ما هو رأي الأخوة في قول أبي حاتم في الرجل إنه شيخ؟
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 11:06 م]ـ
من خلال البحث وقفت على كلام لابن القطان الفاسي: يوضح المراد بقول لأبي حاتم عن الراوي بأنه شيخ بأن هذا ليس بتجريح منه للراوي.
قال ابن القطان عن عبد الحميد بن محمود المِعْوَلي: ولم أر أحداً ممن صنف الضعفاء ذكره فيهم، ونهايةُ ما يوجد فيه مما يُوهِم ضعفاً؛ قول أبي حاتم الرازي، وقد سئل عنه: هو شيخ، وهذا ليس بتضعيف، وإنما هو إخبار بأنه ليس من أعلام أهل العلم، وإنما هو شيخ وقعت له روايات أخذت عنه، وقد ذكره أبو عبد الرحمن النسائي فقال: هو ثقة على شحه بهذه اللفظة (1).
==============
1ـ " الوهم والإيهام " (5/ 339)، وانظر " تهذيب التهذيب " (6/ 111).
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 05 - 05, 11:58 م]ـ
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=23865
ففيه نقل آخر عن ابن القطان في ذات كتابه بنفس معنى ما نقلتم - رعاكم الله -.
وفيه نقاش مشايخ الملتقى حول هذا الموضوع.(45/261)
هل كان متساهل في التصحيح .. ؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 11:38 م]ـ
هل كان الشيخ الألباني رحمه الله متساهل في تصحيح الأحاديث(45/262)
هل من معين على التوفيق بين هذين الحديين؟؟
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 01:13 ص]ـ
في الصحيح حديثان عن الشفاعة يوم القيامة, واحد من حديث أنس أن الناس إذا حشروا يوم القيامة يقول ((((المؤمنون))))): لو استشفعنا إلى ربنا.
" يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شئ، لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال: فيقول: لست هناكم، قال: ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله من الشجرة وقد نهي عنها، ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: إني لست هناكم، ويذكر ثلاث كلمات كذبهن، ولكن ائتوا موسى: عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا، قال: فيأتون موسى فيقول: إني لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: قتله النفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وروح الله وكلمته، قال: فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، عبدا غفر الله ... "
والحديث الآخر من حديث ابي هريرة, فيقول (((((بعض الناس)))): لو استشفعنا إلى ربنا.
السؤال: من ناحية الضبط, هل نقدم حفظ أبي هريرة على حفظ أنس؟ , أي هل هم "المؤمنون" أم "بعض الناس"؟.
ثانيا: هل كل قول "المؤمنون" في صفات النبيين حجة في العلم علينا, وهم كما نرى "مستشفعون" مضطربون؟.
وكيف لم يعرف "المؤمنون" أن أولى النبيين بالشفاعة نبينا الخاتم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟؟
أفيدونا أفادكم الرحمن
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:45 ص]ـ
أين الإخوة المشايخ؟؟
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:11 م]ـ
سؤال أخينا صلاح الدين فيه مسألة, ونود لو شارك فيه العلماء.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:11 ص]ـ
بعض الناس لا تتعارض مع المؤمنين فالمؤمنون من الناس
وأما عن مرورهم على الأنبياء فيحتمل أن سبب مرورهم عليهم قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أقرب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم
فيود الناس أن يفرج عنهم بأسرع وقت ممكن(45/263)
حكم عمرة المكي
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 01:22 ص]ـ
و السوال الذي ارغب في طرحة ماصحة اثر بن عباس في نهيه لأهل مكة عن العمرة وهل يفهم من قوله (لا يضركم يا أهل مكة ألا تعتمروا فإن أبيتهم فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن واد)
و (يا أهل مكة إنما عمرتكم الطواف بالبيت فإن كنتم لا بد فاعلين فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن واد) أن ابن عباس لايقصد النهي عن العمر بمعنىالتحريم انما كان لذلك اجتهادا منه في ان الافضل لهم الطواف بالبيت.
ارجو من الاخوة الافاضل المشاركة في هذة المسأله ببحث مفصل لحاجتي الماسه له.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:42 ص]ـ
اخوتي المشائخ الفضلاء ارجو الرد على موضوعي بماطلبت لأني في حاجه لهذا البحث قبل يوم الجمعه
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:36 م]ـ
الأخوة الفضلاء الوقت يداهمني فأرجوا ممن لديه اجابه على الموضوع سرعه افادتي واكون شاكرا وداعيا له
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 05 - 05, 01:36 ص]ـ
الأخ الفاضل حفظه الله
الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه ثابت وله أسانيد متعددة منها ما أخرجه أبو بكر بن ابي شيبة في المصنف نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن كيسان قال سمعت ابن عباس يقول لا يضركم يا أهل مكة أن لا تعتمروا فإن أبيتم فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن الوادي.
والأدلة التي يستدل بها من يقول بوجوب العمرة أو استحبابها لا تفرق بين المكي وغيره، وقول ابن عباس رضي الله عنه خالفه فيه غيره من الصحابة كابن الزبير رضي الله عنه، حيث أنه ثبت عنه خروجه إلى التنعيم للعمرة كما في موطأ مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه رأى عبد الله بن الزبير أحرم بعمرة من التنعيم قال ثم رأيته يسعى حول البيت الأشواط الثلاثة
والأمر كما ذكرت حفظك الله أن ابن عباس رضي الله عنه يرى سقوط وجوب العمرة عن المكي مع عدم نهيه عن أخذ المكي للعمرة
وفي هذا الرابط فوائد حول الموضوع كذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=52783
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبدالرحمن ورفع درجتك في العليين وارديد لو تفضلت بذكر من صححه من العلماء المتقدمين والمتاخرين حتى يتسنى لي نسب التصحيح اليهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:16 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم
وقد جزم الإمام أحمد بنسبة لابن عباس كما في الرابط السابق
وفي شرح العمدة للإمام ابن تيمية رحمه الله عن الإمام أحمد
وقال في رواية الميموني ليس على أهل مكة عمرة وإنما العمرة لغيرهم قال الله تعالى (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) إلا أن ابن عباس قال يا أهل مكة من أراد منكم العمرة فليجعل بينه وبينها بطن محسر
قال ابن قدامة في المغني (3/ 159) ت. عبد السلام محمد على شاهين:
"وليس على أهل مكة عمرة. نص عليه أحمد. وقال: كان ابن عباس يرى العمرة واجبة، ويقول: يا أهل مكة: ليس عليكم عمرة، إنما عمرتكم طوافكم بالبيت.
وظاهر الإسناد السابق الذي في المصنف الصحة ورجاله ثقات.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:21 م]ـ
شيخنا (أبا عمر) ..
حيا الله عودتكم بعد هذا الانقطاع ..
خشينا عليكم!!
وهنا سؤال ..
حول جزم الإمام أحمد بنسبته إلى ابن عباس، فهل نقول إن هذا قرينة يستأنس بها، أو أنه يمكننا به نسبة التصحيح إلى الإمام أحمد؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
والأمر كما تفضلت حفظك الله من الاستئناس بذلك مع عدم وجود غيره، لأن الأخ الفاضل حفظه الله طلب حكم أحد الأئمة المتقدمين على الأثر،و كون هذا الأثر إسناده صحيح وهو مروي عن ابن عباس من عدة طرق وقد احتج به أحمد كذلك فهذا مما يفيد السائل بإذن الله تعالى في احتجاجه بهذا الأثر.(45/264)
أرجو المشاركة في هذه الفائدة والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 01:45 ص]ـ
هذه فائدة نفيسة ربما صحت بها احاديث كانت في عداد الا حاديث الضعيفة
فما مدى صحة العبارة من الاعتماد؟؟؟؟
المستدرك على الصحيحين ج4/ص278
((والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين))
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:17 ص]ـ
السلام عليكم
ليس معناها تصحيح الأحاديث التي يرويها الليث عن اي واحد اخي الكريم
ولكن معناها ان صح ذلك انه لا يروي الا عن مشاهير الرواه او رواه معروفون وليس كل مشاهير الرواه احاديثهم صحيحة بل منهم من عرف بالضعف والتخليط والمقصود بالمشهور اي معلوم بروايته للحديث الكثير ولا يجهل مثله
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[04 - 05 - 05, 04:36 ص]ـ
الأخ الكريم السيف
الرجاء التثبت في الإجابة قبل طرحها وسؤال أهل العلم أو ذكر المراجع
وللفائدة تنظر هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3940&highlight=%ED%D1%E6%ED+%CB%DE%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27343&highlight=%ED%D1%E6%ED+%CB%DE%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8299&highlight=%ED%D1%E6%ED+%CB%DE%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7332&highlight=%ED%D1%E6%ED+%CB%DE%C9
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:46 ص]ـ
اخي سيف اشكرك على هذه المشاركة,,,ولكن كما قالت ادارة الملتقى فان العلم النافع
ما كان منقولا عن العلماء,,,, ثم لا مانع بعد ذلك من ابداء الراي واعمال العقل في فهم
ما هو مطروح فان لم نجد حاولنا ان نفهم هذه العبارة من كلام الحاكم نفسه
هل خالفها ام اعملها في كل حديث ,,وان وجدناه خالفها ننظر,,,, ايهما اولا؟؟
فلربما استفاد الحاكم هذه الفائدة بعد ان ضعف احاديث برواية الليث عن مجاهيل
لان العلم واكتساب الفوائد ياتي شيئا فشيئا .. فلا تنتقض هذه القاعدة ,,الا ان يقال
فلماذا لم يجع لها الحاكم ويصححها وربما لا يلزم هذا لامور كثيرة ,,,
واظن والله اعلم اذا وصلنا الى هذا التخريج الاخير كانت الحجة اضعف
##ادارة الملتقى##
جزاكم الله خيرا ولكن لم اجد في الروابط ما يخص هذه المسالة
فلعل الله ان يفتح بابا يروى به الغليل
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 07:40 ص]ـ
لسان الميزان ج3/ص108
ولما اخرج الحاكم في المستدرك هذا الحديث قال صحيح والليث بن سعد لا يروى عن المجهولين))
ولم يتعقبه
,,,وتعقبه في تلخيصه فقال ((وسليمان غير معتمد))
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الكرام في ادارة الملتقى شكر الله لكم غيرتكم علي واحد من اشرف العلوم الا وهو علم الحديث
واقدر مدى حرصكم علي ضبط المادة في هذا المنتدى الكريم وجزائكم عند الله خيرا كثيرا ان شاء الله
ولكني ما تسرعت عندما قلت ما قلت او تبعت هوى نفسي فما فهمته من سؤال اخينا عبد الرحمن رددت عليه
فعندما ذكر ان هذه الفائدة قد تصحح احاديث حكم عليها بالضعف.رأيت لزاما انه ظن ان جهالة الراوي ان انتفت حل محلها التصحيح فذكرت له انه ليس لازم فكم من مشهور كالشمس وهو واهي او مخلط او ضعيف
ولما كان في نفسي عدم يقين مما قاله الحاكم رحمه الله او لخوفي من وجود رأي آخر لأمام آخر قلت ان صح ما قاله الحاكم.فلم اجزم
ما فهمته من السؤال اجبت عليه وما انا بمدعي علم ولعل ما وضعتموه هنا يبين انكم فهمتم السؤال بشكل آخر. فقد وضعتم روابط تعني بمن يحدث عن الثقات وهو ليس ما يتكلم عنه أخينا عبد الرحمن ولكنه يتكلم عمن لا يروي عن مجاهيل وليس عمن لا يروي الا عن ثقات
وعلى كل فان اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والصواب كله من عند الله
وان تعقبتم فعلم لكم به علينا يدا يوم القيامة رحمكم الله
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الكرام في ادارة الملتقى شكر الله لكم غيرتكم علي واحد من اشرف العلوم الا وهو علم الحديث
واقدر مدى حرصكم علي ضبط المادة في هذا المنتدى الكريم وجزائكم عند الله خيرا كثيرا ان شاء الله
