سؤال حول تعبير وصل لشباب المسلمين الناطقين بالانجليزية، هل فيه ناقض للتوحيد؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 12:08 م]ـ
التعبير هو قولهم:
" Jeez"
وتلفظ: جِيْزْ.
ويقال بما يعني: "يا إلهي! "، أي للدهشة في الغالب.
ومن تدقيقي فيه التعبير محاولاً إرجاعه لأصل ما .. وصلت إلى أنه لا بد أن يعود للكلمة الانجليزية لـ"اليسوع" أو سيدنا عيسى بن مريم -عليه السلام- (ولا أدري إن كان تسميتي له بـ’اليسوع‘ يعني هنا إضفاء صفات الألوهية عليه، لكن هذا يستحيل أن أقصده) وهي:
Jesus
وتُلفظ هكذا: جِيْسَسْ.
فما حكم هذا التعبير؟ أعتقد أن حكمه ظاهر، إن صح الأصل الذي جاء منه (عيسى، اليسوع، المسيح).
أبغي من السؤال تحذير إخواني المسلمين الناطقين بالانجليزية من هذا التعبير الذي أخذوه عن أهل البلاد من النصارى في البلد الغربي الذي أعيش فيه.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أبو بكر الغزي حفظه الله ما نقلته وبينته ظاهر قوله شرك لفظي يجب تنبيه وتعليم من قاله بعدم جوازه وأن من اعتقده بعد التعلم يدخل على باب الشرك قال الله تعالى: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ... ).
وتذكر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لما قالوا له احعل لنا ذات أنواط ..
ولما أقسم عمر رضي الله عنه بأبيه نهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ووجه الشاهد النهي عن لفظ سماه اشرع شركا وتعليمه التوحيد مع الرفق بالمدعو عند تعليمه.
والله أعلم.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:15 ص]ـ
الأمر يسير , و لا شرك في اللفظة
بل عرف من استعمالها أنها للتعجب من شيء و تحقير ه
فلا تجعلوا الحبة قبة , كما يقال
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:06 م]ـ
" Jeez"
ويقال بما يعني: "يا إلهي! "، أي للدهشة في الغالب.
إلاههم عيسى ....
و إلاهنا الله ....
فالمسلم يقصد بها الله تعالى ... فما وجه الشرك؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:51 م]ـ
لعلي لم أنهِ استفساري، فقد أردت إضافة التالي:
الكلمة، كما تلاحظون، اختصار لاسم ’يسوع‘، وترجمة ’جيز‘ هذه هي "يا يسوع"، وما قولها عند الدهشة .. إلا كقولنا "يا الله" أو "يا إلهي" عند نفس الحال!
السؤال الأكبر هو: هل يُحاسب المرء على ما يتلفظ به وإن لم ينوِ به الشرك، أم أن الملائكة التي تسجل "ما يلفظ من قول" تأخذ بالحسبان نية الشخص أو تشربه لهذه العبارات من أهل البلد التي يسكن بينهم فيها .. دون اعتباره أو تدقيقه بمعناها؟
مثال آخر: كلمة "شقي" تعني ’المطرود من رحمة الله"، أليس كذلك؟ لكنها بالعامية تعني ’مشاغب‘ أو ’كثير الحركة‘، أفإن تلفظ بها الوالد بحق ابنه ... تسجل عليه كأنها ’دعوة‘ أو ’تمني‘ للولد بالشقاء (بالطرد من رحمة الله)؟؟؟
هذا هو الموضوع إذن، التلفظ بشيء قاس دون استحضار النية القاصدة للمعنى القاسي أو الشركي ذاك.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوان الحبيبان
السائل والمعقب المضيف:
إن النصارى يقصدون بها يسوع المسيح عندهم وهو المسمى عيسى عليه السلام وهي لغة القرآن.
وعندما يقول قائلهم في وقت أزمته أو دهشته أو أي حال يستدعي قولها فإن لفظها يجمل في قولها معنى يقصده متضمنا للفظه فإذا قاله عند وقع حادث أو وقوع في مصيبة فإن المعنى الضمني فيها ليس مطلق التعجب كما يزعم بعض الناس.
بل فيها معنى زائدا وهو أراده المتكلم وهو أحفظني. أو انقذني. واحمني وغيرها.
فلا يوجد لفظ مفرغ من معنى إلا عند من يقول وواا يي. فهذا لا معنى له لأنه ليس بلغة.
إلا إذا قال صاحب الحبة ان هذا أكبر من القبة.
وعن الأخير: أقول: إن احتمال الكلمة لمعان متعدة لا يجيز حملها على معنى دون غيره بغير قرينة لفظية أو حالية ومن تكلمها دائما يحمل معنى في في صدره ومرادا أراده ونحن معشر المسلمين نعلم أن الله تعالى يحاسبنا على نياتنا في الفاظنا.
فما كان ظاهره معصية ينهى عنه كي لا يشكل أو يفضي إلى معصية.
وما كان ظاهر لفظه غير معصية لكنه قصد به معصية يقع في معصية ولا أدل على ماقاله أهل النفاق لما اعتذروا عن قولهم (إنما كنا نخوض ونلعب) فكان الجواب (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون).
وأخيرا يجب على المسلم أن يحذر في كلامه فلا يتلفظ بكلام لا يلقي له بالا حتى لا يقع في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في نار جهنم).
وبناء على هذا فهذه الحبة بحد ذاتها قبة.
وانظر إلى معالم الإسلام في الاحكام التربوية الشرعية في الألفاظ والمقاصد فانظر لقوله صلى الله عليه وسلم لماقالت زوجه من باب الغيرة حسبك من صفية _ تعني أنها قصيرة _) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد قلت كلمت لو مزجت بماء البحر لمزته) ز
والتدليل على هذا كثير والخوض فيه كبير.
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/311)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوان الحبيبان
السائل والمعقب المضيف:
إن النصارى يقصدون بها يسوع المسيح عندهم وهو المسمى عيسى عليه السلام وهي لغة القرآن.
وعندما يقول قائلهم في وقت أزمته أو دهشته أو أي حال يستدعي قولها فإن لفظها يحمل معنى يقصده القائل قد تمضمنه للفظ فإذا قاله عند وقوع حادث أو وقوع في مصيبة فإن المعنى الضمني فيها ليس مطلق التعجب كما يزعم بعض الناس.
بل فيها معنى زائدا وهو أرادة المتكلم وهو أحفظني. أو انقذني. واحمني وغيرها.
فلا يوجد لفظ مفرغ من معنى إلا عند من يقول وواا يي. فهذا لا معنى له لأنه ليس بلغة.
إلا إذا قال صاحب الحبة ان هذا أكبر من القبة.
وعن الأخير: أقول: إن احتمال الكلمة لمعان متعدة لا يجيز حملها على معنى دون غيره بغير قرينة لفظية أو حالية ومن تكلمها دائما يحمل معنى في في صدره ومرادا أراده ونحن معشر المسلمين نعلم أن الله تعالى يحاسبنا على نياتنا في الفاظنا.
فما كان ظاهره معصية ينهى عنه كي لا يشكل أو يفضي إلى معصية.
وما كان ظاهر لفظه غير معصية لكنه قصد به معصية يقع في معصية ولا أدل على ماقاله أهل النفاق لما اعتذروا عن قولهم (إنما كنا نخوض ونلعب) فكان الجواب (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون).
وأخيرا يجب على المسلم أن يحذر في كلامه فلا يتلفظ بكلام لا يلقي له بالا حتى لا يقع في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في نار جهنم).
وبناء على هذا فهذه الحبة بحد ذاتها قبة.
وانظر إلى معالم الإسلام في الاحكام التربوية الشرعية في الألفاظ والمقاصد فانظر لقوله صلى الله عليه وسلم لماقالت زوجه من باب الغيرة حسبك من صفية _ تعني أنها قصيرة _) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد قلت كلمت لو مزجت بماء البحر لمزته) ز
والتدليل على هذا كثير والخوض فيه كبير.
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
وما لا نية فيه يجب التنبيه عليه خشية التشبه أو الوقوع في المحذور وعامة الكلام الأخير يرجع على باب اللغو والله أعلم.
ـ[السعداوي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:22 ص]ـ
حتى و إن قصد بها المؤمن الاستغاثة بالله جل و علا
يكفي أن هذا الاسم ليس من أسماء الله
ـ[محمد سيف]ــــــــ[25 - 11 - 05, 05:21 ص]ـ
لقد خطر ببالي هذا السؤال منذ فترة طويلة
فسألت أحد الأمريكيين هل فعلا هذه الكلمة
jeez
مشتقة من كلمة jesus
فأجابني بالنفي و أكد على ذلك
و على العموم فإن أغلب المسلمين ممن يقولونها
لا يجيدون الإنجليزية بصورة جيدة و يقولونها فقط
على سبيل التقليد و يعتبرونها كلمة تضجر أو دهشة
==============
لكني أعتبر استخدام اللغة العامية
slang
فيه شئ من التشبه بالكفار
و هذا باعتبار الواقع الذي أعرفه جيدا
و أرى أن المسلم إذا تكلم بلغة الكفار فينبغي الحفاظ على لغة
الحوار في حدود اللغة العادية
و لا داعي لاستخدام الكلمات التي يستعملها الكفار بصورة خاصة
و يتميزون بها عن غيرهم
و الله أعلم
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 10:15 ص]ـ
أخي ’محمد سيف‘:
ومن هو ذا الأمريكي الذي سألت؟؟ أخي أنا أعيش بين القوم وأعرف أن المتمعنين منهم بالأشياء حولهم، دع عنك اللغة هنا، قلة لا تكاد توجد، فهل ستخبرني أن غربياً فكر بأصول الكلمات أو اشتقاقاتها ليؤكد لك شيئاً أو ينفيه وكأنه ثقة؟؟؟ هؤلاء لا يعرف المرء منهم حرف الآي الانجليزي من كوز الذرة!!!
لن يعدم أن يكون ثمة أصل لتلك الكلمة ’جيز‘، وتعلم مثلي ربما أنهم إن أطالوا العبارة يقولون: Jesus Christ أي ’يسوع المسيح‘!!!!! فإن لم تكن جيز = جيسس (يسوع)، فما تراها تعني؟؟؟ أم أنها مجرد أحرف وأصوات اصطفت لجانب بعضها صدفة؟؟؟
أما قولك عن أغلب المسلمين، فهناك كثيرون اليوم ممن لغتهم الأولى لا العربية ولا الأردية .. بل الانجليزية!! يقولون هذه الـ’جيز‘ كما قد يقولون الكلمات القذرة، حتى لإن المرء منهم لا يذكر الله عندما يعطس بل يقول ’شت‘!!!
أما التحدث بعامية القوم فهذا لا يمكنك منعه خاصة إن عشت الكثير من ساعات يومك في الدراسة والعمل بينهم!!!! لن تقدر على مقاومة ما يلتقطه لسانك إلا إن كنت أعجوبة!!!
ـ[محمد سيف]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:53 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و بعد
جزاك الله خيرا أخي أبا بكر الغزي ..
أخي الحبيب: أما عن الشخص الذي سألته فهو شخص أظنه على علم
جيد و دراية باللغة الإنجليزية ...
فأنا أيضا أعيش في هذه البلاد منذ فترة طويلة .. كما أني أجيد لغتهم إجادة تامة
و من قبل حتى أن آتي لبلادهم و بزمن طوبل ...
و هذا ما دفعني لسؤال هذا الشخص بالذات.
و مع هذا فأنا نقلت كلامه لا بصيغة الجزم ...
و أنا لم أستبعد احتمال أن تكون الكلمة كما ذكرت
و الله أعلم ..
أما المشكلة الحقيقية فتكمن فيما تفضلت أنت بذكره عن حال أبناء المسلمين في بلاد الكفار
و الله المستعان ... و أنا أنصح نفسي و إياك بإنهاء ما أنت هناك من اجله في أسرع وقت
و العودة إلى ديار المسلمين ...
بوركت أخي و بورك عملك و قلمك ...
محمد سيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/312)
ـ[محمد سيف]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:01 م]ـ
السؤال الأكبر هو: هل يُحاسب المرء على ما يتلفظ به وإن لم ينوِ به الشرك، أم أن الملائكة التي تسجل "ما يلفظ من قول" تأخذ بالحسبان نية الشخص أو تشربه لهذه العبارات من أهل البلد التي يسكن بينهم فيها .. دون اعتباره أو تدقيقه بمعناها؟
.
بالنسبة لهذا الجزء فقد أجاب عنه الأخ شاكر إجابة وافية فجزاه الله خيرا
و إن كنت أحب أن أضيف أن الكلمة في اللغة لها ثلاث حقائق
لغوية و شرعية و عرفية
و لا يجوز وصف أي من هذه الحقائق بالمجاز ..
فمثلا حقيقة الصلاة اللغوية هي الدعاء و حقيقتها الشرعية
هي تلك العبادة ذات الأقوال و الأفعال المعروفة ..
فلو أنك أطلقت كلمة الصلاو أردت الدعاء فهذا ليس مجازا ... !!
و على هذا فالكلمات التي تحمل حقائق عرفية تختلف عن
الحقائق اللغوية أو الشرعية يجب أن تحمل على هذه الأوجه ..
و قد ضرب الشيخ العثيمين رحمه الله مثلا بكلمة ((دابة))
و كيف أنها تحمل معنى شرعيا أعم من المعنى اللغوي
و معنى لغويا أوسع من المعنى العرفي و هكذا.,.
بارك الله فيكم
محمد سيف
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[26 - 11 - 05, 01:09 ص]ـ
http://www.takeourword.com/TOW159/page2.html
Why should anyone, when in distressing circumstances, offer a sudden observation regarding the lachrymal habits of their savior? In brief, it's because John 11:35 ("Jesus wept.") is the shortest verse in the Bible.
America seems to have been particularly fond of variants on this theme. First Jesus was shortened to gee or jeeze. Gee was further elaborated upon to give gee-whillickers, geewhillickins and gee-whizz. The ornate forms Jesus H. Christ! and holy jumping Jesus Christ! were first noticed in 1924.
( قلت: بعد أن تكلم عن استخدام اسم المسيح كسب أو التجاء ...... )
لما يعبر أي شخص عند الكرب بـ (بكى اليسوع) يذكر أفعال فدائه؟ باختصار, الجواب أن جملة (بكى اليسوع) أقصر آية في الكتاب المقدس.
هذه العبارة وجدت اختصارات محببة لدى الأمريكان, أولا أختصر إلى جي أو جيز ( gee or jeeze) .....
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:56 ص]ـ
انا أمريكي وكنت انطق بهذه الكلمة ولعلي انطق به نسيانا فيما بعد لانه كعادة ويرونها الناس أنها من الكلمات المقبولة وليست بفاحشة. فبعد الإسلام لا بد من ترك الفواحش فالبعض يميلون إلى هذه لئلا ينطقوا بما هو أسوء حسب العادة. وأنت تعرف.
وبالصراحة ما كنت أرى الناس يستعملونها بالمعنى الذي هي مشتق منه. بل استعجبت جدا عندما سألني واحد عربي: أأنت مسلم؟ بعد النطق بها. وكأني كرهت السؤال لأني ما رأيت الكلمة شركية.
فيا ليت الإخوة يلمزون الأدب في النصح ويلتمسون العذر لمن نطق بها. ولا يغلون في الأمر.
ويا ليت من ينطق بها يأخذ بالورع في دينه.
وأطرح بعد هذا سؤالا طرحه واحد أمريكي أيضا لكن هو مآخذة على العرب. فقولنا: يالله, بمعنى استعجل مشتق من يا الله. وقد تخاطب انسانا به. فهل يقال أنت دعوته باسم الله كأنه هو؟!
فلا بد من التفريق بين الاستعمال والاشتقاق. بل الإمام أحمد قال بجواز الكلمة: بحق النبي صلى الله عليه وسلم أو مثله وقال شيخ الإسلام أنه بشرط أن يكون مراد المتكلم بها: بإيماني بالنبي صلى الله عليه وسلم.
والذي سبق لسانه فقال: انا ربك وأنت عبدي, غفر له. ولم يكفر وإن كانت الكلمة شركية واضحة.
فالقصد والتوسط يا إخوة الكرام.(54/313)
"ذلك كفل الشيطان"!!.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 02:53 م]ـ
646 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَهُوَ يُصَلِّى قَائِمًا وَقَدْ غَرَزَ ضُفُرَهُ فِى قَفَاهُ فَحَلَّهَا أَبُو رَافِعٍ فَالْتَفَتَ حَسَنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ أَقْبِلْ عَلَى صَلاَتِكَ وَلاَ تَغْضَبْ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ». يَعْنِى مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ يَعْنِى مَغْرِزَ ضُفُرِهِ.
فهل القصد أن مقعد الشيطان على قافية الراس, من قبل الاحتناك والسيطرة؟؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 02:58 م]ـ
من لها؟؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 06:36 م]ـ
مرة أخرى .. هل من مجيب؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 07:33 م]ـ
يا أهل الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 08:23 م]ـ
أرجو منك بارك الله فيك
أن تبين المقصود من سؤالك.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[28 - 11 - 05, 02:44 ص]ـ
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:2/ 325
قوله وقد عقص ضفرته قال في المجمع العقص جمع الشعر وسط رأسه أو لف ذوائبه حول رأسه كفعل النساء وقال فيه أصل العقص اللي وإدخال أطراف الشعر في أصوله انتهى
وفي رواية أبي داود وقد غرز ضفره أي لو ى شعره وأدخل أطرافه في أصوله والمراد من الضفر المضفور من الشعر وأصل الضفر الفتل والضفير والضفائر هي العقائص المضفورة قاله الخطابي (في قفاه) القفا بالفارسية يس سر يذكر ويؤنث (فحلها) أي أطلق ضفائره المغروزة في قفاه (مغضبا) بفتح الضاد (ذلك) أي الظفر المغروز (كفل الشيطان) بكسر الكاف وسكون الفاء أي موضع قعود الشيطان وفي رواية أبي داود ذلك كفل الشيطان يعني مقعد الشيطان يعني مغرز ضفره فقال الخطابي وأما الكفل فأصله أن يجمع الكساء على سنام البعير ثم يركب قال الشاعر
وراكب على البعير مكتفل يحفى على اثارها وينتعل
وإنما أمره بإرسال الشعر ليسقط على الموضع الذي يصلي فيه صاحبه من الأرض فيسجد معه وقد روى عنه أيضا عليه السلام أمرت أن أسجد على سبعة اراب وأن لا أكف شعرا ولا ثوبا انتهى
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 06:52 م]ـ
الاخ الأحمدي ..
أقصد -حفظك الله- أن قولهم: إن كفل الشيطان هو مقعده .. فهل أن مقعد الشيطان عند محل عقص الشعر على قافية الراس, بحيث يتمكن من ابن آدم؟؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:47 ص]ـ
ها!.(54/314)
((إرضاع الكبير)) فتوى جديدة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[22 - 11 - 05, 06:33 م]ـ
العنوان رضاع البنت بعد الحولين لحضانتها
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف فقه الأسرة وقضايا المرأة/الرضاع
التاريخ 20/ 10/1426هـ
السؤال
أخذت بنتاً من دار الحضانة الاجتماعية وعمرها عشر سنوات، فهل يمكن أن أرضعها الآن وتثبت المحرمية بهذه الرضاعة مثل الرضاعة في الحولين؛ نظراً للضرورة، وكذلك استناداً إلى قصة عائشة -رضي الله عنها- ومولاها؟ ولو أرضعتها فهل يكتفى بشرب الحليب بالكأس من غير التقام الثدي، وكم مرة يلزم أن أسقيها بالكأس؟ أفتوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالرضاع الشرعي الذي تثبت به المحرمية عند جمهور العلماء من السلف والخلف أن يكون في الصغر زمن الحولين؛ بدليل قوله تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" [البقرة: من الآية233]، فنصت الآية على أن الحولين تمام الرضاعة، فلا حكم لما زاد على هذه المدة، فلا يتعلق بها تحريم.
ويدل على هذا أيضاً حديث عائشة – رضي الله عنه – في الصحيحين: "يا عائشة انظري من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة" صحيح البخاري (5102)، وصحيح مسلم (1455)، وحديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-عند أحمد (4114)، وأبي داود (2059): "لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم". ورضاع الكبير لا ينبت به لحم، ولا ينشز به عظم.
أما قصة عائشة – رضي الله عنها – مع سالم مولى أبي حذيفة في قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: "أرضعيه تحرمي عليه" أخرجه مسلم (1453)، فكان رأياً لعائشة –رضي الله عنها- خالفها فيه عموم أمهات المؤمنين. تقول أم سلمة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – ما نصه: "أبى سائر أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يدخلن عليهن أحداً بتلك الرضاعة، أي رضاعة الكبير، وقلن لعائشة: والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لسالم خاصة، فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا" أ. هـ من صحيح مسلم (1454).
أما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم –رحمهما الله- فقد أجازا رضاع الكبير للحاجة؛ أخذاً بحديث عائشة –رضي الله عنها- المشار إليه، ولا أرى أن يؤخذ إلا بقول الجمهور، إذ لو أخذ بجواز رضاع الكبير في هذا العصر لعمت المشاكل وانتشرت في البيوت، لا سيما مع كثرة الخدم والسائقين من الكفار وضعف الوازع الديني لدى المسلمين من الطرفين، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=84849
****************
وانظر:
رضاع الكبير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5538
رضاع الكبير؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15185
رضاع الكبير للشيخ الالباني رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10001
من يعينني في تخريج هذا الحديث [عن الرضاع للكبير]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8359
هل منكم من يعرف الغلام الأيفع؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8438
الحكمة في كون الرضاع في عامين
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=46453
رضاع الكبير للحاجة!
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=38364
رضاع الكبير
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=8004(54/315)
رسائل علمية في اليهودية والنصرانية
ـ[عبدالله السيباني]ــــــــ[23 - 11 - 05, 03:34 ص]ـ
رسائل علمية في اليهودية والنصرانية:
لقد تمكنت بفضل الله تعالى من جمع عدد من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراة) حول اليهودية والنصرانية وذلك أثناء دراستي للماجستير، وأحببت أن أضعها بين يديكم للفائدة والإطلاع والرسائل هي:
1. عقائد اليهود بين الحق والباطل.
خضر عبد اللطيف سوندك، دكتوراة، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
2. بنو إسرائيل وموقفهم من الذات الإلهية والأنبياء.
عبد الشكور محمد أمان عبد الكريم، دكتوراة، جامعة أم القرى، كلية الدراسات الشرعية.
3. اليهود من خلال السنة المطهرة.
عبد الله بن ناصر الشقاري، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
4. ميلاد عيسى عليه السلام عند اليهود والنصارى والمسلمين دراسات مقارنة.
مسعود بن سعد الغامدي، ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
5. أهم عوامل انحراف النصرانية.
إبراهيم بن خلف بن يعقوب التركي، ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة، كلية الدعوة وأصول الدين.
6. مصارد النصرانية دراسة ونقداً.
عبد الرزاق بن عبد المجيد الأرو، ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة، كلية الدعوة وأصول الدين.
7. دور اليهود في إفساد العقيدة الإلهية والآثار التي ترتبت على ذلك.
حسن محمد إبراهيم، ماجستير، جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
8. اليهود والنصارى في سورة المائدة.
حسين عبد الهادي محمد، ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
9. عقيدة الألوهية عند اليهود في ضوء الإسلام.
أميمة أحمد بن شاهين الجلاهمة، ماجستير، الرئاسة العامة للبنات، كلية الآداب للبنات بالدمام، قسم الدراسات الإسلامية.
10. تحريف اليهود في العقيدة وأثره ورد القرآن عليهم.
سلوى محمد بن مرشد المحمادي، ماجستير، الرئاسة العامة للبنات، كلية التربية للبنات بمكة المكرمة، قسم الدراسات الإسلامية.
11. جهود من أسلم من النصارى في كشف فضائح الديانة النصرانية.
مامادو كارامبيري، دكتوراة، الجامعة الإسلامية بالمدينة، كلية الدعوة وأصول الدين.
12. الجدل عند المسلمين ضد اليهود والنصارى في القرن الرابع عشر الهجري.
عديلة يوسف رزق يوسف، جامعة الأزهر، كلية الدراسات الإسلامية.
13. موقف اليهود والنصارى من المسيح عليه السلام وإبطال الشبهات حوله.
ساره حامد محمد العبادي، دكتوراة، جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
14. النصرانية من التوحيد إلى التثليث.
محمد أحمد الحاج، ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
15. تحريف رسالة المسيح عليه السلام عبر التاريخ أسبابه ونتائجه.
بسمة أحمد جستنية، ماجستير، جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
16. بولس وتأثيره في المسيحية.
وهيب البكري، ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية الدعوة والإعلام.
17. المجامع النصرانية وأثرها على اعتقاد النصارى.
الجيلي محمد يوسف الكباشي، ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين.
18. الفكر الإسلامي في الرد على النصارى إلى نهاية القرن الرابع/ العاشر.
عبد المجيد الشرفي، دكتوراة، الجامعة التونسية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
ـ[سحنون التونسي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 07:24 ص]ـ
أخي الفاضل .. عجّل بنشرها كله أو بعضها على الانترنت .. فالخطب الجسم .. وما بين يديك من الخير عميم ..(54/316)
هل الحاكم صاحب المستدرك شيعي
ـ[الساري]ــــــــ[23 - 11 - 05, 02:19 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[23 - 11 - 05, 02:29 م]ـ
من لسان الميزان للعسقلاني
محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب التصانيف إمام صدوق ولكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلك فما أدري هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهو خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين وقد قال أبو طاهر سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث قلت إن الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ومن شقاشقه قوله اجتمعت الأمة على أن الضبي كذاب وقوله في أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا وقله أن عليا وصى فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه مات سنة خمس وأربع مائة والحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء لكن قيل في الأعتذار عنه أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها من ذلك أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه وقال في آخر الكتاب فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي صدقهم لأنني لا استحل الجرح إلا مبينا ولا أجيزه تقليدا والذي اختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا
ـ[أبو أويس الجزائري]ــــــــ[17 - 12 - 05, 10:25 م]ـ
لم يكن الإمام الحاكم النيسابوري شيعيا ولا رافضيا وا نظر في ذلك كتاب الحاكم النيسابوري وكتابه المستدرك مع العناية بكتاب التفسير لكاتبه عادل حسن عليو ومقدمة الأستاذ أبي عبد الله علوش لتحقيقه لكتاب المستدرك فقد أجاد الشيخان جزاهما الله خيرا في ردهذين الفريتين وأثبتا أن الإمام الحاكم النيسابوري كان من أئمة أهل السنة والجماعة
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[17 - 12 - 05, 11:46 م]ـ
ولقد اتهم بهذه التهمة كثير من أئمة أهل السنة وعلمائهم كالشافعي والنسائي رحمهما الله،
وأنى يكون هؤلاء الائمة الأعلام من الرافضة،
ولذلك فيجب أن تعامل هذه الاتهامات ضمن سياقها وخاصة أن كثيرا منها كانت من كلام الأقران وأمر هذا معلوم
والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 12 - 05, 12:50 ص]ـ
الشيعي غير الرافضي فتنبه
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[18 - 12 - 05, 01:38 ص]ـ
لماذا إتهم الشافعي بأنه رافضي؟؟؟ ومن الذي إتهمه بذلك؟؟؟
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[18 - 12 - 05, 07:41 ص]ـ
الحمد لله أنه بين الفرق بين حب آل البيت و الرفض فقال ان صح
ان حب آل محمد رفض فأشهد الله أني رافضي
يعني ان كل تهمته حب الآل الذي لا يختلف عليه اثنان من أهل السنة و الأثر
وفقكم الله
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[18 - 12 - 05, 07:47 ص]ـ
تصحيح: ان كان حب آل محمد رفض فأشهد الله أني رافضي
ـ[ضعيف]ــــــــ[18 - 12 - 05, 08:18 ص]ـ
نود من احد المتصدرين ذكر رسالة خاصة باسماء من اتهم بالتشيع من كبار علماء الامة
فهذا عمل مفيد
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 12 - 05, 12:01 م]ـ
لقد قدم الحاكم فى مستدركه أبا بكر وعمر وعثمان على على وذكر فضائل ابن الزبير وعائشة
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[27 - 12 - 05, 11:24 م]ـ
هذه هي الابيات المنسوبة للشافعي رضي الله عنه:
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى** فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد ***** فليشهد الثقلان أني رافضي
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[27 - 12 - 05, 11:51 م]ـ
ولعل في هذا الرابط ما يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38282&highlight=%C7%E1%D4%C7%DD%DA%ED+%C7%E1%CA%D4%ED%DA
ـ[ضعيف]ــــــــ[28 - 12 - 05, 09:38 ص]ـ
مهم مهم ذكر من اتهم بالتشيع من العلماء من اهل السنة والجماعة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 12:01 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 08:00 ص]ـ
وقال العراقي:
نحو ابن ِ حبان َ الزكي .. على تساهل ٍ وكالمستدرك ..
أراد الحاكم لا ابن َ خزيمة وابن َ حبان على قول بعضهم .....
وذاك بسبب ٍ قاله السخاوي:
قوله ((على تساهل)): منه فيه بإدخاله فيه عدة موضوعات حمله على تصحيحها , إما التعصب لما رمي به من التشيع , وإما غيره , فضلا ً عن غيره ...
قال الشيخ عبد الكريم الخضير في تعليقه عليه:
من راجع فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المستدرك - 3/ 107 إلى 146 ...
وجد فيه كثيرا من الأحاديث الموضوعة والواهية من هذه الأحاديث {أنا مدينة العلم , وعلي بابها} ....
قال الذهبي في تلخيص المستدرك (3/ 126) هو موضوع
ومنها حديث الطير بطوله ... انظر ((المستدرك 3/ 130إلى 132))
المرجع: فتح المغيث بشرح ألفية الحديث
بتأليف: الحافظ السخاوي
دراسة وتحقيق: د عبد الكريم الخضير ود محمد فهيد آل فهيد(54/317)
سؤال هل من أعضاء الملتقى من يبحث في علم المقاصد؟
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 03:04 م]ـ
هل من أعضاء الملتقى من يبحث في علم المقاصد؟(54/318)
إياك والخطأ في قراءة كلام الله تعالى (أخطاء كثيرة سمعتها)
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 11 - 05, 03:33 م]ـ
إخواني أهل الحديث والسنة:
من المعلوم للجميع أن تعلم القرآن الكريم يقوم على: التلقين والتلقي
ولما كان ذلك كذلك رأيت أن أشارك بذكر بعض الملحوظات التي سمعتها ممن يقرأ القرآن من الخاصة وليس من العامة
ولن أذكر الملحوظات أو الأخطاء التي ينتشر وقوعها أو كثر التنبيه عليها
بل إني أرجو أن يكون كل من يقرأ هذه الملحوظات أن يخرج بفائدة وثمرة
أسأل الله أن يجعل عملي لوجهه خالصا وعن النار مخلصا ولذنوبي ممحصا ولا تنسوني من دعة صالحة يا أهل الحديث
ولا أدري هل الموضوع طرح قبل أم لا فإن طرح فأرجو إرشادي إليه حتى أكمل هناك
محبكم: المقرئ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 03:44 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الفاضل، وبارك فيك، ...
في انتظارك ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 11:41 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أشرف
ـــــ
[1] في قوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [سُورَةُ الْحِجْرِ: 94]
كثير من الناس يسكن الرا في الكلمة التي تحتها خط فتكون (تؤمرْ) عند الوصل وهي كما ترون مضمومة وهو فعل مضارع مبني للمجهول لم يدخل عليه جازم
وسأذكر سبب الخطأ في الآية التي بعدها لأنهما يشتركان في الخطأ
المقرئ
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 11 - 05, 11:58 ص]ـ
شيخنا المبارك / المقرئ
جزاكم الله خير الجزاء.
ليتكم تتكرمون ببيان الخطأ عند قراءة قوله الآية في آخر سورة إبراهيم: " هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ".
حيث يقرأها البعض بسكون اللام فتكون (للأمر)، بينما الصحيح (بكسر الراء) فتكون للتعليل أي لأجل أن يتعظوا به، قال ابن كثير رحمه الله تعالى:" " وَلِيُنْذَرُوا بِهِ " أَيْ لِيَتَّعِظُوا بِهِ ".
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:09 م]ـ
شيخنا اللبيب: سامي المسيطير وفقه الله جزاكم الله خيرا وهو كما ذكرتم فهي مكسورة والبعض يسكنها خطأ
ــــــــــ
[2] في قوله تعالى {وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ: 6]
كثير من الناس يسكن الرا في الكلمة التي تحتها خط فتكون (تستكثرْ) عند الوصل وهي كما ترون مضمومة وهو فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة
وسبب الخطأ في مثل هاتين الآيتين:
1 - أن الناس يقفون عادة عليها فتكون ساكنة وعند الوصل يأخذ القارئ ما عتاد عليه وهو السكون
2 - أن الأفعال التي قبلها مجزومة فمثلا (فاصدع) وكذلك (فأنذر) و (فكبر) و (فطهر) و (فاهجر) وهكذا
3 - أن كثيرا من المعلمين وفي الأشرطة المسجلة يختلسون ضمة الرا ويضعفون الضمة فتظهر للسامع أنها ساكنة فيسكننها
المقرئ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وكان على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6416
موضوع طويل في الأخطاء الشائعة في التلاوة لكن بعد الصيانة لم يعمل.
ـ[طلال المصري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا و أذكر إخواني بخطأ كثيرا ما سمعته من بعض الإخوة من القراء الحجازيين وفقهم الله لما فيه رضاه ألا و هو تفخيم همزة أخي _ كالواقعة في سورة يوسف و غيرها _"قال أنا يوسف و هذا أخي " الآية و عليه فيؤدي ذلك إلى تفخيم الياء المكسورة أيضا و كلا التفخمين خطأ والله تعالى أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:37 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن: بارك الله فيكم ولم أكن اطلعت على الموضوع لئلا تتكرر الجهود
الأخ: طلال المصري كلامك صحيح وهو خطأ وسيأتي بإذن الله الأخطاء المتكررة عند الخاصة في قضية مخارج الحروف وصفاتها وقل من يسلم منها
ـــــــ
3 - في قوله تعالى {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: 113]
كثير من الناس يسكن الميم في الكلمة التي تحتها خط فتكون (تعلمْ) عند الوصل بسبب ما سبق ذكره وهو أنه يكثر الوقوف عليها مع أن الوقف عليها جائز، وأن قبلها فعل مجزوم فيجزم هذا الفعل معها أيضا وكما نرى فإن الفعل لم يسبقه جازم وهو مرفوع بالضمة
المقرئ
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 11 - 05, 04:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المقرئ.
من الأخطاء:
في قوله تعالى: ((قال يا أبت افعل ما تؤمرُ))
كثير من طلبة العلم والأئمة (أئمة المساجد) يسكنونها.
وفي قوله تعالى: ((وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم))
كثير من الدعاة وغيرهم يقولون: ولئن شكرتم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/319)
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:55 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا المقرئ ... موضوع مفيد و شيق في نفس الوقت ..
استسمحك في المشاركة ...
كثير من الناس يخطأ في قراءة قول الله تعالى في سورة النور {أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقِكم}
فيقرأ هذه الكلمة بفتح القاف صديقَكم ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:15 ص]ـ
شكر الله لشيخنا المقري فوائده، ومن قبيل ما ذكره الشيخ سامي وقد لفت انتباهي إلى كثرة وقوع الخطأ فيها أحد الأئمة المشهورين بالرياض في تارويح عام مضى آية الأنعام (ولِتصغى إليه أفئدة الذين لايؤمنون بالآخرة ولِيرضوه ولِيقترفوا ما هم مقترفون) وجميع اللامات تعليل وليست أمراً بواحدة من تلك الخلال، ولعل هذا لحن مخل بالمعنى. وكذلك قوله في نفس السورة: (ولِيلبسوا) في الآية: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤُهم).
ثم وجودت وقوع هذا اللحن كثير، قد يقع للبعض في كل لام تعليل فيصيرها بقراءته أمراً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 05, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه مشاركة لي كانت في الرابط المذكور في مشاركة رقم (6)
ومن الأخطاء الشائعة في القراءة التي سمعتُها من بعض الأئمة، أو الطلاب، وقد تخفى على البعض:
1 - في سورة الفاتحة يكتفي بعض الناس بالياء عن الكسرة في قوله تعالى (مالك يوم) فتجده يسكن الكاف ويكتفى بالياء من (يوم).
2 - وفي الفاتحة أيضا في قوله تعالى (نعبد وإياك) فيسكن الدال في (نعبد) ويكتفي بالواو في قوله تعالى (وإياك).
3 - في سورة البقرة في قوله تعالى {مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ} (249) سورة البقرة بفتح الهاء (نَهَرَ) وبعض الناس يسكن الهاء. وكذلك {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} (33) سورة الكهف.
4 - في سورة الأعراف قوله تعالى {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا} (18) سورة الأعراف بعض الناس يقرأها غلطا {مَذْمُومًا} ومذموما في سورة الإسراء في موضعين آية (18) و (22).
5 - وفي الأعراف أيضا {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} (74) سورة الأعراف بعض الناس يزيد (من) قبل الجبال وهذا غلط، و (مِنْ) جاءت في سورة الحجر (82) و سورة النحل (68) وسورة الشعراء (149).
6 - وفي الأعراف {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ} (170) سورة الأعراف بفتح الميم وتشديد السين للقراء العشرة؛ إلا شعبة عن عاصم فسكن الميم وخفف السين (يُمْسِكُونَ).
7 - {يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ} (176) سورة الأعراف الثاء في يلهث الأولى تظهر، والثانية تدغم مع الذال إدغاما كاملا في حال الوصل.
8 - في قوله تعالى {فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا} (189) سورة الأعراف، الواو في كلمة (دَّعَوَا) مفتوحة وبعض الناس يضمها.
9 - في سورة التوبة قوله تعالى {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً} (57) سورة التوبة بتشديد الدال في (مُدَّخَلاً) للعشرة سوى يعقوب فقد سكن الدال.
10 - في سورة التوبة في قوله تعالى {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ .. } (100) سورة التوبة بعض الناس يزيد (من) بين (تجري) و (تحتها) وهذا في قراءة ابن كثير وأما بقية العشرة فبدون (من).
11 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (109) سورة النساء بكسر اللام (يُجَادِلِ الله).
{مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (7) سورة هود {مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ} (8) سورة هود
{ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ} (10) سورة هود الآية، رقم سبعة، وعشرة بفتح اللام (لَيَقُولَنَّ) ورقم ثمانية بضم اللام.
12 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا} (31) سورة يوسف (حاشى) وهي لأبي عمرو وصلا.
13 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} (2) سورة الحجر بتشديد الباء وهذه ليست لحفص، وإنما هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف العاشر.
14 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (94) سورة الحجر، يسكن الراء (تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ).
15 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} (80) سورة طه
بكسر النون (الْأَيْمَنِ).
16 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى في سورة النور آية (52) {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} يقرأ (وَيَتَّقِهْ) بكسر القاف، وهذه ليست لحفص وإنما هي قراءة أبي عمرو وشعبة وابن وردان ووجه لخلاد.
17 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} (198) سورة الشعراء (الْأَعْجَمِيينَ).
18 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ} (87) سورة القصص بفتح الدال (يَصُدَّنَّكَ).
19 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى في سورة الزخرف (57) {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} يضم الصاد وهي ليست لحفص وإنما هي قراءة نافع وابن عامر والكسائي وأبي جعفر وخلف.
20 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ} (15) سورة محمد يقرأ بغير تنوين (آسِنِ).
21 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ} (24) سورة القمر بسكون العين (نَّتَّبِعْهُ).
22 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (15) سورة البروج، بكسر الدال (الْمَجِيدِ) وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف.
تنبيه: (هذه الأخطاء ممن يقرأ لحفص)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/320)
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 12 - 05, 08:38 ص]ـ
ومن قبيل مل ذكر ه الأخ الكريم المسيطير قرآءة بعضهم قوله تعالى: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لايؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقفترفوا ما هم مقترفوان) بجعل اللام الداخلة على تصغى، ويرضوه، لام طلب، وهي لام تعليل.
وكذلك قوله تعالى في نفس السورة: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم .. ) بجعل اللام الداخلة على يلبسوا لام طلب لا تعليل.
ـ[السدوسي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 09:01 م]ـ
شكر الله للجميع مشاركتهم.
ومن الأخطاء كسر الراء في قوله تعالى (والعصر) عند الوقف عليها.
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 05, 10:53 ص]ـ
ومن الأخطاء تسكين الراء في إنا (أعطيناك الكوثرَ) عند وصلها بما بعدها.
وكذلك الفتح عند قراءة: (إذا جاء نصر الله والفتحُ * ورأيت الناس .. ) وصلاً.
فبعض الآيات القصيرة يصلها بعضهم ولا يراعي حركتها.
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:10 م]ـ
فبعض الآيات القصيرة يصلها بعضهم ولا يراعي حركتها.
حدثني أحد المقرئين أنه اختبر طالب عنده ذات يوم بوصل الآيات - في سورة الحاقة إن لم أهم - فوجد اخطاءه كثيرة جدا رغم أنه حافظ متقن، ولا يخطئ في قراءة الآيات إلا أنه عند وصل الآيات اختلط ..
فيجب الاهتمام بهذه النقطة على الصعيد الشخصي الذاتي، وعلى من هم تحت يدي المقرئين ..
وفق الله الجميع ..
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 12:53 ص]ـ
أيضاً من الأخطاء التي يقع بها الكثير في قوله تعالى في سورة الصافات (بزينة الكواكب) بكسر التاء بدون تنوين فيضيفون زينة إلى الكواكب
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 01:41 ص]ـ
شيخنا المبارك / المقرئ
جزاكم الله خير الجزاء.
ليتكم تتكرمون ببيان الخطأ عند قراءة قوله الآية في آخر سورة إبراهيم: " هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ".
حيث يقرأها البعض بسكون اللام فتكون (للأمر)، بينما الصحيح (بكسر الراء) فتكون للتعليل أي لأجل أن يتعظوا به، قال ابن كثير رحمه الله تعالى:" " وَلِيُنْذَرُوا بِهِ " أَيْ لِيَتَّعِظُوا بِهِ ".
حفظ الله الشيخ
لعلكم تقصدون: الصحيح (بكسر اللام) فتكون للتعليل
وجزاكم الله جميعا كل خير
ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 06:38 م]ـ
ومن الأخطاء التي سمعت من بعض المقرئين كسر الميم في قوله تعالى (إذ قالوا لنبي لهم ابعث) والصواب ضمها.
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 09:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
عذرا للمداخلة
و جزاكم الله خيرا على الموضوع المهم
أنا سأقول عن الأخطاء التي كنت أقع فيها ..
في سور يونس ..
يقول الله تعالى ..
"قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي لِلْحَقِّ أّحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"
في قوله تعالى: "قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ" كنت أضيف إلى مرة أخرى كأول الآية.
أيضا: "أَمَّن لَا يَهِدِّي" تنطق بكسر الهاء و كسر و تشديد الدال"
و لم ألتفت إلى هذه الأخطاء إلا لما سمعتها من الشيخ ..
و يوجد الكثير من الأخطاء الحقيقة إلا أنني أتذكر الخطأ السابق لأنه قريب الحدث ..
أيضا كلمة "مجراها " في سورة هود التي تنطق بطريقة خاصة يجب سماعها من الشيخ مباشرة و عدم الاعتماد على النفس فقط ..
بارك الله فيكم
المهاجرة
أم جويرية
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[13 - 12 - 05, 09:59 م]ـ
سلام عليكم ..
"وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَاءِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا " (سورة مريم) يخطئ البعض فيفتح الياء في "وراءي"
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " (سورة سبأ)، يخطئ البعض فيفتح الراء في الكلمتين: "أصغر" و "أكبر" ..
قراءة حفص عن عاصم ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 03 - 06, 05:51 م]ـ
الشيخ الكريم / المقرئ
رده الله إلينا سالما، غانما، معافى.
هذا رابط قد يفيد من الشيخ المفيد / أبي خالد السلمي وفقه الله تعالى:
تنبيهات حول أخطاء شائعة في تلاوة القرآن الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47566&highlight=%C7%E1%E1%E5%CC%C7%CA
وهو الرابط الذي ذكره الشيخ / عبدالرحمن السديس في المشاركة (6).
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[17 - 03 - 06, 06:40 م]ـ
اثابك الله تعالى ونفع بك
جزاك الله خيرا(54/321)
سؤال لطلبة العلم؟ أريد أن تدلوني على كتاب قديم أو بحث حديث في أحكام الصلاة على النبي.
ـ[أبو عبدالعزيز العربي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 03:52 م]ـ
أريد أن تدلوني على كتاب قديم أو بحث حديث في أحكام الصلاة على النبي.
كما أريدكم أن تنقلوا لي حكم إفراد الصلاة عن السلام، ورأي النووي في ذلك، ومظنته من كتبه.
وأريد القول المفصل في حكم الصلاة على غير الأنبياء استقلالا أو تبعا،
فمن كان عنده علم فلا يتأخر بنشره، والله يوفقني وإياكم.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 04:08 م]ـ
الكثير من الإجابت عن أسئلتك هذه تجدها في كتاب (جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام) للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[23 - 11 - 05, 05:24 م]ـ
ولعل هذا ينفعك أخي الكريم:
http://www.ilmsahih.com/sound/index.php?act=showmaq&id=32&start=0
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 11:41 م]ـ
هناك كتاب لإسماعيل القاضي وكتاب جلاء الأفهام لابن القيم والقول البديع للسخاوي
رأي النووي في شرحة لمقدمة صحيح مسلم.وقد تعقبه المرداوي في أوائل التحبير.
ـ[أبو عبدالعزيز العربي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:03 م]ـ
أشكر للإخوة المشاركين، وقد استفدت ممّا سطروا، وما أزال أقول: هل من مزيد!!!(54/322)
هل للعلامة محمد عبد المقصود فقيه أهل مصر مؤلفات؟
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أود أن أعرف هل للشيخ الفقيه محمد بن عبد المقصود -حفظه الله- مؤلفات؟
وهل له مشروعات علمية يعمل بها الآن؟
وما هي آخر أخباره؟
وجزاكم الله خيرا ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 09:18 م]ـ
سيصدر للشيخ قريبا بإذن الله فقه العبادات في ثلاث مجلدات
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاك الله خيراً أخى حامد الحنبلي فوالله لقد أثلجت صدرى وأدخلت السرور على قلبى بهذا الخبر
السعيد وأتمنى منك يا أخى أن تُعلمنى عندما يصدر الكتاب برسالة خاصة بارك الله فيك ...
ولى بعض الأسئلة أتمنى أن تتفضل مشكوراً مأجوراً أنت ومن يعلم من باقى الإخوة أن تجيبنى عليها وهي:
1 - هل هذا الكتاب هو أول أعمال الشيخ أم له أعمال أخرى؟
2 - أين تعقد مجالس الشيخ؟ وفيما تُعقد؟
3 - ما هي آخر أخبار الشيخ؟ وما هو رقم هاتفه (إن كان مسموح بذلك)؟
وختاماً أتمنى أن تتحفنا أخى حمدان بارك الله فيك أو أي من الإخوة الأفاضل بترجمة شافية للشيخ حفظه الله ورعاه ...
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:36 م]ـ
أتمنى الرد يا إخوة بارك الله فيكم فهو مفيد لي جدا ...
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد سيف]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:46 م]ـ
لقد سبق لي أن سألت أخوة كثيرين عن العلامة الإمام الفقيه محمد عبد المقصود العفيفي
لكن يبدو أن العزلة الإجبارية المفروضة على الشيخ منعت الأخوة من الوصول لأخباره
لكنها على العموم بشرة خير ما قرأته هنا من تصنيف الشيخ لكتاب في فقه العبادات
و هذا ما كنت أتوقعه أن يبدأ الشيخ في التصنيف حيث أنه لم يكن يجد وقتا فيما مضى
للكتابة و التصنيف أما الآن .... فرب ضارة نافعة ...
جزاك الله خيرا على حرصك على العلم و حبك للشيخ ..
و هو جدير بهذا الحب ... فلا أظن أحدا يعرفه و لا يحبه ...
محمد سيف
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 05:25 م]ـ
بارك الله فيك أخى محمد سيف على اهتمامك بالموضوع ...
وأتمنى منك ومن باقى الإخوة المتابعة والرد على أسئلتى ..
وجزاكم الله خيرا.(54/323)
لو أن رجل جامع زوجتة في نهار رمضان وهو جاهل في الحكم فهل يدخل من باب أنه ليس علية شيء
ـ[أبو المقدام]ــــــــ[23 - 11 - 05, 07:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاة أمابعد.
لو أن رجل جامع زوجتة في نهار رمضان وهو جاهل في الحكم فهل يدخل من باب أنه ليس علية شيء
ولكم جزيل الشكر أبو المقدام.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 11 - 05, 08:08 م]ـ
إذا جامع زوجته وهو جاهل بالحكم لا بما يترتب عليه فإنه يعذر بجهله والحالة هذه، أما إذا كان عالما بحرمة الجماع في نهار رمضان فإن عليه القضاء والكفارة.
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
إن كانا صادقين وأنهما يجهلان تحريمه وإلا بلغوهما بوجوب ما يترتب عليهما من القضاء والكفارة.
الشيخ محمد بن إبراهيم
المذهب أن عليه القضاء والكفارة، وفيه قول آخر أن ليس عليه كفارة لأنه معذور. اختاره الشيخ تقي الدين وغيره وهو الصواب إن شاء الله
الشيخ محمد بن إبراهيم
من فتاوى الصيام تجميع أشرف عبد المقصود
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أشرف حفظه الله:
عندي سؤال: هل الرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله هلكت قال وما أهلكك قال أتيت أهلي ... .
فهل كان جاهلا أم عالما.
نرجوا توجيه النص على ما نقلتم حفظكم الله.
ومن شاء الجواب.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم شيخنا شاكر توفيق
أعتقد أن قوله (هلكت) تبين أنه كان عالما بالحرمة. والله أعلى وأعلم
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[24 - 11 - 05, 02:54 م]ـ
نعم قوله (هلكت) تبين أنه كان عالما بالحرمة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:22 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يفرق العلماء بين الجهل بالحكم وبين الجهل بما يترتب عليه من هذا الفعل.
فإذا كان يجهل أن الجماع حرام في نهار رمضان فيعذر إن كان نشأ في ديار المسلمين أو في بادية أو حديث عهد بإسلام؛ لأن هذا الحكم أعني حرمة الجماع في نهار رمضان مما يعلم ضرورة وخصوصا ممن هو بين ظهراني المسلمين.
وإن جهل ذلك لتقصيره في طلب العلم أو تعلم ما يجب عليه أن يتعلمه فلا يسقط القضاء والكفارة.
أما إن كان يعلم أن الجماع في نهار رمضان محرم ولكن يجهل ما يترتب عليه من أحكام فكذلك لا يسقط القضاء والكفارة.
والله أعلم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 09 - 07, 11:27 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يفرق العلماء بين الجهل بالحكم وبين الجهل بما يترتب عليه من هذا الفعل.
فإذا كان يجهل أن الجماع حرام في نهار رمضان فيعذر إن كان نشأ في ديار المسلمين أو في بادية أو حديث عهد بإسلام؛ لأن هذا الحكم أعني حرمة الجماع في نهار رمضان مما يعلم ضرورة وخصوصا ممن هو بين ظهراني المسلمين.
وإن جهل ذلك لتقصيره في طلب العلم أو تعلم ما يجب عليه أن يتعلمه فلا يسقط القضاء والكفارة.
أما إن كان يعلم أن الجماع في نهار رمضان محرم ولكن يجهل ما يترتب عليه من أحكام فكذلك لا يسقط القضاء والكفارة.
والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اصبت اخي الكريم بارك الله فيك
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 09 - 07, 11:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اصبت اخي الكريم بارك الله فيك وهذا ما اردت قولة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 09 - 07, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الرحمن
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 03:26 م]ـ
قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" القول الراجح أن من فعل مفطراً من المفطرات أو محظوراً من المحظورات في الإحرام أو مفسداً من المفسدات في الصلاة وهو جاهل فإنه لا شيء عليه، لقول الله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله: قد فعلت.
فهذا الرجل الذي أتى أهله في نهار رمضان إذا كان جاهلاً بالحكم، يظن أن الجماع المحرَّم هو ما كان فيه إنزال فإنه لا شيء عليه.
وأما الحال الثانية فإن كان يدري أن الجماع حرام ولكنه لا يعرف أن فيه الكفارة فإن عليه الكفارة، لأن هناك فرقاً بين الجهل بالحكم وبين الجهل بالعقوبة، فالجهل بالعقوبة لا يُعذر به الإنسان، والجهل بالحكم يعذر به الإنسان.
ولهذا قال العلماء: لو شرب الإنسان مسكراً يظنُّ أنه لا يُسكر أو يظن أنه ليس بحرام فإنه ليس عليه شيء، ولو علم أنه يسكر وأنه حرام ولكن لا يدري أنه يُعاقب عليه، فعليه العقوبة ولا تسقط عنه، وبناء عليه نقول للسائل ما دمت لا تدري أنه يحرم عليك الجماع بدون إنزال فإنه لا شيء عليك ولا على زوجتك إذا كانت مثلك في الجهل.
اللقاء الشهري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/324)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 09 - 07, 03:04 ص]ـ
جميل كلام الاخ عبد الباسط
والمسألة تستقيم مع القاعدة الفقهية "الامور بمقاصدها"كما لن الشريعة مبنية على السماحة والرحمة والسعة، فالجهل عذرا كما ورد في الحديث:"رفع عن امتي .... "
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 09 - 07, 03:45 ص]ـ
لكن هناك رِوَايَة عن أحمد: أنَّهُ تجب الكفارة عَلَى المجامع في نهار رَمَضَان عامداً أم
ناسياً. (6) انظر: الروايتين والوجهين: 47/ أ، والمقنع: 64، والمحرر 1/ 229. قال ابن مفلح "تنبيه: إذا جامع يعتقده ليلاً، فبان نهارا، فجزم الأكثر بوجوب القضاء، وعنه: عكسه، اختاره الشيخ تقي الدين. ويأتي رواية ابن القاسم واختار الأصحاب أنه يكفر. قال المجد: وإنه قياس من أوجبها على الناسي، وأولى، والثانية: لا يكفر، وقالها أكثر العلماء، وعليها إن علم في الجماع أنه نهار. ودام عالما بالتحريم، لزمته الكفارة،"في المبدع4/ 30
قال في الانصاف 3/ 31" وهو المذهب وعليه الأصحاب وحكى في الرعاية رواية: لا قضاء على من جامع يعتقده ليلا فبان نهارا
واختار الشيخ تقي الدين: أنه لا قضاء عليه
واختار صاحب الرعاية: إن أكل يظن بقاء الليل فأخطأ: لم يقض لجهله
وإن ظن دخوله فأخطأ: قضى وتقدم إذا أكل ناسيا فظن أنه أفطر فأكل متعمدا
قال في الدرر السنية 6/ 377"
ص -355 - ... سئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد، رحمهما الله: عمن جامع في نهار رمضان؟
فأجاب: الذي يجامع فيه يقضي، وتلزمه الكفارة بعتق رقبة، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر فإطعام ستين مسكيناً.
وأجاب أيضاً: الذي وقع على امرأته بعدما تبين الفجر وهو ناس لصومه، فهذه المسألة فيها ثلاثة أقوال مشهورة، وهي روايات عن أحمد: أحدها: أن الناسي كالعامد يقضي ويكفّر؛ وهو قول مالك والظاهرية. الثاني: لا يكفّر وليس عليه إلا القضاء؛ اختاره ابن بطة، وهو رواية عن مالك. الثالث: لا يقضي ولا يكفّر؛ اختاره الآجري وأبو محمد الجوزي، والشيخ تقي الدين، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي. قال في شرح مسلم: وهو قول جمهور العلماء، وهذا القول هو الذي يترجح عندنا.
وأجاب الشيخ حمد بن ناصر بن معمر: إذا جامع جاهلاً أو ناسياً في نهار رمضان، هل حكم الجاهل حكم الناسي؟ أم بينهما فرق؟ فالمشهور أن حكمهما واحد عند من يوجب الكفارة. وبعض الفقهاء فرق بين من يكون جاهلاً بالحكم، أو جاهلاً بالوقت، فأسقط الكفارة عن الجاهل بالوقت، كما لو جامع أول يوم من رمضان يظن أنه من شعبان، أو جامع معتقداً أن الفجر لم يطلع فبان أنه قد طلع.(54/325)
اشكال في كلام ابن تيمية "أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخواني واجزل الله لكم المثوبة والاجر
لدي اشكال في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية
يقول رحمه الله في ج6ص18:
فبينت في بعض رسائلي: أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى؛ " فالرحمة " صفة لله ويسمى ما خلق رحمة والقدرة من صفات الله تعالى ويسمى " المقدور " قدرة ويسمى تعلقها " بالمقدور " قدرة والخلق من صفات الله تعالى ويسمى خلقا والعلم من صفات الله ويسمى المعلوم أو المتعلق علما؛ فتارة يراد الصفة وتارة يراد متعلقها وتارة يراد نفس التعلق
السؤال ما تحته خط:
ما مراده بنفس التعلق? لو ضربتم مثالا على ذلك
وفقكم الله
ـ[همام بن همام]ــــــــ[24 - 11 - 05, 02:11 ص]ـ
الأخ الفاضل طلال العولقي سلمك الله
يتضح المعنى بالمثال:
فمثلاً كلمة "الخلق" تطلق ويراد بها صفة الله جل وعلا، وتطلق ويراد بها المخلوق، وتطلق ويراد بها فعله جل وعلا وهذا هو تعلق صفة الله - التي هي الخلق - بالمخلوق، وهذا ما عبر عنه شيخ الإسلام رحمه الله بقوله: "وتارة يراد نفس التعلق". ويقال مثل هذا الكلام في صفة القدرة وغيرها.
والله تعالى أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 11:25 م]ـ
التعلق في هذا السياق هو الفعل نفسه .. وهو من مصطلحات علم الكلام، والمتكلمون يقسمون التعلقات إلى صلوحية وتنجيزية حسب كون التعلق بالقدرة أو الفعل.
والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيكم اخوي الكريمين
ومن باب الفائدة:
سألت فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك - استاذ العقيدة سابقا بجامعة الامام-
عن "نفس التعلق" فضرب لي مثال:
الرحمة من صفات الله
نفس التعلق: اثار صفات الله
فمن آثار الرحمة: نزول الغيث على سبيل المثال
بارك الله فيكم(54/326)
ما صورة السدل المنهي عنه في الصلاة؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 09:25 م]ـ
السلام عليكم،، وجدت بعض أهل العلم عللوا النهي عن السدل في الصلاة: بأنه فعل اليهود في صلواتهم وعبادتهم، فهل رأى أحدكم كيفية لباسهم حين يصلون؛ لعله يتضح لنا معنى السدل المختلَف في معناه؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 02:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
لعلك تجد فائدة هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29294&highlight=
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[25 - 11 - 05, 12:19 ص]ـ
ولكني وجدت آثاراً عن الصحابة أنهم يرون في سدل الثوب تشبهاً باليهود في كنائسهم أو مدارسهم.
فلذلك أنا أسأل: هل رأى أحدكم كيفية لباسهم وقت أعيادهم، أو صلواتهم في كنائسهم - ولو في الشاشة-؟(54/327)
الترادف في القرآن الكريم
ـ[بنت زايد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تؤمنون بوجود الترادف الكلي أو التام في القرآن الكريم أم تنكرونه ولماذا؟
أم في الأصل لا يوجد هناك ترادف في القرآن الكريم؟
شاكرين لكم حسن مشاركتكم معنا.
بنت زايد [ COLOR=Indigo][B]
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي أعلمه أن الترادف في اللغة فيه خلاف والراجح فيه أن لا ترادف بين الكلمات إذا اختلفت مبانيها والقاعدة المعلومة المشهورة أن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى.
فكيف إذا تعدى الأمر إلى القرآن.
وعندما نتكلم عن القرآن يجب علينا أن نراعي أمرين:
الأول: أن لفظ الكلمة يرجع إلى أصل ما وضعت له ولا يضاف لها معنى زائدا إلا بزيداة مبناها أو بإضافتها.
وهذا الثاني: أن وجود الكلمة ضمن سياق يضفي على محياها معنى جديديا زائدا عن الأصل ولو تكررت في جملة واحدة إذا حسن ورودها في السياق.
والخلاصة أن القرآن لا ترادف فيه لا بالمعنى الكلمي.
ولا بالمعنى القصصي.
أعني به الرد على من زعم تكرار السور بلا زيادة مما يدخلها على باب الترادف الموضوعي القصصي.
وهذا من أعظم الإجحاف في حق القرآن ودليل على عدم تدبره وفهمه.
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:16 ص]ـ
وإليكم هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=759&highlight=%C7%E1%CA%D1%C7%CF%DD
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الحبيب أبو صفوت
لقد رأيت الربط جزاك الله خيرا: لكني أتحفظ على ما قاله الشيخ في ذلك الموضع من منع الترادف القوي.
وإن كانت النتيجة صحيحة
إذ أخذ المعنى السلبي الذي يتضمن معنى العلو والرفعة دون الإشارة إليهما واكتفى بما دونهما من ظاهر المعنى.
لأن الندرة أخص من شمول كلمة العزيز لمعاني غير هذا اللفظ الظاهر أعني قوله (الندرة).
والقوة أخص من العزة والعزة أوسع وأشمل من القوة فكل عزيز قوي وليس كل قوي عزيز كما قالالأعرابي (عز فحكم فقطع).
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 12 - 05, 09:29 ص]ـ
الأخت الكريمة ..
وجود الترادف مسألة الخلاف فيها قديم. ولعل ما يظهر -عند إخراج أسماء الأعلام وما جرى مجراها واعتبر في اعتبار الترادف وحدة اللغة- هو ما كتبه الشيخ الكريم شاكر شكر الله له في رده الأول.
ولعلي إن وجدت فرصة نقلت فيما بعد بعض حجج مخالفيه، وبعض ما يدل على صواب ما صوب.
ثم ليأذن لي الشيخ شاكر في مخالفته -وإن وافقته في النتيجة- في تحفظه على ما فرق به الشيخ عبدالرحمن الشهري -حغظه الله- فالشيخ لم يأخذ المعنى السلبي لأصل قوى أو عزز، بل ذكر أصل الوضع اللغوي الثبوتي والذي يذكره نحو ابن فارس في معجمه، وهو حجة.
وليس معنى العلو والرفعة في القوي والعزيز من أصل المعنى في شيء، ولهذا قد يوصف بالعلو والرفعة الضعيف، والذليل عندهم كما هو ظاهر.
كما لا يقتضي أصل وضع عزز و قوي وجود معنى العلو كما قالوا العزازة الأرض الصلبة، وهي كما لايخفاك متجردة عن وصف العلو أو الرفعة.
أما كون القوة أخص من العزة فهذا معنى لم يتعرض له الشيخ عبدالرحمن بسلب أو إثبات، وإنما ذكر مطلق الاختلاف بين اللفظين -وهذا كما لا يخفاكم قد يكون تبايناً، أو عموما وخصوصا كليا أو وجهيا- ثم بين وجه ذلك الاختلاف.
فالحاصل أن ما قرره الشيخ عبدالرحمن هناك كلام رصين جيد.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:48 م]ـ
الترادف يعني اشتراك لفظين أو أكثر في حمل معنى واحد باعتبار واحد أي أن يكونا من نوع واحد اسمين أو صفتين ليسا متغايرين
ولكن الترادف ليس مما يتفق العلماء على الإقرار به في لغتنا العربية الجميلة، فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به واعتبر تلك الألفاظ مؤدية لمعنى واحد كالأصمعي والفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط. ومنهم من لا يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي صاحب كتاب (فقه اللغة وأسرار العربية) وكأبي هلال العسكري الذي ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب (الفروق في اللغة) ليؤكد من خلاله أن هذ الألفاظ ليست مترادفة، فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة ويرى أن الأالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة، لكنها متقاربة، وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/328)
تكن تخفى على أصحاب اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة
والفصل في ذلك كله ينبغي أن يكون للقرآن الكريم، فهو (كتاب العربية الأكبر)، وهو الذي جاء في ذروة البلاغة العليا، وهو الحاكم على اللغة المخصص للاستعمال، لم ينكره العرب أو يستنكروا شيئا منه، بل هو قد ارتقى بلغتهم وصار المهيمن عليها والحكم بينهم
ومن التأمل في مواطن ورود بعض الكلمات التي يقال بترادفها في القرآن الكريم نلحظ أن هناك فروقا بين تلك الكلمات ن وأنه لا يجوز أن تأخذ إحداها مكان الأخرى وإلا لضعف المعنى
سنتعرف الآن على بعض الأمثلة القرآنية لنرى تفريق القرآن في الاستعمال بين الألفاظ المتقاربة المعنى
** الرؤيا والحلم: يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما يكون حقا وصدقا.
يتجلى لنا ذلك بوضوح تام في رؤيا إبراهيم أنه يذبح ولده في سورة الصافات، وفي رؤيا يوسف التي تحققت بسجود والديه وإخوته له، وفي رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورتي الإسراء والفتح كقوله تعالى: "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً" ـ الفتح
وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال" إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ. قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ"
ونلاحظ من الآية الأخيرة بوضوح تام أن الملأ ردوا عليه بأنها (أحلام)، وأنهم لا يعرفون تأويل الأحلام مما يقطع بأن الحلم يقصد به الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي لا تصدق وقد ظنوا أن رؤيا الملك كذلك، أما هو نفسه فقد عبر عنها بالرؤيا لأنها كانت واضحة جلية له، ولأن الله تعالى يعلم صدق وقوعها فاختار لها هذا اللفظ
**الخشية والخوف: فالخشية هي ما كان عن يقين صادق بعظمة من نخشاه وإن كنا أقوياء في عالمنا
أما الخوف قد يكون عن تسلط بالقهر والإرهاب، وقد يكون ناجما عن ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرا يسيرا
وعلى هذا فالخشية أعلى مرتبة من الخوف لأنها ثمرة اليقين وصدق الانفعال الناجم عن ذروة الإجلال، والخشية في القرآن تكون من الله، وقد تقترن بالأمور العظيمة كالغيب والساعة واليوم الآخر، و (خشية الله منزلة رفيعا يختص بإدراكها فئة معينة من الناس هم العلماء وأولو العقول والألباب من المؤمنين والمتبعين للذكر ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه)
ويفرق القرآن الكريم في الاستعمال أيضا بين المطر والغيث، فنرى المطر في مواطن العذاب ولانتقام كقوله تعالى في سورتي الشعراء والنمل: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ"، وقوله عز وجل في الأعراف: " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ"
أما الغيث فيغلب وروده في مواطن الرحمة والخير المقترن بالبشرى والخصب والنماء، قال سبحانه: " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" الشورى
** ويمتد الفرق بين الألفاظ إلى استعمال الجمع والمفرد منها، فلكل موضع يناسب المقام الذي يذكر فيه، فحين تُفرَد الرياح بالذكر فإنها تحمل العذاب كقوله تعالى في سورة القمر: "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ. تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ"، وفي سورة الإسراء "أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/329)
أما إن جاءت الرياح بالجمع فإنها تدل على الرحمة والبركة، أو مبشرة بنعمة تأتي من بعد كالغيث والإخصاب، قال عز وجل: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِين"، وقال أيضا: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَته"
** الريب والشك: دأب المفسرون على تعريف أحدهما بالآخر، والحقيقة أن بينهما تقاربا في المعنى يسوغ ذلك، ويسوغ له أن ألفاظ العربية ـ حسب المنكرين للترادف ـ لا يمكن أن يحل أحدها مكان الآخر، فالريب والشك بينهما فروق في المعنى، وأكثر ما يؤكد الفرق بينهما أن الريب جاء وصفا للشك في عدة مواقع من القرآن الكريم، كقوله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " هود. وقوله تعالى في سبأ: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ"
والشيء لا يوصف بنفسه ولكن يوصف بوصف يقاربه معنى، وهذا يؤكد قول المنكرين للترادف الباحثين عن الفروق. فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة الأمور، والتردد. أما الريب فهو شك مع تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها، والشك المريب هو التردد الموقع في القلق والاضطراب
من العرض المتقدم تبين لنا رأي القائلين أن لا ترادف في القرآن الكريم، ويتجلى أنهم ينتصرون للدقة القرآنية التي تشكل وجها مشرقا من وجوه الإعجاز القرآني حيث الكلمة درة نادرة بل فريدة لا يحل غيرها محلها أبدا على سعة قاموس العربية وثراء أعماقعا بلآلئ الألفاظ ودرر المفردات، هذا وقد يخرّج مقرو الترادف ما تقدم بمسوغات أخرى، والله العالم
=========================================
المراجع: (الإعجاز البياني للقرآن الكريم) لبنت الشاطئ، و (الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم) للدكتور وليد قصاب، و (الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم) للدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع
http://hetta.com/current/arabia_wamadhat20.htm(54/330)
اللغات المرجوحة بين مؤيد ومعارض
ـ[بنت زايد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 11:13 م]ـ
[ COLOR=Purple][B] اللغات المرجوحة بين مؤيد ومعارض
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الله الرحمن الرحيم ..
لقد تطرقت إلى هذا الموضوع من قبل لكن رأيت أن هناك من يعارض تسمية اللغات المذمومة أو الرديئة التي نطقت بها بعض القبائل العربية باللغات المرجوحة مع أني أوافق الأستاذ الفاضل على تسميتها بالمرجوحة لأن الرسول قد نطق بها ومنها قوله حينما سأله أحدهم فقال: يارسول الله هل من امبر أم صيام في امسفر فقال ليس من امبر ام صيام في امسفر. أي ليس من البر الصيام في السفر. فرد عليه الرسول بنفس اللغة فكيف بنا أن نسميها بالمذمومة مع أن العلماء القدامى قد أطلقوا عيها بالمذمومة من أمثال حمد بن فارس وجلال الدين السيوطي.
من يؤيده أن هذه اللغة مرجوحة، ومن يؤيد أن هذه اللغة مذمومة، مع التعليل. أو الحجة والدليل.
وشاكرين لكم حسن مشاركتكم لنا ..
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن اعتبار ما يتكلم به العرب لغات فيما أعلم فيه نظر.
إذ إن اللغة تطلق على ما يماز الأحرف والنطق وهي التي تسمى اللغة الأعجمية وما كان من العرب فهو يطلق عليه إما أحرف كما في الحديث أنزل القرآن عل سبعة أحرف.
وهذا فيه تفصيل عند أهل العلم في معناه.
الثاني: اللهجة.
والقول بالردائو وعدمها فهذا نسبي يختلف باختلاف الزمان والمكان.
أم الحديث ففيه كلام عند بعض أهل العلم أعني من حيث ثبوته والناس فيه بين مثبت ومضعف.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:38 ص]ـ
وحديث (ليس من امبر) ضعيف عند المحدثين، وإن كان حديثا مشهورا عند النحاة، وهو من قبيل الأحاديث المشهورة عند أهل كل فن، فهو من المشهور بمعناه اللغوى، لا الاصطلاحي، والله المستعان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 04:47 ص]ـ
للرفع(54/331)
مَن قال من العلماء أن يوسف النبي عليه الصلاة والسلام لا ولد له وماذا قيل في ذلك؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:51 ص]ـ
أرجو المساعدة أهل العلم
مَن قال من العلماء أن يوسف النبي عليه الصلاة والسلام لا ولد له وماذا قيل في ذلك؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 11:25 م]ـ
أرجو من مشايخ المتلقى الإجابة.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:56 ص]ـ
أرجو من مشايخ الملتقى الإجابة.
أنتظر الجواب بارك الله فيكم وزادكم علما
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[27 - 11 - 05, 05:04 م]ـ
هذه المسألة ليس تحتها عمل، لذلك لا حاجة للرد عليها، أو شغل البال بها، و قد قرر الإمام أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات بأنه لا يحتفل بالمسائل التي ليس تحتها عمل. و الله أعلم
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[27 - 11 - 05, 05:33 م]ـ
هذه المسألة ليس تحتها عمل، لذلك لا حاجة للرد عليها، أو شغل البال بها، و قد قرر الإمام أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات بأنه لا يحتفل بالمسائل التي ليس تحتها عمل. و الله أعلم
هذا عندك لا فائدة فيه وما وضعت السؤال إلا لأهل العلم وما وضعته إلا لِعِلم
أما قولك لقد قرر!!! فلان!!! فلا أعلم غير الله ورسوله من يقرر ويأمر وينهي
ولماذا لا تذهب وتراجع من قال في هذه المسألة من العلماء
وما زلت أنتظر إجابةَ أهل العلم بارك الله فيكم وزادكم علما
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - 11 - 05, 05:35 م]ـ
أرجو المساعدة أهل العلم
مَن قال من العلماء أن يوسف النبي عليه الصلاة والسلام لا ولد له وماذا قيل في ذلك؟
أخي الفاضل، الذي أذكره هو أنني وقفت في كتب التاريخ ومشجرات الأنساب على أناس هم من نسل يوسف عليه السلام، وسأبحث لكم في هذا الأمر قريبا إن شاء الله تعالى ..
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[29 - 11 - 05, 11:36 م]ـ
أرجو المساعدة أهل العلم
مَن قال من العلماء أن يوسف النبي عليه الصلاة والسلام لا ولد له وماذا قيل في ذلك؟
بارك الله فيك أخي الكريم حمزة الكتاني
ما زلت أنتظر(54/332)
ما هو حكم قراءة كتب الأدب التى تأتى فى شكل حكايات مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة؟
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 02:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما هو حكم قراءة كتب الأدب التى تأتى فى شكل حكايات مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة وما شاكلهما؟
(علماً بأنى لا أقصد ما يكتب الآن من روايات والتى بها ما بها!!!!!)
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما هو حكم قراءة كتب الأدب التى تأتى فى شكل حكايات مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة وما شاكلهما؟
(علماً بأنى لا أقصد ما يكتب الآن من روايات والتى بها ما بها!!!!!)
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...
كحكم شرب الماء ... :)
أخي ...
ما هو وجه سؤالك عنها؟؟؟ هل تقصد أنها تحتوي على كذب .. فهل يجوز قرائتها؟ هل هذا ما تريد قوله؟؟
ارجو التوضيح
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:54 م]ـ
أخي ابا خليل هو كما ذكرت لعل الأخ عمر يقصد أنها تحتوي على كذب، و قد سمعتُ العلامة عبد الكريم الخضير (عن طريق الأشرطة) يقول: لا بأس بقراءة المقامات مع أنها تحتوي على كذب، لأن مصلحتها راجحة، و هو تعلم الأدب و اللغة، لأنها ثرية بالمفردات.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نعم أخى أبا خليل بارك الله فيك أنا أقصد أنها تحتوى على كذب لا يخف فكليلة ودمنة يأتى الكلام فيها على لسان الحيوان وإذا به ينطق بالحِكَم والمواعظ وألف ليلة وليلة ما هي إلا أساطير ومع ذلك لا تخفى الفائدة الأدبية واللغوية فيها كما نقل الأخ زكرياء بارك الله فيه عن العلامة عبد الكريم الخضير قوله فى المقامات .....
وسؤالى الآن هو:
هل خالف أحدٌ من أهل العلم الشيخ الخضير -حفظه الله- فى هذه المسألة؟ وإن كان فما حجته؟
كما أتمنى ذكر من وافق الشيخ من أهل العلم فى هذه المسألة وكذا هل لديهم حججٌ أخرى غير المصلحة الراجحة؟
وشكر الله لكم اهتمامكم بالموضوع وجزاكم خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:12 ص]ـ
فعلا مسئلة خطيرة، هل يجوز كتابة وقراءة القصص الغير واقعية ـ فى الدرس النقدي الحديث ـ، ونفس الحال يسقط على الشعر، لاسيما الذي يسميه النقاد المحدثون الشعر القصصي، أو الشعر المسرحي، نرجو من مشايخنا الأفاضل التوجيه في تلك المسئلة، غير مأمورين
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:28 ص]ـ
أليس ما دام القاريء يعرف أن ما يقرأ كذب و’خيال قصصي‘ .. أليس هذا كافٍ لإباحة الأعمال الأدبية كتلك؟ إذ ليس في الأمر خدعة أو ضرر يعود على القاريء، لا عقلي، ولا جسدي، ولا مادي أو مالي!!
هذا رغم أني أستغرب من هكذا أعمال أدبية، فما الحاجة لها؟؟
تذكروا مناهج الكتبة لهذه الكتب، هل كانوا أناساً يُشار إليهم بالبنان، من ناحية التقى والدين والفهم العميق للدنيا والدين؟؟ لا أعتقد ذلك!!! فطبيعي أن يأتي أمثال هؤلاء الناس بغرائب، كمثل قص القصص عن ثور أو حمار أو عصفور!!! كل هذا لا داعي منه البتة!!!! على العكس، أعتقد أن تربية الطفل على هذه الأشياء تودي بعقله إلى أسافل الدركات!!! كيف يستقيم عقل طفل يجمع ما بين كتب كهذه (إن كان القاريء طفلاً!!) وكتاب الله الذي يحفظه كثير من أطفال أهل السنة في أعمار مبكرة كالخامسة أو السابعة حتى؟؟؟؟ الصحابي الذي تزوج بعمر الثانية عشرة أو السادسة عشرة، أو ذاك الذي قاد الجيوش بعمر السادسة عشرة، هل كان ممن تربوا على قصص الحيوانات الناطقة أم قصص الأنبياء؟؟؟؟؟؟؟
وإن كان القاريء بالغاً، فما الحاجة تلك التي سعت به لقراءة كتاب بن المقفع (كليلة ودمنة)؟؟؟ إن لم تكن سوى مادة دراسية في جامعته (الجامعة الغير مؤسسة أصلاً على أسس إسلامية تربوية سليمة) .. فليصبر لأن جامعته لا تسير على منهج الدين في التربية والتعليم، لكن أن يقرأها لقتل الوقت أو ما شابه .. فهذا غريب!!! يكفيه تقليب صفحاتها بعض الدقائق، ولا يكثر من قراءة ذلك السفه!!!! زهده بهكذا كتب له يضره أبداً!!!
لا أعترف بأي ’أدب‘ يروي قصصاً خيالية، عن إنس كانوا أو حيوان!! كل ذلك ترف فكري مضحك وسفيه!!!
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخى الكريم أبو بكر الغزي بارك الله فيك وشكر لك النصح ...
وأقول يا أخى لا جدال فى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة وكتب أهل العلم مقدمة على كتب الأدب المذكورة ولكن السؤال يا أخى بارك الله فيك ونفع بك هو هل يجوز قراءتها أم لا؟
حيث أعتقد أنه لايوجد أحد يقدم هذه الكتب على كتب العلوم الشرعية وأعتقد أن الإخوة يوافقوننى غلى ذلك ...
فأتمنى الإجابة على السؤال: هل يجوز أم لا؟
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/333)
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[25 - 11 - 05, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جائز، و لا حرج فيه إن شاء الله، و الدليل على ذلك أن أئمتنا أهل الورع و الصون و العفاف، كانوا يطالعونها و يقتبسون منها، و يستفيدون منها، فهذا الإمام عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري كم اقتبس من كتب أهل الهند ككليلة و دمنة في كتبه و على الخصوص في كتابه الفذ الرائع "عيون الأخبار" الذي قال فيه ابن حزم: من قرأ "عيون الأخبار للقتبي، و حفظ عينية ابن زريق -لا تعذلوه .. -، و لبس البياض، و تختم بالعقيق فقد حاز الأدب كله. و الله أعلم و أحكم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 11 - 05, 01:20 م]ـ
ما علمنا أحدا من العلماء قال بتحريمها، فيسعنا ما وسعهم.
لكن ينبغي التفريق بين المقامات وبين الكتب الأخرى.
أما المقامات ففائدتها كبيرة جدا لطالب العلم، من جهة اللغة والنحو والصرف والبلاغة وغير ذلك.
ومن أفضلها مقامات الحريري والهمذاني.
وبعدهما مقامات الزمخشري واليازجي.
وأما كليلة ودمنة ففيها بعض الحكم المفيدة. لكن أكثرها غير كبير الفائدة.
وأما (ألف ليلة وليلة) فلا فائدة منها إلا تحبيب المطالعة، والترويح عن النفس.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:04 م]ـ
الأخوة الأفاضل إضافة إلى ما تفضلتم أود أن أضيف فأقول:
قد يستخدم بعض المربين في ذلك قصصا لم تقع، لكن هذه القصص ينبغي أن تضبط بضوابط مثل أن تنمي في الطفل روح الأخوة والعدل، ولا تنمي روح التعصب والعدوانية، فهذه ينبغي أن تجتنب، وكذلك تجتنب القصص التي تقرر عادات وسلوكيات غير إسلامية، أو التي تبث عقيدة مخالفة لعقيدة المسلمين، حتى وإن كانت تتضمن الإثارة والتشويق، ولا يقال في هذه الحالة:نأخذ ما فيها من المنفعة ثم نعدل له الأخطاء فيما بعد؛ لأن الطفل في هذه المرحلة صفحة بيضاء وليس من الصواب أن ننقش فيها غير الصواب، فإن ذلك يشتت ذهنه ويجعل الأمور تختلط عليه، وكذلك تجتنب القصص الخرافية، أي الخيالية التي لا يمكن أن تتحقق في الواقع، كالحديث مثلا عن رجل يدخل في جوف عصفور، ثم يظل يتنقل من مكان إلى آخر، للتجسس على الناس ومتابعة أحوالهم في قصورهم أو بيوتهم أو نحو ذلك، فهي بالإضافة إلى دلالته على خلق ذميم وهو التجسس، فإنه مخالفة لسنة الله تعالى في الكون، وذلك يبعد الطفل عن الواقع، ويجعله يتعلق بأمور غير قابلة للتحقيق في عالم الواقع، فيغيب بعالمه الخيالي عن عالمه المشهود، وهذا له آثار غير حميدة على الطفل، وأما القصص الخيالية أي التي لم تقع، لكنها ممكنة الحدوث، وليس فيها استحالة لعدم مناقضتها للنظام الكوني الذي خلقه الله تعالى، وتؤكد على قيم إسلامية، فهذه مما يمكن أن يستفاد منها في ذلك (وقد بين الطاهر بن عاشور في تفسيره جواز ذلك، ذكر هذا في تفسير قصة داود عليه السلام مع الخصمين في قوله تعالى:"وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب" انظر التحرير والتنوير 1/ 3616)
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاكم الله خيراً على الإهتمام بالموضوع ...
وأشكر الشيخ الفاضل عصام البشير -حفظه الله- على مشاركته الطيبة التى أثلجت صدرى وشرفتنى ..
ولي استفسار بسيط يا شيخنا عن قوليك:
وأما كليلة ودمنة ففيها بعض الحكم المفيدة. لكن أكثرها غير كبير الفائدة.
وأما (ألف ليلة وليلة) فلا فائدة منها إلا تحبيب المطالعة، والترويح عن النفس.
فهل يفهم من قوليك السابقين -بارك الله فيك- أنه يجوز قراءة مثل هذه الكتب؟ أم ماذا؟
أتمنى الرد شيخنا بارك الله فيك وجزاك خيرا ..
وكذا أشكر الأخ الفاضل أبو عمر الطباطبي -بارك الله فيه- على مشاركته القيمة، ولي تعليق أخى الكريم على كلامك الطيب وهو:
أنى لا أقصد بالموضوع قراءة مثل هذه الكتب على الأطفال فقط ولكن أيضاً أقصد قراءة البالغين العاقلين العارفين بالعقيدة الصحيحة لهذه الكتب، وقد فهمت من كلامك أنه لايجوز قراءة (ألف ليلة وليلة) أو (كليلة ودمنة) على الأطفال لما تفضلت بذكره وأوافقك فى هذا الرأي بارك الله فيك، ولكن السؤال الآن هو:
هل يجوز أن يقرأ البالغ العاقل العارف بالعقيدة الصحيحة كتابي (ألف ليلة وليلة) و (كليلة ودمنة) وما على شاكلتهما سواء أكان ذلك لدراسة ما أو للترويح عن النفس؟
والسؤال لجميع الأخوة وأتمنى مشاركتهم مأجورين -إن شاء الله- ...
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 01:02 ص]ـ
ما علمنا أحدا من العلماء قال بتحريمها، فيسعنا ما وسعهم.
لكن ينبغي التفريق بين المقامات وبين الكتب الأخرى.
أما المقامات ففائدتها كبيرة جدا لطالب العلم، من جهة اللغة والنحو والصرف والبلاغة وغير ذلك.
ومن أفضلها مقامات الحريري والهمذاني.
وبعدهما مقامات الزمخشري واليازجي.
وأما كليلة ودمنة ففيها بعض الحكم المفيدة. لكن أكثرها غير كبير الفائدة.
وأما (ألف ليلة وليلة) فلا فائدة منها إلا تحبيب المطالعة، والترويح عن النفس.
الشيخ عصام اني اعجب من رأيك في الف ليلة وليلة كيف يكون ترويحا عن النفس؟!
فالكتاب اربعة اجزاء من اقذر ما وقع عليه نظري للأسف في القصص المنسوبة للأدب ولا ادب فيها وللأسف فإن الكثير من اهل الغرب لا يعرفون عن التراث العربي إلا ما في الف ليلة وليلة وفيه قصص اباحية صريحة وبعض الطبعات بالرسم ايضا!!!
هذا خلاف الشعر الهابط والكذب على هارون الرشيد وغيره
فهي كتاب قصص ولكن ابعد شيء عن الادب.
ولا أدري كيف تسمح به لجنة مراقبة المطبوعات في السعودية؟
أما كليلة ودمنة فلغة الكتاب راقية جدا وتعلّم الفصاحة وهناك اخراج لطيف بصبغة اسلامية للكتاب للاطفال مطبوع في الرياض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/334)
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 01:13 م]ـ
أنا في الحقيقة لم أقرأ أيا من الكتابين ومعلوماتي عنهما لا تتجاوز بعض ما يكتبه الناس عنهما، والجواب ينبغي أن يكون عاما ليشملهما ويشمل غيرهما.
أولا: وقت المسلم ثمين سوف يسأل عنه في الحساب فلا ينبغي أن يضيعه.
ثانيا: ما خالف عقيدة المسلمين وأخلاقهم فلا يجوز النظر فيه ولا الالتفات إليه، إلا ما كان من ذلك ما يعد من السقطات التي يقع فيها بعض أهل العلم والتي لا يكاد يخلو منها مؤلف، أما الكتاب المصنف أصلا على مخالفة العقيدة او الأخلاق الإسلامية او كان الغالب عليه ذلك فلا يجوز طبعه ولا بيعه ولا النظر فيه لأنه لا فائدة ترجى من وراء ذلك، مع الضرر المتوقع حدوثه في غالب الأحيان، ويصير طبعه وبيعه من التعاون على المعصية (قد يجوز لبعض أهل العلم النظر فيه من أجل بيان فساده إذا رآه قد انتشر في أيدي الناس، أما إن كان مغمورا ولم ينتشر فلا يعلق عليه حتى لا يكون داعيا بذلك لقراءته والاطلاع عليه)
أما القصص المؤلف بالضوابط التي تم الحديث عنها في المشاركة الأولى فلا أرى حرجا في مطالعتها، وإن كان الأولى للبالغين ترك ذلك والاشتغال بقراءة القرءان وكتب الحديث ومطالعة ما صنفه أهل العلم في مصنفاتهم، وإن كان يريد قصصا تتروح به النفس فيكفيه ما قصه الله تعالى في كتابه أو ما ورد في القصص النبوي او ما جاء من قصص ذات عبرة في سيرة السلف الصالح، ولعلي أهيب بمن لديهم القدرة على الكتابة القصصية أن يتخذوا من سيرة وحياة سلفنا وأئمتنا مادة لكتابة القصص التي تحض على الشجاعة والبذل في سبيل الله تعالى وتوخي العدل والاستقامة وإن تاريخنا مملوء بتلك القصص الحقيقي المشوق وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[27 - 11 - 05, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله في الجميع ونفع بهم ..
لكن ما قولكم في هذا:
قال ابن أبي شيبة:
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا مخالد بن سعيد عن عمير بن زوذي أبي كبير قال: خطبنا علي يوما , فقام الخوارج فقطعوا عليه كلامه , قال: فنزل فدخل ودخلنا معه فقال: ألا إني إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض , ثم قال: مثلي مثل ثلاثة أثوار وأسد اجتمعن في أجمة: أبيض وأحمر وأسود , فكان إذا أراد شيئا منهن اجتمعن , فامتنعن منه فقال للأحمر والأسود , إنه لا يفضحنا في أجمتنا هذه إلا مكان هذا الأبيض , فخليا بيني وبينه حتى آكله , ثم أخلو أنا وأنتما في هذه الأجمة , فلونكما على لوني ولوني على لونكما , قال: ففعلا , قال: فوثب عليه فلم يلبثه أن قتله , قال: فكان إذا أراد أحدهما اجتمعا , فامتنعا منه , وقال للأحمر: يا أحمر , إنه لا يشهرنا في أجمتنا هذه إلا مكان هذا الأسود , فخل بيني وبينه حتى آكله , ثم أخلو أنا وأنت , فلوني على لونك ولونك على لوني , قال: فأمسك عنه فوثب عليه فلم يلبثه أن قتله , ثم لبث ما شاء الله ثم قال للأحمر: يا أحمر , إني آكلك , قال: تأكلني , قال: نعم , قال: أما لا فدعني حتى أصوت ثلاثة أصوات , ثم شأنك بي قال: فقال: ألا إني إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض , قال: ثم قال علي: ألا وإني إنما رهبت يوم قتل عثمان.
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=10&ID=5098&idfrom=5623&idto=5629&bookid=10&start=6
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:42 ص]ـ
أحسنت أخي الكريم (ماجد الودعاني)
وإني أعجب من مسائل تثار وتناقش وقد وسعت علماءنا الكرام من قبل
أفلا تسعنا، كما تفضل شيخنا عصام البشير؟
ومن عرف الشيئين أولى أن يتكلم فيهما ممن لم يعرف إلا شيئا واحدا منهما.
:
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:48 م]ـ
صدقت ..
يسعنا أيظا أن نتحدث بما لنا به علم ... ولا نخوض بما لا ندري ما هو ولم نطلع عليه إلا أننا سمعنا الناس يقولون فنحن نقول به .... والأمر أهون من هذا التهويل ... (آسف)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:12 م]ـ
السلام عليكم
اذا ما ابتعدنا عما في بعض تلك الكتب من مجونيات (كالف ليلة و ليلة - الطبعة القديمة -)، فانها تفيد في صقل مواهب الانشاء و الكتابة
لا شك في ذلك(54/335)
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قي مسألة الهوي إلى السجود ..
ـ[السعداوي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 04:13 ص]ـ
هل صحيح أن شيخ الإسلام, رحمه الله, قال بأن كلتا طريقتي الهوي إلى السجود, على اليدين أو على الركبتين, سنة؟
سمعت هذا من الشيخ عبدالكريم الخضير, حفظه الله, في شرحه لصفة صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[24 - 11 - 05, 04:59 ص]ـ
هذا نص كلام الإمام العلامة ابن تيمية، قال رحمه الله في مجموع الفتاوي وفي الفتاوي الكبرى: (أما الصلاة بكليهما فجائزة باتفاق العلماء، إن شاء المصلى يضع ركبتيه قبل يديه، وإن شاء وضع يديه ثم ركبتيه، وصلاته صحيحة فى الحالتين باتفاق العلماء، ولكن تنازعوا فى الأفضل: فقيل الأول، كما هو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد فى إحدى الروايتين، وقيل الثانى كما هو مذهب مالك وأحمد فى الرواية الأخرى، وقد روى بكل منهما حديث فى السنن عن النبي، ففى السنن عنه أنه كان إذا صلى وضع ركبتيه ثم يديه وإذا رفع رفع يديه ثم ركبتيه، وفى سنن أبى داود وغيره أنه قال إذا سجد أحدكم فلا يبرك بروك الجمل ولكن يضع يديه ثم ركبتيه، وقد روى ضد ذلك، وقيل أنه منسوخ، والله أعلم) .. فهو -كما يظهر- لم يقل بسنية الهيئتين، بل قال بجوازهما، وحكى الخلاف ولم يرجح أيًا منهما .. وقد اختار الإمام ابن القيم رحمه الله -وجمهور الحنابلة في عصرنا كالإمام ابن باز والعلامة ابن العثيمين- القول بالهوي على الركبتين ثم اليدين .. واختار الإمام الألباني الهوي على اليدين كما هو معلوم ..(54/336)
ما أنواع علوم الحديث باختصار
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:01 ص]ـ
أود من أحبابي في الله أن يذكروا لي أنواع علوم الحديث (عناوين فقط)
بار الله فيكم
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:00 م]ـ
علم الرجال ....
و علم المصطلح ....
و علم فقه الحديث ...(54/337)
س: حديث "حسن العهد من الإيمان" هل يعني ... ؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:20 ص]ـ
هل يعني ’احترام العِشرة‘ الماضية بين اثنين أو أكثر؟
فقط أود التأكد لأعرف كيف أترجمه!
جزاكم الله خيراً.(54/338)
ماذا يفعل المسلم المؤمن الملتزم المتعلم بشاتم الرب او الدين أو الرسول أمامه
ـ[أحمد خالد ستيتة]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدوني أهل العلم أهل الحديث
ماذا أفعل بالشاتم والسابّ , مع كثرتهم في بلدي , يسبّون الله الخالق , ويسبّون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:58 م]ـ
يفعل ما فعله الرسل عليهم الصلاة و السلام ... مع أقوامهم الساخرين منهم ...
و هذا موضح في القرآن .... بأوضح بيان
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 12 - 07, 11:21 ص]ـ
شيخنا لو وضحت بارك الله فيك
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:53 م]ـ
سئل العلامة العثيمين رحمه الله:
س/ إذا سمعتُ شخصاً يسب الرسول عليه الصلاة والسلام هل أقتله؟؟
ج/ لا، بل يرجع الى الوالي، فإذا علمت فارفع أمره إلى الوالي.
المصدر
شرخ بلوغ المرام / كتاب الحدود
شريط1/الدقيقة 1.12.30
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 11:27 م]ـ
طبعا فتوى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تنطبق على مجتمعات بعينها، لكن هناك دول الوالي هو الشاتم والعياذ بالله! ّ
أرى أن الحل يكون على حسب الاستطاعة إما باليد أو اللسان أو القلب وهكذا.(54/339)
هل في المذي استجمار؟
ـ[بزيد]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:17 م]ـ
المعلوم انه المطلوب من المرء عند خروج المذي غسل الفرج مع الانثيين لكن السؤال ما حكم الاكتفاء بالاستجمار بالاحجار ونحوها في هذه الحالة مع القدرة على استعمال الماء ,وشكرا
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:57 م]ـ
وفقك الله جاء في الموسوعة الفقهية ما يلي:
الْمَذْيُ: 16 - الْمَذْيُ نَجِسٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ , فَهُوَ مِمَّا يُسْتَنْجَى مِنْهُ كَغَيْرِهِ , بِالْمَاءِ أَوْ بِالْأَحْجَارِ. وَيُجْزِئُ الِاسْتِجْمَارُ أَوْ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ فِي قَوْلٍ هُوَ خِلَافُ الْمَشْهُورِ عِنْدَهُمْ , وَهُوَ الْأَظْهَرُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ , وَرِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ. أَمَّا فِي الْمَشْهُورِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ , وَهِيَ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ , فَيَتَعَيَّنُ فِيهِ الْمَاءُ وَلَا يُجْزِئُ الْحَجَرُ , لِمَا رُوِيَ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: {كُنْت رَجُلًا مَذَّاءً , فَاسْتَحْيَتْ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ , فَأَمَرْت الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ , فَقَالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ}. وَفِي لَفْظٍ {يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ}. وَإِنَّمَا يَتَعَيَّنُ فِيهِ الْغُسْلُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ إذَا خَرَجَ بِلَذَّةٍ مُعْتَادَةٍ , أَمَّا إنْ خَرَجَ بِلَا لَذَّةٍ أَصْلًا فَإِنَّهُ يَكْفِي فِيهِ الْحَجَرُ , مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِي كُلَّ يَوْمٍ عَلَى وَجْهِ السَّلَسِ , فَلَا يُطْلَبُ فِي إزَالَتِهِ مَاءٌ وَلَا حَجَرٌ , بَلْ يُعْفَى عَنْهُ.(54/340)
طلب / اريد ذكر امثلة للصغائر
ـ[بزيد]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:24 م]ـ
الاخوة الكرام امل ذكر امثلة كثيرة للصغائر فكثير يشكل عليه هذا الامر ويعسر عليه جمع خمس منها فرضا امل سرعة الجواب
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:49 م]ـ
انظر هنا - رعاك الله - لعلك تجد فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10810&highlight
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10087&highlight=(54/341)
استحسان البدع والإستدلال بحديث (من سن سُنةً حسنة ... ) للشيخ الفوزان
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مَن سنَّ سُنَّةً حسنةً في الإسلام؛ فله أجرها وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة. . .) إلى آخر الحديث؛ فهل هم مُحقُّون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله؟
الجواب:
البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتَقرَّب بها إلى الله.
قال عليه الصلاة والسلام: (مَن أحدثَ في أمرُنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدّ) [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها.]، وفي رواية: (مَن عملَ عملاً ليس عليه أمرُنا؛ فهو رَدّ) [رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (ج3 ص1343 - 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها.].
وقال عليه الصلاة والسلام: (وإيَّاكُم ومُحدثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالة) [رواه الإمام أحمد في مسنده (4/ 126، 127) ورواه أبو داود في سننه (4/ 200) ورواه الترمذي في سننه (7/ 319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية.].
والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ).
فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(فإن كلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ)، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌّ لله ولرسوله.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً؛ فلهُ أجرُها وأجرُ مَن عمِلَ بها) [رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (2/ 704 - 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: (مَن سنَّ سُنَّةً حسنةً)، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيى هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رقَّ لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً؛ فلهُ أجرُها وأجرُ من عمِلَ بها)؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة؛ فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبيّنها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.(54/342)
سلسلة) التعليق على أحاديث بلوغ المرام (استنباط الفوائد التربوية) (لابأس بالمشاركة)
ـ[القصيمي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 09:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
أما بعد:
فهذه (سلسلة) تعاليق على أحاديث بلوغ المرام. (ولا مانع من المشاركة) والتعليق، والنقد.
وسوف يكون التعليق مقتصرا على الدروس التربوية المتعلقة بأحاديث بلوغ المرام، والفوائد المستنبطة، مما له تعلق بما سبق ذكره.
وسأختصر ذلك - إن شاء الله اختصارا يجعل بعضه قريبا من العناصر، قصد الاختصار.
وقد سبق أن شرحت بلوغ المرام أو كثيرا منه، ووجدت عوز ما يتعلق بالمسائل التربوية، وأن الحاجة ماسة جدا إلى وجود تعليق أو إشارات، تفيد في هذا المجال.
فقد يوفي الشارح له ما يتعلق بالتخريج، والفقه، إلا أنه يبقى ما يتعلق بجانب السلوك، والتربية في عوز إلى من يشير إليه ولو إشارات، ويلمح إليه ولو إلماحات ..
ولست أدعي وصول الغاية في هذا المجال ولا كثيرا منها، ولكن يكفي أني أفتتح هذا الموضوع، وأنبش ما عسى أن يستفيد به من يرجو الفائدة.
والله أسأل الإعانة والتسديد.(54/343)
أريد تعريفاً دقيقاً للبدعة جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من الأخوة الأعضاء بارك الله فيهم تعريفاً دقيقاً للبدعة وليتها تكون مدعمة بأقوال العلماء الأوليين رحمهم الله وياحبذا أمة المذاهب رحمهم الله جميعاً.
لأن إمام مسجدنا هدانا الله وإياه عرف البدعة ((هي كل أمر محدث يعارض الكتاب والسنة)) وإن من البدعة ما هو واجب ومندوب ومباح ومكروه ومحرم حسب ما نسبه الى الإمام النووي رحمه الله.
فإن هذا الإمام (إمام مسجدنا) يشن حرباً على الدعوة السلفية وأعلامها حتى وصف الشيخ الألباني ’’ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه ‘‘ أنه إدعى الإجتهاد لنفسه وغير ذلك من التهم.
والسلام عليكم ورحمو الله وبركاته
أخوكم أبو عبدالكريم
ـ[ابوعبدالله اليافعي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ...
فقد ذكر الإمام أبو إسحاق الشاطبي (رحمه الله) في كتابه الإعتصام بتحقيق سليم الهلالي في المجلد الأول في صفحة 51 ما نصه:
البدعة: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية. أهـ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:40 م]ـ
أخي أبا عبد الكريم، نقل الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح الأربعين، (الحديث 5)، عن الشمني أنه قال معرفا البدعة: " هي كل أُحدِث على خلاف الحق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو اعتقاد، و جُعل ذلك دينا قويما و صراطا مستقيما ".
أما تقسيم الإمام النووي رحمه الله للبدعة إلى 5 أقسام، و أنه يعتريها الأحكام الخمسة، فهو مأخوذ من كلام العز بن عبد السلام رحمه الله، و قد انتقدهم أهل العلم، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: " كل بدعة ضلالة "، و " كل " نص في العموم، و العموم لا يُخصص إلا بالكتاب و السنة و الإجماع و القياس، و لا يُخصص بقول عالم أيا كان.
و الله أعلم
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[24 - 11 - 05, 10:41 م]ـ
انصحك اخي بكتاب حقيقة البدعة واحكامها - مجلدان - للشيخ سعيد الغامدي
وهناك ذكر 16 تعريفا لبعض علماء اهل السنة والجماعة اكثرها متقاربة جدا.0
ـ[عادل محمد]ــــــــ[25 - 11 - 05, 12:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وممن عرف البدعة،شيخ الاسلام ابن تيمية قال رحمه الله تعالى في كتابه القيم الاستقامة (ط. مكتبة الرشد-الرياض) 1/ 6: (وقد قررنا في القواعد في قاعدة السنة والبدعة:أن البدعة هي الدين الذي لم يأمر الله به رسوله،فمن دان دينا لم يأمر الله ورسوله به فهو مبتدع بذلك، وهذا معنى قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الأية.الشورى21
والله أعلم
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو دانية وزادك من فضله
هل الكتاب المذكور "حقيقة البدعة وأحكامها " موجود على النت أرجو إن كان موجود أن تدلني على الرابط جزاك الله خيراً
وبارك الله بأخوتي الذين ساعدوني في الرد وجزاهم خير الجزاء
لكني أريد تعريفاً "إن وجد" من أصحاب المذهب الحنفي والشافعي لأن أصحابنا ولا حول ولا قوة إلا بالله يقدمون كلام مشايخ المذهب على كلام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فما بالكم لو أتينا لهم بكلام شيخ الإسلام إبن تيمية أو أحد علماء السلفية المعاصرين وهم أشد عداوة للدعوة السلفية.
فأنا أريد أن ألزمهم بما يلزمون به أنفسهم.
وكذلك رد العلماء على تقسيم الإمام النووي رحمه الله البدعة الى خمسة أقسام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو عبدالكريم
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 11 - 05, 05:11 م]ـ
العنوان البدعة
المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/ضابط البدع والتحذير منها
التاريخ 6/ 4/1423
السؤال
بسم الله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين. أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
السؤال 1: أريد تعريف البدعة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/344)
وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير.
الجواب
تعريف البدعة:
هي: كل ما يتعبد به المسلم لله من اعتقاد أو عمل وهو غير مشروع.
وقد تعددت ألفاظ أهل العلم في تعريف البدعة مع اتحاد المعنى أو تقاربه، ومن أجمع تعاريفها قول الإمام الشاطبي: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله –تعالى-. وأوجز منه تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية للبدعة بقوله: البدعة هي الدين الذي لم يأمر الله به ولا رسوله، فمن دان ديناً لم يأمر الله به ورسوله فهو مبتدع.
وقد ذم الله –عز وجل- في كتابه الابتداع في الدين وسماه تشريعاً لم يأذن به الله فقال –سبحانه-:"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [الشورى:21].
وقد أوضحت السنة النبوية خطر الابتداع في الدين بوصفه شر الأمور، وأنه يعني الضلال والهلاك، يقول النبي –في الحديث الذي رواه مسلم (867) وغيره عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته .... " الحديث وفيه يقول: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد –صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة". رواه مسلم (867) ومعناه عند البخاري (7277) من حديث ابن مسعود.
وقال –صلى الله عليه وسلم-:"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة". رواه أحمد (17144) واللفظ له، وابن ماجة (42) والترمذي (2676).
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=8853
العنوان حقيقة البدعة وضوابطها
المجيب ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/ضابط البدع والتحذير منها
التاريخ 11/ 2/1423
السؤال
ما معنى الحديث: "كل بدعة ضلالة" بعض الناس يهاجمون كل جديد ويحرمونه استناداً بهذا الحديث على سبيل المثال: عيد الأم.
الجواب
الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح رواه مسلم (867) من حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وفيه "فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" وروى الترمذي (2676) وأبو داود (4607) واللفظ له وغيرهما من حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وفيه: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، والبدعة في اللغة، هي: الأمر المخترع على غير أصل سابق ولا مثال يحتذى، أما في اصطلاح علماء الشريعة، فإن من أجمع ما عرفت به البدعة أنها: عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بها التعبد لله –تعالى-.
ومن خلال التعريف يظهر أنه لابد من تحقق أمرين في القول أو الفعل حتى يوصف بأنه بدعة، الأول: أن يكون طريقه في الدين، الثاني: أن يكون أمراً محدثاً لم يكن له أصل في الشريعة، وعلى هذا فإن ما أحدثه الناس من عادات وأمور جديدة تتعلق بمعاشهم وأمور دنياهم وحياتهم لا يدخل في مفهوم البدعة المذموم صاحبها.
أما المثال الذي ذكره السائل، فإن النهي عنه من جهتين، الأولى: أنه أمر مبتدع لم يكن من أصل هذه الشريعة، فقد ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه أبو داود (1134) والنسائي (1556) وأحمد (12006) واللفظ له بسند صحيح عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: "إن الله –تبارك وتعالى- قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم النحر" فدل الحديث على إبطال ما عدا عيد الفطر وعيد النحر.
الثاني: أن هذا العيد ونحوه مما أخذ عن النصارى ونحوهم، وقد أمرنا الله بمخالفة طريقتهم، ونهانا نبيه –صلى الله عليه وسلم- عن التشبه بهم، وفي ديننا ما يغنينا عن التشبه بهم، فإن نصوص الكتاب والسنة قد تكاثرت آمرة ببر الوالدين والإحسان إليهما، وجعل حقهما قرين حق الله –تعالى-، وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/345)
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=7109
ما الفرق بين الاتِّباع والابتداع؟
السؤال: ما هو الاتّباع وما الآيات والأحاديث الواردة فيه والكتب التي تكلمت عنه، وهل هو مخالف للابتداع، وأين أجد هذا الموضوع على الإنترنت؟
أجاب على السؤال الشيخ/ د. أحمد سعد حمدان الغامدي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى).
الجواب:
الاتباع: هو اتّباع النبي – صلى الله عليه وسلم – أي التمسك بالقرآن والسنة،
والابتداع: هو إحداث أمر لم يفعله النبي – صلى الله عليه وسلم – أو لا يدل على جوازه دليل ويقصد صاحبه به التقرب إلى الله - عز وجل -.
أو كما قال الشاطبي – رحمه الله: " البدعة: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية) (الاعتصام)، والآيات كثيرة منها قوله – تعالى - " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " [الأحزاب: 21]، وكذلك الأحاديث ومنها: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أبو داود (4607) وابن ماجة (42) ومن أهم الكتب: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي الجزء الأول، والشريعة للآجري الجزء الأول، والإبانة لابن بطة، والحجة للمقدسي وغيرها.
******************************************
السؤال (2737): قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً " 2398 الزكاة صحيح مسلم، والسؤال هو: ما الفرق بين السنة الحسنة التي وردت في الحديث وبين البدعة علماً أني لو فعلت أمراً حسناً في الصلاة أو في الطهارة أو في الزكاة أو في أي عمل أجد من يقول لي أن رجل مبتدع أو يقول أن عملك هذا رد ولا يقبل، فأرجو الإجابة مع التمثيل.
أجاب عن السؤال: الشيخ / د. عبد الله الدميجي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد، فأود أن تعلم – أخي السائل الكريم – أن الذي قال: " من سن في الإسلام سنة حسنة ... " الحديث هو الذي قال: " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله" وهو القائل: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " والقائل:" من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ". وكلام الرسول – صلى الله عليه وسلم – معصوم من التناقض لأنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فلا يجوز أن نأخذ حديثاً وترك غيره لأن هذه هي عبادة اليهود الذين أنكر الله عليهم ذلك بقول (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض).
وعليه – أخي العزيز – فالحديثان لا تعارض بينهما ولله الحمد في الحقيقة وإنما يتوهم بعض الناس وجود التعارض وقلة فهمه وفقهه لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبيان ذلك أن حديث " من سن في الإسلام سنة حسنة ... " فالمراد الطريقة المشروعة المتبعة إذا أحياها الإنسان وأظهرها وتبعه الناس عليها لا الابتداع في الدين بالزيادة أو التبديل أو التغيير فالأولى محمودة والثانية مذمومة وهو السنة السيئة التي عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
يدل على هذا المعنى المناسبة التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا الحديث كما في رواية جرير في صحيح مسلم – ذلك أنه لما جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قوم حفاة عراة فما رآهم النبي – صلى الله عليه وسلم – رق لحالهم بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – فقام خطيباً وحث على الصدقة عليهم فأبطأ الناس حتى كره ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم جاء رجل من الأنصار بصرة ما فوضعها ثم تتابع الناس فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من سن في الإسلام سنة حسنة ... الحديث.
إذاً فالسنة الحسنة هي العمل بما هو مشروع واقتداء الناس به لأن الصدقة عمل مشروع وهذا الأنصاري لم يحدث أمراً جديداً مخترعاً في الدين إنما ابتدأ هذا العمل المشروع فتابعه الناس عليه فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/346)
أما البدعة فهي الإحداث في الدين بقصد التقرب وقد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن كل بدعة ضلالة ومعنى ذلك ليس هناك بدعة حسنة. والعقول ليس من حقها الزيادة أو النقصان في العبادات أو التغيير والتبديل والاستحسان لأن ذلك استدراك على الشارع تعالى
واتهام ضمني بعدم تمام الدين واكتماله وقد قال تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " فالعبادات مبناها على الاتباع لا عن الابتداع.
ومن الأمثلة على السنة الحسنة ما ذكر في الحديث وسبب وروده وكل طريقة فيها الحث على أمر مشروع يقتدي به الناس في عمل ذلك العمل المشروع. ومن الأمثلة على البدع – وهي السنة السيئة المذكورة في الحديث – وهي اختراع عبادة ما شرعها الله ولا رسوله – صلى الله عليه وسلم – أو تخصيص عبادة مشروعة بعدد أو زمان أو مكان لم يحدده الله ورسوله مثل زيادة مسح العنق في الوضوء وتخصيص ليلة الجمعة بقيام أو نهاره بصيام ونحو ذلك، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
العنوان الفرق بين السنة الحسنة والبدعة
المجيب سلمان العودة
التصنيف الزكاة/صدقة التطوع والتبرعات العامة
التاريخ 23/ 5/1422هـ
عدد القراء 516
السؤال
قال رسول الله - صلى الله علية وسلم -: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رواه مسلم (1017).السؤال هو: ما الفرق بين السنة الحسنة التي وردت في الحديث وبين البدعة؟ علماً أني لو فعلت أمراً حسناً في الصلاة، أو في الطهارة، أو في الزكاة، أو في أي عمل أجد من يقول لي: إنك رجل مبتدع، أو يقول: إن عملك هذا مردود ولا يقبل، فأرجو من الشيخ الإجابة، مع التمثيل، وجزاك الله خيراً.
الجواب
الحديث المذكور هو حديث جرير بن عبد الله – رضي الله عنه -، وفيه قصة: قال جرير – رضي الله عنه -: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعّر وجه رسول الله لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً – رضي الله عنه – فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" إلى آخر الآية "إن الله كان عليكم رقيباً" [النساء:1] والآية التي في الحشر: "اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله" [الحشر: 18]، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره (حتى قال:) ولو بشق تمرة" قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتهلل كأنه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "من سن في الإسلام ... " الحديث رواه مسلم (1017).هذا السبب يفيد أن المقصود هنا الصدقة وهي مشروعة قبل هذه القصة، فقوله: (من سن) أي: ابتدأ أمراً شرعياً في مناسبة معينة فاقتدي به من صدقة، أو علم، أو دعوة، ونحو ذلك، أما البدعة فهي تعبّد بما لم يُشرع أصلاً.
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=15160
ـ[أبو عمر]ــــــــ[25 - 11 - 05, 05:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو عبد الكريم أكرمه الله بالجنة ووفقه لكل خير أضع لك هنا مبحث البدعة من
الموسوعة الفقهية الكويتية وهي غالبا ما تشمل أقوال أهل المذاهب حفظكم الله
بدعة
التّعريف
1 - البدعة لغةً: من بدع الشّيء يبدعه بدعاً، وابتدعه: إذا أنشأه وبدأه.
والبدع: الشّيء الّذي يكون أوّلاً، ومنه قوله تعالى: «قُلْ: ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُلِ» أي لست بأوّل رسولٍ بعث إلى النّاس، بل قد جاءت الرّسل من قبل، فما أنا بالأمر الّذي لا نظير له حتّى تستنكروني.
والبدعة: الحدث، وما ابتدع في الدّين بعد الإكمال.
وفي لسان العرب: المبتدع الّذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن، بل ابتدأه هو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/347)
وأبدع وابتدع وتبدّع: أتى ببدعةٍ، ومنه قوله تعالى «وَرَهْبَانِيّةً ابْتَدَعوها ما كَتَبْنَاها عليهم إلاّ ابْتِغَاءَ رِضْوانِ اللّه» وبدّعه: نسبه إلى البدعة، والبديع: المحدث العجيب، وأبدعت الشّيء: اخترعته لا على مثالٍ، والبديع من أسماء اللّه تعالى، ومعناه: المبدع، لإبداعه الأشياء وإحداثه إيّاها.
أمّا في الاصطلاح، فقد تعدّدت تعريفات البدعة وتنوّعت، لاختلاف أنظار العلماء في مفهومها ومدلولها.
فمنهم من وسّع مدلولها، حتّى أطلقها على كلّ مستحدثٍ من الأشياء، ومنهم من ضيّق ما تدلّ عليه، فتقلّص بذلك ما يندرج تحتها من الأحكام.
وسنوجز هذا في اتّجاهين.
«الاتّجاه الأوّل»
2 - أطلق أصحاب الاتّجاه الأوّل البدعة على كلّ حادثٍ لم يوجد في الكتاب والسّنّة، سواء أكان في العبادات أم العادات، وسواء أكان مذموماً أم غير مذمومٍ.
ومن القائلين بهذا الإمام الشّافعيّ، ومن أتباعه العزّ بن عبد السّلام، والنّوويّ، وأبو شامة.
ومن المالكيّة: القرافيّ، والزّرقانيّ.
ومن الحنفيّة: ابن عابدين.
ومن الحنابلة: ابن الجوزيّ.
ومن الظّاهريّة: ابن حزمٍ.
ويتمثّل هذا الاتّجاه في تعريف العزّ بن عبد السّلام للبدعة وهو: أنّها فعلُ ما لم يُعْهد في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
وهي منقسمة إلى بدعةٍ واجبةٍ، وبدعةٍ محرّمةٍ، وبدعةٍ مندوبةٍ، وبدعةٍ مكروهةٍ، وبدعةٍ مباحةٍ.
وضربوا لذلك أمثلةً
فالبدعة الواجبة: كالاشتغال بعلم النّحو الّذي يفهم به كلام اللّه ورسوله، وذلك واجب، لأنّه لا بدّ منه لحفظ الشّريعة، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
والبدعة المحرّمة من أمثلتها: مذهب القدريّة، والجبريّة، والمرجئة، والخوارج.
والبدعة المندوبة: مثل إحداث المدارس، وبناء القناطر، ومنها صلاة التّراويح جماعةً في المسجد بإمامٍ واحدٍ.
والبدعة المكروهة: مثل زخرفة المساجد، وتزويق المصاحف.
والبدعة المباحة: مثل المصافحة عقب الصّلوات، ومنها التّوسّع في اللّذيذ من المآكل والمشارب والملابس.
واستدلّوا لرأيهم في تقسيم البدعة إلى الأحكام الخمسة بأدلّةٍ منها:
أ - قول عمر رضي الله عنه في صلاة التّراويح جماعةً في المسجد في رمضان «نِعْمَتِ البدعةُ هذه».
فقد روي عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ أنّه قال: «خرجت مع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد، فإذا النّاس أوزاعٌ متفرّقون، يصلّي الرّجل لنفسه، ويصلّي الرّجل فيصلّي بصلاته الرّهْطُ.
فقال عمر: إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئٍ واحدٍ لكان أمثل، ثمّ عزم، فجمعهم على أبيّ بن كعبٍ، ثمّ خرجت معه ليلةً أخرى، والنّاس يصلّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والّتي ينامون عنها أفضل من الّتي يقومون.
يريد آخر اللّيل.
وكان النّاس يقومون أوّله».
ب - تسمية ابن عمر صلاة الضّحى جماعةً في المسجد بدعةً، وهي من الأمور الحسنة.
روي عن مجاهدٍ قال: «دخلت أنا وعروة بن الزّبير المسجد، فإذا عبد اللّه بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلّون في المسجد صلاة الضّحى، فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة».
ج - الأحاديث الّتي تفيد انقسام البدعة إلى الحسنة والسّيّئة، ومنها ما روي مرفوعاً: «من سنَّ سُنَّةً حَسَنةً، فله أجرُها وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ سُنّةً سيّئةً، فعليه وِزْرُها ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بها إلى يوم القيامة».
«الاتّجاه الثّاني»
3 - اتّجه فريق من العلماء إلى ذمّ البدعة، وقرّروا أنّ البدعة كلّها ضلالة، سواء في العادات أو العبادات.
ومن القائلين بهذا الإمام مالك والشّاطبيّ والطّرطوشيّ.
ومن الحنفيّة: الإمام الشّمنّيّ، والعينيّ.
ومن الشّافعيّة: البيهقيّ، وابن حجرٍ العسقلانيّ، وابن حجرٍ الهيتميّ.
ومن الحنابلة: ابن رجبٍ، وابن تيميّة.
وأوضح تعريفٍ يمثّل هذا الاتّجاه هو تعريف الشّاطبيّ، حيث عرّف البدعة بتعريفين:
الأوّل أنّها: طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشّرعيّة، يقصد بالسّلوك عليها المبالغة في التّعبّد للّه سبحانه.
وهذا التّعريف لم يدخل العادات في البدعة، بل خصّها بالعبادات، بخلاف الاختراع في أمور الدّنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/348)
الثّاني أنّها: طريقة في الدّين مخترعة تضاهي الشّريعة يقصد بالسّلوك عليها ما يقصد بالطّريقة الشّرعيّة.
وبهذا التّعريف تدخل العادات في البدع إذا ضاهت الطّريقة الشّرعيّة، كالنّاذر للصّيام قائماً لا يقعد متعرّضاً للشّمس لا يستظلّ، والاقتصار في المأكل والملبس على صنفٍ دون صنفٍ من غير علّةٍ.
واستدلّ القائلون بذمّ البدعة مطلقاً بأدلّةٍ منها
أ - أخبر اللّه أنّ الشّريعة قد كملت قبل وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه
«اليومَ أَكْملتُ لكم دينَكم وأَتممتُ عليكم نِعْمتي ورضيتُ لكم الِإسلامَ دِيناً» فلا يتصوّر أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئاً، لأنّ الزّيادة عليها تعتبر استدراكاً على اللّه سبحانه وتعالى.
وتوحي بأنّ الشّريعة ناقصة، وهذا يخالف ما جاء في كتاب اللّه.
ب - وردت آيات قرآنيّة تذمّ المبتدعة في الجملة، من ذلك قوله تعالى: «وأَنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتَّبِعوه ولا تَتَّبِعُوا السُّبلَ فَتَفَرَّقَ بكم عن سبيلِهِ».
ج - كلّ ما ورد من أحاديث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في البدعة جاء بذمّها، من ذلك حديث العرباض بن سارية: «وَعَظَنَا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً، ذَرَفتْ منها العيونُ، وَوَجلَتْ منها القلوبُ.
فقال قائل: يا رسولَ اللّه كأنّها موعظةُ مودِّعٍ فما تَعْهَد إلينا.
فقال: أوصيكم بتقوى اللّه والسّمعِ والطّاعةِ لولاة الأمرِ، وإن كان عبداً حبشيّاً، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين، تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومُحْدَثاتِ الأمورِ.
فإنَّ كلّ مُحْدَثَةٍ بِدعةٌ، وكلّ بدعةٍ ضلالة».
«د» أقوال الصّحابة في ذلك، من هذا ما روي عن مجاهدٍ قال: «دخلت مع عبد اللّه بن عمر مسجداً، وقد أذّن فيه، ونحن نريد أن نصلّي فيه، فثوّب المؤذّن، فخرج عبد اللّه بن عمر من المسجد، وقال:» اخرج بنا من عند هذا المبتدع «ولم يصلّ فيه.
+++الألفاظ ذات الصّلة+++
aa أ - المحدثات aa
4 - الحديث نقيض القديم، والحدوث: كون شيءٍ بعد أن لم يكن.
ومحدثات الأمور: ما ابتدعه أهل الأهواء من الأشياء الّتي كان السّلف الصّالح على غيرها.
وفي الحديث
" إيّاكم ومحدثات الأمور " والمحدثات جمع محدثةٍ بالفتح، وهي: ما لم يكن معروفاً في كتابٍ ولا سنّةٍ ولا إجماعٍ.
وعلى هذا المعنى تلتقي المحدثات مع البدعة على المعنى الثّاني.
aa ب - الفطرة aa
5 - الفطرة: الابتداء والاختراع.
وفطر اللّه الخلق: خلقهم وبدأهم، ويقال: أنا فطرت الشّيء أي: أوّل من ابتدأه.
وعلى هذا الوجه يلتقي مع البدعة في بعض معانيها اللّغويّة.
aa ج - السّنّة aa
6 - السّنّة في اللّغة: الطّريقة، حسنةً كانت أو سيّئةً.
قال عليه الصلاة والسلام: " من سَنَّ سُنّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عَمِل بها إلى يوم القيامة، ومن سَنّ سنّةً سيّئةً فعليه وِزْرها وَوِزْرُ من عَمِل بها إلى يوم القيامة ".
وفي الاصطلاح: هي الطّريقة المسلوكة الجارية في الدّين المأثورة عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أو صحبه.
لقوله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين من بعدي " وهي بهذا المعنى مقابلة للبدعة ومضادّة لها تماماً.
وللسّنّة إطلاقات أخرى شرعيّة اشتهرت بها، منها: أنّها تطلق على الشّريعة كلّها، كقولهمالأولى بالإمامة الأعلم بالسّنّة.
ومنها: ما هو أحد الأدلّة الأربعة الشّرعيّة، وهو ما صدر عن رسول اللّه - غير القرآن - من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ.
ومنها: ما يعمّ النّفل، وهو ما فعله خير من تركه من غير افتراضٍ ولا وجوبٍ.
aa د - المعصية aa
7 - العصيان: خلاف الطّاعة يقال: عصى العبد ربّه إذا خالف أمره، وعصى فلان أميره: إذا خالف أمره.
وشرعاً: عصيان أمر الشّارع قصداً، وهي ليست بمنزلةٍ واحدةٍ.
فهي إمّا كبائر وهي: ما يترتّب عليها حدّ، أو وعيد بالنّار أو اللّعنة أو الغضب، أو ما اتّفقت الشّرائع على تحريمه، على اختلافٍ بين العلماء في تحديدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/349)
وإمّا صغائر وهي: ما لم يترتّب عليها شيء ممّا ذكر إذا اجتنب الإصرار عليها، لقوله تعالى: {إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَونَ عنه نُكَفِّرْ عنكم سيّئاتِكم} وعلى هذا تكون البدعة أعمّ من المعصية، حيث تشمل المعصية، كالبدعة المحرّمة والمكروهة كراهة تحريمٍ، وغير المعصية كالواجبة والمستحبّة والمباحة.
aa هـ – المصلحة المرسلة aa
8 – المصلحة لغةً كالمنفعة وزناً ومعنًى، فهي مصدر بمعنى الصّلاح، أو هي اسم للواحد من المصالح.
والمصلحة المرسلة اصطلاحاً هي: المحافظة على مقصود الشّرع المنحصر في الضّروريّات.
الخمس، كما قال الإمام الغزاليّ رحمه الله، أو هي اعتبار المناسب الّذي لا يشهد له أصل معيّن عند الشّاطبيّ، أو هي أن يرى المجتهد أنّ هذا الفعل فيه منفعة راجحة وليس في الشّرع ما ينفيه عند ابن تيميّة.
أو هي أن يناط الأمر باعتبارٍ مناسبٍ لم يدلّ الشّرع على اعتباره ولا إلغائه إلاّ أنّه ملائم لتصرّفات الشّرع، إلى غير ذلك من التّعريفات الأخرى الّتي يرجع لتفاصيلها إلى مصطلح» مصلحة مرسلة «.
aa حكم البدعة التّكليفيّ aa
9 - ذهب الإمام الشّافعيّ والعزّ بن عبد السّلام وأبو شامة، والنّوويّ من الشّافعيّة، والإمام القرافيّ والزّرقانيّ من المالكيّة، وابن الجوزيّ من الحنابلة، وابن عابدين من الحنيفة إلى تقسيم البدعة تبعاً للأحكام الخمسة إلى: واجبةٍ أو محرّمةٍ أو مندوبةٍ أو مكروهةٍ أو مباحةٍ.
وضربوا لكلٍّ من هذه الأقسام أمثلةً
فمن أمثلة البدعة الواجبة: الاشتغال بعلم النّحو، الّذي يفهم به كلام اللّه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأنّ حفظ الشّريعة واجب، ولا يتأتّى حفظها إلاّ بمعرفة ذلك، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
وتدوين الكلام في الجرح والتّعديل لتمييز الصّحيح من السّقيم، لأنّ قواعد الشّريعة دلّت على أنّ حفظ الشّريعة فرض كفايةٍ فيما زاد على القدر المتعيّن، ولا يتأتّى حفظها إلاّ بما ذكرناه.
ومن أمثلة البدعة المحرّمة: مذهب القدريّة والخوارج والمجسّمة.
ومن أمثلة البدعة المندوبة: إحداث المدارس وبناء القناطر وصلاة التّراويح في المسجد جماعةً.
ومن أمثلة المكروهة: زخرفة المساجد وتزويق المصاحف.
وأمّا أمثلة البدعة المباحة فمنها: المصافحة عقيب صلاة الصّبح والعصر، ومنها التّوسّع في اللّذيذ من المآكل والمشارب والملابس.
هذا وقد قسّم العلماء البدعة المحرّمة إلى بدعةٍ مكفّرةٍ وغير مكفّرةٍ، وصغيرةٍ وكبيرةٍ على ما سيأتي.
aa البدعة في العقيدة aa
10 - اتّفق العلماء على أنّ البدعة في العقيدة محرّمة، وقد تتدرّج إلى أن تصل إلى الكفر.
فأمّا الّتي تصل إلى الكفر فهي أن تخالف معلوماً من الدّين بالضّرورة، كبدعة الجاهليّين الّتي نبّه عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: {ما جَعَل اللّهُ من بَحِيرَةٍ ولا سَائِبَةٍ ولا وَصِيلَةٍ ولا حَامٍ} وقوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لِذُكورنا ومُحَرَّمٌ على أزواجنا وإنْ يكن مَيْتَةً فهم فيه شركاءُ} وحدّدوا كذلك ضابطاً للبدعة المكفّرة، وهي: أن يتّفق الكلّ على أنّ هذه البدعة كفر صراح لا شبهة فيه.
aa البدعة في العبادات aa
اتّفق العلماء على أنّ البدعة في العبادات منها ما يكون حراماً ومعصيةً، ومنها ما يكون مكروهاً.
aa أ - البدعة المحرّمة aa
11 - ومن أمثلتها: بدعة التّبتّل والصّيام قائماً في الشّمس، والخصاء لقطع الشّهوة في الجماع والتّفرّغ للعبادة.
لما جاء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حديث الرّهط الّذين فعلوا ذلك: " جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلمّا أُخبِروا كأنّهم تَقَالّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد غفرَ اللّه له ما تَقَدّمَ من ذنبه وما تَأَخّرَ.
قال أحدُهم: أمّا أنا فإنّي أصلّي اللّيلَ أبداً، وقال الآخرأنا أصومُ الدّهرَ ولا أفطرُ، وقال الآخر: أنا أعتزلُ النّساءَ فلا أتزوّجُ أبداً، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الّذين قلتم كذا وكذا، أمَا واللّه إنّي لَأَخْشَاكم لِلّه وأتقاكُم له.
لكنّي أصومُ وأفطرُ، وأصلّي وأرقدُ، وأتزوّجُ النّساء، فَمَنْ رغِبَ عن سنّتي فليس منّي ".
aa ب - البدعة المكروهة aa
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/350)
12 - قد تكون البدعة في العبادات من المكروهات، مثل الاجتماع عشيّة عرفة للدّعاء لغير الحجّاج فيها، وذكر السّلاطين في خطبة الجمعة للتّعظيم، أمّا للدّعاء فسائغ، وكزخرفة المساجد.
جاء عن محمّد بن أبي القاسم عن أبي البحتريّ قال:» أخبر رجل عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ قوماً يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول: كبّروا اللّه كذا وكذا، وسبّحوا اللّه كذا وكذا، واحمدوا اللّه كذا وكذا، قال عبد اللّه: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم، فأتاهم فجلس، فلمّا سمع ما يقولون قام فأتى ابن مسعودٍ فجاء - وكان رجلاً حديداً - فقال أنا عبد اللّه بن مسعودٍ، واللّه الّذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعةٍ ظلماً، ولقد فضلتم أصحاب محمّدٍ صلى الله عليه وسلم علماً.
فقال عمرو بن عتبة: أستغفر اللّه.
فقال عليكم بالطّريق فالزموه، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلّنّ ضلالاً بعيداً «.
aa البدعة في العادات aa
13 - البدعة في العادات منها المكروه، كالإسراف في المآكل والمشارب ونحوها.
ومنها المباح، مثل التّوسّع في اللّذيذ من المآكل والمشارب والملابس والمساكن، ولبس الطّيالسة، وتوسيع الأكمام، من غير سرفٍ ولا اختيالٍ.
وذهب قوم إلى أنّ الابتداع في العادات الّتي ليس لها تعلّق بالعبادات جائز، لأنّه لو جازت المؤاخذة في الابتداع في العادات لوجب أن تعدّ كلّ العادات الّتي حدثت بعد الصّدر الأوّل - من المآكل والمشارب والملابس والمسائل النّازلة - بدعاً مكروهاتٍ، والتّالي باطل، لأنّه لم يقل أحد بأنّ تلك العادات الّتي برزت بعد الصّدر الأوّل مخالفةً لهم، ولأنّ العادات من الأشياء الّتي تدور مع الزّمان والمكان.
aa دواعي البدعة وأسبابها aa
14 - دواعي البدعة وأسبابها وبواعثها كثيرة ومتعدّدة، يصعب حصرها، لأنّها تتجدّد وتتنوّع حسب الأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص، وأحكام الدّين وفروعه كثيرة، والانحراف عنها واتّباع سبل الشّيطان في كلّ حكمٍ متعدّد الوجوه.
وكلّ خروجٍ إلى وسيلةٍ من وسائل الباطل لا بدّ له من باعثٍ.
ومع ذلك فمن الممكن إرجاع الدّواعي والأسباب إلى ما يأتي
aa أ - الجهل بوسائل المقاصد aa
15 - أنزل اللّه سبحانه وتعالى القرآن عربيّاً لا عجمة فيه، بمعنى أنّه جارٍ في ألفاظه ومعانيه وأساليبه على لسان العرب، وقد أخبر اللّه تعالى بذلك فقال: {إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً}.
وقال: {قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ} ومن هذا يعلم أنّ الشّريعة لا تفهم إلاّ إذا فهم اللّسان العربيّ، لقوله تعالى: {وكذلك أنزلناه حكماً عربيّاً} والإخلال في ذلك قد يؤدّي إلى البدعة.
aa ب - الجهل بالمقاصد aa
16 - ما ينبغي للإنسان أن يعلمه ولا يجهله من المقاصد أمران
- 1 - أنّ الشّريعة جاءت كاملةً تامّةً لا نقص فيها ولا زيادة، ويجب أن ينظر إليها بعين الكمال لا بعين النّقص، وأن يرتبط بها ارتباط ثقةٍ وإذعانٍ، في عاداتها وعباداتها ومعاملاتها، وألاّ يخرج عنها ألبتّة.
وهذا الأمر أغفله المبتدعة فاستدركوا على الشّرع، وكذبوا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
وقيل لهم في ذلك فقالوا: نحن لم نكذب على رسول اللّه وإنّما كذبنا له.
وحكي عن محمّد بن سعيدٍ، المعروف بالأردنّيّ، أنّه قال:» إذا كان الكلام حسناً لم أر فيه بأساً، أجعل له إسناداً إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «.
- 2 - أن يوقن إيقاناً جازماً أنّه لا تضادّ بين آيات القرآن الكريم وبين الأحاديث النّبويّة بعضها مع بعضٍ، أو بينها وبين القرآن الكريم، لأنّ النّبع واحد، وما كان الرّسول صلى الله عليه وسلم ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحيّ يوحى، وإنّ قوماً اختلف عليهم الأمر لجهلهم، هم الّذين عناهم الرّسول بقوله: " يقرءون القرآنَ لا يجاوِزُ حناجرَهم ".
فيتحصّل ممّا قدّمنا كمال الشّريعة وعدم التّضادّ بين نصوصها.
أمّا كمال الشّريعة فقد أخبرنا اللّه تعالى بذلك: {اليوم أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً}.
وأمّا عدم التّضادّ في اللّفظ أو المعنى فقد بيّن اللّه أنّ المتدبّر لا يجد في القرآن اختلافاً، لأنّ الاختلاف منافٍ للعلم والقدرة والحكمة {أفلا يَتَدَبَّرُونَ القرآنَ ولو كانَ من عندِ غيرِ اللّه لَوَجدوا فيه اختلافاً كثيراً}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/351)
aa ج - الجهل بالسّنّة aa
17 - من الأمور المؤدّية إلى البدعة الجهل بالسّنّة.
والجهل بالسّنّة يعني أمرين
الأوّل: جهل النّاس بأصل السّنّة.
والثّاني: جهلهم بالصّحيح من غيره، فيختلط عليهم الأمر.
أمّا جهلهم بالسّنّة الصّحيحة، فيجعلهم يأخذون بالأحاديث المكذوبة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت الآثار من القرآن والسّنّة تنهي عن ذلك، كقوله تعالى: {ولا تَقْفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلْمٌ إنَّ السّمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مَسْئولاً} وقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " من كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبوّأ مَقْعَدَه من النّارِ ".
ومن جهلهم بالسّنّة، جهلهم بدورها في التّشريع، وقد بيّن اللّه سبحانه وتعالى مكانة السّنّة في التّشريع: {وَمَا آتاكم الرّسولُ فَخُذُوه وما نَهَاكم عنه فانتهوا}.
aa د - تحسين الظّنّ بالعقل aa
18 - عدّ العلماء من دواعي البدعة تحسين الظّنّ بالعقل، ويتأتّى هذا من جهة أنّ المبتدع يعتمد على عقله، ولا يعتمد على الوحي وإخبار المعصوم صلى الله عليه وسلم فيجرّه عقله القاصر إلى أشياء بعيدةٍ عن الطّريق المستقيم، فيقع بذلك في الخطأ والابتداع، ويظنّ أنّ عقله موصّله، فإذا هو مهلكه.
وهذا لأنّ اللّه جعل للعقول في إدراكها حدّاً تنتهي إليه لا تتعدّاه، من ناحية الكمّ ومن ناحية الكيف.
أمّا علم اللّه سبحانه فلا يتناهى، والمتناهي لا يساوي ما لا يتناهى.
ويتخلّص من ذلك
- 1 - أنّ العقل ما دام على هذه الصّورة لا يجعل حاكماً بإطلاقٍ، وقد ثبت عليه حاكم بإطلاقٍ، وهو الشّرع، والواجب عليه أن يقدّم ما حقّه التّقديم، ويؤخّر ما حقّه التّأخير.
- 2 - إذا وجد الإنسان في الشّرع أخباراً يقتضي ظاهرها خرق العادة المألوفة - الّتي لم يسبق له أن رآها أو علم بها علماً صحيحاً - لا يجوز له أن يقدّم بين يديه لأوّل وهلةٍ الإنكار بإطلاقٍ، بل أمامه أحد أمرين
الأوّل: إمّا أن يصدّق به ويكل العلم فيه للرّاسخين في العلم والمتخصّصين فيه متمثّلاً بقوله تعالى: {والرّاسخونَ في العلمِ يقولون آمَنّا به كُلٌّ من عند ربّنا}
الثّاني: يتأوّل على ما يمكن حمله عليه من الآراء بمقتضى الظّاهر.
ويحكم هذا كلّه قوله تعالى: {ثمّ جَعَلْناك على شَرِيعةٍ من الأَمْرِ فاتَّبِعْها ولا تَتَّبِعْ أهواءَ الّذينَ لا يعلمون} وقوله {يَا أيّها الّذينَ آمنوا أطيعُوا اللّه وأطيعُوا الرّسولَ وأُولي الأمرِ منكم فإنْ تَنَازَعْتُمْ في شيءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللّه والرّسولِ إنْ كنتم تُؤْمنونَ باللّه واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}.
aa هـ – اتّباع المتشابه aa
19 – قال بعض العلماء: المتشابه هو ما اختلف فيه من أحكام القرآن، وقال آخرون: هو ما تقابلت فيه الأدلّة.
وقد نهى الرّسول صلى الله عليه وسلم عن اتّباع المتشابه بقوله: " إذا رأيتم الّذينَ يَتَّبِعُون ما تَشَابَهَ منه فأولئك الّذين سمّى اللّه فاحذَرُوهم " وقد ذكرهم القرآن في قوله تعالى: {هو الّذي أنزل عليك الكتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكتابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمّا الّذينَ في قُلوبِهم زَيْغٌ فَيَتَّبِعُون ما تَشَابه مِنه}.
فليس نظرهم في الدّليل نظر المستبصر حتّى يكون هواه تحت حكمه، بل نظر من حكم بالهوى.
ثمّ أتى بالدّليل كالشّاهد له.
aa و - اتّباع الهوى aa
20 - يطلق الهوى على ميل النّفس وانحرافها نحو الشّيء، ثمّ غلب استعماله في الميل المذموم والانحراف السّيّئ.
ونسبت البدع إلى الأهواء، وسمّي أصحابها بأهل الأهواء، لأنّهم اتّبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلّة مأخذ الافتقار إليها والتّعويل عليها، بل قدّموا أهواءهم واعتمدوا على آرائهم، ثمّ جعلوا الأدلّة الشّرعيّة منظوراً فيها من وراء ذلك.
21 - مداخل هذه الأهواء
أ - اتّباع العادات والآباء وجعلها ديناً.
قال تعالى في شأن هؤلاء: {إنّا وَجَدنا آباءنا على أُمَّةٍ وإنّا على آثارِهم مُهْتَدون} فقال الحقّ على لسان رسوله {قال أَوَلَوْ جِئْتُكم بأَهْدَى ممّا وَجَدْتُم عليه آباءَكم}.
ب - رأي بعض المقلّدين في أئمّتهم والتّعصّب لهم، فقد يؤدّي هذا التّغالي في التّقليد إلى إنكار بعض النّصوص والأدلّة أو تأويلها، وعدّ من يخالفهم مفارقاً للجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/352)
ج - التّصوّف الفاسد وأخذ ما نقل عن المتصوّفة من الأحوال الجارية عليهم، أو الأقوال الصّادرة عنهم ديناً وشريعةً، وإن كانت مخالفةً للنّصوص الشّرعيّة من الكتاب والسّنّة.
د - التّحسين والتّقبيح العقليّان.
فإنّ محصول هذا المذهب تحكيم عقول الرّجال دون الشّرع، وهو أصل من الأصول الّتي بنى عليها أهل الابتداع في الدّين، بحيث إنّ الشّرع إن وافق آراءهم قبلوه وإلاّ ردّ.
هـ - العمل بالأحلام.
فإنّ الرّؤيا قد تكون من الشّيطان، وقد تكون من حديث النّفس، وقد تكون من أخلاطٍ مهتاجةٍ.
فمتى تتعيّن الرّؤيا الصّالحة النّقيّة حتّى يحكم بها؟،.
aa أنواع البدعة aa
تنقسم البدعة من حيث قربها من الأدلّة أو بعدها عنها إلى حقيقيّةٍ وإضافيّةٍ.
aa البدعة الحقيقيّة aa
22 - هي الّتي لم يدلّ عليها دليل شرعيّ، لا من كتابٍ ولا سنّةٍ ولا إجماعٍ ولا استدلالٍ معتبرٍ عند أهل العلم، لا في الجملة ولا في التّفصيل، ولهذا سمّيت بدعة حقيقيّة، لأنّها شيء مخترع على غير مثالٍ سابقٍ، وإن كان المبتدع يأبى أن ينسب إليه الخروج عن الشّرع، إذ هو مدّعٍ أنّه داخل بما استنبط تحت مقتضى الأدلّة، ولكن ثبت أنّ هذه الدّعوى غير صحيحةٍ، لا في نفس الأمر ولا بحسب الظّاهر، أمّا بحسب نفس الأمر فبالعرض، وأمّا بحسب الظّاهر فإنّ أدلّته شبه وليست بأدلّةٍ، ومن أمثلتها: التّقرّب إلى اللّه تعالى بالرّهبانيّة وترك الزّواج مع وجود الدّاعي إليه وفقد المانع الشّرعيّ، كرهبانيّة النّصارى المذكورة في قوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوها ما كتَبْنَاها عليهم إلاّ ابتغاءَ رِضْوانِ اللّه} فهذه كانت قبل الإسلام، أمّا في الإسلام فقد نسخت في شريعتنا بمثل قوله صلى الله عليه وسلم " فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ".
ومنها: أن يفعل المسلم مثل ما يفعل أهل الهند في تعذيب النّفس بأنواع العذاب الشّنيع والقتل بالأصناف الّتي تفزع منها القلوب وتقشعرّ منها الجلود، مثل الإحراق بالنّار على جهة استعجال الموت لنيل الدّرجات العليا والقربى من اللّه سبحانه في زعمهم.
aa البدعة الإضافيّة aa
23 - وهي الّتي لها شائبتان: إحداهما لها من الأدلّة متعلّق، فلا تكون من تلك الجهة بدعةً، والثّانية ليس لها متعلّق إلاّ مثل ما للبدعة الحقيقيّة.
ولمّا كان العمل له شائبتان، ولم يتخلّص لأحدٍ الطّرفين، وضعت له هذه التّسمية، لأنّها بالنّسبة إلى إحدى الجهتين سنّة لاستنادها إلى دليلٍ، وبالنّسبة إلى الجهة الأخرى بدعة لاستنادها إلى شبهةٍ لا إلى دليلٍ، أو لأنّها غير مستندةٍ إلى شيءٍ، وهذا النّوع من البدع هو مثار الخلاف بين المتكلّمين في البدع والسّنن.
وله أمثلة كثيرة، منها: صلاة الرّغائب، وهي: اثنتا عشرة ركعةً في ليلة الجمعة الأولى من رجبٍ بكيفيّةٍ مخصوصةٍ، وقد قال العلماء: إنّها بدعة قبيحة منكرة.
وكذا صلاة ليلة النّصف من شعبان، وهي: مائة ركعةٍ بكيفيّةٍ خاصّةٍ.
وصلاة برّ الوالدين.
ووجه كونها بدعةً إضافيّةً: أنّها مشروعة، باعتبار النّظر إلى أصل الصّلاة، لحديثٍ رواه الطّبرانيّ في الأوسط " الصّلاة خير موضوعٍ " وغير مشروعةٍ باعتبار ما عرض لها من التزام الوقت المخصوص والكيفيّة المخصوصة.
فهي مشروعة باعتبار ذاتها، مبتدعة باعتبار ما عرض لها.
aa البدع المكفّرة وغير المكفّرة aa
24 - البدع متفاوتة، فلا يصحّ أن يقال: إنّها على حكمٍ واحدٍ هو الكراهة فقط، أو التّحريم فقط.
فقد وجد أنّها تختلف في أحكامها، فمنها ما هو كفر صراح، كبدعة الجاهليّة الّتي نبّه القرآن عليها كقوله تعالى: {وَجَعَلوا للّه ممّا ذَرَأَ من الحَرْثِ والأنعامِ نَصيباً فقالوا: هذا للّه بِزَعْمِهِمْ وهذا لِشُرَكَائِنا} الآية، وقوله تعالى: {وقالوا ما في بُطونِ هذه الأنْعامِ خالصةٌ لذكورِنا ومحرّمٌ على أزواجِنا وإنْ يكنْ مَيْتةً فهم فيه شُرَكَاء} وقوله تعالى: {ما جَعَل اللّهُ من بَحِيرَةٍ ولا سَائِبَةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حَامٍ}.
وكذلك بدعة المنافقين الّذين اتّخذوا الدّين ذريعةً لحفظ النّفس والمال وما أشبه ذلك {يقولونَ بِأَفْواهِهِمْ ما ليسَ في قُلوبِهم} فهذا وأضرابه لا يشكّ أحد في أنّه كفر صراح، لابتداعه أشياء أنكرتها النّصوص وتوعّدت عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/353)
ومنها ما هو كبيرة وليس بكفرٍ، أو يختلف فيه هل هو كفر أم لا؟ كبدع الفرق الضّالّة.
