ومضمون ما ذكره ابن جرير: أن ما ظهر منها هو الوجه واليد. باعتبارهما ليسا بعورة في الصلاة؛ أي أنه قاس عورة النظر على عورة الصلاة. لكن الشيخ تعقبه فقال:
"وهذا الترجيح غير قوي عندي، لأنه غير متبادر من الآية على الأسلوب القرآني، وإنما هو ترجيح بالإلزام الفقهي، وهو غير لازم هنا، لأن للمخالف أن يقول: جواز كشف المرأة عن وجهها في الصلاة، أمر خاص بالصلاة، فلا يجوز أن يقاس عليه الكشف خارج الصلاة، لوضوح الفرق بين الحالتين.
أقول هذا مع عدم مخالفتنا له في جواز كشفها وجهها وكفيها في الصلاة وخارجها، لدليل، بل لأدلة أخرى غير هذه، كما يأتي بيانه، وإنما المناقشة هنا في صحة هذا الدليل بخصوصه، لا في صحة الدعوى، فالحق في معنى هذا الاستثناء، ما أسلفناه أول البحث، وأيدناه بكلام ابن كثير، ويؤيده أيضا ما في تفسير القرطبي: قال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية، أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركتها فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك فـ {ما ظهر} على هذا الوجه، مما تؤدي إليه الضرورة في النساء، فهو معفو عنه.
قال القرطبي: قلت: هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين، ظهورهما عادة عبادة، وذلك في الحج والصلاة، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما .. ".
وبعد أن نقل كلامه بتمامه قال الشيخ: "قلت: وفي هذا التعقيب نظر أيضا، لأنه وإن كان الغالب على الوجه والكفين ظهورهما بحكم العادة، فإنما ذلك بقصد من المكلف، والآية حسب فهمنا، إنما أفادت استثناء ما ظهر منها دون قصد، فكيف يسوغ حينئذ جعله دليلا شاملا، لما ظهر بالقصد؟! فتأمل".
وكما قلت آنفا، فقد كان هذا رأيه في دلالة هذه الآية، في أول الأمر، فلم ير فيها ما يدل على كشف الوجه واليد، وإن كان يرى جواز كشفهما، لكن لأدلة أخرى. وبغض النظر عن إمكان الجمع بين قوليه:
- القول بأن الآية دلت على ستر الزينة كلها، وعدم إظهار شيء منها للأجانب، إلا ما ظهر بغير قصد.
- والقول بجواز كشف الوجه واليد، لكن بأدلة أخرى.
فإن الشيخ مال بعد إلى القول الذي كان رده أولاً، فقال:
"ثم تأملت؛ فبدا لي أن قول هؤلاء العلماء [من فسر الآية بالوجه والكف] هو الصواب، وأن ذلك من دقة نظرهم رحمهم الله، وبيانه: أن السلف اتفقوا على أن قوله تعالى: {إلا ما ظهر منها}، يعود إلى فعل يصدر من المرأة المكلفة، غاية ما في الأمر أنهم اختلفوا، فيما تظهره بقصد منها، فابن مسعود يقول: ثيابها؛ أي جلبابها. وابن عباس ومن معه من الصحابة وغيرهم يقول: هو الوجه والكفان منها.
فمعنى الآية حينئذ: إلا ما ظهر منها عادة بإذن الشارع وأمره".
ثم استدل لهذا الرأي، بأن كشف الوجه والكف هو عادة النساء في عهد النبوة وبعده، فقال:
"فإذا ثبت أن الشرع سمح للمرأة بإظهار شيء من زينتها، سواء كان كفا أو وجها أو غيرهما، فلا يعترض عليه بما كنا ذكرناه من القصد، لأنه مأذون فيه، كإظهار الجلباب تماما، كما بينت آنفا.
فهذا هو توجيه تفسير الصحابة الذين قالوا: إن المراد بالاستثناء في الآية: الوجه والكفان. وجريان عمل كثير من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده".
قال: "قلت: فابن عباس, ومن معه من الأصحاب، والتابعين، والمفسرين: إنما يشيرون بتفسيرهم لآية: {إلا ما ظهر منها}، إلى هذه العادة، التي كانت معروفة عند نزولها، وأقروا عليها، فلا يجوز إذن معارضة تفسيرهم بتفسير ابن مسعود". [جلباب المرأة المسلمة 39 - 53]
فهذا كلامه بالتفصيل، ويلاحظ ما يلي:
(1) صريح الآية استثناء ما ظهر بغير قصد، فلا يدخل فيه الوجه والكف، لأنهما يظهران بقصد، وهذا ما أقر به الشيخ في أول كلامه، ودعا للتأمل فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/412)
(2) لا يصح صرف هذا المعنى الصريح [استثناء ما ظهر بغير قصد] إلى غيره [استثناء ما ظهر بقصد] إلا بقرينة صحيحة، والقرينة التي استدل بها الشيخ هنا هي: عادة النساء في عهد النبوة. وهذه قرينة غير مسلمة، فللمنازع أن يرد ذلك، بأن عادة النساء لم تكن في الكشف، بل في الستر، ويسوق على ذلك آثارا صريحة، لا ينكرها الخصم، بل يثبت أن الكشف كان عادتهن في أول الأمر، حتى أمرن بالتغطية، كيلا يتشبهن بالإماء، كما في آية الإدناء، وحينئذ فقوله هو الراجح، أو لا أقل من أن يكونا متساويين، وحينئذ، في الحالين، لا تصح القرينة هنا، فإن القرينة لا بد أن تسلم من المعارضة. ثم كيف يكون عادتهن، في عهد النبوة: الكشف. والتغطية مستحبة في أدنى أقوال العلماء .. ؟!! .. أفكان ذلك الرعيل الأول من المؤمنات مفرطات في هذا الثواب الجزيل، مع ما نقل عنهن من تسابق للخير، يوازي مسابقة الصحابة رضوان الله عليهم؟!.
(3) إذا بطلت القرينة، بقيت الآية على حالها، صريحة في استثناء ما ظهر بغير قصد، ومن ثم تبطل دلالتها على جواز كشف الوجه الكف.
(4) تشبيه الوجه والكف بالجلباب باطل، لأن الوجه والكف يمكن إخفاؤه، والجلباب لا يمكن.
(5) مة نزاع في فهم كلام الصحابة، كابن عباس رضي الله عنهما: ما أراد بالوجه والكف؟. فالآثار عنه تبين أنه أراد جواز إظهارهما للمحارم غير الزوج، وليس الأجانب، وسيأتي تفصيله بعد قليل.
(6) يبطل بذلك قول الشيخ أن معنى الآية: "إلا ما ظهر منها بإذن الشارع وأمره"؛ الوجه والكف، إلا في حالة واحدة، هي: إذا ظهرا بغير قصد.
* * *
الوجه الثاني: الزينة ليست المتزين.
الزينة في كلام العرب هي: ما تتزين به المرأة، مما هو خارج عن أصل خلقتها، كالحلي. وكذلك استعملت الزينة في القرآن للشيء الخارج عن أصل خلقة المتزين، من ذلك قوله تعالى:
- {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}، أي الثياب.
- {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها}، فالزينة على الأرض، وليس بعض الأرض.
- {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب}، فالكواكب زينة للسماء، وليست منها.
وهكذا، فلفظ الزينة يراد بها ما يزين به الشيء، وليس من أصل خلقته.
وعلى ذلك فتفسير الزينة ببدن المرأة خلاف الظاهر، ولا يحمل عليه إلا بدليل، فقول من قال: إن الزينة التي يجوز للمرأة إظهارها هو: الوجه والكف. خلاف المعنى الظاهر، فإذا فسرت بالثياب استقام في كلام العرب ولغة القرآن. [انظر: أضواء البيان 6/ 198 - 199].
ويؤيد هذا ما رواه ابن جرير [التفسير 17/ 257] بسنده:
- عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - قال: {إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب. قال أبو إسحاق: "ألا ترى أنه قال: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} ".
فاستدل أبو إسحاق على صحة تفسير الزينة بالثياب بالقرآن، ففسر القرآن بالقرآن، وهذا أعلى درجات التفسير، لأن الله تعالى أعلم بمراده.
فإن قال قائل: قد علمتم أن من الأقوال التي قيلت تفسيرا للزينة في الآية أنها: الكحل والخضاب. وهما من الزينة، لا شك في ذلك، وليسا من أصل الخلقة، فلم لا يكون الاستثناء عائدا إليهما، فيجوز للمرأة حينئذ إظهار الكحل في العين، والخضاب في اليد، وإذا حصل ذلك، لزم منه كشف الوجه واليد.
فالجواب أن يقال: لا يلزم من جواز إظهار الكحل في العين: إظهار الوجه.
ثم لا نسلم لكم أن ابن عباس رضي الله عنهما قصد بذكر الوجه والكف، أو الكحل، والخاتم، والخضاب: إظهارهما للأجانب. فإن هذا هو محل النزاع: ماذا عنى ابن عباس؟، وسيأتي بيان هذه المسألة.
* * *
الوجه الثالث: هو قول طائفة من السلف.
القول بأن الذي يتسامح في ظهوره للأجانب هو الثياب، هو قول طائفة من السلف:
- روى ابن جرير بسنده عن ابن مسعود، قال: " {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب".
- وروى أيضا بسنده إبراهيم النخعي قال: " {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب".
- وروى بسنده عن الحسن في قوله: {إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب.
- ومثله عن أبي إسحاق السبيعي. [التفسير 17/ 256 - 257]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/413)
- وقال ابن كثير في تفسيره [6/ 47]: " {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، أي ولا يظهرن شيئا زينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه. وقال ابن مسعود: كالرداء والثوب. يعني ما كان يتعاناه نساء العرب، من المقعنة التي تجلل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثوب، فلا حرج عليها فيه، لأن هذا لا يمكن إخفاؤه. ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها، وما لا يمكن إخفاؤه. وقال بقول ابن مسعود: الحسن، وابن سيرين، وأبو الجوزاء، وإبراهيم النخعي وغيرهم".
فهذه أقوال جمع من السلف، كلها دلالتها صريحة على وجوب تغطية الوجه، فعلى الرغم من أن الآية عمدة عند القائلين بجواز الكشف، إلا أن هؤلاء الأئمة لم يفهموا هذا الفهم بوجه ما.
وبهذه الأوجه يثبت من غير شك: أن دلالة الآية قاطعة، على وجوب الحجاب الكامل على المرأة.
* * *
استطراد: اعتراض، وجواب.
فإن قال قائل: فما تصنعون بالآثار الواردة عن الصحابة، ومن بعدهم من الأئمة في تفسير: {ما ظهر منها}، بالوجه والكف. وهي آثار منها الثابت، ومنها ما دون ذلك، والحجة في الثابت منها.
فالجواب ما يلي:
- (جواز كشف الوجه واليد للمحارم، لا الأجانب).
ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية بالوجه والكف: مفسر بما جاء عنه في الرواية الأخرى، التي رواها ابن جرير فقال:
- "حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: والزينة الظاهرة: الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم. فهذه تظهر في بيتها، لمن دخل من الناس عليها". [التفسير 17/ 259] [ ii].
من هم الناس في كلام ابن عباس؟. أهم الأجانب؟ ..
كلا، فإن تحريم دخول الأجانب على النساء، لا يخفى على أحد، فضلا عنه، وقد قال رسول الله صلى الله وسلم: (إياكم والدخول على النساء)، والآية: {وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب}. إذن فقصده إذن: من دخل عليها من محارمها غير الزوج. فهذه تبدي لهم ما ظهر منها، مما يشق عليها إخفاؤه في بيتها، فعلى هذا يحمل قول ابن عباس، لا على نظر الأجانب إليها.
وهذا يوافق ما جاء عنه في تفسير قوله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن}، فقد روى ابن جرير بسنده إلى ابن عباس في الآية قال: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة" [التفسير 19/ 181]، فهذا صريح في تغطية الوجه، وقد تقدم.
ومن المعلوم المقرر عقلا: أنه إذا وردت عن الصحابي رواية صريحة في المعنى، وأخرى محتملة للمعنيين، كان حملها على المعنى الصريح هو المتوجب، فكيف إذا كانت هذه الأخرى أقرب إلى معنى الرواية الأولى؟.
* * *
مع يقيننا أن هذا الوجه قاطع للنزاع في معنى كلام ابن عباس رضي الله عنهما، فهو أحرى من فسر لنا كلامه، وقد بين أنه أراد إظهار الوجه والكف للمحارم، لمن دخل منهم البيت، وهو الموافق لقوله في آية الجلباب، إلا أنه تنزلا، وجدلا نقول: هب أن ابن عباس لم يرد عنه ما يفسر كلامه، فهل تفسيره الآية بالوجه والكف ليس له إلا احتمال واحد هو: جواز إظهارهما للأجانب؟.
والجواب: كلا، بل ثمة احتمالات أخر، هي:
أولا: استثناء أم نهي؟.
في الآية نهي واستثناء، فقوله: {ولا يبدين زينتهن} = نهي. وقوله: {إلا ما ظهر منها} = استثناء.
فقول ابن عباس وغيره، إما أن يحمل على: النهي، أو الاستثناء.
فأكثرهم نظر إلى الاستثناء، ولم ينظر إلى النهي، مع أنه محتمل، ففي الاستثناء: المعنى أنهن نهين عن إبداء زينتهن، ومنها الكف والوجه، وربما يكون سبب تخصيصهما حينئذ بالذكر: لأنهما أكثر ظهورا. بالنظر إلى كشفهما في الصلاة والإحرام، وحينئذ يكون تفسير ابن عباس لقوله: {ولا يبدين زينتهن}، لا قوله: {إلا ما ظهر منها}، وهو محتمل. وقد أورد ابن كثير هذا الاحتمال فقال:
- "وهذا يحتمل أن يكون تفسيرا للزينة التي نهين عن إبدائها"، إلى أن قال: "ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه: أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين، وهذا هو المشهور عند الجمهور" [التفسير6/ 47].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/414)
فإن احتج المخالف بأن هذا الوجه غير مشهور عند العلماء، قلنا: هو كذلك، لكن ليس هذا موضع الاحتجاج من إيراد هذا الوجه، إنما في وجود احتمال آخر غير المشهور، له ذكر عند العلماء، يوافق المشروع وغير باطل عقلا، ومعلوم أنه إذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال، ومن ثم لا تكون هذه التفسيرات من الصحابة رضوان الله عليهم حجة قاطعة على الكشف، بل محتملة غير ملزمة.
وإذا كان هذا هو حال هذه التفسيرات، فكيف يعارض بها الدلالة المحكمة لآيات: الحجاب، والجلباب، والزينة؟!.
ثانيا: العفو عما ظهر بغير قصد.
تقدم في الوجه الأول: أن الآية تسامحت فيما ظهر من المرأة بغير قصد. ومعلوم أن المرأة قد يظهر منها الوجه والكف بغير اختيارها، وهذا يحصل كثيرا، بخلاف غيرهما، وعلى هذا يمكن حمل كلام ابن عباس وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم على ما ظهر من المرأة بغير قصد، مما هو من زينتها، أو بدنها، كالوجه والكف، والخضاب، ونحو ذلك.
ثالثا: التدرج في الحجاب.
ثمة جواب هنا ورد عن ابن تيمية هو: أن الحجاب هكذا شرع في بداية الأمر، ستر البدن كله، إلا الوجه والكفين، ثم لما نزلت آية الجلباب أمرن بستر الوجه والكف أيضا. قال:
" (فصل في اللباس في الصلاة) وهو أخذ الزينة عند كل مسجد، الذي يسميه الفقهاء: (باب ستر العورة في الصلاة)، فإن طائفة من الفقهاء ظنوا أن الذي يستر في الصلاة، هو الذي يستر عن أعين الناظرين، وهو العورة، وأخذ ما يستر في الصلاة من قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}، ثم قال: {ولا يبدين زينتهن}؛ يعنى الباطنة: {إلا لبعولتهن} الآية. فقال يجوز لها، في الصلاة، أن تبدى الزينة الظاهرة دون الباطنة، والسلف قد تنازعوا في الزينة الظاهرة على قولين:
- فقال ابن مسعود ومن وافقه هي: الثياب.
- وقال ابن عباس ومن وافقه هي: فى الوجه واليدين؛ مثل الكحل والخاتم.
وعلى هذين القولين تنازع الفقهاء في النظر إلى المرأة الأجنبية، فقيل: يجوز النظر لغير شهوة إلى وجهها ويديها. وهو مذهب أبى حنيفة والشافعي وقول في مذهب أحمد.
وقيل: لا يجوز. وهو ظاهر مذهب أحمد، فإن كل شيء منها عورة، حتى ظفرها، وهو قول مالك. وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة. وجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج، وذوي المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب، كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجل وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها، لأنه يجوز لها إظهاره.
ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب بقوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}، حجب النساء عن الرجال، وكان ذلك لما تزوج زينب بنت جحش، فأرخى الستر ومنع النساء أن ينظرن، ولما اصطفى صفية بنت حيي بعد ذلك، عام خيبر، قالوا: (إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه)، فحجبها.
فلما أمر الله أن لا يسألن إلا من وراء حجاب، وأمر: أزواجه، وبناته، ونساء المؤمنين. أن يدنين عليها من جلابيبهن، والجلباب هو: الملاءة. وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره: الرداء. وتسميه العامة: الإزار. وهو الإزار الكبير الذي يغطى رأسها وسائر بدنها، وقد حكى أبو عبيد [ iii] وغيره: أنها تدنيه من فوق رأسها فلا تظهر إلا عينها. ومن جنسه النقاب، فكن النساء ينتقبن، وفى الصحيح: (أن المحرمة لا تنتقب، ولا تلبس القفازين)، فإذا كن مأمورات بالجلباب، لئلا يعرفن، وهو ستر الوجه، أو ستر الوجه بالنقاب، كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت ألا تظهرها للأجانب، فما بقى يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة.
فابن مسعود ذكر آخر الأمرين، وابن عباس ذكر أول الأمرين". [الفتاوى 22/ 109 - 111]
رابعا: عورة النظر غير عورة الصلاة.
هذه الآية ليست في عورة النظر، بل عورة الصلاة. وذلك أن العورة عورتان:
- عورة في النظر، وهذه تعم جميع البدن.
- وعورة في الصلاة، وهذه تعم البدن إلا الوجه والكف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/415)
وطائفة من العلماء يقولون بأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفها. ومقصودهم أن ذلك في الصلاة، لأنها مأمورة به في الصلاة، ويدل على هذا أن كلامهم في جواز كشف الوجه يأتي عند الكلام على ستر العورة في الصلاة، وقد نص طائفة من أهل العلم على التفريق بين عورة النظر وعورة الصلاة:
- قال البيضاوي في تفسيره قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن .. }: "والمستثنى هو الوجه والكفان، لأنهما ليسا من العورة، والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر، فإن بدن الحرة كلها عورة، لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها، إلا لضرورة، كالمعالجة وتحمل الشهادة".
- قال الشهاب في شرحه تفسير البيضاوي [عناية القاضي وكفاية الراضي 6/ 373، انظر: عودة الحجاب 3/ 228،231]: "ومذهب الشافعي رحمه الله، كما في الروضة وغيرها، أن جميع بدن المرأة عورة، حتى الوجه والكف مطلقا، وقيل: يحل النظر إلى الوجه والكف، إن لم يخف فتنة، وعلى الأول: هما عورة إلا في الصلاة، فلا تبطل صلاتهما بكشفهما"، قال: "وما ذكره [البيضاوي] من الفرق بين العورة في الصلاة وغيرها، مذهب الشافعي رحمه الله".
- وقال ابن تيمية: "التحقيق أنه ليس بعورة في الصلاة، وهو عورة في باب النظر، إذ لم يجز النظر إليه". وقال: "فليست العورة في الصلاة مرتبطة بعورة النظر لا طردا ولا عكسا" [الفتاوى الكبرى 4/ 409]
- وقال ابن القيم: "العورة عورتان: عورة في الصلاة، وعورة في النظر، فالحرة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين، وليس لها أن تخرج في الأسواق ومجامع الناس كذلك". [إعلام الموقعين 2/ 80]
- وقال الأمير الصنعاني في سبل السلام (1/ 176): "ويباح كشف وجهها، حيث لم يأت دليل بتغطيته، والمراد كشفه عند صلاتها، بحيث لا يراها أجنبي، فهذه عورتها في الصلاة، وأما عورتها بالنظر إلى نظر الأجنبي إليها فكلها عورة".
- وقال عبد القادر الشيباني الحنبلي في نيل المآرب بشرح دليل الطالب 1/ 39 [عودة الحجاب 3/ 230]: " والوجه والكفان من الحرة البالغة عورة خارج الصلاة، باعتبار النظر، كبقية بدنها".
- يقول الشيخ أبو الأعلى المودودي: "الفرق كبير جدا بين الحجاب وسترة العورة، فالعورة ما لا يجوز كشفه حتى للمحارم من الرجال، وأما الحجاب فهو شيء فوق ستر العورة، وهو ما حيل به بين النساء والأجانب من الرجال" [تفسير سورة النور ص158، انظر: عودة الحجاب 3/ 232].
وليس المقصود استقصاء هذه الأقوال، لكن المقصود بيان أنه لا يصح أن يفهم من مجرد قولهم: والمرأة الحرة كلها عورة إلا وجهها وكفيها. أو بقولهم في الآية: {إلا ما ظهر منها}، هو الوجه والكف. أن مذهبهم جواز الكشف أمام الأجانب. إذ قد يكون مقصودهم أن هذا في الصلاة، فلا بد إذن من دليل آخر يدل صراحة على أن مذهبهم جواز كشف الوجه أمام الأجانب.
إذن كل الأدلة تفضي إلى وجوب تغطية الوجه والكف وسائر البدن، وعلى هذا كلام جماهير أهل العلم.
* * *
- لا يعارض القطعي بالظني.
لو فرضنا جدلا أن هذه الآثار تخالف الدلالة القطعية للآية، فالحجة فيما أثبتته الآية، فقول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مقدم على قول كل أحد، وكم من النصوص فسرت بما يعارضها، وكان الواجب طرحها والإعراض عنها .. فلو قدرنا أن هذه الآثار المفسرة للآية بكشف الوجه ثابتة السند والمعنى، فلا ريب أن الحجة فيما قطع بدلالته، وآية الزينة بينة الدلالة على وجوب التغطية، كما أثبتنا، وقد أثبتنا قبل ذلك قطعية دلالة آية الحجاب، وكذا آية الجلباب، على وجوب الحجاب الكامل، فكيف تطرح هذه القطعيات لبعض الأقوال، وبعضها لا تثبت، وبعضها ليست قطعية الدلالة، لها تأويل؟!. كما قد تبين بالبيان السابق.
فإن قيل: هل أنتم أعلم أم ابن عباس ومن وافقه، وقد فسروا: {ما ظهر منها}، بأنه الوجه والكف؟.
فيقال: بل هم أعلم، إنما النزاع في معنى ما ورد عنهم، فقد تبين بالأوجه السابقة: أن توجيه كلامهم نحو جواز كشف الوجه واليد مطلقا، فيه نظر!!، ولا يسلم للمخالف به، والذي حملنا على هذا الرأي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/416)
(1) ما ورد عنهم من قول خلاف ذلك، حيث تقدم قول ابن عباس أنها في الذي يدخل على المرأة بيتها، والمقطوع به أن ابن عباس رضي الله عنهما لم يكن ليجيز لغير محرم دخوله على امرأة أجنبية، فضلا أن يجيز لها كشف وجهها ويديها أمامه، في بيتها، كيف وهو الذي فسر الإدناء، بأن تغطي المرأة وجهها، فلا تبدي إلا عينا واحدة، أفكان يأمرها بالتغطية خارج البيت، ويأذن لها بالكشف داخل البيت؟!.
(2) أن أصل الحجاب مشروع، ونصوصه الدالة عليه عديدة، فهي شعيرة، ومن المحكمات، فليس من السهولة تجاوز هذا الحكم الواضح لأجل آثار، بعضها لا تثبت، وبعضها لها تأويل سائغ، فتكون من المتشابهات التي يجب ردها إلى المحكمات.
(3) أن من الصحابة رضوان الله عليهم، وهو ابن مسعود رضي الله عنه، من صرح في الآية بغير هذا المعنى، فقال هو: الثياب. وتبعه على ذلك جمع من التابعين.
* * *
- القول في قوله تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن".
قال الإمام البخاري: "باب {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} "، ثم ذكر سنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}، شققن مروطهن، فاختمرن بها). [فتح الباري 8/ 489]
يرى الشيخ الألباني، رحمه الله وأعلى درجته، أن الخمار عند الإطلاق هو غطاء الرأس فقط، دون الوجه، وقد يستعمل أحيانا في غطاء الوجه، يقول:
- "الخمار غطاء الرأس فقط، دون الوجه" [الرد المفحم ص13].
- "كما أن العمامة عند إطلاقها، لا تعني تغطية وجه الرجل؛ فكذلك الخمار عند إطلاقه، لا يعني تغطية وجه المرأة". [الرد المفحم ص18].
- "وجملة القول: إن الخمار والاعتجار عند الإطلاق؛ إنما يعني: تغطية الرأس، فمن ضم إلى ذلك تغطية الوجه، فهو مكابر معاند، لما تقدم من الأدلة". [الرد المفحم ص25].
- "لا ينافي كون الخمار غطاء الرأس، أن يستعمل أحيانا لتغطية الوجه". [الرد المفحم ص23]
وقد بنى رأيه هذا على أمور ثلاثة هي:
- الأول: نصوص من الكتاب والسنة دلت على أن الخمار: غطاء الرأس.
قال: " وأما مخالفته للسنة فهي كثير؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار" وهو حديث صحيح، مخرج في الإرواء (196) برواية جمع؛ منهم ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
فهل يقول الشيخ التويجري، بأنه يجب على المرأة البالغة أن تستر وجهها في الصلاة؟!.
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة التي نذرت أن تحج حاسرة: (مروها فلتركب، ولتختمر، ولتحج)، وفي رواية: (وتغطي شعرها)، وهو صحيح أيضا، خرجته في الأحاديث الصحيحة (2930).
فهل يجيز للمحرمة أن تضرب بخمارها على وجهها، وهو يعلم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تنتقب المرأة المحرمة .. )؟!.
ومثل ذلك أحاديث المسح على الخمار في الوضوء". [الرد المفحم 16 - 17]
- الثاني: أقوال المفسرين والفقهاء في معنى الخمار.
قال رحمه الله: "فمن المفسرين: إمامهم ابن جرير الطبري، والبغوي، والزمخشري، وابن العربي، وابن تيمية، وابن حيان الأندلسي، وغيرهم كثير، وكثير ممن ذكرنا هناك.
ومن المحدثين: ابن حزم، والباجي الأندلسي .. ".
قال: " ومن الفقهاء: أبو حنيفة، وتلميذه محمد بن الحسن، في الموطأ، وستأتي عبارته في ص (34)، والشافعي القرشي، والعيني". [الرد المفحم 18،21]
- الثالث: كلام أهل اللغة في معنى الخمار.
قال: "ومن ذلك قول العلامة الزبيدي في (شرح القاموس) 3/ 189، في قول أم سلمة رضي الله عنها: إنها كانت تمسح على الخمار. أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) 1/ 22: أرادت بـ (الخمار): العمامة؛ لأن الرجل يغطي بها رأسه؛ كما أن المرأة تغطيه بخمارها.
وكذا في (لسان العرب). وفي المعجم (الوسيط)، تأليف لجنة من العلماء، تحت إشراف (مجمع اللغة العربية)، ما نصه: (الخمار): كل ما ستر. ومنه خمار المرأة، وهو ثوب تغطي به رأسها. ومنه العمامة؛ لأن الرجل يغطي بها رأسه، ويديرها تحت الحنك". [الرد المفحم 17 - 18]
* * *
كان ذلك رده رحمه الله على من فسر الخمار بغطاء الوجه، في قوله تعالى: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}، حيث يرى رحمه الله: أن الآية لا تدل على غطاء الوجه، بل الرأس، لأن معنى الخمار كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/417)
وقد استنكر كل قول يفسر الخمار بغطاء الوجه، ووصف كل ما ورد عن الأئمة بهذا المعنى أنه: إما زلة، أو سبق قلم، أو تفسير مراد. فقال [الرد المفحم ص13]:
"وتشبث في ذلك ببعض الأقوال، التي لا تعدو أن تكون من باب: زلة عالم، أو سبق قلم، أو في أحسن الأحوال: تفسير مراد، وليس تفسير لفظ؛ مما لا ينبغي الاعتماد عليه في محل النزاع والخلاف".
* * *
وتعليقا على ما أورده الشيخ يقال هنا:
- أولا: ليست الآية هي الحجة في وجوب غطاء الوجه.
هذه مسألة مهمة، وهي: أن آية الخمار ليست العمدة في وجوب غطاء الوجه، فدليل الوجوب قد تقدم في الآيات الثلاثة: آية الحجاب، وآية الجلباب، وآية الزينة. ودلالتها محكمة على الوجوب.
وعلى ذلك: فعدم قطعية دلالة هذه الآية على وجوب غطاء الوجه، لا يسقط الحكم أو يلغيه.
ومعلوم أن الآية وردت نهيا عن تشبه النساء المؤمنات بالجاهلية، حيث كانت المرأة تلبس الخمار على رأسها، ثم تسدل من الخلف، فينكشف الصدر والعنق، كما يفعل نساء النبط، فأمرن بالسدل من الأمام، حتى يغطين كل ذلك، وهذا يحتمل:
- أن يغطى معه الوجه، وهو الأقرب، والموافق للأمر في نصوص: الحجاب، والجلباب، والزينة.
- أن يدور حول الوجه، مغطيا الأذن، ثم العنق، ثم الصدر. والمعنى يحتمل هذا الوجه.
ولأجله فإن الآية ليست قاطعة الدلالة في الجهتين. فإذا كان لا يحق لمن يقول بالتغطية الاحتكام إليها، فكذلك من يقول بالكشف، لا يحق له التحكم بمعناها، والقول بأنها تدل على الكشف بالقطع.
بل إذا فسرت بتغطية الوجه، فهو تفسير معتبر، لأنه تفسير في ضوء نصوص الحجاب الأخرى، فتتلاءم، وفي كلام العلماء وأهل اللغة تفسير الخمار بغطاء الوجه.
ولو فسرت بتغطية العنق والصدر وما جاور الوجه، فهذا لا يمنع من وجوب غطاء الوجه، لكن بالنصوص الأخرى، فتكون هذه الآية نصت على تغطية العنق والصدر، وخصت بالذكر لشيوع كشفها في الجاهلية.
- ثانيا: العلماء الذين فسروا الخمار في النصوص الشرعية بغطاء الوجه.
نص بعض العلماء على أن الخمار في المصطلح الشرعي هو: غطاء الوجه. منهم ابن تيمية، والعيني صاحب عمدة القاري، وابن حجر.
- فأما ابن تيمية فقال: " الخمر التي تغطي: الرأس، والوجه، والعنق. والجلابيب التي تسدل من فوق الرؤوس، حتى لا يظهر من لابسها إلا العينان". [الفتاوى 22/ 147].
- وأما العيني فقال: " قوله: (نساء المهاجرات)؛ أي النساء المهاجرات، قوله: (مروطهن)، جمع مرط، بكسر الميم، وهو الإزار. قوله: (فاختمرن بها)، أي غطين وجوههن بالمروط التي شققنها". [عمدة القاري 10/ 92، انظر: عودة الحجاب3/ 287].
- وأما ابن حجر فقال:"قوله: (فاختمرن)؛ أي غطين وجوههن؛ وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها، وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهو التقنع. قال الفراء: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها، وتكشف ما قدامها، فأمرن بالاستتار، والخمار للمرأة كالعمامة للرجل". [الفتح8/ 498] .. فكلامه هنا صريح في أن الخمار غطاء الرأس والوجه، وله نص آخر صريح، قال فيه: "ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها" [الفتح 10/ 48، الأشربة، باب: ما جاء أن الخمر ما خامر العقل] يؤكده قوله في التخمير: "وهو التقنع"، فالخمار هو القناع عنده، وقد عرف القناع فقال:
- "قوله: (باب التقنع) بقاف ونون ثقيلة، وهو: تغطية الرأس، وأكثر الوجه، برداء أو غيره" [في الفتح، باب اللباس، باب: التقنع. 10/ 274]
- وقال: "قوله: (مقنع) بفتح القاف والنون المشددة: وهو كناية عن تغطية وجهه بآلة الحرب" [الفتح 6/ 25]
إذن الخمار غطاء الرأس والوجه، وهو القناع، والقناع ما يغطي الرأس والوجه، هكذا يقول ابن حجر.
فهل يسوغ بعد هذا أن يقال: إنما ذلك سبق قلم منه، أو خطأ من الناسخ، أو أنه أراد معنى مجازيا .. ؟!.
هذا ما ذهب إليه الشيخ الألباني، أعلى الله درجته، فقال [الرد المفحم ص19 - 21]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/418)
"وهنا لا بد لي من الوقفة- وإن طال الكلام أكثر مما رغبت- لبيان موقف للشيخ التويجري، غير مشرف له، في استغلاله لخطأ وقع في شرح الحافظ لحديث عائشة الآتي في الكتاب (78) في نزول آية (الخُمُر) المتقدمة، وبتره من شرح الحافظ نص كلامه المذكور لمخالفته لدعواه! فقال الحافظ في شرح قول عائشة في آخر حديثها: (فاختمرن بها) (8/ 490): (أي: غطين وجوههن، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها، وترميه من الجانب الأيسر، وهو التقنع. قال الفراء: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها، وتكشف ما قدامها، فأمرن بالاستتار، و (الخمار) …) إلى آخر النص.
فأقول: لقد ردّ الشيخ في كتابه (ص 221) قولي الموافق لأهل العلم –كما علمت- بتفسير الحافظ المذكور: (غطين وجوههن)، وأضرب عن تمام كلامه الصريح في أنه لا يعني ما فهمه الشيخ، لأنه يناقض قوله: (وصفة ذلك …) فإن هذا لو طبَّقه الشيخ في خماره، لوجد وجهه مكشوفاً غير مغطى!. ويؤكد ذلك النص الذي بتره الشيخ عمداً أو تقليداً، وفيه تشبيه الحافظ خمار المرأة بعمامة الرجل، فهل يرى الشيخ أن العمامة أيضاً- كالخمار عنده- تغطي الرأس والوجه جميعاً؟!. وكذلك قوله: (وهو التقنع)، ففي كتب اللغة: (تقنّعت المرأة؛ أي: لبست القناع وهو ما تغطي به المرأة رأسها)، كما في (المعجم الوسيط) وغيره، مثل الحافظ نفسه فقد قال في (الفتح 7/ 235 و 10/ 274): (التقنع: تغطية الرأس).
وإنما قلت: أو تقليداً. لأني أربأ بالشيخ أن يتعمد مثل هذا البتر، الذي يغيّر مقصود الكلام، فقد وجدت من سبقه إليه من الفضلاء المعاصرين، ولكنه انتقل إلى رحمة الله وعفوه، فلا أريد مناقشته. عفا الله عنا وعنه. وبناءً على ما سبق فقوله: (وجوههن)، يحتمل أن يكون خطأ من الناسخ، أو سبق قلم من المؤلف، أراد أن يقول: (صدورهن) فسبقه القلم! ويحتمل أن يكون أراد معنىً مجازياً؛ أي: ما يحيط بالوجه. من باب المجاورة، فقد وجدت في (الفتح) نحوه، في موضع آخر منه، تحت حديث البراء رضي الله عنه: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ بالحديد …) الحديث. رواه البخاري وغيره، وهو مخرج في (الصحيحة) (2932) فقال الحافظ (6/ 25): (قوله: مقَنَّع. بفتح القاف والنون المشددة: وهو كناية عن تغطية وجهه بآلة الحرب).
فإنه يعني ما جاور الوجه، وإلا لم يستطع المشي فضلاً عن القتال كما هو ظاهر".
هنا ثمة ملاحظات:
الملاحظة الأولى: جزم الشيخ بأن وصف ابن حجر لطريقة وضع الخمار: يلزم منه كشف الوجه. وهذا لا يسلم له به، فالمرأة إذا وضعت خمارها على رأسها، ثم لفت طرفه الأيمن على وجهها، ثم ألقت الذيل على العاتق الأيسر، كان ذلك غطاء للوجه، وهذا ما عناه ابن حجر، ولذا جعل التخمير تغطية الوجه.
الملاحظة الثانية: استدل الشيخ لرأيه بقول ابن حجر: "وهو التقنع"، وجزم أنه يعني بالتقنع غطاء الرأس فحسب، وساق تعريفا له قال فيه: "التقنع: تغطية الرأس"، لكن فات الشيخ رحمه الله أن ينقل التعريف بتمامه، وفيه ذكر الوجه، وهو كما تقدم، قال ابن حجر: ": "قوله: (باب التقنع) بقاف ونون ثقيلة، وهو: تغطية الرأس، وأكثر الوجه، برداء أو غيره" [في الفتح، باب اللباس، باب: التقنع. 10/ 274].
الملاحظة الثالثة: أبى الشيخ إلا أن يوجه قول ابن حجر في المقنّع: "وهو كناية عن تغطية الوجه بآلة الحرب". بأنه: "يعني ما جاور الوجه، وإلا لم يستطع المشي".!! .. هكذا قال، لكن كل من عرف قناع الحرب، أدرك أن منه ما يغطي الوجه كاملا، وله فتحات عند العين للرؤية، فلا يدخل إذن هذا التعريف من ابن حجر دائرة المحال، حتى يصح اللجوء إلى المجاز.!!.
إذن، ابن حجر، يرى الخمار هو القناع، ومعناهما: تغطية الوجه والرأس. فإنه يقول:
- "قوله: (فاختمرن بها)؛ أي غطين وجوههن".
- "ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها".
ويفسر الخمار بأنه القناع، ويقول عن القناع:
- "تغطية الرأس، وأكثر الوجه، برداء أو غيره".
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:20 م]ـ
في المشاركة
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:33 م]ـ
هذا الملف أشمل
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:41 م]ـ
- وعن الرجل المقنع: "هو كناية عن تغطية الوجه بآلة الحرب".
وبعد: فهل كل هذا سبق قلم، أو خطأ من الناسخ، أو معنى مجازي؟!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/419)
ولنا أن نسأل: هل يستحيل عقلا أن يقول ابن حجر: الخمار غطاء الوجه والرأس؟!.
إن صنيع الشيخ هذا، من الحكم بالخطأ والتأويل بالمجاز، لو كان مع نص شرعي، يرى دينا تأويله، بقصد الجمع بين النصوص ومنع تعارضها، كما هو مذهب أهل السنة في النصوص المتشابهة، لكان سائغا.
لكن الذي لا يسوغ أن يصنع كذلك بنص بشري غير معصوم، فإلزام ابن حجر أنه لا يقصد بالخمار غطاء الوجه، ولا بالقناع، يحمل على التساؤل: ولم لا يكون ابن حجر أراد ما قاله ظاهرا؟.
هل ما قاله يستحيل أن يقول به إنسان أو عالم؟.
لا نظن أنه من المحال أن يقول أحد من الناس: إن الخمار غطاء الوجه. حتى ولو فرض أنه خطأ، فإذا ثبت عدم الاستحالة، فلم لا يترك قوله على ظاهر، ويعقب بالقول بأنه أخطأ، دون اللجوء إلى المجاز ونحوه؟!.
الملاحظة الرابعة: استنكر الشيخ أن تغطي العمامة الوجه مع الرأس. وأن يكون معنى الاعتجار: تغطية الوجه، ولا وجه لاعتراضه رحمه الله وأعلى درجته، فإن العمائم قد تستخدم لتغطية الوجه، والأدلة ما يلي:
(1) قال محمد بن الحسن: "لا يكون الاعتجار إلا مع تنقب، وهو أن يلف بعض العمامة على رأسه، وطرفا
منه يجعله شبه المعجر للنساء، وهو أن يلفه حول وجهه". [المبسوط 1/ 31. انظر: عودة الحجاب 3/ 288]
(2) قال ابن الأثير: "وفي حديث عبيد الله بن عدي بن الخيار: (جاء وهو معتجر بعمامته، ما يرى وحشي منه إلا عينيه ورجليه)، الاعتجار بالعمامة: هو أن يلفها على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه". [النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 185]، فالعمامة إذن تستعمل في تغطية الرأس وحده، وقد يكون معه الوجه. كالخمار، فلا وجه إذن للمنع من دلالة ذلك على غطاء الوجه. ومع هذا فإن الشيخ قال: "هو صفة كاشفة للاعتجار، وليست لازمة له". [الرد المفحم ص25] فالشيخ لايرى غطاء الوجه لازما للاعتجار، خلافا لابن الأثير.
(3) ما قاله ابن الأثير مؤيد بأشعار العرب، حيث قال الشاعر النميري [المصون في سر الهوى المكنون 40]:
يخبئن أطراف البنان من التقى ... ويخرجن جنح الليل معتجرات
فإذا كن يغطين أطراف أصابعهن تقى، فهذا دليل على أن اعتجارهن كان بتغطية الوجه مع الرأس، فلم يكن ليخبئن الأطراف، ويظهرن الوجه.
(4) ثمة قبيلة معروفة، شعارها تغطية الرجال وجوههم بالعمائم، وهم قبيلة الطوارق، الساكنون في موريتانيا على الحدود، فإنهم يعتجرون العمائم، فيغطون بها وجوههم، فلا يرى منه إلا العين.
فإذا قيل: اعتجرت المرأة. دل ذلك على غطاء رأسها ووجهها، ولا يمُنع من ذلك إلا بقرينة صحيحة، ولاوجه للقول إنها زلة عالم، فتفسير هذه الكلمات بهذا المعنى ليس غريبا، ولا شاذا، ولم يقل أحد إنها كذلك، والشواهد السابقة دليل على صحة هذا المعنى، ولم نر أحدا من علماء اللغة، أو التفسير، أو الحديث، أو الفقه خطأ من قال بذلك، ووصف قوله بأنها زلة، لم نر ذلك إلا من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.!!.
* * *
ثالثا: الخمار غطاء الرأس والوجه.
من ينظر في كتب اللغة يجد عامة أهل العربية قد اصطلحوا على تفسير الخمار بالغطاء، وخمار المرأة بغطاء رأسها، ثم إن الشيخ رحمه الله أخذ هذا المعنى اللغوي، وحكمه على نصوص شرعية، وفيه نظر من جهتين:
- الأولى: من جهة الفرق بين المصطلح الشرعي واللغوي.
- والثانية: من جهة حقيقة قول من فسر الخمار بغطاء الرأس.
الجهة الأولى: الخمار بين المصطلح الشرعي واللغوي.
من المعلوم أن ثمة فرقا بين المصطلح الشرعي واللغوي للكلمة الواحدة، وأضرب مثلا:
الإيمان في كلام أهل اللغة هو التصديق. لكنه في اصطلاح الشارع أعم من ذلك، حيث يشمل: التصديق بالقلب، والقول باللسان، والعمل بالجوارح. فإن ورد لفظ الإيمان في نص شرعي، كان هذا معناه، وخطأ المرجئة أنهم قصروا المعنى على الاصطلاح اللغوي، ولم ينظروا في الاصطلاح الشرعي.
ثم إن الإيمان نفسه قد يرد في نص شرعي، ويراد به المعنى اللغوي، أو قريبا منه، وذلك إذا اقترن بالإسلام، فيكون دالا على الباطن، والإسلام على الظاهر.
وبالنظر والتأمل نجد أن للخمار الحكم نفسه، ففي اللغة هو خمار الرأس. لكن جاء الاصطلاح الشرعي فزاد فيه الوجه، والدليل مركب من مقدمات ثلاثة ونتيجة:
- أن غطاء الوجه مشروع، لا يجادل في هذا عالم، إما وجوبا أو استحبابا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/420)
- أن المؤمنات أمرن بالتخمير: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}.
- يصح في الخمار أن يكون غطاء الوجه والرأس معا، وهذا أمر أقر به الشيخ رحمه، حيث قال عنه: "لا يلزم من تغطية الوجه به أحيانا، أن ذلك من لوازمه عادة، كلا". [جلباب المرأة المسلمة ص73]
- والنتيجة: أن الخمار الشرعي: هو غطاء الوجه والرأس، سواء كان وجوبا أو استحبابا.
لكن قد يأتي الخمار في مصطلح شرعي، ويراد به الرأس فحسب، إذا وجدت القرينة، كما في حديث صلاة المرأة بخمار، وغيره من النصوص التي استدل بها الشيخ الألباني، فالقرينة حاكمة، فإنه من المقطوع به أن المرأة إذا صلت أمرت بتغطية رأسها، دون وجهها وكفيها، فهذا قرينة تدل على أن المقصود بالخمار في الأثر هو غطاء الرأس، لكن إذا خلت من القرينة، فالمصطلح الشرعي للخمار هو غطاء الوجه والرأس.
إذن الأمر عكس ما ذهب إليه الشيخ الألباني: فالخمار إذا أطلق في النصوص الشرعية: دل على غطاء الرأس والوجه معا، سواء على جهة الوجوب، أو الاستحباب [على قول من يقول به]، ليس غطاء الرأس فحسب.
الجهة الثانية: حقيقة قول من فسر الخمار بغطاء الرأس.
يلاحظ في كلام العلماء في تفسير الخمار أنهم قالوا: غطاء الرأس. ولم يذكروا الوجه، ولم ينفوه.
أفلا ينم هذا عن عدم ممانعتهم: أن يكون الخمار شاملا الاثنين، وإن اكتفوا بذكر الرأس؟.
قد يقال وما الداعي لهذا الاحتمال؟.
الجواب: أن الوجه من الرأس، ودخوله في المعنى وارد، وإذا أضيف إلى ذلك أمر الشارع بغطاء الوجه، سواء على جهة الوجوب، أو الاستحباب [لمن قال به]، فهذان وجهان يؤيدان دخول الوجه في المعنى، ويكون العلماء ذكروا الرأس، واستغنوا عن الوجه، لأنه يدخل ضمنا فيه، ونضرب ابن حجر مثلا:
تقدم رأيه رحمه الله في الخمار أنه: غطاء الوجه والرأس. بنصوص صريحة، ومع ذلك وجدناه يقول:
"والخمر، بضم الخاء والميم، جمع خمار، بكسر أوله والتخفيف: ما تغطي به المرأة رأسها" [الفتح 10/ 296، اللباس، باب: الحرير للنساء]
فنحن إزاء هذا بين أمور:
- فأما أن نحكم عليه بالتناقض، ونعرض عن قوله كليا.
- وإما أن نرجح أنه أراد غطاء الرأس، ونبطل قوله الآخر، كما فعل الشيخ رحمه الله تعالى.
- وإما أن نرجح أنه أراد غطاء الوجه والرأس، ونحمل قوله الآخر على الأول.
فأما التناقض فلا وجه له، وذلك لأن التناقض يكون عند تعذر الجمع، وهنا غير متعذر، فالوجه من الرأس، فالاكتفاء بذكر أحدهما عن الآخر وارد، ولو أنه قال في الأول الرأس، وفي الآخر القدم، لصح التناقض.
وأما ترجيح غطاء الرأس دون الوجه فلا وجه له أيضا: وذلك لأننا أمام نصوص عديدة له، كلها يفسر فيها الخمار بغطاء الوجه والرأس، فلا يمكن تجاهل هذه النصوص، وترجيح أن الخمار غطاء الرأس فحسب.
إذن ليس أمامنا إلا ترجيح أنه أراد بالخمار غطاء الوجه والرأس جميعا، ونحمل قوله الآخر على هذا الأول، ولا نعارضه به، لأمور:
(1) لأنه صريح كلامه، في أكثر من موضع.
(2) لأن الوجه من الرأس، فيصح أن يكون مع تغطية الرأس تغطية الوجه، ولا يمتنع ذلك شرعا ولا عقلا، كما يقر الشيخ نفسه بهذا، لما ذكر أن الخمار قد يكون يغطى به الوجه.
(3) لأنه لو أخذنا بقوله أن الخمار غطاء الوجه والرأس، لم نبطل قوله الآخر، لكن لو أخذنا بظاهر قوله أنه غطاء الرأس، ورجحنا أنه أراد الرأس فحسب. نكون أبطلنا قوله الأول. وإذا أمكن إعمال القولين، من غير مانع عقلي أو شرعي، فهو أولى من إبطال أحدهما، ولا مانع عقلي أو شرعي.
ومما يدل على أن العلماء لا يمانعون من دخول الوجه في معنى الخمار، ولو اقتصروا على ذكر الرأس: أنهم عرفوا النصيف، فقالوا: "والنصيف: الخمار" [لسان العرب14/ 166]، ومعروف أن النصيف غطاء الوجه، يدل على هذا:
- ما جاء في لسان العرب [14/ 166]: "قال أبو سعيد: النصيف ثوب تجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، سمي نصيفا، لأنه نصف بين الناس وبينها، فحجز أبصارهم عنها". والأبصار لن تحجز إلا بغطاء كامل يدخل فيه الوجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/421)
- وما جاء في قصة المتجردة زوجة النعمان، فقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (الأغاني 11/ 11) "أن النابغة الذبياني كان كبيرا عند النعمان، خاصا به، وكان من ندمائه وأهل أنسه؛ فرأى زوجته المتجردة يوما، وغشيها بالفجاءة، فسقط نصيفها، واستترت بيدها وذراعها، فكادت ذراعها أن تستر وجهها لعبالتها وغلظها" .. قال [11/ 14]: "وقال في قصيدته هذه، يذكر ما نظر إليه من المتجردة، وسترها وجهها بذراعها:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد".
إذن ذكر العلماء غطاء الرأس معنى للخمار، لا ينفي دخول الوجه تبعا، كما أن ذكرهم التصديق معنى للإيمان، لا يلزم منه نفيهم دخول العمل فيه.!، إذ قد يقصدون المعنى اللغوي فحسب، وقد يقصدون التصديق الشامل للقلب، واللسان، والجوارح (4)، فمن أراد نسبة أحد إلى الإرجاء، فعليه أن يأتي بكلام صريح عنه، يخرج العمل من الإيمان، أو يفسر الإيمان شرعا بأنه: التصديق، أو المعرفة، أو يضيف النطق باللسان. وكذلك في معنى الخمار، لا بد من كلام صريح، فيه نفي دخول الوجه، وإلا فلا.
هذا مع أنه قد جاء في أشعار العرب ما يدل على اندراج الوجه في الخمار، حيث قال القاضي التنوخي:
قل للمليحة في الخمار المذهب ... أفسدت نسك أخي التقي المذهب
نور الخمار ونور خدك تحته ... عجبا لوجهك كيف لم يتلهب
وقد نقله الشيخ الألباني، وعقب عليه بقول:
"لا يلزم من تغطية الوجه به أحيانا، أن ذلك من لوازمه عادة، كلا". [جلباب المرأة المسلمة ص73]
إذن موضع الخلاف مع الشيخ أعلى الله درجته: أنه يرى أن الخمار إذا أطلق دل على غطاء الرأس فحسب.
وبينما الرأي الآخر يقول: بل إذا أطلق الخمار دل على الرأس أصالة، لأن الخمار يوضع عليه أولاً، وعلى الوجه تبعا، لأن الوجه من الرأس .. وفي الاصطلاح الشرعي: الوجه يدخل أصالة.
- لأن التغطية مشروعة، سواء على جهة الوجوب أو الاستحباب، لمن قال به.
- ولأن الخمار يصح إطلاقه على غطاء الوجه والرأس معا.
* * *
ومما يجدر لفت النظر إليه: أن الشيخ ذكر:
-عن جمع من المفسرين، كابن جرير، والبغوي، والزمخشري، وابن العربي، وابن تيمية، وابن حيان.
- وعن جمع من الفقهاء، كأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، والشافعي، والعيني.
أنهم يقولون: الخمار هو غطاء الرأس.
وهنا ملاحظة: فبالإضافة إلى ما تقدم من تفصيل في معنى الخمار، ودلالته على الرأس والوجه جميعا، يقال:
- ومن هؤلاء العلماء من مذهبه تغطية الوجه، كابن العربي وابن تيمية.
- ومنهم من صرح بوجوبها في بعض الآيات، دون بعضها، كابن جرير والبغوي في آية الحجاب. والزمخشري وابن حيان في آية الجلباب.
- من هؤلاء من نص صراحة على أن الخمار: غطاء الرأس والوجه. كما تقدم عن ابن تيمية، والعيني.
هذا ولم أتتبع قول كل من ذكر ذلك من العلماء، بل كان هذا مما مر بي من أقوالهم عرضا.
* * *
وفي كل حال لنا أن نسأل سؤالاً نراه مهما:
- إذا كان الخمار ليس غطاء الوجه.
- وإذا كان القناع ليس غطاء الوجه.
- وإذا كان الاعتجار ليس غطاء الوجه.
- وإذا كان الجلباب ليس غطاء الوجه.
فهذا الذي تغطي المرأة به وجهها: ماذا يكون، وبماذا يسمى؟.
* * *
وبعد: فالنتيجة المهمة التي نخرج بها من هذا المبحث هي:
- أنه إذا كانت الآية قطعية الثبوت، وهذا بإجماع المسلمين، لأنها من القرآن، والله تعالى حفظه.
وإذا ثبتت قطعية دلالتها على وجوب حجاب الوجه، بما سبق من الوجوه والأدلة.
فنخرج من ذلك: أن الآية محكمة الدلالة، فتكون من المحكمات، التي يصار إليها حين الخلاف، فما عارضها، وكان ثابتا بسند صحيح، بدلالة صريحة على الكشف، فهو متشابه، كأن يكون قبل الأمر بالحجاب، أو لعذر خاص، وحالة خاصة،، فيرد هذا المتشابه إلى هذا المحكم، ويفهم في ضوئه، وبذلك ينتفي التعارض، فهذا سبيل التعامل مع المحكمات، لا يصح ولا يجوز تعطيلها لأجل متشابه.
هذا لو كان هذا المتشابه بهذا الوصف من الثبوت والدلالة، فكيف إذا كان باطل السند، كحديث أسماء؟، أو محتمل الدلالة غير قطعي في الكشف، كحديث الخثعمية؟.
وهذا حال الآثار التي استدل بها الذين أجازوا الكشف، فحينئذ فلا ريب أن الواجب طرحه، وعدم الالتفات إليه، ولا يجوز بحال تقديمه على نص محكم
* * *
--------------------------------
(1) ظاهر سياق الآية ورد في حالة العجز عن إخفاء الزينة، ولا يمنع أن يتضمن المعنى حالة العفو، فكلها يجمع بينها عدم القصد لإظهار الزينة.
(2) سند هذه الرواية صحيح، كما تقدم من كلام الإمام أحمد، وابن حجر، في مبحث آية الجلباب.
(3) هذا القول مشهور عن عبيدة السلماني، وليس أبا عبيد، فيبدو ثمة تصحيف هنا.
(4) قراءة متفحصة لأقوال العلماء في لسان العرب [مادة: أمن] تعرف القارئ وتوقفه على هذه الحقيقة.(57/422)
(/ (طريقة سهلة جدا لحساب زكاة مالك) \)
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:14 م]ـ
اخوتي الأعزاء
نعلم عظم حق الزكاة وما أوجبها الله سبحانه وتعالى علينا
وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:156)
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس،،، وذكر إيتاء الزكاة)
كان لزاما علي أن أبين الطريقة لمن لايعرفها لحساب الزكاة المتوجبة عليك.
الطريقة:
(المبلغ المراد تزكيته) قسمة (40) = الزكاة
مثالا لذلك:
(50000 ريال) قسمة (40) = 1250 ريال
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 01:00 ص]ـ
أثابك الله ..
فعلا طريقة جميلة!
ـ[حنبل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:09 ص]ـ
http://www.zakatfund.ae/calc.php
هاك طريقة اسهل منها برنامج جاهز لاحتساب الزكاة.
ـ[العابري]ــــــــ[04 - 01 - 06, 01:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نواف البكري]ــــــــ[04 - 01 - 06, 04:15 م]ـ
هذا ما قاله العلماء وهي متبعة من قديم لأن هذا هو ناتج القسمة واستخراج (ربع العشر).
لأن عشر العدد واحد من عشرة.
وربع العشر بالنسبة (للعشرة) لا (للعشر) يساوي (40) لأن (العُشر) فيه (أربعة أقسام) ثم عندنا بعد ذلك (عشرة) أعشار، فيكون 4×10= 40.
فكل ما كان فيه ربع العشر فاقسمه عدده على الأربعين.
وكل ما كان فيه نصف العشر فاقسمه على عشرين.
ـ[المحتسبة]ــــــــ[04 - 01 - 06, 05:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:54 م]ـ
أبو عمر السلمي: وإياك.
نسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا الإسلام والمسلمين
ـ[د/ألفا]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:51 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:30 ص]ـ
حنبل: جزاك الله خيرا
أعتقد أن فيها صعوبة لمن لايملك جهاز حاسب آلي.
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[20 - 01 - 06, 08:26 م]ـ
العابري: وإياك.
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[22 - 01 - 06, 11:42 م]ـ
نواف البكري / أشكر لك مشاركتك.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 09:43 م]ـ
حسناً ماذا تقول في ذهب معرض للتجارة
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[27 - 01 - 06, 07:02 م]ـ
المحتسبة: وإياك.
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[09 - 02 - 06, 10:29 م]ـ
د/ألفا
وإياك(57/423)
سؤال عن منظومة في البلاغة
ـ[عبدالله علي]ــــــــ[03 - 01 - 06, 09:17 م]ـ
هل لمنظومة حلية اللب المصون في علم البلاغة شرح معاصر؟
ـ[السنافي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 12:07 ص]ـ
لا يوجد حسب علمي شئٌ من ذلك في الأسواق.
و على المستوى الشخصي فقد التقيتُ مؤخراً ببعض من يشتغل في شرحه من المعاصرين، و على حدِّ كلامه سينتهي من تأليفه بعد شهرين من الآن!
و الله أعلم.
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[04 - 01 - 06, 12:13 ص]ـ
لا أعرف عن شرحها،
ولكم مخطوطتها موجودة في المنتدى على الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=194896
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 04:24 م]ـ
هل لمنظومة حلية اللب المصون في علم البلاغة شرح معاصر؟
تنبيه:
حلية اللب المصون شرحٌ لمنظومة الجوهر المكنون.(57/424)
ماهي أقسام الليل
ـ[د/ألفا]ــــــــ[03 - 01 - 06, 10:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأعضاء أود معرفة أقسام الليل المختلفة , ومتي يبدأ الليل ,وكيف يقسم الليل الى ثلاثة أجزاء ومتي يبدأ الثلث الاول , هل يبدأ وقت الغروب؟؟؟ أم ماذا؟؟؟ ومتي يبدأ الثلث الثاني والأخير.
وذلك لمعرفة الوقت المناسب لصلاة الليل , فهل يجوز صلاة الليل مثلا بعد العشاء مباشرة باعتبار أن هذا هو الثلث الأول من الليل؟؟؟
فأنا أريد أن أقوم الليل فى وقت متقدم من الليل حتي لا يضيع علي صلاة الفجر ومراعاة لعملي المبكر.
فما هي الأوقات التي يشرع فيها قيام الليل.
ـ[د/ألفا]ــــــــ[04 - 01 - 06, 01:16 ص]ـ
يرفع رفع الله قدركم
ـ[إبراهيم البلوشي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:50 ص]ـ
قيام الليل يشرع من أول ساعات قيام الليل وهو من غروب الشمس بعد صلاة المغرب إلى طلوع الفجر لقول الله تعالى " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ولكن افضل وقت لقيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل لحديث النزول المعروف ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة تقسيم الليل أن تحسب عدد الساعات من بداية غروب الشمس إلى طلوع الفجر وتقسمها إلى ثلاثة أثلاث يعني إذا كان المغرب من الساعة السادسة والفجر في الساعة السادسة فإن منتصف الليل يكون في الساعة 12 والثلث الأول في الساعة 10 والثلث الثاني في الساعة 2 والثلث الثاني من الساعة 2 الى الساعة 6 وقت طلوع الفجر وهكذا الحساب يتغير بتغير ساعات دخول المغرب والفجر وانظر حاشية الروض المربع للشيخ عبدالرحمن بن قاسم
ـ[د/ألفا]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ابراهيم البلوشي.(57/425)
عندما يترجم للصحابي يذكر جهاده وما تميز به لكن لا يذكر كم حج من مرة فلماذا؟
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:37 م]ـ
لا يخفى على كل مسلم فضل الحج والاحاديث الواردة فيه
لكن المتصفح لسير الصحابة رضوان الله عنهم يجد ذكر جهادهم وعباداتهم الاخرى وماتميزوا به
اما عدد حجاتهم فلا يذكر
فما العلة؟
هل هي انه كانوا يحجون فرضهم ولا يتطوعون بعد ذلك؟
ام انه مشغولون عنها بما هو اهم منها؟
ام عامل المسافة؟
من يتفضل ويجلي لي المسألة
وجزاه الله خيراً
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:14 م]ـ
من يتفضل ويجلي لي المسألة
جزاكم الله خيرا
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[05 - 01 - 06, 03:18 م]ـ
لعلّ السبب هو أنّ الكثير من الصحابة كرّر الحج، فلم يصبح تكرار الحجّ من المزايا.
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[17 - 12 - 06, 09:35 م]ـ
من يتفضل ويجلي لي المسألة
جزاكم الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 05:46 ص]ـ
الأخ عبد المنعم
يبدو لي ان الأمر كما ذكر الأخ حمد أحمد
وربما كانت الصعوبة في تحديد العدد لمن نقلوا لنا سير الصحابة
علماً بانه
قد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الحس بن علي رضي الله عنهما:
زهير بن معاوية: حدثنا عبيد الله بن الوليد، حدثنا عبدالله بن عبيد بن عمير: قال ابن عباس: ما ندمت على شئ فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا، ولقد حج الحسن بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا، وإن النجائب لتقاد معه.
ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل.
روى نحوا منه محمد بن سعد، حدثنا علي بن محمد، حدثنا خلاد بن عبيد، عن ابن جدعان، لكن قال: خمس عشرة مرة.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 12 - 06, 08:10 ص]ـ
كره بعض العلماء المعاصرين أن يحج المرء أكثر من مرة لغير حاجة. وأحد مشايخنا كان يرى التبرع بذلك المال أفضل من إعادة الحج. والله أعلم.(57/426)
هل قص الرؤى بعد صلاة الفجر سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[محمد بن ياسر]ــــــــ[04 - 01 - 06, 12:39 ص]ـ
هل قص الرؤى بعد صلاة الفجر سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم أم هي سنة فعلية خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم و هل صح أثر عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب أو هل هناك صحابي كان يقول للناس قصوا علي رؤاكم
أومن رأى اليوم منكم رؤيا فليقصها علينا
السؤال
uestion
من يأتينا بالخبر وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 03:43 م]ـ
اضن ان هدا من افعل جماعة العدل و الاحسان الصوفية ولقد رد علهم كثر من اهل العلم
اما سآلك فنتركه الاهل العلم
وفقكم الله لكل خير
ـ[الظافر]ــــــــ[08 - 01 - 06, 07:17 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وبعد:
فيم اأعلم أن هذا ثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والدليل ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث سمرة بن جندب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منك من رؤيا.
7047 - حَدَّثَنِى مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا». قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِى، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِى انْطَلِقْ. وَإِنِّى انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِى بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقْ - قَالَ - فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِى أَحَدَ شِقَّىْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ - قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ فَيَشُقُّ - قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ - قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ - قَالَ - فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا - قَالَ - قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِى النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِى ذَلِكَ الَّذِى قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا - قَالَ - قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/427)
قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا - قَالَ - قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقِ انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَىِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِى السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ - قَالَ - قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقِ انْطَلِقْ. - قَالَ - فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ. - قَالَ - قَالاَ لِى ارْقَ فِيهَا. قَالَ فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ - قَالَ - قَالاَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِى ذَلِكَ النَّهَرِ. قَالَ وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِى كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ فِى الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ - قَالاَ لِى هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ فَسَمَا بَصَرِى صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ - قَالَ - قَالاَ هَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا، ذَرَانِى فَأَدْخُلَهُ. قَالاَ أَمَّا الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلُهُ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا فَإِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِى رَأَيْتُ قَالَ قَالاَ لِى أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِى. وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِى النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِى عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِى فِى الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ». قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ. وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطَرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ». أطرافه 845، 1143، 1386، 2085، 2791، 3236، 3354، 4674، 6096 تحفة 4630 - 58/ 9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/428)
6076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ أَبِى رَجَاءٍ الْعُطَارِدِىِّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ الْبَارِحَةَ رُؤْيَا». أخرجه مسلم
20627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِى رَجَاءَ الْعُطَارِدِىِّ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْفَزَارِىُّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِمَّا يَقُولُ لأَصْحَابِهِ «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا». قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ. قَالَ وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِى وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِىَ انْطَلِقْ وَإِنِّى انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ وَإِذَا هُوَ يَهْوِى بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ يَأْخُذُهُ فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ وَإِذَا هُوَ يَأْتِى أَحَدَ شِقَّىْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ - قَالَ - ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الأَوَّلُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَل بِهِ الْمَرَّةَ الأُولَى. قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ - قَالَ عَوْفٌ وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ - وَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ - قَالَ - فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهِيبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا. قَالَ قُلْتُ مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ وَإِذَا فِى النَّهَرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِى ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِى قَدْ جَمَعَ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَراً حَجَراً - قَالَ - فَيَنْطَلِقُ فَيَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ وَأَلْقَمَهُ حَجَراً. قَالَ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْت رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً فَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ لَهُ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْشِبَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ. قَالَ وَإِذَا بَيْن ظَهْرَانَىِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ قَائِمٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَنْ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِى السَّمَاءِ وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ وَأَحْسَنِهِ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا وَمَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِىَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ دَوْحَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ. قَالَ فَقَالاَ لِىَ ارْقَ فِيهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/429)
فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنٍ ذَهَبٍ وَلَبِنٍ فِضَّةٍ فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالاً شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ. قَالَ فَقَالاَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِى ذَلِكَ النَّهَرِ فَإِذَا نَهَرٌ صَغِيرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِى كَأَنَّمَا هُوَ الْمَحْضُ فِى الْبَيَاضِ. قَالَ فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيه ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ وَصَارُوا فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ. قَالَ فَقَالاَ لِى هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ فَبَيْنَمَا بَصَرِى صُعُداً فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ قَالاَ لِى هَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِى فَلأَدْخُلُهُ. قَالَ قَالاَ لِىَ الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلُهُ. قَالَ فَإِنِّى رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَباً فَمَا هَذَا الَّذِى رَأَيْتُ قَالَ قَالاَ لِى أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَيْهِ إِلَى قَفَاهُ وَمِنْخَرَيْهِ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِى بِنَاءٍ مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِى وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى يَسْبَحُ فِى النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِى عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِى رَأَيْتَ فِى الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَمَّا الْوِلْدَانِ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ». قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانَ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَناً وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحاً فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُم». أخرجه الإمام أحمد(57/430)
من يعرفنا بسيرة هذين الإمعتين
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 01:35 ص]ـ
صالح الورداني قبل تشيعه، و المستشار الدمرداش العقالي المصري المتشيع.(57/431)
ما وجه الدلالة من الحديث " مالي ينازعني "على جواز القراءة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
أشكل علي ما تحته خط:
قال الامام الصنعاني - رحمه الله - ص 490 ج 1 (ت الشيخ طارق)
حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - " لا فاتحة لمن لم يقرأ بأم الكتاب " الحديث
قال - رحمه الله -:
ثُمَّ اخْتَلَفَ الْقَائِلُونَ بِوُجُوبِ قِرَاءَتِهَا خَلْفَ الْإِمَامِ، فَقِيلَ: فِي مَحَلِّ سَكَتَاتِهِ بَيْنَ الْآيَاتِ، وَقِيلَ سُكُوتُهُ بَعْدَ تَمَامِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ، وَلَا دَلِيلَ عَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ فِي الْحَدِيثِ؛ بَلْ حَدِيثُ عُبَادَةَ دَالٌّ أَنَّهَا تُقْرَأُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْإِمَامِ الْفَاتِحَةَ، وَيَزِيدُهُ إيضَاحًا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ: {أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَجَعَلَ عُبَادَةُ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ الصَّلَاةِ قَالَ لِعُبَادَةَ بَعْضُ مَنْ سَمِعَهُ يَقْرَأُ: سَمِعْتُك تَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ، قَالَ: أَجَلْ، صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي يَجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، قَالَ فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: هَلْ تَقْرَءُونَ إذَا جَهَرْت بِالْقِرَاءَةِ؟ فَقَالَ بَعْضُنَا؛ نَعَمْ، إنَّا نَصْنَعُ ذَلِكَ؛ قَالَ: فَلَا، وَأَنَا أَقُولُ: مَالِي يُنَازِعُنِي الْقُرْآنُ فَلَا تَقْرَءُوا بِشَيْءٍ إذَا جَهَرْت إلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ} فَهَذَا عُبَادَةُ " رَاوِي الْحَدِيثِ قَرَأَ بِهَا جَهْرًا خَلْفَ الْإِمَامِ، لِأَنَّهُ فَهْمٌ مِنْ كَلَامَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَقْرَأُ بِهَا خَلْفَ الْإِمَامِ جَهْرًا وَإِنْ نَازَعَهُ.
السؤال: ما وجه الدلالة من الحديث " مالي ينازعني " على فهم عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - فإنني لم أتصور جواز القراءة انتزاعاً من الدليل " مالي ينازعني"؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 05:57 م]ـ
أخى طلال وجه الدلالة واضح جدا و ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم (إلا بأم القرآن)
لا تفعلوا إلا بكذا .... نفى و إثبات يفيد الحصر
فكأنه يقول لا تجوز القرآة خلف الإمام إلا بالفاتحة.
و هذا يوضحه اللفظ الاخر عند أحمد (إني لأراكم تقرؤون خلف أمامكم إذا جهر قال قلنا أجل والله يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)
و الرواية الأخرى: قال فلا تفعلوا الا ان يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب
و رواية بن حبان عن أنس (فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه) و لاحظ لفظ (و ليقرأ) فهو أمر.(57/432)
ماحكم توصية الحاج أهل بيته أو أحداً من الناس ليضحي عنه؟.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:07 ص]ـ
مع رجاء ذكر الأدلة .. وأقوال العلماء ..
وجزاكم الله خيراً.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[04 - 01 - 06, 09:04 ص]ـ
وإذا أراد الحاج أن يضحي فكيف تكون توصيته بذلك ليُضحَّى عنه في مكان إقامته؟ ..
وإذا كان هذا الحاج وصى بأن تضحى عنه عن أهل بيته مثلاً فهل الذي سيتولى الأضحية يقول: اللهم هذه عن فلان - الذي وصاه بها - وهي عن أهل بيته؟. أم ماذا؟ ..
وجزاكم الله خيراً.(57/433)
هذا هو الكوثري الذي غلى فيه احباءه و قدسه اصفياءه
ـ[حنبل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتفى وبعد.
1.قال العلامة المفضال المحقق عبدالرحمن بن يحيى المعلميّ اليمانيّ في "التنكيل بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل" ص 17:
(فرأيت الأستاذ تعدّى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية، ومن التخليط في القواعد، والطعن في أئمة السنة ونقلتها، حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة مالكاً والشافعي وأحمد وأضرابهم وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته والرد لأحاديث صحيحة ثابتة .. ).
2.وقال أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق الغماريّ في "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري أو ردّ الكوثريّ على الكوثريّ" ص 63:
(فانظر إلى هذا المجرم القليل الدّين، كيف يستهين بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه، وينسب إليه ما لا يرضاه لنفسه مسلم أبيّ غيور على دينه، ولم يراع فيه حرمة الصحبة، ولا حرمة القرابة، ولا جلالته في العلم ولا مكانته في الورع والتقوى، كل ذلك من أجل أبي حنيفة حتى لا يسقط له قول، ولا يرد له رأي، ولهذا قلنا: إنه على استعداد تامّ لأن يكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا شافهه بخطأ أبي حنيفة!).
3.وقال أبو الفضل السيد عبد الله بن الصديق الغماريّ في "سبيل التوفيق" ص 81:
(وهكذا شأن التعصّب دائماً يبعد صاحبه عن الحق، ولو كان من كبار العلماء كصديقنا الشيخ محمد زاهد الكوثري).
4.وقال الأستاذ حسام الدين القدسي تلميذ الكوثريّ وناشر تعليقاته سابقاً في مقدمة كتاب "الإنتقاء" ص 3:
(وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا أنا سكتّ عن جهله بعد علمه سقت هذه الكلمة الموجزة معلناً براءتي مما كان من هذا القبيل).
5.وقال الشيخ محمد العربي بن التباني الجزائري في "تحذير العبقري" 1/ 9:
(حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم من غير الحنفية).
6.وقال الشيخ مصطفى صبري حين حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال:
(الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري).
ثم ذكر أن الكوثري عرَّض به وأساء في الرد والنقض.
7. وقال الشيخ سليمان الصنيع:
(إني اجتمعت بالكوثريّ عدة مرات في داره بمصر في ذلك الحين .. والذي يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب ويغالط .. ).
8.وقال علامة الشام محمد بهجة البيطار في "الكوثري وتعليقاته" ص43:
(وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
وقد صُنفت كتب ورسائل في الردّ على تلبيسات الكوثريّ ومغالطاته، نذكر أهمها:
1. (التنكيل بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل)
للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلميّ اليمانيّ.
2. (بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري أو ردّ الكوثريّ على الكوثريّ)
لأبي الفيض السيد أحمد بن الصديق الغماريّ.
وله كتب أخرى في الرد عليه كـ (الغارة العنيفة في الرد على النكت الطريفة) و (سوط التأديب في الرد على التأنيب) و (التمزيق والخرق في الرد على إحقاق الحق) لكن لا يُعرف عن وجودها.
3. (التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفاظ)
لمسند الديار المصرية ومسند عصره الشيخ أحمد رافع الطهطاوي.
4. (تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري) و (تحذير العبقري:1/ 9)
للشيخ محمد العربي بن التباني الجزائري.
5. (الكوثري وتعليقاته)
لعلامة الشام محمد بهجة البيطار.
6. (المقارنة بين الهدى والضلال)
للشيخ عبد الرزاق حمزة.
وقد حدّثنا بعض مشايخنا الثقات عن الشيخ محمد أبي زهرة أنه قال:
(كان الكوثريّ متعصباً جداً لمذهبه)!
ولما سُئل عن تقريظه له قال:
(كان ذلك الثناء كما هي العادة الجارية في التقاريظ)
منقول من احد مشاركات الاخ الفاضل الناقد
!
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:05 م]ـ
أحسنت أخي، أحسن الله إليك. وللفائدة أرفقت كتاب التنكيل كاملا:
ـ[حنبل]ــــــــ[07 - 01 - 06, 05:57 م]ـ
و أحسن اليك اخي الكريم.
جزاك الله خيرا على المشاركة القيمة و الاضافة المفيدة.(57/434)
أريد ترجمة: لـ: أحمد البدوي، وهل صحيح أنه أحد مجانين مصر؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:50 ص]ـ
بسم الله.
أريد ترجمة: لـ: أحمد البدوي ...
وهل صحيح أنه أحد مجانين مصر؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:49 م]ـ
ترجمته في الطبقات الكبرى للشعراني.
وإن شئت نقلتُ لك مقتطفات من ترجمته.
ـ[اياس]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:13 ص]ـ
اخي الكريم اظن ان الشيخ محمد حامد فقي في تحقيقه لكتاب فتح المجيد
شرح كتاب التوحيد ذكر انه بحث عن ترجمة للبدوي ولم يجد الا ان المذكور
اتى من الجزيرة العربية الى مصر وكان بدويا جاهلا فدخل احد المساجد
وبال فيه فلجهل الناس ظنوا فيه انه من اهل الكرامات لفعله هذا فعظموه.
وتحقيق الفقي رحمه الله ليس لدي الآن فليرجع اليه وعهدي بهذا منذ زمن
فذكرته على الظن
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:34 ص]ـ
عندي طبقات الشعراني فلو أردت ترجمته منها قُلْ ..
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:26 م]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
شخصيةُ السيدِ البدوي وضريحه المزعوم من القضايا التي أشغلت المحققين من أهلِ العلمِ، فمنهم من يثبتُ وجوده، فقد ترجم لهُ المنوفي في " جمهرة الأولياءِ " (2/ 237) وقال: هو أبو العباسِ أحمدُ البدوي الشريف، ولد بمدينةِ فاس بالمغرب، ثم رحل أبوه إلى مكةَ (603 هـ) وعمرهُ إذ ذاك سبع سنين، وكان لكثرةِ ما يتلثم لقب بالبدوي، وكانوا يسمونه في مكةَ " العطاب "، فلما أحدث عليه حادث الوله تغيرت أحوالهُ، واعتزل الناس، ولازم الصمت، ثم سافر إلى العراق، ومنها إلى مصر، واستقر في طنطا، ت (686 هـ).ا. هـ.
وممن ترجم له أيضاً الزركلي في " الأعلام " (1/ 175) وتعقب الشيخُ بكرُ أبو زيد الزركلي في كتابه " المدخل المفصل " (1/ 468) فقال: احمدُ البدوي مترجمٌ في: «الأعلام: 1/ 75» وأن وفاته سنة «675» وذكر من أخباره وسيرته شيئا، وليس فيها مصدرٌ لترجمتهِ في القرنِ السابعِ أو الثامنِ، ولهذا فإن الشيخَ احمدَ بنَ محمد شاكر ت سنة «1377هـ» رحمه اللهُ تعالى ذكرَ لفتةً نفيسةً في: «مجلة الفتح» وهي في كتاب: «حكم الجاهلية: ص/166 ف» بعنوان: «بحث في تاريخ السيد البدوي»، وهذا نصها:
«وبهذهِ المناسبةِ نريدُ أن نسألَ المؤرخين العارفين عن تاريخِ السيدِ أحمدَ البدوي الذي يقولُ بعضُهم بوجوده، وينكره بعضهم، واعني بهذا أنه هل وجد شخصٌ حقيقي بهذا الاسمِ هو المدفونُ في طنطا والذي نُسب إليه المسجدُ؟ لأن الذين كتبوا في ترجمةِ حياتهِ إنما هم المتأخرون، ويزعمون أنه توفي في منتصفِ القرنِ السابعِ الهجري. أي بين سنتي 600 و750 هجرية، إنني لم أجد من ذكرهُ من المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم إلا جلال الدين السيوطي الحافظ رحمه الله وهو من رجال أواخرِ القرنِ الثامنِ، لأنه مات سنة 911هـ» وبين التاريخين بونٌ شاسعٌ، ولم يذكر السيوطي عمن تلقى خبرَ تاريخهِ.
والقاعدةُ الصحيحةُ عند علماءِ النقلِ وزعمائهِ وهم حفاظُ الحديثِ أن المرسلَ لا تقومُ به حجةٌ، وهو ما يرويه شخصٌ عمن لم يدركه ولم يتلق عنه مباشرةً، لما فيه من جهالةِ الواسطةِ، فعلله غير ثقةٍ، وهذا أمرٌ معروفٌ.
ولعل من يجيبنا عن هذا السؤالِ يذكرُ من أين نقل؟ والكتاب الذي نقل منه؟ على أنا لا نريد إلا التحقيقَ من هذا الأمرِ. ونسأل الله العون والتوفيق».ا. هـ
المؤلف عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
منقول من شبكة مشكاة العلمية
ـ[صالح العقل]ــــــــ[06 - 01 - 06, 06:49 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ممنكن تتفضل بنقل ترجمته.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[06 - 01 - 06, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ممنكن تتفضل بنقل ترجمته.
ليتك تذكرها.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 01 - 06, 07:55 م]ـ
هاهي ترجمته من طبقات الشعراني، أعانني الله وإياكم على التحمل ..
يقول الشعراني:
((ومنهم السيد الحسيب النسيب
أبو العباس سيدي أحمد البدوي الشريف
رضي الله تعالى عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/435)
وشهرته في جميع أقطار الأرض تغني عن تعريفه، ولكن نذكر جملة من أحواله تبركاً به فنقول وبالله التوفيق: مولده بمدينة فاس بالمغرب لأن أجداده انتقلوا أيام الحجاج إليها حين أكثر القتل في الشرفاء (!!)، فلما بلغ سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول له في منامه: يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لنا في ذلك شأناً، وكان ذلك سنة ثلاث وستمائة قال الشريف حسن أخو سيدي أحمد رضي الله عنه: فما زلنا ننزل على عرب ونرحل عن عرب فيتلقوننا بالترحيب، والإكرام حتى وصلنا إلى مكة المشرفة في أربع سنين فتلقانا شرفاء مكة كلهم، وأكرمونا، ومكثنا عندهم في أرغد عيش حتى توفي والدنا سنة سبع وعشرين وستمائة، ودفن بباب المعلاة، وقبره هناك ظاهر يزار في زاوية قال الشريف حسن: فأقمت أنا، وأخوتي وكان أحمد أصغرنا سناً، وأشجعنا قلباً.
وكان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوي فأقرأته القرآن في المكتب مع ولدي الحسين، ولم يكن في فرسان مكة أشجع منه، وكانوا يسمونه في مكة العطاب، فلما حدث عليه حادث الوله تغيرت أحواله، واعتزل عن الناس، ولازم الصمت فكان لا يكلم الناس إلا بالإشارة، وكان بعض العارفين رضي الله عنه يقول: إنه رضي الله تعالى عنه حصلت له جمعية على الحق تعالى فاستغرقته إلى الأبد، ولم يزل حاله يتزايد إلى عصرنا هذا ثم إنه في شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة رأى في منامه ثلاث مرات قائلا يقول: له قم، واطلب مطلع الشمس فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس، وسر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى، فقام من منامه، وشاور أهله وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدي عبد القادر، وسيدي أحمد بن الرفاعي فقالا: يا أحمد مفاتيح العراق، والهند، واليمن، والروم، والمشرق، والمغرب بأيدينا فاختر أي مفتاح شئت منها [أعوذ بالله من الكفر] فقال لهما سيدي أحمد رضي الله عنه: لا حاجة لي بمفاتيحكما ما آخذ المفتاح إلا من الفتاح، قال سيدي حسن: فلما فرغ سيدي أحمد من زيارة أضرحة أولياء العراق كالشيخ عدي بن مسافر، والحلاج (!!)، وأضرابهما خرجنا قاصدين إلى ناحية طندتا فأحدق بنا الرجال من سائر الأقطار يعاندوننا، ويعارضوننا، ويثاقلوننا فأومأ سيدي أحمد رضي الله عنه إليهم بيده فوقعوا أجمعين، فقالوا له: يا أحمد أنت أبو الفتيان فانكبوا مهزومين راجعين، ومضينا إلى أم عبيدة فرجع سيدي حسن إلى مكة وذهب سيدي أحمد رضي الله عنه إلى فاطمة بنت بري وكانت امرأة لها حال عظيم، وجمال بديع، وكانت تسلب الرجال أحوالهم فسلبها سيدي أحمد رضي الله عنه حالها (!!)، وتابت على يديه أنها لا تتعرض لأحد بعد ذلك اليوم، وتفرقت القبائل الذين كانوا اجتمعوا على بنت بري إلى أماكنهم، وكان يوماً مشهوداً بين الأولياء، ثم إن سيدي أحمد رضي الله عنه رأى الهاتف في منامه يقول له: يا أحمد سر إلى طندتا فإنك تقيم بها، وتربي بها رجالا، وأبطالا عبد العال، وعبد الوهاب، وعبد المجيد، وعبد المحسن، وعبد الرحمن رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين، وستمائة فدخل رضي الله عنه مصر ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعاً دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحيط فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره وليله قائماً شاخصاً ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوماً وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام (!!)، ثم نزل من السطح، وخرج إلى ناحية فيشا المنارة فتبعه الأطفال فكان منهم عبد العال، وعبد المجيد فورمت عين سيدي أحمد رضي الله عنه فطلب من سيدي عبد العال بيضة (!) يعملها على عينه فقال: وتعطيني الجريدة الخضراء التي معك فقال سيدي أحمد رضي الله عنه له: نعم فأعطاها له فذهب إلى أمه فقال هنا بدوي عينه توجعه فطلب مني بيضة وأعطاني هذه الجريدة، فقالت: ما عندي شيء فرجع فأخبر سيدي أحمد رضي الله عنه فقال: اذهب فأتني بواحدة من الصومعة فذهب سيدي عبد العال فوجد الصومعة قد ملئت بيضاً فأخذ له واحدة منها، وخرج بها إليه، ثم إن سيدي عبد العال تبع سيدي أحمد رضي الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر أمه على تخليصه منه فكانت تقول: يا بدوي الشوم علينا فكان سيدي أحمد رضي الله عنه إذا بلغه ذلك يقول: لو قالت: يا بدوي الخير كانت أصدق، ثم أرسل لها يقول: إنه ولدي من يوم قرن الثور،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/436)
وكانت أم عبد العال قد وضعته في معلف الثور، وهو رضيع فطأطأ الثور ليأكل فدخل قرنه في القماط فشال عبد العال على قرنيه فهاج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه فمد سيدي أحمد رضي الله عنه يده وهو بالعراق فخلصه من القرن (!!!!!)، فتذكرت أم عبد العال الواقعة، واعتقدته من ذلك اليوم، فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتي عشرة سنة، وكان سيدي عبد العال رضي الله عنه يأتي إليه بالرجل أو الطفل فيطأطيء من السطوح فينظر إليه نظرة واحدة فيملأ مدداً (!!) ويقول لعبد العال اذهب به إلى بلد كذا، أو موضع كذا فكانوا يسمون أصحاب السطح وكان رضي الله عنه لم يزل متلثماً بلثامين، فاشتهى سيدي عبد المجيد رضي الله عنه يوماً رؤية وجه سيدي أحمد رضي الله عنه فقال: يا سيدي أريد أن أرى وجهك أعرفه فقال: يا عبد المجيد كل نظرة برجل فقال: يا سيدي أرني ولو مت، فكشف له اللثام الفوقاني فصعق، ومات في الحال (!!).
وكان في طندتا سيدي حسن الصائغ الإخنائي، وسيدي سالم المغربي فلما قرب سيدي أحمد رضي الله عنه من مصر أول مجيئه من العراق قال: سيدي حسن رضي الله عنه ما بقي لنا إقامة صاحب البلاد قد جاءها فخرج إلى ناحية إخنا، وضريحه بها مشهور إلى الآن ومكث سيدي سالم رضي الله عنه فسلم لسيدي أحمد رضي الله عنه، ولم يتعرض له فأقره سيدي أحمد رضي الله عنه، وقبره في طندتا مشهور، وأنكر عليه بعضهم فسلب (!!)، وانطفأ اسمه وذكره، ومنهم صاحب الإيوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر كان ولياً عظيماً فثار عنده الحسد ولم يسلم الأمر لقدرة الله تعالى فسلب وموضعه الآن بطندتا مأوى للكلاب ليس فيه رائحة صلاح ولا مدد (!!)، وكان الخطباء بطندتا انتصروا له، وعملوا له وقفاً، وأنفقوا عليه أموالا، وبنوا لزاويته مئذنة عظيمة فرفسها سيدي عبد العال رضي الله عنه برجله فغارت إلى وقتنا هذا، وكان الملك الظاهر بيبرس أبو الفتوحات يعتقد في سيدي أحمد رضي الله عنه اعتقاداً عظيماً، وكان ينزل لزيارته، ولما قدم من العراق خرج هو، وعسكره من مصر فتلقوه، وكرموه غاية الإكرام. وكان رضي الله عنه غليظ الساقين طويل الذراعين كبير الوجه أكحل العينين طويل القامة قمحي اللون، وكان في وجهه ثلاث نقط من أثر جدري في خده اليمين واحدة، وفي الأيسر ثنتان أقنى الأنف على أنفه شامتان من كل ناحية شامة سوداء أصغر من العدس، وكان بين عينيه جرح موسى جرحه ولد أخيه الحسين بالأبطح حين كان بمكة، ولم يزل من حين كان صغيراً باللثامين، والغرزتين، ولما حفظ القرآن العظيم اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه حتى حدث له حادث الوله فترك ذلك الحال، وكان إذا لبس ثوباً، أو عمامة لا يخلعها لغسل، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها (!!)، والعمامة التي يلبسها الخليفة كل سنة في المولد هي عمامة الشيخ بيده، وأما البشت الصوف الأحمر فهو من لباس سيدي عبد العال رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يقول: وعزة ربي سواقي تدور على البحر المحيط لو نفد ماء سواقي الدنيا كلها لما نفد ماء سواقي (!!).
مات رضي الله عنه سنة خمس وسبعين وستمائة، واستخلف بعده على الفقراء سيدي عبد العال، وسار سيرة حسنة، وعمر المقام، والمنارات، ورتب الطعام للفقراء وأرباب الشعائر، وأمر بتصغير الخبز على الحال الذي هو عليه اليوم (!!)، وأمر الفقراء الذين صحت لهم الأحوال بالإقامة في الأماكن التي كان يعينها لهم فلم يستطع أحد أن يخالفه فأمر سيدي يوسف أبا سيدي إسماعيل الإنبابي أن يقيم بإنبابة، وسيدي أحمد أبا طرطور أن يقيم تجاه إنبابة في البرية، وسيدي عبد الله الجيزي أن يقيم في البرية تجاه الجيزة، وأمر سيدي وهيباً، بالإقامة في برشوم الكبرى، فأما سيدي يوسف رضي الله عنه، فأقبلت عليه الأمراء، والأكابر من أهل مصر، وصار سماطه في الأطعمة لا يقدر عليه غالب الأمراء، فقال الشيخ أحمد أبو طرطور يوماً لأصحابه: اذهبوا بنا إلى أخينا يوسف ننظر حاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/437)
فمضوا إليه فقال لهم: كلوا من هذه الماوردية، واغسلوا الغش الذي في بطونكم من العدس والبسلة لسيدي أحمد، فغضب الشيخ أبو طرطور من ذلك الكلام، وقال: ما هو إلا كذا يا يوسف فقال: هذه مباسطة فقال أبو طرطور: ما هو إلا محاربة بالسهام، فمضى أبو طرطور إلى سيدي عبد العال رضي الله عنه، وأخبره الخبر فقال: لا تتشوش يا أبا طرطور نزعنا ما كان معه، وأطفأنا اسمه وجعلنا الاسم لولده إسماعيل، فمن ذلك اليوم انطفأ اسم سيدي يوسف إلى يومنا هذا، وأجرى الله على يدي سيدي إسماعيل الكرامات، وكلمته البهائم، وكان يخبر أنه يرى اللوح المحفوظ (!!)، ويقول: يقع كنا، وكذا لفلان فيجيء الأمر كما قال: فأنكر عليه شخص من علماء المالكية، وأفتى بتعزيره فبلغ ذلك سيدي إسماعيل، فقال: ومما رأيته في اللوح المحفوظ أن هذا القاضي يغرق في بحر الفرات فأرسله ملك مصر إلى ملك الإفرنج ليجادل القسيسين عندهم، فإنه وعد بإسلامه إن قطعهم عالم المسلمين بالحجة فلم يجدوا في مصر أكثر كلاماً، ولا جدلا من هذا القاضي فأرسلوه فغرق في بحر الفرات. وأما ترتيب الأشاير المشهورة في بيت سيدي أحمد رضي الله عنه إلى الآن من أولاد الفران، وأولاد الراعي، وأولاد المعلوف، وأولاد الكناس، وغيرهم فرتبهم كذلك سيدي عبد العال رضي الله عنه، ولم يكن أحد من أولاد الأشاير يدخل راكباً حوش الخليفة بلا إذن إلا أولاد المعلوف لما كانوا يعلمون من حب سيدي أحمد رضي الله عنه لهم.
وكان سيدي عبد الوهاب الجوهري رضي الله عنه المدفون قريباً من محلة مرحوم إذا جاءه شخص يريد الصحبة يقول: له دق هذا الوتد في هذه الحائط فإن ثبت الوتد في الحائط أخذ عليه العهد، وإن خار ولم يثبت يقول له: إذهب ليس لك عندنا نصيب، وقد دخلت الخلوة ورأيت الحائط غالبها شقوق، وما ثبت فيها إلا بعض أوتاد، وكان الشيخ رضي الله عنه يعلم من هو من أولاده بالكشف، وإنما كان يفعل ذلك إقامة حجة على المريد ليقضي بذلك على نفسه، ولا تقوم نفسه من الشيخ. وأما أمر سيدي الشيخ محمد المسمى بقمر الدولة فلم يصحب سيدي أحمد زماناً إنما جاء من سفر في وقت حر شديد فطلع يستريح في طندتا، فسمع بأن سيدي أحمد رضي الله عنه ضعيف فدخل عليه يزوره، وكان سيدي عبد العال، وغيره غائبين فوجد سيدي أحمد قد شرب ماء بطيخة، وتقايأه ثانياً فيها، فأخذه سيدي محمد المذكور وشربه (!!)، فقال له سيدي أحمد: أنت قمر دولة أصحابي فسمع بذلك سيدي عبد العال، والجماعة فخرجوا لمعارضته، وقتله بالحال فرمح فرسه في البئر التي بالقرب من توم التربة النفاضة فطلع من البئر التي بناحية نفيا فانتظروه عند البئر التي نزل فيها زماناً فجاء الخبر أنه طلع من تلك البئر التي قرب نفيا فرجعوا عنه، فأقام بنفيا إلى أن مات لم يطلع طندتا من سيدي عبد العال. وكان رضي الله عنه من أجناد السلطان محمد بن قلاوون، وعمامته، وثوبه، وقوسه، وجعبته، وسيفه معلقات في ضريحه بنفيا رضي الله عنه. قلت: وسبب حضوري مولده كل سنة أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه وسلمني إليه بيده فخرجت اليد الشريفة من الضريح وقبضت على يدي (!!).
وقال: سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول: نعم ثم إني رأيته بمصر مرة أخرى هو، وسيدي عبد العال وهو يقول: زرنا بطندتا، ونحن نطبخ لك ملوخية (!!) ضيافتك، فسافرت، فأضافني غالب أهلها، وجماعة المقام ذلك اليوم كلهم بطبيخ الملوخية، ثم رأيته بعد ذلك، وقد أوقفني على جسر قحافة تجاه طندتا فوجدته سوراً محيطاً، وقال: قف هنا ادخل على من شئت وامنع من شئت، ولما دخلت بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها، فجاءني، وأخذني، وهي معي، وفرش لي فرشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء، والأموات إليه، وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة (!!)، وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول: أبطأ عبد الوهاب ما جاء، وأردت التخلف سنة من السنين (!!) فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه، ومعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/438)
جريدة خضراء، وهو يدعو الناس من سائر الأقطار، والناس خلفه، ويمينه، وشماله أمم وخلائق لا يحصون فمر علي، وأنا بمصر، فقال: أما تذهب فقلت بي وجع فقال: الوجع لا يمنع المحب ثم أراني خلقاً كثيراً من الأولياء، وغيرهم الأحياء، والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ثم أراني جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين يزحفون على مقاعدهم، فقال: انظر إلى هؤلاء في هذا الحال، ولا يتخلفون فقوي عزمي على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لا بد من الترسيم عليك فرسم على سبعين عظيمين أسودين كالأفيال، وقال: لا تفارقاه حتى تحضرا به، فأخبرت بذلك سيدي الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه فقال: سائر الأولياء يدعون الناس بقصادهم.
وسيدي أحمد رضي الله عنه يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ثم قال: إن سيدي الشيخ محمد السروي رضي الله تعالى عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه، وقال: موضع يحضر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأنبياء عليهم الصلاة، والسلام معه، وأصحابهم، والأولياء رضي الله عنهم ما تحضره (!!)، فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين، وفات الاجتماع فكان يلمس ثيابهم، ويمر بها على وجهه انتهى، وقد اجتمعت مرة أنا، وأخي أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى بولي من أولياء الهند بمصر المحروسة فقال رضي الله عنه: ضيفوني فإني غريب وكان معه عشرة أنفس فصنعت له فطيراً وعسلاً فكل فقلت له من أي البلاد فقال: من الهند فقلت: ما حاجتك في مصر فقال: حضرنا مولد سيدي أحمد رضي الله عنه فقلت له: متى خرجت من الهند فقال: خرجنا يوم الثلاثاء فنمنا ليلة الأربعاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وليلة الخميس عند الشيخ عبد القادر ببغداد، وليلة الجمعة عند سيدي أحمد رضي الله عنه بطندتا فتعجبنا من ذلك فقال: الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله عز وجل (!!) واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المولد طلعة الشمس فقلنا لهم: من عرفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند فقالوا: يا لله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلا ببركة سيدي أحمد رضي الله عنه، وهو من أعظم أيمانهم، وهل أحد يجهل سيدي أحمد رضي الله عنه إن أولياء ما وراء البحر المحيط، وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضي الله عنه، وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده، فسلب الإيمان (!!)، فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه فقال: والنساء فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه: ذلك واقع في الطواف، ولم يمنع أحد منه، ثم قال: وعزة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب، وحسنت توبته، وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار، وأحميهم من بعضهم بعضاً أفيعجزني الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي، وحكى لي شيخنا أيضاً أن سيدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة أخذ العلماء بالمحلة الكبرى، وأحد الصالحين، لما كان لمصر فجاء إلى بولاق، فوجد الناس مهتمين بأمر الولد، والنزول في المراكب، فأنكر ذلك، وقال: هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وسلم مثل اهتمامهم بأحمد البدوي فقال له شخص: سيدي أحمد ولي عظيم فقال: في هذا المجلس من هو أعلى منه مقاماً، فعزم عليه شخص، فأطعمه سمكاً فدخلت حلقه شوكة تصلبت، فلم يقدروا على نزولها بدهن عطاس، ولا بحيلة من الحيل وورمت رقبته حتى صارت كخلاية النحل تسعة شهور، وهو لا يلتذ بطعام، ولا شرب، ولا منام، وأنساه الله تعالى السبب.
فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب، فقال: احملوني إلى قبة سيدي أحمد رضي الله عنه، فأدخلوه فشرع يقرأ سورة يس فعطس عطسة شديدة، فخرجت الشوكة مغمسة دماً فقال: تبت إلى الله تعالى يا سيدي أحمد، وذهب الوجع، والورم من ساعته، وأنكر ابن الشيخ خليفة بناحية إبيار بالغربية حضور أهل بلده إلى المولد فوعظه شيخنا الشيخ محمد الشناوي، فلم يرجع فاشتكاه لسيدي أحمد فقال: ستطلع له حبة ترعى فمه، ولسانه فطلعت من يومه ذلك، وأتلفت وجهه، ومات بها، ووقع ابن اللبان في حق سيدي أحمد رضي الله عنه فسلب القرآن، والعلم، والإيمان، فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد رضي الله عنه وكلمه في القبر، وأجابه، وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال: بشرط التوبة فتاب ورد عليه رسماله، وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان في سيدي ياقوت رضي الله عنه، وقد زوجه سيدي ياقوت ابنته، ودفن تحت رجليها بالقرافة رحمه الله تعالى، ووقعة ابن دقيق العيد، وامتحانه لسيدي أحمد رضي الله عنه مشهورة، وهو أن الشيخ تقي الدين أرسل إلى سيدي عبد العزيز الدريني رضي الله عنه، وقال له: امتحن لي هذا الرجل الذي اشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل، فإن أجابك عنها فهو ولي الله تعالى، فمضى إليه سيدي عبد العزيز، وسأله عنها، فأجاب عنها بأحسن جواب، وقال: هذا الجواب مسطر في كتاب الشجرة فوجدوه في الكتاب كما قال: وكان سيدي عبد العزيز إذا سئل عن سيدي أحمد رضي الله عنه يقول: هو بحر لا يدرك له قرار، وأخباره، ومجيئه بالأسرى من بلاد الإفرنج، وإغاثة الناس من قطاع الطريق، وحيلولته بينهم، وبينهم، وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه قلت: وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس، وأربعين، وتسعمائة أسيراً على منارة سيدي عبد العال رضي الله عنه مقيداً مغلولاً وهو مخبط العقل، فسألته عن ذلك فقال: بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به، فأخذني، وطار بي في الهواء (!!)، فوضعني هنا، فمكث يومين، ورأسه دائر عليه من شدة الخطفة رضي الله عنه)) انتهى كلامه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/439)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:22 م]ـ
فلما جرى في هذه الأمة، ما أخبر به نبيها صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " وكان من قبلهم كما ذكر الله عنهم: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) الآية [التوبة:31] وصار ناس من الضالين: يدعون أناساً من الصالحين، في الشدة والرخاء؛ مثل: عبد القادر الجيلاني؛ وأحمد البدوي وعدي بن مسافر، وأمثالهم من أهل العبادة والصلاح، صاح عليهم: أهل العلم، من جميع الطوائف، أعني: على الداعي؛ وأما الصالحون، الذين يكرهون ذلك، فحاشاهم.
-----------------------
محمد بن عبد الوهاب
الدرر السنية (العقائد)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادة.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:47 م]ـ
هل أحمد البدوي من الصالحين؟! فيه نظر كبير! وأما الجيلاني ففقيهٌ حنبلي بريء مما ينسبونه إليه ..
ـ[صالح العقل]ــــــــ[07 - 01 - 06, 03:43 ص]ـ
يظهر من كلام الشعراني!!
أن واقع الصوفية واقع منحط جدا ...
كأنهم مجانين!!
نعوذ بالله.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:03 ص]ـ
كنت أتمنى أن يكون الجيلاني بريئا من كل ما ينسب إليه، نعم هو بريء من أشياء كثيرة أدخلها أبناؤه و من جاء بعده على طريقه، لكن من نظر في كتبه التي صحت نسبتها إليه رأى العجب العجاب، و الله المستعان. نعم كان شيخ الإسلام يتأول له كثيرا، لكن كلامه في وحدة الشهود و ثناؤه على الحلاج فظيع جدا، رحمه الله
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:36 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9497&highlight=%C7%E1%C8%CF%E6%ED
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 05 - 08, 05:36 م]ـ
نسأل الله العافية.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 10:57 م]ـ
يا عباد الله إن لم يكن دين وهو رأس المال
فليكن هناك عقل.
من هذه الترجمة لا دين ولا عقل والله المستعان.
ـ[أبو السها]ــــــــ[30 - 05 - 08, 02:54 ص]ـ
ولكن تبقى شخصية البدوي محتاجة إلى إثبات تاريخي، فإن ترجمة الشعراني له لا تدل على أنه وجد فعلا، لأن الإشكال الذي نبه عليه الشيخ أحمد شاكر ما زال قائما وهو قوله رحمه الله "الذين كتبوا في ترجمةِ حياتهِ إنما هم المتأخرون، ويزعمون أنه توفي في منتصفِ القرنِ السابعِ الهجري " و قوله "إنني لم أجد من ذكرهُ من المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم إلا جلال الدين السيوطي الحافظ رحمه الله وهو من رجال أواخرِ القرنِ الثامنِ، لأنه مات سنة 911هـ " والشعراني متأخر عن السيوطي إذ كانت وفاته سنة:973،فمازال الإشكال قائما لانقطاع السند.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 06 - 08, 11:34 م]ـ
الا ان المذكور
اتى من الجزيرة العربية الى مصر وكان بدويا جاهلا فدخل احد المساجد
وبال فيه فلجهل الناس ظنوا فيه انه من اهل الكرامات لفعله هذا فعظموه.
هل من توثيق لهذا النقل للأهمية ...
ـ[علاء أحمد رضوان]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:23 ص]ـ
الأخوة الأعزاء من رواد الملتقى:
يظهر لكم جليا من الترجمة السابق سردها من كتابالطبقات الكبرى للشعرانى أن مدعى المتصوفه ممن نراهم حاليا ممن يتراقصون ويهزون البطون , ويلوون الكلام, وينامون عن الصلاة , ويقدسون الحضرة, وييتصايحون ويهزون نغريب الكلام , ......... الخ
يبدو أن لهم بعض الأعذار حيث هذه هى مصادر تفكيرهم السقيم, وكيف لا ويستطيع طفل صغير لم يبلغ الحلم أن يخرج من تلك الصفحة ما يدخلهم حيز الزندقة, ولا أغالى ان قلت أكثر من ذلك.
يا اخوتى , الرعاع والدهماء والسواد الأعظم من الغوغاء ممن يقتنع بذلك أشد الاقناع وتخرج روحه قبل أن تخرج فكرة من هذه من رأسه.
ولا أخفيكم سرا ان قلت - ويا فضيحتاه_ أننى رأيت ممن يتبعهم حاليا من علية القوم والمفكرين والمبدعين وأرباب المناصب ممن يدهشكم لو ذكرت لكم اسمه.
وليس أبلغ من رد على أولئك المرجفين والمبيدعين من أرباب المتصوفة والمارقين من حديثه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى. عضوا عليها بالنواجذ}
لقد طم الخطب واتسع الرتق على الراتق وبلغ السيل الزبى, فالبدار البدار الى التوبة عل الله يصلح حالنا واياكم, والا {ان أخذه اليم شديد}(57/440)
مَن أخصّ تلاميذ شيخ الإسلام رحمه الله؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 01 - 06, 02:06 م]ـ
هو – والله أعلم - " عبد الله بن رشيق المغربي " رحمه الله (ت749)،
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في " البداية والنهاية ":
((عبدالله بن رُشَيْق المغربي: كاتب مصنّفات شيخنا العلامة ابن تيمية، كان أبصر بخط الشيخ منه (!)، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه
أبو عبد الله هذا، وكان سريع الكتابة، لا بأس به ديّنًا عابدًا، كثير التلاوة، حَسن الصلاة، له عيال وعليه ديون، رحمه الله وغفر له آمين)) انتهى
للمدارسة ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 01 - 06, 03:57 م]ـ
وصلتني هذه الرسالة من أخي الفاضل الحبيب العاصمي، وصله الله بكل خير:
(سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أخي العزيز الحبيب أشرف ...
ذكرت أنّ اسم ذاك الفاضل المفضال: عبد الله بن رشيق ... والصواب أنّه: أبو عبد الله بن رشيّق، سقطت أداة الكنية من ابن كثير، أو من ناشر كتابه ...
وتفضّل بمراجعة ديباجة " الجامع لسيرة شيخ الإسلام " للشيخين الفاضلين: عزير والعمران ...
أدام الله توفيقك .... ) انتهت الرسالة.
فجزاه الله عنّا خيرًا، وأرجو أن يوافينا برأيه حفظه الله في المسألة محل المدارسة.
ـ[العاصمي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 04:15 م]ـ
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في " البداية والنهاية ":
((عبدالله بن رُشَيْق المغربي: كاتب مصنّفات شيخنا العلامة ابن تيمية، كان أبصر بخط الشيخ منه (!)، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا، وكان سريع الكتابة، لا بأس به ديّنًا عابدًا، كثير التلاوة، حَسن الصلاة، له عيال وعليه ديون، رحمه الله وغفر له آمين)) انتهى
للمدارسة ...
قول ابن كثير: " ... أبو عبد الله هذا ... " فيه إشارة إلى أنّ الخطأ من الناسخ أو الناشر ...
ويحسن مراجعة النشرة التي اعتنى بها العاملون في دار هجر ...
ولا ريب أنّ أبوي عبد الله: ابن رشيّق المغربيّ، ومحمّد بن أبي بكر الزّرعيّ ... أخصّ النّاس بشيخ الإسلام، ويختصّ كلّ منهما بما يفوت الآخر، ولابن رشيّق من النفوذ في المعرفة بخطّه ... وتفاريق فتاويه = ما قد يفوت الزّرعيّ، وعند الزّرعيّ من الاختصاص بشيخه في السجن وخارجه = ما يعزب عن علم المغربيّ، وفي كلّ فضل وخير ... عليهما، وعلى شيخهما، رحمات الله تترى، في البرزخ والأخرى ...
وبارك الله في مفيدنا الفاضل المفضال أشرف، شرّفه الله في الدارين ...
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:57 م]ـ
هل لابن رشيق رحمه الله مصنفات مطبوعة أم مخطوطة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:12 م]ـ
كان أبصر بخط الشيخ منه (!)، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا
الأخ المفيد / أشرف بن محمد
جزاك الله خير الجزاء، فقد سمعت هذه الفائدة قديما، ولم أكن أعرف اسم تلميذ شيخ الإسلام الذي يقرأ خطه.
وما هذه بأول بركتكم - أخي الفاضل -.
ـ[العاصمي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:21 م]ـ
هل لابن رشيق رحمه الله مصنفات مطبوعة أم مخطوطة؟
بقيت قطعة صالحة من كتابه النفيس في أسماء مصنّفات شيخ الإسلام ابن تيميّة، الذي ظلّ الناس سنين طويلة يعزونه إلى ابن القيّم، إلى أن قيّض الله الشيخ الفاضل النقاب عزير بن شمس الحقّ السّلفيّ؛ فردّ الكتاب إلى من رصفه وصنّفه، والقطعة الباقية منه منشورة ضمن المعلمة الحافلة " الجامع لسيرة شيخ الإسلام "، الذي جمع بهمّة الشيخين الفاضلين الكريمين: عزير بن شمس، وعليّ العمران، زادهما الله توفيقا ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 01 - 06, 08:52 ص]ـ
نِعم الصحب الكرام أنتم، فأينما حللتم أفدتم، برفق ولين، وخلق جميل، فجزاكم الله خير الجزاء وأوفره، في الأولى والآخره.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 09:51 ص]ـ
نِعم الصحب الكرام أنتم، فأينما حللتم أفدتم، برفق ولين، وخلق جميل، فجزاكم الله خير الجزاء وأوفره، في الأولى والآخره
قال الإمام النووي - رحمه الله - شرح مسلم 1/ 48: ((مذاكرة حَاذِقٍ في الفنِّ ساعةَ أنفع من المطالعة والحفظ ساعاتٍ بل أيَّامًا)).
فجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 01 - 06, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
خصوصية التلميذ وقربه من الشيخ = قد لا تعني تقدمه في العلم بل و لا ضبط علم شيخه، وقد وجد من لازم العلماء دهرا طويلا، ولم يكن كغيره ممن قل ملازمتهم وكثر انتفاعهم به.
والعلم مواهب.
وابن رشيق ـ رحمه الله ـ أكثر ما مدح فيه أنه كاتب كتب الشيخ متمكن من قراءة خطه؛ و لا يخفى أن هذا مدح مخصوص؛ لا يلزم منه غير ما عين.
ولذا لا يقارن بتلاميذ ابن تيمية المبرزين.
وتأملوا عبارة ابن كثير في صدر نقل الشيخ أبي محمد أشرف:
كاتب مصنّفات .. كان أبصر بخط الشيخ منه .. سريع الكتابة، لا بأس به ديّنًا عابدًا، كثير التلاوة، حَسن الصلاة .. اهـ
فأنت ترى هنا أنه لم يصفه بشيء من العلم بل كان جل المدح على تلك المزية.
وتأملوا هذه الرسالة:
من الشيخ أحمد بن محمد بن مري الحنبلي إلى تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية [في العناية بكتبه]: ..
فاحتفظوا بالشيخ أبي عبد الله [ابن رشيق]ـ أيده الله ـ وبما عنده من الذخائر والنفائس، وأقيموا لهذا المهم الجليل بأكثر ما تقدرون عليه، ولو تألمتم أحيانا من مطالبته؛ لأنه بقي في فنه فريدا ولا يقوم مقامه غيره من سائر الجماعة على الإطلاق، وكل أحوال الوجود لا بد فيها من العوارض والأنكاد؛ فاحتسبوا مساعدته عند الله تعالى، وانهضوا بجموع كلفته فإن الشدائد تزول والخيرات تغتنم، فاكتبوا ما عنده وليكتب ما عندكم، وأنا أستودع الله دينه وما عنده، وأوصيه بالصبر أيضا وبمعاملة الله سبحانه في ما هو فيه، وإن قصر الإخوان في حقه وليطلب نصيبه من الله تعالى متكلا عليه في رزقه المضمون ومجملا في الطلب؛ لأنه ما قسم لا بد له أن يكون ..
وينظر بقية الرسالة ففيها زيادة فائدة.
الجامع لسيرة شيخ الإسلام ص152.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/441)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 01 - 06, 08:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الحبيب أبا عبد الله ... ، فَهم جيّد، واستنباط حَسن، أرجو أن لا يتعارض مع ما ذكره الشيخ الفاضل العاصمي.
حفظكما الله وأعلى قدركما وباقي الفضلاء.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[07 - 01 - 06, 09:30 م]ـ
لمن أراد أن يعرف من هو "ابن رشيق" و مكانته بين تلاميذ شيخ الإسلام
فى سلسة "رجل لكل العصور" سيرة شيخ الإسلام
للدكتور الشيخ محمد إسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1425
و الكلام عن ابن رشيق فى الشريط الأول , الدقيقة الأربعون
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27358&scholar_id=33&series_id=1425
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:24 م]ـ
وهنا صفحة بخط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فالحمدلله الذي قيض لهذه الأمة مثل ابن رشيق ليقرأه فتنتفع الأمة به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16336&highlight=%D1%D4%ED%DE+%CA%ED%E3%ED%C9
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:40 ص]ـ
لمن أراد أن يعرف من هو "ابن رشيق" و مكانته بين تلاميذ شيخ الإسلام
فى سلسة "رجل لكل العصور" سيرة شيخ الإسلام
للدكتور الشيخ محمد إسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1425
و الكلام عن ابن رشيق فى الشريط الأول , الدقيقة الأربعون
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27358&scholar_id=33&series_id=1425
الشيخ قرأ رسالة أحمد بن محمد بن مري الحنبلي التي أشرتُ إليها في المشاركة السابقة.(57/442)
إشكال حول تخصيص ابن تيمية بلقب شيخ الاسلام
ـ[الحضرمي السيباني]ــــــــ[04 - 01 - 06, 05:14 م]ـ
أخواني الافاضل رواد ملتقى الحديث عندي إشكال راجيا منكم إزالته
ذكر بعض طلاب العلم عندنا بالمكلا هذا الامر وهو لماذايخصص بن تيمية بلقب شيخ الاسلام دون باقي الائمة من أهل السنة والجماعة الذين هم بالاتفاق أعلم من شيخ الاسلام كأئمة الحديث وخصوصا من علمائنا المعاصرين بكثرة معه أنه شيخ الاسلام صدقا وعدلا بينما لانجد أستخدام هذا اللقب بكثرة من العلماء في عصر شيخ الاسلام وذلك عند الاستشهاد بكلامه وإنما يكتفى بقول تقي الدين أو شيخنا أوابن تيمية)
أرجوا الافادة ولكم جزيل الشكر
ـ[الاسدودى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:05 م]ـ
(جماعة من الشافعية والحنابلة في طبقة شيوخ شيوخنا ومن فوقهم بقليل أطلق على كل واحد منهم شيخ الاسلام طائفة من أئمة الجرح والتعديل كأبي محمد عبد الرحمن بن ابراهيم الفزاري وأبي الفتح محمد بن علي القشيري وأبي محمد عبد الله بن مروان الفارقي الشافعيين وأبي الفرج عبد الرحمن ابن أبي عمر المقدسي أول قضاة الحنابلة بدمشق وأبي محمد مسعود بن أحمد الحارثي وأبي العباس أحمد ابن تيمية الحنبليين فهؤلاء بعض من سمي بشيخ الاسلام من هذه الطبقة وتسميتهم بذلك مشهورة محققة) كتاب الرد الوافر 1/ 24
وقد ذكر الإمام ناصر الدين في كتابه الرد الوافر خمسة وثمانين عالماً من المتقدمين ممن أثنى على ابن تيمية الثناء العطر وارتضى إطلاق اسم (شيخ الإسلام) عليه كعلم من اعلام هذا الدين.
وأشار الإمام ناصر الدين إلى أنّ هذه الأسماء لا تعني حصراً لمن أثنى على ابن تيمية ولقّّبه باسم (شيخ الإسلام) وإنما هي مما حضره ذكره وذاع صيته.
يقول رحمه الله (وها أنا بعون الله العلي الكبير ذاكر من أثنى عليه بذلك وبغيره من الجم الغفير ممن حضرني ذكره وظهر لي بل لزمني إشاعته ونشره ليعلم من حكينا عنه التكفير بذلك ما وقع فيه من المآثم والمهالك ولقد كان العلامة الإمام قاضي قضاة مصر والشام أبو عبد الله محمد ابن الصفي عثمان ابن الحريري الانصاري الحنفي كان يقول إن لم يكن ابن تيمية شيخ الاسلام فمن؟!) كتاب الرد الوافر 1/ 25
ولقط اطلق البعض على البعض لقب شيخ الاسلام كما اطلق السيوطى على ابن حجر هذا اللقب
ولكن اتفق اهل السنة والجماعة على اطلاقه على شيخ الاسلام بن تيمية
فاذا ذكر .... قال شيخ الاسلام بدون تسمية من .... فهو بن تيمية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:26 م]ـ
هو علم بالغلبة، والعلم بالغلبة لا ينفي تعدد المعينين به، لكن أحد أفراده يشتهر به، فإذا قيل الكتاب، فهو علم بالغلبة على كتاب سيبويه، رغم أنه يصح على كل كتاب، وإذا قيل ابن عباس فهو علم بالغلبة على الصحابي المشهور، رغم الملايين غيره ممن اسمهم ابن عباس.
ولم يقل أحد من العلماء أن (شيخ الإسلام) هو ابن تيمية وحده، ولكنه علم بالغلبة، إذا ذكر وحده دون قرينة تفيده، ففي الغالب يكون ابن تيمية، فمثلا في الفتح لما يقول ابن حجر شيخ الإسلام، ففي الغالب يقصد شيخه الأنصاري، وهكذا.
وليس ابن تيمية وحده ممن يشتهر بالغلبة، فمن المشهور عند اهل العلم قولهم، إذا قيل الحافظ فهو ابن حجر، وإذا قيل شيخ الإسلام فهو ابن تيمية، والأمة بها آلاف الحفاظ غير ابن حجر، إلا أنه اصطلاح المتأخرين، فهو كما ذكرت.
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:45 م]ـ
وإليك الكتاب ((الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر)) للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله .....
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:20 ص]ـ
ينبغي ابتداء معرفة معنى شيخ الإسلام: ومعناه ذكره الشيخ عبد الرحمن بن القاسم في شرحه على الزاد قال - رحمه الله - و يطلق شيخ الإسلام عن المتبع للكتاب و السنة مع التبحر في المنقول و المعقول ". أو كما قال ...
و قولهم عنه شيخ الإسلام هي من المراتب العلمية كقولهم أمير المؤمنين أو الحافظ أو المحدث ... و ليس أول من أطلق عليه هو ابن تيمية بل سبقه إلى هذا كثيرون و قد ذكر أحد المؤرخين أظنه السيوطي: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا ذكر عنده أبو بكر و عمر قال هما شيخا الإسلام ".
ومنهم من غلا حقدهم فيه حتى حمله ذلك الى تكفير من وسم ابن تيمية - رحمه الله - بشيخ الإسلام و لبعضهم في ذلك كتاب و للعلامة الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي رد عليه
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:52 م]ـ
هكذا سماه أهل العلم في زمانه لنصرته للسنة
وكان على رأسهم ابن كثير والذهبي
وهكذا سماه من كانوا على الطريق المستقيم من أهل الحق
وأما أنا، فأقول ... والله إني أقول عليه (شيخ الإسلام) على استحياء لأني لم أوفيه حقه بهذا اللفظ ... رحمه الله ...
وأما نحن فنعادي ونوالي على الحق ... وما رأيت قط معادياً لشيخ الإسلام إلا ضال أو جاهل متعثر في غوايته وضلاله
وأما أهل الحق ... فهو شيخ الإسلام عندهم
ليس تعصباً وإنما بعرض الأقوال على القرآن والسنة
ولم أجده قط يحيد عن القرآن والسنة - رحمه الله
وأما الذين تتبعوه في الأقوال المجملة في المناظرات ... فأمثالهم كمثل الذين يتبعون المتشابه ويتركون المحكم ... وهم أهل الأهواء قاطبين على معاداة الإسلام.
وعلامة أهل البدعة ............ معاداة أهل السنة والأثر ... فتذكر قولي هذا!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/443)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:33 م]ـ
لَا يَكْمُلُ الرِّجَالُ فِي الدُّنْيَا إلَّا بِأَرْبَعٍ بِالدِّيَانَةِ، وَالْأَمَانَةِ، وَالصِّيَانَةِ، وَالرَّزَانَةِ
وكمل بها ابن تيمية
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:36 م]ـ
أبو محمد الموحد ... صدقت
حفظك الله وبارك فيك
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 11:02 م]ـ
الذي أعلمه أن أهل بلدته كانوا يسمون كل عالم يظهر بشيخ الإسلام , فالعلماء الذين قبل ابن تيمية يسمونهم أهل تلك المنطقة بشيخ الإسلام ,مثل الجيل الذي قبلنا كانوا يسمون الشيخ (مطوع)!
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 12:44 ص]ـ
القضية اصطلاحية.
فابن تيمية شيخ الإسلام، وأبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد شيوخ الإسلام، لكن غلبت هذه على ابن تيمية رحمه الله.
وكما غلبت (حجة الإسلام) على الغزالي، و (الحافظ) على ابن حجر وهكذا ....(57/444)
ما حكم الغش في الإمتحانات؟
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 05:27 م]ـ
السؤال
أنا طالب في إحدى الكليات، وألاحظ بعض الطلبة يغشون في الامتحانات وخاصة بعض المواد، منها مثلا مادة اللغة الإنجليزية، وعندما أناقشهم في ذلك يقولون: إن الغش في مادة اللغة الإنجليزية ليس حراما وقد أفتى بذلك بعض المشايخ، أرجو إفادتي في هذا العمل وهذه الفتوى.
المفتي:
الشيخ / ابن باز
الجواب:
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من غشنا فليس منا»، هذا يعم الغش في المعاملات والغش في الامتحانات، ويعم اللغة الإنجليزية وغيرها، فلا يجوز للطلبة والطالبات الغش في جميع المواد لعموم هذا الحديث وما جاء في معناه، والله ولي التوفيق
http://yaqob.com/site/docs/fataya_view.php?id=23
http://yaqob.com/site/docs/fataya_view.php?id=21
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحنبلي، فقد أجبت بنفسك وأحسنت، فلا كلام لأحد مع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد احتج به إمام العصر العلامة ابن باز رحمه الله في هذا الموضوع وأجاد.
ـ[رشيد القرطبي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أثرت بسؤالك قضية على قدر كبير من الأهمية، ابتلي بها الطلبة المسلمين عامة، وأحسب أن العلماء والمربون عليهم واجب النصح لهم وبيان إثم من يغش في الامتحان أو في غيره، والأثر السلبي الذي تحدثه هذه الممارسة غير الشرعية على واقع أمتنا ومستقبلها الحضاري.
والله أسال أن يعافي طلبتنا من هذه السيئة الخطيرة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[05 - 01 - 06, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الإخوة الكرام
ما الحكم إذا كان عندي مادة من المواد عن (القانون) - مع اعلم أن الكلية هي الهندسة مثلا أو الطب - وهي مادة نظرية وليست اساسية في المنهج لكن طبعا يشترط النجاح فيها
فما الحكم إذا غش الإنسان فيها مع العلم أن المادة تحوي قانونا وضعيا وكلام كفر بالله العظيم وشرك في الحكم , والإنسان لم يذاكرها جيدا لما تحويه هذه المادة من كفريات؟
هل ينطبق عليها نفس الحالة؟
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:41 م]ـ
أخي الكريم كلامك هذا قد يثير فتنة ...
أنت تتحدث عن مادة واحدة في القانون، فما بالك فيمن عنده كل المواد في القانون!! (ابتسامة)
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[09 - 01 - 06, 12:52 ص]ـ
أخي الكريم كلامك هذا قد يثير فتنة ...
أنت تتحدث عن مادة واحدة في القانون، فما بالك فيمن عنده كل المواد في القانون!! (ابتسامة)
أعلم جيدا أنه سيتبادر إلى ذهن البعض هذه المشكلة
وهذه مشكلة كبيرة وأتمنى أن يجيب عليها أحد المشايخ هنا(57/445)
الحبلى تقضي وتطعم أم أحد الاثنين؟
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:20 م]ـ
رأي الأوزاعي الحسن أهل الرأي ابن المنذر اسحاق (فيما رواه البخاري عنه ولكن الترمذي روى عنه أن أحد الاثنين عليها) والبخاري في الظاهر وغيرهم أن عليها القضاء فقط
وأميل إلى ذلك لأنها أقرب إلى حال المريض الذي يرجى برءه أما الشيخ والعجوزة فهما لا يصبحا قادرين بعد العجز.
لكن الشافعي والامام أحمد ذهبا إلى الجمع بين الطعام والقضاء.
وذلك لأجل الرواية عن ابن عباس الذي في أبي داود والطبري ساق الروايات في تفسيره. لكن مما رأيت في نظرة سريعة أن الروايات عن سعيد بن عروبة عن قتادة. ومعلوم أنه أختلط. ومعلوم أن الرواية المعروفة عن ابن عباس تذكر الشيخ والشيخة فقط. وقد روي هذا معنى عن قتادة بلاغة.
فهل يمكن أن يقال سعيد جعل البلاغة في قول ابن عباس ادراجا؟
هل منكم من درس الروايات دراسة كاملة؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 09:32 م]ـ
الراجح فى المسألة من جهة الأثر هو أن المرضع و الحامل تفطر وتطعم و هذا ما صح عن بن عباس و بن عمر رضى الله عنهم أجمعين.
قال الشافعي فى مسنده أخبرنا مالك عن نافع: أن بن عمر سئل عن المرأة الحامل إذا خافت على ولدها قال تفطر وتطعم مكان كل يوم مسكينا مدا من حنطة.
و هذا من أصح الأسانيد.
و قال الدارقطني (حدثنا أبو صالح ثنا أبو مسعود ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس أو بن عمر: قال الحامل والمرضع تفطر ولا تقضي وهذا صحيح)
وقال (ثنا أبو صالح ثنا أبو مسعود ثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع قال: كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش وكانت حاملا فأصابها عطش في رمضان فأمرها بن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا)
و روى عبد الرزاق فى مصنفه قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال الحامل إذا خشيت على نفسها في رمضان تفطر وتطعم ولا قضاء عليها.
هذا من ناحية الأثر ولا أعرف لهما مخالف من الصحابة رضى الله عنهم و لا أعرف من يعرف.
و أما من ناحية النظر
فإن الحامل و المرضع أقرب للهرم و المرض الذى لا يرجى برءه من المسافر والمريض الذى يرجى برءه.
أنظر للحامل تحمل تسعة أشهر ثم ترضع لمدة عامين ففى هذه المدة يمكن أن يمر عليها ثلاث رمضانات فهل تلزمها بقضاء تسعين يوما فهذا يعنى أنها ستصوم ثلاثة أشهر قضاء و قد مر على حملها السابق ثلاثة وثلاثين شهر فربما و هذا إحتمال كبير أن تحمل ثانية ـ هذا إن لم تكن قد حملت و هى ترضع ـ فسوف تدخل فى نفس الكرة مرة ثانية و هكذا تجد أن عذرها أقرب للمريض الذى لا يرجى برءه فهى من الذين يطيقونه أى يطوقونه أى يتجشمونه. والله أعلى و أعلم
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
مفيد جدا
ولكن ما بال الأثر عن ابن عباس يذكر الجمع؟
وكأن الأقرب أن عليها أحد الأمرين فقط كما قال اسحاق رحمه الله إما تقضي (وهو الأصعب) وإما تطعم. والجمع صعب في موضع تيسير.
ولعل القول جاء عن سبيل الاحتياط من الامامين.
والمد من الحنطة ما تملئ كفي الرجل المتوسط؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:14 ص]ـ
لا اعلم رواية بن عباس التى جمع فيها هذه فأرجوا أن تطلعنى عليها و الثابت عنه أنه أفتى للحامل و المرضع بالفدية دون القضاء حتى أن بعض الروايات صرحت بقوله (ولا تقضى)
عن ابن عباس قال: (إذا خافت الحامل على نفسها والمرضع على ولدها في رمضان قال: يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكينا ولا يقضيان صوما). قال الشيخ الألباني فى الإرواء: وإسناده صحيح على شرط مسلم
و المد كما قلت أنت و هو ربع الصاع
قدر البعض الصاع من أصناف مختلفة بالجرامات فذكر:
صاع القمح: 2176 جرام
صاع الأرز: 2400 جرام
صاع التمر:1500 جرام
صاع الشعير 1600 جرام
صاع الزبيب: 1500 جرام
صاع العدس: 2250جرام
تقريبا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:57 ص]ـ
سبق النقاش حول الموضوع من المشايخ الفضلاء على الرابط
الحامل والمرضع: هل تقضيان أم تفديان؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4563&highlight=%C7%E1%E3%D1%D6%DA)
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:47 م]ـ
نعم قرأت الأثار سريعا في العمل فقرأت عليها القضاء وهو غير موجود في حقيقة. الجطأ مني.
جزاكم الله خيرا
والمعصوم من عصمه الله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[05 - 01 - 06, 02:39 م]ـ
لا شىء عليك فهذا يحدث لنا جميعا
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:58 م]ـ
ماذا نفعل بقول شيخنا عبدالرحمن الفقيه؟ قال في الرابط السابق:
قال المؤلف د/ فيحان بن شالي بن عتيق المطيري استاذ مشارك بالجامعة اٌسلامية بالمدينة النبوية
في كتاب (الصوم والإفطار لأصحاب الأعذار) طبع دار العاصمة
الصفحة 152 _ 153
(ج) من المعلوم أن قول الصحابي لا يكون حجة إذا عارضه قول صحابي آخر، كيف وقد نقل عنهما نفسيهما وجوب القضاء عليهما في زمن الاستطاعة وهو الذي يتفق مع قول الجمهور
فقد روى البيهقي في السنن الكبرى بالسند المتصل عن ابن عمر أن امرأة حبلى صامت في رمضان فاستعطشت، فسئل عنها ابن عمر: فأمرها أن تفطر وتطعم كل يوم مسكينا مدا ثم لا يجزيها فإذا صحت قضته (2)
(2) السنن الكبرى (4/ 230)
أما ابن عباس، فقد ذكر عبد الرزاق بسنده وجوب القضاء ولفظه ((عن الثوري وابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: تفطر الحامل والمرضع في رمضان وتقضيان صياما ولا تطعمان)) (1)
(1) مصنف عبد الرزاق (4/ 218)
عمر الحمامي: لعل الرد على أثر عمر كما قال ابن عبدالبر:
الاستذكار ج:3 ص:364
والصحيح عن بن عمر فيها الإطعام ولا قضاء
كما نقل شيخنا عبدالرحمن الفقيه
والله أعلم(57/446)
ماذا تصنع لو كنت إماماً وحصل معك هذا؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:36 م]ـ
لو صليتَ الظهر، ونسيت الفاتحة - يعني قرأت غيرها مثلا -
وتذكرت هذا بعد السجدة الأولى من الركعة ذاتها؟؟؟؟
ماذا تصنع لو كنتَ إماماً؟
طبعا أريد حلا عمليا لا تنظيراً قوليا قد الاستطاعة
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:40 م]ـ
أسقط هذه الركعة، وأكمل صلاتي على هذا الأساس، فإذا سبحوا لي أني سهوت أشرت إليهم بيدي أن قوموا وتابعوني ..
ـ[أبو لجين]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:00 م]ـ
لو نسيت الفاتحة وتذكرت ذلك في السجدة سأقطع صلاتي وأعيدها من جديد لأني تركت ركناً لا يسقط ولا يكمل بإتيان ركعة زائدة!
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:22 م]ـ
سئل العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله (نقلا من فتاوى نور على الدرب -موقع الشيخ:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2146.shtml)
السؤال: أيضاً يقول ما حكم من نسي قول الله أكبر أو سمع الله لمن حمده وهل يسجد سجود السهو وكذلك من نسي قراءة أم الكتاب فاتحة الكتاب أرجو الإفادة عن ذلك؟
فأجاب:
من نسي قول الله أكبر إذا كان إذا كانت هذه تكبيرة الإحرام فإن صلاته لم تنعقد ويجب عليه أن يستأنف الصلاة من جديد ويكبر للإحرام أما إذا كان الذي نسي من التكبير ما عدا تكبيرة الإحرام كالتكبير للركوع مثلاً فإن هذا نقص واجب يجب عليه سجود السهو ويكون محله قبل السلام وكذلك إذا نسي أن يقول سمع الله لمن حمد فإنه نقص واجب يسجد له قبل السلام وأما من نسي قراءة الفاتحة فإن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة إذا نسيها الإنسان في ركعة فإنه يرجع إليها يرجع إلى هذه الركعة ليأتي بقراءة الفاتحة ما لم يصل أو ما لم يقم إلى الركعة التالية فإن قام إلى الركعة التالية صارت هذه الركعة بدلاً عن الركعة التي نسي منها الفاتحة مثال ذلك رجل لما كبر للإحرام نسي أن يقرأ الفاتحة فركع ولما ركع وسجد وجلس بين السجدتين ذَكَر أنه لم يقرأ الفاتحة نقول له قم من جلوسك واقرأ الفاتحة وكمل صلاتك وسلم ثم اسجد للسهو بعد السلام هذا مثال لما ذَكَر قبل أن يصل إلى القيام في الركعة التالية.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:31 م]ـ
إذا حدث هذا لم أقطع الصلاة لقوله تعالى (ولا تبطلوا أعمالكم) و لن أكمل لأنى لو فعلت كنت متعمدا لأن أمضى فى ركعة تركت فيها ركنا وهذا التعمد يبطل الصلاة.
إذا فعلى أن أقوم من ساعتها و أتى بما فاتنى فأقرأ الفاتحة و أركع و أكمل بقية الصلاة و لا أعتد بما سبق.
ثم بعد الصلاة أشرح للمأمومين و أتحمل مايحدث لى.
قال الشيرازى فى المهذب:
فصل: وإن ترك فرضا ساهيا أو شك في تركه وهو في الصلاة لم يعتد بما فعله بعد المتروك حتى يأتي بما تركه ثم يأتي بما بعده لأن الترتيب مستحق في أفعال الصلاة فلا يعتد بما فعل حتى يأتي بما تركه.
ولكن الإشكال فى المأمومين فلو تبعونى و قاموا بعد السجدة الأولى تركوا بذلك ركنا متعمدين.
و لو سجدوا و قاموا ثم تبعونى صلوا خمس ركعات تامات متعمدين.
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:37 م]ـ
.. تابع:
وسئل فضيلة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في موقع
http://arabicmagazine.com/last_issue2.asp?order=3&last_issue_number=1063&num=1071
:
الأخ أحمد بن سعيد بن محمد من سلطنة عُمان يقول في سؤاله: ما حكم سكوت الإمام بعد قراءته الفاتحة لكي يقرأ المأموم الفاتحة، وإذا لم يسكت فمتى يقرأ المأموم الفاتحة؟
فأجاب رحمه الله:
((ليس هناك دليل صريح صحيح يدل على شرعية سكوت الإمام حتى يقرأ المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية. أما المأموم فالمشروع له أن يقرأها في حالة سكتات إمامه إن سكت، فإن لم يتيسر ذلك قرأها المأموم سراً ولو كان إمامه يقرأ ثم ينصت بعد ذلك لإمامه لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لعلكم تقرؤون خلف إمامكم» قالوا: نعم. قال: «لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها» رواه أحمد وأبوداود وابن حبان بإسناد حسن.
وهذان الحديثان يخصان قوله عز وجل: {وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبّر فكبّروا وإذا قرأ فأنصتوا» الحديث رواه مسلم في صحيحه. فإن نسي المأموم قراءة الفاتحة أو جهل وجوبها سقطت عنه كالذي جاء والإمام راكع فإنه يركع مع الإمام وتجزئه الركعة في أصح قولي العلماء، وهو قول أكثر أهل العلم لحديث أبي بكرة الثقفي ـ رضي الله عنه ـ أنه أتى المسجد والنبي عليه الصلاة والسلام راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سلم: «زادك الله حرصاً ولا تعد» ولم يأمره بقضاء الركعة رواه البخاري في صحيحه. أما الإمام والمنفرد فقراءة الفاتحة ركن في حقهما عند جمهور أهل العلم لا تسقط عنهما بوجه من الوجوه مع القدرة عليها.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/447)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:52 م]ـ
ولكن الإشكال فى المأمومين فلو تبعونى و قاموا بعد السجدة الأولى تركوا بذلك ركنا متعمدين.
و لو سجدوا و قاموا ثم تبعونى صلوا خمس ركعات تامات متعمدين.
و أرى أن على المأموم فى هذه الحالة بعدما يقوم الإمام لقرأة الفاتحة أن ينتظر فلا يقوم و لا يسجد سجدة ثانية بل يجلس منتظرا حتى يقرأ الإمام الفاتحة ويركع ويقوم من الركوع و يسجد و يجلس بين السجدتين ثم يسجد السجدة الثانية فيسجد معه المأموم فتكون هذه السجدة الثانية للإمام فى الركعة الأولى الصحيحة و تكون أيضا السجدة الثانية للمأموم فى الركعة الأولى الصحيحة
ثم يكملا صلاتهما سويا ويسجد الإمام سجدتين سهو و يسجد معه المأموم.
و الله أعلى وأعلم.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:54 م]ـ
لو صليتَ الظهر، ونسيت الفاتحة - يعني قرأت غيرها مثلا -
وتذكرت هذا بعد السجدة الأولى من الركعة ذاتها؟؟؟؟
ماذا تصنع لو كنتَ إماماً؟
طبعا أريد حلا عمليا لا تنظيراً قوليا قد الاستطاعة
الحمد لله.
أكمل الصلاة، ولا بأس بترك الفاتحة.
لأنها سنة ....
ولا يوجد دليل صحيح بوجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ...
فتنبه!!
ـ[صالح العقل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:55 م]ـ
يعني: قراءة الفاتحة في الركعات بعدها تكفي!
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:57 م]ـ
الأخ صالح العقل بدون أن ندخل فى معترك هل الفاتحة فرض فى كل ركعة أم سنة
أظن أن المسألة فى رجل يأخذ بفرضيتها فى كل ركعة.
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 01 - 06, 09:42 م]ـ
لا أعتد بها ركعة وأزيد ركعة بعد الاربع بدل الأولى.فان سبح من خلفي أشرت لهم ان امكثوا (ولو كانوا أهل سنة لما تابعوني على سهوي عندهم) ثم اسلم ويسلمون معي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
وأي شيء اختاره الإمام فلا شك أن الناس سيوافقونه زيادة أو يخالفونه نقصانا
لذا أرى:
أن يفعل الصواب عنده حتى لو أدى إلى فوضى وكلام بعد الصلاة أو أثناءها
وليبين لهم أن هذا هو بسبب جهلهم
وعلى الإمام أن يعلم المصلين مثل هذه المسائل ويكررها عليهم - مثل سجود السهو بعد السلام - حتى لو حصلت معه يعرف المتعلمون أنها مرت عليهم وأنه لا مجال لإنكارها.
لذا فالصحيح أنه يرجع ليقرأ الفاتحة، وليؤشر لهم بالبقاء فمن لم يقم فنعما ما فعل، ومن قام مع إمامه فلا شيء عليه فقد قام الصحابة لخامسة، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقوله " يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ".
وهذا كله في حال أن لا يصل الإمام إلى المكان ذاته الذي تركه في الركعة قبلها، وعليه: فيلغي الركعة التي نقص منها ركن ويجعل ما بعدها بدلا منها.
والله أعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:54 ص]ـ
هنا تبيه
اولا ركعة الامام باطلة وعليه ان يرجع لقرأء الفاتحة
ثانيا يلزم من بطلان ركعة الامام بطلان ركعة المامومين
وعليه يجب على المامومين متا بعة الامام في هذه الحالة
ولا يقال انهم لا يتابعونه او انهم يبقون او ان ركعتهم صحيحة دون الامام
والله اعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:57 ص]ـ
عفوا أخي الفاضل
لا يلزم من بطلان ركعة الإمام بطلان ركعة المأمومين
فهم قرؤا الفاتحة وليس ثمة ما يبطلها عليهم
بل لو صلاته كلها بطلت أو كانت باطلة - بحدث قبل الصلاة أو أثناءه - لم تبطل صلاتهم
بل لا أعلم تعلقا لبطلان صلاة المأمومين بإمامهم إلا حيث تبطل صلاة الإمام بمرور امرأة أو حمار أو كلب أسود بين يديه دون السترة
والله أعلم
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا إحسان
و الصحيح يا إبا سليمان كما تفضل الشيخ إحسان أن صلاة المأموم لا تبطل ببطلان صلاة الإمام إلا إذا تبعه بعد ما علم بطلان صلاته و قد صلى عمر بالناس جنبا ناسيا و أعاد و لم يؤمرهم بالإعادة.
و اما بالنسبة.
أما بالنسبة لقيام المأموم لركعة خامسة شيخنا فأجد فى نفسى شيئا منها لأن المأموم بهذا سيزيد فى صلاته ركعة كاملة متعمدا و هذا يبطلها و لا يمكن ان نقيس حالهم على حال الصحابة للفارق فالصحابة كانوا فى زمن نزول الوحى فتبعوا النبى صلى الله عليه وسلم لظنهم أنه ربما تغيرت هيئة الصلاة لذلك قالوا بعد الصلاة (فقالوا أزيد في الصلاة؟).
أما الأن فقد علم الجميع ما عليه الصلاة إلى يوم القيامة فالواجب أن يجلسوا و ينتظروا الإمام ولا يتابعونه على خطئه. و الله اعلى و أعلم
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:39 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
الفاتحة سنة
ورفع اليدين مندوب
والقراءة بعد الفاتحة مستحبة
وهلم جرا
فالصلاة تكبيرة إحرام وركوع وسجود صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما صلاة عمر بالناس رضي الله عنه مع نسيانه فإن ثبتت فهي ليست بحجة شرعية، بصرف النظر عن الحكم في ارتباط صلاة المأموم بصلاة الإمام
وقال النبي صلي الله عليه وسلم (إنما جعل الإمام ليؤتم به)
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/448)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:54 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل
الفاتحة ركن
ما بال رفع اليدين و القرآة بعد الإمام ... هل ذكرهم أحد فى الموضوع.
هل عندك فى المسألة من كتاب أو سنة ما يخالف فعل عمر رضى الله عنهعلما بأن السنة تؤيده لقول النبى صلى الله عليه وسلم " يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ".
هل تتبع الإمام على خطئه؟
فلو ركع الإمام مرتين و سجد ثلاث و صلى ست ركعات هل تتبعه؟
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:58 م]ـ
المأموم ليس عنده مشكلة أبدا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي،) وقوله: (إنما جعل الإمام ليؤتم به)
ـ[الفرضي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 05:09 م]ـ
من المعلوم أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لاتتم الصلاة إلا بها. وعليه فالجواب: أن يرجع واقفاً ثم يقرأ الفاتحة ويتم الصلاة. هذا ما عليه أهل الفقه. والله الموفق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:07 م]ـ
يبدو أن الأخ الحنفي يريد إرجاع ذكريات حوارات ومخاصمات أهل الرأي مع أهل الحديث؟:)
وجزاكم الله خيرا
والخلاف فيما يحتمل الخلاف غير مستنكر طالما أن المرجع فيها: الكتاب والسنة لا الرأي!!!
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[09 - 01 - 06, 12:52 ص]ـ
الاخ (احسان) حفظه الله
قال ابن قدامة في المغني (فَصْلٌ: إذَا اخْتَلَّ غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الشُّرُوطِ فِي حَقِّ الْإِمَامِ، كَالسِّتَارَةِ وَاسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، لَمْ يُعْفَ عَنْهُ فِي حَقِّ الْمَأْمُومِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَخْفَى غَالِبًا، بِخِلَافِ الْحَدَثِ وَالنَّجَاسَةِ. وَكَذَا إنْ فَسَدَتْ صَلَاتُهُ لِتَرْكِ رُكْنٍ، فَسَدَتْ صَلَاتُهُمْ. نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ، فِي مَنْ تَرَكَ الْقِرَاءَةَ، يُعِيدُ وَيُعِيدُونَ، وَكَذَلِكَ فِي مَنْ تَرَكَ تَكْبِيرَةَ الْإِحْرَامِ)
والله اعلم
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:22 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أبا حفص
إن كان عمر رضي الله عندك بشر يصيب ويخطيء وليس بمعصوم فالأمر واسع
وإن كان عندك اجتهاده في مسألة (إن ثبتت) تشريع للأمة لا يأتيه الباطل فقد حسمت المسألة
ثم أخي الكريم حديث (يصلون لكم) هل هو حديث صحيح؟؟؟؟؟
برجاء الإفادة
والسلام عليكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:06 ص]ـ
لعل ما ذكره المشايخ والإخوان فيه كفاية فلا أعيده، ولكن يا شيخ إحسان إيش ترى فيمن قال يستخلف ويواصل مأموماً واستأنس بفعل أبي بكر؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:06 م]ـ
ثم أخي الكريم حديث (يصلون لكم) هل هو حديث صحيح؟؟؟؟؟
برجاء الإفادة
والسلام عليكم
نعم اخى محمد الحديث رواه البخاري.
و رواه غيره بلفظ الإمام ضامن فإن أحسن فله و لهم و إن أساء فعليه و لا عليهم و هو صحيح أيضا.
ـ[الخليلي الحنفي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:14 م]ـ
من لم يقرأ الفاتحة وقرأ غيرها صحت صلاته، وعليه سجود سهو وهذا مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة، كون الفاتحة عندهم واجبة لا ركن عملا بقوله تعالى: " فاقرأوا ما تيسر من القرآن "
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:26 م]ـ
من لم يقرأ الفاتحة لم تصح صلاته هذا ما علمناه الإمام الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:13 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الفاضل أبا حفص
أسألك أن تتحمل مني جهلي
فأنا هنا لأتعلم من الجميع
هذا الحديث فيما أعلم صحيح (عند البخاري) رحمه الله تعالي
أما عند غيره ففي هذا نظر
فالإسناد فيه عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار
ضعفه:
أبو حاتم الرازي
والداراقطني
والقطان
وابن حبان
وابن الجوزي
وابن عدي
وغيرهم
برجاء الإفادة إن كان هناك طرق أخري للحديث
والسلام عليكم
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:46 م]ـ
عذرا على المداخلة ....... ولكنى أريد أن أفهم أمرا .. وهو أليس المأموم مأمور بمتابعة إمامه ..... فإذاسها الإمام ونسى الفاتحة ثم رجع إلى قراءة الفاتحة ثم تابعه المأمومين إلى أن ينتهى من الصلاة ... أليس هذا الفعل هو الصحيح لوجوب متابعة الإمام؟
ـ[باسم بن السعيد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 10:45 م]ـ
الأخوة الكرام، هدانا الله تعالى للحق جميعا، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، ورغم أن هذا ليس أصل الموضوع ولكن بما أنه قد طرح، فحديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يدل على أن فاتحة الكتاب ركن على المأموم في الصلاة الجهرية:
عن عبادة بن الصامت قال كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر فقرأ فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا نعم يا رسول الله. قال لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها. رواه أبو داود والترمذي وللنسائي معناه وفي رواية لأبي داود قال وأنا أقول مالي ينازعني القرآن؟ فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن.
قال الشيخ الألباني: حديث حسن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/449)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:42 ص]ـ
###
و أعلم أن أهل الحديث لا يقدمون قول أحد على قول النبى صلى الله عليه وسلم لا الإمام أبى حنيفة رحمه الله و لا الشيخ بن باز رحمه الله ولا غيره و هذا ما تعلمناه من الشيخ بن باز و من الشيخ بن عثيمين رحمهما الله و من جميع مشايخنا الأماجد.
بل من الإمام أبى حنيفة نفسه و اذكرك بقوله إذا صح الحديث فهو مذهبى.
###
نسأل الله لنا و لك الهداية.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[20 - 01 - 06, 04:00 ص]ـ
جزى الله خيرا إخواننا و مشايخنا الكرام.
أخى الفاضل محمد أحمد جلمد
بل تحملنى أنت بارك الله فيك و زادك علما
الحديث رواه البخارى فى صحيحه كما ذكرت أنت قال حدثنا الفضل بن سهل قال حدثنا موسى بن الحسن الأشيب قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم)
و عبد الرحمن بن دينار صدوق يخطىء
و قد جاء الحديث عند أبى يعلى قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: سيأتي أ قوام ـ أو يكون أقوام ـ يصلون لكم الصلاة فإن أتموا فلهم ولكم وإن نقصوا فعليهم ولكم.
فتابعه ها هنا أبى أيوب الأفريقي قال بن حجر فيه صدوق يخطىء و قال فيه بن معين ليس به بأس.
فالحديث صحيح يحتج به.
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[21 - 01 - 06, 06:06 ص]ـ
ما أعلمه من المذهب الحنفي أن الفاتحة واجبة وليست ركنا والمسألة خلافية ودليل الأحناف فيها من القرآن الكريم قوله تعالى (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) راجعوا في هذا كتاب آيات الأحكام للجصاص على ما أتذكره.
لكن أخي الفاضل الخليلي الحنفي صادق فيما قال. فبعض الجاهلين يعتقدون في فتاوى شيوخنا الأفاضل ابن عثيمين وابن باز أكثر من اعتقادهم في إمام من أئمة العلم الذين نحن كلنا بما فيهم العالمان الفاضلان عيال عليهم.
سألني أحد من ينسب نفسه لأهل السنة والجماعة سؤالا فسقت له رأيا للإمام مالك فقال لا نريد مالكا ولا أبا حنيفة نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. .
ولما سألني ثانية ذكرت له قولا للشيخ ابن باز وابن عثيمين فقبل الأمر دون مناقشة. فصرخت فيه سبحان الله ومن أين أتى هذان العالمان بالعلم إلا من هؤلاء الأفذاذ؟
وقد استفتاني زميل لي صلى بالناس الجمعة فنسى الفاتحة وقرأ السورة بدون الفاتحة في الركعة الأولى وبعد أن انتهت الجمعة وخرج الناس من المسجد ذكره أحدهم بما صنع، فأفتيته رالرأي المذكور في المذهب الحنفي، وكنت أعتقد أن الفاتحة سنة ولكن أحد المتقنين للمذهب الحنفي ردني وبين لي أنها واجبة. وطلبت منه أن يعلم الناس أحكام الصلاة قدر الاستطاعة.
وأنقل إليكم رأي الأحناف في المسألة المثارة بنصه من الفقه على المذاهب الأربعة.
الحنفية قالوا: واجبات الصلاة لا تبطل بتركها ولكن المصلي إن تركها سهوا فإنه يجب عليه أن يسجد للسهو بعد السلام وإن تركها عمدا فإنه يجب عليه إعادة الصلاة فإن لم يعد كانت صلاته صحيحة مع الإثم. ودليل كونها واجبة عندهم مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وإليك بيان واجبات الصلاة عند الحنفية:
- 1 قراءة سورة الفاتحة في كل ركعات النفل وفي الأوليين من الفرض.
اللهم فقهنا في ديننا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[21 - 01 - 06, 09:36 ص]ـ
بسم الله
يا اخوة و الله ما أنكر أحد أن هذا رأى الأحناف.
و ما قال أحد أنه خلاف غير معتبر.
و ما رد أحد قول أبى حنيفة بقول الشيخ بن باز أو غيره.
إنما أحتججت بقول النبى صلى الله عليه وسلم و لم أذكر أحد سواه:
من لم يقرأ الفاتحة لم تصح صلاته هذا ما علمناه الإمام الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
هل فى هذا الكلام ما ينتقص من قدر أبى حنيفة رحمه الله أو يقتضى مثل هذه الردود؟!!
ـ[الخليلي الحنفي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:54 م]ـ
الإخوة الأكارم لا عدمتهم:
بداية الأخ: أبو حفص.
بما أنك صرحت بأن رأي الإمام معتبر في الخلاف فلا بأس، وما قلته أنت لا ننكره عليك وهو رأي الإمام الشافعي رحمه الله.
كل ما في الأمر أن السائل وضع سؤاله، واجتهد الإخوة في وضع الردود، وأنا من بينهم، ولم أجد نفورا إلا من القول الذي ذكرت.
فهل هكذا يكون الحوار في المناقشات العلمية.
وأقولها بصدق، أنا مقلد لمذهب الإمام الأعظم، ولم أصل درجة الاجتهاد التي يدعيها أغرار في العلم، يقرأ حديثا صحيحا، ولا يعرف كيف يستنبط منه حكما.
ثم إن الأئمة الأربعة قد تلقتهم الأمة بالقبول من غير نكير إلا من شرذمة لا يعتد بها، وحتى إن الإمام ابن تيمية في فتاواه ينقل عنهم، ويشيد بعلمهم ودفة ملاحظتهم، ويقلد الإمام أحمد في الفروع خلا مسائل.
ثم يأتي الأخ جلمد ليقول كلاماً أترفع عنه، وفيه من التعريض بالأئمة الذين لو عرف وزنهم ما قال ما قال، ولكن: أنزلوا الناس منازلهم.
وأنا أتحداه أن يذكر لي كم من المتون الفقهية قد درس، وإذا درس كم فقه؟؟؟؟؟؟؟؟
أما الأخ بذيء اللفظ الذي اتهمني بقلة الأدب: احسان العتيبي.
أقول: سأجعل ما اتهمتني به حجاجا بيني وبينك يوم الدين عند من لا يظلم عنده أحد.
ودمتم بخير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/450)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[21 - 01 - 06, 02:56 م]ـ
بسم الله
الأخ الخليلي
ما كتبته أنا ردا عليك أول الأمر ليس نفور من قول أبى حنيفة و لو أنك قرأت المشاركات كلها بتمعن لعلمت أن:
الأخ صالح العقل ذكر ما ذكرته انت فكان الرد أن المسألة فيما لو كان الإمام يعتقد الركنية
ثم شارك الأخ جلمد فقال نفس الرأى و كان الرد أن الفاتحة ركن من غير تفصيل و لم يعلق هو و تجاوز هذه النقطة لأنه فهم فى ظنى ما نتحدث عنه و هو أن الإمام هنا يعتقد ركنية الفاتحة.
ثم جئت أنت تردد نفس القول و لم يكن الرد عليك فيه زيادة عن الرد على الأخ صالح أو الأخ جلمد غير أنى بدلت كلمة (الإمام الأعظم أبى حنيفة) بكلمة (الإمام الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم) فاين النفور الذى تتحدث عنه؟ و الذى و صل إلى حد أن إستفزك إلى هذه الدرجة حتى تطاولت علينا و هذا ما جعلنا نرد بمثل ما قلت.
أنصحك نصيحة يا خليلي:
أنت عضو جديد بالملتقى ـ و أنا كذلك لست هنا من زمن بعيد ـ و لكن لاحظت أشياء ربمالم تلاحظها أنت
ـ أن الملتقى به شيوخ و طلاب علم على مستوى راق من العلم والأدب منهم الشيخ الفاضل إحسان بن محمد العتيبى.
ـ أن الجميع يحرص على المحافظة على أداب الحوار و من يشذ عن هذا فى موقف فقد يعذر و لكن من يكون هذا سمته دائما فتجنبه اولى و لن يخسر الملتقى شيئا بل ربما يكسب بذلك فلا تكن من هؤلاء حتى ينفعك الله بمن فى الملتقى و ينفعنا الله بك.
ـ كتب أحد الإخوة نصيحة مهمة طبقتها أنا فى الرد عليك (لا تكتب و أنت غضبان).
ـ أحسن الظن بإخوانك و أنهم يدورون مع الدليل حيث دار و لا يتعصبون لأحد كائنا من كان.
ـ در أنت مع الدليل حيث دار.
ـ احفظ هذه الأبيات:
العلم قال الله قال رسوله ............. قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ............ بين الرسول وبين رأى فقيه
لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه ... ما لم يتوَّج ربُّه بخلاقِ
- والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شمائلٌ ... تُعْليهِ كان مطيةَ الإِخفاقِ
- كم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً ... لوقيعةٍ وقطيعةِ وفراقِ
- وفقيهِ قومٍ ظل يرصدُ فقهُ ... لمكيدةٍ أو مُسْتَحِلِّ طلاقِ
- وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبهِ ... ما لا تحلُّ شريعةُ الخلاقِ
- وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ ... قطعَ الأناملِ أو لظى الإِحراقِ
حافظ إِبراهيم(57/451)
سؤال وصل عبر بريد الملتقى
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 06, 06:41 م]ـ
أنا مهندس كيمياء أرسلت لى شركة تعمل فى تصنيع اليخوت البحرية ووظيفتى بها ستكون خاصة بالطلاء المشكلة أن هذه اليخوت يتم تصميم بار بداخلها هل يجوز لى العمل فى هذا المصنع
جزاكم الله
كل خير
رقم موبايلى فى مصر 0125370570
أتمنى سماع الرد على الهاتف أو على الايميل الخاص بى
rcoura_2005@yahoo.com
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:03 م]ـ
وفقكم الله.
