يقصد السجود للصنم، فإنه بذلك مظهرٌ لكفر من غير إكراه، فيدخل في عموم قوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
الثالث: ما يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً ن و لو أقر بهما ظاهراً و ذلك يشمل أمور:
1 - الإعراض عن دين الإسلام، لا يتعلمه، و لا يعمل به، ولا يبالي بما ترك من الواجبات، و ما يأتي من المحرمات، و لا بما يجهل من أحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/62)
و ينبغي أن يعلم أن المكلف لا يخرج من كفر الإعراض – المستلزم لعدم إقراره – بفعل أي خصلة من خصال البر، وشعب الإيمان، فإن من هذه الخصال ما يشترك الناس في فعله – كافرهم و مؤمنهم – كإماطة الأذى عن الطريق، وبر الوالدين، و أداء الأمانة.و إنما يتحقق عدم هذا الإعراض، و السلامة منه بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شرعية الإسلام التي جاء بها الرسول صلى الله عليه و سلم – كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج – إذا فعل شيئاً من ذلك إيماناً واحتساباً، قال شيخ الإسلام بن تيمية (فلا يكون الرجل مؤمناً بالله و رسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه و سلم) من " مجموع الفتاوى " (7/ 621).
ملاحظة: هكذا وردت العبارة في " الفتاوى "، و لعل المناسب للسياق (مع عدم فعل شيء).
2 - أن يضع الوالي قانوناً يتضمن أحكاماً تناقض أحكام قطعية من أحكام الشريعة معلومة من دين الإسلام بالضرورة، و يفرض الحكم به، و التحاكم إليه، ويعاقب من حَكَمَ بحكم الشريعة المخالف له، و يدعي مع ذلك الإقرار بوجوب الحكم بالشريعة – شريعة الإسلام – التي هي حكم الله و رسوله.
و من ذلك هذه الأحكام الطاغوتية المضادة لحكم الله و رسوله:
أ) الحكم بحرية الاعتقاد فلا يقتل المرتد، ولا يستتاب.
ب) حرية السلوك، فلا يجبر أحد على فعل الصلاة، و لا الصيام، و لا يعاقب على ترك ذلك.
ج) تبديل حد السرقة – الذي هو قطع اليد – بالتعزير و الغرامة.
د) منع عقوبة الزانيين بتراضيهما إلا لحق الزوج أو نحو ذلك مما يتضمن إباحة الزنا و تعطيل حدِّه من الجلد و الرجم.
هـ) الإذن بصناعة الخمر، و المتاجرة فيه، و منع عقوبة شاربه.
3 - تولي الكفار من اليهود و النصارى، و المشركين، بمناصرتهم على المسلمين، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة: 51.
4 - أن يترك المسلم الصلاة دائماً بحيث لا يصلى إلا مجاملة للناس إذا كان بينهم، و لو بغير طهارة، فإن ترك الصلاة على هذا الوجه لا يصدر ممن يقر بوجوبها في الباطن، فكفر بترك الإصرار بوجوب الصلاة؛ لا بمطلق ترك الصلاة الذي اختلف فيه أهل السنة، و لهذا يجب أن يفرق بين هذا و بين من يصلي لكنه لا يحافظ عليها فيتركها أحياناً و يقص في واجباتها، كما يدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن و لم يضيع من حقهن شيئاً – استخفافاً بحقهن – كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، و من لم يأت بهن جاء و ليس عنده له عند الله عهد، إن شاء عذبه، و إنشاء أدخله الجنة).
قال شيخ الإسلام بن تيمية في " مجموع الفتاوى " (22/ 49):
(فأما من كان مصراً على تركها لا يصلي قط، و يموت على هذا لا إصرار، والترك، فهذا لا يكون مسلماً، لكن أكثر الناس يصلون تارة، و يتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، و هؤلاء تحت الوعيد، و هم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة بن الصامت .... – و ذكر الحديث – فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها كما أمر الله تعالى، و الذي يؤخرها أحياناً عن وقتها، أو يترك واجباتها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، و قد يكون لهذا نوافل يكمل بعها فرائضه كما جاء في الحديث).و قال – رحمه الله – في الأمراء الذين أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها كما في " مجموع الفتاوى 22/ 61 " (و إن قيل – و هو الصحيح – أنهم كانوا يفوتونها فقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم الأمة بالصلاة في الوقت، و قال: أجعلوا صلاتكم معهم نافلة، و نهى عن قتالهم .. و مؤخرها عن وقتها فاسق و الأمة لا يقاتلون بمجرد الفسق .. و هؤلاء الأئمة فساق و قد أمر بفعلها خلفهم نافلة) اهـ بتصرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/63)
5 – و منها تعمد إلقاء المصحف في الحش أو البول عليه، أو كتابته بالنجاسة، لا يصدر عمن يقر بأنه كلام الله – عز وجل – قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في " مجموع الفتاوى 7/ 616 " (و لا يتصور في العادة أن رجلاً يكون مؤمناً بقلبه، مقر بأن الله أوجب عليه الصلاة، مقرا بأن الله أوجب عليه الصالة، ملتزماً لشرعية النبي صلى الله عليه و سلم وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة، فيمتنع حتى يقتل، و يكون مع ذلك مؤمناً في الباطن، قد لا يكون إلا كافراً، و لو قال: أنا مقر بوجوبها، غير أني لا أفعلها كان هذا القول مع هذه الحال كذباً منه، كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش و يقول: أشهد أن ما فيه كلام الله، أو جعل يقتل نبياً من الأنبياء و يقول: اشهد أنه رسول الله، و نحو ذلك من الأفعال التي تنافي إيمان القلب، فإذا قال: أنا مؤمن بقلبي، مع هذه الحال كان كاذباً فيما أظهره من القول)
أما قول السائل: (و هل سوء التربية عذراً في كفر من سب الله أو رسوله؟)
فالجواب:
أن سب الله و رسوله من نواقض الإسلام البينة، لأنه استهانة بالله و رسوله، و ذلك من يناقض ما تقتضيه الشهادتين من تعظيم لله و رسوله.
و سوء التربية ليس عذراً للمكلف في ترك واجب، و لا فعل محرم من سائر المحرمات فضلاً عما هو من أنواع الكفر بالله.
و لو صح ان سيء التربية عذر في شيء من ذلك لكان أولاد اليهود و النصارى و غيرهم معذورين في تهودهم، و تنصرهم، و هذا لا يقوله مسلم، و من قال ذلك فهو كافر يُعرّف و يستتاب، فإن تاب و إلا وجب قتله مرتداً.
و في الصحيحن عن أبي هريرة أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، و ينصرانه، و يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، فهل تحسون فيها من جدعاء؟) ثم يقول أبو هريرة: و أقرؤوا إن شئتم (فِطْرَتَ الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) الروم: 30.و قال تعالى (بل قالوا إنا جدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون) الزخرف: 22.هذا و أسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، و أن يحبب غلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، و يكره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان، و يجعلنا من الراشدين، إنه تعالى سميع الدعاء، و صلى الله على نبينا محمد، و على آله و صحبه و سلم.
أملاه فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
حفظه الله تعالى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا الكلام أملاه الشيخ قديما وليس كما أوهمت في أول مشاركتك (9/ 1/1427)
انظر المشاركة رقم (3)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7510&s=
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ولعل الأخ الفاضل عبد العزيز يتأمل هذا الكلام المأخوذ من الموضوع المثبت في أول هذه الصفحة في الآداب:
15 - ومنه البحث في الملتقى قبل طرح موضوع جديد. فإن هذا الملتقى المبارك قد صار يضم – بفضل الله عز وجل – قاعدة معلومات ضخمة من الفوائد والفتاوى والتحريرات العلمية، يندر نظيرها على الشبكة. وبعض الأعضاء قد يظن أن ما يطرحه جديد، والحال أنه قد طُرح وقتل بحثا وتمحيصا. والتكرار تشتيت للجهود من غير فائدة ترجى، ولا نفع يُقصد.
.
فإن التكرار مع ما ذكر الشيخ عصام يتسبب في ذهاب مواضيع أخر للصفحة الأخرى.
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:00 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ عبد العزيز على نقل هذا الموضوع المفيد .......... وهذه المرة الأولى التى أقرأ هذا الموضوع ..... والأخوة يقولون أنه مكرر ..... ولقد بحثت عن موضوع الإقتباس من القران ولم أجده فلعل هناك طريقة معينة للبحث .... نرجو أن تدلونا عليها ..... وجزاكم الله خيرا.
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:57 م]ـ
http://www.dar-almohadith.com/images/book/03.jpg
جواب في الإيمان ونواقضه
المؤلف الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
نبذه عنه /
رد على سؤال هل جنس العمل في الإيمان شرط صحة أو شرط كمال ,
وهل سوء التربية عذر في كفر من سب الله ورسوله؟
*كتب للشيخ عبدالرحمن البراك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69437&highlight=%C7%E1%C8%D1%C7%DF(60/64)
مسألة في زكاة الراتب
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:36 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي بعض المسائل أشكلت علي حول زكاة من لا مال له إلا راتبه الشهري.
1. رجل توظف لكن لا يتقاضى أجره إلا بعد 6 أشهر من بداية عمله.
و بعد ذلك يتقاضى كل أجور 6 أشهر دفعة واحدة، ثم يتقاضى راتبه شهريا و بصفة منتظمة.
كيف يخرج الزكاة؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:21 ص]ـ
المال لا تجب فيه الزكاة إلّا بشرطين
1 - أن يحول عليه الحول
2 - ان يبلغ نصابا
فإذا بلغ نصابأً وحال عليه الحول زكي وأمّا ما يقبضه الإنسان ويقوم بإنفاقه اولاً بأول فلا زكاة عليه
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:40 ص]ـ
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: كيف يتم إخراج زكاة الرواتب الشهرية؟
فأجاب فضيلته بقوله: إخراج الزكاة في الرواتب الشهرية إن كان الإنسان كلما أتاه الراتب أنفقه بحيث ما يبقى إلى الشهر الثاني، فهذا ليس عليه زكاة، لأن من شروط وجوب الزكاة تمام الحول، وإن كان يدخر مثلاً: ينفق نصف الراتب ونصف الراتب يدخره، فعليه زكاة كلما يتم الحول يؤدي زكاة ما عنده، لكن هذا فيه مشقة أن الإنسان يحصي كل شهر بشهر، ودرءاً لهذه المشقة يجعل الزكاة في شهر واحد لجميع ما عنده من المال، مثلاً إذا كان يتم الحول في شهر محرم، إذا جاء شهر محرم الذي يتم به حول أول راتب يحصي كل الذي عنده ويخرج زكاته، وتكون الزكاة واقعة موقعها عند تمام الحول، وتكون لما بعده معجلة والتعجيل جائز.
فتاوى ابن عثيمين
ملاحظة: ابتداء الحول يبدأ من حين بلوغ المال النصاب الشرعي
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ ابن عثيمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومن شذوذات الدكتور القرضاوي قوله بوجوب زكاة الراتب كل شهر بناء على رأيه في زكاة المال المستفاد!
جامعة الملك عبدالعزيز
كلية الاقتصاد والإدارة
مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
ندوة حوار الأربعاء بعنوان
الزكاة على الدخل
هل من زكاة تفرض على دخل العمل أو على الرواتب والأجور؟
يعرضه: د. رفيق يونس المصري
باحث بمركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
الأربعاء
12/ 1/1425هـ
الموافق 3/ 3/2004م
المستخلص
قد يكسب الإنسان من ماله، أو من عمله، أو من عمله وماله معًا. وهذا المال قد يكون عروضًا تجارية (بضائع)، وقد يكون أصولاً ثابتة. فإذا كان أصولاً ثابتة، كان معنى هذا أنه يكسب من عمله وآلته. ولذلك لا أصحح ما قاله الأساتذة (عبد الرحمن حسن ومحمد أبو زهرة وعبد الوهاب خلاف) من أن تأجير الدار يشبه كسب (دخل) العمل. فتأجير الدار دخل ناتج من مال، في حين أن كسب العمل (أو الراتب أو الأجر) دخل ناتج من عمل. فالأول يدخل في المستغلات دون الثاني (قارن فقه الزكاة للقرضاوي 1/ 489). والمستغلات (حسب عبارة بعض الفقهاء) هي الأصول الثابتة المعدَّة للكراء.
والزكاة عمومًا هي زكاة على الأموال (بخلاف زكاة الفطر التي هي زكاة على الأشخاص أو الرؤوس)، من نقود وزروع وثمار وأنعام وعروض تجارة. وتفرض زكاة المال بعد حولان الحول وبلوغ النصاب. فإذا فرضت زكاة على العمل، أو على الكسب المتولد من العمل، كانت هذه الزكاة من باب الزكاة على الدخول، وليست هي من باب الزكاة على الأصول (الأموال).
وقد رأى الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي فرض زكاة على الرواتب والأجور، وربما تأثر بالضريبة الوضعية على الرواتب والأجور. وقد احتاج لأجل تجويز فرضها إلى عدة تكلفات، منها: توهين الأحاديث الواردة في الحول، أي عدم اشتراط حولان الحول. وربما فعل ذلك لأجل إمكان جباية الزكاة، بصورة يومية أو أسبوعية أو شهرية، واقتطاعها في المنبع، أي عند صرف الراتب أو الأجر. واصطدم بمشكلة أخرى، هي اشتراط الفضل عن الحوائج الأصلية، واشتراط النصاب. ولا أدري كيف يمكن تحقيق ذلك، في حالة الزكاة على دخل العمل؟ فذهب في الحوائج الأصلية إلى التقدير، وليس إلى ما يقع منها فعلاً. وذهب في النصاب الشرعي إلى تقريبه من المفهوم الوضعي للحد الأدنى للمعيشة، وهما مفهومان مختلفان. وذهب في المال المستفاد إلى أنه دخل، يجب أن يزكى فور استفادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/65)
ولزمه في ذلك أن يبحث عن طريقة لتوهين الحول وتضعيفه في الزكاة، مع أنه لم يعترض عليه، عند بحثه في شروط الزكاة، أو في الزكوات الأخرى: زكاة النقود والأنعام وعروض التجارة.
هذا مع أن المال المستفاد لم يوصف بهذا الوصف إلا بالاستناد إلى المال الحولي. فهو واقع ضمن الحول، وليس على رأسه. وخلاف الفقهاء فيه: هل يضم إلى النصاب، ويكون حوله حول النصاب، أم يفرد له حول مستقل؟ لا أدري كيف وجهه القرضاوي وجهة أخرى، بعيدة عن الحول، وقاضية عليه؟ مع أن تزكية المال المستفاد فور استفادته مناقضة تمامًا لتزكيته في الحول، كالفرق بين زكاة الدخول وزكاة الثروات، أو بين الزكاة على الدخل والزكاة على رأس المال. فهل نلغي الحول لأجل المال المستفاد؟ أم نلغي المال المستفاد لأجل الحول؟ إنهما لا يجتمعان. ثم إن كل الأموال أصلها أموال مستفادة، فإما أن نطبق الزكاة على المال الحولي أو على المال المستفاد. فإذا جمعنا بينهما كان هناك ثِنَى (ازدواج). فزكاة الرواتب تتناقض مع زكاة النقود. فإذا تم فرضهما معًا، أدى هذا إلى الثنى. وبما أن زكاة النقود ثابتة، كان من المناسب اعتمادها دون زكاة الرواتب. وإذا فرضت زكاة الرواتب، كان لابد من إعفاء الموظفين والعمال من زكاة النقود، مع أنها ثابتة.
وقد بين أبو عبيد أن ما تأخذه الدولة من العطاء، أو من العُمالة (الراتب)، ليس زكاة للمال المستفاد، وإنما هي زكاة مال آخر، استحق أداؤها، فتم تنزيلها من العطاء، على سبيل المُقاصَّة. وقد اتهم القرضاوي رأي أبي عبيد بالتكلف والتعسف (فقه الزكاة 1/ 499)، مع أن العكس هو الصحيح.
ولعل الذي أوقع القرضاوي في الوهم هو أن الزكاة كانت تقتطع من الرواتب (العمالات) أو الأرزاق أو الجوائز أو العطايا، فحسبها القرضاوي زكاة على الراتب، وهي زكاة مال آخر، تقتطع من الراتب. (وفي مداخلة للدكتور عبد العظيم إصلاحي رأى أنه يجب التفرقة بين العطايا من جهة والرواتب والأجور من جهة)، فقد ينظر إلى العطايا على أنها أشبه ما تكون بالركاز، ومن ثم بزكاة الزروع والثمار. وربما كان القرضاوي يريد المصادقة على ضريبة الرواتب والأجور، فاستبدل لفظ الزكاة بلفظ الضريبة، ليس إلا. ولماذا قال بزكاة المال المستفاد في الرواتب والأجور، ولم يقل بزكاة المال المستفاد في الأنعام، والنقود، وعروض التجارة؟
يقول القرضاوي، بمناسبة كلامه عن زكاة كسب العمل: " إن الفلاح الذي يزرع أرضًا مستأجرة يؤخذ منه ( ... ) 10 % أو 5 % من غلة الأرض، إذا بلغت 50 كيلة مصرية (5 أوسق = 653 كغ)، بمجرد حصاد الزرع وتصفية الخارج. أما مالك الأرض نفسه الذي قد يقبض في ساعة واحدة مئات الدنانير أو آلافها، من كراء هذه الأرض، فلا يؤخذ منه شيء ( ... )، لأنهم يشترطون أن يحول الحول على هذه المئات أو الآلاف " (فقه الزكاة 1/ 506).
جوابه أن هذه المسألة تتعلق بدخل المال (كسب الأرض)، أي بالمستغلات، ولا تتعلق بدخل العمل الذي يتحدث عنه القرضاوي هنا. وإذا اعتبرنا أن زكاة الزروع والثمار هي حق الغلة والأرض معًا، فيمكن أخذ حصة مالك الأرض من الزكاة مع زكاة الغلة، بدون حولان حول. ولا نسمي هذه الزكاة زكاة دخل عمل، أو زكاة مال مستفاد، بل نسميها زكاة زروع وثمار، وزعت على المكلفين بها حسب القواعد.
وذكر القرضاوي أن العمال والموظفين، إذا لم تؤخذ منهم الزكاة على طريقته، فإنهم يسرفون. ولكن هذا ينطبق أيضًا على زكاة الأنعام، وزكاة الزروع والثمار. قال تعالى: (كلوا من ثمره إذا أثمر، وآتوا حقه يوم حصاده، ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) سورة الأنعام 141. فقد دعاهم إلى عدم الإسراف في الأكل والإنفاق، كي لا يكون الإسراف ذريعة للتهرب من الزكاة. (وفي مداخلة للدكتور سعد اللحياني تساءل عن شرط الحول: هل يؤدي إلى الإسراف)؟
وإذا كان قصد الشيخ القرضاوي أن تكون الزكاة على الرواتب والأجور زكاة حولية، كما يفهم من كلامه في عدد من المواضع (ص 513 و 515)، رجعت الزكاة زكاة على النقود، لا زكاة على الرواتب. وعندئذ لا أحد يخالفه، ولا يحتاج في ذلك إلى توهين الحول، ولا إلى التعسف في فهم المال المستفاد، وغير ذلك من العمليات الجراحية.
وقد نقل الدكتور القرضاوي عن الأساتذة (عبد الرحمن حسن، ومحمد أبو زهرة، وعبد الوهاب خلاف) هذا النص: " أما كسب العمل ( ... ) فإنه يؤخذ منه زكاة، إن مضى عليه حول، وبلغ نصابًا ". لكن هل هذه زكاة على كسب العمل، أم زكاة على النقود؟
نعم لو شاء أحد أن يزكي مالاً مستفادًا فور استفادته، على سبيل الصدقة النافلة، فهذا حسن ولا بأس فيه، ولكن ليس هو موضع بحثنا، وهو الزكاة الإلزامية.
ثم إن الموظفين والعمال كانوا موجودين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن تفرض زكاة على رواتبهم وأجورهم، بل كانت تفرض زكاة على نقودهم، إذا فضل منها فضل، وبلغ النصاب، وحال عليه الحول. كما أن الفقهاء بوبوا أبوابًا لزكاة النقود ولزكاة الأنعام ولزكاة الزروع والثمار ولزكاة عروض التجارة وغيرها، ولم يبوبوا أي باب لزكاة دخل العمل أو الرواتب والأجور.
أريد أن أنوه هنا إلى أن البروفيسور موريس آليه كتب مقالاً في مجلة " لوفيغارو" الفرنسية 1/ 7/1989م، بعنوان: " يجب إلغاء جميع الضرائب على الدخول "، ودعا إلى فرض ضريبة على رأس المال، بمعدل نسبي غير تصاعدي 2 – 5ر2% (انظر أيضًا كتابه: الضريبة على رأس المال، وكتابه: من أجل إصلاح ضريبي). وهو إصلاح باتجاه الإسلام، وبعكس اتجاه الغرب.
يبدو لي أن الشيخ القرضاوي قد قرر التوسع في أموال الزكاة، ثم بحث عن أدلة لتأييد قراره المسبق. وهذا كمن يقرر التضييق في أموال الزكاة، ثم يستدل لما أراده. فهذا كله من الأحكام المسبقة، وليس من باب الاستدلال الصحيح. وإذا جاز أن نسمي هذا اجتهادًا، فإن الاجتهاد على هذه الصورة يصبح سهلاً.
الأربعاء في 12/ 1 / 1425 هـ
03/ 3 / 2004 م د. رفيق يونس المصري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/66)
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة لزكاة المال المستفاد فالذي عليه الجمهور أنه لا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول، وروي عن ابن عباس وابن مسعود ومعاوية أن فيه الزكاة من وقت استفادته، وإليك بعض النصوص، وأقوال بعض العلماء في ذلك:
سنن الترمذي ج3/ص25 - 26
0 باب ما جاء لا زكاة على المال المستفاد حتى يحول عليه الحول
631 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا هارون بن صالح الطلحي المدني حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استفاد مالا فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول عند ربه وفي الباب عن سراء بنت نبهان الغنوية.
632 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال من استفاد مالا فلا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول عند ربه قال أبو عيسى وهذا أصح من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال أبو عيسى وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغير واحد عن نافع عن بن عمر موقوفا وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما من أهل الحديث وهو كثير الغلط وقد روى عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن لا زكاة في المال المستفاد حتى يحول عليه الحول وبه يقول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم إذا كان عنده مال تجب فيه الزكاة ففيه الزكاة وإن لم يكن عنده سوى المال المستفاد ما تجب فيه الزكاة لم يجب عليه في المال المستفاد زكاة حتى يحول عليه الحول فإن استفاد مالا قبل أن يحول عليه الحول فإنه يزكي المال المستفاد مع ماله الذي وجبت فيه الزكاة وبه يقول سفيان الثوري وأهل الكوفة.
المغني لابن قدامة 2/ 258
فصل فإن استفاد مالا مما يعتبر له الحول ولا مال له سواه وكان نصابا أو كان له مال من جنسه لا يبلغ نصابا فبلغ بالمستفاد نصابا انعقد عليه حول الزكاة من حينئذ فإذا تم حول وجبت الزكاة فيه وإن كان عنده نساب لم يخل المستفاد من ثلاثة أقسام أحدها أن يكون المستفاد من نمائه كربح مال التجارة ونتاج السائمة
فهذا يجب ضمه إلى ما عنده من أصله فيعتبر حولا بحوله لا نعلم فيه خلافا
لأنه تبع له من جنسه فأشبه النماء المتصل وهو زيادة قيمة عروض التجارة ويشمل العبد والجارية
الثاني أن يكون المستفاد من غير جنس ما عنده
فهذا له حكم نفسه لا يضم إلى ما عنده في حول ولا نصاب بل كان إن نصابا استقبل به حولا وزكاة وإلا فلا شيء فيه وهذا قول جمهور العلماء
وروي عن ابن مسعود وابن عباس ومعاوية أن الزكاة تجب فيه حين استفاده قال أحمد من غير واحد يزكيه حين يستفيده، وروى بإسناده عن ابن مسعود قال كان عبد الله يعطينا ويزكيه
وعن الأوزاعي فيمن باع عبده أو داره أنه يزكي الثمن حين يقع في يده إلا أن يكون له شهر يعلم فيؤخره حتى يزكيه مع ماله وجمهور العلماء على خلاف هذا القول منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم قال ابن عبد البر على هذا جمهور العلماء
والخلاف في ذلك شذوذ ولم يعرج عليه أحد من العلماء ولا قال به أحد من أئمة الفتوى وقد روي عن أحمد فيمن باع داره بعشرة آلاف درهم إلى سنة إذا قبض المال يزكيه وإنما نرى أن أحمد قال ذلك لأنه ملك الدراهم في أول الحول وصارت دينا له على المشتري فإذا قبضه زكاة للحول الذي مر عليه في ملكه كسائر الديون وقد صرح بهذا المعنى في رواية بكر بن محمد عن أبيه
فقال إذا كرى دارا أو عبدا في سنة بألف فحصلت له الدراهم وقبضها زكاها إذا حال عليها الحول من حين قرضها وإن كانت على المكتري فمن يوم وجبت له فيها الزكاة بمنزلة الدين إذا وجب له على صاحبه زكاة من يوم وجب له
القسم الثالث أن يستفيد مالا من جنس نصاب قد انعقد عليه حول الزكاة بسبب مستقل مثل أن يكون عنده أربعون من الغنم مضى عليها بعض الحول فيشتري أو يتهب مائة فهذا لا تجب فيه الزكاة حتى يمضي عليه حول أيضا
وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة يضمه إلى ما عنده في الحول فيزكيهما جميعا عند تمام حول المال الذي كان عنده إلا أن يكون عوضا عن مال مزكى لأنه يضم إلى جنسه في النصاب فوجب ضمه إليه الحول كالنتاج ولأنه إذا ضم في النصاب وهو سبب فضمه إليه في الحول الذي هو شرط أولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/67)
مصنف عبد الرزاق ج4/ص76
7026 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال في المال المستفاد إذا بلغ مائتي درهم خمسة دراهم.
مصنف عبد الرزاق ج4/ص76
7028 عبد الرزاق عن معمر قال سألت الزهري عن الرجل يكون عنده المال وبينه وبين ما يزكيه شهرا أو شهرين ثم يريد أن يستنفقه قال: كان المسلمون يستحبون أن يخرج الرجل زكاته قبل أن يستنفقه.
مصنف عبد الرزاق ج4/ص78
7034 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرني بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء ابا بكر مال من قبل بن الحضرمي فقال أبو بكر من كان له على النبي صلى الله عليه وسلم دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا قال جابر فقلت وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني هكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعد في يدي خمس مائة ثم خمس مائة ثم خمس مائة وزاد عليه غيره أنه قال لجابر ليس عليك فيه صدقة حتى يحول عليك فيه الحول
7035 عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال في المال المستفاد إذا بلغ مائتي درهم ففيها خمسة دراهم
7036 عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله بن مسعود قال كان يعطي ثم يأخذ زكاته
7037 عبد الرزاق عن الثوري عن جعفر بن برقان أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أعطى الرجل عطاءه أو عمالته أخذ منه الزكاة.
مصنف عبد الرزاق ج4/ص79
7038 عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني بن حجير عن طاووس قال إن جعلت مالا قبل الحول في شيء لا تديره ليس فيه صدقة
7039 عبد الرزاق عن بن جريج قال قال عطاء وسئل وأنا أسمع عن رجل أجيز بجائزة أيزكيها حينئذ أم حتى يحول الحول قال أحب إلي وأعظم لبركتها أن يزكيها حينئذ فإن أخرها إلى الحول فلا حرج
7040 عبد الرزاق عن الثوري عن إسماعيل عن الحسن قال إذا كان عندك مال تريد أن تزكيه وبينك وبين الحول شهر أو شهران ثم أفدت مالا فزكه معه زكهما جميعا
7041 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال من استفاد مالا زكاه مع ماله
7042 عبد الرزاق عن الثوري قال ويقال إن استفاد مالا بعد ما حل على ماله الزكاة وإن كان لم يزكه استأنف الذي استفاد الحول قال سفيان فإذا كان لرجل مال قدر زكاة ثم ذهب ماله ذلك فبقي منه درهم واحد وبقي بينه وبين الوقت الذي كان يزكي فيه شهر ثم استفاد مالا زكى الذي أفاد من المال مع ذلك الدرهم فإذا نفد المال ولم يبق منه شيء لم يزك الذي استفاد إلى الحول الذي استأنف به.
الاستذكار لابن عبد البر ج3/ص134
537 - مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول لا تجب في مال زكاة حتى يحول عليه الحول.
قال أبو عمر قد روي حديث بن عمر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه حارثة بن أبي الرجال عن أبيه عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
538 - مالك عن بن شهاب أنه قال أول من أخذ من الأعطية الزكاة معاوية بن أبي سفيان
قال أبو عمر أما أمر المكاتب فمعنى مقاطعته أخذ مال معجل منه دون ما كوتب عليه ليعجل به عتقه وهي فائدة لا زكاة على مستفيدها حتى يحول الحول عليها
وسيأتي القول في وجوه معاني الفائدة في الزكاة فيما بعد إن شاء الله
وأما ما ذكره عن أبي بكر وعثمان وبن عمر فقد روي عن علي وبن مسعود مثله
وعليه جماعة الفقهاء قديما وحديثا لا يختلفون فيه انه لا تجب في مال من العين ولا في ماشية زكاة حتى يحول عليه الحول إلا ما روي عن بن عباس وعن معاوية أيضا
فأما حديث بن عباس فرواه بن حبان عن عكرمة عن بن عباس في الرجل يستفيد المال قال يزكيه يوم يستفيده
ذكره عبد الرزاق وغيره عن هشام بن حسان
ورواه حماد بن سلمة عن قتادة عن جابر بن زيد عن عبد الله بن عباس مثله
ولم يعرف بن شهاب مذهب بن عباس في ذلك والله أعلم فلذلك قال أول من أخذ من الأعطية الزكاة معاوية يريد أخذ منها نفسها في حين العطاء لا أنه أخذ منها عن غيرها مما حال عليه الحول عند ربه المستحق للعطية
وأما وجه أخذ أبي بكر وعثمان - رضي الله عنهما - من الأعطية زكاة فيما يقر صاحب العطاء أنه عنده من المال الذي تلزم فيه الزكاة بمرور الحول وكمال النصاب ففيه تصرف الناس في أموالهم التي تجري فيها الزكاة وفيه أن زكاة العين كان يقبضها الخلفاءكما كانوا يقبضون زكاة الحبوب والماشية ويعاملون الناس في أخذ ما وجب.(60/68)
نظرة في مذهب الأشاعرة للشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:59 م]ـ
التاريخ: 9/ 1/1427 هـ آراء ومقالات الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
نظرة في مذهب الأشاعرة
الحمد لله وبعد: لقد بعث الله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وقد تحقق هذا كما وعد- سبحانه وتعالى- فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ليلاً ونهارًا سرًّا وجهرًا بقوله وفعله حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، فما مات صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله له ولأمته دينهم، وأتم عليهم نعمته، كما جاء في الآية الكريمة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو واقف بعرفة، وقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، يعني: أنه صلى الله عليه وسلم قد بين هذا الدين أكمل بيان، فبلغ رسالات ربه كما أمره الله بقوله: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)) (المائدة: من الآية67).
وأمر صحابته، رضي الله عنهم، أن يبلغوا فقال في خطبته في حجة الوداع: ((لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغَائِبَ)).
وقال: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً)).
فقام أصحابه، رضوان الله عليهم، بالبلاغ والدعوة، والجهاد أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم، وانتشر الإسلام بالمعمورة شرقًا وغربًا.
وقد أخبر- صلى الله عليه وسلم- أنه يطرأ على هذه الأمة افتراق واختلاف، وبين أن الفرقة الناجية هم من كانوا على مثل ما كان عليه- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، رضي الله عنهم، كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، وقد وقع الأمر كما أخبر عليه الصلاة والسلام وبدأ الافتراق في الأمة منذ أن ظهرت الخوارج والرافضة، والمرجئة والقدرية، ثم تفرعت الفرق، وتعددت، وظهرت بدعة التعطيل التي يعرف أهلها بمؤسسها الجهم بن صفوان، وهم الجهمية، وتفرع عن بدعة التعطيل، فرق شتى اضطربت مذاهبهم في صفات الله، وفي كلامه، وفي القدر، فغلبت على الأمة هذه المذاهب، ولكن الله قد ضمن حفظ كتابه ودينه، فلم يزل في هذه الأمة من يقيم لها أمر دينها بالبيان، كما جاء في الحديث المشهور: ((يَحْمِلُ هَذَا العِلْمَ مِن كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْه انْتِحالَ المُبْطِلِينَ وتَأْوِيلَ الجَاهِلِينَ وتَحْرِيفَ الغَالِينَ)).
وفي الحديث الآخر: ((إنَّ اللهَ يَبْعَثُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائةِ سَنَةٍ مَن يُجَدِّدُ لهذه الأُمَّةِ أَمْرَ دِينِهَا)).
ومع هذا الافتراق، وهذا الاختلاف لابد من رد ما اختلف فيه الناس إلى كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، واعتبار ذلك بما كان عليه الصحابة، رضي الله عنهم، وإنهم كانوا على الهدى المستقيم، وقد وعد الله بالرضا والجنة السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100].
والحق إنما يعرف بدلالة كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام- لا يعرف الحق بالكثرة، فإن الله تعالى أبطل ذلك، حيث بين أن الكثرة لا يعوَّل عليها، كما قال تعالى: ((وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)) [يوسف:21].
وقال تعالى: ((وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ)) (يوسف:38).
وقال تعالى: ((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)) (الأنعام:116).
والسنة ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلت عليها نصوص الكتاب والسنة، والأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية، وهم وإن كانوا ينتسبون إلى السنة، فليس مذهبهم موافقًا لما كان عليه الصحابة، رضي الله عنهم، وما دل عليه القرآن والحديث.
فمذهب الأشاعرة يتضمن أمورًا مخالفة:
كنفي كثير من الصفات حيث لا يثبتون إلا سبعًا من الصفات،
ويقولون: إن الإيمان هو مجرد التصديق.
ويخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، وهذا مذهب المرجئة،
ومن أصول مذهبهم: نفي تأثير الأسباب في مسبباتها،
ومن ذلك نفي تأثير قدرة العبد في أفعاله،
ومن ذلك قولهم: بأن كلام الله معنى نفسي لا يسمع من الله؛ لأنه ليس بحرف، ولا صوت، وأن هذا القرآن عبارة عن كلام الله ليس هو كلام الله حقيقة؛ فموسى لم يسمع كلام الله من الله، بل إن الذي سمعه كلامٌ خلقه الله في الشجرة وهو عبارة عن المعنى النفسي، وهذا من أعظم التنقص لله، حيث يتضمن هذا القول تشبيه الله بالأخرس، ولا يزكي هذه الأقوال إن قال بها بعض الأكابر والفضلاء من أهل العلم فإنهم غير معصومين، وما قالوه من هذه الأقوال المخالفة لمذهب السلف الصالح هو مما يعد من أخطائهم التي لا يتابعون عليها، وهم في ذلك مجتهدون ومأجورون، والواجب على المسلم أن يحكِّم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وألا يتعصب لإمام، أو مذهب، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد، إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/69)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:43 م]ـ
التاريخ: 9/ 1/1427 هـ آراء ومقالات الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
نظرة في مذهب الأشاعرة
جزاك الله خيرا
والتأريخ المكتوب في الموقع المنقول منه يقصد به تاريخ اليوم وليس تاريخ الفتيا، مع أنه غلط أيضا
فاليوم 8/ 1/1427هـ
وقد نشر هذا الكلام في موقع الشيخ في 11/ 8/1426هـ.
http://www.islamlight.net/albarrak/index.php?option=*******&task=category§ionid=2&id=19&Itemid=38
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:05 م]ـ
بعض ما ذكر هنا يحتاج لتفصيل فمثلا القول بأنّ الأشاعرة يقولون إن الإيمان هو مجرد التصديق.
ويخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان،
ليس بصحيح على إطلاقه فمعلوم أنهم مختلفون في هذا اختلافا مشهوراً و عن أبي الحسن الأشعري روايتان في ذلك ... و القول بأنه في الشرع يشمل الاعتقاد و القول والعمل مذهب كثيرٍ من أئمتهم فمن المتقدمين أبو علي الثقفي و القلانسي و غيرهم وهو مذهب كثير من المحدثين المنتسبين إليهم و نسبه الأستاذ أبو منصور البغدادي في أصول الدين إلى باقي أصحاب الحديث
و القول بأنه مجرد التصديق نسب إلى جمهور الأشارعة و لكن في ذلك نظر إلا أن يكون المقصود جمهور متكلميهم المتأخرين فنعم
ـ[العاصمي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:04 م]ـ
بارك الله فيكم.
عدّ أبي علي الثقفي ونحوه من الأشاعرة ليس دقيقا، بل كان هو والصبغي وبعض أصحابهما من تلاميذ وأصحاب إمام الأئمة ابن خزيمة ... ثمّ انتحلوا بعض مقالات ابن كلاّب؛ فهجرهم شيخهم، ووقعت وقائع وكوائن سطرها أبو عبد الله ابن البيّع في تاريخه، ونقلها عنه شيخ الإسلام في الدرء وغيره، وتلميذه الذهبي في السير وغيره ...
ولم يكن الأشعريّ قد اشتهر آنذاك بنيسابور، وإنّما سرت إليهم تيك التخليطات من أتباع ابن كلاّب ...
وليس الثقفي وأصحابه أوّل من نحل إلى الأشعري غلطا، وهذا المقام بحاجة إلى تحرير وتدقيق؛ لينزل كلّ منزلته، ولا ينسب إلى مقالات لم تخطر بباله، ولا دارت في خياله.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:37 م]ـ
فمذهب الأشاعرة يتضمن أمورًا مخالفة:
كنفي كثير من الصفات حيث لا يثبتون إلا سبعًا من الصفات،
ويقولون: إن الإيمان هو مجرد التصديق.
ويخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، وهذا مذهب المرجئة،
ومن أصول مذهبهم: نفي تأثير الأسباب في مسبباتها،
ومن ذلك نفي تأثير قدرة العبد في أفعاله،
ارجوا تفسير كل نقطة من هذه النقاط(60/70)
مصطلحات أهل الحديث
ـ[أبومحمد الجازم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:51 م]ـ
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ وبركاتهُ
مشايخي الكرام أحسنَ اللهُ إليكم
أرجوُ منكم التكرمَ بتوضيحِ بعضِ مصطلاحاتِ أهلِ الحديثِ المشهورةِ.
وأرجوُ ممن يتكرمُ بذلك أن يكونَ التوضيحُ بشكلٍ مبسطٍٍ بحيث يفهمُهُ من ليس له بالعلمِ ناقةٌ ولا
جملٌ ككاتبِ هذا الكلامِ.
ولعل من يبدأ يبدأ بمصطلحِ الترمذي (حسن صحيح).
وجزاكم اللهُ خيراً.(60/71)
ما حكم جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:08 م]ـ
جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر
22/ 4/1426 هـ
2005 - 05 - 31
أجاب عنها / د. سعد بن عبدالله الحميد
نص السؤال
السؤال: ما حكم جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر؟
نص الجواب
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
خلاصة الحكم أن هذه مسألة من مسائل التي اختلف فيها فمن أهل العلم من يرى أنه يجوز أن تجمع الجمعة مع العصر، ومنهم يرى أنها لا تجوز، والفتوى التي جرى عليها العمل عندنا في البلد ها هنا، فتوى الشيخ عبد العزيز وغيره، والشيخ محمد ابن عثيمين رحمة الله أنه لا يجوز جمع الجمعة مع العصر، لكن ها هنا مسألة تقع كثيراً، وهي فيما لو ذهب الإنسان إلى مكة وصلى الجمعة في الحرم فهل يجوز له وبالذات إذا كانت رفقته سيتحركون بعد صلاة الجمعة فهل يجوز له أن يجمع العصر مع الجمعة في هذه الحال أو لا؟
نقول هو مسافر والمسافر لا جمعة عليه فالذي أرى أنه يجوز له أن يجمع فهذه الصورة تختلف في وجهة نظري عن الصورة الأخرى، وهي فيما لو كان مقيماً وجمع الظهر والعصر إما لمطر أو غيره، تلك الصورة يحتاط الإنسان فلا يجمع. و الله تعالى أعلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:36 م]ـ
راجع هذا الرابط لعله يفيدك إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69861
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[20 - 12 - 09, 09:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سامي التميمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 07:24 ص]ـ
حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر للسفر
السؤال أود أن أفيد فضيلتكم بأننى قد سافرت إلى مكة لأداء العمرة مع مكتب الأجور، وقد انطلقنا من مدينة الرياض يوم الأربعاء بعد صلاة العصر متوجهين إلى مكة وبعد أن أدينا العمرة ومكثنا بمكة بعضًا من الوقت أردنا الرجوع يوم الجمعة وذلك بعد صلاة الجمعة، فبعد أن أدينا الجمعة قام كثير من الأشخاص الذي كانوا معنا في الحملة يؤدون صلاة العصر مباشرة بعد صلاة الجمعة وقد صلوها قصرًا ركعتين ثم صعدوا الأوتوبيس استعدادًا للرحيل إلى مدينة الرياض وقد أنكرت عليهم هذا الفعل للأمرين التاليين:
1 - أن صلاة العصر لم يدخل وقتها بعد.
2 - أن النية موجودة بالرجوع (السفر) إلى مدينة الرياض ولكن الإنسان لا يعلم ما يعرض له فربما حال بينه وبين الرجوع حائل يمنعه من السفر.
إلا أنهم يا فضيلة الشيخ قد احتجوا علي وقالوا: إنهم مسافرون ويجوز لنا الجمع، فأدوا صلاة العصر قصرًا عقيب صلاة الجمعة مباشرة، فهل فعلهم هذا يا فضيلة الشيخ صحيح أم لا؟
كما أود يا فضيلة الشيخ أن أعلمكم بأن معظم مكاتب السفريات للحج والعمرة يقرون مثل هذا الفعل ولا ينكرون على الأشخاص الذين يذهبون معهم في الحملة ويفعلون هذا الفعل، فأرجو يا فضيلة الشيخ إذا كان هذا الفعل غير صحيح فأرجو التنبيه على جميع مكاتب الحملات للحج والعمرة وجزاكم الله خيرًا.
الاجابة وبعد، فقد أنكر العلماء الأولون جمع العصر مع الجمعة حيث إن المسافر قديمًا لا يصلي الجمعة ولا يمر بالمساجد وقت الصلاة ثم يتجاوزها بعد أداء صلاة الجمعة، ولكن الحال تغير في هذه الأزمنة لوجود المراكب السريعة التي يمر فيها يوم الجمعة على عدة قرى تقام فيها صلاة الجمعة، فهو يود أن يواصل السير بعد أن يصلي الجمعة في إحداها فيضم معها العصر جمع تقديم كما تقدم مع الظهر عند مواصلة السير قديمًا، فعلى هذا لا مانع من تقديم العصر مع الظهر أو مع الجمعة للمسافر إذا واصل السير. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين(60/72)
حول القول بتفاضل صفات الله عز وجل -استشكال-
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
الأخوة الأفاضل
القول بتفاضل صفات الله تعالى يلزم منه نسبة النقص إليه بوجه من الوجوه حيث يلزم من كون الفاضل أفضل من المفضول ورود النقص على المفضول بوجه ما، على الأقل بالنسبة للفاضل.
ولكن هل يجوز القول بتفاضل صفات الله تعالى من حيث متعلقاتها كأن يقال أن كلام الله تعالى في وصف نفسه وذكر عظمته وألوهيته أفضل من كلامه فيما سواه من فروع الدين وأحكامه.
وكنت قد قرأت لأحدهم كلاما يقول فيه (أن سورة يوسف من أكثر السور شفاء للصدور) فهل يجوز قول مثل ذلك؟
ففي رأيي أنه إذا كان المقصود من الشفاء مايحصل من قراءة القرآن من اطمئنان القلب وخشوعه فلا يجوز قول مثل ذلك، أما إذا كان المقصود شفاء للقلوب من أمراض الحقد والحسد وغيرها مما يصيب القلب من الأمراض فلا بأس لارتباط الأول -أعني كونه مطمئنا للقلب - بذات الكلام أما الآخر فهو مرتبط بمتعلقه.
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:12 م]ـ
عن أبي بن كعب؛ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال "والله! ليهنك العلم أبا المنذر".
هذا كاف لنقض هرطقتك
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
معلوم أن هناك الكثير من النصوص التي تثبت تفاضل كلام الله تعالى ولكن الذي أشكل علي هل إثبات هذا التفاضل بإطلاق يلزم منه نسبة النقص للمفضول وقد قمت بمراجعة بعض المواضع من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام لكن لم أجد ردا على هذه الشبهة.
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:02 م]ـ
الحمد لله وجدت ردا على هذا الشبهة بعد تصفحي لملتقى أهل التفسير
وهي مشاركة من المشرف أبو مجاهد العبيدي
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
اختلف الناس في هذه المسألة مع أنه لاينبغي الخلاف فيها؛ وذلك لورود النصوص التي تدل بوضوح على أن بعضه أفضل من بعض.
وقد ذكر خلاف الناس في هذه المسألة كل من الزركشي في البرهان (1)، والسيوطي في الإتقان (2).
وسوف أذكر ملخص ما ذكراه بعد ذكر رأي الإمام ابن عبدالبر - إن شاء الله - ثُمَّ أذكر القول الصواب في هذه المسألة مستمداً من الله العون والسداد.
يرى ابن عبدالبر - رحمه الله - أنه لاينبغي أن نفضل بعض القرآن على بعض؛ لأن القرآن كلام الله، وصفة من صفاته؛ ولو قلنا بأن بعضه أفضل من بعض للزم من ذلك دخول النقص في المفضول منه.
فبعد أن ذكر أقوال العلماء في معنى الحديث الوارد في فضل سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وأنها تعدل ثلث القرآن، وبيّن أن المعنى الذي يشهد له ظاهر الحديث أنها تعدل في الثواب لمن تلاها ثلث القرآن، قال: (وهذا هو الذي يشهد له ظاهر الحديث، وهو الذي يفر منه من خاف واقعة تفصيل القرآن بعض على بعض، وليس فيما يعطي الله عبده من الثواب على عمل يعمله ما يدل على فضل ذلك العمل في نفسه، بل هو فضله عزوجل يؤتيه من يشاء من عباده على ما يشاء من عباداته تفضلاً منه على من يشاء منهم، وقد قال الله عزوجل: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} [البقرة: 106].
ولم يختلف العلماء بتأويل القرآن أنها خير لعباده المؤمنين التالين لها والعاملين بها إمَّا بتخفيف عنهم وإمَّا بشفاء صدورهم بالقتال لعدوهم لا أنها في ذاتها أفضل من غيرها.
فكذلك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خيرٌ لنا، لأن الله يتفضل على تاليها من الثواب بما شاء، ولسنا نقول [هي] في ذاتها أفضل من غيرها لأن القرآن عندنا كلام الله وصفة من صفاته، ولايدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول منها) (3) ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/73)
وهذا القول الذي اختاره ابن عبدالبر - رحمه الله - هو القول الأول في هذه المسألة، وهو الذي ذكره الزركشي بقوله: (فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر، وأبو حاتم ابن حبان وغيرهم إلى أنه لا فضل لبعضه على بعض؛ لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها، وروى معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه.
قال ابن حبان في حديث أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: {ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن}: إن الله لايعطي لقارئ التوارة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقارئ أم القرآن، إذ الله بفضله فضّل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مِمَّا أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه ... قال: وقوله: {أعظم سورة} أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض) (4) ا هـ.
وأمَّا القول الثاني في هذه المسألة فهو القول بالتفضيل، أي أن بعض القرآن أفضل من بعض، وهو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
قال السيوطي في الإتقان: (وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث، منهم: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن العربي، والغزالي.
وقال القرطبي: إنه الحق، ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين (5).
وقال ابن الحصّار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك، مع النصوص الواردة بالتفضيل) (6) ا هـ.
وأقول أنا أيضاً: إنه لعجيب أن يرد مثل هذا الخلاف في هذه المسألة مع أن النصوص والأدلة الكثيرة تدل على التفضيل بل إن العقل يدل على ذلك مع دلالة الشرع.
وتقرير ذلك أن يقال: إن القرآن كلام الله، (وكلام الله لا نهاية له كما قال سبحانه: {قُل لَّوْ كَانَ ا؟ لْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ا؟ لْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـ! ــتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ÷ مَدَدًا} [الكهف: 109].
ومن كلماته تعالى: كتبه المنزلة، كالتوراة، والإنجيل، والقرآن، وكلماته التي يخلق بها الخلق، وكلماته التي كلّم بها آدم، والتي كلّم بها موسى، والتي كلّم بها محمداً صلى الله عليه وسلم وكلماته التي يكلم بها عباده في المحشر وفي الجَنَّة، وكلماته التي يخاطب بها أهل النَّار توبيخاً وتقريعاً، وغيرُ ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
فكلامه تعالى متبعّضٌ متجزي، فالتوراة بعض كلامه وجزء منه، والإنجيل كذلك والقرآن كذلك، والقرآنُ أبعاضٌ وأجزاءٌ وسورٌ وآياتٌ وكلماتٌ.
وجميع هذا من المسلَّمات المعلومة لدى الكافة، دلّ عليها الحس، والعقل، والشرع، وهي أجلى من أن تحتاج إلى ضرب الأمثلة، وسياق البراهين.
فكلامه تعالى الذي هو أجزاءٌ وأبعاضٌ، بعضه أفضل من بعض، وليس ذلك من جهة المتكلم به وهو الله تعالى، وإنَّما هو من جهة ما تضمن من المعاني العظيمة، فإن كلام الله المتضمن للتوحيد والدعوة إليه، أفضل من كلامه المتضمن ذكر الحدود والقصاص ونحو ذلك، وما يخبر به عن نفسه وصفاته أعظمُ مِمَّا يخبر به عن بعض خلقه، وذلك لشرف الأول على الثاني.
وقد ورد في السنة الصحيحة ما يثبت ذلك ويوضحه ويُجلِّيه، فمن ذلك:
1 - حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في ميسر له فنزل ونزل رجلٌ إلى جانبه، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {ألا أخبرك بأفضل القرآن؟} قال: فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين} (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/74)
2 - حديث أبي سعيد بن المعلّى - رضي الله عنه - قال: كنتُ أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبْه، فقلتُ: يا رسول الله! إني كنت أصلي فقال: {ألم يقل الله: {ا؟ سْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] ثُمَّ قال لي: {لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد}. ثُمَّ أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلتُ له: ألم تقل: {لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟} قال: {الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته} (8).
3 - عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟} قال: قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: {يا أبا المنذر: أتدري: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟} قال: قلتُ: {ا؟ للَّهُ لاَ إِلَـ! ــهَ إِلاَّ هُوَ ا؟ لْحَيُّ ا؟ لْقَيُّومُ ... } [البقرة: 255]، قال: فضرب في صدري، وقال: {والله، لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر}.
4 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له - وكأنّ الرجل يتقالُّها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن} (9).
فدلت هذه النصوص، وغيرها على تفضيل كلام الله بعضه على بعض، وذلك حسب ما يدل عليه من المعاني، وهو مذهب جمهور السلف وأهل السنة) (10).
وقد فصّل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الكلام في هذه المسألة في رسالة له بعنوان: (جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن) (11)، وذكر أقوال العلماء في ذلك وأدلة كل قول مع المناقشة والترجيح، والتوجيه والتعليل بما يغني الناظر فيه عن الرجوع إلى غيره.
وقد قرر أن النصوص النبوية والآثار السلفية والأحكام الشرعية والحجج العقليَّة تدل على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض. وقال: (ومعلوم أنه ليس في الكتاب والسنة نص يمنع تفضيل بعض كلام الله على بعض، بل ولايمنع تفاضل صفاته تعالى، بل ولا نقل هذا النفي عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أئمة المسلمين الذين لهم لسان صدق في الأمة، بحيث جعلوا أعلاماً للسنة وأئمة للأمة) (12).
وإذا تقرّر أن القول بالتفضيل هو القول الصواب الذي لاينبغي القول بخلافه؛ فإن من نافلة القول أن أذكر الشبه التي احتج بها - ابن عبدالبر - على قوله المخالف للصواب، مع الرد عليها والاعتذار له - إن أمكن -.
الشبهة الأولى: اشتبه عليه المراد بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} [البقرة: 106]، وذكر أن العلماء بتأويل القرآن لم يختلفوا أن المراد بقوله: {بِخَيْرٍ مِّنْهَآ} أنها خير لعباده المؤمنين التالين لها والعاملين بها إمَّا بتخفيف عنهم وإمَّا بشفاء صدورهم بالقتال لعدوهم لا أنها في ذاتها أفضل من غيرها.
قال - رحمه الله -: (وأمَّا قول الله عزوجل {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} فمعناه بخير منها لنا لا في نفسها) (13).
وما استدل به وذكره ابن عبدالبر وإن كان قاله أيضاً إمام المفسرين ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين عند تفسيرهم لهذه الآية إلاَّ أنه في الحقيقة لايدل على المراد الذي أراده ابن عبدالبر من نفي وقوع التفاضل في كلام الله؛ بل إن ظاهر الآية يدل على أن الآية التي يأتي بها الله بدل الآية المنسوخة أو المنسية خيرٌ منها أو مثلها.
ولهذا (فقول القائل: إنه ليس بعض ذلك خيراً من بعض بل بعضه أكثر ثواباً، ردٌّ لخبر الله الصريح، فإن الله يقول: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} [البقرة: 106] فكيف يُقال: ليس بعضه خيراً من بعض؟.
وإذا كان الجميع متماثلاً في نفسه امتنع أن يكون فيه شيء خيراً من شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/75)
وكون معنى الخير أكثر ثواباً مع كونه متماثلاً في نفسه أمر لايدل عليه اللفظ حقيقة ولا مجازاً، فلايجوز حمله عليه، فإنه لايُعرف قط أن يقال: هذا خير من هذا وأفضل من هذا، مع تساوي الذاتين بصفاتهما من كل وجه، بل لابُدّ مع إطلاق هذه العبارة من التفاضل ولو ببعض الصفات، فأمَّا إذا قدر أن مختاراً جعل لأحدهما مع التماثل ما ليس للآخر مع استوائهما بصفاتهما من كل وجه، فهذا لايعقل وجوده، ولو عقل لم يقل إن هذا خير من هذا أو أفضل لأمر لايتصف به أحدهما البتة.
وأيضاً ففي الحديث الصحيح أنه قال في الفاتحة: {لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها} فقد صرح الرسول بأن الله لم ينزل لها مثلاً، فمن قال إن كل ما نزل من كلام الله فهو مثلٌ لها من كل وجه فقد ناقض الرسول في خبره) (14).
فالآية التي ذكرها ابن عبدالبر تدل على خلاف ما ذهب إليه، كما قال ابن حجر: (ويؤيد التفضيل قوله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)}) (15) ا هـ.
الشبهة الثانية: أن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته ولايدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول - منها.
وهذا الذي ذكره ابن عبدالبر بعضه صحيح، وبعضه غير صحيح.
فأمَّا الصحيح منه فهو أن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وأمَّا غير الصحيح فهو أن التفاضل لايدخل في صفات الله لدخول النقص في المفضول منها، والسبب الذي دعاهم إلى هذا القول، هو أن صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال، وليس فيها نقص، وإذا قلنا بأن بعضها أفضل من بعض كان ذلك وصفاً للمفضول بالنقص، وهذا لايجوز.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال: (قول القائل: صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال ليس فيها نقص، كلام صحيح، لكن توهمه أنه إذا كان بعضها أفضل من بعض كان المفضول معيباً منقوصاً خطأ منه فإن النصوص تدل على أن بعض أسمائه أفضل من بعض، وبعض أفعاله أفضل من بعض.
ففي الآثار، ذكر اسمه العظيم واسمه الأعظم، واسمه الكبير واسمه الأكبر، كما في السنن ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه عن ابن بريدة، عن أبيه قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا رجلٌ يصلي يدعو: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلاَّ أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب} (16).
وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله كتب في كتاب فهو موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي} وفي رواية: {سبقت رحمتي غضبي} (17).
فوصف رحمته بأنها تغلب غضبه وتسبقه، وهذا يدل على فضل رحمته على غضبه من جهة سبقها وغلبتها، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده: {اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك} (18)، ومعلوم أن المستعاذ به أفضل من المستعاذ منه، فقد استعاذ برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته.
وأمَّا استعاذته به منه فلابد أن يكون باعتبار جهتين: يستعيذ به باعتبار تلك الجهة، ومنه باعتبار تلك الجهة، ليتغاير المستعاذ به والمستعاذ منه، إذ أن المستعاذ منه مخوف مرهوب منه، والمستعاذ به مدعو مستجار به ملتجأ إليه، والجهة الواحدة لاتكون مطلوبة مهروباً منها، لكن باعتبار جهتين تصح) (19) أ هـ.
ويقال أيضاً في الجواب على هذه الشبهة ما سبق ذكره من أنه لايوجد في الكتاب والسنة نص يمنع تفضيل بعض كلام الله على بعض، بل ولايمنع تفاضل صفاته تعالى، بل ولا نقل هذا النفي عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أئمة المسلمين الذين لهم لسان صدق في الأمة بحيث جعلوا أعلاماً للسنة وأئمة للأمة.
بل النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تدل على تفضيل بعض كلام الله على بعض وعلى تفضيل بعض صفاته على بعض، وقد سبق ذكر شيء منها في ثنايا هذا المبحث، وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/76)
ومِمَّا سبق يُعلم أن إمامنا ابن عبدالبر لم يوفق للصواب في هذه المسألة، ويُمكن أن يُعتذر له بأنه - رحمه الله - ظن أن القول بتفضيل بعض كلام الله على بعض لايُمكن إلاَّ على قول الجهمية من المعتزلة وغيرهم القائلين بأن القرآن مخلوق، فإنه إذا قيل: إنه مخلوق أمكن القول بتفضيل بعض المخلوقات على بعض، فيجوز أن يكون بعضه أفضل من بعض، وهذا الظن الذي ظنه - رحمه الله - قد ظنّه غيره من العلماء الذين هم من أهل السنة ووافقوه في هذه المسألة فيما ذهب إليه.
(قالوا: وأمَّا على قول أهل السنة والجماعة الذين أجمعوا على أن القرآن كلام الله غير مخلوق فيمتنع أن يقع التفاضل في صفات الله القائمة بذاته. ولأجل هذا الاعتقاد صار من يعتقده يذكر إجماع أهل السنة على امتناع التفضيل في القرآن كما قال أبو عبد الله ابن الدراج في مصنّف صنّفه في هذه المسألة، قال: {أجمع أهل السنة على أن ما ورد في الشرع مِمَّا ظاهره المفاضلة بين آي القرآن وسوره ليس المراد به تفضيل ذوات بعضها على بعض، إذ هو كلام الله وصفة من صفاته، بل هو كله لله فاضل كسائر صفاته الواجب لها نعت الكمال}.
وهذا النقل للإجماع هو بحسب ما ظنه لازماً لأهل السنة، فلما علم أنهم يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وظن هو أن المفاضلة إنَّما تقع في المخلوقات في الصفات، قال ما قال. وإلاَّ فلاينقل عن أحد من السلف والأئمة أنه أنكر فضل كلام الله بعضه على بعض، لا في نفسه، ولا في لوازمه ومتعلقاته، فضلاً عن أن يكون هذا إجماعاً) (20).
وأخيراً نقول: إن ابن عبدالبر اجتهد في هذه المسألة فأخطأ، ومن اجتهد بقصد طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده لم يكلفه الله ما يعجز عنه، بل يثيبه على ما فعله من طاعته ويغفر له ما أخطأ فيه فعجز عن معرفته والوصول إليه.
وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلاَّ المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه.
الحواشي السفلية
(1) انظر: رهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 67 - 73 النوع الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟.
(2) انظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 1131 - 1134 النوع الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفاضله.
(3) الاستذكار 8/ 116، 117.
(4) البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 67 - 69.
(5) انظر كتاب القرطبي: التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم ص 40 - 44، وقد رجح أن القول الصحيح هو القول بالتفضيل.
(6) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 1131، 1132، باختصار.
(7) حديث صحيح أخرجه النسائي في فضائل القرآن رقم [36] ص 72، وقال محققه فاروق حماده: إسناده صحيح. وانظر: الترغيب والترهيب للمنذري 2/ 342 رقم [2151].
(8) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن، باب: فضل فاتحة الكتاب رقم [5006] ص 995.
(9) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب: فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} رقم [5013] ص 996.
(10) من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية، تأليف: عبد الله بن يوسف الجديع ص 187 - 191 بتصرف يسير واختصار.
(11) وهي مطبوعة بتحقيق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي، نشر دار الكتاب العربي، وهي أيضاً مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى 17/ 5 - 205.
(12) انظر: الرسالة السابقة ص 91.
(13) التمهيد 19/ 231.
(14) من كلال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الرسالة السابقة ص 167.
(15) فتح الباري 8/ 8.
(16) رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: الدعاء رقم [1493] 2/ 166، 167]، والترمذي في الدعوات، باب: جامع الدعوات رقم [3475] 5/ 481، 482، وقال: هذا حديث حسن غريب. وغيرهما من أهل السنن، وهو حديث صحيح كما في صحيح سنن أبي داود رقم [1324] 1/ 279، وصحيح سنن الترمذي رقم [2763] 3/ 163.
(17) رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ ا؟ للَّهُ نَفْسَهُ ,)} [آل عمران: 28] رقم [7404] ص 1410، ومسلم في كتاب التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه رقم [2751] ص 1100، 1101.
(18) رواه مسلم في كتاب الصلاة رقم [486] ص 201.
(19) باختصار من رسالة ابن تيمية السابقة ص 101 - 104.
(20) من رسالة ابن تيمية السابقة ص 87.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/77)
__________________
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}
محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني
كلية الشريعة وأصول الدين - أبها
جامعة الملك خالد
moh396@hotmail.com
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:24 م]ـ
و لكن يظل لدي إشكال، وهو هل كلام الله تعالى يتفاضل من جهة المتكلم به؟
والذي ظهر لي من كلام شيخ الإسلام أنه أثبت التفاضل في كلام الله من جهة المتكلم فيه والذي عبرت عنه بالمتعلق ولم يثبت التفاضل في المتكلم به.
قال رحمه الله 17/ 57 - 58 من مجموع الفتاوى ((وَفِي الْجُمْلَةِ: فَدَلَالَةُ النُّصُوصِ النَّبَوِيَّةِ وَالْآثَارِ السَّلَفِيَّةِ وَالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْحِجَجِ الْعَقْلِيَّةِ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ هُوَ مِنْ الدَّلَالَاتِ الظَّاهِرَةِ الْمَشْهُورَةِ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الْقُرْآنَ وَإِنْ كَانَ كُلُّهُ كَلَامَ اللَّهِ وَكَذَلِكَ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَالْأَحَادِيثُ الْإِلَهِيَّةُ الَّتِي يَحْكِيهَا الرَّسُولُ عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَقَوْلِهِ: {يَا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا} الْحَدِيثَ وَكَقَوْلِهِ: {مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ هِيَ وَإِنْ اشْتَرَكَتْ فِي كَوْنِهَا كَلَامَ اللَّهِ فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكَلَامَ لَهُ نِسْبَتَانِ: نِسْبَةٌ إلَى الْمُتَكَلِّمِ بِهِ وَنِسْبَةٌ إلَى الْمُتَكَلَّمِ فِيهِ. فَهُوَ يَتَفَاضَلُ بِاعْتِبَارِ النِّسْبَتَيْنِ وَبِاعْتِبَارِ نَفْسِهِ أَيْضًا مِثْلَ الْكَلَامِ الْخَبَرِيِّ لَهُ نِسْبَتَانِ: نِسْبَةٌ إلَى الْمُتَكَلِّمِ الْمُخْبِرِ وَنِسْبَةٌ إلَى الْمَخْبَرِ عَنْهُ الْمُتَكَلَّمِ فِيهِ. ف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} كِلَاهُمَا كَلَامُ اللَّهِ وَهُمَا مُشْتَرِكَانِ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ لَكِنَّهُمَا مُتَفَاضِلَانِ مِنْ جِهَةِ الْمُتَكَلِّمِ فِيهِ الْمُخْبِرِ عَنْهُ. فَهَذِهِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَبَرُهُ الَّذِي يُخْبِرُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَصِفَتِهِ الَّتِي يَصِفُ بِهَا نَفْسَهُ وَكَلَامَهُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ. وَهَذِهِ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ عَنْ بَعْضِ خَلْقِهِ وَيُخْبِرُ بِهِ عَنْهُ وَيَصِفُ بِهِ حَالَهُ وَهُمَا فِي هَذِهِ الْجِهَةِ مُتَفَاضِلَانِ بِحَسَبِ تَفَاضُلِ الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ بِالْكَلَامَيْنِ. أَلَّا تَرَى أَنَّ الْمَخْلُوقَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ هُوَ كُلُّهُ كَلَامُهُ لَكِنَّ كَلَامَهُ الَّذِي يَذْكُرُ بِهِ رَبَّهُ أَعْظَمُ مِنْ كَلَامِهِ الَّذِي يَذْكُرُ بِهِ بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ وَالْجَمِيعُ كَلَامُهُ فَاشْتِرَاكُ الْكَلَامَيْنِ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُتَكَلِّمِ لَا يَمْنَعُ تَفَاضُلَهُمَا بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُتَكَلِّمِ فِيهِ سَوَاءٌ كَانَتْ النِّسْبَتَانِ أَوْ إحْدَاهُمَا تُوجِبُ التَّفْضِيلَ أَوْ لَا تُوجِبُهُ. فَكَلَامُ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ وَالْخُطَبَاءُ وَالشُّعَرَاءُ بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ وَإِنْ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ وَاحِدًا وَكَذَلِكَ كَلَامُ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَسَوَاءٌ أُرِيدَ بِالْكَلَامِ الْمَعَانِي فَقَطْ أَوْ الْأَلْفَاظُ فَقَطْ أَوْ كِلَاهُمَا أَوْ كُلٌّ مِنْهُمَا فَلَا رَيْبَ فِي تَفَاضُلِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي مِنْ الْمُتَكَلِّمِ الْوَاحِدِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ اتِّفَاقِ الْكَلَامَيْنِ فِي أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ بِهِمَا وَاحِدٌ لَا يُوجِبُ تَمَاثُلُهُمَا مِنْ سَائِرِ الْجِهَاتِ. فَتَفَاضُلُ الْكَلَامِ مِنْ جِهَةِ الْمُتَكَلَّمِ فِيهِ سَوَاءٌ كَانَ خَبَرًا أَوْ إنْشَاءً أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالْفِطْرَةِ وَالشِّرْعَةِ فَلَيْسَ الْخَبَرُ الْمُتَضَمِّنُ لِلْحَمْدِ لِلَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى كَالْخَبَرِ الْمُتَضَمِّنِ لِذِكْرِ أَبِي لَهَبٍ وَفِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ وَإِنْ كَانَ هَذَا كَلَامًا عَظِيمًا مُعَظَّمًا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ وَكَذَلِكَ لَيْسَ الْأَمْرُ بِالتَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ الَّذِي أَمَرَتْ بِهِ الشَّرَائِعُ كُلُّهَا وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَتَضَمَّنُ الْأَمْرُ بِالْمَأْمُورَاتِ الْعَظِيمَةِ وَالنَّهْيِ عَنْ الشِّرْكِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَالزِّنَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَتْهُ الشَّرَائِعُ كُلُّهَا وَمَا يَحْصُلُ مَعَهُ فَسَادٌ عَظِيمٌ كَالْأَمْرِ بِلَعْقِ الْأَصَابِعِ وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ اللُّقْمَةِ السَّاقِطَةِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ وَلَوْ كَانَ الْأَمْرَانِ وَاجِبَيْنِ فَلَيْسَ الْأَمْرُ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ كَالْأَمْرِ بِأَخْذِ الزِّينَةِ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَالْأَمْرِ بِالْإِنْفَاقِ عَلَى الْحَامِلِ وَإِيتَائِهَا أَجْرَهَا إذَا أَرْضَعَتْ.))