ولكني ما تسرعت عندما قلت ما قلت او تبعت هوى نفسي فما فهمته من سؤال اخينا عبد الرحمن رددت عليه
فعندما ذكر ان هذه الفائدة قد تصحح احاديث حكم عليها بالضعف.رأيت لزاما انه ظن ان جهالة الراوي ان انتفت حل محلها التصحيح فذكرت له انه ليس لازم فكم من مشهور كالشمس وهو واهي او مخلط او ضعيف
ولما كان في نفسي عدم يقين مما قاله الحاكم رحمه الله او لخوفي من وجود رأي آخر لأمام آخر قلت ان صح ما قاله الحاكم.فلم اجزم
ما فهمته من السؤال اجبت عليه وما انا بمدعي علم ولعل ما وضعتموه هنا يبين انكم فهمتم السؤال بشكل آخر. فقد وضعتم روابط تعني بمن يحدث عن الثقات وهو ليس ما يتكلم عنه أخينا عبد الرحمن ولكنه يتكلم عمن لا يروي عن مجاهيل وليس عمن لا يروي الا عن ثقات
وعلى كل فان اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والصواب كله من عند الله
وان تعقبتم فعلم لكم به علينا يدا يوم القيامة رحمكم الله
نعم اخي بارك الله فيك ,,,وهذا يدل على سعة الفهم عندك
ولكن اخي: الحاكم لم يرد ما ترمي إليه ولذلك صحح الحديث
ونحن نريد فهم مراد الحاكم لا فهم اخر ولو كان عالما ,,لان المقصد
هو تحرير مراد الحاكم ,,,والظاهر ان الحاكم عنى بها التعديل والتوثيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/265)
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
أخي الحبيب عبد الرحمن السلام عليكم
لم التفت عذرا لما ذكرته من تصحيح الحاكم للرواية عقب قوله هذا ولعلك تلحظ انك لم تذكرها في اول المداخلة
وانما ظننت انه هذه فائدة ذكرها الحاكم عرضا غير مرتبطة بحديث بعينه
اما وقد صحح الحديث بهذه الفائدة فهذا شأن آخر أظنك صحيح فيما رميت اليه بان مراده الثوثيق
وعلى هذا فهل يدخل ضمن آخرين لم يروا الا عن ثقات ام ان كلام الحاكم معارض وقد روى الليث عن الثقة وغير الثقة؟ فهذايفصله شيوخنا ان شاء الله(45/266)
ماهو الفرق بين التدليس والمرسل
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 02:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أريد الفرق بين التعريفين ثم هل يصح ان يقال عن المرسل مدلس
ـ[أحمد المصري الشافعي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فإن الذي يدلس تدليس الإسناد يحدث عن شيخه ((الذي سمع منه)) ما لم يسمع منه .. بينما الذي يرسل إرسالا خفيا فإنه يحدث عن شيخ عاصره ولم يسمع منه .. والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي ولكني اطمع في المزيد ونحن في انتظار رد الأخوة فان شاء الله نجد منهم ردود
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:11 م]ـ
السلام عليكم،
الفائدة من التفريق بين التدليس و الإرسال أن من وصف بالتدليس فإجمالا عنعنته مردودة، حتى يبين السماع من شيخه في كل رواياته، أما تفصيلا فحسب طبقة المدلس. و أما من قيل إن روايته عن شيخ بعينه مرسلة -ممن لم يوصف بالتدليس- فعنعنته مردودة حتى يتبين له سماع من هذا الشيخ. و الله أعلم.
و عذرا على التطفل.
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:42 ص]ـ
أولاً: حياك الله أخي وآمل أن تجد ما يفيدك.
قال الناظم:
مرسل منه الصحابي سقط===وقل غريب ما روى راو فقط
وقال في التدليس:
المعضل الساقط منه اثنان===وما أتى مدلسا نوعانِ
الأول الاسقاط للشيخ وأن===ينقل ممن فوقه بعن وأن
والثاني لا يسقطه لكن يصف===أوصافه بما به لا ينعرف
فالمرسل على ما جرى عليه أكثر العمل عند المحدثين وعلى المعنى الذي حرره ابن حجر هو ما سقط منه الصحابي. والبعض يحبذ تعريفه بأنه رواية التابعي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنه لا يلزم أن يكون الساقط بين التابعي والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صحابيا وإنما قد يكون تابعيا فأكثر كما أشار إليه الحاكم رحمه الله وبالاستقراء وجد أن أقصى عدد للتابعين فيما بين التابعي راوي الحديث والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو سبعة تابعين. فمثلا أبو داود في مراسيله يروي الأحاديث المرسلة التي سقط منها الصحابي (وهذا غير ما جاء في أبيات صاحب المنظومة وهو البيقوني) وأبو حاتم يروي في مراسيله الأحاديث التي سقط منها تابعي ما قبل الصحابي مع بقاء الصحابي ويعتبره مرسلاً.
وينبغي التنبه إلى أن المرسل عند المتقدمين قد يستعمل مغايرة مع المنقطع وقد يراد به عموما عدم اتصال السند.
وأما المدلس فكما ترى من البيت (وهو فقط للتسهيل والاختصار وإلا فبابه واسع) إما أن يسقط الراوي شيخه الذي فوقه مباشرة ويوهم السامع أو القاريء أنه سمع من شيخ شيخه أو شيوخ شيوخه باستعمال العنعنة أي "عن" و "أن" أو التأنين إن شئتم:).
والطريقة الثانية هي أن يبقي على شيخه ولكنه يصفه بأوصاف توهم السامع أو القاريء بأنه شخص آخر كأن يلقبه بلقب لا يشتهر به أو نحوه.(45/267)
التداوي بالمحرمات
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 04:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أنا عضو جديد، و أنا سعيد جدا بالتحاقي بكم، و أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، و أن ينفعنا بما علمنا، آمين.
أرجو من المشايخ الفضلاء أن يتفاعلوا مع موضوع مهم، و هو التداوي بالعقاقير المهدئة التي يحتوي بعضها نسب من الكحول، و البعض الآخر نسب من مواد كيماوية مخذرة.
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم،
للمشاركة ..(45/268)
شجار حول الفسيخ فما رأيكم فيه؟!
ـ[عمرو حلمي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 07:49 ص]ـ
عادة ما يحصل الشجار الفقهي من كل عام حول جواز أكل الفسيخ من عدمه، وخاصة في تلك الأيام بمناسبة حلول عيد الكفار وما يتبعه من (شم النسيم)، والذي يحتفل معهم فيه جهلة المسلمون للأسف (هدانا الله وإياهم للحق والإسلام الصحيح).
فأرجو توضيح التأصيل الفقهي لحكم (الفسيخ) (الرنجة) ونحوها من الأسماك.
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم
نوقش هنا من فترة ليست بالطويلة موضوع بعنوان جواز ترك بعض المباحات كونها اصبحت من شعار اهل البدع وقد تكلم فيه الأخوة هنا بكلام جميل نقلا عن الأئمة
ولست اعني ترك اكل هذه المأكولات ابدا ولكن عدم تخصيص اليوم بذلك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:27 ص]ـ
فائدة: يوجد مؤلَّف بعنوان: ((الفُسيخ لمن أكل الفسيخ))، سمعتُ به ولم أره.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:29 ص]ـ
وفي حدود علمي أنَّ المشكلة تكمن في: ((طريقة التمليح)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:33 ص]ـ
ما سبق كان تعليقاً على قول الأخ: ((عمرو)): [فأرجو توضيح التأصيل الفقهي لحكم (الفسيخ) (الرنجة) ونحوها من الأسماك].
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[05 - 05 - 05, 02:36 ص]ـ
فائدة: يوجد مؤلَّف بعنوان: ((الفُسيخ لمن أكل الفسيخ))، سمعتُ به ولم أره.
بل اسمه (ألف سيخ في عين من حرم الفسيخ) زعم بعض المنتسبين إلى جماعة الإخوان أن هذا كتاب للإخواني أحمد الوصيف يقال أنه دكتور في كلية العلوم بجامعة المنصورة ذهب إلى المملكة العربية السعودية وحسب مايقولون أنه وجد مشايخ سلفيين يحرمون الفسيخ فرد عليهم في هذا الكتاب ولكني أشك في أن مشايخ سلفيين من أهل الثقة قد يقعون في هذا مع أني لا أستبعد جرأة هذا الإخواني على أهل العلم وتعديه عليهم بهذه الألفاظ المنكرة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:46 ص]ـ
بل اسمه (ألف سيخ في عين من حرم الفسيخ)
يبدو أنّ هذا رد على الأول = ألفُ سيخ لمن أكل الفسيخ، - فليراجع -.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:07 ص]ـ
أعتقد أن الأخ أخطأ فقط في ذكر اسم الكتاب والله اعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:13 ص]ـ
لعل من اطلع على الكتابين أن يفيدنا، والأمر يسير.
ـ[أبو عبد الرحمن السني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:32 م]ـ
لعل المشاركة متأخرة جدا ولكن من باب الدلالة على الخير إن شاء الله، وشئ أفضل من لا شئ، وهذه فتوى منقولة، وإليكم الرابط
http://www.ansabcom.com/vb/showthread.php?p=50030(45/269)
سؤال حول إقامة صلاة ثانية في المسجد ....
ـ[الشمري12]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:32 م]ـ
إذا دخلت المسجد والإمام في التحيات .. وقبيل السلام أقمت صلاة ثانية في المسجد وشرعت في الإقامة فهل عملي صحيح؟ أم الأفضل الانتظار لحين سلام الإمام الراتب من صلاته .. ؟
ـ[الشمري12]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:11 م]ـ
??
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:59 ص]ـ
الحمد لله،
فائدة في هذا الرابط
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=31029&dgn=4(45/270)
ما مدى صحة هذا الحديث ما يخرج أحد شيئا من الصدقة حتى يفك لحى سبعين شيطانا
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:36 م]ـ
أريد أن أعرف مدى صحة هذا الحديث ومعناه؟
عن بريدة_رضى الله عنه_قال:قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"ما يخرج أحد شيئا من الصدقة حتى يفك لحى سبعين شيطانا"
(الطبرانى فى الاوسط 1038 عن طريق الاعمش عن بن بريدة عن أبيه به)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[04 - 05 - 05, 05:27 م]ـ
أخي الحبيب السلفي أبا أويس:
الحديث أورده شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في " الصحيحة " 3: 1268 , وعزاه إلى:
ابن خزيمة في " صحيحه " , والحاكم , وأحمد , والطبراني في " الأوسط " , من طريق أبي معاوية الضرير ـ محمد بن خازم ـ , عن الأعمش , عن ابن بريدة , عن أبيه مرفوعاً.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين , ووافقه الذهبي.
نقله محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[ياسر30]ــــــــ[05 - 05 - 05, 10:39 ص]ـ
الأخ خالد حفظه الله
أليس الحديث ضعيفا لعدم التصريح بالسماع من الأعمش عن ابن بريدة؟
أما عن المعنى
قال المناوي فى فيض القدير الجزء الخامس. [ص 403] حرف الميم. ح:8124 - (ما يخرج رجل شيئاً من صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً) لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة اللّه والشياطين بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يأبون في صده عن ذلك والنفس لهم على الإنسان ظهيرة لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل اللّه فإنما يكون برغمهم جميعاً ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته والظاهر أن ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد كنظائره(45/271)
هل من أحد يتحفنا بسيرة هذا الرجل الصالح؟ الشيخ محمد بن صالح الحديثي
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من أحد يتحفنا بسيرة هذا الرجل الصالح؟
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:57 ص]ـ
للرفع(45/272)
[فأجره حتى يسمع كلام الله] ما وجه الدلالة من الاية على ان القران منزل غير مخلوق?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 07:55 م]ـ
بارك الله فيكم
قال السعدي - رحمه الله -
قال الله تعالى
[فأجره حتى يسمع كلام الله] ثم إن أسلم، فذاك، وإلا فأبلغه مأمنه، أي: المحل الذي يأمن فيه، والسبب في ذلك أن الكفار قوم لا يعلمون، فربما كان استمرارهم على كفرهم لجهل منهم، إذا زال اختاروا عليه الإسلام، فلذلك أمر الله رسوله، وأمته أسوته في الأحكام، أن يجيروا من طلب أن يسمع كلام الله.