ومنها ما هو معصية وليس بكفرٍ اتّفاقاً، كبدعة التّبتّل والصّيام قائماً في الشّمس، والخصاء بقطع شهوة الجماع، للأحاديث الواردة في النّهي عن ذلك، وقد سبق بعض منها ولقوله تعالى: {ولا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكم إنّ اللّه كانَ بِكم رَحيماً}.
aa تقسيم البدع غير المكفّرة إلى كبيرةٍ وصغيرةٍ aa
25 - إنّ المعاصي منها صغائر ومنها كبائر، ويعرف ذلك بكونها واقعةً في الضّروريّات أو الحاجيّات أو التّحسينات، فإن كانت في الضّروريّات فهي أعظم الكبائر، وإن وقعت في التّحسينات فهي أدنى رتبةً بلا إشكالٍ، وإن وقعت في الحاجيّات فمتوسّطة بين الرّتبتين، لقوله تعالى: {الّذين يَجْتَنِبُون كَبَائِرَ الِإثمِ والفَوَاحِشَ إلاّ اللّمَمَ} وقوله: {إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَوْنَ عنه نُكَفِّرْ عنكم سيّئاتِكم وَنُدْخِلْكم مُدْخَلاً كَرِيماً}، وإذا كانت ليست رتبةً واحدةً فالبدع من جملة المعاصي، وقد ثبت التّفاوت في المعاصي، فكذلك يتصوّر مثله في البدع، فمنها ما يقع في الضّروريّات، ومنها ما يقع في رتبة الحاجيّات، ومنها ما يقع في رتبة التّحسينات.
وما يقع في رتبة الضّروريّات، منه ما يقع في الدّين، أو النّفس، أو النّسل، أو العقل، أو المال.
فمثال وقوعه في الدّين: اختراع الكفّار وتغييرهم ملّة إبراهيم عليه السلام في نحو قوله: {ما جَعَل اللّهُ من بَحِيرةٍ ولا سَائبةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حامٍ} وحاصل ما في الآية تحريم ما أحلّ اللّه على نيّة التّقرّب به إليه، مع كونه حلالاً بحكم الشّريعة المتقدّمة.
ومثال ما يقع في النّفس: ما عليه بعض نحل الهند، من تعذيبها أنفسها بأنواع العذاب واستعجال الموت، لنيل الدّرجات العلى على زعمهم.
ومثال ما يقع في النّسل: ما كان من أنكحة الجاهليّة الّتي كانت معهودةً ومعمولاً بها ومتّخذةً كالدّين، وهي لا عهد بها في شريعة إبراهيم عليه السلام ولا غيره، بل كانت من جملة ما اخترعوه.
من ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها في حديث أنكحة الجاهليّة.
ومثال ما يقع في العقل: ما يتناول من المسكرات والمخدّرات بدعوى تحصيل النّفع والتّقوّي على القيام ببعض الواجبات المشروعة في ذاتها.
ومثال ما يقع في المال: قولهم {إنّما البَيْعُ مِثْلُ الرّبا} فإنّهم احتجّوا بقياسٍ فاسدٍ.
وكذلك سائر ما يحدث النّاس بينهم من البيوع المبنيّة على المخاطرة والغرر.
26 - هذا التّقسيم من حيث اعتبار البدعة كبيرةً أو صغيرةً مشروط بشروطٍ
الأوّل: ألاّ يداوم عليها، فإنّ الصّغيرة من المعاصي لمن داوم عليها تكبر بالنّسبة إليه، لأنّ ذلك ناشئ عن الإصرار عليها، والإصرار على الصّغيرة يصيّرها كبيرةً، ولذلك قالوا: لا صغيرة مع إصرارٍ، ولا كبيرة مع استغفارٍ، فكذلك البدعة من غير فرقٍ.
الثّاني: ألاّ يدعو إليها.
فإذا ابتلي إنسان ببدعةٍ فدعا إليها تحمّل وزرها وأوزار الآخرين معه، مصداقاً لقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " من سنّ سنّةً سيّئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
الثّالث: ألاّ تفعل في الأماكن العامّة الّتي يجتمع فيها النّاس، أو المواضع الّتي تقام فيها السّنن، وتظهر فيها أعلام الشّريعة، وألاّ يكون ممّن يقتدى به أو يحسن به الظّنّ، فإنّ العوّام يقتدون - بغير نظرٍ - بالموثوق بهم أو بمن يحسنون الظّنّ به، فتعمّ البلوى ويسهل على النّاس ارتكابها.
aa تقسيم المبتدع إلى داعيةٍ لبدعته وغير داعيةٍ aa
27 - المنسوب إلى البدعة في العرف لا يخلو أن يكون مجتهداً فيها أو مقلّداً، والمقلّد إمّا أن يكون مقلّداً مع الإقرار بالدّليل الّذي زعمه المجتهد المبتدع، وإمّا أن يكون مقلّداً من غير نظرٍ، كالعامّيّ الصّرف الّذي حسّن الظّنّ بصاحب البدعة، ولم يكن له دليل على التّفصيل يتعلّق به، إلاّ تحسين الظّنّ بالمبتدع خاصّةً.
وهذا القسم كثير في العوّام، فإذا تبيّن أنّ المبتدع آثم، فليس الإثم الواقع عليه على رتبةٍ واحدةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/354)
بل هو على مراتب مختلفةٍ، من جهة كون صاحب البدعة داعياً إليها أم لا، لأنّ الزّيغ في قلب الدّاعي أمكن منه في قلب المقلّد، ولأنّه أوّل من سنّ تلك السّنّة، ولأنّه يتحمّل وزر من تبعه، مصداقاً لحديث: " من سنّ سنّةً سيّئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
كما يختلف الإثم بالنّسبة إلى الإسرار والإعلان، لأنّ المسرّ ضرره مقصور عليه لا يتعدّاه، بخلاف المعلن.
كما يختلف كذلك من جهة الإصرار عليها أو عدمه، ومن جهة كونها حقيقيّةً أو إضافيّةً، ومن جهة كونها كفراً أو غير كفرٍ.
س
aa رواية المبتدع للحديث aa
28 - ردّ العلماء رواية من كفر ببدعته، ولم يحتجّوا به في صحّة الرّواية.
ولكنّهم شرطوا للكفر بالبدعة، أن ينكر المبتدع أمراً متواتراً من الشّرع معلوماً من الدّين بالضّرورة.
أمّا من لم يكفر ببدعته، فللعلماء في روايته ثلاثة أقوالٍ
الأوّل: لا يحتجّ بروايته مطلقاً، وهو رأي الإمام مالكٍ، لأنّ في الرّواية عن المبتدع ترويجاً لأمره وتنويهاً بذكره، ولأنّه أصبح فاسقاً ببدعته.
الثّاني: يحتجّ به إن لم يكن ممّن يستحلّ الكذب في نصرة مذهبه، سواء أكان داعيةً أم لا، وهو قول الشّافعيّ وأبي يوسف والثّوريّ.
الثّالث: قيل يحتجّ به إن لم يكن داعياً إلى بدعته، ولا يحتجّ به إن كان داعيةً إليها.
قال النّوويّ والسّيوطيّ: هذا القول هو الأعدل والأظهر، وهو قول الكثير أو الأكثر، ويؤيّده احتجاج البخاريّ ومسلمٍ في الصّحيحين بكثيرٍ من المبتدعة غير الدّعاة.
aa شهادة المبتدع aa
29 - ردّ المالكيّة والحنابلة شهادة المبتدع، سواء أكفر ببدعته أم لا، وسواء أكان داعياً لها أم لا.
وهو رأي شريكٍ وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثورٍ، وعلّلوا ذلك بأنّ المبتدع فاسق تردّ شهادته للآية: {وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكم} ولقوله تعالى: {إنْ جَاءَكُمْ فاسقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وقال الحنفيّة والشّافعيّة في الرّاجح عندهم: تقبل شهادة المبتدع ما لم يكفر ببدعته، كمنكر صفات اللّه وخلقه لأفعال العباد، لأنّهم يعتقدون أنّهم مصيبون في ذلك لما قام عندهم من الأدلّة.
وقال الشّافعيّة في المرجوح عندهم: لا تقبل شهادة المبتدع الدّاعي إلى البدعة.
aa الصّلاة خلف المبتدع aa
30 - اختلف العلماء في حكم الصّلاة خلف المبتدع.
فذهب الحنفيّة، والشّافعيّة، وهو رأي للمالكيّة إلى جواز الصّلاة خلف المبتدع مع الكراهة ما لم يكفر ببدعته، فإن كفر ببدعته فلا تجوز الصّلاة خلفه.
واستدلّوا لذلك بأدلّةٍ منها: قوله صلى الله عليه وسلم " صَلُّوا خلْفَ مَنْ قال لا إِلهَ إلاّ اللّه " وقوله: " صَلُّوا خلفَ كلِّ بَرٍّ وفاجرٍ ".
وما روي من أنّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلّي مع الخوارج وغيرهم زمن عبد اللّه بن الزّبير وهم يقتتلون، فقيل له: أتصلّي مع هؤلاء ومع هؤلاء، وبعضهم يقتل بعضاً؟ فقال:» من قال حيّ على الصّلاة أجبته، ومن قال: حيّ على الفلاح أجبته.
ومن قال: حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا «.
ولأنّ المبتدع المذكور تصحّ صلاته، فصحّ الائتمام به كغيره.
وذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنّ من صلّى خلف المبتدع الّذي يعلن بدعته ويدعو إليها أعاد صلاته ندباً، وأمّا من صلّى خلف مبتدعٍ يستتر ببدعته فلا إعادة عليه.
واستدلّوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تَؤُمَّنَّ امرأةٌ رجلاً، ولا فاجرٌ مؤمناً إلاّ أن يَقْهَرَه بسلطانٍ، أو يخافَ سوطَه أو سيفه ".
aa ولاية المبتدع aa
31 - اتّفق العلماء على أنّ من شروط أصحاب الولايات العامّة - كالإمام الأعظم الخليفة وأمراء الولايات والقضاة وغيرهم - العدالة، وألاّ يكونوا من أصحاب الأهواء والبدع، وذلك لتكون العدالة وازعةً عن التّقصير في جلب المصالح ودرء المفاسد، وحتّى لا يخرجه الهوى من الحقّ إلى الباطل، وقد ورد:» حبّك الشّيء يعمي ويصمّ «.
ولكنّ ولاية المتغلّب على الإمامة أو غيرها من الولايات تنعقد، وتجب طاعته فيما يجوز من أمره ونهيه وقضائه باتّفاق الفقهاء، وإن كان من أهل البدع.
والأهواء، ما لم يكفر ببدعته، درءاً للفتنة، وصوناً لشمل المسلمين، واحتفاظاً بوحدة الكلمة.
aa الصّلاة على المبتدع aa
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/355)
32 - اختلف الفقهاء في الصّلاة على المبتدع الميّت، فذهب جمهور العلماء إلى وجوب الصّلاة على المبتدع الّذي لم يكفر ببدعته، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " صلّوا على من قال لا إله إلاّ اللّه ".
إلاّ أنّ المالكيّة يرون كراهية صلاة أصحاب الفضل على المبتدع، ليكون ذلك ردعاً وزجراً لغيرهم عن مثل حالهم، ولأنّ " النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتي برجلٍ قتل نفسه لم يصلّ عليه ".
وذهب الحنابلة إلى منع الصّلاة على المبتدع، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم
" ترك الصّلاة على صاحب الدّين وقاتل نفسه " وهما أقلّ جرماً من المبتدع.
aa توبة المبتدع aa
33 - اختلف العلماء في قبول توبة المبتدع المكفّر ببدعته، فقال جمهور كلٍّ من الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة بقبول توبته، لقوله تعالى: {قُلْ لِلّذين كَفَروا إنْ يِنْتهُوا يُغْفَرْ لهم ما قَدْ سَلَفَ} ولقوله صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أنْ أُقاتلَ النّاسَ حتّى يقولُوا: لا إلهَ إلاّ اللّه، فإذا قالوها فقد عَصَمُوا منّي دماءَهم وأموالَهم إلاّ بِحَقِّها، وحسابُهم على اللّه " ومن الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة من يرى أنّ توبة المبتدع لا تقبل إذا كان ممّن يظهر الإسلام ويبطن الكفر، كالمنافق والزّنديق والباطنيّ، لأنّ توبته صدرت عن خوفٍ، ولأنّه لا تظهر منه علامة تبيّن صدق توبته، حيث كان مظهراً للإسلام مسرّاً للكفر، فإذا أظهر التّوبة لم يزد على ما كان منه قبلها، واستدلّوا لذلك ببعض الأحاديث، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: " سيخرجُ في أمّتي أقوامٌ تجاري بهم تلك الأهواءُ، كما يتجارى الكلبُ بصاحبه، لا يبقى منه عرقٌ ولا مفصلٌ إلاّ دَخَلَه ".
وهذا الخلاف بين العلماء في قبول توبة المبتدع ينحصر فيما يتعلّق بأحكام الدّنيا في حقّه، أمّا ما يتعلّق بقبول اللّه تعالى لتوبته وغفرانه لذنبه إذا أخلص وصدق في توبته فلا خلاف فيه.
aa ما يجب على المسلمين تجاه البدعة aa
34 - ينبغي على المسلمين تجاه البدعة أشياء لمنع الوقوع فيها – منها
أ - تعهّد القرآن وحفظه وتعليمه وبيان أحكامه، لقوله تعالى: {وأَنْزَلْنا إليك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ للنّاسِ ما نُزِّلَ إليهم} ولقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " خيرُكم من تعلَّمَ القُرآنَ وعلَّمَه " وفي روايةٍ " أَفْضَلُكم من تعلّمَ القُرآنَ وعلّمَه " وقوله صلى الله عليه وسلم:
" تَعَاهَدُوا القرآنَ فوالّذي نفسي بيده لَهُوَ أشدُّ تَفَصِّياً من الإبِلِ في عُقُلِها " لأنّ في تعليم القرآن وبيان أحكامه قطع الطّريق على المبتدعين بإظهار الأحكام الشّرعيّة.
ب - إظهار السّنّة والتّعريف بها: لقوله تعالى: {وما آتاكم الرّسولُ فَخُذُوه وما نَهَاكم عنه فانْتَهُوا} وقوله تعالى: {وما كان لِمُؤْمنٍ ولا مُؤْمنةٍ إذا قَضَى اللّهُ ورسولُه أمراً أن يكونَ لهم الخِيَرَةُ من أمرِهم ومن يعص اللّهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضَلالاً مُبيناً}.
وعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " نَضَّرَ اللّهُ امْرأً سَمِع منّا حديثاً فَحَفِظَهُ حتّى يُبَلِّغَهُ غيرَه ".
وعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ما أحدثَ قومٌ بِدْعَةً إلاّ رُفِعَ مِثْلُها من السُّنّةِ ".
ج - عدم قبول الاجتهاد ممّن لا يتأهّل له، وردّ الاجتهاد في الدّين من المصادر غير المقبولة، لقوله تعالى: {فاسْألوا أهل الذِّكْرِ إنْ كُنْتم لا تَعْلَمون} وقوله: {فإنْ تَنَازَعْتُم في شيءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللّهِ والرَّسولِ} وقوله: {وما يَعْلمُ تَأْويلَه إلاّ اللّهُ والرّاسخونَ في العلمِ}.
د - نبذ التّعصّب لرأيٍ من الآراء أو اجتهادٍ من الاجتهادات، ما لم يكن مؤيّداً بالحقّ من الأدلّة الشّرعيّة لقوله تعالى: {وَمَنْ أضلُّ مِمَّن اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغيرِ هُدىً من اللّهِ}.
هـ – منع العامّة من القول في الدّين، وعدم الاعتداد بآرائهم مهما كانت مناصبهم وتقواهم إلاّ بالدّليل.
يقول أبو يزيد البسطاميّ: لو نظرتم إلى رجلٍ أعطي من الكرامات حتّى يرتقي في الهواء، فلا تغترّوا به حتّى تنظروا كيف تجدونه عن الأمر والنّهي وحفظ الحدود وأداء الشّريعة.
وقال أبو عثمان الحيريّ: من أمّر السّنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/356)
قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعوهُ تَهْتَدُوا}.
و- صدّ التّيّارات الفكريّة المضلّلة الّتي تشكّك النّاس في الدّين، وتحمل بعضهم على التّأويل بغير دليلٍ لقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تُطِيعُوا فَريقاً مِنَ الّذينَ أُوتوا الكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بعدَ إِيمانِكُم كافرين}.
aa ما يجب على المسلمين تجاه أهل البدعة aa
35 - يجب على المسلمين من أولي الأمر وغيرهم أن يأمروا أهل البدع بالمعروف وينهوهم عن المنكر، ويحضّوهم على اتّباع السّنّة والإقلاع عن البدعة والبعد عنها.
لقوله تعالى: {ولْتَكُنْ منكم أُمّةٌ يَدْعون إلى الخيرِ وَيَأْمرون بالمعروفِ ويَنْهَونَ عن المنكَرِ وأولئكَ هُمُ المفلحون} ولقوله تعالى: {والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهمْ أَوْلياءُ بعضٍ يَأْمُرونَ بِالمَعْروفِ ويَنْهَوْن عن المنكَرِ}.
36 - مراحل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر لمنع البدعة
أ - التّعريف ببيان الصّواب من الخطأ بالدّليل.
ب - الوعظ بالكلام الحسن مصداقاً لقوله تعالى: {اُدْعُ إلى سبيلِ ربّك بالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ}.
ج - التّعنيف والتّخويف من العقاب الدّنيويّ والأخرويّ، بيان أحكام ذلك في أمر بدعته.
د - المنع بالقهر، مثل كسر الملاهي وتمزيق الأوراق وفضّ المجالس.
هـ - التّخويف والتّهديد بالضّرب الّذي يصل إلى التّعزير، وهذه المرتبة لا تنبغي إلاّ للإمام أو بإذنه، لئلاّ يترتّب عليها ضرر أكبر منها.
وللتّفصيل يرجع إلى مصطلح» الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر '.
«معاملة المبتدع ومخالطته»
37 - إذا كان المبتدع غير مجاهرٍ ببدعته ينصح، ولا يجتنب ولا يشهّر به، لحديث الرّسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللّهُ في الدّنيا والآخرة».
وأمّا إذا كان مجاهراً بشيءٍ منهيٍّ عنه من البدع الاعتقاديّة أو القوليّة أو العمليّة - وهو يعلم ذلك - فإنّه يسنّ هجره، وقد اشتهر هذا عند العلماء.
وروي عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُجَالِسُوا أهلَ القَدَر، ولا تُفَاتِحُوهم» وقال ابن مسعودٍ: «من أحبّ أن يكرم دينه فليعتزل مخالطة الشّيطان ومجالسة أصحاب الأهواء، فإنّ مجالسهم ألصق من الحرب».
وعن ابن عمر مرفوعاً: «لا تُجَالسوا أهلَ القدرِ ولا تُناكِحُوهم».
وعن أبي قلابة «لا تجالسوا أهل الأهواء، فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالاتهم، أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون» وقد هجر أحمد من قالوا بخلق القرآن.
قال ابن تيميّة: ينبغي لأهل الخير والدّين أن يهجروا المبتدع حيّاً وميّتاً، إذا كان في ذلك كفّ للمجرمين، فيتركوا تشييع جنازته.
«إهانة المبتدع»
38 - صرّح العلماء بجواز إهانة المبتدع بعدم الصّلاة خلفه، أو الصّلاة على جنازته، وكذلك لا يعاد إذا مرض، على خلافٍ في ذلك.
الموسوعة الفقهية الكويتية-39_من أعمال وزارة الأوقاف الكويتية
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخوك ومحبك أبو عمر
ـ[أبو عمر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:07 ص]ـ
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة
قال السبكي - عبد الوهاب - في " إشراق المصابيح في صلاة التراويح " (1/ 168) من " الفتاوى ":
قال ابن عبد البر: لم يسن عمر من ذلك إلا ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبه ويرضاه ولم يمنع من المواظبة إلا
خشية أن تفرض على امته وكان بالمؤمنين رؤوفا ريما صلى الله عليه وسلم فلما علم عمر ذلك من رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها لناس وأحياها وأمر بها وذلك سنة أربعة
عشرة من الهجرة وذلك شيء ذخره الله له وفضله به ولم يلهمه أبا بكر وإن كان أفضل وأشد سبقا إلى كل خير بالجملة ولكل واحد
منهما فضائل خص بها ليس لصاحبه
قال السبكي:
ولو لم تكن مطلوبة لكانت بدعة مذمومة كما في
الرغائب " ليلة نصف شعبان وأول جمعة من رجب فكان يجب إنكارها وبطلانه (يعني بطلان إنكار جماعة التراويح) معلوم من
الدين بالضرورة "
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في فتواه ما نصه:
إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقتال الترك لما كان مفعولا بأمره صلى الله عليه وسلم لم يكن بدعة وإن لم يفعل في
عهده
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم مايوضح فيه الخلاف في مصطلح البدعة:
فقوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في
البدع اللغوية لا الشرعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/357)
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:11 م]ـ
بارك الله فيكم يا إخوتي وجزاكم خير الجزاء ورزقكم الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعاذني الله وإياكم من النار وما قرب اليها من قول وعمل
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[27 - 11 - 05, 10:46 م]ـ
وهذا الكتاب الالكتروني عن البدعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41650
ـ[فارس النهار]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:52 م]ـ
وهناك كتاب للشيخ سليم الهلالي جفظه الله بعنوان "البدعة وأثرها السيء في الأمة" .. كتاب استفدت منه كثيرا وفيه ردود قوية على بعض الشبهات ومنها شبهة تقسيم البدع الى خمس أقسام.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[28 - 11 - 05, 02:26 م]ـ
وأما الشافعي رحمه الله تعالى فلم يثبت عنه هذا التقسيم لخمسة أجزاء:
قال الزركشي الشافعي رحمه الله في كتابه المنثور من القواعد:
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه المحدثات ضربان أحدهما
ما أحدث مما يخالف كتابا أوسنة أوأثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة
والثاني
ما أحدث من الخير لا خلاف فيه وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان نعمت البدعة هي يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى انتهى
وانظر كيف تحرز الإمام الشافعي رضي الله عنه في كلامه عن لفظ البدعة ولم يزد على لفظ المحدثة وتاول قول عمر رضي الله عنه على ذلك وقال المتولي في التتمة في باب صلاة الجماعة البدعة اسم لكل زيادة في الدين سواء كانت طاعة أو معصية فالبدعة بزيادة الطاعة مثل كثرة الصلاة والصوم والصدقة سواء وافق الشرع أم لا بأن يتعبد في وقت الكراهة قال والمتبدع بالمعصية كالطعن في الصحابة أو به خلل في العقيدة فإن كان لا يكفر بها فحكمه حكم الفاسق وإلا فهو كافر قال وهل يقطع بأنه من أهل النار ظاهر المذهب وعليه يدل كلام الشافعي رضي الله عنه أنه من جملة العاصين وحاله في المشيئة كحال سائر العصاة ومن أصحابنا من قطع بأنه من أهل النار لقوله صلى الله عليه وسلم كل كذب ضلالة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
قال الشافعي البدعة بدعتان محمودة ومذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي وجاء عن الشافعي أيضا ما أخرجه البيهقي في مناقبه قال المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة انتهى
وهو من أعلم الناس بالشافعي رحمه الله تعالى
رحم الله الجميع
ـ[الساري]ــــــــ[28 - 11 - 05, 08:45 م]ـ
أيها الأخوة: ما رأيكم بمن يقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي في أي وقت، دون تخصيص الاحتفال بليلة المولد، لمشابهة النصارى في ذلك.
ويحتجون على جواز فعلهم بأن فعلهم ليس عبادة.(54/358)
سؤال عن الآثار في ليلة النصف من شعبان التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيميه
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:08 ص]ـ
وسئل عن صلاة نصف شعبان؟
فأجاب:
إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن. وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة. كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص]، دائما، فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم. مجموع الفتاوى (23/ 131)
وقال أيضاً:مجموع الفتاوى (23/ 132)
وأما ليلة النصف، فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها،
فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا. وأما الصلاة فيها جماعة، فهذا مبني على قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات. فإنه نوعان أحدهما سنة راتبة إما واجب وإما مستحب كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين. وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة.
والثاني: ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل أو على قراءة قرآن، أو ذكر الله أو دعاء. فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخذ عادة راتبة. فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التطوع في جماعة أحياناً ولم يداوم عليه إلا ما ذكر ...
وقال أيضاً: مجموع الفتاوى (23/ 133)
فلو أن قوماً اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره. لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع
سؤالي غفر الله لكم عن صحة هذه الأحاديث والآثار؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:19 ص]ـ
الحمدلله وجدت بعض ما أريده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2478&highlight=%E4%D5%DD+%D4%DA%C8%C7%E4
وكذلك هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12981&highlight=%E4%D5%DD+%D4%DA%C8%C7%E4(54/359)
س: من العالم الذي أطلق عليه لقب "أبي حنيفة الصغير"؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:21 ص]ـ
هذا سؤال ضمن أسئلة وجدتها في موقع إسلامي، في مسابقة لأعضاء الموقع.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:47 ص]ـ
يبدو أن هناك أكثر من واحد كانوا يلقبون بهذا اللقب، وهذا مشتهر عند العرب، فأذكر منهم:
1 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر، أبو جعفر، البلخي، الهِنْدُواني.
2 - بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن جعفربن عبد الله بن جعفر بن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، أبو الفضل، الزَرَنْجَري.
3 - أحمد بن أحمد الخطيب الشوبري المصري.
4 - نجيب القلعي.
5 - عبد القادر بن مصطفى بن عبد القادر البيساري الرافعي ((وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجري)).(54/360)
ابن عثيمين رحمه الله يرى أن (الاقعاء) منسوخ، فما توجيهه؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 11 - 05, 06:08 ص]ـ
الصورة الثانية:
أن ينصبَ قدميه ويجلسَ على عقبيه، وهذا لا شَكَّ أنه إقعاء، كما ثَبَتَ ذلك في «صحيح مسلم» مِن حديث عبد الله بن عباس،بعضُ أهل العلم قال: إن هذه الصورة من الإقعاء من السُّنَّة، لأن ابن عباس قال: «إنها سنة نبيِّك»، ولكن أكثرُ أهلِ العِلم على خلاف ذلك وأن هذا ليس من السُّنَّة، ويُشبه - والله أعلم - أن يكون قول ابن عباس تحدُّثاً عن سُنَّة سابقة نُسخت بالأحاديث الكثيرة المستفيضة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرُشُ رِجْلَه اليُسرى وينصب اليُمنى.
فما رأي الاخوة؟؟
هل يمكن القول بأنها منسوخة؟؟
أم أن هناك من سبق الشيخ الى القول بالنسخ؟؟
الممتع 3/ 318
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[25 - 11 - 05, 09:37 ص]ـ
الإقعاء له صورتان:
التى ذكرها ابن عباس والثانية أن تجلس على المقعدة وتنصب كلا قدميك وهو المنهى عنه أما الأولى فهى سنة لكن لايداوم عليها لأن الأكثر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم الإفتراش وبذلك يجمع بين الأحاديث وإلا فلا يثبت النسخ إلا بدليل والله أعلم
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[26 - 11 - 05, 09:56 ص]ـ
انا لم اسم ان السنة تنسخ بقول صحابي بل اذا خالف قول الصحابي نص كان مردود
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[05 - 12 - 05, 07:49 ص]ـ
للرفع
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:45 م]ـ
مازالت المسألة تحتاج الى مزيد بحث فما رأي الاخوة؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:07 م]ـ
اخي في الله الاقعاء نوعين النوع الاول سنة وهذا الذي ورد ذكره في حديث ابن عباس لما سأله طاووس انا لنراه جفاء بالرجل فقال ابن عباس انها سنة نبيكم والحديث عند مسلم على ما اذكر وهذا الاقعاء هو سنه وتكون بين السجدتين لا في الجلوس الاوسط ولا الجلوس الاخير.
اما الاقعاء الاخر وهو الاقعاء المكروه الذي ورد من حديث على رضي الله عنه ولا اذكر تخريجه الان وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن اقعاء الكلب
وصورة اقعاء الكلب تختلف عن صورة اقعاء السنة لان اقعاء السنة ان تنصب القدمين وتضع الإليتين على القدمين المنصوبتين اما اقعاء الكلب وهو ان تضع الإليتين على الارض وتباعد القدمين والمعنى انك تضع المقعدة على الارض وكثيرا ما يجلس الاطفال الصغار هذه الجلسة فهذا هو المنهي عنه في الصلاة والله اعلم ويمكنك ان تراجع حديث ابن عباس وهو مخرج عند مسلم راجعه بشرح النووي والله اعلم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[29 - 09 - 06, 05:07 م]ـ
العلامة ابن باز رحمه الله يرى انه: سنة
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 12:37 ص]ـ
أخي الفاضل أبافيصل:
الذي يظهر لي أن الناسخ عند الامام ابن عثيمين رحمه الله هو عدم جريان العمل على هذا لكن البيهقي رحمه الله نقل في سننه مايدل على جريان العمل من قبل عدد من الصحابة من ذلك:
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 119]
2566 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن ليث عن طاوس عن بن عباس قال: من سنة الصلاة أن تمس اليتاك عقبيك زاد فيه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان بين السجدتين.
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 119]
2568 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا محمد بن الهيثم ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عجلان أن أبا الزبير أخبره: أنه رآى عبد الله بن عمر إذا سجد حين يرفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ويقول إنه من السنة.
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 119]
2569 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب ثنا مسلم ثنا هشام ثنا أبو الزبير عن مجاهد أن عبد الله بن عمر وابن عباس: كانا يقعيان قال أبو الزبير وكان طاوس يقعى.
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 119]
2570 - أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبو زهير معاوية بن حديج قال: رأيت طاوسا يقعى فقلت رأيتك تقعى فقال ما رأيتني أقعى ولكنها الصلاة رأيت العبادلة الثلاثة يفعلون ذلك عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير يفعلونه قال أبو زهير وقد رأيته يقعى.
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 119]
2571 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي الهروي بها أنبأ معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الحسن بن مسلم عن طاوس قال: رأيت بن عمر وابن عباس وهما يقعيان بين السجدتين على أطراف أصابعهما قال إبراهيم فسألت عطاء عن ذلك فقال أي ذلك فعلت أجزأك إن شئت على أطراف أصابعك وإن شئت على عجزك فهذا الإقعاء المرخص فيه أو المسنون على ما روينا عن بن عباس وابن عمر وهو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض ويضع إليتيه على عقبيه ويضع ركبتيه بالأرض.
سنن البيهقي الكبرى [جزء 2 - صفحة 120]
2576 - وقد أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنه حكى عن أبي عبيده أنه قال: الإقعاء هو أن يلصق إليتيه بالأرض وينتصب على ساقيه ويضع يديه بالأرض وقال في موضع آخر الإقعاء جلوس الإنسان على إليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع قال الشيخ وهذا النوع من الإقعاء غير ما روينا عن بن عباس وابن عمر وهذا منهي عنه وما روينا عن بن عباس وابن عمر مسنون وأما حديث أبي الجوزاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينهى عن عقب الشيطان وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمني فيحتمل أن يكون واردا في الجلوس للتشهد الأخير فلا يكون منافيا لما روينا عن بن عباس وابن عمر في الجلوس بين السجدتين والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/361)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[03 - 10 - 06, 07:23 ص]ـ
شكر الله لكم
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 04:14 م]ـ
قال ابن عثيمين رحمه الله في موضع اخر من (نفس الكتاب)
«(مفترشاً يسراه) أي: راكباً عليها، (ناصباً يمناه) أي: موقفها. وعلم من كلامه - رحمه الله - أنه لا يقعي في هذا الجلوس، يعني: لا يركب على عقبيه وينصب قدميه، لأن هذه الجلسة فيها مشقة شديدة على الإنسان، والأحاديث كلها تدل على الافتراش، إلا ما رُوي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والحديث في مسلم: أن الإقعاء سنة، ولكن يبدو لي - والله أعلم - أنه كان في الأول سنة، ثم نسخ، ولم يعلم ابن عباس بالناسخ، كما فعل عبد الله بن مسعود في وضع اليدين حال الركوع، وفي قيام الإمام مع الاثنين، فإن ابن مسعود - رضي الله عنه - لم يعلم بالناسخ، أي: بنسخ التطبيق في حال الركوع، ونسخ تقدم الإمام إذا كانوا ثلاثة، فأمَّ رجلين من أصحابه، وطبَّق في حال الركوع: [والتطبيق: أن يجعل بطن كفه على بطن كفه الأخرى، ثم يضعهما بين ركبتيه (1)] وهذا منسوخ لا شك، فالظاهر لي - والله أعلم - أن ابن عباس - رضي الله عنهما - لم يبلغه النسخ في مسألة الإقعاء، وكما ذكرت لكم، أن فيه مشقة على الإنسان، فالصواب ما ذهب إليه الجمهور من أن السنة هو افتراش الرجل اليسرى ونصب الرجل اليمنى.)
----------
وقال في نور على الدرب
(أحسن الله إليكم يا شيخ ما كيفية الإقعاء المستحب والمكروه ومتى يفعل يا شيخ؟
الجواب
الشيخ: نعم أما المشهور عند الحنابلة رحمهم الله فإن جميع الإقعاء مكروه سواء كان بنصب القدمين أو الجلوس على العقبين أو كان بوضع الإلية على الأرض ورفع الساقين أو كان بنصب القدمين والجلوس بينهما أي أنهم يكرهون الإقعاء بكل أصنافه وذهب بعض العلماء إلى أن الإقعاء بين السجدتين سنة لحديث ابن عباس رضي الله عنه أنه سأله رجل عن الإقعاء وقال نرى أنه جفاء فقال سنة نبيكم ولكن أكثر العلماء على أنه ليس بمشروع وهذا هو الحق إن شاء الله أن الإقعاء المذكور هو أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه ليس بمشروع لا بين السجدتين ولا في التشهدين ولعل ابن عباس رضي الله عنهما كان يحفظ هذه السنة ثم نسخت كما كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا ركع طبق بين يديه وجعلهما بين فخذيه وإذا صلى باثنين صار بينهما اعتماد على سنة كانت سابقة ثم نسخت ولكنه لم يعلم أعني ابن مسعود بنسخها فلعل ابن عباس بالنسبة للإقعاع كان يحفظ ذلك في أول الأمر ثم نسخ والمهم أن القول الصحيح أنه لا إقعاع في الصلاة وإنما يفترش ما عدا التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية والرباعية فإنه يكون متوركا.)
--------
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة
(000وقال النووي: والصواب الذي لا يعدل عنه أن الإقعاء نوعان: أحدهما: أن يلصق إليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب، هكذا فسره أبو عبيد ومعمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد النهي عنه، والنوع الثاني: أن يجعل إليتيه على العقبين بين السجدتين، انتهى، وقال الشوكاني في النهاية: والأول أصح. والنوع الثاني هو المروي عن ابن عباس في صحيح مسلم وغيره، وقال: إنه سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وبهذا يعلم أن الإقعاء المنهي عنه هو أن ينصب المصلي فخذيه وساقيه حال جلوسه ويعتمد على يديه على الأرض، أما الإقعاء الذي ذكره ابن عباس أنه سنة فقد فسر بحالين: إحداهما: أن يفرش قدميه ويجلس عليهما، والثاني: أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه، والأفضل من ذلك هو الافتراش بين السجدتين وفي التشهد الأول؛ لأنه هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة الصحيحة أما التورك فهو سنة في التشهد الأخير من الثلاثية والرباعية.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.)
-------
قال الالباني في السلسة الصحيحه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/362)
([نهى عن الإقعاء والتورك في الصلاة]. (صحيح). قال الألباني وقد ثبت كل من الإقعاء والتورك في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله في موضعين الإقعاء بين السجدتين والتورك في التشهد الثاني الذي يليه السلام كما هو مبين في كتابي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويحمل الحديث على الإقعاء والتورك في غير الموضعين المشار إليهما)
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 01:45 م]ـ
احسن الله اليكم جميعا وبارك الله فيكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومنهم من يرى ضعف الأحاديث الواردة في النهي عن الإقعاء!!
رقم الفتوى: 15980
عنوان الفتوى: تفسير الإقعاء بين السجدتين
تاريخ الفتوى: 17 صفر 1423/ 30 - 04 - 2002
السؤال
في الجلسة بين السجدتين أيجوز لي أن أجلس بنصب أصابع رجلي ووضع الإليتين على العقبين، وقد سمعت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذه الجلسة؛ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن الإقعاء، لكن لم يصح منها شيء -كما قال بعض أهل العلم- ومنها ما رواه ابن ماجه عن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب"، وقد اختلف العلماء في تفسير الإقعاء المنهي عنه؟ فمنهم من قال: هو نصب القدمين والجلوس على العقبين، ومنهم من قال: هو الجلوس على الأليتين ونصب الركبتين مثل إقعاء الكلب والسبع، وهذا هو تفسير أهل اللغة للإقعاء، وهو المنهي عنه على الراجح، أما الجلوس على العقبين فإن هذا جائز؛ بل من السنة.
قال النووي في المجموع "فروع في الإقعاء" قد ذكرنا أن الأحاديث الواردة في النهي عنه مع كثرتها ليس فيها شيء ثابت، وبينا رواتها وثبت عن طاووس قال " قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين قال: هي السنة فقلنا: إنا لنراه جفاءً بالرجل، قال: بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم. في صحيحه، وفي رواية للبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "من سنة الصلاة أن تمس أليتاك عقبيك بين السجدتين". وذكر البيهقي من حديث ابن عباس هذا، ثم روي عن ابن عمر رضي الله عنهما "أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة" ثم روى عن ابن عمر، و ابن عباس رضي الله عنهم أنهما كانا يقعيان ثم روى عن طاووس أنه كان يقعي وقال: رأيت العبادلة يفعلون ذلك عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم قال: البيهقي فهذا الإقعاء المرضي فيه والمسنون على ما روينا عن ابن عباس، وابن عمر: هو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض، ويضع أليتيه على عقبيه ويضع ركبتيه على الأرض ثم روى الأحاديث الواردة في النهي عن الإقعاء بأسانيدها عن الصحابة الذين ذكرناهم ثم ضعفها كلها وبين ضعفها، وقال: حديث ابن عباس، وابن عمر صحيح ثم روى عن أبي عبيد أنه حكى عن شيخه أبي عبيدة أنه قال: الإقعاء أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه بالأرض. وقال في موضع آخر: الإقعاء جلوس الإنسان على أليتيه ناصباً فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع، قال البيهقي: وهذا النوع من الإقعاء غير ما رويناه عن ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم فهذا منهي عنه، وما رويناه عن ابن عباس، وابن عمر مسنون، قال: وأما حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان ينهى عن عقب الشيطان" فيحتمل أن يكون وارداً في الجلوس للتشهد الأخير فلا يكون منافياً لما رواه ابن عباس، وابن عمر في الجلوس بين السجدتين ".
هذا آخر كلام البيهقي -رحمه الله- ولقد أحسن وأجاد وأتقن وأفاد وأوضح إيضاحاً شافياً وحرر تحريراً وافياً -رحمه الله- وأجزل مثوبته" انتهى من المجموع.
والخلاصة أن الجلسة المذكورة في السؤال ليست هي الاقعاء المنهي عنه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=15980(54/363)
ما حكم قول بعض الناس (هذه ليست غيبة!!! لأنكم لاتعرفون هذا الشخص) وهل لها مستند؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 11 - 05, 01:09 م]ـ
يكثر على ألسنة كثير من الناس أنك اذا اغتبت انسانا
عند اناس لايعرفونه فإن ذلك لا يعد غيبة ...
فهل لهذا مستند؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 11 - 05, 04:57 م]ـ
ماحكم لا ماجكم!!!
لم اكتب ذلك!!
ارجو من المشرفين التعديل ....
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[25 - 11 - 05, 06:07 م]ـ
هو غيبة، لأنك تعرفه، و ذكرته بما يشينه، و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. أو كما قال، و الكاف هنا للخطاب، أي أنك اغتبته و إن لم يعلم الحاضرون في المجلس. و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 07:05 م]ـ
أذكر أني سمعت شريطا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وذكر أنه ليس بغيبة
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 11 - 05, 08:08 م]ـ
اخي ابا عبدالله هل لك أن تحيلنا على الشريط ...
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 09:57 م]ـ
والله لا أذكر الآن لأن عهدي به قديم
لكن يغلب على ظني أنه قاله في شرح الأربعين النووية
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[26 - 11 - 05, 12:18 م]ـ
يكثر على ألسنة كثير من الناس أنك اذا اغتبت انسانا
عند اناس لايعرفونه فإن ذلك لا يعد غيبة ...
فهل لهذا مستند؟؟
الأخ أبو دانية
إن كنت تقصد غيبة الفاسق المجاهر بفسقه فالذي يبدو والله أعلم جواز غيبته ..
يقول صاحب سبل السلام في معرض شرحه لحديث ابن مسعود:" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"
وأما الفاسق فقد اختلف العلماء في جواز سبه بما هو مرتكب له من المعاصي فذهب الأكثر إلى جوازه ; لأن المراد بالمسلم في الحديث الكامل الإسلام , والفاسق ليس كذلك وبحديث {اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس} , وهو حديث ضعيف وأنكره أحمد وقال البيهقي: ليس بشيء , فإن صح حمل على فاجر معلن بفجوره أو يأتي بشهادة أو يعتمد عليه فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه انتهى كلام البيهقي , ولكنه أخرج الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن رجاله موثوقون وأخرجه في الكبير أيضا من حديث {معاوية بن حيدة قال: خطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: حتى متى ترعوون عن ذكر الفاجر اهتكوه حتى يحذره الناس}. وأخرج البيهقي من حديث أنس بإسناد ضعيف {من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له} وأخرج مسلم {كل أمتي معافى إلا المجاهرون} وهم الذين جاهروا بمعاصيهم فهتكوا ما ستر الله عليهم فيبيحون بها بلا ضرورة ولا حاجة , والأكثر يقولون بأنه يجوز أن يقال للفاسق: يا فاسق , ويا مفسد , وكذا في غيبته بشرط قصد النصيحة له أو لغيره لبيان حاله أو للزجر عن صنيعه لا لقصد الوقيعة فيه فلا بد من قصد صحيح. اهـ كلام الصنعاني رحمه الله.
ونقل الشيخ زكريا الأنصاري في شرح البهجة عن الإمام الغزالي رحمه الله:" لا يجوز غيبة العالم بما هو مجاهر به، لأن الناس إذا سمعوا بذلك تساهلوا في ارتكاب المعاصي و الاستخفاف بالدين والعلم وأهله"
أبو لبابة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 01:17 م]ـ
يستدل القائلون بأن ذكرك لغير المعروف للجالسين بما يكره بحديث أم زرع وانظر شرح النووي عليه (مكتوب على عجالة)
ـ[معبد]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:45 م]ـ
قال الشيخ محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح الحديث الثاني و الأربعين من الأربعين النووية (الشريط الأخير):
قولهم لا غيبة لمجهول ـ صحيح بشرط أن يكون هذا المجهول لو بحث عنه لم يعلم به. ا. هـ
ـ[وليدبن سالم]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:28 ص]ـ
نقل لي عن الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله أن ذلك يعد غيبة لأن الله سبحانه يعلم بذلك الشخص الذي اغتبته
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[27 - 11 - 05, 08:25 م]ـ
وهذه فتوى للشيخ الدكتور نايف الحمد قاضي المحكمة العامة برماح
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/364)
السلام عليكم ورحمة الله> أود أن أعرف حكم الغيبة بدون ذكر أسماء وذلك لضرب الأمثلة, مثلا نحن نتحدث عن البخل وأقول هناك امرأة بخيلة كانت تفعل كذا وكذا بدون ذكر اسمها مع أني أقصد امرأة معينة، وعندما يأتيني شخص يشتكي لي من شخص أخر فيغتابه ليفضفض وليبين لي ما فعله به فهل أسمعه أو أقاطعه، مع العلم بأن قصدي إما أن يكون الإصلاح أو التخفيف عن الشاكي. وأحياناً الشاكي يخبرني بأشياء عن الشخص لا علاقة لها بالمشكلة، كيف أدعه يقف عن هذا بدون أن أكون مع الشيطان ضده؟ وما حكم غيبة الكافر سواء في شكله أو أفعاله؟
الاجابة:
الحمد لله وحده وبعد: فغيبة المسلم من كبائر الذنوب، قال تعالى: "وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" (الحجرات/12).
والغيبة بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتدرون ما الغيبة)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكر أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته" (رواه مسلم 2589) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، هذا من ناحية حكم الغيبة.
أما ضرب الأمثلة كما ذكرت الأخت السائلة، فإن كان الذين يسمعون هذا المثال لا يعرفون تلك البخيلة فهذا لا بأس به لأنه لا غيبة لمجهول، أما إن كان أحد المستمعين يعرف تلك البخيلة فهذه غيبة. أما ذكر المظلوم ظالمه بما فعل به من غير زيادة ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه فليس من الغيبة، قال تعالى: "لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا" (النساء/148). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل عليَّ في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" (رواه البخاري 5049 ومسلم 1714). أما إذا تكلم الشاكي بالمشكو في أمر لا علاقة له بالمشكلة فهذا من الغيبة التي يجب عليك منعه من مواصلة حديثه وإفهامه بحرمة ذلك. وللفائدة فقد نظم بعض السلف الأمور التي يجوز فيها الغيبة بقوله:
القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرِّف ومحذِّر
ومجاهر فسقاً ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
أما الكافر فلا غيبة له، أما الاستهتار بشكله الذي خلقه الله تعالى عليه فلا ينبغي، قال تعالى: " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ" (الانفطار/8) وأنصح أختي السائلة وغيرها بمراجعة الكتب التالية للأهمية: (رياض الصالحين/450 الأذكار للنووي/529 منهاج السنة النبوية 5/ 144ـ رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة للشوكاني).
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[10 - 07 - 08, 04:45 م]ـ
ل النُكت تعتبر من الغيبة حيث يٌذكر في بداية سردها مثلا (مرة واحد زهراني أو صعيدي أو باكستاني ... ) وبعد ذلك يذكر ما يدل على غبائه أو جهله بالأمور وما إلى ذلك مما يستدعي الضحك - ما أقصده أن قائل هذه النُكتة يتعمد ذكر شريحة من المسلمين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في النكت إذا خلت من الغيبة والكذب كما هو مبين في الفتوى رقم: 31944.
أما بخصوص اغتياب غير المعين فقد استدل على إباحته الإمام النووي بحديث أم زرع المشهور قال في تعليقه على هذا الحديث: فيه أن هؤلاء النسوة ذكر بعضهن أزواجهن بما يكره ولم يكن ذلك غيبة لكونهم لا يعرفون بأعيانهم، وإنما الغيبة المحرمة أن يذكر إنسانا بعينه أو جماعة بأعيانهم. اهـ.
وقال صاحب مجمع الأنهر: ولا غيبة إلا لمعلوم فاغتياب أهل قرية ليس بغيبة، لأنه لا يريد به جميع أهل القرية، وكان المراد هو البعض وهو مجهول. اهـ.
وعلى هذا، فالظاهر أن هذه الأمثلة التي ذكرت لا غيبة فيها لأن المقصود فيها مجهول غير معلوم، ولا شك أن الأورع والأحوط الابتعاد عن كلما يسيء المسلم ويؤذيه ولو كان مجهولا.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[10 - 07 - 08, 04:46 م]ـ
سؤال
ما حكم التعميم كأن يقال: جميع البنات لا يفهمن هل هذا من الغيبة؟ وإذا كان مثلا في الراديو شخص يتحدث ونحن لا نعرفه فهل تكون غيبة إذا تكلمنا عليه
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الغيبة هي ذكرك أخاك المسلم بما يكرهه، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم. قول جميع البنات لا يفهمن تجنٍ في الحكم وتعميم غير صحيح. إذ أن منهن من هي كذلك ومنهن من ليست كذلك وليس ذلك من الغيبة، ففي الفتاوى الهندية: ومن اغتاب أهل كورة أو قرية لم تكن غيبة حتى يسمي قوماً معروفين. كذا في السراجية. انتهى
وفي شرح النيل عن ماضي خان من علماء الترك قال: اغتاب رجل أهل قرية فقال: أهل القرية كذا، لم يكن ذلك غيبة لأنه لا يريد جميع أهل القرية، بل المراد البعض وهو مجهول فلا شيء على السامع لأن المذكور مجهول. ولا يحسن هذا التعميم ولو أراد الخصوص، وقال السمرقندي: لا تكون الغيبة إلا عن قوم معلومين فلو قلت أهل معد كذا بخلاء أو قوم سوء فلا يكون ذلك غيبة لأن فيهم البار والفاجر، وعلم أنه لم يرد الجميع. والكف عن ذلك أفضل. انتهى
والتكلم على رجل مسلم بما يكره حرام سواء كان في الراديو أو غيره وسواء كنتم تعرفونه أولا تعرفونه، ولمزيد معرفة عن أحكام الغيبة راجع الفتوى رقم:
6710 والفتوى رقم:
6082.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/365)
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[10 - 07 - 08, 06:53 م]ـ
كان ابن باز رحمه الله لا يرى قول (أهل قرية كذا فيهم بخل، أو مشهورون بالبخل مثلاً) من الغيبة وهذا سمعته من أحد أشرطته(54/366)
لدي سؤال عن شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني؟ ماهو معتقده؟
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[25 - 11 - 05, 01:22 م]ـ
لدي سؤال عن شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني
صاحب الكتاب:المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
ما هوا معتقده وهل هو من اهل السنة
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:12 م]ـ
لم نرى جواب من الاخوة الافاضل
ـ[مسدد2]ــــــــ[27 - 11 - 05, 05:11 ص]ـ
نصيحة، ينبغي لطالب العلم ان يبني ثقافته الشرعية بناءاً سليماً لكي تكون أحكامه محل تقدير، واسئلته محل اهتمام فوري. فيبدأ بالمختصرات و يعتني باللغة والنحو اعتناءاً أساسياً. لا أقصد أن يكون سيبويه زمانه، لكن أقله أن يجتنب الاخطاء النحوية التي ان وقع فيه دل على أنه يحاول قفز المراحل، أو أنه بعيد عن الدقة، و لا ينطبق وصف (طلب العلم) على من تلبس بأحدهما أو بهما جميعا.
لذلك، وجواباً على سؤال الاخ أقول القسطلاني من أهل السنة عند قوم، وليس منهم عند قوم، وحاله كحال الامام السيوطي، ولا تتوقف النجاة يوم القيامة على معرفة معتقد القسطلاني، أو قراءة كتبه.
تتوقف النجاة يوم القيامة على النظر في الاختلاف والحكم بالعدل والانصاف. ولا يتيسر الحكم والعدل الا بعد استكمال الثقافة بشكل صحيح سليم وكامل، ولعلك بعد هذا كله تفيدنا بحكمك العادل على معتقد القسطلاني وثق أني سآخذه بعين الاعتبار متى جاء بعد استكمال ادوات البحث الشرعية.
وهذه نصيحة لي قبل غيري كي لا ادخل في شيء حتى احسنه واستكمل ادواته.
والله من وراء القصد.
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[27 - 11 - 05, 07:39 م]ـ
أخي مسدد سدد الله قول
ونفعنا بعلمك
وليس المقصود من كلامي هو تتبع عثرات الرجل أو الخوض في ما لا ينفع
ولكن الرجل له قرائٌه من الرافضة وتتبع زلاته فأحببت ان يكون لي علم بهذا الرجل حيث ان القوم
ينقلون كلامه ويعدون اخطائه على اهل السنة فأحببت ان اعرف عن الرجل حتى اعلم سبب نقل
الرافضة لأنا نجد الرافضة ينسبون بعض العلماء الى السنة (وهو في الاصل رافضي) ثم
يستشهدون بأقواله على اهل السنة
ـ[مسدد2]ــــــــ[27 - 11 - 05, 08:09 م]ـ
أخي الكريم، حفظك الله وهداني وإياك الى الصراط المستقيم. الوقت عزيز، ينبغي على طالب العلم الجدي ان يقطع عن سمعه و عينه المعارك الكلامية ويعتكف على استكمال بناء ثقافته بناءاً صحيحا كاملا، والا ضاع الوقت دون جدوى.
مهما كان الانسان حريصا على الانصاف، احيانا تضطره الظروف الى ضيق الافق و الانحراف عن الصواب. لي أكثر من 25 عاماً في طلب العلم، وأقول لولا أن الله تعالى قدر أن يكون الذين تتلمذت على ايديهم أول أمري كانوا من النوع الذي يفسح المجال لسماع الآخرين والنقاش معهم بالرفق قبل الحكم عليهم، لربما كنتُ على غير ما أنا عليه الآن اليوم.
فحيث أن الامر كله بيد الله، أسأله تعالى أن ييسر لك اساتذة رفيقين بالآخرين لكي تستطيع ان تفهم كل وجهة نظر ثم تحكم بنفسك بعد أن تؤهل نفسك بالادوات العلمية اللازمة ثم توطن نفسك على العدل في كل شيء.
وما أصدق الخوارج لهجة، وما أبعدهم عن الحق موقفاً. وإنما وقعوا فيما وقعوا فيه إما لبعدهم عن العلم والعلماء، او انهم اقتصروا على عالم واحد ذو نظر ضيق استطاع ان يتملك فكرهم. لا بد من ان نضع احتمال فيما لو كنا مخطئين فيكون ماذا؟ فنسأل الآخرين ونمتحن ما معنا من العلم و الاختيارات بعدل وانصاف كي لا نشتط بعيدا. لكن هذا يكون بعد الدراسة والتحصيل، لا أول الامر. خذ عهدا على نفسك ان تسمع من شيخ سلفي، وشيخ أشعري-مذهبي، وشيخ صوفي، وان شئت شيخ شيعي كذلك، ولا تخف على نفسك ان كنت قد استكملت الادوات العلمية، فالحق عليه نور.
وان اشكل عليك شيء عد الى مشايخك واطرح عليهم ما سمعته من الآخرين بأدب وتورية (المقصود معرفة الحق، لا الحكم على الشيخ ولا امتحانه). والشيخ الذي يرفض جواب شبه الآخرين، كالعاجز عن ردها. فابحث عن غيره في ذلك المجال. و الشيخ العارف بشبه الآخرين تراه حريصاً ومبادراً للكشف عن عوارها بثقة وروية. فالغضب والشتم حيلة العاجز. أما الدليل والبرهان والهدوء سمة العالم العارف.
هذه نصيحتي لك اليوم، وهي نصيحتي الى نفسي كل يوم. والله المسؤول أن يوفقنا لكل خير.(54/367)
فائدة في تفسير قوله تعالى (تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ).
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 05, 01:51 م]ـ
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى: " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ":
قال مجاهد: " كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية ".
وقال قتادة: " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " يقول: (إذا خرجتن من بيوتكن - وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج - فنهى الله تعالى عن ذلك.
وقال مقاتل بن حيان " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " والتبرج: أنها تلقي الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج) أ. هـ من تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى.
والله المستعان.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 10:19 م]ـ
الله المستعان
كيف لو رأى متبرجات الجاهلية متبرجاتِ زماننا؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:17 م]ـ
قال الإمام القرطبي في تفسير هه الآية:
(الثالثة: ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة - رضي الله عنها - كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها.
وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت , وأمرني الله أن أقر في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها. رضوان الله عليها.
قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس , التي رمي بها الخليل صلى الله عليه وسلم بالنار , فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن , فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى. وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه) أ. هـ
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[01 - 08 - 08, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[01 - 08 - 08, 04:05 ص]ـ
احسن الله اليك
ونفع الله بك
واحسن الله عزاءنا بنساء اليوم
ـ[الطويلبة]ــــــــ[01 - 08 - 08, 06:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
قد يكون هذا التعليق/السؤال غريبا بعض الشيء لكنه نابع عن واقع في الغرب ..
إن أكبر حجة سمعتها لمن تركت الحجاب/النقاب هو غرابته وردة الفعل السيئة من الكفار ..
فتسائلت، كيف كانت ردة فعل الكفار بعد نزول آية الحجاب، وبعد خروج النسوة بالحجاب الشرعي الكامل؟
هل كنّ مصدر سخرية؟ فإن كان الجواب نعم، بذلك تخمد هذه الحجة، ووجب الصبر أي الاقتداء
(طبعا ولا يعني هذا أنها حجة شرعية).
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 04 - 10, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
أصلح الله الأحوال.
ـ[أمين نواري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 01:29 ص]ـ
..
أصلح الله الأحوال.
اللهم آمين
فبارك الله فيك على هذه الدرر أيها الموفق ...(54/368)
حكم الحلف بالقرآن
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[25 - 11 - 05, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرآن كلام الله، وكلام الله من صفاته، فهل يجوز الحلف به مثل أن يقال: وكتاب الله؟
أفيدونا معللين إجاباتكم بالأدلة وأقوال سلف الأمة، وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 11 - 05, 08:22 م]ـ
موضوع الفتوى: حكم الحلف بغير الله، والحلف بالقرآن
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
رقم الفتوى: 281
الفتوى: نص السؤال:
ما حكم الحلف بغير الله؟ والحلف بالقرآن الكريم؟
الجواب:
الحلف بغير الله أو بغير صفة من صفاته محرم وهو نوع من الشرك ولهذا قال النبي، صلي الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت)) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم، وثبت عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((من قال واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله)) وهذا إشارة إلى أن الحلف بغير الله شرك يطهر بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله.
وعلى هذا فيحرم على المسلم أ ن يحلف بغير الله – سبحانه وتعالى – لا بالكعبة، ولا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ولا بجبريل، ولا بولي من أولياء الله، ولا بخليفة من خلفاء المسلمين، ولا بالشرف، ولا بالقومية، ولا بالوطنية كل حلف بغير الله فهو محرم وهو نوع من الشرك والكفر.
وأما الحلف بالقرآن الكريم فإنه لا بأس به، لأن القرآن الكريم كلام الله – سبحانه وتعالى – تكلم الله به حقيقة بلفظه مريدًا لمعناه وهو – سبحانه وتعالى – موصوف بالكلام، فعليه يكون الحلف بالقرآن الكريم حلفًا بصفة من صفات الله – سبحانه وتعالى – وذلك جائز.
لقاء مجلة السمو
بفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن غنيمان حفظه الله
س3/ هل يجوز الحلف بالقرآن لأنه كلام الله تعالى؟
ج3/ نعم يجوز لأنه صفة من صفات الله، ولكن الحلف بالقرآن وقد تكون فيه خطورة كبيرة إن حنث، لأنه جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من حلف بالقرآن وخالف وحنث عليه بكل حرف كفارة"،هذا شيء عظيم جداً، على أية حال، الحلف بالله أبو بصفة من صفاته، هو الذي دلت عليه الأدلة وهو الواجب، لأن الحلف بغير الله من الشرك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)) وقال ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبكم، من حلف فليحلف بالله)) ومن حلف بصفة من صفات الله، فقد حلف جلا وعلا، والقرآن من صفاته، والحلف بالمصحف كالحلف بالقرآن، الذي يحلف بالمصحف يحلف بما فيه لا بالورق، فالحلف بالمصحف كالحلف بالقرآن
موضوع الفتوى
حكم الحلف بالقرآن عنوان الفتوى
سماحة الشيخ صالح الفوزان اسم المفتى
12636 رقم الفتوى
15/ 05/2003 تاريخ نشر الفتوى على الموقع
نص السؤال
هل يجوز الحلف بالقرآن الكريم؟ فقد حلفت بالقرآن على أن لا يكون أمر ما، ولكنه حصل على الرغم مني؛ فهل علي كفارة عن هذا اليمين؟
نص الفتوى
الحمد لله
يجوز الحلف بالقرآن الكريم لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، وكلامه صفة من صفاته، واليمين المشروع هو الحلف بالله أو بصفة من صفاته.
فإذا حلفت بالقرآن الكريم على أمر مستقبل؛ انعقدت يمينك، وكانت صحيحة؛ فإذا خالفتها مختارًأ ذاكرًا؛ وجبت عليك الكفارة، وهي: عتق رقبة إذا تمكنت من ذلك، أو تطعم عشرة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام البلد وقوت البلد، أو تكسو عشرة مساكين، أنت مخير بين أحد هذه الخصال الثلاث: العتق، أو الإطعام، أو الكسوة؛ فإذا لم تجد ولم تقدر على واحدة منها؛ فإنك تصوم ثلاثة أيام؛ لقوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} [المائدة: 89].
وهذه فتوى اللجنة الدائمة
الحلف بالقرآن
فتوى رقم (4950):
س: تقدم إلينا مواطن يزعم أن الحلف بالقرآن جائز وأنه يحلف بالمصحف ولا يبالي وقد نصحناه ولم يقبل، فما رأيكم في ذلك؟
ج: يجوز الحلف بالله وصفاته، والقرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته فيجوز الحلف به، فإذا كان قصد الرجل المذكور الحلف بكلام الله فهذا جائز، وإذا كان بورق المصحف والمداد الذي كتب به فهذا لا يجوز؛ لأن الورق والمداد مخلوقات ولا يجوز الحلف بالمخلوق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عضو عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
ـ[سارة سعود]ــــــــ[26 - 11 - 05, 02:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا دانية وأنار بصيرتك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 02:03 م]ـ
أثر ابن مسعود أخرجه عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/369)
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[27 - 11 - 05, 02:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا واحسن إليكم ..(54/370)
عورة المرأة عند المرأة للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 11 - 05, 08:11 م]ـ
قال الشيخ حفظه الله في نهاية الشريط التاسع عشر
من المجموعة الأولى – شرح موطأ الإمام مالك:
((……… فعورتها عند المحارم كشف ما يظهر غالبا كالشعر وأطراف الساعدين والقدمين ومثله عورتها عند النساء يعني ما يظهر غالبا كما يظهر عند محارمها لان النساء عطفن على المحارم وهذا خلاف لما يقوله بعضهم بان عورة المرأة عند المرأة كعورة الرجل عند الرجل… .. تعلمون إن هذه الفتوى أو هذا القول يترتب عليه آثار من نزع لجلباب الحياء والتفسخ واسترسل الناس في ذلك حتى بدأت السوءات نسال الله السلامة فالمرجح من عورة المرأة عند المرأة إنها كعورتها عند محارمها… .. النص واضح في آيتي النور وأية الأحزاب …… عطف النساء على المحارم فكيف نقول أن عورة المرأة عند المرأة يعني معناه أن ماعدا السرة والركبة تخرج عند النساء ثم إذا……
خطوات الشيطان نتبع خطوات الشيطان بفتوى يقال بهذا القول …
ثم يأتي من يتساهل فينزل أو يرتفع ثم بعد ذلك ننتهي… ..
وليس في هذا ما يدل على قول الآخر وان قال به من قال به من أهل العلم لكن النص صحيح صريح قطعي في أن عورة المرأة عند المرأة كعورتها عند محارمها لا فرق……))
ـ[أبو غازي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 09:00 م]ـ
عورات أخواتكم في العراق والشيشان تتكشف وتنتهك كل يوم! أين نحن؟؟!!
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[25 - 11 - 05, 09:41 م]ـ
لكن النص صحيح صريح قطعي في أن عورة المرأة عند المرأة كعورتها عند محارمها لا فرق……))
ما هو هذا النص؟؟ أرجو التوضيح
ـ[عادل محمد]ــــــــ[26 - 11 - 05, 04:05 ص]ـ
عورات أخواتكم في العراق والشيشان تتكشف وتنتهك كل يوم! أين نحن؟؟!!
اللهم احفظ عورات أخواتي المسلمات في كل مكان، يارب السموات والأرض ياالله
حسبيا الله ونعم الوكيل على من ظلم أي مسلم
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:28 م]ـ
ما هو هذا النص؟؟ أرجو التوضيح
النص -على حد علمي الضئيل وجهلي الكبير- هو الآية:
?وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? ..
ففي هذه الآية فوائد:
1. أن زينة المرأة قسمان: ظاهرة وباطنة، فالظاهرة يجوز للمرأة أن تبديها، والباطنة لا يجوز أن تبديها إلا للمذكورين بالآية، على خلاف بين العلماء في تفسير معنى الزينة الظاهرة، فمِن قائل بأنها الوجه والكفان، ومن قائل بأنها ظاهر الثياب .. والخلاف في هذا سائغ ..
2. في الآية دليل على قول الشيخ عبدالكريم الخضر .. لأن الآية ساوت -في إبداء الزينة- بين المحارم وبين النساء .. اقرأي الآية وانظري لما لونته بالأحمر .. فما قبل كلمة (نسائهن) كلهم من المحارم ..
3. أما عن عورة المرأة أمام المحارم وأمام النساء فكما قال الشيخ الخضر .. فالمقصود من (زينتهن) أي: مواضع الزينة .. كالرأس وكأسافل الأرجل والذراعين وكالرقبة .. أو بعبارة أخرى: ما يظهر غالبًا كما عبر الشيخ الخضر ..
وفي الآية فوائد أخرى .. وأرجو من مشايخنا وطلاب العلم بالملتقى أن يراجعوا كلامي ويصوبوني إن أخطأت ..
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[29 - 11 - 05, 12:25 ص]ـ
ما هو الدليل على ان الزينه يقصد بها مواضع الزينه؟؟؟
و ايضا هل الزوج يتساوى مع المحارم و هو مذكور فى اول الايه و لا تفريق بينه و بين بقية المحارم .. و جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[29 - 11 - 05, 02:29 ص]ـ
الدليل أن المقصود بالزينة مواضعها وليس نفس الزينة: أنه يجوز إجماعًا النظر إلى زينة المرأة وهي لا تتزين بها .. يعني يجوز النظر إلى المصوغات الذهبية والحلي مثلاً عند الصائغ ..
أما عن الزوج فلا يتساوى إجماعًا أيضًا .. وكيف يتساوى وهو الزوج .. ؟! ومن الأدلة قول النبي: (احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) ..
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:21 م]ـ
عورة المرأة عند المرأة ما بين السرة والركبه عند المذاهب الاربعة هو مستقر في كتب الفقهاء من المذاهب المعتبرة هذا اذا كان في الحالة الطبيعية اما اذا كان في حالة الشهوة فانه لايجوز النظر حتى لما ليس بعورة كالوجه مثلا
اما ما ذهب اليه الشيخ حفظه الله فانه مذهب قليل القائل به وينسب لابي حنيفة رحمه الله ولم ياخذ بمذهبه حتى الاحناف انفسهم
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/371)
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:00 م]ـ
بل وروي عن الإمام أحمد رحم الله الجميع
ولعل في هذه الروابط فائدة
http://saaid.net/female/m24.htm
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4864.shtml
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/85.htm
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_603.shtml
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 11 - 05, 04:45 م]ـ
لعل آية الأحزاب أظهر في الدلالة على مراد الشيخ من آية النور: (لاجناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن .. ) الآية، فأمر بالحجاب، واستثنى هؤلاء.
وهل يلزم أن يستوي جميع أفراد المستثنى في حكم حكم ما استثني منه؟ البحث فيها محل نظر. فمن قال لايلزم وذهب مذهب الشيخ حفظه الله في المسألة يشهد له ماروي عن ابن عباس في الآية الأخرى: "الزينة التي تبديها لهؤلاء قرطها وقلادتها وسوارها، فأما خلخالها وعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها"، وكذلك الأحاديث من نحو المرأة عورة وغيرها فيستثنى بعد ذلك من استثناه الدليل.
ـ[ابن احمد الهندي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:48 م]ـ
وهذ ما ذهب اليه الألباني رحمه الله أيضا
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[01 - 12 - 05, 12:20 ص]ـ
فأما خلخالها وعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها???
يعنى تجلس بالحجاب امام ابوها و امها؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:16 ص]ـ
وهذه الفتوى من موقع الشيخ يوسف الشبيلي
http://69.20.50.243/shubily/qa/ans.php?qno=79
عورة المرأة أمام المرأة
سؤال رقم79 فضيلة الشيخ هل يجوز لي أن أظهر كتفي أو جزءً من ظهري في المناسبات التي لا يحضرها إلا النساء فقط، وأنا متأكدة من عدم وجود رجال؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فيجب على المرأة أن تستر عورتها حتى عن النساء، لما روى أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" أخرجه مسلم في صحيحه.
ومقدار عورة المرأة أمام المرأة كعورة المرأة أمام محارمها من الرجال، فيجوز لها أن تبدي ما يظهر غالباً من شعرٍ ووجهٍ ونحرٍ – (وهو أعلى الصدر) - وعضدٍ وأسفل ساقٍ وقدم، ويجب أن تستر ما عدا ذلك، وهو ما يستر غالباً كالصدر والبطن والظهر والكتف والفخذ ونحوها، ودليل ذلك قول الله تعالى: " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ... ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن .. إلى أن قال سبحانه: أو نسائهن" فذكر الله تعالى في هذه الآية نوعين من زينة المرأة:
1 - زينة ظاهرة.
2 - وزينة باطنة.
فالزينة الظاهرة هي التي تظهر لكل أحد حتى الأجانب ولا يمكن إخفاؤها، كالعباءة والرداء الذي تلبسه المرأة فوق قميصها ونحو ذلك، وهذه الزينة لا يتضمن إبداؤها إظهار شيءٍ من البدن.
والزينة الباطنة يتضمن إبداؤها إظهار شيءٍ من بدن المرأة كموضع القلادة من العنق، وموضع الخلخال من القدم، والسوار من اليد، والقرط من الأذن، وكذلك ما تلقيه المرأة من ثيابها في بيتها غالباً كالخمار الذي يؤدي إلى ظهور شعرها، وكذلك ما يظهر من جسدها أثناء عملها في بيتها كالذراع والساق. فهذه الزينة نهي عن إبدائها إلا لمن استثناهم الله، وهم المحارم، وبنات جنسها من النساء، والأطفال الذين لم يبلغوا حد الشهوة، وغير أولي الإربة. فدلت الآية على أن الزينة التي يجوز للمرأة أن تبديها أمام المرأة هي تلك التي لها أن تبديها أمام محارمها وهي مواضع الزينة الباطنة، وما عدا ذلك فليس لها أن تظهره لا لقريبٍ ولا لصغيرٍ ولا لامرأة أخرى.
وذكر الأزواج في الآية لا يقتضي أن عورة المرأة أمام زوجها كعورتها أمام محارمها، فقد دلت هذه الآية على أن للزوج أن يطلع على الزينة الباطنة التي يشترك معه فيها المذكورون في الآية، ودلت نصوص أخر على أن له أن يرى منها ما فوق ذلك، إذ ليس بين المرأة وزوجها عورة؛ لقوله تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين" وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال: " احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك" أخرجه الترمذي.
ـ[المعتصم محمد]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
سئل الشيخ مشهور حسن سلمان
ما هو حد عورة المرأة على المرأة وعلى محارمها؟
الجواب: الشائع عند كثير من الناس أن عورة المرأة على المرأة وعلى المحارم هو ما بين السرة والركبة وهذا أمر خطأ.
والصواب ما ذكره الله في سورة النور فقال: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ..... } وذكر جل المحارم، فيجوز للمرأة أن تبدي للمحارم وللنساء العضو الذي يقبل الزينة والعضو الذي لا يقبل الزينة، لا يجوز لها أن تظهره إلا للزوج، لعموم الحديث الوارد {المرأة عورة}.
فالشعر يقبل الزينة مثلاً، فيجوز أن تظهره والرقبة وأعلى الصدر يقبل الزينة فلها أن تظهره واليدين تقبل الزينة فلها أن تظهر يديها وكذلك أسفل الساقين تقبل الزينة بالخلخال فلها أن تظهرهما.
أم أن تبدي فخذها أو ثديها أو ظهرها وما شابه على النساء أو المحارم فهذا حرام.
وكذلك لا يجوز أن تظهر أمام المحارم بما يصف العورة كالبنطال الضيق أو الشيء الشفاف فهذا كله حرام ولكن لها أن تظهر مبتذلة في لباسها المبتذل في عملها في البيت كالفستان تحت الركبة والبنطال فوقه قميص طويل يكاد يصل للركبتين وما شابه فلها أن تظهر أمام محارمها على هذا الحال.
وإذا أرادت أن ترضع ابنها فتلقم ابنها الثدي من تحت غطاء ولا تظهر ثديها أمام أبيها أو إخوانها وهذا من الحياء الذي يجب على النساء أن يفعلنه ويحتطن له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/372)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خير ..
وكلام الشيخ مشهور .. توضيح جميل جدا .. نفع الله بكم
كثر الحديث حول عورة المرأة أمام المرأة "وأنها مابين السرة والركبة" وأصبح كثير من النساء كاسيات عاريات، وإذا قيل لها اتق الله قالت يجوز ما فيها شي، الشيخ فلان يقول أن عورة المرأة أمام المرأة مابين السرة والركبة! وقد سمعتُ في الشريط الفلاني .. وتبدأ تُحاج (الآمرات بالمعروف والناهيات عن المنكر) بهذه الحجج وما درت المسكينة أن باب النظر أمر وباب اللباس أمر آخر كيف ذلك!
قبل ذلك: لو أن امرأة خرجت في حفل زفاف أو أي مجتمع نسائي وقد سترت مابين السرة والركبة فقط هل يعقل أن يقال لها يجوز ذلك .. وهل يعقل أن يوجد أحد يقول أنها ليست بعارية! بهذا اللبس .. الله المستعان
أظن أنه بإجماع (من يعتد بإجماعهم من العقلاء وطلاب العلم) أن هذا عري وتفسخ لا يقبل الجدال!
لعل التفريق في هذه المسألة يوضحه شيخنا العلامة الفقيه خالد المشيقح حفظه الله زاده الله هدى وبصيرة
قال الشيخ (خالد) حفظه الله .. نظر المرأة للمرأة:
كثير من النساء يقلن إذا كانت عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة مابين السرة والركبة فيكون ذلك حجة على لبس الثياب غير الساترة في مجتمع النساء!
فيقال ذلك غير حجة لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة) رواه مسلم
هذا بالنسبة لحكم الناظر وبقي حكم اللابس (قلت هذا وجه التفريق المهم جدا)، فاللابسة في مجتمع النساء لها أن تبدي ما يظهر غالبا من الأطرف والكفين والقدمين والرأس أما اللباس الذي يبدي الساق أو العضد فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا رواه مسلم
فيخشى أن يكون هذا اللباس سببا في دخولها النار والعياذ بالله، ولذا كانت حال نساء الصحابة في البيت ثوبها إلى الرسغ ومن أسفل الكعبين، وإذا خرجت فإنها تجر ثوبها كما ورد ذلك عن أم سلمة رضي الله عنها .. انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
قلت: وجه التفريق في هذه المسألة أن الناظر يختلف حكمه عن اللابس فاللابسة لتلك الثياب العارية (سواء فوق السرة إذا كانت عارية، أو تحتها) تدخل تحت هذا الحديث (نساء كاسيات عاريات) وليس تحت مسألة مابين السرة والركبة فإن ذلك بابه باب النظر (بالنسبة للنساء) والله أعلم
وهذا الرابط ... يفيد في هذه المسألة لشيخنا خالد المشيقح حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139138 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139138)
ـ[احمد الازهرى السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:04 ص]ـ
فعورتها عند المحارم كشف ما يظهر غالبا كالشعر وأطراف الساعدين والقدمين ومثله عورتها عند النساء يعني ما يظهر غالبا كما يظهر عند محارمها لان النساء عطفن على المحارم وهذا خلاف لما يقوله بعضهم بان عورة المرأة عند المرأة كعورة الرجل عند الرجل
وهذا ما رجحه الشيخ العزازى فى تمام المنة
ـ[احمد الازهرى السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:05 ص]ـ
وبارك الله فيكم
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 06:55 ص]ـ
وهذا بحث جيد في هذه المسألة
عورة المرأة أمام النساء
علي بن محمد الريشان
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبي الهدى والرحمة وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الشيء الذي يجوز أن تظهره المرأة أمام النساء من زينتها، فبعض أهل العلم أجاز لها أن تظهر ما فوق السرة وتحت الركبة أمام المرأة لأدلة رأوا أنها تفيد جواز إظهار ذلك. وخالفهم آخرون فمنعوا المرأة من إظهار ما زاد على ما جرت العادة – أعني عادة نساء السلف الصالح – إظهاره في البيت وحال المهنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/373)
ومعلوم أنه عند التنازع والاختلاف فإنه يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة قال الله – عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) " النساء 59".
فإلى أدلة الفريقين ثم ذكر الراجح بعون الله تعالى:
أولاً: أدلة المانعين من إظهار ما زاد على ما يظهر عادة:
الدليل الأول:
قال الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلى ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) "النور 31 ".
قالوا: في الآية الأمر بغض البصر عما لا يحل وحفظ الفرج عما حرم الله، والنهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها دون قصد.
وفيها أيضا النهي عن إبداء وإظهار شيء من الزينة الخفية إلا لأزواجهن أو آبائهن .. الخ ما ذكر في الآية، فهؤلاء جاءت الآية بإباحة إظهار شيء من الزينة الخفية للمرأة مما جرى عرف من نزل عليهم القرآن بإظهاره أمامهم، وخص الزوج بعدم إخفاء شيء من الزينة الباطنة عنه لأدلة أخرى.
وقد فسّر السلف الآية بنحو ما قلنا فقد روى ابن جرير رحمه الله (307/ 9): من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (ولا يبدين زينتهن إلى لبعولتهن) إلى قوله (عورات النساء).
قال: الزينة التي تبديها لهؤلاء قرطها وقلادتها وسوارها، فأما خلخالها وعضداها ونحرها وشعرها فإنه لا تبديه إلا لزوجها، وعند البيهقي فيه زيادة انظر السنن الكبرى (7/ 152 رقم 13537).
وهذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه وإعلاله بضعف عبد الله بن صالح لا شيء فعبد الله بن صالح ثبت في كتابه، وهذه الرواية من كتاب وهي صحيفة على بن أبي طلحة، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث.
أما الانقطاع بين على بن أبي طلحة وابن عباس فقد عرفت فيه الواسطة وهم الأثبات من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير، وقد اعتمدها الأئمة رحمهم الله، فانظر ـ إن شئت ـ صحيح البخاري وتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من أئمة السلف رحمهم الله وإعلال بعض المتأخرين بالعلل السابقة المذكورة غفلة عن منهج السلف في تعاملهم مع أمثال هذه الصحيفة.
وروى رحمه الله أيضا من طريق ابن علية عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى:) ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن (الآية. قال: تبدي لهؤلاء الرأس. وإسناده صحيح.
وروي عن إبراهيم النخعي رحمه الله من طريق سفيان عن منصور عن طلحة عن إبراهيم قال: هذه ما فوق الذراع. وهذا إسناد صحيح، ومن طريق أخرى قال: ما فوق الجيب. ولكن في سنده من يُجهل.
وما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه وقتادة وإبراهيم وما قاله ابن جرير رحم الله الجميع في تفسيره لهذه الآية فيه تحديد للمواضع التي يجوز للمرأة أن تبديها لمن ذكر في الآية إلا من خُص بمزيد الاطلاع على الزينة الخفية لأدلة أخرى وهو الزوج فقط.
الدليل الثاني:
ثبت في السنة من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ... "رواه الترمذي (117) وابن خزيمة (1685) وابن حبان (5598،5599) وغيرهم.
وقد أعل بالوقف، ولكن الصحيح ثبوته مرفوعاً كما رجحه جمع من الأئمة الحفاظ منهم الدارقطني رحمه الله وتفصيل هذا فيه طول.
ففي هذا الحديث أن المرأة عورة، والعورة لا يجوز إظهار شئ منها إلا ما ثبت جواز إظهاره بأدلة أخرى سيأتي ذكر شئ منها في موضعه إن شاء الله تعالى.
الدليل الثالث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/374)
روى الإمام أحمد (22131،22129) وغيره من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن أسامة بن زيد أن أباه أسامة قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مالك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مرها فلتجعل تحتها غِلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها ".
وهذا الحديث وإن كان من رواية ابن عقيل عن محمد بن أسامة بن زيد، والأول وصف بسوء الحفظ خاصة لما كبر والثاني جهل حاله بعض الأئمة كالدارقطني رحمه الله.
إلا أن هناك من ثبت ابن عقيل من الأئمة، ونقل البخاري عن أحمد وإسحاق والحميدي الاحتجاج بحديثه، فحديثه محتج به ما لم يخالف، ووثق محمد بن أسامة بعض الأئمة كابن سعد وابن حبان رحم الله الجميع، وهذا الحديث جدير بالثبوت،ولا سيما وأنه ليس في لفظه ما يُنكر.
وله شاهد ضعيف من حديث دحية الكلبي رضي الله عنه رواه أبو داود (4116) و الحاكم والبيهقي من طريقه انظر سننه الكبرى (3261).
وعليه فإن هذا الحديث يدل على النهي عن لبس الثياب الضيقة التي تصف الأعضاء ومن المعلوم أن هذا النهي عام فيما يلبس داخل البيت وخارجه، وإن كان خارجه أشد.
وأكثر ما يطرق المرأة في بيتها هم النساء فهن ممن منعت المرأة من لبس ما يصف عظامها أمامهن فكيف يجوز لها إظهار وكشف ما فوق السرة ودون الركبة.
فائدة:
بعض أهل العلم جعل تفسير حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". فقال: إن الكاسيات العاريات منهن من يلبس الثياب الضيقة التي تصف أعضاء الجسد.
الدليل الرابع:
روى البخاري رحمه الله في صحيحه (5240) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ". وهذا النهي عن المباشرة لأنه قد يفضي إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة، كما أن فيه إسقاطاًً لمعنى الحجاب والمقصود منه ـ ينظر الفتح عند شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله لهذا الحديث ـ وإظهار ما لم تجر العادة وعرف النساء بإظهاره من أقوى الوسائل للوقوع في هذا المحظور كما هو معلوم بداهة، فيكون منع إظهار ما زاد على المعتاد من جهتين:
الأولى: لأنه من العورة كما سبق تقريره، والثاني: لأنه وسيلة للوقوع في المحظور الذي جاء الحديث النبوي السابق ذكره بالزجر عنه.
الدليل الخامس:
روى مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 266) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " وهو عند أبي داود (4018)، الترمذي (2793).وفي هذا الحديث النهي عن النظر إلى عورة المرأة وهي ما سوى المظهر عرفاً ولو لم يحصل الوصف من الناظرة عن المنظور إليها.
ثانياً: أدلة القائلين بأن عورة المرأة من المرأة كعورة الرجل من الرجل:
ذهب جمهرة من الفقهاء إلى أن عورة المرأة من المرأة كعورة الرجل من الرجل وإلى أن للمرأة أن ترى من المرأة ما يجوز أن يراه الرجل من الرجل، واستدلوا ـ كما يتبين بالاستقراء والتتبع ـ لقولهم هذا بأدلة وهي:
الدليل الأول:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما فوق الركبتين من العورة وما أسفل من السرة من العورة " رواه الدارقطني (879) والبيهقي من طريقه (3237).
قالوا: هذا الحديث نص صريح في تحديد العورة وهو عام للرجال والنساء فليس في الحديث تحديد فيحمل على العموم. كما يشهد له الحديث التالي.
الدليل الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/375)
ما جاء من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" علموا صبيانكم الصلاة وأدبوهم عليها في عشر وفرقوا بينهم في المضاجع،وإذا زوج أحدكم أمته عبده أو أجيره فلا ينظر إلى عورتها والعورة ما بين السرة والركبة " رواه البيهقي (3236). ورواه أبو داوود (4113) بلفظ: " إذا زوج أحدكم عبده أمته، فلا ينظر إلى عورتها " وجاء تفسير هذه اللفظة برواية أخرى وهي عند أبي داود (496) أيضاَ:" فلا ينظر إلى ما فوق الركبة ودون السرة ".
الدليل الثالث:
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنها ستفتح لكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء "
رواه أبو داود (4007)، وابن ماجه (3854).
الدليل الرابع:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احذروا بيتاً يقال له الحمام " قالوا: يا رسول الله إنه يذهب الدرن وينفع المريض قال: " فمن دخله فليستتر ". والحديث فيه جواز دخول الحمام بشرط الاستتار أي للعورة، وليس في الحديث منع النساء من دخوله إلا بشرط وهو الاستتار للعورة فقط، فإذاً الضرورة إلى انكشاف ما سوى العورة متحققة فيما بينهن، وسبق تحديد العورة في حديث أبي أيوب وحديث عبد الله بن عمرو والذي جاء من طريق عمرو بن شعيب.
الدليل الخامس:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما كتبه إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:" بلغني أن نساءً من نساء المسلمين قبلك يدخلن الحمام مع نساء مشركات فإنه عن ذلك أشد النهي فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن يرى عورتها غير أهل دينها ".
ففي هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه النص على إباحة رؤية العورة للنساء المؤمنات فيما بينهن ويحمل على ما سوى العورة المغلظة.
الدليل السادس:
قال صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ". ففي هذا الحديث دليل على التساوي في حدود العورة بدلالة الاقتران والقياس، وقد ثبت عندنا أن عورة الرجل من الرجل ما بين السرة إلى الركبة فكذلك المرأة.
الدليل السابع:
إجماع أهل العلم على جواز قيام المرأة بتغسيل المرأة كما يغسل الرجل الرجل، فكما للرجل الاطلاع على ما فوق السرة ودون الركبة من الرجل حياً و ميتاً، فيجوز إذن أن تظهر المرأة للمرأة ما فوق السرة ودون الركبة لوجود المجانسة التي تبيح ذلك، فالناظر والمنظور إليه كلاهما من النساء.
وردوا على من احتج عليهم بالآية بأنها لا تفيد ما فهمه المانعون لأن دلالة الاقتران ضعيفة ومن القرائن على ضعف مأخذ القائلين بها ذكر البعل في الآية، فهي إذا لا تفيد التساوي فيما يجوز إظهاره، بل غاية ما تفيده اشتراكهم في المنع من اطلاعهم على جزء من الزينة الخفية كل بحسبه، وللنساء الاطلاع على ماعدا ما بين السرة والركبة وإظهاره فيما بينهن للأدلة السابق ذكرها.
اعتراض المانعين:
وقد رد المانعون على أدلة هؤلاء بأن هذه الأدلة التي احتجوا بها تنقسم إلى قسمين: قسم صريح غير صحيح، وقسم صحيح غير صريح، وتفصيل ذلك فيما يلي:
أولاً: حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والذي جعلوه نصاً في تحديد العورة لعموم الرجال والنساء.
لا يصح البتة فقد رواه الدارقطني والبيهقي من طريق سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيوب رضي الله عنه، وسعيد بن راشد وعباد بن كثير متروكان، فسقط هذا الحديث.
ثانياً: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" علموا صبيانكم الصلاة ... " الحديث جاء من طريق الخليل بن مرة عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب به، ولا يصح، فالخليل ضعيف، وليث مختلط لم يتميز حديثه، فيكفي علة واحدة من هاتين العلتين لرده.
ورواية أبي داود التي جاءت من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ:" إذا زوج أحدكم عبده أمته أو أجيره، فلا ينظر إلى عورتها ".
ورواه وكيع عن أبي حمزة الصيرفي داود بن سوار ـ فقلب اسمه ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ:" فلا ينظر إلى ما فوق الركبة ودون السرة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/376)
فإن الرواة عن عمرو بن شعيب قد اضطربوا في هذا الحديث فجاء كما في الروايات السابقة النهي عن النظر إلى عورة الأمة إذا زوجت، وحددت فيما بين السرة والركبة.
وجاءت رواية أخرى من طريق النضر بن شميل عن أبي حمزة الصيرفي وهو سوار بن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: " وإذا زوج أحدكم عبده أو أمته أو أجيره، فلا تنظر الأمة إلى شئ من عورته، فإن ما تحت سرته إلى ركبته من العورة " رواه الدارقطني وهي عند البيهقي جميعها في سننه، انظر (2/ 320).
وهذه الرواية فيها تحديد العورة للسيد وهو الرجل بخلاف الرواية الأولى، مما يدل على اضطراب الراوي في ضبط هذه اللفظة ولا سيما الرواية الأخيرة فمدارها على أبي حمزة الصيرفي ومجمل أقوال الأئمة فيه أن فيه ضعفاً، فهذا الاضطراب منه، بل ذكر الدارقطني عنه أنه لا يتابع على رواياته، وقد رواها بواسطة محمد بن جحادة الثقة عن عمرو بن شعيب كما عند البيهقي (3235)، فهذه علة أخرى لروايته هذا الحديث، لذلك قال البيهقي رحمه الله كما في سننه الكبرى (2/ 320) بعد روايته لهذه الألفاظ: [وهذه الرواية إذا قرنت برواية الأزواعي دلنا على أن المراد بالحديث نهي السيد عن النظر إلى عورتها إذا زوجها وأن عورة الأمة ما بين السرة والركبة و سائر طرق هذا الحديث يدل وبعضها ينص على أن المراد به نهي الأمة عن النظر إلى عورة السيد بعد ما زوجت أو نهي الخادم من العبد الأخير عن النظر إلى عورة السيد بعدما بلغنا النكاح فيكون الخبر وارداً في بيان مقدار العورة من الرجل لا في بيان مقدارها من الأمة] أ. هـ كلامه رحمه الله.
وانظر: سنن البيهقي الأحاديث (3237،3236،3235،3234،3233،3224،3223،3219).
كما أن هذا الحديث بألفاظه المختلفة لو صح فيه تحديد عورة الأمة، لا المرأة الحرة. والفرق في الاستتار بين الأمة والحرة لا يخفى، وهذا ثابت بالأدلة الصحيحة من سنته صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم، مع العلم أن بعض أهل الحديث لم يثبت هذه الرواية ولم يعرج عليها في تحديد عورة الرجل.
وينظر كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن (6/ 18).
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: " تفتح لكم أرض العجم ... " رواه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو به. وهذا لا يصح، ففيه الأفريقي وضعفه أشهر من أن يُعرف، وشيخه عبد الرحمن بن رافع مجهول. ولو صح فليس فيه رخصة إلا لذوات الحاجة من النساء، ولا يلزم من الدخول انكشاف العورات كما هو معلوم.
رابعاً: حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه مرفوعاً: " احذروا بيتاً يقال له الحمام .. " رواه البزار (211 - مختصر زوائده للحافظ ابن حجر) فقال: أخبرنا يوسف بن موسى أخبرنا يعلى بن عبيد أخبرنا سفيان الثوري عن ابن طاووس عن طاووس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه.
وظاهر هذا الإسناد الصحة ولذلك اغتر به بعض العلماء فصححه، ولكن الصواب فيه أنه مرسل كما رواه جمع من الحفاظ.
قال البزار رحمه الله: (رواه الناس عن طاووس مرسلاً، ولا نعلم أحداً وصله إلا يوسف عن يعلى عن الثوري) أ. هـ كلامه.
والذي يظهر أن الخطأ في وصله من يعلى بن عبيد روايه عن الثوري فهو وإن كان ثقة ففي روايته عن الثوري ضعف، وقد جاءت أحاديث أصح منه إسناداً تعارضه والذي قبله منها:
ما رواه أبو داود (2006) والترمذي (2803) من طريق أبي المليح الهذلي أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن على عائشة فقالت: أنتن اللاتي يدخلن نساءكن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها " وقد صحح هذا لحديث جمع من العلماء. وفي الباب أحاديث أخرى عن جمع من الصحابة منهم: عمر وأبي أيوب وجابر الأنصاريين وعبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم جميعاً انظر: مسند أحمد وسنن الترمذي وسنن النسائي ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان وغيرهم، وبعضها يشهد لبعض كما قال بعض أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/377)
مع أن الحافظ الحازمي رحمه الله قال في كتابه الاعتبار (187): (باب النهي عن دخول الحمام ثم الإذن فيه بعد ذلك .. ـ ثم قال في آخره ـ وأحاديث الحمام كلها معلولة ـ يعني المرفوعات ـ وإنما يصح فيها عن الصحابة رضي الله عنهم) أ. هـ كلامه،وقد ضعفها كذلك الحافظ عبد الحق الأشبيلي كما في الأحكام الوسطى له (1/ 244).
خامساً: ما جاء عن عمر رضي الله عنه فيما كتبه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه. فهذا الأثر لا يصح:
فقد رواه عبد الرزاق (1134) عن ابن المبارك عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي ـ قال ابن الأعرابي ـ: وجدت في كتاب غيري عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بلغني فذكره. ورواه عبد الرزاق أيضاً (1136) من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة فذكره.
ولكن رواه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن أبيه عن الحارث بن قيس قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فذكره، فزاد فيه عن أبيه، وجعله من رواية الحارث بن قيس.
ورواه سعيد بن منصور أيضاً عن عيسى بن يونس عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... فذكره وانظر البيهقي رقم (13542). ورواه ابن جرير رحمه الله كذلك عن عيسى بن يونس بمثله. ففي رواية ابن المبارك عند عبد الرزاق وعيسى بن يونس عند سعيد بن منصور وابن جرير عن عبادة بن نسي مرسلاً. وزاد إسماعيل بن عياش كما في رواية سعيد بن منصور عن عبادة عن أبيه عن الحارث بن قيس، ونسي والد عبادة مجهول. وانظر: مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن كثير رحمه الله (2/ 601) و سنن البيهقي (7/ 153) وأسقطه في رواية عبد الرزاق فيكون الأثر منقطعاً بين عبادة وقيس بن الحارث، كما أنه جعله من رواية الحارث بن قيس بدل قيس بن الحارث.
وهذا كله يدل على اضطراب إسماعيل في روايته لهذا الأثر. بينما الأثبات رووه عن عبادة مرسلاً، زد على ذلك الاختلاف الكثير في المتن وورود تلك اللفظة المنكرة في بعض رواياته وهي: (فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر ـ وفي رواية أن يرى ـ عورتها إلا أهل ملتها).
والجميع ـ المانعون والمجيزون ـ متفقون على تحريم كشف العورة وتحريم النظر إليها. فإن كان المقصود ما فوق السرة فهذا يؤيد قول من قال بأنه عورة وإن كان المقصود ما بين السرة والركبة فالجميع على اتفاق إلا من شذ بأنه لا يحل إظهاره والنظر إليه إلا لزوج أو سيد فكيف يجوز للمرأة أن تطلع النساء على عورتها إذا كان المقصود المعنى الثاني وعلى كل حال فهذه اللفظة لا تثبت.
وقد صح عن عمر رضي الله عنه خلاف ذلك:
قال عبد الرزاق (1133): عن ابن جريح أخبرني سليمان بن موسى عن زياد بن جارية حدثه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان يكتب إلى الآفاق: (لا يدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم وعلموا نساءكم سورة النور) ففي هذا الأثر إباحة دخوله للمسلمة المريضة لحاجة الاستشفاء، والتأكيد على الاستتار بقوله رضي الله عنه: وعلموا نساءكم سورة النور.
سادساً: ما ذكره المجيزون في احتجاجهم بحديث (أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة " وأخذهم القول بجواز إظهار ما فوق السرة ودون الركبة بدلالة الاقتران والقياس، فيقال: معلوم أن دلالة الاقتران ضعيفة إلا بقرائن تؤيدها، ومن العجيب أن المجيزين يأخذون بدلالة الاقتران في هذا الحديث رغم معارضته لنصوص أخرى كما تقدم في أدلة المانعين، ولا يأخذون بها في الآية الكريمة ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن) الآية.
أما قياسهم فهو قياس مع الفارق " وليس الذكر كالأنثى " قدراً وشرعاً، فلا يصح هذا القياس،وأيضاً فإن مقدار عورة الرجل مختلف فيه بين أهل العلم، فكيف يصح القياس على أصل مختلف فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/378)
وللفائدة: ينظر صحيح البخاري/ باب ما يذكر في الفخذ (الفتح 1/ 530)، وراجع سنن البيهقي (2/ 321،329). فإذا ذكر النهي في هذا الحديث عن النظر إلى العورة في سياق واحد لا يدل على التساوي في مقدار العورة بين الجنسين فكل بحسبه كما دل على ذلك النصوص الشرعية وعمل السلف الصالح.
سابعاً: احتجاجهم بإجماع العلماء على أن المرأة تغسل المرأة كما يغسل الرجل الرجل. فهذا لا حجة فيه لأن الغسل ليس فيه إباحة إطلاق النظر فضلاً عن أن يكون فيه جواز تعرية المرأة، فيصح أن يكون الغسل من فوق الثوب بل هذا هو المشروع، وهذا إذا قيل بالتساوي بين حالتي الحياة والموت والآية (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... ) تخاطب المرأة بالنهي عن إبداء الزينة الخفية بالاختيار إلا لمن ذكر فيها ومن في حكمهم بالقدر المعروف شرعاً وعرفاً، ولو قيل بجواز كشف ما فوق السرة لغير الزوج في حالة ضرورة، وما ظهر منها في حال الضرورة أو عدم التكليف فليس من هذا الباب والله أعلم.
ثامناً: ما ذكره المجيزون من ضعف دلالة الاقتران في الآية مرجوح، فصحيح أن دلالة الاقتران قد تكون ضعيفة ولا تدل على التساوي في الحكم إلا بقرينة وهذه القرينة موجودة لدى المانعين وهي أن جمهور السلف ـ وأخذ بها الإمام أحمد رحمه الله كما في رواية عنه ـ قالوا: إن المقصود من قوله تعالى (أو نسائهن) المسلمات أو ما ملكت أيمانهن.
وأما غيرهن فلا يحل للمرأة أن تبدي شيئاً من زينتها التي أبيح لها واعتادت إظهارها أمام النساء، فالإضافة هنا للاختصاص،وهذه القرينة وهي التفريق بين المسلمة والكافرة تقوي قول من أخذ بدلالة الاقتران في الآية، وعدم خروج النساء منها واشتراكهن مع غيرهن ممن ذكر في الآية في تحديد ما يظهر لهم.
القول الراجح:
وبعد استعراض أدلة الفريقين يتبين أن القول الراجح في هذه المسألة هو قول المانعين من إظهار ما زاد على ما يظهر عادة وعرفاً وعلى الاختلاف بين الرجل والمرأة فيما هو من العورة يدل على ذلك عمل السلف الصالح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد أبدى ساقيه أو فخذيه أمام بعض أصحابه كما في حديث عائشة رضي الله عنها، وأبدى ساقيه كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وثبت أن أصحابه رضي الله عنهم رأوا بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم كما رأوا جنبه صلى الله عليه وسلم وقد أثر فيه الحصير،وكلها في الصحيح، ورأوا شعر بطنه وقد علاه التراب كما في قصة حفر الخندق، كما ثبت حديث اغتسال سهل بن حنيف ورؤية عامر بن ربيعة له وقد كشف عن جزء كبير من جسده كما في الموطأ.
أما المرأة مع محارمها والنساء فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة في رؤية شئ من بدنها ـ الرأس والشعر والآذان ونحوها ـ فتوافق تفسير ابن عباس رضي الله عنه وقتادة رحمه الله للآية مع عمل الرعيل الأول رجالاً ونساءً فقد ثبت في الصحيح قصة زواج عائشة رضي الله عنها وتمشيط النساء لها وتزيينها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ثبت في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه في قصة زواجه من الثيب وجوابه للنبي صلى الله عليه وسلم عن سؤاله وأنه أراد أن تقوم على أخواته وتمشطهن فلا بد حال التمشيط من رؤية الشعر والأذان والرقبة، ولا يجادل في هذا أحد.
كما ثبت في صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما دخل على أخته حفصة رضي الله عنها ونسواتها تنطف، والنسوات: الضفائر، وتنطف: تقطر ماء.
كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سلمة قال دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة رضي الله عنها فسألها أخوها عن غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب. ففيه رؤية رأسها من قبل أخيها وابن أختها أبي سلمة لأن أم كلثوم أختها أرضعته، وغيرها من الأحاديث وخُص الزوج من بين المذكورين في الآية، فإنه لا يمنع من الاطلاع على كامل بدن امرأته كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه، فيبادرني حتى أقول دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان. وجاء عند ابن حبان أن عطاء سأل عائشة رضي الله عنها عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته، فذكرت هذا الحديث بمعناه. قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/379)
الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وهو نص في المسألة) أ. هـ كلامه.
كما ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود والترمذي من حديث بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال: " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك " فقال الرجل يكون مع الرجل قال: " إن استطعت ألا يراها أحد فافعل " قلت والرجل يكون خالياً قال:"فالله أحق أن يستحيا منه "، ولا يثبت حديث في منع الزوجين أو أحدهما من رؤية عورة الآخر، ولم ينقل خبر بإسناد صحيح أو ضعيف فيما أعلم ذكر فيه تكشف النساء وإظهارهن ـ عدا ما بين السرة والركبة ـ فيما بينهن عندما يجتمعن فلو أعتقد السلف جواز ذلك والرخصة فيه لنقل ذلك عنهم ولو عن بعضهم كما نقل غيره مما هو دونه، فهذا يدل دلالة واضحة على ضعف قول من قال بجواز كشف ما عدا ما بين السرة إلى الركبة للنساء فيما بينهن، وأن هذا القول بني على أدلة صريحة لكنها لا تصح، وأما ما استدلوا به من الأدلة الصحيحة فالأمر بخلاف ما ذهبوا إليه منها كما مر.
وقبل أن نختم الكلام في هذه المسألة، يحسن ذكر أن هناك قولاً ثالثاً في المسألة وهو أن عورة المرأة من المرأة كعورتها من الرجل الأجنبي عنها، وهذا مذهب غريب مخالف للنصوص الثابتة التي ذكر بعضها، ولم يعلم أحد قال به سوى الإمام القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله في شرحه الرسالة لابن أبي زيد القيرواني على ما نقله ابن القطان رحمه الله في كتابه (أحكام النظر)، ولا يعرف لهذا لقول دليل سوى ما رواه الحاكم رحمه الله في مستدركه (5/ 253) فقال:
باب التشديد في كشف العورة، ثم أخرج (7438) بسنده من طريق إبراهيم بن علي الرافعي حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل " ثم قال رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فقال الذهبي متعقباً له: الرافعي ضعفوه أ. هـ.
وفيه علة أخرى وهي جهالة علي بن عمر، فلا يعرف حاله، وليس هو علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الثقة فهذا آخر غيره، كما أن متنه غريب منكر.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
http://saaid.net/female/m24.htm (http://saaid.net/female/m24.htm)
__________________
ـ[المعتصم محمد]ــــــــ[24 - 07 - 09, 11:43 م]ـ
وسئل الشيخ ياسر برهامي - حفظه الله
هل يجوز الرضاعة أمام النساء بدون تغطية الثدي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا يجوز للمرأة أن تظهر للنساء إلا مواضع الزينة الباطنة؛
لقوله -تعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ) (النور:31)،
وهذه هي الزينة الباطنة، ومواضعها هي: الرأس والعنق، والصدر موضع القلادة، والذراعان والساقان،
أما الثدي فليس من ذلك فهو داخل في عموم: (الْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وهذا هو أصح الأقوال في المسألة، فكما لا يجوز لها أمام أبيها وأخيها إظهار ثديها؛ فكذلك أمام النساء، ولأن الآية سوت بينهم إلا الزوج.
http://www.salafvoice.com/article.php?a=3489&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9hcnRpY2xlc y5waHA/bW9kPXN1YmNhdGVnb3J5JmM9MTU0
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[25 - 07 - 09, 08:10 م]ـ
وجعل حدود عورة المرأة أمام المرأة والمحارم ما يظهر غالبًا هو قول شيخى محمد بن عبد المقصود حفظه الله .... تجد ذلك فى فتاوى النساء.
والله المستعان ....
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 07 - 09, 10:07 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/380)
من قال بظهور الساقين مثل الشيخ ياسر برهاني .. هل يقصد ان تلبس تحت الركبة؟ هناك نساء اراهن في الاعراس تلبس تحت الركبة وجميع ساقها ظاهرة وتقول يجوز؟ فهل افهم من فتوى الشيخ انه يذهب لجوازه؟
ـ[أبو إسحاق السلفى]ــــــــ[27 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا.
اللهم استر عوارات المسلمين.
ـ[أبو رناد]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:47 م]ـ
يوجد ظاهرة عند بعض النساء وهي لبس الملابس القصيرة والضيقة التي تبدي المفاتن وبدون أكمام ومبدية للصدر والظهر وتكون شبه عارية تماماً، وعندما نقوم بنصحهن يقلن إنهن لا يلبسن هذه الملابس إلا عند النساء وأن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة. ما هو رأي الشرع في نظركم والاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة في ذلك وحكم لبس هذه الملابس عند المحارم؟ جزاكم الله خير الجزاء عن المسلمين والمسلمات وأعظم الله مثوبتكم.
الحمد لله
الجواب عن هذا أن يقال إنه صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
وفسر أهل العلم الكاسيات العاريات بأنهن اللا تي يلبسن ألبسة ضيقة أو ألبسة خفيفة لا تستر ما تحتها أو ألبسة قصيرة. وقد ذكر شيخ الإسلام أن لباس النساء في بيوتهن في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بين كعب القدم وكف اليد كل هذا مستور وهن في البيوت أما إذا خرجن إلى السوق فقد علم أن نساء الصحابة كن يلبسن ثياباً ضافيات يسحبن على الأرض ورخص لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يرخينه إلى ذراع لا يزدن على ذلك وأما ما شبه على بعض النساء من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة) من أنه يدل على تقصير المرأة لباسها فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في ذلك حجة ولكنه قال لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة فنهى الناظرة لأن اللابسة عليها لباس ضاف لكن أحياناً تنكشف عورتها لقضاء الحاجة أو غيره من الأسباب فنهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة.
ولما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل فهل كان الصحابة يلبسون أزراً من السرة إلى الركبة أو سراويل من السرة إلى الركبة، وهل يعقل الآن أن امرأة تخرج إلى النساء ليس عليها من اللباس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة هذا لا يقوله أحد ولم يكن هذا إلا عند نساء الكفار فهذا الذي لُبِس على بعض النساء لا أصل له أي هذا الذي فهمه بعض النساء من هذا الحديث لا صحة له والحديث معناه ظاهر لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لباس المرأة ما بين السرة والركبة فعلى النساء أن يتقين الله وأن يتحلين بالحياء الذي هو من خلق المرأة والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (الحياء شعبة من الإيمان). وكما تكون المرأة كضرباً للمثل فيقال: (أحيا من العذراء في خدرها) ولم يُعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء ولا عند الرجال فهل يريد هؤلاء النساء أن تكون نساء المسلمين أبشع صورة من نساء الجاهلية.
والخلاصة: أن اللباس شيء والنظر إلى العورة شيء آخر أما اللباس فلباس المرأة مع المرأة المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل هذا هو المشروع ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا. والحديث لا يدل عليه بأي حال من الأحوال ولهذا وجه الخطاب إلى الناظرة لا إلى المنظورة ولم يتعرض الرسول عليه الصلاة والسلام لذكر اللباس إطلاقاً فلم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في هذا شبهة لهؤلاء النساء.
وأما محارمهن في النظر فكنظر المرأة إلى المرأة بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك لكن لا تجعل اللباس قصيراً.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمجلة الدعوة العدد 1765/ 55.
http://www.islamqa.com/ar/ref/12371(54/381)
النصيحة الوفية لطالب العلوم الشرعية تنتظر آراءكم الكريمة
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني
هذه النصيحة الوفية لطالب العلوم الشرعية
ألفتها منذ سنوات
وأكملتها بعد
وختمتها في الروضة الشريفة
في المسجد النبوي المبارك
وأريد أن أكتبها لكم بعد إكمالها على حلقات، لعلي أشيب منكم رأيا قبل طباعتها يفيدني أو ينقذني من الخلل والفساد، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وأنا اليوم أكتب لكم مقدمتها ثم بدايتها راجيا أن أوفق في آرائكم:
هل أكمل عرضها؟
هل سيكون لكم رأي فيها؟
فهذه بدايتها ..
نفعكم الله بها ونفعني
المقدمة:
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن ولي من الذل، خلق البيان والإعراب؛ وأثني علي أولي الألباب.
شهد أولو العلم بتوحيده، وقيامه بالقسط وتمجيده، وقامت السماء والأرض علي عدله، من بعد ما قامت علي فضله.
والصلاة والسلام علي النبي الحبيب، الطيب الطبيب، وعلي آله وصحابته، وأزواجه وقرابته، وتابعيهم الطيبين، وعلينا وعلي عباد الله الصالحين.
أما بعد:
فقد تزببت قبل الحصرمة، وتعجلت في أمر كان ينبغي أن تكون لي فيه أناة، غير أني-أيدك الله- لما جزت الأربعين، وتقدمت إلى الخمسين، رأيت المرض يداخلني حتى دخلني، وخشيت غائلة الموت، وأنا لم أقدم عملاً صالحاً ينفعني، ولا علماً نافعاً للناس يجادل عني أو يشفع لي.
ثم أثبتني المرض في الفراش ليالي، أخافتني أن يثبت الأنفاس في صدري، فاستعجلت القريحة، وألهبت ظهر الفكرة- والبدن عليك، والقلب مشغول، في أن تملى شيئاً علي طلاب العلم- أحبابي في كل زمان ومكان –شيئاً ينتفعون به، فاستسهلت إملاء شئ من الشعر التعليمي علي غرار الألفيات ونحوها، يستخفونها
في ظعنهم و إقامتهم.
وإنما استسهلت هذا اللون من الإملاء، لأنه لا يحتاج مني إلى تقليب كتب أو نكلف مشقة، وإنما هي الورقة والقلم، والطالب والدفتر. وأيضاً لأني لا أطالب فيها بإثبات مباحثة أو إيراد مناظرة، وذلك حتى أهرب من حر الاجتهاد الذي يبين عن حر العلم، و أواري سوأة التقصير في الطلب وراء سيئة القصور في الأدب:
فلما كنت الشيء بعد الشيء في أوقات الصحة والصحو، وأكتب الشيء تلو الشيء في أوقات الراحة أو الترويح، وذلك في أثناء فترة المرض- الذي أرجو الله أن يشفي به نفسي من آثار الخطايا، ويعلي درجاتي يوم عرض البرايا، أقول: لما كنت أملي ذلك أو أكتبه كان يزاحمني الشعور بنقصان آلتي، وعجز لا لتي، إلا أن الشعور بضرورة الإفضاء بما أظن أن الطالب إليه محتاج في سلوكه، وما إليه فقير عند لقاء ربي، كان ذلك يخفف الشعور الأول ويضعفه، مع وجوده واضحاً في القلب، متلجلجاً في الصدر.
و هانذا –من سرير المرض-أدفعها إلى أساتذتي، وإخواني من طلبة العلم؛ ممن قدمهم أثبت من قدمي، عسى أن أجد عندهم من التوجيه ما يحسن به هذا العمل، فيكون أجدر بالقبول و المثوبة عند الله تعالى.
ثم إنه لا يعدم الطالب المبتدئ فائدة منها-مهما صغرت-فقديما قال الهدهد لسليمان:
(أحطت بما لم تحط به)
ومازال الهدهد هو الهدهد، وسليمان هو سليمان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب
الفقير العائذ بالله محمد القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
جل إلا له الحق، خير صانع
سبحانه من جامع ومانع
والحمد لله على نعمائه
والشكر للمولى علي آلائه
تبارك الموصوف بالجلال
وما لنا من دونه من وال
لا يبلغ الواصف-مهما وصفا
ودق معناه، ورق، وصفا
كماله الذي به تفردا
ولم يزل للعالمين سيدا
وكل من في الأرض والسماء
عبد له، من راغب ونائي
لا يسأم الداعون من دعائه
ولا يمل البر من رجائه
فوق السماوات الطباق عرشه
من يتقيه فهنيء عيشه
ثم الصلاة والسلام فيضاً
تحية مشروعة وفرضاً
علي إمام المتقين المصطفى
محمد خير الهداة الحنفا
ومن به تشرف الأنام
وأشرقت بهجتها الأيام
وصاحب الشريعة الشريفة
والسنة المنيعة المنيفة
وآله الكرام والأضحاب
السادة الأماثل الأنجاب
عليهم قام منار الحق
فأعلنوا في الأرض دين الصدق
فأرضهم يا رب في أخراهم
وبارك اللهم في عقباهم
واكتب لنا في إثرهم متابعة
في الحق- يا ذا الرحمات الواسعة
وبعد: فاعلم يا أخا الإسلام
أن سني عمرك في انصرام
و أن آمالاً لنا طويلة
توشك أن تكون مستحيلة
إذ يهجم الموت علي الأجساد
وتشرق النفس لدى الميعاد
ويسأل العواد: هل من راق؟
لا. إنها محلة الفراق
لا ينفع المرء هناك النسب
و لا يفيد المرء ثم النشب
والكل موكول إلى ما عملا
فليتنا نعقل ما قد عقلا
وأحضرت إلى الحساب الأنفس
كيما يرى سعيدها والأتعس
يوم الحساب تنظر الأعمال
وليست الجسوم و الأشكال
الوزن أوفى من دقيق الشعرة
لا شيء: يخفى: حبة أو ذره
إياك في الصراط أن تزولا
وفوق متنه تميل ميلا
فإن تحته اللظى والحطمة
في حفرة من الهلاك مظلمه
قد أوقدت بالناس و الحجارة
وميزت بالضيق و الحرارة
وقاك ربي هذه النيرانا
فلا تطع-يا صاحبي-الشيطانا
وقوم النفس بما يقوم
وذكر القلب، عساك ترحم
ولا تفرط في حقوق الله
فإن في تفريطك الدواهي
وكن من الدنيا علي احتياط
ثبتك الله علي الصراط
وإن ثبت ثم يا أخيا
كنت العلي الراضي المرضيا
وفزت بالرضا و بالرضوان
وبالنعيم الغض والإحسان
فيا أخي: داوم المحاسبة
وأكثرن لنفسك المعاتبة
وراقب الجبار خوف غضبه
وهذب الفؤاد خوف عطبه
وازدد من الشوق إلى الجليل
وأحسن الزاد إلى الرحيل
عسى الذي ليست تنام عينه
ومن يُرى علي العباد منُّه
يراك في مواقف الدعاء
هناك بين الخوف و الرجاء
ويسمع البكاء و الضراعة
فيقبل الدعاء و الشفاعة
وخذ-أخي-نصائحي الوفية ... مخلصة خالصة نقية
..................................
..................................
لو شئتم أكملتها؟؟؟
منتظر رأيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/382)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 02:02 ص]ـ
لم يكتب أحد رأيه
وهذا في عرف الأصولين إجماع سكوتي على رفضها
أرحتم انفسكم
وأرحتموني
==
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[28 - 11 - 05, 09:12 ص]ـ
بما أن المشاركين في الملتقى لم ينقرضوا بعد، فبقولي لك: أكمل نفع الله بها، لايكون إجماع.
وهي جميلة جداً والله.
زادك الله علماً وعملاً.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[28 - 11 - 05, 03:34 م]ـ
جميلة جداً
وبليغة جداً
ولا أنسي أن أقول لك: لا بأس عليك، عجل الله لكم الشفاء.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:44 ص]ـ
جزاك اله خيرا أخي إبراهيم
والحمد لله تمائلت
ولها تكملة لأنها من ألف وثمانمائة بيت من الرجز
تشمل العلوم الشرعية ونصائحي للطلاب فيها
لكن يبدو أن المكان هنا لا يتسع لمثل هذه التجارب القليلة الفائدة.
==
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 08:36 ص]ـ
أكمل يا أخى بارك الله فيك
و لا تحرمنا مما فيه من فوائد جمة بإذن الله
و الملتقى يتسع دائما لهذه الدرر
ـ[أبو المعالي المرّوذي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:10 م]ـ
فَإِنْ تُرِدْ قَولِي فَأكْمِلْ قُدُمَا %% وَلاتَجِدْ مِنْ تَركِهِمْ تَجَهُمَا
هذا البيت من أجلك كتبته. سر وفقكم الله
* سؤال: هل أنت د. محمد القاضي / القاضي بالمحكمة الجزئية؟؟
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[30 - 11 - 05, 09:11 م]ـ
أكمل و جزاك الله عنا خيرا
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:57 ص]ـ
أخي السكندري
سأكمل أخي بإذن الله
بارك اله فيك
أخي أبا المعالي
أجيبك بس بشررط
ألا تسحب بيتك الجميل
الجواب: لا للأسف.
لست قاضيا بالمحكمة.
وجزاك الله خيرا أختي حفيدة الصالحين
ولنبدأ في حلقات تجون اولاها في هذا القسم
بالعنوان نفسه على حلقات حتى نتمكن من المتابعة.
وفقكم الله.
=
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[11 - 12 - 05, 12:41 ص]ـ
وعدت أن تكمل شيخنا الجليل
ـ[العكاشى]ــــــــ[11 - 12 - 05, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
وليس معنى عدم الرد من احد ان العمل مردود
ولكن اظن ان كثيرا من المشاركين مثلى لا يجلس امام الجهاز الا فى وقت راحته
واعلم ايضا ان كثيرا من الزوار يقرؤن ما يكتب
فسر بارك الله فيك
ـ[السنافي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 02:11 ص]ـ
أخي ابن القاضي وفقك الله و سددك،،،
يبدو أنك طويل النَّفَس في الأراجيز، لذا فنحن ندّخر مديحنا و إعجابنا بنظمك حتى تتمَّه أو تدخلَ في الموضوع على الأقل.
و لا يمنعك يا أخي الكسلُ عن استكمال بقية الأبيات.
بارك الله في قريحتك.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[11 - 12 - 05, 09:41 ص]ـ
و لا يمنعك يا أخي الكسلُ عن استكمال بقية الأبيات.
بارك الله في قريحتك.
لا أعتقد ان مثل الشيخ القاضى يوصف بالكسل اخى السنافى.
هذه ترجمة وجيزة جدا للشيخ نقلها لنا الاخ عزت المصرى فى موضوع من لا يشتهر من علماء مصر
(وإن كان الشيخ القاضى لا يتصف بهذا)
شيخنا الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الحكيم القاضى
قد لا يعرفه كثير من الطلبة الا من مقدماته لكتب الدكتور سيد حسين العفانى
له اللباس والزينة فى كتب السنة ومنظومة طويلة بعنوان النصيحة الوفية لطلاب العلوم الشرعية وله دراسة عن وصل تعليقات الامام مسلم ودراسة عن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ورسالة صوموا لرؤيته وعشرات التحقيقات منها السنة للحميدى واتحاف النبلاء برسائل أبى العلاء (فى اللغة)
وشرح الأربعين النووية لابن حجر العسقلانى (لم يطبع من قبل)
وشروح لامية العرب بر الوالدين للطرطوشى و الفتح الربانى من فتاوى الشوكانى
غير ذلك مما يطول الكلام جدا بحصره
ـ[السنافي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 11:06 م]ـ
هداك الله ..
أنا أتكلم عن المستقبل و لمَّا يقعْ بعدُ، و هو أمرٌ واضح.
ثم كل بني آدم يتصفون بهذا (لأنه طبيعةٌ بشرية) و ما أردتُ إلا الاستحثاثَ على الخير و الإسراع به، فلا داعي للتراجم و الحساسِيّات و افتعال الخصومات! ... أخي السكندري!!
ألا تقرأ معي في السنة (لكلِّ شرةٍ فترة) فمن العبث يا أخي إنكار ذلك.
و كما أسلفتُ المقصود استعجال الخير لا التعرّض للناس، و الجواب عند أخينا ابن القاضي.
فأعانه الله، و السلام.
ـ[حسن العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 11:22 م]ـ
يا اخي محمد!! .. أين اكمالك لها؟؟ اكمل وعلى الله التوكل؛ نفعنا الله بك ونفعك بنا انشاء تعالى
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[12 - 12 - 05, 02:32 ص]ـ
هداك الله ..
امين
أنا أتكلم عن المستقبل و لمَّا يقعْ بعدُ، و هو أمرٌ واضح
ليس هناك فرق و الكلام مع العلماء له أدابه من باب إنزال الناس منازلهم.
فلا داعي للتراجم و الحساسِيّات
ترجمة الشيخ حتى يعرف فضله لأن كثيرا من الإخوة بالملتقى لا يعرفون أن محمد بن القاضى هو الشيخ محمد عبد الحكيم القاضى. ولا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل. و انا متاكد ان هذا لا يسؤك فى شىء.
و افتعال الخصومات! ... أخي السكندري!!
ليس ثمة خصومة و الحمد لله أخى السنافي (ولن أضع علامات تعجب)
و السلام.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/383)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 04:20 ص]ـ
أخي أبا حفص
أخي السنافي
أرجوكما الموضوع ما يستاهل تزعلون من بعض
وأنا أبدأ ببعض النصيحة الوفية
انظروا الصفحة القادمة
===
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 04:24 ص]ـ
أتتبع معكم علوم الشرع لما علما
نتناول اهم ملامحها
وأشهر ما كتب فيها
وأهم مزالق الطالب فيها وما يعينه على خوض غمارها
ولا بد من تعينوني بالمتابعة والنصيحة
هذا شيء من التكملة
==
لكن أرجو مكنم تعليمي كيف أكتبه هاهنا منسقا
=========================
وخذ-أخي-نصائحي الوفية
مخلصة خالصة نقية
وأنت ماض في طريق الشوق
وقاصد وجه إلا له الحق
جاهد هوى النفس، و لا تطعه
واكتم عليك السر، لا تذعه
فأنت بالسر مصون الحب
أما الرياء، فهو داء القلب
فإنه الشرك الخفي المهلك
فافهم-وقاك الله شر المسلك
أما دواء القلب من أوجاعه
وباعث الفؤاد في إبضاعه
ومشعل الهمة في الصدور
ودافع الزاد إلى الضمير
فإنها العقيدة السليمة
وترك تلك البدع السقيمة
رشدت-يا فتى- إذا حصلتا
فإن يكن ذاك فقد وصلتا
العقيدة
فاعضض علي مذاهب الأسلاف
وحاذرن طرائق الخلاف
لا تتبع-فديت-قول قائل
ليس له أصل من الأوائل
هي الطريق؛ سنة الصحابة
والتابعين من أولي النجابة
فهم أدلة الورى المصيبة
وبعدهم طريقة معيبة
وحسبنا عقيدة (الصابوني)
لأحمد بن حنبل يدعوني
فهي إلى خير الورى متصلة
وهي علي خير العرى مشتملة
فإن ترد أن تدفع الدعاوي
فانظر إلى عقيدة (الطحاوي)
وابن أبي العز لها قد شرحاً
فمذهب الحق بها قد وضحا
ثم انظرن لحافظ بن حكمى
(معارج القبول) بعد الفهم
هذا إذا ما شئت الاقتصادا
وأن تحصل الهدى المفادا
فهذه المصنفات كافية
علي مقاصد الأمور وافيه
لأنها تشتمل التنزيها
وتترك التأويل و التشبيها
وتثبت الحق من الصفات
دامغة مقولة النفاة
دقائق التوحيد فيها أثبتت
وموجبات الشرك فيها أوردت
ليعرف المؤمن ما توحيده؟
وما هو الشرك؟ وما حدوده؟
وكيف يأتي ناقض الإيمان
للقلب أو للحس و العيان؟
ثم إذا شئت أمور الآخرة
فثم هاتيك الأمور حاضره
ليظهر الدليل للعباد
ويثبت اليقين بالمعاد
وثمة الأدلة القواطع
منيرة كالأنجم السواطع
علي فساد مذهب الجهمية
مجوس هذي الأمة الأمية
أو لئكم يسمون بالمعتزلة
وهي من الطرائق المضللة
وبعض أهل العلم في البرية
من قولهم يسميهم القدرية
وملة الضلال دوماً واحدة
تشابهت قلوبها الملاحدة
=====================
يتبع إن شاء الله
================
===
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[14 - 12 - 05, 10:37 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ
نحن فى إنتظار المزيد
ـ[السنافي]ــــــــ[17 - 12 - 05, 04:51 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ..
ـ[أبو المعالي المرّوذي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:30 م]ـ
لازلنا بانتظارك ياشيخ محمد،،
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 02:08 ص]ـ
طيب يا احباب قلي من الوقت واكممل لكم
ظروف فقط تعوقني(54/384)
هل يشترط للأذان أن يكون في أول وقت الصلاة؟
ـ[السعداوي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 04:06 ص]ـ
هل يشترط للأذان أن يكون في أول وقت الصلاة؟
بمعنى إذا اجتمع الناس بعد دخول و قت الصلاة بساعة أو أكثر, هل لهم الأذان إن أرادوا الصلاة,
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:08 م]ـ
لهم ذلك بل ولهم أن يؤذنوا حتى بعد خروج الوقت كما حدث مع النبى صلى الله عليه وسلم حين استيقظ و أصحابه بعد طلوع الشمس فأمر بلال أن يؤذن. والحديث رواه أبو داود وغيره(54/385)
هل علينا إجابة كلمات الإقامة ...
ـ[ابو حاذق]ــــــــ[26 - 11 - 05, 04:17 ص]ـ
السلام عليكم
معذرة: لا أعلم أن سوألي هذا يمكن ويناسب فى هذا المنتدي
انا فى مشكلة
من فضلكم أن تساعدوني
1 - إذا أقيمت للصلاة هل علينا أن نجيب ألفاظها كما فى الأذان؟
2 - وهل يشرع قراءة دعاء "اللهم رب هذه الدعوة" كما بعد الاذان؟
3 - إن فى مجتمعنا جواب كلمة " الصلاة خير من النوم" ب"صدقت وبررت" هل هذا العمل ثابت عن النبي؟
جزاكم الله ....
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[26 - 11 - 05, 01:23 م]ـ
أما سؤالك الأول، فأذكر أني قرأت للجنة الدائمة بأن الترديد خلف المؤذن في الإقامة جائز لأنها أذان كما ورد في الحديث: بين كل أذانين صلاة " وقد بحثت عن هذه الفتيا فلم أجدها .. لكن هذه فتوى الشيخ الفوزان:
السؤال:
ما حكم الترديد خلف المؤذن؟ وهل يُشرع ذكرٌ بعد الإقامة أم لا؟
المفتي: صالح بن فوزان الفوزان
الإجابة:
المشروع متابعة المؤذن؛ بأن يقول السامع مثل ما يقول المؤذن من التكبير والتهليل وغيره من ألفاظ الأذان إلا في الحيعلتين فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وكذا تشرع متابعة ألفاظ الإقامة؛ لأنها أذان، أما الدعاء بعدها؛ فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6523
----
أما قول "صدقت وبررت" فلا يعضده دليل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28369&highlight=%D5%CF%DE%CA+%E6%C8%D1%D1%CA
والله أعلم ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:36 م]ـ
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41585
ـ[أبو محمد]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:27 ص]ـ
تأييدا لكلام الأخ ماجد .. يرى الشيخ ابن باز مشروعية الترديد في الإقامة .. تجد هذا في فتاواه التي جمعها الطيار.
ويرى الشيخ ابن عثيمين عدم المشروعية .. لأنه ورد فيه حديث -وأظنه عزاه لأبي داود- لكنه ضعيف، وعليه فلا يشرع الترديد .. ارجع لفتاواه التي جمعها السليمان.
هذه فائدة على عجالة!
ـ[ابو حاذق]ــــــــ[27 - 11 - 05, 02:28 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ابا محمد و ماجد وابا عبدالله
على الردود
........... رحمنا الله(54/386)
مكرر
ـ[الغواص]ــــــــ[26 - 11 - 05, 06:55 ص]ـ
أتمنى من المشرف الحذف لأني كتبت الموضوع فوجدته مكررا في مكان آخر(54/387)
من يعرف هذا الصحابي
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[26 - 11 - 05, 12:05 م]ـ
استشهد في احدى الغزوات ووضع النبي راسه علي فخذيه وبكى ثم ضحك ثم اشاح بوجهه بعيدا ارجو سرعة الاجابة للاهمية وجزاكم الله عنا خيرا(54/388)
ماذا قال الشيخان ابن باز والعثيمين في حكم النخل في المسجد والأكل من ثمرها؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 02:02 م]ـ
المعلوم أن عامة أهل العلم على المنع من غرس النخل والشجر في المساجد
وقالوا بوجوب قلعها وتحريم ثمرها
وفي قول لبعضهم بجواز ذلك للمصلحة
والثمر يكون لعمارة المسجد
فمن يحفظ قول الشيخين ابن باز والعثيمين - أو اللجنة الدائمة - في هذا الموضوع موثقا؟
وفقكم الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 09:45 ص]ـ
...(54/389)
هل يجوز التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:14 م]ـ
هل يجوز التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم الموجودة في هذا الوقت؟
أفيدونا وجزاكم الله خير
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[26 - 11 - 05, 03:41 م]ـ
إن علم يقينا انها من أثار النبى صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك شيئا مزعوما لا يمكن التحقق منه
فيجوز التبرك بها فقد ثبت تبرك الصحابة رضوان الله عليهم بأثاره صلى الله عليه وسلم كحديث المسور بن مخرمة الذى روى فيه قول عروة بن مسعود الثقفي عن وصف حال الصحابة مع النبى صلى الله عليه وسلم فقال (وما تنخم نخامة حتى وقغت فى كف احدهم فدلك بها وجهه و جلده) وكتقسيم شعره بين الناس حين حلقه.
ولكن مع الأخذ فى الاعتبار ان قبره صلى الله عليه وسلم ليس من اثاره ولا يقاس هذا على ذاك فالأثر بقية الشىء وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس من بقاياه أى ليس بقية شىء أستعمله. والله أعلى و أعلم
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[26 - 11 - 05, 05:13 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي أبي حفص على الفائدة
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[26 - 11 - 05, 05:50 م]ـ
جزانا و أياكم
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[26 - 11 - 05, 06:06 م]ـ
العنوان وجود بعض آثار الرسول صلى الله عليه وسلم
المجيب د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف السيرة والتاريخ والتراجم/السيرة النبوية
التاريخ 18/ 5/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل صحيح أنه يوجد بعض الآثار من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو بردته في بعض المتاحف؟ وهل إن وجدت يجوز التبرك بها؟ أو التبرك ببعض تراب من حول قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم-؟ أفيدونا -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا يوجد شيء من آثار النبي – صلى الله عليه وسلم- وكل من يدعي شيئاً من ذلك فهو كاذب يريد أن يخدع أتباعه، وآثاره – صلى الله عليه وسلم- التي مست جسده الشريف يجوز التبرك بها، ولكنها لا توجد اليوم، أما تراب قبره فلا يجوز أخذ شيء منه، ولو جاز وأخذ منه كل مسلم أو عشر المسلمين لانكشف القبر وظهر جسده الشريف – صلى الله عليه وسلم- وهذا إيذاء له – صلى الله عليه وسلم- وليس تبركاً. والله الموفق.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=38152
العنوان الآثار النبوية
المجيب د. ناصر بن عبد الرحمن الجديع
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف السيرة والتاريخ والتراجم/مسائل متفرقة في السيرة والتاريخ والتراجم
التاريخ 5/ 7/1422
السؤال
أثناء زيارتي لتركيا رأيت في متحف (طوب قابي سراي) في اسطنبول قاعة للأمانات المقدسة، تضم آثاراً نبوية؛ شعرات للرسول صلى الله عليه وسلم، ورسالته للمقوقس، وبردته، وأشياء أخرى، ولم ألاحظ ما يدل على ثبوت ذلك تاريخياً.
فما حقيقة هذه الآثار، و هل يصح أنها نبوية؟
الجواب
ليس هنالك ما يدل على ثبوت صحة نسبة هذه الآثار ونحوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال صاحب كتاب (الآثار النبوية) المحقق أحمد تيمور باشا ص 78 بعد أن سرد الآثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقسطنطينية (اسطنبول): (لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة، غير أنا لم نر أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها من الشكوك) الخ.
ولا شك في مشروعية التبرك بآثار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته، ولكن الشأن في حقيقة وجود شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحاضر.
وإن مما يضعف هذه الحقيقة ما جاء في صحيح البخاري (3/ 186) عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقة) فهذا يدل على قلّة ما خلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته من أدواته الخاصة.
وأيضاً فقد ثبت فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى الأيام والقرون؛ بسبب الضياع، أو الحروب، والفتن ونحو ذلك.
ومن الأمثلة على ذلك فقدان البردة في آخر الدولة العباسية، حيث أحرقها التتارعند غزوهم لبغداد سنة 656هـ، وذهاب نعلين ينسبان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في فتنة تيمورلنك بدمشق سنة 803هـ.
ويلاحظ كثرة ادعاء وجود وامتلاك شعرات منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من البلدان الإسلامية في العصور المتأخرة، حتى قيل إن في القسطنطينية وحدها ثلاثاً وأربعين شعرة سنة 1327هـ، ثم أهدي منها خمس وعشرون، وبقي ثماني عشرة.
ولذا قال مؤلف كتاب (الآثار النبوية) ص82 بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم: (فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد بذلك فإنما وصل إليهم مما قُسم بين الأصحاب رضي الله عنهم، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها).
ومن خلال ما تقدم فإن ما يُدّعى الآن من وجود بعض الآثار النبوية في تركيا أو غيرها سواءً عند بعض الجهات، أو عند بعض الأشخاص موضع شك، يحتاج في إثبات صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى برهان قاطع، يزيل الشك الوارد، ولكن أين ذلك؟ ولاسيما مع مرور أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان على وجود تلك الآثار النبوية، ومع إمكان الكذب في ادعاء نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم للحصول على بعض الأغراض، كما وُضعت الأحاديث ونسبت إليه صلى الله عليه وسلم كذباً وزوراً.
وعلى أي حال فإن التبرك الأسمى والأعلى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو اتباع ما أثر عنه من قول أو فعل، والإقتداء به، والسير على منهاجه ظاهراً وباطناً.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=141(54/390)
بحث فقهي أحكام الترديد وراء المؤذن
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 05:06 م]ـ
أحكام الترديد وراء المؤذن
إن الترديد وراء المؤذن يعد من القربات والطاعات- التي غفل عنها الكثير من الناس- لما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رَضِي اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وبعض الذين عرفوا هذه السنة لا يعرفوا الكثير من أحكامها وأريد في هذا البحث أن أبين هذه الأحكام:
أولا: الترديد وراء المؤذن في الأذان:
- حكمه: أنه سنة مستحبة.
لما ورد في الموطأ أن الصحابة كانوا إذا أخذ المؤذن بالأذان يوم الجمعة أخذوا هم في الكلام فإنه يبعد جدا أن تكون الإجابة واجبة فينصرف الصحابة مع ذلك منها إلى الكلام.
وما رواه ابن سعد عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: رأيت عثمان بن عفان والمؤذن يؤذن وهو يتحدث إلى الناس يسألهم ويستخبرهم عن الأسعار والأخبار.
- حالة المتابع: على أي حالة سواء كان طاهر أو محدث أو جنب أو حائض أو كبير أو صغير ويستثنى منهم المصلي ومن في الخلاء، وإذا سمعه وهو في قراءة أو ذكر أو درس أو نحو ذلك قطعه وتابع المؤذن ثم واصل بعد ذلك.
- طريقة المتابعة: أن يردد بصوت منخفض يسمع نفسه أو من بجانبه.
- ماذا يقول المتابع: أن يقول مثل المؤذن تماما ماعدا عند حي على الصلاة وحي على الفلاح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله للحديث عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا قالَ المُؤَذّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللّه؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الفَلاح، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبرُ؛ ثمَّ قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللّه مِنْ قَلْبه دَخَلَ الجنَّة". رواه مسلم في صحيحه.
- بالنسبة للترديد على حَيَّ عَلى الصَّلاةِ و حَيَّ عَلى الفَلاح يجوز أحيانا ترديدها نفسها لصحة الخبر بذلك.
- بالنسبة للترديد على الشهادتين يجوز أحيانا أن يقول وأنا أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأنا أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أو أن يقول (وأنا وأنا) فقط لصحة الخبر بذلك. (ويجيب أحيانا حين يسمع المؤذن [يتشهد] بقوله: (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا) لحديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع المؤذن يتشهد) فذكره وقال في آخره: (غفر له ذنبه) أخرجه مسلم وغيره.
- بالنسبة لقول الصلاة خير من النوم في صلاة الفجر فالراجح ترديدها نفسها لأن ما ورد فيها لا أصل له، لذا فليس فيه سنة معتمدة.
- عند دخول المسجد: إذا دخل وكان وقت الأذان يستحب له أن ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان لكي يردد معه ثم يصلي تحية المسجد للجمع بين الفضيلتين.
- ماذا بعد الأذان:
1 - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ... " رواه مسلم وأفضل الصيغ الصلاة الإبراهيمية وهي "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وغيرها من الصيغ الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/391)
2 - سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم: للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة. فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ".رواه مسلم
وصيغة الدعاء " عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
ويجوز أن يقول أحيانا " اللهم أعط محمدا الوسيلة [والفضيلة] واجعل في الأعلين درجته وفي المصطفين محبته وفي المقربين ذكره إلا وجبت له الشفاعة [مني] يوم القيامة" لصحة الخبر بذلك.
وأما حديث أم سلمة قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب: (اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي) فلا يثبت إسناده.
وأما زيادة (الدرجة الرفيعة) فليس لها أصل.
ثانيا: بين الأذان والإقامة:
يستحب الدعاء في هذا الوقت للحديث عن أنس رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بَينَ الأذَانِ والإِقامَةِ" رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن السني وغيرهم.
ملحوظة:
وأرى والله أعلم أنه لا يشرع رفع اليدين في هذا الموضع وإن قال به البعض وذلك لعدم ورود ما يفيد أن الصحابة كانوا يرفعون أيديهم فيه، مع ورود ما يفيد أنهم كانوا ينتظرون الصلاة الوقت الطويل، والذي أراه في موضوع رفع اليدين أنه توقيفي في المواضع التي ورد فيها نص بأفضلية الدعاء،
أما الدعاء في الأوقات العامة فأرى أن رفع اليدين مستحب للحديث عن سَلْمَانَ رضي الله عنه قالَ قالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنّ رَبّكُمْ حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً". وخاصة إذا كان الداعي خاليا،
وأما مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فأرى أنه غير مشروع.
ثالثا: الترديد وراء المؤذن في الإقامة:
قلت: أرى أنه غير مشروع وذلك لعدة أسباب:
1 - لأن الحديث الصحيح الوارد في الترديد خاص بالأذان فقط، ومن يرى أنه عام يشمل الأذان والإقامة، أقول له يلزمك من ذلك أن تقول أن الصلاة على النبي وطلب الوسيلة له مستحبة كذلك بعد الإقامة لأن الحديث الوارد واحد، وهذا لم يصرح به غير ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام.
2 - لأن الحديث الوارد في الترديد وراء المؤذن ضعيف جدا لا تقوم به حجة، وقد ضعفه النووي والعسقلاني والألباني وابن عثيمين وغيرهم.
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في " فتاويه " (12/ 201):
عن المتابعة في الإقامة؟
فأجاب، والراجح أنه لا يتابع.ا. هـ قال: المتابعة في الإقامة فيها حديث أخرجه أبو داود لكنه ضعيف لا تقوم به الحجة -
3 - من المعروف أن السنة في الأذان الاسترسال والتمهل والفصل بين كل كلمتين بسكتة، فهذا يسمح لمن يردد خلفه أن يردد في سكتاته
أما بالنسبة للإقامة فالسنة فيها الحدر أي السرعة، وهذا لا يمكن معه الترديد فلهذا لا يشرع الترديد في الإقامة.
لكني أرى أن الإنصات مستحب استعدادا للدخول في الصلاة.
فائدة:
لكن الشيخ الألباني رحمه الله قال في الثمر المستطاب (وعلى من يسمع الإقامة مثل ما على من يسمع الأذان من الإجابة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ... ) الحديث ولأن الإقامة آذان لغة وكذلك شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة) يعني أذانا وإقامة).
ثم قال بعد ذلك (ولكني لم أجد الآن من صرح باستحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له عقب الإقامة أيضا غير ابن القيم في (جلاء الأفهام).
قلت: أكاد ألمس من كلام شيخنا رحمه الله أن عنده شك فيما ذهب إليه، ثم أقول لو كان قول الشيخ صحيح لنقل لنا من فعل الرسول حيث أنه لم تكن تقام الصلاة إلا ورسول الله في المسجد فلو كان يردد وراء المؤذن وهو يقيم، أو يدعو بأي شيء بعد الإقامة لنقله الصحابة حيث أنهم لم يتركوا شيء فعله الرسول إلا ونقلوه لنا، وفي هذا الموضع يراه جميع الصحابة ولم ينقل أحدهم شيء، فدل على عدم ثبوته، والله أعلم.
هذا والله تعالى أسأل أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ...
الراجي عفو ربه / علاء بن جوده النادي
المراجع: فقه السنة ـ تمام المنة ـ فتاوى ابن عثيمين ـ برنامج المحدث – الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب
alaagoda@hotmail.com للمراسلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/392)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هدا البحث الماتع
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:38 م]ـ
بحث موفق
وفقك الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:22 م]ـ
.
ملحوظة:
وأرى والله أعلم أنه لا يشرع رفع اليدين في هذا الموضع وإن قال به البعض وذلك لعدم ورود ما يفيد أن الصحابة كانوا يرفعون أيديهم فيه، مع ورود ما يفيد أنهم كانوا ينتظرون الصلاة الوقت الطويل، والذي أراه في موضوع رفع اليدين أنه توقيفي في المواضع التي ورد فيها نص بأفضلية الدعاء،
أما الدعاء في الأوقات العامة فأرى أن رفع اليدين مستحب للحديث عن سَلْمَانَ رضي الله عنه قالَ قالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنّ رَبّكُمْ حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً". وخاصة إذا كان الداعي خاليا،
ممكن تسمي لنا أحدا من العلماء سبقك إلى هذا القول؟ وفي رأيي ان تترك كلمة (أرى أرى أرى!!
.أما بالنسبة للإقامة فالسنة فيها الحدر أي السرعة، وهذا لا يمكن معه الترديد فلهذا لا يشرع الترديد في الإقامة.
لكني أرى أن الإنصات مستحب استعدادا للدخول في الصلاة.
فائدة:
لكن الشيخ الألباني رحمه الله قال في الثمر المستطاب (وعلى من يسمع الإقامة مثل ما على من يسمع الأذان من الإجابة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ... ) الحديث ولأن الإقامة آذان لغة وكذلك شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة) يعني أذانا وإقامة).
ثم قال بعد ذلك (ولكني لم أجد الآن من صرح باستحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الوسيلة له عقب الإقامة أيضا غير ابن القيم في (جلاء الأفهام).
قلت: أكاد ألمس من كلام شيخنا رحمه الله أن عنده شك فيما ذهب إليه، ثم أقول لو كان قول الشيخ صحيح لنقل لنا من فعل الرسول حيث أنه لم تكن تقام الصلاة إلا ورسول الله في المسجد فلو كان يردد وراء المؤذن وهو يقيم، أو يدعو بأي شيء بعد الإقامة لنقله الصحابة حيث أنهم لم يتركوا شيء فعله الرسول إلا ونقلوه لنا، وفي هذا الموضع يراه جميع الصحابة ولم ينقل أحدهم شيء، فدل على عدم ثبوته، والله أعلم.
بل ورد عن الصحابة شي؟
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:48 م]ـ
بالنسبة للتعليق الأول فأرى أنك محق،فقد وجدت فتوى لشيخنا ابن عثيمين وهي:
ماهو ضابط رفع اليدين في الدعاء؟
الجواب: رفع اليدين في الدعاءعلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما
وردت به السنة، فهذا ظاهر أنه يسن فيه الرفع، مثل دعاء الاستسقاء، إذا استسقى الإنسان في خطبة الجمعة أو في خطبة الاستسقاء فإنه يرفع يديه، وكرفع اليدين على الصفا والمروة، وكرفع اليدين في عرفة للدعاء، وكرفع اليدين عند الجمرة الأولى في أيام التشريق والجمرة الوسطى، ولهذا فإن في الحج ست وقفات، الوقفة الأولى: على الصفا، والثانية: على المروة، والثالثة: في عرفة، والرابعة: في مزدلفة بعد صلاة الفجر، والخامسة: عند الجمرة الأولى في أيام التشريق، والسادسة: بعد الجمرة الوسطى في أيام التشريق. هذا القسم لا شك أن الإنسان يرفع يديه فيه لورود السنة به.
القسم الثاني:.ما ورد فيه عدم الرفع مثل الدعاء في الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يستفتح في الصلاة ويدعو، يقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب أخرجه البخاري رقم (744) كتاب الأذان ــ ومسلم رقم (598) كتاب المساجد، ويدعو بين الاستصحاء، ومن رفع يديه في هذه الأحوال وأشباهها قلنا أنه بدعة ونهيناه عن ذلك.
القسم الثالث:.ما لم يرد فيه الرفع ولا عدم الرفع فهذا الأصل فيه أن من آداب الدعاء أن يرفع الإنسان يديه؟ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراُ أخرجهَ الترمذي رقم (3556) كتاب العوات وأبو داود رقم (1488) كتاب الصلاة. وقال الترمذي: حسن غريب،وذكر النبي:الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:يارب يارب، ومطعمهَ حرام وملبسه حرام،وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك، أخرجه مسلم رقم (1015) كتاب الزكاة، فجعل النبي رفع اليدين إلى الله من أسباب إجابة الدعاء.فهذه أقسام رفع اليدين، ولكن في القسم الذي ترفع فيه الأيدي، هل إذا فرغ من الدعاء يمسح وجهه بيديه؟
الصحيح أنه لا يمسح وجهه بيديه، لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به الحجة. رأينا شخصاً يمسح وجهه بيديه إذا انتهى من الدعاء، بينا له أن السنة ألا تمسح وجهك بيديك، لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف.