و لا أظن أخي عبد الله أن في كلامي هرطقة.
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/78)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيراً وعذراً على الغلظة
فكثير من الناس لا يعرفون أن هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل السنة مع الأشاعرة
وينبغي اتهام عند مخالفته لصريح السنن الصحيحة(60/79)
يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
ـ[اشرف مشرف المحامي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:10 م]ـ
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ
بقلم
اشرف مشرف المحامي
الناظر الى اعداء الأسلام من بداية ظهوره الى الأن يجدهم جميعا اتفقوا على هدف واحد وهو القضاء عليه ووقف انتشاره ولهم في ذلك وسائل شتى فمن الحروب العسكرية الى الضغوط السياسية وكذلك الحروب الفكرية وتشوية مبادئ الأسلام ورموزه والتركيز في الهجوم والسخرية على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه
وبالرغم من بعض النجاحات التي حققها الأعداء على مدى التاريخ في حروبهم العسكرية ضد المسلمبين الا ان النتيجة النهائية وهي القضاء على الأسلام لم تتحقق قط
فمع بداية الأسلام وانتشاره وسط العرب في مكة والمدينة وبوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان عدد المسلمين ليس كثيرا ولكن هذا العدد القليل استطاع بقوته الأيمانية اجتياح دولة الفرس واقتلاعها من جزورها ثم استطاع هزيمة دولة الروم وضم الشام ومصر وشمال افريقيا وفي مرحلة تالية افتتحت الأندلس وبلاد السند والهند وتكونت دولة الخلافة الأسلامية القوية
وفي مرحلة تالية مع الضعف السياسي الذي دب في اوصال هذه الدولة
تعرض المسلمون لهجمتين شرستين متزامنتين احدهما من الصليبين والأخرى من المغول وكلاهما كما تشهد كتب التاريخ اعتمدا سياسة المذابح الجماعية وخصوصا المغول الذين اعتمدوا مايسمى حاليا بسياسة الأرض المحروقة
وبالرغم من الضعف السياسي والحربي لأغلب الدويلات الأسلامية الموجودة في هذا الوقت فأن الله حمى دينه وانتهى الأمر بالصليبيين با لأندحار والعودة الى بلادهم وانتهى الأمر بالمغول بأعتناق الأسلام
وفي معجزة اخرى لا تقل عن معجزة اجتياح المسلمين الأوائل لدولتي الفرس والروم اعظم دولتين في وقتهما
نجد ان اكبر عدد من المسلمين الأن هي في بلاد لم تكن ابدا مجال جهاد او غزوات اسلامية فبلاد شرق اسيا بالكامل انتشر الأسلام فيها بدون أن تراق فيها نقطة دم واحدة
وفي العصور الحديثة ومع الأستعمار الذي حل بأغلب البلدان الأسلامية سواء استعمار انجليزي او فرتسي او هولندي او بلجيكي نجد انه برغم جبروت وتسلط المستعمرين الا انهم لم ينجحوا في فرض ديانتهم على اهل البلاد المسلمين وذهب الأستعمار وبقى الأسلام بل ان الأسلام تتبعهم الى بلادهم
فلا يمر يوم الا وتسمع عن اسلام العشرات بل والمئات من الأوربيين بل ان الأسلام حاليا اصبح ثاني اكبر ديانة من حيث عدد معتنقيها في دول اوروبا
بل ان امريكا نفسها تجد ان الأسلام كل يوم يكسب ارض جديدة بها
وهكذا كان ومازال الأسلام يكتسب قوته الذاتية من ذاته ومن رعاية الله له بغض النظر عن قوة اتباعه السياسية او العسكرية
فالأسلام بأفكاره ومبادئه الواضحة يكتسب اتباعا
فهاهي الدول الأوروبية تنفق المليارات على بعثات التبشير في دول العالم بينما الأسلام ينتشر بدون ان يدعمه احد بل وينتشر في معاقل اعداءه
وصدق الله العظيم في قوله
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9 الصف(60/80)
طلب تفصيل القول في متى يكون الكذب على رسول الله عليه السلام كفرا أكبر ومتى يكون كبيرة
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وبعد،
موضوع الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يتبادر على الذهن أنه كفر أكبر لأنه المبلغ عن الله تعالى فيكون كذب على الله تعالى وهو كفر أكبر إجماعا.
ورد في كتب العلماء أنهم اختلفوا في هذا الأمر، فالرجاء تفصيل في هذا الأمر لأنه حد خطير يجب معرفة حدوده، تبادر لذهني ربما يقصدون الكذب ككبيرة كالكذب عليه في بعض الأمور التي لا تعد من الشرع، لكن هذا الأمر مشكل لي أيضا.
فالرجاء تفصيل الشرح حول هذا الموضوع، مع شرح الأوضاع التي يكون فيها كفرا أكبر والأوضاع التي يكون كبيرة.
وأيضا لو تفصلون الأمر حول الأحاديث التي وضعت في فضائل الأعمال، وكيف تأول الوضاعون في هذا الأمر وهل عذرهم مقبول أم لا.
الحقيقة موضوع مهم وخصوصا عندما يطرح في موقع مثل موقع (ملتقى أهل الحديث).
والحمد لله أولا وآحرا.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 08:12 م]ـ
للرفع
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 10:53 م]ـ
موضوع مهم جدا ولكن لا أجد أحدا شارك فيه
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 05:58 م]ـ
غريب أن لا أجد ردود في هذا المنتدى.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:34 م]ـ
قال أحمد شاكر في الباعث الحثيث:
((وقد جزم أبو محمد الجويني -والد إمام الحرمين- بتكفير من وضع حديثاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصداً إلى ذلك عالماً بافترائه. وهو الحق))
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:36 م]ـ
((كذب على الله تعالى وهو كفر أكبر إجماعا.))
من حكى الإجماع؟؟
وما مرادك بالكذب على الله؟؟
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 04:51 م]ـ
لم أجد جوابا مفصلا إلى الآن.
أين الأقلام التي تكتب في هدا المنتدى؟؟
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[16 - 03 - 06, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المعلمي في"الأنوار الكاشفة ص271"
الوجه الثاني: أن القرآن جعل الكذب على الله كفراً، قال تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوي للكافرين) والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الدين والغيب كذب على الله، ولهذا صرح بعض أهل العلم بأنه كفر، اقتصر بعضهم على أنه من أكبر الكبائر، وفرق شيخ الإ سلام ابن تيمية بين من يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا وساطة الصحابي إذا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا، وبين غيره، فمال إلى تعمد الأول الكذب كفر وتردده في الثاني. أهـ
قال شيخ الأسلام ابن تيمية في"الصارم المسلول ص171"
وللناس فى هذا الحديث قولان احدهما الاخذ بظاهرة في قتل من تعمد الكذب على رسول الله ومن هؤلاء من قال يكفر بذلك قاله جماعة منهم ابو محمد الجويني حتى قال ابن عقيل عن شيخه ابي الفضل الهمداني مبتدعة الاسلام والكذابون والواضعون للحديث اشد من الملحدين لان الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل فهم كاهل بلد سعوا في فساد احواله والملحدون كالمحاصرون من خارج فالدخلاء يفتحون الحصن فهم شر على الاسلام من غير الملابسين له ووجه هذا القول ان الكذب عليه كذب على الله ولهذا قال ان كذبا علي ليس ككذب على احدكم فان ما امر به الرسول فقد مر الله به يجب اتباعه كوجوب اتباع امر الله وما اخبر به وجب تصديقه كما يجب تصديق ما اخبر الله به ومن كذبه في خبره او امتنع من التزام امره فهو كمن كذب خبر الله وامتنع من التزام امره ومعلوم ان من كذب على الله بان زعم انه رسول الله او نبيه او اخبر عن الله خبرا كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوهما من المتنبئين فانه كافر حلال الدم فكذلك من تعمد الكذب على رسول الله يبين ذلك ان الكذب عليه بمنزلة التكذيب له ولهذا جمع الله بينهما بقوله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاء بل ربما كان الكاذب عليه اعظم اثما من المكذب له ولهذا بدا الله به كما ان الصادق عليه أعظم درجة من المصدق بخبره فاذا كان الكاذب مثل المكذب او اعظم والكاذب على الله كالمكذب له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/81)
فالكاذب على الرسول كالمكذب له يوضح ذلك ان تكذيبه نوع من الكذب فان مضمون تكذيبه الاخبار عن خبره انه ليس بصدق وذلك ابطال لدين الله ولا فرق بين تكذيبه في خبر واحد او في جميع الاخبار وانما صار كافرا لما تضمنه من ابطال رسالة الله ودينه والكاذب عليه يدخل في دينه ما ليس منه عمدا ويزعم انه يجب على الامة التصديق بهذا الخبر وامتثال هذا الامر لانه دين الله مع العلم بانه ليس لله بدين والزيادة في الدين كالنقص منه ولا فرق بين من يكذب باية من القران او يضيف كلاما يزعم انه سورة من القران عامدا لذلك وايضا فان تعمد الكذب عليه استهزاء به واستخفاف لانه يزعم انه امر باشياء ليست مما امر به بل وقد لا يجوز الامر بها وهذه نسبة له الى السفه او انه يخبر باشياء باطلة وهذه نسبة له الى الكذب وهو كفر صريح وايضا فانه لو زعم زاعم ان الله فرض صوم شهر اخر غير رمضان او صلاة سادسة زائدة ونحو ذلك او انه حرم الخبز واللحم عالما بكذب نفسه كفر بالاتفاق فمن زعم ان النبي اوجب شيئا لم يوجبه او حرم شيئا لم يحرمه فقد كذب على الله كما كذب عليه الاول وزاد عليه بان صرح بان الرسول قال ذلك وانه افتى القائل لم يقله اجتهادا واستنباطا وبالجملة فمن تعمد الكذب الصريح على الله فهو كالمتعمد لتكذيب الله واسوا حالا ولا يخفى ان من كذب على من يجب تعظيمه فانه مستخف به مستهين بحرمته وايضا فان الكاذب عليه لابد ان يشينه بالكذب عليه وتنقصه بذلك ومعلوم انه لو كذب عليه كما كذب عليه ابن ابي سرح في قوله كان يتعلم مني او رماه ببعض الفواحش الموبقة او الاقوال الخبيثة كفر بذلك فكذلك الكاذب عليه لانه اما ان ياثر عنه امرا او خبرا او فعلا فان اثر عنه امرا لم يامر به فقد زاد في شريعته وذلك الفعل لا يجوز ان يكون مما يامر به لانه لو كان كذلك لامر به لقوله ما تركت من شئ يقربكم الى الجنة الا امرتكم به ولا من شئ يبعدكم عن النار الا نهيتكم عنه فاذا لم يامر به فالامر به غير جائز منه فمن روى عنه انه قد امر به فقد نسبه الى الامر بما لايجوز له الامر به وذلك نسبة له الى السفه وكذلك ان يقل عنه خبرا فلو كان ذلك الخبر مما ينبغي له الاخبار به لاخبر به لان الله تعالى قد اكمل الدين فاذا لم يخبر به فليس هو مما ينبغي له ان يخبر به وكذلك الفعل الذي ينقله عنه كاذبا فيه لو كان مما ينبغي فعله وترجع لفعله فاذا لم يفعله فتركه اولى فحاصله ان الرسول اكمل البشر في جميع احواله فما تركه من القول والفعل فتركه اولى من فعله وما فعله ففعله اكمل من تركه فاذا كذب الرجل عليه متعمدا او اخبر عنه بما لم يكن فذلك الذي اخبر به عنه نقص بالنسبة اليه اذ لو كان كمالا لوجد منه ومن انتقص الرسول فقد كفر واعلم ان هذا القول في غاية القوة كما تراه لكن يتوجه ان يفرق بين الذي يكذب عليه مشافهة وبين الذي يكذب عليه بواسطة مثل ان يقول حدثني فلان بن فلان عنه بكذا فان هذا انما كذب علي ذلك الرجل ونسب اليه ذلك الحديث فاما ان قال هذا حديث صحيح او ثبت عنه انه قال ذلك عالما بانه كذب فهذا قد كذب عليه واما اذا افتراه ورواه رواية ساذجة ففيه نظر لاسيما والصحابة عدول بتعديل الله لهم فالكذب لو وقع من احد ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين فاراد قتل من كذب عليه وعجل عقوبته ليكون ذلك عاصما من ان يدخل في العدول من ليس منهم المنافقين ونحوهم واما من روى حديثا يعلم انه كذب فهذا حرام كما صح عنه انه قال من روى عني حديثا يعلم انه كذب فهو احد الكاذبين لكن لا يكفر الا ان ينضم الى روايته ما يوجب الكفر لانه صادق في ان شيخه حدثه به لكن لعلمه بان شيخه كذب فيه لم تكن تحل له الرواية فصار بمنزلة ان يشهد على اقرار او شهادة او عقد وهو يعلم ان ذلك باطل فهذه الشهادة حرام لكنه ليس بشاهد زور وعلى هذا القول فمن سبه فهو اولى بالقتل ممن كذب عليه فان الكاذب عليه قد زاد في الدين ما ليس منه وهذا قد طعن في الدين بالكلية وحينئذ فالنبي قد امر بقتل الذي كذب عليه من غير استتابه فكذلك الساب له اولى فان قيل الكذب عليه فيه مفسدة وهو ان يصدق في خبره فيزاد في الدين ما ليس منه او ينتقص منه ما هو منه والطاعن عليه قد علم بطلان كلامه بما اظهر الله من ايات النبوة قيل والمحدث عنه لايقبل خبره ان لم يكن عدلا ضابطا فليس كل من حدث عنه قبل خبره لكن قد يظن عدلا وليس كذلك والطاعن عليه قد يؤثر طعنه في نفوس كثير من الناس ويسقط حرمته من كثير من القلوب فهو اوكد على ان الحديث عنه له دلائل يميز بها بين الكذب والصدق القول الثاني ان الكاذب عليه تغلظ عقوبته لكن لايكفر ولايجوز قتله لان موجبات الكفر والقتل معلومة وليس هذا منها فلا يجوز ان يثبت مالا اصل له ومن قال هذا فلابد ان يقيد قوله بان لم يكن الكذب عليه متضمنا لعيب ظاهر فاما ان اخبر انه سمعه يقول كلاما يدل على نقصه وعيبه دلالة ظاهرا مثل حديث عرق الخيل ونحوه من الترهات فهذا مستهزئ به استهزاء ظاهر ولا ريب انه كافر حلال الدم.أهـ
وجزيتم خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/82)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:15 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 10:52 م]ـ
قول شيخ الإسلام لي عليه بعض الاستفسارات التي ستأتي لاحقا إن قدر الله.
نقل أحد الإخوة الإجماع على الكفر، وأجد في كتاب الكبائر أن العلماء اختلفوا في هذا، فما الذي أجمعوا عليه وما الذي اختلفوا فيه؟ أرجو التفصيل؟
وما حكم الوضاعون؟
هل هناك أمور أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تعد من الدين لكي يكون الكذب عليه كبيرة فقط؟؟؟(60/83)
أسئلة حول رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في الرءيا وما يثبت عن ذلك وما لا يثبت
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
لقد طرحت قبل أيام موضوع من حول من أثبت الإنجيل استنادا إلى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم كما يزعم. والرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70054
ولقد تفضل بعض الأخوة أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ما هي إلا مبشرات، ولقد راجعت كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين فرأيت أنه قال أن رؤية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي بشارة أو إنذار. ولم يقل بإثبات الأحكام ولا بتصحيح حديث ولا ولا ....
فالحمد لله أولا وآخرا.
ومجاوزة الحد في رؤية الرسول صلى الله على وسلم عن كونها بشارة أو إنذار هو اعتداء على النبوة لذا فالأمر جد خطير، ومدخل للزندقة والكفر، وسبحان الله أنه يجري في هذه الأيام الاستهزاء بهذا النبي الكريم عليه صلوات ربي وسلامه بأبي هو وأمي، وأيضا كما أنه يجب الرد على من يشتمونه يجب الرد على من يتعدون على حدود النبوة.
فالذي يدعي النبوة أو يحلل حراما أو يحل حراما من الرءا، هؤلاء الكل يعرفون ضلالهم، ولكن قد يلبس إبليس على بعض الناس حول:
1 - تصحيح الأحاديث من الرءا.
2 - ترجيح الآراء الفقهية من الرءا.
3 - أخذ أذكار من الرءا بزعم أن الذكر من الدين.
لذا وجب تفصيل هذا الأمر. وقد ذكر بعض الأخوة في الرابط الذي وضعته رؤية عمل بها أبو بكر رضي الله عنه فهلا تفضل أحد الإخوة بشرح تلك الرءية.
وأشكل علي أنني وأنا أبحث حول حديث (من رآني فقد رآني) قرأت أن أحدا من القدماء قال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له (أخبر فلان أنه كفر لأنه قال أن القرآن مخلوق وامرأته بانت منه)، ورأى آخر كما هو مكتوب - النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن حكم من قال أن القرآن مخلوق فأجابه أنه كافر، فسأله ما حكم من يقول لا هذا ولا هذا فعمل حركة كأنه كرهه، أو كما ورد، المهم أوردت هذين بالمعنى، فهذا إشكال أرجو حله، مع العلم أنني على يقين أنه لا يثبت حكم ولا شرع من الرؤا، لكنني قد أضعف في رد بعض الشبه وفهمها، لذا قلت أن قضية المبشرات وقضية ما يثبت عن النبي عن طريق الرؤا يجب تحقيقه بمزيد من العناية مع الاستعانة بأقوال العلماء ليرسخ.
لأن هذا الموضوع أسهل شيء ممكن يغرروا هؤلاء به الناس. خصوصا عندما يوردون حديث (من رآني في المنام فقد رآني) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشكل علي ما أورده الأخ أسامة عباس:
ويقول: (وقال النووي أيضاً في المجموع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم يرَ الناس الهلال، فرأى إنسانٌ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره) .. :
أظن أن النووي رحمه الله يقصد بقوله (فرأى إنسان النبي ... ) أي زعم أنه رأى، لأن مستحيل أن يرى الإنسان الرسول صلى الله عليه وسلم فيعطيه حكما شرعيا. ولو ادعى أحد ذلك، فهذا يعني أنه توهم أنه رأى النبي عليه السلام.
ويقول: (وقد ذكر الزرقاني في شرح الموطأ: أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اذهب إلى موضع كذا فاحفره فإن فيه ركازا فخذه لك ولا خمس عليك فيه، فلما أصبح ذهب إلى ذلك الموضع فحفره فوجد الركاز فيه! فاستفتى علماء عصره فأفتوه بأنه لا خمس عليه لصحة الرؤيا، وأفتى العز بن عبد السلام بأن عليه الخمس، وقال: أكثر ما ينزل منامه منزلة حديث روي بإسناد صحيح، وقد عارضه ما هو أصح منه وهو حديث في الركاز الخمس) ..
هذا يحتاج إلى شرح، كيف يثبت أولئك العلماء ذلك؟ أولئك العلماء الذين أفتوه أن لا ركاز عليه لا فرق بينهم وبين الصوفية. وأيضا ما حكمهم؟
ولم أفهم آخر ما قاله الإمام العز بن عبد السلام، فأطلب من الأخ أسامه شرحه لنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/84)
وسؤال آخر: على فرض أنه رأى أحد من الناس النبي صلى الله عليه في المنام وأمره بأمر هل يكون هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم كما لو أمره في حياته؟؟؟ أي هل يجب عليه تطبيقه، علما بأن ما أمره شرعي مثلا، كل ما أقوله افتراض، يعني مثلا لو قال له صل أمك، أو أكرم صديقك، أو أو،،،، الرجاء التفصيل حول هذا الأمر.
هذا سؤال مهم.
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 08:16 م]ـ
للرفع
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:43 م]ـ
السلام عليك أبا الوليد ورحمة الله وبركاته ...
أخي في الله ... أولا - من باب المذاكرة لا غير بارك الله فيكم - فإن الكتاب المشهور المعروف المطبوع طبعات كثيرة، المنسوب إلى ابن الإمام محمد بن سيرين - رحمه الله - إنما هو منحول إليه بالزور والبهتان .. وإنما هو من تأليف أبي سعيد الواعظ الخركوشي .. و الغريب أن المصنف ينقل كثيرا عن أبي محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله في كتابه (تعبير الرؤيا)!! فكيف ينقل ابن سيرين وهو متقدم من صغار التابعين عن رجل توفي سنة 276 هجرية؟! رحمهما الله ... بينما نجد المؤلف يقول صراحة في مواضع كثيرة من الكتاب: قال الأستاذ أبوسعيد الواعظ ... ولأبي سعيد - رحمه الله كتابا أخر هو (البشارة والنذارة في تفسير الأحلام) .. ومن جهة أخرى هو ينحى منحى صوفيا فيه، وكذلك عبدالغني النابلسي أصوف منه .. أخي في الله .. كتب تعبير الرؤيا تكاد تكون طافحة بالصوفيات، ألا ترى أن جل من يتعلق ويعول على الرؤيا بل ويزجها في الأحكام من الصوفية؟ ولكن أدلك على كتاب لابن سرور الشهاب العابر - رحمه الله - سماه (قواعد في تعبير الرؤيا) وهو كتاب ممتاز وصاحبه صاحب سنة كان معاصرا لشيخ الإسلام .. والباقي كلها مليئة بالصوفيات، سواء كتاب القادري الدينوري الموسوم (تعبير الرؤيا) أو كتاب أبي شامة المقدسي الموسوم (الإشارات في علم العبارات) إلا ان أصحابها من المعبرين حقا ولاسيما ابن سرور والقادري .. فإنهما غاية في البراعة .. أما رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فلا تنضبط .. فإنه فعلا غالبا تأتي فيها البشائر ولكن أحيانا يحتوي أيظا على النذير أو التحذير .. والرؤى عالمها عجيب غريب لا يمكن فهمه والإحاطة به .. فلعل الرجال الكثر يرون الرؤيا المتشابهة فتأتي لكل واحد بتعبير غير صاحبه!! وهذا مرده إلى الذي يفتح الله عليه من مفاتح الغيب ويلهمه فك رموز الرؤى .. ولكن الشيطان يلبس على الرجال الكثر أيظا فيوهمهم بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتخبطون في ضلالات وشبه وأوهام ولعل - بل ولا بد - من يحل الحرام ويحرم الحلال كااااااااذب على الله مفتري يري عينه ما لم تريا .. لأنه لا يمكن أن يصير هذا إلا بالكذب أو بتلبيس الشيطان .. وهذا لا يحصل إلا مع منافق أو صاحب هوى .. ولا أطيل عليك من كلامي وقناعاتي (إبتسامة) ولكن لعل الله أن ييسر لنا من يتحفنا بخير من هذا ..
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:35 م]ـ
هذا كلام قيم للشيخ الزرقا رحمه الله بخصوص حديث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (من رآني في المنام فقد رآني حقا .... )
وهو كلام وجيه انقله نصا للفائدة: (الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا الحديث صحيح حيث رواه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما بألفاظ متقاربة ويرى فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا أن هذه الرؤيا المذكورة في الحديث خاصة بأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين رأوه في حياته رؤية حقيقية وإليك التفصيل في هذه المسألة كما ذكره الشيخ ـ رحمه الله ـ باختصار وتصرف
يقول فضيلته:</< B>
تلقيت هذا الحديث النبوي الشريف من بداية طلبي للعلم، والتلقي عن شيوخنا الأوائل، منذ أن كنا شداة مبتدئين، لا مصدر لنا فيما نتعلم إلا ما نسمعه من شيوخنا. ثم لما شببنا قليلا عن الطوق، وأخذنا بدراسة الفقه وأحكامه بالتفصيل بدأ تفكيري بعد ذلك بضرورة التعمق في دراسة هذا الحديث رواية ودراية، للتوفيق بينه وبين ما يقرره الفقهاء من عدم جواز أخذ الأحكام عن طريق الرؤيا للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/85)
</< B> ثم ازداد شعوري بضرورة تلك الدراسة والتمحيص كلما نشر بعض القائمين على أحد المساجد، أو بعض المقيمين في نطاق الحرمين الشريفين، شيئًا من النشرات السنوية بأنهم رأوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام، وقال لهم كيت وكيت، وأن يبلغوا الناس ونحو ذلك، مما ينشره بعض المستغلين للمشاعر الدينية عند عامة المسلمين ودهمائهم.</< B>
وكم سمعنا من بعض المريدين من أتباع بعض شيوخ الطرق الصوفية أنه يفعل كذا وكذا من عبادات أو عادات، لأن شيخه أخبره أنه رأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمره بذلك.
قد يكون الشيخ صادقًا في أنه رأى ما رأى في منامه، ولكن يبقى هذا بابًا مفتوحًا لاستغلال عقول السذج، ويبقى السؤال مطروحًا: وهو: ما قيمة رؤياه هذه في ميزان علم الشريعة؟
بعد أن وهبنا الله تعالى من المعرفة ومفاتيحها ما نستطيع أن نخرج به من دائرة الاعتماد المطلق على ما نسمع من شيوخنا الأوائل، وأصبحنا متمكنين أن ننطح المصادر بأنفسنا، وأن نرد الموارد الأصلية، ونغوص فيها ونمحص، رأيت أن أسلك الطريق العلمية الصحيحة في دراسة ما يتعلق بهذا الحديث النبوي الشريف، حديث رؤيا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام.
</< B> فعمدت قبل كل شيء إلى النظر في سنده وصحته، فإن كان ضعيفًا فقد كفيت العناء، فإذا بي أجد أنه صحيح ومروي من طرق عديدة من عدد من كبار الصحابة رضي الله عنهم، بصيغ وألفاظ مختلفة في بعضها لكنها متقاربة. وقد أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما.</< B>
ووجدت أن علماء الحديث المحققين، كالعلامة ابن حجر في فتح الباري يتفقون مع الفقهاء في أنه لا تؤخذ الأحكام من هذه الرؤيا، وأن من رأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه يأمره بفعل أو ينهاه فعليه أن يعرض ذلك على أصول الشريعة وقواعدها التي قررها الفقهاء فما وافقها من رؤياه جاز له فعله، وما لا فلا.
وبعد لأي ما وجدت لنفسي التعليل وارتضيته، وهو أن الله تعالى لم يتعبدنا بأخذ الأوامر والنواهي من الرؤيا المنامية مهما كانت، وإنما تعبدنا بأخذ الأحكام والأوامر والنواهي من النصوص، نصوص الكتاب والسنة. وليس في هذا رد لحديث الرؤيا الثابت، ولكن مع التسليم بحصة هذا الحديث، ليست الرؤيا هي الطريق المشروع لأخذ الأحكام، وتلقي الأوامر والنواهي، فلا إشكال.
آراء الشراح في معنى هذا الحديث: </< B>
شراح هذا الحديث النبوي لهم في تفسيره كلام كثير وتصويرات عديدة ويمكن تصنيفهم إجمالاً إلى فريقين:
ـ فريق المتحفظين الذين يحددون المقصود بهذا الحديث النبوي، ويقيدون شموله، فيقولون: إن المراد بهذا الحديث من يرى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه على صورته المعروفة، جريًا مع الرواية التي جاء فيها: "فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي".
وهؤلاء يفسرون المراد بصورته المعروفة أن يكون الرائي رآه في صورة تتفق مع ما ورد من أوصافه الجسمية، وحليته وهيئته ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
فأما إذا رآه على حالة مخالفة، كما لو رآه أبيض الشعر مثلا فلا عبرة لرؤياه.
وينقل العلامة ابن حجر دليلا على ذلك يؤيده هو، ما أخرجه الحاكم عن عاصم بن كليب، قال حدثني أبي، قال: قلت لا بن عباس: إني رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام قال صفه لي، قال: فذكرت الحسن بن علي فشبهته به، قال ابن عباس: قد رأيته. قال ابن حجر: وسند هذا الحديث جيد.
وفي طليعة هذا الفريق من الشراح المتحفظين: محمد بن سيرين، ثم القاضي عياض وهم لا يقيدون مدلول هذا الحديث النبوي بزمان ولا بأشخاص، وإنما يقتصرون على تقييده بأن يرى الرائي الرسول على صورة لا تخالف أوصافه المنقولة ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
الفريق الثاني: هم الموسعون وهم الذين يرون أن المراد بهذا الحديث أن كل من رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام فإنه يراه حقيقة، سواء كانت رؤياه إياه على صفته المعروفة أو على غيرها.
</< B> وفي طليعة هذا الفريق المازري والنووي، وقد تعقب النووي ما قاله القاضي عياض قال ما نصه:</< B>
" هذا الذي قاله القاضي ضعيف، بل الصحيح أن يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها كما ذكره المازري".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/86)
لكن العلامة ابن حجر تعقب رأي النووي هذا وقال عنه: "إن هذا الذي رده الشيخ يعني النووي تقدم اعتباره عن محمد بن سيرين إمام المعبرين، وإن الذي قاله القاضي أي عياض هو توسط حسن".
والرأي الذي انتهيت إليه واطمأنت إليه نفسي في فهم المراد بهذا الحديث النبوي أنه خاص بعصر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعصر صحابته الكرام، وليس له امتداد في الزمان ولا في الأشخاص. وحينئذ يكون قد انتهى حكمه بوفاة أخر صحابي من الصحابة الكرام الذين عايشوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو شاهده أحدهم ولو مرة واحدة، وتعرف صورته الحقيقة.
فبعد وفاة كل من كانوا يعرفون هيئته وصورته الحقيقة عن مشاهدة وعيان في حياته صلى الله عليه وآله وسلم انتهى حكم هذا الحديث، ولم يعد ينطبق على من يرى من أهل العصور اللاحقة في منامه شخصًا يقوم في روعه هو، أو يقول له الشخص المرئي نفسه، أو يقال له: إنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يشمل الحديث النبوي المذكور شيئا من هذه الرؤى التي يراها أحد من الأجيال اللاحقة بعد وفاة جميع الذين كانوا يعرفون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصورته وهيئته الحقيقية عن مشاهدة وعيان. وما الرؤى التي يرى فيها أحد من الأجيال اللاحقة في منامه شخصًا يقال له إنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا كسائر الرؤى التي يرى فيها ما يرى من أشخاص أو أشياء أو أحداث ولا تفترق عن هذه الرؤى العادية في شيء.
ذلك لأن الحديث النبوي المذكور قد اتفقت جميع رواياته التي أوردناها على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما قال: "من رآني" أو قال: "من رآني في المنام". وضمير المتكلم في قوله: "من رآني" عائد إلى الرسول، أي إلى شخصه بذاته وهيئته، أي بصورته الحقيقية التي كان عليها. وهذا لا يتحقق إلا لمن يعرف صورته الحقيقة. وهم أصحابه الكرام الذين عايشوه، أو رآه أحدهم ولو مرة واحدة. فأما من لم يره ولا يعرف صورته الحقيقة فلا يمكن أن يقال: إنه رأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه، لأنه لا يعرفه بصورته وهيئته الحقيقة، فكيف يصح أن يقال إنه رآه. بل كل منا في مثل هذه الرؤى أن أصحابها رأوا شخصًا لا يعرفونه، قيل لهم، أو قال هو لهم، أو قام في روعهم أنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا كله من قبيل الأحلام العادية، التي قد يتمثل فيها الشيطان للنائم في صورة شخص ما غير شخصية الرسول الحقيقة، ويوحي الشيطان فيها للنائم أو يقول له إن ذلك الشخص الذي رآه هو الرسول. فهذه الرؤى كلها لا ينطبق عليها الحديث الذي هو محل البحث، والذي خاطب به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابته الكرام الذين يعرفونه شخصيًا، بقوله لهم "من رآني" أو "من رآني في المنام". إذ لا يستطيع أحد بعدهم أن يزعم أنه رأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصورته الحقيقة، وهو لم يعرفه!!
</< B> هذا التفسير وهذا التعليل مستفاد بوضوح من التعبير بياء المتكلم في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من رآني" وهو الصيغة الواردة في جميع الروايات، وهو واضح كل الوضوح لمن يحسنون فهم النصوص، فهو مقتضي التعبير بياء المتكلم. </< B>
ثم إذا نظرنا إلى التعليل الوارد أيضا في نص الحديث بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "فإن الشيطان لا يتمثل بي" وفي رواية صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه: "فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي" وهكذا ورد فيها التعبير بلفظ: أن يتمثل في صورتي). أقول: إذا نظرنا إلى هذا التعليل الوارد في نص الحديث نفسه والتعابير التي جاءت فيه: "أن يتمثل بي" "أن يتمثل في صورتي" يزداد المعنى الذي ذكرته وضوحًا، وهو أن الحديث مقصور على من يرى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهيئته وصورت الحقيقية التي يعرفها من قبل، كما يدل عليه ضمير المتكلم في قوله "رآني" وقوله: "أن يتمثل بي" وهذا كان كافيًا للدلالة على هذا المعنى، وهو أن هذا الحكم مخصوص بمن يرى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهيئته الحقيقية التي يعرفه بها من قبل، ولكن جاءت رواية مسلم عن جابر رضي الله عنه بلفظ "أن يتمثل في صورتي" حاسمة في الموضوع، ونافية لكل احتمال آخر. فمن الذي يعرف صورته وهيئته الحقيقية عليه الصلاة والسلام إلا من لقبه؟
ولا ننكر أن أن من الناس قومًا صالحين صادقين يرون في المنام أنهم رأوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة قد تتفق وقد تختلف مع صفاته وحليته المنقولة المدونة، ولكنها – أي رؤياهم – لا تدخل تحت هذا الحديث الذي انقضى حكمه، وإنما هي رؤيا من الرؤى العادية، وتعبر كما يعبر غيرها.
هذا، وقد طرح علي سؤال يقول: إذا صح هذا الفهم في هذا الحديث، واعتبر حكمه موقوتًا ومنتهيًا بوفاة آخر صحابي ممن عرفوا صورة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهيئته الحقيقية، فماذا تقول إذن بالرؤيا الصالحة التي ثبت في السنة الصحيحة أنها تكون صادقة، وورد عند الترمذي أن الرؤيا الصالحة بشرى من الله، وروي عن عبادة ابن الصامت أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/87)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 02 - 06, 11:47 م]ـ
ما ذهب إليه الشيخ الزرقا رحمه الله لم يسبق إليه من أحد من أهل العلم، وهذا يكفي في تضعف هذا القول، وليس هناك داع لهذا التأويل الذي ذكره بحصر ذلك بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث شرحه العلماء وبينوا المقصود منه وأن معناه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء وصفه في السنة الصحيحة فقد رآه رؤيا صحيحة، ولو رآه أحدا من الصحابة على غير الصفة الصحيحة له فلا تكون رؤياه صحيحة.
جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله
( ... عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب قَالَ " كَانَ مُحَمَّد - يَعْنِي اِبْن سِيرِينَ - إِذَا قَصَّ عَلَيْهِ رَجُل أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِفْ لِي الَّذِي رَأَيْته، فَإِنْ وَصَفَ لَهُ صِفَة لَا يَعْرِفهَا قَالَ: لَمْ تَرَهُ وَسَنَده صَحِيح.
وَوَجَدْت لَهُ مَا يُؤَيِّدهُ: فَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد) انتهى.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 12:21 ص]ـ
يُنظر: الموافقات للشاطبي (2/ 457 - 459)، والاعتصام له (1/ 260 - 264)، ومجموع فتاوى ابن تيمية (27/ 457 - 458)، والفروق للقرافي (4/ 245 - 246)، والمهدي لمحمد إسماعيل (ص 225 - 230).
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 11:01 م]ـ
أرجو تفصيل هذا الموضوع , وذكر نص إجماع العلماء على عدم جواز أخذ الأحكام من الرؤا , وحكم المخالف في ذلك , وأيضا أرجو ذكر أقوال العلماء في حكم من جوز أخذ الأحكام من الرءا , أو صحح حديثا بزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 05:23 م]ـ
للرفع
أرجو تزويدي بكتاب للعلماء القدماء يتحدث حول هذا الموضوع إن وجد، أو جمع أقوالهم في ملف، أو سردها هنا، فالموضوع مهم جدا.
والله المستعان المرجو أن يجنبنا الزلل.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 04:42 م]ـ
هل من مجيب على أسئلتي؟؟
ـ[محمد ابو ضحى]ــــــــ[15 - 03 - 06, 05:15 م]ـ
لا يثبت حكم ولا شرع من الرؤيا
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:47 م]ـ
[ quote= عبدالرحمن الفقيه] ما ذهب إليه الشيخ الزرقا رحمه الله لم يسبق إليه من أحد من أهل العلم، وهذا يكفي في تضعف هذا القول،
اقول:
يا سبحان الله وهل العلم فقط انحصر في السابقين، ام انه مجرد التقليد
وهل مجرد ان القول لم يسبق اليه يدل على ضعفه، لو كان ذلك صحبحا لما جرء امام على مخالفة من سبقه
قولك هذا اخي هو الضعف بعينه
اما استدلال الزرقا رحمه الله فهو وان كان غريب (وهذا الاولى عند الحديث عن راي جديد لم يسبق اليه احد) الا اني ارى فيه من القوة مافيه، فيستحيل ان يتخيل انسان شخص ما لم يره قط
فيستحيل انت اخي الكريم حتى لو قرات صفة النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ان تتخيل صورته بصفة جازمة او تتخيل صورة وجهه،
فيحمل الحديث على من راى النبي والله تعالى اعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 03 - 06, 11:03 م]ـ
نعم أخي الكريم حفظك الله، فمثل هذه المسألة التي تهم المسلمين في كل عصر ويمر عليها هذه السنين الطوال ثم يأتي رجل معاصر بقول غريب لم يسبقه إليه احد من العلماء يعتبر في الجملة من الأقوال الضعيفة.
والزرقا رحمه الله يرى أن الرؤى التي يراها غير الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم إنما هي رؤى عادية!
وهذا كلام الزرقا رحمه الله
(فبعد وفاة كل من كانوا يعرفون هيئته وصورته الحقيقة عن مشاهدة وعيان في حياته صلى الله عليه وآله وسلم انتهى حكم هذا الحديث، ولم يعد ينطبق على من يرى من أهل العصور اللاحقة في منامه شخصًا يقوم في روعه هو، أو يقول له الشخص المرئي نفسه، أو يقال له: إنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يشمل الحديث النبوي المذكور شيئا من هذه الرؤى التي يراها أحد من الأجيال اللاحقة بعد وفاة جميع الذين كانوا يعرفون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصورته وهيئته الحقيقية عن مشاهدة وعيان. وأما الرؤى التي يرى فيها أحد من الأجيال اللاحقة في منامه شخصًا يقال له إنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا كسائر الرؤى التي يرى فيها ما يرى من أشخاص أو أشياء أو أحداث ولا تفترق عن هذه الرؤى العادية في شيء).
وقد ذكرت لك بارك الله فيك دليلا واضحا في الرد على ما ذهب إليه الزرقا
جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله
( ... عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب قَالَ " كَانَ مُحَمَّد - يَعْنِي اِبْن سِيرِينَ - إِذَا قَصَّ عَلَيْهِ رَجُل أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِفْ لِي الَّذِي رَأَيْته، فَإِنْ وَصَفَ لَهُ صِفَة لَا يَعْرِفهَا قَالَ: لَمْ تَرَهُ وَسَنَده صَحِيح.
وَوَجَدْت لَهُ مَا يُؤَيِّدهُ: فَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد) انتهى.
فابن عباس رضي الله عنه أقر بأن غير الصحابة يمكنهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
وهناك أدلة أخرى من أقوال العلماء على مر العصور في تفسيرهم للرؤى وفي شرحهم للأحاديث المتعلقة برؤية النبي صلى الله عليه وسلم من غير تخصيص منهم للصحابة بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/88)
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:08 ص]ـ
نعم أخي الكريم حفظك الله، فمثل هذه المسألة التي تهم المسلمين في كل يعصر ويمر عليها هذه السنين الطوال ثم يأتي رجل معاصر بقول غريب لم يسبقه إليه احد من العلماء يعتبر في الجملة من الأقوال الضعيفة.
والزرقا يرى أن الرؤى التي يراها غير الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم إنما هي رؤى عادية!
وهذا كلام الزرقا رحمه الله
(فبعد وفاة كل من كانوا يعرفون هيئته وصورته الحقيقة عن مشاهدة وعيان في حياته صلى الله عليه وآله وسلم انتهى حكم هذا الحديث، ولم يعد ينطبق على من يرى من أهل العصور اللاحقة في منامه شخصًا يقوم في روعه هو، أو يقول له الشخص المرئي نفسه، أو يقال له: إنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يشمل الحديث النبوي المذكور شيئا من هذه الرؤى التي يراها أحد من الأجيال اللاحقة بعد وفاة جميع الذين كانوا يعرفون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصورته وهيئته الحقيقية عن مشاهدة وعيان. وأما الرؤى التي يرى فيها أحد من الأجيال اللاحقة في منامه شخصًا يقال له إنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا كسائر الرؤى التي يرى فيها ما يرى من أشخاص أو أشياء أو أحداث ولا تفترق عن هذه الرؤى العادية في شيء).
وقد ذكرت لك بارك الله فيك دليلا واضحا في الرد على ما ذهب إليه الزرقا
جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله
( ... عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب قَالَ " كَانَ مُحَمَّد - يَعْنِي اِبْن سِيرِينَ - إِذَا قَصَّ عَلَيْهِ رَجُل أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِفْ لِي الَّذِي رَأَيْته، فَإِنْ وَصَفَ لَهُ صِفَة لَا يَعْرِفهَا قَالَ: لَمْ تَرَهُ وَسَنَده صَحِيح.
وَوَجَدْت لَهُ مَا يُؤَيِّدهُ: فَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد) انتهى.
فابن عباس رضي الله عنه أقر بأن غير الصحابة يمكنهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
وهناك أدلة أخرى من أقوال العلماء على مر العصور في تفسيرهم للرؤى وفي شرحهم للأحاديث المتعلقة برؤية النبي صلى الله عليه وسلم من غير تخصيص منهم للصحابة بذلك.
اخي الكريم: اما ماذكرت من قول ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وابن سيرين فهذا لا يعدو مجرد اجتهاد - وقول الصحابي ليس حجة - والدليل هو ما قال الله، قال رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والخلاف هو في توجيه الحديث الشريف
اما انه قول غريب لذا فهو ضعيف
فابن تيمية رحمه الله خالف جميع من سبقه من العلماء في اعتبار طلاق الثلاث واحدة.وكان الصواب ما قال حين نظر في مجموع الادلة ووجهها التوجيه الصحيح.
فمجرد ان يمضي زمن على فهم هذا الحديث لا يدل على ضعف القول، انما نحكم على ضعف القول إذا لم يكن مقنعا منسجما مع النص
اما ما عدا ذلك فليس من قواعد الاستدلال في شيء، والا لكان نبه اليه العلماء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:22 ص]ـ
اخي الكريم: اما ماذكرت من قول ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وابن سيرين فهذا لا يعدو مجرد اجتهاد - وقول الصحابي ليس حجة - والدليل هو ما قال الله، قال رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والخلاف هو في توجيه الحديث الشريف
اما انه قول غريب لذا فهو ضعيف
فابن تيمية رحمه الله خالف جميع من سبقه من العلماء في اعتبار طلاق الثلاث واحدة.وكان الصواب ما قال حين نظر في مجموع الادلة ووجهها التوجيه الصحيح.
فمجرد ان يمضي زمن على فهم هذا الحديث لا يدل على ضعف القول، انما نحكم على ضعف القول إذا لم يكن مقنعا منسجما مع النص
اما ما عدا ذلك فليس من قواعد الاستدلال في شيء، والا لكان نبه اليه العلماء
قول الصحابي الذي لم يخالفه غيره له اعتباره وقوته.
وتتابع العلماء على شرح الحديث بذلك يدل على قوة هذا القول
وأيضا فالنص عن النبي صلى الله عليه وسلم عام لكل المسمين فما الذي جعل الزرقا يخصصه بالصحابة دون غيرهم؟
فإن قال لأنه الصحابة عاينوه فيجاب عن ذلك بأن صفة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة في السنة الصحيحة ويمكن لأي أحد معرفتها.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:48 ص]ـ
قول الصحابي الذي لم يخالفه غيره له اعتباره وقوته.
وتتابع العلماء على شرح الحديث بذلك يدل على قوة هذا القول
وأيضا فالنص عن النبي صلى الله عليه وسلم عام لكل المسمين فما الذي جعل الزرقا يخصصه بالصحابة دون غيرهم؟
فإن قال لأنه الصحابة عاينوه فيجاب عن ذلك بأن صفة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة في السنة الصحيحة ويمكن لأي أحد معرفتها.
اخي الكريم: لاحظ ان نص الحديث {من رآني في المنام}
ولم يقل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من راى صفتي والفرق واضح بين.
وهذا ما دعى الامام الزرقا رحمه الله لأن يخصص الحديث بالصحابة رضي الله عنهم، لأنهم هم وحدهم الذين رأوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عيانا بهيئته وصفته.
ومهما اوتي انسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة كما تقول فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
اما بخصوص تتابع العلماء على شرح الحديث بما ذكرت لايعني انه صواب وما عداه ضعيف او باطل،بل قوة الراي وحجيته ورجحانه انما تكتسب من قوة الاستدلال وانسجامها مع النص والواقع
وقد ذكرت لك مثالا في رأي ابن تيمية رحمه الله في طلاق الثلاث
والله اسال ان يهدينا سواء السبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/89)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 01:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام) لايقصد به الصحابة وحدهم، بل يشمل الجميع، فتخصيصه بالصحابة رضي الله عنهم بقولك ((لاحظ ان نص الحديث من رآني في المنام
ولم يقل من راى صفتي والفرق واضح بين)). فالمعني نعم هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم بصفته التي كان عليها، وليس معنى الحديث أن الصحابي الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يراه حقيقة في نفس الوقت؟ وإنما المقصود أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حقا لأن الشيطان لايتمثل به، فقوله إن الشيطان لايتمثل به دليل على أن المقصود هو رؤية التمثيل، كما جاء في الحديث (فإن الشيطان لايتصور أو قال لايتشبه بي) وفي لفظ كذلك (فإن الشيطان لايتمثلني).
وأما ما ذكرت حفظك الله بقولك (ومهما اوتي انسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة كما تقول فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -).
فهذا أمر غير صحيح، فما زال الناس يصفون النبي صلى الله عليه وسلم من طفولته وبعد بعثته ويعرفونه بصفته، وكذلك تناقل أهل الإسلام صفة النبي صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل.
فقولك ومهما أوتي الإنسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
فما المانع من ذلك؟ هل هناك دليل شرعي يمنع من ذلك أو دليل عقلي يجعله مستحيلا؟
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[16 - 03 - 06, 04:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام) لايقصد به الصحابة وحدهم، بل يشمل الجميع، فتخصيصه بالصحابة رضي الله عنهم بقولك ((لاحظ ان نص الحديث من رآني في المنام
ولم يقل من راى صفتي والفرق واضح بين)). فالمعني نعم هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم بصفته التي كان عليها، وليس معنى الحديث أن الصحابي الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يراه حقيقة في نفس الوقت؟ وإنما المقصود أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حقا لأن الشيطان لايتمثل به، فقوله إن الشيطان لايتمثل به دليل على أن المقصود هو رؤية التمثيل، كما جاء في الحديث (فإن الشيطان لايتصور أو قال لايتشبه بي) وفي لفظ كذلك (فإن الشيطان لايتمثلني).
وأما ما ذكرت حفظك الله بقولك (ومهما اوتي انسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة كما تقول فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -).
فهذا أمر غير صحيح، فما زال الناس يصفون النبي صلى الله عليه وسلم من طفولته وبعد بعثته ويعرفونه بصفته، وكذلك تناقل أهل الإسلام صفة النبي صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل.
فقولك ومهما أوتي الإنسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
فما المانع من ذلك؟ هل هناك دليل شرعي يمنع من ذلك أو دليل عقلي يجعله مستحيلا؟
اخي العزيز:
قولك: "فما زال الناس يصفون النبي صلى الله عليه وسلم من طفولته وبعد بعثته ويعرفونه بصفته، وكذلك تناقل أهل الإسلام صفة النبي صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل."
انا لا اشكك في ان صفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محفوظة وتناقلها الناس جيلا بعد جيل
ولكن اخي العزيز الصفة شيء وحقيقة وواقع الصورة والملامح والخلقة شيء آخر، وقد وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا موسى وعيسى وابراهيم عليهم السلام كما نُقل لنا اوصاف بعض الصحابة
ولكن: هل يستطيع انسان ان يجزم بان الصورة المطبوعة في ذهنه للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي ذات الصورة التي خلق عليها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بالتاكيد لا يجزم بهذه الصورة الا من راى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عيانا، واظن ان الامر واضح كالشمس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/90)
فيصبح معنى الحديث: من راى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في منامه على خلقته وصورته وهيئته وملامحه في الواقع فقد رآه حقا، وذلك لا يتأتى الا للصحابة رضوان الله عليهم او لمن شاهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عيانا. (والاحاديث التي سترد لاحقا تدل دلالة واضحة على ذلك)
اما بخصوص ان الشيطان لا يتمثل صورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فانا اؤيدك ان المراد بذلك هو التمثيل ولكن اخالفك بعض الشيء فيما ذهبت اليه، واقول وبالله التوفيق:
1. ان الرؤى - ولا شك في ذلك - هي صورة وخيال وليست واقعا محسوسا، ولكنها في كثير من الاحيان تعبر عن الواقع او المستقبل او المخاوف .... الخ فهي اذن تمثيل وليست واقعا محسوسا
ولذلك كثير منها تاتي بشكل رموز كما في قصة يوسف عليه السلام.
2. ان الشيطان يستطيع ان يغير من صورته ويتشبه بكثير من الاحياء، فقد ياتي بصورة انسان او حيوان، .... الخ الا انه لا يستطيع ان يتشبه صورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (اي انه لا يستطيع ان يطابق صورته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - او يتشبهها)
3. الحديث كما ترى نفى ان يكون مجيء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام خلاف صورته وبالتالي نفى التمثيل للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويعني هذا ان الذي تثبت رؤيته للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام هو الذي يراه بصورته الحقيقية، لا بصورة تمثيلية او تقريبية.ونفي تمثل الشيطان بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يقتضي اثبات ان الهيئة التي ياتي بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام تمثيلية (تقريبية) بل النصوص تدل على عكس ذلك
4. يتضح من كل ما مضى ان المراد ب (لا يتمثل بي): اي لا يتمثل بصورتي الحقيقية في المنام او في اليقظة وهذا واضح ولله الحمد.
5. تدبر معي هذه النصوص:
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي (لا حظ التطابق بين رؤية المنام ورؤية اليقظة دليل ان المشاهدة واحدة، اليس كذلك)
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي
{عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ [ u] لَا يَتَكَوَّنُنِي [/ u] } ( اي لا يأتي على شاكلته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا بصورته)
{مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي}
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي (لاحظ ان الحديث قرن بين التمثل والصورة)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِي؛ اذن اساس الرؤية الصورة
الاحاديث كلها في البخاري ومسلم عدا الاخير فهو في سنن ابن ماجه
.
6. امابخصوص:
(فقولك ومهما أوتي الإنسان من قدرة على تخيل صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استنادا الى صفاته المحفوظة فلن يستطيع ان يستحضر صورة لشخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/91)
فما المانع من ذلك؟ هل هناك دليل شرعي يمنع من ذلك أو دليل عقلي يجعله مستحيلا؟
فاجمع اخي الكريم صفات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واقرأها جميعا وتخيل انت ذاتك صورة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واعصر ذهنك وجوارحك في ذلك، اتستطيع بعد ذلك ان تجزم او تجرؤ ان تجزم بان الصورة التي تفتق عنها ذهنك هي صورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اشك في ذلك ويكفيني هذا دليلا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:31 م]ـ
بارك الله فيك
قولك
ولكن اخي العزيز الصفة شيء وحقيقة وواقع الصورة والملامح والخلقة شيء آخر، وقد وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا موسى وعيسى وابراهيم عليهم السلام كما نُقل لنا اوصاف بعض الصحابة
هذا أخي الكريم غير صحيح فليس هناك فرق بينهما، فإن صفة الشيء هي بيانه وتوضيحه وذكر ما يتميز به، فصفة الشخص هي بيان ملامحه وهيئة خلقته ونحو ذلك.
فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صفته المعروفة فقد رآه حقا فإن الشيطان لايتمثل في صورته.
وأنت توافق على أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يمكنهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فهذا يدل على أن هذا الأمر ممكن وواقع، فعندما يراه غير الصحابي فإنه يبحث عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان ما رآه مطابقا لصفته صلى الله عليه وسلم فقد رآه حقا، وإن كانت غير مطابقة فلم يره صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء عند أحمد مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد
فهذا صحابي جليل لايعرف له مخالف من الصحابة يسأل التابعي عن صفة من رآه في المنام فعنما ذكر له أن رأى شبه الحسن بن علي رضي الله عنه قال له (قد رأيته).
فمعنى هذا أن معرفة صورة النبي صلى الله عليه وسلم وتخيلها ممكن وجائز على حسب ما ورد في الأحاديث الصحيحة.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[16 - 03 - 06, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك
قولك
ولكن اخي العزيز الصفة شيء وحقيقة وواقع الصورة والملامح والخلقة شيء آخر، وقد وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا موسى وعيسى وابراهيم عليهم السلام كما نُقل لنا اوصاف بعض الصحابة
هذا أخي الكريم غير صحيح فليس هناك فرق بينهما، فإن صفة الشيء هي بيانه وتوضيحه وذكر ما يتميز به، فصفة الشخص هي بيان ملامحه وهيئة خلقته ونحو ذلك.
فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صفته المعروفة فقد رآه حقا فإن الشيطان لايتمثل في صورته.
وأنت توافق على أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يمكنهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فهذا يدل على أن هذا الأمر ممكن وواقع، فعندما يراه غير الصحابي فإنه يبحث عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان ما رآه مطابقا لصفته صلى الله عليه وسلم فقد رآه حقا، وإن كانت غير مطابقة فلم يره صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء عند أحمد مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد
فهذا صحابي جليل لايعرف له مخالف من الصحابة يسأل التابعي عن صفة من رآه في المنام فعنما ذكر له أن رأى شبه الحسن بن علي رضي الله عنه قال له (قد رأيته).
فمعنى هذا أن معرفة صورة النبي صلى الله عليه وسلم وتخيلها ممكن وجائز على حسب ما ورد في الأحاديث الصحيحة.
اخي بارك الله فيك:
الصحابة رضوان الله عليهم يمكن ان يروا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على صورته وهيئته لانهم عاينوه وشاهدوه
اما من بعدهم فالامر مختلف، لانهم لم يشاهدوه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لزومك غير لازم)
اما قولك: " هذا أخي الكريم غير صحيح فليس هناك فرق بينهما، فإن صفة الشيء هي بيانه وتوضيحه وذكر ما يتميز به، فصفة الشخص هي بيان ملامحه وهيئة خلقته ونحو ذلك."
فهذا كلام غريب
فمعاينة الشيء ليس كوصفه وهذا واضح قطعا، وقد قيل " ليس الخبر كالعيان "
وصورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اصبحت لمن بعده ممن لم يره عيانا هي من باب الغيب، فهل يمكن تخيل امر غيبي على وجه القطع؟!!!
الجنة ونعيمها: ذكرت صفتها في الكتاب العزيز والسنة المطهرة، فهل يمكن لك اخي الكريم ان تعتبر
ما في مخيلتك هو واقع الجنة وعين نعيمها؟!!!
هذا الفرق الواضح بين وصف الشيء وحقيقته.
وهذا ما اريد ان ابينه لك منذ البداية، والامر لا يحتاج الى كبير عناء حتى يفهم او يدرك
سعدت جدا بالتعرف عليك، وفقنا الله لما فيه معرفة الحق واهله ومحبتهم ونصرتهم انه ولي ذلك والقادر عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/92)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:51 ص]ـ
آمين، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، وأن يجنبنا وإياك اتباع الأقوال الضعيفة والشاذة.
لايلزم من معرفة صفات الشخص أن تفيد القطع بمعرفة صورته الحقيقية، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر المسلمين كلهم أولهم وآخرهم أن من رآه في المنام فقد رآه، فالشيطان لايتمثل به كما يتمثل بغيره، فإذا كان الشخص الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم على معرفة بالصفات الواردة له في السنة، ورآه كما جاءت صفته فإنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه الرؤيا مما يستأنس بها ولايؤخذ منها حكما شرعيا أو غيره حتى نحتاط فيها ونطلب فيها القطع، وإنما هي من المبشرات.
وكان الإمام مالك رحمه الله يقول: قل يوم إلا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[20 - 03 - 06, 01:19 ص]ـ
طمئني يا شيخ عبد الرحمن ..
فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يساره موسى بن عمران وكان عليه الصلاة والسلام فرحا متهللا, يملأ وجهه النور, وكان مدور الوجه عريض الصدر, ربعة وسطا, ثم أعطاني يده فأمسكتها ونظرت فيها, وكانت حمراء ندية يظهر شعرها بوضوح ثم قبلتها ..... وانتهت ...
وكنت من حينها بخير وبشارة .... فها أتابع الشيخ الزرقا وأعتبر الذي رايته عفريتا, ونطلع منها بلا صوت ولا صورة؟؟.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:45 م]ـ
طمئني يا شيخ عبد الرحمن ..
فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يساره موسى بن عمران وكان عليه الصلاة والسلام فرحا متهللا, يملأ وجهه النور, وكان مدور الوجه عريض الصدر, ربعة وسطا, ثم أعطاني يده فأمسكتها ونظرت فيها, وكانت حمراء ندية يظهر شعرها بوضوح ثم قبلتها ..... وانتهت ...
وكنت من حينها بخير وبشارة .... فها أتابع الشيخ الزرقا وأعتبر الذي رايته عفريتا, ونطلع منها بلا صوت ولا صورة؟؟.
ياسبحان الله الزرقا لم يقل ان من راى شخصا في المنام وانباه انه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يكون عفريتا؟!! هذا كلام يجب ان ننزه انفسنا عن مثله عندما نبحث في مسألة ما بحثا علميا
انما خلاصة ما يراه الزرقا ان رؤيا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حقا (اي المطابقة لصورته) هي خاصة بمن شاهده
وما عدا ذلك فهو من باب الرؤى العادية وينطبق عليها حكمها فان كانت خيرا فيذكر الله ويحدث بها ويستبشر بالخير، وان كانت خلاف ذلك يتفل عن يمينه ويستعيذ بالله من الشيطان فانها لن تضره، كما علمنا ذلك المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وليس معنى ذلك انك رأيت الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذاته وصورته الحقيقية ولا موسى عليه السلام، والله تعالى اعلم، فهي كما قال الاخ عبد الرحمن، هي (استئناس) ليس الا.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[20 - 03 - 06, 04:29 م]ـ
آمين، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، وأن يجنبنا وإياك اتباع الأقوال الضعيفة والشاذة.
لايلزم من معرفة صفات الشخص أن تفيد القطع بمعرفة صورته الحقيقية، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر المسلمين كلهم أولهم وآخرهم أن من رآه في المنام فقد رآه، فالشيطان لايتمثل به كما يتمثل بغيره، فإذا كان الشخص الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم على معرفة بالصفات الواردة له في السنة، ورآه كما جاءت صفته فإنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه الرؤيا مما يستأنس بها ولايؤخذ منها حكما شرعيا أو غيره حتى نحتاط فيها ونطلب فيها القطع، وإنما هي من المبشرات.
وكان الإمام مالك رحمه الله يقول: قل يوم إلا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قولك اخي الكريم: لايلزم من معرفة صفات الشخص أن تفيد القطع بمعرفة صورته الحقيقية
احسنت في ذلك وهو الحق، فإذا كان من علم الصفات لم يقطع بالصورة: فكيف يكون من رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام ولم يعلم او يشاهد صورته قد رآه حقا (حتى وان علم صفاته)؟!!
فإن قلت لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انبأنا بذلك (بقوله من رآني في المنام فقد رآني حقا) وهو عام لكل المسلمين، قلت نعم هو عام لمن انطبق عليه الحديث، ونص الحدبث من رآني وليس من علم صفتي، ومن رأى النبي هم الصحابة رضوان الله عليهم ومن عاصره ورآه من غيرهم فعدنا الى النقطة الاولى (مثار الجدل حول تخصيص الحديث او تعميمه وتأويل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من رآني هل هي رؤية صفاته ام هي رؤية صورته) فإذا كان المراد رؤية صورة (وهو الذي رجحه الزرقا وهو الذي يتمشى ونص الحديث (من رآني) فهذا يعني ان الحديث خاص بالصحابة رضوان الله عليهم.واما الاخرى فقد بينت حفظك الله انه لا يلزم من معرفة صفات الشخص معرفة صورته فدل ان المراد بالحديث من راى صورتي في المنام
والشيطان لايتمثل بصورة النبي ولا يتكونه بنص الاحاديث؟!!
اما قولك:
(وهذه الرؤيا مما يستأنس بها ولايؤخذ منها حكما شرعيا أو غيره حتى نحتاط فيها ونطلب فيها القطع، وإنما هي من المبشرات)
فهذا لا غبار عليه وليس النقاش فيه انما الكلام فيمن راى الصفة هل يكون حقا قد راى النبي وان الصورة التي رآها في منامه هي صورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحقة هذا هو مثار الجدل وليس مثاره ان الرؤيا يؤخذ منها حكم او لا يؤخذ.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/93)
ـ[أبو الأم]ــــــــ[20 - 03 - 06, 05:14 م]ـ
استاذنا .. عبد الرحمن الفقيه .. من أين نقلت أن قول الشيخ الزرقا لم يسبقه احد من أهل العلم.؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 03 - 06, 10:40 م]ـ
أخي أبو الأم ومن سبقه إلى هذا القول، ننتظر إفادتك.
والنبي صلى الله عليه وسلم يخاطب جميع المسلمين بقوله (من رآني في المنام) وليس هذا قاصر على الصحابة رضوان الله عليهم، فمن رآه في المنام فقد رآه حقا إذا كان ذلك بالصفات الواردة.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 - 03 - 06, 02:31 م]ـ
وقال الفربري أيضا سمعت محمد بن أبي حاتم البخاري الوراق يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في المنام يمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع وقال الحافظ أبو أحمد بن عدي سمعت الفربري يقول سمعت نجم بن فضيل وكان من أهل الفهم يقول فذكر نحو هذا المنام أنه رآه أيضا وهذا ما روي عن البخاري في سبب كتابة الصحيح
فإن صحت هذه الرواية فقد {اى البخاري رسول الله في المنام وهو ليس صحابي
فكيف القول إذن؟؟؟؟
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:17 م]ـ
اخي الكريم نضال
ومن قال ان محمد الوراق رآى النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟؟؟
(رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في المنام يمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم)!!
خلف شخص قال عنه انه النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:42 م]ـ
الأخ دويكات ...
وطبعا لا يفوتك أن "قول" الزرقا, مجرد محاولة لطرق باب الحديث, ولن تصير دينا ومرجعا ..
ويجب أن ننزه أنفسنا عن استنزال أقوال الرجال كأنه فصل الوحي والخطاب .. وأرى بالحق أن ما أتى به عين التكلف بعد البشارة والتيسير ... فإن لم يرده العلماء, فيرده قلب المؤمن, ولو قال ما قال!.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[30 - 03 - 06, 06:57 م]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الأخ دويكات ...
وطبعا لا يفوتك أن "قول" الزرقا, مجرد محاولة لطرق باب الحديث, ولن تصير دينا ومرجعا ..