وفي هذا حجة صريحة لمذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها، وبطلان مذهب المعتزلة ومن أخذ بقولهم: أن القرآن مخلوق.
قال الله تعالى
السؤال
ما وجه الدلالة من الاية على ان القران منزل غير مخلوق?
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 - 05 - 05, 10:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
فى الآية الكريمة ....... أكثر من دلالة على مذهب أهل السنة فى كلام الله:
أولا:"يسمع" رد على الكلابية ومن سار على أثرهم من الاشعرية ...... الذين قالوا بالكلام النفسي ...... الذي ليس بصوت فى النطق ولا بحرف فى الكتابة .... وجل المستدلين بهذه الآية ..... يقصدون هذا المعنى فى المحل الاول .......
ثانيا:"كلام الله" رد على الاشعرية والماتريدية من جهة اعتبار القرآن كلام الله ....... وليس حكاية عنه كما قال فريق ..... أو عبارة عنه كما قال فريق آخر ....
ثالثا: كلام الله هو ما فى المصحف ...... لفظا ومعنى ..... فهذا المشرك سيسمع القرآن بلا شك ...... ومن ثم ردت الآية على من يقول بالتعدد كالاشاعرة وابن حزم ........ فالاشاعرة قسموا الكلام الى لفظي ونفسي ... وذهب ابن حزم الى ان القرآن يطلق على اربع معان ...... وتوضيح ذلك فى شرح نونية ابن القيم ...
أما الدلالة على ان القرآن غير مخلوق من الآية فلم يظهر لي ......
والله أعلم .....
ـ[الربيع]ــــــــ[08 - 05 - 05, 10:55 م]ـ
الشاهد (كلام الله).
وجهه: إضافة صفة الكلام إلى الله تعالى.
والمراد به القرآن.
والقاعدة: أن القول في الصفة كالقول في الذات
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:22 ص]ـ
أخى طلال ..
لعل فى كلام الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله الآتى ما يفيد إن شاء الله:
قال رحمه الله تعالى (القول المفيد – 1/ 493) , فى الكلام عن الفوائد من الآية (تنزيل من رب العالمين):
(4 - أن القرآن كلام الله , لأنه إذا كان الله أنزله , فهو كلامه لا كلام غيره, كما قال السلف رحمهم الله , و هو غير مخلوق لأن جميع صفان الله حتى الفعلية ليست مخلوقة.
و القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.
فإن قيل: و هل كل منزل غير مخلوق؟
قلنا لا, لكن كل منزل يكون وصفا مضافا إلى الله , فهو غير مخلوق , كالكلام , و إلا, فإن الله أنزل من السماء ماء و هو مخلوق , و قال تعالى (و أنزلنا الحديد) و هو مخلوق , و قال تعالى (و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) و الأنعام مخلوقة , فإذا كان المنزل من عند الله صفة لا تقوم بذاتها , و إنما تقوم بغيرها , لزم أن يكون غير مخلوق , لأنه من صفات الله.).إنتهى ملامه رحمه الله تعالى.
فبما ان الآية تثبت أنه كلام الله , و كلام الله من صفاته , فإذن , فالقرآن غير مخلوق.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:44 م]ـ
سالت الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك قبل اسبوع
وهذه الاجابة
http://drr.cc/uploads/sheakbarak.MP3(45/273)
توثيق الإمام أحمد لمحمد بن معاوية النيسابوري
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 10:59 م]ـ
نجد الهيثمي يقول في حق محمد بن معاوية النيسابوري "وثقه أحمد" وكذاك السيوطي قال "وثقه أحمد فيما ينقل بعضهم"
ولكن لو نبحث في كتب الرجال لا نجد إلا تضعيفه عن الإمام بل أشد!!!
وعليك ببعض النقول عن الإمام فيه:
" (*) قال ابن هانئ: قيل له (يعني لأبي عبد الله): محمد بن معاوية؟ قال: إن يحيى بن يحيى كان نافرًا منه. ((سؤالاته)) (2315).
(*) وقال إبراهيم بن يعقوب: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن محمد بن معاوية أبو علي النيسابوري، فقال: هو كذاب. ((ضعفاء العقيلي)) (1709).
(*) وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وذكر محمد بن معاوية النيسابوري، فقال: رأيت أحاديثه أحاديث موضوعة. ((الجرح والتعديل)) 8/ (443) "
انتهى من موسوعة أقوال الإمام أحمد للشيخ أبي المعاطي النوري رحمه الله.
فكيف نسبوا إليه توثيقه؟؟؟
هذا هو ما ظهر لي وأريد من المشايخ أرآءهم فيه:
لعل الذي أوقعهم في نسبة توثيقه إلى الإمام أحمد هو النص الآتي:
"قال سلمة بن شبيب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن معاوية النيسابوري فقال نعم الرجل يحيى بن يحيى" (تاريخ بغداد 3/ 273 وتهذيب الكمال 26/ 479)
فظنوا أن هذا توثيق لمحمد بن معاوية والواقع عكسه!
فقد ذكرنا قول الإمام أحمد فيه:" إن يحيى بن يحيى كان نافرًا منه"
فأراد الإمام بقوله "نعم الرجل يحيى بن يحيى"
أن قول يحيى يستحق القبول فيرمى بمحمد بن معاوية،
والله أعلم
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:02 م]ـ
لعل الذي أوقعهم في نسبة توثيقه إلى الإمام أحمد هو النص الآتي:
"قال سلمة بن شبيب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن معاوية النيسابوري فقال نعم الرجل يحيى بن يحيى" (تاريخ بغداد 3/ 273 وتهذيب الكمال 26/ 479)
فظنوا أن هذا توثيق لمحمد بن معاوية والواقع عكسه!
فقد ذكرنا قول الإمام أحمد فيه:" إن يحيى بن يحيى كان نافرًا منه"
فأراد الإمام بقوله "نعم الرجل يحيى بن يحيى"
أن قول يحيى يستحق القبول فيرمى بمحمد بن معاوية،
والله أعلم
جزاك الله خيراً أبامحمد.
فقد ذكر الدكتور وصي الله عباس في حاشية " بحر الدم " (ص: 386) , تعليقاً على قول سلمة بن شبيب:
(تورية منه على تضعيف ابن معاوية لنفور يحيى منه) , أي أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قالها تورية لنفور يحيى منه.
والله أعلم.
محبكم / أبومحمد.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 05:39 م]ـ
لنفور يحيى منه.
أي لنفور يحيى من النيسابوري.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك بمثله أخي أبي محمد.
محبكم / الأنصاري.(45/274)
هل خلقت حواء من ضلع آدم [عاجل جداً]
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:14 ص]ـ
أليس هناك حديث يصرح بأن حواء خلقت من ضلع آدم
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:13 ص]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
اتذكر اني قرأت من قبل للنووي في شرح صحيح مسلم انه قال بعد الحديث الصحيح (استوصوا بالنساء خيرا فانهن خلقن من ضلع اعوج) الحديث من حفظي ولعلي اخطأت في متنه ولكنه صحيح. قال النووي:وفيه اشارة لقول الفقهاء او بعضهم بان حواء خلقت من ضلع آدم وفي البخاري بوبه المصنف رحمه الله باب بدأ الخلق اشارة لكونه مثبتا لفظ الحديث من انها خلقت من ضلعه
وذكر ابن حجر ان القرطبي صاحب التفسير رحمهما الله قال ويمكن ان يتأول بمعنى مبلغ الضلع
وانتظر معك تعليق الشيوخ
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:57 م]ـ
ماوقفت عليه من الاحاديث في الصحيحين وغيرهما التصريح بخلق حواء من ضلع دون ذكر آدم.
وقال ابن حجر، رحمه الله، عند شرحه للحديث:"قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير , أخرجه ابن إسحاق وزاد " اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم"" .. اهـ من موقع الاسلام على الرابط
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=48530&SearchText= ضلع& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=
السؤال
BE
وقال الطبري، رحمه الله، في تفسيره لسورة الزمر،:" وذلك أن الله خلقها من ضلع من اضلاعه، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال اهل التأويل" اهـ من موقع جامع الحديث على الرابط التالي:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=334042
والله اعلم
ـ[أبو عبد الله النجدي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 12:42 ص]ـ
الموضوع يحتاج لتحرير
لكن هل يمكن أن نجزم بأنه لا يوجد ذلك مصرحا به في حديث بدليل
1 - قول ابن حجر "قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر"
2 - قول النووي "وفيه اشارة لقول الفقهاء او بعضهم بان حواء خلقت من ضلع آدم"
فإن الظاهر أنهما لو وجدا (أرفع) من ذلك لكان أولى بالذكر
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 12:58 ص]ـ
أرى ـ والله أعلم ـ أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم (خلقت من ضلع أعوج) أن العوج عن الزوج وعدم الموافقة له صفة كالثابتة للنساء، وهذا أسلوب من اساليب المبالغة عند العرب،ومنه قوله تعالى (خلق الانسان من عجل) وأكتفي بهذا لأني على عجل
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:31 م]ـ
وحينما تطرق لها ابن كثير في التفسير قال: ـ فيما يزعمون ــ ونحوهذه العبارات.
وعزاه لأخبار بني إسرائيل.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:46 م]ـ
الصحابة والتابعون الذين روي عنهم أن حواء خلقت من أحد اضلاع آدم:
ابن عباس وابن مسعود وعبد الله بن عمرو ومجاهد وعطاء والضحاك
راجع الدر المنثور للسيوطي 1/ 278 ومابعدها 4/ 209.
وروي عن ابن إسحاق في الطبري 1/ 329
ويبقى في هذا المبحث أمور:
1ـ هل صح عن أحد من الصحابة فمثله لايقال بالرأي إلا إن عرف عنه الأخذ عن بني إسرائيل.
ويظهر لي أنه ليس لدينا إلا ابن مسعود فيبحث هل صح عنه أم لا؟ أما ابن عمرو وابن عباس فإنهما يرويان عن بني إسرائيل.
وهذا سند ابن مسعود:
قال ابن جرير في تفسيره 1/ 329:
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وماتحت مرة يحتاج بحث.
والله أعلم.
2 ـ هل قال أحد بقول غير هذا القول من السلف وهل صح عنه أم لا؟
وحسب اطلاعي القاصر لم أجد ..
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[17 - 08 - 09, 05:03 م]ـ
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءا]
فكل الناس مخلوقون من صلب آدم
وزوجه مخلوقة منه
وهي مخلوقة من ضلع أعوج
ومن أعلى ذلك الضلع
فلا يكون إلا ضلع آدم ..