اما بالنسبة للتعليق الثاني فأرجو منك الدليل
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 01:04 ص]ـ
بارك الله فيكم
بالنسبة لرفع اليدين بين الأذان والإقامة فالقول بمشروعيته هو استدلالٌ بالعموم, وهذا العموم يحتاج إلى إسناده بتطبيق السلف, فهل ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم رفعوا أيديهم بين الأذان والإقامة, مع علمنا أنهم كانوا يدعون في هذا الموضع, ثم إن أخذت بالعموم فهناك عدة مواضع لا أظنك تأخذ بالعموم فيها, كدعاء دخول المسجد, ودعاء دخول الخلاء, فهي يشملها مسمى الدعاء ويشملها عموم الحديث, ولكن لم يرد عن السلف أنهم رفعوا في هذه المواضع, وكذلك بين الأذان والإقامة.(54/393)
قراءة ابن مسعود: والذكر والأنثى
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[26 - 11 - 05, 06:33 م]ـ
العنوان هل صح أن ابن مسعود قرأ الآية هكذا؟!
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف القرآن الكريم وعلومه/ مسائل متفرقة في القرآن
التاريخ 24/ 10/1426هـ
السؤال
السلام عليكم
ذكر الحافظ الزيلعي في كتاب "نصب الراية" رواية عن مؤلف كتاب "التنقيح" ان عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- نسي كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلو قول الله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى" فما صحة ذلك؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الغر الميامين، وبعد:
فقد ذكر هذا القول الزيلعي في نصب الراية (1/ 397 - 402)، نقلاً عن كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي، وهو فيه (2/ 778) نقلاً عن الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري الصِّبغي (ت342هـ).
وهو قول ذكره هذا الإمام ليُقابل به قَوْلَ من ردَّ رفع اليدين في الصلاة قبل الركوع وبعد التشهد الأوّل، وهو ثابت من حديث عدد من الصحابة، ذكر البخاري في جزء (رفع اليدين) أنهم سبعة عشر صحابياً، فأراد ذلك الرادُّ أن يدفع هذا كُله لمجرّد أن ابن مسعود –رضي الله عنه- لم يحفظ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلا رفعاً واحداً عند تكبيرة الإحرام.
فأراد هذا الإمام أن يُقابل غُلُوَّ هذا الرادّ بقول يردعُه، وهو أن هذا النقل عن ابن مسعود –رضي الله عنه- لو ثبت (لأن في ثبوته خلافاً)، فيبقى احتمال نسيان ابن مسعود -رضي الله عنه- وارداً.
فإن قيل: كيف ينسى ابن مسعود –رضي الله عنه- هذا الأمر المشهور من أمر الصلاة المتكررة أمامه من فعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
فيُجاب عليه بما ذكره أبو بكر الصِّبغي: أن ابن مسعود –رضي الله عنه- نسي ما لا ينساه أحدٌ، بمعنى أن الحافظ القوي الحفظ قد ينسى ما لا ينساه أحد، كما أنّ الذكي الشديد الذكاء قد يغفل ويستغلق عليه ما لا يستغلق على بُلداء الخلق أحياناً.
هذا هو قول هذا الإمام، وهو قول غير مرضي، وبيان ذلك كالآتي:
1 - أما تطبيق ابن مسعود –رضي الله عنه- في الركوع، وهو أن يشبك بين أصابع كفّيه، ويضعهما بين فخذيه، وأنه لم يكن يأخذ بركبته، وهو ثابت من فعله وحثه عليه، كما في صحيح مسلم (534). فهو محمول على أنه كان يرى جواز التطبيق، وجواز الأخذ بالركب، لا على النسيان، إذ كيف ينسى هيئة الصلاة وسبع عشرة ركعة يصليها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-.
أما ما جاء من حثِّه على هذا الفعل، فلا يقطع بأنه كان لا يُجَوِّزُ الأخذ بالركب، ولكنه خشيّ –حسب اجتهاده في المسألة- أن يُظنَّ عدمُ جواز التطبيق، ورأى كثرة الآخذين بالركب وغلبتهم، فرأى أن يحث على التطبيق، ليتقرّر جوازه عند الناس.
ولولا أن هذا الاجتهاد كان سائغاً في زمن الصحابة، وإن كان عندهم مرجوحاً لما سكتوا عنه، ولألزموه الحجّة بعدم صحّة فعله هذا.
2 - وأمّا وضع المرافق في السجود، فهو ثابت أيضاً عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2670، 2676)، بإسنادين صحيحين عنه، أنه قال: "هُيّئت عظامُ بني آدم للسجود، فاسجدوا حتى بالمرافق"، وأحد الإسنادين اقتصر على العبارة الأخيرة.
وهذا القول ليس شاذاً غريباً، ولابن مسعود –رضي الله عنه- من يوافقه من السلف، كما تراه في المصنّف لابن أبي شيبة (2/ 104 - 106).
وإذا حمل قول ابن مسعود هذا على الجواز عند الإعياء والتعب من طول السجود، فهو قول وجيه لأهل العلم.
3 - وأمّا أن ابن مسعود –رضي الله عنه- كان يقرأ سورة الليل: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى" دون أن يقرأ "وما خلق الذكر والأنثى" فهو أيضاً ثابتُ عنه في صحيح البخاري (3742، 3743، 3761، 4943، 4944، 6278)، وفي صحيح مسلم (824).
ولكن أوّلاً: لم ينفرد بها ابن مسعود –رضي الله عنه- بل وافقه على ذلك أبو الدرداء –رضي الله عنه- كما في الصحيحين (المواضع السابقة).
وهذا يدلّ على أن هذه القراءة إحدى الأحرف السبعة التي تنزل بها القرآن، وليست خطأ ولا نسياناً من هذين الصحابيين الجليلين القارئين –رضي الله عنهما-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/394)
ولكن بعد أن جمع عثمان بن عفان –رضي الله عنه- الأمة على مصحف واحد، خشية أن لا تعي ما وعاه الصحابة -رضوان الله عليهم- من شأن الأحرف السبعة، وأجمع الصحابة على قبول فعله هذا، وأجمعت الأمة عليه، أصبح من غير الجائز أن يُقرأ بغير ما في المصحف العثماني، وأصبحت موافقة القراءة لمصحفه شرطاً من شروطٍ ثلاثةٍ لقبول صحة القراءة عند جميع الأمة. وهذا ما يفسِّرُ ثبوت قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء كليهما لسورة الليل، كما في المصحف "وما خلق الذكر والأنثى" بالتواتر عنهما؛ لأنهما اثنان ممن اتصلت أسانيدُ القُرّاء بهم من الصحابة –رضي الله عنهم-.
فقراءة ابن مسعود وأبي الدرداء بالقراءة الموافقة لخطّ المصحف، وتركهما القراءة الأخرى، يدل على أنهما تركاها لما خالفت إجماع الصحابة -وهما منهم- على مصحف عثمان –رضي الله عنه-.
والشاهد: أن ابن مسعود –رضي الله عنه-لم يقرأ بتلك القراءة نسياناً، ولا تركها نسياناً بل قرأ بها قبل إجماع الأمة على مصحف عثمان، وتركها بعد إجماعها عليه.
ومع هذا كله، ومع خطأ أبي بكر الصِّبغي في تقريره لهذه المسائل، وأنها نسيانٌ من ابن مسعود –رضي الله عنه- إلا أنه يصح أن يُحْتَجَّ بها على من خالف الثابت عن العدد الوفير من الصحابة –رضي الله عنهم- في رفع اليدين قبل الركوع وبعده؛ بأن ابن مسعود –رضي الله عنه- لم يكن يفعله، أو لم يكن يعلم به. وذلك بأن يقال له: أنت تخالف الظاهر من تلك الروايات الثلاث عن ابن مسعود في الركوع والسجود والقراءة، وأوجدت لذلك التخريجات والتأويلات الصحيحة، فلماذا لا تفعل ذلك مع رواية ابن مسعود –رضي الله عنه- في مسألة رفع اليدين؟!
وثبوتُ خلافها للراجح لائح واضح.
وهذا هو ما فعله الإمام الشافعي في الأمّ (7/ 184 - 189)، حيث ذكر مسائل عديدة، منها مسألة تطبيق الركوع، ووضع المرافق في السجود، مما يقول به ابن مسعود –رضي الله عنه- وخالفه الحنفيّة. ليذكَّرهم أن مخالفة ابن مسعود –رضي الله عنه- إذا جاء الدليل بخلاف قوله، أو الرواية أقوى مما رُوي عنه، ليس أمراً جديداً على الفقه، ولا على فقههم هم أنفسهم، فلا ينبغي أن تكون مخالفته مجرّدةً دليلاً على مجانية الصواب.
هذا والله أعلم. والحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=95792
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[27 - 11 - 05, 04:12 م]ـ
مجانية
الصواب: مجانبة
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[02 - 08 - 10, 10:11 م]ـ
سؤال: في أي القراءات اعتبرت هذه "والذكر والأنثى "؟؟؟
هل هي قراءة شاذة أم من القراءات العشر؟؟؟؟؟
ـ[أنس رحال]ــــــــ[04 - 08 - 10, 06:31 ص]ـ
أخي الحبيب لقد سمعت الشيخ الحويني حفظه الله قبل يومان يذكر أن رواية إبن مسعود كانت قبل العرضة الأخيره للقران الكريم.
وهذا نص المحاضرة القيمة،يرجى الاستماع لها لم بها من فوائد.
http://www.youtube.com/watch?v=nnh29h0DrhA&feature=player_embedded
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 08 - 10, 10:08 ص]ـ
حتى لو كانت قبل العرضة الأخيرة، فإن العرضة الأخيرة لا دليل صحيح صريح أنه نسخ فيها شيء من الحروف السبعة.
ثم خلافات مصحف ابن مسعود مع غيره من الصحابة كانت بعد وفاة النبي، فإذا أضيف إلى ذلك كونه حضر العرضة الأخيرة كما هو ثابت في الحديث، فلا يعود للكلام على نسخ العرضة الأخيرة داع، لذا فما ذكره الشيخ حاتم فوق هو الصحيح المحرر في هذه المسألة.
وليراجع هذا الموضوع القيم، والأسئلة المحررة، للشيخ أبي فهر السلفي:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 08 - 10, 11:57 م]ـ
سؤال: في أي القراءات اعتبرت هذه "والذكر والأنثى "؟؟؟
هل هي قراءة شاذة أم من القراءات العشر؟؟؟؟؟
قراءة شاذة وأيضاً هناك نظر في ثبوتها عن بعض من ذكر(54/395)
كلام غريب لشيخ صوفى ..... أتمنى الرد.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لي صديق فاضل وهو أخٌ طيب ولكن معظم أهله ينتمون إلى الطريقة التيجانية الصوفية ولكنه لا ينتمى إليها وقد وضحت له بعض أخطاء هذه الطريقة -على قدر علمى- وكان ولله الحمد يقتنع بكلامى ولكنه مع ذلك يحضر فى الزاوية الخاصة بالطريقة خطبة الجمعة لأن أهله يحضرون فيها وقد نصحته بعدم الذهاب إلى هذه الزاوية ولكنه لم يفعل وإنما قلل من الذهاب إليها فقط، وكان يأتينى بأمور يقولها شيخ الطريقة بعضها لم يتقبلها صديقى نفسه والأخرى قبلها فكنت أبين له مدى صحة أو خطأ القول -ولله الحمد والمنة- ....
واليوم جاءنى بكلام استغربته كثيراً وهو الآتى:
أن شيخ الطريقة قال له: أن الله يبدل الأجسام التى كانت فى الدنيا بأجسام أخرى للبرزخ لأن أجسام الدنيا لاتصلح لحياة البرزخ، ثم يبدل أجسام البرزخ بأجسام أخرى للآخرة لأن أجسام البرزخ لاتصلح لحياة الآخرة، ثم بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ويمكثوا فيها مليون ولا عشرة مليون ولا عشرين مليون سنة يأخذ الله أرواحهم ويردها إليه (ولا أدرى عند هذه النقطة بعينها لماذا جاء على لسانى قولى: وحدة الوجود) ... ثم ذكر له أن النار سوف تفنى ثم أخذ يكلمه عن أمور فى الزهد والورع ...
وقد وقفت ولله الحمد على كتاب (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار) للإمام الصنعاني -رحمه الله- بتحقيق الشيخ الألباني -رحمه الله- فكفانى -ولله الحمد والمنة- فى الرد على قول شيخ الطريقة بفناء النار ..
فما رأيكم أيها الإخوة الأفاضل فى كلام شيخ الطريقة؟
وكيف أرد عليه وأُبين لصديقى؟
وهل قولى (وحدة الوجود) فى محله؟ أم لا؟
أتمنى منكم أيها الإخوة الإفادة بارك الله فيكم ...
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:50 م]ـ
للحذف ..
معذرة فقد تكرر الموضوع خطأً منى فأتمنى من الإدارة حذف هذا الموضوع.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة كلام هذا الصوفي السفيه إنكارٌ للبعث.
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول [2/ 940 ط. حلاق]:
((ثم منكرو البعث على أربعة أصناف:
... والصنف الرابع: ملاحدة الجهمية ومن وافقهم, أقروا بمعادٍ ليس على ما في القرآن ولا فيما أخبرت به الرسل عن الله عز وجل, بل زعموا أن هذا العالم يعدم عدماً محضاً, وليس المعادَ هو؛ بل عالمٌ آخر غيره, فحينئذ تكون الأرض - التي تحدث أخبارَها وتخبر بما عُمل عليها مِن خير وشر - ليست هي هذه, وتكون الأجسادُ التي تُعذَّب وتُجازى وتشهد على من عمل بها المعاصي ليست هي التي أُعيدت؛ بل هي غيرها, والأبدان التي تنعم بالجنة وتثاب ليست هي التي عملت الطاعة ولا أنها تحولت مِن حال إلى حال, بل هي غيرها تبتدأ ابتداء محضاً, فأنكروا معاد الأبدان, وزعموا أن المعاد بداءة اخرى ... )) أ. هـ ثم نقل أبياتاً كثير من نونية ابن القيم رحمه الله عن البعث.
ومِن الأدلة التي يُردُّ بها على الصوفي:
- قصة المشرك الذي جاء النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفتَّ عظاما أمامه ونفخها ثم قال: أيحيي هذه الله بعد ما بليت؟ فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((نعم ويدخلك النار)) ونزل فيه قوله تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} الآيات.
وجه الدلالة: واضح وهو أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبره بأنه يحيي ذات العظام التي فتها ذلك المشرك وهو العاص بن وائل.
- وكذلك قصة الرجل من بني إسرائيل الذي أمر أهله أنه إذا مات أن يحرقوه ويذروه مع الرياح, فأمر الله الهواء الوماء أن يجمعه فأحياه الحديث مشهور.
وجه الدلالة أن الله جمع ذات الميت ولم يخلق جسدا آخر.
- وكذلك ما جاء أن جسد الميت كله يبلى إلا عجب الذنب ومنه يجمع خلق الإنسان.
وجه الدلالة: واضح وهو أن الجسد يجمع من عجب الذنب وليس هناك خلق جديد
إلى غير ذلك من النصوص التي تردُّ على هذا المخرف.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أبو عبد الله الأثري وبارك فيك ونفع بك ...
وأتمنى من فضيلتك شيخنا ومن باقى الأخوة الأفاضل مزيداً من النصوص حول هذا الأمر ...
كما أتمنى التعليق على قول الشيخ الصوفي -هداه الله-:
ثم بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ويمكثوا فيها مليون ولا عشرة مليون ولا عشرين مليون سنة يأخذ الله أرواحهم ويردها إليه ...
وهل ذلك من وحدة الوجود فى شئ؟
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
ومشايخ الملتقى معروفون ولست منهم ولا قريبا منهم
وقلتُ هذا حتى لا يُطن فيَّ ما لست أهلا له وإلا فأنا أعلم بنفسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/396)
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:56 ص]ـ
وفيك بارك أخى الفاضل وإن كنت أحب أن أُشيخك (وأنت من أهلها -أحسبك كذلك والله حسيبك-) ولكن نزولاً على رغبتك وأن من الأدب أن تطيع الشيخ فسوف أقول يا أخى ...
وما زلت أتمنى أن تتحفنى بالرد على مشاركتى السابقة بارك الله فيك ..
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:58 ص]ـ
أما مسالة تبديل الأجسام للأخرة فمن الثابت فى الأثر أن أجسام اهل الجنة و أجسام أهل النار تختلف عن اجسامهم فى الدنيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء
وكذلك روى الحاكم فى مستدركه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه و يمد له في جسمه ستون ذراعا قال و يبيض وجهه و يجعل على رأس تاج من لؤلؤ يتلألأ قال: فينطلق إلى أصحابه قال: فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم ائتنا به و بارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول: ابشروا إن لكل رجل منكم مثل هذا و أما الكافر فيسود وجهه و يمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من هذا اللهم لا تأتنا به قال فيأتيهم فيقولون: اللهم أخره قال فيقول: أبعدكم الله فإن لكل منكم مثل هذا
وعلق الذهبي قال على شرط مسلم
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[27 - 11 - 05, 11:15 م]ـ
أما مسالة تبديل الأجسام للأخرة فمن الثابت فى الأثر أن أجسام اهل الجنة و أجسام أهل النار تختلف عن اجسامهم فى الدنيا
نبهنى أخى الليث السكندري جزاه الله عنى خيرا إلى ان ظاهر هذه الجملة أن الأجسام تبدل.
ولذلك أقول:
ليس المقصود أن الأجسام التى ستبعث غير الأجسام التى قبرت فهذا إنكار للبعث و لكن سيحدث الله تغيرات فى أجسامنا حتى تناسب الحياة الأخرة
و إلا فكيف للعين التى خلقت للدنيا ان ترى الله؟
وكيف للجسد الذى خلق للدنيا ان يمر على الصراط فتلفحه نار جهنم أو تخدشه كلاليبها؟
وكيف لهذ الجسم ان يتحمل الموقف خمسن الف سنة والشمس دانية من رأسه و العرق يلجمه إلجاما؟
إذا هناك تغيير فى صفات الجسم و قد ثبت هذا بالحديث كما سبق ... ولكن ليس تبديلا. والله أعلى و أعلم.(54/397)
حفظ حقوق النشر؟
ـ[باحثة]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكر أني رأيت بعض الأفاضل من رواد المنتدى بحثوا وتناقشوا في مسألة حفظ حقوق الطبع؟
وهل يجوز نشر المؤلفات دون اذن اصحابها؟ وهل يعتبر حفظ حقوق الطبع من تحجير العلم؟
والله لا اذكر المسألة بالضبط ولكني أذكر شيئا منها، فأرجو ممن يعرفها أن يسعفني بروابط المواضيع السابقه التي بحثتها
هذا وقد جُرب محرك البحث فلم يجد
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...D%DD%E 6%D9%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...D%DD%E 6%D9%C9
ـ[مِرقم]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:02 م]ـ
لماذا الرابط لا يعمل؟(54/398)
همسة في أذن كل إمام مسجد الأدلة العلمية على جواز دخول الأطفال المساجد
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 10:54 م]ـ
الأدلة العلمية على جواز دخول الأطفال المساجد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد،،،
قال رسول الله صلي الله علي و سلم: (والذي نفسي بيده ما تركت شيئا يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا أمرتكم به، وما تركت شيئا يقربكم من النار، ويباعدكم عن الجنة إلا نهيتكم عنه). تحريم آلات الطرب للألباني.
فمن مفهوم هذا الحديث يجب علينا أن نتحرك نحن المسلمين فلا يظن أحدنا أن شيئا ما يمكن أن يقربنا من الله ولم يحثنا عليه رسولنا الكريم أو أن شيئا ما يباعدنا من الله ولا يحذرنا منه نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم.
لذا فإن موضوع منع النساء اللاتي معهن أطفال من دخول المسجد لصلاة التراويح منافي لنصوص الشريعة من عدة وجوه:
أولا: أن رسولنا الكريم قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن، وليخرجن تفلات) صحيح الجامع الصغير.
قلت: وكلام الرسول هنا عام لم يستثني النساء اللاتي ليس معهن أطفال بل استثنى اللاتي يخرجن غير تفلات فقط.
ثانيا: أن رسول الله قال: (إني لأدخل في الصلاة و أنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه ببكائه) صحيح الجامع الصغير.
وفي رواية (إني لأقوم للصلاة و أنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه) صحيح الجامع الصغير.
وفي رواية (و الله إني لأسمع بكاء الصبي و أنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه) صحيح الجامع الصغير.
قلت: فمن هذا الحديث برواياته نري أن الرسول الكريم لم يمنع المرأة أن تأتي للمسجد مرة أخري ومعها الطفل بحجة أن ذلك ينافي الخشوع بل إنه كان يخفف في الصلاة من أجلها، ولعل الصلاة كانت صلاة فريضة أولي بالخشوع من النافلة.
ثالثا: قال بعض الصحابة: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي-[الظهر أو العصر]- وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [عند قدمه اليمنى]، ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي [من بين الناس]؛ فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [هذه] سجدة أطلتها؛ حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك! قال: (كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته). رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
وفي حديث آخر: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما؛ أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: (من أحبني فليحب هذين) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
قلت: فمن هذا الحديث يتبين أن الحسن والحسين وقد كانا صغيرين كانا يلعبان في المسجد لدرجة أنهما كانا يثيبان على ظهر النبي وهو ساجد وهو الإمام ولم ينههما عن ذلك، ربما لو حدث ذلك مع أحد الأئمة في هذا الزمان لفعل وفعل.
رابعا: عن أبا قتادة قال: بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.
قلت: يفهم من هذا الحديث جواز اصطحاب الأطفال للمسجد وجواز حملهما في الصلاة للإمام والمأموم وأن ذلك لا ينافي الخشوع.
وذكر الألباني في الثمر المستطاب من فقه السنة والكتاب تعليقا على هذا الحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/399)
وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارا يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله.
ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم؛ فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه ـ من الذكر وقراءة القرآن و التكبير والتحميد والتسبيح ـ أثرا قويا في نفوسهم ـ من حيث لا يشعرون ـ لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها،
ومن هذا القبيل الأذان في أذن المولود؛.
سُأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل نمنع الأطفال من المجيء للمسجد في التراويح مع الأمهات لكثرة الإفساد والإزعاج؟
فأجاب: يُتركون كما جاء في الأحاديث، (ويسع الآخرين ما وسع الأولين). والله أعلم.
قلت: قول الشيخ رحمه الله (يُتركون) أي لا يمنعون من المساجد.
وقوله: (ويسع الآخرين ما وسع الأولين) أي أن الصحابة كانوا يحضرونهم المساجد فلنفعل مثلهم.
قال المحقق ابن القيم في (تحفة المولود): وسر التأذين ـ و الله أعلم ـ أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المنتظمة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام. أ هـ
وأخيرا أذكر لكم كلمات لصاحب كتاب تحفة العروس وذلك بتصرف: قال الشيخ: لو أن الأمر بيدي لأقمت بالمساجد ألعاب للأطفال حتى تكون المساجد محببة لقلوبهم فينشئوا على حبها وحب الصلاة وحب الإسلام. أ هـ
قلت: ولكم أن تعلموا أن النصارى في كنائسهم يفعلوا كل ما يجذب الأطفال إليها، ونحن للأسف نفعل كل ما ينفر الأطفال من المساجد بدعوى الخشوع، فإن الخشوع مطلوب ولكن يطلب من مظانه بالطرق الشرعية كالابتعاد عن زخرفة المساجد وغيرها مما هو معلوم عند الفقهاء.
همسة في أذن كل إمام ينهي الأطفال من دخولهم المساجد ـ بحجة بكائهم ولم يفعل ذلك الإمام الأول محمد صلي الله عليه وسلم ـ أليس كان الأولى أن ينهي حاملي الجوالات ذات النغمات الموسيقية من دخول المسجد إنك لو فعلت ذلك لكان لك وجه.
وأخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله و التحاكم إليه عند الاختلاف والرجوع للحق إذا تبين لنا، والله الموفق إلى سواء السبيل.
جمعها الفقير إلي الله / علاء بن جوده النادي
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:32 م]ـ
أخي حول بعض الأخطاء الإملائية للتنبيه
فمن مفهوم هذا الحديث يجب علينا أن نتحرك نحن المسلمين فلا يظن أحدنا أن شيئا ما يمكن أن يقربنا من الله ولم يحثنا عليه رسولنا الكريم أو أن شيئا ما يباعدنا من الله ولا يحذرنا منه نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم.
لذا فإن موضوع منع النساء اللاتي معهن أطفال من دخول المسجد لصلاة التراويح منافي لنصوص الشريعة من عدة وجوه:
أولا: أن رسولنا الكريم قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن، وليخرجن تفلات) صحيح الجامع الصغير.
قلت: وكلام الرسول هنا عام لم يستثني النساء اللاتي ليس معهن أطفال بل استثنى اللاتي يخرجن غير تفلات فقط.
ثانيا: أن رسول الله قال: (إني لأدخل في الصلاة و أنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه ببكائه) صحيح الجامع الصغير.
وفي رواية (إني لأقوم للصلاة و أنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه) صحيح الجامع الصغير.
وفي رواية (و الله إني لأسمع بكاء الصبي و أنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه) صحيح الجامع الصغير.
قلت: فمن هذا الحديث برواياته نري أن الرسول الكريم لم يمنع المرأة أن تأتي للمسجد مرة أخري ومعها الطفل بحجة أن ذلك ينافي الخشوع بل إنه كان يخفف في الصلاة من أجلها، ولعل الصلاة كانت صلاة فريضة أولي بالخشوع من النافلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/400)
ثالثا: قال بعض الصحابة: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي-[الظهر أو العصر]- وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [عند قدمه اليمنى]، ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي [من بين الناس]؛ فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [هذه] سجدة أطلتها؛ حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك! قال: (كل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته). رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
وفي حديث آخر: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما؛ أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: (من أحبني فليحب هذين) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.
قلت: فمن هذا الحديث يتبين أن الحسن والحسين وقد كانا صغيرين كانا يلعبان في المسجد لدرجة أنهما كانا يثيبان على ظهر النبي وهو ساجد وهو الإمام ولم ينههما عن ذلك، ربما لو حدث ذلك مع أحد الأئمة في هذا الزمان لفعل وفعل.
رابعا: عن أبا قتادة قال: بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.
قلت: يفهم من هذا الحديث جواز اصطحاب الأطفال للمسجد وجواز حملهما في الصلاة للإمام والمأموم وأن ذلك لا ينافي الخشوع.
وذكر الألباني في الثمر المستطاب من فقه السنة والكتاب تعليقا على هذا الحديث:
وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارا يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله.
ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم؛ فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه ـ من الذكر وقراءة القرآن و التكبير والتحميد والتسبيح ـ أثرا قويا في نفوسهم ـ من حيث لا يشعرون ـ لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها،
ومن هذا القبيل الأذان في أذن المولود؛.
سُأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل نمنع الأطفال من المجيء للمسجد في التراويح مع الأمهات لكثرة الإفساد والإزعاج؟
فأجاب: يُتركون كما جاء في الأحاديث، (ويسع الآخرين ما وسع الأولين). والله أعلم.
قلت: قول الشيخ رحمه الله (يُتركون) أي لا يمنعون من المساجد.
وقوله: (ويسع الآخرين ما وسع الأولين) أي أن الصحابة كانوا يحضرونهم المساجد فلنفعل مثلهم.
قال المحقق ابن القيم في (تحفة المولود): وسر التأذين ـ و الله أعلم ـ أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المنتظمة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام. أ هـ
وأخيرا أذكر لكم كلمات لصاحب كتاب تحفة العروس وذلك بتصرف: قال الشيخ: لو أن الأمر بيدي لأقمت بالمساجد ألعاب للأطفال حتى تكون المساجد محببة لقلوبهم فينشئوا على حبها وحب الصلاة وحب الإسلام. أ هـ
قلت: ولكم أن تعلموا أن النصارى في كنائسهم يفعلوا كل ما يجذب الأطفال إليها، ونحن للأسف نفعل كل ما ينفر الأطفال من المساجد بدعوى الخشوع، فإن الخشوع مطلوب ولكن يطلب من مظانه بالطرق الشرعية كالابتعاد عن زخرفة المساجد وغيرها مما هو معلوم عند الفقهاء.
همسة في أذن كل إمام ينهي الأطفال من دخولهم المساجد ـ بحجة بكائهم ولم يفعل ذلك الإمام الأول محمد صلي الله عليه وسلم ـ أليس كان الأولى أن ينهي حاملي الجوالات ذات النغمات الموسيقية من دخول المسجد إنك لو فعلت ذلك لكان لك وجه.
وأخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله و التحاكم إليه عند الاختلاف والرجوع للحق إذا تبين لنا، والله الموفق إلى سواء السبيل.
والأذان في إذن المولود ضعيف
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 11:55 م]ـ
ورد في الأذان في أذن المولود حديث أبي رافع رضي الله عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة " أخرجه الترمذي بإسناد ضعيف، وله شاهد من حديث ابن عباس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد، وأقام في أذنه اليسرى " أخرجه البيهقي في الشعب وإسناده ضعيف كما قال ابن القيم في تحفة المودود. وقد رأى الألباني أن الحديثين يقوي أحدهما الآخر وأنه قد يرتقي إلى درجة الحسن (دون الإقامة) ولذلك قال في الإرواء عن حديث أبي رافع: " حسن إن شاء الله ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/401)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:28 ص]ـ
لو تكرمتم اخي علاء بذكر المرجع لفتوى ابن باز رحمه الله وجزيتم خبرا
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:38 ص]ـ
هذا السؤال سأله شيخنا الشيخ الفاضل حفظه الله الشيخ محمد بن صالح المنجد للعلامة ابن باز رحمه الله هذا ماذكره الشيخ في موقعه
وهذا هو الرابط
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=11605&dgn=4(54/402)
التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[27 - 11 - 05, 01:17 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
فقد وجدت أنه من المصلحة نقل اختصار لما حواه كتاب شيخنا الشيخ الدكتور صبري بن محمد بن عبدالمجيد والذي وسم بـ " التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " , ضمن سلسلته التي نسأل الله أن ينفع بها إتحاف الأمة بأصول السنةو كان هذا هو الأصل الأول فيها ,
يقول الشيخ - وفقه الله -:
كان النبي صلى الله عليه وسلم على القرءان كلام الله عز وجل المنزل عليه بواسطة جبريل عليه السلام ,
وفي المقام تنبيهات:
* اتفق العلماء أن ليس في القرءان ما لا معنى له (مجموع الفتاوى13/ 286) , (17/ 290)
** اتفق العلماء على أن جميع ما في القرءان مما يفهم معناه , ويمكن إدراكه بتدبر وتأمل , وأنه ليس في القرءان ما لا يمكن أن يعلم معناه أحد.
... اتفق السلف على أن في القرءان ما لا يعلم تأويله إلا الله , كالروح ووقت الساعة , والآجال وهذا قد يسمى بالمتشابه. مجموع الفتاوى (13/ 144) ومعالم أصول الفقه (111).
**** لذلك فأسماء الله تعالى وصفاته تكون من المتشابه باعتبار كيفيتها , وليست من المتشابه باعتبار معناها. مجموع الفتاوى (13/ 294) وما بعدها , والصواعق المرسلة (1/ 213) ومذكرة الشنقيطي (65).
منزلة السنة من القرءان
مما يجب معرفته واعتقاده أن الكتاب والسنة متلازمان لا يفترقان , متفقان لا يختلفان , كما قال بعض السلف: إنما هو الكتاب والسنة , والكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب.
ويتضح ذلك من خلال اعتبارات أربعة:
* باعتبار المصدرية: فلا شك أن القرءان والسنة في منزلة واحدة إذ الكل وحي من الله , لقوله تعالى (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}) النجم.
** باعتبار الحجية ووجوب الاتباع , فالقرءان والسنة في ذلك سواء وقد بوب لذلك الخطيب البغدادي في كتابه " الكفاية " فقال: ((باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب العمل ولزوم التكليف " (الرسالة صـ23).
... باعتبار أن القرءان دلَّ على وجوب العمل بالسنة وأن السنة إنما ثبتت حجيتها بالقرءان.
فالقرءان بهذا الاعتبار أصل للسنة , والأصل مقدم على الفرع.
**** باعتبار البيان: فإن السنة مبينة لما أجمل من القرءان وهي مخصصة لعمومه مقيدة لمطلقه والبيان الخاص والمقيد مقدم على المجمل والعام والمطلق , إذ العمل بهذه الثلاثة متوفق على تلك. وهذان الأخيران يتجاذب فيهما القول بتقديم القرءان أم السنة؟.
ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم
من هو الصحابي؟
هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم , مؤمنا به ومات على الإسلام ولو تخللت ردَّة على الأصح. (نزهة النظر 92,93).
"لو تخللت ردَّة" أي بين لقيه له مؤمنا به وبين موته على الإسلام , فإن اسم الصحبة باق له سواء رجع إلى الإسلام في حياته أم بعده , وسواء لقيه ثانيا أم لا.
" في الأصح" إشارة إلى الخلاف في المسألة.
والصحابة رضي الله عنهم جميعا كانوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ بن رجب: وفي أمره باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين بعد أمره بالسمع والطاعة لولاة الأمر عموما , دليل على سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته صلى الله عليه وسلم (جامع العلوم والحكم 2/ 121) مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 282) وكذا أصول الاعتقاد للالكائي (1/ 82,106).
وللسنة عدة تقسيمات باعتبارات مختلفة:
* فباعتبار ذاتها تنقسم السنة إلى قولية وفعلية وتقريريةوما سوى ذلك يمكن إدراجه تحت هذه الأقسام. (الواضح في أصول الفقه (99 - 104) للأشقر.
* و باعتبار علاقتها بالقرءان الكريم تنقسم السنة إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: السنة المؤكدة.
- القسم الثاني: السنة المبينة أو المفسرة لما أُجمل في القرءان.
- القسم الثالث: السنة الاستقلالية أو الزائدة على ما في القرءان.
حجية السنة:
أولا: حجية السنة عموما:
أجمع المسلمون على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم سنته (مجموع الفتاوى 16/ 82 - 92) قال ابن تيمية: وهذه السنة إذا ثبتت فإن المسلمين كلهم متفقون على وجوب اتباعها (فتاوى 19/ 85 - 86).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/403)
والاحتجاج بالسنة أصل ثابت من أصول الدين , وقاعدة ضرورية من قواعده.
ثانيا: حجية السنة الاستقلالية:
اتفق السلف على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجب اتباعها مطلقا لا فرق بين السنة الموافقة أو المبينة للكتاب وبين السنة الزائدة على ما في الكتاب. (الرسالة 104) (إعلام الموقعين1/ 48,2/ 314) (شرح الطحاوية 402).
ثالثا حجيةأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم:
الأصل في حجية أفعاله صلى الله عليه وسلم الأدلة العامة الدالة على حجية السنة , إذ الأفعال قسم من أقسام السنة.
وأفعاله صلى الله عليه وسلم أقسام , لكل قسم منها حكم يخصه وقبل بيان هذه الأقسام لابد من تقرير أصول أربعة.
الأصل الاول:
أن الواجب على هذه الأمة متابعة نبيها صلى الله عليه وسلم والتأسي به في أفعاله وأحواله , ولزوم أمره وطاعته , و يدخل تحت هذا الأصل:
- أمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ونهيه له. فإن الامة تشاركه ما لم يثبت الاختصاص.
-أفعاله صلى الله عليه وسلم فإن الأمة تتأسى بأفعاله إلا ما خصه الدليل.
- أمره صلى الله عليه وسلم لأمته ونهيه لها فإن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وجوبا عاما مطلقا بل إن طاعة أوامره أوكد من الاقتداء به لأن أفعاله قد تكون خاصة به صلى الله عليه وسلم , ولم يتنازع العلماء أن أمره أوكد من فعله , فإن فعله قد يكون مختصا به وقد يكون مستحبا, وأما أمره لنا فهو من دين الله الذي أمرنا به.
الأصل الثاني:
أن أفعاله صلى الله عليه وسلم تدل على حكم هذه الأفعال بالنسبة له صلى الله عليه وسلم ففعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على إباحته في أدنى الدرجات , وقد يدل على الوجوب أو الاستحباب , ولا يدل على الكراهة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل المكروه ليبين الجواز , إذ يحصل التأسي به في أفعاله بل فعله لشيء ينفي كراهته.
الأصل الثالث:
أن العلماء قد اختلفوا في أمور فعلها صلى الله عليه وسلم هل هي من خصائصه أم للأمة أن تفعلها , وذلك مثل دخوله في الصلاة إماما بعد أن صلى بالناس غيره , ... فمثل هذا من المواضع التي تتعلق بمسألة الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في أفعاله , وهي بحاجة إلى اجتهاد ونظر واستدلال وفقه.
الأصل الرابع:
التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن تفعل كما فعل لأجل أنه فعل.
والتأسي لابد فيه من أمرين
1) المتابعة في صورة العمل
2) المتابعة في القصد
أقسام أفعاله صلى الله عليه وسلم:
القسم الأول: الأفعال الجبلية أو العادية كالقيام والقعود والأكل والشرب واللباس والعمامة فهذا القسم مباح , لأن ذلك لم يقصد به التشريع ولا التعبد.
القسم الثاني: الأفعال الخاصة به صلى الله عليه وسلم التي ثبت بالدليل اختصاصه بها كالجمع بين تسع نسوة , فهذا يحرم فيه التأسي به.
القسم الثالث: الأفعال البيانية التي يقصد بها البيان والتشريع , كأفعال الصلاة والحج .. فحكم هذا القسم تابع لما بيّنه فإن كان المبيِّن واجبا كان الفعل المبيَّن له واجبا , وإن كان مندوبا فمندوب. (معالم أصول الفقه (129 - 132) والواضح وأفعال الرسول للأشقر (1/ 224 - 236).
رابعا حجية تقريره صلى الله عليه وسلم:
والأصل في حجية إقراره أنه يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة , إذ سكوته يدل على جواز ذلك الفعل أو القول بخلاف سكوت غيره.
خامسا حجية تركه صلى الله عليه وسلم:
والمقصود بالترك: تركه صلى الله عليه وسلم فعل أمر من الأمور.
والترك نوعان بالنسبة لنقل الصحابة رضي الله عنهم له:
1) التصريح بأنه ترك كذا وكذا ولم يفعله , كقول الصحابي في صلاة العيد: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العيد بلا إذان ولا إقامة. (أبو داود1144).
2) عدم نقل الصحابة للفعل الذي لو فعله النبي صلى الله عليه وسلم لتوفرت هممهم ودواعيهم , أو أكثرهم أو واحد منهم على نقله للأمة , فحيث لم ينقله واحد منهم ألبته , ولا حدَّث به في مجمع أبدا عُلم أنه لم يكن.
وذلك كتركه صلى الله عليه وسلم التلفظ بالنية عند دخوله الصلاة.
وتركه صلى الله عليه وسلم لفعل من الأفعال يكون حجة , فيجب ترك ما ترك كما يجب فعل ما فعل بشرطين (مجموع الفتاوى26/ 172) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 591 - 597) صحيح البخاري (7290,6925,6924,2010):
الشرط الأول: أن يوجد السبب المقتضي لهذا الفعل في عهده صلى الله عليه وسلم وأن تقوم الحاجة إلى فعله.
الشرط الثاني: انتفاء الموانع وعدم العوارض.
وبالجملة: فإن تركه صلى الله عليه وسلم الفعل لعدم وجود المقتضي له , فهذا الترك لا يكون سنة , بل إذا قام المقتضي ووجد"بشرط ألا يكون وجود هذا المقتضي إنما حصل بتفريط الناس". كان فعل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مشروعا غير مخالف لسنته كقتال أبي بكر رضي الله عنه لمانعي الزكاة , بل إن هذا العمل يكون من سنته لأنه عمل بمقتضى سنته صلى الله عليه وسلم.
الحالة الثانية: أن يترك صلى الله عليه وسلم الفعل مع وجود المقتضي له بسبب قيام مانع , كتركه صلى الله عليه وسلم فيما بعد قيام رمضان جماعة بسبب خشيته أن يكتب - يفرض - على أمته.
الحالة الثالثة: أن يترك الفعل مع وجود المقتضي له وانتفاء الموانع. فيكون تركه صلى الله عليه وسلم - والحالة كذلك - سنة كتركه صلى الله عليه وسلم الأذان لصلاة العيدين.
وبالجملة: فالسنة التركية أصل عظيم وقاعدة جليلة , بها تحفظ أحكام الشريعه , ويغلق باب الابتداع في الدين , إذ ترك النقل , نقل للتركوانظر (معالم في أصول الفقه (136 - 137) , وأفعال الرسول للأشقر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/404)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[28 - 11 - 05, 12:54 ص]ـ
وتجدر الإشارة إلى أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا مبنية على مقدمات ثابتة راسخة:
1) كمال الشريعة واستغناؤها التام عن زيادات المبتدعين , واستدراكات المستدركين.
2) بيانه صلى الله عليه وسلم لهذا الدين وقيامه بواجب التبليغ خير قيام
3) حفظ الله لهذا الدين وصيانته من الضياع
الاقتداء بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
ولكل ما سبق بيانه وجب على العقلاء الذين يريدون العزة والكرامة والنجاة في الدنيا والآخرة , وجب عليهم الافقتداء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , فإن الخير كل الخير في اتباعهم والاقتداء بهم , والشر كل الشر في مخالفتهم ونبذ آثارهم.
وها هو الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالى- بوب في كتابه الفقيه والمتفقه (1/ 435). باب "القول في أنه يجب اتباع ما سنه أئمة السلف من الإجماع والخلاف , وأنه لا يجوز الخروج عنه".
وبعد فهذه شذرات من كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فارض أخا الإسلام والإيمان لنفسك بما قاله القوم , وقف حيث وقفوا. فإنهم على الحق وقفوا , وبهدى الله كفوا , وهم على كشف المسائل كانوا أقوى و بالفضل كانوا أحرى ,
ولئن كان الهدى ما كان الخلف عليه فلقد سبقوهم إليه , ولئن حدث بعدهم فما أحدثه إلا من سلك غير سبيلهم , ورغب بنفسه عنهم.
رحم الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعا , نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حبهم , وحب من يحبهم , وأن يرزقنا بغض من يبغضهم وينتقسهم , إنه ولي ذلك والقادر عليه.(54/405)
استفسار حول التسمية عند دخول البيت
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى مسلم عن جابر بن عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء, وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت, وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء)) , وفي رواية: (وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه، وإن لم يذكر اسم الله عند دخوله).
السؤال:
هل يكفي أن يسمي صاحب البيت عند دخوله ليمنع الشياطين من المبيت؟ أم إنه لا بدَّ أن يسمي كل أفراد البيت عند دخولهم؟
أفيدوني مشكورين
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[27 - 11 - 05, 05:54 م]ـ
اخي [ B] ابو عبد الله ان المسلم ادا سما الله وقرء الدعاء المؤثور فان الشيطان القرين لايدخل معه اما اهل بيته فان لكل واحد منهم قرينه .. لكن اقول لك انتظر بضعت ايام حتى ازيد بصيرة في هدا الباب الشرعي انشاء الله وازودك بجواب كافي بعد البحث في المراجع والكتب .. اعانك الله
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 01:23 م]ـ
أخي الأثري:الحديث الوارد مطلق ويرى الإمام العلامة ابن باز أن الدعاء يكون هو ماجاء في حديث خولة عند مسلم (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق) لعموم قوله في نفس الحديث (من نزل منزلاً) ذكره في شرحه لكتاب التوحيد (مسجل) أما الحديث المشهور عند البعض (بسم الله ولجنا وبسم الله ...... ) أخرجه أبو داوود فهو ضعيف وقد تراجع الألباني عن تصحيحه وحكم عليه بالضعف في مقدمة الكلم الطيب طبعة مكتبة المعارف وممن ضعفه أيضا الحافظ ابن حجر راجع (تراجع العلامة الأباني) جمع أبو الحسن الشيخ، أما من المخاطب بالدعاء؟ فالله أعلم ولعل الاخوة يتحفوننا بشاركاتهم ممن لديهم علم في هذا.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 12:39 م]ـ
بارك الله فيكم
وبانتظار المزيد من إخواننا(54/406)
هل جواز نيتا الأضحية والعقيقة معا
ـ[ابو حاذق]ــــــــ[27 - 11 - 05, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
هل جواز نيتا الأضحية والعقيقة معا فى الذبح فى عيد الأضحى؟ هل يصح العقيقة أم لا؟
أن هذا العمل منتشر فى مجتمعي ...
ساعدوني .... رحمنا الله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 09:24 م]ـ
يجوز عند الحنابلة.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[27 - 11 - 05, 11:35 م]ـ
الشيخ الحنبلي السلفي
فى أى الكتب أجد ذلك؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 08:39 م]ـ
أبشر: هذه ضالتك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25425&highlight=%C7%E1%CA%D4%D1%ED%DF+%E4%ED%C9
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 11:15 م]ـ
في كل كتب الحنابلة الفقهية انظر مثلا الروض المربع وشرح المنتهى وكشاف القناع والفروع والإنصاف وغيرها. وراجع تحفة المودود لابن القيم رحمه الله تعالى(54/407)
كيف نفسر سجود أبوي يوسف وإخوته له مع النهي للسجود لغير الله؟
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:31 م]ـ
اخواني لقد اصبحت عندي معضلة في تفسير وفهم اية في سورة يوسف وهي ان اخوة يوسف قد سجدو ا له والاسلام يحرم السجود لغير الله فكين يمكن ان نجمع بين الاية والاحاديث التي تحرم السجود لغير الله افيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[بويوسف76]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:48 م]ـ
أخي الكريم: أبا عبد الرحمن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
لماذا أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم؟ ولماذا سجد إخوة يوسف ليوسف؟ أعرف أن السجود يجب أن يكون لله.
الجواب:
الحمد لله
السجود يكون على وجهين:
يكون تعظيماً وتقرباً إلى من سُجِدَ لهُ، وهذا سُجود عبادة ولا يكون إِلاَّّ لله وحده في جميع الشرائع.
النوع الثاني من السجود، سُجود تحيَّة وتكريم وهذا هو السُّجود الذي أَمَر الله الملائكة به لآدم فسجدوا له تكريماً، وهو منهم عبادة لله سبحانه بطاعتهم له إذْ أمرهم بالسجود.
وأمّا سجود أَبَويْ يُوسُف وإخوته له فكذلك هو من سجود التحية والتكريم، وقد كان جائزاً في شريعتهم، وأمّا في الشريعة التي جاء بها خاتم النبيين محمدٌ صلى الله عليه وسلّم فلا يجوز السجود فيها لغير الله مطلقاً، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ". ونهى النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً عن السجود له لمّا ذكر أن أهل الكتاب يسجدون لعظمائهم، وذكر الحديث المتقدم، وتحريم السجود لغير الله مطلقاً في هذه الشريعة هو من كمالها في تحقيق التوحيد وهي الشريعة الكاملة في كُلِّ ما اشتملت عليه من الأحكام، قال تعالى: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
كتبه: الشيخ عبد الرحمن البراك. ( www.islam-qa.com)
المصدر ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=8492&dgn=4)
ـ[ابن رباح الاسدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 07:06 م]ـ
قال ابن كثير في تفسيره ان السجود كان ذلك في شريعتهم وساق بعدها الاحاديث لدلالة التحريم الان في الاسلام ولهذا قال الطبري ان السجود كان على عادتهم في تلك الازمان والان هما حرام سواء للتبرك أو للعبادة
وفي الجلالين ان السجود هو بمعنى الانحاء لا وضع الجبهة على الارض كما يتبادر الى الاذهان
وزاد الطبري " حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدا قال: قال ذلك السجود تشرفه، كما سجدت الملائكة لآدم تشرفة ليس بسجود عبادة.
وإنما عنى من ذكر بقوله: إن السجود كان تحية بينهم، أن ذلك كان منهم على الخُلُق لا على وجه العبادة من بعضهم لبعض. ومما يدلّ على أن ذلك لم يزل من أخلاق الناس قديما على غير وجه العبادة من بعضهم لبعض". اهـ
ولعل في هذا كفاية.
ـ[أبو ريما]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:39 ص]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=571&highlight=%C7%E1%E3%DE%E6%E1%C7%CA(54/408)
من يشير علي في اساليب الخطابة والثبات عند الالقاء
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:49 م]ـ
من يمنحني ويفقهني في اساليب الخطابة .. وكيف اكون خطيبا ناجحا مع العلم اني امتلك صوتا جهوري لكن الاضطراب امام حشد من الناس يقلل من براعتي كخطيب افيدوني
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 11:54 م]ـ
مرحبا أخي ..
إليك تدريب رائع و مفعوله قوي بإذن الله ...
.. انتق خطبة قوية من المصادر المعنية بذلك ... ثم قسمها إلى أقسام ((و لتكن 7 مثلا))
اقرأ القسم الأول من الخطبة ((5 اسطر مثلا)) قراءة نظرية سريعة ملفوظة .. و كرر هذه القراءة 100 مرة ... نعم 100 مرة و اصبر على ذلك .. ستجد أنك قد حفظت هذا المقطع ... كرر المقطع حفظا 200 مرة .. و اصبر على ذلك .. في النهاية ستجد أنك حفظته كاسمك ...
ثم اذهب إلى المقطع الثاني و افعل به كما فعلت بالأول مع مراجعة بسيطة للأول .. ثم الثالث و الرابع و هكذا حتى الأخير ...
قد يأخذ منك هذا أسبوعا كاملا ...
بعد ذلك كرر الخطبة كاملة من أولها إلى آخرها حفظا 50 مرة ... فإن رأيت أنك لم تظبطها جيد فـ 150 مرة فإن لم تظبطها فـ 250 مرة ... و هكذا حتى تقرأها كسورة الاخلاص ...
و سيأخذ منك هذا أيضا اسبوعا آخر ... فاصبر
بعد ذلك
اذهب إلى جامع تقام فيه صلاة الجمعة ... في وقت يكون فيه المسجد خاليا من الناس ((بعد صلاة العصر مثلا)) و اصعد المنبر ... و الق ما حفظته بصوتك الجهوري ... استمر على هذا العمل عدة أيام ..
بعدها ستجد أن 75% من الخوف قد زال ....
و ما بقي لا يُدرك إلا بإكراه النفس على الخروج أمام الناس و الكلام امامهم ...
هذا ما يحضرني على عجل ..
أسأل الله لك التوفيق ..
ـ[عبد البصير]ــــــــ[28 - 11 - 05, 12:55 م]ـ
لا داعي للحفظ في بداية المشوار - في نظري -.
ـ[نياف]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:28 م]ـ
http://saaid.net/aldawah/k.htm
ـ[ابن زهران]ــــــــ[28 - 11 - 05, 02:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صراحة بعدما قرأت كلام الأخ أبو خليل النجدي تبسمت مكرها على ما ذكره وقلت في نفسي أن عليك تحضير الخطبة قبلها بشهر ثم تقوم لتصمها ولو سهوت في كلمة لضاع منك ما وراءها (ابتسامة).
ولكن يا أخي الكريم أنصحك بما يلي:
أولا أن تخلص عملك لله عز وجل ولا تنظر لثناء ولا تنتظر شكرا من أحد فإن وفقت وسمعت كلمة طيبة فلا تغتربما قيل فكم من الناس يسمع ولا يعقل وكم من الجلوس من هو أعلم منك وأفقه ورأى منك عيبا فستره ولم يبده؟
ثانيا: أن تستشعر أن عليك واجبا تحمله في قلبك وتريد أن تبثه وتبينه للناس.
ثالثا: انتق الموضوع الذي تستشعر أنك في حاجة إليه وقم بإعداده جيدا واختر له الآيات والآحاديث التي تناسبه ثم قم بحفظها جيدا، وحاول أن تربط بين الدليل وما تستدل به عليه.
رابعا: ترنم بخطبتك وقت فراغك وكأنك أمام الناس، ويا حبذا لو جمعت بعض خلانك وتكلمت معهم في موضوعك وألقيت عليهم ما جمعته فذلك يعطيك دربة على تقصي أخطاءك التي لا ترى إلا وقت المواجهة.
خامسا: أن تجمع عناصر الموضوع وأطرافه في ورقة صغيرة تجعلها في يدك إذا دهمك أمر أو نسيت أو استشكل عليك فانظر فيها.
وأخيرا سل الله تعالى أن يوفقك وأن يجعلك من خدام دينه.
وبقدر ما تحمل في قلبك من الهم وحرصك على نفع الناس؛ بقدر ما يهبك الله من الفتح على قلبك ولسانك.
أما بخصوص صوتك الجهوري
فاعلم أن الناس ليسو على وتيرة واحدة ولا على قلب واحد فمنهم من يعجبه الصوت العالي ومنهم من يرفضه والتوسط والاعتدال يزيد من إعجاب الناس بالخطيب ويدلل على قوته وفهمه فيعلي صوته في وقت الحاجة ويخفضه في وقت آخر.
وأسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك وجميع المسلمين على طاعته وحسن عبادته
أخوك أبو أنس
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 05:17 م]ـ
صراحة بعدما قرأت كلام الأخ أبو خليل النجدي تبسمت مكرها على ما ذكره وقلت في نفسي أن عليك تحضير الخطبة قبلها بشهر ثم تقوم لتصمها ولو سهوت في كلمة لضاع منك ما وراءها (ابتسامة).
(ابتسامة من شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى)
مرحبا أخي ,
أنا فهمت من الأخ أنه مبتدى , و يريد طريقة تجعله خطيبا مصقعا .. و هذا ما عندى للمبتدئين (ابتسامه)
أما إذا اعتاد , و تمكن , فله تحضير الخطبة قبل الزوال شمس يوم الجمعة بساعة
و أما حفظ الخطبة أو الكلمة للمبتدى , فأراها من أقوى ما يهدم جدار الرهبة و الخوف من الكلام أمام الناس .. حيث تزرع ثقة في النفس لا يدركها إلا من جرب ..
بارك الله في الجميع
ـ[ابن زهران]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:39 م]ـ
أضحك الله سنك أخي
وجزاك خيرا
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا اخواني وبارك الله فيكم
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:22 م]ـ
اطلب اشرطة سي دي
من جمعية دار البر - دبي
دورة الخطابة -- جيدة ومفيدة
مدتها اسبوع
سعرها - مجانا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/409)
ـ[محمد عزت أمين]ــــــــ[01 - 02 - 06, 11:49 ص]ـ
جزا الله خير الأخ عمرو بن زهران على هذا التعليق الجيد و نفعنا الله به و نفعكم(54/410)
طلب عاجل من كل من يعرف الشيخ المجاهد عبدالله بن سعدي العبدلي
ـ[نواف البكري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 08:59 م]ـ
الأخوة الأكارم في ملتقى أهل الحديث /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /
كتب إلي بعض المشايخ الفضلاء /
بأن الشيخ: رياض بن عبدالمحسن بن سعيد حفظه الله، وهو أحد طلاب العلم، وأحد خواص طلاب الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي من علماء الطائف
وقد توفي الشيخ الغامدي عام 1425.
ويسعى الشيخ رياض في عمل كتاب ضخم في ترجمة وأخبار الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي رحمه الله.
والمطلوب ممن لديه علاقة بالشيخ أو مزيد أخبار عنه أو دراسة عليه أن يضيفها هنا حتى تضاف إلى هذا الكتاب وسوف يباشر الشيخ رياض بن عبدالمحسن بن سعيد متابعة الملتقى لأخذ ما يتم تحقيقه هنا
ودمتم على خير
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[27 - 11 - 05, 11:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عليك بشيخ الملتقى الشيخ عبد الرحمن الفقيه فستجد بغيتك عنده.
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 09:52 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/printthread.php?t=33287
والله الموفق
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 11 - 05, 05:13 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من مشاركات شيخنا أبي عمر عبدالرحمن بن عمر الفقيه عن شيخه العبدلي رحمه الله
1 - رسالة في الولاء والبراء للشيخ عبدالله العبدلي الغامدي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27716&highlight=%C7%E1%DA%C8%CF%E1%ED
2- رسالة (الأخطاء الأساسية في فتح الباري) للشيخ عبدالله العبدلي الغامدي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27373&highlight=%C7%E1%DA%C8%CF%E1%ED(54/411)
إذا لم تتحقق المصلحة العامة في بعض أفراد المجتمع هل يتغير الحكم
ـ[المؤمّل]ــــــــ[28 - 11 - 05, 12:10 ص]ـ
للمصلحة العامة (الأغلبيه) حكم الوالي بمنع المؤظفين من الاشتغال بالاعمال الحرة. حتى يفسح المجال لغير الموظفين
لكن موظف دخله 1500 ريال ويريد الاشتغال بالأعمال الحرة هل يجوز ان يأخذ اسم اخيه غير موظف ليفتح دكان يجلب العيش منه
علما أنه يريد الكفاف و1500 لا تكفيه،
وهل يستوي الموظف ذو دخل 1500 بموظف دخله 6000 نفس الشهادة والكفاءة في هذا الحكم من الدولة؟؟(54/412)
بحث--كلام اهل العلم في قراءة القران جماعة
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارجوا من الاخوة الافاضل ان يوفيدونا في هدا الموضوع فكل من وقف على كلام الاهل العلم فلا يبخل به علينا
وقد و قفت بالقريب العاجل على كلام في الملتقى الا انه قليل شيئا ما
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32417
فظاهرة قراءة القرآن جماعة متفشية قديما و حديثا و قد وفق الله طالب علم بالدندنة حول هدا الموضوع فساعدوه بارك الله فيكم
واني اسال الله عز و جل ان ييسر له الخير حيثما كان و ان يوفقه الى كل خير
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:10 م]ـ
اينكم يا اخوتيييييييييييييي
المياعدى المساعدة
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:11 م]ـ
اينكم يا اخوتيييييييييييييي
المساعدة المساعدة
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:38 م]ـ
قال بن مسعود {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القران} وفيه دليل على إجتماعهم للقراءة
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:56 م]ـ
بدعة و للشيخ محمد بوخبزة رسالة في الموضوع، فنرجو من تلامذته أن يحملوا رسالته على هذا الموقع، و لهم جزيل الأجر.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
انا اعلم انه بدعة
انظر السبب في مشاركتي الاولى
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 11 - 05, 02:10 ص]ـ
أعانك الله.
للإمام الطرطوشي - رحمه الله - كلام حول هذه المسألة في مواضع من كتابه < الحوادث والبدع >.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 04:13 ص]ـ
بوركتم
بدع القراء
الشيخ بكر ابوزيد
سنن القراء
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ
-ذكرها تعريضا وليس تفصيلا-
وفقكم الله
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 08:06 م]ـ
و اين لي بهده الكتب
ارجوا من الاخوة الافاضل نقل كلام هؤلاء العلماء في الملتقى
بارك الله فيكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:04 ص]ـ
أعانك الله ووفقك.
لزيادة إثراء البحث انظر - غير مأمور - هنا:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7558.shtml
وهنا مشكورا:
http://www.marwakf-dz.org/Majaletmasjeed/majaletmasjeed012.php
وهنا أيضا:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=27933
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[01 - 12 - 05, 05:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا الصحيح و اني اسال الله جل في علاه ان ييسر لكم الخير حيثما كانتم و ان يلهمكم الرشد و الصواب انه و لي دالك و مولاه
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 05:22 م]ـ
ولك مثل ذلك وبارك فيك ونفع بك.
ولمثل هذه الدعوات وغيرها أجاور أهل الحديث.
و أمامي منذ أمس نسختان من < الحوادث والبدع > للإمام الطرطوشي - رحمه الله - أريد أن أنقل لك بعض ما فيه مما يتعلق بسؤالك - وسأفعل قريبا إن شاء الله - ... وما وجدتُ الوقت ... فادع الله لي أن يبارك لي في وقتي وعمري حتى أصرفه فيما يرضي الله.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:25 ص]ـ
قال الإمام الطرطوشي في كتابه < الحوادث والبدع > صـ 161 - 162 طبعة الشيخ علي الحلبي: (فصل في قراءة القرآن بالإدارة.
قال مالك في < مختصر ما ليس في المختصر > لابن شعبان: " ولا يجتمع القوم يقرؤون في سورة واحدة، كما يفعل أهل الإسكندرية، هذا مكروه ولا يعجبنا ".
قال: " ويكره أن يقرئ المقرئ جماعة " ثم خفف للجماعة بعدُ.
وذكر في المنتقى؛ قال: " سئل مالك عن قراء مصر الذين يجتمع الناس إليهم، فكل قارئ منهم يقرئ العصبة يفتح عليهم، قال: " إنه حسن، لا بأس به ".
وقد قال مرة: إنه كرهه وعابه، وقال: " يقرأ ذا ويقرأ ذا، يقول الله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}.
قال: " ولو كان يقرأ واحد ويستثبت من يقرأ عليه، أو يقرأ عليه واحد بعد واحد؛ لم أر به بأسا ".
وأما أن يجتمع القوم فيقرؤون في السورة مثل ما يقرأ أهل الإسكندرية، وهو الذي يسمى الإدارة، فكرهه مالك، وقال: " هذا لم يكن من عمل الناس ".
قال في < مختصر ما ليس في المختصر >: " والذين يجتمعون ويقرؤون سورة واحدة حتى يختموها كل واحد منهم على إثر صاحبه مكروه منكر ".
قال: " فلو قرأ أحد منهم آيات، ثم قرأ الآخر على إثر صاحبه، والآخر كذلك؛ لم يكن بذلك بأس، هؤلاء يعرضون بعضهم على بعض ".
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:01 م]ـ
وفقك الله.
هذه تكملة الصفحات التالية من الكتاب:
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:06 م]ـ
وهذا الباقي:
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:53 ص]ـ
احسن الله اليك و بارك فيك و في جهادك اخي الفهم الصحيح
كما اني ابلغك اني احبك في الله
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:36 ص]ـ
ولك مثل ذلك وأكثر ... وملأ قلبك إيمانا ويقينا ... وزادك خلقا حسنا ... وأدبا جماً ... ورفعة وسؤددا ....
وأحبك الله الذي أحببتني فيه ... وأنا كذلك أحبك في الله وجميع الأحباب في الملتقى بلا استثناء ... ورزقني الله حسن الأدب معك و معهم ...
وانظر هنا - رعاك الله - هديتي إليك وإلى الأحباب في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=236268#post236268
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/413)
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[08 - 04 - 06, 06:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
فمن المعلوم من فتاوى أهل العلم خاصة المالكية منهم الحكم على قراءة القرآن جماعة بالبدعية لعدم ورود ما يؤيدها في الكتاب أو السنة الصحيحة أو الضعيفة منها. كما نص على دلك الامام مالك بن انس رحمه الله فيما نقله عنه الامام خليل في مختصره.
وبالمناسبة فللشيخ ابي اويس محمد بوخبزة رسالة قيمة في الموضوع معمونة ب: إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط مشروعية الدكر جماعة. فلتراجه فإنها مهمة.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[26 - 05 - 07, 08:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و بعد:
قال العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه " الحسام الماحق ":
" اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه". رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى (عبد الله الهبطي) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة:
الأولى: أنها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب.
الرابعة: أنه يتنفس في المد المتصل مثل: جاء، و شاء، و أنبياء، و آمنوا، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك، و هو الجمع بين الوقف و الوصل، كتسكين باء (لا ريب) و وصلها بقوله تعالى:"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه: الجمع بين الوصل و الوقف حرام * نص عليه غير عالم همام
الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم.
فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين).
قال أبو إسحاق الشاطبي في (الاعتصام):
(و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/414)
إما بالعبادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: (مَرَّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحُوا عَشرَا و هللوا عشرَا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل؟ بل هذا "يعني أضل").
و في رواية عنه: أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا و كذا مرة "الحمد لله"، قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: (هُديتم لما لم يُهدَ نبيكم، وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة)، وذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول: " لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علمًا ").انتهى
تعليق: و قد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد:
الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم ففي بعض الروايات ": وَيْحَكُم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم"، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بهدمه فهدم.
الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شَرٌ من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها.
الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه.
الرابعة:: أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي فيه الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: (إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار)، وابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، والحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها. أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (فتح الباري) ولذلك قال العلماء: (لا هجرة بعد الفتح). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: (و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية)
قال محمد تقي الدين: و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول، و السلام تسليمتين (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي صلى الله عليه و سلم يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتها زيارة بدعية، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً.
قال في مختصره عاطفاً على المكروهات: (و جهر بها في مسجد كجماعة)، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله صلى الله عليه و سلم: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم. و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله. إن الله لا يهدي القوم الظالمين) "
انتهى ما قال رحمه الله(54/415)
سؤال حول أقصى مدة لحمل المرأة كما أخبر أعلام أهل السنة وعلمائهم!!!! (2 - 7 سنين؟؟؟)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 05:58 ص]ـ
هل من تأييد علمي لما قرأته عن إحتمال أن يمتد حمل المرأة لمدة قد تزيد على التسعة أشهر المعروفة .. لتصل لسنتين أو (حسب علماء آخرين) لسبع سنين؟؟؟؟
أستغرب هذه الآثار!!! هل من تعليل طبي لذلك عندما يحدث؟؟؟ وهل يوجد ذكر مشابه لهذه المسألة في كتب الفرق الأخرى المدعية للإسلام؟؟؟ ذلك لأن سائلي يخوض نقاشاً مع ’إسماعيلي‘ وأتاه الأخير بما أوردته لكم في العنوان (من أننا، أهل السنة، نقول بأن الحمل قد يطول لتلك المدة)، ساخراً منا!!
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 11 - 05, 06:56 ص]ـ
أخي الكريم
الثابت القطعي في الطب الحديث استحالة ولادة طفل حي بعد العشرة أشهر، كحد أقصى (وهي حالة نادرة جداً). فلله در ابن حزم حين قال: «فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً، فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً».
لكن هناك مسألة الحمل الكاذب، ولعلها هي سبب ما قاله الفقهاء.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 07:47 ص]ـ
فما هذا إذن (وقد أوصلنيه أخ مسلم، يهودي سابق، هو الذي يجري النقاش مع الإسماعيلي):
"المغني - عبدالله بن قدامه ج 9 ص 116:
(مسألة) قال (ولو طلقها أو مات عنها فلم تنكح حتى أتت بولد بعد طلاقه أو موته بأربع سنين لحقه الولد وانقضت عدتها به) ظاهر المذهب أن أقصى مدة الحمل أربع سنين، به قال الشافعي وهو المشهور عن مالك. وروي عن احمد أن أقصى مدته سنتان وروي ذلك عن عائشة وهو مذهب الثوري وأبي حنيفة لما روت جملية بنت سعد عن عائشة لا تزيد المرأة على السنتين في الحمل ولان التقدير إنما يعلم بتوقيف أو اتفاق ولا توقيف ههنا ولا اتقاق إنما هو على ما ذكر وقد وجد ذلك فان الضحاك بن مزاحم وهرم بن حيان حملت أم كل واحد منهما به سنتين. وقال الليث أقصاه ثلاث سنين حملت مولاة لعمر بن عبد الله ثلاث سنين. وقال عباد بن العوام خمس سنين. وعن الزهري قال قد تحمل المرأة ست سنين وسبع سنين. وقال أبو عبيد ليس لأقصاه وقت يوقف عليه."
؟؟؟؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[28 - 11 - 05, 08:09 ص]ـ
وفقك الله.
لعل في هذا الرابط فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15107&highlight=(54/416)
يجوز لأهل مكة أن يحرموا للعمرة من بيوتهم على خلاف من قال يحرمون من التنعيم
ـ[أبو أحمد الرفاعي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
سمعت فتوى من أحد المشايخ المعروفين أثبت فيها أن أهل مكة يحرمون للعمرة من بيوتهم وليس كما يعتقده كثير من المشائخ وطلبة العلم وعامة الناس من وجوب خروجهم إلى مسجد التنعيم أو خارج حدود الحرم عموما
أرجو من الإخوة الكرام في المنتدى أن يفيدونا في هذا الموضوع والذي صار محل خلاف بين أهل العلم بالرغم من أكثرية الذين يقولون بالخروج إلى مسجد عائشة واعتقاد البعض بأن هذا إجماع العلماء
ويستدلون في قولهم هذا بحديث عائشة حينما وجهها النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى التنعيم علما بأن عائشة رضي الله عنها تعتبر من أهل المدينة
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[28 - 11 - 05, 01:34 م]ـ
الخلاف في هذه المسألة كثير , ولكن الذي ذهب إليه جماهير العلماء أنه يخرج للتنعيم لنص الحديث ,, والله أعلم
ـ[فهد القحطاني 1]ــــــــ[28 - 11 - 05, 09:59 م]ـ
ليس الشرط للتنعيم بل الخروج للحل وهو عليه أكثر الفقهاء والتنعيم أقرب الحل ولو خرج لعرفات ثم دخل جاز
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 11 - 05, 09:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلي أنقل لك موضوعا كتبته سابقا في الملتقى حول هذه المسألة
ملتقى أهل الحديث > منتدى العلوم الشرعية التخصصي > حكم خروج المكي إلى الحل للإحرام بالعمرة
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه10 - 09 - 2003, 12:40 PM
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في المجلد الخامس من أضواء البيان
(وأما إهلال المكي بالعمرة، فجماهير أهل العلم على أنه لا يهل بالعمرة من مكة، بل يخرج إلى الحل، ويحرم منه، وهو قول الأئمة الأربعة وأصحابهم، وحكى غير واحد عليه الإجماع.
قال صاحب تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق في الفقه الحنفي: الوقت لأهل مكة الحرم في الحج، والحل في العمرة للإجماع على ذلك. انتهى منه.
وقال ابن قدامة في المغني في الكلام على ميقات المكي: وإن أراد العمرة فمن الحل، لا نعلم في هذا خلافاً. انتهى منه.
وقال ابن حجر في فتح الباري في الكلام على ميقات أهل مكة: وأما المعتمر فيجب عليه أن يخرج إلى أدنى الحل، كما سيأتي بيانه في أبواب العمرة.
قال المحب الطبري: لا أعلم أحداً جعل مكة ميقاناً للعمرة. انتهى محل الغرض منه.
وقال ابن القيم: إن أهل مكة لا يخرجون من مكة للعمرة، وظاهر صنيع البخاري أنه يرى إحرامهم من مكة بالعمرة، حيث قال: باب مهل أهل مكة للحج والعمرة، ثم ساق بسنده حديث ابن عباس المذكور، ومحل الشاهد عنده منه المطلق للترجمة هي قوله: «حتى أهل مكة من مكة» فقوله في الترجمة باب مهل أهل مكة للحج والعمرة، وإيراده لذلك، حتى أهل مكة يهلون من مكة، دليل واضح على أنه يرى أن أهل مكة يهلون من مكة للعمرة والحج معاً كما هو واضح من كلامه.
وإذا علمت ذلك، فاعلم أن دليل هذا القول هو عموم حديث ابن عباس المتفق عليه. الذي فيه حتى أهل مكة يهلون من مكة، والحديث عام بلفظه في الحج والعمرة، فلا يمكن تخصيص العمرة منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه، وأما القائلون: بأنه لا بد أن يخرج إلى الحل، وهم جماهير أهل العلم كما قدمنا، فاستدلوا بدليلين.
أحدهما: ما ثبت في الصحيحين، وغيرهما من: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة في عمرتها من مكة إلى التنعيم وهو أدنى الحل. قالوا: فلو كان الإهلال من مكة بالعمرة سائغاً لأمرها بالإهلال من مكة، وأجاب المخالفون عن هذا: بأن عائشة آفاقية والكلام في أهل مكة لا في الآفاقيين، وأجاب الآخرون عن هذا بأن الحديث الصحيح، دل على أن من مر ميقات لغيره كان ميقاتاً له، فيكون ميقات أهل مكة في عمرتهم هو ميقات عائشة في عمرتها. لأنها صارت معهم عند ميقاتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/417)
الدليل الثاني: هو الاستقراء وقد تقرر في الأصول: أن الاستقراء من الأدلة الشرعية، ونوع الاستقراء المعروف عندهم بالاستقراء التام حجة بلا خلاف، وهو عند أكثرهم دليل قطعي، وأما الاستقراء الذي ليس بتام وهو المعروف عندهم بإلحاق الفرد بالأغلب فهو حجة ظنية عند جمهورهم. والاستقراء التام المذكور هو: أن تتبع الأفراد، فيؤخذ الحكم في كل صورة منها، ما عدا الصورة التي فيها النزاع، فيعلم أن الصورة المتنازع فيها حكمها حكم الصور الأخرى التي ليست محل نزاع.
وإذا علمت هذا فاعلم أن الاستقراء التام أعني تتبع أفراد النسك، دل على أن كل نسك من حج أو قران أو عمرة، غير صورة النزاع لا بد فيه من الجمع بين الحل والحرم، حتى يكون صاحب النسك زائراً قدماً على البيت من خارج كما قال تعالى {يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ}. فالمحرم بالحج أو القران من مكة لا بد أن يخرج إلى عرفات: وهي في الحل، والآفاقيون يأتون من الحل لحجهم وعمرتهم، فجميع صور النسك غير صورة النزاع، لا بد فيها من الجمع بين الحل والحرم، فيعلم بالاستقراء التام أن صورة النزاع لا بد فيها من الجمع أيضاً بين الحل والحرم، وإلى مسألة الاستقراء المذكورة أشار في مراقي السعود بقوله: ومنه الاستقراء بالجزئي على ثبوت الحكم للكلي
فإن يعم غير ذي الشقاق فهو حجة بالاتفاق الخ
وقوله: فإن يعم البيت: يعني أن الاستقراء إذا عم الصور كلها غير صورة النزاع فهو حجة في صورة النزاع بلا خلاف، والشقاق الخلاف. فقوله: غير ذي الشقاق: أي غير محل النزاع.
.) انتهى كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله.
ومما يدل على ذلك فعل بعض الصحابة
جاء في موطأ الإمام مالك في باب الرمل في الطواف
813 وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه رأى عبد الله بن الزبير أحرم بعمرة من التنعيم
قال ثم رأيته يسعى حول البيت الأشواط الثلاثة
--------------------------------------------------------------------------------
راجي رحمة ربه10 - 09 - 2003, 01:05 PM
مبحث جيد
وخطأ مطبعي يا ليت يصحح
....
صوابه:
ومنه الاستقراء بالجزئي على ثبوت الحكم للكلي
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه10 - 09 - 2003, 07:08 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا التنبيه
وبالتقرير السابق للشيخ الشنقيطي رحمه الله يعرف ما في كلام العلامة الصنعاني رحمه الله في سبل السلام من قوله
سبل السلام ج: 4 ص: 226 (صبحي حلاق)
واعلم أن قوله (حتى أهل مكة من مكة) يدل أن ميقات عمرة أهل مكة كحجهم وكذلك القارن منهم ميقاته مكة، ولكن قال المحب الطبري إنه لا يعلم أحدا جعل مكة ميقاتا للعمرة
وجوابه أنه صلى الله عليه وسلم جعلها ميقاتا لها بهذا الحديث وأما ما روي عن ابن عباس أنه قال (يا أهل مكة من أراد منكم العمرة فليجعل بينه وبينها بطن محسر) وقال أيضا من أراد من أهل مكة أن يعتمر خرج إلى التنعيم ويجاوز الحرم) فآثار موقوفة لاتقاوم المرفوع، وأما ما ثبت من أمره صلى الله عليه وسلم لعائشة بالخروج إلى التنعيم بعمرة لم يرد إلا تطييب قلبها بدخولها إلى مكة معتمرة كصواحباتها لأنها أحرمت بالعمرة معه ثم حاضت فدخلت مكة ولم تطف بالبيت كما طفن كما يدل له قولها قلت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك واحد قال انتظري فاخرجي إلى التنعيم فأهلي منه الحديث
فإنه محتمل أنها إنما أرادت أن تشابه الداخلين من الحل إلى مكة بالعمرة ولا ويدل أنها لا تصح العمرة إلا من الحل لمن صار في مكة ومع الاحتمال لا يقاوم حديث الكتاب000) انتهى.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه17 - 10 - 2003, 08:10 PM
أما ما فهمه البعض أن الإمام البخاري رحمه الله يختار أن أهل مكة يحرمون للعمرة من الحرم لأنه بوب بقوله (باب مهل أهل مكة للحج والعمرة 1542حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن بن عباس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ) فيحتاج لتأمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/418)
ولعل الإمام البخاري رحمه الله إنما يقصد بتبويبه هذا مهل المفرد و القارن ولايقصد العمرة المفردة
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 386
قوله (حتى أهل مكة)
يجوز فيه الرفع والكسر
قوله (من مكة) أي لا يحتاجون إلى الخروج إلى الميقات للإحرام منه بل يحرمون من مكة كالآفاقي الذي بين الميقات ومكة فإنه يحرم من مكانه ولا يحتاج إلى الرجوع إلى الميقات ليحرم منه وهذا خاص بالحاج
واختلف في أفضل الأماكن التي يحرم منها كما سيأتي في ترجمة مفردة فيجب عليه أن يخرج إلى أدنى الحل كما سيأتي بيانه في أبواب العمرة
قال المحب الطبري لا أعلم أحدا جعل مكة ميقاتا للعمرة
فتعين حمله على القارن
واختلف في القارن فذهب الجمهور إلى أن حكمه حكم الحاج في الإهلال من مكة
وقال ابن الماجشون يجب عليه الخروج إلى أدنى الحل ووجهه أن العمرة إنما تندرج في الحج فيما محله واحد كالطواف والسعي عند من يقول بذلك وأما الإحرام فمحله فيهما مختلف
وجواب هذا الإشكال أن المقصود من الخروج إلى الحل في حق المعتمر أن يرد على البيت الحرام من الحل فيصح كونه وافدا عليه وهذا يحصل للقارن لخروجه إلى عرفة وهي من الحل ورجوعه إلى البيت لطواف الإفاضة فحصل المقصود بذلك أيضا) انتهى.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه30 - 10 - 2004, 12:07 PM
وفي شرح العمدة للإمام ابن تيمية رحمه الله
((فصل
وقد أطلق أحمد القول بأن العمرة واجبة وأن العمرة فريضة في رواية جماعة منهم أبو طالب والفضل وحرب وكذلك أطلقه كثير من أصحابه منهم ابن أبي موسى
وقال في رواية الأثرم وقد سئل عن أهل مكة فقال أهل مكة ليس عليهم عمرة إنما قال الله تعالى (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) فقيل له إنما ذاك في الهدي في المتعة فقال كان ابن عباس يرى المتعة واجبة ويقول يا أهل مكة ليس عليكم عمرة إنما عمرتكم طوافكم بالبيت
قيل له كأن إقامتهم بمكة يجزيهم من العمرة فقال نعم.
وكذلك قال في رواية ابن الحكم ليس على أهل مكة عمرة لأنهم يعتمرون في كل يوم يطوفون بالبيت فمن أراد منهم أن يعتمر خرج إلى التنعيم أو تجاوز الحرم
وقال في رواية الميموني ليس على أهل مكة عمرة وإنما العمرة لغيرهم قال الله تعالى (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) إلا أن ابن عباس قال يا أهل مكة من أراد منكم العمرة فليجعل بينه وبينها بطن محسر
وإذا أراد المكي وغيره العمرة أهل من الحل وأدناه التنعيم
ولأصحابنا في هذا ثلاثة طرق:
أحدها أن المسألة رواية واحدة بوجوبها على المكي وغيره وأن قوله ليس عليهم متعة يعني في زمن الحج لأن أهل الأمصار غالبا إنما يعتمرون أيام الموسم وأهل مكة يعتمرون في غير ذلك الوقت قاله القاضي قديما قال لأنه قال لأنهم يعتمرون في كل يوم يطوفون بالبيت وهذه طريقة ضعيفة.
الثانية أن في وجوبها على أهل مكة روايتين لأنه أوجبها مطلقا في رواية واستثنى أهل مكة في أخرى وهذه طريقة القاضي أخيرا وابن عقيل وجدي وغيرهم.
والثالثة أن المسألة رواية واحدة أنها لا تجب على أهل مكة وأن مطلق كلامه محمول على مقيده ومجملة على مفسره وهذه طريقة أبي بكر وأبي محمد صاحب الكتاب وهؤلاء يختارون وجوبها على أهل مكة
ووجه عدم وجوبها ما روى عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يا أهل مكة ليس عليكم عمرة
وعن عمرو بن كيسان قال سمعت ابن عباس يقول لا يضركم يا أهل مكة ألا تعتمروا فإن أبيتهم فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن واد
وعن عطاء إنه كان يقول يا أهل مكة إنما عمرتكم الطواف بالبيت فإن كنتم لا بد فاعلين فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن واد رواهن سعيد
وهذا مع قوله إن العمرة واجبة ولا يعرف له مخالف من الصحابة ولأن الله سبحانه قال ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام فجعل التمتع بالعمرة إلى الحج الموجب لهدي أو صيام لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام فإذا كان حاضر المسجد الحرام يفارق
غيره في حكم المتعة وواجباتها فارقة في وجوب العمرة وأيضا فإن العمرة هي زيارة البيت وقصده وأهل مكة مجاوروه وعامروه بالمقام عنده فأغناهم ذلك عن زيارته من مكان بعيد فإن الزيارة للشيء إنما تكون للأجنبي منه البعيد عنه وأما المقيم عنده فهو زائر دائما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/419)
فإن مقصود العمرة إنما هو الطواف وأهل مكة يطوفون في كل وقت وهؤلاء الذين لا تجب عليهم العمرة هم الذين ليس عليهم هدي متعة على ظاهر كلامه في رواية الأثرم والميموني في إستدلاله بقوله تعالى (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام)
وظاهر قوله في رواية ابن الحكم والأثرم ايضا إنها إنما تسقط عن أهل مكة وهم أهل الحرم لأنهم هم المقيمون بمكة والطوافون بالبيت فأما المجاور بالبيت فقال عطاء هو بمنزلة أهل مكة) انتهى.
--------------------------------------------------------------------------------
أبو تيمية إبراهيم30 - 10 - 2004, 12:44 PM
أحسنتم أخي أبا عمر
و إتماما للفائدة:
قال الطحاوي رحمه الله في كتابه القيِّم (أحكام القرآن): (و أما كيفية العمرة، فإنه لا يصح أن يحرم بها من أرادها من الحرم، و إنما يصلح له أن يحرم بها من الحل.
و الأصل في ذلك ما رويناه فيما تقدم من كتابنا هذا .. ) ثم ساق حديث عائشة في اعتمارها من التنعيم، و قال:
(و لا نعلم اختلافا بين أهل العلم في أن العمرة هذا حكمها، و أنه لا ينبغي لأحد أن يحرم بها من الحرم، و أما من كان في غير الحرم، فإحرامه بها من حيث يؤمره من أثر أن يحرم بالحج: أن يحرم به منه على ما ذكرنا في باب مواقيت الحج). (الأحكام2/ 219 - 220)
و معنى الجملة الأخيرة (من حيث يؤمره من أثر أن يحرم بالحج: أن يحرم به منه .. ) أي من حيث يطلبه من اختار الإحرام بالحج).
و الأمر يأتي بمعنى الطلب، و أثر أظن الصواب فيها آثر.
أو لعل في الجملة الأخيرة من الكلام المنشور تحريفا، و صوابها: من حيث يؤمُّه - يعني يقصده - من أراد أو آثر أن يحرم ..
والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه30 - 10 - 2004, 12:47 PM
حفظك الله وبارك فيك ومرحبا بك وبمشاركاتك القيمة شيخنا الكريم.
--------------------------------------------------------------------------------
مصطفى الفاسي30 - 10 - 2004, 03:00 PM
قال ابن قدامة في المغني (3/ 159) ت. عبد السلام محمد على شاهين:
"وليس على أهل مكة عمرة. نص عليه أحمد. وقال: كان ابن عباس يرى العمرة واجبة، ويقول: يا أهل مكة: ليس عليكم عمرة، إنما عمرتكم طوافكم بالبيت. وبهذا قال عطاء، وطاوس. قال عطاء: ليس أحد من خلق الله إلا عليه حج وعمرة واجبتان، لا بد منهما لمن استطاع إليهما سبيلا، إلا أهل مكة، فإن عليهم حجة، وليس عليهم عمرة، من أجل طوافهم بالبيت. ووجه ذلك أن ركن العمرة ومعظمها الطواف بالبيت، وهم يفعلونه فأجزأ عنهم. وحمل القاضي كلام أحمد على أنه لا عمرة عليهم مع الحجة؛ لأنه يتقدم منهم فعلها في غير وقت الحج. والأمر على ما قلناه." اهـ
--------------------------------------------------------------------------------
مصطفى الفاسي30 - 10 - 2004, 03:19 PM
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في المجلد الخامس من أضواء البيان
وإذا علمت هذا فاعلم أن الاستقراء التام أعني تتبع أفراد النسك، دل على أن كل نسك من حج أو قران أو عمرة، غير صورة النزاع لا بد فيه من الجمع بين الحل والحرم، حتى يكون صاحب النسك زائراً قدماً على البيت من خارج كما قال تعالى {يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ}. فالمحرم بالحج أو القران من مكة لا بد أن يخرج إلى عرفات: وهي في الحل، والآفاقيون يأتون من الحل لحجهم وعمرتهم، فجميع صور النسك غير صورة النزاع، لا بد فيها من الجمع بين الحل والحرم، فيعلم بالاستقراء التام أن صورة النزاع لا بد فيها من الجمع أيضاً بين الحل والحرم،
هنا إشكال في كلام الشيخ الشنقيطي:
هو قوله: (فاعلم أن الاستقراء التام أعني تتبع أفراد النسك، دل على أن كل نسك من حج أو قران أو عمرة، غير صورة النزاع لا بد فيه من الجمع بين الحل والحرم،)
ومعلوم أن الإحرام بالحج لأهل مكة يكون من مكة لحديث ابن عباس الذي في الصحيحين، والذي فيه " ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة"
فلم يجمع في هذه الحالة بين الحل والحرم، مما يعكر على استقرائه، فلم يعد تاما.
أم أن فهمي سقيم؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالرحمن الفقيه30 - 10 - 2004, 03:38 PM
بارك الله فيك ونفع بعلمك، وما ذكرته حفظك الله يجاب عنه بأن المكي يخرج إلى الحل في عرفة أثناء مناسك الحج وهي من الحل فيكون قد جمع بين الحل والحرم.
--------------------------------------------------------------------------------
مصطفى الفاسي31 - 10 - 2004, 04:19 AM
نعم سبحان الله، لقد ذكر ذلك في تضاعيف كلامه، ولم اَنتبه لذلك!!
فجزاكم الله خيرا،
--------------------------------------------------------------------------------
وينظر هذا الرابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=158241#post158241(54/420)
الحقائق الجلية لفهم الصفات الالهية
ـ[وليد البورسعيدى]ــــــــ[28 - 11 - 05, 05:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد: فقد ورد لدى اذهان بعض الناس استشكال لتفسير حديث النزول الالهى فى الثلث الاخير من الليل والاستشكال هو ان الكرة الارضية تنقسم الى قسمين او نصفين نصف ليل ونصف نهار وذلك يعنى ان الكرة الارضية لن تكون كلها توقيت واحد فأردنا توضيح هذه المسألة بغرس قواعد الايمان بصفات الله تعالى على ما يقتضيه منهج اهل السنة والجماعة وتبيين خمس حقائق فى هذه المسألة والله المستعان؛
الحقيقة الأولى: أن الله تعالى أمرنا أن نؤمن بما أنزله في كتابه في القرآن، وبما أوحى به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في السنة، حتى لو لم تدركه عقولنا القاصرة، قال تعالى (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) و قال تعالى (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)، وهذا هو سبب تسمية اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إيمانا، لان كلمة الإيمان تشتمل على بعد غيبي يصدق به المصدق، وهو لا يشاهده بعينه، فلم يطلق عليه (تصديق) في الكتاب والسنة لهذا السبب، لان المطلوب أن يسلم المؤمن بما جاء به الرسول حتى لو كان غيبا مغيبا.
الحقيقة الثانية: أنه يجب الإيمان بصفات الله تعالى الواردة في القرآن والسنة بلا تحريف لمعانيها، أو تعطيل لما تدل عليه من أنها صفات الله تعالى الكاملة، ولا إدعاء المعرفة بكيفياتها، ولا تمثيل بينها وبين صفات المخلوق، وعلى هذا الأصل العظيم مضى الصحابة الكرام، ومن تبعهم من أهل الإسلام، الذين ساروا على طريق الصحابة وهم أهل السنة والجماعة.
الحقيقة الثالثة: أن الله تعالى موصوف بصفات الكمال المطلق، لا يتطرق إليه نقص بأي وجه من الوجوه، واعتقاد النقص في صفاته كما فعلت اليهود والنصارى بعد تحريفهم لما جاءت به أنبياؤهم عليهم السلام، هو شرك وكفر به سبحانه.
الحقيقة الرابعة: أننا مع إيماننا بكل صفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة، وان اتصاف الله تعالى بها هو على الحقيقة، غير أننا نجهل كيفيتها، لان عقولنا القاصرة عاجزة عن ذلك، ولهذا قال تعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) أي أن علمه سبحانه محيط بالإنسان وبكل خلقه، غير أن الإنسان لا يمكنه أن يحيط علما بالله تعالى.
ومن الأمثلة التي توضح هذه الحقيقة أننا نؤمن بالأحلام والرؤى التي نراها في منامنا، غير أننا عاجزون تماما عن معرفة كيفيتها، ونؤمن بوجود الروح في أجسادنا مع أننا عاجزون تماما عن معرفة كيفيتها، ونؤمن بوجود الجن كذلك، وأنهم يأكلون ويشربون ويتناكحون ويؤمنون ويكفرون، كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن، ونعجز عن معرفة كيفية أداءهم لعملياتهم العضوية عجزا تاما، فإذن يمكن أن ينفصل الإيمان بوجود الشيء وأنه حقيقة قائمة، عن الإحاطة بكيفيته.
ولله المثل الأعلى، فالله تعالى نؤمن بذاته ولكننا نجهل كيفيتها، ونؤمن باتصاف الذات الإلهية بصفاتها العليا، مثل السمع والبصر والعلم، ولكننا نجهل تماما كيفية اتصاف الذات الإلهية بتلك الصفات، مع أننا نجزم أن ذلك الاتصاف، يختلف تماما عن اتصاف ذواتنا بصفاتها، مع أن الأسماء متحدة متشابهة، فنحن أيضا لدينا ذوات تسمع وتبصر وتعلم، لكن الحقائق مختلفة تماما، فالله تعالى لا يماثل خلقه، ولايمكن معرفة كيفية صفاته سبحانه.
ونحن نرى أن المخلوقات أحيانا تتشابه في إطلاق الأسماء والصفات عليها، وتختلف الكيفيات اختلافا كليا، فمثلا نطلق صفة اليد على يد البعوضة، ويد الفيل، ويد الباب، ويد الإنسان، بينما الكيفيات تختلف اختلافا عظيما، مع أن الاسم الذي فهم منه الصفة، اسم واحد، فإذا كان هذا الاختلاف بين المخلوقات، فكيف بالاختلاف بين الخالق والمخلوق، ولهذا فنحن نؤمن باتصاف الله تعالى بصفة اليد كما ورد في القرآن والسنة، ولكن نجهل كيفيتها، ولا نمثلها بأيدينا، تعالى الله عن ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/421)
الحقيقة الخامسة: أن الوحي الإلهي لا يتضمن ما يحكم العقل باستحالته، ونعني بذلك العقل السليم الذي يفهم الاستدلال الصحيح، والبراهين السليمة، وينقاد للحق، وليس عقل المستكبر، فإنه عقل فاسد أعماه العناد.
غير أن الوحي الإلهي قد يتضمن أحيانا ما يحتار فيه العقل، لان في الوحي الإلهي حديث عن الغيب، والإنسان يتحير فيما غاب عن عقله، ولكنه ليس بالضرورة يحكم باستحالة وقوعه، فثمة فرق بين الإيمان بالشيء مع تحير العقل فيه، والحكم بالاستحالة، ومن الأمثلة على هذه الحقيقة أعني الفرق بين الحيرة والحكم بالاستحالة، أنك لو حدثت شخصا قبل مائتي عام مثلا، أن الإنسان سيمكنه فيما يأتي من الزمان، أن يتحدث مع شخص آخر ويراه وبينهما آلاف الأميال، بحيث أن أحدهما في جوف الليل، والآخر في وضح النهار، لاحتار عقله في الإيمان بهذا، وربما أداه ذلك إلى التكذيب، بينما لو عرضه مرة أخرى على عقله وبحث عن دليل صحيح يحكم بامتناع وقوع ذلك، لحكم بأنه غير مستحيل الوقوع البتة، وها نحن نراه واقعا اليوم.
فكذلك نحن قد نؤمن ببعض صفات الله تعالى إيمانا لا يتطرق إليه ريب، غير أن عقولنا تبقى متحيرة في كيفيتها، كإيماننا بعلم الله تعالى العظيم المحيط بكل الكليات والجزيئات التفصيلية الدقيقة في الحياة التي هي غير متناهية، كما قال تعالى (ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)، ومعلوم أن تساقط الأوراق متجدد باستمرار وكذلك، حبوب الزروع المختفية في باطن الأرض، وما تحمله من أرزاق، وكل ما يقع في البر والبحر، كل ذلك يتحير العقل البشري في إمكان أن يدركه مدرك في كل لحظة، ولا يفوته منه شيء البتة، قد أحاط علمه بكل ذلك على التفصيل حتى جريان الإلكترونات حول نوات الذرات، في كل الأرض والسموات، هذا كله يتحير فيه عقل المؤمن، وتصيبه هذه الحيرة بالدهشة والشعور الغامر بعظمة الخالق، ولكن مع ذلك هو مؤمن مصدق مطمئن قلبه بان ذلك حق، وقس على هذا المثال إيمان المؤمن بكل صفات الله تعالى العلية.
وإذا تبينت هذه الحقائق الخمس فالجواب على سؤال السائل أن نقول:
إن حديث النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق كثيرة مستفيضة، واتفق العلماء على صحته، والإيمان به واجب، ومعارضة ما دل عليه من معنى حق، بعقولنا القاصرة، يخالف ما أمرنا به من الإيمان، والتسليم التام بكل جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما قول القائل أن الحديث يقتضي حدوث النزول الإلهي في كل لحظة، لان ما من لحظة إلا ويكون في بعض الأرض ثلث أخير من الليل، فالجواب أن هذا الفهم إنما سبق إلى عقل المعترض، بسبب ظنه أن النزول الإلهي كنزول البشر، يجري عليه ما يجري على حركات البشر من الخضوع لظرف الزمان، والانتقال من مكان إلى المكان، فسبق إلى ذهنه تمثيل الله تعالى بخلقه، فأدى ذلك إلى استشكال معنى الحديث، ولو أنه علم أن كل صفات الله تعالى، لا يماثله فيها ـ سبحانه ــ شيء من خلقه، ولا يجري عليها ما يجري على صفات المخلوقين من الأحكام واللوازم، لو استحضر هذا العلم في قلبه عند قراء ة أو سماع الحديث ـ كما فعل الصحابة رضي الله عنهم ولهذا لم يثيروا هذا التساؤل ــ لما استشكل معنى الحديث، ولفهمه على أن النزول الإلهي، ليس كنزولنا نحن، ولا يلزم عليه ما يلزم من حركاتنا وأفعالنا البشرية، بل هو أمر آخر خفيت علينا كيفيته، كما خفيت علينا كيفية سائر صفاته من السمع والبصر و العلم والحياة والإرادة والمحبة والغضب والرحمة والاستواء على عرشه ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده إلى سائر الصفات الذاتية والفعلية التي اتصف بها سبحانه، فنحن نؤمن بها ونجهل كيفيتها وكذلك النزول الإلهي في الثلث الأخير من كل ليلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/422)
هذا وقد أجمع العلماء من سلف الأمة ومن بعدهم، على أن القاعدة العامة التي تضبط هذا الباب الجليل، هي التي أطلقها الإمام مالك رحمه الله، إمام دار الهجرة، عندما سأله سائل عن استواء الله على عرشه، فقال قولته المشهورة: (الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة) وكذلك يقال في كل صفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة.
وقال العلماء من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى وصفاته تفهم على ضوء ثلاثة أصول:
الأول: الإيمان بكل ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته، إثباتا ونفيا، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الأسماء والصفات، وننفي ما نفاه الله ورسوله من الأسماء والصفات، من غير اعتراض على شيء من ذلك بعقولنا، فذلك مقتضى الإيمان والتسليم، قال تعالى (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسماءه).
الثاني: نفي التمثيل والتشبيه بين أسماء الله وصفاته، وأسماء المخلوقين وصفاتهم قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تعالى قال تعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما).
وقد أخذت هذه الأصول الثلاث من طريقة الصحابة التي أجمعوا عليها، فلم تكن طريقتهم في فهم نصوص صفات الله تعالى إلا بالإيمان بها وإمرارها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولاتمثيل ولا تكييف، وقد حكى إجماعهم على ذلك عامة العلماء من أهل السنة والجماعة.
قال الإمام الاوزاعي (كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من صفاته) رواه البيهقي في الأسماء والصفات، وصححه ابن القيم رحمه الله.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله (القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل مالك وسفيان وغيرهما ... وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء، وينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء .. وذكر سائر الاعتقاد على هذا النحو) ذكره الذهبي في العلو للعلي الغفار.
وقال الحافظ الخطيب رحمه الله (أما الكلام في الصفات، فأما ما روي منها في السنن والصحاح، فمذهب السلف (أي الصحابة والتابعون وأتباعهم من علماء القرون الثلاثة المفضلة) إثباتها، وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها) ذكره الذهبي في المصدر السابق.
وبهذا يعلم انه لاوجه لإثارة السؤال بأن النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل، يلزم منه كونه يحصل على مدار الساعة، لان ذلك إنما يحصل لو كان النزول يشبه نزول البشر، أما وهو أمر لانعلم كنهه، ولاندرك كيفيته، فليس علينا إلا الإيمان به والتسليم بأنه حق على الكيفية التي تليق بالله تعالى، ويعلمها هو ولا نعلمها، قال تعالى (سبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا) وقال: (والله يعلم وأنتم لاتعلمون) والله أعلم.(54/423)
هل أستعمال السواك باليد اليمنى أم باليسرى؟
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[28 - 11 - 05, 09:42 م]ـ
وهل ينكر على الذي يستخدمه باليسرى؟ وهل السواك من باب التطيب و التجميل , أو من باب أزلة الأذى والقَذَر .....
وأتمنى من أخواني ذكر الأدلة أو الأثار الواردة عن نبينا محمد صلى الله علية وسلم أو أقوال الأئمة والعلماء ....
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[28 - 11 - 05, 09:47 م]ـ
راجع كتاب الدراك في أحكام السواك، لشيخ الإسلام جعفر بن إدريس الكتاني، فهو كالموسوعة في السواك وأحكامه، وما ورد فيه من الأحاديث. طبع بمكتبة الرشد بالمملكة السعودية، بتحقيق الدكتورة أسماء عجين ..
ـ[السعداوي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 04:17 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - في شرحه لبلوغ المرام بأن رأي شيخ الاسلام - رحمه الله - هو الاستياك باليسرى.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17064&scholar_id=423&series_id=728
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 08:34 ص]ـ
الأمر ولله الحمد في هذا واسع، فيستاك كما يريد لأنه ليس في المسالة نص واضح
سئل الشيخ ابن عثيمين: هل يستاك الإنسان باليد اليمنى أو باليد اليسرى؟
فأجاب بقوله: هذا محل خلاف، فذهب بعض العلماء إلى أن الإنسان يستاك باليد اليمنى، لأن السواك سنة والسنة طاعة لله وقربة فلا تتناسب أن تكون باليد اليسرى لأن اليسرى تقدم للأذى.
وقال آخرون: بل باليد اليسرى أفضل، وذلك لأن السواك لإزالة الأذى، وإزالة الأذى تكون باليسرى كالاستنجاء والاستجمار فإنه يكون باليسرى لا باليمنى.
وفضَّل آخرون فقالوا: إن تسوَّك لتطهير الفم كما لو استيقظ من نوم أو لإزالة أذى، فيكون باليد اليسرى لأنه لإزالة الأذى، وأن تسوَّك لتحصيل السنة، فيكون باليمنى لأنه مجرد قربة كما لو كان قد توضأ قريباً واستاك، فإنه يستاك باليمنى، والأمر ولله الحمد في هذا واسع، فيستاك كما يريد لأنه ليس في المسالة نص واضح.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 12:47 م]ـ
كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثير الاستخدام للسوال حتى جاء عنه لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولو كان للشرع غرض في كون الاستياك باليمنى أو اليسرى لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم أو لنقل إلينا أحد من أصحابه ذلك، فإذا لم يأت عنه صلى الله عليه وسلم قول في ذلك، ولم ينقل أحد من أصحابه كيفية ذلك دلك على أن في الأمر سعة وأن المقصود هو التسوك، فبأي يد حصل تحقق المقصود والله تعالى أعلم
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[05 - 12 - 05, 05:00 م]ـ
سئل شيخنا محمد محمد المختار الشنقيطي عن هذا؟
فأجاب جواباً طويلا ملخصه: أنه إن استاك ينوي السنة فليستك باليمنى وإن استاك ينوي تطهير وتنظيف فمه فغنه يستاك باليسرى والأمر واسع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 12 - 05, 04:33 ص]ـ
ما هو فعل الأمر من الاستياك؟ ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 12 - 05, 05:34 ص]ـ
سك
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[07 - 12 - 05, 10:19 ص]ـ
جاء الفعل الماضي من الاستياك على ثلاثة أنواع 1 - ساك 2 - استاك 3 - تسوك
وحسب قواعد اللغة فإن فعل الأمر من ساك يكون كما تفضل به الشيخ أشرف بن محمد سك
وفعل الأمر من استاك هو اسْتَكْ
وفعل الأمر من تسوكَ هو تسوكْ
وعند استخدام الفعل الخماسي (استك او تسوك) فلا تذكر الفم، كما جاء في لسان العرب ويفهم من ذلك أنك عند استعمال الفعل الثلاثي أنك تذكر الفم فتقول سُكْ فمك
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 04:07 ص]ـ
أظن الأخ حمزة الكتاني يشير إلى هذه الطرفة التي وردت في معجم الأدباء (4/ 90)
حدث الخطيب بإسناد رفعه إلى سلمة قال كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه المهدي يوما وهو يستاك فقال له كيف الأمر من السواك قال استك يا أمير المؤمنين فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال التمسوا لنا من هو أفهم من ذا فقالوا رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريبا، فكتب بإزعاجه من الكوفة فساعة دخل عليه قال يا علي بن حمزة قال لبيك يا أمير المؤمنين قال كيف تأمر من السواك قال سُك يا أمير المؤمنين قال أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم!!.
((((((ابتسامة)))))))
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 08:04 ص]ـ
للفائدة
قال صلى الله علية وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) رواه البخاري ومسلم.
· ومجموع ما يتسوك به المسلم في يومه وليله لا يقل عن [20] مرة فهو يتسوك للصلوات الخمس، وللسنن الرواتب، ولصلاة الضحى، والوتر، وعند دخول البيت، لأن أول ما يبدأ به الرسول e عند دخوله البيت هو السواك كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها، كما في صحيح مسلم فكلما دخلت البيت فابدأ بالسواك حتى تصيب السنة، وعند قراءة القرآن، وعند تغير رائحة الفم، وعند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء، وقد قال e : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه أحمد.
ثمرة تطبيق هذه السنة:
أ) رضاء الرب سبحانه وتعالى عن العبد.
ب) مطهرة للفم.(54/424)
روايات الإمام أحمد
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 10:26 م]ـ
تكثر الروايات عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى فمرةًيرى الجواز ومرة يرى الحرمة.
عندما يقرأ كتاب العدة شرح العمدة لبهاء الدين المقدسي فإنه يذكر بعض روايات عن الإمام أحمد ولكن عندما يقرأ المبتدأ لايميز ما هو قول الإمام أحمد الأخير.
س/ هل القول الأول الذي يذكره بهاء الدين هو المختار عند الإمام أحمد و الروايات الأخرى قديمة أم أنها تتنزل في بعض الأحوال؟
جزاكم الله خير(54/425)
التسليم سرا فى صلاة الجنازة
ـ[وليد البورسعيدى]ــــــــ[28 - 11 - 05, 10:33 م]ـ
هل التسليم سرا فى صلاة الجنازة منالسنة وهل قال احد من علماء السلف بهذا؟
ـ[السعداوي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 11:54 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17673
مع العلم بأني سمعت الشيخ الألباني - رحمه الله - يفتي بأن التسليم سراً هو السنة ... و أن يسلم المأمومون بالتتالي .. أي الصف الذي يلي الإمام ثم الذي يليه و هكذا.(54/426)
هل يجب الاختتان على معتنقي الاسلام الجدد؟
ـ[السعداوي]ــــــــ[28 - 11 - 05, 11:18 م]ـ
الرجاء المشاركة و تزويدنا بأقوال أهل العلم .....
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:30 م]ـ
هذه المسألة إختلف فيها أهل العلم فمنهم من أوجبه مطلقا ومنهم من رخص فيه عند خوف الضرر ومنهم من رخص فيه مطلقا
فكان الحسن يقول (أسلم الناس الأبيض والأسود ولم يقتش أحد ولم يختتنوا) فذهب إلى عدم وجوبه مطلقا.
ولنا حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه ابو داود و أحمد والطبراني فى الكبير والبيهقي
عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده
: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أسلمت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ألق عنك شعر الكفر " يقول احلق قال وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه " ألق عنك شعر الكفر واختتن ".
والحديث حسنه الشيخ الألباني، وفيه جهالة فشيخ عثيم مجهول.
و الأمر للوجوب، كما ان الختان ولو لم يكن واجبا لكان حراما لحرمة كشف العورة فلما أبيحت فى الختان و ابيح
النظر اليها علم انه واجب.
وقد اختتن ابراهيم عليه الصلاة و السلام و هو فى الثمانيين من عمره بالقدوم و لو لم يكن الختان و اجبا لما
تكلف هذه المشقة و التى لاتخلوا من إضرار.
وكان بن عباس رضى الله عنه يشدد فيه، و رخص فيه البعض اذا خيف الضرر قالوا ان الوضوء و الغسل يتركان خشية الضرر فكذلك الختان
و هو معتبر الا انه الان فى زماننا قد اختلف الأمر و يمكن اجرائها من غير اضرار كبيرة
قال فى المغنى
وإن أمن على نفسه لزمه فعله قال حنبل: سألت أبا عبد الله عن الذمي إذا أسلم ترى له أن يطهر بالختان؟ قال: لا بد له من ذلك قلت إن كان كبيرا قال أحب إلي أن يتطهر لأن الحديث: [اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة] قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم)
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 06:39 م]ـ
السؤال كأنه يشير إلى أن المسلم الجديد يمكن ان تكون له أحكام يختص بها عن المسلم الأصيل (مولود بين أبوين مسلمين) وألأحكام الشرعية عامة شاملة لجميع المسلمين وهناك بعض الاختلاف والتقاصيل بين أهل العلم في الأحكام التي تلزم المسلم إذا كان في دار الحرب ولم يكن في دار الإسلام والخلاصة أن أحكام الشريعة تلزم المسلم الجديد كما تلزم غيره من المسلمين غاية ما هنالك مراعاة السياسة الشرعية في ذلك فإن كان المسلم حديث عهد ويخشى عليه من الفتنة بسبب ذلك فإنه ينتظر به حتى يستمكن الإسلام من نفسه، أو كان ضعيفا لا يستطيع ذلك فإنه ينتظر به إلى حين القوة وهكذا وفق الله تعالى المسلمين لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 07:29 م]ـ
السؤال كأنه يشير إلى أن المسلم الجديد يمكن ان تكون له أحكام يختص بها عن المسلم الأصيل (مولود بين أبوين مسلمين) وألأحكام الشرعية عامة شاملة لجميع المسلمين وهناك بعض الاختلاف والتقاصيل بين أهل العلم في الأحكام التي تلزم المسلم إذا كان في دار الحرب ولم يكن في دار الإسلام والخلاصة أن أحكام الشريعة تلزم المسلم الجديد كما تلزم غيره من المسلمين غاية ما هنالك مراعاة السياسة الشرعية في ذلك فإن كان المسلم حديث عهد ويخشى عليه من الفتنة بسبب ذلك فإنه ينتظر به حتى يستمكن الإسلام من نفسه، أو كان ضعيفا لا يستطيع ذلك فإنه ينتظر به إلى حين القوة وهكذا وفق الله تعالى المسلمين لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:07 م]ـ
ولنا حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه ابو داود و أحمد والطبراني فى الكبير والبيهقي
عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده
: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أسلمت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ألق عنك شعر الكفر " يقول احلق قال وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه " ألق عنك شعر الكفر واختتن ".
والحديث حسنه الشيخ الألباني، وفيه جهالة فشيخ عثيم مجهول.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16949&highlight=%D4%DA%D1+%C7%E1%DF%DD%D1
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيكم أبى المنهال
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:11 ص]ـ
أنقل لكم هذه الفتوى للشيخ العلامة / محمد العثيمين رحمه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/427)
حكم الختان لمن دخل في الإسلام
سؤال:
ما حكم الختان للمسلم الجديد ومتى يختتن؟.
الجواب:
الحمد لله
"الختان للمسلم الجديد واجب، كما أنه واجب على المسلم الأصلي، ويجب عليه الاختتان من حين أن يسلم، لكن إن اقتضت المصلحة في تأخير أمره بذلك خوفاً من فراره من الإسلام، لأن الإسلام لم يستقر في قلبه بعد فلا بأس بذلك، لأن المفسدة الحاصلة بتأخير الختان أهون من مفسدة ردته عن الإسلام بعد إسلامه" انتهى.
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
"الإجابات على أسئلة الجاليات" (1/ 3، 4).
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/index.php?ref=106524&ln=ara
---
ومن موقع الشيخ محمد المنجد وفقه الله أنقل لكم هذه الفتاوى /
لا يجوز أن يكون الختان عائقا بين الشخص وبين الدخول في الدين
السؤال:
محامي من الأرجنتين يسأل عن حكم الاختتان للكافر والكافرة إذا أرادا الدخول في الدين.
الجواب:
الحمد لله
أيها السائل العزيز
شكرا لك على توجيه هذا السؤال لأن مسألة الختان هي فعلا من المسائل التي تكون في عدد من الحالات عقبة في طريق بعض الذين يريدون الدخول في دين الإسلام.
والمسألة أسهل مما يظنّه الكثيرون، فأما الختان فإنه من شعائر الإسلام ومن الفطرة ومن ملة إبراهيم عليه السلام وقد قال الله تعالى: (ثمّ أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اختتن إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانين سنة .. ) رواه البخاري 6/ 388 ط. السلفية، فالختان على الرجل المسلم واجب إذا قدر عليه، فأما إذا لم يقدر عليه كأن خاف على نفسه التلف لو اختتن أو أخبره الطبيب الثقة أنه يحصل له نزيف قد يودي بحياته فيسقط عنه الختان حينئذ ولا يأثم بتركه.
ولا يجوز بأيّ حال من الأحوال أن تُجعل مسألة الختان عائقا بين الشخص وبين دخوله في الدّين بل إنّ صحة الإسلام لا تتوقف على الختان فيصحّ دخول الشخص في دين الإسلام حتى ولو لم يختتن.أما مسألة حكم ختان الأنثى فستجد جوابها في السؤال رقم (427).
أسأل الله أن يوفقك لكلّ خير ويحفظك من كلّ شر وصلى وسلم على نبينا محمد.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://islamqa.com/index.php?ref=4&ln=ara
-----
الختان وانتقاء الاسم للمسلم الجديد
سؤال:
أنا شاب من الدنمارك، وأنا من مدة مهتم بالإسلام، ولقد توصلت الآن لمرحلة أصبحت فيها متأكداً بكل معنى الكلمة أنني أريد أن أصبح مسلماً. وعندي أسئلة وهي كما يلي:
- هل يجب أن أكون مختوناً لأصبح مسلماً (وهذا ما أقبله مسروراً) وكيف يتم ذلك {الختان} هل يفعل عن طريق الطبيب أو الإمام أو أفعله بنفسي.
- إنني أحس أن تغيير اسمي عندما أصبح مسلماً هو بصدق حدث مفرح، ولكنني أحب أن أعرف ما الاسم الأنسب من الأسماء الآتية ليكون اسمي الأول الجديد: قاسم -عاصم - تيم الله - سعيد. وسأكون ممتناً إن رددت على رسالتي.
الجواب:
الحمد لله
الحمد لله الذي هداك لهذا وما كنت لتهتدي لولا أن هداك الله، وهذا نبأ سعيد نتلقاه هذه الليلة برغبتك للانضمام إلى ديننا نسأل الله لك التوفيق للحقّ والثبات على الإسلام.
وأمّا عن سؤالك الأوّل فإن كان الختان لا يسبّب لك ضررا فيمكنك إجراؤه عند من تثق بخبرته ومهارته من الجرّاحين، وإذا كان سيسبّب لك ضررا فلا عليك من عدم القيام به ولا يضرّ ذلك بإسلامك إن شاء الله.
وأمّا بالنسبة لتغيير اسمك فإنّ أحبّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم (رقم 3975).
وإذا أردت أن ننتقي لك اسما من الأسماء التي حدّدتها في القائمة فيمكنك أن تتسمى بـ: عاصم ومعناه في اللغة العربية حافظ أو صائن أو واقي
نسأل الله لك حياة طيبة سعيدة في ظلال الإسلام العظيم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://islamqa.com/index.php?ref=1150&ln=ara(54/428)
الأصل أن مفهوم العدد معتبر ......... فمتى يلغى؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[28 - 11 - 05, 11:29 م]ـ
الأصل أن مفهوم العدد معتبر ......... فمتى يلغى؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 11 - 05, 09:03 ص]ـ
سددك الله.
- لا يعتبر مفهوم العدد عند القائل به إذا عارضه ما هو أقوى منه.
- وإذا كان القصد به التكثير كالأف ... مما جرى في لسان العرب للمبالغة.
- وأضاف السبكي الكبير - رحمه الله - أن الخلاف عند ذكر العدد نفسه كاثنين أو ثلاثة ... أما المعدود فلا يكون مفهومه حجة كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - < أحلت لنا ميتتان ... > الحديثَ، فلا يدل ذكر المعدود على نفي حلّ ميتة ثالثة. والله أعلم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[29 - 11 - 05, 02:32 م]ـ
العلماء يقولون أن مفهوم العدد غير معتبر في حديث سفر
المرأة بلا محرم لأن الحديث جاء مرة مطلقا وجاء أخرى مقيدا
بيوم وليلة ثم جاء ثالثة مقيدا بثلاثة ايام ........ فلماذا ألغي هنا؟؟
الا يمكن اعتبار اليوم والليلة لأنها الأقل؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 11 - 05, 06:22 م]ـ
وفقك الله.
يبدو أن من لم يعتبر العدد هنا - وهم أغلب اهل العلم - حمل هذا الاختلاف على حسب اختلاف حال السائلين ... ومن شرط الاعتداد بمفهوم المخالفة = أن لا يخرج عن سؤال معين - ويضاف هذا إلى المواطن التي لا يعتبر فيها مفهوم العدد - كما ذكر في بعض كتب الأصول.
وهناك من اعتبر اليوم والليلة للسبب الذي ذكرتَ ... ولكن يشكل عليه رواية أبي داود وغيره: < لا تسافر بريدا ... > والبريد نصف يوم ... والله أعلم.(54/429)
اخوتي في الله ماهي الشروط التي لابد منها لكي يسمى مكان بأنه مسجد ومن ثم يلحقه أحكام ا
ـ[عادل محمد]ــــــــ[28 - 11 - 05, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله ماهي الشروط التي لابد منها لكي يسمى مكان بأنه مسجد ومن ثم يلحقه أحكام المساجد؟؟؟ مع ذكر المصادر بارك الله فيكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 02:23 ص]ـ
في " الموسوعة الفقهية الكويتية " الجزء 37:
مَسْجِد *
التّعريف:
1 - المسجد في اللغة: بيت الصّلاة , وموضع السجود من بدن الإنسان والجمع مساجد. وفي الاصطلاح:
عرّف بتعريفات كثيرة منها: أنّها البيوت المبنيّة للصّلاة فيها للّه فهي خالصة له سبحانه ولعبادته.
وكل موضع يمكن أن يعبد اللّه فيه ويسجد له , لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».
وخصّصه العرف بالمكان المهيّأ للصّلوات الخمس , ليخرج المصلّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها , فلا يعطى حكمه , وكذلك الربط والمدارس فإنّها هيّئت لغير ذلك.
الألفاظ ذات الصّلة:
أ - الجامع:
2 - من معاني الجامع في اللغة: أنّه المسجد الّذي تصلّى فيه الجمعة , وسمّي بذلك لأنّه جمع النّاس لوقت معلوم.
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن هذا المعنى.
والصّلة بينهما هي أنّ الجامع أخص من المسجد.
ب - المُصَلَّى:
3 - المصلّى في اللغة بصيغة اسم المفعول: موضع الصّلاة أو الدعاء.
ويراد به في الاصطلاح الفضاء والصّحراء , وهو المجتمع فيه للأعياد ونحوها.
والصّلة بين المسجد والمصلّى أنّ المصلّى أخص من المسجد.
انتهى
ـ[عادل محمد]ــــــــ[29 - 11 - 05, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي احسان العتيبي
(وخصّصه العرف بالمكان المهيّأ للصّلوات الخمس) هل هذا هو الشرط الوحيد، مثلا أنا أقيم في الغرب وكثير من الأماكن هنا، تقام فيها الصلوات الخمس والجمعة فهل هذه الأماكن مساجد علما بأن معظم هذه الأماكن ليست ملكا للمسلمين ولا يسمع الأذان من خارج هذه الأماكن.
وبارك الله فيك
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:51 م]ـ
نعم صحيح والله هذه مشكلة في بلاد الغرب, معظم المساجد ليست ملك للمسلمين ثم ان الاذان لايسمع في الخارج لانه لايسمح به. رغم ان الصلوات الخمس والجمعة تقام فيه. هنا في بلاد الغرب من المسلمين من لايعتبرها مساجد بل يفتي الناس بعدم الذهاب الى صلاة الجمعة والله المستعان. نريد من الاخوة مناقشة الموضوع.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[29 - 11 - 05, 11:21 م]ـ
قال الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان في كتابه: (أحكام حضور المساجد) ص12:
((أما المسجد شرعاً فهو بقعةٌ مِن الأرض تحررت عن التملك الشخصي وعادت إلى ما كانت عليه لله تعالى, وخُصِّصت للصلاة والعبادة.
وهذا ما جعله الزركشي مسجداً في العرف؛ حيث قال: (ثم إن العرف خصص المسجد بالمكان المهيأ للصلوات الخمس, حتى يخرج المصلَّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها, فلا يُعطى حكمه, وكذلك الرّبط والمدارس فإنها هُيئت لغير ذلك).
ولعل مراده بذلك العرف الشرعي, فإنَّ العلماء أجمعوا على أن البقعة لا تكون مسجداً حتى يَقِفَهَا مالكها وقفاً صحيحاً مؤبداً, لا اشتراط فيه ولا خيار, سواءً وقفها باللفظ, أو وُجد مِن القرائن الفعلية ما يدلُّ على ذلك؛ كأن يبني مسجداً ويأذن للناس في الصلاة فيه.
فإن لم يُوقَف فليس بمسجد ولو اتُّخذ للصلاة, وذلك كما لو اتَّخذ رجل معذور شرعاً في التَّخلف عن الجماعة مصلىً في بيته, أو اتخذت المرأة مصلىً في قعر دارها, وكذا ما يوجد في الدوائر الحكومية, أو المدارس مِن أماكن يُصلَّى فيها فليست بمساجد, فلا تُعطى حكمه.
قال البغوي بعد إيراد حديث: (أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ببناء المساجد في الدور ... ): " وفي الحديث ما يدل على أنَّ المكان لا يصير مسجداً بالتسمية حتى يسبله صاحبه, ولو صار مسجداً لزال عنه ملك المالك ")) أ. هـ
__________________
وبقي سؤال أتمنى أن يجيب عليه طلبة العلم في الملتقى: ما حكم المسجد الذي أوقف وقفا صحيحا وصار مسجداً تصلى فيه الصلوات الخمس؛ ثمَّ بعد ذلك عُطلت الصلاة فيه لأي سببٍ من الأسباب هل يأخذ أحكام المسجد, أم إنها تزول بانقطاع الصلاة عنه؟(54/430)
عند اختلاف الأبوين في مسألة (كطلب قضاء مهمة ما) أيهما أقدم طاعته؟
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[29 - 11 - 05, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالإخوة الأفاضل الكرام
لو أن الأبوين اختلفا في مسألة ما (كقضاء طلب معين مثلا مني) ولا يمكنني إرضاءهما معا , فمن أقدم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:13 ص]ـ
1) إذا كان أمر أحدهما بالمعروف والآخر بالمنكر كأن يأمرك أحدهما بصلة رحم لك والآخر يأمرك بقطيعة تلك الرحم فأطع من أمرك بالمعروف منهما
2) إذا كان كلاهما يأمرك بما هو مشروع أو مباح فحاول قدر جهدك التوفيق بين طلبيهما، ولن تعدم إن شاء الله حيلة تكون بها ممتثلا لأمريهما معاً، فقد روي عن مالك رحمه الله أنه سئل عن رجل أمرته أمه بشيء ونهاه أبوه عنه فقال: (أطع أمك ولا تعص أباك)
3) إن تعذر ذلك فالأم أولى بالبر وبالطاعة للحديث: (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) ولكن عليك ألا تجاهر أباك بمعصية أمره بل عليك بإخفاء معصيتك أمره عنه، ولو أدى ذلك إلى الكذب من أجل الإصلاح بين أبويك فهو مما رخص فيه، ولكن لا تلجأ إلى الكذب الصريح إلا إذا عجزت عن التعريض ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، وفقك الله لبر والديك.
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم(54/431)
اخوانى من يساعدنى بكتابة هذه النصيحه؟؟؟
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم
الى اخوانى واحبابى فى الله اريد منكم ان تكتبوا لى مقاله نصيحه الى احد المسؤليين الكبار
فى الجيش حيث اصدروا قرار بازاله اللحى نهائين ويمنع ارخاء اللحى وعلما بان هذه النصيح سوووف نقووم بطبعه بكميات كبيره وتوزيعها فى المساجد والاماكن العامه
ولقد اخترنا عنوان هذه المطويه
نصيحه وشجب حول ازاله اللحى فى الجيش؟
وارجوا من الاخوه المساعده فى كتب صيغه المقال
وجزاكم الله خير
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:29 م]ـ
أين تعيش يا أخي؟
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:46 ص]ـ
احد دول الخليج بالكويت
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 03:27 ص]ـ
أليس هناك خطراً يترتب علي هذا الفعل؟
عندنا في مصر أقلها ... اعتقال
ـ[صلاح ابو عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 05, 07:39 م]ـ
السلام عليكم اخي في الله مساعدتي لك هي نصيحتي لك بلابتعاد عن مثل هذا فهذا ليس من الدعوة الى الله في شيء فهم لايجهلون حكم اعفاء اللحية والسلام عليكم.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:34 م]ـ
جزى الله الإخوة خيراً
أخي صلاح,
لم يكن جهل المدعو أبداً شرطاً للدعوة ولا لإنكار المنكر. وأذكرك بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ولعلك قلت ما قلت يأساً من الإستجابة للدعوة أو حرصاً على سلامة الأخ السائل, والآية ترد على ذلك.
أنصح أخانا أبا بكر بمشاورة أهل العلم الثقات ممن يعيشون في بلدك وممن لهم خبرة بواقعكم ولهم نظر في المصالح والمفاسد.
وفقك الله وزادك حرصاً
السلام عليكم(54/432)
من فضائل الحج وأسراره وحكمه
ـ[علي محمد ونيس]ــــــــ[29 - 11 - 05, 12:52 م]ـ
من فضائل الحج وأسراره وحكمه
جمعه من كتب العلماء
علي محمد محمد ونيس
(مقدمة)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد ..........
فقد خلق الله تعالى الخلق لعبادته، وشرع لهم ما يقربهم إليه، وحرم عليهم ما يبعدهم عنه، لئلا يزيغوا أو يضلوا، قال تعالى:
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "
وقال تعالى:
" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون "
ومع الأمر الإلهي العالي، والتوجيه الرباني السامي، الذي يجب على العباد أن يذعنوا له، وأن يعملوا به، فقد رغبهم الله تعالى فيه، ورتب عليه الأجر والثواب، وبين فيه وجوها من الحكم، منها ما هو ظاهر جلي، ومنها ما هو باطن خفي، ومن الله على العلماء العاملين بوافر علمه وعظيم حكمته، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، فغاصوا في معرفة معاني النصوص الشرعية، وتأملوا في سائر العبادات حتى وصلوا فيها إلى الأسرار الإلهية، فعلموا المقصود منها، وتدبروا المعقول من معانيها، وأفاضوا من علم الله الذي آتاهم على أمة البشير النذير والسراج المنير، فامتلأت قلوبهم بأنوار الهداية، وشبعت نفوسهم من معاني الأحكام وحكم الشرائع وأسرار البيان.
ومن أجل العبادات التي بذلو الجهد في استخراج حكمها، والوصول إلى أسرارها فريضة الحج، الذي هو أحد أركان الإسلام، وفريضة من فرائض الله على الأنام، يبذل في سبيله المتعبدون النفس والمال والجهد والغربة عن الأوطان، ويحصل لهم فيه من المواقف والأحوال ما يكون عبرة لمن بعدهم من الأجيال، فيتخذوه نبراسا، ويكون لهم على مر الزمان مراسا، ولكي يبقى ذكر هذه المواقف، ويستمر العمل بها مع رجاء الزيادة عليها، دونها جهابذة العلماء، وقيدها ورثة الأنبياء، ولكل واحد منهم في تصنيفه وجهة هو موليها، وطريقة يرتضيها، حتى غدت التآليف المتعددة في الفن الواحد كأزهار البستان، أو ثمار الجنان، يقطف منها الداخل فيها ما يريد، من أقوال وآثار نبوية، وقصص من حياة عباد الله الصالحين، وأوليائه المتقين، وحكم وأسرار أدركها المتأملون، وأحسها المتعبدون.
وفي ذلك من الإعانة على الطاعة، وتشمير ساعد الجد والاجتهاد ما هو معلوم، فإن النفس إلى معرفة الأسرار الباطنة تواقة، إذ بمعرفتها تعلو الهمم، وتصعد النفوس أعالي القمم، دون أن يكون عليها في ذلك مشقة، فتنقلب آلام السفر لذة واشتياق، وتتحول مصاعب الطريق إلى أنس وانطلاق، فإذا بالبعيد قريبا، وبالصعب سهلا، وبالألم لذة.
ولما كان الأمر كذلك، فقد عزمت على جمع ما من الله به في سالف الأيام، من فضائل الحج وأسراره وحكمه، رجاء أن يكون ذكرا لي بعد موتي، ومجلبة للدعاء ممن يطالع سطوره، فلا ينقطع بانقطاع العمر العمل، ولا ينقضي بانقضاء الأجل.
وأحب أن ألفت الانتباه إلى أنني ذكرت بعض الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، لما هو معلوم من تسامح أهل العلم في رواية الضعيف إذا كان لا يتصل بالأحكام، ومن أجمل ما قرأت في ذلك كلاما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أجلى فيه الأمر، ووضح فيه حكم ذلك بالدليل الساطع والبرهان الناطق.
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/433)
" (فصل) قول أحمد بن حنبل: إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ومن أخبر عن الله أنه يحب عملا من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره بل هو أصل الدين المشروع.
وإنما مرادهم بذلك أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع كتلاوة القرآن والتسبيح والدعاء والصدقة والعتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلغه أنها تربح ربحا كثيرا فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف.
فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر وسواء كان في نفس الأمر حقا أو باطلا فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه فإن الكذب لا يفيد شيئا وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام وإذا احتمل الأمرين روى لإمكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه وأحمد إنما قال إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ومعناه أنا نروى في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم وكذلك قول من قال يعمل بها في فضائل الأعمال إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة مثل التلاوة والذكر والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة.
ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو (بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) مع قوله في الحديث الصحيح (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم) فإنه رخص في الحديث عنهم ومع هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم فلو لم يكن في التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخص فيه وأمر به ولو جاز تصديقهم بمجرد الأخبار لما نهى عن تصديقهم فالنفوس تنتفع بما تظن صدقه في مواضع.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديرا وتحديدا مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أو على صفة معينة لم يجز ذلك لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي بخلاف ما لو روى فيه من دخل السوق فقال لا إله إلا الله كان له كذا وكذا فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين كما جاء في الحديث المعروف (ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس) فأما تقدير الثواب المروى فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته وفى مثله جاء الحديث رواه الترمذي (من بلغه عن الله شيء فيه فضل فعمل به جاء ذلك الفضل أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك).
فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي "
وأحب أن أنوه إلى أن طريقتي في ترتيب هذا السفر المبارك على النحو التالي:
1 ـ ذكرت في صدر كل فصل الآيات التي تتناسب معه إن وجد.
2 ـ أتبعت الآيات بالأحاديث والآثار مع عزوها في الهامش إلى مصادرها.
3 ـ يتلو الآيات والأحاديث ذكر العبر في مواقف المناسك، مع ذكر القصص الواردة فيها عن السلف، معرضا عن ذكر الكثير منها، إما لصعوبة فهمه، وإما لطول سياقه، ونحو ذلك مما يمنع من ذكرها.
4 ـ أتبعت الفضائل والأسرار بمختصر لطيف لمنسك العلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ لتتم الفائدة للحجاج، فلا يحرموا من الأحكام وإن كان أصل الكتاب في الفضائل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/434)
5 ـ ختمت الكتاب بنقل الأدعية التي تتناسب مع مواقف المناسك لا سيما يوم عرفة، ليسهل على عموم الناس أمر الدعاء.
والله أسأل أن يوفقني لما يحب ويرضى، والحمد لله على التمام، وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء، والحمد لله رب العالمين.
علي محمد محمد ونيس
مصر ـ أجهور الكبرى ـ طوخ ـ قليوبية
الدوحة ـ قطر
في غرة رمضان المبارك / 1425 هجرية
الموافق: 15/ 10 / 2004 ميلادية.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
1 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء "
رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد ولفظه قال:
" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير "
وفي رواية للبيهقي قال:
" ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى
قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "
فقال فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه.
فضل الحج المبرور والعمرة
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
" سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال حج مبرور. "
2 ـ عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت:
" يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور "
3 ـ أبا حازم قال سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه "
4 ـ عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "
5 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه "
6 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " الحجة المبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما "
7 ـ أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" وفد الله ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر "
8 ـ عن أبي هريرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة "
9 ـ أم المؤمنين عائشة قالت: قلت:
" يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد؟ قال: لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور "
10 ـ قال بن عباس قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد "
11 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه "
12 ـ عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
" الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم "
13 ـ عن مجاهد عن بن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم "
14 ـ عن سالم عن بن عمر عن عمر أنه:
" استأذن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العمرة فأذن له، وقال له: يا أخي أشركنا في شيء من دعائك ولا تنسنا "
15 ـ عن أبي الزبير عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/435)
" وكانت تحته ابنة أبي الدرداء فأتاها فوجد أم الدرداء ولم يجد أبا الدرداء فقالت له تريد الحج العام قال نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: دعوة المرء مستجابة لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك يؤمن على دعائه كلما دعا له بخير قال آمين ولك بمثله قال ثم خرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك "
16 ـ عن أم سلمة قالت قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" الحج جهاد كل ضعيف "
17 ـ عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: قلت:
" يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة "
18 ـ عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هدم مرتين ويرفع الثالثة "
19 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاج "
ـ قال سعيد بن جبير:
" ما أتى هذا البيت طالب حاجة قط دنيا ولا آخرة إلا رجع بحاجته "
20 ـ عن يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال:
" حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا قال فأقبل بوجهه فقال إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال فقبضت يدي قال مالك يا عمرو قال قلت أردت أن أشترط قال تشترط بماذا قلت أن يغفر لي قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي "
21 ـ عن الحسين بن علي ـ رضي الله عنه ـ قال:
" جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال إني جبان وإني ضعيف، قال: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج "
ـ وقال عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين "
ـ عن عمر قال:
" إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة، فإنه أحد الجهادين "
22 ـ عن ماعز عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة برة تفضل سائر العمل كما بين مطلع الشمس إلى مغربها "
23 ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها في عمرتها إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك "
24 ـ عن مالك بن زبيد قال:
" مررنا على أبي ذر بالربذة فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مكة، أو من البيت العتيق. قال: هذا عملكم؟ قلنا: نعم. قال: أما معه تجارة ولا بيع؟ قلنا: لا. قال: استأنفوا العمل "
25 ـ عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن حبان:
" أن رجلا مر على أبي ذر وهو بالربذة فسأله: أين تريد؟ قال: الحج. قال: ما نهزك غيره؟ قال: لا. قال: فأتنف عملك، قال الرجل: فخرجت حتى قدمت المدينة، فمكثت ما شاء الله، وإذا الناس يتضايقون على رجل، فضاغطت فإذا بالشيخ الذي وجدت بالربذة (يعني أبا ذر) فلما رآني قال: هو الذي حدثتك "
26 ـ عن مجاهد قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/436)
" بينا عمر بن الخطاب جالس بين الصفا والمروة، إذ قدم ركب فأناخوا عند باب المسجد، فطافوا بالبيت وعمر ينظر إليهم، ثم خرجوا فسعوا بين الصفا والمروة، فلما فرغوا قال: علي بهم، فأتي بهم، فقال: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق. قال: أحسبه قالوا من أهل الكوفة، قال: فما أقدمكم؟ قالوا: حجاج، قال: أما قدمتم في تجارة ولا ميراث ولا طلب دين؟ قالوا: لا، قال: أدبرتم؟ قالوا: نعم، قال: أنصبتم؟ قالوا: نعم، قال: أحفيتم؟ قالوا: نعم، قال: فائتنفوا "
27 ـ عن محمد بن يحيى بن حبان أنه سمعه يذكر:
" أن رجلا مر على أبي ذر بالربذة، وأن أبا ذر سأله أين تريد؟ فقال: أردت الحج، فقال: هل نزعك غيره؟ فقال: لا، قال: فأتنف العمل، قال الرجل: فخرجت حتى قدمت مكة فمكثت ما شاء الله، ثم إذا أنا بالناس منقصفين على رجل، فضاغطت عليه الناس، فإذا أنا بالشيخ الذي وجدت بالربذة (يعني أبا ذر) قال: فلما رآني عرفني، فقال: هو الذي حدثتك "
28 ـ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه:
" أن عمر قال يوما وهو بطريق مكة وهو يحدث نفسه: يشعثون ويغبرون ويتفلون ويضجون لا يريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا ما نعلم سفرا خيرا من هذا يعني الحج.
(قال في القاموس: يغبرون، والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله، أي يهللون ويرددون الصوت بالقراءة وغيرها، سموا بها لأنهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية. وفي القاموس أيضا: ويتفلون، تفل كفرح تغيرت رائحته. انتهى. وفي القاموس أيضا: ويضجون، أضج القوم إضجاجا، صاحوا وجلبوا، فإذا جزعوا وغلبوا فضجوا يضجون ضجيجا القاموس) "
ـ قال ابن الجوزي:
" عن صالح الدهان، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد قال: نظرت في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن. فرأيت الحج أفضل من ذلك كله. "
قال ابن جماعة:
" ووافق أبا الشعثاء على ذلك جماعة من العلماء "
29 ـ عن بن مجاهد عن أبيه عن بن عمر قال: " جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلان، أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف، فسبقه الأنصاري فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للثقفي: يا أخا ثقيف سبقك الأنصاري، فقال الأنصاري: أنا أبدأ يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له: يا أخا ثقيف سل عن حاجتك، وإن شئت أن أخبرك عما جئت به تسأل عنه، قال: فذاك أعجب إلي أن تفعل، قال: فإنك تسألني عن صلاتك وعن ركوعك وعن سجودك وعن صيامك، وتقول: ماذا لي فيه؟ قال: إي والذي بعثك بالحق، قال: فصل أول الليل وآخره ونم وسطه، قال: فإن صليت وسطه؟ قال: فأنت إذن، قال: فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع يدك على ركبتيك وفرج بين أصابعك، ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله، وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض ولا تنقر، وصم الليالي البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، ثم أقبل على الأنصاري فقال: سل عن حاجتك، وإن شئت أخبرتك، قال: فذلك أعجب إلي، قال: فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام وتقول ماذا لي فيه؟ وجئت تسأل عن وقوفك بعرفة وتقول ماذا لي فيه؟ وعن رميك الجمار وتقول ماذا لي فيه؟ وعن طوافك بالبيت وتقول ماذا لي فيه؟ وعن حلقك رأسك وتقول ماذا لي فيه؟ قال: إي والذي بعثك بالحق.
قال: أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة، فإن الله ـ عز وجل ـ ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟!! فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار، فإنه مذخور لك، وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/437)
30 ـ وفي رواية أخرى: " وروى ابن عمر ـرضي الله عنهما ـ قال: كنت جالسا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلما ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسألك، فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت، فقالا: أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري سل: فقال: أخبرني يا رسول الله، فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك، فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة، فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك.
قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف، كعتق رقبة من بني إسماعيل ـ عليه السلام ـ، وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر، لغفرتها. أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار، فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك، فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى.
رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال: وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق.
قال المملي ـ رضي الله عنه ـ وهي طريق لا بأس بها رواتها كلهم موثقون ورواه ابن حبان في صحيحه "
إخلاص النية في الحج
ــ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه "
ــ عن أنس أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي على الناس زمان، يحج أغنياء أمتي للنزهة، وأوساطهم للتجارة، وقراؤهم للرياء والسمعة، وفقراؤهم للمسألة. "
ما جاء في ثواب من حج عن والديه
ـ عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه ومنهما، واستبشرت أرواحهما في السماء، وكتب عند الله تعالى برا "
ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من حج عن أبويه أو قضى عنهما مغرما بعث يوم القيامة مع الأبرار "
ـ عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حج عن أبيه وأمه فقد قضى عنه حجته، وكان له فضل عشر حجج "
لماذا يشتاق الناس إلى الحج؟
ورد في ذلك عن العلماء أقوال منها:
1ـ قال ابن جماعة:
" وقد قيل: إن سبب هذا الشوق دعاء إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث قال: (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)،
قال جماعة من المفسرين: معناه تحن إليهم، ولو قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم، لحجه اليهود والنصارى "
2 ـ قال ابن جماعة:
" وقيل سبب الشوق، أنه روي (أن الله تعالى أخذ الميثاق من بني آدم ببطن نعمان (وهي عرفة)، فاستخرجهم هناك من صلب أبيهم، ونثرهم بين يديه كهيئة الذر، ثم كلمهم فقال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، وكتب إقرارهم في رق، وأشهد فيه بعضهم على بعض، ثم ألقمه الحجر الأسود، ومن أجل ذلك استحب لموافيه أن يقول: اللهم إيمانا بك ووفاء بعهدك)
وهذا ينزع إلى معنى حب الأوطان، فإنه دل على أن ذلك المكان أول وطن، وقد قيل:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل "
حرص السلف على الحج
" ـ حج أبو بكر وعلي قبل حجة الوداع كما حجا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها.
ـ وحج أبو بكر بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالناس مرة، واستناب عمر ـ رضي الله عنه ـ فحج بهم مرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/438)
ـ وحج عمر بالناس عشر حجج خلافته كلها.
ـ وحج عثمان ـ رضي الله عنه ـ بالناس تسع حجج، واستناب في بقية مدته.
ـ وأما سيدنا علي فحج بالناس قبل ولايته حججا لم يضبط عددها، وأما زمن ولايته فلم يتفرغ للحج بنفسه في شيء منها، بل كان مشغولا بالحروب، وكان مع ذلك يبعث للناس من يحج بهم.
ـ وحج الحسن بن علي ـ رضوان الله عليهما ـ خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.
ـ وروى سحنون أن علي بن شعيب حج نيفا وستين حجة من نيسابور على قدميه.
ـ وسافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرة حافيا محرما صائما، لا يترك قيام السحر في سفره، بل إذا كان السحر قام يصلي ويمضي أصحابه، فإذا صلى الصبح لحقهم متى ما لحق.
ـ وحج أبو العباس العباسي ثمانين حجة على قدميه.
ـ وحج أبو عبد الله المقري سبعا وتسعين حجة.
ـ وحج حسن أخو شيبان الدينوري ست عشرة حجة حافيا.
ـ وحج بكير بن عتيق ستين حجة.
ـ ويحكى عن علي بن الموفق أنه حج سبعين حجة.
ـ ويروى أن جعفر الخواص حج قريبا من ستين حجة.
ـ وأخبر الحسين بن عمران بن أخي سفيان، قال: حججت مع سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائه، فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قال:
لقد وافيت هذا الموضع سبعين عاما، أقول في كل عام: اللهم لا تجعله آخر العهد، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
ـ قال سري السقطي: خرجت إلى الحج عن طريق الكوفة فلقيت جارية حبشية تمشي. فقلت: إلى أين يا جاريه؟
فقالت: إلى مكة، فقلت لها: إن الطريق بعيد.
فقالت:
بعيد على كسلان أو ذي ملالة وأما على المشتاق فهو قريب. "
ـ ابن جريج يطالب أمير اليمن حمله للحج.
ـ قال الذهبي:
" وفي تاريخ القاضي تاج الدين عبد الباقي: أن ابن جريج قدم وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه، فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة، فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر عمر بن أبي ربيعة:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا إذا حللنا بسيف البحر من عدن
واحتل أهلك أجيادا فليس لنا إلا التذكر أو حظ من الحزن
تالله قولي له في غير معتبة ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها فما أصبت بترك الحج من ثمن
قال فبكى ابن جريج وانتحب، وأصبح إلى معن وقال: إن أردت بي خيرا فردني إلى مكة، ولست أريد منك شيئا، قال: فاستأجر له أدلاء، وأعطاه خمس مئة دينار، ودفع إليه ألفا وخمسمائة، فوافى الناس يوم عرفة "
ـ اللؤلؤي يترك لؤلؤه لأجل الحج.
ـ قال ابن الجوزي:
" أبو الحسن اللؤلؤي، وكان خيرا فاضلا قال: كنت في البحر فانحسر المركب وغرق كل ما فيه، وكان في وطائي لؤلؤ قيمته أربعة آلاف دينار. وقربت أيام الحج وخفت الفوات، فلما سلم الله عز وجل روحي ونجاني مشيت، فقال لي جماعة كانوا في المركب: لو توقفت عسى يجيء من يخرج شيئا فيخرج لك من رحلك شيئا. فقلت: قد علم الله عز وجل ما مر مني، وكان في وطائي شيء قيمته أربعة آلاف دينار وما كنت بالذي أوثره على وقفة بعرفة. فقالوا: وما الذي ورثك هذه المنزلة؟ فقلت: أنا رجل مولع بالحج، أطلب الربح والثواب، حججت في بعض السنين وعطشت عطشا شديدا فأجلست عديلي في وسط المحمل، ونزلت أطلب الماء والناس معطشون أيضا.
فلم أزل أسأل رجلا رجلا ومجمعا مجمعا. أمعكم ماء؟ والناس شرع واحد، حتى صرت في ساقة القافلة بميل أو ميلين فمررت بمصنع مصهرج وإذا رجل فقير جالس في أرض المصنع وقد غرز عصاه في أرض المصنع، والماء ينبع من موضع العصا وهو يشرب فنزلت إليه وشربت حتى رويت وجئت إلى القافلة والناس قد نزلوا، فأخرجت قربة ومضيت فملأتها ورجعت. فلما رآني الناس والقربة على كتفي مملوءة فكأنه نودي فيهم أن الماء وراءكم فتبادروا إليه بالقرب. فلما روي الناس عن آخرهم وسارت القافلة جئت لأنظر فإذا البركة ملأى تلتطم بأمواجها والناس يرمون الدلاء ويرتجزون عليه.
فموسم يحضره مثل هؤلاء، يقولون: اللهم اغفر لمن حضر الموقف ولجماعة المسلمين أوثر عليه أربعة آلاف دينار؟
لا والله ولا الدنيا بأسرها وترك اللؤلؤ وجميع ما فيه، قال الشيخ: فبلغني أن قيمة ما كان غرق له خمسون ألف دينار. "
ـ كهل ضعيف يتلذذ بتعبه في الوصول للبيت.
ـ قال الحضراوي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/439)
" وعن بعضهم: قال رأيت في الطواف كهلا، وقد أجهدته العبادة، وبيده عصا، وهو يطوف معتمدا عليها، فسألته عن بلده؟
فقال: خراسان
ثم قال لي: في كم تقطعون هذا الطريق؟
قلت: في شهرين أو ثلاثة.
قال: أفلا تحجون كل عام؟
فقلت له: وكم بينكم وبين هذا؟
قال مسيرة خمس سنين.
قلت: والله هذا هو الفضل المبين والمحبة الصادقة، فضحك وأنشأ يقول:
زر من هويت وإن شطت بك الدار وحال من دونه حجب وأستار
لا يمنعنك بعد عن زيارته إن المحب لمن يهواه زوار "
ـ وآخر مثله رغم بعد المسافة.
ـ وقال الحضراوي أيضا:
" وعن شقيق البلخي ـ رحمه الله ـ قال: رأيت في طريق مكة مقعدا يزحف على الأرض، فقلت له: من أين أقبلت؟
قال: من سمرقند.