من الممكن أن تأخذوا جواب السؤال من هذه الروابط:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=48614
http://www.islamonline.net/LiveFatwa/Arabic/Browse.asp?hGuestID=HCpab4
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=19125
http://www.islamselect.com/conts/new1/10-1424/FILES/FILE1/A%20(16).htm(57/452)
هل من خريطة لمواضع المناسك؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من خريطة - أو مجموعة من الخرائط - توضح مواضع أداء المناسك: منى، الجمار، عرفة، نمرة، المزدلفة، الخ؟
أثابكم الله.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:11 م]ـ
أحسن الله إليك:
إذا وصل المسلم إلى مدينة الحجاج وبعد خروجه من قسم الجمارك مباشرة ... يجد أمامه بعض الأفراد على طاولات يوزعون بعض الكتب وكذا مطويات بها خرائط تفصيلية لما ذكرتَ ... وهي مفيدة جدا للحاج الذي يسير وحده ... ودقيقة جدا لمن انتبه وعرف استعمالها ومصطلحاتها ...
وانظر هنا - رعاك الله -:
http://www.islamweb.net/hajj1425/mapsphotos.php
ـ[نبيل بن صالح]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إليك أخي هذه الخريطة
33326
وهي مأخوذة من موقع طريق الإسلام http://hajj.al-islam.com/arb
حيث تجد معلومات وافية عن الحج
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:15 م]ـ
... خرائط تفصيلية لما ذكرتَ ... وهي مفيدة جدا للحاج الذي يسير وحده ... ودقيقة جدا لمن انتبه وعرف استعمالها ومصطلحاتها ...
شيخنا أبا عبد الله
أثابكم الله.
ليت من يتوفر عليها يقوم بمسحها ضوئيا وتوفيرها على الشبكة إن أمكن.
أخي ابن صالح
جزاك الله خيرا.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:43 م]ـ
شيخنا الفاضل تفضلوا
http://www.islamway.com/hajj26/
ستجد أيقونة الخرائط
عمل جميل قام به الإخوة في طريق الاسلام
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:40 م]ـ
أحسن الله إليك
عمل موفق.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[07 - 01 - 06, 03:34 ص]ـ
أنا أستعمل خرائط الفارسي.
وهي موجودة في المكتبات الكبيرة.
وهي ممتازة جدا.
ـ[الغواص]ــــــــ[11 - 12 - 07, 10:19 م]ـ
http://wwww.ksu.edu.sa/kfs-website/source/46.htm
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?p=282046
http://www.moe.edu.kw/hagybat%20almalem%201/zz01/all%20edu/islamic/shfafiat/115.jpg
http://islamic.naseej.com/detail.asp?inserviceid=109&intemplatekey=page03
http://www.alansaree.org/hajj.htm
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=94085
ويبدو أن بعضها مأخوذة من بعض وهناك أخطاء طفيفة لا تمنع من الاستفادة من الخرائط الموجودة(57/453)
من قصص الصوفية مع الطعام (لطيفة)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدعي الأخوة الصوفية أن المشهور عنهم الزهد والتقشف وصيام الدهر وبعضهم يقول عاش شهرا أو شهرين دون طعام وقد يكون دون شراب وفي هذا الموضوع أنقل مثلا ونسبة للصوفية توضح زيف ادعائهم وتظهر لطائف جوعهم:
من كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي رحمه الله:
- (أكل الصوفى) يضرب المثل بأكل الصوفية يقال آكل من الصوفية وآكل من الصوفى لأنهم يدينون بكثرة الأكل ويختصون بعظم اللقم وجودة الهضم واغتنام الأكل وسئل بعض القراء عنهم فقال رقصة أكله وبلغ من عنايتهم بأمر الأكل وشدة حرصهم على قطع أكثر الأوقات به أن نقش بعضهم على خاتمه (أكلها دائم) ونقش آخر (آتنا غداءنا) ونقش آخر (لا تبقى ولا تذر) وفسر أحدهم الشجرة الملعونة فى القرآن فقال هى الخلال لمجيثه بعد انقضاء أمر الطعام ووقوع اليأس منه وفسر آخر قوله تعالى (ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم) فقال إلى المنزل إذا لم تكن دعوة وإلى مثل تلك الحال أشار من قال
(كأن أبا يحيى يساق إلى الموت ... إذا ما تفرقنا وصرنا إلى البيت)
(لعلم أبى يحيى بما هو صائر ... إليه إذا أمسى من الخبز والزيت)
وفسر بعضهم قوله تعالى (هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا) فقال هم الذين يثردون ولا يأكلون وغيرهم يأكل وقال آخر بل هم الذين لا سكاكين معهم فى أيام البطيخ!!!!
وقال بعضهم العيش فيما بين الخشبتين يعنى الخوان والخلال
ولقبوا الطشت والإبريق إذا قدما قبل المائدة ببشر وبشير وإذا قدما بعدها بمنكر ونكير ولقبوا الحمل بالشهيد ابن الشهيد والقطائف بقبور الشهداء وكنوز الزهاد وكنوا الزماورد بأبى جامع والبهط بأبى نافع والأشنان بأبى إلياس إلى أشباه لهذه النقوش والتفاسير والألقاب والكنى كثيرة جدا لا يتسع لها هذا الكتاب
وقد أفصح بعض الظرفاء عن حقيقة وصفهم وجلية حالهم فقال وما قال إلا الحق
(صبحت قوما يقول قائلهم ... نحن على ذى الجلال متكله)
(فالوقت والحال والحقيقة والبرهان ... والرقص عندهم مثله)
(فلم أزل خادما لهم زمنا ... حتى تبينت أنهم أكله)
وأنشدت لأبى القاسم عمر بن عبد الله الهرندى فيهم
(تبا لقوم جعلوا ... دينا لدنيا مأكله)
(تستروا بأنهم ... صوفية محنبلة)
(وما يساوى نسكهم ... قمامة فى مزبله)
(اتخذوا شباكهم ... إحفاءهم الأسبله)
(وهم إذا فتشتهم ... منافقون أكله)
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:14 م]ـ
و هذه أخرى
النص بحروفه من مصدره:
إقتباس:
القهوة: هي مما قدّمه الجنُّ لسليمان عليه السلام وقالوا له: فنّ جان. ومن هنا أخذت كلمة فنجان.
روي أن رجلاً صالحاً من أهل المغرب كان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال: يا رسول الله إنّي أشرب القهوة فما أقول عند شربها، قال: قل اللهم اجعلها نوراً لبصري وعافيةً لبدني وشفاءً لقلبي ودواءً لكلّ داء يا قوي يا متين واتل البسملة واشرب. ثمّ قال: إن الملائكة تستغفر لك ما دام طعم القهوة في فمك.
وقد جاء في المجلة الألمانية: أنّ شرب فنجانين من القهوة كل يوم يساعدان على التركيز ويعطيان الإنسان حاجته العادية من فيتامين ب 6 - ب 12 أما أكثر من ذلك فهو يؤدي إلى حرمان الجسم من امتصاص الحديد اللازم له. والكافيئين تنشط الغدد فوق الكلية التي تساعد على إفراز مادة الإدرينالين.
ا. هـ
المصدر: الفوائد الإلهية الواردة عن خير البرية تأليف الحاجة درية خليل الخرفان ط1، صفحة: 133
تعليقات:
أولاً - لا تسأل أيها السلفي المتحجر عن سند الرواية، فالحديث وإن كان منقطعاً وإن كان راويه الوحيد مجهول فإنه صحيح. لأن راويه المجهول هو من الأولياء الصالحين الذين يرون رسول الله يقظةً.
ثانياً - يجب الجمع بين الكلام المنسوب إلى رسول الله في هذه الرواية وبين نص المجلة الألمانية، وعدم ضرب هذه النصوص ببعضها، فإن المجلة الألمانية مصدر هام للتشريع عند الأخوة المتصوفة.
ثالثاً - الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به القوم!
ـ[أديب الأصولي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير
وأعاذنا واياكم من الافلاس في الدنيا ولآخرة
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:56 م]ـ
الأخ أبو عمر
أدعو لوالدتك بدعاء رسول الله (ص)
اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءاً لا يغادر سقما .. آمين
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:39 ص]ـ
الأخ أبو عمر
أدعو لوالدتك بدعاء رسول الله (ص)
اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءاً لا يغادر سقما .. آمين
__________________
اللهم آمين
ـ[أديب الأصولي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 07:49 م]ـ
السلام عليكم
عفوا أليست (ص) بدعة؟؟
ما يمنعنا من كتابتها، صلى الله عليه وآله وسلم
لست رافضي،، لكن السلام والصلاة على الآل من الصلوات الابراهيمية الصحيحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/454)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وكتابتها (ص) خلاف الأولى على ما أعرف وللعلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى فتوى في ذلك(57/455)
سؤال ورد حول مسائل الحج
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:35 م]ـ
أما السؤال فهو: في آية التمتع تخصيص التمتع بالهدي. هل نفهم من ذلك أنه لا هدي في حج الإفراد؟ أما القران فواضح أنه ذو هدي.
وأيضا في الآية ذكر الرجوع بعد التمتع. فهل التمتع غير جائز في حق المكي؟
أما الرد ففي تعليقات الشيخ الفاضل ماجد الحموي على الغاية والتقريب في آخر كتاب الحج كلام خطير جدا عفى الله عنه.
الكتاب جيد يذكر الأدلة وأحيانا يعترف بضعفها. وقد يكون القول صحيح والنص ضعيف فلا عيب في الاستدلال بالضعيف في حالات أو الاستشهاد لتقوية القياس إلى غير ذلك. ولكن أشعر أحيانا من كلامه أنه يرى التقليد الجامد في هذا العصر والله أعلم.
المهم: قال أن شيخ الاسلام هو أول من حرم شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم تسليما طيبا. وليس الأمر كذلك بل شيخ الاسلام ذكر آثار عن الأءمة بهذا المعنى في قاعدة جليلة. وقال الشيخ ماجد أن هذا كان مجمع عليه من قبله وذلك يخالف الواقع لأن لا اجماع كما سيرى من قرأ كتاب شيخ الاسلام. ثم شرع في ذكر الأدلة على ذلك وليس فيه شيء صريح في زيارة القبر (بل هي في زيارة المساجد) إلا وفيها ضعف في السند, أو هي فيمن سفر إلى المسجد وكان في المدينة ثم زار القبر بدون قصد القبر عند الشروع في السفر, أو ليس في الحديث ذكر السفر أصلا, أو هو أول آية عن معناها الظاهرة, أو شيئ مثل هذا.
ثم قال بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يستشفع به الزائر.
والله المستعان.
فلعل الكتاب فيه عيب بالنسبة للطالب الغير متمكن في العقيدة.
والله أعلم.
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:35 م]ـ
نعم الإفراد لا هدي فيه
وأهل مكة لا تمتع عليهم إذ يحرمون بالحج فقط
وما ذكرته عن الكتاب من الملاحظ فأنت مصيب في ذلك
والله المستعان
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:29 م]ـ
فعلى مذهب وجوب عمرة الاسلام فالمكي يعتمر قبل أشهر الحج أم له حج القران؟(57/456)
التعظيم
ـ[أم يوسف]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النفس (معظِّمة) تبحث عن من تعظمه، فهذا تعظمه لماله، وذاك تعظمه لجاهه، وهذا لعلمه، وهذا لعمله ومنصبه، وتناولت المعظمات تباعا للاهتمام حتى غُفل عن تعظيم من له العظمة والكبرياء فهو الخالق المالك المتصرف ذي الجلال والإكرام ذو صفات الجمال والجلال
فهل نسينا أم تناسينا "العظيم"؟
من له العظمة المطلقة،عظيم في ذاته، وعظيم في صفاته، وعظيم في أفعاله، وعظيم في تقديراته.
فالعظيم: هو الذي يُعظِّمه خلقه، ويهابونه، ويتَّقونه.
(فالتعظيم لله عز وجل هو معرفة العظمة له، مع التذلل.
وهذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به: أشدهم له تعظيما، وإجلالا) "1".
(وكل من كان بما له سبحانه وتعالى من الأسماء والصفات أعلم وأعرف، كان بالله أعلم وأعرف) "2".
(فمن الناس من ليس لهم من معرفة الله تعالى إلا الصفات والأسماء التي قرعت أسماعهم، ومن الناس: العالم البصير الذي يطالع تفاصيل صنع الله تعالى في شرعه وقدره، حتى يرى ما يبهر عقله، فتزداد عظمة الله تعالى في قلبه، فيزداد حبا له.
والإرتقاء في درجات المعرفة مجال تنافس بين العباد ليحققوا عبوديتهم لله تعالى في أكمل صوَرها، ويحتاج طالبها إلى الدعاء الدائم، وملازمة الإستقامة لينور الله له قلبه.
ويعلمه بفضله وكرمه، ويأس الإنسان أن يصل إلى ما يحب الله ويرضاه من معرفته وتوحيده، كبيرة من الكبائر، بل عليه أن يرجو ذلك ويطمع فيه. لكن من رجا شيئًا طلبه، ومن خاف من شيئ هرب منه، وإذا وجد اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الإستغفار، والإجتهاد، فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال) "3".
ومن تعظيم الرب تعالى.: "4"
1 - تعظيم أمره ونهيه، فيحرص على التباعد من مظان المناهي وأسبابها، وما يدعوا إليها. فهذا من تعظيم الرب في قلب العبد وإجلاله {ما لكم لا ترجون لله وقارا}
2 - مجانبة كل وسيلة تقرِّب من المناهي، كمن يهرب من الأماكن التي تقع بها الفتنة خشية الإفتتان به.
وتذكر:"إياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتن، فإن الهوى مكايد"
3 - وأن يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس.
4 - وأن يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروه.
5 - مجانبة من يجاهر بالمعاصي ويحسنها ويدعوا إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها، فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تعالى وغضبه، ولايخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته.
6 - تعظيم الله جل وعلا بالإكثار من ذكره في كل وقت وحين، والبدء باسمه في جميع الأمور، وحمده والثناء عليه بما هو أهل له، وتهليله، وتكبيره.
7 - ومن تعظيمه: تعظيم كتابه المنزل على رسوله محمد? والإقبال عليه قراءة وتدبرا وفَهْمًا وعملا.
8 - ومن تعظيمه: تعظيم رسوله المرسل على خير أمة أخرجت للناس، وتوقيره صلوات الله عليه وسلامه.
9 - ومن تعظيمه: محبة أماكن الخير، وأهلها، والداعين لرضوان الله تعالى، وعلى رأسهم سلف هذه الأمة، وعلمائهم، ودعائهم.
10 - ومن تعظيمه: تعظيم حرماته مكانا، وزمانا، وهيئة، وحالاً.
11 - ومن تعظيمه: تعظيم شعائر دينه: كالصلاة، والزكاة، والحج، وسائر التعبدات.
كل ذلك دلالات على ما في القلب من تعظيم الرب جل وعلا، فكل هذه الدلالات تشير على ما في القلب من درجة التعظيم، فالتعظيم هو الباعث للقيام بهذه الأعمال، وهي كالمؤشرات على درجته،تنقص بنقصانه وتزيد بزيادته.
وللحديث بقية ....
"1":مدارج السالكين/ابن القيم
"2": مجموع الفتاوى/ابن تيميه
"3":تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات/الدكتورة: فوز كردي."بتصرف"
"4":الوابل الصيب/ابن القيم. "بتصرف"
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:27 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا اختى
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(57/457)
شيخ الاسلام محمد بن ابراهيم رحمه الله
ـ[اياس]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:25 ص]ـ
الشريط الثالث من شرح كتاب البيوع من عمدة الفقه لابن قدامة رحمه الله
لفضيلة الشيخ محمد المختار حفظه الله ذكر الشيخ ان والده رحمه الله اتى
الى الرياض في الستينات والسبعينيات ومكث فيها يدرس في المعهد وهو اول
معهد وكان فيه العلماء والمشايخ وكان في المساء يدرس على يد الامام استطيع
ان اقول شيخ الاسلام الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله ولا اظن احدا قرأ علم
الشيخ محمد بن ابراهيم وعرف سيرته الا يكاد يجزم انه شيخ من مشائخ الاسلام
ما كان الوالد يذكره الا وتدمع عينه ويخشع لعظيم حقه رحم الله الجميع.
نقلته بتصرف
ـ[قرة]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:38 ص]ـ
للفائدة والد الشيخ محمد الشنقيطي كان هو قارئ الدرس في مجلس الشيخ بن ابراهيم رحم الله الجميع
وكفى في ذلك رداً على من اتهم الشيخ أو أبوه بالتصوف، فقد نهلوا من علم الشيخ بن ابراهيم رحمه الله وهو من هو علماً نحسبه كذلك والله حسيب الجميع(57/458)
استفسارات
ـ[نورالدين اغزال]ــــــــ[05 - 01 - 06, 10:39 ص]ـ
1/ ما معنى " ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الصفات "
2/ ما معنى " واجب الوجود بنفسه لا يقبل العدم "
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[05 - 01 - 06, 11:04 ص]ـ
أخي الحبيب: اما قولهم" ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الصفات " فهي ترجع بالمعنى لقائلها لانها جملة مطاطة قد يراد بها حق وقد يراد بها باطل.
اما الحق: فهو ان نفي مشابهة صفات الله مع خلقه لا يستلزم نفي الصفة التي ذكرها الله. وهو مثل قولنا لله يد ليست كأيدينا
لسنا نشبه ربنا بعبيده ... رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسمه ... اذ كانت الصفتان تختلفان
فاثبات الصفة مع نفي المشابهة هو الحق الذي لا مرية فيه.
فنفي التشابه هنا لا يعني نفي الصفة.
ولكن نفس العبارة قد يستخدمها نفاة الصفات باثباتهم للصفات اسما ونفي ان تكون الصفات التي نعلمها.
فبزعمهم ان لفظ يد يدل على القوة ولا يعني ان لله يد هم اثبتوا صفة وبزعمهم نفوا التشبيه.
اما قول المتكلمين ان: " واجب الوجود بنفسه لا يقبل العدم "
فهم استبدلوا طريق الله بطريقة غيرها. فارادوا الاستدلال بوجود الخالق بطرقهم الكلامية. فقالوا: كل ما في الوجود اما ان يكون واجبا للوجود:لان العقل لايقبل الا وجوده ولا يكون الشيء الا بوجوده. وممكن الوجود وهو ما لا يؤثر وجوده وعدمه بل يكون تبعا للواجب.
فالاول بطريقتهم لا يقبل العدم لان وجود غيره مرتبطا به.
من الناحية المنطقية هذا الكلام يرد ويقبل حسب عقول الناس وجدلهم.
وانصحك ان كنت تقرأ في كتب المتكلمين ان لا تضيع وقتك عليها قبل ان تفهم القواعد العقلية التي اتفق الناس عليها والتي لا يختلف عليها أحد.
ولكنك مهما حاولت مع الناس بالجدل فلن تجد خير من كلام الله عز وجل ففيه اسس مجادلة كل معاند.(57/459)
هل الأجر في الحج على قدر المشقة! د. نايف بن أحمد الحمد
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 02:11 م]ـ
العنوان هل الأجر في الحج على قدر المشقة!
المجيب د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي بمحكمة رماح
التصنيف الجديد
التاريخ 04/ 12/1426هـ
السؤال
دار نقاش بيني وبين أحد زملائي بخصوص حملات الحج، فهو يقول: إن الذي يحج في حملة رخيصة، وبعيدة عن الجمرات -حتى وإن كان قادراً مالياً- أكثر أجراً من الذي يحج في حملة قربية من الجمرات؛ لأن الأجر على قدر المشقة، وأنا أقول: لا توجد فوارق؛ لأن الذي يحج بحملة قريبة يستطيع -بتوفيره للوقت- أن يستغل هذا القرب في العبادة والدعاء، وكذلك هو دفع مالاً أكثر، وهذه كذلك مشقة. أرجو إفادتنا، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك؟ فقيل لها: انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم، فأهلي ثم ائتينا بمكان كذا ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك. أخرجه البخاري (1787).
فيلاحظ هنا أنه علق الأجر على أحد أمرين النصب والنفقة.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وظاهره أن الثواب والفضل في العبادة بكثرة النصب والنفقة. شرح مسلم (8/ 152).
وقال الحافظ ابن حجر: وهو كما قال لكنه ليس بمطرد؛ فقد يكون بعض العبادة أحق من بعض، وهي أكثر فضلا وثوابا بالنسبة للزمان، كقيام ليلة القدر بالنسبة لقيام رمضان، وبالنسبة للمكان كصلاة ركعتين في المسجد الحرام بالنسبة لصلاة ركعات في غيره، وإلى شرف العبادة المالية والبدنية كصلاة الفريضة بالنسبة إلى أكثر من عدد ركعاتها، وأطول من قراءتها ونحو ذلك من صلاة النافلة، وكدرهم من الزكاة بالنسبة إلى أكثر من التطوع، أشار إلى ذلك ابن عبد السلام في القواعد، وقال أيضا: وقد كانت الصلاة قرة عين النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي شاقة على غيره وليست صلاة غيره مع مشقتها مساوية لصلاته مطلقا والله أعلم. فتح الباري (3/ 611)، عمدة القاري (10/ 124)، كشف الخفاء (1/ 50).
وفي حديث "ذهب المفردون بالأجر" ثواب عظيم على عمل يسير، لذا قال الكرماني رحمه الله تعالى: (كيف يساوي قول هذه الكلمات مع سهولتها وعدم مشقتها الأمور الشاقة الصعبة من الجهاد ونحوه، وأفضل العبادات أحمزها، قلت أداء هذه الكلمات حقها الإخلاص، سيما الحمد في حال الفقر من أفضل الأعمال وأشقها.
ثم إن الثواب ليس بلازم أن يكون على قدر المشقة؛ أَلاَ ترى في التلفظ بكلمة الشهادة من الثواب ما ليس في كثير من العبادات الشاقة " ا. هـ. عمدة القاري (6/ 129)، فتح الباري (2/ 328)، فيض القدير (2/ 34). والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=100315
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 01 - 06, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرا،
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68953
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 06:52 م]ـ
بارك الله فيك.(57/460)
رجاء المساعدة ما حكم تعليق الزينةوالقناديل أيام العشر؟
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 06:05 م]ـ
إخواني أعضاء الملتقى المبارك أرجو من لديه بحث في حكم تعليق الزينة يوم عيد المسلمين ألا يبخل عليّ به لأنني عندما قرأت الأدلة التي كتبها شيخنا المربي محمد حسين يعقوب (حفظه الله) عن حرمة الأحتفال برأس السنة , فخفت أن تكون هذه المسألة أيضا تشبه بالكفار.
لأني عمت على تعليقها في المبنى حتى أغيظ بها الكفار , أرجو الإفادة وفي أسرع وقت.
الأدلة التي نقلها شيخنا المبارك وأتاني الريب منها هي:-
- قال الله ـ تعالى ـ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (ثم جعل محمداً صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها له، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته).
2 - قال الله ـ تعالى ـ: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إنَّكَ إذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145]. ويقول ـ تعالى ـ عن اليهود والنصارى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} [الرعد:37]. يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره هذه الآية: (وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعد ما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية ـ على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام ـ).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ففيه دلالة على أن مخالفتهم مشروعة في الجملة.
3 - قال النبي: «من تشبه بقوم فهو منهم». والحديث فيه وعيد شديد على التشبه بغير المسلمين؛ فمن تشبه بالأتقياء والصالحين فهو منهم، ومن تشبه باليهود والنصارى وغيرهم من الكفار فهو منهم ـ والعياذ بالله ـ. يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث: (ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعبادتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقر عليها).
4 - وقال النبي: «إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم»، وعندما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر».
5 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: (إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله ـ سبحانه ـ: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67]، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد، موافقه في الكفر، والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر؛ فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره. ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه).
وبعد .. فإن الأدلة في هذه المسألة كثيرة جداً لا يتسع لها هذا المقال، والذي يريد التفصيل فليراجع الكتاب القيم لشيخ الإسلام ابن تيمية: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) وهو كتاب عظيم جدير بالقراءة.
وما ذكرناه من الأدلة، كفاية لطالب الحق ليعلم الضلال والانحراف الذي عليه كثير من الناس في تشبههم بالكفار وتركهم سنة خير البرية محمد.
وختاماً: فإن الله قد أمرنا بمخالفة الكفار لحكمة جليلة وعظيمة، منها: كي لا تدخل محبة هؤلاء إلى قلوب المسلمين؛ فهم أعداء الله وأعداء المسلمين، والتوافق والتشابه في الأمور يولد التآلف والتقارب، ومن ثم الود والحب.
وقد نفى الله ـ عز وجل ـ الإيمان عمن أحب أعداءه المنحرفين عن شرعه فقال ـ تعالى ـ: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. } [المجادلة: 22].
وهذا لا ينافي العدل معهم وحسن معاملتهم ما لم يكونوا محاربين. قال ـ تعالى ـ: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ}. [الممتحنة: 8]
منقول من موقع الشيخ.
ولكن وجدت قول الشربيني (رحمه الله) في الإقناع قال (في باب الصيام)
(والظاهر كما قال الأذرعي أن الأمارة الدالة كرؤيت القناديل المعلقة بالمنابر في أخر شعبان ..... )
والشاهد هو قوله (رحمه الله) القناديل المعلقة بالمنابر , فهل يدل ذلك أن ذاك الفعل متعارف لدينا؟.
أرجو الإهتمام , جزاكم الله خيرا.(57/461)
شيء من أحكام القيء (أكرمكم الله)
ـ[مكي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 06:42 م]ـ
ما حكم القيء من حيث الطهارة من عدمها؟
وهل يلزم منه الوضوء؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[06 - 01 - 06, 07:14 ص]ـ
هذا بعض اقوال الفقهاء في المسألة:(57/462)
ما الدليل على قولهم أن المأموم إذا تخلف عن الإمام بركنين بطلت صلاته و من أين أشترطوا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[05 - 01 - 06, 10:59 م]ـ
ما الدليل على قول العلماء أن المأموم إذا تخلف عن الإمام بركنين بطلت صلاته و من أين أشترطوا العدد؟
أين أجد المسألة مناقشة بالأدلة؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:30 ص]ـ
وأنا أيضاً أسأل عن ذلك مثلك.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 01 - 06, 06:23 ص]ـ
نعم وجدت الغزالي رحمه الله ذكر ذلك فى الإحياء في ربع العبادات، لما قال ويشترط الموالاة وتبطل بأكثر من ركنين، وكنت وددت أن أسأل عنها أحدا، فذهلت عنها، وها أنا أسأل معكم؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:40 ص]ـ
للرفع
نرجوا التفاعل فكلنا نتعرض لهذه المسألة
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:44 م]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الكرام حفظكم الله تعالي
أظن أن تحديد البطلان بفوات ركنين تحديداً لا دليل عليه من كتاب أو سنة صحيحة بل وربما ضعيفة أيضاً
ومن كان عنده فضل علم في هذا فليمن علينا به مأجوراً
والسلام عليكم
ـ[خالد صالح]ــــــــ[20 - 08 - 06, 01:42 م]ـ
للرفع
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:44 م]ـ
أظن والله أعلم أن أصل هذه المسألة إنما هو في حق المتعمد.
فمن تعمد ترك الواجب من متابعة الإمام بطلت صلاته.
ولعل تحديد ذلك بركنين أنه بداية حد إنقطاع المتابعة.
وأما إن كان لعذر كسهو ونحوه فإن الذي ينقطع هنا المتابعة فقط (الجماعة) وليس أصل الصلاة فيأخذ أجر المنفرد وهذه فائدة مخرجة على قول الشوكاني في السيل (1/ 258 - 259): (أقول صلاة الجماعة عمل لأن لها وصفا زائدا على صلاة الفرادى بالاجتماع والمتابعة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما الأعمال بالنيات وصح عنه أنه قال لا عمل إلا بنية فلا يكون الإمام إماما ولا المؤتم مؤتما إلا بالنية فإذا لم ينويا جميعا لم تكن جماعة وصحت صلاة الجميع فرادى ومجرد الانتظار والمتابعة لا يوجبان البطلان
وهكذا إذا نويا الائتمام لم يكن ذلك موجبا لبطلان صلاتهما لأن نية الإمامة قد تضمنت نية أصل الصلاة مع نية أمر زائد عليها وهو التجميع فإذا بطل كونها جماعة لم يبطل كونها صلاة ومن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل فكهذا ينبغي أن يكون الكلام في هذا المقام فدع عنك التسرع إلى الحكم بالبطلان فأمر الشرع لا يثبت بالترهات والخزعبلات كما وقع هنا في شرح الجلال رحمه الله من المجادلة لعدم وجوب النية من الأصل).
والله أعلم.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:03 م]ـ
متابعة:
قال البهوتي في كشاف القناع (1/ 447): (ويلزم المأموم متابعة إمامه في صلاة الجهر) إذا سجد للتلاوة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم وإذا سجد فاسجدوا (فلو تركها) أي ترك المأموم متابعة إمامه في سجدة التلاوة في الصلاة الجهرية (عمدا بطلت صلاته) لتعمده ترك الواجب ولو كان هناك مانع من السماع كبعد وطرش لأنه لا يمنع وجوب المتابعة).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:22 م]ـ
أين مشاركات الإخوة الأفاضل.
ـ[أبو رقية]ــــــــ[18 - 09 - 06, 09:00 م]ـ
نرجو الإفادة
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[19 - 09 - 06, 04:52 ص]ـ
قال الحافظ في " فتح الباري " (2/ 178):
" قوله: (إنما جعل الإمام ليؤتم به) قال البيضاوي وغيره: الائتمام الاقتداء والاتباع أي جعل الإمام إماما ليقتدي به ويتبع ومن شأن التابع أن لا يسبق متبوعه ولا يساويه ولا يتقدم عليه في موقفه بل يراقب أحواله ويأتي على أثره بنحو فعله ومقتضى ذلك أن لا يخالفه في شيء من الأحوال وقال النووي وغيره متابعة الإمام واجبة في الأفعال الظاهرة ".
قال النووي في" المجموع " (4/ 202):
" الحال الثاني: أن يتخلف عن الإمام، فإن تخلف بغير عذر نظرت فإن تخلف بركن واحد لم تبطل صلاته على الصحيح المشهور، وفيه وجه للخراسانيين أنها تبطل.
[وإن تخلف بركنين بطلت بالاتفاق لمنافاته للمتابعة].
قال أصحابنا: ومن التخلف بلا عذر أن يركع الإمام فيشتغل المأموم باتمام قراءة السورة قالوا: وكذا لو اشتغل بإطالة تسبيح الركوع والسجود ... ".
و قال في " شرح منتهى الإرادات " (1/ 266):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/463)
و ان تخلف عنه بلا عذر بركنين بطلت صلاته لانه ترك الإئتمام لغير عذر أشبه ما لو قطع الصلاة و ان كان تخلفه بركنين لعذر كنوم و سهو و زحام لم تبطل للعذر و يلزمه ان يأتي به و يلحق إمامه مع أمن فوت الآتيه فأن لم يأت بما تركه بتخلفه مع أمن فوت الركعة الآتية باشتغاله بفعل ما تخلف به بطلت صلاته ".
وفي " كشاف القناع " (1/ 667):
(وإن تخلف) المأموم (بركنين) لغير عذر (بطلت) صلاته؛ لتركه متابعة الإمام بلا عذر
(و) إن كان تخلفه بالركنين فأكثر (لعذر كنوم وسهو وزحام إن أمن فوت الركعة الثانية أتى بما تركه وتبعه) لتمكنه من استدراكه بلا محذور (وصحت ركعته) فيتم عليها.
و في "الموسوعة الكويتية " (1/ 1910):
" الاقتداء في الصّلاة هو متابعة الإمام، والمتابعة واجبة في الفرائض والواجبات من غير تأخير واجبٍ، ما لم يعارضها واجب آخر، فإن عارضها واجب آخر فلا ينبغي أن يفوته، بل يأتي به ثمّ يتابعه، لأنّ الإتيان به لا يفوّت المتابعة بالكلّيّة، وإنّما يؤخّرها، وتأخير أحد الواجبين مع الإتيان بهما أولى من ترك أحدهما بالكلّيّة، بخلاف ما إذا كان ما يعارض المتابعة سنّة، فإنّه يترك السّنّة ويتابع الإمام بلا تأخيرٍ، لأنّ ترك السّنّة أولى من تأخير الواجب .. "
فالبطلان بالتخلف عن الإمام بركنين؛ لعدم الإتيان بواجب المتابعة؛ وترك الواجب عمدا في الصلاة يلحق بترك الركن مطلقا على أصول المذهب بل وهو قول الأكثر من أهل العلم كما حرره العلامة العثيمين -رحمه الله-، وقد كنت أظنه قديما من أصل المذهب فقط فوجدته بعد قول الجمهور، وهوقوي.
ولاتفاق النووي وإن كان الإتفاق يحتاج تحريرا لبيان من يقصدهم بالاتفاق.
ولأنه إذا كبر الإمام للسجود، فركع المأموم؛ المتخلف عنه بركنين؛ فحتما لم يتابعه.
وللمخالف أن يتصور الصورة.
والفاء للتعقيب ولايضر كلام الحافظ فقد تعقبه العيني.
أما قول الشوكاني فهو قوي وله شواهد تدل عليه وقد قال به النخعي، وابن عقيل من الحنابلة - وهو وجه عندهم؛ لكن يعكر عليه مثل: " أعد صلاتك؛ فإنه لاصلاة لمنفرد خلف الصف " بالرغم من أن المتروك تعلقه بهيئة بالصفوف وهيئتها و صفة موقف المأمومين، لا بكونه تشبها بالنساء؛ وأنه موقف المرأة؛ بوب البخاري: المرأة تكون وحدها صفا. ولامخرج إلا بحمل الأمر بالإعادة على العقوبة للمنفرد - وله أصل. أو أن الأمر بالإعادة على الاستحباب فقط.
و هذا الحديث من عمد الجمهور في إلحاق تارك الواجب عمدا في الصلاة ونحوها بتارك الركن مطلقا.
وعذرا للإطالة والمداخلة.(57/464)
سؤالان متعلقان بصلاة الجنازة
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[05 - 01 - 06, 11:45 م]ـ
السلام عليكم
ارى بعض الناس يسارعون الى لمس النعش بعد اداء صلاة الجنازة ومحاولة رفعه ولو لمسافة بسيطة .. فهل هناك اي دليل يعتمد عليه في هذه المسئلة؟ وهل صح اثر ابن عمر رضي الله عنه حول رفع اليدين عند التكبير في صلاة الجنازة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 06, 05:09 ص]ـ
ارى بعض الناس يسارعون الى لمس النعش بعد اداء صلاة الجنازة ومحاولة رفعه ولو لمسافة بسيطة .. فهل هناك اي دليل يعتمد عليه في هذه المسئلة؟ وهل صح اثر ابن عمر رضي الله عنه حول رفع اليدين عند التكبير في صلاة الجنازة؟
الجواب
العمل الذي ذكرت لا دليل عليه والأثر الذي سألت عنه ضعفه الألباني رحمه الله تعالى
ـ[وائل النوري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 04:55 م]ـ
أخي "زياد عوض" ما لي أراك تهجم على المسائل؟!
فقد سبق مني اعتراض عليك في مسألة "السلس" ولم تجب عنها. وفد فرقت فيها بفرق غير معلوم والقاعدة في ذلك: من فرق بين الحلال والحرام بفرق غير معلوم لم يكن صحيحا.
وفي هذه المسألة أليس في كلام السائل ما يدل على التفصيل؟
ألا يفرق بين مجرد اللمس وبين المسارعة إلى حمل الجنازة؟
أترك لك الجواب.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 01 - 06, 02:17 ص]ـ
أخي وائل عفا الله عنّا وعنّك الرجل سأل عن مشروعية هذا الفعل وهل له دليل من الكتاب والسنّة فأجبته على ذلك ولو اتسع وقتي الآن لذكرت لك قول من عد هذا الفعل من البدعة من أهل العلم أمّا بنسبة لما كتبت عن موضوع السلس فأنا أعرف بما كتبت ولم أقرأ ردك لغيابي فترة عن الشبكة وأنا أعرف قدري جزاك الله خيرا وإذا كانت بعض الإجابات لا تروق لك فأقلنا من تعليقاتك بارك الله فيك وليكن عندك علم أنّي لا أذكر جواباً على مسألة إلّا ولي فيه سلف عفا الله عنك وعن أسلوبك الهجومي
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
جواباً على السؤال الثاني
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - في شرحه الممتع على الزاد:
قوله: "ويرفع يديه مع كل تكبيرة"، "ويرفع" الضمير يعود على المصلي، أي: يرفع يديه مع كل تكبيرة على صفة ما يرفعهما في صلاة الفريضة، أي: يرفعهما حتى يكونا حذو منكبيه، أو حذو فروع أذنيه.
وقوله: "مع كل تكبيرة"، هذا هو القول الصحيح والدليل على ذلك ما يلي:
- ورود السنة بذلك، بسند جيد، كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز - حفظه الله -، وأعله الدارقطني بعمر بن شيبة، لكن قال الشيخ عبد العزيز: إن عمر ثقة، والزيادة من الثقة عند علماء الحديث مقبولة، إذا لم تكن منافية وهنا لا تنافي؛ لأن المسكوت عنه ليس كالمنطوق، ولا منافاة إلا إذا تعارض منطوقان، أما إذا كان أحدهما ناطقاً والثاني ساكتاً فلا معارضة؛ لأن عدم النقل ليس نقلاً للعدم.
- أنه صح عن ابن عمر - - موقوفاً، وله حكم الرفع؛ لأن مثله لا يثبت بالاجتهاد.
ولو قيل: لعل ابن عمر - - قاس ذلك على غيرها من الصلوات؟
فالجواب: أن الصلوات الأخرى ليس فيها رفع في كل تكبيرة، كما ثبت ذلك من حديث ابن عمر نفسه.
- أن المعنى يقتضيه؛ لأنه إذا حرك يديه اجتمع في الانتقال من التكبيرة الأولى قول وفعل، كسائر الصلوات، فإن الصلوات يكون مع القول فعل إما ركوع، أو سجود، أو قيام، أو قعود، فكان من المناسب أن يكون مع القول فعل، ولا فعل هنا يناسب إلا رفع اليدين؛ لأن الركوع والسجود متعذران فيبقى رفع اليدين.
وحينئذٍ يكون رفع اليدين في كل تكبيرة مؤيداً بالأثر، والنظر. اهـ.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:13 ص]ـ
جزى الاخوة الكرام خيرا للمشاركة في اثراء هذه المسئلة.
اورد الشيخ سيد سابق رحمه الله في كتابه فقه السنة تحت عنوان حمل الجنازة والسير بها ما نصه:
يشرع تشييع الجنازة وحملها , والسنة ان يدور على النعش حتى يدور على جميع الجوانب. روى ابن ماجه والبيهقي وابوداود الطيالسي عن ابن مسعود قال (من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها فانه من السنة ثم ان شاء فليتطوع وان شاء فليدع) ا. هـ
واذا صح هذا الاثر فهو نص في محل النزاع لاسيما وان قول الصحابي من السنة فعل كذا هو في حكم المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ... فمن يبحث لنا صحة هذا الاثر؟؟
وبارك الله فيكم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:32 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/465)
بارك الله فيكم
اورد الشيخ سيد سابق رحمه الله في كتابه فقه السنة تحت عنوان حمل الجنازة والسير بها ما نصه:
يشرع تشييع الجنازة وحملها , والسنة ان يدور على النعش حتى يدور على جميع الجوانب. روى ابن ماجه والبيهقي وابوداود الطيالسي عن ابن مسعود قال (من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها فانه من السنة ثم ان شاء فليتطوع وان شاء فليدع) ا. هـ
واذا صح هذا الاثر فهو نص في محل النزاع لاسيما وان قول الصحابي من السنة فعل كذا هو في حكم المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ... فمن يبحث لنا صحة هذا الاثر؟؟
قد كنت أبحث عنه الأيام الماضية لأنني رأيت أن الامام الصنعاني رحمه الله في سبل السلام بعد سرده للأقوال في المسألة المشي في الجنازة قال: تنبيه: وذكر الحديث وتوقف بعد ذلك.
في تلخيص الحبير بنحوه:
750 - (20) - حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: {إذَا تَبِعَ أَحَدُكُمْ الْجِنَازَةَ فَلْيَأْخُذْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، ثُمَّ لْيَتَطَوَّعْ بَعْدُ أَوْ لِيَذَرْ فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ}. أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: {مَنْ اتَّبَعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ، ثُمَّ إنْ شَاءَ فَلْيَتَطَوَّعْ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ}. لَفْظُ ابْنِ مَاجَهْ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ: اخْتَلَفَ فِي إسْنَادِهِ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ. وَفِي الْعِلَلِ ثُمَّ لِابْنِ الْجَوْزِيِّ مَرْفُوعًا، عَنْ ثَوْبَانَ، وَأَنَسٍ، وَإِسْنَادُهُمَا ضَعِيفَانِ. وَعَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: {مَنْ حَمَلَ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً}. وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ يَحْمِلُ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: مَنْ حَمَلَ الْجِنَازَةَ بِجَوَانِبِهَا الْأَرْبَعِ فَقَدْ قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ. اهـ.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 08:04 م]ـ
بارك الله فيكم
أخي زياد عوض ذكرتم:
والأثر الذي سألت عنه ضعفه الألباني رحمه الله تعالى.
فلعلكم اطلعتم على تصحيحه في موضع آخر، فلو ذكرتموه جزاكم الله خيراً، لأنني وجدت
الألباني (1) صحح أثر ابن عمر - رضي الله عنه - قال في أحكام الجنائز:
قلت: ولم نجد في السنة ما يدل على مشروعية الرفع في غير التكبيرة الاولى، فلا نرى مشرعية ذلك، وهو مذهب الحنفية وغيرهم، واختاره الشوكاني وغيره من المحققين، وإليه ذهب ابن حزم فقال: (5/ 128): " وأما رفع الايدي فإنه لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع في شئ من تكبيرة الجنازة إلا في أول تكبيرة فقط، فلا يجوز فعل ذلك، لانه عمل في الصلاة لم يأت به نص، وإنما جاء عنه عليه السلام أنه كبر ورفع يديه في كل خفض، ورفع، وليس فيها رفع وخفض، والعجب من قول أبي حنيفة برفع الايدي في كل تكبيرة في صلاة الجنازة، ولم يأت قط عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنعه من رفع الايدي في كل خفض ورفع في سائر الصلوات، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ". قلت: وما عزاه إلى أبي حنيفة روى في كتب الشراح من الحنفية، فلا تغير بما جاء في الحاشية على "نصب الراية (2/ 285) من التعجب من هذا. . العزو وهو اختيار كثير من أئمة بلخ منهم كما في " المبسوط " للسرخسي (2/ 64)، لكن العمل عند الحنفية على خلاف ذلك، وهو الذي جزم به السرخسي،ولكنهم يرون رفع الايدي في تكبيرات الزوائد في صلاة العيدين مع أنها لا أصل لها أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! وانظر " المحلى " (5/ 83). نعم روى البيهقي (4/ 44) بسند صحيح عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه على كل تكبيرة من تكبيرات الجنازة. فمن كان يظن أنه لا يفعل ذلك إلا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، فله أن يرفع، وقد ذكري السرخسي عن ابن عمر خلاف هذا، وذلك مما لا نعرف له أصلا له أصلا في كتب الحديث.
------------
(1) أفادني إياها أحد المشايخ فجزاه الله خيراً.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:25 م]ـ
الأخ طلال بارك الله فيك
ما ذكرته صحيح وأثر ابن عمر صحيح والضعيف هو المرفوع إلى النبي وقد وهمت وظننت السائل يسأل عن الحديث المرفوع إلى النبي وهو ضعيف فبارك الله فيك ورفع قدرك في الدارين
وجزى الله الشيخ إحسان فقد أكد لي صحة الموقوف وضعف المرفوع فبارك الله في الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/466)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:36 م]ـ
جزى الاخوة الكرام خيرا للمشاركة في اثراء هذه المسئلة.
اورد الشيخ سيد سابق رحمه الله في كتابه فقه السنة تحت عنوان حمل الجنازة والسير بها ما نصه:
يشرع تشييع الجنازة وحملها , والسنة ان يدور على النعش حتى يدور على جميع الجوانب. روى ابن ماجه والبيهقي وابوداود الطيالسي عن ابن مسعود قال (من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها فانه من السنة ثم ان شاء فليتطوع وان شاء فليدع) ا. هـ
واذا صح هذا الاثر فهو نص في محل النزاع لاسيما وان قول الصحابي من السنة فعل كذا هو في حكم المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ... فمن يبحث لنا صحة هذا الاثر؟؟
وبارك الله فيكم
أخي عبد المهيمن بارك الله فيك انظر "ضعيف ابن ماجه 1478"
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:04 ص]ـ
اثابكم الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة .. وبارك فيكم
بارك الله فيكم
قد كنت أبحث عنه الأيام الماضية لأنني رأيت أن الامام الصنعاني رحمه الله في سبل السلام بعد سرده للأقوال في المسألة المشي في الجنازة قال: تنبيه: وذكر الحديث وتوقف بعد ذلك.
في تلخيص الحبير بنحوه:
750 - (20) - حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: {إذَا تَبِعَ أَحَدُكُمْ الْجِنَازَةَ فَلْيَأْخُذْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، ثُمَّ لْيَتَطَوَّعْ بَعْدُ أَوْ لِيَذَرْ فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ}. أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: {مَنْ اتَّبَعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ، ثُمَّ إنْ شَاءَ فَلْيَتَطَوَّعْ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ}. لَفْظُ ابْنِ مَاجَهْ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ: اخْتَلَفَ فِي إسْنَادِهِ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ. وَفِي الْعِلَلِ ثُمَّ لِابْنِ الْجَوْزِيِّ مَرْفُوعًا، عَنْ ثَوْبَانَ، وَأَنَسٍ، وَإِسْنَادُهُمَا ضَعِيفَانِ. وَعَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: {مَنْ حَمَلَ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً}. وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ يَحْمِلُ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: مَنْ حَمَلَ الْجِنَازَةَ بِجَوَانِبِهَا الْأَرْبَعِ فَقَدْ قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ. اهـ.
اذا كان اثر ابن مسعود ضعيفا .. فماذا عن الاثار الاخرى التي اوردها الامام الصنعاني رحمه الله (انس و ابن عمر وابي هريرة) ... هل هي الاخرى لم تصح؟؟ ارجو التوضيح حتى اذا تكلم المرء تكلم بعلم.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:16 ص]ـ
أخي عبد المهيمن بارك الله فيك انظر "ضعيف ابن ماجه 1478"
الكتاب غير متوفر امامي حاليا .. فلو تكرمت وذكرت قول الالباني فيه .. وهو على كل حال لن يخرج عن كونه ضعيفا لايراده له في قسم الضعيف ..
وبارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:46 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=20640#post20640
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 11:00 ص]ـ
قال: (والتربيع أن يوضع على الكتف اليمنى إلى الرجل ثم الكتف اليسرى إلى الرجل) التربيع هو الأخذ بجوانب السرير الأربع وهو سنة في حمل الجنازة لقول ابن مسعود: (إذا تبع أحدكم جنازة , فليأخذ بجوانب السرير الأربع ثم ليتطوع بعد أو ليذر فإنه من السنة) رواه سعيد , في " سننه "
وهذا يقتضي سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصفة التربيع المسنون أن يبدأ فيضع قائمة السرير اليسرى على كتفه اليمنى من عند رأس الميت ثم يضع القائمة اليسرى من عند الرجل على الكتف اليمنى , ثم يعود أيضا إلى القائمة اليمنى من عند رأس الميت فيضعها على كتفه اليسرى ثم ينتقل إلى اليمنى من عند رجليه وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وعن أحمد - رحمه الله- أنه يدور عليها فيأخذ بعد ياسرة المؤخرة يامنة المؤخرة ثم المقدمة وهو مذهب إسحاق وروى عن ابن مسعود , وابن عمر وسعيد بن جبير وأيوب ولأنه أخف ووجه الأول , أنه أحد الجانبين فينبغي أن يبدأ فيه بمقدمه كالأول فأما الحمل بين العمودين فقال ابن المنذر روينا عن عثمان وسعد بن مالك وابن عمر وأبي هريرة , وابن الزبير أنهم حملوا بين عمودي السرير وقال به الشافعي وأحمد وأبو ثور وابن المنذر وكرهه النخعي , والحسن وأبو حنيفة وإسحاق والصحيح الأول لأن الصحابة , رحمة الله عليهم قد فعلوه وفيهم أسوة حسنة وقال مالك ليس في حمل الميت توقيت يحمل من حيث شاء ونحوه قال الأوزاعي واتباع الصحابة , ـ رضي الله عنهم ـ فيما فعلوه وقالوه أحسن وأولى.
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=0&MaksamID=1162&DocID=21&ParagraphID=1206&Diacratic=0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/467)
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:56 م]ـ
الاخ الفاضل .. عبدالرحمن الفقيه
جزاك الله خيرا على هذه النقولات المفيدة.
قال: (والتربيع أن يوضع على الكتف اليمنى إلى الرجل ثم الكتف اليسرى إلى الرجل) التربيع هو الأخذ بجوانب السرير الأربع وهو سنة في حمل الجنازة لقول ابن مسعود: (إذا تبع أحدكم جنازة , فليأخذ بجوانب السرير الأربع ثم ليتطوع بعد أو ليذر فإنه من السنة) رواه سعيد , في " سننه "
وهذا يقتضي سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصفة التربيع المسنون أن يبدأ فيضع قائمة السرير اليسرى على كتفه اليمنى من عند رأس الميت ثم يضع القائمة اليسرى من عند الرجل على الكتف اليمنى , ثم يعود أيضا إلى القائمة اليمنى من عند رأس الميت فيضعها على كتفه اليسرى ثم ينتقل إلى اليمنى من عند رجليه وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وعن أحمد - رحمه الله- أنه يدور عليها فيأخذ بعد ياسرة المؤخرة يامنة المؤخرة ثم المقدمة وهو مذهب إسحاق وروى عن ابن مسعود , وابن عمر وسعيد بن جبير وأيوب ولأنه أخف ووجه الأول , أنه أحد الجانبين فينبغي أن يبدأ فيه بمقدمه كالأول فأما الحمل بين العمودين فقال ابن المنذر روينا عن عثمان وسعد بن مالك وابن عمر وأبي هريرة , وابن الزبير أنهم حملوا بين عمودي السرير وقال به الشافعي وأحمد وأبو ثور وابن المنذر وكرهه النخعي , والحسن وأبو حنيفة وإسحاق والصحيح الأول لأن الصحابة , رحمة الله عليهم قد فعلوه وفيهم أسوة حسنة وقال مالك ليس في حمل الميت توقيت يحمل من حيث شاء ونحوه قال الأوزاعي واتباع الصحابة , ـ رضي الله عنهم ـ فيما فعلوه وقالوه أحسن وأولى.
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=0&MaksamID=1162&DocID=21&ParagraphID=1206&Diacratic=0
الا ترى معي ان عمدة كلام صاحب المغني رحمه الله يدور على اثر ابن مسعود رضي الله عنه الذي ظهر انه ضعيف وبالتالي لايصح الاحتجاج به؟؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:41 م]ـ
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى
بدع الخروج للجنازة 50 - حمل الجنازة عشر خطوات من كل جانب من جوانبها الاربع
----------------------------------------------------------------------------------
قال في الحاشية
واستدل لذلك بعض الفقهاء بحديث: "من حمل جنازة اربعين خطوة كفرت عنه اربعين كبيرة "نقله في البحر الرائق 2/ 2 - 7 - 208 عن البدائع وفي" شرح المنية "رواة ابو بكر النجاد كما في الحاشية" 1/ 833"
وهكذا يتناقله بعضهم عن بعض دون ان يشيروا إلى حالة الحديث وهو لايصح لأنّ فيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف وهذا الحديث مما أنكر عليه كما قال الذهبي ولذلك جعلناه من موضوعات "الجامع الصغير" ومع هذا فالحديث لا يدل على هذه البدعة فتنبه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:20 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، ولاشك أن العمدة في هذا ليست على الروايات الضعيفة، وإنما على ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم.
وأما كلام الشيخ الألباني رحمه الله فيحمل على التربيع مع العشر الخطوات، وأما حملها من الجوانب الأربع فهو مأثور عن السلف رضوان الله عليهم وليس ببدعة،ولعلي أسوق الآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم وأقوال السلف في ذلك
جاء في مسند الطيالسي (1/ 260 رقم (330) التركي) حدثنا شعبة عن منصور عن عبيد بن نسطاط عن أبي عبيدة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:: " إذا تبع أحدكم جنازة فليأخذ بجوانب السرير الأربع، ثم ليتطوع بعد، أو ليذر فإنه من السنة.
وأخرجه عبدالرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجه و البغوي في الجعديات والبيهقي في الكبرى ومن طريقه كذلك أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 373 - 374) وغيرهم.
وهذا إسناد لابأس به، ورواية أبي عبيدة عن أبيه محمولة على الاتصال عند الحفاظ
ملتقى أهل الحديث > منتدى العلوم الشرعية التخصصي > رواية (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) عن (أبيه).
--------------------------------------------------------------------------------
تسجيل الدخول View Full Version : رواية (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) عن (أبيه).
--------------------------------------------------------------------------------
خليل بن محمد24 - 08 - 2002, 01:37 AM
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/468)
هذا الموضوع قد نُشر لي من قبلُ، وقد علّق عليه بعض الإخوة الأفاضل بتعليقات مفيده، وأحببتُ نشره مع بعض تعليقاتهم.
*************************
رواية (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) عن (أبيه).
إن الناظر في رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه يجد أن غالب المتأخرين والمعاصرين قد ردوها وحكموا عليها بالإنقطاع المردود، فردوا بذلك أحاديثه عن أبيه.
ولا شك أن هذا القول مرودود، وذلك لأن الإنقطاع الواقع بين أبي عبيدة وأبيه يعتبر من الإنقطاع الذي هو في حكم الإتصال، لأن أبا عبيدة كان مقرباً من أبيه فهو ــ إذن ــ عالم بحاله، كذلك فإن أبا عبيدة قد أخذ أحاديث أبيه من كبار الصحابة ومن أصحاب أبيه، والغالب على أصحابه الصدق والأمانه.
* أقوال بعض من قَبِلَ هذا الرواية:
1 ــ الإمام علي بن المديني، فقد عُرف عنه أنه قد صححها وأدخلها ضمن المتصل.
كما في ((فتح الباري)) للحافظ ابن رجب (5/ 187).
2 ــ الإمام النسائي، فقد صححها كما في ((النكت)) لحافظ ابن حجر (1/ 398) و ((البحر الذي زخر)) (3/ 979) للسيوطي.
3 ــ الإمام الدارقطني وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى: أنه في قد سرد في كتابه ((العلل)) أحاديث كثيرة من روايته عن أبيه ولم يعلها بالإنقطاع بل أعلها بعلل أخرى.
انظر مثلاً في (5/ 284 ــ 308).
الناحية الثانية: أن الإمام الدارقطني قد صرح في كتبه بصحتها واتصالها.
أما تصريحه بصحتها ففي ((سننه)) (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
وأما تصريحه باتصالها ففي ((العلل)) (5/ 290) برقم (861) وبرقم (892).
4 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية ــ كما في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 404) ــ، حيث قال:
[ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال كتكررة من عبد الله رضي الله عنه، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها، ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلها صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه.]
5 ــ الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((فتح الباري)) له (6/ 14) قال:
[أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه، فهي صحيحة عندهم].
6 ــ الشيخ المحدث محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه ((تبييض الصحيفة)) (ص 62) قال:
[فإن أبا عبيدة يروي عن جماعة من الصحابة وعن كبار أصحاب أبيه، والغالب على أصحاب ابن مسعود الثقة والأمانة].
7 ــ الشيخ المحدث عبد الله السعد فله كلام نفيس في شريط ((منهج تعلم علم الحديث)) قال:
[أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره (علي بن المديني)، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول: إن أصحابنا، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند، أي ضمن المتصل.
كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في ((السنن)) أنه قد صححها.
ونقل الحافظ بن حجر في ((النكت)) أن النسائي يصححها.
فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ، فلا شك أنه قد أخطأ، وهذا من الاتصال المقبول، لأن الواسطة قد عُلِمَت، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه].
8 ــ الشيخ المحدث سليمان العلوان سماعا منه (عبر الهاتف).
9 ــ الشيخ المحدث حاتم بن عارف الشريف سماعا منه (عبر الهاتف).
وقال الشيخ حاتم الشريف:
[ومع ما ذكرناه من الكلام في إسناد هذا الخبر إلا أنه قابل للتحسين، لعلم أبي عبيدة بأبيه وتقصيه لأحواله، ولذلك كان الترمذي غالباً ما يُحَسَّن أحاديث أبي عبيدة عن أبيه].
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=4349
والله تعالى أعلم.
تعليق شيخنا (عبد الرحمن الفقيه) على الموضوع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/469)
جزا الله أخانا الفاضل خليل بن محمد خيرا على هذه النقولات والتحقيقات في مسألة سماع أبي عبيدة من أبيه فقد أجاد وأفاد
ومما يضاف له ما نقله الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح العلل (1/ 298) (قال يعقوب بن شيبة إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند (يعنى في الحديث المتصل_لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث (((منكر)))) انتهى
ولعلي أنقل بعض كلام الحفاظ من فتح الباري لابن رجب ومن شرح العلل له
قال ابن رجب في الفتح (7/ 342) (وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أن أحاديثه عنه صحيحة تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه قاله ابن المديني وغيره) انتهى
وأيضا النقولات التي ذكرها الأخ خليل بن محمد
فيتخلص لنا مما سبق من كلام أهل العلم سبب تصحيحهم لها في عدة أمور
الأمر الأول:
كونها أخذها عن أهل بيته الثقات وتكررها عندهم
الأمر الثاني:
كونه أخذها من أصحاب ابن مسعود وهم ثقات
الأمر الثالث:
كونهم سبروا مروياته ولم يجدوا فيها حديثا منكرا كما ذكر يعقوب بن شيبة
فهذه القرائن جعلت أهل العلم يقبلون رواية أبي عبيدة عن أبيه
ومما يشبه هذا عند المحدثين قبولهم لرواية ابراهيم النخعي عن ابن مسعود مع أنه لم يسمع منه واستنكر منها ابن معين حديثين
ومما يشبهه كذلك قبول العلماء لرواية سعيد بن المسيب عن عمر مع كونه لم يسمع منه وان سمع منه فرواية واحدة ونحوها
وكلام العلماء في تصحيحهم لمرسل الشعبي وابن المسيب وكلامهم حول تفضيل بعض المراسيل عن بعض إنما يكون هذا بسبر مروياتهم فاذا وجدوا المتون مستقيمة دلهم هذا على أن الواسطة ثقة
ومن أراد التفصيل في هذه المسالة فعليه بمراجعة كلام الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1/ 278_320) فكلامه في غاية النفاسة
والله أعلم
تعليق الأخ الفاضل (عبد الله العتيبي) على الموضوع:
عندما رأيت ما جمعه الأخ الكريم الباحث راية التوحيد أقوال أهل العلم في صحة حديث ابي عبيدة عن ابيه ابن مسعود ونقلا نقلا طيبا طيب الله نفسه وقوله وعمله ما اجمل فوائده، وهنا احببت ان اجمع ما تيسر من أقوال اهل العلم في هذه المسأله ومن قال بعدم صحة الرواية ومن قبلها من غير المعاصرين:
القسم الاول: من قبلها وهنا انقل لكم ما نقله الاخ الباحث الكريم راية التوحيد من اقوال غير المعاصرين:
القسم الاول: من قال بقبول الرواية وهنا انقل قول اخي الباحث الراية: (خاص بغير المعاصرين):
1 ــ الإمام علي بن المديني، فقد عُرف عنه أنه قد صححها وأدخلها ضمن المتصل.
كما في ((فتح الباري)) للحافظ ابن رجب (5/ 187).
2 ــ الإمام النسائي، فقد صححها كما في ((النكت)) لحافظ ابن حجر (1/ 398) و ((البحر الذي زخر)) (3/ 979) للسيوطي.
3 ــ الإمام الدارقطني وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى: أنه في قد سرد في كتابه ((العلل)) أحاديث كثيرة من روايته عن أبيه ولم يعلها بالإنقطاع بل أعلها بعلل أخرى.
انظر مثلاً في (5/ 284 ــ 308).
الناحية الثانية: أن الإمام الدارقطني قد صرح في كتبه بصحتها واتصالها.
أما تصريحه بصحتها ففي ((سننه)) (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
وأما تصريحه باتصالها ففي ((العلل)) (5/ 290) برقم (861) وبرقم (892).
4 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية ــ كما في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 404) ــ، حيث قال:
[ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال كتكررة من عبد الله رضي الله عنه، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها،
ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلها صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه.]
5 ــ الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((فتح الباري)) له (6/ 14) قال:
[أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه، فهي صحيحة عندهم].
وازيد على اخي راية التوحيد امامين:
6 - الطحاوي في شرح معاني الاثار: (1/ 95):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/470)
(فإن قال قائل الآثار الأول أولى من هذا لأنها متصلة وهذا منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا قيل له ليس من هذه الجهة احتججنا بكلام أبي عبيدة إنما احتججنا به لأن مثله على تقدمه في العلم وموضعه من عبد الله وخلطته لخاصته من بعده لا يخفي عليه مثل هذا من أموره فجعلنا قوله ذلك حجة)
7 - الامام العيني شارح البخاري قال في رده على ابن حجر:
(وأما قول هذا القائل أبو عبيدة لم يسمع من أبيه فمردود بما ذكر في المعجم الأوسط للطبراني من حديث زياد ابن سعد عن أبي الزبير قال حدثني يونس بن عتاب الكوفي سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يذكر أنه سمع أباه يقول كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر الحديث وبما أخرج الحاكم في مستدركه من حديث أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه في ذكر يوسف عليه السلام بكذا إسناده وبما حسن الترمذي عدة أحاديث رواها عن أبيه منها لما كان يوم بدر جيء بالأسرى ومنها كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف ومنها قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ومن شرط الحديث الحسن أن يكون متصل الإسناد)
القسم الثاني من ردها:
اولا: الامام الترمذي:
ظهر لي من تتبع اقوال الترمذي في هذه الرواية انه يحكم عليها بقوله: (حسن)، ومعلوم انه عند التحقيق ان الصحيح من قول الترمذي: (حسن) انه يريد به ضعيف وبه عله، ونجد هنا ان الترمذي عند ذكره رواية لابي عبيدة عن ابيه له حالتان:
* انه يحسن الحديث ويستثني ذلك لكونه منقطعا مثال ذالك قال: (1/ 338): (ليس باسناده باس الا ان ابا عبيده لم يسمع من ابيه).
وقال: (2/ 202) حسن الا ان ابا عبيده لم يسمع من ابيه).
وانظر (3/ 375) (5/ 271).
* انه يعل الخبر بلانقطاع دون الحكم على الحديث مثال ذلك: (1/ 28) (3/ 19).
ثانيا: الحاكم فقد رايت في مستدركه انه اشتبه عليه السماع من عدمه وكأنه لم يجزم بعدم السماع فتراه احيانا لا يجزم بالصحة وذلك بقوله: (1/ 681) هذا اسناد صحيح ان كان ابو عبيدة سمع من ابيه)
وقوله: (2/ 121): (حديث صحيح الاسناد ان سلم من الارسال فقد اختلف مشايخنا في سماع ابي عبيدة من ابيه).
وتراه يغلب على ظنه احيانا انه سمع فيصحح الحديث دون شك او استثناء كما في 3/ 24).
والحاكم هنا ليس ممن يحتج به في هذه المسأله لثبوت الشك عنده اصلا فقد صرح بذلك بنفسه.
ثالثا: البيهقي:
وقد اعل احاديث بالنقطاع بين ابي عبيدة وابيه مثلا: (2/ 143، 219، 234،402)
وقال 5/ 184) عند حديث من طريق مجاهد وابي عبيدة عن ابن مسعود هاتان الروايتان عن ابن مسعود مرسلتان احداهما تؤكد الاخرى).
رابعا: ابن عبد البر:
فقد اعل هذه الرواية بالانقطاع كما في تمهيده 24/ 293).
خامسا: المنذري:
كما في مختصر سنن ابي داود ونقل ذلك عنه المباركفوري في التحفة: (2/ 301)
سادسا:
ابن حزم الاندلسي كما في المحلى: (8/ 123) (8/ 369)
سابعا: ابن الجوزي:
كما في كتابه التحقيق كما في نصب الراية: (4/ 106).
ثامنا: ابن الملقن:
كما في خلاصة البر المنير: (1/ 140) وفي تحفة المحتاج: (2/ 244).
تاسعا:الهيثمي:
اعلهابلانقطاع كما في المجمع: (2/ 143) (2/ 219،234).
عاشرا: ابن حجر:
اعلها وضعفها بالانقطاع كما في الفتح 2/ 314) وفي التلخيص: (1/ 263).
مع ميل نفسي الى قول من قال بصحة الرواية
--------------------------------------------------------------------------------
المجيدري24 - 08 - 2002, 04:34 PM
قال الحافظ في النكت ورايت لابي عبد الرحمن النسائي نحو ذلك فإنّه
روى حديثا من رواية أبي عبيدة عن أبيه ثم قال أبو عبيدة لم يسمع من
أبيه ‘لا أن الحديث جيد
وكذا قال في حديث رواه من رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر عبد الجبار لم يسمع من أبيه لكن الحديث جيد
إلي غير ذلك من الامثلة
وذلك مصير منهم إلي أنّ الصورة الاجتماعيةلها تاثير في التقوية
وكذلك طاوس عن معاذ فإنّه كان عالم بثقات أصحابه أنظر فتح المغيث
للسخاوي فإنّه ليس عندي وأظنّه في المرسل وقد نقل كلام الطحاوي
--------------------------------------------------------------------------------
محمد الأمين25 - 08 - 2002, 07:00 AM
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/471)
قال الشافعي: «طاوسٌ لم يَلْقَ معاذاً، لكنه عالِمٌ بأمر مُعاذ وإن لم يُلْقَهُ، لكثرة من لَقِيَهُ ممّن أخذ عن معاذ. وهذا لا أعلم من أحدٍ فيه خلافاً». قلت: وقد خالف الشافعيَّ بعضُ من جاء بعده من أئمة الحديث. وأشار صاحب نيل الأوطار (6\ 8) إلى نكارة أحد أحاديث طاوس عن معاذ.
--------------------------------------------------------------------------------
أهل الحديث03 - 05 - 2003, 08:49 AM
للفائدة.
--------------------------------------------------------------------------------
خليل بن محمد06 - 06 - 2004, 12:07 PM
وقال الحافظ ابن رجب في ((فتح الباري)) (5/ 60):
وخرَّج الإمام أحمد من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: لمَّا نزلت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? إذا جاء نصر الله والفتح ? [النصر:1] كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك،اللهم أغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم» ثلاثاً.
وأبو عبيدة، لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة.
--------------------------------------------------------------------------------
أبو عبد الرحمن المدني06 - 06 - 2004, 12:27 PM
سألت مرة الشيخ سليمان العلوان عن رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه فأخبرني بأنها رواية صحيحة ثم نقل لي قول أبي حاتم:
أن أبا عبيدة روى عن الثقات من أهل بيته)
--------------------------------------------------------------------------------
طالب النصح06 - 06 - 2004, 04:22 PM
للفائدة: هناك رسالة ما جستير نوقشت بجامعة أم القرى لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم البخاري عنوانها: "مروايت أبي عبيدة عن عبدالله بن مسعود جمع ودراسة وتخريج" ..
انتهى فيها إلى قبول رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود، وجمع ما وقف عليه من مرويات عن أبي عبيدة عن ابن مسعود ..
وفضيلة الشيخ الآن يحضر الدكتوراة بالجامعة الإسلامية، وقد أثنى عدد من طلاب العلم على الرسالة والشيخ خيراً ...
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه15 - 03 - 2005, 09:01 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=43546#post43546
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:28 م]ـ
قال ابن المنذر في الأوسط (5/ 374)
ذكر صفة حمل الجنازة واختلفوا في صفة حمل الجنازة فقالت طائفة: يبدأ الحامل بياسرة السرير المقدمة على عاتقه الأيمن، ثم ياسرته المؤخرة وعلى عاتقه الأيمن، ثم يامنة المؤخرة على عاتقه الأيسر، ثم يامنة السرير المقدمة على عاتقه الأيسر، كأنه يدور عليها، هذا قول سعيد بن جبير، وأيوب السختياني، وبه قال إسحاق، ويروى معناه عن ابن عمر، وابن مسعود.
وفيه قول ثان: وهو أن وجه حملها أن يضع ياسرة السرير المقدمة على عاتقه الأيمن، ثم ياسرة المؤخرة ثم يامنة السرير المقدمة على عاتقه الأيسر، ثم يامنة المؤخرة "، وهذا قول الشافعي، وأحمد بن حنبل، والنعمان،
وقالت طائفة: ليس في ذلك شيء مؤقت يحمل من حيث شاء، إن شاء قدامه، وإن شاء وراءه، وإن شاء ترك، ولا معنى لذكر الناس: يبدأ باليمنى وذلك بدعة، هذا قول مالك بن أنس، وقد روينا عن الحسن أنه كان لا يبالي أي جوانب السرير بدأ، وقد اختلف عن الحسن فيه، وقال الأوزاعي: " ابدأ بأيه شئت من جوانب السرير إذا أردت أن تحمل الجنازة "
ـ[زياد عوض]ــــــــ[19 - 01 - 06, 02:43 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن حفظه الله ورعاه:
وأما كلام الشيخ الألباني رحمه الله فيحمل على التربيع مع العشر الخطوات، وأما حملها من الجوانب الأربع فهو مأثور عن السلف رضوان الله عليهم وليس ببدعة،ولعلي أسوق الآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم وأقوال السلف في ذلك
الذي أراه بعد دراستي لكتاب الجنائز دراسة متأنية أنّ الشيخ رحمه الله لا ير ى مشروعية التربيع ولو رآها لذكرها في أحكام وآداب حمل الجنازة وكأنّ الشيخ رحمه الله لم تثبت عنده هذه الآثار
وقد بينت تضعيفه لأثر ابن مسعود في سنن ابن ماجه فيما سبق وكذلك ذهب ابن حزم إلى القول بعدم السنية كما تجده في المسألة " 609" وأنّ الأمر في ذلك واسع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/472)
على العموم المسألة محل خلاف من رأى ثبوت هذه الآثار ذهب إلى القول بالسنيه كما قال من نقلت عنهم ومن لم تثبت عنده قال: الأمر فيه سعة وأنا إلى هذا القول أميل وأمّا بنسبة لرواية ابن مسعود عن أبيه عبد االله وحملها على الاتصال كما هو مذهب طائفة من أهل الحديث ففي النفس منه شيئ، وها أنا أنقل لك كلام ابن حزم مع أنكاري الشديد لما فيه من الشدّة والتشنيع على من خالف قوله وأسأل الله أن يحفظك وسائر إخوانك من أعضاء الملتقى وإنما هي مسائل للمدراسة0
609 - مَسْأَلَةٌ: وَيُحْمَلُ النَّعْشُ كَمَا يَشَاءُ الْحَامِلُ , إنْ شَاءَ مِنْ أَحَدِ قَوَائِمِهِ , وَإِنْ شَاءَ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ
وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ , وَالشَّافِعِيِّ , وَأَبِي سُلَيْمَانَ.
وقال أبو حنيفة: يَحْمِلُهُ مِنْ قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ.
وَاحْتَجَّ بِ
مَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ فَحَمَلَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ , ثُمَّ تَنَحَّى
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا حُمَيْدٍ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إنْ اسْتَطَعْت فَابْدَأْ بِالْقَائِمَةِ الَّتِي تَلِي يَدَهُ الْيَمِينَ , ثُمَّ أَطِفْ بِالسَّرِيرِ , وَإِلاَّ فَكُنْ قَرِيبًا مِنْهَا
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي أَبَاهُ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا , فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ ثُمَّ يَتَطَوَّعُ بَعْدُ إنْ شَاءَ أَوْ لِيَدَعْ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حدثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَبْدَأُ بِمَيَامِنِ السَّرِيرِ عَلَى عَاتِقِهِ الْيُمْنَى مِنْ مُقَدَّمِهِ , ثُمَّ الرِّجْلِ الْيُمْنَى , ثُمَّ الرَّجُلِ الْيُسْرَى , ثُمَّ الْيَدِ الْيُسْرَى
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ جُشَيْبٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالُوا: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ تَمَامِ أَجْرِ الْجِنَازَةِ أَنْ يُشَيِّعَهَا مِنْ أَهْلِهَا , وَأَنْ يَحْمِلَهَا بِأَرْكَانِهَا الأَرْبَعِ , وَأَنْ يَحْثُوا فِي الْقَبْرِ
وَرُوِّينَا أَيْضًا ذَلِكَ، عَنِ الْحَسَنِ. قَالُوا: فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ , وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ , وَلاَ يُقَالُ: هَذَا إلاَّ عَنْ تَوْقِيفٍ
قال أبو محمد: أَمَّا هَذَا الْقَوْلُ فَفَاسِدٌ , لإِنَّ مِنْ عَجَائِبِ الدُّنْيَا أَنْ يَأْتُوا إلَى قَوْلٍ لَمْ يَصِحَّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , وَأَبِي الدَّرْدَاءِ , فَلاَ يَسْتَحْيُونَ مِنْ الْقَطْعِ بِالْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r بِمِثْلِهِ , ثُمَّ لاَ يَلْتَفِتُونَ إلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ الثَّابِتِ عَنْهُ فِي قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي صَلاَةِ الْجِنَازَةِ إنَّهَا السُّنَّةُ. وَقَدْ صَحَّ، عَنِ النَّبِيِّ r تَصْدِيقُ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا , بِقَوْلِهِ عليه السلام: لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ.
وَلاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُضِيفَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ r قَوْلاً بِالظَّنِّ فَيَتَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. وَكُلُّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ لاَ يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ إلاَّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
وَأَمَّا رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَعَنْ مِنْدَلٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ
وَأَمَّا خَبَرَا ابْنِ مَسْعُودٍ فَمُنْقَطِعَانِ ; لإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لاَ يَذْكُرُ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا , وَعَامِرُ بْنُ جُشَيْبٍ غَيْرُ مَشْهُورٍ وَقَدْ صَحَّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَغَيْرِهِ: خِلاَفُ هَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/473)
كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ قَالَ: خَرَجْت مَعَ جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْت ابْنَ عُمَرَ جَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ فِي مُقَدَّمِ السَّرِيرِ , فَوَضَعَ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ , فَلَمَّا وُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ خَلَّى عَنْهُ.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمِهْزَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ الْجِنَازَةَ ثَلاَثًا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. فَإِذْ لَيْسَ فِي حَمْلِهَا نَصٌّ ثَابِتٌ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَلاَ اخْتِيَارَ فِي ذَلِكَ. وَكَيْفَمَا حَمَلَهَا الْحَامِلُ أَجْزَأَهُ.
وهذا كلام العلّامة الشيخ ابن عثيمين كما هو في الشرح الممتع:
قوله: "يسن التربيع في حمله"، التربيع في حمل الميت سنة، لحديث ابن مسعود - - وفيه: "من اتبع جنازة فليحمل من جوانب السرير كلها فإنه من السنة"؛ ولأن الإنسان إذا ربع حمل الميت من جميع الجهات.
وصفة التربيع: أن يأخذ بجميع أعمدة النعش، ولهذا سميناه تربيعاً؛ لأن أعمدة النعش أربعة.
فيبدأ بالجهة الأمامية بالعمود الذي على يمين الميت، والميت على النعش، ثم يرجع إلى العمود الذي وراءه، ثم يتقدم مرة ثانية للعمود الذي عن يسار الميت، ثم يرجع إلى الخلف، وبعد ذلك يحمل بما شاء.
هذا ما اختاره أصحابنا رحمهم الله.
وقال بعض العلماء: بل يحمله بين العمودين.
قوله: "ويباح بين العمودين"، هذا بيان حكم الحمل بين العمودين.
وقال بعض العلماء: يسن أن يحمل بين العمودين، أي: بأن يكون أحد العمودين على كتفه الأيمن والآخر على كتفه الأيسر، هذا إذا كان النعش صغيراً، أما إذا كان واسعاً فيجعل عموداً على يده اليمنى، وعموداً على يده اليسرى، ولكن لا شك أن فيه مشقة على الحامل، ولا سيما إذا كانت الجنازة ثقيلة.
واستدلوا: بأنه صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين.
والذي يظهر لي في هذا: أن الأمر واسع، وأنه ينبغي أن يفعل ما هو أسهل، ولا يكلف نفسه، فقد يكون التربيع صعباً أحياناً، فيما إذا كثر المشيعون فيشق على نفسه وعلى غيره. وأما الحمل بين العمودين فهو شاق أيضاً، اللهم إلا إذا كان هناك عمودان يلتقيان عن قرب، بحيث يكون كل عمود على عاتقٍ، فيمكن أن يكون سهلاً.
هذا إذا كان الميت محمولاً على نعش، وإن كان صغيراً فيحمل بين الأيدي إذا كان لا يشق.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 02:49 م]ـ
اثابكم الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة .. وبارك فيكم
اذا كان اثر ابن مسعود ضعيفا .. فماذا عن الاثار الاخرى التي اوردها الامام الصنعاني رحمه الله (انس و ابن عمر وابي هريرة) ... هل هي الاخرى لم تصح؟؟ ارجو التوضيح حتى اذا تكلم المرء تكلم بعلم.
وجزاكم الله خيرا
أحسن الله إليكم
ما نقلته لكم من تلخيص الحبير هو لابن حجر - رحمه الله - أمّا عن بيان درجة حديث كل صحابي فحقيقة لا أدري فأخوك لا يزال مبتدئ، لكنني أبحث إن شاء الله واستفتي وأجيبك إن تيسّر.
وفقكم الله وزادكم علماً وعملاً ودعوة وصبراً على ذلك كلّه.
وبارك الله في الشيخ الفقيه والأخ زياد.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[19 - 01 - 06, 02:53 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن حفظه الله ورعاه:
وأما كلام الشيخ الألباني رحمه الله فيحمل على التربيع مع العشر الخطوات، وأما حملها من الجوانب الأربع فهو مأثور عن السلف رضوان الله عليهم وليس ببدعة،ولعلي أسوق الآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم وأقوال السلف في ذلك
الذي أراه بعد دراستي لكتاب الجنائز دراسة متأنية أنّ الشيخ رحمه الله لا ير ى مشروعية التربيع ولو رآها لذكرها في أحكام وآداب حمل الجنازة وكأنّ الشيخ رحمه الله لم تثبت عنده هذه الآثار
وقد بينت تضعيفه لأثر ابن مسعود في سنن ابن ماجه فيما سبق وكذلك ذهب ابن حزم إلى القول بعدم السنية كما تجده في المسألة " 609" وأنّ الأمر في ذلك واسع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/474)
على العموم المسألة محل خلاف من رأى ثبوت هذه الآثار ذهب إلى القول بالسنيه كما قال من نقلت عنهم ومن لم تثبت عنده قال: الأمر فيه سعة وأنا إلى هذا القول أميل وأمّا بنسبة لرواية ابن مسعود عن أبيه عبد االله وحملها على الاتصال كما هو مذهب طائفة من أهل الحديث ففي النفس منه شيئ، وها أنا أنقل لك كلام ابن حزم مع أنكاري الشديد لما فيه من الشدّة والتشنيع على من خالف قوله وأسأل الله أن يحفظك وسائر إخوانك من أعضاء الملتقى وإنما هي مسائل للمدراسة0
609 - مَسْأَلَةٌ: وَيُحْمَلُ النَّعْشُ كَمَا يَشَاءُ الْحَامِلُ , إنْ شَاءَ مِنْ أَحَدِ قَوَائِمِهِ , وَإِنْ شَاءَ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ
وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ , وَالشَّافِعِيِّ , وَأَبِي سُلَيْمَانَ.
وقال أبو حنيفة: يَحْمِلُهُ مِنْ قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ.
وَاحْتَجَّ بِ
مَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ فَحَمَلَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ , ثُمَّ تَنَحَّى
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا حُمَيْدٍ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إنْ اسْتَطَعْت فَابْدَأْ بِالْقَائِمَةِ الَّتِي تَلِي يَدَهُ الْيَمِينَ , ثُمَّ أَطِفْ بِالسَّرِيرِ , وَإِلاَّ فَكُنْ قَرِيبًا مِنْهَا
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي أَبَاهُ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا , فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ ثُمَّ يَتَطَوَّعُ بَعْدُ إنْ شَاءَ أَوْ لِيَدَعْ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حدثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَبْدَأُ بِمَيَامِنِ السَّرِيرِ عَلَى عَاتِقِهِ الْيُمْنَى مِنْ مُقَدَّمِهِ , ثُمَّ الرِّجْلِ الْيُمْنَى , ثُمَّ الرَّجُلِ الْيُسْرَى , ثُمَّ الْيَدِ الْيُسْرَى
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ جُشَيْبٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالُوا: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ تَمَامِ أَجْرِ الْجِنَازَةِ أَنْ يُشَيِّعَهَا مِنْ أَهْلِهَا , وَأَنْ يَحْمِلَهَا بِأَرْكَانِهَا الأَرْبَعِ , وَأَنْ يَحْثُوا فِي الْقَبْرِ
وَرُوِّينَا أَيْضًا ذَلِكَ، عَنِ الْحَسَنِ. قَالُوا: فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ , وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ , وَلاَ يُقَالُ: هَذَا إلاَّ عَنْ تَوْقِيفٍ
قال أبو محمد: أَمَّا هَذَا الْقَوْلُ فَفَاسِدٌ , لإِنَّ مِنْ عَجَائِبِ الدُّنْيَا أَنْ يَأْتُوا إلَى قَوْلٍ لَمْ يَصِحَّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , وَأَبِي الدَّرْدَاءِ , فَلاَ يَسْتَحْيُونَ مِنْ الْقَطْعِ بِالْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r بِمِثْلِهِ , ثُمَّ لاَ يَلْتَفِتُونَ إلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ الثَّابِتِ عَنْهُ فِي قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي صَلاَةِ الْجِنَازَةِ إنَّهَا السُّنَّةُ. وَقَدْ صَحَّ، عَنِ النَّبِيِّ r تَصْدِيقُ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا , بِقَوْلِهِ عليه السلام: لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ.
وَلاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُضِيفَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ r قَوْلاً بِالظَّنِّ فَيَتَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. وَكُلُّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ لاَ يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ إلاَّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
وَأَمَّا رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَعَنْ مِنْدَلٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ
وَأَمَّا خَبَرَا ابْنِ مَسْعُودٍ فَمُنْقَطِعَانِ ; لإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لاَ يَذْكُرُ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا , وَعَامِرُ بْنُ جُشَيْبٍ غَيْرُ مَشْهُورٍ وَقَدْ صَحَّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَغَيْرِهِ: خِلاَفُ هَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/475)
كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ قَالَ: خَرَجْت مَعَ جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْت ابْنَ عُمَرَ جَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ فِي مُقَدَّمِ السَّرِيرِ , فَوَضَعَ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ , فَلَمَّا وُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ خَلَّى عَنْهُ.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمِهْزَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ الْجِنَازَةَ ثَلاَثًا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. فَإِذْ لَيْسَ فِي حَمْلِهَا نَصٌّ ثَابِتٌ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَلاَ اخْتِيَارَ فِي ذَلِكَ. وَكَيْفَمَا حَمَلَهَا الْحَامِلُ أَجْزَأَهُ.
وهذا كلام العلّامة الشيخ ابن عثيمين كما هو في الشرح الممتع:
قوله: "يسن التربيع في حمله"، التربيع في حمل الميت سنة، لحديث ابن مسعود - - وفيه: "من اتبع جنازة فليحمل من جوانب السرير كلها فإنه من السنة"؛ ولأن الإنسان إذا ربع حمل الميت من جميع الجهات.
وصفة التربيع: أن يأخذ بجميع أعمدة النعش، ولهذا سميناه تربيعاً؛ لأن أعمدة النعش أربعة.
فيبدأ بالجهة الأمامية بالعمود الذي على يمين الميت، والميت على النعش، ثم يرجع إلى العمود الذي وراءه، ثم يتقدم مرة ثانية للعمود الذي عن يسار الميت، ثم يرجع إلى الخلف، وبعد ذلك يحمل بما شاء.
هذا ما اختاره أصحابنا رحمهم الله.
وقال بعض العلماء: بل يحمله بين العمودين.
قوله: "ويباح بين العمودين"، هذا بيان حكم الحمل بين العمودين.
وقال بعض العلماء: يسن أن يحمل بين العمودين، أي: بأن يكون أحد العمودين على كتفه الأيمن والآخر على كتفه الأيسر، هذا إذا كان النعش صغيراً، أما إذا كان واسعاً فيجعل عموداً على يده اليمنى، وعموداً على يده اليسرى، ولكن لا شك أن فيه مشقة على الحامل، ولا سيما إذا كانت الجنازة ثقيلة.
واستدلوا: بأنه صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين.
والذي يظهر لي في هذا: أن الأمر واسع، وأنه ينبغي أن يفعل ما هو أسهل، ولا يكلف نفسه، فقد يكون التربيع صعباً أحياناً، فيما إذا كثر المشيعون فيشق على نفسه وعلى غيره. وأما الحمل بين العمودين فهو شاق أيضاً، اللهم إلا إذا كان هناك عمودان يلتقيان عن قرب، بحيث يكون كل عمود على عاتقٍ، فيمكن أن يكون سهلاً.
هذا إذا كان الميت محمولاً على نعش، وإن كان صغيراً فيحمل بين الأيدي إذا كان لا يشق.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:00 م]ـ
اثابكم الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة .. وبارك فيكم
اذا كان اثر ابن مسعود ضعيفا .. فماذا عن الاثار الاخرى التي اوردها الامام الصنعاني رحمه الله (انس و ابن عمر وابي هريرة) ... هل هي الاخرى لم تصح؟؟ ارجو التوضيح حتى اذا تكلم المرء تكلم بعلم. وجزاكم الله خيرا
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويجنبنا القول فيما لا نعلم إنّ ولي ذلك والقادر عليه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 06, 09:32 ص]ـ
باك الله في الشيخ زياد عوض على ما تفضل به، وما ذكرته عن الشيخ الألباني رحمه الله في كلامك السابق فهو صحيح، ولكن إذا أمكن حمل الكلام على وجه صحيح لايتعارض مع ما ذكره السلف فقد يكون هو الأولى، وخاصة أنه جمع بين التربيع والعشر خطوات.
وأما رواية أبي عبيدة عن أبيه فقول حفاظ الحديث وأطباء العلل فيه صريح بالقبول كما سبق النقل عنهم، فعلى هذا يحكم على أثر ابن مسعود رضي الله عنه بالصحة ويكون له حكم الرفع لقوله من السنة، وفيه دلالة على استحباب حمل الجنازة من الجهات الأربع ثم الاستمرار بعد ذلك أو تركها لغيرها ليحملها.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
باك الله في الشيخ زياد عوض على ما تفضل به، وما ذكرته عن الشيخ الألباني رحمه الله في كلامك السابق فهو صحيح، ولكن إذا أمكن حمل الكلام على وجه صحيح لايتعارض مع ما ذكره السلف فقد يكون هو الأولى، وخاصة أنه جمع بين التربيع والعشر خطوات.
كيف والشيخ ضعف الأثر الوارد في ذلك؟
ومعروف عند الجميع أنّ الشيخ -رحمه الله- لا تأخذه في الحق لومة لائم
وكم من مسألة خالف فيه الشيخ عندما تبين له فيها الدليل
ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:31 ص]ـ
شيخ عبد الرحمن سلّمك الله إذا تبين لك تصحيح الشيخ لأي أثر من الآثار المتعلقة في الموضوع فدلني عليه مشكورأ مأجوراً ومثلك لا ينكر فضله وعونه لطلبة العلم حفظك المولى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 06, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا، والقصد مما سبق هو الاعتذار للشيخ الألباني عن تبديعه للتربيع مع وروده عن السلف وقول عدد من الأئمة به وهم من أشد الناس بعدا عن البدعة كأحمد وغيره، فلعل الأمر اتضح الآن وفقك الله، ولم أجزم بأن الشيخ الألباني لم يبدع هذا الفعل وإنما لم أجد له تصريحا ببدعية التربيع مفردا، فكان من إحسان الظن بالشيخ ألا ينسب إليه تبديع التربيع بمفرده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/476)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك:
الشيخ رحمه الله صرح بتبديع من قال بتقييد التربيع بالعشر خطوات أمّا مطلق التربيع فالأمر فيه سعة وقال به أئمة كبار جهابذة ثبتت عندهم الآثار ومن لم تثبت عنده فله عذر ولا ينكر على من أثبت السنيّة والأمر فيه سعة إن شاء الله غفر الله للجميع0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 06, 07:25 م]ـ
أحسنت وجزاك الله خيرا.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[26 - 01 - 06, 02:55 م]ـ
شكر الله لكم جميعا اخوتي الكرام .. ونفع بعلمكم .. امين امين امين
وعلى درب الخير نلتقي
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[29 - 01 - 06, 05:37 ص]ـ
شكر الله سعيكم وغفر ذنبكم واسكنكم فسيح جناته
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 01 - 06, 02:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا(57/477)
هل فك السحر بالسحر جائز؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المشائخ الكرام و طلبة العلم الافاضل
هل فك السحر بالسحر جائز؟
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[06 - 01 - 06, 01:03 ص]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمى فى منظومه سلم الوصول فى باب بيان حقيقه السحر و حد الساحر:
وحلًُهُ بالوحى نصا يشرعُ ******* أما بسحر مثله فيمنعُ
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[07 - 01 - 06, 01:26 م]ـ
السؤال: هل يدخل حكم الضرورة في ذلك؟. أي لو أن شخصا أصيب بسحر وقريء عليه
القرآن ورقي فلم يفد , ووصل الى حال وشيك من الموت , فهل نقول أن هذه ضرورة
تجوز له معها النشرة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 01:55 م]ـ
فتوى الدكتور عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=10981
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:02 م]ـ
رابط قد يثري الموضوع:
حل السحر بسحر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=11053
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:22 م]ـ
السؤال: هل يجوز فك السحر عن المسحور باستخدام السحر؟.
الجواب:
الحمد لله
إن فك السحر عن المسحور لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: أن يستخدم في ذلك الرقى الشرعية والتعوذات النبوية، والأدوية المباحة فلا بأس بذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية للرقى. يراجع سؤال (12918)
الحالة الثانية: " أن يعالجه ـ أي السحر ـ بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز؛ لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون؛ لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم فقال عليه الصلاة والسلام: " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " وقال صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " فالسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة؟ فقال: " هي من عمل الشيطان " رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 294) وأبو داود في سننه (3868) بإسناد جيد
والنشرة هي حل السحر عن المسحور
ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر ليحل السحر، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد رحمة الله عليهما ونص على ذلك أيضا غيرهما من أهل العلم والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه" ا. هـ
انظر مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (3/ 280).
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يجوز فك السحر عن المسحور بسحر مثله (علاج السحر بالسحر)؟؟؟
.
.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،
يتداول بين العامة والخاصة في الوقت الحالي أمر خطير شاع بين الناس وهو مسألة (النشرة (فك السحر بسحر مثله)
، وقد نقل لي بعض الإخوة رأي للشيخ عبدالمحسن العبيكان – حفظه الله - حول هذه المسألة، وأنه يرى بجواز فك السحر بسحر مثله، وقد نقل ذلك على قناة ( mbc ) ، ومن أجل أن تتضح الرؤيا لكافة الإخوة والأخوات حول هذا الموضوع، وأن نقف على الحق وأهله، وأن نرى الحكم الشرعي والتأصيل التقعيدي لهذا الأمر، أحببت أن أعرض عليك ما ذكرته في كتابي (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة) بتفصيل دقيق، حيث بدأت بحثي حول هذه المسألة بأقوال أهل العلم حول المعنى العام للنشرة، وإليكم التفصيل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/478)
قال ابن الأثير: (والنشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال) (النهاية في غريب الحديث – 5/ 54) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله -: (النشرة: هي حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل السحر بسحر مثله، وهي التي ورد فيها الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) (حديث صحيح - أنظر صحيح سنن أبي داوود 3277) 0
وقد سئل الحسن عن النشرة فقال: لا يحل السحر إلا ساحر، وقال الإمام أحمد: ابن مسعود يكره هذا كله، وصفة ذلك أن المصاب بالسحر يجيء إلى الساحر ويرغب إليه أن يحل عنه فيتقرب الساحر والمسحور إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور حيث أن السحر في الأصل من عمل الشيطان، فإذا خضع المسحور وجاء إلى وليه وهو الكاهن أو الساحر واستضعف له وتذلل وقام الساحر بالتقرب إلى الشيطان بما يحب من المعاصي والنجاسات فهنالك يبطل عمله أو عمل السحرة، فهذا النوع لا يجوز لأنه إقرار للسحرة واستخدام لهم فيكون كفراً، أما النوع الثاني فهو حل السحر بالقراءة والأوراد والأدعية والأدوية المباحة والرقية الشرعية المباحة من الآيات والأحاديث فهذا جائز لا بأس به والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 477، 478) 0
والمراد بها هنا: هي حل السحر عن المسحور، ويندرج تحتها نوعان، أما النوع الأول فهو حل السحر بالأدعية والرقى المباحة من القرآن والسنة، وهذا جائز بإجماع أهل العلم، وأما النوع الثاني الذي أعنيه تحت هذا العنوان فهو حل السحر عن المسحور بسحر مثله 0
إن المتفحص والمتأمل لكافة النقاط والمسائل التي تم بحثها تحت عنوان (أخطار السحرة والكهنة والمشعوذين والعرافين) يرى بما لا يدع مجالا للشك خطورة هذه الفئة لما تسببه من هدم للعقائد، ونشر للكفر والضلال، وإفساد في الأرض، وتحطيم للأسر وذلك بالتفريق بين المرء وزوجه، وإلحاق ضرر عظيم في المجتمع الإسلامي، وهذا يعبر عن خبث ودناءة نفس، وانحطاط في المنهج والسلوك والتصرف 0
ولكل ذلك وقف الإسلام بتعاليمه وعدله، يحاربهم ويدافع عن أهل العقيدة والتوحيد، فصانهم بإرشاداته، وحفظ عليهم أغلى ما يملكون في هذه الدنيا 0
وترى بعض العامة ممن يذهب إلى السحرة والعرافين والمشعوذين يتذرعون بفتاوى من بعض العلماء الأفاضل – حفظهم الله – والذين ينأون ويبعدون كل البعد عن ذلك، ويحذرون أشد التحذير من السحرة والعرافين والمشعوذين، وعادة ما تبنى تلك الفتاوى على ما ذكره المستفتي – الذي لا يدرك أحوال هؤلاء المشعوذين والسحرة – وقد يسأل العلماء بقوله: إن فلانا يرقي بالقرآن أو نحو ذلك فهل أنصح بالذهاب إليه؟ فيفتونه على قدر سؤاله، فيحمل الفتوى على صحة حال هذا الرجل، وأنه لا يرقي إلا بالقرآن، ومن واجب المستفتي أن يتثبت من حال الراقي قبل الاستفتاء وشرح ما يقوم به في الرقية بوضوح، حتى ينزل الحكم على الوصف الدقيق المطابق للواقع، وسوف تتضح الصورة كاملة عند استيفاء هذا العنوان حقه من البحث والدراسة الكاملة إن شاء الله تعالى 0
أولا: أدلة تحريم النشرة من كتاب الله عز وجل:
يقول تعالى في محكم كتابه: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) (سورة الأعراف – الآية 157) 0
ثانيا: أدلة تحريم النشرة من السنة المطهرة وبعض الآثار الواردة في ذلك:
1) - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: (هو من عمل الشيطان) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/479)
قال شمس الحق العظيم أبادي: (قال الحسن: النشرة من السحر وقد نشرت عنه تنشيرا انتهى 0 وفي فتح الودود: لعله كان مشتملا على أسماء الشياطين أو كان بلسان غير معلوم، فلذلك جاء أنه سحر سمي نشرة لانتشار الداء وانكشاف البلاء به (هو من عمل الشيطان) أي من النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به ويعتقدون فيه، وأما ما كان من الآيات القرآنية والأسماء والصفات الربانية والدعوات المأثورة النبوية فلا بأس به) (عون المعبود في شرح سنن أبي داود – 10/ 249) 0
عن أبي رجاء عن الحسن قال: (سألت أنس بن مالك عن النشرة فقال: ذكروا عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنها من عمل الشيطان)) (مصنف ابن أبي شيبة – 8/ 29) 0
عن الحكم بن عطية قال: (سمعت الحسن وسئل عن النشرة فقال: (من عمل الشيطان)) (مصنف ابن أبي شيبة – 8/ 29) 0
قال عبد الرزاق الصنعاني في " مصنفه ": (أخبرنا عقيل بن معقل عن همام بن منبه قال: سئل جابر بن عبدالله عن النشر 0 فقال: (من عمل الشيطان)) (مصنف عبدالرزاق - 11/ 13) 0
2) - عن أم الدرداء - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام) (حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 1633) 0
قال المناوي: (" إن الله تعالى خلق الداء والدواء " أي أوجده وقدره " خلق الداء والدواء " ندبا بكل طاهر حلال وكذا بغيره إن توقف البرء عليه ولم يجد غيره يقوم مقامه، والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار ودخل فيه الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وأقروا بالعجز عن مداواته) (فيض القدير – 2/ 228) 0
3) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى عن الدواء الخبيث) (حديث صحيح - أنظر صحيح الجامع 6878) 0
قال المناوي: (" الدواء الخبيث " أي السم أو النجس أو الخمر ولحم غير المأكول وروثه وبوله، فلا تدافع بينه وبين حديث العرنيين 0 وقيل: أراد الخبيث المذاق لمشقته على الطباع والأدوية وإن كانت كلها كريهة، لكن بعضها أقل كراهة) (فيض القدير – 6/ 314) 0
4) - قالت أم سلمة - رضي الله عنها -: اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي فقال: ما هذا؟ فقلت: إن ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) وفي رواية: (إن الله لم يجعل في حرام شفاء) (حديث حسن - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – أنظر السلسلة الصحيحة 4/ 175) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وأما التداوي - بالخمر- فإن بعضهم قال إن المنافع التي كانت فيها قبل التحريم سلبت بعد التحريم بدليل الحديث المتقدم ذكره، وأيضا فتحريمها مجزوم به، وكونها دواء مشكوك بل يترجح أنها ليست بدواء بإطلاق الحديث 0 ولا يجوز تعاطيها في التداوي إلا في صورة واحدة وهو من اضطر إلى إزالة عقله لقطع عضو من الأكلة والعياذ بالله) (فتح الباري – 10/ 80) 0
قلت: وفي عصرنا الحاضر لا يجوز التداوي بالخمر مطلقا لانتفاء الأسباب الداعية لاستخدام المضطر كما بين الحافظ –رحمه الله- في الفتح، ولتوفر المستشفيات والمصحات وتوفر الأجهزة والمواد الطبية التي تغني عن استخدامها لذهاب عقل المريض، كالبنج ونحوه، إلا في حالة الضرورة التي ينتفي معها وجود تلك الأسباب المشار إليها آنفا 0
يعقب الدكتور عبدالرزاق الكيلاني على مجموع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحث على طلب الدواء مع وجود الداء فيقول:
(هذه الأحاديث الشريفة تمثل قاعدة عظيمة من قواعد الطب أرساها النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا، فهو:
أولا: جعل طلب الدواء امتثالا لأمر الله تعالى الذي وضع لكل داء دواء، فقال لأصحابه - رضي الله تعالى عنهم -: تداووا عباد الله، وهم الذين كانوا ينسبون الأمراض إلى الأرواح الشريرة والشياطين00 ويتخذون لها التمائم والتعاويذ، لذلك سألوه عليه الصلاة والسلام: أنتداوى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/480)
ثانيا: فتح آفاق البحث والتجربة أمام الأطباء والعلماء ليكتشفوا لكل داء دواء، فالدواء موجود ولكنه قد يبقى مجهولا إلى أن يكتشفه العلماء والباحثون 0
ثالثا: بعث الأمل والتفاؤل في نفوس المرضى، فلا ييأسون ويقول بعضهم: دائي ليس له دواء، فإذا كان الدواء مجهولا اليوم فقد يكتشف غدا 0
رابعا: بين أن الموت لا بد منه، فلا خلود في الأرض، وعندما يأتي القضاء يعمى البصر ولا ينفع الدواء:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته0000000000000000000يوما على آلة حدباء محمول
(الحقائق الطبية في الإسلام – ص 64) 0
5) - عن عائشة - رضي الله عنها –: (أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما سحره لبيد بن الأعصم: أفلا - أي تنشرت - فقال: أما والله فقد شفاني وأكره أن أشير على أحد من الناس شرا) (متفق عليه) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح: (قوله " قالت: فقلت أفلا؟ أي تنشرت " وقع في رواية الحميدي " فقلت: يا رسول الله فهلا؟ قال سفيان بمعنى تنشرت " فبين الذي فسر المراد بقولها: " أفلا " كأنه لم يستحضر اللفظة فذكره بالمعنى، وظاهر هذه اللفظة أنه من النشرة 0 وكذا وقع في رواية معمر عن هشام عند أحمد " فقالت عائشة: لو أنك " تعني تنشر، وهو مقتضى صنيع المصنف حيث ذكر النشرة في الترجمة، ويحتمل أن يكون من النشر بمعنى الإخراج فيوافق رواية من رواه بلفظ " فهلا أخرجته " ويكون لفظ هذه الرواية " هلا استخرجت ") (فتح الباري – 10/ 235) 0
6) - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفا عليه: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) (أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - أنظر السلسلة الصحيحة - 4/ 175) 0
7) - وعن أبي الأحوص: (أن رجلا أتى عبدالله فقال: إن أخي مريض اشتكى بطنه، وإنه نعت له الخمر أفأسقيه؟ قال عبدالله: سبحان الله! ما جعل الله شفاء في رجس، إنما الشفاء في شيئين: العسل شفاء للناس، والقرآن شفاء لما في الصدور) (قال الألباني: وإسناده صحيح – السلسلة الصحيحة - 4/ 176) 0
ثالثا: أقوال أهل العلم في النشرة:
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: (والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير، فلا يتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال، لأن ذلك محرم في كل حال، وليس هذا كالتكلم به عند الإكراه، فإن ذلك إنما يجوز إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان، والتكلم به إنما يؤثر إذا كان بقلب صاحبه، ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر) (مجموع الفتاوى – 19/ 64) 0
قال الشيخ سليمان بن عبدالله بن عبد الوهاب: (قال ابن القيم - رحمه الله -: " النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل السحر بمثله والذي هو من عمل الشيطان 0 وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطله عمله عن المسحور 0
والثاني: بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز " انتهى كلام ابن القيم 0
قال شارح كتاب التوحيد: هذا الثاني هو الذي يحمل عليه كلام ابن المسيب، وكذلك ما روي عن الإمام أحمد من إجازة النشرة فإنه محمول على ذلك، وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك 0 بل لما سئل عن الرجل يحل السحر قال: قد رخص فيه بعض الناس 0
قيل: إنه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه فنفض يده، وقال لا أدري ما هذا 0
قيل له: أترى أن يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا؟ 0 وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه 0
وكيف يجيزه وهو الذي روى الحديث إنها من عمل الشيطان، لكن لما كان لفظ النشرة مشتركا بين الجائزة والتي من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة – ظنوا أنه أجاز الذي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك) (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد – ص 419) 0
وقال الشيخ حافظ حكمي:
وحله بالوحي نص يشرع0000000000000000000000000أما بسحر مثله فيمنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/481)
(وحله) يعني حل السحر عن المسحور (بـ) الرقى والتعاويذ والأدعية من (الوحي) الكتاب والسنة (نصا) أي بالنص (يشرع) كما رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين، وكما يشمل ذلك أحاديث الرقى المتقدمة في بابها التي أمر بها الشارع صلى الله عليه وسلم وندب إليها، ومن أعظمها فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمعوذتان وآخر سورة الحشر، فإن ضم إلى ذلك الآيات التي فيها التعوذ من الشياطين مطلقا والآيات التي يتضمن لفظها إبطال السحر كقوله تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ) (سورة الأعراف – الآية 118، 119)، وقوله عز وجل: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (سورة يونس – الآية 81) وقوله تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (سورة طه – الآية 69) ونحوها كان ذلك حسنا، ومثل ذلك الأدعية والتعاويذ المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في الأحاديث الصحيحة كما تقدم كثير منها في باب الرقى، وكحديث: (ربنا الله الذي في السماء، تبارك اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ) (حديث ضعيف - أنظر ضعيف الجامع 5422) 0
رواه أبو داوود، وكحديث عثمان بن أبي العاص أنه قال: (أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امسح بيمينك سبع مرات وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد 0
قال: ففعلت فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – أنظر الكلم الطيب 147)، قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وكتب السنة من الأمهات وغيرها مشحونات بالأدعية والتعوذات الكافية الشافية بإذن الله عز وجل، فمن ابتغى ذلك وجده، والله الموفق) (معارج القبول - 1/ 380) 0
وقال – رحمه الله –: (أما حل السحر عن المسحور بسحر مثله فيحرم فإنه معاونة للساحر، وإقرار له على عمله، وتقرب إلى الشيطان بأنواع القرب ليبطل عمله عن المسحور، ولهذا قال الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر 0 ولهذا ترى كثيرا من السحرة الفجرة في الأزمان التي لا سيف فيها يردعهم يتعمد سحر الناس ممن يحبه أو يبغضه، ليضطره بذلك إلى سؤاله حله، ليتوصل بذلك إلى أموال الناس بالباطل، فيستحوذ على أموالهم ودينهم نسأل الله تعالى العافية) (معارج القبول – باختصار – 2/ 566، 567) 0
قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -: (قال بعض الحنابلة: يجوز الحل بسحر ضرورة 0 والقول الآخر أنه لا يحل، وهذا الثاني هو الصحيح 0 وحقيقته أنه يتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب من ذبح شيء أو السجود له أو غير ذلك، فإذا فعل ذلك ساعد الشيطان، وجاء إلى إخوانه الشياطين الذين عملوا ذلك العمل، فيبطل عمله عن المسحور 0 وكلام الأصحاب هنا بين أنه حرام ولا يجوز إلا لضرورة فقط، ولكن هذا يحتاج إلى دليل، ولا دليل إلا كلام ابن المسيب 0 ومعنا حديث جابر في ذلك، وقول ابن مسعود وقول الحسن لا يحل السحر إلا ساحر، وهو لا يتوصل إلى حله إلا بسحر 0 والسحر حرام وكفر، أفيعمل الكفر لتحيا نفوس مريضة أو مصابة؟ مع أن الغالب في المسحور أنه يموت أو يختل عقله، فالرسول صلى الله عليه وسلم منع وسد الباب، ولم يفصل في عمل الشيطان ولا في المسحور) (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - 1/ 165) 0
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي تعقيبا على حديث عائشة - رضي الله عنها - آنف الذكر: (التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه في هذه المسألة: أن استخراج السحر إن كان بالقرآن كالمعوذتين، وآية الكرسي، ونحو ذلك مما تجوز الرقيا به فلا مانع من ذلك، وإن كان بسحر أو ألفاظ أعجمية أو بما لا يفهم معناه، أو بنوع آخر مما لا يجوز فإنه ممنوع، وهذا واضح وهو الصواب 0 إن شاء الله تعالى كما ترى) (أضواء البيان – 4/ 465) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/482)
سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن حكم علاج السحر بالسحر عند الضرورة؟
فأجاب: (بسم الله والحمد لله 00، لا يجوز علاج السحر بالسحر لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) 0 والنشرة هي حل السحر بالسحر؛ ولأن حلها بالسحر يتضمن دعوة الجن والاستعانة بهم، وهذا من الشرك الأكبر؛ ولهذا أخبر الله سبحانه عن الملكين أنهما يقولان لمن يريد التعلم منهما ما نصه: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) (سورة البقرة – الآية 102)، وقبلها قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) (سورة البقرة – الآية 102) 0 ثم قال سبحانه: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة – الآية 102، 103) 0
وفي هاتين الآيتين تحذير من تعلم السحر وتعليمه من وجوه كثيرة، منها: أنه من عمل الشيطان، ومنها: أنّ تعلمه كفر ينافي الإيمان، ومنها: أنه قد يحصل به التفريق بين المرء وزوجه، وهذا من أعظم الظلم والفساد في الأرض، ومنها: أنه لا يقع شيء من الضرر ولا غيره إلا بإذن الله، والمراد بالإذن هنا الإذن الكوني القدري، ومنها: أن هذا التعلم يضرهم ولا ينفعهم، ومنها: أن من فعله ليس له عند الله من خلاق 0 والمعنى ليس له حظ ولا نصيب من الخير 0 وهذا وعيد عظيم يوجب الحذر من تعلم السحر وتعليمه، ومنها: ذمه سبحانه من تعاطي هذا السحر بقوله تعالى: (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ) (والمراد بالشراء هنا البيع 00 ومنها: إخباره سبحانه أن هذا العمل ينافي الإيمان والتقوى 0
وبهذه الوجوه يظهر لكل مسلم شدة تحريم تعلم السحر وتعليمه، وكثرة ما فيه من الفساد والضرر، وأنه مع هذا كفر بعد الإيمان وردة عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك 0 فالواجب الحذر من ذلك، وأن يكتفي المسلم بالعلاج الشرعي وبالأدوية المباحة بدلاً من العلاج بما حرمه الله عليه شرعاً، والله ولي التوفيق) (مجلة الدعوة – تاريخ 10/ 11 / 1414 هـ) 0
سئلت اللجنة الدائمة عن حكم حل السحر بسحر مثله فأجابت:-
(لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داوود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) 0
وفي الأدوية الطبيعية، والأدعية الشرعية، ما فيه كفاية: (فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله) (حديث صحيح - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - أنظر صحيح الجامع 1809 - السلسلة الصحيحة 451)، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: (000 تداووا ولا تتداووا بحرام)، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام) 0
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) (فتاوى مهمة لعموم الأمة – 106، 107) 0
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله -: (لا شك أن السحر من عمل الشيطان، وأن السحرة يتقربون إلى الشياطين بأنواع القربات والطاعات لكي تعينهم على عمل السحر الذي هو عبارة عن الإضرار بالمسحور ونحوه، فلا يحصل لهم تأثير في المسحور إلا بمساعدة الشياطين 0 فالسحر إذن من عمل الشياطين 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/483)
والنشرة هي حل السحر عن المسحور، قال ابن القيم – رحمه الله -: " النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
الأول: حل السحر بمثله والذي هو من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطله عمله عن المسحور 0
والثاني: بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز 0 ا هـ " 0
أما حكم النوع الأول: لا يجوز حل السحر بسحر مثله، وذلك بأن يطلب من الساحر نفسه أن يبطل عمله الذي هو السحر، فإن في ذلك إقرار له، وإبقاء لعمله، مع أن الواجب قتله متى عرف وتحقق أنه ساحر، فإن حده ضربة بالسيف، وكذا لا يجوز الذهاب إلى ساحر آخر لطلب حل ذلك السحر لما في ذلك من إبقائه وتقريره الذي هو كرضى بفعله، وعلى هذا يحمل قول الحسن البصري – رحمه الله – لا يحل السحر إلا ساحر، أي أن الساحر عمله وأحكمه بعمل شيطاني، فالثاني يعمل أيضاً عملاً شيطانياً إذا أتاه المنتشر الذي يطلب منه حل ذلك السحر، فيظهر من المسحور ضعف عزيمة، وقلة إيمان، فيعظم ذلك الناشر ويركن إلى كلامه، ويمتثل ما يقوله غالباً، ثم إن الناشر يتقرب إلى الشيطان بما يحب من المعاصي من دعائه وعبادته واستخدامه وطاعته بفعل المحرمات وترك الطاعات، فهناك يطيع ذلك الناشر ويخدمه بما يريد، ويخبره بموضع السحر، وقد يتمكن من إحضاره له وإبطاله، وتفريق ما عمله الساحر الأول، من جمع تلك القطع والمخلفات والعقد التي حصل بها إضرار المسحور، ولا شك أن في ذلك معصية وإقرار للسحرة على عملهم الشيطاني، وقد روى أحمد وعنه أبو داوود عن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: (هي من عمل الشيطان) حسن الحافظ إسناده، وقال ابن مفلح: إسناده جيد 0 والمراد النشرة المعهودة في الجاهلية التي هي إتيان الساحر والكاهن والرغبة إليه حتى يستخدم جنوده من الشياطين والجن لإبطال ذلك العمل، فالشيطان الأول هو الساحر، والثاني هو شيطان الجن، فكلاهما عامل في إبطاله 0 ولذلك سئل الإمام أحمد عن هذه النشرة فقال: ابن مسعود يكره هذا كله، أي يكره ما هو من عمل الشيطان، ويكره التمائم كلها من القرآن وغير القرآن، وذلك لأن من عمل الناشر أن يأمر المنتشر بتعليق بعض التعاويذ والتمائم للحماية من ذلك العمل، وهي تحتوي على شرك أو عمل شيطان أو طلاسم محرمة، وتارة يأمره بجعلها تحت الوسادة أو في المنزل، ولا يخلو ذلك من طاعة الشيطان، وهو غاية المطلوب 0
وأما حكم النوع الثاني: وهو الرقية والتعوذات القرآنية والأدعية المأثورة واستعمال الأدوية المباحة، فهذا جائز كما ذكره ابن القيم، وعلى هذا يحمل ما رواه البخاري عن قتادة قال: قلت لابن المسيب: رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه 0 وفي رواية إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع 0 والمراد بالطب هنا السحر، كني بالطب عن السحر تفاولاً بالطبيب، ومعنى قوله: أو يؤخذ عن امرأته: أي لا يقدر على وطئها، بحيث تبطل شهوته إذا قرب منها، وقوله: لا بأس به، محمول على الحل بالرقية الشرعية، والتعوذات والأدوية النافعة على ما ذكره ابن القيم، ولا يجوز يظن بابن المسيب أنه يبيح الإتيان إلى السحرة لحل السحر، فإن ذلك حرام، لما فيه من تشجيعهم وإقرارهم على ما هو شرك وكفر، فأما العلاج بالرقية الشرعية فإنه مباح، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) (حديث صحيح - انظر صحيح الجامع 1048 - السلسلة الصحيحة 1066)، وقال: (من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه) (حديث صحيح - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أنظر صحيح الجامع 6019 - السلسلة الصحيحة 472) وقد ذكرنا في علاج السحر بعض ما نقل عن العلماء في حل السحر بالآيات والأدعية المأثورة، فإن تأثير السحر إنما هو بواسطة الجن والشياطين، وما يعمله الساحر من التقرب إلى الشيطان بما يحب حتى يعينه على عقد السحر أو منع الرجل من امرأته، فمتى عولج بكلام الله تعالى ودعائه، بطل عمل الشيطان، ولكن ذلك يستدعي كون القارئ من أهل الصلاح والاستقامة، والبعد عن المعاصي وعن أكل الحرام، وقد اشتهر عن بعض العلماء المصلحين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/484)
تأثيرهم في المرضى بإذن الله، وأن ذلك بسبب اقتصارهم على أكل الحلال، وهكذا أيضاً لا بد في المريض من كونه مسلماً مخلصاً موحداً مطيعاً لله تعالى، فإن الله قد ذكر أن القرآن: (000 شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (سورة الإسراء – الآية 82) وحيث أن الكثير من الناس لا يستفيدون من الرقية، فإن من أسباب ذلك ضعف إيمانهم وعدم اهتمامهم بحق الله وانهماكهم في المعاصي وامتلاء بيوتهم من الملاهي وما يحبه الشيطان وتنفر منه الملائكة من الصور والأفلام الخليعة ونحوها؛ وهكذا لا بد في تأثير الرقية من أن يكون المريض متعلقاً بالله تعالى، ثم بالرقية الشرعية معتقداً أنها الشفاء النافع ولا يجعل ذلك مجرد تجربة فيفعل ذلك على وجه التجربة كما يفعله كثير من الناس، فإن هذا الشك في نفع القرآن تكذيب لخبر الله، فلا يستفيد منه من توقف في تأثيره، ولم يجزم بأنه كلام الله، وأنه شفاء من كل داء، والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين للمشعوذين والسحرة – ص 496، 500) 0
وقد سئل فضيلته عن رجل مسحور يسأل العلاج عند السحرة والمشعوذين، حيث أن هناك من نصحه بذلك؟
فأجاب – حفظه الله -: (لا يجوز الذهاب إلى السحرة سواء لعقد السحر أو لحله، لأن ذلك إقرار لهم على أعمالهم الشركية، فإن السحر من عمل الشيطان والنشرة التي هي حل السحر بسحر مثله (هي من عمل الشيطان) كما ورد ذلك في حديث مرفوع، حيث أن الساحر يتقرب إلى الشيطان بما يحب حتى يبطل عمله عن المسحور، أو يخدمه حتى يخبره بالعمل الذي عمل له، فعلى هذا نكون قد أقررنا وشجعناه ونحن نعلم أنه مشرك، وأن حده القتل كما ورد في الحديث (حد الساحر ضربة بالسيف) (حديث ضعيف - أنظر ضعيف الجامع 2698 - سلسلة الأحاديث الضعيفة 1446)، ولكن هناك علاج نافع وهو الرقية الشرعية والأدوية المتاحة فإنها تبطل هذا العمل بشروط يعرفها القراء لا بد من وجودها في الراقي وفي نفس الرقية وفي المرقي منها والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 500، 501) 0
وسئل أيضاً أنه قد جاء في الأثر " لا يحل السحر إلا ساحر " فما هو المقصود من ذلك؟ وهل يستدل بهذا الأثر على جواز العلاج عند السحرة والمشعوذين؟
فأجاب – حفظه الله -: (هذا الأثر مروي عن الحسن البصري – رحمه الله تعالى – ذكره في فتح المجيد، وذكر أن الساحر كافر وأنه يجب قتله، وأورد حديث جندب مرفوعاً (حد الساحر ضربة بالسيف) وأن عمر كتب إلى بجادة أن (اقتلوا كل ساحر وساحرة) وأن حفصة (أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت) وصح قتله عن جندب وبعد أن ذكر حكمه ذكر في باب النشرة حديث (هي من عمل الشيطان) وقول الحسن لا يحل إلا ساحر ومعناه أن الذي يحل السحر بسحر مثله هو ساحر والساحر كافر فيجب قتله، ولا يجوز إقراره مع العلم أنه ساحر، بل يلزم ضربه بالسيف لكفره وإذا عرف ذلك فكيف يستدل بهذا الأثر على إقرار الساحر وإتيانه وطلب عمل السحر منه بحل سحر موجود، وإنما يجوز حل السحر بالقراءة والأذكار والأوراد والأدوية النافعة والأدعية المأثورة كما ذكر ذلك في فتح المجيد والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 501، 502) 0
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عن حكم حل السحر بسحر مثله فأجاب قائلا:
(أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز، لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح، ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تداووا ولا تداووا بحرام) 0
وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم)، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ولا حل السحر به، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة وبالآيات القرآنية والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به) (المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان – 2/ 132، 133) 0
وسئل - حفظه الله - عن حكم الاستعانة بالسحرة لقضاء بعض الحوائج من غير مضرة الآخرين 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/485)
فأجاب: السحر محرم وكفر، تعلمه وتعليمه، قال تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ 000) إلى قوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) 0
ولا يجوز استعمال السحر لقضاء بعض الحوائج، لأنه محرم وكفر، والمحرم والكفر لا يجوز للمسلم أن يستعمله، بل يجب إنكاره، والقضاء عليه، ويجب قتل الساحر وإراحة المسلمين من شره، ولا يستعان على قضاء الحوائج بالأمور المحرمة) (السحر والشعوذة – ص 47) 0
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم النشرة 0
فأجاب: حل السحر عن المسحور (النشرة) الأصح فيها أنها تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية والأدوية المباحة، فهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة، بل ربما تكون مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرة 0
القسم الثاني: إذا كانت النشرة بشيء محرم كنقض السحر بسحر مثله؛ فهذا موضع خلاف بين أهل العلم: فمن العلماء من أجازه للضرورة 0
ومنهم من منعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) وإسناده جيد رواه أبو داوود 0 وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرما وعلى المرء أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع لإزالة ضرره والله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فإني فَإِنِّي فإنى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِى إِذَا دَعَانِ) ويقول الله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أءلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ) والله الموفق) (فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1/ 238، 239) 0
يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان: (وأمّا زعم بعض الناس بأن هذا سبب – يعني النشرة – فهذا غلط لأنّ هذا السبب غير شرعي ومخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء عند أبي داود بسند حسن من طريق عقيل ابن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة، فقال: (هي من عمل الشيطان) 0
والنشرة حل السحر عن المسحور، فإذا كان حله عن طريق السحر فالحديث صريح بالمنع وبالله العجب كيف يجوز حل السحر عند السحرة وقد أجمع الصحابة – رضي الله عنهم – على قتلهم، فالمسلم مأمور بقتل السحرة ولم يؤذن له بالتداوي عندهم، وأما إن كان حل السحر عن طريق الرّقى الشرعية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأدوية المعروفة فهذا مشروع) (نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21/ 1 / 1417 هـ - ص 2، 3) 0
سئل الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن حكم التوجه للكهنة والسحرة من باب الاضطرار، حيث أن الضرورات تبيح المحرمات؟
فأجاب – حفظه الله -: (الرجوع إلى السحرة والكهان والدجاجلة والمشعوذين كفر بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعريض لإيمان العبد بالخلل والبعد عن الله تعالى 0 ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نهانا عن الركون والرجوع إلى الكهان كان يبلغ بذلك أمر الله، والله سبحانه وتعالى لا ينهانا عن شيء إلا ويفتح لنا أبواب الخير والصلاح بما هو خير وأفضل مما أمرنا باجتنابه فقد نهانا عن الرجوع إلى الكهنة والسحرة وأعطانا أسباب الوقاية منهم ومن شرورهم بالتعوذ به سبحانه من وساوسهم وهمزاتهم وأسباب إضرارهم فليس في الرجوع إليهم ضرورة، بل في ذلك إشعار لهم بمكانتهم وقدرتهم ومدى تسلطهم 0 وعلاج ذلك في الإيمان بالله ربا وإلها ونافعا ومعطيا وشافيا، لا خير إلا خيره ولا فضل إلا فضله وذلك كله بقضائه وتدبيره 0 لو اجتمع الثقلان على أن ينفعوا شخصا لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروا شخصا لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه) (مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/486)
يقول الدكتور علي بن نفيع العلياني: (ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه: أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله 0 وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وحفصة بنت عمر وعبدالله بن عمر وجندب بن عبدالله وروي ذلك مرفوعا عنه (مجموع الفتاوى 29 - 384) وعلى هذا فالرقية السحرية محرمة، ولا يجوز لمسلم أن يأتي لساحر لكي يرقيه، وذلك لما يأتي:
أولا:- لو كان يجوز للمسلم أن يذهب للسحرة التماسا للتداوي برقية أو نحوها لما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الساحر، وفيه منفعة للناس، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حد الساحر ضربة بالسيف) 0
ثانيا:- إن الله قد بين في سورة البقرة بأن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم 0 هذا لفظ عام يبين أن السحر ليس فيه نفع بوجه من الوجوه، ولو كان فيه دواء ونحو ذلك، لكان فيه فائدة ونفع، وهذا مخالف لنص القرآن الكريم) (الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة – بتصرف – ص 62) 0
يقول الدكتور عمر يوسف حمزة: (فالمعالجة بالمحرمات قبيحة: عقلاً وشرعاً 0 أما الشرع، فما ذكرنا: من هذه الأحاديث وغيرها 0
وأما العقل، فهو أن الله سبحانه إنما حرمه لخبثه، فإنه لم يحرم على هذه الأمة طيباً عقوبة لها، كما حرمه على بني إسرائيل، وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه 0 وتحريمه له حمية لهم، وصيانة عن تناوله 0 فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل؛ فإنه وإن أثر في إزالتها، لكنه يعقب سقماً أعظم منه في القلب، بقوة الخبث الذي فيه 0 فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن، بسقم القلب) (التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء - 54، 55) 0
يقول الدكتور عبدالسلام السكري: (والذي يترجح في ظني إجازة حل السحر بآيات من القرآن الكريم أو الدعوات المأثورة عن رسول الله أو الكلام العربي المفهوم والمشروع في نفس الوقت 0 أما حله بسحر مثله فلا بد للذي يقوم بهذا العمل أن يرتكب أموراً أقل ما يقال فيها إنها من أكبر المعاصي وأشد الكبائر والضرر لا يزال بمثله، وإلا فما الفائدة من هذا العمل؟ هذا ما رأينا إثباته والله تعالى وحده أعلم بالصواب) (السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي – ص 262) 0
يقول الأستاذ الصادق بن الحاج التوم: (وهذا النوع – يعني النشرة – لا يشك أحد في تحريمه؛ لأنه كفر وشرك بالله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هي من عمل الشيطان) 0 وهو لا يزيد المريض إلا سوءاً؛ لأن الساحر خبيث، والخبيث يهمه ضرر الناس لا صلاحهم، فلا يمكن أن يفك الساحر سحر أخيه، لأنهم في الجريمة سواء، ولكن قد يسكنه ليتوهم المريض أنه شفي فيقوم بالوفاء بما نذر للشيطان من قرابين، ثم يعاوده مرة ثانية) (الإيضاح المبين لكشف حيل السحرة والمشعوذين – ص 42، 43) 0
وقد وقع بين يدي كتاب قرأت فيه كلاما جميلا يرد فيه على بعض من أجاز الاستعانة بالساحر لإبطال سحر أصابه، حيث يقول الأستاذ جمال عبد الباري:
(وهناك بعض العبارات أو الكلمات التي أتعرض لها في ثنايا الدراسة، وأستشعر فيها خطورة فأتناولها بما تستحقه من الإيضاح لأنها في غاية الخطورة على عقيدة المسلم، منها ما ذكره أحد الكتاب حيث كتب ما يلي:
(هل يجوز أن يستعين المسحور بالساحر ليخلصه من السحر؟ سواء كان هذا السحر: إيذاء عضويا يلحق بالإنسان " كالربط " مثلا، أو إيذاء نفسيا يلحق به معنويا، ولا يستطيع دفعه 00 يقول الإمام البخاري يجوز الاستعانة بهذا على ذلك 00
وعند سعيد بن المسيب والإمام الشعبي جواز هذا 00 فيجوز أن تستعين بمن صنع السحر لك أن يخلصك منه 00 أو تستعين بغيره 00 وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض 00 والبادي بالشر أظلم 00 فإذا استعنت بقوي على قوي، فلا لوم عليك 0 وإذا استعنت برب القوة فذلك خير لك 000)
إلى هنا ينتهي كلام الكاتب، وهو كلام يستوجب توبة من كاتبه، فلا الإمام البخاري ذكر هذا ولا غيره، ولذلك فإن المؤلف لم يذكر مصدر هذه الفتوى 0
أما ما جاء في صحيح البخاري في باب "هل يستخرج السحر؟ ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/487)
(وقال قتادة قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه) (أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، أنظر فتح الباري - 10/ 232) 0
والسؤال كما ورد على لسان قتادة لا يحتمل كل ما ذكره الكاتب، إن قتادة يسأل سعيد بن المسيب عن رجل مسحور أو مربوط هل يفك سحره أم لا؟ هل يحاول أن يلجأ إلى طرق مشروعة لفك السحر أم يترك الأمر كما هو لأن هذا قضاء الله فيه؟
وجاءت الإجابة: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه 0 أما أن يبيح اللجوء إلى السحرة فهي عملية في غاية الخطورة لسببين:
الأول: إن ذهاب المسلم للسحرة لفك سحره يعني عجز الإسلام عن أن يقدم حلا لهذه المشكلة 00 وعجز الإسلام يعني نقصان هذا الدين، والإسلام دين كامل متكامل 00 وإباحة اللجوء إلى السحرة تعني أن قدرة الساحر فوق قدرة الله، ومعاذ الله أن تداني قدرة المخلوق قدرته 0
إن من يبيح ذلك لم يقرأ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) (حديث صحيح - أنظر صحيح الجامع 5939) 0
الثاني: هذه الإباحة نوع من الهروب من مواجهة الحقائق 0 كما أنها تحمل صاحبها آثاما وذنوبا لا قبل له بها 00 لأنه لو علم ما يدور عند السحرة من زنا وشرب خمر وكذب وافتراء ما نطق لسانه بهذا الكلام 0
لو علم أنه من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لو علم ذلك لراجع ما يكتبه مرات ومرات، وعرضه على أحاديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم 0
يقول صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له أو تسحر أو تسحر له) (حديث صحيح - أنظر صحيح الجامع 5435 - السلسلة الصحيحة 2195) إنه أمر في غاية الخطورة، ولذلك يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بقوله: " ليس منا " ففك السحر باللجوء إلى السحرة هو نوع آخر من السحر، والحرمة تقع على من ذهب إلى الساحر، وعلى من أرسله وعلى من أباح له أن يفعل ذلك، وبالطبع على الساحر أيضا 0
ولذلك بدأوا يشيعون في الناس فرية تكاد السماوات يتفطرن منها وتخر الجبال هدا - إذ يزعمون أن القرآن لا يفك السحر، أو لا يصلح لفك كل ألوان السحر، وكذبا قالوا، وكفرا نطقوا 0
فما أدراهم ما القرآن؟
إنه كلام رب العالمين، كلام من يقول للشيء كن فيكون، إن التشكيك فيه هو تشكيك في قدرة الله سبحانه وتعالى 0
إنها عبارة أطلقها شيطان مارد، وتلقفتها ألسنة الجهلاء ورددوها دون وعي أو فهم 00 ونقول لهؤلاء وأولئك:
إن لم يكن القرآن قادرا على فك السحر، فأي كتاب يمكن أن يفك السحر إذن؟!
إن لم يكن القرآن قادرا على شفاء المرضى، فأي كتاب يمكن أن يشفيهم؟!
إن لم يكن النور قادرا على أن يمحو دياجير الظلام، فأي بصيص يمكن أن يمحوها؟
إن الذين يظنون ذلك ليسوا من أهل القرآن، ولا يعرفون عنه أي شيء، هذا الكتاب المعجز الذي يقول عنه ربنا تبارك وتعالى: " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ " سورة الحشر – الآية 21 ") (البديل الإسلامي لفك السحر – بتصرف 40، 43) 0
تقول الدكتورة آمال يس عبدالمعطي البنداري المدرسة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة في الرد على من أجاز حل السحر بسحر مثله
(أولاً: ما ورد عن سعيد بن المسيب من جواز قصد الساحر لحل السحر، لا يظن به أن يفتي بذلك، وحاشاه منه، لأنه لا إصلاح في السحر بل كله فساد وكفر، وكيف يقصد الساحر الكافر المأمور بقتله ليحل السحر! 0
ثانياً: قول الإمام أحمد: لا أدري ما هذا، صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيز قصد الساحر لحل السحر وهو الذي روى حديث: (إنها من عمل الشيطان)، ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان وحاشاه من ذلك 0
وعلى فرض التسليم بأنه يرى لا بأس بحل السحر على يد الساحر فالعبرة روايته لا رأيه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/488)
ثالثاً: إن حل السحر لا يلزم أن يكون بسحر لأنه قد ينحل بالرقى والأدعية والتعويذات، لأن الشرع أذن بالمعالجة بالمباح ونهى عن التداوي بالمحرم) (السحر – أحكامه – الوقاية منه – علاجه – في ضوء الفقه الإسلامي – ص 193، 194) 0
وتقول أيضاً: (ويظهر لي أن قول المانعين لحل السحر بمثله أولى بالاعتبار وذلك للأسباب الآتية:
1) - إن في كتاب الله تعالى الشفاء التام 0
2) - إن تحريم السحر يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل الطرق، وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته، وهذا ضد مقصود الشارع 0
3) - إن شأن العالم بالسحر الطبع على الإفساد والإضرار به، فلو فتحنا الباب لحل السحر على أيدي السحرة، لدفع ذلك كثير من السحرة الفجرة إلى تعمد سحر الناس ليضطروهم بذلك إلى سؤالهم حله، فيتوصلوا أكل أموال الناس بالباطل، فيستحوذوا على أموالهم ودينهم، ففطم الناس عن ذلك أولى 0
4) - لا نقول إن الذهاب إلى الساحر لحل السحر من الضرورة التي تبيح قصده لأن الله تعالى أمرنا باللجوء إليه في كل الأحوال ولم يكلنا إلى غيره، فكيف نفر إلى الناس من رب الناس، وليكن معلوماً لدينا أن الاستشفاء بالقرآن يستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي يمنع أن ينجع فيه الدواء 0
ولهذه الأسباب كان القول بعدم جواز قصد الساحر لحل السحر بمثله أولى بالاعتبار 000 والله أعلم) (السحر – أحكامه – الوقاية منه – علاجه – في ضوء الفقه الإسلامي – ص 193، 194) 0
وحول كلام قتادة عن سعيد بن المسيب آنف الذكر، فقد وردت عن بعض العلماء ألفاظ يفهم منها جواز سؤال الساحر حل السحر عن المسحور ويفهم من بعضها منع النشرة، وأستعرض فيما يلي بعض تلك الأقوال وبيان المحمل الصحيح الذي يحمل عليه كلامهم والقول الراجح في ذلك:
* عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأسا إذا كان الرجل به سحر أن يمشي إلى من يطلق ذلك عنه قال: وهو صلاح قال: وكان الحسن يكره ذلك ويقول: لا يعلم ذلك إلا ساحر قال: فقال سعيد بن المسيب: لا بأس بالنشرة إنما نهي عما يضر ولم ينه عما ينفع 0 (هذا الأثر جاء معلقا عند البخاري في كتاب الطب - باب هل يستخرج السحر - قال قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طب - أو يؤخذ عن امرأته - أيحل عنه أو ينشر قال: لا بأس إنما يريدون به الإصلاح 0 فأما ما ينفع فلم ينه عنه) (فتح الباري - 10/ 232) 0
قال الحافظ بن حجر: (أما ما ورد في المتن فهو موصول من رواية يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد أخرجه الطبري في تهذيب الآثار) (انظر: تغليق التعليق لابن حجر وقال: إسناده صحيح 0 وانظر فتح الباري، والتمهيد لابن عبدالبر بطريق آخر من رواية هشام عن قتادة) 0
وقال - رحمه الله -: (وأما ما جاء عن الحسن من الحصر في حل السحر حيث قال: لا يعلم ذلك إلا ساحر فهو ليس على ظاهره لأنه قد يحل السحر بالرقى والأدعية والتعويذ) (فتح الباري – 10/ 233) 0
روى ابن أبي شيبة في مصنفه: (عن عطاء أنه كان لا يرى بأساً أن يأتي المؤخذُ عن أهله والمسحور من يُطلق عنه 0
وعن عطاء الخراساني أنه سئل عن المؤخذ عن أهله والمسحور نأتي نطلق عنه؟ قال: لا بأس بذلك إذا اضطر إليه) (مصنف ابن أبي شيبة – 5/ 41) 0
قال ابن قدامة: (وروي عن سعيد بن المسيب، في الرجل يؤخذ عن امرأته فيلتمس من يداويه، فقال: إنما نهى الله عما يضر، ولم ينه عما يضر، ولم ينه عما ينفع، وقال أيضاً: إن استطعت أن تنفع أخاك فافعل) (المغني – 8/ 154، 155) 0
وقال – رحمه الله -: (وأما ما جاء عن الإمام أحمد عندما سئل عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: قد رخص فيه بعض الناس 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/489)
فهذا محمول على النشرة المشروعة، ومن حمله على النشرة السحرية فقد غلط بدليل أن الإمام أحمد عندما سئل عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: قد رخص فيه بعض الناس 0 فقيل له إنه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال: لا أدري ما هذا؟ قيل له: أفترى أن يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا؟ وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه 0 وكيف يجيزه؟ وهو الذي روى الحديث " إنها من عمل الشيطان " ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركا بين الجائزة والممنوعة ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك) (الكافي – 4/ 166 – المغني – 8/ 156، 157) 0
قال الشيخ سليمان بن عبدالله - رحمه الله - معقبا على الكلام آنف الذكر: (فهذا الكلام من ابن المسيب يحمل على نوع من النشرة لا يعلم هل هو نوع من السحر أو لا؟ فأما أن يكون ابن المسيب يفتي بجواز قصد الساحر الكافر المأمور بقتله ليعمل السحر، فلا يظن به ذلك، حاشاه منه ويدل على ذلك قوله: إنما يريدون به الإصلاح، فأي صلاح في السحر؟ بل كله فساد وكفر والله أعلم) (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد – ص 418) 0
وقال ابن القيم – رحمه الله – في تعقيبه على ذلك: (ولو صح عنه أنه أراد بذلك حل السحر بسحر مثله فهو اجتهاد منه لا يوافق عليه لمخالفته للنص في تحريم الذهاب إلى الكهان وأضرابهم، أما ما جاء عن الحسن من كراهية النشرة فهذا يحمل على النشرة الجاهلية التي هي من عمل الشيطان) (أعلام الموقعين – 4/ 396) 0
قال ابن الجوزي – رحمه الله -: (النشرة: إطلاق السحر عن المسحور ولا يكاد يقدر على ذلك إلا من يعرف السحر، ومع هذا فلا بأس بذلك) (النهاية في غريب الحديث – 2/ 408) 0
قال البيهقي: (إن رقى بما لا يعرف، أو على ما كان من أمر الجاهلية من إضافة العافية إلى الرقى لم يجز، وإن بكتاب الله، أو بما يعرف من ذكر الله متبركاً به وهو يرى نزول الشفاء من الله تعالى فلا بأس به 0
ثم قال: والقول فيما يكره من النشرة وما لا يكره كالقول في الرقية) (السنن الكبرى – 9/ 351) 0
قال صاحبا كتاب " السحر والسحرة ": (ويمكن الجمع بين تلك الأقوال بأن تحمل النشرة التي من عمل الشيطان على التي فيها كفر أو شرك أو لا تعرف، أما النشرة والرقية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالكلام الطيب المعروف، ونحوها من المباحات فلا شيء فيه، ولا شك أن السحر داء من الأدواء، وعلاجه بالنشرة الحلال لا شيء فيه 0
إذن فالقول الصحيح أن الرقية بكتاب الله أو بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بكلام طيب معروف جائزة ولا شيء فيها) (السحر والسحرة – باختصار – 98، 99) 0
خلاصة بحث المسألة:
بعد استعراض أقوال أهل العلم في النشرة يتضح جليا أن النشرة بمفهومها العام - وهو حل السحر بسحر مثله - لا تجوز مطلقا، حتى لو صدرت من بعض رجالات أهل العلم قديما وحديثا لأن كلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقدمة على كل شيء، والأدلة النقلية الصريحة جاءت لتؤكد ذلك بقوة دون أن تدع مجالا لأحد أن يدلو بدلوه في هذا الموضوع الخطير، ويكفي أن طرق أوكار السحرة والمشعوذين فيه مخالفة صريحة لعقيدة المسلم أولا، ولما يترتب عليها من مفسدة عظيمة على الأمة الإسلامية ثانيا، وفتح هذا الباب يعني الترويج للبضاعة العفنة التي يتاجر بها السحرة والكهنة، ولا بد من تقوى الله سبحانه وتعالى بخصوص هذه المسألة، وإرشاد العامة وتوجيههم بتوجيهات الشريعة، وتعليمهم مدى خطورة انتهاج ذلك وآثاره السيئة على الفرد والأسرة والمجتمع، وتثقيفهم بالثقافة الإسلامية التي وضعت قضية السحر في حجمها الطبيعي، وتناولتها بما تستحقه من الإيضاح والتبصير 00 تعريفا وتأثيراً وتشخيصاً ووقاية، وتعرضت له من جانب العرض وجانب الطلب، فحاربت السحرة، وجعلت حد الساحر القتل، كما هو الراجح من أقوال أهل العلم، وعلى ذلك فلا بد من إدراك أن الاستشفاء لا يكون بالمحرم، إنما باتخاذ الأسباب والوسائل الشرعية والحسية المتاحة لذلك 0
وقد دلت النصوص الصريحة الواضحة على هذا المفهوم، وأن الاستشفاء لا يكون بالمحرم كالخمر وغيره، قال ابن القيم - رحمه الله -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/490)
(المعالجة بالمحرمات قبيحة عقلا وشرعا، أما الشرع فأدلة السنة تؤكد ذلك، وأما العقل، فهو أن الله سبحانه إنما حرمه لخبثه، فإنه لم يحرم على هذه الأمة طيبا عقوبة لها، كما حرمه على بني إسرائيل بقوله: (فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (سورة النساء – الآية 160)، وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه، وتحريمه له حمية لهم، وصيانة عن تناوله، فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل، فإنه وإن أثر في إزالتها، لكنه يعقب سقما أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه، فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب 0
وأيضا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق، وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته، وهذا ضد مقصود الشارع، وأيضا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة، فلا يجوز أن يتخذ دواء 0
وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة الخبث، لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالا بينا، فإذا كانت كيفيته خبيثة، اكتسبت الطبيعة منه خبثا، فكيف إذا كان خبيثا في ذاته؟! ولهذا حرم الله سبحانه على عباده الأغذية والأشربة والملابس الخبيثة، لما تكسب النفس من هيئة الخبث وصفته 0
وأيضا فإن في إباحة التداوي به، ولا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه ذريعة إلى تناوله للشهوة واللذة، لا سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع لها مزيل لأسقامها جالب لشفائها، فهذا أحب شيء إليها، والشارع سد الذريعة إلى تناوله بكل ممكن، ولا ريب أن بين سد الذريعة إلى تناوله، وفتح الذريعة إلى تناوله تناقضا وتعارضا 0
وأيضا فإن في هذا الدواء المحرم من الأدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء، ولنفرض الكلام في أم الخبائث التي ما جعل الله لنا فيها شفاء قط، فإنها شديدة المضرة بالدماغ الذي هو مركز العقل عند الأطباء وكثير من الفقهاء والمتكلمين 0
وها هنا سر لطيف في كون المحرمات لا يستشفى بها، فإن شرط الشفاء بالدواء تلقيه بالقبول، واعتقاد منفعته، وما جعل الله فيه من بركة الشفاء، فإن النافع هو المبارك، وأنفع الأشياء أبركها، والمبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به حيث حل، ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم هذه العين مما يحول بينه وبين اعتقاد بركتها ومنفعتها، وبين حسن ظنه بها، وتلقي طبعه لها بالقبول، بل كلما كان العبد أعظم إيمانا، كان أكره لها وأسوأ اعتقادا فيها، وطبعه أكره شيء لها، فإذا تناولها في هذه الحال، كانت داء له لا دواء إلا أن يزول اعتقاد الخبث فيها، وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة، وهذا ينافي الإيمان، فلا يتناولها المؤمن قط إلا على وجه داء، والله أعلم) (الطب النبوي – بتصرف – 156، 158) 0
قلت: إن خطورة الذهاب للسحرة والمشعوذين أعم وأشمل من ذلك بكثير، واقتراف هذا الأمر بحد ذاته يعتبر كفرا بواحا بالله عز وجل 0
وشفاء المسحور لا يمكن أن يكون بسحر مثله، وحصول مثل ذلك الأمر بالنسبة للسحرة يعني إحداث تضاد وتنافر فيما يقومون به من عمل دنيء، فتكسد بضاعتهم وتبور تجارتهم، ومن أجل ذلك فقد يلجأون لأسلوب خبيث في التعامل مع الحالات المرضية، حيث يمنعون السحر لفترة مؤقتة بإرادة الله سبحانه وتعالى، فتنة لهم، وإمعانا لهم في طغيانهم وكفرهم، ويعود الأمر إلى سابق عهده، ليعود المسكين ويدفع دينه وماله تسديدا لذلك، ولا يعتبر هذا الكلام جزافا إنما من واقع التجربة التي يعيشها الناس والقصص والشواهد كثيرة على ذلك، أعاذنا الله وإياكم من شرورهم ورد كيدهم إلى نحورهم 0
وفي العصر الحاضر يصبح الأمر أشد وأخطر للأسباب التالية:
1) - لقد عاث السحرة الفساد في الأرض، وأصبحوا كثرة لعدم ملاحقتهم وتطبيق الحدود الشرعية ضدهم، وإنفاذ القصاص الشرعي العادل بحقهم، إلا في بلاد قلة حباها الله بتطبيق الشريعة الإسلامية، وفتح هذا الباب يقودهم لفعل أعمالهم الخبيثة والدنيئة، لكي تطرق الناس أبوابهم وتطلب العلاج على أيديهم 0
2) - عامة الناس في هذا الزمان ليسوا بحاجة لتلك الفتاوى فهم معتادون على ارتياد أوكار السحرة بعذر وبغير عذر 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/491)
3) - البعد عن الدين عند كثير من الناس، وطرح ذلك الأمر ونشره بينهم يشجعهم على الذهاب إلى الكفر بأيديهم وتساهل هذا الخطر العظيم 0
4) - المفسدة العظيمة المترتبة عن ذلك، بإضاعة المال، وهتك العرض والشرف، وزرع الأحقاد والضغائن بين الناس وتدمير الأسر والمجتمعات الإسلامية 0
ويتذرع البعض بأمور واهية للذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين، فمنهم من يدعي المراجعة بسبب رفع المعاناة والألم له ولذويه وأرحامه، والآخر يدعي بأن العلاج لدى هؤلاء المهرطقين أسرع وأنفع، ومنهم من يدعي إما جهلا أو تجاهلا بأن هؤلاء يمتلكون من الكرامات ما تحقق لهم شفاء الآخرين ونحو ذلك من أقوال معسولة، وكل ذلك يتحطم أمام قوة النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم الزاجرة الرادعة لتلك الفئة الباغية وآثارها المدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم، وأنقل في ذلك كلاما جميلا للدكتور الفاضل (فهد بن ضويان السحيمي) عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث يقول:
(من تأمل الوعيد الشديد فيمن ذهب إلى الكهان علم قطعا أن الشرع لا ينهى إلا عن شيء فيه مضرة، فذلك الوعيد فيمن ذهب إليهم فما بالك إذا بحال الكهان وأضرابهم 0
ولكن الفطر إذا انقلبت وحادت عن الجادة السوية رأت الأمور على عكس وجهتها الصحيحة وعلى غير مرادها في الشرع 0 حتى سمي هؤلاء الأشرار بأولياء الله، لما يجري على أيدي بعضهم من الخوارق الشيطانية في شفاء بعض المصروعين والمسحورين 0
والحق أن هؤلاء أولياء للشيطان، لأن أولياء الله عز وجل يعتبرون بصفاتهم، وأحوالهم، وأفعالهم، التي دل عليها الكتاب والسنة، ويعرفون بنور الإيمان والقرآن وبحقائق الإيمان الباطنة وشرائع الإسلام الظاهرة فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من خوارق العادات أنه ولي لله لأن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار المشركين، وأهل الكتاب، والمنافقين، وتكون لأهل البدع وتكون من الشياطين 0
وقد توجد في أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ، ولا يصلي الصلوات المكتوبة بل يكون ملابسا للنجاسات، رائحته خبيثة، لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف، فالفرق بين كرامات أولياء الله وخوارق أولياء الشيطان واضح جلي وهو: أن كرامات أولياء الله لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى 0
أما ما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله لأن ذلك يحصل بالأمور التي فيها شرك كالاستغاثة بالمخلوقات من الجن وغيرهم فيما لا يقدر عليه إلا الله 0 أو بالفسق والعصيان وفعل المحرمات وهذا هو حال الكهان وأمثالهم ممن انتحل الشرك والكذب مطية لتحقيق رغباته الدنيوية، أما ما يحصل على أيديهم من شفاء بعض المصروعين وغيرهم ممن يذهب إليهم فقد سبق أن ذكرت أن الأسباب في حصول المقاصد منها ما هو مشروع ومنها ما هو ممنوع فالأسباب المحرمة قد يتوصل بها لنيل بعض الأغراض ولكن ذلك لا يدل على صحتها، ومن أهم الأسباب المحرمة الاستعانة بالجن في شفاء المصروع مثلا 0 واعلم أنهم لا يعينون من طلب ذلك منهم إلا بعمل مذموم تحبه الشياطين) (أحكام الرقى والتمائم – ص 187، 188) 0
ويقول أيضا: (ومع هذا الشرك الواضح فكثيرا ما يعود مرتادو الكهان وأضرابهم بخفي حنين بعد ما ابتزت أموالهم وفسدت عقيدتهم وذلك نتيجة لعجز الكهان عن بعض الجن ولكثرة الكذب الذي هو الصفة الظاهرة عند هؤلاء) (أحكام الرقى والتمائم – ص 189) 0
ذلك ما تيسر لي في طرح هذه المسألة التي ينبغي أن يوليها العلماء وطلبة العلم والدعاة حيزاً مهماً في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا بد أن يعلم الجميع أن طرق أبواب السحرة والمشعوذين كفر مخرج من الملة، وفيه خطر عظيم وآفة مدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم، ولا يجوز مطلقاً التذرع ببعض فتاوى أو أقوال علماء أجلاء في تمرير هذا العمل الخبيب، وقد تبين لاحقاً ومما ذكر آنفاً أن الأمر جِدُّ خطير، فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمه الأعظم الذي ما أن دعي به أجاب أن يحفظ سائر بلاد المسلمين من السحرة وشرورهم، وأن يرد كيدهم إلى نحورهم، إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامه بن ياسين المعاني
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:32 م]ـ
حفظك الله وجزاك خيرا يابن شارقة العلم(57/492)
ما الفرق بين هذه المصطلحات؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم
لو تكرم الاخوة في بيان الفرق بين هذه المصطلحات
الحجة
الدليل
البرهان
والسلام عليكم
ـ[الديولي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:28 ص]ـ
السلام عليكم
الحجة:
ما دل به على صحة الدعوى
وقيل الحجة والدليل واحد، وقال أبو البقاء العكبري الحجة بالضم: البرهان، وعند النظار أعم منه، لإختصاصه عندهم بيقين المقدمات
وما ثبت به الدعوى من حيث إفادته للبيان يسمى بينة
ومن حيث الغلبة به على الخصم يسمى حُجة، والمقصود منها إلزام الخصم وإسكاته
وتطلق كذلك على العالم الثبت
والحجة الباطلة: هي الحجة التي تقوم مقدماتها على خطأ مقصود أو غير مقصود، مغلف بما يوهم أنه حق، من أجل التمويه والتضليل، وتسمى الحجة سوفسطائية،
وهناك الحجة البرهانية، الحجة الجدلية، والحجة الخطابية، الشعرية، والحجة العقلية، والحجة المجوِّزة، والحجة الموجبة
والدليل: له معنيان أحدهما أعم من الثاني مطلقا
الأول: مايمكن التوصل فيه بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري، سواء كان ذلك المطلوب الخبري قطعيا أو ظنيا، وهو المعتبر عند أكثر الأصوليين
والثاني: والأخص: هو مايمكن التوصل فيه بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري قطعي، وهو المسمى بالبرهان، وما كان ظني يسمى أمارة(57/493)
ضابط لبعض متشابهات القرآن الكريم بالمعنى
ـ[أبو هداية]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إليكم أحبتي هذا الملف ..(57/494)
سؤال عن العشر ذي الحجة
ـ[نورالدين اغزال]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:30 ص]ـ
1/ هل السنة في الخد من الاضافر مقتصرة على من يذبح ام تتعداه وتلحق غيره
2/ ماهي سنن العشر ذي الحجة
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:06 م]ـ
روى مسلم في صحيحه:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عن الرسول صلى الله عليهوسلم:
أنه قال:
إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَعِنْدَهُ أُضْحِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا
وقال الأمام النووي في شرحه:
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْر وَأَرَادَ أَحَدكُمْ أَنْ يُضَحِّي فَلَا يَمَسّ مِنْ شَعْره وَبَشَره شَيْئًا) , وَفِي رِوَايَة: (فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا وَلَا يُقَلِّمَنَّ ظُفْرًا) وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيمَنْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ عَشْر ذِي الْحِجَّة وَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَقَالَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَرَبِيعَة وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَدَاوُد وَبَعْض أَصْحَاب الشَّافِعِيّ: إِنَّهُ يَحْرُم عَلَيْهِ أَخْذ شَيْء مِنْ شَعْره وَأَظْفَاره حَتَّى يُضَحِّي فِي وَقْت الْأُضْحِيَّة , وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه: هُوَ مَكْرُوه كَرَاهَة تَنْزِيه وَلَيْسَ بِحَرَامٍ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: لَا يُكْرَه , وَقَالَ مَالِك فِي رِوَايَة: لَا يُكْرَه , وَفِي رِوَايَة: يُكْرَه , وَفِي رِوَايَة: يَحْرُم فِي التَّطَوُّع دُون الْوَاجِب. وَاحْتَجَّ مَنْ حَرَّمَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث. وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيّ وَالْآخَرُونَ بِحَدِيثِ عَائِشَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - " قَالَتْ: كُنْت أَفْتِل قَلَائِد هَدْي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يُقَلِّدهُ , وَيَبْعَث بِهِ وَلَا يَحْرُم عَلَيْهِ شَيْء أَحَلَّهُ اللَّه حَتَّى يَنْحَر هَدْيه " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم. قَالَ الشَّافِعِيّ: الْبَعْث بِالْهَدْيِ أَكْثَر مِنْ إِرَادَة التَّضْحِيَة , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَحْرُم ذَلِكَ وَحَمَلَ أَحَادِيث النَّهْي عَلَى كَرَاهَة التَّنْزِيه. قَالَ أَصْحَابنَا: وَالْمُرَاد بِالنَّهْيِ عَنْ أَخْذ الظُّفْر وَالشَّعْر النَّهْي عَنْ إِزَالَة الظُّفْر بِقَلَمٍ أَوْ كَسْر أَوْ غَيْره , وَالْمَنْع مِنْ إِزَالَة الشَّعْر بِحَلْقٍ أَوْ تَقْصِير أَوْ نَتْف أَوْ إِحْرَاق أَوْ أَخْذه بِنَوْرَةٍ أَوْ غَيْر ذَلِكَ , وَسَوَاء شَعْر الْإِبْط وَالشَّارِب وَالْعَانَة وَالرَّأْس , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ شُعُور بَدَنه , قَالَ إِبْرَاهِيم الْمَرْوَزِيُّ وَغَيْره مِنْ أَصْحَابنَا: حُكْم أَجْزَاء الْبَدَن كُلّهَا حُكْم الشَّعْر وَالظُّفْر , وَدَلِيله الرِّوَايَة السَّابِقَة: (فَلَا يَمَسّ مِنْ شَعْره وَبَشَره شَيْئًا) قَالَ أَصْحَابنَا: وَالْحِكْمَة فِي النَّهْي أَنْ يَبْقَى كَامِل الْأَجْزَاء لِيُعْتِق مِنْ النَّار , وَقِيلَ: التَّشَبُّه بِالْمُحْرِمِ , قَالَ أَصْحَابنَا: هَذَا غَلَط ; لِأَنَّهُ لَا يَعْتَزِل النِّسَاء وَلَا يَتْرُك الطِّيب وَاللِّبَاس وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا يَتْرُكهُ الْمُحْرِم.
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:09 م]ـ
و تفضل المزيد
http://www.saaid.net/mktarat/hajj/124.htm(57/495)
ما حكم عملية خياطة غشاء البكارة؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:43 ص]ـ
؟؟؟؟
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 01:14 م]ـ
قرأت منذ فترة فتوى للشيخ ابن جبرين وهو لا يجيزها والله أعلم
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المفترض و الله أعلم أن هذه المسألة تشتمل على ثلاث مسائل
إما أن انقطاع الغشاء نتج عن فاحشة الزنا بدون توبة
و إما أنه نتج عن فاحشة الزنا و لكن الأخت تابت و تريد الزواج
و إما عن طريق حادثة
و هذه مسألة مما اختلف فيها أهل العلم عامة لأن فيها كشفا للعورات و مدعاة لانتشار الغش و التساهل ..
و أنقل لكم فتوى للشيخ سلمان بن فهد العودة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال
هل يجوز للفتاة -بعد توبتها- إجراء عملية إعادة غشاء البكارة للزواج من مسلم ملتزم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يجوز للفتاة -التي فقدت بكارتها بسبب معصية وقعت فيها- أن تقوم بعملية رتق للبكارة؛ لأن فيه غشّاً للزوج، وكشفاً للعورة بلا حاجة، ولأنّ استمراءه يؤدي إلى انتشار هذا العمل مما يسبب فقد الثقة.