ولم يُنقل عن السلف قول غير أنها مخلوقة منه كما نبه إلى ذلك الأخ أبو عمر ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 04:54 ص]ـ
سئلت اللجنة الدائمة هذا السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/275)
يقول الشيخ \ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه وتعليقه على كتاب (رياض الصالحين) للإمام النووي تحت هذا الحديث، معلقا على هذا الحديث بقوله: (الكلام هنا على التمثيل والتشبيه كما هو مصرح به في الرواية الثانية: «المرأة كالضلع» (1)؛ لا أن المرأة خلقت من ضلع آدم كما توهمه بعضهم، وليس في السنة الصحيحة شيء من ذلك).فضيلة الشيخ: هذا ما قاله الشيخ الأرناؤوط بالحرف الواحد، مع أن المصطفى-صلى الله عليه وسلم- يقول بالحرف الواحد وبكل وضوح: «إن المرأة خلقت من ضلع» (2) ومصداق هذا -أظن- في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (3) وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (4) وفي قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} (5) وفي قوله: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} (6) وقد قال أهل التفسير: يعنى: النساء، فإن حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام.
فضيلة الشيخ: هل ما قاله الشيخ الأرناؤوط صحيح أم خطأ؟ وما توجيهكم للحديث الذي احتج به: «المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت وفيها عوج؟»
الجواب:
ظاهر الحديث (1) أن المرأة- والمراد بها حواء -عليها السلام- خلقت من ضلع آدم وهذا لا يخالف الحديث الآخر الذي فيه تشبيه المرأة بالضلع، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله، لكون أصلها منه. والمعنى: أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فلا ينكر اعوجاجها، فإن أراد الزوج إقامتها على الجادة وعدم اعوجاجها أدى إلى الشقاق والفراق وهو كسرها، وإن صبر على سوء حالها وضعف عقلها ونحو ذلك من عوجها دام الأمر واستمرت العشرة، كما أوضح ذلك شراح الحديث، ومنهم الحافظ ابن حجر في (الفتح) (6\ 368) رحم الله الجميع. وبهذا يتبين أن إنكار خلق حواء من ضلع آدم غير صحيح.
بالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:24 م]ـ
ذكر الآلوسي -رحمه الله- لو أن "حواء" لم تُخلق من "آدم" -عليهما السلام- لكان الناس مخلوقين من نفسين اثنين، لا من نفس واحدة، وهو خلاف النص ..
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:04 م]ـ
وحينما تطرق لها ابن كثير في التفسير قال: ـ فيما يزعمون ــ ونحوهذه العبارات.
وعزاه لأخبار بني إسرائيل.
هذا القول ليس لابن كثير، بل هو لابن إسحاق، وقد ساقه ابن كثير في مسألة هل خلقت حواء قبل دخول آدم الجنة أم بعده ..
قال ابن كثير: (وقد صرح بذلك محمد بن إسحاق، حيث قال: لما فرغ الله من معاتبة إبليس، أقبل على آدم وقد عَلَّمه الأسماء كلها، فقال: {يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} قال: ثم ألقيت السِّنَةُ على آدم -فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم، عن ابن عباس وغيره -ثم أخذ ضِلعًا من أضلاعه من شِقه الأيسر، ولأم مكانه لحما، وآدم نائم لم يهب من ومه، حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء، فسواها امرأة ليسكن إليها. فلما كُشِفَ عنه السِّنَة وهبَّ من نومه، رآها إلى جنبه، فقال -فيما يزعمون والله أعلم-: لحمي ودمي وروحي) ..
بينما ابن كثير يقرر أن حواء خلقت من آدم حين قال: (ولكن الرب -عَزّ وجل- أراد أن يظهر قدرته لخلقه، حين خَلَق "آدم" لا من ذكر ولا من أنثى؛ وخلق "حواء" من ذكر بلا أنثى، وخلق "عيسى" من أنثى بلا ذكر، كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 03:40 م]ـ
هذا رأي مخالف:
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:
وقد روى ابن سعد (1/ 39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى: (وخلق منها زوجها)، قال:" خَلق " حواء " من قُصَيْرى آدم " - وهو أعلى الأضلاع وأسفلها، وهما " قٌصَيْريان " -.
وذكر ابن كثير في " البداية " (1/ 74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خُلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم، ولأمَ مكانه لحماً، وقال:" ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية، مع الآية الأخرى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... ) الآية، لكن الحافظ – أي: ابن حجر - أشار إلى تمريض هذا التفسير في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (استوصوا بالنساء خيراً فان المرأة خلقت من ضِلَع ... )، فقال (6/ 368):
قيل: فيه إشارة إلى أن " حواء " خلقت من ضلع آدم الأيسر ".
وقال الشيخ القاري في " شرح المشكاة " (3/ 460): " أي: خُلقن خلقاً فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من الأضلاع، وهو عظم معوج، واستعير للمعوج صورة، أو معنى، ونظيره في قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل) ".
قلت: وهذا هو الراجح عندي، أنه استعارة وتشبيه، لا حقيقة، وذلك لأمرين:
الأول: أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم - كما تقدم -.
والآخر: أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ: (إن المرأة كالضِلَع " أخرجه البخاري (5184)، ومسلم (4/ 178)، وأحمد (2/ 428 و 449 و 530) وغيرهم من طرق عن أبي هريرة، وصححه ابن حبان (6/ 189/4168 – " الإحسان ".
وأحمد أيضاً (5/ 164 و 6/ 279) وغيره من حديث أبي ذر، وحديث عائشة رضي الله عنهم.
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/ 1139، 1140).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/276)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 04:00 م]ـ
والمسألة فيها قولا خلافاً لمن قال بأنه قول واحد
=
وفي " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ العثيمين - رحمه الله -:
قوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} فيها قولان:
الأول: أن المراد بالنفس الواحدة: العين الواحدة; أي: من شخص معين، وهو آدم عليه السلام، وقوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي: حواء; لأن حواء خلقت من ضلع آدم.
الثاني: أن المراد بالنفس الجنس، وجعل من هذا الجنس زوجه، ولم يجعل زوجه من جنس آخر، والنفس قد يراد بها الجنس; كما في قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: من الآية164] ; أي: من جنسهم.
انتهى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 03 - 10, 12:18 ص]ـ
المرجع هو أقوال االسلف وليس أقوال المعاصرين(45/277)
مثال لأختلاف كبار علماء الجرح من توثيق مطلق لتضعيف مطلق. نريد المشاركة
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:36 ص]ـ
السلام عليكم
حال هذا الراوي يهمني وفي ذات الوقت وجدتها فرصة لسماع تعليقات أخوتنا هنا ومشائخنا الكرام في ايهم يقدم في الرأي عند الأختلاف الكبير في حال راوي
عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
ابن معين ثقة مأمون صاحب غزو وقرآن وفضل وحمده جداً
وقال أبو حاتم كان ثقة من العباد ولم يكتب عن أحد من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه قال أبو حاتم قلت لأبي سلمة كتب عمرو مع أبي داود فغضب وقال بل أبو داود كان يطلب مع عمرو
قال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل وقلت له أن علي بن المديني يتكلم في عمرو بن مرزوق فقال عمرو رجل صالح لا أدري ما يقول علي قال وبلغني عن أحمد أنه قال كان عفان يرضي عمرو بن مرزوق ومن كان يرضي عفان
قال أبو زرعة وسمعت سليمان بن حرب وذكر عمرو بن مرزوق فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه
وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث عن شعبة
وقال الساجي صدوق من أهل القرآن والجهاد كان أبو الوليد يتكلم فيه
وقال الفضل بن زياد سأل عنه أبو عبيد الله الحداني عن أحمد بن حنبل فقال: ثقة مأمون فتشنا على ما قيل فيه فلم نجد له أصلا
#
قال سعيد: فقال لي ابن المديني اختلف إلى مسلم بن إبراهيم ودع عمرو بن مرزوق وقال الحسن بن شجاع البلخي سمعت ابن المديني يقول: اتركوا حديث الفهدين والعمرين يعني فهد بن حيان وفهد بن عوف وعمرو بن مرزوق وعمرو بن حكام
وقال ابن وارة: سألت أبا الوليد عنه فقال لا أقول فيه شيئاً
وقال ابن أبي خيثمة: قال عبيد الله بن عمر كان يحيى بن سعيد لا يرضي عمرو بن مرزوق
وقال ابن المديني ذهب حديثه وقال الأزدي كان علي بن المديني صديقاً لأبي داود وكان أبو داود لا يحدث حتى يأمره يأمره علي وكان ابن معين يطري عمرو بن مرزوق ويرفع ذكره يعني ولا يصنع ذلك بأبي داود لطاعة أبي داود لعلي
وقال بن عمار الموصلي ليس بشيء
وقال العجلي عمرو بن مرزوق بصري ضعيف يحدث عن شعبة ليس بشيء
وقال الحاكم عن الدارقطني صدوق كثير الوهم وقال الحاكم سيئ الحفظ وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 05 - 05, 07:10 م]ـ
للرفع بانتظار مشاركة اخوتنا الكرام
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:52 م]ـ
للرفع
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 05 - 05, 04:16 ص]ـ
أحسنت بي الظن - أيها الكريم - فأساهم بهذه المشاركة.
أولا لعل كلمة: (تضعيف مطلق) في العنوان غير مناسبة، فأظنه مقيدا بضبط عمرو بن مرزوق وحفظه فقط، ولا يتناول عدالته - حسب ما نقلتَ من كلامهم -.
و الذي يبدو من تتبع ترجمة عمرو بن مرزوق – رحمه الله – أن العمل على توثيقه عند الغالبية من أهل الحديث، وخير دليل على ذلك؛ إخراج بعض من اشترط الصحة منهم لحديثه ... من ذلك الضياء في المختارة، وابن حبان في صحيحه، والإسماعيلي في مستخرجه، أبو نعيم في مستخرجه على مسلم، والحاكم في مستدركه، والحافظ في الفتح يذكر عدة روايات من طريقه ساكتا عليها ... وأخرج له البخاري مقرونا.
وكل هذا يبدو ترجيحا لتوثيق من وثقه من الأساطين الذين ذكرتَهم، وهم أئمة النقد في علم الرجال، وبعضهم قد وصف بالتشدد في النقد ... وبعضهم ممن سمع منه مباشرة كأبي حاتم ... = رجحوه على كلام من تكلم فيه ممن ذكرتَ، ويشبه أن يكونوا قد رأوا أن كلام أغلب من نقده من قبيل الجرح المجمل غير المفسر – إذا استثنينا كلام الدراقطني والحاكم -.
وكلام الدارقطني، والحاكم – رحمها الله - مسبوق بقول الإمام ابن حبان – رحمه الله – في حق ابن مرزوق في الثقات: ( ... ربما أخطأ، و لم يكثر خطؤه حتى يعدل به عن سنن العدول ولكنه أتى منه بما لا ينفك منه البشر ... ).
وقال الشيخ بشار وصاحبه في تعليقهما على التقريب على قول الحافظ في حق ابن مرزوق: (ثقة، له أوهام): (لو لم يذكره لكان أحسن ... ). ثم ذكرا قول ابن حبان السابق، وعلقا عليه بقولهما: (وهذا قول منصف) وأثنيا على الرجل جدا.
والحاكم – رحمه الله – أكثر من ذكر أحاديث من طريق ابن مرزوق في مستدركه، يصف إسنادها أحيانا بقوله: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وقوله: (على شرط مسلم). ويقول: (واحتج البخاري بعمرو بن مرزوق) وهو إنما أخرج له متابعة، ومقرونا بغيره.
أسأل الله الكريم أن أكون قد أفدت بشئ، والله أعلم.
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 05 - 05, 06:08 م]ـ
أخي المفضال دائما الفهم الصحيح السلام عليكم.لكم انا مقصر دائما معك ولكن عذري هو انك تقدر اني في فترة امتحانات بارك الله فيك أخي الكريم وجعلك كريما ابدا آمين لا تنسني من دعائك
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:34 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل الفهم الصحيح
هل اشترط أصحاب المستخرجات الصحة؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 05 - 05, 03:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله أيها الكريم.