ويجب أن ننزه أنفسنا عن استنزال أقوال الرجال كأنه فصل الوحي والخطاب .. وأرى بالحق أن ما أتى به عين التكلف بعد البشارة والتيسير ... فإن لم يرده العلماء, فيرده قلب المؤمن, ولو قال ما قال!.
اخي غيث حفظك الله: انا لم استنزل قول احد مكان الوحي او مكان حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى ولو كان اماما ذا مكانة عظيمة كالزرقا (اعوذ بالله من ذلك)، فالمعصوم هو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وما عداه من البشر يؤخذ منه ويرد، لكني اراك عجبت من هذا الفهم السديد لما طبع في ذهنك من اقوال للعلماء في رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ترى فيها قدسية لا يجوز مخالفتها!!!
ولا اراك اخي الكريم الا قد عجلت في رايك هذا فلو كنت قد تدبرت المداخلات السابقة لاستبان لك الامر ولعلمت ان الخلاف في فهم الحديث وتطبيقه وان قول الزرقا فهم للحديث كما ان قول غيره فهم له ايضا
ولا يخفى عليك ان الفهم الاقرب للصواب هو ما دل عليه النص وانسجم مع العقل وتمشى مع الواقع
اما ان ما اتى به عين التكلف!! فلا اخالك وفقت في ذلك فاين التكلف فيمن يقول ان قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من رآني في المنام:اي من رآى ذات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (اي صورته التي خلق عليها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هل هذا تكلف في فهم النص ام انه ما دل عليه الحديث اصلا وأين التكلف في الذي يرى ان من رآى صورة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام لا بد ان يكون قد رآه قبل ذلك عيانا، اين التكلف اذا كان منطوق الحديث يؤيده اضافة الى منطق العقل والواقع
الا ترى معي ان التكلف كل التكلف فيمن يقول رأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام وهو لم ير قط صورته او شكله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!!! فأي عقل يمكن ان يتخيل شيئا لم يره في حياته البتة وان سطرت صفاته في مجلدات!!
واعجب من ذلك قولك فإن لم يرده العلماء فيرده قلب المؤمن ولو قال ما قال!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/94)
فهذا الكلام حفظك الله تجني على النص والعقل وعلى فهم العلماء وايمانهم!!! ولا احسبك ترى ان من قال بهذا القول قد جرد من الايمان!!!!!!!!!
نسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبي الهدى وآله وسلم تسليما كثيرا وبعد،
لقد انشغلت لبعض الظروف عن المنتدى، وأحزنني أنني لم أجد أجوبة شافية على كثير من المواضيع التي كتبتها. ومن بينها هذا الموضوع الذي ذهب الأخ دويكات بالموضوع بعيدا عن سبب طرحه، فليس الموضوع (صحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام) ليأتي بكلام الزرقا. فالموضوع أهم من ذلك بكثير، فأهل السنة كما أعلم يثبتون صحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فليس الكلام على هذا، الكلام ما يثبت من الرءا وما لا يثبت والدليل على ذلك، وأسئلة حول ذلك الأمر، وحكم المخالف، مما يدل على أن الموضوع المطروح موضوع متعلق بالعقيدة. ولذا أطلب من الأخ دويكات والأخ عبد الرحمن الفقيه أن لا يغيروا مسار الموضوع الأصلي. فالموضوع له علاقة وثيقة للرد على الصوفية من جهة والرد على المهري أعاذ المسلمين من شره.
وأعود لأكتب الموضوع مرة أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
لقد طرحت قبل أيام موضوع من حول من أثبت الإنجيل استنادا إلى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم كما يزعم. والرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70054
ولقد تفضل بعض الأخوة أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ما هي إلا مبشرات، ولقد راجعت كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين فرأيت أنه قال أن رؤية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي بشارة أو إنذار. ولم يقل بإثبات الأحكام ولا بتصحيح حديث ولا ولا ....
فالحمد لله أولا وآخرا.
ومجاوزة الحد في رؤية الرسول صلى الله على وسلم عن كونها بشارة أو إنذار هو اعتداء على النبوة لذا فالأمر جد خطير، ومدخل للزندقة والكفر، وسبحان الله أنه يجري في هذه الأيام الاستهزاء بهذا النبي الكريم عليه صلوات ربي وسلامه بأبي هو وأمي، وأيضا كما أنه يجب الرد على من يشتمونه يجب الرد على من يتعدون على حدود النبوة.
فالذي يدعي النبوة أو يحلل حراما أو يحل حراما من الرءا، هؤلاء الكل يعرفون ضلالهم، ولكن قد يلبس إبليس على بعض الناس حول:
1 - تصحيح الأحاديث من الرءا.
2 - ترجيح الآراء الفقهية من الرءا.
3 - أخذ أذكار من الرءا بزعم أن الذكر من الدين.
لذا وجب تفصيل هذا الأمر. وقد ذكر بعض الأخوة في الرابط الذي وضعته رؤية عمل بها أبو بكر رضي الله عنه فهلا تفضل أحد الإخوة بشرح تلك الرءية.
وأشكل علي أنني وأنا أبحث حول حديث (من رآني فقد رآني) قرأت أن أحدا من القدماء قال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له (أخبر فلان أنه كفر لأنه قال أن القرآن مخلوق وامرأته بانت منه)، ورأى آخر كما هو مكتوب - النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن حكم من قال أن القرآن مخلوق فأجابه أنه كافر، فسأله ما حكم من يقول لا هذا ولا هذا فعمل حركة كأنه كرهه، أو كما ورد، المهم أوردت هذين بالمعنى، فهذا إشكال أرجو حله، مع العلم أنني على يقين أنه لا يثبت حكم ولا شرع من الرؤا، لكنني قد أضعف في رد بعض الشبه وفهمها، لذا قلت أن قضية المبشرات وقضية ما يثبت عن النبي عن طريق الرؤا يجب تحقيقه بمزيد من العناية مع الاستعانة بأقوال العلماء ليرسخ.
لأن هذا الموضوع أسهل شيء ممكن يغرروا هؤلاء به الناس. خصوصا عندما يوردون حديث (من رآني في المنام فقد رآني) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشكل علي ما أورده الأخ أسامة عباس:
ويقول: (وقال النووي أيضاً في المجموع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم يرَ الناس الهلال، فرأى إنسانٌ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره) .. :
أظن أن النووي رحمه الله يقصد بقوله (فرأى إنسان النبي ... ) أي زعم أنه رأى، لأن مستحيل أن يرى الإنسان الرسول صلى الله عليه وسلم فيعطيه حكما شرعيا. ولو ادعى أحد ذلك، فهذا يعني أنه توهم أنه رأى النبي عليه السلام.
ويقول: (وقد ذكر الزرقاني في شرح الموطأ: أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اذهب إلى موضع كذا فاحفره فإن فيه ركازا فخذه لك ولا خمس عليك فيه، فلما أصبح ذهب إلى ذلك الموضع فحفره فوجد الركاز فيه! فاستفتى علماء عصره فأفتوه بأنه لا خمس عليه لصحة الرؤيا، وأفتى العز بن عبد السلام بأن عليه الخمس، وقال: أكثر ما ينزل منامه منزلة حديث روي بإسناد صحيح، وقد عارضه ما هو أصح منه وهو حديث في الركاز الخمس) ..
هذا يحتاج إلى شرح، كيف يثبت أولئك العلماء ذلك؟ أولئك العلماء الذين أفتوه أن لا ركاز عليه لا فرق بينهم وبين الصوفية. وأيضا ما حكمهم؟
ولم أفهم آخر ما قاله الإمام العز بن عبد السلام، فأطلب من الأخ أسامه شرحه لنا.
وسؤال آخر: على فرض أنه رأى أحد من الناس النبي صلى الله عليه في المنام وأمره بأمر هل يكون هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم كما لو أمره في حياته؟؟؟ أي هل يجب عليه تطبيقه، علما بأن ما أمره شرعي مثلا، كل ما أقوله افتراض، يعني مثلا لو قال له صل أمك، أو أكرم صديقك، أو أو،،،، الرجاء التفصيل حول هذا الأمر.
هذا سؤال مهم.
والحمد لله أولا وآخرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/95)
ـ[محمود أباشيخ الحاتمي]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:02 ص]ـ
أخذ الشرائع من الأحلام غير منطقية لسبب بسيط هو ان الحالم ليس معصوما كما ان الدين قد كمل وأتم الله نعمته علينا
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
كما ان أي تشريع جديد لا يمون الا بنيى آخر ومحمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياؤ والمرسلين
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 03:06 م]ـ
هناك شبهة وهي قول القائل: ما دام أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم حق، فإذا رآه وأعطاه من الشرع يكون ما قال له حقا. وإذا قلت للقائل أن الدين قد كمل فيقول أنه لا يخالفك وإنما يقول أنه لم يصل إليه جميع الشرع، فبذلك يقول أن الذي حكاه له رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام- بزعمه- من الشرع الذي لم يصل إليه، فكيف ترد عليه؟
وأيضا أرجو ذكر أقوال العلماء حول الإجماع في هذه المسألة أي أنه لا يثبت من الرءا أية أحكام شرعية ولا أمر ولا نهي ولا نفي.
وأيضا هناك من يقول حول تصحيح الحديث الضعيف من الرءا بزعم أنه لو رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له أن ذلك الرجل الضعيف هو ثقة، فيأخذ من الرءيا ويقرر تصحيح الحديث، لا تصحيح مباشر ولكن بتوثيق الراوي الضعيف فبذلك يصحح الحديث الضعيف. أي يعد توثيق ذلك الراوي الضعيف من المبشرات وبذلك يصحح الحديث الضعيف وهذا أمر خطير أرجو الرد عليه وشكرا.
وأيضا لو كان الأمر مشروعا على فرض أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للرائي أن يفعل أمرا مشروعا، فهل يكون مخالفة ذلك الأمر مخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم أنه لا يلزمه ذلك؟
وشكرا.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 02:53 م]ـ
للرفع، وأرجو الرد على الأسئلة.
ـ[محمود أباشيخ الحاتمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:16 ص]ـ
الي من لم يصل جميع الشرع؟؟ هل تقصدنا ام تقصد الصحابة .. إن كنت تقصد الصحابة فتدبر قول الله سبحانه وتعالي
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
انه لأمر عظيم اخي ان نقل ان الرسالة لم تصلنا بل هو اتهام الرسول صلي الله عليه وسلم بمخالفة الآية السابقة
الأمر واضح ومن يجادلونك لا يستحقون وقتك هداهم الله
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 01:53 م]ـ
المجادل يقصدنا نحن لا الصحابة، ولو كان يقصد الصحابة لكان قدحا في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر.
وأيضا لو تصفحت يا أخي الكريم الموضوع بأكمله ستجد أسئلة كثيرة لم تجب حتى الآن بإجابة كافية ووافية، فهلا أسعفتني بما عندك، وشكرا.(60/96)
هل تجب طاعة عيسى عليه السلام كنبي حين ينزل من السماء؟
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بالنسبة لعيسى عليه السلام، هو سيحكم بكتاب الله عز وجل ولن يأتي بشرع جديد، ولكن هل سيكون لا يزال يوحى إليه؟ وهل تجب طاعته علينا كنبي؟
وأيضا ما صحة أن المهدي عليه السلام يؤمه في الصلاة؟
وأيضا حول قتله الخزير وتكسيره الصليب هلا شرحتم هذا الأمر جيدا، وشكرا.
وأيضا ما حكم من زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيرجع في آخر الزمان بتأويله بعض النصوص، أو نسبة قول إلى ابن عباس؟ ما حكمه الواضح؟
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:37 ص]ـ
[ quote= أبو الوليد الربضي] وهل تجب طاعته علينا كنبي؟
[
السؤال
uote]
هو أصلاً لن يأمرنا إلا بطاعة. أليس كذلك؟(60/97)
أسأل عن مدى علمكم بمخطوط ٍ يكون صالحاً لتحقيقه
ـ[فدوى]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:26 م]ـ
أنا طالبة علم مبتدئة، و لي كل الفخر في أن يكون هذا الركن الشريف بشرف مضمونه، ملاذي للبحث والتعلم ... ولمالا الإفادة!!! ...
أسأل عن مدى علمكم بمخطوط ٍ يكون صالحاً لتحقيقه كبحث أتقدم به لنيل الدكتوراه، علني به أنال أجر الصدقةالجارية فيالحياة وبعد الممات.
و جزاكم الله خير هذا العمل.
صلى الله عليك ياحبيبي يا رسول الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:28 ص]ـ
قسم المخطوطات مليء بالدرر
ولو ذكرت القسم الذي ستتقدمين برسالتك إليه
ـ[فدوى]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:43 م]ـ
القسم الذي سأتقدم برسالتي إليه هو قسم السيرة النبوية الشريفة.(60/98)
سؤال حول دخول النار
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:27 م]ـ
هل يدخل احد النار قبل يوم القيامة وكيف نوجه الحديث الصحيح " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ"
فهل هذا من باب ما سيحصل أم ماذا؟؟؟؟
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:02 ص]ـ
سبحان الله ..
أخي في الله ... الآيات والأحاديث متظافرة متوافرة - بل الغالب أن الحكاية في أصحاب القبر - إنما هي بصيغة الماضي - فلا يعقل أن يكون هذا حكاية عن من تم إدخالهم النار .. بل وحديث الرجل الذي يقف أمام الدجال عندما يقول له: الان علمت أنك أنت الدجال الذي حدثنا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم .. يأخذه فيقذف به في النار، فيقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فهو يومئذ في الجنة "
كيف في الجنة ولم تقم الساعة بعد؟ وكلمة (يومئذ) تفيد الزمان .. والزمان لم يأت بعد .. ولكن أذكر في هذا كلاما سمعته من الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رضي الله عنه - تمنيت لو أذكر في أي شرح كان - قال إن ذلك إنما هو تأكيد على الحكم الذي وقع عليهم كأن أهل الجنة دخلوا الجنة وأهل النار دخلوا النار .. (اه) مثله مثل المرأة البغي التي دخلت الجنة في كلب .. ومثل المرأة التي دخلت النار في هرة ... والحديثان في صحيح البخاري .. وحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما قال لسيدنا بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " يا بلال، إني أسمع قرع نعالك في الجنة " فإن هذا الدخول من باب الحتم على قضاء الحكم وتأكيده ... والله أعلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 02 - 06, 10:59 م]ـ
إذا ممكن ان تورد الادلة التي من خلالها نثبت ان دخول النار يكون في القيامة فقط مع توجيه أحاديث ما راى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الاسراء من أشخاص يعذبون
وبارك الله فيك
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:30 م]ـ
سم طال عمرك .... على هذا الخشم ..
فقط لو تمهلني وقتا لأبحث لك جيدا إن شاء الله .. لأني الآن مسافر ...
وأسأل الله أن يجعلني وإياك سخرة لدين الله ومطيته ليرقى .. آمين
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:57 م]ـ
كنت مسافرا وعدت البارح فقط .. ولكني سألت بعض من هو أعلم مني ذلك أن علمي محدود فلم أحر عند أحد منهم جوابا واحدا .. ولكن الذي خرجت به أن التعمق في مثل هذه المسائل إنما هو ضرب من مشابهة المبتدعة وأهل الكتاب - وأعيذك بالله من ذلك - لأن أباهريرة رضي الله عنه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبياءهم " (مسلم 4348) فذاك أن اليهود لما أمرهم الله بذبح بقرة فما زالوا يرجعون إلى نبيه بخيبتهم وحمقهم حتى شروه بوزنها ذهبا .. ولكن لو جاءنا أمر من ربنا في القرآن أو من لفظ نبينا صلى الله عليه وسلم نقول: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) ولكن لو جاء القرآن والسنة على غير ما تستوعبه عقولنا فإننا لا نتقعر فيه ونحفر كما فعلت اليهود وكما فعل ضلاّل المناطقة والفلاسفة من بيننا ولا نضرب بين النصوص ولكن ندفع عوارض التضارب .. و نرد ذلك إلى الله ونمرره على ظاهر ما فهمناه ... ربما يكون من السهل أن نورد لكل قضية إشكالا ولكل مسألة مطبّاً فما كل سؤال وله جواب يكفي قدر السؤال ... ولكن مما مر علي في مسألتك هذه - وهذا مبلغ علمي ولا أتكلف ما لم يكلفني الله به - أن عذاب القبر ثابت مقرر بلا خلاف بين أهل السنة .. ولكن الخلاف هل هو بالروح فقط أم بالروح والجسد؟ وهذا تناطح فيه الأكابر .. وعن نفسي فإني أؤمن به وأعرض عن تفاصيله فإن ذلك ليس مما أحطت به ومما يمكنني معرفته وقياسه وليس هو ما أوقف عليه بين يدي الله. والأحاديث الصحيحة لا مرية فيها أن ذلك ثابت وأن عذاب الآخرة ثابت .. ومعاذ الله أن أتعلم من أهل الهوى الإعتراض على كل صغيرة وكبيرة لأشبع غروري وأصدق أني طالب علم لأني أعرف أسأل!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/99)
روى الإمام أحمد عن أبي سعدي الخدري رضي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح وهو خلفه، فقرأ فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال:" لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي ّ هاتين الإبهام والتي تليها، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة " (11354)
فكيف رأى إبليس؟ هل له جرم أم هو عرض لا يدرك بالحواس الخمس؟ وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر على الإحاطة بالأعراض بالدوام أم أن الله ألهمه في وقته؟ ولن تنتهي الإعتراضات!
ولكن نحن نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم، وبأنه رآه ولم يره الصحابة ...
وفي حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم موت ولده إبراهيم: " ........ يا أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي، فإنه ليس من شئ توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، ولقد جئ بالنار فذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، حتى قلت: أي رب وأنا فيهم؟ ورايت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن به قال إ نما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به! وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها، فلم تطعمها ولم تتركها تذهب فتأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا! وجئ بالجنة، وذلك لما رأيتموني تقدمت حين قمت في مقامي فمددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل. " (مسلم 1508) و (مسند أحمد 13897) واللفظ لأحمد رحمهما الله ... وأقترح أن يكون السؤال الذي سألته هناك ما هو أولى منه،، ذلك أن العذاب في البرزخين - القبر والأخرة - متحقق بلا شك .. ولكن الذي ينبغي أن نسأله هو: هل عذاب القبر وثوابه حقيقي أم هو كناية مبالغة لما يمكن أن يحصل - من ثواب أو عقاب؟
والذي يظهر لي أن هذا العذاب - قبل قيام الساعة - خاص بالروح دون الجسد عندنا في هذا حديث جميل جدا وغاية في الإيضاح .. وهو ما رواه سيدنا البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه وقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر – مرتين أو ثلاثا – زاد في حديث جرير هاهنا وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا هذا من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ - قال هناد قال: فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
قال: فيقول: هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت – زاد في حديث جرير – فذلك قول الله عزوجل (يثبت الله الذين آمنوا) الآية .. ثم اتفقا – أي جرير والبراء - قال فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة وألبسوه من الجنة، قال: فياتيه من روحها وطيبها، قال: ويفتح له فيها مد بصره. قال: وإن الكافر – فذكر موته – قال: فيعاد جسده في روحه ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه هاه؟ لا أدري! فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه؟
لا أدري! فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه هاه؟ لا أدري! فينادي مناد من السماء: أن كذب فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه – زاد في حديث جرير-
ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضُرب به جبل لصار ترابا! قال: فيضربه بها ضربة فيسمعها ما في المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا، قال: فيعاد فيه الروح.
رواه الإمام أبوداوود (4127) ... ولو تأملت هذا الحديث تنجلي لك غوامض كثيرة وتجاب عن أسئلة محيرة .. إذ كيف يتم تجليس المؤمن؟ بل ويوسع له مدّ بصره؟ فأين ذهبت القبور المجاورة؟ خاصة لو كانوا هم أيظا مؤمنين!! لا بل فوق هذا كله يفتح له باب إلى الجنة .. فأين الجنة؟
كل هذه لا يمكن أن تكون محسوسة في الواقع البشري الحقير .. مع العلم أنها حقيقية واقعية - لأن نبينا لا يكذب ولا يتناقض - ولكن إدراكنا أضعف من أن يحيط بهذا فنحن نمرره كما أخبرنا عنه حبيبنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ونعادي كل من يتهرطق أو يشكك فيه ..
ولننظر في حال صاحب النار .. كيف يأتيه من سمومها وحرها بدون أن يتأذى من ذلك جيرانه المؤمنون؟! فهذا في التفكير الدنيوي محال ولكنه حق كما أن الجنة حق والنار حق .. ولكن لقطع وسواس الهرطقة والإلحاد أقول: ألسنا نؤمن بالملائكة والجن؟ فأين هم؟ وما هم؟ وهذا كذاك ..
ومثل ذلك المؤمن أو الكافر الغريقان أو المحترقان أو المتفرقان إلى أشلاء يستحيل جمعها .. فهل يعقل أن ينجوان من العذاب؟ فلو كان كذلك فللهندوس مندوحة بالحرق ولباقي البشر بهم أسوة!
وهذا ما حضرني من الجواب وهذا مبلغ علمي وبه أؤمن وبه أموت وعليه ألقى ربي ...
وسامحني - بارك الله فيك - على التقصير في الجواب ..(60/100)
للمشاركة/ كيف نطبق سنة قبل التأكد من صحتها ....
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:56 م]ـ
فبعض الشباب قد يطبق سنة و قبل أن يتأكد من كونها سنة فعلاً ...
فأرجوا من أخواني ذكر بعض السنن التي لم تثبت فيه أحاديث صحيحة وكذلك السنن التي ورد فيه أحاديث ضعيفة حتى يتبن لطالب العلم ذلك ...
موقف
رأيت شاباً يلبس عمامة قد أدارها على رآسة وهو يمشي بين الناس وبلدنا لم تألف العمائم التي على هذا الشكل فكان غاية في الغرابة والشهره
فقلت له: يأفلان لماذا تلبس هذه العمامة وهي مخالفة لعادات أهل بلدك .... ؟ قال: لأن الرسول صلى الله علية وسلم كان يلبسها , وذكرني بأحاديث موضوعة في فضل العمامة , وأنها لباس الملائكة , و أنها ..... و أنها
والحق أن الأحاديث الواردة في فضل التعمم لا يصح منها شيء و إذن فهو يطبق سنة دون أن يتأكد من أنها سنة فعلاً ....
من كتيب مزالق في طريق العلم
د. سليمان العودة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:54 ص]ـ
قد تفيدك هذه الروابط في الكلام عما طلبت من معرفة بعض السنن التي لم تثبت
وعن الكلام عن سنن العادات وهو الأهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=395448
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=8212#post8212
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2559&highlight=%C7%E1%C3%D2%D1%C7%D1(60/101)
كم مرة صام النبي صلى الله عليه يوم عشوراء
ـ[جمال بسيوني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:18 ص]ـ
كم مرة صام النبي صلى الله عليه يوم عشوراء؟
ـ[جمال بسيوني]ــــــــ[30 - 03 - 06, 07:40 م]ـ
هل من مجيب
ـ[عبد القوي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 09:42 م]ـ
خرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه.
وأخرجه مسلم (وعنده: فلما جاء الإسلام)
يا أخ جمال التحديد صعب جدا
فما أظن أحد يستطيع أن يجيب على سؤالك
لأن النبي صلى الله عليه وسلم
صام عاشوراء في الجاهلية وفي الإسلام
فذكر كم صام عاشوراء غير موجود في الكتب
ـ[أبومصطفى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:06 ص]ـ
اجب انت يأخ جمال أفدنا بها أسال الله أن يعلى قدرك أبو هناد السلفى(60/102)
ما معنى الحمد؟
ـ[ابوسمية]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:19 ص]ـ
يقول العلماء ان الحمد معناه الثناء بالكلام على الجميل الاختيارى على وجه التعظيم
فما هو معنى الجميل الاختيارى؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:20 ص]ـ
اعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري.
فأخرج بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك من نوع الشكر.
وقوله على الجميل الاختياري أي الذي يفعله الإنسان بإرادته.
وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً لا حمداً.
والفرق بين الحمد والشكر: أن الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان
إحساناً إلى الحامد أو لم يكن، والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور، فمن هذا الوجه الحمد
أعم من الشكر، لأنه يكون على المحاسن والإحسان، فإن الله يحمد على ما له من الأسماء
الحسنى، وما خلقه في الآخرة والأولى، ولهذا قال: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً [الإسراء:111]
وقال: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ [الأنعام:1] إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام، فهو أخص من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب
واليد واللسان، ولهذا قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:13]، والحمد إنما يكون بالقلب
واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه، والحمد أعم من جهة أسبابه.
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=477
ـ[ابوسمية]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل
ولكن لا أفهم ماالمقصود برقم التواصل ولكم يسعدنى ان اتشرف بمراسلتكم
جمعنى الله واياكم مع نبينا صلى الله عليه وسلم ومع سلفنا الصالح
اَاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااامين
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:08 ص]ـ
الحمد: هو وصف المحمود بكمال المحبة و التعظيم، و يخرج من تعريفنا هذا المدح، فانك ان كنت مادحا شخصا فليس من الواجب ان تكون محبا له او معظما، انما تمدحه لجلب مصلحة او لدفع مضرة.
-بتصرف وجيز -
قرأت هذا مند مدة في شرح العثيمين رحمه الله تعالى لسورة الكهف لعلك ترجع للشرح
وفقكم الله لكل خير(60/103)
هل ورد أن "ميكائل" هو ملك القطر والنبات؟؟
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:55 ص]ـ
أعلم أن هذا ورد في مسند الإمام أحمد .. ولكن ما درجته ... ؟؟
ثم إن هذا من كلام اليهود, على فرض صحة الحديث!!
فهل صح عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا شيء؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:59 ص]ـ
أعلم أن هذا ورد في مسند الإمام أحمد .. ولكن ما درجته ... ؟؟
ثم إن هذا من كلام اليهود, على فرض صحة الحديث!!
فهل صح عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا شيء؟؟
السؤال
uote= غيث أحمد] أعلم أن هذا ورد في مسند الإمام أحمد .. ولكن ما درجته ... ؟؟
الحديث حسنه الشيخ شعيب في المسند
ثم إن هذا من كلام اليهود, على فرض صحة الحديث!!
فهل صح عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا شيء؟؟ [/ quote]
النبي عليه الصلاة والسلام أقرهم على ذلك ولم يكذّبهم
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:49 م]ـ
مشكور أخي زياد ..
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:22 م]ـ
عفا الله عنا وعنك وجزاك الله خيرا(60/104)
من فاتته سنة الفجر .. هل يصليها بعد فريضة الإمام .. أم بعد الشمس؟
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 01:20 ص]ـ
من فاتته سنة الفجر .. هل يصليها بعد فريضة الإمام .. أم بعد الشمس؟
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:12 ص]ـ
بعد الفريضة ولا ضير في ذلك إن شاء الله
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:17 ص]ـ
وقت قضاء سنة الفجر
القسم: فتاوى > أخرى
السؤال:
إذا فاتتني سنة الفجر فمتى أقضيها؟
الجواب:
إذا فاتت سنة الفجر فالمسلم مخير وهكذا المسلمة إن شاء صلاها بعد الصلاة وإن شاء صلاها بعد ارتفاع الشمس وهو أفضل وكل هذا ورد عن النبي، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بأنه رأى من يصلي بعد صلاة الفجر فأنكر عليه فقال يا رسول الله إنها سنة الفجر فسكت عنه صلى الله عليه وسلم. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بقضائها بعد ارتفاع الشمس وكل هذا بحمد الله جائز.
المصدر:
من برنامج (نور على الدرب) الشريط رقم (866) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1067
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:14 م]ـ
قال الإمام ابن المنذر في "الأوسط" (5/ 228): [إن شاء صلاهما إذا فرغ من صلاة الصبح، وإن شاء صلاهما إذا طلعت الشمس، وتعجيلهما بعد صلاة الصبح أحب إليَّ؛ لأن مؤخرهما قد ينسى قضاءهما ويغفل ذلك]. انتهى.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:14 م]ـ
..
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:43 م]ـ
وهل يجوز أن يقضيها فى وقت النهى وهو طلوع الشمس أم ينتظر طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ثم يقضيها؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:18 م]ـ
ينتظر طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ثم يقضيها
الأمر بقضائها بعد ارتفاع الشمس
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ........ الإشكال الذى حصل عندى هو أن النبى عليه الصلاة والسلام قال (من نسى صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) متفق على صحته ......... فإذا استيقظ الإنسان ولم يجد وقتا إلا لصلاة الفريضة .. ففى هذه الحالة يصلى الفريضة طبعا .. وبعدها يدخل وقت النهى فهل يصلى سنة الفجر أو ينتظر إلى ارتفاع الشمس قدر رمح ثم يصليها .. والحديث يدل على المبادرة فى قضاء الفوائت ...... ثم رأيت حديثا رواه الترمذى وهو قول النبى عليه الصلاة والسلام (من لم يصل ركعتى الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس) والحديث يدل على ان القضاء يكون بعد أوقات النهى ......... ولكن هل جميع الصلوات الفائتة تأخذ نفس الحكم فلا تصلى فى أوقات النهى؟ وهناك أوقات النهى التى تكون طويلة مثل بعد صلاة العصر ....... أم أن هذه الصلوات تأخذ حكم ذوات الأسباب فتصلى حتى فى أوقات النهى .......... ولماذا حصل التفريق بين قضاء صلاة الفجر بعد وقت النهى فى الحديث المذكور وبين كلام ا لعلماء فى أنه يجوز قضاء الصلوات الفائته حتى فى أوقات النهى للحديث (من نسى صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) ......... أرجو التوضيح وبارك الله فيكم وزادكم علما.
ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:47 ص]ـ
أرجو المعذرة ........ الإشكال عندى اتضح والحمد لله.(60/105)
سؤال أرجو الأجابة عليه (في العقيده)
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 01:24 ص]ـ
سؤال: هل الماتريدية والأشاعرة من أهل السنة أم من الفرق المبتدعة؟
فقد سمعت وقراءة إختلاف في هذا , أرجو الأجابة على سؤالي من طلبة العلم في هذا المنتدى
وشكراُ.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم على معلوماتي الضيقة وعلمي القليل إلا أني أعلم أن الأشاعرة والماتريدية ليسو من أهل السنة والجماعة وذلك لأنهم لا يثبتون الصفات والأسماء لله تعالى بل يأولوونها كلها
حتى ذهبت جماعة منهم ((من الأشاعرة)) إلى تكفير من يثبت الصفات واعتباره مشبها.
والقول الفصل في الرد على الأشاعرة وأمثالهم هو كتاب إمامهم الذي يدعون أنهم أتباعه وهو ((الإمام أبو الحسن الأشعري)) في كتاب الإبانة حيث أنه يثبت الصفات كلها ويرد على المعتزلة وبعض الفرق الضالة ردا قويا جدا وهذا الكتاب هو الذي قصم ظهر الأشاعرة المعاصرين
فتراهم تارة ينفون نسبته للإمام وتارة يقولون إن هذا الكتاب لم يكن آخر تصانيف الإمام
مع أن المحقق في الموضوع يجد أن هذا الكتاب بالذات هو من أكثر الكتب التي تيقن العلماء من نسبتها للإمام الأشعري وهو أيضا آخر تصانيفه
وعلى كل أعتقد أن أساتذتنا العلماء في الملتقى سيقومون بالرد على الموضوع
والله أعلم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:10 ص]ـ
تفضل هذا الرابط
http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=227
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:27 ص]ـ
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71891(60/106)
سؤال أرجو الأجابه عليه
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 01:32 ص]ـ
السؤال: هل الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة؟
فقد قرأت وسمعت إختلاف في هذا , أرجو الإفاده والتوضيح من طلبة العلم.
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:08 ص]ـ
تفضل
http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=227(60/107)
الخميس هو العاشر من ذي الحجة لهذا العام
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:25 ص]ـ
وقال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في بيان له:
"إن شهر محرم هذا العام لم يثبت دخوله يوم الاثنين المتمم للثلاثين من ذي الحجة، ولذا فإن أول الشهر يوم الثلاثاء فيكون يوم الخميس هو يوم عاشوراء، وحسن أن يصام الأربعاء وهو التاسع والخميس، فيكون حصل صيام يوم عاشوراء بيقين".
المصدر:
http://www.alwifaq.net/news/akhbar.php?do=show&id=8258
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:37 ص]ـ
وهمت وهما في العنوان المقصود
الخميس يوم عاشوراء
العاشر من محرم
وأستغفر الله(60/108)
هل يجوز للمراة أن تعرض نفسها على الرجل إذا وجدت فيه صلاحاً في الدين والخلق ..
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:09 ص]ـ
هل يجوز للمراة أن تعرض نفسها على الرجل إذا وجدت فيه صلاحاً في الدين والخلق .... ؟
قال انس رضي الله عنه: ((جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض نفسها , قالت: يارسول الله , الك بي حاجة؟ , فقالت بنت أنس: ما اقل حياءها , واسواتاه , قال أنس: خير منك رغبت في النبي صاى الله عليه وسلم , فعرضت عليه نفسها)) رواه البخاري في النكاح
قال النووي معلقاً على هذا الحديث ...
وفيه استحباب عرض المراة نفسها على الرجل الصالح ليزوجها ..
انظر فتح الباري ابن حجر العسقلاني ج9 ص175
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:31 م]ـ
....
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 10:06 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
كنت قد كتبت في هذا الموضوع منذ عامين أو أكثر ونشرته في المنتدى
ولا بأس من اعادته مرة أخرى
.................................................. .........................
عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الآمين
وبعد:
هذا ما بوبه البخاري في صحيحه قال: قال أنس رضي الله عنه جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليها نفسه، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها، واسوأتاه، قال أنس: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها)
وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجها لأحد الصحابة
قال ابن حجر رحمه الله:
وفي الحديثين دلالة على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل، وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك
قال العيني عن حديث أنس:
قول أنس لابنته: (التي عرضت نفسها على النبي خير منك)
فيه دليل على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح وأنه لا عار عليها في ذلك، بل ذلك يدل على فضلها. وبنت أنس نظرت إلى ظاهر الصورة ولم تدرك هذا المعنى حتى قال أنس: هي خير منك وأما التي تعرض نفسها على الرجل لأجل غرض من أغراض الدنيا فأقبح ما يكون من الأمر وأفضحه)
وقال الإمام القسطلاني:
فيه جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح وأنه لا عار عليها في ذلك بل فيه دلالة على فضيلتها: نعم إن كان لغرض دنيوي فقبيح
قال النووي:
وفيه استحباب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها.
ومما يدل على هذا الجواز أن خديجة رضي الله عنها قد عرضت نفسها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم م
كيفية إخبار المرأة للرجل رغبتها في الزواج منه:
تقوم هي بإخباره بنفسها بذلك صراحة كما دل حديث أنس على ذلك وإذا اختارت المرأة الرجل الذي ترغب في نكاحه وأخبرته بذلك إما أن يرفض الرجل بصريح القول أو السكوت، وإما أن يوافق على ما عرضته ويعلن رغبته فيه.
وفي الحالتين على المرأة أن تنصرف وتبتعد عن الرجل ولا تكرر إظهار رغبتها لأن برفضه لم يبق لها ما تقوله.
وإذا قبل بعرضها وأعلن رغبته فعليها الانصراف عنه والابتعاد لأنه إن كان صادقا سيقوم بالتقدم إلى أهلها وذويها لخطبتها
ولا يجوز له أن تختلي به أو تخرج معه بمجرد أن يعلن لها رغبته في الزواج منها. والله أعلم
كتبه / أحمد بوادي
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 09:07 ص]ـ
بارك الله فيك
يا اخ احمد على التعقيب والفائدة
ـ[محمد بشري]ــــــــ[04 - 03 - 06, 12:53 م]ـ
مع التنبه إلى تغير الحال،فقد تعير المرأة بذلك ممن أحسنت إليه،ولو كان صالحا.
فالأولى لها في وقتنا هذا أن تكون مطلوبة لا طالبة.
والنادر أيها الأحباب لا حكم له.
ـ[أم حنان]ــــــــ[04 - 03 - 06, 03:31 م]ـ
حتى لو كان هذا جائزا أو مستحبا فالأمر يختلف فى هذا الزمان فالرجال ليسوا مثل الرجال
فى ذاك الزمان والنساء كذلك.
ـ[هادي بن سعيد]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:04 م]ـ
(فائدة)
ذكر الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي ـ رحمه الله ـ في كتابه "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والأندلس والمغرب"
في (ج3 ص 269) نازلة سئل عنها الشيخ السيوري ـ رحمه الله ـ مفادها أن: امرأة تحتاج إلى التعريف بها في نكاح أو بيع أو غيره، ولا يوجد من يعرفها إلا النساء.
فذكر الشيخ ما يفيد الجواز، وقال في آخره: "لا يقوم بهذا اليوم إلا من يفهمه! "
ـ[ضعيف]ــــــــ[05 - 03 - 06, 08:36 ص]ـ
الاجوبة واضحة والعصر شاهد0
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:57 م]ـ
قد لايحسن بعض المسلمين التصرف حيال فعل المرأة ذلك ومنهم من يسيء الفهم أو الظن
والأولى في هذا العصر أن يكون ثمة وسيط لا يريق حياء المرأة ويقتل مايدور في النفوس المريضة مما لا تراه الاعين ولا يعلمه إلا علام الغيوب , فإن قدر الأمر فبها ونعمت وإن لا فكل مقيم على ما أقامه الله عليه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/109)
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[05 - 03 - 06, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
هناك مقال طيب للشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله - منشور في مجلة التوحيد العدد الخامس، جمادى الأولى 1423
وهذا موقع المجلة www.altawhed.com
والسلام عليكم ورحمة الله(60/110)
شهر محرم .... فضائل وآداب
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:44 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
أسال الله أن يبارك لي ولكم ولبلادنا ولأمة الإسلام في هذا العام الجديد، و أن يجعله عام خير وعز ونصر.
ونسأله أن يجعل من هلال المحرم فاتحة توفيق لهذه الأمة المحمدية.
ولقد جعل الله فاتحة العام شهراً مباركاً تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [مسلم:1163].
فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:
1ـ أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخراً ويشهد لذلك قوله: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.
2ـ أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال.
3ـ أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم، وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال، ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف: ص82].
* من أسماء شهر المحرم:
وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح القدير:5/ 429].
* ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.
وهذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.
فاليهود ـ أتباع موسى عليه السلام ـ كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيداً لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود، إذ أن كثيراً من شريعة موسى عليه السلام لم ينسخ بشريعة عيسى بدليل قوله تعالى: وَلاِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ [آل عمران:50]. وتأمل كيف قال: بعض إشعاراً بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى عليه السلام، قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب الذي قال الله فيه: وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَىْء [الأعراف:145]. ولهذا كانت أمة موسى أوسع علوماً ومعرفة من أمة المسيح، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة وأحكامها، فإن المسيح عليه السلام وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين) [جلاء الأفهام:103].
وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].
وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).
* عاشوراء في الأسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/111)
حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه]. وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجباً فلما فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوباً لم يقع إلا في عام واحد، تقول عائشة رضي الله عنها: (فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ـ أي عاشوراء ـ وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) [البخاري].
* فضائل يوم عاشوراء:
1) صيامه يكفر السنة الماضية: ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
2) وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم)) ا [لترمذي وقال: حديث حسن].
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري]. وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. [لطائف:121].
* والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم].
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد (2/ 76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب:
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها.
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث.
3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.
* بدع عاشوراء:
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. [لطائف:125]. وقال ابن تيمية: لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين … ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً … لا صحيحاً ولا ضعيفاً … ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. [مجموع الفتاوى:25/ 299 - 317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:126].
عبدالله الشمري(60/112)
هل تبخلون على اخوكم بالنصيحة؟؟؟؟؟؟؟ لولا ابيس محتاج لها لما الححت!!
ـ[ابو عابد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:38 ص]ـ
ما هي الشاكل التي ستعترضني؟؟ انصحني ..
--------------------------------------------------------------------------------
اريد ان ادرس في المملكة لاسباب عدة منها
اني في العراق لا استطيع ان اطلب العلم بصورتها الصحيحة للاوضاع الامنية المعروفة وخطر اهل المساجد كما تعلمون!!!!!!
فاذا درست في الجامعة الاسلامية في المدينة مثلا ما هي المشاكل التي ستعترض دراستي هناك؟؟؟
وهل كل واحد يستطيع ان يدرس هناك؟
مع ان عمري الان هو 18 سنة.
وهل تحتاج الدراسة هناك الى مصاريف خاصة مني (مع العلم اني لا استطيع ذلك).
وهل يمكن ان احصل على وضيفة هناك؟
ملاحظة اخرى مهمة وغريبة:
ان اكون من مدينة الفلوجة هل يعني ذلك اني ساواجه مشاكل اجتماعية وسياسية بسبب ذلك (مع انكم تعلمون قصدي بشأن الفلوجة و ما اشتهرت به).
لا اقصد الاساءة الى احد ولكني لا اعلم مثل اهل البلد (واهل مكة ادرى بشعابها).
ارجوا الاجابة
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:13 م]ـ
؟؟؟(60/113)
(قضاء يوم عاشوراء) المجيب الشيخ: بن عثيمين (يرحمه الله)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 01:04 م]ـ
العنوان قضاء يوم عاشوراء
المجيب محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء
التصنيف الصيام/صوم التطوع
التاريخ 7/ 1/1424هـ
السؤال
من أتى عليها عاشوراء وهي حائض هل تقضي صيامه؟ وهل من قاعدة لما يقضي من النوافل؟ وما لا يقضي؟ جزاك الله خيراً.
الجواب
النوافل نوعان: نوع له سبب، ونوع لا سبب له. فالذي له سبب يفوت بفوات السبب ولا يُقضي، مثال ذلك: تحية المسجد، لو جاء الرجل وجلس ثم طال جلوسه ثم أراد أني يأتي بتحية المسجد، لم تكن تحية للمسجد، لأنها صلاة ذات سبب، مربوطة بسبب، فإذا فات فاتت المشروعية، ومثل ذلك فيما يظهر يوم عرفة ويوم عاشوراء، فإذا أخر الإنسان صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء بلا عذر فلا شك أنه لا يقضي ولا ينتفع به لو قضاه، أي لا ينتفع به على أنه يوم عرفة ويوم عاشوراء.
وأما إذا مر على الإنسان وهو معذور كالمرأة الحائض والنفساء أو المريض، فالظاهر أيضاً أنه لا يقضي، لأن هذا خص بيوم معين يفوت حكمه بفوات هذا اليوم.
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله (20/ 43)]
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=18365
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 06, 06:50 م]ـ
الأخ الحبيب / الجود
جزاك الله خير الجزاء.(60/114)
ما معنى أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 01:06 م]ـ
ما معنى أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:24 م]ـ
قال في تحفة الاحوذي في شرح هذا الحديث في باب مايقول إذا خرج مسافرا
باب ما يقول إذا خرج مسافرا
قوله (أخبرنا بن أبي عدي) هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي (عن عبد الله بن بشر الخثعمي) أبي عمير الكاتب الكوفي صدوق من الرابعة (عن أبي زرعة) بن عمرو بن جرير
قوله (قال بإصبعه) أي أشار بها (ومد شعبة أصبعه) بيانا لقوله قال بأصبعه أللهم أنت الصاحب في السفر أي الحافظ والمعين والصاحب في الأصل الملازم والمراد مصاحبة الله إياه بالعناية والحفظ والرعاية فنبة بهذا القول على الاعتماد عليه والاكتفاء به عن كل مصاحب سواه والخليفة في الأهل الخليفة من يقوم مقام أحد في إصلاح أمره
قال التوربشتي المعنى أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في سفري بأن يكون معيني وحافظي وفي غيبتي عن أهلي أن تلم شعثهم وتداوي سقمهم وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم أللهم اصحبنا بفتح الحاء من باب سمع يسمع بنصحك أي احفظنا بحفظك في سفرنا واقلبنا بكسر اللام من باب ضرب يضرب بذمة وفي بعض النسخ بذمتك أي وارجعنا بأمانك وعهدك إلى بلدنا أللهم ازو لنا الأرض أي إجمعها
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى ج5/ 126
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أنت الصاحب في السفر
والخليفة في الأهل فهو مع المسافر في سفره ومع أهله في وطنه ولا يلزم من هذا أن تكون ذاته مختلطة بذواتهم
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج35/ 45
والله لا يجوز له خليفة ولهذا لما قالوا لأبى بكر ياخليفة الله قال لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله حسبي ذلك بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره قال النبى (اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا (وذلك لأن الله حى شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين ليس له شريك ولا ظهير ولا يشفع أحد عنده الا بإذنه والخليفة أنما يكون عند عدم المستخلف بموت أو غيبة ويكون لحاجة المستخلف إلى الاستخلاف وسمى (خليفة (لأنه خلف عن الغزو وهو قائم خلفه وكل هذه المعانى منتفية في حق الله تعالى وهو منزه عنها فإنه حي قيوم شهيد لا يموت ولا يغيب وهو غنى يرزق ولا يرزق يرزق عباده وينصرهم ويهديهم ويعافيهم بما خلقه من الأسباب التى هي من خلقه والتى هي مفتقرة إليه كافتقار المسببات إلى أسبابها فالله هو الغنى الحميد له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن) (وهو الذي في السماء إله وفى الأرض إله) ولا يجوز أن يكون أحد خلفا منه ولايقوم مقامه لأنه لا سمى له ولا كفء له فمن جعل له خليفة فهو مشرك به
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا(60/115)
هل هذا جائز أو لا يشتري ذهب ولا يملك مال الذهب كله
ـ[أبو المقدام]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد.
ماحكم لو أن رجل أراد أن يشتري ذهب ولا يملك مال الذهب كله ولديه مبلغ بسيط وذهب إلى صاحب محل الذهب وقال له أريد ذهب بمبلغ 100000ريال ولا أملك إلا 20000 خذها وإترك الذهب عندك إلى أن أكمل المبلغ وأخذ ذهبي وأشترط عليه صاحب الذهب وقت محدد فمالحكم في هذا أرجو مع التفصيل وشكرا .....(60/116)
أحب الأعمال إلى الله ": -
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:53 م]ـ
أحب الأعمال إلى الله ": - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا: محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
عن عبدالله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال: (الصلاة على وقتها قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني) رواه البخاري.
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) رواه البخاري.
عائشة رضي الله عنها أنها قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال: (أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ما تطيقون) رواه البخاري.
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن! كره لقاء الله كره الله لقاءه) رواه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض) رواه البخاري.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم.
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل قال وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته) رواه مسلم.
عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله قال شعبة لعدي أسمعته من البراء بن عازب قال إياي حدث) ابن ماجه.
عن أبي اليسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسرا أو ليضع له) ابن ماجه.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصفه ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما) احمد.
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) احمد.
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى أربع لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك بأيهن بدأت) احمد.
عن أبي ذر عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحان الله وبحمده) احمد.
عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع) احمد.
جميع الأحاديث الواردة إما صحيحه أو حسنه إن شاء الله هذا وأصلى واسلم على خير خلقه محمد وعلى اله وصحبه.(60/117)
فوائد من أشرطة شرح آداب المشي إلى الصلاة للشيخ عبدالله السعد
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:06 م]ـ
فوائد من أشرطة شرح آداب المشي إلى الصلاة للشيخ عبدالله السعد
1. (وأن يقول إذا خرج من بيته ـ ولو لغير الصلاة ـ بسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله ... ): قال الشيخ عبدالله: هذا الحديث حسن بمجموع طرقه.
2. (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل ... ): قال الشيخ عبدالله: فيه انقطاع لكن ليس كل انقطاع يؤثر، والانقطاع بين الشعبي وأم سلمة، ولكن قالوا عن الشعبي لا يروي إلا عن ثقة.
3. يقوم المأموم إذا شرع المؤذن في الإقامة إذا كان الإمام في المسجد.
4. روي عن بعض الصحابة القيام عند قول المؤذن (قد قامت الصلاة).
5. لم يصرح النبي صلى الله عليه وسلم بالنية إلا في الحج والعمرة.
6. من الخطأ قول الله وكبر.
7. (والأخرس يحرم بقلبه ولا يحرك لسانه): قال الشيخ عبدالله: لابد من تحريك اللسان إذا كان قادرا على الكلام ونقل ابن تيمية الإجماع على ذلك.
8. إذا كان يصلي فريضة أو نافلة ليلية فيسن له أن يجهر.
9. (ويرفع يديه ممدودتي الأصابع مضمومة): قال الشيخ عبدالله: رواية (نشر أصابعه) ضعيفة ـ نشر: فتح ـ وهذه الرواية منكرة لأن يحيى بن اليمان فيه ضعف، والثقات رواية (ممدودة الأصابع) أخرجها الترمذي.
10. ورد أنه يرفع يديه ثم يكبر للإحرام من رواية ابن جريج في مسلم، أما رواية يكبر ثم يرفع يديه فقد تكون مروية بالمعنى.
11. (ويجعلهما تحت سرته): قال الشيخ عبدالله: الأقرب يضعهما على الصدر لحديث يصحح بشواهده.
12. حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء في الصلاة فأنزل الله (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال: فطأطأ)، قال الشيخ عبدالله: حديث مرسل صحيح إلى محمد بن سيرين وجاء موصولا بذكر أبي هريرة أخرجه الحاكم وغيره، والصواب فيه الإرسال كما رجح ذلك البيهقي في كتابه السنن، وأخطأ من وصله بذكر أبي هريرة، أما حديث عائشة (لم يجاوز بصره موضع سجوده) فصححه الحاكم، والصواب لا يصح لأنه من رواية عمر بن أبي سلمه التنيسي عن زهير بن محمد، ورواية عمر بن أبي سلمة ضعيفة عن زهير بن محمد وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وزهير بن محمد هذا هو الشامي وحديثه على قسمين: ما رواه عن أهل العراق فحديثه مستقيم كما قال ذلك الإمام أحمد والبخاري، وأما ما رواه عنه أهل الشام فهو منكر وضعيف، قال أحمد والبخاري: يروي عنه أهل الشام مناكير، وقال أحمد في رواية عمر بن أبي سلمه التنيسي عن زهير بن محمد قال: روى عنه أباطيل أو موضوعات، فروايته عن زهير بن محمد شديدة الضعف، فهذا الحديث ضعيف جدا، وكذلك عائشة لم تكن معه عندما دخل الكعبة، بل كان معه بلال وأسامة.
13. نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع البصر إلى السماء ونهيه عن الإلتفات يظهر فيهما أنه كان ينظر إلى موضع سجوده.
14. الإمام مالك لا يرى دعاء الاستفتاح.
15. (وتعالى جدك ولا إله غيرك): قال الشيخ عبدالله: جاء مرفوعا وموقوفا.
16. (فيضع ركبتيه ثم يديه): قال الشيخ عبدالله: لحديث وائل بن حجر وجميع طرقه لاتصح وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا بالإضافة إلى ماثبت عن عمر ينزل على ركبتيه ولم يثبت عن أحد من الصحابة خلافه، أما حديث ابن عمر (ينزل على يديه) فهو لايصح، وأما حديث (لايبرك أحدكم كبروك البعير الشارد وليضع يديه قبل ركبتيه)) فشديد الضعف وقال عنه حمزة الكناني: حديث منكر وضعف هذا الحديث البخاري وجمهور أهل العلم ـ أحمد والشافعي وأبوداود وابن حبان ـ يرون النزول على الركبتين، والخلاف بينهم في الأولى فلو نزل على يديه جاز.
17. يضع كفيه في السجود إما حيال منكبيه أو حذو أذنيه.
18. (والسجود ... وضم أصابعهما): قال الشيخ عبدالله: لايضم الأصابع ولايفتح بل تكون على الحالة العادية لأنه لم يصح في ذلك شيء.
19. من السنة في السجود ضم القدمين لحديث عائشة.
20. من السنة عدم التمدد في السجود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/118)
21. أما حديث ابن عباس أنه كان يقول بين السجدتين (رب اغفرلي وارحمني و .... ) فهذا الحديث رواه الترمذي من حديث كامل أبي العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وهذا لا يصح لأن كامل أبو العلاء مختلف فيه وتفرد بهذا اللفظ عن باقي من روى هذا الحديث، فهذه لفظة شاذة منكرة والحديث مشهور رواه عن ابن عباس نحو ثمانية فتفرد كامل بهذه اللفظة (رب اغفرلي وارحمني و .... ) فالذي ثبت (رب اغفرلي).
22. يظهر أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرى عدم مشروعية جلسة الإستراحة، والراجح أن جلسة الإستراحة سنة مطلقا لما ثبت في حديث قلابة عن مالك بن الحويرث أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم يستتم قائما إلا بعد أن يجلس وكان مالك بن الحويرث يفعل ذلك، ولاتصح من حديث أبي حميد الساعدي ولاحديث المسيء صلاته إنما تصح من هذا الحديث.
23. صفة القيام من السجدة الثانية: الأقرب يعتمد على يديه لحديث مالك بن الحويرث وهذا فهم الشافعي وابن أبي شيبة في المصنف أما حديث وائل بن حجر أنه يعتمد على ركبتيه ففيه ضعف.
24. (ويشير بسبابته اليمنى في تشهده): قال الشيخ عبدالله: ويحنيها قليلا لحديث مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه وصححه ابن خزيمة.
25. (قابضا يمناه الخنصر والبنصر محلقا إبهامه مع وسطاه): قال الشيخ عبدالله: الصفة الثانية: أن يقبض كل أصابعه ويشير بالسبابة لحديث ابن عمر في صحيح مسلم.
26. السنة عدم تحريك الإصبع في التشهد، ولفظة (يحركها) شاذة.
27. ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل أنه يصلي خمس ركعات متصلة لا يجلس إلا في الركعة الخامسة، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل في السنن أنه يصلي سبع ركعات متصلة ويكون فيها جلوسان يجلس في السادسة والسابعة، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل من حديث عائشة في صحيح مسلم أنه يصلي تسع ركعات متصلة ويكون فيها جلوسان يجلس في الثامنة والتاسعة.
28. إذا صلى ثلاث فلا يجلس إلا في الركعة الأخيرة.
29. إذا جلس للتشهد الأول ثم انتهى منه فيسن له الدعاء ولا يقول التشهد الثاني.
30. عبارة لك كامل تحياتي وكامل تقديري عبارة شركية لأنه لم يبق شيئا لله.
31. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (ومغفرته): ومغفرته لا تصح وهي ضعيفة.
32. اختلف العلماء في حكم ابتداء السلام فالجمهور سنة والقول الثاني واجب وهو قول ابن تيمية وهو الراجح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل من حق المسلم (إذا لقيته فسلم عليه).
33. يحيى الكافر بقول السلام على من اتبع الهدى.
34. وتسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ... في يوم الجمعة وليلتها): قال الشيخ عبدالله: لا يصح في ذلك شيء.
35. (ويسن أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ... ) قال الشيخ عبدالله: والقول الآخر الوجوب.
36. الراجح أن التسليمة الثانية سنة لفعل أنس وعائشة اكتفوا بتسليمة واحدة ولم يصح في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما صح عن الصحابة.
37. (ثم يسلم ... ويكون عن يساره أكثر بحيث يرى خده) قال الشيخ عبدالله: الصحيح ويكون عن يمينه ويساره بحيث يرى خده وهو الصواب.
38. (وإذا كانت الصلاة أكثر من ركعتين نهض مكبرا على صدور قدميه): قال الشيخ عبدالله: الراجح على يديه.
39. الصحيح أن سجود التلاوة ليس بصلاة فلا يشترط له الطهارة.
40. من صفات التورك: أن يجعل رجله اليسرى بين الفخذ والساق.
41. في الركعة الثالثة والرابعة قال الشيخ محمد في المتن (ولا يقرأ شيئا بعد الفاتحة): قال الشيخ عبدالله: جاء في حديث أبي سعيد الخدري أنه يقرأ بعد الفاتحة.
عبدالعزيز بن إبراهيم 9/ 1/1427هـ
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
جزاك الله خيراً و - ظر صدور الكتاب على أحر من الجمر كما يعدنا أصحاب دار المحدث ..
وفقك الله للخير ..
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:54 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-:ومن لم يحسن القراءة ولا الذكر او الاخرس لايحرك لسانه حركة مجردة.ولو قيل:ان الصلاة تبطل بذلك لكان اقرب لانه عبث ينافي الخشوع وزيادة عمل غير مشروع.الاخبار العلمية (84) ط. دار العاصمة
فكيف الجمع بين هذا وبين كلام الشيخ السعد-حفظه الله- (فقرة7)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[10 - 02 - 06, 11:03 ص]ـ
قال الشيخ عبدالله: لابد من تحريك اللسان إذا كان قادرا على الكلام ونقل ابن تيمية الإجماع على ذلك.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[25 - 02 - 06, 08:17 م]ـ
يقول الشيخ عبدالله السعد
لفظة (وبركاته) في التسليمتين شاذة
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 04:46 م]ـ
قال الشيخ عبدالله السعد
(لا تصل إلا إلى سترة) لفظة شاذة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/119)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله حسين]ــــــــ[19 - 03 - 06, 06:51 ص]ـ
والله تعبت وانا ابحث مسألة الهوى الى السجود على الركبتين ام على اليدين فغالبية المحديثين على ان يضع اليدين فكيف خالف الشيخ تلك القاعدة ... وكما قيل ان حديث ابو هريرة اسند من حديث وائل وحديث وائل من تفرد شريك وشريك ليس بالقوى فيما تفرد به فكيف بمن خالف به وهو حديث ابو هريرة وحيث ان حديث وائل ضعفه اكثر المحديثين فان شواهده كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة ... والله اعلم
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك،،،
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:40 ص]ـ
وهناك من ضعف كلا الحديثين حديث وائل وحديث أبي هريرة وهو الشيخ سليمان العلوان ويرى أن النزول للسجود كل بحسب الأرفق له.(60/120)
لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:46 م]ـ
لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ
خَيْرٌ الْإِسْلَامِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ) البخاري ومسلم.
خير المسلمين
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ قَالَ (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) البخاري ومسلم.
خَيْرُ الدُّعَاءِ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صححه الألباني.
خير الكلام
عن أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر) صححه الألباني.
خَيْرَ المَالِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ) البخاري.
خير الرزق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الرزق الكفاف) حسنه الألباني.
خير من الغنى
عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة أنه سمع معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عمه قال كنا في مجلس , فجاء النبي صلى الله عليه وسلم و على رأسه أثر ماء , فقال له بعضنا: نراك اليوم طيب النفس , فقال: أجل , و الحمد لله , ثم أفاض القوم في ذكر الغنى , فقال (لا بأس بالغنى لمن اتقى , و الصحة لمن اتقى خير من الغنى , و طيب النفس من النعيم) صححه الألباني.
خَيْر الْأَعْمَالِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ) مسلم.
خير العمل
عن عبد الله بن بسر المازني قال جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما يا رسول الله أي الناس خير قال (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله. وقال الآخر أي العمل خير قال (أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله) صححه الألباني.
وخير العمل
عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ) صححه الألباني.
خَيْرُ الْكَسْبِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ كَشَاكِشٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ) صححه الألباني.
خير من السكوت
عن عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: سمعت ليلى - امرأة بشير - قالت: أخبرني بشير أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أصوم يوم الجمعة , و لا أكلم ذلك اليوم أحدا ? قال (لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها , و أما أن لا تكلم أحدا , فلعمري لأن تكلم بمعروف , و تنهى عن منكر خير من أن تسكت) صححه الألباني.
خير من ناقتين وثلاث وأربع
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل) مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/121)
خَيْرٌ الصَلَاةٍ
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (َإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ) البخاري ومسلم.
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) البخاري ومسلم.
خير من صلاة ستين عاما
عن أبي هريرة أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشعب فيه عيينة ماء عذب فأعجبه طيبه فقال لو أقمت في هذا الشعب فاعتزلت الناس ولا افعل حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله خير من صلاة ستين عاما خاليا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة) صححه الألباني.
خير صفوف الرجال وخير صفوف النساء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) مسلم.
خير البقاع
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير البقاع المساجد) صححه الألباني.
خير مساجد النساء
عن أبي السائب مولى بني زهرة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير مساجد النساء بيوتهن) صححه الألباني.
خَيْرِ القضاء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ثُمَّ قَالَ أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً) البخاري ومسلم.
خَيْرُ الشَّهَادَةِ
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الشَّهَادَةِ مَنْ شَهِدَ بِهَا صَاحِبُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا) صححه الألباني.
خَيْرُ الصَّدَقَةِ
عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ) البخاري.
خَيْرٌ مِنْ سْؤال النَّاسَ
عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ) البخاري.
خير الناس
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ (رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ) البخاري ومسلم.
وخير الناس
عَنْ شهاب بن مدلج حدثنا أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير الناس رجل تنحى عن شرور الناس) صححه الألباني.
وخير الناس
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قلنا يا نبي الله من خير الناس قال (ذو القلب المخموم واللسان الصادق قال يا نبي الله قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم قال التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد قال قلنا يا رسول الله فمن على أثره قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على أثره قال مؤمن في خلق حسن قلنا أما هذه ففينا) صححه الألباني.
وخَيْرُ النَّاسِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/122)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) البخاري ومسلم.
وخير الناس
عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه أو قال برسن فرسه خلف أعداء الله يخيفهم و يخيفونه , أو رجل معتزل في باديته يؤدي حق الله الذي عليه) صححه الألباني.
وخير الناس
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير قال (من طال عمره وحسن عمله) صححه الألباني.
وخير الناس
عن عرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير الناس أنفعهم للناس) صححه الألباني.
خير التابعين
عن أبي نضرة عن أسير بن جابر أن عمر بن الخطاب قال لأويس القرني استغفر لي قال: أنت أحق أن تستغفر لي , إنك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس) صححه الألباني.
خير أهل المشرق
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (خير أهل المشرق عبد القيس أسلم الناس كرها وأسلموا طائعين) صححه الألباني.
خير عباد الله من هذه الأمة
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن خير عباد الله من هذه الأمة الموفون المطيبون) صححه الألباني.
خير الصيام بَعْدَ رَمَضَانَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ) مسلم.
خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ) مسلم.
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) صححه الألباني.
خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَقَابُ قَوْسٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ وَقَالَ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ) البخاري ومسلم.
خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) البخاري ومسلم.
خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) مسلم.
خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَ) البخاري ومسلم.
خَيْرٌ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/123)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ) البخاري ومسلم.
خير النساء
عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير ? قال (خير النساء التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره) حسنه الألباني.
خير نسائكم
عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبى أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله) صححه الألباني.
خير متاع الدنيا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) مسلم.
خير الصداق
عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير الصداق ايسره) صححه الألباني.
خير ما يخلف الرجل
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده) صححه الألباني.
خير أسمائكم
عن أبي سبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير أسمائكم عبد الله و عبد الرحمن و الحارث) صححه الألباني.
خَيْرٌ مِنْ خَادِمٍ
عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ فَقَالَ (عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) البخاري ومسلم.
خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ) البخاري ومسلم.
خَيْرُ الذِّكْرِ وَخَيْرُ الرِّزْقِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي)
خْيَرُ الأَرْاضِي
عَنْ اَبُو عَنْ سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ مِنْ مَكَّةَ يَقُولُ لِمَكَّةَ (وَاللَّهِ إِنَّكِ لَأَخْيَرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ).
خير منازل المسلمين
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (في الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ) صححه الألباني.
خير يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/124)
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا) مسلم.
خير يوم تحتجمون فيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا عليك بالحجامة يا محمد) حسنه الألباني.
خير التداوي
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ) البخاري ومسلم.
خَيْرَ الكحل
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ) صححه الألباني.
خير الثياب
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ)
خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ) صححه الألباني.
خَيْرُ الْأُضْحِيَّةِ
عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الْأُضْحِيَّةِ الْكَبْشُ)
خَيْرُ الصَّحَابَةِ وَخَيْرُ السَّرَايَا وَخَيْرُ الْجُيُوشِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَلَا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ)
خَيْرُ الْأَصْحَابِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ) صححه الألباني.
خَيْرُ الْخَيْلِ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ الْأَقْرَحُ الْأَرْثَمُ ثُمَّ الْأَقْرَحُ الْمُحَجَّلُ طَلْقُ الْيَمِينِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ) صححه الألباني.
خَيْرُ الْخَطَّائِينَ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) حسنه الألباني.
خير المجالس
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال أوذن أبو سعيد بجنازة في قومه فكأنه تخلف حتى أخذ الناس مجالسهم ثم جاء فلما رآه القوم تسربوا عنه فقام بعضهم ليجلس في مجلسه فقال ألا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خير المجالس أوسعها) صححه الألباني.
خير من مطر أربعين صباحاً
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا) صححه الألباني.
خيرا من مائة مثله
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا الرجل المؤمن) صححه الألباني.
خير الألعاب
عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم) صححه الألباني.
خير ماء
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم , فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم) صححه الألباني.
خير التمور
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير تمراتكم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه) صححه الألباني.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:15 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[ناصف]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:13 ص]ـ
جزاك الله كل خير(60/125)
عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود (الجزء الثاني)
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد
فهذه الفوائد والردود التي ذكرها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الصحيحة جمعتها في هذا الكتاب حتى يسهل الأستفادة منها للعامة والخاصة وأسميته (عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود) , فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعنني على هذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يتغمد برحمته الشيخ الألباني , ويسكنه فسيح جناته آمين.
ملاحظات:
1 - ترقيم الأحاديث هي نفس الترقيم الموجودة في السلسلة لكي يسهل الرجوع إليها.
2 - تبويب المواضيع هي نفس ما بوب لها الشيخ إلا ما لم يبوب لها فقد وضعت لها أبواباً من عندي.
3 - كتابة جميع الفوائد والردود كاملة بدون أي أختصار.
ملاحظة:
بناءً على اقتراح بعض الاخوة جزاهم الله خير فقد أورد الاحاديث كاملة بتخريجاتها، وتعليق الشيخ عليها مع الفوائد والردود.