والحل الشرعي لمثل هذه الفتاة أن تخبر خاطبها بأنها ثيّب نتيجة إكراه مثلاً أو زواج غير موثّق أو نحو ذلك، مع التورية في كلامها وعدم التصريح بالكذب، ولا يجوز لها أن تخبره بحقيقة فعلها للمعصية؛ لأن الواجب على الإنسان أن يستر نفسه، ولا يذيع مقالة السوء عن نفسه.
مع أن هذه المسألة مما اختلف في حكمها أهل العلم. والله الموفق والهادي.
جزاكم الله خيرا
المهاجرة
أم جويرية
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:29 م]ـ
ما الغرض منها؟
إنها تدلس و خداع فهي حرام
أما إذا كان عن تراضي بين الزوج فسأل شيخ من أهل العلم المحقيقين الذي تثق في فتواه
و الله ورسوله أعلم
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:41 م]ـ
و إما أنه نتج عن فاحشة الزنا و لكن الأخت تابت و تريد الزواج
هذه التى أريد مناقشتها و أنا أتعجب كيف يحرمون عليها هذه العملية بحجة أنها غش و خداع و يجوزون لها أن تكذب وتقول شيئا مما نقلتموه آنفا.
وقد أمرها الله بالستر على نفسها و ألا تفضح ما ستره الله و ها هى طريقة تمكن لذلك و ليس لهم إعتراض ينظر فيه إلا أنها كشف للعورات و لكن قولهم أنها بلا حاجة بعيد جدا إذ أن الضرورة الشرعية التى هى الستر و التى يجب عليها أن تقوم به و التمكن من التزوج الذى يحميها من الوقوع فى مثل هذه الفاحشة مرة أخرى يبيح بلا شك عندى.
و أرجوا من الإخوة ممن وقع على فتاوى الإباحة فى مثل هذه الحالة أن يطلعنا عليها.
ـ[أبو مبرك الأثري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:29 م]ـ
مع التورية في كلامها وعدم التصريح بالكذب
تأمل أخي أبو حفص
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:59 م]ـ
كيف يا أخى تعرض فى مثل هذا كن واقعيا.
و قول الشيخ بأن تقول لخاطبها بأنها ثيّب نتيجة إكراه مثلاً أو زواج غير موثّق أو نحو ذلك كذب و ليس تورية و تدليس و تغطية للحقيقة و التعريض يكون بقول شىء حقيقى واقع كقول النبى صلى الله عليه وسلم (من ماء) و لم يقل مثلا من العراق لأن الأولى حقيقة والثانية كذب.
الأمر الثانى هل تتصور فى زماننا هذا الذى أنتشر فيه الفساد أن تقول امرأة لخطيبها هذا الكلام ويصدقها ... من هذا الغر؟
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 04:11 م]ـ
أقول ولست من أهل العلم إذا كان بسبب معصية و جريمة فلا و أما إذا كان بسبب حادث كسقوط على حافة أو غير ذلك فنعم لأن الفتاة لادخل لها و الرجل يريد أن يكون أول من وطئ فالفتاة سترت على نفسها والرجل حصل له ذلك والله أعلم.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك يا راشد و لكن لما أخرجت التائبة و أنت تعرف أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ـ[الحميداني المطيري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
اخواني انا انتقد بعض الطلبة اسألو سؤال مفيد يستفيد من قر أه ايش الفايده منه والله لو يسأل عند بعض العلماء لكان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاحول لاقوة إلا بالله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 01 - 06, 07:36 م]ـ
كيف هذا؟
بل السؤال مهم وخطير بالطبع
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:32 م]ـ
أخى الحميداني هذا الملتقى ليس مكانا للإستفتاء و لكنه فى الأصل مكان للمدارسة بين طلبة العلم وليس هناك موضوع علمى غير قابل للطرح.
و الأهمية شىء نسبى يختلف من شخص لأخر.
و الموضوع مطروح و يسأل فيه الكثيرون فليس هناك داع للحوقلة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:00 م]ـ
في كتاب (أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة) لمحمد نعيم ياسين مبحث خاص بهذه المسألة، من ص 227 إلى ص 266.
وأصله منشور في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الكويت - العدد العاشر، بعنوان: (عملية الرتق العذري في ميزان المقاصد الشرعية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/496)
ـ[خالد العمري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:25 م]ـ
السؤال:
امرأة فقدت لسبب ما غشاء البكارة فهل يجوز لها رتق الغشاء بواسطة عملية جراحية؟
الجواب:
الحمد لله
هذه المسألة تعتبر من المسائل النازلة في هذا العصر. ولهذا من المناسب ذكر كلا قولي العلماء في هذه المسألة وترجيح إحداهما:
القول الأول:
لا يجوز رتق البكارة مطلقاً
القول الثاني: التفصيل:
1 - إذا كان سبب التمزق حادثة أو فعلاً لا يعتبر في الشرع معصية، وليس وطئاً في عقد نكاح يُنظر:
فإن غلب على الظن أن الفتاة ستلاقي عنتا وظلما بسبب الأعراف، والتقاليد كان إجراؤه واجباً.
وإن لم يغلب ذلك على ظن الطبيب كان إجراؤه مندوباً.
2 - إذا كان سبب التمزق وطئاً في عقد نكاح كما في المطلقة، أو كان بسبب زنى اشتهر بين الناس فإنه يحرم إجراؤه.
3 - إذا كان سبب التمزق زنى لم يشتهر بين الناس كان الطبيب مخيراً بين إجرائه وعدم إجرائه، وإجراؤه أولى.
تحديد محل الخلاف:
ينحصر محل الخلاف بين القولين في الحالة الأولى، والثالثة، أما في الحالة الثانية فإنهما متفقان على تحريم الرتق.
الأدلة:
(1) دليل القول الأول: (لا يجوز مطلقاً)
أولاً: أن رتق غشاء البكارة قد يؤدي إلى اختلاط الأنساب، فقد تحمل المرأة من الجماع السابق، ثم تتزوج بعد رتق غشاء بكارتها، وهذا يؤدي إلى إلحاق ذلك الحمل بالزوج واختلاط الحلال بالحرام.
ثانياً: أن رتق غشاء البكارة فيه اطّلاع على العورة المغلّظة.
ثالثاً: أن رتق غشاء البكارة يُسهّل للفتيات ارتكاب جريمة الزنى لعلمهن بإمكان رتق غشاء البكارة بعد الجماع.
رابعاً: أنه إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك، وإن تعذر الدرء والتحصيل، فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة كما قرر ذلك فقهاء الإسلام.
وتطبيقاً لهذه القاعدة فإننا إذا نظرنا إلى رتق غشاء البكارة وما يترتب عليه من مفاسد حكمنا بعدم جواز الرتق لعظيم المفاسد المترتبة عليه.
خامساً: أن من القواعد الشريعة الإسلامية أن الضرر لا يزال بالضرر، ومن فروع هذه القاعدة: (لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره) ومثل ذلك لا يجوز للفتاة وأمها أن يزيلا الضرر عنهما برتق الغشاء ويلحقانه بالزوج.
سادساً: أن مبدأ رتق غشاء البكارة مبدأ غير شرعي لأنه نوع من الغش، والغش محرم شرعاً.
سابعاً: أن رتق غشاء البكارة يفتح أبواب الكذب للفتيات وأهليهم لإخفاء حقيقة السبب، والكذب محرم شرعاً.
ثامناً: أن رتق غشاء البكارة يفتح الباب للأطباء أن يلجأوا إلى إجراء عمليات الإجهاض، وإسقاط الأجنّة بحجة السّتر.
دليل القول الثاني:
أولاً: أن النصوص الشرعية دالة على مشروعية الستر وندبه، ورتق غشاء البكارة معين على تحقيق ذلك في الأحوال التي حكمنا بجواز فعله فيها.
ثانياً: أن المرأة البريئة من الفاحشة إذا أجزنا لها فعل جراحة الرتق قفلنا باب سوء الظن فيها، فيكون في ذلك دفع للظلم عنها، وتحقيقاً لما شهدت النصوص الشرعية باعتباره وقصده من حسن الظن بالمؤمنين والمؤمنات.
ثالثاً: أن رتق غشاء البكارة يوجب دفع الضرر عن أهل المرأة، فلو تركت المرأة من غير رتق واطلع الزوج على ذلك لأضرها، واضر بأهلها، وإذا شاع الأمر بين الناس فإن تلك الأسرة قد يمتنع من الزواج منهم، فلذلك يشرع لهم دفع الضرر لأنهم بريئون من سببه.
رابعا: أن قيام الطبيب المسلم بإخفاء تلك القرينة الوهمية في دلالتها على الفاحشة له أثر تربوي عام في المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بنفسية الفتاة.
خامسا: أن مفسدة الغش في رتق غشاء البكارة ليست موجودة في الأحوال التي حكمنا بجواز الرتق فيها.
الترجيح:
الذي يترجح والعلم عند الله هو القول بعدم جواز رتق غشاء البكارة مطلقاً لما يأتي:
أولاً: لصحة ما ذكره أصحاب هذا القول في استدلالهم.
ثانياً: وأما استدلال أصحاب القول الثاني فيجاب عنه بما يلي:
الجواب عن الوجه الأول:
أن الستر المطلوب هو الذي شهدت نصوص الشرع باعتبار وسيلته، ورتق غشاء البكارة لم يتحقق فيه ذلك، بل الأصل حرمته لمكان كشف العورة، وفتح باب الفساد.
الجواب عن الوجه الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/497)
أن قفل باب سوء الظن يمكن تحقيقه عن طريق الإخبار قبل الزواج، فإن رضي الزوج بالمرأة وإلا عوضها الله غيره.
الجواب عن الوجه الثالث:
أن المفسدة المذكورة لا تزول بالكلية بعملية الرتق بعملية الرتق لاحتمال اطلاعه على ذلك، ولو عن طريق إخبار الغير له، ثم إن هذه المفسدة تقع في حال تزويج المرأة بدون إخبار زوجها بزوال بكارتها، والمنبغي إخباره، واطلاعه، فإن أقدم زالت تلك المفاسد وكذلك الحال لو أحجم.
الجواب عن الوجه الرابع:
أن هذا الإخفاء كما أن له هذه المصلحة كذلك تترتب عليه المفاسد، ومنها تسهيل السبيل لفعل فاحشة الزنا، ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة.
الجواب عن الوجه الخامس:
أننا لا نسلم انتفاء الغش لأن هذه البكارة مستحدثة، وليست هي البكارة الأصلية، فلو سلمنا أن غش الزوج منتف في حال زوالها بالقفز ونحوه مما يوجب زوال البكارة طبيعة، فإننا لا نسلم أن غشه منتف في حال زوالها بالاعتداء عليها.
ثانياً: أن سد الذريعة الذي اعتبره أصحاب القول الأول أمر مهم جداً خاصة فيما يعود إلى انتهاك حرمة الفروج، والإبضاع والمفسدة لا شك مترتبة على القول بجواز رتق غشاء البكارة.
ثالثاً: أن الأصل يقتضي حرمة كشف العورة ولمسها والنظر إليها والأعذار التي ذكرها أصحاب القول الثاني ليست بقوية إلى درجة يمكن الحكم فيها باستثناء عملية الرتق من ذلك الأصل، فوجب البقاء عليه والحكم بحرمة فعل جراحة الرتق.
خامساً: أن مفسدة التهمة يمكن إزالتها عن طريق شهادة طبية بعد الحادثة تثبت براءة المرأة وهذا السبيل هو أمثل السبل، وعن طريقه تزول الحاجة إلى فعل جراحة الرتق.
ولهذا كله فإنه لا يجوز للطبيب ولا للمرأة فعل هذا النوع من الجراحة، والله تعالى أعلم.
أنظر كتاب أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها /د. محمد بن محمد المختار الشنقيطي ص 403
وقد أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بجواز إجراء عملية الرّتق للمغتصبة والتائبة وأمّا غير التائبة فلا لأنّ في ذلك إعانة لها على الاستمرار في جريمتها، وكذلك التي سبق وطؤها لا يجوز إجراء العملية لها لما في ذلك من الإعانة على الغشّ والتدليس حيث يظنّها من دخل بها بعد العملية بكرا وليست كذلك، والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=844&dgn=4
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[07 - 01 - 06, 08:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى خالد
ليت مشايخنا الكرام يمدوننا بما عندهم
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك يا راشد و لكن لما أخرجت التائبة و أنت تعرف أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أخي ما ذنب الرجل أن يخدع و قد قال بن القيم أن البكر لم تذق أحدا قبل وطئها فتزرع محبه في قلبها و سمعت أن في فرج المرأة نوع من الإنغلاق غير البكارة ولكن في عنق الرحم و إذا وطئها الرجل يكون أول من فتحه وهذا كله من حق الزوج والله أعلم.
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 06:43 ص]ـ
رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية
بعنوان (أحكام الجراحة الطبية)
من مشرفي الرسالة
الشيخ عطية محمد سالم
مقدم الرسالة (الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي))
والرسالة مطبوعة، ومناقشة الرسالة موجودة في شريطين لدى تسجيلات البخاري بمكة
وقد أوضح الشيخ حفظه الله حول هذه المسألة إيضاحا وافيا شافيا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:33 م]ـ
هلا نقلت لنا أخى الكريم من الرسالة ما يتعلق بموضوعنا
ـ[الفرضي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 05:20 م]ـ
أرى رد هذه المسألة مع كثرة حصولها في هذا الزمن المليء بالفتن إلى اللجنة الدائمة للإفتاء لإصدار فتوى تكون هي الفيصل ونسلم من الظن والتخمين وتحمل الإثم فيما لا نعلمه. والله الموفق
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[09 - 01 - 06, 06:34 ص]ـ
الرسالة ليس في متناولي حاليا
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:13 ص]ـ
الرسالة ليس في متناولي حاليا
الأخ الكريم /
نص الرسالة - فيما يتعلق بالموضوع - ورد في جواب الشيخ المنجد وفقه الله، وقد ذكر ذلك في آخر الجواب:
السؤال:
الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/498)
هذه المسألة تعتبر من المسائل النازلة في هذا العصر. ولهذا من المناسب ذكر كلا قولي العلماء في هذه المسألة وترجيح إحداهما:
القول الأول:
لا يجوز رتق البكارة مطلقاً
القول الثاني: التفصيل:
1 - إذا كان سبب التمزق حادثة أو فعلاً لا يعتبر في الشرع معصية، وليس وطئاً في عقد نكاح يُنظر:
فإن غلب على الظن أن الفتاة ستلاقي عنتا وظلما بسبب الأعراف، والتقاليد كان إجراؤه واجباً.
وإن لم يغلب ذلك على ظن الطبيب كان إجراؤه مندوباً.
2 - إذا كان سبب التمزق وطئاً في عقد نكاح كما في المطلقة، أو كان بسبب زنى اشتهر بين الناس فإنه يحرم إجراؤه.
3 - إذا كان سبب التمزق زنى لم يشتهر بين الناس كان الطبيب مخيراً بين إجرائه وعدم إجرائه، وإجراؤه أولى.
تحديد محل الخلاف:
ينحصر محل الخلاف بين القولين في الحالة الأولى، والثالثة، أما في الحالة الثانية فإنهما متفقان على تحريم الرتق.
الأدلة:
(1) دليل القول الأول: (لا يجوز مطلقاً)
أولاً: أن رتق غشاء البكارة قد يؤدي إلى اختلاط الأنساب، فقد تحمل المرأة من الجماع السابق، ثم تتزوج بعد رتق غشاء بكارتها، وهذا يؤدي إلى إلحاق ذلك الحمل بالزوج واختلاط الحلال بالحرام.
ثانياً: أن رتق غشاء البكارة فيه اطّلاع على العورة المغلّظة.
ثالثاً: أن رتق غشاء البكارة يُسهّل للفتيات ارتكاب جريمة الزنى لعلمهن بإمكان رتق غشاء البكارة بعد الجماع.
رابعاً: أنه إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك، وإن تعذر الدرء والتحصيل، فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة كما قرر ذلك فقهاء الإسلام.
وتطبيقاً لهذه القاعدة فإننا إذا نظرنا إلى رتق غشاء البكارة وما يترتب عليه من مفاسد حكمنا بعدم جواز الرتق لعظيم المفاسد المترتبة عليه.
خامساً: أن من القواعد الشريعة الإسلامية أن الضرر لا يزال بالضرر، ومن فروع هذه القاعدة: (لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره) ومثل ذلك لا يجوز للفتاة وأمها أن يزيلا الضرر عنهما برتق الغشاء ويلحقانه بالزوج.
سادساً: أن مبدأ رتق غشاء البكارة مبدأ غير شرعي لأنه نوع من الغش، والغش محرم شرعاً.
سابعاً: أن رتق غشاء البكارة يفتح أبواب الكذب للفتيات وأهليهم لإخفاء حقيقة السبب، والكذب محرم شرعاً.
ثامناً: أن رتق غشاء البكارة يفتح الباب للأطباء أن يلجأوا إلى إجراء عمليات الإجهاض، وإسقاط الأجنّة بحجة السّتر.
دليل القول الثاني:
أولاً: أن النصوص الشرعية دالة على مشروعية الستر وندبه، ورتق غشاء البكارة معين على تحقيق ذلك في الأحوال التي حكمنا بجواز فعله فيها.
ثانياً: أن المرأة البريئة من الفاحشة إذا أجزنا لها فعل جراحة الرتق قفلنا باب سوء الظن فيها، فيكون في ذلك دفع للظلم عنها، وتحقيقاً لما شهدت النصوص الشرعية باعتباره وقصده من حسن الظن بالمؤمنين والمؤمنات.
ثالثاً: أن رتق غشاء البكارة يوجب دفع الضرر عن أهل المرأة، فلو تركت المرأة من غير رتق واطلع الزوج على ذلك لأضرها، واضر بأهلها، وإذا شاع الأمر بين الناس فإن تلك الأسرة قد يمتنع من الزواج منهم، فلذلك يشرع لهم دفع الضرر لأنهم بريئون من سببه.
رابعا: أن قيام الطبيب المسلم بإخفاء تلك القرينة الوهمية في دلالتها على الفاحشة له أثر تربوي عام في المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بنفسية الفتاة.
خامسا: أن مفسدة الغش في رتق غشاء البكارة ليست موجودة في الأحوال التي حكمنا بجواز الرتق فيها.
الترجيح:
الذي يترجح والعلم عند الله هو القول بعدم جواز رتق غشاء البكارة مطلقاً لما يأتي:
أولاً: لصحة ما ذكره أصحاب هذا القول في استدلالهم.
ثانياً: وأما استدلال أصحاب القول الثاني فيجاب عنه بما يلي:
الجواب عن الوجه الأول:
أن الستر المطلوب هو الذي شهدت نصوص الشرع باعتبار وسيلته، ورتق غشاء البكارة لم يتحقق فيه ذلك، بل الأصل حرمته لمكان كشف العورة، وفتح باب الفساد.
الجواب عن الوجه الثاني:
أن قفل باب سوء الظن يمكن تحقيقه عن طريق الإخبار قبل الزواج، فإن رضي الزوج بالمرأة وإلا عوضها الله غيره.
الجواب عن الوجه الثالث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/499)
أن المفسدة المذكورة لا تزول بالكلية بعملية الرتق بعملية الرتق لاحتمال اطلاعه على ذلك، ولو عن طريق إخبار الغير له، ثم إن هذه المفسدة تقع في حال تزويج المرأة بدون إخبار زوجها بزوال بكارتها، والمنبغي إخباره، واطلاعه، فإن أقدم زالت تلك المفاسد وكذلك الحال لو أحجم.
الجواب عن الوجه الرابع:
أن هذا الإخفاء كما أن له هذه المصلحة كذلك تترتب عليه المفاسد، ومنها تسهيل السبيل لفعل فاحشة الزنا، ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة.
الجواب عن الوجه الخامس:
أننا لا نسلم انتفاء الغش لأن هذه البكارة مستحدثة، وليست هي البكارة الأصلية، فلو سلمنا أن غش الزوج منتف في حال زوالها بالقفز ونحوه مما يوجب زوال البكارة طبيعة، فإننا لا نسلم أن غشه منتف في حال زوالها بالاعتداء عليها.
ثانياً: أن سد الذريعة الذي اعتبره أصحاب القول الأول أمر مهم جداً خاصة فيما يعود إلى انتهاك حرمة الفروج، والإبضاع والمفسدة لا شك مترتبة على القول بجواز رتق غشاء البكارة.
ثالثاً: أن الأصل يقتضي حرمة كشف العورة ولمسها والنظر إليها والأعذار التي ذكرها أصحاب القول الثاني ليست بقوية إلى درجة يمكن الحكم فيها باستثناء عملية الرتق من ذلك الأصل، فوجب البقاء عليه والحكم بحرمة فعل جراحة الرتق.
خامساً: أن مفسدة التهمة يمكن إزالتها عن طريق شهادة طبية بعد الحادثة تثبت براءة المرأة وهذا السبيل هو أمثل السبل، وعن طريقه تزول الحاجة إلى فعل جراحة الرتق.
ولهذا كله فإنه لا يجوز للطبيب ولا للمرأة فعل هذا النوع من الجراحة، والله تعالى أعلم.
أنظر كتاب أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها /د. محمد بن محمد المختار الشنقيطي ص 403
وقد أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بجواز إجراء عملية الرّتق للمغتصبة والتائبة وأمّا غير التائبة فلا لأنّ في ذلك إعانة لها على الاستمرار في جريمتها، وكذلك التي سبق وطؤها لا يجوز إجراء العملية لها لما في ذلك من الإعانة على الغشّ والتدليس حيث يظنّها من دخل بها بعد العملية بكرا وليست كذلك، والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=844&dgn=4
----
ولقد رجعت إلى نسختي من رسالة الشيخ الشنقيطي حفظه الله فوجدتها مطابقة للجواب مع تصرف يسير جدا لا يخل بالأصل، إلا في الإضافة الأخيرة (اللون الأزرق) فهي من كلام الشيخ المنجد حفظه الله - والله أعلم -.
ـ[الفرضي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 04:44 م]ـ
في الحقيقة لدي موضوع أريد طرحه وهو أشد خطورة من قضية غشاء البكارة وإعادتها وذلك أنه قد يكون هذا الأمر يمنع من فض غشاء البكارة مع وجود المتعة المحرمة وهذا الأمر هو أن كثيراً من الفتيات الأبكار يلجأن إلى تمكين معشوقيهم من استخدامهن من الخلف وقد سمعت الكثير من الحكايات في هذا الموضوع آمل مناقشة القضية وبيان الخطأ في ذلك وشكراً.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[09 - 01 - 06, 04:52 م]ـ
المشاركة الاصلية بواسطةالفرضي]
أرى رد هذه المسألة مع كثرة حصولها في هذا الزمن المليء بالفتن إلى اللجنة الدائمة للإفتاء لإصدار فتوى تكون هي الفيصل ونسلم من الظن والتخمين وتحمل الإثم فيما لا نعلمه. والله الموفق
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[10 - 01 - 06, 01:32 ص]ـ
جزيت خيرا أخي المسيطير
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:25 ص]ـ
أحفظ فتوي شيخى الحويني تقبل الله نسكه وبارك فيه سمعتها منه في محاضرة عن فتاة ملتزمة أغتصبها أبوها وتقدم شاب لخطبتها فأفت الشيخ بعدم جواز الترقيع وبجواز التورية والقول أن هذا الغشاء فتق وهى تلعب وهي صغيرة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:44 م]ـ
-----(57/500)
حول دعاء ختم القرآن .. هل من مُشارك؟؟
ـ[كاتب]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:35 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان: كتبتُ في رسالة بعنوان " البيان في حكم دعاء ختم القرآن " وأوضحت في ثناياها عدم مشروعية دعاء الختمة داخل الصلاة، وأنه لم يثبت بذلك خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة، وأن القول به هتك لسياج قاعدة التوقيف في العبادات، وبالتالي خرق للإجماع .. ، قال الإمام مالك رحمه الله: ما سمعتُ أنه يدعو عند ختم القرآن، وما هو من عمل الناس [المعيار المعرب (11/ 114)، والمدخل لابن الحاج (2/ 299)].
وقد تقرر في قواعد أهل العلم أن ما وجد سببه ومقتضاه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعصر صحابته ولم يقع منهم فعل لذلك مع عدم المانع من فعله ففعله بدعة.
انتهى كلام الشيخ العلوان.
وأضيف هنا من كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:قال تنبيه: إن الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف المطبوعة في تركيا وغيرها، تحت عنوان: (دعاء ختم القرآن) والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فهو مما لا نعلم له أصلا عن ابن تيمية أو غيره من علماء الإسلام، وما كنت أحب أن يلحق بآخر المصحف الذي قام بطبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة (1386) على نفقة الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني رحمه الله، وإن كان قد صدر بعبارة (المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية) فإنها لا تعطي أن النسبة إليه لا تصح فيما يفهم عامة الناس، وقد أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
وما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز، لعموم الأدلة، كقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ (البدعة الإضافية)، وشيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد الناس عن أن يأتي بمثل هذه البدعة، كيف وهو كان له الفضل الأول – في زمانه وفيما بعده – بإحياء السنن وإماتة البدع؟ جزاه الله خيرا.
من كتابه: السلسلة الضعيفة تحت حديث رقم (6135) المجلد الثالث عشر (ص 315 (.
هل يتكرم أحد الأفاضل بوضع رسالة الشيخ العلوان " البيان في حكم دعاء ختم القرآن "هنا؟؟
وهل من توضيح حول هذه المسألة عموما؟؟
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:29 م]ـ
التبيان في بعض بدع قنوت رمضان للشيخ سمير المالكي
http://saaid.net/Doat/samer/2.htm
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:50 ص]ـ
إخواني رجاء ألا تتسرعوا في مثل هذه المسائل التي فيها خلاف سائغ معتبر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45616&highlight=%CF%DA%C7%C1+%CE%CA%E3+%C7%E1%DE%D1%C2%E 4
وحتى يكون لديك خلفية أن الشيخ العلامة صالح الفوزان (حفظه الله) والشيخ العلامة بن باز (رحمه الله) والشيخ عبد الله بن جبرين (حفظه الله) قالوا بجواز دعاء ختم القرآن داخل وخارج الصلاة.
وإن أدرت المصادر فستجد فتوى هؤلاء الأكابر كل فتوى على موقع مفتيه من علمائنا الأبحار.
فلا تتسرع ....
ـ[كاتب]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:03 م]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين ... وجزاكما الله خير الجزاء(58/1)
ما حكم الليزينغ Lising
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 01:08 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انتشر في الأعوام الأخيرة - في المغرب و ربما في باقي بلدان العالم الإسلامي- تعامل بنكي يسمى اليزينغ Lising
و هو إمكانية شراء سيارة جديدة بقرض - دون فائدة زعموا - بواسطة بنك ربوي بالطبع و شركة السيارات.
نفترض أن إنسان أراد أن يشتري سيارة جديدة قيمتها في شركة السيارات هي140000 درهم
يتم الإتفاق وفق عقد لم افهمه جيدا على النقاط التالية:
- يدفع الزبون قيمة 40000 كقيمة مسبقة
- يدفع 96000على أقساط شهرية مثلا لمدة أربع سنوات
- و يبقى العقد فقط عقد إيجار إلى أن يؤدي 40000+96000
- و عند انتهاء المدة يدفع القيمة الباقية و هي 4000 و يستلم عقد التمليك بعدها.
و يكون الثمن الذي دفعه هو بالضبط ثمن السيارة. و لكن لا يستطيع بيع السيارة و لا التصرف فيها إلا بعد انتهاء المدة. حيث يبقى العقد إيجارا حتى يتم أداء كل الأقساط.
و لا أعرف التفاصيال الأخرى مثلا إذا توفي الزبون أو لم يتمكن من أداء جميع الأقساط ... و الراجح عندي أنه لا يأخذ السيارة و تضاف عليه رسومات أخرى لتأخيره عن الأداء ....
ربما أحد الإخوة المغاربة أو من بحث في هذا الموضوع أن يشرح لنا التفاصيل
و المرجوا من الإخوة تبيين حكم هذا التعامل الذي اغتر به العديد من الإخوة ..
و جزاكم الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 01 - 06, 04:37 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا ما يسمى الإيجار المنتهي بالتمليك
هذه دعوة لطلاب العلم ليذكروا ما ترجّح لهم في مسألة (التأجير المنتهي بالتمليك) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7072&highlight=%C7%E1%E3%E4%CA%E5%ED+%C8%C7%E1%CA%E3%E1 %ED%DF)
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 11:59 ص]ـ
نعم ربما هو إيجار ينتهي بالتمليك و لكن الصورة بالتفصيل لا اعلمها و لعل بعض الإخوة المغاربة ممن بحث في المسألة يوافينا بتفاصيا العقود المبرمة ...
و ببنتظر أقول اهل العلم في هاته المسألة و جزام الله خيرا.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 01:37 م]ـ
و إسم الخدمة هو Leasing و ليس Lising
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 01 - 06, 03:37 م]ـ
هل قرأت ما في الرابط السابق أخي عبدالقادر
اضغط عليه بالمؤشر وسينقلك للموضوع مباشرة
ـ[الصديق]ــــــــ[25 - 01 - 06, 06:06 م]ـ
و إسم الخدمة هو Leasing و ليس Lising
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو من خلال إسمك أنك من المغرب لدى فأنصحك بشراء كتاب مهم في هدا النوع من البيوع وهو لفضيلة الشيخ المحدث الدكتور القاضي برهون المغربي و المعروف ب (بلقاضي) حفظه الله، و الكتاب هو:"حكم الشرع في أنواع من عقود البيع"
و بعد أيام سوف ألخص لكم أهم ما دكره الشيخ في هدا النوع من البيوع ..... إن شاء الله
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 06:38 م]ـ
و هل الكتاب موجود في الرباط مثلا أم لابد من السفر إلى البيضاء؟
و هل بلقاضي صاحب الكتاب هو من البيضاء يلقي دروسا في المساجد؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[الصديق]ــــــــ[25 - 01 - 06, 10:31 م]ـ
نعم قد تجده في الرباط
الشيخ القاضي برهون خطيب و إمام و واعظ و هو دكتور في علم الحديث ومن العلماء المكافحين و المناضلين و المحاربين للبدع يلقي دروس في التفسير و شرح صحيح البخاري في مسجد بحي مبروكة بالدارالبيضاء، وله عدة مؤلفات أدكر منها:
حكم الشرع في أنواع من عقود البيع
القول المبين في زكاة العروض و المستغلات و مخرجات الأرض و الدين
خبر الواحد (لا أدكر اسمه بالضبط)
يقول الشيخ في كتابه حكم الشرع في أنواع من عقود البيع في مسألة عقد إيجار ساتر للبيع ما نصه:
(هده المسألة في حقيقتها عقد مركب من بيع و إيجار و قد جعل الإيجار ساترا للبيع لئلا ترتب عليه آثار البيع، فعلى هده الصورة يحتفظ البائع بملكية المبيع، أما المشتري فلا يستطيع التصرف فيه. و هو بهدا المعنى كأنه إيجار لتلبية مطلب البائع، إلا أنه بيع من حيث إن الأقساط إدا وفى بها نشأ عن الوفاء نقل الملكية إلى المشتري بأثر رجعي و هو من آثار البيع، و ليس من آثار الإجارة نقل ملكية الدات.
إن الأقساط التي يؤديها المستأجر في صورة كراء هي في الأصل من ثمن البيع،و بأدائها كاملة في المدة المحددة في العقد يؤدي هدا الإيجار الصوري إلى إنهاء البيع بالتمليك، فيكون التمليك قد تم عن طريق الإيجار الصوري الساتر للبيع الدي هو الأصل في العقد، وغرض البائع إخفاء البيع بالتقسيط تحت ستار عقد الإيجار حتى لا تنتقل ملكية المبيع إلى المشتري بمجرد العقد، إد كيف يعقد البيع و يتفق على الثمن من جديد، و المستأجر قد دفع الأقساط كلها.
............................................... سوف أتمم فيما بعد لأن الوقت ضيق المدرة جزاك الله خيرا و بارك فيك و قوى إيمانك و شكر الله لك هده الهمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/2)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[26 - 01 - 06, 11:14 م]ـ
السلام عليكم,
____________________________________
الموضوع: الإيجار المنتهي بالتمليك
الخلاصة:
الإيجار المنتهي بالتمليك عقد غير جائز شرعاً لأنه جامع
بين عقدين على عين واحدة غير مستقر على أحدهما، وهما
مختلفان في الحكم متناقيان فيه؛ إذ البيع يوجب انقال
العين بمنافعها إلى المشتر، والإجارة توجب انتقال
العين فقط المستأجر.
المصدر: هيئة كبار العلماء بالسعودية
____________________________________
من كتاب فقه النوازل [299/ 3] للدكتور/محمد بن حسين الجيزاني
____________________________________
الموضوع: الإيجار المنتهي بالتمليك
الخلاصة:
يجوز الإيجار المنتهي بالتمليك بشرط وجود عقدين منفصلين
زماناً بحيث يكون إبرام عقد البيع بعد عقد الإجارة وأن
تكون الإجارة فعلية بحيث يتحمل المؤجر ضمان العين
المؤجرة مالم يتعد المستأجر أو يفرط، وأن يسلم العقد
من التأمين التجاري. وإن وجد تأمين تعاوني أو نفقات
للصيانة غير التشغيلية فهي على المؤجر.
المصدر: مجمع الفقه الإسلامي بجدة
____________________________________
المرجع السابق [301/ 3]
هذه خلاصة الفتاوي كما هي عندي, إن شئتَ جئتك بالتفاصيل ولكن حين أفرغ لذلك إن شاء الرحمن
ـ[محمد عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 01 - 06, 11:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا بعض ما عثرت عليه في الشبكة الإسلامية حول موضوع التأجير المنتهي بالتمليك.
رقم الفتوى: 2344
عنوان الفتوى: حكم عقد الإيجار المنتهي بالتمليك
تاريخ الفتوى: 21 رمضان 1421
السؤال
أريد شراء سيارة جمس من شركة لاتقبل نظام التقسيط وتقبل نظام التأجير، ومن الشروط أن تظل السيارة باسمهم إلى السداد كاملا وأنا مضطر للسيارة من هذه الشركة السؤال هل يجوز الشراء بنظام الشراء؟ ولكم الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الصورةداخلة فيمايعرف ب: الإيجار المنتهي بالتمليك والذي يظهر - والله أعلم - أنها لا تجوز لاشتمالها على عدة محاذير شرعية لا يمكن تجاوزها:
منها:
1 - العقد على عين واحدة بعقدين غير مستقر على أحدهما، مع التنافر الواقع بين لازميهما، وتنافر اللوازم يؤدي إلى تنافر الملزومات، فالبيع يلزم منه انتقال العين بمنافعها إلى ملك المشتري، فضمانها عليه ومنافعها له، والإيجار يلزم منه أن تبقى العين في ملك صاحبها وينتفع المستأجر بالمنافع فقط، ولا تصرف له في العين.
2 - أن القسط المحدد الذي يسميه البائع قسط إيجار لا يتناسب في الواقع مع إيجار مثل هذه العين، بل الغالب فيه أن يكون ضعف إيجار المثل أو أكثر أو أقل، لأنه نظر إليه في الواقع على أنه قسط من الثمن، فلو أعسر المشتري ببعض هذه الأقساط سحبت منه العين، وربما يكون قد دفع أقساطاً تساوي في الواقع أكثر قيمة العين، يوضح ذلك المثال الآتي: بيت قيمته مائة ألف، إيجار مثله ألف، يؤجر إيجاراً منتهياً بالتمليك بثلاثة آلاف، عجز المؤجر عن السداد بعد أن دفع اثني عشر شهراً، فسحب منه البيت ولم يرد إليه شيء بحجة أنه استوفى المنفعة، ولا يخفى ما في هذا من أكل أموال الناس بالباطل.
3 - أن هذا العقد أدى إلى إفلاس كثير من الناس بسبب تساهلهم في أخذ الديون، وربما يؤدي إلا إفلاس الدائنين أنفسهم، ولهذه الأسباب المذكورة، أفتت اللجنة الدائمة في السعودية بمنع هذه الصورة.
ويغني عن هذا العقد الفاسد ويحقق مقاصده عقد البيع بالتقسيط، مع أخذ الضمانات الكافية، أو رهن المبيع إلى حين استيفاء القيمة، وفي حال العجز عن السداد تقوّم العين، ويخير المشتري بين الوفاء بالتزاماته أو بيع العين وقضاء ما عليه، ويخير البائع بين أخذ العين بقيمتها في السوق ورد ما زاد عن حقه إلى المشتري، وبين تحصيل ما بقي له بعد بيع العين لأجنبي.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=2344&Option=FatwaId
----------------------------------------------------------------------
رقم الفتوى: 2884
عنوان الفتوى: التأجير المنتهي بالتميلك لا يجوز لاشتماله على محاذير شرعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/3)
تاريخ الفتوى: 25 ذو القعدة 1421
السؤال
موضوع البيع الإيجاري للعقارات هل حلال أم حرام حيث هو عبارة عن عقد إيجار ينتهي إلى بيع، يدفع فيه المستأجر أقساطاً شهرية تدفع على أنها إيجار ثم بعد إنتهاء الثمن الإجمالي يُكتب في العقد أن بعد إنتهاء دفع الأقساط يصبح العقار ملكا للمستأجر مع نهاية آخر قسط. وفيه أيضاً شرط: وهو في حالة التأخير في دفع أحد الأقساط يدفع بعد فترة من الزمن مع فائدة حسب وقت التأخير (غرامة). النقطة الأخيرة أن هذا العقد - عقد إيجار ينتهي إلى بيع يكتب مع طرف ثالث ليس صاحب العقار ولكنها شركات تقوم بهذا العمل - تشتري هي العقارات وتبيعها بهذه الطريقة - تشتري العقار فوراً وتبيعها بالآجل مع زيادة في الثمن. علماً بأن هذا العقار سوف يستخدم مسجداً لإقامة أنشطة للجالية الإسلامية هنا؟ نرجوا توضيح الإجابة بأدلتها الشرعية؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالتأجير المنتهي بالتمليك في صورته المعروفة عند الاقتصاديين غير جائز شرعاً، لاشتماله على محاذير شرعية، منها الغرر المتمثل في أن المستأجر قد يعجز عن آخر قسط من الأقساط التي كان عليها الاتفاق، فيخسر كل ما دفعه من أقساط، لأن العين المعقود عليها سترجع بمقتضى الاتفاق إلى المؤجر فيكون قد فاز بالعوض والمعوض عنه. وليست الأقساط التي كان يدفعها المستأجر في مقابل استغلاله للدار مثلاً، لأنها تكون عادة أكثر بكثير من الإيجار الفعلي للدار. وقد عرض مجمع الفقه الإسلامي في قراره بهذا الخصوص بديلين شرعيين: الأول: البيع بالأقساط مع الحصول على الضمانات الكافية. الثاني: عقد إجارة مع إعطاء المالك الخيار للمستأجر بعد الانتهاء من وفاء جميع الأقساط الايجارية المستحقة خلال المدة في واحد من الأمور التالية:
- مد مدة الإجارة، أوإنهاء عقد الإجارة، ورد العين المؤجرة إلى صاحبها، أو شراء العين المؤجرة بسعر السوق عند انتهاء مدة الإجارة.
أما الشراء الذي ذكرت، وهو أنه في حالة تأخر المستأجر من سداد قسط من تلك الأقساط يلزم بمبلغ غرامة على التأخير فهذا الشرط محرم قطعاً لأنه رباً محض.
أما النقطة الأخيرة فلا حرج فيها إن كانت صورتها كالتالي: أن تشتري الشركة أو المؤسسة أو البنك العقار من مالكه، ثم تؤجره، أو تبيعه تقسيطاً لطرف ثالث، بشرط أن لا يتضمن ذلك شيئاً من الشروط المحرمة كالشرط الذي ذكرته سابقاً.
والله تعالى أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=2884&Option=FatwaId
-------------------------------------------------------------------------------
رقم الفتوى: 6374
عنوان الفتوى: قرار المجمع الفقهي بشأن الإيجار المنتهي بالتمليك
تاريخ الفتوى: 21 رمضان 1421
السؤال
سمعت أن المجمع الفقهي أجاز شراء السيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك ولكن بشروط فهل هذا صحيح؟ وماهي تلك الشروط
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإيجار المنتهي بالتمليك، له صور عدة، منها الجائز، ومنها المحرم، وقد بين مجمع الفقه الإسلامي ذلك مفصلا في دورته الثانية عشرة بالرياض من 25 جمادى الآخرة 1421هـ إلى غرة رجب 1421هـ (23 - 28 سبتمبر 2000م).
وإليك نص القرار:
قرار رقم: 110 (4/ 12) بشأن موضوع الإيجار المنتهي بالتمليك.
إن مجلس الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية عشرة بالرياض في المملكة العربية السعودية من 25 جمادى الآخرة 1421هـ إلى غرة رجب 1421هـ (23 - 28 سبتمبر 2000).
بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع (الإيجار المنتهي بالتمليك). وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة أعضاء المجمع وخبرائه وعدد من الفقهاء.
قرر ما يلي:
الإيجار المنتهي بالتمليك:
أولاً: ضابط الصور الجائزة والممنوعة ما يلي:
1 - ضابط المنع: أن يرد عقدان مختلفان في وقت واحد على عين واحدة في زمن واحد.
2 - ضابط الجواز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/4)
* وجود عقدين منفصلين يستقل كل منهما عن الآخر زماناً، بحيث يكون إبرام عقد البيع بعد عقد الإجارة، أو وجود وعد بالتمليك في نهاية مدة الإجارة، والخيار يوازي الوعد في الأحكام.
* أن تكون الإجارة فعلية وليست ساترة للبيع.
3 - أن يكون ضمان العين المؤجرة على المالك لا على المستأجر، وبذلك يتحمل المؤجر ما يلحق العين من غير ناشيء من تعد المستأجر، أو تفريطه، ولا يلزم المستأجر بشيء إذا فاتت المنفعة.
4 - إذا اشتمل العقد على تأمين العين المؤجرة فيجب أن يكون التأمين تعاونيا إسلامياً لا تجارياً، ويتحمله المالك المؤجر وليس المستأجر.
5 - يجب أن تطبق على عقد الإجارة المنتهية بالتمليك أحكام الإجارة طوال مدة الإجارة، وأحكام البيع عند تملك العين.
6 - تكون نفقات الصيانة غير التشغيلية على المؤجر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة.
ثانياً: من صور العقد الممنوعة:
1 - عقد إجارة ينتهي بتملك العين المؤجرة مقابل ما دفعه المستأجر من أجرة خلال المدة المحددة، دون إبرام عقد جديد، بحيث تنقلب الإجارة في نهاية المدة بيعاً تلقائياً.
2 - إجارة عين لشخص بأجرة معلومة ولمدة معلومة مع عقد بيع له معلق على سداد جميع الأجرة المتفق عليها خلال المدة المعلومة، أو مضاف إلى وقت في المستقبل.
3 - عقد إجارة حقيقي، واقترن به بيع بخيار الشرط لصالح المؤجر، ويكون مؤجلاً إلى أجل محدد (هو آخر مدة عقد الإيجار). وهذا ما تضمنته الفتاوى والقرارات الصادرة من هيئات علمية ومنها: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
ثالثاً: من صور العقد الجائزة:
1 - عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة في مدة معلومة، واقترن به عقد هبة العين للمستأجر معلقا على سداد كامل الأجرة، وذلك بعقد مستقل، أو وعد بالهبة بعد سداد كامل الأجرة (وذلك وفق ما جاء في قرار المجمع بالنسبة للهبة رقم (13/ 1/3) في دورته الثالثة.
2 - عقد إجارة مع إعطاء المالك الخيار للمستأجر بعد الانتهاء من وفاء جميع الأقساط الإيجارية المستحقة خلال المدة في شراء العين المأجورة بسعر السوق عند انتهاء مدة الإجارة (وذلك وفق قرار المجمع رقم 44 (6/ 5) في دورته الخامسة.
3 - عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة، في مدة معلومة واقترن به وعد ببيع العين المؤجرة للمستأجر بعد سداد كامل الأجرة بثمن يتفق عليه الطرفان.
4 - عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة، في مدة معلومة، ويعطي المؤجر للمستأجر حق الخيار في تملك العين المؤجرة في أي وقت يشاء على أن يتم البيع في وقته بعقد جديد بسعر السوق (وذلك وفق قرار المجمع السابق رقم 44/ 6 (5)) أو حسب الاتفاق في وقته.
رابعاً: هناك صور من عقود التأجير المنتهي بالتمليك محل خلاف، وتحتاج إلى دراسة تعرض في دورة قادمة إن شاء الله تعالى.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=6374&Option=FatwaId
-----------------------------------------------------------------------
كما يمكنك مراجعة الفتاوى التالية: 62577 - 61620 - 50830.
ـ[الصديق]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:00 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي محمد عبد الرحمن على هذا الجهد الجميل.
و في هذا كفاية للسائل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:49 م]ـ
هي leasing بالإنكليزية(58/5)
أفتونا في زيارة الاهرامات
ـ[بزيد]ــــــــ[06 - 01 - 06, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
هل زيارة الأهرامات تعد كزيارة الحجر مساكن ثمود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علما أني بحثت في الفتاوى فلم أجد جوابا ممن يؤخذ بفتواه
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[07 - 01 - 06, 09:59 م]ـ
وعليكم السلام
العنوان زيارة الأهرامات
المجيب د. علي بن بخيت الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/البدع المتعلقة ببعض الأمكان والأزمنة
التاريخ 25/ 9/1422
السؤال
ما حكم زيارة الأهرامات في مصر، والقبور في الداخل؟
الجواب
حكم زيارة قبور المشركين والكافرين جائزة في الجملة لتذكر الموت، لكن لا يدعو لهم ولا يستغفر لهم؛ لعدم جواز ذلك، ففي (صحيح مسلم 976) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي "، وفيه أيضاً أن النبي – صلى الله عليه وسلم – زار قبر أمه فبكى، وأبكى من حوله فقال: " استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت "، والقول بالجواز نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مواضع عديدة من مجموع الفتاوى (1/ 1666) (27/ 377,165) وغيرها.
وأما الزيارة التي يقصد بها الدعاء للميت فتلك لا تشرع إلا في حق المؤمنين، وأما زيارة الأهرامات فالأصل فيها الإباحة، لكن قد تكره إذا وجد هناك -كما هو الغالب- اختلاط بين الرجال والنساء اللواتي كثير منهن أشبه بالعاريات، وأيضاً إذا خشي من هذه الزيارة تعضيد النعرة الفرعونية الجاهلية، وتكثير سواد الداعين إليها. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=2121
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[07 - 01 - 06, 10:05 م]ـ
وهذه زيادة فائدة:
العنوان زيارة الآثار المبنية على القبور!
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/البدع المتعلقة ببعض الأمكان والأزمنة
التاريخ 29/ 09/1426هـ
السؤال
يوجد طراز معماري قديم في الهند اسمه "تاج محل"، وهو موقع بُني قبل مئات السنين، ويمثل تحفة معمارية فريدة، لكنه أقيم فوق قبر، فهل تجوز زيارة هذا الموقع؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فتجوز الزيارة لغير قصد التعبد وطلب الأجر والثواب، وإنما لغرض التسلية والسياحة وحب الاستطلاع على الفن المعماري؛ فقد أذن الرسول –صلى الله عليه وسلم- بزيارة ديار ثمود "مدائن صالح"، مع أنها موطن عذاب، بشرط أن يكون الزائر يقصد في زيارته العظة والاعتبار بعاقبة أولئك الكفار، ومن علامة ذلك في الزائر البكاء أو التباكي، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح البخاري (433) من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم"، وهذا الحديث قاعدة في الزيارة والسياحة في المواقع الأثرية التي تمثل أو تحكي شيئاً عن الأمم الماضية. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=92501
العنوان زيارة مدائن صالح
المجيب ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف السيرة والتاريخ والتراجم/التاريخ: حوادث وعبر
التاريخ 4/ 12/1423هـ
السؤال
ما حكم زيارة مدائن صالح بالتفصيل، والدليل؟
الجواب
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد: فقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (4419) ومسلم (2980) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي – صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي" فهذا الحديث فيه دلالة على النهي عن دخول ديار الأمم المعذبة إلا على حال من الخوف والوجل والتفكير المورث رقة القلب والاعتبار بحالهم وما حل بهم لما خالفوا أمر ربهم، قال ابن حجر في الفتح: " وفي الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/6)
.. الزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) [إبراهيم:45] أ. هـ وقد كان الإمام أحمد رحمه الله يكره الصلاة في مواضع الخسف والعذاب.
وعليه فلا يجوز دخول ديار الأمم التي حل بها العذاب بقصد النزهة والسياحة ونحوه لما في ذلك من مخالفة نهي النبي – صلى الله عليه وسلم- كما تقدم، بل ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- النهي حتى عن مجرد الانتفاع بمائها كما جاء في بعض الروايات أن الصحابة – رضوان الله عليهم - أخبروا النبي – صلى الله عليه وسلم- أنهم قد استقوا من مائها وعجنوا منه، فأمرهم أن يهريقوا ذلك الماء، ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان البخاري (3378) مسلم (2981) من طريق ابن دينار عن ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء) هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=16945
العنوان زيارة البحر الميت
المجيب هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /الترفيه والألعاب
التاريخ 2/ 5/1424هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستفسر عن أمر مهم جداً لبعض المسلمين في فلسطين والأردن:
ما هو حكم زيارة البحر الميت الذي هو مكان قوم لوط الذين خسف الله بهم؟ وهل يجوز الذهاب للتداوي فيه؟ وهل تجوز الصلاة هناك؟ وهل يجوز المبيت ليلاً أو نهاراً في منطقة البحر الميت؟ وهل كل البحر الميت منطقة ملعونة أم جزءاً منها؟ وما عدد قرى قوم لوط؟ علماً أن سدوم هي المنطقة المخسوفة.
وهل تجوز السياحة والترفيه في منطقة البحر الميت؟ لأن بعض المسلمين يذهبون للهو والأكل والبذخ والشوي والشرب والسباحة دون أن يكون لهم مرض أو غيره، إلا فقط السياحة والترفيه عن النفس؟ الأمر جداً ضروري، لأن فترة الصيف قد بدأت والنزول للبحر الميت يشد كثيراً من الشباب.
أرجو الحكم الشرعي لهذا الموضوع، ولكم من الله كل الجزاء والخير، وبارك الله فيكم.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يظهر لي مانع من زيارة البحر الميت للتداوي أو السياحة والنزهة، ولا مانع من المبيت عنده والصلاة، وذلك لأمور:
الأول: أنه لم يرد في الشرع نهي عن زيارته أو قصده أو الجلوس حوله، فيبقى على الأصل العام في كل المواضع والبحار.
الثاني: أنه لم يثبت بدليل قطعي أنه هو موضع قوم لوط ومكان قراهم، وإذا لم يثبت ذلك بيقين بقينا على الأصل، فإن اليقين لا يزول بالشك.
الثالث: أن الله تعالى أخبر أن تلك البلاد "لبسبيل مقيم" [الحجر: 76] أي: بطريق مسلوك إلى الآن؛ كما قال: "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون"
[الصافات: 137 - 138]، فأخبر أنهم يمرون بها وهي على طريقهم، ولم يحذرهم أو يمنعهم من قربانها.
الرابع: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- لما مر بالحجر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم ما أصابهم" ثم تقنع بردائه وهو على الرَّحل. وفي لفظ: ثم زجر فأسرع حتى خَلَّفَهَا" رواه البخاري (3380)، ومسلم (2980) من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- وفي لفظٍ آخر: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم" عند البخاري (433)، ومسلم (2980)، ومعلوم أنه لم تبق بيوت لقوم لوط يمكن دخولها فلا يتساوى الحال.
إذ النهي عن الدخول عليهم وقد أهلك الله قوم لوط وجعل عالي بلادهم سافلها فلم يبق لها أثر يدخله أحد، بل الموجود أرض جديدة.
ومع ذلك فإن تورع أحد عن زيارته قاصداً تمام البعد عن كل موضع ظن أنه حل به عقاب من الله متأولاً قوله تعالى: "وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ" [إبراهيم:45] فأرجو أن لا يكون في فعله بأس.
وإنما الحذر كل الحذر مما يحصل في السياحة من تعرٍ واختلاط الرجال والنساء وتساهل في الحرمات وتعاطي للمحرمات، ونحوها من أنواع المعاصي، فهذه هي المواضع التي يتجنبها كل عاقل حريص على سلامته، والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.
فتاوى ذات صلة:
البحر الميت وأحكامه الفقهية!
حكم منتجات البحر الميت
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=22415
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:13 ص]ـ
الأخوة الكرام، سؤال متفرع على ذلك
هل بناء تلك الأهرام يدخل في باب البناء على القبور المنهى عنه؟، وإن كان كذلك، فما حكم الإبقاء عليها؟ مع العلم ـ فى حالة القول بالإزالة ـ بالضرر المترتب على ذلك؟
وذات الكلام ينسحب على بقية الآثار التى تحوى تماثيل مثل أبي الهول و تماثيل الأقصر وغيرها؟
وهل يعتبر إقرار الصحابة لها وعدم إزالتها مسوغا لبقائها؟، كما قال لي أحد الأشخاص، ولكننى لست متاكدا هل رأى الصحابة تلك الآثار وتركوها، أم جهلوها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/7)
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:52 ص]ـ
هل تعتبر زيارة الأهرامات من ضمن زيارة القبور?
فإن زيارة الأهرام للاعتبار والاتعاظ بحالهم والتأمل والنظر في عاقبتهم مشروع، بدليل قوله تعالى: أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ {غافر:21}، ويشترط في زيارتها أن يسلم الزائر مما يحدث في أماكن السياحة من المحظورات الشرعية.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=63486&Option=FatwaId
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 11:55 م]ـ
ليت الشيخ سعود الفنيسان يتأن في بعض فتاويه لأنه يفتي فيها دون دليل!
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:59 ص]ـ
يذكر أحد الاخوه عندما رأى مدخل الهرم أنه لابد من الانحناء ليدخل فأدار غفر الله له ظهره وانحنى ودخل على هيئة القهقري بالعكس قلت هذا تكلف قال لا أنحني الا للباري وحده قلت زادنا الله والمسلمين عزه بركوعنا وسجودنا له وحده ولكن لم نتكلف بالدخول لهذه الاماكن وبهذه الطريقه (القهقري) ومنحنيا فتلا الآيه (قل سيروا في الأرض ... ) قلت لايكلف الله نفسا الاما آتاها قال اتقوا الله ماستطعتم وقال ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات وكذلك الآيه لكل امرئ مااكتسب من الاثم قلت الله المستعان(58/8)
الشيخ العثيمين رحمه الله، واللغة الإنجليزية
ـ[أحمد صو]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت إحدى مشاركات أحد الإخوان في هذا المنتدى، عن أنّ الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، ورد في إحدى كتبه، أنّه ودّ لو تعلّم اللغة الإنجليزية، فهل من أحد يذكر لنا كلام الشيخ كاملا عن هذا الشيء. وكذلك أريد من الإخوان قصة المطار التي حدثت معه، حيث ترجم له أحد بعكس ما أراد. فهل من أحد يورد لنا القصة، وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
والسلام ختام
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:30 م]ـ
تفضل
ها هما:
33 - وسئل الشيخ – غفر الله له -: ما رأي فضيلتكم في تعلم طالب العلم اللغة الإنجليزية لا سيما في سبيل استخدامها في الدعوة إلى الله؟
فأجاب فضيلته: بقوله: رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية أنها وسيلة لا شك، وتكون وسيلة طيبة إذا كانت الأهداف طيبة، وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة، لكن الشيء الذي يجب اجتنابه أن تتخذ بديلاً عن اللغة العربية، فإن هذا لا يجوز، وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية، حتى إن بعض السفهاء المغرمين الذين اعتبرهم أذناباً لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين يعلمونهم أن يقولوا بأي باي عند الوداع وما أشبه ذلك.
لأن إبدال اللغة العربية التي هي لغة القرآن وأشرف اللغات بهذه اللغة محرم وقد صح عن السلف النهي عن رطانة الأعاجم وهم من سوى العرب.
أما استعمالها وسيلة للدعوة فإنه لا شك أن يكون واجباً أحياناً، وأنا لم أتعلمها وأتمنى أنني كنت تعلمتها ووجدت في بعض الأحيان أني أضطر إليها حتى المترجم لا يمكن أن يعبر عما في قلبي تماما.
وأذكر لكم قصة حديث في مسجد المطار بجدة مع رجال التوعية الإسلامية نتحدث بعد صلاة الفجر عن مذهب التيجاني وأنه مذهب باطل وكفر بالإسلام وجعلت أتكلم بما أعلم عنه فجاءني رجل فقال: أريد أن تأذن لي أن أترجم بلغة الهوسا. فقلت: لا مانع فترجم فدخل رجل مسرع فقال: هذا الرجل الذي يترجم عنك يمدح التيجانية فدهشت وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فلوا كنت أعلم مثل هذه اللغة ما كنت أحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يخدعون، فالحاصل أن معرفة لغة من تخاطب لا شك أنا مهمة في إيصال المعلومات قال الله تعالي] وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [(ابراهيم: الآية: 4)
" كتاب العلم "
ـ[أحمد صو]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير.
ـ[الحميداني المطيري]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر سؤال اخي احمد صو
واشكر سرعة ايجابة اخيى احسان العتيبي وخاصه ان القبيلة لها معزه خاصة عندي احيك تحية خاصه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:42 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
وحياك الله أخي الحميداني تحية طيبة مباركة(58/9)
هل هذه الصيغه شرط في صلاة التوبه وهل هي صحيحه اصلا
ـ[_الناصر_]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:54 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب الا غفر له. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخوتى لقد أوضح علماء الدين الاجلاء ان هاتين الركعتين لسن من الفرائض كما يستحب قراءة سورة (الكافرون) فى الركعة الاولى بعد الفاتحة وسورة (الاخلاص) فى الركعة الثانية بعد الفاتحة .. وعند الاستغفار للذنب يستحب الدعاء ب (سيد الاستغفار) و نصه كما يلى:
اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبى فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت.
ـ[_الناصر_]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:18 ص]ـ
اجيبوني اثابكم الله
ـ[_الناصر_]ــــــــ[09 - 01 - 06, 01:15 ص]ـ
اجيبوني اثابكم الله
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[09 - 01 - 06, 01:24 ص]ـ
وهل الصيغة صحيحة أصلاً:
الجواب: نعم
صحيح البخاري ج5/ص2323
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
قال: (ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة).
وهل هي شرط في صلاة التوبة:
الجواب في كلامك، أنت قلتَ: يستحبّ الدعاء ب، وهذا يعني عدم الوجوب
علماً بأن هذا الدعاء مطلق. أردتَ في الصلاة أو خارج الصلاة.
ـ[أبو الفرج الكناني]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:51 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27164(58/10)
أسئلة أسأل نفسي بها هذه الأيام وكلها مسائل في عشر ذي الحجة
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أطرح بعض الأسئلة على المشايخ وطلبة العلم عسى أن أجد عندهم الإجابة عن هذه الأسئلة التي سألها بعض الأخوان، وسألت بها بعض المشايخ فلم أجد الجواب الذي يروي الغليل ويشفي العليل، وننتظر منكم بارك الله فيكم المشاركة في الإجابة عن هذه الأسئلة.
1 - من اشهر القصص الطريفه للرسول (ص) وبلال (رض)، انه كان في عيد الأضحى قد ضحي بلال بديك، فقال له الرسول (ص): مؤذن يضحي بمؤذن: ما سند هذه القصة؟؟
2 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه؟! ِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ!! إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ} " السؤال هل فهم الصحابة أن الجهاد في سبيل الله ليس من الأعمال الصالحة!!؟؟ فسؤالهم هذا لم أفهمه حقيقة؟؟
3 - قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) رواه مالك والترمذي وانظر الصحيحة للألباني.
السؤال: هل هذا عام للمقيم والحاج؟ أم أنه خاص بالحاج الذي يقف في عرفة؟؟ وهل هناك استحباب أوفضل خاص في الدعاء يوم عرفة؟؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 01 - 06, 11:29 م]ـ
تضحية بلال رضي الله عنه بالديك عند عبد الرزاق فيما أذكر.
وقد بحثت الآثار الواردة في ذلك في الملتقى من قبل، فابحث عنها تجدها.
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:12 ص]ـ
لعلي أذكر شيئا في السؤال الثاني:
السؤال هل فهم الصحابة أن الجهاد في سبيل الله ليس من الأعمال الصالحة!!؟؟
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أفضلية هذه الأيام بالنسبة إلى الأعمال الصالحة ثم سألوه عن الأعمال لا الأيام. لكن كان القصد: حتى الجهاد في سائر الأيام لا تساوي الأعمال العادية في هذه الأيام؟
فلعل السائل لاحظ فرقا بين ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وبين سؤال الصحابة له ولكن أخطأ في تعين الفرق. فاشتبه الأمر.
وإلا فالحديث دليل على عكس ذلك. هم عرفوا أن الجهاد خير أعمال الجوارح فاستغربوا: كيف العمل العادي في هذه الأيام يساوي الجهاد ونعرف أن الجهاد شيء عطيم؟!
والله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
1 - من اشهر القصص الطريفه للرسول (ص) وبلال (رض)، انه كان في عيد الأضحى قد ضحي بلال بديك، فقال له الرسول (ص): مؤذن يضحي بمؤذن: ما سند هذه القصة؟؟
ليتك - أخي الكريم - كتبت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عن الصحابي رضي الله عنه = بتمامهما.
2 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
!!
وليتنا - جميعًا - إذْ نكتب نحرِّر ما نكتب.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:35 ص]ـ
1. تضحية بلال رضي الله عنه بالديك سبق مناقشته هنا:
http://66.194.41.85/vb/showthread.php?t=26152
ويظهر والله أعلم أن بلالا لم يقصد الأضحية وإنما أراد إطعام أهله لحماً
ولعل مثله ما روي عن ابن عباس:
قال عكرمة: بعثني ابن عباس بدرهمين أشتري بهما لحما وقال: من لقيت فقل له هذه ضحية ابن عباس.
أو:
أراد أن يبين عدم وجوب الأضحية - والتي هي من بهيمة الأنعام - فاختار شيئا ليس من بهيمة الأنعام ليبين هذا.
وقد قيل هذا في فعل ابن عباس
والله أعلم
2. تعرف رأيي فيه:)
3. الظاهر العموم
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:52 ص]ـ
وهذا تفصيل في المسألة الثالثة:
عن عائشة رضي الله عنه قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء) رواه مسلم (1348).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/11)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (3585) وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " (1536).
وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة) رواه مالك في " الموطأ " (500) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (1102).
وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع، والأرجح أنه عام، وأن الفضل لليوم، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان.
قال الباجي رحمه الله:
قوله: " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني: أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه، والله أعلم " انتهى.
" المنتقى شرح الموطأ " (1/ 358).
وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو.
قال ابن قدامة رحمه الله:
قال القاضي: ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار (أي ِ: بغير عرفة)، وقال الأثرم: سألت أبا عبد الله – أي: الإمام أحمد - عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة، قال: " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد "، وروى الأثرم عن الحسن قال: أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد: " أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث ".
وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع: كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة، قال أحمد: لا بأس به؛ إنما هو دعاء وذكر لله. فقيل له: تفعله أنت؟ قال: أما أنا فلا، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " انتهى.
" المغني " (2/ 129).
وهذا يدل على أنهم رأوا أن فضل يوم عرفة ليس خاصاً بالحجاج فقط، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد يوم عرفة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهم.
والله أعلم.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=70282&dgn=4
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:35 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي " أبو المقداد " وقد بحثت أنا أيضًا ولم أجد بحث هذه المسألة.
أخي محمد بن عبدالله، جزاك الله خيرًا وبارك فيك وفي نصحك، لكني للإسف بسبب العجلة وعدم تعودي وحبي للكتابة في المنتديات تجد ماذكرت، خاصة وأني لست من كتب السؤال الأول .. إنما نقلته وحتى تتأكد من ذلك أول مقالٍ أضعه في هذا الملتقى المبارك هذا عنوانه: " حول الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بحروف كقولهم: (ص) أو (صلعم) "،،
وهذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36135&highlight=%D5%E1%DA%E3
والحمد لله على كل حال:)
شيخنا الفاضل الكريم أبو طارق: بارك الله فيكم على ردكم الشافي بالنسبة للسؤال الثالث، وأما الأول فلم يفتح معي الرابط والله المستعان.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:00 م]ـ
أخي محمد بن عبدالله، جزاك الله خيرًا وبارك فيك وفي نصحك، لكني للإسف بسبب العجلة وعدم تعودي وحبي للكتابة في المنتديات تجد ماذكرت، خاصة وأني لست من كتب السؤال الأول .. إنما نقلته وحتى تتأكد من ذلك أول مقالٍ أضعه في هذا الملتقى المبارك هذا عنوانه: " حول الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بحروف كقولهم: (ص) أو (صلعم) "،،
وهذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36135&highlight=%D5%E1%DA%E3
والحمد لله على كل حال:)
بارك الله فيك أخي طارق ..
وأرجو أن تعذرني على أسلوبي، غفر الله لي ولك.
والرابط الذي أشار إليه الشيخ إحسان بخصوص تضحية بلال - رضي الله عنه - بديكٍ، هو - مصحّحًا -:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26152
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:16 ص]ـ
اللهم آآمين، جزاك ربي خيرًا أخي محمد بن عبدالله وبارك فيك.(58/12)
ماهي أدلة من يقصر مشروعية الأضحية في بهيمة الأنعام؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:38 م]ـ
بسم الله.
ماهي أدلة من يقصر مشروعية الأضحية في بهيمة الأنعام؟
ـ[وائل النوري]ــــــــ[07 - 01 - 06, 04:29 م]ـ
لا تكون الأضحية إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم.
(الغنم تشمل: الضأن، وهي ذوات الصوف، والمعز، وهي: ذوات الشعر).
فلا تصح الضحية بالخيل والطيور ونحو ذلك مما هو حلال. لقوله سبحانه وتعالى: "ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" الحج (33).
وبهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التضحية بغيرها، ولا ثبت عن الصحابة شيء من ذلك.
انظر تفسير ابن كثير (33/ 214) وتفسير ابن جرير (10/ 6183) وزاد الميعاد (2/ 295).
قال النووي: نقل جماعة إجماع العلماء عن التضحية لا تصح إلا بالإبل أو البقر أو الغنم، فلا يجزئ شيء من الحيوان غير ذلك، (إلا ما حكي عن الحسن بن صالح).
انظر المجموع (8/ 287) وشرح مسلم للنووي (13/ 117) وبداية المجتهد (1/ 315).
هذه كلمة مختصرة ربما تفي بالغرض.
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:51 م]ـ
على الرغم من أن الدلالة مركبة من عدة أدلة قرآنية ولكنها واضحة إن شاء الله، وليس في الأضحية فحسب ولكن في النسك عموما ...
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
(الحج:28)
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
(الحج:34)
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ
(الزمر:6)
ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(الأنعام:144)(58/13)
القرآة خلف الامام
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 09:41 م]ـ
من يدلنى على بحث نافع فى مسألة القرآة خلف الامام
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا السؤال حيث أنني أيضا مازلت متحيرا في هذه المسألة
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا السؤال حيث أنني أيضا مازلت متحيرا في هذه المسألة
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:00 ص]ـ
الشيخ ابن عثيمين له كلام ماتع على هذه المسألة في الشرح الممتع وبيان الراجح من اقوال أهل العلم فيها
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:58 ص]ـ
قد ينفعك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30580&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%CE%E1%DD+%C7%E1%C 5%E3%C7%E3
والله أعلم
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:42 ص]ـ
تفضل: http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=1328
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:43 ص]ـ
الناس فى القراءة خلف الامام متنازعون فى الوجوب والاستحباب فقيل تكره مطلقا كما هو قول أبى حنيفة وغيره
وقيل بل تجب بالفاتحة مطلقا كما هو قول الشافعى فى الجديد وغيره وهو قول ابن حزم وزاد لا تشرع بغير ذلك بحال
وقيل بل تجب بها فى صلاة السر فقط كقوله القديم والامام أحمد ذكر اجماع الناس على أنها لا تجب فى صلاة الجهر
والجمهور على أنها لا تجب ولا تكره مطلقا بل تستحب القراءة فى صلاة السر وفى سكتات الامام بالفاتحة وغيرها كما هو مذهب مالك وأحمد وغيرهما واما اذا لم يكن للامام سكتات فقرأ فيها فهل تكره القراءة أم تستحب بالفاتحة فيه قولان فمذهب أحمد وجمهور أصحابه أنها تكره بالفاتحة وغيرها واختار طائفة أنها تستحب
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 309.
ـ[الطيّار]ــــــــ[20 - 01 - 06, 10:10 م]ـ
اختلف أهل العلم قديماً وحديثاً في هذه المسألة، فقد ألفت فيها رسائل وكتب ومذكرات منها المطبوع ومنها المخطوط ومنها المندثر، بل من العلماء من كان يرى حكماً في هذه المسألة ثم تراجع عنه ... والحديث في هذا الموضوع يطول ... إلخ.
وممن ألف في هذه المسألة البخاري رحمه الله، وهذا كتابه.
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 02:33 م]ـ
إذا ترك المأموم ناسيا قراءة الفاتحة في ركعة من الصلاة ثم تذكر بعدها بيوم أو يومين أنه لم يقرأها وتيقن أنه لم يقرأها فماذا عليه؟
أرجو أن تفيدوني بسرعة للأهمية وجزاكم الله خيرا(58/14)
خط جميل للكتابة على المحرر ( Word )
ـ[عبد البصير]ــــــــ[07 - 01 - 06, 08:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(58/15)
أرجو المساعدة للعثور على هذا الكتاب
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[07 - 01 - 06, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله؛أرجو من المشايخ والاخوة الكرام المساعدة في العثور على هذا الكتاب وهو شرح كتاب (مختصر الامام مسلم للمنذري) وهذا الشرح لصديق حسن خان عليهم رحمة الله جميعا. اريد أن أعرف اسمه الصحيح وأفضل طبعة له وأين أجده في مصر وجزاكم الله خيرا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:10 ص]ـ
السراج الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
ـ[الفرضي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 05:30 م]ـ
سأرسل لك الرد الشافي مساء هذا اليوم إن شاء الله.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:33 ص]ـ
الحمد لله وحده، لقد عثرت على الكتاب، الطبعة الحجرية الهندية القديمة
واسمه الصحيح: "السراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج"
ومطبوع أيضًا بدار الكتب اللاعلمية (صف جديد)
وسمعت أنه مطبوع بقطر طبعة محققة، ولم أره حتى الآن(58/16)
الإمام الكبير، شيخُ المشرِق، سيِّدُ الحفَّاظ العلامة / إسحاق بن راهويه التميمي
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:25 م]ـ
الشيخ إسحاق بنُ راهَوَيْه التميمي
هو الإمام الكبير، شيخُ المشرِق، سيِّدُ الحفَّاظِ، أبو يعقوب.
فأنْبَأني أبو الغنائم القيسي، أخبرنا الكِندي، أخبرنا القَزَّاز، أخبرنا الخطيب، قال: حدثني أبو الخطاب العلاءُ بن أبي المغيرة بن أحمد بن حَزْم، عن ابن عَمِّه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزْم، قال:
هو
إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن إبراهيم بن عبد الله بن مَطَر بن عُبَيد الله بن غالب بن وارث بن عُبَيد الله بن عطية بن مُرَّة بن كعب ابن همام بن أسد بن مُرَّة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي ثم الحنظلي المروزي، نزيل نيسابور.
قلت: مولده في سنة إحدى وستين ومائة 161هـ
وسمع من ابن المبارك، فما أقدَمَ على الرواية عنه، لِكونه كان مبتدئاً، لم يُتقن الأخذَ عنه، وقد ارتحل في سنة أربع وثمانين ومائة، ولقي الكبار، وكتب عن خلق من أتباع التابعين
وسمع الفضلَ بن موسى السِّيناني، والفُضَيْل بن عِياض، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، وعبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي، وأبا خالد الأحمر، وجرير بن عبد الحميد، وسُفيان بن عُيينة، وعيسى بن يونس، وأبا تُمَيْلة يحيى بن واضح، وعَتَّاب بن بشير الجَزَرِي، وأبا معاوية الضرير، ومرحوم بن عبد العزيز، وعبد الله بن وهب، ومَخْلَد بن يزيد، وحاتِمَ بن إسماعيل، وعُمَر بن هارون البلخي، ومحمد بن جعفر غُندَراً، والوليد بن مُسلم، وإسماعيل بن عُليَّة، ووكيع بن الجراح، وبقية بن الوليد، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، والوليد بن مسلم، وشعيبَ بن إسحاق، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، والنضر بن شُمَيْل، ومحمد بن فُضيل، ويزيد بن هارون، وأسباط بن محمد، وعبد الوهَّاب الثقفي، ويحيى بن سعيد القَطَّان، وأبا بكر بن عِياش، وعَبيدة بن حُميد، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرَّزاق، وأمماً سواهم بخراسان والعراق والحجاز واليمن والشام.
حدث عنه:
بَقِيَّةُ بن الوليد، ويحيى بنُ آدم، وهما من شيوخه، وأحمدُ بنُ حنبل، ويحيى بنُ معين، وهما مِن أقرانه، وإسحاقُ بنُ منصور، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحَجاج في «صحيحيهما»،
وأبو داود، والنَّسائي في «سُنَنِهما»، ومحمد بن عيسى السُّلمي في «جامعه»، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، ومحمد بن نصر المروزي، وداود بن علي الظاهري، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وولده محمد بن إسحاق، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم البُشتي، بشين معجمة، والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن النضر الجَارُودِي، وأبو العباس الحسن بن سفيان، وأبو العبَّاس السراج خاتمة أصحابه، وخلقٌ سواهم.
فأخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتحُ بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن عمر الأُرْمَوِي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو الفضل عُبَيد الله بن عبد الرحمن الزُّهري، حدثنا جعفر بن محمد الفِريابي، حدثنا إسحاقُ بن راهويه التميمي، أخبرنا عيسى بنُ يونس، حدثنا الأوْزاعي، عن هارون بن رِئاب:
أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاةُ، خطب إليه رجلٌ ابنتَه، فقال له: إني قد قلتُ فيه قولاً شبيهاً بالعِدَة، وإني أكره أن ألقى الله بِثُلُثِ النِّفاقِ.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأُمناء، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم الشافعي في كتابه مِن مروَ، قال:
أخبرنا سعيد بن حسن الرِّيوَنْدِي سنة أربع وأربعين وخمسمائة، أخبرنا الفضلُ بن المحبِّ، وأخبرنا أحمد عن عبد الرحيم، أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد، أخبرنا جَدِّي أبو القاسم القُشَيري، قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد القَنْطَرِي، أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيم التميمي، حدثنا المُعْتَمِرُ، سمعتُ أبي يُحدث عن أبي مِجْلَز، عن أنس، رضي الله عنه، قال:
قَنَتَ رَسولُ الله، شَهراً بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوان، ويقول: «عُصيَّةُ عَصَتِ الله وَرَسُولَهُ». أخرجه مسلم عن إسحاق، فوافقناه بعلو درجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/17)
أخبرنا عبد الله بن يحيى المُفيد في كتابه، أخبرنا إبراهيمُ بن بركات، أخبرنا عليُّ ابن الحسن الحافظ، أخبرنا أبو القاسم النسيب، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا عليُّ ابن أحمد الرَّزاز، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم، حدثنا أحمد بن علي الأبَّار، حدثنا الوليدُ بن شُجاع، حدثني بقيةُ، عن إسحاق بن راهويه التميمي، أخبرنا المعتَمِرُ، عن ابن فَضَاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، عن أبيه، قال:
«نَهَى رسولُ الله عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ المُسْلِمِينَ الجائِزَةِ بَيْنَهُمْ».
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت عبد الرحمن، أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصبَهاني سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسَرْجِسِيُّ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي التميمي، أخبرنا عيسى بنُ يونس، عن الأعمش، عن أنس بن مالك، قال:
كان رسول الله قاعداً تحت نخلة، فهاجَتْ ريحٌ، فقام فَزِعاً. فقيل له، فقال: «إنِّي تَخَوَّفْتُ السَّاعَةَ» إسناده ثقات لكن الأعمش مدلِّس مع أنه قد رأى أنس بن مالك، وحكى عنه.
أخبرنا أبو المعالي الأبرْقُوهِي، أخبرنا أبو الفرج بن عبد السلام، أخبرنا أبو الفضل الأُرموي، وأبو غالب بن الداية، وأبو عبد الله الطرائفي، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا عُبَيد الله الزهري، أخبرنا جعفر الفِريابي، حدثنا إسحاق بن راهويه التميمي، أخبرنا النضر بن شُمَيْل، أخبرنا أبو مَعْشر، عن سعيد هُو المَقْبُري، عن أبي هريرة، عن النبي قال:
«ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنافِقٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإذا ائْتُمِنَ خَانَ» قال رجلٌ: يا رسولَ الله، ذَهَبَت اثْنَتانِ، وبَقِيَت واحِدةٌ؟ قال: «فإنَّ عَلَيْهِ شُعْبَةً مِنْ نِفاقٍ، ما بَقِيَ فيهِ مِنْهُنَّ شَيْءٌ».
هذا حديث حسن الإسناد. وأبو معشر نجيح السِّندي صدوق في نفسه، وما هو بالحجة، والمتن، فقد رواه جماعة عن أبي هريرة.
وفيه دليل على أن النفاق يتبعَّض ويتشعَّب، كما أن الإيمان ذو شُعَب ويزيد ويَنْقُصُ، فالكامل الإيمان من اتَّصف بفعل الخيرات، وترك المنكرات وله قُرَب ماحية لذنوبه، كما قال تعالى: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وجِلَتْ قلوبُهم} إلى قوله: {أُول?ئِكَ هُمُ المُؤْمِنون حَقاً} وقال: {قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {أُول?ئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ” ودون هؤلاء خلقٌ من المؤمنين الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً، ودُونهم عُصاة المسلمين، ففيهم إيمانٌ ينجون به مِن خلود عذاب الله تعالى وبالشفاعة ألا تسمَعُ إلى الحديث المتواتر أنَّهُ «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ» وكذلك شُعَبُ النفاق مِن الكذب والخيانة والفجور والغَدر والرِّياء،
وطلب العلمِ ليُقال، وحُبِّ الرئاسة والمشيخة، ومُوادَّة الفجار والنصارى. فمن ارتكبها كُلَّها، وكان في قلبه غِل النبيِّ، أو حَرَج من قضاياه، أو يصوم رمضان غيرَ محتسب، أو يُجَوِّز أنَّ دينَ النصارى أو اليهود دينٌ مليح، ويميل إليهم، فهذا لا تَرْتَبْ في أنه كاملُ النفاق، وأنه في الدَّرك الأسفل من النار، وصفاتُه الممقوتة عديدةٌ في الكتاب والسنة مِن قيامه إلى الصلاة كسلان، وأدائِه الزكاة وهو كاره، وإنْ عامل الناس فبالمكر والخديعة، قد اتَّخَذَ إسلامه جُنَّةً، نعوذِ بالله من النفاق، فقد خافه سادةُ الصحابة على نفوسهم.
فإنْ كان فيه شُعبة مِن نفاق الأعمال، فلهُ قسط من المَقت حتى يدعها، ويتوبَ منها، أما من كان في قلبه شكٌّ من الإيمان بالله ورسوله، فهذا ليس بمُسلم وهو من أصحاب النار؛ كما أن من في قلبه جزم بالإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه وبالمعاد، وإن اقتحم الكبائر، فإنه ليس بكافر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} وهذه مسألة كبيرة جليلة، قد صنَّف فيها العلماءِ كتباً، وجمع فيها الإمام أبو العباس شيخنا مجلداً حافلاً قد اختصرته. نسألُ الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا حتى نُوافِيه به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/18)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي، سمعت إسحاق بن راهويه التميمي يحدث عن عيسى بن يونس، قال: لو أردتُ أبا بكر بنَ أبي مريم على أن يجمع لي فلاناً وفلاناً لفَعَلَ، يعني: يقول: عن راشد بن سعد، وحبيب بن عُبيد، وضمرة، ثم قال عبد الله: ما روى أبي عن إسحاق سوى هذا.
قال موسى بنُ هارون: قلتُ لإسحاق التميمي: من أكبرُ أنتَ أو أحمد بن حنبل؟ قال: هو أكبرُ مني في السن وغيره. ثم قال موسى: كان مولدُ إسحاق سنة ست وستين ومائة فيما يرى موسى.
قلت: قد قدَّمنا أن مولده قبل هذا بمُدة {فموسى لم يُحرِّر ذلك.
قال محمد بن رافع: قال لي إسحاق: كتب عني يحيى بنُ آدم ألفي حديث.
قال حاشد بن إسماعيل: سمعتُ وهبَ بن جرير، يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه، وصَدَقَةَ بنَ الفضل، ويَعْمَر عن الإسلام خيراً، أحيوا السُّنَة بالمشرِق.
قلتُ: يعمر: هو ابن بشر.
قال أبو حاتِم البُستي في مقدمة كتاب «الضعفاء»: أخبرنا محمد بن عمر بن محمد الهَمَذاني، حدثنا أبو يحيى المُستملي، حدثنا أبو جعفر الجَوْزَجاني، حدثني أبو عبد الله البصري، قال: أتيتُ إسحاق بن راهويه، فسألتُه شيئاً، فقال: صنع الله لك. قلت: لم أسألك صُنع الله، إنما سألتك صَدَقَة، فقال: لَطَفَ الله لك، قلت: لم أسألك لُطَف الله، إنما سألتُك صدقة. فغضب وقال: الصدقة لا تَحِلُّ لك. قلت: ولِمَ؟ قال: لأن جريراً حدثنا عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله: «لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيَ، ولاَ لِذِي مِرَّة سَوِيّ».
فقلت: تَرَفَّقْ، يرحمك الله، فمعي حديث في كراهية العمل. قال إسحاق: وما هو؟ قلتُ: حدثني أبو عبد الله الصادقُ الناطق، عن أفشين، عن إيتاخ، عن سِيماء الصغير، عن عُجيف بن عنبسة، عن زُغْلُمُج ابن أمير المؤمنين، أنه قال: العمل شؤم، وتركه خير، تقعد تَمَنَّى خيرٌ من أن تعمل تَعَنَّى. فضحك إسحاق، وذهب غضبُه. وقال: زدنا. فقلت: وحدثنا الصادق الناطق بإسناده عن عُجيف، قال: قعد زغْلُمُج في جلسائه، فقال: أخبروني بأعقل الناس، فأخبر كُلُّ واحد بما عنده، فقال: لم تُصيبوا. بل أعقل الناس الذي لا يعمل، لأن من العمل يجيء التعب، ومن التعب يجيء المرضُ، ومن المرض يجيء الموتُ، ومن عمل، فقد أعان على نفسه. والله يقول: {وَلاَ تَقْتُلوا أنْفُسَكم} فقال: زدنا من حديثك. فقال: وحدثني أبو عبد الله الصادق الناطق بإسناده عن زُغْلُمُج، قال: من أطعم أخاه شِواءً، غفر الله له عدد النوى، ومن أطعم أخاه هريسة، غفر له مثل الكنيسة، ومن أطعم أخاه جنب، غفر الله له كل ذنب. فضحك إسحاق، وأمر له بدرهمين ورغيفين. أوردها ابن حبان، ولم يُضعفها.
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:26 م]ـ
قال أحمد بن سلمة: سمعتُ إسحاق يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: لمَ قيل لك: ابن راهَوَيْه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يُقال لك ذلك؟ قال: اعلم أيها الأميرُ أن أبي وُلد في طريق مكة، فقالت المراوزة راهويْه، لأنه وُلد في الطريق، وكان أبي يكره هذا. وأما أنا، فلا أكرهه.
قال الحاكم: أخبرني الحسن بن خالد بن محمد الصائغ، حدثنا نصرُ بن زكريا، سمعتُ إسحاق بن إبراهيم، يقول: سألني يحيى بنُ معين، عن حديث الفضل بن موسى، حديث ابن عباس: «كان النَّبِيُّ: يَلْحَظُ في الصَّلاةِ، وَلاَ يَلوي عُنُقَه خَلْفَ ظَهْرِهِ».
قال: فحدثتُه به، فقال له رجل: يا أبا زكريا، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال: اسكتُ إذا حدثك أبو يعقوب أميرُ المؤمنين فتشكُّ فيه؟
وعن محمد بن يحيى الصَّفَّار، قال: لو كان الحسن البصريُّ في الأحياء، لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وقال الحاكم: سمعتُ يحيى بن محمد العنبري التميمي، سمعتُ محمد بن أحمد بن بالَوَيه، سمعتُ إسحاق، يقول: دخلتُ على ابن طاهر، وإذا عنده إبراهيمُ بنُ أبي صالح، فقال له: يا إبراهيم، ما تقولُ في غسيل الثياب؟ قال: فريضة، قال: مِن أين تقول؟ قال من قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} فكأن عبد الله بن طاهر استحسنه. فقلت: أعزَّ الله الأمير، كذبَ هذا. أخبرنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: {وثِيابَكَ فَطَهِّر} قال: قلبَكَ فَنقِّه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/19)
وأخبرنا رَوح، حدثنا ابن أبي عَروبة، عن قتادة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملَك فأصْلِحه. ثم ذكر إسحاق قول ابن عباس: «مَن قالَ في القُرْآنِ بِرأيِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». فقال ابن طاهر: يا إبراهيم، إياك أن تَنطِق في القرآن بغير علم.
قال قائل: ما دلَّت الآية على واحد من الأقوال المذكورة، بل هي نصٌّ في غسل النجاسة من الثوب، فَنَعُوذ بالله من تحريف كتابه.
قال الحاكم: حدثنا أبو زكريا العنبريُّ، حدثنا أحمد بن سلمة، سمعتُ إسحاق، يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: بلغني أنك شربتَ البَلاَذُر للحفظ؟ قلتُ: ما همَمْتُ بذلك، ولكن أخبرني معتمِر بن سليمان، قال: أخبرنا عثمان بن ساج، عن خُصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خذ مثقالاً من كَنْدَر، ومثقالاً من سكر، فدقَّهما ثم اقتحِمْهما على الريق، فإنه جيد للنسيان والبول. فدعا عبد الله بقرطاس فكتبه.
وسمعتُ العنبريَّ، سمعت أبي، سمعت عبد الله بن محمد الفراء قال: دخلت على يحيى بن يحيى، فسألته عن إسحاق، فقال: لَيومٌ من إسحاق أحبُّ إلي من عمري.
وقال محمد بن عبد الوهَّاب الفراء: رحم الله إسحاق، ما كان أفقَهه وأعلَمه.
قال داود بن الحُسين البَيْهَقِيُّ: سمعتُ إسحاق الحنظلي، وسُئِلَ عن الجماعة: أفريضةٌ هي؟ قال: نعم.
عبد الله بن أُبَيَ الخوارزميُّ: سمعتُ إسحاق الحنظلي، يقول: أخرجتْ خُراسان ثلاثة لا نَظِيرَ لهم في البدعة والكذب: جهم، وعمر بن صُبيح، ومُقاتِل.
محمد بن صالح بن هانىء: سمعتُ إبراهيم بن محمد الصيدلاني، يقول: كنتُ في مجلس إسحاق، فسأله سَلَمة بن شَبِيب عمن يُحدث بالأجر؟
قال: لاَ تَكتبْ عنه.
أخبرنا حَكَّام بن سَلْم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: مكتوبٌ في الكتب: عَلِّمْ مَجَّاناً كما عُلِّمت مجاناً.
بخط أبي عمرو المستملي: سمعتُ أبا أحمد محمد بن عبد الوهَّاب، سمعتُ إسحاق بن إبراهيم، وسُئِلَ عن رجل ترك {بِسْمِ الله الرَّحم?ن الرَّحِيمِ}، فقال: من ترك «ب»، أو «س» أو «م» منها، فصلاتُه فاسدة، لأن الحمدَ سبعُ آيات.
وقال ابنُ المبارك: من تركها، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كِتاب الله تعالى.
قال الحاكم: إسحاقُ بن راهويه إمامُ عصره في الحِفظ والفتوى، سكن نَيْسابور، ومات بها. وقيل: إن أصله مَرْوَزي، خرج إلى العراق في سنة أربع وثمانين، وهو ابنُ ثلاث وعشرين سنة.
قال محمد بن نعيم: سمعتُ إسحاق الحنظلي، يقول: أدْخُلُ الحمامَ، وأنا شيخ، وأخرُج وأنا شاب.
قال الحاكم: أصحابُ إسحاق عندنا على ثلاث طبقات: فالأولى محمد بن يحيى، وإبراهيمُ بن عبد الله السَّعدي، ومحمد بن عبد الوهَّاب العبدي، وأحمد بن يوسف السُّلمي، وإسحاق بن إبراهيم العَفْصي، وعلي بن الحسن الدَّارْبْجِرْدِي. وحامد بن أبي حامد المقرىء، وخُشنام بن الصديق، وعبد الله بن محمد الفراء، ويحيى بن الذُّهلي.
الطبقة الثانية: مسلم بن الحجَّاج، وسرد جماعة.
الطبقة الثالثة: خاتمتهم أبو العباس السَّرَّاج.
قال حَرب الكرماني: قلتُ لإسحاق: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} كيف تقول فيه؟ قال: حيثما كنتَ، فهو أقربُ إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه، وأبينُ شيء في ذلك قوله: {الرَّحْم?ن عَلى العَرْشِ اسْتَوى}.
وقال أبو بكر المرُّوذي، حدثنا محمد بن الصَّبَّاح النيسابوري، حدثنا بو داود سليمان بن داود الخَفَّاف، قال: قال إسحاق بن راهويه: إجماع أهل العلم أنه تعالى على العرش استوى، ويعلَمُ كُلَّ شيء في أسفل الأرض السابعة.
قال نُعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه، فاتهمه في دينه.
وقال أحمد بن حفص السعدي، شيخ ابن عدي: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: لم يَعْبُرِ الجسر إلى خُرًّسان مثل إسحاق، وإن كان يُخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يُخالِفُ بعضُهم بعضاً.
وقال محمد بن أسلم الطُّوسي، حين مات إسحاق:
ما أعلمُ أحداً كان أخشى لله من إسحاق، يقولُ الله تعالى: {إنما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَماءُ}. قال: وكان أعلمَ الناس. ولو كان سفيانُ الثوري في الحياة، لاحتاجَ إلى إسحاق.
وقال أحمد بن سعيد الرِّباطي: لو كان الثوري والحمَّادان في الحياة، لاحتاجُوا إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/20)
قال أبو محمد الدارمي التميمي: ساد إسحاق أهلَ المشرق والمغرب بصِدقه.
قال محمد بن إسحاق السراج: أنشد رجل على قبر إسحاق، فقال:
وَكَيْفَ احْتِمالي للسَّحابِ صنيعَهُ
بإسْقائِهِ قَبْراً وَفِي لَحْدِه بَحْرُ
قال السَّرَّاج: أخبرني عبد الله بن محمد، سمعتُ أبا عبد الله البخاري، يقول:
قال علي بن حُجر: لم يُخَلِّفْ إسحاق يومَ فارق مثله بخراسان علماً وفقهاً.
بَيَّض الله وَجْهَهُ وَوَقاهُ
فَزَعاً يَوْمَ القَمْطَرِيرِ وَهَوْلَه
وَأثابَ الفِرْدَوْسَ مَنْ قالَ آمِين
ـن وأعْطاهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ سُؤْلَه
قال أبو نُعيم الحافظ: كان إسحاقُ قرينَ أحمد، وكان للآثار مُثيراً، ولأهل الزيغ مُبيراً.
قال حنبل: سمعتُ أبا عبد الله، وسُئل عن إسحاق بن راهويه، فقال: مِثلُ إسحاق يُسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام.
وعن الإمام أحمد أيضاً، قال: لا أعْرِفُ لإسحاق في الدنيا نظيراً.
قال النَّسائِيُّ: ابن راهويه أحدُ الأئمة، ثقة مأمون. سمعتُ سعيد بن ذؤيب، يقول: ما أعلمُ على وجه الأرض مثلَ إسحاق.
وقال إمامُ الأئمة ابن خُزيمة: والله لو كان إسحاقُ في التابعين، لأقرُّوا له بحفظه وعلمه وفقهه.
علي بن خَشرم: حدثنا ابن فضل، عن ابن شُبْرُمَة، عن الشعبي، قال: ما كتبتُ سوداءَ في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قطُّ إلا حفظتُه. قال علي: فحدَّثْتُ بهذا إسحاق بن راهويه، فقال: تعجَبُ من هذا؟ قلتُ: نعم. قال: ما كنت أسمع شيئاً إلا حَفِظْتُه، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث ــــ أو قال: أكثر ــــ في كتبي.
قال أبو داود الخَفَّاف: سمعتُ إسحاق بن راهويه، يقول: لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفاً أسْرُدُها. قال: وأمْلَى علينا إسحاق أحَد عشر ألف حديثٍ من حفظه، ثم قرأها علينا، فما زاد حرفاً، ولا نقص حرفاً. هذه الحكاية رواها الحافظ ابن عدي، عن يحيى بن زكريا بن حيَّوَيه، سمع أبا داود فذكرها. فهذا والله الحفظ.
وعن إسحاق بن راهويه، قال: ما سمعتُ شيئاً إلا وحفظتُه، ولا حفظتُ شيئاً قطُّ فنسيتُه.
أبو يزيد محمد بن يحيى: سمعت إسحاق، يقول: أحفظُ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتِم الرازي، يقول: ذكرتُ لأبي زُرعة حِفْظَ إسحاق بن راهويه، فقال أبو زرعة: ما رُئي أحفظ من إسحاق، ثم قال أبو حاتِم: والعجب من إتقانه، وسلامته من الغلط مع ما رُزِقَ من الحفظ. فقلت لأبي حاتِم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. قال: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة، أسهل وأهونُ من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها.
وقال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ: فاتني عن إسحاق مجلسُ مِن مُسنده، وكان يُمِلُّه حفظاً، فترددتُ إليه مراراً ليُعيده، فتعذَّر فقصدته يوماً لأسأله إعادته، وقد حملْتُ إليه حنطة من الرُّستاق، فقال لي: تقومُ عندي وتكتبُ وزن هذه الحنطة، فإذا فرغْتَ، أعدتُ لك. ففعلتُ ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثم اتكأ على عُضادة الباب، فأعاد المجلس حفظاً. وكان قد ملى «المسند» كُلَّه حفظاً.
.
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:27 م]ـ
قال البَرقاني: قرأنا على أبي بكر أحمد بن إبراهيم الخوارزمي بها، حدثكم عبد الله بن أُبَيَ القاضي، سمعتُ إسحاق بن راهويه، يقول: تاب رجل من الزندقة، وكان يبكي، ويقول: كيف تُقبَل توبتي، وقد زَوَّرْتُ أربعة آلاف حديث تدور في أيدي الناس؟.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: سمعتُ محمد بن إسحاق بن راهويه، يقول: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال: أنتَ ابنُ أبي يعقوب قلتُ: بلى. قال: أما إنَّك لو لزمته، كان أكثرَ لفائدتك، فإنك لم تَرَ مثله.
قال قتيبةُ بنُ سعيد: الحفاظ بخراسان: إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله الدارِمي، ثم محمد بن إسماعيل.
وقال أحمد بن يوسف السُّلَمي: سمعتُ يحيى بن يحيى، يقول: قالت لي امرأتي: كيف تُقدِّم إسحاق بين يديك، وأنت أكبرُ منه؟ قلت: إسحاق أكثرُ علماً مني، وأنا أسنُّ منه.
قال عبد الله بن أحمد بن شَبُّويه: سمعتُ أحمد بن حنبل، يقول: إسحاقُ لم تلق مثله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/21)
وعن فضل بن عبد الله الحِمْيَري، قال: سألتُ أحمد بن حنبل عن إسحاق، فقال: لم نر مثله، والحُسين بن عيسى البِسطامي فقيه، وأما إسماعيل بن سعيد الشالِنْجي. ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله العطار، فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد ابن أسلم، فلو أمْكَنَني زيارته لزرتُه.
قال أحمد بن سلمة: قلتُ لأبي حاتم: أقبلتَ على قول أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه؟ قال: لا أعلمُ في دهر ولا عصر مثلَ هذين الرجلينِ.
قال داود بن الحُسين البيهقي: سمعت إسحاق الحنظلي، يقول: دخلتُ على عبد الله بن طاهر الأمير، وفي كُمِّي تمر آكُلُه، فنظر إليَّ، وقال: يا أبا يعقوب، إن لم يكن تَرْكُكَ للرياء من الرياء، فما في الدنيا أقلُّ رياء منك.
وهذه أبيات لأحمد بن سعيد الرِّباطي:
قُرْبِي إلى الله دَعَاني إلى
حبِّ أبي يَعْقُوبَ إسْحاقِ
لَمْ يَجْعَلِ القُرآنَ خَلْقاً كَمَا
قَدْ قَالَهُ زِنديقُ فُسَّاقِ
يا حُجَّةَ الله على خَلْقِه
في سُنَّةِ المَاضِينَ لِلبَاقي
أبُوكَ إبراهيمُ مَحْضُ التُّقى
سَبَّاقُ مَجْدٍ وابنُ سَبَّاقِ
قال أحمد بن كامل: أخبرنا أبو يحيى الشعراني، أن إسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين، وأنه رحمه الله، كانَ يَخضِب بالحِناء. وقال: ما رأيتُ بيده كتاباً قطُّ، وما كان يحدث إلا حفظاً. وقال: كنتُ إذا ذاكرتُ إسحاق العلم، وجدتُه فيه بحراً فَرْداً. فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيتُه لا رأي به.
قلتُ: قد كان مع حفظه إماماً في التفسير، رأساً في الفقه، من أئمة الاجتهاد.
قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق الحنظلي، رضي الله عنه، يقول: ليس بين أهلِ العلم اختلافٌ أن القرآن كلامُ الله ليس بمخلوق، وكيف يكون شيء خرج من الرب، عو وجل، مخلوقاً؟.
قال أبو العباس السرَّاج: سمعتُ إسحاق الحنظلي، يقول: دخلتُ على طاهر بن عبد الله بن طاهر، وعنده منصور بن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول: إن الله ينزِلُ كل ليلة؟ قلتُ: نُؤمنُ به. إذا أنت لا تؤمن أن لك في السماء رباً، لا تحتاج أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر الأمير: ألم أنْهك عن هذا الشيخ؟.
قال أبو داود السِّجستاني: سمعتُ ابن راهويه، يقول: من قال: لا أقول مخلوق، ولا غير مخلوق، فهو جَهمي.
وورد عن إسحاق أن بعض المتكلمين، قال له: كفرتُ برب ينزل مِن سماءٍ إلى سماء. فقال: آمنتُ برب يفعل ما يشاء.
قلتُ: هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول، قد صحَّت بها النصوصُ، ونقلها الخلفُ عن السلف، ولم يتعرَّضوا لها بردَ ولا تأويل، بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقِهم على أنها لا تُشبه نعوت المخلوقين، وأنَّ الله ليس كمثله شيءٌ، ولا تَنبغي المناظرة، ولا التنازع فيها، فإن في ذلك محاولةً للرد على الله ورسوله، أو حَوْماً على التكييف أو التعطيل.
قال أبو عبد الله الحاكم: إسحاق، وابنُ المبارك، ومحمد بن يحيى هؤلاء دَفنوا كتبهم.
قلتُ: هذا فعله عِدة من الأئمة، وهو دالٌّ أنهم لا يرون نقل العلم وجادة، فإن الخطّ قد يتصحّف على الناقل، وقد يمكن أن يُزاد في الخط حرف فيُغير المعنى، ونحو ذلك. وأما اليومُ فقد اتسع الخرقُ، وقلَّ تحصيلُ العلم من أفواه الرجال، بل ومِن الكتب غيرِ المغلوطة، وبعضُ النقلة للمسائل قد لا يُحسن أن يتهجَّى.
قال الدُّولابي: قال محمد بن إسحاق بن راهويه: وُلدَ أبي في سنة ثلاث وستين ومائة. وتوفي ليلةَ نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال: وفيه يقول الشاعر:
يا هدَّةً ما هُدِدْنَا لَيْلَةَ الأحَدِ
في نِصْفِ شَعْبانَ لا تُنْسى بَدَ الأبَدِ
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:34 م]ـ
وقال أبو عبد الله البخاري: تُوفي ليلة نصف شعبان، وله سبع وسبعون سنة. ثم قال الخطيب عَقِيْب هذا: فهذا يدل على أن مولده في سنة إحدى وستين ومائة.
فائدة لا فائدة فيها، نحكيها لِنُلِيشَها. قال أبو عبيد محمد بن علي الآجري صاحب كتاب «مسائل أبي داود» ــــ وما علمت أحداً لينه ــــ: سمعتُ أبا داود السِّجستاني، يقول: إسحاق بن راهويه تغيَّر قبل موته بخمسة أشهر. وسمعتُ منه في تلك الأيام، فرميت به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/22)
قلت: فهذه حكاية منكرة. وفي الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالباً، ويمرض، فيبقى أيام مَرضه متغير القوة الحافظة، ويموت إلى رحمة الله على تغيُّرِه، ثم قبل موته بيسير يختلطُ ذهنه {ويتلاشى علمه، فإذا قضى، زال بالموتِ حفظُه. فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يُليَّن عالِمٌ قطُّ؟ كلا، والله، ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه.
نعم ما علمنا استغربوا مِن حديث ابن راهويه على سَعة علمه سوى حديث واحد، وهو حديثُ عن سفيان بن عُيينة، عن الزُّهري، عن عُبَيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة: في الفأرة التي وقعت في سَمن، فزاد إسحاقُ في المتن من دون سائر أصحاب سفيان هذه الكلمة «وإنْ كانَ ذائِباً، فَلا تَقْرَبوه». ولعلَّ الخطأ فيه مِن بعض المتأخرين، أو من راويه عن إسحاق.
نعم وحديثُ تفرد به جعفر بن محمد الفِريابي، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا شَبَابة، عن الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، قال: «كانَ رسول الله إذا كانَ في سَفَرٍ فزالَتِ الشَّمسُ، صلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ»، فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر، فقد رواه مسلم في «صحيحه» عن عمرو الناقد، عن شَبَابة، ولفظه: «إذا كانَ في سَفَرٍ وأرادَ الجَمْعَ، أخَّرَ الظُّهْرَ، حَتَّى يَدْخُلَ أوَّلُ وَقْتِ العَصْر، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهما». تابعه الحسن بن محمد الزعفراني، عن شَبابَة، وقد اتفقا عليه في «الصحيحين» من حديث عُقيل عن ابن شهاب، عن أنس، ولفظه: «إذا عَجِلَ بهِ السَّيْرُ، أخَّرَ الظُّهْرَ إلى أوَّلِ وَقْتِ العَصْرِ، فَيَجْمَعُ بَيْنَهُما».
ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ، يمكن أنه لِكونه كان لا يُحدث إلا من حفظه، جرى عليه الوهمُ في حديثين من سبعين ألف حديث. فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثاً لما حطَّ ذلك رُتبتَه عن الاحتجاج به أبداً. بل كون إسحاق تُتُبِّع حديثُه، فلم يُوجد له خطأ قطُّ سوى حديثين، يدُل على أنه أحفظ أهل زمانه.
قال الحافظ أبو عَمرو المستملي: أخبرني علي بن سَلَمة الكرابيسي، وهو من الصالحين ــــ قال: رأيتُ ليلةَ ماتَ إسحاق الحنظلي، كأن قمراً ارتفع مِن الأرض إلى السماءِ من سكة إسحاق، ثم نزل فسقط في الموضع الذي دُفِن فيه إسحاق. قال: ولم أشعر بموته، فلما غدوتُ، إذا بحفار يحفرُ قبر إسحاق في الموضع الذي رأيتُ القمر وقع فيه.
قال الحاكم: حدثنا يحيى بن محمد العنبري، سمعتُ إبراهيمَ بن أبي طالب، سألتُ أبا قُدامة عن الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عُبيد، فقال: أما أفقهُهم فالشافعي، إلا أنه قليلُ الحديث، وأما أورعُهم فأحمد، وأما أحفظُهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب، فأبو عُبيد.
قال أبو القاسم البَغَوِيُّ: قال لي موسى بن هارون: قلتُ لإسحاق بن راهويه: مَن أكبرُ أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبرُ مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ست وستين فيما يرى موسى، قد مرتْ هذه المقالة.
وقال عثمان بن جعفر اللبَّان: حدثنا علي بن إسحاق بن راهويه، قال: وُلد أبي من بطن أمه مثقوبَ الأذنين، فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى فسأله، فقال: يكون ابنُك رأساً إما في الخير، وإما في الشر.
هذه الحكاية رواها الخطيب في «تاريخه» عن الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عثمان فذكرها. وهذا إسناد جيد، وحكاية عجيبة.
أخبرنا المُسلَّم بن علاَّن إجازةً، أخبرنا الكِندي، أخبرنا الشيباني، أخبرنا الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا عليُّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن أبي شَيْبَة، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: «لَيْسَ في الأوْقاصِ صَدَقَةٌ».
قال السراج: فسألتُ أبا يعقوب إسحاقَ بن راهويه، فحدثني به.
قلت: الأوقاص: الكسور.
وروى محمد بن يزيد المستملي، عن نُعيم بن حماد، قال: إذا رأيتَ العراقي يتكلم في أحمد، فاتهمْه في دينه، وإذا رأيتَ الخراساني يتكلم في إسحاق، فاتهمه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير، فاتهمه في دينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/23)
وقال أبو بكر بن نُعيم: سمعت محمد بن يحيى الذهلي، يقول: وافقت إسحاق ابن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام الحديث فيهم أحمدُ بن حنبل، ويحيى بن معين وغيرُهما، فكان صدرُ المجلس لإسحاق، وهو الخطيب.
قال عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي: حدثنا النَّسائي، قال: إسحاقُ بن راهويه أحدُ الأئمة.
وقال عبد الكريم بن النسائي: أخبرني أبي، قال: إسحاق ثقة مأمون، سمعت سعيد بن ذُؤيب، يقول: ما أعلمْ على وجه الأرض مثلَ إسحاق، وقال أبو عمرو نصر ابن زكريا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل ابن موسى حديث ابن عباس: «كان النبيُّ يَلْحَظُ في صلاتهِ، وَلا يَلْوي عُنُقَه خَلْفَ ظَهْرِه»، قال: فحدثته، فقال رجل: يا أبا يعقوب، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال أحمد: اسكُتْ، إذا حدَّثك أبو يعقوب أمير المؤمنين، فحسبكَ به. رواها الحاكم {عن الحسن بن حاتِم المروزي، عن نصر.
وقال محمد بن يحيى بن خالد: سمعت إسحاق، يقول: أحفظ أربعة آلاف حديث مزوَّرة.
أخبرنا أحمد بن هِبة الله، عن عبد الرحيم بن أبي سعْد، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم، أخبرنا جدي ح وأخبرنا أحمد عن أبي روح، أخبرنا زاهر، أخبرنا أبو يعلى بن الصابوني، قالا: أخبرنا أبو الحُسين الخفَّاف، أخبرنا أبو العبَّاس السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبْدة، حدثنا هِشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «هَلَكَتْ قلادَةٌ لي، فبَعَثَ رسول الله في طَلَبِها رِجالاً، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلَمْ يَجِدوا ماءً، ولَمْ يَكونوا عَلى وُضوءٍ، فَصَلُّوا بِغَيْرِ وُضوءٍ، فَذَكَروا ذلك لرسول الله فأنْزَلَ الله آيَةَ التَّيَمُّمِ» أخرجه البخاري عن إسحاق.
ومات معه في العام بشر بن الوليد الكِندي، والربيعُ بن ثعلب، وفقيهُ قرطبة عبد الملك بن حبيب، وأحمد بن جَوَّاس الحنفي، وأحمد بن محمد مردويه المَرْوَزي، والزاهد إبراهيمُ بن أيوب الحوراني، وإبراهيمُ بن هشام الغساني، وإسحاقُ بن إبراهيم ابن زِبْريق، وبشر بن الحكم العبدي، وزُهير بن عبَّاد الرُّؤاسي، وحَكيم بن سيف الرَّقي، وطالوت بن عباد الصَّيرفي، وعَمرو بنُ زرارة النيسابوري، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن الحُسين البَرجُلاني، ومحمد بن عُبيد بن حِساب، ومحمد بن أبي السَّرى العسقلاني، ويحيى بن سليمان الجُعفي، وصاحب الأندلس عبد الرحمن بن الحكم المرواني .. انتهى
منقول من
http://www.tmeme.com/vb/showthread.php?t=323
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:37 م]ـ
وهنا مسند ابن راهويه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40048
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 01 - 06, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
وينظر قصة تركه لمذهب أهل الرأي في الورع للمروذي ص 122 - 126، وأخبار الشيوخ له أيضا ص160 - 161.
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:36 م]ـ
وجزاك الله بالمثل حياك الله الف شكر على المرور
ـ[أبو حمادة]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:22 ص]ـ
وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:04 م]ـ
جزاك الله بالمثل يااخي العزيز الف شكر على المرور
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وينظر قصة تركه لمذهب أهل الرأي في الورع للمروذي ص 122 - 126، وأخبار الشيوخ له أيضا ص160 - 161.
وأظن في كتاب روضة العقلاء لابن حبان أو كتاب الورع لأحمد بن حنبل, بإسناد قوي, حول بدايات تشككه في مذهب أهل الرأي على يد الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله. وهو لم يكن في شبيبته على مذهب أبي حنيفة اختياراً بل تقليداً بحكم انتشاره في خراسان على يد فقهاء الخلفاء. ((عندما أقرب من مراجعي سأطرحها هنا))
جزيت خيراً ياصاحب الموضوع, ورحم الله إسحاق أحد ائمة الدنيا في زمنه وهناك قصص أخرى كثيرة حوله غير ماذكر, ولد قبل احمد ب 3 وتوفي قبله ايضا ب 3
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:23 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64188
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:19 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64188
بارك الله فيك شيخنا الفاضل,
والحمدلله الذي ألهمني الضغط على الرابط الذي وضعته, بعد أن كدت أن لا أفعل لبعض الصوارف. هذا هو الكتاب الذي أقصده والذاكرة شجر.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين أما بعد:
فهذه حكاية غريبة في بداية أمر الإمام إسحاق بن راهويه في العلم، وكونه من أصحاب الرأي ثم تركه ذلك ..
قال الإمام أبو بكر المروذي (1) في كتابه الورع:
وحدثنا القاسم بن محمد (2) قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت صاحب رأي فلما أردت أن أخرج إلى الحج عمدت إلى كتب عبد الله بن المبارك، واستخرجت منها ما يوافق رأي أبي حنيفة من الأحاديث، فبلغت نحو من ثلثمائة حديث، فقلت: أسأل عنها مشايخ عبد الله ((ابن المبارك)) الذين هم بالحجاز، والعراق، و أنا أظن أن ليس يجترىء أحد أن يخالف أبا حنيفة، فلما قدمت البصرة جلست إلى عبد الرحمن بن مهدي، فقال لي: من أين أنت؟
فقلت: من أهل مرو، قال: فترحم على ابن المبارك ـ وكان شديد الحب له ـ، فقال: هل معك مرثية رثي بها عبد الله؟
فقلت: .....
ينصح بـ قراءة كامل الموضوع والردود عليه في الرابط السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/24)
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:09 م]ـ
خالد بن عبدالله
وجزاك الله بالمثل الف شكر على مرورك اخي الكريم
ـ[أبوجهضم الناصري التميمي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:10 م]ـ
محمد بن سفر العتيبي
جزاك الله بالمثل شاكر لك مرورك وتعليقاتك(58/25)
حكم إحياء ليلتي العيد؟
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
فأرجو من إخواني في الملتقى أن يضعو لنا بحثا ممتعا فيه درر وفوائد وأن يشارك إخواننا من كان لديهم بعض العلم أن يرضخ علينا بما لديه من علم وبحث في هذه المسألة.
مع العلم بأن الإمام أحمد رحمه الله كما نقل عنه الحافظ بن رجب الحنبلي (رحمه الله) في لطائف المعارف قال الحافظ (ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحبها في رواية؛ لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين)
ويذكر النووي في المجموع
قال الشافعي: وأخبرنا إبراهيم بن محمد قال: رأيت مشيخة من خيار أهل المدينةيظهرون على مسجد رسول صلى الله عليه وسلم ليلة العيدين فيدعون ويذكرون الله تعالى حتى تذهب ساعة من الليل قال الشافعي وبلغنا أن ابن عمر كان يحي ليلة النحر .... قال الشافعي وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير ان تكون فرضا.
غير أن الأصل في الصحابة والتابعين وأتباعهم قيام الليل في جميع الليالي فترك العبادة في هذه الليلة تحتاج لدليل فأرجو من إخواني المساعدة وجزاكم الله خيرا.
ـ[عادل المامون]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:46 م]ـ
من أحيا ليلتي العيدين إيمانا واحتسابا لم يمت قلبه حين تموت القلوب ... هذا الحديث موضوع قاله الالباني رحمه الله
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 06:47 م]ـ
تصحيح مطلوب: حكم إحياء ليلتي العيدين.
(بحث نقلته من كتاب رهبان الليل للشيخ سيد العفاني (حفظه الله)
إحياء ليلتي العيدين:-
قال النووي في المجموع (2/ 493_494): (هذا حكم قيام الليل دائما , فأما بعض الليالي فلا يكره إحياؤها , واتفق أصحابنا على إحياء ليلتي العيدين والله أعلم)
أهـ.
وقال أيضا في المجموع (5/ 43): (واستحب الشافعي والأصحاب الإحياء المذكور مع أن الحديث الوارد في ذلك ضعيف , لأن أحاديث فضائل الأعمال يتسامح فيها).
وقال في ((روضة الطالبين)) (2/ 74) في فصل ((السنن المستحبة ليلة العيد ويومه):-
((يستحب استحبابا متأكدا , إحياء ليلتي العيد بالعبادة. قال الشافعي (رحمه الله): (وبلغنا أن الدعاء يسيتجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة والعيدين , أول رجب , ونصف شعبان, قال الشافعي: واستحب كل ما حكيته في هذه الليالي والله أعلم)).
وقال ابن مفلح في (المبدع) (2/ 20,21): (ولا يقوم الليل كله إلا ليلة عيد – وقيامه كله عمل الأقوياء , حتى ولا الليالي العشر).
وقال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (145): (إحياؤها جماعة , عن الإمام روايتان:
• فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم
• واستحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين)) أهـ.
وقال أيضا في اللطائف (278): (ورد في خصوص إحياء ليلتي العيد أحاديث لا تصح , وورد إجابة الدعاء فيهما واستحبه الشافعي وغيره من العلماء) أهـ.
روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامله إلى البصرة عليك بأربع ليال من السنة فإن الله يفرغ فيهن الرحمة إفراغا أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة الأضحى و في صحته عنه نظر.
وفي الفتاوى السعدية للشيخ عبد الرحمن السعدي: ((ما حكم إحياء ليلتي العيد؟
فأجاب: أما إحياؤها بأن يصلى الإنسان وحده , فهذا قد استحبه العلماء , وسواء كان سرا أو علنا. وأما إحياؤها في المساجد جماعة بأن تصلى كما تصلى التراويح , أو قيام رمضان , فهذا ليس بمشروع بل هو بدعة مكروهة لأن الإجتماع في غير ليلة من ليالي رمضان كليلة النصف من شعبان وليلة السابع والعشرين من رجب , وكذلك ليلة العيد كل ذلك من البدع التي ينهى عنها)) أهـ.
الفتاوى السعدية ص114.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/26)
وقال عبد الله الصديق في أسرار الصيام ((يستحب إحياء ليلة عبد الفطر وليلة عيد الأضحى بما يتيسر من الذكر والصلاة لما ورد في إحيائها من الأحاديث والآثار , فإنها وإن كانت ضعيفة يعمل بها في مثل هذا الباب من فضائل الأعمال)) (أسرار الصيام للغماري ص85)
أقل ما يحصل به الإحياء: قال النووي في الأذكار (اختلف العلماء في القدر الذي يحصل به الإحياء , فالأظهر أنه لا يحصل إلا بمعظم الليل , وقيل يحصل بساعة)) أهـ.
وقال النووي في الروضة (2/ 75): ((وتحصل فضيلة الإحياء بمعظم الليل , وقيل تحصل بساعة , وقد نقل الشافعي في الأم عن جماعة من خيار أهل المدينة ما يؤيده. ونقل القاضي حسين عن ابن عباس ((أن إحياء ليلة العيد أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم أن يصلي الصبح في جماعة , والمختار ما قدمته)) أهـ.
وعن مجاهد: ليلة الفطر كليلة من ليالي العشر الأواخر _ يعني في فضلها.
وكان عبد الرحمن بن الأسود يقوم ليلة الفطر بأربعين ركعة وأوتر بسبع) (مختصر قيام الليل ص114)
المصدر كتاب رهبان الليل من ص128 إلى ص130.
الجزء الثاني.
وقال شيخ الإسلام في الإجتماع للصلاة قاعدة جليلة:-
في مجموع الفتاوى المجلد 23/ 131,133
وسئل عن صلاة نصف شعبان؟
فأجاب:
إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن. وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة. كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص]، دائما، فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم.
وَقَالَ شيخ الإسلام:
وأما صلاة الرغائب، فلا أصل لها، بل هي محدثة. فلا تستحب لا جماعة، ولا فرادي. فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي أن تخص ليلة الجمعة بقيام، أو يوم الجمعة بصيام. والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء. ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً. وأما ليلة النصف، فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها،
فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا. وأما الصلاة فيها جماعة، فهذا مبني على قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات. فإنه نوعان أحدهما سنة راتبة إما واجب وإما مستحب كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين. وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة.
والثاني: ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل أو على قراءة قرآن، أو ذكر الله أو دعاء. فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخذ عادة راتبة. فإن النبي صلى الله عليه وسلم / صلى التطوع في جماعة أحياناً ولم يداوم عليه إلا ما ذكر. وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمروا واحدًا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون. وكان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسي: ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أهل الصفة ومنهم واحد يقرأ فجلس معهم. وقد روي: في الملائكة السيارين الذين يتبعون مجالس الذكر الحديث المعروف. فلو أن قوماً اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره. لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع. ولو ساغ ذلك، لساغ أن يعمل صلاة أخري وقت الضحي أو بين الظهر والعصر أو تراويح في شعبان أو أذان في العيدين، أو حج إلى الصخرة ببيت المقدس، وهذا تغيير لدين الله وتبديل له. وهكذا القول في ليلة المولد وغيرها. والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة في الشريعة وهي أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئاً ديناً وقربة بلا شرع من الله، فهو مبتدع ضال وهو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (كل بدعة ضلالة). فالبدعة ضد الشرعة، والشرعة ما أمر الله به ورسوله أمر إيجاب أو أمر استحباب، وإن لم يفعل على عهده كالاجتماع في التراويح على إمام واحد وجمع القرآن في المصحف. وقتل أهل الردة والخوارج ونحو ذلك. وما لم يشرعه الله ورسوله، فهو بدعة وضلالة: مثل تخصيص / مكان أو زمان باجتماع على عبادة فيه كما خص الشارع أوقات الصلوات وأيام الجمع والأعياد. وكما خص مكة بشرفها والمساجد الثلاثة وسائر المساجد بما شرعه فيها من الصلوات وأنواع العبادات كل بحسبه؛ وبهذا التفسير يظهر الجمع بين أدلة الشرع من النصوص والإجماعات، فإن المراد بالبدعة ضد الشرعة وهو ما لم يشرع في الدين، فمتى ثبت بنص أو إجماع في فعل أنه مما يحبه الله ورسوله، خرج بذلك عن أن يكون بدعة، وقد قررت ذلك مبسوطا في قاعدة كبيرة من القواعد الكبار.
وَقَالَ ـ رَحمَه الله:
[صلاة الرغائب] بدعة باتفاق أئمة الدين، لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحبها أحد من أئمة الدين ـ كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، والليث ـ وغيرهم. والحديث المروي فيها كذب بإجماع أهل المعرفة بالحديث، وكذلك الصلاة التي تذكر أول ليلة جمعة من رجب، وفي ليلة المعراج، وألفية نصف شعبان، والصلاة يوم الأحد، والإثنين وغير هذا من أيام الأسبوع، وإن كان قد ذكرها طائفة من المصنفين في الرقائق، فلا نزاع بين أهل المعرفة بالحديث أن أحاديثه كلها موضوعة، ولم يستحبها أحد من أئمة الدين. وفي صحيح مسلم / عن أبي هريرة عن النبي? صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام، ولا يوم الجمعة بصيام).
والأحاديث التي تذكر في صيام يوم الجمعة، وليلة العيدين، كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/27)
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:13 ص]ـ
للرفع(58/28)
ما حكم صيام من خرج منه المذي أثناء صيامه
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[07 - 01 - 06, 01:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................. وبعد: ....
فهل خروج المذي يفسد الصيام قولاً واحداً لأهل العلم أم أن في المسألة تفصيل؟
أفيدونا حفظكم الله وجزاكم خير الجزاء ...
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:19 م]ـ
قال شيخنا أحمد حطيبة حفظه الله فى كتابه (الجامع لاحكام الصيام و أعمال شهر رمضان)
و لو قبل امرأة و تلذذ فأمذى و لم يمن لم يفطر.
و هو قول الحسن البصرى و الشعبي و الأوزاعي و أبى حنيفة و الشافعي وأبى ثور و ابن حزم و ابن المنذر.
و قال مالك و أحمد يفطر.
و احتج النووي لعدم الإفطار بأنه خارج لا يوجب الغسل فأشبه البول.
و أختلف فيه قول شيخ الإسلام ابن تيمية:فأختار مرة عدم الإفطار و مرة أفتى بالإفطار و ذكر أنه قول الجمهور.
ففى الفتاوى الكبرى: مسألة: في رجل إذا قبل زوجته أو ضمها فأمذى هل يفسد ذلك صومه أم لا؟
وإذا أمذى فهل يلزمه وضوء أم لا؟
الجواب: أما الوضوء فينتقض وليس عليه إلا الوضوء لكن يغسل ذكره وأنثييه
ويفسد الصوم بذلك عند أكثر العلماء.
و قال فى الإختيارات العلمية: ولا يفطر بمذى بسبب قبلة أو لمس أو تكرار نظر. و هو قول أبى حنيفة و الشافعي و بعض أصحابنا.
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[07 - 01 - 06, 05:48 م]ـ
حفظك الله يا أبي حفص السكندرى على تفاعلك
وخير الكلام ما قل ودل .............
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:13 م]ـ
وأفت العلامة ابن باز بأن عليه غسل ذكره وأنثييه وصومه صحيح راجع مجموع الفتاوى له رحمه الله
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:21 ص]ـ
بارك الله فيكم
ونفعنا الله وإياكم بالقرآن والسنة(58/29)
ما حكم بلع نخامة الأنف فى الصيام؟؟؟
ـ[د/ألفا]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أهل الملتقي
ما حكم بلغ النخامة أو ما يعرف بالبلغم وذلك أثناء الصيام , مع العلم الأن السائل مريض بالتهاب مزمن فى الجيوب الأنفية , مما يجعل مسألة وجود البلغم ينزل من خلف الأنف بصورة مستمرة طوال الوقت دون توقف , مما يشق عليه تفله (إخراجه) طول الوقت.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[07 - 01 - 06, 03:35 م]ـ
أخي الكريم السلاموا عليكم و رحمة الله وبركاته
أخي إذا كانت النخامة قد خرجت للحلق ولامست اللسان و الأسنان فإن بلعها مرة أخرى يفطر
وإذا خرجت ثم يلعتها عن غير عمد فلا تفطر إن شاء الله وضع عن أمتي الخطأ
و إذا تم البلع بدون أنتقال النخامة من الأنف إلى الحلق أي مرت في المجرى التنفسي إالى البلعوم مباشرة فلا شىء إن شاء الله
وللأمانة فإن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله فقد أجاز بلعها و إنها لا تفطر.
و الراجح إن شاء الله أنها تفطر و هو الصحيح و الله ورسوله أعلم.
ـ[د/ألفا]ــــــــ[08 - 03 - 06, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيراكثيرايا أخي الحبيب
وعذراعلى تأخر الشكر.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 11:48 م]ـ
كنت عند الشيخ عبد الرحمن الفقيه يوماً من الأيام فطرح هذه المسألة ولم يفصل فيها وقال بما نصه (فيها خلاف والصحيح أنها لا تفطر)
لكن لعل المشايخ يذكرون أدلة فنحن أمة أتباع دليل
والله أعلم
ـ[د/ألفا]ــــــــ[11 - 03 - 06, 06:13 ص]ـ
بارك الله لك أخي صالح.
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:05 م]ـ
روايتان في مذهب الامام أحمد
راجع الكافي ـ والمغني(58/30)
مقايضة الثمار؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[07 - 01 - 06, 03:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
اريد ان اعرف حكم مقايضه نوع من الثمار بنوع اخر من الثمار(58/31)
قالو في تحري ابن عمرالمواضع التي جلس و صلى فيها النبي دليل على جواز تتبع اثارالصالحين
ـ[حنبل]ــــــــ[07 - 01 - 06, 05:38 م]ـ
الجواب
- أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لم يقصد بذلك التبرك وإنما كان قصدة شدة الاقتداء و الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم و التشبه به في حريص على بركة الاقتداء لا على بركة المكان. و الدليل على ذلك ان تشدده في الاتباع معروف و مشهور. و من شواهد ذلك أن بن عمر رضي الله عنهما كان يتعهد شجرة نزل تحتها النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تيبس فيصب في أصلها الماء – سير اعلام النبلاء 3/ 213. فهل ياترى كان قصده التبرك بهذه الشجرة.
- من المعلوم ان قول الصحابي ليس بحجة إذا خالفه نظيره فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة فإنه لم ينقل عن أحد منهم أن تبرك بشئ من المواضع التي جلس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البقع التي صلى الله عليها عليه الصلاة و السلام إتفاقا، مع أنهم احرص الأمة على التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- بل قد ثبت عن الصحابة و السلف النهي عن هذا التبرك قولا وفعلا و كان على رأس هؤلاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد. اورد بن ابي شيبه في مصنفه و سعيد بن منصور في سننه و ابن وضاح عن المعرور بن سويد رحمه الله قال ((خرجنا مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه فقال عمر ما شأنهم فقال هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أيها الناس إنما اهلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى احدثوها بيعا فمن عرضت له فيه صلاة فليصل و من لم تعرض له فيه صلاة فليمض)).
وورد ت عن عمر قصة اخرى و هي انه لما بلغه أن ناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم امر بقعطها.
هذا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه و فعله الذ قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه)) و هو من المأمورين بإتباع سنته.
و ذكر بن وضاح (286 هـ) بعد ان ساق هذه القصة ((و كان مالك بن أنس و غيره من علماء المدينة يكرهون أتيان تلك المساجد و تلك الاثار للنبي صلى الله عليه وسلم ماعدا قباء و أحد))
ثم قال ((و سمعتهم يذكرون أن سفيان الثوري دخل مسجد بيت المقدس فصلى فيه و لم يتبع تلك الآثار و لا الصلاة فيها و كذلك فعل غيره ايضا ممن يقتدى به، و قدم وكيع أيضا مسجد بيت المقدس فلم يعد فعل سفيان))
ثم قال آخيرا ((فعليكم بالاتباع لائمة الهدى المعروفين، فقد قال بعض من مضى: كم من أمر هو معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى.)) البدع و النهي عنها لابن وضاح ص 43
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=3147
في الموقع المذكور اعلاه الكثير من الشبه التي يتعلق بها المتصوفة و الرد عليها لمن اراد ان يراجعها.(58/32)
قالو فى قصة موسي مع النبي فى الاسراء دليل على نفع الاموات قلنا
ـ[حنبل]ــــــــ[07 - 01 - 06, 05:43 م]ـ
قال المتصوفة وأدل دليل علي أن الميت ينفع الحي أيضا ما وقع لسيدنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليلة أسري به حين فرض الله عليه وعلي أمته خمسين صلاة فأشار عليه سيدنا موسى عليه السلام بأن يراجع ربه ويسأله التخفيف كما ورد في الصحيح فسيدنا موسى قد مات وقتئذ ونحن وسائر الأمة المحمدية إلي يوم القيامة في بركته.
الرد
- موسى عليه السلام كان في حالة حياة برزخية لا نعلم كنهها ولا نقيس عليها فقد خاطب النبي ص و صلى معه قبل ذلك في بيت المقدس و هذا النوع من الحياة لا يقاس عليه أبداً
كيف نقيس النفع بالنصيحة لحاضر قادر على بذل بالنفع المادي و الاغاثة لغائب عاجز لا ينفع نفسه فضلا عن ان ينفع غيره.
- القياس بين انتفاع الامة بنصيحة موسى عليه السلام باعتقادكم نفع اولياءكم قياس مع الفارق فأنتم تدعون من لا يسمعكم وإن سمعو ما استجابو لكم و النبي صلى الله عليه وسلم لم ينادي موسى عليه السلام و يطلب منه المدد و النصرة كما تفعلون و إنما كان كلامه معه كلام الحاضر الباذل لما يستطيع.
- إذا كان من سئل التخفيف من الله مباشرة هو موسى -ربما كان لكم و جه في ما ذهبتم اليه - كيف و السائل هو النبي صلى الله عليه و سلم
- لا نمانع ابدا إذا قابل احدكم وليا ميتا من اولياءكم و نصحه نصيحة ان يأخذ بها.
- القصة تعتبر خصوصية و معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?p=10785#post10785
في الموقع المذكور اعلاه الكثير من الشبه التي يثيرها المتصوفة و الرد عليها لمن اراد ان يستزيد.(58/33)
هل تمثل الاراء الفقهية المتعددة سعة للمكلف
ـ[ابو العزايم]ــــــــ[07 - 01 - 06, 06:02 م]ـ
هذا هو المشهور بين العوام ان المكلف حيال الاراء الفقهية المتعددة مخير بين اي منها والحقيقة ان هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق علميا لانه لو جاز ذلك لجاز ان يكون الحكم الشرعي في حق المكلف حلال حرام في ذات الوقت وهذا محال لانه تناقض الشريعة منزهه عنه كما انه تكليف بمستحيل وهذا ايضا محالوانما الصواب ان يقال ان حظ المكلف من هذه الاراء هو راي واحد عليه ان يصل اليه وهو المخاطب به ويختلف الوصول اليه حسب مرتبة المكلف من النظر فالمجتهد يصل الى الحكم المخاطب به بالاجتهاد والعامي يصل اليه بسؤال المجتهد يقول الامام الشاطبي في الموافقات في باب الاجتهاد المسالة الثالثة في بيان ان الشريعة كلها ترجع الى قول واحد في فروعها وان كثر الخلاف كما انها في اصولها كذلك ..... وترتب علي ذلك العديد من القواعد الهامة منها ان مجرد الخلاف لايكوندليلا للجواز ومنها القيود التي تكون في الانتقال من مذهب الي مذهب ونها غير ذلك مما هو مصل في كتب الاصول(58/34)
ما هو الدليل القوي على أن القياس في العبادة لا يجوز
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[07 - 01 - 06, 06:14 م]ـ
على أن القياس في العبادة لا يجوز
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 05:47 ص]ـ
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله:- (وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم والحج فإن قيل فهذا لم يكن معروفاً في السلف،ولا يمكن نقله عن واحد منهم مع شدة حرصهم على الخير ولا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقد أرشدهم إلى الدعاء والاستغفار والصدقة والحج والصيام فلو كان ثواب القراءة يصل لأرشدهم اليه ولكانوا يفعلونه.
فالجواب أن مورد هذا السؤال إن كان معترفاً بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء والاستغفار قيل له ما هذه الخاصية التي منعت وصول ثواب القرآن واقتضت وصول ثواب هذه الأعمال، وهل هذا إلا تفريق بين المتماثلات وأن من لم يعترف بوصول تلك الأشياء إلى الميت فهو محجوج بالكتاب والسنة والإجماع وقواعد الشرع.
وأما السبب الذي لأجله لم يظهر ذلك في السلف فهو أنهم لم يكن لهم أوقات على من يقرأ ويهدي إلى الموتى،ولا كانوا يعرفون ذلك ألبتة، ولا كانوا يقصدون القبر للقراءة عنده كما يفعله الناس اليوم ولا كان أحدهم يشهد من حضره من الناس على أن ثواب هذه القراءة لفلان الميت بل ولا ثواب هذه الصدقة والصوم.
ثم يقال لهذا القائل لو كلفت أن تفعل عن واحد من السلف أنه قال اللهم ثواب هذا الصوم لفلان لعجزت فإن القوم كانوا أحرص شيء على كتمان أعمال البر فلم يكونوا يشهدون على الله بإيصال ثوابها إلى أمواتهم.
فإن قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى الصوم والصدقة والحج دون القراءة قيل هو صلى الله عليه وسلم لم يبتدئهم بذلك بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له، وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له وهذا سأله عن الصدقة فأذن له،ولم يمنعهم مما سوى ذلك وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وإمساك وبين وصول ثواب القراءة والذكر .. ).
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[20 - 01 - 06, 12:53 م]ـ
السلام عليكم
أظنك أخي أخطأت السؤال
السؤال هو: ما هو الدليل علي ا، القياس في أي شيء من الدين يجوز؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:07 م]ـ
عبارة السؤال غير صحيحة: والصواب ـ والله أعلم ـ أن يقال: ما هو الدليل القوي على أن القياس في الأمور التعبدية لا يجوز؟
وهذا المسألة طويلة الذيول، لعل بعض أعضاء الملتقى يحوي بين يديه بحثاً يثري هذا الموضوع، والله الموفق.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
إن معرفة الحكم في مسألة القياس مدارها على معرفة العلة
والعلة في العبادات المحضة مجهولة السبب وهي الأصل
وإلحاق الفرع الذي يراد معرفة حكمه بالأصل الذي يجهل سببه أمر غير معلوم
فكيف يمكن القياس عليه
والقياس غالبا لا يلجأ إليه إلا عند نزول حادثة
والأمور التعبدية ليست كذلك
والله أعلم
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 02:46 ص]ـ
الدليل قوله تعالى: (أم شرعول لهم من الدين ما لم يأذن به الله) فدل هذا على أن العبادات توقيفية لا يجوز تشريع شيء منها إلا بنص.
للفائدة هناك بحث اسمه (القياس في العبادات) لمحمد منظور إلهي طبعته دار الرشد
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:58 م]ـ
هناك قول للامام احمد وهو
لا قياس في العبادات
والدليل كما ذكر الاخ سلطان
قال تعالى
اما شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
وقال عليه الصلاة والسلام
من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. البخاري
وفي مسلم براويه من عمل الحديث
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبد]ــــــــ[22 - 01 - 06, 02:10 ص]ـ
قال الشنقيطي في "مذكرته"، ص 338، ط. مكتبة العلوم والحكم:
((اعلم أن المسائل التي اختلف في جريان القياس فيها سبع: وهي:
1 - الحدود، 2 - الكفارات، 3 - التقادير، 4 - الرخص، 5 - الأسباب، 6 - الشروط، 7 - الموانع ... ))
ثم ذكر كلاماً بعد ذلك لم يسعفني الوقت بنقله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 03:31 ص]ـ
إن كان مقصود السائل أنه لا يجوز القياس في العبادات أي في تشريع عبادة جديدة
فهذا حق لا شك فيه، وأظنه لا يقع فيه خلاف بين العلماء المجتهدين.
وإن كان مقصوده أن العلماء لا يستعملون القياس في تفصيل الأحكام الشرعية في العبادات، فهذا خطأ، فكتب الفقه مليئة بالقياس في العبادات، وأمثلة ذلك كثيرة في كتب الفقه:
أذكر شيئا منها منقولا من منار السبيل - وإن كنت لا أوافق على بعضها ولكن للتوضيح:
- يستحب الاغتسال للكسوف والاستسقاء قياسًا على الجمعة والعيد، لأنهما يجتمع لهما.
- يستحب الاغتسال لطواف الزيارة، وطواف الوداع، لأن هذه كلها أنساك يجتمع لها، فاستحب لها الغسل قياسًا على الإحرام ودخول مكة.
- واجب التيمم التسمية، وتسقط سهوًا قياسًا على الوضوء.
- ويصح التطوع بركعة قياسًا على الوتر
- يستحب الذهاب للجمعة من طريق والعودة من طريق قياسًا على العيد.
إلخ إلخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/35)
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[22 - 01 - 06, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
كلام المصنف رحمه الله في منار السبيل ليس بحجه جزاك الله خيرا
فهذه قياسات في العباده وهي مدخل لاهل البدع
لان الفقهاء منعوا الاستدلال بالادله العامه سد للابتداع في الدين
فكيف يسمح القياس في العباده
والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 11:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل (ابن عمر عقيل)
أين رأيت في كلامي أن كلام مصنف منار السبيل حجة؟!!
هل صدر مني ما يدل على ذلك؟
إنما أنا أضرب مثالا للتوضيح يا أخي الكريم على أن الفقهاء استعملوا القياس في كتب الفقه في العبادات، وصاحب منار السبيل ناقل عن غيره من كتب أهل العلم كابن قدامة وابن مفلح، والمرداوي وغيرهم كثير.
وكل مسألة فقهية تدرس بحسب أحوالها وأدلتها فلا يصح أن نهدر كلام العلماء جملة بسبب خطئنا في فهم بعض مقصودهم.
وقولك (لأن الفقهاء منعوا الاستدلال بالأدلة العامة سد - الصواب سدا - للابتداع في الدين)
أقول لك: من هم هؤلاء الفقهاء؟؟ هم هم الذين نقلت لك عنهم وغيرهم رحمهم الله!!
والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله عمر رضي الله عنه عن التقبيل للصائم قال له: أرأيت إن مضمضت وأنت صائم، فهذا قياس في العبادات.
ولما سئل عن الحج عن الوالد قال: أرأيت إن كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ فاقضوا الله فهو أحق بالقضاء، وهذا قياس في العبادات.
أرجو أن تراجع كلامي جيدا لفهم مقصودي، فليس مقصودي أبدا السماح بالقياس في العبادات، وقد بدأت مشاركتي بإنكار ذلك!!!
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[العرباني]ــــــــ[23 - 01 - 06, 04:08 م]ـ
الأصل في العبادات التوقف وفي العادات الإباحة، فيحرم انشاء عبادة بالقياس، ويحرم أيضا تغيير كيفية عبادة، فأصل العبادة ووصفها متوقف على الدليل، وهذا في العبادات المحضة، أما القياس فهو في الحوادث التي ليست من العبادات المحضة لأن الأصل فيها الإباحة إلا لدليل، وليس منع القياس في العبادات هو الجهل بعلة العبادة فقط بل الأساس في المنع وهو الحفاظ على الدين والشريعة، وعدم ذهاب الدين وراء الاستحسان، أما ما هو عند العلماء مما يشبه القياس فهو من باب تخريج الفروع على الأصول (أنظر كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي) وليس من باب القياس الذي يدور مع العلة وجودا وعدما، فالعبادات أمور ينبغي فيها التقيد والإذعان لما ورد في الكتاب والسنة، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله عمر رضي الله عنه عن التقبيل للصائم قال له: أرأيت إن مضمضت وأنت صائم) فالنبي يؤصل حكما ويفهم السائل علة الحكم، فالتشريع يقرر بواسطة المعصوم نقلا عن ربه وما زال الشرع يبني على يديه، وهو مبين لكتاب الله تعالى، أما غير الرسول فليس له ذلك، ليس له في العبادات إلا الامتثال لما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة فليس غيره معصوم يوحى إليه،
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 06, 06:36 م]ـ
أخي العرباني
جزاك الله خيرا، وبارك فيك
في حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أرأيت إن مضمضت وأنت صائم، هذا سؤال من النبي لعمر وقد أجابه عمر بأنه لا شيء فيه، وهذا معناه أن هذا الحكم كان معروفا عند عمر قبل ذلك، ولذلك أجاب فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فماذا إذن؟؟ أي هذا الحكم يقاس على هذا، ففيم إذن خوفك؟
ولا ينطبق على هذه الواقعة ما قلتَه يا أخي من أن النبي يؤصل حكما ويفهم السائل علة الحكم، فهو يعطي حكما شرعيا ولكنه يبين أن هذا الحكم مقيس على حكم آخر معلوم للسائل.
والنبي صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة، وفي منامه المشهور أنه أعطى فضله عمر وأوله العلم، فهو - والله أعلم - يدربه على كيفية الفهم والاستنباط ليؤهله لأهلية العلم.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[23 - 01 - 06, 10:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسو ل الله
اما بعد
اخي ابو مالك العوضي
اولاً
جزاك الله خيرا
وكلامك مردود طلباً للحق
قلت هدانا الله واياك الى الحق
والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله عمر رضي الله عنه عن التقبيل للصائم قال له: أرأيت إن مضمضت وأنت صائم، فهذا قياس في العبادات.
ولما سئل عن الحج عن الوالد قال: أرأيت إن كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ فاقضوا الله فهو أحق بالقضاء، وهذا قياس في العبادات.
اقول وبالله استعين
ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام يكون تشريع هداك الله ولا يسمى قياسا لان هو صاحب الشريعه كما كان يطلق عليه ابن تيميه رحمه الله
اما من قال من فقهاء السلف وكلهم نجلهم ونحترمهم ولا يمنع ان نرحج قول على قولهم
من قال منهم بالقياس في العبادات فكلامه مردود عليه كأناً من كان
لانه يرد قول الرسول عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
اخي العرباني
افدت واجدت جزاك الله خيرا
وصلي اللهم على صاحب الشريعه وخاتم المرسلين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/36)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 06, 11:56 م]ـ
أخي الفاضل ابن عمر عقيل؟
جزاك الله خيرا على محبتك للحق، زادك الله حبا للحق.
أسألك سؤالا واحدا، وأرجو منك الجواب
هل تقر بصحة القياس في الشرع؟
إذا كنت تقر بصحة القياس في الشرع
فاذكر لي الدليل الذي استدل به العلماء على أن القياس من الأدلة المعتبرة
وهم جماهير العلماء خلافا للظاهرية
إذا أجبت عن هذا السؤال، ستجد أن هذا هو جوابي عن كلامك
وإذا لم تجب فسأبين ذلك إن شاء الله تعالى
وجزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع الله بك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 12:07 ص]ـ
اما من قال من فقهاء السلف وكلهم نجلهم ونحترمهم ولا يمنع ان نرحج قول على قولهم
من قال منهم بالقياس في العبادات فكلامه مردود عليه كأناً من كان
لانه يرد قول الرسول عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
أرجو من الأخ الكريم أن ينقح مناط المسألة، فليس نقاشنا فيما ذكر أصلا
وأرجو أن تراجع أول كلامي حتى تعرف الفرق بين الأمرين
فإن احتجاجك بحديث (من أحدث في أمرنا) يدل على اختلاط الأمرين عندك
فلعلك بارك الله فيك تقرأ كلامي السابق جيدا قبل الرد
ـ[السنافي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 03:03 ص]ـ
أخي ابن عمر عقيل ... أرجو ألا تتعجّل في الرد على إخوانك، فالمسألة من المباحث الدقيقة التي لا يحسنها المبتدئون في العلم .. بارك الله فيك، و زادك حرصاً على اتباع السنة.
للتوضيح فقط: القياس له شروط و ضوابط مفصّلة في كتب العلماء .. فكل قياس لم يستكمل شروطه فهو قياس باطل!
(و منه إثبات البدع بالقياس فهو باطل)
و حينها نقول:إذا استكمل القياس شروطه المعتبرة عند علمائنا في العبادة فإنه يجوز ..
و حتى لا يلتبس عليك هناك فرقٌ بين التعبد و العبادة في اصطلاحات أهل العلم .. فالثاني أعم من الأول .. و لايجوز القياس في الأمور التعبدية من العبادات بخلاف ما عُرفت علته منها بطريقٍ صحيح، واستكمل شروطه، فإنه جائز ..
فإذا عُلم هذا و اتضح لك أسألك عن التالي:
ماذا تفعل لو سهوتَ في صورةٍ لم يسهُ فيها النبي صلى الله عليه و سلم؟؟ ما كنتَ فاعلاً؟!
مثلاً سهوتَ فزدتَ و أنقصتَ في صلاةٍ واحدة؟؟ .. هذه صورةٌ لم يسه فيها النبي، فإن كنت لا ترى القياس في العبادات مطلقاً
(وهو خلاف منهاج السلف) فإنك تسلّم التسليمتين و لاتسجد للسهو .. حتى لا تبتدع سجوداً لم يسجده النبي صلى الله عليه و سلم.!!
و إذا راعيتَ أن السجود للسهو شُرع لجبر النقص في الصلاة، فإنك ستسجد لكل سهوٍ حصل لك ولو لم يسجد له الرسول عليه الصلاة و السلام طالما أنه سهوٌ.
و ذلك استناداً إلى دليل القياس ...
لعل المسألة اقترب فهمُها منك ... هذا للتوضيح يا أخي الكريم، و بوسعك مراجعة المسألة في مظانها من الكتب ..
وفقك الله.
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[24 - 01 - 06, 09:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العرياني بارك الله فيك كلامك على هذا الاطلاق غيرصواب
فالقياس: في العبادات غير جائز لأن الأصل فيها التوقف إلا أن يكون قياس مع الأصل. الذي قال به بعض أهل العلم أنه يدخل حتى في العقائد كما في قولهم في القاعدة المعروفة "كل كمال ثبت للمخلوق غيرمستلزم للنقص فالخالق أولى بالاتصاف به, وكل نقص في المخلوق فالخالق أحق بالتنزه عنه).مفتاح دار السعادة (2/ 479) التسعينية (2/ 507) ".
والمنع هو في أصل التشريع أما قياس الفرع على فرع فجايز كما في مسألة إستقبال القبلة بالدعاء فهي قياس على الصلاة ألتى هي الدعاء. وقراءة الفاتحة في الجنائز على من يقول قول الصحابي من السنة ليس رفعاً .. وهذا بعد توفر الشروط والأركان. والله أعلم
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[25 - 01 - 06, 12:21 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
اما بعد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الاخ ابومالك العوضي
اجيبك
اولاً:نعم اقر بالقياس في الشرع والحمد لله ولا ينكره الا من ضل عن السبيل
ثانياً:
اشكر الاخ ابو مالك العوضي على التعديل الاملائي من سد الى (سداً)!!!
ثالثا:
العلماء استدلوا على ما قلت سابقاً من حديث قضاء الحج ومضمضه الصائم بالقياس رداً على الظاهريه وان القياس موجود في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/37)
ولكن ليس ان هذه الادله هي بنفسها احكام بنيت على القياس هداك الله!!
وأكرر عليك ما قلت سابقاً ولم ترد عن هذا بأن (كلام الرسول عليه الصلاة والسلام هو تشريع لنا) فهو شرعّ لنا امر قضاء الحج وتقبيل الصائم ولا يسمى قاس هذا على هذا هداك الله ولا يحتاج عليه الصلاة والسلام للقياس لانه ممدوداً بالوحي
فهل توافق على هذا الكلام؟؟ وان لا!! فا ارجو التوضيح (والكلام للاخ السنافي ايضاً رغبه في الفائده.
رابعاً:
الموضوع كان مداره على القياس في العبادات وليس في احكامها!! كما ضرب لنا اخونا السنافي مثلاً في ذلك بسجود السهو وهو قد أساء الظن با اخيه في الله والله المستعان ولكن لا بأس فقد حصلت الفائده وهي مبتغانا بعد الاجر من الله ان شاء ربي سبحانه
تنبيه للاخ السنافي ولا يعذر منه ابا مالك العوضي
صاحب موضوع المناقشه هو الاخ ابن ابي عبد التسميني
فلترجعوا وتعرفوا مناط المسأله من صاحب السؤال!!
فجميع المشاركين كانت مشاركتهم تصب في القياس في العبادات وهذا نص الامام احمد لا قياس في العبادات!!
فالاخ التسميني بعد ان اورد السؤال ذكر كلاماً لابن القيم رحمه الله با اهداء اجر قراءه القرآن قياساً بالحج والصوم عن الاخرين وهو قول لابن تيميه وهم خالفوا الامام احمد بهذا القول حيث ان السلف لم يفعلوا هذا القياس وبالتالي فااغلب العلماء المتاخرين ومنهم ابن عثيمين رحمه الله رحجوا قول الامام احمد
فعلمنا ان الموضوع هو عن القياس في العبادات وليس في احكامها. (وهذا لا يحتاج نقاش الله اعلم)
الاخ السنافي
قلت هدانا الله واياك الى الحق
و لايجوز القياس في الأمور التعبدية من العبادات بخلاف ما عُرفت علته منها بطريقٍ صحيح، واستكمل شروطه، فإنه جائز ..
فهل يجوز ان نصلي صلاة الكسوف ان حصل واحتجبت الشمس بغيم كثيف لاسيما ان الرسول عليه الصلاة والسلام كأن اذا رأى السحاب أقبل وادبر تغير وجهه
وصلاة الكسوف علتها ان الله يخوف عباده والسحاب الكثيف به نفس العله؟؟
يقول ابن عثيمين رحمه الله لا قياس في ذلك وانت تقول القياس في هذا جائز!!
ويقول رحمه الله لا قياس في الامر التعبدي المحض والعبادات نوعان نوع له عله معقوله ونوع لا يكون له عله معلومه فلايصح في ايهما قياس.
والله تعالى اعلم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 02:03 ص]ـ
أخونا الكريم الفاضل
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به من الإيضاح
ونحن متفقان والحمد لله، وأرى أن أكثر ما نختلف فيه من الاختلاف اللفظي الذي يكتنفه بعض الغموض، وأنا أشير هنا إلى بعض ذلك للبيان وليس للرد عليك:
-------------------------
قلتَ يحفظك ربي:
نعم أقر بالقياس في الشرع والحمد لله ولا ينكره الا من ضل عن السبيل.
أقول:
وهذه نقطة نتفق عليها والحمد لله.
-------------------------
قلتَ يحفظك ربي:
العلماء استدلوا على ما قلت سابقاً من حديث قضاء الحج ومضمضه الصائم بالقياس رداً على الظاهريه وأن القياس موجود في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولكن ليس أن هذه الأدله هي بنفسها أحكام بنيت على القياس هداك الله.
أقول:
وهل أنا قلت إن هذه الأحكام بنيت على القياس؟؟؟ لم يسبق ذلك من قولي قط، ولذا فنحن متفقان في هذه أيضا والحمد لله.
-------------------------
قلت يحفظك ربي:
وأكرر عليك ما قلت سابقاً ولم ترد عن هذا بأن (كلام الرسول عليه الصلاة والسلام هو تشريع لنا) فهو شرعّ لنا أمر قضاء الحج وتقبيل الصائم ولا يسمى قاس هذا على هذا هداك الله ولا يحتاج عليه الصلاة والسلام للقياس لأنه ممدود - وليس ممدودا - بالوحي
فهل توافق على هذا الكلام؟؟ وإن لا!! فأرجو التوضيح (والكلام للاخ السنافي ايضاً رغبه في الفائده.
أقول:
هل اختلافنا في أن العلماء يستعملون القياس أو أن النبي هو الذي يستعمل القياس؟؟ ليس في الموضوع كله أي ذكر لكون النبي يستعمل القياس؟ إنما مرادنا أن العلماء يحتجون بهذه النصوص على استعمال القياس، فلا تخرج بالموضوع عن بابه بارك الله فيك؛ لأن ما ذكرته لا علاقة له بموضع النقاش إطلاقا!!! فنحن نحتج بهذه الأدلة على القياس، وأنه من الشرع، ولم يقل أحد إن النبي محتاج للقياس، فنحن متفقان في هذه والحمد لله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/38)
ولكني أسألك سؤالا من باب الاستفادة:
أنت تقول إن العلماء استدلوا بهذه الأدلة على إثبات القياس، ثم ترجع وتقول: إن هذه الأدلة ليس فيها قياس، فأي تناقض هذا؟؟؟ إذا لم يكن فيها قياس فكيف يحتج بها على القياس؟
-------------------------
قلتَ يحفظك ربي:
الموضوع كان مداره على القياس في العبادات وليس في أحكامها!! ... فلترجعوا وتعرفوا مناط المسأله من صاحب السؤال!!
فجميع المشاركين كانت مشاركتهم تصب في القياس في العبادات وهذا نص الامام احمد لا قياس في العبادات!! ...
فعلمنا ان الموضوع هو عن القياس في العبادات وليس في احكامها. (وهذا لا يحتاج نقاش الله اعلم)
أقول:
بارك الله فيك يا أخي الكريم، كلامك صواب، وهذا عينُ ما قلتُه أنا أولا، فأنا فصلت الكلام في مسألتين يحصل اللبس بينهما، وهما القياس بمعنى إحداث عبادة جديدة والقياس في فروع العبادات، وأنت رددت عليَّ كلامي في الجهة الثانية ولم تنكر علي شيئا من الأولى، فهذا الخلط منك أنت وليس مني بارك الله فيك!!.
-------------------------
قلتَ يحفظك ربي:
فهل يجوز أن نصلي صلاة الكسوف إن حصل واحتجبت الشمس بغيم كثيف لا سيما إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا رأى السحاب أقبل وأدبر وتغير وجهه
وصلاة الكسوف علتها أن الله يخوف عباده والسحاب الكثيف به نفس العله؟؟
يقول ابن عثيمين رحمه الله: لا قياس في ذلك وأنت تقول القياس في هذا جائز!!
أقول:
بارك الله فيك، ولكن لا ينبغي التقول على الناس بما لم يقولوه، فالأخ السنافي لم يقل بذلك، وأنت الذي تقيس على كلامه ما لم يقله، فأنت تزعم أن هذه المسألة لا قياس فيها، ونحن نوافقك على ذلك، ولكن إذا جاء بعض العلماء وقال إن القياس فيها جائز، فهل ترد عليه وتقول: لا قياس في العبادات؟
الجواب لا؛ بل تقول له: إن العلة تعبدية محضة.
أو نقول له أيضا: إن هذا القياس في معارضة النص لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى الغيم والسحاب ولا يصلي للكسوف، والعلماء مجمعون على أن لا قياس في معارضة النص، فليست المسألة من الباب الذي ذكرته والله تعالى أعلم.
وأسأل الله أن لا يضيق صدرك بما قلت، فليس غرضي إلا البيان، وأسأل الله أن يديم المحبة بين قلوب عباده المخلصين، وأن يهدينا إلى سواء الصراط وأن يجعل غايتنا معرفة الحق والعمل به، إنه سميع مجيب.
ـ[أم جهاد]ــــــــ[28 - 01 - 06, 01:35 م]ـ
جوزيتم خيرا وبارك الله فيكم وفي علمكم,,, لكن قال أحد العلماء المعاصرين- ما معناه- لو حرر النزاع في كل مسألة لكفينا مؤونة الخلاف في كثير منها ...
الخلاف في هذا المسألة يا إخوتي -كما ذكر- الأستاذ الدكتور النملة (حفظه الله) إنما هو خلاف لفظي؛ لأنه وكما ذكر عدد من الإخوة هنا لا نزاع بين العلماء في أن إثبات حكم عبادة بالقياس ابتداء، أو إثبات عبادة زائدة على العبادات الواردة، أو إثبات كيفية خاصة لتلك العبادات ممنوع، ولا مجال للعقل فيها. أما إجراء القياس فيما عدا ذلك مع توفر شروط القياس فهذا مبسوط في كتب الفقهاء في باب العبادات يثبته التتبع والاستقراء ...
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[29 - 01 - 06, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا ابا مالك
سامحك الله وجعل رجوعك للحق سهلاً على نفسك
تقول:
وهل أنا قلت إن هذه الأحكام بنيت على القياس؟؟؟ لم يسبق ذلك من قولي قط،
اقول:
هذا كلامك السابق فلا نتقول عليك سامحك الله وهو يرد عليك:
والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله عمر رضي الله عنه عن التقبيل للصائم قال له: أرأيت إن مضمضت وأنت صائم، فهذا قياس في العبادات.
ولما سئل عن الحج عن الوالد قال: أرأيت إن كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ فاقضوا الله فهو أحق بالقضاء، وهذا قياس في العبادات.
اقول:
فاانت تشاهد الأن انك قلت هذا قياس في العباداتّّ!!!