قال الحافظ السيوطي في ألفيته:
وخذه حيث حافظ عليه نص - - ومن مصنف يجمعه يخص ............................. قال شارحا في البحر الذي زخر .. 2/ 770 - 774:
(يؤخذ الصحيح الزائد على ما في الصحيحين من سائر الكتب المعتمدة المشتهرة لأئمة الحديث، ثم هي نوعان:
أحدها: .....
الثاني: ما التزم مؤلفه فيه الصحيح وشرط الاقتصار عليه، وهذا يكفي كونه موجودا فيه.
قال ابن الصلاح: ككتاب ابن خزيمة، والكتب المخرجة على الصحيح ككتاب أبي عوانة، والإسماعيلي، والبرقاني ... ).
ثم ذكر السيوطي ما اعترض به الحافظ ابن حجر في نكته على كلام ابن الصلاح.
قلت: ولكن الحافظ جاء بعد ذلك في [النكت] 1/ 321 وعدد بعض فوائد المستخرجات، فذكر منها: (الحكم بعدالة من أخرج له فيه (المستخرج) لأن المخرج على شرط الصحيح يلزمه ألاّ يخرج إلا عن ثقة عنده).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/278)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[21 - 05 - 05, 08:02 ص]ـ
للفائدة
هل يحتج برجال المستخرجات على الكتب الصحيحة (للمدارسة)
http://72.29.70.243/vb/showthread.php?t=9968&highlight=%E1%E1%E3%CF%C7%D1%D3%C9
هذا الموضوع من الروائع
أفدت منه مسائل ما قرأتها ولا سمعتها في حياتي
فوائد جمة لمن أمعن النظر فيه
تلميذكم ومحبكم
أيها النبيل المتستر خلف هذا اللقب
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 05 - 05, 06:11 م]ـ
أحسن الله إليك أيها الشيخ الكريم، وأحبك الله الذي أحببتني فيه، وغفر الله لك على هذا الإطراء الذي لا أستحقه، أنت تلميذ لي؟ والله إن هذا لكبير كثير.
أما اللقب، فأرجو أن لا تغتر بذلك، فما هي إلا كلمة قصدت بها التنبيه على أهمية الفهم الصحيح لديننا الإسلامي ومقاصده ودعوته ... وهذا يساعد في دفع الكثير من الخلافات التي تقع بيننا معشر المسلمين بسبب سوء فهمنا لما تقدم ... ولا يخفى على مثلك - أيها الماجد - أهمية الفهم الصحيح في كل المجالات ... وحرص العلماء عليه ودعوتهم للتحلي بهذه الخصلة، وفيما ورد عن عمر من قوله: الفهم الفهم فيما أدلي إليك ... . نصيحةً لمن ولاه بعض أمور المسلمين؛ دلالة لما تقدم. فاللهم يا مفهم سليمان فهمنا ديننا ووفقنا للعمل به والإخلاص في ذلك.
ولك الشكر على هذا الرابط الذي حوى - فعلا - الكثير من الفوائد العزيزة، ولم أقف عليه إلا الآن بدلالتك، فأحسن الله إليك ونفع بك، فمثلك يأتي بالخير - إن شاء الله -.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[23 - 05 - 05, 03:47 ص]ـ
السلام عليكم
بوركتم(45/279)
معان ربانية أحببتها، وبالأحضان تلقفتها ... هيا اقطفوا منها
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:45 م]ـ
أحبتي في الله
- هذه معانٍ ربانية أحببتها، وبالأحضان عانقتها، سماها صاحبها بأنيس الجليس، وأنا أقول إنها قرع "البوليس"، مرآة للحقائق، ومصفاة للعلائق، تحرك ما سكن منها، وتغُط الراكد منها.
- لعل أكثركم قرأها، وعلى المنابر ذكرها، ولكن ذكر واحدة تلو الأخرى من هذه الفرائد، أدعى إلى إمعان النظر في الفوائد.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:49 م]ـ
- أنيس الجليس -
سالم العجمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والشكر له على توفيقه العام؛ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الظلام
أمابعد
فهذه جولة في رياض الأدب؛ وكلمات جميلة جمعتها من بحوره؛ واستخرجتها كما يستخرج اللؤلؤ من جوف البحر؛ وانتقيتها كما يُنتقى ثمين الجوهر؛ وقد جعلتها هدية لإخواني؛ لتكون أنيسا لهم في الوحشة؛ ومؤنسا في الغربة؛ وهي منتقاة من بعض الكتب التي اهتمت بهذا الفن.
هذا ومما تجدر الإشارة إليه أن اختيار هذه الكلمات ليس لكونها صوابا لا يخالطه الخطأ؛ ولكن لأن هذه الكلمات فيها من الآداب التي أخذ بعضها من نصوص الكتاب والسنة؛ وبعضها كان نتيجة تجارب الحياة ومعايشة واقعها؛ مع ما امتازت به من مراعاة أعراف الناس والدلالة على محاسن الشيم0
والتجارب لها أهمية بالغة في حياة العقلاء؛ ولذلك فقد انتقد العقلاء من طال عمره ولم تزده الأيام حنكة وخبرة؛ فقد قال أهل الأدب: " إذا رأيت ذا العمر الطويل والسنِّ القديم يكثر التعجب مما يرى ويسمع؛ فذلك لقلة حفظه التجارب؛ ولسهوه عمّا مرّت به عليه الليالي" (1)
وقالوا: " الفهم خزانة العقل؛ ونور يبصر به ما أمامه؛ وإنما نكص على عقبيه من خانه فهمه؛ وخذله عقله؛ وضيع ما استودعته الأيام؛ فكأنه ابن يومه؛ أو نتيج ساعته؛ وحسبك مؤدبا لخصالك؛ ومثقفا لعقلك: ما رأيته من غيرك؛ من حسن تغبط به؛ أو قبيح تذُمّ عليه" (2)
كما أن هذه الكلمات مما يكون معينا للمرء في كتاباته وإلقائه ودروسه؛ لعذوبة ألفاظها وحلو معانيها؛وقد قال عبد الملك بن مروان: "مالناس إلى شيء من الأدب أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم التي بها يتعاودون الكلام؛ ويتعاطون البيان؛ ويتهادون الحكمة؛ ويستخرجون غوامض العلم من مخابئها؛ ويجمعون ما تفرق منها؛ فإن الكلام قاض يحكم بين الخصوم؛ وضياء يجلو الظُّلم؛حاجة الناس إلى موادِّه حاجتهم إلى مواد الأغذية " (3)
وقال بعض الأدباء: "إن أمكنك أن تبلغ من بيان وصفك وبلاغة منطقك؛ واقتدارك على فصاحتك أن تفهم العامة معاني الخاصة؛ وتكسوها الألفاظ المبسوطة التي لا تلطف عن الدهماء ولا تجل عن الأكفاء؛ فأنت البليغ الكامل" (4)
فكم يحسن بالمرء أن يتأملها في حال فراغه؛ وبحثه عن أنيس لمجلسه؛وأن يتحرى حين النظر بها راحة فكره؛ وتخلصه مما يشوش عليه ذهنه؛ فإن ذلك مما يعينه على الإدراك والفهم؛قال منذر بن الجارود لابنٍ له يوصيه: "أَعمِل النظر في الأدب ليلا؛ فإن القلب بالنهار طائر وهو بالليل ساكن؛ فكلما أوعَيْتَ فيه شيئا عقله" (5)
ولا ينسى بين ذلك أن يجمّل القول بالعمل فيما لا يخالف الشرع؛ فإنما بركة الخير بتحريه والحرص على اغتنامه0
وقد قسمت هذا الكتاب إلى فقرات؛ ووضعت عند كل فقرة عنوانا مناسبا؛ يشير إلى مضمونها حسب الوسع والامكان
والذي أرجوه من قارئ هذه العبارات- إنِ انتفع بها- أن يخص جامعها ومنتقيها- كاتب هذه السطور- بدعوة صالحة؛ علها توافق موضع إجابة
هذا وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والقبول؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
كتبه
سالم العجمي
15 شوال 1424هـ
الكويت - الجهراء ص ب 1476
salem-alajmi@maktoob.com
----------------------------------------------------------
( 1) لباب الآداب لابن منقذ ص325
(2) لباب الآداب ص 326
(3) لباب الآداب ص 228
(4) لباب الآداب ص 351
(5) لباب الآداب 229
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:57 م]ـ
- أفضل الميراث الأدب -
الأدب خير ميراث؛ وحسن الخلق خير قرين؛ والتوفيق خير قائد؛ والاجتهاد أربح بضاعة؛ ولا مال أعود من العقل؛ ولا مصيبة أعظم من الجهل؛ ولا ظهير أوثق من المشورة؛ ولا وحدة أوحش من العجب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:05 م]ـ
- الأدب في الصغر غنيمة -
من أُدِّب صغيرا قرت عينه كبيرا؛ ومن أدّب ابنه أرغم أنف عدوه؛ وما ورّثت الآباءُ الأبناءَ شيئا أفضل من الأدب؛ إنها إذا ورثتها الآداب كسبت بالآداب الأموال والجاه والإخوان والدين والدنيا والآخرة؛ وإذا ورثتها الأموال تلفت الأموال؛ وقعدت عُدْما من الأموال والآداب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/280)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:59 م]ـ
- حسن الأدب ليس معه غربة -
ثلاثة ليس معها غربة: مجانبة الريب؛وكف الأذى؛ وحسن الأدب
ومن حسن الأدب ألا تنازع من فوقك؛ ولا تقول ما لا تعلم؛ ولا تتعاطى ما لا تنال؛ ولا يخالف لسانك ما في قلبك؛ ولا قولك فعلك؛ ولا تدع الأمر إذا أقبل؛ وتطلبه إذا أدبر
- لا أدب إلا بعقل -
لا أدب إلا بعقل؛ ولا عقل إلا بأدب؛ هما كالنفس والبدن؛ فالبدن بغير نفس جثة لا حراك بها؛ والنفس بغير بدن قوة لا ظهور لفعلها؛ فإذا اجتمعا وتركبا نهضا وفَعَلا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 06:15 ص]ـ
- عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث، صدِّق باثنتين ولا تصدق بواحدة: إنْ قيل لك إنَّ رجلاً كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق، وإنْ قيل لك إنَّ رجلاً فقيراً خرج إلى بلد فاستفاد مالاً فصدق، وإنْ قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدق.
- قال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل، كلما ازداد رياً زاد مرارة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 06:19 ص]ـ
- دخل بعض الصلحاء على بعض الخلفاء فَسلَّم فقيل له: أصبتَ السُّنَّة وأخطأتَ الأدب، فقال: لا خير في أدبٍ ليس فيه سُنَّة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:46 م]ـ
ما هذه بأول بركتكم يا شيخ أشرف بن محمد
- الأدب رفعة لأهله -
من كثر أدبه شرُف وإن كان وضيعا؛ وساد وإن كان غريبا؛ وكثرت الحاجة إليه وإن كان فقيرا؛والأدب يُحرز الحظ؛
ويؤنس الوحشة وينفي الفاقة؛ ويعرِّف النكرة؛ ويُثمِّر المكسبة؛ ويكمد العدو؛ ويكسب الصديق؛
وناهيك من شرف الأدب أن أهله متبوعون والناس تحت راياتهم؛
فيعطف ربك تعالى عليهم قلوبا لا تعطفها الأرحام؛ وتجتمع بهم كلمة لا تأتلف بالغلبة؛ وتُبذل دونهم مهج النفوس.
ومن شرف الأدب أن يتشعب منه التشرف وإن كان صاحبه دنيّا؛ والعز وإن كان صاحبه مهينا؛
والقرب وإن كان صاحبه قصيّا؛ والغنى وإن كان صاحبه فقيرا؛
والنبل وإن كان صاحبه حقيرا؛ والمهابة وإن كان وضيعا؛ والسلامة وإن كان سفيها؛
وسمع بعض الحكماء رجلا يقول: أنا غريب!