قلت: وكم لك في الطريق؟
فذكر أعواما تزيد على العشرة.
فرفعت طرفي انظر إليه متعجبا.
فقال لي: يا شقيق مالك تنظر إلي؟
فقلت: متعجبا من ضعف مهجتك وبعد سفرك.
فقال لي: يا شقيق أما بعد سفري فالشوق يقربه، وأما ضعف مهجتي فمولاها يحملها، يا شقيق أتعجب من عبد يحمله المولى اللطيف، وأنشأ يقول:
أزوركم والهوى صعب مسالكه والشوق يحمل الآمال تسعده
ليس المحب الذي يخشى مهالكه كلا ولا شدة الأسفار تبعده "
فضل تكرار الحج كل خمسة أعوام
1 ـ وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" يقول الله ـ عز وجل ـ إن عبدا صححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم "
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال قال علي بن المنذر:
" أخبرني بعض أصحابنا قال كان حسن بن حيي يعجبه هذا الحديث وبه يأخذ، ويحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين. "
ـ قال جمال الدين بن محب الدين الطبري:
" ولعل بعض الكسلانين ممن قد حج يتوهم أن هذا الخطاب مقصور على من لم يأت بالفرض (يعني قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، ولا أهمه الوصول له، ويقول: لم يكلفني الله تعالى بذلك غير مرة، وقد أسقطت الفرض.
فنقول له: هب أن الله تعالى لم يكلفك حج بيته غير مرة في العمر تخفيفا عليك، وجعل ما عداها مندوبا باختيارك وراجعا إليك.
أما يشوقك ما فهمته من معنى كون البيت بيت الله، وأنه وضع على مثال حضرة الملوك لأداء خدمته؟!
أما تنبعث همتك للوفود على ساحة الله والورود على حياض نعمته؟!
أما لك ذنوب تحتاج إلى العفو عنها بقصد جنابه الكريم؟!
أما لك حاجة تهتم بسؤالها منه عند بابه العظيم؟!
أما لك غرض أن تخالط زمر المترددين إلى فنائه؟!
أما بك فاقة إلى نيل ما أعده من نعمائه؟!
أما علمت أن الزهد فيما عند الله تعالى وصف مذموم؟!
أما بلغك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول الله عز وجل: إن من أصححت بدنه ووسعت في رزقه ثم لم يزرني في كل خمسة أعوام عاما لمحروم "
الاستخارة قبل الحج وسرها
ـ فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال:
" كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال عاجل أمري وآجله) فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال في عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته "
ـ قال الطبري: " وهذه الاستخارة لا ترجع إلى نفس الحج، فإنه خير لا محالة، وإنما ترجع إلى تعيين وقت الشروع فيه وتفاصيل أحواله "
ـ قال ابن جماعة:
" وينبغي أن تكون الاستخارة بعد الاستقامة، فإن مثل المستخير وهو على العصيان، كمثل عبد متماد على إباقه، ويرسل إلى سيده بأن يختار له من خيار ما في خزائنه، فيعد بذلك أحمق بين الحمق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/440)
وأن يكون قد جاهد نفسه، حتى لم يبق لها ميل إلى فعل ذلك الشيء ولا تركه، ليستخير الله تعالى وهو مسلم له، فإن تسليم القياد مع الميل إلى أحد القسمين خيانة في الصدق، وأن يكون دائم المراقبة لربه سبحانه وتعالى من أول صلاة الاستخارة إلى آخر دعائه، فإن المناجي للملك إذا تغافل عن الملك، والتفت بوجهه عنه يمينا وشمالا، فهو حقيق أن ينال من الملك الطرد والحرمان، وينبغي إذا انشرح صدره لشيء بعد الفراغ من الدعاء أن يقدم عليه، فإن توقفه ضعف وثوق منه بخيرة الله تعالى له "
التوبة ورد المظالم قبل الحج
لقوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون).
وحقيقة التوبة: الإقلاع من الذنوب وتركها، والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم العود فيها، وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم، أو تحللهم منها قبل سفره.
ـ عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " يحشر الناس يوم القيامة (أو قال العباد) عراة غرلا بهما، قال قلنا: وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال قلنا: كيف وأنا إنما نأتي الله ـ عز وجل ـ عراة غرلا بهما؟ قال بالحسنات والسيئات "
ـ عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئآت أخيه فطرحت عليه "
قال الغزالي:
" وأما قطع العلائق فمعناه: رد المظالم والتوبة الخالصة لله تعالى عن جملة المعاصي، فكل مظلمة علاقة، وكل علاقة مثل غريم حاضر متعلق بتلابيبه ينادي عليه ويقول: إلى أين تتوجه؟ أتقصد بيت ملك الملوك وأنت مضيع أمره في منزلك هذا، ومستهين به ومهمل له، أولا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك ولا يقبلك، فإن كنت راغبا في قبول زيارتك فنفذ أوامره، ورد المظالم، وتب إليه أولا من جميع المعاصي، واقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك، لتكون متوجها إليه بوجه قلبك، كما أنك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك، فإن لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولا إلا النصب والشقاء، وآخرا إلا الطرد والرد.
وليقطع العلائق عن وطنه انقطاع من قطع عنه وقدر أن لا يعود إليه، وليكتب وصيته لأولاده وأهله، فإن المسافر وماله لعلى خطر إلا من وقى الله سبحانه.
وليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطع العلائق لسفر الآخرة، فإن ذلك بين يديه على القرب، وما يقدمه من هذا السفر طمع في تيسير ذلك السفر فهو المستقر وإليه المصير، فلا ينبغي أن يغفل عن ذلك السفر عند الاستعداد بهذا السفر "
وقال ابن جماعة:
" واعلم أن كل معصية أو مظلمة أو حق وجب عليك أداؤه، فإنه كغريم متعلق بك، يمنعك من الوصول، قائل لك بلسان الحال: كيف تقصد ملك الملوك، طامعا في رضاه عليك وإحسانه إليك، وأنت مصر على معصيته، عاكف على مخالفته، أفلا تخشى من الرد والطرد وخيبة المسعى، فيكون حظك من سفرك النصب، ومن ربك المقت والغضب "
التزود للحج
ـ عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف "
عن بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:
" كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} رواه بن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا "
قال الغزالي:
" وأما الزاد فليطلبه من موضع حلال، وإذا أحس من نفسه الحرص على استكثاره، وطلب ما يبقى منه على طول السفر، ولا يتغير ولا يفسد قبل بلوغ المقصد، فليتذكر أن سفر الآخرة أطول من هذا السفر، وأن زاده التقوى، وأن ما عداه مما يظن أنه زاده يتخلف عنه عند الموت، ويخونه فلا يبقى معه، كالطعام الرطب الذي يفسد في أول منازل السفر، فيبقى وقت الحاجة متحيرا محتاجا لا حيلة له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/441)
فليحذر أن تكون أعماله التي هي زاده إلى الآخرة لا تصحبه بعد الموت، بل يفسدها شوائب الرياء وكدورات التقصير "
قال ابن جماعة:
" وليتذكر بإعداد الزاد وضرورته إليه أن ضرورته إلى زاد سفر الآخرة أشد، فالاهتمام به أحق، لأن سفر الآخرة أطول، والتحصيل فيه مأيوس منه، بخلاف سفر الدنيا، ولذلك نبه الله ـ عز وجل ـ عليه عند الأمر بالتزود، فقال: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) لأنها زاد سفر الآخرة، وكلما طالبتك نفسك بالاهتمام بكثرة الزاد فخذها بتكثير زاد سفر الآخرة "
فضل من آثر أهل فاقة بنفقته
ـ عن سفيان بن عيينة قال: نظرت في أمره ـ يعني ابن المبارك ـ وأمر الصحابة فما رأيتهم يفضلون عليه إلا في صحبتهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثله، وما أعلم خصلة من الخير إلا وقد جعلها الله في ابن المبارك، ولقد حدثنى أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم.
وقدم مرة الرقة وبها هارون الرشيد، فلما دخلها احتفل الناس به وازدحم الناس حوله، فأشرفت أم ولد للرشيد من قصر هناك فقالت: ما للناس؟ فقيل: لها قدم رجل من علماء خراسان، يقال له عبد الله بن المبارك، فانجفل الناس إليه، فقالت المرأة: هذا هو الملك لا ملك هارون الرشيد الذي يجمع الناس عليه بالسوط والعصا والرغبة والرهبة.
وخرج مرة إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة، إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها، فأخذت ذلك الطائر الميت، ثم لفته، ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شئ إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل، فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله: كم معك من النفقة؟ قال: ألف دينار، فقال: عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع.
وكان إذا عزم على الحج يقول لأصحابه: من عزم منكم في هذا العام على الحج فليأتي بنفقته، حتى أكون أنا أنفق عليه، فكان يأخذ منهم نفقاتهم، ويكتب على كل صرة اسم صاحبها، ويجمها في صندوق، ثم يخرج بهم في أوسع ما يكون من النفقات والركوب وحسن الخلق والتيسير عليهم، فإذا قضوا حجتهم فيقول لهم: هل أوصاكم أهلوكم بهدية؟ فيشترى لكل واحد منهم ما وصاه أهله من الهدايا المكية واليمنية وغيرها، فإذا جاؤا إلى المدينة، اشترى لهم منها الهدايا المدنية، فإذا رجعوا إلى بلادهم، بعث من أثناء الطريق إلى بيوتهم فأصلحت وبيضت أبوابها ورمم شعثها، فإذا وصلوا إلى البلد، عمل وليمة بعد قدومهم ودعاهم فأكلوا وكساهم، ثم دعا بذلك الصندوق ففتحه وأخرج منه تلك الصرر، ثم يقسم عليهم أن يأخذ كل واحد نفقته التي عليها اسمه، فيأخذونها وينصرفون إلى منازلهم وهم شاكرون ناشرون لواء الثناء الجميل، وكانت سفرته تحمل على بعير وحدها، وفيها من أنواع المأكول من اللحم والدجاج والحلوى وغير ذلك، ثم يطعم الناس وهو الدهر صائم في الحر الشديد، وسأله مرة سائل فأعطاه درهما، فقال له بعض أصحابه: إن هؤلاء يأكلون الشواء والفالوذج، وقد كان يكفيه قطعة، فقال: والله ما ظننت أنه يأكل إلا البقل والخبز، فأما إذا كان يأكل الفالوذج والشواء فإنه لا يكفيه درهم، ثم أمر بعض غلمانه فقال: رده وادفع إليه عشرة دراهم "
ـ قال عبد الله بن المبارك:
" رأيت زبيدة في المنام فقلت ما فعل الله بك فقالت غفر لي في أول معول ضرب في طريق مكة "
اختيار الرفقة الصالحة
قال ابن الجوزي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/442)
" عن حمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون: نصحبك يا أبا عبد الرحمن فيقول لهم: هاتوا نفقاتكم. فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق وبقفل عليها، ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلواء. ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة، من طرفها؟ فيقول: كذا. ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة فقضوا حوائجهم قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم ويخرجهم من مكة. فلا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو، فإذا وصلوا إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم. فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.
قال أبي: أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذجا.
قال: وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض: لولاك وأصحابك ما اتجرت.
قال أبي: وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.
قال ابن الجوزي:
" عن خول قال: جاءني بهيم يوما فقال لي: تعلم لي رجلا من جيرانك أو إخوانك يريد الحج ترضاه يرافقني؟ قلت: نعم. فذهبت إلى رجل من الحي له صلاح ودين فجمعت بينهما وتواطيا على المرافقة. ثم انطلق بهيم إلى أهله، فلما كان بعد أتاني الرجل فقال: يا هذا أحب أن تزور (يعن صاحبك) وتطلب رفيقا غيره. فقلت: ويحك فلم؟ فوالله ما أعلم في الكوفة له نظيرا في حسن الخلق والاحتمال، ولقد ركبت معه البحر فلم أر إلا خيرا.
قال: ويحك حدثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر، فهذا ينغص علينا العيش سفرنا كله.
قال: قلت: ويحك إنما يكون البكاء أحيانا عند التذكرة يرق القلب فيبكي الرجل، أو ما تبكي أنت أحيانا؟ قال: بلى ولكنه قد بلغني عنه أمر عظيم جدا من كثرة بكائه. قال: قلت: اصحبه فلعلك أن تنتفع به. قال: أستخير الله.
فلما كان اليوم الذي أراد أن يخرجا فيه جيء بالإبل ووطئ لهما، فجلس بهيم في ظل حائط، فوضع يده تحت لحيته، وجعلت دموعه تسيل على خديه، ثم على لحيته ثم على صدره حتى والله رأيت دموعه على الأرض.
قال: فقال لي صاحبي: يا مخول قد ابتدأ صاحبك، ليس هذا لي برفيق. قال: قلت: ارفق، لعله ذكر عياله ومفارقته إياهم فرق. وسمعها بهيم فقال: يا أخي والله ما هو بذاك وما هو إلا أني ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة. قال: وعلا صوته بالنحيب.
قال: يقول لي صاحبي: والله ما هي بأول عداوتك لي وبغضك إياي، مالي ولبهيم؟ إنما كان ينبغي أن ترافق بين بهيم وبين داود الطائي وسلام بن الأحوص، حتى يبكي بعضهم إلى بعض حتى يشتفوا أو يموتوا جميعا.
قال: فلم أزل أرفق به وأقول؟ ويحك لعلها خير سفرة سافرتها.
قال: وكان طويل الحج رجلا صالحا إلا أنه كان رجلا تاجرا موسرا مقبلا على شأنه، لم يكن صاحب حزن ولا بكاء، قال: فقال لي: قد وقعت مرتي هذه ولعلها تكون خيرة.
قال: وكل هذا الكلام لا يعلم به بهيم ولو علم بشيء منه ما صاحبه.
قال: فخرجا جميعا حتى حجا ورجعا. ما يرى كل واحد منهما أن له أخا غير صاحبه. فلما جئت أسلم على جاري قال لي: جزاك الله يا أخي عني خيرا، ما ظننت أن في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل علي في النفقة وهو معدم وأنا موسر، ويتفضل علي في الخدمة وأنا شاب قوي وهو شيخ ضعيف، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قال: فقلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرهه من طويل بكائه؟ قال: ألفت والله ذاك البكاء وسر قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا أهل الرفقة. قال: ثم والله ألفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا والمصير واحد؟ قال: فجعلوا والله يبكون ونبكي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/443)
قال: ثم خرجت من عنده فأتيت بهيما فسلمت عليه، وقلت: كيف رأيت صاحبك؟ قال: كخير صاحب، كثير الذكر لله عز وجل طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة محتمل الهفوات للرفيق، جزاك الله عني خيرا. "
الإكثار من الطاعات في الحج
ـ قال ابن الجوزي:
" عن سعيد بن أبي عروبة قال:
حج الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة، ودعا بالغداء فقال لحاجبه: انظر من يتغدى معي، وأسأله عن بعض الأمر. فنظر نحو الجبل، فإذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر، نائم. فضربه برجله وقال: إيت الأمير. فأتاه فقال له الحجاج:
اغسل يديك وتغد معي. فقال: إنه دعاني من هو خير منك فأجبته. قال: ومن هو؟ قال: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصوم فصمت. قال:
في هذا الحر الشديد؟ قال:
نعم صمت ليوم أشد حرا من هذا اليوم. قال:
فافطر وصم غدا. قال:
إن ضمنت لي البقاء إلى غد. قال:
ليس ذاك إلي. قال: فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه؟ قال: إنه طعام طيب قال: لم تطيبه أنت ولا الطباخ، إنما طيبته العافية. "
ـ " وقد كان الصالحون يلزمون أنفسهم المواظبة على النوافل في سفر الحج ويتحملون مشقتها، وكان ابن أخيثم لا يدع قيام السحر في حجه، وحج علي بن شعيب فألزم نفسه أن يصلي عند كل ميل ركعتين لتشهد له البقاع "
تحري الحلال في نفقة الحج
ـ يروى أنه لما مرض عبد الله بن عامر بن كريز مرضه الذي مات فيه، أرسل إلى أناس من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيهم عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: إنه قد نزل بي ماترون، فقالوا: كنت تعطي السائل، وتصل الرحم، وحفرت الآبار في الفلوات لابن السبيل، وبنيت الحوض بعرفات، فما نشك في نجاتك، وعبد الله بن عمر ساكت، فلما أبطأ عليه قال له: يا أبا عبد الرحمن! ألا تكلم؟
فقال عبد الله: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وسترد فتعلم.
ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور "
ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، وقال {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك "
قال الشاعر:
إذا حججت بمال أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة ما كل من حج بيت الله مبرور
قال ابن جماعة: " وقيل: إن هذين البيتين لأحمد بن حنبل، وقيل: إنهما لغيره، فالله أعلم "
فضل الاقتصاد في نفقة الحج
1 ـ روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
" حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة "
2 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال:
" أي واد هذا؟
قالوا: وادي الأزرق.
قال: كأني أنظر إلى موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر من طول شعره شيئا لا يحفظه داود، واضعا إصبعه في أذنه، له جؤار إلى الله بالتلبية، مارا بهذا الوادي.
قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثنية فقال أي ثنية هذه؟
قالوا: ثنية هرشى أو لفت.
قال: كأني أنظر إلى يونس ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ناقة حمراء، عليه جبة صوف وخطام ناقته خلبة، مارا بهذا الوادي ملبيا "
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة واللفظ لهما
ورواه الحاكم بإسناد على شرط مسلم ولفظه:
" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتى على وادي الأزرق فقال ما هذا؟
قالوا: وادي الأزرق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/444)
فقال: كأني أنظر إلى موسى ـ عليه السلام ـ مهبطا له جؤار إلى الله بالتكبير، ثم أتى على ثنية فقال: كأني أنظر إلى يونس ـ عليه السلام ـ على ناقة حمراء جعدة خطامها ليف وهو يلبي وعليه جبة صوف "
3 ـ وعنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا، منهم موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان، وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف، له ضفيرتان "
4 ـ وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" لقد مر بالروحاء سبعون نبيا، فيهم نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ، حفاة عليهم العباء، يؤمون بيت الله العتيق "
5 ـ عن بن عمر:
" أنه رأى رفقة من أهل اليمن، رحالهم الأدم فقال: من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلينظر إلى هؤلاء "
6 ـ وكان ابن عمر:
" إذا نظر إلى ما أحدث الحجاج من الزي والمحامل يقول: الحاج قليل والركب كثير، ثم نظر إلى رجل مسكين رث الهيئة تحته جوالق فقال: هذا نعم من الحجاج "
ـ قال ابن الجوزي:
" عن الفضل بن ربيع قال: حججت مع هارون الرشيد، فمررنا بالكوفة، فإذا بهلول المجنون يهذي، فقلت: اسكت فقد أقبل أمير المؤمنين. فسكت: فلما حاذاه الهودج قال: يا أمير المؤمنين حدثني أيمن بن نابل قال: أنبأنا قدامة بن عبد الله العامري قال: رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنى على جمل وتحته رحل رث، فلم يكن ثم طرد ولا ضرب ولا إليك إليك. قلت: يا أمير المؤمنين إنه بهلول المجنون. قال: قد عرفته، قل يا بهلول. قال: يا أمير المؤمنين.
هب أنك قد ملكت الأرض طرا ودان لك البلاد فكان ماذا؟
أليس غدا مصيرك جوف قبر ويحثو الترب هذا ثم هذا؟
قال: أجدت يا بهلول، أفغيره؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، من رزقه الله جمالا ومالا فعف في جماله، واتقى في ماله، كتب في ديوان الأبرار.
قال: فظن أنه يريد شيئا. قال فإنا قد أمرنا بقضاء دينك. قال لا تفعل يا أمير المؤمنين، لا تقض دينا بدين، اردد الحق إلى أهله واقض دين نفسك من نفسك.
قال: إنا قد أمرنا أن تجرى عليك جراية. قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، لا يعطيك وينساني، أجري علي الذي أجري عليك لا حاجة لي في جرايتك. "
وسياق القصة في البداية والنهاية فيه زيادة، ونصها:
" قال (يعني هارون الرشيد): إنا أمرنا أن يجرى عليك رزق تقتات به، قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنه سبحانه لا يعطيك وينساني، وها أنا قد عشت عمرا لم تجر على رزقا، انصرف لا حاجة لي في جرايتك.
قال: هذه ألف دينار خذها، فقال: ارددها على أصحابها فهو خير لك، وما أصنع أنا بها انصرف عنى فقد آذيتنى، قال: فانصرف عنه الرشيد وقد تصاغرت عنده الدنيا "
ـ قال ابن جماعة:
" ويروى أن الرشيد حج ماشيا من المدينة إلى مكة، ففرش له في الطريق اللبود والمرعزي، فاستند يوما إلى ميل ليستريح وقد تعب، فإذا هو بسعدون المجنون، قد عارضه وهو يقول:
هب الدنيا تواتيك أليس الموت يأتيك
فما تصنع بالدنيا وظل الميل يكفيك
ألا يا طالب الدنيا دع الدنيا لشانيك
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
فشهق الرشيد شهقة خر مغشيا عليه "
صلاة ركعتين قبل الخروج من البلد
1 ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين "
2 ـ وفي الحديث " ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا "
قال المناوي:
" في الأذكار ـ يعني للنووي ـ: قال بعض أصحابنا: ويستحب أن يقرأ في الأولى الفاتحة والكافرون، وفي الثانية الإخلاص، وقال بعضهم: يقرأ في الأولى الفلق وفي الثانية الناس ثم إذا سلم قرأ سورة الكرسي ولإيلاف قريش."
الدعاء إذا نهض من جلوسه للسفر
ـ عن أنس قال: " لم يرد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا اهتم به وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير حيث ما توجهت، قال: ثم يخرج "
توديع الأهل والولد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/445)
ما يقوله المسافر للمودع:
عن أبي هريرة قال ودعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: " أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه "
ما يقوله المودع للمسافر:
عن سالم أن بن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: " ادن مني أودعك كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يودعنا فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك "
" عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني، قال: زودك الله التقوى، قال: زدني، قال: وغفر ذنبك، قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ويسر لك الخير حيثما كنت "
قال ابن جماعة:
" وليستودع ربه ما خلفه من أهل ومال وولد، بإخلاص وصدق نية "
ـ قال أبو محمد عبد الرحمن الرازي:
" سألت أبي، عن حديث رواه عبيد بن اسحق، عن عاصم بن محمد بن زيد، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه قال: بينما عمر يعرض الناس فإذا هو برجل مع ابنه، فقال له عمر: ويحك ما رأيت غرابا بغراب أشبه بهذا منك.
قال: والله يا أمير المؤمنين ما والدته إلا ميتة، فاستوى له عمر فقال: ويحك حدثنى قال: خرجت في غزاة وأمه حامل به، فقالت: تخرج وتدعنى على هذه الحال حامل مثقل، قال: قلت: استودع الله ما في بطنك، قال: فغبت ثم قدمت، فإذا بأبي مغلق، قال: قلت: فلانة قالوا: ماتت، قال: ذهبت إلى قبرها فمكثت عنده، فلما كانت من الليل قعدت مع بنى عمي أتحدث، وليس يسترنا من البقيع شيء، فرفعت لي نار بين القبور، فقلت: لبنى عمي ما هذه النار؟ فتفرقوا عنى، فأتيت أقربهم منى فسألته؟ فقال: نرى على قبر فلانة كل ليله نارا، قال: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله إن كانت صوامة قوامة عفيفة مسلمة، انطلق بنا، فأخذت فأسا، فإذا القبر منفجر، وهي جالسة، وهذا يدب حولها، فناداني مناد: أيها المستودع ربه وديعته خذ وديعتك، أما لو استودعت أمه لوجدتها، فأخذته وعاد القبر كما كان، فهو والله يا أمير المؤمنين "
قال أبو عبد الرحمن: فحدثت أنا بهذا الحديث محمد بن إبراهيم العمري فقال:
هذا والله حق، قال: وقد سمعت عم أبي عاصم يذكره، وقد رأيت ابن ابن هذا الرجل بالكوفة وقال لي موالينا: هو هذا، قال أبي: هذا الحديث الذي أنكروا على عبيد، لا أعلم رواه غير عبيد، وعاصم ثقة، وزيد بن أسلم ثقة.
قال ابن جماعة:
" وليتذكر المودع بمودعيه مشيعيه بعد الموت، وليتذكر بفراقهم هذا المرجو انقضاؤه عن قرب فراقهم بعد الموت، فقد يكون ذلك آخر العهد بهم "
إذا خرج من منزله
عن أنس بن مالك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله. قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي "
عند ركوب الدابة
ـ عن علي بن ربيعة:
" أنه كان ردفا لعلي ـ رضي الله عنه ـ، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله. فلما استوى على ظهر الدابة قال: الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ......... الآية) ثم قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم مال إلى أحد شقيه فضحك، فقلت، يا أمير المؤمنين ما يضحكك؟ قال: إني كنت ردف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصنع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما صنعت فسألته كما سألتني، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال لا إله إلا أنت إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: عبدي عرف أن له ربا يغفر "
ـ عن أبي الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن بن عمر علمهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/446)
" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون "
قال الغزالي:
" وأما الراحلة إذا أحضرها، فليشكر الله بقلبه على تسخير الله ـ عز وجل ـ له الدواب لتحمل عنه الأذى وتخفف عنه المشقة.
وليتذكر عنده المركب الذي يركبه إلى دار الآخرة (وهي الجنازة التي يحمل عليها) فإن أمر الحج من وجه يوازي أمر السفر إلى الآخرة، ولينظر أيصلح سفره على هذا المركب لأن يكون زادا له لذلك السفر على ذلك المركب، فما أقرب ذلك منه، وما يدريه لعل الموت قريب، ويكون ركوبه للجنازة قبل ركوبه للجمل، وركوب الجنازة مقطوع به وتيسر أسباب السفر مشكوك فيه، فكيف يحتاط في أسباب السفر المشكوك فيه ويستظهر في زاده وراحلته، ويهمل أمر السفر المستيقن"
قال ابن جماعة:
" تذكر عند اتخاذك المركوب والمحمل وحاجتك إليه، مركبك إلى الآخرة، وهو العمل الصالح، وتذكر بالمحمل نعشك الذي تحمل عليه، وخف أن يكون هيء لك وأنت لا تشعر، بل ربما ركبته قبل المحمل وأنت لا تشعر، فإن الأجل مغيب، والموت بالمرصاد (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا"
قال ابن جماعة:
" وإذا استعصت عليك الدابة، فتذكر عند استعصائها معصيتك لربك تعالى، وأن ذلك منك أقبح من الدابة، وإذا ذلت بعد استعصائها ـ وهي حيوان لا يعقل ـ فأنت أولى بأن يردك القرآن عن مخالفتك لربك إلى طاعته، فلا تكن الدابة في ذلك خيرا منك.
وإذا ندت منك، فتذكر إباقك عن باب مولاك، وما يفوتك عند ذلك من لطائفه بك، وإقباله عليك، وإذا ضل لك شيء وتأسفت عليه فتذكر أن تأسفك على ما تضيع من عمرك بغير طاعة أجدر وأولى، فإنه لا عوض عنه، ولا قيمة له "
شراء ولبس ثوبي الإحرام
قال الغزالي: " وأما شراء ثوبي الإحرام، فليتذكر عنده الكفن ولفه فيه، فإنه فيه سيرتديه، ويتزر بثوبي الإحرام عند القرب من بيت الله ـ عز وجل ـ وربما لا يتم سفره إليه، وأنه سيلقى الله عز وجل ملفوفا في ثياب الكفن لا محالة، فكما لا يلقى بيت الله ـ عز وجل ـ إلا مخالفا عاداته في الزي والهيئة، فلا يلقى الله ـ عز وجل ـ بعد الموت إلا في زي مخالف لزي الدنيا، وهذا الثوب قريب من ذلك الثوب، إذ ليس فيه مخيط كما في الكفن "
الخروج من البلد
قال الغزالي:
" وأما الخروج من البلد، فليعلم عنده أنه فارق الأهل والوطن متوجها إلى الله ـ عز وجل في سفر لا يضاهي أسفار الدنيا، فليحضر في قلبه أنه ماذا يريد وأين يتوجه وزيارة من يقصد؟
وأنه متوجه إلى ملك الملوك في زمرة الزائرين له الذين نودوا فأجابوا، وشوقوا فاشتاقوا، واستنهضوا فنهضوا، وقطعوا العلائق وفارقوا الخلائق، وأقبلوا على بيت الله ـ عز وجل ـ الذي فخم أمره، وعظم شأنه، ورفع قدره، تسليا بلقاء البيت عن لقاء رب البيت، إلى أن يرزقوا منتهى مناهم، ويسعدوا بالنظر إلى مولاهم، وليحضر في قلبه رجاء الوصول والقبول، لا إدلالا بأعماله في الارتحال ومفارقة الأهل والمال، ولكن ثقة بفضل الله ـ عز وجل ـ ورجاء لتحقيقه، وعده لمن زار بيته، وليرج أنه إن لم يصل إليه وأدركته المنية في الطريق لقي الله ـ عز وجل ـ وافدا إليه، إذ قال ـ جل جلاله ـ (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) "
وقال ابن جماعة:
" وليتذكر المسافر باليوم الذي يعينه لسفره اليوم الذي فيه حلول أجله وسفره إلى آخرته، وبما بين يديه من وعثاء السفر وخطره ومشاقه، مابين يديه في سفر الآخرة من أهوال الموت، وظلمة القبر وعذابه، وسؤال منكر ونكير، وأهوال يوم القيامة وخطرها "
المخاوف التي يلاقيها في الطريق
قال الغزالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/447)
" وأما دخول البادية إلى الميقات ومشاهدة تلك العقبات، فليتذكر فيها ما بين الخروج من الدنيا بالموت إلى ميقات يوم القيامة وما بينهما من الأهوال والمطالبات، وليتذكر من هول قطاع الطريق هول سؤال منكر ونكير، ومن سباع البوادي عقارب القبر وديدانه وما فيه من الأفاعي والحيات، ومن انفراده من أهله وأقاربه وحشة القبر وكربته ووحدته، وليكن في هذه المخاوف في أعماله وأقواله متزودا لمخاوف القبر "
الميقات وما فيه
قال ابن جماعة:
" وليتذكر الحاج بوصوله إلى الميقات: أن الله تعالى قد أهله للقدوم عليه، والقرب من حضرته، فليلزم الأدب معه ليصلح لإقباله عليه بمزيد الإحسان إليه "
رفع الصوت بالتلبية
1 ـ عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:
" صلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعا "
2 ـ عن خلاد بن السائب عن أبيه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" جاءني جبريل فقال لي: يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية "
3 ـ عن أبي بكر الصديق:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل أي الحج أفضل قال: العج والثج "
4 ـ عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ما من ملب يلبي، إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا "
5 ـ عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج "
6 ـ عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ما أهل مهل قط إلا بشر ولا كبر مكبر قط إلا بشر قيل يا رسول الله بالجنة قال نعم "
ـ قال الغزالي:
" وأما الإحرام والتلبية من الميقات، فليعلم أن معناه إجابة نداء الله ـ عز وجل ـ، فارج أن تكون مقبولا، واخش أن يقال لك: لا لبيك ولا سعديك، فكن بين الرجاء والخوف مترددا، وعن حولك وقوتك متبرئا، وعلى فضل الله ـ عز وجل ـ وكرمه متكلا، فإن وقت التلبية هو بداية الأمر وهي محل الخطر. قال سفيان بن عيينة: حج علي بن الحسين ـ رضي الله عنهما ـ فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: لم لا تلبي؟
فقال: أخشى أن يقال لي لا لبيك ولا سعديك، فلما لبى غشي عليه ووقع عن راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.
وقال أحمد بن أبي الحواري:
كنت مع أبي سليمان الداراني ـ رضي الله عنه ـ حين أراد الإحرام فلم يلب حتى سرنا ميلا فأخذته الغشية ثم أفاق، وقال: يا أحمد إن الله سبحانه أوحى إلى موسى ـ عليه السلام ـ مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكري، فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة، ويحك يا أحمد بلغني أن من حج من غير حلة ثم لبى قال الله ـ عز وجل ـ: لا لبيك ولا سعديك حتى ترد ما في يديك، فما نأمن أن يقال لنا ذلك.
وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية في الميقات إجابته لنداء الله ـ عز وجل ـ إذ قال: (وأذن في الناس بالحج)، ونداء الخلق بنفخ الصور، وحشرهم من القبور، وازدحامهم في عرصات القيامة مجيبين لنداء الله سبحانه، ومنقسمين إلى مقربين وممقوتين ومقبولين ومردودين، ومترددين في أول الأمر بين الخوف والرجاء تردد الحاج في الميقات، حيث لا يدرون أيتيسر لهم إتمام الحج وقبوله أم لا "
ـ عن عبد الله بن الجلاء قال:
" كنت بذي الحليفة وأنا أريد الحج والناس يحرمون، فرأيت شابا قد صب عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه.
فقال: يا رب أريد أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن تجيبني لا لبيك ولا سعديك.
وبقي يردد هذا القول مرارا كثيرا وأنا أتسمع عليه. فلما أكثر قلت له: ليس لك بد من الإحرام فقل. فقال: يا شيخ أخشى إن قلت لبيك اللهم لبيك أجابني بلا لبيك ولا سعديك. فقلت له: أحسن ظنك، وقل معي: لبيك اللهم لبيك. فقال: لبيك اللهم. وطولها، وخرجت نفسه مع قوله اللهم، فسقط ميتا. "
ـ قال ابن كثير:
" وذكر أن أبا نواس لما أراد الإحرام بالحج قال:
يا مالكا ما أعدلك مليك كل من ملك
لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك
عبدك قد أهل لك أنت له حيث سلك
لولاك يارب هلك لبيك إن الحمد لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/448)
والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك
والسابحات في الفلك على مجاري تنسلك
كل نبي وملك وكل من أهل لك
سبح أو صلى فلك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك يا مخطئا ما أجهلك
عصيت ربا عدلك وأقدرك وأمهلك
عجل وبادر أملك واختم بخير عملك
لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك "
دخول مكة
عن عبد الله بن عباس قال: " كانت الأنبياء تدخل الحرم مشاة حفاة، ويطوفون بالبيت، ويقضون المناسك حفاة مشاة "
قال الغزالي:
" وأما دخول مكة، فليتذكر عندها أنه قد انتهى إلى حرم الله تعالى آمنا، وليرج عنده أن يأمن بدخوله من عقاب الله ـ عز وجل ـ، وليخش أن لا يكون أهلا للقرب، فيكون بدخوله الحرم خائبا ومستحقا للمقت، وليكن رجاؤه في جميع الأوقات غالبا، فالكرم عميم، والرب رحيم، وشرف البيت عظيم، وحق الزائر مرعي، وذمام المستجير اللائذ غير مضيع "
ـ قال ابن جماعة:
" إذا دخلت مكة فأحضر في نفسك تعظيمها وأمنها وشرفها، وأن الله تعالى قد أنعم عليك بدخولها، وأهلك لقربه، ووفقك لقصده، فاحذر من التهجم على سيدك المنعم عليك، وأنت متلبس بمخالفته، فتكون متعرضا لمقته، وطهر ظاهرك وباطنك له، وارج رحمته وقبوله، فإن ذمام الكريم محفوظ، وحق الزائر مرعي، وجوار المستجير غير مضيع"
ماذا عند رؤية البيت؟
قال الغزالي:
" وأما وقوع البصر على البيت، فينبغي أن يحضر عنده عظمة البيت في القلب، ويقدر كأنه مشاهد لرب البيت لشدة تعظيمه إياه، وارج أن يرزقك الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم، كما رزقك الله النظر إلى بيته العظيم، واشكر الله تعالى على تبليغه إياك هذه الرتبة، وإلحاقه إياك بزمرة الوافدين عليه، واذكر عند ذلك انصباب الناس في القيامة إلى جهة الجنة، آملين لدخولها كافة، ثم انقسامهم إلى مأذونين في الدخول ومصروفين، انقسام الحاج إلى مقبولين ومردودين، ولا تغفل عن تذكر أمور الآخرة في شيء مما تراه، فإن كل أحوال الحاج دليل على أحوال الآخرة "
قال الحضراوي:
" روي أن الشبلي ـ رحمه الله ـ لما حج البيت، فعندما وصل إليه ورآه عظم عنده ذلك، فأنشد طربا مستعظما حاله:
أبطحاء مكة هذا الذي أراه عيانا وهذا أنا
وصار يكرره حتى غشي عليه. "
وقال الحضراوي أيضا:
" وحجت امرأة عابدة، فلما دخلت مكة، جعلت تقول: أين بيت ربي؟ أين بيت ربي؟
فقيل لها: الآن ترينه، فلما لاح لها البيت قالوا: هذا بيت ربك، فاشتدت نحوه تسعى حتى ألصقت جبينها بحائط البيت، فما رفعت إلا ميتة ـ رضي الله عنها ـ "
تقبيل الحجر وفضله
1 ـ عن عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "
2 ـ عن سويد بن غفلة قال رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال:
" رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بك حفيا "
3 ـ عن الزبير بن عربي قال:
" سأل رجل بن عمرـ رضي الله عنهما ـ عن استلام الحجر فقال: رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستلمه ويقبله قال: قلت: أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت، قال: اجعل أرأيت باليمن رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستلمه ويقبله "
4 ـ عن عبد الله بن عبيد بن عمير:
" أن رجلا قال: يا أبا عبد الرحمن، ما أراك تستلم إلا هذين الركنين، قال: إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إن مسحهما يحطان الخطيئة، وسمعته يقول: من طاف سبعا فهو كعدل رقبة "
5 ـ عن بن عباس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" الحجر الأسود من الجنة "
6 ـ عن بن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم "
قال المباركفوري:
" قال في المرقاة: أي صارت ذنوب بني آدم الذين يمسحون الحجر سببا لسواده، والأظهر حمل الحديث على حقيقته، إذ لا مانع نقلا ولا عقلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/449)
وقال بعض الشراح من علمائنا (يعني الحنفية): هذا الحديث يحتمل أن يراد به المبالغة في تعظيم شأن الحجر، وتفظيع أمر الخطايا والذنوب، والمعنى: أن الحجر لما فيه من الشرف والكرامة واليمن والبركة، شارك جواهر الجنة، فكأنه نزل منها، وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد، فتجعل المبيض منه أسود، فكيف بقلوبهم؟ أو لأنه من حيث أنه مكفر للخطايا محاء للذنوب كأنه من الجنة، ومن كثرة تحمله أوزار بني آدم صار كأنه ذو بياض شديد فسودته الخطايا، ومما يؤيد هذا أنه كان فيه نقط بيض، ثم لا زال السواد يتراكم عليها حتى عمها "
ـ قال الفاسي:
" وذكر إمام المقام وخطيب المسجد الحرام سليمان بن خليل: أنه رأى فيه ـ يعني: الحجر الأسود ـ ثلاث مواضع بيض نقية، ثم قال: إني أتلمح تلك النقط، فإذا هي كل وقت في نقص. انتهى "
7 ـ عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب "
8 ـ عن بن عبيد بن عمير عن أبيه:
" أن بن عمر كان يزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعله فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزاحم عليه، فقال: إن أفعل فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
(إن مسحهما كفارة للخطايا)، وسمعته يقول: (من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة)، وسمعته يقول: (لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه خطيئة وكتب له بها حسنة) "
9 ـ عن بن عباس قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم ـ في الحجر:
" والله ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق "
10 ـ عن سعيد بن جبير قال سمعت بن عباس يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" ليأتين هذا الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من يستلمه بحق "
11 ـ عن نافع عن بن عمر قال:
" استقبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، ثم التفت، فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال: يا عمر ها هنا تسكب العبرات "
12 ـ عن بن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق "
13 ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان "
14 ـ عن عبد الله بن عبيد بن عمير ـ رضي الله عنه ـ:
" أنه سمع أباه يقول لابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" إن استلامهما يحط الخطايا " (قال الألباني: صحيح لغيره.)
قال وسمعته يقول:
" و من طاف أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان كعدل رقبة " قال الألباني: صحيح لغيره
قال وسمعته يقول: " ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات "
رواه أحمد وهذا لفظه والترمذي ولفظه
" إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إن مسحهما كفارة للخطايا "
وسمعته يقول:
" لا يضع قدما ولا يرفع أخرى، إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة " (قال الألباني: صحيح لغيره.)
ورواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، وابن خزيمة في صحيحه، ولفظه قال:
" إن أفعل فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
مسحهما يحط الخطايا "
وسمعته يقول:
" من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه خطيئة وكتب له درجة " (قال الألباني: صحيح لغيره.)
وسمعته يقول:
" من أحصى أسبوعا كان كعتق رقبة "
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطا "
15 ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/450)
" يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس، له لسانان وشفتان "
16 ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم "
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال:
" أشد بياضا من الثلج "
ورواه البيهقي مختصرا قال:
" الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك "
17 ـ عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال:
" لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا شفى، وما على الأرض شيء من الجنة غيره "
18 ـ عن مسافع الحجبي، سمع عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفى "
ـ قال الغزالي:
" وأما الاستلام فاعتقد عنده أنك مبايع لله ـ عز وجل ـ على طاعته، فصمم عزيمتك على الوفاء ببيعتك، فمن غدر في المبايعة استحق المقت.
وقد روى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (الحجر الأسود يمين الله ـ عز وجل ـ في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه) "
ـ وقد بين ابن تيمية هذا المعنى فقال:
" فقد روى عن النبي بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه).
ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره، فإنه قال: (يمين الله في الأرض) فقيده بقوله: (في الأرض) ‘ ولم يطلق فيقول: (يمين الله)، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق.
ثم قال: (فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه)، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا، ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتا يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فان ذلك تقريب للمقبل وتكريم له كما جرت العادة، والله ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال الناس، بل لابد من أن يبين لهم ما يتقون، فقد بين لهم في الحديث ما ينفى من التمثيل "
ـ قال ابن جماعة:
" والحظ عند ذلك أن الحجر ياقوتة من يواقيت الجنة، وأن مقبله ومستلمه يضع شفتيه على موضع وضع عليه سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره من رسل الله وأنبيائه وملائكته شفاههم. ويباشر بكفه محلا باشروه بأكفهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ فاجمع في الاقتداء بهم بين الصورة والمعنى، وقابل هذه النعمة العظيمة بملازمة التقوى، ومراقبة الله ـ عز وجل ـ في السر والنجوى "
ـ قال ابن جماعة:
" والحظ أيضا أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم، وأنها إذا أثرت في الحجر فتأثيرها في القلب أعظم، فينبغي لذلك أن تجتنب، ولهذا المعنى ـ والله أعلم ـ أبقى الله السواد عبرة "
فضل الطواف وأسراره
1 ـ عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة "
2 ـ وعن ابن عباس أيضا ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الطواف حول البيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير "
حرصهم على الطواف:
قال الحضراوي:
" كل شيء لا يطيقه الناس من العبادة كان يتكلفه ابن الزبير، فجاء سيل فطبق البيت فامتنع الناس من الطواف، فجعل ابن عباس يطوف سباحة "
قال ابن جماعة:
" وأخبرني والدي ـ رحمه الله ـ أن والده ـ رحمه الله ـ أخبره أنه طاف بالبيت سباحة كلما حاذى الحجر غطس لتقبيله، وأخبرني بعض المكيين أنه اتفق له مثل ذلك "
ماذا نستحضر عند الطواف؟
قال الغزالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/451)
" وأما الطواف بالبيت فاعلم أنه صلاة، فأحضر في قلبك فيه من التعظيم والخوف والرجاء والمحبة ما فصلناه في كتاب الصلاة، واعلم أنك بالطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين حول العرش الطائفين حوله، ولا تظنن أن المقصود طواف جسمك بالبيت، بل المقصود طواف قلبك بذكر رب البيت حتى لا تبتدىء الذكر إلا منه، ولا تختم إلا به كما تبتدىء الطواف من البيت وتختم بالبيت.
واعلم أن الطواف الشريف هو طواف القلب بحضرة الربوبية، وأن البيت مثال ظاهر في عالم الملك لتلك الحضرة التي لا تشاهد بالبصر (وهي عالم الملكوت)، كما أن البدن مثال ظاهر في عالم الشهادة للقلب الذي لا يشاهد بالبصر (وهو في عالم الغيب)، وأن عالم الملك والشهادة مدركة إلى عالم الغيب والملكوت لمن فتح الله له الباب، وإلى هذه الموازنة وقعت الإشارة بأن البيت المعمور في السماوات بإزاء الكعبة، فإن طواف الملائكة به كطواف الإنس بهذا البيت ولما قصرت رتبة أكثر الخلق عن مثل ذلك الطواف، أمروا بالتشبه بهم بحسب الإمكان، ووعدوا بأن من تشبه بقوم فهو منهم "
التعلق بالأستار
قال الغزالي:
" وأما التعلق بأستار الكعبة والالتصاق بالملتزم، فلتكن نيتك في الالتزام طلب القرب حبا وشوقا للبيت ولرب البيت، وتبركا بالمماسة، ورجاء للتحصن عن النار في كل جزء من بدنك لا في البيت، ولتكن نيتك في التعلق بالستر الإلحاح في طلب المغفرة وسؤال الأمان، كالمذنب المتعلق بثياب من أذنب إليه المتضرع إليه في عفوه عنه، المظهر له أنه لا ملجأ له منه إلا إليه، ولا مفزع له إلا كرمه وعفوه، وأنه لا يفارق ذيله إلا بالعفو وبذل الأمن في المستقبل "
حكاية شاب زاهد:
ـ عن إبراهيم الخواص قال:
" رأيت شابا في الطواف متزرا بعباءة، متشحا بأخرى كثير الطواف والصلاة، فوقع في قلبي محبته، ففتح علي بأربعمائة درهم، فجئت بها إليه وهو جالس خلف المقام، فوضعتها على طرف عبائه وقلت له: يا أخي اصرف هذه القطيعات في بعض حوائجك.
فقام وبددها في الحصا وقال: يا إبراهيم اشتريت هذه الجلسة من الله تعالى بسبعين ألف دينار عين، تريد أن تخدعني عن الله ـ عز وجل ـ بهذا الوسخ.
قال إبراهيم: فما رأيت أعز منه وهو ينظر، وأذل مني وأنا أجمعها من بين الحصى. ثم قام وذهب "
أعرابي يتعلق بأستار الكعبة:
ـ عن محمد بن صالح قال:
" بينما أنا في الطواف إذ نظرت إلى أعرابي بدوي متعلق بأستار الكعبة، وقد شخص بصره نحو السماء، وهو يقول: يا خير من وفد الأنام إليه، ذهبت أيامي، وضعفت قوتي، وقد وردت إلى بيتك المعظم المكرم بذنوب كثيرة لا تغسلها الأرض ولا تغسلها البحار، مستجيرا بعفوك منها، وحططت رحلي بفنائك، وأنفقت مالي في رضاك، فماذا الذي يكون من جزائك يا مولاي؟
ثم أقبل على الناس بوجهه فقال: يا معشر الناس يا من وكزته الخطايا وغمرته البلايا. ارحموا أسير ضر وغريب فاقة. سألتكم بالذي عمتكم الرغبة إليه، إلا سألتم الله تعالى أن يهب لي جرمي ويغفر لي ذنوبي.
ثم عاود فتعلق بأستار الكعبة وقال: إلهي وسيدي، عظيم الذنب مكروب، وعن صالح الأعمال مردود، وقد أصبحت ذا فاقة إلى رحمتك يا مولاي.
قال محمد بن صالح: ثم رأيته بعرفات وقد وضع يساره على أم رأسه يصرخ ويبكي ويشهق ويقول: إلهي وسيدي ومولاي أضحكت الأرض بالزهر، وأمطرت السماء بالرحمة، والذي أعطيت الموحدين إن نفسي لواثقة لي ولهم منك بالرضا، وكيف لا يكون كذلك، وأنت حبيب من تحبب إليك، وقرة عين من لاذ بك وانقطع إليك؟ يا مولاي حقا حقا أقول، لقد أمرت بمكارم الأخلاق فاجعل وفودي إليك عتق رقبتي من النار. "
طائف يطلب من الله حاجته:
ـ عن قاسم بن عثمان الجوعي يقول:
" رأيت في الطواف رجلا لا يزيد على قوله: إلهي قضيت حوائج المحتاجين وحاجتي لم تقض،
فقلت له: ما لك لا تزيد على هذا الكلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/452)
فقال: أحدثك، كنا سبعة أنفس من بلدان شتى، ترافقنا وغزونا أرض العدو. فاستؤسرنا كلنا. فاعتزل بنا بطريق إلى موضع ليضرب رقابنا، فنظرت إلى السماء فإذا سبعة أبواب مفتوحة في السماء، عليها سبع جوار من الحور العين، على كل باب جارية. فقدم رجل منا فضربت عنقه. فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض حتى ضربت أعناق الستة وبقيت أنا وبقي باب واحد فلما قدمت لتضرب رقبتي استوهبني بعض رجاله فوهبني له. فسمعتها وهي تقول: أي شيء فاتك يا محروم؟ وأغلقت الباب. فأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.
قال قاسم الجوعي: أراه أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا وترك يعمل على الشوق. "
امرأة تعاتب نفسها في الطواف:
ـ عن مالك بن دينار قال:
" بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا بجويرية متعبدة، فإذا هي تقول: يا رب كم شهوة قد ذهبت لذتها وبقيت تبعتها، يا رب ما كان لك عقوبة ولا أدب إلا النار؟!!
قال: فوالله ما زال ذلك مقامها حتى طلع الفجر.
قال مالك: فوضعت يدي على رأسي ثم صرخت وجعلت أقول: ثكلت مالكا أمه وعدمته، جويرية منذ الليلة قد بطلته. "
ـ عن محمد بن يزيد بن حبيش قال:
" قال وهيب بن الورد: بينما امرأة في الطواف ذات يوم وهي تقول: يا رب ذهبت اللذات وبقيت التبعات، يا رب سبحانك، وعزتك إنك لأرحم الراحمين.
يا رب مالك عقوبة إلا النار؟!!
فقالت صاحبة لها كانت معها: يا أخية دخلت بيت ربك اليوم؟ قالت: والله ما أرى هاتين القدمين، وأشارت إلى قدميها، أهلا للطواف حول بيت ربي، فكيف أراهما أهلا أطأ بهما بيت ربي؟ وقد علمت حيث مشتا وإلى أين مشتا؟ "
وأخرى تستجدي ربها:
ـ عن الحسن قال:
" رأيت بدوية دخلت الطواف فقالت: يا حسن الصحبة، جئتك من بعيد، أقبلت أسألك سترك الذي لا تخرقه الرماح ولا تزيله الرياح "
ـ عن إبراهيم بن مسلم المخزومي قال:
" وقفت امرأة متعبدة في جوف الليل فتعلقت بأستار الكعبة: ثم بكت وقالت: يا كريم الصحبة، ويا حسن المعونة، أتيتك من شقة بعيدة متعرضة لمعروفك الذي وسع خلقك، فأنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة. قال: ثم صرخت صرخة سقطت لوجهها فحملت مغشيا عليها "
وأخرى تبتهل وتطلب:
ـ عن سعيد الأزرق الباهلي أنه قال:
" دخلت الطواف ليلا، فبينا أنا أطوف وإذا بامرأة في الحجر ملتزمة للبيت قد علا نشيجها، فدنوت منها وهي تقول: يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث ولا يصفه الواصفون، يا عالما بمثاقيل الجبال، ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، لا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره، أسألك أن تجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، وخير ساعاتي مفارقة الأحياء من دار الفناء إلى دار البقاء التي تكرم فيها من أحببت من أوليائك، وتهين فيها من أبغضت من أعدائك أسألك إلهي عافية جامعة لخير الدنيا والآخرة منا منك علي وتطولا يا ذا الجلال والإكرام. ثم صرخت وغشي عليها. "
وأخرى تتلذذ بمناجاته:
ـ عن حمد بن زيد قال:
" سمعت ذا النون يقول: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام فبينما أنا في الطواف إذ أنا بشخص متعلق بأستار الكعبة يبكي ويقول في بكائه: كتمت بلائي من غيرك، وبحت بسري إليك، واشتغلت بك عمن سواك، عجبت لمن عرفك كيف يسلو عنك؟ ولمن ذاق حبك كيف يصبر عنك؟
ثم أقبل على نفسه فقال: أمهلك فما ارعويت، وستر عليك فما استحييت، وسلبك حلاوة المناجاة فما باليت،
ثم قال: عزيزي ما لي إذا قمت بين يديك ألقيت علي النعاس ومنعتني حلاوة الخدمة؟ لم قرة عيني لمه؟ ثم أنشأ يقول:
روعت قلبي بالفراق فلم أجد شيئا أمر من الفراق وأوجعا
حسب الفراق بأن يفرق بيننا ولطالما قد كنت منه مفزعا
قال: فلم أتمالك أن أتيت الكعبة مستخفيا فلما أحس بي تجلل بخمار كان عليه ثم قال: يا ذا النون غض بصرك فإني حرام. فعلمت أنها امرأة فقلت: والله قد شغلني قولك عن كثير مما كنت فيه. فقالت: ولم عافاك الله؟ أما علمت أن لله عبادا لا يشغلهم سواه ولا يميلون إلى ذكر غيره. "
ـ عن أبي عبد الملك قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/453)
" رأيت امرأة متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول: اللهم إني أستعديك على نفسي "
وأخرى تسأل أن يرد الله عليها قلبها:
ـ عن أبي الأشهب السائح قال:
" بينما أنا في الطواف إذا بجويرية قد تعلقت بأستار الكعبة وهي تقول: يا وحشتي بعد الأنس، ويا ذلي بعد العز، ويا فقري بعد الغنى.
فقلت لها: ما لك؟ أذهب لك مال أو أصبت بمصيبة؟
قالت: لا ولكن كان لي قلب ففقدته، قلت: هذه مصيبتك؟
قالت: وأي مصيبة أعظم من فقد القلوب وانقطاعها عن المحبوب؟ فقلت لها: إن حسن صوتك قد عطل على من سمع الكلام الطواف. فقالت: يا شيخ، البيت بيتك أم بيته؟ قلت: بل بيته.
قالت: فالحرم حرمك أم حرمه؟ فقلت: بل حرمه.
قالت: فدعنا نتدلل عليه على قدر ما استزارنا إليه.
ثم قالت: بحبك لي إلا رددت علي قلبي.
قال: فقلت من أين تعلمين أنه يحبك؟
فقالت: جيش من أجلي الجيوش وأنفق الأموال وأخرجني من دار الشرك وأدخلني في التوحيد، وعرفني نفسه بعد جهلي إياه، فهل هذا إلا لعناية، قلت: كيف حبك له؟
قالت: أعظم شيء وأجله، قلت: وتعرفين الحب؟ قالت: فإذا جهلت فأي شيء أعرف؟ إنه الحلو المجتنى ما اقتصر، فإذا أفرط عاد خبلا قاتلا، أو فسادا معطلا، وهو شجرة غرسها كريه ومجناها لذيذ. ثم ولت، وأنشأت تقول:
وذي قلق لا يعرف الصبر والعزا له مقلة عبري أضر بها البكا
وجسم نحيل من شجى لاعج الهوى فمن ذا يداوي المستهام من الضنا
ولا سيما والحب صعب مرامه إذا عطفت منه العواطف بالفنا "
امرأة تقول: كيف أطوف بأقدام عصت الله؟
ـ قال ابن الجوزي:
" عن محمد بن يزيد بن حبيش قال: قال وهيب بن الورد: بينما امرأة في الطواف ذات يوم وهي تقول: يا رب ذهبت اللذات وبقيت التبعات، يا رب سبحانك، وعزتك إنك لأرحم الراحمين. يا رب مالك عقوبة إلا النار. فقالت صاحبة لها كانت معها: يا أخية دخلت بيت ربك اليوم؟ قالت: والله ما أرى هاتين القدمين، وأشارت إلى قدميها، أهلا للطواف حول بيت ربي، فكيف أراهما أهلا أطأ بهما بيت ربي؟ وقد علمت حيث مشتا وإلى أين مشتا؟ "
امرأة تحاجج الجنيد في طوافه وتفحمه:
ـ قال ابن الجوزي:
" عن الجنيد قال: حججت على الوحدة فجاورت بمكة، فكنت إذا جن الليل دخلت الطواف. فإذا أنا بجارية تطوف وتقول:
أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمته فأصبح عندي قد أناخ وطنبا
إذا اشتد شوقي هام قلبي بذكره وإن رمت قربا من حبيبي تقربا
ويبدو فأفنى ثم أحيا به له ويسعدني حتى ألذ وأطربا
قال: فقلت لها: يا جارية أما تتقين الله تعالى، في مثل هذا المكان تتكلمين بمثل هذا الكلام؟ فالتفتت إلي وقالت: يا جنيد:
لولا التقى لم ترني أهجر طيب الوسن
إن التقى شردني كما ترى عن وطني
أفر من وجدي به فحبه هيمني
ثم قالت: يا جنيد تطوف بالبيت أم برب البيت؟ فقلت: أطوف بالبيت. فرفعت رأسها إلى السماء وقالت: سبحانك ما أعظم مشيئتك في خلقك، خلق كالأحجار يطوفون بالأحجار. ثم أنشأت تقول:
يطوفون بالأحجار يبغون قربة إليك وهم أقسى قلوبا من الصخر
وتاهوا فلم يدروا من التيه من هم وخلوا محل القرب في باطن الفكر
فلو أخلصوا في الود غابت صفاتهم وقامت صفات الود للحق بالذكر
قال الجنيد: فغشي علي من قولها. فلما أفقت لم أرها. "
تعلم كيف تطوف.
ـ قال ابن جماعة راويا عن أحد الصالحين، قال:
" حججت ثلاث حجج، ففي الحجة الأولى رأيت البيت ولم أر رب البيت، وفي الثانية رأيت البيت ورب البيت، وفي الثالثة رأيت رب البيت ولم أر البيت "
يقصد أنه شعر في طوافه الأول شعور العوام في أداء المناسك، فلم يحس في طوافه سوى حركته في الطواف، وفي المرة الثانية استشعر حركته في الطواف وانضم إليها شعوره بالقرب من ربه، وفي الثالثة شغله قربه من ربه عن حركات الطواف، ولم يقصد بالرؤية هنا رؤية العين المبصرة كما قد يظنه البعض.
استغفار الطائفين مع عصيانهم لؤم.
ـ قال ابن جماعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/454)
" وعن صالح المري: أنه كان يطوف بالبيت، فسمع أعرابيا يقول وهو متعلق بأستار الكعبة: إلهي إن استغفاري إياك مع إصراري على كثرة ذنوبي للؤم، وإن ترك استغفاري على سعة رحمتك لعجز، إلهي كم تتقرب إلي بالنعم على غناك عني، وكم أتباعد عنك بالمعاصي على فقري إليك، فيا من إذا وعد وفى، وإذا توعد عفى، أدخل عظيم جرمي في سعة رحمتك، إنك أنت الوهاب.
قال صالح: فوالله ما سمعت في حجتي تلك أبلغ من الأعرابي "
طائف يشكو فقره وفاقته لربه فيستجيب له.
ـ قال ابن جماعة:
" وقال الأوزاعي: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول:
يارب إني فقير كما ترى وصبيتي قد عروا كما ترى
وناقتي قد عجفت كما ترى وبردتي قد بليت كما ترى
فما ترى فيما ترى يا من يرى ولا يرى؟!!
فإذا بصوت من خلفه:
يا عاصم إلحق عمك قد هلك بالطائف، وخلف ألف نعجة وثلاثمائة ناقة، وأربعمائة دينار، وأربعة أعبد، وثلاثة أسياف يمانية، فامض فخذها، فليس له وارث غيرك.
قال الأوزاعي: فقلت له: يا عاصم إن الذي دعوته لقد كان منك قريبا.
فقال: يا هذا، أما سمعت قول الله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) "
سبحانه لا يدعو إلى بيته إلا من يحب.
ـ قال ابن جماعة:
" وقال علي بن الموفق: طفت بالبيت ليلة وصليت ركعتين بالحجر، واستندت إلى جدار الحجر أبكي وأقول:
كم أحضر هذا البيت الشريف ولا أزداد في نفسي خيرا، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذ هتف بي هاتف: يا علي سمعنا مقالتك، أو تدعو إلى بيتك من لا تحبه؟!! "
الطائف في جوار الله وهو نعم الجار.
ـ قال ابن جماعة:
" وتعلق رجل بأستار الكعبة وأنشد:
ستور بيتك ذيل الأمن منك وقد علقتها مستجيرا أيها الباري
وما أظنك لما أن علقت بها خوفا من النار تدنيني من النار
وها أنا جار بيت أنت قلت لنا حجوا إليه وقد أوصيت بالجار "
طائف يجادل الحجاج بن يوسف ويسكته.
ـ قال ابن الجوزي:
" عن علي بن زيد قال: قال طاووس بينما أنا بمكة بعث إلي الحجاج فأجلسني إلى جنبه وأتكأني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية، فقال: علي بالرجل. فأتي به. فقال: ممن الرجل؟
فقال: من المسلمين.
قال: ليس عن الإسلام سألت.
قال: فعم سألت؟
قال: سألتك عن البلد.
قال: من أهل اليمن؟
قال: كيف تركت محمد بن يوسف؟ يريد أخاه.
قال: تركته عظيما جسيما لباسا ركابا خراجا ولاجا.
قال: ليس عن هذا سألتك.
قال: فعم سألت.
قال: سألتك عن سيرته.
فقال: تركته ظلوما غشوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق.
فقال له الحجاج: ما حملك أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني.
قال الرجل: أتراه بمكانة منك أعز بمكاني من الله ـ عز وجل ـ وأنا وافد بيته ومصدق نبيه وقاضي دينه؟
قال: فسكت الحجاج فما أحار جوابا. وقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف.
قال طاووس: وقمت في أثره، وقلت: الرجل الحكيم.
فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال: اللهم بك أعوذ وبك ألوذ. اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك، مندوحة عن منع الباخلين وغنى عما في أيدي المستأثرين، اللهم فرجك القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة.
ثم ذهب في الناس فرأيته عشية عرفة وهو يقول: اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني. ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جمع يقول: واسوأتاه، والله منك وإن عفوت، يردد ذلك. "
طائف يعاتب نفسه على التقصير.
ـ قال ابن الجوزي:
" عن عمار بن عثمان قال:
سمعت هدابا يقول: رأيت رجلا يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول في بكائه:
تمن على ذي العرش ما شئت إنه غني كريم لا يخيب سائلا
قال: ثم شهق شهقة حتى ظننت أن نفسه ستخرج.
قال: فقلت له: ما شأنك رحمك الله؟ قال أعظم الشأن شأني، إني ندبت إلى أمر فقصرت عنه. قال: ثم غشي عليه. "
الحذر من المعصية في الطواف
عقاب فوري للعصاة في الطواف.
ـ قال ابن جماعة:
" وينبغي للطائف أن يستشعر بقلبه عظمة من يطوف ببيته، فيلزم الأدب في ظاهره وباطنه، وليحذر من الإساءة في ذلك المحل الشريف، فقد روي أن رجلا طاف بالبيت فبرق له ساعد امرأة، فوضع ساعده على ساعدها يتلذذ به، فلصق ساعدهما، فقال له بعض الصالحين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/455)
ارجع إلى المكان الذي فعلت فيه، فعاهد رب البيت أن لا تعود بإخلاص وصدق نية، ففعل فخلي عنه "
قصة عجيبة لرجل لم يغض بصره في الطواف.
ـ قال ابن جماعة:
" واحرص على غض بصرك عن الحرام، لا سيما في زمن الإحرام والبلد الحرام، والطواف، وكشف النساء وجوههن، وازجر هواك في ذلك المقام، فقد فتن خلق كثير بسبب ذلك.
ويروى عن أبي يعقوب النهرجوري قال:
رأيت في الطواف رجلا له عين واحدة وهو يقول في طوافه:
أعوذ بك منك، فقلت له:
ما هذا الدعاء؟
فقال: إني مجاور منذ خمسين سنة، فنظرت إلى شخص يوما فاستحسنته، فإذا بلطمة وقعت على عيني، فسالت عيني على خدي، فقلت: آه، فوقعت أخرى، وقائل يقول: لو زدت لزدناك "
لصق الصدر بالملتزم
1 ـ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
" طفت مع عبد الله بن عمرو، فلما فرغنا من السبع ركعنا في دبر الكعبة، فقلت: ألا نتعوذ بالله من النار، قال: أعوذ بالله من النار، قال: ثم مضى فاستلم الركن، ثم قام بين الحجر والباب، فألصق صدره ويديه وخده إليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعل " ا.
2 ـ عن عطاء قال قال أسامة:
" دخلت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ البيت فجلس، فحمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل، ثم قام إلى ما بين يديه من البيت، فوضع صدره عليه وخده ويديه، قال: ثم كبر وهلل ودعا، ثم فعل ذلك بالأركان كلها، ثم خرج، فأقبل على القبلة وهو على الباب فقال، هذه القبلة، هذه القبلة، مرتين أو ثلاثا "
ـ عن عطاء عن ابن عباس قال:
" الملتزم ما بين الركن والباب "
ـ عن مجاهد قال:
" كانوا يلتزمون ما بين الركن والباب ويدعون "
ـ عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال:
" رأيت عكرمة بن خالد، وأبا جعفر، وعكرمة مولى بن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة، ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر "
ـ عن حنظلة قال:
" رأيت سالما وعطاء وطاووسا يلتزمون ما بين الركن والباب "
ـ قال ابن جماعة:
" سمي الملتزم لأن الناس يلتزمونه "
ـ عن عبد الله بن عباس:
" أنه كان يلزم ما بين الركن والباب وكان يقول ما بين الركن والباب هنا يدعى الملتزم لا يلزم ما بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه "
ـ قال ابن عبد البر:
" وروى عباد بن كثير عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال:
(الملتزم والمدعا والمتعوذ ما بين الحجر والباب)
قال أبو الزبير:
(دعوت الله هناك بدعاء فاستجيب لي)
وقد روي عن النبي ـ عليه السلام ـ أحاديث فيما يرغب في الصلاة والذكر والدعاء بين الركن والمقام.
وكان بن عباس كثيرا ما يدعو بين الركن المقام، وكان من دعائه فيه:
(اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل عائبة لي بخير).
وروى القاسم بن محمد، وعمر بن عبد العزيز، وجعفر بن محمد، وأيوب السختياني، وحميد الطويل:
(أنهم كانوا يلتزمون ظهر البيت من الركن اليماني والباب المؤخر، وقال: إن ذلك ملتزم أيضا)
وهذا خلاف ما تقدم.
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: ذلك الملتزم وهو المتعوذ، فكأنه جعل ذلك موضع رغبة، وهذا موضع استعاذة، وعلى ذلك ترك ألفاظ الأخبار عن القاسم بن محمد ومن ذكرنا معه على أنه موضع استعاذة "
الصلاة في الكعبة
1 ـ حدثنا سيف سمعت مجاهدا يقول:
" أتى بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ في منزله فقيل له هذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد دخل الكعبة قال فأقبلت فأجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خرج وأجد بلالا عند الباب قائما فقلت: يا بلال صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الكعبة؟
قال: نعم.
قلت: فأين؟
قال: بين هاتين الاسطوانتين، ثم خرج فصلى ركعتين في وجه الكعبة.
قال أبو عبد الله: قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ: أوصاني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بركعتي الضحى.
وقال عتبان: غدا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد ما امتد النهار وصففنا وراءه فركع ركعتين "
2 ـ عن الأسود قال قال لي بن الزبير:
" كانت عائشة تسر إليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/456)
قلت: قالت لي: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم (قال ابن الزبير بكفر) لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس، وباب يخرجون، ففعله بن الزبير "
3 ـ عن عائشة أنها قالت:
" كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيدي فأدخلني في الحجر فقال: صلي في الحجر إذا أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، فإن قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت "
4 ـ عن عائشة قالت:
" كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيدي فأدخلني الحجر فقال: إذا أردت دخول البيت فصلي ها هنا، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك اقتصروا حيث بنوه "
5 ـ عن أسامة بن زيد:
" أنه دخل هو ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ البيت فأمر بلالا فأجاف الباب، والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة، فمضى حتى إذا كان بين الاسطوانتين اللتين تليان باب الكعبة، جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره، ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة، فوضع وجهه وخده عليه، وحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله والمسألة والاستغفار، ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة، ثم انصرف فقال هذه القبلة هذه القبلة "
6 ـ عن عائشة قالت:
" خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إلي وهو حزين، فقلت: يا رسول الله، إنك خرجت من عندي وأنت قرير العين طيب النفس، ورجعت وأنت حزين. فقال: إني دخلت الكعبة، ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي "
7 ـ عن بن عباس قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة، وخرج مغفورا له "
النظر إلى البيت عبادة
في الحديث:
" خمس من العبادة النظر إلى المصحف والنظر إلى الكعبة والنظر إلى الوالدين والنظر في زمزم وهي تحط الخطايا والنظر في وجه العالم. "
قال عبد الرزاق:
" عن بن مجاهد عن عطاء ومجاهد قالا: النظر إلى البيت عبادة، وتكتب له بها حسنة، وتصلي عليه الملائكة ما دام ينظر إليه "
وقال ابن أبي شيبة:
" حدثنا أبو بكر قال حدثنا حفص عن ليث عن طاووس قال: النظر إلى البيت عبادة، والطواف بالبيت صلاة "
قال المرداوي:
" ومنها: النظر إلى البيت عبادة. قاله الإمام أحمد. وقال في الفصول: وكذا رؤيته لمقام الأنبياء، ومواضع الأنساك "
قال ابن حجر:
" قوله: يأتي حراء. قال بن أبي جمرة: الحكمة في تخصيصه بالتخلي فيه، أن المقيم فيه كان يمكنه رؤية الكعبة، فيجتمع لمن يخلو فيه ثلاث عبادات: الخلوة والتعبد والنظر إلى البيت "
قال ابن تيمية:
" فالنظر إلى البيت عبادة متعلقة بالبيت ولا يشترط له الطهارة ولا غيرها "
ـ قال ابن جماعة:
" وإذا وقع بصرك على البيت المعظم، فليكن ذلك مقترنا بغاية التعظيم والإقبال، وأحضر في نفسك ما خص به من تشريف النسبة وأوصاف الجلال، والزم الأدب والخشوع، والتذلل والخضوع، واحمد الله تعالى على أن أهلك للمثول بحضرة قدسه، واقدر قدر هذه النعمة العظيمة "
فضل ماء زمزم
1 ـ عن الشعبي أن بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ حدثه قال:
" سقيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زمزم فشرب وهو قائم. قال عاصم: فحلف عكرمة ما كان يومئذ إلا على بعير "
2 ـ عن بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفى به شفاك الله، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه. قال: وكان بن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء "
ـ قال السيوطي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/457)
" وأخرج الدينوري في المجالسة عن الحميدي - وهو شيخ البخاري رضي الله عنهما - قال: كنا عند ابن عينية فحدثنا بحديث (ماء زمزم لما شرب له)، فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال: يا أبا محمد، أليس الحديث الذي قد حدثتنا في زمزم صحيحا؟ فقال: بلى. فقال الرجل: فإني شربت الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث. فقال سفيان ـ رضي الله عنه ـ: اقعد فقعد. فحدثه بمائة حديث. "
ـ عن أبي جمرة قال:
" كنت ادفع الناس عن بن عباس، فاحتبست أياما، فقال: ما حبسك؟ قلت: الحمى.
قال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم "
3 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت، بقبة بحضرموت، كرجل الجراد، تصبح تتدفق، وتمسي لا بلال فيها "
4 ـ وعن أبي الطفيل عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعته يقول:
" كنا نسميها شباعة (يعني زمزم) وكنا نجدها نعم العون على العيال "
5 ـ عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر: " خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا، فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له،
فقلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتيا الكاهن فخير أنيسا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها، قال: وقد صليت يا بن أخي قبل أن ألقي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاث سنين.
قلت: لمن؟
قال: لله.
قلت: فأين توجه؟
قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلى عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس.
فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فاكفني، فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي ثم جاء.
فقلت: ما صنعت؟
قال: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله.
قلت: فما يقول الناس؟
قال: يقولون شاعر كاهن ساحر، ـ وكان أنيس أحد الشعراء ـ. قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون.
قال: قلت: فاكفني حتى اذهب فانظر.
قال: فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟
فأشار إلي فقال: الصابئ، فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي،
قال، فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب احمر،
قال: فأتيت زمزم، فغسلت عني الدماء، وشربت من مائها، ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع،
قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان، إذ ضرب على أسمختهم، فما يطوف بالبيت أحد، وامرأتين منهم تدعوان إسافا ونائلة،
قال: فأتتا علي في طوافهما، فقلت: انكحا أحدهما الأخرى.
قال: فما تناهتا عن قولهما،
قال: فاتتا علي فقلت: هن مثل الخشبة غير أني لا أكني، فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان ها هنا أحد من أنفارنا.
قال: فاستقبلهما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر وهما هابطان.
قال: ما لكما؟
قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها.
قال: ما قال لكما؟
قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم، وجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه، ثم صلى، فلما قضى صلاته قال أبو ذر: فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله، ثم قال: من أنت؟
قال قلت: من غفار.
قال: فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته، فقلت: في نفسي كره أن انتميت إلى غفار، فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه، وكان أعلم به مني، ثم رفع رأسه ثم قال: متى كنت ها هنا؟
قال قلت: قد كنت ها هنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم.
قال: فمن كان يطعمك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/458)
قال قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوع،
قال: إنها مباركة إنها طعام طعم.
فقال أبو بكر: يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة، فانطلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر، وانطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، وكان ذلك أول طعام أكلته بها، ثم غبرت ما غبرت، ثم أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟
فأتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟
قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت.
قال: ما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت.
فأتينا أمنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا فاسلم نصفهم، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة فاسلم نصفهم الباقي، وجاءت أسلم فقالوا: يا رسول الله أخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله "
6 ـ وقال ابن عباس:
" صلوا في مصلى الأخيار، واشربوا من شراب الأبرار. قيل: ما مصلى الأخيار؟ قال: تحت الميزاب. قيل: ما شراب الأبرار؟ قال: ماء زمزم أكرم به من شراب "
7 ـ قال ابن أبي شيبة:
" حدثنا عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن بن عباس، أن زنجيا وقع في زمزم فمات، قال: فأنزل إليه رجلا فأخرجه، ثم قال: انزفوا ما فيها من ماء، ثم قال للذي في البئر: ضع دلوك من قبل العين التي تلي البيت أو الركن فإنها من عيون الجنة "
قال ابن القيم:
" وقد جربت أنا وغيري من الإستثسفاء بماء زمزم أمورا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر، أو أكثر، ولا يجد جوعا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مرارا. "
ـ قال الفاسي:
" وقد شربه جماعة من السلف والخلف لمقاصد جليلة فنالوها، وروينا في ذلك أخبارا.
منها: أن أحمد بن عبد الله الشريفي، الفراش بالحرم الشريف المكي، شربه للشفاء من العمى، فشفي، على ما أخبرنا به شيخنا المفتي عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي، وفي هذا دليل لصحته "
السعي بين الصفا والمروة
قال الغزالي:
" وأما السعي بين الصفا والمروة في فناء البيت، فإنه يضاهي تردد العبد بفناء دار الملك جائيا وذاهبا مرة بعد أخرى، إظهارا للخلوص في الخدمة، ورجاء للملاحظة بعين الرحمة، كالذي دخل على الملك وخرج، وهو لا يدري ما الذي يقضي به الملك في حقه من قبول أو رد، فلا يزال يتردد على فناء الدار مرة بعد أخرى، يرجو أن يرحم في الثانية إن لم يرحم في الأولى، وليتذكر عند تردده بين الصفا والمروة تردده بين كفتي الميزان في عرصات القيامة، وليمثل الصفا بكفة الحسنات والمروة بكفة السيئات، وليتذكر تردده بين الكفتين، ناظرا إلى الرجحان والنقصان، مترددا بين العذاب والغفران "
فضل يوم عرفة
1 ـ قالت عائشة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء "
2 ـ عن عائشة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله ـ عز وجل ـ فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة ويقول: ما أراد هؤلاء؟!!
قال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون يونس بن يوسف الذي روى عنه مالك والله تعالى أعلم "
3 ـ عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال:
" قال يهودي لعمر: لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيدا {اليوم أكملت لكم دينكم} قال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والليلة التي أنزلت، ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعرفات "
4 ـ عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، أن أباه أخبره عن أبيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/459)
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه.
قال: أي رب، إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو قال: تبسم فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي، إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟
قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله ـ عز وجل ـ قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه "
ـ قال جمال الدين بن محب الدين الطبري المكي ـ رحمه الله ـ:
" اعلم أن تحمل المظالم والتبعات عن العبد في ذلك الموطن مخصوص ـ والله أعلم ـ بمن أخلص لله التوبة عنها، ورد جميع ما في يده وذمته منها، وعقد مع الله تعالى فيما عجز عنه في ذلك الوقت نية التخلص منه متى قدر عليه، واطلع الله من باطنه على صدق النية وإخلاص العزيمة والطوية، فهذا هو الذي يتحمل عنه ما أعجزه إذا مات قبل القدرة على أدائه، ويتحفه في عقباه بتعويض خصمه عنه وإرضائه، كرامة لذلك الموقف العظيم، وجائزة لوفوده إلى بيته الكريم.
هذا ما يقتضيه ظاهر تشديد الشريعة في حقوق الآدميين. "
5 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا "
6 ـ عن أبي مالك الأشعري، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " اليوم الموعود يوم القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر."
7 ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
ـ عن الحسين بن الحسن المروزي و كان جاور بمكة حتى مات قال:: سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وإنما هو ذكر ليس فيه دعاء.
قال سفيان سمعت حديث منصور عن مالك بن الحارث؟ قلت نعم، قال: ذاك تفسير هذا. ثم قال أتدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله ومعروفه؟ قلت: لا، قال: لما أتاه قال:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك أن شيمتك الحباء
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضك الثناء
قال سفيان: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود قيل: يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق؟!! "
8 ـ عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة، قال: فقال رجل: يا رسول الله هي أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله؟
فقال: هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أرى يوما أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة "
9 ـ عن بن عباس:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى الفضل بن عباس يلاحظ امرأة عشية عرفة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هكذا بيده على عين الغلام، قال إن هذا يوم من حفظ فيه بصره ولسانه غفر له "
10 ـ عن بن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان (يعنى عرفة) فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا قال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون} "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/460)
11 ـ عن بلال بن رباح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له غداة جمع: " يا بلال أسكت الناس، أو أنصت الناس، ثم قال: إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطي محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله "
قال الغزالي:
" وأما الوقوف بعرفة، فاذكر بما ترى من ازدحام الخلق، وارتفاع الأصوات، وباختلاف اللغات، واتباع الفرق أئمتهم في الترددات على المشاعر، اقتفاء لهم وسيرا بسيرهم، عرصات القيامة واجتماع الأمم مع الأنبياء والأئمة، واقتفاء كل أمة نبيها، وطمعهم في شفاعتهم وتحيرهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول، وإذا تذكرت ذلك، فألزم قلبك الضراعة والابتهال إلى الله ـ عز وجل ـ فتحشر في زمرة الفائزين المرحومين، وحقق رجاءك بالإجابة "
وقال أيضا:
" فإذا اجتمعت هممهم، وتجردت للضراعة والابتهال قلوبهم، وارتفعت إلى الله سبحانه أيديهم وامتدت إلى أعناقهم، وشخصت نحو السماء أبصارهم، مجتمعين بهمة واحدة على طلب الرحمة، فلا تظنن أنه يخيب أملهم، ويضيع سعيهم، ويدخر عنهم رحمة تغمرهم، ولذلك قيل: إن من أعظم الذنوب أن يحضر عرفات ويظن أن الله تعالى لم يغفر له "
وقال أيضا: " ويروى عن علي بن موفق قال:
حججت سنة، فلما كان ليلة عرفة نمت بمنى في مسجد الخيف، فرأيت في المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء، عليهما ثياب خضر، فنادى أحدهما صاحبه: يا عبد الله.
فقال الآخر: لبيك يا عبد الله.
قال: تدري كم حج بيت ربنا ـ عز وجل ـ في هذه السنة؟
قال:لا أدري.
قال ـ حج بيت ربنا ستمائة ألف. أفتدري كم قبل منهم؟
قال: لا.
قال: ستة أنفس.
قال: ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني، فانتبهت فزعا واغتممت غما شديدا وأهمني أمري.
فقلت: إذا قبل حج ستة أنفس فأين أكون أنا في ستة أنفس؟
فلما أفضت من عرفة قمت عند المشعر الحرام، فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم، فحملني النوم، فإذا الشخصان قد نزلا على هيئتهما، فنادى أحدهما صاحبه وأعاد الكلام بعينه، ثم قال: أتدري ماذا حكم ربنا ـ عز وجل ـ في هذه الليلة؟
قال: لا.
قال: فإنه وهب لكل واحد من الستة مائة ألف.
قال: فانتبهت وبي من السرور ما يجل عن الوصف "
ـ قال ابن جماعة:
" وإذا وقفت بعرفة مع الناس، فتذكر بذلك حال وقوفك بين يدي الله تعالى يوم القيامة مع الخلائق، وما هم فيه من الأهوال، منتظرين ما يقضى عليهم من جنة أو نار، وكذلك أهل عرفة منتظرون ما قسم لهم من قبول أو رد.
وتذكر بانتظار غروب الشمس انتظار أهل المحشر فصل القضاء بشفاعة سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وتذكر بأحوال الناس في الموقف بعرفة، ـ وهم بين راكب وماش وعاجز ـ حالهم يوم القيامة، منهم من يحشر راكبا على النجائب، ومنهم من يحشر ماشيا، ومنهم من يحشر على وجهه.
واحذر كل الحذر من الوقوف بعرفة وأنت مصر على سيء من المعاصي، أو ناو العود إلى نوع من المظالم والمناهي، وانظر بين يدي من أنت واقف، فإن الله تعالى لا تخفى عليه خافية "
ـ وعن علي ـ رضي الله عنه ـ " أنه سمع يوم عرفة رجلا يسأل الناس، فقال: أفي هذا اليوم وفي هذا المكان تسأل من غير الله؟ فخفقه بالدرة. رواه رزين. "
صوم يوم عرفة لغير الحاج
1 ـ عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده "
2 ـ عن أبي قتادة قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده "
قال الذهبي:
" عن أحمد حدثنا معتمر، عن الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، أن سعيد بن جبير قال: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر، تعجبه العبادة، ويقول: أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة "
السلف في يوم عرفة
الجود في يوم عرفة:
قال الذهبي:
" عن يحيى بن بكير حدثنا عبد الحميد بن سليمان سمعت مصعب بن ثابت يقول: بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة، ومعه مئة رقبة، ومائة بدنة، ومائة بقرة، ومائة شاة فقال: الكل لله "
قال الذهبي:
" قال الصولي: كان المقتدر يفرق يوم عرفة من الضحايا تسعين ألف رأس "
قال ابن الجوزي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/461)
" وعن أبي بكر بن سليمان قال: حج حكيم بن حزام معه مائة بدنة، قد أهداها وجللها الحبرة، وكفها عن أعجازها، ووقف مائة وصيف يوم عرفة في أعناقهم أطوقه الفضة قد نقش في رؤوسها: عتقاء الله ـ عز وجل ـ عن حكيم بن حزام. وأعتقهم وأهدى ألف شاة. "
الاستحياء من الله يوم عرفة من كثرة الذنوب:
ـ قال ابن الجوزي:
" وعن مهران بن عمرو الأسدي قال: سمعت الفضيل بن عياض عشية عرفة بالموقف، وقد حال بينه وبين الدعاء البكاء، يقول: واسوأتاه، وافضيحتاه وإن عفوت "
ـ وعن علي بن زيد أنه رأى رجلا عشية عرفة وهو يقول: " اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني. ثم ذهب في الناس، فرأيته غداة جمع يقول: واسوأتاه، والله منك وإن عفوت، يردد ذلك. "
ـ عن أبي الأديان قال:
" ما رأيت خائفا إلا رجلا واحدا: كنت بالموقف فرأيت شابا مطرقا منذ وقف الناس إلى أن سقط القرص، فقلت: يا هذا ابسط يديك بالدعاء. فقال لي: ثم وحشة. قلت له: فهذا يوم العفو عن الذنوب. قال: فبسط يده، ففي بسط يده وقع ميتا. "
ـ عن عبد الله بن داود الواسطي قال:
" بينما أنا واقف بعرفات إذ أنا بامرأة وهي تقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فما له من هاد.
فقلت: امرأة ضالة. فنزلت عن بعيري وقلت لها: يا هذه ما قصتك؟
فقالت: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. فقلت في نفسي: حرورية لا ترى كلامنا. فقلت لها. من أين أنت؟
فقرأت (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فأركبتها بعيري وقفلت بها أريد رحال المقدسيين. فلما توسطت قلت لها: يا هذه لمن أصوت؟
فقرأت (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض)، (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى)، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
فناديت: يا زكريا، يا يحيى، يا داود. فخرج إلي ثلاثة فتيان من بين الرجال فقالوا. أمنا ورب الكعبة ضلت منذ ثلاث، وأنزلوها وأكرموني.
فقلت لهم: ما لها لا تتكلم؟
قالوا: ما تكلمت، منذ ثلاثين سنة مخافة أن تزل.
قلت: هذه امرأة صالحة المقصد إلا أنها لقلة علمها لم تدر أن هذا الفعل منهي عنه لأنها استعملت القرآن فيما لم يوضع له.
قال ابن عقيل: لا يجوز أن يجعل القرآن بدلا من الكلام، لأنه استعمال له في غير ما وضع له، كما لو أراد استعمال المصحف في الوزن به أو توسده. قال: ويكره الصمت إلى الليل لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صمت يوم إلى الليل. "
الدموع تتناثر من عينيه في عرفة:
ـ عن أحمد بن أبي الحواري قال:
" دخلت على أبي سليمان الداراني، فقال لي: يا أحمد، لي أيام ما بكيت.
فقلت له: حدثني محمود بن خلف أنه رأى رجلا عشية عرفة على رأس جبل، فلما دنا الانصراف سمعه يقول: الأمان الأمان قد دنا الانصراف، ليت شعري ما صنعت في حاجة المساكين؟ قال: فبكى حتى جعلت الدموع تثب من عينيه ولا تسيل على خده. "
وأحدهم يسأل الله بأحب الأعمال إليه:
ـ عن حيى بن كامل القرشي قال:
" أخبرني سفيان الثوري قال: سمعت أعرابيا وهو متعلق بعرفة، وهو يقول: إلهي من أولى بالزلل والتقصير مني، وقد خلقتني ضعيفا؟
من أولى بالعفو عني منك وعلمك في سابق، وأمرك بي محيط؟ أطعتك بإذنك والمنة لك علي، وعصيتك بعلمك والحجة لك، فأسألك بوجوب حجتك وانقطاع حجتي، وبفقري إليك وغناك عني أن تغفر لي وترحمني، إلهي لم أحسن حتى أعطيتني، ولم أسيء حتى قضيت علي.
اللهم إنا أطعناك بنعمتك في أحب الأشياء إليك. شهادة أن لا إله إلا الله ولم نعصك في أبغض الأشياء إليك، الشرك بك، فاغفر لي ما بينهما، اللهم سري إليك مكشوف، وأنا إليك ملهوف، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا صببت علي الهموم لجأت إليك استجارة بك، علما بأن أزمة الأمور بيدك وأن مصدرها عن قضائك. "
ـ قال أبو نعيم:
" حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عمر بن بحر الأسدي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال بعض المتعبدين: كنت مع ذي النون المصري بمكة فقلت له: رحمك الله لم صار الوقوف بالجبل ولم يصر بالكعبة؟
قال: لأن الكعبة بيت الله والجبل باب الله فلما قصدوه وافدين أوقفهم بالباب يتضرعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/462)
فقيل له: يرحمك الله فالوقوف بالمشعر الحرام كيف صار بالحرم؟ قال: لما أذن لهم بالدخول إليه أوقفهم بالحجاب الثاني وهي المزدلفة، فلما طال تضرعهم، أمرهم بتقريب قربانهم، فتطهروا بها من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه، وأذن بالزيارة إليه على طهارة.
قيل له: فلم كره الصوم أيام التشريق؟
قال: لأن القوم زاروا الله وهم في ضيافته، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من أضافه.
قيل له: يرحمك الله فتعلق الرجل بأستار الكعبة لأي معنى؟
قال: هو مثل الرجل تكون بينه وبين أخيه جناية، فيتعلق بثوبه ويستجدي له ويتضرع إليه ليهب له جرمه وجنايته "
وهو مروي عن علي بن أبي طالب أيضا.
يطمع بالوقوف بعرفة الوقوف في ظل الله يوم القيامة:
ـ قال ابن جماعة:
" وقيل لبعض السلف وقد ضحى للشمس بعرفة في يوم شديد الحر: لو أخذت بالتوسعة، فأنشد:
ضحيت له كي أستظل بظله إذا الظل أضحى في القيامة قالصا
فيا أسفى إن كان سعيي باطلا ويا حسرتى إن كان حظي ناقصا "
يظن نفسه شر من حضر الموقف ذلا لله
ـ قال ابن جماعة:
" ويروى عن شعيب بن حرب قال:
بينا أنا أطوف بالبيت إذ لكزني رجل بمرفقه، فإذا أنا بالفضيل بن عياض، فقال لي: يا أبا صالح، قلت: لبيك يا أبا علي، قال: إن كنت تظن أنه شهد الموسم شر مني ومنك فبئسما ظننت "
الوقوف بمزدلفة
ـ قال تعالى: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين "
1 ـ كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " يقدم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رمووا الجمرة، وكان بن عمر، رضي الله عنهما ـ يقول ـ أرخص في أولئك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. "
2 ـ عن بن جريج قال: حدثني عبد الله مولى أسماء عن أسماء: " أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلي، فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: لا. فصلت ساعة، ثم قالت: هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا، حتى رمت الجمرة ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها، فقلت لها: يا هنتاه ما أرانا إلا قد غلسنا، قالت: يا بني، إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذن للظعن "
3 ـ عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، أن أباه أخبره عن أبيه:
" أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه.
قال: أي رب، إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو قال: تبسم فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي، إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟
قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله ـ عز وجل ـ قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه "
يسأل الله بحق شيبته في الإسلام:
ـ قال ابن جماعة:
" وقال بعض السلف: كنت بالمزدلفة، وأنا أحيي الليل، فإذا بامرأة تصلي حتى الصباح ومعها شيخ، فسمعته وهو يقول:
اللهم إنا قد جئنا من حيث تعلم، وحججنا كما أمرتنا، ووقفنا كما دللتنا، وقد رأينا أهل الدنيا إذا شاب المملوك في خدمتهم تذمموا أن يبيعوه، وقد شبنا في ملكك فارحمنا "
فضل الحلق
1 ـ وعن مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: " اللهم اغفر للمحلقين، اللهم اغفر للمحلقين، قال: يقول رجل من القوم: وللمقصرين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الثالثة أو الرابعة: وللمقصرين.
ثم قال وأنا يومئذ محلوق الرأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم "
2 ـ وفي الحديث الطويل عن عبادة بن الصامت:
" وأما حلقك رأسك، فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة "
ـ قال ابن جماعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/463)
" وانو عند حلق شعرك أنك قد أسقطت عنك التبعات، وأدناس الخطيئات، وفارقت أصحابك في غير التقوى والطاعات "
فضل أيام التشريق
ـ قال تعالى: " واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون "
1 ـ عن عقبة بن عامر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب "
فضل رمي الجمار
1 ـ عن بن عباس رفعه قال:
" لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض.
قال بن عباس: الشيطان ترجمون وملة أبيكم تنعون "
.
2 ـ وعنه قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة "
3 ـ وفي الحديث الطويل عن عبادة بن الصامت:
" وأما رميك الجمار قال الله ـ عز وجل ـ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} "
قال الغزالي " وأما رمي الجمار، فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق والعبودية، وانتهاضا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث عرض له إبليس ـ لعنه الله تعالى ـ في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة، أو يفتنه بمعصية، فأمره الله ـ عز وجل ـ أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله.
فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان، فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان.
واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره، إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ تعظيما له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه "
ـ قال ابن جماعة:
" وتذكر عند رمي الجمار كلما رميتها رمي الشيطان والتحصن منه بكلمات الله التامات وطاعاته، فإنك في الظاهر ترمي الحصى إلى الجمرة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره، إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثال أمر الله تعالى تعظيما لمجرد أمره من غير حظ للنفس فيه "
ـ قال ابن جماعة:
" وانو عند رمي الجمار أنك رميت عيوبك وسالف ذنوبك، وأقلعت عنها "
نحر الهدي:
قال ابن جماعة:
" وتذكر عند نحر الهدي والأضحية، أنك نحرت عدو الله تعالى وعدوك إبليس، برجوعك إلى طاعة ربك وتوبتك من سالف ذنبك "
بر الحج
1 ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال:
" سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بر الحج؟
قال: إطعام الطعام، وطيب الكلام "
ـ قال ابن جماعة:
" والمبرور: الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل، وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وقيل: الذي لا معصية بعده.وقال الحسن البصري: الحج المبرور أن ترجع زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة "
حديث يجمع فضائل الحج
1 ـ وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال:
" كنت جالسا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما، ثم قالا:
يا رسول الله جئنا نسألك.
فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت.فقالا: أخبرنا يا رسول الله.
فقال الثقفي للأنصاري: سل.
فقال: أخبرني يا رسول الله.
فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة.
فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/464)
قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل ـ عليه السلام ـ، وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى "
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت وقال فيه:
" فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة، ورفعت لك درجة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله ـ عز وجل ـ يقول لملائكته: يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟
قالوا: جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة، فيقول الله ـ عز وجل ـ: فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم، ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر، وعدد رمل عالج، وأما رميك الجمار قال الله ـ عز وجل ـ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}
وأما حلقك رأسك، فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة، وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك "
طواف الوداع
1 ـ في الحديث الطويل عن عبادة بن الصامت:
" وأما طوافك بالبيت إذا ودعت، فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك "
ـ قال ابن جماعة:
" وإذا فرغت من أعمال الحج، وأردت العود إلى أهلك، فودع بيت ربك بالطواف، ولا تهمل ذلك فإنه سوء أدب، لأن بيت الله في أرضه بمنزلة بيت الملك، والحجر الأسود يمين الله في أرضه يصافح بها عباده كما قدمناه، فلا يليق المفارقة من غير تحية.
وألزم قلبك الخوف مع الرجاء، فإنك لا تدري أقبل منك حجك أم لا؟
وتعرف ذلك من قلبك وأعمالك، فإن وجدت قلبك قد تجافى عن دار الغرور، وانصرف إلى الأنس بالله تعالى، وأعمالك على الاستقامة، قد تركت المعاصي واستبدلت بإخوانك البطالين إخوانا صالحين، وبمجالس اللهو والغفلة مجالس الذكر واليقظة، فاعلم أن هذا دليل القبول.
وإن كان الأمر بخلاف ذلك فيخشى أن يكون حظك من سفرك التعب والنصب، ومن ربك المقت والغضب، نعوذ بالله من ذلك "
فضل العمرة في رمضان
1 ـ عطاء قال سمعت بن عباس يحدثنا قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها:
" ما منعك أن تحجي معنا؟
قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحا ننضح عليه، قال: فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة "
2 ـ عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان:
" ما منعك أن تكوني حججت معنا قالت ناضحان كانا لأبي فلان زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي غلامنا قال فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي "
3 ـ ورواه البزار والطبراني في الكبير في حديث طويل بإسناد جيد عن أبي طليق أنه قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" فما يعدل الحج معك قال عمرة في رمضان "
فضل الصلاة في المساجد الثلاثة
1 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام "
2 ـ عن ميمونة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت:
" سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا مسجد الكعبة "
3 ـ وعن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/465)
4 ـ وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام ـ وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه "
5 ـ وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال:
" دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ثم قال: هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة "
رواه مسلم والترمذي والنسائي ولفظه:
" تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال رجل: هو مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو مسجدي هذا "
6 ـ وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" لما فرغ سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ من بناء بيت المقدس سأل الله ـ عز وجل ـ ثلاثا أن يؤتيه حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أما اثنتين فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة "
إتيان مسجد قباء والصلاة فيه
1 ـ عن عبد الله بن عمر:
" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يأتي قباء يعني كل سبت، كان يأتيه راكبا وماشيا. قال بن دينار: وكان ابن عمر يفعله "
2 ـ عن أبي الأبرد مولى بني خطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري، وكان من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
" صلاة في مسجد قباء كعمرة "
3 ـ وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة "
4 ـ وعن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد سمعا أباهما ـ رضي الله عنه ـ يقول:
" لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في مسجد بيت المقدس "
5 ـ وعن جابر (يعني ابن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ) أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه "
قال جابر:
" فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة. "
فضل مكة
1 ـ عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال له:
" رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو على ناقته واقف بالحزورة يقول: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، والله لولا أني أخرجت منك ما خرجت "
2 ـ وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال:
" ما أعلم بلدا يصلى فيه حيث أمر الله ـ عز وجل ـ نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بمكة. قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال: ويقال: يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر:
عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني، وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث. "
قال الطحطاوي:
" وهي خمسة عشر موضعا، نقلها الكمال بن الهمام (الخ) وقد ذكرها نظما العلامة العصامي مقيدا لها بساعات مخصوصة، وزاد فيها بعض مواطن لم تذكر في تلك الرسالة، فقال موافقا لما ذكره النقاش في مناسكه:
قد صرح النقاش في المناسك وهي لعمري عدة للناسك
أن الدعا في خمسة عشرة يقبل حقا صاح ممن ذكره
وهي المطاف مطلقا والملتزم بنصف ليل فهو شرط ملتزم
وداخل البيت بوقت العصر بين يدي خدعيه فلتستقر
وتحت ميزاب له وقت السحر وهكذا خلف المقام المفتخر
ثم لدى الجمار والمزدلفة عند طلوع الشمس ثم عرفة
ثم الصفا ومروة والمسعى بوقت عصر فهو قيد يرعى
كذا منى في ليلة البدر إذا يستنصف الليل فخذ ما يحتذى
وعند بئر زمزم شرب الفحول إذا دنت شمس النهار للأفول
بموقف عند مغيب الشمس قل ثم لدى الدرة ظهرا وكمل
وقد روى هذا الوقوف طرا من غير تقييد بما قد مرا
بحر العلوم الحسن البصري عن خير الورى ذاتا ووصفا وسنن
صلى عليه الله ثم سلما وآله والصحب ما غيث نمى "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/466)
3 ـ وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف "
4 ـ وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق "
مكة بلد تضاعف حسناته، قيل: وكذا سيئاته.
ــ وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:
" ذهب جماعة من العلماء إلى أن السيئات تضاعف بمكة كما تضاعف الحسنات. ممن قال ذلك ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وأحمد بن حنبل وغيرهم لتعظيم البلد. وسئل ابن عباس عن مقامه بغير مكة فقال: مالي ولبلد تضاعف فيه السيئات كما تضاعف الحسنات؟ فحمل ذلك منه على مضاعفة السيئات بالحرم , ثم قيل: تضعيفها كمضاعفة الحسنات بالحرم. وقيل: بل كخارجه , ومن أخذ بالعمومات لم يحكم بالمضاعفة قال تعالى: {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}. وقال الفاسي: والصحيح من مذاهب العلماء أن السيئة بمكة كغيرها. "
ــ وقال الأحضري:
" قال الشيخ محيي الدين: وممن أقام بمكة خمس سنين لم يخطر على باله خاطر سوء، سليمان الرميلي ـ رضي الله عنه ـ، وفي القرآن العظيم: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)
فتوعد من أراد فيه ظلما بالعذاب الأليم، ولو لم يعمل ذلك الظلم، فهو مستثنى عند بعضهم من حديث: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به) الحديث ................
كما هو مقرر في كتب الأصول، والله غفور رحيم، وهذا هو السبب الذي دعا عبد الله بن عباس إلى سكنى الطائف دون مكة، فاحتاط لنفسه، وإن كان وقوع الظلم منه لنفسه أو لأحد من الخلق بعيدا منه لحفظه ـ رضي الله عنه ـ من الوقوع في مثل ذلك، لأنه أعلى مقاما من الأولياء الذين حفظوا بعده من الوقوع في المعاصي بيقين فأمنهم، وكذلك كره الإمام مالك والشعبي ـ رضي الله عنهما ـ المجاورة بمكة، وقالا ما لنا ولبلد تضعاف فيه السيئات كما تضاعف فيه الحسنات، ويؤاخذ الإنسان فيها بالخاطر. ا هـ "
ـ قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ:
" ما من بلد يؤاخذ العبد فيه بالهمة من غير فعل إلا بمكة. قال تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) فعلق إذاقة العذاب الأليم بنفس الإرادة "
قال الغزالي مفصلا المسألة ومقيدا كراهية الإقامة بمكة لمن خشي التفريط والتقصير دون غيره:
" فضيلة المقام بمكة حرسها الله تعالى وكراهيته:
كره الخائفون المحتاطون من العلماء المقام بمكة لمعان ثلاثة:
الأول:
خوف التبرم والأنس بالبيت، فإن ذلك ربما يؤثر في تسكين حرقة القلب في الاحترام، وهكذا كان عمر ـ رضي الله عنه ـ يضرب الحجاج إذا حجوا، ويقول: يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم ويا أهل العراق عراقكم، ولذلك هم عمرـ رضي الله عنه ـ بمنع الناس من كثرة الطواف، وقال: خشيت أن يأنس الناس بهذا البيت.
الثاني:
تهييج الشوق بالمفارقة لتنبعث داعية العودة، فإن الله تعالى جعل البيت مثابة للناس وأمنا (أي يثوبون ويعودون إليه مرة بعد أخرى ولا يقضون منه وطرا).
وقال بعضهم: تكون في بلد وقلبك مشتاق إلى مكة متعلق بهذا البيت خير لك من أن تكون فيه وأنت متبرم بالمقام وقلبك في بلد آخر.
وقال بعض السلف: كم من رجل بخراسان هو أقرب إلى هذا البيت ممن يطوف به، ويقال: إن لله تعالى عبادا تطوف بهم الكعبة تقربا إلى الله ـ عز وجل ـ.
الثالث:
الخوف من ركوب الخطايا والذنوب بها، فإن ذلك مخطر وبالحري أن يورث مقت الله ـ عز وجل ـ لشرف الموضع.
وروي عن وهيب بن الورد المكي قال: (كنت ذات ليلة في الحجر أصلي فسمعت كلاما بين الكعبة والأستار يقول: إلى الله أشكو ثم إليك يا جبرائيل ما ألقى من الطائفين حولي من تفكرهم في الحديث ولغوهم ولهوهم، لئن لم ينتهوا عن ذلك لأنتفضن انتفاضة يرجع كل حجر مني إلى الجبل الذي قطع منه).
وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: ما من بلد يؤاخذ فيه العبد بالنية قبل العمل إلا مكة وتلا قوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) أي أنه على مجرد الإرادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/467)
ويقال: إن السيئات تضاعف بها كما تضاعف الحسنات، وكان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يقول: الاحتكار بمكة من الإلحاد في الحرم.
وقيل: الكذب أيضا. وقال ابن عباس: لأن أذنب سبعين ذنبا بركية أحب إلي من أن أذنب ذنبا واحدا بمكة (وركية منزل بين مكة والطائف) ولخوف ذلك انتهى بعض المقيمين إلى أن لم يقض حاجته في الحرم، بل كان يخرج إلى الحل عند قضاء الحاجة، وبعضهم أقام شهرا وما وضع جنبه على الأرض.وللمنع من الإقامة كره بعض العلماء أجور دور مكة.
ولا تظنن أن كراهة المقام يناقض فضل البقعة، لأن هذه كراهة علتها ضعف الخلق وقصورهم عن القيام بحق الموضع، فمعنى قولنا إن ترك المقام به أفضل أي بالإضافة إلى مقام مع التقصير والتبرم، أما أن يكون أفضل من المقام مع الوفاء بحقه فهيهات، وكيف لا ولما عاد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى مكة استقبل الكعبة وقال:
(إنك لخير أرض الله عز وجل وأحب بلاد الله تعالى إلي ولولا أني أخرجت منك لما خرجت)
وكيف لا والنظر إلى البيت عبادة والحسنات فيها مضاعفة كما ذكرناه فضيلة المدينة الشريفة على سائر البلاد "
فضل المدينة
1 ـ عن نافع عن بن عمر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل ـ فإني أشهد لمن مات بها "
2 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء "
3 ـ وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي، إلا كنت له شفيعا يوم القيامة، أو شهيدا "
4 ـ وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري:
" أنه مر بزيد بن ثابت، وأبي أيوب ـ رضي الله عنهما ـ وهما قاعدان عند مسجد الجنائز، فقال أحدهما لصاحبه: تذكر حديثا حدثناه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا المسجد الذي نحن فيه؟
قال: نعم، عن المدينة، سمعته يزعم أنه سيأتي على الناس زمان تفتح فيه فتحات الأرض، فتخرج إليها رجال يصيبون رخاء وعيشا وطعاما، فيمرون على إخوان لهم حجاجا أو عمارا، فيقولون: ما يقيمكم في لأواء العيش وشدة الجوع، فذاهب وقاعد، حتى قالها مرارا، والمدينة خير لهم، لا يثبت بها أحد فيصبر على لأوائها وشدتها حتى يموت، إلا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا "
5 ـ وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها"
6 ـ وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:
" كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا أخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا ومدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه، قال ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر "
7 ـ وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال:
" خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إذا كنا عند السقيا التي كانت لسعد، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك، دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك، وإني أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لأهل مكة، واجعل مع البركة بركتين "
8 ـ وعن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها "
9 ـ وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طلحة:
" التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني، فخرج أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلما نزل، قال: ثم أقبل، حتى إذا بدا له أحد، قال: هذا جبل يحبنا ونحبه، فلما أشرف على المدينة، قال: اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة، ثم قال: اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/468)
10 ـ وعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
" اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل "
11 ـ وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ:
" أن أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة، وكان قد ذهب بصر جابر، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه، فخرج يمشي بين ابنيه فانكب.
فقال: تعس من أخاف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال ابناه أو أحدهما: يا أبتاه وكيف أخاف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد مات؟
فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي "
12 ـ عن عباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد ـ رضي الله عنه ـ: " أقبلنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة "
13 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد "
14 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول:
" لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما بين لابتيها حرام "
15 ـ عن سفيان بن أبي زهير ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون "
16 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها "
17 ـ عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان "
18 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال "
19 ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدثنا به أن قال:
" يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟
فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: أقتله فلا أسلط عليه "
20 ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ:
" جاء أعرابي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموما، فقال: أقلني فأبى ثلاث مرار، فقال: المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها "
21 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي "
قال الغزالي:
" وأما زيارة المدينة، فإذا وقع بصرك على حيطانها فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله ـ عز وجل ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعل إليها هجرته، وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه ـ عز وجل ـ وسنته، وجاهد عدوه وأظهر بها دينه إلى أن توفاه الله ـ عز وجل ـ، ثم جعل تربته فيها، وتربة وزيريه القائمين بالحق بعده ـرضي الله عنهما ـ.
ثم مثل في نفسك مواقع أقدام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند تردداته فيها، وأنه ما من موضع قدم تطؤه إلا وهو موضع أقدامه العزيزة، فلا تضع قدمك عليه إلا عن سكينة ووجل.
وتذكر مشيه وتخطيه في سككها، وتصور خشوعه وسكينته في المشي، وما استودع الله سبحانه قلبه من عظيم معرفته ورفعة ذكره مع ذكره تعالى، حتى قرنه بذكر نفسه، وإحباطه عمل من هتك حرمته ولو برفع صوته فوق صوته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/469)
ثم تذكر ما من الله تعالى به على الذين أدركوا صحبته، وسعدوا بمشاهدته واستماع كلامه، وأعظم تأسفك على ما فاتك من صحبته وصحبة أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ.
ثم اذكر أنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا، وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر، وأنك ربما لا تراه إلا بحسرة وقد حيل بينك وبين قبوله إياك بسوء عملك، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يرفع الله إلي أقواما فيقولون: يا محمد. فأقول: يا رب أصحابي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: بعدا وسحقا) فإن تركت حرمة شريعته ولو في دقيقة من الدقائق، فلا تأمن أن يحال بينك وبينه بعدولك عن محجته.
وليعظم مع ذلك رجاؤك أن لا يحول الله تعالى بينك وبينه بعد أن رزقك الإيمان، وأشخصك من وطنك لأجل زيارته من غير تجارة ولا حظ في الدنيا، بل لمحض حبك له وشوقك إلى أن تنظر إلى آثاره وإلى حائط قبره، إذ سمحت نفسك بالسفر بمجرد ذلك لما فاتتك رؤيته، فما أجدرك بأن ينظر الله تعالى إليك بعين الرحمة.
فإذا بلغت المسجد فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله سبحانه لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولأول المسلمين وأفضلهم عصابة، وأن فرائض الله سبحانه أول ما أقيمت في تلك العرصة، وأنها جمعت أفضل خلق الله حيا وميتا، فليعظم أملك في الله سبحانه أن يرحمك بدخولك إياه، فادخله خاشعا معظما.
وما أجدر هذا المكان بأن يستدعي الخشوع من قلب كل مؤمن، كما حكي عن أبي سليمان أنه قال: حج أويس القرني ـ رضي الله عنه ـ ودخل المدينة، فلما وقف على باب المسجد، قيل له: هذا قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغشي عليه، فلما أفاق قال: أخرجوني فليس يلذ لي بلد فيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مدفون "
فضل جبل أحد
1 ـ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلع له أحد، فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت ما بين لابتيها "
2 ـ عن عقبة بن سويد الأنصاري، أنه سمع أباه، وكان من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " قفلنا مع نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غزوة خيبر، فلما بدا له أحد، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: الله أكبر جبل يحبنا ونحبه "
زيارة قبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال الغزالي: " وأما زيارة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فينبغي أن تقف بين يديه كما وصفنا، وتزوره ميتا كما تزوره حيا، ولا تقرب من قبره إلا كما كنت تقرب من شخصه الكريم لو كان حيا، وكما كنت ترى الحرمة في أن لا تمس شخصه ولا تقبله، بل تقف من بعد ماثلا بين يديه، فكذلك فافعل، فإن المس والتقبيل للمشاهد عادة النصارى واليهود.
واعلم أنه عالم بحضورك وقيامك وزيارتك، وأنه يبلغه سلامك وصلاتك، فمثل صورته الكريمة في خيالك موضوعا في اللحد بإزائك، وأحضر عظيم رتبته في قلبك، فقد روي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أن الله تعالى وكل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم عليه من أمته)، وهذا في حق من لم يحضر قبره، فكيف بمن فارق الوطن وقطع البوادي شوقا إلى لقائه، واكتفى بمشاهدة مشهده الكريم إذ فاته مشاهدة غرته الكريمة، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلمـ: (من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه عشرا)،
فهذا جزاؤه في الصلاة عليه بلسانه، فكيف بالحضور لزيارته ببدنه.
ثم ائت منبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوهم صعود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنبر، ومثل في قلبك طلعته البهية كأنها على المنبر، وقد أحدق به المهاجرون والأنصار ـ رضي الله عنهم ـ وهو ـ صلى الله عليه وسلم يحثهم ـ على طاعة الله ـ عز وجل ـ بخطبته، وسل الله ـ عز وجل ـ أن لا يفرق في القيامة بينك وبينه، فهذه وظيفة القلب في أعمال الحج "
التفكر في القبول والرد
قال الغزالي: " فإذا فرغ منها كلها، فينبغي أن يلزم قلبه الحزن والهم والخوف، وأنه ليس يدري أقبل منه حجه وأثبت في زمرة المحبوبين أم رد حجه وألحق بالمطرودين؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/470)
وليتعرف ذلك من قلبه وأعماله، فإن صادف قلبه قد ازداد تجافيا عن دار الغرور، وانصرافا إلى دار الأنس بالله تعالى، ووجد أعماله قد اتزنت بميزان الشرع، فليثق بالقبول، فإن الله تعالى لا يقبل إلا من أحبه، ومن أحبه تولاه وأظهر عليه آثار محبته وكف عنه سطوة عدوه إبليس لعنه الله.
فإذا ظهر ذلك عليه دل على القبول، وإن كان الأمر الآخر بخلافه فيوشك أن يكون حظه من سفره العناء والتعب، نعوذ بالله سبحانه وتعالى من ذلك "
استقبال الحاج
ـ عن الحسن قال:
" إذا خرج الحاج فشيعوهم وزودوهم الدعاء، وإذا قفلوا فالتقوهم وصافحوهم قبل أن يخالطوا الذنوب "
ـ قال ابن عباس:
" لو يعلم المقيمون ما للحاج عليهم من الحق، لأتوهم حتى يقبلوا رواحلهم "
ـ قال الغزالي:
" وقد كان من سنة السلف رضي الله عنهم أن يشيعوا الغزاة، وأن يستقبلوا الحاج، ويقبلوا بين أعينهم، ويسألوهم الدعاء، ويبادرون ذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام "
فضل الموت في الحج
1 ـ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" من خرج حاجا فمات، كتب الله له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات، كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا في سبيل الله فمات، كتب الله له أجر الغازي إلى يوم القيامة "
2 ـ عن بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:
" بينما رجل واقف بعرفة، إذ وقع عن راحلته فوقصته (أو قال فأوقصته) قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا "
وفي رواية لهما:
" أن رجلا كان مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه بطيب، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا "
وفي رواية لمسلم:
" فأمرهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يغسلوه بماء وسدر، وأن يكشفوا وجهه (حسبته قال: ورأسه) فإنه يبعث وهو يهل "
ـ قال جمال الدين بن محب الدين الطبري:
" فيا له من سبب نقل المتلبس به إلى الآخرة بصفته، ويا له من قصد أسفر ليل المجاز فيه عن صبح حقيقته، ويا له من شعث أسرع به إلى نعيم الجنة، ويا لها من هيئة لقي الله فيها حاسرا مضطبعا:
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به يوم التزاور في الثوب الذي خلعا
وأفخر الفخر أن تأتيه ذا شعث ملبيا إن رأى أرضاه أو سمعا "
3 ـ عن أبي هانئ الخولاني، أن عمرو بن مالك الجبني أخبره: أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة. قال حيوة يقول: رباط أو حج أو نحو ذلك "
فضل الموت بعد الحج
ـ عن أنس قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته "
ـ عن محمد بن جحادة، عن طلحة اليامي قال: سمعته يقول: " كنا نتحدث أنه من ختم له بإحدى ثلاث (إما قال وجبت له الجنة وإما قال برئ من النار) من صام شهر رمضان فإذا انقضى الشهر مات، ومن خرج حاجا فإذا قدم من حجته مات، ومن خرج معتمرا فإذا قدم من عمرته مات "
مختصر أحكام الحج والعمرة من كتاب التحقيق والإيضاح للعلامة الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ
فيما يفعله الحاج
عند وصوله إلى الميقات
فإذا وصل إلى الميقات استحب له أن يغتسل ويتطيب؛ لما روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – تجرد من المخيط عند الإحرام واغتسل، ولما ثبت في الصحيحين، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كنت أطيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت "، وأمر – صلى الله عليه وسلم – عائشة لما حاضت وقد أحرمت بالعمرة أن تغتسل وتحرم بالحج، وأمر – صلى الله عليه وسلم – أسماء بنت عميس لما ولدت بذي الحليفة أن تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم، فدل ذلك على أن المرأة إذا وصلت إلى الميقات وهي حائض أو نفساء تغتسل وتحرم مع الناس، وتفعل ما يفعله الحاج غير الطواف بالبيت، كما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – عائشة وأسماء بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/471)
ويستحب لمن أراد الإحرام أن يتعاهد شاربه وأظفاره وعانته وإبطيه، فيأخذ ما تدعو الحاجة إلى أخذه؛ لئلا يحتاج إلى أخذ ذلك بعد الإحرام وهو محرم عليه، ولأن النبي – صلى الله عليه وسلم – شرع للمسلمين تعاهد هذه الأشياء في كل وقت، كما ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الأظفار، ونتف الآباط "، وفي صحيح مسلم، عن أنس – رضي الله عنه – قال "وقِّت لنا في قص الشارب، وقلم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة: أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة"، وأخرجه النسائي بلفظ: "وقت لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم –"، وأخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي بلفظ النسائي، وأما الرأس فلا يشرع أخذ شيء منه عند الإحرام، لا في حق الرجال ولا في حق النساء.
وأما اللحية فيحرم حلقها أو أخذ شيء منها في جميع الأوقات، بل يجب إعفاءها وتوفيرها؛ لما ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب"، وأخرج مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس".
وقد عظمت المصيبة في هذا العصر بمخالفة كثير من الناس هذه السنة ومحاربتهم للحى، ورضاهم بمشابهة الكفار والنساء، ولا سيما من ينتسب إلى العلم والتعليم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يهدينا وسائر المسلمين لموافقة السنة والتمسك بها، والدعوة إليها، وإن رغب عنها الأكثرون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم يلبس الذكر إزاراً ورداءً، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين، ويستحب أن يحرم في نعلين؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "وليحرم أحدكم في إزارٍ ورداءٍ ونعلين"، أخرجه الإمام أحمد – رحمه الله -.
وأما المرأة فيجوز لها أن تحرم فيما شاءت من أسود أو أخضر أو غيرهما، مع الحذر من التشبه بالرجال في لباسهم، لكن ليس لها أن تلبس النقاب والقفازين حال إحرامها، ولكن تغطي وجهها وكفيها بغير النقاب والقفازين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - نهى المرأة المحرمة عن لبس النقاب والقفازين، وأما تخصيص بعض العامة إحرام المرأة في الأخضر أو الأسود دون غيرهما فلا أصل له.
ثم بعد الفراغ من الغسل والتنظيف ولبس ثياب الإحرام، ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريده من حج أو عمرة؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
ويشرع له التلفظ بما نوى، فإن كانت نيته العمرة قال: (لبيك عمرة) أو (اللهم لبيك حجاً)؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل ذلك، وإن نواهما جميعاً لبى بذلك فقال: (اللهم لبيك عمرة وحجاً)، والأفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركوبه من دابة أو سيارة أو غيرهما؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما أهل بعدما استوى على راحلته، وانبعثت به من الميقات للسير، هذا هو الأصح من أقوال أهل العلم.
ولا يشرع له التلفظ بما نوى إلا في الإحرام خاصة؛ لوروده عن النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وأما الصلاة والطواف وغيرهما فينبغي له ألا يتلفظ في شيء منها بالنية، فلا يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف كذا، بل التلفظ بذلك من البدع المحدثة، والجهر بذلك أقبح وأشد إثماً، ولو كان التلفظ بالنية مشروعاً لبينه الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وأوضحه للأمة بفعله أو قوله، ولسبق إليه السلف الصالح.
فلما لم ينقل ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - علم أنه بدعة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" أخرجه مسلم في صحيحه، وقال - عليه الصلاة والسلام -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته، وفي لفظ لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
في المواقيت المكانية وتحديدها
المواقيت خمسة:
الأول: ذو الحليفة، وهو ميقات أهل المدينة، وهو المسمى عند الناس اليوم: أبيار علي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/472)
الثاني: الجحفة، وهو ميقات أهل الشام، وهي قرية خراب تلي رابغ، والناس اليوم يحرمون من رابغ، ومن أحرم من رابغ فقد أحرم من الميقات؛ لأن رابغ قبلها بيسير.
الثالث: قرن المنازل، وهو ميقات أهل نجد، وهو المسمى اليوم: السيل:
الرابع: يلملم، وهو ميقات أهل اليمن.
الخامس: ذات عرق، وهي ميقات أهل العراق.
وهذه المواقيت قد وقتها النبي – صلى الله عليه وسلم -، لمن ذكرنا، ومن مر عليها من غيرهم ممن أراد الحج أو العمرة. والواجب على من مر عليها أن يحرم منها، ويحرم عليه أن يتجاوزها بدون إحرام إذا كان قاصداً مكة يريد حجاً أو عمرة، سواء كان مروره عليها من طريق الأرض أو من طريق الجو؛ لعموم قول النبي – صلى الله عليه وسلم – لما وقت هذه المواقيت: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة".
والمشروع لمن توجه إلى مكة من طريق الجو بقصد الحج أو العمرة أن يتأهب لذلك بالغسل ونحوه قبل الركوب في الطائرة، فإذا دنا من الميقات لبس إزاره ورداءه ثم لبى بالعمرة إن كان الوقت متسعاً، وإن كان الوقت ضيقاً لبى بالحج، وإن لبس إزاره ورداءه قبل الركوب أو قبل الدنو من الميقات فلا بأس، ولكن لا ينوي الدخول في النسك ولا يلبي بذلك إلا إذا حاذى الميقات أو دنا منه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يحرم إلا من الميقات، والواجب على الأمة التأسي به – صلى الله عليه وسلم – في ذلك كغيره من شئون الدين؛ لقول الله – سبحانه -: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ولقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع: "خذوا عني مناسككم".
وأما من توجه إلى مكة ولم يرد حجاً ولا عمرة؛ كالتاجر، والحطاب، والبريد ونحو ذلك فليس عليه إحرام إلا أن يرغب في ذلك؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث المتقدم لما ذكر المواقيت: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة"، فمفهومه أن من مر على المواقيت ولم يرد حجاً ولا عمرة فلا إحرام عليه. وهذا من رحمه الله بعباده وتسهيله عليهم، فله الحمد والشكر على ذلك، ويؤيد ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما أتى مكة عام الفتح لم يحرم، بل دخلها وعلى رأسه المغفر؛ لكونه لم يرد حينذاك حجاً ولا عمرة، وإنما أراد افتتاحها وإزالة ما فيها من الشرك.
وأما من كان مسكنه دون المواقيت؛ كسكان جدة، وأم السلم، وبحرة، والشرائع، وبدر، ومستورة وأشباهها فليس عليه أن يذهب إلى شيء من المواقيت الخمسة المتقدمة، بل مسكنه هو ميقاته فيحرم منه بما أراد من حج أو عمرة، وإذا كان له مسكن آخر خارج الميقات فهو بالخيار إن شاء أحرم من الميقات، وإن شاء أحرم من مسكنه الذي هو أقرب من الميقات إلى مكة؛ لعموم قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث ابن عباس – رضي الله عنه – لما ذكر المواقيت قال: "ومن كان دون ذلك فمهله من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة" أخرجه البخاري ومسلم.
لكن من أراد العمرة وهو في الحرم فعليه أن يخرج على الحل ويحرم بالعمرة منه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لما طلبت منه عائشة العمرة أمر أخاها عبد الرحمن أن يخرج بها إلى الحل فتحرم منه، فدل ذلك على أن المعتمر لا يحرم بالعمرة من الحرم، وإنما يحرم بها من الحل. وهذا الحديث يخصص حديث ابن عباس المتقدم، ويدل على أن مراد النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله: "حتى أهل مكة يهلون من مكة" هو الإهلال بالحج لا العمرة، إذ لو كان الإهلال بالعمرة جائزاً من الحرم لأذن لعائشة – رضي الله عنها – في ذلك ولم يكلفها بالخروج إلى الحل، وهذا أمر واضح، وهو قول جمهور العلماء – رحمة الله عليهم -، وهو أحوط للمؤمن؛ لأن فيه العمل بالحديثين جميعاً. والله الموفق.
وأما ما يفعله بعض الناس من الإكثار من العمرة بعد الحج من التنعيم أو الجعرانة أو غيرهما وقد سبق أن اعتمر قبل الحج – فلا دليل على شرعيته، بل الأدلة تدل على أن الأفضل تركه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم لم يعتمروا بعد فراغهم من الحج، وإنما اعتمرت عائشة من التنعيم؛ لكونها لم تعتمر مع الناس حين دخول مكة بسبب الحيض، فطلبت من النبي – صلى الله عليه وسلم – أن تعتمر بدلاً من عمرتها التي أحرمت بها من الميقات، فأجابها النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك، وقد حصلت لها العمرتان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/473)
العمرة التي مع حجها، وهذه العمرة المفردة، فمن كان مثل عائشة فلا بأس أن يعتمر بعد فراغه من الحج؛ عملاً بالأدلة كلها، وتوسيعاً على المسلمين.
ولا شك أن اشتغال الحجاج بعمرة أخرى بعد فراغهم من الحج سوى العمرة التي دخلوا بها مكة يشق على الجميع، ويسبب كثرة الزحام والحوادث، مع ما فيه من المخالفة لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم – وسنته. والله الموفق.
في حكم من وصل إلى
الميقات في غير أشهر الحج
اعلم أن الواصل إلى الميقات له حالان:
إحداهما: أن يصل إليه في غير أشهر الحج، كرمضان وشعبان، فالسنة في حق هذا أن يحرم بالعمرة فينويها بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلاً: (لبيك عمرة)، أو (اللهم لبيك عمرة)، ثم يُلبي بتلبية النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك "، ويكثر من هذه التلبية، ومن ذكر الله – سبحانه - حتى يصل إلى البيت، فإذا وصل إلى البيت قطع التلبية، وطاف بالبيت سبعة أشواط، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم خرج إلى الصفا وطاف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم حلق شعر رأسه أو قصره، وبذلك تمت عمرته وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام.
الثانية: أن يصل إلى الميقات في أشهر الحج، وهي: شوال، وذو القعدة، والعشر الأول من ذي الحجة. فمثل هذا يخير بين ثلاثة أشياء، وهي الحج وحده، والعمرة وحدها، والجمع بينهما؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لما وصل إلى الميقات في ذي القعدة في حجة الوداع خير أصحابه بين هذه الأنساك الثلاثة، لكن السنة في حق هذا أيضاً إذا لم يكن معه هدي أن يحرم بالعمرة، ويفعل ما ذكرنا في حق من وصل إلى الميقات في غير أشهر الحج؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أصحابه لما قربوا من مكة أن يجعلوا إحرامهم عمرة، وأكد عليهم في ذلك بمكة، فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا، امتثالاً لأمره – صلى الله عليه وسلم -، إلا من كان معه الهدي، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره أن يبقى على إحرامه حتى يحل يوم النحر، والسنة في حق من ساق الهدي أن يحرم بالحج والعمرة جميعاً؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد فعل ذلك، وكان قد ساق الهدي، وأمر من ساق الهدي من أصحابه وقد أهل بعمرة أن يُلبي بحج مع عمرته، وألا يحل حتى يحل منهما جميعاً يوم النحر، وإن كان الذي ساق الهدي قد أحرم بالحج وحده بقي على إحرامه أيضاً حتى يحل يوم النحر، كالقارن بينهما.
وعلم بهذا: أن من أحرم بالحج وحده، أو بالحج والعمرة وليس معه هدي لا ينبغي له أن يبقى على إحرامه، بل السنة في حقه أن يجعل إحرامه عمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويحل، كما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – من لم يسق الهدي من أصحابه بذلك، إلا أن يخشى هذا فوات الحج؛ لكونه قدم متأخراً فلا بأس أن يبقى على إحرامه. والله أعلم.
وإن خاف المحرم ألا يتمكن من أداء نسكه لكونه مريضاً أو خائفاً من عدو ونحوه استحب له أن يقول عند إحرامه: "فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني "؛ لحديث ضباعة بنت الزبير – رضي الله عنها -، أنها قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وأنا شاكية، فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم -: "حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني" متفق عليه.
وفائدة هذا الشرط: أن المحرم إذا عرض له ما يمنعه من تمام نسكه من مرض أو صد عدو جاز له التحلل ولا شيء عليه.
في بيان محظورات
الإحرام وما يباح فعله للمحرم
لا يجوز للمحرم بعد نية الإحرام – سواء كان ذكراً أو أنثى – أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو يتطيب.
ولا يجوز للذكر خاصة أن يلبس مخيطاً على جملته، يعني: على هيئته التي فصل وخيط عليها، كالقميص، أو على بعضه؛ كالفانلة والسراويل، والخفين، والجوربين، إلا إذا لم يجد إزاراً جاز له لبس السراويل، وكذا من لم يجد نعلين جاز له لبس الخفين من غير قطع؛ لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما – الثابت في الصحيحين، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من لم يجد نعلين فليلبس الخفين، ومن لم يجد إزاراً فليلبس السراويل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/474)
وأما ما ورد في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – من الأمر بقطع الخفين إذا احتاج إلى لبسهما لفقد النعلين فهو منسوخ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بذلك في المدينة، لما سئل عما يلبس المحرم من الثياب، ثم لما خطب الناس بعرفات أذن في لبس الخفين عند فقد النعلين، ولم يأمر بقطعهما، وقد حضر هذه الخطبة من لم يسمع جوابه في المدينة، وتأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز، كما قد علم في علمي أصول الحديث والفقه، فثبت بذلك نسخ الأمر بالقطع، ولو كان ذلك واجباً لبينه – صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم.
ويجوز للمحرم لبس الخفاف التي ساقها دون الكعبين؛ لكونها من جنس النعلين.
ويجوز له عقد الإزار وربطه بخيط ونحوه، لعدم الدليل المقتضي للمنع.
ويجوز للمحرم أن يغتسل ويغسل رأسه ويحكه إذا احتاج إلى ذلك برفق وسهولة فإن سقط من رأسه شيء بسبب ذلك فلا حرج عليه.
ويحرم على المرأة المحرمة أن تلبس مخيطاً لوجهها، كالبرقع والنقاب، أو ليديها، كالقفازين؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم –:" لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري. والقفازان: هما ما يخاط أو ينسج من الصوف أو القطن أو غيرهما على قدر اليدين.
ويباح لها من المخيط ما سوى ذلك؛ كالقميص والسراويل، والخفين، والجوارب ونحو ذلك.
وكذلك يباح لها سدل خمارها على وجهها إذا احتاجت إلى ذلك بلا عصابة، وإن مس الخمار وجهها فلا شيء عليها؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت:" كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه ". أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وأخرج الدارقطني من حديث أم سلمة مثله، كذلك لا بأس أن تغطي يديها بثوبها أو غيره، ويجب عليها تغطية وجهها وكفيها إذا كانت بحضرة الرجال الأجانب؛ لأنها عورة؛ لقول الله سبحانه وتعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن)، ولا ريب أن الوجه والكفين من أعظم الزينة، والوجه في ذلك أشد وأعظم، وقال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن).
وأما ما اعتاده كثير من النساء من جعل العصابة تحت الخمار لترفعه عن وجهها فلا أصل له في الشرع فيما نعلم، ولو كان ذلك مشروعاً لبينه الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأمته ولم يجز له السكوت عنه.
ويجوز للمحرم من الرجال والنساء غسل ثيابه التي أحرم فيها من وسخ أو نحوه، ويجوز له إبدالها بغيرها.
ولا يجوز له لبس شيء من الثياب مسه الزعفران أو الورس؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ويجب على المحرم أن يترك الرفث والفسوق والجدال؛ لقول الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". والرفث: يطلق على الجماع، وعلى الفحش من القول والفعل، والفسوق: المعاصي، والجدل: المخاصمة في الباطل، أو فيما لا فائدة فيه، فأما الجدال بالتي هي أحسن لإظهار الحق ورد الباطل فلا باس به، بل هو مأمور به؛ لقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
ويحرم على المحرم الذكر تغطية رأسه بملاصق؛ كالطاقية، والغترة، والعمامة أو نحو ذلك، وهكذا وجهه؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الذي سقط عن راحلته يوم عرفة ومات: " اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ووجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً "، متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وأما استظلاله بسقف السيارة أو الشمسية أو نحوهما فلا باس به، كالاستظلال بالخيمة والشجرة؛ لما ثبت في الصحيح، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ظلل عليه بثوب حين رمى جمرة العقبة، وصح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه ضربت له قبة بنمرة، فنزل تحتها حتى زالت الشمس يوم عرفة.
ويحرم على المحرم من الرجال والنساء قتل الصيد البري والمعاونة في ذلك وتنفيره من مكانه، وعقد النكاح، والجماع، وخطبة النساء ومباشرتهن بشهوة؛ لحديث عثمان – رضي الله عنه -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:" لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب " رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/475)
وإن لبس المحرم مخيطاً أو غطى رأسه أو تطيب ناسياً أو جاهلاً فلا فدية عليه، ويزيل ذلك متى ذكر أو علم، وهكذا من حلق رأسه أو أخذ من شعره شيئاً أو قلم أظافره ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه على الصحيح.
ويحرم على المسلم – محرماً كان أو غير محرم ذكراً كان أو أنثى – قتل صيد الحرم والمعاونة في قتله بآلة أو إشارة أو نحو ذلك، ويحرم تنفيره من مكانه، ويحرم قطع شجر الحرم ونباته الأخضر ولقطته إلا لمن يعرفها؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:"إن هذا البلد – يعني:مكة – حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يختلي خلاها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشدٍ" متفق عليه، والمنشد: هو المعرف، والخلا: هو الحشيش الرطب، ومنى ومزدلفة من الحرم، وأما عرفة فمن الحل.
فيما يفعله الحاج عند دخول مكة
وبيان ما يفعله بعد دخول المسجد
الحرام من الطواف وصفته
فإذا وصل المحرم إلى مكة استحب له أن يغتسل قبل دخولها؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل ذلك، فإذا وصل إلى المسجد الحرام سن له تقديم رجله اليمنى، ويقول " بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " ويقول ذلك عند دخول سائر المساجد، وليس لدخول المسجد الحرام ذكر يخصه ثابت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما أعلم.
فإذا وصل إلى الكعبة قطع التلبية قبل أن يشرع في الطواف إن كان متمتعاً أو معتمراً، ثم قصد الحجر الأسود واستقبله، ثم يستلمه بيمينه، ويقبله إن تيسر ذلك، ولا يؤذي الناس بالمزاحمة، ويقول عند استلامه: "بسم الله والله أكبر "، أو يقول: "الله أكبر"، فإن شق التقبيل استلمه بيده أو بعصاً أو نحوهما، وقبل ما استلمه به، فإن شق استلامه أشار إليه، وقال: "الله أكبر"، ولا يقبل ما يشير به، ويشترط لصحة الطواف: أن يكون الطائف على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن الطواف مثل الصلاة غير أنه رخص فيه في الكلام، ويجعل البيت عن يساره حال الطواف، وإن قال في ابتداء طوافه: "اللهم إيماناً بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم " فهو حسن؛ لأن ذلك قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويطوف سبعة أشواط، ويرمل في جميع الثلاثة الأول من الطواف الأول، وهو الطواف الذي يأتي به أول ما يقدم مكة سواء كان معتمراً، أو متمتعاً، أو محرماً بالحج وحده، أو قارناً بينه وبين العمرة، ويمشي في الأربعة الباقية، يبتدئ كل شوط بالحجر الأسود ويختم به. والرمل: هو الإسراع في المشي مع مقاربة الخطى، ويستحب له أن يضطبع في جميع هذا الطواف دون غيره، والاضطباع: أن يجعل وسط الرداء تحت منكبه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر. وإن شك في عدد الأشواط بنى على اليقين، وهو الأقل، فإذا شك في طاف ثلاثة أشواط أو أربعة؟ جعلها ثلاثة، وهكذا يفعل في السعي.
وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي بردائه فيجعله على كتفيه وطرفيه على صدره قبل أن يصلي ركعتي الطواف.
ومما ينبغي إنكاره على النساء وتحذيرهن منه طوافهن بالزينة والروائح الطيبة، وعدم التستر وهن عورة، فيجب عليهن التستر، وترك الزينة حال الطواف وغيرها من الحالات التي يختلط فيها النساء مع الرجال؛ لأنهن عورة وفتنة، ووجه المرأة هو أظهر زينتها فلا يجوز لها إبداؤه إلا لمحارمها؛ لقول الله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) الآية، فلا يجوز لهن كشف الوجه عند تقبيل الحجر الأسود إذا كان يراهن أحد من الرجال، وإذا لم يتيسر لهن فسحة لاستلام الحجر وتقبيله فلا يجوز لهن مزاحمة الرجال، بل يطفن من ورائهم، وذلك خير لهن وأعظم أجراً من الطواف قرب الكعبة حال مزاحمتهن الرجال، ولا يشرع الرمل والاضطباع في غير هذا الطواف، ولا في السعي، ولا للنساء؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يفعل الرمل والاضطباع إلا في طوافه الأول الذي أتي به حين قدم مكة، ويكون حال الطواف متطهراً من الأحداث والأخباث، خاضعاً لربه، متواضعاً له. ويستحب له أن يكثر في طوافه من ذكر الله والدعاء، وإن قرأ فيه شيئاً من القرآن فحسن، ولا يجب في هذا الطواف ولا غيره من الأطوفة ولا في السعي ذكر مخصوص، ولا دعاء مخصوص. وأما ما أحدثه بعض الناس من تخصيص كل شوط من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/476)
الطواف أوالسعي بأذكار مخصوصة أو أدعية مخصوصة فلا أصل له، بل مهما تيسر من الذكر والدعاء كفى، فإذا حاذى الركن اليماني استلمه بيمينه، وقال:" بسم الله والله أكبر" ولا يقبله، فإن شق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه، ولا يشير إليه ولا يكبر عند محاذاته؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما نعلم، ويستحب له أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) وكلما حاذى الحجر الأسود استلمه وقبله، وقال: "الله أكبر"، فإن لم يتيسر استلامه وتقبيله أشار إليه كلما حاذاه وكبر.
ولا بأس بالطواف من وراء زمزم والمقام، ولا سيما عند الزحام، والمسجد كله محل للطواف، ولو طاف في أروقة المسجد أجزأه ذلك، ولكن طوافه قرب الكعبة أفضل إن تيسر ذلك.
فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف المقام إن تيسر ذلك، وإن لم يتيسر ذلك لزحام ونحوه صلاهما في أي موضع من المسجد، ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون) في الركعة الأولى و (قل هو الله أحد) في الركعة الثانية، هذا هو الأفضل، وإن قرأ بغيرهما فلا باس، ثم يقصد الحجر الأسود فيستلمه بيمينه إن تيسر ذلك؛ اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في ذلك.
ثم يخرج إلى الصفا من بابه فيرقاه أو يقف عنده، والرقي على الصفا أفضل إن تيسر، ويقرأ عند بدء الشوط الأول قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله)، ويستحب أن يستقبل القبلة على الصفا، ويحمد الله ويكبره، ويقول:" لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ثم يدعو بما تيسر، رافعاً يديه، ويكرر هذا الذكر والدعاء (ثلاث مرات)، ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى العلم الأول فيسرع الرجل في المشي إلى أن يصل إلى العلم الثاني، أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع بين العلمين؛ لأنها عورة، وإنما المشروع لها المشي في السعي كله، ثم يمشي فيرقى المروة أو يقف عندها، والرقي عليها أفضل إن تيسر ذلك، ويقول ويفعل على المروة كما قال وفعل على الصفا، ما عدا قراءة الآية، وهي قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) فهذا إنما يشرع عند الصعود إلى الصفا في الشوط الأول فقط؛ تأسياً بالنبي – صلى الله عليه وسلم -، ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه، ويسرع في موضع الإسراع حتى يصل إلى الصفا، ويفعل ذلك سبع مرات، ذهابه شوط، ورجوعه شوط؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ما ذكر، وقال: "خذوا عني مناسككم"، ويستحب أن يكثر في سعيه من الذكر والدعاء بما تيسر، وأن يكون متطهراً من الحدث الأكبر والأصغر، ولو سعى على غير طهارة أجزأه ذلك، وهكذا لو حاضت المرأة أو نفست بعد الطواف سعت وأجزأها ذلك؛ لأن الطهارة ليست شرطاً في السعي، وإنما هي مستحبة كما تقدم.
فإذا كمل السعي حلق رأسه أو قصره، والحلق للرجل أفضل، فإن قصر وترك الحلق للحج فحسن، وإذا كان قدومه مكة قريباً من وقت الحج فالتقصير في حقه أفضل، ليحلق بقية رأسه في الحج؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما قدم هو وأصحابه مكة في رابع ذي الحجة أمر من لم يسق الهدي أن يحل ويقصر، ولم يأمرهم بالحلق، ولا بد في التقصير من تعميم الرأس، ولا يكفي تقصير بعضه، كما أن حلق بعضه لا يكفي، والمرأة لا يشرع لها إلا التقصير، والمشروع لها أن تأخذ من كل ضفيرة قدر أنملة فأقل، والأنملة: هي رأس الإصبع، ولا تأخذ المرأة زيادة على ذلك.
فإذا فعل المحرم ما ذكر فقد تمت عمرته – والحمد لله – وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام، إلا أن يكون قد ساق الهدي من الحل فإنه يبقى على إحرامه حتى يحل من الحج والعمرة جميعاً.
وأما من أحرم بالحج مفرداً، أو بالحج والعمرة جميعاً فيسن له أن يفسخ إحرامه إلى العمرة، ويفعل ما يفعله المتمتع إلا أن يكون قد ساق الهدي؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أصحابه بذلك، وقال: "لولا أني سقت الهدي لأحللت معكم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/477)
وإن حاضت المرأة أو نفست بعد إحرامها بالعمرة لم تطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة حتى تطهر، فإذا طهرت طافت وسعت وقَصَّرَت من رأسها وتمت عمرتها بذلك، فإن لم تطهر قبل يوم التروية أحرمت بالحج من مكانها الذي هي مقيمة فيه، وخرجت مع الناس إلى منى، وتصير بذلك قارنة بين الحج والعمرة، وتفعل ما يفعله الحاج من الوقوف بعرفة، وعند المشعر، ورمي الجمار، والمبيت بمزدلفة ومنى، ونحر الهدي، والتقصير، فإذا طهرت طافت بالبيت، وسعت بين الصفا والمروة، طوافاً واحداً وسعياً واحداً، وأجزأها ذلك عن حجها وعمرتها جميعاً؛ لحديث عائشة أنها حاضت بعد إحرامها بالعمرة، فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم –:" افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" متفق عليه.
وإذا رمت الحائض أو النفساء الجمرة يوم النحر وقصرت من شعرها حل لها كل شيء حرم عليها بالإحرام، كالطيب ونحوه، إلا الزوج حتى تكمل حجها كغيرها من النساء الطاهرات، فإذا طافت وسعت بعد الطهر حل لها زوجها.
في حكم الإحرام بالحج يوم الثامن
من ذي الحجة والخروج إلى منى
فإذا كان يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة استحب للمحلين بمكة ومن أراد الحج من أهلها الإحرام بالحج من مساكنهم؛ لأن أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أقاموا بالأبطح وأحرموا بالحج منه يوم التروية عن أمره – صلى الله عليه وسلم -، ولم يأمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يذهبوا إلى البيت فيحرموا عنده أو عند الميزاب وكذا لم يأمرهم بطواف الوداع عند خروجهم إلى منى ولو كان ذلك مشروعاً لعلَّمهم إياه، والخير كله في اتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه رضي الله عنهم.
ويستحب أن يغتسل ويتنظف ويتطيب عند إحرامه بالحج، كما يفعل ذلك عند إحرامه من الميقات. وبعد إحرامهم بالحج يسن لهم التوجه إلى منى قبل الزوال أو بعده من يوم التروية، ويكثروا من التلبية إلى أن يرموا جمرة العقبة، ويصلوا بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، والسنة أن يصلوا كل صلاة في وقتها قصراً بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران.
ولا فرق بين أهل مكة وغيرهم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم بمنى وعرفة ومزدلفة قصراً، ولم يأمر أهل مكة بالإتمام، ولو كان واجباً عليهم لبينه لهم.
ثم بعد طلوع الشمس من يوم عرفة يتوجه الحاج من منى إلى عرفة، ويسن أن ينزلوا بنمرة إلى الزوال، إن تيسر ذلك؛ لفعله – صلى الله عليه وسلم -.
فإذا زالت الشمس سن للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما يشرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله وتوحيده والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه، يوصيهم فيها بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، والحكم بهما، والتحاكم إليهما في كل الأمور؛ اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في ذلك كله، وبعدها يصلون الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين؛ لفعله – صلى الله عليه وسلم -، رواه مسلم من حديث جابر – رضي الله عنه -.
ثم يقف الناس بعرفة، وعرفة كلها موقف إلا بطن عُرَنَةَ، ويستحب استقبال القبلة وجبل الرحمة إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر استقبالهما استقبل القبلة وإن لم يستقبل الجبل، ويستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء، وإن لبى أو قرأ شيئاً من القرآن فحسن،
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يلح في الدعاء ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة. وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دعا كرر الدعاء ثلاثاً، فينبغي التأسي به في ذلك عليه الصلاة والسلام، ولتراجع الأدعية في آخر الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/478)
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتاً لربه سبحانه، متواضعاً له، خاضعاً لجنابه، منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه، ويجدد توبة نصوحاً؛ لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير، يجود الله فيه على عباده، ويباهي بهم ملائكته، ويكثر فيه العتق من النار، وما يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رؤى يوم بدر؛ وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته. وفي صحيح مسلم، عن عائشة – رضي الله عنها -، أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ".
فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيراً، وأن يهينوا عدوهم الشيطان، ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا، ولا يزال الحجاج في هذا الموقف مشتغلين بالذكر والدعاء والتضرع إلى أن تغرب الشمس، فإذا غربت انصرفوا إلى مزدلفة بسكينة ووقار وأكثروا من التلبية وأسرعوا في المُتَّسع؛ لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز الانصراف قبل الغروب؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وقف حتى غربت الشمس، وقال: "خذوا عني مناسككم".
فإذا وصلوا إلى مزدلفة صلَّوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً بأذان وإقامتين من حين وصولها؛ لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم -، سواء وصلوا إلى مزدلفة في وقت المغرب أو بعد دخول وقت العشاء.
وما يفعله بعض العامة من لقط حصى الجمار من حين وصولهم إلى مزدلفة قبل الصلاة، واعتقاد كثير منهم أن ذلك مشروع فهو غلط لا أصل له، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يأمر أن يلتقط له الحصى إلا بعد انصرافه من المشعر إلى منى ومن أي موضع لقط الحصى أجزأه ذلك ولا يتعين لقطه من مزدلفة، بل يجوز لقطه من منى، والسُّنَّة التقاط سبع في هذا اليوم يرمي بها جمرة العقبة؛ اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم، أما في الأيام الثلاثة فيلتقط من منى كل يوم إحدى وعشرين حصاة يرمي بها الجمار الثلاث.
ولا يستحب غسل الحصى، بل يرمى بها من غير غسيل؛ لأن ذلك لم ينقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه، ولا يرمى بحصى قد رمي به.
ويبيت الحاج في هذه الليلة بمزدلفة، ويجوز للضعفة من النساء والصبيان ونحوهم أن يدفعوا إلى منى آخر الليل؛ لحديث عائشة وأم سلمة وغيرهما. وأما غيرهم من الحجاج فيتأكد في حقهم أن يقيموا بها إلى أن يُصلُّوا الفجر، ثم يقفوا عند المشعر الحرام فيستقبلوا القبلة ويكثروا من ذكر الله وتكبيره والدعاء إلى أن يسفروا جداً. ويستحب رفع اليدين هنا حال الدعاء، وحيثما وقفوا من مزدلفة أجزأهم ذلك، ولا يجب عليهم القرب من المشعر ولا صعوده؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:" وقفت هاهنا – يعني: على المشعر – وجمع كلها موقف" رواه مسلم في صحيحه، وجمع: هي مزدلفة.
فإذا أسفروا جداً انصرفوا إلى منى قبل طلوع الشمس، وأكثروا من التلبية في سيرهم، فإذا وصلوا مُحَسِّراً استحب الإسراع قليلاً.
فإذا وصلوا منى قطعوا التلبية عند جمرة العقبة، ثم رموها من حين وصولهم بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده عند رمي كل حصاة ويُكَبِّر، ويستحب أن يرميها من بطن الوادي، ويجعل الكعبة عن يساره، ومنى عن يمينه؛ لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم، وإن رماها من الجوانب الأخرى أجزأه ذلك إذا وقع الحصى في المرمى، ولا يشترط بقاء الحصى في المرمى وإنما المشترط وقوعها فيه، فلو وقعت الحصاة في المرمى ثم خرجت منه أجزأت في ظاهر كلام أهل العلم، وممن صرح بذلك: النووي – رحمه الله – في (شرح المهذب)، ويكون حصى الجمار مثل حصى الخذف، وهو أكبر من الحُمُّص قليلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/479)
ثم بعد الرمي ينحر هديه، ويستحب أن يقول عند نحره أو ذبحه: "بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك" ويوجهه إلى القبلة، والسنة: نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، وذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر، ولو ذبح إلى غير القبلة ترك السنة وأجزأته ذبيحته؛ لأن التوجيه إلى القبلة عند الذبح سنة وليس بواجب، ويستحب أن يأكل من هديه، ويهدى ويتصدق؛ لقوله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير)، ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس اليوم الثالث من أيام التشريق في أصح أقوال أهل العلم، فتكون مدة الذبح يوم النحر وثلاثة أيام بعده.
ثم بعد نحر الهدي أو ذبحه يحلق رأسه أو يُقَصَّره، والحلق أفضل؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – دعا بالرحمة والمغفرة للمحلقين (ثلاث مرات) وللمقصرين واحدة، ولا يكفي تقصير بعض الرأس، بل لا بد من تقصيره كله كالحلق، والمرأة تقصر من كل ضفيرة قدر أنملة فأقل.
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ويسمى هذا التحلل بـ: التحلل الأول، ويسن له بعد هذا التحلل التطيب والتوجه إلى مكة، ليطوف طواف الإفاضة؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كنت أطيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لإحرامه قبل أن يحرم، ولحلّه قبل أن يطوف بالبيت " أخرجه البخاري ومسلم. ويسمى هذا الطواف: طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، وهو المراد في قوله – عز وجل –: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق).
ثم بعد الطواف وصلاة الركعتين خلف المقام يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً، وهذا السعي لحجه، والسعي الأول لعمرته.
ولا يكفي سعي واحد في أصح أقوال العلماء؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: "خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم" فذكرت الحديث، وفيه فقال: "ومن كان معه هدي فليهلَّ بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحلّ منهما جميعاً ... " إلى أن قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم " رواه البخاري ومسلم.
وقولها – رضي الله عنها – عن الذين أهلوا بالعمرة -:"ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم" تعني به: الطواف بين الصفا والمروة، على أصح الأقوال في تفسير هذا الحديث، وأما قول من قال: أرادت بذلك طواف الإفاضة، فليس بصحيح؛ لأن طواف الإفاضة ركن في حق الجميع وقد فعلوه، وإنما المراد بذلك: ما يخص المتمتع، وهو الطواف بين الصفا والمروة مرة ثانية بعد الرجوع من منى لتكميل حجه، وذلك واضح بحمد الله، وهو قول أكثر أهل العلم، ويدل على صحة ذلك أيضاً ما رواه البخاري في الصحيح تعليقاً مجزوماً به، عن ابن عباس – رضي الله عنهما -، أنه سئل عن متعة الحج، فقال: "أهلَّ المهاجرون والأنصار وأزواج النبي – صلى الله عليه وسلم-، في حجة الوداع وأهللنا، فلما قدمنا مكة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي"، فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال:" من قلَّد الهدى فإنه لا يحل حتى يبلغ الهدي محله"، ثم أمرنا عشية التروية أن نُهِلَّ بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة" انتهى المقصود منه، وهو صريح في سعي المتمتع مرتين. والله أعلم.
وأما ما رواه مسلم عن جابر – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم -وأصحابه لم يطوفوا بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً طوافهم الأول فهو محمول على من ساق الهدي من الصحابة؛ لأنهم بقوا على إحرامهم مع النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى حلوا من الحج والعمرة جميعاً والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد أهل بالحج والعمرة وأمر من ساق الهدي أن يُهٍِلَّ بالحج مع العمرة، وألا يحل حتى يحل منهما جميعاً. والقارن بين الحج والعمرة ليس عليه إلا سعي واحد، كما دل عليه حديث جابر المذكور وغيره من الأحاديث الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/480)
وهكذا من أفرد الحج وبقي على إحرامه إلى يوم النحر ليس عليه إلا سعي واحد، فإذا سعى القارن والمفرد بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة، وهذا هو الجمع بين حديثي عائشة وابن عباس وبين حديث جابر المذكور – رضي الله عنهم، وبذلك يزول التعارض ويحصل العمل بالأحاديث كلها.
ومما يؤيد هذا الجمع أن حديثي عائشة وابن عباس حديثان صحيحان، وقد أثبتا السعي الثاني في حق المتمتع، وظاهر حديث جابر ينفي ذلك، والمُثبت مُقدَّم على النافي، كما هو مقرر في علمي الأصول ومصطلح الحديث، والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
في بيان أفضلية ما
يفعله الحاج يوم النحر
والأفضل للحاج أن يرتب هذه الأمور الأربعة يوم النحر كما ذكر: فيبدأ أولاً برمي جمرة العقبة، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف بالبيت والسعي بعده للمتمتع، وكذلك للمفرد والقارن إذا لم يسعيا مع طواف القدوم، فإن قدم بعض هذه الأمور على بعض أجزأه ذلك؛ لثبوت الرخصة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في ذلك، ويدخل في ذلك تقديم السعي على الطواف؛ لأنه من الأمور التي تُفعل يوم النحر، فدخل في قول الصحابي: فما سُئل يومئذٍ عن شيء قُدَّمَ ولا أُخَّر إلا قال: " افعل ولا حرج " ولأن ذلك مما يقع فيه النسيان والجهل فوجب دخوله في هذا العموم؛ لما في ذلك من التيسير والتسهيل، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه سئل عمن سعي قبل أن يطوف، فقال: " لا حرج " أخرجه أبو داود، من حديث أسامه بن شريك بإسناد صحيح، فأتضح بذلك دخوله في العموم من غير شك، والله الموفق.
والأمور التي يحصل للحاج بها التحلل التام ثلاثة وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة مع السعي بعده لمن ذكر آنفاً، فإذا فعل هذه الثلاثة حل له كل شيء حرُم عليه بالإحرام من النساء والطيب وغير ذلك، ومن فعل اثنين منها حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ويسمى هذا بـ: التحلل الأول.
ويستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع، وماء زمزم لما شُرب له، كما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وفي صحيح مسلم عن أبي ذر: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ماء زمزم: " إنه طعام طُعْمٍ " زاد أبو داود: " وشفاءُ سُقم " وبعد طواف الإفاضة والسعي ممن عليه سعي يرجع الحجاج إلى منى فيقيمون بها ثلاثة أيام بلياليها، ويرمون الجمار الثلاث في كل يوم من الأيام الثلاثة بعد زوال الشمس ويجب الترتيب في رميها.
فيبدأ بالجمرة الأولى: وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده عند كل حصاة ويُسن أن يتقدم عنها ويجعلها عن يساره، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه ويُكثر من الدعاء والتضرع.
ثم يرمي الجمرة الثانية كالأولى، ويسن أن يتقدم قليلاً بعد رميها ويجعلها عن يمينه، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه فيدعو كثيراً.
ثم يرمي الجمرة الثالثة ولا يقف عندها، ثم يرمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق بعد الزوال، كما رماها في اليوم الأول، ويفعل عند الأولى والثانية كما فعل في اليوم الأول؛ اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم -.
والرمي في اليومين الأولين من أيام التشريق واجب من واجبات الحج، وكذا المبيت بمنى في الليلة الأولى والثانية واجب إلا على السقاة والرعُاة ونحوهم فلا يجب.
ثم بعد الرمي في اليومين المذكورين من أحب أن يتعجل من منى جاز له ذلك، ويخرج قبل غروب الشمس، ومن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمى الجمرات في اليوم الثالث فهو أفضل وأعظم أجراً، كما قال الله – تعالى -: "واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى" ولأن النبي – صلى الله عليه وسلم – رخص للناس في التعجل، ولم يتعجل هو، بل أقام بمنى حتى رمى الجمرات في اليوم الثالث عشر بعد الزوال، ثم ارتحل قبل أن يُصلي الظهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/481)
ويجوز لولي الصبي العاجز عن مباشرة الرمي أن يرمي عنه جمرة العقبة وسائر الجمار بعد أن يرمي عن نفسه، وهكذا البنت الصغيرة العاجزة عن الرمي يرمي عنها وليها؛ لحديث جابر – رضي الله -، قال: "حججنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم". أخرجه ابن ماجه.
ويجوز للعاجز عن الرمي لمرض أو كبر سن أو حمل أن يوكل من يرمي عنه؛ لقول الله – تعالى -: "فاتقوا الله ما استطعتم"، وهؤلاء لا يستطيعون مزاحمة الناس عند الجمرات وزمن الرمي يفوت ولا يُشرع قضاؤه فجاز لهم أن يوكلوا بخلاف غيره من المناسك فلا ينبغي للمحرم أن يستنيب من يؤديه عنه ولو كان حجه نافلة؛ لأن من أحرم بالحج أو العمرة – ولو كانا نفلين – لزمه إتمامهما؛ لقول الله – تعالى -: "وأتموا الحج والعمرة لله"، وزمن الطواف والسعي لا يفوت بخلاف زمن الرمي.
وأما الوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة ومنى، فلا شك أن زمنها يفوت، ولكن حصول العاجز في هذه المواضع ممكن ولو مع المشقة، بخلاف مباشرته للرمي، ولأن الرمي قد وردت الاستنابة فيه عن السلف الصالح في حق المعذور بخلاف غيره.
والعبادات توقيفية ليس لأحد أن يُشرع منها شيئاً إلا بحجة، ويجوز للنائب أن يرمي عن نفسه ثم عن مستنيبه كل جمرة من الجمار الثلاث، وهو في موقف واحد، ولا يجب عليه أن يكمل رمي الجمار الثلاث عن نفسه ثم يرجع فيرمي عن مستنيبه في أصح قولي العلماء لعدم الدليل الموجب لذلك، ولما في ذلك من المشقة والحرج، والله – سبحانه وتعالى – يقول: " وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " يسَّروا ولا تُعسروا " ولأن ذلك لم ينقل عن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين رموا عن صبيانهم والعاجز منهم، ولو فعلوا ذلك لنقل؛ لأنه مما تتوافر الهمم على نقله. والله أعلم.
في وجوب الدم
على المتمتع والقارن
ويجب على الحاج إذا كان متمتعاً أو قارناً – ولم يكن من حاضري المسجد الحرام – دم، وهو: شاة، أو سُبع بدنة، أو سُبع بقرة. ويجب أن يكون ذلك من مال حلال وكسب طيب؛ لأن الله – تعالى – طيب لا يقبل إلا طيباً.
وينبغي للمسلم التعفف عن سؤال الناس هدياً أو غيره سواء كانوا ملوكاً أو غيرهم إذا يسَّر الله له من ماله ما يهديه عن نفسه ويغنيه عما في أيدي الناس؛ لما جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في ذم السؤال وعيبه، ومدح من تركه.
فإن عجز المتمتع والقارن عن الهدي وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وهو مخير في صيام الثلاثة، إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة، قال – تعالى -: "فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام "، الآية.
وفي صحيح البخاري، عن عائشة وابن عمر – رضي الله عنهم – قالا: "لم يرخص في أيام التشريق أن يُصمن إلا لمن لم يجد الهدي "وهذا في حكم المرفوع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، والأفضل أن يقدم صوم الأيام الثلاثة على يوم عرفة، ليكون في يوم عرفة مفطراً؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وقف يوم عرفة مفطراً، ونهى عن صوم يوم عرفة بعرفة ولأن الفطر في هذا اليوم أنشط له على الذكر والدعاء، ويجوز صوم الثلاثة الأيام المذكورة متتابعة ومتفرقة، وكذا صوم السبعة لا يجب عليه التتابع فيها، بل يجوز صومها مجتمعة ومتفرقة؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لم يشترط التتابع فيها، وكذا رسوله – عليه الصلاة والسلام – والأفضل تأخير صوم السبعة إلى أن يرجع إلى أهله؛ لقوله – تعالى -: "وسبعة إذا رجعتم".
والصوم للعاجز عن الهدي أفضل من سؤال الملوك وغيرهم هدياً يذبحه عن نفسه ومن أُعطي هدياً أو غيره من غير مسألة ولا إشراف نفس فلا بأس به، ولو كان حاجاً عن غيره، أي: إذا لم يشترط عليه أهل النيابة شراء الهدي من المال المدفوع له، وأما ما يفعله بعض الناس من سؤال الحكومة أو غيرها شيئاً من الهدي باسم أشخاص يذكرهم وهو كاذب، فهذا لا شك في تحريمه؛ لأنه من التأكل بالكذب، عافانا الله والمسلمين من ذلك.
أدعية الحج والعمرة
... دعاء الطواف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/482)
يدعو المقيم والحاج في طوافه بما شاء من الأدعية المأثورة من الكتاب والسنة فيسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة؛ لأنه لم يأت في السنة أدعية خاصة بالطواف سوى ما يقوله بين الركن اليماني والحجر الأسود، وهو أن يدعو بهذا الدعاء:
"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
... الدعاء عند شرب ماء زمزم
بعد أداء ركعتي الطواف يُسن الذهاب إلى زمزم، والشرب منها، وصَبّ شيء من مائها على الرأس. ويسن الدعاء عند شرب ماء زمزم؛ لأن "ماء زمزم لِمَا شُرب له".
... الدعاء عند الصفا والمروة
وعند وصوله إلى جبل الصفا يرقى حتى يرى البيت -إن تيسر- فيستقبله ثم يوحد الله ويكبّره ويحمده ويقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يرفع يديه على صفة الدعاء فيدعو بما تيسر من الدعاء.
ثم يكرر الذكر السابق والدعاء ثلاث مرات -يعني يقول الذكر ثم يدعو بعده، ثم يقول الذكر ثم يدعو بعده، ثم يقول الذكر ثم يدعو بعده-.
ثم يتوجه إلى المروة فيذكر الله ويدعوه بما ذكره ودعاه على الصفا، وفي أثناء سعيه بين الصفا والمروة يذكر الله ويدعوه بما شاء، ولم يرد دعاء أو ذكر مخصوص في ذلك، ولو دعا بما جاء عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما فلا حرج، فقد جاء عنهما أنهما كانا يقولان: "رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم".
... دعاء الخروج من المسجد الحرام
يسن أن يقدِّم رجله اليسرى ويقول: "بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك".وهذا الدعاء ليس خاصاً بالمسجد الحرام بل يقوله عند خروجه من أي مسجد
... دعاء الوقوف في عرفة
يستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله ودعائه والتضرع إليه، لحديث "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، ويوم عرفة من مواطن استجابة الدعاء.
... مجموعة من الأدعية الجوامع
* رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون (المؤمنون: 97، 98).
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. (البقرة: 127، 128).
* ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. (البقرة: 201).
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. (البقرة: 285).
* ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. (البقرة: 286).
* ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب. (آل عمران: 8).
* ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. (الأعراف: 23).
* اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمدُ، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم.
* اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
* اللهم رب السماوات السبع، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزِّل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر.
* يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
* اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
* اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً حاسداً، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.*ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (آل عمران: 53).
* ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. (آل عمران: 147).
* ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. (الأعراف: 47).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/483)
* ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ((الأعراف: (126).
* أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة، إنا هدنا إليك. (الأعراف: 155، 156).
* ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار. (آل عمران: 16).
* ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين. (يونس: 85، 86).
* رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. (إبراهيم: 40، 41).
* رب ارحمهما كما ربياني صغيراً. (الإسراء: 24).
* رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا. (الإسراء: 80).
* لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُ العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض، لا إله إلا الله ربُ العرش الكريم.
* لا إله إلا الله العليُ العظيم، لا إله إلا الله الحكيم الكريم، لا إله إلا الله، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.
* لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني وارزقني، وعافني.
* اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربّ إلى حبك.
* اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل.
* اللهم ألهمني رُشدي، وأعذني من شر نفسي.
* يا وليَّ الإسلام وأهله، مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه.
* اللهم أكثر مالي وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني وأطل حياتي على طاعتك، وأحسن عملي، واغفر لي.
* اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
* ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار.
* ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار، ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. (آل عمران: 191 - 194).
* ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشداً. (الكهف: 10).
* رب زدني علماً. (طه: 114).
* رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي. (طه: 25 - 28).
* رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين. (هود: 47).
* ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين. (المائدة: 83).
* اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، المنَّانُ، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيومُ، إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار.
* اللهم جدد الإيمان في قلوبنا.
* اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبتُ، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت، أن تضلني، أنت الحيُّ الذي لا يموت، والجنُّ والإنسُ يموتون.
* اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة من كل شر.
* اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سُخطك.
* اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
* اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع.
* اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
* اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة.
* لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (الأنبياء: 87).
* ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. (المؤمنون: 109).
* رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين، واجعلني من ورثة جنة النعيم. (الشعراء: 83 - 85).
* ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. (الشعراء: 87 - 89).
* اللهم إني أسألك الجنة (ثلاثاً).
* اللهم إني أعوذ بك من النار (ثلاثاً).
* اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/484)
* اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
* اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد.
* اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وضَلَعَ الدَّيْنِ، وغلبة الرجال.
* اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، وعمل لا يُرفعُ، ودعاء لا يُسمع.
* اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيتي.
* اللهم أحسنت خلقي، فأحسن خلقي.
* اللهم اهدني، وسددني.
* يا مُقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك.
* (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين). (النمل: 19).
* (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم). (القصص: 16).
* (رب إني لما أنزلت إليَّ من خيرٍ فقيرُ). (القصص: 24).
* (رب اغفر وارحمو وأنت خير الراحمين). (المؤمنون: 118).
* (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة). (التحريم: 11).
* اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي *فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب.
* اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر.
* اللهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين.
* اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
* اللهم اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كبر سني، وانقطاع عمري.
* اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيج، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة.
* اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفدُ وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرّاء مُضرة، ولا فتنة مُضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
* رب أعنِّي، ولا تُعن عليَّ، وانصرني، ولا تنصر عليَّ، وامكر لي، ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك ذكاراً لك شكاراً، لك رهّاباً، لك مطواعاً، لك مخبتاً، إليك أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.
* اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم.
* اللهم من وليَ من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً فرفق بهم، فارفق به.
* اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني، و اهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها، ولا يصرف سيئها إلا أنت.
* اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.
* اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
* اللهم إني أعوذ بك من القسوة، والغفلة، والعيلة، والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق، والشقاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون والجذام، وسيء الأسقام.
* اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو وشماتة الأعداء.
* (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين). (الأنبياء: 89).
* (رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام). (إبراهيم: 35).
* (رب انصرني على القوم المفسدين). (العنكبوت: 30).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/485)
* (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). (التوبة: 129).
* (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل). (القصص: 22).
* (رب نجني من القوم الظالمين). (القصص 21).
* اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
* اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء.
نعوذ بالله من النار، نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، نعوذ بالله من فتنة الدجال.
* اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر.
* اللهم رب جبرائيل، ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار، وعذاب القبر.
* اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة.
* اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاْ الأربع.
* اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك من أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً.
* اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفر لما لا أعلم (ثلاثاً).
* اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
الفهرس
1 ـ المقدمة.
2 ـ فضل العشر الأوائل من ذي الحجة.
3 ـ فضل الحج المبرور والعمرة.
4 ـ إخلاص النية في الحج.
5 ـ لماذا يشتاق الناس إلى الحج؟
6ـ حرص السلف على الحج.
7ـ فضل تكرار الحج كل خمسة أعوام.
8 ـ الاستخارة قبل الحج وسرها.
9 ـ التوبة ورد المظالم قبل الحج.
10 ـ التزود للحج.
11 ـ فضل من آثر أهل فاقة بنفقته.
12 ـ اختيار الرفقة الصالحة.
13 ـ الإكثار من الطاعات في الحج.
14 ـ تحري الحلال في نفقة الحج.
15 ـ فضل الاقتصاد في نفقة الحج.
16 ـ صلاة ركعتين قبل الخروج من البلد.
17 ـ الدعاء إذا نهض من جلوسه للسفر.
18 ـ توديع الأهل والولد.
19 ـ إذا خرج من منزله.
20 ـ عند ركوب الدابة.
21 ـ شراء ولبس ثوبي الإحرام.
22 ـ الخروج من البلد.
23 ـ المخاوف التي يلاقيها في الطريق.
24 ـ الميقات وما فيه.
25 ـ رفع الصوت بالتلبية.
26 ـ دخول مكة.
27 ـ ماذا عند رؤية البيت؟
28 ـ تقبيل الحجر وفضله.
29 ـ فضل الطواف وأسراره.
30 ـ ماذا نستحضر عند الطواف؟
31 ـ التعلق بالأستار.
32 ـ الحذر من المعصية في الطواف.
33 ـ لصق الصدر بالملتزم.
34 ـ الصلاة في الكعبة.
35 ـ النظر إلى البيت عبادة.
36 ـ فضل ماء زمزم.
37 ـ السعي بين الصفا والمروة.
38 ـ فضل يوم عرفة.
39 ـ صوم يوم عرفة لغير الحاج.
40 ـ السلف في يوم عرفة.
41 ـ الوقوف بمزدلفة.
42 ـ فضل الحلق.
43 ـ فضل أيام التشريق.
44 ـ فضل رمي الجمار.
45 ـ بر الحج.
46 ـ حديث يجمع فضائل الحج.
47 ـ طواف الوداع.
48 ـ فضل العمرة في رمضان.
49 ـ فضل الصلاة في المساجد الثلاثة.
50 ـ إتيان مسجد قباء والصلاة فيه.
51 ـ فضل مكة.
52 ـ مكة بلد تضاعف حسناته، قيل: وكذا سيئاته.
53 ـ فضل المدينة.
54 ـ فضل جبل أحد.
55 ـ زيارة قبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
56 ـ التفكر في القبول والرد.
57 ـ استقبال الحاج.
58 ـ فضل الموت في الحج.
59 ـ فضل الموت بعد الحج.
60 ـ مختصر من التحقيق والإيضاح للعلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ.
ـ فيما يفعله الحاج عند وصوله إلى الميقات.
ـ في المواقيت المكانية وتحديدها.
ـ في حكم من وصل إلى الميقات في غير أشهر الحج.
ـ في بيان محظورات الإحرام وما يباح فعله للمحرم.
ـ فيما يفعله الحاج عند دخول مكة وبيان ما يفعله بعد دخول المسجد الحرام من الطواف وصفته.
ـ في حكم الإحرام بالحج يوم الثامن من ذي الحجة والخروج إلى منى.
ـ في بيان أفضلية ما يفعله الحاج يوم النحر.
ـ في وجوب الدم على المتمتع والقارن.
61 ـ أدعية الحج والعمرة.(54/486)
قال عمر – رضي الله عنه -: فعملت لذلك أعمالا: لا يصح لانقطاعه!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:23 م]ـ
هذا جزء من حديث " صلح الحديبية " المشهور في البخاري
وفيه مراجعة عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
وروي أنه قال بعدها:
" فعملت لذلك أعمالا "
ولعل كثيرين لا يلاحظون أن قبل هذه اللفظة:
قال الزهري: قال عمر – رضي الله عنه -: فعملت لذلك أعمالا!!
وعليه: فيكون السند منقطعاً
وصرح به الحافظ ابن حجر عن بعض الشراح
فهل من تعقيب أو مزيد؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 11 - 05, 08:02 م]ـ
وصرح به الحافظ ابن حجر عن بعض الشراح
بارك الله فيكم ..
لكن يبدو أن كلام ابن حجر غير منسوب إلى أحد، بل هو منه - رحمه الله -، هذا إن كنتُ فهمتُ عبارتكم على وجهها.
وقد ذكر ابن حجر رواياتٍ فيها بيانُ عمر - رضي الله عنه - لهذه الأعمال، غيرِ رواية الزهري المنقطعة، لكن تحتاج إلى نظرٍ في صحتها.
قال ابن حجر: "وقد ورد عن عمر التصريح بمراده بقوله: (أعمالاً):
- ففي رواية ابن إسحاق: (وكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به)،
- وعند الواقدي من حديث ابن عباس: قال عمر: (لقد أعتقت بسبب ذلك رقابًا وصمت دهرًا) " ا. هـ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 08:46 م]ـ
نعم حفظك الله الكلام لابن حجر، وعبارة " قال بعض الشراح " لما بعدها.
رأيت أن إسناد ابن إسحاق هو عينه إسناد البخاري إلى الزهري
والواقدي تعلمون الكلام فيه
قال الأرناؤط في الرواية نفسها في مسند أحمد بن حنبل (4/ 323):
إسناده حسن، محمد بن إسحاق وإن كان مدلسا وقد عنعن إلا أنه قد صرح بالتحديث في بعض فقرات هذا الحديث فانتفت شبهة تدليسه.
انتهى
ورأيت الدكتور أكرم ضياء العمري حسن إسناد أحمد
وقال الشوكاني في " نيل الأوطار " (8/ 53):
قوله: (قال عمر: فعملت لذلك أعمالا) القائل هو الزهري كما في البخاري وهو منقطع ; لأن الزهري لم يدرك عمر.
انتهى
فمن يفيدنا بحقيقة إسناد ابن إسحاق؟؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 08:48 م]ـ
ينظر الحديث (26) هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=161179#post161179(54/487)
نصائح أعضاء المنتدى الكرام للمسلمين مع اقتراب رأس السنة؟ الرجاء التفاعل و المشاركة
ـ[السعداوي]ــــــــ[29 - 11 - 05, 03:41 م]ـ
قال الله .. قال رسوله .. قال الصحابة ..
قال العالم الفلاني ..
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 11:47 م]ـ
قال تعالى (والذين لا يشهدون الزور و إذا مروا باللغو مروا كراما)
قال بن عباس و أبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم: هي أعياد المشركين
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:01 ص]ـ
النسائي وبن حبان بإسناد صحيح عن أنس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر والأضحى
قال الحافظ فى الفتح (واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم وبالغ الشيخ أبو حفص الكبير النسفي من الحنفية فقال من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى)
قال بن القيم رحمه الله (وكان للمشركين أعياد زمنية ومكانية فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى كما عوضهم من أعياد المشركين المكانية بالكعبة ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:05 ص]ـ
قال شيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله:
(قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تعلموا رطانة الاعاجم ولا تدخلوا على المشركين فى كنائسهم يوم عيدهم فان السخط ينزل عليهم فهذا عمر قد نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف من يفعل بعض أفعالهم او قصد ما هو من مقتضيات دينهم اليست موافقتهم فى العمل أعظم من موافقتهم فى اللغة او ليس عمل بعض اعمال عيدهم اعظم من مجرد الدخول عليهم فى عيدهم واذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم فى العمل او بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك
ثم قوله اجتنبوا اعداء الله في عيدهم أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه فكيف بمن عمل عيدهم وقال ابن عمر فى كلام له من صنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم وقال عمر اجتنبوا اعداء الله فى عيدهم ونص الامام احمد على انه لا يجوز شهود اعياد اليهود والنصارى واحتج بقول الله تعالى والذين لا يشهدون الزور قال الشعانين واعيادهم وقال عبد الملك بن حبيب من اصحاب مالك فى كلام له قال فلا يعاونون على شيء من عيدهم لان ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم اعلم انه اختلف فيه
وأكل ذبائح اعيادهم داخل فى هذا الذي اجتمع على كراهيته بل هو عندي اشد وقد سئل ابو القاسم عن الركوب فى السفن التى تركب فيها النصارى الى اعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذى إجتمعوا عليه)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:12 ص]ـ
وسئل رحمه الله
عمن يفعل من المسلمين مثل طعام النصارى في النيروز ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس والميلاد وخميس العدس وسبت النور ومن يبيعهم شيئا يستعينون به على اعيادهم ايجوز للمسلمين ان يفعلوا شيئا من ذلك أم لا
فأجاب الحمد لله لا يحل للمسلمين ان يتشبهوا بهم فى شيء مما يختص باعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا إغتسال ولا ايقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة او عبادة او غير ذلك ولا يحل فعل وليمة ولا الاهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الاعياد ولا اظهار زينة
وبالجملة ليس لهم ان يخصوا اعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الايام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم
واما اذا اصابه المسلمون قصدا فقد كره ذ طوائف من السلف والخلف وأما تخصيصه بما تقدم ذكره فلا نزاع فيه بين العلماء بل قد ذهب طائفة من العلماء الى كفر من يفعل هذه الأمور لما فيها من تعظيم شعائر الكفر وقال طائفة منهم من ذبح نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرا
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص من تأسى ببلاد الاعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة وفى سنن ابى داود عن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل على عهد رسول الله ان ينحر إبلا ببوانة فأتى رسول الله فقال اني نذرت ان انحر ابلا ببوانة فقال النبى هل كان فيها من وثن يعبد من دون الله من اوثان الجاهلية قال لا قال فهل كان فيها عيد من اعيادهم قال لا قال رسول الله أوف بنذرك فانه لا وفاء لنذر فى معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم فلم يأذن النبى لهذا الرجل ان يوفى بنذره مع ان الاصل فى الوفاء ان يكون واجبا حتى اخبره انه لم يكن بها عيد من اعياد الكفار وقال لا وفاء لنذر في معصية الله
فإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية فكيف بمشاركتهم فى نفس العيد بل قد شرط عليهم امير المؤمنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر ائمة المسلمين ان لا يظهروا اعيادهم فى دار المسلمين وانما يعملونها سرا فى مساكنهم فكيف اذا اظهرها المسلمون انفسهم
وقالوا انه لا يحل للمسلمين ان يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا دما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من دينهم لان ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك لان الله تعالى يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوانثم ان المسلم لا يحل له ان يعينهم على شرب الخمور بعصرها او نحو ذلك فكيف على ما هو من شعائر الكفر وإذا كان لا يحل له ان يعينهم هو فكيف اذا كان هو الفاعل لذلك والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/488)
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:14 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شبه بقوم فهو منهم او كما قال صل الله عليه وسلم
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:14 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم او كما قال صل الله عليه وسلم
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة روى أبو داود وأحمد وغيرهما من حديث ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟.
قالوا: لا.
قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟.
قالوا لا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولافيما لا يملك بن آدم
قلت: إذا كان هذا في الواجبات فكيف بالبدعيات؟!.
وانظر كتبا تشبه الخسيس بأهل الخميس.
ثبتنا الله وإياكم على السنة.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 04:59 م]ـ
حُكم تهنئة الكفّار بأعيادهم
محمد بن صالح العثيمين
سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
عن حُكم تهنئة الكفار بعيد (الكريسميس)؟
وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب؟
وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك؟
فأجاب - رحمه الله -:
تهنئة الكفار بعيد (الكريسميس) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة، حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشدّ مَقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبد بمعصية أو بدعة أو كُفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه. انتهى كلامه - رحمه الله -.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورِضىً به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ). وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ": مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامه - رحمه الله -.
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المُداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم.
والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم. إنه قويٌّ عزيز.
============
انتهى كلامه - رحمه الله – وأسكنه فسيح جنّاته.
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (جـ 3 ص 44 – 46).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/489)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:00 م]ـ
مشاركة النصارى في أعيادهم
الشيخ عبدالعزيز بن باز
السؤال: بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم؟
الجواب:
لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعيا د مخالفة للشرع.
فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها، ولأن الله سبحانه يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
السؤال: ما حكم إقامة أعياد الميلاد؟
الجواب:
الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته.
وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون، وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به.
فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه. لأننا والحمد لله من أحرص الناس على اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه. ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم.
مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر، ص 285.
المصدر: موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:01 م]ـ
أكل الطعام المعدّ لعيد النصارى
عبدالله الجبرين
السؤال: ما حكم أكل الطعام الذي يعد من أجل عيد النصارى؟ وما حكم إجابة دعواتهم عند احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام؟
الجواب:
لا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة كعيد الميلاد للنصارى، وعيد النيروز والمهرجان، وكذا ما أحدثه المسلمون كالميلاد في ربيع الأول، وعيد الإسراء في رجب ونحو ذلك، ولا يجوز الأكل من ذلك الطعام الذي أعده النصارى أو المشركون في موسم أعيادهم، ولا تجوز إجابة دعوتهم عند الاحتفال بتلك الأعياد، وذلك لأن إجابتهم تشجيع لهم، وإقرار لهم على تلك البدع، ويكون هذا سبباً في انخداع الجهلة بذلك، واعتقادهم أنه لا بأس به، والله أعلم.
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 27.
المصدر: الإسلام سؤال وجواب www.islam-qa.com
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:06 م]ـ
هل يجوز للمسلم زوج الكتابية أن يسمح لها بالاحتفال بأعيادهم في بيته
محمد صالح المنجد
السؤال: هل يجوز للمسلم زوج الكتابية أن يسمح لها بالعبادة والاحتفال بعيدها في بيته؟ وهل يسمح للأولاد بالمشاركة؟ إذا كان الجواب لا، أفلا يؤثر ذلك على مشاعرها؟
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز للمسلم أن يسمح لزوجته الكتابية بالاحتفال بعيدها في بيته، فإن الرجل له القوامة على تلك المرأة فليس لها أن تظهر عيدها في منزله لما يترتب عليه من المفاسد والمحرمات وإظهار شعائر الكفر في مسكنه وعليه أن يجنّب أولاده المشاركة في تلك الأعياد البدعية، فالأولاد تبع لأبيهم وعليه أن يبعدهم عن تلك الأعياد المحرمة، ويوجههم إلى ما ينفعهم، وإن كان ذلك قد يؤثّر على علاقته بزوجته فإن المصلحة الشرعية ومراعاة حفظ الدين - وهو أهم مقاصد الشّريعة - مقدم على غيره.
سئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل تكون له المرأة النصرانية يأذن لها أن تخرج إلى عيد النصارى أو تذهب إلى بِيعَة؟ قال: لا.
وجاء في المغني لابن قدامة 1/ 21 (عشرة النساء): وإن كانت الزوجة ذميّة فله منعها من الخروج إلى الكنيسة لأن ذلك ليس بطاعة.
فإذا منع هؤلاء العلماء خروجها للكنيسة فما بالك بإقامة العيد البدعي في بيت الزوج المسلم؟ مع ما لا يخفى من الأضرار المتعديّة في تلك الأعياد والتي تربو عن مجرد الذهاب إلى الكنيسة. والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
هذه الفتاوى عن الموضوع منقولة من الموقع المبارك صيد الفوائد وإليك المزيد حول الموضوع
http://saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/f.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/490)
ـ[أبو عبير الجزائري]ــــــــ[06 - 12 - 05, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد: قال الله تعالى: و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. الآية
و أخبر صلى الله عليه و سلم: لتتبعون سنن من قبلكم شبرا بشبر ... إلى قولهم: اليهود و النصرى يا رسول الله؟ قال: أفمن ...
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 12:46 ص]ـ
عن أنس رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، و لهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: (ان الله تبارك و تعالى قد أبدلكم بهما خيرا منهما؛ يوم الفطر و يوم النحر) [رواه الإمام أحمد].
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 12:50 ص]ـ
لا تشاركوا النصارى في أعيادهم
ناصر بن على الغامدي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الأخوة المسلمون:
هذه الرسالة أصلها ((خطبة جمعة)) كنت قد ألقيتها في منتصف عام1410هـ.
ونظراً لأهمية موضوع الرسالة الذي يعالج مشكلة تأثر بعض المسلمين بأعياد النصارى، لذلك قمت بمراجعتها ((مع إضافة زيادات أخرى)) على خطبة الجمعة السالفة الذكر.
وبعد هذا أقول معتذراً للقراء: لا بد من وقوع هنات وغلطات، فالعصمة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة. كما أحب أن أشير إلى ضيق الوقت المحدد بعد أن تقررت الرغبة في صدورها، فلم يكن هناك متسع من الوقت للمراجعة أو استيفاء الموضوع بكل حقه، إلا أنني بحاجة ماسة إلى ملاحظاتكم واقتراحاتكم في كل صغيرة أو كبيرة من هذه الرسالة. ولعلي - بمشيئة الله تعالى - أستدرك القصور الواقع فيها في طبعات قادمة إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
العنوان:
ناصر بن علي الغامدي
مكة المكرمة / ص. ب 7544
Nass909@hotmail.com
--------------------------------------------------------------------------------
أحدية الله عز وجل
قال الله تبارك وتعالى: {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد}. سورة من كتاب الله تبارك وتعالى تعدل ثلث القرآن على قصرها:
- فيها التوحيد والإخلاص.
- فيها العقيدة الصافية النقية.
إن الله تبارك وتعالى لم يتخذ ولداً، ولم يتخذ صاحبة، ولم يأت سبحانه وتعالى من أحد، ولم تكن له ذرية ولا نسب، كما زعمت اليهود والنصارى، قالوا: المسيح ابن الله، وقالوا: عزير ابن الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
{قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد. ولم يكن له كفواً أحد} .. إنه تبارك وتعالى لا يحتاج إلى أحد من خلقه، والخلق كلهم محتاج إليه، فهو الغني والخلق كلهم فقراء.
وهو الصمد الذي لا تستقيم الحياة إلا برعايته وكلئه ولطفه سبحانه وتعالى.
إن سورة الإخلاص تقرر عقيدة أساسية يجب أن تستقر في سويداء قلب كل مخلوق في هذا الكون، ألا وهي ((أحدية الله تبارك وتعالى ووحدانيته))، فهو المعبود الأوحد الحق، وكل ما سواه عبيد له. {إِنْ كلُّ من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدهم عداً} [مريم: 93 - 94]
وعلى ضوء عقيدة التوحيد الفطرية التي قررتها سورة الإخلاص، نستطيع أن نقول بكل ثقة واعزاز، وأن نؤكد لكل البشرية المتخبطة الحائرة، بأن عيسى عليه السلام عبدٌ لله تبارك وتعالى. فعيسى عليه السلام كآدم عليه السلام، ليس له أب، ولكن لعيسى أمٌّ عليهما السلام. ولهذا ينسبه - عز وجل - إلى أمه حيث قال تبارك وتعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} [مريم:34]
نعم أيها الأخوة .. لقد حار كثير من النصارى واضطربوا في أمر عيسى عليه السلام:
- هل هو الله؟
- أو هل هو ابن الله؟
- أو هل هو ثالث ثلاثة؟
ولكن الله سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة {ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} [مريم:35].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/491)
وإذا كان رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى التوحيد، فإن عيسى عليه السلام أيضاً دعا إلى التوحيد.
... حيث يقول سبحانه وتعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم، إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [المائدة: 37].
وإذا كان نصارى اليوم قد نسبوا إلى عيسى عليه السلام القول بألوهيته أو بنوته لله تبارك وتعالى، فإن عيسى عليه السلام سوف يكذبهم ويفضحهم على ملأ من الأشهاد يوم القيامة حيث يقول الله عز وجل: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقٍ إن كنتُ قلتُه فقد علمتَه تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب. ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنتُ عليهم شهيداً مادمت فيهم، فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}
[المائدة: 116 - 117].
إن الذين يؤلهون عيسى عليه السلام،
أو الذين يدَّعون بنوته لله تبارك وتعالى حاشاه عز وجل،
أو يقولون إن الله ثالث ثلاثة،
أولئك هم الكفار الضلال الفجار الذين يجب نحن - أمة التوحيد - أن نبرأ منهم، ومن قولهم، قال الله عز وجل: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم. أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم. ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام، انظر كيف نبين لهم الآيات، ثم انظر أنَّى يؤفكون} [المائدة: 73 – 75].
وبعد بيان كفر هؤلاء القوم المنتسبين إلى عيسى عليه السلام زوراً وبهتاناً، وبعد وضوح ضلالهم .. يجئ السؤال في تعجب .. هل يجوز لنا- نحن المسلمين- أن نشارك الكفار والنصارى في أعيادهم وفي مناسباتهم الدينية الشركية الكفرية؟؟!
ارتباط أعياد النصارى بدينهم
إن الأعياد النصرانية من الشعائر والشرائع الدينية المتعلقة بالدين. ولقد لعن اليهود والنصارى بما بدلوا وحرفوا في دين الله عز وجل في كتبه، ولذلك أعيادهم من دينهم المحرف. أعياد النصارى - يا أمة التوحيد - مرتبطة بالكفر الأكبر الذي إذا سمعته الجبال والسموات والأرضون، إذا سمعت ذلك الكفر كادت أن يتفطرن وأن يتصدعن.
{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إداً. تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً. أن دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا. إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا} [مريم: 88 – 94].
فإذا كانت - أيها الأخوة - السماوات والجبال والأرضون يتفاعلن هذا التفاعل الرهيب مع الذين ينسبون لله تعالى ولدا، فكيف بربكم - يا مسلمون - تشاركون النصارى في أعيادهم وفي احتفالاتهم وتهنئونهم على باطلهم ودينهم الذي هو رمز ديني لعقيدتهم الكافرة الضالة. أليس ذلك بإقرار منكم على دينهم الباطل؟
والذي يدلكم على ارتباط أعيادهم بدينهم الكافر هو: وجود عيد - عندهم - من أعيادهم، حيثُ يُحٌضر كل واحد منهم طبقاً من الطعام ويضعونه بعد ذلك على مائدة طويلة، ثم تزاح جميع الأغطية عن تلك الأطعمة لمدة من الزمن تستغرق ساعة أو أقل أو أكثر. لماذا يزيحون تلك الأغطية عن تلك الأطعمة التي يحضرونها؟
الجواب: حتى يباركها الرب .. ومن هو الرب؟ الرب في زعمهم هو يسوع .. هو المسيح عليه السلام!! يأتي ليبارك لهم طعامهم ذلك في تلك المناسبة الكفرية، ثم بعد ذلك يأكلون من تلك اللقمة المقدسة بزعمهم.
كيف ينشرون تلك البدعة الكافرة في غير أرضهم، وفي غير بلادهم، في ديار المسلمين مثلاً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/492)
إنهم يأتون إلى ديار المسلمين ويقيمون حفلات باسم ((حفلات التنكر))، حفلات تنكرية، ويقولون: إنها للأطفال، للتسلية وللهو وللمتعة، ولكن الحقيقة - يا مسلمون -إنها استغواء لأبناء المسلمين المخدوعين المغرورين الجهلة الضعفاء. فحسبنا الله ونعم الوكيل .. إذ كيف يرضى جهلة المسلمين أن يشاركوا النصارى في مثل هذه الاحتفالات؟ أيرضون ويعتقدون بنزول الرب عيسى عليه السلام (بزعمهم) في هذه المناسبة ليبارك لهم في طعامهم الذي يُطعم منه الأطفال في تلك المناسبة؟ إن هذا كفر بواح، وكفر صريح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كلام للحافظ الذهبي رحمه الله:
قال الحافظ الذهبي في رسالته: تشبه الخسيس بأهل الخميس: ((فإن قال قائل: إنما نفعل ذلك لأجل الأولاد الصغار والنساء؟ فيقال له: أسوأ الناس حالاً من أرضى أهله وأولاده بما يسخط الله عليه.
ثم قال: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: ((من صنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك، ولم يتب، حشر معهم يوم القيامة)). أخرجه البيهقي وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية. وهذا القول منه، يقتضي أن فعل ذلك من الكبائر، وفعل اليسير من ذلك يجر إلى الكثير.
فينبغي للمسلم أن يسد هذا الباب أصلاً ورأساً، وينفّر أهله وأولاده من فعل الشئ من ذلك، فإن الخير عادة، وتجنب البدع عبادة.
ولا يقول جاهل: أفرَّح أطفالي.
أفما وجدت يا مسلم ما تفرحهم به إلا بما يسخط الرحمن، ويرضي الشيطان، وهو شعار الكفر والطغيان؟!
فبئس المربي أنت .. ولكن هكذا تربيت)) أ. هـ كلامه.
الأعياد في الإسلام
إن الأعياد المتعلقة بالملل لها ارتباط وثيق بدين كل ملة من هذه الملل. فليس العيد مناسبة فرح، ومسألة عادة، أو تقليداً من التقاليد.
فإذا كانت هناك أعياد جرت بها العادة عند الغربيين ثم سرت عند بعض المسلمين
((كعيد الأم)) أو ((عيد ميلاد الشخص)) وغيرها، فإن هذا لا يخرج كون بقية الأعياد تتسم بالصبغة الدينية ولا سيما إذا ارتبطت بمناسبة تتعلق بالدين.
والأعياد في الإسلام هي:
1 - عيد الفطر: الذي يعقب أداء ركن من أركان الإسلام وهو صوم رمضان قال تعالى: ? شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ? [البقرة: 185]
والتكبير في العيد من شعائره. ولعيد الفطر صلاة يجتمع فيها كل أهل البلد، كما أن زكاة الفطر تؤدى قبل صلاة العيد. إذن عيد الفطر مناسبة دينية.
2 - عيد الأضحى: الذي يعقب أداء ركن من أركان الإسلام وهو الحج. قال تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا}. [البقرة: 200].
والتكبير في العيد من شعائره. ولعيد الأضحى صلاة، ثم تنحر الأضحية تقرباً إلى الله في يوم العيد أو أيام التشريق.
فالأعياد عندنا - نحن المسلمين - لها الصفة الدينية. لهذا لا يجوز لنا أن نستقبل الأعياد الغربية ولو كانت من عاداتهم، فكيف إذا كانت أعياداً دينية. كما لا يجوز لنا أن نبتدع أعياداً أخرى في دين الإسلام كعيد المولد النبوي أو غيره.
حكم مشاركة النصارى في أعيادهم
ما حكم مشاركة النصارى في أعيادهم؟ وما حكم تهنئتهم بها أو الإهداء إليهم أو التعطيل (الأجازات) في مناسباتهم ... ؟
لقد وردت أدلة ودلائل تشير إلى عدم مشاركة النصارى في أعيادهم بأي نوع من أنواع المشاركة، فمن ذلك (1).
أولاً: قال الله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} [الفرقان:72].
قال التابعي محمد بن سيرين في قوله: {والذين لا يشهدون الزور}.
قال: ((هو الشَّعاَّنين)) (2). وقال مجاهد: ((هو أعياد المشركين)).وقال الربيع بن أنس ((أعياد المشركين))، وقال الضحاك: (هو عيد المشركين). وقال عكرمة: (وهو لعب كان لهم في الجاهلية). وقال عمرو بن مرة: (لا يمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/493)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد هذه الأقوال: [وقول: هؤلاء التابعين أنه ((أي الزور)) أعياد الكفار ليس مخالفاً لقول بعضهم: إنه الشرك أو صنم كان في الجاهلية. وقول بعضم إنه مجالس الخنا. وقول بعضهم: إنه الغناء. لأن عادة السلف في تفسيرهم هكذا، يذكر الرجل نوعاً من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه، أو لينبّه به على الجنس. كما لو قال العجمي: ما الخبز؟ فيعطى رغيفاً ويقال له: هذا. بالإشارة إلى الجنس، لا إلى عين الرغيف. لكن قد قال قوم: إن المراد شهادة الزور التي هي الكذب. وهذا فيه نظر، فإنه تعالى قال: {لا يشهدون الزور} ولم يقل: لا يشهدون بالزور. والعرب تقول: شهدت كذا إذا حضرته، كقول ابن عباس: (شهد العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم). وقول عمر (الغنيمة لمن شهد الوقعة). وهذا كثير في كلامهم. وأما: شهدت بكذا، فمعناه: أخبرت به.
وهكذا سمى الله تعالى أعيادهم زوراً، ونهى عباد الرحمن عن حضوره وشهوده، فإذا كان حضور أعيادهم ومشاهدتها لا تنبغي فكيف بمشاركتهم فيها والموافقة عليها] أ. هـ كلامه.
ثانيا: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر) [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [فوجه الدلالة: أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاَّ تركهم يلعبون فيها على العادة. بل قال: إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين. والإبدال من الشىء يقتضي تركَ المبدل منه. إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه].
ثم قال رحمه الله: [وأيضا فإن ذينيك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام، فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عهد خلفائه. ولو لم يكن قد نهى الناس عن اللعب فيهما، ونحوه مما كانوا يفعلونه لكانوا قد بقوا على العادة. فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكانت باقية ولو على وجه ضعيف. فعلم أن المانع القوي منه كان ثابتاً، وكل ما منع منه النبي صلى الله عليه وسلم منعاً قوياً كان محرماً إذ لا يعني بالمحرم إلا هذا].
ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [والمحذور في أعياد أهل الكتابين التي نقرهم عليها، أشد من المحذور في أعياد الجاهلة التي لا نقرهم عليها. فإن الأمة قد حُذّروا مشابهة اليهود والنصارى، وأخبروا أنه سيفعل قوم منهم هذا المحذور. بخلاف دين الجاهلية، فإنه لا يعود إلا في آخر الدهر، عند اخترام أنفس المؤمنين عموماً، ولو لم يكن أشد منه، فإنه مثله على مالا يخفى إذ الشر الذي له فاعل موجود: يخاف على الناس أكثر من شر لا مقتضى له قوي]. أ. هـ كلامه.
ثالثا: عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ينحر إبلاً ببوانة (3) فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت، أن أنحر إبلاً ببوانة؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا: لا، قال: (فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟
قالوا: لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَوْفِ بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم). [رواه أبو داود .. وصححه الألباني].
قال ابن تيمية: [أصل هذا الحديث في الصحيحين، وهذا الإسناد على شرط الصحيحين وإسناده كلهم ثقات مشاهير، وهو متصل بلا عنعنة].
فوجه الدلالة في الحديث كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [فإذا كان صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يذبح في مكان كان الكفار يعملون فيه عيداً، وإن كان أولئك الكفار قد أسلموا وتركوا ذلك العيد، والسائل لا يتخذ المكان عيداً بل يذبح فيه فقط (علماً بأن العيد لم يكن موجوداً وقت السؤال). فقد ظهر أن ذلك سد للذريعة إلى بقاء شيء من أعيادهم، خشية أن يكون الذبح هناك سبباً لإحياء أمر تلك البقعة، وذريعة إلى اتخاذها عيداً مع أن ذلك العيد إنما كان يكون – والله أعلم – سُوقاً يتبايعون فيها ويلعبون، كما قالت له الأنصار: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. لم تكن فيه أعياد الجاهلة عبادة لهم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/494)
ولهذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين كونها مكان وثنٍ، وكونها مكان عيد]. ثم قال رحمه الله: [وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار، الذين قد يئس الشيطان أن يقيم أمرهم في جزيرة العرب، فالخشية من تدنسه بأوصاف الكتابيين الباقين أشد، والنهي عنه أوكد. كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم!!]. أ. هـ كلامه.
رابعاً: ومن حديث عائشة رضي الله عنها – كما في الصحيحين – قال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم).
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه: تشبه الخسيس بأهل الخميس: [فهذا القول منه صلى الله عليه وسلم يوجب اختصاص كل قومٍ بعيدهم،
كما قال الله تعالى: {لكلٍّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً}. [المائدة: 48].
فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مختصين بذلك، فلا يشاركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم، ولا قبلتهم.
ومن المعلوم أن في شروط عمر رضي الله عنه: ((أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم)). واتفق المسلمون على ذلك، فكيف يسوغ لمسلمٍ إظهار شعائرهم الملعونة؟!.
ثم قال: [فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)) (4). وقال صلى الله عليه وسلم ((ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأمنع ممن يعملها، ثم لا يغيرون ذلك، إلا عمَّهم الله بعقاب منه)) (5)].
ثم قال: [فوالله ما أدري ما تركْتَ من تعظيم النصرانية .. ووالله إنك إذا لم تنكر هذا، فلا شك أنك به راضٍ أو جاهل. نعوذ بالله من الجهل. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
فإن قال قائل: أنا لا أقصد التشبه بهم؟. فيقال له: نفس الموافقة والمشاركة في أعيادهم ومواسمهم حرام، بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ((نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها)).
وقال: ((إنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار)). والمصلي لا يقصد ذلك. إذ لو قصده كفر، لكن نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام].
[وفي مشابهتهم من المفاسد أيضا: أن أولاد المسلمين تنشأ على حب هذه الأعياد الكفرية لما يصنع لهم فيها من الراحات والكسوة والأطعمة وخبز الأقراص وغير ذلك.
فبئس المربي أنت أيها المسلم إذا لم تنه أهلك وأولادك عن ذلك، وتُعرِّفهم: أن ذلك عند النصارى، لا يحل لنا أن نشاركهم ونشابههم فيها.
وقد زين الشيطان ذلك لكثير من الجهلة، والعلماء الغافلين، ولو كان منسوباً للعلم، فإن علمه وبال عليه، كما قال: صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه)) (6). وكل من علم شيئاً وعمل بخلافه عاقبه الله يوم القيامة.
ويجب على ولي الأمر القيام في ترك هذا بكل ممكن. فإن في بقائه تجرّياًَ لأهل الصليب على إظهار شعائرهم. فينبغي لكل مسلم أن يجتنب أعيادهم، ويصون نفسه وحريمه وأولاده من ذلك إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر].
ثم قال: [وقد زين الشيطان لكثير من الفاسقين الضالين من يسافر من بلد إلى بلد أو يرحل من قريته للفرجة على الفاسقين الضالين، وتكثير سوادهم. وفي الحديث: ((من كثَّر سواد قوم حشر معهم)).
وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. [المائدة: 51]
وقال العلماء: ومن موالاتهم التشبه بهم، وإظهار أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائه في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم فقد أعانهم على إظهارها، وهذا منكر وبدعة في دين الإسلام، ولا يفعل ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان. ويدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))].
ثم قال: [وأيُّ منكَرٍ أعظم من مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومواسمهم، .. وهم أذلة تحت أيدينا، ولايُشاركون، ويشابهوننا في أعيادنا، ولا يفعلون كما نفعل، فبأي وجه تلقى وجه نبيك غداً يوم القيامة؟!! وقد خالفت سنته، وفعلت فعل القوم الكافرين الضالين أعداء الدين]. أ. هـ. كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/495)
خامساً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [إن الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه وتعالى: {لكل أمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه}. [الحج: 67]. كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعة: موافقة في بعض شُعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر. فالموافقة فيها موافقة من أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولاريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه] أ. هـ. كلامه.
تهنئة النصارى بأعيادهم:
وبعد هذا: فاتقوا الله يا عباد الله. اتقوا الله يا مسلمون
كيف تهنئون النصارى؟
كيف تهنئون الكفر ((بعيد الكريسمس))؟ ...
كيف تهنئونهم بعيد ((رأس السنة الميلادية))؟ ...
أيقول واحد من المسلمين لأحد الكفار: (ميري كرسمس) أو (هابي نيويير). كيف يقول للكافر: عيد سعيد؟!! والله عز وجل قد توعد هذا الكافر بالنار يصلاها خالداً فيها أبداً.
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه العظيم ((أحكام أهل الذمة)). قال: [أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول: عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد: (أو العبارات التي نسمعها الآن). فهذا إن سلم قائله من الكفر ((والعياذ بالله)). فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه] أ. هـ. كلامه.
فيا إخواني المسلمون: لا يجوز أبداً أن تهنئوا وأن ترسلوا الكفرة ببطاقة تهنئة ومعايدة، ولا يجوز تهنئتهم بعبارة أو أخرى. وكيف بالله عليكم تهنئونهم وهم النصارى الذين مكنوا لليهود في أرض فلسطين؟! هم الصليبيون الحاقدون بإرسالياتهم التبشيرية، يمكنون لليهود ولأعداء الله عز وجل أن يكيدوا ويبطشوا بالمسلمين، وبعد ذلك يذهب بسيط من بسطاء المسلمين المغرورين ليهنئهم على ذلك.
كما لا يجوز لك أبداً أن تتقبل منهم بطاقة معايدة بل ردها عليهم.
إهداء النصارى وإعانتهم على أعيادهم:
ومن التبجح حقاً – أيها الأخوة – أنَّ من المسلمين من يهدي للكفار بهذه المناسبة ((شجرة الكريسمس)) مزينة بالأنوار. علماً بأن هذه الشجرة هي أيضاً رمز ديني لعقيدتهم الباطلة. كما قال سبحانه وتعالى لمريم: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} [مريم: 25].
فهم يعتقدون أن مريم ولدت المسيح عليه السلام تحت شجرة .. وهكذا يتخذون هذه الشجرة رمزاً دينياً لهم. فإذا ما أصبح الصباح وجد الكبار والصغار الهدايا تحت هذه الشجرة. فيتساءل الطفل: من أين هذه الهدية؟ من جاء بهذه الهدية إلى هنا؟. عندئذ يقولون: إن هذه الهدية منحة من الرب يسوع، أرسلها عن طريق ذلك الدجال الذي يسمونه (بابا نويل) .. فهل يجوز لنا يا موحدون أن نهديهم تلك الشجرة أو غيرها؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [ولا يجوز بيع كل ما يستعينون به على إقامة شعائر دينهم]، أي لا يجوز أن يباع لهم أي شيء يستعينون به على إقامة كفرهم وضلالهم وشعائرهم الدينية، فالذي يستورد لهم شجرة الميلاد، والذي يبيع لهم أنوار الزينة، والذي يبيع لهم بطاقات المعايدة والتهنئة، والذي يؤجر لهم الفنادق أو المسارح أو الأحياء المغلقة، أو المجمعات السكنية ليقيموا فيها حفلات الميلاد، فعمله هذا حرام، وهو معصية، وهو تواطؤ مع الكفر وأهله، ومالُهُ الذي يجنيه من ذلك سحت. ((وأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به)).
عطلة عيد (الكريسمس) وعيد رأس السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/496)
ومن مشاركة الكفار في أعيادهم الكافرة ما ابتلي به بعض السلمين اليوم – ويا للأسف – من تعطيل للدوائر أو الأعمال الرسمية بهذه المناسبة؛ بمناسبة عيد (الكريسمس) يعطلون، وبمناسبة عيد رأس السنة الميلادية يعطلون. وفي ذلك - أيها الإخوة – إظهار لشعار دين النصارى واحتفاء بأعيادهم ودينهم. ولربما سأل طفل نفسة أو سأل أباه: لماذا نأخذ عطلةً يا أبي في هذا اليوم. فبماذا يجيبه؟ أيقول له: بمناسبة عيد ميلاد المسيح الرب الذي ينسبون بنوته الله تبارك وتعالى؟ أم بماذا يجيبه؟ ..
وربما سأل إنسان عاقل نفسه: لماذا نعطل مصالحنا وأعمالنا في يوم (الكريسمس) وفي يوم رأس السنة الميلادية؟ مع أن الدول التي بها أقليات إسلامية لا تأخذ يوم استهلال العام الهجري عطلة؟ (طبعاً .. مع عدم تأييدنا لذلك) .. لماذا نحن نعطل بمناسباتهم وهم لا يعطون المسلمين إجازة في مناسباتهم وأعيادهم؟ ..
والجواب أيها الإخوة: هو أننا أمة مقلدة ولسنا أمة إبداع وثبات على المبدأ.
ولا يقولن قائل ساذج: إن إيجاد عطلة ليوم رأس السنة أو غيرها لهم هو عمل من باب التسامح مع الأديان الأخرى.
.. فهذا قول مرفوض مردود على صاحبه، وتلك فلسفة براقة خادعة، فإن الدول النصرانية- كما ذكرت – لا تأبه للمسلمين، ولا لأعيادهم رغم أن نسبة المسلمين قد تصل في بعض البلدان النصرانية إلى أكثر من 26% .. فلماذا نكرمهم وهم يهينوننا؟ لماذا نقدِّرهم وهم يسخرون بنا، بل ويحاربوننا. إن مثل هذه المعادلة لا يشعر المسلم معها بالعزة والكرامة، بل يشعر بالذلة والمهانة.
وأما دعوى التسامح، فإن التسامح لا يكون من الأضعف المقلد إلى القوي المبتدع، كما أن الأعياد الدينية النصرانية الكافرة ليست من أبواب التسامح مع الكفار.
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد والإفتاء:
ولقد جاء في نص فتوى اللجنة الدائمه للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد والإفتاء لهيئة كبار العلماء التي وقع عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – بأنهم قالوا: [لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم، ويظهر لهم الفرح والسرور بهذه المناسبة، ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية، لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة، ولقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تشبه بقوم فهو منهم))] مجلة الدعوة في العدد 816.
المسلمون في سياق التغريب
.. والنصارى
يهينون المسيح عليه السلام
وفي سياق الإكراه لهذه الأمة على التغريب وتطبيعها بما ليس في دينها، تقوم بعض الشركات والمؤسسات والهيئات في بلاد المسلمين في كل عام بالاحتفالات بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. وإنها ورب الكعبة .. وإنها والله العظيم: إهانة بالغة، وأيما إهانة للمسيح عليه السلام، أن يمارس هؤلاء المحتفلون من الكفرة والمسلمين الجهلة، ألوناً من المجون وأشكالاً من العربدة ثم يربطون هذا اللهو وذاك العبث بنبي ورسول كريم من أولي العزم، من الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى بالرسالات العظيمة وبالكتب السماوية .. والعجب كل العجب .. الذي لا ينقضي ولا ينتهي هو: حين يتابع الإنسان أخبار هذه المناسبة الكافرة المختلقة. حتى أن المسلم الغيور يشك أنه في بلد من بلدان المسلمين وهو يرى الرجال والنساء والأطفال والشباب والأسر والعائلات، يراهم يتدافعون ويتزاحمون لحضور تلك الاحتفالات، وليروا ذلك الابتهاج الذي صنعه الكفار، وكأن ذلك إقرار من المسلمين بعقيدة النصارى الكفرية. ترى بعض الشباب وبعض الناس – لا حول ولا قوة إلا بالله، في تلك الأيام، وقد سمعنا بهذا، وقد حصل هذا – يأخذون إجازةً ويسافرون خارج البلاد ليقضوا تلك الليلة الحمراء بمناسبة عيد رأس السنة ساهياً لاهياً لاعباً مخموراً مسكوراً، ثم يعود بعد ذلك إلى جامعته أو وظيفته وهو مخمور مسكور .. بل ومنهم – ويا لأسف- من حجز له مكاناً في أحد الفنادق الداعرة التي لا تقيم شريعة الله ولا تقيم تعاليم الإسلام حتى لا تفوته المشاركة مع النصارى في أعيادهم.
ساعة الصفر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/497)
ويحتفل العالم النصراني الكافر في العالم بعيد رأس السنة الميلادية وتمتليء كؤوس الخمرة ليلة رأس السنة، ويبلغ الإنحلال أقصاه في ساعة الصفر التي تُطفأ فيها الأنوار في الساعة الثانية عشرة، تطفأ الأنوار ليتمكن شياطين الإنس من ممارسة مقارفة معصية الله تبارك وتعالى .. ففي تلكم اللحظة يستباح المحظور جهاراً، وتدبُّ رعشات الرذيلة والميوعة ..
حقاً إنها (ساعة الصفر): من العرض والشرف ..
إنها (ساعة الصفر): من البناء الخلقي والدين.
إنها (ساعة الصفر): من الرجولة والحياء.
وإذا ببعض المسلمين يجاملون الكفار على حساب دينهم، وإذا بهم يشاركونهم الفرحة والسرور، يشاركونهم في الدعارة والفجور ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التبعية الغربية:
فهل نحن يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم .. هل نحن مجرد تابعين للمدنية الخرقاء الغربية الجاهلة الكافرة التي أذلت كبرياءنا وفرقتنا شر ممزق، وحولتنا إلى عشرات الدول المتخلفة؟! .. إنها ليست تبعية فحسب، بل إنها تبعية ننظر إليها بانبهار وإعجاب.
... فما تمر - وللأسف – بأعدائنا أية مناسبةٍ من المناسبات إلا وترى التهاني، والتبريكات، والأماني المعسولة من بعض المسلمين تنهال إلى الكفار في تلك المناسبات.
مناشدة ... ومصارحة
أيها الإخوة الأعزاء ....
.. إننا لا نريد إخفاء رؤوسنا في الرمال ونحن نتصدى لمسألةٍ خطيرة تتعلق بالدين .. لا. يا أيها الأحباب .. فإذا كان القائمون على هذه الأعياد من الكفار الذين لا تثريب عليهم إن لم يعتدّوا بقيم الإسلام ويحترموا شعائره (فما بعد الكفر ذنب)، فإن اللوم والتثريب يقع:
أولاً: على المسؤولين المسلمين الذين يطلقون العنان لهؤلاء الكفرة يستبيحون حمى المسلمين بأعيادهم الكفرية.
ثانياً: ويقع التثريب عليكم أنتم يامسلمون ثانيةً، يا من تشاركون النصارى في أعيادهم بجهلٍ أو بغرور.
أسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل.
وختاماً ...
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوَّي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} [الممتحنة:1]
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
اللهم دمر اليهود الكفار الملاعين، اللهم دمر الصليبيين الحاقدين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا عدواً حاسداً.
وصلى الله على عبده ورسوله محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال وجواب للشيخ ابن عثيمين
في حكم تهنئة النصارى بأعيادهم ومشاركتهم فيها
بسم الله الرحمن الرحم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
س: ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكرسمس؛ لأنهم يعملون معنا؟ وكيف نرد عليهم إذا حيونا بها؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة، وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد وإنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب، وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟ أفتونا مأجورين.
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جـ: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه (أحكام أهل الذمة).
حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر؛ فقد تعرض لمقت الله وسخطه. انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/498)
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنيء بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنؤنا بأعيادهم، فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق وقال فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم لها لما في ذلك من مشاركتهم فيها. وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامه.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم ويرزقهم الثبات عليه وينصرهم على أعدائهم إنه قوي عزيز.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
محمد الصالح العثيمين
في 25/ 5 / 1411هـ
--------------------------------------------------------------------------------
فتوى في التعامل مع الكفار
للشيخ ابن جبرين
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد:
ما حكم أخذ الأعلام الكفرية التي تمثل شعارات الكفار ورفعها أمام المسلمين، وما حكم تبادل الهدايا معهم ولعب الكرة واللهو معهم والتودد إليهم والجلوس والضحك معهم ولبس أزيائهم والتشبه بهم.
والله يحفظكم ويرعاكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد بين العلماء المنع من هذه الأمور كلها وتحريمها، فقد صنف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك كتابه الكبير (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) وكتب في ذلك أئمة الدعوة.
مثل رسالة (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) ورسالة (حكم موالاة أهل الإشراك) كلاهما للشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد رحمهم الله، ومثل رسالة (بيان النجاة والفكاك من موالاة أهل الإشراك) للشيخ حمد بن عتيق. وتكلم على ذلك الفقهاء في كتب الفقه في الجهاد قال في (الروض المربع): ولا يجوز تصديرهم في المجالس ولا القيام لهم ولا بداؤهم بالسلام أو بكيف أصبحت أو أمسيت أو حالك ولا تهنئتهم ولا تعزيتهم وعيادتهم وشهادة أعيادهم، لحديث أبي هريرة مرفوعا ((لا تبدؤا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها ... )) الخ وقد سرد الشيخ سليمان بن عبد الله في حكم موالاة أهل الإشراك واحداً وعشرين دليلا من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}
ونقل عن عبد الله بن عتبة قال: ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر، وأورد ابن عتيق بعض الآيات كقوله تعالى: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} فتبين أن موالاة المؤمن للكافر سبب الافتتان في الدين بترك واجباته وارتكاب لحرماته والخروج عن شرائعه وسبب للفساد في الأديان والأبدان والأموال، فأين هذا من قول أهل الفساد والمجون: إن موالاة المشركين صلاح وعافية وسلامة. ثم ذكر الأمور المحظورة في ذلك منها: ترك اتباع أهوائهم ومعصيتهم فيما أمروا به لقوله تعالى: {إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم} ومنها: ترك الركون إليهم وترك موادتهم ولو كانوا أقارب، وترك التشبه بهم في الأفعال الظاهرة؛ لأنها تورث محبة في الباطن، واستدل بحديث: ((من تشبه بقوم فهو منهم))، وبقول عمر: لا تعلَّموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيديهم.اهـ.
شوال 1411هـ
نسخة من الموضوع على ملف وورد
------------------------
[1] راجع في ذلك كتاب ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لشيخ الإسلام ابن تيمية، فهو من أعظم المراجع التي بسطت الحكم الشرعي في هذه المسألة.
[2] الشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح، ويحتفلون فيه بحمل السعف ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس. (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 426).
[3] بوانة: هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر. انظر معجم البلدان لياقوت الحموي.
[4] رواه الترمذي والنسائي وغيره بسندٍ صحيح. كما في صحيح الجامع للألباني.
[5] رواه أبو داود وأحمد وابن ماجه بإسناد حسن. كما في صحيح ابن ماجه للألباني.
[6] أخرجه الأجري وابن عبد البر وابن عساكر. قال الشيخ على حسن على عبد الحميد – محقق رسالة الذهبي – [وسنده ضعيف جداً. ولكن الحديث ثبت موقوفاً على أبي الدرداء، رواه الدارمي وابن المبارك وابن عبد البر وسنده صحيح].
المصدر: مَوْقِعُ الدُّرَرِ السَّنِيَّةِ www.dorar.net
http://www.saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/9.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/499)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 12:53 ص]ـ
جورج والعيد!
عبد الملك القاسم أرس
جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين، تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط، يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة واشنطن، ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته المطلة على النهر وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلاً بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرة مستمتعاً بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانوية وبدأ يخطط للالتحاق بالجامعة.
لما أقبل شهر ذي الحجة بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة، وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للاتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويوم العيد فلقد أهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل، فتوازعو أمر المتابعة، فالزوج يستمع للإذاعة والزوجة تتابع القنوات الفضائية والابن يجري وارء المواقع الإسلامية في الإنترنت.
فرح جورج وهو يستمع الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة وقال: الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل.
ولما حدد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمر جورج عن ساعده وأحضر مبلغاً كان يدخره طوال عام كامل، وبعد الظهيرة من التالي قال: على أن أذهب الآن لأجل الخروف الحي الذي لا يتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة. ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عال جداً ولما رأى أن المبلغ الذي في جيبه لا يكفي بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب ما يكفي لشراء هذا الكبش. فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية. مسح جورج على الكبش وحمله بمعاونة أبناءه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاء الخروف يرتفع وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الثغاء بصوتها العذب الجميل، وقالت لوالدها: يا أبي ما أجمل عيد الأضحى حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد، سوف أصلي معكم العيد وألبس فستاني الجديد وأضع عباءتي على رأسي، يا أبي: في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملاً فلقد كبرت .. آه ما أجمل عيد الأضحى سنقطع لحم الخروف بأيدينا ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها! يا أبي ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد: ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها ..
انفرجت أسارير الأب وهو يلقي نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحية الشرعية فليست عوراء ولا عرجاء ولا عجفاء. ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارة هتفت الزوجة. يا زوجي .. يا جورج علمت أن من شعائر الأضحية أن يقسم الخروف ثلاثة أثلاث: ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين، وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد، واليزابيث، ومونيكا، والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً ونجعله لطعامنا في أسابيع قادمة!
ولما قرب الكبش إلى الذبح احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة! وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي! أخذ جورج شفرته ووجه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته، بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاثة أثلاث حسب السنة! وكانت تعمل بعجل وسرعة فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه: هيا لنذهب إلى الكنيسة اليوم يوم الأحد! وكان جورج لا يدع الذهاب إلى الكنيسة بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأبناءه معه.
انتهى حديث المتحدث وهو يرى هذه القصة عن جورج وسأله أحد الحضور: لقد حيرتنا بهذه القصة هل جورج مسلم أم ماذا! قال المتحدث: بل جورج وزوجته وابنه كلهم نصارى كفار. لا يؤمنون بالله وحده ولا برسوله، ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويحادون الله ورسوله! كثر الهرج في المجلس وارتفعت الأصوات وأساء البعض الأدب وقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أحمد، فمن يصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك! كانت العيون مصوبة والألسن حادة الضحكات متتابعة! حتى قال أعقلهم: إن ما ذكرت يا أحمد غير صحيح ولا نعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام! ويتابع الإذاعة ويحرص على معرفة يوم العيد ويدفع من ماله، ويقسم الأضحية .. و .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/500)
بدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه! وقال بتعجب: يا إخواني وأحبابي .. لماذا لا تصدقون قصتي؟! لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر؟! أليس هنا عبد الله وعبد الرحمن وخديجة وعائشة ويحتفلون بأعياد الكفار! فلماذا لا يحتفل الكفار بأعيادنا! لم العجب؟ الواقع يثبت أن ذلك ممكناً بل وواقعناً نلمسه. أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلاد وعيد .. وعيد .. وكلها أعياد كفار! لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولا يستكثر على أبناءنا وبناتنا مثل هذا؟!
إذا كنتم تتعجبون من فعل جورج فأنا أتعجب من فعل أبناء وبنات التوحيد كيف تكون حال التبعية والانهزام لديهم! ولما ارتفعت الأصوات وتسابقت السهام نحو أحمد قال: أنصتوا إلىّ هذه المرة لأروي لكم قصة لا تكذبوني فيها: هذه عائشة ابنه هذا البلد ممن أسماها والدها باسم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما علمت بعيد إسمه عيد الحب وهو عيد من أعياد الرومان والوثنيين. يحتفل به الكفار كل عام ويتبادلون فيه الورود وهو يوم فساد وموطن إباحيه! سارعت عائشة إلى محلات الورود واشترت باقة ورد حمراء باهظة الثمن وهي طالبة جامعية لا دخل لها ومع هذا دفعت مبلغاً لهذه الورود! وعلقت وردة على صدرها، ولبست في ذلك اليوم فستاناً أحمراً، وحملت حقيبة حمراء، وانتعلت حذاء أحمراً و .. !
هذه عائشة فعلت أتصدقون! قالوا بتعجب وألم: نعم فعل بعض بناتنا ذلك بل وانتشرت الظاهرة بشكل ملفت!
هز أحمد يده ورفعها وقال: عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات، والله ما رأيت أحداً من الكفار احتفل بأعيادنا، ولا رأيت أحداً سأل عن مناسباتنا ولا أفراحنا! حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في شقتي المتواضعة لم يجب أحد دعوتي عندما علموا أن ما احتفل به عيداً إسلامياً! لقد أقمت في الغرب ورأيت بأم عيني كل ذلك ولما عدت فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس وفسق!
والبعض من أهل الإسلام عطل الكثير من شعائر أعيادنا ولم يلق لها بالاً ولم يرفع بها رأساً. العام الماضي بعض من الشباب المسلم لم يصلوا صلاة العيد! أما أعياد الأم فكم اٌشتُريت فيه الهدايا حتى أحب الصغار عيد الأم وفضلوه على عيد الإسلام!
والأعياد من شعائر الإسلام الظاهرة ومن خصائص هذه الأمة. لقد هجرنا عبادة نتقرب فيها إلى الله عز وجل وأغرقنا في الانهزامية والتبعية وملاحقة أعياد الكفار أعداء الملة والدين، قال ابن تيمية – رحمه الله – (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم (أي الكفار) في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع يما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة ليس لهم أن يختصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام)
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنئتنا بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما يفعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر تعرض لمقت الله وسخطه)
وقال أحمد في صمت من الجميع: أربأ بمسلم ومسلمة أن يسمعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يقع في قلوبهم: «من تشبه بقوم فهو منهم» قال ابن تيمية معلقاً على هذا الحديث: هذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهرة يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}
عاد أحمد ليقول بمرارة وحزن: أجيبوا هل ضحى جورج بذبيحته وقسمها ثلاثة أثلاث؟! أم أن ذلك محض خيال لا نرى له واقع إطلاقاً!
المصدر: دار القاسم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 12:56 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=460
ـ[العكاشى]ــــــــ[10 - 12 - 05, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
والقصة رائعة جدا يا ابا فاطمة
فهل من مزيد
ـ[حسن العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 11:07 م]ـ
يا ابا فاطمة ... يا ايها الاثري .. لقد فطرت قلبي وادميته بقصتك تلك
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خير .. أحبتي
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:24 ص]ـ
هناك شريط للشيخ أحمد القطان يتكلم فيه عن هذه المسألة أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/1)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:25 ص]ـ
مشاركات في عيد الميلاد
عبدالوهاب بن ناصر الطريري
أضيفت بتاريخ: 26 - 11 - 2004 نقلا عن: موقع الإسلام اليوم نسخة للطباعة القراء: 21282
ليس عجيباً أن سَرَبت إلى المسلمين كثيرٌ من أنماط السلوك لدى المجتمعات الغربية، ولكن الأعجب تسرّب ما هو من شعائرهم الدينية، ومعتقداتهم النصرانية، ويتشربها المسلمون عن جهل أحياناً، وعن تساهل أحياناً أخرى.
ومن ذلك احتفالاتهم بأعيادهم، ومنها عيد الميلاد الذي ساهمت القنوات الفضائية -والتي يحتل النصارى فيها مواقع مؤثرة- في جعل هذه الأعياد مناسبات لهو وإلهاء، بحيث اندفع إلى الاحتفاء بها قطاع واسع من فتيان المسلمين وفتياتهم، مدفوعين بحب اللهو وتكثير مناسبات السرور (إن الشباب حجة التصابي) غافلين عن البعد الديني لهذا العيد، والموقف الشرعي من هذه المشاركات.
وتظهر هذه الحفاوة بعيد الميلاد لدى هؤلاء الفتيان والفتيات على صور منها:
1 - تبادل التهاني.
2 - إرسال بطاقات التهنئة.
3 - تبادل الهدايا بهذه المناسبة.
4 - إقامة الحفلات، سواء المآدب الساهرة، أو حفلات الشاي.
5 - إعطاء الأطفال اللعب والحلوى بهذه المناسبة.
6 - لعب الأطفال بالألعاب النارية.
7 - تعطيل العمل في ذلك اليوم، وترك الدراسة.
8 - الاتصال على البرامج المباشرة في القنوات، وإهداء الأغاني للأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة.
9 - السهر الصاخب ليلة عيد الميلاد.
10 - حضور الاحتفالات التي تقام في الفنادق والنوادي وغيرها، وربما سافر البعض إلى البلدان التي تبالغ في هذه الاحتفالات للظفر بما يصاحبها من لهو ومتعة.
إلى غير ذلك من أنواع الحفاوة بهذا العيد ومظاهر الاحتفال به.
ويتفاوت قدر المشاركة وسعتها بين مجتمع وآخر، حتى وصل الأمر ببعض المجتمعات الإسلامية أن تعيش صخب أعياد الميلاد، وتتفاعل معها ثم تمرّ بها أعيادها الشرعية خافتة باهتة، لا يكاد يحسّ بها إلا زوّار المقابر.
ولقد حذّر من ذلك شيخ الإسلام ابن تيميّة قبل نحوٍ من سبعمائة سنة، ثم وصفه الأستاذ أحمد حسن الزيّات فقال في كلمة له في مجلة الرسالة بعنوان (أعيادنا): "الأعياد الأجنبية التي تشهدها مصر في عيد الميلاد ورأس السنة غاية في نعيم الروح والجسم، وآية في سلامة الذوق والطبع، وفرصة ترى فيها القاهرة وهي -متبرجة- كيف تفيض الكنائس بالجلال، وتزخر الفنادق بالجمال، وتشرق المنازل بالأنس، وتمسي الشوارع وبيوت التجارة مسرحاً للحسن، ومعرضاً للفن، ومهبطاً للسرور، وتصبح أعياد القلة القليلة مظهراً للفرح العام، ومصدراً للابتهاج المشترك".
لقد كان هذا وصف الأستاذ الزيات لأعياد الميلاد في مصر قبل نحوٍ من خمسين سنة، فكيف لو شهد ما استجدّ من المظاهر على القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية، ونوادي الانترنت؟!
ولذا فلابد من صيحة نذير تبيّن حقيقة هذا العيد وحكم المشاركة فيه؛ لتزيل الغشاوة عن أعين المندفعين وراء لهو هذه الأعياد ومتعها، وتكشف المنطلق العقدي لهذه المناسبات، والذي يغيب عن أذهان أكثر المسلمين المشاركين فيها، فعيد ميلاد المسيح -عليه السلام- ويسمى (عيد الكريسماس) وهو اليوم الخامس والعشرون من ديسمبر عند عامة النصارى، ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح -عليه السلام- كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات، حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة، ويصل الاحتفال ذروته بإحياء قداس منتصف الليل، حيث تزيَّن الكنائس، ويغني الناس أغاني عيد الميلاد، وقد تأثر هذا العيد بالشعائر الوثنية، حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوربا، وأصبح القديس نيكولاس رمزاً لتقديم الهدايا في العيد، ثم حلَّ البابا نويل محل القديس نيكولاس رمزاً لتقديم الهدايا -خاصة للأطفال- (أعياد الكفار للشيخ إبراهيم الحقيل ص 41 - 42).
أما حكم الاحتفال بهذا العيد بأي صورة من صور المشاركة فقد دلَّ الكتاب والسنّة وأقوال الصحابة وإجماع الأمة على تحريمه، وتتابعت كلمات العلماء وكتبهم ورسائلهم وفتاواهم في بيان ذلك والتحذير منه، وبالغ في ذلك الشيخ الكبير أبو حفص البستي من علماء الحنفية فقال: من أهدى فيه -أي عيد الكفار- بيضة إلى مشرك تعظيماً لليوم فقد كفر بالله.
ومن أوسع الكلام في ذلك وأوفاه، ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في (كتابه اقتضاء الصراط المستقيم) والإمام ابن القيم في كتابه (أحكام أهل الذمة) وغيرهم، وللأخ الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل كتاب جامع، بعنوان أعياد الكفار وموقف المسلم منها.
وقد قمنا في هذه النافذة بتلخيص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، واختيار بعض الفتاوى في هذا الموضوع؛ بياناً لحقيقة هذا العيد، وحكم الشرع فيه.
وإننا أمام هذا الإغراق الهائل من القنوات الفضائية، وتسويق هذه الشعائر النصرانية بين المسلمين، وترويجها مشوبة بأنواع الشهوات، حتى تسرى في المسلمين على حين غفلة، لنجد أن الأمر يحتاج إلى استنفار توعوي للناشئة، يستبق هذه المناسبات، ويقيم الحواجز النفسية في نفوس المسلمين دونها، ويستثير النفرة في القلوب من كل شعائر الكفر وعلاماته، ويبقى للمسلمين تميّزهم في مناسباتهم وأعيادهم وشعائرهم، ويحفظ نشء الأمة من الذوبان في سلوكيات غريبة وافدة من أديان الضالين، مشوبة بطقوسهم وشعائرهم، وأن تُعلى عند أهل الإسلام معاني الاعتزاز بالدين، والتميّز به، والمفاصلة الكاملة لشعائر الكفر ومناسباته أن يكون لها حضور في حياتهم. والمعلمون والإعلاميون هم رجال المواجهة الأول في هذه المعركة، ولغيرهم في ذلك مشاركتهم كل بحسبه. والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل.
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1006
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/2)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[12 - 12 - 05, 01:29 ص]ـ
المختصر في حكم الأعياد المحدثة
سمير بن خليل المالكي
أضيفت بتاريخ: 14 - 04 - 2005 نقلا عن: موقع صيد الفوائد نسخة للطباعة القراء: 1757
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام ديناً، وأمرنا أن نستهديه صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم، اليهود، ولا الضالين، النصارى.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالدين القيم، والملة الحنيفية، وجعله على شريعة من الأمر، أمره باتباعها، وأمره بأن يقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.
أما بعد، فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة أن جعلها خير الأمم، واختار لها أفضل الكتب وأفضل الرسل، وأكمل لها دينها، فلا تحتاج إلى غيره، وأغناها، بما فصله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عن أن تستهدي بغيرهما من علوم الخلائق وحكمتهم.
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت:51].
وقال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».
وظلّت الأمة على ذلك الهدى والنور، مستغنية به عن سائر الأمم، فلم تلتفت إلى كتب اليهود والنصارى ولا إلى حكمة اليونان ولا إلى علوم فارس والهند، برهة من الزمان، مع تغير الأحوال واختلاف شؤون الحياة، واتساع الدولة الإسلامية، واختلاط المسلمين بغيرهم من الأمم في الشرق والغرب.
إذ كان ما عندهم من العلم النافع المستمد من الوحي مغنياً لهم عن غيره غناءً تاماً.
حتى إذا حدث النقص في الأمة، بعد العصور الذهبية والقرون الفاضلة، وطال بعض أمرائهم وعلمائهم وعبادهم، فاعتاضوا عن ذلك النقص في طلب علم الوحيين والعمل به والحكم بموجبه بعلوم اقتبسوها من الأمم الكافرة من أهل الكتاب وغيرهم وقلدوهم في بعض شؤونهم وأحوالهم وخصائص دينهم.
وكان مما اقتبسوه منهم، إحداثهم للأعياد والاحتفالات، مع ورود النهي الصريح عن التشبه بهم في نصوص الكتاب والسنة والآثار المروية عن سلف الأمة.
ولم تزل تلك الأعياد المحدثة المضاهية للأعياد الشرعية، في ازدياد وكثرة من القرن الرابع الهجري إلى يومنا هذا حتى جلت عن الحصر والإحصاء.
فرأيت من الواجب المتحتم علي أن أكتب مختصراً في بيان حكم هذه الأعياد والاحتفالات المحدثة مقتدياً في ذلك بما كتبه بعض الأئمة وعلماء الأمة عسى الله أن يحشرني في زمرتهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وجعلت كتابي هذا في قسمين:
القسم الأول: في بيان الحكم الشرعي في الأعياد المحدثة، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك ذكرت فيه أربع مسائل:
الأولى: حصر الأعياد في المشروع فقط.
الثانية: النهي عن التشبه بالكفار في أعيادهم.
الثالثة: من شبه المخالفين.
الرابعة: الأعياد المكانية.
القسم الثاني: كشف شبهات المخالفين في الأعياد المحدثة.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بهما بمنه وفضله وكرمه وأن يغفر لي ولجميع المسلمين.
المسألة الأولى: حصر الأعياد في المشروع فقط.
تواترت النصوص الشرعية على حصر الأعياد الزمانية في الإسلام في عيدين حوليين هما الفطر والأضحى لا ثالث لهما سوى العيد الأسبوعي يوم الجمعة، وأن ما سوى ذلك من الأعياد إنما هو محدث سواء كان أسبوعياً أم حولياً أم قرنياً أم غير ذلك.
والأصل في هذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر». رواه أبو داود (1/ 675) والنسائي (3/ 179)، ولفظه: "كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما…" الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/3)
فحصر النبي صلى الله عليه وسلم أعياد الإسلام في هذين اليومين ونهى عن غيرهما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما»، يقتضي ترك الجمع بينهما لا سيما وقوله: «خيراً منهما» يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
وأيضاً فقوله لهم: «إن الله قد أبدلكم» لما سألهم عن اليومين فأجابوه بأنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية، دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن ذكر هذا الإبدال مناسباً، إذ أصل شرع اليومين الإسلاميين كانوا يعلمونه ولم يكونوا ليتركوه لأجل يومي الجاهلية".
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقوّلت الأنصار يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا».
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فالدلالة من وجوه:
أحده: قوله: «إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا». فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}، وقال: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجا} أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص.
الثاني: قوله: «وهذا عيدنا» فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه.
قلت: وثمة أدلة أخرى أيضاً غير هذه تدل على النهي عن إحداث عيد آخر سوى العيد الذي شرعه الله تعالى لهذه الأمة تركت ذكرها طلباً للاختصار.
وحسبك من ذلك الحديث المشهور: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي لفظ: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
فهو أصل في رد كل المحدثات في الدين ومنها الأعياد الزمانية والمكانية.
وبيان ذلك: أن الأعياد بأنواعها هي من شعائر الدين حتى الأعياد المدنية فيشملها هذا الحديث بخلاف العادات الأخرى المخترعة كالصناعات ونحوها فإنها لا تدخل في النهي بل الأصل فيها الإباحة، والله تعالى أعلم.
المسألة الثانية: النهي عن التشبه بالكفار في أعيادهم.
وتواترت الأدلة الشرعية أيضاً، على النهي عن مشابهة الكفار في شيء من أمور دينهم، ومنها أعيادهم.
والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر منها ما هو في النهي عن مطلق التشبه بهم ومنها ما يختص بأمور معينة ومنها ما ورد في خصوص الأعياد.
[1] فأما القسم الأول، وهو النهي عن مطلق التشبه بهم فمن أدلته قول الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18] فأخبر الحق سبحانه أنه جعل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها له وأمره باتباعها ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون وقد دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته.
وأهواؤهم: هي ما يهوونه وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك فهم يهوونه وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ويسرون به ويودون أن لو بذلوا عظيماً ليحصل ذلك.
وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران:105] فنهى سبحانه عن مشابهة اليهود والنصارى الذين تفرقوا واختلفوا فصاروا أحزاباً وشيعاً فجنس مخالفتهم وترك مشابهتهم أمر مشروع. وكلما بعد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يشرع لنا كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها وهذه مصلحة جليلة.
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقد جاءت السنة مقررة لما في القرآن:
فمن ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
قال شيخ الإسلام: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/4)
ومن ذلك أيضاً حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم» قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟
ونحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كفارس والروم؟ فقال: «ومن الناس إلا أولئك».
قال ابن بطال: "أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصة من الناس".
وقال شيخ الإسلام: "وهذا كله خرج منه مخرج الخبر عن وقوع ذلك والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعله الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمات".
فعُلم أن مشابهتها اليهود والنصارى وفارس والروم مما ذمه الله ورسوله وهو المطلوب.
[2] وأما القسم الثاني، وهو النهي عن مشابهتهم في أمور مخصوصة، فقد تواترت الأدلة على معناه وهو الأمر بمخالفتهم ومن ذلك:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم».
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما: «خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى».
وحديث شداد بن أوس رضي الله عنه: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم».
[3] وأما القسم الثالث وهو ما ورد في النهي عن التشبه بهم في أعيادهم فسأنقل هنا خلاصة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث عقد فصلاً في كتابه الماتع "اقتضاء الصراط المستقيم" قال فيه: "إذا تقرر هذا الأصل في مشابهتهم فنقول: موافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين:
الطريق الأول:
العام: هو ما تقدم، من أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس في ديننا ولا عادة سلفنا فيكون فيه مفسدة موافقتهم وفي تركه مصلحة مخالفتهم حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم لكان المشروع لنا مخالفتهم لما في مخالفتهم من المصلحة كما تقدمت الإشارة إليه فمن وافقهم فوت على نفسه هذه المصلحة وإن لم يكن قد أتى بمفسدة فكيف إذا جمعهما؟
ومن جهة أنه من البدع المحدثة، وهذه الطريق لا ريب أنها تدل على كراهة التشبه بهم في ذلك فإن أقل أحوال التشبه بهم أن يكون مكروهاً وكذلك أقل أحوال البدع أن تكون مكروهة ويدل كثير منها على تحريم التشبه بهم في العيد، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» فإن موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقاً.
وكذلك قوله: «خالفوا المشركين» ونحو ذلك ومثل ما ذكرنا من دلالة الكتاب والسنة على تحريم سبيل المغضوب عليهم والضالين وأعيادهم من سبيلهم إلى غير ذلك من الدلائل.
وأما الطريق الثاني الخاص في نفس أعياد الكفار: فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار.
أما الكتاب: فمما تأوله غير واحد من التابعين وغيرهم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً} [الفرقان:72] فروى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده عن محمد بن سيرين في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قال: "هو الشعانين".
وكذلك ذكر عن مجاهد قال: "هو أعياد المشركين" وكذلك عن الربيع بن أنس قال: "أعياد المشركين".
وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده؟
ثم مجرد هذه الآية فيها الحمد لهؤلاء والثناء عليهم وذلك وحده يفيد الترغيب في ترك شهود أعيادهم وغيرها من الزور ويقتضي الندب إلى ترك حضورها وقد يفيد كراهة حضورها لتسمية الله لها زوراً.
فأما تحريم شهودها من هذه الآية ففيه نظر. ودلالتها على تحريم فعلها أوجه، لأن الله تعالى سماها زوراً، وقد ذم من يقول الزور، وإن لم يضر غيره لقوله في المتظاهرين {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} [المجادلة:2].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/5)
فسواء كانت الآية دالة على تحريم ذلك أو على كراهته أو استحباب تركه حصل أصل المقصود إذ من المقصود بيان استحباب ترك موافقتهم أيضاً، فإن بعض الناس قد يظن استحباب فعل ما فيه موافقة لهم لما فيه من التوسيع على العيال أو من إقرار الناس على اكتسابهم ومصالح دنياهم فإذا علم استحباب ترك ذلك كان أول المقصود.
وأما السنة: فروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» رواه أبو داود بهذا اللفظ.
فوجه الدلالة: أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال: «إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين».
والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما.
الحديث الثاني: حديث ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قالوا: لا. قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟» قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم» هذا الإسناد على شرط الصحيحين.
فوجه الدلالة: أن هذا الناذر كان قد نذر أن يذبح نعماً، إما إبلاً وإما غنماً، وإما كانت قضيتين، بمكان سماه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان بها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قال: لا… الحديث، وفيه قال: «لا وفاء لنذر في معصية» وهذا يدل على أن الذبح بمكان عيدهم ومحل أوثانهم معصية لله.
يوضح ذلك: أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً:
منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة.
ومنها: اجتماع فيه.
ومنها: أعمال تتبع ذلك، من العبادات والعادات وقد يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقاً وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً.
فالزمان: كقوله صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة: «إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً».
والاجتماع والأعمال: كقول ابن عباس رضي الله عنهما: «شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم».
والمكان: كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيداً».
وقد يكون لفظ "العيد" اسماً لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا».
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «هل بها عيد من أعيادهم؟» يريد اجتماعاً معتاداً من اجتماعاتهم التي كانت عيداً فلما قال: لا. قال له: «أوف بنذرك» وهذا يقتضي أن كون البقعة مكاناً لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر كما أن كونها موضع أوثانهم كذلك وإلا لما انتظم الكلام ولا حسن الاستفصال.
ومعلوم أن ذلك إنما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها أو لإحياء شعار عيدهم فيها ونحو ذلك إذ ليس إلا مكان الفعل أو نفس الفعل أو زمانه.
وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذوراً فكيف نفس عيدهم؟
وهذا نهي شديد عن أن يفعل شيء من أعياد الجاهلية على أي وجه كان. وأعياد الكتابيين التي تتخذ ديناً وعبادة أعظم تحريماً من عيد يتخذ لهواً ولعباً. لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه.
ومما ورد في السنة أيضاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع: اليهود غداً والنصارى بعد غد» متفق عليه.
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة عيداً في غير موضع ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه من معنى العيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/6)
ثم إنه في هذا الحديث ذكر أن الجمعة لنا كما أن السبت لليهود والأحد للنصارى واللام تقتضي الاختصاص فإذا نحن شاركناهم في عيدهم يوم السبت أو عيد يوم الأحد خالفنا هذا الحديث.
وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي فكذلك في العيد الحولي إذ لا فرق.
وأما الإجماع والآثار فمن وجوه:
أحدها: ما قدمت التنبيه عليه من أن اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه قائم في كثير من النفوس ثم لم يكن على عقد السابقين من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهياً عن ذلك وإلا لوقع ذلك كثيراً إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم منافيه واقع لا محالة والمقتضي واقع فعلم وجود المانع والمانع هنا هو الدين فعلم أن الدين دين الإسلام، هو المانع من الموافقة وهو المطلوب.
الثاني: أنه قد تقدم في شروط عمر رضي الله عنه التي اتفقت عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أن: أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام.
فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها؟ أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهراً لها؟
الثالث: روى البيهقي في باب كراهة الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم".
وروى بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة".
فهذا عمر رضي الله عنه نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بفعل بعض أفعالهم أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟
أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أوليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟
وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟
وأما عبد الله بن عمرو فصرح أنه (من بنى ببلادهم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم) وهذا يقتضي أنه جعله كافراً بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية.
ثم نقل شيخ الإسلام نصوصاً عن الإمام أحمد رحمه الله في المنع من شهود أعياد النصارى واليهود ومثله عن القاضي أبي يعلى وأبي الحسن الآمدي والخلال.
ثم قال: "وأما الاعتبار في مسألة العيد فمن وجوه:
أحدها: أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج:67] كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر.
بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر مالها من الشعائر فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه.
وأما مبدؤها فأقل أحواله أن يكون معصية، وإلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا».
وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار ونحوه من علاماتهم لأن تلك علامة وضعية ليست من الدين وإنما الغرض بها مجرد التمييز بين المسلم والكافر.
وأما العيد وتوابعه فإنه من الدين الملعون هو وأهله فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه.
الوجه الثاني: أن ما يفعلونه في أعيادهم معصية لله لأنه: إما محدث مبتدع، وإما منسوخ وأحسن أحواله ولا حسن فيه أن يكون بمنزلة صلاة المسلم إلى بيت المقدس.
هذا إذا كان المفعول مما يتدين به وأما ما يتبع ذلك من التوسع في العادات من الطعام واللباس واللعب والراحة فهو تابع لذلك العيد الديني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/7)
الوجه الثالث: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً حتى يضاهى بعيد الله بل قد يزاد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر "ا. هـ باختصار.
ثم ذكر شيخ الإسلام وجوهاً أخرى فليراجعها من شاء ففيها فوائد وحكم جليلة قلما توجد في كتاب.
فصل
فقد تبين أن أعياد المسلمين محصورة فيما شرعه الله تعالى لهم وأن لكل أمة منسكاً وعيداً مختصاً بهم هو من شعائر ملتهم، وأن الله عز وجل نهى المسلمين عن التشبه بالكافرين في أعيادهم وفي كل ما يختصون به من أمور دينهم وشعائرهم، وأن هذا مما تواترت به النصوص والأدلة الشرعية وأجمع عليه سلف هذه الأمة من زمن الصحابة رضي الله عنهم، إذ لم يؤثر عن واحد منهم أنه احتفل بعيد من الأعياد سوى عيد المسلمين، ولو كان خيراً لسبقونا إليه فهم كانوا أحرص على الخير ممن جاء بعدهم وكذا التابعون من بعدهم لم يحدثوا احتفالاً بذكرى يوم معين، لا إسلامي ولا جاهلي ولا غيره مع وجود المقتضي لذلك، وهو كثرة المناسبات وأيام السرور وانتفاء الموانع لإقامة الأعياد والاحتفالات بذكرى الأيام الإسلامية، سوى مانع واحد وهو أن ذلك إحداث في دين الله ومعصية مكروهة كراهة تحريم.
ومضى على ذلك أتباع التابعين وأئمة المسلمين مستنين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم مقتدين بآثار سلفهم.
هذا وهم يرون سائر الأمم المحيطة بهم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وغيرهم يحتفلون بأيام خاصة منها ما توارثوه ممن سبقهم ومنها ما أحدثوه هم من أعياد ومواسم بحسب ما تجدد لهم من أمور وأحداث دينية ودنيوية.
فلم يلتفت المسلمون إلى ذلك ولم يقل أحد منهم إنا أحق بالاحتفال بالأيام والمناسبات الإسلامية التي نصر الله فيها الحق وأهله ودحر الباطل وأهله كيوم بدر مثلاً أو الخندق أو الفتح أو القادسية أو اليرموك أو غيرها مع أن منها ما امتن الله به على المؤمنين في كتابه كما في سور الأنفال والتوبة والأحزاب والفتح وغيرها.
ولم يحتفلوا كذلك بذكرى فتوح البلدان المشهورة كفتح مصر والشام والعراق وما وراء النهر مع قوة الداعي إلى ذلك.
ولا اجترأ الخلفاء والملوك والأمراء أن يحتفلوا بأيام المسلمين أو أيامهم الخاصة بهم وإنما حدث ذلك حين تولى العبيديون الذين سموا أنفسهم بالفاطميين كما سيأتي ذكره.
فصل
ولو قدر أن أحداً من علماء السلف المعتبرين أو أمرائهم وخلفائهم أحدث عيداً من الأعياد، أو شارك الكفار في أعيادهم الدينية أو الدنيوية لكان لفعله ذاك مردوداً عليه محجوجاً بالأدلة الشرعية المحكمة التي تقدم ذكرها في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقد كان لبعض الأئمة والخلفاء اجتهادات خالفوا فيها الحق فأنكرها عليهم من أنكرها من السلف، ولا يوجد أحد بعد الأنبياء معصوم من الخطأ والزلل، ومن نظر في كتب العلم خاصة كتب فروع الفقه عرف أن الخطأ وارد على الجميع حتى الصحابة رضوان الله عليهم فكيف بمن بعدهم؟
وإنما ذكرت هذا لأن من الناس وبعضهم من طلبة العلم الشرعي من تقرر لهم القواعد في المسألة، ويتضح لهم الحق فيها وتورد لهم الأدلة الكثيرة ثم يقع في حيرة عظيمة إذا رأى شيخاً أو إماماً أو عالماً ممن له مكانة وتمكين يخالف الحق جهرة أو يسكت عن الإنكار على المخالفين أو يبرر فعلهم وصنيعهم.
ولو علم هذا المحتار أن هذا المخالف لو تابعه في مخالفته عشرات ممن هو مثله في العلم والفضل والمكانة والتمكين فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئا ًولا يقلب الحق باطلاً ولا الباطل حقاً ولا يصير بفعله المنكر معروفاً ولا المعروف منكراً.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "أجمع الناس على أن من استبانت له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس".
وصح عنه أنه قال: "لا قول لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فصل: لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/8)
لكن هذه الأمة ولله الحمد والمنة أمة مرحومة لا تجتمع على ضلالة ولا تتفق على معصية أو بدعة بل لا يزال فيها من ينكر المنكر ويأمر بالمعروف ويحق الحق ويبطل الباطل تصديقاً لخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» وفي لفظ من حديث ثوبان: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».
قال الإمام النووي رحمه الله: "أما هذه الطائفة فقال البخاري هم أهل العلم وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم قال القاضي عياض إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
قلت: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض…" ا. هـ نقله.
والمقصود أن هذه الأعياد والاحتفالات المحدثة، وإن رضيها أكثر العامة وفعلها الرؤساء والعباد وبعض العلماء واشتهرت في بلاد المسلمين فإنها لا تخرج عن كونها بدعة في الدين، ولا يتغير حكمها بفعل الأكابر لها، ولا بسكوت الساكتين عنها هذا لو فرض أنه لم ينكرها أحد إذ الحجة قائمة بما مضى من نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
فكيف وقد وجد ولله الحمد من ينكرها على مر الأزمان؟
ولنأخذ مثلاً على ذلك بدعة مشهورة أطبق كثير من المسلمين عليها وهي: الاحتفال بذكرى المولد النبوي ولنجعله دليلاً على ما سواه من الأعياد والاحتفالات لا نقصد بذلك الحصر إذ المحدثات لا حصر لها كما هو مشاهد.
هذه البدعة المحدثة متعلقة بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته ونتفق نحن المنكرين لها والمخالفون على أنها بدعة محدثة وإن كانوا يزعمون أنها بدعة حسنة، لكن يكفينا الاتفاق على أنها بدعة وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها وهي متعلقة به ولم يأمر أصحابه وأمته بها ولم يحضّهم على فعلها، وهو الحريص على دلالتهم على كل خير وتحذيرهم من كل شر ثم أصحابه لم يفعلوها في حياته ولا بعد مماته، وهم أشد الخلق محبة له وتعظيماً ومضى على ذلك التابعون ومن بعدهم من الأئمة على ترك فعلها أوليس في هذا دلالة صريحة على كراهتها على أقل تقدير؟
ويكفي أن تعرف متى حدثت ومن أحدثها لتزهد في فعلها وتتركها.
أول من احتفل بالمولد
لعل أول من يعزى إليه إحداث الأعياد والاحتفالات عامة والموالد خاصة هم العبيديون فقد ذكر المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" ما نصه: (كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام ومولد الخليفة الحاضر وليلة أول رجب وليلة نصفه وليلة أول شعبان وليلة نصفه وموسم ليلة رمضان وغرة رمضان وسماط رمضان وليلة الختم وموسم عيد الفطر وموسم عيد النحر وعيد الغدير وكسوة الشتاء وكسوة الصيف وموسم فتح الخليج ويوم النوروز ويوم الغطاس ويوم الميلاد وخميس العدس وأيام الركوبات).
وذكر المقريزي بعض ما يفعل في تلك الاحتفالات والأعياد خاصة الموالد الستة.
وذكر الشيخ محمد بخيث المطيعي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابه: (أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام) أن أول من أحدث تلك الاحتفالات بالموالد الستة أي: مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ومولد الخليفة الحاضر هو المعز لدين الله وذلك في سنة 362هـ.
وأن هذه الاحتفالات بقيت إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش بعد ذلك.
وكذا قال الشيخ علي محفوظ في كتابه: (الإبداع في مضار الابتداع) والأستاذ علي فكري في (المحاضرات الفكرية) وغيرهم ذكروا أن العبيديين هم أول من أحدث هذه الأعياد والاحتفالات.
فصل: من هم العبيديون؟
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه: "البداية والنهاية": "وقد كانت مدة ملك الفاطميين مائتين وثمانين سنة وكسراً فصاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/9)
وكان أول من ملك منهم المهدي وكان من سلمية حداداً وكان يهودياً فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله وادعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال عن نفسه إنه المهدي وقد راج لهذا الدعي الكذاب ما افتراه في تلك البلاد ووازره جماعة من الجهلة وصارت له دولة وصولة ثم تمكن إلى أن بنى مدينة سماها المهدية نسبة إليه وصار ملكاً مطاعاً يظهر الرفض وينطوي على الكفر المحض.
ثم كان من بعده ابنه القائم محمد ثم ابنه المنصور إسماعيل ثم ابنه المعز معد وهو أول من دخل ديار مصر منهم وبنيت له القاهرة المعزية والقصران ثم ابنه العزيز نزار ثم ابنه الحاكم منصور ثم ابنه الطاهر علي ثم ابنه المستنصر معد ثم ابنه المستعلي أحمد ثم ابنه الآمر منصور ثم ابن عمه الحافظ عبد المجيد ثم ابنه الظافر إسماعيل ثم الفائز عيسى ثم ابن عمه العاضد عبد الله وهو آخرهم فجملتهم أربعة عشر ملكاً ومدتهم مائتان ونيف وثمانون سنة.
وقد كان الفاطميون من أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً، وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية .. " ا. هـ نقله من البداية والنهاية باختصار.
قال كاتب هذه السطور: إنما نقلت هاهنا طرفاً من سيرتهم حتى يعلم المخالفون الذين يحيون الاحتفالات بالموالد وغيرها من هو سلفهم في هذا الأمر فيرغبون عن هديهم والتشبه بهم فإنه من غير المعقول أن تكون هذه الأعياد المحدثة محمودة مندوباً إليها فتقصر عنها الأمة كلها طوال القرون الفاضلة ويسبقهم إليها أولئك العبيديون الضلال!!.
فصل: سلطان إربل وإحياء الموالد
وكان بالموصل رجل من الزهاد هو الشيخ عمر بن محمد الملا -وكانت له زاوية يقصد فيها وله في كل سنة دعوة في شهر المولد يحضر فيها عنده الملوك والأمراء والعلماء والوزراء ويحتفل بذلك-.
وقال أبو شامة في كتابه: "الباعث على إنكار البدع والحوادث" في معرض كلامه عن الاحتفال بالمولد النبوي -وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره رحمهم الله تعالى-.
وصاحب إربل هذا هو المظفر أبو سعيد كوكبري بن زيد الدين علي بن تبكتكين سلطان إربل المتوفى سنة 630هـ وهو أشهر من بالغ في الاحتفال بالمولد النبوي بعد العبيديين فكان يعمل لذلك احتفالاً هائلاً كما ذكر ابن كثير في تاريخه وقال: "قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى.
قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم .. ".
إلى أن قال: "وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار" ا. هـ نقله من تاريخ ابن كثير.
وقال الشيخ علي محفوظ في "الإبداع في مضار الابتداع": (وأول من أحدث المولد النبوي بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد في القرن السابع وقد استمر العمل بالموالد إلى يومنا هذا وتوسع الناس فيها وابتدعوا بكل ما تهواه أنفسهم وتوحيه إليهم شياطين الإنس والجن ولا نزاع في أنها من البدع إنما النزاع في حسنها وقبحها…) ا. هـ نقله.
فتبين مما سبق أن الاحتفال بالموالد ونحوها هو من ابتداع العبيديين ثم تابعهم عليها غيرهم من الزهاد والملوك وقلدهم في ذلك العوام وقد علمت أن هذا كله مخالف لدلالات النصوص الشرعية ولعمل سلف هذه الأمة في القرون المفضلة.
ويدخل في ذلك كل الاحتفالات والأعياد المحدثة سواء كانت متعلقة بمناسبات دينية كذكرى المولد النبوي أو الإسراء والمعراج أو الهجرة أو الغزوات والفتوحات أم تعلقت بغيرها من المناسبات كالأعياد الوطنية ونحوها فكلها داخل في النهي ويعظم خطرها ونكارتها إذا عرف أنها مأخوذة من أعياد الكفار، كأعياد اليوبيل بأنواعه: الفضي والذهبي والماسي.
المسألة الثالثة: من شبه المخالفين
ومن شبه المخالفين في هذه الأعياد المحدثة قوله: إن هذه ليست أعياداً وإنما هي احتفالات أو مناسبات وذكريات فقط بخلاف الأعياد التي يشرع فيها ذكر معين وصلاة معينة ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/10)
والجواب: إن هذا الذي ذكرتموه من الاحتفالات أو الذكريات المتكررة في الأعوام أو الشهور أو غير ذلك هو معنى العيد.
إذ العيد كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هو: (اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو نحو ذلك.
وقال: (فالعيد يجمع أموراً: منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة ومنها اجتماع فيه ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات).
فيقال للمحتفلين بالمولد النبوي والإسراء والمعراج ونحو ذلك ألستم تجتمعون في كل عام لهذا الغرض وتحتفلون به وتعملون لذلك برنامجاً خاصاً وتقيمون لذلك عادة ولائم خاصة بهذه المناسبة؟
ويقال للمحتفلين بالأعياد المدنية أو الوطنية أو اليوبيل ألستم تفعلون نحو ذلك؟
فهذا هو العيد سواء سميتموه به أو بغيره فالعبرة بالحقائق والمسميات.
وقد رأينا من يجاهر بالزنا ويسميه فناً يعانق الرجل المرأة على مرأى من الخلق ويفعل معها ما يفعله الرجل مع حليلته ويجاهر آخرون بالربا ويسمونه فوائد وعمولات ويجاهر آخرون بالشرك ويسمونه بغير اسمه وهكذا فهل غيّر ذلك من حقيقتها وحكمها؟
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها».
تنبيه:
هناك فرق بين هذا الاحتفال الذي يعود ويتكرر وبين أن تحدث نعمة للمرء فيفرح لها ويصنع وليمة يدعو لها الناس فإن هذا ليس عيداً، بل هو من المباحات، ما لم يشتمل على شيء من الأمور التي تخرجه إلى المكروه أو المحرم.
ولو قدر أن هذا الشخص أعاد الاحتفال بمناسبة تلك النعمة أعواماً أخرى فإن هذا يصيره عيداً ويدخله في حكم المحدثات من الأعياد والاحتفالات.
وليس ذلك مختصاً بالنعم بل حتى الذي يفعله بعض الناس من الاحتفال بذكرى الأحزان فيجتمعون لذلك بمناسبة مرور عام أو أكثر كما يفعل هذا بعض المسلمين في فلسطين في تظاهراتهم بمناسبة ذكرى الاحتلال فهو داخل في مسمى العيد وفيه تشبه بالكفار وإن لم يصحبه فرح وولائم ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد عادة.
شبهة أخرى
وقد يقول بعض المخالفين، إن هذه الاحتفالات بمناسبة ولادة ذلك المعظم، من نبي، أو صالح، أو ملك، أو غيرهم، أو بمناسبة إنشاء كلية، أو مصنع، أو غيره، لا يقصد فيها التشبه، بل هي من العادات التي الأصل فيها الحل.
والجواب من وجوه:
الأول: أن هذه الاحتفالات المذكورة وما شابهها مأخوذة من الكفار إما من الكتابيين أو من غيرهم كما يعلم بالاستقراء.
فالاحتفال بالمناسبات الدينية أصله مأخوذ من النصارى واليهود فقد أحدثوا من ذلك الشيء الكثير فمن أعياد النصارى المشهورة: عيد مولد المسيح ورأس السنة الميلادية و "المائدة" إحياء لذكرى المائدة المنزلة من السماء، والجامع لهذه الأعياد هو: الذكرى بمناسبة دينية.
و "اليوبيل" عيد مأخوذ من اليهود وهو "عيد نزول الوصايا العشر على موسى عليه السلام فوق جبل سيناء).
ومثل ذلك الأعياد المدنية فهي من سنن اليهود والنصارى ومنها عيد الثورة وعيد العمال وعيد الأم وعيد البنوك وعيد المرأة ويوم الشجرة وأسبوع النظافة ويوم الصحة العالمية ويوم الطفل… الخ.
وإن قدر أن هناك عيداً أحدثه المسلمون، لم يسبقهم إلى إحداثه الكفار، فإن هذا لا ينفي التشبه بهم لأن إحداث الأعياد إحياءً لذكرى معينة فرحاً بها أو حزناً عليها هو من سنن اليهود والنصارى يدلك على ذلك ما رواه البخاري ومسلم (أن يهودياً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً قال فأي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] …).
الوجه الثاني: أن التشبه بهم لا يشترط فيه أن يقصد إلى الفعل من أجل أنهم فعلوه بل يكفي أن يكون هذا الأمر مما اختصوا به وهو مأخوذ عنهم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه، وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذاً عن ذلك الغير.
فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضاً ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبهاً نظر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/11)
لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه ولما فيه من المخالفة كما أمر بصبغ اللحى وإحفاء الشوارب مع أن قوله صلى الله عليه وسلم: «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا ولا فعل بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية".ا. هـ.
الوجه الثالث: أنه لو قدر أن هذا الاحتفال ليس فيه تشبه بهم ولا هو ذريعة إليه فإن قصد مخالفتهم مطلوب مرغب فيه والأدلة على ذلك كثيرة.
منها: الأمر بمخالفتهم في صيام عاشوراء بأن يضاف إليه التاسع كما صح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فتدبر هذا يوم عاشوراء، يوم فاضل يكفر سنة ماضية صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه ورغب فيه ثم لما قيل له قبيل وفاته: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، أمر بمخالفتهم بضم يوم آخر إليه، وعزم على ذلك".
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين» و «خالفوا اليهود والنصارى» في مسائل عدة، كتغيير الشيب، ولباس النعال في الصلاة وإعفاء اللحى وحف الشوارب واتخاذ القصة من الشعر وحلق القفا وتعجيل الفطور وغير ذلك من العادات والعبادات.
فهذا يدل على أن مخالفتهم مطلوبة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "قد بالغ صلى الله عليه وسلم في أمر أمته بمخالفتهم في كثير من المباحات وصفات الطاعات لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم ولتكون المخالفة في ذلك حاجزاً ومانعاً عن سائر أمورهم فإنه: كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب الجحيم كان أبعد عن أعمال أهل الجحيم".
وقال: "إن نفس المخالفة لهم في الهدي الظاهر مصلحة ومنفعة لعباد الله المؤمنين لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم وإنما يظهر بعض المصلحة في ذلك لمن تنور قلبه…".
وقال: "فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة والمشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافاً وإن بعد المكان والزمان وهذا أمر محسوس.
فمشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل هو سبب لنوع ما من اكتساب أخلاقهم التي هي ملعونة"ا. هـ باختصار.
وقال: "حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم لكان المشروع لنا مخالفتهم لما في مخالفتهم من المصلحة كما تقدمت الإشارة إليه.
فمن وافقهم فوت علىنفسه هذه المصلحة وإن لم يكن أتى بمفسدة فكيف إذا جمعهما؟ ".
والخلاصة
أن هذه الاحتفالات والأعياد الزمانية المتكررة في الحول أو في القرن أو في نصفه أو في ربعه أو غير ذلك سواء كانت ذكرى لمناسبات دينية أو دنيوية كلها يشملها النهي وتدخل ضمن البدع والمحدثات في الدين وإن كان بعضها أشد في النهي والكراهة من بعض.
فإنكار بعضها والسكوت عن الآخر تناقض ظاهر، بل وجد في زماننا من يخص الاحتفال بذكرى المولد بالإنكار ثم يشارك في غيره من الأعياد المحدثة وهذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون نعوذ بالله من الخذلان ومن الحور بعد الكور.
اللهم ثبت قلوبنا على دينك وصرفها على طاعتك حتى نلقاك.
المسألة الرابعة: الأعياد المكانية.
ولا تختص الأعياد بالزمان بل تشمل المكان أيضاً.
وقد دل على ذلك الحديث المتقدم في الرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً بمكان اسمه "بوانة" فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان فيها عيد من أعيادهم؟» وهذا صريح في أن العيد يطلق على المكان أيضاً.
وقد كان للجاهلية أعياد مكانية مشهورة يحجون إليها ويعظمونها وينتابونها في أيام معلومة ومنها: "اللات" لأهل الطائف و "العزى" لأهل مكة و "مناة" لأهل المدينة، "ذو الخلصة" لأهل اليمن فكانوا يشدون إليها الرحال ويقيمون عندها أعيادهم.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تجعلوا قبري عيداً…» الحديث.
قال شيخ الإسلام: "والعيد إذا جعل اسماً للمكان، فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة عنده أو لغير العبادة كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة جعلها الله عيداً مثابة للناس يجتمعون فيها وينتابونها للدعاء والذكر والنسك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/12)
وكان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها فلما جاء الإسلام محى الله ذلك كله وهذا النوع من الأمكنة يدخل فيه قبور الأنبياء والصالحين وسائر القبور"ا. هـ.
وقول شيخ الإسلام رحمه الله في تعريف العيد المكاني: "هو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة عنده أو لغير العبادة يشمل كل الأعياد المكانية التي يتخذها الناس، إما بقصد العبادة، كالذين يحجون للقبور ويقصدونها للطواف بها أو الذبح أو النذر لها أو للدعاء والصلاة عندها أو للتبرك بترابها كما يفعله كثير من الجهال في زماننا هذا في حجهم للقبر النبوي أو لمشهد الحسين أو الشافعي أو البدوي أو غيرها من المشاهد.
وإما بقصد اللهو واللعب ونحو ذلك كالمهرجانات الوطنية التي تقام في بعض الأماكن وينتابها الناس بقصد البقعة إما لأن بعض الرؤساء والمعظمين ولدوا فيها أو ماتوا فيها أو كانت لهم فيها حادثة ما فتتخذ عيداً من أجل ذلك مضاهاة للأعياد المكانية المشروعة الكعبة والمشاعر".
وقد أفاض شيخ الإسلام في شرح ذلك وتفصيله في كتابه الاقتضاء وتبعه على ذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان فليرجع إليهما من شاء ولولا خوف الإطالة لنقلت كلامهما هنا.
خاتمة القسم الأول
فهذه خلاصة ما تيسر التنبيه عليه في حكم الأعياد المحدثة سواء منها ما قصد به العبادة أو اللهو واللعب أو غير ذلك وسواء سميت أعياداً أو احتفالات أو مهرجانات أو أياماً أو أسابيع أو غير ذلك مما لا يغير من حقيقتها ولا من مسماها وحكمها شيئاً.
نعم قد تتباين في التحريم والكراهة فمنها ما هو أشد من غيره، لكن الجامع لها أنها محدثة «وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
وحيث إن المخالفين قد عارضوا ذلك بشبهات وحجج سوى ما تقدم زعموا أنها تدل على إباحة أو استحباب تلك الأعياد والاحتفالات أو بعضها فقد خصصت القسم الثاني من هذا الكتاب في كشف شبهاتهم والرد على حججهم وأدلتهم.
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب سمير بن خليل المالكي الحسني المكي
نزيل مكة المكرمة حرسها الله
20/ 1/1420هـ
ت: 5350293
تعليقات القراء: أضف تعليقك الآن
ملاحظة هامة: هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
الأسئلة والتعليقات المقتضبة أو تلك التى لا تتعلق بموضوع المحاضرة ستحذف تلقائيا
الرجاء ملاحظة أنك بحاجة للبرامج التالية:
المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها
جميع الحقوق محفوظة لموقع طريق الإسلام
يحق لك أخي المسلم الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري
Hosted by Amanah.com
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1202
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[15 - 12 - 05, 12:54 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام عى رسول الله أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
فهذا مقال رائع للكاتب حسن عبد الحميد بعنوان:
في رأس السنة تحسسوا رؤوسكم
يتخذ الغزو الفكري والعولمة الثقافية أشكالاً عديدة وألواناً مختلفة، لعل أخطرها ذلك الذي يتصل بالجانب العقدي ويتسلل بنعومة ويتسرب خفية فلا ينتبه الناس إلاّ وقد تورطوا في أعمال مخالفة للشرع منافية لأخلاقهم، وخير نموذج لذلك الغزو وأصدق تمثيل لتلك الممارسات ما يحدث في معظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة.
وابتداءً نزيل اللبس أو التلبيس الذي يلجأ إليه البعض في موضوع التعامل مع النصارى مستندين إلى فهم خاطئ لآية الممتحنة: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). محملين الآية من المعاني ما لا تحتمله من مشاركة النصارى في أعيادهم الدينية، لكن العلماء فرَقوا بين البر بمعنى حسن المعاملة والعدل , وبين إقرارهم على كفرهم وضلالهم، فيجوز ـــ مثلاً ـــ أن تهنئ أحدهم بمولود جديد أو عودة من سفر أو شفاء من مرض، لكن لا يجوز تهنئتهم بعيد الكريسماس أو مشاركتهم الاحتفال به.
وعودة إلى موضوع الاحتفال بالكريسماس و رأس السنة، فقد أصبحت هذه الأعياد من الأعياد الثابتة عند معظم المسلمين، ويستعدون لها ويفرحون بها على قدم المساواة ــ إن لم يكن أكثر ـــ مع احتفالات أعياد المسلمين. و خطورة الاحتفال بأعياد الميلاد تتجلى ــ بالإضافة إلى البعد العقدي ــ فيما يصاحبها من ألوان المعاصي وأنواع المخالفات، فقد ارتبطت هذه الأعياد بليالي الغناء الممتدة إلى الفجر وما يصاحبها من رقص واختلاط وما يتبعها من تبرج وسفور.
على العقلاء من المسلمين ــ والأصل في المسلمين أنهم كلهم عقلاء ــ أن يتدبروا في معاني ومغازي الاحتفال بهذه الأعياد مع النصارى، ويحذروا من عواقب هذه الممارسات على دينهم وأثرها على أجيالهم. وليرصدوا معنا هذه الآثار على حياتهم:
ــ الاحتفال بأعياد الكريسماس والميلاد يدخل المسلم في فعل المحظور واقتراف المنهي عنه من اختلاط ومجون، وهذا محل إجماع بين علماء المسلمين.
ــ الاحتفال بأعياد النصارى يذهب بعقيدة الولاء والبراء ويضعف الانتماء لخير أمة أخرجت للناس.
ــ الجو الاحتفالي الصاخب يرسخ في أذهان ناشئة المسلمين وعقلهم الباطن أن النصارى على حق فيحبون هذه الأعياد لما يجدونه فيها من الفرحة والتوسعة.
ــ تزداد في هذه الاحتفالات مظاهر التبرج والسفور مع الموسيقى والرقص وما يجره ذلك من فسق يستوجب غضب الله تعالى وإنزال عقابه.
ــ تطورت مظاهر الاحتفالات بين الشباب إلى درجة أشبه بالجنون والهستريا من صياح وتقافز في الشوارع ورش الماء على بعضهم البعض وسهر حتى الساعات الأولى من الفجر.
لكل ذلك احذروا أيها المسلمون من المشاركة في الاحتفالات هذا العام وحكموا عقولكم واحفظوا أبناءكم قبل أن تخسروا دينكم.
المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية
وهذا موقع جيد جدا لمن أراد أن يحذر المسلمين من أعياد الكفار وعاداتهم:
http://workforislam.com/media_team/010task/merry.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/13)
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[15 - 12 - 05, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع اقتراب حمى رأس السنة النصرانية، لنساهم جميعاً في إشهار هذا الموقع
http://workforislam.com/media_team/010task/merry.htm
[
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[15 - 12 - 05, 01:47 م]ـ
جميل .. لكان لو كان هناك رابط " أرسل إلى صديق " لكان أكمل ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 06:34 م]ـ
أخرج البيهقي بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
-من بنى ببلاد الأعاجم و أقام نيروزهم و مهرجانهم و تشبه بهم و مات و هو على ذلك حشر معهم يوم القيامة-
ـ[السعداوي]ــــــــ[17 - 12 - 05, 06:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي أبو فاطمة ...... أحسنت أحسن الله إليك
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 12 - 05, 01:00 م]ـ
جزاك الله خير أخي السعداوي
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 12 - 05, 01:02 م]ـ
http://whyislamsa.com/Pics/christmas.jpg
كتبه إشعياء المسلم
((أتود أن يحشرك الله مع النصارى؟! فقل لا لعيد رأس السنة))
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم " لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم وأوليائهم مساجد".
أخي المسلم\ أختي المسلمة:
إن للمسلم شخصيته التي تميزه عن غيره من الناس, ونحن مسلمون لنا هويتنا فكتابنا واحد وربنا واحد , ونظرا ً لإن أعداء الإسلام يريدون الإطاحة بهذه الوحدانية في جميع المجالات فهم يريدون أن يفرقونا بأساليب عدة ومنها إحتفالانا بأعيادهم الشركية الكفرية وخاصة عيد رأس السنة الـ ( Christmas) وهنا نقوم بوضع عدة أدلة لينتفي عن كل مسلم أي شبهة تدور بخاطره والله المستعان ...
* هل تعرف ماهو " الكريسماس ":
إنه عيد النصارى للإحتفال بقيامة المسيح المزعومة بحسب إيمانهم بعد أن فدى البشرية من الخطيئة حاشاه, وهل تعرف أخي المسلم ماذا تعني كلمة "بابا نويل" التي يطلعوا بها في إحتفالاتهم؟ هيت لك المعنى:
يقول النبي إشعياء عليه السلام في كتابه:
(هاهي العذراء تحبل وتلد إبنا ً ويدعى إسمه عمانويل الذي تفسيره الله معنا)
(????? ????????? ????, ???????? ??????, ???????? ???)
"عما نويل" كلمة عبرانية تفسيرها بالعربي "إلهنا معنا" ومعناه عند النصارى "الله معنا" وفي العبرانية "عمانوا": تعني "معنا"، و"نيل": تعني الإله. و "بابا نويل": أي "بابانوئيل"، وتعني "بابانو"، و "نيل": أي "الإله". فكلمة "بابا نويل" تعني "الإله أبونا". فهذا الشيخ الكبير ذو اللباس الأحمر واللحية البيضاء الذي يسمونه " بابا نويل" هو الإله الأب الذي ولد له مولود من مريم وهو عيسى الإبن. فيقوم الأب الإله بتوزيع الهدايا في يوم ولادة إبنه عيسى عليه السلام (الإله الإبن) تثليث كامل، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. قال تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} (90) سورة مريم
* أدلية تحريم الإحتفال بأعياد اليهود والنصارى:
- قال خير البرية صلى الله عليه وسلم لما رآى بعض الناس يحتفلون بأعياد اليهود: " لقد أبدلكم الله بهما عيد الفطر وعيد الأضحى" – متفق عليه.
- قال الله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) قال المفسرون "أعياد اليهود والنصارى".
* نصيحة ختامية لكل مسلم ومسلمة:
أما نصيحتي لكل مسلم ومسلمة هي:
1 - إياكم والإحتفال بهذا العيد كالخروج في يوم رأس السنة وغيره من مشاركة النصارى في كفرهم حفظنا الله.
2 - من إحتفل بهذا العيد مدركا ً لواقع أنه عيد نصراني حشره الله مع النصارى لقول أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " يحشر المرء مع من يحب" وهذه الإحتفالات دليل ولاء وحب.
3 - سارع بتوعية من حولك بعدم الإحتفال بهذه الشركيات والترفع عنها.
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[24 - 12 - 05, 10:35 م]ـ
حكم الاحتفال بأعياد الكافرين والتهنئة بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/14)
{لكم دينكم ولي دين}
بداية ينبغي أن نفهم معنى كلمة عيد لنتصوره جيدا؛ لأن الحكم على الشيء فرع من تصوره. فكلمة عيد مأخوذة من "العَوْد" أي الرجوع. يقال للرجل الذي خرج من بيته ثم رجع إليه: عاد. فكل ما يعود يوميا أو أسبوعيا أو سنويا ... فهو عيد وإلى هذا يشير الجوهري في المختار بقوله: " والعيدُ: ما اعْتَادَكَ من همٍّ أو غيره (). قال الشاعر:
فالقَلْبُ يَعْتادُهُ من حُبِّها عيدُ
وقال آخر:
أمْسى بأسماءَ هذا القَلْبُ مَعْمودا إذا أقولُ صَحا يَعْتادُهُ عيدا
والعيدُ: واحد الأعياد، وإنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد، ويقال: للفرق بينه وبين أعواد الخشب" () والمعنى الشرعي للعيد لا يختلف كثيرا عن المعنى اللغوي وإلى ذلك يشير حديث النبي ? "َلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِى عِيداً وَصَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِى حَيْثُ كُنْتُمْ" أي لا تجعلوا لقبري أياما ومواسم تعتادونها. ويشير إليه أيضا هذا الأثر " عن ابن شهاب قال: قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ عَلَيْنَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا} لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا" أي نحتفل به كل حين.
من هذا المنطلق فإن كل ما يعتاده الفرد أو الجماعة- فرحا أو حزنا () - يمارسون فيه شعائر معينة فهو عيد، لذلك يقول النبي ? عن يوم الجمعة " إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ"
والعيد عند المسلمين من جملة الدين الذي تعبدنا الله به، فعيد الأضحى عبادة حتى إن الأكل والشرب في ذلك اليوم عبادة فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? {يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ} ويومئ إليه حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ {أَنَّ النَّبِيَّ ?كَانَ يُفْطِرُ عَلَى تَمَرَاتٍ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمُصَلَّى}.و لذلك فإن الصيام في يومي العيد حرام بالإجماع
ولما كانت الأعياد عبادة لم يجز لأحد أن يزيد عليها أو أن ينقص منها لقول النبي ? {مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ} أي: باطل. وكان النبي ? دائما ما يقول {وكلّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ} وإلى هذا يشير حديث أنس بن مالك {كَانَ لأَهْلِ الجاهليةِ يومانِ في كُلّ سنةٍ يَلْعبونَ فِيهِما فَلمّا قَدِمَ النبيُّ ? المدِينةَ قاَل: "كَانَ لَكمْ يوَمَانِ تَلعَبونَ فِيهِما وَقدْ أَبْدَلَكُمُ اللهُ بِهِما خَيْرا مِنْهُما يَومَ الفطرِ ويومَ الأضْحَى" وفي هذا الحديث فوائد:
1. أنه لا يجوز للمسلمين أن يبتهجوا أو يلعبوا لأجل أعياد الكفار كشم النسيم و رأس السنة ونحوهما حتى ولو كان اللهو مباحا بريئا لأن النبي نهاهم نهيا مطلقا ولم يقل لهم العبوا وافرحوا دون أن تفعلوا حراما
2. قول النبي ? "أبدلكم" يعني أنه لا يجتمع مع أعياد المسلمين أعياد أخرى لأن البدل لا يجتمع مع المبدل منه ()
3. عدم اعتراض الصحابة على أمر النبي أو مناقشته فيه قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
من هنا اتفق العلماء العالِمين على تحريم الاحتفال بأعياد الكافرين () وفيما يلي نذكر أقوال العلماء بإيجاز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/15)
الأحناف: قَالَ ابن نجيم رحمه الله في البحر الرائق (وَالْإِعْطَاءُ بِاسْمِ النَّيْرُوزِ وَالْمِهْرَجَانِ لَا يَجُوزُ) أَيْ الْهَدَايَا بِاسْمِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ حَرَامٌ بَلْ كُفْرٌ وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْكَبِيرُ رحمه الله لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى خَمْسِينَ سَنَةً ثُمَّ جَاءَ يَوْمُ النَّيْرُوزِ وَأَهْدَى إلَى بَعْضِ الْمُشْرِكِينَ بَيْضَةً يُرِيدُ تَعْظِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ وَحَبَطَ عَمَلُهُ. وَقَالَ صَاحِبُ الْجَامِعِ الْأَصْغَرِ: إذَا أَهْدَى يَوْمَ النَّيْرُوزِ إلَى مُسْلِمٍ آخَرَ وَلَمْ يُرِدْ بِهِ تَعْظِيمَ الْيَوْمِ وَلَكِنْ عَلَى مَا اعْتَادَهُ بَعْضُ النَّاسِ لَا يَكْفُرُ وَلَكِنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يَفْعَلَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَاصَّةً وَيَفْعَلُهُ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ لِكَيْ لَا يَكُونَ تَشْبِيهًا بِأُولَئِكَ الْقَوْمِ , وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم {مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ} وَقَالَ فِي الْجَامِعِ الْأَصْغَرِ: رَجُلٌ اشْتَرَى يَوْمَ النَّيْرُوزِ شَيْئًا يَشْتَرِيهِ الْكَفَرَةُ مِنْهُ وَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَشْتَرِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ إنْ أَرَادَ بِهِ تَعْظِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمِ كَمَا تُعَظِّمُهُ الْمُشْرِكُونَ كَفَرَ , وَإِنْ أَرَادَ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالتَّنَعُّمَ لَا يَكْفُرُ.) ()
المالكية: قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: قوله" (وَلَعِبِ نَيْرُوزِ) أَيْ أَنَّ اللَّعِبَ فِي يَوْمِ النَّيْرُوزِ وَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ السَّنَةِ الْقِبْطِيَّةِ مَانِعٌ مِنْ قَبُولِ الشَّهَادَةِ وَهُوَ مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالنَّصَارَى وَيَقَعُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ مِنْ رَعَاعِ النَّاسِ"
الشافعية: قال المُناوي في فيض القدير: " ... قال المظهر "وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ تَعْظِيمَ يَوْمِ النَّيْرُوزِ وَالمِهْرَجَانِ وَنَحْوِهِمَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ"
الحنابلة: قال ابن مفلح في الفروع: وَيُحَرَّمُ شُهُودُ عِيدٍ لِيَهُودَ أَوْ نَصَارَى , لقوله تعالى {وَاَلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} نَقَلَهُ مُهَنَّا ... وَيُحَرَّمُ بَيْعُ مَا يَعْمَلُونَ بِهِ كَنِيسَةً أَوْ تِمْثَالًا وَنَحْوَهُ , قَالَ: وَكُلُّ مَا فِيهِ تَخْصِيصٌ لِعِيدِهِمْ وَتَمْيِيزٌ لَهُ فَلَا أَعْلَمُ خِلَافًا أَنَّهُ مِنْ التَّشَبُّهِ , وَالتَّشَبُّهُ بِالْكُفَّارِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ "
أخيرا: سُئِلَ رحمه الله تعالى عَمَّنْ يَفْعَلُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: مِثْلَ طَعَامِ النَّصَارَى فِي النَّيْرُوزِ. وَيَفْعَلُ سَائِرَ الْمَوَاسِمِ مِثْلَ الْغِطَاسِ , وَالْمِيلَادِ , وَخَمِيسِ الْعَدَسِ , وَسَبْتِ النُّورِ. وَمَنْ يَبِيعُهُمْ شَيْئًا يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى أَعْيَادِهِمْ أَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؟ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي شَيْءٍ , مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ , لَا مِنْ طَعَامٍ , وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ , وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ , وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أَوْ عِبَادَةٍ , وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ , وَلَا الْإِهْدَاءُ , وَلَا الْبَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ. وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوهمْ مِنْ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الْأَعْيَادِ وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ. وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَخُصُّوا أَعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ , بَلْ يَكُونُ يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ لَا يَخُصُّهُ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ. وَأَمَّا إذَا أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ قَصْدًا , فَقَدْ كَرِهَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. وَأَمَّا تَخْصِيصُهُ بِمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فَلَا نِزَاعَ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ. بَلْ قَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ إلَى كُفْرِ مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ الْأُمُورَ , لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ الْكُفْرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/16)
, وَقَالَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: مَنْ ذَبَحَ نَطِيحَةً يَوْمَ عِيدِهِمْ فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ خِنْزِيرًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَنْ تَأَسَّى بِبِلَادِ الْأَعَاجِمِ , وَصَنَعَ نَيْرُوزَهَمْ , وَمِهْرَجَانَهمْ , وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ , وَهُوَ كَذَلِكَ , حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد: عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: {نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْحَرَ إبِلًا بِبُوَانَةَ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنِّي نَذَرْت أَنْ أَنْحَرَ إبِلًا بِبُوَانَةَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ كَانَ فِيهَا مِنْ وَثَنٍ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: لَا , قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوْفِ بِنَذْرِك , فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ} ". فَلَمْ يَأْذَنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِهَذَا الرَّجُلِ أَنْ يُوفِيَ بِنَذْرِهِ مَعَ أَنَّ الْأَصْلَ فِي الْوَفَاءِ أَنْ يَكُونَ وَاجِبًا. حَتَّى أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِ الْكُفَّارِ. وَقَالَ: {لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ} ". فَإِذَا كَانَ الذَّبْحُ بِمَكَانٍ كَانَ فِيهِ عِيدُهُمْ مَعْصِيَةً. فَكَيْفَ بِمُشَارَكَتِهِمْ فِي نَفْسِ الْعِيدِ؟ بَلْ قَدْ شَرَطَ عَلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُومِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالصَّحَابَةُ وَسَائِرُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ لَا يُظْهِرُوا أَعْيَادَهُمْ فِي دَارِ الْمُسْلِمِينَ , وَإِنَّمَا يَعْمَلُونَهَا سِرًّا فِي مَسَاكِنِهِمْ. فَكَيْفَ إذَا أَظْهَرَهَا الْمُسْلِمُونَ أَنْفُسُهُمْ؟ حَتَّى قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " لَا تَتَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأَعَاجِمِ , وَلَا تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ , فَإِنَّ السَّخَطَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ". وَإِذَا كَانَ الدَّاخِلُ لِفُرْجَةٍ أَوْ غَيْرِهَا مَنْهِيًّا عَنْ ذَلِكَ ; لِأَنَّ السَّخَطَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. فَكَيْفَ بِمَنْ يَفْعَلُ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ بِهِ عَلَيْهِمْ , مِمَّا هِيَ مِنْ شَعَائِرِ دِينِهِمْ؟ وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ فِي قوله تعالى: {وَاَلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}. قَالُوا أَعْيَادُ الْكُفَّارِ , فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي شُهُودِهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ , فَكَيْفَ بِالْأَفْعَالِ الَّتِي هِيَ مِنْ خَصَائِصِهَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْنَدِ , وَالسُّنَنِ: أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ} وَفِي لَفْظٍ: {لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا}. وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ. فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي التَّشَبُّهِ بِهِمْ , وَإِنْ كَانَ مِنْ الْعَادَاتِ , فَكَيْفَ التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِيمَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ؟ , وَقَدْ كَرِهَ جُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ - إمَّا كَرَاهَةَ تَحْرِيمٍ , أَوْ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ - أَكْلِ مَا ذَبَحُوهُ لِأَعْيَادِهِمْ وَقَرَابِينِهِمْ إدْخَالًا لَهُ فِيمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ , وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ , وَكَذَلِكَ نَهَوْا عَنْ مُعَاوَنَتِهِمْ عَلَى أَعْيَادِهِمْ بِإِهْدَاءٍ أَوْ مُبَايَعَةِ , وَقَالُوا: إنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَبِيعُوا لِلنَّصَارَى شَيْئًا مِنْ مَصْلَحَةِ عِيدِهِمْ , لَا لَحْمًا , وَلَا دَمًا , وَلَا ثَوْبًا , وَلَا يُعَارُونَ دَابَّةً , وَلَا يَعَاوَنُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِمْ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ شِرْكِهِمْ , وَعَوْنِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَيَنْبَغِي لِلسَّلَاطِينِ أَنْ يَنْهَوْا الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ. لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. ثُمَّ إنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ عَلَى شُرْبِ الْخُمُورِ بِعَصْرِهَا , أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. فَكَيْفَ عَلَى مَا هُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْكُفْرِ؟ وَإِذَا كَانَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ هُوَ فَكَيْفَ إذَا كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ لِذَلِكَ؟ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .. ا. هـ
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[24 - 12 - 05, 10:36 م]ـ
() لكن غلب استعماله فيما يتصل بالفرح والسرور
() أي أصله "أعواد" لكن قلبت الواو ياءً لئلا يلتبس بعود الخشب"
() يدخل في ذلك أربعين الميت والسنوية ونحو ذلك ما اعتاده الناس علاوة على بدعيته أصلا.
() توضيح: نحن مأمورون أن نتوضا بالماء لكن إذا فقدنا الماء فإننا نتوضأ بالتراب هنا الماء مبدل منه والتراب بدل فهل يجوز أن نتوضا بالماء والتراب أو بالتراب في وجود الماء؟ كذلك لا يجوز أن نحتفل بأعياد الكافرين (مبدل منه) ونحن لنا أعياد (بدل)
() يقول ابن القيم " (فصل حكم حضور أعياد أهل الكتاب) وكما أنهم لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالاتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم"
() لكن لا يعني أنه ليس بحرام " قال أبو البركات النسفي الحنفي في كنز الدقائق (والإعطاء باسم النيروز والمهرجان لا يجوز)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/17)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[25 - 12 - 05, 07:53 ص]ـ
http://c.up.c-ar.net/2005/aac23.rar
http://c.up.c-ar.net/2005/9da52.rar
http://c.up.c-ar.net/2005/18692.rar
http://c.up.c-ar.net/2005/d9ab9.rar
http://c.up.c-ar.net/2005/ae346.rar
http://c.up.c-ar.net/2005/607ae.rar
ـ[السعداوي]ــــــــ[26 - 12 - 05, 03:47 ص]ـ
هل يصح الاستدلال بحديث عبادة في الهرج كهجرة إلي
ـ[ابو عمير بن الفضيل]ــــــــ[26 - 12 - 05, 08:38 م]ـ
وقفة مع نهاية العام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -… أما بعد:
أخي الحبيب، لقد وقفت أمام يوميتي لأنزع آخر ورقة بها، آخر يوم من عمر العام المنصرم 1425هـ، وعلى غير عادتي تثاقلت يدي هذه المرة وهي تمتد إليها، وانتابني إحساس نبّه في وجداني شعوراً، ما كنت أعيره اهتماماً على مدى أكثر من 350 يوماً قد انتهت، لقد أحسست بإشفاق عليها، وقد تراءت لي كأنها تحتضر، وترنو إلى يدي في فزع وذل، كأنها تطلب مني أن أمهلها لحظات تودّع فيها هذه الحياة، فعدلت عن نزعها، ورحت أتأمل هذه الورقة الأخيرة، واعترتني رهبة عندما عرفت أنني في الحقيقية بنزعها قد نزعت حزمة من أيام عمري، لأطوي بها سجلّي الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، وبما فيها من خير وشر.