فلماذا اخي في الله هذا الخلط
وقلت سامحك الله:
ولكني أسألك سؤالا من باب الاستفادة:
أنت تقول إن العلماء استدلوا بهذه الأدلة على إثبات القياس، ثم ترجع وتقول: إن هذه الأدلة ليس فيها قياس، فأي تناقض هذا؟؟؟ إذا لم يكن فيها قياس فكيف يحتج بها على القياس؟
اقول مستعينا بالله:
نعم هداك الله العلماء استدلوا بهذه الادله على جواز القياس في دين الله وهو ا ينكره الا ضال
ولكن أذا أتى شخص وسأل العلماء عن التقيبل للصائم فهم لا يستدلوا بالمضمضه عند الصائم ولكن يستدلوا بالنص بقول الرسول عليه الصلاة والسلام الحديث كاملاً فهم لم يقيسوا في هذا الحكم لانهم لديهم نص في المسأله الا وهي تقبيل الصائم
ولكنهم يستدلوا بالقياس الذي فيه على جواز القياس
ارجو انك فهمت ما اعني؟
اما القياس في العبادات
كمن يغتسل لصلاة الكسوف قياسا بالاغتسال لصلاة الجمعه فهذا غير ساغ لانه احداث عباده بالقياس والاغتسال للجمعه قربه الى الله والله اعلم.
وقلت رحمك الله ورعاك:
ولكن إذا جاء بعض العلماء وقال إن القياس فيها جائز، فهل ترد عليه وتقول: لا قياس في العبادات؟
الجواب لا؛ بل تقول له: إن العلة تعبدية محضة.
أو نقول له أيضا: إن هذا القياس في معارضة النص لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى الغيم والسحاب ولا يصلي للكسوف، والعلماء مجمعون على أن لا قياس في معارضة النص، فليست المسألة من الباب الذي ذكرته والله تعالى أعلم.
واقول:
فسرت الماء بعد الجهد بالماء!!
ما معنى قياس في معارضه النص
وهل يوجد قياس في العباده لا يعارض نصاً؟؟
ولهذا قالوا العبادات توقيفيه لان كل عباده محدثه سواء كانت قياسا او بلا قياس فهي محدثه وبالتالي فانها تعارض النص (من احدث في امرنا .... الحديث)
فلا تتعب نفسك اخي في الله ولو تركت اخينا السنافي يرد عن نفسه لكن خير لنا جميعا
ولتعم الفائده ولكن صاحب القول ادري بمعنى كلامه.
اخيرا
جزاك الله خيرا ام جهاد اجدت وافدت وهذا هو الفصل
وجزاك ربي خيرا وغفر لي ولك
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/39)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 01 - 06, 02:20 ص]ـ
يا أخي الفاضل الكريم
أشكر لك متابعتك ونشاطك
ولكن الخلط منك أنت لا مني - بارك الله فيك
فأنت الذي يدور حول نفسه لا أنا، فأنت تكرر كلامك بغير أن تتأمل في محل النزاع
فأنا قلت (هذا قياس في العبادات) أعني أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل القياس في هذه المسألة، وأنت تقول: إنني قلت: (إن هذه الأحكام ثبتت بالقياس)، فهذا ما أنكر أني قلته، وفرق واضح بين القولين، فعليك بتحرير المقال بارك الله فيك!!!
وأنت لا تنكر أن العلماء استدلوا بهذه الأدلة على إثبات القياس، فأي قياس هذا الذي أثبتوه؟ أليس هو القياس الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يشرع للأمة لأنه ممدود بالوحي كما قلت وهذا حق نتفق فيه
ولكن الله عز وجل قد أرسل لنا النبي صلى الله عليه وسلم قدوة فهو يعلمنا ونحن نتعلم منه
وهو عندما سأله عمر رضي الله عنه كان يمكنه أن يعطيه الحكم بلا بيان لعلته، ولكنه بين له ذلك ووضحه له.
وأنا أسأل سؤالا: لو نحن اقتدينا بالرسول صلى الله عليه وسلم وفعلنا مثل فعله نكون مبتدعين؟؟!
أعني أنه لو جاءنا سائل وسألنا سؤال عمر بن الخطاب، فأجبناه بجواب النبي صلى الله عليه وسلم نكون قد ابتدعنا؟؟؟
النبي صلى الله عليه وسلم ممدود بالوحي - هذا صحيح، ولكن من أصول هذا الوحي وقواعده أنه شرع لنا القياس، وعلمنا كيف نقيس، وضرب لنا الأمثلة على ذلك كي نقتدي به فيها
ولا تعارض بين أن يكون الحكم ثابتا بالنص وأن يكون ثابتا بالقياس، وأنت تخلط في هذا وتظن أن الحكم الذي ثبت بالنص لا يقال إنه قياس، وهذا خطأ واضح لأن الحكم قد يثبت من طريقين أو أكثر، فالحكم ثابت بالنص، ولكن النص نفسه بين أنه مقيس على حكم آخر، فتقوى الحكم بثبوته من الوجهين، وذلك كما يقول العلماء: إن هذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، فإذا كان ثبوته بالكتاب فإنه يزداد قوة بثبوته بالسنة ويزداد قوة بثبوته بالإجماع، ولا تناقض ولا تعارض في ثبوت الحكم من عدة أوجه.
وعجبي لا ينقضي من قولك:
ولكن أذا أتى شخص وسأل العلماء عن التقبيل للصائم فهم لا يستدلون بالمضمضه عند الصائم ولكن يستدلون بالنص.
أقول:
وهل إذا جاء مستفت إلى العالم فأجابه بما أجاب به إمام المفتين يكون مبتدعا؟
ويتبين من كلامك هذا ما سبق أن أسلفتُه وهو أنك تظن التعارض والتناقض بين الاحتجاج بالنص والاحتجاج بالقياس، وقد أسلفتُ لك أنه لا تعارض بينهما، فلا إشكال في كون الحكم يثبت بالنص ويثبت بالقياس أيضا.
وأنت تصر على ضرب أمثلة من عندك ثم تلزمنا بها، مع أننا لا نقول بها أصلا، وهذا خطأ بين في باب المناظرات؛ لأن المناظرة مبنية على أن تذكر للخصم ما يقول به، لا أن تقول قولا لا نقول به وتجعله حجة علينا!!!!
وأنت تقول (فسرت الماء بعد الجهد بالماء)
وأقول لك: سبحان الله، ما هذا الخلط المبين؟؟
هل قولنا (قياس في معارضة النص) يساوي قولنا (لا قياس في العبادات)؟
لا يمكن أن يتساوى هذان القولان، حتى يؤلف بين الضب والنون!!
فقولنا (قياس في معارضة النص) معناه أن هذه المسألة بعينها ثبت فيها نص خاص بها فلا يصح أن نستعمل فيها قياسا يخالف هذا النص المعين.
أما قولنا (لا قياس في العبادات) فهي قاعدة عامة ترد جميع المسائل وجميع الأبواب التي فيها قياس في العبادات، سواء ورد فيها نص أو لم يرد.
وأنا أضرب لك مثالا توضيحيا.
لو أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أجاب عمر رضي الله عنه ذكر له الحكم غُفْلا بلا بيان ماذا كنا سنستفيد؟ كنا سنستفيد حكم هذه المسألة الواحدة فقط.
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم معلم الأمة وإمام الأئمة يريد أن يعطينا قاعدة عامة وبيانا لكيفية استنباط الأحكام بقياسها على بعض، وبذلك استفدنا من هذا النص قاعدة تمكننا من إعمالها في مسائل أخر لم يرد فيها نص.
وهذه المسائل لا بد أن تكون من جنس المسألة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا كان قياسا في غير محله.
وفي الختام أقول لك يا أخي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/40)
لا تحتج علينا بمسائل فيها إحداث عبادة جديدة، فقد قدمت لك غير مرة أننا لا نقول بها، وقدمت لك أيضا أنني لا أوافق صاحب منار السبيل عليها، ولا أظن الخلاف معتبرا فيها، فلا تتطرق للحديث عنها مرة أخرى، واجعل كلامك في المسألة التي نتناظر فيها حتى لا تحيد عن الباب، ومعروف أن الحيدة في المناظرات انقطاع.
ولكن إذا أردت أن تحتج علينا فلتأت بأمثلة كالتي وردت في الحديث ولكن بغير أن يكون فيها نص.
وظني أنك إذا أتيت بأمثلة كهذه سترد بها على نفسك بلا حاجة منا للرد.
أسأل الله العلي العظيم أن يرشدنا لما فيه الهدى والتوفيق، ويؤلف بين قلوبنا على محبته إنه كريم مجيب
وجزاك الله خيرا
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[29 - 01 - 06, 07:35 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله ومن والاه
اما بعد,
سلام عليكم ورحمه الله ابا مالك
انت قلت هدانا الله واياك الى الحق الابلج:
فأنا قلت (هذا قياس في العبادات) أعني أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل القياس في هذه المسألة، وأنت تقول: إنني قلت: (إن هذه الأحكام ثبتت بالقياس)، فهذا ما أنكر أني قلته، وفرق واضح بين القولين، فعليك بتحرير المقال بارك الله فيك!!!
وأنت لا تنكر أن العلماء استدلوا بهذه الأدلة على إثبات القياس، فأي قياس هذا الذي أثبتوه؟ أليس هو القياس الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم.
اقول والعون من الله:
نحن متفقين بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد شرع القياس بهذا النص
ولكن وهذا هو الخلاف بيننا
تصر انت بان الرسول قد حكم بالقياس في هذه المسأله وهي (قضاء الحج قياساً بقضاء الدين) مثلاً
وهذا غير صحيح
انا اقول هو بينّ لنا جواز القياس بضربه المثل ولكن شرع لنا ايضاً قضاء الحج ببقيه النص.
فهل يشرع لنا قضاء الصلاة عن الميت قياساً بقضاء الدين؟؟
اعني اذا استفتى مستفتي وقال لنا هل يجوز قضاء الحج؟
نستطيع ان نقول نعم لحديث الرسول ... الحديث
ولا يسوغ ان نقول نعم اقضي الحج قياساً بقضاء الدين كانك حكمت له بالقياس ولم تحكم له بالنص.
ثم قلت هداك الله:
ولا تعارض بين أن يكون الحكم ثابتا بالنص وأن يكون ثابتا بالقياس، وأنت تخلط في هذا وتظن أن الحكم الذي ثبت بالنص لا يقال إنه قياس، وهذا خطأ واضح لأن الحكم قد يثبت من طريقين أو أكثر، فالحكم ثابت بالنص، ولكن النص نفسه بين أنه مقيس على حكم آخر، فتقوى الحكم بثبوته من الوجهين، وذلك كما يقول العلماء: إن هذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة والإجماع،
اقول:
العلماء قالوا ان بعض الاحكام تكون ثابته بالكتاب والسنه والاجماع!!
وهذا صحيح ولكن لم يقولوا وبالقياس
لانه لا قياس مع النص
يا اخي لا يسمى هذا الحكم قياساً لان لدينا نصاً وهو من السنة فلا تحتاج الى ان تقول وبالقياس ولكن لنا وجه دلاله اخر وهو بيان ان القياس في الاحكام الشرعيه جائز بهذا النص ايضاً
فاصبح لدينا حكمان بنص واحد جواز قضاء الحج وجواز القياس.
وقلت هداك الله:
فلا إشكال في كون الحكم يثبت بالنص ويثبت بالقياس أيضا
واقول:
هذا غير صحيح لانه يعارض القاعده لا قياس مع النص.
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 09:14 م]ـ
اقول:
العلماء قالوا ان بعض الاحكام تكون ثابته بالكتاب والسنه والاجماع!!
وهذا صحيح ولكن لم يقولوا وبالقياس
لانه لا قياس مع النص
يا اخي لا يسمى هذا الحكم قياساً لان لدينا نصاً وهو من السنة فلا تحتاج الى ان تقول وبالقياس ولكن لنا وجه دلاله اخر وهو بيان ان القياس في الاحكام الشرعيه جائز بهذا النص ايضاً
فاصبح لدينا حكمان بنص واحد جواز قضاء الحج وجواز القياس.
وقلت هداك الله:
فلا إشكال في كون الحكم يثبت بالنص ويثبت بالقياس أيضا
واقول:
هذا غير صحيح لانه يعارض القاعده لا قياس مع النص.
الحمد لله رب العالمين
علمت الآن من أين أُتِيتَ!!
أنت قرأت هذه القاعدة (لا قياس مع النص) وفهمتها خطأ يا أخي الحبيب
فقول العلماء (لا قياس مع النص) معناه (لا قياس في مقابلة النص) أي لا قياس مضادا للنص
وليس معناه (لا قياس موافقا للنص) وفرق شاسع بين الفهمين!!!
ولست أدري ما المذهب الفقهي الذي تطلع عليه أو تقرأ فيه.
ولكن هذه العبارة شائعة جدا في أكثر كتب الفقه وهي:
- (الدليل على كذا النص والقياس)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/41)
- (الدليل على كذا النقل والقياس)
- (الدليل على كذا النقل والعقل)
- (الدليل على كذا المنقول والمعقول)
هذه الجمل وأشباهها كثيرة جدا في كتب الفقه والأصول، فكيف تزعم أن العلماء لم يقولوها؟
وهل لك سلف في هذا الزعم؟؟
وشيخ الإسلام ابن تيمية استعمل أمثال هذه العبارات كثيرا في كتبه
والعلامة ابن القيم كذلك استعملها كثيرا جدا في كتبه، وكتابه (إعلام الموقعين) مليء ببيان موافقة النص للقياس في الرد على الأحناف وغيرهم.
ولو شئتُ أن أنقل لك من كلام العلماء ما يدل على هذا لطال الأمر، ولكن أكتفي ببعض النُّبَذ:
قال الشنقيطي في أضواء البيان:
(( ... ومعلوم في الأصول أن القياس الموافق للنص لا مانع منه لأنه دليل آخر عاضد للنص ولا مانع من تعاضد الأدلة)).
قلت: فانظر إلى قوله (ومعلوم في الأصول)!!!
قال ابن أمير الحاج في التقرير والتحبير:
((ولا مانع في الشرع والعقل من تعاضد الأدلة وتأكد بعضها ببعض ... وقد ملأ السلف كتبهم بالتمسك بالنص والمعقول في حكم واحد ولم ينقل عن أحد في ذلك نكير فكان إجماعا على جوازه))
قلت: فانظر إلى قوله (ملأ السلف كتبهم)
وانظر إلى قوله (فكان إجماعا على جواز)
قال التفتازاني في شرح التلويح:
((ولا امتناع في اجتماع النص والقياس في حكم واحد)).
قال السبكي في شرح المنهاج:
((واجتماع دليلين على مدلول واحد جائز حسن)).
قال أبو البقاء الكفوي في الكليات:
((ترادف الأدلة على المدلول الواحد جائز عقلاً وشرعاً وقالوا هذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة والمعقول)).
قال المرداوي في التحبير:
((اجتماع النص والقياس في الفرع اجتماع دليلين ولا يمنع من ذلك لما فيه من الترجيح لو عورض لكثرة الأدلة)).
وقال في موضع آخر:
(( ... وإن أراد إيضاحا واستظهارا فلم يخالف فيه أحد ألا تراهم يقولون الدليل على المسألة الإجماع والنص والقياس))
قلت: فانظر إلى قوله: (فلم يخالف فيه أحد).
أقول:
وقد حكى أهل الأصول أن (الغزالي) و (الآمدي) خالفا في هذا الأمر، ومنعا الاستدلال بدليلين على مدلول واحد.
وظني أن في هذا النقل خطأ؛ لأني رأيت الآمدي كثيرا جدا يقول: (والدليل النص والمعقول ... )، أو نحو هذه العبارة، فدل على أن المراد من مذهب الآمدي غير ما فهم
ومما يؤيد هذا ما سبق ذكره عن جمع من العلماء أنه لا خلاف في ذلك.
أرجو أن يكون قد تحرر موضع النزاع، وتبين المراد وظهر الحق الأبلج كما قال أخونا الفاضل
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
اما بعد,
أرى أنك تجادل يا اخ الاسلام وليس الحق مبتغاك!!!!
لأنك هربت من مسأله أخطأت فيها وهي قولك ان الرسول أستعمل القياس وثقلت عليك كلمه الحق
حتى أنك لم تتطرق اليها في هذا الرد!!
وجنحت الى مسأله أخرى ترى فيه بصيص أمل لك؟؟؟
أنا اثبت هذه المسأله واشبع بها غرورك وهي: تحقق عندي بعد المراجعه في كتب ابن عثيمين رحمه الله انه ممكن يثبت الحكم بالنص والقياس ولكن ليس ان تقيس بوجود النص ولكن يكون القياس حاضرا اصلا لأنه لا فائده لقياس ولدينا نص في المسأله.
اما ما تظنه صواب وهو:
النقل لا يخالف العقل
بنفس معنى
القياس لا يخالف النص
فهذه مسألتين عند أهل العلم وليست واحده هداك الله؟؟؟
فلتبحث المسأله أكثر غفر الله لي ولك ببصيره ويكون هدفك العلم لا الرد!!!!
اسال الله لي ولك العلم النافع والعمل الصالح الخالص لوجه الله!!
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:48 م]ـ
سبحان الله!!!
أنا أحاورك بالدليل العلمي ونصوص العلماء
وأنت حينما تعجز عن الرد تلجأ لاتهام الناس في نياتهم؟!!!
ما هكذا صنيع أهل العلم يا أخي الكريم
وتتهمني بالتهرب من الرد؟ مع أنني نقلت لك الرد مرارا
سبحان الله!!!
من الذي يتهرب من الرد؟
أنا سألتك وقلت: لو أن عالما اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في طريقته وأفتى مثل ما أفتى يكون مخطئا؟
ولكنك لم ترد على هذا.
فمن منا الذي يتهرب من الرد؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 - 01 - 06, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيكم، لكن القياس في العبادات أجراها كثير من أهل العلم، إذا كنت العلة منصوصة أو مستنبطة، أما إذا كان القصد لماذا منع أهل العلم القياس في الأمور التعبدية أي التي تخفى علينا علتها، فالأمر هين، فيُقال:
إن القياس له أربعة أركان: الأصل، و الفرع، و الحكم، و العلة.
فكيف يصح القباس في أمر نحن لا نعلم علته، ففات حينئذ ركن من أركان القياس، فلا يصح حينئذ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 02:36 ص]ـ
سبحان الله، لم أر هذا الرابط إلا الآن:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39365&highlight=%E3%C7%CC%D3%CA%ED%D1
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 02:29 ص]ـ
توجد رسالة علمية بعنوان القياس في العبادات أثنى عليها الشيخ عبدالعزيز الطريفي(58/42)
قنوت الفجر
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[07 - 01 - 06, 09:51 م]ـ
رأيت في الملتقى قبل فترة بحثا حول قنوت الفجر هل يدلنى أحد فله مني جزيل الشكر.
ـ[الفضلي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:38 ص]ـ
اليك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19238&highlight=%C7%E1%DE%E4%E6%CA+%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%D D%CC%D1
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:10 م]ـ
جزاك الله كل خير
الرابط لايعمل(58/43)
من يصلي في الحرم وأمامه نساء ما يفعل؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[07 - 01 - 06, 09:52 م]ـ
تحصل في أحيان كثيرة وقت الزحام إذا أقيمت الصلاة أن تجد امرأة أو صف كامل من النساء ولا حيلة
لك إلا أن تصلي خلف هذا الصف وتحصل غالبا في المسعى، فما رأيكم؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:00 م]ـ
كنت أتحاشا ذلك قديما من جهلي:) حتى وإن فاتني بعض الركعات في سبيل
أن ابتعد عن هذا الموضع
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:36 ص]ـ
على ما أظن أن الحنفية يرون بطلان صلاة ثلاثة و هم الرجل الذى عن يمين المرأة و الرجل الذى عن يسارها و الرجل الذى خلف المرأة.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:44 ص]ـ
فتوى لسؤال مشابه:
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=79122&dgn=4
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:04 ص]ـ
قال السيوطي في الدر المنثور
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال إنما سميت بكة لأن الناس يتباكُّون فيها الرجال والنساء يعني يزدحمون
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد قال إنما سميت بكة لأن الناس يبك بعضهم بعضا فيها وأنه يحل فيها ما لا يحل في غيرها.
واخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن قتادة قال سميت بكة لأن الله بك بها الناس جميعا فيصلي النساء قدام الرجال ولا يصلح ذلك ببلد غيره.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عتبة بن قيس قال إن مكة بكّت بكاء، الذكر فيها كالأنثى
قيل عمن تروي هذا قال عن ابن عمر.
وقال ابن المنذر في تفسيره (1/ 300)
حدثنا علي قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن حماد الكوفي عن سعيد بن جبير أنه قال بكّت الرجال بالنساء، والنساء بالرجال في الطواف، بعضهم ببعض.
وقال أخبرنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا الأثرم عن أبي عبيدة: ((للذي ببكة)) قال: للذي ببكة،هو اسم لبطن مكة، وذلك لأنهم يتباكون فيها، ويزدحمون.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=341598#post341598
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 01 - 06, 11:20 م]ـ
الأخ الكريم أبو بدر ناصر جزاك الله خيرا على إيرادك للفتوى
الشيخ الكريم عبدالرحمن الفقيه يشرفني مرورك وجزاكم الله خيرا على الفائدة
وسأورد كلام الشيخ ابن باز حول هذه المسألة إن شاء الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:41 م]ـ
حكم الصلاة إلى النساء في الحرم وغيره
السؤال: صليت ذات مرة في المسعى في الحرم المكي وأمامي نساء في المصابيح بعيداً عني قليلاً، فهل صلاتي صحيحة مع العلم أن بيني وبينهن حاجزاً وارتفاعه متران؟
ابن باز رحمه الله: لا يضر ذلك وصلاته صحيحة، إذا صلى وأمامه نساء في الصف
حتى إن ولم يكن هناك حاجز، حتى ولو كن أمامه مباشرة فإن صلاته صحيحة، وهذا قد يقع في
المسجد الحرام والمسجد النبوي أيام الحج للزحام، تكون صفوفهم مختلطة قهراً، فصلاته صحيحة
وإن لم يكن هناك حاجز .. أولاً: لأن الوقوف ليس مروراً، والذي يقطع هو مرورهن لا وقوفهن، والرسول
صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأمامه عائشة على السرير، عليه الصلاة والسلام، إنما الذي
يقطع الصلاة مرور المرأة بين يدي المصلي أو بينه وبين السترة. ثانياً: أن المأموم له حكم سترة
إمامه، فلا يضره مرور المرأة إذا كان يصلي وهو مع الإمام، فإن كان منفرداً في صلاة نافلة أو فريضة
وهي واقفة أمامه أو مضطجعة فلا يضره ذلك، إلا إذا مرت وقطعت الطريق بين يديه أو بينه وبين
السترة، هذا هو الذي يقطع الصلاة على الراجح. لكن لا ينبغي أن تكون المرأة في الصفوف، بل
الواجب أن تؤخر إلى ما وراء الناس، لكن قد يأتي في زحام وأمر لا طاقة لأحد به، إذا جاءت امرأة في
الزحام لا يستطيع الجنود ولا غيرهم إخراجها أبداً؛ لأن إخراجها فيه بلاء عظيم، ونقلها من صف إلى
صف فيه فساد أيضاً وشر، فجلوسها في الصف وبقاؤها فيه حتى ينفرج الناس أسهل وأيسر.
من شريط وجوب العمل بالسنة نقلا من الشبكة الإسلامية
وهذا رابط ايضا للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51144&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%E4%D3%C7%C1+%C7%E1%C D%D1%E3
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:34 م]ـ
نشكركم على هذا التنبيه.(58/44)
يا باغي الخير أقبل
ـ[أبو جابر المغربي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 10:40 م]ـ
السلام عليك م ورحمة الله وبركاته
إلى الإخوة الطيبين رواد هذا الملتقى الطيب ملتقى أهل الحديث-الذي نسأل الله أن يبارك فيه ويحفظ مشرفيه والقائمين عليه. أبحث عن كتب الشيخ أبو يوسف مدحت حسن ال فراج ,سواء بتحميلها عبر الشبكة أو اشتراءها. لأني والله بحث عليها ,وهي مفقودة في بلدنا هذا-المغرب-والله المستعان. ومثل هذه الكتب لا يستغني عليها عامي فضل عن طالب علم
- والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه-
والله من وراء القصد
أخوكم أبو جابر المغربي(58/45)
ما حكم من ذهب إلي الكنيسة ليهنئ النصاري بعيدهم؟!
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 10:41 م]ـ
ما حكم من ذهب إلي الكنيسة في يوم من أعياد النصاري ليهنئهم بعيدهم، ويحتج بالآية ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم))؟!
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:01 م]ـ
السؤال:
أسلمت ولله الحمد، لكن عائلتي لا تزال على النصرانية. وسيتزوج أخي قريبا، مما يترتب عليه الاحتفال بخدمات دينية في الكنيسة يتبعها مأدبة طعام. وقد أخبرت عائلتي أني لن أشارك في الاحتفال الديني. وأود أن أعرف إذا كان الإسلام يجيز لي ولزوجتي وطفلي حضور مأدبة الطعام حيث قد يقدم الخمر لبعض النصارى أثناء تناولهم الطعام.
إذا كان ذلك لا يجوز، فبماذا تنصحني إذن؟ أرجو أن تجيبني مع الدليل.
إن هذا الموضوع مهم جدا بالنسبة لي حيث أن والدي أبعدني عنه منذ 7 سنوات (بمحض إرادته) وأنا أحاول دعوتهم للإسلام.
وجزاك الله خيرا.
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
1. نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ونسأله تعالى أن يتم عليك النعمة بالثبات عليه، وهداية أهلك ودخولهم في الإسلام.
2. وقد أحسنتَ بموقفك من عدم حضور الخدمات الدينية في الكنيسة، إذ المشاركة في مثل هذه الأمور الدينية عند غير المسلمين أقل أحوالها أنها من الكبائر، وقد تصل إلى الكفر.
3. وأما المشاركة في حفل زفاف أخيك والذي يكون فيه الخمر مع الطعام، فإننا ننصحك أن تمتنع عن المشاركة كما فعلت أولا، والمشاركة في مثل هذا الاحتفال من المحرمات وكبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان ".
رواه مسلم (49).
والمشاركة في مثل هذه الأمور لن تستطيع أن تغير المنكر بيدك ولا بلسانك - في الغالب -، فلم يبق إلا التغيير بالقلب، وهو يتنافى مع المشاركة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر ". رواه أحمد (14241)، وقد صححه العلامة الألباني في " إرواء الغليل " (7/ 6).
وسبب التحريم - كما هو ظاهر - هو أن الجلوس يعني إقرار المنكر.
4. إن تقديم مثل هذه التنازلات من قبل الأخ السائل بالإضافة إلى أنه لا يجوز لها شرعاً: فإنه يضعف موقفه في محاولات دعوة أهلها إلى الإسلام، وكلما كان الداعية صادقاً في نفسه ومع ربه كلما كان تأثيره أقوى في دعوة الآخرين، وأما تمييع المسائل وتذبذب المواقف فإنه يفقد الثقة فيه من قِبَل الآخرين.
والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:02 م]ـ
موضوع متعلق:
السؤال:
هل يجوز للمسلم أن يحضر جنازة الصديق غير المسلم إذا كانت في كنيسة كاحترام أو تقدير للميت؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز للمسلم أن يشيع جنازة الكافر، ولا أن يدخل كنائسهم، سواء على وجه الاحترام، أو على وجه التقدير ونحو ذلك؛ لأن التشييع فيه نوع محبة واحترام وتقدير، وهذا لا يجوز بذله للكافر على الصحيح.
ثم إن السائل يقول: (يحضر جنازة الصديق غير المسلم)، ولا يجوز للمسلم أن يتخذ الكافر صديقا؛ لأن الله أمرنا بمعاداتهم وهجرهم والبعد عنهم، وهذا لا يعني عدم وجود التعامل معهم أو البيع أو الشراء أو الشركات معهم، فهذا شيء واتخاذهم أصدقاء شيء آخر، قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) المجادلة / 22، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) رواه الإمام مسلم في صحيحه (2167) من حديث أبي هريرة.
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان ( www.islam-qa.com)
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:42 ص]ـ
هنيئاً لأخينا بإسلامه وأذكر لك يا أخي الكريم أنه لي أخ بالله اكرمه الله عز وجل بالإسلام أكثر من خمسة عشر عاما وعنده من زوجته النصرانية ولدين شاب وفتاة وصار له أكثر من عشر سنوات لم ير ولديه بسبب منع أمهم لهم من رؤية أبيهم بسبب إسلامه والحمد لله فهو ثابت وغيمانه غن شاء الله راسخ بفضل الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/46)
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:31 م]ـ
أتعلمون من هو هذا الشخص؟!
إنه أحد قادة الإخوان المسلمين عندنا، وهو عضو مجلس الشعب، ذهب ومعه بعض الأشخاص إلي الكنيسة مساء أمس ليهنئ النصاري بعيدهم!!
ولا أدري، هل بعد كل هذا نسكت عما يفعله الإخوان ونجعل الأمر وكأنه من الموضوعات المحظورة؟!
لقد كنت من المدافعين عنهم لوقت طويل، وأقف أمام من يخرجهم من دائرة أهل السنة وأقل لهم أن هناك محاسن لهم، وأن هذه فتن، وأنه لا يصح أن نعمم الحكم عليهم، و و و ...
إذا رأيتم أن القرضاوي مبتدع يجب التحذير منه ومعاملته معاملة المبتدع، فالقرضاوي هو مفتي الإخوان المسلمين (وهذا معروف)، وكلهم يعتنقون أفكاره (والتي هي أفكار الجماعة أصلاً) والأدلة علي كلامي كثيرة، ليست كلاماً لأحد من قادتهم القدام أو الجدد فقط، وإنما أدلة واقعية أسمعها وأشاهدها كل يوم وأقول في نفسي (ما الذي يجعلني أدافع عن هؤلاء؟!!)
أري يا إخواني أن الدفاع عن "الإخوان المسلمين" الآن، هو دفاع عن القرضاوي ذاته!!
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[08 - 01 - 06, 03:10 م]ـ
قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم، و أعلنوا البراءة منهم، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم كما يلي:
فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال: (ما في الأرض قوم أبغض إليّ أن يجيئوني فيخاصموني من القدريّة في القدر، و ما ذاك إلا أنّهم لا يعلمون قدر الله، و أنّ الله عزّ وجل لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسألون).
[رواه الآجري في الشريعة برقم 213].
و عن ابن عمر رضي الله عنه أنّه قال في أهل القدر: (أخبرهم أني بريء منهم، و أنهم مني براء).
[رواه البغوي في شرح السنّة (1/ 227) و روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد في شرح السنّة (2/ 420) و رواه الآجري في الشريعة، ص: 205، و اللالكائي (2/ 588) و غيرهم].
و قال الفضيل بن عياض: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف، و لا يمكن أن يكون صاحب سنّة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (2/ 456) و اللالكائي (1/ 138) و في كلام الفضيل تضمين لحديث (الأرواح جنود مجنّدة ... ) المخرّج في صحيحي البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة) و مسلم (كتاب البر و الصلة، باب الأرواح جنود مجندة) و الحديث رواه أحمد أيضاً و غيره]
و قال رحمه الله أيضاً: (من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمَله، و أخرج نور الإسلام من قلبه).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (440) و اللالكائي (263) و الحلية لأبي نعيم (8/ 103) و البربهاري، ص: 138 و إسناده صحيح]
و كان يقول: (أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعةٍ حصن من حديد. آكل عند اليهودي و النصراني أحب إليّ من صاحب بدعة).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 2/ 638].
و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول: (لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 1/ 131، و ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
و قال عبد الله بن عون: (لم يكن قومٌ أبغض إلى محمّدٍ من قومٍ أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)، يريد محمد بن سيرين.
[الشريعة، للآجري، ص: 219].
و دُعي أيوب السختياني إلى غسل ميّت، فخرج مع القوم حتى إذا كشف عن وجهه عرَفه، فقال: (أقبِلوا قِبَل صاحبكم، فلست أغسله، رأيته يماشي صاحب بدعة).
[رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
قلتُ: إن البراءة من أهل الأهواء و البدع ليست قاصرةً على اعتقادٍ قلبيٍ، أو مقال باللسان، بل هي منهج حياةٍ له، معالمه و دلائله.
و من دلائل البراءة من القوم مخالفتهم، فلا يكون المرء متبرّئاً بحق ما لم يخالف المتبرَّأ منه في نهجه، و مسلكه.
و أعظم المخالفة للمبتدعة التمسك بالسنّة التي نبذوها، و اتخذوها وراءهم ظِهريّاً، قال العلامة البربهاري: (و من عرف ما ترك أصحاب البدع من السنّة، و ما فارقوا فيه فتمسك به، فهو صاحب سنّة، و صاحب جماعة، و حقيق أن يتبع، و أن يُعان، و أن يحفظ، و هو ممّن أوصى به رسول الله صلى الله عليه و سلّم).
[شرح السنّة، للبربهاري، ص: 107].(58/47)
((عاجل ومهم)) تصويت في موقع " فرنسي " عن الدين الأفضل (الأسلام بدأ يتجاوز غيره)
ـ[أبو سجود]ــــــــ[07 - 01 - 06, 10:59 م]ـ
((عاجل ومهم)) تصويت في موقع " فرنسي " عن الدين الأفضل (الأسلام بدأ يتجاوز غيره!!
-----------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اعد التلفزيون الفرنسى استقصاء عن اهم الديانات فى العالم ..
واكثرها اعتناقا وهذا هو الرابط من خلال الضغط على الكلمة التاليه ..
أضغط على رابط موقع التصويت:
http://www.arte-tv.com/fr/934300.htm
فارجو منكم باسم الاسلام التصويت للرفع من هيبة الاسلام بين الدياناتالاخرى ..
طريقة التصويت ...
فى السوال الاول اختر Musulmane ..
اما باقى الاسئلة اختر الجواب الاول ماعادا السؤال ماقبل الاخير اخترالجواب الثانى Une règle de vie ..
وصل التصويت الى الالوف المؤلفة فياليتنحن ايضا تكون ..
لنا هذه الغيرة على الاسلام ونصوت بقلوب مؤمنة لكى يبقىالاسلام دائما شامخا عزيزا لايذل
وجزاكم الله الف خير
ملاحظهالديانه الكاثوليكيه محتله الان المركز الاول بنسبة 35% يليها المسلمين بنسبة 32%
ورونا الهمه يامسلمين ونحن ندري مهما فعلو فالاسلام يعلو ولايعلى عليه
منقول
-------------------------
السؤال الأول: أي الأديانالأقرب والذي ترتاح له نفسك؟
De quelle religion vous sentez-vous le plus proche ?
الجواب: الإسلام Musulmane
----------------------------------
السؤال الثاني: هل أنت مؤمن Etes-vous croyant?
الجواب: نعم Oui
----------------------------------
السؤال الثالث: هل تحضر مكانالعبادة (هل تذهب للمسجد مثلاً) Fréquentez-vous un lieu de culte?
الجواب: بانتظام Regulièrement
----------------------------------
السؤال الرابع: هل تمارس العبادة؟ Pratiquez-vous la prière?
الجواب: بانتظام. Regulièrement
----------------------------------
السؤال الخامس: هل يجب علىالمسئولين الدينيين أن يناقشوا موضوعات حديث السّاعة؟
Les autorités religieuses doivent-elles prendre position sur les thèmes d’actualité ?
الجواب: نعم على الكل Oui sur tous
----------------------------------
السؤال السادس: هل تعتقد أنالدين يجيب على حاجيات الفرد؟
Pensez-vous que la religion répond aux attentes de l’individu?
الإجابة: نعم. Oui
----------------------------------
السؤال السابع: الدين بالنسبةلك: La religion est-elle pour vous :
الجواب: قاعدة حياة Une règle de vie
----------------------------------
السؤال الثامن: في أي فئة تصنفعمرك؟ --؟ Dans quelle tranche d'age vous situez-vous ?
الجواب: تحت 20سنة
بين 20 - 35 سنة
بين 35 - 55 سنة
فوق 55 سنة
----------------------------
نتيجة التصويت على الرابط:
http://sondages.arte.fr/arte/2005/dieu/resultat_FR.php
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى
و الإسلام الأن نسبته زادت إلى 37% و هو الأعلى فى النسبة بفارق ملحوظ(58/48)
كتب قيمة: كتاب التعالم للعلامة بكر أبو زيد
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:47 م]ـ
السلام عليكم،
الإخوة الأحبة،
إليكم هذا العرض للكتاب،
بدأ الشيخ -شفاه الله- بمقدمة لطيفة واستهلال بليغ، ثم تلاها باستعراض موجز لأهم ما صُنف في هذا الموضوع من كتابات القدامى والمعاصرين. بعد ذلك قدم الشيخ العلامة أمثلة جميلة على المتعالمين تفضح كذبهم وتسبر أعماقهم، ومنهم مفتي الخنفشار -ولن أنبئكم بنبأها حثا لكم على قراءة القصة- فهي في بابها رائعة، وغيرها أروع منها. ثم تطرق في الفصل الموسوم بإجمال الحال في الحياة المعاصرة إلى بعض الأحاديث النبوية، والأخبار المروية عن الصحابة ومن جاء بعدهم إلى يوم الناس هذا حول التعالم وما يتعلق به. وذكر بعد ذلك الاسباب المؤدية إلى شيوع تلك الظاهرة. وتلا ذلك بالحديث عن ظواهر التعالم فبدأ بالتعالم في الفتيا، والتعالم في القضاء، والتعالم في التفسير، ثم لما وصل إلى التعالم من بعض المنتسبين لخدمة السنة فقد جود العبارة وضرب الأمثلة، وأجاد الشيخ وأفاد، وأطال وزاد، فيا له من كاتب ما أفحله، ومن مكتوب ما أجمله، فلعمري إن من البيان لسحرا، ثم عرج إلى غيرها.
وللحديث صلة إن شاء الله،
وفي الجمله فالكتاب من أفضل ما وقعت عليه عيني من كتابات في هذا الموضوع، ولعل مقالات الأستاذ محمد عبد الله آل شاكر في مجلة البيان والتي جمعت في الكتاب الموسوم (أوقفوا هذا العبث بالتراث) تشكل امتدادا مناسبا لهذا الكتاب.
وليت الإخوة يضعون لنا رابط الكتاب على الشبكة، ويشاركونا بتعليقاتهم المفيدة
عنوان الكتاب: التعالم وأثره على الفكر والكتاب
المؤلف: العلامة بكر أبو زيد
الناشر: دار العاصمة للنشر والتوزيع وصدرت منه عدة طبعات في المملكة وغيرها، وصدر أيضا ضمن مجلد موسوم بالمجموعة العلمية للشيخ المؤلف وهي موجودة على الشبكة
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:09 م]ـ
السلام عليكم،
وبعد أن عدد الشيخ مظاهر التعالم، وبين الداء أيما تبيين،
قام بوصف الدواء على شكل أبحاث ستة تحمي طالب العلم من هذا الداء العضال والمرض القتال وهي التالية:
المبحث الأول: في إخلاص النية لله تعالى
المبحث الثاني: في أن العاالم لا يتبع بزلته ولا يؤخذ بهفوته
المبحث الثالث: في الزجر عن حمل الشواذ وغثاثة الرخص
المبحث الرابع: في التوقي من الغلط على الأئمة
المبحث الخامس في فصل الخصام بين داعي الدليل وداعي التقليد
المبحث السادس: في جرم القول على الله بلا علم
ثم ألحق هذه المباحث بقصيدة للواء علي زين العابدين في مدح الكتاب وصاحبه.
فإياك، إياك أخي طالب العلم أن يفوتك هذا الكتاب.
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:55 م]ـ
بارك الله فيك، وقد قام أحد الاخوة بوضع كتاب ((المجموعة العلمية)) كاملة في أحد المنتديات (حجمه كان حوالي 30ميجابايت من نوعية pdf!) والذي يشمل كتاب التعالم، لا يحضرني موقعه الآن! فالله المستعان!
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 05:56 م]ـ
المجموعه العلميه - 5 كتب فى غلاف واحد - التعالم واثره على الفكر و الكتاب & حليه طالب العلم & آداب طلب الحديث من "الجامع" للخطيب & الرقابه على التراث & تغريب الالقاب العلميه
عدد الصفحات:408
الحجم 12.1 ميجا بايت
pdf
http://www.waqfeya.com/pdf/books/0083.pdf
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
وهذا رابط لبعض كتب الشيخ العلامة بكر أبو زيد:
http://saaid.net/Warathah/bkar/index.htm
ـ[ابو العابد]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:36 م]ـ
ما أجمل الموضوع في هذا العصر خاصة
ووالله إنه تربية تعيننا على ضبط أنفسنا ومعرفتها قدرها(58/49)
هل يعود محرماً إذا لم يطف طواف الإفاضة يوم العيد؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:10 ص]ـ
السؤال:
سمعت أن من لم يطف للإفاضة يوم العيد، يعود محرما مرة أخرى حتى يطوف، فهل هذا صحيح؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا قد روي فيه حديث عن أم سلمة رضي الله عنها، وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه المسألة، فأجاب:
" سؤالكم عن حديث أم سلمة رضي الله عنها أن من لم يطف طواف الإفاضة قبل غروب الشمس من يوم العيد عاد محرما.
أفيدكم بأنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من وجوه:
الأول: من جهة سنده، فإن مداره عند الإمام أحمد وأبي داود وابن خزيمة على محمد بن إسحاق صاحب السير المعروف، قال: أخبرنا أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه وعن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أنتم أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت عدتم حرما كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به).
فأما ابن إسحق ففي مفاريده بعض النكارة، فقد سئل الإمام أحمد عن الحديث ينفرد به ابن إسحق تقبله، قال: لا والله.
وقال محمد بن يحيى: حسن الحديث عنده غرائب. وقال الدارقطني: اختلف الأئمة فيه، وليس بحجة , وإنما يعتبر به. انتهى. "تهذيب" (9/ 39 - 46).
ولعل هذا الحديث من مفاريده المنكرة.
وأما أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال فيه في "التقريب" (2/ 448): مقبول من الثالثة.
وقال فيه في "المحلى" (7/ 142): " ليس معروفا بنقل الحديث، ولا معروفا بالحفظ، ولو صح يعني حديث أم سلمة لقلنا به مسارعين إلى ذلك " انتهى.
وقد أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 228) نحو حديث أم سلمة لكنه من طريق عبد الله بن لهيعة، قال فيه في التقريب (1/ 144): " صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما " انتهى.
قلت: وقد ضعفه بعض الحفاظ مطلقا، وبعضهم فيما إذا روى عنه غير العبادلة.
فإذا كان هذا سند الحديث، لم يروه إلا من في روايتهم نظر ومقال، وأعرض عنه الأئمة الكبار من نقلة الحديث وحفاظه من رجال البخاري ومسلم وأمثالهم، مع أنه في أمر تعم البلوى به وتتوافر الدواعي على نقله، كان ذلك دليلا على أنه لا أصل له.
الوجه الثاني: من جهة متنه، فمتنه شاذ، لأن الأحاديث في الصحيحين وغيرهما ظاهرة متضافرة في أن التحلل الأول يحصل قبل الطواف بالبيت بدون قيد وقوعه قبل الغروب، مثل قول عائشة رضي الله عنها: (كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف بالبيت) ولا يمكن أن تقيد بمثل هذا الحديث الشاذ، ولهذا قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 229) لما ذكر حديث عائشة رضي الله عنها: " فقد عارض ذلك حديث ابن لهيعة الذي بدأنا بذكره في هذا الباب، فهذه أولى، لأن معها من التواتر وصحة المجيء ما ليس مع غيرها مثله " انتهى.
الوجه الثالث: من جهة العمل به.
إذ لم يعمل به من الأمة: أئمتها وعلمائها إلا نفر قليل من بعد الصحابة إن صح النقل عنهم، فقد قال الطبري في كتابه "القرى لقاصدي أم القرى" (ص472) حين ذكر الحديث: " وهذا حكم لا أعلم أحدا قال به " انتهى.
ونقل النووي في "شرح المهذب" (8/ 165) عن البيهقي قوله: " لا أعلم أحدا من الفقهاء قال به. قلت (النووي): فيكون منسوخا دل الإجماع على نسخه، فإن الإجماع لا يَنْسخ، ولا يُنسخ، لكن يدل على ناسخ " انتهى.
فوافق البيهقيَّ النوويُّ على نفي العلم بالمخالف، بل جعله إجماعا دالا على نسخ الحديث، يعني: لأن الأمة لم تعمل به، لكن في كلام النووي رحمه الله نظر لأن دعوى النسخ تستلزم ثبوت المنسوخ، والحديث لم يثبت أصلا حتى يُدَّعَى فيه النسخ.
هذا وقد نقل بعض الناس عن عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة أنه قال به، ولعله فهم ذلك من قوله فيما نقله عنه الطبري في كتابه "القرى" (ص470): إنه لا يحل الطيب لمن لم يطف بالبيت بعد عرفة وإن قصر. أخرجه سعيد بن منصور.
وإنما قلت ذلك لأنه يبعد جدا أن يكون عروة بن الزبير قال بمقتضى حديث أم سلمة ثم يخفي قوله على مثل الطبري والبيهقي.
وعلى هذا يكون معنى قول عروة: إنه لا يحل له الطيب حتى يطوف بالبيت، وهذا قول مشهور، والنزاع في ذلك معروف، والفرق بينه وبين مقتضى حديث أم سلمة بل صريحه: أن حديث أم سلمة يدل على أنه يحل قبل الطواف بالبيت، لكن إن أخر الطواف عن غروب الشمس يوم العيد عاد محرما.
أما ما نقله الطبري عن عروة فيدل على توقف حل الطيب على الطواف وبين هذا وذاك فرق ظاهر.
الوجه الرابع: أن مقتضاه مخالف لمقتضى الأصول الشرعية والقواعد المرعية.
فإن مقتضاها: أن العامل متى حل من العبادة لم يعد إليها إلا بنية جديدة، وهذا مما يضعف ثبوت الحديث، ولو ثبت لكان القول به واجبا، وكل قاعدة لها مستثنيات.
هذا ما يسر الله كتابته على عجل.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا للصواب، والعمل بما دلت عليه السنة والكتاب، إنه على ذلك قدير " انتهى من رسالة مكتوبة بخط الشيخ رحمه الله
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&
السؤال
R=36833
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/50)
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بناء على قول الشيخ العلامة -رحمه الله- في مستهل الوجه الثاني: (فمتنه شاذ) بعد أن ذكر في الوجه الأول ما يدل على ضعف سند الحديث، فهل يقال في مثله شاذ؟ أو يقال منكر؟ سؤال اتركه للإخوة الفضلاء بارك الله فيهم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن أن الشيخ رحمه الله أراد " شذوذ المعنى " لا " الشذوذ الاصطلاحي "
لأنه ليس ثمة ضعيف خالف ثقة في حديث، بل المخالفة في المعنى والحكم
والله أعلم(58/51)
الثمار الدانية
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:32 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن أخاكم أبا إبراهيم الجنوبي يريد أن يبدأ معكم سلسلة من الفوائد العلمية حسب جهده المتواضع ويرجو منكم الدعاء بالتوفيق والثبات على منهج السلف الصالح، وهذه الفوائد سوف تكون مسلسلة بالأرقام:
1 - ألف الحافظ ابن حجر كتابه (تغليق التعليق) قبل (تهذيب التهذيب) وقبل (فتح الباري) انظر: التهذيب8/ 73 والفتح 7/ 572 عند شرح الحديث4251. والسلام إلى الثمرة القادمة.(58/52)
سؤال عن كتب الرد على الصوفية
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 03:13 ص]ـ
إخوني الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله أما بعد:
فآمل أن تذكروا لنا ما تيسر لكم من أجود الكتب المصنفة في الرد على المتصوفة.
والله يجزيكم خيرا ..
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو إبراهيم
هذا مجموعة دروس مفرغة للعلامة الإمام سفر بن عبد الرحمن الحوالي _ حفظه الله_
من موقعه
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showlectures&lecturetype=group&group=35
و بالمناسبة إني أوصيك بقراءة كتب هذا العالم الجليل فهو خير من يقرأ له في العقيدة الصحيحة
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:06 ص]ـ
التصوف بين الحق والخلق ل محمد فهر الشقفة
مصرع التصوف ل عبدالرحمن الوكيل
هذه هي الصوفية
وهناك كتاب للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق نسيت اسمه
واقرأ كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:18 ص]ـ
إليك أخي الجنوبي ما تيسر من كتب في الرد على الصوفية:
حقيقة التصوف للعلامة صالح الفوزان
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:20 ص]ـ
..... وكتاب ((الفكر الصوفي)) للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:24 ص]ـ
.... وكتاب ((التصوف: المنشأ والمصدر)) للعلامة إحسان إلهي ظهير ..
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:08 م]ـ
عليك اخي بكتاب شيخ الاسلام ابن تيمية التصوف و الصوفية فهو من امتع ما قرأت في هذا الباب
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:31 م]ـ
إخواني الكرام جزاكم الله خيرا على ماقدمتم وأسأله جل وعلا أن يكون في ميزان حسناتكم غير أني أنتظر المزيد من كتب الرد على هؤلاء ..
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:46 م]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=21
http://www.alsoufia.ws
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 05:14 م]ـ
كتب شيخ الإسلام ابن تيمية, و كتب الإمام محمد عبد الوهاب
تؤهلك للرد على أى صوفي
و إذا أردت الزيادة
فعليك بكتابي الدكتور عمر بن عبد العزيز
شبهات التصوف (كتاب رائع)
تصحيح المفاهيم الخاطئة
و كتابي الشيخ عبد الرحمن الدمشقية
وقفات مع إحياء علوم الدين
أبو حامد الغزالي و التصوف
و هذه كتب عن الصوفية
http://saaid.net/feraq/sufyah/k.htm
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3725
__________________________________
مرفق بعض الكتب عن الصوفية
الصوفية والوجه الآخر
د. محمد جميل غازي
الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
فضائح الصوفية
الحقيقة الصوفية
الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 03:37 ص]ـ
أيها الإخوة أشكركم جميعا على جهودكم المباركة وأسأل الله أن ينفع بكم دائما وأخص بالشكر كلا من: سطان البكري، ومحمد بو سيد، ومحمد بن جرير، على الخدمة المتميزة، وهل من مزيد؟؟
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:32 ص]ـ
انتهيت بالأمس من قراءة كتاب: هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ وهو
رد على كتاب مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد علوي المالكي , و وجدت فيه ردا قويا
على أبرز شبه الصوفية التي يتمسكون بها , وأذكر أن الشيخ سفر الحوالي حفظه الله تعالى
وشفاه أثنى عليه.
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[10 - 01 - 06, 01:28 ص]ـ
أخي حفظك الله
هناك كتاب (رد الشيخ عبد الله منيع) على محمد علوي مالكي
وقد قدم له سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله
وعليك أخي بالفرقان بين أولياء الرحمن لشيخ الإسلام ابن تيمية وشروحه للراجحي والمصلح وغيرهم
لكن الذي يهم هنا أن التصوف يتغير ويتطور مراحله مع تغير الزمان
لذا أوصيك مشددا بكتب الشيخ سفر ومحاضراته النافعة في هذا الباب
كذلك من أئمة العقيدة في هذا المجال كالراجحي والعقل وغيرهم من الأعلام
نفعنا الله وإياك،،،(58/53)
بحث جديد: المتمتع عليه سعي واحد لحجه وعمرته
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:20 ص]ـ
المتمتع عليه سعي واحد لحجه وعمرته
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان 8/ 12/1426
08/ 01/2006
لقد فرض الله الحج مرة في العمر وحج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حجته الوحيدة –حجة الوداع- سنة عشر من الهجرة، وحج معه فئام من الناس رجالاً ونساءً يزيد عددهم عن مائة ألف نفس، وقد روى عدد منهم وصف حجته بين مكثر ومقل، مع تفاوت في الضبط نتيجة اختلافهم في درجة الحفظ والفقه، غير أن كل راوٍ منهم أخبر عما سمع أو رأى من أفعال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأقواله في الحج، وربما وقع بين الروايات بعض الخلاف والتباين، ولعل من دواعي وقوع الاختلاف والتباين في نقل حجة النبي –صلى الله عليه وسلم- كما وقعت بالفعل –علاوة على ما سبق- أنه لم يكن للرسول –صلى الله عليه وسلم- وسيلة لتبليغ هذا الجم الغفير كوسائل اليوم الحديثة، ليس له غير صوته وتبليغ المبلغ عنه بالصوت أيضاً –إن وُجد-، ولهذا قال –صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب مبلغ أوعى من سامع". وقال في الحج: "خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
ومن أجل ما ذُكر وغيره وقع الاختلاف في بعض مناسك الحج بين الصحابة أنفسهم ثم اتسع الخلاف فيما بعدهم.
ومن هذه المناسك المختلف فيها: "حكم السعي بين الصفا والمروة".
اختلف علماء المذاهب في حكمه تبعاً لاختلاف الصحابة فيه، ووجه ذلك أن السعي بين الصفا والمروة جاء في القرآن بلفظ "الطواف" في قوله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم".
فذهب الشافعية إلى أنه ركن لا يتم الحج إلا به، وبه قالت عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- وهو مشهور مذهب الحنابلة.
وعند أبي حنيفة والرواية الثانية لأحمد أنه واجب يجبر عند تركه أو نسيانه بدم.
وروي عن ابن مسعود وابن عباس وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وعطاء وابن سيرين أنه تطوع (سنة)، وعن الإمام أحمد في رواية ثالثة: ليس بركن ولا دم في تركه.
ووجه هذا القول أن رفع الجناح في الطواف بهما يدل على أن السعي مباح لا غير.
وإذا كان قد اختلف في حكم السعي بين الصفا والمروة من حيث الأصل فالاختلاف في فرع منه أيضاً وهو أن المتمتع هل عليه سعيان أم سعي واحد؟
اختلف في هذه المسالة على قولين:
القول الأول: المتمتع عليه طوافان وسعيان. روُي ذلك عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وسفيان الثوري والأوزاعي، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك ورواية لأحمد، مستدلين بحديث عائشة –رضي الله عنها- في الصحيحين: ( .... فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى).
والقول الثاني: على المتمتع سعي واحد وطواف واحد. نص عليه أحمد في رواية ابنه عبد الله وأحد القولين للشافعي، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لحديث جابر –رضي الله عنه- المتفق عليه: ( ... لم يطف النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً).وحديثه عند أحمد في المسند بعد أن أمر الذين أهلوا بالعمرة أو الحج ممن لم يسق الهدي أن يحلوا ثم أهلوا بالحج يوم التروية، قال جابر –رضي الله عنه-: (وكان طوافهم بالبيت وسعيهم بين الصفا والمروة لحجهم وعمرتهم طوافاً واحداً).
ومن أدلة أن المتمتع إنما عليه سعي واحد لحجه وعمرته ما يلي:
أولاً: رواية جابر –رضي الله عنه- في حديثه المتفق عليه في وصف حجة النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لم يطف النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً طوافه الأول ... فلما كان يوم التروية أهللنا بالحج وكفانا طوافنا الأول بين الصفا والمروة).
ومعلوم أن كل من ساق الهدي لم يحل وبقي قارناً ومن لم يكن معه هدي حل من عمرته أو حجه فجملة (لم يطف النبي ولا أصحابه) وفيها النفي الجازم لكل المتمتعين والقارنين، وجملة (وكفانا طوافنا الأول .. ) نص على السعي الواحد للمتمتع لا سيما وأن جابر بن عبد الله وجميع أمهات المؤمنين –رضي الله عنهم-لم يكن معهم هدي فحلوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/54)
ثانياً: رواية عبد الله بن أحمد في مناسكه عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أنه قال: (القارن والمفرد والمتمتع يجزئه طواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة). ووجه الاستدلال منه ظاهر.
ثالثاً: قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: المتمتع كم يسعى بين الصفا والمروة؟ قال: إن طاف طوافين فهو أعجب إلي، وإن طاف طوافاً واحداً فلا بأس؛ لحديث جابر.
ونقل المروذي عنه: قال أبو عبد الله: إن شاء المتمتع طاف طوافاً واحداً. ذكر في مسائل ابنه عبد الله.
وعلق أحمد بن تيمية في كتابه (شرح العمدة) قائلاً: (وهذا هو الصواب بلا شك لحديث جابر المذكور، وكذلك عامة الأحاديث فيها أن أصحاب رسول الله إنما طافوا بين الصفا والمروة الطواف (السعي) الأول، ومن قال من أصحابنا: إن رسول الله كان متمتعاً لا قارناً. فهذا لازم له لأن الأحاديث الصحيحة لم تختلف أن النبي لم يسع بين الصفا والمروة إلا مرة واحدة وأنه لما طاف طواف الإفاضة لم يسع بعده، وهذا بيّن من حديث ابن عمر وابن عباس.
فإن احتج بحديث عائشة السابق الذي فهم منه البعض أن على المتمتع سعيين ومثله ما روي عن ابن عباس في استحباب الطوافين.
قلنا: لعل جابراً أخبر عن بعض المتمتعين وعائشة أخبرت عما فعله من تصرفه على أن أحاديث جابر وأصحابه واضحة لا احتمال فيها. وإذا كان الصحابة اقتصروا على طواف واحد فلا معنى لاستحباب الزيادة عليهم) أ. هـ.
رابعاً: أحاديث جابر وأصحابه واضحة لا احتمال فيها بخلاف حديث عائشة فهو يحتمل أن يراد به القارنين أو المتمتعين، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
خامساً: المتمتع هو حاج –جامع بين النسكين- من حين أحرم بالعمرة وإن تحلل منها بدليل حديث سراقه بن مالك عند أبي داود والدارمي: "إن الله أدخل عليكم في حجكم عمرة". وهذا بخلاف العمرة المفردة فيجزئ المتمتع ذلك السعي عن حجه وعمرته.
سادساً: قيل إن الجملة محل الإشكال في حديث عائشة ليست من كلامها وإنما هي مدرجة من كلام ابن الشهاب الزهري أحد رواة الحديث عن عائشة قاله: ابن تيمية في مجموع الفتاوى وشرح العمدة.
سابعاً: يمكن أن تحمل جملة: ( ... حلوا ثم طافوا الطواف الآخر) في حديث عائشة على الطواف بالبيت الذي هو طواف الإفاضة يوم العيد أو بعده ولا تعود إلى السعي بين الصفا والمروة.
ثامناً: القول بالسعي الواحد للمتمتع هو الذي ينبغي أن يُفتى به اليوم لتخفيف الزحام في المسجد والمسعى، وتيسيراً للناس، وما دام الأمر محل اجتهاد بين العلماء منذ عهد الصحابة إلى اليوم فلا ينبغي التثريب أو التحريم أو المنع من الأخذ بالأيسر.
ثم إذا كان الصحابة مختلفين في مسألة ما فمن أخذ بأحد الرأيين فهو مقتدٍ ومتأس بصحابي فلا حرج عليه، كما قرره العلماء في مسألة "لا إنكار في مسائل الاجتهاد".
تاسعاً: الاستدلال بحديث جابر: (خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا). لا يصلح في موضع الخلاف حيث هو يعم كل مناسك الحج من الواجبات والأركان والسنن.
فالخلاف إنما هو في السعي الثاني للمتمتع على القول بأنه ركن أو واجب لا غير.
عاشراً: فتبين مما سبق أن القول بأن المتمتع عليه سعي واحد فقط لحجته وعمرته كالقارن هو الصواب إن شاء الله لظهور أدلة القائلين به ودقة مسلكهم. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=6690
*****************
وانظر:
هل يلزم المتمتع سعي واحد أم سعيان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=258027
بحث جديد عن (سعي المتمتع) للشيخ العمر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6330
دعوة للمذاكرة في حكم السعي الثاني للمتمتع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40945(58/55)
أين نحن من حُسن الخلق؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:05 م]ـ
أين نحن من حُسن الخلق؟
قال الإمام القدوة محمد بن إسماعيل رحمه الله:
(6024) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ " فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" قَدْ قُلْتُ ((وَعَلَيْكُمْ)) ".
وقال رحمه الله:
(6030) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ، وَالْفُحْشَ " قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ: " أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟! رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ ".
وأخرج ابن أبي الدنيا في " الصمت " (308)، عن عطاء رضي الله عنه:
{وقولوا للناس حسنا} قال: " للناس كلهم، المشرك وغيره ".
قال البيضاوي:
{وقولوا للناس حُسْنَا} أي: قولًا حَسَنًا، وسمّاه {حُسْنا} للمبالغة (!)، وقرأ حمزة و الكسائي و يعقوب {حَسَنا} بفتحتين،
وقُرِئ {حُسُنَا} بضمتين وهو لغة أهل الحجاز، و" حُسْنَى " على المصدر - ك " بُشْرَى "، والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد. انتهى
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
للبخاري في كلامه على الرجال توق زائدة، وتحرّ بليغ يظهر لمن تأمّل كلامه في الجرح والتعديل، فإنّ أكثر ما يقول " سكتوا عنه "، " فيه نظر "، " تركوه "، ونحو هذا، وقَلّ أنْ يقول " كذّاب " أو " وضّاع " وإنما يقول " كذّبه فلان "، "رماه فلان " يعني بالكذب. انتهى "مقدمة الفتح" ص480.
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:06 م]ـ
أحسن الله إليك ......
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:14 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الفاضل.
-----
- الخلاف لا يدعوا إلى إساءة الأدب مع المخالف -
"نماذج من النقد العلمي البنّاء"
قال الحافظ في "التلخيص الحبير " 4/ 183:
قال بن طاهر (1) في تصنيف له مفرد في الكلام على هذا الحديث (2): اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألتُ عنه مَن لقيته من أهل العلم بالنقل، فلم أجد له غير طريقين: أحدهما طريق شعبة، والأخرى عن محمد بن جابر عن أشعت بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ - وكلاهما لا يصح. قال: وأقبح ما رأيتُ فيه، قول إمام الحرمين في كتاب " أصول الفقه ": والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ. قال [ابن القيسراني]: وهذه زلة منه، ولو كان عالمًا بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة.
قلت [ابن حجر]: أساء الأدب على إمام الحرمين، وكان يمكنه أن يعبّر بألين من هذه العبارة، مع أن كلام إمام الحرمين أشدّ مما نقله عنه،
فإنه قال: " والحديث مُدَوَّن في الصحاح متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل "، كذا قال رحمه الله! انتهى
---------------
(1) محمد بن طاهر بن عليّ بن أحمد بن أبي الحسن الشيباني الحافظ أبو الفضل المقدسي المعروف بابن القيسراني (448 - 507).
(2) " علة حديث معاذ في القياس ". ينظر: هديّة العارفين 1/ 489.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:24 م]ـ
قال الذهبي- رحمه الله - في السير 14/ 39 - 40:
قال الحافظ "أبو عبد الله بن منده" في مسألة الايمان: صرّح محمد بن نصر [المروزي] في كتاب " الإيمان " بأن الإيمان مخلوق، وأنّ الاقرار، والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق. ثم قال [أبو عبد الله بن منده]: وهَجَره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة خراسان والعراق.
قلتُ [الذهبي]: الخوض في ذلك لا يجوز، وكذلك لا يجوز أن يُقال: الإيمان، والاقرار، والقراءة، والتلفظ بالقرآن غير مخلوق، فإن الله خلق العباد وأعمالهم، والإيمان: فقول وعمل، والقراءة والتلفظ: من كسب القارئ، والمقروء الملفوظ: هو كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق، وكذلك كلمة الإيمان، وهي قول (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، داخلة في القرآن، وما كان من القرآن فليس بمخلوق، والتكلم بها من فعلنا، وأفعالنا مخلوقة،
ولو أنّا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورًا له، قُمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سَلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظه. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/56)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:58 م]ـ
وقال الحافظ الذهبي أيضًا – كما في السير 16/ 285 - :
قال أبو الحسن الصفَّار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسُئل عن تفسير أبي بكر القفال [الشاشي الشافعي ت 365]، فقال:
قدَّسه من وجه، ودنَّسه من وجه. أي: دنَّسه من جهة نصره للاعتزال.
قلت [الذهبي]: قد مَرَّ موته، والكمال عزيز، وإنما يُمدح العالم بكثرة مَاله من الفضائل، فلا تُدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها،
وقد يُغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق، ولا قوة إلا بالله. انتهى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 04:09 م]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في "الفتاوى الكبرى" 3/ 177 - 178:
دِينَ الْإِسْلَامِ إنَّمَا يَتِمُّ بِأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا:
- مَعْرِفَةُ فَضْلِ الْأَئِمَّةِ وَحُقُوقِهِمْ وَمَقَادِيرِهِمْ، وَتَرْكُ كُلِّ مَا يَجُرُّ إلَى ثَلْمِهِمْ.
- وَالثَّانِي: النَّصِيحَةُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ، وَإِبَانَةُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى.
وَلَا مُنَافَاةَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَيَّنَ الْقِسْمَيْنِ لِمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ، وَإِنَّمَا يَضِيقُ عَنْ ذَلِكَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ:
- رَجُلٌ جَاهِلٌ بِمَقَادِيرِهِمْ وَمَعَاذِيرِهِمْ.
- أَوْ رَجُلٌ جَاهِلٌ بِالشَّرِيعَةِ وَأُصُولِ الْأَحْكَامِ. انتهى وينظر: إعلام الموقعين 3/ 282 - 283.
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:55 م]ـ
وإيّاكم أخي الحبيب.
الإنصاف في تقويم الرجال
أنموذج
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
((وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنّفه من الملل والنحل، إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث، مثل ما ذكره في مسائل " القدر " و " الإرجاء "، ونحو ذلك، بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة، وكذلك ما ذكره في " باب الصفات " فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث؛ لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة، ويعظم السلف وأئمة الحديث، ويقول: إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها. ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك، لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومَن قبله من الأئمة في القرآن والصفات، وإنْ كان أبو محمد بن حزم في " مسائل الإيمان والقدر " أَقوم من غيره، وأعلم بالحديث، وأكثر تعظيمًا له ولأهله مِن غيره.
لكن قد خالط مِن أقوال الفلاسفة والمعتزلة في " مسائل الصفات " ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى، وبمثل هذا صار يذمه مَن يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث، باتّباعه لظاهر لا باطن له، كما نفي المعاني في الأمر والنهي والإشتقاق، وكما نفي خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب، مضمومًا إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر، والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر.
وإنْ كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر؛ ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال، والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره، فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء.)) مجموع الفتاوى 4/ 18 - 20.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:56 م]ـ
وينظر هذا الرابط " المشاركة " ((3)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31741
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 01 - 06, 06:25 م]ـ
كانت هذه " تذكرة "، وينظر: «منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم» للشيخ أحمد الصويان.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:31 م]ـ
جزى الله شيخنا أشرف على هذه النقولات الطيبة كل خير.
يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في (الفتاوى 14/ 482 - 483):
وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها و أمرائها و رؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي: بتأويل أو بغير تأويل،
كما بغت الجهمية على المستنَّة في محنة الصفات و القرآن ...
و كما بغت الرافضة على المستنَّة مرات متعددة،
وكما بغت الناصبة على علي و أهل بيته،
وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة،
وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به.
وهو الإسراف المذكور في قولهم: {ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا} أ. هـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:34 م]ـ
قال الذهبي - رحمه الله - في سير أعلام النبلاء 5/ 271
في قتادة: " وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ. وَمَعَ هَذَا فَمَا تَوَقَّفَ أَحَدٌ فِي صِدْقِهِ، وَعَدَالَتِهِ وَحِفْظِهِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَعْذُرُ أَمْثَالَهُ مِمَّنْ تَلَبَّسَ بِبِدْعَةٍ يُرِيدُ بِهَا تَعْظِيمَ الْبَارِي وَتَنْزِيهَهُ، وَبَذَلَ وُسْعَهُ، وَاللَّهُ حَكَمٌ عَدْلٌ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ، وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ. ثُمَّ إِنَّ الْكَبِيرَ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ إِذَا كَثُرَ صَوَابُهُ، وَعُلِمَ تَحَرِّيهِ لِلْحَقِّ، وَاتَّسَعَ عِلْمُهُ، وَظَهَرَ ذَكَاؤُهُ، وَعُرِفَ صَلَاحُهُ وَرَوْعُهُ وَاتِّبَاعُهُ، يُغْفَرُ لَهُ زَلَلُهُ، وَلَا نُضَلِّلُهُ وَنَطْرَحُهُ، وَنَنْسَى مَحَاسِنَهُ. نَعَمْ وَلَا نَقْتَدِي بِهِ فِي بِدْعَتِهِ وَخَطَئِهِ، وَنَرْجُو لَهُ التَّوْبَةَ مِنْ ذَلِكَ. "اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/57)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:07 م]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/ 543 - 544)
" ...... أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل وابتاعه عليه وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان وكلا هذين الطرفين فاسد. والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا
ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنان وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم ... "
ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 01:42 ص]ـ
للرفع 0000000000000000000000000
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 01 - 06, 02:12 م]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين (3/ 282 - 283)
ولابد من أمرين:
أحدهما أعظم من الآخر وهو النصيحة لله ولرسوله وكتابه ودينه وتنزيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بعث الله به رسوله من الهدى والبينات التي هي خلاف الحكمة والمصلحة والرحمة
والثاني معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفى عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم فهذان طرفان جائران عن القصد وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم ولا نعصم ولانسلك بهم مسلك الرافضة في علي ولا مسلكهم في الشيخين بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة فإنهم لا يؤثمونهم ولا يعصمونهم ولا يقبلون كل أقوالهم ولا يهدرونها فكيف ينكرون علينا في الأئمة الأربعة مسلكا يسلكونه هم في الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة
ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام وإنما يتنافيان عند أحد رجلين جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله ومن له علم بالشرع
والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولايجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 01:19 م]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/ 126 - 127)
"ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال،
قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى سورة المائدة 8
وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض مأمور به فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم بل يعدل عليه". اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 04:05 م]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة 1/ 38.:
"يُنقل عن القوم محاسنهم:وإنما أنقلُ عن القومِ محاسن ما نُقل، مما يليق بهذا الكتاب، ولا أنقل كل ما نُقل، إذْ لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار، ... ، وقد تجوزتُ بذكر جماعة من المتصوفة وَرَدَتْ عنهم كلمات مُنْكَرَة، وكلمات حِسَان، فانتخبتُ مِنْ محاسن أقوالهم، لأنّ الحكمة ضالة المؤمن" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 02:16 م]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (19/ 217):
"فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفت وغير ذلك إذا اجتهد واستدل فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذى كلفه الله إياه وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع ولا يعاقبه الله ألبته خلافا للجهمية المجبرة وهو مصيب بمعنى أنه مطيع لله لكن قد يعلم الحق فى نفس الأمر وقد لا يعلمه خلافا للقدرية والمعتزلة فى قولهم كل من استفرغ وسعه علم الحق فان هذا باطل كما تقدم بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب"
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 01 - 06, 06:13 م]ـ
الأخ المبارك / أشرف بن محمد
الأخ الفاضل / مصطفى الفاسي
جزاكما الله خير الجزاء.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما خطته أيديكما.
زادكما الله من فضله.
وقد افتقدنا الأخ أشرف حفظه الله، فعسى أن يكون المانع خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/58)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 06, 04:32 م]ـ
وأنت جزاك الله خيرا أيها الشيخ الفاضل صاحب الخلق الفاضل:
قال ابن القيم في"بدائع افوائد" {392/ 2} واصفا العلماء الحقيقيين:
" وهذا بين بحمد الله عند أهل العلم و الإيمان مستقر في فطرهم ثابت في قلوبهم، يشهدون انحراف المنحرفين في الطرفين، وهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بل هم إلى الله تعالى ورسوله متحيزون، و إلى محض سنته منتسبون يدينون دين الحق أنى توجهت ركائبه، و يستقرون معه حيث استقرت مضاربه، لا تستفزهم بدوات آراء المختلفين، ولا تزلزلهم شبهات المبطلين، فهم الحكام على أرباب المقالات و المميزون لما فيها من الحق و الشبهات، يردون على كل باطله و يوافقونه فيما معه في الحق، فهم في الحق سلمه و في الباطل حربه، لا يميلون مع طائفة على طائفة، و لا يجحدون حقها لما قالته من باطل سواه،
بل هم ممتثلون قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} "المائدة"،
فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم و مخالفتهم و تكذيبهم لله ورسوله، فكيف يسوغ لمن يدعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب و تخطيء على أن لا يعدل فيهم، بل يجرد لهم العداوة و أنواع الأذى، ولعله لا يدري أنهم أولى بالله و رسوله و ما جاء به منه علما وعملا، ودعوة إلى الله على بصيرة، و صبرا من قومهم على الأذى في الله، و إقامة لحجة الله، و معذرة لمن خالفهم بالجهل، لا كمن نصب معالمه صادرة عن آراء الرجال فدعا إليها و عاقب عليها و عادى من خالفها بالعصبية و حمية الجاهلية"انتهى.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 06:01 م]ـ
ذكر ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع العلم 2/ 1093) بسنده عن عبد العزيز بن أبي حازم قال:
سمعت أبي يقول:
العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يَزْهُ عليه حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه فهلك الناس.
قال أبو عمر – رحمه الله -: قد غلط فيه كثير من الناس، وضلت فيه نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك، والصحيح في هذا الباب أن من صحَّت عدالته وثبتت في العلم إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحد إِلاَّ أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته على طريق الشهادات، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قال لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة، وسلامته من ذلك كله، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر، وأما من لم تثبت إمامته ولا عرفت عدالته ولا صحَّت – لعدم الحفظ والإتقان – روايته، فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه، ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه، والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين إماماً في الدين قول أحد من الطاعنين: إن السلف رضي الله عنهم قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير منه في حال الغضب، ومنه ما حمل عليه الحسد، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم المقول فيه ما قال القائل فيه، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلاً واجتهاداً، لا يلزم تقليدهم في شيءٍ منه دون برهان وحجة توجبه.اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:38 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على الفوائد، والسؤال ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 02 - 06, 08:23 م]ـ
الأخ الحبيب / أشرف بن محمد
سرنا - والله - عودتك.
فالحمد لله على السلامة.
ومبارك عليكم ..... الجديد:).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز الفاضل المسيطير
((قيَّدتني!!))
:)
ـ[محمد العُمري]ــــــــ[01 - 02 - 10, 06:11 ص]ـ
للفائدة ..(58/59)
من فضلكم يا أهل الحديث
ـ[ابو مشعل الشريف]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي تساؤلات عن التسبيح بالسبحة:ـ
في كتاب جامع العلوم والحكم (ابن رجب الجنبلي) كان لأبي هريرة خيط فيه ألفا عقدة، فلاينام حتى يسبح به. أخرجه أبو نعيم في الحلية.
هل ماورد عن أبي هريرة صحيح؟
فإن كان صحيحاً فهل يكون هذا من الأدلة التي تجيز التسبيح بالحصى؟
بارك الله فيكم
ـ[ابو مشعل الشريف]ــــــــ[08 - 01 - 06, 06:14 م]ـ
أرجو المساعدة علماً أن الرواية هي:
عن رجل من الطفاوة قال: نزلت على أبي هريرة قال ولم أدرك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه فبينما أنا عنده وهو على سرير له وأسفل منه جارية له سوداء ومعه كيس فيه حصى ونوى يقول سبحان الله سبحان الله حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فجعلته في الكيس ثم دفعته إليه (مسند الأمام احمد بن حنبل)
بارك الله فيكم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 01 - 06, 04:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً
عليك بمحرك البحث فالمسألة بحثت أكثر من مرة
وقد نقلت بحثاً يتعلق بالسبحة وحكم استعمالها فابحث عنه كرماً لا أمراً(58/60)
هل جمع احدهم شروط شهادة ان محمد رسول الله في بيت
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:30 م]ـ
السلام عليكم
جمع الشاعر شروط شهادة الا اله الا الله في الأبيات التالية:
وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقاً وردت
فإنه لم ينتفع قائلها بالنطق حتى يستكملها
العلم واليقين والقبول والانقياد فادري ما أقول
والصدق والإخلاص و المحبة وفقك الله لما أحبه
هل شروط شهادة ان محمد رسول الله مجموعة في بيت حتى يسهل على طلبة العلم حفظها
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:51 م]ـ
اينكم يا طلبة العلم طال انتظاري بكم(58/61)
زيارة القبور للنساء
ـ[أحمد بن عبد المنعم]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:14 م]ـ
زيارة النساء للقبور
الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن و الثناء الجميل، خالق كل شيء، سبحانه و تعالى عما يشركون
و الصلاة و السلام على النبي الأمي الذي أضاء الله به الأرض بعد أن أظلمها الجهل و الشرك، تركنا على البيضاء ليلها كنهارها
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
و بعد؛
حول زيارة القبور للاتعاظ وتذكر الآخرة، فقد قال ابن قدامة المقداسي في كتابه (المغني في الفقه)
:- "لا نعلم بين أهل العلم خلافا في إباحة زيارة الرجال القبور وقال علي بن سعيد سألت أحمد: عن زيارة القبور تركها أفضل عندك أو زيارتها؟ قال: زيارتها وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الموت] رواه مسلم و الترمذي بلفظ: فانها تذكر الآخرة."
وينبغي للزائر الاشتغال بالدعاء والتضرع والاعتبار بالموتى و روى مسلم عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم اذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا ان شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وفي حديث عائشة: [ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين] وفي حديث آخر: [اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم] وان أراد قال: اللهم اغفر لنا ولهم ....
وكما تندب زيارة القبور للرجال تندب أيضا للنساء العجائز اللاتي لا يخشى منهن الفتنة إن لم تؤد زيارتهن إلى ندب أو النياحة وإلا كانت محرمة. أما النساء التي يخشى منهن الفتنة ويترتب على خروجهن لزيارة القبور مفاسد كما هو الغالب على نساء هذا الزمان فخروجهن للزيارة حرام باتفاق الحنفية والمالكية كما ذكر في كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة)
أما الحنابلة والشافعية فلهم رأي آخر
(الحنابلة والشافعية قالوا: يكره خروج النساء لزيارة القبور مطلقا سواء كن عجائز أو شواب إلا إذا علم أن خروجهن يؤدي إلى فتنة أو وقوع محرم. وإلا كانت الزيارة محرمة) وينبغي أن تكون الزيارة مطابقة لأحكام الشريعة فلا يطوف حول القبر ولا يقبل حجرا ولا عتبة ولا خشبا ولا يطلب من المزور شيئا إلى غير ذلك
ومن كتاب المغني [جزء 2 - صفحة 430] حول مسألة: كراهية زيارة النساء للمقابر. قال ابن قدامة:-
" اختلفت الرواية عن أحمد في زيارة النساء القبور فروي عنه كراهتها لما روت أم عطية قالت: نهينا عن زيارة القبور ولم يعزم علينا رواه مسلم ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لعن الله زوارات القبور] قال الترمذي: هذا حديث صحيح وهذا خاص في النساء والنهي المنسوخ كان عاما للرجال والنساء ويحتمل أنه كان خاصا للرجال ويحتمل أيضا كون الخبر في لعن زوارات القبور بعد أمر الرجال بزيارتها فقد دار بين الحظر والإباحة فأقل أحواله الكراهة ولأن المرأة قليلة الصبر كثيرة الجزع وفي زيارتها للقبر تهييج لحزنها وتجديد لذكر مصابها ولا يؤمن أن يفضي بها ذلك الى فعل ما لا يجوز بخلاف الرجل ولهذا اختصصن بالنوح والتعديد وخصصن بالنهي عن الحلق والصلق ونحوهما والرواية الثانية لا يكره لعموم قوله عليه السلام: [كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها] وهذا يدل على سبق النهي ونسخه فيدخل في عمومه الرجال والنساء "
لمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع راجع {الكافي في فقه الإمام أحمد، المغني في الفقه للإمام ابن قدامة المقدَسي، الفقه على المذاهب الأربعة للشيخ / عبد الرحمن الجزيري)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحمد بن عبد المنعم بن رمضان
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 01 - 06, 05:21 ص]ـ
وهناك حديث واضح يدل علي عدم حرمة زيارة لهن
وهو حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم
قال الامام النووي:
قولها: (قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين , ويرحم الله المستقدمين منكم ومنا والمستأخرين وإنا إن شاء الله تعالى بكم للاحقون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/62)
فيه: استحباب هذا القول لزائر القبور. وفيه: ترجيح لقول من قال: في قوله (سلام عليكم دار قوم مؤمنين) أن معناه أهل دار قوم مؤمنين. وفيه: أن المسلم والمؤمن قد يكونان بمعنى واحد , وعطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظ وهو بمعنى قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} ولا يجوز أن يكون المراد بالمسلم في هذا الحديث غير المؤمن ; لأن المؤمن إن كان منافقا لا يجوز السلام عليه والترحم. وفيه: دليل لمن جوز للنساء زيارة القبور , وفيها خلاف للعلماء وهي ثلاثة أوجه لأصحابنا:
أحدها: تحريمها عليهن لحديث: " لعن الله زوارات القبور "
والثاني: يكره. والثالث: يباح , ويستدل له بهذا الحديث وبحديث " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " ويجاب عن هذا بأن نهيتكم ضمير ذكور فلا يدخل فيه النساء على المذهب الصحيح المختار في الأصول. والله أعلم انتهي
اما مذهب الشافعية المعتمد عندهم يكره لهن زيارة القبور ولكن استثنوا من ذلك قبور الانبياء وكذلك قبور الصالحين .. ووقبور اقاربها ... فقالوا لا يكره
.
قال الامام الخطيب الشربيني في المغني شرحه علي المنهاج:
(وتكره) زيارتها (للنساء) ومثلهن الخناثى لجزعهن، وإنما لم تحرم عليهن لخبر عائشة قالت: قلت {كيف أقول يا رسول الله تعني إذا زارت القبور قال: قولي السلام على أهل الدار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون} (وقيل تحرم) لخبر {لعن الله زوارات القبور} وحمل على ما إذا كانت زيارتهن للتعديد والبكاء والنوح على ما جرت به عادتهن، أو كان فيه خروج محرم (وقيل تباح) إذا أمن الافتتان عملا بالأصل والخبر فيما إذا ترتب عليها شيء مما مر، وفهم المصنف الإباحة من حكاية الرافعي عدم الكراهة، وتبعه في الروضة والمجموع وذكر فيه حمل الحديث على ما ذكر، وأن الاحتياط للعجوز ترك الزيارة لظاهر الحديث، ومحل هذه الأقوال في غير زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما هي فلا تكره بل تكون من أعظم القربات للذكور والإناث، وينبغي أن تكون قبور سائر الأنبياء والأولياء كذلك كما قاله ابن الرفعة والقمولي وهو المعتمد، وإن قال الأذرعي لم أره للمتقدمين، والأوجه عدم إلحاق قبر أبويها وإخوتها وبقية أقاربها بذلك أخذا من العلة، وإن بحث ابن قاضي شهبة الإلحاق انتهي
ـ[أحمد بن عبد المنعم]ــــــــ[25 - 01 - 06, 11:23 م]ـ
أخي العزيز لو تلاحظ قولك نقلا عن النووي "خلاف للعلماء وهي ثلاثة أوجه لأصحابنا:
أحدها: تحريمها عليهن لحديث: " لعن الله زوارات القبور "
والثاني: يكره. والثالث: يباح , ويستدل له بهذا الحديث وبحديث " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " ويجاب عن هذا بأن نهيتكم ضمير ذكور فلا يدخل فيه النساء على المذهب الصحيح المختار في الأصول. والله أعلم انتهي
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 10:03 ص]ـ
اقتباس من المشاركة السابقة
ومحل هذه الأقوال في غير زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما هي فلا تكره بل تكون من أعظم القربات للذكور والإناث، وينبغي أن تكون قبور سائر الأنبياء والأولياء كذلك كما قاله ابن الرفعة والقمولي وهو المعتمد، وإن قال الأذرعي لم أره للمتقدمين
النصوص الواردة في حكم زيارة النساء للقبور ليس فيها تخصيص قبور من قبور فالحكم عام يشمل القبور جميعها سواء قلنا بحرمتها أو كراهتها أو إباحتها ومن أراد أن يخص قبورا من قبور بحكم فعليه إبراز الدليل وأما الكلام المرسل كما الحال هنا فلا يصلح في هذا المقام، والحديث عن كون زيارة قبور الأولياء من أعظم القربات للذكور والإناث فيه لوثة (مع الاعتذار) صوفية نسأل الله السلامة
ـ[أبو أبي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 06:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
اوجزتم وأفدتم
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[28 - 01 - 06, 03:32 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/63)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زيارة النساء للقبور من المسائل الخلافية قديماً وحديثاً، والذي أرجحه هو الجواز لحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم قالت يار سول الله ما أقول إذا نحن زرنا القبور فعلمها الدعاء ولم ينهها فهذ تقرير منه صلى الله عليه وسلم على مشروعية الزيارة ومما يدل على الجواز حديث أنس بن مالك المتفق عليه في قصة المرأة التي كانت تبكي عند القبر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي الحديث فأنكر عليها البكاء عند القبر والجزع عند المصيبة وأقرها الزيارة وأيضا حديث بريدة كنت نهيتكم عزيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة، وهذا يتناول الرجال والنساء وحيث ريارة عائشة قبر أخيها عبد الرحمن، وحديث زيارة فاطمة قبر عمها حمزة كل جمعة، وأما حديث لعن الله زوارات القبور قال الترمذي بعد ما رواه بأنه محمول على أنه كان وقت المنع وقبل الرخصة التي في حديث بريدة كنت نهيتكم عن زيارة ألا فزوروها، وأحيلك إلى بحث كاملاً في الموضوع (الإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف) موجود في موقع ملتقى أهل الحديث قسم المرفقات، وموجود موقع مكبية المسجد النبوي قسم منتدى الأبحاث والمقالات وسوف أنزله لك هنا ولكن لا تظهر هوامشه مرتبة مع النص ولكن تجد هنالك في الموقعين المذكورين كاملاً بمتنه وحواشيه، وإليك هو:
الإنصاف * لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف
تأليف: أبي عبد الله محمد بن
محمد المصطفى
المدينة النبوية،
مكتبة المسجد النبوي
قسم الإفتاء والإرشاد،
والبحث والترجمة
gs
1425 هـ
?
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ? القائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) ().
قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ? (سورة النساء: آية 1)، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ?
(سورة الأحزاب: آيتا 70 - 71).
تمهيد:
وبعد فإن أوجب الواجبات على الإنسان أن يعبد الله عز وجل بما شرع، ويوحده في أسمائه وصفاته ولا يشرك به أحداً، وبهذا بعث الله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،وأنزل الكتب وحذر مما أصاب الأمم السابقة من داء الشرك الذي أوردهم المهالك أوجب على المشرك النار وعدم الغفران، وأول ما استطاع الشيطان إدخال الشرك على عبادة الله هو تعظيم الأموات والتوسل بهم ورؤية ثماثيلهم والخضوع لهم ثم سؤال الحاجات منهم والسجود على قبورهم إلي أن جعلوهم آلهة يعبدون من دون الله، فالواجب على المسلم الحرص على دينه وأن يعبد الله بما شرع، قال الحسن البصري: رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال، (1)
وقال ابن شهاب الزهري من الله الرسالة، وعلى رسوله ? البلاغ، وعلينا التسليم، (2)
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين (3).
قال سهل بن عبد الله:النجاة في ثلاثة:
(1 - أكل الحلال، 2 - أداء الفرائض، 3 - الاقتداء بالنبي ?) (4)
قال ابن عمر ? لرجل سأله عن العلم: فقال (إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم،كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم، فافعل) (5).
فالواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة، والبحث عن وسائل النجاة، أسأل الله عز وجل النجاة في الدنيا والآخرة، وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يذل الشرك والمشركين. وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه على كل شيء قدير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/64)
والذي نحن بصدده هنا هي مسألة زيارة النساء للقبور وهي مسألة فقهية بحتة ولكن من كثرة ما يرتكب فيها بعض عوام الناس من المخالفات من إعطاء حق الخالق للمخلوق، من دعائهم النبي ?، أو الأموات، والاستغاثة بهم من دون الله، أصبح من العلماء من يدخلها في مسائل العقيدة،
وقد حذر النبي e من الغلو في القبور بقوله: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، تقول عائشة رضي الله عنها يحذر مثل الذي فعلو (1).
وبعد فهذا تلخيص لأقوال العلماء رحمهم الله في مسألة زيارة النساء للقبور، وسميته بالإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف، أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في دينه، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.
اختلف العلماء في زيارة النساء للقبور على أربعة أقوال:
القول الأول: أن زيارة النساء للقبور مثل الرجال مندوبة ما لم تترتب عليها موانع شرعية من نياحة، أو تبرج، أو اختلاط، أو خوف فتنة، وهو: مذهب أبي حنيفة ()، والمشهور والصحيح من مذهبي مالك ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد ().
القول الثاني: تكره زيارة النساء للقبور: وهو قول في المذهب المالكي ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد () إلا أن بعض الشافعية والحنابلة استثنوا من تلك الكراهة قبر الرسول ? وصاحبيه قالوا: فزيارتهم سنة مسنونة، ومن أعظم القربات للرجال والنساء، وألحق بهم بعض الشافعية: قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب قال الخطيب الشربيني، والدمياطي من الشافعية: وذلك في غير زيارة قبر سيد المرسلين ? أما زيارته فمن أعظم القربات للرجال والنساء، ويلحق بذلك قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب فتسن زيارتها للرجال والنساء ()، قال ابن مفلح، والبهوتي من الحنابلة: ويستثنى من تلك الكراهة زيارة قبر النبي ? وصاحبيه ().
القول الثالث: تباح الزيارة للقواعد وتحرم على الشواب اللاتي يخشى منهن الفتنة:وهو قول: في المذهب المالكي ().
القول الرابع: أن زيارة القبور فرض ولو مرة في العمر على الرجال والنساء لا فرق بينهما وهو مذهب: الظاهرية، قال ابن حزم: مسألة ونستحب زيارة القبور وهو فرض ولو مرة الرجال والنساء في ذلك سواء ().
استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
الدليل الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله قال:قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ().
الدليل الثاني: عن أنس بن مالك ? قال: مر النبي ? بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي ? فأتت باب النبي ? فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى ().
الدليل الثالث:
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ? قال:قال رسول الله ?: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكراً ().
الدليل الرابع:
عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي ? رضي الله عنها كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب ? كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ().
الدليل الخامس:
عن عبد الله بن أبي مليكة قال:توفي عبد الرحمن بن أبي بكر ? بحبشي قال: فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معا.
ثم قالت:والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك ()
وجه الدلالة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/65)
دلت هذه الأحاديث على أن زيارة النساء للقبور مستحبة مثل الرجال وأن النهي الوارد في ذلك منسوخ بأحاديث الأمر بزيارة القبور، ومما يدل على ذلك تعليمه ? لعائشة دعاء زيارة القبور على ما في حديث عائشة المتقدم عند مسلم وغيره، وكذلك إقراره ? للمرأة المصابة على ما في حديث أنس بن مالك ? فإنه أنكر عليها البكاء عند المصيبة وأقرها على زيارتها للقبر، وكذلك أمره ? بقوله:كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فهذا عام يتناول الرجال والنساء على السواء، وكذلك من الناحية العملية زيارة عائشة رضي الله عنها قبر أخيها عبد الرحمن، وزيارة فاطمة رضي الله عنها قبر عمها حمزة ?، قال عبد الله بن أبي مليكة: أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت قالت من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت لها: أليس كان رسول الله ? نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم كان نهى ثم أمر بزيارتها ().
قال الترمذي عقب حديث لعن رسول الله ? زوارات القبور: وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي ? في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء (). وقال ابن عبد البر: قال بعضهم: كان النهي عن زيارة القبور عاماً للرجال والنساء ثم ورد النسخ كذلك بالإباحة عاماً أيضا فدخل في ذلك الرجال والنساء ().
قال أبو عمر ابن عبد البر: ممكن أن يكون هذا قبل الإباحة وتوقى ذلك للنساء المتجالات أحب إلي فأما الشواب فلا تؤمن الفتنة عليهن وبهن حيث
خرجن ولا شيء للمرأة أفضل من لزوم قعر بيتها ().
وقال الحاكم: وهذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة والناسخ لها حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي ? قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ().
وقال الحاكم أيضاً: عقب رواية زيارة فاطمة رضي الله عنها لقبر عمها حمزة ?: وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين ()
قلت: وقد رويت زيارة قبر النبي ? وصاحبيه عن جماعة من الصحابة:
قال الشوكاني: وقد رويت زيارته ? عن جماعة من الصحابة منهم بلال عند ابن عساكر بسند جيد وابن عمر عند مالك في الموطأ وأبو أيوب عند أحمد وأنس ذكره عياض في الشفاء وعمر عند البزار وعلي عليه السلام عند الدارقطني وغير هؤلاء ولكنه لم ينقل عن أحد منهم أنه شد الرحل لذلك إلا عن بلال لأنه روى عنه أنه رأى النبي ? وهو بدارياً يقول له ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني روى ذلك ابن عساكر ().
وقال النووي: اعلم أن زيارة قبر رسول الله ? من أهم القربات وأنجح المساعي ().
وقال الحافظ ابن حجر: الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي ? وما نقل عن مالك أنه كره أن يقول: زرت قبر النبي ? وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدباً لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب ().
استدل أصحاب القول الثاني بما يأتي:
الدليل الأول:
عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? لعن زوارات القبور ().
الدليل الثاني:
عن ابن عباس ? قال: لعن رسول الله ? زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ().
الدليل الثالث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ? أن رسول الله ? أبصر امرأة منصرفة من جنازة فسألها من أين جئت؟ فقالت: من تعزية أهل هذا الميت فقال رسول الله ?: لعلك بلغت معهم الكدى قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر فقال: لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ().
الدليل الرابع:
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ().
الدليل الخامس:
عن علي ? قال: خرج رسول الله ? فإذا نسوة جلوس فقال: ما يجلسكن؟ قلن ننتظر الجنازة قال: هل تغسلن؟ قلن لا قال: هل تحملن؟ قلن لا قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن لا قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات ().
وجه الدلالة:
دلت هذه الأحاديث على نهي النساء عن زيارة القبور واتباع الجنائز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/66)
قال الترمذي: قال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن (). وقال ابن عبد البر: قال آخرون: إنما ورد النسخ في زيارة القبور للنساء لا للرجال لأن رسول الله ? لعن زوارات القبور، ونحن على يقين من تحريم زيارة النساء للقبور بذلك ولسنا على يقين من الإباحة لهن لأنه ممكن أن تكون الزيارة أبيحت للرجال دونهن للقصد في ذلك باللعن إليهن ().
وقال الشوكاني: ويجمع بين الأدلة بأن المنع لمن كانت تفعل في الزيارة ما لا يجوز من نوح وغيره والإذن لمن لم تفعل ذلك ().
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا قيل مفسدة الاتباع للجنائز أعظم من مفسدة الزيارة لأن المصيبة حديثة وفي ذلك أذى للميت وفتنة للحى بأصواتهن وصورهن قيل ومطلق الاتباع أعظم من مصلحة الزيارة لأن في ذلك الصلاة عليه التى هي أعظم من مجرد الدعاء ولأن المقصود بالاتباع الحمل والدفن والصلاة فرض على الكفاية وليس شيء من الزيارة فرضاً على الكفاية وذلك الفرض يشترك فيه الرجال والنساء بحيث لو مات رجل وليس عنده إلا نساء لكان حمله ودفنه والصلاة عليه فرضاً عليهن وفى تغسيلهن للرجال نزاع وتفصيل وكذلك إذا تعذر غسل الميت هل ييمم فيه نزاع معروف وهو قولان فى مذهب أحمد وغيره فإذا كان النساء منهيات عما جنسه فرض على الكفاية ومصلحته أعظم إذا قام به الرجال فما ليس بفرض على أحد أولى، وقول القائل مفسدة التشييع أعظم ممنوع بل إذا رخص للمرأة فى الزيارة كان ذلك مظنة تكرير ذلك فتعظم فيه المفسدة ويتجدد الجزع والأذى للميت فكان ذلك مظنة قصد الرجال لهن والافتتان بهن كما هو الواقع فى كثير من الأمصار فإنه يقع بسبب زيارة النساء القبور من الفتنة والفواحش والفساد ما لا يقع شيء منه عند اتباع الجنائز، وهذا كله يبين أن جنس زيارة النساء أعظم من جنس اتباعهن وأن نهي الاتباع إذا كان نهي تنزيه لم يمنع أن يكون نهي الزيارة نهي تحريم وذلك أن نهي المرأة عن الاتباع قد يتعذر لفرط الجزع كما يتعذر تسكينهن لفرط الجزع أيضا فإذا خفف هذه القوة المقتضى لم يلزم تخفيف ما لايقوى المقتضى فيه وإذا عفا الله تعالى للعبد عما لا يمكن تركه الا بمشقة عظيمة لم يلزم أن يعفو له عما يمكنه تركه بدون هذه المشقة الواجبة (). وقال ابن القيم: وأما النساء فإن هذه المصلحة وإن كانت مطلوبة منهن لكن ما يقارن زيارتهن من المفاسد التي يعلمها الخاص والعام من فتنة الأحياء وإيذاء الأموات والفساد الذي لا سبيل إلى دفعه إلا بمنعهن منها أعظم مفسدة من مصلحة يسيرة تحصل لهن بالزيارة والشريعة مبناها على تحريم الفعل إذا كانت مفسدته أرجح من مصلحته ورجحان هذه المفسدة لا خفاء به فمنعهن من الزيارة من محاسن الشريعة، وكذلك اتباعهن الجنازة وزر لا أجر لهن فيه إذ لا مصلحة لهن ولا للميت في اتباعهن لها بل فيه مفسدة للحي والميت ().
استدل أصحاب الثالث: بأن النساء الشابات لا تؤمن عليهن الفتنة وبهن حيث خرجن ولا شيء للمرأة أفضل من لزوم قعر بيتها، وأما القواعد منهن فمرخص لها إذا أمنت الفتنة (). استدل أصحاب القول الرابع بما استدل به أصحاب القول الأول إلا أنهم حملوا الأمر بزيارة القبور في قوله: (فزوروها) على الوجوب.
المناقشة والترجيح:
بعد النظر في أدلة أصحاب هذه الأقوال الأربعة تبين لي ما يأتي:
الأول: أنما استدل به أصحاب القول الأول صحيح صريح، وهو نص في محل النزاع. ومن أصرح شيء في ذلك تعليمه ? لعائشة دعاء زيارة القبور على ما في حديث عائشة المتقدم عند مسلم وغيره، وكذلك إقراره ? للمرأة المصابة على ما في حديث أنس بن مالك ? فإنه أنكر عليها البكاء عند المصيبة وأقرها على زيارتها للقبر، وكذلك أمره ? بقوله: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها على ما في حديث عبد الله بن بريدة وغيره فهذا عام يتناول الرجال والنساء على السواء، وكذلك من الناحية العملية زيارة عائشة رضي الله عنها قبر أخيها عبد الرحمن، وزيارة فاطمة رضي الله عنها قبر عمها حمزة ?، قال عبد الله بن أبي مليكة: أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت قالت من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت لها أليس كان رسول الله ? نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم كان نهى ثم أمر بزيارتها ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/67)
قال الترمذي: عقب حديث لعن رسول الله ? زوارات القبور: وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي ? في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء (). وقال ابن عبد البر: قال بعضهم كان النهي عن زيارة القبور عاماً للرجال والنساء ثم ورد النسخ كذلك بالإباحة عاماً أيضا فدخل في ذلك الرجال والنساء ().
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ممكن أن يكون هذا قبل الإباحة وتوقى ذلك للنساء المتجالات أحب إلي فأما الشواب فلا تؤمن الفتنة عليهن وبهن حيث
خرجن ولا شيء للمرأة أفضل من لزوم قعر بيتها ().
وقال الحاكم: وهذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة والناسخ لها حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي ? قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ()، وقال الحاكم أيضاً: عقب رواية زيارة فاطمة رضي الله عنها لقبر عمها حمزة ?: وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين (). وأما زيارة قبر النبي ? فالإجماع منعقد على مشروعيتها وفضلها، قال النووي: اعلم أن زيارة قبر رسول الله ? من أهم القربات وأنجح المساعي ().
وقال الحافظ ابن حجر: الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي ? وما نقل عن مالك أنه كره أن يقول: زرت قبر النبي ? وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدباً لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب (). الثاني: أنما استدل به أصحاب الثاني لم يصح منه إلا حديث أبي هريرة ? في لعن زوارات القبور، وحديث أم عطية في النهي عن اتباع الجنائز، أما حديث أبي هريرة ? فعلى قول أكثر العلماء أنه منسوخ بحديث الإذن في الزيارة كما تقدم، وأن هذا اللعن كان قبل الرخصة التي في حديث عبد الله بن بريدة ? المتقدم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ويحتمل أن المراد به المكثرات من الزيارة كما يدل على ذلك لفظ زوارات بصغة المبالغة. قال القرطبي: هذا اللعن إنما هو: للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج وما ينشأ منهن من الصياح ونحو ذلك فقد يقال إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الإذن لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء ().
وقال الشوكاني: وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر ().
وأما ما قاله الشيخان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله: من أن زيارة النساء للقبور يترتب عليها من المفاسد والفواحش من فتنة الأحياء وإيذاء الأموات والفساد الذي لا سبيل لدفعه إلا بمنعهن ().
التعقيب: قلت: هذه المفاسد وجودها ليس مطرداً فلا يمنع حكم شرعي بما ليس مطرداً لأنها قد لا توجد ولأن الأصل السلامة من جميع العوارض، وإذا وجد عارض من هذه العوارض فالممنوع هو هذا العارض المانع من الزيارة وليس نفس الزيارة، وأيضاً هذه الموانع من فتنة أو نياحة أو تبرج أو اختلاط ممنوعة باتفاق العلماء سواء في وقت الزيارة أو في غيرها، وكل العلماء القائلون بجواز زيارة النساء للقبور يشترطون انتفاء هذه الموانع من نياحة وتبرج واختلاط أو أي فتنة كما تقدم. قال الشوكاني: ويجمع بين الأدلة بأن المنع لمن كانت تفعل في الزيارة ما لا يجوز من نوح وغيره والإذن لمن لم تفعل ذلك ().
الثالث: أنما استدل به أصحاب القول الثالث بالترخيص للقواعد فإنه لا ينضبط لأن لكل ساقطة لاقطة، وهو من محترزات أصحاب القول الأول لأن الضابط: هو انتفاء الموانع من نياحة، أو تبرج، أو اختلاط، أو فتنة سواء للقواعد أو الشابات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/68)
قال القرطبي: زيارة القبور للرجال متفق عليه عند العلماء مختلف فيه للنساء أما الشواب فحرام عليهن الخروج، وأما القواعد فمباح لهن ذلك وجائز لجميعهن ذلك إذا انفردن بالخروج عن الرجال ولا يختلف في هذا إن شاء الله وعلى هذا المعنى يكون قوله زوروا القبور عاماً وأما موضع أو وقت يخشى فيه الفتنة من إجتماع الرجال والنساء فلا يحل ولا يجوز فبينا الرجل يخرج ليعتبر فيقع بصره على امرأة فيفتتن وبالعكس فيرجع كل واحد من الرجال والنساء مأزوراً غير مأجور ().
الرابع: أنما استدل به أصحاب القول الرابع هو نفس ما استدل به أصحاب القول الأول: إلا أنهم حملوا الأمر بزيارة القبور في قوله ?: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) على الوجوب كما هو الأصل عندهم في صيغة الأمر.
قال القرطبي: قال العلماء: ينبغي لمن أراد علاج قلبه وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه أن يكثر من ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات وموتم البنين والبنات ويواظب على مشاهدة المحتضرين وزيارة قبور أموات المسلمين فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسا قلبه ولزمه ذنبه أن يستعين بها على دواء دائه ويستصرخ بها على فتن الشيطان وأعوانه فإن انتفع بالإكثار من ذكر الموت وانجلت به قساوة قلبه فذاك وإن عظم عليه ران قلبه واستحكمت فيه دواعي الذنب فإن مشاهدة المحتضرين وزيارة قبور أموات المسلمين تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول لأن ذكر الموت إخبار للقلب بما إليه المصير وقائم له مقام التخويف والتحذير وفي مشاهدة من أحتضر وزيارة قبر من مات من المسلمين معاينة ومشاهدة فلذلك كان أبلغ من الأول، فأما الاعتبار بحال المحتضرين فغير ممكن في كل الأوقات وقد لا يتفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة من الساعات وأما زيارة القبور فوجودها أسرع والانتفاع بها أليق وأجدر فينبغي لمن عزم على الزيارة أن يتأدب بآدابها ويحضر قلبه في إتيانها ولا يكون حظه منها التطواف على الأجداث فقط فإن هذه حاله تشاركه فيها بهيمة ونعوذ بالله من ذلك بل يقصد بزيارته وجه الله تعالى وإصلاح فساد قلبه أو نفع الميت بدعائه له، ويتجنب المشي على المقابر والجلوس عليها ويسلم إذا دخل المقابر وإذا وصل إلى قبر ميته الذي يعرفه سلم عليه أيضاً وأتاه من تلقاء وجهه لأنه في زيارته كمخاطبته حياً ولو خاطبه حياً لكان الأدب إستقباله بوجهه فكذلك ها هنا ثم يعتبر بمن صار تحت التراب وأنقطع عن الأهل والأحباب بعد أن قاد الجيوش والعساكر ونافس الأصحاب والعشائر وجمع الأموال والذخائر فجاءه الموت في وقت لم يحتسبه وهول لم يرتقبه فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه ودرج من أقرانه الذين بلغوا الآمال وجمعوا الأموال كيف انقطعت آمالهم ولم تغن عنهم أموالهم ومحا التراب محاسن وجوههم وافترقت في القبور أجزاؤهم وترمل من بعدهم نساؤهم وشمل ذل اليتم أولادهم واقتسم غيرهم طريفهم وتلادهم وليتذكر ترددهم في المآرب وحرصهم على نيل المطالب وانخداعهم لمواتات الأسباب وركونهم إلى الصحة والشباب وليعلم أن ميله إلى اللهو واللعب كميلهم وغفلته عما بين يديه من الموت الفظيع والهلاك السريع كغفلتهم وأنه لا بد صائر إلى مصيرهم وليحضر بقلبه ذكر من كان متردداً في أغراضه وكيف تهدمت رجلاه وكان يتلذذ بالنظر إلى ما حوله وقد سالت عيناه ويصول ببلاغة نطقه وقد أكل الدود لسانه ويضحك لمواتات دهره وقد أبلى التراب أسنانه وليتحقق أن حاله كحاله ومآله كمآله وعند هذا التذكر والاعتبار تزول عنه جميع الأغيار الدنيوية ويقبل على الأعمال الأخروية فيزهد في دنياه ويقبل على طاعة مولاه ويلين قلبه وتخشع جوارحه (). قلت: لا شك أن الاتعاظ والاعتبار بزيارة القبور يحتاج إليها الرجال والنساء على السواء، فلا يختص بأحدهما دون الآخر إلا بدليل شرعي ثابت، والخطاب في قوله: (فزوروها) موجه لعامة المكلفين من المسلمين من الرجال والنساء، كما يعمهم الخطاب في جميع التكاليف من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرهم فكذلك هنا في زيارة القبور.
وبهذا يتبين لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن زيارة النساء للقبور جائزة ومستحبة مثل الرجال ما لم تترتب عليها موانع شرعية من نياحة، أو تبرج، أو اختلاط، أو غير ذلك من المخالفات للأدلة التي استدلوا به والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/69)
وإلى هنا انتهى ما أردت جمعه من أحكام زيارة النساء للقبور ومذاهب العلماء في ذلك وأدلتهم، والذي سميته بالإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف، أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
جمعه وكتبه أبو عبد الله:
محمد بن محمد المصطفى
مكتبة المسجد النبوي،
قسم الإفتاء والإرشاد، والبحث والترجمة،
المدينة النبوية في 30/ 6 / 1425 هـ
() أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه رقم (770) 1/ 534، وأبو داوود في كتاب الصلاة باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء رقم (767) 1/ 487، والنسائي في كتاب قيام الليل باب بأي شيء يستفتح صلاة الليل رقم (1624) 3/ 234ـ 235، والترمذي في كتاب الدعوات باب ما جاء في الدعاء عند استفتاح الصلاة بالليل رقم (342) 5/ 451 ـ 452، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل رقم (1357) 1/ 431 ـ 432، و أحمد رقم (25266) 6/ 156، وابن حبان رقم (2600) 6/ 335 ـ 336، وأبو عوانة 2/ 304 ـ 305، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (1760) 2/ 367، والبغوي في شرح السنة رقم (952) 4/ 70 ـ 71، والحاكم رقم (1760) 2/ 367، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (4444) 3/ 5.
(1) انظر: الاستذكار لابن عبد البر 2/ 28.
(2) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب قول النبي ? رجل آتاه الله القرآن رقم (7529) 4/ 412.
(3) انظر: المجموع 8/ 201 – 203.
(4) انظر: تفسير القرطبي 2/ 208.
(5) انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 221.
(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب 55 رقم (435) 1/ 157 – 158، ومسلم في كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد رقم (529 – 530) 1/ 376 – 377، والنسائي في كتاب المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد رقم (703) 2/ 40، وفي كتاب الجنائز، باب اتخاذ القبور مساجد رقم (2046) 4/ 95، وفي السنن الكبرى رقم (782) 1/ 259، ورقم (2173) 1/ 658، ورقم (7089) 4/ 256، ورقم (7091) 4/ 257، والدارمي رقم (1403) 1/ 380، وابن حبان رقم (6619) 14/ 586، وابن الجارود في المنتقى رقم (175) ص 53، وأبو نعيم في المستخرج رقم (1169) 2/ 131.
() انظر: البحر الرائق لابن نجيم 2/ 20، وحاشية ابن عابدين 2/ 626، وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 411 – 412، وبدائع الصنائع للكاساني 1/ 320، ونور الإيضاح لحسن الوفائي الشرنبلالي ص 98.
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235 – 236، والتمهيد 3/ 232 – 233، 20/ 239، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدرديري 1/ 422، وتفسير القرطبي 20/ 170– 172.
() انظر: المجموع للنووي 5/ 277، ومغني المحتاج للشربيني / 365، وإعانة الطالبين للدمياطي 2/ 142.
() انظر: المغني لابن قدامة 2/ 226، والمبدع لابن مفلح 2/ 284، والإنصاف للمرداوي 2/ 561، والكافي لابن قدامة 1/ 27، والروض المربع للبهوتي 1/ 355 – 356.
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235 – 236، والتمهيد 3/ 232 – 233، 20/ 239، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدرديري 1/ 422، وتفسير القرطبي 20/ 170– 172.
() انظر: المهذب للشيرازي / 39، والمجموع للنووي 5/ 277، ومغني المحتاج للشربيني 1/ 365، وإعانة الطالبين للدمياطي 2/ 142.
() انظر: المغني لابن قدامة 2/ 226، والمبدع لابن مفلح 2/ 284، والإنصاف للمرداوي 2/ 561، والكافي لابن قدامة 1/ 27، والروض المربع للبهوتي 1/ 355 – 356.
() انظر: مغني المحتاج للشربيني 1/ 365، وإعانة الطالبين للدمياطي 2/ 142.
() انظر: المبدع لابن مفلح 2/ 284، والروض المربع للبهوتي 1/ 355.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/70)
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235 – 236، والتمهيد 3/ 232 – 233، 20/ 239، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدرديري 1/ 422، وتفسير القرطبي 20/ 170 – 172.
() انظر: المحلى لابن حزم 5/ 160.
() صحيح: أخرجه مسلم في حديث طويل في كتاب الجنائز، باب ما يقول عند دخول القبور والدعاء لأهلها رقم (974) 2/ 669 – 670، وأحمد رقم (25897) 6/ 221، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب الجنائز، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين رقم (2037) 3/ 91 – 92، وفي السنن الكبرى رقم (2164) 1/ 655، وابن حبان رقم (7110) 6/ 46، وأبو نعيم في المستخرج رقم (2188) 3/ 5، وعبد الرزاق رقم (6722) 3/ 576، والطبراني في الدعاء رقم (246) 1/ 374، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (7003) 3/ 79.
() صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب ما ذكر أن النبي ? لم يكن له بواب رقم (7154) 4/ 332، وفي كتاب الجنائز، باب زيارة القبور رقم (1283) 2/ 395، وفي باب الصبر عند الصدمة الأولى رقم (1302) 2/ 401، وفي باب قول الرجل للمرأة عند القبر: اصبري رقم (1252) 2/ 387، والبيهقي في الكبرى رقم (6919) 4/ 65
() صحيح: أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ? ربه عز وجل في زيارة قبر أمه رقم (977) 2/ 672، وفي كتاب الأضاحي، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث في أول الإسلام، وبيان نسخه رقم (977) 3/ 1563، وأبو داود في كتاب الجنائز، باب في زيارة القبور رقم (3234) 3/ 218، وفي كتاب الأشربة، باب في الأوعية رقم (369) 3/ 332، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب الجنائز، باب في زيارة القبور رقم (2032 – 2033) / 89، وفي كتاب الضحايا، باب الأذن في ذلك رقم (4429 – 4430) 7/ 234، وفي كتاب الأشربة، باب الإذن في شيء منها رقم (5651 – 5653) 8/ 310 – 311، وفي السنن الكبرى رقم (2159) 1/ 653، ورقم (4518) 3/ 69، ورقم (5162) 3/ 225، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور رقم (1054) 3/ 370، وابن حبان رقم (5390) 12/ 212، ورقم (5391) 12/ 213، ورقم (5400) 12/ 221، وعنده من حديث ابن مسعود ? رقم (981) 3/ 261، وابن الجارود رقم (863) ص 219، وأخرجه ابن ماجة من حديث عبد الله بن مسعود ? في كتاب الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور رقم (1571) 1/ 501.
() أخرجه عبد الرزاق رقم (6713) 3/ 572، والحاكم رقم (1396) 1/ 533، ورقم (4319) 3/ 30 وقال: ه: ذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، رواته عن آخرهم ثقات، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (7000) 4/ 78، وابن شبة في أخبار المدينة رقم (382) 1/ 86، وابن عبد البر في التمهيد 3/ 234، وفي الاستذكار 5/ 235، وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص 2/ 137، وابن الملقن في تحفة المحتاج رقم (892) 2/ 31.
() صحيح: أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور رقم (1055) 3/ 371، وابن أبي شيبة رقم (11811) 3/ 29، وذكره ابن الملقن في تحفة المحتاج رقم (895) 2/ 34 - 35، والفاكهي في أخبار مكة رقم (2512) / 204 – 205، والهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 60 وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (1055) 3/ 371، وفي مشكاة المصابيح رقم (1718).
() أخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم (6999) 4/ 78.
() انظر: سنن الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء رقم (1056) 3/ 371.
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235.
() انظر: التمهيد لابن عبد البر 3/ 232 – 233.
() انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم (1385) 1/ 530.
() انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم (1396) 1/ 533.
() انظر: نيل الأوطار 5/ 180.
() انظر: المجموع 8/ 201 – 203.
() انظر: فتح الباري 3/ 65 – 66، ونيل الأوطار 5/ 181.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/71)
() صحيح: أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء رقم (1056) 3/ 371 وقال: وفي الباب عن ابن عباس وحسان بن ثابت، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور رقم (1574 – 1576) 1/ 502، وأحمد رقم (15695) 3/ 442، ورقم (8430، 8433) 2/ 337، ورقم (8655) 2/ 356، والطيالسي رقم (2358) ص 311، ورقم (2733) ص 357، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (2071) 4/ 101، وأبو يعلى رقم (5908) 10/ 314، والطبراني في الكبير رقم (3591 – 3592) 4/ 42، والحاكم رقم (1385) 1/ 530، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (6996 – 6998) 4/ 78، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 34/ 289، وابن عبد البر في التمهيد 3/ 234، وابن قانع في معجم الصحابة رقم (226) 1/ 199، والمزي في تهذيب الكمال رقم (5307) 25/ 407، 17/ 65، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة رقم (157 – 1576) 1/ 502، وصحيح سنن الترمذي رقم (1056) 3/ 371، وفي صحيح الجامع رقم (5109)، وفي إرواء الغليل رقم (774).
() ضعيف: أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب زيارة النساء للقبور رقم (3236) 3/ 218، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور رقم (2043) 4/ 94، وفي السنن الكبرى رقم (2170) 1/ 657، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجداً رقم (320) 2/ 136، وأحمد رقم (2030) 1/ 229، ورقم (3118) 1/ 337، ورقم (2603) 1/ 287، ورقم (2986) 1/ 324، وابن أبي شيبة رقم (11814) 3/ 30، ورقم (7549) 2/ 151، وعنده من حديث حسان بن ثابت ? رقم (11823) 3/ 31، وابن حبان رقم (3179 – 3180) 7/ 452 – 453، وعنده من حديث أبي هريرة ? رقم (3178) 7/ 452، والطبراني في الكبير رقم (12725) 12/ 148، والحاكم رقم (1384) 1/ 530 وضعفه، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (6998) 4/ 78، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد رقم (4148) / 70، والإسماعيلي في معجم الشيوخ ص 266، والجعد في مسنده رقم (1500) ص 224، والهيثمي في موارد الظمئان رقم (788) 1/ 200، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داوود رم (3236) 3/ 21، وفي ضعيف سنن النسائي رم (2043) 4/ 94، وفي ضعيف سنن الترمذي رقم (320) 2/ 136، وفي ضعيف الجامع رقم (4691)، وفي إرواء الغليل رقم (761).
() ضعيف: أخرجه أبو داوود في كتاب الجنائز، باب في التعزية رقم (3123) 3/ 192، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب الجنائز، باب النعي رقم (1879) 4/ 27، وفي السنن الكبرى رقم (2007) 1/ص616، وأحمد رقم (6574) 2/ 168، ورقم (7082) 2/ 223، وابن حبان رقم (3177) 7/ 450 – 451، والبزار رقم (2440) 6/ 415، والحاكم وصححه رقم (1382 – 1383) 1/ 529، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (6995) 4/ 77، ورقم (6882) 4/ 60، والذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة ربيعة بن سيف المعافري رقم (2754) 3/ 67، وذكره ابن الملقن في تحفة المحتاج رقم (832) 1/ 616، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داوود رقم (3123) 3/ 192، وفي ضعيف سنن النسائي رقم (1879) 4/ 27، وفي الرد المفحم ص 108 – 109
() صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب اتباع النساء الجنائز رقم (1278) 1/ 394، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب نهي النبي ? على التحريم إلا ما تعرف إباحته 4/ 375، ومسلم في كتاب الجنائز، باب نهي النساء عن اتباع الجنائز رقم (938) 2/ 646
() ضعيف: أخرجه ابن ماجة في كتاب الجنائز، باب ما جاء في أتباع النساء الجنائز رقم (1578) 1/ 502، وعبد الرزاق رقم (6298) 3/ 456، والبزار رقم (653) 2/ 249، وأبو يعلى رقم (4056) 7/ 109، ورقم (4284) 7/ 268، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (6993) 4/ 77، وابن حجر في المطالب العالية رقم (817) 5/ 296، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 28 وضعفه، والبوصيري في مصباح الزجاجة رقم (572) 2/ 44، والألباني في ضعيف سنن ابن ماجة رقم (1578) 1/ 502، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (2742)، وفي ضعيف الجامع رقم (773).
() انظر: سنن الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء رقم (1056) 3/ 371.
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235.
() انظر: الدراري المضية للشوكاني ص 198.
() انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 24/ 347 – 348.
() انظر: حاشية ابن القيم 9/ 44.
() انظر:التمهيد لابن عبد البر 3/ 232 – 233، وتفسير القرطبي 20/ 170 – 171.
() أخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم (6999) 4/ 78.
() انظر: سنن الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء رقم (1056) 3/ 371.
() انظر: الاستذكار لابن عبد البر 5/ 235.
() انظر: التمهيد لابن عبد البر 3/ 232 – 233.
() انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم (1385) 1/ 530.
() انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم (1396) 1/ 533.
() انظر: المجموع 8/ 201 – 203.
() انظر: فتح الباري 3/ 65 – 66، ونيل الأوطار 5/ 181.
() انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 3/ 149، و نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 4/ 166، و تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري 4/ 136.
() انظر: نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 4/ 166، و تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري 4/ 136.
() انظر: مجموع الفتاوى 24/ 347 – 34، وحاشية ابن القيم 9/ 44.
() انظر: الدراري المضية للشوكاني ص 198.
() انظر: تفسير القرطبي 20/ 170 - 171.
() انظر: تفسير القرطبي 20/ 171 - 172.(58/72)
خرج حَسّان يوم العيد، فلما رجع قالت له امرأته ... ؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:31 م]ـ
خرج حَسّان يوم العيد، فلما رجع قالت له امرأته ... ؟
حَسّان بن أبي سنان البصري، أحد العُبّاد الورعين.
*روى عن: الحسن البصري. روى عنه: جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الله بن شوذب.
قال البخاري: كان من عُبّاد أهل البصرة.
* قال أبو داود الطيالسي:
- حدثنا عمارة بن زاذان، قال: كان حَسّان بن أبي سنان يفتح باب حانوته فيضع الدواة، وينشر حسابه، ويرخي ستره،
ثم يصلي، فإذا أحَسّ بإنسان قد جاء، يُقبل على الحساب يُرِيَه أنه كان في الحساب.
- حدثنا سلام بن أبي مطيع، قال: قال حَسّان بن أبي سنان: لولا المساكين ما اتّجَرت.
* وقال أبو نعيم:
- حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثني غسان بن المفضل،
قال: حدثنا شيخ لنا يقال له: أبو حكيم، قال: خرج حسّان يوم العيد، فلما رجع قالت له امرأته: كم مِن امرأة حسنة قد نظرت إليها اليوم ورأيتها؟ فلمّا أكْثرَت، قال: ويحك! ما نظرتُ إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك!!.
- حدثنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي، قال: حدثني محمد بن الحسين البرجلاني، عن عبد الجبار بن النضر السلمي، قال: مَرّ حَسّان بن أبي سنان بغرفة، فقال: مذ كم بُنيت هذه؟ قال: ثم رجع إلى نفسه، فقال: وما عليك مذ كم بنيت؟!، تسألين عما لا يعنيك؟، فعاقبها بصوم سنة.
* ذكره البخاري في البيوع، قال: وقال حسان بن أبي سنان: ما رأيت شيئًا أهون من الورع، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
انتهى باختصار وتصرف من " تهذيب الكمال " 6/ 26 - 30.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 06:35 ص]ـ
متنسك ورع فتى ما دنست.:. يومًا له الفحشاء قط أزارا
فصف النهار إذا تجلى وجهه.:. واسأل عن استغفاره الأسحارا
علم تفرد في معالي فضله.:. عملًا وعلمًا هيبًة ووقارا
جزاكم الله خيرًا وأكلتم طيرًا (بدون أنفلونزا)(58/73)
لدي إشكال في سماع بعض الكلمات في هذا الشريط.
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:34 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17275
في المصدر السابق , لدي إشكال في سماع الكلمات بعد فوات ساعة وعشر دقائق.
فأرجو من إخواني ذكر الإستثناءات التي يكون فيها السنة أثوب من الواجب.
وجزاكم الله خيرا.
ومن عنده هذه المحاضرة ولكن بصوت واضح فأرجو ألا يبخل علي به.
أخوكم محمد.(58/74)
قالوا في الإمام مالك رحمه الله
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 09:52 م]ـ
شهد له سفيان بن عيينة فقال: ما رأيت أجود أخذاً للعلم من مالك
وقال ابن حيان: كان مالك أول من انتقى الرجال بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة في الفقه والدين والنسك.
وقال الشافعي: مالك حجة الله تعالى على خلقه بعد التابعين
وقال النسائي: ما عندي بعد التابعين أثبت من مالك ولا أجل منه ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه ولا أقل رواية عن الضعفاء منه ما علمناه حدث عن متروك إلا عن عبد الكريم وقد اتخذ مالك مجلساً للعلم في المسجد يحدث الناس على مرأى ومسمع من شيوخه وعمره يومئذٍ سبع عشرة سنة.
إني استنهض همم إخواني أن يكتبوا عما قيل في الإمام مالك فإني أقوم بهذا العمل المتواضع لأجمع ما قيل في الإمام رحمه الله
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:41 م]ـ
قال ابو داود: أصح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك عن نافع عن ابن عمر ثم مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه ثم مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة فلم يذكر سلسلة ليس فيها مالك
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:57 م]ـ
ربما (قالوا عنه) أليق
وإن كانت الأولي سليمة
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:03 م]ـ
وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 01:10 ص]ـ
وجاء عن الشافعي: ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله تعالى أصح من كتاب مالك(58/75)
الثمار الدانية2
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:21 م]ـ
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات،،،وبعد: فإليكم ثمرة اليوم -ولا تنسوني بالدعاء-
2 - للعلامة الشوكاني كتاب موسوم ب (الوشي المرقوم في تحريم حلية الذهب على العموم) ذكره في (البدر الطالع2/ 222) كما ذكره المباركفوري في (تحفة الأحوذي 5/ 485)
وشكرا إلى الثمرة القادمة.(58/76)
الرد على فتاوى القرضاوي
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 06, 11:53 م]ـ
أين ذهبت هذه المشاركة؟؟!! لم تعد موجودة في الملتقي!
أرجو أن يكون الأمر قاصراً علي عطل من الأعطال الفنية ...
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[09 - 01 - 06, 03:16 م]ـ
هل من الممكن أخوتي وأخواتي أن تخبرونا أين ذهب الموضوع؟!
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:21 م]ـ
الموضوع مهم للغاية حسبما قرأته لأن فيه كشف للشبهات و بيان للحقائق و الله تعالى أعلم
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:35 م]ـ
الموضوع مهم للغاية حسبما قرأته لأن فيه كشف للشبهات و بيان للحقائق و الله تعالى أعلم
نعم يا أخي
لا أعلم لماذا تم حذفه من الإدارة؟! أو لا أعلم ما الذي حدث لقد فوجئت الحقيقة!!!
على كل لمن أراد أن يقوم بتحميله ونشره من ها هنا:
http://www.noor-alislam.com/dar/pafiledb.php?action=file&id=11&idP=
وجزاكم الله خيراً وأرجو أن أجد تفسيراً لما يحدث بارك الله فيكم
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:07 م]ـ
أرجو أن أجد تفسيراً لما يحدث بارك الله فيكم(58/77)
ما حكم الوقوف بعرفة ليلاً فقط دون عذر ...
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[09 - 01 - 06, 12:06 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ وبعد .. :
فهل الوقوف بعرفة ليلاً لا يكون إلا لضرورة أم أنه يجوز لمن أراد ذلك دون ضرورة ... وماذا يترتب على ذلك ....
وفقكم الله لكل خير ....
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:43 ص]ـ
قال ابن عبد البر في الاستذكار: 4/ 283
أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثني خالد عن شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال سمعت الشعبي يقول حدثني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بجمع فقلت هل لي من حج فقال من صلى معنا هذه الصلاة ومن وقف معنا هذا الموقف حتى نفيض وأفاض قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجة وقضى تفثه
حدثني عبد الوارث بن سفيان قال حدثني قاسم بن أصبغ قال حدثني أحمد بن زهير قال حدثني أبو نعيم قال حدثني زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال حدثني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع فانطلق إلى عرفات ليلا فأفاض منها ثم رجع إلى جمع فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعملت نفسي وأنصبت راحلتي فهل لي من حج فقال من صلى معنا الغداة بجمع ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض من عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثني محمد بن بكر قال حدثني أبو داود قال حدثني مسدد قال حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال حدثني عامر قال أخبرني عروة بن مضرس الطائي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقف يعني بجمع فقلت جئت يا رسول الله من جبلي طيء أكلت مطيتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات من قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه
قال أبو عمر هذا الحديث يقضي بأن من لم يأت عرفات ولم يفض منها ليلا أو نهارا فلا حج له ومن أفاض منها ليلا أو نهارا فقد تم حجه
واجمعوا على أن المراد بقوله في هذا الحديث نهارا لم يرد به ما قبل الزوال فكان ذلك بيانا شافيا
وقال إسماعيل بن إسحاق إنما في حديث عروة بن مضرس إعلام منه صلى الله عليه وسلم أن الوقوف بالنهار لا يضره إن فاته لأنه لما قيل ليلا أو نهارا والسائل يعلم أنه إذا وقف بالنهار فقد أدرك الوقوف بالليل فاعلم أنه إذا وقف بالليل وقد فاته الوقوف بالنهار أن ذلك لا يضره وأنه قد تم حجه لا أنه أراد بهذا القول أن يقف بالنهار دون الليل
قال ولو حمل هذا الحديث على ظاهره كان من لم يدرك الصلاة بجمع قد فاته الحج
وقال أبو الفرج معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عروة بن مضرس وقد أفاض قبل ذلك من عرفة ليلا أو نهارا أراد والله أعلم ليلا أو نهارا وليلا فسكت عن أن يقول وليلا لعلمه بما قدم من فعله لأنه وقف نهارا وأخذ من الليل فكأنه أراد بذكر النهار اتصال الليل به
قال وقد يحتمل أن يكون قوله ليلا أو نهارا في معنى ليلا ونهارا فتكون أو بمعنى الواو
قال أبو عمر لو كان كما ذكر لكان الوقوف واجبا ليلا ونهارا ولم يغن أحدهما عن صاحبه وهذا لا يقوله أحد وقد أجمع المسلمون أن الوقوف بعرفة ليلا يجزئ عن الوقوف بالنهار إلا أن فاعل ذلك عندهم إذا لم يكن مراهقا ولم يكن له عذر فهو مسيء ومن أهل العلم من رأى عليه دما ومنهم من لم ير شيئا عليهوجماعة العلماء يقولون إن من وقف بعرفة ليلا أو نهارا بعد زوال الشمس من يوم عرفة أنه مدرك للحج إلا مالك بن أنس فإنه انفرد بقوله الذي ذكرناه عنه ويدل على أن مذهبه والفرض عنده الوقوف بالليل دون النهار وعند سائر العلماء الليل والنهار في ذلك سواء إذا كان بعد الزوال
والسنة أن يقف كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم نهارا يتصل له بالليل
ولا خلاف بين العلماء أن الوقوف بعرفة فرض على ما ذكرنا من تنازعهم في الوقت المفترض
وقال ابن قدامة في المغني: 2/ 432
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/78)
وقول الخرقي: إلى غروب الشمس معناه ويجب عليه الوقوف إلى غروب الشمس ليجمع بين الليل والنهار في الوقوف بعرفة فإن النبي صلى الله عليه وسل موقف بعرفة حتى غابت الشمس في حديث جابر وفي حديث علي وأسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع حين غابت الشمس فإن دفع قبل الغروب فحجه صحيح في قول جماعة الفقهاء إلا مالكا قال: لا حج له قال ابن اعبد البر: لا نعلم أحدا من فقهاء الأمصار قال بقول مالك وحجته ما روى ابن عمر [أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك عرفات بليل فقد أدرك الحج ومن فاته عرفات بليل فقد فاته الحج فليحل بعمرة وعليه الحج من قابل]
ولنا ما [روى عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت: يا رسول الله إني جئت من جبل وطي أكللت راحلتي وأتبعت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى يدفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أونهارا فقد تم حجه وقضي تفثه] قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ولأنه وقف في زمن الوقوف فأجزأه كالليل فأما خبره فإنما خص الليل لأن الفوات يتعلق به إذا كان يوجد بعد النهار فهو آخر وقت الوقوف كما [قال عليه السلام: من أدرك ركعت من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها]
وعلى من دفع قبل الغروب دم في قول أكثر أهل العلم منهم عطاء و الثوري و الشافعي و أبو ثور وأصحاب الرأي ومن تبعهم وقال ابن جريج عليه بدنة وقال الحسن البصري عليه هدي من الإبل ولنا أنه واجب لا يفسد الحج بفواته فلم يوجب البدنة كالإحرام من الميقات
فصل: فإن دفع قبل الغروب ثم عاد نهارا فوقف حتى غربت الشمس فلا دم عليه وبهذا قال مالك والشافعي وقال الكوفيون وأبو ثور عليه دم لأنه بالدفع لزمه الدم فلم يسقط برجوعه كما لو عاد بعد غروب الشمس
ولنا أنه أتى بالواجب وهو الجمع بين الوقوف في الليل والنهار فلم يجب عليه دم كمن تجاوز الميقات غير محرم ثم رجع فأحرم منه فإن لم يعد حتى غربت الشمس فعله دم لأن عليه الوقوف حال الغروب وقد فاته بخروجه فأشبه من تجاوز الميقات غير محمر فأحرم دونه ثم عاد إليه ومن لم يدرك جزءا من النهار ولا جاء عرفة حتى غابت الشمس فوقف ليلا فلا شيء عليه وحجه تام لا نعلم مخالفا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [من أدرك عرفات بليل] ولأنه لم يدرك جزءا من النهار فأشبه من منزله دون الميقات إذا أحرم منه
فصل: وقت الوقوف من طلوع الفجر يوم عرفة إلى طلوع الفجر م يوم النحر لا نعلم خلافا بين أهل العلم في أن آخر الوقت طلوع فجر يوم النحر قال جابر: لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جمع قال أبو الزبير: فقلت له أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؟ قال: نعم رواه الأثرم وأما أوله فمن طلوع الفجر يوم عرفة فمن أدرك عرفة في شيء من هذا الوقت وهو عاقل فقد تم حجه وقال مالك و الشافعي أول وقته زوال الشمس من يوم عرفة واختاره أبو حفص العكبري وحمل عليه كلام الخرقي وحكى ابن عبد البر ذلك إجماعا وظاهر كلام الخرقي ما قلناه فإنه قال: ولو وقف بعرفة نهارا ودفع قبل الإمام فعليه دم
ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم [من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه] ولأنه يم يوم عرفة فكان وقتا للوقوف كبعد الزوال وترك الوقوف لا يمنع كونه وقتا للوقوف كبعد العشاء وإنما وقفوا في وقت الفضيلة ولم يستوعبوا جميع وقت الوقوف
فصل: وكيفما حصل بعرفة وهو عاقل أجزأه قائما أو جالسا أو راكبا أو نائما وإن مر بها مجتازا فلم يعلم أنها عرفة أجزأه أيضا وبه قال الشافعي وأبو حنيفة وقال أبو ثور لا يجزئه لأنه لا يكون واقفا إلا بإرادة
ولنا عموم قوله صلى الله عليه وسلم: [وقد أتى عرفات قبل ذلك ليلا ونهارا] ولأنه حصل بعرفة في زمن الوقوف وهو عاقل فأجزأه كما لو علم وإن وقف وهو مغمى عليه أو مجنون ولم يفق حتى خرج منها لم يجزئه وهو قول الحسن و الشافعي و أبي ثور و إسحاق و ابن المنذر وقال عطاء في المغمى عليه يجزئه وهو قول مالك وأصحاب الرأي وقد توقف أحمد رحمه الله في هذه المسألة وقال: الحسن يقول: بطل حجه وعطاء يرخص فيه وذلك لأنه لا يعبر له نية ولا طهارة ويصح من النائم فصح من المغمى عليه كالمبيت بمزدلفة ومن نصر الأول قال: ركنا من أركان الحج فلم يصح من المغمى عليه كسائر أركانه قال ابن عقيل: والسكران كالمغمى عليه لأنه زائل العقل بغير نوم فأشبه المغمى عليه وأما النائم فيجزئه الوقوف لأنه في حكم المستيقظ
فصل: ولا يشترط للوقوف طهارة ولا ستارة ولا استقبال ولا نية ولا نعلم في ذلك خلافا قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن الوقوف بعرفة غير طاهر يدرك للحج ولا شيء عليه وفي [قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: افعلي ما يفعله الحاج غير الطواف بالبيت] دليل على أن الوقوف بعرفة على غير طهارة جائز ووقفت عائشة رضي الله عنها بها حائضا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ويستحب أن يكون طاهرا قال أحمد: يستحب له أن يشهد المناسك كلها على وضوء كان عطاء يقول: لا يقضي شيئا من المناسك إلا على وضوء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/79)
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:12 م]ـ
غفر الله لك أخي زياد عوض وجزاك خير الجزاء
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 01 - 06, 03:19 ص]ـ
غفر الله لنا ولك وجزاك الله خيرا(58/80)
إخواني المحترمون: سؤالٌ ذو صلةٍ بالتوكيل في ذبح الأضاحي؟
ـ[السنافي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
إخواني المحترمون: سؤالٌ ذو صلةٍ بالتوكيل في ذبح الأضاحي؟
وهو:
من أراد التضحية فإنه يُمسك عن الأخذ من شعره و ظفره (إلى أن يذبح). . .
فمن وكّل أحداً فيها (و قد يكون الوكيل مؤسسةً مثلاً)
و لم يعلم بالتحديد متى ستذبح أضحيته بالضبط، فهل يجوز له الأخذ من شعره و ظفره في يوم العيد، أم ينتظر إلى أثناء أيام التشريق (وماهو الضابط لذلك)؟ أم يلزمه انتظار فوات المدة المحددة للذبح في الشرع (و هي إلى ما بعد ثالث أيام التشريق)؟
أفيدونا بما عندكم. . . بارك الله فيكم.
ـ[السنافي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 02:25 م]ـ
. . . .
ـ[السنافي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:40 م]ـ
للرفع،،
ـ[السنافي]ــــــــ[14 - 01 - 06, 09:26 م]ـ
للرفع،،
أفيدونا بما عندكم. . . بارك الله فيكم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
وفقك الله.
الرأي - والله أعلم - أن يعمل بما يغلب على ظنه بالنظر إلى بداية ذبح هذه المؤسسة ... وعدد الأضاحي التي تقوم بذبحها تقريبيا ... والنظر في إمكانياتها ... فرب جمعية أو مؤسسة أكملت ذلك في سويعات ... ورب أخرى احتاجت ليوم أو أكثر ....
ومما يلاحظ أن من وكل ما أشرت إليها بذبح أضحيته قد فاته خير كثير ... زيادة على ما حصل معه من تردد في مسألة أخذه من شعره وأظافره ... خصوصا إذا كان يرى عدم جواز ذلك قبل ذبح الأضحية ...
إنما قلت ذلك لإثراء البحث ... وقد علمتُ فوت زمن الجواب ... ولكن لما يستقبل من الزمان - إن شاء الله - فهذا مما بدأت تعم به البلوى ...
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:54 ص]ـ
يسأل المؤسسة متى يذبحون الأضاحي
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:30 م]ـ
التحري والعمل بغلبة الظن في مثل هذه الأمور متوجه
ـ[الوسيط]ــــــــ[26 - 01 - 06, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال:
ومن وكل إحدى الجمعيات أو الصناديق الخيرية بذبح الأضحية وثم سافر للحج فهل يلزمه عدم الأخذ من شعره علماً أنه متمتعاً؟!
جزاكم الله خير
ـ[السنافي]ــــــــ[13 - 12 - 06, 11:46 ص]ـ
للرفع ..
الإشكال الحقيقي في المسألة واقعٌ فيمن هو خارجُ بلده الذي هو فيه!
هنا التحري بالسؤال لا ينضبط بدقة ... فأنا في دول الخليج مثلاً، فما يدريني متى تذبح ذبيحتي في إفريقيا أو الهند!(58/81)
سؤالان في كلام البيهقي
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[09 - 01 - 06, 01:10 ص]ـ
شعب الإيمان ج6/ص169
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله التاجر نا السري بن خزيمة نا سعيد بن سليمان الواسطي نا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن أنس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يبايعونه وفيهم رجل بيده خلوق، فجعل يبايعهم ويؤخره، حتى جعله في آخرهم، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن طيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه).
قال أبو عبد الله: رواه إبراهيم بن أبي طالب وأبو حامد بن الشرقي عن السري بن خزيمة.
وقد حدثناه شيخنا أبو بكر بن إسحاق من كتابه أنا أبو العباس محمد بن الحسن الأنماطي نا سعيد بن سليمان فذكره بنحوه لفظا واحدا. انتهى
سؤال 1: هل إبراهيم بن أبي طالب وأبو حامد بن الشرقي رويا الخبر في مصنّفاتهما؟ حتى يقال: روياه.
سؤال 2: ما معنى: بنحوه لفظاً واحداً؟! أشكل عليّ المقصود.
لو قال: - بمثله لفظاً واحداً - لما كان هناك مشكل. أفيدوني.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:29 م]ـ
أخي حمد أحمد، أشكل عليكم قوله: " بنحوه لفظا واحدا "، و لو قال: " بمثله لفظا واحدا " لما كان مشكلا بالنسبة لكم.
إذا أخي، فليكن قوله " بنحوه " بمعنى " بمثله "، وإذاً لا إشكال عندكم.
كما قال الناظم:
للنحو سبع معان قد أتت لغة --- نظمتها ضمن بيت مفرد كملا
قصد و مثل و مقدار و ناحية --- نوع و بعض و حرف فاحفظ المثلا.
و الله يرعاكم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:38 ص]ـ
سؤال 1: هل إبراهيم بن أبي طالب وأبو حامد بن الشرقي رويا الخبر في مصنّفاتهما؟ حتى يقال: روياه.
.
لا يشترط هذا، وربما روياه في مصافات لهما، لكن هذا ليس بشرط، ربما روياه تحديثا ورواه بعض تلامذتهما عنهما في مصنف.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 08:56 م]ـ
إذا أخي، فليكن قوله " بنحوه " بمعنى " بمثله "، وإذاً لا إشكال عندكم.
و الله يرعاكم
جزاك الله خيرا، ولكن لا زال الإشكال قائماً.
وسببه: لِمَ لم يضع علامة تحويل الإسناد: (ح)!
وهو يضعها في أسانيد أخرى، وهذا ما يجعل في خاطري معنىً آخر عند البيهقي.
أنتظر إفاداتكم إخواني.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[16 - 01 - 06, 01:11 ص]ـ
ما رأيكم بهذا المعنى:
بنحوه: أي بنحو ألفاظ السند: بالنسبة للعنعنة والتحديث والإخبار. لا مثله.
لفظاً واحداً: أي لفظ المتن هو نفس لفظ المتن المذكور.
هل يستقيم؟؟(58/82)
وقفة مع مشاريع الأضحية خارج البلاد
ـ[أبو فيصل.]ــــــــ[09 - 01 - 06, 02:42 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .. أما بعد:
فإن الأضحية عبادة من أجل العبادات وأفضل الطاعات وهي سنة مؤكدة على الصحيح من قولي العلماء ثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة والإجماع ولعظم هذه الشعيرة قرنها الله بالصلاة في آيات من كتابه فقال –تعالى-: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وقال-تعالى-: (فصل لربك وانحر)،وقد شرعت هذه العبادة لحكم ومقاصد عظيمة من أَجَلِّها: التقرب إلى الله بالذبح وإراقة الدماء، وهذا هو المقصود الأعظم منها؛ لقوله –تعالى-: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) [الحج37].،وهي شعيرة من شعائر المسلمين لا بد من إظهارها بينهم، وفي الآونة الأخيرة كثر وفشى بين أهل هذه البلاد-أعزها الله بطاعته- المشاريع المطروحة من قبل الجمعيات الخيرية التي تقوم بأخذ قيمة الأضحية وتتولى شراءها وذبحها بعيداً عن بلد المضحي، ولا يخفى على ذوي العلم والبصيرة خطر هذه الفكرة والدعاية لها،وذلك لما تتضمنه من مفاسد ومحاذير شرعية من أهمها:
أولاً: غياب هذه الشعيرة –التي حقها أن تظهر وتشهر-عن البلاد؛ فإنه مع مرور الزمن،وقوة دعاية هذه الجمعيات،ومع تكاسل الناس عن القيام بهذه الشعيرة،أضف إلى ذلك قلة قيمة الأضحية الخارجية والفرق بينها وبين الأضحية البلدية كل هذه أسباب متظافرة لزوال هذه العبادة وغيابها عن أعين أهل البلد، وبهذا يضيع من السنن الشيء الكثير وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام قوله: "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة " رواه الإمام أحمد (17011).
ثانياً: من مفاسد هذه الفكرة ترك الأكل من الأضحية التي أمر الله المضحي بالأكل منها كما في قوله –تعالى-: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) [الحج28].،وقد قال بعض أهل العلم بوجوب الأكل منها،وجمهور العلماء على استحباب الأكل منها،فيفوِّت المضحي خارج البلد على نفسه هذه السنة بل يأثم على قول من أوجب الأكل منها.
ثالثاً: أنه يخشى أن يكون هذا من الإحداث والابتداع في دين الله؛ لأنه خلاف السنة،وخلاف عمل سلف الأمة،فهذه العبادة شرعت على وجه معلوم بينته السنة،فلا تغير وتبدل عن وجهها المشروع،وقد جاء في الحديث المتفق على صحته: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ولمسلم:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
وأنقل بعد هذا فتوى عالمين جليلين بينا خطر هذه الفكرة وعدم صحتها وسلامتها، فيقول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين-رحمه الله-: ( ... الأضاحي عبادة محددة معينة لأنه لو كان المقصود الانتفاع باللحم لكان الإنسان يشتري لحماً ويتصدق به يوم العيد، أهم شيء الذبح لله-عز وجل- كما قال –تعالى-: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) [الحج37].،ثم إنك إذا أخرجت دراهم ليضحى عنك في بلاد أخرى فقد خالفت أمر الله؛ لأن الله-تعالى- قال: (فكلوا منها وأطعموا البائس والفقير) [الحج28].،وهل يمكن أن تأكل منها وهي تضحى في الصومال؟ .. لا،إذن خالفت أمر الله،وقد قال كثير من العلماء: "إن الأكل من الأضحية واجب يأثم الإنسان بتركه"،وبهذا نعرف أن الدعوة إلى استجداء الدراهم ليضحى في خارج البلاد دعوة غير سليمة،وأنه لا ينبغي للإنسان أن يساهم في ذلك بل يضحي في بيته وعند أهله،وتظهر شعائر الإسلام في البلاد،ومن أراد أن ينفع إخوانه في أماكن محتاجة فلينفعهم بالدراهم والثياب وغير ذلك، أما شعيرة من شعائر الإسلام يتقرب إلى الله بذبحها والأكل منها فإنه لا ينبغي أبداً أن يفرط الإنسان بها ... ) أ. هـ كلامه. [شريط/أحكام الحج/الوجه الأول].
وقال شيخنا العلامة صالح الفوزان –سلمه الله-: (وأما ما أحدثه بعض الناس من دفع ثمن الأضحية للجمعيات الخيرية لتذبح خارج البلد وبعيداً عن بيت المضحي،فهذا خلاف السنة وهو تغيير للعبادة، فالواجب ترك هذا التصرف وأن تذبح الأضاحي في البيوت وفي بلد المضحي كما دلت عليه السنة، وكما عليه عمل المسلمين من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى حصل هذا الإحداث،فإني أخشى أن يكون بدعة،وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"،وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور،فإن كل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة"،ومن أراد أن يتصدق على المحتاجين فباب الصدقة مفتوح،ولا تغير العبادة عن وجهها الشرعي باسم الصدقة) أ. هـ كلامه. [مجلة الدعوة/العدد1878].
ونسأل الله السداد في القول والعمل، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر في: 8/ 12/1425هـ
(((منقول)))(58/83)
هل صفة التردد من الصفات المحضة؟
ـ[أبو الفرج الكناني]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:30 ص]ـ
من المواضيع المفقودة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/printthread.php?t=22063
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:24 م]ـ
جواب للشيخ البراك:
26 - إن معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو إثبات ما ورد في الكتاب السنة:
السؤال: هل (التردد - الملل - الظل .. ) تدخل في ذلك؟
الحمد لله، هذه الألفاظ لا شك أنها وردت مضافة إلى الله في أحاديث صحيحة، ولكن دلالة الأحاديث على اعتبارها صفة لله، أو غير صفة مختلفة، فأما التردد فإنه بالمعنى الذي ورد في الحديث القدسي " وما ترددتي في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه ". هو صفة فعلية، ومعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تعارض إرادتين: إرادة قبض نفس المؤمن وكراهة الله لما يسوء المؤمن، وهو الموت.
وليس هذا التردد من الله ناشئا عن الجهل بمقتضى الحكمة، والجهل بما ينتهي إليه الأمر فهذا تردد المخلوق بل هو سبحانه العليم الحكيم، فهذا التعارض بين إرادتيه سبحانه تردد مع كمال العلم بالحكمة، ومنتهى الأمر، ولهذا قال في الحديث: " ولا بد له منه ". فتردد المخلوق الناشئ عن جهله نقص بخلاف التردد من الله فلا نقص فيه بل هو متضمن للكمال: كمال العلم، وكمال الحكمة.
وأما الملل المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" اكلفوا من العلم ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا".
فالعلماء مختلفون في دلالة الحديث على إثبات الملل صفة لله تعالى، فقال بعضهم: إنه لا يدل على إثبات الملل، وأنه من جنس قول القائل: فلان لا تنقطع حجته حتى ينقطع خصمه. لا يدل على إثبات الانقطاع.
ومنهم من قال: إنه يدل على إثبات الملل، وتأوله بقطع الثواب، فمعناه أن الله لا يقطع الثواب حتى تقطعوا العمل ففسروا اللفظ بلازمه.
ويمكن أن يقال: إنه يدل على إثبات الملل صفة لله تعالى في مقابل ملل العبد من العمل بسبب تكلفه، وإشقاقه على نفسه، والملل من الشيء يتضمن كراهته، ومعلوم أن الله تعالى يحب من عباده العمل بطاعته ما لم يشقوا على أنفسهم، ويكلفوها ما لا تطيق فإنه الله يكره منهم العمل في هذه الحال، والله أعلم بالصواب.
وأما الظل المضاف إلى الله بقوله صلى الله عليه وسلم:" سبعة يظلهم الله في ظله ".
فالصواب عندي أنه ليس صفة لله تعالى، بل هو ظل العرش كما جاء في رواية، أو أي ظل يقي الله به من شاء من حر الشمس في ذلك اليوم؛ كظل الصدقة كما في الحديث " المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة ".
فعلى هذا تكون إضافة الظل إليه من إضافة المخلوق إلى خالقه، ولم أقف على كلام في هذا لأحد من أئمة السنة المقتدى بهم. والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60083 مشاركة (3)(58/84)
عاجل: عرفة هل مع البلد أم مع السعودية؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 02:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
عندنا في المغرب اليوم 8، فهل نصوم مع السعودية بنية عرفة
أم نصوم اليومين معا
ـ[الفرضي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 05:15 م]ـ
الذي يبدو والله أعلم أنك تتقيد بالمناسبة العامة وهي كون اليوم هو يوم عرفه في كل بلاد الإسلام
والله أعلم
ـ[تماضر]ــــــــ[09 - 01 - 06, 05:53 م]ـ
السلام عليكم على حسب علمي يا اخي ان عرفة يوم واحد وهو ما اعلنت عليه المملكة العربية السعودية و ليس هناك عرفة بالمغرب او عرفة بالجزائر او او او ...... والله تعالى اعلم. و السلام عليكم و رحمة الله. يا اخي.
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:17 م]ـ
مطلع القمر واحد في شهر ذي الحِجَّة؛ لذلك لا تختلف الأيَّامُ في كلِّ بلاد الأرض.
أمَّا في رمضان فله مطلعان؛ لذلك يختلف موعد صوم النَّاس، وفطرهم.
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:51 م]ـ
أيها الأحبة الكرام يوم عرفة هو الذي يقف فيه الحجاج بعرفة حيث يباهي بهم ملائكته بغض النظر عن البلدان الأخرى والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:45 م]ـ
حكم هلال ذي الحجة حكم هلال رمضان من حيث الاختلاف
السؤال:
انتقلنا بسبب ظروف معينة إلى السكن في دولة الباكستان، وقد تغيرت علي عدد من الأمور من أوقات الصلاة إلى غير ذلك ..... أردت أن أسألكم بأنني راغبة في صيام يوم عرفة، ولكن يختلف التاريخ الهجري في باكستان عن المملكة بحيث قد يكون التاريخ في باكستان 8 والذي يوافق 9 في المملكة ... فهل أصوم يوم 8 أي تاريخ 9 في المملكة أم أصوم على حسب تاريخ باكستان؟؟.
الجواب:
الحمد لله
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عما إذا اختلف يوم عرفة نتيجة لاختلاف المناطق المختلفة في مطالع الهلال فهل نصوم تبع رؤية البلد التي نحن فيها أم نصوم تبع رؤية الحرمين؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا يبنى على اختلاف أهل العلم: هل الهلال واحد في الدنيا كلها أم هو يختلف باختلاف المطالع؟
والصواب أنه يختلف باختلاف المطالع، فمثلا إذا كان الهلال قد رؤي بمكة، وكان هذا اليوم هو اليوم التاسع، ورؤي في بلد آخر قبل مكة بيوم وكان يوم عرفة عندهم اليوم العاشر فإنه لا يجوز لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنه يوم عيد، وكذلك لو قدر أنه تأخرت الرؤية عن مكة وكان اليوم التاسع في مكة هو الثامن عندهم، فإنهم يصومون يوم التاسع عندهم الموافق ليوم العاشر في مكة، هذا هو القول الراجح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا) وهؤلاء الذين لم ير في جهتهم لم يكونوا يرونه، وكما أن الناس بالإجماع يعتبرون طلوع الفجر وغروب الشمس في كل منطقة بحسبها، فكذلك التوقيت الشهري يكون كالتوقيت اليومي. [مجموع الفتاوى 20]
وسئل رحمه الله من بعض موظفي سفارة بلاد الحرمين في إحدى الدول: ونحن هنا نعاني بخصوص صيام شهر رمضان المبارك وصيام يوم عرفة، وقد انقسم الأخوة هناك إلى ثلاثة أقسام:
قسم يقول: نصوم مع المملكة ونفطر مع المملكة.
قسم يقول نصوم مع الدولة التي نحن فيها ونفطر معهم.
قسم يقول: نصوم مع الدولة التي نحن فيها رمضان، أما يوم عرفة فمع المملكة.
وعليه آمل من فضيلتكم الإجابة الشافية والمفصلة لصيام شهر رمضان المبارك، ويوم عرفة مع الإشارة إلى أن دولة. . . وطوال الخمس سنوات الماضية لم يحدث وأن وافقت المملكة في الصيام لا في شهر رمضان ولا في يوم عرفة، حيث إنه يبدأ صيام شهر رمضان. بعد إعلانه في المملكة بيوم أو يومين، وأحيانا ثلاثة أيام.
فأجاب:
اختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا رؤي الهلال في مكان من بلاد المسلمين دون غيره، هل يلزم جميع المسلمين العمل به، أم لا يلزم إلا من رأوه ومن وافقهم في المطالع، أو من رأوه، ومن كان معهم تحت ولاية واحدة، على أقوال متعددة، وفيه خلاف آخر.
والراجح أنه يرجع إلى أهل المعرفة، فإن اتفقت مطالع الهلال في البلدين صارا كالبلد الواحد، فإذا رؤي في أحدهما ثبت حكمه في الآخر، أما إذا اختلفت المطالع فلكل بلد حكم نفسه، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو ظاهر الكتاب والسنة ومقتضى القياس:
أما الكتاب فقد قال الله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) فمفهوم الآية: أن من لم يشهده لم يلزمه الصوم.
وأما السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) مفهوم الحديث إذا لم نره لم يلزم الصوم ولا الفطر.
وأما القياس فلأن الإمساك والإفطار يعتبران في كل بلد وحده وما وافقه في المطالع والمغارب، وهذا محل إجماع، فترى أهل شرق آسيا يمسكون قبل أهل غربها ويفطرون قبلهم، لأن الفجر يطلع على أولئك قبل هؤلاء، وكذلك الشمس تغرب على أولئك قبل هؤلاء، وإذا كان قد ثبت هذا في الإمساك والإفطار اليومي فليكن كذلك في الصوم والإفطار الشهري ولا فرق.
ولكن إذا كان البلدان تحت حكم واحد وأَمَرَ حاكمُ البلاد بالصوم، أو الفطر وجب امتثال أمره؛ لأن المسألة خلافية، وحكم الحاكم يرفع الخلاف.
وبناء على هذا صوموا وأفطروا كما يصوم ويفطر أهل البلد الذي أنتم فيه سواء وافق بلدكم الأصلي أو خالفه، وكذلك يوم عرفة اتبعوا البلد الذي أنتم فيه. " [مجموع الفتاوى 19].
http://63.175.194.25/index.php?ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=40720&dgn=4&ln=ara
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/85)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 06, 06:19 م]ـ
مطلع القمر واحد في شهر ذي الحِجَّة؛ لذلك لا تختلف الأيَّامُ في كلِّ بلاد الأرض.
أمَّا في رمضان فله مطلعان؛ لذلك يختلف موعد صوم النَّاس، وفطرهم.