هذه الفوائد المذكورة في المجلد الثالث , ونسأل الله العون والتوفيق في اتمام بقية الأحاديث.
كتاب العقيدة
الأئمة من قريش
1007 - (الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم).
أخرجه البخاري (6/ 413) ومسلم (6/ 2) والطيالسي (رقم2380) وأحمد (2/ 242 - 243) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً.
وله عنه طرق أخرى:
1 - فأخرجه مسلم وأحمد (2/ 319) عن همام بن منبه.
2 - وأحمد (2/ 395) عن خلاس عنه. ورجاله ثقات لكنه منقطع بينهما.
3 - وأحمد (2/ 261) من طريق أبي سلمة عنه بلفظ: ((الناس تبع لقريش في هذا الأمر، خيارهم تبع لخيارهم، وأشرارهم تبع لشرارهم)).
وإسناده حسن.
4 - وأخرجه أحمد أيضاً (2/ 261) عن القاسم عن نافع بن جبير عنه به. رواه عنه ابن أبي ذئب.
ورجاله ثقات رجال الستة غير القاسم هذا، والظاهر أنه ابن رشد بن عمر، فقد ذكروا في الرواة عنه ابن أبي ذئب، لكنهم ذكروا أيضاً أنه سمع أبا هريرة، وهو هنا يروي عنه بالواسطة فالله أعلم. وقد ذكر الحافظ في التقريب: أنه مجهول.
وله شاهد، ولفظه:
((الناس تبع لقريش في هذا الأمر، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والله لولا أن تتبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله عز وجل)).
أخرجه أحمد (4/ 101) من حديث معاوية بن أبي سفيان بإسناد صحيح.
قلت: وفي هذه الأحاديث الصحيحة رد صريح على بعض الفرق الضالة قديماً، وبعض المؤلفين والأحزاب الإسلامية حديثاً الذين لا يشترطون في الخليفة أن يكون عربياً قرشياً. وأعجب من ذلك، أن يؤلف أحد المشايخ المدعين للسلفية رسالة في ((الدولة الإسلامية)) ذكر في أولها الشروط التي يجب أن تتوفر في الخليفة إلا هذا الشرط، متجاهلاً كل هذه الأحاديث وغيرها مما في معناها، ولما ذكرته بذلك تبسم صارفاً النظر عن هذا الموضوع، ولا أدري أكان ذلك لأنه لا يرى هذا الشرط كالذين أشرنا إليهم آنفاً، أم أنه كان غير مستعد للبحث من الناحية العلمية، وسواء كان هذا أو ذاك، فالواجب على كل مؤلف أن يتجرد للحق في كل ما يكتب، وأن لا يتأثر فيه باتجاه حزبي، أو تيار سياسي ولا يلتزم في ذلك موافقة الجمهور، أو مخالفتهم. والله ولي التوفيق.
علم الله محيط بكل مكان وهو على العرش
1046 - (ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان: من عبد الله وحده، وأنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدة عليه كل عام، ولا يعطي الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولا الشرط اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/126)
أخرجه أبوداود (1/ 250) قال: قرأت في كتاب عبد الله بن سالم-بحمص- عند آل عمرو بن الحارث الحمصي: عن الزبيدي قال: وأخبرني يحيى بن جابر عن جبير بن نفير عن عبدا لله بن معاوية الغاضري مرفوعاً به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع بين ابني جابر وجبير، ولكن وصله الطبراني في ((المعجم)) (ص115) والبيهقي في ((السنن) (4/ 95) من طريقين عن عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي: ثنا يحيى بن جابر الطائي أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه أن أباه حدثه به. وزاد:
((وزكى نفسه، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)).
قلت: وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن سالم وهو الزبيدي، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري في ((تاريخه)) من طريق يحيى بن جابر به كما في ترجمة الغاضري من ((الإصابة)).
(فائدة): قوله صلى الله عليه وسلم ((أن الله معه حيث كان)). قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي:
((يريد أن علمه محيط بكل مكان، والله على العرش)).
ذكره الحافظ الذهبي في ((العلو)) رقم الترجمة (73) بتحقيقي واختاري.
وأما قول العامة وكثير من الخاصة: الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود، ويعنون بذاته، فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحدا
1110 - (يا سارية الجبل يا سارية الجبل).
رواه أبو بكر بن خلاد في ((الفوائد)) (1/ 215/2): حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة: ثنا أحمد بن يونس: ثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج، عن نافع أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم رجلاً يقال له سارية، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة فقال: فذكره. فوجدوا سارية قد أغار إلي الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة وبينهما مسيرة شهر.
قلت: وأيوب بن خوط متروك، كما في ((التقريب)).
لكن رواه أبو عبد الرحمن السلمي في ((الأربعين الصوفية)) (3/ 2) والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/ 181/1 - مخطوطة حلب)) من طرق عن ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان: عن نافع به نحوه.
ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر (7/ 6/1) إلا أنهما قالا: عن نافع عن ابن عمر أن عمر ... وزاد في آخره وكذا البيهقي:
((قال ابن عجلان: حدثني إياس بن قرة بنحوه ذلك))، وقال الضياء:
((قال الحاكم (يعني أبا عبد الله): هذا غريب الإسناد والمتن لا أحفظ له إسناداً غير هذا)).
وذكره ابن كثير في ((البداية)) (7/ 131) فقال: (وقال عبد الله بن وهب .... )) مثل رواية ((الضياء)) ولفظه: فجعل ينادي: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل ثلاثاً. ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا منادياً: يا سارية الجبل ثلاثاً، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله. قال: فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك. ثم قال ابن كثير:
((وهذا إسناد جيد حسن)). وهو كما قل، ثم ذكر له طرقاً أخرى وقال:
((فهذه طرق يشد بعضها بعضاً)).
قلت: وفي هذا نظر، فان أكثر الطرق المشار إليها مدارها على سيف ابن عمر والواقدي وهما كذابان، ومدار إحداهما على مالك عن نافع به نحوه. قال ابن كثير:
((في صحته من حديث مالك نظر)).
رواه ابن الأثير في ((أسد الغابة)) (5/ 65) عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له في خطبته أنه قال: يا سارية بن الحصن الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم فتلفت الناس بعضهم إلي بعض فقال علي: صدق والله ليخرجن ما قال، فلما فرغ من صلاته قال له علي: ما شيء سنح لك في خطبتك؟ قال: وما هو؟ قال: قولك: يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم، قال: وهل كان مني ذلك؟ قال: نعم وجميع أهل المسجد قد سمعوه، قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم، وإنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفروا وإن جازوا هلكوا، فخرج مني ما تزعم أنك سمعته. قال: فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جازوا الجبل صوتاً يشبه صوت عمر يقول: يا سارية بن محصن الجبل الجبل، قال: فعدنا إليه ففتح الله علينا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/127)
قلت: وهذا سند واه جداً، فرات بن السائب، قال البخاري: ((منكر الحديث)) وقال الدارقطني وغيره: ((متروك)) وقال أحمد ((قريب من محمد بن زياد الطحان، يتهم بما به ذلك)).
فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان، وليس فيها إلا منادة عمر ((يا سارية الجبل))، وسماع الجيش لندائه، وانتصاره بسببه.
ومما لا شك فيه، أن النداء المذكور إنما كان إلهاماً من الله تعالى لعمر، وليس ذلك غريب عنه، فأنه ((محدث)) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،ولكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش، وأنهم رآهم رأي العين، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء، وعلى أمكان إطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل، كيف لا وذلك من صفات رب العالمين، المنفرد بعلم الغيب والإطلاع على ما في الصدور. وليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله عز وجل يقول في كتابه: ((عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول)). فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفاً، فهو من الأمور الخارقة للعادة، التي قد يقع من الكافر أيضاً، فليس فجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلاً عن أنه يدل على ولايته، ولذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة أن صدر من مسلم فهو كرامة، وألا فهو إستدراج، ويضربون على هذا مثلاً الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء: أمطري، فتمطر، وللأرض: أنبتي نباتك فتنبت، وغير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة.
ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد (أغسطس) من السنة السادسة من مجلة ((المختار)) تحت عنوان ((هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس)) ص23 قصة ((فتاة شابة ذهبت إلي جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها، وبعد معارك مريرة فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع، وأخذت الفتاة تذرع غرفتها في اضطراب، وهي تصيح في أعماقها بلا انقطاع: ((أواه يا أماه ... ماذا أفعل؟)) ولكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها؟ وبعد أربعة أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها: ((ماذا حدث؟ لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك تصيحين قائلة: ((أواه يا أماه ... ماذا أفعل؟)). وكان تاريخ الرسالة متفقاً مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها)).
وفي المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ ((التخاطر)) و ((الاستشفاف)) ويعرف باسم ((البصيرة الثانية)) اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر رضي الله عنه، التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لا يعقل! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلي عمر، بينما نجد غير هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان إطلاع الأولياء على الغيب، والكل مخطئ. فالقصة صحيحة ثابتة، وهي كرامة أكرم الله بها عمر، حيث أنقذ به الجيش المسلمين من الأسر أو الفتك به، ولكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من الإطلاع على الغيب، وإنما هو من باب الإلهام (في عرف الشرع) أو (التخاطر) في عرف العصر الحاضر، الذي ليس معصوماً، فقد يصيب، كما في هذه الحادثة، وقد يخطئ كما هو الغالب على البشر، ولذلك كان لا بد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال: ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون). ولقد أحسن من قال:
إذا رأيت شخصاً قد يطير وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع فانه مستدرج وبدعي
جواز إطلاق لفظة (المشرك) على أهل الكتاب
1133 - (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم).
أخرجه البخاري (6/ 208) ومسلم (5/ 75) وأبوداود (2/ 43) والطحاوي (4/ 16) والبيهقي (9/ 207) وأحمد (رقم1935) من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة فقال: قلت: فذكر الحديث ثم قال: قال ابن عباس: وسكت عن الثالثة، أو فأنسيتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/128)
قلت: وفيه دلالة على جواز إطلاق لفظة ((المشرك)) على أهل الكتاب، فإنهم هم المعنيون بهذا الحديث، كما يدل عليه الحديث السابق، ومثله الحديث الآتي:
1134 - (لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما).
الحلف بصفات الله تعالى
1167 - (يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة، فيقول اصبغوه صبغة في الجنة، فيصبغونه فيها صبغة، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه؟ فيقول لا وعزتك ما رأيت شيئا أكرهه قط، ثم يؤتى بأنعم الناس كان في الدنيا من أهل النار فيقول: اصبغوه فيها صبغة، فيقول يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط، قرة عين قط، فيقول لا وعزتك ما رأيت خيرا قط، ولا قرة عين قط).
أخرجه أحمد (3/ 253): ثنا عفان: ثنا حماد: أنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في ((صحيحه)) (8/ 135) عن يزيد بن هارون: أخبرنا حماد بن سلمة به نحوه، و فيه ((لا والله يا رب)) في موضعين.
ورواه محمد بن إسحاق عن حميد الطويل عن أنس به مختصراً.
أخرجه ابن ماجه (2/ 587).
(فائدة) في الحديث جواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى، ومن أبواب البيهقي في ((السنن الكبرى)) (10/ 41) ((باب ما جاء في حلف بصفات الله تعالى كالعزة، والقدرة، والجلال، والكبرياء، والعظمة، والكلام، والسمع، ونحو ذلك)).
ثم ساق تحته أحاديث، وأشار إلي هذا الحديث، واستشهد ببعض الآثار عن ابن مسعود وغيره، وقال:
((فيه دليل على أن الحلف بالقرآن يكون يميناً ... )).
ثم روى بإسناده الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار قال:
((أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله عز وجل)).
بدع الشيعة وغلوهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم
1171 - (قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات).
أخرجه أحمد (1/ 85) عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما حاذي (نينوي) وهو منطلق إلي صفين، فنادى علي: أصبر أبا عبد الله: أصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال:
((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام ... قال: فقال: هل لك إلي أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف، نجي والد عبد الله لا يدري من هو كما قال الذهبي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وابنه أشهر منه، فمن صحح هذا الإسناد فقد وهم.
والحديث قال الهيثمي (9/ 187):
((رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا)).
قلت: يعني أن له شواهد تقويه، وهو كذلك.
1 - روى عمارة بن زاذان: حدثنا ثابت عن أنس قال:
((أستأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم، يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: تحبه؟ قال: نعم. قال: أما إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. فأراه إياه فجاء سهلة، أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة، فجعلته في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول: أنها كربلاء)).
أخرجه أحمد (3/ 242و265) وابن حبان (2241) وأبو نعيم في ((الدلائل)) (202).
قلت: ورجاله ثقات غير عمارة هذا قال الحافظ:
((صدوق كثير الخطأ)).
وقال الهيثمي:
((رواه أحمد وأبويعلى والبزار والطبراني بأسانيد، وفيها عمارة بن زاذان وثقة جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح)).
2 - وروى محمد بن مصعب: ثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت ... يوماً إلي رسول صلى الله عليه وسلم فوضعته (تعني الحسين) في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء)).
أخرجه الحاكم (3/ 176و177) وقال:
((صحيح على شرط الشيخين))!
ورده الذهبي بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/129)
((قلت: بل منقطع ضعيف، فإن شداداً لم يدرك أم الفضل، ومحمد بن مصعب ضعيف)).
3 - وروى عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة- شك عبد الله بن سعيد- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحداهما:
((لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء)).
أخرجه أحمد (6/ 294): ثنا و كيع قال: حدثني عبد الله بن سعيد.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، فهو صحيح إن كان سعيد وهو ابن أبي هند سمعه من عائشة أو أم سلمة، ولم أطمئن لذلك، فإنهم لم يذكروا له سماعاً منهما، وبين وفاته ووفاة أم سلمة نحو أربع وخمسين سنة، وبين وفاته ووفاة عائشة نحو ثمان وخمسين. والله أعلم.
وأخرجه الطبراني عن عائشة نحوه بلفظ:
((يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف .... )).
قال الهيثمي (9/ 188):
((رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط))، وفي إسناد ((الكبير)) ابن لهيعة، وفي إسناد ((الأوسط)) من لم أعرفه)).
4 - وأخرجه الطبراني أيضاً عن أم سلمة نحوه بلفظ:
((إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم ... )). (انظر الاستدراك رقم 161/ 21)
قال الهيثمي (9/ 189):
((رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات)). (انظر الاستدراك رقم 161/ 26).
5 - وعن أبي الطفيل قال:
((استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ... )).
قلت: فذكره نحو حديث أنس المتقدم. قال الهيثمي (9/ 190).
((رواه الطبراني وإسناده حسن)).
6 - ويروي حجاج بن نصير: ثنا قرة بن خالد: ثنا عامر بن عبد الواحد عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
((ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن الحسين بن علي يقتل بـ (الطف))).
أخرجه الحاكم (3/ 179) وسكت عليه، وتعقبه الذهبي بقوله:
((قلت: حجاج متروك))
قلت: وبجملة فالحديث المذكور أعلاه والمترجم له، صحيح بمجموع هذه الطرق، وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف، ولكنه ضعف يسير، لا سيما وبعضها قد حسنه الهيثمي، والله أعلم.
(تنبيه) حديث عائشة وعلي عزاهما السيوطي (فتح 1/ 55و56) لابن سعد في ((الطبقات)) ولم أره فيها، فعله في القسم الذي لم يطبع منها، والله أعلم.
فائدة: ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء وفضل السجود على أرضها، وأستحبابها اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة، كما عليه الشيعة اليوم، ولو كان ذلك مستحباً لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشرفين المكي والمدني، ولكنه من بدع الشيعة وغلوهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم، ومن عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم، ولذلك فهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، ومع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء، من الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة، فقد وقفت على رسالة لبعضهم وهو المدعو السيد عبد الرضا (!) المرعشي الشهرستاني بعنوان ((السجود على التربة الحسينية). ومما جاء فيها (ص15):
((وورد أن السجود عليها أفضل لشرفها وقدستها وطهارة من دفن فيها. فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام أن السجود عليها ينور إلي الأرض السابعة. وفي آخر: أنه يخرق الحجب السبعة، وفي آخر: يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها، وفي [آخر] أن السجود على الطين قبر الحسين ينور الأرضين)).
ولم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة عن أئمة البيت حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة، فها هو يقول: ((ص19)):
((وليس أحدايث فضل هذه التربة الحسينية وقداستها منحصرة بأحاديث الأئمة عليهم السلام، إذ أن أمثال هذه الأحاديث شهرة وافرة في أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية، عن طريق علمائهم ورواتهم، ومنها ما رواه السيوطي في كتابه ((خصائص الكبرى)) في ((باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين عليه السلام، وروى فيه ما يناهز العشرين حديثاً عن أكابر ثقاتهم كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم والطبراني والهيثمي في ((المجمع) (9: 191) وأمثالهم من مشاهير رواتهم)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/130)
فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي ولا الهيثمي ولو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية وقداستها، وكل ما فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها، وقد سقت لك آنفاً نخبة منها، فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على السيوطي والهيثمي؟!
اللهم لا، ولكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم وبدعهم، يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت!.
ولم يقف أمره عند هذا التدليس على القراء، بل تعداه إلي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ص13):
((وأول من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة من الهجرة، لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين وقريش في أحد، وانهدم فيها أعظم ركن للإسلام وهو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين بالنياحة عليه في كل مأتم، واتسع الأمر في تكريمه إلي أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى، ويعملون المسبحات منه كما جاء في كتاب ((الأرض والتربة الحسينية)) وعليه أصحابه، ومنهم الفقيه ... )).
والكتاب المذكور هو من كتب الشيعة، فتأمل أيها القارئ الكريم كيف كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعى أنه اتخذ قرصاً للسجود عليه، ثم لم يسق لدعم دعواه إلا أكذوبة أخرى، وهي أمره صلى الله عليه وسلم النساء بالنياحة على حمزة في كل مأتم، ومع أنه لا ارتباط بين هذا لو صح، وبين اتخاذ القرص كما هو ظاهر، فإنه لا يصح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف وهو قد صح عنه أنه أخذ على النساء في مبايعته إياهن ألا ينحن، كما رواه الشيخان وغيرهما عن أم عطية (انظر كتابنا ((أحكام الجنائز)) ص28)، ويبدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين على أكذوبة ثالثة وهي قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
((واتسع الأمر في تكريمه إلي أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى ... ))، فهذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم وحاشاهم من أن يقارفوا مثل هذه الوثنية، وحسب القارئ دليلاً على افتراء هذا الشيعي على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنه لم يستطع أن يعزو ذلك لمصدر معروف من مصادر المسلمين، سوى كتاب ((الأرض والتربة الحسينية)) وهو من كتب بعض متأخريهم ولمؤلف مغمور منهم، ولأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته والكشف عن هويته حتى لا يفتضح أمره بذكره إياه مصدراً لأكاذبيه!
ولم يكتف حضرته بما سبق من الكذب على السلف الأول، بل تعداه إلي الكذب إلى من بعدهم، فاسمع إلي تمام كلامه السابق:
((ومنهم الفقيه الكبير المتفق عليه مسروق بن الأجدع المتوفى سنة (63) تابعي عظيم من رجال الصحاح الست كان يأخذ في أسفاره لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها (!)، كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ إمام السنة أبوبكر ابن أبي شيبة في كتابه ((المصنف)) في المجلد الثاني في ((باب من كان يحمل في السفينة شيئاً يسجد عليه، فأخرجه بإسنادين أن مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها)).
قلت: وفي هذا الكلام عديد من الكذبات:
الأولى: قوله: ((كان يأخذ في أسفاره)) فإنه بإطلاقه يشمل السفر براً، وهو خلاف الأثر الذي ذكره!
الثانية: جزمه بأنه كان يفعل ذلك، يعطي أنه ثابت عنه وليس كذلك، بل ضعيف منقطع كما يأتي بيانه.
الثالثة: قوله: (( ... بإسنادين)) كذب، وإنما هو إسناد واحد مداره على محمد بن سيرين، اختلف عليه فيه، فرواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/ 43/2) من طريق يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين قال: ((نبئت أن مسروقاً كان يحمل لبنة في السفينة. يعني يسجد عليها)).
ومن طريق ابن عون عن محمد ((أن مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/131)
فأنت ترى أن الإسناد الأول من طريق ابن سيرين، والآخر من طريق محمد، وهو ابن سيرين، فهو في الحقيقة إسناد واحد، ولكن يزيد بن إبراهيم قال عنه: ((نبئت))، فأثبت أن ابن سيرين أخذ ذلك بالواسطة ع مسروق، ولم يثبت ذلك ابن عون، وكل منهما ثقة فيما روى، إلا أن يزيد بن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند، فيجب أن تقبل كما هو مقرر في ((المصطلح))، لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ، وبناء عليه فالإسناد بذلك إلي مسروق ضعيف لا تقوم به حجة، لأن مداره على راوٍ لم يسم مجهول، فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلي مسروق رضي الله عنه ورحمه كما صنع الشيعي.
الرابعة: لقد أدخل الشيعي في هذا الأمر الأثر زيادة ليس لها أصل في ((المصنف)) وهي قوله: ((من تربة المدينة المنورة))! فليس لها ذكر في كل الروايتين عنده كما رأيت. فهل تدري لم افتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر؟ لقد تبين له أنه ليس فيه دليل مطلقاً على اتخاذ القرص من الأرض المباركة (المدينة المنورة) للسجود عليه إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة، ولذلك ألحق به هذه الزيادة ليوهم القراء أن مسروقاً رحمه الله اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركاً، فإذا ثبت له ذلك ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء بجامع اشتراك الأرضين في القداسة!!
وإذا علمت أن المقيس عليه باطل لا أصل له، وإنما هو من اختلاق الشيعي عرفت أن المقيس باطل أيضاً لأنه كما قيل: وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟!
فتأمل أيها القاريء الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب حتى على النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال، ويتبين لك صدق من وصفهم من الأئمة بقوله: ((أكذب الطوائف الرافضة))!
ومن أكاذيبه قوله (ص9):
((ورد في صحيح البخاري صحيفة (!) (331ج1) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض))!
وهذا كذب من وجهين:
الأول: أنه ليس في ((صحيح البخاري)) هذا النص لا عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره من السلف.
الآخر: أنه إنما ذكره الحافظ ابن حجر في ((شرحه على البخاري)) (ج1/ ص388 - المطبعة البهية) عن عروة فقال:
((وقد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض)).
قلت: وأكاذيب الشيعة وتدليسهم على الأمة لا يكاد يحصر، وإنما أردت بيان بعضها مما في هذه الرسالة بمناسبة تخريج هذا الحديث على سبيل التمثيل، وإلا فالوقت أعز من أن يضيع في تتبعها.
الدجال من البشر
1193 - (الدجال أعور، هجان أزهر ((وفي رواية: أقمر)) كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هلك الهلك، فإن ربكم تعال ليس بأعور).
أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) (1900 - موارد) وأحمد (1/ 240 و 313) وأبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (5/ 73/1 و 93/ 1) وابن منده في ((التوحيد)) (83/ 1) من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
غريب الحديث.
(هجان) أي أبيض. وبمعناه (أزهر).
(أقمر) أي لونه لون الحمار الأقمر، أي الأبيض.
(أصله) الأصلة بفتح الهمزة والصاد: الأفعى. وقيل هي الحية العظيمة الضخمة القصيرة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية. كما في ((النهاية)).
(الهلك) جمع هالك، أي فإن هلك به الناس جاهلون وضلوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور.
والحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر، له صفات البشر، لا سيما وقد شبه به عبد العزى بن قطن، وكان من الصحابة. فالحديث من الأدلة الكثيرة على بطلان تأويل بعضهم الدجال بأنه ليس بشخص، وإنما هو رمز للحضارة الأوروبية وزخارفها وفتنتها! فالدجال من البشر، وفتنة أكبر من ذلك، كما تضافرت على ذلك الأحاديث الصحيحة، نعوذ بالله منه.
فضل إتيان لوازم لا إله إلا الله1314 - (أبشروا، وبشروا الناس؛ من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة).
أخرجه أحمد (4/ 411): ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة: ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فذكره).
فخرجوا يبشرون الناس، فلقيهم عمر رضي الله عنه فبشروه، فردهم. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردكم؟)). قالوا: عمر قال: ((لم رددتهم يا عمر؟)) قال: إذاً يتكل الناس يا رسول الله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/132)
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وأبو عمران الجوني هو عبد الملك بن حبيب الأزدي. وحسنه الحافظ (1/ 200) فقصر، وكأنه أراد طريق مؤمل الآتية.
ثم أخرجه أحمد (4/ 402): ثنا مؤمل بن إسماعيل: ثنا حماد بن سلمة به وزاد في آخره.
((قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
لكن مؤمل بن إسماعيل فيه ضعف من قبل حفظه، إلا أنه يشهد له حديث أبي هريرة بمثل هذه القصة مطولاً بينه وبين عمر، فخلهم يعملون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم)).
أخرجه مسلم (1/ 44) من طريق عكرمة بن عمار قال: حدثني أبو كثير قال: حدثني أبو هريرة.
وفي قصة أخرى نحو الأولى وقعت بين جابر وعمر، وفي آخرها:
((قال: يا رسول الله! إن الناس قد طعموا وخبثوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني لجابر): اقعد)):
أخرجه ابن حبان (رقم7) بإسناد صحيح من حديث جابر.
وفي الباب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو الآتي بعده، وفيه:
((قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله؟ قال: دعهم يعملوا)).
وقد أخرجه البخاري (1/ 199 - فتح) ومسلم (1/ 45) وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ ... )) الحديث وفيه:
((أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا. وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً)).
وأخرجه أحمد (5/ 228 و 229 و 230 و 232 و 236) من طرق عن معاذ قال في أحدها: ((أخبركم بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا، سمعته يقول:
((من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، أو يقيناً من قلبه لم يدخل النار، أو دخل الجنة. وقال مرة: دخل الجنة، ولم تمسه النار)).
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد ترجم البخاري رحمه الله لحديث معاذ بقوله:
((باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله)).
ثم ساق إسناده بذلك. وزاد آدم بن أبي إياس في ((كاتب العلم)) له: ((ودعوا ما ينكرون)). أي ما يشتبه عليهم فهمه. ومثله قول ابن مسعود: ((ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتة)).
ورواه مسلم (1/ 9). قال الحافظ:
((وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب. ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين، وأن المراد ما يقع من فتن. ونحوه عن حذيفة. وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنبين؛ لأنه اتخذها وسيلة إلي ما كان يعتمد من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي. وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير المراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب. والله أعلم)).
هذا وقد اختلفوا في تأويل حديث الباب وما في معناه من تحريم النار على من قل لا إله إلا الله، على أقوال كثيرة، ذكر بعضها المنذري في ((الترغيب)) (2/ 238)، وترى سائرها في ((الفتح)). والذي تطمئن إليه النفس وينشرح له الصدر، وبه تجتمع الأدلة، ولا تتعارض، أن تحمل على أحوال ثلاثة:
الأولى: من قام بلوازم الشهادتين من التزام الفرائض والابتعاد عن الحرمات، فالحديث حينئذٍ على ظاهره، فهو يدخل الجنة وتحرم عليه النار مطلقاً.
الثانية: أن يموت عليها، وقد قام بالأركان الخمسة، ولكنه ربما تهاون ببعض الواجبات، وارتكب بعض المحرمات، فهذا ممن يدخل في مشيئة الله ويغفر له كما في الحديث الآتي بعد هذا وغيره من الأحاديث المكفرات المعروفة.
الثالثة: كالذي قبله، ولكنه لم يقم بحقها ولم تحجزه عن المحارم الله كما في حديث أبي ذر المتفق عليه: ((وإن زنى وإن سرق ... )) الحديث، ثم هو إلى ذلك لم يعمل من الأعمال ما يستحق به مغفرة الله، فهذا إنما تحرم عليه النار التي وجبت على الكفار فهو وإن دخلها، فلا يخلد معهم فيها، بل يخرج منها بالشفاعة أو غيرها ثم يدخل الجنة ولا بد، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره، ويصيبه قبل ذلك ما أصابه)). وهو حديث صحيح كما سيأتي في تحقيقه إن شاء الله برقم (1932)
والله تعالى أعلم.
المسلم لا يستحق مغفرة الله إلا إذا لقى الله عز وجل ولم يشرك به شيئاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/133)
1315 - (من لقي الله لا يشرك به شيئا، يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان غفر له. قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله؟ قال دعهم يعملوا).
أخرجه الإمام أحمد (5/ 232): ثنا روح: ثنا زهير بن محمد: ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح كما كنت ذكرت في تعليقي على ((مشكاة المصابيح)) (رقم47)، وبيان ذلك أن إسناده كلهم ثقات رجال الشيخين، وزهير بن محمد-وهو أبو المنذر الخرساني- وإن كان ضعفه بعضهم من قبل حفظه، فالراجح فيه التفصيل الذي ذهب إليه كبار أئمتنا، فقال البخاري:
((ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح)).
قلت: وروح الراوي عنه هنا هو ابن عبادة البصري الحافظ، وقال الأثرم عن أحمد:
((في رواية الشاميين عن زهير مناكير، أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة؛ عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر)).
قلت: وابن مهدي بصري، ومثله أبو عامر وهو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي البصري الحافظ.
وقال ابن عدي:
((ولعل أهل الشام أخطأوا عليه، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فروايتهم عنه مستقيمة، وأرجو نه لا بأس به)). وقال العلجي:
((لا بأس به، وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني)).
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ، فقال في ((التقريب)):
((رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة؛ فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه)).
ولذلك فإن ابن عبد البر غلا حين قال فيه: ((ضعيف عند الجميع))
فرده عليه الذهبي بقوله:
((كلا، بل خرج له (خ و م) مات سنة 162)).
قلت: وفي الحديث دلالة ظاهرة على أن المسلم لا يستحق مغفرة الله إلا إذا لقى الله عز وجل ولم يشرك به شيئاً، ذلك لأن الشرك أكبر الكبائر كما هو معروف في الأحاديث الصحيحة. ومن هنا يظهر لنا ضلال أولئك الذين يعيشون معنا، ويصلون صلاتنا، ويصومون صيامنا، و .... ولكنهم يواقعون أنواعاً من الشركيات والوثنيات، كالاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين ودعائهم في الشدائد من دون الله، والذبح لهم والنذر لهم، ويظنون أنهم بذلك يقربونهم إلى الله زلفى، هيهات هيهات. (ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار)
فعلى كل من كان مبتلى بشيء من ذلك من إخواننا المسلمين أن يبادروا فيتوبوا إلى رب العالمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم النافع المستقى من الكتاب والسنة. وهو مبثوث في كتب علمائنا رحمهم الله تعالى، وبخاصة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، ومن نحا نحوهم، وسار سبيلهم.
ولا يصدنهم عن ذلك بعض من يوحي إليهم من الموسوسين بأن هذه الشركيات إنما هي قربات وتوسلات، فإن شأنهم في ذلك شأن من أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ممن يستحلون بعض المحرمات بقوله ((يسمونها بغير اسمها)). (انظر الحديث المتقدم90 و 415).
هذه نصيحة أوجهها إلى من يهمه أمر آخرته من إخواننا المسلمين المضللين، قبل أن يأتي يحق فيه قول رب العالمين في بعض عباده الأبعدين: (وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً).
المهدي من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة
1529 - (لتملأن الأرض جورا وظلماً، فإذا ملئت جورا وظلماً، بعث الله رجلا مني، اسمه اسمي، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
أخرجه البزار (ص236 - 237 - زوائد ابن حجر) وابن عدي في ((الكامل)) (129/ 1) وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/ 165) عن داود بن المحبر: ثنا أبي المحبر بن قحذم عن أبيه قحذم بن سليمان عن معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعا. وقال البزار:
((رواه معمر عن هارون عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد، وداود وأبوه ضعيفان)).
وكذا ضعفهما الهيثمي في ((المجمع)) (7/ 314) فقال:
((رواه البزار والطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه، وكلاهما ضعيف)).
كذا قال! وأما في ((زوائد البزار)) فقد تعقب البزار بقوله عقب كلامه الذي نقلته آنفاً:
((قلت: بل داود كذاب)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/134)
وأقول: هو كما قال، ولكن ألا يصدق فيه قوله صلى الله عليه وسلم في قصة شيطان أبي هريرة: ((صدقك وهو كذوب))، فإن هذا الحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة، عن جمع من الصحابة، منها طريق أبي الصديق التي أشار إليها البزار، غاية ما في الأمر أن يكون داود ابن المحبر كذب خطأ أو عمداً في إسناده الحديث إلى والد معاوية بن قرة، فإن المحفوظ أنه من رواية معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري به.
هكذا أخرجه الحاكم (4/ 465) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني: ثنا عمر (وفي ((تلخيص المستدرك)): عمرو) بن عبيد الله العدوي عن معاوية ابن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به أتم منه وقال:
((صحيح الإسناد))!
قلت: ورده الذهبي بقوله:
((قلت: سنده مظلم)).
وكأنه يشير إلى جهالة العدوي هذا، فإني لم أجد من ترجمه، لا فيمن اسمه (عُمَر)، ولا في (عَمْرو). لكن رواية معمر عن هارون-وهو بن رياب- التي علقها البزار، تدل على أنه قد حفظه عن معاوية، وهذا هو الصواب الذي نقطع به، لأن لمعاوية متابعات كثيرة، بل هو عندي متواتر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري، أصحها طريقان عنه:
الأولى: عوف بن أبي جميلة: ثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ:
((لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي يملؤها فسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وعدونا)).
أخرجه أحمد (3/ 36) وابن حبان (1880) والحاكم (4/ 557) وأبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 101)، وقال الحاكم:
((صحيح على شرط الشيخين)). ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وأشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله عقبه:
((مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد)).
فإنه بقوله: ((مشهور)) يشير إلى كثرة الطرق عن أبي الصديق، كما تقدم، وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو، وهو ثقة اتفاقاً محتج به عند الشيخين وجميع المحدثين، فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين، فقد خالف سبيل المؤمنين؛ بل أقر الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق والطريق الآتية، فمن نسب إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهواً أو عمدا.
الثانية: سليمان بن عبيد: ثنا أبو الصديق الناجي به، وبلفظه:
((يخرج في أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً يعني حججاً)).
أخرجه الحاكم (4/ 557 - 558) وقال:
((صحيح الإسناد)). ووافقه الذهبي وابن خلدون أيضاً فإنه قال عقبه في ((المقدمة)) (فصل53ص250):
((مع أن سليمان بن عبيد لم يخرج له أحد من الستة، لكن ذكره ابن حبان في ((الثقات))، ولم يرد أن أحداً تكلم فيه)).
قلت: ووثقه ابن معين أيضاً، وقال أبو حاتم:
((صدوق)).
فهو إسناد صحيح كما تقدم عن الحاكم والذهبي وابن خلدون. وبقية الطرق والشواهد قد خرجتها في ((الروض النضير)) تحت حديث ابن مسعود (647) من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عنه. ورواه أصحاب السنن وكذا الطبراني في ((الكبير)) أيضاً (10213 - 10230)، وصححه الترمذي والحاكم وابن حبان (1878)، ولفظه عند أبي داود ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني، أو من أهل بيتي، ويواطئ اسمه أسمى واسم أبي، يملأ الأرض ... )) الحديث وممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في ((منهاج السنة)) (4/ 211):
((إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره)).
وكذا في ((المنتقى من منهاج الاعتدال)) للذهبي (ص534).
قلت: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي، ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين أذكر أسماء من تيسير لي منهم:
1 - أبو داود في ((السنن)) بسكوته على أحاديث المهدي.
2 - العقيلي.
3 - ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)).
4 - القرطبي كما في ((أخبار المهدي)) للسيوطي.
5 - الطيبي كما في ((مرقاة المفاتيح)) للشيخ القارئ.
6 - ابن القيم الجوزية في ((المنار المنيف))، خلافاً لمن كذب عليه.
7 - الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)).
8 - أبو الحسن الآُبري في ((مناقب الشافعي)) كما في ((فتح الباري)).
9 - الشيخ علي القارئ في ((المرقاة)).
10 - السيوطي في ((العرف الوردي)).
11 - العلامة المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/135)
وغيرهم كثير وكثير جدا.
بعد هذا كله أليس من العجيب حقاً قول الشيخ الغزالي في ((مشكلاته)) التي صدرت عنه حديثاً (ص139):
((من محفوظاتي وأنا طالب أنه لم يرد في المهدي حديث صريح، وما ورد صريحاً فليس بصحيح))!
فمن هم الذين لقنوك هذا النفي وحفظوك إياه وأنت طالب؟ أليسوا هم علماء الكلام الذين لا علم عندهم بالحديث، ورجاله، وإلا فكيف يتفق ذلك مع شهادة علماء الحديث بإثبات ما نفوه؟! أليس في ذلك ما يحملك على أن تعيد النظر فيما حُفظته طالباً، لا سيما فيما يتعلق بالسنة والحديث تصحيحاً وتضعيفاً، وما بني على ذلك من الأحكام والآراء، ذلك خير من أن تشكك المسلمين في الأحاديث التي صححها العلماء لمجرد كونك لُقنته طالباً، ومن غير أهل الاختصاص والعلم؟!
واعلم يا أخي المسلم أن كثيراً من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع، فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لا تقوم إلا بخروج المهدي! وهذه خرافة وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة، وبخاصة الصوفية منهم، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقاً، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين برجل من أهل بيته، ووصفه بصفات بارزة أهمها أنه يحكم بالإسلام وينشر العدل بين الأنام، فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم، فكما أن ذلك لا يستلزم ترك السعي وراء طلب العلم والعمل به لتجديد الدين، فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه وترك الاستعداد والعمل لإقامة حكم الله في الأرض، بل العكس هو الصواب، فإن المهدي لن يكون أعظم سعياً من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظل ثلاثاً وعشرين عاماً وهو يعمل لتوطيد دعائم الإسلام، وإقامة دولته فماذا عسى أن يفعل المهدي لو خرج اليوم فوجد المسلمين شيعاً وأحزاباً، وعلماءهم- إلا القليل منهم- اتخذهم الناس رؤوساً! لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام إلا بعد أن يوحد كلمتهم ويجمعهم في صف واحد، وتحت راية واحدة، وهذا بلا شك يحتاج إلى زمن مديد الله أعلم به، فالشرع والعقل معاً يقتضيان أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين، حتى إذا خرج المهدي، لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر، وإن لم يخرج فقد قاموا هم بواجبهم، والله يقول: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله).
ومنهم- وفيهم بعض الخاصة- من علم أن ما حكيناه عن العامة أنه خرافة، ولكنه توهم أنها لازمة لعقيدة خروج المهدي فبادر إلى إنكارها، على حد قول من قال (وداوني بالتي كانت هي الداء)! وما مثلهم إلا كمثل المعتزلة الذين أنكروا القدر لما رأوا أن طائفة من المسلمين استلزموا منه الجبر!! فهم بذلك أبطلوا ما يجب اعتقاده، وما استطاعوا أن يقضوا على الجبر!
وطائفة منهم رأوا أن عقيدة المهدي قد استغلت عبر التاريخ الإسلامي استغلالاً سيئاً، فادعاها كثير من المغرضين، أو المهبولين، وجرت من جراء ذلك فتن مظلمة، كان من آخرها فتنة مهدي (جهيمان) السعودي في الحرم المكي، فرأو أن قطع دابر هذه الفتن، إنما يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة! وإلى ذلك يشير الشيخ الغزالي عقب كلامه السابق!
وما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة، لأن بعض الدجاجلة ادعاها، مثل ميرزا غلام أحمد القادياني، وقد أنكرها بعضهم فعلاً صراحة، كالشيخ شلتوت، وأكاد أقطع أن كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضاً، وبعضهم يظهر ذلك من فلتات لسانه، وإن كان لا يبين. وما مثل هؤلاء المنكرين جميعاً عندي إلا كما لو أنكر رجل ألوهية الله عز وجل بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة! (فهل من مدكر).
الخلافة في قريش ما أطاعوا الله
1552 - (أما بعد يا معشر قُريش! فإنكم أهلُ هذا الأمر ما لم تعصوا الله، فإذا عصيتموه بعث إليكم من يلحاكم كما يُلحى هذا القضيب-لقضيب في يده).
أخرجه أحمد (1/ 458): ثنا يعقوب: ثنا أبي عن صالح: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن مسعود قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/136)
((بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلاً من قريش، ليس فيهم إلا قرشي، لا والله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء، فتحدثوا فيهن، فتحدث معهم، حتى أحببت أن يسكت، قال: ثم أتيته فتشهد، ثم قالك (فذكره)، ثم لحى قضيبه، فإذا هو أبيض يصلد)).
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (5/ 192):
((رواه أحمد وأبويعلى والطبراني في ((الأوسط)) ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات)).
ورواه القاسم بن الحارث عن عبيد الله فقال: عن أبي مسعود الأنصاري.
أخرجه أحمد (4/ 118و5/ 274و274 - 275) وابن أبي عاصم في ((السنة)) (1118و1119 - بتحقيقي).
والقاسم هذا مجهول كما بينته في ((تخريج السنة)) فقوله: ((أبي مسعود)) مكان ((ابن مسعود))، وهم منه لا يلتفت إليه.
(يلحى): أي يقشر.
وهذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون، ثم دالت دولتهم، بعصيانهم لربهم، وإتباعهم لأهوائهم، فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم، وذل المسلمون من بعدهم إلا ما شاء الله. ولذلك فعلى المسلمين إذا كانوا صادقين في سعيهم لإعادة الدولة الإسلامية أن يتوبوا إلى ربهم، ويرجعوا إلى دينهم، ويتبعوا أحكام شريعتهم، ومن ذلك أن الخلافة في قريش بالشروط المعروفة في كتب الحديث والفقه، ولا يحكموا آراءهم وأهواءهم، وما وجدوا عليه أباءهم وأجدادهم، وإلا فسيظلون محكومين من غيرهم، وصدق الله إذ قال: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). والعاقبة للمتقين.
الميثاق الرباني
1623 - (أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بـ (نعمان) _ يعني عرفة _ فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون).
أخرجه أحمد (1/ 272) وابن جرير في ((التفسير)) (15338) وابن أبي عاصم في ((السنة)) (17/ 1) والحاكم (2/ 544) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص326 - 327) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروذي: ثنا جرير بن حازم عن كُلْثُوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الحاكم:
((صحيح الإسناد)). ووافقه الذهبي.
قلت: وحقهما أن يقيداه بأنه على شرط مسلم، فإن كلثوم بن جبر من رجاله وسائرهم من رجال الشيخين.
وتابعه وهب بن جرير: ثنا أبي به دون ذكر (نعمان) وقال أيضاً: ((صحيح الإسناد، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر)).ووافقه الذهبي أيضاً. وأما ابن كثير فتعقبه بقوله في ((التفسير)) (2/ 262)):
((هكذا قال، وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فوقفه. وكذا رواه إسماعيل بن عُلَية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أبي ثابت وعلى بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت. والله أعلم)).
قلت: هو كما قال رحمه الله تعالى، ولكن ذلك لا يعني أن الحديث لا يصح مرفوعاً، وذلك لأن الموقوف في حكم المرفوع، لسببين:
الأول: أنه في تفسير القرآن، وما كان كذلك فهو في حكم المرفوع، ولذلك اشترط الحاكم في كتابه ((المستدرك)) أن يخرِج فيه التفاسير عن الصحابة كما ذكر ذلك فيه (1/ 55).
الآخر: أن له شواهد مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع من الصحابة، وهم عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، وأبو أمامة، وهشام بن حكيم أو عبد الرحمن ابن قتادة السلمي على خلاف عنهما-ومعاوية بن أبي سفيان، وأبو الدرداء، وأبو موسى، وهي وإن كان غالبهما لا تخلوا أسانيدها من مقال، فإن بعضها يقوي بعضاً، بل قال الشيخ صالح المقبلي في ((الأبحاث المسددة)): (ولا يبعد دعوى التواتر المعنوي في الأحاديث والرويات في ذلك))، ولا سيما وقد تلقاها أو تلقي ما اتفقت عليه من إخراج الذرية من ظهر آدم وإشهادهم على أنفسهم؛ السلف الصالح من الصحابة والتابعين دون اختلاف بينهم، منهم عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وناس من الصحابة، وأبي بن كعب وسلمان الفارسي، ومحمد بن كعب، والضحاك بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/137)
مزاحم، والحسن البصري، وقتادة، وفاطمة بنت الحسين، وأبو جعفر الباقر وغيرهم، وقد أخرج هذه الآثار الموقوفة وتلك الأحاديث المرفوعة الحافظ السيوطي في ((الدر المنثور)) (3/ 141 - 145)، وأخرج بعضها الشوكاني في ((فتح القدير)) (2/ 251 - 252)، ومن قبله الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) (2/ 261 - 264)، وخرجت أنا حديث عمر في ((الضعيفة)) (3070) وصححته لغيره في ((تخريج شرح الطحاوية) (266)، وحديث أبي هريرة في تخريج السنة لابن أبي عاصم (204و205 - بتحقيقي)، وصححته أيضاً هناك (ص267)، وفي الباب عن أبي الدرداء مرفوعاً، وقد سبق برقم (49)، وعن أنس، وسبق برقم (172) وهو متفق عليه، فهو أصحها وفيه:
((إن الله تعالى يقول للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً؟ فيقول: نعم. فيقول الله: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيتْ إلا أن تشرك بي)).
إذا عرفت هذا فمن العجيب قول الحافظ ابن كثير عقب الأحاديث والآثار التي سبقت الإشارة إلى أنه أخرجها:
((فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه، وميز بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وفي حديث عبد الله بن عمرو، وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم)).
قلت: وليس الأمر كما نفى، بل الإشهاد وارد في كثير من تلك الأحاديث:
الأول: حديث أنس هذا، ففيه كما رأيت قول الله تعالى: ((قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً)). قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (6/ 284):
((فيه إشارة إلى قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) الآية)).
قلت: ولفظ حديث ابن عمرو الذي أعله ابن كثير بالوقف إنما هو: أخذ من ظهره .... ))، فأي فرق بينه وبين لفظ حديث أنس الصحيح؟!
الثاني: حديث عمر بلفظ: ((ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ... )).
الثالث: حديث أبي هريرة الصحيح: (( .... مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة .... )).
الرابع: حديث هشام بن حكيم: ((إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم .... )).
الخامس: حديث أبي أمامة: ((لما خلق الله الخلق وقضى القضية، أخذ أهل اليمين بيمينه، وأهل الشمال بشماله، فقال: ... ألست بربكم، قالوا: بلى .... )).
ففي ذلك رد على قول ابن القيم أيضاً في كتاب ((الروح)) (ص161) بعد أن سرد طائفة من الأحاديث المتقدمة:
((وأما مخاطبتهم واستنطاقهم وإقرارهم له بالربوبية وشهادتهم على أنفسهم بالعبودية- فمن قاله من السلف فإنما هو بناء منه على فهم الآية، والآية لم تدل على هذا بل دلت على خلافه)).
وقد أفاض جداً في تفسير الآية وتأويلها تأويلاً ينافي ظاهرها بل ويعطل دلالتها أشبه ما يكون بصنيع المعطلة لآيات وأحاديث الصفات حين يتأولونها، وهذا خلاف مذهب ابن القيم رحمه الله الذي تعلمناه منه ومن شيخه ابن تيمية، فلا أدري لماذا خرج عنه هنا لا سيما وقد نقل (ص163) عن الأنباري أنه قال:
((مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وصلب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم كما جعل للجبل عقلا حين خوطب، وكما فعل ذلك للبعير لما سجد، والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دُعِيَت)).
كما نقل أيضاً عن إسحاق بن راهويه:
((وأجمع أهل العلم أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد، وأنه استنطقهم وأشهدهم)).
قلت: وفي كلام ابن الأنباري إشارة لطيفة إلى طريقة الجمع بين الآية والحديث وهو قوله: ((إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده)).
وإليه ذهب الفخر الرازي في ((تفسيره)) (4/ 323)، وأيده العلامة ملاَ على القاريء في ((مرقاة المفاتيح)) (1/ 140 - 141) وقال عقب كلام الفخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/138)
((قال بعض المحققين: إن بني آدم من ظهره، فكل ما أخرج من ظهورهم فيما لا يزال إلى يوم القيامة هم الذين أخرجهم الله تعالى في الأزل من صلب آدم، وأخذ منهم الميثاق الأزلي ليعرف منه أن النسل المخرج فيما لا يزال من أصلاب بنيه هو المخرج في الأزل من صلبه، وأخذ منهم الميثاق الأول، وهو المقالي الأزلي، كما أخذ منهم فيما لا يزال بالتدريج حين أخرجوا الميثاق الثاني، وهو الحالي الإنزالي. والحاصل أن الله تعالى لما كان له ميثاقان مع بني آدم أحدهما تهتدي إليه العقول من نصب الأدلة الحاملة على الاعتراف الحالي، وثانيهما المقالي الذي لا يهتدي إليه العقل، بل يتوقف على توقيف واقف على أحوال العباد من الأزل إلى الأبد، كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أراد عليه الصلاة والسلام أن يعلم الأمة ويخبرهم أن وراء الميثاق الذي يهتدون إليه بعقولهم ميثاقاً آخر أزلياً فقال (ما) قال من مسح ظهر آدم في الأزل وإخراج ذريته وأخذه الميثاق عليهم اهـ.
وبهذا يزول كثير من الإشكالات، فتأمل فيها حق التأمل)).
وجملة القول أن الحديث صحيح، بل هو متواتر المعنى كما سبق، وأنه لا تعارض بينه وبين آية أخذ الميثاق، فالواجب ضمه إليها، وأخذ الحقيقة من مجموعهما، وقد تجلت لك إن شاء الله مما نقلته لك من كلام العلماء، وبذلك ننجو من مشكلتين بل مفسدتين كبيرتين:
الأولى: رد الحديث بزعم معارضته للآية.
والأخرى: تأويلها تأويلاً يبطل معناها، أشبه ما يكون بتأويل المبتدعة والمعتزلة. كيف لا وهم أنفسهم الذين أنكروا حقيقة الأخذ والإشهاد والقول المذكور فيها بدعوى أنها خرجت مخرج التمثيل! وقد عز علي كثيراً أن يتبعهم في ذلك مثل ابن القيم وابن كثير، خلافاَ للمعهود منهم من الرد على المبتدعة ما هو دون ذلك من التأويل. والعصمة لله وحده.
ثم إنه ليلوح لي أننا وإن كنا نتذكر جميعاً ذلك الميثاق الرباني وقد بين العلماء سبب ذلك-فإن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والتي تشهد فعلاً بأن الله هو الرب وحده لا شريك له، إنما هي أثر ذلك الميثاق، وكأن الحسن البصري رحمه الله أشار إلى ذلك حين روى عن الأسود بن سريع مرفوعاً:
((ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ... )) الحديث، قال الحسن عقبه: ((ولقد قال الله ذلك في كتابه: (وإذ أخذ ربك ... ) الآية)).
أخرجه ابن جرير (15353)، ويؤيده أن الحسن من القائلين بأخذ الميثاق الوارد في الأحاديث، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وعليه فلا يصح أن يقال: إن الحسن البصري مع الخلف القائلين بأن المراد بالإشهاد المذكور في الآية إنما هو فطرهم على التوحيد، كما صنع ابن كثير. والله أعلم.
أشرف حديث في صفة الأولياء
1640 - (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
أخرجه البخاري (4/ 231) وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 4) والبغوي في ((شرح السنة)) (1/ 142/2) وأبو القاسم المهرواني في ((الفوائد المنتخبة الصحاح)) (2/ 3/1) وابن الحمامي الصوفي في ((منتخب من مسموعاته)) (171/ 1) وصححه ثلاثتهم، ورزق الله الحنبلي في ((أحاديث من مسموعاته)) (1/ 2 - 2/ 1) ويوسف بن الحسن النابلسي في ((الأحاديث الستة العراقية)) (ق26/ 1) والبيهقي في ((الزهد)) (ق83/ 2) وفي ((الأسماء والصفات)) ص (491) من طريق خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال: حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وهو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على البخاري رحمه الله تعالى، فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا وهو القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه وتضعيفه وساق له أحاديث تفرد بها هذا منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/139)
((فهذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة ((الجامع الصحيح)) (!) لعددته في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد. ولا أخرجه من عدا البخاري، ولا أظنه في ((مسند أحمد)) وقد اختلف في عطاء، فقيل: هو ابن أبي رباح، والصحيح أنه عطاء بن يسار)).
ونقل كلامه هذا بشيء من الاختصار الحافظ في ((الفتح)) ((11/ 292 - 293)، ثم قال:
((قلت: ليس هو في ((مسند أحمد)) جزماً، وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك فشريك شيخ شيخ خالد-فيه مقال أيضاً. وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص، وقدم وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها، ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً.
1 - منها عن عائشة أخرجه أحمد في ((المسند)) (6/ 256) وفي ((الزهد)) وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في ((الحلية)) والبيهقي في ((الزهد)) من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها. وذكر ابن حبان وابن عدي أنه تفرد به. وقد قال البخاري: إن منكر الحديث.
لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة وقال:
((لم يروه عن عروة إلا يعقوب وعبد الواحد)).
2 - ومنها عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني والبيهقي في ((الزهد)) بسند ضعيف.
3 - ومنها عن علي عند الإسماعيلي في ((مسند علي)).
4 - وعن ابن عباس. أخرجه الطبراني وسندهما ضعيف.
5 - وعن أنس أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني. وفي سنده ضعف أيضاً.
6 - وعن حذيفة. أخرجه الطبراني مختصراً. وسنده حسن غريب.
7 - وعن معاذ بن جبل. أخرجه ابن ماجه وأبو نعيم في ((الحلية)) مختصراً وسنده ضعيف أيضاً.
8 - وعن وهب بن منبه مقطوعاً. أخرجه أحمد في ((الزهد)) وأبو نعيم في ((الحلية))، وفيه تعقب على ابن حبان حيث قال بعد إخراج حديث أبي هريرة:
(لا يعرف لهذا الحديث إلا طريقان- يعني غير حديث الباب- وهما هشام الكناني عن أنس، وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة، وكلاهما لا يصح))).
هذا كله كلام الحافظ. وقد أطال النفس فيه. وحق له ذلك، فإن حديثاً يخرجه الإمام البخاري في ((المسند الصحيح)) ليس من السهل الطعن في صحته لمجرد ضعف في إسناده، لاحتمال أن يكون له شواهد تأخذ بعضده وتقويه .. فهل هذا الحديث كذلك؟
لقد ساق الحافظ هذه الشواهد الثمان، وجزم بأنه يدل مجموعها على أن له أصلاً.
ولما كان من شروط الشواهد أن لا يشتد ضعفها وإلا لم يتقو الحديث بها كما قرره العلماء في ((علم مصطلح الحديث))، وكان من الواجب أيضاً أن تكون شهادتهما كاملة، وإلا كانت قاصرة، لذلك كله كان لا بد لي من إمعان النظر في هذه الشواهد أو ما أمكن منها من الناحيتين اللتين أشرت إليهما: قوة الشهادة وكمالها أو العكس؛ وتحرير القول في ذلك، فأقول:
1 - ذكر الحافظ لحديث عائشة طريقين أشار إلى أحدهما ضعيف جداً. لأن من قال فيه البخاري: منكر الحديث. فهو عنده في أدنى درجات الضعف. كما هو معلوم، وسكت عن الطريق الأخرى فوجب بيان حالهان ونص متنها، فأقول:
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (15/ 16 - زوائده): حدثنا هارون بن كامل: ثنا سعيد بن أبي مريم: ثنا إبراهيم بن سويد المدني: حدثني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بتمامه مثله إلا أنه قال:
((إن دعاني أجبيته)) بدل ((إن استعاذني لأعيذنه)) وقال:
((لم يروه عن أبي حزرة إلا إبراهيم. ولا عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن ميمون)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معرفون مترجمون في ((التهذيب)) غير هارون بن كامل وهو المصري كما في ((معجم الطبراني الصغير)) ص (232) ولم أجد له ترجمة، فلولاه الإسناد جيداً. لكن الظاهر من كلام الطبراني السابق أنه لم يتفرد به.
فإنه ذكر التفرد لإبراهيم شيخ شيخه.
والحديث أورده الهيثمي (10/ 269) بطرقه الأول ثم قال:
((رواه البزار واللفظ له أحمد و الطبراني في ((الأوسط)) وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد. وضعفه غيرهم. وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. ورجال الطبراني في ((الأوسط)) رجال ((الصحيح)) غير شيخه هارون بن كامل))!
قلت: يعقوب بن مجاهد وإبراهيم بن سويد ليسا من رجال ((الصحيح)) وإنما أخرج لهما البخاري في ((الأدب المفرد)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/140)
ثم إن قوله: ((وفيه عبد الواحد بن قيس)) يخالف فول الحافظ المتقدم أنه عبد الواحد بن ميمون. ولا أدري هل منشؤه من اختلاف الاجتهاد في تحديد المراد من عبد الواحد الذي لم ينسب فيما وقفت عليه من المصادر، أم أنه وقع منسوباً عند البزار؟ فقد رأيت الحديث في ((المسند)) (6/ 257) و ((الحلية)) (1/ 5) و ((الزهد)) للبيهقي (83/ 2) من طرق عن عبد الواحد مولى عروة عن عروة به.
ثم تبين لي أن الاختلاف سببه اختلاف الاجتهاد. وذلك لأن كلاً من عبد الواحد ابن ميمون، وعبد الواحد بن قيس روى عن عروة.
فمال كل من الحافظين إلى ما مال إليه. لكن الراجح ما ذهب إليه الحافظ ابن حجرن لأن الذين رووه عن عبد الواحد لم يذكروا في الرواة عن ابن قيس وإنما عن ابن ميمون. وفي ترجمته ذكر ابن عدي (305/ 1) هذا الحديث وكذلك صنع الذهبي في ((الميزان)) والحافظ في ((اللسان))، فقول الهيثمي أنه ابن قيس مردود. ولو كان هو صاحب هذا الحديث لكان شاهداً لا بأس به. فإنه أحسن حالاً من ابن ميمون. فقد قال الحافظ فيه:
((صدوق الأول له أوهام ومراسيل)).
وأما الأول فمتروك.
ثم رأيت ما يشهد لمارجحته. فقد أخرجه أبو نعيم في ((الأربعين الصوفية)) (ق60/ 1) وأبو سعد النيسابوري في ((الأربعين)) (ق52/ 1 - 2) وقال:
((حديث غريب ... وقد صح معنى هذا الحديث من حديث عطاء عن أبي هريرة))، وابن النجار في ((الذيل)) (10/ 183/2) عن عبد الواحد بن ميمون عن عروة بن فنسبه إلى ميمون.
وجملة القول في حديث عائشة هذا أنه لا بأس به في الشواهد من الطريق الأخرى إن لم يكن لذاته حسنا.
2 - ثم ذكر حديث أبي أمامة وضعفه، وهو عند البيهقي من طريق ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه. وكذلك رواه السلمي في ((الأربعين الصوفية)) (9/ 1).
وهذا الإسناد يضعفه ابن حبان جداً، ويقول في مثله إنه من وضع أحد هؤلاء الثلاثة الذين دون أبي أمامة.
لكن أخرجه أبو نعيم في ((الطب)) (ق11/ 1 - نسخة الشيخ السفرجلاني) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به نحوه.
وعثمان هذا قال الحافظ في ((التقريب)):
((ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني)).
3 - حديث علي لم أقف الآن على إسناده.
4 - وأما حديث ابن عابس، فقد ضعفه الحافظ كما تقدم، وبين علته الهيثمي فقال (10/ 270):
((رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم)).
قلت: وإسناده أسوأ من ذلكن وفي متنه زيادة منكرة، وكذلك أوردته في ((الضعيفة)) (5396).
5 - وأما حديث أنس فلم يعزه الهيثمي إلا للطبراني في ((الأوسط)) مختصراً جداً بلفظ:
(( ... من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)). وقال:
((وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف)).
وقد وجدته من طريق أخرى بأتم منه، ويرويه الحسن بن يحيى قال: حدثنا صدقة ابن عبد الله عن هشام الكناني عن أنس به نحو حديث الترجمة، وزاد:
((وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة، فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك. وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر ... )) الحديث.
أخرجه محمد بن سليمان الربعي في ((جزء من حديثه)) (ق216/ 2) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص121).
قلت: وإسناده ضعيف، مسلسل بالعلل:
الأولى: هشام الكناني لم أعرفه، وقد ذكره ابن حبان في كلامه الذي سبق نقله عنه بواسطة الحافظ ابن حجر، فالمفروض أن يورده ابن حبان في ((ثقات التابعين)) ولكنه لم يفعل، وإنما ذكر فيهم هشام بن زيد بن أنس البصري يروي عن أنس، وهو من رجال الشيخين، فلعله هو.
الثانية: صدقة بن عبد الله، وهو أبو معاوية السمين-ضعيف.
الثالثة: الحسن بن يحيى وهو الخشني، وهو صدوق كثير الغلط كما في ((التقريب)).
6 - وحديث حذيفة لم أقف على سنده أيضاً. ولم أره في ((مجمع الهيثمي))
7 - وحديث معاذ مع ضعف إسناده فهو شاهد مختصر ليس فيه إلا قوله:
((من عادى وليا فقد بارز الله بالمحاربة)).
وهو مخرج في ((الضعيفة)) (1850).
وحديث وهب بن منبه، أخرجه أبو نعيم (4/ 32) من طريق إبراهيم بن الحكمك حدثني أبي: حدثني وهب بن منبه قال:
((إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: إن الله تعالى يقول:
ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبضِ روح المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/141)
قلت: وإبراهيم هذا ضعيف، ولو صح عن وهب فلا يصلح للشهادة، لأنه صريح في كونه من الإسرائيليات التي أمرنا بأن لا نصدق بها، ولا نكذبها.
ونحوه ما روى أبو الفضل المقري الرازي في ((أحاديث في ذم الكلام)) (204/ 1) عن محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ((قال الله ... )) فذكر الحديث بنحوه معضلاً موقوفاً.
ولقد فات الحافظ رحمه الله تعالى حديث ميمونة مرفوعاً به بتمامه مثل حديث الطبراني عن عائشة.
أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (ق334/ 1) و أبوبكر الكلاباذي في ((مفتاح المعاني)) (13/ 1 رقم 15) عن يوسف بن خالد السمتيك ثنا عمر بن إسحاق أنه سمع عطاء بن يسار يحدث عنها.
لكن هذا إسناد ضعيف جداً؛ لأن السمتي هذا قال الحافظ:
((تركوه، وكذبه ابن معين)).
فلا يصلح للشهادة أصلاً. وقد قال الهيثمي:
((رواه أبو يعلى وفيه يوسف خالد السمتي وهو كذاب)).
وخلاصة القول: إن أكثر هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها، إما لشدة ضعف إسناده، وإما لاختصارها، اللهم إلا حديث عائشة، وحديث أنس بطريقيه؛ فإنهما إذا ضما إلى إسناد حديث أبي هريرة اعتضد الحديث بمجموعها وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالىن وقد صححه من سبق ذكره من العلماء.
(تنبيه) جاء في كتاب ((مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار)) (في باب الحادي عشر في كلمات القدسية) (2/ 338) أن هذا الحديث أخرجه البخاري عن أنس وأبي هريرة بلفظ:
((من أهان لي (ويروى من عادى لي) ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله، ما ترددت في قبض نفس عبد المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته، ولابد له منه، وما تقرب إلى عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تعبد لي بمثل أداء ما افترضته عليه)).
قلت: فهذا خطأ فاحش من وجوه:
الأول: أن البخاري لم يخرجه من حديث أنس أصلاً.
الثاني: أنه ليس في شيء من طرق الحديث التي وقفت عليها ذكر للزهد.
الثالث: أنه ليس في حديث أبي هريرة وأنس قوله: ((ولابد له منه)).
الرابع: أنه مخالف لسياق البخاري ولفظه كما هو ظاهر.
ونحو ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد الحديث في عدة أماكن من ((مجموع الفتاوى)) (5/ 511و10/ 58و11/ 75 - 76و17/ 133 - 134) من رواية البخاري بزيادة ((فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)) ولم أر هذه الزيادة عند البخاري ولا عند غيره ممن ذكرنا من المخرجين، وقد ذكرها الحافظ في أثناء شرحه للحديث نقلاً عن الطوفي ولم يعزها لأحد.
ثم إن لشيخ الإسلام جواباً قيماً على سؤال حول التردد المذكور في هذا الحديث، أنقله هنا بشيء من الاختصار لعزته وأهميته، قال رحمه الله تعالى في ((المجموع)) (18/ 129 - 131):
((هذا حديث شريف، وهو أشرف حديث روى في صفة الأولياء، وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد، فإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب وربما قال بعضهم: إن الله يعامل معاملة التردد!
والتحقيق: أن كلام رسوله حق وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس، وأجهلهم وأسوئهم أدباً، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة، والاعتقادات الفاسدة. ولكن المتردد منا، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور (فإنه) لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا، فإن الله ليس كمثله شيء، ثم هذا باطل (على إطلاقه) فإن الواحد يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهله منه بالشيء الواحد، الذي يُحب من وجه ويُكره من وجه، كما قيل:
الشيب كره وكره أن أفارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب.
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه. بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من الباب، وفي ((الصحيح)):
((حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره)) وقال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) الآية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/142)
ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في الحديث، فإنه قال: ((لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) فإن العبد الذي حاله صار محبوباً للحق محباً له، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق. فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة، بحيث ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه. والله سبحانه قد قضى بالموت. فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مراداً من وجه مكروهاً من وجه وإن كان لا بد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده. وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)).