أخي الحبيب، إن هذه اليومية المحتضرة تشبه عمر أي مخلوق، وإنها تتناقص أيامها مثلما تتناقص أعمارنا يوماً بعد يوم، وكما يتناقص بتراكمات الحقب والسنين عمرُ الزمان، وكل المخلوقات في تناقص مطرد حتى تنتهي إلى الزوال {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 26 - 27]، إن كل المخلوقات تنتهي أعمارها، وتمضي حيث شاء الله لها، وتطوى، إلا هذا المخلوق (الإنسان) فإنه الوحيد الذي يبقى متبوعاً بعد رحيله من هذه الدنيا، وموقوفاً للحساب والجزاء.
عدت من ذهولي، وأخذت استحث ذاكرتي القاصرة، علّها تسترجع بعض ما رسب وعلق بها من أحداث العام المنصرم، قبل أن تغمرها دوائر النسيان، ووقفت طويلاً استعرض ذلك الشريط الطويل (العمر)، يا سبحان الله العظيم، إنه شريط عجيب حقاً، فقد اكتظ اكتظاظاً، وأفعم إفعاماً، لقد اكتظ بالحوادث المختلفة، والأحداث المتباينة، والأعمال الحقيرة والجليلة، عنّي وعن غيري ممن لا حصر لهم، من الذين مرّوا أمام عدسة هذا الشريط بالصوت والصورة.
لقد تذكرت هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وما كان فيها من أحداث، وما أحوجنا -أخي الحبيب- ونحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً أن نعيش بقلوبنا وعقولنا ومشاعرنا وواقعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية والتي حوت على الكثير من الدروس والعبر منها على سبيل المثال لا الحصر، قيمة الزمن وأهميته.
فلقد جاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله حق الجهاد، منذ أنزل الله عليه قوله - تعالى -: {يأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 1 - 4]، فكان - صلى الله عليه وسلم - يواصل الليل مع النهار والسر مع الإعلان، وما كان يخشى في الله لومة لائم، ولا كان يردعه عن تبليغ الدعوة تهديد قريش ووعيدها.
واستجاب له منذ البداية صدّيق الأمة أبو بكر من الرجال، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن النساء زوجته خديجة بنت خويلد. واستجاب لأبي بكر: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم - جميعاً وأرضاهم.
وتعهد - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالتربية والتعليم فكان يجمعهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم فيعلمهم ما ينز ل عليه من القران الكريم، ويأمرهم بحسن الأخلاق ويحذرهم من الفسق والشرك والعصيان، وكان - صلى الله عليه وسلم - قدوة لهم في جميع أقواله وأفعاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/18)
وكان للوقت قيمة كبرى عندهم، فكانوا يستغلون أوقاتهم في طاعة الله وفي التزود من علم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفضله، وكانت العقيدة في نفوسهم أهم من المال والأهل والولد، وعندما خيّروا بين الوطن والقبيلة ورغد الحياة وبين خشونة العيش والغربة والتشرد اختاروا صحبة رسول الله والهجرة في سيل الله.
لقد صدق الصحابة رضوان الله عليهم ما عاهدوا الله عليه، وعندما ابتلاهم الله صبروا وضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية، وعندما نادى منادي الجهاد كانوا يتسابقون على الموت في سبيل الله ولسان حالهم يقول {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]
وبعد ثلاثة عشر عاماً من البذل والتضحية أكرم الله - جل وعلا - محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم -، بالنصر وجاءهم من جهة المدينة.
13 عاماً كانت محسوبة بأيامها ولياليها وساعاتها.
13عاماً لا يهنأ المسلمون فيها بلذيذ الطعام والشراب، ولا يصرفهم عن ذكر الله حب الدنيا والتثاقل إلى الأرض.
13 عاماً من العمل الجاد، والتخطيط الدقيق، والتربية الرائعة.
فأين نحن اليوم - أخي الحبيب - من سيرة الرسول وأصحابه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -.
لقد انسلخ عام كامل من أعمارنا .. انسلخ بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه، فماذا قدمنا فيه من أعمال صالحة ندخرها ليوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد؟
إن الجواب أخي الحبيب على هذا السؤال مخجل، ومخجل جداً، ولكن لابد من الاعتراف بالأمر الواقع، فالواحد منا يخرج من بيته في الصباح الباكر، ويمضي سحابة يومه في مدرسته أو جامعته أو عمله، ويعود إلى بيته آخر النهار وقد أضناه التعب فيتناول طعام الغداء ويرتاح قليلاً ثم يمضي بقية اليوم وأول الليل في المذاكرة أو قضاء الأمور المعيشية، ثم ينام، ثم يعود في الصباح وهكذا وهكذا، إنها والله حياة ليست فيها دقائق مخصصة لقراءة القرآن ولتعلم أحكام ديننا وليست فيها دقائق مخصصة لقيام الليل وصلاة السنن والنوافل وليست فيها دقائق مخصصة لحضور مجالس الذكر والمحاضرات وليست فيها أيام لصيام الإثنين والخميس وليست فيها دقائق لبذل المعروف وقضاء حوائج الناس.
أخي الحبيب، لقد شغلتنا دنيانا عن طاعة ربنا، ونحن الذين حذرنا - جل وعلا - منها، قال - تعالى - {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 9 - 11]
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" [رواه البخاري/ الجامع الصحيح 6416].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به» [السلسلة الصحيحة 946]
سوف يسألنا مالك يوم الدين يوم الحشر عن أعمارنا، هل أفنيناها في الأعمال الصالحة والطاعات، أم أفنيناها في اللهو والغفلة والعبث؟ ويسألنا - سبحانه وتعالى - عن أجسامنا هل أبليناها بالصيام والقيام وغض البصر وحفظ السمع واللسان، أم أبليناها في تناول ما لذ وطاب من الطعام والشراب؟ والسائل - جل وعلا - يعرف خفايا أمورنا، ولا يعجزه شي ء في الأرض ولا في السماء.
قال - تعالى - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/19)
أخي الحبيب، إن الكثير من أبناء المسلمين في معظم البلاد العربية والإسلامية يحتفلون بذكرى الهجرة في كل سنة، ولكن للأسف الشديد القليل جداً منهم الذي يعرف الحكمة التي انطوت عليها حادثة الهجرة، فالله - عز وجل - في كتابه العزيز قد أنحى باللائمة على جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا في مكة يصلون ويصومون فقط، ولا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من ذلك من مظاهر الدين لأنهم كانوا تحت سلطة قريش ولا قوة لهم عليها، ثم هم لم يهاجروا إلى قلعة الإسلام ليكونوا من جنودها ويظهروا شعائر دينهم بكل راحة، فأنزل الله فيهم قوله - تعالى - {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [النساء: 97]
فالحكمة أخي الحبيب من الهجرة هي أن الإسلام لا يكتفِ من أهله بالصلاة والصوم فقط، بل يريد منهم مع ذلك أن يطبقوا كل أوامر الله - عز وجل - وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - الظاهرة والباطنة في أنفسهم وفي كل أمور حياتهم اليومية، كما قال - تعالى - {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [البقرة: 208] والسلم هو الإسلام، وقال - تعالى - {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
أخي الحبيب، إن الهجرة باقية لم تنتهِ بعد، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» [رواه أبو داود والنسائي، صحيح الإرواء 1208]
وعن عبد الله بن عمير عن أبيه عن جده، أنه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أفضل الهجرة؟ قال: «من هجر ما حرم الله». [مشكاة المصابيح 3833]
وقال - صلى الله عليه وسلم - في حجه الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم. والمسلم؟ من سلم الناس من لسانه ويده. والمجاهد؟ من جاهد نفسه في طاعة الله. والمهاجر؟ (وهنا الشاهد) من هجر الخطايا والذنوب» [السلسلة الصحيحة 549]
فلابد من الهجرة من ترك الصلاة مع الجماعة والنوم عن الصلوات إلى الصلاة على وقتها مع الجماعة في الصف الأول. ولابد من الهجرة من قراءة المجلات والجرائد التافهة إلى قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته.
ولابد من الهجرة من سماع الأغاني والتلذذ بالغيبة إلى سماع القرآن والمحاضرات المفيدة.
ولابد من الهجرة من النظر المحرم في المجلات والأسواق والقنوات إلى النظر في كتاب الله وسنة رسوله وسيرته وعظمة الله في مخلوقاته.
ولابد من الهجرة من الكذب والغيبة والكلام البذيء إلى ذكر الله - عز وجل - ودعائه والتلذذ بمناجاته.
ولابد من الهجرة من الجلسات الفارغة والتافهة إلى مجالس الذكر وحضور المحاضرات النافعة.
ولابد من الهجرة من أصدقاء السوء سواء كانوا من الأقارب أو من زملاء الدراسة والعمل، الذين يصدون الإنسان عن سلوك طريق الالتزام والهداية، إلى الإخوة الصالحين الذين يدلون على الخير ويعينون المسلم عليه.
وباختصار لا بد من الهجرة من كل ما يغضب الله، إلى كل ما يرضي الله، ومن كل معصية يبغضها الله إلى كل طاعة يحبها الله.
أخي الحبيب، إن بداية العام الهجري الجديد فرصة لكل واحد منّا لكي يفتح صفحة جديدة مع الله - عز وجل -، صفحة بيضاء نقية، يعاهد الله فيها أن يسلك طريق الالتزام والهداية، يعاهد الله فيها أن يكون كتاب الله - عز وجل - جليسه، وذكر الله - عز وجل - أنيسه، وقيام الليل وصيام النهار سبيله، والأخ الصالح في الله نديمه.
صفحة يعاهد الله فيها أن يترك كل معصية تبغضه، وكل أغنية ماجنة من القرآن تحبسه، وكل نظرة محرمة للقلب تقتله، وكل جليس سيء من الله يبعده.
بهذا وهذا وحده نحيي ذكرى الهجرة الشريفة، ونحقق مقاصدها، وهذا هو الفلاح الذي يدعونا إليه المؤذن خمس مرات في كل يوم عندما يدعونا إلى الوقوف بين يدي الله - عز وجل -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/20)
اللهم اجعل عامنا القادم أفضل من عامنا الماضي بتوفيقنا لطاعتك وترك معصيتك يا رب العالمين، اللهم اجعل عامنا القادم فرصة لقبولنا في قافلة العائدين إليك والمنيبين إليك يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ابو عمير بن الفضيل]ــــــــ[26 - 12 - 05, 08:39 م]ـ
كم مضى من عُمُرِك؟؟
العُمُر يمضي سريعاً ..
والعُمُر ما مضى منه لا يعود ..
قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟
قال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة؟
وقال الحسن: إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضي يوم مضي بعضك.
وقال: ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك؛ يوضعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل حتى يسلمانك إلى الآخرة، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً؟
وقال: الموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوي من ورائكم.
وقال داود الطائي: إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تُقدِّم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو، والأمر أعجل من ذلك، فتزوّد لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بَغَتَك.
وكتب بعض السلف إلى أخ له: يا أخي يَخيّل لك أنك مقيم، بل أنت دائب السير، تُساق مع ذلك سوقا حثيثا، الموت متوجِّه إليك، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك فليس بِكَارٍّ عليك حتى يَكُرَّ عليك يوم التغابن.
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر == ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة == ولا سيما إن خاف صولة قاهر
وأنشد بعض السلف:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها == وكل يوم مضي يدني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا == فإنما الربح والخسران في العملِ
[أفاده ابن رجب في جامع العلوم والحِكم]
والعُمُر فيه سؤالان
سؤال عن مرحلة القوة والكسب والإنتاج
وسؤال عن العُمُر جملة
ولذا لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن خمس؛ منها:
عن عمره فيم أفناه؟
وعن شبابه فيم أبلاه؟
فأعِدّ للسؤال جواباً على أن يكون الجواب صواباً
تأمل في عُمُرِك
كم مضى منه؟
وهل انتفعت بما مضى من عُمُرِك؟؟ أو مضى سبهللاً وضاع سُدى؟؟
سأل رجل الإمام الشافعي عن سنه قال: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه، سأل رجل الإمام مالك عن سنه فقال: أقبل على شأنك. ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه؛ لأنه إن كان صغيرا استحقروه، وإن كان كبيرا استهرموه.
تأمل في عُمُرِك
فإن كنت صغيراً فقبيح أن يزول عمرك سريعا في لهو طيش
وإن كنت كبيراً فتدارك ما فات، فما أقبح التصابي من شيخ كبير
أيا نفس ويحك جاء المشيب == فما ذا التصابي؟ وما ذا الغزل؟
تأمل قول القائل:
الناس صنفان ك موتى في حياتهمُ == وآخرون ببطن الأرض أحياءُ
فمن أي الصنفين تريد أن تكون؟
لقد وقفت وطال وقوفي
وتأمّلتُ فما انقضى التأمّل
وكم تعجّبت وأنا أقرأ سيرة ذلك العالم الذي سارت بأخباره الرّكبان
وطوّف بكُتُبه في الآفاق
وقرأها الصغير والكبير
ودَرَّسها العلماء لطلاّب العلم
إنه الشيخ حافظ حكمي - رحمه الله -
صاحب المصنّفات النافعة في العقيدة وغيرها
أتعجّب من سيرته
ومثار العجب أنه وُلِد عام 1342 هـ وتوفي عام 1377هـ
كم كان عمره عندما مات؟؟
لقد كان عمره 35 سنة فقط
ما أعظم أثره على الناس وقد مات في ريعان شبابه
فكيف لو عاش ردحاً من الزمن؟؟
قف مع هذه السيرة، ثم قارنها بسير بعض العلماء الذين لم يطلبوا العلم إلا بعد الأربعين
ليس ثمّ صغير على العلم، كما أنه ليس هناك كبير على العلم والتّعلّم
حتى ذكروا في ترجمة شبل بن عباد المكي أنه طلب العلم بعد الخمسين.
وجاء في سيرة أبي نصر التمار أنه ارتحل في طلب العلم بعد الستّين.
فتأمل في سيرة الشيخ حافظ وكيف بقي أثره في الناس؟ وعمّ نفعه؟
وتأمل في سير أولئك الأخيار الذين طلبوا العلم وتعلموا بعدما كبروا وبقي أثرهم في الناس
فلم يعُد لك عذر في إضاعة عمرك
وينبغي أن تنظر في عمرك مقارنة بأعمار الآخرين.
قال بكر بن عبد الله: إذا رأيت من هو أكبر منك فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني.
فإن كنت صغيرا فلا تقل: إذا كبرت عملت وعملت
وإن كنت كبيراً فماذا تنتظر؟
فليس بعد الكِبَرِ إلا الموت!
فهنيئاً لمن بادر فترك له أثراً يُنتفع به
فاعمل لنفسك قبل موتك ذكرها == فالذِّكر للإنسان عمر ثاني
ـ[فيصل المزني]ــــــــ[27 - 12 - 05, 01:18 م]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنئتنا بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما يفعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر تعرض لمقت الله وسخطه)
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هذا واقع كثير من المسلمين هذه الأيام
كفى بهذه النصوص التي أوردها الأخوة رادعا ً لهم عن مشاركة الكفار أعيادهم
خصوصا ً أنهم يعتقدون أن رأس هذه السنة ولدَ الله ُ
تعالى الله وتقدس عن مايقول الظالمون علوا ً كبيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/21)
ـ[محمد الشنو]ــــــــ[29 - 12 - 05, 10:51 م]ـ
اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 199]
وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهة الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال قال عمر لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلو على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم
وبالإسناد عن الثوري عن عوف عن الوليد أو أبي الوليد عن عبد الله ابن عمرو قال من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة
وروى بإسناده عن البخاري صاحب الصحيح قال قال لي ابن أبي مريم اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 200]
أنبأنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث سمع سعيد ابن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال اجتنبوا أعداء الله في عيدهم
وروى بإسناد صحيح عن أبي أسامة حدثنا عون عن أبي المغيرة عن عبد الله ابن عمرو قال من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة وقال هكذا رواه يحيى بن سعيد وابن أبي عدي وغندر وعبد الوهاب عن عوف بن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو من قوله
وبالإسناد إلى أبي أسامة عن حماد بن زيد عن هشام بن محمد بن سيرين قال أتى علي رضي الله عنه بمثل النيروز فقال ما هذا قالوا يا أمير المؤمنين هذا يوم النيروز قال فاصنعوا كل يوم نيروزا قال أسامة كره رضي الله عنه أن يقول النيروز
قال البيهقي وفي هذا كراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا به وهذا عمر رضي الله عنه نهى عن لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بفعل بعض أفعالهم أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة أو ليس بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد يعرض لعقوبة ذلك
ثم قوله اجتنبوا أعداء الله في عيدهم أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه فكيف بمن عمل عيدهم
وأما عبد الله بن عمرو فصرح أنه من بنى ببلادهم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم
وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 201]
ن الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية لأنه لو لم يكن مؤثرا في استحقاق العقوبة لم يجز جعله جزاء من المقتضى إذ المباح لا يعاقب عليه وليس الذم على بعض ذلك مشروطا ببعض لأن أبعاض ما ذكره يقتضي الذم مفردا
وإنما ذكر والله أعلم من بنى ببلادهم لأنهم على عهد عبد الله بن عمرو وغيره من الصحابة كانوا ممنوعين من إظهار عيدهم بدار الإسلام وما كان أحد من المسلمين يتشبه بهم في عيدهم وإنما كان يتمكن من ذلك بكونه في أرضهم
وأما علي رضي الله عنه فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به فكيف بموافقتهم في العمل
وقد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما في ذلك وذكر أصحابه مسأله العيد
وقد تقدم قول القاضي أبي يعلى مسألة في المنع من حضور أعيادهم
وقال الإمام أبو الحسن الآمدي المعروف بابن البغدادي في كتابه عمدة الحاضر وكفاية المسافر
فصل
لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود نص عليه أحمد في رواية مهنا واحتج بقوله تعالى والذين لا يشهدون الزور قال الشعانين وأعيادهم فأما ما يبيعون في الأسواق في أعيادهم فلا بأس بحضوره نص عليه أحمد في رواية مهنا وقال إنما يمنعون أن يدخلوا عليهم بيعهم وكنائسهم فأما ما يباع في الاسواق من المأكل فلا وإن قصد إلى توفير ذلك وتحسينه لأجلهم
وقال الخلال في جامعه باب في كراهة خروج المسلمين في أعياد المشركين اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 202]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/22)
وذكر عن مهنا قال سألت أحمد عن شهود هذه الأعياد التي تكون عندنا بالشام مثل طور يابور ودير أيوب وأشباهه يشهده المسلمون ويشهدون الأسواق ويجلبون الغنم فيه والبقر والرقيق والبر والشعير وغير ذلك إلا أنهم إنما يدخلون في الأسواق يشترون ولا يدخلون عليهم بيعهم قال إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم وإنما يشهدون السوق فلا بأس وإنما رخص أحمد رحمه الله في شهود السوق بشرط أن لا يدخلوا عليهم بيعهم
فعلم منعه من دخول بيعهم
وكذلك أخذ الخلال من ذلك المنع من خروج المسلمين في أعيادهم فقد نص أحمد على مثل ما جاء عن عمر رضي الله عنه من المنع من دخول كنائسهم في أعيادهم وهو كما ذكرنا من باب التنبيه عن المنع من أن يفعل كفعلهم
وأما الرطانة وتسمية شهورهم بالأسماء العجمية
فقال أبو محمد الكرماني المسمى بحرب باب تسمية الشهور بالفارسية قلت لأحمد فإن للفرس أياما وشهورا يسمونها بأسماء لا تعرف فكره ذلك أشد الكراهة وروى فيه عن مجاهد أنه يكره أن يقال آذرماه وذي ماه قلت فإن كان اسم رجل أسميه به فكرهه وقال وسألت إسحاق قلت تاريخ الكتاب يكتب بالشهور الفارسية مثل آذرماه وذي ماه قال إن لم يكن في تلك الأسامي اسم يكره فأرجو
قال وكان ابن المبارك يكره إيزدان يحلف به وقال لا آمن أن يكون أضيف إلى شيء يعبد وكذلك الأسماء الفارسية
قال وكذلك أسماء العرب كل شيء مضاف
قال وسألت إسحاق مرة أخرى قلت الرجل يتعلم شهور الروم والفرس قال كل اسم معروف في كلامهم فلا بأس
فما قاله أحمد من كراهة هذه الأسماء له وجهان اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 203]
أحدهما إذا لم يعرف معنى الاسم جاز أن يكون معنى محرما فلا ينطق المسلم بما لا يعرف معناه ولهذا كرهت الرقى العجمية كالعبرانية أو السريانية أو غيرها خوفا أن يكون فيها معان لا تجوز
وهذا المعنى هو الذي اعتبره إسحق ولكن إذا علم أن المعنى مكروه فلا ريب في كراهته وإن جهل معناه فأحمد كرهه
وكلام إسحق يحتمل أنه لم يكره
والوجه الثاني كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون
ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر أن يدعي الله أو يذكر بغير العربية
وقد اختلف الفقهاء في أذكار الصلاة هل تقال بغير العربية وهي ثلاث درجات أعلاها القرآن ثم الذكر الواجب غير القرآن كالتحريمة بالإجماع وكالتحليل والتشهد عند من أوجبه ثم الذكر غير الواجب من دعاء أو تسبيح أو تكبير وغير ذلك
فأما القرآن فلا يقرؤه بغير العربية سواء قدر عليها أو لم يقدر عند الجمهور وهو الصواب الذي لا ريب فيه بل قد قال غير واحد إنه يمتنع أن يترجم سورة أو ما يقوم به الإعجاز
واختلف أبو حنيفة وأصحابه في القادر على العربية
وأما الأذكار الواجبة فاختلف في منع ترجمة القرآن هل تترجم للعاجز عن العربية وعن تعلمها وفيه لأصحاب أحمد وجهان
أشبههما بكلام أحمد أنه لا يترجم وهو قول مالك وإسحق
والثاني يترجم وهو قول أبي يوسف ومحمد الشافعي
وأما سائر الأذكار فالمنصوص من الوجهين أنه لا يترجمها ومتى فعل اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 204]
بطلت صلاته وهو قول مالك وإسحاق وبعض أصحاب الشافعي
والمنصوص عن الشافعي أنه يكره ذلك بغير العربية ولا يبطل
ومن أصحابنا من قال له ذلك إذا لم يحسن العربية
وحكم النطق بالعجمية في العبادات من الصلاة والقراءة والذكر كالتلبية والتسمية على الذبيحة وفي العقود والفسوخ كالنكاح واللعان وغير ذلك معروف في كتب الفقه
وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس والشهود كالتواريخ ونحو ذلك فهو منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته أيضا فإنه كره آذرماه ونحوه ومعناه ليس محرما
وأظنه سئل عن الدعاء في الصلاة بالفارسية فكرهه وقال لسان سوء
وهو أيضا قد اخذ بحديث عمر رضي الله عنه الذي فيه النهي عن رطانتهم وعن شهود أعيادهم وهذا قول مالك أيضا فإنه قال لا يحرم بالعجمية ولا يدعو بها ولا يحلف بها وقال نهى عمر عن رطانة الأعاجم وقال إنها خب
فقد استدل بنهي عمر عن الرطانة مطلقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/23)
وقال الشافعي فيما رواه السلفي بإسناد معروف إلى محمد بن عبد الله بن الحكم قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجارا ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجرا إلا تاجرا ولا ينطق بالعربية فيسمى شيئا بالعجمية وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا نقول ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى اقتضاء الصراط [جزء 1 - صفحة 205]
بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية
فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية وهذا الذي ذكره قاله الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين وقد قدمنا عن عمر وعلي رضي الله عنهما ما ذكرناه
وروى أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف حدثنا وكيع عن أبي هلال عن أبي بريدة قال قال عمر ما تعلم الرجل الفارسية إلا خب ولا خب رجل إلا نقضت مروءته
وقال حدثنا وكيع عن ثور عن عطاء قال لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا عليهم كنائسهم فإن السخط ينزل عليهم
وهذا الذي رويناه فيما تقدم عن عمر رضي الله عنه
وقال حدثنا إسماعيل بن علية عن داود بن أبي هند أن محمد بن سعد بن أبي وقاص سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال ما بال المجوسية بعد الحنيفية
وقد روى السلفي من حديث سعيد بن العلاء البرذعي حدثنا إسحاق بن إبراهيم البلخي حدثنا عمر بن هرون البلخي حدثنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق
ورواه أيضا بإسناد آخر معروف إلى أبي سهيل محمود بن عمر العكبري حدثنا محمد بن الحسن بن محمد المقري حدثنا أحمد بن خليل ببلخ حدثنا إسحاق بن ابراهيم الجريري حدثنا عمر بن هارون عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فإنه يورث النفاق
وهذا الكلام يشبه كلام عمر بن الخطاب وأما رفعه فموضع تبين
ونقل عن طائفة منهم أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[01 - 01 - 06, 02:50 ص]ـ
للاسف فإن بعض المسلمين يجاري المحتفلين براس السنة من أهل الملل الأخرى،
من باب التقليد والمحاكاة، أو من باب الجهل، أو غير ذلك،
فطوبى لمن ترك أولئك في غيهم،
ثم صلى لله ركعتين، والقوم غافلون،
ودعا للمسلمين بالتوبة، وهم في اللهو غارقون،
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[ابو هبة]ــــــــ[08 - 12 - 07, 01:34 ص]ـ
^^^^^^^^^^^^^
للتذكير.
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:19 م]ـ
للرفع(55/24)
هل تعلمون شيئاً عن هذا الكتاب من فضلكم؟
ـ[عبدالله السيباني]ــــــــ[29 - 11 - 05, 05:57 م]ـ
إخوتي الأفاضل حفظكم الله وقع في يدي كتاب ((وقفات مع الحركة السلفية)) لمؤلفه عبدالحميد الضيف كيفاجي وهو كتاب فيه نقد للسلفية فهل أحد منكم يعلم رداً كتب عن هذا الكتاب؟ أو عن مؤلفه؟ ولكم جزيل الشكر والتقدير.(55/25)
أولى مشاركات الشيخ الدَّدَوْ في موقع الإسلام اليوم: متى يسوغ تأويل النص؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 06:45 م]ـ
أولى مشاركات الشيخ الدَّدَوْ في موقع الإسلام اليوم
العنوان متى يسوغ تأويل النص؟
المجيب محمد الحسن الدَّدَوْ
الداعية الإسلامي المعروف
التصنيف أصول الفقه /الأحكام وأدلتها/أدلة الأحكام
التاريخ 27/ 10/1426هـ
السؤال
هل هناك ضابط يوضّح لنا متى نؤول نصاً من نصوص القرآن والسنة على غير ظاهره، أو على أنه من المجاز؟ مثل حديث نزول المسيح -عليه السلام- فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، قال فيه الشيخ أبو الأعلى المودودي: "إن النزول على الحقيقة، ولكن قتل الخنزير وكسر الصليب يجب أن تُفهم كتعبيرات مجازية".
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالتأويل هو حمل الدليل المحتمل لمعنيين، أحدهما مرجوح على المعنى المرجوح. فإن كان لدليل يقتضيه، وصدر من مجتهد فهو سائغ. وإلا لم يكن سائغاً.
فتأويل قتل الخنزير -بأن معناه تحريم الخنزير ومنع أكله وتربيته، مما يدل على أن عيسى –عليه السلام- سيأتي مجدِّداً لملة محمد –صلى الله عليه وسلم- لا لملته هو، وتأويله كسر الصليب بأن معناه إبطال دعوى الصلب؛ لأن كل الناس سيرون عيسى عياناً، فيعلمون أنه لم يصلب ولم يقتل- من التأويل السائغ، إلا أنه لا حاجة إليه. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=96123(55/26)
ما رأيكم في من يسألون في المساجد هل ينهرون أم ماذا
ـ[الشمراني]ــــــــ[29 - 11 - 05, 09:02 م]ـ
إخواني الكرام طلاب العلم
السلام عليكم ورحمة الله
كثيرا ما نرى في هذه الأيام من يقف يسأل الناس بعد الصلاة في المساجد حيث يقف يشكو حاله للناس بصوت مرتفع
فلا أدري هل يقاس على ناشد الضالة في المسجد فينهر ويدعى عليه أم يدخل في قول الله عز وجل وأما السائل فلا تنهر.
أرجو ممن لديه في هذا علم أن يفيدنا وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 08:57 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن السؤال فى الجامع هل هو حلال أم حرام أو مكروه وأن تركه أوجب من فعله
فأجاب
الحمد لله أصل السؤال محرم فى المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة فإن كان به ضرورة وسأل فى المسجد ولم يؤذ أحدا بتخطيه رقاب الناس ولا غير تخطيه ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله ولم يجهر جهرا يضر الناس مثل أن يسأل والخطيب يخطب أو وهم يسمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك جاز والله أعلم
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[30 - 11 - 05, 11:05 ص]ـ
يقول الله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا"
وهذا يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة، والله أعلم.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:01 م]ـ
سمعن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة يجيب عن هذا السؤال في إحدى لقاءاته المفتوحة.
قال لا ينهر السائل و لكن يبين له بلين و رفق خطأه. و من تصدق عليه فهو مأجور و من لم يتصدق فلا إثم عليه.
و الله أعلم
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[30 - 11 - 05, 01:41 م]ـ
روابط مفيدة في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7453&highlight=%C8%D0%E1+%C7%E1%DA%D3%CC%CF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20207&highlight=%2A%C7%E1%D3%C4%C7%E1+%C7%E1%E3%D3%CC%CF %2A
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:16 م]ـ
يقول الله تعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا"
وهذا يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة، والله أعلم.
بارك الله فيك أخي
لا يصح الاستدلال بالآية
لأن المقصود بالدعاء هنا هو ما كان صارفه لغير الله مشركاً
والسائل ليس كذلك
وفقك الله
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[01 - 12 - 05, 12:40 م]ـ
أخي الفاضل:
1 - هذا الذي ذكرته هو الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره.
2 - ما الدليل على أن الدعاء المقصود بالدعاء في الآية هو ما كان صارفه لغير الله مشركا؟
ومما يستدل به على منع السؤال في المسجد أيضا: قوله صلى الله عليه وسلم: "من سمع رجلا ينشد ضالته في المسجد فليقل: لا ردّها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا"، هذا لا يسأل الناس مالاً! وإنما يسأل الناس حاجته ضاعت منه هل رآها منكم أحد؟ فنهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فمن باب أولى أن ينهى من يسأل الناس شيئا ليس له.
ومما يستأنس به في هذا الباب: ما يروى من أن هشام بن عبد الملك كان يطوف - مرة - بالبيت الحرام، فلقي سالم بن عبد الله فسلّم عليه، وقال: سلني حاجتك! قال: أني استحي من ربي أن أسأل غيره وأنا في بيته! فلما خرج قال: نحن الآن قد خرجنا من المسجد فسلني حاجتك! قال: من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ قال: من أمر الدنيا فأمر الآخرة لا أملكه! قال: أما الدنيا فما سألتها من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها! (كتاب صفة الصفوة).
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 12:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
ليتك تنقل كلام الشيخ السعدي لنستفيد منه
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:34 م]ـ
بنفسي سألت الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن إعطاء سائل المساجد وحكم منعه
فقال بما معناه:
لا تمنعه وأعطه إلا إذا كنتَ متأكدا أنه يكذب
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:09 م]ـ
أخي الغواص:
لقد خالف الشيخ العثيمين ابن باز في هذه المسألة، وإليك فتواه:
السؤال:
ما هو الموقف من الشحاذين على أبواب المسجد؟ هل نعطيهم أم لا؟ وهل للإمام أن يُسْكت من يقوم ويسأل بعد الصلاة؟.
الجواب:
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله:
أما الشحاذين عند أبواب المساجد من الخارج فلا بأس إذا كانوا صادقين، أما داخل المسجد فيُنهون عن هذا ويقال لهم: اخرج عند الباب.
سؤال:
هل يُعتبر الإمام الذي يُخرجهم مخالفا لقوله تعالى: " وأما السائل فلا تنهر "؟
جواب:
هو ما نهره وإنما أمره بتغيير المكان.
والله أعلم.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( www.islam-qa.com)
والحديث الذي ذكرته سابقا يدل على ما ذهب إليه الشيخ العثيمين رحمه الله، فقول القائل: "لا ردها عليك" لا شك أنه انتهار له وهو يبحث عما هو له، فكيف بمن يسأل الناس شيئا ليس له؟
ثم إن الأمر في هذه الأزمنة المتأخرة زاد عن حده وأصبح ابتزازا، ويغلب على الظن أن أكثر هؤلاء السائلين كاذبون، وتراهم ينتقلون من مسجد لآخر يسألون الناس، ولو كانوا صادقين لبقوا في مساجد أحيائهم إذ الناس يعرفونهم هنالك ويميزون صدقهم من كذبهم، والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/27)
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:23 م]ـ
قال -رحمه الله-: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} ? أي: لا دعاء عبادة، ولا دعاء مسألة، فإن المساجد التي هي أعظم محال العبادة مبنية على الإخلاص لله، والخضوع لعظمته، والاستكانة لعزته.
ـ[الشمراني]ــــــــ[13 - 12 - 05, 10:44 م]ـ
إلى كل من شارك وعقب أشكركم شكرا جزيلا وأسأل الله أن يجعل ما كتبتموه في موازين حسناتكم
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 12 - 05, 07:05 ص]ـ
أخي الغواص:
لقد خالف الشيخ العثيمين ابن باز في هذه المسألة،
.
الشيخ ابن بازحمه الله يرى إن كان هناك تشويش على المصلين أو هناك درس بعد الصلاة فيأمر من يسأل أن لا يسأل في المسجد لذلك بل يأمره بالإستفادة من الدرس أو يذهب خارج المسجد
وقد حصلت لي قصة مع أحد السائلين في المسجد وأعطيته زكاة مالي و زيادة فلامني أحد الأحبة أيام الدراسة في الكلية ولما أخبرته أنها أيضا زكاة لامني أكثر وخاصة أن المبلغ كثير بالنسبة لأحوالنا كطلبة، فصليت مع الشيخ ابن باز فجر يوم الجمعة في مسجد سارة وأخبرته فقال لي جزاك الله خير، فقلت يعني تجزئ الزكاة قال نعم وجزاك الله خير وكررها، فلا زال تكرار كلمة جزاك الله خير يرن في أذني والله إلى اليوم كلما تذكرت هذه القصة
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 12 - 05, 07:25 ص]ـ
السؤال في المسجد
الفتوى رقم (166)
س: حكم السؤال في المساجد، والتقديم لذلك بآيات وأحاديث فيها كثير من الخلط والخطأ فضلا عما يترتب على سؤاله من تخطيه رقاب الناس وقطعه ذكرهم بما يخاطبهم به؟
ج: لايخفى أن المساجد اتخذت لعبادة الله تعالى من صلاة وتلاوة وذكر واعتكاف وتعلم علم وتعليمه وغير ذلك مما يعود نفعه على عموم المسلمين، ولا يجوز استعمالها لغير ذلك كالبيع أو الشراء أو الحديث في شئون الدنيا ونشد الضالة ونحو ذلك مما لاعلاقة له بشئون الدين، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: « من سمع رجلا ينشد في مسجد ضالة، فليقل لاردها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا» ([49]) وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إذا رأ يتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لارد الله عليك».
والسؤال محرم في المسجد وفي غير المسجد إلا للضرورة، فإن كان السائل مضطرا إليه لحاجته، وانتفاء ما يزيل عوزه، ولم يتخط رقاب الناس، ولا كذب فيما يرويه عن نفسه ويذكر من حاله، ولم يجهر بمسألته جهرا يضر بالمصلين؛ كأن يقطع عليهم ذكرهم، أو يسأل والخطيب يخطب أو يسألهم وهم يستمعون علما ينتفعون به أو نحوذلك مما فيه تشويش عليهم في عبادتهم - فلا بأس بذلك، فقد روى أبوداود في سننه عن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله عنه قال: قال رسول الله r: « هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟» فقال أبوبكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل فوجدت كسرة خبز بين يدي عبدالرحمن فأخذتها فدفعتها إليه. قال المنذري: وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي بنحوه.
فهذا الحديث يدل على جواز التصدق في المسجد، وعلى جواز المسألة عند الحاجة، أما إذا كانت مسألة لغير حاجة أو كذب على الناس فيما يذكر من حاله أو أضرَّ بهم في سؤاله فإنه يمنع من السؤال.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6651)
س: يجلس كثير من المشوهين والسائلين في الحرم الشريف بمكة المكرمة يمدون أيديهم للحجاج والزوار والمعتمرين، ولا سيما في الطريق مابين الصفا والمروة، وقد سمعت مرة أنه لايجوز التصدق في المساجد، والسؤال هنا: هل يجوز إعطاء هؤلاء من الصدقات وهم في داخل الحرم، وهل تجوز الصدقة في الحرمين الشريفين خاصة وفي المساجد عامة؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
ج: أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حكم السؤال في المسجد بما نصه: (أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة، فإن كان به ضرورة وسأل في المسجد ولم يؤذ أحدا؛ بتخطيه رقاب الناس، ولا غير تخطيه، ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله، ولم يجهر جهرا يضر الناس مثل أن يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يستمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك جاز والله أعلم).
أما الصدقة في المسجد فلا بأس بها، روى مسلم في صحيحه عن جرير قال: كنا عند رسول الله r في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله r لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ... } إلى آخر الآية: {إن الله كان عليكم رقيبا}، والآية التي في الحشر: {اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله}، «تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره ... » حتى قال: « ... ولو بشق تمرة»، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله r يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله r: « من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» ([50]).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
انتهى من فتاوى اللجنة ج 6 ص 286و287و288
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/28)
ـ[الشمراني]ــــــــ[16 - 12 - 05, 05:20 م]ـ
أخي عبد الله
أشكرك على ما أفدت به
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[25 - 12 - 05, 02:37 ص]ـ
أحد الخطباء في منطقتنا لا يحب أن يسأل أحدٌ في مسجدهِ، وذات مرة وقف رجل مسكين بعد صلاة الجمعة وبدأ يعرض حالته وحاجته، عندها تكلم الإمام بالميكرفون وقال لا أحد يعطيه شيء هؤلاء قد يكونوا إرهابيين!! ويدعمون الإرهاب ..... إلخ فما كان من الرجل إلاّ أن خرج من المسجد وهرب، لأنه لم يكن سعوديًا بل من إحدى الجنسيات العربية.
هرب ولسان حاله يقول: لا بارك الله في ريال جعلني إرهابي!!
والله المستعان ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[26 - 12 - 05, 02:17 م]ـ
أذكر أن شيخنا الشيخ سعد بن ناصر الشثري وفقه الله عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء قد قال: لا يجوز للشخص أن يسأل في المسجد إلا بإذن الإمام، واستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا منع من ينشد الضالة وهي له فكيف بمن يسأل مال غيره، وأما وجه استئذان الإمام فلأن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جرير بن عبدالله في صحيح مسلم لما دخل عليه أولئك النفر الفقراء نادى الصلاة جامعة ثم خطبهم وحضهم على الصدقة ففي هذا دليل على أنه ينبغي أن يكون ذلك بإذنه.
ويقول الشيخ أيضا: إذا سأل الشخص أمام الناس في المسجد بغير إذن الإمام فلا يجوز للناس أن يعطوه لأن في إعطائه إعانة له على الإثم والعدوان.
ويقول أيضا: إن من أعطاه بنية الزكاة فلا يحتسبها لأننا إذا قلنا بتحريم إعطائه فإن النهي يقتضي الفساد كما هو مقرر عند جماعة من الأصوليين.
(تنبيه) هذا كلام الشيخ وفقه الله، وعندي تحفظ على النقطتين الأخيرتين.
ـ[الشمراني]ــــــــ[05 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
أشكر كل من أضاف قولا أو نقل فائدة عن علمائنا الأجلاء
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 12:22 ص]ـ
سؤال الناس في المساجد أمر مرفوض عند وزارة الأوقاف - في الكويت - بغير تزكية من الوزارة!، و لذلك الإمام يمنع من ذلك، و لكن الغالب أن يتم التغاضي عن هذا الأمر، و لكن أرى أن الأمر زاد عن الحد حتى أتى ذلك اليوم، و إذا بنا بعد صلاة المغرب يقوم رجلان، فحكى الأول حاله، و حكى بعده الثاني سوء حاله، فإذا هما اثنان، فالذي سيُعطي يا ترى سيعطي من؟!
لكن أنا أرى أن الحاجة تدعوا لذلك، و المرء يحتاج فلا يعرف ماذا يصنع، و نحن في نعمة و الحمد لله، فلا نشعر بحالهم، فأسأل الله أن يُعينهم، و أن يكفينا و يكفيهم ذلَّ السؤال.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 12:24 ص]ـ
نعاني - أيضا - من وجود من يسأل في المساجد من النساء، تجلس تلك المرأة في الصف الأخير قبيل الباب (داخل المسجد)، و بعد الصلاة ترفع صوتها و تقوم بالدعاء!!
و أذكر مرة أحدهم نصح امرأة و قال لها هذا مسجد الرجال فانتظري في الخارج، فقالت باللهجة العامية " يعني ما نترزق؟ "!(55/29)
ماذا لو أحرمت بالحج ثم لزمتها العدة؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 01:07 ص]ـ
ماذا لو أحرمت المرأة بالحج ثم لزمتها العدة هل ترجع فتعتد أم تمضى فى حجها؟
هذا السؤال أثير فى العام الماضى و ها هو يطرح ثانية هذا العام أيهما يقدم الحج أم العدة
جاء فى المهذب للشيرازى مانصه (فصل: إذا أحرمت بالحج ثم وجبت عليها العدة فإن لم يخش فوات الحج إذا قعدت للعدة لزمها أن تقعد للعدة ثم تحج لأنه يمكن الجمع بين الحقين فلم يجز إسقاط أحدهما بالآخر فإن خشيت فوات الحج وجب عليها المضي في الحج لأنهما استويا في الوجوب و تضييق الوقت و الحج أسبق فقدم)
و ذكر فى المغنى قول أبى حنيفة رحمه الله قال
لزمها المقام وإن فاتها الحج لأنها معتدة فلم يجز لها أن تنشىء سفرا كما لو أحرمت بعد وجوب العدة عليها
و أعترضه بقوله (ولنا أنهما عبادتان استويا في الوجوب وضيق الوقت فوجب تقديم الأسبق منهما كما لو كانت العدة أسبق ولأن الحج آكد لأنه أحد أركان الإسلام والمشقة بتفويته تعظم فوجب تقديمه كما لو مات زوجها بعد أن بعد سفرها إليه)
وهذا هو الراجح والله أعلم لأن المعتدة جاز لها الخروج لعذر فلإن تخرج لإتمام الحج أولى.
ولأن المعتدة إذا خرجت من بيتها لعذر لم تأثم و لم تنقص عدتها.
ولأن المحرمة تجتنب ما تجتنبه المعتدة من زينة وطيب فيمكن الجمع بينهما.
كما أنه فى زماننا هذا يجب النظر الى المصالح والمفاسد فهى أن كانت مقتصرة فيما مضى على فوات وقت الحج ومع ذلك أعتبرها الأئمة فأضف الأن أن الحج قد يتكلف فى بعض البلدان كبلدنا مبالغ طائلة لو ضاعت ربما لا تستطيع أن تحج بعدها أبدا.
فى إنتظار مشاركات إخواننا و تقويم مشايخنا
و نرجوا ممن عنده فتوى أحد العلماء فى المسألة أن يمدنا بها وجزاه الله خيرا
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 11 - 05, 09:44 ص]ـ
وفقك الله.
في مصنف عبد الرزاق - رحمه الله -: (فِي الْمَرْأَةِ تَحُجُّ فِي عِدَّتِهَا
(1)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالْمُطَلَّقَاتِ ثَلَاثًا وَالْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ فِي عِدَّتِهِنَّ. (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أُسَامَةَ عَنْ الْقَاسِمِ وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ عَائِشَةَ أَحَجَّتْ أُمَّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا. (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ تَحُجَّ (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ قَالَ " سَأَلْت عَنْ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا تَحُجَّانِ فِي عِدَّتِهِمَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ , قَالَ حَبِيبٌ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ ذَلِكَ.
مَنْ كَرِهَ لَهَا أَنْ تَحُجَّ فِي عِدَّتِهَا (1)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ رَدَّ نِسْوَةً حَاجَّاتٍ أَوْ مُعْتَمِرَاتٍ حِينَ خَرَجْنَ فِي عِدَّتِهِنَّ. (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: الْمُتَوَفَّى عَنْهَا وَالْمُطَلَّقَةُ ثَلَاثًا لَا تَحُجُّ وَلَا تَعْتَمِرُ وَلَا تَلْبَسُ مُجَسِّدًا. (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَدَّا نِسْوَةً حَاجَّاتٍ وَمُعْتَمِرَاتٍ , حَتَّى اعْتَدَدْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ).
وجاء في المدونة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/30)
(قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الْمَرْأَةَ تَخْرُجُ مَعَ زَوْجِهَا حَاجَّةً مِنْ مِصْرَ فَلَمَّا بَلَغَتْ الْمَدِينَةَ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَوْ مَاتَ عَنْهَا , أَتَنْفُذُ لِوَجْهِهَا أَوْ تَرْجِعُ إلَى مِصْرَ , وَهَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ تُحْرِمَ أَوْ بَعْدَ مَا أَحْرَمَتْ؟ قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الْمَرْأَةِ تَخْرُجُ مِنْ الْأَنْدَلُسِ تُرِيدُ الْحَجَّ فَلَمَّا بَلَغَتْ إفْرِيقِيَّةَ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا. قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: إذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فَأَرَى أَنْ تَنْفُذَ لِحَجِّهَا ; لِأَنَّهَا قَدْ تَبَاعَدَتْ مِنْ بِلَادِهَا , فَاَلَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ هُوَ مِثْلُ هَذَا قُلْتُ لَهُ: فَالطَّلَاقُ وَالْمَوْتُ فِي مِثْلِ هَذَا سَوَاءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ سَوَاءٌ عِنْدِي. سَحْنُونٌ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: حَجَّتْ مَعَنَا امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ تُوفِيَ عِدَّتَهَا , فَلَمَّا بَلَغَتْ الْمَدِينَةَ انْطَلَقَتْ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَتْ: إنِّي حَجَجْتُ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ عِدَّتِي فَقَالَ لَهَا: لَوْلَا أَنَّكِ قَدْ بَلَغْتِ هَذَا الْمَكَانَ لَأَمَرْتُكِ أَنْ تَرْجِعِي قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ لَمْ تَكُنْ تَمْضِي فِي الْمَسِيرِ فِي حَجِّهَا إلَّا مَسِيرَةَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فَهَلَكَ زَوْجُهَا أَوْ طَلَّقَهَا , أَتَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْ حَجِّهَا وَتَعْتَدَّ فِي بَيْتِهَا أَمْ لَا؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: إذَا كَانَ أَمْرًا قَرِيبًا وَهِيَ تَجِدُ ثِقَاتٍ تَرْجِعُ مَعَهُمْ , رَأَيْتُ أَنْ تَرْجِعَ إلَى مَنْزِلِهَا وَتَعْتَدُّ فِيهِ , فَإِنْ تَبَاعَدَ ذَلِكَ وَسَارَتْ مَضَتْ عَلَى حَجِّهَا سَحْنُونٌ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةٍ طَلُقَتْ وَهِيَ حَاجَّةٌ قَالَ: تَعْتَدُّ وَهِيَ فِي سَفَرِهَا قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ مَالِكٍ: فِي اللَّائِي رَدَّهُنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ الْبَيْدَاءِ إنَّمَا هُنَّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَا قَرُبَ مِنْهَا , قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: فَكَيْفَ تَرَى فِي رَدِّهِنَّ؟ قَالَ مَالِكٌ: مَا لَمْ يُحْرِمْنَ فَأَرَى أَنْ يَرْدُدْنَ , فَإِذَا أَحْرَمْنَ فَأَرَى أَنْ يَمْضِينَ لِوَجْهِهِنَّ وَبِئْسَ مَا صَنَعْنَ , وَأَمَّا الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ فَهَلَكَ زَوْجُهَا بِالْمَدِينَةِ وَلَمْ تُحْرِمْ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: هَذِهِ تَنْفُذُ لِحَجِّهَا وَإِنْ لَمْ تُحْرِمْ).
وأما العلامة ابن قدامة - رحمه الله - فقد توسع أكثر في بيان المسألة ... فقال في المغني:
((6404) مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَإِذَا خَرَجَتْ إلَى الْحَجِّ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا , وَهِيَ بِالْقُرْبِ , رَجَعَتْ لِتَقْضِيَ الْعِدَّةَ , فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَبَاعَدَتْ , مَضَتْ فِي سَفَرِهَا , فَإِنْ رَجَعَتْ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ عِدَّتِهَا شَيْءٌ , أَتَتْ بِهِ فِي مَنْزِلِهَا) وَجُمْلَتُهُ أَنَّ الْمُعْتَدَّةَ مِنْ الْوَفَاةِ لَيْسَ لَهَا أَنْ تَخْرُجَ إلَى الْحَجِّ , وَلَا إلَى غَيْرِهِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , رضي الله عنهما. وَبِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَالْقَاسِمُ , وَمَالِكٌ , وَالشَّافِعِيُّ , وَأَبُو عُبَيْدٍ وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ , وَالثَّوْرِيُّ. وَإِنْ خَرَجَتْ , فَمَاتَ زَوْجُهَا فِي الطَّرِيقِ , رَجَعَتْ إنْ كَانَتْ قَرِيبَةً ; لِأَنَّهَا فِي حُكْمِ الْإِقَامَةِ , وَإِنْ تَبَاعَدَتْ , مَضَتْ فِي سَفَرِهَا. وَقَالَ مَالِكٌ: تُرَدُّ مَا لَمْ تُحْرِمْ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْبَعِيدَةَ لَا تُرَدُّ ; لِأَنَّهُ يَضُرُّ بِهَا , وَعَلَيْهَا مَشَقَّةٌ , وَلَا لَهَا مِنْ سَفَرٍ وَإِنْ رَجَعَتْ. قَالَ الْقَاضِي: يَنْبَغِي أَنْ يُحَدَّ الْقَرِيبُ بِمَا لَا تُقْصَرُ فِيهِ الصَّلَاةُ , وَالْبَعِيدُ مَا تُقْصَرُ فِيهِ ; لِأَنَّ مَا لَا تُقْصَرُ الصَّلَاةُ فِيهِ أَحْكَامُهُ أَحْكَامُ الْحَضَرِ. وَهَذَا قَوْلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/31)
أَبِي حَنِيفَةَ , إلَّا أَنَّهُ لَا يَرَى الْقَصْرَ إلَّا فِي مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. فَقَالَ: مَتَى كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَسْكَنِهَا دُونِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ , فَعَلَيْهَا الرُّجُوعُ إلَيْهِ , وَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ لَزِمَهَا الْمُضِيُّ إلَى مَقْصِدِهَا , وَالِاعْتِدَادُ فِيهِ إذَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ دُونَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ , وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ , وَفِي مَوْضِعِهَا الَّذِي هِيَ بِهِ مَوْضِعٌ يُمْكِنُهَا الْإِقَامَةُ فِيهِ , لَزِمَهَا الْإِقَامَةُ , وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهَا الْإِقَامَةُ , مَضَتْ إلَى مَقْصِدِهَا. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إنْ فَارَقَتْ الْبُنْيَانَ , فَلَهَا الْخِيَارُ بَيْنَ الرُّجُوعِ وَالتَّمَامِ ; لِأَنَّهَا صَارَتْ فِي مَوْضِعٍ أَذِنَ لَهَا زَوْجُهَا فِيهِ , وَهُوَ السَّفَرُ , فَأَشْبَهَ مَا لَوْ كَانَتْ قَدْ بَعُدَتْ. وَلَنَا , عَلَى وُجُوبِ الرُّجُوعِ إذَا كَانَتْ قَرِيبَةً , مَا رَوَى سَعِيدٌ , ثنا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَزْوَاجٌ , نِسَاؤُهُنَّ حَاجَّاتٌ أَوْ مُعْتَمِرَاتٌ , فَرَدَّهُنَّ عُمَرُ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ , حَتَّى يَعْتَدِدْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ. وَلِأَنَّهُ أَمْكَنَهَا الِاعْتِدَادُ فِي مَنْزِلهَا قَبْلَ أَنْ يَبْعُدَ سَفَرُهَا , فَلَزِمَهَا , كَمَا لَوْ لَمْ تُفَارِقْ الْبُنْيَانَ. وَعَلَى أَنَّ الْبَعِيدَةَ لَا يَلْزَمُهَا الرُّجُوعُ ; لِأَنَّ عَلَيْهَا مَشَقَّةً وَتَحْتَاجُ إلَى سَفَرٍ فِي رُجُوعِهَا , فَأَشْبَهَتْ مَنْ بَلَغَتْ مَقْصِدَهَا. وَإِنْ اخْتَارَتْ الْبَعِيدَةُ الرُّجُوعَ , فَلَهَا ذَلِكَ إذَا كَانَتْ تَصِلُ إلَى مَنْزِلهَا قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا , وَمَتَى كَانَ عَلَيْهَا فِي الرُّجُوعِ خَوْفٌ أَوْ ضَرَرٌ , فَلَهَا الْمُضِيُّ فِي سَفَرِهَا , كَمَا لَوْ بَعُدَتْ , وَمَتَى رَجَعَتْ , وَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهَا شَيْءٌ , مِنْ عِدَّتِهَا , لَزِمَهَا أَنْ تَأْتِيَ بِهِ فِي مَنْزِلِ زَوْجِهَا , بِلَا خِلَافٍ نَعْلَمُهُ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ أَمْكَنَهَا الِاعْتِدَادُ فِيهِ , فَلَزِمَهَا كَمَا لَوْ لَمْ تُسَافِرْ مِنْهُ.
(6405) فَصْلٌ: وَلَوْ كَانَتْ عَلَيْهَا حِجَّةُ الْإِسْلَامِ , فَمَاتَ زَوْجُهَا , لَزِمَتْهَا الْعِدَّةُ فِي مَنْزِلِهَا وَإِنْ فَاتَهَا الْحَجُّ ; لِأَنَّ الْعِدَّةَ فِي الْمَنْزِلِ تَفُوتُ , وَلَا بَدَلَ لَهَا , وَالْحَجُّ يُمْكِنُ الْإِتْيَانُ بِهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْعَامِ. وَإِنْ مَاتَ زَوْجُهَا بَعْدَ إحْرَامِهَا بِحَجِّ الْفَرْضِ , أَوْ بِحَجِّ أَذِنَ لَهَا زَوْجُهَا فِيهِ , نَظَرْت ; فَإِنْ كَانَ وَقْتُ الْحَجِّ مُتَّسِعًا , لَا تَخَافُ فَوْتَهُ , وَلَا فَوْتَ الرُّفْقَةِ , لَزِمَهَا الِاعْتِدَادُ فِي مَنْزِلِهَا ; لِأَنَّهُ أَمْكَنَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَقَّيْنِ , فَلَمْ يَجُزْ إسْقَاطُ أَحَدِهِمَا , وَإِنْ خَشِيَتْ فَوَاتَ الْحَجِّ , لَزِمَهَا الْمُضِيُّ فِيهِ. وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَلْزَمُهَا الْمُقَامُ وَإِنْ فَاتَهَا الْحَجُّ ; لِأَنَّهَا مُعْتَدَّةٌ , فَلَمْ يَجُزْ لَهَا أَنْ تُنْشِئَ سَفَرًا , كَمَا لَوْ أَحْرَمَتْ بَعْدَ وُجُوبِ الْعِدَّةِ عَلَيْهَا. وَلَنَا , أَنَّهُمَا عِبَادَتَانِ اسْتَوَيَا فِي الْوُجُوبِ , وَضِيقِ الْوَقْتِ , فَوَجَبَ تَقْدِيمُ الْأَسْبَقِ مِنْهُمَا , كَمَا لَوْ كَانَتْ الْعِدَّةُ أَسْبَقَ ; وَلِأَنَّ الْحَجَّ آكَدُ ; لِأَنَّهُ أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ , وَالْمَشَقَّةُ بِتَفْوِيتِهِ تَعْظُمُ , فَوَجَبَ تَقْدِيمُهُ كَمَا لَوْ مَاتَ زَوْجُهَا بَعْدَ أَنْ بَعُدَ سَفَرُهَا إلَيْهِ. وَإِنْ أَحْرَمَتْ بِالْحَجِّ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا , وَخَشِيَتْ فَوَاتَهُ , احْتَمَلَ أَنْ يَجُوزَ لَهَا الْمُضِيُّ إلَيْهِ ; لِمَا فِي بَقَائِهَا فِي الْإِحْرَامِ مِنْ الْمَشَقَّةِ , وَاحْتُمِلَ أَنْ يَلْزَمَهَا الِاعْتِدَادُ فِي مَنْزِلِهَا ; لِأَنَّ الْعِدَّةَ أَسْبَقُ ; وَلِأَنَّهَا فَرَّطَتْ وَغَلِطَتْ عَلَى نَفْسِهَا , فَإِذَا قَضَتْ الْعِدَّةَ , وَأَمْكَنَهَا السَّفَرُ إلَى الْحَجِّ , لَزِمَهَا ذَلِكَ , فَإِنْ أَدْرَكَتْهُ , وَإِلَّا تَحَلَّلَتْ بِعَمَلِ عُمْرَةٍ , وَحُكْمُهَا فِي الْقَضَاءِ حُكْمُ مَنْ فَاتَهُ الْحَجُّ , وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهَا السَّفَرُ , فَحُكْمُهَا حُكْمُ الْمُحْصَرِ , كَاَلَّتِي يَمْنَعُهَا زَوْجُهَا مِنْ السَّفَرِ. وَحُكْمُ الْإِحْرَامِ بِالْعُمْرَةِ كَذَلِكَ , إذَا خِيفَ فَوَاتُ الرُّفْقَةِ أَوْ لَمْ يُخَفْ).(55/32)
ما هو مذهب الشيخ مقبل الوادعي؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو مذهب الشيخ مقبل الوادعي؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:04 م]ـ
سلفي
و تزكيات العلماء له كثيرة.
اللهم ارحمه
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 02:16 م]ـ
رحمه الله
وهو في الفقه ظاهري
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:25 م]ـ
شوكاني
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:36 م]ـ
سلفي
و تزكيات العلماء له كثيرة.
اللهم ارحمه
الأخ عبدالقادر غفر الله لك هذا شئ معروف أن الشيخ مقبل رحمه الله سلفي و يتبع الدليل، و لكن سؤالى ما هو مذهب الشيخ أثناء طلبه للعلم و عندما كان يدرس تلاميذه ما هي كتب المذاهب التى يدرسها أو يوصى طلابه بدراستها؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 12 - 05, 11:06 ص]ـ
ذكر الشيخ أبو الحسن الكتانى فى وصف المحلى أنه كان زيديا ثم تأثر بابن حزم وكان ينكر القياس
لكن ينبغى الرجوع إلى تلامذته فى هذا
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[01 - 12 - 05, 04:53 م]ـ
يا إخواني الشيخ رحمه الله لم يكن ظاهريا و لا شوكانيا بل كان سلفيا أثريا على طريقة أهل الحديث بل كان يصرح بتخطئة ابن حزم في بعض الميائل و له ردود على الشوكاني
و الشيخ لم ينكر القياس بل يرى أنه داخل في الاجتهاد الذي يؤجر صاحبه عند عدم الدليل لكنه ينكر الإلزام به
أو أنه يكون اصلا مع الكتاب و السنة وهو الحق أما عن قول الشيخ بالظاهر فهذا هو الواجب على المسلم أن يحمل نصوص الكتاب و السنة على الظاهر ما لم يرد دليل يقتضي التأويل
و هذا هو الحق الذي ما بعده حق وإلا لماذا تفرقون بين آيات الصفات و آيات الأحكام
ثم ارجو من إخواني أن يحرروا المسائل قبل اتهام الناس بالظاهرية و الشوكانية كما اتهم من قبلهم بالوهابية
ولا حول و لا قوة إلا بالله و ليس ذنبهم إلا أنهم أفردوا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بالاتباع
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 12 - 05, 07:19 م]ـ
الأخ الكريم ماجد
لا يمكن بحال من الأحوال أن تساوي بين مذهب الوادعي رحمه الله و سائر الأمة في أمر القياس .. فضلا عن ان تصفه بعد ذلك بكوه الحق الذي ما بعده حق
فكلنا يقدم الظاهر .. و لكن ما المعني بالظاهر في تحليلنا؟
إن الوادعي رحمه الله تعالى لا يقول بالقياس، و لعلك تجد ذلك في كتاب (إجابة السائل على أهم المسائل)، بل و يلزم العامي أن يسأل عن الدليل، و لا يفرق بينه و بين غيره من المجتهدين.
راجع الكتاب المذكور
أما عن مذهبه الفقهي .. فنقول:
لا يعيبه أن نقول هو ليس بصاحب فقه أصلا، و الحق أحق أن يتبع، فكل من درس شيئا من الفقه لو راجع مؤلفات الشيخ الوادعي رحمه الله تعالى أو ما يصدره من فتاوى لعلم أنه ممن لا يعتد به في هذا الباب.
إلا أننا نقول: عرف عنه أنه محدث بارع. و إن كنت لم أتعامل مع كتبه الحديثية كما تعاملت مع كتب الألباني وأبي غدة و الأرناؤوط فضلا عن المتقدمين.
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 08:28 م]ـ
أوا فق الأخ محمد رشيد تمام الموافقة،ومما يدلك على ذلك أن الشيخ رحمه الله وأدخله فسيح جناته يذكر عن نفسه أنه لم يدرس في الأصول سوى المذكرة في أصول الفقه،وله موقف غريب من العلماء الفقهاء كالشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي فإنه يذكر عنه أنه متعصب للمالكية،والشيخ منها براء.
كما للشيخ مقبل موقفا غريبا من الإجماع يحتاج لتأمل.
ويعلم الله أني لا أقصد تنقصا،بل هو ما يظهر لي ويظهر لكثير من إخواني طلاب العلم ممن له اطلاع على منهج مدرسة دماج والطريقة التي تدرس فيها العلوم.
والله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 12 - 05, 11:22 م]ـ
أشهد الله على ما في قلبي، و الله على ما في قلبي شهيد اني ما حملت على الشيخ مقبل في أمر لما ذكرت ما أرى حول مرتبته الفقهية .. إلا أنني لو كنت أخطئه في أمر ففي كلامه ففي تاليفه (نشر الصحيفة) و هو مما لم يؤثر نهائيا في حكمي عليه من حيث الفروع.
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:44 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
حفظكم الله ورعاكم ...
أرجو من المشرف الفاضل ألاّ يحذف حرفا ممّا سأكتبه ردّا للحقّ إلى نصابه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/33)
وعلم الله - جلّ في علاه -، ثمّ بعض أعضاء الملتقى، أنّني كنت قد قرّرت أن أنقطع عن الكتابة في المنتديات؛ لأسباب ليس هذا مجال ذكرها ... لكن لمّا طفح الكيل، ووقع الويل ... رأيت أنّ ذمّتي لن تبرأ إلاّ بهذا البيان الذي أسأل الله - تعالى - أن يكون مفتاحا للخير، مغلاقا لباب إن ترك مشرعا؛ أدّى إلى خطوب تدمي القلوب ...
وقد أسفت؛ إذ لم أر انتصارا لرجل نصر السّنّة وأهلها، وأمضى حياته مجاهدا بلسانه وبنانه ... غفر الله له، ورحمه، وتجاوز عنّي وعنه ...
لا أكتمكم أنّني رأيت بعض الإخوة قد تجاوز الحدّ في تجريد الشّيخ مقبل من الفقه ... وهذا إجحاف لا يليق بنبيه، وأنا أعلم بعض الأسباب والملابسات التي تحمل على ذلك ... لكن ذلك كلّه لا يحمل اللّبيب أن يركب الصّعب؛ للنّيل من رجل نذر نفسه لنصرة السّنّة وأهلها، وهو بشر يصيب ويخطي ... وإذا بلغ الماء قلّتين؛ لم يحمل ( ... ).
وليعلم الغامز - غير معلّم - أنّ الشّيخ - رحمه الله رحمة واسعة، وكبت وبتّ شانئيه - درس في معهد الحرم المكّيّ سبع سنين، ثمّ درس أربع سنوات في الجامعة الإسلاميّة، بطيبة الطيّبة؛ فحصل على شهادة كلّيتي الشّريعة والدّعوة، وكان من أنجب طلبة الجامعة بشهادة كبار شيوخنا وشيوخه بالجامعة، ثمّ نال درجة العالميّة في حالة تستخرج العَبرة من ذوي العِبرة ... = فرجل يدرس الفقه عند علماء مكّة في زمن كان فيه فحول العلماء في حدود سنة 1385 إلى سنة 1392، ثمّ في المدينة من 1392 إلى سنة 1399 ... ثمّ جرت خطوب وكوائن لست أذكرها ... فظنّ خيرا ولا تسأل عن الخبر ...
لا يقبل البتّة ممّن درس على مقاعد الدّراسة النّظاميّة على (أناس) لا أريد أن أغمس يراعي؛ لتعريتهم = أن يتحكّم ... وأن يعيدها جذعة؛ حربا بين مدرسة أهل الحديث والأثر، ومدرسة أهل الفقه والنّظر = بين مدرسة شعارها التّليد، ومهيعها السّديد الرّشيد:
العلم قال الله قال رسوله ***** قال الصّحابة ليس بالتّمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ***** بين الرّسول ورأي فقيه
وبين مدرسة توغّل كثير من أصحابها في الرّأي، ووصل الأمر ببعض روادها إلى ردّ السّنن، راكبين مهيعا لا أحبّ أن أصفه وأكشفه ...
والمنصف يوقن أنّه قد وقع بين الرّفقاء - الفرقاء - وقائع وكوائن، يعتبر بها اللّبيب، ويتحاماها ويتحاشاها الأريب، ويسعى - جهده - لردم الفصام الذي حيك وحبك بين الفريقين ...
وعقلاء المدرستين لا يرضون بما حصل، ويحصل، من مهاترات، كان يجب أن يوجّه الجهد المستفرغ فيها في حرب الكفرة والفجرة، وأعداء التّوحيد و السّنّة ... وكأنّني بالسّلفيّين الأثريّين: ابن تيميّة الحنبليّ، والذّهبيّ الشّافعيّ، وابن أبي العزّ الحنفيّ - حفيدهما بالتّلمذة -، والشّاطبيّ المالكيّ = كانوا يستحون حين رقمهم بعض ما جرى من الفرقاء، الذين كان يجب أن يسعوا ليكونوا رفقاء ...
ورحم الله الطّحاويّ الحنفيّ القائل في عقيدته السّائرة الطّائرة:
" وعلماء السّلف من السّابقين، ومن بعدهم من التّابعين: أهل الخبر والأثر، وأهل الفقه والنّظر = لا يذكرون إلاّ بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السّبيل ".
ورفع الله درجة مدبّج كتاب " الاتّباع " الذي أحسن التّعليق على سلفه في شرح كتابه، وأبدع في (براعة اختتام) شرح كلامه؛ بذكره قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
والواجب أن نتعاون جميعا على نصرة دين الله - عزّ وجلّ -، وألاّ ننال من أكابرنا، وأن نكون يدا واحدة على أعداء التّوحيد والسّنّة ...
ولا يجوز البتّة لفقيه أن يطعن في محدّث، ولا لمحدّث أن يطعن في فقيه، إلاّ إن خرج عن السّبيل، ويكون الرّدّ بالدّليل، على الرّسم الذي رسمه أئمّة الجرح والتعديل ... وللإمام المعلّميّ اليمنيّ - رحمه الله، وأكرم مأواه - تأصيل وتفصيل لكلّ ما أشرت إليه في كتابه الحفيل الجليل " التّنكيل، بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل " ...
وأرجو ألاّ يطول المراء في هذا، كما قد جرى في مواضيع سابقة ...
ورحم الله امرءا عرف قدره؛ فلم يتجاوزه (1).
وكلامي عن الشّيخ - رحمه الله تعالى - كلام خبير به، عارف به؛ فلست - بحمد الله - ممّن يهرف بما لا يعرف ...
وأرجو - مؤكّدا مشدّدا - ألاّ يقتحم هذا الموضوع من لا ناقة له - فيه - ولا جمل، ولا أتعب رحله ولا ارتحل ... فقد بلينا بأناس يتعشّقون تقحّم المقحمات ...
ومن هذى بعد ذا؛ فلا يلومنّ إلاّ نفسه، وسيعلم أيّ مهلك أوقع فيه نفسه ...
وليعلم أنّ أصل ما كتبته الآن رسالة خاصّة ... ثمّ حوّرتها وعمّمتها؛ لأمور اقتضت ذلك ...
كتبته - وأنا مصدور مفؤود - ناصحا متأثّما؛ فلا يجدنّ النّاصح لنفسه في نفسه موجدة ...
وأرجو التّأمّل - مليّا - في البيتين الظّاهرين في توقيعي ...
---------------------------------------------
(1) لا أصل لهذا مرفوعا، وإن عزاه بعض مجازفي عصرنا إلى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا أثر له حتّى في الكتب التي حشدت وحشرت الأكاذيب الموضوعة، والأخلوقات المصنوعة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/34)
ـ[عادل محمد]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العاصمي على هذه النصيحة الهامة
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:06 م]ـ
أخوتي أسألكم بالله أن يكون حوارنا سويا هادئا فنحن من أمة واحدة نبيها واحد و نحن على خطا أهل السنة و منهجنا واحد فالذي بيننا هو تفهيم و تعليق ليس مشاحنات
و أرجو للجميع التوفيق
ـ[طالبةالعلم]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:55 م]ـ
السلام عليكم
أنا مع الأخ أبوالحسن العسقلاني فنحن أمةواحة والرفق ما كان في شئ إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه وحين أرسل الله موسى إلى فرعون أمره بالقول اللين فجزى الله إخواننا خيرا على إلافادة ولكن رفقا جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:01 ص]ـ
اخوانى ان القول بان فلان ليس من اهل هذا التخصص او انه لا يعتمد عليه فى هذا الفن ليس من القدح بل من احقاق الحق ولابد الا نتعصب لاحد ونذكر قول السلف: الثقة فى الاشخاص ضلال
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:17 ص]ـ
كلام الشيخ العاصمي بارك الله فيه لا أراه خرج عن اللين في شيء، والمخاطَبون بهذا الكلام صدورهم تتسع له كما نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكيهم على الله، فاطمئنا يا أبا الحسن ويا طالبةالعلم ..
رحم الله الشيخ مقبل رحمة واسعة .. وإلى الشيخ محمد رشيد: بارك الله فيك نرجو تفصيلاً لما أجملته بأعلى ..
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:22 ص]ـ
يا سليمان ... تكلّم بعلم، أو اسكت بحلم ... والأمر لا يتعلّق بالتّخصّص، وإنّما البلاء في تناول الأصاغر للأكابر، وفي تقحّم المتقحّمين المقحمات، وأعظم ما أنكرته تجريد الشّيخ من الفقه، والزّعم أنّه ليس بصاحب فقه أصلا!
سبحان الله! من خوّل هؤلاء وأقامهم للكلام فيمن لا يعشرونه؟
أرجو أن تتأمّل - مليّا - فيما سطرته في مشاركتي السّابقة ... ورأيي أن تطوي الثّوب على غرّة، وأن تشتغل أنت ومن في (رتبتك) بالتّفقّه في دين الله تعالى، ودعوا هذا الأمر لأهل العلم الكبار؛ فقد أصبت بالغثيان من غثاء وغثاثة الصّغار ...
ـ[أحمد نادر العسقلاني]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا و أسأل الله لكم التوفيق
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:39 ص]ـ
أظن أن الأخ الذي قال بأن الشيخ درس كل ذلك في الجامعة نفى القول بقلة زاد الشيخ في أصول الفقه
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:55 ص]ـ
...
ـ[أبو توفيق]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:06 ص]ـ
إني لأحبك في الله يا عاصمي.
وأنت يا ذاك هل ما حشرته من كلام -هنالك- بيان حق وإنصاف علم من أعلام الدعوة السلفية أم هو جرأة على المحرمات؟ رويدكم يا فقهاء المذاهب لقد رددناها على أهل التقليد والغلو؛ ولن نمكنكم بإذن الله منها وأنتم أنتم ...
أليس منكم رجل رشيد؟ ...
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:07 ص]ـ
هون عليك أخي العاصمي،وهل تقبل أنت ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في أكابر أهل العلم .... وهل تريد أمثلة على ذلك.
الشيخ نصر السنة وقد توفاه الله تعالى،والشيخ ليس بمعصوم وله منهج خاص به في كثير من القضايا كالكلام في المعاصرين وجرحهم وفيه نوع تسرع ..... وعلى ذلك أمثلة وشواهد تبين منهج الشيخ رحمه الله. ونحن إذا ذكرنا هذا هل معناه أننا نطعن في الشيخ أو ننتقص منه،من الناس للأسف الشديد من يفهم مثل هذا،ونحتاج معه أن نحلف بالأيمان المغلظة أننا نقصد المعنى الفلاني وليس ما قد يتبادر إلى الذهن ..... ونحن نتمنى صادقبن أن تزول هذه الظواهر من المنهج السني وأن ندافع عن الحق مهنما كان لا أن نجعل أسماء الرجال ترسا أمام كل متحدث.
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل.
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:16 ص]ـ
لا تأخذ في بنيّات الطّريق، وعبثا تحاول تغيير مسار ومساق الكلام؛ فأنا أنكر مجازفة من زعم أنّه ليس بصاحب فقه أصلا ... ثمّ أقحمت نفسك تبدي وتظهر أنّك توافقه تمام الموافقة!!!
رويدك يابن أخي ... أقبل على شأنك، واشتغل بنفسك، ودع الأمر لأهل العلم الكبار، وأعط القوس باريها؛ ترح وتسترح ...
وعجيب ممّن له أربع مشاركات، شطرها (!) في غمز من لايعشره هو وسائر عشيرته!
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:21 ص]ـ
أرجو من المشرف غلق الموضوع، فقدر الشيخ مقبل لم ينكره أحد، وقد أبان من تكلم فيه عن مقصده، وأعتقد أننا جميعًا يسعنا أن نكون ممن تركوا المراء وإن كانوا محقين ..
ولشيخنا العاصمي أقول -على وجل-: رويدك رويدك شيخنا الحبيب .. بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..
ـ[أبو توفيق]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:36 ص]ـ
و هذه خامسة كي أخرج من إطلاقك يا عاصمي ...
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:42 ص]ـ
و هذه خامسة كي أخرج من إطلاقك يا عاصمي ...
لا أظن الشيخ العاصمي يقصدك ..
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:44 ص]ـ
أضحك الله سنّك ...
الأمر جدّ ... جلل ...
----------------------------------------------------
أعزّز رأي أخينا أسامة، وتحبيذه غلق الموضوع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/35)
ـ[أبو توفيق]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:52 ص]ـ
وأجل منه أن تنزه نفسك أن ترتع أسفل من هذا يا شيخُ
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:07 ص]ـ
أخي العاصمي،سامحك الله.
أما قولك: ... من لا يعشره هو وسائر عشيرته ...
فتسأل عنها أمام رب البريات،وأترك لإخواني التعليق أتصدر هي وأخواتها من طالب علم ..... بله عضو مميز.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 12 - 05, 03:20 ص]ـ
شيخنا المسدَّد، البحَّاثة المدقق " العاصمي "، جزاك الله عنَّا خيرًا ...
أسأل الله سبحانه وتعالى: أن يجعل ماكتبتَ في ميزان حسناتك ...
---------
الإخوة الأكارم، حفظكم الله (خَلُّوا بيننا وبين شيخنا، لا تَحُولُوا بيننا وبينه، وأعيذكم بالله أن تكونوا من قاطعي طريق الطلب)
-----------------
تقول كاثرين درينكر بوين:
(صُحْبَة العلماء:
إنها أعظم وأجمل صُحبة في العالَم – صُحبة هؤلاء النّابهين الأذكياء " البطيئين في النُّطق " ... ، وما مِن عالمٍ متخصص يُلقي القول على عواهنه، أو يستخف بالحقائق الثابتة، ... ، والأستاذ العالم يَزن كل ما يُقال بميزان دقيق، وهو يَكره الأحكام السريعة المبتسرة، وينفر من الردود الجزافيّة التي تجيء عن سرعة بديهة ولا تنطوي على تعمق في الفكر وصدق وإخلاص للحقيقة ... ) انتهى من " مغامرات مؤرِّخة في أدب التراجم " ص93.
قلتُ: علينا أن نتجوّل في رياض مشاركات الشيخ الفاضل " العاصمي "، ليُعلم مَن هو "الباحث المدقق بطيء النطق"، ومَن هو "المجازف المقلِّد خفيف العقل، سريع النطق" = (؟!).
--------------------
ورحِم الله الشيخ العلّامة " مقبل بن هادي الوادعي "، ونسأل الله لنا ولكم حُسن الخاتمة، وأن لا يضعنا الله تعالى تحت أقدام أهل العلم يوم القيامة.
والله أعلم.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[03 - 12 - 05, 03:53 ص]ـ
أرجو اغلاق الموضوع
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد أرفقت بعض كلام الشيخ مقبل عن القياس والظاهرية من كتاب ((إجابة السائل)) وهي مجموعة من أسئلة أجاب عنها الشيخ
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 04:39 ص]ـ
وهذا كلامه عن الظاهرية من نفس الكتاب
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 04:49 ص]ـ
وسأضيف إن شاء الله إذا وجدت النص من كلام الشيخ ما يوضح رأيه في المذاهب ووصيته للطلاب بكتاب نيل الأوطار للشوكاني رحمه الله
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[03 - 12 - 05, 05:18 ص]ـ
معذرة قد يكون ما أدعوكم لسماعه ليس تحديداً للكلام في الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ولكن مهم جداً سماعه حتى يغلق كل منا هذا الباب على نفسه فلا نتكلم على الشيخ مقبل أو غيره.
وما أدعوكم لسماعه هي محاضرة للشيخ محمد إسماعيل المقدم سئل فيها عن بعض الشيوخ المعاصرين وهي على الرابط التالي وجزاكم الله كل خير:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47163&scholar_id=33&series_id=2558
وإن كان هذا الرابط يشير إلى شريط واحد في السلسله إلا أن ذلك لا يغني عن سماع باقي السلسله (السلفيه شبهات وردود) في حقاً ممتعه.(55/36)
ماذا يعني النفث في الرقية؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال يرد على خاطري كثيرا؛
ماذا يعني النفث في الرقية؟
هل هو للتبرك بالريق؟
وهل هو ثابت إذا: لغير النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 02:27 م]ـ
الاستذكار ج8/ص410
1754 - مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات 1 وينفث 2 قالت فلما اشتد وجعه كنت أنا أقرأ عليه وأمسح عليه بيمينه رجاء بركتها
هكذا روى هذا الحديث جماعة رواة مالك في الموطأ وغير الموطأ بإسناده
وبعضهم قال ويتفل في مكان ينفث
ومنهم من يقول فيه ب قل هو الله أحد الإخلاص 1 والمعوذتين
وقد ذكرنا كثيرا من طرقه وألفاظه في التمهيد
ورواه وكيع عن مالك فاختصره ولم يزد عليه قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث في الرقية وليس في الحديث أكثر من معنى النفث والتفل وتعيين المعوذتين
والتفل ما فيه بصاق يرميه الراقي بريح فمه
وقيل التفل البصاق نفسه والنفث ما لا بصاق فيه
وحدثني خلف بن قاسم قال حدثني يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قال حدثني محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج
وحدثني خلف بن قاسم قال حدثني الحسن بن الخضر قال حدثني أحمد بن شعيب النسائي قالا حدثني إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال حدثني وكيع قال حدثني مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية
وكذلك رواه زيد بن أبي الزرقاء عن مالك بإسناده بلفظ وكيع ذكرناه في التمهيد
قال أبو عمر قد كره التفل والنفث في الرقية جماعة منهم إبراهيم النخعي والضحاك وعكرمة والحكم وحماد
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:03 م]ـ
أخى صالح أما عن قولك
هل هو للتبرك بالريق؟
وهل هو ثابت إذا: لغير النبي صلى الله عليه وسلم.
فليس ثمة الدليل على التخصيص للنبي صلى الله عليه وسلم بل قد جاء فى البخارى عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها.
والتبرك لا بالريق و لكن بالرقية التى خالطت الريق. والله أعلى و أعلم
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:42 م]ـ
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن ميمون الرقي وسهل بن أبي سهل قالوا ثنا وكيع عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية
قال الشيخ الألباني: صحيح سند الحديث ..
حاشية العدوي ج2/ص641
قال عِيَاضٌ وَفَائِدَةُ النَّفْثِ التَّبَرُّكُ بِتِلْكَ الرُّطُوبَةِ أو الْهَوَاءِ الذي مَسَّهُ الذِّكْرُ كما يُتَبَرَّكُ بِغُسَالَةِ ما يُكْتَبُ من الذِّكْرِ وَفِيهِ تَفَاؤُلٌ بِزَوَالِ الْأَلَمِ وَانْفِصَالِهِ كَانْفِصَالِ ذلك النَّفَسِ وَخَصَّ الْمُعَوِّذَاتِ لِمَا فيها من التَّعَوُّذِ من كل مَكْرُوهٍ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا فَفِي الْإِخْلَاصِ كَمَالُ التَّوْحِيدِ وفي الِاسْتِعَاذَةِ من شَرِّ ما خَلَقَ ما يَعُمُّ الْأَشْبَاحَ وَالْأَرْوَاحَ قال ذلك كُلَّهُ شَارِحُ الحديث
الاستذكار ج8/ص410
ورواه وكيع عن مالك فاختصره ولم يزد عليه قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث في الرقية وليس في الحديث أكثر من معنى النفث والتفل وتعيين المعوذتين
والتفل ما فيه بصاق يرميه الراقي بريح فمه
وقيل التفل البصاق نفسه والنفث ما لا بصاق فيه
..
وحدثني خلف بن قاسم قال حدثني الحسن بن الخضر قال حدثني أحمد بن شعيب النسائي قالا حدثني إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال حدثني وكيع قال حدثني مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية
وكذلك رواه زيد بن أبي الزرقاء عن مالك بإسناده بلفظ وكيع ذكرناه في التمهيد
قال أبو عمر قد كره التفل والنفث في الرقية جماعة منهم إبراهيم النخعي والضحاك وعكرمة والحكم وحماد
وقال إبراهيم كانوا يكرهون النفث في الرقى
وقال الضحاك لأبي الهزهاز ارق ولا تنفث
وقال شعبة عن الحكم وحماد أنهما كرها التفل في الرقى
قال أبو عمر ولا حجة مع من كره ذلك إذ قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نفث في الرقى
وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم يد محمد بن حاطب وهو صبي وكان قد اخترقت يده فجعل ينفث عليها وتفل صلى الله عليه وسلم في عيني حبيب بن فديك وهما مبيضتان لا يبصر بهما شيئا فنفث في عينيه فبرأ
وفي حديث يعلى بن مرة نفث على صبي رفعته إليه امرأة
وكان الأسود يكره النفث في الرقية ولا يرى بالنفخ بأسا
ـ[صالح العقل]ــــــــ[30 - 11 - 05, 08:02 م]ـ
لا زالت المسألة بحاجة إلى بحث!
هل هو للتبرك؟
وهل التبرك بريق المسلم ونحوه من آثاره مشروع؛ إذا كان عن إثر قرآن؟ أو ذكر!!
أو يقال هذا خاص بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.
هل تكلم على هذه المسألة ابن تيمية، أو ابن القيم أو أئمة الدعوة؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/37)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 09:59 م]ـ
أخى صالح العقل
قد أجبت عن سؤالك هل هو خاص بالرسول أم لا بحديث عائشة رضى الله عنها أنها هى التى نفثت فهذا يدلك بلا شك ان الأمر ليس مما أختص به النبى صلى الله عليه وسلم.
ثم أعلم أن الأصل عدم التخصيص. ولا نخصص إلا بدليل ... فهل عندك دليل عليه.
أما عن قولك
(وهل التبرك بريق المسلم ونحوه من آثاره مشروع؛ إذا كان عن إثر قرآن؟ أو ذكر!!)
فإجابته فى فعل النبى صلى الله عليه وسلم فقد بين أنه يجوز.
ولا يقبل منك أن تقول ربما هذا خاص بالنبى صلى الله عليه وسلمو لان إدعاء التخصيص لا يعتبر الا بدليل.
ولكن لمزيد من التأكيد على الإباحة فإن فعل عائشة أيضا دليل على الجواز لإقرار النبى صلى الله عليه وسلم لها.
و إن كان عند شىء أخر فأت به.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:06 م]ـ
وهل التبرك بريق المسلم ونحوه من آثاره مشروع؛ إذا كان عن إثر قرآن؟ أو ذكر!!
بريق المسلم ونحوه من أثاره .. !
مثل ماذا؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 05:56 ص]ـ
هي عملية علاجية يجب التقيد بها
على سبيل المثال ...
تبلع - اقراص البندول او الاسبيرو او اسبرين لآلم الراس
يشرب - سائل دواء الكحة
يدهن - بمرهم للامراض الجلدية
يفتح - البطن بالجراحة لاستئصال مرض
إذا لا ينبغي ان نأخذ اقراص الصداع لازالت حساسية الجلد!
وطريقة العلاج في الاسلام له نظم واسس .. على سبيل المثال
الدعاء .. للمريض وان كنت في بلدك نوع من العلاج
الصدقة .. نوع من العلاج
الحجامة .. نوع من العلاج
قراءة القران على المريض .. نوع من العلاج
القراءة القران واحاديث الرقية والنفث - نوع من العلاج
إذا لا ينبغي ايضا هنا الخلط على سبيل المثال ...
قراءة القران وانت في بعيد عن المريض وتقول هذه القراءة تنفع في العلاج
يجب ان يكون المريض بقربك لتنفث عليه بعد القراءة لان القراءة ليس كالدعاء .. فالدعاء للمريض ينفع بأذن الله ولو كنت بعيد
ـ[صالح العقل]ــــــــ[01 - 12 - 05, 11:09 م]ـ
الأصل أن التبرك بالآثار الحسية لغير النبي -صلى الله عليه وسلم- نوع من الشرك.
ما الذي يخرجنا من هذا الأصل؟ إلى غيره.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:59 م]ـ
الأصل أن التبرك بالآثار الحسية لغير النبي -صلى الله عليه وسلم- نوع من الشرك.
ما الذي يخرجنا من هذا الأصل؟ إلى غيره.
هذه ملاحظة جيده من اخينا صالح العقل
بارك الله فيه
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:32 م]ـ
الذى يخرجنا من هذا الأصل هو الحديث الذى نفثت فيه عائشة رضى الله عنها.
مع ملاحظة أن التبرك هنا ليس بالريق المجرد كما بينا من قبل و إنما بالرقية التى خالطته.
و لنا أن النبى صلى الله عليه وسلم علمناه و فعلته عائشة أمامه فأقرها.
فهلم دليل على الحرمة.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[31 - 01 - 08, 12:59 م]ـ
لا شك في جواز النفث لثبوت ذلك في السنة ............................................. ...............................
س: هل هناك دراسات معاصرة لإظهار بعض الحكم والفوائد الإيجابية للنفث؟(55/38)
رجل اغتسل غسلا واجبا فلما وصل الى رجليه احدث السؤال موجه للباحثين في الفقه الحنفي وال
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:41 ص]ـ
رجل اغتسل للجنابة فلما وصل الى رجليه احدث فعند الشافعية والحنابلة انه يغسل رجليه ثم باقي اعضاء الوضوء وهذه المسالة مذكورة في كتب الشافعية والحنابلة الا انه بعد بحثي عنها في كتب الحنفية والمالكية لم استطع الوصول اليها
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:59 م]ـ
أحسن الله إليك.
في الموطأ: (مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ رَأَيْت أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَغْتَسِلُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَقُلْت يَا أَبَتِ أَمَّا يُجْزِيك الْغُسْلُ مِنْ الْوُضُوءِ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أَحْيَانًا أَمَسُّ ذَكَرِي فَأَتَوَضَّأُ).
قال الإمام الباجي في المنتقى: (إنَّمَا كَانَ سُؤَالُ سَالِمٍ أَبَاهُ لَمَّا رَآهُ يَتَوَضَّأُ بَعْدَ غُسْلِهِ وَافْتَتَحَهُ بِالْوُضُوءِ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ إعَادَةَ الْوُضُوءِ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهِ الْوُضُوءَ مَعَ الْغُسْلِ بِرَفْعِ صَغِيرِ الْحَدَثِ وَكَبِيرِهِ وَإِنَّمَا يَتَوَضَّأُ مَعَ الْغُسْلِ عَلَى مَعْنَى تَخْصِيصِ أَعْضَاءِ الطَّهَارَةِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إنَّ الْغُسْلَ يُجْزِيهِ مِنْ الْوُضُوءِ وَلَكِنَّهُ رُبَّمَا مَسَّ ذَكَرَهُ فَتَوَضَّأَ لِذَلِكَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَسَّ ذَكَرَهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ الْمَنِيِّ بَلْ مُرُورُ يَدَيْهِ فِي دَلْكِهِ جَسَدَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِقَصْدٍ وَقَدْ رَوَى مَعْمَرٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.
(مَسْأَلَةٌ): لَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَتَى مَسَّ ذَكَرَهُ إنْ كَانَ فِي حِينِ غُسْلِهِ أَوْ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ فَإِنْ بَعْدَ غُسْلِهِ فَهُوَ حَدَثٌ مُسْتَأْنَفٌ يَحْتَاجُ أَنْ يُجَدِّدَ لَهُ طَهَارَةً وَإِنْ كَانَ حَالَ غُسْلِهِ وَهُوَ الْأَظْهَرُ مِنْ قَوْلِ سَالِمٍ رَأَيْت أَبِي عَبْدَ اللَّهِ يَغْتَسِلُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَلَفْظَةُ ثُمَّ وَإِنْ كَانَ مَوْضُوعُهَا لِلْمُهْلَةِ فَلَا تُسْتَعْمَلُ فِي مِثْلِ هَذَا إلَّا لِلرُّتْبَةِ فَهِيَ بِمَعْنَى الْفَاءِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ مَسَّ ذَكَرُهُ كَانَ حِينَ غُسْلِهِ وَلَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَسُّ ذَلِكَ قَبْلَ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ فَلَا رَيْبَ أَنَّ غُسْلَ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَفْتَقِرُ إلَى نِيَّةٍ لِأَنَّ نِيَّةَ الْغُسْلِ فِي أَوَّلِهِ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَى نِيَّةِ الْوُضُوءِ ثَابِتٌ حُكْمُهَا مَا لَمْ يَغْسِلْ أَعْضَاءَ الْوُضُوءِ وَإِنْ مَسَّ ذَكَرَهُ بَعْدَ وُضُوئِهِ فَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ تَلْزَمَهُ النِّيَّةُ لِلْوُضُوءِ وَمَنَعَ مِنْ ذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ وَالْقَوْلَانِ مَبْنِيَّانِ عَلَى أَصْلٍ اخْتَلَفَ فِيهِ قَوْلُ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ وَهُوَ الْمُتَطَهِّرُ إذَا غَسَلَ عُضْوًا مِنْ أَعْضَاءِ طَهَارَتِهِ فَهَلْ يَطْهُرُ بِتَمَامِ غَسْلِ ذَلِكَ الْعُضْوِ أَمْ لَا يَطْهُرُ إلَّا بِتَمَامِ طَهَارَتِهِ فَإِذَا قُلْنَا أَنَّ الْحَدَثَ لَا يَزُولُ عَنْ ذَلِكَ الْعُضْوِ إلَّا بِتَمَامِ الطَّهَارَةِ لِأَنَّ أَعْضَاءَ الْوُضُوءِ الَّتِي غَسَلَهَا حُكْمُ الْحَدَثِ ثَابِتٌ فِيهَا فَكَانَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يَمَسَّ ذَكَرَهُ قَبْلَ غُسْلِهِ فَحُكْمُ نِيَّةِ الْغُسْلِ بِأَوَّلِهَا لِأَنَّهُ لَا يَأْتِي إلَى الْآنَ بِمُوجِبِهَا وَالْفِعْلِ فَلَا يَحْتَاجُ فِي غُسْلِ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ إلَى تَجْدِيدِ نِيَّةٍ وَإِنْ قُلْنَا إنَّ أَعْضَاءَ الْوُضُوءِ قَدْ طَهُرَتْ وَارْتَفَعَ الْحَدَثُ عَنْهَا بِتَمَامِ إمْرَارِ الْمَاءِ عَلَيْهَا قَبْلَ تَمَامِ الْغُسْلِ فَإِنَّ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ بَعْدَ تَمَامِ وُضُوئِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَأْنِفَ الْوُضُوءَ بِنِيَّةٍ مُسْتَأْنَفَةٍ وَعَلَى هَذَا أَيْضًا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْخِلَافُ فِيمَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ غَسْلِ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ إنْ قُلْنَا إنَّ كُلَّ عُضْوٍ يَزُولُ حَدَثُهُ بِتَمَامِ غَسْلِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ تَجْدِيدِ نِيَّةٍ لِابْتِدَاءِ وُضُوئِهِ وَإِنْ قُلْنَا لَا يَرْتَفِعُ حَدَثُهُ إلَّا بِتَمَامِ وُضُوئِهِ فَحُكْمُ النِّيَّةِ الْأَوَّلُ بَاقٍ فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَجْدِيدِ نِيَّةٍ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 04:59 م]ـ
وفقك الله.
وفي حاشية ابن عابدين 1/ 164 من طبعة الحلبي، على قول الشارح: (لأنه لا يستحب وضواءن للغسل اتفاقا).
قوله: لأنه لا يستحب إلخ) قال العلامة نوح أفندي: بل ورد ما يدل على كراهته. أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < من توضأ بعد الغسل فليس منا > ا هـ تأمل. والظاهر أن عدم استحبابه لو بقي متوضئا إلى فراغ الغسل , فلو أحدث قبله ينبغي إعادته. ولم أره , فتأمل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/39)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[03 - 12 - 05, 08:42 ص]ـ
الاخ (الفهم الصحيح) جزاك الله خيرا على هذا النقل الا ان المسالة غير مطروحة بوضوح في هذين الكتابين وضوحها في كتب الشافعية والحنابلة
ونرجو منكم الافادة
والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 12 - 05, 01:09 م]ـ
ما نقله الأخ الفهم الصحيح عن حاشية ابن عابدين واضح
ومراده كالتالي:
الحنفية متفقون على أنه لا يستحب وضوءان في غسل واحد (تذكر أن الغسل المسنون يكون فيه الوضوء في أوله) فهم لا يستحبون التوضؤ مرتين في غسل واحد، بل نقلوا كراهة ذلك
وأقول ـ محمد رشيد ـ: لعله ـ بجانب الأثر المذكور ـ قياسا على الزيادة على الثلاث في الوضوء
إلا أن الظاهر من عدم الاستحباب، هو في حالة ما لو بقي على وضوئه، فلا فائدة من إعادة الوضوء في نفس الغسل، أما لو أحدث قبل نهاية الغسل، فهنا يكون قد انتقض الوضوء و ينبغي أن يعيد.
ثم يقول ابن عابدين: (ولم أره فتأمل)
يريد بذلك أن هذه اللفتة أو هذا البيان ليس مسطورا في كتب الحنفية التي اطلع عليها ـ على سعة اطلاعه فيها رحمه الله ـ فتأمل هذا البيان و خذ به لأنك لن تجده لغيري.
وهذه طريقته رحمه الله تعالى في كتبه و على الأخص حاشيته (رد المحتار على الدر المختار)
وفقكم الله
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 12 - 05, 02:32 ص]ـ
وفقكم الله:
كنت أظن أخي الفاضل أني بما نقلتُه لك سابقا قد أتيتُك بالفائدة ولازم الفائدة، فالمعذرة ... فلعل هذا النقل عن كتاب يعتمده متأخروا المتأخرين من المالكية ما يفيدك في غرضك أكثر:
قال الشيخ الدردير – رحمه الله - في أقرب المسالك:
(وَيُجْزِئُ عَنْ الْوُضُوءِ وَإِنْ تَبَيَّنَ عَدَمُ جَنَابَتِهِ , مَا لَمْ يَحْصُلْ نَاقِضٌ بَعْدَهُ وَقَبْلَ تَمَامِ الْغُسْلِ): يَعْنِي أَنَّ الْغُسْلَ عَلَى الصِّفَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَوْ عَلَى غَيْرِهَا , يُجْزِئُ عَنْ الْوُضُوءِ وَلَوْ لَمْ يَسْتَحْضِرْ رَفْعَ الْحَدَثِ الْأَصْغَرِ ; لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ رَفْعِ الْأَكْبَرِ رَفْعُ الْأَصْغَرِ - كَعَكْسِهِ فِي مَحَلِّ الْوُضُوءِ كَمَا يَأْتِي , وَلَوْ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ. فَيُصَلِّي بِذَلِكَ الْغُسْلِ مَا لَمْ يَحْصُلْ نَاقِضٌ لِلْوُضُوءِ مِنْ حَدَثٍ كَرِيحٍ , أَوْ سَبَبٍ كَمَسِّ ذَكَرٍ بَعْدَهُ - أَيْ بَعْدَ تَمَامِ الْوُضُوءِ - أَوْ بَعْضِهِ وَقَبْلَ تَمَامِ الْغُسْلِ. فَإِنْ حَصَلَ نَاقِضٌ أَعَادَ مَا فَعَلَهُ مِنْ الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً بِنِيَّةِ الْوُضُوءِ , وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: (وَإِلَّا أَعَادَهُ مَرَّةً بِنِيَّتِهِ): أَيْ الْوُضُوءَ. وَأَمَّا حُصُولُهُ بَعْدَ تَمَامِ الْغُسْلِ فَإِنَّهُ يُعِيدُهُ بِنِيَّتِهِ اتِّفَاقًا مَعَ التَّثْلِيثِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ.
قال محشيه الشيخ الصاوي في بلغة السالك:
قَوْلُهُ: [وَيُجْزِئُ] إلَخْ: ظَاهِرُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَنَّ غُسْلَ الْجِنَايَةِ يُجْزِئُ عَنْ الْوُضُوءِ. وَالْأَوْلَى الْوُضُوءُ بَعْدَ الْغُسْلِ ; لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَسْتَعْمِلُ الْعُلَمَاءُ هَذِهِ الْعِبَارَةَ - أَعْنِي الْإِجْزَاءَ - فِي الْإِجْزَاءِ الْمُجَرَّدِ عَنْ الْكَمَالِ , وَفِيهِ نَظَرٌ. فَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: لَا خِلَافَ فِي الْمَذْهَبِ فِيمَا عَلِمْت أَنَّهُ لَا فَضْلَ فِي الْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ. وَأُجِيبَ: بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِجْزَاءِ بِالنَّظَرِ لِلْأَوْلَوِيَّةِ ; أَيْ أَنَّهُ يُجْزِئُهُ ذَلِكَ الْغُسْلُ إذَا تَرَكَ الْوُضُوءَ ابْتِدَاءً مَعَ مُخَالَفَةِ الْأَوْلَى , وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ يُطَالَبُ بِالْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ كَمَا فَهِمَ الْمُعْتَرِضُ , وَهَذَا الِاعْتِرَاضُ وَالْجَوَابُ وَارِدَانِ عَلَى خَلِيلٍ , وَقَدْ تَبِعَهُ الْمُصَنِّفُ. [لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ رَفْعِ الْأَكْبَرِ] إلَخْ: يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا أَنَّ الْغُسْلَ وَاجِبٌ أَصْلِيٌّ لِكَوْنِهِ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ وَلَوْ بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِ , وَأَمَّا لَوْ كَانَ غَيْرَ وَاجِبٍ كَغُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ - وَلَوْ نَذَرَهُمَا - لَا يُجْزِئُ عَنْ الْوُضُوءِ. وَلَا بُدَّ مِنْ الْوُضُوءِ إذَا أَرَادَ الصَّلَاةَ , مِثَالُ رَفْعِ الْأَكْبَرِ الَّذِي يُجْزِئُ عَنْ الْأَصْغَرِ , كَمَا لَوْ انْغَمَسَ فِي الْمَاءِ وَنَوَى بِذَلِكَ رَفْعَ الْأَكْبَرِ , وَلَمْ يَسْتَحْضِرْ الْأَصْغَرَ ; جَازَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِ. وَنَصَّ ابْنُ بَشِيرٍ: وَالْغُسْلُ يُجْزِئُ عَنْ الْوُضُوءِ ; فَلَوْ اغْتَسَلَ وَلَمْ يَبْدَأْ بِالْوُضُوءِ وَلَا خَتَمَ بِهِ لَأَجْزَأَهُ غُسْلُهُ عَنْ الْوُضُوءِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَيْهِ. هَذَا إنْ لَمْ يُحْدِثْ بَعْدَ غَسْلِ شَيْءٍ مِنْ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ بِأَنْ لَمْ يُحْدِثْ أَصْلًا أَوْ أَحْدَثَ قَبْلَ غَسْلِ شَيْءٍ مِنْ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ. وَأَمَّا إنْ أَحْدَثَ بَعْدَ غَسْلِ شَيْءٍ مِنْهُ , فَإِنْ أَحْدَثَ بَعْدَ تَمَامِ وُضُوئِهِ وَغُسْلِهِ فَهُوَ كَمُحْدِثٍ يَلْزَمُهُ أَنْ يُجَدِّدَ وُضُوءَهُ بِنِيَّةٍ اتِّفَاقًا. وَإِنْ أَحْدَثَ فِي أَثْنَاءِ غُسْلِهِ - فَهَذَا إنْ لَمْ يَرْجِعْ فَيَغْسِلُ مَا غَسَلَ مِنْ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ قَبْلَ حَدَثِهِ - فَإِنَّهُ لَا تُجْزِئُهُ صَلَاتُهُ. وَهَلْ يَفْتَقِرُ هَذَا فِي غَسْلِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَعْضَاءِ وُضُوئِهِ لِنِيَّةٍ , أَوْ تُجْزِئُهُ نِيَّةُ الْغُسْلِ عَنْ ذَلِكَ؟ فِيهِ قَوْلَانِ لِلْمُتَأَخِّرِينَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ: يَفْتَقِرُ إلَى نِيَّةٍ , وَقَالَ الْقَابِسِيُّ: لَا يَفْتَقِرُ إلَى نِيَّةٍ. قَوْلُهُ: [بِنِيَّتِهِ أَيْ الْوُضُوءِ]: أَيْ عَلَى طَرِيقَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ الْقَابِسِيِّ فَلَا يَفْتَقِرُ لَهَا. قَوْلُهُ: [اتِّفَاقًا]: أَيْ مِنْ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَالْقَابِسِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْمَذْهَبِ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/40)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[04 - 12 - 05, 08:14 ص]ـ
الاخ (محمد رشيد) قول ابن عابدين (فلو احدث قبله ينبغي اعادته) غير واضح بان وضو ءه قد انتقض فلعلك تفيدنا بنقل اوضح وقولك (فهنا يكون قد انتقض الوضوء و ينبغي أن يعيد) نقض الوضوء تجب فيه اعادته ولا يقال فيه ينبغي وننتظر منك الافادة بارك الله فيك
الاخ (الفهم الصحيح) هذا عين المطلوب فاني تعبت من البحث عن هذه المسالة في كتب المالكية واذا وجدت من النقول غير هذا فلا تبخل علينا وبارك الله فيك
فائدة متعلقه بالبحث المذكور
الشافعية يلغزون لهذه المسالة بان وضوءا لايجب فيه غسل احد الاعضاء مع كونه مكشوفا الجواب هو هذه المسالة
لانهم يقولون بسقوط غسل الرجلين او غيرها من اعضاء الوضوء في هذه الحالة وهي ان يغتسل ويترك احد اعضاء الوضوء ثم يحدث فانه يغسل العضو المتبقي لتعلق الحدث الاكبر به ثم يرجع لما بقي من اعضاء الوضوء لانتقاض الوضوء فيها
واما الحنابلة فيلغزون لهذه المسالة بسقوط الترتيب من غير عذر وعندهم ان غسل العضو المتبقي هو للحدثين وهو قول بعض الشافعية وان كان الصحيح عندهم هو سقوط فرض الوضوء في هذه الحالة
والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 12 - 05, 08:56 ص]ـ
(فلو احدث قبله ينبغي اعادته) أي لو أحدث قبل نهاية الغسل ينبغي إعادة الوضوء
(فهنا يكون قد انتقض الوضوء و ينبغي أن يعيد) تأتي ينبغي بمعنى الوجوب، و هو واضح، و قد يكون استعماله لهذا المعنى من باب أن المغتسل غير ملزم بالوضوء في هذه اللحظة، إلا إن ارد أن يخرج من مغتسله للصلاة، فهنا يجب عليه أن يتوضأ، فاستعمل لفظ (ينبغي) اي على من ألزم نفسه الصلاة بعد الخروج من المغتسل.
و الله تعالى الموفق
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[04 - 12 - 05, 10:48 ص]ـ
الاخ (محمد رشيد) ينبغي عليه الوضوء في كلام ابن عابدين المذكور لايفهم منه اطلاقا انه يجب عليه الوضوء ولا انه انتقض وضو ءه
قولك (من باب أن المغتسل غير ملزم بالوضوء في هذه اللحظة، إلا إن ارد أن يخرج من مغتسله للصلاة، فهنا يجب عليه أن يتوضأ،) تقدير هذا الكلام غير مناسب في كتاب فق
وابن عابدين في مبحث اخر يقول ان ينبغي بمعنى يطلب اوبمعنى ما يستعمله الفقهاء في مقام البحث فيما لانقل فيه هذا بعد الرجوع للبحث في جامع الفقه في كتاب ابن عابدين
ونرجو منكم الافادة والزيادة
والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 12 - 05, 06:14 م]ـ
تقول أبا سلمان: الاخ (محمد رشيد) ينبغي عليه الوضوء في كلام ابن عابدين المذكور لايفهم منه اطلاقا انه يجب عليه الوضوء ولا انه انتقض وضو ءه
لعل أخانا الفهم الصحيح يوضح لكم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[05 - 12 - 05, 09:14 ص]ـ
للاخ (محمدرشيد) موافق على هذا
وننتظر رد (الفهم الصحيح)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 12 - 05, 04:39 م]ـ
(ابتسامة لأخي الكريم)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 12 - 05, 08:17 م]ـ
وفقكما الله ... ورفع قدركما ...
هنا وقفات .... الأولى: أن الفقهاء - فيما أعلمه - مجمعون على أن من انتقض وضؤه أثناء غسله أنه يجب عليه إعادة الوضوء إذا أراد الصلاة ... ما أظن أحدا ينازع في هذه ...
الثانية: يبدو أن عدم نص الفقهاء الحنفية - حسب بحثنا جميعا القاصر - على هذه الجزئية بعينها = لوضوحها كما ذكر أخونا الفاضل محمد رشيد.
الثالثة: أن قول العلامة ابن عابدين - رحمه الله - لم يكن الغرض منه بيان حكم هذه المسألة خاصة، وإنما وقعت الإشارة إليها عرضا ...
الرابعة: أن قوله: " لم أره " ما أظن الضمير فيه يعود على عدم رؤيته لكلامهم على انتقاض وضوء من أحدث أثناء غسله وقبل تمامه ... وإنما يعود على القيد الذي ذكره لكلام نوح أفندي ... وكأنه يقول: إن هذا القيد يضاف إلى القيدين الآخرين عند السادة الحنفية في عدم استحباب إعادة الوضوء لمن اغتسل غسلا واجبا ... فلا يعيد الوضوء ... إلا إذا صلى به، أو إذا اختلف المجلس ... وكذا يضاف على سبيل الوجوب إعادة الوضوء إذا انتقض قبل تمام غسله ... هكذا فهمتُ قوله، والله أعلم.
الخامسة: وقول العلامة ابن عابدين: < فلو أحدث قبله ينبغي إعادته ... > المتبادر منه أنه يجب عليه ذلك ... لما تقرر عند جماعة الفقهاء من انتقاض الوضوء في هذه الحالة ... و كلمة < ينبغي > وإن كان متأخروا الحنفية يستعملونها للندب = ولكن قد يراد بها الوجوب ... وأما عند متقدميهم؛ فمنهم من يستعملها فيما يعم الواجب ...
ملاحظة: لو يسمح الفاضل أبو سلمان فيذكر لي سبب اهتمامه بهذه المسألة ... وتطلبه للمزيد من أقاويل الفقهاء حولها.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 12 - 05, 09:59 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا للتوضيح أخي الفهم .. و لم أسهب لوضوح المعنى(55/41)
ما معني مثاني
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[30 - 11 - 05, 12:09 م]ـ
مامعني هذه الكلمة
في قولة تعالي (ولقد اتيانكم سبع من المثاني والقران العظيم)
المعروف انها سورة الفاتحة
ولكن لماذا سميت مثاني
قيل لانها تثني بالصلاة ارجوا من يعرف اقوال اخري يذكرها
وجزيتم خيرااا
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:47 م]ـ
من تفسير الطبري
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى السَّبْع الَّذِي أَتَى اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَثَانِي ; فَقَالَ بَعْضهمْ عُنِيَ بِالسَّبْع: السَّبْع السُّوَر مِنْ أَوَّل الْقُرْآن اللَّوَاتِي يُعْرَفْنَ بِالطُّوَل. وَقَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَة مُخْتَلِفُونَ فِي الْمَثَانِي , فَكَانَ بَعْضهمْ يَقُول: الْمَثَانِي هَذِهِ السَّبْع , وَإِنَّمَا سُمِّينَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُنَّ ثُنِّيَ فِيهِنَّ الْأَمْثَال وَالْخَبَر وَالْعِبَر. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16087 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ يُونُس , عَنْ اِبْن سِيرِينَ , عَنْ اِبْن مَسْعُود فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. 16088 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ سَعِيد الْجُرَيْرِيّ , عَنْ رَجُل , عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. 16089 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله. 16090 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا عَمْرو بْن عَوْن , قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْم , عَنْ الْحَجَّاج , عَنْ الْوَلِيد بْن الْعَيْزَار , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: هُنَّ السَّبْع الطُّوَل , وَلَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَد إِلَّا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأُعْطِيَ مُوسَى مِنْهُنَّ اِثْنَتَيْنِ. 16091 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , وَابْن حُمَيْد , قَالَا: ثَنَا جَرِير , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: أُوتِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي الطُّوَل , وَأُوتِيَ مُوسَى سِتًّا , فَلَمَّا أَلْقَى الْأَلْوَاح رُفِعَتْ اِثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ أَرْبَع. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر , قَالَ: ثَنَا جَرِير , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله. 16092 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْن آدَم , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف. قَالَ إِسْرَائِيل: وَذَكَرَ السَّابِعَة فَنَسِيتهَا. 16093 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ: ثَنَا هُشَيْم , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: هِيَ الطُّوَل: الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَيُونُس. * حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ: ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر فِي هَذِهِ الْآيَة: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/42)
الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء وَالْمَائِدَة وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَيُونُس , فِيهِنَّ الْفَرَائِض وَالْحُدُود. * حَدَّثْنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي , عَنْ شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , بِنَحْوِهِ. 16094 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي , عَنْ اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ خَوَّات , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. 16095 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ: ثَنَا هُشَيْم , قَالَ أَبُو بِشْر: أَخْبَرَنَا عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: هُنَّ السَّبْع الطُّوَل. قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِد: هُنَّ السَّبْع الطُّوَل. قَالَ: وَيُقَال: هُنَّ الْقُرْآن الْعَظِيم. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا شَبَّابَة , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَيُونُس , تُثَنَّى فِيهَا الْأَحْكَام وَالْفَرَائِض. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح , قَالَ: ثَنَا هُشَيْم , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: هُنَّ السَّبْع الطُّوَل. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد بْن مَنْصُور , قَالَ: ثَنَا هُشَيْم , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي قَوْله: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَيُونُس. قَالَ: قُلْت: مَا الْمَثَانِي؟ قَالَ: يُثَنَّى فِيهِنَّ الْقَضَاء وَالْقَصَص. * حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَيُونُس. * حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِد الْقُرَشِيّ , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِد , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين. عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , مِثْله. 16096 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ: سَمِعْت لَيْثًا. عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: هِيَ السَّبْع الطُّوَل. * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه , قَالَ: ثَنَا عَبْد الْمَلِك. عَنْ قَيْس , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: هِيَ السَّبْع الطُّوَل. 16097 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثَنَا الْحَسَن قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح. عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} قَالَ: مِنْ الْقُرْآن السَّبْع الطُّوَل السَّبْع الْأُوَل * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا شَبَّابَة , قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله. * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا اِبْن فُضَيْل وَابْن نُمَيْر , عَنْ عَبْد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/43)
الْمَلِك , عَنْ قَيْس , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: هُنَّ السَّبْع الطُّوَل. * حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: السَّبْع الطُّوَل. 16098 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن نُمَيْر , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: هِيَ الْأَمْثَال وَالْخَبَر وَالْعِبَر. 16099 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا اِبْن نُمَيْر , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ خَوَّات , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: هِيَ السَّبْع الطُّوَل , أُعْطِيَ مُوسَى سِتًّا , وَأُعْطِيَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعًا. 16100 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول: ثَنَا عُبَيْد , قَالَ. سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} يَعْنِي السَّبْع الطُّوَل. وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِذَلِكَ: سَبْع آيَات ; وَقَالُوا: هُنَّ آيَات فَاتِحَة الْكِتَاب , لِأَنَّهُنَّ سَبْع آيَات. وَهُمْ أَيْضًا مُخْتَلِفُونَ فِي مَعْنَى الْمَثَانِي , فَقَالَ بَعْضهمْ: إِنَّمَا سُمِّينَ مَثَانِي لِأَنَّهُنَّ يُثَنَّيْنَ فِي كُلّ رَكْعَة مِنْ الصَّلَاة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16101 - حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ سَعِيد الْجُرَيْرِيّ , عَنْ أَبِي نَضْرَة , قَالَ: قَالَ رَجُل مِنَّا يُقَال لَهُ جَابِر أَوْ جُوَيْبِر: طَلَبْت إِلَى عُمَر حَاجَة فِي خِلَافَته , فَقَدِمْت , الْمَدِينَة لَيْلًا , فَمَثَلْت بَيْن أَنْ أَتَّخِذ مَنْزِلًا وَبَيْن الْمَسْجِد , فَاخْتَرْت الْمَسْجِد مَنْزِلًا. فَأَرِقْت نَشْوًا مِنْ آخِر اللَّيْل , فَإِذَا إِلَى جَنْبِي رَجُل يُصَلِّي يَقْرَأ بِأُمِّ الْكِتَاب ثُمَّ يُسَبِّح قَدْر السُّورَة ثُمَّ يَرْكَع وَلَا يَقْرَأ , فَلَمْ أَعْرِفهُ حَتَّى جَهَرَ , فَإِذَا هُوَ عُمَر , فَكَانَتْ فِي نَفْسِي , فَغَدَوْت عَلَيْهِ فَقُلْت: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ حَاجَة مَعَ حَاجَة! قَالَ: هَاتِ حَاجَتك! قُلْت: إِنِّي قَدِمْت لَيْلًا فَمَثَلْت بَيْن أَنْ أَتَّخِذ مَنْزِلًا وَبَيْن الْمَسْجِد , فَاخْتَرْت الْمَسْجِد , فَأَرِقْت نَشْوًا مِنْ آخِر اللَّيْل , فَإِذَا إِلَى جَنْبِي رَجُل يَقْرَأ بِأُمِّ الْكِتَاب ثُمَّ يُسَبِّح قَدْر السُّورَة ثُمَّ يَرْكَع وَلَا يَقْرَأ , فَلَمْ أَعْرِفهُ حَتَّى جَهَرَ , فَإِذَا هُوَ أَنْتَ , وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَفْعَل قِبَلنَا. قَالَ: وَكَيْف تَفْعَلُونَ؟ قَالَ: يَقْرَأ أَحَدنَا أُمّ الْكِتَاب , ثُمَّ يَفْتَتِح السُّورَة فَيَقْرَؤُهَا. قَالَ: مَا لَهُمْ يَعْلَمُونَ وَلَا يَعْمَلُونَ؟ مَا لَهُمْ يَعْلَمُونَ وَلَا يَعْمَلُونَ؟ مَا لَهُمْ يَعْلَمُونَ وَلَا يَعْمَلُونَ؟ وَمَا تَبْغِي عَنْ السَّبْع الْمَثَانِي وَعَنْ التَّسْبِيح صَلَاة الْخَلْق!. * حَدَّثَنِي طُلَيْق بْن مُحَمَّد الْوَاسِطِيّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيد , عَنْ الْجُرَيْرِيّ , عَنْ أَبِي نَضْرَة , عَنْ جَابِر أَوْ جُوَيْبِر , عَنْ عُمَر بِنَحْوِهِ , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ يَقْرَأ الْقُرْآن مَا تَيَسَّرَ أَحْيَانًا , وَيُسَبِّح أَحْيَانًا , مَا لَهُمْ رَغْبَة عَنْ فَاتِحَة الْكِتَاب , وَمَا يَبْتَغِي بَعْد الْمَثَانِي وَصَلَاة الْخَلْق التَّسْبِيح. 16102 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ: ثَنَا يَحْيَى , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ عَبْد خَيْر , عَنْ عَلِيّ , قَالَ: السَّبْع الْمَثَانِي: فَاتِحَة الْكِتَاب. * حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ: ثَنَا حَفْص بْن عُمَر , عَنْ الْحَسَن بْن صَالِح وَسُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ عَبْد خَيْر , عَنْ عَلِيّ مِثْله. * حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ عَبْد خَيْر , عَنْ عَلِيّ مِثْله. * حَدَّثَنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/44)
اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي ; وَحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد جَمِيعًا , عَنْ سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ , عَنْ عَبْد خَيْر , عَنْ عَلِيّ , مِثْله. 16103 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن وَكِيع , قَالَا: ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ: ثَنَا هِشَام , عَنْ اِبْن سِيرِينَ , قَالَ: سُئِلَ اِبْن مَسْعُود عَنْ سَبْع مِنْ الْمَثَانِي , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16104 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ: ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُس , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. قَالَ: وَقَالَ اِبْن سِيرِينَ عَنْ اِبْن مَسْعُود: هِيَ فَاتِحَة الْكِتَاب. * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا عَمْرو بْن عَوْن , قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْم , عَنْ يُونُس , عَنْ اِبْن سِيرِينَ , عَنْ اِبْن مَسْعُود: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16105 - حَدَّثَنِي سَعِيد بْن يَحْيَى الْأُمَوِيّ , قَالَ: ثَنِي أَبِي , قَالَ: ثَنَا اِبْن جُرَيْج , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: هِيَ فَاتِحَة الْكِتَاب. فَقَرَأَهَا عَلَيَّ سِتًّا , ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم الْآيَة السَّابِعَة. قَالَ سَعِيد: وَقَرَأَهَا اِبْن عَيَّاش عَلَيَّ كَمَا قَرَأَهَا عَلَيْك , ثُمَّ قَالَ الْآيَة السَّابِعَة: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ اِبْن عَبَّاس: قَدْ أَخْرَجَهَا اللَّه لَكُمْ وَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلكُمْ. 16106 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: أَخْبَرَنِي اِبْن جُرَيْج , أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: قَالَ لِي اِبْن عَبَّاس: فَاسْتَفْتَحَ بِبَسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم! ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَة الْكِتَاب , ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} 16107 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثَنِي أَبِي , قَالَ: ثَنِي عَمِّي , قَالَ: ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} يَقُول: السَّبْع: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ , وَالْقُرْآن الْعَظِيم. وَيُقَال هُنَّ السَّبْع الطُّوَل , وَهُنَّ الْمِئُون. 16108 - حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16109 - حَدَّثَنِي عِمْرَان بْن مُوسَى الْقَزَّاز , قَالَ: ثَنَا عَبْد الْوَارِث , قَالَ: ثَنَا إِسْحَاق بْن سُوَيْد , عَنْ يَحْيَى بْن يَعْمَر وَعَنْ أَبِي فَاخِتَة فِي هَذِهِ الْآيَة: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} قَالَا: هِيَ أُمّ الْكِتَاب. * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا وَهْب بْن جَرِير , قَالَ: ثَنَا شُعْبَة , عَنْ السُّدِّيّ عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُول: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ , هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي. 16110 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى , قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ: ثَنَا شُعْبَة , قَالَ: سَمِعْت الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن , يُحَدِّث عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب , أَنَّهُ قَالَ: السَّبْع الْمَثَانِي: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ. 16111 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب سَبْع آيَات. قُلْت لِلرَّبِيع: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: السَّبْع الطُّوَل. فَقَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/45)
: لَقَدْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ الطُّوَل شَيْء. 16112 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنِي حَجَّاج , عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ الْمَثَانِي لِأَنَّهُ يُثَنِّي بِهَا كُلَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن قَرَأَهَا. فَقِيلَ لِأَبِي الْعَالِيَة: إِنَّ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم يَقُول: هِيَ السَّبْع الطُّوَل. فَقَالَ: لَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَة سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَمَا أُنْزِلَ شَيْء مِنْ الطُّوَل. 16113 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان ; وَحَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي جَمِيعًا , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْحَسَن بْن عُبَيْد اللَّه , عَنْ إِبْرَاهِيم , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. * حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا سُفْيَان , عَنْ الْحَسَن بْن عُبَيْد اللَّه , عَنْ إِبْرَاهِيم مِثْله. 16114 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان ; وَحَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي ; وَحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد جَمِيعًا , عَنْ هَارُون بْن أَبِي إِبْرَاهِيم الْبَرْبَرِيّ , عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر , قَالَ: السَّبْع مِنْ الْمَثَانِي: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16115 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ أَبِي مُلَيْكَة: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. قَالَ: وَذِكْر فَاتِحَة الْكِتَاب لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تُذْكَر لِنَبِيٍّ قَبْله. 16116 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , عَنْ لَيْث , عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب , فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16117 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي خِدَاش , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد , قَالَ: ثَنَا هَارُون الْبَرْبَرِيّ , عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر اللَّيْثِيّ فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: هِيَ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ. 16118 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ: ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ: سَأَلْت الْحَسَن , عَنْ قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} قَالَ: هِيَ فَاتِحَة الْكِتَاب. ثُمَّ سُئِلَ عَنْهَا وَأَنَا أَسْمَع , فَقَرَأَهَا: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ , حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرهَا , فَقَالَ: تُثَنَّى فِي كُلّ قِرَاءَة. 16119 - حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. * حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا شَرِيك , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. 16120 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُنَّ فَاتِحَة الْكِتَاب , وَأَنَّهُنَّ يُثَنَّيْنَ فِي كُلّ قِرَاءَة. * حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب تُثَنَّى فِي كُلّ رَكْعَة مَكْتُوبَة وَتَطَوُّع. 16121 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد وَحَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/46)
: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ اِبْن عَبَّاس عَنْ السَّبْع الْمَثَانِي , فَقَالَ: أُمّ الْقُرْآن. قَالَ سَعِيد: ثُمَّ قَرَأَهَا , وَقَرَأَ مِنْهَا: {بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم}. قَالَ أَبِي: قَرَأَهَا سَعِيد كَمَا قَرَأَهَا اِبْن عَبَّاس , وَقَرَأَ فِيهَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم. قَالَ سَعِيد: قُلْت لِابْنِ عَبَّاس: فَمَا الْمَثَانِي؟ قَالَ: هِيَ أُمّ الْقُرْآن , اِسْتَثْنَاهَا اللَّه لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَفَعَهَا فِي أُمّ الْكِتَاب , فَذَخَرَهَا لَهُمْ حَتَّى أَخْرَجَهَا لَهُمْ , وَلَمْ يُعْطِهَا لِأَحَدٍ قَبْله. قَالَ: قُلْت لِأَبِي: أَخْبَرَكَ سَعِيد أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَهُ: " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم " آيَة مِنْ الْقُرْآن؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ اِبْن جُرَيْج: قَالَ عَطَاء: فَاتِحَة الْكِتَاب , وَهِيَ سَبْع بِبَسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , وَالْمَثَانِي: الْقُرْآن. 16122 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ: ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ عَطَاء , أَنَّهُ قَالَ: السَّبْع الْمَثَانِي: أُمّ الْقُرْآن. 16123 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ: ثَنَا عَبْد اللَّه الْعَتَكِيّ , عَنْ خَالِد الْحَنَفِيّ قَاضِي مَرْو فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: فَاتِحَة الْكِتَاب. وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِالسَّبْع الْمَثَانِي مَعَانِي الْقُرْآن. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16124 - حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حَبِيب الشَّهِيد الشَّهِيدِيّ , قَالَ: ثَنَا عَتَّاب بْن بَشِير , عَنْ خُصَيْف , عَنْ زِيَاد بْن أَبِي مَرْيَم , فِي قَوْله: {سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي} قَالَ: أَعْطَيْتُك سَبْعَة أَجْزَاء: مُرْ , وَانْهَ , وَبَشِّرْ , وَأَنْذِرْ , وَاضْرِبْ الْأَمْثَال , وَاعْدُدْ النِّعَم , وَآتَيْتُك نَبَأ الْقُرْآن. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا عُنِيَ بِالسَّبْع الْمَثَانِي فَاتِحَة الْكِتَاب: الْمَثَانِي هُوَ الْقُرْآن الْعَظِيم. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16125 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا عِمْرَان بْن عُيَيْنَة , عَنْ حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك , قَالَ: الْقُرْآن كُلّه مَثَانِي. * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ: ثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك , قَالَ: الْقُرْآن كُلّه مَثَانِي. 16126 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَد , قَالَ: ثَنَا عُبَيْد أَبُو زَيْد , عَنْ حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك , قَالَ: الْقُرْآن مَثَانِي. وَعَدَّ الْبَقَرَة , وَآل عِمْرَان , وَالنِّسَاء , وَالْمَائِدَة , وَالْأَنْعَام , وَالْأَعْرَاف , وَبَرَاءَة. 16127 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , وَعَنْ اِبْن طَاوُس , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: الْقُرْآن كُلّه يُثَنَّى. 16128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: قَالَ: ثَنِي أَبِي , قَالَ: ثَنِي عَمِّي , قَالَ: ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: الْمَثَانِي: مَا ثُنِّيَ مِنْ الْقُرْآن , أَلَمْ تَسْمَع لِقَوْلِ اللَّه ـ تَعَالَى ذِكْره ـ: {اللَّه نَزَّلَ أَحْسَن الْحَدِيث كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِي} 39 23 16129 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: ثَنَا عُبَيْد , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول: الْمَثَانِي: الْقُرْآن , يَذْكُر اللَّه الْقِصَّة الْوَاحِدَة مِرَارًا , وَهُوَ قَوْله: {نَزَّلَ أَحْسَن الْحَدِيث كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِي} وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ , قَوْل مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِالسَّبْع الْمَثَانِي السَّبْع اللَّوَاتِي هُنَّ آيَات أُمّ الْكِتَاب , لِصِحَّةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/47)
الْخَبَر بِذَلِكَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي: 16130 - حَدَّثَنَا يَزِيد بْن مَخْلَد بْن خِدَاش , الْوَاسِطِيّ , قَالَ: ثَنَا خَالِد بْن عَبْد اللَّه , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق , عَنْ الْعَلَاء , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمّ الْقُرْآن السَّبْع الْمَثَانِي الَّتِي أُعْطِيتهَا ". 16131 - حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْمِقْدَام الْعِجْلِيّ , قَالَ: ثَنَا يَزِيد بْن زُرَيْع , قَالَ: ثَنَا رَوْح بْن الْقَاسِم , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " إِنِّي أُحِبّ أَنْ أُعَلِّمك سُورَة لَمْ يَنْزِل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا ". قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُول اللَّه , قَالَ: " إِنَى لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُج مِنْ هَذَا الْبَاب حَتَّى تَعْلَمهَا ". ثُمَّ أَخَذَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي يُحَدِّثنِي , فَجَعَلْت أَتَبَاطَأ مَخَافَة أَنْ يَبْلُغ الْبَاب قَبْل أَنْ يَنْقَضِي الْحَدِيث ; فَلَمَّا دَنَوْت قُلْت: يَا رَسُول اللَّه مَا السُّورَة الَّتِي وَعَدْتنِي؟ قَالَ: " مَا تَقْرَأ فِي الصَّلَاة؟ " فَقَرَأْت عَلَيْهِ أُمّ الْقُرْآن , فَقَالَ: " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا , إِنَّهَا السَّبْع مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أُعْطِيته ". 16132 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا زَيْد بْن حُبَاب الْعُكْلِيّ , قَالَ: ثَنَا مَالِك بْن أُنَيْس , قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَعْقُوب مَوْلًى لِعُرْوَة , عَنْ أَبِي سَعِيد مَوْلَى عَامِر بْن فُلَان , أَوْ اِبْن فُلَان , عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب , أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " إِذَا اِفْتَتَحْت الصَّلَاة بِمَ تَفْتَتِح؟ " قَالَ: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ , حَتَّى خَتَمَهَا. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أُعْطِيت ". * حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَة , عَنْ عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر , عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَعْقُوب , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , عَنْ أُبَيّ , قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمك سُورَة مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا؟ " قُلْت: بَلَى. قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُج مِنْ ذَلِكَ الْبَاب حَتَّى تَعْلَمهَا ". فَقَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْت مَعَهُ , فَجَعَلَ يُحَدِّثنِي وَيَده فِي يَدِي , فَجَعَلْت أَتَبَاطَأ كَرَاهِيَة أَنْ يَخْرُج قَبْل أَنْ يُخْبِرنِي بِهَا ; فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ الْبَاب قُلْت: يَا رَسُول اللَّه السُّورَة الَّتِي وَعَدْتنِي! قَالَ: " كَيْف تَقْرَأ إِذَا اِفْتَتَحْت الصَّلَاة؟ " قَالَ: فَقَرَأْت فَاتِحَة الْكِتَاب. قَالَ: " هِيَ هِيَ , وَهِيَ السَّبْع الْمَثَانِي الَّتِي قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم} الَّذِي أُوتِيت ". 16133 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا الْمُحَارِبِيّ , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل الْمَدَنِيّ , عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة: أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ لَا يُقْرَأ فِيهِمَا كَالْخِدَاجِ لَمْ يَتِمَّا ". قَالَ رَجُل: أَرَأَيْت إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعِي إِلَّا أُمّ الْقُرْآن؟ قَالَ: " هِيَ حَسْبك هِيَ أُمّ الْقُرْآن , هِيَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/48)
السَّبْع الْمَثَانِي ". * حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا اِبْن نُمَيْر , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل , عَنْ الْمَقْبُرِيّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّكْعَة الَّتِي لَا يُقْرَأ فِيهَا كَالْخِدَاجِ " قُلْت لِأَبِي هُرَيْرَة: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعِي إِلَّا أُمّ الْقُرْآن؟ قَالَ: هِيَ حَسْبك , هِيَ أُمّ الْكِتَاب , وَأُمّ الْقُرْآن , وَالسَّبْع الْمَثَانِي. 16134 - حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا خَالِد بْن مَخْلَد , عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر , عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , مَا أَنْزَلَ اللَّه فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا " يَعْنِي أُمّ الْقُرْآن " وَإِنَّهَا لَهِيَ السَّبْع الْمَثَانِي الَّتِي آتَانِي اللَّه تَعَالَى ". * حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: أَخْبَرَنِي اِبْن أَبِي ذِئْب , عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , عَنْ رَسُول اللَّه , قَالَ: " هِيَ أُمّ الْقُرْآن , وَهِيَ فَاتِحَة الْكِتَاب , وَهِيَ السَّبْع الْمَثَانِي ". * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا يَزِيد بْن هَارُون وَشَبَّابَة , قَالَا: أَخْبَرَنَا اِبْن أَبِي ذِئْب , عَنْ الْمَقْبُرِيّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَاتِحَة الْكِتَاب قَالَ: " هِيَ فَاتِحَة الْكِتَاب وَهِيَ السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم ". * حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا عَفَّان , قَالَ: ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ: ثَنَا الْعَلَاء , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ: مَرَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيّ بْن كَعْب فَقَالَ: " أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمك سُورَة لَمْ يَنْزِل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا؟ " قُلْت: نَعَمْ يَا رَسُول اللَّه , قَالَ: " فَكَيْف تَقْرَأ فِي الصَّلَاة؟ " فَقَرَأْت عَلَيْهِ أُمّ الْكِتَاب , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ سُورَة فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل وَلَا فِي الزَّبُور وَلَا فِي الْفُرْقَان مِثْلهَا , وَإِنَّهَا السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم ". 16 135 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا وَهْب بْن جَرِير , قَالَ: ثَنَا سَعِيد بْن حَبِيب , عَنْ حَفْص بْن عَاصِم , عَنْ أَبِي سَعِيد بْن الْمُعَلَّى , أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَصَلَّى , ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: " مَا مَنَعَك أَنْ تُجِيبنِي؟ " قَالَ: إِنِّي كُنْت أُصَلِّي , قَالَ: " أَلَمْ يَقُلْ اللَّه: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} 8 24؟ " وَقَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأُعَلِّمَنَّك أَعْظَم سُورَة فِي الْقُرْآن! " فَكَأَنَّهُ بَيَّنَهَا أَوْ نَسِيَ. فَقُلْت: يَا رَسُول اللَّه الَّذِي قُلْت؟ قَالَ: وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أُوتِيته ". فَإِذَا كَانَ الصَّحِيح مِنْ التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ مَا قُلْنَا لِلَّذِي بِهِ اِسْتَشْهَدْنَا , فَالْوَاجِب أَنْ تَكُون الْمَثَانِي مُرَادًا بِهَا الْقُرْآن كُلّه , فَيَكُون مَعْنَى الْكَلَام: وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْع آيَات مِمَّا يَثْنِي بَعْض آيِهِ بَعْضًا. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَتْ الْمَثَانِي: جَمْع مَثْنَاة , وَتَكُون آي الْقُرْآن مَوْصُوفَة بِذَلِكَ , لِأَنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/49)
بَعْضهَا يَثْنِي بَعْضًا وَبَعْضهَا يَتْلُو بَعْضًا بِفُصُولٍ تَفْصِل بَيْنهَا , فَيُعْرَف اِنْقِضَاء الْآيَة وَابْتِدَاء الَّتِي تَلِيهَا كَمَا وَصَفَهَا بِهِ ـ تَعَالَى ذِكْره ـ فَقَالَ: {اللَّه نَزَّلَ أَحْسَن الْحَدِيث كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِي تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُود الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ} 39 23 وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهَا كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ إِنَّ الْقُرْآن إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَثَانِي لِأَنَّ الْقَصَص وَالْأَخْبَار كُرِّرَتْ فِيهِ مَرَّة بَعْد أُخْرَى. وَقَدْ ذَكَرْنَا قَوْل الْحَسَن الْبَصْرِيّ إِنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَثَانِي لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلّ قِرَاءَة , وَقَوْل اِبْن عَبَّاس إِنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَثَانِي , لِأَنَّ اللَّه ـ تَعَالَى ذِكْره ـ اِسْتَثْنَاهَا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُون سَائِر الْأَنْبِيَاء غَيْره فَادَّخَرَهَا لَهُ. وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَزْعُم أَنَّهَا سُمِّيَتْ مَثَانِي لِأَنَّ فِيهَا الرَّحْمَن الرَّحِيم مَرَّتَيْنِ , وَأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلّ سُورَة , يَعْنِي: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم. وَأَمَّا الْقَوْل الَّذِي اِخْتَرْنَاهُ فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَهُوَ أَحَد أَقْوَال اِبْن عَبَّاس , وَهُوَ قَوْل طَاوُس وَمُجَاهِد وَأَبِي مَالِك , وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ قَبْل.
وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
وَأَمَّا قَوْله: {وَالْقُرْآن الْعَظِيم} فَإِنَّ الْقُرْآن مَعْطُوف عَلَى السَّبْع , بِمَعْنَى: وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْع آيَات مِنْ الْقُرْآن وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ سَائِر الْقُرْآن. كَمَا: 16136 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثَنَا الْحَسَن , قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله: {وَالْقُرْآن الْعَظِيم} قَالَ: سَائِره: يَعْنِي سَائِر الْقُرْآن مَعَ السَّبْع مِنْ الْمَثَانِي. 16137 - حُدِّثْنَا عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: ثَنَا عُبَيْد , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: {وَالْقُرْآن الْعَظِيم} يَعْنِي: الْكِتَاب كُلّه.
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيك
ولكن
ما معني قول
وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ الْمَثَانِي لِأَنَّهُ يُثَنِّي بِهَا كُلَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن(55/50)
دعوة للبحث حول مسألة الإستدلال بأفعال السلف
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 01:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و ربكاته
مسألة الإستدلال على القواعد المنهجية بأفعال السلف مسألة شغلني و بعض طلبة العلم.
فبعض العلماء يستدل على قواعد منهجية بأفعال السلف و لا يورد أصلا من كتاب أو سنة. و لو كان الأصل لأغنانا عن الأثر. او قد يستدل بالأصل من كتاب أو سنة و يقيس عليه بأفعال السلف.
فما هي ضوابط هذا القياس.
و ما هي ضوابط إلزام الناس بهاته القواعد و خصوصا إن ثبت من أقوال بعض السلف و أفعالهم ما يناقض هاته القواعد.
مثال توضيحي:
من يستدل بحديث الجارية و أفعال بعض السلف للإثبات مسألة امتحان الأشخاص بالأشخاص.
فهنا قياس امتحان الناس بالناس على امتحان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للجارية في أمر العقيدة.
و بعض العلماء اعتبر أن مسألة امتحان الأشخاص بدعة مستحدثة و استدل بكلام لشيخ الإسلام.
فأرجوا أن نبحث في تأصيل لمسألة الإستدلال بأقوال و أفعال السلف ثم التطرق للمثال بشكل خاص.
و إن أكمن إتحافنا بكتب و مراجع للسلف بحثت هاته المسألة.
و الأمر جد مهم و بارك الله في الجميع.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل(55/51)
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات
ـ[صلاح ابو عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:08 م]ـ
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات
عبد الرحمن بن صالح السديس
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وآله، وصحبه، والتابعين، أما بعد:
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة، والمسألة في باب الاعتقاد، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان! فإلى الله المفر.
وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله، وإياك بما نقول ونسمع.
قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/ 140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ .. ]
وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة.
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه بردها، ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا.
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي.
وجيش شبهات الباطل.
فأيما قلب صغا إليها، وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه، وجوارحه بموجبها،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك، والشبهات، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه؛ وإنما ذلك من عدم علمه، ويقينه، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ: لا تجعل قلبك للإيرادات، والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال.
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك، بل يجاوز نظره إلى باطنها، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها.
ومثال هذا: الدرهم الزائف، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك؛ فيطلع على زيفه.
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف، والمعنى كالنحاس الذي تحته، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله.
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب، والمقالة بلفظ، ويردها بعينها بلفظ آخر، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50):
المعتصم هو:كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا أشكل عليك أمر، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر؛ فاعتصم بحبل الله، وبكتابه، وحسبك حسبك.
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)
كل ما يخالف الحق أي نظرية، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى، فكل ما يعارض الحق فهو باطل.
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة، ما يلزم.
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع.
اعتصم بالحق، واثبت على الحق، واطرح كل ما خالفه.
أحببت أؤكد على هذا، فهو ينفع المسلم، ويريح باله، عند ورود الشبهات على قلبه، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل، فإن الآن أصبح الناس في فتنة، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم، المبتدع يتكلم، والملحد يتكلم، يطرح الشبهات، المبتدع المعروف بالبدعة، والمتسنن الذي ينتسب للسنة، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار، وتوجهات فيحملها، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات، أو السلوكيات.
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة، وطرحه، وعرضه، وكلامه = يكذب انتسابه، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة، وفيما ينشره نشرا خاصا، أو عاما، فحذار من الاغترار به، فكل من يتضامن معه، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه .. اهـ[ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].
فأتمسك أخي المسلم بهذه التوجيهات تجد الراحة في الدين والدنيا والآخرة.
والله اعلم.
من موقع صيد الفوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/52)
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم(55/53)
اجيبو هدا الغريب .. يا اهل السنة
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:27 م]ـ
يا اهل السنة السلام عليكم ورحمة الله
الحقيقة انا حديث عهد باللاتزام بالسنة لقد وجد ت فيها كل معنى السعادة والجمال الروحي وكل شيء رفيع فلم يصبح همي الا نصرة هدا الدين بالكلمة الطيبة والحجة البالغة على كل من زاغ عن منهج النبوة لاكن الشيء الدي لم اتوقعه هو اهل بيتي لقد عصفوا بي واطلقو علي سهام كلامهم لترك السنة الشريفة والعودة الى ما كنت عليه وحاولو جاهدين على دلك وكلما انصحهم الا واتلقى منهم كلما شديدا وابي غفر الله له يتعاطى السحر بشراء كتبه ولا يصلي الا غالبا صلاة نقر وكلما اقول له ان النبي صل الله عليه وسلم يقول كدا وكدا يقول لي هل رايته وكدلك يسب التابعين
والموسيقى تهب مهب الريح العاصف في ادني فامي وحدها هي التي تصلي وقريبة من الصلاح الا في بعض الاحيان فاصبحت انا غريبا بين اسرتي وعائلتي واصدقائي .. وقد كنت اشتغل سابقا في عمل علمت انه غير شريف فتركته .. فتلقيت انتقادات شديدة على دلك والان انا فيحيرة من امري فماد اصنع مع العلم حاولت ان اجد فتوى في هدا الامر لاكن لم اجد والله المستعان انه نعم المولى ونعم النصير
ـ[ابو حفص الحلبي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:45 م]ـ
انظر الى توقيعي رحمك الله و ثبتك على الحق
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 04:48 م]ـ
يا أخي ثبتك الله فقد سلكت طريق الصالحين فلابد من صعوبات هي هينة على من شاء الله و استأنس بالله و كلامه و سنة نبيه و سير الصالحين و الصحبة الصالحة
أسألك الدعاء
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:01 م]ـ
اصبر و ما صبرك إلا بالله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:28 م]ـ
أخى فى الله و شريكى فى الغربة ورفيقى فى الطريق عبد الرحمن
اعلم رحمك الله أن الله خلق الموت والحياة الدنيا ليبلونا أينا أحسن عملا، ولم يدعى أحد الإيمان إلا و أبتلى قال تعالى (ألم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
فالدنيا دار ابتلاء و الأخرة دار الجزاء فقدم لنفسك.
وأعلم أنك بإلتزامك باتباع النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و اتباع سبيل المؤمنين من صحبه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين وسيرك على دربهم قد ضمنت نفسك ضمن الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة.
وذلك يجعلك فى وسط الناس غريبا لأن حالك لا يشبه حالهم و تدينك لا يشبه تدينهم بل قد تبدو فى أعينهم منشق عن الجماعة مبتدع محدث كما يقولون عنا (أصحاب الدين الجديد) و ما ذاك إلا لأنك تأتى بأشياء لم يعهدوها وتحى سنن قد أماتوها.
فطوبى لك أيها الغريب فوالله ما غربتك هذخ إلا خيرا و إن بدت غى ظاهرها محنة إلا انها فى الحقيقة منحة قد حرم منها الكثيرون.
و أسمع قول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (بدأ الإسلام غريبا و يعود غريبا فطوبى للغرباء، قالوا ومن الغرباء يا رسول الله قال الذين يصلحون إذا فسد الناس)
وفى رواية (الذين يحيون سنتى ويعلمونها للناس)
قال بن القيم رحمه الله فى حال أهل الغربة
(فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات فأهل الإسلام في الناس غرباء والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم كما قيل
فليس غريبا من تناءت دياره ... ولكن من تنأين عنه غريب
ولما خرج موسى عليه السلام هاربا من قوم فرعون انتهى إلى مدين على الحال التي ذكر الله وهو وحيد غريب خائف جائع فقال يا رب وحيد مريض غريب فقيل له يا موسى الوحيد من ليس له مثلي أنيس والمريض من ليس له مثلي طبيب والغريب من ليس بيني وبينه معاملة)
و كيف لا يكون المؤمن غريبا وهو متبع بين مبتدعين طائع بين عصاه، فهو غريب في دينه لفساد أديانهم غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم غريب في صلاته لسوء صلاتهم غريب فى طريقه لضلال طريقهم غريب فى مظهره لفساد مظاهرهم، أمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكرا والمنكر لديهم معروفا.