ليتك توضح كلامك أخي أبا علي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 01 - 07, 12:55 ص]ـ
ارجو نقل كلام السلف في هذه المسألة
هل فرقوا بين صيام رمضان وصوم عرفة (فيما يتعلق برؤية الهلال) ام كان رأيهم فيهما واحدا؟
جزاكم الله خيرا(58/86)
سؤال عاجل: هل دعاء عرفة خاص بأهل الموقف أم هو شامل لكل مسلم؟
ـ[بيان]ــــــــ[09 - 01 - 06, 02:48 م]ـ
السلام عليكم
أرجو الإجابة ويفضل أن تكون هناك نقول من المصادر ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 01 - 06, 03:55 م]ـ
السؤال:
هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج؟.
الجواب:
الحمد لله
عن عائشة رضي الله عنه قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء) رواه مسلم (1348).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (3585) وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " (1536).
وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة) رواه مالك في " الموطأ " (500) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (1102).
وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع، والأرجح أنه عام، وأن الفضل لليوم، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان.
قال الباجي رحمه الله:
قوله: " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني: أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه، والله أعلم " انتهى.
" المنتقى شرح الموطأ " (1/ 358).
وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو.
قال ابن قدامة رحمه الله:
قال القاضي: ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار (أي ِ: بغير عرفة)، وقال الأثرم: سألت أبا عبد الله – أي: الإمام أحمد - عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة، قال: " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد "، وروى الأثرم عن الحسن قال: أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد: " أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث ".
وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع: كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة، قال أحمد: لا بأس به؛ إنما هو دعاء وذكر لله. فقيل له: تفعله أنت؟ قال: أما أنا فلا، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " انتهى.
" المغني " (2/ 129).
وهذا يدل على أنهم رأوا أن فضل يوم عرفة ليس خاصاً بالحجاج فقط، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد يوم عرفة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهم.
والله أعلم.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=70282&dgn=4
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[10 - 01 - 06, 01:38 ص]ـ
كتب الله أجرك أخي المسيطير
ـ[علي الكناني]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:44 م]ـ
كتب الله أجرك أخي المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 11 - 08, 06:33 ص]ـ
الأخوين الكريمين /
سلطان البكري
علي الكناني
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.(58/87)
مسألة في رخصة العرايا، "أو" للشك أم التخيير؟
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 01 - 06, 03:20 م]ـ
أخرج مسلم
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك ح و حدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قلت لمالك حدثك داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة
يشك داود قال خمسة أو دون خمسة قال نعم
قال النووي:
وشك الراوي في خمسة أوسق أو دونها فوجب الأخذ باليقين وهو دون خمسة أوسق وبقيت الخمسة على التحريم
وأخرج البخاري:
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال سمعت مالكا وسأله عبيد الله بن الربيع أحدثك داود عن أبي سفيان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا في خمسة أوسق أو دون خمسة أوسق قال نعم
قال الحافظ في الفتح:
شك من الراوي , بين مسلم في روايته أن الشك فيه من داود بن الحصين
قلت: ولعل الأظهر في أو أنها " للتخيير "، وقد قال الحافظ في شرحه لحديث: (لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالتمر)، قال رحمه الله: قوله: (بالرطب أو بالتمر)، كذا عند البخاري ومسلم من رواية عقيل عن الزهري بلفظ " أو " وهي محتملة أن تكون للتخيير وأن تكون للشك، وأخرجه النسائي والطبراني من طريق صالح بن كيسان والبيهقي من طريق الأوزاعي كلاهما عن الزهري بلفظ " بالرطب وبالتمر ولم يرخص في غير ذلك " هكذا ذكره بالواو وهذا يؤيد كون " أو " بمعنى التخيير لا الشك بخلاف ما جزم به النووي.
قلت: اللهم إلا ان يقال أن الحافظ استبانت له قرينة، ومع ذلك فأقول: اعتبار أو للتخيير في الحديث الأول هو الطريق لطرح الشك لا طرح أحد اللفظين والعمل بأحدهما.(58/88)
تحديد عدد التكبيرات دبر الصلوات
ـ[قتادة]ــــــــ[09 - 01 - 06, 07:35 م]ـ
ما حكم تحديد التكبيرات المقيدة بعد الصلوات بثلاث تكبيرات هل يعد بدعة؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:21 م]ـ
ذكر العلامة صديق بن حسن خان في الروضة الندية، أن ما شاع عند الناس من تحديد عدد معين للتكبير بعد الصلوات، لم يرد أبدا، بل المشروع الإكثار من التكبير دبر الصلوات و غيرها.
و الله أعلم
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 01:48 م]ـ
ولكن أليس اللفظ جاء مقيدا هكذا فيما أذكر بثلاث(58/89)
تهنئة بالعيد
ـ[عبد العلي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى جميع أعضاء و رواد هذا الملتقى المبارك
أقول لكم: تقبل الله منا ومنكم
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:18 م]ـ
أمين
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله منا ومنكم.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:41 م]ـ
آمين. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ونسأل الله أن يعيده على الأمة الإسلامية وهي ترفل في ثوب من العز والنصر والتمكين.
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:21 ص]ـ
كل أضحى وأنتم ترفلون بكامل الصحة وكل عيد وأنتم أقوياء كالحديد مكتوبين عند الله من أحسن العبيد عبادة وأكثرهم تمتعاً بالخير والسعادة ..... أعاده الله على الأمة الإسلامية وقد تحقق النصر وارتفع عن الأمة القهر أتمنى لكم صياماً مقبولاً يوم عرفة وعاما جديداً مليءً بالعلم والمعرفة وغفرانا للذنوب مصداقاً لحديث الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد العلي]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:26 ص]ـ
اللهم آمين(58/90)
اريد المساعدة
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[09 - 01 - 06, 08:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام انا بصدد بحث في الكتب السماوية واريد الاحاديث التي فيها ذكر الكتب السماوية بغض النظر عن كونها صحيحة ام ضعيفة لاني ان شاء الله ساقوم بتحقيقها والحمد لله تجمع معي عدد لكنه قليل فهل من مزيد عندكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:34 م]ـ
هذا طلب متعب ولكني سأحاول إعانتك
وساذكر كل حديث على حدة لكي تتفكر في معانيه وترى هل هو مناسب لبحثك أم غير مناسب
قال ((رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بقاؤكم فيما سلف من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صُلِّيَت العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتيتم القرآن، فعملتم به حتى غربت الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب: هؤلاء أقل منا عملاً وأكثر أجراً، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئاً؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء)) رواه احمد في المسند البخاري في كتاب التوحيد باب: قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} عن عبد الله بن عمر
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:37 م]ـ
عن عطاء بن يسار قال:
لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}. وحزرا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا)) رواه أحمد في المسند و البخاري في صحيحه كتاب البيوع باب: كراهية السخب في السوق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:40 م]ـ
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تجدون في التوراة في شأن الرجم). فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة)) متفق عليه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:43 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية رواه البخاري
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:47 م]ـ
حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريح أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال:
إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال: سلوني، قلت: أي أبا عباس، جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، أما عمرو فقال لي: قد كذب عدو الله، وأما يعلى فقال لي: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (موسى رسول الله عليه السلام، قال: ذكر الناس يوما، حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل فقال: أي رسول الله، هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، قيل: بلى، قال: أي رب، فأين؟ قال: بمجمع البحرين، قال: أي رب، اجعل لي علما أعلم ذلك به، فقال لي عمرو: قال: حيث يفارقك الحوت، وقال لي يعلى: قال: خذ نونا ميتا، حيث ينفخ فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/91)
الروح، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفت كثيرا، فذلك قوله جل ذكره {وإذ قال موسى لفتاه}. يوشع بن نون، - ليست عن سعيد - قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر، حتى كأن أثره في حجر. قال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر - وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: قد قطع الله عنك النصب - ليست هذه عن سعيد - أخبره فرجعا، فوجدا خضرا. قال لي عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر، قال سعيد بن جبير: مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضي من سلام، من أنت: قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك؟ يا موسى، إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله، إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا، تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر، عرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح - قال:
قلنا لسعيد: خضر، قال: نعم - لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا، قال موسى: أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا - قال مجاهد: منكرا - قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله. قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس - لم تعمل بالحنث، وكان ابن عباس قرأها: زكية زاكية مسلمة، كقولك غلاما زكيا - فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه - قال سعيد بيده هكذا، ورفع يده - فاستقام - قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام - لو شئت لا تخذت عليه أجرا - قال سعيد: أجرا نأكله - وكان وراءهم - وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: أمامهم ملك. يزعمون عن غير سعيد: أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور - ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها - ومنهم من يقول سدوها بقارورة، ومنهم من يقول بالقار - كان أبواه مؤمنين وكان كافرا، فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة، لقوله أقتلت نفسا زكية، وأقرب رحما، هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر). وزعم غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأما داوا بن أبي عاصم فقال: عن غير واحد: إنها جارية))
رواه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه كتاب التفسير. 216 - باب: {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا} /61/.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:49 م]ـ
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ قال له آدم: آنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج آدم موسى))
رواه البخاري كتاب التفسير. 228 - باب: قوله: {واصطنعتك لنفسي}
عن طاوس: سمعت أبا هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((احتجَّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيَّبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى ثلاثاً)) متفق عليه
قلت فليتأمل الموحدون قول آدم ((وخطَّ لك بيده))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 09:57 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتج آدم موسى عليهما السلام عند ربهما. فحج آدم موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شئ، وقربك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها: {وعصى آدم ربه فغوى؟} [20 /طه /121]. قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فحج آدم موسى". رواه مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/92)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:07 م]ـ
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابةٍ إلاّ وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلاَّ الجنَّ والإِنس، وفيه تقوم ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي يسأل الله عز وجل حاجةً إلا أعطاه إياها".
قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب.
فقال عبد الله بن سلام: قد علمت أيةُ ساعة هي؟.
قال أبو هريرة: فقلت له: فأخبرني بها.
فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة.
فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يصادفها عبد مسلمٌ وهو يصلي" وتلك الساعة لا يصلى فيها؟.
فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي"؟.
قال: فقلت بلى.
قال: هو ذاك)) رواه أحمد (10138) وأبو داود (913) وبن بشران في الأمالي (95) والبيهقي في السنن الكبرى (5614) وشعب الإيمان (2843) وفضائل الأوقات (252)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:17 م]ـ
عن عكرمة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له -يعني: ابن صُوريا-: "أُذكركم باللّه الذي نجاكم من آل فرعون، وأقطعكم البحر، وظلل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنَّ والسلوى، وأنزل عليكم التوراة على موسى، أتجدون في كتابكم الرجم؟ "
قال: ذكرتني بعظيم، ولا يسعني أن أكذبك،)) رواه أبو داود (3196) مرسلاً وله شاهد موصول من حديث جابر عند الحميدي في مسنده (1234) ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار (3906) وقد استفاد أهل العلم من هذا الحديث _ إن صح _ كيفية تحليف الذمي لن أكمل حتى أعلم هل أتيت على مرادك يا ياسر أم أني اضعت وقتي(58/93)
الثمار الدانية3
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم -إخواني الكرام -ثمرة اليوم:
3 - علماء السلف كانوا يعرفون أن الليل والنهار 24 ساعة، (انظر حلية الأولياء 2/ 326) حيث ورد ذلك مسندا إلى ثابت البناني أحد أصحاب أنس بن مالك رضي الله عنه.
إلى اللقاء إلى الثمرة القادمة يوم الاثنين المقبل إن شاء الله حيث إن العبد الفقير يقضي أيام العيد في القرية حيث لا تتوفر خدمات النت، سائلا المولى عزوجل أن يعيده علينا وعليكم باليمن والبركات، وعلى الأمة الإسلامية بالعز والنصر والتمكين.(58/94)
متى تنكر صورة الصليب؟ وهل له شكل واحد فقط؟
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:03 ص]ـ
بسم الله
لا أعلم ان كان طرح هذا الموضوع للنقاش من قبل أم لا , فللفائدة المرجوة أرجو
من الاخوة الكرام وضع مايفيد في الموضوع جوابا حول التساؤلات الآتية:
- هل للصليب أشكالا متعددة أم شكل واحد محدد؟
- هل أي صورة للصليب وفي أي مكان وزمان تنكر أم ما كان مقصودا لذاته؟
_ ما المقصود بكسر الصليب في الحديث الذي فيه أن عيسى عليه السلام لما
ينزل للدنيا يكسر الصليب ويقتل الخنزير.
ما دعاني لكتابة هذا الأمر أنني رأيت على منتج تجاري مشهور صورة سيف على شكل صليب
و لا أدري ان كان وضع عن قصد وخبث أم أنه جاء اتفاقا!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 06, 06:44 م]ـ
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور أن الصليب لا يقتصر على ما كان زائدا من أحد الأطراف, بل تدخل فيه علامة الزائد (+).
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:19 ص]ـ
ما ضابط الصليب المنهي عنه؟؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10678&highlight=%C7%E1%D5%E1%ED%C8(58/95)
هل تصلى تحية المسجد عند الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد أم تسقط عنا؟؟؟
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:24 ص]ـ
هل تصلى تحية المسجد عند الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد أم تسقط عنا؟؟؟
ـ[عبد الرؤوف]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:34 ص]ـ
أولا: السنة أن تكون صلاة العيد بالخلاء وليس بالمسجد لحديث عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى الى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة .... متفق عليه.
ثانياً: ليس هناك سنة قبلية أو بعدية فى مصلى العيد لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم العيد فصلى ركعتين لم يصلي قبلهما ولا بعدهما " متفق عليه.
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أعلم أن السنة هي أن تصلى صلاة العيد في الخلاء و لكن في المنطقة التي أعيش فيها تصلى صلاة العيد في المسجد و بالأسف لا تطبق هذه السنة.
فسؤالي أنه في حالة صلاتها في المسجد هل نصلي تحية المسجد؟؟؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 01 - 06, 03:13 ص]ـ
ما حكم أداء تحية المسجد عند الحضور لأداء صلاة العيد؟
الجواب
صلاة العيدين إذا صُليت في المسجد، فإن المشروع لمن أتى إليها إن يصلي تحية المسجد ولو في وقت النهي؛ لكونها من ذوات الأسباب؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين".
أما إذا صليت في المصلى المُعد لصلاة العيدين فإن المشروع عدم الصلاة قبل صلاة العيد؛ لأنه ليس له حكم المساجد من كل الوجوه؛ ولأنه لا سُنة لصلاة العيد قبلها ولا بعدها.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله-)(58/96)
هل يجوز قولها بصيغة اخرى إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
لقد و قفت مند مدة على هده الآثار
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك
الراوي: جبير بن نفير (تابعي) - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري - الصفحة أو الرقم: 2/ 517
كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك
الراوي: جبير بن نفير (تابعي) - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم: 354
الا انه و قع بيني وبين زميل لي نقاش حول صيغة تقبل الله منا و منكم هل يجوز قولها بصيغة اخوى كقولنا عيد سعيد او عيد مبارك او ماشبه دالك او لا يجوز.
جزاكم الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 01 - 06, 03:33 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 24/ 253): هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال، أفتونا مأجورين؟
فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحداً، فإن ابتدرني أحد اجبته، وذلك؛ لأنه جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم. اهـ.
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 04:02 ص]ـ
موضوع جيد نرجوا إعطاء معلومات أكبر عن الموضوع
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:08 ص]ـ
لقد وقفت اليوم على هدا البحث فاردت تنزيله عل ان تستفيدوا منه
حكم التهنئة بالعيد والصيغ الواردة في ذلك
ذكر ابن التركماني في الجوهر النقي حاشية البيهقي (3/ 320 – 321)، قال: قلت: وفي هذا الباب – أي التهنئة بالعيد – حديث جيد أغفله البيهقي، وهو حديث محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم)، قال: أحمد بن حنبل: إسناده جيد. اهـ. قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة (ص 356): ولم يذكر من رواه وقد عزاه السيوطي لزاهر أيضاً بسند حسن عن محمد بن زياد الألهاني – وهو ثقة – قال .. فذكره. اهـ. وزاهر هو ابن طاهر صاحب كتاب: (تحفة عيد الفطر) كما ذكر الشيخ. وقد نقل ابن قدامة في المغني (2/ 259) قول أحمد بتجويد سنده والله أعلم بحال من لم يُذكر من رجال هذا الأثر، والأصل قبول قول أحمد حتى نرى خلافه، والله أعلم. وأخرج الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 251) عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بُسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان، يقال لهم في أيام الأعياد: (تقبل الله منا ومنكم)، ويقولون ذلك لغيرهم. وهذا سند لابأس به. وجاء في الفتح (2/ 446): وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم). قال الشيخ الألباني رحمه الله: ولم أقف على هذا التحسين أي للحافظ في شيء من كتبه – وإن كان قد أفاده بمكانه أحد طلبة العلم – قال: وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته وصول الأماني في وجود التهاني (ص 109) وفي نسخة مكتبتي (ص82) والحاوي الجزء الأول من الحاوي للفتاوي وقد غزاه لزاهر بن طاهر في كتاب تحفة عيد الفطر، وأبي أحمد الفرضي، ورواه المحاملي في كتاب العيدين (2/ 129) بإسناد رجاله ثقات، رجال التهذيب غير شيخه المهنى بن يحيى وهو ثقة نبيل كما قال الدارقطني، وهو مترجم في تاريخ بغداد (13/ 266 – 268)، فالإسناد صحيح، لكن خالفه حاجب بن الوليد في إسناده، فلم يرفعه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: حدثنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/97)
بشر بن إسماعيل الحلبي .. وذكر ما سبق، ثم قال: فإن صح السند بهذا إلى الحاجب، فإن في الطريق إليه من يحتاج إلى الكشف عن خالد، فلعل مبشر بن إسماعيل حدث بهذا وهذا، وبخاصة أن عبد الله بن بسر هذا – وهو المازني – صحابي صغير، ولأبيه صحبة، فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئاً دون أن يتلقوه عن الصحابة، فتكون الروايتان صحيحتين، فالصحابة فعلوا ذلك، فاتبعهم عليه التابعون المذكورون، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ. أخرجه الطبراني في الدعاء (929) ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا علي بن المديني ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا شعبة قال: لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد، فقال: تقبل الله منا ومنك. وهذا سند مسلسل بالحفاظ المكثرين، والمعمري تُكُلِّم فيه بكلام لا يضره هنا؛ بسبب الغرائب والله أعلم. وسئل مالك رحمه الله: أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد: تقبل الله منا ومنك، وغفر الله لنا ولك، ويرد عليه أخوه مثل ذلك؟ قال: لايكره. اهـ من المنتقى (1/ 322). وفي الحاوي للسيوطي (1/ 82) قال: وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال سألت مالكاً عن قول الناس في العيد: تقبل الله منا منك، فقال: مازال الأمر عندنا كذلك. اهـ. وفي المغني (2/ 259): قال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة. اهـ. وفي سؤالات أبي داود (ص 61) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد: تقبل الله منا ومنكم، قال أرجو أن لايكون به بأس. اهـ. وفي الفروع لابن مفلح (2/ 150) قال: ولا بأس قوله لغيره: تقبل الله منا منكم، نقله الجماعة كالجواب، وقال: لا أبتدئ بها، وعنه: الكل حسن، وعنه: يكره، وقيل له في رواية حنبل: ترى له أن يبتدئ؟ قال: لا ونقل علي بن سعيد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة، وفي النصحية: أنه فِعل الصحابه، وأنه قول العلماء. اهـ. ونحوه في المغني (2/ 259)، وقال ابن رجب في فتح الباري (9/ 74) على قول أحمد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة: كأنه يشير إلى أنه يخشى أن يُشهر المعروف بالدين والعلم بذلك، فيُقْصَد لدعائه، فيُكره لما فيه من الشهرة. اهـ. وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 253): هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال، أفتونا مأجورين؟ فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحداً، فإن ابتدرني أحد اجبته، وذلك؛ لأنه جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم. اهـ
الرابط
http://www.maghrawi.net/modules.php?name=Splatt_Forums&file=viewtopic&topic=240&forum=14
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:24 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم، لقد بحثت هذه المسألة منذ ثلاثة سنوات تقريباً وكتبتُ فيها هذا البحث، فجمعت الأحاديث والآثار وأقوال أهل العلم والراجح في المسألة ووضعت البحث في الملتقى، وإليكم الرابط لعل الله ينفعكم به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4722
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي أحمد بن سالم المصري واني لطالما انتظرت مشاركات امثالكم
وفقكم الله(58/98)
هل ثبت قيام الليل جماعة عن الرسول صلى الله عليه و سلم
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[10 - 01 - 06, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
هل ثبت قيام الليل جماعة عن الرسول صلى الله عليه و سلم في غير رمضان
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:46 م]ـ
عن حذيفة قال: {صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ ... الحديث} [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: {صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ!} [متفق عليه].
وفي هذا دليل على جواز الجماعة كما قال بعض العلماء مع عدم التخصيص والله تعالى اعلم
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[01 - 02 - 06, 02:20 ص]ـ
بارك الله فيك يا اخي
الا انني ارغب في فتاوى العلماء في هذه المسألة الانها تفشت في بلدنا و الله المستعان
يا طلاب الحق اينكم
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 12:56 ص]ـ
موقع الإسلام سؤال وجواب
www.islam-qa.com
سؤال رقم: 21210
العنوان: قيام الليل جماعة في غير شهر رمضان
الجذر > الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة النافلة > قيام الليل >
السؤال:
هل يجوز لمجموعة من الرجال أن يجتمعوا لأداء قيام الليل على شكل دائم (كل ليلة تقريبا) في غير شهر رمضان؟
الجواب:
الحمد لله
لو أراد الناس أن يجتمعوا على قيام الليل في المساجد جماعة في غير رمضان لكان هذا من البدع.
ولكن لا بأس أن يُصلي الإنسان جماعة في غير رمضان في بيته أحياناً، لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم: ((فقد صلى بابن عباس وابن مسعود وحذيفة بن اليمان جماعة في بيته)) لكن لم يتَّخذ ذلك سنَّة راتبة ولم يكن أيضاً يفعله في المسجد.
انظر الشرح الممتع لابن عثيمين ج/4 ص/82
ومن الملاحظ أن هذه الجماعة التي حصلت في غير رمضان لم تكن عن اتفاق أو إعلان مسبق فإذا حصل أن رأى مسلم مسلماً آخر يقوم الليل فانضم إليه دون اتفاق مسبق كما وقع في حديث ابن عباسٍ - مثلاً - في استيقاظه وانضمامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلا بأس بذلك. وأما الاجتماع المتفق عليه مسبقاً لأداء صلاة الليل على شكل دائم كل ليلة تقريباً كما ورد في السؤال فهو بدعة كما تقدم في أول الجواب.
ونسوق للفائدة حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ وَقَامَ يُصَلِّي فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ عَنْ شِمَالِهِ فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِي فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْنَا لِعَمْرٍو إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ " رواه البخاري (138).
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:53 ص]ـ
من الملاحظ أن الكثير من الناس أضاع هذه السنة وهي قيام الليل ولذلك يرى البعض أنه من المجدي من باب إحياء هذه السنة وتعويد الناس على سنة القيام و الحث عليه ان يقوموا بالقيام جماعة في المسجد من باب التعليم
ولكن لدي سؤال هل الاحاديث التي أوردها الاخوة في صلاة بعض الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم قيام الليل جماعة في بيته تفيد بجواز القيام جماعة في غير المسجد وتمنع القيام جماعة في المسجد أم ان الامر على إطلاقه يفيد الجواز ولماذا لا نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم
لم يصل القيام جماعة في المسجد خوفا من ان تفرض على المسلمين كما نص على ذلك عندما امتنع عن الخروج لصلاة التراويح بعدما اجتمع الناس عليها في عهده فهل هناك اشتراك في العلة
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:22 م]ـ
وفيك أخي
الحمد لله
اعلم أخي نضال دويكات يا رحمك الله أن الخلاف ليس في جواز صلاة الليل جماعة -في غير رمضان- وإنما في الإتفاق المسبق والإعلان عنها واتخاذ موعد لها, لأن الأحاديث الواردة في هذا الموضوع تدل على أن هذا القيام كان من غير إتفاق مسبق. ثم أقول أمرا للذين يقولون بجوازه للتعليم أوليس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو خير المعلمين فإنه ما من خير إلا ودلنا عليه وعلمنا إياه أخفي عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا الأمر مع أهميته وأفضليته إذ لو كان هذا السبيل (يعني صلاته جماعة) سبيلا لدلنا عليه صلى الله عليه وسلم, ثم ها هم أصحابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن تبعهم قد كانوا أحرص على الخير لهم ولأهليهم وذرياتهم أخفيت عليهم هذه الوسيلة في تعليم أقربائهم أو الناس أجمعين ولو كان كذلك لاشتهر عنهم هذا الأمر خصوصا مع وجود الداعي لذلك. ثم أزيدك على هذا وأقول: ها هي صلاة الصبح تصلى جماعة وهي من صلاة الليل أيضا وهي لاشك, فيها من التعليم والإعانة ما فيها طيب فهل صلاها الناس؟؟؟!! ولا أنسى فأقول لك أرأيت لو أخبرتك بأن هؤلاء الذين يصلونها جماعة في المراكز الإسلامية أو في البيوتات ما رأيتهم بأكثر إضاعة لها من غيرهم وما رأيتهم قد استفادوا من أمر هذا التعليم شيئا وأنا قد فعلتها لسنوات وأعلم حال القوم وإن ارتبت فصلاة الصبح تنبيك!!!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/99)
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:54 م]ـ
نسيت أن أقول بأنك إن قلت بجوازه للتعليم يلزم من ذلك أن تجيز التعليم في غيره إن ظهر بد من ذلك وأضرب لك مثلا , ها هي قراءة القرآن أو صلاة الرواتب أو الأذكار أو غير ذلك من المسنونات المهجورة من بعضهم فهل نقول نفعلها جماعة (وأنت تعلم أنه لا يمكن فعلها جماعة إلا باتفاق مسبق لأن الغرض هنا التعليم وتعويد الناس على ذلك) حتى يتعود الناس عليها؟!!!!!!!!!
وقلت يتعودون عليها لأن المقصود من التعليم هنا ليس من حيث كيفيتها ولكن من حيث تعود الناس عليها والمداومةعليها.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو نعيم النجار
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 02 - 06, 03:56 ص]ـ
بارك الله في الجميع
وزادكم الله تمسكا بسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وأما الاجتماع المتفق عليه مسبقاً لأداء صلاة الليل على شكل دائم كل ليلة تقريباً كما ورد في السؤال فهو بدعة كما تقدم في أول الجواب.
والسؤال:
فهل إذا انصرف الإمام من الصلاة
وصلى أهل المسجد سنة العشاء، وخرج بعض المصلين
وبقي البعض الآخر دون أن تكون لديهم النية في صلاة القيام جماعة
فقال أحدهم: هيا بنا نصلي القيام في جماعة.
فهل يدخل ذلك في البدعة؟
علماً بأنهم لا يواظبون عليها بصفة دورية.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:09 م]ـ
ومما يدل على جواز فعلها في البيت مع قصد الجماعة حديث أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا - أو صلى - ركعتين جميعاً، كتبا في الذاكرين والذاكرات))، رواه أبو داود.
قال الشيخ عبدالقادر الأرنؤوط: وإسناده صحيح، جامع الأصول: 6/ 67
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:56 م]ـ
بارك الله فيكم
لو تأتيني أخي أبو هداية بشرح الحديث يكون أفضل لأنه لدي بعض الأسئلة في الموضوع ومن ذلك
-هل معنى صليا أو صلى ركعتين جميعا يفيد أنهم صلوها جماعة؟
- أين هو قصد الجماعة في الحديث؟
-وهل في الحديث دلالة عيى وجود اتفاق مسبق؟
-ثم كيف كان هديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قيام الليل مع أهله؟ المقصود فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فقط للمدارسة!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:22 م]ـ
** الأخوة أبا الحسن الأكاديري ونضال الدويكات و أبا هداية و أبا نعيم النجار جزاكم الله خيراً.
ومما يدل على جواز الصلاة في جماعة في البيت
ما أخرجه مسلم في صحيحه (658) ـ كتاب المساجد:
باب: جواز الجماعة في النافلة، والصلاة على حصير ..
حدثنا يحيى بن يحيي قال: قرأت على مالك عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن جدته مُليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال:
" قوموا فأصلي لكم ". قال أنس بن مالك: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت أنا واليتيم، وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.
) 659) ـ وحدثنا شيبان بن فروخ وأبو الربيع. كلاهما عن عبدالوارث. قال شيبان: حدثنا عبدالوارث عن أبي التياح، عن أنس بن مالك؛ قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا. فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس، ثم ينضح، ثم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم خلفه فيصلي بنا، وكان بساطهم من جريد النخل.
(660) ـ حدثني زهير بن حرب. حدثنا هاشم بن القاسم. حدثنا سليمان عن ثابت، عن أنس؛ قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا. وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي. فقال " قوموا فلأصلي بكم" (في غير وقت صلاة) فصلى بنا. فقال رجل لثابت: أين جعل أنسا منه؟ قال: جعله على يمينه. ثم دعا لنا، أهل البيت، بكل خير من خير الدنيا والآخرة. فقالت أمي: يا رسول الله! خويدمك ادع الله له. قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ".
قال النووي في الشرح (6/ 296):
قوله: " قوموا فأصلي لكم " فيه جواز النافلة جماعة.
(في غير وقت صلاة: (يعني في غير وقت فريضة.
* ومما يبين كيفية هديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قيام الليل مع أهله ما أخرجه مسلم في نفس الباب:
(660) ـ حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. أخبرنا خالد بن عبدالله. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عباد بن العوام. كلاهما عن الشيباني، عن عبدالله بن شداد. قال:
حدثتني ميمونة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا حذاءه وربما أصابني ثوبه إذا سجد، وكان يصلي على خمرة".
) الخمرة: هي السجادة الصغيرة).
هذا للمدارسة، والله أعلى وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/100)
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:37 ص]ـ
رقم الفتوى: 9841
عنوان الفتوى: حكم صلاة النوافل جماعة بصفة دائمة
تاريخ الفتوى: 30 جمادي الأولى 1422
السؤال
السلام عليكم. منذ فترة ليست بالقصيرة أصلي مع زوجتي صلاة جماعة نافلة بعد وقت العشاء وقبل النوم. وعادة ما نختم الصلاة بثلاث ركعات صلاة وتر جهرية بتسليمة واحدة على مذهب السادة الحنفية. سؤالي هل يجوز أن نستمر على هذه الهيئة من النوافل والوتر؟ أرشدونا يرحمكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: صلاة التطوع في جماعة نوعان: أحدهما: ما تسن له الجماعة الراتبة، كالكسوف والاستسقاء وقيام رمضان، فهذا يفضل في جماعة دائماً، كما مضت به السنة.
الثاني: ما لا تسن له الجماعة الراتبة، كقيام الليل والسنن الرواتب وصلاة الضحى وتحية المسجد ونحو ذلك، فهذا إذا فعل جماعة أحياناً جاز.
وأما الجماعة الراتبة في ذلك فغير مشروعة، بل بدعة مكروهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لم يكونوا يعتادون الاجتماع للرواتب على ما دون هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تطوع في ذلك في جماعة قليلةٍ أحياناً، فإنه كان يقوم الليل وحده، لكن لما بات ابن عباس عنده صلى معه، وليلة أخرى صلى معه حذيفة، وليلة أخرى صلى معه ابن مسعود، وكذلك صلى عند عتبان بن مالك الأنصاري في مكان يتخذه مصلى صلى معه، وكذلك صلى بأنس وأمه واليتيم.
و عامة تطوعاته إنما كان يصليها منفرداً، أهـ كلام شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى.
وعليه فلا يجوز لكما الاستمرار على هذه الهيئة من الصلاة جماعة- أعني المداومة على صلاة قيام الليل جماعة- ولا بأس أن تجتمعا بين الفينة والأخرى.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
للتذكير فقط: الخلاف في المسألة هو حول حكم إتخاذ موعد مسبق أو إتفاق أو إعلان مسبق للقيام؟!
أما مسألة جواز الجماعة في قيام الليل فالأمر واضح في جوازها لكن ليس على وجه الدوام والإستمرار
وبارك الله في الجميع على مشاركاتهم
ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[05 - 03 - 06, 01:55 ص]ـ
حكم الاجتماع للقيام بالطاعات
أجاب عليه: سلمان العودة
السؤال:
اتفقنا - نحن مجموعة من الشباب - على القيام بطاعة من الطاعات انطلاقاً من قول أحد السلف:" هيا بنا نؤمن ساعة "، ولكن قلنا:" هيا بنا نؤمن ليلة "، وذلك في كل شهر ليلة، ونغيرها دوماً كل شهر. ويكون خلال هذه الليلة مجموعة من الطاعات، من صيام، وكلمات في الرقائق، واستماع إلى شرائط في الزهديات، بحيث يستشعر الشاب في هذه الليلة حقارة الدنيا وهوانها على الله، وكذلك صلاة قيام على فترات من الليلة، أولها، وفي وقت السحر وهكذا، واتفقنا على أن نختم القران في تلك الليالي (وهي إحدى عشرة ليلة خلال العام) تنتهي في شعبان، بحيث يأتي شهر رمضان وقد ختمنا القرآن، فما رأي فضيلتكم في هذه الصورة؟ وهل فيها أي شيء من صور الابتداع؟
الجواب:
الاجتماع على الطاعة محمود, وهو من التعاون على البر والتقوى ومما يزيد الهمة ويحرك النشاط، ولذلك شرع الاجتماع للصلوات الفرائض، ولبعض النوافل كالعيدين، والاستسقاء، والكسوف، وغيرها. ولما آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار في أول الهجرة بالمدينة كان بعضهم يبيت عند بعض، فيتناصحون في القيام والصيام, ومن ذلك، ما وقع لسلمان وأبي الدرداء. فقد روى البخاري في صحيحه (1968) والترمذي (2413) عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى النبي – صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء, فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة, فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا, فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال: كل، قال: فإني صائم، قال:ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً, فأعط كل ذي حق حقه, فأتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال - صلى الله عليه وسلم -:" صدق سلمان ".فإذا اتفق جماعة على تخصيص أيام للصيام, أو ليالٍ للقيام .. أو نحوها، فينظر إن كان ذلك لاعتقاد فضيلة خاصة في هذه الأيام غير ما جاءت به الشريعة فهو بدعة؛ لأن التخصيص حكم شرعي لا يحق لأحد أن يقول فيه بغير توقيف " وربك يخلق ما يشاء ويختار " الآية، [القصص: 68]. وإن كان ذلك مع عدم اعتقاد فضل خاص غير ما ورد به الشرع، ولكن لاعتبارات أخرى تتعلق بظروف الناس وفراغهم وشغلهم وارتباطاتهم، مع التغيير ومع عدم الإلزام بشيء ليس بلازم في أصل الشرع، وإنما هو من باب الحث والحض والتشجيع، والإعانة على البر والتقوى، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فلا حرج في ذلك - إن شاء الله -.وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى " رواه البخاري (1) ومسلم (1907).فما دام القوم ليس من اعتقادهم تخصيص شيء على شيء بغير موجب شرعي، وهم يغيرون هذه المواعيد باستمرار احتياطاً لنفوسهم فهذا - إن شاء الله - حسن. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ومن جميع المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/101)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 03 - 06, 02:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ سلمان العودة.(58/102)
معنى (الحمد) عند (ابن القيم)؟؟؟
ـ[ابو مساور الحضرمي]ــــــــ[10 - 01 - 06, 10:12 م]ـ
هذه الفائدة استمرارية لفوائد شرح الشيخ عبد الكريم الخضير
الحمد عند الكثير من المفسرين انه الثناء وهو قول ابن عباس رضي الله عنه
ولكن ابن القيم يرى أنه بمعنى (الأخبار عن الله تعالى بصفات كماله؛ مع محبته, والرضا به)
ويرد ابن القيم على من قال بأنه الثناء بالحديث القدسي (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) فاذا قال: الرحمن الرحيم قال الله تعالى: (أثنى علي عبدي) فيتضح لنا ان الحمد معناه ليس الثناء ولكن الثناء: (كثرة المحامد) ولاتحرمونا من تصويباتكم واضافاتكم ..
ينظر الوابل الصيب.(58/103)
هل تعرف رجلا رأى الحور العين بعينيه في الدنيا؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[11 - 01 - 06, 01:29 ص]ـ
قال ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب:
أبو مخرمة السعدي:
من التابعين الأخيار سمع أبا أمامة الباهلي حكى عنه سليمان بن حبيب المحاربي، وسليمان بن موسى، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطاء بن قرة السكوني، ومزيد. وغزا أرض الروم وقتل في غزاته تلك مع مسلمة بن عبد الملك في وقعة برجان وكان في الجيش بدابق.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحق الحربي قال: حدثنا الحسين بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو حفص قال: سمعت سعيداً يقول: لا نعلم أحداً رأى الحور العين عياناً إلا في المنام، إلا ما كان من أبي مخرمة، فانه دخل كرماً لبعض حاجته، فرأى الحور عياناً في قبتها، وعلى سريرها، فلما رآها صرف وجهه عنها، فقالت: إلي يا أبا مخرمة، فإني أنا زوجتك. وهذه زوجة فلان وهذه زوجة فرن، فانصرف إلى أصحابه فأخبرهم فكتبوا وصاياهم ولم يكتب أحد وصيته إلا استشهد.
سعيد المذكور هو سعيد بن عبد العزيز.
وذكر أسماء الجماعة الذين كتبوا وصاياهم، وقد ذكرناهم في ترجمة أبي كريب الغساني. أخبرنا بذلك أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم الحربي قال: حدثنا حمزة ابن العباس، قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن االمبارك قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: أخبرني عطاء بن قرة السلولي قال: كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته، ثم لقينا برجان فما بقي من هؤلاء الخمسة إلا قتل، قال: ولم نكتب نحن وصايانا، فلم نقتل.
و لينظر في إسناده، إذ لم يتيسر لي الوقت لذلك.
ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 01 - 06, 02:05 ص]ـ
بارك الله في أخينا الفاضل حسام، وجزاه خير الجزاء وأوفره ...
- قد روى ابن العديم ذينك الخبرين من طريق أبي بكر الشّافعيّ، وهذا قد رواهما في " الفوائد "، الشهيرة بالغيلانيّات (915، 917).
- ويحسن بك أن تراجع ما في " الفوائد " 1/ 668 - 678 رقم (914 - 924)، ضمن مجلس من إملاء أبي بكر الشّافعيّ، لو لا طوله؛ لاعتنيت به، وأتحفت به إخواني وأطرفتهم؛ فإنّه قمين وخليق أن يجعل من تحف العيد وطرفه ...
(تنبيه): الحسين بن عبد العزيز، صوابه: (الحسن) بالتكبير، بلا تصغير ...
- وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ أبا بكر الشّافعيّ قد سرد - على التوالي - خمس حكايات (914 - 919)، كلّها عن الإمام الحافظ إبراهيم الحربيّ، عن الحسن بن عبد العزيز - وهو: الجرويّ - بأسانيده ...
- وشيخه أبو حفص، هو: عمرو بن أبي سلمة الدّمشقيّ، نزيل تنّيس ... وهو صدوق ليس بذاك المتقن، وقد يمشّى فيما يحكيه من المقاطيع والحكايات، مالم تكن فيها نكارة شديدة ...
- وشيخ أبي حفص، هو: سعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ، وهو علم كبير، وعالم شهير ...
- وحمزة بن العبّاس، هو: المروزيّ، وهو ثقة صدوق ...
- وشيخه هو: عليّ بن الحسن بن شقيق، من أفاضل أصحاب ابن المبارك، وأحفظهم لكتبه ... وليس هذا موضع تفصيل ما يتعلّق بدرجته ...
- وعطاء بن قرّة كان ثقة فاضلا، من خيار عباد الله الصالحين ...
وسائر الرواة أعلام مشاهير، هم في غنية عن التعريف بهم ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 01 - 06, 03:01 ص]ـ
- وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ أبا بكر الشّافعيّ قد سرد - على التوالي - خمس حكايات (914 - 919)، كلّها عن الإمام الحافظ إبراهيم الحربيّ، عن الحسن بن عبد العزيز - وهو: الجرويّ - بأسانيده ...
الصواب أنّه روى أربع حكايات، تراها في الفوائد (914، 917، 918، 919) عن إبراهيم الحربيّ، عن الحسن الجرويّ ...
وروى حكايتين (915، 916) عن إبراهيم الحربيّ، عن غير الجرويّ ...(58/104)
فائدة في اصطلاح ابن الأثير في " أسد الغابة ".
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 01 - 06, 05:19 م]ـ
فائدة في اصطلاح ابن الأثير في " أسد الغابة "
تقبل الله منا ومنكم.
ـ[العاصمي]ــــــــ[12 - 01 - 06, 05:34 م]ـ
بارك الله فيك، أخي الكريم أشرف، وزادك من فضله، وجزاك أفضل الجزاء وأجزله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 01 - 06, 05:38 م]ـ
وإيّاكم أخي العزيز الحبيب العاصمي، رفع الله قدرك، وأعلى ذكرك، ...
قد زدتُ كلمة ... ، فأرجو إعادة تحميل الملف.
ـ[العاصمي]ــــــــ[12 - 01 - 06, 07:53 م]ـ
حفظك الله، وزادك توفيقا ...
بمناسبة ذكر كتاب الحافظ أبي موسى المدينيّ - رحمه الله تعالى -، أرجو منك ومن إخواننا الباحثين (المدقّقين) تدقيق وتحقيق اسم كتابه، وقد اشتهر باسم " تتمّة معرفة الصحابة " (1) ...
وقد رأيت مغلطاي أكثر (2) من النقل عن كتاب " المستفاد بالنظر والكتابة، [من زيادة] معرفة الصحابة "، ولا يبعد أن تكون هذه الترجمة الأصليّة للكتاب ...
--------------------------------------------------
1) وقد غلط بعض المجازفين؛ فعزا الكتاب إلى عليّ بن المدينيّ!
وقع هذا منه خلطا بين ابن المدينيّ، وأبي موسى المدينيّ، ويا بعد ما بينهما؛ مكانة ومكانا وزمانا ...
(2) ينظر - مثلا -: " إكمال تهذيب الكمال " 2/ 215، 3/ 77، 4/ 31، 62 ...
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[12 - 01 - 06, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 01 - 06, 09:58 م]ـ
جزيت خيراً وبارك الله فيك
وبخصوص ابن الاثير
فهذا رابط حول كتابه النهاية في غريب الحديث
منهج ابن الأثير الجَزَري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19686&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%C8%E4+%C7%E1%C3%CB%ED%D 1
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 01 - 06, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ أشرف، ونفع بك.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:14 ص]ـ
الشيخ الفاضل (الراية) زاده الله توفيقا ...
ابن الأثير صاحب "أسد الغابة" هو أبو الحسين، علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وهو صاحب "الكامل في التاريخ"
أما كتاب النهاية، فهو لأخيه أبي السعادات، المبارك بن محمد، وهو صاحب "جامع الأصول كذلك"
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:19 ص]ـ
والشكر موصول للشيخ أشرف ..
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:05 م]ـ
وفّقكم الله ...
ابن الأثير صاحب "أسد الغابة" هو أبو الحسين ...
صوابه: أبو الحسن، بلا تصغير ...
ومن أراد إمتاع عقله وناظريه؛ فلينظر تحليلا دقيقا من أبي فهر النقّاد لهنبثة سرت من وراء أشجار الدردار، في الكتاب العجاب " أباطيل وأسمار " ص248 - 285 ... حول ابني الأثير: العزّ أبي الحسن، والضياء أبي الفتح، أخوي المجد أبي السعادات، عليهم رحمات الله تترى ...
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:06 م]ـ
الشيخ العاصمي، لازال معصوما من الزلل ...
جزاكم الله خير الجزاء ...
كنتُ قد استللتُ تنبيهي السابق من بحث لي بعنوان: "تنبيه الطلاب، على متشابه الأسمي والكنى والأنساب" لكني أخطأت في النقل فقط، وهاكم النقل صحيحا:
ابن الأثير:
1 - أبو الحسن، عز الدين، علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، صاحب "أسد الغابة" و"الكامل في التاريخ".
2 - أخوه، أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري، صاحب "جامع الأصول"، و"النهاية في غريب الحديث والأثر".
3 - أخوهما، أبو الفتح، نصر الله، الملقب بضياء الدين، صاحب "المثل السائر، في أدب الكاتب والشاعر" و"المعاني المخترعة، في صناعة الإنشاء" وغيرهما.
ـ[عبد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 04:35 ص]ـ
بارك الله في علم وعمل الجميع، وكنت قد وقفت على كتيب لطيف بعنوان: (الفرسان الثلاثة)، وهم أبناء الأثير، يقارن، ويفاضل، ويفيد على صغره، ولكن فاتني اسم المؤلف.
ـ[عبد]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:26 م]ـ
معلومات عن الكتاب/الكتيب:
- بنو الأثير: الفرسان الثلاثة.
- تصنيف محمد بن عبدالله الحمدان.
- توزيع/اصدار المكتبة الصغيرة.
- عدد الصفحات 221 صفحة.
وقد طبع 4 طبعات، آخرها عام 1414 هـ - وقد يكون طبع بعد ذلك مراراً.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - 01 - 06, 07:28 ص]ـ
قُدُر لي أن أقرأ ـ على سبيل السرعة ـ هذا الكتاب ـ اضطراراً ـ لتعلقه ببحثي في الدكتوراه،فوجدت فيه فوائد ونفائس ...
ومن أهم ما أعجبني ولفت نظري في هذا الكتاب أمران ـ وهي من الفوئد ـ أهديها للمشتغلين بالتحقيق العلمي لكتب التراث.
1 ـ أنني أعتبر الكتاب ـ بحق ـ نموذجاً علمياً دقيقاً لما اصطلح عليه ـ في عصرنا ـ باسم التحقيق!
لا من جهة الأدب مع العلماء السابقين،ولا من جهة التثبت عند التعقب،وتصحيح ما يراه وهماً وقع في أحد الكتب الثلاثة التي اعتنى بمدارستها.
فأنت تراه يتثبت،ولا يجزم في التعقب إلا بعد مراجعة وتحرٍ وتأمل في النسخ ـ وليس نسخة واحدة فقط ـ التي عنده،حتى إنه نص في أحد المواضع على أنه راجع عدة أصول صحاح لكتاب ابن عبدالبر،ونحو هذا في تعقبه على ابن منده وأبي نعيم من أجل التأكد من كلمة،أو تحرير لفظة معينة!!
2 ـ عظيم إنصاف الرجل في المحاكمة بين أولئك الأعلام الكبار الذين صنفوا في الصحابة ـ وهم ابن ابن منده،وابو نعيم وابن عبدالبر ـ وشدة تأدبه معهم.
ولم ينصف ابنَ منده من أبي نعيم ـ الذي تحامل على ابن منده كثيراً (سامحه الله وعفا عنه) ـ مثل هذا العلامة،فرحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/105)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أيها الأحباب الكرام
لا أفل الله لكم نجم، ولا فضّ لكم فاه، ورزقكم من الخير أطيبه وأوفاه ...(58/106)
هل للدارقطني كتاب اسمه: المديح؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[13 - 01 - 06, 06:56 م]ـ
هل للدارقطني كتاب اسمه: المديح؟
جزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 01 - 06, 08:52 م]ـ
لعله تصحيف عن (المدبَّج).
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 01 - 06, 09:09 م]ـ
نعم هو تصحيف قطعاً
ـ[صالح العقل]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:24 م]ـ
نعم هو تصحيف قطعاً
هل تتفضل بدليل ظاهر، حتى نقطع جميعا (ابتسامة)
عزي للدارقطني من بعض المتقدمين.
وبعض المعاصرين
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[14 - 01 - 06, 05:42 م]ـ
السلام عليكم المدبج للدراقطنى ذكر ذلك صاحب تيسير مصطلح الحديث د - الطحان فى باب المدبج من الكتاب(58/107)
خطأ في مصحف!
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 06, 03:15 م]ـ
هناك خطأ في مصحف صغير الحجم رواية حفص عن عاصم، مطبوع في دار الفكر، ومكتوب عليه الطبعة الثالثة.
وهو في الآية 18 من سورة الحج (آية سجدة)، وفي آخر الآية {إنَّ اللهَ يَفعلُ ما يشاءُ}، فكتبت {إنَّ اللهُ يَفعلُ ما يشاءُ} بضم هاء لفظ الجلالة!!
والغريب أن هذا المصحف لم يتم كتابته من جديد، فهو مثل باقي مصاحف "الآية" المعروفة المكتوبة بخط عثمان طه.
ولكن يبدو أنهم وقعوا في هذا الخطأ عندما أرادوا جعل لفظ الجلالة بلون مختلف، فحدث منهم ما حدث!
ـ[صالح العقل]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:21 م]ـ
تنبه الدار للضرورة
ـ[علي الكناني]ــــــــ[14 - 01 - 06, 09:31 م]ـ
جزاك الله كل خير على هذا التنبيه
وليتك تراسل الدار
أو تضع العناوين هنا ليتعاون الإخوة في التبليغ
ـ[تيميّ]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:10 ص]ـ
وجدتُ - في مصحف طبع في سوريا - قولَ الله تعالى "وءاتوا النساءَ صدقاتهن نحلة ... " مكتوبا برفع كلمة "النساء". . ولما أخبرتُ أحد مشايخنا بهذا قال: لعل الطباعة في سوريا؟! فوجدتُها كذلك!
فهل عرف عن المطابع السورية كثرة أخطائها أم ماذا؟!
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:44 ص]ـ
ولماذا تميز ألفاظ الجلالة باللون الأحمر والكل من كلام الله والحكم الذي يجري على لفظ الجلالة مثل بقيةالكلمات القرآنية من حيث التعظيم أم أن هذا محدث وفيه رائحة التصوف؟؟
ـ[الفرضي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:35 ص]ـ
يحدث في كثير من المصاحف فتجد أن الطباعة تركز على كلمة معينة فتعطيها لوناً معيناً مثل:
(ربي)، (ربهم)، (ربنا)،،، وهكذا. وهذا لا ندري لماذا يصنعونه لعله اجتهاد في غير محله.(58/108)
تكبير العيدين أرجو المساعدة
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[14 - 01 - 06, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشيع عندنا في مصر صورة للتكبير لم نجدها في كتب السنة
وهي قولهم
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد , الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا , لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده , لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون , اللهم صل على سيدنا محمد , وعلى آل سيدنا محمد , وعلى أصحاب سيدنا محمد , وعلى أنصار سيدنا محمد , وعلى أزواج سيدنا محمد , وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا
وقد وفقني الله تعالى وحملت الناس في مسجدي على التكبير المأثور
وكذلك في مصلى الخلاء الذي أشرف عليه ولله الحمد والمنة
ولكن المشكلة في مسجد قريتنا حيث اعتاد الناس على التكبير المعتاد
الذي تردده الإذاعة ليل نهار0
وحينما أردنا أن نعلمهم السنة هاجمنا إمام المسجد بضراوة متهما أهل السنة
بإثارة الفتنة مدعيا على العوام أن هذا التكبير مأثور عن الإمام الشافعي رحمه الله
وقد اغتر كثير منهم بكلامه خاصة وأنهم يلحنون في التكبير كما يشاءون
والسؤال حفظكم الله وبارك فيكم
إلى من ينسب هذا التكبير؟
ومن أول من قال به؟
أرجو دقة النقل ويفضل عدم الإحالة فإن كانت فلا بأس على أن يحدد رقم الجزء والصفحة مع الطبعة 0
ولا تنسوا أخاكم من النصيحة
مع اعتبار خطورة وأهمية المسألة
وجزاكم الله خيرا
ملحوظة:
أعلم أن هناك روابط كثيرة عن الموضوع في الملتقى وقد طالعت أكثرها
ولم أجد إجابة شافية
يعني الصيغة على وضعها الراهن لا بعضها مما نص عليه الشافعي رحمه الله
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:02 ص]ـ
التكبير في ليلة عيد رمضان دلت عليه الآية (ولتكبروا الله على ماهداكم) ومنتهاه حتى نهاية خطبة العيد أما التكبير في أيام العشر وأيام التشريق ففيه خلاف قوي جدا في ثبوته فضلاً عن طريقته وصيغته وأقصى مافيه آثار عن الصحابة والتفريق بين المطلق والمقيد أيضاً آثار عنهم وصيغته الأمرفيه سعة مادام أنه تكبير عند من يقول به واستحبوا (الله أكبر الله أكبر لا إله إلاالله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) وراجع أضواء البيان للشنقيطي في تفسير قوله (ليذكروا اسم الله على مارزقهم من بهيمة الأنعام) من سورة الحج
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:53 م]ـ
بارك الله فيكم
ولكن إلى من تنسب الصيغة بتمامها
وهل سعة الأمر تبرر الزيادة غير المأثورة فيه
وجزاكم الله خيرا
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 11:55 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:05 م]ـ
لعل هذا النقل يفيد في معرفة اول من تكلم بهذه الزيادة:
مراقي الفلاح "1/ 216"
(والتكبير) هو (أن يقول الله أكبر الله أكبر) مرتان (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) لما روي أنه صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الغداة يوم عرفة ثم أقبل على أصحابه بوجهه فقال " خير ما قلنا وقالت الأنبياء قبلنا في يومنا هذا الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد " ومن جعل التكبيرات ثلاثا في الأول لا تثبت له ويزيد على هذا إن شاء فيقول " الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أزواج محمد وسلم تسليما كثيرا " كذا في مجمع الروايات شرح القدوري
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:44 ص]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
فضيلة الشيخ زياد عوض
شاكرين لكم
وننتظر المزيد إن شاء الله
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك لست بفضيلة ولا شيخ
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 05:04 ص]ـ
بل طويلب علم، بضاعته مزجاه، أدعو له بالمغفرة والسداد في القول والعمل
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 05:54 م]ـ
غفر الله لك
وسدد خطاك
-------
ألا يزيدني أحد
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:15 م]ـ
فعلاً ...
لا خظت ذلك من أخواننا أهل مصر ..
في منى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/109)
وبحثت عن هذه الصيغة في المحركات السي دي، للموسوعات الحديثية والفقهية، فلم أجد شيئاً، للأسف ..
نرجو من الإخوة الزيادة ... ورفع الله قدر الكاتب لتمسكه بالمأثور الصحيح والبحث عنه.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن التكبير المطلق في عيد الأضحى، هل التكبير دبر كل صلاة داخل في المطلق أم لا؟ وهل هو سنة أم مستحب أم بدعة؟.
الجواب:
الحمد لله
أما التكبير في الأضحى فمشروع من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، لقول الله سبحانه: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) الحج /28، الآية، وهي أيام العشر، وقوله عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات) البقرة / 203، الآية، وهي أيام التشريق، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل) رواه مسلم في صحيحه، وذكر البخاري في صحيحه تعليقاً عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما: (أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما). وكان عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما يكبران في أيام منى في المسجد وفي الخيمة ويرفعان أصواتهما بذلك حتى ترتج منى تكبيراً، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم التكبير في أدبار الصلوات الخمس من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم الثالث عشر من ذي الحجة وهذا في حق غير الحاج، أما الحاج فيشتغل في حال إحرامه بالتلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر، وبعد ذلك يشتغل بالتكبير، ويبدأ التكبير عند أول حصاة من رمي الجمرة المذكورة، وإن كبر مع التلبية فلا بأس، لقول أنس رضي الله عنه: (كان يلبي الملبي يوم عرفة فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه) رواه البخاري، ولكن الأفضل في حق المحرم هو التلبية، وفي حق الحلال هو التكبير في الأيام المذكورة.
وبهذا تعلم أن التكبير المطلق والمقيد يجتمعان في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام، وهي يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة. وأما اليوم الثامن وما قبله إلى أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مقيد، لما تقدم من الآية والآثار، وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/17. ( www.islam-qa.com)
وقال الألباني في الإرواء
653 - حديث جابر: " إن النبي في صلى الله عليه وسلم) الصبح يوم عرفة ثم أقبل علينا فقال: الله أكبر ومد التكبير إلى آخر أيام التشريق. رواه الدارقطني بمعناه. ص 154 ضعيف جدا. رواه الدارقطني (182) والخطيب في " التاريخ " (10/ 238) من طريق عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر وعبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق "
قلت: وهذا سند واه جدا في " نصب الراية (2/ 224): " قال ابن القطان: جابر الجعفي سئ الحال وعمرو بن شمر أسوأ حالا منه بل هو من الهالكين قال السعدي: عمرو بن شمر زائع كذاب وقال الفلاس: واه قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. . . . فلا ينبغي أن يعل الحديث إلا بعمر وبن شمر مع أنه قد اختلف عليه فيه. . . ثم ذكر الاختلاف المشار إليه ورواه البيهقي (3/ 315) مختصرا وقال: " عمرو بن شمر وجابر الجعفي لا يحتج بهما وقد صح عن علي رض الله عنه: " أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر ". رواه ابن أبي شيبة (2/ 1 / 2) من طريقين أحدهما جيد. ومن هذا الوجه رواه البيهقي (3/ 314). ثم روى مثله عن ابن عباس. وسنده صحيح. وروى الحاكم (1/ 300) عنه وعن ابن مسعود مثله. 654 - (حديث جابر: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة أقبل على أصحابه ويقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد (رواه الدارقطني). ص 154 ضعيف جدا وتقدم تخريجه آنفا والمصنف ساقه مرة أخرى مستدلا به على أن صفة التكبير شفع (الله أكبر الله أكبر). وكذلك نقله عن الدارقطني في " نصب الراية " (2/ 224) والذي في نسختنا الطبوعة من الدارقطني: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر " بتثليث التكبير كما تقدم فلا أدري أهذا من اختلاف النسخ أم وهم في النقل عنه. والله أعلم. وقد ثبت تشفيع التكبير عن ابن مسعود رضى الله عنه: " أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله اكبر ولله الحمد ". أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 2 / 2) وإسناده صحيح. ولكنه ذكره في مكان آخر بالسند نفسه بتثليث التكبير وكذلك رواه البيهقي (3/ 315) عن يحيى بن سعيد عن الحكم (وهو ابن فروح أبو بكار) عن عكرمة عن ابن عباس بتثليث التكبير. وسنده صحيح أيضا لكن رواه ابن أبي شيبة (2/ 2 / 2 و 2/ 3 /) من هذا الوجه بلفظ: " الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد ". ورواه المحاملي في " صلاة العيدين " (2/ 143 / 1) من طريق أخرى عن عكرمة به لكنه قال: الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا " فأخر وزاد وسنده صحيح. وروى أ ثر ابن مسعود من الوجه المتقدم بتشفيع التكبير وهو المعروف عنه. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/110)
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 06:45 م]ـ
أخونا سعود السليمان
جزاك الله خيرا
-------
أخونا أسامة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
وهذا مجهود طيب
ومثله موجود في كثير من البحوث التي يزدان بها الملتقى
وسؤال أخيك
عن الصيغة متكاملة من أول من ذكرها
وما حكمها
فأعنا حفظك الله
وجزاك الله خيرا
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 05:12 م]ـ
أعينونا بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 04:18 م]ـ
الأخ الكريم سعيد الحلبي وفقه الله وأعانه
لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما قرأت شيئ في صيغة التكبير في العيدين وما صح من ذلك فهو موقوف على الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ومن الواضح أن المطلوب هو التكبير وذكر الله تعالى بأي صيغة تكون بشرط ألا تتضمن محذورا، ولو كانت هناك صيغة معينة ينبغي التقيد بها لبينها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمره ربه ببيان ما أنزله إليه، وعلى ذلك فالأمر فيه سعة، والصيغة التي أوردتها عن أهل مصر لا أرى فيها محذورا وعلى ذلك فمن قال بها لا حرج عليه ولا ينبغي أن يعنف من عمل بها ومن تمسك بما ورد عن الصحابة فهو شيء حسن، ولا ينبغي أن تجعل مثل هذه المسائل وأضرابها مثارا للاختلاف وإثارة الشقاق، ولا أن تكون سببا في تشويش العامة على المتمسكين بالسنة، ولست أرى أية قيمة علمية تستوجب البحث الشديد والتنقيب الكبير وامتحان الناس من أول من قالها؟ فإذا تبين حكمها كفى ذلك، وإن تحصل بطريق سهل يسير معرفة أول من قال بها فهذا حسن، ولا نحتاج إلى كثرة البحث والأخذ والرد وإضاعة الوقت في مثل ذلك لأنه لا يترتب عليه عمل
والله الموفق لكل خير جعلني الله وإياكم ممن يتبعون الحق ويحبون أهله(58/111)
هل تم مناقشة مسابقات الهاتف؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[14 - 01 - 06, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل سبق وان نوقش موضوع المسابقات التي يتم الاشتراك بها عن طريق الاتصال الهاتفي؟
وكيف يسمح وقوانين الدول الاسلامية تحظر المقامرة؟
ـ[بيان]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم
مسابقات خط (700)
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما حكم الاشتراك في المسابقات التي تتطلب الاتصال بالرقم 700، حيث تكون قيمة الاتصال على هذا الرقم باهظة الثمن، تترواح ما بين 3 إلى 5 ريالات، وكيف أتصرف لو فزت بالجائزة؟ أفتونا مأجورين
المجيب: سامي بن عبد العزيز الماجد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فكل المسابقات التي تجرى على الرقم (700) هي - بلا شك - من صريح القمار، بل ما هي إلا صورة جديدة لـ (اليانصيب) المعروف بصورته البدائية الساذجة.
والفرق بينهما صوري لا يشغب على اتفاقهما في الحقيقة والمعنى؛ فإن الأجرة التي يتكلفها المتسابق (وهو في حقيقة الأمر مقامرٌ)؛ بسبب اتصاله بالرقم (700)، هي بمثابة ثمن قسيمة الاشتراك (الكوبون) في اليانصيب.
والمال الذي يغنمه أحد المتسابقين (المقامرين) في مسابقات الرقم (700) - والمتمثل في الجائزة التي يفوز بها -، هو في الحقيقة جزءٌ من الأموال التي تكبدها المتسابقون الآخرون جرّاء اتصالهم على هذا الرقم، وهو بمثابة المال الذي يغنمه بعض المقامرين في اليانصيب، والذي هو جزء مما تكبّده المقامرون الآخرون في شراء قسائم الاشتراك.
وكلتا الصورتين لليانصيب (الصورة القديمة المتمثلة في قسائم اشتراك (كوبونات) تباع في الأسواق، والصورة الحديثة المعروضة في تقنيتها الحديثة من خلال الاتصال بالرقم (700) كلتاهما قمارٌ داخلٌ في الميسر الذي نزل تحريمه صريحاً في كتاب الله، قال –تعالى-: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" [المائدة 90 - 91].
قال القرطبي (الجامع لأحكام القرآن 1/ 53): "قال مالك: الميسر مَيْسِران: ميسر اللهو، وميسر القمار؛ فمن ميسر اللهو النرد والشطرنج والملاهي كلها. وميسر القمار: ما يتخاطر الناس عليه" أ. هـ.
وضابط هذه المخاطرة المحرمة:
"أن يخرج المتسابق من المسابقة إما غانماً وإما غارماً، إما أن يغنم ما غرمه غيره من المتسابقين فيكسب الجائزة التي هي من أموالهم، وإما أن يغرم ما دفعه ويذهب عليه".
وعلى هذا فكل مسابقة تحققت فيها هذه المخاطرة فهي حرامٌ، ولا يستثنى منها إلا ما استثناه الرسول- صلى الله عليه وسلم- في قوله: " لا سَبَقَ - بفتح الباء - إلا في نصل أو خف أو حافر" أخرجه أحمد (2/ 256) والترمذي (1/ 317) والنسائي (2/ 122) وأبو داود (2574)، وصححه غير واحد من أهل العلم.
واستثناء هذه الثلاث دليل على أن ما عداها لا يجوز، وإنما جرت بها الرخصة واستثنيت من التحريم؛ لما فيها من معنى إعداد القوة للجهاد في سبيل الله.
لقد كان ميسر الجاهلية الذي نزل القرآن بتحريمه شبيهاً بهذه المسابقات، بل هو أهون منها من وجه كما سيأتي، وصفته - كما حكاه الأزهري وغيره - أنه كانت لهم عشرة أقداح، لكل واحد منها نصيب معلوم من جزورٍ ينحرونها، ويجزِّؤنها عشرة أجزاء، ثم يجعلون هذه الأقداح في خريطة، ويضعونها على يد عدل، ثم يجلجلها ويدخل يده فيخرج منها واحداً باسم رجل، ثم واحداً باسم رجل .. إلخ، فمن خرج له قدح من ذوات الأنصباء أخذ النصيب الموسوم به ذلك القدح، ومن خرج له قدح لا نصيب له لم يأخذ شيئاً، وغرم ثمن الجزور كلِّه. وكانوا يدفعون تلك الأنصباء إلى الفقراء ولا يأكلون منها، ويفتخرون بذلك، ويذمّون من لم يدخل فيه. ينظر الكشاف للزمخشري 1/ 259.
ولا اعتبار لما يتحجّج به بعضهم من أن هذه المسابقات (بل المقامرات) قد انتفع بها بعض الفقراء، فكم من فقيرٍ اغتنى بسببها في أقل وقت وجهد، فهي فرصة ينبغي ألا يحرم منها الفقراء!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/112)
وهذه حجة داحضة إنما يُخادَعُ بها الصبيان، فإن العرب في الجاهلية كانوا يدفعون ما غنموه من لحم الجزور الذي تقامروا عليه إلى الفقراء ولا يأكلون منه، ومع ذلك حرَّمه الإسلام، ونهى عنه أشد النهي، ولم يستثنِ هذه الصورة مع أن فيها خيراً للفقراء، فكيف إذا كان المقامر يأكل ما قامر عليه، ولا يدفعه للفقراء؟!.
بل حتى لو صح أن فقيراً انتفع بهذه المسابقات يوماً ما، فكم فيها من ملايين الخاسرين - والذين منهم فقراء يطمعون في الغنى -، الذين غرموا أموالاً طائلة طمعاً في الفوز بالجوائز المغرية.
إن الشرع لم يحرم الميسر (ومنه القمار) لأنه لا منفعة فيه، كيف وقد أثبت القرآن أن فيه منافع للناس، ولكن حرّمه لأن إثمه أكبر من نفعه، (يسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للناس، وإثمهما أكبرُ من نفعهما)] البقرة: 219 [، فكل ما كانت مضاره وإثمه أكبر من منفعته فهو حرام، عملاً بهذه القاعدة الشرعية.
وقد عدّ العلماء للميسر مفاسد كثيرة قد أشار الله إلى بعضها في قوله -تعالى-: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)] المائدة: 90 - 91 [. وأسهب فيها الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره (تفسير المنار 2/ 331 - 336) فليراجع.
على أنه لو كان الاتصال بالرقم (700) بالمجان، لا يتكبد فيها المشترك رسوماً (المتمثِّلة في أجور الاتصال الباهظة) لكانت حلالاً كالماء الزلال - بشرط أن تخلو من المحذورات الشرعية الأخرى -؛ لأن جوائزها عندئذ تكون من غير أموال المتسابقين قطعاً، فخرجت من شبهة القمار؛ لأن كل متسابق يدخلها وهو بين احتمالين: إما أن يغنم، أو لا يغرم، وما يغنمه ليس من مال المتسابقين (فهم قد سابقوا بالمجان)، بل هو مال لشخص متبرعٍ غيرهم، ولذا فليس فيه أكلٌ لأموال الناس بالباطل؛ بخلاف القمار الذي يكون حال المقامر فيه متردداً بين أن يغنم ما غرمه غيره من المتسابقين، أو يغرم أجرة اتصاله بالرقم (700).
هذا بالنسبة للمتسابقين، وأما الجهة التي تقيم هذه المسابقات (المقامرات)، وتتاجر بأحلام المتسابقين وأمانيهم، وتستأكل من حرصهم وتشوفهم للجوائز - والتي لا تمثل إلا قدراً ضئيلاً من عوائد اتصالات المتسابقين على الرقم (700) - فعليها إثمان:
إثم الإعانة على الإثم، ولا شك أنها معينة على الإثم بإقامتها لهذه المقامرات، وأنها بصنيعها هذا داعيةٌ إلى ضلالة.
وإثمُ أكل أموال الناس بالباطل. وكل ما ربحته من هذه المسابقات فهو سحت، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.
فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه، وأن يحذر الدخول في هذه المسابقات (التي هي في حقيقتها مقامرات) بعد أن قامت عليه الحجة بحرمتها، وألا يجادل في الحق بعدما تبيَّن، وألا يغترّ بكثرة المسارعين فيها المخدوعين بها، فإن الله قد قال لنبيه (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)] الأنعام:116 [، وقال: (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب مشتركون)] الزخرف: 39 [.
ومن ربح (وبئس الربح) شيئاً من جوائز هذه المقامرات، فعليه أن يخرجها من ماله بصرفها في أبواب البر تخلّصاً لا تصدقاً.
نسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: موقع الإسلام اليوم
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في هذه الأيام الاتصال على الرقم الذي يبدأ 700 وقيمة المكالمة بحدود 5 ريال للدقيقة الواحدة، وعلى ضوء الاتصال تدخل في مسابقة أو سحب فوري، وقد تكسب مبلغاً مالياً أو تخسر قيمة المكالمة.
أرجو توضيح الحكم الشرعي مفصلاً؟ والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/113)
هذا الأمر من القمار الذي حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو مؤسس لجلب الأموال سواء كانت من حلال أو من حرام، وقائم على أكل أموال الناس بالباطل، واستنزاف أموالهم، بطرق ما كرة، وحيل ملتوية ومحرمة، ولهذه المسابقة سلبيات كثيرة، ومضار متعددة، فمن ذلك: تبذير مال المسابق، نتيجة المكالمات ومنها إضاعة الوقت في المكالمات الخيالية التي هي إلى ضررها أقرب منها إلى نفعها، ومنها التلاعب بعقول الناس، ومنها الاعتماد على سبب قد لا يمت للحقيقة بصلة، ومنها أن هذه المسابقة قد تعطل على بعض ضعاف النفوس من الناس أعمالهم التجارية الصحيحة فبدلاً من أن يكسب من عمل يده يجلس الأيام في متابعة هذه المسابقة ويُمضي الساعات في ملاحقة هذه الأمور الوهمية.
ومن صور القمار أن تخاطر بدفع المال دون عين أو منفعة رجاء أن تنال أكثر كما في برنامج من سيربح المليون المبثوث عبر قناة إم بي سي، ومنها مسابقات كنز الأحلام والتي انتشرت في بعض الفضائيات العربية، ومن ذلك جوائز السحب في بعض المحلات التجارية، فيشتري أحدهم سلعة – لعله ليست له بها حاجة - بقصد أن يغنم هذه الجائزة، ومن ذلك، اللعب بالنرد، والشطرنج والبلوت ونحو ذلك على عوض، ومنه التأمين على النفس والرخصة، والبيت، والسيارة، والبضاعة، مالم تكن إكراهاً، أو اضطراراً.
وهذه البرامج، والجمعيات، والتأمينات، المؤسسة على القمار سلبياتها الاقتصادية متعددة بل توقع الاقتصاد في هوة سحيقة، ولا تضيف شيئاً يستحق الذكر إلى ثروة المجتمع، وميزانية الفرد، فلا عجب حين أجمع العلماء على تحريم القمار، وتجريم فاعله وتأديبه، أو الحجر عليه، والحث على التجارة، والترغيب في ذلك، بطرق زاكية وغايات محمودة، وليست التجارة في الإسلام نهب أموال المجتمع بالمكر والخديعة وغير ذلك من أساليب الترويج المغرية والغربية المضللة، وفي نفس الوقت ليست وظيفة مالية شأنها إنماء الثروة الاقتصادية فحسب.
وهذا الأمر الذي جاء في السؤال هو من الميسر الذي جاء تحريمه في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) والمتأمل في الآيات القرآنية يجد أن الله تعالى كثيراً ما يقرن الميسر بالخمر (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) ذلك لأن كلاً منهما يستحوذ على الفكر، ويمنعه من التفكير السليم، ويسيطر على دينه ودنياه ويورث العداوة والبغضاء، وقليله يدعو إلى كثيره، ومفاسده راجحة، ونفعه مرجوح وعاقبته سيئة.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الفروسية (308) فقرن الميسر بالأصنام والأزلام والخمر، وأخبر أن الأربعة رجس من عمل الشيطان، ثم أمر باجتنابها، وعلق الفلاح باجتنابها، ثم نبه على وجوه المفسدة المقتضية للتحريم فيها، وهي ما يوقعه الشيطان بين أهلها من العداوة والبغضاء، ومن الصد عن ذكر الله، وعن الصلاة.
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى أن مفسدة الميسر أعظم من مفسدة الربا قال رحمه الله تعالى في الفتاوى (32/ 237)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/114)
فتبين أن (الميسر) اشتمل على مفسدتين: مفسدة في المال وهي أكله بالباطل. ومفسده في العمل، وهي ما فيه من مفسدة المال وفساد القلب والعقل وفساد ذات البين وكل من المفسدتين مستقلة بالنهي، فينهى عن أكل المال بالباطل مطلقاً ولو كان بغير ميسر كالربا، وينهى عما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء ولو كان بغير أكل مال، فإذا اجتمعا عظم التحريم: فيكون الميسر المشتمل عليهما أعظم من الربا، ولهذا حرم ذلك قبل تحريم الربا، ومعلوم أن الله تعالى لما حرم الخمر حرمها ولو كان الشارب يتداوى بها، كما ثبت في الحديث الصحيح. وحرم بيعها لأهل الكتاب وغيرهم، وإن كان أكل ثمنها لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا يوقع العداوة والبغضاء؛ لأن الله تعالى إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه، كل ذلك مبالغة في الاجتناب. فكذا الميسر منهي عن هذا وعن هذا. والمعين على الميسر كالمعين على الخمر، فإن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان. وكما أن الخمرة تحرم الإعانة عليها ببيع أو عصر أو سقي أو غير ذلك؛ فكذلك الإعانة على الميسر: كبائع آلاته، والمؤجر لها والمذبذب الذي يعين أحدهما؛ بل مجرد الحضور عند أهل الميسر كالحضور عند أهل الخمر ... ).
والشريعة تحارب الميسر، وتطارده في كل المجالات، ولا تبيح منه شيئاً. وفساده وقبحه يعلم بالشرع، والعقل، ولو لم يرد في تحريمه دليل من الكتاب، والسنة، والإجماع لكانت المصلحة تقتضي منعه، وزجر فاعله، فقد جاءت الشريعة بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الفروسية (309) وإذا تأملت أحوال هذه المغالبات، رأيتها في ذلك كالخمر، قليلها يدعو إلى كثيرها، وكثيرها يصد عن ما يحبه الله ورسوله، ويوقع فيما يبغضه الله ورسوله، فلو لم يكن في تحريمها نص؛ لكانت أصول الشريعة، وقواعدها، وما اشتملت عليه من الحكم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين، توجب تحريم ذلك، والنهي عنه.
وحين كانت الشريعة الإسلامية مؤسسة على العدل، ومحاربة الظلم بكل أشكاله وصنوفه وألوانه، وجاءت بقواعد نورانية منها القاعدة العظيمة (لا ضرر ولا ضرار) وعلى هذا الأساس منعت كل المعاملات التي يتخللها ظلم ومنها الميسر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (28/ 385)
فمن العدل فيها ما هو ظاهر، يعرفه كل أحد بعقله كوجوب تسليم الثمن على المشتري، وتسليم المبيع على البائع للمشتري ........... ومنه ما هو خفي جاءت به الشرائع أو شريعتنا – أهل الإسلام – فإن عامة ما نهى عنه الكتاب والسنة من المعاملات يعود إلى تحقيق العدل، والنهي عن الظلم دقه وجله؛ مثل أكل المال بالباطل. وجنسه الربا والميسر. وأنواع الربا والميسر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم: مثل بيع الغرر، وبيع حبل الحبلة ........ .
وإن المال هو عصب الحياة، وهو قوام الإنسانية، به يعمر الكون، وهو زينة الحياة الدنيا، به يحج ويجاهد، وهو المقرب إلى الجنة أو النار، أو النعيم أو العذاب، فطوبى لمن أخذه على وجهه المشروع، والطريق المتبوع، وويل ثم الويل لمن أخذه بالحيل المحرمة، والطرق المحظورة.
إن الشريعة جاءت بتنمية الاقتصاد (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) وذلك على وفق طرق صحيحة، ووسائل سليمة، وجاء فضل المال الصالح على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم المال الصالح للمرء الصالح) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 197) والبخاري في الأدب المفرد (112) وابن حبان في صحيحه (8/ 6) من طريق موسى بن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وبينت الآيات القرآنية، والسنة النبوية، الطرق الصحيحة لتنمية الاقتصاد والحفاظ على الأموال، وجاء في ضمن إطار الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.
فأهيب بالمسلمين أن يتحروا الكسب الحلال، والمطعم الصافي الخالص من شوائب الشبه والارتياب، وأن تكون طريقتهم المتبوعة في كسب المال، وكل شؤن الحياة كطريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم النبراس الأعظم، والجيل المعظم والقرن المفضل، فهم القدوة، وبهم الأسوة، وسلوكهم هو الذي يدل على هذا الفهم وبإطلالنا على سيرهم وتراجمهم نجدهم وكأنهم في عالم غير عالمنا، يأخذون بالأسباب في الكسب، ويجعلون جزءاً من أوقاتهم للعلم والدعوة وجهاد الذين كفروا، فإذا دعا داعي الجهاد فهم الرجال، ومنهم الأغنياء بلا بطر، وفيهم الفقراء بلا ضجر ومع التعفف، وفيهم من يدفع الدنيا بالراحتين والصدر، ومنهم من أتته الدنيا وهي راغمة، وكانوا أشد الناس بعداً عن توظيف كل أوقاتهم في التكالب على الدنيا، وجمع الحطام الفاني، فتحوا البلاد، وأنشئوا المدن، وأقاموا الدول.
وقد سار على دربهم، وتبعهم على منهجهم تابعوهم بإحسان، وأين نحن من قول الإمام محمد بن المنكدر، كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر.
وقد سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف من الرزق ما هو؟ قال: شبع يوم وجوع يوم.
ويقول أبو سليمان الداراني من وثق في رزقه زاد في حسن خلقه، وأعقبه الحلم وسخت نفسه، وقلت وساوسه في صلاته.
ومن شعر أبي تمام
هلكن إذاً من جهلهن البهائمُ ولو كانت الأرزاق تُجرى على الحِجى
ولا المجد في كفِّ امرىءٍ والدراهم ولم يجتمع شرقٌ وغرب لقاصدٍ
ودرهم من حلال خير من مئات من حرام
قليل المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثير مع الفساد
أخوك
سليمان بن ناصر العلوان
20/ 3/1424هـ
المصدر: موقع المسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/115)
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا. الجانب الاخر هو الاهم فمع الحرمة الا اننا نلاحظ تنامي هذا الاسلوب حتى انه دخل في ترويج السلع بنفس الطريقة.
والله المستعان(58/116)
هل يجزيءُ رميُ الجمار بست حصيات ... ؟؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[14 - 01 - 06, 09:34 م]ـ
السنة الثابتة من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه رمى الجمرة بسبع حصيات
وقد أكدها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله {خذوا عني مناسككم}
لكن وردت بعض الآثار عن بعض الصحابة بجواز الرمي بست
فقد أخرج النسائي في المجتبى 5/ 275
أخبرني يحيى بن موسى البلخي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح قال: قال مجاهد قال سعد رجعنا في الحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعضنا يقول رميت بسبع حصيات وبعضنا يقول رميت بست فلم يعب بعضهم على بعض.
وقال النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا خالد قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا مجلز يقول سألت ابن عباس عن شيء من أمر الجمار فقال ما أدري رماها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بست أو بسبع.
وقال البيهقي في الكبرى5/ 149
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح قال سئل طاوس عن رجل ترك حصاة قال يطعم لقمة قال فذكرت ذلك لمجاهد فقال أبو عبد الرحمن لم يسمع قول سعد قال سعد بن مالك رجعنا في حجة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمنا من يقول رميت بست ومنا من يقول رميت بسبع فلم يعب ذاك بعضنا على بعض.
قال التركماني في الجوهر النقي معلقاً على أثر سعد بن أبي وقاص:
سكت عنه-أي البيهقي-وقال ابن القطان لا أعلم لمجاهد سماعاً من سعد، وقال الطحاوي في أحكام القران حديث منقطع لا يثبت أهل الإسناد مثله، وذكر ابن جرير في التهذيب أنه لم يستمر العمل به لأنه لم يصح لاختلاف الرواة عن ابن أبي نجيح فيه فقد رواه الحجاج بن أرطاة عنه عن مجاهد عن سعد أن اختلاف رميهم كان بالزيادة على السبع لا بالنقصان عنها وهو أولى بالصواب وإن كان من رواية الحجاج لموافقة ما تظاهر به الأخبار من وجوب الرمي بسبع، ولأن سعداً لم يذكر أن ذلك كان عن أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفعله، ولأنه ولو صح فإنه منسوخ للنقل المستفيض بوجوب السبع. اهـ
فإذا كان مجاهد لم يسمع من سعد فإن الأثر منقطع ولا تقوم به الحجة
ويبقى أثر بن عباس الذي أخرجه النسائي
وغيرها من الآثار إن وجدت
والمسألة أطرحها هنا للمدارسة والاستفادة من الآراء
فما تعليقكم وفقني الله وإياكم لمرضاته
ـ[علي الكناني]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:56 م]ـ
للرفع ......
ـ[علي الكناني]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:59 م]ـ
للرفع
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[19 - 01 - 06, 01:39 ص]ـ
وممن قال بأن الست حصيات تجزيء العلامة ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح (30) السؤال رقم (903)
ـ[علي الكناني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:41 ص]ـ
نفع الله بك وبارك فيك أخي أبو فيصل(58/117)
هل ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه النهي عن حج التمتع؟
ـ[صالح أحمد]ــــــــ[14 - 01 - 06, 09:57 م]ـ
برجاء الإفادة و جزاكم الله خيرا
ـ[صالح أحمد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:14 ص]ـ
هل من مجيب؟!
ـ[صالح أحمد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:20 م]ـ
للرفع!(58/118)
ما هو الحكمة من تحريم الموسيقية؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم
بعض مرات في مجال الدعوة يسئلنا بعض الكفار اي اغنية
تستمع
فالاجابة لا نستمع موسقيية
ولا ندخل في التفاصيل لان في مجال دعوة تحاول ان تراعي جانب
الدعوة الله ولان الكافر لو عرف ان هذا محرم وهذا محرم
لعل وجد مشقة وقد يحول بين دخوله في الاسلام
ولكن بعضهم قد يسئل عن عدم سماع فاذا قلت يحرم في ديننا
بالطبع يسئلون لماذا يحرم عليكم؟
فهل هناك من علماء من تطرق لهذه المسئلة؟
ما هو سبب ... وما هي طريقة المناسبة لاخبار الكافر ...
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:34 ص]ـ
هناك في موقع www.saaid.net (http://www.saaid.net)
و فيه مقالات جيدة عن المعازف(58/119)
هل كان الأمير شكيب أرسلان درزيا حقا؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:07 ص]ـ
فقد ذكر بعض الأخوة على صفحات المنتدى هذا الأمر الذي كان بمثابة صدمة لي، و أنا في الحقيقة لم أقرأ شيئا من تصانيفه، و لكن كثيرا ما وجدت الإحالة على كتبه، ككتاب حاضر العالم الإسلامي، وكتاب لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ و كان بعضهم يسميه بأمير البيان العربي.
و السؤال الآن هل يظهر في كتاباته أثر ذلك؟ و لماذا لا يكون الرجل قد تخلى عن عقيدة الآباء و الأجداد؟
أما عن زواج ابنته من جنبلاط، فهل هناك ما يثبت أنه هو الذي زوجها، أو أن ذلك كان برضاه؟
ـ[فهد القحطاني 1]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:11 ص]ـ
اسرة أرسلان من فرسان وشيوخ الدروز
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:30 ص]ـ
كتب أحد الاخوة (عوامّهم .. بعضهم يقول: أنا درزي وأفتخر إني من بني معروف (لقب للدروز) ولكن في حقيقته: يصلي مع المسلمين ولا يعرف من الدرزية إلا الانتساب، فالانتساب لها اجتماعي و قومي أكثر من كونه اعتقادي ديني، وذلك لأن الدروز في سورية من اصول عربية قحّة، ولديهم من الكرم و (الفزعة) الشئ الرهيب، فلذلك تجده يفتخر بذلك مع كونه لا يدين بدينهم، مثل (شكيب أرسلان) الأديب و الشاعر المعروف .. فهو درزي ويفتخر بالانتماء لهم (وهو جد وليد جنبلاط من أمّه)، ولكن في حقيته مسلم يصلي مع جماعة المسلمين، فلا نحكم عليه بكفره أو أنه (درزي الديانة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29180
والله أعلم
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:10 ص]ـ
و لكن انا اعلم ان شكيب أرسلان قدم لمحمد الغمراوي كتاب "النقد التحليلي في الأدب الجاهلي "
و هذا الكتاب كان يرد على طه حسين
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:46 ص]ـ
ذكر الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف أن الأمير شكيب أرسلان قد أدى فريضة الحج،
والمعلوم أن الدروز لا يحجون إلى البيت العتيق،
كما لا يسمح لهم بدخول مكة
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:20 م]ـ
ما هو أصل الدروز؟
إلى أي قبيلة ينتمون؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:45 م]ـ
شكيب رسلان تسنن، وكان يطمح إلى هداية قومه، لكن لم تسمح له الظروف بدعوتهم لبعده عن موطنه. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 08:37 م]ـ
الذي يظهر أنّ الأمير (شكيب أرسلان) وإن كان درزيّاً في الأصل غير أنّه قد عاد إلى حظيرة الإسلام ومن القرائن على ذلك:
ـ ما ذكره الإخوة من أنّه أدّى فريضة الحج بل ألّف كتابه الشهير في توثيق تلك الرحلة والذي أسماه " الارتسامات اللطاف ".
ـ كان يتعبد على مذهب أهل السنة كما أفاد الدكتور أحمد الشرباصي في كتابه عن (رشيد رضا).
ـ كما أنه من المعلوم ما كان بين الشيخ رشيد رضا و شكيب أرسلان من العلاقة القوية بل الصداقة المتينة حتى ألّف شكيب كتابه " السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين عاماً "، وقد كان الشيخ رشيد رضا يفتي بكفر الدروز ويرى أن البحث معهم عبَث، فكيف يجتمعان؟؟
وللمزيد حول هذه المسألة ينظر كتاب " محمد رشيد رضا " للشيخ خالد فوزي آل حمزة ص/ 57
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
إضافة إلى القرائن - أحسن الله إليكم -:
- المراسلات بينه وبين الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ومدحه للشيخ عبدالرحمن بقصيدة، ذكرها المحقق القاضي في مقدمة "يأجوج ومأجوج".والكتاب لا تطوله يدي الآن والله المستعان
رحم الله الجميع.
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 01:17 ص]ـ
جاء في موقع مركز الشرق العربي
الأمير شكيب أرسلان من الدروز وهو يعتز بهذا النسب ويقول: (والدروز فرقة من الفرق الإسلامية أصلهم من الشيعة الإسماعيلية الفاطمية، والشيعة الإسماعيلية الفاطمية أصلها من الشيعة السبعية القائلين بالأئمة السبعة، وهؤلاء هم من جملة المسلمين، وهم مسلمون ويقيمون شعائر المسلمين ويتواصون بمرافقة الإسلام والمسلمين في السراء والضراء، ويقولون إن كل من خرج عن ذلك منهم فليس بمسلم).
أما الأمير شكيب فقد كان شخصياً يتعبد على مذهب أهل السنة، فيصوم ويصلي ويزكي ويحج كما يفعل جمهور المسلمين. قال الشيخ سليمان الظاهر: (بأن الأمير شكيب كان المسلم الحقيقي الذي عرف أن الإسلام عقيدة وعمل وأنه دين إنساني عام لا دين شعوبية وقبلية وعصبية وإقليمية ولا دين أجناس وألوان).
و قد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا إشكال في كفر الدروز، و كذا كفر من لم يكفرهم.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:16 ص]ـ
ما هو أصل الدروز؟
إلى أي قبيلة ينتمون؟
هل من إجابة على سؤالي؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:21 ص]ـ
هل من إجابة على سؤالي؟
تفضل أخي: http://saaid.net/feraq/mthahb/36.htm
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:55 ص]ـ
أخي الحفناوي
لقد بقيت مدة محتارا من زواج ابنة العلامة شكيب أرسلان من كمال جنبلاط، ثم تبين لي أنها تزوجت عام 1948 م، أي بعد سنتين من وفاة أبيها.
وأما عن أصولهم العربية فيقول أحدهم: "الدروز طائفة عربية، وعرب أقحاح، يعود نسبهم إلى القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية من بطون وأفخاذ من بني ربيعة وعامر وبكر وتغلب، ومن هذه القبائل ما هو سني ودرزي وشيعي ومسيحي".
وهذا بحث عن الدروز ودورهم في خدمة المخططات الصليبية والصهيونية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/120)
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 07:04 ص]ـ
الأخ أسامة عباس ما قصدته أنا فى سؤالي ما إسم قبيلتهم؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 01 - 06, 07:57 ص]ـ
إن كان سؤالك دافعه اسم هذه الفرقة (الدروز) فأردت أن تعرف نسبتهم: فلو راجعت الصفحة لوجدت إجابتك، وهي أنهم سُموا دروزًا نسبةً إلى محمد بن إسماعيل الدرزي، وأما نسبة "الدرزي" ففيها خلاف، قال الزركلي: (ويرى الزبيدي في التاج أن الصواب ضبط الدرزي بفتح الدال، نسبة إلى أولاد درزة، وهم الخياطون والحاكة، وسماه الذهبي في سير النبلاء الدروزي ونعته بالزنديق وقال: كان يدعي ربوبية الحاكم وقتل لذلك، وقال الغزي في نهر الذهب: الدروز ينسبهم الناس إلى أبي عبدالله محمد بن إسماعيل الدرزي مع أنهم يكرهونه لقوله بما ينافي اعتقادهم ويقولون إنهم ينسبون في الأصل إلى طيروز إحدى بلاد فارس) ..
وللفائدة: قال الزركلي أيضًا: (واستقرّ أكثرهم في المقاطعة التي سميت بعد ذلك جبل الدروز في سورية، وسموا بالدروز نسبةً إلى درزي بن محمد كما يسمونه، وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدرزي) ..
أرجو أن يكون في هذه النقول إجابة سؤالك ..
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:16 م]ـ
لقد بين صاحبه و صديقه الأستاذ الأديب الفحل المشهور محمد كرد علي رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق أنه كان سنِّيا و بين بعض أخلاقه الكريمة و دفاعه عن الإسلام و غير ذلك من فضائله في كتابه: المعاصرون فرحمه الله
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:18 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69971
ـ[بن خلف]ــــــــ[17 - 01 - 06, 12:13 ص]ـ
الذي أعرفه أن الدروز من قبيلة ’كلب‘.
ومؤسف أن زوجة الدرزي وليد جنبلاط هي سنية لبنانية!!!!!! الجهل كبير بين أهل السنة في لبنان حتى يزوجوا بناتهم لكفار أصليين!!!!!!
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 12:41 ص]ـ
جاء في كتاب " طائفة الدّروز " تاريخها عقائدها للدكتور محمد كامل حسين (كليّة الآداب جامعة القاهرة) في الصفحة 126 قال:
" أمّا عن علاقة الدروز بالمسلمين فيكفي أن ننقل هنا ما نَشَرَهُ أمير البيان العربي الأمير شكيب أرسلان ـ وكان من أمراء الدروزـ في جريدة الشّورى بتاريخ 15/ جمادى الآخرة / 1344هـ
: ((الدّروز فرقة من الفِرَق الإسلامية أصلهم من الشيعة الإسماعيلية الفاطميّة، والشيعة الإسماعيلية الفاطميّة أصلها من الشيعة السبعيّة القائلين بالأئمّة السبعة، وهؤلاء من جملة المسلمين كما لا يخفى،
فإذا قيلَ إنّ الدّروز هم من الفرق الباطنية التي لا يُحْكَم لها بالإسلام!
فالجواب: إنّ الدروز يقولون إنّهم مسلمون ويقيمون جميع شعائر المسلمين ويتواصون بمرافقة الإسلام والمسلمين في السّراء والضراء ويقولون إنَّ مَنْ خرَجَ عن ذلك منهم فليس بمسلم، ولهذا أصبح من الصعب على المسلم الذي فهم الإسلام كما فهمه السّلف الصالح والذي سمع حديث (هلا شققتَ عن قلبه) أن يُخرِجَ الدروز من الإسلام، وفي الشّرع المحمّدي قاعدة: نحنُ لنا الظّاهر والله يتولّى السرائر. وقد قال الله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلامَ لسْتَ مؤمناً تبتغونَ عَرَضَ الحياة الدنيا} وهؤلاء لا يلقونَ السلام فقط بل يلقون السلام ويقولون إنهم مسلمون، ويحفظون القرآن، ويُلقِّنُ ملَقّنُهم الميّتَ " إذا جاءك منكر ونكير وسألاك ما دينك ومَن نبيّك وما كتابك ومن إخوانك وما قبلتك؟ فقل لهما الإسلام ديني ومحمد نبيي والقرآن كتابي والكعبة قبلتي والمسلمون إخوتي "
وليسَ من شعائر الإسلام شيء لا يُقيمه أو لا يُوجبُ إقامتَه الدروز،
وإذا قيلَ إنّه مع كل هذه المظاهر تحتوي عقيدتهم الباطنيّة التي تعرِفُها طبقةُ العُقَّال على ما يُصادم أركانَ عقيدة السنّة والجماعة ولا يتّفق معها في شيء!!
فالجواب: قد وُجِدَ بينَ المسلمين أئمّةٌ كبار يُتَرَضّى عنهم عند ذِكرهم، ولهم قِبابٌ على أضرِحَتهم التي تُزار وتُعلَّق فيها القناديل وكانوا يقولونَ بوحدة الوجود!!
فهل وحدة الوجود مما يُطابق القرآن والسُّنَّة؟ كلاّ.
فهل أخرَجَ المسلمون هؤلاء الأئمّة من الإسلام؟
السؤال
uestion أمّا تجسّد الإله فليسَ مِنْ عقيدة الدروز كما يتّهمهم بعضهم، والتّجسّد شيء ورؤية الإله شيء .... )) إلخ انتهى
ثمَّ علّق الدكتور حسين على هذا الكلام فقال:
" فالمرحوم شكيب أرسلان يُثبت أنّ فِرقة الدروز فرقةٌ إسلاميّة في كلّ شيء وهيَ أشبه شيء بالفرق الصوفيّة التي لها تعاليمها الخاصّة ولها تأويلاتها الخاصّة " انتهى
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:54 م]ـ
1) الدكتور محمد حسين كامل لا يؤخذ كلامه في هذه القضايا لأنه مندفع وراء الإسماعيلية، ويتجاهل ما يروق له ولو كان الشمس في رابعة النهار. ويكفي للرد عليه وعلى أمثاله أن الدروز لا يحجّون، ولو كانوا يفعلون ذلك لرأينا سياراتهم وحملاتهم، ولرأينا مشايخهم وزعماءهم في مجلس خادم الحرمين الشريفين بمنى!!
2) قرأت فيما مضى بيتين من الشعر قالهما شكيب رحمه الله في رثاء الشيبي سادن الكعبة، لعلهما من قصيدة طويلة، لا أحفظهما ولكنه يقول فيهما ما معناه: لما ودعته بكت عيناي لأنني علمت أنني لن أراه ولن يراني. فمن الواضح أنه أدى فريضة الحج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/121)
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 04:08 م]ـ
من الأدلة على أنه كان مسلما رحمه الله ما ورد في في الجزء الرابع من كتاب الأمير شكيب أرسلان حاضر العالم الإسلامي تحت عنوان (تاريخ نجد الحديث) ذكر ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ثم قال: طلب محمد بن عبد الوهاب العلم في دمشق ورحل إلى بغداد والبصرة، وتشرب مبادئ الحافظ حجة الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن عروة الحنبلي، وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام لنقاوته الأولى،فلذلك، الوهابية يسمون مذهبهم عقيدة السلف ومن هناك أنكر الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور والاستغاثة بغير الله، وغير ذلك مما جعله من باب الشرك واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية، ولا أظنه أورد ثمة شيئاً غير ما أورده ابن تيمية. انتهى.
ومنها ما كتبه عنه الأستاذ سمير حلبي
(كان "شكيب أرسلان" متدينًا محافظًا على الصلاة، وكان محبًا للعلم حريصًا على القراءة والاطلاع، وكانت حياته كلها كتابة أو قراءة أو حديث أو رحلة.)
وفي المقالة أيضا: (كذلك اهتم "شكيب أرسلان" بأحوال المسلمين في أنحاء العالم المختلفة، ففي عام (1344هـ = 1924م) أسس جمعية "هيئة الشعائر الإسلامية" في "برلين"، وكانت تهدف إلى الاهتمام بأمور المسلمين في "ألمانيا"، وقد تشكلت هذه الجمعية من أعضاء يمثلون معظم الشعوب الإسلامية، وأهم ما يميزها أنها نحت منحى دينيًا بعيدًا عن الشؤون السياسية، وذلك لتلافي أسباب الخلاف والشقاق التي قد تنجم عن اختلاف الأيدلوجيات السياسية بين الشعوب والدول المختلفة.)
وأحد مصادر المقالة كتاب:
شكيب أرسلان .. داعية العروبة والإسلام (أعلام الغرب: 21) أحمد الشرباصي-المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة – القاهرة (1383 هـ = 1963م).
والمقال على الرابط التالي:
http://www.islamonline.net/Arabic/famous/2001/11/article4.shtml
وهذا خطاب من المجاهد البطل عمر المختار رحمه الله للأمير يصفه فيه بأخينا في الله:
(رسالة الشيخ الشهيد عمر المختار إلى الأمير شكيب أرسلان
الأمير شكيب أرسلان (1869_1946) م. دافع هذا الأمير العربي عن حقو ق الليبين في جهادهم للغزو الإيطالي وندد في كل المحافل بمظالم الفاشية والأعمال البربرية التي أتصفت بها إيطاليا مما كان له الوقع الحسن عند شيخ الشهداء عمر المختار الذي كاتب الأمير شكيب مثنيا علي مواقفه الحميدة في الدفاع عن قضية الحق ---
(سعيد الجطلاوي)
وهذا نص رسالة الشيخ الشهيد إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه من خادم المسلمين عمر المختار إلي المجاهد الأمير الخطير أخينا في الله وزميلنا في سبيل الله الأمير شكيب أرسلان حفظه الله، بعد السلام الأتم والرضوان الشامل الأعم ورحمة الله وبركاته. قد قرأنا ما دبجه يراعكم السيال عن فظائع الطليان وما أقترفته الأيدي الأثيمة من الظلم والعدوان بهذه الديار --- فأني وعموم إخواني المجاهدين نقدم لسامي مقامكم خالص الشكر وعظيم الممنونية فكل ما ذكرتموه عما اقترفته أيدي الإيطاليين هو قليل من كثير، وقد اقتصدتم واحتطتم كثيرا ولو يذكر للعالم كل ما يقع من الإيطاليين لا توجد أذن تصغي لما يروي من إستحالة وقوعه، والحقيقة والله وملا ئكته شهود أنه صحيح، وأننا في الدفاع عن ديننا ووطننا صامدون وعلي الله في نصرنا متوكلون وقد قال الله تعالي.
((وكان حقا علينا نصر المؤمنين))
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته --- حرر في 20 ذي الحجة سنة 1349 هجري.)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 08 - 07, 02:07 م]ـ
"منقول"
انشق الدروز عن الاسماعيليين في مصر في أيام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله حفيد الخليفة القائم حفيد الإمام إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق. (أصل الموحدين الدروز وأصولهم ص23– أمين طليع. دار الأندلس للطبع والنشر مكتبة البستاني للطبع والنشر –بيروت). هنا ظهر مذهب الدروز
سنة 1012 م. الموافقة 403 ه. وانتشرت في المناطق السورية بين الاسماعيليين المعتقدين بإمامة الفاطميين ولكن الاختلاف في نواح هامة جزأهما، فاعتنقت هذا المذهب قبائل تغلب وربيعة وعلي وشمر وغيرها من القبائل التي كانت معوانا لأمير حلب سيف الدولة الحمداني. والكثير من قبائل تميم وأسد وعقيل ومعروف ودارم وطي وفي الكوفة قبيلة المنتفق التي يرجع أصلها إلى قيس عيلان ومن بعض هذه القبائل أطلق عليهم لقب بنو معروف وبنو قيس. إضافة إلى قبيلة كتامة التي كونت النواة الصلبة لجيش الدولة الفاطمية حين قدومها إلى مصر بقيادة جوهر الصقلي باني القاهرة.
في سنة 420 ه. الموفقة 1029 م. تولى الأمير رافع بن أبي الليل وعشيرته طي المعتنقين مذهب الدولة الفاطمية إمارة عرب الشام اثر انتصاره في معركة الأقحوانة القريبة من طبرية في فلسطين، إلى أن انقلبت الآية فهزم مما اضطر أتباعه من قبيلته والقبائل أعلاه العودة عن المذهب إلى مذهب السنة ومنهم من حافظ على مذهبه بالكتمان ومنهم من لجأ إلى الجبال الخالية في لبنان ووادي التيم والجليل. فأطلق على دروز جبل لبنان آل عبدالله وعلى دروز وادي التيم آل سليمان وعلى دروز صفد آل تراب. (بنو معروف في التاريخ ص 178 –سعيد الصغير مطابع زين الدين القرية سورية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/122)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 08 - 07, 07:39 م]ـ
الذي أعرفه أن الدروز من قبيلة ’كلب‘.
ومؤسف أن زوجة الدرزي وليد جنبلاط هي سنية لبنانية!!!!!! الجهل كبير بين أهل السنة في لبنان حتى يزوجوا بناتهم لكفار أصليين!!!!!!
بل تتزوج المسلمه من نصرانى وبهائى فى هذا البلد وبمباركة الاهل فانا لله وانا اليه راجعون
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 09:17 م]ـ
أضيف معلومة للإخوة الكرام أن الأمير شكيب أرسلان كان على علاقة متينة بالحركة الإصلاحية في الجزائر واقصد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكانت بينه وبين بعض رجالها مراسلات وصداقة وكان من أكبر أصدقائه في الجزائر الشيخ محمد السعيد الزاهري والطيب العقبي والميلي وغيرهم
ـ[الخريبكي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وقد كان شكيب أرسلان صديقا لمجدد السلفية في المغرب العلامة محمد تقي الدين الهلالي.
ومستحيل ان تكون بطانة الشيخ الهلالي من الدروز وقد أكثر الثناء عليه في كتبه.
لكن غير مستبعد أن يكون أمير البيان تأثر بأفكارهم في بداياته.
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:17 ص]ـ
أخي الحفناوي
لقد بقيت مدة محتارا من زواج ابنة العلامة شكيب أرسلان من كمال جنبلاط، ثم تبين لي أنها تزوجت عام 1948 م، أي بعد سنتين من وفاة أبيها.
قد هاجم صاحب كتاب (أمل والمخيمات الفلسطينية) - على ما أذكر - شكيب أرسلان لأجل ذلك. فعلى الرغم من المراسلات التي جرت بينه وبين محمد رشيد رضا، الدالة على سلفية الأول، إلا أنه زوج ابنته لكمال جنبلاط. لذلك أقول لأخي عبدالجبار .. هل لك ان توثق مصدر كلامك، حول زواج البنت بعد وفاة أبيها؟
للفائدة .. قرأت في أحد أعداد مجلة المنار الجديد، كلاماً أن أحد المشايخ أو الأعيان وجه سؤالاً لشكيب أرسلان، قال له: ما هي طائفتك؟ فقال: أنا سني، ولكن أحكم الطائفة الدرزية. [سأجتهد في توثيق الخبر بإذن الله]
وقد وجدت لكم هذا النقل حول أصل الدروز من كتاب (الدروز) لماكس فون أوبنهايم، ترجمة محمود كبيبو، دار الرواق- لندن:
" ... تلبية لطلب الخليفة أبو جعفر المنصور، قام أرسلان وجماعته بنصب خيامهم على جبل مغيثه، ظهر البيدر الحالي. ومن أميرهم آنذاك حصلت على اسمها أسرة أرسلان التي ما زالت مزدهرة حتى اليوم ... "
ثم يقول عن أنسابهم:
" .. وشيئاً فشيئاً جاءت إلى لبنان عائلات شيوخ أخرى مع أتباعهم الكثر. وكان أشهر هذه العائلات ينتمون، مثلهم مثل آل أرسلان، إلى مجموعة عرب الجنوب الذين تطلق عليهم جميع المراجع اسم (تنوخ) وإلى عائلة معن من عرب الشمال التي تنتمي إلى قبيلة بني ربيعة التي استوطنت في بداية القرن الثاني عشر في بعقلين في الشوف .... وفي القرون اللاحقة جاءت إلى لبنان فضائل صغيرة من أصل غير عربي ومنهم: آل جنبلاط الأتراك، وآل عماد الأكراد من العمادية في بلاد الرافدين، وعائلة النكد التي انقرضت الآن في سورية"
معلومات عن الكتاب: الكتاب أصله دراسة ميدانية قام بها صاحبها الألماني بين عام 1893 و 1894
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 11:35 م]ـ
قرأت قديما في أحد معاجم "المنجد" أو "المورد" للأعلام (لم أعد أذكر) أن شكيب أرسلان، "تحول إلى المذهب السني" هكذا قالوا، وهم لبنانيون (يعرفون أمير البيان، وأصله وفصله!)، نصارى (لا مصلحة لهم في نسبة الأمير إلى دروز أو سنة) ... وفيما ذكر الإخوان كفاية وفائدة، بارك الله فيهم.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:43 ص]ـ
في هذه الأيام القريبة كنت أقرأ في: الارتسامات اللطاف لشكيب .. الكتاب الذي وثق فيه رحلته إلى الحج والمرابع الحجازية .. وقد علق عليه محمد رشيد رضا .. وهو كتاب ماتع ..
ومن قرأ الكتاب فهو يقطع بأنه لا يمكن أن يكتبه درزي أبدا.
لكن الإشكال في شكيب أنه لا يرى كفر الدروز! وتلك والله المعضلة .. لا سيما وهم أهله وعشيرته فهو يعرفهم تمام المعرفة.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[03 - 12 - 07, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:13 ص]ـ
أخي أنس زيدان آسف أنني لم أنتبه لملاحظتك إلا اليوم
قد راجعت كتاب أمل والمخيمات الفلسطينية فلم أجد ما ذكرته
فأرجو أن توثق لنا ما قلته
وزواج كمال جنبلاط من مي أرسلان سنة 1948م من الأمور المشتهرة في مواقع النت
وهذه أحدها
http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-kamal.htm
ومن المعلوم ان العلامة شكيب رحمه الله توفي عام 1946م كما تراه هنا
http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/11/article16.shtml
والله أعلم
ـ[البتيري]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:11 م]ـ
هل في ملتقانا المبارك بحث مفصل عن السيرة الكاملة لحياة ارسلان؟
ـ[أبو فيصل بن صالح]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:13 م]ـ
لا أدري إن كان بينهما شبه
لكن ذكرت النجاشي رحمه الله
فقد أسلم وظل حاكما على قومه الكفار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/123)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 04 - 08, 12:37 ص]ـ
الشيخ محمد إسماعيل المقدم فى كتابه الأخير (خواطر حول الوهابية) أكد على سنية شكيب أرسلان.
وللأسف الكتاب ليس معى الآن لأنقل نص كلام الشيخ.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:39 ص]ـ
الرحلة الحجازية للعلامة شكيب ارسلان رحمه الله
http://www.4shared.com/file/44035702/bac055d7/____.html
وهذه ترجمته
http://www.4shared.com/file/44036225/2eccff3/____.html
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:36 م]ـ
الرحلة الحجازية للعلامة شكيب ارسلان رحمه الله
http://www.4shared.com/file/44035702/bac055d7/____.html
وهذه ترجمته
http://www.4shared.com/file/44036225/2eccff3/____.html
بارك الله فيك لكن أرجو إعادة رفع الجزء الثاني إن أمكن
ـ[أبو أبي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:54 م]ـ
اللهم اجزه خيرا على ماقدم للإسلام والمسلمين
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:10 م]ـ
جاء في كتاب " طائفة الدّروز " تاريخها عقائدها للدكتور محمد كامل حسين (كليّة الآداب جامعة القاهرة) في الصفحة 126 قال:
هذا الكلام من الدكتور المذكور كله مغالطات وجهل واتباع للهوى، ولا يحسن نقل كل ما هب ودب أثناء مناقشة موضوعات مهمة إلا إن كان هذا النقل للتعقيب عليه أو مناقشته بما لا يترك شبهة.
وهذا تعريف مختصر بالدروز، مع أهمية عدم الخلط بين حكم الأمير شكيب وبين طائفة الدروز، فكل ما يقال عن الأمير شكيب من كلام حسن أو دفاع عن الإسلام فلما قيل من تركه الدرزية، وأما الكلام على طائفة الدروز فهي خارجة عن الإسلام ولها دين آخر كالبهائية وغيرها من الفرق الضالة، والله أعلم.
وهذا مبحث مهم لشيخي الفاضل الدكتور غالب العواجي حفظه الله ووفقه في كتابه القيم عن الفرق:
الباب السابع
الدروز
الفصل الأول
تمهيد: في بيان خطر هذه الفرقة
هذه الطائفة هي إحدى فرق الباطنية الإسماعيلية العبيدية (1) الغلاة الذين ألهوا الحاكم بأمر الله، وجحدوا كل ما أخبر الله به؛ من يوم القيامة والثواب والعقاب، وقالوا بالتناسخ الذي يسمونه التقمص مخالفة للنصيرية، ظهرت في بداية القرن الخامس الهجري في مصر (2)، ولقد حذر علماء المسلمين من هذه الطائفة أشد تحذير.
يقول عنهم العلامة السفاريني وعن كتبهم ووجوب إتلافها هي وجميع كتب أهل الكفر: ((وكتب أهل الكفر لا سيما كتب الدروز عليهم لعنة الله، فقد نظرت في بعضها فرأيت العجب العجاب، فلا يهود ولا نصارى ولا مجوس مثلهم؛ بل هم أشد من علمنا كفراً لإسقاطهم الأحكام وإنكارهم القيامة وزعمهم أن الحاكم العبيدي الخبيث رب الأنام)) (3).
وهم يتكتمون على عقائدهم أشد التكتم، ولهذا خفي أمرهم على كثير من علماء الفرق والتاريخ، وهم لا يسمحون لأحد أن يدخل في مذهبهم ولا يعترفون بخروج أحد منه، ولهم في هذا فلسفة يبررون بها موقفهم قائمة على مفهوم التناسخ الذي يسمونه التقمص، ومن الجدير بالذكر أن بينهم وبين النصيرية اتفاقاً في كثير من الآراء الاعتقادية، واختلافاً أيضاً في بعضها، وبينهم عداوة شديدة بسبب تأليه النصيرية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وعدم تأليههم للحاكم بأمره، وكراهية النصيرية لهم لتأليههم الحاكم دون علي رضي الله عنه. {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}.
والدروز في إسرائيل من أخلص الناس لليهود، وتعاملهم إسرائيل أيضاً بالمثل لمعرفتهم بعمالتهم التامة لهم (4).
ولإسرائيل مشاريع كثيرة في قراهم وفي مدنهم- حسبما سمعته من إذاعة إسرائيل باللغة العربية في هذه السنة 1407هـ –وقد سلمتهم السلاح وألَّفت منهم دوريات على حدودها مع لبنان لثقتهم بهم.
غير أن محمد علي الزعبي بالغ كثيراً في الثناء على الدروز وعلى تمسكهم بالإسلام وتعاليمه كلها تمسكاً صحيحاً، وذكر أن الدروز يتمنون أن لو أتيحت لهم الفرصة للانقضاض على إسرائيل وسحقها وإعادة الوجه الإسلامي لفلسطين (5) ... إلى آخر مدحه لهم.
ومن هنا قال أحمد الفوزان في رده عليه: ((وكأني به لم يسمع أبداً عن الدروز العاملين في الجيش الصهيوني وعن بلائهم الذي كان على العرب شر بلاء وكانوا للعرب شر أعداء)) (6).
============================================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/124)
(1) نسبة إلي عبيدالله بن ميمون القداح الذي أسس الدولة العبيدية في المغرب سنة 296 هـ، ثم امتد نفوذهم إلى مصر وصارت القاهرة عاصمة لهم.
(2) أضواء على العقيدة الذرزية. ص 5.
(3) غذاء الألباب شرح منظومة الآداب 1/ 252.
(4) انظر: عقيدة الدروز ص 251.
(5) انظر كتاب عقيدة الدروز ص 134.
(6) انظر: كتاب أضواء على العقيدة الدروزية ص 79.
........................... إلى أن قال حفظه الله:"
الفصل العاشر
أهم عقائد الدروز
للدروز عقائد كثيرة وخرافات عديدة ملفقة من عدة ديانات وأساطير، وقد ذكر الدكتور محمد أحمد الخطيب أنه عثر على مخطوطة للدروز بعنوان ((رسالة في معرفة سر ديانة الدروز)). ويرى من وجهة نظره أنها كتبت في فترة ليست بالطويلة مستنداً إلى ما يبدو عليها من اللهجة اللبنانية، وهي 43 سؤال وجواب نأخذ على سبيل المثال منها الأسئلة الآتية:
س: أدرزي أنت؟
ج: نعم بنعمة مولانا الحاكم سبحانه.
س: لماذا إنكار كتب سوى القرآن؟
ج: اعلم أنه من حيث لزمنا الاستتار بدين الإسلام (55) وجب علينا الإقرار بكتاب محمد.
س: ما هو دين التوحيد الذي عليه الدروز والعقال مستدلون؟
ج: هو الكفر بكل الملل والطوائف.
س: فإذا عرف أحد دين مولانا وصدق به وانقاد إلى دين التوحيد وعمل بحسبه فهل له خلاص؟
ج: كلا، لأنه غلق الباب وثم الكلام، وإذا مات يرجع إلى ملته ودينه القديم. وهذا هو السر في أن الدروز لا يريدون أحداً يدخل في دينهم ولا يعترفون بأحد يخرج منه.
س: كيف نعرف أخانا الموحد إذا رأيناه في الطريق ومرَّ بنا يقول: إنه فينا؟
ج: بعد اجتماعنا فيه والسلام نقول له: في بلدكم فلاحون يزرعون الإهليلج؟ فإن قال: نعم، مزروع في قلوب المؤمنين فتسأله عن معرفة الحدود، فإن أجاب وإلا فهو الغريب.
س: ما هي الحدود؟
ج: هم أنبياء الحاكم الخمسة: حمزة، وإسماعيل، ومحمد الكلمة، وأبو الخير، وبهاء الدين
س: وكيف ترجع النفوس إلى أجسادها؟
ج: كلما مات إنسان ولد آخر والدنيا هكذا.
إلى آخر الأسئلة التي تبين معتقداتهم، والتي تمثل الأمور الآتية الهامة:
1 - ألوهية الحاكم:
حيث أسبغ الدروز –كما قرره زعيمهم حمزة بن علي ومن اشترك معه في تثبيت هذه الجريمة –على شخصية الحاكم أوصافاً لا تكون إلا لله عز وجل، مدَّعين أن الحاكم له حقيقة لاهوتية وظهر بناسوته ليقيم الحجة على عباده، وأن أفعاله المتناقضة له فيها حكمة.
مع أن الدروز كغيرهم من فرق الضلال، أحياناً يتظاهرون أمام خصومهم بالموافقة لهم ويتواصون بكتمان تأليه الحاكم عندما لا يقدرون على إظهار ذلك –كما تقدم- وللداخل في هذا المذهب عهد لابد أن يقوله ويردده.
وفيه التصريح ببيع الشخص الداخل نفسه للحاكم، وأن يخلص في عبادته وأن يتبرأ من جميع الأديان غير هذا الدين –الدرزي- وأول العهد يقول: ((آمنت بالله ربي الحاكم العلي الأعلى رب المشرقين ورب المغربين (56) إلخ)).
ولهم تأويلات للقرآن تدل على مدى حقدهم على الإسلام ونبيه، وتدل كذلك على ضحالة وتفاهة عقولهم وأفهامهم مما لا نرى التطويل بذكره.
ورسائل حمزة كثيرة يثبت فيها ألوهية الحاكم أخذ جميع صفات الله عز وجل وأحكامه وما يليق به وما لا يليق به وجعلها للحاكم، وادعى أن الشرك معناه عدم توحيد الحاكم.
جاء في ((رسالة السيرة المستقيمة)) وهي من الكتب المقدسة عند الدروز قوله: ((والآن فقد دارت الأدوار وبطل ما كان في جميع الأمصار، ولم يبق من نار الشريعة الشركية غير لهيبها والشرار، وسوف يخمد حرها ويضمحل العوار، فقد بدأت ظهور نقطة البيكار؛ (أي ظهور حمزة بن علي) بتوحيد مولانا البار الملك الجبار العزيز الغفار المعز القهار، الحاكم الأحد الفرد الصمد المنزه عن الصاحبة والولد، فلمولانا الحمد والشكر على ظهور نور الأنوار وخروج ما كان مدفوناً تحت الجدار؛ فقد أنعم علينا وعليكم بمباشرته في البشرية، وظهوره لكم في الصورة المرئية كيما تدركون بعض ناسوته الإنسية)) (57).
وقد علل حمزة لسبب تسمية الحاكم بالإمام أو الخليفة بقوله:
((ولو كان في العالمين شيء أفضل من الإمامة لكان المولى جل ذكره في ظاهر الأمر تسمى به. فلما لم يظهر في الناسوت إلا باسم الإمامة علمنا أنه أجل أسماء المولى جلت قدرته)) (58).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/125)
ومن عقائد الدروز أن الحاكم يتشكل في كل عصر ودور بصور أناس من أجل مصلحة الناس ومراعاة لحالهم، وليس المشاهير في تلك العصور أناس غير الحاكم؛ بل هم الحاكم تصور بصور واتخذ له تلك الأسماء الإنسية ليتعرف خلقه إليه تفضلاً ورحمة منه على عباده (59).
ولقد ذكر الدكتور محمد كامل حسين كثيراً من أقوالهم في إثباتهم ألوهية الحاكم من كتبهم –مطبوعة ومخطوطة- رغم تحرزهم على إخفائها عن أعين الناس، ومن تلك النصوص:
1 - جاء في رسالة البلاغ والنهاية في التوحيد: ((ومولانا سبحانه معل علة العلل جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه، ليس له شبه في الجسمانيين، ولا ضد في الجرمانيين، ولا كفء في الروحانيين، ولا نظير في النفسانيين، ولا مقام له في النورانيين)) (60).
2 - وفي رسالة سبب الأسباب لحمزة الزوزني: ((فقولي: توكلت على مولانا جل ذكره أردت به لاهوت مولانا الذي لا يدرك بوهم ولا يدخل في الخواطر والفهم، ما من العالمين أحد إلا هو معهم وهم لا يبصرون، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو جل ذكره أعظم من أن يوصف أو يدرك، ومن اتكل عليه فهو يكفيه جميع مهماته)) (61).
ونصوص أخرى كثيرة كلها تدور حول وصف الحاكم بكل صفات الله تعالى لأنهم يعتبرونه ((رب العالمين)) تصور في صورة الحاكم في دوره الجديد تأنيساً لخلقه؛ حيث ظهر في الصورة البشرية ليجدد الناس العهد به ولولا ذلك لكان الناس يعبدون العدم كما يرى هؤلاء الكفرة.
وفي رسالة الغيبة: ((أظهر لنا ناسوت صورته تأنيساً للصور فحار فيها الفكر حين فكر، وعجزت العقول عن إدراك أفعالها واعترفت بالعجز والتقصير في معلومها فبتقدير أحكامه منّ على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم)) (62).
ولا يقصر الدروز الألوهية على الحاكم فقط؛ بل أطلقوها على كثير من آبائه ومن كبار رؤسائهم على مقتضى اعتقادهم أن الله يظهر للناس بين فترة وأخرى في صور بشرية، ولا ضرورة لذكر أولئك الأشخاص الذين يعتبرونهم ظهوراً إلهياً في أوقات وجودهم، وليس أمامنا تجاه هذه الآراء الإلحادية والتي تفتقر أيضاً إلى العقل إلا أن نقول: ? رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ? (63).
2 - القول بالتناسخ:
يعتقد الدروز بالتناسخ أو التقمص كما يسمونه، ومعناه عندهم: انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر. والجسم قميص للروح التي لا تموت أبداً بل تتقمص أجساماً أخرى في كل نقلة، فنفس الموحد تنتقل إلى موحد ونفس المشرك إلى مشرك، ومن هنا زعموا أن عدد سكان العالم غير قابل للزيادة ولا النقصان منذ بدء الخليقة، ويبقى على هذه الحال إلى الأبد فهم لا يزيدون ولا ينقصون وكل من مات انتقلت روحه إلى جسد جديد دائماً (64).
ومفهوم التناسخ عند الدروز يختلف عن مفهومه عند الآخرين من القائلين بالتناسخ كالنصيرية مثلاً.
فالدروز يقصرون التناسخ بين الأجسام البشرية فقط، بينما هو عند النصيرية لا ينحصر فقط بين البشر، بل وقد يكون أحياناً بينهم وبين البهائم، حيث تنتقل الأرواح فتحل في أي جسم، جسم بهيمة أو غيرها.
والدروز يكرهون لفظ التناسخ ويستبدلونه بلفظ التقمص.
ويعود السبب في قصر الدروز التناسخ في الأجسام البشرية لما يأتي:
1 - قالوا: إن انتقال النفس إلى جسم حيوان غير بشري ظلم لها لعدم تعلق الثواب والعقاب على غير النفس العاقلة.
2 - أن وقوع العقاب على النفس لا يصح إلا بعد مرورها في أجسام بشرية على مدى دهر طويل، بحيث يمنحها الدهر الطويل فرصة الاكتساب والتطور والامتحان والتبدل، لكي تحاسب حساباً عادلاً على مجموع ما اكتسبت.
وحقيقة العذاب عند الدروز معناه أن الإنسان يعذب بنقله من درجة عالية إلى درجة دونها، ثم يستمر في هذا الهبوط إلى أقل الدرجات ويعذب في كل دور بأنواع العذاب التي هي عذاب الضمير وعذاب الندم على ما فات، لأنها لم تنتفع من أدوارها الماضية.
ومن خرافاتهم أنهم يشبهون الروح بسائل يحتاج إلى إناء يضبطه، فإذا كسر فلابد من تلقي السائل في إناء غيره لئلا يضيع، وعلى هذا فإن روح أحدهم إذا فارقت الجسم انتقلت فوراً إلى جسم آخر تحفظ فيه. وفي نقلتها الجديدة ترجع على نفس المذهب الذي كانت عليه أياً كان المذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/126)
ومن هنا تعرف السر في عدم قبول الدروز لغيرهم أن يدخلوا في مذهبهم، وعدم اعترافهم بأحد منهم يخرج عنه حتى ولو تركه وهو حي طائعاً مختاراً؛ لأن روحه في نقلتها أو تقمصها الجديد ستعود على نفس المذهب الدرزي فلا فائدة إذاً من دخول الآخرين في مذهبهم؛ لأن أرواحهم سترجع إلى مذاهبهم القديمة ثانية إذا ماتوا.
ومما لا يجهله أي مسلم أن عقيدة التناسخ عقيدة بدائية وثنية تتعارض مع كل الأديان التي أنزلها الله تعالى؛ إذ كلها تقرر أن الإنسان إذا مات انتقلت روحه إلى خالقها سواء كانت منعمة أو معذبة، ولها اتصال بالجسد في صورة لا يعلمها إلا الله، إلى أن يأتي يوم القيامة وتعود الأرواح إلى أجسادها للحساب، ثم للمصير النهائي إما الجنة أو النار.
3 - إنكار القيامة:
لا يؤمن الدروز بيوم القيامة فلا حساب ولا جزاء ولا ثواب ولا عقاب في الحياة الآخرة، وإنما يتم ذلك كله في الدنيا عن طريق التقمص وما تلاقيه الروح في تقمصها من النعيم أو العقاب، إلا أنهم ينتظرون يوماً يجيء الحاكم في صورة ناسوتية مرة أخرى، ويدين له كل أهل الأديان بالتوحيد والطاعة كما يزعمون، يخرج من بلاد مصر –كما يرى حمزة- أو من بلاد الصين من سد الصين العظيم، وحوله قوم يأجوج ومأجوج القوم الكرام أو المؤمنين بالحاكم كما يسمونهم.
ويتضح حقد هؤلاء على الإسلام والمسلمين في زعمهم أن الحاكم إذا جاء يأتي إلى الكعبة ويهدمها ويفتك بالمسلمين والنصارى في جميع الأرض حيث يحاسبهم حمزة حساباً شديداً (65).
وأما متى يكون هذا اليوم فيذكر محمد كامل حسين أنه لم تحدد كتب الدروز ذلك، ولكنها تذكر أنه سيكون في شهر جمادى أو رجب ويسبق مجيئه علامات منها:
1 - عندما يرى الملوك يملكون حسب مآربهم وأهوائهم الشخصية ولا يعدلون بين الرعية.
2 - عندما يتسلط اليهود والنصارى على البلاد.
3 - وعندما يستسلم الناس إلى الآثام والفساد ويأخذون بالآراء الفاسدة.
4 - وعندما يتملك شخص من ذرية الإمامة ويعمل ضد شعبه وأمته ويضع نفسه تحت سلطان المخادعين.
5 - ثم ظهور ملك آخر في مصر يحارب المصريين ويحاربونه.
6 - ويأتي المسيخ الدجال في صورة رومي يجتمع الروم حوله ويخرب حلب.
7 - ثم يظهر المسيح بن يوسف في أرض مصر (66).
ويملك اليهود بيت المقدس ثم ينتقمون من سكان القدس وعكا، ثم يقوم المسيح بن يوسف، ثم يطرد اليهود من بيت المقدس، إلى غير ذلك من العلامات المزعومة (67)، ولهذا فهم يفرحون باستيلاء اليهود على بيت المقدس وبتسلط النصارى على المسلمين بل وظهور الفواحش كلها ليظهر ربهم الحاكم ويكون المجازي للعباد في هذا اليوم هو حمزة يأخذ مال المخالفين ويعطيه لأتباعه الموحدين (68).
ومن الطرائف المضحكة أن أحد مشائخ الدروز ويسمى داود أبو شقراء أعلن أن يوم القيامة سيكون في 16 آب عام 1952م؛ معتمداً في ذلك على حساب الحروف والجمل، وبالفعل فقد اقتنع بذلك بعض شيوخ لبنان وحوران وشاع الخبر؛ وجاء الوقت وظهر افتراء الكذابين ولم يحصل ما توقعوه (69).
وحساب الجمل والحروف والمنامات وما يقع فيها من إخبار بيوم القيامة، وما يزعمه بعض الناس من مشاهدة الدابة ومخاطبتها له (70)، وغير ذلك من أخبار القيامة –كلها تلفيقات وهي مطايا الكذابين.
4 - عداوتهم للأنبياء:
يحقد الدروز على الأنبياء حقداً شديداً وينكرون فضائلهم، بل ونسبوهم إلى الجهل، لأنهم يدعون الناس بزعمهم إلى توحيد المعدوم –تعالى الله عن قولهم- وما عرفوا المولى الموجود –أي الحاكم بأمر الله-.
وقد أوجب داعيتهم الأول حمزة محاربة دعوة الأنبياء، وأوجب البراءة من جميع أديانهم، ويحقدون على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كثيراً لأنه أوجب الجهاد، بينما إلههم الحاكم قد أبطله، وسبوا الصحابة وخصوصاً من أطفأ نار المجوسية منهم كأبي بكر، وعمر، وغيرهما من خيار الصحابة.
والدروز لا يؤمنون بالكيفية التي أخبر الله بها عن بدء الخلق، فأنكروا أن يكون آدم هو أبو البشر وحواء أمهم مدعين أن آدم وحواء من نسل بشر أيضاً لا أن آدم مخلوق من تراب؛ إذ التراب لا يخلق منه إلا العقارب والحيات والخنافس ولم يستندوا في هذا الافتراء والهوس إلا إلى عقولهم وأفهامهم السقيمة (71).
5 - إنكارهم التكاليف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/127)
لا يؤمن الدروز بوجوب القيام بتلك التكاليف التي جاء بها الشرع في القرآن الكريم وفي السنة النبوية. وقد جعلوا للمكلف طريقة يستطيع أن يتخلص بها من كل تكليف أو عمل، وهي ما بيّنها عنهم الدكتور محمد كامل حسين بقوله:
((واتخذوا لهم فرائض أطلقوا عليها الفرائض التوحيدية وهي معرفة الباري (72) وتنزيهه عن جميع الصفات والأسماء ... ثم معرفة الإمام قائم الزمان وهو حمزة بن علي بن أحمد وتمييزه عن سائر الحدود (73) ووجوب طاعته طاعة تامة، ثم معرفة الحدود بأسمائهم وألقابهم ومراتبهم ووجوب طاعتهم. فإذا اعترف الإنسان بهذه الفرائض التوحيدية الثلاثة أصبح موحداً، وليس عليه أن يقوم بتكاليف أي فريضة من الفرائض)) (74).
إلى أن يقول بعد ذكره شريعتهم التي نقضوا بها التكاليف (75): ((ومعنى هذا أن شريعة الدروز تتلخص في إسقاط الفرائض الدينية التكليفية وعدم إقامة الفرائض الدينية الإسلامية)) (76).
ويذكر أحمد الفوزان السبب في هذا المسلك للدروز فقال: ((ويعتقدون أيضاً أنهم موجودون منذ الأزل، واعتنقوا كثيراً من الديانات على مر الدهور كان آخرها الإسلام، ثم تحولوا عنه إلى دين مستقل هو الدين الدرزي الذي يجدده الأقطاب من زمن إلى زمن)) (77).
ومن هنا فإن الدروز أخذوا في الدعوة إلى إسقاط التكاليف بتأويلاتهم الباطنية التي يستندون فيها إلى القرآن الكريم أكثر من كل الفرق، وهم لا يؤمنون به، فالصلاة والصوم والحج والجهاد لها معان عندهم غير المعاني التي فهمها المسلمون وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم، وغير التي فهمها الإسماعيليون أيضاً، لأن حمزة الزوزني أراد أن يأتي بشريعة جديدة تبطل كل ما قبلها من الشرائع، سواء كانت عقيدة الباطنية أو غيرها من العقائد والتي في أولها الإسلام، ولهذا فقد أوَّل النصوص على هواه مجانباً المفاهيم الإسلامية والباطنية أيضاً في كتابه النقض الخفي (78).
فالصلاة: معناها صلة قلوب الدروز بعبادة الحاكم على يد خمسة حدود هم أنبياء الحاكم الخمسة: حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء الدين علي بن أحمد السموقي، وهؤلاء هم أشهر دعاة الدروز، ومعرفة هؤلاء وحبهم هي الصلاة عند الدروز.
أما الصلاة المعروفة عند المسلمين فقد أبطلها حمزة، ومن هنا فإنهم لا يؤدونها بل وتظاهروا في هذا الزمن –كما يذكر عنهم العارفون بهم- بحرب إقامة المساجد ومنعوها ومنعوا المسلمين الموجودين بينهم من بنائها، وأقاموا عوضاً عنها الخلوات التي يجتمعون فيها لإقامة طقوسهم.
وهذا المفهوم للصلاة عند الدروز يخالف أيضاً مفهومها عند الباطنية الذين يزعمون أن معناها الدعاء إلى الإمام ومعرفة الأئمة (79).
والزكاة معناها عبادة الحاكم وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه قبل معرفة الحاكم في ظهوره الجديد. يقول عنهم محمد كامل حسين: ((الزكاة الحقيقية هي توحيد المولى وترك ما كان عليه الناس قديماً)) (80)؛ أي من الأديان بما فيها الإسلام.
بينما الزكاة عند الباطنية معناها أخذ العلم عن الأئمة (81).
والصوم معناه صيانة قلوبهم – التي هي من أردأ القلوب - بتوحيد مولاهم الحاكم، وقد ذكر محمد حسين أن الدروز يصومون في أيام خاصة وهي التسعة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة (82).
بينما الصوم عند الباطنية معناه كتمان أسرار الأئمة (83).
والحج معناه توحيد الحاكم لا المجيء إلى مكة والطواف والسعي والرمي والوقوف بعرفة إلى آخر مشاعر الحج.
بينما هو عند الباطنية طلب العلم والمجيء إلى مشائخهم (84)،ولهم كلام في غاية الفحش والاستهزاء بهذه المشاعر التي فرض الله تعظيمها.
والجهاد: معناه السعي والاجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفته وعدم الإشراك به لا الجهاد الذي فرضه الله؛ لأن الحاكم أبطله في الشرع الجديد.
بينما الجهاد عند النصيرية الباطنية كما يذكر سليمان الأضني نوعان:
أولهما: الشتائم على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة، وعلى جميع الطوائف المعتقدين بأن علي بن أبي طالب أو الأنبياء أكلوا وشربوا وتزوجوا وولدوا من نساء؛ لأن النصيرية يعتقدون بأنهم نزلوا من السماء بدون أجسام، وأن الأجسام التي كانوا فيها إنما هي أشباه وليست هي بالحقيقة أجسام.
والنوع الثاني من الجهاد: إخفاء مذهبهم من غيرهم، ولا يظهرونه ولو أصبحوا في أعظم الخطر وهو خطر الموت (85).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/128)
وهكذا فإنهم أرادوا بهذه الأفكار محاربة الإسلام والقضاء عليه بأي وسيلة يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم الخبيثة وعودة الناس إلى المجوسية وهم ألد أعداء الإسلام والمسلمين قديماً وحديثاً.
الفصل الحادي عشر
الدروز في العصر الحاضر
كمال جنبلاط ودوره في تثبيت عقيدة الدروز
هذا الشخص من كبار الدروز، ومن أشد المتعصبين لمذهبه الدرزي، وقد أقدم على جريمة كبيرة في هذا العصر؛ حيث بدأ هو وشخص آخر اسمه عاطف العجمي بتأليف كلام يحاكيان به القرآن الكريم، زاعمين أنه كلام مقدس تحت اسم المصحف المنفرد بذاته، أو مصحف الدروز مملوء من شتى الأفكار ومن شتى السور من القرآن الكريم.
ومن حِكَمِ الهند –التي يميل إليها كمال جنبلاط كثيراً، بل هي قبلة حجهم إلى وقتنا الحاضر- ومن كلام زعمائهم، فأصبح خليطاً فاسداً يدور كله حول تأليه الحاكم، والثبات على العقيدة الدرزية، ومع أنه هذا المصحف –كما يسمونه – قد نسب إلى حمزة بن علي إلا أن الدكتور الخطيب يرى أنه من صنع كمال جنبلاط بدليل ما جاء فيه من ألفاظ وأسلوب عصري.
وقد أنكر جنبلاط في مصحفه هذا القرآن الكريم، واعتبره فرية، وشنع على الذين يلتزمون به. وقد نقل الدكتور الخطيب عن هذا المصحف –الذي لا يوجد إلا عند الدروز وقد تيسر له الاطلاع عليه –فنقل عنه هذه النصوص:
((لقد ضل الذين جحدوا الحكمة (86) واتبعوا فرية صحف اكتتبوها فهي قبلة آبائهم يتلونها بكرة وعشياً (87)، وقالوا: هذا من عند الله المعبود (88). وقال الذين كفروا منكم: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وعليه وجدنا آباءنا، قل لو كنتم على الهدى لآمنتم به، ولكنكم لا تعلمون غير ما تهواه أنفسكم وأنتم تجهلون، نحن أعلم بما في أيديكم ونحن المنزلون، لقد ضل هؤلاء الذين يريدون أن يحكموا بالقرآن ويتخذوه سبيلاً ثم به يكفرون بعد أن تبين الحق، قل: أليس الحق أحق أن يتبع (89))).
ويقسم هذا المصحف إلى أربعة وأربعين عرفاً ويقع في 269مائتين وتسع وستين صفحة، ويقول كاتبه في مقدمته: ((جرى تقسيم هذا المصحف المكرم وفق المواضيع لتسهيل الاطلاع عليه، ووضع لكل فصل تسمية تنطبق مع ما ورد فيه من معان، ولقد اخترنا اسم العرف تناسباً مع ما يطلق على أبناء التوحيد: كنيتم بالأعراف ووصفتم بالأشراف)) (90).
جاء في عرف الأمر والتقديم من هذا المصحف قوله: ((أنتم وما تعبدون مكبكبون على وجوهكم يوم ينادي منادي مولاكم الحاكم من مكان بعيد: هذا يومكم الذي فيه توعدون تتلوها أيام العذاب أنكم لخالدون ولات محيص .. إلى أن يقول: وإلا فقولوا لي أيها الضالون المعاندون فهل جاء لكم رب غيره مع جنوده، أروني إن كنتم صادقين)) (91).
وفي هذا المصحف ألفاظ كتبت بالعربية وهي غير معروفة يرونها من الأسرار التي لا يبوحون بها لأحد، ومن أمثلتها ((يود يلووهكا طران كنان وهقويكان سهى وهطمكل واطغظلوا أو هكز كان بطكه وعد ودلولذ وسلر)) (92).
وقد ذكر الدكتور الخطيب (93) أمثلة كثيرة من ما جاء في هذا المصحف الذي يدور حول تثبيت ألوهية الحاكم والابتعاد عن كل الشرائع وعلى رأسها الإسلام الذي يتظاهرون به أمام الناس وهم ألد أعدائه.
وقد ظن هذا الملحد أنه بمحاكاته للقرآن الكريم في أسلوبه جاء بشيء ينفع إلهه الحاكم الذي تكلم هو على لسانه بهذا الغثاء الذي يتمنى أن يهدم به الإسلام الذي أكل الحقد عليه قلوبهم وملأوا بالتشنيع عليه كتبهم ومقالاتهم، ولكنهم كانوا كما قال أحد الشعراء:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
* * * * * * * * * * * * * * * * **
الفصل الثاني عشر
الفرق بين النصيرية والدروز
يتفق النصيريون والدروز في أمور ويختلفون في أمور أخرى، وبين الطائفتين عداوة شديدة لتباين أفكارهم حول دعوى الألوهية لزعمائهم الذين ينتسبون إليهم، وقد اتضح من خلال دراستنا للطائفتين فيما سبق الأمور الآتية:
1 - أن عقيدة الطائفتين باطنية – من الغلاة.
2 - أنهم لا يطلعون أحداً على أسرار مذهبهم وكتبهم السرية.
3 - لا يعترف الدروز لأحد بالدخول في مذهبهم أو الخروج عنه.
4 - لا يأخذون بظواهر الألفاظ وإنما يؤولونها.
5 - كلهم يقولون بالتناسخ ويختلفون في التسمية، فالنصيريون يسمونه ((تناسخ))، والدروز يسمونه ((تقمص))، والنصيرية يعممونه في كل شيء بينما الدروز يحصرونه بين البشر فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/129)
6 - عند النصيرية التناسخ يشمل المسخ (94) والنسخ (95) والفسخ (96) والرسخ (97).
7 - الجسد البشري في عقيدة الدروز ثوب أو قميص للروح تتقمص به الروح عند الولادة وتنتقل منه بالموت فوراً إلى جسد مولود إنساني آخر.
8 - الجنة عند الدروز معرفة الدعوة الهادية- أي الدعوة الدرزية- والجحيم هو الكفر بها. والنصيريون يقولون بأن الجنة معرفة ألوهية علي بن أبي طالب، والجحيم هو الكفر بها أو الجهل بها.
9 - يتفقون جميعاً في اعتبار الحج ظاهرة وثنية وأنه كفر وعبادة أصنام.
10 - كل هذه الطوائف تتفق في التشديد على التقية والسرية التامة.
11 - الشرك عند الدروز عدم الاعتراف بإفراد ألوهية الحاكم. وعند النصيرية عدم الاعتراف بإفراد ألوهية علي رضي الله عنه.
12 - يزعم الدروز أن الناس خلقوا دفعة واحدة، فهم لا يزيدون ولا ينقصون، كلما مات إنسان تحولت روحه إلى جسم جديد وهكذا.
ومن الجدير بالذكر أن النصيرية انشقت عن الشيعة الاثني عشرية، والدروز انشقوا عن الإسماعيلية. والنصيرية أقدم من الدروز في الظهور، وكل طائفة حاولت الابتعاد عن أصلها رغم وضوح تأثرهم في كثير من أفكارهم بأصولهم الشيعية أو الإسماعيلية إلى غير ذلك من وجوه الاتفاق والافتراق بينهم، وكل أفكار الجميع تنضح مجوسية ووثنية تستر أصحابها بالتشيع لأهل البيت وبالإسلام؛ لتحقيق ما يهدفون إليه من إعادة كلمة المجوسية وإظهار قوتها من جديد، وهم ألد أعداء أهل البيت وألد أعداء الإسلام والمسلمين. والله متم نوره ولو كره الكافرون.
* * * * * * * * * * * * * * * * **
مراجع فرقة الباطنية
أ-مراجع الباطنية عموماً:
1 - فضائح الباطنية: للغزالي.
2 - الحركات الباطنية في العالم الإسلامي: للدكتور الخطيب.
3 - أسرار الباطنية والفرق الخفية: محمد عثمان الخشت.
4 - الباطنيون والحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي: للجبهان.
5 - كشف أسرار الباطنية: لأبي الفضائل الحمادي.
6 - أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية: لبرنارد لويس.
7 - الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام: يحي بن حمزة العلوي.
8 - الإسلام في مواجهة الباطنية: أبو الهيثم.
9 - أعلام الإسماعيلية: مصطفى غالب.
10 - الإسماعيلية تاريخ وعقائد: إحسان إلهي.
11 - بيان مذهب الباطنية وبطلانه: الديلمي.
12 - القرامطة: محمود شاكر.
13 - الإمامة في الاسلام: عارف تامر.
ب-مراجع فرقة النصيرية:
1 - طائفة النصيرية تاريخها وعقائدها: د. سليمان الحلبي.
2 - الهفت الشريف تحقيق د. مصطفى غالب.
3 - سقوط الجولان: خليل مصطفى.
4 - الجيل التالي: محمد حسين.
5 - العلويون أو النصيريون: عبد الحسين مهدي العسكري.
جـ-مراجع فرقة الدروز:
1 - المراجع السابقة.
2 - الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة: شيبة الحمد.
3 - عقيدة الدروز: محمد أحمد الخطيب.
4 - التآلف بين الفرق الإسلامية: محمد حمزة.
5 - أضواء على العقيدة الدرزية: أحمد الفوزان.
6 - الدروز: محمد الزعبي.
7 - طائفة الدروز: محمد كامل حسين.
ولا يكاد كتاب فيه بحث عن الفرق يخلو من ذكر هذه الفرق الباطنية.
والكتاب مهم وموثق حري بطلبة العلم الاطلاع عليه ودراسته، ولأهميته فقد كان مقررا علينا في الجامعة الإسلامية وشرحه لنا فضيلة الشيخ غالب وفقه الله لكل خير.(58/130)
إذا سُب الرسول فانتظر النصر المأمول (د. السيد العربي)
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:17 ص]ـ
إذا سُب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فانتظر النصر المأمول
قال تعالى {إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذاباً مهينا ًً}
أولا لقد أعلى الله شأن نبيه صلى الله عليه وسلم دينا ودنيا:
فقال تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين و كان الله بكل شيء عليما} (40) الأحزاب.
و قال تعالى: {محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما} (29) الفتح.
قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير} (285) البقرة.
قال تعالى: {إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما} (56) الأحزاب.
وقال تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤمنين} (68) آل عمران.
قال تعالى: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا} (45) الأحزاب.
قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} (128) التوبة
قال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين} (64) الأنفال.
قال تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم .... } (6) الأحزاب
وكرمه أعلى التكريم وأرفعه صلى الله عليه وسلم:
فقال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} (1) الإسراء.
قال تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا} (1) الكهف.
قال تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} (1) الفرقان.
قال تعالى: {هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور و إن الله بكم لرءوف رحيم} (9) الحديد.
وأمر باتباعه وطاعته والإيمان به صلى الله عليه وسلم:
فقال تعالى: {فآمنوا بالله و رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله و كلماته و اتّبعوه لعلكم تهتدون} (158) الأعراف.
قال تعالى: {و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و احذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين} (92) المائدة.
قال تعالى: {قل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل و عليكم ما حملتم و إن تطيعوه تَهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين} (54) النور.
قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و اتقوا الله إن الله شديد العقاب} (7) الحشر
قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا} (21) الأحزاب
وأمر المؤمنين بعظيم الأدب معه صلى الله عليه وسلم:
فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون} (2) الحجرات.
قال تعالى: {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة و أجر عظيم} (3) الحجرات.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه و لكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا و لا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق .... } (53) الأحزاب.
قال تعالى: {و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} (53) الأحزاب.
وحذر تحذيرا شديدا من إيذائه ولو بأقل القليل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/131)
فقال تعالى: {و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين و رحمة للذين آمنوا منكم و الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} (61) التوبة.
قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتّبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا} (115) النساء.
قال تعالى: {إن الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله و شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا و سيحبط أعمالهم} (32) محمد.
ولكن السنة الكونية أن هناك أعداء له صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} (112) الأنعام.
قال تعالى: {و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين و كفى بربك هاديا و نصيرا} (31) الفرقان.
ثانيا: حكم السب ومناطه:
قال ابن تيمية في الصارم المسلول ج: 3 ص: 978 ... وما بعدها:
قال القاضي عياض " جميع من سب النبي أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشئ على طريق السب له والإزراء عليه أو البغض منه والعيب له فهو ساب له و الحكم فيه حكم الساب يقتل ولا نستثن فصلا من فصول هذا الباب عن هذا المقصد ولا نمتر فيه تصريحا كان أو تلويحا وكذلك من لعنه أو تمنى مضرة له أو دعا عليه أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عيبه في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزورا أو عيره بشئ مما يجري من البلاء والمحنة عليه أو غمضه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه قال هذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن أصحابه وهلم جرا. .
وقال ابن القاسم عن مالك من سب النبي قتل ولم يستتب قال ابن القاسم أو شتمه أو عابه أو تنقصه فانه يقتل كالزنديق وقد فرض الله توقيره وبره , وكذلك قال مالك في رواية المدنيين عنه من سب رسول الله أو شتمه أو عابه أو تنقصه قتل مسلما كان أو كافرا ولا يستتاب, وروى ابن وهب عن مالك من قال إن رداء النبي ويروى إزاره وسخ وأراد به عيبه قتل , وذكر بعض المالكية إجماع العلماء على أن من دعا على نبي من الأنبياء بالويل أو بشيء من المكروه انه يقتل بلا استتابة.
وذكر القاضي عياض أجوبة جماعة من فقهاء المالكية المشاهير بالقتل بلا استتابة في قضايا متعددة أفتى في كل قضية بعضهم منها رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية فقال تريدون تعرفون صفته هي صفة هذا المار في خلقته ولحيته , ومنها رجل قال النبي كان اسود , ومنها رجل قيل له لا وحق رسول الله فقال فعل الله برسول الله كذا قيل له ما تقول يا عدوا الله فقال اشد من كلامه الأول ثم قال إنما أردت برسول الله العقرب قالوا لا يقبل لأن إدعاءه للتأويل في لفظ صراح لا يقبل لأنه امتهان وهو غير معزر لرسول الله ولا موقر له فوجبت إباحة دمه , ومنها من قال إن سألت أو جهلت فقد سأل النبي وجهل , ومنها متفقه كان يستخف بالنبي ويسميه في أثناء مناظرته اليتيم ويزعم أن زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات لأكلها وأشباه هذا.
قال عياض فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا وتنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ومتأخرهم وان اختلفوا في حكم قتله.
وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه فيمن تنقصه أو برئ منه أو كذبه انه مرتد وكذلك قال أصحاب الشافعي كل من تعرض لرسول الله بما فيه استهانة فهو كالسب الصريح فان الاستهانة بالنبي كفر وهل يتحتم فيه قتله أو يسقط بالتوبة على الوجهين.
وقد نص الشافعي على هذا المعنى ..
فقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف على أن التنقص به كفر مبيح للدم ...
ولا فرق في ذلك بين أن يقصد عيبه والازراء به أو لا يقصد عيبه لكن المقصود شيء آخر حصل السب تبعا له أو لا يقصد شيئا من ذلك بل يهزل ويمزح أو يفعل غير ذلك فهذا كله يشترك في هذا الحكم إذا كان القول نفسه سبا فان الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ..
ومن قال ما هو سب وتنقص له فقد أذى الله ورسوله وهو مأخوذ بما يؤذي به الناس من القول الذي هو في نفسه أذى وان لم يقصد أذاهم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/132)
ألم تسمع إلى الذين قالوا {إنما كنا نخوض ونلعب}
فقال الله تعالى: {أبالله و آياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
وهذا مثل من يغضب فيذكر له حديث عن النبي أو حكم من حكمه أو يدعى لما سنه فيلعن ويقبح ونحو ذلك ...
وقد قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
فأقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه ثم لا يجدون في نفوسهم حرجا من حكمه فمن شاجر غيره في أمره وحرج لذكر رسول الله حتى أفحش في منطقة, فهو كافر بنص التنزيل ولا يعذر بأن مقصوده رد الخصم فان الرجل لا يؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. أ.هـ
ثالثا: سب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم الضرر في الدين:
قال ابن تيمية في الصارم المسلول ج: 2 ص: 38
إن المعاهد له أن يظهر في داره ما شاء من أمر دينه الذي لا يؤذينا والذمي ليس له إن يظهر في دار الإسلام شيئا من دينه الباطل وان لم يؤذنا فحاله اشد ....
إن الذمّي إذا سب الرسول أو سب الله أو عاب الإسلام علانية فقد نكث يمينه وطعن في ديننا لأنه لا خلاف بين المسلمين وانه يعاقب على ذلك ويؤدب عليه .....
و قال في الصارم المسلول ج: 2 ص: 46
و لا ريب أن من اظهر سب الرسول من أهل الذمة و شتمه فانه يغيظ المؤمنين و يؤلمهم أكثر مما لو سفك دماء بعضهم و أخذ أموالهم فإن هذا يثير الغضب لله والحمية لله و لرسوله و هذا القدر لا يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منه بل المؤمن المسدد لا يغضب هذا الغضب إلا لله .....
و فى الصارم المسلول ج: 2 ص: 453
أما سب الرسول والطعن في الدين ونحو ذلك فهو مما يضر المسلمين ضررا يفوق ضرر قتل النفس واخذ المال من بعض الوجوه فانه لا ابلغ في إسفال كلمة الله وإذلال كتاب الله وإهانة كتاب الله من أن يظهر الكافر المعاهد السب والشتم لمن جاء بالكتاب .. (وهو الرسول) .....
الصارم المسلول ج: 2 ص: 462
إن إظهار سب الرسول طعن في دين المسلمين و إضرار بهم ومجرد التكلم بدينهم ليس فيه إضرار بالمسلمين فصار إظهار سب الرسول بمنزلة
المحاربة .....
الصارم المسلول ج: 3 ص: 940
إن ظهور الطعن في الدين من سب الرسول ونحوه فسادا عريض وراء مجرد الكفر فلا يكون حصول الإسلام ما حيا لذلك الفساد ....
وفى مجموع الفتاوى ج: 14 ص: 120
و كذلك تكذيب الرسول بالقلب و بغضه و حسده و الاستكبار عن متابعته أعظم إثما من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل و الزنا و الشرب و السرقة و ما كان كفرا من الأعمال الظاهرة كالسجود للأوثان و سب الرسول و نحو ذلك فإنما ذلك لكونه مستلزما لكفر الباطن و إلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن و لم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك ............
رابعا: عقوبة السب الربانية:
قال ابن تيمية في الصارم المسلول ج: 3 ص: 983 ... و ما بعدها.
فعبد الله بن سعد بن أبي سرح افترى على النبي أنه كان يتمم له الوحي و يكتب له ما يريد فيوافقه عليه و انه يصرفه حيث شاء و يغير ما أمره به من الوحي فيقره على ذلك و زعم انه سينزل مثل ما انزل الله إذ كان قد أوحي إليه في زعمه كما أوحي إلى رسول الله و هذا الطعن على رسول الله وعلى كتابه و الافتراء عليه بما يوجب الريب في نبوته قدر زائد على مجرد الكفر به و الردة في الدين و هو من أنواع السب ..
و كذلك لما افترى عليه كاتب آخر مثل هذه الفرية قصمه الله و عاقبه عقوبة خارجه عن العادة ليتبين لكل احد افتراؤه إذ كان مثل هذا يوجب
في القلوب المريضة ريبا بأن يقول القائل كاتبه اعلم الناس بباطنه و بحقيقة أمره و قد اخبر عنه بما اخبر فمن نصر الله لرسوله أن اظهر
فيه آية يبين بها انه مفتر ....
فروى البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب عن انس قال كان رجلا نصرانيا فاسلم و قرا البقرة و ال عمران و كان يكتب للنبي فعاد نصرانيا
فكان يقول لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله ..
فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا
فألقوه فحفروا له و أعمقوا في الأرض ما استطاعوا فأصبح و قد لفظته الأرض فعلموا انه ليس من الناس فالقوه ...
و رواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/133)
كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة و ال عمران ..
و كان يكتب للنبي فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب ..
قال فعرفوه قالوا هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا ...
فهذا الملعون الذي افترى على النبي انه ما كان يدري الا ما كتب له قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد ان دفن مرارا وهذا امر خارج عن العادة يدل كل احد على ان هذا عقوبة لما قاله وانه كان كاذبا ..
إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا وان هذا الجرم اعظم من مجرد الارتداد اذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا وان الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه ومظهر لدينه ولكذب الكاذب اذا لم يمكن الناس ان يقيموا عليه الحد ونظير هذا ما حدثناه اعداد من المسلمين العدول اهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الاصفر في زماننا ...
قالوا كنا نحن نحصر الحصن او المدينة الشهر او اكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى اذا تعرض اهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحة وتسير ولم يكد يتاخر الا يوما او يومين او نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا حتى ان كنا لنتباشر بتعجيل الفتح اذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوا فيه ...
و هكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات ان المسلمين من اهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك ومن سنة الله ان يعذب اعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين. أ.هـ ....
هذا وصلى الله عليه وسلم.
----------------------------------------------------------------
الجمعة, 03 ذو الحجة, 1422هـ,,,, [15/ 02 / 2002 م 03:47:19ص] ...
وكتبه الفقير إلى عفو ربه تعالى…
د/ السيد العربى بن كمال
_______________________________________
بل هم الخنازير
الشيخ محمد حسان
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=302
_________________________
الصارم المسلول على شاتم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
الشيخ أبو إسحاق الحويني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=365
__________________________
إذا سب الكفار الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد قرب النصر
الشيخ سيد العربي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9321
منقول(58/134)
هل الشيخ ديدات رحمه الله تعالى كان قاديانيا؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:19 ص]ـ
شبهة يثيرها بعض المنصرين، و يسمع لها للأسف بعض المسملين، فهل من مدافع بعلم؟
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 03:43 ص]ـ
موضوع مهم نرجوا ممن عنده إجابة أن يفيدنا
مع أنني لا أشك في أن الموضوع مفترى عليه ولكن نرجوا ممن هو متأكد أن يفيدنا
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:13 ص]ـ
سمعت أنه صوفي -و الله أعلم -
و المهم هنا السؤال: ما الذي يجعل قاديانيا يناظر النصارى
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:52 ص]ـ
لا أعتقد أنه هذا الاتهام صحيح بل هو باطل وقد عرفت في الجامعة الإسلامية بعض طلابه من جنوب أفريقيا ومن أصل هندي مثل ديدات تماما وقد قابلت الاعية الشهير ذاكر نائق الهندي وفيه من الديانة الشيء الكثير إلا أن ديدات رحمه الله لم يكن صوفيا بل كان يدافع عن الإسلام ضد النصارى ولم يكن متعمقا في العلم الشرعي وقد تأثر بالعقيدة الأشعرية التي درسها
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 04:36 م]ـ
المهم انه ليس قاديانيا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأحبة حفظهم الله
إن من عرف منهج الشيخ أحمد ديدات في رده على اليهود والنصارى علم أنه بذلك يرد على القاديانية ومن يوافقهم.
ومن جهة أخرى إن المشاغبة حول من نصر الإسلام وواجه رؤوس المنصرين دليل على أن خصومه سيثيرون عليه الشبه ويدفعون الناس للتشكيك به وأولى الناس بالذب عنهم معالم العلم والدعوة والواجب عدم الشك حتى يثبت الدليل القاطع الذي يزيل اللبس عن الأصل المشهور.