وقال في مكان آخر (10/ 58 - 59):
((فبين سبحانه أنه يتردد، لأن التردد تعارض إرادتين، فهو سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت، فهو يكرهه كما قال: ((وأنا أكره مساءته)) وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد أن يموت، فسمى ذلك ترددا. ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك)).
الرد على القول بعصمة آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
1904 - (الشاهد يرى ما لا يرى الغائب).
أخرجه أحمد (1/ 83) وعنه الضياء في ((المختارة)) (1/ 248) والبخاري في ((التاريخ)) (1/ 1/177) عن يحيى بن سعيد عن سفيان، ثنا محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن علي رضي الله عنه قال:
قلت: يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: فذكره.
وخالفه أبو نعيم فقال: نا سفيان به، إلا أنه زاد: ((عن أبيه عن علي)).
أخرجه الضياء (1/ 233) وقال:
((رواه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) عن أبي نعيم)).
لكن أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (7/ 92): حدثنا سليمان بن أحمد (هو الطبراني): ثنا علي بن عبد العزيز: ثنا أبو نعيم: ثنا سفيان به دون الزيادة، ولذلك قال أبو نعيم عقبه:
((رواه عصام بن يزيد: جبر، فوصله)).سم أسنده من طريين عن محمد بن يحيى بن منده: ثنا محمد بن عصام بن يزيد عن أبيه عن سفيان عن محمد بن عمر بن علي عمن حدثه عن علي قال:
((بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن نسيب لأم إبراهيم شيء، فدفع إلى السيف، فقال: اذهب فاقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو فوق نخلة، فلما رآني عرف، ووقع، ألقي ثوبه، فإذا هو أجب، فكففت عنه، فقال: أحسنت)). وقال:
((جوده محمد بن إسحاق وسماه)).
ثم ساق هنا مختصراً وفي ((3/ 177/178) بتمامه من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي بن الحنفية عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال:
((أُكِثَر على مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في قبطي-ابن عم لها- كان يزورها ويختلف إليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: خذ هذا السيف فانطلق إليه، فإن وجدته عندها فاقتله. فقلت: يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أرسلتني به، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: (فذكره)، فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها، فاخترطت السيف، فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده، فأتى نخلة فرقى فيهان ثم رمى بنفسه على قفاه، وشَفَرَ برجليه، فإذا هو أجب أمسَح، ما له ما للرجال، قليل ولا كثير، فأغمدت سيفي، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن فقال: الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت)). وقال:
((هذا غريب لا يعرف مسنداً بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق)).
قلت: ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في ((التاريخ)) وأبو عبد الله بن منده في (معرفة الصحابة)) (42/ 531) وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (1/ 232/1) والضياء في ((المختارة)) (1/ 247) وصرح البخاري وابن منده بتحديث ابن إسحاق، فزالت شبهة تدليسه، وسائر رجاله ثقات، فهو إسناد متصل جيد.
وروى الخطيب في ((التاريخ)) (3/ 64) من هذا الوجه حديث الترجمة فقط دون القصة.
وقد وجدت له شاهداً، يرويه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن الزهري عن أنس مرفوعاً به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/143)
أخرجه القضاعي في ((مسند الشهاب)) (9/ 2) من طريق الطبراني.
وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد.
والقصة وحدها دون الحديث لها طريق أخرى عند مسلم (8/ 119) وأحمد (3/ 281) من طريق ثابت عن أنس نحوه.
واستدركه الحاكم (4/ 39) على مسلم فوهم، كما وهم بعض المعلقين على ((المقاصد الحسنة)) في جزمه بأن حديث الترجمة من حديث أنس عند مسلم.
وأخرجها الحاكم من حديث عائشة أيضاً، وفيه أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري وهو ضعيف جداً، وسيأتي تخريجه وبيان ما فيه من الزيادات المنكرة برقم (4964) من الكتاب الآخر.
قلت: و الحديث نص صريح في أن أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في غيرهم من المعاصي، إلا من عصم الله تعالى، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك:
((يا عائشة! فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه .. )).
أخرجه مسلم.
ففيهما رد قاطع على من ابتدع القول بعصمة زوجاته صلى الله عليه وسلم محتجاً بمثل قوله تعالى فيهن: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) جاهلاً أو متجاهلاً أن الإرادة في الآية ليست الإرادة الكونية التي تستلزم وقوع المراد، وإنما هي الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة والرضا، إلا لكانت الآية حجة للشيعة في استدلالهم بها على عصمة أئمة أهل البيت وعلى رأسهم علي رضي الله عنه، وهذا مما غفل عنه ذلك المبتدع، مع أنه يدعي أنه سلفي!
ولذلك قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في رده على الشيعي الرافضي (2/ 117).
((وأما آية التطهير فليس فيها إخبار بطهارة أهل البيت وذهاب الرجس عنهم، وإنما فيها الأمر لهم بما يوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم ... ومما يبين أن هذا مما أمروا به لا مما أخبر بوقوعه؛ ما ثبت في ((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وسلم أدار الكساء على فاطمة وعلي وحسن وحسين ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
رواه مسلم. ففيه دليل على أنه لم يخبر بوقوع ذلك؛ فإنه لو كان وقع لكان يثني على الله بوقوعه، ويشكره على ذلكن لا يقتصر على مجرد الدعاء)).
الصورةُ الرأس
1921 - (الصورةُ الرأس، فإذا قطِعَ الرأس، فلا صورة).
عزاه السيوطي في ((الجامع الصغير)) للإسماعيلي في ((معجمه))، وبيض له المناوي، فلم يتكلم على إسناده بشيء، وقد وقفت على سنده على ظهر الورقة الأولى من الجزء الحادي عشر من ((الضعفاء)) للعقيلي، بخط بعض المحدثين، أخرجه من طريق عدي بن الفضل وابن عُلَية جميعاً عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرفوعاً، ومن طريق عبد الوهاب عن أيوب به موقوفاً عليه.
قلت: وابن عُلَية واسمه إسماعيل؛ أحفظ من عبد الوهاب وهو ابن عبد المجيد الثقفي، فروايته المرفوعة أرجح، لا سيما ومعه المقرون به عدي بن الفضل على ضعفه، فإذا كان السند إليهما صحيحاً، فالسند صحيح، ولم يسقه الكاتب المشار إليه. ولكن يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة:
((أتاني جبريل. . .)) الحديث، وفيه:
((فمر برأس التمثال الذي في البيت يُقطعْ فيصير كهيئة الشجرة. . .))، فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة، أي التمثال المجسم، يجعله كلا صورة.
قلت: وهذا في المجسم كما قلنا، وأما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة على القماش، فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد، بل لابد من الإطاحة بالرأس. وبذلك تتغير معالم الصورة، وتصير كما قال عليه الصلاة والسلام: ((كهيئة الشجرة)).
فاحفظ هذان ولا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه ومن اتخذها أصلاً من المتأخرين. راجع ((آداب الزفاف)) (ص103 - 104 - الطبعة الثالثة).
إثبات العدوى
1978 - (إنا قد بايعناك فارجع).
هو من حديث الشريد بن سويد قال:
كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه مسلم (7/ 37) والنسائي (2/ 184) وابن ماجه (2/ 364) و الطيالسي (رقم1270) وأحمد (4/ 389 - 390) عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه به.
وأخرجه الطبراني في ((معجم الكبير)) (7247) من طريق شريك عن يعلى بن عطاء بلفظ:
أن مجذوماً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فأتيته فذكرت له، فقال:
((ائته فأعلمه أني قد بايعته فليرجع)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/144)
قلت: وفي الحديث إثبات العدوى والاحتراز منها، فلا منافاة بينه وبين حديث ((لا عدوى)) لأن المراد به نفي ما كانت الجاهلية تعتقده أن العاهة تعدي بطبعها لا بفعل الله تعالى وقدره، فهذا هو المنفي، ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله ومشيئته، وهذا ما أثبته حديث الترجمة، وأرشد فيه إلى الابتعاد عما قد يحصل الضرر منه بقدر الله وفعله.
كتاب الصلاة
التوقيت للوتر، كالتوقيت للصلوات الخمس
1712 - (إنما الوتر بالليل).
أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (رقم891) عن خلد بن أبي كريمة: نا معاوية بن قرة عن الأغر المزني:
((أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر، فقال: (فذكره). قال يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر، قال: فأوتر)).
قلت: وهذا إسناد حسن على الأقل في الشواهد، خالد بن أبي كريمة قال الحافظ:
((صدوق يخطىء)).
وسائر رجاله ثقات، غير شيخ الطبراني محمد بن عمرو بن خالد الحراني، فلم أجد له ترجمة. لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
((أوتروا قبل أن تصبحوا)).
أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي سعيد الخدري، وهو مخرج في ((الإرواء)) (421).
وهذا التوقيت للوتر، كالتوقيت للصلوات الخمس، إنما هو لغير النائم وكذا الناسي، فإنه يصلي الوتر إذا لم يستيقظ له في الوقت، يصليه متى استيقظ، ولو بعد الفجر، وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم للرجل في هذا الحديث: ((فأوتر)). بعد أن قال له: ((إنما الوتر بالليل)). وفي ذلك حديث صريح فانظره في ((المشكاة)) (1268) و ((الإرواء)) (422).
شرعية الصلاة بعد الوتر
1993 - (إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ وإلا كانتا له).
أخرجه الدارمي (1/ 374) وابن خزيمة في ((صحيحه) (2/ 159/1103) وابن حبان (683) من طرق عن ابن وهب: حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ثوبان قال:
((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال:)) فذكره، وليس عند الدارمي هذه الجملة المصرحة بأنه صلى الله عليه وسلم قال الحديث في السفر، ولذلك عقب على الحديث بقوله:
((ويقال: ((هذا السفر))، وأنا أقول: السهر))!
وبناءً عليه وقع الحديث عنده بلفظ: ((هذا السهر)). ويرده أمران:
الأول: ما ذكرته من مناسبة ورود الحديث في السفر.
والآخر: أن ابن وهب قد تابعه عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح به مناسبة ولفظاً.
أخرجه الدارقطني (ص177) والطبراني رفي ((الكبير)) (1410).
وعبد الله بن صالح من شيوخ البخاري، فهو حجة عند المتابعة.
فدل ذلك كله على أن المحفوظ في الحديث ((السفر)) وليس ((السهر)) كما قال الدارمي.
والحديث استدل به الإمام ابن خزيمة على ((أن الصلاة بعد الوتر مباح لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتين بعد الوتر أمر ندب وفضيلة، لا أمر إيجاب وفريضة)).
وهذه فائدة هامة، استفدناها من هذا الحديث، وقد كنا من قبل مترددين في التوفيق بين صلاته صلى الله عليه وسلم الركعتين وبين قوله: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً))، وقلنا في التعليق على ((صفة الصلاة)) (ص123 - السادسة):
((والأحوط تركهما اتباعاً للأمر. والله أعلم)).
وقد تبين لنا الآن من هذا الحديث أن الركعتين بعد الوتر ليستا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، لأمره صلى الله عليه وسلم بهما أمته أمراً عاماً، فكأن المقصود بالأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً، أن لا يهمل الإيتار بركعة، فلا ينافيه صلاة ركعتين بعدهما، كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وأمره. والله أعلم.
كتاب الزكاة
فضل القرض الحسن وأنه يعدل التصدق بنصفه
1553 - (إن السلف يجري مجرى شَطْرِ الصدقة).
أخرجه أحمد (1/ 412) وأبو يعلى (3/ 1298 - مصورة المكتب) من طريق حماد بن سلمة: أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أذنان قال:
((أسلفت علقمة ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه قلت له: اقضيني، قال: أخرني إلى قابل، فأتيت عليه فأخذتها، قال: فأتيته بعد، قال: بَرحْتَ بي وقد منعتني، فقلت: نعم، هو عملك، قال: وما شأني، قلت: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فذكره)، قال: نعم فهو كذلكن قال: فخذ الآن)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/145)
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن ابن أذنان لم يوثقه غير ابن حبان، وقد اختلف في اسمه والراجح أنه سليم كما ذهب غليه المحقق أحمد شاكر رحمه الله تعالى، ويأتي التصريح بذلك قريباً في بعض الطرق.
وعطاء بن السائب كان اختلط.
لكن للحديث طريق أخرى، فقال الطبراني في ((المعجم الكبير)) (رقم9180): حدثنا علي بن عبد العزيز: نا ابونعيم: نا دلهم بن صالح: حدثني حميد بن عبد الله الثقفي أن علقمة بن قيس استقرض من عبد الله ألف درهم ... الحديث نحوه ولم يرفع آخره، ولفظه:
((قال عبد الله: لأن أقرض مالاً مرتين أحب إلي من أن أتصدق به مرة)).
ودلهم هذا ضعيف.
وحميد بن عبد الله الثقفي، أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/224) لهذا الإسناد، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.
والجملة الأخيرة منه قد رويت من طريقين آخرين عن ابن مسعود مرفوعاً، فهو بمجموع ذلك صحيح. والله أعلم. راجع ((تخريج الترغيب)) (2/ 34).
وتابعه على الجملة الأخيرة منه قيس بن رومي عن سليم بن أذنان به مرفوعاً بلفظ:
((من أقرض ورِقاً مرتين كان كعدل صدقةٍ مرةً)).
أخرجه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص19) وابن شاهين في ((الترغيب والترهيب)) (314/ 1) والبيهقي في ((السنن)) (5/ 353).
وله طريق أخرى عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً بلفظ:
((من أقرض مرتين كان له مثلُ أجر أحدهما لو تصدق به)).
أخرجه ابن حبان (1155) والخرائطي والهيثم بن كليب في ((مسنده)) (53/ 2 - 54/ 1) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (3/ 68/1) وابن عدي (212/ 2) من طريق أبي حريز أن إبراهيم حدثه عنه.
قلت: وهذا سند لا بأس به المتابعات، رجاله ثقات، غير أبي حريز واسمه عبد الله بن الحسين الأزدي، قال الذهبي:
((فيه شيء)). وقال الحافظ:
((صدوق يخطىء)).
(السَلَفُ): القرض الذي لا منفعة للمقرض فيه.
قلت: ومع هذه الفضيلة البالغة للقرض الحسن، فإنه يكاد أن يزول من بيوع المسلمين، لغلبة الجشع والتكالب على الدنيا على الكثيرين أو الأكثرين منهم، فإنك لا تكاد نجد فيهم من يقرضك شيئاً إلا مقابل فائدة إلا نادراً، فإنك قليلاً ما يتيسر لك تاجر يبيعك الحاجة بثمن واحد نقداً أو نسيئة، بل جمهورهم يطلبون منك زيادة في بيع النسيئة، وهو المعروف اليوم ببيع التقسيط، مع كونها ربا في صريح قوله صلى الله عليه وسلم:
((من باع بيعتين في بيعة فله أوكَسُهما أو الربا)).
وقد فسره جماعة من السلف بأن المراد به بيع النسيئة، ومنه بيع التقسيط، كما سيأتي بيانه عند تخريج الحديث برقم (2326).
كتاب الصيام
من الطب النبوي
1830 - (خصاء أمتي الصيام).
رواه أحمد (2/ 173) وابن عدي (111/ 2) والبغوي في ((شرح السنة)) (3/ 1/2) عن ابن لهيعة: حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص.
أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أختصي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد: ((والقيام)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لسواء حفظ ابن لهيعة، وقد رويت أحاديث بمعنى حديثه هذا دون ذكر القيام.
فروى ابن سعد (3/ 394) بسند جيد عن ابن شهاب:
أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أليس لك في أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، إن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصى أو اختصى)).
وأخرج الحسين المروزي في ((زوائد الزهد)) (1106) كم طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن مسعود قال: قال عثمان بن مظعون ... فذكره نحوه دون قوله: ((وليس من أمتي ... )).
لكن أخرجه ابن المبارك نفسه في ((الزهد)) (845) من طريق رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم به أتم منه.
وعبد الرحمن بن أنعم ضعيف لسوء حفظه، ومثله رشدين.
ثم أخرج المروزي (1107) وأحمد (3/ 378و382 - 383) من طريق رجل عن جابر بن عبد الله قال:
جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتأذن لي في الخصاء؟ فقال:
((صُمْ، وسل الله من فضله)).
وإسناده صحيح لولا الرجل الذي لم يسم.
وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، دون ذكر القيام فإنه منكر. والله أعلم.
ويشهد له الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود مرفوعاً:
((يا مشعر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/146)
وهو مخرج في ((صحيح أبي داود)) (1785)، وروي من حديث عثمان، وهو مخرج في التعليق على ((الأحاديث المختارة) (رقم-356 - بتحقيقي).
وفي الحديث توجيه نبوي كريم، لمعالجة الشبق وعرامة الشهوة في الشباب الذين لا يجدون زواجاً، ألا وهو الصيام، فلا يجوز لهم أن يتعاطوا العادة السرية (الاستمناء باليد).لأنه قاعدة من قيل لهم: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، ولأن الاستنماء في ذاته ليس من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله في القرآن الكريم: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
قالت عائشة رضي الله عنها في تفسيرها:
((فمن ابتغى وراء ما زوجه الله أو ملكه فقد عدا)).
أخرجه الحاكم (2/ 393) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
كتاب المرأة والنكاح وما يتعلق به و تربية الأولاد
الضرب بالدف معصية في غير النكاح والعيد
1609 - (إن الشيطان ليفرق منك يا عمر).
أخرجه أحمد (5/ 353) والترمذي (4/ 316) وابن حبان (2186) مختصراً من طريق الحسين بن واقد: حدثني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه:
((أن أمَةً سوداء أتت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ورَجَعَ من بعض مغازيه، فقالت: إني كنتُ نذرتُ: إن ردك الله صالحاً أن أضرب عندك بالدف! قال:
((إن كنتِ فعلتِ فافعلي، وإن كنتِ لم تفعلي فلا تفعلي)). فَضَرَبَتْ، فدخل أبو بكر وهي تَضْرِبُ، ودخل غيره وهي تَضْرِبُ، ثم دخل عمر، قال: فجعلتْ دُفها خلفها وهي مُقنعة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذكره) وزاد: ((أنا جالس ههنا، ودخل هؤلاء، فلما أن دَخَلْتَ فَعلَتْ ما فعلَتْ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وفي الحسين كلام لا يضر.
وقد يشكل هذا الحديث على بعض الناس، لأن الضرب بالدف معصية في غير النكاح والعيد، والمعصية لا يجوز نذرها ولا الوفاء بها. والذي يبدو لي في ذلك أن نذرها لما كان فرحاً منها بقدومه صلى الله عليه وسلم صالحا سالما منتصرا، اغتفر لها السبب الذي نذرته لإظهار فرحها، خصوصية له صلى الله عليه وسلم دون الناس جميعا، فلا يؤخذ منه جواز الدف في الأفراح كلها، لأنه ليس هناك من يفرح به كالفرح به صلى الله عليه وسلم، ولمنافاة ذلك لعموم الأدلة المحرمة للمعازف والدفوف وغيرها، إلا ما استثني كما ذكرنا آنفا.
هذا الحديث دلالته ليس على عمومه، بل قد دخله التخصيص في بعض أجرائه
1865 - (الذهب والحرير حلال لإناث أمتي، حرام على ذُكورها).
رواه سمويه في ((الفوائد)) (35/ 1): حدثنا سعيد بن سليمان: ثنا عباد: ثنا سعيد بن أبي عروبة: حدثني ثابت بن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم قال: حدثتني عمتي أنيسه بنت زيد بن أرقم عن أبيها زيد بن أرقم مرفوعاً.
ومن هذا الوجه أخرجه الطحاوي في ((شرح المعاني)) (2/ 245) والطبراني في ((الكبير)) (5125) و العقيلي في ((الضعفاء)) (ص62) وقال:
((وهذا يروى بغير هذا الإسناد بأسانيد صالحة)).
قلت: ورجاله ثقات غير أنيسة بنت زيد بن أرقم، فلم أعرفها.
وثابت بن زيد بن ثابت، روى العقيلي عن عبد الله بن أحمد قال:
((سألت أبي عنه؟ فقال: روى عنه ابن أبي عروبة، وحدثنا عنه معتمر، له أحاديث مناكير، قلت: تحدث عنه؟ قال: نعم، فقلت: أهو ضعيف؟ قال: أنا أحدث عنه)).
وقال ابن حبان:
((الغالب على حديثه الوهم، لا يحتج به إذا انفرد)).
وبه أعله الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (5/ 143).
والحديث صحيح؛ لأن له شواهد يتقوى بها، كما أشار إلى ذلك العقيلي في كلامه السابق، وقد خرجتها في ((إرواء الغليل)) (277) و ((غاية المرام في تخريج الحلال والحرام)) (78).
وهو من حيث دلالته ليس على عمومه، بل قد دخله التخصيص في بعض أجرائه، فالذهب بالنسبة للنساء حلال، إلا أواني الذهب والفضة، فهن يشتركن مع الرجال في التحريم اتفاقاً، وكذلك الذهب المحلق على الراجح عندنا، عملاً بالأدلة الخاصة المحرمة، ودعوى أنها منسوخة مما لا ينهض عليه دليل، كما هو مبين في كتابي ((آداب الزفاف في السنة المطهرة))، ومن نقل عني خلاف هذا فقد افترى.
وكذلك الذهب و الحرير محرم على الرجال، إلا لحاجة؛ لحديث عرفجة بن سعد الذي اتخذ أنفاً من ذهب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث عبد الرحمن بن عوف الذي اتخذ قميصاً من حرير، بترخيص النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك.
عمرة الحائض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/147)
1984 - (طوافُكِ بالبيت، وبين الصفا والمروة يكفيكِ لحجك وعمرَتك).
أخرجه مسلم (4/ 34) وأبو داود (1897) عن عبد الله بن أبي نجيح عن عطاء- وقال مسلم: عن مجاهد-عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره. لفظ عطاء، ولفظ مجاهد:
أنها حاضت بـ (سَرِف)، فتطهرت بعرفة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك)).
ثم أخرج مسلم وأحمد (6/ 124) من طريق عبد الله بن طاوس عن أبيه عن عائشة:
((أنها أهلت بِعُمرة، فقدمت ولم تَطُفْ بالبيت حتى حاضت، فَنَسكَتْ المناسك كلها، وقد أهلت بالحج، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النفر:
((يَسَعُكِ طوافُكِ لحجكِ وعمرتك)).
فأبت، فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحج)).
قلت: فالعمرة بعد الحج إنما هي للحائض التي تتمكن من الإتيان بعمرة الحج بين يدي الحج، لأنها حاضت، كما علمت من قصة عائشة هذه، فمثلها من النساء إذا أهلت بعمرة الحج كما فعلت هي رضي الله عنها، ثم حال بينها وبين إتمامها الحيض، فهذه يشرع لها العمرة بعد الحج، فما يفعله اليوم جماهير الحجاج من تهافتهم على العمرة بعد الحج، مما لا نراه مشروعاً، لأن أحداً من الصحابة الذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم لم يفعلها. بل إنني أرى أن هذا من تشبه الرجال بالنساء، بل بالحيض منهن! ولذلك جريت على تسمية هذه العمرة بـ (عمرة الحائض) بياناً للحقيقة.
كتاب التاريخ والسيرة وفضائل الصحابة
هذا هو شأن كثير من قصاص زماننا
1681 - (إن بني إسرائيل لما هلكوا قَصُوا).
أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (رقم-3705) وأبو نعيم في ((الحلية)) (4/ 362) عن أبي أحمد الزبير: نا سفيان عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الهذيل عن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو نعيم:
((غريب من حديث الأجلح والثوري، تفرد به أبو أحمد)).
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير الأجلح وهو ابن عبد الله بن حجية، وهو صدوق كما قال الذهبي في ((الضعفاء)) والحافظ في ((التقريب))، ولا عيب فيه سوى أنه شيعي، ولكن ذلك لا يضر في الرواية لأن العمدة فيها إنما هو الصدق كما حرره الحافظ في ((شرح النخبة)).
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 189):
((رواه الطبراني في ((الكبير)) ورجاله موثقون، واختلف في الأجلح الكندي، والأكثر على توثيقه)).
والحديث أورده عبد الحق الإشبيلي في ((الأحكام)) (ق8/ 1) وقال:
((رواه البزار من حديث شريك-هو عبد الله-عن أبي سنان عن أبي-لعله عن ابن أبي-هذيل عن خباب مرفوعاً. وقال: هذا إسناد حسن. كذا قال، وليس مما يحتج به)).
قلت: وذلك لضعف شريك بن عبد الله القاضي، ولكن الطريق الأولى تشهد له وتقويه. ولم يورده الهيثمي في ((كشف الأستار عن زوائد البزار)) فلعله في غير ((المسند)) له.
(قصوا) قال في ((النهاية)):
وفي رواية: ((لما هلكوا قصوا)) أي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس، لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص)).
وأقول: ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح، لما فعلوا ذلك هلكوا. وهذا هو شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات والرقائق والصوفيات. نسأل الله العافية.
حديث العترة وبعض طرقه
1761 - (يا أيها الناس! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي).
أخرجه الترمذي (2/ 308) والطبراني (2680) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:
((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطبن فسمعته يقول:)) فذكره، وقال:
((حديث حسن غريب من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم)).
قلت: قال أبو حاتم: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في ((الثقات)). وقال الحافظ: ((ضعيف))
قلت: لكن الحديث صحيح، فإن له شاهداً من حديث زيد بن أرقم قال:
((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى (خُما)) بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/148)
أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور (من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ظل))، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به-فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:-وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)).
أخرجه مسلم (7/ 122 - 123) والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4/ 368) وأحمد (4/ 366 - 367) وابن أبي عاصم في ((السنة)) (1550و1551) والطبراني (5026) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه.
ثم أخرج أحمد (4/ 371) والطبراني (5040) والطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال:
((لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين (كتاب الله وعترتي)؟ قال: نعم)).
وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح.
وله طرق أخرى عند الطبراني (4969 - 4971و4980 - 4982و5040) وبعضها عند الحاكم (3/ 109و148و533). وصحح هو والذهبي بعضها.
وشاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً:
(((إني أوشك أن أدعى فأجيب، و) إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعِترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)).
أخرجه أحمد (3/ 14و17و26و59) وابن أبي عاصم (1553و1555) والطبراني (2678 - 2679) والديلمي (2/ 1/45).
وهو إسناد حسن في الشواهد.
وله شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني (ص529) والحاكم (1/ 93) والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (56/ 1).
وابن عباس عند الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
وعمرو بن عوف عند ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (2/ 24و110)، وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف؛ فبعضها يقوي بعضاً، وخيرها حديث ابن عباس.
ثم وجدت له شاهداً قوياً من حديث علي مرفوعاً به.
أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (2/ 307) من طريق أبي عامر العقدي: ثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعاً بلفظ:
(( .... كتاب الله بأيديكم، وأهل بيتي)).
ورجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه، وغالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ. والله أعلم.
ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم، وأن الصواب كثير بن زيد، ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال، فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر العقدي، وفي الرواة عن محمد بن عمر بن علي، فالحمد لله على توفيقه.
ثم ازددت تأكداً حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم (1558).
وشاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعاً به.
أخرجه أحمد (5/ 181 - 189) وابن أبي عاصم (1598 - 1549) والطبراني في ((الكبير)) (4921 - 4923).
وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 170):
الطبراني في ((الكبير)) ورجاله ثقات))!
وقال في موضع آخر (9/ 163):
((رواه أحمد، وإسناد جيد))!
بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد، كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان، ثم أن أسافر منها إلى الإمارات العربية؛ أوائل سنة (1402) هجرية، فلقيت في (قطر) بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين، فأهدى علي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث، فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة، وذلك من ناحيتين ذكرتهما له:
الأولى: أنه أقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة، ولذلك قصر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليه، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلاً عن الشواهد والمتابعات، كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا.
الثانية: أنه لم يلتفت على أقوال المصححين للحديث من العلماء، ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في ((مصطلح الحديث)): أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق، فوقع في هذا الخطاء الفادح من التضعيف الحديث الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/149)
وكان قد نمى إلي قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في (الكويت) يضعف هذا الحديث، وتأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك، يستدرك علي إيرادي الحديث في ((صحيح الجامع الصغير)) بالأرقام (2453و2454و2745و7754) لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه، وأن هذا استغراب مني تصحيحه! ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديثين وقد فعلت ذلك احتياطاً، فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور، وخطئه هو في استرواحه واعتماده عليه، وعدم تنبهه للفرق بين ناشيء في هذا العلم، ومتمكن فيه، وهي غفلة أصابت كثيراً من الناس الذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال، وليست له قدم راسخة فيه. والله المستعان.
واعلم أيها القارئ الكريم، أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به الشيعة، ويلهجون بذلك كثيراً، حنى يتوهم بعض أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك، وهم جميعاً واهمون في ذلك، وبيانه من وجهين:
الأولى: أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: ((عِترتي)) أكثر مما يريده الشيعة، ولا يرده أهل السنة، بل هم مستمسكون به، ألا وهو أن العترة فيه هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك موضحاً في بعض طرقه كحديث الترجمة: ((وعِترتي أهل بيتي)) وأهل بيته في الأصل هم نساؤه صلى الله عليه وسلم وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعاً، كما هو صريح قوله تعالى في (الأحزاب): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهركم تطهيرا) بدليل الآية التي قبلها والتي بعدها: (يا نساءَ النبي لَستُن كأحدٍ من النساءِ إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا)، وتخصيص الشيعة (أهل البيت) في الآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصاراً لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه، وحديث الكساء وما في معناه غاية ما فيه توسيع دلالة الأية، ودخول علي وأهله فيها، كما بينه الحافظ ابن كثير وغيره، وكذلك حديث ((العترة)) قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته وعلي وأهله. ولذلك قال التوربشتي-كما في ((المرقاة)) (5/ 600):
((عترة الرجل: أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم ((العترة)) على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أهل بيتي)) ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه)).
الوجه الآخر: أن المقصود من ((أهل البيت)) إنما هم العلماء الصالحون منهم، والمتمسكون بالكتاب والسنة، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: (((العترة) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم؛ الذين هم على دينه، وكذلك التمسك بأمره)).
وذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفاً. ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله:
((أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته. وبهذا يصلح أن يكون مقابلاً لكتاب الله سبحانه كما قال (ويعلمهم الكتاب والحكمة))).
قلت: ومثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير المتقدمة: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة).
فتبين أن المراد بـ (أهل البيت) المتمسكين بسنته صلى الله عليه وسلم، فتكون هي المقصود بالذات في الحديث، ولذلك جعلها أحد (الثقلين) في حديث زيد بن أرقم المقابل للثقل الأول وهو القرآن، وهو ما يشير إليه قول ابن الأثير في ((النهاية)):
((سماهما (ثقلين)؛ لأن الآخذ بهما (يعني الكتاب والسنة) والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل خطير نفيس (ثَقَلَ)، فسماهما (ثقلين) لقدرهما وتفخيماً لشأنهما)).
قلت: والحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... )). قال الشيخ القارئ (1/ 199):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/150)
((فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي، فالإضافة إليهم، أما لعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها)).
إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث ((الموطأ)) بلفظ:
((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما؛ كتاب الله وسنة رسوله)). وهو في ((المشكاة)) (186).
وقد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين اليوم في تضعيف حديث الموطأ. والله المستعان.
فضل أبي عبيدة والحجة بخبر الآحاد
1964 - (هذا أمين هذه الأمة. يعني أبا عبيدة).
أخرجه مسلم (1297) والحاكم (3/ 267) وأحمد (3/ 125) وأبو يعلى (2/ 831) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس:
((أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام. قال: فأخذ بيد أبي عبيدة، فقال ... )) فذكره، والسياق لمسلم، ولفظ الحاكم:
((يعلمنا القرآن)). وقال:
((صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بذكر القرآن)).
قلت: وفي الحديث فائدة هامة، وهي أن خبر الآحاد حجة في العقائد، كما هو حجة في الأحاكم، لأننا نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث أبا عبيدة إلى أهل اليمن ليعلمهم الأحكام فقط، بل والعقائد أيضا ً، فلو كان خبر الآحاد لا يفيد العلم الشرعي في العقيدة، ولا تقوم به الحجة فيها، لكان إرسال أبي عبيدة وحده إليهم ليعلمهم، أشبه شيء بالبعث. وهذا مما يتنزه الشارع عنه. فثبت يقيناً إفادته العلم. وهو المقصود، ولي في هذه المسألة الهامة رسالتان معروفتان مطبوعتان مراراً، فليراجعهما من أراد التفصيل فيها.
كتاب المستقبل و أشراط الساعة
ظلالات القاديانية
1683 - (إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً).
أخرجه أحمد (2/ 117 - 118) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن عبد الله بن عمر أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة، فجعل يحدثه عن المختار فقال ابن عمر:
((إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... )) فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن مهران هذا لين الحديث لم يروِ عنه غير علي بن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف.
لكن له طريق أخرى عند أحمد أيضاً (2/ 104) من طريق عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي قال:
((سأل رجل ابن عمر-وأنا عنده-عن متعة النساء، فغضب وقال: والله ما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زنائين ولا مسافحين، ثم قال: والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون، أو أكثر)).
ورجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا فقال ابن أبي حاتم (2/ 2/293) عن أبي زرعة:
((لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن .... )) فذكره.
ولهذا قال الحسيني: ((فيه جهالة)). وأقره الحافظ في ((التعجيل)).
وجاء في ((اللسان)):
((عبد الرحمن بن نعيم بن قرش. كان في عصر الدارقطني. وقال في ((المؤتلف والمختلف)): إن له أحاديث غرائب انتهى. وقال: قال: سألت أبا زرعة عنه فقال: كوفي لا أعرفه إلا في حديث واحد عن ابن عمر. روى عنه طلحة بن مصرف)).
قلت: وهذا خلط فاحش بين ترجمتين؛ فإن قول أبي زرعة هذا إنما هو في عبد الرحمن الأعراجي صاحب هذا الحديث، وتابعي كما ترى، فأين هو ممن كان في عصر الدارقطني. ويغلب على الظن أن في النسخة سقطاً بين قوله: انتهى. وقوله: ((وقال))، ثم لينظر من الفاعل في ((وقال: قال))؟
لكن الحديث بمجموع الطريقين حسن، وهو صحيح بشواهد الكثيرة من حديث أبي هريرة، وجابر بن سمرة، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 - أما حديث أبي هريرة، فله عنه طرق وألفاظ أقربها إلى حديث الترجمة رواية خِلاس عنه مرفوعاً بلفظ:
((بَيْنَ يَدَي الساعةِ قريبٌ من ثلاثين دجالين كذابين، كلُهم يقول: أنا نبي، أنا نبي!)).
أخرجه أحمد (2/ 429) بسند صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري (2/ 406و4/ 380) ومسلم (8/ 189) والترمذي (2/ 34) وأحمد أيضاً (2/ 236 - 237و313و530) من طرق أخرى عنه بلفظ:
((لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله)). وقال الترمذي:
((حديث حسن صحيح)).
2 - وأما حديث جابر بن سمرة، فيرويه سماك عنه مرفوعاً بلفظ:
((أن بين يدي الساعة كذابين (فاحذروهم))).
أخرجه مسلم وأحمد (5/ 86 - 90و92و94 - 96و100و101و106و107).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/151)
3 - وأما حديث ثوبان، فيرويه أبو أسماء الرحبي عنه مرفوعاً في حديث ((إن الله زوى لي الأرض .... )) وفيه:
(( ... وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي)).
أخرجه أبو داود (4252) وابن ماجه (3952) وأحمد (5/ 278) بسند صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في ((صحيحه)) (8/ 171) بدون هذه الزيادة وغيرها مما في طريق الأولين، وكذلك أخرجه الترمذي (2/ 27) وقال:
((حسن صحيح)).
واعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة ميراز غلام أحمد القادياني الهندي، الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر، ثم أنه عيسى عليه السلام، ثم ادعى أخيراًً النبوة، واتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب والسنة، وقد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود والسوريين، وجرت بيني وبينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون! منهم ميراز أحمد القادياني. فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم، يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور، فأبيت وأصررت على ذلك، فانهزموا شر هزيمة، وعلم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون.
ولهم عقائد أخرى كثيرة باطلة، خالفوا فيها إجماع الأمة يقيناً، منها نفيهم البعث الجسماني، وأن النعيم والجحيم للروح دون الجسد، وأن العذاب بالنسبة للكفار منقطع. وينكرون وجود الجن، ويزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر! ويتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلاً منكراً على نمط تأويل الباطنية والقرامطة، ولذلك كان الإنكليز يؤيدونه ويساعدونه على المسلمين، وكان هو يقول: حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز! إلى غير ذلك من إفكه وأضاليله. وقد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه، وبيان خروجه عن جماعة المسلمين، فليراجعها من شاء الوقوف حقيقة أمرهم.
الرؤيا الصالحة جزء من النبوة
1869 - (الرؤيا الصالحة جزء من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة).
أخرجه الخطيب في ((التاريخ)) (5/ 189) من طريقين عن حمزة بن محمد بن العباس: حدثنا أحمد بن الوليد: حدثنا أبو أحمد الزبيري: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أحمد بن الوليد وهو ابن أبي الوليد أبو بكر الفحام وحمزة بن محمد بن العباس وكلاهما ثقة، كما صرح بذلك الخطيب في ترجمتهما (5/ 188و8/ 183).
والحديث عزاه السيوطي لابن النجار فقط!
واعلم أنه لا منافاة بين قوله في هذا الحديث: إن الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين، وفي الحديث التالي: ((جزء من ستة وأربعين))، وفي حديث ابن عمر: ((جزء من سبعين)) رواه مسلم (7/ 54) وغيره، فإن هذا الاختلاف راجح إلى الرائي فكلما كان صالحاً كانت النسبة أعلى، وقيل غير ذلك، فراجع ((شرح مسلم)) للإمام النووي.
كتاب المعاملات والآداب والحقوق العامة
حكم (الباروكة)
1008 - (أيما امرأة أدخلت في شعرها من شعر غيرها فإنما تدخله زوراً).
أخرجه أحمد من حديث معاوية بإسناد السابق عنه. وله شواهد كثيرة في ((الصحيحين)) وغيرهما.
وإذا كان هذا حكم المرأة التي تدخل في شعرها من شعر غيرها، فما حكم المرأة التي تضع على رأسها قلنسوة من شعر مستعار، وهي التي تعرف اليوم بـ (الباروكة)، وبالتالي ما حكم من يفتي بإباحة ذلك لها مطلقاً أو مقيداً تقليداً لبعض المذاهب، وغير مبال بمخالفة الأحاديث الصحيحة، وقد هداه الله إلي القول بوجوب الأخذ بها، ولو كانت مخالفة لمذهبه بله المذاهب الأخرى. أسأل الله تعالى أن يزيدنا هدى على هد، ويرزقنا العلم والتقوى.
فالسنة السنة أيها المسلمون
1404 - (إذا طعم أحدكم فسقطت لقمته من يده فليمط ما رابه منها وليطعمها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل، حتى يلعق يده، فإن الرجل لا يدري في أي طعامه يبارك له، فإن الشيطان يرصد الناس _ أو الإنسان _ على كل شيء، حتى عند مطعمه أو طعامه، ولا يرفع الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها، فإن في آخر الطعام البركة).
أخرجه ابن حبان (1343) والبيهقي في ((شعب الإيمان) (2/ 187/2) من طريقين عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير عن جابر- وقال البيهقي: أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث-أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/152)
وتابعه ابن لهيعة: حدثنا أبو الزبير عن جابر به.
أخرجه أحمد (3/ 393).
والحديث في ((صحيح مسلم)) (6/ 114) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر به دون قوله: ((فإن الشيطان يرصد ... )) و لهذا تعمدت إخراجه من طريق ابن حبان والبيهقي، ولما في رواية الثاني منهما من تصريح أبي الزبير بالتحديث، فتصل السند وزالت شبهة العنعنة الواردة في رواية ((مسلم)).
على أن هذا قد شد من عضدها بأن ساق الحديث من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به نحوه.
(يرصد) أي يرقب. جاء في ((المصباح)):
((الرصد: طريق، والجمع (أرصاد) مثل: سبب وأسباب. ورصدته رصداً، من باب قتل: قعدت له الطريق، والفاعل: راصد، وربما جمع على (رصد) مثل خادم وخدم. و (الرصيدي) نسبته إلي الرصد، وهو الذي يقعد على الطريق ينتظر الناس ليأخذ شيئاً من أموالهم ظلماً وعدواناً)).
قلت: ومن المؤسف حقاً أن ترى كثيراً من المسلمين اليوم وبخاصة أولئك الذين تأثروا بالعادات الغربية والتقاليد الأوروبية- قد تمكن الشيطان من سلبه قسماً من أموالهم ليس عدواناً بل بمحض اختيارهم، وما ذاك إلا لجهلهم بالسنة، أو إهمالاً منهم إياها، ألست تراهم يتفرقون في طعامهم على موائدهم، وكل واحد منهم يأكل لوحده- دون ضرورة- في صحن خاص، لا يشاركه فيه على الأقل جاره بالجنب، خلافاً للحديث السابق (664).
وكذلك إذا سقطت اللقمة من أحدهم، فإنه يترفع عن أن يتناولها ويميط الأذى عنها ويأكلها، وقد يوجد فيهم من المتعالمين والمتفلسفين من لا يجيز ذلك يزعم أنها تلوثت بالجراثيم والميكروبات ضربا منه في صدر الحديث إذ يقول صلى الله عليه وسلم:
((فليمط ما رابه منها، وليطعمها، ولا يدعها للشيطان)).
ثم إنهم لا يلعقون أصابعهم، بل إن الكثيرين منهم يعتبرون ذلك قلة ذوق وإخلالاً بآداب الطعام، ولذلك اتخذوا في موائدهم مناديل من ورق الخفيف الناشف المعروف بـ (كلينكس)، فلا يكاد أحدهم يجد شيئاً من الزهومة في أصابعه، بل وعلى شفتيه إلا بادر إلى مسح ذلك المنديل. خلافاً لنص الحديث.
وأما لعق الصحفة، أي لعق ما عليها من الطعام بالأصابع، فإنهم يستهجنونه غاية الاستهجان، وينسبون فاعله إلى البخل أو الشراهة في الطعام، ولا عجب في ذلك من الذين لم يسمعوا بهذا الحديث فهم جاهلون، وإنما العجب من الذين يسايرونهم ويداهنونهم، وهم به عالمون.
ثم تجدهم جميعاً قد أجمعوا على الشكوى من ارتفاع البركة من رواتبهم وأرزاقهم، مهما كان موسعاً فيها عليهم، ولا يدرون أن السبب في ذلك إنما هو إعراضهم عن إتباع سنة نبيهم، وتقليدهم لأعداء دينهم، في أساليب حياتهم ومعاشهم.
فالسنة السنة أيها المسلمون (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)).
وجوب رفع الإزار على ما فوق الكعبين
1568 - (إن كنت عبد الله فارفع إزارك).
أخرجه أحمد (2/ 141): ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: ثنا أيوب عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر قال:
((دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي إزار يَتَقَعْقَعُ، فقال: من هذا؟ قلت: عبد الله ابن عمر، قال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك، فرفعت إزاري إلى نصف الساقين، فلم تزل إزرته حتى مات)).
ثم أخرجه (2/ 147): ثنا عبد الرازق:أنا معمر عن زيد بن أسلم به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقال الهيثمي (5/ 123):
((رواه أحمد والطبراني في ((الأوسط)) بإسنادين، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح)).
كذا قال، وحقه أن يقول: ورجال إسناديه رجال الصحيح، فإن الطفاوي في الإسناد الأول من رجال البخاري! وسائره وكذا جميع رجال الإسناد الثاني رجال الشيخين.
قلت: وفي الحديث دلالة ظاهرة على أنه يجب على المسلم أن لا يطيل إزاره إلى ما دون الكعبين، بل يرفعه إلى ما فوقهما، ولو كان لا يقصد الخيلاء، ففيه رد واضح على بعض المشايخ الذين يطيلون ذيول جُبَبهم حتى تكاد أن تمس الأرض، ويزعمون أنهم لا يفعلون ذلك خُيلاء! فَهَلا تركوه اتباعاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر، أم هم أصفى قلباً من ابن عمر؟!
أدب توديع الجيش
1605 - (كان إذا ودع الجيش قال: أستودع الله دينكم، وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/153)
أخرجه المحاملي في ((الدعاء)) (ق30/ 2): حدثنا العباس بن محمد: حدثنا يحيى بن إسحاق: نا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن عبد الله بن يزيد الخطمي مرفوعاً به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم غير العباس بن محمد وأبي جعفر الخطمي-واسمه عمير بن يزيد- وهما ثقتان مترجمان في ((التهذيب)).
وعبد الله بن يزيد الخطمي صحابي صغير، له في ((مسند أحمد)) (4/ 307) حديثان.
وقد تقدم هذا الحديث برقم (15) من مصدرين آخرين أبي داود وابن السني، فقدر أن أعيده هنا بهذا المصدر الجديد لعزته وندرته، كما تقدم له هناك بعض الشواهد (14و16).
هذا، وإن مما يؤسف له حقاً أن ترى هذا الأدب النبوي الكريم، قد صار مما لا أثر له ولا عين عند قواد جيوش زماننا، فإنهم يودعون الجيوش على أنغام الآلات الموسيقية، التي يرى بعض الدعاة الإسلاميين اليوم أنه لا شيء فيها، تقليداً منهم لظاهرية ابن حزم التي قد يسخرون منها عندما تخالف آراءهم- ولا أقول: أهواءهم، ولا يتبعون أقوال الأئمة الأربعة وغيرهم الموافقة للأحاديث الصحيحة الصريحة في تحريم المعازف، تيسيراً على الناس بزعمهم! فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام، وقلة من يعمل بأحكامه في هذا الزمان، ويشكك فيها بالخلاف الواقع في الكثير منها، ليأخذ منها ما يشتهي، دون أن يحكم فيه قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، فكأن هذه الأية منسوخة عندهم. والله المستعان.
النهي عن لباس الكفار
1704 - (إن هذه من ثيابِ الكفارِ فلا تلبسها).
رواه مسلم (6/ 144) وأحمد (2/ 162و207و211) وابن سعد (4/ 265) من طرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث أن ابن معدان أخبره أن جبير بن نفير أخبره عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبيه معصفرين فقال: فذكره.
ومن أسانيد أحمد: ثنا يحيى عن هشام الدستوائي به.
ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم (4/ 190) إلا أنه لم يذكر جبير بن نفير في إسناده، وقال:
((صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه))! ووافقه الذهبي، وقد وهما في استدراكه على مسلم.
وتابعه عند-أعني مسلماً-على بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه من طريق طاووس عن ابن عمرو قال:
((رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: أأمك أمرتك بهذا؟! قلت: أغسلهما؟ قال: بل أحرقهما)).
وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق أخرى عن ابن عمرو ونحوه، وزاد في آخره: ((ففعلت)). وقال:
((صحيح الإسناد)).
قلت: وإنما هو حسن فقط.
وفي الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يلبس لباس الكفار وأن يتزيا بزيهم، والأحاديث في ذلك كثيرة، كنت قد جمعت منها قسماً طيباً مما ورد في مختلف ابواب الشريعة، وأودعتها في كتابي ((حجاب المرأة المسلمة))، فراجعها فإنها مهمة، خاصة وأنه قد شاع في كثير من البلاد الإسلامية التشبه بالكفار في البستهم وعاداتهم، حتى فرض شيء من ذلك على الجنود في كل أوجل البلاد الإسلامية، فألبسوهم القبعة، حتى لم يعد أكثر الناس يشعر بأن في ذلك أدنى مخالفة للشريعة الإسلامية، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
من أدب الإسقاء البدء بالأيمن
1771 - (الأيمنُ فالأيمن. وفي طريق: الأيمنون، الأيمنون، ألا فيمنوا).
ورد من حديث أنس، وسهل بن سعد.
1 - أما حديث أنس، فيرويه البخاري (2/ 75و130و4/ 35) ومسلم (6/ 112 - 113) وأبوعوانة في ((صحيحه)) (8/ 148 - 149) وكذا مالك (2/ 926/17) وعنه أبوداود (3726) وكذا الترمذي (1/ 345) وصححه الدارمي (2/ 118) وابن ماجه (3425) والطيالسي (2094) وأحمد (3/ 110و113و197و231و239) وابن سعد (7/ 20) والدولابي (2/ 19) من طرق عنه:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر، فشرب، ثم أعطى الأعرابي، وقال:)) فذكره، واللفظ للبخاري من طريق مالك عن ابن شهاب عنه.
وفي رواية للشيخين وأحمد من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت أنساً يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/154)
((أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا هذه فاستسقى، فحلبنا شاة لنا، ثم شبته من ماء بئرنا هذه، فأعطيته، وأبو بكر عن يساره، وعمر تجاهه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبو بكر، فأعطى الأعرابي فضله، ثم قال:)) فذكره باللفظ الآخر، والسياق للبخاري: قال أنس: فهي سنة، فهي سنة، فهي سنة.
2 - وأما حديث سهل بن سعد الساعدي نحوه دون قوله: ((الأيمن ... )).
أخرجه مالك (رقم18) والبخاري (2/ 75و100و138و4/ 36) ومسلم (6/ 113) وأحمد (5/ 233و338) والطبراني (5780و 5890و5948و5989و6007) من طريق أبي حازم عنه وفي رواية للبخاري (4/ 39) والطبراني (5792) من هذا الوجه عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((اسقنا يا سهل!)).
وفي الحديث أن بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه صلى الله عليه وسلم كان طلب السقيا، فلا يصح الاستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقاً كما هو الشائع اليوم، كيف وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، بل أعطى الأعرابي الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره، ثم بين ذلك بقوله: ((الأيمن فالأيمن)).
ولعلي شرحت هذا في مكان آخر من هذا الكتاب أو غيره.
من عادات الجاهلية
1799 - (ثلاث لن تزال في أمتي: التفاخر في الأحساب، والنياحة، والأنواء).
أخرجه أبو يعلى (3/ 975) والضياء (156/ 2) عن زكريا بن يحيى بن عمارة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره).
قلت: وهذا إسناد حسن، ورجاله ثقات رجال البخاري، وفي زكريا كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله، وقال الحافظ:
((صدوق يخطئ)).
وللحديث شاهد من حديث أبي مالك الأشعري وأبي هريرة، وقد مضى تخريجهما (733و734) بلفظ: ((أربع في أمتي .... )).
وقد جاء عن أبي هريرة بلفظ: ((ثلاث .... ))، وهو الآتي بعد حديث.
(الأنواء) ك جمع نوء، وهو النجم إذا سقط في المغرب مع الفجر، ومع طلوع آخر يقابله في المشرق. والمراد الاستسقاء بها كما يأتي في الحديث المشار إليه، أي طلب السقيا. قال في ((النهاية)):
((إنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء. لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد بقوله: ((مطرنا بنوء كذا)): في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز، أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات)).
تحريم كل مسكر
1814 - (حرم الله الخمر، وكل مسكر حرام).
رواه النسائي (2/ 333) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (13225) وابن عساكر (17/ 56/2) عن شبيب بن عبد الملك قال: حدثني مقاتل بن حيان عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، غير شبيب بن عبد الملك وهو ثقة. وقد توبع من جمع عن نافع به نحوه عند مسلم (6/ 100) وغيره، وهو مخرج في ((الإرواء)) (2431) وغيره.
والحديث من الأدلة الكثيرة لقاطعة على تحريم كل مسكر، سواء كان متخذاً من العنب أو التمر أو الذرة أو غيرها، وسواء في ذلك قليله أو كثيره، وأن التفريق بين خمر وخمر، والقليل منه والكثير باطل، خلافاً لما ذهب إليه بعض غليه بعض من تقدم. واغتر به بعض المعاصرين في مجلة ((العربي)) الكويتية منذ سنين ثم رد عليه بعض مشايخ الشام، فما أحسن الرد، منعه منه تعصبه للمذهب، عفا الله عنا وعنه بمنه وكرمه. والعصمة لله وحده.
كتاب من فضائل القرآن والأدعية والأذكار والرقى
تحريف الصوفية الراقصة
1317 - (سبق المفردون. قالوا: يا رسول الله ومن (المفردون) قال: الذين يهترون في ذكر الله عز وجل)
أخرجه أحمد (2/ 323) والحاكم (1/ 495 – 496) ومن طريقه البيهقي في (شعب الإيمان) (1/ 314 – هندية) عن أبي عامر العقدي: ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
وقال الحاكم: ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)). ووافقه الذهبي.
وأقول: إنما هو على شرط مسلم وحده، فإن ابن يعقوب هذا إنما أخرج له البخاري في ((جزء القراءة) ولم يحتج به في ((صحيحه)) وهو ثقة. وسائر رواته رجال الشيخين.
وأبو عامر العقدي اسمه عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/155)
وعلي بن المبارك، قد تكلم فيه بعضهم فيما رواه خاصة عن يحيى بن أبي كثير، وذلك لأنه كان له عنه كتابان، أحدهما سماع منه، والآخر مرسل عنه. ولكن المحققين من الحفاظ قد وضعوا قاعدة في تمييز أحد الكتابين عن الآخر، فقال أبوداود لعباس العنبري:
((كيف يعرف كتاب الإرسال؟ قال: الذي عند وكيع عنه عن عكرمة من كتاب الإرسال، وكان الناس يكتبون كتاب السماع)).
وقال ابن عمار عن يحيى بن سعيد:
((أما ما روينا نحن عنه فمما سمع، وأما ما روى الكوفيون عنه فمن الكتاب الذي لم يسمعه)).
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ، فقال في ((التقريب)):
((كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان، أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء)).
على أن ابن عدي قد أطلق الثقة في روايته عن يحيى فقال في ((الكامل)) (ق192/ 1) بعد أن ساق له بعض الأحاديث:
((ولعلي بن المبارك غير هذا، وهو ثبت عن يحيى بن أبي كثير، ومقدم في يحيى، وهو عندي لا بأس به)).
إذا عرفت هذا، فقد خالفه عمر بن راشد إسناداً ومتناً، فقال: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به إلا أنه قال:
((المستهتر في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً)).
أخرجه البيهقي والترمذي (2/ 279) وقال:
((حديث حسن غريب)).
وأقول: بل هو منكر ضعيف، فان عمر بن راشد وهو أبو حفص اليمامي مع أنه ضعيف اتفاقاً، فقد خالف علي بن المبارك سنداً ومتناً كما ذكرنا.
أما السند، فذكر أبا سلمة مكان عبد الرحمن بن يعقوب.
وأما المتن، فانه أسقط منه تفسير (المفردون) وزاد قوله:
((يضع الذكر ... )).
فلا جرم أن قال أحمد وغيره:
((حدث عن يحيى وغيره بأحاديث مناكير)).
ولذلك قال البيهقي عقبه:
((والإسناد الأول أصح)).
وللحديث طريق أخرى، ويرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: (جمدان)، فقال:
((سيروا هذا حمدان، سبق المفردون)). قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيراً والذكرات)).
رواه مسلم (8/ 63) والبيهقي (1/ 313 – 314).
غريب الحديث:
1 - (المفردون): أي المنفردون. قال ابن الأثير:
((يقال: فرد برأيه، وأفرد، وفرد، استفرد، بمعنى انفرد به)).
قال النووي رحمه الله:
((وقد فسرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)، وتقديره: و الذاكراته، فحذفت الهاء كما حذفت في القرآن لمناسبة رؤوس الآي؛ ولأنه مفعول يجوز حذفه. وهذا التفسير هو مراد الحديث)).
2 - (يهترون): أي يولعون. قال ابن الأثير:
((يقال: (اهتر فلان بكذا واستهتر فهو مهتر به ومستهتر) أي مولع به لا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره)).
(تنبيه): كان من دواعي تخريج هذا الحديث أنه وقعت هذه اللفظة في (الشعب) هكذا (يهتزون) بالزاي، بحيث تقرأ (يهتزون)، فبادرت إلى تخريجه وضبط هذه اللفظة منه، خشية أن يبادر بعض الصوفية الراقصة، إلى الإستدلال به على جواز ما يفعلونه في ذكرهم من الرقص والاهتزاز يميناً ويساراً، جاهلين أو متجاهلين أنه لفظ محرف. وقد يساعدهم على ذلك ما جاء في ((شرح مسلم)) للنووي: ((وجاء في رواية: ((هم الذين اهتزوا في ذكر الله)). أي لهجوا به)) وكذلك .. جاء في حاشية ((مسلم- استانبول)) نقلاً عن النووي:
على أنه لو صح لكان معناه: يفرحون ويرتاحون بذكر لله تبارك وتعالى كما يؤخذ من مادة (هزز) من ((النهاية)) فهو حينئذ على قوله صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بها يا بلال)) أي بالصلاة. وهو قريب من النعنى الذي قاله النووي. والله أعلم.
وبهذه المناسبة لا بد من التذكير نصحاً للأمة، بأن ما يذكره بعض المتصوفة، عن علي رضي الله عنه أنه قال وهو يصف صحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
((كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح)).
فاعلم أن هذا لا يصح عنه رضي الله عنه، فقد أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 76) من طريق محمد بن يزيد أبي هشام: ثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من (جعفي) عن السدي عن أبي أراكة عن علي.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم.
1 - أبو أراكة، لم أعرفه، ولا وجدت أحداً ذكره، وإنما ذكر الدولابي في ((الكنى)) (أبو أراك) وهو من هذه الطبقة، وساق له أثراً عن عبد الله بن عمرو، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كعادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/156)
2 - الرجل الجعفي لم يسم كما ترى فهو مجهول.
3 - محمد بن يزيد قال البخاري: ((رأيتهم مجمعين على ضعفه)).
الحض على الإكثار من الاستغفار
1963 - (لولا أنكم تُذنبون لَخَلَقَ الله خلقاً يُذنبون فيغفر لهم).
أخرجه مسلم (8/ 94) والترمذي (2/ 270) وأحمد (5/ 414) من طريق محمد بن قيس- قاص بن عبد العزيز- عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال الترمذي:
((حديث حسن غريب)).
قلت: وإنما لم يصححه الترمذي- والله أعلم- مع ثقة رجاله لأن فيه انقطاعاً بين أبي صرمة وهو صحابي اسمه مالك بن قيس- وبين محمد بن قيس ولم يسمع منه. قال الحافظ في ترجمته من ((القريب)):
((ثقة من السادسة، وحديثه عن الصحابة مرسل)).
لكن قد تابعه عند مسلم محمد بن كعب القرظي، وقد روي عن جمع من الصحابة وقد سبق بلفظ:
((لو أنكم لم تكن لكم ذنوب)) (رقم968). وذكرنا له هناك بعض الشواهد (969 - 970)، وأشرت إلى هذا الحديث.
وتقدم له شاهدان من حديث أبي هريرة (1950). وحديث أنيس بن مالك (1951). وفي كل منهما زيادة هامة بلفظ:
((فيستغفرون الله، فيغفر لهم)).
وذلك لأنه ليس المقصود من هذه الأحاديث- بداهة- الحض على الإكثار من الذنوب والمعاصي، ولا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم، وإنما الحض على الإكثار من الاستغفار، ليغفر الله له ذنوبه، فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث، وإن اختصر ذلك منه بعض الرواة. والله أعلم.
كتاب الجنة والنار
خلود الكفار في النار وعدم فنائها بمن فيها
1551 - (أما أهل النار الذين هم أهلها (وفي رواية: الذين لا يريد الله عز وجل إخراجهم) فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (يريد الله عز وجل إخراجهم) فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل).
أخرجه مسلم (1/ 118) وأبوعوانة (1/ 186) والدارمي (2/ 331 - 332) وابن ماجه (2/ 582 - 583) وأحمد (3/ 11و78 - 79) والطبري في ((التفسير)) (1/ 552/797) من طريق سعيد بن أبي سمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.
وتابعه أبوسعيد الجريري عن أبي نضرة به. والرواية الثانية مع الزيادة له.
أخرجه أحمد (3/ 20) وعبد بن حميد في ((منتخب من المسند)) (ق95/ 2).
وتابعه أيضاً سليمان التيمي عنه.
أخرجه أبو عوانة وعبد بن حميد.
وتابعه عثمان بن غياث وعوف عن أبي نضرة به نحوه. وزاد عثمان:
((فيحرقون فيكونون فحماً)).
أخرجه أحمد (3/ 25و90) بإسناد صحيح.
وله عنده (3/ 90) طريق أخرى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((سيخرج ناس من النار قد احترقوا وكانوا مثل الحمم، ثم لا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات القثاء في السيل)).
وخالفه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد أخبره به.
وابن لهيعة سيء الحفظ، والأول أصح، وهو على شرط مسلم.
(ضبائر): جمع (ضبارة): جماعة الناس.
وفي الحديث دليل صريح على خلود الكفار في النار، وعدم فنائها بمن فيها، خلافاً لقول بعضهم، لأنه لو فنيت بمن فيها لماتوا واستراحوا، وهذا خلاف الحديث، ولم ينتبه لهذا ولا غيره من نصوص الكتاب والسنة المؤيدة له؛ من ذهب من أفاضل علمائنا إلى القول بفنائها، وقد رده الإمام الصنعاني رداً علمياً متيناً في كتابه ((رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار))، وقد حققته، وخرجت أحاديثه، وقدمت له بمقدمة ضافية نافعة، وهو تحت الطبع، وسيكون في أيدي القراء قريباً إن شاء الله تعالى.
كتاب التوبة والمواعظ والرقانق
تفسير أحتجاج موسى على أدم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/157)
1702 - (إن موسى قال: يارب أرني آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال: له آدم نعم، فقال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك، قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة، فقال: آدم ومن أنت؟ قال أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فما تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى).
أخرجه أبو داود (4702) وعنه البيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص193) وابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص94) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد وهو صدوق له أوهام، وقد حسنه ابن تيمية في أول رسالته في ((القدر)).
والحديث في ((الصحيحين)) وغيرهما من حديث أبي هريرة مختصراً.
قوله: (فحج آدم موسى) أي غلبه بالحجة.
واعلم أن العلماء قد اختلفوا في توجيه ذلك، وأحسن ما وفقت عليه ما أفادة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ إنما هو موسى لامه على ما فعل لأجل ما حصل لذريته من المصيبة بسبب أكله من الشجرة، لا لأجل حق الله في الذنب، فإن آدم كان قد تاب من الذنب، وموسى عليه السلام يعلم أن بعد التوبة والمغفرة لا يبقى ملام على الذنب، ولهذا قال: ((فما حملك على أن أخْرجتنا ونفسك من الجنة؟))، لم يقل: لماذا خالفت الأمر؟ والناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر وشهود الربوبية ... فراجع كلامه في ذلك فإنه مهم جداً في الرسالة المذكورة، وفي ((كتاب القدر)) من ((الفتاوى)) المجلد الثامن، وكلام غيره في ((مرقاة المفاتيح)) (1/ 123 - 124).
تفسير (وكل إنسان ألزمناه طائره).
1907 - (طائر كل إنسان في عنقه).
أخرجه أحمد (3/ 342و349و360) من طرقٍ عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قال ابن لهيعة: يعني الطيرة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وعنعنة أبي الزبير.
لكنه قد توبع، فأخرجه ابن جرير في ((التفسير)) (15/ 39) من طريق قتادة عن جابر بن عبد الله به مرفوعاً بلفظ:
((لا عدوى، ولا طيرة، (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه))).
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قتادة لم يسمع من جابر، وروايته عنه صحيفة، قال أحمد: ((قريء عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها)).
ولعل أحد الإسنادين يتقوى بالآخر، والحديث صحيح على كل حال، فإنه مقتبس من قوله تعالى في سورة (الإسراء): (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، ونُخْرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا).
قال ابن جرير:
((يقول تعالى ذكره: وكل إنسان ألزمناه ما قُضِيِ له أنه عامله، وهو صائر إليه من شقاء أو سعادة يعمله في عنقه لا يفارقه، وإنما قوله: (ألزمناه طائره) مَثَلٌ لِما كانت العرب تتفاءل به أو تتشاءم من سوانح الطير وبوارحها، فأعلمهم جل ثناؤه أن كل إنسان منهم قد ألزمه ربه طائره في عنقه، نحسا كان ذلك الذي ألزمه من وشقاء يورده سعيراً، أو كان سعداً يورده جنات عدن)).
حشر البهائم والاقتصاص لبعضها من بعض
1967 - (يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة).
أخرجه أحمد (2/ 363): حدثنا عبد الصمد: حدثنا حماد عن واصل عن يحيى بن عقيل عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم.
وواصل هو مولى أبي عيينة.
وحماد هو ابن سلمة البصري.
وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث البصري.
والحديث قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/ 352) تبعاً للمنذري في ((الترغيب)) (4/ 201):
((رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح)).
قلت: وأصله في ((الصحيح)) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ:
((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/158)
أخرجه مسلم (7/ 18 - 19). والترمذي (4/ 292بشرح التحفة) وأحمد (2/ 235و301و411) من طرق عنه به. وقال الترمذي:
((حديث حسن صحيح)).
وفي لفظ لأحمد:
((حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة؛ تنطحها)).
وإسناده صحيح أيضاً على شرط مسلم.
وله طريق أخرى، فقال ابن لهيعة: عن دراج أبي السمح عن أبي حجيرة عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
((ألا والذي نفسي بيده لَيَخْتَصِمَن كل شيء يوم القيامة، حتى الشاتان فيما انتطحتا)).
أخرجه أحمد (2/ 290) بإسناد قال المنذري: ((حسن)).
قلت: ولعله يعني لغيره، فإن ابن لهيعة سيء الحفظ، وكذلك دراج أبو السمح.