فرقة واحدة قليلة جدا كيف لا تكون غريبة بين أثنتين و سبعين فرقة مبتدعة لم يكادوا يجتمعون على شىء إلا على معادة تلك الفرقة وهى لا تزال منصورة لا يضرها من خذلها إلى يوم الدين.
و أخيرا أخى ثبتنا الله و إياكم قال بعض السلف (عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين و إياك وطريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين)
و أعلم أن طرقك هو طرق النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و أن رفقتك فيه هم الذين قال الله فيهم {أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و حسن أؤلئك رفيقا}
فكلما إستوحشت فى تفردك ووحدتك وغربتك فأنظر إلى الرفيق السابق محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحبه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و أحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عمن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إذا صاحوا بك فى طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى إلتفت إليهم أخذوك و عاقوك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/54)
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أبو حفص السكندري
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:35 م]ـ
أخي المهتدي،
السلام عليكم ورحمة الله،
أبشر فإن الكريم الذي من عليك بالهداية لن يتركك لأهل الغواية،
ولولا أن رب الأرض والسماوات أراد بك خيرا لما يسر لك الاستقامة،
واعلم بأن الدنيا ساعة فاجعلها طاعة،
وغدا نترك دار الممر لدار المقر،
فأصلح نيتك يالإخلاص وزين عملك بالمتابعة،
ونسأل الله أن يثبتنا وإياك وأهل هذا الملتقى والمسلمين كافة على الحق،
اللهم إنا نسألك حياة هنية، وميتة سوية، ومردا غير مخز ولا فاضح،
ولا تنسنا من دعائك
ـ[الأحمدي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:20 م]ـ
قال الفضيل بت عياض:
{إتبع طريق الهدى ولا يغرك قلة السالكين و وإياك وطريق الضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين}
وقال أبو عمرو الأوزاعي:
{عليك بآثار من سبق وإن رفضك الناس}
فصبرا
أخي في الله
فما هي إلا ساعات سوف ينجلين
عاجلا ام آجل
والخاسر كل الخسران
من فوت نعيم دائم بلذة ساعة
او ترك عزَ الختام
لذلة ساعة
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 03:00 ص]ـ
اعلم يا أخي الكريم ثبتني الله وإياك أن الطريق إلي الله عز وجل مليئ بالعثرات والآفات والصعوبات التي من شأنها إبعادك عن طريق الحق وصرفك إلي طريق الضلال، نسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين
ولذلك فيجب عليك أن تتزود بما يعينك علي قطع هذا الطريق ويجعلك ثابتاً أمام رياح الفتن التي كلما ازداد إيمان العبد ازدات هي الأخري شدة ...
ومن أهم هذه الوسائل التي تعين علي السير: العلم، والصحبة الصالحة
أولاً: العلم، فبالعلم تعرف كلام الله عز وجل، وتعرف سنة النبي صلي الله عليه وسلم وطريقته، وتتعلم توحيد الله عز وجل وما يناقضه، وتتعلم الإخلاص واليقين والصبر والتوكل والخشية والخوف والرجاء وغير ذلك مما يجعلك ثابتاً أمام الفتن والصعوبات، لا تشعر بشدة الابتلاءات لأنك تزداد قرباً إلي الله عز وجل فتشعر بلذة الإيمان وحلاوته، قال الله تعالي: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وقال تعالي: (إنما يخشي الله من عباده العلماء)
ثانياً: الصحبة الصالحة، فتلجئ لمن هم يسيرون علي الطريق قبلك فتتعلم منهم وتستأنس بهم وتستفد من تجاربهم وتوجيهاتهم، فيكونوا عوناً لك علي معرفة الخير، وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم: " الجماعة رحمة والفرقة عذاب "
وأنصحك يا أخي ألا تنشغل بالآخرين عن نفسك، فأنت طالب نجاة، تعلم كيف تنجو بنفسك أولاً وما هو السبيل لذلك، وأنصحك ألا تفكر في أن تكون خطيباً أو داعية إلي الله في هذا الوقت، وعليك بالإكثار من استماع الدروس الخاصة بالرقائق والتربية كشرائط الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمود المصري، وأيضاً الشرائط التي تساعد علي ترسيخ المنهج السلفي كشرائط الشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ محمد عبد المقصود، حفظهم الله جميعاً، وأن تواظب علي حضور مجالس العلم المفيدة في هذه المرحلة، فالتخلية تكون قبل التحلية.
وحاول أن تهدئ الأمور في بيتك وتجعلهم يحبون الالتزام، اجعلهم يشعرون أنك الآن أفضل من ذي قبل، في سلوكك مع والديك وإخوتك ومعاملتك مع الآخرين، حاول ألا تلقي عليهم دائماً سهام الإنكار واعذرهم لأنك كنت مثلهم، وعليك في هذه المرحلة أن تكتفي بالدعوة بسمتك أولاً، ومع التعلم شيئاً فشئاَ فسوف يكون عندك خلفية عن دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ...
أسأل الله أن يعلمني وإياك وأن يلهمنا رشدنا
ـ[صلاح ابو عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 05, 07:15 م]ـ
السلام عليكم اخي في الله ابشرك ببشرئ النبي صلىالله عليه وسلم لك وهي قوله (بدء الا سلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغراباء) و طوبى هي شجرة في الجنة.
ثم ان رضى الناس ليس بالامر السهل ابدا وكما يقال "ارضاء الناس غاية لا تدرك"ورضى الله اعز عندنا واحب ثم الله عز وجل اذا رضي عنك ارضى عنك الناس
وصيتي اليك اخي اصبر فالفرج قادم ولو بعد حين وكما عند الاصليين"المشقة تجلب التيسير"والسلام عليكم.
ـ[صلاح ابو عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 05, 07:19 م]ـ
السلام عليكم اخي في الله ابشرك ببشرئ النبي صلىالله عليه وسلم لك وهي قوله (بدء الا سلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغراباء) و طوبى هي شجرة في الجنة.
ثم ان رضى الناس ليس بالامر السهل ابدا وكما يقال "ارضاء الناس غاية لا تدرك"ورضى الله اعز عندنا واحب ثم الله عز وجل اذا رضي عنك ارضى عنك الناس
وصيتي اليك اخي اصبر فالفرج قادم ولو بعد حين وكما عند الاصليين"المشقة تجلب التيسير"والسلام عليكم.
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 08:38 م]ـ
ثبتك الله على الحق وأنصحك ونفسي بأن لاتترك هذا الطريق أبدا وأن لا تدخل في مجادلات وصدامات مع أهلك في الوقت الحالي وأدعوهم بالحسنى وعليك بسهام الليل التي لاتخطئ الدعاء الدعاء وليرو منك الرحمة والشفقه عليهم وخاصة والديك والزم طاعتهما في المعروف فالفرج قريب وعين الله لاتنام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/55)
ـ[صلاح ابو عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:41 ص]ـ
اصبر حبيبي في الله و اعلم أن الصبر مفتاح النصر و أن مع العسر يسرا و أن من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ..
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:56 م]ـ
السلام عليكم اخى الحبيب وبعد
ان كنت تقدر على ترك منزلك والعيش مستقلا فهذا هو الافضل وتؤجر اجر المهاجر اما ان لم تقدر فعليك بالصبر ولكى تعلم اكثر عن الغربه عليك بقراءة رسائل الغرباء للدكتور سلمان العوده ومنى التحية
ـ[عادل المامون]ــــــــ[07 - 12 - 05, 05:31 ص]ـ
اخي الغريب
اعلم ان الله تعالي يبتلي العبد علي قدر ايمانه
فعليك الصبر والدعاء واليقين بان الله سيفرج هذه الكربه وسيكون
ان شاء الله بعد عسر يسر واعلم ان الله يعلم ونحن لا نعلم
وان الله قدر لك هذا وتذكر قوله تعالي الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
اي ان الله يعلم امرك وفي نفس الوقت سيلطف بك لانه خبير بما يحدث
ولكن عليك اولا الا تنشق عليهم واطعهم وارحهم في كل شيء الا معصيه الله
وحاول ان تتكلم مع اقربهم للصلاح والهدايه ويكون كلامك معهم باللين والادب ولا تقصر في واجبك نحوهم وتاكد ان الله سيلين قلوبهم وادعو لهم
واسالك الدعاء لنا ولك بالثبات حتي الممات
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 01:19 ص]ـ
" ... فتردد الأمر بين أن أتَّبٍع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد الناس، فلا بد من حصول نحوٍ مما حصل لمخالفي العوائد -لا سيما إذا ادعى أهلُها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها-؛ إلا أن في ذلك العبءَ الثقيلَ ما فيه من الأجر الجزيل، وبين أن أتْبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح؛ فأدخل في ترجمة الضُّلاّل عائذاً بالله من ذلك؛ إلا أني أُوافِقُ المُعْتاد وأُعدّ من المُوالِفِين لا من المخالفين!
((فرأيتُ أنّ الهلاك في اتِّباع السنة هو النجاة وأنّ الناس لن يُغنوا عني من الله شيئاً)) ... ".
(الاعتصام للشاطبي ص34)(55/56)
هل يجزئ دفع الدية من شركات التأمين؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 11 - 05, 04:25 م]ـ
العنوان دفع الدية من التأمين
المجيب محمد الحسن الدَّدَوْ
الداعية الإسلامي المعروف
التصنيف المعاملات/التعويضات المالية
التاريخ 28/ 10/1426هـ
السؤال
هل يجزئ ما تقوم به شركات التأمين من دفع الدية (التعويض) في حالة الدهس بالسيارة؟ وفي صيام الشهرين: هل يبدأ الصيام من بداية الشهر القمري، أم من أي يوم ولمدة 60 يوماً؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول الله تعالى: "ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا" [النساء:92]. فيجب على من قتل مسلماً خطأ أن يكفر بعتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فبصيام شهرين متتابعين، إذا ابتدأ من أول يوم في الشهر القمري أكمل شهرين، ولم يلزمه قضاء ما فيهما من النقص، وإلا لزمه إكمال ستين يوماً.
وَالدية على عاقلته إن كان له عاقلة، أو على أهل ديوانه إن لم يكن له عاقلة، ولا يجزئ عن الدية ما تدفعه شركة التأمين؛ لأن عقد التأمين من عقود الغرر، وقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر، وأيضاً هو من تكليف غير المكلف، وقد قال الله –تعالى- في قصة يوسف -عليه السلام- "معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون" [يوسف:79]. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=89404
****************
هل تخصم قيمة المبلغ الذي تعطيه شركات التأمين لأهل القتيل من قيمة الدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31820(55/57)
هل اسجد سجدة التلاوة التي وقع خلاف العلماء فيها؟ آمل الرد من الأعضاء الكرام
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[30 - 11 - 05, 04:54 م]ـ
هل اسجد سجدة التلاوة التي وقع خلاف العلماء فيها؟ آمل الرد من الأعضاء الكرام(55/58)
هل هذه الآية تدل على أن من تاب من الربا لا يتخلص منه؟؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:02 م]ـ
هل هذه الآية تدل على أن من تاب من الربا لا يتخلص منه؟؟؟
(َمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ)
كما هو اختيار ابن تيمية وابن عثيمين
فإن كان كذلك فكيف التوفيق بينها وبين الآية الأخرى: (وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:29 م]ـ
تجد بغيتك في هذا النقل النافع عن الفقيه العلامة صالح بن فوزان الفوزان _ حفظه الله _
التوبة من الربا وما يترتب عليها
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية)
قال - حفظه الله -:
التوبة مطلوبة وواجبة على العبد من كل ذنب في أسرع وقت ممكن قبل فوات أوانها، قال الله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيماً (17) وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً) الآيتان من سورة النساء 17، 18.
والربا من أعظم الذنوب بعد الشرك، فهو أحد السبع الموبقات فتجب المبادرة بالتوبة منه على من كان يتعاطاه، فإذا من الله على المرابي فوفقه فتاب وقد تعامل بالربا فماذا يفعل للتخلص من أموال الربا- إنه لا يخلو من إحدى حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون الربا له في ذمم الناس لم يقبضه بعد ففي هذه الحالة قد أرشده الله تعالى إلى أن يسترجع رأس ماله ويترك ما زاد عليه من الربا فلا يستوفيه ممن هو في ذمته-قال الله تعالى: (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) قال الإمام القرطبي رحمه الله: (روى أبو داود عن سليمان بن عمر عن أبيه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا إن كل ربا الجاهلية موضوع لكم رؤوس أموال لا تظلمون ولا تظلمون) -سنن أبي داود- فردهم تعالى مع التوبة إلى رؤوس أموالهم وقال لهم (لا تظلمون) في أخذ الربا (ولا تظلمون) في مطل لأن مطل الغني ظلم- فالمعنى: أنه يكون القضاء مع وضع الربا- إلى أن قال: قوله تعالى: (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم).
تأكيد لإبطال ما لم يقبض منه وأخذ رأس المال الذي لا ربا فيه (تفسير القرطبي 3/ 365) وقال الإمام ابن القيم: (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم).
يعني إن تركتم الربا وتبتم إلى الله منه وقد عاقدتم عليه فإنما لكم رؤوس أموالكم لا تزادون عليها فتظلمون الآخذ ولا تنقصون منها فيظلمكم من أخذها، فإن كان هذا القابض معسراً فالواجب إنظاره إلى ميسرة وإن تصدقتم عليه وأبرأتموه فهو أفضل لكم وخير لكم (التفسير القيم لابن القيم (172 - 173)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه على أن التراضي بين الطرفين على فعل محرم لا يبيحه قال: وهذا مثل الربا فإنه وإن رضي به المرابي وهو بالغ رشيد لم يبح له ما فيه من ظلمه. ولهذا له أن يطالبه بما قبض منه في الزيادة ولا يعطيه إلا رأس ماله وإن كان قد بذله باختياره (مجموع الفتاوى 151/ 126) وقال أيضاً: وهذا المرابي لا يستحق في ذمم الناس إلا ما أعطاهم أو نظيره، فأما الزيادات فلا يستحق شيئاً منها- لكن ما قبضه قبل ذلك بتأويل يعفى عنه وأما ما بقي له في الذمم فهو ساقط لقوله تعالى (وذروا ما بقى من الربا) سورة البقرة من الآية 278.
الحالة الثانية: أن يكون التائب من الربا قد قبضه وتجمعت عنده أموال منه والفتوى في هذا خطيرة جداً- وأنا أنقل في هذا قاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: (قاعدة في المقبوض بعقد فاسد وذلك أنه لا يخلو إما أن يكون العاقد يعتقد الفساد ويعلمه أو لا يعتقد الفساد- فالأول يكون بمنزلة الغاصب حيث قبض ما يعلم أنه لا يملكه- لكنه بشبهة العقد وكون القبض على التراضي هل يملكه بالقبض أو لا يملكه؟ أو يفرق بين أن يتصرف فيه أو لا يتصرف – هذا فيه خلاف مشهور في الملك. هل يحصل بالقبض في العقد الفاسد- وأما إن كان العاقد يعتقد صحة العقد مثل أهل الذمة فيما يتعاقدون بينهم من العقود المحرمة في دين الإسلام مثل بيع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/59)
الخمر والربا والخنزير فإن هذه العقود إذا اتصل بها القبض قبل الإسلام والتحاكم إلينا أمضيت لهم ويملكون ما قبضوه بها بلا نزاع لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين) الآية 278 البقرة.
فأمر بترك ما بقي، وإن أسلموا أو تحاكموا قبل القبض فسخ العقد ووجب رد المال إن كان باقياً أو بدله إن كان فائتاً والأصل فيه قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) إلى قوله: (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)
أمر الله تعالى برد ما بقي من الربا في الذمم ولم يأمر برد ما قبضوه قبل الإسلام، وجعل لهم مع ما قبضوه قبل الإسلام رؤوس الأموال، فعلم أن المقبوض بهذا العقد قبل الإسلام يملكه صاحبه- أما إذا طرأ الإسلام وبينهما عقد ربا فينفسخ وإذا انفسخ من حين الإسلام استحق صاحبه ما أعطاه من رأس المال ولم يستحق الزيادة الربوية التي لم تقبض، ولم يجب عليه من رأس المال ما قبضه قبل الإسلام لأنه ملكه بالقبض في العقد الذي اعتقد صحته وذلك العقد أوجب ذلك القبض. فلو أوجبناه عليه لكنا قد أوجبنا عليه رده وحاسبناه به من رأس المال الذي استحق المطالبة وذلك خلاف ما تقدم- وهكذا كل عقد اعتقد المسلم صحته بتأويل من اجتهاد أو تقليد مثل المعاملات الربوية التي يبيحها مجوزو الحيل ومثل بيع النبيذ المتنازع فيه عند من يعتقد صحته، ومثل بيوع الغرر المنهي عنها عند من يجوز بيعها، فإن هذه العقود إذا حصل فيها التقابض مع اعتقاد الصحة لم تنقص بعد ذلك لا بحكم ولا برجوع عن ذلك الاجتهاد-ا نتهى- (مجموع الفتاوى 29/ 211 - 212)، وحاصل هذه القاعدة أن الشيخ يفرق بين من قبض مالاً بعقد فاسد يعتقد صحته كالكافر الذي كان يتعامل بالربا قبل إسلامه أو تحاكمه إلينا- وكالمسلم إذا عقد عقداً مختلفاً فيه بين العلماء وهو يرى صحته، أو يقلد من يرى صحته- فهذا النوع من المتعاقدين يملك ما قبضه.
أما من تعامل بعقد مختلف في تحريمه وهو لا يرى صحته أو بعقد مجمع على تحريمه فما قبضه بموجب ذلك العقد فهو كالغاصب حيث قبض ما يعلم أنه لا يملكه، ويقرب مما ذكره الشيخ ما قاله ابن القيم في كسب الزانية حيث قال: فإن قيل ما تقولون في كسب الزانية إذا قبضته ثم تابت، هل يجب عليها رد ما قبضته إلى أربابه أم يطيب لها أم تصدق به- قيل هذا ينبني على قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام- وهي أن من قبض ما ليس له قبضه شرعاً ثم أراد التخلص منه- فإن كان المقبوض قد أخذ بغير رضى صاحبه ولا استوفى عوضه رده عليه، فإن تعذر رده عليه قضى به ديناً يعلمه عليه فإن تعذر ذلك رده إلى ورثته، فإن تعذر ذلك تصدق به عنه – إلى أن قال: وإن كان المقبوض برضى الدافع وقد استوفى عوضه المحرم كمن عاوض عن خمر أو خنزير أو على زنا أو فاحشة فهذا لا يجب رد العوض على الدافع لانه أخرجه باختياره واستوفى عوضه المحرم فلا يجوز أن يجمع له بين العوض والمعوض فإن في ذلك إعانة له على الإثم والعدوان وتيسير أصحاب المعاصي عليه- إلى أن قال: ولكن لا يطيب للقابض أكله بل هو خبيث، فطريق التخلص منه وتمام التوبة بالصدقة به- فإن كان محتاجا إليه فله أن يأخذ قدر حاجته ويتصدق بالباقي فهذا حكم كل كسب خبيث لخبث عوضه عيناً أو منفعة ولا يلزم من الحكم بخبث وجوب رده على الدافع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بخبث كسب الحجام ولا يجب رده على دافعه (زاد المعاد 4/ 779 - 780) انتهى.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (الفتاوى السعدية ص 303) على قول الأصحاب بالمقبوض بعقد فاسد أنه مضمون على القابض كالمغصوب: أقول واختار الشيخ تقي الدين أن المقبوض بعقد فاسد غير مضمون. وأنه يصح التصرف فيه، لأن الله تعالى لم يأمر برد المقبوض بعقد الربا بعد التوبة وإنما أمر برد الربا الذي لم يقبض، وأنه قبض برضى ملكه فلا يشبه المغصوب، ولأن فيه من التسهيل والترغيب في التوبة ما ليس في القول بتوقيف توبته على رد التصرفات الماضية مهما كثرت وشقَّت والله أعلم- وقال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار على قوله تعالى: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) البقرة 275.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/60)
أي فمن بلغه تحريم الله تعالى للربا ونهيه عنه فترك الربا فوراً بلا تراخ ولا تردد انتهاء عما نهى الله عنه فله ما كان أخذ فيما سلف من الربا لا يكلف رده إلى من أخذه منهم ويكتفى منه بأن لا يضاعف عليهم بعد البلاغ شيئاً (وأمره إلى الله) يحكم فيه بعدله ومن العدل أن لا يؤاخذ بما أكل من الربا قبل التحريم وبلوغه الموعظة من ربه (تفسير المنار 3/ 97 - 98) انتهى – أقول: ولعلنا من هذه النقول نستفيد أن من تاب من الربا وعنده أموال مجتمعة منه- فإن من مقتضى التوبة الإمساك والتوقف عن التعامل بالربا إلى الأبد- ولا يرد الأموال الربوية إلى من أخذها منهم لأن هذا يعينهم على المراباة مع غيره بحيث يستغلونه في ذلك- ولا يأكل هذه الأموال الربوية لأنها من كسب خبيث ولكن يتخلص منها بالتصدق بها أو جعلها في مشاريع خيرية.
وفي الدرر السنية في الأجوبة النجدية (جـ5 ص 71 - 72) جواب للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله قال فيه: (إذا وقع عقد فاسد في معاملة في الإسلام قد انقضت بالتقابض فيظهر مما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في آية الربا في قوله تعالى: (فله ما سلف وأمره إلى الله).
فاقتضى أن السالف للقابض وأن أمره إلى الله ليس للغريم فيه أمر، وذلك أنه لما جاءه موعظة من ربه فانتهى كان مغفرة ذلك الذنب والعقوبة عليه أمره إلى الله إن علم من قلبه صحة التوبة غفر له وإلا عاقبه ثم قال: (اتقوا الله ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين).
فأمر بترك الباقي ولم يأمر برد المقبوض. وقال (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون).
إلا أنه استثنى منها ما قبض وهذا الحكم ثابت في حق الكافر إذا عامل كافراً بالربا وأسلما بعد القبض وتحاكما إلينا فإن ما قبضه يحكم له به كسائر ما قبضه الكافر بالعقود التي يعتقدون حلها. وأما المسلم فله ثلاثة أحوال- تارة يعتقد حل بعض الأنواع باجتهاد أو تقليد، وتارة يعامل بجهل ولا يعلم أن ذلك ربا محرم، وتارة يقبض مع علمه بأن ذلك محرم.
أما الأول والثاني ففيه قولان إذا تبين له فيما بعد أن ذلك محرم- قيل يرد ما قبض كالغاصب، وقيل لا يرده وهو أصح إذا كان معتقداً أن ذلك حلال، والكلام فيما إذا كان مختلفا فيه مثل الحيل الربوية فإذا كان الكافر إذا تاب يغفر الله ما استحله ويباح له ما قبضه- فالمسلم إذا تاب أولى أن يغفر له إذا كان أخذ بأحد قولي العلماء في حل ذلك فهو في تأويله أعذر من الكافر في تأويله، وأما المسلم الجاهل فهو أبعد، لكن ينبغي أن يكون كذلك فليس هو شراً من الكافر وقد ذكرنا فيما يتركه من الواجبات التي لم يعرف وجوبها هل عليه قضاء- على قولين أظهرهما لا قضاء عليه. إلى أن قال فمن فعل شيئاً لم يعلم أنه محرم ثم علمه لم يعاقب، وإذا عامل بمعاملات ربوية يعتقدها جائزة وقبض منها ثم جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ولا يكون شراً من الكافر، والكافر إذا غفر له ما قبضه لكونه قد تاب فالمسلم بطريق الأولى والقرآن يدل على هذا بقوله: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف).
وهذا عام في كل من جاءه موعظة من ربه فانتهى، فقد جعل الله له ما سلف انتهى- لكن هذا الكلام ينصب على الكافر إذا أسلم وعنده أموال قد قبضها بطريق التعامل الربوي- والمسلم الذي تعامل ببعض المعاملات المختلف فيها هل هي من الربا أولا أو لكونه يجهل الربا وقبض بموجبها مالاً تحصل لديه ثم تبين له أنها من الربا وتاب منها- وتبقى قضية المسلم الذي تعامل بالربا متعمدا وهو يعلم أنه ربا ثم تاب منه وقد تحصل لديه منه مال فهذا موضع الإشكال- ولعل الحل لهذا الإِشكال أن يتصدق به ولا يرده للمرابين- كما ذكره ابن القيم في الكلام الذي نقلناه عنه في مهر البغي، والله أعلم
اهـ
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ولكن عندى إشكال
قال الله تعالى (فله ما سلف) تدل على أن له ما عنده من مال ولم تحدد الأية طريقة معينة للتصرف فيه
فلما قال بن القيم لأنه لا يطيب له أكله وما الدليل عليه؟، و هل التخلص من المال فى صدقة أو منفعة عامة واجب أم انه مستحب؟
أيضا البعض يمنع أن تخرجه كصدقة و يقول (تخلص منه فى منفعة عامة) فما الفارق إذا كان المتصدق عليه لا يعلم أنه حرام؟ ... وعذرا للإثقال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/61)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:15 م]ـ
العنوان درجات التوبة من الكسب الحرام
المجيب د. سامي بن إبراهيم السويلم
باحث في الاقتصاد الإسلامي
التصنيف المواعظ والرقائق والأذكار/التوبة
التاريخ 25/ 02/1426هـ
السؤال
أود أن أسأل عن الفتوى الواردة بعنوان: (تاب من الكسب الحرام فهل يلزمه إخراج ما اكتسبه من ذلك؟). أليس الله -سبحانه وتعالى- يقول: "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون"؟ كيف إذن يكون للمرء الحق بأن يستمتع بما كسبه عن طريق الربا، مع أنه زائد عن رأس ماله؟ أرجو منكم الإفادة، والله ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
الأمر بترك الربا في القرآن جاء فيه آيتان، كلتاهما في سورة البقرة:
الأولى قوله جل شأنه: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله" [البقرة:275].
الثانية قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون" [البقرة:278].
وللجمع بين الآيتين وجهان:
الأول: أن قوله تعالى: "فله ما سلف" أي مما قبضه من الربا فيما مضى، وأما قوله تعالى: "فلكم رؤوس أموالكم" أي فيما بقي لكم في ذمم الناس من الديون. ولا إشكال أن المنهي عنه بالنص هو ما بقي من الربا، لصريح قوله تعالى: "وذروا ما بقي من الربا"، فالنهي منصب على ما بقي لا ما سبق. فإذا كان قوله تعالى "فلكم رؤوس أموالكم" يحتمل ما بقي ويحتمل ما بقي وما ما مضى، فالآيات السابقة صريحة في النهي عما بقي، فيحمل المجمل على المبين، والمحتمل على الصريح. فيكون قوله تعالى "فلكم رؤوس أموالكم" أي مما بقي دون ما مضى.
الثاني: أن التوبة درجات وليست درجة واحدة. فأدنى الدرجات هو مجرد الانتهاء عن الذنب وعدم العودة إليه. فهذا يغفر الله به الذنب السابق، كما قال تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" [الأنفال:38]. فمجرد الانتهاء عن الكفر والدخول في الإسلام يجبّ ما سبق من الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإسلام يجبّ ما قبله" أخرجه مسلم (121). وإذا كان هذا في الكفر الذي هو أعظم الذنوب، فما دونه من الكبائر من باب أولى.
لكن مجرد الانتهاء لا يضمن لصاحبه عدم المؤاخذة على الذنب السابق إذا عاد إليه مرة أخرى. ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِر". صحيح البخاري (6921) وصحيح مسلم (120).
وأعلى الدرجات هو التوبة النصوح، التي تتضمن الانتهاء عن الذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود إليه مرة أخرى، مع التحلل من المظالم. فمن تاب هذه التوبة ثم وقع في الذنب مرة أخرى فلا يؤاخذ على ما سبق، لتوبته منه.
وبناء على ذلك فالتوبة عن الربا لها مرتبتان: أدناهما مجرد الانتهاء عن الربا، وهي التي وردت في قوله تعالى: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى"، ولم يقل: تاب. فهذا الانتهاء يغفر به الله ما مضى، كما سبقت الإشارة إليه، لكن هذه المغفرة مشروطة بعدم الوقوع في الربا مرة أخرى. ولهذا قال تعالى في الآية: "وأمره إلى الله" أي والله أعلم: أمره مرهون بعدم رجوعه للربا مرة أخرى. فإن ثبت على الانتهاء ثبتت المغفرة، وإن عاد أخذ بالأول والآخر كما جاء بذلك الحديث.
والمرتبة العليا هي التوبة النصوح، وهذه تتضمن فوق الانتهاء الاقتصار على رأس المال وعدم الاحتفاظ بالزيادة. لكن هذه المرتبة ليست واجبة ولذلك لم يرد الأمر بها، بل اقتصر على التنويه بها في قوله تعالى: "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم"، لكن لم يأمر بذلك، بل اقتصر على الأمر بترك ما بقي. وعلى ذلك فالاقتصار على رأس المال فضيلة لكنه ليس واجباً إذا تحقق الانتهاء، والحد الأدنى من التوبة الذي أمرت به النصوص صراحة هو ترك ما بقي.
وعلى كلا القولين في الجمع بين الآيتين فإن ما بقي من الربا محرم ولا يجوز أخذه، وأما ما مضى فلا يحرم الاحتفاظ به بعد الانتهاء. وإنما الكلام هل يستحب له التخلص مما زاد عن ذلك.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=71406
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:26 م]ـ
مشايخي الفضلاء، هل يتخرج على اختيار شيخ الإسلام ومن وافقه، أنه في عصرنا الحالي من يسحب أمواله من البنوك الربوية له ألا يقتصر على رأس ماله المودع أصلا ـ إن كان حلالا بالطبع ـ وأن يتملك فوائده الربوية، ولا يلزمه التخلص منه، وله أن يأكله.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 05, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا خاصة شيخنا ابو خالد السلمي، لكن كلام الشيخ الفوزان اين موجود؟(55/62)
ما حكم قضاء الصلاة المتعمد تركها؟
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما حكم قضاء الصلاة المتعمد تركها؟
هل يُكتفى بالإكثار من النوافل؟
أم يجب القضاء؟
وإذا وجب القضاء، هل يجوز التنفل؟ أم لا يجوز حتى يتم القضاء؟
(وذلك مع عدم معرفة عدد الصلوات المتروكة عمدا)
**ملاحظة**
أتمنى من الأخوة مراعاة أن هناك قولين لأهل العلم فى حكم تارك الصلاة عمدا ...
وكذا أود معرفة: أنه إن كان تارك الصلاة عمداً يكفر على مذهب طائفة من أهل العلم، فكيف نأمره بقضاء ما تركه من صلاة وقد تاب وأسلم من جديد (وذلك فى قول المذهب المذكور)؟
وكذا أتمنى من الأخوة -إن تيسر ذلك- ذكر مذاهب أهل العلم فى مسألة قضاء الصلاة المتعمد تركها وأدلتهم مع مناقشتها -إن تيسر ذلك- ... بارك الله فيكم ونفع بكم ...
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 09:14 م]ـ
وعن أبي هريرة: (عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى يقول {أقم الصلاة لذكري})
- رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (في من نسي) تمسك بدليل الخطاب من قال إن العامد لا يقضي الصلاة لأن انتفاء الشرط يستلزم انتفاء المشروط فيلزم منه إن من لم ينس لا يصلي وإلى ذلك ذهب داود وابن حزم وبعض أصحاب الشافعي وحكاه في البحر عن ابني الهادي والأستاذ ورواية عن القاسم والناصر: قال ابن تيمية حفيد المصنف: والمنازعون لهم ليس لهم حجة قط يرد إليها عند التنازع وأكثرهم يقولون لا يجب القضاء إلا بأمر جديد وليس معهم هنا أمر ونحن لا ننازع في وجوب القضاء فقط بل ننازع في قبول القضاء منه وصحة الصلاة في غير وقتها وأطال البحث في ذلك واختار ما ذكره داود ومن معه والأمر كما ذكره فإني لم أقف مع البحث الشديد للموجبين للقضاء على العامد وهم من عدا من ذكرنا على دليل ينفق في سوق المناظرة ويصلح للتعويل عليه في مثل هذا الأصل العظيم إلا حديث (فدين الله أحق أن يقضى) باعتبار ما يقتضيه اسم الجنس المضاف من العموم (1) ولكنهم لم يرفعوا إليه رأسا وأنهض ما جاؤوا به في هذا المقام قولهم إن الأحاديث الواردة بوجوب القضاء على الناسي يستفاد من مفهوم خطابها وجوب القضاء على العامد لأنها من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى فتدل بفحوى الخطاب وقياس الأولى على المطلوب وهذا مردود لأن القائل بأن العامد لا يقضي لم يرد أنه أخف حالا من [ص 3] الناسي بل صرح بأن المانع من وجوب القضاء على العامد أنه لا يسقط الإثم عنه فلا فائدة فيه فيكون إثباته مع عدم النص عبثا بخلاف الناسي والنائم فقد أمرهما الشارع بذلك وصرح بأن القضاء كفارة لهما لا كفارة لهما سواه ومن جملة حججهم أن قوله في الحديث (لا كفارة لها إلا ذلك) يدل على العامد مراد بالحديث لأن النائم والناسي لا إثم عليهما قالوا: فالمراد بالناسي التارك سواء كان عن ذهول أم لا ومنه قوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} وقوله تعالى {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} ولا يخفى عليك أن هذا الكلام يستلزم عدم وجوب القضاء على الناسي والنائم لعدم الإثم الذي جعلوا الكفارة منوطة به والأحاديث الصحيحة قد صرحت بوجوب ذلك عليهما وقد استضعف الحافظ في الفتح هذا الاستدلال وقال: الكفارة قد تكون عن الخطأ كما تكون عن العمد على أنه قد قيل أن المراد بالكفارة هي الإتيان بها تنبيها على أنه لا يكفي مجرد التوبة والاستغفار من دون فعل لها. وقد أنصف ابن دقيق العيد فرد جميع ما تشبثوا به والمحتاج إلى إمعان النظر ما ذكرنا لك سابقا من عموم حديث (فدين الله أحق أن يقضى) لا سيما على قول من قال: إن وجوب القضاء بدليل هو الخطاب الأول الدال على وجوب الأداء فليس عنده في وجوب القضاء على العامد فيما نحن بصدده تردد لأنه يقول المتعمد للترك قد خوطب بالصلاة ووجب عليه تأديتها فصارت دينا عليه والدين لا يسقط إلا بأدائه إذا عرفت هذا علمت أن المقام من المضايق وأن قول النووي في شرح مسلم بعد حكاية قول من قال لا يجب القضاء على العامد أنه خطأ من قائله وجهالة من الإفراط المذموم. وكذلك قول المقبلي في المنار أن باب القضاء ركب على غير أساس ليس فيه كتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/63)
ولا سنة إلى آخر كلامه من التفريط
قوله (لا كفارة لها إلا ذلك) استدل بالحصر الواقع في هذه العبارة على الاكتفاء بفعل الصلاة عند ذكرها وعدم وجوب إعادتها عند حضور وقتها من اليوم الثاني وسيأتي الكلام على ذلك عند الكلام على حديث عمران بن حصين من آخر هذا الباب
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك أخى الليث
و إليك أخى عمر المناقشة الماتعة لإبن القيم رحمه من مدارج السالكين ناقش فيها القولين ورجح القول بعدم جواز القضاء و أنه لا دليل عليه. أنقلها كلها على طولها ولكن لتعم الفائدة.
قال رحمه الله فى حديثه عن التوبة:
فأما في حق الله فكمن ترك الصلاة عمدا من غير عذر مع علمه بوجوبها وفرضها ثم تاب وندم فاختلف السلف في هذه المسألة
فقالت طائفة توبته بالندم والإشتغال بأداء الفرائض المستأنفة وقضاء الفرائض المتروكة وهذا قول الأئمة الأربعة وغيرهم
وقالت طائفة توبته باستئناف العمل في المستقبل ولا ينفعه تدارك ما مضى بالقضاء ولا يقبل منه فلا يجب عليه وهذا قول أهل الظاهر وهو مروى عن جماعة من السلف
وحجة الموجبين للقضاء قول النبي من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها
قالوا فإذا وجب القضاء على النائم والناسي مع عدم تفريطهما فوجوبه على العامد والمفرط أولى
قالوا ولأنه كان يجب عليه أمران الصلاة وإيقاعها في وقتها فإذا ترك أحد الأمرين بقي الآخر
قالوا ولأن القضاء إن قلنا يجب عليه بالأمر الأول فظاهر وإن قلنا يجب عليه بأمر جديد فأمر النائم والناسي به تنبيه على العامد كما تقدم
قالوا ولأن مصلحة الفعل إن لم يمكن العبد تداركها تدارك منها ما أمكن
وقد فاتت مصلحة الفعل في الوقت فيتدارك ما أمكن منها وهو الفعل في خارج الوقت
قالوا وقد قال النبي إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم وهذا قد استطاع الإتيان بالمأمور خارج الوقت وقد تعذر عليه الإتيان به في وقته فيجب عليه الإتيان بالمستطاع
قالوا وكيف يظن بالشرع أنه يخفف عن هذا المتعمد المفرط العاصي لله ورسوله بترك الوجوب ويوجبه على المعذور بالنوم أو النسيان
قالوا ولأن الصلاة خارج الوقت بدل عن الصلاة في الوقت والعبادة إذا كان لها بدل وتعذر المبدل انتقل المكلف إلى البدل كالتيمم مع الوضوء وصلاة القاعد عند تعذر القيام والمضطجع عند تعذر القعود وإطعام العاجز عن الصيام لكبر أو مرض غير مرجو البرء عن كل يوم مسكينا ونظائر ذلك كثيرة في الشرع
قالوا ولأن الصلاة حق مؤقت فتأخيره عن وقته لا يسقط إلا بمبادرته خارج الوقت كديون الآدميين المؤجلة
قالوا ولأن غايته أنه أثم بالتأخير وهذا لا يسقط القضاء كمن أخر الزكاة عن وقت وجوبها تأخيرا أثم به أو أخر الحج تأخيرا ثم به
قالوا ولو ترك الجمعة حتى صلاها الإمام عمدا عصى بتأخيرها ولزمه أن يصلى الظهر ونسبة الظهر إلى الجمعة كنسبة صلاة الصبح بعد طلوع الشمس إلى صلاتها قبل الطلوع
قالوا وقد أخر النبي صلاة العصر يوم الأحزاب إلى أن صلاها بعد غروب الشمس فدل على أن فعلها ممكن خارج الوقت في العمد سواء كان معذورا به كهذا التأخير وكتأخير من أخرها من الصحابة يوم بنى قريظة إلى بعد غروب الشمس أو لم يكن معذورا به كتأخير المفرط فتأخيرهما إنما تختلف في الإثم وعدمه لا في وجوب التدارك بعد الترك
قالوا ولو كانت الصلاة خارج الوقت لا تصح ولا تجب لما أمر النبي الصحابة يوم بني قريظة بتأخير صلاة العصر إلى أن يصلوها فيهم فأخرها بعضهم حتى صلاها فيهم بالليل فلم يعنفهم ولم يعنف من صلاها في الطريق
لاجتهاد الفريقين.
قالوا ولأن كل تائب له طريق إلى التوبة فكيف تسد عن هذا طريق التوبة ويجعل إثم التضييع لازما له وطائرا في عنقه فهذا لا يليق بقواعد الشرع وحكمته ورحمته ومراعاته لمصالح العباد في المعاش والمعاد
فهذا أقصى ما يحتج به لهذه المقالة
قال أصحاب القول الآخر العبادة إذا أمر بها على صفة معينة أو في وقت بعينه لم يكن المأمور ممتثلا للأمر إلا إذا أوقعها على الوجه المأمور به من وصفها ووقتها وشرطها فلا يتناولها الأمر بدونه
قالوا وإخراجها عن وقتها كإخراجها عن استقبال القبلة مثلا وكالسجود على الخد بدل الجبهة والبروك على الركبة بدل الركوع ونحوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/64)
قالوا والعبادات التي جعل لها ظرف من الزمان لا تصح إلا فيه كالعبادات التي جعل لها ظرف من المكان فلو أراد نقلها إلى أمكنة أخرى غيرها لم تصح إلا في أمكنتها ولا يقوم مكان مقام مكان آخر كأمكنة المناسك من عرفة ومزدلفة والجمار والسعي بين الصفا والمروة والطواف بالبيت فنقل العبادة إلى أزمنة غير أزمنتها التي جعلت أوقاتا لها شرعا إلى غيرها كنقلها عن أمكنتها التي جعلت لها شرعا إلى غيرها لا فرق بينهما في الإعتداد وعدمه كما لا فرق بينهما في الإثم
قالوا فنقل الصلاة المحدودة الوقت أولا وآخرا عن زمنها إلى زمن آخر كنقل الوقوف بعرفة عن زمنه إلى مزدلفة ونقل أشهر الحج عن زمنها إلى زمن آخر
قالوا فأي فرق بين من نقل صوم رمضان إلى شوال أو صلى العصر نصف الليل وبين من حج في المحرم ووقف فيه فكيف تصح صلاة هذا وصيامه دون حج هذا وكلاهما مخالف لأمر الله تعالى عاص آثم
قالوا فحقوق الله المؤقتة لا يقبلها الله في غير أوقاتها فكما لا تقبل قبل دخول أوقاتها لا تقبل بعد خروج أوقاتها فلو قال أنا أصوم شوال عن رمضان كان كما لو قال أنا أصوم شعبان الذي قبله عنه
قالوا فإن الحق الليلي لا يقبل بالنهار والنهاري لا يقبل بالليل ولهذا جاء في وصية الصديق لعمر رضي الله عنهما التي تلقاها بالقبول هو وسائر الصحابة واعلم أن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل
قالوا ولأنها إذا فات وقتها المحدود لها شرعا لم تبق تلك العبادة بعينها ولكن شيء آخر غيرها فإذا فعلت العصر بعد غروب الشمس لم تكن عصرا فإن العصر صلاة هذا الوقت المحدود وهذه ليست عصرا فلم يفعل مصليها العصر ألبتة وإنما أتى بأربع ركعات صورتها صورة صلاة العصر لا أنها هي
قالوا وقد ثبت عن النبي أنه قال من ترك صلاة العصر حبط عمله وفي لفظ الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله فلو كان له سبيل إلى التدارك وفعلها صحيحة لم يحبط عمله ولم يوتر أهله وماله مع صحتها منه وقبولها لأن معصية التأخير عندكم لا تحقق الترك والفوات لاستدراكه بالفعل في الوقت الثاني
قالوا وهذه الصلاة مردودة بنص الشارع فلا يسوغ أن يقال بقبولها وصحتها مع تصريحه بردها وإلغائها كما ثبت في الصحيح عنه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وفي لفظ كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد وهذا عمل على خلاف أمره فيكون ردا والرد بمعنى المردود كالخلق بمعنى المخلوق والضرب بمعنى المضروب
وإذا ثبت أن هذه الصلاة مردودة فليست بصحيحة ولا مقبولة
قالوا ولأن الوقت شرط في سقوط الإثم وامتثال الأمر فكان شرطا في براءة الذمة والصحة كسائر شروطها من الطهارة والإستقبال وستر العورة فالأمر تناول الشروط تناولا واحدا فكيف ساغ التفريق بينها مع استوائها في الوجوب والأمر والشرطية
قالوا وليس مع المصححين لها بعد الوقت لا نص ولا إجماع ولا قياس صحيح وسنبطل جميع أقيستهم التي قاسوا عليها ونبين فسادها
قالوا وفي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال من أفطر يوما من رمضان لغير عذر لم يقضه عنه صيام الدهر فكيف يقال يقضيه عنه يوم مثله
قالوا ولأن صحة العبادة إن فسرت بموافقة الأمر فلا ريب أن هذه العبادة غير موافقة له فلا تكون صحيحة وإن فسرت بسقوط القضاء فإنما يسقط القضاء ما وقع على الوجه المأمور به وهذا لم يقع كذلك ولا سبيل إلى وقوعه على الوجه المأمور به فلا سبيل إلى صحته وإن فسرت بما أبرأ الذمة فهذه لم تبريء الذمة من الإثم قطعا ولم يثبت بدليل يجب المصير إليه إبراؤها للذمة من توجه المطالبة بالمأمور
قالوا ولأن الصحيح من العبادات ما اعتبره الشارع ورضيه وقبله وهذا لا يعلم إلا بإخباره عن صحتها أو بموافقتها أمره وكلاهما منتف عن هذه العبادة فكيف يحكم لها بالصحة
قالوا فالصحة والفساد حكمان شرعيان مرجعهما إلى الشارع فالصحيح ما شهد له بالصحة أو علم أنه وافق أمره أو كان مماثلا لما شهد له بالصحة فيكون حكم المثل مثله وهذه العبادة قد انتفى عنها كل واحد من هذه الأمور
ومن أفسد الإعتبار اعتبارها بالتأخير المعذور به أو المأذون فيه وهو اعتبار الشيء بضده وقياسه على مخالفه في الحقيقة والشرع وهو من أفسد القياس كما سيأتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/65)
قالوا وأما استدلالكم بقول النبي من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فأوجب القضاء على المعذور فالمفرط أولى فهذه الحجة إلى أن تكون عليكم أقرب منها أن تكون لكم فإن صاحب الشرع شرط في فعلها بعد الوقت أن يكون الترك عن نوم أو نسيان والمعلق على الشرط يعدم عند عدمه فلم يبق معكم إلا مجرد قياس المفرط العاصي المستحق للعقوبة على عذره الله ولم ينسب إلى تفريط ولا معصية كما ثبت عنه في الصحيح ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة أن يؤخر صلاة حتى يدخل وقت التي بعدها وأي قياس في الدنيا أفسد من هذا القياس وأبطل
قالوا وأيضا فهذا لم يؤخر الصلاة عن وقتها بل وقتها المأمور به لمثله حين استيقظ وذكر كما قال النبي من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها فإن الله يقول أقم الصلاة لذكري وهذه اللام عند كثير من النحاة اللام الوقتية أي عند ذكري أو في وقت ذكري
قالوا والنبي ما صلى الصبح يوم الوادي بعد طلوع الشمس إلا في وقتها حقيقة
قالوا والأوقات ثلاثة أنواع وقت للقادر المستيقظ الذاكر غير المعذور فهي خمسة ووقت للذاكر المستيقظ المعذور وهي ثلاثة فإن في حقه وقت الظهر والعصر واحد ووقت المغرب والعشاء واحد ووقت الفجر واحد فالأوقات في حق هذا ثلاثة وإذا أخر الظهر إلى أن فعلها فين وقت العصر فإنما صلاها في وقتها ووقت في حق غير المكلف بنوم أو نسيان فهو غير محدود ألبتة بل الوقت في حقه عند يقظته وذكره لا وقت له إلا ذلك
هذا الذي دلت عليه نصوص الشرع وقواعده وهذا المفرط المضيع خارج عن هذه الأقسام وهو قسم رابع فبأيها تلحقونه
قالوا وقد شرع الله سبحانه قضاء رمضان لمن أفطره لعذر من حيض أو سفر أو مرض ولم يشرعه قط لمن أفطره متعمدا من غير عذر لا بنص ولا بإيماء ولا تنبيه ولا تقتضيه قواعده وإنما غاية ما معكم قياسه على المعذور مع إطراد قواعد الشرع على التفريق بينهما بل قد أخبر الشارع أن صيام الدهر لا يقضيه عن يوم يفطره بلا عذر فضلا عن يوم مثله
قالوا وأما قولكم إنه كان يجب عليه أمران العبادة وإيقاعها في وقتها فإذا ترك أحدهما بقي عليه الآخر فهذا إنما ينفع فيما إذا لم يكن أحد الأمرين مرتبطا بالآخر ارتباط الشرطية كمن أمر بالحج والزكاة فترك أحدهما لم يسقط عنه الآخر أما إذا كان أحدهما شرطا في الآخر وقد تعذر الإتيان بالشرط الذي لم يؤمر بالمشروط إلا به فكيف يقال إنه يؤمر بالآخر بدونه ويصح منه بدون وصفه وشرطه فأين أمره الله بذلك وهل الكلام إلا فيه
قالوا وإن قلنا إنما يجب القضاء بأمر جديد فلا أمر معكم بالقضاء في محل النزاع وقياسه على مواقع الإجماع ممتنع كما بيناه وإن قلنا يجب بالأمر الأول فهذا فيما إذا كان القضاء نافعا ومصلحته كمصلحة الأداء كقضاء المريض والمسافر والحائض للصوم وقضاء المغمى عليه والنائم والناسي أما إذا كان القضاء غير مبريء للذمة ولا هو معذور بتأخير الواجب عن وقته فهذا لم يتناوله الأمر الأول ولا أمر ثان وإنما هو القياس الذي علم افتراق الأصل والفرع فيه في وصف ظاهر التأثير مانع للإلحاق
قالوا وأما قولكم إنه إذا لم يمكن تدارك مصلحة الفعل تدارك منها ما أمكن فهذا إنما يفيد إذا لم يمكن حصول المصلحة على شرط تزول المصلحة بزواله والتدارك بعد فوات شرطه وخروجه عن الوجه المأمور به ممتنع إلا بأمر آخر من التوبة وتكثير النوافل والحسنات وأما تدارك غير هذا الفعل فكلا ولما
قالوا وأما قوله إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم فقد أبعد النجعة من احتج به فإن هذا إنما يدل على أن المكلف إذا عجز عن جملة المأمور به أتى بما يقدر عليه منه كمن عجز عن القيام في الصلاة أو عن إكمال غسل أعضاء الوضوء أو عن إكمال الفاتحة أو عن تمام الكفاية في الإنفاق الواجب ونحو ذلك أتى بما يقدر عليه ويسقط عنه ما عجز عنه أما من ترك المأمور به حتى خرج وقته عمدا وتفريطا بلا عذر فلا يتناوله الحديث ولو كان الحديث متناولا له لما توعده بإحباط عمله وتشبيهه بمن سلب أهله وماله وبقى بلا أهل ولا مال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/66)
قالوا وأما قولكم إنه لا يظن بالشرع تخفيفه عن هذا العامد المفرط بعدم إيجاب القضاء عليه وتكليف المعذور به فكلام بعيد عن التحقيق بين البطلان فإن هذا المعذور إنما فعل ما أمر به في وقته كما تقدم فهو في فعل ما أمر به كغير المعذور الذي صلى في وقته ونحن لم نسقط القضاء عن العامد المفرط تخفيفا عنه بل لأنه غير نافع له ولا مقبول منه ولا مأمور به فلا سبيل له إلى تحصيل مصلحة ما تركه فأين التخفيف عنه
قالوا وأما قولكم إن الصلاة خارج الوقت بدل عن الصلاة في الوقت وإذا تعذر المبدل انتقل إلى بدله فهل هذا إلا مجرد دعوى وهل وقع النزاع إلا في هذا فما الدليل على أن صلاة هذا المفرط العامد بدل ونحن نطالبكم بالأمر بها أولا وبكونها مقبولة نافعة ثانيا وبكونها بدلا ثالثا ولا سبيل لكم إلى إثبات شيء من ذلك ألبتة
وإنما يعلم كون الشيء بدلا بجعل الشارع له كذلك كشرعه التيمم عند العجز عن استعمال الماء والإطعام عند العجز عن الصيام وبالعكس كما في كفارة اليمين فأين جعل الشرع قضاء هذا المفرط المضيع بدلا عن فعله العبادة في الوقت وهذ ذلك إلا القياس الذي قد تبين فساده
قالوا وأما قياسكم فعلها خارج الوقت على صحة أداء ديون الآدميين بعد وقتها فمن هذا النمط لأن وقت الوجوب في حقه ليس محدود الطرفين كوقت الصلاة فالوجوب في حقه ليس مؤقتا محدودا بل هو على الفور كالزكاة والحج عند من يراه على الفور فلا يتصور فيه إخراج عن وقت محدود هو شرط لفعله
نعم أولى الأوقات به الوقت الأول على الفور وتأخيره عنه لا يوجب كونه قضاء
فإن قيل فما تصنعون بقضاء رمضان فإنه محدود على جهة التوسعة بما بين رمضانين ولا يجوز تأخيره مع القدرة إلى رمضان آخر ومع هذا لو أخره لزمه فعله وإطعام كل يوم مسكينا كما أفتى به الصحابة رضي الله عنهم وهذا دليل على أن العبادة المؤقتة لا يتعذر فعلها بعد خروج وقتها المحدود لها شرعا
قيل قد فرق الشارع بين أيام رمضان وبين أيام القضاء فجعل أيام رمضان محدودة الطرفين لا يجوز تقدمها ولا تأخرها وأطلق أيام قضائه فقال سبحانه كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر فأطلق العدة ولم يوقتها وهذا يدل على أنها تجزيء في أي أيام كانت ولم يجيء نص عن الله ولا عن رسوله ولا إجماع على تقييدها بأيام لا تجزيء في غيرها
وليس في الباب إلا حديث عائشة رضي الله عنها كان يكون على الصوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان من الشغل برسول الله ومعلوم أن هذا ليس صريحا في التوقيت بما بين الرمضانين كتوقيت أيام رمضان بما بين الهلالين فاعتبار أحدهما بالآخر ممتنع وجمع بين ما فرق الله بينهما فإنه جعل أيام رمضان محدودة بحد لا تتقدم عنه ولا تتأخر وأطلق أيام القضاء وأكد إطلاقها بقوله أخر وأفتى من أفتى من الصحابة بالإطعام لمن أخرها إلى رمضان آخر جبرا لزيادة التأخير عن المدة التي بين الرمضانين ولا تخرج بذلك عن كونها قضاء بل هي قضاء وإن فعلت بعد رمضان آخر فحكمها في القضاء قبل رمضان وبعده واحد بخلاف أيام رمضان
يوضح هذا انه لو أفطر يوما من أيام رمضان عمدا بغير عذر لم يتمكن أن يقيم مقامه يوما آخر مثله ألبتة ولو أفطر يوما من أيام القضاء قام اليوم الذي بعد مقامه
وسر الفرق أن المعذور لم يتعين في حقه أيام القضاء بل هو مخير فيها وأي يوم صامه قام مقام الآخر وأما غير المعذور فأيام الوجوب متعينة في حقه لا يقوم غيرها مقامها
قالوا وأما من ترك الجمعة عمدا فإنما أوجبنا عليه الظهر لأن الواجب في هذا الوقت أحد الصلاتين ولا بد إما الجمعة وإما الظهر فإذا ترك الجمعة فوقت الظهر قائم وهو مخاطب بوظيفة الوقت
قالوا ولا سيما عند من يجعل الجمعة بدلا من الظهر فإنه إذا فاته البدل رجع إلى الأصل وهذا إن كان القضاء ثابتا بالإجماع أو بالنص وإن كان فيه خلاف أجبنا بالجواب المركب
فنقول إن كان ترك الجمعة مساويا لترك الصلاة حتى يخرج وقتها فالحكم في الصورتين واحد ولا فرق حينئذ عملا بما ذكرنا من الدليل وإن كان بينهما فرق مؤثر بطل الإلحاق فامتنع القياس فعلى التقديرين بطل القياس
قالوا وأما تأخير النبي صلاة العصر يوم الأحزاب إلى غروب الشمس فللناس في هذا التأخير هل هو منسوخ أم لا قولان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/67)
فقال الجمهور كأحمد والشافعي ومالك هذا كان قبل نزول صلاة الخوف ثم نسخ بصلاة الخوف وكان ذلك التأخير كتأخير صلاة الجمع بين الصلاتين فلا يجوز اعتبار الترك المحرم به ويكون الفرق بينهما كالفرق بين تأخير النائم والناسي وتأخير المفرط بل أولى فإن هذا التأخير حينئذ مأمور به فهو كتأخير المغرب ليلة جمع إلى مزدلفة
القول الثاني أنه ليس بمنسوخ بل هو باق وللمقاتل تأخير الصلاة حال القتال واشتغاله بالحرب والمسايفة وفعلها عند تمكنه منها وهذا قول أبي حنيفة ويذكر رواية عن أحمد
وعلى التقديرين فلا يصح إلحاق تأخير العامد المفرط به وكذلك تأخير الصحابة العصر يوم بني قريظة فإنه كان تأخيرا مأمورا به عند طائفة من أهل العلم كأهل الظاله أو تأخيرا سائغا للتأويل عند بعضهم ولهذا لم يعنف النبي من صلاها في الطريق في وقتها ولا من أخرها إلى الليل حتى صلاها في بني قريظة لأن هؤلاء تمسكوا بظاهر الأمر وأولئك نظروا إلى المعنى والمراد منهم وهو سرعة السير
واختلف علماء الإسلام في تصويب أي الطائفتين
فقالت طائفة لو كنا مع القوم لصلينا في الطريق مع الذين فهموا المراد وعقلوا مقصود الأمر فجمعوا بين إيقاع الصلاة في وقتها وبين المبادرة إلى العدول ولم يفتهم مشهدهم إذ المقدار الذي سبقهم به أولئك لحقوهم به لما اشتغلوا بالصلاة وقت النزول في بني قريظة
قالوا فهؤلاء أفقه الطائفتين جمعوا بين الامتثال والاجتهاد والمبادرة إلى الجهاد مع فقه النفس
وقالت طائفة لو كنا معهم لأخرنا الصلاة مع الذين أخروها إلى بني قريظة فهم الذين أصابوا حكم الله قطعا وكان هذا التأخير واجبا لأمر رسول الله به فهو الطاعة لله ذلك اليوم خاصة والله يأمر بما يشاء فأمره بالتأخير في وجوب الطاعة كأمره بالتقديم فهؤلاء كانوا أسعد بالنص وهم الذين فازا بالأجرين وإنما لم يعنف الآخرين لأجل التأويل والاجتهاد فإنهم إنما قصدوا طاعة الله ورسوله وهم أهل الأجر الواحد وهم كالحاكم الذي يجتهد فيخطىء الحق
والمقصود أن إلحاق المفرط العاصي بالتأخير بهؤلاء في غاية الفساد
قالوا وأما قولكم هذا تائب نادم فكيف تسد عليه طريق التوبة ويجعل إثم التضييع لازما له وطائرا في عنقه فمعاذ الله أن نسد عليه بابا فتحه الله لعباده المذنبين كلهم ولم يغله عن أحد إلى حين موته أو إلى وقت طلوع الشمس من مغربها وإنما الشأن في طريق توبته وتحقيقها هل يتعين لها القضاء أم يستأنف العمل ويصير ما مضى لا له ولا عليه ويكون حكمه حكم الكافر إذا أسلم في استئناف العمل وقوبل التوبة فإن ترك فريضة من فراض الإسلام لا يزيد على ترك الإسلام بجملته وفرائضه فإذا كانت توبة تارك الإسلام مقبولة صحيحة لا يشترط في صحتها إعادة ما فاته في حال إسلامه أصليا كان أو مرتدا كما أجمع عليه الصحابة في ترك أمر المرتدين لما رجعوا إلى الإسلام بالقضاء فقبول توبة تارك الصلاة وعدم توقفها على القضاء أولى والله أعلم(55/68)
أثر التكنولوجيا الحديثة في النظر الفقهي "الطلاق بالهاتف النقال نموذجا"
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:20 م]ـ
أثر التكنولوجيا الحديثة في النظر الفقهي
"الطلاق بالهاتف النقال نموذجا"
د. فريدة صادق زوزو 28/ 10/1426
30/ 11/2005
توطئة:
في ظل التطور التكنولوجي المذهل تطور أساليب وتقنيات الاتصال، إذ تعددت وسائل الاتصال الحديثة وظهر إلى جانب الهاتف والتلكس والتلغراف الفاكس والإنترنيت وأنواع مختلفة للهاتف مثل الهاتف النقال، وهي آخر ما توصل إليه العقل الإنساني في مجال الاتصالات، وقد تظهر في المستقبل وسائل أخرى لقد أسهمت تلك الوسائل في تقريب البعيد، فاختصرت المسافات، وساعدت في تطوير عمليات إجراء العقود التي كانت بالعادة تكون في مجلس واحد، فتغيرت إلى عقود تجري عبر المراسلة الخطية التي ينقلها البريد العادي والفاكس والتلكس والتلغراف والأنترنيت، أو المراسلة الكلامية التي ينقلها الهاتف أو الإنترنيت في بريده الالكتروني أو غرف دردشته. فانتشر ما يعرف بـ "العقود التجارية الالكترونية"، " الزواج الالكتروني"، وغيرها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الأمر فقط بل تعداه إلى إجراء فسخ العقود عبر الوسائل نفسها، فيُفسخ عقد أو زواج ما بمكالمة هاتفية أو برسالة مبعوثة عبر بريد الكتروني أو هاتف نقال أو رسالة بالبريد العادي أو الجوي أو البريد المسجل لا يهم، فالمهم أن الفسخ قد تم، والطلاق وقع، ولكن هل وقع شرعا كما وقع واقعا؟ هذا السؤال هو الذي سيدور عليه البحث في هذه الورقة النقاشية بإذنه تعالى.
ولمناقشة هذه القضية (الطلاق عبر الهاتف النقال) لابد من معرفة كثير من المسائل المتعلقة بالموضوع، والتي يسهل من خلالها التفصيل في المسألة ومعرفة حكمها الشرعي؛ ومن هذه المسائل مايلي: الحديث عن معنى الطلاق وصيغته ونوعه، وهل يحتاج إلى مجلس واحد، وهل يحتاج إلى إشهاد، وتوثيق وغيرها من المسائل.
فالطلاق عن طريق البريد الإلكتروني يحتاج إلى نظر فقيه وفتوى مجتهد لنعرف مدى شرعيته وصوابه في الفقه الإسلامي حتى يمكن القول إنه طلاق صحيح مثله مثل الطلاق الصريح عن طريق تلفظ الزوج بلفظ الطلاق الصريح أو كتابته لها.
تعريف الطلاق:
قال القرطبي:" الطلاق هو حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة" (1).
إذا أردنا شرح التعريف: فإن أول أمر يتبادر للذهن أن الطلاق ليس عقدا وإنما هو فسخ العقد.
وطريقة الوصول إلى ذلك كما تحددت في التعريف "ألفاظ مخصوصة"، فهل يقع الطلاق بغير هذه الوسيلة؟ هذا هو سؤال الإشكالية هنا.
آراء العلماء في وقوع الطلاق بغير اللفظ:
المتأخرون ناقشوا مسألة الطلاق بالكتابة إلى الغائب، كما سيأتي تفصيله، واتفقوا على وقوع الطلاق بالكتابة المعنونة باسم الزوجة والموجهة إليها شخصيا، وجعلوا حكمها حكم الطلاق الصريح إذا كان اللفظ صريحا.
وبظهور صور جديدة للوسيلة التي يقع بها الطلاق:
فهل يمكن أن يقع الطلاق بالفعل أو الكتابة، أو الإشارة المفهومة، أو المفهوم من القرائن وسياق الكلام؟
الوسائل التي تقوم مقام اللفظ:
الطلاق بالفعل: الأصل أن الفعل لا يقع به طلاق، فمن يغضب من زوجته ويأخذها إلى بيت أهلها، ويبعث لها مؤخر صداقها مثلا دون أن يتلفظ بالطلاق، لا يعدّ مطلقا (2).
الطلاق بالإشارة: يقع الطلاق بالإشارة، إذا انضم للإشارة من القرائن ما يؤكد على دلالتها على الطلاق في عرفه الذي يعلمه المتصلون به.
الطلاق بالكتابة: إذا كان الطلاق يقع بكل لفظ يدل عليه إذا وضحت الدلالة، واستبان قصد إيقاع الطلاق فإن ما يقوم مقام اللفظ الصريح الكتابة المستبينة (التي تبقى صورتها بعد الانتهاء منها) إذا كانت باسم الزوجة وعنوانها (3).
الطلاق بالإرسال: ومعناه أن يجعل الزوج إعلام زوجته بثبوت طلاقها لغيره، وذلك بأن يرسل إليها من يخبرها أنه طلقها (4).
الإقرار بالطلاق: وهو واقع، فإذا قال الزوج لشخص اكتب طلاق امرأتي وابعث به إليها. فإن ذلك يكون إقرارا بالطلاق فسواء كتب أو لم يكتب يقع الطلاق (5).
صور الطلاق الحديثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/69)
للطلاق صور حديثة في الطريقة التي يتم بها وقوع الطلاق بين الزوجين، فبعد أن كان يتم مشافهة وفي حضور الزوجة أو وليّها أو وكيلها، ظهرت له صورة أخرى في العقود المتأخرة وهي كتابته في ورقة وإرساله عبر البريد العادي، أما الآونة الأخيرة فإنها تشهد صورا أخرى استدعى وجودها واستعمالها التطور التكنولوجي الحادث في وسائل الاتصال، فظهر طلاق الرسالة المسجلة في الهاتف النقال، وظهر طلاق البريد الإلكتروني، وهو ما سنناقشه في الآتي:
(1) الطلاق برسالة الهاتف النقال (قضية محكمة قومباك – ولاية سلانجور دار الإحسان-ماليزيا):
إرسال رسالة مختصرة بالهاتف النقال:
في الوقت الذي يشهد فيه العالم الإسلامي تزايدا في نسبة الطلاق، خاصة بين حديثي العهد بالزواج، فإننا نشهد أيضا حضورا قويا لمهمة جديدة للهاتف النقال فيما يخص هذا الموضوع؛ إذ أصبح أحد الوسائل التي يتم بها الطلاق، فالرجل لا يجد عناء في كتابة كلمات الطلاق لزوجته بدل مخاطبتها بذلك.
وإذ تبدو أن وسيلة الهاتف النقال تشبه إلى حد كبير الوسائل الأخرى المتأخرة مثل الرسالة، إلا أنها تختلف عنها في طريقة وهيئة مباشرة الطلاق، وكيفية وصوله للزوجة، فهو طريقة غريبة أو بالأحرى ساخرة في إيقاع الطلاق، فإنه نوع من أنواع إهانة مشاعر الزوجة (مهما كانت المشاكل بينها وبين مطلقها)، ومنه الاستهزاء بتعاليم هذا الدين الذي أباح الطلاق ولكنه (أبغض الحلال إلى الله).
ألم يقل المولى تبارك وتعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} (البقرة:229)؟
فأين يكمن الإحسان في رسالة مسجلة بالهاتف تنزل كالصاعقة على المرأة؟
وهنا سؤال جوهري يحتاج لإجابة وافية:
ما الداعي أصالة لهذه الوسيلة إذا ما اقتضى الأمر استدعاء الزوج لدى القاضي وتأكيد هذه الواقعة- كما سنرى في الواقعة التالية؟
وكما جاء عند د/محمد عقلة الذي قال:" إيقاع الطلاق من خلال الوسائل الحديثة كالهاتف والبرقية والتلكس والكاسيت يعتمد على اللفظ أو الكتابة، ومن يقع بها الطلاق إذا سمعت المرأة صوت زوجها، وتيقنت من أنه هو المتحدث، أو قرأت برقيته وتأكدت أنه هو المرسل. ولكن في مثل هذه الحالات على الرجل أن يشهد على طلاقه، ويسجله في المحكمة، ويبلغه رسميا للمطلقة بالبريد المسجل، أو عن طريق السفارة ليتخذ صفة القطع وعدم تطرق الاحتمال إليه" (6).
فهل المثول بين يدي القاضي واعتراف الزوج بأنه أرسل الرسالة يعتبر هو الطلاق الصحيح وليس الأول (المسجل في الهاتف)؟ ومعنى هذا أن الأول ملغى في نظر المحكمة إلا إذا تأكد من صحته؟ والمعروف أن الطلاق لا يقع فيه الإشهاد.
وهذه المسائل قد حدثت في الواقعة التالية:
في يوم الخميس 31 - 7 - 2003 قضت محكمة الشريعة الابتدائية في شرق جومباك بمدينة (سلانجور)، بماليزيا بأن "الطلاق عبر رسائل المحمول يعتبر نافذا بشرط تحقق المحكمة من حدوثه".
وحكم القاضي بالمحكمة ذاتها "محمد فاؤزي إسماعيل" بأن زواج "أزيدة فاظلينا عبد اللطيف" من "شمس لطيف" قد بطل عندما أرسل هذا الأخير إليها رسالة عبر النقال قال فيها: "إذا لم تغادري منزل والديك فأنت طالق".
الحديث بالهاتف النقال وإيقاع لفظ الطلاق:
إذا كان الطلاق عادة يحدث والزوجان في حالة غضب فإن استخدام هذه الوسيلة يظهر أن الرجل يستخدم حقه في التطليق وهو في كامل وعيه، ويمكن بذلك تسمية هذا الطلاق بالطلاق الهادئ بدلا من الطلاق الصريح، فهو طلاق القصد فيه كامل ومتحقق ومتيقن منه.
واللفظ الصريح كأن يقول الرجل لزوجته: أنت طالق، فهو لفظ لا يحتمل غيره.
وأما لفظ الكناية: فهو اللفظ الذي يحتمل الطلاق وغيره، مثل قوله: أنت خلية، أنت حرة، اذهبي إلى بيت أهلك ... وما أشبه ذلك فلا تقبل إلا بنية التطليق.
أما في حالة طلاق الهاتف النقال فإن الزوج لا يتلفظ بالطلاق وإنما يكتبه ثم يقوم بارساله إلى زوجته، وهذه العملية لا يمكن أن تتم والزوج غير قاصد أو غافل عما يفعل؛ إذن الطلاق صر يح مقصود والباعث فيه واضح.
وقد استعمل فيه وسيلتين من وسائل إيقاع الطلاق وهما: وسيلة الكتابة، ووسيلة الإرسال.
وهذه أحد جوانب الموضوع، أما الجانب الثاني فهو مسألة الإشهاد، كما يأتي.
الطلاق بالهاتف النقال وحكم الإشهاد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/70)
قال ابن عبد البر" الإشهاد على الطلاق ليس بواجب فرضا عند جمهور أهل العلم، ولكنه ندب وإرشاد واحتياط للمطلق كالإشهاد على البيع" (7).
إذن الأصل أن الطلاق يصح من غير إشهاد، وإنما يُندب الإشهاد عليه احتياطا. وهو الأمر الذي تمت مناقشته في قضيتنا المطروحة أمام المحاكم، إذ أن القاضي – الذي بتَّ في الواقعة وغيره من القضاة كما سيأتي ذكره - طلب مثول الزوجين أمام المحكمة وتأكيد واقعة الطلاق!
فهل يمكن القول إن الإشهاد في هذه الحالات لم يصبح حكمه مجرد الندب بل الوجوب لأن المعلوم أن حكم القاضي يعتبر ملزما؟
وأصبح الإشهاد واجبا في هذا العصر الذي تعددت فيه وسائل الطلاق بعد أن كان لا يقع إلا بالألفاظ، للاحتياط والتأكد من أن الزوج هو مُوقع الطلاق، ولم يقم أحد غيره بذلك زورا وبهتانا.
آراء وأقوال:
*موقف المحاكم الشرعية:
كانت محكمة الشريعة لمنطقة قومباك قد أكدت مؤخرا على صحة الطلاق عن طريق رسائل النقال؛ ففي يوم الخميس 31 - 7 - 2003 قضت محكمة الشريعة الابتدائية في شرق جومباك بماليزيا بأن "الطلاق عبر رسائل المحمول يعتبر نافذا بشرط تحقق المحكمة من حدوثه".
وحكم القاضي بالمحكمة ذاتها "محمد فاؤزي إسماعيل" بمقتضى ذلك كما سبق.
غير أن القاضي داتو زهدي طه- رئيس محكمة الشريعة الإقليمية - دعا القضاة الشرعيين إلى عدم قبول أي دعوى بهذا الشأن، فقد ذكر أنه من عام 1999م ظهرت 20 حالة، وقال إنه لابد من الاستماع إلى طرفي النزاع (الزوج والزوجة) قبل إعطاء أي قرار نهائي.
وقد أكد لي القاضي نعيم- في لقاء معه على هامش مؤتمر نظمته مؤسسة الدعوة الإسلامية الماليزية، يومي: 24 - 25/ مايو 2004: أن مسألة قبول أو رفض الهاتف النقال كوسيلة جديدة تقوم مقام التلفظ بكلمة الطلاق، مسألة تحتاج إلى روية وتأنٍ، لأن القبول بها مباشرة على اعتبار أنها وسيلة من وسائل الاتصال قد يفتح الباب على مصراعيه أمام الرجال في التساهل في التطليق والتسرع فيه.
وأكدت المحاكم الشرعية الخاصة بالمسلمين في سنغافورة قبولها للطلاق عبر رسائل الهاتف النقال أيضا، وذلك على لسان تصريح مسؤول مسجل المحاكم فيها سيف الدين ثروان، لكنه كرر هو الآخر مطالبته الزوجين بالحضور للمحكمة وتأكيد ذلك، لكن القانونيين في ماليزيا وسنغافورة أكدوا على عدم تشجيعهم لهذا الأسلوب السهل لتطليق الزوجات على الرغم من شرعيته.
* موقف العلماء والمفتين:
وفي فتوى مفتي العاصمة الفيدرالية كوالالمبور الشيخ هاشم يحيى قال فيها: إن خدمات الرسائل القصيرة عبر الهاتف وسيلة شرعية لإعلام الطرف الآخر بالطلاق، ويجب أن تقبل من قبل المحاكم الشرعية الماليزية، لكنه اشترط حضور الزوجين إلى المحكمة الشرعية لتأكيد حدوث الطلاق.
أما مفتي دبي وفي إجابته عن سؤال بهذا الشأن فقد قال:" الطلاق عبر الهاتف كتابة بما يسمى (المسج) هو نوع من أنواع الطلاق بطريق الكتابة، لأنه يكتب لفظ الطلاق سواء بالعربية أو غيرها، وعندئذ تجري عليه أحكام كتابة الطلاق صريحا كان أو كناية ... ولكن بشرط أن يكون الكاتب الزوج أو وكيله، بمعنى أن المرأة لا يلزمها العدة حتى تعلم أن هذه الكتابة صادرة من الزوج نفسه أو وكيله، وذلك لأن احتمال التزوير في هذا النوع كثيرا. ويحصل التأكيد إما بإقرار الزوج أو البينة العادلة. فإذا ثبت ذلك اعتدت المرأة من تاريخ صدور تلك الكتابة من الزوج" (8).
والدكتور محمود عكام أستاذ الشريعة بالجامعات الأردنية يرى أن الطلاق عبر رسائل المحمول أو البريد الإلكتروني قد يدخله كثير من الغش والخداع؛ ولذا فإن ترك هذه الوسيلة غير المضمونة أولى.
أما مسعود صبري المحرر بقسم الفتوى بإسلام أون لاين فيقول: إن الأوفق شرعًا أن تمنع هذه الوسيلة، وإن كان الشرع يأمر برفع الضرر، فإن الوسيلة التي قد تؤدي إليه تمنع، كما أن في استخدام هذه الوسيلة إضعافاً لعلاقة الزواج والطلاق، وهو ما يتعارض مع حكمة الشرع من هذه العلاقات، من كونها ميثاقًا غليظًا.
ويتابع مسعود صبري: للحاكم المسلم أو الجهات المختصة أن تصدر قرارًا بمنع هذه الوسيلة، فتكون ملزمة للجميع، صونًا للبيوت والأسر، وحفاظًا على الحياة الاجتماعية، فلا يأمن أن يقوم إنسان بكتابة طلاق لامرأة غير زوجته، والشرع ينفي كل ما فيه الغش والضرر (9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/71)
ويقول عبد السلام درويش المختص في القضايا الأسرية في محاكم دبي بأن قبول الطلاق عبر الرسائل القصيرة مرهون بأربعة شروط وهي: "أن يكون الزوج هو المرسل، وأن يكون لديه العزم والرغبة على تطليق زوجته، وأن لا تعني صياغة الرسالة أكثر من معنى غير الطلاق، وأن تستقبلها الزوجة".
* موقف الرأي العام وجمعيات المرأة وحقوق الإنسان:
لاقى حكم المكحمة بقبول طلاق الهاتف النقال انتقادات من الأوساط الرسمية والنسائية في ماليزيا إذ رأوا أنها إهانة للمرأة؛ فقد قالت أزلينة باروني رئيسة جمعية عزام النسائية: "عندما أراد الرجل الزواج من تلك الفتاة جرى وراءها وخطبها ودعا كل الأهل والأقارب لحفل الزواج .. ولكن عندما يكرهها يرسل رسالة قصيرة عبر الهاتف .. ولا يريد حتى لقاءها وحدها دون الآخرين".
وطالبت أزلينا عثمان رئيسة جناح الفتيات في حزب أمنو الماليزي الحاكم الحكومة الماليزية بعدم إقرار الطلاق المعلن عبر رسائل قصيرة بالهاتف النقال، مشددة على أهمية اتباع الأسلوب المعروف في الطلاق بوجود شهود، وتأكيد ذلك في المحكمة.
أما البروفيسور حمدان عدنان رئيس اتحاد جمعيات المستهلكين الماليزيين فقال: "إن السماح بقبول الطلاق عبر الهاتف النقال قد يفتح المجال أمام أطراف أخرى تتدخل وترسل رسائل الطلاق للزوجة .. يجب علينا أن لا نستخدم التقنية لتكون عاملا مسهلا ومشجعا على الطلاق".
وأيدت الأوساط الشعبية في رأيها وزيرة تنمية الأسرة والمرأة شهريزات عبد الجليل التي طالبت بدراسة الظاهرة بجدية قائلة:"إن الزواج مؤسسة مقدسة يجب تكريمها واحترامها، وعندما يفشل الزواج فإننا يجب أن لا نسمح للزوج بأخذ الأمر بهذه البساطة، وإرسال رسالة قصيرة عن بعد ليطلق زوجته"، بل إنها طالبت بمراجعة قبول شرعية الطلاق المفاجئ حتى عبر الهاتف.
وقالت الدكتورة شريفة لؤلؤة غزالي عضوة اللجنة التنفيذية للحزب الإسلامي الماليزي بأن قبول الطلاق عبر الرسائل القصيرة من خلال المحمول سيكون سببا في فقدان المرأة لكرامتها، وتابعت قائلة:"إن الزواج جمع مكرم بين اثنين قائم على نظام دقيق، ويجب أن لا ننسى المسؤولية التي يتحملها الزوج أو الزوجة أمام الله تعالى .. وإذا أخذت زوجتك من أهلها في زفة تضرب لك الدفوف فيها، فعليك أن تردها مكرمة كما أخذتها .. يجب أن يكون التسريح بإحسان "، وقالت نيك نور عيني بدلي شاه مديرة الأبحاث في منظمة "الأخت في الإسلام" بأن السماح بالطلاق عبر الرسائل القصيرة يصور للأزواج وحتى لغير المسلمين أن الإسلام يشجع على الطلاق ويسهله لكنه "أبغض الحلال إلى الله " (10).
موقف الحكومة الماليزية (القانون الماليزي، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف)
زادت حدة الجدل حول تلك القضية حين أعلنت إحدى الهيئات الدينية المحلية في ماليزيا موافقتها أيضا على الطلاق عبر رسائل المحمول؛ وهو ما دفع الحكومة الماليزية إلى النظر للقضية بعين الاعتبار.
وفي هذا السياق، لم يتخذ رئيس الوزراء الماليزي "محاضير محمد" موقفا قاطعا من الجدل الواقع، حيث قال: "إن مجلس الوزراء قرر أنه في الوقت الذي يمكن فيه اعتبار الطلاق بهذه الوسيلة صحيحا، إلا أنه يبقى أن هذه ليست هي الوسيلة الجيدة".
وشدد على ضرورة "تجنب إساءة استخدام مثل هذه التكنولوجيا الحديثة".
وقد قرر البرلمان يوم 30 جويلية 2003 أنه ليس من حق الماليزين المسلمين أن يطلقوا زوجاتهم بهذه الطريقة المخالفة لعاداتهم ولروح الشريعة الإسلامية، وشدد على ضرورة سن قوانين تمنع أو تحد من إطلاق لفظ الطلاق بوسيلة الهاتف النقال أو أي وسيلة اتصال أخرى مثل الفاكس والبريد الإلكتروني.
كما قال الوزير برئاسة الوزراء الماليزية "سري عبد الحميد زين العابدين": "إن القوانين التي تحكم مسألة الطلاق في قانون الأسرة المسلمة ينبغي أن يتم تعديلها بحيث تمنع الرجال من استخدام رسائل المحمول في إيقاع الطلاق".
وشدد الوزير على "عدم صحة" الطلاق بهذه الوسيلة في "قانون الأسرة المسلمة" الذي وضع في عام 1984 إلا إذا تم التصديق عليه (الطلاق) من قبل محكمة الشريعة، وهي المحكمة التي أصدرت الحكم السابق في قضية أزيدة وشمس الدين.
وأكد الوزير على أن الطلاق عبر رسائل المحمول "مخالف لقانون البلاد"، مثل جميع أنواع الطلاق الأخرى التي تتم خارج المحكمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/72)
وأعلن الدكتور عبد الحميد عثمان المستشار الشرعي لرئيس الوزراء الماليزي بأن إرسال إعلان الطلاق باستخدام الهاتف المحمول عبر "خدمة الرسائل القصيرة" المعروفة باسمها المختصر ( SMS) غير مقبول في ماليزيا على الرغم من إمكانية قبوله شرعا.
ووصف الدكتور عبد الحميد في تصريح له يوم الخميس (12/ 7/2001) سلوك الشخص المطلق لزوجته عبر رسالة قصيرة يبعثها عبر الهاتف المحمول بأنه "عمل غير مسؤول وخطير، ويجب ألا نتساهل معه". ودعا الزوجات اللاتي يتلقين رسالة طلاق عبر رسائل الهاتف القصيرة أن يرفعن بذلك تقريرا إلى السلطات الدينية للتحقق من هذه الحالات والوقوف عن قرب على هذه الظاهرة الاجتماعية الجديدة.
وقال المستشار الماليزي: "لدينا قوانين كافية لكبح سلوكيات الطلاق المتعجل من قبل الأزواج المسلمين الذين يريدون التخلي عن زوجاتهم بدون مبررات كافية، متوعدا المطلقين عبر الهاتف النقال بملاحقة السلطات لهم".
بينما قالت شهرزاد عبد الجليل "وزيرة تنمية المرأة والأسرة" الماليزية: إن الطلاق عبر رسائل المحمول "ليس فقط إهانة في حق المرأة، وإنما يمكن أيضا أن يسيء إلى قوانين الشريعة، إلى جانب أنه يمكن أن يُشيع انطباعا سيئا عن الرجال المسلمين في ماليزيا".
وفي الوقت الذي أقرت فيه محكمة الشريعة صحته، حثت سيتي زهارة سليمان -وزيرة الوحدة والتنمية الاجتماعية في ماليزيا- الرجال على عدم اللجوء إلى الطلاق عبر هذه الوسيلة التي وصفتها بـ"العمل المخزي الذي يحقر من قدسية الزواج ومؤسسة الأسرة".
وقالت الوزيرة في تصريحات الأحد 3 - 8 - 2003: ينبغي ألا يُقبل المسلمون على الطلاق عبر رسائل الخلوي؛ لأن هذه الوسيلة "من شأنها أن تشوه صورة الإسلام والمسلمين في البلاد"، وذلك بحسب وكالة أنباء "برناما" الماليزية الرسمية.
ونصحت الوزيرة الأزواج بالنظر إلى تداعيات الطلاق عبر المحمول على الأسرة وعلى الأطفال، مضيفة أنها "تأسف أن شخصا ما يمكن أن يطلق بهذه الوسيلة" (11).
الطلاق بالبريد الإلكتروني (الإنترنيت) (قضية محكمة دبي –دولة الإمارات العربية-).
عقدت المحكمة الشرعية في دبي جلسة يوم 14 - 5 - 2000م، للنظر في طلب تسجيل أول طلاق من نوعه تم عبر الإنترنت، تقدم به الزوج، بعد ما يقرب من 6 شهور من إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى زوجته فحواها: (أنتِ طالق) باللغة الإنجليزية. وقد أخطرت المحكمة محامية الزوجة للحضور أمامها للنظر في طلب التسجيل المقدّم من الزوج.
وأكد مصدر مقرّب من الزوجين أنهما تزوجا منذ 5 سنوات، في أحد المراكز الإسلامية في مدينة نيويورك، بعدما أشهر الزوج إسلامه؛ حيث إنه أميركي من أصل عربي، والزوجة من السعودية، ورُزقا بطفل يبلغ من العمر عامًا واحدًا، ويعملان في دبي صحفيين. ويؤكد المصدر أن الزوجين قاما بتسجيل زواجهما مدنيًا في ولاية نيويورك، وظلا زوجين حتى شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما ترك الزوج بيته، وأرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني تقول للزوجة: (أنتِ طالق)، ويشير المصدر إلى أن الزوج تزوج في يناير الماضي من أخرى ذات جنسية أوروبية، ووثّق هذا الزواج في لبنان.
ووفقًا للرواية نفسها .. فإن الزوجة ترفض هذا الطلاق عبر الإنترنت، وأنها سوف تستأنف - في حالة الموافقة- على طلب التسجيل المقدّم من الزوج.
وكانت المحامية التي تم توكيلها من قِبل الزوجة، وهي أميركية الأصل ومتخصصة في شؤون الشريعة الإسلامية -قد أكدت أن الطلاق بهذه الطريقة لا يجوز؛ لأن الزواج تم في إحدى الولايات الأميركية التي لا تأخذ بهذا النظام.
رأي العلماء والمفتين في هذا النوع من الطلاق:
يرفض الدكتور عبد الوهاب الديلمي وزير العدل اليمني السابق استخدام البريد الإلكتروني؛ لإبلاغ الزوجة بالطلاق، حيث يمكن لأي شخص أن يوقع الفتنة بين الزوجين بإرساله "إميل يحمل الطلاق لزوجة دون علم زوجها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/73)
ويقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر: "إن الطلاق يختلف عن توثيق عقود الزواج؛ لأن الطلاق يصدر عن الفرد نفسه، فمن الممكن أن يتم عن طريق الإنترنت، ولكنه يحتاج هو الآخر إلى توثيق؛ لتتحقق الزوجة من طلاقها، حتى إذا أرادت أن تتزوج من آخر يكون معها دليل طلاقها، فإذا أنكر الزوج عملية الطلاق التي تمَّت عبر الإنترنت تكون الورقة الموثقة والمشهود عليها والمرسلة بطريق الإنترنت هي إثبات عملية الطلاق.
ويقول الدكتور يحيى هاشم فرغلي -أستاذ العقيدة في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الإمارات-: إن الطلاق عبر الإنترنت يعتبر طلاقًا صحيحًا، شريطة أن يتم التوثق من إقرار طرفي العلاقة به. وأشار إلى أن شبكة الإنترنت ليست إلا وسيلة اتصال جديدة، مثلها مثل البريد والهاتف وغيرهما، مشيرًا إلى أن اعتراف الزوج بإرساله الرسالة المتضمنة للطلاق، وتسلُّم الزوجة لها أو علمها به، يؤكدان وقوع الطلاق صحيحًا، وقال – في تصريحات لصحيفة الخليج الإماراتية - إن الكتابة في هذا الشأن لا تؤخذ مستقلة، ولكن لا بد من إقرار كلا الطرفين، بإرسال هذه الرسالة وتسلمها، مؤكدًا في هذا الصدد أنه لا يهم أن يكون الزواج في أميركا أو في أي مكان في العالم؛ (لأننا نتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية).
كذلك أكد المستشار عبيد إبراهيم -القاضي في محكمة الاستئناف في الشارقة- أن الطلاق يقع سواء مشافهة أو كتابة، وذلك باتفاق جميع الفقهاء، مشيرًا إلى أن العبارات التي يتضمنها وقوع الطلاق سواء قيلت أو كتبت فإنها تكون صحيحة، وأضاف: إن ذلك ينطبق على الطلاق الذي يتم عبر الإنترنت، ولكن الإشكالية هنا تكون في الوثوق من مصدر الرسالة، وهل الزوج هو الذي أدخل المعلومة فعلاً أم شخص آخر، وأشار إلى أنه طالما حدث إقرار من الزوج بأنه مصدر الرسالة فإن ذلك يكون تعبيرًا عن إرادته؛ وبالتالي يقع الطلاق من تاريخ كتابتها، وأكد أنه في هذه الحالة تحصل الزوجة على حقوقها: من نفقة العدة وأولادها، وما لم يدفع من مقدم المهر والمتأخر، وأية توابع مالية أخرى لمهر الزوجة؛ لأن الطلاق وقع بإرادة الزوج.
رأي وتعقيب:
إن المتأمل في قانون الأحوال الشخصية الماليزي، يلحظ أن المحكمة تعتبر الطلاق الواقع من طرف الزوج خارج جدران المحكمة غير مقبول، ويتعرض فيه صاحبه لعقوبة مالية أو السجن، أو كلاهما، مالم يتم تسجيل واقعة الطلاق أمام القاضي لإقرارها وتأكيدها.
فقد جاء في المادة 124 من قانون الأحوال الشخصية (1984): إن أي رجل طلق زوجته بتلفظ الطلاق بأي شكل خارج المحكمة، وبدون إذنها، عليه جناية، يعاقب بدفع ما لايزيد عن 1000 رنغيت، أو السجن بما لا يزيد عن 6 أشهر، أو كلاهما (12).
فإذا كان الأمر كذلك، وثبت أن المحكمة وهو المعمول به لا تقبل أي طلاق خارج المحكمة، وكما جاء في المادة 124 " بأي شكل " أي التلفظ بالطلاق بأي وسيلة مثل الهاتف أو الرسالة البريد الإلكتروني، أو الفاكس؛ والسؤال هنا:
لماذا إذن ثارت ثائرة المراقبين لما كان يجري داخل محكمة قومباك، وقبول القاضي الطلاق برسالة الهاتف النقال كوسيلة للطلاق، مادام الزوج سيؤكد هذه الواقعة بالإقرار من جديد أمام القاضي كما هو مبين في المادة 124؟
فهل الضوضاء التي حدث في شهر جويلية 2003 مجرد صراع وهمي بين السياسيين وعلماء الدين من القضاة والمفتين؟
قد تعتبر هذه المسألة قضية مثيرة للنقاش والجدل في الدول الإسلامية الأخرى التي لا يوجد فيها مثل ما يوجد في القانون الماليزي، كما هو مبين في المادة 124.
لأن القوانين الإسلامية التي اطلعت عليها لا تشترط المثول أمام المحكمة للإقرار بالطلاق الذي حدث في البيت أو الشارع أو أي مكان آخر؛ إنما المشكلة التي ستثار هنا هي: هل تقبل هذه القوانين بهذه الوسيلة للطلاق مع وجوب الحضور للمحكمة وتأكيد أن الزوج هو مرسل الرسالة المسجلة أو البريد الإلكتروني، لأن هاتين الوسيلتين يسهل التلاعب بهما من طرف أشخاص آخرين غير الزوج، كما صرح بذلك بعض المفتين والقضاة والباحثين؟
آفاق الدراسة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/74)
آخر بدعة تكنولوجية في مجال القانون والقضاء انتشرت مؤخرًا في البرازيل من خلال برنامج حاسوبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي أطلق عليه اسم "القاضي الإلكتروني". ويهدف هذا البرنامج الذي يوجد على جهاز حاسوب محمول إلى مساعدة القضاة المتجوِّلين في تقويم شهادات الشهود والأدلة الجنائية بطريقة علمية في مكان وقوع الجريمة، ثم يقوم بعد ذلك في المكان نفسه بإصدار الحكم بالغرامات إن اقتضت الجريمة ذلك، وقد يوصي بالسجن أيضًا.
وأوضح القاضي فالس فيو روزا -عضو محكمة الاستئناف العليا في الولاية، ومصمم البرنامج- أن معظم المواطنين يشعرون بالسعادة عند البت في القضايا في الحال، مشيرًا إلى أن الفكرة لا تعني أن يحلّ البرنامج محلّ القضاة الحقيقيين، ولكن ليجعل أداءهم أكثر كفاءة (13).
فهل يمكن قبول هذا القاضي عند التحاكم للمحكمة في فض النزاعات مادام الزوج قد رضي لنفسه أن يستعمل آلة اتصال لتطليق زوجته!!!!!!
وهل يُستغنى عن جلسات المحاكم التي تبت في قضايا الطلاق والتي تستمر لأيام وشهور حتى يأتي البت النهائي؟
المصادر والمراجع:
إبراهيم عبد الرحمن إبراهيم، الوسيط في شرح قانون الأحوال الشخصية (السوداني)، ط1، عمان: مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1999م.
بدران أبو العينين بدران، الفقه المقارن للأحوال الشخصية، بيروت: دار النهضة العربية.
عمر سليمان الأشقر، الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني، ط2، عمان: دار النفائس، 1421هـ/2001.
فتاوى شرعية، دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي، ط1، 1422هـ/2002.
محمد أبو زهرة، الأحوال الشخصية، ط2، القاهرة: دار الفكر العربي، 1379هـ/1950م.
محمد بشير الشقفة، الفقه المالكي في ثوبه الجديد، ط1، دمشق: دار القلم/ بيروت: الدار الشامية، 1424هـ/2003م.
محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ط1، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1416هـ/1995م.
محمد عقلة، نظام الأسرة في الإسلام، ط1، عمان: مكتبة الرسالة الحديثة، 1411هـ/1990م.
محمد مصطفى شلبي، أحكام الأسرة في الإسلام، ط2، بيروت: دار النهضة العربية، 1397هـ/1977م.
يوسف بن عبدالله بن عبد البر، الكافي في فقه أهل المدينة المالكي، بيروت: دار الكتب العلمية.
إسلام أون لاين. نت/ 3 - 8 - 2003
( Islamic Family Law (Federal Territories) ACT 1984 ( ACT 303
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ج3/ ص126.
(2) الفقه المقارن للأحوال الشخصية، بدران أبو العينين بدران، ص323.
(3) الأحوال الشخصية، محمد أبو زهرة، ص 294؛ أحكام الأسرة في الإسلام، محمد مصطفى شلبي، ص478؛ المادة: 86من قانون الأحوال الشخصية الأردني؛ المادة: 129 من قانون الأحوال الشخصية السوداني.
(4) الفقه المالكي في ثوبه الجديد، محمد بشير الشقفة، ج4/ ص182.
(5) الفقه المقارن للأحوال الشخصية، ص324.
(6) نظام الأسرة في الإسلام، ج3/ص117.
(7) الكافي، ابن عبد البر. ص264.
(8) فتاوى شرعية، دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي، ط1، 1422هـ/2002، ج7/ص81.
(9) إسلام أون لاين. نت/ 12 - 7 - 2001.
(10) إسلام أون لاين. نت/12 - 7 - 2001
(11) كوالالمبور- كازي محمود- إسلام أون لاين. نت/ 3 - 8 - 2003
(12) Islamic Family Law (Federal Territories) ACT 1984 ( ACT 303). P 59
(13) " قاضٍ إلكتروني" لسرعة حسم القضايا في البرازيل! لندن- قدس برس.
******************
هل الأجهزة الحديثة ....... معتبرة شرعاً في القضاء؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8190(55/75)
إذا إغتسل للجمعة ثم نام قبل الصلاة هل يلزمة إعادة الغسل
ـ[أبوعبدالرحمن نزار]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:36 م]ـ
على القول بوجوب غسل الجمعة
إذا إغتسل الرجل للجمعة بعد صلاة الفجر ثم نام حتى موعد الصلاة فهل يلزمة إعادة الغسل أم يجزؤة الضوء
ـ[أبوعبدالرحمن نزار]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:58 م]ـ
السؤال
uestion
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:10 ص]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
أشهر من قال بوجوب غسل الجمعة وانتصر له؛ الإمام ابن حزم - رحمه الله - وغيره من الظاهرية ... والغسل عندهم لليوم لا للصلاة ... ففي أي ساعة من يوم الجمعة اغتسل المسلم أجزأه ...
أما غيرهم - رعاك الله -:
فقد جاء في المدونة السحنونية 1/ 145 - 146 طبعة ساسي: (فِي غُسْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ فِيمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِلْجُمُعَةِ غَدَاةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ غَدَا إلَى الْمَسْجِدِ وَذَلِكَ رَوَاحُهُ ثُمَّ انْتَقَضَ وُضُوءُهُ , قَالَ: يَخْرُجُ يَتَوَضَّأُ وَيَرْجِعُ وَلَا يُنْتَقَضُ غُسْلُهُ , قَالَ مَالِكٌ: وَإِنْ هُوَ اغْتَسَلَ لِلرَّوَاحِ لِلْجُمُعَةِ ثُمَّ تَغَدَّى أَوْ نَامَ , قَالَ: فَلْيُعِدْ غُسْلَهُ حَتَّى يَكُونَ غُسْلُهُ مُتَّصِلًا بِالرَّوَاحِ , قُلْت لَهُ: أَرَأَيْتَ إنْ غَدَا لِلرَّوَاحِ وَقَدْ اغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ مَنْ الْمَسْجِدِ فِي حَوَائِجِهِ ثُمَّ رَجَعَ , هَلْ يُنْتَقَضُ عَلَيْهِ غُسْلُهُ؟ قَالَ: لَمْ أَحْفَظْ مِنْ مَالِكٍ فِيهِ شَيْئًا , وَقَالَ وَأَرَى إنْ خَرَجَ إلَى شَيْءٍ قَرِيبٍ أَنْ يَكُونَ عَلَى غُسْلِهِ، وَإِنْ طَالَ [ذلك وكثر انتقض] غُسْلُهُ).
ملاحظة: ما بين المعكوفين ساقط من نسخة < جامع الفقه الإسلامي > فليتنبه له.
في الموطأ مع شرحه المنتقى: (قَالَ مَالِكٌ: مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ نَهَارِهِ وَهُوَ يُرِيدُ بِذَلِكَ غُسْلَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ الْغُسْلَ لَا يُجْزِئُ عَنْهُ حَتَّى يَغْتَسِلَ لِرَوَاحِهِ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ {إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ})
قال الإمام الباجي: (ذَهَبَ مَالِكٌ رحمه الله إلَى أَنَّ الْغُسْلَ لِلْجُمُعَةِ يَكُونُ مُتَّصِلًا بِالرَّوَاحِ لَهَا وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ فِي الْعُتْبِيَّةِ: يَصِحُّ أَنْ يَغْتَسِلَ لَهَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ قَالَ وَأَفْضَلُ لَهُ أَنْ يَتَّصِلَ غُسْلُهُ بِرَوَاحِهِ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ، وَاحْتَجَّ مَالِكٌ فِي ذَلِكَ بِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ}. وَوَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْهُ أَنَّهُ لَمَّا أَمَرَ مَنْ جَاءَ الْجُمُعَةَ بِالِاغْتِسَالِ كَانَ الظَّاهِرُ أَنَّ اغْتِسَالَهُ لِلْمَجِيءِ لَهَا وَيَجِبُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَبْقَى أَثَرُهُ إلَى وَقْتِ الْإِتْيَانِ لَهَا وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ إلَّا أَنْ يَكُونَ اغْتِسَالُهُ مُتَّصِلًا بِرَوَاحِه، ِ وَأَمَّا مَنْ اغْتَسَلَ أَوَّلَ نَهَارِهِ ثُمَّ نَامَ وَتَصَرَّفَ فَإِنَّ أَثَرَ غُسْلِهِ لَا يَبْقَى وَلِذَلِكَ قَالَ مَنْ أَتَى الْعِيدَ فَلْيَتَجَمَّلْ وَلْيَلْبَسْ أَفْضَلَ ثِيَابِهِ فَفُهِمَ مِنْهُ اسْتِصْحَابُ ذَلِكَ فِي إتْيَانِهِ إلَى الْعِيدِ وَلَمْ يُفْهَمْ مِنْهُ أَنْ يَتَجَمَّلَ ثُمَّ يُزِيلَ ذَلِكَ وَيَرْجِعَ إلَى حَالِ الْبَدَاوَةِ حِينَ خُرُوجِهِ إلَى الْعِيدِ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ عَائِشَةَ رضي الله عنها {كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ الْعَوَالِي فَيُصِيبُهُمْ الْغُبَارُ فَيَخْرُجُ مِنْهُمْ الْعَرَقُ وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَوْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا} فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالِاغْتِسَالِ لِمَا كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ مِنْ الْعَرَقِ وَالرَّائِحَةِ بِحُضُورِ الْجُمُعَةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/76)
وفي الموطأ: (قَالَ مَالِكٌ وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُعَجِّلًا أَوْ مُؤَخِّرًا وَهُوَ يَنْوِي بِذَلِكَ غُسْلَ الْجُمُعَةِ فَأَصَابَهُ مَا يَنْقُضُ وُضُوءَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا الْوُضُوءُ وَغُسْلُهُ ذَلِكَ مُجْزِئٌ عَنْهُ).
قال الإمام الباجي: (قَوْلُهُ مُعَجِّلًا أَوْ مُؤَخِّرًا يُرِيدُ بِالتَّعْجِيلِ أَنْ يُعَجِّلَ غُسْلَهُ وَرَوَاحَهُ وَالْمُؤَخِّرُ أَنْ يُؤَخِّرَ غُسْلَهُ وَرَوَاحَهُ ...
(فَصْلٌ): وَقَوْلُهُ مَا أَصَابَهُ مَا يَنْقُضُ وُضُوءَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا الْوُضُوءُ وَغُسْلُهُ ذَلِكَ مُجْزِئٌ عَنْهُ وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْغُسْلَ لَا يُنَافِيهِ الْحَدَثُ وَلَا يُنَافِيهِ الْعَرَقُ وَالصُّنَانُ وَلِذَلِكَ لَوْ لَمْ يُحْدِثْ وَطَالَ مَقَامُهُ بَعْدَ اغْتِسَالِهِ لَانْتَقَضَ غُسْلُهُ وَلَوْ لَمْ يُنْتَقَضْ وُضُوءُهُ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ فِيمَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَكَلَ أَوْ نَامَ أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ غُسْلَهُ وَرَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ فِي الْمَجْمُوعَةِ قَالَ وَذَلِكَ إذَا أَرَادَ النَّوْمَ فَأَمَّا مَنْ يَغْلِبُ عَلَيْهِ فَكَنَوْمِ الْمُحْتَبِي. وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ فِي تَعْرِيفِهِ إنْ اغْتَسَلَ لِلْجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ نَهَارِهِ أَجْزَأَهُ وَإِنْ تَشَاغَلَ بَعْدَ الْغُسْلِ أَعَادَهُ يُرِيدُ أَنَّهُ إنَّمَا يُجْزِئُهُ اغْتِسَالُهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ إذَا اتَّصَلَ بِهِ سَعْيُهُ إلَى الْجُمُعَةِ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ التَّأَخُّرَ إلَى وَقْتِ الرَّوَاحِ هُوَ الْمَشْرُوعُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(مَسْأَلَةٌ): وَمَنْ اغْتَسَلَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ مَسَافَةٌ فَذَهَبَ فِيهَا أَثَرُ الْغُسْلِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةُ الْغُسْلِ وَرَوَى ابْنُ نَافِعٍ عَنْ مَالِكٍ فِيمَنْ يَأْتِي الْجُمُعَةَ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ رُبَّ دَابَّةٍ سَرِيعَةِ الْمَشْيِ وَأُخْرَى الْمَشْيُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِهَا فَإِعَادَةُ الْغُسْلِ فِي مِثْلِ هَذَا أَحَبُّ إلَيَّ وَمَا هُوَ بِالْبَيِّنِ وَفِيهِ سَعَةٌ وَمَنْ كَانَ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلًا فَاغْتَسَلَ لَمْ يُجْزِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ).
وفي التاج والإكليل للمواق عند قول الشيخ خليل: < وَأَعَادَ إنْ تَغَذَّى , أَوْ نَامَ اخْتِيَارًا لَا لِأَكْلٍ خَفَّ >.
: (مِنْ الْمُدَوَّنَةِ قَالَ مَالِكٌ: مَنْ اغْتَسَلَ لِلْجُمُعَةِ غَدْوَةً ثُمَّ غَدَا إلَى الْمَسْجِدِ وَذَلِكَ رَوَاحُهُ فَأَحْدَثَ لَمْ يَنْتَقِضْ غُسْلُهُ وَخَرَجَ فَتَوَضَّأَ وَرَجَعَ , وَإِنْ تَغَدَّى وَنَامَ بَعْدَ غُسْلِهِ أَعَادَ حَتَّى يَكُونَ غُسْلُهُ مُتَّصِلًا بِالرَّوَاحِ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: هَذَا إذَا طَالَ أَمْرُهُ , وَإِنْ كَانَ شَيْئًا خَفِيفًا لَمْ يُعِدْهُ).
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار: ( ... َقَدْ دَلَّ حَدِيثُ الْبَابِ أَيْضًا عَلَى تَعْلِيقِ الْأَمْرِ بِالْغُسْلِ بِالْمَجِيءِ إلَى الْجُمُعَةِ , وَالْمُرَادُ إرَادَةُ الْمَجِيءِ وَقَصْدُ الشُّرُوعِ فِيهِ , وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ. اشْتِرَاطُ الِاتِّصَالِ بَيْنَ الْغُسْلِ وَالرَّوَاحِ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِكٌ. وَالثَّانِي: عَدَمُ الِاشْتِرَاطِ لَكِنْ لَا يُجْزِي فِعْلُهُ بَعْدِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ , وَيُسْتَحَبُّ تَأْخِيرُهُ إلَى الذَّهَابِ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ تَقْدِيمُ الْغُسْلِ عَلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بَلْ لَوْ اغْتَسَلَ قَبْلَ الْغُرُوبِ أَجْزَأَ عَنْهُ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ دَاوُد , وَنَصَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ , وَاسْتَبْعَدَهُ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ , وَقَالَ: يَكَادُ يَجْزِمُ بِبُطْلَانِهِ , وَادَّعَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّ مَنْ اغْتَسَلَ بَعْدَ الصَّلَاةِ لَمْ يَغْتَسِلْ لِلْجُمُعَةِ , وَاسْتَدَلَّ مَالِكٌ بِحَدِيثِ الْبَابِ وَنَحْوِهِ. وَاسْتَدَلَّ الْجُمْهُورُ وَدَاوُد بِالْأَحَادِيثِ الَّتِي أُطْلِقَ فِيهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ , لَكِنْ اسْتَدَلَّ الْجُمْهُورُ عَلَى عَدَمِ الِاجْتِزَاءِ بِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ بِأَنَّ الْغُسْلَ لَإِزَالَةِ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ , وَالْمَقْصُودُ عَدَمُ تَأَذِّي الْحَاضِرِينَ , وَذَلِكَ لَا يَتَأَتَّى بَعْدَ إقَامَةِ الْجُمُعَةِ. وَالظَّاهِرُ مَا ذَهَبَ إلَيْهِ مَالِكٌ ; لِأَنَّ حَمْلَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي أُطْلِقَ فِيهَا الْيَوْمُ عَلَى حَدِيثِ الْبَابِ الْمُقَيَّدِ بِسَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِهِ وَاجِبٌ ... ).(55/77)
سؤال عاجل شخص أعزب قال إذا تزوجت أي امرأة فهي علي كظهر أمي فهل يكون ذلك ظهار أوحلف
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 09:49 م]ـ
شخص أعزب قال إذا تزوجت أي امرأة فهي علي كظهر أمي فهل يكون ذلك ظهار أوحلف على ما لا يملك فلا يكون عليه شيئا أو يكون نذرا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:38 م]ـ
هذه مدارسة وليست فتوى
جاء فى الشرح الكبير:
مسألة: وإن قال لأجنبية أنت علي كظهر أمي لم يطأها إن تزوجها حتى يكفر
الظهار من الأجنبية صحيح سواء قال ذلك لامرأة بعينها أو قال كل النساء علي كظهر أمي وسواء أوقعه مطلقا أو عليقه على التزويج فقال كل امرأة أتزوجها فهي علي كظهر أمي ومتى تزوج التي ظاهر منها لم يطأها حتى يكفر يروى نحو ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبه قال سعيد بن المسيب و عروة و عطاء و الحسن و مالك و إسحاق
ويحتمل ان لا يثبت حكم كالظهار قبل التزويج وهو قول الثوري و أبي حنيفة و الشافعي وروي ذلك عن ابن عباس قول الله تعالى: {والذين يظاهرون من نسائهم} والأجنبية ليست من نسائه.
ولأن الظهار يمين ورد الشرع بحكمها مقيدا بنسائه فلم يثبت حكمها في الأجنبية كالإيلاء فإن الله تعالى قال: {والذين يظاهرون من نسائهم} كما قال {للذين يؤلون من نسائهم} لأنها ليست بزوجة فلم يصح الظهار منها كأمته.
ولأنه حرم محرمة فلم يلزمه شيء كما لو قال أنت حرام.
ولأنه نوع تحريم فلم يتقدم النكاح كالطلاق.
ولنا ما روى الإمام أحمد بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في رجل قال إن تزوجت فلانة فهي علي كظهر أمي فتزوجها قال عليه كفارة الظهار.
ولأنها يمين مكفرة فصح انعقادها قبل النكاح كاليمين بالله تعالى.
وأما الآية فإن التخصيص خرج مخرج الغالب فإن الغالب إن الإنسان إنما يظاهر من نسائه فلا يوجب تخصيص الحكم بهن كما أن تخصيص الربيبة التي في حجرة بالذكر لم يوجب اختصاصها بالتحريم وأما الإيلاء فإنما اختص حكمه بنسائه لكونه يقصد الإضرار بهن دون غيرهن والكفارة ههنا وجبت لقول المنكر والزور فلا يختص ذلك بنسائه.
ويفارق الطلاق من وجهين أحدهما: أن الطلاق حل قيد النكاح ولا يمكن حله قبل عقده والظهار تحريم للوطء فيجوز تقديمه على العقد كالحيض
الثاني: أن الطلاق يرفع العقد فلم يجز أن يسبقه وهذا لا يرفعه وإنما تعلق الإباحة علي شرط فجاز تقديمه وأما الظهار من الأمة فقد انعقد يمينا وجبت به الكفارة ولم تجب كفارة الظهار لأنها ليست امرأة له حال التكفير بخلاف مسألتنا. أنتهى كلامه رحمه الله.
والظاهر عندى والله أعلم أن الراجح هو قول بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الشافعى وأبى حنيفة والثورى
فإنه ظاهر الأية قال تعالى {والذين يظاهرون من نسائهم} فخصه بنسائهم دون غيرهم.
و أما قولهم أن الأية خرجت مخرج الغالب فيكون المفهوم غير مراد فحملهم عليه الأثر عن عمر
أنه قال في رجل قال إن تزوجت فلانة فهي علي كظهر أمي فتزوجها قال عليه كفارة الظهار.
ولنا أن الأثر ضعيف و الأحكام فرع عن التصحيح،
و الأثر رواه أحمد و أخرجه مالك فى الموطأ
(عن سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي عن القاسم بن محمد: أن رجلا سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن قلت إن تزوجت فلانة فهي علي كظهر أمي قال: إن تزوجتها فلا تقربها حتى تكفر)
قال البيهقي: هذا منقطع فإن القاسم بن محمد لم يدرك عمر رضي الله عنه.
وقال الشيخ الألباني فى الإرواء:
قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات لكن القاسم بن محمد لم يدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
فيبقى ظاهر الاية.
ولنا أنها ليست زوجة فلا يلحقها الطلاق فكذلك لا يلحقها الظهار و لا الإيلاء، وقد فرق هو بين الإيلاء والظهار فقال (وأما الإيلاء فإنما اختص حكمه بنسائه لكونه يقصد الإضرار بهن دون غيرهن) ويجاب عنه بأن الظهار كذلك إضرار بنسائه دون غيرهن و اما من لسن بنسائه فلا يلحقهن ضرر فلا فرق، فيلزمه فى الظهار ما قاله فى الإيلاء.
و أما قوله (أن الطلاق حل قيد النكاح ولا يمكن حله قبل عقده والظهار تحريم للوطء فيجوز تقديمه على العقد كالحيض)
فالظهار قبل النكاح تحريم لمحرم فلا يلزمه شىء كالطلاق قبل النكاح و اما قياسه على تحريم الوطء فى الحيض حتى قبل النكاح فهو قياس مع الفارق و الفارق أن تحريم الوطء فى الحيض الزمه به الشارع و تحريم الوطء بالظهار ألزم به نفسه وحرمه الشارع.
ولنا أنه يمين فيما لا يملك فلا ينعقد.
و يبقى بعد ذلك هل يقع نذرا أم لا وعندى فى ذلك إشكال
أنه قاله بنية الظهار ولم يقع فيجب ألا ينعقد يمينا لإنعدام النية.
لو سلمنا أنه يقع نذرا فإنه نذر فى شىء محرم سماه الله تعلى منكرا من القول وزورا
قال الإمام البخاري رحمه الله (باب النذر فيما لا يملك وفي معصية)
عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه)
و ابن عباس قال
: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه)
فأمره بعدم الإيفاء بنذره ولم يلزمه بشىء.
وفى إنتظار تقويم مشايخنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/78)
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:59 م]ـ
للرفع(55/79)
ما حكم قولنا " ما شاء الله " عند ذكر النِعم؟
ـ[الفاروقي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:21 م]ـ
هل هو سنة؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 08:38 ص]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/114.htm
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:22 ص]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/114.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يقال " ما شاء الله " عند رؤية ما يعجبه؟
الحمد لله
1. السنة أن يبرك الإنسان إذا رأى ما يعجبه.
" إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق ".
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4/ 216 وصححه شيخنا الألباني في " الكلم الطيب " 243.
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً قال: مَن تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه.
رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747.
2. وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله "! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف وبحديث.
أما الآية وهي قوله تعالى {ولولا إذ دخلتَ جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}: فلا دليل فيها، إذ لا علاقة للحسد بالموضوع، وإنما أهلك الله جنتيه بسبب كفره وطغيانه.
وأما الحديث: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله: لم تصبه العين ".
والحديث ضعيف جدّاً!
قال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي، وهو ضعيف جدّاً.
" مجمع الزوائد " 5/ 21.
والله أعلم
كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق
ـ[أبو عمر]ــــــــ[01 - 12 - 05, 10:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً [الكهف: 39]
ـ[الفاروقي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 03:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و الآية لا تدل على مشروعية ذلك
و الله أعلم
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:44 م]ـ
من تفسير الطبري
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْت جَنَّتك قُلْت مَا شَاءَ اللَّه لَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ} يَقُول عَزَّ ذِكْره: وَهَلَّا إِذْ دَخَلْت بُسْتَانك , فَأَعْجَبَك مَا رَأَيْت مِنْهُ , قُلْت مَا شَاءَ اللَّه كَانَ
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:50 م]ـ
اقتباس من مقال الأخ الفاضل إحسان العتيبي:
( .. وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله "! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف .. ) انتهى
------
من تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْت جَنَّتك قُلْت مَا شَاءَ اللَّه لَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ} يَقُول عَزَّ ذِكْره: وَهَلَّا إِذْ دَخَلْت بُسْتَانك , فَأَعْجَبَك مَا رَأَيْت مِنْهُ , قُلْت مَا شَاءَ اللَّه كَانَ
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:54 م]ـ
اقتباس من مقال الأخ الفاضل إحسان العتيبي:
( .. وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله "! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف .. ) انتهى
------
من تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْت جَنَّتك قُلْت مَا شَاءَ اللَّه لَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ} يَقُول عَزَّ ذِكْره: وَهَلَّا إِذْ دَخَلْت بُسْتَانك , فَأَعْجَبَك مَا رَأَيْت مِنْهُ , قُلْت مَا شَاءَ اللَّه كَانَ
------
من تفسير ابن كثير
ثُمَّ قَالَ " وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْت جَنَّتك قُلْت مَا شَاءَ اللَّه لَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلّ مِنْك مَالًا وَوَلَدًا "
هَذَا تَحْضِيض وَحَثّ عَلَى ذَلِكَ أَيْ هَلَّا إِذَا أَعْجَبَتْك حِين دَخَلْتهَا وَنَظَرْت إِلَيْهَا حَمِدْت اللَّه عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْك وَأَعْطَاك مِنْ الْمَال أَوْ الْوَلَد مَا لَمْ يُعْطَهُ غَيْرك وَقُلْت مَا شَاءَ اللَّه لَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ(55/80)
كيف نجمع بين الحديثين
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:39 م]ـ
كيف نوفق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم أدعوالله وانتم موقنيين بالإجابة وبين قوله إيضا أن دعوة العبد إما تستجاب أو يرد الله بها قضاء مثله أو يدخرها عنده يوم القيامة فما معنى موقنيين؟؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[30 - 11 - 05, 11:26 م]ـ
السلام عليكم،
أما الحديث الأول فنصه: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ..
والثاني ورد بألفاظ متقاربة، أتمها رواية الأدب المفرد: (ما من مسلم يدعو ليس بإثم ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها .. ) ..
ولا تعارض بينهما؛ فالمسلم إذا دعا الله له حالات:
إذا دعا بإثم أو قطيعة رحم فيرد دعاؤه ..
وإذا دعا بغير ذلك فيجب أن يدعو وهو موقن أن الله سيجيبه، وإجابة الدعاء أعم من أن يعطيه الله سؤله، فإجابة الله للدعاء إما بأن يعطيه ما سأل، أو يصرف عنه سوءًا، أو يدخرها له في الآخرة ..
وسبب الإشكال أنك رويت الحديث الثاني بالمعنى فاستبدلت قوله: [إما أن يعجل له دعوته أو .. ] وفي رواية: [إلا آتاه الله إياها أو .. ] وفي رواية: [إلا آتاه الله ما سأل أو .. ] فاستدلت ذلك بكلمة "إما تستجاب أو .. " ..
والخلاصة: أن إجابة اللهِ دعاءَك أعم من إعطائك سؤلَك .. وعليه فلا تعارض بينهما ..
أرجو أن يكون الكلام واضحًا .. وإن أصبت فبتوفيق الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ..
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 01:31 م]ـ
جزاك الله خيرا(55/81)
العبث بدين الله ... أو الحج على الطريقة التونسية:
ـ[محمد عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإسلام أصبح غريبا بل أصبح مطاردا في بلاده. و أوضح مثال على ذلك ما يقع في تونس و حتى يستبين الأمر أنقل لكم مثالا على ما يحدث في بلاد الزيتونة: موطن سحنون و ابن أبي زيد و ابن خلدون و ابن عاشور و ابن الفرات ...
ففي هذه الأيام التي يتم فيها الاستعداد لأداء مناسك الحج تم توزيع كتيب من إصدار وزارة الشؤون الدينية التونسية على قاصدي بيت الله الحرام.
و منذ الصفحة الأولى يبرز لك الاستهزاء بالدين و ذلك بالحديث عن التيسير و التسامح في دين الإسلام الحنيف و يذكرون بالقاعدة (المشقة تجلب التيسير) و بالحديث (لا ضرر و لا ضرار) و بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى عن التزمت و التشدد. فخرجوا بطبخة تونسية لما يسمى (دليل الحاج). إذ هم يقفزون من مذهب إلى آخر و مبدأهم في كل ذلك الُرخص و الأقوال الشاذة حتى يبدو للناظر أن الحج رحلة سياحية ليس إلا.
و اسمحوا لي أن أنقل لكم فقرات مما كتب في هذا الدليل و أرجو أن تكملوا قراءتها كلها. و قد أرفقت أسفله بالدليل كاملا لمن أراد المزيد من المضحكات المبكيات و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ص 3
إنّ هذا الدليل الذي تضعه وزارة الشؤون الدينية بين أيدي الحجيج الميامين هو خلاصة عمل ثُلّة من العلماء المتخصّصين والفقهاء المحقّقين، في تقصّي العلل وتمحيص الأدلّة وتخيّر الآراء والأقوال بناء على القاعدة الشرعية: المشقّة تجلب التيسير، كي يكون رفيقًا لضيوف الرحمان، قاصدي بيت الله الحرام في رحلتهم المقدّسة لأداء فريضتهم الخامسة تلبية لنداء سيدنا ابراهيم عليه السلام الذي حكاه القرآن الكريم في الآية 25 من سورة الحجّ بقوله: "وأذّنْ في النّاسِ بالحجِّ، يأتُوكَ رِجالاً وعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فجٍّ عَمِيق".
فالدّين الإسلاميّ الحنيف مبنيّ على التيسير ورفع الحرج وليس فيه تشديد أو تكليف بما فوق طاقة المخَاطَبين:"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ". لذلك نهى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عن المغالاة في العبادة أو التعسير على المكلّفين في أمور الدّنيا والدّين حيث قال: "هلك المتنطّعون" أي المتشدّدون والمتزمتون.
......................
ص 7
الإفْرَادُ: أن ينوي الحاجّ الحجّ وحده فإذا أتمّ أعمال الحجّ ينوي العمرة. وهو الأفضل عند المالكيّة إذ به حجّ النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم وهو الأيسر لأنّه لا هَدْيَ فيه ...
هكذا؟
......
ص 9
ب* واجبات الإحرام:
1* التجرّد: وهو أن يتجرّد الحاجّ من كلّ محيط ومخيط وأن لا يلبس إلا إزارًا ورداءًا ونعليْن وهذا بالنسبة للرجل فقط، أمّا بالنسبة للمرأة فتلبس لباسًا عاديًّا ساترًا لبدنها دون وجهها وكفّيها.
حتى لا يقولوا الحجاب أو الخمار
.........
ص 10:
ج* ميقات الإحرام:
للإحرام ميقات زماني وميقات مكاني:
1* الميقات الزماني: وهو في ثلاثة أشهر معينّة: هي شوّال وذو القعدة وذو الحجّة، قال الله تعالى:" الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" البقرة 196. ويمتد إلى قبيل فجر اليوم العاشر من ذي الحجّة.
2* الميقات المكاني: وهو بالنسبة للحجيج المسافرين من البلاد التونسيّة قسمان:
أ- قسم يخصّ الحجيج الذين يقصدون المدينة المنوّرة أولاًّ وهؤلاء يكون إحرامهم من آبار علي في طريقهم من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرّمة.
ب- قسم يخصّ الحجيج الذين يقصدون مكّة المكرمة مباشرة إثر وصولهم من تونس إلى مطار جدّة، فهؤلاء يكون إحرامهم من مطار الحجيج بجدّة دون أن يكون عليهم هدي ولا فدية حيث يقومون هناك بكلّ متعلّقات الإحرام. وتكون النيّة عند ركوبهم الحافلة في اتجاه مكّة المكرّمة عملا بما قاله الإمام ابن عرفة فيمن كانوا يسافرون بحرًا فإنهم يحرمون من أوّل مكان بالبرّ ولا يترّتب عليهم شيء وعملا أيضا بما قاله الإمام سند من المالكية وبما أفتى به سماحة الشيخ الإمام محمّد الطاهر ابن عاشور رحمهم الله جميعًا
.....................
ص17
شروط الطواف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/82)
1 - أن يكون الطائف على طهارةٍ من الحَدَثيْن (الأصغر والأكبر)، وذلك شرط في بدايته وفي استمراره فمن حصل له ناقض أثناء طوافه وجب عليه التطهّر. ومن تيسيرات الحجّ العمل بما قاله الشافعيّة من أنّه يجوز البناء في الطّواف على ما تمّ القيام به من أشواط دون إعادته من البداية.
........................
ص 22:
وبمجرّد الوصول تُنْجَزُ إجراءات السّكن مع التحلّي بالهدوء والصّبر وسعة الصّدر والالتزام بالنظام وحسن الفعل والقول متذكّرًا قول الله تعالى: "الحجّ أشهر معلوماتٌ فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ" (البقرة 197). وبعد أخذ نصيب من الرّاحة يتطهّر الحاجّ كما يتطهّر للصّلاة استعدادًا للطواف الذي تشترط فيه الطّهارة،
......
ص 24:
فيستقبل هذا الرّكن ويكبّر ويرفع يديْه كما يرفعهما للصّلاة وعليه أنْ يتجنّب هنا محاولة تقبيل الحجر إذا رأى أن ذلك قد يعرّضه لخطر التدافع والزّحام فيضرّ بنفسه أو بغيره. مع الدّعاء في كلّ شوطٍ (يمكن اعتماد الأدعية المأثورة وهي التي جمعناها في قسم الأدعية من هذا الكتاب، كما يمكن للحاج الدّعاء بما يشاء مع حضور القلب والأمل في الإجابة من الله عزّ وجلّ).
...................
ص 27:
وله أن يرتاح قليلا (خمس أو عشر دقائق)، ثم يتوجّه إلى المسعى ليقوم بالركن الثاني من أركان الحجّ وهو السّعي بيْن الصفا والمروة فيبدأ بالصّفا ويستقبل القبلة ويدعو الله بما يشاء متّجهًا إلى المروة
.........
ص 28:
وفي اليوم الثامن من ذي الحجّة يستعدّ الحاجّ ليوم عرفة، يوم الحجّ الأكبر،
أي أنهم سيرغمون الناس على ترك المبيت بمنى في ذلك اليوم. ترى لماذا سن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سننه؟ هل لتترك؟ ألم يقل " خذوا عني مناسككم "؟
......................
ص 29:
ويقضي الحاجّ يومه في الدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن، والمشاركة في الأختام القرآنيّة التي تنظّمها وزارة الشّؤون الدّينيّة في الخيام، والأدعية التي تؤدّى جماعة قبل الغروب ومغادرة عرفة. وهنا يجدر التنبيه إلى تجنّب الخروج من المخيّم خشية الضياع أو التعرّض لضربة الشمس.
.........
ص 34:
فإذا أتمّ الحاجّ رمي جمرة العقبة يحلق أو يقصر شعره ويكون بذلك قد تحلّل التحلل الأصغر، والحاجّ هنا مخيّر بين أمرين: فإمّا أن يواصل طريقه إلى مكّة ويكون هنا التنقل على حسابه الخاصّ ليقوم بطواف الإفاضة ثم يعود إلى منى وإما أن يبقى في المخيم التونسي في منى ويمضي فيها الأيام الثلاثة.
...................
ص 37 - 39:
ثمّ يعود إلى منى فيقيم بها لأجل الرمي ليلتيْن والمستحسن أن يتمّ الرمي في الوقت الذي يقلّ فيه الزحام والتدافع عملا بالقاعدة "لا ضرر ولا ضرار" ويكون الرمي بالترتيب بين الجمرات:
- سبع حصيات للجمرة الصغرى
- سبع حصيات للجمرة الوسطى
- سبع حصيات للجمرة الكبرى (جمرة العقبة)
وينبغي عند الرمي تجنب إيذاء الناس فقد روى سليمان بن الأحوص الأزدي عن أمّه قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بطن الوادي يقول:"يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضًا إذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف" رواه أبو داود.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هات ألْقِطْ لي فلقطت له حصيات هي حصى الخذف فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء وإياكم والغلوّ في الدّين فإنّما أهلك الذين من قبلكم الغلوُّ في الدّين" رواه أحمد والنسائي.
و لأجل ذلك ينبغي على الحاجّ الإنصات إلى المرشدين والمرشدات الموفدين من قبل وزارة الشؤون الدينيّة واتّباع نصائحهم عند اختيار وقت رمي الجمرات أيام التشريق الذي يجوز في كلّ الأوقات بالليل والنّهار دون التقيّد بوقت معين، وهو ما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرّمة بحيث يتجنّب الحاج الزحام الشديد حول الجمرات ويتخيّر الوقت المناسب للرمي عملا بقوله تعالى:"لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَ وُسْعَهَا".
..................................
ص 45:
وللمرأة الحائض والنّافس الإنابة عنها في طواف الإفاضة إذا تعذّر عليها تأخيره حتّى تطهّر لارتباطها بموعد سفر محدّد، وهنا يجب على من ينوبها نيّة ذلك وأن يطوف عنها بعد طوافه عن نفسه مؤدّيًا لهذا الطواف كلّ شروطه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/83)
...........................
ص49:
ولا يترتّب على ترك المبيت بمنى هدي (لأنه سنّة عند أبي حنيفة).
......
ص 52:
إنّ زيارة المدينة المنورة والصلاة في المسجد النبويّ وزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم، سُنّة وقربى.
ورد في الحديث الشّريف:"من زارني بعد مماتي، فكأنّما زارني في حياتي"
........
ص 66:
10 - هل يجوز الإحرام بالنية في الطائرة؟
بالنسبة إلى الحجيج التونسيين يكون الإحرام من أرض جدة و بعد إتمام إجراءات الدخول إلى الأراضي السعودية طبقا لفتوى الإمام العلامة المبرور محمد الطاهر بن عاشور و غيره من العلماء , لذلك فالإحرام من الطائرة و لو بالنية مكروه لأنه إحرام قبل الميقات. وهو غير ممكن عمليا لأن مرور الطائرة بالميقات يكون سريعا و لا يسمح يذلك.
..................
ص 68:
14 - هل على المحرم من مطار جدة هدي؟
الميقات المكاني للقادمين جوا من أي مكان في الدنيا و القاصدين مكة المكرمة أولا إنما هي جدة حسب ما أفتى به العلامة المبرور محمد الطاهر بن عاشور و غيره من المفتين و العلماء المحققين و بالتالي فإنه لا هدي عليه.
..................
ص 70:
1 - من انتقض عنه الوضوء أثناء الطواف ماذا يجب عليه أن يفعل؟
من انتقض عنه الوضوء أثناء الطواف يقطع طوافه و يتوضأ ثم يتم طوافه و يبني على ما فعل أي يواصل طوافه كأنه لم يقطعه. و عند الحنفية لا تشترط الطهارة في الطواف. لذلك جوزوا مواصلة الطواف عند انتقاض الوضوء مثله مثل السعي (انظر فتح الباري لابن حجر عند شرحه الحديث رقم 1652).
الرجاء النظر في هذا المرجع إذ ليس فيه أي حديث عن الطواف بدون وضوء
......
ص 79:
4 - من دخل بالتمتع و قام بعمرة لغيره هل عليه هدي؟
حسب فتوى الإمام ابن الحاجب و التي نقلها الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير للدردير لا هدي عليه .........
ص 80
ما حكم الشرع في الأربعين صلاة بالمدينة المنورة؟
هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي تدعو إلى أداء أربعين صلاة بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة و بالتالي فهذه الصلوات على أقصى تقدير هي مستحبة. و من لم يتيسر له ذلك فلا شيء عليه و لا يقال في حقه أنه قصر. و لم تنص هذه الأحاديث الضعيفة على ضرورة أن تكون هذه الصلوات مفروضة بل يمكن احتساب صلوات النوافل ضمن الأربعين.
..............
ص 133: من دعاء عرفة:
ونسألك اللّهم بأسمائك الحسنى أن تزيد سيادة الرّئيس زين العابدين بن علي تسديدا وتوفيقا لما فيه خير الوطن والدّين.
اللهم حقق لنا على يديه المزيد من الخيرات واكلأه ربنا بحق هذا اليوم المبارك بعين حفظك و رعايتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
:الكتيب على نسق ب د ف: ( http://www.ezzitouna.org/haj/)
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:54 م]ـ
لا حاجة بنا أخي محمد إلى ملف ال Pdf المرفق، فما قرأتُه أصابني بالغثيان،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 11:08 م]ـ
ص 133: من دعاء عرفة:
ونسألك اللّهم بأسمائك الحسنى أن تزيد سيادة الرّئيس زين العابدين بن علي تسديدا وتوفيقا لما فيه خير الوطن والدّين.
اللهم حقق لنا على يديه المزيد من الخيرات واكلأه ربنا بحق هذا اليوم المبارك بعين حفظك و رعايتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
ما شاء الله،،،
لم يبق إلا أن يذكروا حديثا مسندا لهذا الدعاء من أدعية يوم عرفة!!!
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:06 ص]ـ
هل يجوز للحاج ان يخص رئيسا دون باقى الرؤساء بالدعاء يوم عرفه؟؟؟
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 01:35 ص]ـ
و كأنَّ أعيُنَكم لم تقع إلاَّ على حسنةٍ من حسناتِهم فذهبتم تنتقدونها، سامحكم الله يا إخوان، ما لكم!!!؟؟
أهذا مما يؤلِمُكم من هؤلاءِ النَّاسِ؟؟! و كأنِّي بكم تُنكرون على التَّتارِ شُرْبَهُم الخمرَ.
ما كنتُ أظنُّ أنِّي أطَّلعُ على حسنةٍ كهذه لأولئكِ النَّاس ... كدتُم تضطرُّوني لشُكرِهِم!!!.
أرجو أن يُمْسَحَ الموضوعُ من أصلِهِ.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[29 - 01 - 08, 07:25 ص]ـ
ليسمح لي الإخوان أن أقول رأيي المجرد في هذه الخطوة التي عملتها وزارة الشؤون الدينية في تونس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/84)
فهذه خطوة مباركة لأن فيها تثقيفا للحجاج التابعين لها وإيصالا للعلم إليهم حتى يتمكنوا من الحج على بصيرة.
وما وقعوا فيه من اتباع للرخص فلا شك أنه خطأ ظاهر وقد تتابعت كلمة أهل العلم على أن اتباع الرخص فسق وزندقة، لكن لا ينبغي معالجة هذا الخطأ بالاستهتار والشماتة بل يعالج بالطرق السليمة فلو يكتب لتلك الوزارة عن الملاحظات الموجودة حتى تتلافاها في أعوام قادمة.
على أن بعض ما ذكره كاتب الموضوع وفقه الله من بعض الجمل المنتقدة لم أر فيها شيئا وهي كالتالي:
1 - شروط الطواف:
1 - أن يكون الطائف على طهارةٍ من الحَدَثيْن (الأصغر والأكبر)، وذلك شرط في بدايته وفي استمراره فمن حصل له ناقض أثناء طوافه وجب عليه التطهّر. ومن تيسيرات الحجّ العمل بما قاله الشافعيّة من أنّه يجوز البناء في الطّواف على ما تمّ القيام به من أشواط دون إعادته من البداية.
(فهذا أحد القولين عند الحنابلة وله وجهه).
2 - وبمجرّد الوصول تُنْجَزُ إجراءات السّكن مع التحلّي بالهدوء والصّبر وسعة الصّدر والالتزام بالنظام وحسن الفعل والقول متذكّرًا قول الله تعالى: "الحجّ أشهر معلوماتٌ فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ" (البقرة 197). وبعد أخذ نصيب من الرّاحة يتطهّر الحاجّ كما يتطهّر للصّلاة استعدادًا للطواف الذي تشترط فيه الطّهارة،
(فهل ارتياح الحاج من الأمور الممنوعة؟!).
3 - وله أن يرتاح قليلا (خمس أو عشر دقائق)، ثم يتوجّه إلى المسعى ليقوم بالركن الثاني من أركان الحجّ وهو السّعي بيْن الصفا والمروة فيبدأ بالصّفا ويستقبل القبلة ويدعو الله بما يشاء متّجهًا إلى المروة
(تعليقي عليها كالتي قبلها، ثم إن الموالاة بين السعي والطواف مستحبة وليست واجبة كما لا يخفى).
4 - فإذا أتمّ الحاجّ رمي جمرة العقبة يحلق أو يقصر شعره ويكون بذلك قد تحلّل التحلل الأصغر، والحاجّ هنا مخيّر بين أمرين: فإمّا أن يواصل طريقه إلى مكّة ويكون هنا التنقل على حسابه الخاصّ ليقوم بطواف الإفاضة ثم يعود إلى منى وإما أن يبقى في المخيم التونسي في منى ويمضي فيها الأيام الثلاثة.
(ما المحذور في هذا؟ لا سيما أنه يجوز تأخير طواف الإفاضة وجمعه مع طواف الوداع، إلا إن أردت أن اتباع السنة أولى فأنا معك).
5 - ثمّ يعود إلى منى فيقيم بها لأجل الرمي ليلتيْن والمستحسن أن يتمّ الرمي في الوقت الذي يقلّ فيه الزحام والتدافع عملا بالقاعدة "لا ضرر ولا ضرار"
(وهذا صحيح لا محذور فيه، بل هو الأولى).
وجزاك الله خيرا
2 -
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[16 - 11 - 08, 11:21 م]ـ
وما وقعوا فيه من اتباع للرخص فلا شك أنه خطأ ظاهر وقد تتابعت كلمة أهل العلم على أن اتباع الرخص فسق وزندقة،
2 -
بارك الله فيك أخي،لو أطلعتنا على ما أشرت إليه، من فسق و زندقة من اتبع الرخص.
و لو كتب الله لك وذهبت أيام الحج إلى الفنادق التي يقيم بها المهنيون بالموضوع، لوجدت صورا لمرشدات دينيات (هكذا يلقبون) ملصقة بجوار المصاعد الكهربائية،وهنّ كاشفات الرأس و العنق؟
فما الحكم الشرعيّ بنشر صور لسناء مكشوفات في حرم قال في حقّه سبحانه -*- و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم -*-
و لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:20 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لا شك أن دليلهم هذا أصل وضعه ليس قائما على الكتاب والسنة، فهم تعمدوا من البداية أن يجعلوه قائما على تتبع رخص الفقهاء، وأحيانا ما لا أصل له!
فهل هذا هو معنى: ((لتأخذوا عني مناسككم))؟!!!
ولذا فتخريج بعض ما أصابوا به يشبه تصحيح بعض ما وافقنا به المبتدعة والضلال كالرافضة وأمثالهم.
فشتان بين من وضع شيئا وأصل تعظيم الله وشرعه في قلبه ولسانه وعمله فأخطأ، وبين من وضع مثل هذا ليجعله كطوق الحمامة على المسلمين المساكين، ولاحظ في إحدى الفقرات يحذرهم من الخروج من المخيم!!! خشية ضربة الشمس أو الضياع!!! وأنا أقول: خشية أن يلقى في طريقه وهابيا، فيفسده عليهم!!!!!
ولا تنسوا أن تدعوا لمن يركض وراء المحجبات لينزع حجابهم، ووراء الملتحين ليحلق لحاهم!!!!.
لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 08:20 ص]ـ
أمَّا أنا فلم أستغرب من هذا الدليل بعد قراءة المقدمة الطافحة بمقاصد السوء التي وُضع من أجلها , وأعْجَبُ ما فيه بعد الترخص والشذوذ أعمال الحج يوم عرفة ودعوته إلى الإحداث في دين الله بالابتهال الجماعي.!!
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 10:38 ص]ـ
الدعوة بالتي هي أحسن عن طريق هيئة الدعوة والارشاد أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة وفي مخيمهم في منى فهم بحاجة ماسة للدعوة ليتغير مابأنفسهم فيتحسن أمرهم
ـ[سالم عدود]ــــــــ[17 - 11 - 08, 02:45 م]ـ
الم يقل زين العابدين في لقاء مع جريدة لومند الفرنسية بان الحج رمز من رموز الجاهلية و ان على الناس توفير اموالهم لما هو انفع انا لله و انا اليه راجعون في الحقيقة اخواننا يعانون الامرين من هذا العلماني الخبيث و زبانيته و مثل هذه المواضيع تعتبر تلميع لهؤلاء الطفرات
معذرة من صاحب الموضوع و اشكر له غيرته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/85)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:10 م]ـ
ص 133: من دعاء عرفة:
ونسألك اللّهم بأسمائك الحسنى أن تجلط الدم في سيادة الرّئيس زين العابدين بن علي تجليطا شديدا لا شفاء بعده وفي ذلك خير الوطن والدّين.
؟؟؟؟؟؟!!!!!
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:34 م]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
اللّهمّ فرّج كرب إخواننا و أخواتنا في تونس،
و ثبّتهم على دينك.
الم يقل زين العابدين في لقاء مع جريدة لومند الفرنسية بان الحج رمز من رموز الجاهلية و ان على الناس توفير اموالهم لما هو انفع
أخي سالم، سلّمكَ الله،
ليتك تأتي بمصدر نقلك هذا.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:53 ص]ـ
تفضل اخي و اذا تيسر لي فسوف اصور صفحة الجريدة الفرنسية و فيها اللقاء مع الرئيس التونسي و ان كان الامر لا يحتاج فالخبر انتشر ساعتها و الكل يعلم ذالك و الله المستعان
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[20 - 11 - 08, 11:36 ص]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تفضل اخي و اذا تيسر لي فسوف اصور صفحة الجريدة الفرنسية و فيها اللقاء مع الرئيس التونسي و ان كان الامر لا يحتاج فالخبر انتشر ساعتها و الكل يعلم ذالك و الله المستعان
أخي سالم، حفظك المولى،
الصّورةُ التي وضعتَ من إحدى الصّحف الصّادرة سنة 2006 مـ،
و جاء في بداية الخبر ما مفاده أنّ الحوار نُشر في الصحيفة الفرنسية قبلها بيومٍ،
و قد راجعتُ الأمر من موقع "رئاسة الجمهورية"، حيث تنشر جميع حواراته الصّحفية و خطاباته و برقياته،
فلا الرّجلُ تحدّث إلى الصّحيفة الفرنسية في تلك السّنة،
و لا الصحيفة الفرنسيّة ادّعت ذلك في موقعها.
سدّدك اللّه.(55/86)
حكم البحث عن حكمة تشريع المشرع "" الله عز وجل""
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[01 - 12 - 05, 10:02 ص]ـ
الحمد لله , و الصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد,
فنحن نتعبد لله بما شرع علمنا الحكمة من ذلك التشريع أم لم نعلم
و هكذا كان السلف و هذا هو الاسلام والاستسلام و الانقياد , و في البحث عن حكمة التشريع نوع من التأمل و التدبر فنحن لا نبحث عن حكمة الشيء لأجل أن نعمل به ولكن بحثنا عنه من قبيل التدبر والتأمل , فهل البحث عن حكمة التشريع ومحاولة الاجتهاد في معرفتها - مع عدم الجزم بها - أمر يخالف شرع الله؟ .......
وجزاكم الله خيرا(55/87)
عندنا بعض إخواننا ممن يرغب فى دراسة مرحلة الدكتوراه فى السعودية _ فى جامعة الإمام أو
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 12 - 05, 10:13 ص]ـ
عندنا بعض إخواننا ممن يرغب فى دراسة مرحلة الدكتوراه فى السعودية _ فى جامعة الإمام أو الإسلامية أو أم القرى _ وكان قد أنهى الماجستير فى الجامعة الإسلامية فى غزة فهل يمكن قبوله فى أحد هذه الجامعات وإذا أمكن فما شروط هذا القبول؟
أرجو ممن عنده علم بهذا من إخواننا وخاصة السعوديين أن يسعفونا بالإجابة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 10:15 ص]ـ
هل من مجيب
ـ[نياف]ــــــــ[03 - 12 - 05, 10:04 م]ـ
أخي في الله أمجد
أنا آسف لا استطيع أن أخدمك إلا بنقل روابط مواقع الجامعات
جامعة الإمام محمد بن سعود
http://www.imamu.edu.sa/
جامعة أم القرى
http://www.uqu.edu.sa/
الجامعة الإسلامية
http://www.iu.edu.sa/arabic/Default.asp
جامعة الملك سعود
http://www.ksu.edu.sa/
جامعة الملك عبدالعزيز
http://www.kaau.edu.sa/
ولاتنساني من الدعاء(55/88)
لماذا يطلق على الشخص المبهم اسم (فلان)؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 12 - 05, 11:49 ص]ـ
اسم (فلان) نطلقه على الشخص المبهم، فإذا لم يرد المتكلم بيان الاسم الحقيقي قال: (فلان).
وقد بحثتُ عن أصل الكلمة فوجدتها وردت في عدة أحاديث، منها ماورد في البخاري: (إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل)، وحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ".وغيرها.
قال ابن الأثير في النهاية:
" وفلان وفلانة: كناية عن الذكر والأنثى من الناس، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت: الفلان والفلانة " أ. هـ
فما أصل اسم (فلان)، وهل اسم (علان) الملحق بها له أصل كذلك.
وقد أضاف البعض اسم (فلنتان) فيقول: فلان وعلان وفلنتان ولا أظن الأخيرة تثبت.
فما رأي الأكارم؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 12 - 05, 08:03 م]ـ
قال تعالى:" يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا ".
لم أجد من المفسرين مَن أشار إلى معناها اللغوي، بل قد أشار بعضهم إلى المقصود من قوله تعالى (فلانا).
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: وقوله {يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} اختلف أهل التأويل في المعني بقوله: {الظالم} وبقوله: {فلانا} فقال بعضهم: عني بالظالم: عقبة بن أبي معيط ; لأنه ارتد بعد إسلامه , طلبا منه لرضا أبي بن خلف , وقالوا: فلان هو أبي) أ. هـ. أي أبي بن خلف.
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله في (مفردات ألفاظ القرآن):
(فلن:
فلان وفلانة: كنايتان عن الإنسان، والفلان والفلانة: كنايتان عن الحيوانات، قال تعالى: " ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ") أ. هـ.
وفي المعجم الوسيط:
(" فلان ": كناية عن العلم المذكر العاقل، مؤنثه فلانة ممنوعا من الصرف.
وقد يقال للمذكر: "فُلُ"، وللمؤنث: "فلاة"و"فُلَة"، ويكثر ذلك عند النداء.
وقد تزاد "أل" في أوله فيكنى بالفلان والفلانة من غير الآدميين، تقول العرب: ركبت الفلان، وحلبت الفلانة: كناية عن الفرس والناقة ونحوهما) أ. هـ
أما (علان) فلم أجد عنها شيئا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 05, 09:11 ص]ـ
وفقك الله يا صاحب الفوائد ... وإن قلّت هذه الأيام.
يبدو من خلال النظر في بعض المعاجم أن لفظ < فلان > اسم مرتجل عندهم، يكنون به عن كل أحد كما قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة ... ولهم في الكناية بذلك وعدم التصريح أسباب ...
وأما لفظ < علان > فإن لم تخن الذاكرة - وكثيرا ما تفعل للأسف - فقد ذكر صاحب [تاج العروس] في مادة <علّ >: يقال للمجهول فلان بن علان. والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 12 - 05, 08:26 م]ـ
شيخنا الكريم ابن الكرام / الفهم الصحيح
جزاكم الله خير الجزاء، فائدة نفيسة، ولعلي اراجع تاج العروس وانظر ما فيه.