وجزاكم الله خيرا
ـ[بن اعبيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:55 م]ـ
هذه بعض الروابط قد توضح الموضوع و اتذكر اني رايت رسالة موقعة من الشيخ ديدات رحمه الله تنفي هذا الادعاء و تؤكد فساد منهج القاديانية. على العموم تجد هنا الرد على هذا الاتهام منه:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=81987
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=136720
ـ[عادل محمد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 08:14 م]ـ
رحمه الله تعالى
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 01 - 06, 08:16 م]ـ
كنت قد سألت الدكتور أحمد حجازي السقا (صاحب الكتب المشهورة في الرد على أهل الصليب وتفنيد عقيدتهم) في منزله عما اذا كان أحمد ديدات ينتمي للفرقة القاديانية فنفى ذلك والشيخ السقا يعرفه جيدا
ـ[أبوعبدالرحمن الفارسي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:42 م]ـ
الظاهر مما سمعته من بعض محاضراته وقرأته له أنه مسلم حنفي ماتريدي العقيدة شأنه شأن غالب سكان القارة الهندية المسلمون. وقد سمعته ينفي صفات الله عز وجل على طريقة المؤولة الماتريدية والأشعرية.
رحمه الله وغفر له. ونرجوا أن تكون سيئاته مغمورة في حسناته رغم ماتريديته.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 04:26 م]ـ
السلام عليكم .. جزى الله خيرا كل من أسهم في الدفاع عن جناب الشيخ ديدات، ولكني أريد أن أذكر الإخوة بأن من منهج أهل السنة والجماعة الأخذ بالحق وقبوله من أي جهة جاءنا، وعليه فلو فرضنا صحة ما ادعاه الصليبيون على الشيخ -وهو بعيد جدا- فلن يصدنا ذلك عن الاستفادة مما دوخ به الصليبيين من بيان بطلان عقيدتهم.
وإنما استبعدت صحة الدعوى لأن القاديانيين معروفون بالحرص على الدعوة إلى ديانتهم في كل مناسبة سانحة فلا يعقل أن تخلو كتب الشيخ وأشرطته ومناظراته من الدعوة تصريحا أو تلميحا إلى القاديانية لو كان قاديانيا. هذا أولا وثانيا لو كان الشيخ منهم لكان من كبار علمائهم ولو حصل ذلك لوجدت القاديانيين أول من يحتفون بالشيخ ويشيعون انتماءه إليهم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:03 م]ـ
جزى الله الإخوة الأفاضل الذين ذبوا عن عرض الشيخ أحمد ديدات خيرا
وقد نشرت جريدة الرياض حوارا مع صهر الشيخ ديدات نفى فيه هذه التهمة عنه فقال:
ولازمت الشيخ في حياته اتهامات له بكونه قاديانيا نفاها مرارا وتكرارا مؤكدا أنه على تقيده والتزامه بنهج السنة والجماعة. وأوضح صهره أن تلك الاتهامات مجرد إشاعات من قبل بعض المنصرين، مضيفا كيف لمن يأتي لزيارته الشيخ ابن عثيمين ويثني عليه في أحد كتيباته والشيخ ابن باز وإمام الحرم المكي الشيخ السديس ومفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري أن يكون قاديانيا ومنحرفا؟.اهـ
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 11:27 م]ـ
الاخ عادل محمد صحح الاية في تعليقك
هي كالتالي
وقل رب زدني علما(58/135)
تحكيم القوانين الوضعية فى كرة القدم!
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أقرأ فى كتاب الشيخ ذياب الغامدي حقيقة كرة القدم (دراسة شرعية من خلال فقه الواقع) و قد استوقفنى كلام فى الفصل الثالث المحذور السابع و هو تحكيم القوانين الوضعية.
و قد حاولت قراءة كلام المؤلف أكثر من مرة و المؤلف يرى أن ما يسمى عقوبة "الفاول" لمن يضرب اللاعب الذى فى الفريق الآخر هي من الحكم بغير ما أنزل الله لأنه الواجب القصاص فما رأيكم؟
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:13 ص]ـ
يا أخى الألعاب جميعها لها قوانين يضعها مبتكر اللعبة ... وتتبدل وتتغير وليس لها صفة الدوام ..
ولا أظنها تقاس على القوانين التي تطبق على التعاملات بين البشر لأنها من عرف الاعبين .. فهم يلتزمون مقدما على نظام محدد بمثابة شروط بينهما
وأهم ما أراه من مخالفات شرعية في كرة القدم التشبه بالكفار .... وتضييع الوقت ونشؤ الكراهية والبغضاء بين المشحعين ... وخروج العورة .. وأشغال الناس عما ينفعهم ... والله أعلم
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:11 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخى على المشاركة
المخالفات الشرعية الأخرى التى ذكرتها لا خلاف عليها و قد تكلم عنها مؤلف الكتاب، أما مسألة قوانين اللعبة فقد قسم مؤلف الكتاب القوانين إلى قسمين:
1 - قوانين إدارية تنظيمية بحتة لا علاقة لها بالتحكيم الشرعي الوضعي: كعدد اللاعبين و وقت المبارة و حجم الملعب ... إلخ
2 - قوانين تشريعية تخالف شرع الله كإلزام اللاعبين بكشف عوراتهم و السفر إلى بلاد الكفار دون ضرورة و محبة اللاعب الكافر الذى فى فريقه و الإستمرار فى اللعب و لو فى وقت الصلاة و من أخطرها كما ذكر المؤلف و هي محور حديثنا إلغاء حكم الله فى الجنايات و القصاص: مثلا لو أن لاعبا قام بكسر رجل لاعب آخر أو ضربه فعقوبته لا تتعدى "الفاول" أو "ضربة جزاء" أو "كرت أحمر" و غيرها من العقوبات الوضعية.
هذا رابط الكتاب لمن أراد قراءة الفصل الذى أتكلم عنه:
http://www.thiab.com/download/foot/4-3-7.pdf
فما رأي الإخوة؟
ـ[التوحيدي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:41 ص]ـ
أقول أولا/ أن المؤلف بالغ في ذلك وأرى ألا يلتفت إلى هذا القول وهو و مدعاة إلى السخرية
وهو مشابه إلى ماطرحته جريدة الوطن قبل عدة أشهر في فتوى تحرم لعبة كرة القدم وقوانينها
و أقول هل أنزل الله قوانين لكرة القدم حت نقول أن هذا النظام حكم بغير ماأنزل الله
وشكرا,,,,,,,,,,,,
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 12:21 م]ـ
الأخ الكريم أبو عبد الله الأثري وفقه الله وإياي لاقتفاء أهل الأثر،
السلام عليكم
أما بعد
فشكر الله لكم وقد رأيت أن لو كان ردكم بغير عنف في الألفاظ لكان أولى وأدعى للقبول
الأخ التوحيدي جعله الله تعالى وإياي من أهل التوحيد
السلام عليكم
أما بعد
فشكر الله لكم أخي الكريم ليست تنزل بأحد نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها أو كما قال الشافعي رحمه الله تعالى
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[20 - 02 - 10, 04:19 ص]ـ
كتاب الشيخ ذياب الغامدي ـ وفقه الله ـ قرظ له فضيلة الشيخ العلامة عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ الجِبْرِيْنُ ـ رحمه الله تعالى ـ وقال فيه:
فَقَدْ قَرَأتُ هَذَا الكِتَابَ .. ، فَألْفَيْتُهُ كِتَابًا وَافِيًا شَافِيًا ضَافِيًا ..
قَدْ أجَادَ فِيْهِ وأفَادَ ...
فكيف نقول ـ إخواني ـ عن موضع منه "لا يلتفت إليه" و"مدعاة للسخرية"؟!
لا يعجبك قول الشيخ تحكيم القوانين الوضعية؟!
أليس في الإسلام حكم القصاص حقا؟
ولستُ من أهل علم الأصول ولا الفقه ولا غيرهما لكني كمسلم عادي أعلم الآتي:
أن أقل القليل من البلاد الإسلامية تطبق شرع الله تعالى، فأكثر البلاد التي تلعب الكرة فيها الآن لا تعتني بتنفيذ حكم الله عز وجل سواء كسرت الساق في لعب داخل المباراة أم خارجها ...
لو طبقنا المسألة داخل بلاد الحجاز حفظها الله تعالى فحينئذ سنرى أن كرة القدم ـ بقوانينها الخاصة التي لها أولوية وتعتبر حيز الملعب قطعة منفصلة عن واقع الحياة وأهل الكرة لهم يد طولى فيها ـ فسنرى للأسف أنه يبعد تطبيق حكم القصاص ليس لأنه قول "لا يلتفت إليه" لكن لأن أهل الحل والعقد ليسوا ماسكين بزمام كل الأمور هناك، هذا من ناحية الواقع الذي نعيشه.
أما من ناحية النظر، فهناك لاعب يكسر قدم لاعب بل يصيبه بعاهة مدى الحياة من جراء تداخل بنية "حسنة" سعيًا وراء "الكرة"! وهناك لاعب تملكه الشيطان من الغيظ والشحناء فتعمد كسر قدم أخيه المسلم، فهل يكفي في عدل الله تعالى أن يحتسب هنا "ضربة جزاء" أو طرد من الملعب؟
فأنا لا أستبعد إطلاقا صحة كلام الشيخ ذياب الغامدي في أن هذه القوانين الوضعية حقا علت على شرع الله تعالى، والمدعاة للسخرية هو واقع أمتنا الآن
وبالمناسبة لا يفوتكم إخواني سماع كلام الشيخين الجليلين:
1) فتوى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى وأطال عمره على طاعته ونفعنا والمسلمين بعلمه وهو على موقع طريق الإسلام، ابحث بكلمة "كرة القدم"
2) فتوى الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله والتي نقلها الشيخ عبد المحسن العباد، هنا على ملتقى أهل الحديث فابحث ومن لم يجدها يراسلني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/136)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بك ..
الشيخ ذياب له وقفات رائعة، لكن في مثل هذه المسألة تحتاج تأمل، يعني مجرد أن أقول فاول أو بلنتي أكون حكمت بغير ما أنزل الله هذا أمر خطير جدا والله المستعان إذا اعتبرنا ماقاله الشيخ.
أذكر أني سمعت بعض الشباب يقول هذا ولا أعرف كيف استند إلى هذا القول حتى رأيت الأمر واقعا عند بعض الشباب في أن هذا حكم بغير ما أنزل الله؟ وهناك أسئلة قبل الحكم إذ إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره:
فقط مدارسة ومباحثة في المسألة:
أولا: مسألة القصاص هل تدخل في غير العمد؟ يعني لو أن شخصا كسر رجل شخص بغير عمد كما هو في كثير من المباريات فهل للمكسور أن يكسر رجله حتى عند القاضي؟!!
ثانيا: فرضنا أننا ثبت لدينا أن شخصا كسر شخصا عمدا، فالأمر أصبح يتعلق بالمكسور هل يقتص أم لا فهذا أمر إليه فإذا لم يطالب بالقصاص هل يلزم حكم المبارة أن يقتص وصاحب الحق لم يطالب به أصلا؟، وحكم المبارة يقول فاول أو أحمر باعتبار طريقة اللعبة لا باعتبار الكسر أو الجروح بدليل لو أن لاعبا بصق في وجه الحكم أو وجه لاعب فإن الحكم سيسارع للكرت الأحمر وطرده من الملعب بل وربما إيقافه عن اللعب عدة مرات، فلو ثبت أن الكاسر متعمد فللمكسور القصاص عند الحاكم وهذا أمر لم يعارضه حكم المبارة المسلم أصلا، فالدولة التي تحكم بشرع الله تتيح للمكسور القصاص إن ثبت له الحق، بدليل أن هذا يجري حتى في الاستراحات الشبابية فيضعون حكم يحكم على اللعبة وطريقتها لا على الجروح فإن هذا محله المحاكم لمن له حق وأراده.
ثاثا: هل حكم المبارة ألغى الحكم الشرعي؟
رابعا: هل حكم المبارة مخول من قبل ولي الأمر في الحكم بالقصاص حتى يقال له يجب عليه أن يحكم بالقصاص لمن ثبت له الحق.
خامسا: على من يقول بهذا أن يعمم المسألة في الدوائر الحكومية والمؤسسات فلو أن إدارة ما وضعت قانون بأن من يعتدي على موظف فإن الإدارة ستوقفه عن العمل بل وتفصله، ثم ثبت لنا أن أحدهم كسر يد الآخر فهل الإدارة مطالبة بأنها تحكم بالقصاص أم أن هذا محله المحاكم الشرعية، فكذلك هنا هل الحكم مطالب بإنفاذ حكم القصاص وهو غير مخول له ذلك بالتأكيد لا، وأن هذا الحكم ليس حكما حقيقيا وإنما عقوبة على قانون اللعبة.
سادسا:
لو أن مجموعة من الشباب وضعوا مسابقة شرعية بين فريقين ووضعوا حكما بينهم واتفقوا أن من يعتدي على زميله بأنه سيوقف عن المشاركة شهرين مثلا، ثم أثناء المسابقة اعتدى أحدهم وكسر يد أخيه وحكموا بما اتفقوا عليه بأنه سيحرم شهرين فهل هم بذلك حكموا بغير ما أنزل الله وأن عليهم أن يقتصوا من ذلك أم أن الأمر معروفا لديهم بأن للمكسور المطالبة في المحكمة وإن ترك ذلك فالأمر إليه أما عن اتفاقهم فهو جار على الجميع .. وهكذا دواليك (وكل ما ذكرته هو مدارسة، ومنكم نستفيد)
ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 12:11 ص]ـ
مثل هذه المسألة
تمنيت لو رأيت رأي الشيخ عبدالرحمن المحمود فيها , خصوصاً وأنه صاحب رسالة
الحكم بغير ما أنزل الله.
ليس تقليلاً في الشيخ ذياب ولكن لننظر رأي العالم الرباني.
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[21 - 02 - 10, 07:32 ص]ـ
بعد إذنكم عند تعليق يسير على هذه القضية:
أما القول بأن قوانيين الكرة حكم بغير ما أنزل الله فهذا يحتاج إلى تفصيل:
1 - هناك أفعال تحدث في اللعبة ليس لها حكم خاص في الشرع كخروج الكرة خارج الملعب أو لمس الكرة باليد أو غيرها فهذه يصح إحداث نظام وقوانون لها بشرط عدم مخالفته للشرع ..
2 - هناك أفعال تحدث في اللعبة لها حكم خاص في الشرع كالكسور وغيرها للاعب التنازل عن حقه وله المطالبة به. لكن الحكم أثناء اللعبة بـ (فاول) لا يعني أنه إلغاء لحكم الشرع بل هو قانون داخل اللعبة، أما خارجها فله المطالبة بالقصاص وغيره. لكن إن وجد نظام أنه لا يحق لك مطالبة الجاني والإلزام بالتنازل عن الحق فهذا ظلم مخالف للشرع ..
والله أعلم
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 02:52 ص]ـ
سمعت غير واحد من أهل العلم يقول أن قول صاحب الكتاب في هذه المسألة يعد غلوا وتنطعا
فالأمر لا يعدو عن كونه تنظيما إدارايا لا شيء فيه وليس إبطالا لحكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/137)
فمثلا لو ان أستاذا في مدرسة سب الله فعوقب بطرده من التدريس , فهذه عقوبة ادارية لا تمنع العقوبة الشرعية لحكم الردة ولا تبطلها , كما أنها لا تبطل تطبيق الحكم الشرعي على مثل هذا الرجل
يعني لو طرده المدير ورفع أمره للحاكم , هل سنقول له اكتف برفع أمره للحاكم دون طرده الى أن يحكم فيه بحكم الله , وإلا ستقع في الحكم بغير ما أنزل الله؟؟؟
أكيد أنه لا يقول بذلك عاقل , لأن كل منهما مختلف عن الاخر , فهذا أمر تنظيفي لا يعني وجوده الغاء الحكم الشرعي
ثم لنسلم جدلا بوقوع مثل هذه الجروح أو الكسور في الكرة والمخالفات تكون عقوبتها , فالقول بأن فيها قصاصا أمر بعيد عن الصحة لأنها في الغالب غير عميقة وغير متعمدة وتكون ملتئمة:
قال ابن قدامة في "المغني": " ويشترط لوجوب القصاص في الجروح ثلاثة أشياء: أحدها: أن يكون عمدا محضا , فأما الخطأ فلا قصاص فيه إجماعا لأن الخطأ لا يوجب القصاص في النفس وهي الأصل , ففيما دونها أولى ولا يجب بعمد الخطأ وهو أن يقصد ضربه بما لا يفضي إلى ذلك غالبا مثل أن يضربه بحصاة لا يوضح مثلها , فتوضحه فلا يجب به القصاص لأنه شبه العمد ولا يجب القصاص إلا بالعمد المحض وقال أبو بكر: يجب به القصاص , ولا يراعي فيه ذلك لعموم الآية
الثاني: التكافؤ بين الجارح والمجروح وهو أن يكون الجاني يقاد من المجني عليه لو قتله كالحر المسلم مع الحر المسلم , فأما من لا يقتل بقتله فلا يقتص منه فيما دون النفس له كالمسلم مع الكافر , والحر مع العبد والأب مع ابنه لأنه لا تؤخذ نفسه بنفسه فلا يؤخذ طرفه بطرفه , ولا يجرح بجرحه كالمسلم مع المستأمن
الثالث: إمكان الاستيفاء من غير حيف ولا زيادة لأن الله تعالى قال: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} وقال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ولأن دم الجاني معصوم إلا في قدر جنايته فما زاد عليها يبقى على العصمة , فيحرم استيفاؤه بعد الجناية كتحريمه قبلها ومن ضرورة المنع من الزيادة المنع من القصاص لأنها من لوازمه , فلا يمكن المنع منها إلا بالمنع منه وهذا لا خلاف فيه نعلمه ... "
وقال في كتاب الجراح منه: " وليس في المأمومة ولا في الجائفة قصاص. المأمومة: شجاج الرأس، وهي التي تصل إلى جلدة الدماغ، وتسمى تلك الجلدة أم الدماغ، لأنها تجمعه، فالشجة الواصلة إليها تسمى مأمومة وآمة لوصولها إلى أم الدماغ، والجائفة في البدن وهي التي تصل إلى الجوف، وليس فيهما قصاص عند أحد من أهل العلم نعلمه، إلا ما روي عن ابن الزبير أنه قص من المأمومة فأنكر الناس عليه، وقالوا: ما سمعنا أحداً قص منها قبل ابن الزبير ... وروى ابن ماجه في سننه عن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا قود في المأمومة ولا في الجائفة، ولا في المنقلة. ولأنهما جرحان لا تؤمن الزيادة فيهما فلم يجب فيهما قصاص ككسر العظام".
وقال ابن حزم في كتاب الدماء والقصاص والديات من "المحلى": " مسألة: الكسر إذا انجبر
حدثنا عبد الله بن ربيع، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا الحجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا قتادة عن سليمان بن يسار: أن عمر بن الخطاب قضى في رجل كسرت يده , أو رجله , أو فخذه , ثم انجبرت: فقضى فيها بحقتين. وعن حماد بن سلمة، حدثنا عمرو بن دينار قال: إن رجلا كسر أحد زنديه , ثم انجبر: فقضى فيه عمر بمائتي درهم وعن حماد بن سلمة عن الحجاج عن عكرمة بن خالد المخزومي: أن عمر بن الخطاب قضى فيه ببعيرين والبعيران بإزاء المائة درهم من حساب عشرة آلاف درهم. وعن حماد بن سلمة، حدثنا أيوب السختياني وهشام بن حسان , وحبيب بن الشهيد كلهم عن محمد بن سيرين أن شريحا قضى في الكسر إذا انجبر , قال: لا يزيده ذلك إلا شدة يعطى أجر الطبيب , وقدر ما شغل عن صنعته. وعن مكحول، أنه قال: في الصدع في العضد إذا انجبر ثمانية أبعرة , فإذا انكسر أحد زنديه , ثم انجبر: فعشرة أبعرة. وفي كل مفصل من مفاصل الأصبع إذا انكسر ثم انجبر ثلثا بعير. وفي الظفر إذا أعور بعير , فإذا نبت فخمسا بعير. فهذه آثار جاءت عن عمر بن الخطاب , وعن شريح , وعن مكحول والحنفيون , والمالكيون , والشافعيون , قد خالفوا ما جاء عن عمر بآرائهم.
قال أبو محمد: وليس في ذلك عندنا إلا القصاص في العمد فقط.
وأما في الخطأ فلا شيء , لما قد ذكرنا من قول الله تعالى , ومن قول رسوله عليه الصلاة والسلام ".
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 03:07 ص]ـ
أذا كان المؤلف (بارك الله فيه يقول مثل هذا الكلام علي كرة القدم فما القول إذن في القوانين الوضعية المتحاكم بها بين البشر؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[22 - 02 - 10, 04:40 ص]ـ
القصاص حق، ولكن الاثنان متفقان على عدم القصاص، أي التنازل عن القصاص والمطالبة بالفاول!! هذه شريطة هذه الكرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/138)
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني المشاركات الطيبة وإثراء المسألة،
وتعليق بسيط على قول أخي "مجرد أن أقول فاول أو بلنتي أكون حكمت بغير ما أنزل الله هذا أمر خطير جدا "
لا يا أخي، يبدو أنه حدث خلط في النقل لدى الأخ المخبر، الشيخ ذياب ذكر نقطة (قول الفاول والبلنتي والشورت ... إلخ) تحت محظور استخدام الكلمات اللاتينية أما نقطة الحكم بغير ما أنزل الله فهذه في نقطة أخرى وهي المحظور الخاص بتحكيم القوانين الوضعية، فلم يقل الشيخ أن من يقول "فاول" قد حكم بغير ما أنزل الله!
بارك الله فيكم على تفصيلاتكم الأخرى ونفع بها
ولا شك أن " الكمال لله وحده جل في علاه " وأي كتاب معرض أن يوفق في نقاط ويخفق في نقطة أو شيء، لكن إجمالا الكتاب ما شاء الله نافع جدًا للتحذير من داهية العصر الساحرة المستديرة التي والله صارت دينا في الغرب، ويكفي أن يبحث من يجيد الإنجليزية في الإنترنت بهاتين الكلمتين ليرى النتائج:
football + religion
soccer + religion
نسأل الله السلامة للمسلمين
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:10 م]ـ
من باب الفائدة /
ففي شرح الواسطية للشيخ سليمان العلوان رأى نفس ما ذكره الشيخ ذياب.
وذكر لو أن لاعباً من فريق هاجم بالعمد لاعباً من فريق آخر ثم طلب هذا المكسور القصاص لما التفت إلى أمره بل يطبق عليه حكم الفيفا ورأى أنه من الحكم بغير ما أنزل الله ...
مجرد نقل لرأي الشيخ ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:35 م]ـ
وبالمناسبة لا يفوتكم إخواني سماع كلام الشيخين الجليلين:
2) فتوى الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله والتي نقلها الشيخ عبد المحسن العباد، هنا على ملتقى أهل الحديث فابحث ومن لم يجدها يراسلني
رأي الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=709134&postcount=29
المصدر
شرح النسائي للشيخ العباد
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=160923
--
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:38 م]ـ
بارك الله فيك أبا زارع
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 04:56 م]ـ
من باب الفائدة /
ففي شرح الواسطية للشيخ سليمان العلوان رأى نفس ما ذكره الشيخ ذياب.
وذكر لو أن لاعباً من فريق هاجم بالعمد لاعباً من فريق آخر ثم طلب هذا المكسور القصاص لما التفت إلى أمره بل يطبق عليه حكم الفيفا ورأى أنه من الحكم بغير ما أنزل الله ...
مجرد نقل لرأي الشيخ ...
جزاك الله خير أخي أبو مهند ورفع قدرك في الدارين، وحفظ الله الشيخ سليمان، وفك الله أسره،
وأعتقد أن ما ذكره الشيخ مجانب للصواب، بدليل لو أن لاعبا أثناء اللعب أخرج سكينا وطعنا آخر وقتله ثم أخرج الحكم كرت أحمر لأقيم عليه حكم القتل في بلادنا بلا أدنى شك!! وإذا كان النقل مباشر فهذا مما يريح القضاة في تتبع كيفية القتل، (ابتسامة)
بل إن هذا المثال الذي ذكرته يدل دلالة واضحة في أن فاول وبلنتي وكرت أصفر وأحمر تحكم على قانون اللعبة وطريقتها لا على الجروح ولم يلغ الحكم الشرعي في ذلك بل هذا تنظيم للعبة، فإن هذا لم يلغيه الحكم بتاتا، وليس له أدنى حكم في هذه، ففي المثال السابق هل الحكم اكتفى بعدم القصاص من الجاني بالكرت الأحمر فقط وألغى أم أن الكرت الأحمر خاص بنظام اللعبة فقط وليس بمسألة القصاص ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 02 - 10, 05:30 م]ـ
بارك الله فيك أبا زارع
وفيك بارك
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:25 ص]ـ
هنالك مشكلة كثيرا ما يقع فيها إخواننا ومشايخنا وهى التحدث فى كثير من الاحيان عن امور باحكام شرعية دون إلمام بحقيقة هذه الأمور وهو ما يطلق عليه فقه الواقع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/139)
وهذا مثال على هذه المسئلة فالقول بأن هذا مخالف لقوانين اللعبة خطأ بين لأن قوانين اللعبة تتحدث عن العقوبات داخل اللعبة وليست خارجها والحكم ليس قاضيا شرعيا ولا غير شرعى ومكان اللعبة ليس مكان الذى يقضى فيه بالاحكام القضائية فلو أن لاعبا قام بفعل فاضح أو قول فاضح مع اخر فقاضاه وفق قوانين بلده بعد انتهاء المبارة ولم يكتفى بعقوبة الحكم فستجرى القضية وفق حكم البلد التى وقعت فيها الحادثة ولا دخل هنا للفيفا أو غيره فى الأمر فلا ينبغى التسرع فى فرض الاحكام دون تروى لمجرد نصرة رأى نذهب إليه أو نميل إليه لننفر الناس عنه
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[24 - 02 - 10, 09:34 ص]ـ
بخصوص "فقه الواقع" فهناك في المكتبة الشاملة رسالة لطيفة للشيخ الألباني بهذا الاسم بين فيها رحمه الله ما ينبغي لنا فعله قبل أن ندندن كل مرة حول "فقه الواقع" ونردد فقه الواقع فقه الواقع ...
أنا الحقيقة كنت التزمت الصمت فيما دار بين إخواني بخصوص تطبيق الشريعة في أحكام كرة القدم لجهلي بعلم الأصول، لكن كلامك أخي الحلواني يجبرني كمسلم عادي أن أتعجب منه جدًا ولي سؤال بارك الله فيك:
هل شرع الله تعالى الذي أنزله ربنا الحكيم العليم جل وعلا نزل لنطبقه "خارج الملعب" ونترك حيز "داخل الملعب" لا مساس لمجرد أنها لعبة لها قوانين يسنها اتحاد كافر يسمى "الفيفا" فلا شأن لنا ولا للشرع بها ونتركهم في خوضهم يلعبون وبعضهم بعضًا يكسرون ويضربون ثم نقول هم اتفقوا على ذلك فهم أحرار ولا دخل للشرع بهم لأنها "لعبة" تنظمها الجهات المختصة بقوانينها؟
لم أفهم قولك أخي في الله حين قلت: "مكان اللعبة ليس مكان الذى يقضى فيه بالاحكام القضائية"
يعني لو اتفقت دولة مسلمة على لعبة قتالية معينة بلغت من الخطورة أن اللاعبين يقتل بعضهم بعضًا، فهل نقول هنا أيضًا هذا ليس محل تجري فيه الأحكام الشرعية؟
ونقطة مهمة لا تفونك، اعلم أن المشايخ الكرام الذي قالوا بأن هذه القوانين الوضعية تخالف الأحكام الشرعية لم يقصدوا أن يقوم حكم المباراة بإقامة الحد على اللاعب! فليس كلامهم يُحمل على هذا، لكنه بيان لواقع مؤلم ومخالف لعدل الشريعة الإسلامية الغراء التي تشمل جميع جوانب حياة المسلم وصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، وصالحة في الجد واللعب.
إذن أنا ما أفهمه كمسلم عادي أن ديننا الحنيف لا يرتضي أبدًا أن يموت لاعب كرة جراء اشتباك ما ولو عن غير عمد ثم نقول هذا داخل الملعب ويذهب دمه هدرًا لا فدية ولا حكم شرعي، لأن الفيفا هي التي تحكم.
فأرجو الله تعالى إن كان عندي خطأ في الفهم لديننا العظيم، أن يبينه لي أحد إخواننا الأصوليون وليكن الكلام عن دليل وبرهان.
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 01:11 م]ـ
يوجد رسالة نافعة في هذا الباب بعنوان "كرة القدم بين يدي الصالحين "
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:22 م]ـ
لعلك تقصد: كرة القدم تحت أقدام الصالحين
للشيخ عبد الله النجدي أثابه الله تعالى خيرا.
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:27 م]ـ
على حسب قول الإخوة سنحكم على كل الألعاب الرياضية بالتحريم لأنه ما من لعبة إلا و لها قوانينها إذن يلزم من قولكم تحريم اللعب التي فيها قوانين!!!!!
لا إشكال في كرة القدم و لا غيرها كل ما في الأمر أن هناك العديد من الدول التي لا تحكم بشرع الله فلو حكمت بشرع الله لكان سواء لكرة القدم قوانين أو لا تطبق القوانين الشرعية عند لزوم ذلك كالقصاص في الجراح مثلا مع الأخد بعين الإعتبار ما أشترط عليه الطرفان قبل اللعب.
إذن المسألة مجرد مغالطة و الله أعلم
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[24 - 02 - 10, 03:47 م]ـ
هُشَيْمٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَيَّمَتْ أُمِّي، وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، فَخَطَبَهَا النَّاسُ، فَقَالَتْ: لا أَتَزَوَّجُ إِلا بِرَجُلٍ يَكْفُلُ لِي هَذَا الْيَتِيمَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَعْرِضُ غِلْمَانَ الأَنْصَارِ، فِي كُلِّ عَامٍ فَيُلْحِقُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ، قَالَ: فَعُرِضْتُ عَامًا، فَأَلْحَقَ غُلامًا، وَرَدَّنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ، قَالَ: " فَصَارِعْهُ "، فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ، فَأَلْحَقَنِي هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. المستدرك و اللفظ له، الطحاوي، السنن الكبرى البيهقي
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[24 - 02 - 10, 06:15 م]ـ
سأستعن بالله يا أخى على عدم الانجرار إلى الرد على اسلوبك وكلامك فهو حسبى فى كلامك
أما مسئلة عدم تحكيم شرع الله فى الملعب فليس معناه دعوى إلى تغييبه فيه فلو أنا بدلنا المكان وقلنا إن ذلك يحدث فى الكلية أو الجامعة فلن يسع المدرس أو عميد الكلية إلا أن يعاقب الطالب وفق قوانين الكلية بالفصل أو الايقاف ولكن هذا لن يحول دون أن يلجأ الطالب المعتدى عليه إلى القضاء المعمول به فى بلده لأخذ حقه بالقصاص أو غيره ولا شأن لعقوبة الجامعة بالحق القانونى للطالب هذا هو معنى كلامى
أما مسئلة فقه الواقع وتغيبه عن الأمة فهى طامة كبرى ولا حجة فى قول أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل كان عدول النبى صلى الله عليه وسلم عن هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعدها الأصلية وترك قتل المنافقين وقبول صلح الحديبية بل وكل سيرته تقريبا إلا مراعاة لفقه الواقع
ليس معنى قراءتك لقول أحد العلماء أن تذهب لتفرضه على غيرك وإنما الأمر مرجعه لمناقشة الحجة بالحجة والدليل بالدليل لمن يحسن ذلك أو الاحجام والسكوت لمن لا يملك الأدوات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/140)
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 10:21 ص]ـ
لعلك تقصد: كرة القدم تحت أقدام الصالحين
للشيخ عبد الله النجدي أثابه الله تعالى خيرا.
نعم، و هو كذلك، رسالة طيبة.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:34 م]ـ
جزاكم الله خير.
ـ[أبو أحمد الغيداق]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:45 م]ـ
أظن أن المسألة تدور حول إلغاء الحكم الشرعي أما إذا كان لا يلغى فلا يكون حكما بيغير ما أنزل الله
فمثلا شخص كسر رجل آخر في المبارة خطأ في الشرع يدفع الدية أما في قانون اللعبة يكمل اللعب
و يكون فاول على ما أظن ولا يكون هناك تعارض ولا يكون فيه إلغاء للحكم الشرعي فهو دفع الدية و أكمل
اللعبة بنظامها لكن المشكلة إذا ألغى نظام اللعبة وقانونها الحكم الشرعي كمثال الشيخ سليمان العلوان
ـ[محمدالسليمان]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:47 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبو مهند ورفع قدرك في الدارين، وحفظ الله الشيخ سليمان، وفك الله أسره،
وأعتقد أن ما ذكره الشيخ مجانب للصواب، بدليل لو أن لاعبا أثناء اللعب أخرج سكينا وطعنا آخر وقتله ثم أخرج الحكم كرت أحمر لأقيم عليه حكم القتل في بلادنا بلا أدنى شك!! وإذا كان النقل مباشر فهذا مما يريح القضاة في تتبع كيفية القتل، (ابتسامة)
بل إن هذا المثال الذي ذكرته يدل دلالة واضحة في أن فاول وبلنتي وكرت أصفر وأحمر تحكم على قانون اللعبة وطريقتها لا على الجروح ولم يلغ الحكم الشرعي في ذلك بل هذا تنظيم للعبة، فإن هذا لم يلغيه الحكم بتاتا، وليس له أدنى حكم في هذه، ففي المثال السابق هل الحكم اكتفى بعدم القصاص من الجاني بالكرت الأحمر فقط وألغى أم أن الكرت الأحمر خاص بنظام اللعبة فقط وليس بمسألة القصاص ...
جزاك الله خيرا أخي
أرى أن كلامك هو المجانب للصواب وليس كلام الشيخ سليمان
لأن كلام الشيخ لايقصد قانون اللعبه وطريقتها وإنما بمسألة القصاص
ـ[ابو الياس]ــــــــ[15 - 09 - 10, 06:35 ص]ـ
أقُولُ:
أوَّلًا: وما الذِي ذهَبَ بِاللاَّعِبِ للعِبِ الكُرَةِ لإحتِمالِهِ وقُوعَ شيءٍ كهَذَا والكُسُور فِي كُرَة القدَمِ مُتوقَّعة ...
ثانِيًّا: مَعَ القَولِ بوُجودِ الكَسرِ، أكَان مُتعمَّدًا أمْ لَا؟؟ كأن يكُون التَّدخُل فِي قرارَة نفسِ المُتدخِّل أخذُ الكُرةِ فحصلَ العكسُ وهُو كسرُ اللَّاعِب، كيفَ يُمكِن الحُكمُ علَى النِّيَّة وهَل يكُونُ القَصاصُ هُنَا؟؟
ثالِثًا: اللاعبُ المُتَؤدِّي يعلَم يقِينًا أنَّه إن تعرَّض لكسرٍ أو جرحٍ فإنَّ جزاءَ كاسرِه أو جارحِه الكَرت الأحمَر أو الأصفَر، فذَاكَ إقرَارٌ مِنهُ وتقبُّلٌ مبدئيٌّ لمبدأ اللُّعبَة، فيكُونُ القَولُ بالقَصَاصِ مِن طرفِهِ متناقِضًا مَع إقْرَارِهِ بقَانُونِ اللُّعبَة ...
واللهُ أعلَمُ ...
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 07:23 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
كأن الشيخ حفظه الله لم يتكلم الا عن الحكم بغير ما أنزل الله هذا أحد المحاذير في كرة القدم وما ذكر الشيخ من المحاذير فيه غنية بتحريم كرة القدم
وأخشى أن يكون الموضوع فيه ضرب للرسالة بهذه الحجة
ثم بالنسبة لهذا المحظور وهو الحكم بغير ما أنزل الله
أولا: لابد ان يعرف هل نظام الفيفا يمنع اللاعب من رفع أي مطالبة ويلزمه بالتنازل عن حقه
بعد ذلك يحق لك أيه المعترض أن تتكلم أما أن تفترض أفتراضيات ثم تنزلها لتحتج على المحذور الذي ذكره الشيخ
بدون أي دليل فهذا لا يقبل
ولو سلمنا جدلاً أن الشيخ جانب الصواب في هذه المسألة فهذا لا يغير شيء من خطر هذه الكرة وما فيها من محاذير لا تخفى على كل من نور الله بصيرته
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:41 م]ـ
قام الشيخ أبو ذر القلموني حفظه الله بتلخيص الكتاب تلخيصًا جميلا بفضل الله تعالى، وألقى ثلاثة خطب ضمن سلسلة أسماها "كرة القدم وأخواتها"، تجدونها على موقع الشيخ وعلى موقع إسلام واي
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:09 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/141)
(تركيز الإخوة على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله في هذه المسألة) لأن هذه النقطة أمرها خطير ويؤدي إلى ما لايخافكم حفظنا الله وإياكم!، فلذلك كثر النقاش حولها، لأن كثير من الشباب المستقيم يقيمون دوري ويلعبون، لايرون بذلك بأسا، وملتزمون بعدم إدخال المنكرات فيها كإخراج الفخذ والسب والشتام، وأيضا عدم إضاعة الواجب فيها، وعدم كثرة اللعب بحيث تكون هي الشغل الشاغل إنما يتخذونها وقتا للترفيه فقط، لكن لما أتت مسألة من يقول أنها حكم بغير ما أنزل الله أحدث إشكال وأي إشكال وشبهه وأي شبهة ينبغي أن توضح بشكل يذهب ما في النفس حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه!!، نفع الله بكم جميعا.
وهاك فتاوى اللجنة الدائمة بما فيهم ابن باز رحمه الله:
السؤال الثامن من الفتوى رقم (3323)
س8: ما حكم لعبة كرة القدم ومسابقة الملاكمة والمصارعة الموجودة الآن، هل هي محرمة أو مكروهة أو مباحة؟
ج8: المسابقة مشروعة فيما يستعان به على حرب الكفار من الإبل والخيل والسهام، وما في معناها من آلات الحرب، كالطيارات والدبابات والغواصات، سواء كان ذلك بجوائز أم بدون جوائز. أما ما لا يستعان به في الحروب، كاللعب بكرة القدم، والملاكمة، والمصارعة، فلا يجوز إن كان بجوائز للفائز، وإن كان بغير جوائز جاز منه ما لا يشغل عن واجب، ولا يوقع في محرم، ولا ينشأ عنه ضرر، وإلا حرم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سؤال الثاني من الفتوى رقم (18951)
س2: ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟
ج2: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها، أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر بن عبد الله أبو زيد ... صالح بن فوزان الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[15 - 09 - 10, 06:16 م]ـ
جزيت خيرا أبا البراء
لكن هذه الفتاوى لم تتطرق من قريب ولا بعيد إلى نقطة كسر لاعب في الملعب ـ قصدا أو خطأ ـ بل تعرضت إلى ما يقرأه القارئ.
وعندك حق هي نقطة شائكة ينبغي التحرز عند الكلام فيها، لكن الأكثر شوكة هو أن هذا الفعل قائم وواقع في الملاعب بكل أسف. وفضيلة الشيخ الجبرين رحمه الله قد قرأ رسالة الأخ الشيخ ذياب الغامدي وقرظ لها ولم يخف عليه ما خشيت ولم يخطأ الشيخ ذياب في هذه النقطة، وكذلك فضيلة الشيخ أبو ذر القلموني العالم العابد قرأ الرسالة من أولها إلى آخرها واختصرها وسألته شفاهية ولم ينكر هذه النقطة.
الذي أفهمه من الرياضات الإسلامية التدرب على الجهاد في سبيل الله والاستعداد له، فإذا دخل أخان في مسابقة بهذه النية بالشروط الشرعية المعتبرة ثم كسر ساق أحدهما ـ ولن يكسر في هذه الحالة إلا خطأ إن شاء الله تعالى ـ فلا مجال مقارنة بين هذا وبين لاعب فاسق تعمد كسر ساق منافسه وضربه دون مرواغة على الكرة.
الصورة مختلفة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو عبدين، وأيضا لقائل أن يقول مثل كلامك للعلماء المجيزين (بشروط) أنهم يعرفون ما يحدث في الكرة، وقد تطرقوا لمسائل أقل من مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ولم يذكروا أن عمل الحكم هو حكم بغير ما أنزل الله ولو كان ذلك لما فات هؤلاء العلماء الكبار!! مثل هذه المسألة الكبيرة!، فهل يخفى عليهم مثل هذا.
(طبعا المسألة مدارسة نفع الله بك فقط).
أيضا ما تقول في دائرة حكومية وضعت قانونا تنظيميا فيمن كسر يد أخيه الموظف أن يوقف أسبوع، ولم يتطرقوا لمسألة القصاص؟ وهم في قرارهم هذا لم يلغوا الحكم الشرعي وهو القصاص لأن هذا خاص بالشخص وله أن يطالب به في المحكمة. هل هذا حكم بغير ما أنزل الله؟
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا البراء
لكن هذا كلام صُحُفي
قُلتَ: ولو كان ذلك لما فات هؤلاء العلماء الكبار!! مثل هذه المسألة الكبيرة!، فهل يخفى عليهم مثل هذا.
بكل بساط’ الجواب = نعم يخفى عليهم
بارك الله فيك
لكن نقطة الخلاف
هل يمنع اللاعب من تقديم شكوى إلى القضاء إن ثبت أن من أصابه تعمد ذلك
يعني هل يلزم بالرفع مثلا إلى الفيفا
أو يُمنع من الترافع إلى القضاء الشرعي
إن ثبت هذا فأظن كلام الشيخ وجيه جدا
أما إن كان يطبق عليه نظام الفيفا
ويسمح له بالترافع بعدها إلى المحكمة قيكون فيه نظر والله أعلم
وفقكم الله وأعتذر إن أسأت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/142)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 03:05 م]ـ
لا يا أخي لم تسيء لي في قولك كلام صحفي وإنما إذا اعتبرتها إساءة فهي ترجع لقائلها حفظه الله لأنه لم يمتثل قول الله عز وجل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)!!
ثانيا على من يقول بهذا يلزمه أن يعممه على جميع الدوائر الحكومية التي لها قوانين في إيقاف الموظف وحسم منه وما إلى ذالك من قوانين عندهم، فحتى الآن لم أرى من الإخوة إجابة على ما تسائلتُ عنه أعلاه وهي قولي:
أيضا ما تقول في دائرة حكومية وضعت قانونا تنظيميا فيمن كسر يد أخيه الموظف أن يوقف أسبوع، ولم يتطرقوا لمسألة القصاص؟ وهم في قرارهم هذا لم يلغوا الحكم الشرعي وهو القصاص لأن هذا خاص بالشخص وله أن يطالب به في المحكمة. هل هذا حكم بغير ما أنزل الله؟
نفع الله بكم (مدارسة فقط).(58/143)
تعليقات على: ترجمة العلامة عبد الله التليدي لحسين الشبوكي. بقلم ### حسن الكتاني
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 01 - 06, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله
ملاحظات وتعليقات على كتاب:
"عبد الله التليدي: العلامة المربي، والمحدث الأثري
تأليف: الحسين الشبوكي"
بقلم: الشريف أبي محمد الحسن بن علي الكتاني الحسني، فك الله أسره
تمهيد
أطلعني أخي الشريف الجليل، المؤرخ البحاثة؛ أبو الليث حمزة بن علي الكتاني، حفظه الله تعالى، على كتاب "عبد الله التليدي: العلامة المربي، والمحدث الأثري"، ففرحت به غاية باديء الأمر، لما للشيخ عبد الله التليدي، حفظه الله، من مكانة كبيرة في قلبي.
ولكني استوقفتني العديد من الأمور التي تطرق إليها المؤلف في هذا الكتاب، ومنها أمور تتعلق بي، فأحببت أن أعلق على ذلك كله، إثراء للبحث العلمي، وإنصافا للحق، وهي تعليقات من رأس القلم، دون رجوع لمصادر، وإنما هو "ما علق بالبال حال الاعتقال".
ومما يجدر ذكره: هو أني أعد الشيخ التليدي، حفظه الله تعالى، من مشايخي، فإن معرفتي به تمتد لحوالي خمسة عشر عاما، منذ رجعنا من الحجاز للمغرب سنة 1410هـ، ولا يمكنني أن أزور مدينة طنجة دون أن أعرج عليه وأزوره وأستفيد منه، وقد استجزته فأجازني، واستفدت منه عن طريق الأسئلة العلمية التي كنت أطرحها عليه أنا والعديد من أصحابي الذين كانوا يرافقونني في زياراتي له، وكذلك بالمراسلة. وكنت أجد منه الترحيب والإكرام، جزاه الله كل خير.
وهو فوق ذلك تلميذ لجدي محدث الحرمين الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، المتوفى برباط الفتح سنة 1419هـ، رحمه الله تعالى. ومن بر الوالد بر أهل مودته كما في الحديث الصحيح.
وهو من البقية الباقية لعلماء المغرب، وأخرج للأمة من المؤلفات الجليلة ما نسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته، مع ما له من الأخلاق الإسلامية الرفيعة، وما يعانيه من صبر على التدريس، والنصح للمسلمين. مع حب كبير للسنن والآثار، وحرص على العمل بها، وإنصاف في البحث، وبعد عن الشطط والتعصب.
وهو بعد هذا كله؛ بشر يصيب ويخطيء، كغيره من علماء المسلمين، حفظه الله تعالى وبارك في أنفاسه.
ولنشرع في موضوع بحثنا سائلين الله تعالى التوفيق والإنصاف، والإخلاص:
فصل
قال في (ص14):
"نشأ الشيخ في زمن المقاومة والجهاد بعدما احتل الإسبان بعض الشواطيء المغربية في الشمال، واتفاق معظم القبائل الشمالية على قتال الكفرة المستعمرين".
قال أبو محمد: هذا كلام غير محرر، فإن المترجَم ولد سنة 1346هـ، أو سنة 1347هـ، والاحتلال الإسباني بدأ في السواحل المغربية قبل سنة 1309هـ، وأول من قاومه: مجاهدوا الريف بقيادة البطل المجاهد الشريف محمد آمزيان في قبيلة "قلعية"، ثم استشهد رحمه الله سنة 1327هـ.
وعقدت معاهدة الحماية المشؤومة بين سلطان المغرب عبد الحفيظ بن الحسن وبين فرنسا سنة 1330هـ، وسرت على الاحتلال الإسباني لشمال المغرب بعد عام، فاتفق أهل الجبال في الشمال المغربي على مبايعة الشريف أحمد الريسوني في بلدة "ابن قَرِّيش"، قرب تطوان، لجهاد العدو، فاشتعلت نار الجهاد في الشمال، لكن الشريف الريسوني كان تارة يجاهد وتارة يهادن العدو.
ثم قام المجاهد الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي في الريف، في قبيلة "بني وَرْياغَل"فدوخ الإسبان، وكان بدء جهاده في سنة 1337هـ، وخاض معارك عظيمة، وأقام إمارة إسلامية محكمة التنظيم في الشمال المغربي، سماها بعضهم بـ: "جمهورية الريف"، لكن تكالب الإسبان مع الفرنسين ومعهم جيوش من المغاربة الخونة المرتدين اضطره للاستسلام سنة 1344هـ. وكان الريسوني قد توفي قبيل ذلك بقليل، وانضم جماعة من أصحابه للخطابي، فلما اضطر للاستسلام رفضوا إلقاء السلاح، لكن مقاومتهم كانت ضعيفة وتلاشت شيئا فشيئا.
وبذلك تعلم أنه بولادة الشيخ حفظه الله كانت إسبانية تسيطر على جميع الشمال المغربي، ولم تبق هناك مقاومة مسلحة تذكر.
فصل
قال في (ص21):
"فكان – الشيخ – يدرس عليه – أي: الفقيه ابن عائشة – متن ابن عاشر في الفقه ... إلخ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/144)
قال أبو محمد: متن ابن عاشر اسمه "المرشد المعين على الضروري من علوم الدين"، وهو ليس في الفقه فقط، بل افتتحه بمقدمة كلامية على الطريقة الأشعرية، ثم مقدمة أصولية صغيرة في أصول الفقه، ثم قسم العبادات من الطهارة للحج، وأخيرا: مباديء التصوف. وكان أهل المغرب يبدأون دراسة العلم به لتضمنه لتلك العلوم، حتى إن من أهل العلم من خص كل قسم بمصنف خاص شرحه فيه.
فصل
قال في (25) عند ذكر كتب المالكية التي كانت تدرّس في المعاهد الدينية في المغرب:
"رسالة ابن أبي زيد القيرواني بشرح "طالع الأماني" .. ".
قلت: بل بشرح "كفاية الطالب الرباني" لأبي الحسن علي بن ناصر الدين المنوفي الشاذلي، وهو من تلاميذ الحافظ السيوطي.
وبهذا الشرح درسنا "الرسالة" على يد شيخنا الشريف أبي محمد عبد القادر بن عبد الرحمن بن هشام بن الصديق الغماري، حفظه الله تعالى.
أما "طالع الأماني"؛ فهو حاشية العلامة محمد بن الحسن البناني على شرح الزرقاني للمختصر الخليلي.
فصل
قال في (ص26):
"لكن إن كان التقليد هو داء تلك الحقبة من الزمن، فلن يكون ضرره أكثر من ضرر التكفير الطافح في عصرنا على سطح المكتوبات والموسوعات، والمخرج لأقوام من المسلمين من الملة لأسباب غير داعية إلى ذلك. بل أين ذلك الجو الروحي الرفيع الذي انساب فيه طلبة العلم في ذلك الوقت من جو القذارة الأخلاقية التي نعيشها اليوم؟! ".
قال أبو محمد: هذا كلام جميل، لكنه غير دقيق، فإنه قبل أسطر قليلة ذكر أن علماء ذلك الوقت اتهموا الحافظ أحمد بن الصديق، رحمه الله تعالى، بالإلحاد، وشنوا عليه حربا لا هوادة فيها لعمله بالسنة والدليل.
وكذلك حدث لتقي الدين محمد بن عبد القادر الهلالي، رحمه الله تعالى، وقبله للعلامة الأثري أبي سالم عبد الله بن إدريس السنوسي؛ فإنه اتهم بالضلال والخارجية والاعتزال!!.
لكن يمكن للمقلدين أن يقولوا أيضا: قد هاجَمَنا هؤلاء وتجاسروا على كبار علمائنا واتهموهم بالضلال.
بل إن ابن الصديق كفّر المقلدين بأعيانهم في كتابه "الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد"، وعمد إلى الآيات النازلة في المشركين فأنزلها عليهم، وسب كبار أيمة المالكية المتأخرين، وقال: إن كتبهم وكتب القانون الوضعي سيان، بل كتبهم أسوأ. وحكم بكفر الدول المتحاكمة للقوانين الوضعية مثل مصر وتركيا في زمانه، ثم قال: إن المالكية في الغرب مثلهم، لأنهم يقدمون المذهب على السنة!!.
والمقصود: أن الصورة الوردية التي أعطاها المؤلف غير صحيحة، كما أن الصورة القاتمة التي أعطاها اليوم كذلك غير صحيحة. فما هي هذه الموسوعات والمكتوبات التي تكفر المسلمين اليوم؟!، وماذا يعني بها؟!، فإنه لم يوضح. ومن هذا الذي يكفر المسلمين دون موجب من أهل العلم اليوم؟.
لكن منذ أن كان الإسلام وعلماؤه في سائر كتبهم الفقهية يحذرون من الردة ويبينون نواقض الإسلام القولية والعملية، نصحا للمسلمين وتحذيرا لهم، أما إنزال الحكم على المعين فهو أمر آخر، ولا يلزم من وقوع المسلم في الكفر خروجه من الملة، بل ذلك يرجع لوجود شروط عديدة وانتفاء موانع متعددة.
وصحيح أننا نعاني من مسألة أخلاقية كبيرة اليوم، وقلة احترام التلاميذ لشيوخهم، بل قلة وفائهم لهم. وقد كان العلماء قديما على طريقة من الأدب رفيعة، غير أن دعاة الاجتهاد والعمل بالسنة يتحملون شطرا من انهيار تلك المنظومة الأخلاقية؛ لأنهم بدل أن يصلحوا من الداخل عمدوا لهدم الموجود، فأسسوا بناء جديدا غير متكامل.
وهذا الكلام أقصد به جل دعاة الاجتهاد والعمل بالدليل، سواء كانوا من المدرسة السلفية أو الصديقية أو "أنصار السنة" أصحاب الشريف محمد الزمزمي ابن الصديق. رحم الله الجميع وغفر لهم. وليس مقصودي التقليل من جهد أحد من العلماء، بل وضع اليد على مكامن الخطأ، وتقويم مسيرة الدعوة الإسلامية.
فإنني أحترم جميع المدارس الإسلامية الدعوية، وقد علمني والدي العلامة علي بن المنتصر، رحمه الله تعالى، أن لا أتعصب إلا للحق، وعلمني جدي الإمام محمد المنتصر، رحمه الله، ترك تقليد آراء الرجال وإعمال فكري، مع احترام الجميع وتوسيع العذر للناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/145)
وبكل حال؛ فلم يبين المؤلف مقصوده بالموسوعات التي تنشر التكفير وتخرج المسلمين من الملة حتى نناقشه فيها، لكني أوافقه على انهيار المنظومة العلمية والأخلاقية القديمة ... والأمر لله تعالى.
فصل
قال في (ص33) عندما ذكر مقروءات الشيخ على شيخه التمسماني:
"ومختصر خليل بالشرح الصغير للدردير، في الفقه المالكي".
قلت: للدردير شرحان؛ "الشرح الكبير"، وهو على "المختصر الخليلي"، وعليه حاشية الدسوقي. و"الشرح الصغير" وهو على مختصره هو في الفقه، استمده من مختصر خليل بحذف ما لا يحتاجه كثير من الناس، وإضافة فروع أخرى هامة، وإصلاح بعض عباراته المستغلقة. ثم شرحه، ووضع عليه الصاوي حاشية مشهورة. وعليه؛ فـ "الشرح الصغير" شرح "مختصر مختصر خليل".
فصل
قال في (ص34) عند ذكر جماعة من شيوخ التدريس في طنجة وضياع تراجمهم:
"وهذا تفريط من المؤرخين المغاربة، خاصة الطنجيين منهم، إذ لم نكن لننسى جهود هؤلاء الفقهاء في نهضة العلوم الشرعية".
قلت: المغاربة عرفوا منذ القدم بإهمال تراجم علمائهم، وقد نص على ذلك جملة من مؤرخيهم، وأنهم يدفنون فضلاءهم في قبري موت وإهمال. بل كثير من علمائهم يؤلفون الكتب الهامة ثم تكون مأكولات شهية للأرضة، أو تتكدس عليها طبقات الغبار. وما يطبع منها يخرج في حلة رديئة مع سقط وتصحيف مخل بالمعنى، يحتاج لتحقيق جديد.
فجزى الله المؤلف خيرا على هذه اللمحة وعلى وفائه لشيخه وشيخنا التليدي، حفظه الله، إذ أخرج لنا هذه الترجمة المختصرة، ومازلنا في شوق لترجمته الموسعة. أبقى الله أنفاسه للمسلمين.
فصل
في (ص35) تطرق لذكر والدة الشيخ، رحمها الله تعالى، ولم يذكر شيئا من ترجمتها، مع أن المصادر ما تزال موجودة لاستدراك ذلك من أفواه الأحياء، كما أنه لم يذكر تاريخ وفاتها، ولا عرج على وفاة الوالد نفسه رحمه الله. ثم وقفت على ذلك في (ص71). والله الموفق.
فصل
ذكر في (ص36) رحلة الشيخ لفاس، وقطعه الحدود خفية. وقد كان عليه أن يبين للقاريء حال المغرب آنذاك حتى يفهم سياق الرحلة. فقد كان المغرب مقسما منذ عهد الحماية سنة 1330هـ لثلاثة أقسام:
1 - المنطقة السلطانية: الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي، وكانت عاصمتها فاس، ثم نقلها المحتل لرباط الفتح.
2 - المنطقة الخليفية: وكانت تحت الاحتلال الإسباني، وعاصمتها تطوان. وكان يمثل السلطان فيها ابن عمه، ويلقب بالخليفة السلطاني.
3 - المنطقة الدولية بطنجة: ويسيرها مجلس مكون من عدد من الدول الأوروبية.
وبين كل منطقة وأخرى نقاط حدود فيها تفتيش، وتحتاج لإبراز جواز سفر وما إلى ذلك، كما هو الحال اليوم بين دولة وأخرى!!.
ولم يزُل هذا الوضع إلا بعد رفع معاهدة الحماية سنة 1376هـ، فتوحدت الجهات الثلاث، لكن احتفظت إسبانيا بسبتة ومليلية، وسيدي إيفني والصحراء المغربية. ثم خرجت من هاتين الأخيرتين سنة 1395هـ بعد المسيرة الخضراء الشهيرة.
وكانت "عَرْباوة" نقطة حدود بين المنطقة الخليفية والسلطانية، وماتزال بها مباني الجمارك والديوانة إلى الآن.
(يتبع)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:22 ص]ـ
-
وفقك الله ... وفك أسر الأخ العزيز ومن معه ...
وصحيح أننا نعاني من مسألة أخلاقية كبيرة اليوم، وقلة احترام التلاميذ لشيوخهم، بل قلة وفائهم لهم. وقد كان العلماء قديما على طريقة من الأدب رفيعة، غير أن دعاة الاجتهاد والعمل بالسنة يتحملون شطرا من انهيار تلك المنظومة الأخلاقية؛ لأنهم بدل أن يصلحوا من الداخل عمدوا لهدم الموجود، فأسسوا بناء جديدا غير متكامل.
وهذا الكلام أقصد به جل دعاة الاجتهاد والعمل بالدليل، سواء كانوا من المدرسة السلفية أو الصديقية أو "أنصار السنة" أصحاب الشريف محمد الزمزمي ابن الصديق. رحم الله الجميع وغفر لهم. وليس مقصودي التقليل من جهد أحد من العلماء، بل وضع اليد على مكامن الخطأ، وتقويم مسيرة الدعوة الإسلامية. [/ CENTER][/COLOR]
هذا كلام من وضع الهناء موضع النقب ... وهو حقيق بزيادة بسطة وبيان ... فقد تسلق هذه التلة الرفيعة أقوام خلوا من الأدب والقوة العقلية ... مع ضعف في الحصيلة العلمية ... فكان فسادهم أكثر بكثير من إصلاحهم ... وجعلوا من طعنهم في علماء الأمة والتشغيب عليهم - أمواتا وأحياء -ديدنهم ... وليس مجرد ضعف الاحترام ... فالمسألة تعدت ذلك بمراحل ... وبدأنا ندخل في مرحلة ... إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ...
وللعامة عندنا مقولة جميلة تحكي حال هؤلاء الذين لولا كراهة إخواننا لِذكر روابط أهل السفه لأتيتكم بآخر فواقرهم وضلالاتهم ... أبعد الله عني وعنكم الثقلاء السفهاء ... ولا تظنوا أنهم من الشيعة الشنيعة ... بل يدعون لأنفسهم أنهم حماة السنة و أهل التجديد ... وغيرهم - لأنهم يدفعون الغائلة عن أهل العلم ومحصليه وحملته - أهل تعصب وتقليد ... تقول العامة: متى نصيروا شرفى (شرفاء) .. يرد عليه السامع: نهار يموتوا كبار الحومة ...
وقد أحسن الشاعر إذ قال:
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه - بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى - - يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/146)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:30 م]ـ
فصل
في (ص40) ذكر المؤلف لقاء الشيخ التليدي بجدنا محدث الحرمين الشريفين الإمام محمد المنتصر بالله رحمه الله تعالى، وذكر أنه كان النائب الأول لحزب الشورى والاستقلال بطنجة، وأن هذا الحزب كان من الأحزاب الإسلامية قبل وبعد الاستقلال، وأن الجد حاول استقطاب الشيخ لحزبه لكن الشريف الزمزمي بن الصديق "أجاب في التو بالرفض الجازم عن الدخول في معمعة السياسة الحزبية الفاشلة".
وأقول:
هذا الكلام غير محرر، وعليه ملاحظات عديدة.
منها: أن جدنا – رحمه الله – كان له حزبه الخاص الذي أسسه رفقة جماعة من أصحابه العلماء والفضلاء في شبابه، وسماه "حزب الخلافة"، وقصده إرجاع الخلافة الإسلامية لسابق مجدها، وإخراج المحتل الكافر من بلاد المسلمين، وكان شعاره في ذلك الهلال والسيف والقلم، وقد بين منهاجه في كتابه "فتية طارق والغافقي".
لكنه واجه مصاعب من صنفين من الناس: من الوشاة الذين أوغروا صدر السلطان محمد بن يوسف (محمد الخامس) عليه، وأنه يسعى لهدم الدولة العلوية وتأسيس دولة إدريسية، مع أنه صرح في كتابه السابق أنه يسعى لتوحيد بلاد المغرب العربي تحت نظام إسلامي ملكي دستوري، يقوده الملك محمد بن يوسف.
والصنف الثاني من أعدائه: حزب الاستقلال الذي كان شديد التعصب على مخالفيه يرميهم بشتى التهم. وطالما حاولوا إيذاء الجد لولا تدخل زعيم الحزب علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري رعاية لعلاقة المصاهرة بين الجد وبين آل الفاسي، فإن زوجة الجد، وهي جدتنا، هي السيدة أم هانيء بنت عبد السلام الفاسي الفهري، فهي ابنة عم علال الفاسي.
نعم؛ كان الجد ينسق مع حزب الشورى والاستقلال بزعامة الشريف محمد الحسن الوزاني، لكونه آنذاك كان يضم جملة من فضلاء العلماء، ومنهم: عم جدنا الأستاذ الكبير إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني، الذي كان من قيادييه، حفظه الله تعالى وبارك في عمره.
فلما ضاقت السبل بالجد في مدينة سلا، هاجر لطنجة فآذاه أعداؤه وحاولوا قتله في المسجد وهو يلقي درسا كبيرا في السيرة النبوية الشريفة مع ربطها بالواقع، فنجاه الله تعالى من كيدهم.
وعند ذاك لما ضاقت به وسائل العمل في المغرب قرر الهجرة للشام، فضم من بقي في حزبه لحزب الشورى وهاجر بنفسه ثم بأولاده لدمشق الشام سنة 1376هـ.
ومنها: أن حزب الشورى لم يكن حزبا إسلاميا بما يعنيه هذا المصطلح اليوم. فإن الناس آنذاك لم يكونوا ينكرون النظام الإسلامي فضلا عن محاربته، ولكنهم كانوا يسعون للاستقلال عن المحتل. لكن الأفكار الإفرنجية ثم العلمانية بدأت تتسلل للشباب شيئا فشيئا في غفلة من العلماء الذين كانوا يقودون هذه الأحزاب، بل حتى بتأثر بعضهم بذلك. حتى انسلخت طوائف منهم من الإسلام وهي لا تشعر. فمنها من دعا للإلحاد، ومنها من دعا للعلمانية ونبذ الشريعة الإسلامية.
وكان حزب الشورى بعد الاستقلال يخوض رجاله صراعا داخليا بين تيار إسلامي وبين تيار علماني يدعو لنبذ الشريعة بحجة وجود مواطنين مغاربة يهود!!، وعند ذاك كتب الدكتور إدريس الكتاني كتابه الشهير الهام: "المغرب المسلم ضد اللادينية"، وأعلن خروجه من الحزب، فأدى ذلك تدريجيا لموت الحزب.
أما رفض الشريف الزمزمي رحمه الله تعالى للخوض في المعمعة الحزبية، ووصفها بالفاشلة؛ فجوابه: أن الخوض في العمل السياسي من خلال أحزاب منظمة هو السبيل لمواجهة مكايد أعداء الإسلام، فإن المرء بمفرده لا يمكن أن يخرج عدوا محتلا من بلاده ويواجه مخططات أعداء الدين. وهل جاء بالاستقلال – كيفما كان – إلا نضال الأحزاب الوطنية وضغطهم السياسي والمسلح على المحتل؟. لكن خطأهم الكبير هو انحرافهم نحو التفرنج والتأثر بالعدو بدل التمسك بالإسلام والتميز به والدفاع عن شريعته. وهو الذي استدركته الأحزاب والجماعات الإسلامية بعد ذلك.
ولعل الشريف الزمزمي، رحمه الله تعالى، أدرك ذلك بعد فترة، فأسس جماعته "أنصار السنة".
أما الشيخ أحمد فقد كان بينه وبين الجد تعاون وثيق في المغرب والمشرق، ولتفصيل هذا مكان آخر. وقد كانت أنشطته الجهادية والسياسية سببا في اعتقاله أكثر من مرة كما لمح لذلك المؤلف (ص42)، وقد بينت ذلك أنا في كتاب "فقه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري" بنوع من التفصيل عما هو مجمل هنا.
فصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/147)
ذكر في (ص44) مكوث الشيخ في العَدْوتين.
وكان عليه أن يبين معناهما لأهل المشرق الذين سيقرأون الكتاب، وأنهما مدينتا: سلا ورباط الفتح. نسأل الله أن يعيدهما لسالف عهدهما العلمي والديني.
فصل
في (ص66) تحت عنوان "المعارك العلمية"، ثم ذكر المعارك مع الشريف محمد الزمزمي بن الصديق. ولم يفصل شيئا من ذلك، ولا فهم القاريء كيف كان الزمزمي شيخا للتليدي ثم انقلب الأمر إلى العداء؟!.
وحاصل القصة: أن الشيخ أحمد بن الصديق رحمه الله تعالى أثر في سائر إخوانه بمنهاجه العملي وحدته في مواجهة مخالفيه، وكان إخوته تلاميذه كعبد الله ومحمد الزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز والحسن وإبراهيم. فمالوا إلى الأخذ بالحديث والعمل بالآثار ونبذ المذهبية، وخاصة مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى.
لكنهم جميعا بقوا ملازمين للتصوف، وخاصة طريقتهم الدرقاوية الشاذلية، مدافعين عن شعائر متأخري الصوفية من سماع ورقص وبناء على القبور وتوسل واستغاثة بالصالحين، وغير ذلك من أمور معروفة.
أما في الاعتقاد؛ فالجميع تأثر بالتشيع الزيدي في مسائل الصحابة، ثم اختلفوا في الأسماء والصفات وغيرها من الأبواب.
وقد كان إبراهيم والحسن ينأيان بنفسيهما عن التظاهر بمخالفة الجمهور والخوض في النزاعات العلمية.
وكان محمد الزمزمي نشيطا في الزاوية مطيعا لشقيقه أبي الفيض، وصنف رسالة "الانتصار لطريق الصوفية الأخيار".
ثم إنه تمعن القواعد التي بنى عليها شقيقه أحمد منهاجه الفقهي، وحصل له مناقشات علمية مع التقي الهلالي والناصر الألباني رحمهما الله تعالى، فأعلن خروجه من الزاوية، وشن حربا شعواء على مناهجها وطريقتها، وتبرأ من الانتساب إليها في أبيات شهيرة قالها. بل تبرأ من الانتساب للبيت الصديقي الغماري واكتفى هو وذووه باسم "الزمزمي".
ثم أسس مسجده المسمى "مسجد الهدي النبوي"، وأسس جماعته المسماة "أنصار السنة".
وقامت معارك ضارية بين الزمزمي وأخيه أحمد لا هوادة فيها، فاختار الزمزمي تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى وأنها شرك، وحكم بالبدعة على كثير من شعائر الطريق عند المتأخرين، وصنف كتابه "الزاوية وأثرها السيء على الأمة"، و"شرح كلمة التوحيد". وهو في كل ذلك يوافق السلفيين، فلذلك حصل تقارب كبير بينه وبين زعيم السلفيين في المغرب آنذاك تقي الدين الهلالي.
لكنه بالمقابل كان يقول باستحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويقيم الاحتفال في مسجده بالأناشيد والأمداح والحلويات وما إلى ذلك. وكان أشعري العقيدة، يضلل السلفيين، حتى إنه صنف كتابه "المحجة البيضاء" يرد فيه عقيدة العلو والاستواء، وكتاب "الطوائف الموجودة في هذا الوقت"، فعد السلفيين من أهل البدع، حتى إنه انتقص فيه من الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
وهو في هذا يخالف شقيقه أحمد الذي كان في مسائل الصفات والإيمان والقدر أقوم بالسنة وأشبه بأهل الحديث السلفيين، وكذلك كان الأخوان عبد الحي وعبد العزيز، أما عبد الله فهو أشعري كذلك.
كما أن الزمزمي خالف أخاه في مسائل فقهية حصل فيها تعصب لا معنى له، مثل مسألة إتمام المسافر خلف المقيم، ومسألة قصر الصلاة للمسافر، ومسألة توحيد المسلمين في الصوم والإفطار. وهي كما ترى فروع ما كان ينبغي التعصب فيها، فما زال العلماء يخالف بعضهم بعضا ولا يفسد ذلك للود قضية، فضلا عن أن يتقاطعوا ويتسابوا!!.
وقد كان هذا هو سبب تغير الصفاء بين شيخنا التليدي وشيخه الزمزمي. ولم تهدأ المعركة بوفاة السيد أحمد، بل زادت سعارا. ثم لما دخل شيخنا العلامة أبو الفضل عبد الله ابن الصديق من مصر سنة 1390هـ بعد سجن دام عشر سنوات فيها، إثر محنة المسلمين هناك على يد جمال عبد الناصر، قبحه الله، تسلم مقاليد الزاوية، فاستمرت المعركة إلى قرب وفاة السيد الزمزمي سنة 1407هـ، حيث عاده شقيقه عبد الله وتسامحا وحصل بكاء كثير بينهما. رحم الله الجميع.
نعم؛ حصلت مناقشات علمية وسوق رائجة للتصنيف وشحذ همم في التأليف، وغاب كل ذلك بغياب تلك الأرواح الطاهرة. رحم الله الجميع.
وقد كنت سألت جدي الإمام محمد المنتصر بالله رحمه الله تعالى عن آل الصديق، فقال لي: إنه تأثر بهم أول أمره، خاصة لما سافر معهم لمصر لطلب العلم بالأزهر، ومال لنبذ المذهب والقول بالاجتهاد، قال: "ثم وجدت أن الأمر صعب، وأن ذلك يقتضي اتخاذ رأي في كل مسألة فقهية، وهو أمر ليس بالهين، فرجعت لمذهب مالك مع العمل بالدليل إذا ظهر لي".
وقال لي: "أعلم آل الصديق أبو الفيض أحمد، وأكثرهم صلاحا وورعا محمد الزمزمي".
قلت: كان إخوة الزمزمي يتهمونه بأنه وهابي!، والصحيح أنه صاحب منهج خاص به.
واعلم بارك الله فيك، أن الله نفع بالسيد الزمزمي أمة من الناس، وكان له تأثير كبير في الشمال المغربي وتلاميذ كثيرون، وتبعه جماعة من العامة تعصبوا لفتاواه أشد التعصب، حتى إنه لما توفي خلفه في المسجد ولده أبو نعيم صهيب، وكان من فضلاء العلماء سنيا أثريا، معتدلا، بعيدا عن الشطط والغلو، وخالف والده في العقيدة الأشعرية، فقد كان سلفيا، كما أنه خالفه في العديد من الاختيارات الفقهية، مما جلب له سخط أصحاب والده، وقد توفي سنة 1411هـ، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن أنبغ تلاميذه: العالم الداعية أبو رؤيم هشام بن عبد السلام التمسماني، حفظه الله تعالى، وهو كذلك ممن أخذ عن الشيخ التليدي.
فصل
قال في حاشية (ص7):
"لَلّا: لقب مغربي للمرأة الشريفة المنسوبة لآل البيت الأطهار".
قلت: كلا، بل هو لقب احترام لأي امرأة، ولا يشترط أن تكون من البيت النبوي الشريف، فهي مثل: سيدي. للرجل.
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/148)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:44 م]ـ
فصل
(من مؤلفات التليدي ومواقفه الفكرية)
اعلم بارك الله فيك أن المؤلف ذكر في (ص73، و74) عن الشيخ التليدي حفظه الله وبارك فيه، انعزاله عن الناس، وتركه الدخول في المنتديات العامة والإدارات، وترك الإجابة للمحاضرات العامة والكتابة في الصحف والمجلات.
وهو بذلك يظهره كأنه منعزل انعزالا تاما عن أوضاع المسلمين العامة.
والصحيح: أن الشيخ، حفظه الله، لقوة غيرته الإيمانية، وأخذه بالاحتياط لدينه تشبها بكثير من أيمة السلف الصالح، يرى طغيان العلمانيين منذ استقلال المغرب سنة 1376هـ، إلى الآن، وسيطرتهم على البلاد، فأخذ بأحاديث العزلة وترك مخالطة الظالمين مخافة مشاركتهم في باطلهم والدخول معهم في معاصيهم ومروقهم من الدين.
وقد رأى ما حل بغالب علماء المغرب من تفرنجهم وضياع أبنائهم، بل وانسلاخهم من دينهم، وأصبح كثير منهم حلفاء بلعام بن باعوراء، وأضحى أبناؤهم نوابا عن فرعون وهامان وقارون وأبي جعل. والأمر لله تعالى. وما عدت ترى من يغير منكرا أو يعرف معروفا، والفاضل منهم من عرف الحق في نفسه، وهمس به لجليسه. فإلى الله المشتكى.
غير أن الشيخ كانت له مشاركات هامة مع بعض المخلصين والدعاة الصادقين.
فمن ذلك: مشاركته لجماعة من علماء المغرب سنة 1411هـ في إصدار فتوى جليلة تحرم الاستنجاد بالقوات الأمريكية الصليبية لمحاربة العراق. وقد كانت فتوى قوية نشرتها الصحف، وفرح بها المسلمون. وكان الذي تزعم ذلك عمنا العلامة المجاهد الشريف إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني، بارك الله في عمره.
والعجب آنذاك؛ أن الاشتراكيين الذين كانوا في المعارضة نشروا تلك الفتوى وشهروها في جريدتهم، وأعلنوا تضامنهم وتأييدهم لها.
ومن نشاطاته: مشاركته في المظاهرة الكبيرة التي خرجت في شوارع الرباط سنة 1420هـ، تأييدا لانتفاضة الأقصى إثر تدنيس الطاغية آرييل شارون للمسجد الأقصى. وكان في الصفوف الأولى مع قيادة جماعة "العدل والإحسان". وقال لنا إذذاك: "إن هذا نوع من أنواع الجهاد".
ومن ذلك: مشاركته سنة 1421هـ لثلة من علماء المغرب أيضا في الفتوى التاريخية التي تحرم الدخول في التحالف الأمريكي الصليبي ضد المسلمين في أفغانستان وغيرها فيما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب"، وبيان أن ذلك موالاة كبرى للكافرين ضد المسلمين. وهي ردة بإجماع المحققين من علماء المسلمين مالكية وغيرهم.
وقد قادها أيضا عمنا الدكتور إدريس الكتاني، حفظه الله، وأيدها مئات من مثقفي المغرب من علماء وبرلمانيين وأساتذة جامعات وغيرهم، من الرجال والنساء، في بيان نشروه. وأيضا وافقها جماعة من الاشتراكيين والعلمانيين المخلصين لمبادئهم ولأمتهم، لا الذين تدور بهم الأهواء حسب المصالح الآنية.
غير أن بعض الصحف زعمت أنه تنازل عن توقيعه وتبرأ من الفتوى، فلما استفسرنا الشيخ قال: "إنما سألوني عن موقفي من إرهاب الناس فرفضت ذلك مجملا" ..
قلت: ليت الشيخ كذب تلك الصحف، فإن هذا من أعظم الجهاد، وهو كلمة حق في عين مكانها، وهو أولى الناس بها. وله في الإمام مالك ثم الإمام أحمد وقبلهما في الإمام أبي حنيفة رحمهم الله أجمعين خير قدوة.
كما أننا في محنتنا التي نحن فيها كنا كنا ننتظر تأييدا وانتصارا لنا من علماء المغرب، مع ما يعرفونه عنا من خير واستقامة في المنهج، لكن لم نجد شيئا من ذلك. وإلى الله المشتكى، فلنا في أيمة آل البيت عليهم السلام خير أسوة وعزاء.
فقد مات الإمام عبد الله بن الحسن، الكامل المحض، هو وجماعة من خيار آل بيته في سجون أبي جعفر العباسي.
ومات ابنه الإمام يحيى بن عبد الله، أخو الإمام إدريس فاتح المغرب، في سجون هارون "الرشيد"، وكذلك مات الإمام موسى بن جعفر، الكاظم، في سجون هارون ظلما وعدوانا. سلام الله عليهم أجمعين، وبركاته تترى على ضرائحهم ... آمين.
فصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/149)
واختيار الشيخ التليدي حفظه الله تعالى العزلة هو اختيار اختاره وله فيه سلف، ومعه أدلة، كما أن من اختار المشاركة والمخالطة مع التميز والتمسك بالدين وإظهاره وتحمل الأذى في سبيل ذلك، ومواجهة مكايد أعداء الإسلام، والسعي في إحيائه في نفوس الخاصة والعامة، والذب عن أعراض العلماء الصادقين المجاهدين، والدعاة المخلصين سبيل آخر، له سلفه وعمل به أيمة كبار، ومعه أدلته، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
واعلم، بارك الله فيك، أن لشيخنا التليدي مرحلتين في حياته، لمح لهما المؤلف ولم يفصل:
الأولى: عندما كان مع شيخه أحمد بن الصديق، وبعد وفاته إلى وفاة الشريف محمد الزمزمي سنة 1407هـ.
الثانية: منذ تلك السنة وإلى الآن.
فأما المرحلة الأولى؛ فقد كان شديد التحمس لشيخه أبي الفيض أحمد، شديد التأثر بعقيدته وفكره. ولذلك فقد ورث معاركه العلمية والسياسية كما قال المؤلف (ص60): "كان لصحبة شيخنا لمولانا سيدي أحمد رحمه الله ثمن باهظ، إذ تحمل سيدي عبد الله من بعد شيخه سيدي أحمد الإرث السياسي بما في ذلك المشاجرات مع بعض الأحزاب المغربية، والإرث العلمي بما في ذلك المناظرات مع طوائف المبتدعة والمتعصبة".
قال أبو محمد: المتعصبة هنا المقصود بهم: غلاة المالكية الذين كانوا متعصبين لما عليه خليل ومتأخروا الأصحاب.
أما المبتدعة؛ فالمعنى بهم هنا: دعاة السنة والتوحيد والأثر، يوافقون الشيخ أحمد بن الصديق في أصل دعوته، لكنهم يخالفونه في الكثير من المسائل التي خالف فيها الصواب. رحم الله الجميع. وربما كان الحق معه في أمور أخرى، لكن دخل التعصب بين الطائفتين.
وقد كرهت للمؤلف وصف أولئك بالمبتدعة، وما هم إلا العلامة الشريف محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق وجماعة من أصحابه، وكذلك العلامة الشيخ تقي الدين محمد بن عبد القادر الهلالي، وجملة من أتباعه، ومنهم في تطوان: شيخنا العلامة الشريف أبو أويس محمد بن الأمين بوخبزة العمراني حفظه الله تعالى.
وإنما كرهت للمؤلف ذلك لأن القاريء سيظن أن هذه الطوائف المبتدعة من جنس غلاة الشيعة أو منحرفي الصوفية أو غير ذلك من الخوارج المارقين أو المعتزلة الضالين!!.
وهذه المرحلة كما أن الشيخ تركها ورأى قلة جدواها، ولمس ما تجنيه على الدعوة الإسلامية من كوارث في وقت عمت فيه العلمانية وغلب على الناس الانسلاخ من الدين، فإنه أيضا تراجع عن كثير من أخطاء شيخه وغلطاته وحدته ضد مخالفيه. ولم يبين المؤلف هذا. وقد كان عليه أن يفعل.
فإن كثيرا من الناس إذا قرأوا كتب الشيخ الأولى أخذوا عنه فكرة غير التي سيأخذونها إذا قرأوا كتبه التالية.
وقد لمست هذا بنفسي، ودافعت عن عرض الشيخ حفظه الله في الكثير من المجالس، ونشرت فضله وبينت تمسكه بالسنة ودفاعه عنها، وعذره فيما أخطأ فيه لجميل قصده. وأن أخطاءه – ولكل عالم أخطاء – مغمورة في بحر فضله، وأنه معدود من أهل السنة والأثر.
ويجب أن لا نغطي الشمس بغربال، فإن المخالفين للشيخ يتهمونه بالتشيع والغلو في التصوف.
وجوابنا عن ذلك: أنها كانت مرحلة في حياة الشيخ إبان فورة شبابه لما التقى بالشيخ أحمد ابن الصديق وتأثر به، لكنه رجع عن ذلك.
والدليل عليه: أنه كتب يرد على الرافضة في العديد من الكتب، وأوضح عقيدته في الصحابة الكرام والرد القوي على من نال منهم في كتابه "فضائل الصحابة".
بل له كلام صريح في الترضي والترحم حتى على البغاة على الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما في بعض حواشي "تهذيب الشفا" حيث ذكر عمرا بن العاص وترضى عنه ورد على الشيعة.
نعم؛ في شيخنا تشيع خفيف من جنس تشيع جماعة من خيار المحدثين أهل السنن والآثار، كعبد الرزاق، والنسائي والحاكم والبيهقي والدارقطني. وهو تشيع حميد إن شاء الله تعالى، قد كان في جماعة من أهل بيتنا أيضا، وقد بينت مذهبي في هذا بالتفصيل في بعض كتبي.
أما الغلو في التصوف؛ فكلام الشيخ في جميع كتبه الأخيرة يخالفه ويرد على الغلاة، وتصوفه من جنس تصوف جماعة من خيار المحدثين كأبي إسماعيل الأنصاري ومحمد بن طاهر المقدسي وأبي الوقت السجزي وسعد الزنجاني ... وغيرهم. ولا يعني هذا لا موافقتي ولا مخالفتي له، فقد بينت مذهبي في ذلك في بعض كتبي بحمد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/150)
وقد ترك الشيخ النيل من علماء كبار كان لهم قدم في الإسلام، مثل الحافظ أبي العباس أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى، فإنه ذكره في "المبشرون بالجنة" وترحم عليه، خلافا لما كان عليه شيخه ولما كتبه عنه في كتبه الأولى.
فماذا بقي بعد هذا؟، دفاعه ومحبته لشيخه؟. فهذا مما يمدح عليه، لأنه وفاء وإخلاص لشخص هداه الله به إلى الصراط المستقيم، وفتح عينيه به على أفضل العلماء، بل جعله به في مصاف كبار علماء العالم الإسلامي، فلو عقه لكان مثلمة له، لكنه يترحم عليه ويستغفر له ويبين مخالفته له، كما في مواطن من كتبه هذبها وحذف منها ما لا يليق، أو علق عليها بما يبين الصحيح.
وكم أسر عندما أزور مدرسة الشيخ فأجد على الجدران كلمات مأثورة لشيخه، فليت التلاميذ يتعلمون الوفاء لشيوخهم والإخلاص لمن كانوا سببا لهدايتهم وإرشادهم. وأنا أسأل الله تعالى أن لا يراني عاقا لشيخ انتفعت به واستفدت منه. فقد تربيت على الوفاء والإخلاص، و"من علمك حرفا صرت له عبدا". وقد قال تعالى: {وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يسأل عن صحبة ساعة". وبالله نتأيد.
وبذلك يتبين أن جميع كتب شيخنا التليدي في المرحلة الثانية طيبة مباركة، تنضح بالدعوة للسنة والتوحيد، وجمع المسلمين عليها، مع البعد عن الخرافات والأوهام التي تنشأ عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
وأنا نفسي كثير الاهتمام والمحبة لكتب الشيخ، فوظيفته المباركة "زاد المتقين" لا تفارقني، وأجد عند قراءتها لذة روحانية كبيرة، وأنصح الناس بها، وتهذيباته ل "خصائص السيوطي"، و"شفاء عياض" عظيمة، بل إني درّست تهذيبه للشفا في السجن واستفدت منه.
وكتابه في فضائل آل البيت "الأنوار الباهرة" رائع، ولعله أحسن ما ألف في الباب، وكذلك "فضائل الصحابة"، ورده على الرافضة الإمامية شاف كاف لعامة المسلمين. أما كتابه عن المرأة المتبرجة فغاية في بابه.
وكذلك يقال في كتبه الحديثية، ومن أنفسها التفسير بالمأثور الذي سرني جدا.
فجزاه الله كل خير عن الإسلام والمسلمين.
وبعد هذه المقدمة الهامة، فلنناقش المؤلف في كلامه عن مصنفات شيخنا التليدي حفظه الله تعالى.
فصل
ذكر المؤلف (ص77) أن الشيخ يأخذ التدريس جل وقته، وأن العديد من الناس ناشدوه الشروع في قسم المعاملات من كتابيه "إتمام المنة"، و"بداية الوصول".
قلت: قد كنت ممن ناشد الشيخ في إكمال "إتمام المنة" أكثر من مرة منذ صدوره.
وذلك أن الشيخ ذكر في مقدمة ذلك الكتاب أنه ذكر فيه كثيرا من الفروع الأثرية التي أغفلها القاضي الشوكاني في "الدرر البهية"، وبما أن "الدرر البهية" كتاب شامل لجميع أبواب الفقه، فلا تكتمل الفائدة من "منهاج الجنة في فقه السنة" إلا بإلحاق بقية أبواب الفقه الأثري بالكتاب، فإن الإسلام عبادات ومعاملات، والعلمانيون ينكرون قسم المعاملات ويكفرون به، فمن تمام الرد عليهم إثبات عكس ذلك، وجلب النصوص والآثار عليها.
فليت الشيخ يهتم فعلا بهذا الموضوع، فإن الناس قد استفادوا كثيرا من "الدرر البهية" وشرحيه "الدراري المضية" للمؤلف، و"الروضة الندية" لصديق حسن خان. رحمهم الله تعالى.
كما أن النفع العظيم بموسوعته الحديثية "بداية الوصول" لن يكتمل إلا بإلحاق بقية أبواب الدين بالكتاب.
نسأل الله تعالى للشيخ التوفيق والسداد.
فصل
قال في (ص81) عن كتاب "دلائل التوحيد":
"اشتهر في كتب المحدثين كتب في دلائل النبوة، لكننا لا نكاد نجد مؤلفا واحدا في دلائل التوحيد الذي هو الأصل والأساس".
قلت: كلا؛ بل صنف علامة الشام الإمام محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة 1332هـ رحمه الله تعالى كتابا بنفس العنوان، يقع في مجلد أيضا، وهو مطبوع محقق.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:59 م]ـ
فصل
ذكر المؤلف الإمام محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله تعالى، (ص89)، فلم يعطه أي لقب، بل قال: "صحيح وضعيف الترمذي لناصر الدين الألباني" ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/151)
وعهدي به منذ أول الكتاب وهو يكرم العلماء بلقب "سيدي" وغير ذلك، وأقل ذلك: أن يصفه بلقبه العلمي "الشيخ" أو "المحدث"، وذلك اقتداء بشيخه صاحب الترجمة، فإنه بعد اسطر ذكر كلاما للشيخ التليدي وصف فيه الألباني بقوله: "العلامة المحدث الشيخ ... الذي يعتبر من أفراد هذا العصر في علم الحديث النبوي الشريف، مع الاطلاع الواسع، والتجلد والعمل المتواصل منذ أكثر من نصف قرن، فأمثاله في هذا العصر – والاعتراف بالحق فضيلة - قليلون".اهـ.
وقد كنت زرت الشيخ رفقة شقيقي أبي الليث حمزة الكتاني بارك الله فيه، بعد صدور هذا الكتاب بمدة، لعله في سنة 1417هـ، أو التي تليها، وسألته عن كلام الناس في الإمام الألباني؟.
فقلت له: إنهم يقولون إنه محدث وليس بفقيه.
فقال: بل له نصيب من الفقه.
فقلت: إنهم يقولون إنه لا شيخ له.
فقال: وشيخنا سيدي أحمد لا شيخ له في الحديث، بل طول البحث والصبر عليه أوصله إلى ما وصل إليه، وكذلك كبار المحدثين.
فقلت: فكيف حاله في علم الحديث؟.
قال: هو علامة متمكن.
هذا ملخص الحوار على ما بقي في ذهني منه، وقد كنت قيدت ذلك وقتها في محله بأدق من هذا، لكن المقصود هو: أننا لما رجعنا للأردن اجتمعنا بجماعة من أصحاب الشيخ الألباني، رحمه الله، ومنهم ناسخه: الشيخ الفاضل أبو موسى عصام هادي، حفظه الله، فأخبرناه بكل ذلك وبما ذكره الشيخ التليدي في "تهذيب الترمذي"، ففرح به كثيرا، وكان نعم الأخ والصديق، وكنا نكثر من ذكر علماء المغرب من آل بيتنا ومن آل الصديق له، ونعرفه بتراثهم حتى أحبهم ولهج بهم.
فانطلق إلى الشيخ الألباني وعرفه بذلك كله، فسر به ومدح الحافظ أحمد بن الصديق ومدح علمه.
وقصدي من هذا: بيان إنصاف الشيخ التليدي، وتركه للتعصب، وتأثير ذلك على مخالفيه.
فإن شيخنا التليدي لا يخفاه كلام أبي عبد الرحمن الألباني في شيخه أبي الفيض، ولا يخفاه معاركه الطويلة مع شيخه أبي الفضل عبد الله بن الصديق، لكنه ترك ذلك كله وعلم أنه من سمات الحياة العلمية، فنأى بنفسه عن معارك حالها كما قال تعالى: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون}.
ولا شك أن كل منصف يشهد بأن الله تعالى جدد شباب علم الحديث على يد الإمام الألباني رحمه الله تعالى، حتى عاد غضا طريا.
أخبرني أبو موسى عصام هادي أنه زار الألباني وهو على فراش الموت، فقال له: "إن ابن عثيمين يقول: الألباني عنده تساهل في تصحيح الأحاديث".
فقال له الألباني: "لقد أدركت زمانا وأهل نجد لا يفرقون بين الصحيح والضعيف، ولم يكن أحد إذذاك يهتم بهذا العلم الشريف، فإذا وصلنا لزمان ارتقى الحال بهذا العلم وانتشر حتى يقال: إني متساهل في الحكم على الأحاديث. فإننا بحمد الله في خير". ثم ذكر جهوده في ذلك وجعل يبكي. رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه.
وقد أكرمنا الله أنا وأخي فحضرنا درسا للشيخ سنة 1416هـ، وفرح بنا لما علم أننا أحفاد الإمام الشريف محمد المنتصر بالله الكتاني، وسألنا عن صحته. ثم زرناه في المستشفى قبيل وفاته رحمه الله تعالى.
فصل
نقل المؤلف (ص114) عن الشيخ في كتابه "إتمام المنة" (ص207) قوله عن سنة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة:
"وهذا الوضع هو مذهب كل الأيمة رحمهم الله، ولم يخالف فيه ويرسل إلا الروافض وبعض المتعصبة من المنتسبين إلى مذهب مالك. مع أن ابن عبد البر – وهو من أيمة المالكية – يقول: لم يأت عن النبي فيه خلاف ... إلخ".
قلت: كلا؛ ليس هذا الخلاف قاصرا على الروافض فحسب، بل قد ثبت بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب، و روي عن جماعة من السلف كعبد الله بن الزبير و طاووس اليماني، و هو رواية عن أحمد بن حنبل، ذكرها العبيكان في شرحه على "مغني ذوي الأفهام".
و هو رواية المصريين عن مالك، رحمه الله تعالى، و رواية غيرهم. و أظنه قول الليث ابن سعد رحمه الله أيضًا.
و قد ذكر ذلك كله الحافظ أبو عمر ابن عبد البر، رحمه الله تعالى، في كتابيه "التمهيد" و "الاستذكار". و بينت طرفًا منه في "فقه الحافظ بن الصديق".
وهو قول جميع الشيعة لا الروافض الإمامية فحسب، بل الزيدية أيضًا. و قول الإباضية من الخوارج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/152)
لكن الصحيح هو التمسك بسنة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة كما بسط ذلك الحافظ أحمد بن الصديق في "المثنوني و البتار" بما لا يدع مجالاً للشك.
و قواه بمذهب الإمام مالك خاصة وبالسنة والحديث عامة جد جدنا شيخ الإسلام محمد بن جعفر رحمه الله في كتابه "بيان السبيل الواضح في أن القبض في مذهب مالك مشهور و راجح".
و قواه بمذهب آل البيت عليهم السلام الإمام الأمير الصنعاني في كتابه "المسائل المرضية في بيان اتفاق أهل السنة على سنن الصلاة و الزيدية".
فصل
قال المؤلف في (ص.119):
"و للتذكير فالشيخ يشجب العنف بشدة".
وأقول: هذه كلمة مجملة أشبه بجمل البيانات السياسية المعاصرة. و كلام الشيخ الذي استشهد به بين مقصوده، فإنه يقول: بدلاً من الاستنكار على المستضعفين الذين يقاومون المستكبرين و شن الحملات الإعلامية عليهم، كان ينبغي العكس.
و بذلك تعلم أن الشيخ "يشجب" العنف المخالف للشرع كما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف"، و يقول: "إن الرفق ما كان في شئ إلا زانه و ما نزع من شئ إلا شانه".
فهذا المقصود به: العنف في الدعوة إلى الله تعالى و النصح للناس، كما قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.
أما تسمية الجهاد عنفًا، و التبري منه؛ فليس هذا من منهج الشيخ و لا علماء الإسلام. قال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم و مأواهم جهنم و بئس المصير}. و على ذلك فالشيخ لا ينكر الجهاد الشرعي المستوفي للشروط كما هو معروف عند فقهاء الإسلام، و لا غير ذلك من التعنيف المشروع عند المربين بضوابطه المعروفة.
فصل
ذكر المؤلف في (ص.121) كتاب الشيخ التليدي: "معجزة مع كرامة في كتاب الشرف المحتم" للحافظ السيوطي، و لما عرف بالرسالة لم يبين موضوعها، بل قفز لذكر أحاديث أخرى. و لاشك أن القارئ لن يفهم عن أي معجزة يتكلم و عن أي كرامة؟!.
وقد كنت وقفت على هذا الكتاب قديمًا في مكتبة جدي لأمي العلامة الشريف عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، رحمه الله تعالى، و بقي في ذهني من ذلك، أن الرسالة تتحدث عن كرامة حدثت للشيخ أحمد الرفاعي لما زار النبي صلى الله عليه وسلم، فاعتراه حال قال فيه:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه نوبة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قال الراوي: "فانشق القبر و خرجت منه اليد النبوية الشريفة، فقبلها الشيخ الرفاعي أمام آلاف من الناس!! ".
و قد أورد الحافظ السيوطي إسناد القصة و جعل الشيخ التليدي يصححها و يرد على المخالفين.
قال أبو محمد: و لعل المؤلف عمدًا ترك ذكر هذا كله تفاديًا لانتقادات المخالفين الذين سينكرون القصة و يجلبون كلام العلماء الذين أنكروها و بينوا استحالتها عقلاً قبل النقل، و أن المواجهة الشريفة لا تسع العدد المذكور من الناس، إلى غير ذلك.
لكن من تفطن للمقدمة التي ذكرتها عن مرحلتي حياة الشيخ التليدي العلمية لن يستغرب لهذا المؤلف و سيفهم ظروفه.
بل حتى لو كان ما يزال يقول بمضمون ذلك المؤلف كما هو الواقع، فيما أظن، فإنه لن يعيد نشره تفاديًا لإثارة البلبلة و لقلة نفع ذلك للمسلمين، على ما هو عليه منهاجه في المرحلة الثانية من حياته. و الله أعلم.
لكن قد كان على المؤلف بيان ذلك بما تسعه عقول القارئين، و له وجهة نظره. و إثبات كرامات الصالحين أصل من أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة.
فصل
ذكر (ص.123) الوظيفة النبوية المسماة "زاد المتقين" و كل ما قاله عنها صحيح، بل هي فوق ذلك.
و ليتها تطبع طبعة جديدة بحجم الجيب ملونة، على غرار "حصن المسلم" حتى يسهل حملها ومداومة الاشتغال بها.
فصل
قال المؤلف في (ص128) عن كتاب "حياة الشيخ سيدي أحمد بن الصديق".
"من الكتب النفيسة لشيخنا كتابه هذا حول حياة شيخه و أستاذه الحافظ سيدي أحمد رحمه الله تعالى، ذلك أن الذين ترجموا لأبي الفيض لم يستوفوا حقه كاملاً، بل كان بعضهم مجحفًا لحقه، غير مكترث بمنزلته و مستواه، ناسبًا إياه للشركيات و البدعيات، و كأنه رحمه الله تعالى من حاملي الخرافة و الشعوذة لا الحديث و السنة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/153)
قال أبو محمد: هذا الكتاب صنفه الشيخ التليدي مباشرة بعد وفاة شيخه و في خضم معاركه مع مخالفيه، أي أنه صنف في قمة المرحلة الأولى من حياته العلمية التي بينتها لك. وعلى ذلك فقد تضمن نظرة التلميذ المخلص لشيخه الحبيب بعيد وفاته و في خضم معاركه، بما تحمله هذه النظرة من مبالغات و عنف و شدة على المخالف، مع أخذه بجميع اجتهادات و أفكار شيخه، التي ينتقدها عليه أغلب العلماء.
وعلى ذلك فإن الشيخ قد تراجع عن الكثير مما في هذا الكتاب.
وقد صرح مرة لأخي الشريف أبي الليث بشئ من ذلك لما سأله عن طعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية، فتبسم و قال إنه رجع عن ذلك. و مما يدل على رجوعه: أنه لم يسع في إعادة طبعه و لا نشره من جديد مع نفاد نسخه من المكتبات. فهذا ما نعتذر به للشيخ.
أما المؤلف، فأي عذر له؟، فإن مدحه للكتاب يعني أنه يقول بما فيه من مخالفات لمنهاج أهل السنة والجماعة، و هذه مشكلة إن ثبتت.
ولست أنكر ما في الكتاب من فوائد هامة في حياة السيد أحمد لا تكاد توجد في غيره من التراجم، و رسائل خاصة فيها فوائد تلقي الضوء على فكر السيد أحمد و آرائه في جملة من الجوانب. فلو أن الشيخ التليدي هذبه و أعاد إخراجه في حلة جديدة مع التعليق على ما فيه من مسائل، كما فعل في مؤلفاته الأخرى، لانتفع به الناس.
أما إدعاء المؤلف أن أغلب من ترجم لأبي الفيض لم يستوفه حقه، فهذه مبالغة كبيرة، بل لو عكسناها لكان أصوب. إذ غالب من ترجم له لم يذكر إلا محاسنه و تغاضى عنه أخطائه.
فقد ترجم له صديقنا الشيخ محمود سعيد ممدوح ترجمة طنانة في كتابه "تشنيف الأسماع" وغالب من ترجم له من الناس استقى منها دون تمحيص.
وترجم له أيضًا في مقدمة تحقيق تخريج السيد أحمد لأحاديث "عوارف المعارف"، و هي ترجمة واسعة و فيها تحليل لمذهبه و موافقة له على كثير من أفكاره. و إن كان الشيخ محمود سعيد أميل للعقيدة الأشعرية موافقة للسيد عبد الله بن الصديق رحمه الله تعالى.
وترجم له المؤرخ عبد السلام ابن سودة رحمه الله في "سل النصال" و وافقه في العديد من مناهجه مجملا.
و ترجم له جدنا للأم العلامة أبو هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمه الله في "أعلام المغرب في القرن الرابع عشر".
و ترجم له جماعة ممن حققوا كتبه فكان جل نقلهم إما عن ترجمة محمود سعيد أو عن ترجمة السيد أحمد لنفسه في "البحر العميق في مرويات ابن الصديق".
وقد ترجمت له أنا كاتب هذه الحروف، ترجمتين، الأولى: في تقديمي ل "توجيه الأنظار" في طبعته الأولى، ثم عدلتها في الثانية.
وعملت له ترجمة واسعة و دراسة عن حياته و كتبه و فقهه بما لم أسبق إليه بحمد الله تعالى و هي المسماة "فقه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري .. دراسة مقارنة". و هي الترجمة و الدراسة التي نالت إعجاب الباحثين المنصفين، و استفاد منها كثير من الناس، وقامت بتدريسها بعض المعاهد الشرعية، كانت هي رسالتي التي نلت بها شهادة "الماجستير" من جامعة آل البيت بالأردن.
و كان قصدي منها التعريف بهذا الحافظ المغربي و شيخ جدي في المشرق كما عُرف في المغرب.
لكن مع الأسف الكبير ماذا كان رد المؤلف، و معه جملة من المتعصبين للأشخاص لا للحق؟، سيأتي الجواب الآن. إن شاء الله تعالى.
-يتبع-
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[16 - 01 - 06, 07:19 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:29 ص]ـ
وقد أحسن الشاعر إذ قال:
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه - بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى - - يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل
صدقت لله درك ...
(ملاحظة: جميع الكلام المنشور والآتي قريبا بإذنه تعالى إنما هو كلام الشيخ حسن الكتاني فك الله أسره، وليس كلامي، فليتنبه لذلك ... والفصول القادمة من الأهمية بمكان)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 08:55 م]ـ
فصل
قال المؤلف في (ص128) في الحاشية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/154)
"و ممن ترجم لشيخ شيخنا سيدي أحمد رحمه الله على هذه الطريقة البائدة: الأستاذ الحسن بن علي الكتاني غفر الله له، حيث قال: و هو صوفي يؤمن بالخرافات من الكرامات المزعومة و ما لا يصدقه عقل. مع دفاعه عن القبورية و أصحابها و سائر مراسيمها من توسل و استغاثة و سائر مظاهر الشرك. فكيف يجرؤ هذا الكتاني على نسب الشرك إلى إمام من أئمة التوحيد في العصر الحديث؟، و كم كنت فرحًا بمجهوده في طبع كتاب "توجيه الأنظار" و هو من أنفس ما ألف الحافظ سيدي أحمد رحمه الله، لكن بعدما اقتنيت الكتاب و قرأت الترجمة تغيرت كثيرًا، وتغيظت لما قرأته عن سيدي ومولاي أحمد بن الصديق رحمه الله .. نعوذ بالله من الحرمان بعد العطاء، فما أقدم عليه الكتاني الشاب إلا تقليدا (كذا) لما ذهب إليه أعداء سيدي أحمد بن الصديق رحمه الله في المغرب".اه.
قال أبو محمد: هذا كلام المؤلف، وهو شديد في حقي، وما أظن شيخنا التليدي يرضى بهذا الكلام في حق حفيد شيخه الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، وفي حق سجين لا حول له ولا قوة، ينتظر من ينصره من إخوانه العلماء، لا من يزيد الطين عليه بلة، ويكثر سواد العلمانيين عليه، بدل نصرته والوقوف معه.
وليس العيب في النقد، فمرحبا به، وأنا من أوسع الناس صدرا بذلك، إذا جاء عن بحث علمي منصف، لا عن تعصب مجحف.
إن المؤلف لم يرع فيّ أي حق من الحقوق ...
فلم يرعَ فيّ حق آل البيت، وأنا واحد منهم بحمد الله، فلم ينصفني البتة.
ولا رعى حق المشيخة، فأنا حفيد شيخ شيخه.
ولا رعى حالتي وما أنا فيه من الأسر والسجن، حتى إنه لم يدع الله تعالى لي بالفرج وفكاك الأسر. والكتاب طبع بعد سنتين من أسري.
كما أن المؤلف جانب الإنصاف تمام المجانبة، واجتزأ كلامي على طريقة {ويل للمصلين}.
لقد أخذت المؤلف الحمية على السيد أحمد مع أنه يزعم أنه بعيد عن التعصب لشيوخه وعن تقليدهم، وأنه يتبع الدليل ومعه يدور، ولكن الأمر كما رأيت.
ولي وقفات مع المؤلف ردا على تعديه علي، عفا الله عنه:
الوقفة الأولى: العلاقة التاريخية بين الكتانيين والصديقيين
اعلم، بارك الله فيك، أن العلامة المربي الشريف محمد بن الصديق، رحمه الله تعالى، والد الشرفاء العلماء الصديقيين، كان من خواص تلاميذ جدنا الإمام أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله تعالى، بل كان جدنا قد جعله نائبا عنه في التربية والسلوك لما هاجر للمشرق. وقد أخذ ابن الصديق أيضا عن جد جدنا من جهة الأم الإمام الشهيد أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني.
ولما رجع ابن جعفر من حجته الأولى سنة 1321، ونزل في طنجة، خرج في استقباله ابن الصديق حاسر الرأس حافيا مع أصحابه، والسبح في أعناقهم.
ولما دعي لمؤتمر الخلافة سنة 1344هـ، لم يكن له هدف من حضوره إلا زيارة شيخه ابن جعفر في دمشق الشام. حسبما ذكره السيد أحمد في ترجمته.
وقد ورث هذه المحبة والتلمذة أبناؤه، فقد كان الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق شديد الإجلال للإمام ابن جعفر، بل إنه جعله أجل شيوخه على الإطلاق بعد والده كما في "البحر العميق"، في غيره من مؤلفاته.
ولما توفي الإمام ابن جعفر بفاس سنة 1345هـ، بقيت علاقة المودة والمحبة بين أبنائه وأحفاده والإمام ابن الصديق، وجعله أحفاده بمنزلة والدهم في التربية والسلوك والتناصح.
فلما قرر الشرفاء الصديقيون الرحلة لدراسة العلم بمصر، صحبهم جدنا الإمام محمد المنتصر بالله، وسكن معهم أول الأمر، وتتلمذ على الشيخ أحمد وتأثر به كثيرا، لكنه خالفه في الأمور التي بنيت مؤاخذاتي فيها على الشيخ أحمد، فجعلتْ المؤلف يهاجمني.
كما أن الجد، رحمه الله تعالى، كان بينه وبين السيد محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق (المسمى على والده الشيخ محمد الزمزمي الكتاني) محبة خاصة، وعلاقة كبيرة، حتى إنه كان إذا زار طنجة نزل عليه، وليس معنى ذلك أنه كان يوافقه في كل أموره، بل قد كان الجد متأسفا للنزاع المشتعل بين الأشقاء الصديقيين. وقد قال لي مرة سنة 1405هـ، وأنا غلام مراهق، كثير السؤال له والاستفادة منه: "إن آل الصديق علماء كبار، لكنهم أفسدوا علمهم بتنازعهم مع بعضهم".
وكذلك تتلمذ على السيد أحمد عم والدنا العلامة المحدث أبو أسامة محمد الناصر لدين الله الكتاني وتأثر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/155)
وأيضا كان بين آل بيتنا من جهة أمي، حفظها الله، وبين الصديقيين محبة أكيدة، كما بينت لك، خاصة لما انتقل السيد أحمد لمعقلهم في سلا حيث كان أبناء الإمام الشهيد وعلى رأسهم العلامة محمد المهدي وجد أمي الإمام أبو الهدى محمد الباقر المحدث المربي، ثم جدنا أبو هريرة عبد الرحمن، رحمهم الله جميعا، وكان بينهم جميعا توافق في العمل بالكتاب والسنة وفي نصرة التصوف السني، مع عدم موافقة السيد حمد في بعض اجتهاداته وطريقته في الدعوة.
وقد ذكرت لك أن السيد أحمد كان بينه وبين الجد وعمه رئيس علماء الشام محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني تنسيق في العمل السياسي في المشرق لنصرة الإسلام وتوحيد بلاد المسلمين.
ولما سجن شيخنا أبو الفضل عبد الله بن الصديق في مصر سنة 1380هـ، وكادوا يحكمون عليه بالإعدام، قامت قائمة جدنا أبي هريرة عبد الرحمن، وبذل كل جهوده باسمه وباسم الطريقة الكتانية ورابطة علماء المغرب لإنقاذ حياة الشيخ عبد الله. وبقي الشيخ عبد الله يعرف له ذلك إلى وفاته.
فهذه هي العلاقة بين الأسرتين، حتى إنهما ليكادان أن يكونا أسرة واحدة، بل قد كانوا كذلك: يجمعهم الأصل الواحد، والهم الواحد. بل قد قرأت بخط جدي الإمام المنتصر أنه لما أنشأ حزب الخلافة انضم إليه السيد أحمد بطريقته الصوفية وأتباعه، ولعله يقصد أنه دعمه دعما معنويا وانضم إليه جماعة من أصحابه. والله أعلم.
ولا يعكر على هذا كله ما كان بين السيد أحمد والحافظ أبي الإسعاد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، فتلك قصة أخرى لها أسباب خاصة لا مجال لبسطها هنا.
الوقفة الثانية: علاقتي بآل ابن الصديق
وقد ورثت أنا وأخي أبو الليث هذه المحبة وتلك العلاقة منذ الصغر، وكنت كثيرا ما أجد مؤلفات الصديقيين في مكتبات أجدادي فأتشوق لرؤيتهم.
وفي إحدى المناسبات استدعى خالي الدكتور الشيخ محمد بدر الدين الكتاني حفظه الله الشيخين عبد الله وعبد الحي رحمهما الله تعالى لبيته، ولعله كان في سنة 1409هـ، فلقيتهما، وفرحت بذلك فرحا عظيما، ثم تتابعت لقاآتي بهم جميعا ومراسلاتي لهم واقتنائي لمؤلفاتهم، واستفساراتهم، تارة في مدينة سلا، وأخرى في طنجة، خاصة بعد هجرتنا من الحجاز للمغرب سنة 1410هـ، فكنت أراسل أبا الفضل عبد الله، واستجزته فأجازني برواية الكتب الستة والموطأ، ثم أجازني إجازة عامة، وأهداني بعض كتبه. ولما توفي سنة 1413هـ كتبت رسالة في ترجمته سميتها: "استلهام رحمة الباري في ترجمة شيخنا عبد الله الغماري".
ثم كنت كثير الاختلاف لبيت شيخنا أبي اليسر عبد العزيز بن الصديق، واستضافني مرة في بيته مع شقيقي الأصغر الدكتور الحسين بن علي حفظه الله تعالى، وربطت علاقة وطيدة بأبنائه الكرام أثمر الله غرسهم. وكانوا هم أيضا يزوروننا في البيت بالرباط.
وكلما زرت طنجة أجول على العلماء: عبد العزيز وعبد الحي، وعبد الله التليدي، تلميذهم جميعا وصاحبهم.
وبقيت العلاقة حتى لما شددت الرحال لطلب العلم بالأردن، وأجازوني جميعا بمروياتهم واستفدت من مؤلفاتهم، وكانوا عمدتي في الفتيا عند استشكال الأمور. حتى توفوا، رحمهم الله تعالى، فلم يبق إلا شيخنا عبد الله التليدي، حفظه الله، فكنت أراسله وأزوره، حتى ابتلينا بهذه المحنة، عجل الله الفرج ... آمين.
وما ذكرته ينطبق على شقيقي أبي الليث حفظه الله أيضا، وهي محبة نقلتها لتلاميذي وأصحابي، وكانت سبب دراستي "فقه الحافظ ابن الصديق".
ومن مشايخي الذين استفدت منهم كثيرا العالم المربي الشريف أبو محمد عبد القادر بن عبد الرحمن بن هشام بن الصديق الغماري حفظه الله، فقد درست عليه النحو والتوحيد، والفقه والفرائض في مسجد "مولين" بالرباط، وهو أيضا من العاملين بالسنة، ومن أبناء عمومة الشرفاء المذكورين.
الوقفة الثالثة: في حقيقة كلامي الذي كتبته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/156)
اعلم أن منهج أهل الحديث في تراجمهم للعلماء وكتبهم التاريخية أنهم يذكرون محاسن الرجل ويتبعونها بما يؤاخذ عليه، إنصافا للحق، ونصحا للخلق، ومن أعظم من مثل ذلك في كتبه الحافظ مؤرخ الإسلام أبو عبد الله الذهبي رحمه الله تعالى، وقد تأثرت به كثيرا، وقرأت أهم كتبه في الباب. وليس هذا من الغيبة والقدح في العلماء في شيء، فهذا هو "ميزان الاعتدال في نقد الرجال"، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أمرنا أن ننزل الناس منازلهم".
وإذا كان العالم ذا شهرة بين الناس وله من التصانيف الكثير، كان الاهتمام به أكثر وأكثر.
إذا تبين هذا وتمهّد؛ فإن الحافظ أحمد بن الصديق كان أحد كبار علماء القرن الماضي، ولم يكن مغمورا بين قومه، بل قد خرج بمنهاج جديد خاص به، ونبذ القديم الذي استقر عليه الناس، فكان الناس فيه على مذاهب؛
منهم: من تعصب له ورأى أن الحق كله معه، وأنه كان على قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسلف.
ومنهم: من جعله من أضل خلق الله، ولم ير له ممدحة.
ومنهم: من توسط بين ذلك قِواما.
وحيث إني تجشمت دراسة حياة وفقه الرجل في رسالة علمية ستعرض على أنظار الجامعة ثم الناس جميعا، فقد بذلت كل جهدي لمعرفة الحقيقة وإنصاف هذا الرجل، دون أن أعطيه ما ليس له، أو أغمطه حقه الذي له، بميزان عادل خال من الهوى، شهد الله تعالى.
فأما في مقدمة "توجيه الأنظار"؛ فقد عمدت إلى كلام كبار علماء زمان الشيخ الذين تكلموا ذاكرين محاسنه وأخطاءه، فنقلته بالحرف. ومدحت الرجل وبينت غيرته على الدين، وجهاده لنصرة الإسلام، وأن دعوة أهل السنة والحديث ما انتشرت في الشمال المغربي إلا بجهوده وجهود إخوته، وبينت أن أصحابهم تداركوا ما وقعوا فيه من أخطاء حتى يوافقوا محض السنة.
أما في دراستي؛ فقد فضلت أن ألخص مواقف الشيخ الفكرية دون تعليق، وإعطاء حكم احتراما له، وحتى لا أجرح محبيه. ولكن ..
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإن المتعصبين للشيخ كرهوا كلامي، كما أن المتعصبين عليه كرهوه واتهموني بالمداهنة والتقصير.
وما علي من الطائفتين، فإنني أخاطب أهل الاعتدال والإنصاف.
وما علي إذا ما قلت معتقدي دع الجهول يظن الحق عدوانا
ففي دراستي مدحت الشيخ مدحا بينا، وذكرت محاسنه، ثم كنت دقيقا في وصف أخطائه. أما وصف منهجه العلمي العام فقد بينته بالنقول من كلام الشيخ في مؤلفاته بالحرف، وتركت بعض العبارات الخشنة تأدبا معه.
مع أن السيد أحمد عند نقده لمخالفيه ينقضُّ عليهم كالصقر، لا يبقي لهم حسنة ولا يعرف لهم فضلا.
وفي السيد أحمد شبه كبير بالحافظ أبي محمد ابن حزم الظاهري، ولعله تأثر به في شدته وعنفه على المخالف. فهل تنكر على من أنشأ دراسة عن هذا الإمام فقال: إنه وافق الجهمية في أمور، وأخطأ في كيت وكيت، كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "لي ميل إلى أبي محمد رحمه الله، وإن كنت لا أوافقه في مسائله المستبشعة في الأصول والفروع، ولا أكفره، ولا أضلله، وأخضع لفرط ذكائه". هذا معنى كلامه الذي ذكره في "سير أعلام النبلاء"، وقد نقلته بالنص في رسالتي "وصف المحلى" وتكلمت عن ابن حزم بمثل ما تكلمت عن ابن الصديق. والرسالة مطبوعة بحمد الله تعالى.
وقد خرجت دراسات كثيرة عن جماعة من أئمة الإسلام، وفيها دراسة عن عقائدهم ومناهجهم الفكرية، فكان في ذلك نفع عظيم لطلبة العلم والعلماء.
وما لنا نذهب بعيدا؛ فإن السيد أحمد نفسه في تراجمه من "البحر العميق" وغيره لا يذكر عالما إلا ويبين ما له وما عليه، اقتداء بأهل الحديث، لكن ميزانه كان منهاجه الذي وضعه لنفسه، لا منهاج أيمة أهل السنة والحديث كما هو مقرر في كتبهم، ك"السنة" لابن أبي عاصم، ولعبد الله بن أحمد بن حنبل، و"التوحيد" لابن خزيمة، و"الشريعة" لأبي بكر الآجري، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي، و"الحجة على تارك المحجة" لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني ... وغيرها كثير.
وبكل حال؛ فالكلام في الرجال يجب أن يكون بورع واعتدال، لا بشطط وهوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/157)
والحمد لله أنني لست ببدع فيما حدث لي، فقد اتهم ابن معين بغيبة العلماء، وكذلك يحيى بن سعيد القطان رحمهما الله. فقال: "لأن يكونوا خصمائي يوم القيامةخير من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول لي: لمَ لمْ تذب عن سنتي؟! ".
ونال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى عنتٌ من بعض من عاصره لكونه ترجم لهم بما يعلم عنهم، واتهمه ابن المرابط الغرناطي بغيبة الناس، لكون علم الجرح والتعديل في نظره ما عاد له سبب بعد أن دونت السنة ... إلى غير ذلك.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:08 م]ـ
الوقفة الرابعة: المناقشة المفصلة لكلام المؤلف
قال المؤلف: "وممن ترجم لشيخ شيخنا: سيدي أحمد رحمه الله، على هذه الطريقة البائدة: الأستاذ الحسن بن علي الكتاني غفر الله له".
قلت: أسأل الله أن يغفر لي ولك أيضا، ولجميع إخواننا المسلمين، لكن: أين رأيت دراستي (بائدة)؟، وماذا تعني بذلك؟. فإن هذه الكلمة في غير موضعها.
فإن كنت تعني أن طريقة ذكر المحاسن والأخطاء والموازنة بينهما طريقة بائدة، أي: انتهت وبادت؛ فهذا غير صحيح، فمازال الناس يُعملونها، وهي سنة المنصفين من أهل السنة والأثر.
وإن كنت تعني أنها يجب أن تبيد، أي: تفنى، فما دليلك على هذا؟!، وأنت طالب حديث وسنة وأثر تعلم طريقة القوم ومنهاجهم.
فصل
ثم نقل كلامي وفيه: "وهو صوفي يؤمن بالخرافات من الكرامات المزعومة وما لا يصدقه عقل، مع دفاعه عن القبورية وأصحابها وسائر مراسيمها من توسل واستغاثة وسائر مظاهر الشرك".
ثم علق قائلا: "فكيف يجرؤ هذا الكتاني على نسب الشرك إلى إمام من أئمة التوحيد في العصر الحديث؟ ". اهـ.
قلت: قد طففتَ أيها الأخ الكريم، وقد جاء في "الموطأ" عن بعض السلف أن لكل شيء وفاء وتطفيفا. وقد كان عليك أن تنقل كلامي كله حتى يتبين للقاريء أني مدحت الشيخ وذكرته بأفضل النعوت، فلما تكلمت عن عقيدته ومنهجه كان لزاما علي أن أبين ذلك بوضوح.
ولو كان ابن الصديق سلفيا أو أشعريا أو ماتريديا أو معتزليا لاكتفيت بذلك، لأنه وصف معروف عند أهل العلم.
ولكن ابن الصديق كان نسيج وحده في منهاجه، يوافق كل طائفة في شيء ويخالفها في أشياء. ولا يكتفي بذلك حتى يهاجم كل طائفة فيما خالفها فيه، وقد بينت أن ذلك هو الذي جلب عليه كثرة الأعداء لأنه خالف الجميع.
إلا أنه من العجيب فيه: هو أنه ثار على جميع الأوضاع القائمة في المناهج العقيدية والمذهبية، إلا التصوف فإنه أبقاه على ما وصل إليه في القرون المتأخرة، بل إنه نبذ التقليد في العقائد، فقال: "إن السني الأثري ليس في العقائد أشعريا ولا ماتريديا ولا حنبليا، كما أنه ليس مالكيا ولا حنفيا ولا شافعيا ولا حنبليا ... " إلخ.
ولكنه لم يقل: ولا في السلوك والتصوف شاذليا ولا قادريا ولا نقشبنديا .. إلخ، بل أبقى الطريقة الصديقية الدرقاوية الشاذلية، وحاول تصحيح سندها في "البرهان الجلي".
وهذا هو الذي نعاه عليه الهلالي في كتابه "الدعوة إلى الله"، والألباني في "تحذير الساجد".
وهو الذي استدركه الشريف محمد الزمزمي رحمه الله تعالى، فنبذ الطرقية كما نبذ المذهبية.
أما أنا، فأقول كما قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (3/ 416): "والله قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان. بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها مثل: انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم، أو مثل الانتساب إلى القبائل كالقيسي واليماني، وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري، فلا يجوز أن يمتحن الناس بها، ولا يوالى بهذه الأسماء ولا يعادى عليها. بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان". اهـ.
وكما قال في (3/ 229) من "الفتاوى" كذلك: "مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحدا قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأيمتها". اهـ.
وقد كان أبي – رحمه الله – يقول لي ما قال الإمام مالك: "أهل السنة من لا اسم لهم سوى السنة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/158)
ولا أقول: إن المذاهب والانتساب إليها بدعة، ولا التصوف كله ببدعة، لكن لا أحب الانتساب لغير السنة. مع أني مالكي ما قام دليل، أثري مع النص، فإذا استشكل علي أمر رجعت لكتب الأصحاب.
فصل
أما نسبتي الشرك للحافظ أحمد بن الصديق، وكيف تجرأت على ذلك؟.
فالجواب: أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونسبة قول أو فعل للمرء لا يلزم منه الحكم على المعين به، فليس معنى كلامي أن السيد أحمد خرافي ولا مشرك، حاشى وكلا، ولذلك فقد كنت دقيقا في كلماتي.
وأعود لأستشهد بكلام أبي العباس ابن تيمية، لأني أقول به، فقد قال في "الفتاوى (3/ 229): "هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم مني أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا تارة أخرى وعاصيا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية والقولية والمسائل العملية" ..
ومقصودي بالشركيات: صرف شيء من العبادات لغير الله، كالدعاء والاستغاثة والنذر ... وغير ذلك مما هو من توحيد الألوهية. وهو: توحيد الله بأفعال العباد. وهو الذي صنف فيه الشريف محمد الزمزمي "شرح كلمة التوحيد" وغيره من الكتب، فاتهم أنه يكفر العامة، مع أن الصواب كان معه رحم الله الجميع.
ولأنني أعلم أن السيد أحمد له أدلة على ما يقول، وقد جمعها شقيقه السيد عبد الله في كتابه "الرد المحكم المتين"، وأعلم أن المرء ابن بيئته، وأن هذه المسائل شب عليها الصغير وشاب عليها الكبير، فإني أعذره وأستغفر له، كما أعذر آلافا من العلماء قبله، وأعذر آلافا آخرين من المقلدين ومن الأشاعرة، بل ومن الزيدية والمعتزلة وسائر أهل القبلة، بل لا أتجاسر على تكفير الرافضة الإمامية بمجرد الانتساب للمذهب الإمامي.
لكن أدلة السيد أحمد، رحمه الله، ومن معه هي من المتشابه مقابل المحكم الصريح الذي بعثت به الأنبياء والمرسلون، وقد خطأ خطأ بينا في كتابه "إحياء المقبور من استحباب بناء المساجد على القبور"، وخالف الصريح الواضح المحكم نصرة لفكرته. عفا الله عنه. وقد بينت ذلك بالتفصيل في كتابي "فقه الحافظ".
ونصرَته للبناء على القبور جر ولا شك لبقية الشعائر التي ستقام حول الأضرحة. فهل كان مبدأ الشرك والوثنية إلا هذا؟!. وهل جاءت الأحاديث الكثيرة الواضحة المحكمة في تحريم بل تغليظ البناء على القبور ولعن أصحاب ذلك إلا سدا لذرائع الشرك في الأمة؟!.
والعجيب أن الشيخ أحمد ذكر في "الاستنفار لغزو التشبه بالكفار" أن البناء على القبور من التشبه بالكفار، وقد صدق في ذلك.
كما أن آثار الصحابة في التحذير من قصد آثار الصالحين مخافة الافتتان بها، وآثار العترة الطاهرة من آل البيت واضحة وضوح الشمس.
وكان الإمام مالك رحمه الله وأهل المدينة - معدن الوحي وأصل الرسالة ومستقر كبار الصحابة والعترة - من أشد الناس في هذا كما في "البدع والنهي عنها" لابن وضاح القرطبي.
ففي صحيح مسلم وغيره عن أبي الهياج الأسدي قال: "قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟: أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". قالت: "فلولا ذلك ابرز قبره، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجدا". رواه أحمد والشيخان.
وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الحارث النجراني قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك".
ولما فتح المسلمون بلاد السوس، وجدوا في تستر رجلا على يسير يستقون به المطر إذا قحطوا، فكتب أبو موسى الأشعري بذلك إلى عمر، وأنه دانيال عليه السلام، أحد أنبياء بني إسرائيل. فأمره عمر أن يحفر في المساء ثلاثة عشر قبرا ويدفنه في أحدها مخافة الفتنة به. رواه ابن أبي شيبة أيضا بسند صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/159)
ورأى زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيدخل فيها فيدعو، فدعاه فقال: "ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ". قال: "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم". أخرجه ابن أبي شيبة أيضا، والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، وسنده حسن.
وثبت مثل ذلك عن الحسن بن الحسن بن علي، عليهم السلام، وأوصى أبو جعفر الباقر قال: "لا ترفعوا قبري على الأرض". رواه الدولابي.
وروى ابن جرير في تفسيره، والحاكم في "المستدرك" وقال: "صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين}: "كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة الحق، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين".
وفي البخاري أن وُدا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا قال ابن عباس عنهم: "إنهم كانوا رجالا صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن: انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد حتى هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت".
والعجيب أن الصوفية المتقدمين كانوا قد جردوا التوحيد والقصد لله تعالى، فقد قال أبو القاسم الجنيد سيد الطائفة رحمه الله: "التوحيد: إفراد الحدوث عن القدم".
ومن الماثور عن أبي يزيد البسطامي، رحمه الله، أنه قال: "استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق".
وعن الشيخ أبي عبد الله القرشي أنه كان يقول: "استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون".
قال تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين بغيرك.
وقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حُشر الناسُ كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين}. والقرآن مليء بهذا المعنى.
ولعلني أطلت في هذا لشدة أهميته، ولتوضيح حكمي على تلك الأفعال بالشرك، وإنكاري للقبورية وشعائرها من استغاثة وقصد للقبور، كما هو مذهب الصحابة والعترة رضي الله عن الجميع.
ولا يشكل على هذا كله ولا يعكر عليه ما رواه أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" عن الحافظ أبي إسحاق الحرب، أحد أيمة السنة والحديث، أنه قال: "قبر معروف الترياق المجرب". فإنه من أخطائه التي خالف بها الصحابة والتابعين. وكل منا راد ومردود عليه إلا صاحب القبر الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن ذكري للتوسل جاء تبعا، وإلا فإني أعده من المسائل الخلافية التي يتسع فيها الأمر بين المختلفين، وأدلة الفريقين قوية. وقد قال بالتوسل جماعة من الأيمة الكبار، وحديث الأعمى أقول به وأعمل به. والله الموفق.
-يتبع-
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:55 م]ـ
تعليقات جيدة، جزى الله راقمها. و لا بأس من التنبيه على أمرين هما:
رسالة السيوطي "الشرف المحتم" قد انتقدها الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله، برسالة محكمة سماها "النقد المبرم لرسالة الشرف المحتم" و هي مطبوعة ضمن كتابه "أولياء و كرامات" المنشور عن مكتبة القاهرة.
كتاب "زاد المتقين في صحيح أذكار سيد المرسلين" قد طبع طبعة أخرى صغيرة في حجم كتب الجيب. فليعلم.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:33 ص]ـ
-بارك الله فيكم،ومما قد يستدرك على الشيخ حسن أيضا تعقيبه على وصف المؤلف بأن كتاب ابن عاشر في الفقه مع أنه حوى مقدمة عقدية وخاتمة في السلوك،فالذي يظهر أن الاعتراض لا وجه له فالحكم أغلبي ودرج العلماء على وصف المرشد المعين بأنه كتاب فقه،وكذا يصفون الرسالة لابن أبي زيد مع أنها حوت مقدمة عقدية.
وجزى الله الله خيرا الأخ الكريم الكتاني على مجهوداته.
ـ[إبراهيم السلفي الخريبكي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 05:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
هل من الممكن أن تقوم يا حمزة الكتاني بكتابة تراجم للعلماء الكتانيين و هذا من باب الإعتراف بالجميل و الفضل لهذا البيت العريق نسبا و دينا.
و بارك الله فيكم و عجل الله بسراح شيخنا الحسن بن علي الكتاني ... آمين.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:11 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/160)
أخي الفاضل لقد قمت بذلك في كتابي "منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني"، المطبوع ذيلا على كتاب "الشرب المحتضر في وفيات القرن الثالث عشر" لشيخ الإسلام جعفر الكتاني، من منشورات دار الكتب العلمية ... شاكرا لكم تقديركم.
كما تجدون ذلك على الرابط التالي:
###حذف الرابط###
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:26 م]ـ
فصل
والعجيب أن الصوفية المتقدمين كانوا قد جردوا التوحيد والقصد لله تعالى، فقد قال أبو القاسم الجنيد سيد الطائفة رحمه الله: "التوحيد: إفراد الحدوث عن القدم".
ومن الماثور عن أبي يزيد البسطامي، رحمه الله، أنه قال: "استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق".
وعن الشيخ أبي عبد الله القرشي أنه كان يقول: "استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون".
قال تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين بغيرك.
وقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حُشر الناسُ كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين}. والقرآن مليء بهذا المعنى.
ولعلني أطلت في هذا لشدة أهميته، ولتوضيح حكمي على تلك الأفعال بالشرك، وإنكاري للقبورية وشعائرها من استغاثة وقصد للقبور، كما هو مذهب الصحابة والعترة رضي الله عن الجميع.
ولا يشكل على هذا كله ولا يعكر عليه ما رواه أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" عن الحافظ أبي إسحاق الحرب، أحد أيمة السنة والحديث، أنه قال: "قبر معروف الترياق المجرب". فإنه من أخطائه التي خالف بها الصحابة والتابعين. وكل منا راد ومردود عليه إلا صاحب القبر الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
-يتبع-
ولكن هذا القول لا يثبت عن الحربي فأبي عبد الرحمن السلمي أفاد المناوي في فيض القدير أن البيهقي ضعفه وقال ابن القطان الفاسي ((كان يضع الحديث للصوفية)) وقال الذهبي ((ليس بعمدة)) ووثقه الحاكم ولا يخفى تساهله والله الموفق
ـ[العاصمي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:13 م]ـ
أخي عبد الله، بارك الله فيك وعليك.
- أرجو أن تدقّق فيما ذكرت ... وعلى كلامك ملحوظات:
1 - كان يحسن بك أن ترجع إلى مصادر متقدّمة صنّفها حفّاظ عرفوا بالدقّة؛ كالخطيب، ونحوه ...
2 - ولو أنّك رجعت إلى تاريخ مدينة السلام؛ لعلمت أنّ القطان الذي نزك أبا عبد الرحمان السلميّ وتناوله، هو: محمّد بن يوسف النيسابوري ...
- أمّا ابن القطان الفاسيّ؛ فبين وفاته ووفاة محمّد بن يوسف النيسابوريّ القطان قريب من قرنين، وهو من أقصى المغرب، ولا يمكن أن ينقل الخطيب عن ابن القطان الفاسيّ كلامه، إلاّ لو بعث من قبره قبل يوم البعث، في حدود القرن السابع ...
3 - وأرجو أن تنقل لي نصّ توثيق أبي عبد الله الحاكم ... أبا عبد الرحمان السلميّ ...
4 - آمل أن تنقل لي نصّ تضعيف أبي بكر البيهقيّ ... أبا عبد الرحمان السلميّ ...
- وللمناويّ أغلاط كثيرة في فيضه وتيسيره، وغيرهما، وعلى الباحث المدقّق ألاّ ينساق وراء هنبثاته التي قد عمّت وطمّت ...
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:05 م]ـ
أخي عبد الله، بارك الله فيك وعليك.
- أرجو أن تدقّق فيما ذكرت ... وعلى كلامك ملحوظات:
1 - كان يحسن بك أن ترجع إلى مصادر متقدّمة صنّفها حفّاظ عرفوا بالدقّة؛ كالخطيب، ونحوه ...
2 - ولو أنّك رجعت إلى تاريخ مدينة السلام؛ لعلمت أنّ القطان الذي نزك أبا عبد الرحمان السلميّ وتناوله، هو: محمّد بن يوسف النيسابوري ...
- أمّا ابن القطان الفاسيّ؛ فبين وفاته ووفاة محمّد بن يوسف النيسابوريّ القطان قريب من قرنين، وهو من أقصى المغرب، ولا يمكن أن ينقل الخطيب عن ابن القطان الفاسيّ كلامه، إلاّ لو بعث من قبره قبل يوم البعث، في حدود القرن السابع ...
3 - وأرجو أن تنقل لي نصّ توثيق أبي عبد الله الحاكم ... أبا عبد الرحمان السلميّ ...
4 - آمل أن تنقل لي نصّ تضعيف أبي بكر البيهقيّ ... أبا عبد الرحمان السلميّ ...
- وللمناويّ أغلاط كثيرة في فيضه وتيسيره، وغيرهما، وعلى الباحث المدقّق ألاّ ينساق وراء هنبثاته التي قد عمّت وطمّت ...
أنا لم أقل أن الخطيب نقل عن ابن القطان الفاسي وملاحظتك الأولى صحيحة والخطأ وقع لأني أنقل من الذاكرة
أما توثيق الحاكم فهو في سؤالات مسعود بن علي السجزي وأظن أن ترجمة السلمي رقم (20) فيها حيث قال ((كثير السماع والطلب متقن فيه من بيت الحديث والزهد والتصوف))
ـ[العاصمي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك وعليك ...
أنا أدري أنّك لم تذكر أنّ الخطيب نقل عن ابن القطان الفاسيّ، لكنّ الخطيب هو الذي روى قول (القطان) وشهره، وعلى كلّ؛ أسأل الله أن يزيدك توفيقا، وأن يجزيك خير الجزاء وأوفره، وليتك تفيدني بنصّ تضعيف البيهقيّ أبا عبد الرحمان السلميّ ...
دمت موفّقا مدقّقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/161)
ـ[إبراهيم السلفي الخريبكي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 12:31 م]ـ
أخي الفاضل لقد قمت بذلك في كتابي "منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني"، المطبوع ذيلا على كتاب "الشرب المحتضر في وفيات القرن الثالث عشر" لشيخ الإسلام جعفر الكتاني، من منشورات دار الكتب العلمية ... شاكرا لكم تقديركم.
كما تجدون ذلك على الرابط التالي:
###حذف الرابط###
السلام عليكم
لا اجد الرابط يا اخي!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:09 ص]ـ
أخي الفاضل لقد قامت الإدارة بحذف الرابط، ولكن راجع الخاص مشكورا ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:15 ص]ـ
فصل
أما قولي عن ابن الصديق: "إنه صوفي".
فهو كذلك، وهو يتمدح به ولا ينكره، وليس التصوف الحقيقي بذم، بل كما قال أبو بكر الكتاني: "التصوف أخلاق، فمن زادك أخلاقا زادك تصوفا".
والتصوف هو: علم السلوك والتربية، وأئمته الكبار هم رواد الأخلاق والآداب في الإسلام، كما تخصص غيرهم في الفقه والحديث والتفسير، وباقي علوم الإسلام، تخصصوا هم في السلوك والآداب والأخلاق.
لكن التصوف علقت به شوائب كثيرة، وادعاه من ليس منه من أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وانحرف كثير من أصحابه المتأخرين وغلوا في شيوخهم وابتدعوا شرائع وشعائر وتفرقوا طرائق قددا. فكان لزاما على العلماء تنقية التصوف وتطهيره مما علق به، كما فعل المجددون في العقيدة و الفقه بإرجاع ذلك للأمر الأول الذي كان عليه السلف الصالحون و اتباع السنة و الأثر، لا إحداث البدع ثم البحث عن حجج لها من السنة. و إلا فما الفرق بين غلاة المقلدين الذين يحتجون لمذاهبهم بدل العمل و إتباع الدليل؟.
وقد كان أئمة كبار من أهل الحديث صوفية، و كان تصوفهم تصوف عبادة و أخلاق و سلوك رفيع، و كانوا ينكرون على المنحرفين و يتبرؤون منهم. فكانوا بذلك منارات هداية للمسلمين، و كانت كلماتهم بلسمًا يشفي القلوب.
و مما أفسد التصوف: الكلام في الحقائق دون ضوابط، حتى تستر الزنادقة و الباطنية بالتصوف كما تستر من كان قبلهم بالتشيع.
و قد حاول جماعة من الأئمة إصلاح التصوف و تقويم عوجه كما فعل الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" و "طريق الهجرتين" و ابن تيمية في "الاستقامة" و غيره، و أبو العباس أحمد زروق في "قواعد التصوف" و "عدة المريد الصادق". رحم الله الجميع.
و الكلام في هذا الأمر يطول، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، و قد لمحت لكثير من هذه الأمور في بعض مؤلفاتي.
فصل
أما قولي: "يؤمن بالخرافات من الكرامات المزعومة و ما لا يصدقه عقل".
فالجواب عليه: أنني لا أنكر الكرامات، فإن منكر كرامات الأولياء ضال مبتدع كما قد تقرر عند أهل السنة و الجماعة، و أنا أعوذ بالله أن أخالف عن منهاجهم أو أنحرف عن طريقهم.
لكن القضية في ثبوت تلك الكرامة بإسناد صحيح عن صاحبها، و ثبوت كونه فعلاً من أولياء الله الصالحين. و ذلك أن كتب تراجم المتأخرين تساهلت في نسبة الكرامات لأشخاص يقال إنهم أولياء صالحون، و يتنافس أتباع كل طريقة في نسبة الخوارق لشيوخهم و لمن يحبون و يملؤون بها صفحات التراجم، حتى غدا عقل المسلمين في القرون الأخيرة قابلا للإيمان بأي خرافة لا يمكن أن تصدق، و قد زاد من ذلك: التساهل في رواية الضعيف و الموضوع و المناكير من الأحاديث في السيرة النبوية المطهرة و في فضائل الأشخاص و الأوقات و الأعمال و الملاحم و التفسير.
ومعلوم أن الإسلام جاء ليرجع للعقل مكانته و يحارب الخرافة بمنهاجه الذي أسسه و قواعده العظيمة التي قعدها و لذلك فليس للمسلم أن يثبت عقيدة غيبية إلا بنص صريح من آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح، و إثبات الغيب بما سوى ذلك ابتداع في الدين و زيادة فيه، كما أن إنكار ما صح من الغيب في القرآن و صحيح السنة ضلال كذلك و قد يصل للكفر المخرج من الملة.
قال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون}. وقال تعالى: {و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}، و قال جل و عز: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}.
وفي "الصحيح" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/162)
إذا تقرر هذا؛ فلنرجع لما كنا بصدده من قولنا عن السيد أحمد إنه: "يومن بالخرافات من الكرامات المزعومة و ما لا يصدقه عقل"، فإني أخذت ذلك من كثير مما ذكر في "جونة العطار"، هذا الكتاب الذي تضمن مصائب خطيرة لا أدري كيف سيدافع عنها المؤلف.
و مثال واحد يمكن أن أذكره: أن أحد مشايخ الصوفية في مصر اشتهى تلاميذه حلوى (البسبوسة) فما كان من الشيخ إلا أن أمرهم بأن يستدبروا، فقضى حاجته في صحن، فتحول ذلك إلى بسبوسة لذيذة أكلها المريدون!!.
و يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
فصل
ثم ذكر المؤلف أنه قرأ مقدمتي ل "توجيه الأنظار" فأغاظته كثيرًا. ثم قال: "نعوذ بالله من الحرمان بعد العطاء، فما أقدم عليه الكتاني الشاب إلا تقليدًا (كذا) لما ذهب إليه أعداء سيدي أحمد بن الصديق رحمه الله في المغرب .. "؟!.
أما ادعاؤه أني أقلد أعداء السيد أحمد في المغرب، فباطل لا أساس له، فإني لا أعادي السيد أحمد و لا غيره من علماء المسلمين، و إنما أعادي أعداء الإسلام من علمانيين و اشتراكيين و يهود و نصارى و غيرهم من شيع الكفر. و بسببهم أنا في السجن.
أما معارك السيد أحمد مع مخالفيه ف: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يفعلون}، أترحم على الجميع و أسأل الله أن يغفر لهم.
ثم أخبرني بربك: أين التقليد هاهنا و كل مسائلي مقرونة بأدلتها مع دراسة واسعة شاملة لكل ما وصلته يدي من كتب السيد أحمد؟.
و اعلم، أصلحك الله، أني لست من أهل التقليد في شئ و لم أترب على التقليد لا بين أهل بيتي من كبار العلماء و لا على يد مشايخي في المشرق و المغرب، و لكنك أنت تتعصب و تترك الإنصاف، و لو أنصفت لما كتبت ما كتبت و لأقررت بأخطاء السيد أحمد و استغفرت له و أخذت ما صفا و تركت ما كدر.
ثم اعلم أن السيد أحمد، عفا الله عنه، قد آذى كثيرًا من الناس في كتاباته، و جرحهم دون حق و نسب إليهم ما لا يليق. و قد ذكر الحافظ الذهبي، رحمه الله تعالى، مثل هذا عن أبي محمد ابن حزم الأندلسي فقال: "إنه أغلظ في العبارة مع مخالفيه و سبَّ و جدَّع، فأحرقت كتبه و نكل به و طرد و هجر من بلده جزاءً وفاقًا".
و أين كلام ابن حزم، رحمه الله تعالى، من كلام ابن الصديق في الناس؟!، و قد بينت شيئًا قليلاً من ذلك في كتابه الذي أنكره علي المؤلف.
أسأل الله العفو و المغفرة لي و للسيد أحمد و للمؤلف أيضًا. و الله الهادي إلى سواء السبيل.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:30 ص]ـ
فصل
تكلم المؤلف في (ص139) عن كتاب الشيخ التليدي "الصارم المبيد" الذي يرد فيه على كتاب شيخه محمد الزمزمي بن الصديق المسمى "شرح كلمة التوحيد". و نصر المؤلف مضمون الكتاب و ذكر أنه اختصره في رسالة سماها "القول المفيد من الصارم المبيد". ثم ذكر فوائد منها، خلاصتها: سلامة عقيدة العوام من الوقوع في الانحراف أو الشرك. و قد قال عن السيد الزمزمي إنه "حكم على أكثر العوام من المسلمين بالشرك بالله و بطلان إيمانهم حيث قال في كتابه: بأن من اعتقد في معنى لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله و لا رازق إلا الله و لا نافع إلا الله و لا ضار إلا الله لا يكون بذلك مؤمنًا، بل لا يخلوا من الشرك".اه.
قال أبو محمد: معنى كلام السيد الزمزمي أن القول بتوحيد الربوبية لا يدخل لوحده المرء للإسلام إذا لم ينضم إليه توحيد الألوهية و هو توحيد العبادة. و ليس معنى ذلك أن عوام المسلمين كفار، فهو لم يقل ذلك و لم يخطر له على بال، فإن هذه عقيدة الخوارج و أهل التكفير، و هم كلاب أهل النار كما ثبت في الحديث الصحيح.
و الدليل على ما أقول: هو أن السيد الزمزمي ذكر أهل التكفير ضمن "الطوائف الضالة في هذا العصر" و كذلك ذكر (الوهابيين) الذين اتهمهم بالتسرع في تكفير العوام لوقوعهم في بعض الشركيات. و قال: "إنهم ينبغي أن يعلّموا لجهلهم". و ما نسبه للوهابيين ليس على إطلاقه كما سأبين بعد قليل.
ولا شك أن الصواب في هذه المسألة مع السيد الزمزمي، و حكمه على أفعال العوام بالشرك لا يقتضي إخراج المعين منهم من الدين، و دفاع المؤلف عن العوام في غير محله البتة. و كذلك إنكاره انقسام التوحيد إلى ربوبية و ألوهية و أن الأول لا يجدي نفعًا لوحده بغير الثاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/163)
فإن من قرأ القرآن بتمعن و درس سيرة الأنبياء مع أقوالهم تبين له أن مشكلتهم معهم لم تكن في إثبات وجود الله تعالى ولا أنه المحيي المميت الرزاق النافع الضار، فإن هذا مما لم يكونوا يجادلون فيه، بل و لا كانوا ينكرون القدر و لا الملائكة و لا الجن و لا الشياطين.
بل كانوا يدعون الله تعالى و يحجون و يغتسلون من الجنابة و يعظمون الحرم بيت الله تعالى، و عامة العرب كانت تعظم أهل الحرم لأنهم عندهم أهل الله. و كان العرب يزعمون أنهم على دين إبراهيم الخليل عليه السلام أما الأصنام فقد كانوا يتوسلون بها إلى الله و يستشفعون بها إليه. فإذا ضاقت بهم السبل و انقطعت الآمال أخلصوا العبادة لله تعالى كما قال سبحانه: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}، و قال جل و عز: {و إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد و ما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور}. و قال: {ألا لله الدين الخالص، و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}. و قال: {و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبًا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل و جعل لله أندادًا ليضل عن سبيله}. و قال سبحانه: {و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله}. و قال جل و علا: {و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم}.
إلى غير ذلك كثير. حتى إنهم كانوا يقولون في تلبيتهم في الحج: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه و مل ملك)!!.
و قد بينت لك آنفًا أن أصل الشرك: هو تعظيم و تقديس مشاهد الصالحين كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما و عن أبي جعفر الباقر عليه السلام فيما رواه عبد بن حميد و ابن أبي حاتم في "تفسيرهما" عند ذكر ود و سواع و غيرهما من أصنام المشركين.
و روي أن (اللات) كان يلت لهم السويق فلما مات عكفوا على قبره!
و روى ابن أبي شيبة في "المصنف" بسند صحيح عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها، فقرأ بنا في الفجر: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} و {لإيلاف قريش}، فلما قضى حجه و رجع و الناس يبتدرون، فقال: "ما هذا؟ ". فقالوا: "مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال: "هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعًا. من عرضت له منكم فيها الصلاة فلبصل، و من لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل".
ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قول المرء: "ما شاء الله وشئت"، وقال له: "أجعلتني لله ندا؟ "، وقال: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك".
إلى غير ذلك كثير في القرآن والسنة يقرر خطورة الشرك العملي بصرف شيء من العبادات لغير الله تعالى.
وبذلك ترى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام والعترة الطاهرة والتابعين وأيمة أهل المدينة المنورة – دار الهجرة والنصرة – ومن اقتفى أثرهم، كل أولئك حذروا من شرك العبادة.
وقد نص على تقسيم التوحيد إلى ربوبية وعبودية وألوهية الإمام الجليل أبو عبد الله ابن بطة العكبري في كتابه "الإبانة الصغرى"، ونص على كون دعاء الأموات من الشرك بالله: أبو الوفاء ابن عقيل فيما حكاه عنه أبو الفرج ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ووافقه عليه، رحمهم الله تعالى جميعا.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فله في ذلك مؤلفات كثيرة، منها: "الاستغاثة والرد على البكري"، ومنها: "الجواب الباهر لزوار المقابر"، وغيرها كثير.
وتبعه على ذلك جماعة من أصحابه؛ كالحفاظ ابن القيم في "إغاثة اللهفان"، وابن عبد الهادي في "الصارم المنكي"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وتلميذه ابن أبي العز في "شرح الطحاوية".
ثم جماعة من أهل الحديث في الهند من أصحاب الإمام المجدد شاه أحمد ولي الله الدهلوي، مثل الشيخ محمد إسماعيل، ومحمد حياة السندي ... وغيرهما، إلى السيد صديق حسن خان في كتابه الجليل "الدين الخالص".
وكذلك أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب التميمي، إمام الدعوة النجدية، وجميع أصحابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/164)
وكذلك أيمة الدعوة الأثرية باليمن؛ كالسيد محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه "تطهير الاعتقاد عن درن الإلحاد"، وغيره، والقاضي محمد بن علي الشوكاني في كتبه ورسائله، وصاحبه الشريف محمد بن ناصر الحازمي. رحمهم الله أجمعين.
ولا شك أن اقوى من تكلم في ذلك، بل وجرد عليه السيوف وبنى له دولة هو: الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وقد ذكرت أن السيد الزمزمي اتهمه هو وأصحابه بالغلو في ذلك حتى أدخلهم في "الفرق الضالة".
والسيد الزمزمي – سامحه الله تعالى – كثير المجانبة للإنصاف في كلامه عن الأشخاص والمذاهب، وقد ذكرت لك آنفا أني لا أوافقه في جميع ما ذهب إليه في نزاعه مع أخيه السيد أحمد، ومع الشيخ التليدي، بل تارة يكون الصواب معه وتارة مع أخيه، وذلك في مسائل الأصول والفروع، غير أن أخاه أعلم منه بمراحل كثيرة بلا شك، كما نقلت لك عن جدي، رحمهم الله تعالى.
أما الدعوة النجدية التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب، فقد كان فيها خير كثير وفضل عميم، فقد ذكر المؤرخون أن قبائل ما كانت تصلي ولا تصوم، وأخرى تنكر البعث، وأخرى لا هم لها إلا الغلو في الصالحين ودعاء الأموات والنذر لهم.
والشيخ ابن عبد الوهاب قد كان عنده نوع غلو وتضييق للعذر بالجهل، وأصحابه كانوا على أصناف، ومنهم من كان لا يعذر بالجهل في أمور التوحيد، وهذا لا شك أنه انحراف، ولعل للبيئة البدوية بجفائها وصعوبتها مع كون الدعوة مسلحة تخوض حربا ضروسا، لعل لذلك تأثيرا على أفكارها، كما ذكر ذلك الإمام جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى.
فما ذكره السيد الزمزمي هو في بعض النجديين، مثل ما كتبه سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وابن عمه إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن، وتلميذهم حمد بن عتيق، وسليمان بن سحمان. وقد أنكر ذلك الغلو الإمام الصنعاني وبعده الشوكاني وأحمد بن محمد الحفظي التهامي ... وغيرهم.
وبعد أن حطت الحرب رحالها، وتمدنت الدولة وزادت ثقافة الجيل الجديد، ظهر علماء كبار بعيدون عن الغلو متمسكون بمحض السنة. وهكذا كل دعوة تبدأ فائرة حامية ثم لا تلبث أن ترجع للاعتدال.
وبالجملة؛ فهؤلاء جميعا تحدثوا عن توحيد الألوهية ونواقضه، خاصة فيما كان منتشرا في زمانهم من غلو في قبور الصالحين ومشاهدهم، فلما سقطت الخلافة العثمانية وابتليت ديار الإسلام باحتلال النصارى لها وتنحية شريعة الإسلام وإحلال القانون الوضعي بدلها، تكلم العلماء في شرك الحاكمية والولاء والبراء، وكل ذلك داخل في توحيد الألوهية. ولا داعي لسرد أسماء العلماء الذين كتبوا في هذا، فهم كثر ...
وبعد هذا كله؛ فكيف يقال: "إن عقيدة العوام سليمة ولا غبار عليها"، ويضلل العلماء الناصحون الذين يحذرون من الشرك والوقوع فيه؟!.
ألا ترى العامة يحلفون بغير الله وما زالوا يستغيثون بغير الله تعالى، ويقصدون الأموات عند الحاجات والملمات؟!.
ألا تراهم يتحاكمون لغير شرع الله تعالى دونما حرج ولا وجل ولا خوف؟!.
ألا تراهم يسبون الرب والملة والدين دونما رادع ولا ورع؟!.
ألا ترى العلمانيين وأمثالهم ينكرون جملة من شريعة الله دون حرج، لأنهم عند أنفسهم مؤمنون بوجود الله، وقد يصلون ويصومون ويحجون ويفعلون البر، بل ويحبون الله تعالى ورسوله، ولكن لا يعلمون أنهم بعدم إيمانهم بشريعة الله تعالى قد وقعوا في ناقض من نواقض التوحيد؟!.
ولكن مشكلة المؤلف أن يعتبر كل من حذر من الوقوع في الشرك قد حكم على الواقع في ذلك بالشرك والكفر والخروج من الملة.
والآن فهمت ما كان يقصده عندما قال في (ص26): "إن كان التقليد هو داء تلك الحقبة من الزمن، فلن يكون ضرره أكثر من ضرر التكفير الطافح في عصرنا على سطح المكتوبات والموسوعات، والمخرج لأقوام من المسلمين من الملة لأسباب غير داعية إلى ذلك".
فإنه يعني: الكتب التي تحذر من نواقض التوحيد القولية والعملية التي صنفها العلماء نصحا للأمة وخوفا عليها من الخروج من الدين وهي لا تشعر. وقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "رب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفا".
ثم ألا ترى كثيرا من العامة إذا ركبوا في الفلك وضاقت بهم السبل دعوا مشايخهم الأموات من دون الله؟!!، وقد يحلفون بالله يمينا غموسا كاذبة ولا يحلفون بشيوخهم كاذبين البتة؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/165)
فماذا تسمي هذا؟!.
وعلى كل حال؛ فالعلمانية ما انتشرت في ديار الإسلام إلا بانحراف الفهم لمعنى (لا إله إلا الله محمد رسول الله) كما قال السيد الزمزمي رحمه الله تعالى.
وقد بين هذا جيدا الأستاذ الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى في "معالم في الطريق"، بأتم بيان، وكذلك في كتاباته الأخرى، خاصة في "في ظلال القرآن". وكذلك فعل شقيقه الأستاذ محمد قطب (قد حضرنا له عدة محاضرات فهو من مشايخنا بحمد الله تعالى)، جزاهما الله عن الإسلام كل الجزاء.
فصل
في قاعدة نفيسة في إعذار أهل الإسلام
قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (5/ 254):
" ... وهذا يبين أن كل من أقر بالله فعنده من الإيمان بحسب ذلك، ثم من لم تقم عليه الحجة بما جاءت به الأخبار لم يكفر بجحده، وهذا يبين أن عامة اهل الصلاة مؤمنون بالله ورسوله وإن اختلفت اعتقاداتهم في معبودهم وصفاته، إلا من كان منافقا يظهر الإيمان بلسانه ويبطن الكفر بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذا ليس بمؤمن. وكل من أظهر الإسلام ولم يكن منافقا فهو مؤمن له من الإيمان بحسب ما أوتيه من ذلك، وهو ممن يخرج من النار ولو كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، ويدخل في هذا جميع المتنازعين في الصفات والقدر على اختلاف عقائدهم".
"ولو كان لا يدخل الجنة إلا من يعرف الله كما يعرفه نبيه صلى الله عليه وسلم لم تدخل أمته الجنة، فإنهم، أو أكثرهم، لا يستطيعون هذه المعرفة. بل يدخلونها وتكون منازلهم متفاضلة بحسب إيمانهم ومعرفتهم. وإذا كان الرجل قد حصل له إيمان يعرف الله به، وأتى آخر بأكثر من ذلك عجز عنه لم يحدث بحديث يكون فيه فتنة. فهذا أصل عظيم في تعليم الناس ومخاطبتهم بالخطاب العام بالنصوص التي اشتركوا في سماعها، كالقرآن والحديث المشهور، وهم مختلفون في معنى ذلك". اهـ.
وقال رحمه الله تعالى (7/ 617):
"وبيان هذا الموضع مما يزيل الشبهة، فإن كثيرا من الفقهاء يظن أن كل من قيل: هو كافر. فإنه يجب أن تجرى عليه أحكام المرتد ردة ظاهرة، فلا يرث ولا يورث ولا يناكح، حتى أجروا هذه الأحكام على من كفروه بالتأويل من أهل البدع".
"وليس الأمر كذلك؛ فإنه قد ثبت أن الناس كانوا على ثلاثة أصناف: مؤمن، وكافر مظهر للكفر، ومنافق مظهر للإسلام مبطن للكفر. وكان في المنافقين من يعلمه الناس بعلامات ودلالات، بل من لا يشكون في نفاقه. ومن نزل القرآن ببيان نفاقه كابن أبي وأمثاله. ومع هذا فلما مات هؤلاء ورثهم ورثتهم المسلمون، وكان إذا مات لهم ميت آتوهم ميراثه وكانت تعصم دماؤهم حتى تقوم السنة الشرعية على أحدهم بما يوجب عقوبته". اهـ.
قال أبو محمد: إنما أطلت في هذا لشدة أهميته، ولتوضيح الفرق بين الكلام العام عن الكفر والشرك وعن إنزاله على المعين، ولأن أعداءنا من العلمانيين شنعوا علينا كذبا وافتراء بأننا نكفر المسلمين ونستحل دماءهم والعياذ بالله تعالى. واغتر بشيء من ذلك بعض الفضلاء من الدعاة الإسلاميين.