فقال: الغريب من لا أدب له
- أحسن الحلية الأدب -
أحسن الحلية الأدب؛ ولا حسب لمن لا مروءة له؛ ولا مروءة لمن لا أدب له؛
ومن تأدب من غير أهل الحسب ألحقه الأدب بهم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:47 م]ـ
- خير ما أعطي الرجل -
خير ما أعطي الرجل غريزة عقل، فإن لم يكن فأدب حسن، فإن لم يكن فأخ صالح يستشيره،
فإن لم يكن فصمت طويل، فإن لم يكن فموت عاجل.
- عدم العقل أشد الفاقة -
من عُدم العقل لم يزده السلطان عزاً، ولا المال يرفعه قدراً،
ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه،
فكما أن أشد الزَّمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 03:13 م]ـ
الغم يزري بالعقل -
لا يجب للعاقل أن يغتم، لأن الغم لا ينفع، وكثرته تُزري بالعقل، ولا أن يحزن،
لأن الحزن لا يردُّ المرزأة، ودوامه ينقص العقل،
والعاقل يحسم الداء قبل أن يبتلي به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه، فإذا وقع فيه رضي وصبر،
والعاقل لا يخيف أحداً أبداً ما استطاع، ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهباً،
وإذا خاف على نفسه الهوان طابت نفسه عما يملك من الطارف والتالد، مع لزوم العفاف،
إذ هو قطب شُعب العقل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:56 ص]ـ
- قرب العاقل خير كله -
قرب العاقل مَرْجُوّ خيره على كل حال، كما أن قرب الجاهل مَخُوف شره على كل حال.
- أمور تفسد العقل -
الواجب على العاقل أن يجتنب أشياء ثلاثة،
فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبيس العوسج:
الاستغراق في الضحك، وكثرة التمني، وسوء التثبت.
- فضل العقل -
كفى بالعاقل فضلاً-وإن عدم المال-: بأن تُصرف مساوئ أعماله إلى المحاسن،
فتجعل البلادة منه حلماً، و المكر عقلاً، و الهذر بلاغة، والحدة ذكاء، و العي صمتاً،
و العقوبة تأديباً، والجرأة عزماً، و الجبن تأنياً، والإسراف جوداً، والإمساك تقديراً،
فلا تكاد ترى عاقلاً إلا موقراً للرؤساء، ناصحاً للأقران، مواتياً للإخوان، متحرزاً من الأعداء،
غير حاسد للأصحاب، ولا مخادع للأحباب، ولا يتحرش بالأشرار، ولا يبخل في الغنى،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/281)
ولا يشره في الفاقة، ولا ينقاد للهوى، ولا يجمع في الغضب، ولا يمرح في الولاية،
ولا يتمنى مالا يجد، ولا يكتنز إذا وجد، ولا يدخل في دعوى، ولا يشارك في مراء،
ولا يُدلي بحجة حتى يرى قاضياً، ولا يشكو الوجع إلا عند من يرجو عنده البرء،
ولا يمدح أحداً إلا بما فيه، لأن من مدح رجلاً بما ليس فيه فقد بالغ في هجائه،
ومن قبل المدح بما لم يفعله فقد استهدف للسخرية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:58 ص]ـ
- بالعقل تحيا النفوس -
العاقل لا يقاتل من غير عُدة، ولا يخاصم بغير حجة،
ولا يصارع بغير قوة، لأن بالعقل تحيا النفوس.
- من شِيَم الحمقى -
من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفي عليه أمره:
سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار،
والأحمق إذا أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عليه اغترّ، وإن حَلُمت عنه جهل عليك،
وإن جهلت عليه حلم عنك، وإن أسأت إليه أحسن إليك،
وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإذا ظلمته انتصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته.
ومن شيم الأحمق العجلة، والخفة، والعجز، والفجور، والجهل، والمقت، والوهن، والمهابة، والتعرض، والتحاسد،
والظلم، والخيانة، والغفلة، والسهو، والغي، والفحش، والفخر،
والخيلاء، والعدوان، والبغضاء،
وإن من أعظم أمارات الحمق في الأحمق لسانه، فإنه يكون قلبه في طرف لسانه،
وما خطر على قلبه نطق به لسانه، والأحمق يتكلم في ساعة بكلام يعجز عنه سحبان وائل،
ويتكلم في الساعة الأخرى بكلام لا يعجز عنه باقل،
والعاقل يجب عليه مجانبة من هذا نعته، ومخالطة من هذه صفته، فإنهم يجترئون على من عاشرهم،
ألا ترى الزُّط ليسوا بأشجع الناس، ولكنهم يجترئون على الأسد لكثرة ما يرونها.
والأحمق يتوهم أنه أعقل من رُكِّب فيه الروح، وأن الحمق قُسم على العالم غيره،
والأحمق مُبغض في الناس، مجهول في الدنيا، غير مرضي العمل،
ولا محمود الأمر عند الله وعند الصالحين،
كما أن العاقل محبّبٌ من الناس، مسوّدٌ في الدنيا،
مرضي العمل عند الله في الآخرة، وعند الصالحين في الدنيا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:48 م]ـ
- مشاورة العاقل غنيمة -
إن من شيم العاقل عند النائبة تَنُوبه:
أن يشاور عاقلاً ناصحاً ذا رأي ثم يطيعه،
وليعترف للحق عند المشورة، ولا يتمادى في الباطل بل يقبل الحق ممن جاء به،
ولا يحقر الرأي الجليل إذا أتاه به الرجل الحقير،
لأن اللؤلؤة الخطيرة لا يشينها قلة خطر غائصها الذي استخرجها،
ثم ليستخر الله، وليمض فيما أشار عليه
- تفاوت المنازل والرتب -
الرجال ثلاثة:
حازم وأحزم منه وعاجز،
فالحازم من إذا نزل به الأمرلم يدهش له ولم يذهب قلبه شعاعاً؛ ولم تعْيَ به حيلته ومكيدته التي يرجو بها المخرج منه،
وأحزم من هذا المقدامُ ذو العدة الذي يعرف الابتلاء قبل وقوعه فيعظمه إعظاماً ويحتال له حيلته حتى كأنه قد لزمه فيحسم الداء قبل أن يبتلى به ويدفع الأمر قبل وقوعه،
وأما العاجز فهو في تردد وتمن وتوان حتى يهلك.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:59 م]ـ
- ضبط النفس عند النازلات دليل العقل -
أحمد الناس عقلاً من إذا نزلت به النازلات كان لنفسه أشد ضبطاً و أكثرهم استماعاً من أهل النصح؛
حتى ينجو من تلك النازلة بالحيلة والعقل والبحث والمشاورة،
فعظيم الذنب لا يقنط من الرحمة، ولا تدخلن عليك شيئاً من الهم والحزن فإنهما لا يردان شيئاً مقضياً،
إلا أنهما ينحلان الجسم ويشفيان العدو، والصبر عند نزول المصيبة عبادة.
- مَن عُدم العقل لا نظر له -
إثنان لا ينظران: الأعمى؛ والذي لا عقل له،
وكما أن الأعمى لا ينظر إلى السماء ونجومها ولا ينظر البعد من القرب،
كذلك الذي لا عقل له لا يعرف الحسن من القبيح، ولا المحسن من المسيء.
- الاستشارة تثري العقل -
اعرف أهل الدين والمروءة في كل كورة وقرية وقبيلة، فيكونوا هم إخوانك وأعوانك وبطانتك وثقاتك،
ولا يقذفن في روعك أنك إن استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك،
فإنك لست تريد الرأي للإفتخار به ولكن تريده للإنتفاع به،
ولو أنك مع ذلك أردت الذكر كان أحسن الذكرين وأفضلهما عند أهل الفضل أن يقال:
لا يتفرد برأيه دون استشارة ذوي الرأي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:56 م]ـ
- فائدة - ((قال أبو حاتم: لستُ أحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خبراً صحيحاً في العقل، لأنّ أبانَ بن أبي عياش، وسلمه بن وَرْدَانَ، وعُمْير بن عمران، وعليَّ ابن زيد، والحسن بن دينار، وعبَّاد بن كثير، وميسرة عبد ربه، وداود ابن المحبر، ومنصور بن صفر وذويهم، ليسوا ممن أحتج بأخبارهم، فأخرّجَ ما عندهم من الأحاديث في العقل)) روضة العقلاء: ابن حبان البستي ت354.
((أحاديث العقل كلها كذب، كقوله: " لما خلق الله العقل، قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: ما خلقتُ خلقاً أكرم عليَّ مِنْك، بك آخذ وبك أعطي.
وحديث: " لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العاقلين ".
وحديث: " إنّ الرجل ليكون من أهل الصلاة والجهاد، وما يجزى إلا على قدر عقله ". قال الخطيب: حدثنا الصوري، قال: سمعت الحافظ عبد الغني بن سعيد يقول: قال الدارقطني: إنّ كتاب العقل وضعة أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر، فَرَكَّبَهُ بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء، فركبه بأسانيد أُخَر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أُخَر.
وقال أبو الفتح الأزدي: لا يصح في العقل حديث، قاله: أبو جعفر العقيلي، وأبو حاتم بن حبان والله أعلم)) المنار المنيف: ابن قيم الجوزية ت751.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/282)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:37 ص]ـ
- مما يعتبر به صلاح الصالح -
أشد الفاقة عدم العقل، وأشد الوحدة وحدة اللجوج، ولا مال أفضل من العقل، ولا أنس آنس من الإستشارة، ومما يعتبر به صلاح الصالح وحسن نظره للناس أن يكون إذا استعتب المذنب ستوراً لا يشيع ولا يذيع، وإذا استشير سمحاً بالنصيحة مجتهداً للرأي وإذا استشار مطرحاً للحياء معترفاً للحق.
- ضياع العقل -
من استعظم من الدنيا شيئاً فبطر؛ واستصغر من الدنيا شيئاً فتهاون؛ واحتقر من الإثم شيئاً فاجترأ عليه؛ واغتر بعدو-وإن قل-فلم يحذره؛ فذلك من ضياع العقل.
- التثبت في الكلام -
العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل، ولا يكثر التماري إلا عند القبول، و لا يسرع الجواب إلا عند التثبت.
- حسن السمت وطول الصمت -
الواجب على العاقل: أن يكون حسن السمت، طويل الصمت، فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء، والعاقل لا يطول أمله، لأن من قوي أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله.
اللسان يورد موارد الهلاك
اللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع عن الصمت؛ أحسن من الرجوع عن الكلام، و الصمت منام العقل، والمنطق يقظته.
- أعظم البلاء ما كان باللسان -
الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلى بلسان مطلق، وفؤاد مطبق.
- من تكلم بالكلمة ملكته -
الواجب على العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول، لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد مالم يقل؛ أقدر منه على رد ما قال، والكلمة إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة، إن هي رُفعت ربما ضرته، وإن لم تُرفع لم تضره، كيف لا يصمت؟ ورب كلمة سلبت نعمة!.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:50 ص]ـ
فَاسٌ لعمْرِيَ جَنَّة الدنيا إِذَا - - نَسَمَاتُهَا فاحت وَلاَحَ ظلاَلُهَا
وبعد أيها الفاضل، نعم:
(فإن العقل لكل فضيلة أسّ، ولكل أدب ينبوع، وهو الذي جعله الله للدين أصلا وللدنيا عمادا، فأوجب الله التكليف بكماله، وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه، والعاقل أقرب إلى ربه من جميع المجتهدين بغير عقل).للقرطبي في تفسيره 5/ 169.