---
قال الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير:
("وفلان " كناية عن الأعلام، قال النيسابوري: زعم بعض أئمة اللغة أنه لم يثبت استعمال (فلان) في الفصيح إلا حكاية، لا يقال جاءني " فلان "، ولكن يقال: قال زيد جاءني فلان، لأنه اسم اللفظ الذي هو علم الاسم، وكذلك جاء في كلام الله.
وقيل " فلان " كناية عن علم ذكور من يعقل، و" فلانة " عن علم إناثهم.
وقيل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور، وفلانة عمن يعقل من الإناث، وأما الفلان والفلانة فكناية عن غير العقلاء.
و (فل) يختص بالنداء إلا في الضرورة كقول الشاعر:
في لُجّةٍ أمسَكَ فُلانا عن فُلِّ
وقوله:
حدّثاني عن فُلان وفُلّ
وليس (فل) مرخما من فلان خلافا للفراء.
وزعم أبو حيان أن أن ابن عصفور وابن مالك وهما في جعل (فلان) كناية علم من يعقل).أ. هـ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 12 - 05, 09:40 م]ـ
وزد - أيها الأخوان الفاضلان -
قولهم هيان بن بيان
وهي مثل فلان بن علان
في ذكر من أغفل عن البيان.
والله المستعان.
وعليه التكلان.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:33 م]ـ
نفع الله بالشيخ عصام وبارك فيه.
ويزاد على " هيان بن بيان " أنها تقال: فيمن من لم يعرف هو ولا عرف أبوه كما ذكره العلامة الزبيدي في مستدركه على صاحب القاموس من كتابه الجامع الماتع < تاج العروس >.
أخي الفاضل المسيطير ما ذكرته لك عن التاج هو في مادة < علل > وتحديدا في المستدرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/89)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 12 - 05, 09:28 م]ـ
من باب المشاركة:
لعل (علان) من باب (الإلحاق)، وليس لها معنىً يراد!
كقولهم: حسن بسن، وحيص بيص ... ونحو ذلك. والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 12 - 05, 09:42 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء.
---
ومن لسان العرب:
مادة (فلن): فلان وفلانة: كناية عن أسماء الآدميين، والفلان والفلانة: كناية عن غير الآدميين.
تقول العرب: رَكبتُ الفلان، وحلبتُ الفلانة.
ابن السراج: فلان كناية عن اسم سمي به المحَدَّث عنه، خاص غالب.
ويقال في النداء: يا فُلُ، فتحذف منه الألف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيما لقالوا يا فُلا، قال: وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة؛ قال أبو النجم:
في لَجَّة، أمْسِك فلانا عن فُلِ
واللجة: كثرة الأصوات، ومعناه: أمسك فلانا عن فلان.
يتبع بإذن الله ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 12 - 06, 08:04 م]ـ
قد يناسب نقل الموضوع إلى منتدى اللغة العربية.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 11 - 07, 06:06 م]ـ
قال صاحب تاج العروس:
(فلان وفلانة مضمومتين كناية عن اسمائنا) للذكر والانثى.
(و) الفلان والفلانة (بأل) كناية (عن غيرنا) من البهائم، تقول العرب: ركبت الفلان، وحلبت الفلانة.
وقال ابن السراج: فلان كناية عن اسم سمى به المحدث عنه؛ خاص غالب.
وقال الليث: إذا سمى به انسان لم يحسن فيه الألف واللام، يقال: هذا فلان آخر لأنه لانكرة له،
ولكن العرب إذا سموا به الابل؛ قالوا: هذا الفلان وهذه الفلانة.
فإذا نسبت قلت فلان الفلاني لأن كل اسم ينسب إليه فان الياء التى تلحقه تصير نكرة وبالألف واللام يصير معرفة في كل شئ.
وقوله عز وجل: (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) قال الزجاج: فلانا "الشيطان وتصديقه"، (وكان الشيطان للإنسان خذولا)، ويقال إن المراد هنا أمية بن خلف وأنه منع عقبة بن أبى معيط في الدخول في الاسلام.
(ويقال للواحد: يافلُ) اقبل بالرفع من غير تنوين.
(وللاثنين: يافلان) أقبلا.
(وللجمع: يافلون) اقبلوا.
وقال الأصمعي فيما رواه عنه أبو تراب يقال: قم يافل، ويافلاه.
فمن قال: يافل فمضى فرفع بغير تنوين، ومن قال يافلاه فسكت اثبت الهاء وإذا مضى قال فلافل ذلك فطرح ونصب.
(وفى المؤنث: يافلة) أقبلي.
وبعض بنى تميم يقول يا فلانة اقبلي، (ويافلتان) اقبلا بضم ففتح، (ويافلات) أقبلن.
وقال ابن بزرج وبعض بنى أسد يقول: يافل اقبل، ويافل أقبلا ويافل أقبلوا، ويافل أقبلي.
وقال ابن برى فلان لا يثني ولايجمع) أ. هـ من النسخة الإلكترونية.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 10:00 م]ـ
بارك الله فيكم
فوائد جميلة
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 07 - 08, 12:07 ص]ـ
الأخ الكريم / مشتاق حجازي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[06 - 07 - 08, 02:21 ص]ـ
قال الحافظ-رحمه الله- في الإصابة (2/ 44): ((روى ابن السكن وابن منده من طريق أبي ذكوان عمران الرملي: سمعت عطية بن سليم بن سعيد رجلاً من بني جشم يقول: سمعت أبي يقول: قدمت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما اسمك؟ " قلت: فلان. قال: " بل أنت سليم ")).
قال الشيخ بكر أبوزيد-رحمه الله-في معجم المناهي اللفظية ص257: ((وقوله (فلان) لم يأت في الروايات عند من ذكر بيان الاسم فكأنه سمّاه اسماً غير مستحسن فسكت عن تعيينه أو نسيه الراوي. والله أعلم))
انظر: الصحابة الذين غير النبي-صلى الله عليه وسلم-أسماءهم ص29
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 05 - 09, 03:52 م]ـ
الأخ الكريم / أنس الشهري
فائدة لطيفة، فجزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[02 - 05 - 09, 03:56 ص]ـ
أحسن الله إليكم
لطائف و فوائد طيبة(55/90)
عجيبة من عجائب الحافظ ابن رجب رحمه الله في الإخلاص
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 12 - 05, 01:24 م]ـ
عجيبة من العجب من الحافظ ابن رجب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير محمد وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فهذه حكاية فيها عبرة، وعظة، ودرس لمن أراد لنفسه الخير والنجاة ..
ذكرها ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 39:
قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها، فعجبتُ من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة!
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام؟!
قال: إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه.اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص، وفي التيقظ للنفس وحظوظها، وهذه نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه، وعدم الالتفات لغيره، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف، ونقل كلامهم؛ فلعل هذا من نتاجه.
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا، أو كلاما في مسألة ما، هو خالِ الذهن منها، فينطلق إلى أحد المراجع؛ فينعم النظر فيها من كل جانب، وربما توسع، وذكر الخلاف أيضا، ولا يشير إلى مرجع ولا كتاب، وهو بهذا يشعر القارئ أنها من معلومه، ومحفوظه!
وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور". متفق عليه.
فلينظر العاقل خلاص نفسه، فوالله لن ينفعك مدح كاذب لست له بأهل.
ولو كنتَ تعقل لعلمتَ: أن من مدحك بما ليس فيك فقد بالغ في ذمك؛ لأنه نبه على نقصك، كما قال العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة.
ومن أخرى: تكون قد وقعت في حبائل إبليس، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس، ولا يقال: تَعلمت ليقال عالم وقد قيل، بل قد يقال تعالمت ليقال عالم!
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض، فكيف سيكون حال مَن تعالم؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة.
ولو تبع المسلم ما روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ".
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" احرص على ما ينفعك ".
= لأراح، واستراح.
وذكرتني هذا الحكاية ببعض ما وقع للسلف، وهي تبين مدى عنايتهم ـ رحمهم الله ـ بأنفسهم، وتعاهدها، والتفكر في الغرض من الكلام، والدافع له.
ذكر الذهبي في السير في ترجمة الفضيل 8/ 433:
روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال: بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته فقلت له: حريز! قال: ما يصنع بي يظهر لي محاسن كلامه، وأظهر له محاسن كلامي، فلا يتزين لي، ولا أتزين له خير له.
وقال فيض سمعت الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما.
إن كنتَ بليغا قالوا ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته!
فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن أحزنك ذلك، وشق عليك فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك، ومن مدحك فتكلم.
قلت [الذهبي]: هكذا هو فقد ترى الرجل ورِعا في مأكله وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة. اهـ مختصرا.
وفي 8/ 439:
قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبدالله الأنطاكي قال: اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فَرَقّ سفيانُ، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة.
فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه! ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إليك أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟
فبكى سفيان، وقال: أحييتني أحياك الله.
وفي الآداب الشرعية 2/ 29:
قال المروذي: ذكرتُ لأبي عبد الله عبدَ الوهاب على أن يلتقيا، فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء؟ وقال: يتزين لي، وأتزين له، وكفى بالعزلة علما، والفقيه الذي يخاف الله.
وفي معجم الأدباء 5/ 250 - 251.
قال أبو بكر بن مجاهد: بلغنا أنه [ابن جرير الطبري] التقى مع المزني فلا تسأل كيف استظهاره عليه، والشافعيون حضور يسمعونه، ولم يذكر مما جرى بينهما شيئا.
قال أبو بكر بن كامل: سألت أبا جعفر عن المسألة التي تناظر فيها هو والمزني، فلم يذكرها؛ لأنه كان أفضل من أن يرفع نفسه، وأن يذكر ظفره على خصم في مسألة.
------------------------------------
قد سبق طرح الموضوع وذهب مع المفقودات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/91)
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[01 - 12 - 05, 01:52 م]ـ
إي والله ياشيخ الإخلاص مطلب صعب ومحك العمل والله لو راجع العبد نفسه لما كتب شيئا ولكن حسبه أن يجاهد نفسه ويسأل ربه القبول وإلا أين العمل الذي يكون فيه الإخلاص الكامل الذي لايوفق إليه إلا من وفقه الله و من يراجع نفسه قبل العمل وبعده وأثناءه وفي مقولة للإمام الغزالي رحمه الله فمن تتحقق لحظة من االإخلاص في عمله فقد أفلح أو كما قال رحمه فإ ني لاأحفظ كلامه وهو بذلك يعني الإخلاص الكامل وإلا كل عمل لابد وأن تشوبه شوائب ولا يمكن التحرز من ذلك إلا بالدعاء وأكثر ما يدخل الشيطان على الصالحين في باب الإخلاص ليفسد عليهم والله المستعان
ـ[عادل محمد]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما على هذا الموضوع المفيد والهام،وجعلني الله واياكم من المخلصين
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا ,
ورحم الله الإمام بن رجب الحنبلي (رحمةْ واسعة)
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[01 - 12 - 05, 02:58 م]ـ
اقتباس:
ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا، أو كلاما في مسألة ما، هو خالِ الذهن منها، فينطلق إلى أحد المراجع؛ فينعم النظر فيها من كل جانب، وربما توسع، وذكر الخلاف أيضا، ولا يشير إلى مرجع ولا كتاب، وهو بهذا يشعر القارئ أنها من معلومه، ومحفوظه!
صدقت،،، والله المستعان
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[01 - 12 - 05, 03:20 م]ـ
نسألكم الدعاء بالهداية و الثبات
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 12 - 05, 09:57 م]ـ
الأخوة والمشايخ الفضلاء
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 06, 09:02 م]ـ
ومما له تعلق بالموضوع:
في أدب الدنيا والدين ص117:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ الْعِلْمِ أَنْ لاَ تَتَكَلَّمَ فِيمَا لاَ تَعْلَمُ بِكَلاَمِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلاً مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ بِمَا لاَ تَفْهَمُ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 06, 09:03 م]ـ
وأيضا:
وقال أبو نعيم حلية الأولياء 4/ 229: حدثنا حبيب ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري ثنا ابن عون عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده من حديثه.
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 01 - 06, 10:32 م]ـ
نعم، بارك الله فيك، وأسأله تعالى أن يطهر قلبي ويخلص لي نيتي، وقد أخرج الخطيب البغدادي بإسناده في "الجامع": أن قوماً كانوا عند القاضي عياض فقالوا له: حدثنا تؤجر، فقال: أحدثكم حديثا لكي تتفكهوا به في المجالس! " أو نحو هذا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الإضافة، لكن هنا خلل لعلك تصلحه فالخطيب قبل عياض رحم الله الجميع.
ـ[عبد]ــــــــ[21 - 01 - 06, 01:11 ص]ـ
وإياك أخي الفاضل، ولعلّي قد خلطته ب (الفضيل ابن عياض)، مع أن الخطيب في "الجامع" قد ذكر ذم الفضيل لأهل الحديث وتعوذه منهم!.
ومع ذلك من كان من الإخوة قادراً على إسعافنا باسم القائل للتثبت فليفعل مشكوراً.
ـ[عبد]ــــــــ[21 - 01 - 06, 07:05 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن على تنبيهه، والتصحيح هو:
انا ابو حازم عمر بن احمد بن ابراهيم العبدوي الحافظ قال سمعت الامام ابا بكر الاسماعيلي يقول سمعت ابا العباس احمد بن محمد بن مسروق يقول نا هارون بن سوار المقرىء قال سمعت الفضيل بن عياض وقيل له الا تحدثنا تؤجر قال على اي شيء اوجر على شيء تتفكهون به في المجالس
وأسأل الله رب كل شيء ومليكه أن يرزقني وإياكم خلوص الأعمال من كل المفسدات والمحبطات والمبطلات.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 01 - 06, 09:10 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ....... إن من الإخلاص أن يتأدب طالب العلم بكلامه مع غيره من طلبة العلم ويتحاشى الألفاظ السيئة حتى ولو كان يدعو على الكفار أو العلمانيين أو أهل البدع ولكن يكون كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام وكما وصفته عائشة رضى الله عنها (كان خلقه القران) ...... ومن الإخلاص أن يطبق المسلم كل ما تعلمه ويكون من أسرع الناس لنفع الناس ومن أجودهم فى نشر العلم الذى تعلمه فإن من زكاة العلم تبليغه ....... ومن الإخلاص احتقار المسلم نفسه مهما بلغ من العلم يقول تعالى (وما اوتيتم من العلم إلا قليلا).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 10:45 م]ـ
إن من الإخلاص أن يتأدب طالب العلم بكلامه مع غيره من طلبة العلم ويتحاشى الألفاظ السيئة حتى ولو كان يدعو على الكفار أو العلمانيين أو أهل البدع
ومن الإخلاص أن يطبق المسلم كل ما تعلمه
الأخت أفنان وفقها الله: هل من الممكن شرح وجه كونها من الإخلاص؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/92)
ـ[فارس النهار]ــــــــ[21 - 01 - 06, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. ونفع بكم
وصدق من قال: القصص جندٌ من جنود الله.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:12 م]ـ
الإخلاص هو ابتغاء وجه الله فى العمل ...... وكلما كان المسلم مخلصا كلما كان كان مسرعا فى تطبيق ما يعلمه وكان متقنا فى عمله ..... وكان مطبقا لكل ما امر الله به ومبتعدا عما نهاه و
عنه ... وعلى قدر الإخلاص فى القلب لله تنتج هذه الثمرات التى ذكرتها وهى ثمرات الإخلاص .. ومن الإخلاص محبة الله ومحبة فعل ما يحبه الله أليس كذلك والإبتعاد عما نهى عنه الله عزوجل ......... ولست ادعى العلم ....... ولكن قليل العلم مع العمل خير من كثير العلم مع قليل العمل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:19 م]ـ
لا شك في سمو تلك المعاني، وأهميتها لكن في كونها من الإخلاص = نظر.
فقد يطبق غير المخلص، ويقصر المخلص في بعض.
كما أن المخلص قد يخرج عن الأدب ويقع في شيء من الغلظة .. ولا يخرجه ذلك عن إخلاصه.
والله أعلم.
وقولك وفقك الله: "ولكن قليل العلم مع العمل خير من كثير العلم مع قليل العمل ".
اطلاقه فيه نظر؛ فالعلم من أفضل العمل بل هو أفضلها على قول.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:40 م]ـ
قولكم فقد يطبق غير المخلص ...... فهذا ليس الذى قصدته فى كلامى فكلامى ظاهر بأنى أقصد المخلص الحقيقى الذى يتساوى ظاهره وباطنه ......... أما تقصير المخلص نعم هذا وارد ولكنى قلت من الإخلاص ولم أقل أن من لا يفعل ذلك ليس مخلصا ..... فهناك فرق.
ومن محبة الله عزوجل اتباع شرعه فى كل أمر وكلما كانت المحبة قوية كلما كان الدافع الى العمل الصالح أقوى وداعى المحبة هو الاخلاص
اما قولى ان قليل العلم مع كثير العمل خير من كثير العلم مع قليل العمل ....... فا. نى اخطأت ولم أجد التعبير .......... وانما كنت اقصد أن تطبيق العلم هو الذى ينفع العبد ويقربه من الله ويرفع منزلته ...... أما العلم بدون العمل او مع العمل القليل فلا ينفع العبد كما هو معلوم ......... وان العلم اما حجة لك او عليك ........ والله اعلم .......
ـ[عبد]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:43 م]ـ
وفي الجامع للخطيب، تصرف غير ما ورد في المشاركات أعلاه، لمن صلحت نيته، وينبغي أن لا يصبح هم الإخلاص مانعاً من بذل العلم، وتحصيل ثمرته للعالم والمتعلم:
ففي الجامع للخطيب:
باب:وكان في السلف من يتألف الناس على حديثه ابتغاء المثوبة في نشره ويرى أن ذلك من واجب حقه:
ثم أخرج بإسناده فقال:
انا محمد بن احمد بن رزق انا عثمان بن احمد نا حنبل بن اسحق نا ابو عبدالله ح وانا ابن رزق ايضا انا اسماعيل بن علي الخطبي وابو علي بن الصواف وابو جعفر احمد بن جعفر بن حمدان قالوا انا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني ابي نا سفيان عن الزهري قال كان عروة يتالف الناس على حديثه.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:59 م]ـ
المعذرة ....... ولكن الكلام لم يكن عن هم الاخلاص وكونه يمنع من العلم ....... وانما الحديث عن اهمية التزام طلبة العلم باداب طالب العلم والتادب فى الكلام ونفع الناس والتواضع ونشر العلم وان يهتم طلبة العلم باعمال القلوب وتنميتها فى قلوبهم لان عمل القلب هو الذى يحرك الجوارح .... فاذا صلح القلب صلحت الجوارح ولم يصدر من المسلم الا كل خير ...
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[22 - 01 - 06, 12:07 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه
كان الفاروق يقول في دعائه:: اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[أم حنان]ــــــــ[22 - 01 - 06, 12:23 ص]ـ
يقول ابن القيم فى مدارج السالكين (وقد فسر الشيخ مراده باخلاص العمل من العمل بقوله تدعه يسير سير العلم وتسير انت مشاهدا للحكم ....... ومعنى كلامه انت تجعل عملك تابعا للعلم موافقا له مؤتما به تسير بسيره وتقف بوقوفه وتتحرك بحركته نازلا منازله مرتويا من موارده ناظرا الى الحكم الدينى الامرى متقيدا به فعلا وتركا وطلبا وهربا ناظرا الى ترتيب الثواب والعقاب عليه سببا وكسبا ومع ذلك فتسير انت بقلبك مشاهدا للحكم الكونى القضائى الذى تنطوى فيه الاسباب والمسببات والحركات والسكنات ولا يبقى هناك غير محض المشيئة وتفرد الرب وحده بالافعال ومصدرها عن ارادته ومشيئته فيكون قائما بالامر والنهى فعلا وتركا سائرا بسيره وبالقضاء والقدر ايمانا وشهودا وحقيقة فهو ناظر الى الحقيقة قائم بالشريعة) انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 04 - 07, 01:55 ص]ـ
للرفع ...
ـ[ابو هبة]ــــــــ[12 - 04 - 07, 03:37 ص]ـ
عفا الله عنَّا ...
و هذا حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحذرنا من تصدُّر المجالس ويسميها مذابح:
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا هذه المذابح يعنى المحاريب رواه البيهقي والطبراني رحمهما الله قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 120 في صحيح الجامع
قال في مجمع الزوائد:قلت: المحاريب صدور المجالس. كذلك ذكره ابن الأثير في مادة: حرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/93)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 04:46 ص]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الحافظ ابن رجب ..
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[16 - 04 - 07, 04:56 ص]ـ
الله يرزقنا الاخلاص
ـ[أبو عبد الرحمن الأسكندراني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 05:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على إحياء القلوب
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 12:39 ص]ـ
أحييتنا أحياك الله.
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[17 - 04 - 07, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً كم شخصاً بهذه الحالة نصادفه في حياتنا اليومية والله المستعان
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:04 ص]ـ
رحم الله ابن رجب ..
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 09:10 م]ـ
أحسن الله اليكم , وبارك في الجميع.
أأميين.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 01:14 ص]ـ
يُرْفع؛ للفائدةِ والتذكير ..
مع الدعاء للشَّيخ عبد الرحمن السديس بالتوفيق والسَّداد؛ لنفاسة هذا التذكير والانتقاء.
ـ[محبة الجنه]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:56 م]ـ
بارك الله فيكم جمبعا
وجعلنا من الخلصين
اللهم امين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 05 - 08, 12:49 ص]ـ
أجزل الله لكم المثوبة
فعلا لابد من مراجعة النفس ومعالجتها في كل وقت وحين
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ
رحم الله الإمام ابن رجب و رحم صنيعه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 08, 12:17 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم ونفع بكم
ـ[شويمان السعدي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 02:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:10 م]ـ
ذكّرتني جزاك ربي خير الجزاء ونفع بك ..
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:22 م]ـ
الله يرزفنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل , لكن يجب الحذر من خدعة شيطانية وهو ترك العمل خوفا من الرياء , أو التجهم في وجوه الناس والفضاضة خوفا من المدح
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[31 - 10 - 09, 01:51 ص]ـ
يُرْفع؛ للفائدةِ والتذكير ..
مع الدعاء للشَّيخ عبد الرحمن السديس بالتوفيق والسَّداد؛ لنفاسة هذا التذكير والانتقاء.
......
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:07 م]ـ
جزاك الله خير ياشيخ عبدالرحمن
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - 02 - 10, 02:13 ص]ـ
نسأل الله تعالى الإخلاص
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - 02 - 10, 03:09 ص]ـ
بل العجيبة، والتي قد أثرت فيّ وفي غيري أشد الأثر، هي قوله:
(وربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون فيُمدحون بذلك، وهو من دقائق أبواب الرياء، كما نبّه عليه التابعون فمن بعدهم من العلماء).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1001933&postcount=12
ـ[عبد الله حسن السلفي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك على الفائدة
أسأل الله أن يرزقنا الاخلاص في السر والعلانية
ـ[ابن أحمد الأثري]ــــــــ[16 - 02 - 10, 01:14 ص]ـ
(إنما الأعمال با النيّات و إنمّا لكلّ امرئ ما نوي,,,الخ) متفق عليه.
جزاكم الله خيرا(55/94)
لمل له اطلاع عن كتاب:ابن تيمية واستئناف القول الفلسفي
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 04:06 م]ـ
المرجو ممن اطلع على الكتاب أن يعطينا تقريرا موجزا عن الكتاب،وما يفهمه المؤلف من مذاهب شيخ الاسلام العقدية.
نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا.(55/95)
إستفتاء + استفسار عن العلامة ولد الددو
ـ[بنت السلف]ــــــــ[01 - 12 - 05, 04:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما حكم زراعة القرنية أو التدخل الجراحي لتحسين النظر
لأني أخشى أن يدخل في مسألة عدم الرضا بما كتب الله؟ أو أنه اعتراض على قضاء الله
---
بالنسبة للشيخ الفاضل محمد حسن ولد الددو بارك الله فيه
هل استقر في بلاد الحرمين و أصبحت له دروس
لأننا نراه كثيراً ما يكون ضيفاً في برنامج الجواب الكافي في الفترة الأخيرة و سيكون الضيف بإذن الله طوال شهر ذو القعدة
بارك الله لنا في علمه
http://www.dedew.net/
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[02 - 12 - 05, 09:31 م]ـ
الذي سمعته أنه استقر الآن في مدينة جدة , وقد قرأت في هذا الملتقى اعلان دروس له ,, بارك الله في علمه
ـ[اياس]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:51 م]ـ
آمل من الاخوة افادتنا عاجلا هل له دروس في جدة واين
ـ[بنت السلف]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:06 م]ـ
بارك الله فيكم يهمني أمر الإستفتاء لأني بحاجة له قبل 10\ 11
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 06:52 م]ـ
لا لم سيتقرّ
والّذي أعلمه أنّهُ لن يستقرّ
والله أعلم
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[05 - 12 - 05, 01:20 م]ـ
الأخت الكريمة:
ليت أن عنوانك كان كاشفا لمضمونه - اقصد طلبك الفتيا -، وللفائدة فإن المتبادر إلى الذهن أن الفتيا يختلف عن الاستفتاء إذ يعني الأخير طلب الرأي في أمر معين - في العرف -.
أما زراعة القرنية فأنت تسألين عن مسألة التداوي، ولست تسألين عن جواز زراعة القرنية من عدمه، ومسألة التداوي الخلاف فيها مشهور:
السؤال:
إذا كان شخص ما في مرحلة متأخرة من مرض عضال. حيث العلاج لم يعد مجديا (مع بصيص أمل ضعيف) فهل يقبل المريض العلاج؟
فالعلاج له أعراض جانبيه لا يرغب المريض إضافتها لمعاناته؟
في العموم هل يجب على المسلم التداوي أم هو أمر اختياري؟
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
التداوي مشروع من حيث الجملة، لما روى أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بالحرام.)، رواه أبو داود 3376، ولحديث أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: (تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحد) قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: (الهرم). أخرجه الترمذي 4/ 383 رقم 1961 وقال: هذا حديث حسن صحيح وهو في صحيح الجامع 2930.
وقد ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية) إلى أن التداوي مباح. وذهب الشافعية، والقاضي وابن عقيل وابن الجوزي من الحنابلة إلى استحبابه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا، ولا تتداووا بالحرام). وغير ذلك من الأحاديث الواردة، والتي فيها الأمر بالتداوي، قالوا: واحتجام النبي صلى الله عليه وسلم وتداويه دليل على مشروعية التداوي، ومحل الاستحباب عند الشافعية عند عدم القطع بإفادته، أما لو قُطِع بإفادته (كعَصْب الجُرح) فإنه واجب (ومن أمثلة ذلك في عصرنا نقل الدم في بعض الحالات.).
يُنظر حاشية ابن عابدين 5/ 215، 249. والهداية تكملة فتح القدير 8/ 134، والفواكه الدواني 2/ 440، وروضة الطالبين 2/ 96، وكشاف القناع 2/ 76، والإنصاف 2/ 463، والآداب الشرعية 2/ 359 وما بعدها، وحاشية الجمل 2/ 134.
قال ابن القيم: في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تَرْكها أقوى في التوكل، فإن تَرْكها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً. زاد المعاد 4/ 15. يُنظر الموسوعة الفقهية 11/ 116
والخلاصة في جواب السّؤال المذكور أنّ التداوي ليس بواجب عند العلماء إلاّ إذا قُطِع بفائدته - عند بعضهم - وحيث أنّ التداوي في الحالة المذكورة في السّؤال ليس بمقطوع الفائدة وأنّ المريض يتأذّى نفسيا منه فلا حرج مطلقا في تركه، وعلى المريض أن لا ينسى التوكّل على الله واللجوء إليه فإنّ أبواب السماء مفتوحة للدّعاء، وعليه برقية نفسه بالقرآن الكريم مثل أن يقرأ على نفسه سورة الفاتحة وسورة الفلق وسورة النّاس فهذه تنفع نفسيا وجسمانيا مع ما في التّلاوة من الأجر والله الشّافي لا شافي إلا هو.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=2438&dgn=4
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=2148&dgn=4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/96)
ـ[بنت السلف]ــــــــ[05 - 12 - 05, 02:44 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الفاضل و نفع بكم
نعم أخطأت خطأً مركباً و صيغتي للسؤال ركيكة.
عموماً ما كان يهمني في المسألة هو الجانب العقدي و قد وجدته في نقلكم المبارك
قال ابن القيم: في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تَرْكها أقوى في التوكل، فإن تَرْكها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً. زاد المعاد 4/ 15. يُنظر الموسوعة الفقهية 11/ 116(55/97)
ماالفرق بين التعرفين (الطهارة والنجاسة)
ـ[الأسيف]ــــــــ[01 - 12 - 05, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد:
إن معنى الطهارة (الطَّهَارَةُ صِفَةٌ حُكْمِيَّةٌ يُسْتَبَاحُ بِهَا مَا مَنَعَهُ الْحَدَثُ أَوْ حُكْمُ الْخَبَثِ).
ومعنى النجاسةصِفَةٌ (حُكْمِيَّةٌ يُمْتَنَعُ بِهَا مَا اُسْتُبِيحَ بِطَهَارَةِ الْخَبَثِ).
فما معنى التعرفين وما المقصود وما الفرق بين التعرفين
أفيدونا أفادكم الله
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
يقسم العلماء الطهارة الى نوعين يجمعهما مسمى واحد وهو الطهاره
طهارة حسية " مادية " وهي بازالة الخبث اي النجس والنجس في حد ذاته يحتاج الى بحث فهل كل شئ مستقبح نجس؟ ام ان النجاسه لا تثبت الا بدليل؟ هذا شئ.
في الطهارة الحكميه و يسميها الشافعي " تعبديه " وهي برفع الحدث وهو ما يمنع صفة الطهارة عن الشخص دون ان يكون له عين محسوسة مثل نقض الوضوء و الجنابة فهي نجاسة لها حكم الوجود مع انها ليس لها وجود حسي فسميت حكمية.
في التعريف الذي ذكرت عرف صاحب الحد الطهارة الحسيه و الحكميه ولو بتقصير ولكنه عند تعريف النجاسة لم يعرف الا الحسية المتعلقه بالخبث و المعلوم ان نجاسة الخبث لا تمنع الطهارة على كل حال او على الاقل حكمها وحديث خلع النعلين معروف فيعتد بصلاة مضى منها شئ على نجاسة حسيه لكنه لا يقبل شئ من صلاة مضت على شئ من نجاسة حكمية اي على غير وضوء.
قوله:
مَا مَنَعَهُ الْحَدَثُ أَوْ حُكْمُ الْخَبَثِ: اي نقض الوضوء و الجنابة أو نجاسة بول على ثوب ومكان صلاه ونحوه
قوله:
ومعنى النجاسةصِفَةٌ (حُكْمِيَّةٌ يُمْتَنَعُ بِهَا مَا اُسْتُبِيحَ بِطَهَارَةِ الْخَبَثِ): هذا تعريف قاصر ومعناه:
ان لنجاسة صفة " حكميه " يثبت حكمها وليس لها عين بوجودها يمتنع المكلف عن كل عبادة استباحها بطهارة من نجاسة حسية!!!.
وكما ترى فتعريفه عنها تعريف ليس قاصر وحسب بل و خطأ وكان الا ولى ان يعرف النجاسة بـ:
كل شئ ثبت له حكم منع المكلف من العبادة سواء كان له عين او حكم مترتب على وجوده وكل محسوس مستقبح شرعا وعرفا في ذاته.
او شئ كهذا و هذا اجنهاد مني في التعريف على عجاله ... وتجد خيرمنه في كتب اهل العلم
وفق الله الجميع
ـ[الأسيف]ــــــــ[03 - 12 - 05, 11:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي ولكن هذاالتعريف ليس بقاصروهو معروف عند المالكية وتجده في الشرح الصغير لأقرب
المسالك للدردير رحمه الله
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[06 - 12 - 05, 09:13 م]ـ
أخي الكريم:
السلام عليك ورحمة الله ...
تقول: " ولكن هذاالتعريف ليس بقاصروهو معروف عند المالكية وتجده في الشرح الصغير لأقرب "
كل هذا لا يسمن و لا يغني من جوع!.
ناهيك على أنه يخالف مذهب مالك رحمه الله فمالك يجيز الصلاة دون استجمار و يرى أن الاستجمار و الاستنجاء امر مستحب و ليس بواجب الا أن يفحش.
و صاحب التعريف ربط الطهارة بالتطهر من الخبث ...
أو لعلي لم أفهم التعريف جيدا ...
و الله المستعان.(55/98)
المجزئ من الوقوف بعرفةوحكم المبيت بمزدلفة
ـ[أبوأسامة عبدالله]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:36 م]ـ
مقالات شرعية فقه النوازل الفتاوى (منقول من موقع المسلم)
المجزئ من الوقوف بعرفةوحكم المبيت بمزدلفة
4/ 12/1424
الشيخ عبد الله الغفيلي والشيخ زياد العامر
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث مشتمل على مسألتين
المسألة الأولى/المجزئ من الوقوف بعرفة
الشيخ/عبد الله الغفيلي
المسألة الثانية/ حكم المبيت بمزدلفة
الشيخ/زياد العامر
المسألة الأولى:المجزئ من الوقوف بعرفة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه المسألة ذات شقين:
الشق الأول:حكم الوقوف بعرفة والدفع منها قبل الزوال
فلقد أجمع أهل العلم على أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وأن ما بعد الزوال وقت للوقوف، و أنّ وقت الوقوف ينتهي بطلوع فجر يوم النحر، وأن من جمع في وقوفه بعرفة بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام ولا شيء عليه.
واختلفوا في حكم الوقوف بعرفة والدفع منها قبل الزوال،هل يجزئ عن الوقوف بعد الزوال أم لا على قولين (1):
القول الأول: لايجزىء؛ وهو قول جماهير أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة، وقد حكاه ابن رشد إجماعاً، حيث قال:" وأجمعوا على أن من وقف بعرفة قبل الزوال وأفاض منها قبل الزوال أنه لا يعتد بوقوفه ذلك، وأنه إن لم يرجع فيقف بعد الزوال أو يقف من ليلته تلك قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج".
وهذا الإجماع منتقض بما سيأتي من الخلاف في ذلك.
القول الثاني: يجزىء وهو المذهب عند الحنابلة.
أدلة أصحاب القول الأول:
استدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد الزوال، كما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم) رواه مسلم من حديث جابر، فدل على عدم إجزاء الوقوف قبل الزوال؛ لأنه ليس وقتاً شرعياً للوقوف.
وقد أجاب الحنابلة عن دليل الجمهور بحديث عروة بن مضرس الآتي.
واستدل أصحاب القول الثاني:
بحديث عروة بن المضرس رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله إني جئت من جبل طيء أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلاَّ وقفت عليه فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه) قال النووي: رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم بأسانيد صحيحة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ووجه الشاهد: أن قوله: (وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه) دالٌّ على إجزاء الوقوف في جميع نهار عرفة ومنه الوقوف قبل الزوال، حيث حكم صلى الله عليه وسلم بتمام حجه وقضاء تفثه.
قال المجد في المنتقى بعد إيراد الحديث: وهو حجة في أنّ نهار عرفة كله وقت للوقوف اهـ.
وأجاب الجمهور بأنّ المراد بالنهار في الحديث هو ما بعد الزوال بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، حيث لم يقفوا إلا بعد الزوال.
قال الشوكاني: فكأنهم جعلوا هذا الفعل مقيداً لذلك المطلق ولا يخفى ما فيه.
الترجيح:
الراجح والله أعلم القول الثاني؛ وهو إجزاء الوقوف بعرفة لمن وقف بها ثم دفع منها قبل الزوال ولو لم يرجع إليها، وقد مال إليه الشوكاني ورجحه الشنقيطي؛ لظاهر حديث عروة بن المضرس المذكور، في إطلاق قوله صلى الله عليه وسلم: (أو نهاراً) وهذا يصدق على جميع أجزاء نهار عرفة، ولا يسلم جواب الجمهور عنه؛ لأن تركه صلى الله عليه وسلم الوقوف قبل الزوال لا يدل على عدم المشروعية، وإنما يدل على نفي الأفضلية؛ لدلالة حديث عروة المتقدم، ويتأكد هذا بكون عروة رضي الله عنه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالمزدلفة، وفعله صلى الله عليه وسلم بالوقوف بعد الزوال متقدم على ذلك، فكيف يقدَّم البيان على المبيَّن مع حاجة المخاطب للبيان حالاً؟! ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، ثم إن عدم وقوفه بعرفة قبل الزوال عدم وليس فعلاً، بل الفعل هو نزوله صلى الله عليه وسلم بنمرة، وعلى هذا فلا يقوى هذا العدم على معارضة حديث عروة، بل غاية ما يفيد الاستحباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/99)
وأما استدلالهم بأن وقوف النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان بعد الزوال وقد قال: (خذوا عني مناسككم) فيكون فعله صلى الله عليه وسلم بياناً لمجمل وهو الأمر بقوله: (خذوا عني مناسككم) فيقتضي الوجوب، والجواب على ذلك:
أننا لا نسلم بهذا الإطلاق لهذه القاعدة في مثل هذا الموضع؛ لأن لازم هذا أن يكون الظاهر في أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج هو الوجوب إلا ما خرج بدليل، وهو قول الظاهرية ورجحه الشوكاني، أما الجمهور فإنهم وإنْ علّلوا بها في مواضع كهذا وغيره، إلا أنهم لا يلتزمون ذلك في كل مسألة، مما يدل على أن فعله صلى الله عليه وسلم دال على الاستحباب ولا شك، أما استفادة الوجوب من فعله صلى الله عليه وسلم لوقوعه بياناً للأمر المجمل، فإنما يكون افتراضه عند خُلُوِّ المسألة من قرائن تصرف عن الوجوب، أما إذا كان الفعل مقابلاً بقوله صلى الله عليه وسلم، كما هنا في حديث عروة رضي الله عنه، وهناك في تقديم الأعمال وتأخيرها في يوم النحر، فإنه ينظر في حكم الفعل عندئذ بحسب الصارف قوة وضعفاً، وقد أفادنا الصارف القولي بتفاصيله المتقدمة استحباب الوقوف بعد الزوال، وإجزاءه قبل الزوال إذا وقع بعد طلوع فجر يوم عرفة، والله أعلم.
الشق الثاني:حكم الدفع من عرفة قبل غروب الشمس
اتفق أهل العلم على أنّ الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وأن وقت الوقوف ينتهي بطلوع فجر يوم النحر
واختلفوا في حكم الدفع قبل غروب الشمس لمن وقف بعرفة نهاراً على قولين (2):
القول الأول: يجب الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس؛وهذا قول الحنفية، وهو قول عند الشافعية والمذهب عند الحنابلة، واستدلوا بما يأتي:
الدليل الأول:أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل واقفاً (بعرفة) حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص ثم دفع.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" رواه مسلم من حديث جابر، فيستفاد الوجوب من فعله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه وقع بياناً لأمر مجمل، ومقتضى الأمر الوجوب عند الإطلاق،
ويناقش هذا الدليل بأن الوجوب إنما يستقيم الحكم به إذا خلا من المعارض، وأما هنا فحديث عروة بن مضرس يرد هذا الاستدلال،وهو مارواه أهل السنن بسند صحيح عن عروة بن المضرس رضي الله عنه قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله: إني جئت من جبل طيء أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)،فهذا الحديث يصرف دلالة الفعل من الإيجاب إلى الاستحباب، لا سيما وأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحداً بلزوم الوقوف حتى الغروب، ولم ينه عن الإفاضة قبل غروب الشمس، مع الحاجة إلى البيان لكثرة الأمة وتفاوت أفهامهم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز،
الدليل الثاني: ما روي من طريق زمعة عن سلمة ابن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: "كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا ... " الحديث، رواه ابن خزيمة،
ويناقش هذا الدليل بأن ابن خزيمة رواه وتبرأ من عهدة راوية حيث قال: إن أبرأهن عهدة زمعة بن صالح أهـ. وهو ضعيف كما قال ابن حجر في التقريب أهـ. وعليه فالحديث لا يصح ولا تقوى شواهده على تعضيده، ثم إنه لو صح فتكون المخالفة هنا محمولة على الاستحباب لحديث عروة، فإنه خرج مخرج العموم والإطلاق والتشريع للأمة كلها.
ووجه الدلالة منه أن الإفاضة بعد غروب الشمس مخالفة لفعل المشركين وهي واجبة للأمر بها.
وعليه، فإنه يجب على من أفاض من عرفة قبل الغروب أن يعود إليها في الليل، وإلا فعليه دم وحجه صحيح، إلا مالكاً فقال: لا حج له،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/100)
قال ابن عبد البر: لا نعلم أحداً من العلماء قال بقول مالك، ووجه قوله ما روى ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أدرك عرفات بليل فقد أدرك الحج، ومن فاته عرفات بليل فقد فاته الحج، فليتحلل بعمرة وعليه الحج من قابل) أخرجه الدارقطني،ويناقش هذا القول بأن الحديث ليس فيه نفي صحة الوقوف بعرفة في النهار لمن لم يقف في الليل، بل غاية ما فيه أن وقت الوقوف يمتد إلى آخر الليل كما أفاده حديث عروة بن مضرس المتقدم.
القول الثاني: يستحب الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس، فإن من وقف بها نهاراً ثم دفع قبل الغروب فلا شيء عليه، وهو الأصح عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة، واختاره النووي والشنقيطي، وهو الراجح لما يلي:
أولاً: لحديث عروة بن المضرس رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله: إني جئت من جبل طيء أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه" قال النووي: رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. ا.هـ
وقال المجد في المنتقى: رواه الخمسة وصححه الترمذي، وهو حجة في أن نهار عرفة كله وقت للوقوف.
ووجه الشاهد: أن قوله صلى الله عليه وسلم: (وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه) دال على إجزاء الوقوف لمن وقف نهاراً ثم دفع قبل الغروب، حيث حكم النبي صلى الله عليه وسلم بتمام حجه وقضاء تفثه.
وأجاب الجمهور بأن المراد بالوقوف نهاراً في الحديث، هو الوقوف حتى غروب الشمس؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، حيث لم يدفعوا إلا بعد غروب الشمس، فإن دفع قبل الغروب فحجه صحيح لحديث عروة بن مضرس المذكور، إلا أننا نوجب عليه دماً؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "من نسى من نسكه شيئاً أو تركه فليهرق دماً".
قال النووي: رواه مالك والبيهقي وغيرهما بأسانيد صحيحة عن ابن عباس موقوفاً عليه لا مرفوعاً أهـ.
وأجيب: بأنه على التسليم بوجوب الدماء على من ترك نسكاً واجباً فإننا لا نسلم بكون البقاء واجباً إلى الغروب؛ ومما يدل عليه لفظ حديث عروة المتقدم، قال الشنقيطي: فقوله صلى الله عليه وسلم: (فقد تم حجه) مرتباً له بالفاء على وقوفه بعرفة ليلاً أو نهاراً، يدل على أن الواقف نهاراً يتم حجه بذلك، والتعبير بلفظ التمام ظاهر في عدم لزوم الجبر بالدم، ولم يثبت نقل صريح في معارضة ظاهر هذا الحديث، وعدم لزوم الدم للمقتصر على النهار هو الصحيح من مذهب الشافعي؛ لدلالة هذا الحديث على ذلك كما ترى، والعلم عند الله. ا. هـ.
ثانياً: أ نه لم يثبت دليل على إيجاب الوقوف حتى غروب الشمس، وما ذكر من أدلة الجمهور فلا يسلم الاستدلال به؛ إما لعدم دلالته أو لعدم ثبوته، كما سبق في مناقشة أدلة القول الأول.
ثالثاً: أن الأصل براءة الذمة ولا ناقل لهذا الأصل فتبقى عليه.
رابعاً: إ مكان الجمع بين الأحاديث بحمل ما يظهر كونه أمراً على الاستحباب؛ لأن الأمر دال على الإيجاب والاستحباب، والامر إنما يدل على الوجوب عند الإطلاق وعدم المعارض وليس الحال كذلك هنا
خامساً: ولما في القول بالإيجاب من مشقة، لا سيما مع الزحام الشديد، وكثرة الحوادث، والمشقة تجلب التيسير، لا سيما مع كون المسألة اجتهادية وليس في النصوص ما يحتم القول بالوجوب، فتبقى على الاستحباب؛ لما فيه من إزالة للضرر ورفع للحرج، حيث يتمكن الناس بموجبه من الدفع قبل الغروب فيخف الزحام وتقل الحوادث.
فإن قيل إن هذه المشقة كانت موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يدفع قبل الغروب مما يدل على الوجوب.
فالجواب: أن المشقة في عهده صلى الله عليه وسلم أيسر من المشقة الكائنة مع الحج في العصور المتأخرة، وذلك لكثرة الناس واستحداث المراكب وحصول الضيق والحوادث. فإن قيل إن وقوفه صلى الله عليه وسلم حتى الغروب مع المشقة دليل على الوجوب، قلنا: إن غاية ما يدل عليه تأكيد الاستحباب لا الإيجاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/101)
سادساً: ولأنه إذا جاز الوقوف ليلاً ولا دم عليه باتفاق العلماء فلأن يجوز الوقوف نهاراً دون الليل من باب أولى، ومن فرق بين الليل والنهار فقد فرق بين متماثلين، سوى بينهما حديث عروة المذكور آنفاً.
ولايستقيم التفريق بمخالفة المشركين في الووقف بعرفات إلى غروب الشمس لضعفه كما تقدم. هذا الله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المسألة الثانية
حكم المبيت بمزدلفة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فقد اختلف
أهل العلم في حكم المبيت بمزدلفة على ثلاثة أقوال
القول الأول: إنه واجب، ومن تركه فعليه دم، وهذا قول أكثر أهل العلم، وهو مذهب الشافعي وأحمد.
القول الثاني: إنه سنة من فعلها فقد أحسن، ومن لم يفعلها فلا حرج عليه، وقد قال به بعض الشافعية.
القول الثالث: إن المبيت بمزدلفة ركن من أركان الحج فلا يصح الحج إلا به، وهو مروي عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير، وعلقمة بن قيس، والشعبي، والحسن البصري، والنخعي، والأسود.
وهو اختيار الإمام ابن خزيمة وابن المنذر وابن جرير وابن حزم وداود الظاهري.
دليل من قال إنه واجب:
1 - حديث عروة بن مضرس رضي الله عنه وفيه: (من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه) رواه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم والدارقطني، حيث دلَّ الحديث على أن من لم يبت بمزدلفة لم يتم حجه التمام الواجب.
2 - حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلمي رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني.
حيث دل الحديث على أن من وقف بعرفة آخر جزء من ليلة النحر فقد أدرك الحج، وهذا يقتضي عدم ركنية المبيت بمزدلفة.
3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للضعفة الانصراف من المزدلفة بالليل، والترخيص لا يكون إلا من عزيمة وواجب، قال ابن عمر: "أرخص في أولئك – يعني الضعفة – رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه البخاري في صحيحه.
دليل من قال إنه سنة:
1 - حديث الأسود أن رجلاً قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بجمع بعد ما أفاض من عرفات فقال:" يا أمير المؤمنين قدمت الآن، فقال أما كنت وقفت بعرفات؟ قال: لا، قال: فأت عرفة وقف بها هنيهة، ثم أفضِ، فانطلق الرجل، وأصبح عمر بجمع وجعل يقول: أجاء الرجل، فلما قيل: قد جاء أفاض" رواه سعيد بن منصور وصححه ابن تيمية واحتج به أحمد.
2 - حديث عروة بن مضرس المتقدم، فإنه دليل على أنه لم يبت بمزدلفة بالليل.
3 - حديث عبد ا لرحمن بن يعمر الديلمي رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني، فدل على أن من وقف بعرفة جزء من ليلة النحر فقد أدرك الحج، وهذا يقتضي عدم وجوب المبيت بمزدلفة.
4 - إجماع العلماء على أن وقت عرفة يمتد إلى طلوع الفجر من يوم النحر، وحينئذ لم يبق وقت للمبيت بمزدلفة.
دليل من قال إنه ركن:
1 - قوله تعالى: (فَإِذَا أَفضَْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) (البقرة: من الآية198).
2 - حديث عروة بن مضرس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد صلاتنا هذه وقد وقف معنا حتى ندفع، ووقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه)، فمفهوم هذا الحديث أن من لم يقف بالمزدلفة حتى يدفع الإمام فلم يقضِ حجه، يؤيده رواية النسائي (من أدرك جمعاً مع الإمام والناس حتى يفيض منها فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك مع الناس والإمام فلم يدرك) ورواية أبي يعلى (من لم يدرك جمعاً فلا حج له).
الإجابة على أدلة القائلين بأنه ركن:
1 - إجماع العلماء أن من لم يذكر الله عند المشعر الحرام فإن حجه تام.
2 - أن المراد تم حجه على أحسن وجه وأكمله، وأيضاً فإن شهود الصلاة مع الإمام ليس بشرط للتمام عند أحد من أهل العلم، وأيضاً فإن رواية النسائي أنكرها أبو جعفر العقيلي وضعفها ابن حجر، وكذا رواية أبي يعلى ضعفها ابن حجر
3 - أن هذا يدل على لزوم الوقوف بمزدلفة، وهو يحصل بمجرد المرور، وليس هو في المبيت بها.
الراجح:
والحاصل أن أضعف الأقوال من قال إن المبيت ركن، وأقواها من قال إن المبيت واجب، والقول بأن المبيت سنة له حظ من النظر، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الخلاف إنما هو في المبيت لا في الوقوف بمزدلفة، فهو في أقل أحواله واجب والخلاف فيه ضعيف وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________________
(1) انظر في الخلاف في المسألة: بدائع الصنائع 2/ 126، وبداية المجتهد 1/ 348، والمجموع 8/ 141، والمغني 5/ 274، ونيل الأوطار 5/ 64، ومفيد الأنام لابن جاسر (310)، وأضواء البيان للشنقيطي 5/ 258، وغيرها.
(2) انظر في المسألة: بدائع الصنائع 2/ 126، والكافي لابن عبد البر (143)، والمجموع 8/ 123، والشرح الكبير مع الإنصاف 9/ 170، ونيل الأوطار 5/ 64، وأضواء البيان للشنقيطي 5/ 258، والمسائل المشكلة من مناسك الحج والعمرة للصبيحي ص20، ومجموع فتاوى وبحوث ابن منيع 3/ 110.
مراجع للاستزادة:
1 - مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج بيت الله الحرام،
للشيخ عبد الله بن جاسر (320).
2 - سبل السلام للصنعاني (2/ 432).
3 - نيل الأوطار للشوكاني (3/ 416).
4 - حاشية ابن قاسم على الروض المربع (4/ 142).
5 - فتح الباري لابن حجر (3/ 614).
6 - المغني لابن قدامة (5/ 284).
7 - المجموع للنووي (8/ 101).
8 - حاشية ابن قاسم على الروض المربع (4/ 143).
9 - المجموع للنووي (8/ 101).
10 - المغني لابن قدامة (5/ 284).
11 - نيل الأوطار للشوكاني (3/ 418).(55/102)
تأويل لحديث الإفتراق ....
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته ...
سمعت من يقول أن المقصود بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى حديث الافتراق " أمتي " أي أمة الدعوة بما فيها من يهود ونصارى وغيرهم وليس المقصود أمة الإجابة ...
فما الرد عليه ...
(أتمنى الرد تفصيلاً)
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:36 ص]ـ
سأجيبك أخي من خلال ما علق من ذاكرتي .. إذا كان المقصود هي أمة الدعوة فإن سياق الحديث (فيما أعتقد) سيكون ركيكا، إذ أن الحديث يخص كل فرقة بانقسام خاص بها، وعليه فالسياق لا يتسع لهكذا مفهوم.
بالمناسبة، لم تذكر لنا صاحب هذا الرأي ... آمل ألا يكون من أنصاف طويلبي العلم.
أخيرا أذكر أنني قرأت كلاما طيبا عن حديث الفرقة الناجية في كتاب (السلفية وقضايا العصر)، للدكتور عبد الرحمن الزنيدي-دار إشبيليا للنشر-الرياض، وأصل الكتاب رسالة دكتوراه في قسم الثقافة الإسلامية نال بها صاحبها الدكتوراه مع مرتبة الشرف، وتوصية بالطبع .. أنصحك بقراءته.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاك الله خيراً أخى أبو مالك على اهتمامك بالموضوع وأتمنى أن تستفيض فى الرد بارك الله فيك ...
أما من قال هذا الرأي فهو أحد الأساتذة بجامعة الأزهر ولا أحب أن أذكر اسمه ...
وأقول لك أخي الكريم -نفع الله بعلمك- أن ما أدين الله به أن الأمة المقصودة فى هذا الحديث هي أمة الإجابة، ولكنى أحببت معرفة الرد على هذا القول إن قاله لي أحد (وقد قيل لي بالفعل) ...
فأتمنى التوسع بالرد منك ومن باقي الأخوة بارك الله فيكم ونفع بكم ..
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:06 ص]ـ
الحمد لله
لفظ الحديث: عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً –يَعْنِي الْأَهْوَاءَ–، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَي بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مَفْصِلٌ إِلا دَخَلَهُ».
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً».
عن أبي الصهباء البكري [27] قال: سمعت علي بن أبي طالب، وقد دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى. فقال: «إني سائلكم عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني. يا رأس الجالوت، أنشدتك الله –الذي أنزل التوراة على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقاً، وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عيناً، لكل سبط من بني إسرائيل عين– إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له –على ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة». ثم دعا الأسقف فقال: «أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجعل على رحله البركة، وأراكم العبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيا الموتى، وصنع لكم من الطين طيوراً، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم». فقال: «دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين». فقال: «على كم افترقت النصارى بعد عيسى من فرقة»؟ فقال: لا والله ولا فرقة. فقال –ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة. فأما أنت يا زفر فإن الله يقول] ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [فهي التي تنجو. وأما أنت يا نصراني فإن الله يقول] منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون [فهي التي تنجو. وأما نحن فيقول] وممن خلقنا أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون [وهي التي تنجو من هذه الأمة».
عن شريك البرجمي (مستور ذكره ابن حبان في الثقات)، قال حدثني زاذان أبو عمر (ثقة)، قال: قال علي: «يا أبو عمر. أتدري على كم افترقت اليهود؟».قلت: «الله ورسوله أعلم». فقال: «افترقت على إحدى وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية. والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية. يا أبا عمر. أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟». قلت: «الله ورسوله أعلم». قال: «تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية». ثم قال علي: «أتدري كم تفترق فيَّ؟». قلت: «وإنه يفترق فيك يا أمير المؤمنين؟!». قال: «نعم. اثنتا عشرة فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة فيّ الناجية وهي تلك الواحدة –يعني الفرقة التي هي من الثلاث والسبعين– وأنت منهم يا أبا عمر».
فهذه الشبهة الواهية يدندن عليها البوطي، لا تتناسب مع لفظ الحديث. لأن الحديث يخبر عن تفرق هذه الأمة مثلما تفرق اليهود ومثلما تفرق النصارى. مما يفهم منه بالضرورة أن اليهود والنصارى غير داخلين في هذه الأمة، وبالتالي فليست هي أمة الدعوة.(55/103)
سؤال حول "مؤخر الصداق" ... هكذا يُطلقون عليه
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:03 ص]ـ
سألت أحد الأخوات هذا السؤال فى منتدى أخر فأحببت نقل سؤالها هنا لعلى أجد جواب سؤالها هنا فأنقله لها ...
تقول الأخت:-
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواتى الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقه انا عندى سؤال محيرنى جدا ونفسى انى الاقى الاجابه اللى تريحنى
انا فى البدايه من مصر ومنذ فترة تقدم لخطبتى شاب حسبت انه هو الذى اتمنى وهو ايضا راى فيا فتاة احلامه
ولكن باختصار حتى لا اطيل عليكم لم تتم الخطبة والسبب هو "المؤخر" فأبى يتبع نظام وهو ان يكتب لبناته مؤخر صداق وهو ليس بالمبلغ الكبير المغالى فيه وانما فى حدود المعقول جدا فى هذا الزمن ولكن رفض اهل العريس فكرة المؤخر وقالو انه ليس موجود فى الشريعه الاسلاميه وقالو انهم بحثو فى صحيح البخارى فلم يجدو له اصل مع العلم ان ابى الحمد لله يعرف دينه جيدا وطبعا ابى اصر على رايه وقال ان هذا حق من حقوق ابنته لا يستطيع التفريط فيه وخصوصا انه ليس له اى مطالب من العريس اى انه لم يقم بطلب مهر او كتابة "قايمه" كما يفعل الكثير من الناس ولم تتم الخطبه وهذا هو السبب ابى له مبداه الذى لن يتنازل عنه وابو العريس ايضا له مبدا الذى لن يتنازل عنه خصوصا انى لى اختين اكبر منى متزوجتين واحده منذ عشر سنوات والمؤخر الذى طلبه ابى من هذا العريس هو نفس المبلغ الذى طلبه من زوج اختى منذ عشر سنين اى انه بسيط واختى الاخرى معقود قرانها قريبا ولم تتزوج بعد وبدات المشاكل بين ازواج اختى وهم يقدموا اعتراضهم على التفرقه بينهم وبين هذا العريس وهم لا يعلمون ان ابى لا يغير كلمته مهما حدث
سؤال الان هو ما موضوع المؤخر هذا وما مدى شرعيته لمن لديه المعرفه مع العلم ان كل اهل المدينه التى انا منها يتبعون نظام المؤخر
وشكرا لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اهـ.
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[02 - 12 - 05, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ذهب المححقون من العلماء كالعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى إباحته، بل لقد نصح الناس بالأخذ به ما دام ذلك ييسر الزواج، وإليك إجابة الشيخ ابن عثيمين:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين
هل يصح تأجيل صداق المرأة؟ وهل تجب الزكاة فيه؟
الجواب: الصداق المؤجل جائز ولا بأس به لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) والوفاء بالعقد يشمل الوفاء به وبما شرط فيه , لأن المشروط في العقد من أشراط العقد , فإذا اشترط الرجل تأجيل الصداق أو بعضه فلا بأس ولكن يحل إن كان قد عيّن له أجلا معلوما فيحل بهذا الأجل , وإن لم يؤجل فيحل بالفرقة بطلاق أو فسخ أو موت وتجب الزكاة على المرأة في هذا الصداق المؤجل إن كان الزوج مليا وإن كان فقيرا فلا يلزمها زكاة. ولو أخذ الناس بهذه المسألة وهي تأجيل المهر لخفف كثيرا من الناس في الزواج , ويجوز للمرأة أن تتنازل عن مؤخر الصداق إن كان رشيدة أما إن أكرهها أو هددها بالطلاق إن لم تفعل فلا يسقط , لأنه لا يجوز إكراهها على إسقاطه
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 12:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
و لكن هذه الجمله تحتاج لبعض التوضيح:
فإذا اشترط الرجل تأجيل الصداق أو بعضه فلا بأس ولكن يحل إن كان قد عيّن له أجلا معلوما فيحل بهذا الأجل , وإن لم يؤجل فيحل بالفرقة بطلاق أو فسخ أو موت
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 03:47 م]ـ
أى أن المؤخر دين على الزوج يحل سداده فى ميعاده إذا كان هناك ميعادا مشترطا وهذا معنى قول الشيخ رحمه الله (ولكن يحل إن كان قد عيّن له أجلا معلوما فيحل بهذا الأجل)
وإذا لم يكن هناك أجل محدد بينهم فيكون السداد وقتما حدث فراق سواء بالطلاق أو الفسخ أو الموت. والله أعلى و أعلم.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 04:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
هل هذا يعنى أنه من الجائز جعل الصداق مرتبطا بالطلاق أو الفسخ وهو ما يسمى مؤخر الصداق؟؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 07:01 م]ـ
فى عرف أهل مصر لا يفعلوت الا هذا
يجعلون المؤخر مع الطلاق
والحقيقة التى لا يعلمها الكثيرون ان المؤخر جزء من المهر و يمثل دين على الزوج للزوجة فينبغى المسارعة فى سداده
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[04 - 12 - 05, 12:46 ص]ـ
إسمحوا لي بسؤال
هناك من يقوم بطلب "المُقدم" فهل هذا الطلب من الدين أم بدعة من البدع؟
ـ[بن عباس]ــــــــ[04 - 12 - 05, 07:40 ص]ـ
المقصود بالمؤخر الذى سألت عنه الأخت هو ذلك المبلغ الذى يدفعه الزوج للزوجة فى حالة الطلاق وذلك بخلاف المهر نفسه وهو ما يفعل عندنا بمصر وهذا لا نعرف له أصل وليس المقصود المؤخر من المهر نفسه ..
بل يتم دفع المهر ثم يقوم أهل الزوج بتحديد مبلغ أخر وفى الغالب يكون المبلغ كبير حيث يقوم الزوج بدفعه إن طلقها ويلزمونه بذلك ...
فهذا هو المقصود من سؤال الأخت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/104)
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 12 - 05, 07:50 ص]ـ
هو كما قال أخانا الفاضل ابن عباس (بالنسبة لمصر) والناس هنا لا يعتبرونه اصلا جزء من المهر بل أشبه برادع للزوج ان فكر في طلاق زوجته! كأنهم يقولون له ان دفعك عقلك لتطليقها فستدفع امولا طائلة
ولا يدفع في مصر الا في حالة الطلاق فقط!
ولكن هل اذا علم الشخص الحكم الحقيقي لكلمة المؤخر (بعد الزواج) وانه واجب في حقه سواء طلق او لم يطلق أو مات يلزمه؟
وهل يصح قولنا انه يشبه الشرط العرفي بين الناس ونأصل على ذلك؟ فالزوج بل أبو الزوجة اصلا عندما اتفقا على مؤخر الصداق لم يقصدوا الا انه مستحق عند الطلاق فقط وليس جزء من المهر اضافي واجب في حق الزوج في كل الحالات طلق او لم يطلق
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 12 - 05, 02:34 م]ـ
المقصود بالمؤخر الذى سألت عنه الأخت هو ذلك المبلغ الذى يدفعه الزوج للزوجة فى حالة الطلاق وذلك بخلاف المهر نفسه وهو ما يفعل عندنا بمصر وهذا لا نعرف له أصل وليس المقصود المؤخر من المهر نفسه ..
بل يتم دفع المهر ثم يقوم أهل الزوج بتحديد مبلغ أخر وفى الغالب يكون المبلغ كبير حيث يقوم الزوج بدفعه إن طلقها ويلزمونه بذلك ...
فهذا هو المقصود من سؤال الأخت.
جزاك الله خيرا اخى ابى عباس
والمؤخر الذى يدفع فى مصر و فى كل مكان هو جزء مؤخر من المهر ولكن فى مصر أسىء أستخدامه و صار يستخدم كرادع للزوج حتى لا يطلق
فجعلوا هذا الجزء الذى هو دين على الزوج جعلوا ميعاد دفعه معلقا بالطلاق
وهذا لا يخرجه عن كونه جزء من المهر يجب على الزوج دفعه للزوجة فهو دين عليه
لذلك قال الشيخ العثيمين رحمه الله (فيحل بالفرقة بطلاق أو فسخ أو موت) وليس الأمر مقتصر على الطلاق فقط بل يدفع حتى بعد الموت شأنه شأن سائر الديون.
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 12 - 05, 08:09 ص]ـ
(وهذا لا يخرجه عن كونه جزء من المهر يجب على الزوج دفعه للزوجة فهو دين عليه)
رحمك الله لو سألت معظم الأزواج هنا في مصر هل كانوا يعتقدون ان مؤخر الصداق هذا جزء مؤجل من المهر لازم في حقهم في حال حين العقد لأجابوا بالنفي وكذلك الأولياء بل خرج هنا هنا عن أصله الشرعي المعروف وأصبح كالشرط الجزائي في العقود حين فسخها الملزم بالدفع للطرف الآخر.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[05 - 12 - 05, 08:56 ص]ـ
أسأل معظم أزواج مصر أولا ثم أجيبك
ـ[بن عباس]ــــــــ[05 - 12 - 05, 03:19 م]ـ
نعم كما قال الأخ سيف ,,,
هنا فى مصر لا يعتبرون مؤخر الصداق جزءاً من المهر بل المهر شئ والمؤخر شئ منفصل تماماً .. .
وهذا أمر واضح جلى هنا فى مصر.
وهذا ما يسبب مشاكل لبعض الملتزمين حينما يعترضون على المؤخر .. حيث أن كثيراً من الناس لا تتفهم ذلك حتى أنه يكاد يصبح عرفاً عندنا ,,(55/105)
أحكام يجهلها كثير من الناس .. اللقطة
ـ[وائل النوري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:12 ص]ـ
أحكام يجهلها كثير من الناس .. اللقطة
قال القرافي في الذخيرة (7/ 253): خمس اجتمعت الأمة المحمدية على حفظها، ووافقها في ذلك جميع الملل التي شرعها الله تعالى:
النفس، والعقل: فتحرم المسكرات بجميع الشرائع، وإنما اختلفت الشرائع في اليسير الذي لا يفسد العقل، فحرمناه تحريم الوسائل ـ ما أسكر كثيره فقليل حرام وأباحه غيرنا لعدم المفسدة.
والأعراض: فيحرم القذف والسباب،
والأنساب: فيحرم الزنى.
والأموال: فتحرم إضاعتها والسعي في ذلك بفعل أو ترك. اهـ
فحفظ مال المسلمين واجب، وهو من الأمانة التي حملها الإنسان، لكنه كان فيها ظلوما جهولا.
فكثير هم أولئك الذين يجهلون أحكام ومسائل اللقطة، بل لا يعرفون حتى هذه اللفظة، وأفضلهم من يحملها على اللقيط.
فهذا بيان أردت به تقريب هذه السنة النبوية لعموم المسلمين، وإبراء الذمة، والله تعالى من وراء القصد.
قلت: النظر في اللقطة يحتاج إلى تفصيل لا يسعه هذا المقام، وقد لا يحتاجه كثير من الناس، فالمقصود والمطلوب بيان ما يتعلق به الواجب في حق المسلم من حكم وعمل.
فالكلام عن جملتين. الجملة الأولى: في الأركان. والجملة الثانية: في الأحكام.
فأما الأولى: فأركان اللقطة ثلاثة: لقطة، والتقاط، وملتقط.
والنظر سيكون في الركنين الأولين.
1 ـ اللقطة.
اللام والقاف والطاء أصل صحيح يدل على أخذ شيء من الأرض قد رأيته بغتة ولم ترده، وقد يكون عن إرادة وقصد أيضا. منه لقط الحصى وما أشبهه.
واللقطة: من لقط يلقط لقطا والتقطه أخذه من الأرض.
وروى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمر قالا: هي اللقطة والقصعة والنفقة مثقلات كلها. قال: وهذا قول حذاق النحويين لم أسمع لقطة ـ بتسكين القاف ـ لغير الليث.
وقال عياض: لا يجوز غيره. وهو قول الفراء وابن الأعرابي.
وفي الاصطلاح:
قال ابن الأثير في النهاية (4/ 264): كل مال معصوم معرض للضياع لا يعرف مالكه.
وقال ابن العربي المالكي في العارضة (6/ 110): الشيء الذي يجده المرء في الأرض لا صاحب له ولا يد عليه.
قلت: لا فرق بين مال المسلم ومال الذمي في كونه معصوما، ودليل الأخير: " ألا لا يحل ذو ناب من السباع، ولا الحمار الأهلي، ولا اللقطة من مال معاهد، إلا أن يستغني عنها". رواه أبو داود بسند صحيح
قال الصنعاني: وهذا محمول على التقاطها من محل غالب أهله أو كلهم ذميون، وإلا فاللقطة لا تعرف من مال أي إنسان غند التقاطها. السبل (3/ 187)
وتطلق اللقطة على غير الحيوان وهذا الأخير يقال له ضالة. وفيه الخلاف. انظر مثلا: غريب الحديث (2/ 202) و شرح معاني الآثار (4/ 139) والقرطبي (9/ 135ـ 138) والفتح (5/ 361)
تنقسم اللقطة باعتبار القيمة إلى قسمين:
أ ـ لقطة معتبرة
ب ـ لقطة يسيرة أو حقيرة
فأما الأخيرة فهي التي لا تتعلق بها النفوس، من مأكول أو شيء حقير.
لحديث أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال:" لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ".رواه البخاري
ولحديث علي أنه وجد دينارا فأتى به فاطمة فسألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هو رزق الله عز وجل ". فأكل منه رسول الله r وأكل علي وفاطمة، فلما كان بعد ذلك أتته امرأة تنشد الدينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي أد الدينار".
صححه الحافظ في التلخيص (3/ 75) والألباني في صحيح أبي داود (2/ 137ـ138).
وأما اللقطة المعتبرة فهي اللقطة التي تتعلق بها النفوس أو لقطة ذي بال أو خطر.
فعن سويد بن غفلة قال: لقيت أبي بن كعب فقال: أصبت صرة فيها مائة دينار، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "عرفها حولا "، فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها .. فقال: "احفظ وعاءها وعددها وِوكاءها، فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها ". رواه البخاري ومسلم
والشاهد منه قوله " مائة دينار" فهذا مال معتبر.
فإن قيل: ما أدنى المعتبر؟. قلت: العبرة بالعرف، وذلك يختلف زمانا ومكانا.
واللقطة أنواع، وذلك باعتبار الجنس أو المكان أو الزمان، وفيه تفصيل ليس هذا محل النظر فيه.
2 ـ الالتقاط.
هو فعل اللاقط الذي يأخذ ما وجد على الأرض.
فهل يكره التقاط اللقطة أم الأفضل التقاطها؟
قلت: الجواب من وجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/106)
الوجه الأول: لو كان ترك اللقطة أفضل لأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال لما سئل عن ضالة الإبل، "ما لك ولها؟ ".
الوجه الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بن كعب أخذه الصرة فدل على أنه جائز شرعا.
الوجه الثالث: الواجب على المسلم أن يحفظ مال أخيه المسلم من الضياع، وهو قول عامة أهل العلم.
وقال البخاري: باب: هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع حتى لا يأخذها من لا يستحق؟
قال الحافظ: المعنى لا يدعها فتضيع ولا يدعها حتى يأخذها من لا يستحق، وأشار بهذه الترجمة على من كره اللقط. الفتح (5/ 379)
الوجه الرابع: لو أن أهل الأمانات اتفقوا على ترك اللقطة لم ترجع لقطة، ولا ضالة إلى صاحبها أبدا، لأن غير أهل الأمانات لا يعرفونها بل يستحلونها ويأكلونها.
ولأهل العلم تفاصيل في هذا الباب. قال اللخمي: وهو واجب، ومستحب، ومحرم، ومكروه، بحسب حال الملتقط و الوقت وأهله ومقدار اللقطة.
قال القرافي: ولم أر أحدا فصل وقسم أخذ اللقطة إلى الأحكام الخمسة إلا أصحابنا، بل كلهم أطلقوا.
انظر مثلا: البداية (2/ 238ـ 239) و تحفة اللبيب (286ـ 289) و مختصر المزني (135) و المجموع (16/ 136) والذخيرة (7/ 252 ـ 253)
وأما الجملة الثانية:
وهي أحكام اللقطة، فسنقتصر على ما يلزم المسلم إذا وجد شيئا معتبرا، وأما اليسير أو الحقير فله أن يتملكه، وفيه بعض التفصيل.
1 ـ من وجد لقطة وجب عليه أن يعرف جنسها وعددها ووزنها.
دليله حديث زيد بن خالد قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن اللقطة فقال:" اعرف عفاصها و وكاءها، ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها ".
ظاهر الأمر في قوله "اعرف" وجوب التعرف ولا صارف له، وفائدته قوية.
العفاص: الوعاء الذي تكون فيه النفقة جلدا كان أو غيره.
الوكاء: الخيط الذي يشد به الصرة وغيرها.
قال الحافظ: والغرض معرفة الآلات التي تحفظ النفقة. الفتح (5/ 366)
فإن قيل: فما فائدة تعرفها؟
قلت: لذلك فوائد جمة.
منها: معرفة صدق المدعي من كذبه.
ومنها: كي لا تختلط بماله اختلاطا لا يمكن معه التمييز إذا جاء مالكها.
ومنها: أن يحفظ ذلك فإذا جاء صاحبها ووصفها دفعها إليه.
2ـ ثم يشهد ذا عدل أو ذوي عدل.
لحديث عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل، وليحفظ عفاصها ووكاءها، ثم لا يكتم، ولا يغيب، فإن جاء ربها فهو أحق بها، وإلا فهو ما الله يؤتيه من يشاء". رواه أبو داود بسند صحيح
قلت: أفاد الحديث زيادة وجوب الإشهاد بعدلين على التقاطها. فيجب الإشهاد على اللقطة وعلى أوصافها. انظر السبل (3/ 186)
فإن قيل فما فائدة الإشهاد؟
قلت: قال ابن العربي المالكي في العارضة (6/ 110): لئلا تضيع على صاحبها عند الورثة، أو لئلا يحمله الشيطان على إنكارها، فإذا أشهد قطع الوجهين. انظر الإعلام (3/ 188)
فإن قيل أيضا هل هناك كيفية في الإشهاد أم لا؟
قلت: ظاهر الحديث الإشهاد في الصفات، وقيل: يشهد على أصلها دون صفاتها، والأول أظهر وأصح.
انظر المجموع (16/ 144)
3ـ ثم يحفظها في حرز مثله، لأنها أمانة فيجب حفظها كالوديعة.
لحديث أبي السابق وفيه: " .. احفظ وعاءها وعددها وِوكاءها .. " رواه البخاري ومسلم
قال ابن عبد البر في التمهيد (12/ 448): كأنه قال: احفظها على صاحبها، واعرف من العلامات ما تستحق به إذا طلبت. انظر القبس (3/ 944)
4 ـ ولا يكتم ولا يغيب.
لحديث عياض السابق وفيه: "ثم لا يكتم، ولا يغيب .. "
قوله" لا يكتم": أي لا يخفيه.
وقوله: " لا يغيب": أي لا يجعله غائبا بأن يرسله إلى مكان آخر.
5ـ بل يعرفها حولا قمريا كاملا.
فعن زيد بن خالد الجهني أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن اللقطة. فقال: "اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها" رواه البخاري ومسلم
الكلام عن التعريف في ستة مواضع، أذكر منها ما يفي بالغرض.
الأول: في حكم التعريف، فظاهر الأمر يفيد الوجوب ولا صارف له، ويزيده دلالة ما رواه زيد بن خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آوى ضالة فهو ضال، ما لم يعرفها" رواه مسلم
فوصفه بالضلال إذا لم يعرف بها.
الثاني: في زمانه، فالأليق أن يكون في النهار دون الليل لأن النهار يجمع الناس.
الثالث: في مكانه، وذلك في المكان الذي التقطت منه، وهو الأولى لأن من أضاع شيئا طلبه في الموضع الذي ضاع فيه. أو في مظان اجتماع الناس من الأسواق، وأبواب المساجد، والمجامع الحافلة.
وليحذر إنشادها في المساجد، وإنما على أبوابها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل له: لا راداها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا. رواه ابن خزيمة بسند صحيح
وأما أبواب المساجد، فقد ثبت أمر عمر بذلك كما في الموطأ (660) بسند صحيح
الرابع: في كيفية التعريف، وذلك بإنشادها بعبارات لا يذكر فيها شيئا من الصفات كي لا يدعيها من لا يعلمها. كأن يقول: من ضاع له مال فليخبر بعلامته، أو نحو ذلك. المحلى (7/ 110) والعارضة (6/ 112)
6 ـ فإن جاء ربها فهو أحق بها، وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء.
أحاديث الباب كثيرة، منها حديث زيد بن خالد السابق وفيه "فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها".
قال ابن عبد البر: وأجمعوا على أن صاحبها إذا جاء فهو أحق بها من ملتقطها إذا ثبت له أنه صاحبها. فتح البر (12/ 448)
قلت: الحديث صريح في جواز التملك بعد سنة، فله أن يلحق هذه اللقطة بماله وينفقها على نفسه. وكما قال ابن العربي المالكي: ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر. العارضة (6/ 111)
فإن قيل بم ترد اللقطة إلى صاحبها؟
قلت: من أحال على الوصف الظاهري دفعت إليه لا سيما وليس لأحد عليه يد تدعيه، ومن أحال على الوصف الباطني كالعدد فهو الغاية في البيان فوجب الدفع إليه من طريق الأولى. وهنا مباحث مهمة خاصة في الفرق بين الوصف والبينة، أسأل الله تعالى أن ييسر إخراج الأصل، وأن يفي هذا المختصر بإحياء هذه السنة، والله أجل وأعلم، والحمد لله رب العالمين.(55/107)
ما هي مواضع رفع اليدين فى الدعاء
ـ[ابو حاذق]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:38 ص]ـ
متى يستحب رفع اليدين فى الدعاء؟ هل يسن الرفع فى الدعاء بعد الوضوء ,قبل الأكل بعده, بعد الأذان والإقامة وبعد صلاة الفرض وفى دبر مجلس العلم كما فعل الناس به.
جزاكم الله
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما أعلمه -وعلمي قليل- أخي الكريم ابو حاذق بارك الله فيك هو أنه يستحب رفع اليدين فى الدعاء مطلقاً والدليل على ذلك ما أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان فى صحيحه والشهاب فى مسنده والبيهقي فى الدعوات الكبير من حديث سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا "
والحديث صححه العلامة الألباني -رحمه الله- فى صحيح أبى داود حديث رقم 1320،
وقال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط -رحمه الله- فى تعليقه على صحيح ابن حبان حديث رقم 876: حديث قوي.
بارك الله فيك أخي ونفع بك وأسألك الدعاء بظهر الغيب ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابو حاذق]ــــــــ[02 - 12 - 05, 04:47 ص]ـ
جزاك الله لأخي عمر حق الجزاء
أن المشكل:
هل المقصود من الحديث رفع اليدين فى كل أحوال من الدعاء؟
وما هدى رسول الله فى هذا العمل؟
ـ[ابو عدنان]ــــــــ[29 - 04 - 08, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم. انظر هذا الرابط ربما يفيدك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125991&highlight=%E3%E6%C7%D6%DA+%D1%DD%DA+%C7%E1%ED%CF%E D%E4+%C7%E1%CF%DA%C7%C1(55/108)
س: ما حكم العمل مذيعاً في التلفاز، من حيث ... ؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 09:12 ص]ـ
أن في العمل إعانة على إطلاق الجنس الآخر (النساء) لأبصارهن والنظر لـ’أجنبي‘؟؟
طبعاً سؤالي حول رجل يعمل مذيعاً، لا المرأة!!! عمل المرأة كـ’مذيعة‘ مسألة مرفوضة وغير قابلة للنقاش.
هذا سؤال ورد لذهني وأنا أحاول تخيل دار الإسلام حين تقوم دولة الخلافة القادمة على منهاج النبوة، والتغيرات التي ستطرأ على دنيانا بعدها.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[03 - 12 - 05, 11:18 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 12 - 05, 08:23 م]ـ
اخي ما المشكلة , الاصل في الاشياء الحل , والنساء هم المامورات بغض البصر.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[14 - 12 - 05, 03:10 ص]ـ
وجدت التالي في موقع الشيخ المنجد (الإسلام س ج):
في "كشاف القناع" (5/ 15): " (وللمرأة مع الرجل) نظر ما فوق السرة وتحت الركبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس: (اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فلا يراك)، وقالت عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد) متفق عليه، ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبة العيد مضى إلى النساء فذكرهن ومعه بلال فأمرهن بالصدقة؛ ولأنهن لو منعن من النظر لوجب على الرجال الحجاب كما وجب على النساء لئلا ينظرون إليهم " انتهى.
ما تفسير ما تحته خط؟؟؟؟
ففيم إذن النساء مأمورات بغض البصر؟؟؟
وماذا عن الحديث الذي يفيد أن النساء يعجبهن في الرجال ما يعجب الرجال فيهن؟؟ أليس هذا معنى ’هن شقائق الرجال‘؟
ـ[بن خلف]ــــــــ[04 - 03 - 09, 07:57 ص]ـ
أعجبني هذا الموضوع، ولكني لحظت أنه لم يُرد على السؤال الأخير ..
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:11 ص]ـ
لا بأس في العمل فهو مباح في أصله من جهة الفعل، وإلا ألزمك القول بعدم خروج الرجال خارج بيوتهم - وإن كان في ذلك مطلوب لما في من راحة للقلب هذه الأيام - والله المستعان.
يمنعن النظر بلا حاجة وحين مخافة الفتنة، لذا فالحكم متعلق بالمرأة لا الرجل هنا!
والمسألة لا تحتاج إلى تفصيل فهي من الوضوح بشكل!
والله أعلم(55/109)
هل يجوز أن يكون الشيطان شيخا لأحد؟
ـ[وائل النوري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 10:37 ص]ـ
في ليل خدوع غرور وزمن خؤون غدور، نتأ قوم نكور، عرفوا بالتصوف، اتخذوا لأنفسهم شارات ورموز، وأضفوا على أقطابهم هالات واعتقادات، مايزوا بها أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة.
ولا زالوا إلى هذا العهد ينزهون شيوخهم عن النقائص ويعتقدون فيهم القداسة بل ويسبغون عليهم صفات الألوهية ويخضعون لأوامرهم دون عرضها على كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلا طريق بدون شيخ، بل لا دين دونه. يقول أبو يزيد البسطامي: من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان. الرسالة القشيرية (181)
قال أبو حامد الغزالي: فكذلك المريد يحتاج إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة، ليهديه إلى سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض. الإحياء (3/ 65)
لا حول ولا قوة إلا بالله، لقد تعسر على العامة الدين، فليس لهم سبيل إلى الله سبحانه إلا من بابة الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر!!.
وأما طريق أهل الحق والسداد فحفظ مراتب ومنازل العلماء والشيوخ وموالاتهم، واعتقاد حرمتهم، وإمانتهم، واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه، ودعوتهم إليه، فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة.
فلهم المحبة والتوقير وعليهم البيان والتبشير، فهم الموقعون عن الله تعال، وكل يؤخذ من قوله ويرد وإن كان الغوث الفرد إلا المصطفى الحبيب صلوات الله عليه وسلامه.
فإليك أيها المسلم هذا البيان لمفهوم الشيخ وحدوده عند بعض المنصوفة.
قال ابن عربي الحاتمي في الفتوحات المكية:
ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله ....... فقم بها أدبا لله بالله
قلت: فما حرمة الشيخ وما حدودها؟!
أيها المسلم .. أيها السني راعني سمعك، وأشهد قلبك، فإن الخطب جسيم، والهول عظيم، وليس لك والله سوى الحوقلة ثم الاسترجاع.
قال علي المرصفي كما في طبقات الشعراني (2/ 128): وإن قال قائل للمريد: إن كلام شيخه معارض لكلام العلماء أو دليلهم، فعليه الرجوع إلى كلام شيخه ... و إذا خرج المريد عن حكم شيخه وقدح فيه، فلا يجوز لأحد تصديقه، إنه في حال تهمة، لارتداده عن طريق شيخه.
قلت: حسبي الله ونعم الوكيل. قال الله تعالى: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" فعلق الأمر بالحجة والبرهان، فما قيمتهما عند القوم؟!
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أراهم سيهلكون، أقول: قال النبي صلى الله عيه وسلم، ويقول: نهى أبو بكر وعمر!. رواه أحمد بسند صحيح
آ أبو بكر وعمر خير، وأصدق قيلا وحالا، أم شيوخكم؟! نبئوني بعلم إن كنتم صادقين!!
رحمك الله يا شافعي إذ قلت: أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عيه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
وقال ابن حزم في النبذ (114): التقليد حرام لا يحل لأحد أن يأخذ بقول أحد بلا برهان.
قال أبو بكر بن أبي داود الأشعث:
تمسك بحبل الله واتبع الهدى ...... ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ودن بكتاب الله والسنن التي ...... أتت عن رسول الله تنجو وتربح
قال أحمد الرفاعي: من يذكر الله تعالى بلا شيخ، لا الله حصل! ولا نبيه! ولا شيخهّ!. قلادة الجواهر (177)
قلت: حسبي قول ربي " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم". الشورى 21
قال ابن جرير عند قول الله تعالى"ولولا كلمة الفصل": ولولا السابق من الله في أنه لا يعجل لهم العذاب في الدنيا وأنه مضى من قيله إنهم مؤخرون بالعقوبة إلى قيام الساعة لفرغ من الحكم بينكم وبينهم بتعجيلنا العذاب لهم في الدنيا ولكن لهم في الآخرة من العذاب الأليم. ابن جرير (11/ 141)
لكن المقصود تحقيق أن إمهالهم إلى أجل مسمى لا يفلتهم من المؤاخذة بما ظلموا. التحرير والتنوير (1/ 3863)
فهذه العقيدة تحتاج إلى تعزير وإعلان بالتوبة منها، فإذا لم تكن شركا، فما معنى الشرك؟!
قال أبو مدين كما في الفتوحات الإلهية (230):
وراقب الشيخ في أحواله فعسى ...... يرى عليك من استحسانه أثرا
ففي رضاه رضا الباري وطاعته ...... يرضى عليك فكن من تركها حذرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/110)
قال تعالى: " فاعبد الله مخلصا له الدين أَلا لله الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" الزمر 3
قال ابن جرير (10/ 61): يقول تعالى ذكره: فاخشع لله يا محمد بالطاعة وأخلص له الألوهية وأفرده بالعبادة ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا كما فعلت عبدة الأوثان.
وقال ابن كثير (4/ 59): أي فاعبد الله وحده لا شريك له وادع الخلق إلى ذلك وأعلمهم أنه لا تصلح العبادة إلا له وحده وأنه ليس له شريك ولا عديل ولا نديد.
قلت: فلا يستحق الدين الخالص إلا الله سبحانه المنزه عن الواسطة.
فهل اكتفى القوم بهذه المنزلة؟
الجواب: لا طبعا. ودونك الدليل.
قال عبد القادر الجيلي ـ وفي النفس من نسبته شيء ولكن كثيرا من الصوفية على هذا، بل أكثر وأعظم ـ: من لم يعتقد في شيخه الكمال لا يفلح أبدا.
ومثله عن عدي بن مسافر: لا تنتفع بشيخك إلا إذا كان اعتقادك فيه فوق كل اعتقاد. طبقات الشعراني (1/ 117)
قلت: ما حدود الكمال للشيوخ الصوفية، وما معنى فوق كل اعتقاد؟!
هل تجاوزوا الصحابة؟!
هل تجاوزا الأنبياء؟!
اقرأ وتأمل قول أبي يزيد البسطامي: خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله!!
وهل نفهم حدود الاعتقاد من القول الخطير لذي النون المصري: طاعة المريد لشيخه فوق طاعته لربه؟!.تذكرة الأولياء (1/ 171)
فنحن أمام طاعة خاصة ومطالب قد تكون مغايرة لمطالب الشرع. فتنبه!!
فطاعة الشيخ بغير قيد من المسلمات الصوفية، بل نقل الإجماع!! على ذلك.
قال الفوتي عن محمد بن المختار الكنتي أنه قال: وقد انعقد إجماع مشايخ الصوفية على وجوب الاستسلام للشيخ والاطراح بين يديه كالغسيل بين يدي الغاسل. تقديس الأشخاص (1/ 360) وطبقات الشعراني (1/ 153/169)
وقال الشعراني: وأجمعوا على أن من شرط المحب لشيخه أن يصم أذنيه عن سماع كلام أحد في الطريق غير شيخه، فلا يقبل عذل عاذل، حتى لو قام أهل مصر في صعيد واحد لم يقدروا على أن ينفروه من شيخه.
قال صالح المقبلي: فالصوفي ليس بمتبع للنبي صلى الله عليه وسلم بل لشيخه المخترع لتلك الوساوس. العلم الشامخ (250 ـ 251)
فإن قيل هذا الكلام وأمثاله يتأول على وفق الشرع.
قلت: هذا الاعتراض مدفوع وممنوع.
فأما الأول: فكلام القوم صريح يخالف الدين، والأصل إجراء الكلام على ظاهره، وقد تتابع العلماء سلفا وخلفا على رده ونقضه. انظر مصرع التصوف للبقاعي
وأما الثاني: فكثير من المتصوفة يمنعون تأويل كلام الشيوخ، وأن يصرف عن ظاهره، وإن كان خطأ. يقول يوسف العجمي: من أدب المريد أن يقف عند كلام شيخه ولا بتأوله، وليفعل ما أمره شيخه وإن ظهر أن شيخه أخطأ. الأنوار (2/ 36)
محبة الشيخ
قال الشعراني: سمعت أخي أفضل الدين يقول: حقيقة حب الشيخ أن يحب الأشياء من أجله ويكرهها من أجله، كما هو الشأن في محبة ربنا عز وجل. الأنوار القدسية (1/ 169)
وفي نفس المصدر (1/ 181) قال علي وفا: فكما أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، فكذلك محبة الأشياخ لا تسامح أن يشرك بها.
قال تعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله" الآية
قال أبو السعود في تفسيره (1/ 185): بيان لكمال ركاكة آراء المشركين إثر تقرير وحدانيته سبحانه وتحرير الآيات الباهرة الملجئة للعقلاء إلى الاعتراف بها الفائضة باستحالة أن يشاركه شئ من الموجودات في صفة من صفات الكمال فضلا عن المشاركة في صفة الألوهية.
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 275): جعلوا له أندادا أي أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه وهو الله لا إله إلا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه.
يقول الشعراني: فإن لم يتيسر للمريد صلاة الجمعة عند أستاذه، فليتخيله عنده في أي مسجد صلى فيه. الأنوار القدسية (1/ 188)
وفيه ـ أيضا ـ ويا ليتني لم أقرأه: المريد الصادق مع شيخه كالميت مع مغسله، لا كلام ولا حركة، ولا يقدر ينطق بين يديه من هيبته، ولا يدخل ولا يخرج، ولا يخالط أحدا، ولا يشتغل بعلم ولا قرآن ولا ذكر إلا بإذنه. (1/ 189)
قلت ولله الأمر من قبل ومن بعد: يا عباد الله، يا من وهب الله لهم عقلا سليما .. بل حتى يا مجانين، هل سمعتم بهذا البلاء؟!
لا قرآن ولا ذكر إلا بإذن الشيخ، أ إله مع الله؟!
قال تعالى:" ولا تتبعوا من دونه أولياء" الأعراف 3
قال البغوي في تفسيره (2/ 148): أي لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونه في معصية الله تعالى.
التصرف في الكون
قال الشعراني في طبقاته (2/ 88) في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي: وقال له سيدي علي بن وفا: ما تقول في رجل رحى الوجود بيده يدورها كيف شاء؟ فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن تدور؟.
وقال إبراهيم نياس:
قد خصني بالعلم والتصريف ...... إن قلت كن يكن بلا تسويف
لكنني اتخذته وكيلا ...... تأدبا واختارني خليلا
الرحلة الكناكرية (6) بواسطة تقديس الأشخاص (1/ 135)
قال الإمام القرافي: وقد وقع هذا لجماعة من جهلة الصوفية، ويقولون فلان أعطي كلمة كن، ويسألون أن يُعطوا كلمة كن، التي في قوله تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون". ومقتضى هذا الطلب الشركة في الملك وهو كفر.
انظر الإعلام بقواطع الإسلام مطبوع مع الزواجر (390) لابن حجر الهيثمي
وأخيرا من الأمور التي يجب التنبيه عليها إطلاقهم لفظ "الأستاذ" على بعض الشيوخ، فليعلم أن هذا اصطلاح صوفي لهم فيه مقصد وهو ما يجب أن يعتقد فيه.
قال الشادلي: الأستاذ هو من كمل الدوائر وانطوى فيه علم الأوائل والأواخر، ويسمى بالعالم المطلق، فكل أستاذ شيخ ولا عكس. الطبقات (2/ 72)
قلت: أسأل الله تعال العفو والعافية، ولمن تلبس بهذه العقيدة من الصوفية أن يرده ردا جميلا، ويهديه إلى سواء الصراط. والحمد لله رب العلمين.(55/111)
ما هي الكتب التي اهتمت بتاريخ المغرب الأقصى
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني بارك الله فيكم ما هي أفضل الكتب التي اهتمت بتاريخ المغرب الأقصى.
- تاريخه قبل الإسلام
- دخول الإسلام للمغرب
- تاريخ الدول التي تعاقبت عليه
- علماءه
- الطوائف التي ظهرت فيه عبر التاريخ
و إن كان من الكتب ما هو متوفر على النت فحبذا لو تكرمونا ياأهل الكرم
و بارك الله فيكم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:01 م]ـ
أخي الفاضل لقد سألت عن كثير، ولكن راجع: دليل مؤرخ المغرب الأقصا، لعبد السلام ابن سودة، في جزأين، ففيه بغيتك.
وكذلك المصادر العربية لتاريخ المغرب، لشيخنا محمد بن عبد الهادي المنوني، رحم الله الجميع، في ثلاثة أجزاء، ففيه فوق البغية ..
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:21 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 05:21 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 10:43 م]ـ
اليك الجواب اخى العزيز
ان قصدت المغرب والاندلس فاهم كتبه:1 - العبر وديوان المبتداء والخبر لابن خلدون
2 - المعجب فى اخبار المغرب
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 12 - 05, 11:08 ص]ـ
كتاب الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى للناصري مفيد جدا، ويغني عن كثير من الكتب الأخرى.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 08:49 ص]ـ
أنا انقل لك إن شاء الله أسماء الكتب التي جعلها الشيخ د. علي محمد الصلّابي مراجع له في كتاب صفحات مشرقة من التاريخ الاسلامي والذي يهتم بتاريخ المغرب العربي وخصوصا ليبيا
أعلام الفكر الاسلامي في تاريخ المغرب العربي - محمد الفاضل بن عاشور
التاريخ الأندلسي - د. عبد الرحمن علي الحجي
التاريخ العباسي والفاطمي للعبادي
السيرة وأخبار الأمة في انتشار مذهب الاباضية في المغرب جامعة الدول العربية للورجلاني
المنهل العذب تاريخ طرابلس المغرب أحمد النائب الانصاري
البيان المغرب لابن عذارى
الاستقصاء لاخبار المغرب الاقصى للسلاوي
المغرب الكبير محمد علي دبور
الخلافة والخوارج في المغرب العربي - رفعت فوزي عبد اللطيف
تاريخ البحرية الاسلامية في المغرب والاندلس -د. السيد عبد العزيز سالم
تاريخ الفتح العربي في ليبيا للطاهر احمد الزاوي
تاريخ خليفة بن خياط
تاريخ ليبيا الاسلامي عبد اللطيف البرغوثي
تاريخ المغرب د. سعد زغلول
تاريخ افريقية والمغرب - ابن رشيق القيرواني
رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وافريقية وزهادهم وعبادهم ونساكهم لأبي عبد الله المالكي
قادة فتح المغرب العربي للأستاذ محمود شيت خطاب دار الفكر الطبعة السابعة 1984 وقد ذكر انه استفاد منه كثيرا - في المقدمة لكتابه-
فتح العرب للمغرب حسين مؤنس
فتوح مصر والمغرب ابو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم القرشي
مدرسة الحديث في القيروان الحسين بن محمد شواط
هذا ولعلك تراجع الكتاب نفسه فهو مفيد وجميل الاسلوب وكاتبه صاحب عقيدة سلفية ...
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 06:26 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا(55/112)
تلوين صور ذوات الأرواح ما حكمه؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:22 م]ـ
السلام عليكم
أريد فتاوى أهل العلم فيما يتعلق بتلوين الأطفال لصور ذوات الأرواح، هل يجوز طباعة أو شراء كتب تلوين فيها صور لذوات الأرواح ليلونها الأطفال؟
وماذا عن تلوين صور لأشياء خيالية مثل الحصان الطائر (ويوجد قرن في جبهته)؟ والديناصورات؟
أرجو إعطائي فتاوى أهل العلم فيما يتعلق بهذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 12 - 05, 08:32 م]ـ
???
????????????
ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[09 - 12 - 05, 06:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
لا أعلم فتوى في ذلك غير أني أعلم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعن في الخمر عشرة و في الربا اربعة و أثاب في السهم من يصنعه و من يناوله و من يرمي به. و أن الله عندما مدح خلقه لمخلوقاته قال " ولكم فيها جمال " وقال " وزينة ويخلق ما لا تعلمون " و عندما قال رجل للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أنرسل لك حمار على فرس فتنتج بغلة تركبها؟ فقال: إنما يفعل ذلك الذين لا يعقلون!. رواه أحمد بسند صحيح.
و اعيد: هذا من كيسي! ... ولست أعلم في الأمر حكم.
والله أعلم
ـ[أبو مالك بن صالح]ــــــــ[10 - 12 - 05, 10:46 م]ـ
أشكل علي نحوا من إشكالك قبل أيام خصوصا وقد أباحت الشريعة اتخاذ العرائس للأطفال (كما في حديث عائشة)
فهل فيه دليل على جواز الرسم والتلوين من قبل الأطفال
وهل فتوى من أجاز الرسوم المتحركة المعروضة للأطفال مبنية عل ذلك؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:12 م]ـ
للرفع
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:53 م]ـ
أما أنا فلا أظن أن أحدا من أهل العلم يجيز إقتناء صورا ذات أرواح.
و المصورون ملعونون بلسان النبي صلى الله عليه و سلم، أما من يدخل بيته صورا فلا تدخل بيته الملائكة.
أما بالنسبة للصور الخيالية فزيادة على أنها صور ذات أرواح فإنه قد يكون بعضها إعتقادات لأقوام آخرين.
و الله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 12 - 06, 11:25 م]ـ
لم اقل اقتناء
سألت عن كتب التلوين الجاهزة هل يجوز شراءها للأطفال ليلونوها؟
او صور للتلوين موجودة على النت مثلا صور لأطفال يلعبون او صور لحيوانات أو لشخصيات كرتونية قد تكون بشر او حيوانات
فهل يجوز طباعتها ليلونها الأطفال؟
ـ[أبو خالد محمد حمزة]ــــــــ[20 - 12 - 06, 03:15 ص]ـ
أشكل علي نحوا من إشكالك قبل أيام خصوصا وقد أباحت الشريعة اتخاذ العرائس للأطفال (كما في حديث عائشة)
سياق الحديث لا يدل أنها عرائس كالتي نعرفها الآن، فقد كانت من صناعة الأطفال و قد سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنها مستفسرا و هذا يفيد أنها لم تكن محددة المعالم.
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:33 ص]ـ
عليك بالاتصال على احد المشائخ , واخذ الفتوى منه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:40 ص]ـ
من أعظم المؤلفات في هذا الموضوع رسالة ماجستير لأخينا محمد واصل / جامعة الإمام وهي مطبوعة من مكتبة طيبة نحو 700 صفحة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:49 ص]ـ
إذا حصل أحد من الإخوة على إجابة من أهل العلم فليفدنا
جزاكم الله خيرا
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 12 - 06, 10:39 ص]ـ
لم اقل اقتناء
سألت عن كتب التلوين الجاهزة هل يجوز شراءها للأطفال ليلونوها؟
او صور للتلوين موجودة على النت مثلا صور لأطفال يلعبون او صور لحيوانات أو لشخصيات كرتونية قد تكون بشر او حيوانات
فهل يجوز طباعتها ليلونها الأطفال؟
لا فرق بين شراء الصور للتلوين أو شراؤها لمجرد التسلية ...... ويحرم تصوير ذوات الأرواح
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:52 م]ـ
بدائع الصنائع
دار الكتاب العربي 1402 وميزة الطبعة أنها المتوافقة مع غالب
وهي التي عليها غالب إحالات الباحثين ومتوافقة مع كثير من الموسوعات
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إجعل أحسن أعمالنا خواتيمها وأحلى أيامنا يوم نلقاك .. اللهم آمين.
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
كلمتان خفيفتان على اللسان ... ثقيلتان في الميزان ... حبيبتان للرحمن.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - 01 - 07, 10:40 م]ـ
كنت اطعلت على كلام للشيخ ابن العثيمين رحمه الله في بعض الأشرط يقول على أن الرسوم إذا كانت لا تطابق أصلها من حيث الدقة فلا بأس كأن تكون نفس الملامح وغيرها طبق الأصل والله أعلم
عادل خزرون التطواني(55/113)
شعر .. لمن القى السمع .......
ـ[عبد الرحمان ابو حفص]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:33 م]ـ
ايها السلفي في الجبال العواليا ........ مالي اراك وارى وحولك بواكيا
الست نارا تنير في ظلام دامس ....... وتحرق كل مبتدع جاء اماميا
اعصف بريح الحديث ولا تخف .......... وقل هدا وعد قراته في كتابيا
هز الارض بزلزال العلم و لاتنم ........... وكفاك نومة القبر على الترابيا
وخفض جناح الدل لجاهلين ............. وفل كدالك كنا فنادى مناديا
نادى بالامان والاتباع والسنة ........... ونشر الحكمة في شتى ارجائيا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 05, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى عبد الرحمن
ـ[ابوصالح العوني]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:48 م]ـ
عليك بالرفق , ووزن الابيات اخي عبدالرحمن بارك الله فيك(55/114)
هتك أستار .. المبتدعة الفجّار
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:01 م]ـ
هتك أستار .. المبتدعة الفجّار
هذا الموضوع مجمع من أكثر من مبحث نقلاً لا تأليفاً .. اللهم إلا من بعض التعليقات الطفيفة و عنوان الموضوع .. و هذا للأمانة العلمية
(هذه الرسالة مخصصة لوضع فهرس كامل للموضوع مع تزايد مشاركاته لسهولة الرجوع إليها)
المرحلة الأولى من: هتك أستار .. المبتدعة الفجّار
-------------------------------
| مقدمة |
-------------------------------
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=235995&postcount=2)
(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=235996&postcount=3)
(3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=235998&postcount=4)
(4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=236000&postcount=5)
(5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=236002&postcount=6)
(6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=236003&postcount=7)
(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=236004&postcount=8)
-------------------------------
تابعوا معنا تحديث الفهرس دورياً .. و جزاكم الله خيراً،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثير منّا و من ((داخلنا)) - للأسف - تجده يحب المبتدعة أو يوقرهم ظنّاً منه أن هذا بناء في صرح الدعوة و أنها الدعوة السليمة إلى الله - بالحسنى - و أنه بهذا سيقرب وجهات النظر - سياسة التقارب الضالة المضلة - .. بل أقسم و ربي هو هدم في جدار الإسلام - و إعانة عليه - ..
و لذلك قال إبراهيم بن ميسرة: (من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام).
[رواه اللالكائي، برقم 273. و نسبه أبو شامة في الباعث، ص: 17، و السيوطي في الأمر بالاتباع، ص: 18 إلى محمد بن أسلم، و الشاطبي في الاعتصام: 1/ 113 إلى هشام بن عروة، و رواه الذهبي في الميزان مرفوعاً عن ابن عبّاس بإسناد فيه بهلول بن عبيد الكندي الكوفي، و هو ضعيفٌ ذاهب الحديث، راجع الميزان: 1/ 355]
الكثير منّا قد كثر جهله على علمه .. و غلبت عاطفته عقله .. فما كاد أن يرى داعية فلاني يتكلم بشكل جيد .. أو شخص يحسن الكلام - حتى و إن كان الكلام خاطيء - لا يلبث أن يقول (و الله إن الأستاذ الفلاني .. رائع جداً و أنا أحترمه حتى لو أخطأ ما الكل يخطأ) .. و يؤسفني أني أعيش في وسط هذه الفئة فإن من عائلتي من هم كذلك .. بل و من الملتزمين أنفسهم .. هذا لأن عقيدة الولاء و البراء إندثرت لديهم لم يصبح عندهم النزعة التي كانت تعتصر قلب الصحابة رضوان الله عليهم من غيرة على الإسلام و حماية له .. بل و قد تجد بين ظهرانينا في عائلاتنا أو أصدقائنا من قد يوقر النصارى!!! أو اليهود!! لعنة الله عليهم أجمعين - أقصد اليهود و النصارى - ..
و اليوم أعلنها و قد أعلنها من قبلي كل أهل السنة و الجماعة - الحقة -:
إني أبرأ إلى الله من هؤلاء و من هم على شاكلتهم - أقصد أصحاب البدع و الأهواء - ..
و لكن ما هو الصراط المستقيم و القسطاس القويم الذي نقيم به علاقة المسلم بالمبتدعة!!
أولاً: إن مذهب أهل السنة و الجماعة على البراءة من أهل البدع و الأهواء و عدم توقيرهم بل إحتقارهم و عدم النظر إليهم و إزدرائهم و هذا كان مذهب السلف - و كل خير في إتباع السلف و كل شر في إتباع من خلف - و إليكم ما يلي:
1) قد جعل أهل السنة و الجماعة الولاء و البراء قاعدة عقدية كبرى، (و مفهوم هذه القاعدة الشريفة لديهم هو: الحب و البغض في الله، فهم يوالون أولياء الرحمن، و يعادون أولياء الشيطان، كلّ بحسب ما فيه من الخير و الشر ... و من أولى مقتضياتها التي يثاب فاعلها و يعاقب تاركها البراءة من أهل البدع و الأهواء).
[هجر المبتدع، للدكتور بكر أبو زيد، ص: 18،19].
و يلزم من الولاء الحب في الله، كما يلزم من البراء البغض في الله تعالى.
2) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (المراد من قول لا إله إلا الله، مع معرفتها بالقلب محبتها و محبة أهلها، و بغض من خالفها و معاداته).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/115)
و حقيقة الحب في الله كما قال يحيى بن معاذ: (أن لا يزيد بالبر و لا ينقص بالجفاء).
[تفسير كلمة التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ضمن مجموعة المؤلفات الكاملة): 1/ 363].
3) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (من أطاع الرسول، و وحد الله، لا يجوز له موالاة من حاد الله و رسوله، و لو كان أقرب قريب، و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم).
[ثلاثة الأصول، للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ضمن مجموعة المؤلفات الكاملة): 1/ 183، و ثلاثة مسائل، له أيضاً: 1/ 375].
فمن الكتاب قوله تعالى (لا تجد قوماً يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حادّ الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) [المجادلة: 22].
4) و الآية دالة على قطع حبال المودة بين من آمن بالله و اليوم الآخر، و بين من حادّ الله و رسوله، و لو كان من أقرب المقرّبين، و هذه الآية الكريمة تنزل على أهل البدع و الأهواء فيلزم منها بغضهم و معاداتهم، و عدم التودد إليهم، لأن في الابتداع محادّة لله و رسوله، فما من بدعة إلا و هي مصادمة للشريعة، مخالفة لها، حتى قال السيوطي رحمه الله في تعريفها: (البدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة، أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان).
[الأمر بالاتباع، للسيوطي، ص: 24].
و هذا هو معنى المحادّة المذكورة في الآية الكريمة.
و قد فهم السلف الصالح منها ما فهمنا، قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: (استدل مالك رحمه الله بهذه الآية على معاداة القدريّة، و ترك مجالستهم. روى أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية، و عادهم في الله، لقوله تعالى: (لا تجد قوماً) الآية).
[الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي: 17/ 308].
5) أما في السنة، فقد ورد غير حديث مدللاً على اقتضاء الشرع الحنيف الموالاة في الله، و معاداة المبتدعة و أهل الأهواء و البراءة منهم، فعن أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ».
[الحديث أخرجه البخاري (كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان) و مسلم (كتاب الإيمان، باب خصال من اتصف بهن، برقم 43) و أحمد في المسند (3/ 103، 174،230) و ابن حبان في صحيحه (285) و الترمذي (2624) و لبن ماجة (4033) و غيرهم].
فإذا تقرر وجوب أن يكون الحب في الله و لله، عُلم ضرورةً خطر محبة المبتدع أو موالاته، لأنّها محبة لغير الله.
و لا يقول عاقل: إنّ حب المبتدع - على ما فيه من مخالفةٍ و محادّةٍ للشرع – حبٌّ لله تعالى!!
6) و عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ».
[الحديث رواه الترمذي (521) و قال: هذا حديث حسن، و الحاكم (2/ 164) و صححه و وافقه الذهبي، و للحديث طريق أخرى عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، بدون قوله (أنكح لله) رواه أبو داوود (4681) و الطبراني في المعجم الكبير 8/ 159،208، و البغوي في شرح السنّة، و الخطيب في المشكاة.
و صحح الألباني الحديث بمجموع الطريقين. انظر: السلسلة الصحية (380)].
قلتُ: فإن يكن المرء لا يستكمل الإيمان حتى يبغض في الله، كان عليه أن يبغض الكفرة و المبتدعة و العصاة في الله، لأن الكفر و الابتداع و المعصية أسباب البغض في الله، كما تقدم.
و على ضوء ما دلت عليه نصوص الكتاب و السنة قرر أهل العلم أتباع السنّة تنزيل قاعدة (الولاء و البراء) على أهل البدع و الأهواء.
و نستعرض في الرسالة القادمة أقوال العلماء في أهل البدع و الأهواء و الخرافات من لم يكونوا على مذهب أهل السنة و الجماعة - و إن زعموا - و أختم بهذه المقولة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/116)
و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول: (لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 1/ 131، و ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:05 م]ـ
قال الإمام الطحاوي رحمه الله: (نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، و يختم لنا به، و يعصمنا من الأهواء المختلفة، و الآراء المتفرقة، و المذاهب الرديّة، من الذين خالفوا السنّة و الجماعة، و حالفوا الضلالة، و نحن منهم براء، و هم عندنا ضلال و أردياء).
[شرح الطحاوية، لابن أبي العز، ص: 520]
قلت: و ما أكثر المذاهب الضالة و الجماعات المضلة يا شيخنا .. ألا إني أسأل الله تعالى أن يردهم إلى دينهم رداً جميلاً و أن يطهر رءوسهم من البدع و الضلال.
و قال الإمام البغوي رحمه الله: (و قد مضت الصحابة و التابعون، و أتباعهم، و علماء السنن على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع و مهاجرتهم).
[شرح السنّة، للبغوي: 1/ 227]
قلت: و أنا متبع لنهج الصحابة و التابعون و أتباعهم و علماء السنن.
و قال الشاطبي: (إن فرقة النجاة، و هم أهل السنة، مأمورون بعداوة أهل البدع، و التشريد بهم، و التنكيل بمن انحاش إلى جهتهم، و نحن مأمورون بمعاداتهم، و هم مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة).
[الاعتصام، للشاطبي: 1/ 120].
قلت: ما أعظم هذه القوة و العزة في الدين .. لا الهوان و المذلة و الخذلان!!
يقول: ((و نحن مأمورون بمعاداتهم، و هم مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة))، و نحن نقول: ((بل نحبهم و نتودد إليهم لعلهم يرجعوا إلى الحق .. )) و كذبنا!! .. فإن معاداتك لهم و هجرك لهم في بدعتهم على قدر ما فيهم من بدعة و موالاتهم على ما هم فيه من خير هو أنكل بهم و أردع لهم .. و لن تجد لسنة الله تحويلاً.
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله حكايةً عن أهل السنّة: (و يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، و لا يحبونهم، و لا يصحبونهم).
[عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص: 118].
قلت: عجباً لقوم .. يقولون عن أصحاب البدع و الأهواء .. هم رجال نحسبهم على خير!!!
و وصفهم بأنهم (يحابّون في الدين، و يتباغضون فيه، و يتقون الجدال في أصول الدين، و الخصومات فيه، و يجانبون أهل البدع و الضلالات، و يعادون أصحاب البدع و الأهواء المرديات الفاضحات).
[عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص: 117].
قلت: إن البغض في الله .. أصبح للأسف من نوادر هذا الزمن - إلا من رحم الله - فتجد الناس قد يحبون النصارى بقولهم: الراجل ده طيب و جدع!! .. فلا عجب إن أحبوا أهل البدع من المسلمين!! .. و إنا لله و إنا إليه راجعون، و ساعد على ذلك ضياع العلماء و التضييق على من هم على المنهج القويم لتصحيح عقائد الناس فأصبحنا في ظلمات لا تكد ترى يديك منها .. فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
و قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم، و أعلنوا البراءة منهم، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم كما يلي في الرسالة القادمة بإذن الله ..
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:06 م]ـ
قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم، و أعلنوا البراءة منهم، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم كما يلي:
فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال: (ما في الأرض قوم أبغض إليّ أن يجيئوني فيخاصموني من القدريّة في القدر، و ما ذاك إلا أنّهم لا يعلمون قدر الله، و أنّ الله عزّ وجل لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسألون).
[رواه الآجري في الشريعة برقم 213].
و عن ابن عمر رضي الله عنه أنّه قال في أهل القدر: (أخبرهم أني بريء منهم، و أنهم مني براء).
[رواه البغوي في شرح السنّة (1/ 227) و روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد في شرح السنّة (2/ 420) و رواه الآجري في الشريعة، ص: 205، و اللالكائي (2/ 588) و غيرهم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/117)
و قال الفضيل بن عياض: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف، و لا يمكن أن يكون صاحب سنّة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (2/ 456) و اللالكائي (1/ 138) و في كلام الفضيل تضمين لحديث (الأرواح جنود مجنّدة ... ) المخرّج في صحيحي البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة) و مسلم (كتاب البر و الصلة، باب الأرواح جنود مجندة) و الحديث رواه أحمد أيضاً و غيره]
و قال رحمه الله أيضاً: (من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمَله، و أخرج نور الإسلام من قلبه).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (440) و اللالكائي (263) و الحلية لأبي نعيم (8/ 103) و البربهاري، ص: 138 و إسناده صحيح]
و كان يقول: (أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعةٍ حصن من حديد. آكل عند اليهودي و النصراني أحب إليّ من صاحب بدعة).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 2/ 638].
و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول: (لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 1/ 131، و ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
و قال عبد الله بن عون: (لم يكن قومٌ أبغض إلى محمّدٍ من قومٍ أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)، يريد محمد بن سيرين.
[الشريعة، للآجري، ص: 219].
و دُعي أيوب السختياني إلى غسل ميّت، فخرج مع القوم حتى إذا كشف عن وجهه عرَفه، فقال: (أقبِلوا قِبَل صاحبكم، فلست أغسله، رأيته يماشي صاحب بدعة).
[رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
قلتُ: إن البراءة من أهل الأهواء و البدع ليست قاصرةً على اعتقادٍ قلبيٍ، أو مقال باللسان، بل هي منهج حياةٍ له، معالمه و دلائله.
و من دلائل البراءة من القوم مخالفتهم، فلا يكون المرء متبرّئاً بحق ما لم يخالف المتبرَّأ منه في نهجه، و مسلكه.
و أعظم المخالفة للمبتدعة التمسك بالسنّة التي نبذوها، و اتخذوها وراءهم ظِهريّاً، قال العلامة البربهاري: (و من عرف ما ترك أصحاب البدع من السنّة، و ما فارقوا فيه فتمسك به، فهو صاحب سنّة، و صاحب جماعة، و حقيق أن يتبع، و أن يُعان، و أن يحفظ، و هو ممّن أوصى به رسول الله صلى الله عليه و سلّم).
[شرح السنّة، للبربهاري، ص: 107].
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:07 م]ـ
و قد كان من مخالفة السلف الصالح للمبتدعة ترك مالا بأس به، خوفاً مما به بأس، و كانوا يتحرّزون عن العمل و إن لم يكن به بأس، خوفاً ممّا به بأس.
[انظر: الأمر بالاتباع، للسيوطي، ص: 25]
قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: (كنّا نضحي عن النساء و أهلينا، فلمّا تباهى الناس بذلك تركناها).
[انظر: الحوادث و البدع للطرطوشي، ص: 25].
فانظر – رحمك الله – كيف تركوا الأضحية عن النساء و الأهلين – و هي سنّة على أقل الأقوال – لمّا أحدث الناس المباهاة بها.
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى: (اقتحم الصحابة ترك السنّة حذراً، أن يضع الناس الأمر على غير وجهه).
[الحوادث و البدع للطرطوشي، ص: 25].
قلت: يا الله .. يا الله .. إني أسألكم بالله عليكم .. هل نحن نفعل مثلما كان الصحابة يفعلون!!
لقد تركنا السنة و إستبدلناها بالبدع!! نعم هذا حالنا اليوم .. هذا حال الأمة و واقعها اليوم!!
كمثال: ترك الإمام - إلا من رحم الله - تسوية الصفوف و هي سنة و إستبدلوها ببدعة و هي الخطوط الموجودة على الأرض .. فبدلنا السنة و أخذنا بدلاً منها بدعة!!!!
و أعطيك على هذا كثير و كثير .. و كلٌ يأتي في حينه ..
قارن بين ما يفعله الصحابة و بين ما نفعله!!
صدقت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)). (صحيح)
و ... يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:08 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/118)
نأتي الآن .. إلى النعرات العرجاء التي تدعو إلى إحترام المبتدعة و توقيرهم بل و قد تدعو إلى مجالستهم و عدم التحذير منهم (لأننا بحاجة إلى الوحدة) .. أقول لهؤلاء إتقوا الله عباد الله ... إن بطش ربك لشديد .. أنتحد على الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .. أم نتحد على حسابهما!! .. و أقول من مكاني هذا:
لا توقير و لا إحترام لصاحب بدعة مالم يدعها
من دلائل البراءة من المبتدعة انتقاصهم و احتقارهم و التعرّض لهم بالإهانة و هتك الأستار، و بيان ما يحذرهم الناس بسببه، و عدم توقيرهم كي لا يغتر بهم العامة فينزلوهم منزلاً ليسوا أهلاً له.
لذلك كان أئمة السلف يحتقرون المبتدعة، و يهينونهم.
و حكى الإمام الصابوني (أنّ أهل السنة اتفقوا على القول بقهر أهل البدع و إذلالهم و إخزائهم و إبعادهم و إقصائهم و التباعد منهم و عن صحبتهم و عن مجادلتهم، و التقرّب إلى الله ببغضهم و مهاجرتهم)
[عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص: 130].
و من علم وجه تحقير المبتدعة و عدم توقيرهم و عظم ما يستلزمه عدّه من الواجبات:
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في تعظيم صاحب البدعة و المشي إليه: (إن المشي إليه و التوقير له تعظيم له لأجل بدعته، و قد علمنا أن الشرع يأمر بزجره و إهانته و إذلاله، بما هو أشد من هذا، كالضرب و القتل، فصار توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام، و إقبالاً على ما يضاده و ينافيه، و الإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به و الإيمان بما ينافيه، و أيضاً فإن توقي صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام:
إحداهما: التفات العامّة و الجهّال إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس، و أن ما هو عليه خيرٌ ممّا هو عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته، دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم.
و الثانية: أنّه إذا وُقّر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كلّ شيء، و على كلٍّ حال، فتحيا البدع، و تموت السنن، و هو هدم الإسلام).
[الاعتصام، للشاطبي: 1/ 114].
و لذلك قال إبراهيم بن ميسرة: (من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام).
[رواه اللالكائي، برقم 273. و نسبه أبو شامة في الباعث، ص: 17، و السيوطي في الأمر بالاتباع، ص: 18 إلى محمد بن أسلم، و الشاطبي في الاعتصام: 1/ 113 إلى هشام بن عروة، و رواه الذهبي في الميزان مرفوعاً عن ابن عبّاس بإسناد فيه بهلول بن عبيد الكندي الكوفي، و هو ضعيفٌ ذاهب الحديث، راجع الميزان: 1/ 355].
و قال سفيان الثوري رحمه الله: (من سمع مبتدعاً لم ينفعه الله بما سمع، و من صافحه فقد نقض الإسلام عروةً عروةً).
[الأمر بالاتباع، للسيوطي، ص: 19].
و من هذا المنطلق قال طاووس لمّّا رأى مَعبد الجهني يطوف بالبيت: (هذا معبد فأهينوه).
[رواه اللالكائي: 1/ 114].
فلا توقير، و لا مصافحة، بل يهان المبتدع، و لو كان في أقدس الأماكن، و لو تحت أستار الكعبة، فما أعظم جريرته!!
و لو تبرّأ أهل السنة من المبتدعة و أعرضوا عن توقيرهم و احترامهم لخنس هؤلاء، و صار حالهم كحال بني إسرائيل إذ (ضربت عليهم الذلّة و المسكنة).
قال الإمام الشاطبي رحمه الله: (كل من ابتدع في دين الله فهو ذليل حقير بسبب بدعته، و إن ظهر لبادئ الأمر في عزّه و جبروته، فهم في أنفسهم أذلاء، ألا ترى أحوال المبتدعة في زمان التابعين، و فيما بعد ذلك؟! حتى تلبسوا بالسلاطين و لاذوا بأهل الأرض، و من لم يقدر على ذلك استخفى ببدعته، و هرب بها عن مخالطة الجمهور)
[الاعتصام، للشاطبي: 1/ 126].
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:09 م]ـ
و لمّا تبرأ الخيار من أهل البدع و دعاتها ضنوا عليهم بالسلام و المجالسة و التوقير، و كلّ حقوق المسلم، بل ذهبوا أبعد من ذلك فتبرأوا من علومهم، حتى لم يكونوا يعلّمونهم أو يتعلّمون منهم خشية تسلل شبهاتهم و أهوائهم إلى من سواهم. و خشية من هذه المفسدة، و درءاً لها أعرض السلف عن علوم المبتدعة، و لم يأتمنوهم على شيء من دين الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/119)
و هذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: (إنّ الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم، و لا يصلى خلفهم، و لا يؤخذ عنهم العلم).
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 28/ 205].
قال يوسف ابن أسباط: (ما أبالي سألتُ صاحب بدعة عن ديني، أو زنيت).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة: 2/ 459].
و عن سلام بن أبي مطيع أن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: (يا أبا بكر! أسألك عن كلمة)؟ قال أيوب – و جعل يشير بإصبعه -: (و لا نصف كلمة، و لا نصف كلمة).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة: 2/ 447، و شرح السنّة، للبغوي: 1/ 227].
و عن أسماء – جدة سعيد بن عامر – قالت: دخل رجلان من أهل الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث؟ قال: (لا).
قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟
قال: (لا، لتقومان عنّي أو لأقومنّ).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة: 2/ 446].
و لمّا كانت شبه القوم و ضلالاتهم و أقوالهم الفاسدة مبثوثة في كتبهم حتى تكاد تغص بها، و تفيض من بطونها، تبرّأ سلفنا من كتب أهل البدع، فذمّوها و نفّروا منها.
قال ابن قدامة: (كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع، و النظر في كتبهم).
[الآداب الشرعيّة، لابن مفلح: 11/ 232].
و قال العلاّمة ابن القيّم: (لا ضمان في تحريق الكتب المضلّة و إتلافها. قال محمد بن نصر المروزي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة أترى أن أخرقه أو أحرقه؟
قال: نعم! فأحرقه، و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلّم بيد عمر كتاباً اكتتبه من التوراة، و أعجبه موافقته للقرآن، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و سلّم، حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه ... و كلّ الكتب المتضمنة لمخالفة السنّة غير مأذون فيها، بل مأذون في محقها و إتلافها، و ما على الأمّة أضرّ منها، و قد حرّق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان لِما خافوا على الأمّة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف و التفرّق بين الأمّة؟!).
[الطرق الحكميّة في السياسة الشرعيّة، لابن قيّم الجوزيّة، ص: 275].
فانظر – رحمك الله – كيف أنّ البراءة من البدعة و المبتدعة استلزمت التبرؤ حتى من علومهم و كتبهم، لما بث فيها من السموم و الضلال.
و قلت: حدثنا حسن بن الربيع. حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد. وحدثنا فضيل عن هشام. قال وحدثنا مخلد بن حسين، عن هشام، عن محمد بن سيرين؛ قال: إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم.
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:10 م]ـ
وجوب العدل و الإنصاف في الحكم على المبتدعة
أمرنا الله تعالى بلزوم العدل مع الخصوم و المخالفين، فقال: (يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) [المائدة: 8].
و إذا كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة و بغضهم و مباينتهم، فلا بد أن يكون ذلك بحسب البدعة المتَلبَّس بها، مع موالاتهم و محبتهم لما فيهم من الخير و البر من جهات أخرى، هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة، و غير منافيةٍ لأصول أهل السنّة و الجماعة المتفق عليها، فيكون (الحب و البغض بحسب ما فيهم من خصال الخير و الشر، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب الولاية و سبب العداوة، و الحب و البغض، فيكون محبوباً من وجه، و مبغوضاً من وجه، و الحكم للغالب).
[شرح العقيدة الطحاويّة، لابن أبي العز الحنفي، ص: 434].
و هذا مقتضى العدل، و قد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في قوله: (إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر، و فجور و طاعة و معصية، سنة و بدعة، استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير، و استحق من المعاداة بقدر ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة، فيجتمع له من هذا و من هذا، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته، و يُعطى من بيت المال ما يكفي حاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة و الجماعة).
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 28/ 209]
و أختم هذه الرسالة بما أدين الله تعالى به:
(إنّ أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته، و فيهم الفاسق بتلبسه بها، و فيهم الداعية إليها، و غير الداعية، و فيهم المعذور بجهله أو اجتهاده، و غير المعذور ... شأنهم في ذلك شأن أهل الإيمان عند من قال إنّه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان)
[و هو مذهب جمهور أهل السنة خلافاً للحنفيّة. انظر: شرح الطحاويّة، ص: 335 و ما بعدها]
فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان منزلته، و يُحلَّ محلَّه، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً و براءً، و هذا هو الميزان السليم، و الصراط القويم، و القسطاس المستقيم، و بالله التوفيق.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/120)
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
جزاني و إياك أخي في الله المقدادي
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 12 - 05, 11:56 ص]ـ
واصل أخي العزيز
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[26 - 12 - 05, 12:36 م]ـ
واصل أخي العزيز
جزاك الله خيراً أخي أبو مهند النجدي
والله المستعان،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[26 - 12 - 05, 02:39 م]ـ
المرحلة الثانية
وبعد انتهاء المرحلة الأولى من هذا الموضوع الهام قمنا بتخيير بعض الأخوة في الله بماذا نبدأ بعد ذلك أنبدأ بهتك أستار المبتدعة وتبيين عورات الفرق الضالة وغيرهم أم نبدأ بالبدع المحدثة التي يقوم بها الكثير إما عن عمد أو جهل، واختاروا التحدث عن البدع المحدثة. وقد تكلمنا فيها عن هذه الموضوعات:
(3) بدع الآذان ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8324)
(4) بدع النيّة ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8325)
(5) بدع الصلاة ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8326)
(6) بدع دعاء القنوت ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8328)
(7) بدع الجمعة ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8329)
(8) بدع العيدين ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8330)
(9) بدع الجنائز ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8331)
(10) البدع الموسمية ( http://www.noor-alislam.com/ib/index.php?showtopic=8398)
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[26 - 12 - 05, 02:41 م]ـ
المرحلة الثالثة بإذن الله قريباً جداً،، والله المستعان،،
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[29 - 12 - 05, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً - أخانا مشرف منتدى نور الإسلام - على هذا الموضوع، فإنه من المهم جدأً - كما هو معلوم - رد أباطيل المبتدعة والضُّلَّال، ولكن أريد أن أسأل سؤالاً:
هل ستذكر الكلام على المبتدعة من جهة العقيدة، كالقدرية، والجهمية، والمرجئة، والمعتزلة، وغيرهم الكثير من أهل البدع، أم لا؟
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[29 - 12 - 05, 10:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي في الله رمضان أبو مالك،،
جزاني وإياك أخي في الله ..
الله المستعان نسأل الله ذلك، ولكن قبل الهدم علينا بإذن الله البناء، فقبل الرد على من تلبس بالبدع ودعا إليها، سنقوم والله المستعان ببيان حال أهل السنة والجماعة والله المستعان وقت ما يتم التحضير للموضوع، نسأل الله العون اللهم آمين.
بارك الله فيك يا أخي على المرور.
ـ[العارض]ــــــــ[29 - 12 - 05, 09:14 م]ـ
........
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[29 - 12 - 05, 09:20 م]ـ
........
هل هناك شيء ما أخي في الله العارض؟!!
بارك الله فيك.
ـ[العارض]ــــــــ[29 - 12 - 05, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
أخي بارك الله فيك تسجيل مشاركة فقط حتى يسهل الرجوع إلى المواضيع المهمة ...
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[29 - 12 - 05, 11:12 م]ـ
السلام عليكم
أخي بارك الله فيك تسجيل مشاركة فقط حتى يسهل الرجوع إلى المواضيع المهمة ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله يا أخي،،
ـ[قاسم القاهري]ــــــــ[30 - 12 - 05, 10:19 م]ـ
و كيف يدعى صاحب البدعة الى الحق ان تعين هجرانه؟
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[30 - 12 - 05, 10:27 م]ـ
و كيف يدعى صاحب البدعة الى الحق ان تعين هجرانه؟
السؤال:
متى تشرع مقاطعة المبتدع؟ ومتى يشرع البغض في الله؟ وهل تشرع المقاطعة في هذا العصر؟.
الجواب:
الحمد لله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فينبغي على المؤمن أن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان والشرع والتجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق، وأقل أحواله أن يكون سنة، وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة أما إن كان عدم الهجر أصلح لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين، وإرشادهم إلى السنة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم يؤثر فيهم ويزيدهم هدى فلا يعجل في الهجر، ولكن يبغضهم في الله كما يبغض الكفار والعصاة، لكن يكون بغضه للكفار أشد؛ مع دعوتهم إلى الله سبحانه والحرص على هدايتهم عملا بجميع الأدلة الشرعية؛ ويبغض المبتدع على قدر بدعته إن كانت غير مكفرة، ويبغض العاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه وإيمانه، وبذلك يُعلم أن الهجر فيه تفصيل.
والخلاصة: أن الأرجح والأولى النظر إلى المصلحة الشرعية في ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هجر قوما وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر؛ هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية دعت إلى ذلك.
فالمؤمن ينظر في الأصلح وهذا لا ينافي بغض الكافر والمبتدع والعاصي في الله سبحانه ومحبة المسلم في الله عز وجل، وعليه أن يراعي المصلحة العامة في ذلك، فإن اقتضت الهجر هجر، وإن اقتضت المصلحة الشرعية الاستمرار في دعوتهم إلى الله عز وجل وعدم هجرهم فعل ذلك مراعاةً لهديه صلى الله عليه وسلم. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (9/ 423). ( www.islam-qa.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/121)
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[30 - 12 - 05, 10:28 م]ـ
الإستهزاء بالمبتدعة
السؤال:
اعلم أن السخرية من السنة أو أي جزء من الإسلام يجعل المرء كافراً لكن ماذا لو سخر الإنسان من اعتقادات المبتدعة؟ مثلاً يسخر شخص من المرجئة قائلاً في وقت الصلاة تذكر أنه لا حاجة لك إلى الصلاة إنما هو قلبك " ولكنه يصلي فاهماً أنها نكتة توضح السخرية من المرجئة أعلم أن هذا اثم ولكن هل هذا كفر أكبر لأن النكتة تخص جزءاً من الإسلام رغم أنها موجهة نحو المبتدعة.
الجواب:
الحمد لله
الاستهزاء بأهل الكفر ـ في كفرهم ـ أو أهل البدع ـ في بدعهم - مباح لأنهم لا حرمة لهم في حال معاصيهم وفسقهم الذي استحلوا به حرمة الله وحرمة الدين.
على ألا يُخرج المزاح صاحبَه عن طور الرزانة والحق وألا يتخذها عادة وديدناً وألا يغلب هزله على جده، وهذا الذي نحذر منه أصبح ديدن كثير من الناس.
وإذا كانت سخرية فلتكن من القول المخالف للسنَّة لا من المخالِف نفسه في هيئته ولباسه ومشيته وما شابه ذلك.
أما هل هي معصية؟
الصحيح: أنها ليست كذلك بل هذا مما يجوز التندر به أو بمثله، فكونها ليست كفراً مخرجاً من الملة من باب أولى؛ لأنهم بتركهم الحق واتباعهم الباطل قد سخروا من حرمة الله تعالى.
وقد روى اللالكائي بأسانيده بعض الآثار عن بعض السلف في مثل هذا:
- عن الأعمش عن إبراهيم قال: ليس لصاحب البدعة غيبة.
- عن الحسن البصري قال: ثلاثة ليست لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته.
- عن هشام عن الحسن قال: ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة.
- عن الحسن قال: ليس لأهل البدع غيبة.
- عن كثير أبي سهل قال: يقال أهل الأهواء لا حرمة لهم.
" اعتقاد أهل السنة " (1/ 140).
وهذا المثال الذي ذكره السائل وهو قوله عند القيام إلى الصلاة: (تذكر أنه لا حاجة لك إلى الصلاة إنما هو قلبك) هذا القول ليس كفراً لأن قائله لم يقصد الاستهزاء بالصلاة، وإنما قصد الاستهزاء من هذا القول المخالف للشرع، وبيان بطلانه.
والحاصل أن السخرية من أقول أهل البدع ليست حراماً ولا كفراً.
على أننا لا نحبِّذ أن يكون الإنكار على طوائف المبتدعة بالسخرية، بل يناقشون بالتي هي أحسن، وليكن همك أثناء النقاش هدايتهم إلى الطريق المستقيم وقد قال الله تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) طه / 44
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[الحميداني المطيري]ــــــــ[31 - 12 - 05, 10:31 م]ـ
بعد عمري مشرف منتدى نور الاسلام احبك فيالله
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[31 - 12 - 05, 10:44 م]ـ
بعد عمري مشرف منتدى نور الاسلام احبك فيالله
أحبك الله الذي أحببتني فيه أخي في الله الحميداني المطيري(55/122)
دفع الدية من التأمين؟ المجيب الشيخ محمد الحسن الدَّدَوْ.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 04:15 م]ـ
دفع الدية من التأمين
المجيب محمد الحسن الدَّدَوْ
الداعية الإسلامي المعروف
التصنيف المعاملات/التعويضات المالية
التاريخ 28/ 10/1426هـ
السؤال
في حالة الدهس بالسيارة؟ هل يجزئ ما تقوم به شركات التأمين من دفع الدية (التعويض) وفي صيام الشهرين: هل يبدأ الصيام من بداية الشهر القمري، أم من أي يوم ولمدة 60 يوماً؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول الله تعالى: "ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا" [النساء:92]. فيجب على من قتل مسلماً خطأ أن يكفر بعتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فبصيام شهرين متتابعين، إذا ابتدأ من أول يوم في الشهر القمري أكمل شهرين، ولم يلزمه قضاء ما فيهما من النقص، وإلا لزمه إكمال ستين يوماً.
وَالدية على عاقلته إن كان له عاقلة، أو على أهل ديوانه إن لم يكن له عاقلة، ولا يجزئ عن الدية ما تدفعه شركة التأمين؛ لأن عقد التأمين من عقود الغرر، وقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر، وأيضاً هو من تكليف غير المكلف، وقد قال الله –تعالى- في قصة يوسف -عليه السلام- "معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون" [يوسف:79]. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=89404(55/123)
أفيدوني حول دفع المال في زكاة الفطر
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:46 م]ـ
مما أعلمه عن مشايخنا الأفاضل" الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين"رحمهم الله أنه لاتجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً ومن أخرجها نقوداً فلا تجزئة.
وقد ألقى إمام مسجدنا درساً يبين فيه جواز إخراج زكاة الفطر نقوداً وأن ذلك هوالأفضل لها،فكان مما قاله:
1. قد أخطأ من قال أن الحنفية فقط هم من انفردوا بإخراج زكاة الفطر نقوداً وللأمانة العلمية فلابد من أن نقول: أن للإمام أحمد قولان أحدهما يجزئ والآخر لايجزئ والراجح من مذهبه أنها لاتجزئ، وكذلك للإمام مالك قولان والراجح في مذهبه أنها تجزئ،والشافعية قولاً واحداً على أنها لا تجزئ، والأحناف عكسهم. إذا فقول ونصف على أنها تجزئ وقول ونصف على أنها لاتجزئ.
2. قال ابن حجر في الفتح: وعلى غير عادة البخاري في مخالفته للأحناف أن اتفق معهم في إخراج صدقة الفطر نقوداً وفي جواز إخراج العوض في الزكاة وبوب البخاري باباً سماه "باب العوض".
** ومن الأحاديث التي استدل بها هذا الشيخ على قوله:
# حديث معاذ بن جبل حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليأخذ منهم زكاة الحبوب والثمار (الزروع) فقال لهم: ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
إن جاز تغير النوع في زكاة المال (الأعلى) جاز للأدنى وهي زكاة الفطر.
ومعاذ بن جبل قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:أعلمهم بالحلال والحرام معاذ.
# حديث جابر حين بعثه على الصدقة فأراد أن يأخذ من رجل بنت مخاض فقال له الرجل بنت مخاض صغيرة خذ مكانها بنت لبون فقال له جابر:لا، فحتكما إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي لجابر: خذها منه إن رضي بها نفسه. أوكما قال صلى الله عليه وسلم-فدل على جواز تغير النوع-.
# ذكر ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي إسحاق السبيعي –وهو أصدق أهل زمانه- أنه قال: أدركتهم –أي الصحابة-وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام.
# ذكر ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى ولاته في الأمصار أن صدقة الفطر نصف صاع على كل إنسان أو القيمة نصف درهم.
وكان في عصر عمر بن عبد العزيز ثلاثة آلاف صحابي ولم ينكر عليه أحد،وسكوت الصحابة إقرار منهم على ذلك.
# وروي عن الحسن قوله: لابأس أن تعطى الدراهم في صدقة الفطر.
#كتب أبو بكر الصديق لأبي سعيد الخدري:أن من كانت زكاته بنت مخاض ولم يكن عنده إلا بنت لبون خذها منه وأعطه الفرق "عشرين درهماً وشاة". وفي هذا جواز إعطاء القيمة.
وهناك باب كامل في مصنف ابن أبي شيبة في "جواز إخراج زكاة الفطر دراهم" فمن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إليه.
3. ورد عن عثمان وعلي ومعاوية والحسن وابن عباس أنهم أجازوا إخراج نصف مد من قمح الشام بدلاً من مد القمح المدني. "وهؤلاء قد غيروا نص الحديث"
4. قال محمد بن الحسن الشيباني رداًعلى الشافعية: إن التزمنا بالنص كما تريدون فلا يجوز أن تخرج الزكاة غير هذه الأصناف الخمسة سواء أرز أو من قوت أهل البلد، ولابد أن تكون بالصاع النبوي ونحن قوم ليس عندهم صاع نبوي فماذا نفعل؟ فرد الشافعية: اشتروه من عندنا، فرد الشيباني: وإن كان بيننا وبينكم حرب ماذا نفعل؟ فسكت الشافعية ولم يجيبوا.
"وإذا فتحنا باب القياس والاجتهاد باخراجها من غالب قوت أهل البلد فلابد أن نسمح للأحناف القياس وهو إخراجها نقوداً".
5. أجمع أهل العلم على أن المراد "بالطعام" المذكور بالحديث هو"القمح".
6. أورد الإمام مالك بسند صحيح:"أغنوهم عن السؤال في ذلك اليوم" والفقراء يحتاجون في هذا اليوم للمال ولايطلبون الطعام.
7. من قال باخراجها نقوداً: أبو حنيفة والبخاري والراجح من مذهب مالك والثوري والحسن البصري وغيرهم.
فأرجو الرد وتوضيح الحق والصواب.
وجزاكم الله خيراً
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 07:25 م]ـ
قول شيخ الإسلام وهو أن الأصل منع إخراجها نقود ولكن يباح لحاجة الفقير هو الأرجح و سأحاول الإكمال فيما بعد لأني منشغل جدا الآن
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 03:32 م]ـ
نحن فى إنتظارك أيها الليث
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[05 - 12 - 05, 03:01 م]ـ
أما عن عدم انفراد أبو حنيفة بالقول بإخراجها نقدا فهذا صحيح
أما حديث معاذ فضعيف لأن طاووسا لم يلق معاذا رضي الله عنه
و ما ورد عن معاوية رضي الله عنه فهو اجتهاد خالفه فيه غيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين
و اما القول بأنا إذا فتحنا باب القياس والاجتهاد باخراجها من غالب قوت أهل البلد فلابد أن نسمح للأحناف القياس وهو إخراجها نقوداً".
فالرد بقول ابن عباس رضي الله عنه ((فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم و طعمة للمساكين)) فقوله طعمة يدل على أن العلة أنها طعام
أما الإستدلال ب
# حديث جابر حين بعثه على الصدقة فأراد أن يأخذ من رجل بنت مخاض فقال له الرجل بنت مخاض صغيرة خذ مكانها بنت لبون فقال له جابر:لا، فحتكما إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي لجابر: خذها منه إن رضي بها نفسه. أوكما قال صلى الله عليه وسلم-فدل على جواز تغير النوع-.
فهذا لم يغير جنس الزكاة و لكن تزكى بما هو اعلى من نفس جنسها كمن يتزكى في الفطر بصاع و نصف من البر بدلا من الصاع
و يرجح قول ابن تيمية السابق ذكره ((وهو أن الأصل منع إخراجها نقود ولكن يباح لحاجة الفقير)) قول الله عز و جل ((و الذين في اموالهم حق معلوم للسائل و المحروم)) فجعل الزكاة حقا للفقير فله ان يقتنيها بالشكل الذي يسد حاجته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/124)
ـ[فهد السند]ــــــــ[18 - 09 - 08, 10:23 م]ـ
من اشهر العلماء المعاصرين يفتي بجواز اخراجها نقداً؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 12:40 ص]ـ
الشيخ العالِم الفقيه/ عبدالله الركبان ممن يرى جواز إخراجها نقداً،
وغيره كثير من خارج هذه البلاد.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 12:51 ص]ـ
إخراج زكاة الفطر نقدا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83606
بحث عن حكم إخراج القيمة في زكاة الفطر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=897580
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:18 ص]ـ
الحمد لله
اللهم لك الحمد على نعمتك، ولك الشكر أن أرسلتَ إلينا رسولاً كريما، صادقًا أمينا.
أمرنا ونهانا.
فليس هناك من أمرٍ أفضل من أمره، فقد جعلتَ له السمع والطاعة، ولم تجعلها لأحدٍ من خلقك في هذه الأمة.
الضلال كل الضلال، في قال فلان وقال فلان، وأفتى فلان واختلف فلان.
والهداية والنور والفلاح في رد الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وحده دون خلق الله جميعًا.
وقد حدثنا، وعلمنا، وأرشدنا،إلى زكاة الفطر:
- عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ. صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ , ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى. مِنَ الْمُسْلِمِينَ.".
وفي رواية: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ. صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
- عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ:
"كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا , أَوْ مُعْتَمِرًا. فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أُرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ , كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا , مَا عِشْتُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
- عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ , أَنْ تُؤَدَّى , قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
هذا ما صح من حديثه.
تغير الزمان أو تبدل، اختلف الناس أو اتفقوا، قوله هو الفصل.
الأفضل للغني والفقير، هو ما أمر به محمد صلى الله عليه وسلم.
حتى لو أمر بصدقة الفطر حفنة من تراب، هي والله أغلى وأفضل من كنوز الدنيا، للغني والفقير.
وستأتي ساعة تُبلى فيها السرائر؛
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}.
اللهم اشهد.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 07:00 ص]ـ
الحمد لله
اللهم لك الحمد على نعمتك، ولك الشكر أن أرسلتَ إلينا رسولاً كريما، صادقًا أمينا.
أمرنا ونهانا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/125)
فليس هناك من أمرٍ أفضل من أمره، فقد جعلتَ له السمع والطاعة، ولم تجعلها لأحدٍ من خلقك في هذه الأمة.
الضلال كل الضلال، في قال فلان وقال فلان، وأفتى فلان واختلف فلان.
والهداية والنور والفلاح في رد الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وحده دون خلق الله جميعًا.
وقد حدثنا، وعلمنا، وأرشدنا،إلى زكاة الفطر:
- عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ. صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ , ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى. مِنَ الْمُسْلِمِينَ.".
وفي رواية: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ. صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
- عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ:
"كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ , أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا , أَوْ مُعْتَمِرًا. فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أُرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ , كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا , مَا عِشْتُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
- عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ , أَنْ تُؤَدَّى , قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
هذا ما صح من حديثه.
تغير الزمان أو تبدل، اختلف الناس أو اتفقوا، قوله هو الفصل.
الأفضل للغني والفقير، هو ما أمر به محمد صلى الله عليه وسلم.
حتى لو أمر بصدقة الفطر حفنة من تراب، هي والله أغلى وأفضل من كنوز الدنيا، للغني والفقير.
وستأتي ساعة تُبلى فيها السرائر؛
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}.
اللهم اشهد.
أحسنت قيلاً، وأخطأت تنزيل هذا الكلام على مسألتنا، وبئس ما ختمت به المشاركة.
ومن قال على الله بلا علم، وضيق فيما لم يضيقه الشرع دون برهان صريح، فقد أتى منكراً.
الخروج من الخلاف، واتباع السنة، لا شك أنه أحوط وأبرأ للذمة .. ولكن: أنى لك أن هذا لا يجزئه؟! وأنى لك أن من اجتهد -وهو أهل للاجتهاد- فقال بهذا سيكون على الحال التي ذكرت؟!
اتقوا الله واعدلوا.
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:00 ص]ـ
# ذكر ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي إسحاق السبيعي –وهو أصدق أهل زمانه- أنه قال: أدركتهم –أي الصحابة-وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام.
السلام عليكم
هل هذا الأثر حقا صحيح؟
وماذا يستفاد منه إن صح؟
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[19 - 09 - 08, 07:51 م]ـ
# ذكر ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي إسحاق السبيعي –وهو أصدق أهل زمانه- أنه قال: أدركتهم –أي الصحابة-وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام.
الأخ ميسرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/126)