ورواه الطبراني في ((الأوسط)) بنحوه، قال الهيثمي:
((وفيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف)).
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في ((البعث)) عن أبي هريرة أيضاً قال:
((يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة، والبهائم والدواب والطير، وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كوني تراباً، فلذلك حين يقول الكافر: (يا ليتني كنت تراباً))):
أورده السيوطي في ((الدر المنثور)) (6/ 310) ولم يتكلم على إسناده كما هي عادته، وهو عند ابن جرير (30/ 17) قوي كما سبق قريباً، وموضع الشاهد منه صحيح قطعاً عنه مرفوعاً للطرق السابقة، ولشواهده الآتية:
الأول: عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً مثل حديث أبي هريرة من الطريق الأخرى.
أخرجه أحمد أيضاً (3/ 29) عن ابن لهيعة أيضاً: ثنا دراج عن أبي الهيثم عنه.
وقد عرفت حال ابن لهيعة وشيخه آنفاً.
الثاني: عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً، وشاتان تقترنان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، قال: فضحك رسول الله! قال:
((عجبت لها، والذي نفسي بيده، ليقادن لها يوم القيامة)).
أخرجه أحمد (5/ 173) عن ليث عن عبد الرحمن بن ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عنه. وهذا إسناد جيد في الشواهد والمتابعات، رجاله ثقات رجال ((الصحيح)) غير ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف لاختلاطه، ولكنه قد توبع، فرواه منذر الثوري عن أشياخ له (وفي رواية لهم) عن أبي ذر مختصراً وفيه:
((يا أباذر! هل تدري فيم تنتطحان؟ قال: لا، قال: لكن الله يدري، وسيقضي بينهما)).
أخرجه أحمد أيضاً (5/ 162).
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي، فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير الأشياخ الذين لم يسموا، وهم جمع من التابعين، يغتفر الجهل بحالهم لاجتماعهم على رواية هذا الحديث، ولا يخدج في ذلك قوله في الرواية الأولى: ((أشياخ له)) فإنه لا منافاة بين الروايتين، لأن الأقل يدخل في الأكثر، وزيادة الثقة مقبولة، وقد خفيت هذه الرواية الأخرى على الهيثمي، فقال عقب الرواية المطولة والمختصرة:
((رواه كله أحمد والبزار بالرواية الأولى، وكذلك الطبراني في ((المعجم الأوسط)) وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس (!) وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن أبي عائشة وهو ثقة، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح، وفيها راوٍ لم يسم))!
الثالث: عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الجماء لَتَقْتَصُ من القرناء يوم القيامة)).
أخرجه أحمد (1/ 72) عن حجاج بن نُصَيْر: ثنا شعبة عن العوام بن مراجم- من بني قيس بن ثعلبة- عن أبي عثمان النهدي عنه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، غير حجاج بن نصير وهو ضعيف كما في ((التقريب)).
الرابع: عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً بلفظ:
((إنه ليبلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن)).
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (9582) عن علي بن سنان: نا بشر بن أبي أوفى، وقال:
((لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن عمران، ولا عنه إلا بشر بن محمد، تفرد به على بن سنان)).
قال الهيثمي:
((رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه من لم أعرفهم، وعطاء بن السائب اختلط)).
الخامس: عن ثوبان مرفوعاً نحو الحديث الذي قبله.
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (1421)، وفيه زيد بن ربيعة، وقد ضعفه جماعة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، بقية رجاله ثقات.
(فائدة) قال النووي في ((شرح مسلم)) تحت حديث الترجمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/159)
((هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، إعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال والمجانين، ومن لم تبلغه دعوة. وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال الله تعالى: (وإذا الوحوش حشرت)، وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع، وجب حمله على ظاهره. قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازة والعقاب والثواب. وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف، إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة، و (الجلحاء) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها. والله أعلم)).
وذكر نحوه ابن الملك في ((مبارق الأزهار)) (2/ 293) مختصراً. ونقل عنه العلامة الشيخ علي القاريء في ((المرقاة)) (4/ 761) أنه قال:
((فإن قيل: الشاة غير مكلفة، فكيف يقتص منها؟ قلنا: إن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يسأل عما يفعل، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع، بل يقتص حق المظلوم من الظالم)). قال القاريء:
((وهو وجه حسن، وتوجيه مستحسن، إلا أن التعبير عن الحكمة بـ (الغرض) وقع في غير موضعه. وجملة الأمر أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف، والقوى والضعيف؟)).
قلت: ومن المؤسف أن ترد كل هذه الأحاديث من بعض علماء الكلام بمجرد الرأي، وأعجب منه أن يجنح إليه الألوسي! فقال بعد أن ساق الحديث عن أبي هريرة من رواية مسلم ومن رواية أحمد بلفظ الترجمة عند تفسيره آية (وإذا الوحوش حشرت) في تفسيره ((روح المعاني)) (9/ 306):
((ومال حجة الإسلام الغزالي وجماعة إلى أنه لا يحشر غير الثقلين؛ لعدم كونه مكلفاً ولا أهلاً لكرامة بوجه، وليس في هذا الباب نص كتاب أو سنة معول عليها يدل على حشر غيرهما من الوحوش، وخبر مسلم والترمذي وإن كان صحيحاً، لكنه لم يخرج مخرج التفسير للآية، ويجوز أن يكون كناية عن العدل التام. وإلى هذا القول أميل، ولا أجزم بخطاء القائلين بالأول، لأن لهم ما يصلح مستنداً في الجملة. والله تعالى أعلم)).
قلت: كذا قال- عفا الله عنا وعنه-وهو منه غريب جداً لأنه على خلاف ما نعرفه عنه في كتابه المذكور، من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج السلف، دون تأويل أو تعطيل، فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف ما يدل عليه ظاهره، وأن يحمله على أنه كناية عن العدل التام، أليس هذا تكذيباً للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء، فيقول هو تبعاً لعلماء الكلام: إنه كناية! ... أي لا يقاد للشاة الجماء. وهذا كله يقال لو وقفنا بالنظر عند رواية مسلم المذكور، أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى كحديث الترجمة، وحديث أبي ذر وغيره قاطعة في أن القصاص المذكور هو حقيقة وليس كناية، ورحم الله الإمام النووي، فقد أشار بقول السابق: ((وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره)).
قلت: أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور، وبمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة، وكثير من علماء الكلام كالمعتزلة وغيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وعلوه على عرشه، ونزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة، ومجيئه تعالى يوم القيامة. وغير ذلك من آيات الصفات وأحاديثها.
وبالجملة، فالقول بحشر البهائم والاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره، فلا جرم أن ذهب إليه الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من ((تفسيره)) (9/ 281)، وبه جزم الشوكاني في تفسير آية ((التكوير)) من تفسيره ((فتح القدير))، فقال ((/377):
((الوحوش ما توحش من دواب البر، ومعنى (حشرت) بعثت، حتى يقتص بعضها من بعض، فيقتص للجماء من القرناء)).
وقد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة، النافية لحشر الوحوش؛ محرر ((باب الفتاوى)) في مجلة الوعي الإسلامي السنة الثانية، العدد89ص107، فنقلها عنه، مرتضياً لها معتمداً عليها، وذلك من شؤم التقليد، وقلة التحقيق. والله المستعان، وهو ولي التوفيق.(60/160)
آخر حوار مع سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 08:21 م]ـ
لقاء مع عالم
آخر حوار مع سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله
حدثنا يا فضيلة الشيخ عن مولدكم؟
ولدت ليلة سبع وعشرين من رمضان عام 1347 هـ في عنيزة.
متى بدء فضيلتكم في تلقي العلم؟
بدأت في تلقي العلم من السنة التاسعة من عمري تقريباً، فقرأت القرآن على جدي لأمي، ثم انتقلت بعد ذلك إلى تعلم الكتابة، ثم إلى حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم ابتدأ ت بالتعلم على المشايخ، فقر) ت على) حد المشايخ الذين رتبهم شيخنا عبد الرحمن بن سعدي- رحمه الله- ليدرس الطلبة الصغار وبعد هذا انتقلت إلى المرحلة التي فوقها وهي الدراسة على يد شيخنا عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله - وهو أكثر مشايخي تعلماً عنده وملازمة له وأما شيخنا عبد العزيز بن باز- رحمه الله- فإنني قرأت عليه يسيرا لكنني استفدت منه في الحديث فائدة عظيمة.
ابن سعدي
نريد نبذة عن حياة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي؟
شيخنا عبد الرحمن بن سعدي- رحمه الله- كانت حياته حياة علم وعمل وكان- رحمه الله- بارزاً في علم التفسير وعلم الفقه، وحكم وأسرار الشريعة، متأثراً بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكان – رحمه الله تعالى- على جانب كبير من الأخلاق، يحب الخير ونفع المسلمين وكان له تلاميذ كثيرون ومنهم من تولى القضاء التمييز ومنهم من كان مدرساً في المعاهد العلمية وفي الجامعات، وقد نفع الله تعالى بهم كثيراً.
الشريط الإسلامي
ما فائدة الشريط الإسلامي وأيهما أنفع تلقي العلم منه أم من الكتاب؟
أرى أن من نعمة الله على العباد في هذا العصر أن يسر الله لهم حفظ العلم وغير العلم عن طريق الشريط ولا يخفى ما للشريط من فائدة عظيمة ونشر العلم سواء للرجال أو للنساء، وأما أيهما أنفع تلقي العلم من الشريط أو من الكتاب فهذا يختلف باختلاف الناس، فمن الناس من تكون قراءة الكتاب له أثبت في ذهنه، لأنه يرى الكتاب بعينه ويفهمه بقلبه ومنهم من يكون الأمر في حقه بالعكس والإنسان ينظر إلى ما هو أنفع له فيتبعه.
طلبتي سواء
التركيز على بعض الطلاب .. كيف يكون تعاملك مع طلابك؟
نعم هذا ملاحظ في كثير من أهل العلم، حيث يخصون بعض طلابهم ويركزون عليهم ويصطحبونهم في أسفارهم، وأنا لم أسلك ذلك لأنني أود أن يستقل الطالب بنفسه وألا يظهر أمام الطلبة أن لأحدهم عندي تفضيلا على الآخر، أحب أن يشعر الطلبة كلهم أنهم بالنسبة إلي على حد سواء وألا يشعروا باختصاص باتصالي بأحد أكثر من الآخر.
الدروس
ما الدروس التي تقوم بتدريسها في الجامع الكبير بعنيزة؟
الدروس التي أقوم بتدريسها بالجامع الكبير بعنيزة متنوعة وأساسها التفسير والحديث والتوحيد ومنه العقيدة والفرائض والفقه والنحو، لكن النحو يعتبر مادة مساعدة بالنسبة لهذه المواد الأساسية.
التخصص
وهل يحتاج طالب العلم كل هذه الدروس مجتمعه أم أنه لا بد من التخصص؟
أن الرأي بان نقتصر في دروسنا على ثلاثة فنون أساسية، ليس بعيدا مما نحن فيه زيادة كثيرة لأن الفنون التي ندرسها كما أشرت إليها آنفاً لا تزيد على هذا الرأي فإن الأساسيات عندنا هي التفسير والحديث والتوحيد والفقه، صحيح أن الكتب أكثر من ذلك ولكن كثرة الكتب لا تعني كثرة الفن .. فمثلاً للفقه عندنا درس في زاد المستقنع في أول الكتاب وفي آخره. وفي الحديث في " بلوغ المرام " مثلاً درس في الوسط ومعلوم صلته بعلم الحديث المبوب على أبواب الفقه، فالفنون في الحقيقة ليست كثيرة ولكن الكتب المقروءة هي المتعددة.
طالب العلم
طالب العلم اليوم هو كطالب العلم أمس؟ وما هي معايير الطالب في مدرستكم؟
التسهيلات المهيأة للطلبة طالبي العلم متوفرة - ولله الحمد - والشروط التي يجب توافرها أن يكون المتقدم لديه تزكية من أحد المشايخ المعتبرين من قبل أحد لنعرف لذلك مدى حرصه على طلب العلم.
التعصب
هناك من يتشدد ويتعصب لمذهب معين كيف ترون ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/161)
رأيي من يتعصب لمذهب أو شخص مع أن الدليل خلافه، أن هذا المتعصب مقدم على خطر عظيم جداً، وذلك لأنه أي بتعصبه يستلزم تقديم قول غير الله تعالى ورسوله على قول الله ورسوله وهذا خطير جداً فالواجب على الإنسان أن يتبع الدليل حيثما كان، صحيح أن الإنسان يتأثر إذا تفقه على يد عالم أو على مذهب معين يتأثر بهذا العالم وبهذا المذهب وهذا لا يستلزم أن يكون الإنسان متعصباً لهذا المذهب أو لذلك الرجل، بل عليه إذا تبين له الدليل أن يتبع الدليل حيثما كان لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) الشورى 10 ويقول: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) النساء 59.
لا صعوبات
هل واجهتك صعوبات في مسيرتك العلمية؟ وفي الجامعة بالذات؟
لم تواجهني- ولله الحمد – صعوبات في تدريسي بالجامعة، بل رأيت من الطلبة - ولله الحمد - الاحترام وحسن التلقي وأصعب ما واجهني هو تصحيح الإجابات سواء أكانت في أعمال السنة أو في الاختبارات الفصيلة لأن منها إجابات يصعب تقويمها لوجود خلل فيها يحير الإنسان، ماذا يخصم عليه من الدرجات فيقف الإنسان متحير بين الأخذ والحزم والأمانة وبين الاحتمالات التي يحتملها الجواب المقدم إليه أما كيف يستطيع الطالب أن يزيد من نيته في طلب العلم وهو محاط بالامتحانات والدرجات والشهادات فهذا يكفله تمحيص النية إذا نوى أنه بطلبه العلم في هذه الجامعة إنما يريد أن يرتقي إلى مناصب موقوفة على الشهادات لينفع عباد الله عز وجل إما بالتعليم أو بالتوجيه أو غير ذلك لأنه كما يشاهد اليوم لا يرتقي أحد إلى هذه المناصب إلا إذا حاز على هذه الشهادات فإذا نوى الإنسان بدخوله هذه الجامعات أن ينال الشهادات ليتمكن على مناصب ينتفع بها المسلمون فتلك نية طيبة خالصة فتكون الشهادات هذه مرادة لغيرها لا لذاتها.
الصحف الإسلامية
وكيف تري الصحوة الإسلامية؟
تقويمنا لهذه الصحوة الإسلامية المعاصرة إنها صحوة تبشر بالخير والمستقبل الزاهر للامة الإسلامية فإن الأمة الإسلامية متى رجعت إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من تطبيق لشريعة الله ظاهراً وباطناً بالنفس والأهل والعامة حصل لها بذلك العز والمجد والسيادة على العالم كله لأن هذا الدين قد تكفل الله عز وجل أن يظهره على الأديان كلها، ولا يظهر على الأديان كلها إلا بظهور أهله، فالصحوة هذه تبشر بالخير والنتائج الطيبة لكن بشرط أن تكون صحوة مبنية على العلم المتلقى من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يكون هدف الإنسان فيها هدفاً صالحاً بحيث يهدف إلى جمع كلمة المسلمين على الحق على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن تكون الدعوة دعوة مبنية علي الحكمة وعلي المراتب الثلاث التي قال الله تعالى فيها: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل 125 وألا يحصل تنافر بين أهل هذه الصحوة بسبب ما يختلفون فيه من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والتي هي محل للاجتهاد لأن التنافر في هذه الحال يفتت العزيمة ويفرق الجمع ويفسد الصالح كما قال الله تعالى: (إن الذبن فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام 159 وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى 13 وقال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران 105.
الجماعات الإسلامية
وكيف ترى العلاقة بين الجماعات الإسلامية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/162)
ربما يفهم من الجواب السابق أنني أرى أن هذه الجماعات العاملة في حقل الدعوة يجب أن تكون مؤتلفة بل أن تكون متآلفة متوادة متحابة وهدفها قيام دين الله عز وجل وإنصاف أهله وألا يحصل بينهم هذا التنافر والتباغض ما يحصل بين أهل الأهواء، فإن الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة طائفة مؤتلفة لا تختلف قلوبها أبداً وإن اختلفت آراؤها فيما للرأي فيه مجال وللخلاف فيه مساغ والواجب على كل جماعة أن تكون قدوة صالحة في أخلاقها ومعاملاتها، وأما أين الطانفة المنصورة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الطائفة المنصورة ليست معينة ببلد أو قبيلة وإنما هي معينة بالوصف كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو من الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة.
ماذا قرأت علي يد فضيلة الشيخ ابن سعدي؟
قرأنا عليه في صحيح البخاري وقرأنا عليه أيضاً في مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ولا يحضرني الآن كلما قرأت عليه المهم أنني انتفعت بقراءتي عليه من حيث التوجيه والانتقال من العكوف على الكتب الفقهية وتمحيص الأقوال وتلخيصها، انتقلت من هذه المرحلة إلى مرحلة الحديث ولست من الذين يصح أن ينسبوا إلى علم الحديث ولكني اتجهت إلى علم الحديث.
ابن باز
هل كان لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - تأثير مباشر في اتجاهك لعلم الحديث أم هناك علماء آخرون؟
لا لم أتصل بأحد، فالأثر المباشر من الشيخ نفسه وأيضاً الإنسان إذا تذوق العلم وعرف فائدته يكون له حافز من نفسه، بقيت في الرياض سنة 1373 هـ ثم رجعت إلى عنيزة.
المسيرة الدراسية
ماذا أتممت في هذه الفترة فضيلة الشيخ محمد؟
أتممنا دراسة المعهد لأننا بدأنا من السنة الثانية وفي ذلك الوقت كان نظام القفز معمولاً به أي أن الطالب يدرس في الفترة الصيفية دروس السنة المستقبلة ثم يمتحن فيها في الدور الثاني ويرتقي للسنة الثالثة فأنا قفزت يعني قرأت ثانية وتخرجت منها طبيعياً، ثم قفزت وأدركت الثالثة ثم أخذت الرابعة في سنة 74 هـ بالانتساب لأن المعهد العلمي كان قد فتح وكان يحتاج لمدرسين فرجعت في العام 74 هـ إلى عنيزة وبدأت التدريس في معهد عنيزة من عام 1374هـ وأخذت السنة الرابعة بعد ذلك بالانتساب وبقيت منتسباً حتى أتممت - ولله الحمد - كلية الشريعة .. ولما توفي شيخنا - رحمه الله - في عام 76 هـ في جمادى الآخرة " الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي ". كان شيخنا الأول محمد بن عبد العزيز المطلق كانقاضياً في عنيزة فرأى هو وأميرها في ذلك الوقت أن أتولى إمامة الجامع الكبير وبالفعل توليت الخطابة فيه في الجمعة الثانية بعد وفاة شيخنا – رحمه الله -. بقيت مدرساً في معهد عنيزة ولما افتتح فرع الجامعة " جامعة الإمام محمد بن سعود " في القصيم صرت أدرس فيه في السنة الثانية أدرس فيه مادة التفسير في السنة الأولى ثم صرت فيها مدرساً رسمياً وصارت عندي تدريس في التوحيد وتدريس في الفقه للسنة الثانية والثالثة والرابعة من كليات أصول الدين.
كتب ومؤلفات
فضيلة الشيخ نريد أن نأخذ فكرة عن هذه الكتب والمؤلفات وعن موادها ومحتوياتها؟
أولاً: من ألّف فقد استهدف ولكن الذي شجعنا على التأليف أمران أحدهما أن المؤلف يحرص غاية الحرص على أن يتعمق في المادة التي يريد التأليف فيها وهذه فائدة عظيمة للمؤلف أضف إلى ذلك أنه إذا تعمق فيها وقيد ما تعمق به في هذه المؤلفات فستمكث في نفسه أكثر. مما شجعني على التأليف .. أنه في حياة شيخنا عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - كنا نقرأ عليه في العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية وكنت كطالب أكتب عليها شرحاً للآيات وللأحاديث ولكلام الشيخ ابن تيمية وأظنني كتبت أربعة دفاتر ولكني ما كملتها إلا أنني إذا كتبت شيئاً عرضته على الشيخ عبد الرحمن - رحمه الله - وكان يشجعني على ذلك كثيراً ويأمرني بان أستمر ويرغبني فيها ولذلك ومنذ ذلك الحين وأنا أحب أن أؤلف وكان لي - ولله الحمد - مؤلفات منها شيء قد طبع ومنها شيء لم يطبع فمنها أنني شرعت في تفسير آيات الأحكام واستنباط الأحكام منها لا على سبيل النقل كما يفعله بعض الناس ولكن على سبيل الاستنباط أولاً لأن الذي ينبغي للمستدل في الكتاب والسنة ألا يعتمد على غيره فيما يستنبط بل أن يستنبط أولاً بنفسه، ثم بعد ذلك يعرض ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/163)
استنبطه على ما استخرجه غيره من هذه الآيات والأحاديث من أجل أن يكون مبدعاً لا متبعاً، والإنسان إذا قصر نفسه على اتباع غيره فإنه يجمد ولا يستفيد من نصوص الكتاب والسنة ولذلك أنا أدعو إخواني من أهل العلم أن يكون دائماً الأصل الذي يبنون عليه هو الكتاب والسنة، والتحرر في الأفكار لكن الأصح التحرر في التفكير وجال الفكر تابعاً لما دل عليه الكتابة والسنة حتى يكون الإنسان متحرراً حقيقة ثم بعد ذلك يعرض ما بدا له على ما استنبطه أهل العلم فلعله يجد خطا فيما استنبط فيوفق للرجوع إليه، فكان لي همة في ذلك وفعلاً كتبت في بعض الدفاتر، عندي شيء من آيات الأحكام بدأت من آيات البقرة واستنبطت على ما أظن من آية القصاص اكثر من واحد وعشرين مسألة ولكن نسبة لمشاغلي الكثيرة لم أتمكن من إتمامه، ثم كان لي شروح على العقيدة الواسطية لأنني كنت أدرسها في المعهد على كتاب لمعة الاعتقاد لأني درست أيضاً تعليقاً على لمعة الاعتقاد مطولاً وتعليقاً مختصر كذلك كان لي تأليف في المصطلح، تأليف مختصر المصطلح درسته الطلاب وتأليف مطول أطول منه درسته الطلاب أيضاً حرصت فيه على التبويب والتقسيم والإيضاح بالأمثلة لأن ذلك مهم جداً في نظري لا سيما بالنسبة للمصطلح، كان لي أيضاً تأليف في أصول الفقه كتاب مختصر اسمه الأصول من علم الأصول " وكان لي أيضاً تأليف في الفرائض كتاب مطول اسمه " تفسير الفرائض " جمعنا فيه بين المسائل والدلائل وكان لي كتاب مختصر يدرس الآن في المعاهد في فقه الفرائض فقط أيضاً اتبعنا فيه طريق القرآن ولم نتبع ما كان عليه أكثر الفرضيين فإن أكثرهم يقولون مثلا باب السدس، باب الربع، باب الثمن ويذكرون من يرث، وأما طريقة القرآن فإنه فيذكر أحوال الوارث مما يحصر المسائل فيقول محصورة مثلاً للزوجة تارة كذا وتارة كذا ولذلك اخترنا في كتابنا " تفسير الفرائض " هذه الطريقة أن نتكلم على كل وارث على حدة حتى يتبين الأمر جلياً وينحصر العلم للطالب، كذلك أيضاً لنا تأليف في غير حقل التدريس "مجالس رمضان " ثلاثون باباً، لكل ليلة باب من أحكام الصيام والزكاة وغير ذلك، كذلك لنا كتاب اسمه " الأضحية والزكاة " وكذلك "رسالة في الحجاب " وحكم حجاب المرأة وأنه يجب عليها ستر وجهها وجميع بدنها عن غير المحارم وكذلك كتاب اسمه " الدماء الطبيعية في الحيض والنفاس والاستحاضة " وكل هذا مضبوط وهناك مؤلفات أخرى في سجود السهو ومشاكل الشباب والطريق لحلها ورسائل في الربا ورسائل في مواقيت الصلاة ورسائل في طهارة المريض .. ولنا مخطوطة في حكم الطلاق بالثلاث وأنه لا يكون إلا واحدة سواء بكون بلفظ واحد أو بألفاظ متعددة ما لم يكن رجعة أو بعقد جديد.
تأثرت بهؤلاء
من من سلفنا له تأثير عليك غير شيوخك المباشرين والعلماء والمشايخ الذين تلقيت على أيديهم العلم؟
الإنسان يقرأ ويتأثر وأحياناً يقرأ ولا يتأثر فالذي أرى أنه يتأثر القارىء بكتبه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فإن له تأثيراً قوياً بالنسبة لإيمان العبد ومعرفته بأسرار الشريعة وبالنسبة لقوة الحجة والإقناع والدفاع ولذا أنا أنصح كل من يريد الوصول إلى الحق من منبعه الصافي أن يقرأ في كتب هذا الإمام لأنه حقاً إمام – جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً – وكذلك أيضاً تلميذه ابن القيم أسلوبه وإقناعه يأخذان بألباب قارئيه لكني قد أتأثر بكلام الشيخ اكثر من تأثري بكلام ابن القيم مما يدفع الإنسان إلى الاقتناع الكامل الكافي، كذلك تأثرت بتلميذه ابن المفلح صاحب كتاب "الفروع " في مذهب الإمام أحمد بن حنبل لأن له توجيهات طيبة جداً في الفقه تدل على عمق معرفته بالشريعة وتأثرت أيضاً بمنهاج الشيخ محمد رشيد رضا لأنه جيد في عرض المسائل وإن كان عليه بعض الأخطاء وجل من لا يخطىء فهو على كل حال له أثر في منهجي في تحقيقه المسائل وما أشبه ذلك.
المصدر: مجلة الدعوة العدد 1776 تاريخ 23 شوال 1421 هـ - عدد خاص - مؤسس المجلة سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:28 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:51 م]ـ
آمين.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[01 - 04 - 06, 12:47 ص]ـ
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 09:23 م]ـ
رحم الله الشيخ الصالح محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته آمين، ووالله إن الشيخ لأحب إليّ من أبي وأمي ولا جرم فكم استفدتُ منه عبر شروحاته النافعة ومؤلفاته الفائقة وتعليقاته النافعة وسيرته الشامخة فرحمه الله عدد ما تكلم المتكلمون بعلمه وسعى الساعون بفهمه ودعا الداعون بدعوته ... آمين آمين آمين، والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/164)
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 09:47 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 09:55 م]ـ
هل يوجد في الشبكة حوارات للشيخ بن عثيمين
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:04 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
آمين
آمين
آمين(60/165)
هل يوجد شرح لكتاب (المحرر في الحديث) لابن عبد الهادي؟
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:10 م]ـ
أفيدونا أثابكم الله ...
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:33 م]ـ
يوجد شرح للشيخ عبدالعزيز الطريفي ولكنه مسجل ولم ينهي شرحه ونسأل الله أن يعجل بإخراج هذا الشرح القيم
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:05 ص]ـ
ينظر الرابط التالي بارك الله فيك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7284
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 08:28 ص]ـ
لاحرمكما الله الأجر ...(60/166)
سبحان الله: آخر آية وقف عليها الشيخ / الشنقيطي رحمه الله في تفسيره.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:26 م]ـ
قال أكرم كساب (المترجِم لفضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله):
في وسط قارة إفريقيا وفي قرية تسمى شنقيط كانت نشأته، وبين مكة والمدينة كانت شهرته، وبرع في العلوم كلها حتى فاق أقرانه، أراد مكة حاجًا وزائرًا، وأراده الله معلمًا ومفسرًا، إن تحدث في التفسير خِلته الطبري، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي،وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني، مفسرًا، ومحدثًا، وشاعرًا، وأديبًا، إنه صاحب " أضواء البيان " العالم الولي الزاهد الورع العلامة الشنقيطي، فمن يا ترى هذا الرجل؟ وأين نشأ؟ وكيف تلقى علمه؟ وكيف كانت أخلاقه؟ وما هو أضواء البيان هذا؟.
ثم قال:
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة، وقد ملئ علمًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ: " ثقافة موسوعية، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار ".
ثم قال:
كتاب: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:
يقع هذا الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشيخ إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (المجادلة/22) ووافقه المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ) أ. هـ
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20754&highlight=1325%E5%DC
رحم الله الشيخ الشنقيطي وغفر له وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.
وللفائدة:
حمّل أضواء البيان كاملا من 1 - 7
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10265
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:01 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
لقد كانت خاتمته حسنة
لقد مات بعد الحج بيومين اثنين أو ثلاث
رأى أحد الذين صحبوه في الحج فيه مناماً فلما أخبره به علم بدنو أجله، وزكانت رؤيا حسنة للشيخ رحمه الله
وكان آخر ما وقف عليه في التفسير ما ذكرته (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) وتلي هذه الآية سورة الحشر
حشرنا الله وإياه في حزب الله
اللهم آمين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وشيخ الإسلام ابن تيمية كان آخر ما قرأ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} 54، 55.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والشيء بالشيء يذكر
فقد كانت آخر آية فسرها الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار هي قوله تعالى في سورة يوسف (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ومات عقبها
رحمه الله وأكمل تفسير سورة يوسف الشيخ بهجة البيطار رحمه الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ وليد
ووما يروى في هذا الباب:
أن آخر آية قرأها الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقبض بعد قرائتها هي قوله تعالى:
{تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} القصص / 83.
ـ[أم البراء]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:49 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:08 م]ـ
نعم الخاتمة. فرحمه الله تعالى.
استفسار: هل تفسير الشيخ الصوتي، موجود كاملا؟ و أين؟ أرجو المراسلة على " الخاص ".
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:19 م]ـ
أجيب على ما أعلم يوجد له تفسير بعض السور في موقع طريق الإسلام وعلى ما أذكر أن الموجود له المشهور يعني هو 38 شريط فقط عندي عشرين منها ...
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:53 م]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وتوقف الفخر الرازي في تفسيره عند قوله تعالى في سورة الانبياء "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" وتوفي عند هذه الآية وأكمل التفسير أحد تلامذته.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 03 - 06, 08:29 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/167)
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
وشيخ الإسلام ابن تيمية كان آخر ما قرأ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} 54، 55.
جزاكم الله خيرا.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (14/ 135 فما بعدها):
وقت الوفاة ومكانها واعلانها وارتباك الدولة:
قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخ وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي:
الشيخ
الامام
العالم
العلم
العلامة
الفقيه
الحافظ
الزاهد
العابد
المجاهد
القدوة
شيخ الاسلام
تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين ابي المحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام ابي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها.
وقد اتفق موته في سحر ليلة الاثنين المذكور فذكر ذلك مؤذن القلعة على المنارة بها وتكلم به الحراس على الابرجة فما أصبح الناس إلا وقد تسامعوا بهذا الخطب العظيم والامر الجسيم فبادر الناس على الفور إلى الاجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم المجيء منه حتى من الغوطة والمرج.
وكان نائب السلطنة تنكز قد ذهب يتصيد في بعض الامكنة فحارت الدولة ماذا يصنعون وجاء الصاحب شمس الدين غبريال نائب القلعة فعزاه فيه، وجلس عنده، وفتح باب القلعة لمن يدخل من الخواص والاصحاب والاحباب فاجتمع عند الشيخ في قاعته خلق من أخصاء أصحابه من الدولة وغيرهم من أهل البلد والصالحية فجلسوا عنده يبكون ويثنون على مثل ليلى يقتل المرء نفسه.
وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ ابي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن:
أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا فيها إلى آخر اقتربت الساعة:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}
فشرع عند ذلك الشيخان الصالحان الخيران عبد الله بن المحب وعبد الله الزرعي الضرير وكان الشيخ رحمه الله يحب قراءتهما فابتدآ من أول سورة الرحمن حتى ختموا القرآن وأنا حاضر أسمع وأرى.
وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله ثم انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله) أ. هـ
__________________
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:38 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ وليد
ووما يروى في هذا الباب:
أن آخر آية قرأها الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقبض بعد قرائتها هي قوله تعالى:
{تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} القصص / 83.
جزاكم الله خيرا.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى (ج4/ 72):
(روى عفان بن مسلم، عن عثمان بن عبدالحميد، قال: حدثنا أبي، قال: بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبدالعزيز قالت: اشتد علَزُه ليلة، فسهرْ وسهرنا معه، فلما أصبحنا أمرت وصيفا له يقال له مرثد، فقلت له: يا مرثد، كن عند أمير المؤمنين، فإن كانت له حاجة كنت قريبا منه.
ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا، فلما انفتح النهار استيقظت فتوجهت إليه، فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما، فأيقظته، فقلت: يا مرثد، ما أخرجك؟، قال: هو أخرجني، قال: يامرثد؛ اخرج عني!، فوالله إني لأرى شيئا ما هو بالإنس ولا جان، فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية:
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
قال فدخلت عليه فوجدته قد وجه نفسه، وأغمض عينيه، وإنه لميت، رحمه الله) أ. هـ.
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:24 م]ـ
قال شيخنا العلامة الفقيه الواعظ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
أن أباه الشيخ محمد المختار الشنقيطي وكان من أجلآء اهل العلم ومن علماء الحرم المدني الشريف
كان آخر حديث شرحه هو حديث فضل المدينة وفضل الموت بها وكان من عادته انه لايدعو بعد هذا الحديث ولكنه هذه المرة دعى وأمَّن الحاضرون على دعائه ودعى الله تعالى ان يتوفاه في المدينة ......... وكان هذا آخرحديث شرحه رحمه الله تعالى .....
ـ[نواف البكري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 04:28 م]ـ
رحم الله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
فما سمعت الأذن عبر الأشرطة ولا من أخبار طلابه مثل حفظه وإدراكه في العصور المتأخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/168)
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ورحم الله الجميع
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:55 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ...
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[21 - 04 - 06, 04:15 ص]ـ
بارك الله فيكم
ورحم الله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة واسعة.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[21 - 04 - 06, 03:26 م]ـ
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-
كان له برنامج في إذاعة القرآن في التفسير (من أحكام القرآن الكريم)
آخر آية وقف عليها هي قول الله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) آل عمران.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 04 - 06, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي المسيطير
موضع طيب
ومما زاده طيبا ذلكم التوثيق الذي رسمتموه على ردود الإخوة
لا حرمكم الله الأجر والمثوبة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 03:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والشكر موصول لأخينا المسيطير لتوثيق النقلين اللذين ذكرتهما
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 08 - 06, 12:50 ص]ـ
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين (صاحب أضواء البيان) لا تجدها في كتاب ...
انظره على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread...%E4%DE%ED%D8%ED
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 08 - 07, 06:30 م]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وتوقف الفخر الرازي في تفسيره عند قوله تعالى في سورة الانبياء "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" وتوفي عند هذه الآية وأكمل التفسير أحد تلامذته.
بارك الله فيك.
بحثت بحثا قاصرا قصيرا فلم يتيسر لي الوقوف على ما تفضلت بذكره.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:04 م]ـ
توبة شاب قبل موته بلحظات في المسجد (قصص عجيبة):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90679&highlight=%22%CD%D3%E4+%C7%E1%CE%C7%CA%E3%C9%22
خاتمة حسنة لأحد طلبة العلم في الرياض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78374&highlight=%22%CD%D3%E4+%C7%E1%CE%C7%CA%E3%C9%22
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:57 م]ـ
بارك الله فيك.
بحثت بحثا قاصرا قصيرا فلم يتيسر لي الوقوف على ما تفضلت بذكره.
ذكر ذلك الشيخ محمدالحسن الددو في مجموعة الأشرطة المسماة
"العلوم الشرعية" في الأشرطة الأولى منها, ومنه نقلت.
ـ[أم معين]ــــــــ[29 - 02 - 08, 07:30 م]ـ
جاء في ترجمة الشيخ المقرئ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي
أنه كان كثير القراءة للقرآن، وكان رحمه الله يصلي كل يوم الوتر في بيته إحدى عشر ركعة يقرأ فيهن جزأين من القرآن، وأما في شهر رمضان فكان يترك الإقراء ويعتكف على صلاته وتهجده فكان يصلي التراويح في بيته ويقرأ خمسة أجزاء في كل يوم.
في ذكر وفاته:
وفي يوم الأربعاء السابع عشر من شهر جمادى الثاني لعام ألف وأربعمائة وتسع من الهجرة النبوية 1409الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانين ميلادية، وبعد صلاة العصر كان يقرأ على الشيخ طالب من الأردن يقيم في الإمارات المتحدة اسمه " بلال الصّرايرة " فوصل إلى سورة الملك عند قوله تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير).
وفجأة سكت قلب طالما خفق خاشعا لربه، ووقف لسان طالما نطق ذاكرا ربه، وانتهت مسيرة شعلة كانت مضيئة، فانطفأت وتركت ظلالا يافعة أسأل الله أن يبارك فيها
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 07 - 08, 02:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
----
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير (13/ 18):
إبراهيم بن هانئ النيسابوري: الامام، الحافظ، القدوة، العابد.
قال أبو بكر بن زياد: حضرتُ إبراهيم بن هانئ عند وفاته، فقال: أنا عطشان، فجاءه ابنه بماء.
فقال: أغابت الشمس؟.
قال: لا. فرده، وقال: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَاملُوْنَ)، ثم مات *.
--
(*) نسخة الكترونية.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 01:53 م]ـ
رحم الله أهل السنة وأحسن الله خاتمتنا جميعا
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 05 - 09, 10:23 م]ـ
عبرة *:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هو موت العلماء وأهل الخير منها ".
الشيخ / عبدالعزيز الوهيبي الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي 2/ 6/1430هـ في حادث مروري، كان قبل سفره قد أتم قراءة (صفة نعيم أهل الجنة من صحيح البخاري) في الدرس الذي يقيمه في بيته.
نسأل الله أن يرزقه وأهله الجنة ووالدينا ومن نحب.
---
(*) جوال زاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/169)
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 08 - 09, 08:55 ص]ـ
ذكر القاضي عياض رحمه الله تعالى في: (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) في ترجمة مسرَّة بن مسلم الحَضْرمي ... أنه كان من أهل العلم والزهد التام ...
وأنه لما احتضر رحمه الله، ابتدأ القرآن، فانتهى في طه، الى قوله تعالى: " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" ... ففاضت نفسه.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[02 - 08 - 10, 01:58 ص]ـ
يرفع وشهر القرآن والعتق على الأبوب
رحم الله علمائنا
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:11 م]ـ
ومن باب الشيء بالشيء يُذكر:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
وقال ابن أبي حاتم: قرئ على يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب، حدثنا زياد بن يونس، حدثنا نافع بن أبي نُعَيم، قال: أرسل إليَّ بعض الخلفاء مصحفَ عثمان بن عفان ليصلحه. قال زياد: فقلت له: إن الناس يقولون: إن مصحفه كان في حجره حين قُتِل، فوقع الدم على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فقال نافع: بَصُرت عيني بالدم على هذه الآية.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:41 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
مات العبد الفقير محمد عمرو عبداللطيف وهو يسجل الشريط الرابع إلى ملتقى أهل الحديث ..
أكمل قريبًا من نصف الشريط ..
سمعت الشريط ..
ولم أسمع صوت شيخنا بهذا التعب قط قبل ذلك.
أوقف الشريط ليستريح
وإني والله أرجو أن يكون استراح في قبره.
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.php?p=743671&postcount=28
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:14 ص]ـ
وفاة شاب أثناء محاضرة للشيخ محمد حسان " صوت فقط ":-
http://www.aw4h.net/showthread.php?t=3587
شيخ يموت أثناء إلقاءه درس أمام الكثير " صوت وصورة ":-
http://www.youtube.com/watch?v=VsgqChY13K4
وفاة مصلي في مسجد المشهد مصور تصوير مباشر " صوت وصورة " مؤثر جدا ":-
http://www.youtube.com/watch?v=ykKLTPtKF8U&feature=related
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:51 ص]ـ
* آخر آية تلاها الزاهد " علي بن الفضيل " قوله [ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد .. ]
* وكان يردد عند آخر موته " يحيى بن سعيد القطان " بل صعق لما تلاها قوله [إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين].
* فائدة: قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (11 إلى 13) فصلا كاملا في ذكر هؤلاء القومِ , وحكم ذلك ممن ماتَ أو غشيَ عليهِ عند سماع القرآن ......(60/170)
موقفُ دفاعٍ عن الرسول صلى الله عليه وسلم بكى عنده الإمامُ ابن باز رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
الدرس: قراءة من كتاب زاد المعاد لابن قيم الجوزية رحمه الله.
الشارح: سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
القارئ: الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حفظه الله.
المكان: جامع الأمير سارة.
الوقت: مغرب الأربعاء.
التاريخ: 18/ 6/1417هـ.
موضع الدرس ج3 / ص292
----
في يوم الحديبية أرسلت قريش رُسلها لمفاوضة النبي صلى الله عليه على آله وسلم، فلم تُفلح تلك الجهود (فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال: أي قوم! ألستم بالوالد؟.
قالوا: بلى.
قال: أوَ لست بالولد؟.
قالوا: بلى.
قال: فهل تتهمونني؟.
قالوا: لا.
قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟
قالوا: بلى.
قال: فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد، اقبلوها، ودعوني آتيه.
قالوا: ائته، فأتاه فجعل يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لِبُدَيْل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها، وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك!.
فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات! أنحن نفرّ عنه وندعه؟!.
فقال عروة: من ذا؟
قالوا: أبو بكر.
قال عروة: أما والذي نفسي بيده لولا يَدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.
وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر،
فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم
ضرب يده بِنَعْلِ السيف،
وقال له: أخِّرْ يَدَكَ عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(بكى سماحة الإمام ابن باز عند هذا الموضع)
فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟
قالوا: المغيرة بن شعبة.
فقال: أي غدر! ألست أسعى في غدرتك؟
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء.
ثم إن عروة جعل يرمق أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ... ). الحديث، وأصل القصة في صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:02 ص]ـ
الله يجزاك خير
بودي لو تزودنا بهذا المقطع صوتياً لو استطعت
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:43 ص]ـ
الله يجزاك خير
بودي لو تزودنا بهذا المقطع صوتياً لو استطعت
قيدت موطن بكاء الشيخ في زاد المعاد ولا أدري هل هو الذي أشار إليه أبو محمد المسيطير -جزاه الله خير - أم غيره
==============
أنا في سفر الآن نهاية الأسبوع وسأعود أكتب لك ما ذكرته
أظن أنه في الرابع أو الخامس أو السادس من أشرطة الشيخ في زاد المعاد
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
الأخ عبدالله المحمد
ما الفائدة المجنية من تقييد مواضع البكاء وتتبعه؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 10:26 م]ـ
عجيب كلامك أخي الكريم! إذا بكى الشيخ ابن باز العالم الرباني، ألا يحرك في نفسك شيئا! لم بكى وكيف وهل هذا الموطن يبكي فعلا أم أن قلوبنا علاها الران نسأل الله أن يرحمنا برحمته
=========================
لم أسمع تعليقات الشيخ بحثا عن بكائه رحمه الله، لكن عرضت لي فقيدتها كغيرها من الفوائد
التي لا أظنها تخفاك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:22 ص]ـ
تتبع مواضع بكاء العلماء والعباد والزهاد والقراء أمر عظيم يدفع بالمسلم للنظر في حاله وتقصيره
وقد صنفت فيه مصنفات وحرص الأئمة والعلماء على تتبعه
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي النبيل سامي المسيطير
قال ابن الجوزي – رحمه الله - في صيد الخاطر: (ولقيت عبد الوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف، لم يسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجراًَ على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى واتصل بكاؤه. فكان وأنا صغير السن حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/171)
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:08 م]ـ
وهذا رابط الموضع المذكور، ورحمك الله يا أبا عبدالله:
http://www.geocities.com/nawader5/ben-baz-al-efk.rm
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:39 م]ـ
الأخ الفاضل / أبا عمر المدني
جزاك الله خير الجزاء.
رابط مؤثر، سمعته كثيرا، ولا أمل من سماعه.
رحم الله الشيخ وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.
إلا أن الرابط هو قراءته لحادثة الإفك في صحيح البخاري.
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:56 م]ـ
أعتذر لكَ أخي الفاضل، ولعلك تتحفنا بهذا الموضع ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:29 م]ـ
وهذه مواضع متفرقة
http://saaid.net/Doat/ehsan/149.htm
ـ[أم البراء]ــــــــ[11 - 02 - 06, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الشيخ بن باز وجمعنا به في مستقر رحمته ..
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:14 ص]ـ
في حملة الدفاع عن النبي صلى الله و سلم في قناة المجد
أوردوا مقطعا للشيخ يتكلم فيها عن المولد فقال أحد الطلبة: يا شيخ هم يقولون أننا لا نحب الرسول.
فبكى الشيخ ثم أقسم أنه يحبه الرسول.
فكان موقفا أبكى كثيرا ممن سمعه، بل وطلب إعادته.
و جزاك الله أخي على هذا الموضوع.
و هل خلقت العينان الا من أجل البكاء لله كما قال أحد السلف.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 12:36 م]ـ
أرجو أن يكون للمشرفين موقف حازم من المستهزئين بالأئمة والعلماء وإلقائهم في سلة المهملات
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكم أخي النبيل سامي المسيطير
قال ابن الجوزي – رحمه الله - في صيد الخاطر: (ولقيت عبد الوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف، لم يسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجراًَ على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى واتصل بكاؤه. فكان وأنا صغير السن حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل)
الأخ الكريم / طلال العولقي
جزك الله خيرا.
إضافة متميزة ..... كصاحبها.
زادك الله من فضله.
الشيخ / إحسان العتيبي
جزاك الله خيرا الجزاء على إضافتك، وتعليقاتك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 11 - 07, 03:59 ص]ـ
قيدت موطن بكاء الشيخ في زاد المعاد ولا أدري هل هو الذي أشار إليه أبو محمد المسيطير -جزاه الله خير - أم غيره.
أنا في سفر الآن نهاية الأسبوع وسأعود أكتب لك ما ذكرته
أظن أنه في الرابع أو الخامس أو السادس من أشرطة الشيخ في زاد المعاد
جزاك الله خيرا .... نحن ننتظر:).
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[21 - 11 - 07, 04:34 ص]ـ
وهذا صوت آخر في المرفقات
رحمك الله يا والدي!
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - 12 - 07, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا .... نحن ننتظر:).
ما شاء الله عليك وجزاك خيرا
غير موجودة بالأشرطة إنما الموجود ما ذكرته في موقع الألوكة وجزى الله الأخ أبو معاذ اليمني خير
الجزاء وهو والله أكثر من والد فرحمه الله وجمعنا به في أعالى جنانه، آمين
وهذه الفائدة أنقلها لعلها تشفع عن التأخر:)
(وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر)
علق الشيخ رحمه الله على هذه الجملة بقوله: لا بأس بالحرس على السلطان
والأمير ومن عادة الأعراب المسك باليد أو باللحية عند الحديث من حرصهم
ا. هـ من الجزء الثاني الصفحة 435 من الحلل الإبريزية
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 01 - 08, 09:42 م]ـ
وهذا صوت آخر في المرفقات
رحمك الله يا والدي!
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله تعالى أن يجمعنا، وإياك، ووالدينا، ومن نحب مع الشيخ ابن باز مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين .... وحسن أولئك رفيقا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 07:36 ص]ـ
رحمك الله يا والدي!
صدقت
صار أهل السنة بعد وفاته كالأيتام
كان رحمه الله كالوالد لأبنائه شديد التفقد لأحوال الدعاة والعلماء وطلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها ما من بلد في العالم إلا وهو متابع لأخبار الدعوة فيه أولا بأول حتى يخيل إليك أنه يعيش معهم يتواصل مع الدعاة وطلاب العلم على اختلاف مذاهبهم الفقهية وانتماءاتهم الفكرية طالما كانوا في حدود الدائرة العامة الواسعة لأهل السنة والجماعة، ويناصحهم نصيحة صادقة مخلصة فتلقى منهم القبول، ويساعدهم في النهوض بما يقومون عليه من المشروعات الخيرية والدعوية والعلمية ويقضي حوائجهم ويحل مشاكلهم ويشفع لهم الشفاعات الحسنة ويعينهم بكل ما يقدر عليه ماديا ومعنويا ويستمع إلى شكاواهم ويصلح بينهم بعدل وصدق وإخلاص
هنا في أمريكا كان الشيخ رحمه الله يكفل عددا كبيرا من الدعاة أظنهم نحو مائة داعية ويرسل إليهم مكافآت شهرية وكان يختارهم عن طريق لجنة يرسلها بنفسه وتحت إشرافه يقابلونهم مقابلات شخصية ويرسلون إليه تقريرا عنهم وكانوا معروفين في السفارة السعودية بأنهم الدعاة الذين على كفالة الشيخ ابن باز وهم غير الدعاة الذين على كفالة الجهات الرسمية كوزارة الشؤون الإسلامية أو رابطة العالم الإسلامي
ونفس الشيء في عامة أقطار العالم
كان أمّة وحده، وبعد وفاته رحمه الله لم يستطع أحد أن يسد مسدّه وانغلق كثير من أبواب نصرة الإسلام والمسلمين رغم بقاء الخير في علماء الإسلام لكن جعل الله لكل شيء قدرا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
رحم الله الإمام ابن باز ورضي عنه وأرضاه وجعله في الفردوس الأعلى وأخلف على أمة الإسلام مثله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/172)
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 02 - 08, 11:27 م]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / وليد المنيسي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
وأسأل الله تعالى أن يجمعنا، وإياك، ووالدينا، ومن نحب مع الشيخ ابن باز مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين .... وحسن أولئك رفيقا.(60/173)
هل يجوز أو لأ إذا أراد أحد الاشخاص أن يشتري ذهب بقيمة 100000ريال
ـ[أبو المقدام]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.
إذا أراد أحد الاشخاص أن يشتري ذهب بقيمة 100000ريال وهو لا يملك المبلغ فقال للبائع أعطيك 20000ريال وأترك الذهب عندك حتى أكمل المبلغ فما الحكم في ذالك أرجو التفصيل مع المراجع
ولكم جزيل الشكرا ....
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 02:46 م]ـ
بيع الذهب بالعملة لا بد فيه من التقابض في المجلس كما أرشد لذلك الحديث:"يدا بيد" وهذه الصورة المذكورة لا يتم بها البيع، ولا تنتقل بها ملكية، وتكون الـ20000 ريال بمثابة الأمانة عند صاحب الذهب والذهب ملك لصاحبه، يجوز له أن يبيعه من أي شخص آخر وعليه أن يرد الـ20000 ريال لصاحبها ولا يحبسها عنده
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه(60/174)
هل يجوز لي صيام يوم عاشوراء فقط بدون صيام يوم قبله أو بعده؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:21 م]ـ
هل يجوز لي ان أصوم يوم عاشوراء بدون صيام يوم بعده أو قبله؟
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:18 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية عن صيام يوم عاشوراء ولا يكره افراده بالصوم. الاختيارات (164)
ـ[عبدالله حسين]ــــــــ[18 - 02 - 06, 03:05 ص]ـ
قال ابن القيم في الزاد ان صيام عاشوراء على ثلاث مراتب ... اكملها صيام 9 و 10 و 11 والمرتبة الثانية صيام 9و 10 واقلها صيام يوم عاشوراء ....
ولكنه رحمه الله خالف الحديث الصحيح ....
والافضل صيام 9 وعاشوراء وهذا هو الافضل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان بقيت في السنة القادمة لاصومن التاسع او كما قال صلى الله عليه وسلم فتبين ان الافضل هو صوم التاسع و العاشر وبعده العاشر فقط واما حديث عن صوم يوم قبله او بعده فهو ضعيف ....(60/175)
ماحكم صلاة الوتر بعد طلوع الفجر الصادق؟
ـ[إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم
أتمنى إن كانت المسألة قد بحثت في هذا المنتدى أن يوضع الرابط
أو إن كان أحد الإخوة له بحث فيها فليدلنا عليه
ولكم جزيل الشكر
ـ[المستفيد7]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:58 ص]ـ
عنوان المسألة: آخر وقت الأداء لصلاة الوتر.
تحرير محل النزاع:
أجمع العلماء على أن وقت الوتر يمتد إلى طلوع الفجر [1]
واختلفوا فيما بين طلوع الفجر إلى صلاة الفجر هل هو وقت للوتر أو، لا؟.
الأقوال في المسألة:
القول الأول: أنه وقت ضرورة للوتر [2]
وهو مذهب المالكية [3]
القول الثاني: أنه وقت جواز للوتر.
وهو رواية عن أحمد [4] ,وحكاه ابن المنذر عن جماعة من السلف [5]
القول الثالث: أنه ليس وقتاً للوتر.
وهو مذهب الحنفية [6]، والشافعية [7]،والحنابلة [8] وقول عطاء، والنخعي، وسعيد بن جبير، ومكحول، والثوري، وإسحاق بن راهوية [9]، وابن حزم [10]- رحمهم الله تعالى -.
سبب الخلاف:
سبب الخلاف في هذه المسألة، هو التعارض الظاهري بين النصوص، والتعارض بين الآثار الواردة عن الصحابة [11] رضوان الله عليهم أجمعين
أدلة الأقوال:
أدلة القول الثاني [12]
استدلوا بالسنة والآثار.
فمن السنة:
1 - عن أبي تميم الجيشاني يقول: سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل زادكم صلاة فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح،الوتر الوتر)).
ألا وإنه أبو بصرة الغفاري. قال أبو تميم فكنت أنا وأبو ذر قاعدين. قال: فأخذ بيدي أبو ذر فانطلقنا إلى أبي بصرة فوجدناه عند الباب الذي يلي دار عمرو بن العاص: فقال أبو ذر: يا أبا بصرة، أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل زادكم صلاة، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، الوتر الوتر). قال: نعم. قال: أنت سمعته؟. قال: نعم. قال: أنت سمعته؟ قال: نعم) [13]
هذا الحديث صريح في امتداد وقت الوتر إلى صلاة الفجر.
المناقشة
يمكن مناقشة هذا الاستدلال من وجهين:
الأول: أن قوله صلى الله عليه وسلم: ((إلى صلاة الفجر)) محمول على مضاف محذوف، تقديره:إلى وقت صلاة الفجر، جمعا بين هذا الحديث وحديث خارجه بن حذافة رضي الله عنه أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله تعالى قد أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر)) [14]
الثاني: أن هذا الحديث صريح في امتداد الوقت إلى صلاة الفجر، ولكن الوقت من طلوع الفجر إلى صلاة الفجر محمول على وقت الضرورة للوتر، لا وقت السعة والاختيار، جمعاً بين هذا الحديث وما في معناه وبين النصوص الأخرى الدالة على انتهائه بطلوع الفجر [15] [15].
الجواب عن هذه المناقشة
أجيب عن الوجه الأول من المناقشة، بأن حديث خارجة رضي الله عنه ضعيف، وعلى فرض صحته فإن الأصل إمضاء الحديث على ظاهره، ولا تعارض بين الحديثين، وإنما دل حديث أبي بصرة رضي الله عنه على زيادة في وقت الوتر، فوجب العمل به.
2 - عن أبي نهيك أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يخطب الناس أن لا وتر لمن أدرك الصبح، فانطلق رجال من المؤمنين إلى عائشة - رضي الله عنها - فأخبروها، فقالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح فيوتر)). [16] فالنبي صلى الله عليه وسلم أوتر بعد ما أصبح، فدل على أن وقت الوتر لا ينتهي بطلوع الفجر.
المناقشة:
يناقش هذا الاستدلال من وجهين:
الأول: أن هذا الفعل معارض بقوله صلى الله عليه وسلم: " أوتروا قبل أن تصبحوا [17]
ويمكن الجمع بينهما بحمل القول على وقت الاختيار، وفعله على وقت الاضطرار، وأنه رضي الله عنه أخر الوتر لعذر.
ثانيا: على فرض عدم إمكان الجمع، فإن القول مقدم على الفعل عند التعارض؛ لأنه تشريع عام للأمة. [18]
الجواب على هذه المناقشة:
إن امتداد وقت الوتر إلى صلاة الفجر لم يثبت بفعله صلى الله عليه وسلم فقط، بل ثبت من قوله أيضا كما في حديث أبي بصرة رضي الله عنه [19]]
وبه يجاب عن الوجه الثاني من المناقشة.
و الأدلة من الآثار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/176)
3 - عن عاصم بن ضمرة قال: جاء نفر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فسألوه عن الوتر؟ فقال: " لا وتر بعد الأذان " فأتوا علياً فأخبروه فقال: " لقد أغرق في النزع وأفرط في الفتيا، الوتر ما بيننا وبين صلاة الغداة ". [20]
4 - عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((الوتر ما بين الصلاتين)) [21]
5 - عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ((أُوتر بعد طلوع الفجر)). [22]
6 - عن سعيد بن جبير أن ابن عباس رضي الله عنهما ((رقد ثم استيقظ، ثم قال لخادمه: انظر ما صنع الناس، وقد كان يومئذ ذهب بصره، فذهب الخادم، ثم رجع فقال: قد انصرف الناس من الصبح، فقام عبدالله بن عباس فأوتر ثم صلى الصبح [23]
7 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((ما أبالي لو أقيمت صلاة الصبح، وأنا أوتر)) [24]
8 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((ربما أوترت وإن الإمام لصاف في صلاة الصبح)) [25]
وجه الدلالة: دلت هذه الآثار من أقوال الصحابة وأفعالهم على أن امتداد وقت الوتر إلى صلاة الفجر، أمر معلوم عندهم. [26]
أدلة القول الثالث:
1 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)) [27]
2 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوتروا قبل أن تصبحوا)) [28]
3 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا قبل الصبح، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم)). [29]
وجه الدلالة:
إن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل الصبح في هذه الأحاديث واضح الدلالة في انتهاء وقت الوتر بطلوع الصبح. [30].
المناقشة:
إن المراد بهذه الأحاديث هو خروج وقت الاختيار للوتر، ويبقى إلى صلاة الفجر وقت ضرورة لها، جمعا بينها وبين النصوص الأخرى. الدالة على امتداد وقت الوتر إلى صلاة الفجر. [31] [31]
4 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له)) [32]
فحديث أبي سعيد - رضي الله عنه – هذا صريح الدلالة في خروج وقت الوتر بطلوع الصبح.
المناقشة:
يناقش هذا الاستدلال من وجهين:
أولا: هذا الحديث بهذا اللفظ فيه ضعف، كما سبق في إعلال البيهقي له. [33]
ثانيا: على فرض صحته بهذا اللفظ، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك الصبح)).
لا يخلو من أحد احتمالين: إما أن يكون معناه: من أدرك وقت الصبح، أو من أدرك صلاة الصبح، فيحمل على المعنى الثاني جمعا بينه وبين النصوص الأخرى الدالة على امتداد الوقت إلى صلاة الفجر. [34]
5 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن الوتر أو نسيه، فليصل إذا أصبح أو ذكره)) [35].
وجه الدلالة:
إن قوله صلى الله عليه وسلم: (من نام عن الوتر أو نسيه) معناه أن من فاته الوتر بسبب النوم أو النسيان، فإنه يصليه إذا أصبح أوذكره. وهذا يفهم أن الصبح ليس من وقت الوتر، إذ لو كان من وقته لكان مدركاً له ولم يكن قد نام عنه أو نسيه.
المناقشة:
يمكن مناقشة هذا الاستدلال من وجهين:
أولا: دلالة هذا لحديث في انتهاء وقت الوتر محموله على وقت الاختيار، أما وقت الضرورة فيمتد إلى صلاة الفجر، جمعاً بينه وبين النصوص الأخرى الدالة على امتداده إلى صلاة الفجر. [36]
ثانيا: على فرض عدم إمكان الجمع بينها، فإن دلالة حديث أبي سعيد رضي الله عنه بالمفهوم، ودلالة النصوص الأخرى الدالة على انتهاء وقت الوتر بصلاة الفجر بالمنطوق.
ودلالة المنطوق مقدمة على دلالة المفهوم عند التعارض. [37]
6 - عن خارجة بن حذافة رضي الله عنه أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أن الله تعالى قد أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر)). [38]
وهذا الحديث صريح في أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الفجر.
المناقشة:
يمكن مناقشته من وجهين:
أولا: أن الحديث ضعيف، ففيه عبدالله بن راشد الزوفي وهو مجهول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/177)
ثانيا: على فرض صحته، فهو محمول على انتهاء وقت الاختيار جمعا بينه وبين النصوص الأخرى الدالة على امتداده إلى صلاة الفجر.
أدلة القول الأول:
يستدل لهم بمجموع أدلة القول الثاني والثالث.
فأدلة القول الثالث تدل على انتهاء وقت الوتر بطلوع الفجر، وأدلة القول الثاني تدل على امتداد وقت الوتر إلى صلاة الفجر.
فحملوا أدلة القول الثالث عن انتهاء وقت الاختيار للوتر. وحملوا أدلة القول الثاني على وقت الضرورة؛ أي من طلوع الفجر إلى الصلاة. وبهذا تجتمع الأدلة ويعمل بها جميعا و لا تتعارض.
الترجيح وبيان سببه:
الراجح هو القول الأول: أن الوقت من طلوع الفجر إلى صلاة الفجر وقت ضرورة للوتر.
وذلك لما فيه من الجمع والتوفيق بين حديث أبي بصرة وأبي الدرداء وآثار الصحابة في الصلاة بعد أذان الفجر وقبل الصلاة، وبين الأحاديث الدالة على انتهاء وقت الوتر بطلوع الفجر كحديث ابن عمر وما في معناه، بخلاف القولين الآخرين، فإن في الأخذ بأحدهما ترك لبعض الأدلة، فضعف استدلالهم بذلك، كما ظهر من خلال المناقشة.
--------------------------------------------------------------------------------
1 - قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر: وقت للوتر " (كتاب الإجماع ص 10)، وانظر مراتب الإجماع لابن حزم ص 38.
2 - وهو ما يكره تأخير الوتر إليه إلا لعذر، وفعل الوتر فيه أداء على كلا الحالين (انظر شرح الخرشي 2/ 23)، وشرح الكبير للداردير (1/ 317).
3 - انظر مختصر خليل وشرح الخرشي (2/ 13)، والشرح الكبير وحاشية الدسوقي (1/ 317)
4 - انظر الفروع (1/ 539)، والإنصاف (2/ 167).
5 - وهذا ظاهر كلام ابن المنذر في الأوسط (5/ 191)، وكذا نقله العراقي عنه في طرح التثريب (3/ 79) إلا أن ابن حجر نقل عن ابن المنذر بأن مرادهم وقت الضرورة فقال:" وحكى ابن المنذر عن جماعة من السلف أن الذي يخرج بالفجر وقته الاختياري ويبقى وقت الضرورة إلى قيام صلاة الصبح (فتح الباري 2/ 557).
6 - انظر الهداية (1/ 224)، وكنز الدقائق وشرحه البحر الرائق (1/ 246).
7 - انظر المهذب (3/ 506)، وتحفة المنهاج (2/ 228).
8 - انظر الفروع (1/ 539)، والإنصاف (2/ 167)، ودقائق أولي النهي (1/ 224 - 225).
9 - انظر التمهيد (13/ 255)، والأوسط (5/ 190).
10 - انظر المحلى (2/ 144).
11 - و سيأتي ذكرها في أدلة الأقوال - إن شاء الله تعالى -.
12 - أخرت ذكر أدلة القول الأول بعد أدلة القول الثالث؛ تلافيا للتكرار لأن استدلالهم هو مجموع أدلة القولين الثاني والثالث.
13 - أخرجه أحمد (6/ 7،397).
14 - أخرجه أبو داود (4/ 292) رقم (1405)، كتاب الوتر. باب استحباب الوتر.
والترمذي. وقال:" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد ابن أبي حبيب ". (2/ 240 - 241) أبو اب الوتر. باب ما جاء في فضل الوتر.
وابن ماجة (1/ 369) رقم (1168) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها.باب ما جاء في الوتر. والدارمي 01/ 446)، كتاب الصلاة. باب في الوتر.
والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 430) باب الوتر هل يصلي في السفر على الراحلة أم لا؟. والطبراني في الكبير (4/ 200 - 201) رقم (4136).
والدارقطني (2/ 30) كتاب الوتر. باب فضيلة الوتر.
-15سيأتي ذكرها في أدلة القول الثالث من هذه المسألة ـ إن شاء الله -.
16 - أخرجه أحمد (6/ 242 - 243).
17 - أخرجه مسلم (1/ 519) رقم (754)،كتاب الصلاة المسافرين.باب صلاة الليل مثنى مثنى.
18 - انظر إرواء الغليل (2/ 157).
19 - سبق ذكره وتخريجه ص506.
20 - أخرجه عبد الرزاق: عن الثوري ومعمر عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة به (3/ 10 - 11) رقم (4601 - 4602) باب فوت الوتر.
وابن المنذر في الأوسط من طريق عبدالرزاق (5/ 191) رقم (2674) كتاب الوتر.
وهذا إسناد حسن لولا عنعنة أبي إسحاق السبيعي، فقد عده ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلا إذا صرحوا بالسماع. (انظر تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص 146) (وانظر جامع التحصيل ص 124 - 300).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/178)
21 - أخرجه عبدالرزاق عن معمر والثوري عن أشعث بن أبي الشعثاء وأبي حصين عن الأسود بن هلال قال: قال عبدالله به (3/ 11 - 12) رقم (4605) باب فوت الوتر. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه أيضا من طريقين آخرين الأول برقم (4604) عن معمر بن إسحاق أن ابن مسعود به
والثاني برقم (4607) عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود بن هلال عن عبدالله مثل ذلك.
وأخرجه ابن أبي شيبة. قال: حدثنا على بن مسهر عن الشيباني عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال عن عبدالله به (2/ 188). كتاب صلاة التطوع. باب فيمن كان يؤخر وتره.
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط من طريق عبد الرزاق الأول (5/ 191 - 192) رقم (2675) كتاب الوتر.
22 - أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عبدالكريم الجزري عن عطاء أن ابن عباس به (3/ 10) رقم (4596) باب فوت الوتر.