أيها الفاسي الماجد لقد علمت أنه لا يهتم بهذه المعاني إلا من عرف فضلها فتحلى بها، وعلم قبح أضدادها فازور عنها، وامتنع من ملابسة أسبابها، وقد كنت ألحظ شيئا من ذلك في مشاركاتك، وأتلمس دعوة إليها في تعليقاتك، وقد شاركك في هذا بعض الأحباب ممن نفع الله بهم في هذا الملتقى، ولكن غلب على الحرص بالتحلي بما شرف به الإنسان ... و العمل بما أبديتَ فضله = الرغبةُ الملحة في جمع المسائل العلمية وحفظها، والاستكثار من الرواية وإهمال الدراية، متناسين أن كثرة المعلومات مجردة ليست بفضيلة، إذ لو كان ... لفضُل حافظ العصر (الحاسوب) على بني الإنسان، فلا بد لهذه المعلومات من عقل يحسن ضبطها، وخلق رفيع يدعو للعمل بها.
فأكثر من ذكر هذه المعاني مشكورا، وأظهر فضلها وحسن التحلي بها عشية وبكورا، فعسى الله أن يوقظ بها أنفاسا من سباتها، أو يحيي بها أرواحا وجسوما قاربت مماتها.
وليس لي أخيرا إلا أن أترنم مع ابن الخطيب منشدا:
سقت سارِياتُ السُّحْب ساحة فاس - - سَواكِبَ تكْسو السّرْحَ حُسْنَ لِباسِ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:40 ص]ـ
((قال أبو حاتم: أخبرنا القطان بالرقه، حدثنا موسى بن مروان، حدثنا بقية، عن عبد الله بن حسان، حدثني ابن عامر، قال: قلت لعطاء بن أبي رباح: يا أبا محمد، ما أفضل ما أُعطى العبد؟ قال: العقل عنِ الله.
أنشدني أحمد بن عبدالله الصنعاني ... :
يزين الفتى في الناس صحة عقله - - وإنْ كان محظوراً عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس خفة عقله - - وإنْ كرمت أعراقه ومناسبه
قال أبو حاتم: فالواجب على العاقل أنْ يكون بما أحيا عقله من الحكمة، أكلفَ منه بما أحيا جسده من القوت؛ لأن قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أنَّ الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، وكذلك العقول إذا فَقدت قوتها من الحكمة ماتت، والتقلب في الأمصار، والإعتبار بخلق الله، مما يزيد المرء عقلاً، وإنْ عدم المال في تقلبه 0
أنشدني عبد الرحمن بن محمد المقاتلي:
إنّ ذا العقل يرى غُنماً له - - عدم المال إذا ما العقلُ صحَّ
ما على المرء بِعَدَمٍ سُبَّةٍ - - إنْ وفا العقلُ وإنْ دينٌ صلحَ
أخبرنا محمد بن المسيب، حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني، قال: سمعت حاتم ابن اسماعيل،يقول: ما استودع الله عقلاً عبدا، إلا استنقذه به يوماً ما. قال أبو حاتم: العقل دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذرحراثة الآخرة)) انتهى، روضة العقلاء ص17 – 18.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/283)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:59 م]ـ
حبيبنا الفهم الصحيح،
أما والذي شق القلوب وأوجد - - المحبة فيها حيث لا تتصرمُ
وحملها جهد المحب وإنه - - ليضعف عن حمل القميص ويعلمُ
لأنتم على بعد الديار وقربها - - أحبتنا إن غبتمُ أو حضرتمُ
نسائل عنكم كل غاد ورائح - - ونُومي على أوطانكم ونسلّم
- -
إذا طلعت شمس النهار فسلموا فإنها - - إشارة تسليمي عليكم فسلموا
- -
وإني استخبر الشمس عنكم كلما - - طلعت وأسأل البرق كلما لمع
من هذا الذي أسعدنا بمروره، وفاجأنا بفائح بعطوره، فسامِحنا، إذ لم تجد الورود على الأبواب، ولم أستبِق الباب للترحاب،
بارك الله فيكم، صدقت، لقد عرفنا المعاني، وأين نحن بها من التحلي، جائحة القسوة قد أصابت القلوب، وأظهرت ما بقي من العيوب،
نعم أخي كل شيء لدينا معلوم القرآن بين أيدينا، والسنة بين أظهرنا،
فلماذا لم نفلح كما أفلحوا؟؟
ولماذا لم ننجح كما نجحوا؟؟
فيمن العيب في النصوص أم فينا؟؟؟
صدق الكتاب والسنة وكذبت بطوننا!!
هب أن رجلا لا يعرف كيف يحمل سيفا فأراد أن يقاتل فعقر نفسه، ففيمن العيب فيه أم في السيف؟؟؟
وآخر عنده دربة ومِراس على السيوف فأخذ السيف وأوقع النكاية في الأعداء،
إذن حامل السيف هو المسؤول لا السيف!!!
لم نأخذ الكتاب والسنة بحقهما كما أخذوه بحقه،
هناك خلل في التطبيقات!!
فلو أن الصحابة ضيعوا أوقاتهم في القيل والقال والجدال والردود = ما وصلنا إسلام إلى المغرب والسنغال،
نعيش انفصاما بين المعرفة بالشيء والنهوض إلى تطبيقه والعمل به،
ووالله ما فتح الصحابة البلدان بكثرة المتون وإنما باستقامتهم مع الله وثباتهم على الجادة،
أولائك الذين لم نعرف حقهم حق المعرفة،
سلفيتنا وقفت عند القرن الثالث فما بعدها، وأخاف أن نكون وقعنا فيما فررنا منه، وهو ذهاب الأوقات في الكلام والكلام المعاكس، والانغماس في الجانب النظري على حساب الجانب التطبيقى،
وبكل جرأة أقول سلفيتنا تحتاج إلى سلفية، والتزامنا يحتاج إلى التزام، بل واستغفارنا يحتاج إلى استغفار.
وأخاف أن استطرد فيضرب بلعومي
منكم لا منهم؟؟؟
لكنها الحرقة على الأمة،
ليتني كنت ورقة خريف تذروها الرياح
لقد فتحت علينا المواجع شيخنا الفهم الصحيح جزاك الله خيرا.
رحمك الله يا ابن تيمية لقد عرفت واقعك بحق،
فكنت سيفا على الأعداء، وسَلَما للأولياء،
وناصحا للحكام والعلماء، ومقاتلا من أجل الإعلاء،
وبرّأت ذمتك، ونصحت أمتك،
وفككت الأسير ورحمت الكبير والصغير،
ساعدت الحائض على الطواف، واجتهدت بحق ورفعت الحرج والخلاف
فتحت أبواب التيسير في التطليق، سواء كان منجزا، أ, كان بالتعليق
فأين نحن منك، أمّة وحدك،
يا حسرة على العباد!!!
ألحقنا الله بك تائبين مخلصين حتى نلقاك على حوض محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
آيمن ... آمين
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:11 م]ـ
شيخما أشرف، زادكم الله شرفا
لم أر مشاركتك القيمة بحق، إلا الآن،
فيا ليتنا نعي ما قاله ابن أبي حاتم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:30 م]ـ
م الخاص
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
تصحيح وتنبيه على خطأ مطبعي وقع مني:
هو ليس ابن أبي حاتم،
ولكنه أبو حاتم، ابن حبان البستي رحمه الله.
ـ[أبو سارة المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 04:00 م]ـ
غفر الله لك ولوالديك وجزاكم كل خير في الدنيا والآخرة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 05 - 05, 05:41 م]ـ
ألحقنا الله بك تائبين مخلصين حتى نلقاك على حوض محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
آيمن ... آمين
آمين .. آمين ... آمين
لا أرضى بواحدة حتى - - أزيد عليها ألف آمينا
___________________________________________
وَيا أَحِبَّتَنا وَالبين مُحتَكِمٌ - - لَم يَبقَ إِلّا ندائِي يا أَحِبَّتَنا
هل تحفظون على طول البِعاد لَنا - - عهداً فأَحفظنا للعهد أَكرمُنا
رحيِلكم في صميمِ القَلب أَسكنكُم - - فالدهر مِن حيث رام البعدَ قَرَّبَنا
أَرواحُنا بِالتَصافِي تَلتَقي أَبَداً - - على التَنائي ولا يدري الفراق بِنا
أيها الأديب الأريب، لقد شممت فائح عطرك مذ دخلت هذا الملتقى، وأريجُ ورودك قد علا من زمن في أسارير النفس وارتقى، فكان له أثره الحسن الذي يرتجى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/284)
أيها الصاحب الماجد – لا زلت مسددا – نعم لا بد من تحريك السواكن، وإثارة الشجون حتى نسمع هذه الكلمات ... وتتحفنا بمثل هذه العظات، فيخبو ما علا النفسَ من عجب ودلال، وتدفع عنها ما أحاط بها من جهل وضلال.
وحديثي إنما كان إلى من انتسب إلى هذه الطائفة المنصورة في هذا الملتقى، فقد جمعنا الانتساب إلى تلك الطائفة، وألف بينكم العلم الذي هو رحم بين أهله ... (تحول الضمائر مقصود) فمن يتحلى بجميل الخصال، ومليح الفعال؛ إذا لم يكن من جمع بين سلامة المنهج وصحته، ووفرة العلم وقوته؟!!
أليس سلوك المرء وفعله؛ الدليل الناصع على حسن المعتقد وسلامته؟
أليس الأدب وحسن الخلق ... علامة أهل العلم التي يتميزون بها عن العوام؟
أليسوا حملة الشرعية؛ التي جاء من أوحيت إليه ليتتم مكارم الأخلاق؟
ألستُ - وغيري من غير طلبة العلم - ضيوفا بينكم فحقنا الإكرام فنحن قوم عرب، نحب المضياف الكريم؛ وإن قصرنا في الوفاء بحقكم علينا من الأدب والتبجيل والتكريم؟
ألم نتعلم منكم: أنكم تنظرون إلى سمت الشيخ وهديه ... قبل أن تأخذوا عنه العلم، فاحذرونا وإن كنا من العوام لكن في بعضنا من الفطنة ما تدعوه أن يفرق بين من كان أدب العلم باديا في قلمه ولسانه، وبين من هو عكس ذلك تماما، وبين من قارب ... أما أنّ ما تقولونه لنا حكاية عن أهل الزمان الأول، وسُوقُه لم تنفق بينكم اليوم؟
لماذا يكون نصيبنا من البعض منكم السخرية والاستهزاء إذا أخطأنا - أو ظننتم أننا أخطأنا - أليس الأخذ بالحسنى بنا أولى؟
يا ويحنا ألم نتدبر في قول الله تعالي: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
أم على قلوب أقفالها، فلم تعِ ولم تفقه ما تتلو صباح مساء؟
هل غيرنا فَقِه من كتابنا أكثر مما علمنا وفهمنا؟
ألم يبلغ مسامعهم قول الكافر اللئيم جيمس فليت، وهو يبين أن أقصر طريق لكسب عداوة الآخرين السخرية بهم؟
فاسمعه يقول: (إنك حين تسخر من أي فرد، ستنقص من ذاته، وستدمر إحساسه بالكبرياء والأهمية، إن السخرية تشوه نفسية الناس وتعوقهم، وكثيرا ما يستمر التشويه إلى الأبد، إن الإنسان يمكنه أن يتحمل أي إهانة أو هزيمة أو جرح ... ولكن حين تسخر من أي فرد، أو تنتقص من شأنه، وبخاصة أمام الآخرين؛ فسوف تكسبه عدوا لبقية حياتك، إنك بهذا لن تكون قد اعتديت على ذاته وجرحت كبرياءه فحسب، ولكنك ستكون أيضا قد اعتديت على إحساسه باحترام النفس والكرامة وتقدير الذات).
ولسنا عن الاستثناءات نتحدث، وإنما على الأصل في العلاقات والمحاورات، وما تقدم من كلام الكافر أصل، فلا نتجاوزه.