وكذلك أطلت لأن المؤلف كرر هذه المسألة مرارا، مع العلم أن الحافظ أحمد بن الصديق نفسه كفر قبائل البربر التي كانت في زمانه بجبال الأطلس لعموم جهلها بالدين وبعدها عنه كما في رسالته "الحسبة"، وقد نقلت كلامه بنصه في كتابي "فقه الحافظ ابن الصديق"، فماذا نقول عنه في ذلك؟!.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:43 ص]ـ
فصل
في لمحة تاريخية عن دعاة السنة في المغرب في هذا العصر
ذكر المؤلف رسالة للشيخ احمد بن الصديق أرسلها من مصر لشيخنا التليدي ينوه به وبالشيخ محمد البقالي، وأنهما الذين يدعوان إلى السنة بالمغرب.
وقد ذكر ابن الصديق في آخر كتابه "مطابقة الاختراعات العصرية" كلاما يشبه هذا، وأن الطائفة المنصورة بالمغرب يرجى أن تكون هو وأصحابه، لأنه ما عاد أحد يدعو إلى السنة ويصبر عليها إلا هم.
وهذا الكلام فيه نظر بين، ولا يخلو من أمرين: إما أن يكون على غير علم بدعاة السنة الآخرين. أو أنه لا يعدهم دعاة للسنة أصلا!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/166)
وعلى كل حال؛ فنحن إنصافا للحق، وتقييدا للتاريخ الذي ابتلي المغاربة بإهمال كثير منه، أوضح الصورة. وقبل ذلك أحب أن أعرف بالشيخ البقالي حفظه الله تعالى، فإنه غير معروف عند جيلنا الجديد، وقد كان ينبغي للمؤلف أن ينوه به ويعرف القاريء حاله، خاصة والشيخ احمد قد جعله ثاني اثنين بقيا من دعاة السنة بالمغرب.
ترجمة الشيخ محمد البقالي:
فقد أخبرني تلميذه الذي درس عليه جملة من الكتب، صديقنا ورفيقنا في المحنة؛ أبو الفضل عمر بن مسعود الحدّوشي، فك الله أسرنا وأسره، أن محمدا البقالي أخذ العلم عن كبار علماء القرويين، حتى تضلع من علمهم، ثم قدم طنجة فخورا بعلمه، يلبس زي العلماء، وعليه البرنس (السلهام)، فقيل له: إن هاهنا عالما لم تر مثله، فحضر درسا للحافظ ابن الصديق، فإذا هو يملي الأحاديث من صدره ويتكلم عليها بعجائب العلم، فذهل البقالي لذلك وألقى برنسه وقال: "الآن بدأت أطلب العلم! ".
ثم إنه تاثر بابن الصديق تأثرا كبيرا، فكان ابن الصديق إذا كتب في مسألة وأراد نقول المالكية يسردها البقالي عليه من صدره دون تلعثم، فيقول له: "كم تحفظ من هذه التخاليط!! ".
وتصدر البقالي للتدريس، فدرس جملة من كتب السنة، وأخذ عنه عدد كبير من الطلبة، وكان شديد الكرم، يطعم تلاميذه أشهى المأكولات بعد الدرس، ويهديهم أنفس الكتب خاصة التي سيدرسونها.
لكنه ابتلي بجملة من التلاميذ الذين عقوه ولم يحفظوا له جميله، فضاق ذرعا بذلك، وقال: "من أراد عدوا من حينه، فليدرس طالبا بلحيته!! ".
ثم استنكف عن التدريس، واعتزل الحياة، واعتكف على العبادة في زاويته. وقد زرته بها منذ سنوات قبيل سجني، وهو شيخ كبير تجاوز التسعين. حفظه الله وبارك فيه.
فصل
اعلم بارك الله فيك، أن المجددين للسنة والعمل بها تطرقوا لثلاثة مجالات:
1 - العقيدة.
2 - الفقه.
3 - السلوك والتصوف.
وهم طوائف، ولكل طائفة منهم وجهة هي موليتها.
فطائفة دعت لتجديد الفقه مع المحافظة على المذهب وأصوله.
وأخرى دعت لنبذ المذهب كله، والعودة للآثار رأسا.
وأخرى دعت لنبذ العقيدة الأشعرية والعودة لعقيدة السلف الصالح. وهذه الطائفة من دعاتها من كان له معرفة مجملة بعقيدة السلف، ومنهم من كان متمكنا فيها قد قرأ كتبها وفهم مقاصد أهلها.
ومنهم من دعا لإصلاح التصوف مع الاستفادة من حسناته، ومنهم من دعا لتركه على حاله ودافع عنه، ومنهم من دعا لنبذه كله لأنه بدعة محدثة.
فلنبين أيمة أولئك وشيئا مما هنالك، فنقول:
كلامنا يبدأ من بداية القرن الماضي، وهو الرابع عشر، لأنه قرن التحول الحقيقي في المغرب، الذي نعيش اليوم ثماره الحلوة والمرة.
فقد دخلت سنة 1300هـ والجمهور الأعظم من المغاربة أشاعرة في العقيدة، على ما قرره متأخروا الأشاعرة في كتبهم الكلامية في جميع الأبواب، وكانوا يعتقدون أن ما هم عليه هو عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يعرفون إلا ذلك.
وكانوا في الفقه مالكية، على ما قرره خليل في "مختصره"، وما شرحه به شراحه، حتى قال قائلهم: "نحن خليليون: إن ضل خليل ضللنا معه، وإن اهتدى اهتدينا معه!! ". ولا يقبلون إلا ذلك.
وفي التصوف: استقروا على الطرق الصوفية الكثيرة المعروفة بما صاحبها من شعائر اشتهروا بها، وانتشرت عند المتأخرين دونما نكير ولا تغيير، إلا ما كان من بعض الطرق التي انحرفت كثيرا وخرجت عن الشريعة خروجا بينا. وقد كان بين هذه الطرق من التنافس والتهاوش ما يكون اليوم بين الجماعات والأحزاب.
ولنبدأ أولا بذكر من دعا للسنة والعمل بها مع المحافظة على التصوف:
فمن أشهر هؤلاء: الشريف أبو المفاخر محمد بن عبد الواحد الكبير الكتاني (ت1289هـ)، المعروف عند مترجميه بإمام الأئمة. فإنه كان أواخر القرن الثالث عشر، ورحل للحرمين ولقي جماعة اهمهم: الإمام محمد بن علي السنوسي، إمام الزاوية السنوسية الشهيرة، وأحد دعاة السنة المعروفين، ثم رجع الإمام أبو المفاخر للمغرب، وأسس زاويته بفاس، وجعل من همه سرد وتدريس كتب السنة والعمل بما فيها.
ومن أشهر أصحابه: ولده الإمام أبو المكارم عبد الكبير (ت1333)، المعروف عند مترجميه بجبل السنة والدين، وابن عمه إمام المالكية في زمانه أبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني (ت1323).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/167)
فأما أبو المواهب؛ فهو كذلك اهتم بالحديث والسنة، وألف مؤلفات جليلة مليئة بالسنن والآثار، ولكنه كان -في العموم- لا يخرج عن المذهب، وترك جملة من الأبناء اهتموا أيضا بالرواية والحديث، وعلى رأسهم الإمام الشهير أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني صاحب "الرسالة المستطرفة" في كتب الحديث، و"نظم المتناثر من الحديث المتواتر" والذي قصد منه الرد على مدرسة محمد عبده وغيرها، وغيرهما. وكان إذا كان في المذهب قولان ينصر ما معه الدليل من السنة، كما فعل في سنة القبض في الصلاة، فقد نصرها وألف فيها كتابه "سلوك السبيل الواضح"، وكذلك ألف أخوه العلامة الشاعر أبو زبد عبد الرحمن "الحسام المنتضى المسنون على من قال إن القبض غير مسنون".
فهؤلاء كانوا ينصرون السنة في فضائل الأعمال وأمثال ذلك، دون الحلال والحرام، حتى كان الإمام محمد بن جعفر يقول: "أتوضأ على مذهب مالك، وأصلي على مذهب الشافعي، لأن وضوء هذا أكمل وصلاة ذاك اتم".
وهو الذي درّس مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى مشرقا ومغربا مع ذكر مذاهب العلماء وأدلتها والترجيح بينها على طريقة الاجتهاد المطلق بما لم يكن للمغاربة به عهد.
وفي التصوف كان مواخيا لجميع الطرق، لم يكن منحازا لطائفة على أخرى، رحمه الله تعالى. توفي سنة 1345.
أما حفيداه: جدنا محمد المنتصر بالله (ت 1419)، وشقيقه محمد الناصر لدين الله (ت1394)، فقد كانا أكثر جرأة على مخالفة القديم، وتأثرا بكتابات ابن حزم الأندلسي وابن تيمية الدمشقي. ومع هذا فلم يعلنا خروجهما من المذهب. ومحمد الناصر كان أكثر تأثرا بابن تيمية في عقيدته وأبعد عن العقيدة الأشعرية، فقد مات رحمه الله تعالى سلفيا، على تشيع خفيف فيه، وكان له نقد واضح للمالكية في مخالفاتهم للآثار.
وجدنا محمد المنتصر بالله اشتهر بالدعوة لموسوعة الفقه الإسلامي، ولنظام إسلامي لا يتقيد في قوانينه بمذهب واحد، بل يستفيد من جميع المذاهب الإسلامية. وفي العقيدة ينصح بترك كلام المتكلمين والعودة إلى وضوح القرآن وصحيح السنة. قال لي مرة: "إن الأشاعرة إذا أولوا اليد بمعنى القوة. فقلنا لهم: هل هي كقوة الخلق؟، لأجابوك: قوة لا كقوة الخلق. فهلا قالوا: يد لا كيد الخلق؟! ".
أما الإمام عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد، فكان شديد التعظيم للسنن والآثار، والدعوة إليها، وترك المذهب لها، وكان يستحضر "فتح الباري" استحضارا، والكتب الستة كأصابع يديه، وكتابه "تحديد الأسنة في الذب عن السنة" دليل على ذلك.
وعلى ذلك كان ولداه الإمام الشهيد أبو الفيض محمد بن عبد الكبير، والحافظ أبو الإسعاد عبد الحي.
فهذا الإمام أبو الفيض دعا لجملة من السنن المخالفة للمذهب، وأمر بسرد كتب السنة في زواياه التي أسسها في طول البلاد وعرضها، وتقديمها على المذهب، بل دعا المذهبيين إلى ترجيح صحيح المذهب (وهو ما سانده الدليل) على مشهور المذهب (وهو ما كثر قائلوه)، كما دعا إلى ترك التأويل في الصفات والرجوع إلى مذهب السلف في العقيدة، وقال: "مذهب السلف أحكم وأعلم وأورع".
وهذا كله، أعني أولئك جميعا، مع شدة الغيرة على الدين، والاهتمام بقضايا المجاهدين ونصرتهم، وقول الحق والعمل به، حتى تجشموا في ذلك المشاق من سجن أو هجرة أو قتل تحت التعذيب!.
أما الحافظ أبو الإسعاد عبد الحي الكتاني؛ فبصرف النظر عن مواقفه السياسية التي لا أوافقه عليها ولعل له اجتهادا فيها، فقد كان له دور كبير في نشر كتب السنة، وصنف المؤلفات الجليلة في الذب عن شريعة الإسلام ضد طلائع العلمانيين في بلاد المسلمين بكتبه: "فهرس الفهارس"، و"التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية"، و"تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة"، هذا مع الدفاع عن أيمة السنة والأثر، وتزكية مناهجهم والانتساب لطريقتهم، وعد نفسه من رجالهم.
وكتبه كلها شاهدة على ذلك. وله كتاب "البحر المتلاطم الأمواج"، في نصرة السنة في مجلد كبير، لما وقف عليه الإمام محمد المكي ابن عزوز التونسي ذهل لما فيه من علم وقال: "إن الطائفة المنصورة بالمغرب هي الطائفة الكتانية"، وقد كان ابن عزوز من دعاة السنة والأثر، وكان من أواخر مشايخ الإسلام في الدولة العثمانية. رحمه الله تعالى.
وممن سار على هذا المنهاج: ولدا الإمام أبي الفيض: محمد المهدي ومحمد الباقر.
فأما محمد المهدي (ت1379) فله مؤلف في تفضيل مذهب السلف على مذهب الخلف في العقائد، ومؤلف في براءة الطريقة الكتانية من الخارجين عن الكتاب والسنة.
واما أبو الهدى محمد الباقر (ت1384) فكان لا ينتسب إلا للأثر، مع الاشتغال بالحديث والتظاهر بالعمل به والدعوة إليه مشرقا ومغربا، حتى ترك أكثر من مائة مؤلف في شتى الفنون منها جملة في ذلك، ككتابه "سبيل الجنة في الاعتصام بالسنة".
وكذلك كان ولده جدنا للأم أبو هريرة عبد الرحمن (ت1401)، ويظهر ذلك في تراجمه ضمن كتابه "من أعلام المغرب في القرن الرابع عشر"، فإنه يؤكد على ترك التعصب للمذهب والعمل بالدليل. هذا مع ما تجشمه مع والده وبعد وفاته من الدفاع عن شريعة الإسلام بعد أن عطلت عن الحكم، والمطالبة بتحكيمها ليكتمل إسلامنا واستقلالنا. رحمهم الله أجمعين.
وممن ظهر بمدرسة جليلة أوائل القرن الماضي وكان له تأثير كبير: الإمام الشريف مصطفى ماء العينين الشنقيطي رحمه الله تعالى. فقد أسس في الجنوب المغربي زاوية جليلة. وكان أيضا ممن يدعون للعمل بالدليل مع عدم نبذ المذهب، وقد صنف كتابه الجليل "دليل الرفاق على شمس الاتفاق" في أربعة مجلدات، يذكر فيها الخلاف العالي ودليل كل مذهب. فهذا أشبه ب "بداية المجتهد" لابن رشد الحفيد. وصنف "المرافق على الموافق" وهو مختصر لموافقات الشاطبي في الأصول ومقاصد الشريعة. وكان من أول من دعا للاعتناء بهذا الكتاب، واول من قام بتدريسه لتلامذته في زواياه.
هذا مع الجهاد العظيم للمحتل الفرنسي والإسباني، وبذل النفس والمال والولد في ذلك، توفي في تيزنيت سنة 1328هـ. وخلفه أبناؤه العظام في الجهاد ومقارعة العدو المحتل، وللقوم مؤلفات جليلة في هذه المعاني، فلا جرم كان بينهم وبين أهل بيتنا مودة ومحبة أكيدة، وتعاون على البر والتقوى.
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/168)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 08:10 م]ـ
فصل
ومن دعاة السنة مع عدم نبذ المذهب، لكن مع نقد التصوف والدعوة إلى إصلاحه: الإمام المؤرخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري (ت1310)، صاحب كتاب "الاستقصا لتاريخ المغرب الأقصا"، وله "تمام المنة في الذب عن السنة" في نقد التصوف وما علق به من بدع.
وفي تاريخه ذكر كيف انتشرت القبورية في المغرب، ونقل كلاما رائعا في نقد ذلك، كما أنه نصر مذهب السلف في العقيدة في عدة مواضع من كتابه.
وقد كان الإمام مَحمد بن ناصر الدرْعي – جد هذه الأسرة – أسس في القرن الحادي عشر زاويته ببلدة (تامَكْرُوتْ) وبناها على إحياء العمل بالسنة، وهي من أعظم الزوايا بالمغرب وإليها كان ينتسب السلطان أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي رحمهم الله، ومنها سرى فيه حب السنة والدعوة لها.
وكذلك الحال مع أبي العباس الناصري رحمه الله.
فصل
وممن دعا إلى إصلاح كل شيء مع عدم نبذ القديم رأسا: الإمام المحدث أبو شعيب بن عبد الرحمن الصديقي الدكالي رحمه الله تعالى، المتوفى سنة 1356.
فهذا الرجل رحل قديما لمصر والحجاز، ولقي الأكابر، وأمَّ في الحرم المكي، ثم عاد للمغرب تعظمه الملوك، وتظاهر بالحديث والدعوة للسنة ونبذ البدعة.
وقد دعا هذا الإمام إلى مذهب السلف في العقيدة، وإلى العمل بصحيح السنة مع عدم نبذ المذهب، وهاجم الطرق الصوفية، فهاجم شعائرها التي استقرت عند المتأخرين.
غير أن أبا شعيب هادن المحتل، بل هاجم المجاهدين واتهمهم بالتهور في قتال المحتل، بل وعمل وزيرا للعدلية تحت حكمهم!!.
والعجب أن الناس قبلوا له ذلك كله، وتتلمذ له سائر الوطنيين، وعدوه شيخهم ومجدد الدين في المغرب.
والحق أن أبا شعيب إمام جليل في علمه وصبره على التدريس، وغزارة ما درس وكثرة التلاميذ ونبوغهم وشهرتهم.
هذا مع أننا لا نعرف له سوداء في بيضاء، فليس له أي مؤلف معروف، سوى محاضرة أو محاضرتين.
ومما يجدر ذكره: أن الحافظ ابن الصديق ذكره أكثر من مرة واتهمه بالكذب وحكاية الدعاوى العريضة التي لا تصدق، وأنه يزعم أن له مصنفا حافلا في شرح "مختصر خليل" بالدليل، وأنه يقع في عشرين مجلدا!!.
إلى غير ذلك مما ذكره ابن الصديق، ولم أجد أحدا تابعه على ذلك ولا لمح إليه، مع كثرة أصحابه واختلاف مشاربهم وتباين ميولهم. ولا أدري من أصدق؟، فالناس أعقل من أن يمدحوا رجلا كذابا فشارا ويمجدوا علمه ويصفوه بالحفظ، بل بأنه شيخ الإسلام.
كما أن ابن الصديق يستهين بعلم أبي شعيب في الحديث، ويقول: "إنه غر المغاربة ببعض الأسانيد التي يحفظها"!!.
وعلى كل حال؛ فقد ترك أبو شعيب الدكالي عددا كبيرا من العلماء، خاصة لما استقر في رباط الفتح، فقد درس جميع كتب السنة الستة، مع جملة وافرة من كتب الأدب. وكان يفسر القرآن ومن خلاله ينشر أفكاره الإصلاحية.
وتلاميذه في الجملة على قسمين:
1 - قسم مع الدولة، مهادن للاحتلال.
2 - وقسم مع الحركة الوطنية محارب مجاهد للاحتلال.
فمن القسم الأول: جماعة من الوزراء والقضاة الذين كانوا أوائل عصر الحماية سنة 1330 فما بعده، وكانوا يتظاهرون بالدعوة للإصلاح وطريقة السلف وترك الجمود، مثل محمد بن الحسن الحجوي، الذي كان وزيرا للمعارف، وكتب كتبا قيمة مفيدة، ك "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي"، وغيره كثير. وكان يدعو إلى عقيدة السلف وترك التأويل في الصفات، ويجادل الصوفية في شعائر الطريق والغلو في الصالحين، ويدعو لتجديد الفقه الإسلامي والعودة به إلى معينه الصافي. توفي سنة 1376.
ومنهم: القاضي الوزير، الحافظ الشريف محمد المدني بن الغازي ابن الحُسْني العلمي. وهذا كان شامة في جبين ذلك العصر، وله شرح على "المختصر" بالدليل لم يكتمل، وشرح على "المرشد المعين" بالدليل، وهو نفسه كان يدرس "زاد المعاد" لابن القيم في جامع السنة بالرباط. وله شرح "نصيحة أهل الإسلام" للإمام محمد بن جعفر الكتاني في أربعة مجلدات. وكان له في الحديث والأدب اليد الطولى. توفي سنة 1378.
ومنهم: القاضي الإمام محمد بن عبد السلام السائح الرباطي، وله اليد الطولى في العلوم. وكان على مذهب شيخه الدكالي. توفي سنة 1368.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/169)
ومنهم: القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري. وله المؤلفات الهامة في التراجم والإسناد، والدعوة من خلال ذلك لطريقة السلف أيضا، وترك البدع.
وعدد كبير آخر فيهم أدباء وشعراء ومؤرخون، كلهم كانوا يلهجون بهذا الشيخ.
ومن أشهر أصحاب أبي شعيب الدكالي، وحاملي رايته من بعده: العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي، رحمه الله تعالى، وقد ذكرته في هذا القسم لأنه كان مداخلا للدولة، وتولى الوزارة في ظل المحتل مدة من الزمان، غير أنه لما نفي السلطان محمد بن يوسف سنة 1373هـ وبويع ابن عمه محمد بن عرفة، قام في ذلك قياما عظيما، وكان يفتي خلايا الوطنيين بالقتال، قتال المناهضين لمحمد الخامس، وجاهر المحتل بالعداوة فنفوه للصحراء، ونالته جملة من المحن. والتف حوله الوطنيون بعد وفاة الدكالي، وجعلوه شيخا للإسلام بالمغرب.
وقد كان ابن العربي العلوي أشد في نقده للصوفية من شيخه الدكالي. ولما استقل المغرب اعتزل بُعَيْد ذلك لكونه رأى ما لا يسره من انحراف الحكم عن الإسلام، إلى أن توفي سنة 1384، ولم يصنف شيئا.
لكن ابن العربي غريب الأطوار، وله مواقف عجيبة لا علاقة لها بالسنة ولا بالسلف، فمنها: أنه أفتى المغاربة بالقتال تحت راية الجيوش الفرنسية في أوروبا، ومنها: أنه كان من المناصرين لقضية تحرير المرأة، ومنها: أنه ناصر الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الاشتراكي المنشق عن حزب الاستقلال بزعامة مهدي بن بركة، وكانوا يعدونه شيخهم وزعيمهم الروحي!!.
إلى أمور أخرى لا أطيل بذكرها.
فصل
ومن القسم الثاني من أصحاب أبي شعيب الدكالي: زعماء حزب الاستقلال والوطنيون مثل: علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري، ومحمد إبراهيم بن أحمد بن جعفر الكتاني، ومحمد غازي، وأبي الشتاء الجامعي، ومحمد المكي الناصري ... وغيرهم كثير.
ومما يجدر ذكره: أن الحركة الوطنية رفعت راية الدعوة السلفية ومحاربة البدع وتجديد الدين، ولكنها وجميع من ذكرت لك من أصحاب أبي شعيب الدكالي كانوا مبهورين بالحضارة الغربية، مفتونين بها، فكانت (السلفية) عند كثير منهم قنطرة أدت إلى العلمانية بعد ذلك، خاصة في الجيل الذي لم يدرس العلوم الشرعية وما بعده.
ولذلك فهم أول من تأثر بالعدو المحتل في لباسه وشكله وحياته، ثم في مجاراته في قضية تحرير المرأة، وكانت الطامة بتنحية الشريعة الإسلامية وتحكيم القوانين الوضعية.
نعم؛ جل أولئك الذين ذكرت لم يرضوا بهذا ولا فرحوا بذلك، لكن من كان معهم من الزعماء سلب منهم زمام المبادرة، فذهبت صيحاتهم مع الريح.
وقد كتب علال الفاسي كتابه "دفاعا عن الشريعة" ينتقد ما حدث، وكذلك كتب محمد إبراهيم الكتاني أن استقلالنا لن يكتمل حتى نعود لشريعتنا، وغيرهم كتب، لكن زمام المبادرة كان في يد العلمانيين.
ولعل من أسباب ذلك: أن الدعوة السلفية لهؤلاء تأثرت بحركة الأفغاني ومحمد عبده الماسونيين، وهي تشبه في جانب محاربة البدع وترك التقليد الدعوة السلفية السُنية، التي يدعو إليها علماء السنة والأثر، لكن عند التعمق وإنعام النظر يظهر الفرق الشاسع بين الطريقتين.
فصل
أما الذي دعا لنبذ كل شيء، والعودة إلى منهاج السلف كاملا؛ فهو العلامة المحدث أبو سالم عبد الله بن إدريس السنوسي، رحمه الله تعالى، والمتوفى سنة 1350.
فقد أخذ العلم بالقرويين ثم سافر للمشرق، للحرمين وغيرهما. ولقي أهل الحديث من الهنديين، فتأثر بإمامهم السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، رحمه الله تعالى، ولعله تأثر بالحركة الوهابية أيضا، فعاد للمغرب زمن السلطان الحسن بن محمد بن عبد الرحمن، فأعلن بقوة نبذ المذهب والعمل بالدليل، وأن الأشاعرة ضلال جهمية، والصوفية مبتدعة. فاتهموه بالخارجية والاعتزال والضلال المبين.
واستقر به المقام في طنجة يشرح صحيح البخاري، ويكفله السلطان عبد العزيز بن الحسن بعدما عزل من الملك. وقد تأثر به جماعة واستجازوه ومنهم جملة ممن ذكرت في أصحاب الدكالي.
وإنما أضعف السنوسي: حدته الكبيرة، فلم يلطف العبارة ولا اعتبر بزمانه، كما أن صحبته للسلطان اثرت في نظرة الناس إليه. لكنه كان أقوم وأحسن من الدكالي، ولكنه لم يؤلف هو كذلك.
وقد خلفه في هذا المنهج تقي الدين الهلالي الذي أخذ عن ابن العربي العلوي، ثم شد الرحال يطلب الحديث والسنة، فوصل للهند، وأخذ عن المباركفوري الإمام المحدث صاحب "تحفة الأحوذي" وعن غيره، ثم استقر في الحرمين بعدما دخلا تحت حكم النجديين آل سعود، وتوطدت علاقته بهم، واطلع على كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، وطاف في كثير من البلاد كما فصل ذلك في كتابه "الدعوة إلى الله"، وصنف كتبا عديدة.
ولما عاد للمغرب اصطدم أولا بابن الصديق، ثم اتفقا على التعاون فيما اتفقا عليه والسكوت عما اختلفا فيه، ولما اختلف السيد الزمزمي مع أخيه حصل تعاون بينه وبين الهلالي.
وقد ترك الهلالي جماعة كبيرة من الأصحاب في العديد من مدن المغرب لا نطيل بذكرهم، وكان فيه حدة زائدة، وتسرع في الحكم على الناس بالكفر والضلال، مع مبالغة في مدح ذوي السلطان لا تجمل بعالم رباني. وقد توفي سنة 1407 غفر الله له ورحمه، ورحم سائر علماء المسلمين.
فهذه فدلكة ذكرتها لأعطي كل ذي حق حقه، وحقها البسط والتفصيل، لكن المقام لا يحتمل، مع انشغال البال، وترادف الأهوال. ومع هذا فإني أقول مع الشاعر المغربي محمد المهدي بن محمد بن الحسن الحجوي رحمه الله:
أرى أملا للغرب أبيضُ أُفقُهُ/////يلوح بليل اليأس منه سنى البرق
عليه من العليا بشائر نهضة/////تهدد أركان التسلط والرق
بها ينهض الوسنان من غفلاته/////ويخرج هذا الشعب من ثوبه السحق
ويسترجع المجد الذي طال عرقه/////فأكرم به بين الأماجد من عرق
ولا شك أن البرق يلمع صادقا/////وأن وراء البرق لا بد من وَدق
لأني أرى غيما تلبد في الفضا/////وسحبا قد امتدت هنالك في الأفق
تؤلفها ريح اراها ندية/////تطوف إذا هبت من الغرب للشرق
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/170)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 08:16 م]ـ
فصل
قال المؤلف في (ص145): "ومعلوم عند علماء الكلام أن الزيدية لا يمنعون أن يكون الإمام من غير ولد الإمام زيد، ومن ثم كان من أئمتهم: الإمام علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط، والإمام محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن السبط وإخوانه: الإمام إبراهيم والإمام يحيى والإمام إدريس فاتح المغرب في آخرين".
قال أبو محمد: كتاب الشيخ التليدي "أهل السنة والشيعة بين الاعتدال والغلو" كتاب جليل مفيد، وهو دليل واضح على تراجعه عما كان عليه شيخه ابن الصديق، وكان هو عليه في مرحلته الأولى، وهو فيه يمدح كتاب ابن تيمية "منهاج السنة" ويجعله من أفضل من رد على الرافضة، مع أن ابن الصديق كان كثير الذم لهذا الكتاب كما في "البرهان الجلي" له.
أما ما ذكره المؤلف عن الزيدية فهو صحيح. وأحب أن أزيده وضوحا:
فالزيدية هم: آل البيت وشيعتهم الذين يرون الخروج المسلح على أيمة الجور أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر لإقامة العدل وإرجاع الشورى التي ألغاها بنو أمية لما انتزعوا الحكم من الأمة.
وهم يرون أن كل علوي فاطمي مجتهد عدل قام بسيفه لإقامة الدين فهو إمام واجب الطاعة.
وعلى ذلك؛ لا يشترطون كونه من ذرية الإمام زيد بن علي عليه السلام. فقد التفوا بعده حول ابنه يحيى، ثم حول محمد بن عبد الله بن الحسن المعروف بالنفس الزكية، وهو جد الأشراف العلويين بالمغرب، وخرج معه أخوه إبراهيم بالبصرة ونصرهما الإمامان مالك وأبو حنيفة رحمهما الله تعالى.
ثم التفوا حول الحسين بن علي بن الحسن المثلث، وهو المعروف بالفخي، وكان معه جدنا الإمام إدريس بن عبد الله، فلما قتل الفخي هاجر الإمام إدريس للمغرب وهاجر أخوه الإمام يحيى لليمن ثم خرج للديلم، ويقال إن الإمام الشافعي كان من دعاته، وبسبب ذلك كاد يقتله هارون "الرشيد" لولا دفاع الإمام محمد بن الحسن الشيباني عنه.
ثم تمكن الداعي الحسن بن زيد من تأسيس دولة في بلاد الديلم، وكان من أعظم أيمتها الناصر الأطروش، وهو من ذرية عمر الأشرف بن علي بن الحسين.
وتمكن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي من تأسيس دولة باليمن، كما أسس إدريس بن عبد الله دولة بالمغرب.
وقد كان الزيدية الأول على عقائد السنة، كما يذكر اللالكائي نصوصهم، أعني نصوص كبار أيمة آل البيت في الإيمان والقدر والصفات، والترضي عن الصحابة وتفضيل الشيخين، وكما يذكر ذلك غيره. لكن حدث لهم الانحراف شيئا فشيئا باختلاطهم بالمعتزلة وغلوهم في التشيع حتى سبوا جماعة من الصحابة، وترك جماعة منهم الترضي على الشيخين رضي الله عنهما.
فلما ظهر الإمام ابن الوزير الحسني – رحمه الله تعالى – المتوفى سنة 840هـ وكتب "العواصم من القواصم" وغيره من الكتب، هدى الله على يديه جماعة، وأسس منهاجا جديدا في المدرسة الزيدية، قوامه العمل بالسنة ونبذ التعصب المذهبي والتقليد. ومن ثمارها: صالح بن مهدي المقبلي صاحب "العلم الشامخ"، والحسن الجلال صاحب "ضوء النهار" وابن الأمير الصنعاني والشوكاني ... وغيرهم. رحمهم الله أجمعين.
أما الزيدية اليوم؛ فمنهم المعتدلون المتأثرون بهذه المدرسة، وكثير منهم مع "التجمع اليمني للإصلاح"، ومنهم غلاة قريبون من الرافضة الإمامية، ومنهم بين ذلك. وجميعهم في اليمن خاصة المناطق الجبلية.
خاتمة
إلى هنا انتهى بنا قلم التعليق، ووصل بنا مداد التنسيق، في معلومات متفرقة، وملاحظات لشتى الفنون متطرقة، قصدت بها توضيح الأمور، ضاعف الله لنا الأجور.
وأسأله سبحانه أن يغفر لي وللشيخ وللمؤلف، والله يفرج عني ويفك سراحي وسراح من حولي من المظلومين من أهل الإسلام. والحمد لله وصلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 01 - 06, 09:36 م]ـ
للرفع ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيرًا .. ووفقني وإياكم والمسلمين لمايُحب ويرضى.
فوائد حسَنة من الحسَن.
لي تعقيب وفائدة:
1 - قوله: (والشيخ ابن عبد الوهاب قد كان عنده نوع غلو وتضييق للعذر بالجهل، وأصحابه كانوا على أصناف، ومنهم من كان لا يعذر بالجهل في أمور التوحيد). هذا اتهام غير مقبول؛ لأن البينة على المدعي. وبودي لو قرأ الشيخ رسالة " منهج الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسألة التكفير " للأخ أحمد الرضيمان، بإشراف الشيخ ناصر العقل. (طبع دار الفضيلة بالرياض)؛ لعله يُعيد النظر في قوله " العمومي " السابق.
2 - قوله: (وقد كان الزيدية الأول على عقائد السنة، كما يذكر اللالكائي نصوصهم، أعني نصوص كبار أيمة آل البيت في الإيمان والقدر والصفات، والترضي عن الصحابة وتفضيل الشيخين، وكما يذكر ذلك غيره. لكن حدث لهم الانحراف شيئا فشيئا باختلاطهم بالمعتزلة). يؤكد هذا صاحب رسالة " تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة " الأخ عبداللطيف الحفظي.
نفع الله بكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/171)
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:08 م]ـ
جزاكما الله خيراً .. ويا ليت أن يوضع على ملف وروود .. ولعليّ أضع رابطاً يترجم للشيخ التليدي ويركز على النقلة من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية ..
مُحدث المغرب وتلميذ الغماري من الأشعرية إلى العقيدة السلفية
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/35.htm
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:15 م]ـ
جزاكما الله خيراً .. ويا ليت أن يوضع على ملف وروود .. ولعليّ أضع رابطاً يترجم للشيخ التليدي ويركز على النقلة من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية ..
مُحدث المغرب وتلميذ الغماري من الأشعرية إلى العقيدة السلفية
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/35.htm
أظن ان الشيخ التليدي لم يغير أفكاره سوى في الكتب، فإن له مشاركات حديثة على منتدى النفيس يقول فيها آراء أخرى؟؟؟. فلتراجع.
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
لقد قرأت حواراً مطولاً في ملتقى أهل الحديث مع الشيخ المحدث محمد أبو خبزة حفظه الله، وكان له مما يتعلق بهذه العلاقة الآتي، فمن له تعليق أو توضيح فليتحفنا به.
29) ما رأيكم بكتاب (الأنيس والرفيق في ترجمة أحمد بن الصديق) لتلميذه عبدالله التليدي، وهل التلميذ موافق لشيخه في عقيدته المنحرفة؟
الجواب: كتاب (الأنيس والرفيق) لعبد الله الكرفطي سيرةٌ مشوهة لشيخه أحمد ابن الصديق، ملأها بالأكاذيب والخرافات، ومنها ما عَرف الناس كثيراً من خفَايا ومساوي شيخه، ولله في خلقه شؤون، وقد تراجع مؤلفُه الكرفطي عن بعض فواقره كسبّ الصحابة، ووحدة الوجود، واتخاذ القبور مساجد، ولعله يتوب إلى الله توبة نصوحا، هدانا الله وإياه.
30) لأحمد الغماري مناظرة مع الشيخ الألباني فهل سمعتم شيئا عنها؟
الجواب: عن مناظرة الألباني والزمزمي: سمعتُ بعضَ تسجيلها، وكان الشيخ الزمزمي بادر إلى طبع مُلخَّصها، ومن سمع تسجيلَها المفصل، علم أن تلخيصها لم يكن سَليماً، وموقف الشيخين في موضوع المناظرة: (الأسماء والصفات) معلوم، فإن الألباني سلفي خالص، والزمزمي اتخذ لنفسه مذهبا خاصا فلا هو سَلَفي ولا جهمي أشعري، على أن هذه المناظرة التي وقعت بطنجة كانت بين الألباني والزمزمي وفي بيت هذا الأخير، أما مناظرته للشيخ أحمد فقد أشار إليها الألباني في (تحذير الساجد) ولا علم لي بتفاصيلها إن كان لها تفاصيل.
31) سمعت من لسان التليدي أن شيخه كان يلعن معاوية –رضي الله عنه- فهل بقي على ذلك إلى مماته؟
الجواب: الشيخ أحمد وإخوته، حتى الزمزمي وأبناؤه كلُّهم منحرفون عن معاوية ?، ويزيد الأول على لعن معاوية لعنَ أبيه، وعمرو بن العاص، وسمُرة بن جندب، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم نسأل الله العافية.
32) لقد أصهرتم إلى بيت الغماري فليتكم تحدثونا عن قصة الصراع العلمي بين أحمد وعبد الله من جهة وبين أخيهم السلفي محمد الزمزمي ومسبباته، وما أبقى هذا الصراع العلمي من أثر مكتوب؛ نريد حديثا مفصلا في الموضوع، وأحوال محمد الزمزمي لأني سمعت من لسان الشيخ عبد الله التليدي ومضةً خاطفة.
الجواب: معرفتي بالشيخ أحمد وشقيه الزمزمي تَرجع إلى عهد الصِّبا، أما عبد الله وعبد الحي وعبد العزيز فكانوا يومئذ بمصر يدرسون، ولي مع الشيخ عبد الله مراسلات، ولم أعرفه مُباشرة إلا بعد قدومه المغرب إثر خروجه من السجن، وكذلك الأخَوَان لم أعرفهما إلا بعد قدومهما إلى المغرب قديما، والعداء الناشبُ بين الإخوة والأشقاء كانت له أسباب على رأسها: الحسَدُ والتنافس العلمي، ثم تصرُّف الشيخ أحمد في ميراث والدِهم بسبب أنه النائب الوصي عليهم خصوصاً الدار الكبرى التي باعَها، ومكتبة والدِهم العامرة، وهذا ما سمعتُه بنفسي منهم في محاولة للإصلاح بينهم، ومما زاد في تأجيج نار هذه العداوة نميمةُ عبد الله الكرفطي الذي أبلى البلاءَ السّيّء في هذا المجال بتشجيع من الشيخ وترشيح له لهذه المهمة، خصوصاً بين الشيخ وشقيقه الزمزمي الذي أفضَت ذاتُ بينهما إلى تأليف الرسائل في مثالب كل منهما، وقد أحسن الشيخ الزمزمي في إحراق هذه الرسائل بعد وفاة أخيه. وقد رأيت أنا هذه الرسائل، أما الشيخ أحمد فقد كان عازما على تأليف حقيبة الغرائب في إخوته، فرجوته التخلي عنها ففعل، وكذلك ما جرى بين الشيخ أحمد وشقيقه عبد العزيز الذي كان يسطُو على آثار أخيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/172)
فيدَّعيها لنفسه بعد التغيير، وأؤكد أن معظم ما جرى بين هؤلاء الإخوة يرجع إلى سعي الكرفطي وشيطَنَتَه لحاجة في نفس يعقوب، وعند الله تجتمع الخصوم، والله المَوعد، وقد حدثني الدكتور إبراهيم بن الصديق وكان مع أخيه الشيخ أحمد بمصر بعد هجرته إليها أن أخاه كان يُعاني من تصلُّب الشرايين، وقد اشتد به المرضُ بسبب محنة أخيه عبد الله، وكان أحيانا يخِفّ مرضُه مالم تصِلهُ رسالة من الكرفطي (التليدي)، فإذا وصلَت انتكَس وعاودَه الأَلَم لما تحملُه رسائلُه من سُوء.
33) في كتاب (در الغمام الرقيق برسائل أحمد بن الصديق) للتليدي ذكر أن هنالك نحو من ألف رسالة لأحمد عند أخيه عبد العزيز فليتكم تجمعون هذه الرسائل مع ما بحوزتكم وما عند غيركم وتنشر.
الجواب: (درّ الغمام الرقيق) للكرفطي رأيتُه، والجدير بالذكر أنه سطَا على أكثر من عشرين رسالة كتبَها الشيخ إليّ وفيها فوائد وحوار مفيد، ولَم يُشر إلى صاحبها ولم يسمِّه ليعلَم الناسُ طبيعةَ المسائل وموضوعاتها، وإنما أشار من بعيد إليَّ مع تهديد على عادة مُخَرّفي الصوفية بأنني سألقى جزائي قريبا لبحثي عن أخطاء الشيخ، وهو يشير بهذا إلى كتاب (التنبيه القاري، إلى فضائح أحمد الغماري) الذي ألفه مصطفى السفياني، ولم أكتب فيه حرفاً، وإنما نَقَل مؤلفُه عن مجموعة رسائل الشيخ إليّ وجؤنة العطّار بخزانة تطوان، وبعض مؤلفاته التي صوَّرها من عندي، ومن عادتي أن لا أبخل بشيء مما تحت يدي، أما تهديد الشيخ أبي الفتوح فهو فَسْوة على كُدية، وطَنزة عَنْز، وما عبّر بأخطاء الشيخ، هذه عينة منها: سبُّ ولعن نحو سبعة من الصحابة مع ردّ ما أجمع عليه السلف من عدالة الصحابة، اعتقاد أن الصحابة كانوا يُبغضون علياً، والحديث يقول: لا يُبغضك إلا منافق، والشيخ يحكم بنفاق ابن تيمية لهذا الحديث فيلزَمُه الحكمُ بنفاق الصحابة إلا الأقل، القول بإيمان فرعون وأنه مات مؤمنا، القول بوحدة الوجود في غلوّ مقيت ينحط إلى دعوى أن من لم يعتقدها فإيمانه مدخول، القول بفَناء النار، دعوى استمرار النبوة الخ، أما رسائل الشيخ إلى شقيقه عبد العزيز وأنها تبلغ الألف، فلا أعرفها، ومن المؤكد أن معظمها خاصٌّ وبعضها علمي وهو القليل، وما تحت يدي من رسائل الشيخ إليّ علاوة على ما سرقه الكرفطي ونشره، سوف يُنشر قريباً إن شاء الله تعالى.
http://saaid.net/leqa/21.htm
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:59 ص]ـ
جزاكما الله خيراً .. ويا ليت أن يوضع على ملف وروود .. http://saaid.net/feraq/el3aedoon/35.htm
وجزاكم ألف خير كذلك، وها هو الملف على وورد كما طلبتم، وإن كانت هناك نية لطبعه فالرجاء الاتصال بنا:
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 04:41 م]ـ
[ quote= حمزة الكتاني] فصل
إذا تقرر هذا؛ فلنرجع لما كنا بصدده من قولنا عن السيد أحمد إنه: "يومن بالخرافات من الكرامات المزعومة و ما لا يصدقه عقل"، فإني أخذت ذلك من كثير مما ذكر في "جونة العطار"، هذا الكتاب الذي تضمن مصائب خطيرة لا أدري كيف سيدافع عنها المؤلف.
و مثال واحد يمكن أن أذكره: أن أحد مشايخ الصوفية في مصر اشتهى تلاميذه حلوى (البسبوسة) فما كان من الشيخ إلا أن أمرهم بأن يستدبروا، فقضى حاجته في صحن، فتحول ذلك إلى بسبوسة لذيذة أكلها المريدون!!.
قلت هذه الحكاية ذكرها الشيخ أحمد في جؤنة العطار، و لما قرأها شقيقه الشيخ عبد الله، استنكرها، و قال: هذا هراء.
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[19 - 02 - 06, 06:20 ص]ـ
فصل
(من مؤلفات التليدي ومواقفه الفكرية)
و"من علمك حرفا صرت له عبدا". وقد قال تعالى: {وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يسأل عن صحبة ساعة". وبالله نتأيد.
-يتبع-
الأخ حمزة الكتاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الحديث مما لا تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم على ما أعتقد.
فالرجاء منك أن توصل النصيحة للأخ الحسن الكتاني "فك الله أسره" بأن يزيد من تثبته عند الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك النصيحة نفسها لك عند النقل عنه أو عن غيره
لأنني وجدت كثيرا من الأحاديث الموضوعة في الأبحاث التي تنقلها عنه وتنصح بها.
وجزاك الله خيرا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 02 - 06, 07:08 م]ـ
كذلك النصيحة نفسها لك عند النقل عنه أو عن غيره
لأنني وجدت كثيرا من الأحاديث الموضوعة في الأبحاث التي تنقلها عنه وتنصح بها.
الأخ الفاضل، ما الحديث الذي تقصد بأنه موضوع: "إن الله يسأل عن صحبة ساعة"؟؟.
وقولك بأن الأبحاث التي أسوقها ملأى بالأحاديث الموضوعة دعوى تحتاج إلى بيان، ولا أظنها تصح، اللهم إن أردتم التنقيص من الشيخ، ونسبته إلى عدم التحفظ والضبط، فهذا غير صحيح، فهو حفظه الله معتن بإيراد الصحيح، أو ما يحتج به، وإن كان - ربما - خرج عن تلك القاعدة فسيكون الأمر نادرا جدا وليس "كثيرا" فلتتنبه أخي الفاضل ..
والدعاوى ما لم تكن لها===بينات فأهلها أدعياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/173)
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:38 م]ـ
سامحك الله
أردت نصحك فأسأت الظن بي وتأليت عليّ أنني أريد التنقص ...
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:08 م]ـ
أما كون نصيحتي لك بأن الرسائل التي تنشرها وتنصح بها فيها أحاديث مكذوبة ...... هي مجرد دعاوى
فإليك هذه المشاركة
هدية للملتقى هذا المجلد النفيس، والذي يعد فريدا في بابه، وأعظم ما ألفه المتأخرون في الذب عن السنة وإحيائها، موضوعه الخاص في حكم الوفرة، وعنون له المؤلف بـ ...........
أسأل الله العظيم أن يغفر لي ولك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 06:23 ص]ـ
الشيخ أحمد كنت أعظمه لانه لم يمر بمدينتنا عالم مثله حتى وقفت على عقيدته في وحدة الوجود و سلوكه فيها مسلك الكوراني تأصيلا و تفريعا فاحترت و الله لحد الآن و لا اعلم ما كان حاله هل تاب من الأمر أم لا بل و الأدهى اني سمعت ان الشيخ بكر ابوزيد قد أقام عليه الحجة في مسألة وحدة الوجود و الاستغاثة بل و كفره و لاأدري صحة هذا الكلام نسال الله العافية
ـ[العاصمي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 10:31 ص]ـ
بل و الأدهى اني سمعت ان الشيخ بكر ابوزيد قد أقام عليه الحجة في مسألة وحدة الوجود و الاستغاثة بل و كفره و لاأدري صحة هذا الكلام نسال الله العافية
هذا الكلام ليس دقيقاً؛ فإنّ الشيخ بكراً لم يلقَ الشيخَ أحمدَ، بل كان في عهده صغيراً لم يبرح بلادَ نجد بعدُ، وإنما لقي أخاه عبدَ الله؛ فأجازه، وناوَلَهُ كتابَ أخيه " بيان تلبيس المفتري، محمد زاهد الكوثري ".
نعم؛ الشيخُ بكر عالمٌ بفواقر الكوثري وعواقره، لكن لم يناظره، ولا أقام عليه الحجّة، وسنُّه آنذاك لا تُسعفه، وتقدّم أنه لم يكن قد خرج من نجد ...
وقد أحسنتَ إذ لم تقطع بذاك الخبر المخترع ...
وأرجو أن تتفضّل بنقل تأصيل الكوراني وتفريعه في وحدة الوجود ...
وجزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 11:10 م]ـ
يا أخي الكوراني آثاره مشهورة و هو من الوحدويين القلائل الذين تجرؤوا للافصاح عن معتقدهم و حشد الأدلة له بل و زعم أن عقيدة الوحدة هي وجه التنزيه الحق ونسبها للسلف و لهذا كان يوصي بعقيدة السلف في الظاهر و الوحدة في الباطن وهو ما يفعله الشيخ أحمد غفر الله له على ما ظهر لي في مطالعاتي لبعض كتبه مؤخرا بل و صرح بذلك في أجوبته على سؤالات حافظ تطوان بوخبزة بل و صرح بايمان الحلاج و كرامته
و الجدير بالذكر أنه لما أرسل بدعوته لبعض القبائل الافريقية ظنا منه ان جهلهم بالدين سيكون في صالحه فأرسلوا له جوابا سورة الكافرون
والله أعلم فما زلت متحيرا في الشيخ أحمد فهو من مفاخر مدينتنا خاصة لما كان ينشره من عقيدة السلف و الله أعلم الله أعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 11:12 م]ـ
ثم أعتذر عن عدم النقل فأنا اتكلم غالبا من مقهى انترنت أو عند اصدقاء و ليس عندي اتصال في البيت فليس لدي فرصة للنقل من المراجع و لعل احد الاخوة لهم امكانية النقل
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 01:43 ص]ـ
أخي الفاضل، أريد كلاماً صريحاً للكوراني في اعتقاده بوحدة الوجود، وقد اختلف الناس اختلافاً كثيراً في الكوراني؛ فبعضهم يراه سلفياً! بل قد رأيت من عدّه مجدّد القرن الحادي عشر! وآخرون يرونه صوفياً غالياً من المنتحلين عقيدة وحدة الوجود! وبعضهم توسّط، ورأى أنه متأثّر بابن عربي، لكنه يتأول كلامه ... تأمل في المشاركة (19) من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5621
وأرجو أن تدقّق؛ فإنّ الأمر دين، ورَميُهُ باعتقاد ذاك الكفر المبين = لا يسوغ إلاّ بدليل واضح، وبرهان لائح.
وقد تقدّمت باحثة مغربية بأطروحة عن كتاب " إفاضة العلام، في مسألة الكلام " للكوراني، ولا أدري: إن كانت درست عقيدته دراسة دقيقة؟
دمت موفّقا مدقّقا.
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[25 - 02 - 06, 05:34 ص]ـ
راجع اخي العاصمي حفظك الله الامم للكوراني فانه رحمه الله وعفا عنه صرح بعقيدته تلك فيما اذكر والكتاب لاتطوله يدي الان ولايخفاكم انه من خاصة تلاميذ صوفي وقته والداعي لذلك المذهب احمد القشاشي عفا الله عنهم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 05:01 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/174)
نعم يا اخي التمسماني في هذا الكتاب بالضبط اما انتحاله لعقيدة و حدة الوجود فهي مشهورة عنه عند الصوفية قبل غيرهم انظر على سبيل المثال ترجمته عند العلامة عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس و لولا الظروف التي ذكرتها لبحتث معكم في المراجع و الكتب فالأمر كما تذكر يأخي العاصمي حفظك الله جدير بالتحقيق
ولكن ارجو لمن لديه رد على اشكال الشيخ أحمد الذي ذكرته ان يفيدنا فوالله اني في حيرة من امره لا يعلمها الا الله سبحانه
و جزاكم الله خيرا
ـ[الحسين اشبوكي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 12:20 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه،
أشكر الأخ الكريم الشريف حمزة الكتاني على ما بذله من جهد لإبلاغنا رؤية نقدية لأخيه الشريف الفاضل الحسن الكتاني فك الله أسره ورزقه فرجا قريبا آمين حول كتابي المتواضع الذي حاولت أن أترجم فيه لعلم من أعلام الحديث والتصوف في العصر الحديث.
كما أشكر الشريف الحسن حياه الله وحفظه لما أسداه إلي من نصائح وتوجيهات وانتقادات التي استفدت منها كثيرا ولله الحمد.
إلا أنني أود هنا أن أوضح لقراء هذا الموقع مسألة في غاية الأهمية لأنها تتعلق بموقفي من الشيخ المحدث الألباني رحمه الله.
ولن تكون هذه المشاركة مني مساجلة ولا ردا على رد، بل ستكون بعون الله بيانا لما قد يفهمه البعض من كلام الشريف الحسن حفظه الله الذي قال:
ذكر المؤلف الإمام محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله تعالى، (ص89)، فلم يعطه أي لقب، بل قال: "صحيح وضعيف الترمذي لناصر الدين الألباني" ..
وعهدي به منذ أول الكتاب وهو يكرم العلماء بلقب "سيدي" وغير ذلك، وأقل ذلك: أن يصفه بلقبه العلمي "الشيخ" أو "المحدث"، وذلك اقتداء بشيخه صاحب الترجمة هـ.
فأقول: هذه شهادتي في هذا الرجل العلم رحمه الله ..
إنني أعتبر المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله أبا هريرة هذا الزمان.
فقد رأيت في المنام شيخي ومعه أحد تلامذته فقال لي: مات أبو هريرة .. مات أبو هريرة، فقلت في نفسي وأنا نائم: يا حسرتاه، مات أبو هريرة ولم أدركه لأسمع منه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟ .. فاستيقظت وعيناي تدرفان بالدموع .. فتيقنت من أن أحد أعلام الحديث النبوي سيموت لا محالة.
فذهبت إلى الزاوية فتلقيت هناك نبأ وفاة المحدث ناصر الدين رحمه الله من أحد طلبة شيخنا سيدي عبد الله حفظه الله.
فحكيت الرؤيا لشيخنا فقال لي على التو: إنه هو .. أبو هريرة هذا الزمان .. ثم ترحم علي ودعا له .. .
ثم قلت لشيخي طالبا لتمام الفائدة- وكان معنا الدكتور عبد الرحمن الجوهري حفظه الله-: هلا شرحت لنا سيدي سبب نيله لهذه الدرجة الرفيعة رحمه الله؟
فقال لي: إن الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله لم يكن يعادي التصوف جملة وتفصيلا بل كان يدعو إلى جوهر التصوف الذي هو الإحسان، وهو حسب حديث النبوة أن تبعد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وقد رأيته يوما في المنام فقلت له: لماذا تعادي التصوف والصوفية؟ فأجابني قائلا: بل أنا صوفي هـ.
ثم بين لنا شيخنا حفظه الله بأن المحدث ناصر الدين ممن عرفوا بالإخلاص وصدق اللهجة مع اطلاع واسع ودراية دقيقة لأمهات كتب الحديث وأصولها المختلفة، وإن كان معه في اختلاف حول قضايا كثيرة ومتعددة.
أردت أن أكتب هذه الشهادة وفاءا للمحدث الألباني رحمه الله.
وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه وجعلنا سبحانه من المنصفين آمين.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 - 02 - 06, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا حمزة، و نسأل الله أن يفك أسر العلامة حسن.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا حمزة، و نسأل الله أن يفك أسر العلامة حسن.
اللهم آمين ...
إذا انقطع الرجا من كل باب===ففي الله الكفاية والرجاء
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:40 ص]ـ
تعلقات منصفة جميلة متنوعة بين تاريخ وعقيدة جزيت يا شيخ حمزة على إتحافنا بها.
فك الله اسر الشيخ حسن ومن معه الفزازي والحدّوشي من سمعنا بهم ومن لم نسمع
وأعجبتني عبارة الشيخ حسن للغاية
(((وصحيح أننا نعاني من مسألة أخلاقية كبيرة اليوم، وقلة احترام التلاميذ لشيوخهم، بل قلة وفائهم لهم. وقد كان العلماء قديما على طريقة من الأدب رفيعة، غير أن دعاة الاجتهاد والعمل بالسنة يتحملون شطرا من انهيار تلك المنظومة الأخلاقية؛ لأنهم بدل أن يصلحوا من الداخل عمدوا لهدم الموجود، فأسسوا بناء جديدا غير متكامل.
وهذا الكلام أقصد به جل دعاة الاجتهاد والعمل بالدليل، سواء كانوا من المدرسة السلفية أو الصديقية أو "أنصار السنة" أصحاب الشريف محمد الزمزمي ابن الصديق. رحم الله الجميع وغفر لهم. وليس مقصودي التقليل من جهد أحد من العلماء، بل وضع اليد على مكامن الخطأ، وتقويم مسيرة الدعوة الإسلامية.)))
ونعذر الشيخ حسن في رايه بالعذر بالجهل والمسألة طويلة وكثير من الخلاف فيها يذهب بالإستفصال
اما أحالة ابا مصعب لكتاب الرضيمان فلا أظنها أحالة مجدية فالرضيمان ما أجاد في كتابه السالف فنقولاته قليلة وكذا اوجه الجمع بينها، والعلم عند الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/175)
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[13 - 12 - 06, 07:28 م]ـ
أردت فقط الدخول على هذا الموضوع الذي أعجبني لسببين
الأول هو تزكية لما ذكره الأخ أن الحديث موضوع و بالفعل فقد حكم عليه الشيخ الألباني رحمه الله بالوضع في السلسلة الضعيفة، و هذا لا يعني أن صاحب المقال يكثر من الأحاديث الضعيفة أو يستدل بها، إضافة إلى أنه كما ذكر عند البداية أنه يكتب ما خط قلمه دونما رجوع إلى مصادر، و هذا الأمر قد وقع فيه كبار الأئمة مثل بن القيم و غيره، و هذا ليس عيبا
أما السبب الثاني فأحببت الاستفسار عن سبب سجن صاحب المقال
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - 12 - 06, 12:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو المعذرة إن تطفلت عليكم, ولكن بالنسبة لأبي عبد الرحمن السلمي وما دار حوله, فقد كان لي بحث حول اصطلاح الخليلي في إرشاده (متفق عليه) وكنت أحاول فيه الوصول لمقصود الخليلي من هذا الاصطلاح, وكان ممن استعمل معهم الخليلي هذه الكلمة أبو عبد الرحمن السلمي فقال عنه: ثقة متفق عليه من الزهاد. انتهى, وكنت قد جمعت بعض الكلام في ترجمته فأحببت أن أضعه هنا لعل فيه فائدة, فأقول:
قال الذهبي في تاريخ الإسلام عن أبي عبد الرحمن السلمي: كان شيخ الصوفية وعالمهم بخراسان .. وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السلمي غير ثقة, وكان يضع للصوفية. قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل, وكان مع ذلك مجودا, صاحب حديث, وله بنيسابور دويرة للصوفية ... قلت – أي الذهبي -: كان وافر الجلالة .. وتصانيفه, يقال: إنها ألف جزء. وله كتاب سماه " حقائق التفسير " ليته لم يصنفه, فإنه تحريف وقرمطة, فدونك الكتاب فسترى العجب! انتهى. وفي تاريخ الخطيب: وقال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الاصم الا شيئا يسيرا فلما مات الحكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الاصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه قال وكان يضع للصوفية الاحاديث.
قال ابن تيمية رحمه الله: " فيما جمعه فوائد كثيرة. ومنافع جليلة. وهو في نفسه رجل من أهل الخير والدين والصلاح والفضل, وما يرويه من الآثار فيه من الصحيح شيء كثير, ويروي أحيانا أخبارا ضعيفة بل موضوعة, يعلم العلماء أنها كذب. وقد تكلم بعض حفاظ الحديث في سماعه. وكان البيهقي إذا روى عنه يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن من أصل سماعه. وما يظن به بأمثاله إن شاء الله تعمد الكذب, لكن لعدم الحفظ والإتقان يدخل عليهم الخطأ في الرواية, فإن النساك والعباد منهم من هو متقن في الحديث, مثل ثابت البناني, والفضيل بن عياض, وأمثالهما, ومنهم من قد يقع في بعض حديثه غلط وضعف, مثل مالك بن دينار وفرقد السبخي ونحوهما ". الفتاوى 11/ 41 - 42. وقال في موطن آخر: " وكان الشيخ أبو عبد الرحمن – رحمه الله – فيه من الخير والزهد والدين والتصوف ما يحمله على أن يجمع من كلام الشيوخ والآثار التي توافق مقصوده في كل ما يجده, فلهذا يوجد في كتبه من الآثار الصحيحة, والكلام المنقول, به في الدين, ويوجد فيها من الآثار السقيمة والكلام المردود, ما يضر من لا خبرة له. وبعض الناس توقف في رواياته. حتى أن البيهقي كان إذا روى عنه يقول: حدثنا أن أبو عبد الرحمن من أصل سماعه .. " الفتاوى 11/ 587 وقال: " وكذلك كثير ما يذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " حقائق التفسير " عن جعفر من الكذب الذي لا يشك في كذبه أحد من أهل المعرفة بذلك ".
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[14 - 12 - 06, 01:44 م]ـ
بورك فيك يا أبا فاطمة فائدة طيبة ..
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[14 - 12 - 06, 07:09 م]ـ
هذه نبذة بسيطة عنه من شبكة الإسلام
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم بن زاوية بن سعيد بن قبيصة بن سراق، الأزدي، السلمي الأمِّ، الإمام الحافظ المحدِّث، شيخ خراسان وكبير الصوفية، أبو عبد الرحمن النيسابوري الصوفي، صاحب التصانيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/176)
أفرد له المحدث أبو سعيد محمد بن علي الخشاب ترجمة في جزء، فقال: ولد في عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاث مائة، وذلك بعد موت مكي بن عبدان بستة أيام، وكتب بخطه في سنة ثلاث وثلاثين عن أبي بكر الصبغي، ومن الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وسمع كثيرا من جده لأمه إسماعيل بن نجيد، ومن خلق كثير. وله رحلة -يعني: إلى العراق- ابتدأ بالتصنيف سنة نيِّف وخمسين وثلاث مائة، وصنف في علوم القوم سبع مائة جزء، وفي أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- من جمع الأبواب والمشايخ وغير ذلك ثلاث مائة جزء، وكانت تصانيفه مقبولة.
قال الخشاب: كان مَرْضِيًّا عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، والسلطان والرعية، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين، ومضى إلى الله كذلك، وحبب تصانيفه إلى الناس، وبِيعت بأغلى الأثمان، وقد بعتُ يومًا من ذلك -على رداءة خطي- بعشرين دينارًا، وكان في الأحياء، وقد سمع منه كتاب "حقائق التفسير" أبو العباس النسوي، فوقع إلى مصر، فقُرِئ عليه، ووزعوا له ألف دينار، وكان الشيخ ببغداد حيا. وسمعت أبا مسلم غالب بن علي الرازي يقول: لما قرأنا كتاب "تاريخ الصوفية" في شهور سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بالرَّي، قُتل صبي في الزحام، وزعق رجل في المجلس زَعْقَةً، ومات، ولما خرجنا من همذان، تَبِعَنَا النَّاسُ لطلبِ الإِجازة مرحلةً.
قال السلمي: ولما دخلنا بغداد، قال لي الشيخ أبو حامد الإسفراييني: أريد أن أنظر في "حقائق التفسير"، فبعثت به إليه، فنظر فيه، وقال: أريد أن أسمعه، ووضعوا لي منبرا.
قال: ورأينا في طريق همذان أميرا، فاجتمعتُ به، فقال: لا بد من كتابة "حقائق التفسير". فنُسِخَ له في يوم، فُرِّقَ على خمسة وثمانين ناسخا، ففرَغُوه إلى العصر، وأمر لي بفرس جواد ومائة دينار وثياب كثيرة، فقلت: قد نغَّصت عليَّ، وأفزعتني، وأفزعت الحاجَّ، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ترويع المسلم، فإن أردت أن يبارك لك في الكتاب، فاقْضِ لي حاجتي. قال: وما هي؟ قلت: أن تعفيني من هذه الصلة. فإني لا أقبل ذلك. ففرّقها في نقباء الرُّفقة، وبعث من خَفَّرَنَا، وكان الأمير نصر بن سبكتكين صاحب الجيش عالما، فلما رأى ذلك التفسير، أعجبه، وأمر بنسخه في عشر مجلدات، وكِتْبَةِ الآيات بماء الذهب ثم قالوا: تأتي حتى يسمع الأمير الكتاب. فقلت: لا آتيه البتة. ثم جاءوا خلفي إلى الخانقاه، فاختفيت، ثم بعثَ بالمجلد الأول، وكتبتُ له بالإجازة.
قال: ولما توفي جدي أبو عمرو، خلَّف ثلاثة أسهم في قرية، قيمتها ثلاثة آلاف دينار، وكانوا يتوارثون ذلك عن جده أحمد بن يوسف السلمي، وكذلك خلف أيضا ضياعا ومتاعا، ولم يكن له وارث غير والدتي، وكان على التركات رجل متسلط، فكان من صنع الله أنه لم يأخذ من ذلك شيئا، وسلَّم إليَّ الكل، فلما تهيأ أبو القاسم النصراباذي للحج، استأذنتُ أمي في الحج، فبعت سهما بألف دينار، وخرجت سنة 366، فقالت أمي: توجهت إلى بيت الله، فلا يكتُبَنَّ عليك حافظاك شيئا تستحي منه غدا. وكنت مع النصراباذي أيَّ بلدٍ أتيناه يقول: قُمْ بنا نسمع الحديث. وسمعته يقول: إذا بدا لك شيء من بوادي الحق، فلا تلتفت معها إلى جنة ولا نار. وإذا رجعت عن تلك الحال، فعظِّم ما عظَّمه الله.
وقال: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، والدوام على الأوراد.
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "سياق التاريخ": أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق، ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة، ورث التصوف من أبيه وجده، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرس كتبه المائة أو أكثر، حدث أكثر من أربعين سنة قراءة وإملاء، وكتب الحديث بنيسابور ومرو والعراق والحجاز، وانتخب عليه الحفاظ. سمع من أبيه وجده ابن نجيد، وأبي عبد الله الصفار، وأبي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي إسحاق الحيري، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي الحسن الطرائفي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد حسان، وابني المؤمَّل، ويحيى بن منصور القاضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/177)
، وأبي سعيد بن رُمَيْح، وأبي بكر القطيعي، وطبقتهم.
وولد في سنة ثلاثين وثلاث مائة، كذا وَرَّخَهُ عبد الغافر، فالله أعلم.
وقال: حدثنا عنه جدي زين الإسلام القشيري، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر بن زكريا، وأبو صالح المؤذِّن، وأبو بكر بن خَلَف، ومحمد بن إسماعيل التَّفْلِيسِيّ، وأبو نصر الجوري، وعلي بن أحمد المديني.
قلت: ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو بكر البيهقي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق كثير، وما هو بالقوي في الحديث.
ذكره الخطيب فقال: محلُّه كبير، وكان مع ذلك صاحب حديث، مجودا، جمع شيوخا وتراجم وأبوابا، وعمل دُوَيْرَةً للصوفية، وصنَّف سننا وتفسيرا.
قال أبو الوليد القشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يسأل أبا علي الدقاق، فقال: الذكر أتم أم الفكر؟ فقال: ما الذي يُفْتَحُ للشيخ فيه؟ قال أبو عبد الرحمن: عندي الذكر أتم، لأن الحق يوصف بالذكر، ولا يوصف بالفكر. فاستحسنه أبو علي.
السلمي: حدثنا محمد بن العباس الضبي، حدثنا محمد بن أبي علي، حدثنا الفضل بن محمد بن نعيم، سمعت علي بن حجر، سمعت أبا حاتم الفراهيجي، سمعت فَضَالة النَّسَوِيّ، سمعت ابن المبارك يقول: حقٌّ على العاقلِ أن لا يَسْتَخِفَّ بثلاثة: العلماء والسلاطين والإخوان، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
القشيري: سمعت السلمي يقول: خرجت إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجُمَع بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن بختم، فوجدتُه عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العقابي في ذلك الوقت مجلس القول فداخلني من ذلك شيء، وكنت أقول في نفسي: استبدل مجلس الختم بمجلس القول -يعني الغناء- فقال لي يوما: يا أبا عبد الرحمن: أَيْشٍ يقول الناس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجْلِسَ القُرْآن، ووضَعَ مجلسَ القولِ. فقال: من قال لأستاذه: لِمَ؟ لا يُفْلِحُ أبَدًا.
قلت: ينبغي للمريد أن لا يقول لأستاذه: لمَ، إذا عَلِمَهُ معصومًا لا يجُوزُ عليه الخطأ، أما إذا كان الشَّيخُ غيرَ معصومٍ، وكَرِهَ قَوْلَ: لِمَ؟ فإنَّه لا يُفْلِحُ أبدا، قال الله -تعالى-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى. قال: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ بلى هنا مريدون أثقال أنكاد، يعترضون ولا يقتدون، ويقولون ولا يعملون، فهؤلاء لا يفلحون.
قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت: وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤالَ عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلا، عدَّها بعض الأئمة من زَنْدَقَةِ الباطنية، وعدّها بعضهم عِرْفَانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم.
مات السلمي في شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، وقيل: في رجب بنيسابور، وكانت جنازته مشهودة.
وفيها مات عبد الجبار الجراحي والحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الحسن بن رزقويه ومنير بن أحمد الخشاب والمحدث أبو سعد الماليني وأبو أحمد عبد الله بن عمر الكرجي السكري، ومحمد بن أحمد غنجار.
أخبرنا أبو نصر الفارسي وأبو سعيد الحلبي قالا: أخبرنا علي بن محمود، وأخبرنا بلال الحبشي، أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد، أخبرنا القاسم بن الفضل، أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن حسين الشيباني، حدثنا أحمد بن زُغْبة، حدثنا حامد بن يحيى، حدثنا سفيان، حدثني عمرو بن دينار، عن أبي سلمة، عن أم سلمة: أنَّ الزُّبَيْرَ خاصَمَ رجلاً، فقضَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- للزُّبَيْرِ، فقال الرجل: إنما قضى له أنه ابنُ عمَّتِه. فأنْزَلَ اللهُ هذه الآية: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية.
تفرد به حامد البلخي، وهو صدوق مكثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/178)
أخبرنا أحمد بن هبة الله، أخبرنا الحسن بن محمد بن عساكر (ح) وأخبرنا محمد بن حازم، أخبرنا ابن غسان (خ) وأخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا مكرم بن أبي الصقر قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي، أخبرنا علي بن أحمد المديني، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدوس، حدثنا عثمان بن سعيد، أخبرنا القعنبي، حدثنا الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا دَعا أحدُكم، فلا يقُل: اللَّهُمّ إنْ شِئْتَ. ولكن لِيَعْزِمْ، وليُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ؛ فإِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُ عليه شيءٌ أعْطَاهُ رواه مسلم.
ومن كبار شيوخه أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ وأبو ظهير عبد الله بن فارس العمري البلخي، وسعيد بن القاسم البردعي.
قال الخطيب وأخبرنا أبو القاسم القشيري قال: جرى ذكر السلمي، وأنه يقوم في السَّماع موافقةً للفقراء، فقال أبو علي الدقاق: مثله في حاله لعل السكون أولى به، امض إليه، فستجده قاعدا في بيت كُتُبِه، على وجه الكتب مجلدة مربعة فيها أشعار الحلاج، فهاتها، ولا تقل له شيئا. قال: فدخلت عليه وإذا هو في بيت كتبه، والمجلدة بحيث ذَكَرَ، فلما قعدت، أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس ينكر على عالم حركته في السماع، فرئي ذلك الإنسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله، فقال: كانت مسألة مشكلة علي، تبين لي معناها، فلم أتمالك من السرور، حتى قمت أدور فقُل له: مثل هذا يكون حالهم. قال: فلما رأيت ذلك منهما، تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة، وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالفته، فأَيْشٍ تأمر؟ فأخرج أجزاء من كلام الحسين الحلاج، وفيها تصنيف له سماه "الصيهور في نقْضِ الدُّهور"، وقال: احمل هذه إليه.
وقيل: بلغت تآليف السلمي ألف جزء و "حقائقه" قرمطة، وما أظنه يتعمد الكذب، بلى يروي عن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي، أباطيل وعن غيره.
قال الإمام تقي الدين ابن الصلاح في "فتاويه": وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسِّر -رحمه الله- أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي "حقائق التفسير"، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قلت: واغَوْثَاه! واغُربتاه!
ـ[حمادي أبوحذيفة]ــــــــ[31 - 01 - 08, 06:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم لقد كان الشيخ حسن فك الله أسره منصفا فيما قال وموفقا فيما كتب وسطر، بخصوص ما يتعلق بالمحدث الشيخ عبد الله التليدي، بخلاف الاخ حسين الشبوكي فلم يكن موفقا،في ترجمته لهذا الشيخ فالترجمةقد اعتراها بعض الغلو في بعض الامور وبعض الاجحاف في بعض الامور الاخرى،_لكنه على كل حال له فضل السبق_فمن الاخطاء التي وقع فيها الاخ الشبوكي هو الخلط في في السيرة،وعدم مراعاته للاطوار التي مر بها الشيخ عبد الله،كما نبه على ذلك الشيخ الكتاني وهذا أمرمهم للغاية، لايسنغنى عنه في باب الترجم،وهو عامل مهم جدا،أي مرعات الاطوا ر التي مر بها العلماء، أمرمهم كما قلت في فهم كلام العلماء ومقاصدهم،فليتنبه لهذا، وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله أخوكم ومحبكم في الله حمادي أبوحذيفة بركسيل(58/179)
تحديد مواضع الجمرات، وتوسيع أحواض الرمي
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 06:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أعضاء الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكل علي موضوع توسيع أحواض الجمرات، وتكبير الشواخص، ولم أجد أثارا تدل على تحديد مواضع الرمي، وهل الشواخص كانت موجودة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهل الرمي متعلق بإصابة الشاخص أم بالوقوع تحته، وما هي المساحة التي يجزئ فيها وقوع حصى الجمار هل يحددها العرف أم الأثر، ومعلوم أن الذي يصيب طرفي الشاخص الآن أو من فوق الجسر هو بعيد عن الموضع الذي رمى منه النبي صلى الله عليه وسلم، وغاية ماذكره الفقهاء في ذلك لايدعمه الأثر ولا يرفع الخلاف، وهو في أكثره عار عن الدليل، أرجوا ممن لديه زيادة علم في هذا الموضوع إفادتنا أو الدلالة على مايفيد خاصة وأن الموضوع تتعاوره عدة جوانب منها الأثري والفقهي والتاريخي، وقد كتب أحد الفضلاء مقالا عن هذا في موقع المسلم إلا أنه مجرد نقول من كتب الفقهاء.
وبارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:41 ص]ـ
هذا البحث الموجود في موقع المسلم، وننتظر أبحاثكم بورك فيكم.
توسعة أحواض الجمرات 3/ 12 / 1426 هـ
أ. د/عبد الله بن عبد الواحد الخميس
الأستاذ بالدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
توسعة أحواض الجمرات.
المسألة الأولى:محل الرمي
محل الرمي: الجمار الثلاث، أولها التي تلي مسجد الخيف، والوسطى، والأخيرة وهي جمرة العقبة.
وقد اتفق الفقهاء على أن الجمرة هي مجتمع الحصا الذي تحت العمود، فإذا وقع الحصا تحت العمود أجزأ. (1)
ولكنهم اختلفوا فيما خرج عن مجتمع الحصا، أو وقع على الشاخص ولم ينزل فذهب بعض علماء الحنفية إلى أن الحصاة إذا وقعت قريباً من الجمرة أجزأت، والقرب حسب العرف فما عد قريباً فهو قريب، وما عد في العرف بعيداً فهو بعيد، جاء في المحيط البرهاني " ينبغي أن تقع الحصاة عند الجمرة أو قريباً منها حتى لو وقعت بعيداً منه لم يجزه، لأنا إنما عرفنا الرمي قربة بالشرع بخلاف القياس في مكان مخصوص إلا أن قريب الشيء حكمه حكم ذلك الشيء " (2)
وجاء في إرشاد الساري "والبعد والقرب بحسب العرف، ولذا قال في الفتح فلو وقعت بحيث يقال فيه ليس بقريب منه ولا بعيد فالظاهر أنه لا يجوز احتياطا" (3)
وأما الآن فإن عدد الحجاج يقارب المليونين وأكثرهم يركبون السيارات ووصولهم إلى منطقة الحجرات يكاد يكون متقارباً، ولذا فلابد من النظر في حكم توسعة الحجرات.
فبناءً على ما ذهب إليه الحنفية لا يلزم إصابة مجتمع الحصا بالرمي بل لو رمى ووقع قريباً منه أجزا.
وأما بالنسبة للشاخص فليس موضعاً للرمي عند الحنفية، ولكنه علامة للجمرة، ولكن لو وقع على أحد جوانب الشاخص أجزاه
للقرب، ولو وقع على قبة الشاخص ولم ينزل عنها لا يجزئه للبعد (4).
وذهب المالكية في القول المعتمد عندهم إلى أن الشاخص موضع للرمي لأنه يقع عليه اسم الجمرة فيصح الرمي فيه ويجزئ ولو لم تقع الحصاة على مجتمع الحصى، وذهب بعضهم إلى أن المراد بالجمرة مجتمع الحصى فلا يجزئ ما خرج عنه قال الدردير: "الجمرة هي البناء وما حوله من موضع الحصى، وهو أولى، فإن وقعت الحصاة في شق من البناء أجزأت على التحقيق، قال الصاوي: وقيل إن الجمرة اسم للبناء الذي حول المكان فقط محل اجتماع الحصى، وعليه فلا يجزئ ما وقف في البناء ولكن التحقيق الإجزاء (5)
وعند جمهور الشافعية ـ كما ذكر النووي ـ " الجمرة مجتمع الحصى لا ما سال من الحصى فمن أصاب الحصى بالرمي أجزأه، ومن أصاب سائل الحصى الذي ليس هو بمجتمعه لم يجزه، والمراد بمجتمع الحصى في موضعه المعروف " (6)
وأما الشاخص فلا يصح رميه قال ابن حجر الهيتمي" وعلم من عبارته ـ يعني النووي ـ أن الجمرة اسم للمرمى حول الشاخص، ومن ثم لو قلع لم يجز الرمي إلى محله، ولو قصده لم يجزئ" (7)
ويرى بعض علماء الشافعية الإجزاء إذا قصد الشاخص ولو لم تسقط في مجتمع الحصى لأن العامة لا يقصدون بذلك إلا فعل الواجب، والرمي إلى المرمى، وقد حصل فيه بفعل الرمي، قال الشرواني:" وهذا هو الذي يسع عامة الحجيج اليوم " (8)
ويرى الحنابلة أن المرمى مجتمع الحصى لا نفس الشاخص ولا مسيله فلا يجزي عندهم رمي الشاخص (9)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/180)
ويفهم مما سبق أن جمهور العلماء يرون أن محل الرمي هو مجتمع الحصى ويزيد الحنفية جواز وقوع الحصى قريباً من المرمى، ويرى المالكية وبعض الشافعية جواز رمي الشاخص أو محله.
وأما مساحة محل الرمي فللعلماء فيها خلاف، وقد قدرها بعض المتأخرين من الشافعية بثلاثة أذرع (10)، قال ابن حجر الهيتمي" حده الجمال الطبري (11) بأنه ما كان بينه وبين الجمرة ثلاثة أذرع فقط، وهذا التحديد من تفقهه وكأنه قرر به مجتمع الحصا غير السائل، والمشاهدة تؤيده فإن مجتمعه غالباً لا ينقص عن ذلك " (12)
وقال ابن حجر الهيتمي أيضاً "تحديد الشافعي _رضي الله عنه_ والأصحاب ومن بعدهم إلى زماننا _رضي الله عنهم_ المرمى بمجتمع الحصى صريح، أي صريح في أن مجمع الحصى المعهود الآن بسائر جوانب الجمرتين الأوليين تحت شاخص جمرة العقبة هو الذي كان في عهده _صلى الله عليه وسلم_" (13)
وقال الشيخ عبد الله البسام: " أما الحنابلة فلم نعثر لهم على تقدير وتحديد لموضع الرمي وإنما يتناقلون عبارة الشافعي المتقدمة" (14)
وقال الشيخ سليمان بن علي (15) " المرمى الذي يترتب عليه الأحكام هو الأرض المحيطة بالميل المبني، ولم أقف على حد ذلك هل هو ذراع أو أكثر أو أقل ... والذي يظهر لي ـ والله ـ أعلم أن المرمى منها الأرض التي في أصل البناء مما يلي بطن الوادي فلو رمى ظهرها لا يعتد به " (16)
وجاء في رسالة " الأنهار الأربعة في مرمى جمرة العقبة " (17) أن: الزحمة التي عند جمرة العقبة يلزم إزالتها بوضع شباك حواليها، ـ ونقل اتفاق جمع من العلماء على أنه يجب إزالة الزحمة بالشباك ـ فأحدث في آخر شهر ذي القعدة من شهور السنة إحدى وتسعين ومائتين وألف شباك حديدي، والحامل لهم على ذلك دفع معظم زحمة الرامين لجمرة العقبة، لا لتحديد ذات المرمى، ... قال الشيخ عبد الله البسام وقد اعترض على إحداث هذا الشباك بعض العلماء، وأشدهم إنكاراً له الشيخ علي باصبرين (18) (عالم مدينة جدة في زمنه) فقال في رسالة له: إن المقصود من وضع ذاك الشباك رفع معظم زحمة الرامين، وهو حسن غير أنه بالتحويط بذلك الشباك وعلى ما يعتبر فيه الرمي ومالا يعتبر يحصل إيهام العوام، فيتوهمون أن جميع ما أحاط بذلك مرمى، وليس الأمر كذلك، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فكان يتعين على فاعلي ذلك الشباك بالقصد الحسن أن يتداركوا رفع إيهام المفسدة الشرعية بأحد أمرين:
أحدهما: إحداث شباك ثان من حديد، يكون بقدر منصوص المرمى المتفق عليه، في عرض أساس العلم المبني، والثلاثة الأذرع معتبرة من أساس ظاهر العلم إلى جهة الوادي.
الثاني: وضع دكة مرتفعة على المرمى الذكور بخصوصه ليميز من غيره مما أحاط بالشباك الحادث من الأرض التي لا يجزئ الرمي فيها، وإما بإزالة هذا الشباك الحادث الموهم ..
وذكر الشيخ عبد الله البسام أنه بعد مناقشة طالت أزيل وأحدث بدله بناء أحواض حول الجمار الثلاث، وذلك في السنة التي بعدها وهي سنة اثنين وتسعين و مئتين وألف، وقال الشيخ البسام: ويظهر لي من الرسالة والبحث والمناقشة أن أحواض الجمار لما بنيت عام (1292هـ) بنيت بشكل واسع، ثم اختصرت أحواضها على ما هي عليه الآن. (19)
ويتضح مما سبق ما يلي:
1ـ أن مرمى الجمار غير محاط ببناء، وأن الناس كانوا يرمون الحصى قريباً من الشاخص.
2ـ أنه ليس هناك مساحة محددة للمرمى، ولذلك اختلف العلماء في تقديرها.
3ـ أن اعتراض الشيخ علي باصبرين على وضع الشباك؛ لأنه يرى أن الرمي لا يجوز فيما زاد على ثلاثة أذرع، وذلك أنه شافعي المذهب، والمتأخرون من الشافعية حددوه بهذا المقدار.
4ـ أن الأحواض لما بنيت عام (1292هـ) بنيت بشكل واسع ثم اختصرت أحواضها على ما هي عليه الآن، ولعل اختصارها عملاً بما ذهب إليه المتأخرون من علماء الشافعية، جاء في منسك " دليل الطريق لحجاج بيت الله العتيق " المرمى هو المحل المبني فيه العلم أي العمود، وضبطه بثلاثة أذرع من جميع جوانبه، وقد حوط الآن على هذا المقدار بجدار قصير فالرمي يكون داخله، ـ وهذا في غير جمرة العقبة ـ وعليه دائرة أمامه، فالرمي يكون في وسط الدائرة تحتها. (20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/181)
ويظهر لي ـ والله أعلم ـ أن بناء الأحواض بشكل واسع بناءً على رأي بعض العلماء في ذلك الوقت، ثم ضيقت بناء على رأي بعض علماء الشافعية، وسداً لباب الخلاف، علماً بأن الحجاج في ذلك الوقت عددهم قليل، وليس هناك حاجة لتوسيع المرمى فاكتفي به على هذا المقدار.
المسألة الثانية: حكم توسعة أحواض الحجرات:
سبق أن ذكرت أن أحواض الحجرات الموجودة لم تكن موجودة في زمن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ولكنها أحدثت بعد عام ألف ومئتين واثنين وتسعين (1292هـ) بعد مشاورة الفقهاء واتفاقهم على ذلك، ولذلك فإن الذين وضعوها قدروا الحاجة في ذلك الوقت في زمن كان عدد الحجاج فيه قليل، والحجاج لا توجد لديهم وسائل نقل غير الإبل والحمير، ومنهم من يمشي على رجليه، ولا يصلون إلى منطقة الحجرات دفعة واحدة مع قلة عددهم، وأما الآن فإن عدد الحجاج يقارب المليونين وأكثرهم يركبون السيارات ووصولهم إلى منطقة الحجرات يكاد يكون متقارباً، ولذا فلابد من النظر في حكم توسعة الحجرات.
وقد بحث بعض العلماء المعاصرين من هيئة كبار العلماء هذه المسألة وقرروا عدم جواز بناء حوض خارجي أوسع من الحالي لأمرين.
الأمر الأول: المستند لبقاء الوضع الحالي للجمار باعتبار مساحة الأرض هو استصحاب العكس أو الاستصحاب المقلوب:
وحقيقته: ثبوت أمر في الزمن الماضي بناء على ثبوته في الزمن الحاضر، وهو حجة، وهذه المسألة مدار البحث ـ في نظر هؤلاء العلماء ـ من المسائل المندرجة تحت هذا النوع، إذ أن هذه المواضع المشاهدة هي متحددة الآن، والأصل أنه لم يطرأ عليها أي تغيير، فثبت لها ذلك في الزمن الماضي بناء على ثبوته في الوقت الحاضر (21).
والجواب عن هذا المستند وهو استصحاب العكس من وجهين:
الوجه الأول: أن الاستدلال باستصحاب العكس أو بالاستصحاب المقلوب محل خلاف بين أهل العلم، والقائلون به وهم الشافعية لم يقولوا به إلا في مسألة واحدة، قال السبكي (22) " ولم يقل به الأصحاب إلا في مسألة واحدة، وهو ما إذا اشترى شيئاً فادعاه مدع وانتزعه منه بحجة مطلقة فإنهم أطبقوا على ثبوت الرجوع على البائع، بل لو باع المشتري أو وهب وانتزع من المشترى منه أو الموهوب له كان للمشتري الأول الرجوع أيضاً فهذا استصحاب الحال في الماضي " (23)
واعترض عليه العراقي (24) فقال " وعدم الرجوع وجه مشهور؛ وكان شيخنا الإمام البلقيني (25) يرجحه، ويقول: إنه الصواب المتعين والمذهب الذي لا يجوز غيره " وأطال ـ العراقي ـ في إظهار أن نصوص الشافعية على خلاف ما قاله السبكي، وقال أيضاً في رده على السبكي: "إن ظواهر نصوص الشافعي وكلام الأصحاب يبطله " (26)
وقال ابن دقيق العيد عن الاستدلال باستصحاب الحاضر في الماضي: " وهذا وإن كان طريقاً، كما ذكرنا، إلا انه طريق جدل لا جلد، والجدل طريق في التحقيق سالك على مَحجّ مُضيّق، وإنما تضعف هذه الطريقة إذا ظهر لنا تغير الوضع، فأما إذا استوى الأمران فلا بأس " (27)
قال الزركشي (28) " وأما الفقهاء فظاهر قولهم إن الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن منافاة هذا القسم. (29)
الوجه الثاني: لا نسلم أن هذه المسألة مندرجة تحت استصحاب العكس، أو الاستصحاب المقلوب، وذلك أن موضع الرمي معلوم، ولكن مساحته غير محددة لا في زمن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصحابته ولا بعد ذلك، والجدار الموجود على الحوض محدث بعد عام ألف ومئتين واثنين وتسعين 1292هـ ـ كما سبق ـ فأين الحدود والمساحة الثابتة في هذا العصر حتى يقال باستصحاب العكس، ولو وجدت حدود فمن الذي يجزم بأنها من عصر النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنها لم تتغير إلى الآن، علماً بأن الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن، لا أن يقال بتقدمه بدون دليل.
الأمر الثاني: قالوا لا يجوز بناء حوض خارجي أوسع من الحالي، ومستند المنع هو قاعدة سد الذرائع؛ إذ إن بناء هذا الحوض يؤدي إلى التباس المرمى على الناس فيرمون فيه، والرمي ممتنع، لأن هذه القطعة ليست من المرمى. (30)
والجواب عن الاستدلال بقاعدة سد الذرائع من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/182)
1 - أن الحوض الموجود الآن محدث، ولا نعلم في أي جزء من مساحة الحوض رمى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ولا أصحابه حتى نلزم الناس أن يرموا في نفس الموضع، وأين الدليل على أن كل مساحة الحوض محل للرمي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن ما كان خارج الحوض وقريب منه حكمه حكم الحوض الموجود إذ لا فرق بينهما.
2 - أن خلاف العلماء في محل الرمي دليل على أن المساحة غير محددة، وإلا لما حصل هناك خلاف.
3 - إذا قيل بأن الرمي إلى مجتمع الحصا فإن الحصا في هذه الأزمنة يتجاوز الأحواض الموجودة، ولا يمكن إزالته مع وجود هذا العدد الكثير من الحجاج، والقول بأن هناك مساحة محددة لا يجوز تجاوزها يقتضي إبطال رمي من تجاوزها حتى وإن كان إلى مجتمع الحصا.
4 - أن ما قارب الشيء يأخذ حكمه (31)، وحينئذ فلا مانع أن يوسع الحوض، ويكون حكم من رمى فيه حكم من رمى قريباً من مجتمع الحصا بدليل أن المسجد الحرام كان في الزمن السابق ضيقاً ولما وسع أخذت التوسعة حكم المسجد.
5ـ أن مقام إبراهيم عليه السلام كان لاصقاً بالبيت في عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_ (32) وبعده حتى حوله عمر _رضي الله عنه_ إلى موضعه الذي هو به الآن، روى هذا عن مجاهد (33) وعطاء (34) وسفيان بن عيينة (35) وهو اختيار الحافظ ابن كثير (36) وابن حجر (37) _رحمهم الله_ فعن عائشة _رضي الله عنها_ أن المقام كان زمان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وزمان أبي بكر _رضي الله عنه_ ملتصقاً بالبيت ثم أخره عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ (38) وعن عروة عن أبيه أن المقام كان في زمان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وزمان أبي بكر ملتصقاً بالبيت ثم أخره عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ (39). وتأخير عمر _رضي الله عنه_ للمقام لئلا يشغل المصلون الطائفيين ويضيقوا عليهم فأراد _رضي الله عنه_ رفع الحرج قال الحافظ ابن حجر "كأن عمر _رضي الله عنه_ رأى أن إبقاءه –أي المقام- يلزم منه التضييق على الطائفيين أو على المصلين فوضعه في مكان يرتفع به الحرج" (40).
ورفع الحرج في محل الرمي لاسيما وقد حصل به وفيات أولى من توسعة المطاف الذي لم يحصل به _ولله الحمد_ أي حادثة.
6ـ أن تطبيق قاعدة سد الذرائع في هذه المسألة ليست بأولى من تطبيق قاعدة (المشقة تجلب التيسير) (41) و (إذا ضاق الأمر اتسع) (42) لاسيما مع عدم وجود دليل على مساحة كل جمرة.
7ـ لا ينبغي التوسع في الأخذ بقاعدة سد الذرائع والتضييق على الناس في أمور ظنية، يقول ابن الرفعة (43) في معرض رده على المالكية " الذريعة على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما يقطع بتوصيله إلى الحرام فهو حرام عندنا وعندهم (يعني عند الشافعية والمالكية).
والثاني: ما يقطع بأنه لا يوصل إلى الحرام ولكنه اختلط بما يوصل، فكان من الاحتياط سدُ الباب، وإلحاق الصورة النادرة التي قطع بأنها لا توصل الحرام بالغالب منها الموصل إليه، قال وهذا غلو في القول بسد الذرائع.
والثالث: ما يحتمل ويحتمل،وفيه مراتب، ويختلف الترجيح بسبب تفاوتها.
وقال ونحن نخالفهم يعني المالكية فيها إلا القسم الأول لانضباطه وقيام الدليل عليه أ. هـ (44)
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة: " إن الأخذ بالذرائع لا تصح المبالغة فيه، فإن المغرق فيه قد يمتنع من أمر مباح أو مندوب أو واجب خشية الوقوع في ظلم" (45).
والذي يظهر لي -والله أعلم- هو جواز توسعة الجمرات للاعتبارات الآتية:
1 - أنه ليس هناك تحديد منقول عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا عن أصحابه في تحديد مساحة الجمرات.
2 - أن هناك حاجة ماسة لتوسعة الجمرات لضيق دائرة المرمى، ولما يحصل فيها من الزحام الشديد، والحاجة تنزل منزلة الضرورة. (46)
3 - أن في توسعة الحجرات تيسيراً ورفعاً للحرج وقد قال تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (47) فلو بقيت سعة الجمرات على وضعها الحالي لحصل للناس ضيق وحرج شديد لشدة الزحام الحاصل في هذا الزمان.
4 - أنه ليس هناك ما ينافي هذا القول ولا ما يدل على بطلانه فلا ينبغي المصير إلى ما فيه تشديد وتضييق على الناس وترك ما فيه توسعة ورفع للحرج والأصول تقضي به.
وفي نهاية هذا البحث أذكر القارئ الكريم بأنني قد اجتهدت في بحثي هذا ولا أدعي الكمال فهو جهد بشري معرض للنقص وكاتبه أحوج الناس إلى الحق والدلالة على الصواب.
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:43 ص]ـ
للرفع
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:40 م]ـ
للرفع
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:30 ص]ـ
يا أهل المنتدى هل عندكم حول هذا شئ أم أن العنوان غير جذاب!!
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[16 - 01 - 06, 01:57 ص]ـ
يا شيخ عبد الرحمن الفقيه بارك الله في علمك ونفع بك
لقد أهمني هذا الموضوع كثيرا ولم أر اهتماما به، وأرجوا أنه موضوع مهم خاصة وأن وضع جسر الجمرات يتغير وعليه فمواضع الرمي ستتغير وإن كان مرجعها واحدا، وكنت قد وضعت الموضوع في أكثر من موضع في ملتقاكم، ولكني لم أجد اهتماما مع أني أحسن الظن بأعضاء الملتقى، أرجوا تفعيل موضوعي هذا والنظر فيه وتوجيه من تراه من الباحثين إليه إن كنت ترى فيه ما يفيد، أو نصحي بتركه وعدم الخوض فيه لعدم فائدته، أدام الله النفع بكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/183)
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:26 ص]ـ
الرفع(58/184)
هل بالإمكان الإفادة مشكورين ماحكم ترديد الأذان مع الأجهزة الحديثة مثل الراديو وغيره ,
ـ[مرفت عبدالجبار]ــــــــ[15 - 01 - 06, 08:42 ص]ـ
http://www.shllal.com/upp/uploads/653dba86b5.gif
http://www.shllal.com/upp/uploads/a11b6f28f1.gif
:
هناك بحث تندرج عليه أسئلة عديدة منها:
س/ ماحكم ترديد الأذان مع الأجهزة الحديثة مثل الراديو وغيره , وهل هناك أقوال للمعاصرين فيها؟؟
هل بالإمكان إيرادها مشكورين.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
لعل هذه تفيد:
أيشرع ردّ السلام على الرسائل الصوتيه المسجلة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5057&highlight=%C7%E1%E5%C7%CA%DD)
سؤالان ... حول الأذان .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3673&highlight=%C7%E1%C3%D0%C7%E4)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:59 ص]ـ
فتوى العلامة ابن ابراهيم في الأذان بواسطة المسجل
(411 - لا يجوز استبدال المؤذن باسطوانات مسجلة)
من محمد بن إبراهيم إِلى سعادة رئيس المكتب الخاص بالديوان الملكي سلمه الله ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فبالإِشارة إِلى خطابكم رقم 3052 - 3 وتاريخ 26 - 12 - 86 هـ المرفق به رسالة بن غوله العربي، نهج العربي ابن مهيدي من جليجل بالجزائر حول استبدال الأَذان الشرعي باسطوانات مسجلة، وما جاء بخطاب المذكور من استنكار لذلك.
لقد تأَملنا ما ذكر. ووجدنا ما قاله هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه. وذلك لأَن الأَذان من أَفضل العبادات القولية ومن فروض الكفايات، ومن شعائر الإِسلام الظاهرة التي إِذا تركها أَهل بلد وجب قتالهم، وهو واجب للصلوات الخمس المكتوبة، وكان هو العلامة الفارقة بين بلاد المسلمين وبلاد الكفر، لأَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَراد الإِغارة على قوم انتظر حتى تحضر الصلاة فإِن سمع الأَذان كف عنهم وإِلا أَغار عليهم.
وللأذان شروط منها ((النية)) ولهذا لا يصح من النائم والسكران والمجنون لعدم وجود النية، والنية أَن ينوي المؤذن عند أَدائه الأَذان أَن هذا أَذان لهذه الصلاة الحاضرة التي دخل وقتها. ومن أَين للأُسطوانات أَن تؤدي هذه المعاني السامية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَليُؤَذِّنَ لَكُمْ أَحَدُكُمْ)) متفق عليه. فهل الأُسطوانة تعتبر كواحد من المسلمين. والحقيقة أَننا نستنكر استبدال الأَذان بالاسطوانات. وننكر على من أَجاز مثل هذا لما تقدم، ولأَنه يفتح على الناس باب التلاعب بالدين، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم، وقد قال الله تعالى: (*) وقال صلى الله عليه وسلم: مَن أَحْدَثَ فِيْ أَمْرنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنهُ فَهُوَ رَدٌّ)) وفي رواية ((مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)). والمقام يقتضي أَكثر من هذا ولكن آثرنا الاختصار. والله الموفق والهادي إِلى الصواب. والسلام عليكم.
مفتي البلاد السعوديةج 2/ 111 (ص-ف-35 في 3 - 1 - 1387 هـ)
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين 12/ 192: هل يصح الأذان بالمسجل؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأذان بالمسجل غير صحيح؛ لأن الأذان عبادة، والعبادة لابد لها من نية.
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين 12/ 196: عن الأذان في المذياع أو التلفاز هل يُجاب؟
فأجاب قائلاً: الأذان لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن يكون على الهواء أي أن الأذان كان لوقت الصلاة من المؤذن فهذا يجاب لعموم امر النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ". إلا أن الفقهاء رحمهم الله قالوا: إذا كان قد أدى الصلاة التي يؤذن لها فلا يجيب.
الحال الثانية: إذا كان الأذان مسجلاً وليس أذاناً على الوقت فإنه لا يجيبه لأن هذا ليس أذاناً حقيقياً أي أن الرجل لم يرفعها حين أمر برفعه وإنما هو شيء مسموع لأذان سابق. وإن كان لنا تحفظ على كلمة يرفع الأذان ولذا نرى أن يقال أذن فلان لا رفع الأذان.
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح ج2/ 280 اللقاء 34 / سؤال رقم 986:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/185)
ياشيخ هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الانسان لو قرأ سورة البقرة لايدخل الشيطان في بيته لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر.؟
الجواب:
لا .. لا ... صوت الشريط ليس بشيء لايفيد لأنه لا يقال قرأ القرآن، يقال: استمع إلى صوت قاريء سابق. ولهذا لو سجلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في الميكرفون وتركناه يؤذن، هل يجزيء؟؟
لا يجزيء، ولو سجلنا خطبة خطيب مثيرة، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام الميكرفون، فقال المسجل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أذن المؤن ثم قام فخطب، هل تجزيء؟؟
لا .. تجزيء ... لماذا؟؟
لأن هذا تسجيل صوت ماضٍ كما لو أنك كتبته في ورقة، لو كتبت ورقة أو وضعت مصحفاً في البيت ... هل يجزيء عن القراْة؟ لا .. يجزيء.
الأذان من آلة التسجيل
السؤال السادس من الفتوى رقم (4091)
س: الأذان سنة للصلوات المفروضة، وما حكمه بآلة التسجيل إن كان المؤذنون لا يتقنونه؟
جـ: الأذان فرض كفاية بالإضافة إلى كونه إعلاما بدخول وقت الصلاة ودعوة إليها، فلا يكفي عن إنشائه عند دخول وقت الصلاة إعلانه مما سجل به من قبل، وعلى المسلمين في كل جهة تقام فيها الصلاة أن يعينوا من بينهم من يحسن أداءه عند دخول وقت الصلاة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
الفتوى رقم (10189)
س: قد سمعت من بعض الناس في الدول الإسلامية أنهم يسجلون بالشريط المذياع أذان الحرمين الشريفين ويضعون المذياع أمام المكبر ويؤذن بدل المؤذن فهل تجوز الصلاة؟ مع ورود الدليل من الكتاب والسنة، ومع تعليق بسيط؟
جـ: إنه لا يكفي في الأذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه الأذان، بل الواجب أن يؤذن المؤذن للصلاة بنفسه لما ثبت من أمره عليه الصلاة والسلام بالأذان، والأصل في الأمر الوجوب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:11 م]ـ
الأخت الكريمة ..
إن كان الأذان منقولاً حياً كما يقال على الهواء مباشرة فالأظهر أنه يشرع القول كما يقول المؤذن إلاّ في الحيعلتين فيقال ما ورد لعموم قوله فقولوا مثل ما يقول المؤذن وما بيّنه.
وإن كان مسجلاً فلا يظهر ذلك لأنه ليس قوله الجاري في الحاضر فلا يدخل في قوله (يقول) وإنما هو ما قاله في الماضي ورددته الآلة في الحاضر.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:59 ص]ـ
وإن كان مسجلاً فلا يظهر ذلك لأنه ليس قوله الجاري في الحاضر فلا يدخل في قوله (يقول) وإنما هو ما قاله في الماضي ورددته الآلة في الحاضر.
حفظكم الله على هذا الاستنباط وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 01 - 06, 04:05 م]ـ
شكر الله لكم، وأصل المسألة سمعتها من الشيخ الراجحي أو الخضير لا أذكر.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:24 ص]ـ
شكر الله لكم، وأصل المسألة سمعتها من الشيخ الراجحي أو الخضير لا أذكر.
جزاك الله خيراً وبارك فيك
أمانة علمية تشكر عليها وتؤجر
أين الذين يسرقون جهود الآخرين وينسبونها لأنفسهم زوراً وبهتاناً، تعالوا فانظروا
ـ[مرفت عبدالجبار]ــــــــ[26 - 01 - 06, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا يااخوتي الكرام جميعا , وأحسن اليكم
لله در مجالسكم , بها يجد المرء الضاله
لاحرمكم ربِ الأجر , ووفقتم لكل خير ..
أختكم ..(58/186)
السبكي السماع ضلالة و هو من أفعال الجهلة و الشياطين وهو طريق اهل اللهو و الباطل
ـ[حنبل]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:01 ص]ـ
قال السبكي ((السماع على الصورة المعهودة منكر وضلالة وهو من أفعال الجهلة والشياطين ومن زعم أن ذلك قربة فقد كذب وافترى على الله ومن قال أنه يزيد في الذوق فهو جاهل أو شيطان ومن نسب السماع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدب أدبا شديدا ويدخل في زمرة الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم ومن كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وليس هذا طريقة أولياء الله تعالى وحزبه واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل طريقة أهل اللهو واللعب والباطل وينكر على هذا باللسان واليد والقلب))
حواشى الشروانى ج 10 ص 220 مغنى المحتاج 4/ 429
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?p=10866#post10866(58/187)
بيع الذهب بالدين و وجه الربا في النقود المعاصرة
ـ[الونشريسي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:07 ص]ـ
إخواني السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
الرجاء إفادتي بالفتاوى في حكم بيع الذهب بالدين و هل تعتبر النقود المعاصرة لها نفس الحكم مثل الفضة في الحكم و ما هو وجه الربا في مثل هذا البيع. و بارك الله فيكم(58/188)
قالو في حديث الجاريتين التان كانتا تدفان عند عائشة دليل على جواز السماع قلنا لهم
ـ[حنبل]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:07 ص]ـ
قالو في الحديث الذي رواه البخاري عن عائشة و استماعها للدف بوجود النبي صلى الله عليه وسلم دليل على جواز الاستماع.
الجواب:
- انكار ابوبكر رضي الله عنه يدل على أنه كان من المقرر عند الصحابة أن الغناء حرام و هذا اكبر دليل على ان الدليل ضدكم و ليس لكم.
قال بن حجر ((لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه فظنه نائما فتوجه له الإنكار على ابنته من هذه الأوجه مستصحبا لما تقرر عنده من منع الغناء واللهو فبادر إلى إنكار ذلك قياما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مستندا إلى ما ظهر له)) ج2 ص 442
- الحديث كان يوم عيد و في يوم العيد نحن متفقون و انتم بانه يجوز اللهو و الضرب بالدف وهذا خارج موطن النزاع بيننا و بينكم في سماع الغناء في كل وقت و حين بآلات او بدونها.
قال بن حجر ((فأوضح له النبي صلى الله عليه وسلم الحال وعرفه الحكم مقرونا ببيان الحكمة بأنه يوم عيد أي يوم سرور شرعى فلا ينكر فيه مثل هذا كما لا ينكر في الاعراس وبهذا يرتفع الإشكال عمن قال كيف ساغ للصديق إنكار شيء أقره النبي صلى الله عليه وسلم)) ج2 ص 442
- تسمية ابوبكر الغناء بمزمار الشيطان و عدم انكار النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية اكبر دليل على حرمة الغناء و عدم جوازه و هذا ينسف شبهتكم.
قال أبو الطيب الطبري: اخبرنا أبو القاسم الحريري أنه قال ((هذا الحديث حجتنا لأن أبا بكر سمى ذلك مزمور الشيطان، و لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله، و إنما منعه من التغليظ في الانكار لحسن رفعته لا سيما في يوم العيد و قد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت و لم ينقل عنها بعد بلوغها و تحصيلها إلا ذم الغناء , و قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء و يمنع من سماعه و قد أخذ العلم عنها. (تلبيس ابليس ص 273)
و قال العلامة العينيى ((وقال المهلب الذي أنكره أبو بكر كثرة التغنيم وإخراج الإنشاد من وجهه إلى معنى التطريب بالألحان ألا ترى أنه لم ينكر الإنشاد وإنما أنكر مشابهة الزمر بما كان في المعتاد الذي فيه اختلاف النغمات وطلب الإطراب فهو الذي يخشى منه وقطع الذريعة فيه أحسن وما كان دون ذلك من الإنشاد ورفع الصوت حتى لا يخفى معنى البيت وما أراده الشاعر بشعره فغير منهي عنه)) عمدة القاري 6/ 272
و أشعار الصوفية من هذا القبيل الذي نهى عنه ابوبكر رضي الله عنه و الدليل على ذلك انهم عندما يطربو يرقصو و إذا زاد طربهم صفقو و انجذبو كما يقولون.
- اورد البخارى هذا الحديث تحت باب الحراب والدرق يوم العيد و فهم البخاري الذي روى الحديث لا شك في انه حجه في رد شبه المتصوفة بستدلالهم جواز الغناء و الرقص لانه فهم من الحديث انه يغتفر من اللهو في العيد ملا يغتفر في غيره من اللهو و انتم تعتبرون غناءكم عبادة و قربه و تأتون به في كل وقت و حين.
- رد كثير من العلماء المعتبرين حتى عند الصوفية انفسهم هذا الاستدلال و و لم يقبلوه منهم
قال بن حجر ((واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ويكفى في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها وليستا بمغنيتين)) ج2 ص 442
و ساق بن حجر رحمه الله كلام القرطبي و الذي رد فيه تواقح الصوفية و جعل ذلك من القربات و افضل الاعمال حيث:
((وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف فيه و لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير حتى لقد ظهرت على كثير منهم فعلات المجانين والصبيان حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة وانتهى التواقح بقوم منهم إلى أن جعلوها من وصالح الأعمال وأن ذلك يثمر سني الأحوال وهذا على التحقيق من آثار الزندقة وقول أهل المخرقة والله المستعان)) أه ثم قال - بن حجر - وينبغى أن يعكس مرادهم ويقرأ ج2 ص 444
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=3188(58/189)
سؤال عن جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 01 - 06, 12:40 م]ـ
في الاسبوع المنصرم صليت الجمعة في احد المساجد وكان الجو ماطرا وباردا وعند إقامة الصلاة اعلن الامام ان الصلاة بنيةالجمع بين الجمعة والعصر ولكن احد الحاضرين وهو إمام في مسجد في إحدى دول الخليج العربي وكان حاضرا لزيارة أهله في موطنه الاصلي قال إن الجمع لا يجوز يبن صلاة الجمعة والعصر وقال إن من أفتى بعدم جوازه الامام بن باز رحمه الله والامام بن جبرين
أرجو ممن إستطاع ان يوضح لنا هذه المسألة ولكم جزيل الشكر
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:52 م]ـ
الشيخ الجبرين حفظه الله يفتي بجواز الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر للمسافر.
والمسألة الخلاف فيها معروف وكثير من العلماء في بلاد الحرمين يفتون بعدم جواز الجمع بين الجمعة والعصر.
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:14 م]ـ
الأصل جواز الجمع بين كل صلاتين مشتركتا الوقت وكل من يفتي بمنع الجمع فعليه الدليل الشرعي المانع، والفروق التي ذكرها الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، منها: كون صلاة الجمعة ركعتين، ذات خطبتين، جهريتبن، ومنها أن وقتها يبدأ من طلوع الشمس مثل العيد، قلت: هذا الفرق الأخير وهو كونها يبدأ وقتها من طلوع الشمس هو رواية عن أحمد إن قلنا به فهو متجه لمن يقول بمنع الجمع ولا أظن أن أحداً قال به أعني بجمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة التي تصلى قبل زوال الشمس بل هو ممنوع بالإجماع أما إذا صليت صلاة الجمعة في وقت الظهر بعد زوال الشمس كما هو مذهب الجمهور أن وقتها وقت صلاة الظهر فلا شك في جواز الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر وهو مذهب مالك والشافعي ورواية عن أحمد، أما أبو حنيفة فإنه لا يقول بالجمع إلا جمع الصور الذي في يوم عرفة فقط، وإليك كلام العلماء في ذلك قال النووي رحمه الله: فرع يجوز الجمع بين الجمعة والعصر في المطر ذكره ابن كج وصاحب البيان وآخرون فإن قدم العصر إلى الجمعة اشترط وجود المطر في افتتاح الصلاتين وفي السلام في الجمعة كما في غيرها وقال صاحب البيان ولا يشترط وجوده في الخطبتين لأنهما ليسا بصلاة بل شرط من شروط الجمعة فلم يشترط المطر فيهما كما لا يشترط في الطهارة قال الرافعي وقد ينازع في هذا ذهابا إلى أن الخطبتين بدل الركعتين، قال صاحب البيان، وآخرون: فإن أراد تأخير الجمعة إلى وقت العصر جاز أن جوزنا تأخير الظهر إلى العصر فيخطب في وقت العصر ثم يصلي الجمعة ثم العصر ولا يشترط وجود المطر وقت العصر كما سبق واستدلوا بأن كل وقت جاز فيه فعل الظهر أداء جاز فعل الجمعة وخطبتيها ().انظر: المجموع للنووي 4/ 320 – 321، وروضة الطالبين 1/ 400.
قال تقي الدين: محمد الحسيني الشافعي الدمشقي: وكما يجوز الجمع بين الظهر والعصر يجوز الجمع بين الجمعة والعصر ثم إذا جمع بالتقديم فيشترط في ذلك ما شرط في جمع السفر ويشترط تحقق وجود المطر في أول الأولى وأول الثانية وكذا يشترط أيضا وجوده عند السلام من الأولى على الصحيح الذي قطع به لعراقيون، وقيل لا يشترط ونقله الإمام عن معظم الأصحاب ولا يشترط وجوده في غير هذه الأحوال الثلاثة هذا هو الذي نص عليه الشافعي وقطع به الأصحاب ().انظر:كفاية الأخيار لتقي الدين: محمد الحسيني الشافعي الدمشقي ص140.
قال ابن مفلح رحمه الله: فإن الإمام أحمد والأصحاب قالوا يخرج وقت الجمعة بدخول وقت العصر وإنما اختلفوا إذا دخل وقت العصر وهم فيها فكيف يصحح الجمعة بعد غروب الشمس فيحتمل أن يكون مرادهم إذا جوزنا الجمع بين الجمعة والعصر وجمع جمع تأخير وتأخروا إلى آخر الوقت لكن لم نطلع على كلام أحد من الأصحاب أنه قال ذلك أو حصل لهم ().
انظر: الفروع لابن مفلح 2/ 79، والإنصاف للمرداوي 2/ 377.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 01 - 06, 10:33 م]ـ
بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[01 - 04 - 06, 04:08 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه أما بعد:
فهذا بحث لمسألةٍ يكثر السؤال عنها وهي "حكم جمع العصر إلى الجمعة للمسافر" ذكرت فيه مذاهب أهل العلم في هذه المسألة فأقول:
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: الجواز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/190)
وهو قول عند الشافعية وصححه السيوطي واعتمده الزركشي وأفتى به الرملي
دليله: قياس الجمعة على الظهر.
القول الثاني: عدم الجواز
وهو قول الحنابلة ووجه عند الشافعية
دليله: أن جمع العصر إلى الجمعة لم يرد جوازه في الشرع وهو من باب العبادات والعبادات مبناها على التوقيف ولايصح إثباتها بالقياس.
قال شيخنا الفقيه العلامة محمد بن صالح العثيمين -قدَّس الله روحه- في شرحه الممتع على زاد المستقنع في ذكر شروط الجمع بين الصلاتين: (وفيه شرط خامس: أن لا تكون صلاة الجمعة، فإنّه لا يصح أن يجمع إليها العصر، وذلك لأن الجمعة صلاة منفردة مستقلة في شروطها وهيئتها وأركانها وثوابها أيضاً، ولأن السنّة إنما وردت في الجمع بين الظهر والعصر، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع العصر إلى الجمعة أبداً، فلا يصح أن تقاس الجمعة على الظهر لما سبق من المخالفة بين الصلاتين، بل حتى في الوقت على المشهور من مذهب الحنابلة فوقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى العصر، والظهر من الزوال إلى العصر وأيضاً الجمعة لا تصح إلا في وقتها، فلو خرج الوقت تصلّى ظهراً، والظهر تصح في الوقت وتصح بعده للعذر.
وهذا الشرط يؤخذ من قول المؤلف: يجوز الجمع بين الظهرين، فإن المراد بهما الظهر والعصر فلا يدخل في ذلك الجمعة والعصر.
ولكن لو قال قائل: أنا أريد أن أنوي الجمعة ظهراً؛ لأني مسافر وصلاة الظهر في حقي ركعتان يعني على قدر الجمعة؟
فنقول: هذه النية لا تصح على قول من يقول: إنه يشترط اتفاق نية الإِمام والمأموم، لأنهم لم يستثنوا من هذه المسألة إلا من أدرك من الجمعة أقل من ركعة فإنه يدخل مع الإِمام بنية الظهر لتعذر الجمعة في حقه، أما هذه فهي ممكنة فلا يصح أن ينوي الظهر خلف من يصلّي الجمعة، وهذا القول واضح أنه لا يصح أن ينويها ظهراً.
أما على القول الراجح: أن نية الإِمام والمأموم لا يضر الاختلاف بينهما فإنه يصح، ولكننا نقول: لا تنوها ظهراً؛ لأنك إذا نويتها ظهراً حرمت نفسك أجر الجمعة وأجر الجمعة أكبر بكثير من أجر الظهر، فكيف تحرم نفسك أجر الجمعة، من أجل الجمع؟ والأمر يسير: اُتْرُك العصر حتى يدخل وقتها ثم صلّها.
ولأن في نية صلاة الظهر قبل فوات الجمعة ممن تلزمه الجمعة إذا حضرها نظراً، لأن صلاة الظهر قبل فوات الجمعة ممن تلزمه غير صحيحة.)
تنبيه: المراد بالجمع هنا جمع التقديم وأما جمع التأخير في الجمعة فلا يصح لأنه لا يتأتى تأخيرها عن وقتها و لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهَا إلا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ الأَصْلِيِّ.
هذا ما تيسر الوقوف عليه من أقوال العلماء وأما الحنفية والمالكية فلم أقف على كلام لهم والله أعلم.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 03:02 ص]ـ
هذا كلام الشيخ سليمان العلوان وفقه الله في المسأله من شرحه على بلوغ المرام باب صلاة المسافر بعناية ...
قال على شرح الأحاديث
438 - وَعَنْ أَنَسٍ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ ? إِذَا اِرْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ اَلشَّمْسُ أَخَّرَ اَلظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ اَلْعَصْرِ, ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا, فَإِنْ زَاغَتْ اَلشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى اَلظُّهْرَ, ثُمَّ رَكِبَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةِ اَلْحَاكِمِ فِي "اَلْأَرْبَعِينَ" بِإِسْنَادِ اَلصَّحِيحِ: {صَلَّى اَلظُّهْرَ وَالْعَصْرَ, ثُمَّ رَكِبَ}.
وَلِأَبِي نُعَيْمٍ فِي "مُسْتَخْرَجِ مُسْلِمٍ": {كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ, فَزَالَتْ اَلشَّمْسُ صَلَّى اَلظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا, ثُمَّ اِرْتَحَلَ}
..........................
وأما الجمع بين الجمعة والعصر فقد ذهب جمهور العلماء الى المنع وذهب بعضهم إلى جواز الجمع لأن الجمعة مقصورة من الظهر تقوم مقامها وليست صلاة مستقلة كالفجر مع الظهر وهذا القول قوي جداً، خصوصاً إذا علم أن قول عمر رضي الله عنه " صلاة الجمعة تمام غير قصر على لسان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم " لا يصح عن عمر ففيه انقطاع بين أبن أبي ليلى وعمر ومن ذكر بينهما كعب بن عجرة فقد وهم، فالمحفوظ أنه عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن عمر وفيه انقطاع.
وأما من صلى الجمعة ظهراً إذا كان مسافراً، هذا لا إشكال أنه يضم إليها العصر.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[02 - 04 - 06, 05:04 ص]ـ
قول الشيخ العلوان (وأما الجمع بين الجمعة والعصر فقد ذهب جمهور العلماء الى المنع)
المسالة ليس فيها كثير نقل عن العلماء السابقين فكيف ينسب القول للجمهور
والنقل عن الحنابلة المنع مطلقا كلام غير دقيق فهذه كتب الحنابلة اين قولهم
بمنع الجمع بين الجمعة والعصر
والله اعلم
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[02 - 04 - 06, 04:23 م]ـ
والنقل عن الحنابلة المنع مطلقا كلام غير دقيق فهذه كتب الحنابلة اين قولهم
بمنع الجمع بين الجمعة والعصر
نص عليه في الإنصاف وتصحيح الفروع وشرح المتهى وشرح الإقناع وشرح الغاية
وسأنقل لك كلامهم لاحقاً إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/191)
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً على طرح هذه المسائل الفقهية التي الناس بحاجة إلى معرفتها، ولكن عندي سؤال: ما هو الجمهور الذي ينسب إليه القول بالمنع؟؟ وما هو الجمهور في نظركم؟؟ فمذهب مالك والشافعي ورواية عن الحنابلة الجواز مطلقاً، أما أبو حنيفة فإنه لا يقول بالجمع أصلاً إلا جمع الصور الذي في يوم عرفة فقط، والأصل جواز الجمع بين كل صلاتين مشتركتا الوقت وكل من يفتي بمنع الجمع فعليه الدليل الشرعي المانع، والفروق التي ذكرها الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، منها: كون صلاة الجمعة ركعتين، ذات خطبتين، جهريتبن، ومنها أن وقتها يبدأ من طلوع الشمس مثل العيد، قلت: هذا الفرق الأخير وهو كونها يبدأ وقتها من طلوع الشمس هو رواية عن أحمد إن قلنا به فهو متجه لمن يقول بمنع الجمع ولا أظن أن أحداً قال به أعني بجمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة التي تصلى قبل زوال الشمس بل هو ممنوع بالإجماع أما إذا صليت صلاة الجمعة في وقت الظهر بعد زوال الشمس كما هو مذهب الجمهور أن وقتها وقت صلاة الظهر فلا شك في جواز الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر ولا يوجد دليل يمنع من ذلك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى لآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:49 م]ـ
من يقول بأن جمع الجمعة والعصر جائز فعليه هو بالدليل وليس العكس!
وما نُقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع الجمعة مع العصر,
بل حديث أنس بن مالك في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه على منبر الجمعة فنزل المطر شديدا حتى تحادر على لحيته وتهدم البناء وغرق المال وبقي المطر الى الجمعة الأخرى وما جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العصر,
والجمهور -لمن سأل- هم المالكية والأحناف والحنابلة
وما جوز احد -والله أعلم- جمع الظهر مع العصر إلا الشافعية -بشروطهم المعروفة -.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:51 م]ـ
حديث البخاري:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَمِنْ الْغَدِ وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ وَصَارَتْ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 03 - 09, 04:10 م]ـ
أقسام الناس في الجمع في المطر:
________________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/192)
قسم فرط، وقسم أفرط، وقسم معتدل. - أما الذي فرط فهو الذي لا يعتبر هذا شيئاً يبيح الجمع؛ فتجده لا يجمع حتى وإن شق الحضور إلى المسجد مشقة كبيرة، فإنه لا يجمع، حتى لو قال له أهل المسجد: اجمع بنا، لا يجمع، وهذا غلط، يخشى على هذا أن يدخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه) لكن لا عبرة بالرجل والرجلين من جماعة المسجد، يعني مثلاً: لو كانت المشقة تكون لرجل أو رجلين أو ما أشبه ذلك دون بقية الجماعة فلا عبرة بهؤلاء، العبرة بالأكثر، وهؤلاء الأقل إذا كان يشق عليهم أن يحضروا إلى المسجد في الصلاة الثانية فلهم الرخصة أن يصلوا في بيوتهم، كما جاء في الحديث: (الصلاة في الرحال). ومن الناس من هو على عكس هذا: فتجده يجمع بدون مشقة، حتى لو نزلت نقط يسيرة من المطر جمع، وبعضهم إذا رأى السماء ملبدة بالغيوم جمع، وهذا أيضاً محرم ولا يحل، ومن جمع لغير عذرٍ فقد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، وسيتقلد آثام هؤلاء الذين صلوا قبل الوقت؛ لأن جمع الثانية للأولى معناه صلاتها قبل وقتها، وهذا حرام، إنما لابد من مشقة، إما من مطرٍ نازل يبل الثياب بحيث تتشرب الثياب المطر حتى تنعصر إذا عصرت، وإما بمشقة الطريق، وأما بدون مشقة فإنه لا يجوز؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103] وقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوقات هذه الصلوات، فلا يحل أن نتعدى حدود الله فنجمع بدون عذرٍ شرعي. - ومن الناس من هو معتدل مستقيم إذا رأى المشقة جمع، وإذا لم يكن ثَمَّةَ مشقة لم يجمع، فهذا الذي هو على هدى مستقيم، وهو الناصح لنفسه ولمن وراءه من الجماعة. لهذا يجب على طلبة العلم أن يبينوا للأئمة هذه المسألة بياناً واضحاً حتى لا يتجرأ أحدٌ على الجمع بدون عذر، ولا يتأخر أحدٌ عن الجمع إذا وجد عذراً.
**واعلم أنه لا يصح أن تجمع العصر إلى الجمعة. مثلاً لو كان يوم الجمعة والأمطار كثيرة والناس يصلون يوم الجمعة في المسجد فإنه لا يحل لهم أن يجمعوا إليها العصر؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن الأمطار كانت في عهد الرسول في يوم الجمعة وغير يوم الجمعة، فإنه لما استسقى على المنبر لم ينزل من منبره حتى نزل المطر وجعل يتحادر على لحيته، ولم يجمع العصر إليها، ولا يصح أن تقاس الجمعة على غيرها؛ لأن الجمعة صلاةٌ فريدة تختلف عن الظهر اختلافاً كثيراً، ولأنه لا قياس في العبادات؛ العبادات يتمشى فيها على ما جاءت به الشريعة، ولا يمكن أن يقيس أحدٌ في العبادات فيثبت عبادة لم تكن معروفة قياساً على عبادة أخرى.
_____________________________
نقلا عن لقاءات الباب المفتوح للشيخ بن عثيمين رحمه الله/ المكتبة الشاملة.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 03 - 09, 04:15 م]ـ
فائدة من فتاوى يسألونك:
فالموسم يقتضي النصيحة.
وأخيراً أنبه على أن كثيراً من أهل العلم يرون أن ترك الجمع أفضل وأولى بسبب خلاف من رأى عدم جواز الجمع.
قال الإمام النووي: [وترك الجمع أفضل بلا خلاف فيصلي كل صلاة في وقتها للخروج من الخلاف فإن أبا حنيفة وجماعة من التابعين لا يجوِّزونه. وممن نص على أن تركه أفضل الغزالي وصاحب التتمة. قال الغزالي في البسيط: لا خلاف أن ترك الجمع أفضل] روضة الطالبين 1/ 505. وقال ابن مفلح: [وتركه أفضل] الفروع 2/ 68.
وقال المرداوي: [يؤخذ من قول المصنف " ويجوز الجمع " أنه ليس بمستحب وهو كذلك بل تركه أفضل على الصحيح من المذهب وعليه أكثر الأصحاب] الإنصاف 2/ 334.
وخلاصة الأمر فإني أنصح أئمة المساجد بأن يلتزموا بما قرره أهل العلم وأحذرهم من التساهل في الجمع لأنه قد يوقع في معصية ألا وهي الجمع بين الصلاتين بدون عذر وقد ورد في بعض الآثار عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: [الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر] رواه البيهقي وذكر أنه مرسل ثم روى بسنده أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتب إلى عامل له: ثلاث من الكبائر الجمع بين الصلاتين إلا في عذر والفرار من الزحف والنهبى) أبو قتادة العدوي أدرك عمر - رضي الله عنه - فإن كان شهده كتب فهو موصول وإلا فهو إذا انضم إلى الأول صار قوياً] السنن الكبرى 3/ 169. وقوى الأثرين صاحب الجوهر النقي
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:15 م]ـ
السؤال
هل جمع صلاة الجمعة و العصر بسبب الأمطار مكروه؟ وإن لم يكن كذلك فهل العلماء السعوديون حرموا جواز جمع صلاة الجمعة و العصر
أفيدونا يرحمكم الله
الفتوى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجمع بين الجمعة والعصر عند نزول المطر تقديما جائز في مذهب الشافعية.
وأما مذهب الحنابلة والمالكية، فلا يجوزان الجمع بينهما، بل لا يجوزان الجمع بين الظهر والعصر في الحضر بسبب المطر.
جاء في المدونة: قلت لابن القاسم: فهل يجمع في الطين والمطر في الحضر بين الظهر والعصر كما يجمع بين المغرب والعشاء في قول مالك؟ قال: قال مالك: لا يجمع بين الظهر والعصر في الحضر، ولا نرى ذلك مثل المغرب والعشاء. اهـ.
وجاء في "المغني": فصل: فأما الجمع بين الظهر والعصر (يعني في المطر) فغير جائز. اهـ.
وجاء في "المجموع": فرع: يجوز الجمع بين الجمعة والعصر في المطر. اهـ.
وجاء في حاشية البجيرمي على الخطيب: ويجوز للحاضر في المطر أن يجمع ما يجمع بالسفر ولو جمعة مع العصر (في وقت الأولى منهما). اهـ.
فالمقصود أن منع الجمع بين الظهر والعصر أو بين الجمعة والعصر ليس مما انفرد به علماء المملكة، بل هو مذهب الحنابلة والمالكية، وهو أيضا مذهب الحنفية، بناء على أصلهم في منع الجمع مطلقا إلا بعرفة ومزدلفة.
والله أعلم.
____________________
مركز الفتوى /الشبكة الاسلامية
رقم الفتوى: 43176
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/193)
ـ[الظافر]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:08 ص]ـ
هل يجمع المسافر صلاة العصر مع الجمعة؟
الاربعاء 16 صفر 1430 الموافق 11 فبراير 2009
أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى صحابته أجمعين، وبعد:
مما دفعني للكتابة في هذا الموضوع أنني وجدت بعض المفتين لم يكتف بالقول بعدم جواز الجمع في هذه المسألة، بل أبطل صلاة العصر، وأمر من جمعها مع الجمعة بالإعادة، فيا سبحان الله كيف تبطل صلاة أديت بشروطها وأركانها وواجباتها، وهي من أهل الأعذار الذين لا تلزمهم وإن حضروها أجزأت!!؟
فأقول وبالله التوفيق: لعله من المعلوم ونافلة القول أن يعلم أن هذه المسألة لم تقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأنه سافر أسفاراً كثيرة تخللها أيام جمعة. وكان يصلي في سفره ركعتين، لكن هل هاتان الركعتان جمعة أم صلاة ظهر؟ ولعل هذا هو السبب في أن هذه المسألة لم يشبعها الفقهاء بحثاً واستدلالاً في كتبهم وموسوعاتهم الفقهية، بل كل ما وجدته في بعض المراجع إنما مجرد إشارات لا غير في مثل مسألة: هل صلاة الجمعة أصل بنفسها، أم الأصل صلاة الظهر، والجمعة بدل عنها في ذلك اليوم؟
يقول الماوردي الشافعي (فرض الجمعة كان في أول الإسلام ظهراً أربع ركعات، ثم نقل الفرض إلى ركعتين على شرائط وأوصاف من غير أن ينسخ الظهر) وذكر سليمان المرداوي الحنبلي: (الجمعة صلاة مستقلة على الصحيح من المذهب وعنه –أبي يعلى- هي ظهر مقصورة وأطلقها في التلخيص والرعاية) وقال ابن مفلح: (الجمعة أفضل من الظهر، وهي صلاة مستقلة، وعنه ظهر مقصورة، وقيل هي الأصل والظهر بدل) وذكر أبو عمرو بن عبد البر المالكي: (وللإمام المسافر أن يُجمِّع (صلاة الجمعة) بقرية إذا كانت تجب بها الجمعة، فإن لم تكن تجب بها الجمعة أجزأته ومن معه من المسافرين، ويتم أهل الحضر صلاتهم ظهراً يبنون ولا يعيدون).
وقد ذكر أن هارون الرشيد اجتمع عنده الإمام الشافعي، ومحمد بن الحسن، فسأل الرشيد محمد بن الحسن عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة: هل كانت جمعة أو ظهراً؟ فقال: جمعة، لأنه خطب قبل الصلاة، ولو كانت غير جمعة لأخرّ الخطبة كما في الاستسقاء والعيدين. ثم سأل الشافعي فقال: كانت ظهراً، لأنه أسرَّ فيها القراءة، ولو كانت جمعة لجهر. فصدقه الرشيد. وقد نقلت هذه الحكاية أيضاً أنها وقعت بين مالك وأبي يوسف).
ويظهر مما سبق أن مذهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأبي يوسف ورواية في مذهب أحمد: أن الظهر هي الأصل، والجمعة بدل منها. وعند محمد بن الحسن وزفر من الحنفية ورواية في مذهب أحمد: أن الجمعة هي الأصل، وأن الظهر بدل منها). والجميع متفقون على أن من فاتته الجمعة يقضيها ظهراً. كما أن علماء السلف والخلف مجمعون على أن المسافر لا تجب في حقه الجمعة، غير أنه إذا حضرها أجزأته عن الظهر.
وقد وجدت النووي الشافعي (يجوِّز الجمع بين الجمعة والعصر في المطر .. ويجوِّز تأخير الجمعة إلى وقت العصر بناء على تأخير الظهر إلى العصر). ويقول الرملي الشافعي (ويجوز الجمع تقديماً للمطر ولو مقيماً لما يجمعه بالسفر ولو جمعه مع العصر).
وقال منصور البهوتي الحنبلي (ولا تجمع جمعة إلى عصر ولا غيرها؛ لعدم وروده).
وقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: (بأن جمع العصر إلى الجمعة لا يصح بحال) وتابعته اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة بفتواها رقم (19887) غير أنها زادت: (أن صلاة العصر ليست من جنس صلاة الجمعة). وتبين مما قاله النووي والرملي جواز جمع صلاة العصر مع الجمعة في حالة المطر للمقيم والمسافر على السواء. وما ذكره الحنابلة: من القول بالمنع في هذا الجمع في حالتي الحضر والسفر.
وبعد البحث والنظر والتأمل في هذه المسألة الهامة، والتي يحتاجها الناس كثيراً، ويسألون عنها– تبين لي جواز جمع صلاة العصر تقديماً مع الجمعة للمسافر، لأدلة منها: أولاً: لعموم أدلة الرخصة واليسر في الدين عامة، وفي أحكام السفر خاصة، ومنها القصر والجمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/194)
ومن أدلة القصر: حديث يعلى بن أمية في صحيح مسلم سأل عمر بن الخطاب عن قوله تعالى:"ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا" وقد أمن الناس؟ قال عمر:"عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" ووجه الاستدلال: أن صلاة المسافر مبناها على التخفيف والتيسير.
ومن أدلة الجمع: بين حديث عبد الله بن عباس وأبي هريرة عند مسلم، والترمذي وأبي داود والنسائي ومالك بن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر" وفي رواية (ولا سفر)، وقد عنون بعض الشراح لهذا الحديث: (جواز الجمع بين الصلاتين للحاجة). والحاجة تنزل منزلة الضرورة عند أهل العلم. قال الخطابي في معالم السنن، وحكي عن محمد بن سيرين (أنه لا يرى بأساً أن يجمع بين الصلاتين إذا كانت حاجة أو شيء ما لم يتخذ عادة). ووجه الاستدلال: أن السفر من أهم الحاجات للإنسان، وأيد هذا الرأي وجوّده الشيخ أحمد شاكر، وحامد الفقي: فالجمع بين الصلاتين للحاجة ولو لغير المعذور شرعاً -كما في نص الحديث- رفع الكثير من الحرج عن الناس.
ثانياً: إذا كانت الجمعة لا تلزم المسافر حيث السفر أحد الأعذار المسقطة لها عنه، وتصح منه إذا حضرها، فكيف يمنع من جمع صلاة العصر معها؟!
ثالثاً: صلاة الجمعة تسقط عن المقيم في حال المطر والوحل الشديد –كما عند أحمد ومالك- بخلاف الظهر؛ لأنها الأصل، فسقوط الفرع (الجمعة) عن المسافر المعذور أولى.
رابعاً: لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي أن يجمع المسافر العصر مع الجمعة، مع كثرة وقوع السفر يوم الجمعة، ولو كان لا يجوز لنقل ذلك، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ..
خامساً: إن الله أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما يحتاجون إليه في حياتهم وحلهم وإقامتهم، فقال تعالى:"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" وقال: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه .. " وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ما نزل إليه من ربه، وما لم ينزل عليه فهو عفو مسكوت عنه كما في حديث ابن عباس عند أبي داود والترمذي (فبعث الله نبيه وأنزل كتابه، وأحل حلاله وحرم حرامه، وما سكت عنه فهو عفو"ووجه الاستدلال: أن المسألة (جمع صلاة العصر مع الجمعة للمسافر) مما سكت عنه الشارع، فهي من العفو المباح شرعاً.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
المصدر: موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-108130.htm
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 03 - 09, 02:01 ص]ـ
من أهل العلم من ينازع في صحة الجمعة من المسافر أصلا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ومن فعله فقد فعل أمرا محدثا، وذلك يقتضي الفساد، وهو حكم وضعي مستفاد من دلالة لفظ (فهو رد) أي مردود.
أما صلاته صلى الله عليه وسلم بعرفة فهي ظهر لأنه لم يجهر فيها.
وفد يستدل من يرى صحتها منه بحديث: (ليس على مسافر جمعة) ووجه الاستدلال: أنه نفى الوجوب وذلك لا يمنع الندب أو الإباحة، وإنما كان يمنعهما لو قال: ليس لمسافر جمعة. والجواب عنه أنه حديث ضعيف الإسناد ليس بحجة، رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن نافع.
وقد يستدل أيضا بحديث (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: مملوك، وامرأة، وصبي، ومريض) ووجه الاستدلال: أن المسافر يشمله لفظ العموم (كل) ولم يرد ما يخصه، والاستثاء لم يشمله، فيبقى داخلا في الوجوب، لأن العموم ظاهر ولا يجوز العدول عنه إلا بمخصص أو نسخ أو تأويل سائغ، ولا توجد هذه في المسافر. والجواب أن هذا الحديث مرسل من مراسيل طارق بن شهاب ولم تثبت له صحبة.
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:04 م]ـ
بَارَكَ اللهُ فِيْكَ أَخَانَا الظَّافِر وَ أَحْسَنَ اللهُ لِلْشَّيْخِ الفُنَيْسَان فَقَدْ فَهِمَ وَ أَفْهَمَ وَ أَجَادَ فَأَفْحَمَ.(58/195)
سؤال عن عورة المرأة المسلمة المنتقبة أمام المرأة النصرانية؟
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للمر أة المنتقبة المسلمة أن تكشف وجهها أمام المر أة النصرانية أفيدونا أحبائي في ملتقى أهل الحديث أرجوكم بسرعة و جزاكم الله خيرا ....................
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[17 - 01 - 06, 08:43 ص]ـ
وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
لا يجب الاحتجاب عنهن - أي: غير المسلمات - فهنَّ كسائر النساء في أصح قولي العلماء. أ. هـ " فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 582).
4. والذي تظهره المرأة المسلمة أمام الكافرة هو الذي تظهره أمام محارمها، وهو: مواضع الزينة، أو مواضع الوضوء.
وقال الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين: لها أن تكشف لمحارمها عن الوجه والرأس والرقبة والكفين والذراعين والقدمين والساقين، وتستر ما سوى ذلك. أ. هـ " فتاوى المرأة المسلمة " (1/ 417).
ـــــــــــــــ
كشف الوجه أمام الكوافر:
اختلف أهل العلم في المسلمة من الكافرة:
قال ابن قدامة: (وحكم المرأة مع المرأة حكم الرجل مع الرجل سواء، ولا فرق بين المسلمين، وبين المسلمة والذمية، كما لا فرق بين الرجلين المسلمين وبين المسلم والذمي في النظر، قال أحمد: ذهب بعض الناس إلى أنها لا تضع خمارها عند اليهودية والنصرانية، وأما أنا فأذهب إلى أنها لا تنظر إلى الفرج، ولا تقبلها حين تلد. (أي لا تكون قابلة لأنها ستطلّع على العورة المغلّظة عند الولادة إلا في حالات الضرورة كما تقدّم).
وعن أحمد رواية أخرى: أن المسلمة لا تكشف قناعها عند الذمية، .. لقوله تعالى: (أو نسائهن)، والأول أولى، لأن النساء الكوافر من اليهوديات وغيرهن قد كن يدخلن على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكنّ يحتجبن ولا أُمرْن بحجاب، وقد قالت عائشة: جاءت يهودية تسألها، فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، وذكر الحديث، وقالت أسماء قدمت عليّ أمي وهي راغبة - يعني عن الإسلام - فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصِلُها؟ قال: نعم. ولأن الحجب بين الرجال والنساء لمعنى لا يوجد بين المسلمة والذمية فوجب أن لا يثبت الحجب بينهما كالمسلم مع الذمي، ولأن الحجاب إنما يجب بنص أو قياس ولم يوجد واحد منهما.
فأما قوله تعالى: (أو نسائهنّ) فيحتمل أن يكون المراد جملة النساء. المغني 7/ 464، الشرح الكبير على متن المقنع 7/ 351 بهامش المغني.
قال ابن العربي المالكي: (الصحيح عندي أن ذلك جائز لجميع النساء وإنما جاء بالضمير للإتباع، فإنها آية الضمائر، إذ فيها خمسة وعشرون ضميراً لم يروا في القرآن لها نظيراً، فجاء هذا للإتباع) أحكام القرآن 3/ 326.
وقال الآلوسي: (وذهب الفخر الرازي إلى أنها كالمسلمة، فقال: والمذهب أنها كالمسلمة، والمراد بنسائهن جميع النساء، وقول السلف محمول على الاستحباب.
ثم قال: وهذا القول أرفق بالناس اليوم، فإنه لا يكاد يمكن احتجاب المسلمات عن الذميات " تفسير الآلوسي 19/ 143.
قال محمد فؤاد: إن كان ذلك القول أرفق في زمانهم، فلا شك أنه أولى، وأكثر رفقاً، وأعظم يسراً في زماننا هذا، سيما لمن ألجأتهم أسباب قاهرة للإقامة في غير بلاد المسلمين، فاختلطت المسلمات بالذميات، وتشابكت ظروف الحياة، بحيث أصبح احتجابهن عنهن مليء بالصعوبات فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
2 - أن المرأة الكافرة إذا كانت غير مأمونة فخُشِي منها أن تصف المرأة المسلمة أو تسيء إلى عرضها لزم المسلمة التحرز منها بالحجاب أو بالامتناع عن مجالستها ونحو ذلك.
3 - أن القول باحتجاب المرأة المسلمة عن الكافرات قول معتبر وله وجه من الصحة، وقد قال به كثير من السلف؛ فلو رغبت المسلمة أن تحتاط لدينها وتعمل بهذا القول فلها ذلك، ويرجى لها الخير لتورِّعها، وحرصها على البعد عن الشبهات. لكن لا ينبغي لها أن تنكر على من خالفها في ذلك مادامت المسألة محل اجتهاد ونظر بين العلماء. وخصوصاً إذا أمنت الفتنة من هذه الكافرة.
4 - ينبغي للنساء ألا يتوسعن في التكشف أمام محارمهن أو النساء المسلمات فضلاً عن الكافرات، بل لا يُظهرن إلا ما ينكشف في العادة من اليدين والساقين والرقبة والشعر، (والحياء شعبة من الإيمان) وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقول من مواضع متفرقة من موقع: الإسلام سؤال وجواب عن الشيخ المنجد-حفظه الله-
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ابراهيم(58/196)
سؤال في الحج والإمارة
ـ[الوسيط]ــــــــ[15 - 01 - 06, 02:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
أرجوا منكم شرح الحديث التالي وفقهه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في البيتوتة يرمون يوم النحر واليومين اللذين بعده يجمعونهما في أحدهما).
وهل يجوز لي أن أرمي في اليوم (الاربعاء) الحادي عشر من ذي الحجة عدد 42 حصاة (((جمع تقديم))) علماً بأنني متعجل سواء كنت مستعجل للوصول الى بلدي في يوم الجمعة لاكي آخذ قسطا من الراحة قبل دوامي الذي يبدأ يوم الأحد؟! وذلك بناءاً على الحديث السابق.
وكذلك أرغب في الحصول على بحث كامل عن هذه المسألة على ملف وورد وعن مسألة الإمارة في السفر.
الحديث: ((إِذا خَرَج ثَلاثَةٌ في سفَرٍ فليُؤَمِّرُوا أَحدهم)) أرغب في الحصول على بحث بخصوصه. وهل إذا لم أطع الأمير في انه امرني ومن معي ان نرمي الجمرات جمع تقديم بناءاً على الحديث السابق هل اكون خارجياً؟!!!! وخرجت عن طاعة الامير؟ علما بانني رميت بنية جمع التقديم ولكن بعدما سأل أحد المرافقين معنا بعض طلبة العلم في منى أجابوا بعدم جواز ذلك ورميت في اليوم الثاني عشر مرة اخرى ثم طفت للوداع واحد الاخوة معي .. ولكن اميرنا ومعه اثنان من الاخوة رموا جمع تقديم اي في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة وباتوا معنا في منى يوم الحادي عشر وليلة الثاني عشر اي صباح الخميس خرجنا من منى وهم ذهبوا لطواف الوداع وانا انتظرت الى الزوال ثم رميت وبعدها ذهبت لطواف الوداع.
فهل عملي صحيح؟
جزاكم الله خير
ـ[الوسيط]ــــــــ[26 - 01 - 06, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من مجيب؟!
ـ[الوسيط]ــــــــ[30 - 01 - 06, 02:42 م]ـ
للرفع
رفع الله قدركم
ـ[الوسيط]ــــــــ[09 - 04 - 08, 11:38 ص]ـ
للرفع(58/197)
ما حكم زغرودة الأفراح؟
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 04:46 م]ـ
ما حكم زغرودة الأفراح؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:12 م]ـ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة
حسنه الشيخ الألباني فى صحيح الترغيب و الترهيب وقال رواه البزار ورواته ثقات.
و مزمار عند نعمة إستدل به العلماء على حرمة الغناء و قالوا المزمار يطلق على صوت الإنسان كقول النبى صلى الله عليه وسلم لأبى موسى (لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود) يعنى صوته.
و أعتقد أن (الزغرودة) ينطبق عليها وصف (مزمار عند نعمة) و خاصة أن النبى صلى الله عليه وسلم قابلها فى الحديث بصوت أخر للمرأة عند المصائب و هو الصراخ فقال (و رنة عند مصيبة).
و الله أعلى و أعلم.
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:10 ص]ـ
أظن أن المسألة تحتاج إلى تفصيل فقياس الزغرودة على الغناء له وجه. لكن الشرع أحل للنساء الغناء في أمور معينه. فنقول والعلم عند الله أن الزغرودة إن كانت بين النساء فلا حرج بإذن الله أما إن كان النساء يسمع الرجال أصواتهم فلا لإنه أقرب للخضوع بالقول.
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:12 ص]ـ
وأظن أن الشيخ أبو بكر الجزائري له فتوة بالجواز
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 01 - 06, 01:05 ص]ـ
وهذه فتوى للشيخ الفوزان وفقه الله:
444 ـ ما حكم الزغرطة (التلولش)، وهو صوت تطلقه المرأة عند الفرح"؟ أفيدونا أثابكم الله.
لا يجوز للمرأة رفع صوتها بحضرة الرجال؛ لأن في صوتها فتنة؛ لا بالزغرطة، ولا غيرها، ثم إن الزغرطة ليست معروفة عند كثير من المسلمين لا قديمًا ولا حديثًا؛ فهي من العادات السيئة التي ينبغي تركها، ولما تدل عليه أيضًا من قلة الحياء.
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا، فالحاصل إذن للجمع بين كل هذه الأقوال، أنها أي الزغروطة تكون بين النساء ولا ترفع به صوتها بين الرجال، والأولى تركه، والله أعلم
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:47 م]ـ
العنوان ليست بمنكرات في الأفراح
المجيب هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف فقه الأسرة وقضايا المرأة/أحكام النكاح وآدابه/وليمة النكاح
التاريخ 8/ 5/1423
السؤال
تكثر في الإجازات المناسبات –ومناسبات الزواج بصفة خاصة-، والتي لا تخلو في كثير منها من الرقص والطبل (الطق)، لذا يحتدم الخلاف بين طائفة من الناس في حكم هذا الصنيع، هل هو جائز أم لا؟ والسؤال يبرز في النقاط التالية:
هل الرقص والطق مشروع أم لا؟ وهل الأفضل فعله أم تركه؟ ما المراد بالدف؟ وما الضابط في تحديده؟ إذا كان ذا وجه واحد أو وجهين، فهل بينهما فرق من حيث الجواز؟ وعلى القول بمشروعيته، فهل يجوز في غير يوم العرس كاليوم التالي للعرس (الرحيل مثلاً)؟ وما الحكم لو وصل صوت للرجال؟ وما الحكم لو وصل صوت الطبل فقط؟ ما الحكم لو وصل صوت المنشدة ومعه صوت الطبل؟ وهل هناك فرق في هذا بين المنشدة الصغيرة والكبيرة؟ ما حكم الزغردة والتصفيق؟ وهل يجوز استئجار الطقاقات، أم أنه من إضاعة المال؟ وإذا ارتفع الصوت ووصل الرجال فهل الأفضل الانصراف أم عدمه؟ وجزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فلا خلاف في مشروعية الوليمة في العرس، وقد فعلها النبي –صلى الله عليه وسلم- وأمر بها، فقد قال لعبد الرحمن بن عوف حين قال تزوجت:" أولم ولو بشاة" أخرجه البخاري (5155) ومسلم (1427).
والدف عند وليمة النكاح ليس بمنكر؛ أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم- في أحاديث، منها: عن محمد بن حاطب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"فصل ما بين الحلال والحرام: الصوت بالدف" النسائي (3371) الترمذي (1088) ابن ماجة (1896) أحمد (3/ 418) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في (إرواء الغليل 1994) وقد قيل بإباحته، قال الشوكاني:" لا يبعد أن يكون مندوباً؛ لأن ذلك أقل ما يفيده الأمر في قوله أعلنوا النكاح" (نيل الأوطار 6/ 212)، والندب إليه واستحبابه هو مذهب أحمد (كشاف القناع 5/ 183) واختيار العلامة الصنعاني، والشيخ: محمد بن إبراهيم (مجموع فتاواه 10/ 218).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/198)
هذا حكم الدف الذي يسمى الطق، وأما حقيقة الدف، فقد جاء في اللسان:"الدَّف، والدُّف: الذي يضرب به النساء والجمع دفوف، والدَّفاف صاحبها، المدفف صانعها، والمدفدف ضاربها" (لسان العرب 9/ 106) دفف.
وكلام النبي –صلى الله عليه وسلم- إنما يحمل على ما كان معهوداً على عهده.
وقد قال مشايخنا: إن الدف المعهود في العهد النبوي هو المختوم من وجه واحد، وليس فيه صنوج ولا حِلق ولا أجراس. (فتاوى ابن إبراهيم 10/ 215)، ابن عثيمين (فتاوى إسلامية 3/ 186).
ولم أجده في كتب اللغة التي اطلعت عليها، وهذا الدف هو الذي يسمى في بلاد نجد وما جاورها الطار.
أما باقي المعازف سواء منها الهوائي كالمزمار والناي أو الوتري كالعود والرباب أو الطبول فكلها محرمة على الصحيح من أقوال أهل العلم، سواء في الأعراس وغيرها، عن أبي عامر الأشعري –رضي الله عنه- مرفوعاً "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" صحيح البخاري (5590).
وهذا يدل على تحريم سائر أنواع المعازف، وخصّ الدليل الدف فيفرد عنها، ولكن هل تختص إباحة الدف بالأعراس فقط، أو يجوز أيضاً في الأعياد ونحوها، أم أنه مباح مطلقاً؟ هذه ثلاثة أقوال، الظاهر منها إباحته في الأعراس والأعياد ونحوها.
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن رجعت سالماً أن أضرب على رأسك الدف. قال:"أوفي بنذرك" سنن أبي داود (3312) سنن الترمذي (3690) مسند أحمد (5/ 353)، ولو كان محرماً لم يأذن به.
وعن عائشة –رضي الله عنها- أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدفان وتضربان، والنبي –صلى الله عليه وسلم- متغشٍّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي –صلى الله عليه وسلم- وجهه فقال:"دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد" صحيح البخاري (949) ومسلم (892)، ومثل ذلك اليوم الذي يلي العرس عن الربيَّع بنت معوَّذ –رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- صبيحة بُني بي، فجعلت جويريات يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر" الحديث، صحيح البخاري (5147).
إذاً لا يضرب بالدف إلا النساء على الصحيح من أقوال أهل العلم، فقد أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم- النساء كما في حديث عائشة لما زفت امرأة إلى رجل من الأنصار قال:" فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني .. " الحديث، الطبراني (1/ 167/1) وأصله في البخاري (9/ 184) انظر إرواء الغليل (1995)، قال ابن قدامة:" في ضرب الرجال بالدف تشبه بالنساء، وقد لعن النبي المشتبهين من الرجال بالنساء" (المغني 14/ 159).
وقال الحافظ ابن حجر:"الأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن" (فتح الباري 9/ 134).
أما استماعه في العرس ونحوه فهو مباح للرجال والنساء على السواء؛ للأدلة السابقة، وقد قال عامر بن سعد البجلي: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود وجوار يضربن بالدف ويغنين، فقلت: تقرون على هذا وأنتم أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: إنه قد رُخص لنا في العرسات" أخرجه الحاكم والبيهقي انظر (آداب الزفاف للألباني صـ182).
والغناء المصاحب له إذا اشتمل على محرم أو منكر ووصف للفجور فهو محرم، وما لم يكن كذلك فهو مباح للنساء.
أما استماع الرجال له فإن كان من أمة مملوكة أو من صغيرة فهذا مباح كما تقدم من فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، أما الحرة البالغة فإنه ليس لها التغنج بصوتها ولا الغناء للرجال، أما لو وصل صوت النساء مجتمعات بحيث لا يتميز صوت معين منهن فلا بأس بسماعه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:"غناء الإماء الذي يسمعه الرجل قد كان الصحابة يسمعونه في العرسات كما كانوا ينظرون إلى الإماء لعدم الفتنة في رؤيتهن وسماع أصواتهن ... أما غناء الرجال للرجال فلم يبلغنا أنه كان في عهد الصحابة. يبقى غناء النساء للنساء في العرس، وأما غناء الحرائر للرجال بالدف فمشروع في الأفراح كحديث الناذرة وغناها مع ذلك، لكن نصب مغنية للنساء والرجال هذا منكر بكل حال، بخلاف من ليست صنعتها" (مجموع الفتاوى 29/ 552).
فاتخاذ ذلك حرفة لا ينبغي، قال ابن قدامة:"أما اتخاذ الغناء في الأعراس وضرب الدف فيه حرفة فهو دناءة وسقوط مروءة والكسب فيه خبيث" (المغني 10/ 206).
بخلاف إعطاء جُعل أو هدية لمن قام بذلك فهذا جائز.
بقي من مسائل المستفتي الزغردة والتصفيق والرقص في الأعراس، والأصل في ذلك كله كما قال ابن سعدي –رحمه الله-:"الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة، وهذا أصل الكتاب والسنة فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد جرت بينهم في المناسبات لا محذور فيها، والعادات المباحة قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المستحبة بحسب ما ينتج عنها" (نيل المآرب 4/ 406).
ولم يزل النساء يرقصن في الأعراس ونحوها قال ابن عبد السلام:"الرقص ... لا يصلح إلا للنساء" (قواعد الأحكام 2/ 220).
وكذلك الزغردة ونحوها والتصفيق في الأعراس كله مما لا أرى كراهته للنساء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"الضرب بالدف والتصفيق بالكف من عمل النساء" (مجموعة الرسائل المنبرية 2/ 171).
إلا إن ارتبط بذلك فتنة كما قد يحصل في بعض المجتمعات من تعلق وتعشق فإن لهذا حكم يخص مواطنه.
أسأل الله –تعالى- التوفيق والسداد والهداية للرشاد لنا ولسائر المسلمين والمسلمات، وصلى الله على محمد وآله.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=9904(58/199)
ما هو موقف ابن القيم من القياس
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:17 م]ـ
ما هو موقف ابن القيم من القياس؟؟؟؟؟؟؟؟
أعنى ما قرره فى الإعلام
أحيانا يكاد أن يصنف مع النفاة ........... وأحيانا يكاد أن يصنف مع المتوسعين فى القياس
أحيانا يضيق باب القياس عندما يقرر أن النصوص محيطة بجميع الجزئيات
وأحيانا يوسع باب القياس عندما يقرر أن جميع الأحكام معللة
لا أقصد أنه متناقض ......
ولكن الخلل فى فهمى أنا
فأحيانا يظهر لى أن الخلاف بينه وبين الجمهور (القياسيين) لفظى إلا فى بعضه _وهو تضييق باب القياس_
فمن يشرح لى موقفه من القياس ويفهمنى ذلك وله منى الشكر والدعاء؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:48 م]ـ
أين أهل الأصول فى الملتقى؟؟؟؟؟؟؟؟؟(58/200)
ما حكم سماع الموسقى في أحد معاهد تعليم اللغة الانجليزية؟؟
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
** سأذهب إلى معهد لتعليم (اللغة الانجليزية) , ويغلب على ظني , أنه سيكون هناك مواد صوتية
مصحوبة بموسيقة , ويعلم الله أني كاره لها.
والسؤال: ما هو (حكم الله) في هذه الحالة؟!!
وهل يعتبر هذا من باب (سماع الموسيقة) وليس من باب (الاستماع للموسيقى)؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:29 م]ـ
طلبة العلم الأفاضل
أرجو الإجابة على السؤال لو تكرمتم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:41 م]ـ
سئل شيخنا الشيخ محمد المنجد حفظه الله مانصه:
في الصف الذي أدرس فيه يقوم المدرس بتشغيل بعض الصور والأفلام وفيها موسيقى، وقد يُطلب منا أن نعرف نوع الموسيقى لننجح في المادة فما حكم أن أبقى في الفصل؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز لك البقاء في الصف أثناء تشغيل جهاز الموسيقى أو عزفها في الصف الدراسي من جهاز أو من شخص، حتى لو أدى ذلك إلى عدم فهمك لطبيعة نوع معيَّن من الموسيقى، كالجاز وغيره، لأن المنكر إذا فُعِل في المجلس وجب على المسلم أن ينكر على الفاعل، فإن لم يستجب غادر المكان، كما قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) النساء /140
وننصحك باختيار تخصص لا تدْرُس فيه هذه المادة أصلاً. وفقنا الله وإياك لطاعته.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=21634&dgn=4
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 12:40 ص]ـ
أشكر يا أخي / أبا عمر القرشي.
على هذه الفائدة.
ولكن الإشكال ما زال قائماً!!
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (أما ما لم يقصده الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق الأئمة، ولهذا إنما يترتب الذم والمدح على الاستماع لا السماع، فالمستمع للقرآن يثاب عليه، والسامع له من غير قصد ولا إرادة لا يثاب على ذلك، إذ الأعمال بالنيات، وكذلك ما ينهى عنه من الملاهي، لو سمعه بدون قصد لم يضره ذلك)
المجموع (10/ 78)
أرجو التوضيح والإفادة
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:11 ص]ـ
أظن بالنسبة للاستماع مالايقصده الانسان كأن مثلا مر وسمع غناء بشكل غير مباشر كمرور على محل مشغل أغاني فجأة.
أو انسان مر بسيارته مسرعا وهو مشغل الغناء فجأة.
هذا مااظنه والله أعلم لكن كحالة من يدرس شي به نوع من الموسيقى اظن ان الوضع يختلف خصوصا ان هذا الرجل سيبقى سامعا لها ولن يحرك ساكنا وليس الأمر فجأة.
والله أعلم
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:29 ص]ـ
بارك الله فيك
ورد حديث عن نافع رحمه الله قال: " سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع إصبعيه على أذنيه
، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا، قال
: فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل
هذا، فصنع مثل هذا "
واضح جداً في هذا الحديث أن نافع كان يسمع ولم يكن يستمع.