وابن المنذر في الأوسط من طريق عبدالرزاق (5/ 192) رقم (2677)، كتاب الوتر. وهو إسناد صحيح.
23 - أخرجه عبدالرزاق عن معمر والثوري عن أشعث بن أبي الشعثاء وأبي حصين عن الأسود بن هلال قال: قال عبدالله به (3/ 11 - 12) رقم (4605) باب فوت الوتر. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه أيضا من طريقين آخرين الأول برقم (4604) عن معمر بن إسحاق أن ابن مسعود به
والثاني برقم (4607) عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود بن هلال عن عبدالله مثل ذلك.
وأخرجه ابن أبي شيبة. قال: حدثنا على بن مسهر عن الشيباني عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال عن عبدالله به (2/ 188). كتاب صلاة التطوع. باب فيمن كان يؤخر وتره.
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط من طريق عبد الرزاق الأول (5/ 191 - 192) رقم (2675) كتاب الوتر.
24 - أخرجه مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبدالله بن مسعود t به. (1/ 126)، كتاب صلاة الليل. باب بالوتر بعد الفجر. وهذا إسناد صحيح. وما أشار إليه ابن حجر بقوله في التقريب ص 1022 عن هشام بن عروة: " ثقه فقيه ربما دلس ". لا يضر؛ لأنه معدود في الطبقة الأولى من طبقات المدلسين الذين لا يدلسون إلا نادرا جدا. (انظر جامع التحصيل للعلائي ص 130، وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر ص 62،94).
-24أخرجه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. قال أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة قال أبو الدرداء به (2/ 187)، كتاب صلاة التطوع. باب فيمن كان يؤخر وتره.
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع فإن أبا قلابة مع ثقته وفضله كثير الإرسال كما قال ابن حجر في التقريب ص 508، وهو لم يدرك أبا الدرداء t ، فإن أبا الدرداء توفي سنة 32 هـ كما في تهذيب الكمال (22/ 475).
وقد صرح أبو حاتم بأن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت (انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص 110، وجامع التحصيل للعلائي ص 257)، وزيد t توفي سنة 45 أو 48 (انظر التقريب ص 351) فإذا لم يدرك أبو قلابة زيدَ بن ثابت t ، فعدم إدراكه لأبي الدرداء من باب أولى؛ لأن وفاته متقدمة بثلاث عشرة سنة أو أكثر على وفاة زيد. رضي الله عنهما.
25 - قال ابن عبد البر:" ... لا أعلم لهؤلاء الصحابة مخالفا. " (الاستذكار 5/ 288).
26 - أخرجه البخاري (1/ 313) رقم (990) كتاب الوتر. باب ما جاء في الوتر.
ومسلم (1/ 516) رقم (749) كتاب صلاة المسافرين. باب صلاة الليل مثنى مثنى.
27 - سبق تخريجه 511.
28 - أخرجه مسلم (1/ 518) رقم (751) كتاب صلاة المسافرين. باب صلاة الليل مثنى مثنى.
29 - انظر المغني (2/ 531،596).
30 - وقد سبق ذكرها في أدلة القول الثاني من هذه لمسألة.
31 - سبق تخريجه ص 498.
32 - انظر تخريجه ص 498.
33 - انظر أدلة القول الثاني من هذه المسألة.
34 - سبق تخريجه ص496.
35 - انظر أدلة القول الثاني من هذه المسألة.
36 - انظر الإحكام للآمدي (4/ 264)، وشرح الكوكب المنير (4/ 672 - 673).
37 - سبق تخريجه ص 508.
http://www.islamlight.net/alahmad/index.php?option=*******&task=view&id=1828&Itemid=25
وقد ذكر هذا بعض الاخوة فاحببت نقله هنا للفائدة
ـ[إبراهيم]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العيدان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 09:54 ص]ـ
و قد أفتى ابن تيمية بالوتر ما بين طلوع الفجر و الصلاة. الفتاوى الكبرى (2/ 240).
و أفتى ابن باز بأنه يكمله إذا كان فيه و لم يتيقن طلوع الفجر فتاواه (11/ 305 - 308).
و كذلك ابن عثيمين (فتاوى إسلامية 1/ 346)(60/179)
هل سمعت بما حصل في سنة سبع وتسعين وخمسمائة (597هـ)؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:04 ص]ـ
هل سمعت بما حصل في سنة سبع وتسعين وخمسمائة (597هـ)؟
فاقرأ التاريخ إن رمت العبر ... ضل قوم ليس يردون الخبر
لقد حل بأهل مصر تلك السنة بلاء شديد، وصارت لهم فيها أهوال عظام، لولا أن أئمة ثقات نقلوها لنا ما صدقناه، وما أهون الخلق على الله إذا عصوه ...
ووالله إن في قصصهم لعبرة لأولي الألباب ...
________________________________________________
قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام:
سنة سبع وتسعين وخمسمائة
أخبار الغلاء الفاحش في مصر وأكل الناس بعضهم بعضا.
قال الموفق عبد اللطيف: دخلت سنة سبع مفترسة لأسباب الحيا، ويئسوا من زيادة النيل، وارتفعت الأسعار، وأقحطت البلاد، وضوى أهل السواد والريف إلى الأمهات البلاد، وجلى كثير إلى البلاد النائية ومزقوا كل ممزق.
ودخل منهم خلق إلى القاهرة واشتد بهم الجوع ووقع فيهم الموت عند نزول الشمس الحمل. ووبيء الهواء وأكلوا الميتات والبعر. ثم تعدوا إلى أكل الصغار وكثيرا ما يعثر عليهم ومعهم
صغار مشويون أو مطبوخون فيأمر السلطان بإحراق الفاعل.
رأيت صغيرا مشويا مع رجل وامرأة، أحضرا فقالا: نحن أبواه. فأمر بإحراقهما
ووجد بمصر رجل قد جردت عظامه وبقي قفصا.
وفشى أكل بني آدم واشتهر ووجد كثيرا.
وحكى لي عدة نساء أنه يتوثب عليهن لاقتناص أولادهن ويحامين عليهن بجهدهن. ولقد أحرق من النساء بمصر في أيام يسيرة ثلاثون امرأة كل منهن تقر أنها أكلت جماعة.
ورأيت امرأة أحضرت إلى الوالي وفي عنقها طفل مشوي فضربت أكثر من مائتي سوط على أن تقر فلا تخبر جوابا بل تجدها قد انخلعت عن الطباع البشرية ثم سجنت فماتت
وحكى لنا رجل أنه كان له صديق فدعاه ليأكل فوجد عنده فقراء قدامهم طبيخ كثير اللحم وليس معه خبز فرابه ذلك وطلب المرحاض فصادف عنده خزانة مشحونة برمم الآدميين وباللحم الطري فارتاع وخرج هاربا.
وقد جرى لثلاثة من الأطباء ممن ينتابني أما أحدهم فإن أباه خرج فلم يرجع. والآخر فأعطته امرأة درهمين ومضى معها فلما توغلت به مضائق الطرق استراب وامتنع وشنع عليها فتركت دراهمها وانسلت. وأما الثالث فإن رجلا استحبه إلى مريضة إلى الشارع وجعل في أثناء الطريق يتصدق بالكسر ويقول: هذا وقت اغتنام الأجر. ثم أكثر حتى ارتاب منه
الطبيب ودخل معه دارا خربة فتوقف في الدرج وفتح الرجل فخرج إليه رفيقه يقول: هل حصل صيد ينفع؟ فجزع الطبيب وألقى نفسه إلى اصطبل فقام إليه صاحب الاصطبل يسأله فأخفى قصته خوفا منه أيضا فقال: قد علمت حالك فإن أهل هذا المنزل يذبحون الناس بالحيل.
ووجدنا طفيحا عند عطار عدة خوابي مملوءة بلحم الآدميين في الملح فسألوه فقال: خفت دوام الجدب فيهزل الناس.
وكان جماعة قد أووا إلى الجزيرة فعثر عليهم وطلبوا ليقتلوا فهربوا فأخبرني الثقة أن الذي وجد في بيوتهم أربعمائة جمجمة.
ثم ساق غير حكاية وقال: وجميع ما شاهدناه لم نتقصده ولا تتبعنا مظانه وإنما هو شيء صادفناه اتفاقا وحكى لي من أثق به أنه اجتاز على امرأة وبين يديها ميت قد انتفخ وانفجر وهي تأكل من أفخاذه فأنكر عليها فزعمت أنه زوجها.
ثم قال: وأشباه هذا كثير جدا
ومما شاع أيضا نبش القبور وأكل الموتى فأخبرني تاجر مأمون حين ورد من الإسكندرية بكثرة ما عاين لها من ذلك يعني من أكل بني آدم وأنه عاين خمس أرؤس صغار مطبوخة في قدر.
وهذا المقدار كاف واعتقد أني قد قصرت.
وأما موت الفقراء جوعا فشيء لا يعلمه إلا الله تعالى فالذي شهدناه بالقاهرة ومصر وهو أن الماشي لا يزال يقع قدمه أو بصره على ميت أو من هو في السياق وكان يرفع من القاهرة كل
يوم من الميضأة ما بين مائة إلى خمسمائة.
وأما مصر فليس لموتاها عدد، يُرْمَوْنَ ولا يُوَارَوْنَ، ثم عجزوا عن رميهم فبقوا في الأسواق والدكاكين.
وأما الضواحي والقرى فهلك أهلها قاطبة إلا من شاء الله. والمسافر يمر بالقرية فلا يرى فيها نافخ نار وتجد البيوت مفتحة وأهلها موتى. حدثني بذلك غير واحد، وقال لي بعضهم إنه مر ببلد ذكرنا أن فيها أربعمائة نول للحياكة فوجدناها خرابا وأن الحائك في جورة حياكته ميت وأهله موتى حوله فحضرني قوله تعالى: " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/180)
قال: ثم انتقلنا إلى بلد آخر فوجدناه ليس به أنيس واحتجنا إلى الإقامة به لأجل الزراعة فاستأجرنا من ينقل الموتى مما حولنا إلى النيل كل عشرة بدرهم.
وخبرت عن صياد بفوهة تنيس أنه مر به في بعض يوم أربعمائة آدمي يقذف بهم النيل إلى البحر.
وأما أنا فمررت على النيل فمر بي في ساعة نحو عشرة موتى.
وأما طريق الشام فصارت منزوعة ببني آدم وعادت مأدية بلحومهم للطير والسباع. وكثيرا ما كانت المرأة تتخلص من صبيتها في الزحام فينتظرون حتى يموتوا.
وأما بيع الأحرار فشاع وذاع، وعُرض علي جاريتان ماهقتان بدينار واحد.
وسألتني امرأة أن أشتري ابنتها وقالت: جميلة دون البلوغ بخمسة دراهم. فعرفتها أن هذا حرام فقالت: خذها هدية.
وقد أبيع خلق وجلبوا إلى العراق وخرسان.
هذا وهم عاكفون على شهواتهم منغمسون في بحر ضلالاتهم كأنهم مستثنون، وكانوا يزنون بالنساء حتى إن منهم من يقول أنه قنص خمسين بكرا ومنهم من يقول سبعين. وكل ذلك بالكسر.
أما مصر فخلا معظمها، وأما بيوت الخليج وزقاق البركة والمقس وما تاخم ذلك فلم يبق فيها بيت مسكون، ولم يبق وقود الناس عوض الأحطاب إلا الخشب من السقوف والبيوت الخالية.
وقد استغنى طائفة كبيرة من الناس في هذه النوبة.
وأما النيل فإنه اخترق في برهودة اختراقا، وصار المقياس في أرض جزر وانحسر الماء عنه نحو الجزيرة وظهر في وسطه جزيرة عظيمة ومقطعات أبنية وتغير ريحه وطعمه ثم تزايد التغير ثم انكشف أمره عن خضرة طحلبية كلما تطاولت الأيام ظهرت وكثرت كالتي ظهرت في البيت من السنة الخالية، ولم تزل الخضرة تتزايد إلى أواخر شعبان ثم ذهبت وبقي في الماء أجزاء نباتية منبتة وكان طعمه وريحه ... ثم أخذ ينمى ويقوى جريه إلى نصف رمضان فقاس ابن أبي الردار قاع البركة فكان ذراعين وزاد زيادة ضعيفة إلى ثامن ذي الحجة ثم وقف ثلاثة أيام فأيقن الناس بالبلاء واستسلموا للهلاك ثم إنه أخذ في زيادات قوية فبلغ في ثالث ذي الحجة خمس عشرة ذراعا وستة عشر إصبعا ثم انحط من يومه ومس بعض البلاد تحلة القسم وأروى الغربية ونحوها غير أن القرى خالية كما قال تعالى: " فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ".
وزرع الأمراء عض البلاد. ونهاية سعر الإردب خمسة دنانير. وأما بقوص والإسكندرية فبلغ ستة دنانير.
ودخلت سنة ثمان وتسعين والأحوال على حالها أو في تزيد إلى زهاء نصف السنة. وتناقص موت الفقراء لقلتهم، لا لارتفاع السبب الموجب، وتناقص أكل الآدميين، ثم عدم، وقل خطف الأطعمة من الأسواق لفناء الصعاليك، ثم انحط الأردب إلى ثلاثة دنانير لقلة الناس وخفت القاهرة.
وحكي لي أنه كان بمصر سبعمائة منسج للحصر فلم يبق إلا خمسة عشر منسجا فقس على هذا أمر باقي الصناع من سائر الأصناف.
وأما الدجاح فعدم رأسا لولا أنه جلب من الشام.
وحكي لي أن رجلا جلب من الشام دجاجا بستين دينارا باعها بنحو ثمانمائة دينار فلما وجد البيض بيع بيضه بدرهم ثم كثر.
وأما الفراريج فاشتري الفروج بمائة درهم ثم أبيع بدينار مديدة.
وقال في أمر الخراب: فأما الهلالية ومعظم الخليج وحارة الساسة والمقس وما تاخم ذلك فلم يبق فيها أنيس وإنما ترى مساكنهم خاوية على عروشها.
قال: والذي تحت قلم ديوان الحشرية الموتى وضمته الميضأة في مدة اثنتين وعشرين شهرا مائة ألف وأحد عشر ألفا إلا شيئا يسيرا.
قلت: هذا في القاهرة
قال: وهذا مع كثرته نزر في جنب ما هلك بمصر والحواضر وكله نزر في جنب ما هلك بالإقليم.
وسمعنا من الثقات عن الإسكندرية أن الإمام صلى يوم الجمعة على سبعمائة جنازة وأن تركة انتقلت في مدة شهر إلى أربعة عشر وارثا. وأن طائفة يزيدون على عشرين ألفا انتقلوا إلى برقة وأعمالها فعمروها وقطنوا بها وكانت مملكة عظيمة خربت في زمان خلفاء مصر على يد الوزير اليازوري ونزح عنها أهلها. أهـ
_____________________________________________
صدق الله إذ يقول: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد، إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود"
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا ...
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ...
اللهم رد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 02 - 06, 04:07 م]ـ
هل ممكن التأكد من خلال الاسناد ان هذا حقيقي وما السبيل إالى ذلك؟
ـ[عادل محمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبر وما أهون الخلق على الله إذا عصوه ياربنا اغفر لنا
ـ[عادل محمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبر وما أهون الخلق على الله إذا عصوه ياربنا اغفر لنا
الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-كذلك ذكر ما حصل لأهل مصر تلك السنة27/ 13
جزاك الله خير على هذه الفائدة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 07 - 08, 01:11 ص]ـ
يرفع للفائدة والتذكرة ...
اللهم ارفع عن المسلمين الغلاء والوباء والبلاء.
... وما أهون الخلق على الله إذا عصوه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/181)
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 01:57 ص]ـ
ولا زالت مصر يَجنى عليها كل من هب ودب
قال أحدهم مادحا إياه
ما زلزلت مصر بظلم ألمَّ بها ................... ولكن رقصت من عدلكم طربا
لكِ الله يا مصرُ
قد أبيتِ اللعن يا مصر
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[28 - 07 - 08, 02:05 ص]ـ
الله المستعان، نسأل الله السلامة والعافية ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 07 - 08, 04:15 ص]ـ
هل سمعت بما حصل في سنة سبع وتسعين وخمسمائة (597هـ)؟
... [/ color]
إذا حدث هذا في زمن العادل الأيوبي أخو صلاح الدين؟
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 08:46 ص]ـ
اللهم ارفع عن المسلمين الغلاء والوباء والبلاء.
... وما أهون الخلق على الله إذا عصوه ...
اللهم ارحمنا وتب علينا
ـ[صدقه]ــــــــ[29 - 07 - 08, 09:14 ص]ـ
اللهم أمين
ـ[أم الليث]ــــــــ[29 - 07 - 08, 09:38 ص]ـ
سبحان الله
نسأل الله السلامة والمعافاة
ـ[محمد محيسن الهلالات]ــــــــ[29 - 07 - 08, 06:51 م]ـ
خبر مؤثر!!
نسأل الله السلامة ...
ـ[أبو آثار]ــــــــ[30 - 07 - 08, 04:48 ص]ـ
الله المستعان
الشكر الشكر على هذه النعم التي نحن فيها وبالعمل
(اعملوا آل داود شكرا , وقليل من عبادي الشكور)(60/182)
هل يصلح هذا الماء للغُسل أو للوضوء؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:59 ص]ـ
فى بعض الأحيان عندنا ينزل الماء من الصنبور أبيض اللون بسبب وجود نسبة عالية من الكلور فيه لكن ان تركت هذا الماء لمده ربما تقترب من الدقيقة تجده اصبح كالماء العادى لا تغير فى لونه أو طعمه أو رائحته ...
السؤال الآن هل يصلح هذا الماء للغُسل أو الوضوء عندما يكون أبيض اللون؟ أم لابد من الانتظار حتى يصبح كالماء العادي بلا لون؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:40 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:55 م]ـ
نفس السؤال كان موجود فى الملتقى منذ فترة وأجاب عليه الإخوة أنه يجوز لأنه لايخرج عن مسمى الماء.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:15 ص]ـ
السلام عليك أخي أبا شعبة ورحمة الله وبركاته، نعم يجوز الغسل والوضو ء بهذا الماء، لأن الماء لا يخرج عن كونه طهوراً بمخالطته الشيء الطاهر وإن غيّر من لونه أو طعمه أو رائحته، ودليل ذلك حديث أم عطية في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النسوة اللاتي غسلن ابنته فقال لهن " اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورأ أو شيئاً من كافور " متفق عليه، وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أسلم أن يغتسل بماء وسدر، وهذا عند أبي داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني، ووجه الاستدلال من هذين الحديثين وما في معناهما أن هذا المخالط ـ سدراً أو غيره ـ يغير من طعم الماء أو لونه أو رائحته غالباً فلو كان لا يصح التطهر به لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم به.
وكذلك استدل شيخ الإسلام رحمه الله بقوله تعالي {فلم تجدوا ماءً} ولفظ ماء في الآية نكرة في سياق النفي فيعم، ومعنى الآية فلم تجدوا أي ماء فتيمموا، وعليه فالماء المخالط لغيره من الطاهرات يدخل في قوله تعالى {ماء} فيصح التطهر به، إلا إذا غلب عليه فسمي باسم المخالط له كأن يقال: هذه مرقة، أو هذا شاي، أو غير ذلك، وأيضاً خرج الماء النجس من الآية بالإجماع، علماً أن مسألة مخالطة الماء الطاهر لغيره من الطاهرات مسألة مختلفة فيها.
تنبيه لإخواننا في الملتقى أرجو عند إحالة المسائل المجاب عليها إرسال مكان الفتوى وجزاكم الله خيراً(60/183)
أريد مناهج الحديث في كليات الحديث أو أقسام الحديث أو أقسام السنة
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:12 ص]ـ
ولو لم يتحصل إلا منهج المرحلة الأولى والثانية فلا بأس(60/184)
الرجاء المساعدة في بيان تفسير آيات الصفات
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:49 ص]ـ
ومنه قوله فإنك بأعيننا
ولتصنع على عيني
يد الله فوق أيديهم
ماذا يقول اهل السنة والجماعة؟
وماذا يقول المؤولة؟؟؟؟؟(60/185)
تعليقات على متن العمدة لابن قدامة
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:54 ص]ـ
تعليقات على متن العمدة لابن قدامة
قال المؤلف: (و أقله ركعة).
قبل أن أبين أقل الوتر وأكثره، من المهم أن أبين أن الوتر يطلق على معنيين: المعنى الأول: على الوتر بالمعنى الخاص، الذي يختلف عن قيام الليل. ومنه حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ فَقَالَ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ " الشيخان.
و حديث عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي آخِرِهَا" مسلم.
المعنى الثاني: على صلاة الليل من القيام و والوتر.
ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها، أنها سؤلت: " بِكَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ قَالَتْ كَانَ يُوتِرُ بِأَرْبَعٍ وَثَلَاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلَاثٍ، وَثَمَانٍ وَثَلَاثٍ، وَعَشْرٍ وَثَلَاثٍ. وَلَمْ يَكُنْ يُوتِرُ بِأَنْقَصَ مِنْ سَبْعٍ وَلَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ " أخرجه أبوداود قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وهذا إسناد صحيح.
فعائشة رضي الله عنها كانت تصف صلاة الليل كلها: القيام والوتر: بِأَرْبَعٍ وَثَلَاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلَاثٍ، وَثَمَانٍ وَثَلَاثٍ، وَعَشْرٍ وَثَلَاثٍ. فالثلاث هي الوتر، وما قبلها هو القيام.
وقيام الليل كذلك له إطلاقان:
الإطلاق الخاص: وهو صلاة الليل عدا الوتر، وراتبة العشاء: كما يدل عليه ما سبق من حديث ابن عمر، وحديثي عائشة.
و الإطلاق العام لقيام الليل: كل ما يصلى من الليل من قيام أو وتر أو راتبة العشاء، أو ركتي الفجر.
و من ذلك حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا الْوِتْرُ وَرَكْعَتَا الْفَجْرِ " أخرجه البخاري.
وهذه المقدمة مهمة في معرفة عدد ركعات قيام الليل إجمالاً، وعدد ركعات الوتر بالمعنى الخاص.
فآتي أولاً على عدد ركعات الوتر بالمعنى الخاص:
أما أقله فركعة، وأكثره تسع. فالوتر: واحدة، أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع.
فإن صلاه تسعاً، جعله بسلام واحد. و جلس للتشهد في الركعة الثامنة.
و إن صلاه سبعاً، جعله بسلام واحد. و جلس للتشهد في الركعة السادسة.
و إن صلاه خمساً، جعله بسلام واحد. و لم يجلس للتشهد في آخر ركعة.
و إن صلاه ثلاثاً؛ فله وجهان:
الأول: أن يكون بسلام واحد لا يجلس للتشهد إلا في آخر ركعة.
الوجه الثاني: أن يصلي ركعتين، ويسلم ثم يصلي ركعة.
هذا ما وقفت عليه من عدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر.
والأدلة على هذا التفصيل:
1. حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ فَقَالَ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ " البخاري ومسلم.
2. حديث أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوِتْرُ حَقٌّ فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ " ن جه حم والدارمي من طرق عن الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أبي أيوب به، وهذا إسناد صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/186)
3. عن سَعْدَ بْنَ هِشَامِ ابْنِ عَامِرٍ، أنه سأل عائشة رضي الله عنها فقال: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّ التَّاسِعَةَ ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ وَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيَّ فَلَمَّا سَنَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَهُ اللَّحْمُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ وَصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَنِيعِهِ الْأَوَّلِ فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ وَلَا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ " أخرجه مسلم.
4. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي آخِرِهَا " أخرجه مسلم.
5. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْوَتْرِ وَالشَّفْعِ بِتَسْلِيمَةٍ وَيُسْمِعُنَاهَا " أحمد بسند جيد.
6. عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَلَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ. وَيَقُولُ يَعْنِي بَعْدَ التَّسْلِيمِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثًا ".النسائي. وصححه الألباني.
7. وفي رواية أخرى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ ".النسائي وسنده صحيح. وصححه من المعاصرين الألباني.
وقد روى القراءة بسبح والكافرون و الإخلاص عدد من الصحابة، منهم عائشة، وعبدالرحمن بن أبزى، وابن عباس.
8. وفي رواية في حديث عائشة زيادة المعوذتين، فعن عَائِشَةَ أنها سئلت: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ " ابن ماجه وصححه الألباني (بحاجة إلى بحث، في إسناده ضعف، و لعل الألباني صححه بالشواهد) فمن يبحث؟؟؟.
وهنا حديث يحتاج إلى مزيد من البحث: حديث أبي هريرة مرفوعاً: " لا توتروا بثلاث تشبهوا بصلاة المغرب، ولكن أوتروا بخمس، أو بسبع، أو بتسع، أو بإحدى عشرة " أخرجه الحاكم (1/ 314) يبحث.
عدد القيام والوتر.
الغالب (11).
وربما صلاها (13).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/187)
مجموع القيام والوتر لا يزيد عن هذا العدد. فإن زاد عدد ركعات الوتر أنقص من القيام. وهكذا.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " أخرجه البخاري و مسلم.
والدليل على أن تصلى (13).حديثان:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ نِمْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَقُمْتُ عَلَى يَسَارِهِ فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " البخاري.
و في رواية لمسلم جاءت مفصلة، ومفسرة عن ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَهِيَ خَالَتُهُ قَالَ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ " مسلم.
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: " لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ثُمَّ أَوْتَرَ فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً "مسلم.
هل تجوز الزيادة عن هذا العدد
جماهير الأمة على الجواز.
لظاهر حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ فَقَالَ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ " الشيخان.
هل يصلى من الليل أربعاً بلا فاصل؟
قال بهذا بعض العلماء استناداً إلى حديث عائشة، فعن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ يُوتِرُ. ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ. ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ " مسلم.
الأقرب أنه يفصلها بسلام:
1. الحديث ليس بصريح بل هو محتمل.
فهذا حديث عائشة رضي الله عنها السبق، و أنها سؤلت: " بِكَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ قَالَتْ كَانَ يُوتِرُ بِأَرْبَعٍ وَثَلَاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلَاثٍ، وَثَمَانٍ وَثَلَاثٍ، وَعَشْرٍ وَثَلَاثٍ. فهل يعني هذا أن العشر بتسليمة، لا يلزم.
2. لم يرد التصريح بعدم السلام كما جاء في غيرها (لا يسلم إللا في آخرها).
3. وصفت صلاة الليل عن النبي فذكر أنها ركعتين ركعتين. و من ذلك عن عائشة.
4. الأصل في العبادات هو التوقيف، حتى يثبت وجه المشروعية.(60/188)
هل هناك دليل يجيز المسح على الخفين أكثر من المدة المحددة شرعا للضرورة
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:56 ص]ـ
هل هناك دليل يجيز المسح على الخفين أكثر من المدة المحددة شرعا للضرورة
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:02 م]ـ
قال الشيخ العلامة سليمان العلوان_فرج الله عنه_ في كتابه (مهمات المسائل في المسح على الخفين):
روى ابن ماجة (558) والدار قطني في سننه والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 280) عن عقبة بن عامر أنه وفد على عمر بن الخطاب عاماً قال عقبة. وعَلىَّ خفاف من تلك الخفاف الغلاظ فقال لي عمر. متى عهدك بلبسهما؟ فقال لبستهما يوم الجمعة واليوم جمعة فقال له عمر أصبت السنة وهذا الأثر إسناده صحيح إلا أن قوله " أصبت السنة " لم تثبت فالصحيح أن عمر قال " أصبت " ولم يقل السنة. وذكر السنة في هذا الأثر شاذ كما بين ذلك الإمام الدار قطني – رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:41 م]ـ
هذه روايات عن بعض من لايحدد وقتا للمسح من السلف مأخوذة من مصنف ابن أبي شيبة.
حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، عن أسامة بن زيد، عن إسحاق مولى زائدة، أن سعد بن أبي وقاص، خرج من الخلاء فتوضأ ومسح على خفيه، فقيل له: أتمسح عليهما وقد خرجت من الخلاء؟ قال: " نعم، إذا أدخلت القدمين الخفين وهما طاهرتان فامسح عليهما، ولا تخلعهما إلا لجنابة".
حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، ويونس، عن الحسن، أنه كان يقول في المسح على الخفين: " امسح عليهما، ولا تجعل لذلك وقتا إلا من جنابة".
حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أنه كان لا يوقت في المسح، ويقول: " امسح ما شئت".
حدثنا غنام بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، " أنه كان لا يوقت في المسح ".
حدثنا حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، عن عياض بن عبد الله القرشي، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أبا عبيدة بن الجراح، بعث عقبة بن عامر الجهني إلى عمر بن الخطاب، بفتح دمشق، فخرج يوم الجمعة، وقدم يوم الجمعة، فسأله عمر متى خرجت، فأخبره، وقال: " لم أخلع لي خفا مذ خرجت "، قال عمر: " قد أحسنت ".
وفي الاختيارات الفقهية عن شيخ الإسلام ابن تيمية، قوله:"ولاتتوقت مدة المسح في حق المسافر الذي يشق اشتغاله بالخلع واللبس، كالبريد المجهز في مصلحة المسلمين. وعليه تحمل قصة عقبة بن عامر".
المراجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?HadithID=80810#LblPath ومابعدها
الاختيارات الفقهية ص 24
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:43 م]ـ
يوجد حديث، لكنه ضعيف، و هو الذي فيه " و ثلاثا؟ " قال:" نعم و ما شئت " و ضعفه الحافظ في البلوغ.(60/189)
المجلس الثالث .. من الفوائد العزيزة من شيخنا الحوالي ..
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:22 م]ـ
فوائد عزيزة من كلام شيخنا الحوالي:
الثلاثاء: (8/ 1/ 1427)
مجلس اليوم كان لطيفاً ولكن الحضور اليوم كانوا على غير العادة لأن المجلس اليوم امتلأ بالزوار , ومن ضمن الزوار اليوم الشيخ خالد بن ابوبكر وهو من المعتنين بالحديث عندنا في مدينة جدة وله نشاط في الدعوة الى الله في خارج المملكة والشيخ فواز بن سالم العتيبي وهو أيضاً من المعتنين بعلم الحديث لكنه من أهل الطائف ويدير الآن المكتب التعاوني بالحوية , وغيرهم.
وقد تعددت محاور الكلام ومشاربه , لكنني أسوق اليوم فوائد يسيرة ربما أظن أنها ستنفع عدداً من المهتمين بالعلوم الشرعية , (وهذا ظني) , وما على المحسنين من سبيل.
وقبل البدء أذكر فائدة من الفوائد التي ذكرت في المجلس الماضي وهي أنه بعد الحوار عن الأشاعرة قلت للشيخ مازحاً: إن بعض الناس يقولون إن تيمية يقول إذا لم يوجد أهل السنة في بلد فأهل السنة الأشاعرة! فمن أين قالوا ذلك؟.
فقال رفع الله عنه: هذا الكلام مبتور , لأن قبله كلام لم يذكروه , وهو أنه إذا لم يوجد في الرد على الخوارج والمعتزلة أحد , فهم في باب الرد على الخوارج والمعتزلة ربما استفاد منهم غيرهم للرد , وإلا فكتب ابن تيمية شاهدة عليهم أن الأشاعرة من الفرق الضالة , وليسوا من أهل السنة بحال.
قلت له بعضهم ألف كتاباً ينتصر للأشاعرة ويرد على كتابك منهج الأشاعرة ويدعوك للتوبة من الكلام فيهم.
فتبسم الشيخ وقال: رأيت الكتاب , ولم يأتي بجديد إلا ترديد ماقالوا؟.
واذكر بهذه المناسبة أن مركزالصديق العلمي بصنعاء اراد ان يطبع كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة وذلك قبل أربعة أعوام , فسألوني ان أكلم الشيخ واستاذنه في ذلك , فقلت لهم ابشروا , ثم قالوا: سله هل تراجع عن الكتاب؟.
ومع استغرابي إلا أنني عرفت أن سبب سؤالهم هو شائعة يروجها الأشاعرة وبعض الحاقدين أن الشيخ تراجع عن الكتاب.
فأخبرت الشيخ فقال أين هم: قلت ربما قدموا في رمضان , فلما جائوا سألهم عن مصدر الشائعة وتبسم و وقال المشكلة أنني لم أفرغ لطبعة لأنه كان له مناسبة وقتية ولم يكن رداً موسعاً , وكان في الأصل مقال لمجلة الجامعة الإسلامية نشر فيها , ثم اطلع عليه بعض الغيورين في الكويت وطبعوه بدون فهارس.
فقالوا بحماس , هل نطبعه ونضيف له أنك لم تتراجع عنه , فقال نعم , وطلب منهم الشيخ نسخ ليوزعها على طلبة العلم هنا.
نعود الى مجلسنا الحاضر , حيث كان أبرز سؤال هو: أن ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء عندما يردون على النصارى يقولون هم ثلاث فرق (الملكانية , والنسطورية , واليعقوبية) ولكننا اليوم لانجد هذه المسميات فأين هم اليوم , وكيف نطبق كلامهم؟
فقال الشيخ وفقه الله: الملكانية هي اليوم أقرب ما تكون في أوروبا وهي الكاثوليكية , وأما اليعقوبية فهي اليوم موجودة في مصر والحبشة وبعض اليونان وهي ما يسمى بالأرثوذكس , وأما النسطورية فهم قلة موجودن في العراق والهند وإيران وربما أوشكوا على الانقراض , أما البرتستانت طبعاً فهي حدثت بعد ابن تيمية وابن القيم فلذلك لم يذكرها علماء السلف.
فقلت له: وكيف يسمون الكاثوليك في عهدهم؟ مع أنها معروفة لديهم.
فقال: يسمونهم بالجاثليق , وهي معروفة في كلامهم.
سئل بعد ذلك الشيخ عن المنجمين الذين يظهرون في القنوات فيتنبؤا بموت فلان وحدوث كوارث ونحو ذلك ,وربما يصدق بعض ما قالوا , ما حكمهم؟.
فقال: لاشك أن ذلك كفر , وهم في غالب أمرهم مستعينون بالجن , ويتدربون على النجوم وغيرها من الأمور.
ثم سأله أحد الحاضرين عن صفات الله عز وجل المذكورة في التوراة والإنجيل و ولم يأت من القران ما يبطلها , هل تثبت لله أم لا.
فقال الشيخ: لا تَثبُتُ لله إلا إذا كانت موافقةً لما عندنا , وإثباتها لكونها في القران والسنة , لا لكونها عندهم.
فقال الأخ السائل: لكن ابن تيمية يقول إن كل صفة ذم لله عندهم أبطلها الله في القران , فمعنى كلامه أن الصفات المسكوت عنها صحيحة , وأنا سؤالي عن الصفات التي ليست مذكورة في الكتاب والسنة , ولا تحتمل تنقصاً لله هل نثبتها لأن التوراة و الإنجيل من عند الله؟.
فقال الشيخ: لا نثبتها حتى يأتي ما يوافقها من القران والسنة , لأن التوراة يدخلها التحريف والزيادة باستمرار.
كان للشيخ أيضاً رأي في معاملة الدنمارك وكيفية التعامل مع الحدث , ولعلي أكتبه بعد أن أجد وقتاً كافياً.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا،أخي الكريم،وحفظ الله الشيخ ونفع بعلمه.
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 08:20 م]ـ
فوائد عزيزة من كلام شيخنا الحوالي:
الثلاثاء: (8/ 1/ 1427)
كتب ابن تيمية شاهدة عليهم أن الأشاعرة من الفرق الضالة , وليسوا من أهل السنة بحال.
التوراة يدخلها التحريف والزيادة باستمرار.
.
قلَّ من يعرف ذلك من طلبة العلمِ.
وبانتظارِ المزيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/190)
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
الأخ محمد بشري وأنت جزاك الله خيراً.
الأخ ابوعلي أشكرك على مرورك , وكلامك في محله , وسبب السؤال عن الأشاعرة هو مايشاع بين بعض المتعجلين من أن الخلاف مع الأشاعرة لفظي , خاصة في المتأخرين , وهذا من الجهل بحقيقة مذهبهم , والله المستعان.
التحريف في التوراة والأنجيل صار موضة الكنائس في الغرب وخاصة مع مقاومة التيارات الإلحادية أو التنويرية كما تسمى , واصبحت الطبعات تختلف عن سابقتها , مع قرب العهد بينها.
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:11 م]ـ
أخي خضر أرجوا أن تتيح خدمة البريد الخاصة للأهمية ...
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:09 م]ـ
أخي راشد:
خدمة البريد يبدوا أنها عطلانة من المنتدى وليس مني ..(60/191)
السنه في لبس الساعه في اليد اليمنى ام اليسرى
ـ[ابو أسامه (الجنوبي)]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:02 م]ـ
ايها الاخوة الأكارم:
اريد تأصيلا في مسألة لبس الساعه لأني قرأت وسمعت لبعض المشائخ في هذه المسألة فوجدت فيه اختلافا كثيرا.
فمنهم من يقول ان السنة في ذلك تكون بلببسها في اليد اليمنى واخرون يقولون في اليد اليسرى ومنهم من قال ان المسألة لا تتعلق لا بسنة واره او ببدعة محدثه بل هي من باب عدم التشبه بأهل الكفر فتلبس في اليد اليمنى من هذا الباب و من باب التيامن لأن الرسول عيه الصلاة والسلام كان يحب التيامن في شأنه كله ...
افتونا مأجورين باذن الله .......
ـ[طالبةالشريعة]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:27 ص]ـ
سألت مرة شيخي حفظه الله - محمد البيانوني- عن هذه المسألة واجابني عليها، الا ان دليله عقلي وكان اجتهاد منه حفظه الله، ولم يأصل المسألة، لانها مستحدثة ولا اعلم من كتب في هذه المسألة.
اجاب الشيخ: ان السنة في لبس الساعة باليد اليسرى، ودليله ان النبي يعجبه التيامن في كل شي، ولبس الساعة يعد من التيامن، لان الانسان اذا اراد ان يلبس الساعة في اليد اليمنى سيستعين باليسرى، وهذا ليس من السنة، ولكن لو اراد ان يلبس الساعة باليد اليسرى فانه سيستعين باليمنى لتثبيت الساعة فيكون قد اصاب ووافق السنه.
وكلامه فيه وجاهة وقوة
وانا ارجح ما قاله الشيخ
ان وجدت تاصيل لهذه المسالة فلن ابخل في مساعدتك.
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ذكر في الملتقى سابقا اختلاف الشيخين ابن عثيمين والألباني رحمهما الله تعالى في سنية ذلك
فذهب أحدهما إلى أن اليسار هي السنة وأظن بناءاً على حديث الخاتم
والثاني إلى التيامن وكانت العلة في التيامن:الحلية لليمنى لأنها الأصل في الإكرام والتفضيل لحديث التيامن
وكذلك مخالفة الكفار الذين ابتدعوها في اليسرى (وهذا أظنه رأي الشيخ الألباني رحمه الله)
وذكر قريبا من قول الألباني بأن الحلية لليمنى في أقوال الرملي (أظن) رحمه الله كما نقل أخونا محمد رشيد وفقه الله تعالى
ـ[أمين السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:14 م]ـ
السلام عليكم
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في الشريط 249 الدقيقة 14 من سلسلة الهدى و النور أن الساعة تلبس في اليمين اقتداءا بالرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان يحب التيمن في شأنه كله و هذا من الشأن و لا تلبس في اليسار مخالفة للكفار و الله أعلم
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
بالنسبة لمسألة الخاتم فقد اتفقوا على جواز لبسه في كلتا اليدين ولا كراهة, واختلفوا في الأفضل. قال النووي في شرح مسلم: "وأما التختم في اليد اليمنى أو اليسرى فقد جاء فيه هذان الحديثان , وهما صحيحان. وقال الدارقطني: لم يتابع سليمان بن بلال على هذه الزيادة , وهي قوله: (في يمينه). قال: وخالفه الحافظ عن يونس , مع أنه لم يذكرها أحد من أصحاب الزهري , مع تضعيف إسماعيل بن أبي أويس رواتها عن سليمان بن بلال , وقد ضعف إسماعيل بن أبي أويس أيضا يحيى بن معين والنسائي , ولكن وثقه الأكثرون , واحتجوا به , واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما , وقد ذكر مسلم أيضا من رواية طلحة بن يحيى مثل رواية سليمان بن بلال , فلم ينفرد بها سليمان بن بلال , فقد اتفق طلحة وسليمان عليها. وكون الأكثرين لم يذكروها لا يمنع صحتها , فإن زيادة الثقة مقبولة. والله أعلم.
وأما الحكم في المسألة عند الفقهاء فأجمعوا على جواز التختم في اليمين , وعلى جوازه في اليسار , ولا كراهة في واحدة منهما , اختلفوا أيتهما أفضل؟ فتختم كثيرون من السلف في اليمين , وكثيرون في اليسار , واستحب مالك اليسار , وكره اليمين. وفي مذهبنا وجهان لأصحابنا: الصحيح أن اليمين أفضل لأنه زينة , واليمين أشرف , وأحق بالزينة والإكرام. " [شرح مسلم: ح. 3908]
بالنسبة لقول الشيخ الألباني فقد علله بمخالفة الكفار. أما قول العثيمين فلا أضبطه ولكني أذكر أن الخلاصة أنه أجاز لبسها في اليمين والشمال لثبوت لبس الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الخاتم في اليمين والشمال جميعاً. سأراجع قوله وآتيكم بنصه إن شاء الرحمن وأظنه في شرح رياض الصالحين.
والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:35 م]ـ
رابط يثري الموضوع، ولا يوقفه:
حول ارتداء الساعة في اليمين أو الشمال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62086&highlight=2-09-2003
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - 02 - 06, 11:40 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ المسيطير وفقه الله فهو الموضوع الذي ذكرته في المشاركة ولم أهتد إلى رابطه
ـ[امين المكتبه]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:54 ص]ـ
للفائده الشيخ بن عثيمين تكلم على هذه المسأله في شرح رياض الصالحين بكلام لا مزيد عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/192)
ـ[ابن رباح الاسدي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 12:51 م]ـ
للفائدة:
ليس هناك مخالفة في لبس الساعة في اليمين , لأن هناك نوعان من الساعات أحدهما مصنوعة لليد اليسرى والأخرى لليمنى ويمكن ان تلاحظ ذلك من خلال مكان ضبظ الوقت في الساعة فأن كان باليمين فالساعة لليد اليسرى والعكس , وسبب ذلك هو ان الناس منهم من يعتمد على اليمنى فيلبس الساعة في اليسرى والعكس.
فكيف يمكننا مخالفتهم مع ان الأعسر منهم يرتديها في اليمين؟
ألا ان يقال الساعة اليمنى تلبس في اليد اليسرى والعكس مخالفة لهم وهذا بعيد ....
وكما نعلم ان أصل لبس الساعة هو لمعرفة الوقت, وأما من قال انها تكون أيضا من باب الزينة فما أدري هل يجوز للرجال لبس الحلي في اليد وان كانت ليست من الذهب لعل ذلك يكون من باب التشبه بالنساء لعل الاخوة يفيدونا.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[17 - 02 - 06, 02:25 م]ـ
الحمدُ لله,,,
أنقلُ إليكم رأيَ شيخنا العلامة الددو _حفظه الله تعالى_ في المسألة:
قال حفظه الله:
"فالأصل أنه إذا كان للتشريف ينبغي أن يكون في اليد اليمنى لأنها محل التشريف و أيضا فإن الخاتم كثيرا ما يكون مكتوبا فيه و الكتابة تقتضي تشريفا و محل ذالك اليمنى لا اليسرى و مثل هذا الساعة و بالأخص إذا كانت من هذا النوع من الساعات التي فيها أوقات الصلوات يكتب فيها وقت الصلاة مثلا فكتابة ذالك محله ينبغي أن يكون في اليمين لكن قال الحافظ بن حجر رحمه الله: تعارضت النصوص في تختم النبي صلى الله عليه وسلم هل كان في اليمين أو في الشمال و لكن الترجيح أن يكون في الشمال لأنه لم يتناول شيئا قط بيساره و إذا تناول الخاتم بيمينه لا يستطيع أن يجعله في يمينه بل لا بد أن يجعله في يساره و مثل ذالك الساعة فالساعة لو قدر مثلا أنها كانت بين يديه أو ناولها إنسان إياه فبأي اليدين سيأخذها قطعا سيأخذها باليمين و إذا أخذها باليمين هل يستطيع أن يجعلها في اليمين فلم يبق إلا أنه سيجعلها في اليسار قطعا و هذا هو ترجيح الحافظ رحمه الله"ا. هـ
والظاهرُ أنَّ مانقلته الطالبة عن شيخها مشابهةٌ لرأي الحافظ _رحمه الله_ كما نقله العلامة.
والله أعلم
ـ[هادي بن سعيد]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
قاعدة: الأصل في العادات التعليل وأنها موكولة إلى نظر المكلفين
(راجع الموافقات في عدة مواضع، خاصة ج2، ح3، ج4)؛ ومقاصد الشريعة لابن عاشور ص 238
فهدي الشريعة عدم تقييد الناس وإعناتهم بكيفيات خاصة في عوائدهم (هيئات الأكل والشرب واللباس والمسكن .... )، وأكدت على اتباع ما هو من المروءة ومن محاسن العادة في كل قوم بحسبهم وبما هو متعارف عندهم.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:44 م]ـ
الذي يظهر لي أن لبس الساعة يجوز في أي يد سواء في اليمين أو اليسار
وما زاد عن ذلك بحيث يقال السنة أن تكون في اليمين أو السنة أن تكون في اليسار فإنها اجتهادات، ولو يقول القائل في مثل ذلك هذا أحب إلي وهذا أولى عندي لكان في نظري أفضل وأولى من قوله السنة فيها كذا
والله الموفق لكل خير
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 06:34 م]ـ
استمعت الى استنباط الشيخ الالباني من قول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم وجوب تقصد مخالفة المشركين والله اعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 12:49 ص]ـ
لا حرج في لبس الساعة في اليد اليمنى أو اليسرى , ويختار الرجل في ذلك الأيسر له، ولا يوصف شيء من ذلك بأنه مخالف للسنة.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" لا حرج في لبس الساعة في اليد اليمنى أو اليسرى، كالخاتم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لبس الخاتم في اليمنى واليسرى " انتهى.
" فتاوى إسلامية " (4/ 255).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" وضع الساعة في اليد اليمنى ليس أفضل من وضعها في اليد اليسرى؛ لأن الساعة أشبه ما تكون بالخاتم، فلا فرق بين أن تضع الساعة في اليمين أو اليسار، لكن لا شك أن وضعها في اليسار أيسر للإنسان، من ناحية التعبئة، ومن ناحية النظر إليها أيضاً، ثم هي أسلم في الغالب؛ لأن اليمنى أكثر حركة فهي أخطر.
والأمر في هذا واسع، فلا يقال: إن السنة أن تلبسها باليمين؛ لأن السنة جاءت في اليمين واليسار في الخاتم، والساعة أشبه شيء به " انتهى.
" الشرح الممتع " (6/ 110).
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=71330&dgn=4
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:18 ص]ـ
الأمر فيه سعة ولله الحمد وإن كان الأفضل التيامن عملاً بهذا الأصل النبوي الكريم، والأهم من ذلك هو متى تستطيع الأمة صنع ساعة وتكف عن استيرادها؟ وقتها يمكن أن نصنعها مهيئة تماما للبسها في اليمنى، وتلك إذا هي المخالفة الحقيقية الكاملة للكفار، مع أن مخالفتهم في لبسها أمر مطلوب لكن مخالفتهم في صنعها هو الأهم نسأل الله أن تنهض أمتنا من كبوتها وتفيق من رقدتها اللهم آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/193)
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 08:29 م]ـ
الأمر فيه سعة ولله الحمد وإن كان الأفضل التيامن عملاً بهذا الأصل النبوي الكريم، والأهم من ذلك هو متى تستطيع الأمة صنع ساعة وتكف عن استيرادها؟ وقتها يمكن أن نصنعها مهيئة تماما للبسها في اليمنى، وتلك إذا هي المخالفة الحقيقية الكاملة للكفار، مع أن مخالفتهم في لبسها أمر مطلوب لكن مخالفتهم في صنعها هو الأهم نسأل الله أن تنهض أمتنا من كبوتها وتفيق من رقدتها اللهم آمين
أصبتم كبد الحقيقة ........ اللهم امين.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[06 - 03 - 08, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:10 م]ـ
قال الشيخ السعيدان في كتابه تلقيح الافهام العلية
ومنها: لبس الساعة والخاتم هل الأفضل في اليمين أم الشمال؟
أقول: الأمر في ذلك واسع، فأما الخاتم فقد ثبت أن النبي ? لبسه في اليمين تارة وفي شماله تارة، فيجوز هذا وهذا، وأما الساعة فلا نص فيها؛ لأنها واقعة جديدة ولنا فيها تخريجان: الأول: أن تقاس على الخاتم فيجوز لبسها في اليمين أو في الشمال فالأمر واحد. والثاني: أن تلبس في اليمين، وذلك لثلاثة أمور: أحدها: أنها من باب الكرامة والتجمل والتزين، ذلك لأن الإنسان لا يقصد بشرائها مجرد مراعاة الوقف فقط، بل يقصد منها أيضًا النواحي الجمالية، وقد تقرر أن ما كان من باب التكريم والتزيين فتقدم فيه اليمين.
الثاني: أن لبسها في اليسار هي العادة السائدة عند الكفار على مختلف طوائفهم ومن المعلوم أن المسلمين أخذوا هذه العادة منهم تقليدًا لهم في ذلك (1)، ومخالفة الكفار فيما هو من عاداتهم وعبادتهم مقصد من مقاصد الشريعة حتى وإن كان في الأشياء اليسيرة كفرق الشعر؛ لأنهم يسدلون، وحف الشارب؛ لأنهم لا يحفون، والصلاة في النعل؛ لأنهم لا يصلون فيها، وكراهة اشتمال الصماء فقيل إنها لبسة اليهود، وتحريم شد الزنار، وغيرها كثيرة فمخالفة الكفار عمومًا واليهود والنصارى خصوصًا مقصد من مقاصد الشريعة فإذا كان من عادتهم لبس الساعة في اليسار فنحن نخالفهم ونلبسها في اليمين وينوي الإنسان بذلك مخالفتهم فيثاب عليه.
الثالث: أن اليد اليسار هي آلة إزالة النجاسات والأشياء المستقذرة فيخشى عند لبسها في اليسار أن يتسرب لها شيء من النجاسات وخصوصًا إذا كانت واسعة وهذا مما يغلب على الظن وغلبة الظن منزلة منزلة اليقين فدرءاً لذلك تلبس في اليمين التي لا تعلق لها بإزالة شيء من ذلك، والنفس تطمئن للتخريج الثاني لكن الأمر واسع ولا أظن العاقل ينكر على من لبسها في هذه أو لبسها في هذه؛ لأن مسائل الاجتهاد لا إنكار فيها وهذه منها(60/194)
مالحادثة التي جعلت ابن تيمية يقوم بتأليف كتابه المشهور الصارم المسلول على شاتم الرسول
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
مالحادثة التي جعلت ابن تيمية يقوم بتأليف كتابه المشهور "الصارم المسلول على شاتم الرسول"؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:03 م]ـ
سبب تأليف كتاب (الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71168
ـ[اقبال]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:03 م]ـ
سب رجل الرسول صلى الله عليه وسلم
فقام ابن تيميه فضربه
فسجن ابن تيميه فألف هذا الكتاب في السجن(60/195)
نسخ السنه للقرآن ارجو ان يقول مشايخنا رأيهم في هذا
ـ[وليد الباز]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:12 م]ـ
هل يوجد من الاخوة من عنده بحث موسع في هذه المسألة
وارجو ابداء التعليق علي الكلام التالي وهو منقول
-
-
-
القول الراجح في هذه المسألة جواز ذلك نظرا و عقلا والمنع منه شرعا، وإليك طائفة من أقوال العلماء المحققين تكشف لك المزيد من دقائق هذه المسألة المهمة:
1 - ذهب الامام الشافعي رحمه الله الى أن القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن وكذلك السنة لا تنسخ الا بالسنة، فإن نسخ القرآن سنة فلا بد للنبي من أن يسن سنة توافق أمر القرآن و تبينه، قال رحمه الله في الرسالة:
فأخبر الله أنَّ نسْخَ القُرَآن وتأخيرَ إنْزالِه لا يكون إلا بِقُرَآن مثلِه،وقال: " وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ: قَالُوا: إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ (101) " (النحل)
وهكذا سنة رسول الله لا يَنْسَخُها إلا سنةٌ لرسول الله ولو أحدث الله لرسوله في أمر سنَّ فيه غيَر ما سنَّ رسول الله: لَسَنَّ فيما أحدث الله إليه حتى يُبَيِّنَ للناس أن له سنةً ناسخةَ لِلَّتي قّبْلَها مما يخالفها (الرسالة:108)
ويزيد ذلك بيانا:
إن قال قائل: هل تُنْسَخ السنةُ بالقُرَآن؟
قيل: لو نُسخَت السنة بالقُرَآن كانت للنبي فيه سنةٌ تُبَيِّنُ أنَّ سنته الأولى منسوخة بسُنته الآخِرة حتى تقوم الحجةُ على الناس بأنَّ الشيء يُنْسَخ بِمِثْله (المصدر السابق:111)
ويلخص لنا الإمام السبكي رحمه الله مذهب الشافعي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سن سنة ثم انزل الله في كتابه ما ينسخ ذلك الحكم فلا بد ان يسن النبي صلى الله عليه وسلم سنة أخرى موافقة للكتاب تنسخ سنته الاولى لتقوم الحجة على الناس في كل حكم بالكتاب والسنة جميعا ولا تكون سنة منفردة تخالف الكتاب ......
فهذا هو معنى القول المنسوب الى الشافعي أعني انه لا بد ان يسن النبي صلى الله عليه وسلم سنة أخرى واكثر الأصوليين الذين تكلموا في ذلك لم يفهموا مراد الشافعي وليس مراده الا ما ذكرناه (الإبهاج248\ 2)
وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (من أئمة الشافعية):
"وأما نسخ القرآن بالسنة فلا يجوز من جهة السمع ومن أصحابنا من قال لا يجوز من جهة السمع ولا من جهة العقل والأول أصح" (اللمع في أصول الفقه:31)
2 - وقال الامام مجد الدين ابن تيمية (جد شيخ الاسلام):
مسألة لا يجوز نسخ القرآن بالسنة شرعا، ولم يوجد ذلك؛نص عليه (اي الامام أحمد) فى رواية الفضل بن زياد (وأبى الحارث) وأبى داود وبه قال الشافعى وأكثر أصحابه منهم أبو الطيب وغيره وقال أبو الطيب و ابن سريج: يجوز نسخه بالسنة المتواترة لكنه لم يوجد، واختاره أبو الخطاب (من فقهاء الحنابلة) (المسودة:182\ 1)
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وبالجملة فلم يثبت ان شيئا من القرآن نسخ بسنة بلا قرآن وقد ذكروا من ذلك قوله تعالى فامسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا وقد ثبت فى صحيح مسلم عن النبى انه قال خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم
وهذه الحجة ضعيفة لوجهين:
احدهما: ان هذا ليس من النسخ المتنازع فيه فان الله مد الحكم الى غاية والنبى صلى الله عليه وسلم بين تلك الغاية لكن الغاية هنا مجهولة فصار هذا يقال انه نسخ بخلاف الغاية البينة في نفس الخطاب كقوله ثم اتموا الصيام الى الليل فان هذا لا يسمى نسخا بلا ريب
الوجه الثانى: ان جلد الزانى ثابت بنص القرآن وكذلك الرجم كان قد أنزل فيه قرآن يتلى ثم نسخ لفظه وبقى حكمه وهو قوله والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم وقد ثبت الرجم بالسنة المتواترة واجماع الصحابة
وبهذا يحصل الجواب عما يدعى من نسخ قوله واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم الآية فان هذا ان قدر انه منسوخ فقد نسخه قرآن جاء بعده ثم نسخ لفظه وبقى حكمه منقولا بالتواتر وليس هذا من موارد النزاع فان الشافعى واحمد وسائر الائمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة وان تضمنت نسخا لبعض آى القرآن لكن يقولون انما نسخ القرآن بالقرآن لابمجرد السنة ويحتجون بقوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها او مثلها ويرون من تمام حرمة القرآن أن الله لم ينسخه إلا بقرآن"
وفيما ذكر شيخ الاسلام جملة أمور، منها:
1 - لم يثبت شيئا نسخ بسنة بلا قرآن، وهذا قول من حافظ جليل سبر السنن و أحاط بدواوينها.
2 - القرآن ينسخ بالقرآن و السنة تبين ذلك و تؤكده.
3 - بيان قول الشافعي وأحمد وجمهور الأئمة وذكر حجتهم من كتاب الله عز وجل.
ـ[وليد الباز]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:45 م]ـ
السلام عليكم
لماذا يبخل اخواننا بالرد علينا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:54 م]ـ
الأخ الفاضل:
عليك بإقتناء كتاب ((السنة)) للإمام الجبل المحدث الفقيه شيخ الإسلام: محمد بن نصر بن الحجاج المروزي. 200 - 294 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/196)
ـ[وليد الباز]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:35 م]ـ
هذا ما وجدته في الذي نصحتني يا اخي
ام هناك شيء اخر عنيته
===========================
حدثنا إسحاق، أنبا روح بن عبادة، في قوله: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة (1)) قال: ثنا سعيد عن قتادة قال: أي السنة يمتن عليهم بذلك قال أبو عبد الله: فقالت هذه الطائفة بين الله تبارك وتعالى أنه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم الناس الكتاب والحكمة، فالحكمة غير الكتاب، وهي ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يذكر في الكتاب، وكل فرض لا افتراق بينهما؛ لأن مجيئهما واحد وكل أمر الله نبيه بتعليمه الخلق فأوجب عليهم الأخذ بالسنة والعمل بها كما أوجب عليهم العمل بالكتاب، فكان معنى كل واحد منهما معنى الآخر، وقد أوجب الله عز وجل طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فجعلها مفترضة على خلقه كافتراض طاعته عليهم لا فرقان بينهما في الوجوب فما أنكرتم أن ينسخ أحدهما بالآخر؛ لأنه إذا نسخ القرآن بالقرآن، فإنما نسخ ما أمر به بأمره، وكذلك إذا نسخ حكما في القرآن بالسنة فإنما ينسخ ما أمر به في كتابه بأمره على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن فرق بين ذلك فقد قصر علمه فإن كان إنما يحملهم على ذلك تعظيم القرآن أن ينسخ بعض أحكامه بالسنة، فالقرآن عظيم أعظم من كل شيء؛ لأنه كلام الله وليس ينسخ الله كلامه فيبطله جل عن ذلك، وإنما ينسخ المأمور به كلامه بمأمور به في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالمأمور بهما متساويان؛ لأنهما حكمان، والقرآن أعظم من السنة ولو جاز لمن عظم القرآن - وهو أهل أن يعظم -، أن ينكر أن ينسخ الله حكما فيه بحكم في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لجاز له أن ينكر أن يفسر القرآن بالسنة، ويوجب أنه لا يجوز أن يترجم القرآن إلا بقرآن منزل مثله، فإن جاز هذا جاز هذا، ففي إقرارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ترجم القرآن وفسره بسنته حجة عليهم أنهم ساووا بين القرآن والسنة في هذا المعنى، بل جعلوا السنة أعلى منه وأرفع في قياسهم، إذ كان القرآن لا يعلم بنفسه وإنما يعلم بالسنة؛ لأن السنة لا تحتاج أن تفسر بالقرآن، واحتاج العباد في القرآن إلى أن فسره لهم النبي صلى الله عليه وسلم بسنته فقد أقروا بمثل ما أنكروا؛ لأنهم زعموا أنه لو كان القرآن تنسخه السنة لكان ليس بحجة إذ كان غيره ينسخه، وأن الله عظم شأنه فقال: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (2)) وجعله شفاء لما في الصدور فأنكروا إذ عظمه الله أن تنسخه سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم أقروا أن عامة أحكام الله فيه وأخباره ومدحه لا تعرف إلا بالسنة، قالوا: وأما قول من خالفنا: إنه لو جاز أن ينسخ القرآن بالسنة لجاز أن ينسخ كل أحكامه فلا يكون لله فيه حكم يلزم فإنه يلزمه أعظم من ذلك إذا أقر أنه لم يعرف جمل فرائض الله إلا بتفسير السنة، فكان جائزا أن يجمل الله كل فرض فيه فلا ينقص منه شيئا حتى يجعل الله النبي صلى الله عليه وسلم هو المفسر لكل فرض فيه، فلا يكون لله فيه حكم يعرف إلا بالسنة، فقد أقروا بمثل ما قاسوا على من خالفهم، وزادوا معنى هو أكثر، قالوا: لأنا قلنا إنما ينسخ الله بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعض أحكام القرآن، ولا تنسخ أخباره ولا مدحه، وأقروا أن كثيرا من أخبار الله ومدحه فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بسنته، فهذا أكثر في المعنى مما قلنا قال أبو عبد الله: وزعم أبو ثور أن القائل إن السنة تنسخ الكتاب مغفل، قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يحرم ما أحل الله، ويحل ما حرم الله قال: وهذا افتراء، فقال: بعض من يخالفه أعظم غفلة من هذا وأشد افتراء من حكى عن مخالفه ما لا يقوله وشنع به عليه، لم يقل أحد: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحل ما حرم الله، ولا يحرم ما أحل الله، بل القول عند جميع الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحل إلا ما أحل الله ولا يحرم إلا ما حرم الله، قال أبو عبد الله: إلا أن التحليل والتحريم من الله يكون على وجهين: أحدهما أن ينزل الله تحريم شيء في كتابه فيسميه قرآنا كقوله: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير (3)) وما أشبه ذلك مما قد حرمه في كتابه، والوجه الآخر أن ينزل عليه وحيا على لسان جبريل بتحريم شيء، أو تحليله، أو افتراضه فيسميه حكمة، ولا يسميه قرآنا، وكلاهما من عند الله كما قال الله: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة (4))، وقال: (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة (5))، فتأولت العلماء أن الحكمة ها هنا هي السنة؛ لأنه قد ذكر الكتاب، ثم قال: (والحكمة) ففصل بينهما بالواو فدل ذلك على أن الحكمة غير الكتاب، وهي ما سن الرسول صلى الله عليه وسلم مما لم يذكر في الكتاب؛ لأن التأويل إن لم يكن كذلك فيكون كأنه قال: وأنزل عليك الكتاب والكتاب وهذا يبعد، فيقال لمن قال بقول أبي ثور ما أنكرت أن يحول النبي صلى الله عليه وسلم عما فرض عليه عمله بالكتاب فيأمره أن يعمل بغير ذلك بوحي يوحيه إليه على لسان جبريل من غير أن ينزل عليه في ذلك قرآنا ولكن ينزل عليه حكمة يسميها سنة، وهذا ما لا ينكره إلا ضعيف الرأي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/197)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 02 - 06, 04:33 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=47226#post47226
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=55849#post55849(60/198)
الصبي وضغطة القبر
ـ[أبو محمد اسحاق]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال العلماء: للقبر ضمة لا ينجو منها أحد، صغير أو كبير، جليل أو حقير، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سعد بن معاذ: ((هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضُمّ ضمةً ثم فرّج عنه))
قال الحكيم الترمذي: سبب هذا الضغط أنه ما من أحد إلا وقد ألمَّ بذنب ما، فتدركه هذه الضغطة جزاءً لها، ثم تدركه الرحمة ...
اذا كان كلامه صحيحا فكيف نقابله بهذا الحديث الذي صحّح اسناده الالباني في صحيح الجامع: فعن أبي أيوب الأنصاري أن صبياً دفن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أفلتَ أحدٌ من ضمَّة القبر لأفلت هذا الصبي ..
قاله صلى الله عليه وسلم بعدما دفن صبي، والصبي لا ذنب له.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:19 ص]ـ
الضم لا علاقة له بالذنب ولا بالعقوبة
هو ضيق بالنسبة للدنيا
والله أعلم
ـ[أبو محمد اسحاق]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ احسان.
ـ[ابو خطاب المصرى]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:36 ص]ـ
بسم الله
بارك الله فيكم جميعا
ولكنى كنت سمعت من احد مشايخنا
ان الامر على الحالتين الاولى اذا كان العبد عاصيا ضمته الارض ضمة قوية لانه عصى الله على ظهرها
والثانية ان كان طائعا ضمته ضمة الام الحنون التى تشتاق الى وليدها فنحن جميعا خلقنا من تراب
والله اعلم(60/199)
سؤال: هل من الخطبة على خطبة المسلم، أن يتقدم الرجل لولي امرأة
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم
هل من الخطبة على خطبة المسلم، أن يتقدم الرجل لولي امرأة، خطبها رجل آخر، ويقول له: إن لم تتم الخطبة الأولى، فأنا بديل الخاطب الأول بحيث أتقدم للخطبة إذا لم تتم الخطبة الأولى، وما حكم نفس الصورة إن كان الأمر مجرد كلام دون خطبة رسمية، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:03 ص]ـ
هل هذه الإجابة صحيحة؟؟
ادلوني
لا يجوز للمسلم أن يَخطب على خطبة أخيه، لقوله عليه الصلاة والسلام: ولا يَخْطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطِب. رواه البخاري ومسلم.
ولا يَتقدّم لا بخطبة رسمية ولا تلميح، لأن من شأن هذا أن يُفسِد على الخاطب، وقد يكون سبب ردّ الخاطب وجود غيره.
أما إذا تَرَك الخاطِب الخِطبة، أو ردّته المرأة أو وليّها، فلَه أن يَخطب حينئذٍ.
قال الإمام النووي: هذه الأحاديث ظاهرة في تحريم الخطبة على خطبة أخيه، وأجمعوا على تحريمها إذا كان قد صرح للخاطب بالإجابة، ولم يأذن ولم يترك، فلو خطب على خطبته وتزوج والحالة هذه عصى وصحّ النكاح، ولم يفسخ هذا مذهبنا ومذهب الجمهور. اهـ.
وهذا بِخلاف ما إذا خَطَب أكثر من شخص ولم يَعلم أحدهم بخطبة الآخر.