فقال بعض أهل العلم: إذا كان الشخص في سوق عام أو في مجلس لا يستطيع الخروج عنه ,
فلا يلزمه أن يغلق أذنيه.
ولكن السؤال: لماذا إشترطوا أن يكون في سوق عام أو في مجلس لا يستطيع الخروج عنه؟؟
فعندما أكون في فصل دراسي , ويقوم المدرس بتشغيل شريط محادثة للغة الانجلزية , قد يصحبه موسيقى
قالوا: يجب أن تخرج من الفصل؟؟ والسبب: صوت المزمار
بينما إذ اكنتُ في سوق عام , وكان هناك موسيقى قالوا: لا يلزمك أن تغلقك أذنيك.؟!!
مع قدرتي على التخلص من صوت المزمار. بأن أغلق أذنيّ
فما هو وجه: إشتراط عدم القدرة على الخروج من المجلس!!
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:03 م]ـ
أخي الفاضل بدر الصحفي:
أنا أسال سؤالا:
وجودك في المعهد وسماعك للموسيقى به يعد من السماع أو الاستماع؟؟
خصوصا وأنك تعرف أن هذا المعهد ويغلب على ظنك وجود الموسيقى به -
ألا يعد الدخول له والمكوث له مع علمك بوجود مثل هذه المنكرات به - استماعا لأنك علمت ودخلت ولم تنكر أو قد أنكرت ولكن مافي فايدة؟
مااريد ان اصل له أنه فرق بين مسالتك وكلام شيخ الإسلام في المسألة لأن الاستماع بدون قصد والله أعلم كما ذكرت بعض الأمثلة مسبقا.
أما مسالتك فهو ان الرجل يعلم بوجود المنكر ومع ذلك يبقى مستمعا يعني متقصدا ذلك.
والله أعلم.(58/201)
من يفيدني - متكرمًا - حول مظان مسائل الصفوف في الصلاة؟
ـ[أبو العبادلة]ــــــــ[15 - 01 - 06, 06:11 م]ـ
الأخوة طلاب العلم ..
أرجو من إخواني الكرام إرشادي إلى الكتب التي بحثت بتوسع مسائل الصفوف في الصلاة.
والله يحفظكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 01 - 06, 06:35 م]ـ
وفقك الله.
في كتب السنة الكثير من الأبواب والفصول حول هذه المسألة ... وكذا في كتب الفقه تجد تفصيلا أكثر ... ولو استعملت خاصية البحث في الملتقى تجد فوائد شتى حول هذا الأمر ... كل ما عليك هو أن تكتب كلمة " صفوف " أو " صف " فتنهال عليك المواضيع المتنوعة تختار ما شئت ... مثلا
هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37939&highlight=%C7%E1%D5%DD%E6%DD
فإن أبيت التعب فانظر كتاب السيوطي بسط الكف في إتمام الصف ... مطبوع ضمن كتابه < الحاوي >.
وهذا الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_610.shtml
وهذا:
http://saaid.net/Doat/yahia/23.htm
وفي هذا الرابط خير كثير:
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=14&CID=13(58/202)
هل المتقدمون من المسلمين أعظم أجرا أم المتأخرون؟؟
ـ[أبو راوية]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:02 م]ـ
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو دفع الايهام الذي صار عندي بخصوص الحديثين التاليين
(سأروي الحديثين بالمعنى لأنني لا أحفظهما نصاً)
حديث لا تسبوا أصحابي فوالله لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم أو نصيفه
والحديث الآخر الذي يذكر فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سيأتي أقوام من أمته
لهم أجر خمسين من الصحابة
فما هو قول أهل السنة والجماعة في هذه المسألة؟؟
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:34 م]ـ
أحسن ما قرأته في الجمع بينهما ما ذكره المقري في نفح الطيب عن القاضي أبي بكر بن العربي أنه -رحمه الله وطيب ثراه- قال: (تذاكرت بالمسجد الأقصى مع شيخنا أبي بكر الفهري الطرطوشي في حديث أبي ثعلبة المرفوع: «إن من ورائكم أيّاماً للعامل فيها أجر خمسين منكم فقالوا: بل منهم، فقال: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير أعواناً، وهم لا يجدون عليه أعوانا»، وتفاوضنا كيف يكون أجر من يأتي من الأمّة أضعاف أجر الصحابة مع أنّهم قد أسّسوا الإسلام، وعضدوا الدين، وأقاموا المنار، وافتتحوا الأمصار، وحموا البيضة، ومهّدوا الملّة، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم في الصحيح: «لو أنفق أحدكم كلّ يوم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه»، فتراجعنا القول، وتحصّل ما أوضحناه في شرح الصحيح، وخلاصته: أن الصحابة كانت لهم أعمال كثيرة لا يلحقهم فيها أحد ولا يدانيهم فيها بشر، وأعمال سواها من فروع الدين يساويهم فيها في الأجر من أخلص إخلاصهم وخلّصها من شوائب البدع والرياء بعدهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بابٌ عظيم: هو ابتداء الدين والإسلام وهو أيضاً انتهاؤه، وقد كان قليلاً في ابتداء الإسلام وصَعْب المرام لغلبة الكفّار على الحق، وفي آخر الزمان أيضاً يعود كذلك، لوعد الصادق صلّى الله عليه وسلّم بفساد الزمان وظهور الفتن وغلبة الباطل واستيلاء التبديل والتغيير على الحق من الخلق، وركوب من يأتي سننَ من مضى من أهل الكتاب كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «لتركبنّ سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ خربٍ لدخلتموه»، وقال صلّى الله عليه وسلّم: «بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ» فلابد -والله تعالى أعلم- بِحُكْم هذا الوعد الصادق، أن يرجع الإسلام إلى واحد، كما بدأ من واحد، ويضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى إذا قام من قائم مع احتواشه بالمخاوف وباع نفسه من الله تعالى في الدعاء إليه: كان له من الأجر أضعاف ما كان لمن كان متمكّناً منه مُعاناً عليه بكثرة الدّعاة إلى الله تعالى، وذلك قوله: «لأنّكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون عليه أعواناً»، حتى ينقطع ذلك انقطاعاً باتّاً لضعف اليقين وقلّة الدين، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله» يروى برفع الهاء ونصبها، فالرفع على معنى لا يبقى موحد يذكر الله عزّ وجلّ، وحينئذ يتمنّى العاقل الموت، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني كنت مكانه» انتهى) ..
ـ[أبو راوية]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:12 ص]ـ
الاخ الفاضل أسامة عباس
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر ذنبك
ولكن هلا تكرمت علينا ببحث عن هذه المسألة
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:32 ص]ـ
عند تسوية العمل والنية أليس الصحابة أعظم أجرا بسبب رؤيا الحبيب صلى الله عليه وسلم؟(58/203)
مسألة نسبة الخمر الموجودة في بعض أنواع المعكرونة
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 09:28 م]ـ
في الغرب أنا سمعت من أناس كثير أن بعض أنواع الأكل الشهيرة قد يوجد فيها نسبة صغيرة من الخمر.
فبحثت في الخمر المستعمل في الطبخ ورأيت أن النسبة صغيرة حقا.
ثم بحثت في طريقة إزالته من الأكل فرأيت أن نسبة صغيرة-أصغر من النسبة الأولى- قد تبقى في الأكل ولو بعد سعات من الطبخ.
وأذكر أن شيخ الإسلام ذكر أن الماء طاهر مطهر ولو سقطت فيه قطرة من الخمر.
فأسأل: هل أكل نوع من هذه الأنواع من الأكل مباح؟
أنا في حيرة في الموضوع ولكن لي بعض النظرات:
لا بد من فرق بين مائع وجامد.
كأن الخمر المسمى في الأحاديث باسم الخمر يتعمل معه على طريق تخالف طريق المعاملة مع ما له حكم الخمر من أجل كونه مسكرا.
لا أرى أن الخمر نجس إنما أسأل عن أكل ما حرم في الشرع أكله.
أنا سمعت أن بعض الفاكهة يحمل نسبة من الخمر وبعض العلماء قال أن من أكل شيءا بنسبة كهذه-من حيث لا يسكر كثيره- فهو جائز.
طبعا يحرم على المسلم المعاملة مع الخمر لكن أسأل عن أكل طبخه كافر.
ما رأيكم يا معشر الشيوخ؟!
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم
جاء في توصيات الندوة الفقهية الطبية الثامنة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت (مايو-أيار 1995م):
4 - لا يجوز تناول المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة من الخمور مهما تكن ضئيلة، ولا سيما الشائعة في البلاد الغربية، كبعض الشوكولاتة وبعض أنواع المثلجات (الآيس كريم، الجيلاتي، البوظة)، وبعض المشروبات الغازية، اعتبارا للأصل الشرعي في أن ما أسكر كثيره فقليله حرام، ولعدم قيام موجب شرعي استثنائي للترخيص بها.
5 - المواد الغذائية التي يستعمل في تصنيعها نسبة ضئيلة من الكحول لإذابة بعض المواد التي لا تذوب بالماء من ملونات وحافظات وما إلى ذلك، يجوز تناولها لعموم البلوى ولتبخر معظم الكحول المضاف في أثناء تصنيع الغذاء.
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا مرة أخرى
ولكن كأن في جوابهم تناقض.
في الرابع حرموه وفي الخامس أجازوه. لأن الفارق (عموم البلوى) غير قوي.
وما كانوا يفعلون بمسألة الفاكهة؟ كثير الكحول يسكر لكن كثير الفاكهة لا يسكر.
فكذلك لعل الكثير من البوظة لا يسكر فأليس الحكم واحدا؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:41 م]ـ
قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى المجلد الحادي العاشر:
وأما خلط بعض الأدوية بشيء من الكحول، فإنه لا يقتضي تحريمها، إذا كان الخلط يسيرا لا يظهر له أثر مع المخلوط، كما أن على ذلك أهل العلم. قال في المغني ص 306 جـ 8ط النار: وإن عجن به (أي بالخمر) دقيقا ثم خبزه وأكله لم يحد، لأن النار أكلت أجزاء الخمر فلم يبق إلا أثره ا هـ. وفي الإقناع وشرحه ص 71 جـ 4ط مقبل: ولو خلطه ـ أي المسكر ـ بماء فاستهلك المسكر فيه أي الماء، ثم شربه لم يحد، لأنه باستهلاكه في الماء لم يسلب اسم الماء عنه، أو داوى به ـ أي المسكر ـ جرحه لم يحد، لأنه لم يتناوله شربا ولا في معناه ا هـ. وهذا هو مقتضى الأثر والنظر. أما الأثر فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بناجسة تحدث فيه). وهذا وإن كان الاستثناء فيه ضعيفا إلا أن العلماء أجمعوا على القول بمقتضاه، ووجه الدلالة منه أنه إذا سقط فيه نجاسة لم تغيره فهو باق طهوريته، فكذلك الخمر إذا خلط بغيره من الحلال ولم يؤثر فيه فهو باق على حله، وفي صحيح البخاري تعليقا ص 64جـ 9ط السلفية من الفتح قال: أبو الدرداء في المري ذبح الخمر النينان والشمس جمع نون وهو الحوت، المري أكله تتخذ من السك المملوح يوضع في الخمر ثم يلقى في الشمس فيتغير عن طعم الخمر، فمعنى الأثر أن الحوت بما فيه من الملح، ووضعه في الشمس أذهب الخمر فكان حلالا.
وأما كون هذا مقتضى النظر: فلأن الخمر إنما حرمت من أجل الوصف الذي اشتملت عليه وهو الإسكار، فإذا انتفى هذا الوصف انتفى التحريم، لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما إذا كانت العلة مقطوعا بها بنص أو إجماع كما هنا. وقد توهم بعض الناس أن المخلوط بالخمر حرام مطلقا ولو قلت نسبة الخمر فيه، بحيث لا يظهر له أثر في المخلوط، وظنوا أن هذا هو معنى حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). فقالوا: هذا فيه قليل من الخمر الذي يسكر كثيره فيكون حراما، فيقال هذا القليل من الخمر استهلك في غيره فلم يكن له أثر وصفي ولا حكمي، فبقي الحكم لما غلبه في الوصف، وأما حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فمعناه أنه إذا كان الشراب إن أكثر منه الشارب سكر، وإن قلل لم يسكر فإن القليل منه يكون حراما؛ لأن تناول القليل وإن لم يسكر ذريعة إلى تناول الكثير، ويوضح ذلك حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام).
الفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلا، ومعنى الحيث أنه إذا وجد شراب لا يسكر منه إلا الفرق، فإن ملء الكف منه حرام فهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/204)
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:22 م]ـ
آآه الجواب الشافي الكافي
جزاك الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:13 م]ـ
وأنت كذلك أخي الكريم ولا تنسنا من دعوة بظهر الغيب
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:33 م]ـ
فما حكم التداوي ب:
acetaminophen
morphin
paracetamol
؟(58/205)
مساءل غريبة أحتاج إلى توضيح
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 10:02 م]ـ
عند الشافعية يجوز نظر مالك أمة متزوجة إلى كل شيء غير العورة المعتبرة للرجال؟!
فيحرم وطأها بعد زواجها لكن النظر إلى ثدييها جائز؟
وهل لمسألة المحلل في السبق دليل غير الحديث الضعيف في أبي داوود؟
هل الإجماع صحيح في انفاذ الطلاق ولو هزلا مع أن ابن المنذر قال أن العتق هزلا لا ينفذ والدليل على الأول نفس دليل الثاني وهو ضعيف؟
هل للمطلقة طلاق باءن سكنى وما الدليل؟
هل من المتقدمين من أنكر حديث ارضاع الكبير؟ هل من قائل أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك على سبيل: "لا يدخل الجنة عجوز؟ " كما قد يفيد الرواية في أول الباب في صحيح مسلم.
هل للزوجة حق التداوي على زوجها؟
هل حكم اللقطة في حرم مكة نفس الحكم في حرم مدينة وما الدليل على التفريق بينهما في الأحكام؟
هل يباع الجلود المدبغ؟
متى نحكم على الكفار بشريعتنا؟ عمر حرم عليهم نكاح المحارم ... ؟
هل الاختلاف في تارك الصلاة عند المتقدمين فيمن ترك صلاة واحدة؟
هل ظهار الرجل-تحريم زوجته الحلال له- كقوله لمسلم: أنت حلال الدم؟ رأيت من يكفره.
هل السؤال بالله يمين؟
هل الذمي يدخل الحرم؟ أليس قاتل عمر ذمي؟
هل على من ارتكب جاهلا ما حلف ألا يرتكبه كفارة؟ وأليس سليمان عليه سلام معذور في حلفه لأن ليس له قدرة على ما خلق الله ومع ذلك حنث؟
في الحوالة ما معنى كونه لا تفتقر إلى رضا المحال عليه؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم!
أنقل فتوى للرد على مسألة واحدة!
على من مصاريف الطبيب وثمن الدواء بالنسبة للأولاد والزوجة هل على الزوج أم الزوجة؟
1) مصاريف علاج الزوجة تكون على الزوج ولو كانت موسرة
2) جميع ما يحتاجه الصغير من طعام وكسوة ودواء يكون على أبيه لا يشاركه فيه أحد
فتاوى دار الإفتاء المصرية - 3320
و سؤال للأخ الحمامي: هل درست /تدرس في كلية شرعية؟!
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الجواب
قرأت في التعليقات على متن أبي شجاع (ماجد الحموي) أنه ليس عليه التداوي لأن التداوي راجع إلى حفظ أصل الجسم فلا يجب عليه كعمارة الدار المستأجرة ثم قال هذا بالاتفاق.
فاستغربت.
لا لم أدرس في أي كلية ولكن أحب الفقه.
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:52 ص]ـ
لا أحد؟(58/206)
بماذا يُنصح المقبل على قراءة شرح الإمام النووي لصحيح مسلم؟ وفق الله الجميع
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:25 م]ـ
وكذا لو ذكر الأخوة ما يحتاجه القارئ لشرح البخاري لابن حجر رحم الله علماء المسلمين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:39 ص]ـ
إذا كنت تنوي قراءة شرح مسلم للإمام النووي
فأنصحك أن تعلق الفوائد على طريقة عبد السلام هارون وهي ذكر طرف المسألة مع الجزء والصفحة، والإمام النووي جزاه الله خيرا أسلوبه رائع جدا في شرح مسلم، يعطيك المفيد بأسلوب سلس راقٍ، بغير أن يدخل بك في تشعبات لا طائل تحتها، والسبب في ذلك أنه لم يرد إطالة الكتاب برغم قدرته على إيصاله إلى مائة مجلد كما ذكر في المقدمة، لضعف تحصيل الطلاب.
وإذا انتهيت بارك الله فيك، فلا تبخل على إخوانك بفهرس الفوائد التي التقطتها
ولعلك تحمد نصيحتي إذا أردت الرجوع إلى أمر في الكتاب فاستفدت من تلك الكناشة
وأما شرح البخاري للحافظ ابن حجر، فهو كتاب فذ في بابه لكن أسلوبه أصعب من شرح مسلم للنووي، لأن الحافظ ابن حجر كان يريد الجمع مع عدم الإطالة، فكان أسلوبه مختصرا دقيقا، وهو أيضا يتشعب في مباحث كثيرة دقيقة من علم الحديث والرواية تصعب على الطالب إذا لم يكن متخصصا في الحديث.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[19 - 01 - 06, 02:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا أخي وبارك فيك
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[19 - 01 - 06, 04:06 ص]ـ
و لا تنسى الإنتباه للأمور العقدية احذر منها والله أعلم.
ـ[الرسلاني]ــــــــ[19 - 01 - 06, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان فتح الباري لابن حجر وكذلك شرح الامام النووي على صحيح مسلم
من اجل الشروح واعظمها ومن اوعية العلم التي من الله بهما على الامه
لذا اذكر الاخ بالاتي:
ان ياخذ العقيده من مظانها الاصليه او ان يقرا التعليقات العقديه على كل من الكتابين
ورحم الله كلا منهما وغفر لهم
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[19 - 01 - 06, 11:26 م]ـ
عذرا أبا ندى .. أنا لا أعرف مستواك في التحصيل،ولكن أرى أنه ينبغي طرح سؤال قبل ذلك:
هل تنصحونني بقراءة شرح مسلم؟
فمستوى القارئ العلمي لا بد أن يعرف،إذ ليس كل كتاب مهم ومفيد يصلح أن يقرأه الإنسان في أي مرحلة من مراحل الطلب،بل التدرج مطلوب،والترقي معتبر،حتى يستفيد الإنسان بالفعل مما يقرأ؛ لأنه إذا قرأ كتاباً لا يناسب مستواه كان كالذي يريد أن يتعلم السباحة في البحر، فماذا تتوقع أن يصيبه؟!
إن لم ينج غرق!!
ولك ـ ولجميع المشاركين ـ تحياتي.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 12:16 ص]ـ
لعلك قبل الشروع تقرأ ما كتب حول الكتاب وشرحه
مثل هذا الرابط
التعريف بالإمام مسلم، وكتابه الصحيح: منهجه، ميزاته، طبعاته، شروحه، وما ألف حوله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22449&highlight=%D5%CD%ED%CD+%E3%D3%E1%E3)
أو تراسل بعض طلبه العلم عن طريق الإسلام اليوم ومثل علي الصياح وتطلب منه ذلك
وكذلك تأخذ كتاب أحد الإخوة الذين قرأوا الشرح وتنظر فيه فوائد وما عنت له من مشكلات والله أعلم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 06:55 م]ـ
انصحكم بعدم قراءة الكتاب بل انصحكم بدراسة الكتاب(58/207)
حكم التداوي بالمحرمات من غير الخمر
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:43 م]ـ
السلام عليكم
ما حكم التداوي بالمحرمات من غير الخمر؟
الذي أعرفه عن المسألة هو اختلاف أهل العلم في التداوي بالمحرم من غير الخمر على قولين:
القول الأول: جواز التداوي به للضرورة، وبه قال: الحنفية و الشافعية وابن حزم.
القول الثاني: المنع و عدم جواز التداوي به مطلقا وهو مذهب المالكية و الحنابلة.
و لكن ما يشكل علي هو ... لماذا يستدل من قال بالمنع بأنه: " لا يجوز قياس تناول المحرمات للتداوي على جواز سد الرمق - في حالة الجوع الشديد الذى يخشى منه الهلكة- بأكل الميتة، وإزالة الغصة بشربة من المسكر، لأن دفع الهلكة في هاتين الحالتين متيقن بخلاف الأدوية فإن تحقق الشفاء بها غير متيقن بل هو مظنون لأن من الناس من بشفى بغير دواء! "
مع أن المقصود من التداوي بالمحرم - من غير الخمر - و سد الجوع الشديد بأكل الميتة: واحد و هو حفظ النفس!
كما أن القول بأن فائدة الدواء غير متيقنة ليس صحيحا في كل دواء بل إن من الأدوية ما نفعه غالب على الظن جدا و هذا كاف!
فما رأيكم؟؟؟؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:47 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي أخي الكريم أدلي بدلوي في هذا البحث فأقول وبالله التوفيق
اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة على قولين
الأول/الجوازوبه قال الحنفية والشافعيةوابن حزم وهو ووجه راجح عند الحنابلة
أما الحنفية:
فقال ابن عابدين/لابأس بأبوال الإبل ولحم الفرس للتداوي
وأما الشافعية: فقال النووي رحمه الله في المجموع 54/ 9وأما التداوي بالنجاسات غير الخمر فهو جائز في جميع النجاسات غير المسكر هذا هو المذهب والمنصوص وبه قطع الجمهور قال قال أصحابنا وإنما يجوز التداوي بالنجاسة اذا لم يجد طاهرا يقوم مقامها فان وجده حرمت عليه بلا خلاف وعليه يحم حديث ان الله لم يجعل شفاؤكم فيما حرم عليكم فهو حرام عند وجود غيره وليس حراما اذا لم يجد غيره
وأما الحنابلة ففي كشاف القناع:أنه يجوز التداوي بالنجس لما فيه من البرد والرطوبة بخلاف المسكر فانه لايحصل به ري لان فيه من الحرارة مايذيد العطش ا. ه
وخالف ابن قدامة رحمه الله فقال فى المغنى:لايجوز التداوي بالمحرم ولاشيء فيه محرم مثل ألبان الأتن ولحم شىء من المحرمات ا. ه وهذا الذي ذكره رحمه الله رأيت له مؤيدا عن الإمام أحمد رحمه الله فىمسائله براوية ابنه عبد الله قال: وقال أبى لا تعجبني ألبان الإبل
القول الثاني/المنع من ذلك وهو مذهب المالكية
جاء في المنتقى شرح موطأ مالك للباجي: أنه لا يجوز شرب بول الإنسان ليتداوى به عند مالك ولا بأس بشرب أبوال الأنعام الثمانية التي ذكرها الله عز وجل قيل له أكل ما يؤكل لحمه قال: لم أقل إلا أبوال الأنعام الثمانية بل ولا خير في أبوال الآدمي
أما ما أشكل عليك أخي الكريم فلعل في قول بعض اهل العلم هذا يزيل ما اشكل وهو:انه لو كان الشفاء قطعى لحرم التداوى لكثرة الطرق العلا جية الاخرى من رقية وتلاوة القران والدعاء والصدقة والغذاء ثم الادوية المباحة
وأيضا أن بعض الادوية المحرمة تكون أحيانا فيها لذة والنفوس تميل اليها فيكون ذريعة الى تناولها لاسيما اذا علمت النفوس انه نافع لها مزيل لاسقامها جالب لنفعها والله أعلم
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:20 ص]ـ
الأخ ياسر: جزاكم الله خيرا!
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[25 - 01 - 06, 08:44 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا اخي الحبيب(58/208)
شارك-التقاسيم العلمية
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الافاضل كل من وقف منكم على تقسيم علمي لمسألة مثلا نجد في شرح ابن عثيمين رحمة الله عليه في شرحه للاصول الثلاثة انه ادرج عدة تقسيمات كالعلم ينقسم الى نظري و ضروري
فليضعها هنا بارك الله فيكم وليذكر المرجع مع الصفحة
جزاكم الله خيرا
شارك و لا تبخل علينا يا طالب الحق
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:08 ص]ـ
هناك موضوع مشابه لبعض مشائخ الملتقى اسأل المشرفين عنه يفيدونك
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:11 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30417&highlight=%C7%E1%DD%D1%E6%DE
بارك الله فيكم لعلكم تقصدون موضوع "الفروق"للشيخ السديس
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكما الله خيرا
انا اقصد التقاسيم العلمية ولقد و ضحت دالك في المساكة السالفة(58/209)
سؤال عن الإمام ابن الحاجب
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلماء ورثة الانبياء
ومنهم الامام الجليل ابن الحاجب
عندي سؤال عن الامام ابن الحاجب المالكي
لامام كتب كثيرة
والامام كان يتقن كثير من الفنون وله شهرة واسعة
فهو امام في الاصول وامام في علوم لغة وغيرها من العلوم
وله مختصرات كثيرة كان يعكف عليها المتاخرون
ويذكرونه في كتبهم
سؤال: لماذا قل تدريس كتب ومختصرات هذا الامام؟
وما هو سبب عدم اشتهاره في هذا العصر
لا يعرفه الا طلبة العلم
مع انه كان مشتهرا في الماضي
هل هي لصعوبة كتبه وضعف الهمم
وهل هناك اماكن تدرس كتبه ويدرس كتبه
من عنده ترجمة فليضعه هنا لانني ابحث عن ترجمة مطوله له
وما هي العلوم التي كان يتقنها
جزاكم الله خيرا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:15 م]ـ
من يعرف ترجمة لابن الحاجب
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 02 - 06, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
العلماء ورثة الانبياء
عليهم السلام ... وهم لم يورثوا دينارا ولا درهما.
ومنهم الامام الجليل ابن الحاجب
عندي سؤال عن الامام ابن الحاجب المالكي
لامام كتب كثيرة
والامام كان يتقن كثير من الفنون وله شهرة واسعة
فهو امام في الاصول وامام في علوم لغة وغيرها من العلوم
وله مختصرات كثيرة كان يعكف عليها المتاخرون
ويذكرونه في كتبهم
سؤال: لماذا قل تدريس كتب ومختصرات هذا الامام؟
كما قلّ تدريس كتب غيره ... لاستعاضتهم عنها بكتبه ... انتقل الناس لكتب غيره لأنها أكثر اختصارا ...
وما هو سبب عدم اشتهاره في هذا العصر
هذا العصر لا يعرف فيه إلا القليل من أهل العلم.
لا يعرفه الا طلبة العلم
هذا طبيعي ... وكذلك في الزمان الأول لا يعرفه إلا أهل العلم وطلبته.
مع انه كان مشتهرا في الماضي
بين أهل العلم
هل هي لصعوبة كتبه وضعف الهمم
لكن من التطويل كلت الهمم - - فصار الاختصار فيه ملتزم
نعم ... عجبتُ له يسأل ويجيب (ابتسامة مودة).
وهل هناك اماكن تدرس كتبه ويدرس كتبه
ما أظن ذلك ...
تعذرت أسبابه وندر - - طالبه وهان من بين الورى
من عنده ترجمة فليضعه هنا لانني ابحث عن ترجمة مطوله له
وما هي العلوم التي كان يتقنها
ذكرتَ بعضها سابقا ... ويضاف إليها القراءات و الفقه والعروض ...
جزاكم الله خيرا
وفقك الله.
هذه ترجمة منقولة مع اختصار وإضافة:
ابن الحاجب هو الشيخ العلامة المقرئ الأصولي الفقيه النحوي أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي الدويني الأصل الإسنائي المولد المالكي، صاحب التصانيف.
ولد سنة سبعين وخمس مائة أو سنة إحدى - هو يشك - بإسنا من بلاد الصعيد، وكان أبوه حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي.
اشتغل أبو عمرو بالقاهرة، وحفظ القرآن، وأخذ بعض القراءات عن الشاطبي، وسمع منه " التيسير "، وقرأ بطرق " المبهج " على الشهاب العزنوي، وتلا بالسبع على أبي الجود، وسمع من أبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وبهاء الدين القاسم ابن عساكر، وفاطمة بنت سعد الخير، وطائفة، وتفقه على أبي المنصور الأبياري وغيره.
وكان من أذكياء العالم، رأسا في العربية وعلم النظر، درس بجامع دمشق، وبالنورية المالكية، وتخرج به الأصحاب، وسارت بمصنفاته الركبان، وخالف النحاة في مسائل دقيقه، وأورد عليهم إشكالات مفحمة.
قال أبو الفتح ابن الحاجب في ترجمة أبي عمرو بن الحاجب: هو فقيه، مفت، مناظر، مبرز في عدة علوم، متبحر، مع دين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف.
قلت: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين ابن عبد السلام عندما أعطى صاحبها بلد الشقيف للفرنج، فدخل مصر وتصدر بالفاضلية.
قال ابن خلكان كان من أحسن خلق الله ذهنا، جاءني مرارا لأداء شهادات، وسألته عن مواضع من العربية، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام، ثم انتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وبها توفي في السادس والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وست مائة.
قلت: تلا عليه بالسبع شيخنا الموفق ابن أبي العلاء. وحدث عنه المنذري، والدمياطي، وأبو محمد الجزائري، وأبو إسحاق الفاضلي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الحسن ابن البقال، وجماعة. وأخذ عنه العربية جماعة، منهم شيخنا رضي الدين القسرطيني، وقد رزقت كتبه القبول التام لجزالتها وحسنها. وممن روى عنه ياقوت الحموي فقال: حدثني عثمان بن عمر النحوي المالكي، حدثنا علي بن المفضل، حدثنا السلفي، أن النسبة إلى دوين ذبيلي.
من مصنفاته المختصر الأصولي " منتهى السول " والفقهي " جامع الأمهات " و " الأمالي " و " الكافية في النحو " وغير ذلك ....
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[05 - 12 - 06, 06:27 ص]ـ
الله يجزيك خيرا استاذنا لم نسمع منكم منذ مدة
نسئل الله ان ينفعنا بعلومهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/210)
ـ[ابن سبيل]ــــــــ[05 - 12 - 06, 06:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
مما كان يلقنا إياه بعض شيوخنا:
أرعى التلاميذَ كلاً غير وخم ** سليلُ حاجبٍ ومات بوخم
لتسهيل حفظ وفاته، يعني أنه توفي سنة 646هـ (وهي: وخم)(58/211)
من هو الامام ابن الملقن؟
ـ[محبكم البرازيلي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 04:11 ص]ـ
السلام عليكم
من يعطيني ترجمة ابن الملقن؟؟؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه ترجمته من " إنباء الغمر " لتلميذه ابن حجر - رحمهما الله - (1/ 275):
عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري الأندلسي ثم المصري سراج الدين ابن أبي الحسن المعروف بابن الملقن ولد سنة ثلاث وعشرين في رابع عشري ربيع الأول منها وكان الملقن واسمه عيسى زوج أمه فنسب إليه ومات أبوه أبو الحسن وهو صغير وكان عالما بالنحو وأصله من الأندلس رحل أبوه منها إلى التكرور وأقرأ أهليها القرآن فحصل له مال ثم قدم القاهرة فولد له هذا فمات وله سنة وأوصى به إلى الشيخ عيسى المغربي وكان يلقن القرآن في الجامع الطولوني فتزوج بأمه فعرف به وحفظ القرآن والعمدة وشغله في مذهب مالك ثم أشار عليه بعض أصحاب والده أن يقرئه المنهاج فحفظه وأنشأ له وصيه ربعا فكان يكتفي بأجرته ويوفر له بقية ماله وكان يقتني الكتب بلغني أنه حضر في الطاعون العام بيع كتب شخص من المحدثين فكان وصيه لا يبيع إلا بالنقد الحاضر قال: فتوجهت إلى منزلي فأخذت كيسا من الدراهم ودخلت الحلقة فصببته فصرت لا أزيد في الكتاب شيئا إلا قال: بع له فكان فيما اشتريت مسند الإمام أحمد بثلاثين درهما وكان ربما عرف بابن النحوي وربما كتب بخطه كذلك فلذلك اشتهر بها ببلاد اليمن عني في صغره بالتحصيل فسمع من ابن سيد الناس والقطب الحلبي وأكثر عن أصحاب النجيب وابن عبد الدائم وتخرج بزين الدين الرحبي ومغلطاي وكتب عنهما الكثير وتفقه بشيوخ عصره ومهر في الفنون واعتنى بالتصنيف قديما فشرح كثيرا من الكتب المشهورة كالمنهاج والتنبيه والحاوي على كل واحد منها عدة تصانيف وخرج أحاديث الرافعي وشرح البخاري ثم شرح زوائد مسلم عليه ثم زوائد أبي داود عليهما ثم زوائد الترمذي على الثلاثة ثم النسائي كذلك ثم ابن ماجه كذلك واشتهر بكثرة التصانيف حتى كان يقول إنها بلغت ثلاثمائة تصنيفا واشتهر اسمه وطار صيته وكانت كتابته أكثر من استحضاره فلهذا كثر القول فيه من علماء الشام ومصر حتى قرأت بخط ابن حجي كان ينسب إلى سرقة التصانيف فإنه ما كان يستحضر شيئا ولا يحقق علما ويؤلف المؤلفات الكثيرة على معنى النسخ من كتب الناس ولما قدم دمشق نوه بقدرة تاج الدين السبكي سنة سبعين وكتب له تقريظا على كتابه تخريج أحاديث الرافعي وألزم عماد الدين ابن كثير فكتب له أيضا وقد كان المتقدمون يعظمونه كالعلائي وأبي البقاء ونحوهما فلعله كان في أول أمره حاذقا وأما الذين قرؤا عليه ورأوه من سنة سبعين فما بعدها فقالوا: لم يكن بالماهر في الفتوى ولا التدريس وإنما كان يقرأ عليه مصنفاته غالبا فيقرر على ما فيها وجرت له محنة بسبب القضاء تقدمت في الحوادث وكان ينوب في الحكم فترك وكان موسعا عليه في الدنيا وكان مديد القامة حسن الصورة يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الاشتغال والكتابة وكان حسن المحاضرة جميل الأخلاق كثير الإنصاف شديد القيام مع أصحابه واشتهر بكثرة التصانيف حتى كان يقال إنها بلغت ثلاثمائة مجلدة ما بين كبير وصغير. وعنده من الكتب ما لا يدخل تحت الحصر منها ما هو ملكه ومنها ما هو من أوقاف المدارس لا سيما الفاضلية ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره ففقد أكثرها وتغير حاله بعدها فحجبه ولده نور الدين إلى أن مات في سادس عشري ربيع الأول وقد جاوز الثمانين بسنة وكان حسن المحاضرة ويحب المداعبة مع جميل الأخلاق وكثرة الإنصاف وجمال الصورة والقيام مع أصحابه.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:35 م]ـ
أفضل ترجمة له حسب علمى ترجمة الشوكانى فى البدر الطالع فقد دافع عن التهم التى وجهت إليه من أهل عصره ومنهم ابن حجر والله أعلم
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 04:35 م]ـ
وله ترجمه ايضا في طبقات الشافعيه لابن قاضي وحسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة للسيوطي(58/212)
ما حكم إزالة المرأة لشعر الذراعين و الساقين للزينة؟
ـ[رفيدة]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:50 ص]ـ
ما حكم إزالة المرأة لشعر الذراعين و الساقين للزينة؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:59 ص]ـ
مباح و الله أعلم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 01 - 06, 07:12 ص]ـ
ادخلي على موقع العلامة ابن عثيمين واكتبي الكلمة المراد البحث عنها في محرك البحث في الموقع وستجدين ضالتك وغيرها من الفتاوى المهمة (رحم الله الشيخ)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 01 - 06, 07:39 ص]ـ
تراجع الفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=3860&Option=FatwaId ..
والفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=10441&Option=FatwaId ..
والفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=1926 ..
والفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=36708&Option=FatwaId ..
والفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=36874&Option=FatwaId ..
والفتوى: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=53434&Option=FatwaId ..
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:30 ص]ـ
...............
ـ[صالح العقل]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:43 م]ـ
ما حكم إزالة المرأة لشعر الذراعين و الساقين للزينة؟
أمر حسن؛ لما فيه من حسن التبعل للزوج!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:31 ص]ـ
تكلم عن ذلك ابن رشد في بداية المجتهد وذكر إباحته، فراجعي تفصيل ذلك فيه. والله أعلم.
ـ[وائل النوري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجمل ما ذكره أهل العلم في هذا الباب.
الشعور التي تتعلق بها الأحكام ثلاثة:
1 ـ شعر حرام الأخذ منه.
2 ـ شعر واجب أو مستحب الأخذ منه.
3 ـ شعر مسكوت عنه.
هل يلحق بالممنوع أم بالمباح؟ ووجه الخلاف خاصة هل إزالته من تغيير خلق الله تعالى أم لا؟
والسؤال متعلق بالأخير. وهو أقسام:
1 ـ شعر ينبت في غير محله مثل الوجه للمرأة.
2 ـ شعر عادي في محله. مثل الساق ونحوه.
3 ـ شعر كثير في محله. مثل الساق والذراع ونحوهما ويلحق بها الحاجب على تفصيل.
والأصل في إزالتها الإباحة إذ لم يقم دليل على المنع.
أما الأول: فظاهر إزالته وذلك للحرج والعيب والنقص، بل ذهب بعضهم إلى سقوط دية المعتدي بالإزالة، لأنه أزال عنه الشين. وفيه نظر.
وأما الثاني: إزالته من الحسن والجمال وتمام التبعل.
وأما الثالث: فمثله بل أظهر فإن ذلك يفحش في المرأة وتعاب به، وقد منع منه بعضهم وكذا الشعر العادي وجعله من تغيير خلق الله تعالى، وهو غير ظاهر.
لأن التغيير تغييران:
1 ـ تغيير للخلقة الأصلية. وهو ممنوع.
2 ـ تغيير لا يخرجه عن الأصل كالزائد في الحاجب والكثير في محله ونحوهما.
وهل يشترط في الأخيرين إذن الزوج؟
قال أهل العلم: يخرج على الخلاف في حكم طاعة الزوج؟
والصحيح الإذن. لكن لابد من قيد مهم يغفل عنه كثير من الناس، وهو القصد في هذا الفعل، فإن تضمن التشبه بأهل الفسق أو الكفر أو أحد الجنسين للآخر منع منه قولا واحدا. وهناك قيود أخرى ذكرها أهل العلم لها تعلق بالمسألة من وجه آخر. والحمد لله أولا وآخرا.
أخوكم وائل.(58/213)
هل ثبت عن الامام احمد بن حنبل قوله ان اكثر ما يخطئ فيه الناس في التأويل والقياس؟
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:24 ص]ـ
هل ثبت عن الامام احمد بن حنبل قوله ان اكثر ما يخطئ فيه الناس في التأويل والقياس؟
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:27 م]ـ
نقل ذلك عنه شيخ الإسلام في القواعد النورانية حيث قال (فرضي الله عن أحمد حيث يقول: (ينبغي للمتكلم في الفقه أن يجتنب هذين الأصلين: المجمل والقياس. وقال أيضاً (أكثر ما يخطيء الناس: من جهة التأويل والقياس). ص (364)(58/214)
من هو محمد بن جعفر؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:32 م]ـ
الإخوة الأفاضل حفظهم الله
روى الإمام أحمد فى مسنده 17534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِى ابْنَ أَبِى ثَابِتٍ - عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ أَوِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِيكُمْ وَإِنَّكُمْ وُلاَتُهُ وَلَنْ يَزَالَ فِيكُمْ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالاً فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلْقِهِ فَيَلْتَحِيكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ».
فمن المقصود بمحمد بن جعفر: هل هو محمد بن جعفر البزاز، أبو جعفر المدائنى (قال أبو حاتم: يكتب حديثه، و لا يحتج به)
أم هو محمد بن جعفر الهذلى، مولاهم، أبو عبد الله البصرى،المعروف بغندر (قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سألت أبى عن غندر، فقال: كان صدوقا و كان مؤديا، و فى حديث شعبة ثقة)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:52 م]ـ
أخي الفاضل / ياسر .... بارك الله فيك ......
إذا أُطلق اسم (محمد بن جعفر) يروي عن شعبة، فهذا - والله أعلم - غندر، لأنه من أكثر مَنْ جَالَسَ شعبة، بل جالسه نحو من عشرين سنة.
وهذا الحديث أشار إلى ضعفه ابن حجر في " الفتح " (13/ 116) [باب: الأمراء من قريش].
وضعف إسناده أيضاً شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند.
والله أعلم.
ـ[ياسر30]ــــــــ[21 - 01 - 06, 09:38 ص]ـ
الأخ الفاضل/رمضان حفظه الله
جزاك الله خيرا على الرد وزادك علما
و هل يمكن تأكيد قولك بذكر قول أحد علماء الجرح والتعديل؟ أم أنه استقراء منك؟(58/215)
مسجد لا يقام فيه صلاة الجمعة، هل يعتبر مسجدا؟
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسجد لا يقام فيه صلاة الجمعة، هل يعتبر مسجدا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:25 م]ـ
نعم يعتبر مسجد. وللاستزداه يراجع كتاب احكام المسجد للشيخ عبدالله العسكر وانقل لك جزء منه.
التعريف في اللغة:
لفظ المسجد يدور في مفهومه ومعناه حول مادة (سَجَدَ)، فلا بد من التعرف على معنى هذه المادة؛ من أجل الوصول إلى المعنى المراد للمسجد.
جاء في (مختار الصحاح): " سَجَدَ: خضع ومنه سُجُودُ الصلاة وهو وضع الجبهة على الأرض ... والاسم السِّجْدَةُ بكسر السين،و السَّجَّادَةُ: الخُمْرة ... والمَسْجَدُ بفتح الجيم جبهة الرجل حين يصيبه أثر السجود. ()
وجاء في (لسان العرب) ():
" سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض، وقوم سُجَّدٌ سجود ... والمَسْجَدُ المسجِد الذي يسجد فيه، والمِسْجَدَةُ: السَّجَّادَةُ والخُمْرَةُ المسجود عليها. والمَسْجَدُ بالفتح جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود. وقوله تعالى: (وأن المساجد للَّه)؛ قيل: هي مواضع السجود من الإِنسان الجبهة والانف واليدان والركبتان والرجلان. وقال الليث في قوله عز وجل (وأن المساجد للَّه) قال: السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد واحدها مسجَد.وقال: المسجِد اسم جامع حيث سُجد عليه وفيه. فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه "
وجاء في (القاموس المحيط) ():
سَجَدَ: خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ. ().
وأسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ.
والمَسْجَدُ، كمَسْكَنٍ: الجَبْهَةُ، والآرابُ السَّبْعَةُ مَساجِدُ.
والمَسْجِدُ: المَسْجَدُ، وسَجِدَتْ رِجْلُهُ، كفَرِحَ: انْتَفَخَتْ، فهو أسْجَدُ.
والأسْجادُ في قولِ الأسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
من خَمْرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَّقٍ وافى بها كدراهِمِ الأسْجادِ
... وعَيْنٌ ساجِدَةٌ: فاتِرَةٌ.
ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ: أمالَها حَمْلُها، وقولُه تعالى: {وادْخُلوا البابَ سُجَّداً}، أي: رُكَّعا
وجاء في (مفردات القرآن) ():
" سجد- السجود أصله: التطامن (التطامن: الانحناء) والتذلل، وجعل ذلك عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو عام في الإنسان، والحيوانات، والجمادات، ... والمسجد: موضع الصلاة اعتبارا بالسجود ".
التعريف الشرعي:
هناك تعريفات قصرت مفهوم المسجد على جزء من المعنى المراد الذي يدور عليه هذا البحث.فمن ذلك:
قال الزجاج: "كل موضع يتعبد فيه فهو مَسْجِدٌ. أَلا ترى أَن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال "جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً " ()
وهنا نلحظ أن الزجاج عمم مفهوم المسجد بكل ما تقام فيه العبادة، وعلى هذا فالكنيسة والبيعة والصومعة _ على هذا التعريف _ تعدُّ مسجداً!! لأنها مكان يتعبد فيه. ولاشك أن هذا التعريف غير مراد هنا.
وقد عرفه ابن الأعرابي بقوله:" مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت؛ ومصلى الجماعات " ()
وهذا المعنى فيه عموم أيضا، وإن لم يكن كالعموم في تعريف الزجاج. فهنا قد أدخل محاريب البيوت، وكذلك المصليات التي تقام فيها الجماعات. وهذا ليس هو المراد من هذا البحث، فإن المصلى له أحكام تختلف عن المسجد، كما سنذكر ذلك في طيات البحث _ إن شاء الله _
والتعريف الذي يختاره الباحث ويميل إليه مأخوذ من تعريف النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد؛ وذلك حين أرشد ذلك الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد (وكان جاهلا لم يعرف حرمة المسجد ولا ماذا يعني) فقال له صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ " ()
من خلال ذلك التعريف النبوي يتضح أن المسجد هو:
مكان مخصوص له أحكام مخصوصة بني لأداء عبادة الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن.
ومما يعضد هذا التعريف قول الله تعالى في كتابه الكريم: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) ()
ومن خلال التعريف اللغوي واشتقاقاته يتبين أن تلك الاشتقاقات تعود إلى معنيين:
الأول: أن المسجِد هو مكان العبادة.
الثاني: أن المسجِد هو موضع السجود.
وكلا المعنيين يشتمل عليه التعريف الشرعي: فإن المسجد هو المكان الذي تقام فيه الصلاة، والصلاة عبادة من العبادات، فهو مكانها الأصلي الذي تؤدى فيه.
وكذلك فإن من أبرز معالم الصلاة وحركاتها السجود. والسجود:هو وضع الجبهة على الأرض، وهذه الأرض التي يسجد عليها هي المسجد؛ بناء على ما قرره الباحث من أن الصلاة تقام في الأصل في المسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/216)
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:57 م]ـ
شكر الله لأبي عمر بيانه، ولعلي أذكر قاعدة تضبط هذا الأمر أشار إليها الشيخ عبدالله حفظه الله إشارة خفية في الكلام المنقول آنفاً.
وهي: كل أرض وقفت لإقامة الصلوات فيها فهي مسجد.
هذا هو أهم ضابط للمسجد في لسان الشرع وهو مأخوذ من قوله (إنما جعلت .. ) والآية المذكورة في كلام الشيخ أعلاه.
فإن لم تكن الأرض موقوفة لذلك فليست مسجداً بالعرف الشرعي وإن صح أن تسمى بعض البقاع غير الموقوفة مساجد لغة.
فإن كانت غير موقوفة غير أنها بنيت لأداء الصلوات كبعض ما يقال لها مساجد في بعض المرافق الخاصة أو المستشفيات المملوكة فهي مصليات وإن عظمت وارتفعت مآذنها.
أما المسجد فإذا كانت الجمعة تقام فيه فهو مسجد جامع، وإلاّ فهو مسجد ليس بجامع وهذا كأنه اصطلاح.
والتفريق بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي في الكلام من الأهمية بمكان.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا .....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:42 ص]ـ
بارك الله فيكم، وكذلك سمى الله تعالى مسجد قباء مسجدا مع أن صلاة الجمعة لم تكن تقام فيه
قال تعالى {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (108) سورة التوبة.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 01 - 09, 03:52 م]ـ
لإثراء النقاش لأهميته:
من المعلوم أن الوقف لا يسمح به في الدول الغربية وغير معتبر أصلاً، وعليه كل المساجد والمصليات أو دور العبادة عندهم عبارة عن أملاك أو مباني مستأجرة خصصت للصلاة أو العبادة، مع الإذعان بأنها ليست وقفية. فهل تأخذ حكم المصليات لا المساجد؟
الجواب يترتب عليه مسائل مهمة وعديدة، مثل صلاة ركعتين عند دخول المسجد و دخول المرأة الحائض لحضور الدروس وإقامة الجنب فيه والإعلان للبيع والشراء وما إلى ذلك من تفريعات!
بارك الله فيكم
ـ[العسري يونس]ــــــــ[17 - 07 - 09, 06:57 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[17 - 07 - 09, 08:17 م]ـ
فالمسجد شرعا يطلق على المسجد الجامع وغيره إلا أن الجامع خاص بالذي تؤدى فيه صلاة الجمعة ويحصل فيه الاعتكاف، قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: والاعتكاف في المسجد الجامع أحب إلينا وإن اعتكف في غيره فمن الجمعة إلى الجمعة. انتهى.
وفي كفاية الطالب الرباني ممزوجا برسالة ابن أبي زيد القيرواني: لا يصح الاعتكاف إلا في المسجد الجامع في المكان الذي تصح فيه الجمعة. انتهى.
وغير المسجد الجامع هو المسجد الذي تؤدى فيه الصلوات الخمس فقط وثبتت وقفيته.
فتوى:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=72682&Option=FatwaId(58/217)
الثمار الدانية4 (من الحيل الفقهية المستحسنة)
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 04:44 م]ـ
السلام عليكم .. وبعد: فإليكم ثمرة اليوم وهي الرابعة. من لطائف حيل أبي حنيفة رحمه الله تعالى أن رجلا أتاه بالليل فقال أدركني قبل الفجر وإلا طلقت امرأتي. فقال: وما ذاك؟ قال: تركت امرأتي الليلة كلامي، فقلت لها: إن طلع الفجر ولم تكلميني فأنت طالق ثلاثا، وقد توسلت إليها بكل أمر أن تكلمني فلم تفعل.
فقال له: اذهب فمر مؤذن المسجد أن ينزل فيؤذن قبل الفجر فلعلها إذا سمعته أن تكلمك، واذهب إليها أنت وناشده أن تكلمك قبل أن يؤذن المؤذن، ففعل الرجل، وجلس يناشدها، وأذن المؤذن فقالت: قد طلع الفجر وتخلصت منك. فقال الرجل: قد كلمتني قبل الفجر وتخلصت من اليمين.
قال ابن القيم رحمه الله: وهذا من أحسن الحيل. (إعلام الموقعين4/ 16)(58/218)
حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:20 م]ـ
هل الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد التشهد الأول واجبة وما الذي يصرف ظاهر الأمر من الوجوب إلى الاستحباب أليس قول من قال أنها واجبة وبأقل لفظ وهو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أولى بالصواب من قول قال بالاستحباب وكذا دعاء الاستعاذة من أربع
أفيدونا ولكم الشكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=134152#post134152(58/219)
هل يطلق اسم ريان على بنت؟
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 06:24 م]ـ
؟؟
كأنه للذكر وللاناث ريا.
لكن هل ينطق ريا: رياً أم كدنيا؟(58/220)
اين يذهب الماء؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين , وعلى صحبه وآله الطاهرين الطيبين وبعد:
فان الله عز وجل قد بين في كتابه الكريم وعده باظهار حقيقة هذا الدين للمكذبين فقال عز وجل:" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" فاني قد احببت هنا ان ابين كيف ان القران تكلم عن مصير ماء المطر الذي لا يعرف الانسان العادي اين يذهب بعد نزوله من السماء الا على نحوا السيل ومثل قوله تعالى:"أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
" فبين عز وجل ان الزبد يذهب هباء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. بالطبع الزبد هو الفورة او الرغوة التي تعلوا الماء والتي لا يستفاد منها. اما الماء فمكثه في الارض هو ما سينفع الناس.
هذا ما يعرفه بنوا ادم من خلال مشاهدتهم وانما هو مثل ضربه الله عز وجل للحق والباطل. ولكن ما مصير ما يمكث في الارض؟
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ"
"وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"
اما الأولى فهي بيان لان ماء المطر انما يسلك بالارض طريقه لينابيع.
اما الثانية فهي تشير الى المياه الجوفية.
ومن الماء ما يخزنه بنوا آدم في الابار:"أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا" وقال تعالى:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " والماء يغور في الارض اذا تصدع حابسه عن النزول
الى اسفل وقد يتشقق الصخر فيغور الماء الى ان يجد من يمنعه من الغور أكثر.
فقال تعالى مخبرا هؤلاء الذين يعتمدوا على الماء الذي في الابار مماصنعه بنوا آدم او كان سطحيا يمكن ان يحفر قليلا ليصل اليه طالبه: ارأيت ان غار هذا الماء العذب الى الارض فمن سيأتيك بماء تشرب منه عذبا من غير مشقة؟
*************************************
والماء هو سر الحياة وليس اجمل من ان يخرج الماء الزلال من الصخر القاسي:
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ
والماء يتفجر من الصخر ان كان الماء محجوزا خلفه وأعلى منه مستوى. فاذا تصدع شيء من الحاجز خرج منه الماء بتتابع. اي تفجر.
وهو معنى قوله تعالى:
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/221)
فما تفجرت منه الانهار وتتفجر الانهار يعني تكون منابعها من بين تلك الحجارة وتسري هذه المياه سلسة الحركة من بين تلك الصخور على عكس قلوبهم التي لا تقبل حتى مرور الهداية منها. اما التي تششقق فهي ما كانت حابستا لماء ومع تصدع الارض انشق طرف منها فسال الماء الذي كانت تحبسه.
ومن الاية كلام عن الصخر والماء: فانسياب الماء لولا الصخر القاسي لما انحبس منه شيء ولغار في الارض ولولا تشققه وتصدعه لبقي محبوسا يحبس الماء فلا تخرج حتى تفيض عنه. والصخر له علاقة بالماء والحياة في نواح اخرى. اذ ان التربة لو تشبعت بالماء ولم يمنعها الصخر من الانزلاق لانهارت والانزلاقات الطينية مدمرة للحياة. فلولا الصخر لاصبحت الارض مستوية السطح ولولا الصخر لما بقيت انهار ولا ينابيع ولذلك قال الله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فلو مدت الارض وبسطت من غير جبال لما كان انهارا في الارض.
فمن هنا عرفنا ان الماء الذي ينزل من السماء هو اساس كل ماء عذب , وعلمنا ان الماء منه ما يحجز في الارض ويسكن فيها كالماء الارتوازي ومنها ما يخزنه الناس في آبارهم السطحية وبالسدود. ومنه يكون في الارض الى ان يجد مانعا (حجارة متماسكة) لنزوله الى اسفلها فتكون العيون والينابيع. وتتفجر منه الانهار.
هل يقال ان محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم هذا الامر؟
اهل الالحاد يسخروا من ان الله قال ان الجبال رواسي للارض ولن الصخر يشقق فيخرج منع الماء ويسخروا من قول الله عن المطر لانهم يروا المطر يزل كل سنة مرات عديدة ويروا الغمام والرياح. ولكن هل تفكروا يما في ايات الله عز وجل في خلقه:
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ?16? لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ?17? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ?18? وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ?19? يسبحون الليل والنهار لا يفترون ?20? أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ?21? لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ?22?
فاي عبثية في هذه الارض. لولا ان الله خالقها لفسدت هي والسماء فما يمسكهما من الزوال الا ما اودعه فيهما بعلمه وحكمته , اذا فالماء حكمة الله في الخلق فمن يستطيع ان يحجزه غيره:
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ وخزن الشيء حبسه ومنعه.
فلن يستطيع احد حجز الماء من السماء ولا منعه عن العباد احد وان منع ما يمر عنده او حوضه او بئره فلن يمنع ماء السماء.
السؤال لكل من يعرف كيف تكون المياه في الارض سواء الجوفية او الفوارة من ينابيع كيف عرف النبي ذلك؟
"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ... إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[17 - 01 - 06, 07:22 م]ـ
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
هذا مثل قسوة قلوب أهل الالحاد.
لان الحجارة القاسية مع صلابتها فانها تتأثر بالماء الذي هو لين.
اما التي تتفجر منها الانهار فان المياه لتنحت تلك الصخور وتجري لها طريقا. وتذيب منها في الماء الجاري. فتتشكل هذه الصخور القاسية. ففيه دلالة على ان الماء يحفر الصخر بجريانه.
و ان الحجارة الصلبة تشقق فيخرج منها الماء فتشققها دليل على انها مع قسةتها تشققت وتشقق القاسي هو دليل ان لصلابتها حد .. ولا تشقق الحجارة الا بتصدع الارض او تشرب انواع من الصخور للماء مما يجعلها اقل صلالبة ويعرضعا للتشقق.(58/222)
أستفسار نرجوا الإجابة عليه!!
ـ[ابو منصور الحسيني]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواني في الله أعضاء الملتقى
أحب ان استفسر عن الادعية التي تكون في المنتديات كذكر الله فمثال ذلك: سجل حضورك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم و وغيرها من هذه المواضيع التي تكثر في المنتديات؟؟
اتمنى منك الإجابة ولكم من جزيل الشكر اخوتي!!!
اخوكم في الله ابو منصور الحسيني
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:05 م]ـ
للشيخ عثمان الخميس كلام في المسالة وسؤال له:
لقد كثر عبر المنتديات موضوع سجل حضورك اليومي بالمنتدى عبر الصلاه والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. فأحتار الكثير بين مؤيد ومعارض لمثل هذه الفكره التي انتشرت في اغلب المنتديات وتستطيع كتابه هذا العنوان في صفحه بحث الجوووجل وسترى النتائج لمثل هذه المنتديات؟ وأحببت معرفه هل هذا الشىء واجب ومفروض ام انه بدعه؟؟؟
فأجاب بما نصه:
الظاهر والله أعلم أنه غير مشروع
http://www.almanhaj.com/fatwaa/article.php?ID=2761
وقد سالت الشيخ سلطان العويد عن المسالة فأجابني بأن تخصيص عبادة ما بوقت ما وإن لم يكن على سبيل التعبد هو بدعة ...
ولاشك ان الذكر عبادة فالي يظهر عدم مشروعية العمل والله اعلم(58/223)
دعاء مشتهر في صالات الأسهم، هل وقف أحد عليه؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:31 م]ـ
الإخوة الأكارم /
سمعت هذا الدعاء فأشكل علي ّمعناه، ثم بحثت عنه فلم أجده لا في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا حتى موضوع.
فهل وقف أحد من الأفاضل عليه ?.
الدعاء:
من داوم على قرائة هذا الدعاء يسهل عليه تحصيل الرزق:
(اللهم ياسبب من لا سبب له، ياسبب كل ذي سبب،
يامسبب الأسباب من غير سبب، سبب لي سببا
لن أستطيع له طلبا، صل على محمد وآل محمد،
وأغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك،
وبفضلك عمن سواك ياحي ياقيوم).
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 09:52 م]ـ
ليس في الأسهم فحسب بل سمعته غير مرة في أكثر من جهة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:05 ص]ـ
شيخنا الكريم:
حاولت - عبثاً - البحث عنه في الجامع الكبير للتراث الإسلامي، الإصدار الثاني؛ لكني لم أجد شيئاً!
ـ[العاصمي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:15 ص]ـ
هو حديث مركّب موضوع، وخبر مختلق مصنوع، أمارات الصنعة والتركيب عليه بادية، وليس عليه نور!
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:39 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
عبدالله المزروع
العاصمي
جزاكم الله خيرا، والذي يظهر أنه حديثُ عهدٍ بوضع، وقد بحثت عنه حتى في كتب الموضوعات ولم أقف على شيء، وقد وجدت بعض منتديات الرافضة - قبحهم الله - تكثر من ذكره، وتدعو إلى حفظه وتكراره.
خاطرة:
غريبٌ غفلة الناس عن الصحيح وتشبثهم بالضعيف والموضوع!.
فالحمدلله.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 02:34 م]ـ
هذا دعاء وليس بحديث بارك الله فيكم , وهو موجود في أحد كتب الرافضة وهو كتاب (المجتنى من الدعاء المجتبى لمؤلفه علي بن موسى بن الطاووس)
وقد جاء فيه ما نصه:
"" فصل في دعاء مجرب في سعة الرزق
رأيناه في تاريخ الفاضل الأوحد في علومه علي بن أنجب المعروف بابن الساعي فيما يختص بسنة إحدى و عشرين و ست مائة رواه عن أحمد بن محمد القادسي الضرير فقال حدثني أنه وصل بغداد فقيرا في حال سيئة لا يملك شيئا من الدنيا فبقي على ذلك مدة فضاق ذرعا بما هو فيه فألهم دعاء فكان يدعو به و يواظب عليه فيسر الله له الرزق و سهلت أسبابه و ذكر أنه صار ذا ثروة و يسار و تجمل فسألته عن الدعاء فقال
اللهم يا سبب من لا سبب له يا سبب كل ذي سبب يا مسبب الأسباب من غير سبب صل على محمد و آل محمد و أغنني بحلالك عن حرامك و بفضلك عمن سواك يا حي يا قي وم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين ""
فبذلك عرفنا السبب ولماذا هو مذكور في منتديات الرافضة أخزاهم الله.
أخي المسيطير وفقه الله قلت:
(غريبٌ غفلة الناس عن الصحيح وتشبثهم بالضعيف والموضوع!.)
فلعلك تنشط وتجمع هذه الأدعية ليستفيد منها إخوانك , وخاصة الذين تراهم في صالات الأسهم
فالذي فهمته من كلامك أنك من رواد تلك الصالات (ابتسامة!) جزاك الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:23 م]ـ
الأخ الفاضل / خالد الحربي
جزاك الله خيرا، إضافة متميزة.
وللأخ الكريم / عباس رحيم وغيره من الإخوة الفضلاء مشاركات فيما تفضلتَ بطلبه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=566037
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 01 - 06, 05:51 م]ـ
السبب هو لكل شيء ولا يستثنى مخلوق من السبب فكل شيء يحدث بسبب.
لان السبب هو علة الشيء وطريقه التي يتعلق بها. و كل لفظ لسبب سيكون الوصل للشيء او للأشياء.
فالله عز وجل قال عن ذي القرنين:"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"
فقال عنه "فَأَتْبَعَ سَبَبًا" وتقرأ بالهز "فأتبع" ايضا.وتخفيف التاء.
اما عبارة:"يا سبب من لا سبب له " هي غير صحيحة الا اذا اراد يا مسبب الاسباب التي لا نعلمها. فلا يجوز نفي السبب مطلقا فالله خالق كل شيء. وهو خالق افعال العباد. فلا مخلوق يتغير حاله الا بسبب منه عز وجل.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 01 - 06, 12:54 ص]ـ
فالذي فهمته من كلامك أنك من رواد تلك الصالات (ابتسامة!) جزاك الله خيرا. [/ u]
جزاك الله خير الجزاء على مشاركاتك، وإضافتك، وابتسامتك، ودعائك.
وكما يقول الإخوة من أهل مصر: منييين يا حسرة:)؟!.
والحمد لله أني لست من روادها.
ـ[السنافي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 01:10 ص]ـ
أخي المسيطير ... حفظك الله!
هل سمعتَ هذا التأمين و الدعاء .. على كلامك الأخير:
" إيجيبْ اللهْ مُطَرْ "!
:)(58/224)
لقد كثر الكلام مابين مؤيد ومعارض فبادر برأيك بالعلم الذي يسمى علم البرمجة اللغوية
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:10 م]ـ
الحمد لله وبعد والصلاة والسلام على اشرف الانبياء:
الى مشايخنا الفضلاء .... وطلاب العلم النجباء ..... كلنا يعرف او قد سمع بالعلم الذي يسمى علم البرمجة اللغوية الاعصبية nlp ولاشك ان الكلام فيه قد كثر مابين مؤيد ومعارض؟؟
فلذلك نريد شيئين ممن يقرأ الموضوع:
الأول: نظرتك لهذا العلم ومارايك به؟
الثاني: من كان لديه نقولات عن مشايخ سواء بالموافقة او بالرفض لهذا العلم فليضعها حتى يكون الموضوع مثرى في المنتدى؟
وجزاكم الله خيرا وبانتظار مشاركتم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:06 م]ـ
أقوالكم يامشايخنا الفضلاء ...... وياطلبة العلم.
نرجو المشاركة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 07:45 م]ـ
لعلك يا أخي الفاضل تنظر في هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24828&highlight=NLP
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9072&highlight=NLP
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53490&highlight=NLP
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=49989&highlight=NLP(58/225)
هل من الحرمان عدم حج النافلة مع القدرة؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:14 م]ـ
هل من الحرمان عدم حج النافلة مع القدرة؟؟
هذا منتشر على ألسن بعض الدعاة ..... مارأيكم؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:58 ص]ـ
الحديث الوارد في ذلك بأن من أصحح الله له جسمه ولم يفد إليه كل خمس سنوات فهو محروم هو حديث لايصح وإن صححه بعض المعاصرين.
فلعل اعتمادهم في ذلك على هذا الحديث، والله أعلم.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 01 - 06, 11:41 ص]ـ
من يتيح لغيره حج الفريضة يؤجر بنيته ونرجوا الله ان يثيبه بما ييسر على غيره.
القصد ان عدد من يحج من كل بلد محدود. وكثيرا ما يمنع البعض غيره من الحج بسبب تكراره للحج ومنع غيره. لان العمر امر يؤثر به من يريد الحج. وقد سمعت ان الكثير يقسم انه لم يحج البيت كاذبا ليأخذ مكانه ببعثات الحج.
فالله عز وجل لم يفرض الا حجة واحدة على الانسان. وجعل العمرة الى العمرة مثل الحج الى الحج من حيث تكفير الخطايا.
والله تعالى اعلم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:21 م]ـ
تكرار الحج
سلمان بن فهد العودة 29/ 11/1426
31/ 12/2005
يستعدّ الكثير - من أهل الخليج والسعودية بصفة أخص - هذه الأيام للسفر إلى الأماكن المقدسة لحج بيت الله الحرام.
حج الفريضة واجب على كل مسلم قادر توفّرت فيه الشروط بإجماع العلماء، بل هو أحد الأركان الخمسة التي عليها مدار الإسلام بالاتفاق، ومن جحد وجوبه كفر إجماعاً.
والتزوّد من النوافل خير، (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158]
بيد أن ثمّة نوافلَ تخص الفرد ذاته, كالصلاة والصيام، فهذه تعود إلى المتطوّع دون غيره، والأغلب أن الآخرين لا يتضرّرون منها، ولا يستفيدون منها بصفة مباشرة.
وثمّة نوافل تنفع الناس, ويتعدّى برّها وخيرها لهم؛ كنوافل الصدقة والإحسان؛ فمهما أكثر منها المرء كان فضلاًًَ له، ونفعاًَ لغيره.
ولذا يُقال: لا إسراف في الخير, وإن كان هذا الأمر ليس على إطلاقه.
ولذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص عندما أوصى بماله كله، بأن يُمسِك بعضه فهو خير له. البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين في قصة الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ونزلت توبتهم؛ قال كعب بن مالك: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقاً, وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَقَالَ له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ).
ويبقى قسم ثالث من النفل لا يتعلق بالمرء ذاته فحسب، بل له تعلّق بالآخرين بسبب المزاحمة في المكان أو في غيره.
والحج والعمرة من هذا القبيل، فإن المشاعر محدودة، والزمان موقوت لا يتقدم ولا يتأخر.
ويعلم كل ذي لُبّ أنه لو حجّ من المسلمين نسبة قليلة ممن لم يؤدّوا الحج أصلاً - ولتكن (1%) - لكان عدد الواقفين بعرفة (12 مليون حاجٍ)، ولما وَسِعهم المكان, ولفات الكثيرين منهم الحج, ولأساء بعضهم إلى بعض بالضرورة.
ولذا فالحجاج الآن (0.1%) من نسبة السكان (أي: واحد بالألف).
ومعنى ذلك أن شعباً كإندونيسيا (200 مليون) يحتاجون إلى ألف سنة ليتمكنوا من أداء الحج.
طبعاً هذا افتراض نظري بحت!!
زِد على ذلك المعاناة السنوية بالازدحام الهائل الذي يفقد الفريضة روحانيتها وقدسيتها، ويحيلها إلى صخب وضجيج وعِراك وجدل، ويتكرر المشهد دورياً بأن يموت المئات تحت أقدام إخوانهم، وهم – جميعاً – متلبسون بأداء فريضة من فرائض الله.
ويا للحزن العميق!
يُفترض أن الدافع إيماني دائماً لهذه الرحلة المباركة ... فكيف يغفل المسلم القريب في هذه الديار عن الآثار الصعبة التي يحدثها تكرار الحج كل عام، أو عاماً بعد عام على إخوانه المسلمين القادمين من بعيد، المؤدين للفريضة- وليس النافلة - من شيوخ ونساء وضعفاء وفقراء ومرضى .. وهو لا يبالي بهم، ولا يكترث لمعاناتهم، والمهم أن يداوم على ما اعتاده من الحج؟!
وفي سبيل هذا العمل قد يزوّر الترخيص، وقد يكذب، وربما استدان مالاً، أو ترك أهله مع حاجتهم له، أو صارت رحلة الحج عنده فسحة ومتعة وتسلية واستئناساً بالصحبة المعتادة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/226)
وإذا كانت تنظيمات الحج لا تسمح بتكراره الآن إلا بعد خمس سنوات، وهذا مبني على قرار هيئة كبار العلماء في المملكة حرصاً على تنظيم الحج وتفويج الراغبين فيه، وقد ورد في حديث فيه مقال عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقول: (إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ).رواه الطبراني وأبو يعلى والبيهقي وابن حبان، وضعّفه غير واحد.
وإذا كانت صحة الجسم وسعة الرزق، وضمنها أمن الطريق محل رعاية، وهي أمور تعود للإنسان ذاته، فهذا يتضمن باللزوم رعاية حقوق الآخرين واحتياجاتهم ومصالحهم من أهل يعولهم، أو من لهم عليه استحقاق ما, ومنهم إخوانه المسلمون الحجاج الذين يطلبون ما يطلب ويريدون ما يريد.
والكثير من الناس يردّدون: ماذا يضرّ وجودي وأنا فرد واحد!
وماذا ينفع غيابي!
وهذا منطق غريب، يوحي باستفحال الرؤية الأنانية, وغياب الإحساس بالمسؤولية!
ولو أن كل من قرأ هذه السطور أخذ على نفسه أن يتصدق بقيمة حجة النافلة على إخوانه المسلمين, ويتصدق أيضاً بالمكان الذي سوف يحتله لو حج في منى أو عرفة أو مزدلفة أو عند البيت أو عند الجمرة أو في الطرقات أو المراكب؛ لأمكننا أن نساهم فعلياً في تخفيف الازدحام، وتيسير الحج، وتجنيب المسلمين مغبة الارتباك والقتل عند المشاعر.
والصدقة بقيمة الحج أفضل في مثل هذه الأوقات التي تتعاظم حاجة الناس فيها إلى المال، كما في الكوارث التي تضرب بلاد الإسلام من الزلازل، أو المجاعات أو الحروب التي لم تنقطع منذ عشرات السنين.
ذكر ابن مفلح في الفروع (ج2/ص497) أن الإمام أحمد سُئل: أيحج نفلاً أم يصل قرابته؟ قال: إن كانوا محتاجين يصلهم أحبّ إلي.
ونقل ابن هانئ في هذه المسألة أن الإمام أحمد قال: يضعها في أكباد جائعة.
وفي الزهد للإمام أحمد عن الحسن قال: يقول أحدهم أحجّ أحجّ, وقد حججت! صِلْ رحماً, تصدّق على مغموم, أحسن إلى جار.
وفي كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي: إن الصدقة أفضل من الحج ومن الجهاد.
وعن وكيع عن سفيان عن أبي مسكين قال: كانوا يرون أنه إذا حج مراراً أن الصدقة أفضل. وهو قول الإمام النخعي أيضاً.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (ج: 4 ص: 465): والحجّ على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست واجبة, وأما إن كان له أقارب محاويج فالصدقة عليهم أفضل, وكذلك إن كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته.
وفي مثل هذه الأحوال التي يعاني الحجيج فيها من إشكالات عديدة في أداء النسك بسبب الجهل والازدحام وسوء التنظيم وغير ذلك يكون الأمر ألزم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: (يَا عُمَرُ، إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لاَ تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ). أخرجه أحمد والشافعي والبيهقي في الكبرى.
وعن ابن عباس قال: إذا وجدت على الركن زحاماً فانصرف ولا تقف.
وعن منبوذ بن أبي سليمان عن أمه أنها كانت عند عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها: يا أم المؤمنين، طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً, فقالت لها عائشة: لا أجرك الله لا أجرك الله، تدافعين الرجال؟ ألا كبّرت ومرَرْت. وعن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص أنها قالت: كان أبي يقول لنا: إذا وجدتُن فرجة من الناس فاستلمن، وإلا فكبّرن وامضين.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عطاء عن ابن عباس قال: كان يكره أن يزاحم على الحجر تؤذي مسلماً أو يؤذيك.
وعن سعيد بن عبيد الطائي قال: رأيت الحسن أتى الحجر، فرأى زِحاماً فلم يستلمه، فدعا ثم أتى المقام، فصلى عنده ركعتين.
وهذا ليس خاصاً بالحجر أو الركن، بل هو قاعدة عامة أن ما يترتب عليه مشقة على الناس أو تضييق فعلى المرء تجنّبه.
نعم هنالك من يكون الحج أولى له، أو يلزمه بسبب غير سبب الوجوب الأصلي، كمن يذهب مَحْرَماً لزوجه أو قريبته، أو مصاحباً لوالد مسِن، أو قائماً على مسؤولية تتعلق بمصالح الحجيج، دينية كانت أو دنيوية، لكن يظل سواد عريض من مزمعي الحج هم من غير هؤلاء.
وإنني أتمنى من الشيوخ الأفاضل والدعاة والمفتين، وكبار العلماء, وأخصّ منهم سماحة المفتي العام للملكة؛ أن يُولوا هذا الموضوع عناية خاصة، وأن يوجّهوا نداءات متكرّرة وقويّة إلى الصالحين من أهل هذا البلد خاصة؛ أن يوفّروا على إخوانهم وعلى أنفسهم، وأن يتصدقوا بقيمة حجّهم، خصوصاً وقد صدر من هيئة كبار العلماء في شأن تنظيم الحج ما سبق.
وربك تعالى سيكتب لهم نياتهم الصالحة ومقاصدهم الحسنة، وليؤثروا إخوانهم ممن لم يؤدّوا الفريضة أصلاً، ولا يكونوا بفعلهم هذه النافلة سبباً -ولو غير مباشر- في ارتكاب ذنوب عظيمة من تفويت حجّ على مفترض، أو زِحام يؤدي إلى إزهاق الأنفس، وليراعوا المقاصد الشرعية العظيمة في سَن هذه العبادات وتشريعها للناس، فربما أدّى المرء نافلة، وتسبّب في مفسدة أعظم وأكبر.
وليس من أُخوّة الإيمان – بحال- أن يعزل المرء نفسه عن مشكلات الآخرين وهمومهم؛ فهؤلاء المسلمون الذين تزاحمهم عند الحجر، وفي المطاف والمسعى وعند الجمرة, هم الذين تتألم لهم وأنت تراهم على شاشة التلفاز جياعاً أو مشرَّدين أو مضطّهدين على أيدي الكفرة الغادرين.
والمشكلة الأهم ليست في حج المقتدرين الذين يترتب على حضورهم نفع متعد بعلم أو إحسان، ولكن في حضور غيرهم ممن يرمون بأنفسهم في الزّحام، فيفترشون الطرقات ويسدّون المنافذ، ويوقعون المهالك.
تقبّل الله منا ومنكم صدقاتكم, وغفر لنا ولكم.(58/227)
حكم الاكتتاب في بنك الريان القطري
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله/ فضيلة الشيخ ما حكم الاكتتاب في بنك الريان القطري؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، فقد اطلعت على نشرة الاكتتاب الصادرة من البنك، وتبين لي أنه بنك إسلامي قائم على المصرفية الإسلامية، ويحتوي هيكله على هيئة للرقابة الشرعية تتكون من أصحاب الفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ نظام اليعقوبي والشيخ وليد هادي، ونصت نشرة الإصدار على تقديم المصرف للمنتجات البنكية التي تقرها الهيئة الشرعية للبنك. وبناء على ذلك أرى جواز الاكتتاب في المصرف، وأسأل الله سبحانه وتعالى للقائمين عليه التوفيق والسداد، وأن يسدوا الحاجة الكبيرة للمصرفية الإسلامية، وأن يقدموا من المنتجات المالية ما فيه خير للمسلمين في هذه المنطقة وغيرها. والله أعلم.
الشيخ: محمد بن سعود العصيمي
15/ 1 / 2006
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 03:38 م]ـ
سمعت فتوى لعلم جليل بحرمة المساهمة فيه.(58/228)
هل ابن القيم له جولة مع الصوفية؟
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:41 ص]ـ
أنا عضو جديد عندكم يا أهل الحديث وإني من المحبين لكم قبل المشاركة هنا وبعدها، وعندي سؤال حول ما حقيقة أن ابن القيم كان صوفيا؟ وخاصة أنه استخدم ألفاظهم أحيانا؟ وأنه شرح احد الكتب التي لها قبول عندهم وهو منازل السائرين؟ وأتمنى ان تكون الإجابة مفصلة.
ـ[أمين السلفي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم
أخي مرحبا بك في المنتدى
فيما يخص سؤالك ستجد الجواب الشافي ان شاء الله في سلسلة الهدى و النور للشيخ الألباني رحمه الله شريط رقم 437 الدقيقة 25
يقول الشيخ الألباني أن ابن القيم ألف كتاب مدارج السالكين قبل أن يتبين له المنهج السلفي بعبارة أخرى عندما كان صوفيا و للمزيد من التوضيح عليك أخي بسماع الشريط
وفقني الله و اياك لما يحب ويرضى
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 01 - 06, 02:43 ص]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك الامام رحمه الله ألف الكتاب عندما
مات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فكيف يكون قريب عهد به ...
ثم كلام شيخ الالباني رحمه الله فيه نظر .... لان الامام ابن القيم يذكر كثيرا شيخه في الكتاب
كان شيخنا ...
ثم التصوف عند شيخ معناه تهذيب الخلق فهو يقبل تصوف بذلك المعني ولا يرده الا ما وفقعوا فيه من الاخطاء
حيث يقول في كتابه:
فصل قال صاحب المنازل: الخلق: ما يرجع إليه المتكلف من نعمته أي
خلق كل متكلف: فهو ما اشتملت عليه نعوته فتكلفه يرده إلى خلقه كما قيل:
إن التخلق يأتي دونه الخلق %
وقال الآخر:
يراد من القلب نسيانكم % وتأبى الطباع على الناقل فمتكلف ما ليس من نعته ولا شيمته: يرجع إلى شيمته ونعته وسجيته فذاك الذي يرجع إليه: هو الخلق قال: واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم: أن التصوف هو الخلق وجميع الكلام فيه يدور على قطب واحد وهو بذل المعروف وكف الأذى قلت: من الناس من يجعلها ثلاثة: كف الأذى واحتمال الأذى وإيجاد الراحة
ومنهم: من يجعلها اثنين كما قال الشيخ بذل المعروف وكف الأذى ومنهم من يردها إلى واحد وهو بذل المعروف والكل صحيح قال: وإنما يدرك إمكان ذلك في ثلاثة أشياء في العلم والجود والصبر ف العلم يرشده إلى مواقع بذل المعروف والفرق بينه وبين المنكر وترتيبه في وضعه مواضعه فلا يضع الغضب موضع الحلم ولا بالعكس ولا الإمساك موضع البذل ولا بالعكس بل يعرف مواقع الخير والشر ومراتبها وموضع كل خلق: أين يضعه وأين يحسن استعماله
و الجود يبعثه على المسامحة بحقوق نفسه والاستقصاء منها بحقوق غيره فالجود هو قائد جيوش الخير
و الصبر يحفظ عليه استدامة ذلك ويحمله على الاحتمال وكظلم الغيظ وكف الأذى وعدم المقابلة وعلى كل خير كما تقدم وهو أكبر العون على نيل كل مطلوب من خير الدنيا والآخرة قال الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاةوإنها لكبيرة إلا على الخاشعين [البقرة: 45]
فهذه الثلاثة أشياء: بها يدرك التصوف والتصوف: زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى ومعية من تحبه فإن المرء مع من أحب كما قال سمنون: ذهب المحبون بشرف الدنيا والآخرة فإن المرء مع من أحب والله أعلم انتهي
فالشيخ اذن يقبل التصوف بمعني تزكية النفس ويري جواز استعماله
فكثير من العلماء مثل ابن رجب وابن حزاميين الذي كان يسميه شيخ الاسلام
جنيد زمانه وغيرهم يرون التصوف السني ... وهو عندهم تزكية النفس
وليس معناه ان الشيخ علي مذهب كثيرمن الصوفية اليوم
يري ما يراه اتباع ابن عربي
او كثير من صوفية اليوم الذين خالفوا طريق السلف
من الرقص وتقديس الشيوخ واستغاثة الاموات الي غير ذلك فالشيخ برئ من مذهب هؤلاءوليس منهم
ولعل هذا الرابط يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512&highlight=%E3%CF%C7%D1%CC+%C7%E1%D3%C7%E1%DF%ED%E4
اما استعمال الشيخ لفظ التصوف في كتابه:
هناك قاعدة
ففي كتاب معالم في السلوك وتزكية النفوس يقول المؤلف: ((
موقف السلف من الالفاظ المجملة في الاعتقاد هو التفصيل
فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا اذا بين ما أثبت بها فهو ثابت
وما نفي بها فهو منفي فهم ينظرون مقصود فائلها فإن كان معني صحيحا قبل لكن ينبغي التعبير عنه بالفاظ النصوص الشرعية
دون الالفاظ المجملة إلا عند الحاجة مع قرائن تبين
المراد والحاجة ... مثل ان يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها .. )) انتهي
والتصوف عند شيخ
بمعني تزكية التصوف وحسن الخلق ...
--------------------------------------------------------------------------------
ابن وهب
مشرف تاريخ الإنضمام: Apr 2002
المشاركات: 3655
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الشيخ المحدث الألباني
لا دليل على أن ابن القيم صنف مدارج السالكين وهو قريب عهد بالتصوف
فالكتاب صنفه ابن القيم بعد وفاة ابن تيمية (ت728)
وابن القيم قد لازم ابن تيمية من سنة 712 - 728
فهل بعد هذا نقول أنه صنف الكتاب وهو قريب عهد بالتصوف
قال ابن القيم في مدارج السالكين
((ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه فى المنام وكأني ذكرت له شيئامن أعمال القلب وأخذت في تعظيمه ومنفعته لا أذكره الآن فقال: أما أنا فطريقتي الفرح بالله والسرور به أو نحو هذا من العبارة # وهكذا كانت حاله في الحياة يبدو ذلك على ظاهره وينادي به عليه حاله)
انتهى من مدارج السالكين (من نسخة الكترونية سقيمة) أوردت هذا للدلالة على أنه صنف الكتاب بعد وفاة شيخ الاسلام
والله أعلم
===============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26634&highlight=%E3%CF%C7%D1%CC+%C7%E1%D3%C7%E1%DF%ED%E4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/229)
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 12:12 م]ـ
شكرا لشيخنا أبو حمزة وشكر أيضا للأستاذ أمين،ولكنني أبحث عن ثبوت أن ابن القيم كان فعلا صوفيا منت خلال كتب التراجم، وهل له تأثير على ما يكتب؟ وإن لم يكن فماذا نفسر ألفاظه تلك المنقولة -وحتى وإن كانت هذه الألفاظ المجملة قد تدل على معنى صحيح لكن كيف نستخدمها مع التصاق البدعة بها وجزاكم الله خير.(58/230)
لماذا لا يكتب كل مؤلف نبذة عن حياته في مقدمة الكتاب؟ دعوة للحوار
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:23 م]ـ
من باب تعلموا من أين تأخذون دينكم))
أحياناً تقرأ لك كتاب إما مجلد أو مجلدين فلا تعرف عن كاتبه إلا إسمه
أما ماهي عقيدته وما منهجه
و من شيوخه؟
و ما علمه؟
لا تعرف عن ذلك شئ فأرجوا من الأخوة أن يبدوا رأيهم حول هذا الموضوع
ـ[الاستاذ]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:06 ص]ـ
من الممكن أن يكون فيه نوع من التزكية. ولو ترك للناشر لكان افضل.(58/231)
الثمار الدانية5 (شبهة ورد)
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:18 م]ـ
5 - قال أحد الزنادقة:
يد بخمس مئي من عسجد وديت* ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض ما لنا إلا السكوت له * ونستجير بمولانا من العار
فأجابه أحد العلماء:
يد بخمس مئي من عسجد وديت * لكنها قطعت في ربع دينار
حماية الدم أغلاها وأرخصها * خيانة المال فانظر حكمة الباري
قال ابن القيم:
((كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت)) (إعلام الموقعين 2/ 63)(58/232)
نظراً لأهمية هذه الاستشارة أفردناها هنا (استشارة مهمة)
ـ[الدرر السنية]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:43 م]ـ
الإخوة الكرام نرجو التفاعل معنا بخصوص هذا الموضع لأنه يهمنا جميعاً
تقدم لنا الإخوة الكرام العاملون في مركز التراث للبرمجيات وطلبوا منا الموسوعة الحديثية (تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم) لوضعها ضمن برامجهم الحديثية فاعتذرنا منهم لأسباب منها:
أولاً: الموسوعة مازالت تحت التحديث والتصحيح ونحن حريصون على أن تكون خالية من الأخطاء المنهجية و المطبعية قدر الإمكان ووجودها على أقراص قبل تمام ذلك بمثابة من يتعجل في طباعة كتاب ثم يظهر أنه كثير الأخطاء وهذا للأسف مشاهد في كثير من الكتب والبرامج والكتاب أو البرنامج إذا اقتناه الشخص يصعب تدارك الخطأ بعد ذلك.
ثانياً: الموسوعة الحديثية عمل خيري غير ربحي والقائمون عليها والداعمون لها هدفهم ألا تباع وتشترى وليس من حقنا أن نتصرف في الموسوعة بدون علمهم، في حين عمل الإخوة في مركز التراث عمل ربحي -وفيه خير إن شاء الله-.
ثالثاً: ذكرنا لهم أيضاً أن الهدف المنشود بعد استكمال الموسوعة إن شاء الله هو نشرها وتوزيعها مجاناً وقد أنجزنا بعد عمل متواصل الليل و النهار خلال خمس سنوات ما يقارب مائتي ألف حديث وتوقعاتنا أنها لن تزيد عن ثلاثمائة وخمسين ألف حديث فذهب الكثير وبقي القليل
واستشارتنا لكم هي:
هل ترون أننا أصبنا في ذلك أم لا؟ وبم تنصحوننا؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 01 - 06, 04:44 م]ـ
لعل مبادرتكم بمراسلة التراث ومراسلة غيرها من الشركات العاملة في هذا المجال من جملة المعروف الذي لن يعدم باذلوه خيراً وهو حري بكم وبفضيلة الشيخ المشرف. ولاسيما أن الإنترنت غير متاحة لكل من يملك حاسباً في كل وقت.
أما إن كان من شرط الباذلين لها أن لا تهدى لجهة تستخدمها استخداماً فيه عائد ربحي أو أنه لا يحق لجهة كهذه أن تأخذها وتضمنها برامجها وفقاً لشرط القائمين عليها، فالموضوع محل نظر، مع أن هذا الشرط لا أخاله حكيماً فما ضر الباذل أن ينتشر الخير الذي عنده بالمجان وبمقابل! وربما فتح عليه الآخر باب خير آخر عن طريق رعاية بذرته وتثميرها.
ولهذا فإن كان هذا هو الشرط فلعل من الحكمة مراجعة الواقفين أو الباذلين. وإلى ذلك الحين فلعل بالإمكان إرسالها إلى الجهات المعنية بإخراج البرامج الإسلامية مع الإذن لهم في إخراجها ضمن برامجهم إن شاءوا مع اشتراط أن لاتكون إضافتها سببا لمزيد كسب مادي، فلا يزاد في سعر البرنامج على حساب الموسوعة، ولتكتف شركات البرمجيات بالدعم المعنوي باشتمال برنامجها على هذه الموسوعة ولا شك أن وجود الموسوعة تلك مزية لبرنامج الشركة التي رضيت بالشرط.
وأما عزمكم على إخراجها مجاناً بعد أن يكتمل العدد الذي ذكرتم فهو أمر طيب لا يعقيه ولا يعيق الإذن لغيركم بنشرها، بيد أن العدد الذي ذكرتموه (350000) حديث ينبغي أن يكون هدفاً مرحلياً وأن يكون مشروع موسوعتكم أكبر من ذلك ما استطعتم إليه سبيلاً وهذا الذي يليق بطموح الشيخ علوي الذي عهدناه.
وأما الأخطاء فلابد منها ولو بعد حين، فإن كنتم ترون أن حال الموسوعة الآن مرضية وأن نسبة الأخطاء فيها قليلة فلتنشر. وإلاّ فلتتأخر -إن كان هذا سبب كاف عندكم لتأخيرها- على الإنترنت وعلى الأقراص سواء فلا كبير فرق.
وفقكم الله لما فيه رضاه، وأعانكم على نشر العلم وسدد آراءكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 05:06 م]ـ
لم لا تخرجونه على شكل إصدرات؟
فتخرجون الآن قرصا مبدئيا يكون هو الإصدار الأول لنستفيد منه خاصة عند عدم الاتصال بالإنترنت.
ثم إذا عدلتم وزدتم ما أردتم أخرجتم الإصدار الثاني ويكون هو المعتمد.
وفقكم الله
ـ[المستفيد7]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:50 م]ـ
قد ذكرت نحو ما ذكر اخي الفاضل حارث همام مع انه له فضل بيان وزيادة تقرير وفقه الله وهذه المشاركة اذكرها هنا تاييدا للاخ الفاضل بارك الله فيه:
رأي لعله يفيد.
مارايكم ان تجمعوا بين الحسنيين؟
تاذنوا للتراث بوضع موسوعتكم ضمن برامجهم وتجعلوا ذلك لهم مجانا وتبقى الحقوق لكم.
وفي هذا اكبر الاستفادة من عملكم. وجه ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/233)
تستمرون انتم في عملكم واذا انجزتموه تم توزيعه مجانا فتستمر خطتكم كما هي ولا يؤثر اذنكم للتراث.
وفائدة اذنكم للتراث:
1 - ان برامج التراث منتشرة وكثير من طلبة العلم اشتروها ويشتكي الكثير منها فاذا اذنتم لهم كان في هذا اصلاحا للاخطاء الواقعة لديهم فكان في هذا خدمة للسنة ولطلبة العلم.
2 - انكم تحققون اكبر الاستفادة من عملكم فيكون عملكم يستفاد منه مستقلا ويستفاد منه ضمن برامج التراث.
3 - انكم اذا اعطيتموه التراث قد يدخلون عليه برمجيات او امور خدمية تفيد من عملكم اكثر.
4 - ان هذا لا يتعارض مع كون العمل خيريا لانكم لم تجنوا اي ربح منه واعطيتموه للتراث مجانا.
5 - لا يكون كون العمل خيريا مانعا من تمام الاستفادة منه.
6 - دع التراث .......... في هذا مساعدة وسرور واغتباط لكثير من طلبة العلم اذا توفر برنامج التراث مصححا مراجعا.
7 - قد يتاخر عملكم وتوزيعه لظروف.
واما قولكم:
((أولاً: الموسوعة مازالت تحت التحديث والتصحيح ونحن حريصون على أن تكون خالية من الأخطاء المنهجية و المطبعية قدر الإمكان ووجودها على أقراص قبل تمام ذلك بمثابة من يتعجل في طباعة كتاب ثم يظهر أنه كثير الأخطاء وهذا للأسف مشاهد في كثير من الكتب والبرامج والكتاب أو البرنامج إذا اقتناه الشخص يصعب تدارك الخطأ بعد ذلك.))
فينظر فيه ويقارن بين المصالح والمفاسد بمعنى هل الموسوعة مصححة ومراجعة تماما بنسبة كبيرة جدا بحيث يعتمد عليها وانما يبقى لها مايرجوه الانسان من تمام تمام تمام الاتقان.
ان كان الامر كذلك:
فبرامج التراث منتشرة وان اذنتم لهم كان في هذا تخفيفا للاخطاء الواقعة في برامجهم ففي هذا مصلحة وفي تصوري ان هذه المصلحة قد تقدم على مفسدة احتمال احتمال وجود اخطاء.
على ان تشترطوا عليهم شرطا انكم اذا تبين لكم اخطاء او نحوها ان يتم تعديلها لديهم.
وطبعا يرجع في تقرير هذا لاهل العلم الذين نتمنى ان نرى رايهم هنا هل الموسوعة الحديثية بوضعها الحالي صالحة للنشر؟ او تحتاج مراجعة يسيرة فيمكنكم القيام بها فاذا تم ذلك اذنتم لهم؟ او ليست صالحة للنشر الان؟
اما قولكم:
((ثالثاً: ذكرنا لهم أيضاً أن الهدف المنشود بعد استكمال الموسوعة إن شاء الله هو نشرها وتوزيعها مجاناً وقد أنجزنا بعد عمل متواصل الليل و النهار خلال خمس سنوات ما يقارب مائتي ألف حديث وتوقعاتنا أنها لن تزيد عن ثلاثمائة وخمسين ألف حديث فذهب الكثير وبقي القليل)).
فليس هذا مانعا من تعدد اوجه الاستفادة من الموسوعة هذا من جهة.
ومن جهة اخرى - بارك الله فيكم - ان مثل هذه الاعمال قد تتاخر ولا سيما فيمن يرجو تمام الاتقان وجودته فلن يتم خروج الموسوعة وتوزيعها في فترة يسيرة.
واضرب لك مثلين:
1 - الموسوعة الشاملة لم يقل عنها ستخرج بعد مدة بل قال الاخوة جزاهم الله خيرا بعد شهر ان شاء الله وتكون الموسوعة عندكم ومضى شهر وشهر وشهر و .... ولم تصدر الموسوعة.
2 - فتح الباري تحقيق احدى دور النشر قالوا عنها ان كل من راها اثنى عليها ولها سنوات والى يومك ولا اثر لها.
وهذه طبيعة الاعمال التي ترجو مزيد الاتقان والدقة.
نسال الله لكم ولكل من يعمل في خدمة السنة التوفيق والسداد.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[17 - 01 - 06, 07:16 م]ـ
ان وضع الموسوعة بشكلها المجاني يساعد طلاب العلم والباحثين. واذا نقلت للتراث او غيرها من المؤسسات الربحية سيعيق امتلاكها لطلاب العلم.
فاذا اعطيت لهم بالمجان فلا تستطيعوا الزامهم عدم بيعها لاسباب.
واذا اعطيت بمقابل سيحرم منها طلاب العلم.
لان التراث على الاغلب ستضع اجزاء منها في اقراص مع المجموعة المعتادة من المعاجم والصحاح والتفاسير. ولا اعتقد انهم سيقبلوا ببيع الموسوعة بالسعر المخفض
جزاكم الله خيرا
ـ[نياف]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:02 ص]ـ
أعتقد والله أعلم أنكم أصبتم
وأنصحكم بعدم الإستعجال حتى تكملوا ماتريدون
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم
أرى أن تبادرون وتعطونها التراث مشترطين عليهم ألا يستغلون ذلك في تغيير سعر برامجهم الحالية
والسبب أن معظم طلبة العلم لا يعرفون إلا برامج التراث .... وسعرهم معقول للغاية الآن .... كما أن تأخير أصدارها لحين أكتمال المشروع سيؤخر الأنتفاع بها ....
نسأل الله أن يثيب من ساهم في هذه الأعمال الجليلة
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 07:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يمكن أن تخرجوها على شكل إصدارات كما قال الأخ الفاضل أبو عبد الله الأثري و يتم رفعها على الأنترنت و أيضا إعطاءها لمركز التراث لبيعها بثمن معقول و إن كان الأفضل التريث حتى إتمامها و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 07:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يمكن أن تخرجوها على شكل إصدارات كما قال الأخ الفاضل أبو عبد الله الأثري و يتم رفعها على الأنترنت و أيضا إعطاءها لمركز التراث لبيعها بثمن معقول و إن كان الأفضل التريث حتى إتمامها و الله تعالى أعلى و أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/234)
ـ[الدرر السنية]ــــــــ[22 - 01 - 06, 06:50 م]ـ
الأخ حارث همام ذكرت عددا من النقاط المهمة جزيت خيرا وهذا تعليقنا عليها:
1 - قولكم: لعل مبادرتكم بمراسلة التراث ومراسلة غيرها من الشركات العاملة في هذا المجال من جملة المعروف الذي لن يعدم باذلوه خيراً وهو حري بكم وبفضيلة الشيخ المشرف.
نقول: الواقع أن الإخوة بمركز التراث هم الذين بادروا وطلبوا منا إعطاءهم الموسوعة لضمها لبرامجهم فاعتذرنا منهم
2 - قولكم: أما إن كان من شرط الباذلين لها أن لا تهدى لجهة تستخدمها استخداماً فيه عائد ربحي أو أنه لا يحق لجهة كهذه أن تأخذها وتضمنها برامجها وفقاً لشرط القائمين عليها، فالموضوع محل نظر،
نقول: نعم هذا صحيح وهذا هو السبب الأساس في اعتذارنا للإخوة
الأخ أبو عبدالله الأثري
ما ذكرته اقتراح جيد وسنسعى لتحقيقه إن شاء الله
الأخ المستفيد7
كلامك قاله لنا من قبل الإخوة في مركز التراث وقد أجبنا عليهم بإجابات يحضرني منها الآن أن الموسوعة لا نملكها نحن إنما يملكها الداعمون والباذلون لها ولا يحق لنا أن نتصرف فيما لا نملك ولها حقوق مسجلة مثلها مثل أي برنامج كمبيوتر، وقلنا لهم أيضاً عملنا خيري غير ربحي وعملكم ربحي فيه خير فإن كنتم على استعداد لجعل عملكم غير ربحي ضممنا يدنا إلى يدكم وإلا فكل ميسر لما خلق له.
الأخ مجدي أبوعيشة والأخ نياف
ما ذكرتماه هو ما نميل إليه حالياً وقد سبق الإخوة في مركز التراث آخرون من داخل المملكة وخارجها واعتذرنا منهم أيضاً
الأخ أبو أحمد الحنبلي والأخ أبو عمر المغربي
إذا أعطاك رجل مجموعة من الكتب لتوزيعها مجاناً فهل يجوز لك أن تعطيها مكتبة من المكتبات لبيعها والاستفادة من قيمتها؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 01 - 06, 01:07 م]ـ
تسليم التراث وغيرهم جهدكم سيستغل بشكل تجاري على أنه تحديث لبرامجهم، ويؤخذ عليه أموال طائلة بلا جهد فعلوه مع وجود الخلل الكبير في برامجهم ويكفينا ما نعاني من سوء إصدارتهم.
ونصيحتي أن تستمروا في عملكم، وإن رأيتم إخراج إصدار أول قريبا = فهذا حسن.
وإذا ذُكر علي القرص "حقوق النسخ لكل مسلم لمن أراد نشره مجانا "
فسينتشر بسرعة وبكثرة، ويحصل به خير كثير.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[23 - 01 - 06, 04:06 م]ـ
أنا أحبذ أنكم تعطوهم سي دي يطبعوها كما هي دون إضافة أو تغير لمحتواها ومضمونها حتى لا يختلط الجيد بما دون الجيد.
وتفعلوا ما فعله الشيخ الشنقيطي في السعودية أنه اشترط ألا تباع ال Cd بأكثر من ريال
فمن يريد أن يطبع ال Cd كما هي بشرط أن يطبع عليها سعراً لا يتعد 2 ريال أو ما يقابله فبارك الله فيه (وبذلك لا يكون هناك متجارة إنما يرد له أصل ماله الذي أنفقه) وهذا أجدي وأنفع للكل
بارك الله فيكم
وشكراً
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[23 - 01 - 06, 04:42 م]ـ
اللهم سدد ...
أرى ألا تعطوها لشركة التراث أبدا ... فتلك الشركة الربحية تطاولت
على قدسية العلم وحرمته، وجعلت من العلم تجارة ومن تراث الدين
(الذي يحمله عن كل خلف عدوله) سلعة يتساومون عليها ويمنون على
الناس بنشره ...
هذه الشركة بالذات تعتبر التجارة في العلم والمحافظة على الحقوق
عبر برامج الحماية ضمانة لتطوير البرمجيات التراثية والعلمية
الشرعية، والذي أعرفه أنه لم يحدث، فأنا أتتبع إصدارات هذه
الشركة منذ مهدها ... ولم أر تطورا ولا تطويرا ..
وتزعم هذه الشركة أن سرقة (هكذا يقولون) برامجهم سيئول بتلك
البرامج إلى الاندثار والإفلاس ...
وجاء موقع الدرر السنية ليقول كلمته الفاصلة أمام هؤلاء التجار
الجشعين الذي ركبوا موجة العلم ليتربحوا منه ... فإصدار الدرر
السنية يعتبر راقيا جدا ومتقدما ومهما لدرجة كبيرة، ومع ذلك
غير ربحي، ويتطور دائما ...
فبأي حق تئول جهود البررة القائمين على هذا العمل دون قصد
التربح إلى جهاد تقصد التربح قصدا، بل تمن على الناس وتتقصدهم
بالنقد والتجريح ...
وبرامج حمايتهم على برامجهم يشعرك أنهم أقرب إلى خلق اليهود
الذي اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا .. وقد قصدت هذه الكلمات
وأتمنى أن تصلهم، فما يجدي التلطف في مثل هذه الأمور التي
جعلت ديننا وعلومنا ومعرفتنا أشبه بالحضارة الغربية التي
حصرت كل شيء في المادة، بينما حضارة الإسلام إنما بنيت على
بذل العلم دون مقابل ...
لقد أهداني أحد الأخوة الأفاضل نسخة من ألفية الحديث وموسوعة
الفقه لشركة التراث، فعندما قرأت التحذيرات والأقسام وطريقة
التنزيل، لم استعمل البرنامج حتى الآن .. وانصرفت همتي
لتتبع ما أريد تتبعه من موقع الدرر السنية وموقع الإسلام لوزارة
الأوقاف السعودية وغيرها من المواقع النافعة والتي تبذل المادة
والنتيجة بأسرع مما تجده في برنامج الألفية ...
وهذه بركة العلم التي يعرفها من ذاق لذة بذل العلم ..
والله يصلح حال المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/235)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 01 - 06, 05:26 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ علوي السقاف وبقية الأفاضل في موقع الدرر السنية
أسأل الله أن يجزل لكم العطية وأن يحييكم حياة هنية وأن يرزقكم الشهادة عند المنية
رأيي أن تتفقوا مع الأخ الفاضل (الدكتور نافع) حيث يصمم للموسوعة برنامجا كما فعل في (الموسوعة الشاملة) وينزله على السيرفر الخاص بموقعكم، ويتاح تنزيلها لمن أراد (كما فعل الأخ الفاضل ابو يعلى البيضاوي في قسم المخطوطات هو والأخ مازن الحسن)، ويكون هذا إصدارا أوليا ثم إذا اكتمل العمل تضعون الإصدار الكامل على سيرفر الموقع وتبدؤون في نسخه على cd وتوزيعه، وهذا لا يخالف شرط الداعمين بل هو عين مطلبهم إن شاء الله
وبهذا ينتشر البرنامج بين أبناء المسلمين ويكون لكم أجره إلى يوم الدين
وأقول لبقية الإخوة إن الشركات التي تعمل في هذا المجال تدفع أموالا وتريد نشر الخير مع الرِّبح وهذا لا محذور فيه وإن كان عندهم أخطاء فالجميع لا يخلو من ذلك
والإخوة في موقع الدرر السنية لو لم تكن هناك جهة داعمة سواء كان الشيخ علوي السقاف حفظه الله بمفرده أو غيره ممن يريدون الأجر لما استمر هذا العمل.
فالواجب تشجيع الجميع وتوضيح الخطإ برفق ولين.
أسأل الله أن يبارك في الجميع وأن ينصر الإسلام والمسلمين على عدوهم من الكفَّار والمنافقين والملحدين
ـ[أبو عمر]ــــــــ[23 - 01 - 06, 06:06 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ علوي السقاف وبقية الأفاضل في موقع الدرر السنية
أسأل الله أن يجزل لكم العطية وأن يحييكم حياة هنية وأن يرزقكم الشهادة عند المنية
رأيي أن تتفقوا مع الأخ الفاضل (الدكتور نافع) حيث يصمم للموسوعة برنامجا كما فعل في (الموسوعة الشاملة) وينزله على السيرفر الخاص بموقعكم، ويتاح تنزيلها لمن أراد (كما فعل الأخ الفاضل ابو يعلى البيضاوي في قسم المخطوطات هو والأخ مازن الحسن)، ويكون هذا إصدارا أوليا ثم إذا اكتمل العمل تضعون الإصدار الكامل على سيرفر الموقع وتبدؤون في نسخه على cd وتوزيعه، وهذا لا يخالف شرط الداعمين بل هو عين مطلبهم إن شاء الله
وبهذا ينتشر البرنامج بين أبناء المسلمين ويكون لكم أجره إلى يوم الدين
وأقول لبقية الإخوة إن الشركات التي تعمل في هذا المجال تدفع أموالا وتريد نشر الخير مع الرِّبح وهذا لا محذور فيه وإن كان عندهم أخطاء فالجميع لا يخلو من ذلك
والإخوة في موقع الدرر السنية لو لم تكن هناك جهة داعمة سواء كان الشيخ علوي السقاف حفظه الله بمفرده أو غيره ممن يريدون الأجر لما استمر هذا العمل.
فالواجب تشجيع الجميع وتوضيح الخطإ برفق ولين.
أسأل الله أن يبارك في الجميع وأن ينصر الإسلام والمسلمين على عدوهم من الكفَّار والمنافقين والملحدين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرى رأي الشيخ خالد بن عمر حفظه الله تعالى
وهو التعاون مع الجميع لنشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن إعطاؤه للتراث يتوجب فيه شروط كما ذكر الإخوة وكذلك يتوجب شرط ملكية الدرر السنية الكاملة للعمل والجهد وحريتها في التصرف فيها كما ترى
ولعلكم تطلبون منهم بالمقابل تخفيض أسعار المنتجات التي يضعون فيها عملكم إن وفقكم الله وإياهم للتعاون
وجزاكم الله خيرا
ـ[الدرر السنية]ــــــــ[26 - 01 - 06, 06:37 م]ـ
الأخ عبدالرحمن السديس شكراً على النصيحة
الأخ أبو سارة إذا كنا سننشرها على سي دي فلا حاجة لإعطائها لهم فهذا أمر ميسور يمكن عن طريق أي جهة والذي نحن عازمون عليه إن شاء الله هو إخراجها بعد تنقيحها ومراجعتها(58/236)
تنبيه الهاجد لما وقع من خلاف في كتب الأماجد
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:09 م]ـ
فهذه فكرة طرأت لي من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) وهى أن نضع في هذا البحث كل كلام أشكل علينا فهمه أو وهم أو مخالفة في كتب علمائنا قديما وحديثا والنظر فيه وهذه الفكرة مشابهة لكتاب شيخنا الحويني حفظه الله لذلك أخذت العنوان من كتابه مع تصريف بسيط لكن الفرق الجوهري هو أنبحثنا في كل العلوم مثل الفقه والعقيدة أسأل الله أن يجعله لوجهه خالصا .....
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 06:20 م]ـ
أول مسألة أشكلت علي. قال الشيخ الألباني (حسن)
[لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم]. (حسن). انظر في الكتاب الروايات الثلاث لقصة المرأة التي خرجت إلى المسجد فتلقاها رجل فتجللها فقضى حاجته منها. والصحيح أنه لم يرجم. وفي الحديث فائدة هامة وهي أن الحد يسقط عمن تاب توبة صحيحة وإليه ذهب ابن القيم في بحث له في (الإعلام) فراجعه 17/ 3 - 20، مطبعة السعادة في الصحيحة (900) فلما نظرت في الإعلام وجدت ما يلى. قال ابن القيم رحمه اللهوما كان من الحدود ولوازمها فإنه لا يسقط بالتوبة ولهذا لو تاب القاذف لم تمنع توبة إقامة الحد عليه فكذلك شهادته وقال سعيد بن جبير تقبل توبته فيما بينه وبين الله من العذاب العظيم ولا تقبل شهادته وقال شريح لا تجوز شهادته أبدا وتوبته فيما بينه وبين ربه. وفي موضع أخر .... وسر المسألة أن رد شهادته جعل عقوبة لهذا الذنب فلا يسقط بالتوبة كالحد ..... وفى موضع .... فإن المسلمون مجمعون على أنه لا يسقط عن القاذف بالتوبة وقال شيخ الإسلام ابن تيمية. (و أخبر أن الله يتوب على من تاب و لم يدرأ القطع بذلك لأن القطع له حكمتان: الجزاء و النكال و التوبة تسقط الجزاء و لا تسقط النكال فإن الجاني متى علم أنه إذا تاب لم يعاقب لم يردع ذلك الفساق و لم يزجرهم عن ركوب العظائم فإن إظهار التوبة و الإصلاح لمقصود حفظ النفس و المال سهل
و لهذا لم نعلم خلافا نعتمده أن السارق أو الزاني لو أظهر التوبة بعد ثبوت الحد عليه عند السلطان لم يسقط الحد عنه و قد رجم النبي عليه الصلاة و السلام ماعزا و الغامدية و أخبر بحسن توبتهما و حسن مصيرهما) الصارم المسلول
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[17 - 01 - 06, 08:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=209599#post209599(58/237)
هل هذا يعد من نواقض الوضوء؟
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:23 م]ـ
هل تغيير الحفاظه للطفل تنقض الوضوء أو هل لمس عورة الطفل من نواقض الوضوء؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:15 م]ـ
هل ينقض وضوء من وضأت طفلها
(س19) سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
المرأة إذا وضأت طفلها وهي طاهرة هل يجب عليها أن تتوضأ؟
(الجواب) إذا وضأت المرأة طفلها أو طفلتها ومست الفرج، فإنه لا يجب عليها الوضوء، وإنما تغسل يديها فقط لأن مس الفرج لغير شهوة لا يوجب الوضوء، ومعلوم أن المرأة التي تغسل أولادها لا يخطر ببالها الشهوة، فهي إذا وضأت الطفل أو الطفلة فإنما تغسل يديها فقط من النجاسة التي أصابت ولا يجب عليها أن تتوضأ.
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:25 م]ـ
س21:لمس عورة الصغير هل ينقض الوضوء
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء:
هل لمس عورة صغيري أثناء تغيير ملابسه ينقض وضوئي؟
لمس العورة بدون حائل ينقض الوضوء،سواء كان الملموس صغيراً أو كبيراً،لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: * (من مس فرجه فليتوضأ) * وفرج الملموس مثل فرج الماس (1).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) فتاوى اللجنة الدائمة 5/ 265، جمع الدويش
العنوان مسّ عورة الطفل هل ينقض الوضوء؟
المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الطهارة /الوضوء
التاريخ 20/ 9/1422
السؤال
هل مس عورة الطفل ينقض الوضوء؟
الجواب
من العلماء من قال بأنه يجب الوضوء من مس عورته، ومنهم من قال: لا وضوء من ذلك.
وقد قال به الزهري، والأوزاعي، وهو رواية عن أحمد. وقد روي أنه - صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَ زُبَيْبَة الحسن، وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - مس زبيبة الحسن ولم يتوضأ. ذكر ذلك ابن قدامة في المغني (1/ 180) وإنني أختار هذا القول أعني عدم نقض الوضوء من مس عورة الطفل.
العنوان مس عورة الصغير هل ينقض الوضوء
المجيب سليمان بن عبدالله الماجد
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
التصنيف الطهارة /الوضوء
التاريخ 23/ 9/1424هـ
السؤال
هل ينقض مس ذكر وفرج الطفل الصغير وضوء أمه
الجواب
الحمد لله وحده أما بعد:
فإن أصح قولي العلماء في مس فرج الكبير ذكراً أو أنثى أنه لا ينقض الوضوء؛ كما هو قول جمع من الصحابة كعلي وعمار وحذيفة وابن مسعود- رضي الله عنهم- وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد.
وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث بسرة بنت صفوان – رضي الله عنها-: "من مس ذكره فليتوضأ" رواه الترمذي (82)، والنسائي (163)، وأبو داود (181)،
وابن ماجة (479) وهو حديث صحيح لكنه محمول على الاستحباب، والدليل على صرفه من الوجوب إلى الاستحباب هو قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث طلق بن علي- رضي الله عنه- الصحيح أيضاً أنه قال عن مس الذكر هل ينقض الوضوء فقال:"وهل هو إلا بضعة منك"رواه الترمذي (85)، وأبو داود (182)، والنسائي (165)، وابن ماجة (483) والقاعدة الأصولية تقتضي أن يُصرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب.
فعليه ومن باب الأولى ألاّ ينتقض الوضوء بمس فرج الصغير.
ولكن إن كان الصغير قد طعم، أو كان أنثى طعم أو لم يطعم فيجب أن تُغسل اليد من أثر نجاسته، حتى يزول العين والأثر. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:17 ص]ـ
هذه المسألة متفرعة عن مسألة حكم مس الفرج والخلاف فيها بين حديثين (من مس فرجه فليتوضأ) و (وهل هو إلا بضعة منك) فمنهم من يقول أنه ناقض ويستدل بالحديث الأول ومنهم من يقول أنه غير ناقض ويستدل بالحديث الثاني.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
... أخي عبد الحميد بن عبد الحكيم .. أين مصدر فتاوى د. سليمان العيسى والشيخ سليمان الماجد
جزاك الله خيرا ....
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:56 م]ـ
واياك أخي الكريم .... المصدر موقع الاسلام اليوم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 01 - 06, 04:56 ص]ـ
وهو حديث صحيح لكنه محمول على الاستحباب، والدليل على صرفه من الوجوب إلى الاستحباب هو قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث طلق بن علي- رضي الله عنه- الصحيح أيضاً أنه قال عن مس الذكر هل ينقض الوضوء فقال:"وهل هو إلا بضعة منك"رواه الترمذي (85)، وأبو داود (182)، والنسائي (165)، وابن ماجة (483) والقاعدة الأصولية تقتضي أن يُصرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب.
حديث "بضعة منك" ضعيف. وبالتالي فالحديث الأول يبقى على الوجوب. لكن ما الدليل على أن فرج اللامس مثل فرج الملموس؟!!
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:35 ص]ـ
حديث "بضعة منك" ضعيف. وبالتالي فالحديث الأول يبقى على الوجوب. لكن ما الدليل على أن فرج اللامس مثل فرج الملموس؟!!
الحديث صحيح على حد علمي، وقيس بن طلق لم يثبت تضعيفه عن ابن معين بل وثقه كما قال الدارمي، نعم ثبت أن أبا حاتم وأبا زرعة ضعفاه، لكن قد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/238)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:06 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الكريم
بل بعد النظر فالحديث ضعيف
وكذا حديث نقض الوضوء بلمس الفرج أو الذكر أيضاً لا يسلم
والسلام عليكم
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:38 م]ـ
القول الصحيح انة لا ينقض الوضؤ ء
ـ[عبدالله المتفقه]ــــــــ[19 - 01 - 06, 07:04 م]ـ
اذا لم يثبت التضعيف فعلى القاعدة الاصولية:
الجمع اولى من الترجيح
والقول بعدم انتقاض الوضوء قال به بعض المحققين كأبن تيمية كما في فتاويه ومن المتأخرين ابن عثيمين.
واشترطوا لذاك (اي عدم الانتقاض) انتفاء الشهوة. وهو منتف في حال الوالدة قطعاً
والله اعلم
ـ[سالم المهدي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 02:10 ص]ـ
زادكم الله فقها في الدين ونفع بعلمكم وأجزل ثوابكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:46 ص]ـ
الحديث صحيح على حد علمي، وقيس بن طلق لم يثبت تضعيفه عن ابن معين بل وثقه كما قال الدارمي، نعم ثبت أن أبا حاتم وأبا زرعة ضعفاه، لكن قد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي ..
قال البيهقي: وأما الحديث الذي أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق أنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا ملازم بن عمرو الحنفي ثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال * خرجنا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وفدا حتى قدمنا عليه فبايعناه وصلينا معه فجاء رجل كأنه بدوي فقال يا رسول الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ فقال وهل هو إلا بضعة أو مضغة منك فهذا حديث رواه ملازم بن عمر وهكذا قال أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغى ملازم فيه نظر قال الشيخ ورواه محمد بن جابر اليمامي وأيوب بن عتبة عن قيس بن طلق وكلاهما ضعيف ورواه عكرمة بن عمار عن قيس أن طلقا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله وعكرمة بن عمار أمثل من رواه عن قيس وعكرمة بن عمار قد اختلفوا في تعديله غمزه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وضعفه البخاري جدا وأما قيس بن طلق فقد روى الزعفراني عن الشافعي أنه قال سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره وقد عارضه من وصفنا ثقته ورجاحته في الحديث وتثبته فيما أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن الحسن النقاش ثنا عبد الله بن يحيى القاضي السرخسي ثنا رجاء بن مرجا الحافظ في قصة ذكرها قال فقال يحيى بن معين قد أكثر الناس في قيس بن طلق ولا يحتج بحديثه وأخبرنا أبو بكر الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ قال قال بن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة عن حديث محمد بن جابر هذا فقالا قيس بن طلق ليس ممن تقوم به حجة ووهناه ولم يثبتاه ثم إنه إن كان صح في ابتداء الهجرة حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني مسجده وسماع أبي هريرة وغيره ممن روينا عنه في ذلك كان بعده وهو فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري المهرجاني بها ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق أنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا حماد بن زيد عن محمد بن جابر قال حدثني قيس بن طلق عن أبيه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبني المسجد فقال أخلط الطين فأنك أعلم بخلطه فسألته أو سأله رجل فقال أرأيت الرجل يتوضأ ثم يمس ذكره فقال إنما هو منك ثم قد حمله بعض أصحابنا على مسه إياه بظهر كفه ففيما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن نا عبد الله بن يزيد المقري ثنا همام ثنا محمد بن جابر قال حدثني شيخ لنا من أهل اليمامة يقال له قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو سمع رجلا يسأله فقال بينما أنا أصلى فذهبت أحك فخذي فأصابت يدي ذكرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو منك والظاهر من حال من يحك فخذه وأصابت يده ذكره أنه إنما يصيبه بظهر كفه والله أعلم \634\
البيهقي في سننه الكبرى ج 1/ ص 136 حديث رقم: 634(58/239)
هل هذا دليل على ان الصلاة تكفر كبائر الذنوب؟
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح البخاري:
بابٌ: اذا اقر بالحد ولم يبين هل للإمام ان يستر عليه؟
حدثنا عبد القدوس بن محمد: حدثني عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنما همام بن يحيى: حدثنا اسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صل الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يارسول الله، اني اصبت حدا فأقمه علي، قال: ولم يسأله عنه.
قال: وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام اليه الرجل فقال: يارسول الله اني اصبت حداً فاقم فيّ كتاب الله.
قال: اليس قد صليت معنا؟
قال: نعم
قال: ((فإن الله غفر لك ذنبك، او قال حدك))
طبعة دار السلام، مجلد الكتب الستة، صـ 569، ح 6823
تعريف الكبيرة:كل ذنب ارتكبه الإنسان وكان فيه حد في الدنيا، كالقتل والزنا والسرقة، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد، أو لعن فاعله في كتاب الله، أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف نجمع بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم:
((الصلوات الخمس والجمعة الي الجمعة ورمضان الي رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر))
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل من طرق الجمع أن يقال: أنّ هذا الصحابيّ أثّرت الصلاة في قبول توبته.
فمن تاب وأحسن الوضوء وصلّى فإنّ الصلاة الخاشعة سبب لمغفرة ذنبه وقبول توبته.
وهذا غير من يعمل الكبائر ولا يتوب عنها ولا يندم عليها.
وننتظر مشاركة المشايخ الأفاضل، فهم أغزر علماً.
ـ[الفضلي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:52 م]ـ
الحديث يحتاج الى تتبع لطرق والروايات لأن المشهور أن هذا الرجل قد أصاب من امرأة كل شئ الا أنه لم ينكحها ولا شك أن هذا من الصغائر. والله اعلم.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:05 ص]ـ
هل الذي فعله من الكبائر لكي نجمع بين الأحاديث؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الذي يظهر لي من النص الحديثي أن الرجل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تائبا.
فغفران الذنب مَشعُور بأنه مسبب عن الصلاة، وإن كان النص لا يحتمله إلا إيماءً ...
لكن إذا أضيفت القرائن بعضها إلى بعض وجدت أن أركان التوبة قد تكاملت فيه وهو بيت القصيد.
و الذي ندين الله به أن بعض العبادات أتت مقيدة بمغفرة الذنوب مااجتنبت الكبائر، وبعضها مطلقة المغفرة.
فالحق أن النصوص تجرى على ظواهرها، فالمطلق يحكم بإطلاقه والمقيد يحكم بتقييده.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم
هل النبي يملك إسقاط الحد عن أحد؟
بعض أهل العلم قال: الرجل ارتكب معصية توجب التعزير أي ما دون الحد وسمّاها حداً0
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:48 ص]ـ
حمد احمد
اشكر لك مشاركتك واضافتك
الفضلي
لعل احد يفيدنا ان شاء الله
الجود
راجع التعريف الذي اوردته انا في الموضوع، وجزاك الله خيرا
المعلمي
يؤسفني ان شرحك وتوضيحك لم يفدني كثيرا
شكر الله لك صنيعك
زياد عوض
ننتظر الاجابة
وربما يكون الحديث كما قال اهل العلم
شكرا لكم اجمعين
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك وأعدك بالمزيد من كلام أهل العلم إذا اتسع الوقت لذلك
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 04:53 م]ـ
(بعض الأقوال في تعريف الكبيرة) وأن التعريف الذي ذكرته قول من الأقوال.
وسأذكر شرح الحديث كاملاً للفائدة.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حدثني إسحاق حدثنا خالد الواسطي عن الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت
قوله: (حدثني إسحاق)
هو ابن شاهين الواسطي ,
وخالد
هو ابن عبد الله الطحان ,
والجريري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/240)
بضم الجيم هو سعيد بن إياس , وهو ممن اختلط ولم أر من صرح بأن سماع خالد منه قبل الاختلاط ولا بعده , لكن تقدم في الشهادات من طريق بشر بن المفضل ويأتي في استتابة المرتدين من رواية إسماعيل بن علية كلاهما عن الجريري , وإسماعيل ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه , وبين في الشهادات تصريح الجريري في رواية إسماعيل عنه بتحديث عبد الرحمن بن أبي بكرة له به.
قوله: (ألا أنبئكم)
في رواية بشر بن المفضل عن الجريري في الاستئذان " ألا أخبركم ".
قوله: (بأكبر الكبائر ثلاثا)
أي قالها ثلاث مرات على عادته في تكرير الشيء ثلاث مرات تأكيدا لينبه السامع على إحضار قلبه وفهمه للخبر الذي يذكره وفهم بعضهم منه أن المراد بقوله: " ثلاثا " عدد الكبائر وهو بعيد , ويؤيد الأول أن أول رواية إسماعيل بن علية في استتابة المرتدين " أكبر الكبائر الإشراك , وعقوق الوالدين , وشهادة الزور ثلاثا " وقد اختلف السلف فذهب الجمهور إلى أن من الذنوب كبائر , ومنها صغائر , وشذت طائفة منهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني فقال: ليس في الذنوب صغيرة بل كل ما نهى الله عنه كبيرة , ونقل ذلك عن ابن عباس , وحكاه القاضي عياض عن المحققين , واحتجوا بأن كل مخالفة لله فهي بالنسبة إلى جلاله كبيرة ا ه. ونسبه ابن بطال إلى الأشعرية فقال: انقسام الذنوب إلى صغائر وكبائر هو قول عامة الفقهاء , وخالفهم من الأشعرية أبو بكر بن الطيب وأصحابه فقالوا: المعاصي كلها كبائر , وإنما يقال لبعضها صغيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر منها , كما يقال القبلة المحرمة صغيرة بإضافتها إلى الزنا وكلها كبائر , قالوا: ولا ذنب عندنا يغفر واجبا باجتناب ذنب آخر بل كل ذلك كبيرة , ومرتكبه في المشيئة غير الكفر , لقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). وأجابوا عن الآية التي احتج أهل القول الأول بها وهي قوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) أن المراد الشرك. وقد قال الفراء: من قرأ " كبائر " فالمراد بها كبير , وكبير الإثم هو الشرك , وقد يأتي لفظ الجمع والمراد به الواحد كقوله تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين) ولم يرسل إليهم غير نوح , قالوا: وجواز العقاب على الصغيرة كجوازه على الكبيرة ا ه. قال النووي: قد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة إلى القول الأول , وقال الغزالي في " البسيط " إنكار الفرق بين الصغيرة والكبيرة لا يليق بالفقيه. قلت: قد حقق إمام الحرمين المنقول عن الأشاعرة واختاره وبين أنه لا يخالف ما قاله الجمهور , فقال في " الإرشاد ": المرضي عندنا أن كل ذنب يعصى الله به كبيرة , فرب شيء يعد صغيرة بالإضافة إلى الأقران ولو كان في حق الملك لكان كبيرة , والرب أعظم من عصي , فكل ذنب بالإضافة إلى مخالفته عظيم ; ولكن الذنوب وإن عظمت فهي متفاوته في رتبها. وظن بعض الناس أن الخلاف لفظي فقال: التحقيق أن للكبيرة اعتبارين: فبالنسبة إلى مقايسة بعضها لبعض فهي تختلف قطعا , وبالنسبة إلى الآمر الناهي فكلها كبائر ا ه. والتحقيق أن الخلاف معنوي , وإنما جرى إليه الأخذ بظاهر الآية , والحديث الدال على أن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر كما تقدم , والله أعلم. وقال القرطبي: ما أظنه يصح عن ابن عباس أن كل ما نهى الله عز وجل عنه كبيرة لأنه مخالف لظاهر القرآن في الفرق بين الصغائر والكبائر في قوله: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) وقوله: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) فجعل في المنهيات صغائر وكبائر , وفرق بينهما في الحكم إذ جعل تكفير السيئات في الآية مشروطا باجتناب الكبائر , واستثنى اللمم من الكبائر والفواحش , فكيف يخفى ذلك على حبر القرآن؟ قلت: ويؤيده ما سيأتي عن ابن عباس في تفسير اللمم , لكن النقل المذكور عنه أخرجه إسماعيل القاضي والطبري بسند صحيح على شرط الشيخين إلى ابن عباس فالأولى أن يكون المراد بقوله: " نهى الله عنه " محمولا على نهي خاص وهو الذي قرن به وعيد كما قيد في الرواية الأخرى عن ابن عباس فيحمل مطلقه على مقيده جمعا بين كلاميه. وقال الطيبي: الصغيرة والكبيرة أمران نسبيان , فلا بد من أمر يضافان إليه وهو أحد ثلاثة أشياء: الطاعة أو المعصية أو الثواب. فأما الطاعة فكل ما تكفره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/241)
الصلاة مثلا هو من الصغائر , وكل ما يكفره الإسلام أو الهجرة فهو من الكبائر. وأما المعصية فكل معصية يستحق فاعلها بسببها وعيدا أو عقابا أزيد من الوعيد أو العقاب المستحق بسبب معصية أخرى فهي كبيرة وأما الثواب ففاعل المعصية إذا كان من المقربين فالصغيرة بالنسبة إليه كبيرة , فقد وقعت المعاتبة في حق بعض الأنبياء على أمور لم تعد من غيرهم معصية ا ه. وكلامه فيما يتعلق بالوعيد والعقاب يخصص عموم من أطلق أن علامة الكبيرة ورود الوعيد أو العقاب في حق فاعلها , لكن يلزم منه أن مطلق قتل النفس مثلا ليس كبيرة , كأنه وإن ورد الوعيد فيه أو العقاب لكن ورد الوعيد والعقاب في حق قاتل ولده أشد , فالصواب ما قاله الجمهور وأن المثال المذكور وما أشبهه ينقسم إلى كبيرة وأكبر , والله أعلم. قال النووي: واختلفوا في ضبط الكبيرة اختلافا كثيرا منتشرا , فروي عن ابن عباس أنها كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب , قال: وجاء نحو هذا عن الحسن البصري , وقال آخرون: هي ما أوعد الله عليه بنار في الآخرة أو أوجب فيه حدا في الدنيا. قلت: وممن نص على هذا الأخير الإمام أحمد فيما نقله القاضي أبو يعلى , ومن الشافعية الماوردي ولفظه: الكبيرة ما وجبت فيه الحدود , أو توجه إليها الوعيد. والمنقول عن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم بسند لا بأس به , إلا أن فيه انقطاعا. وأخرج من وجه آخر متصل لا بأس برجاله أيضا عن ابن عباس قال: كل ما توعد الله عليه بالنار كبيرة. وقد ضبط كثير من الشافعية الكبائر بضوابط أخرى , منها قول إمام الحرمين: كل جريمة تؤذن بقلة اكثراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة. وقول الحليمي: كل محرم لعينه منهي عنه لمعنى في نفسه. وقال الرافعي: هي ما أوجب الحد. وقيل: ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أو سنة. هذا أكثر ما يوجد للأصحاب وهم إلى ترجيح الأول أميل ; لكن الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر ا ه كلامه. وقد استشكل بأن كثيرا مما وردت النصوص بكونه كبيرة لا حد فيه كالعقوق , وأجاب بعض الأئمة بأن مراد قائله ضبط ما لم يرد فيه نص بكونه كبيرة. وقال ابن عبد السلام في " القواعد ": لم أقف لأحد من العلماء على ضابط للكبيرة لا يسلم من الاعتراض , والأولى ضبطها بما يشعر بتهاون مرتكبها بدينه إشعارا دون الكبائر المنصوص عليها. قلت: وهو ضابط جيد. وقال القرطبي في " المفهم ": الراجح أن كل ذنب نص على كبره أو عظمه أو توعد عليه بالعقاب أو علق عليه حد أو شدد النكير عليه فهو كبيرة , وكلام ابن الصلاح يوافق ما نقل أولا عن ابن عباس , وزاد إيجاب الحد , وعلى هذا يكثر عدد الكبائر. فأما ما ورد النص الصريح بكونه كبيرة فسيأتي القول فيه في الكلام على حديث أبي هريرة " اجتنبوا السبع الموبقات " في كتاب استتابة المرتدين , ونذكر هناك ما ورد في الأحاديث زيادة على السبع المذكورات مما نص على كونها كبيرة أو موبقة. وقد ذهب آخرون إلى أن الذنوب التي لم ينص على كونها كبيرة مع كونها كبيرة لا ضابط لها , فقال الواحدي: ما لم ينص الشارع على كونه كبيرة فالحكمة في إخفائه أن يمتنع العبد من الوقوع فيه خشية أن يكون كبيرة , كإخفاء ليلة القدر وساعة الجمعة والاسم الأعظم , والله أعلم. (فصل) قوله: " أكبر الكبائر " ليس على ظاهره من الحصر بل " من " فيه مقدرة , فقد ثبت في أشياء أخر أنها من أكبر الكبائر , منها حديث أنس في قتل النفس وسيأتي بيانه في الذي بعده , وحديث ابن مسعود " أي الذنب أعظم " فذكر فيه الزنا بحليلة الجار وسيأتي بعد أبواب , وحديث عبد الله بن أنيس الجهني مرفوعا قال: " من أكبر الكبائر - فذكر منها - اليمين الغموس " أخرجه الترمذي بسند حسن , وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد , وحديث أبي هريرة رفعه " إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم " أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن , وحديث بريدة رفعه " من أكبر الكبائر - فذكر منها - منع فضل الماء ومنع الفحل " أخرجه البزار بسند ضعيف , وحديث ابن عمر رفعه " أكبر الكبائر سوء الظن بالله " أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف , ويقرب منه حديث أبي هريرة مرفوعا " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي " الحديث وقد تقدم قريبا في كتاب اللباس , وحديث عائشة " أبغض الرجال إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/242)
الله الألد الخصم " أخرجه الشيخان , وتقدم قريبا حديث عبد الله بن عمرو " من أكبر الكبائر أن يسب الرجل أباه " ولكنه من جملة العقوق , قال ابن دقيق العيد: يستفاد من قوله: " أكبر الكبائر " انقسام الذنوب إلى كبير وأكبر , ويستنبط منه أن في الذنوب صغائر , لكن فيه نظر ; لأن من قال كل ذنب كبيرة فالكبائر والذنوب عنده متواردان على شيء واحد , فكأنه قيل: ألا أنبئكم بأكبر الذنوب؟ قال ولا يلزم من كون الذي ذكر أنه أكبر الكبائر استواؤها فإن الشرك بالله أعظم من جميع ما ذكر معه.
قوله: (الإشراك بالله)
قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يراد به مطلق الكفر , ويكون تخصيصه بالذكر لغلبته في الوجود , لا سيما في بلاد العرب , فذكر تنبيها على غيره من أصناف الكفر. ويحتمل أن يراد به خصوصه إلا أنه يرد على هذا الاحتمال أنه قد يظهر أن بعض الكفر أعظم من الشرك وهو التعطيل فيترجح الاحتمال الأول على هذا.
قوله: (وعقوق الوالدين)
تقدم الكلام عليه قريبا , وذكر قبله في حديث أنس الآتي بعده قتل النفس والمراد قتلها بغير حق.
قوله: (وكان متكئا فجلس)
في رواية بشر بن المفضل عن الجريري في الشهادات " وجلس وكان متكئا " وأما في الاستئذان فكالأول.
قوله: (فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور , ألا وقول الزور وشهادة الزور , فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت)
هكذا في هذه الطريق , ووقع في رواية بشر بن المفضل " فقال ألا وقول الزور , فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " أي تمنيناه يسكت إشفاقا عليه لما رأوا من انزعاجه في ذلك. وقال ابن دقيق العيد: اهتمامه صلى الله عليه وسلم بشهادة الزور يحتمل أن يكون لأنها أسهل وقوعا على الناس , والتهاون بها أكثر , ومفسدتها أيسر وقوعا ; لأن الشرك ينبو عنه المسلم , والعقوق ينبو عنه الطبع , وأما قول الزور فإن الحوامل عليه كثيرة فحسن الاهتمام بها , وليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها. قال: وأما عطف الشهادة على القول فينبغي أن يكون تأكيدا للشهادة لأنا لو حملناه على الإطلاق لزم أن تكون الكذبة الواحدة مطلقا كبيرة وليس كذلك , وإذا كان بعض الكذب منصوصا على عظمه كقوله تعالى: (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا). وفي الجملة فمراتب الكذب متفاوتة بحسب تفاوت مفاسده , قال: وقد نص الحديث الصحيح على أن الغيبة والنميمة كبيرة , والغيبة تختلف بحسب القول المغتاب به , فالغيبة بالقذف كبيرة ولا تساويها الغيبة بقبح الخلقة أو الهيئة مثلا , والله أعلم. وقال غيره: يجوز أن يكون من عطف الخاص على العام ; لأن كل شهادة زور قول زور بغير عكس , ويحتمل قول الزور على نوع خاص منه. قلت: والأولى ما قاله الشيخ , ويؤيده وقوع الشك في ذلك في حديث أنس الذي بعده , فدل على أن المراد شيء واحد. وقال القرطبي: شهادة الزور هي الشهادة بالكذب ليتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال , فلا شيء من الكبائر أعظم ضررا منها ولا أكثر فسادا بعد الشرك بالله. وزعم بعضهم أن المراد بشهادة الزور في هذا الحديث الكفر , فإن الكافر شاهد بالزور وهو ضعيف , وقيل: المراد من يستحل شهادة الزور وهو بعيد , والله أعلم.
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=10&ID=26235&SearchText= الكبائر& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=
السؤال
BE
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 10:14 م]ـ
العمل الصالح إذا كان الإخلاص فيه قوياً يكفر الكبائر بدليل قصة المرأة البغي من بني إسرائيل التي سقت الكلب فغفر الله لها
ولا يخفى عليكم أن البغاء كبيرة
ـ[المعلمي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم أبو عبد الرحيم:
قلت:يؤسفني ان شرحك وتوضيحك لم يفدني كثيرا شكر الله لك صنيعك.
أقول: لقد اهتممت بالعنوان أكثر لتعلق بعض المسائل الواردة في النص حديثي به .. وأما ما تفرع عن النص الحديثي من مسائل فلم أستوعبها في المشاركة ..
فعدم إقامة النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الحد أمرها هين، لأن الرجل شهد على نفسه بحد مجهول ولعل هذا لا يعتبر إقرارا في الشريعة مستلزما للحدود المعلومة.
نعم يرد الإشكال لو شهد على نفسه بذنب معلوم الحد في الشريعة، لكن ذلك لم يكن ..
والمتتبع لأحاديث الحدود يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحاول درء الحد عن العبد بالشبهات قدر ما أمكن حتى إذا شهد على نفسه واستُيقنت شهادته أقام عليه الحد.
وأما كلامي السابق فيتضمن: أن الصلاة قد تكفر الكبائر وقد لا تكفر، فانظر إلى هذا النص الحديثي الذي أخرجه الإمام البخاري في باب السواك الرطب واليابس للصائم " حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر قال حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن حمران رأيت عثمان رضي الله عنه توضأ فأفرغ على يديه ثلاثا ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا ثم اليسرى ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه "
فهذا الحديث لم يقيد مغفرة الذنوب باجتناب الكبائر، لكن ثمة أحاديث أخرى تشترط اجتناب الكبائر لمغفرة الذنوب ..
وبعض العلماء قد يجمع بينها بأن المطلق يبنى على المقيد، لكن عند الفحص والتأمل تجد أن هذه الأحاديث لا تندرج تحت تينك القاعدة.
والحديث الذي أتيت يعضد هذا القول.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/243)
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[19 - 01 - 06, 01:59 ص]ـ
على قلة بضاعتي فإن مسألة كون الأعمال الصالحة قد تكفر الكبيرة ولو بدون توبة قد ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب الإيمان وانتصر لذلك 0
وسمعت الشيخ يوسف الغفيص - حفظه الله - ينصر القول هذا بقوة في شرح لمعة الاعتقاد 0
وكذلك الشيخ سليمان العلوان - فرج الله عنه - ينصر قول شيخ الاسلام في اوائل شرح سنن الترمذي على حديث أبي هريرة في فضل الوضوء 0
وكذلك على شرح نفس الحديث من سنن الترمذي مال الشيخ الشنقيطي حفظه الله 0
والله أعلم(58/244)
الرد على من جزم أن إنجيل برنابا هو الإنجيل الصحيح كله
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد،
يا طلاب العلم أريد رد قاصما على من ينسب كتاب إلى الله دون أي دليل.
فلقد رأيت في موقع المسمى اللحيدي إنجيل برنابا ويدعون أنه كلام الله وأن الإيمان به دين، ولم يأتو بدليل واحد على صدقهم.
ولقد قرأت في موقع اللحيدي في قسم الشبه والردود، من طلب منهم الدليل فقالوا أنهم بالوقوف على نص الكتاب عرفوا أنه الإنجيل الصحيح، قد يكون هو أصح الأناجيل، لكن القوم جزموا بمجرد النظر إلى متنه أنه كلام الله.
افتحوا موقعه على عنوان ###الرجاء عدم وضع روابط لمواقع أهل الأهواء### في قسم الشبه والردود وانظروا في ثاني صفحة، ستجدون الموضوع الذي سألهم فيه أحدهم عن دليلهم وانظروا ردهم.
ما حكم من يدعي ذلك أولاً؟
وثانيا أريد ردا قاصما على هذه الدعوى؟
وأيضا مسألة رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم، هي حق ولكن العلماء اختلفوا في ذلك حسب علمي.
ما حكم تصحيح حديث من رؤيا النبي؟
أريد ردا مفصلا حول أحكام رؤيا النبي، فلم أجد في شروح الحديث ما يشفي الغليل.
إن الأمر خطير. فيجب الرد ..
ـ[أبو لجين]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:04 م]ـ
الله يهديك
اللحيدي هذا دجال مجنون مخرف
يزعم تاره أنه صحابي وتاره أنه رسول وتاره أنه المهدي
فلا عجب أن ترى منه هذه الخرافات
اسألوا الله له الشفاء
ـ[العاصمي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:15 م]ـ
أخي أبا الوليد، ليتك لم تضع رابط الملاحدة اللّحيديّين، وكان يمكنك أن تكتفي بذكر شبهتهم، وسيتولّى من شاء الله تعالى نقض باطلهم وإفكهم ...
ويخشى أن يدخل موقعهم الموبوء بالكفر والإفك من لم يرسخ الإيمان في قلبه؛ فتتخطّفه شبهات الملحدين، وقد كان السلف يكرهون حكاية بدع أهل الأهواء؛ لأنّ القلوب ضعيفة، والشبه خطّافة.
واللّحيديّون ملحدون بإطباق واتّفاق أهل الإيمان والإيقان، لا يشكّ في كفرهم وردّتهم من رزقه الله مسكة من نور النبوّة ...
وفي الملتقى ملفّ خاصّ في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم، أرجو من المشرف الفاضل أن يرفعه ويثبّته؛ فقد استشرى شرر فتنتهم، ويتحتّم هتكهم وبتكهم ...
وآمل من المشرف الفاضل أن يحذف رابط الكفرة الفجرة، قاتلهم الله، وأباد خضراءهم.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:16 م]ـ
أريد ردا عليه ردا شرعيا
وأيضا أجوبة على أسئلتي
اللهم عليك بكل من يدعي أنه مهدي وليس هو المهدي ليضل الناس
اللهم اعصمنا من الفتن فلا حول ولا قوة لنا إلا بك
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:00 ص]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37077
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:17 ص]ـ
لم أجد في الرابط ما يرد على زعمه حول إنجيل برنابا.
وأيضا كيف نوفق بين حديث (من رآني في المنام فقد رآني) أو كماقال صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وبين تصحيح الحديث عن طريق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، هذا خصوصا يلزمه رد علمي، فأتباعه يصححون الإنجيل هكذا، وأما هو أظن أنه يثبته عن طريق الرؤيا وأيضا كثير من الأمور عن طريق الرؤيا.
أريد ردا علميا حول تصحيح الحديث عن طريق الرؤيا، أي أريد فقه حديث (من رآني في المنام فقد رآني) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وما حكم من قال بذلك؟؟
وصدق من قال: أكبر مصيبة هي مصيبتنا في فقد الرسول صلى الله عليه وسلم.
أفديه بأبي وأمي ونفسي وأهلي ....
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[18 - 01 - 06, 03:39 ص]ـ
أما ما يتعلق بإنجيل برنابا: أنا لم أقرأ كلامهم، ولا أريد قراءته، إذ أني تصفحت موقعهم قليلاً فتكدرت والله، كما حدث ذلك منذ أيام لما تصفحت موقعَ إلحاد ..
ولكن مادام لا دليل عندهم إلا الرؤى والمنامات فالأمر هينٌ بعون الله، فوالله لا أصدق ذلك الدجال (المهري) فيم يدعيه، وحتى لو تنزلنا وصدقنا هؤلاء الدجاجلة فلا تثبت الأحكام بالرؤى والمنامات، وعلى هذا جميع أهل العلم، وإثبات الأحكام بالمنامات والرؤى شأن الصوفية الغلاة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/245)
وما قرره أهل العلم أن المنامات والرؤى لا تثبت بها أحكام هو الحق الذي لا ريب فيه؛ فإن عمر رضي الله عنه يقول: «ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا بهن عهدًا ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا» متفق عليه، فيقول الشيخ عبدالله الفقيه عَقِبه: (من فقه عمر رضي الله عنه أنه لم يتمنَّ رؤيا منام يتلقى فيها هذه الأحكام، كما يدعيه بعض المتصوفة من أخذهم الأذكار والأوراد وعهود الطريق عن طريق المنام واليقظة، أما اليقظة فقد مضى ما فيها [أي مضى بطلانها]، وأما المنام فلا يؤخذ منه حكم شرعي على ما قرره أهل العلم) ..
ويقول الشيخ أيضًا: (حكى الإمام النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض في الاحتجاج بما يراه النائم في منامه قوله: أنه لا يبطل بسببه -أي المنام- سنة ثبتت، ولا يثبت به سنة لم تثبت، وهذا بإجماع العلماء، وقال النووي: وكذا قال غيره من أصحابنا وغيرهم، فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع) ..
ويقول حفظه الله: (وقال النووي أيضاً في المجموع: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان ولم يرَ الناس الهلال، فرأى إنسانٌ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: الليلة أول رمضان لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره) ..
ويقول حفظه الله: (وقد ذكر الزرقاني في شرح الموطأ: أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اذهب إلى موضع كذا فاحفره فإن فيه ركازا فخذه لك ولا خمس عليك فيه، فلما أصبح ذهب إلى ذلك الموضع فحفره فوجد الركاز فيه! فاستفتى علماء عصره فأفتوه بأنه لا خمس عليه لصحة الرؤيا، وأفتى العز بن عبد السلام بأن عليه الخمس، وقال: أكثر ما ينزل منامه منزلة حديث روي بإسناد صحيح، وقد عارضه ما هو أصح منه وهو حديث في الركاز الخمس) ..
ويقول: (ومن رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته المعروف بها، وزعم أنه أعطاه وِرْدًا أو أمره بأمر أو نهاه عنه، فينظر فيه: فإن كان مما ثبت بالشرع وجاء به الكتاب أو السنة فالالتزام به التزام بالشرع وبما جاء به، والرؤيا تأنيس للرائي وبشارة له وحث له على ذلك الخير المشروع، وإن كان مما لم يثبت بالشرع فلا يكون حجة ولا يثبت به حكم شرعي ولا شعيرة تعبدية؛ فإن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قد كمل، والدين قد تم، ولم يرد فيه دليل على أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بعد موته وأمره بأمر أو نهاه عن أمر يكون ذلك دليلا وحجة، بل قبضه الله إليه بعد أن أكمل لهذه الأمة ما شرع، وبعد أن أمرهم بالتمسك به، وعدم الأخذ بغيره، ونهاهم عن الإحداث والابتداع فيه) ..
إذًا فخلاصة ما سبق، من زعم أنه رأى النبي عليه السلام فأخبره بصحة حديثٍ أو بصحة الإنجيل (!) فلا اعتداد بمنامه، وفي الحالة الأولى ينظر في إسناد الحديث ويحكم عليه بما يناسبه، وفي الحالة الثانية فيجب عليه سماع الآيات الدالة على تحريف الإنجيل، ربما كان إنجيل برنابا أصح من غيره وأقل تحريفًا لكن أن يقال كله صحيح؟!
وخلاصة الأدلة على عدم الاعتداد بالرؤى والمنامات أن الرؤى أقسام: رؤيا صالحة من الله وحلم من الشيطان وحديث نفس، وقد بيّن النبي أن الرؤيا الصالحة ما هي إلا مبشرات، وذلك فيما رواه البخاري وغيره: ”لم يبق من النبوة إلا المبشرات“ قالوا: وما المبشرات؟ قال: ”الرؤيا الصالحة“، وكذلك روى ابن ماجة والدارمي: ” ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات“، فإذا كانت مبشرات بنص الحديث فلا يثبت بها حكم شرعي، وهذا إجماع العلماء كما تقدم، ويؤيده قول الفاروق الذي حار في أبواب من الربا، أفلا كان مزيلاً لحيرته أن يرى النبي عليه الصلاة والسلام مرشدًا له؟ بل إن قول عمر رضي الله عنه نص في مسألتنا! تأملوا: «ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا بهن عهدًا ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا»، فمعناه الواضح للأعمى أن النبي صلى الله عليه وسلم فارَقَنا مفارقةً انتهى بها عهده إلينا بأحكام الشرع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/246)
والدليل العقلي -تعضيدًا لما تقدم- أن المنامات والرؤى قد تأتي بما يوافق الشرع فعندها تكون الحجة للشرع، أو تأتي بما يخالفه: فمن ترك شرع الله وأحل حرامًا أو حرم حلالاً لرؤيا فيستتاب وإلا قتل، وإما أن تأتي الرؤى بحكم ليس في الشرع: فمن أثبته يلزمه أن الدين لم يكمل والنعمة لم تتم، وهذا كفرٌ ..
والله المستعان ..
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأحبة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد.
إن الزعم أن إنجيل برنابا هو وحي من عند الله هكذا جملة وتفصيلا من أعظم الفرى الذي لا دليل عليه من كتاب وسنة وواقع.
ولا أدل على ذلك من ألاعتراف أن هذا الإنجيل كغيره من الأناجيل قد كتبته أيدي الكتبة كما وأنه مكتوب في وقت متأخر عن زمن عيسى عليه السلام.
وغاية الأمر أن فيه توحيدا وبعض البشارات بنبوة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا كله لا موجود في الأناجيل المحرفة ناهيك عن التوراة.
ولعل نصوص التوحيد التي احصيتها في الأناجيل الأربعة تزيد على العشرين موضعا صريحة وعدد آخر مشكل إذا ما رددناه إلى محمكمة بان واتضح عندهم.
أما النبوءات فهي في التورات والإنجيل معا.
وفي سفر أشعيا بادية للعيان ومفصلة وفي غيرها إشارات واضحة لا تنطبق إلا على نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.
والقول بأن عإنجيل بارنابا وحي من عند الله. فهذه جرأة على الله تعالى ما قالها من قبل فيما أعلم أحد من العلامين إلا قولهم أقرب الأناجيل إلى الحق.
وعلى كل فإنه من المعلوم: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تناول صحيفة من صحف أهل الكتال وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: (أو متهوكون فيها ياابن الخطاب والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي) (ولو كان موسى حيا ثم اتبعتمو وتركتموني لضللتم).
وهذا من قول الله تبارك وتعلى ({وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة.
فلكل نبي شرعة ومنهاج وكل نبي ينسخ ما قبله من الشرائع.
حتى عندهم أن عيسى عليه السلام قال (إني لم آت لأنقض الناموس بل لأكمله).
وهذا يعني أنه خص بأحكام دون أحكام نبي الله موسى.
وأما الرؤى المنامية فإن الإخوة جزاهم الله خيرا ق فصلوا فيها وخلاصتها أنه لا ينبني عليها شرع ولا دين.
والأصل فيها ولو كانت صالحة أن يرى المء لنفسه خيرا أو يرى له.
لا أكثر من ذلك ومن زعم لأن فيها إنشاء أحكام غير هذا فقد أعظم على الفرى.
لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة.
هذا والله أعلم ومنه التوفيق والسداد.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، أكمل الله به الدين، ولا تثبت الأحكام عن طريق الرؤيا، لأن الرؤيا الصالحة ما هي إلا مبشرات.
موضوع المبشرات تحتاج إلى تفصيل مع شرح بالأمثلة. لأنه الفهم الخاطئ له يجر إلى الكفر والعياذ بالله. هذا أمر جد خطير. أرجو ممن عنده علم أن لا يبخل بذلك.
أي ما الذي يثبت من رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:10 م]ـ
اذا رأى انسان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فان ذلك من المبشرات. ولكن بالنسبة للرؤيا فانها ستكون حقا , فيكون النبي بصفاته التي يذكرها العلماء بالشمائل من صفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فمن يرى الرسول فلن يأمره بسوء ولا بضلال لانها رؤيا حق.
فلن يرى احدنا النبي عليه الصلاة والسلام يأمره بمخالفة الشرع ولا بتغير شيء منه.
انما قد يدعي الرؤيا من لم يرى اي يكون كذابا.
فانك تجد من الصالحين من يكذب بحجة اصلاح احوال الناس.
وقد يكون من رأى ليس النبي وانما توهم انه النبي.
اما ما يثبت فقد ذكر سابقا اذكرك به
ويقول: (ومن رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته المعروف بها، وزعم أنه أعطاه وِرْدًا أو أمره بأمر أو نهاه عنه، فينظر فيه: فإن كان مما ثبت بالشرع وجاء به الكتاب أو السنة فالالتزام به التزام بالشرع وبما جاء به، والرؤيا تأنيس للرائي وبشارة له وحث له على ذلك الخير المشروع، وإن كان مما لم يثبت بالشرع فلا يكون حجة ولا يثبت به حكم شرعي ولا شعيرة تعبدية؛ فإن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قد كمل، والدين قد تم، ولم يرد فيه دليل على أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بعد موته وأمره بأمر أو نهاه عن أمر يكون ذلك دليلا وحجة، بل قبضه الله إليه بعد أن أكمل لهذه الأمة ما شرع، وبعد أن أمرهم بالتمسك به، وعدم الأخذ بغيره، ونهاهم عن الإحداث والابتداع فيه) ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/247)
ـ[أبو سعيد الشرقي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:06 ص]ـ
والدعاوى إذا لم يقيموا عليها ... بينات أهلها أدعياء
ولا أدل على ذلك من ألاعتراف أن هذا الإنجيل كغيره من الأناجيل قد كتبته أيدي الكتبة كما وأنه مكتوب في وقت متأخر عن زمن عيسى عليه السلام.
من أين لك هذا؟ ياعاروري!
فبرنابا تلميذ عيسى عليه السلام المخلص الوحيد المأمور بكتابة الإنجيل.
والدعاوى إذا لم يقيموا عليها ... بينات أهلها أدعياء
عبدالله الفقيه عَقِبه: (من فقه عمر رضي الله عنه أنه لم يتمنَّ رؤيا منام يتلقى فيها هذه الأحكام، كما يدعيه بعض المتصوفة من أخذهم الأذكار والأوراد وعهود الطريق عن طريق المنام واليقظة، أما اليقظة فقد مضى ما فيها [أي مضى بطلانها]، وأما المنام فلا يؤخذ منه حكم شرعي على ما قرره أهل العلم) ..
هذا فقه عمر الفاروق يا فقيه!!
رؤيا لعمر رضي الله عنه:
ذكر ابن كثير في تاريخه نقلا عن بعض من كتب في السير عن السائب بن الأقرع رضي الله عنه أنه حين دخل الكوفة بعد انزاله عند الخليفة عمر رضي الله عنه غنائم نهاوند التي ارسلها النعمان، أتى وراءه البريد وقال: أجب أمير المؤمنين، فقل له: لماذا؟ فقال: لا أدري.
قال: فرجعنا على إثرنا، حتى انتهيت إليه.
قال: مالي ولك يا ابن أم السائب، بل ما لإبن أم السائب ومالي.
فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ويحك والله إن هو إلا أن نمت في الليلة التي خرجت فيها فباتت ملائكة الله تسحبني إلى ذينك السفطين وهما يشتعلان نارا، يقولون لنكوينك بهما. فأقول: إني سأقسمهما بين المسلمين.
فاذهب بهما لا أبا لك فبعهما فاقسمهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم، فإنهم لا يدرون ما وهبوا ولم تدر أنت معهم.
قال ابن كثير عن سيف: ثم قسم ثمنهما بين الغانمين فنال كل فارس أربعة آلاف درهم من ثمن السفطين.
وعن الشعبي: وحصل للفارس من أصل الغنيمة ستة آلاف وللراجل ألفان وكان المسلمون ثلاثين ألفا. (التاريخ لإبن كثير 7/ 114).
رؤيا لرجل من الصحابة لثابت بن قيس فيها أمر
ينفذه الصديق رضي الله عنه بموافقة كبار الصحابة:
بعد أن قتل ثابت بن قيس في اليمامة رآه رجل في المنام وهو يقول له: إذا قدمت إلى خليفة رسول الله فقل له إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان.
فأتى الرجل خالدا فأخبره، وحدث خالد بها أبا بكر فأجاز وصيته.
الحديث رواه الطبراني في الكبير في قصة طويلة، وفيه: ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله تعالى. ورواها الحاكم وصححها ووافقه الذهبي.
قال ابن القيم بعد أن أورد هذه الرواية في كتابه الروح: قد اتفق خالد والصديق والصحابة معه على العمل بهذه الرؤيا وتنفيذ الوصية بها، وانتزاع الدرع ممن هي في يده بها!، وهذا محض الفقه.
والمقصود أن القرائن التي قامت في رؤيا ثابت لا تقصر عن كثير من هذه القرائن المعمول بها، مثل القافة والصدق وغير ذلك اهـ. (كتاب الروح)
وقلده ابن عثيمين عنيزة فقال: هذه رؤيا عجيبة، وقد ثبت بها حكم شرعي، ولا مانع من هذا، فهي لم تخالف الشرع، وقد أثبتت وأجيزت لما احتف بها من القرائن الدالة على صدقها، ويمكن أن يقاس عليها كل ما كان مثلها، فكل رؤيا تحتف بها قرائن تدل على صدقها فلا مانع من إجازتها اهـ. ذكره عنه تلميذه أحمد العريني بـ (الرؤى والأحلام 49).
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[19 - 01 - 06, 06:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعلى العلم وأههله ونعوذ بالله أن نكون ثالثة المناهي فنهلك.
الإخوة الأحبة:
لقد اعترض علي المعترض لما قلت: أن الأناجيل قد كتبت بعد عيسى بزمن وقال من أين لي هذا الكلام.
وحاول التدليل على اعتراضه بأن برنابا من تلاميذ عنبي الله عيسى عليه السلام المقربين.
وهذا يرد عليه من أوجه دل فيه المعترض على عدم معرفته وعدم إنصافه في اعتراضه:
أولا: الظاهر أن المعترض لم يجد ما يعترض علي إلا هذا الموضع مما يعني أن غيره على باب المخالفة صواب.
ثانيا: أن المعترض لم يبن لنا متى متب هذا الإنجيل.
الثالث: لم يذكر لنا هل شهد له الشرع بأنه هو الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام أم أن الأمر قام على القياس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/248)