والله تعالى أعلم.
هذا مجرد إستفسار فقط بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 02:54 م]ـ
وفقكم الله ورعاكم الخطبة الممنوع الخطبة عليها هي ما تمت وركن ولي أمر المرأة إلى الخاطب أما إذا تقدم رجل إلى المرأة وخطبها ولم تظهر موافقة من ولي أمرها أو رفض فيجوز التقدم لخطبتها(60/200)
الجواب عن الاستدلال بقوله: (لم يعملوا خيراً قط)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[10 - 02 - 06, 05:49 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه خاطرة خطرت في البال علَّها أن تكون فائدة لبعض الإخوان، أردت عرضها على المشايخ والطلاب؛ ليقوموها إن كانت صحيحة فتنتقى أو عليلة فتجتنب.
وهي متعلقة بتفسير جملة من حديث الشفاعة وهي قوله: "لم يعمل خيراً قط".
فمعلوم أقوال أهل العلم حفظهم الله ورحمهم في تخريج هذا الحرف بما يوافق مذهب أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان ومنزلة العمل منه وأنه ركن لايتم ولايصح الإيمان إلا به.
غير أنه خطر في البال جواب لم أرَ أحداً من أهل العلم ذكره لذا أحببت عرضه عليكم، وبيانه بذكر حديث الشفاعة من طريقين:
الطريق الأول كما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في رسالته حكم تارك الصلاة:
"قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة و شفعت الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم الراحمين. قال: فيقبض قبضة من النار - أو قال: قبضتين - ناسا لم يعملوا لله خيرا قط قد احترقوا حتى صاروا حمما. قال: فيؤتى بهم إلى ماء يقال له: (الحياة) فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل [قد رأيتموها إلى جانب الصخرة و إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر و ما كان منها إلى الظل كان أبيض]
قال: فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ و في أعناقهم الخاتم (و في رواية: الخواتم) عتقاء الله. قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة فما تمنيتم و رأيتم من شيء فهو لكم [و مثله معه] [فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه] ".
الطريق الثاني من نفس الرسالة:
"و في طريق أخرى عن أنس: (. . . و فرغ الله من حساب الناس و أدخل من بقي من أمتي النار فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا؟ فيقول الجبار عز و جل: فبعزتي لأعتقنهم من النار. فيرسل إليهم فيخرجون و قد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون. . .) الحديث
أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح و هو مخرج في (الظلال) تحت الحديث (844) و له فيه شواهد (843 - 843) و في (الفتح) (11/ 455) شواهد أخرى"
وفي الظلال قال رحمه الله:
"وفي حديث أنس الطويل في الشفاعة من طريق عمرو بن أبي عمرو عنه مرفوعا قال في آخره:"وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار فيقول أهل النار ما أغنى عنكم أنكم تعبدون الله عز وجل لا تشركون به شيئا فيقول الجبار عز وجل فبعزتي لأعتقنهم من النار فيرسل إليهم فيخرجون وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله عز وجل فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل".
أخرجه أحمد والدارمي وابن خزيمة في التوحيد
قلت وسندهم صحيح على شرط الشيخين
وله طريق أخرى عن أنس بنحوه رواه الطبراني كما في تفسير ابن كثير" انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله.
فلاحظ أنه جاء في الطريق الأول الذي فيه "لم يعملوا خيراً قط" قوله: [قد احترقوا حتى صاروا حمما .. قال: فيؤتى بهم إلى ماء يقال له: (الحياة) فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل]
والطريق الثاني الذي فيه " ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا" قوله: [وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل]
فتبين أن هؤلاء القوم الذين احترقوا حتى صاروا حمما ثم ادخلوا نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل وهم عتقاء الله، الذين وصفوا بأنهم لم يعملوا خيراً قط هم الذين وصفهم أهل النار بقولهم: "ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا" فوصفوهم بأنهم يعبدون الله عز وجل فدل هذا على أن لديهم بعض العمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/201)
وبهذا يتعين قول ابن خزيمة رحمه الله حيث قال: "هذه اللفظة: (لم يعملوا خيراً قط) من الجنس الذي تقول العرب بنفي الاسم عن الشيء لنقصه من الكمال والتمام , فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال , لا على ما أوجب عليه وأمر به" انتهى. والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:04 ص]ـ
معنى قوله: (لم يعملوا خيراً قط)
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: شرح حديث الشفاعة
قوله: [فيخرج منها أقواماً لم يعلموا خيراً قط] معنى وذلك: أنهم عملوا حسنات ولكن أكلتها السيئات، حتى لا يأتي أحد فَيَقُولُ: تارك الصلاة يدخل في الشَّفَاعَة ولم يعمل خيراً قط، فالقضية ليست هكذا، لأن في رواية البُخَارِيّ: {الشفعاء يعرفون المشفوع لهم بآثار السجود} كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل ابن آدم تأكله النَّار إلا أثر السجود}.
فقد يأتي أناس ولا يرون فيه العلامة، وهو ليس بتارك للصلاة، لكن صلّى صلاة وجودها كعدمها، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قال للمسيء صلاته: {ارجع فصل فإنك لم تصلِ}، فهذا ليس من أهل الصلاة في الحقيقة، ولأنه لا يُرى لها أثراً في نفس الوقت، وهو ليس تاركاً للصلاة؛ لأنه أدى شيئاً وليس مثل الذي لم يؤدِها بالكلية، والله تَعَالَى لا يظلم أحداً شيئاً كما قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:40].
ومثل هذه الحالة، حال الذين في آخر الزمان إذا اندرس الإسلام، فلم يبق إلا اسمه ولم يبق من الدين إلا رسمه، فيأتي القوم الذين لا يدرون ما صلاة، ولا صيام ولا نسك، ولكن يقول الرجل منهم أو المرأة: أدركنا آباءنا يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقولها -فهذا الزمان زمان شر- فهو لم يسمع إلا هذه الكلمة ففالها، أفيظلمهم الله عز وجل ويجعلهم مع الذين لم يقولوها؟! إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ.
ومثل هَؤُلاءِ: الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين وكمّل المائة بالعابد، فلما اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، قالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط -وهو كذلك لم يعمل؛ لكنه نوى أن يعمل الخير- فتقول ملائكة الرحمة: إنه جَاءَ تائباً مقبلاً عَلَى الله عز وجل، فكلمة: [لم يعمل خيراً قط] لانفهمها عَلَى أنه لم يعمل أي حسنة بإطلاق، وكان تاركاً للصلاة عَلَى علم، والقرآن موجود والمساجد يؤذَّن فيها، وهو لا يصلي ولا يقرأ القرآن، وهذا حتى لا يفهم بعض النَّاس أن ذلك يعارض ما ورد في تكفير تارك الصلاة.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5671&keywords= لم, يعملوا, خيراً, قط
ـ[همام بن همام]ــــــــ[14 - 02 - 06, 02:29 ص]ـ
أخي أبا فاطمة الأثري بارك الله فيك، كان مقصودي الاستدلال من نفس حديث الشفاعة على أن من قيل فيهم "لم يعملوا خيراً قط" قد عملوا خيراً، ولم يكن المقصود توجيه هذا الحرف من الحديث، فتأمل وجزاك الله فيك.
ولعلي أحظى بتعليق من المشايخ الفضلاء حول هذا الكلام؛ لأنه من كيسي. والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خير، أنا كنت أظن تقصد المعنى ولكن أظن للشيخ الحوالي كلام أيضاً حول طرق هذا الحديث موجودة في موقعه وبارك الله فيك
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:43 ص]ـ
أخي / همام بن همام ........................ حفظه الله ورعاه
لعلك تراجع كتاب ــ سبيل النجاة في حكم تارك الصلاة ــ لأبي الحسن المصري فقد أطال في جمع طرق هذا الحديث في بحث ماتع عل الله أن ينفع به
وهذا رابط الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=1165
وكذلك الشيخ عبد الله السعد في مقدمته لكتاب رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة - الطبعة الثانية - فقد تكلم حفظه الله عن هذا الحديث وطرقه وأوضح أن بعض طرق هذا الحديث يستفاد منها قيامهم بالعمل وهي أن النار لم تأكل آثار السجود فراجعه غير مأمور
وهذا بحث كنت جمعته قديما لمعرفة توجيه هذا الحديث من كلام أهل العلم ولو تأملت فيه تجد أن بعض التوجيهات لا تبعد عما فهمته مما يدل أن هذا لم يخفى على أهل العلم وإن لم يصرحوا به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/202)
ملحوظة / جعلت البحث في ــ ملف مرفق ــ لعلمي أنه ليس على شرطك هنا ولكن عل الله ينفع به غيرك
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:52 ص]ـ
وهذا بداية كلام أبي الحسن في المرجع سابق الذكر حول هذا الحديث ص (151)
واسْتَدَل أيضًا بعضُ من ذهب إلى عدم كفر تارك الصلاة، بما ورد في حديث الشفاعة، من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " .... فيقبض أي الرب عزوجل قبضة من النار، فيخرج منها قومًا، لم يعملوا خيرًا قط .... " وفي رواية: " .... فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الله الجنة، بغير عمل عملوه، ولا خير قدَّموه" وقال: قد ورد في بعض الروايات، أن المؤمنين أخرجوا من كانوا يصلون معهم، وأن الدفعات التي خرجت بعد ذلك، لم يكن فيها مصلون.
وهذا يحملني على جمع طرق حديث الشفاعة، والكلام على هذه الطرق، وقد يكون بعض هذه الطرق ليس واضح الدلالة في موضع النِّزاع، على أن هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب، ليس لها صلة وثيقة بما قصدته من هذا البحث، إلا أن ذكرها هنا لا يخلو من فائدة، ثم بعد ذلك أتكلم على هذه الأحاديث من الجهة الفقهية المتصلة بموضع النِّزاع إن شاء الله تعالى.
إلى أن قال بعد حمع الطرق ص (200ــ212)
(هذا ما يتسر جمعه، ممالة صلة بالباب من أحاديث الشفاعة، وقد بسطت القول في ذلك، لعظيم الفائدة المترتبة من معرفة الأحكام من هذه الروايات، والله أعلم.
@ وقبل الخوض في وجه الدلالة عند من لم يكفر تارك الصلاة من أحاديث الشفاعة، ورد الفريق الآخر عليه، أذكر عدة قواعد مستفادة مما صح من الأحاديث والألفاظ السابقة:
1 - أحاديث الشفاعة جاءت مختصرة ومتقصاة، كما ذكر ذلك ابن خزيمة رحمه الله في كتاب "التوحيد" في غير ما موضع، وعليه؛ فتحمل الأحاديث المختصرة على المتقصاة، طالما أن الجميع صحيح مقبول من جهة القواعد الحديثية، والغالب في خطأ من أخطأ في فقه هذا الباب، هو عدم جمع طرق أحاديث الشفاعة، وإدراك هذه الحقيقة، والله أعلم.
وقد قال ابن خزيمة رحمه الله في "التوحيد" (2/ 602):
فأصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربما اختصروا أخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا حدثوا بها، وربما اقتصُّوا الحديث بتمامه، وربما كان اختصار بعض الأخبار، (أن) () بعض السامعين، يحفظ بعض الخبر، ولا يحفظ جميع الخبر، وربما نسي بعد الحفظ بعض المتن، فإذا جُمِعَت الأخبار كلها؛ عُلِمَ حينئذ جميع المتن والسند، (و) دل بعض المتن على بعض، كَذِكْرنا أخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتبنا، نذكر المختصر منها، والمتقصى منها، والمجمل والمفسر، فمن لم يفهم هذا الباب؛ لم يحل له تعاطي علم الأخبار ولا ادعاؤها. اهـ
وانظر ما قال أيضًا في (2/ 707). والناظر في أحاديث الشفاعة يجد هذا بجلاء، بل لا تكاد ترى حديثًا في هذا الباب إلا وفيه إجمال أو إبهام، والموفَّق من وفَّقه الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2 - إخراج أهل النار من الموحدين، يكون بشفاعة الشافعين، أو برحمة أرحم الراحمين، بدون شفاعة مخلوق على اختلاف في ذلك انظر ما قاله الحافظ في "الفتح" (11/ 456) ك/الرقاق، حول استئذان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بأن يشفعه فيمن قال: لا إله إلا الله، وانظر ما قاله ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 609 - 610)، على أن الجميع من رحمة الله عزوجل، فلولا أن الله عزوجل أراد رحمة من خرجوا بالشفاعة، لما قبل فيهم قولاً من الشافعين، حتى يمكثوا المدة التي قدرها الله عزوجل، إلا أن العلماء فرقوا بين الصنفين، بل وقد صرحت الأحاديث بذلك، كما في حديث حذيفة، والله أعلم.
3 - النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له عدة شفاعات، يهمنا هنا منها شفاعتان:
الأولى: وهي المقام المحمود، وهي الشفاعة للخلق جميعًا، بأن يعجل الله عزوجل بتفريق جمعهم إلى حيث يشاء سبحانه وتعالى، وهي قبل مرور الناس على الصراط، كما قال ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 600).
الثانية: شفاعته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في إخراج كثير ممن دخل النار من أمته، وهذه الشفاعة متأخرة عن التي قبلها، وهي التي أنكرها أهل البدع، والله أعلم.
انظر ما قاله النووي في "شرح مسلم" (3/ 55).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/203)
4 - جاء في بعض الروايات: "حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد" وقد ذُكِرَ ذلك مرتين:
فالموضع الأول: محمول على قضاء الله سبحانه وتعالى بدخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.
والموضع الثاني: محمول على إخراج من بقي من أهل التوحيد من النار، وخلود الكفار والمنافقين فيها، انظر "المفهم في شرح مسلم" للقرطبي (1/ 421 - 422) و "إرشاد الساري" للقسطلاني (15/ 403).
5 - ذكر القرطبي أن ما جاء في حديث أنس من استئذان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على ربه سبحانه وتعالى، وسجود النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتمجيده ربه عزوجل، وأنه يقطع له حدًا يدخلهم الجنة، ثم حدًا آخر، وحدّاً ثالثًا، أن ذلك لأمته غير الشفاعة العظمى، التي للخلق جميعًا، في فصل القضاء، وأن حديث أنس مختصر، ولم تُذْكَر فيه الشفاعة العظمى، وإنما ذكر أنس هذه الشفاعة التي طلبت منه، وأنكرها أهل البدع، انظر "المفهم" (1/ 437)، وقد اعترض الداودي على جملة: "أمتي" وقال في هذا القول: لا أُراه محفوظًا، لأن الخلائق اجتمعوا واستشفعوا، ولو كان المراد هذه الأمة خاصة؛ لم تذهب إلى غير نبيها، فدل على أن المراد الجميع، وإذا كانت الشفاعة لهم في فصل القضاء، فكيف يخصها بقوله: "أمتي"؟ ثم قال: وأول الحديث ليس متصلاً بآخره، بل بقي بين طلبهم الشفاعة، وبين قوله: "فأشفع" أمور كثيرة. اهـ من "عون الباري" (5/ 742) لصديق حسن خان، ونقل أيضًا كلام عياض، الذي يدل على أن في الحديث اختصارًا، وأقره الحافظ، والصحيح أن هذه الشفاعة، بعد الشفاعة العظمى لجميع الأمم.
6 - صرح ابن خزيمة بأن شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيمن كان في قلبه مثقال كذا وكذا من إيمان، أن المراد بذلك البعض، لا الكل، فقال رحمه الله في "التوحيد" (2/ 727 - 729): باب ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكري لها، إلى هذا الموضع، في شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، في إخراج أهل التوحيد من النار؛ إنما هي ألفاظ عامة، مرادها خاص، قوله "أخرجوا من النار من كان في قلبه وزن كذا من الإيمان" أن معناه بعض من كان في قلبه قدر ذلك الوزن من الإيمان، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أعلم أنه يَشْفَع ذلك اليوم أيضًا غيره، فيُشَفَّعون، فيأمر الله أن يخرج من النار بشفاعة غير نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، من كان في قلوبهم من الإيمان قدرما أعلم أنه يخرج بشفاعة نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، اللهم إلا أن يكون من يشفع من أمة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إنما يشفع بأمره ..... إلى أن قال: كان معنى الأخبار التي قدمت ذكرها في شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندي خاصة، معناها: أخرجوا من النار، من كان في قلبه من الإيمان كذا، أي غير من قضيت إخراجه من النار، بشفاعة غير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الملائكة والصديقين والشفعاء غيره، فمن كان له أخوة في الدنيا، يصلون ويصومون معهم، ويحجون معهم، ويغزون معهم، قد قضيتُ أني أشفعهم فيهم، فأخرجوهم من النار بشفاعتهم .... اهـ
قلت: وما قاله في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، هو كذلك في حق شفاعة المؤمنين في إخوانهم، فإنهم أمروا بإخراج من كان في قلبه وزن كذا، أو مثقال كذا، من الإيمان، ثم أمر الأنبياء عليهم السلام بإخراج من كان عنده نفس القدر من الإيمان، مما يدل على أن المؤمنين لم يخرجوا الكل، والقرينة لهذا أيضًا فوق ما سبق من برهان أنهم أمروا بأن يخرجوا من عرفوا من إخوانهم، فالذين لم يعرفوهم، لم يدخلوا في ذلك الأمر أصلاً، وأما قول العيني في "عمدة القاري": قوله: "فيخرجون من عرفوا" قال: وكذلك البواقي. اهـ (16/ 641) فمعناه: سائر الدفعات التي يشفع فيها المؤمنون، لا باقي من كان كذلك من أهل النار، لأنه لو كان ذلك كذلك؛ لما بقي لشفاعة الأنبياء عليهم السلام شيء، وقد جاءت الرواية كما تقدم من كلام ابن خزيمة بخلاف ذلك، وينظر هل هذا التفسير الثاني لكلام العيني مقبول لغة؟ حيث أن "فواعل"، جمع "فاعلة" لا جمع "فاعل"، إلا في مواضع يسيرة، ليس هذا منها، كما ذكره القرطبي في "تفسيره" سورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/204)
التوبة، عند قوله تعالى:} رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ {()، وإذا كان ذلك كذلك؛ فالمراد بالبواقي: سائر الدفعات، أي يخرجون في سائر الدفعات من عرفوا، لا سائر من كان في قلبه هذا القدر من الإيمان، فتأمل.
وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن شفاعته لمن لا يشرك بالله شيئًا من أمته، أو لأهل الكبائر من أمته، ومعلوم أن شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في غير من يخرجهم الله عزوجل بالقبضة، ومعلوم أيضًا أن من يخرجون بالقبضة ليسوا بمشركين، وإنما هم أصحاب كبائر، وكذلك من يشفع فيهم غير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحاب كبائر، ليسوا بمشركين، فعلم أن حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من العام الذي يراد به الخاص، وكذا أكثر أحاديث الشفاعة من هذا الصنف، أو أنها مختصرة، قد سيقت سياقًا أطول في موضع آخر، والله أعلم.
7 - شفاعة المؤمنين في إخوانهم الذين يعرفونهم، مقدمة على شفاعة الأنبياء عليهم السلام في إخراج بعض من دخل النار، كما في حديث أبي سعيد، الطريق (ز) وكذلك فهي مقدمة على من يخرجه الله عزوجل بالقبضة بعد ذلك، وهذا أمر مشهور في كثير من الروايات، ولا يعارض هذا قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "أنا أول شافع، وأول مشفع" لأن هذا محمول على الشفاعة العظمى، وهي أولى الشفاعات، وظاهر كلام ابن خزيمة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أول من يشفع في إخراج بعض الموحدين من النار، فيكون الترتيب على ذلك: أولاً شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم شفاعة المؤمنين من هذه الأمة، ثم شفاعة سائر النبيين عليهم السلام، ثم من يخرج بالقبضة، هذا على ما يظهر من كلام ابن خزيمة، وإلا فإن الأمر يحتمل غير هذا، لكني لما لم أكن متأكدًا من ذلك؛ فالأخذ بطريقة بعض أهل العلم أولى، والله أعلم.
8 - وقد ذكر ابن خزيمة أن الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة، والذي له في الجنة عشرة أمثال الدنيا كما في حديث أبي سعيد أنه يخرج من النار بعد تعذيبه على عمله، لا بشفاعة أحد، وأن الذين تخرجهم الشفاعات، يدخلون الجنة قبله، ثم بعد ذلك؛ يخرج الله مِنَ النار، مَنْ أمر الله الملائكة بإخراجهم، وفيهم آثار السجود قبل القضاء بين جميع الناس، انظر "التوحيد" (2/ 762،751 - 763) فهذا الرجل: إن كان بالنظر إلى أنه آخر أهل الجنة دخولاً فيها، فيحتمل أنه خرج قبل أهل القبضة، لكن بقي وقتًا بين الجنة والنار، كما تشهد بذلك الروايات، ثم يدخل الجنة بعد أهل القبضة، لأن بعد إخراج أهل القبضة؛ يفرغ الله عزوجل من القضاء بين العباد، وتُغْلَق النار على أهلها، الذين هم أهلها، والعياذ بالله، وإن كان بالنظر إلى رواية أنه: "آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولاً فيها" فإن كان ذلك بعد أهل القبضة، كما هو ظاهر حديث أبي هريرة؛ فيحمل على أنه آخر من خرج بدون شفاعة أو قبضة، كما أشار لذلك ابن خزيمة في "التوحيد"، إنما خرج زحفًا بعد استيفاء ما قضي الله به عليه من العذاب والعياذ بالله ولو فرضنا أنه خرج قبل أهل القبضة، وبعد أهل الشفاعات؛ فإنه يتأخر بين الجنة والنار، حتى يدخل أهل القبضة، فالأمر محتمل، وهو إلى خروجه بعد أهل القبضة؛ أقرب، لما سبق، وليس في هذا معارضة لما تقرر، من كون أن أهل القبضة آخر من تدركهم الرحمة، لأن هذا الرجل يخرج من النار، بما بقي له من صالح عمله، لا بشفاعة مخلوق، ولا بقبضة، والله أعلم.
9 - أن الذين يخرجهم المؤمنون من النار، يُعرفون بصورهم، لا بآثار السجود، كما يظهر من حديث أبي سعيد، الطريق (أ، ب،ز، ح)، وأما من يخرجون وفيهم آثار السجود، ولم تأكلها النار، فهم الذين أمر الله عزوجل الملائكة بإخراجهم، كما في حديث أبي هريرة الطريق (أ، ب) وهؤلاء في الراجح هم الذين تخرجهم القبضة، والله أعلم.
10 - الذين يُسَمَّوْن "عتقاء الرحمن" أو "عتقاء الله" أو "عتقاء الجبار"، هم الذين تخرجهم القبضة، أو يخرجون برحمة الرب عزوجل، لا بشفاعة مخلوق، كما في حديث أبي سعيد الطريق (أ) وحديث أنس الطريق (ب)، وحديث جابر الطريق (ج) وفيه لين، إلا أنه يتقوى بغيره في ذلك، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/205)
11 - الذين وصفوا بأنهم امْتُحِشوا، أو اسْوَدُّوا، أو عادوا حُممًا، أو فَحْمًا، ونبتوا كما تنبت الحبة في حميل السيل، هم أهل القبضة، أو الذين أخرجوا بالرحمة، كما في حديث أبي سعيد، الطريق (أ، ج،ط) وحديث جابر الطريق (أ، ج،د، ه) وحديث أنس الطريق (ب)، وما جاء في حديث حذيفة مخالفًا لذلك؛ فهي رواية مجملة، تفسرها الروايات الأخرى، كما بيّنْتُه هناك، ومما يشير إلى ما قررته هنا، ما قاله القاضي عياض: ولا يبعد أن الامتحاش يختص بأهل القبضة .... اهـ من "فتح الباري" (11/ 457).
والمحش: احتراق الجلد، وظهور العظم. اهـ من "الفتح" عياذًا بالله من حال أهل النار.
وتبويب ابن خزيمة في "التوحيد" (2/ 762،751) لا يُعارض ذلك، كما وضحته في القاعدة (8).
وأما رواية أبي نضرة عن أبي سعيد عند مسلم بلفظ: "حتى إذا كانوا فحمًا؛ أذن في الشفاعة" فهي رواية مجملة، تفسرها الأحاديث الأخرى، فإن بعض من يخرجه المؤمنون، ليسوا فحمًا، إنما أخذتهم النار إلى أقدامهم، وركبهم، ونحو ذلك، كما في حديث أبي سعيد وغيره، فتُحمل هذه الرواية، على الروايات المفسرة، وهذا كله يؤكد ما جاء في القاعدة السابقة برقم (1)، والله أعلم.
12 - وجاء أيضًا في بعض الروايات، أن بعض الذين تخرجهم الشفاعة لا القبضة يُطْرحون في ماء الحياة، وينبتون كما تنبت الزرعة في حميل السيل، كما في حديث أبي سعيد (ز) وحديث جابر (د، هـ).
13 - أما الذين يدخلون الجنة، ويُسَمَّوْن بالجهنميين، فمنهم من أخرجته الشفاعة، كما في حديث عمران بن حصين وابن عباس وأبي سعيد الطريق (ك) وبعض الطريق (ح) من حديث أنس، وحديث حذيفة، وأما الرواية التي فيها أنهم خرجوا برحمته سبحانه، لا بشفاعة مخلوق، فمن حديث ابن مسعود، الطريق (د)، وفيه: لين، إلا أنها وردت من حديث أنس الطريق (ب) بسند رجاله ثقات.
14 - الذين يدخلون النار من الموحدين، ويعيرهم المشركون، ثم يخرجهم الله عزوجل عند ذلك، الظاهر أنهم يخرجون برحمة الله عزوجل، لا بشفاعة مخلوق، وإذا كانوا كذلك؛ فهم من أهل القبضة، ومعهم من الأعمال الصلاة، لما جاء في حديث أبي هريرة المتفق عليه، كما في الطريق (أ، ب)، والله أعلم.
وهذا يمكن تحصيله أيضًا من حديث أنس برقم (ب) وهو حديث صحيح، ومن حديث أبي موسى، وفيه: " .... من أهل القبلة" وسنده ضعيف، ومن حديث أبي سعيد برقم (ك) وفيه: "تزعمون أنكم أولياء الله" وسنده ضعيف، إلا أن فيه زيادة منكرة، وهي أن إخراجهم يكون بالشفاعة، لا بمجرد رحمة الله عزوجل، وحديث أنس المشار إليه سابقًا برقم (ب) فيه: "ما أغني عنكم أنكم كنتم تعبدون الله، لا تشركون به شيئًا" وقد فُسِّر هذا القول، بحديث أبي هريرة عند البخاري (86) ومسلم برقم (182): " .... حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار؛ أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبدالله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود ..... " وفي رواية عندهما: "حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا، ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يشهد أن لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود .... ".
فبيَّن هذا الحديث أنه لا يلزم من إخراج من كان يشهد أن لا إله إلا الله، أنه لا يصلي، أو أنه يتلفظ بهذه الكلمة، دون شيء من عمل الجوارح، وأهم ذلك عندنا جميعًا الصلاة، والله أعلم.
ومما يدل على أن الذين يعيّرهم المشركون من أهل التوحيد في النار، أنهم يخرجون برحمة الله، لا بشفاعة مخلوق؛ ما جاء في "مسند أحمد" برقم (12469) من حديث أنس في قصة سجود النبي?، واستئذانه ربه في إدخال من شاء الله من أمته الجنة ... وفيه: "يَفرغ الله من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي النار، مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغني عنكم أنكم كنتم تعبدون الله، ولا تشركون به شيئًا؟ فيقول الجبار: فبعزتي، لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم، فيخرجون، وقد امتحشوا، فيدخلون في نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم، فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون، فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار".اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/206)
وهذا مروى بالسند السابق في الطريق (ب) من حديث أنس، فهذا السياق يدل على أنهم أهل القبضة، وبقية الروايات تدل على أنهم يصلون، ولو فرضنا أن أهل القبضة بعد هؤلاء، فليس أهل القبضة من هذه الأمة، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "وأُدْخِل من بقي من أمتي النار" ..... إلى أن قال: "فيخرجون، وقد امتحشوا ..... " الحديث، والخلاف في كفر تارك الصلاة، في هذه الأمة لا في غيرها من الأمم، والله أعلم.
15 - لم أقف على نص صحيح فيه تفصيل شفاعة الملائكة، إلا ما جاء في حديث أبي سعيد .... "فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي ..... " الحديث، ولذا فلم أعرف بدقة موضع شفاعة الملائكة، في ترتيب الشفاعات، ولعلها تكون بعد شفاعة المؤمنين والأنبياء، فتكون الرابعة في الترتيب، وبعدها شفاعة الجبار أرحم الراحمين، وتكون الشفاعات كالآتي: شفاعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم شفاعة المؤمنين، ثم شفاعة الأنبياء، ثم الملائكة، ثم أرحم الراحمين؛ فإن صح هذا الوجه في جعل الملائكة بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمؤمنين والأنبياء؛ وإلا فينظر، وأما شفاعة أرحم الراحمين، فهي آخر الشفاعات جزمًا، والله أعلم.
16 - كان قد بدا لي أن الذين يخرجون من النار، يكون ذلك على سبيل التدلي، فكلما كانت ذنوب الرجل أقل، وكان إيمانه أكثر؛ كلما كان أسبق للخروج بالشفاعة، لكن هذا ليس بمطرد، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شُفِّع فيمن يوجد في قلبه مثقال كذا من الإيمان، ثم يشفع بعد ذلك المؤمنون، فيمن يوجد في قلبه ما هو أكثر أو أثقل من ذلك المثقال، فدل على أن الأمور ليس فيها قياس الأولى، إنما ذلك كله برحمة أرحم الراحمين، والله أعلم.
17 - هناك أحاديث أخرى، أو طرق أخرى لأحاديث مذكورة هنا، لم أذكرها، إما لأنها بعيدة عن موضع النّزاع، أو لأنها مجملة قد فصلتها الأحاديث المذكورة، أو لأن ما عندي قد سد مسدها، والله أعلم)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:22 ص]ـ
جزاكما الله خيراً على ما أفدتماه، وجعل ذلك في ميزان حسناتكما.
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[15 - 02 - 06, 07:58 ص]ـ
أخي الحبيب / همام بن همام
وأنت بارك الله فيك وسدد خطاك ونفع بك البلاد والعباد وأعز بك الإسلام وأهله
ووالله كم يسعد الإنسان عندما يجد أخ له في الله قد أصاب في فهمه لما عليه السلف الصالح
فالله يحفظك ويرعاك
وأرجوا أن تعلمني هل الطبعة الثانية من رفع اللائمة التي فيها مقدمة الشيخ عبد الله السعد تحت متناول يدك للأنني بحثت لك عنها على الشبكة فلم أجد إلا الطبعة الأولى ولو شئت كتبت لك ما سطره الشيخ عبد الله السعد
وهذا مني والله أخي همام لعلمي أن الشخص يسعد عندما يجد من يوافقه فيما فهمه وذهب إليه خاصة إذا كان من السلف الصالح، لذلك أنا على ما أذكر إن لم أكن واهما والله أعلم - لأنني قديم عهدا بالبحث الماضي - أن هناك من أهل العلم من إلتفت لهذا الذي أشرت إليه في بحثك أيدك الله دائما بالحق وسدد خطاك ولعلك تراجع شرح الحديث من مظنه كلها في فتح الباري والله أعلم
ـ[همام بن همام]ــــــــ[16 - 02 - 06, 03:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا راسيل وجعلك من عباده الصالحين الأبرار، فقد دعوتَ و وفيتَ، فبارك الله فيك.
قلت سلمك الله:
وأرجوا أن تعلمني هل الطبعة الثانية من رفع اللائمة التي فيها مقدمة الشيخ عبد الله السعد تحت متناول يدك للأنني بحثت لك عنها على الشبكة فلم أجد إلا الطبعة الأولى ولو شئت كتبت لك ما سطره الشيخ عبد الله السعد
ليست عندي الطبعة الثانية، فلو تكرمت بوضع كلام الشيخ عبدالله السعد وبارك الله فيك.
قلت حفظك الله:
وهذا مني والله أخي همام لعلمي أن الشخص يسعد عندما يجد من يوافقه فيما فهمه وذهب إليه خاصة إذا كان من السلف الصالح،
صدقتَ وبررتَ.
وأخيراً جزاك الله خيراً.(60/207)
عاجل: أمر غريب حدث لأبن أختي؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:31 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في ليلة الثلاثاء، فزع ابن أختي - ذي أربع سنوات- من نومه و صرخ صرختين ثم أخلد إلى النوم مرة اخرى، و في الصباح بدأت تظهر أشكال هندسية غريبة على وجهه بلون بني،
خطوط، و مثلث، و شبه أصابع يد ... و الغريب انه لا يحس بألم و لم يمسسه أي شيء مادي ...
فهل يمكن ان يكون جني أو شيطان، و ما الحل. قامت امه برقيته بالقرآن الكريم،
و الأشكال لاتزال على وجهه.
ما رأيكم؟ و ما الحل؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:51 م]ـ
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه وأن يرفع ما نزل به من ضر
وأنصحك بأن تديم القراءة عليه، ثم تنظر إن لم يتأثر من القراءة فاعرضه على طبيب، فقد يكون لدغ وهو نائم
والله أعلم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:00 م]ـ
ادعو الله ان يشفيه.
اعرض ابن أختك على طبيب امراض جلدية؛ فبعض أنواع الحساسية للدغ الحشرات قد تظهر أشكال هندسية (أو ما يشبه تضاريس جغرافية) على الجلد، فإن كان كذلك فالأمر هين إن شاء الله.
والله أعلم.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:24 م]ـ
أحسن الله إليكم، و أرجوا ان تكثروا من الدعاء له بالشفاء العاجل.
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:34 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ........ أنصحك بالإستمرار بالرقية وعدم اليأس مع غسل وجه الطفل بالماء المقرى ....... وهناك من يظن أنه بمجرد أن يبدأبالرقية سوف تتحسن هذه الحالة بسرعة وهذا خطأ
... فإنى أعرف من الحالات ما استمرت فى الرقية لمدة عشرون عاما ولاتزال والتحسن كان بطيئا ........ ولابد أن نعلم أن الرقية سبب من الأسباب قد يشفى المرء من أول مرة وقد يستمر سنين طويلة وكل ذلك لأن المسبب هو الله وهو الشافى ويجب الإعتماد على الله فى الشفاء والإلتجاء إليه والتضرع إليه ليكشف الضر فهو الشافى سبحانه ....... وهناك من يظن وللأسف أن كل مريض قادر على رقية نفسه ...... وهذا خطأ وهو مجرب .... فإن بعض الحالات يصعب على المريض أن يرقى نفسه ... خاصة فى حالات السحر الشديدة .. نسأل الله العافية .... وقد يقول البعض أن التداوى ليس واجبا وقد تنازع العلماء أيهما أفضل التداوى أم الصبر ....... نعم ولكن الجن يؤثر على الإنسان فى دينه وفى عقله ورأيت من ذلك الكثير فمنهم من كان طالبا للعلم أصبح لا يستطيع قراءة القران إلا بصعوبة ولا يستطيع النظر فى كتب العلم حيث يشعر بالضيق وفترت همته فى طلب العلم ....... ومنهم من أصبح كالمجنون يتبع زوجته فى كل أمر بسبب السحر وأثر ذلك فى دينه ..... ولا حول ولا قوة إلا بالله .......... وللأسف أن حالات السحر والعين منتشرة ,,,وكثير من الناس لا يعلم أنه مصاب ولا حول ولا قوة إلا بالله وصدق ابن القيم رحمه الله حين قال رحمه الله فى كتاب زاد المعاد (وما أشد داء هذا الصرع
ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى إلا مصروعا لم يصر مستغربا ولا مستنكرا ..... بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر المستغرب خلافه.فإذا أراد الله بعد خيرا أفاق من هذه الصرعة ونظر إلى أبناء الدنيا مصروعين حوله يمينا وشمالا على اختلاف طبقاتهم فمنهم من أطبق به الجنون ومنهم من يفيق أحيانا قليلة ويعود إلى جنونه ومنهم من يفيق مرة ويجن أخرى فإذا أفاق عمل عمل أهل الإفاقة والعقل ثم يعاوده الصرع فيقع فى التخبط).
وأود أن أشير بأنى قلت ذلك من واقع خبرة فى مثل هذه الأمور.
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:06 م]ـ
نعم قد يكون المرض جلديا وقد يكون إصابة من الجن ولكن من كثرة ما رأيت من تلك الحالات أقول قد تكون إصابة من الجن وخاصة أن الطفل استيقظ من النوم فزعا وصرخ وعلى العموم ينبغى الإستمرار فى الرقية فترة طويلة وحتى لو تبين أنه مرض عضوى فلا ضير من الإستشفاء بالقران لأنه شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية ..... وقد كنت فى السابق أظن أن المرض العضوى لا دخل له بالجن ولكن رأيت بعينى من الحالات التى تلبسها الجن وسبب لها أمراض عضوية ..... وذكر ذلك الشيخ بوطلال عبد العزيز القحطانى فى كتابه (طريق الهداية فى درء مخاطر الجن والشياطين .. علاج العين والسحر والعقم والصرع والسرطان).
ـ[أبو هداية]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:59 م]ـ
الحمد لله
الأخ الفاضل: عبد القادر المغربي، هناك موضوع قد تستفيد منه في شبكة أنا المسلم = المنتدى العام، للكاتب (جند الله) بعنوان: (بحث بالصور التوضيحية) عن علاقة المرض النفسي والجسماني بالسحر والمس الشيطاني.
ثم راسل الأخ على الخاص.
فرج الله عنكم.
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:09 م]ـ
رابط الموضوع الذي في منتدى أنا المسلم
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=775288#post775288
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/208)
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:24 م]ـ
بارك الله فيكم، و لا تنسونا بالدعاء ...
ـ[وليد الباز]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:58 م]ـ
السلام عليكم
لم اسمع يا اخي الفاضل من قبل عن مس شيطاني لطفل صغير
ولا اعتقد انه يحدث لابن اربع سنين ابدا
ـ[محمد ابو ضحى]ــــــــ[16 - 02 - 06, 12:30 م]ـ
انه و الله الجن الذي يتربص بنا الدوائر اسال الله ان يشفيه و ينجيه من كل سوء انه سميع مجيب
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[17 - 02 - 06, 02:25 ص]ـ
الأخ /عبد القادر المغربي
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيَ مريضكم شفاءاً لا يغادر سقما.
وليد الباز
لم اسمع يا اخي الفاضل من قبل عن مس شيطاني لطفل صغير
ولا اعتقد انه يحدث لابن اربع سنين ابدا
بارك الله فيك وأعاذنا وإياك من الشيطان،من همزه ونفخه ونفثه.
ليس هناك ـ فيما علمت ـ سن محددة للمس.
وقد أخبرني بعض الأخوة المعالجين بأنهم صادفوا حالات مس لأ طفال رُضَّع، ولأجنة في بطون أمهاتهم!
والله تعالى أعلم.
ـ[الصديق]ــــــــ[17 - 02 - 06, 01:12 م]ـ
الأخ عبد القادر:
اللهم رب الناس اذهب البأس و اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك الله يشفيك
ما عليك إلا أن تكثروا له الرقية الشرعية و تغسلوا وجهه و جميع جسده بماء الرقية و لا تفتروا و توكل على الحي الذي لا يموت
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:53 م]ـ
أخي الكريم
إسأل أمه هل يوافق نومه اهتزازت وحركة مستمرة في أطراف أصابعه اليدين والقدمين معا ثم اذا قريء عليه وهو نائم تبدا قدمه بشبه القفز اليسير حينها عليك ان تبادر برقية أمه وليس هو وقد يشكل هذا في فهمه لكن هذا ليس مقام بحثه وتأصيله لكن وافنا بالنتيجة
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:06 م]ـ
الحمد لله الأم مستمرة بالرقية، و بعد رؤية الطبيب و استعمال بعض الأدوية بدأ بفضل الله يتحسن الحال.
أحسن الله إليكم.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:40 م]ـ
اللهم رب الناس اذهب البأس و اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
الحمد لله
المهم أن لا ننسى أن كل هذا البلاء ابتلاء من الله عز وجل.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 09:14 م]ـ
أنصحك أن تقوم في جوف الليل وتسأل الله عز وجل بأخلص عمل عملته لله تعالى ولا تنزل يدك من الدعاء حتى أذان الفجر وابتهل لله عز وجل وسوف تجد ما قاله الله تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)
شفاه الله ورفع ما به من بئس
ـ[ابو عبد الله السلاوي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:23 م]ـ
السلام عليكم
حاول ان شاء الله ان ترقيه كما ذكر لك الناصحون وارق امه كذلك فقد وقفت ولله الحمد كم من مرة
على امثال هذه الحالة فكنت اجد دائما ام الطفل مصابة فبشفائها يشفى الطفل باذن الله.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 04:54 م]ـ
أسأل الله أن يشفي مريضكم وأرجوك أن ترقيه باستمرار خصوصا بأم الكتاب والمعوذات كثيرا لعله مس جن ويزول إن شاء الله.
وطمننا عليه باستمرار
=-
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:19 م]ـ
الحمد لله
ولمن يعانون من مِثْلِِ هذه الأمور أنصح بقراءة كتاب:" وقاية الإنسان من الجن والشيطان " للشيخ وحيد عبد السلام بالي، ففيه الكثير من الفوائد.
وقد أثنى على هذا الكتاب الشيخ أبو بكر الجزائري، وأحسبه قال ـ لأن النسخة ليست لدىَّ الآن ـ في تقريظه:
"و الكتاب شافٍ كافٍ للغرض الذي كُتِبَ من أجله ".
أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين من الأمراض الظاهرة والباطنة.(60/209)
كلام مهم لشيخ الإسلام ابن تيمية حول أفعال الرسول
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:55 م]ـ
قال رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 27/ 422
(فما فعله على وجه التقرب كان عبادة تفعل على وجه التقرب، وما أعرض عنه ولم يفعله مع قيام السبب المقتضي لم يكن عبادة ولا مستحبًا. وما فعله على وجه الإباحة من غير قصد التعبد به كان مباحًا. ومن العلماء من يستحب مشابهته في هذا في الصورة كما كان ابن عمر يفعل، وأكثرهم يقول: إنما تكون المتابعة إذا قصدنا ما قصد، وأما المشابهة في الصورة من غير مشاركة في القصد والنية فلا تكون متابعة. فما فعله على غير العبادة فلا يستحب أن يفعل على وجه العبادة، فإن ذلك ليس بمتابعة، بل مخالفة)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 10:42 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[16 - 02 - 06, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك.(60/210)
من أحق الرافضة أو السنه بهذه التسمية؟
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد,
نعلم جميعا أن الرافضة المجوس الأنجاس يسمون أنفسهم بالشيعه,
أليس نحن أولى منهم بهذه التسمية؟
وهل يوجد أحد رد عليهم بموضوع التسمية ردا علميا مؤصلا؟
أتمنى من الأخوه وضع الروابط بهذا الموضوع
ـ[بن خلف]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:46 م]ـ
أخي الكريم، اسمهم "شيعة" لأن ما جرى هو أنه حيث كان الخلاف على أشده بين علي ومعاوية رضي الله عنما أضحى كل فريق يسمى إما "شيعة علي" والآخر "شيعة معاوية"، لكن مع الزمن توقف استعمال اللقب الثاني لجماعة معاوية، فيما سقط اسم علي من اللقب الأول فصار "الشيعة"، ولازمهم حتى بدأوا بالانحراف عقدياً وشعيرياً، وحين اكتمل البون الشاسع بينهم وبين المسلمين الأصليين ظهر أن اللقب "الشيعة" مُتم الالتصاق بهم وأن إلحق لقب ’الرافضة‘ بهم الذي هم أكثر استحقاقاً له ولا سواه .. صعب لانتشار الجهل ولقلة بضاعة العوام العلمية وعدم اكتراثهم بمتابعة الأعمال العلمية في مسائل كمسألة الرافضة.
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 02:14 م]ـ
رفع الله قدرك أخي بن خلف
كيف نمحي هذه التسميه ونبدلها بالرافضة؟
وهل المعتزله والأشاعره وغيرهم من الفرق الضاله يطلقون عليهم الرافضه؟
ـ[بن خلف]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:06 ص]ـ
أعتقد أن لفظة ’شيعة‘ أضحت من نفسها ’شنيعة‘:) فاستبدالها بـ’رافضة‘ لا يعود بالكثير علينا أو عليهم اليوم. أنا كان أحد أسباب نجاتي من التشيع قبل 9 أعوام هو استقباح أذني لكلمة ’شيعة‘، تصور؟؟؟ كنت أكره مجرد سماعها رغم أنها كانت حينذاك جديدة علي، لكن لعل ذاك كان السبب الذي قدره الله ليحضر بقوة عندي فينقذني مما لا أستحقه من ضلال -والله أعلم بالمكنون.
أما نشر لقب ’رافضة‘ بدل ’شيعة‘ فأعتقد أن هذا شاق ... مشقة نشر لقب ’نصارى‘ بدل ’مسيحيين‘ بين عوام المسلمين! المهم أن تلتزم أنت في الخطاب الجاد على الإنترنت أو في المقالات الهادفة باللفظ الأدق، وإن أشرت للفظ الشائع بين الناس.
أما عن سؤالك حول المعتزلة والأشاعرة فلا علم لي به، حقيقة، لأن مهتم أكثر ما أهتم بالقراءة حول وعن الرافضة من وجهة نظر سنية، لا معتزلية أو أشعرية. لكن لعل الأخوة هنا يفيدونك في هذا.
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي بن خلف
وعندي سؤال
من أشد الناس عداوه من أهل الفرق الضالة لأهل السنة والجماعة؟
ـ[بن خلف]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:23 ص]ـ
سؤالك يعتمد حول نوع العداوة ومدى تشعبها.
هناك المشمولين بتعريف ’أهل السنة والجماعة‘ وهم في الحقيقة ليسوا منها، مثل أهل البدع والمناهج الضالة كالصوفية -مثلاً- أو أهل التنظيمات الحزبية ذات المنحى السياسي الخارج في منهجه عن أصول إسلامية أصيلة وحقيقية، فأمثال هؤلاء سيأخذون على المسلمين الحقيقيين (أهل السنة والجماعة) مواقفهم العنيدة والصلبة تجاه قضايا مختلفة، فستجد الصوفي ("السني" حسب تعريف منظمات وأفراد جهلة كالأمم المتحدة وعلماء التاريخ وإلى ما هنالك) يروج لمفهوم ’البدعة الحسنة‘، لضرورة وجود ’واسطة‘ بين العبد وربه، للاستغاثة بالميت (التوسل)، للتبرك والتمسح بآثار الراحلين، للدعاء بصيغ منهي عنها أو لا أصل لها، لانتهاج منهج ديني أو دنيوي في فهم النصوص أو الحياة مخالف لهدي السنة والسلف الصالح، .... هؤلاء قد يُحسبوا على ’السنيين‘ من حيث اتباعهم لأحد المذاهب السنية الأربعة الشهيرة ولترضيهم على أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة الأُول، إلخ إلخ، لكنهم يخرجون من مسمى ’أهل السنة والجماعة‘ بسبب فساد عقائدهم الأصولية، دع عنك حتى تعصبهم المقيت للمذهب الواحد من الأربعة بشكل يجعل المذهب يرقى لمستوى الكتاب والسنة كأحد أسباب الهداية للفرد وما إلى هنالك، وهذا الفرد منهم يُستتاب عليه وإن لم يتب يُقتل في قول لابن تيمية!!! فـ .... هذا مثال على مدعي "أهل السنة والجماعة" ممن عدائهم لأهل السنة والجماعة الحقيقيين قد يتجه نحو تكفيرهم لهم (أي للحقيقيين، الأحق باللقب) وقتلهم والتضييق عليهم ونشر الإشاعات عنهم والأكاذيب ... كما حدث معي لمدة حوالي عام حين عرفت أن الحق في الإسلام السني ثم ما لبثت أن تعرفت أن للإسلام السني ’ممثلان‘ يدعي كل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/211)
منهما أنه الأولى به، فهناك الصوفية وهناك السلفية، كلاهما على طرفي نقيض، وبينهما تيارات أصغر متفاوتة في القرب من هذا الطرف أو ذاك!!! ولولا الانترنت من بعد الله لما دريت أين أكون اليوم، على أي مذهب (شيعي أم سني، صوفي أم سلفي)!!! وقد لبَّس الصوفية علي الكثير بسبب مواقعهم على الإنترنت وادعاؤهم أنهم أهل السنة والجماعة، وما قرأته لهم عن علماء ’السلفية‘ من مواقف جعلتني في بلبلة فكرية رغم أني كنت ميالاً للسلفية منذ البدء (ولي قصة كتبتها قبل سنوات عديدة في ’سحاب‘ قبل أن ’تتجيم‘ فيها تفصيل المواقف التي مررت بها). وقد مررت بالأحباش على الإنترنت وقرأت مادتهم، وقرأت للنقشبندية المتمركزين اليوم في أمريكا ويقودهم ابن عم مفتي لبنان (محمد هشام قباني)، وما ارتحت لشيء سوى السلفية، لكن بتدرج، وسامح الله العلماء المنتسبين للسلفية ممن كانت مواقف لهم لبَّست علي الحق وجعلتني لا أعرف بمَ أرد أحياناً على الصوفية حين يستشهدون بمواقفهم تلك ضد السلفية. لكني فيما بعد عرفت أن السلفية أنفسهم غير متحدين، وأن هناك من يخالف مواقف وفتاوى العلماء التي استهجنتها أنا نفسي في تلك الفترة.
هذا، إذن، بخصوص أدعياء السنة وعداوتهم لأهل السنة والجماعة الحقيقيين (السلفيين)، وما عدى هؤلاء فمن الشيعة الرافضة بمختلف مذاهبهم .. والخوارج ممثلين بالإباضية، وهؤلاء كلهم تدور عداوتهم لأهل الحق على أسس قريبة مما سبق ذكره، أضف لها مواقفهم من خصائص الإسلام السني المجرد (كتولي الصحابة والترضي عنهم، هم وأمهات المؤمنين، أضف لذلك المواقف الفقهية الراسخة تجاه قضايا مثل زواج المتعة -المعروف فقط عند الشيعة الإثنى عشرية- وغير ذلك).
باختصار، عداوة أهل الباطل لأهل الحق متساوية، لكن تختلف الأسباب، أما شدة العداوة فتعتمد على مدى قرب الفرد منهم من الحق ومن الفطرة ومدى تشبعه وشحنه المسبق بالباطل. فقد تجد الشيعي المعتدل الذي يصلي مع أهل السنة ولا يكترث بمميزات الدين الرافضي، وقد تجد ابن الصوفي الغير مكترث بما والده عليه البتة، وقد تجد الصوفي المعتدل ممن هم فقط ’أعمال القلوب‘ معتقداً أنها غير موجودة إلا عند ’الصوفيين‘. فالأمر إذن نسبي.
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 08:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أنت من أي البلدان؟
ثم أن العلماء لهم مواقع ودعوتهم منتشره ولله الحمد
نسأل الله لنا ولك العافية والسلامه
ونسأله سبحانه أن يزيدنا علما
ـ[بن خلف]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:17 ص]ـ
أنا فلسطيني في بلاد المهجر.
أما عن مواقع العلماء فلم أكن أعرفها حينذاك، فالإنترنت كانت في بداياتها، بل إني ذلك الوقت (قبل 8 - 9 سنين) كنت للتو قد عرفت أسماء شيوخ مثل بن باز والعثيمين والألباني!!!! قبل ذلك لم أكن أعرفهم، بل حتى بالكاد كنت أعرف معنى كوني ’سنياً‘، وكدت أنسى وجود كتاب مثل ’صحيح البخاري‘ ولم أكن أذكر من ’ابن تيمية‘ سوى مسلسلاً مصرياً عنه من تمثيل ’عبد الله أبو غيث‘!!!!!
مناهج التعليم الكويتية!!! هذا كل ما أستطيع قوله!!!
وكل ما أعرفه اليوم هو من نتاج جهد شخصي الفضل فيه يعود أكثر ما يعود للإنترنت ومن قابلتهم فيها، وإلا .. فأنا في بلاد الاغتراب بالكاد أجد أي كتباً إسلامية، عربية كانت أو انجليزية، للشراء، لكن الحال يتحسن هنا، فضلاً عن مواقع على الإنترنت لشراء الكتب، أو لتحميلها مجاناً بنسخ إلكترونية. المهم أننا تعدينا تلك المرحلة من الجهل، والحمد لله.(60/212)
هل فرقعت الأصابع تدخل في تشبيكها في الذهاب إلى الصلاة؟
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:10 م]ـ
أرجوا الجواب على هذا السؤال(60/213)
انتبه من رسائل توحيد الدعاء التي انتشرت ... !!!
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:33 م]ـ
انتشر بالأمس رسائل تطلب توحيد الدعاء
وهذا رأي شيخنا عمر العيد فيها
--------------------------------------------------------------------------------
وصلتني هذه الرسالة عبر الجوال: ((تجتمع الأمة الإسلامية إن شاء الله على صيام يوم الخميس، والدعوة الجماعية وقت الإفطار، ((اللهم هذا نبينا يهان فأرنا عجائب قدرتك في تدميرهم، اللهم كما نصرت سيدنا محمد وهو حي أنصره وهو ميت)) انشر لتتوحد الدعوة فماذا ترون في نشرها؟.
فأجاب فضيلة شيخنا الدكتور عمر العيد حفظه عندما سألته بنفسي أنها بدعة لا يجوز نشرها وإرسالها
وقال الشيخ الدكتور يوسف الأحمد
لا يجوز نشر هذه الرسالة لاشتمالها على البدعة الإضافية: وهي الدعاء الجماعي، والجماعية هنا في توحيد الدعاء، وتوحيد لفظه، وتوحيد وقته، ولا شك بأن مقصد من نشر هذه الرسالة هو الخير وطلب الخير، ولكنا لا نعبد الله تعالى إلى بما شرع، وعليه فيكتفي بالحث العام على الدعاء.
http://maccah.com/vb/showpost.php?p=62048&postcount=1
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
هل لأحد من المشايخ الكرام بحث في هذه المسالة؟
أرشدوني مأجورين. فهذا الأمر منتشر في ديارنا المصرية حتى بين الدعاة! ولم أجد الرد العلمي المفحم لهؤلاء.
جزاكم الله خيراً
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:42 ص]ـ
وصلني هذا التعليق على البريد الإليكتروني من أحد الإخوة:
((السلام عليكم ورحمة الله ..
تلقيتُ الرسالة التي هي عن الصيام الجماعي يوم الخميس بنية الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأحببتُ أن أوضح أن هذا الصيام بهذه النية لا يجوز ..
فذلك الصيام بتلك النية -نصرة النبي صلى الله عليه وسلم- ليست مما شرعه الله تعالى لنا، فلا يجوز لنا أن نتعبده سبحانه به ..
فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ” .. فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة“ رواه أبو داود وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: ”من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد“ متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: ”من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد“ متفق عليه ..
وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”مُرْهُ فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه“ رواه البخاري، فالرجل أراد أن يتقرب إلى الله بالصيام، لكنه أضاف من عنده أشياء لم يشرعها الله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وأمره بإتمام الصوم ..
وقد قال ربنا جل في علاه: ?أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .. ?، فأفادت الآية أنه لا يجوز لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه هو على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام ..
فالدين قد اكتمل، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ”ما تركت من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا أعلمتكموه“ ذكره الإمام ابن القيم، ومن زعم أن في ذلك الصيام -بتلك النية- خيرًا فإنا نطالبه بالدليل، وإلا فلا خير فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشدنا إليه ..
ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بالصيام بتلك النية، بل تكون باتباع سنته ظاهرًا وباطنًا، ومحبته أكثر من المال والولد والأهل والنفس، وطاعته فيما أمر، واتخاذه قدوةً هو وصحابته، والغضب لانتهاك حرمته صلى الله عليه وسلم، والدفاع عنه، ونشر سيرته، وتبيين حياته، والذَّب عنه وعن دينه ..
وهذا لا يعني أن نترك صيام الخميس القادم، ولكننا سنصومه بإذن الله اتباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم صيام تاسوعاء وعاشوراء، الذين سيوافقان الأربعاء والخميس (8 و9 فبراير) ..
قال صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء: ”إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله“ أخرجه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ”فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع“ رواه مسلم، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وجزاكم الله خيرًا، وأرجو نشرها لا سيما من قام بنشر رسالة الصوم الجماعي)) انتهى ..
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هل من مزيد؟
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هل من مزيد؟(60/214)
سؤال عن يوم عاشوراء ....
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 05:26 م]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
سؤالي: هو كيف كان اليهود يصومون عاشوراء الّذي يصادف العاشر من محرّم بينما تقويمهم و أشهرهم مختلفة تماماً عن الأشهر العربيّة؟
كما أنّ صوم عاشوراء ليس موجوداً بين اليهود الحاليّين، حيث يصوم اليهود عدّة أيّام متفرّقة في السنة ومعظمها مرتبطة بأحزان يهودية ....
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:49 م]ـ
الرجاء الاجابة ...... للحاجة فقد سألنيه صوفي مبتدع ...(60/215)
هل أسلم عيينة بن حصن الفزاري
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 02 - 06, 05:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل من مجيب
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:45 م]ـ
قال الحافظ ابن عبد البر: [واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف بن سعيد بن يربوع النصري على من أسلم من قومه من قبائل قيس. وأمره بمغادرة ثقيف، ففعل، وضيق عليهم.
وحسن إسلامه، وإسلام المؤلفة قلوبهم ((حاشا عيينة بن حصن، فلم يزل مغموزاً عليه))].
قلت: ولا يحضرني في هذا المقام إلا الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري (425) وهو حديث عتبان بن مالك، وضمن هذا الحديث أن عتبان قال: فَثَابَ فِى الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ؟
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ».
قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ».
قلت (أحمد بن سالم): فنحن نحكم بالظاهر في الدنيا، والله عز وجل يتولى السرائر، ونحن جميعاً نعلم أن ((عيينة بن حصن)) كان من المؤلفة قلوبهم، وأهل الإيمان يتفاوتون، فنسأل الله أن يعفو عنه ويغفر له ويرحمه.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:46 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:34 م]ـ
يرفع لمزيد من البحث
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عيينة بن حصن الفزاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أسلم بعد فتح مكة وكان من المؤلفة قلوبهم، وأعطاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوم حنين مائة من الإبل هو والأقرع بن حابس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيرهم من المؤلفة قلوبهم رضي الله عنهم.
وذكره العباس بن مرداس السلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في قصيدته حينما أعطاه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خمسين من الإبل، حيث قال:
أتجعل نهبي ونَهب العُبيد ... بين عُيينة والأقرعِ
فما كان حصن ولا حابسٌ ... يفوقان مرداسَ في المجمعِ
وما كنت دون امرئٍ منهما ... ومن تضع اليوم لا يُرفعِ
ويذكر لنا التاريخ أنه ارتد مع طليحة بن خويلد الأسدي، ثم تاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ورجع إلى الإسلام هو وطُليحة الأسدي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وذكر شيخ لإسلام ابن تيمية أن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يولِّ أحدا ممن ارتد ثم أسلم شيئا، وأظنه ذكر منهم عُيينة وطليحة رضي الله عنهما.
والله أعلم.(60/216)
سؤال في سجود السهو
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:59 م]ـ
أشكل علي مسألة في الروض المربع في باب سجود السهو
قال: ولو نوى القصر فأتم سهوا ففرضه الركعتان ويسجد للسهو استحبابا
وقال بعد هذا: وإن قام إلى ثالثة نهارا وقد نوى ركعتين نفلا رجع إن شاء وسجد للسهو وله أن يتمها أربعا ولا يسجد وهو أفضل
قال الشيخ ابن عثيمين في حاشية على الروض: قوله وإن قام الى ثالثة نهارا كلامه صريح أو ظاهر في أنه ذكر حين القيام الى الثالثة فلو لم يذكر الزيادة إلا في التشهد بعد تمام الاربع فقياس ماسبق في اتمام المسافر أن السجود مستحب ولا يجب لأن هذه الزيادة لاتبطل
سؤالي: أليس القياس هنا غير صحيح لأن القصر أفضل من الاتمام في السفر لكن في صلاة النافلة في النهار اكمال اربع أفضل من اثنتان , فيصبح أنه اذا كان اكماله الاربع هو الافضل فلايسجد أما اذا كان اكماله الى غير الافضل فيسجد استحبابا؟
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
السلام عليكم.
أخي أبا علي النوحي, راجع صندوق الرسائل الخاصة الخاص بك.
أسعدك الله بكل خير.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 12:05 ص]ـ
للرفع
47 شخص شاهدوا الموضوع ولم يجاوب احد
!!!!!!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 03 - 06, 10:23 ص]ـ
الشيخ الكريم أبو علي ..
كأن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يشير إلى الفرق بين اثنين:
أحدهما: من قام ناسياً إلى ثالثة فذكر.
والثاني: لم يذكر حتى فرغ من الرابعة وقعد للتشهد.
فالأول الأفضل في حقه عندهم على مشهور المذهب أن يتم ولايسجد لأن الزيادة في النهار إلى أربع لا بأس بها، وإن كان الأفضل عندهم في نفل النهار التثنية، ولكن إتمامه أفضل من قعوده المستوجب لسجود السهو.
وأما الثاني: الذي لم يذكر إلاّ بعد الرابعة في التشهد فعبارة المؤلف غير ظاهرة فيها، فظاهر عبارته أنه ذكر بعد أن قام ولهذا قال: "رجع إن شاء وسجد .. ".
فهذه صورة إضافية صورها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وحاصلها أن المصلي أتى بركعتين لم ينوهما، فكأنه ترك شيئاً أفضل في حقه؛ وهو العزم على تمام الثنتين.
ولهذا حكم الشيخ بأن مقتضى القياس استحباب السجود في حقه.
وبيانه أنه في مسألة القصر خالف الأولى بفعل وهو الزيادة ناسياً فاستحب له أن يسجد.
وفي هذه المسألة خالف الأولى فترك النية لزيادة ركعتين سهواً.
فاستحب للثاني أن يسجد للسهو لما خالف الأولى بالترك [ترك النية]، كما استحب للأول السجود للسهو لما خالف الأولى بالفعل [زاد على الثنتين]، وهذا ضرب من قياس العكس.
والله أعلم.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 08:04 ص]ـ
شيخنا حارث جزاك الله خيرا فيما قلت. وأشهد الله أنا نحبك في الله
فاستحب للثاني أن يسجد للسهو لما خالف الأولى بالترك [ترك النية]، كما استحب للأول السجود للسهو لما خالف الأولى بالفعل [زاد على الثنتين]، وهذا ضرب من قياس العكس.
والله أعلم.
لكن ألا يقال أن الثاني استحب له السجود لمخالفته الأولى بالفعل أيضا لأنه زاد على ركعتين (وعندهم أنها الأفضل)
ـ[حارث همام]ــــــــ[23 - 03 - 06, 08:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وأحبكم الله الذي أحببتموني فيه، وأنتم لأن تحبوا فيه أولى وأسأل الله أن يبارك في جهودكم.
وأما المسألة فلاشك أنه من حيث الأصل الأولى في نفل النهار عندهم صلاتها مثنى نص عليه المرداوي وغيره.
ولكن الأولى بالفعل عندهم إذا قام ناسياً ألا يجلس -خلافاً للأصل المذكور آنفا- ولهذا قال: "وله أن يتمها أربعاً ولا يسجد، وهو أفضل"، ففي حال القيام مع النسيان اختلف الأولى عندهم، واستحبوا له أن ينويها أربعاً، ولعل هذا هو الأولى الذي فاته عمله بالنسيان.
فالله أعلم.(60/217)
هل يجوز لنا أن نصلي صلاة الغائب على الغرقى في السفينة المصرية؟
ـ[الحتاوي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 09:46 م]ـ
سؤال يحتاج لجواب؟
هل يجوز لنا أن نصلي صلاة الغائب على الغرقى في السفينة المصرية؟؟؟
نريد الجواب يا أخوة!
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[11 - 02 - 06, 07:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نعم يجوز أن تصلى صلاة الغائب في هذه الحالة بل هو الحكم بالنسبة لركاب السفينة لأنهم لم يصلى عليهم مع أن الأصل الجواز في كلتا الحالتين، أسأل الله عز وجل أن يغفر لهم ويرحمهم، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب على الناشي كما هو معلوم فدل ذلك على الجواز، فالمانع من صلاة الغائب يحتاج إلى دليل شرعي يمنع من ذلك.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 03:45 م]ـ
الغرقي الذين أخرجت جثثهم يصلى عليهم صلاة الحاضر الصلاة المعتادة، وأما الغرقي الذين لم يمكن إخراج جثثهم فإنه يصلى عليهم صلاة الغائب، فمن لم يصل عليه كمن مات في بلد الشرك أو في مثل تلك الحالة المسئول عنها فإنه يصلى عليهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات في زمنه مسلمون كثير ولم يعرف أنه صلى على أحد صلاة الغائب إلا على النجاشي لأنه مات ببلد الشرك، وهكذا كل من مات من المسلمين في مكان ولم يصل عليه فإنه يشرع أن تصلى عليه صلاة الغائب أسأل العظيم من فضله ورحمته أي يرحم المسلمين منهم
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:56 ص]ـ
من خرج من الغرق ميتاً، فإنه يجب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه. أما من لم يتم العثور عليه منهم، فهذا يجب أن يصلى عليه صلاة الغائب؛ لأن صلاة الجنازة فرض كفاية يجب القيام بها. فتصف الصفوف ويتقدم الإمام للصلاة عليه كأن الجنازة حاضرة بين أيديهم.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
" إذا وُجِدَ الغريقُ فإنَّه يغسَّل ويكفَّن، ويصلى عليه كأي ميت آخر، وإذا لم يعثر عليه فيصلى عليه صلاة الغائب عند الشافعية والحنابلة " انتهى.
وقد روى البخاري (1318) ومسلم (951) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
قال النووي رحمه الله: " فيه دليل للشافعي وموافقيه في الصلاة على الميت الغائب " انتهى.(60/218)