وإنما أوردت كلام الكافر المتقدم لأبين أنهم قد علموا من أخلاق ديننا ما أغفلناه، بل تحلو منه بما هجرناه من الخلق الفاضل وتركناه، فلله درنا ما أجهلنا، وما أشد الغفلة التي ضربت بخيامها على قلوبنا، وكأنها وجدت مرتعا خصبا، ومربعا خلا من الأدب فلم تتجاوزه رفقا ولا قسرا.
ألم تجعلوا – أيها الأحباب – من مقولة: التصفية والتربية – وأنعم بها – شعارا ودثارا؟!! فهذه التصفية قد رأينا منها قسطا وافرا، فأين التربية؛ فقد خلت منها ربوع الكثيرين فأضحت خواء قافرة.
أم أن ما يتناقله بعض طلبة العلم من قول أسد السنة ريحانة الشام – عليه رحمات ربي تترى -: لقد علّمت وما ربيت – أو ما معناه -. قد صحت بالسند المتصل، والعمل الموافق لما نُقل؟!!
أنا أجزم بأن هذا القول لو صح، لكان من باب التواضع، أو أنه يرى التقصير في أنه لم يعط هذا الأمر حقه من الاهتمام، لانشغاله بالتحقيق والتدقيق، والأولى أن يقال: إنه ربّى عملا بهديه وسلوكه، ولكن قد عميت من البعض الأبصار، فلم يروا مابين أيديهم من هدى لا في ليل ولا في نهار.
وأحدثك عن نفسي – وهو شر الحديث - فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد رأيت موقفا من شيخ الإسلام بحق - ولم أره عيانا في حياتي إلا تلك المرة وكانت لحظات عند باب بيته بالششة - لازلت أشعر بأثره في نفسي إلى ساعتنا هذه، وكلما تذكرته أحدث في نفسي لوعة وألما على أني لم أحظ بمجاورته والتتلمذ عليه، والأخذ من هديه والتحلي بخلقه وفضله - قبح الله الظلم والاستبداد الذي حرمني ذلك – وحصل معي بعد سنوات مثل ذلك مع إمام آخر وقفت أسلم عليه أمام باب مسجده في جبل ... فكان منه في لحظات ما لا أنساه إلى الممات؛ فإذاً هي اللمحات واللفتات و الإيماءات التي تزرع في النفوس الأدب ... وترفع عنها السوء والعطب، فكيف يكون حال من جاورهما السنين الطوال، واغترف من علمهما وهديهما، لا شك أنه شامة بين أقرانه، ونفع خالص لأحبابه وجيرانه، وهذا يكون لمن أبصر وتدبر، ولا يكون لمن تجبر وأعماه الغرور وتكبر.
لعلك أيها الفاضل تتسأل في نفسك عن هذين العلمين، والإمامين الجليلين، ولن تستغرب إذا عرفتَهما، فالشئ من معدنه لا يستغرب، فالأول العلامة الرباني ابن باز، والآخر أسد السنة الهمام الألباني – عليهما رحمة ربي تترى، وجازاهما عنا بأفضل ما جزى علماء الأمة -.
لقد أطلت عليك أيها المحب، فإن كانت فائدة فلعلها تدفع ثقل التطويل، وإن كانت الأخرى فهذا أنموذج على ما قيل، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المتأدبون بمحبة الله، ويجدون أثر حسن الأدب .. يوم لا ينفع المرء – بعد عفو الله - إلا ما قدمت يداه.
أحبَّتنا ما البعد شيئاً نُطيقه - - ولكنه من جملة الحكم في الأَزَلْ
أحبتنا ألبابنا تستطيرها - - إليكم علاقات الصفاء ولا تسل
بنا ظمأ اللقيا ونار من الأسى - - ولولا التأسي ذابَ من حرها الجبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/285)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 10:42 م]ـ
ولك أبا سارة المصري ولهما غفر، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بِنَبَر.
شيخنا الفهم الصحيح
تطيبت الصفحة للُقياك، واحمرّ بياضها لمُحياك،
وقد استهمت للظّفَر بك، والنيل من عطف قلمك،
فرِحة بك، وكأنك لا تكتب بيدك، وتكتب بكل جوارحك،
نعم نَعم، تتقاتل الحروف على باب فمك، وتتزين لتنال رضى قلمك
مَن منهن السُّعدى بالقال، من منهن التي بالبال،
إنّ ما أنقله عن الأخلاق هو شيء نظري،
ولكن حضورك بين إخوانك بهذا الخلق هو تطبيق عملي،
ولولا أنني أخشى التراب على وجهي من أهل الملتقى، أهل الغيرة على السنة ووأصحاب التقى،
لزِدْت.
شيخنا الفهم الصحيح:
ثق بالله ثم بنفسك، وارفع رأسك فأنت على خير عظيم إن شاء الله، يا ليتنا كنا في تواضعك مع علمك، ولم يجتمعا إلا لمن اصْطُفي، و مِن مرض القلوب شُفِي،
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه. آمين
- من لم يحفظ لسانه لم يعقل دينه -
لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب، فإن كان له قال، وإلا فلا، و الجاهل قلبه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلم به، وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.
- الصمت وأدب اللسان -
إن كلَّ كلام يكرهه سامعه لا يجسر عليه قائله وإن كان ناصحاً مشفقاً إلا إذا كان المقول له عاقلاً، فإن اتفق ذلك حمل القول على المحبة وعلم ما فيه من النصيحة، لأن ما كان فيه من نفع فهو له.
- السكوت عن القبيح فضيلة -
العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل ولا يقول إلا لمن يقبل، ولا يجيب إذا شُوتم، ولا يجازي إذا أُسمع، لأن الابتداء بالصمت وإن كان حسناً، فإن السكوت عند القبيح أحسن منه.
- بفمِه يفتضح الكذوب -
اللسان سَبع عقور، إن ضبطه صاحبه سلم، وإن خلى عنه عقره، وبفمه يفتضح الكذوب، فالعاقل لا يشتغل بالخوض فيما لا يعلم، فيُتهم فيما يعلم، لأن رأس الذنوب الكذب، وهو يبدي الفضائح ويكتم المحاسن، ولا يجب على المرء إذا سمع شيئاً يعيبه أن يحدث به، لأن من حدث عن كل شيء أزرى به، وأفسد صدقه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:28 ص]ـ
- التثبت من الاخوان فيما ورد عنهم ولا يكثر المعاتبة -
من وُشي إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت، وقبول العذر إذا اعتذر، وترك الإكثار من العتب، مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ، وعلى الصبر عند الضياع، وعلى المعاتبة عند الإساءة.
والواجب على العاقل أن لا يقصّر عن معاتبة أخيه على زلته، لأن من لم يعاتب على الزلةلم يكن بحافظ للخلة، ومن أعتب لم يذنب، كما أن من اغتفرلم يعاقب، وظاهر العتاب خير من مكتوم الحقد، ورب عتب أنفع من صفح.
ولا يجب على العاقل أن يناقش على تصحيح الإعتاب بالإكثار؛ مخافة أن يعود المعاتب إلى ما عوتب عليه، لأن من عاتب على كل ذنب أخاه، فحقيق أن يملّه ويقلاه، وإن من سوء الأدب كثرة العتاب، كما أن من أعظم الجفاء ترك العتاب، والإكثار في المعاتبة يقطع الود، ويورث الضد.
- كتمان السر محمود -
من حصن بالكتمان سره؛ تم له تدبيره، وكان له الظفر بما يريد، والسلامة من العيب و الضرر، وإن أخطأه التمكن والظفر، والحازم يجعل سره في وعاء، ويكتمه عن كل مستودع، فإن اضطره الأمر وغلبه أودعه العاقل الناصح له، لأن السر أمانة، وإفشاؤه خيانة، والقلب له وعاؤه، فمن الأوعية ما يضيق بما يودع، ومنها ما يتسع لما استودع.
- من أُستودع سرا فليكتمه -
الإفراط في الاسترسال بالأسرار عجز، وما كتمه المرء من عدوه؛ فلا يجب أن يظهره لصديقه، وكفى لذوي الألباب عبراً ما جربوا، ومن استودع حديثاً فليستر، ولا يكن مهتاكاً ولا مشيعاً، لأن السر إنما سمي سراً، لأنه لا يُفشى، فيجب على العاقل أن يكون صدرُه أوسع لسره من صدر غيره بأن لا يفشيه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 12:14 م]ـ
- أحسن لباس يلبسه المرء: الفصاحة -
الفصاحة أحسن لباس يلبسه الرجل وأحسن إزار يتزّر به العاقل،
والأدب صاحب في الغربة، ومؤنس في القلة، وزين في المحافل، وزيادة في العقل، ودليل على المروءة،
ومن استفاد الأدب في حداثته انتفع به في كبره، لأن من غرس فسيلاً يوشك أن يأكل رُطبها، وما يستوي عند أولى النهى،
ولا يكون سيان عند ذوي الحجى،
رجلان: أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن.
- المودة وحفظ السر -
لا شيء أفضل من المودة،
ومن خلصت مودته كان أهلاً أن يخلطه الرجل بنفسه ولا يذخر عنه شيئاً ولا يكتمه سراً؛
ولا يمنعه حاجته ومراده إن قدر على ذلك،
ورأس الأدب حفظ السر، فإن كان السر عند الأمين الكتوم فقد احترز من التضييع لأنه خليق أن لا يتكلم به،
ولا يُكتم سرٌّ بين اثنين قد علماه وتفاوضا فيه،
ولا يكون سراً لأن اللسانين قد تكلما به، فإذا تكلم بالسر اثنان فلا بد من ثالث من جهة الواحد أو من جهة الآخر،
فإذا صار إلى الثلاثة فقد شاع وذاع حتى لا يستطيع صاحبه أن يجحده ويكابر فيه،
كالغيم إذا كان متقطعاً في السماء فقال قائل:
إن هذا الغيم متقطع لا يقدر أحد على تكذيبه.
- إفشاء السر مفسدة -
إن فساد عامة الأشياء يكون من حالتين:
إحداهما إفشاء السر، والأخرى ترك عقوبة من يستوجب العقوبة.
من حصن سرّه ظفر
من حصَّن سره فله بتحصينه خصلتان:
الظفر بحاجته؛ والسلامة من السطوات؛
وإظهار الرجل سرّ غيره أقبح من إظهار سر نفسه؛
لأنه يبوء بإحدى وصمتين:
إما بالخيانة إن كان مؤتمنا؛ أو النميمة إن كان مستودعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/286)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 11:19 م]ـ
من حصن سرّه ظفر
من حصَّن سره فله بتحصينه خصلتان: الظفر بحاجته؛ والسلامة من السطوات؛ وإظهار الرجل سرّ غيره أقبح من إظهار سر نفسه؛ لأنه يبوء بإحدى وصمتين: إما بالخيانة إن كان مؤتمنا؛ أو النميمة إن كان مستودعا
حسن الكلام لا يتم إلا بحسن العمل
اعلم أن حسن الكلام لا يتم إلا بحسن العمل، وأن المريض الذي قد علم دواء مرضه إن لم يتداو به لم يغن علمه به شيئاً، ولم يجد لدائه راحة ولا خفة، فاستعمل رأيك و لاتحزن لقلة المال، فإن الرجل ذا المروءة قد يُكرم على غير مال؛ كالأسد الذي يُهاب وإن كان رابضاً، و الغني الذي لا مروءة له يهان وإن كان كثير المال؛كالكلب لا يُحفَلُ به وإن طُوِّق وخُلخِل بالذهب، فلا تَكبُرَنَّ عليك غربتك، فإن العاقل لا غربة له كالأسد الذي لا ينقلب إلا ومعه قوته.
جرح اللسان أشد من جرح السنان
اعلم أن الفأس يُقطع بها الشجر فيعود ينبت، والسيف يَقطع اللحمَ ثم يرجع فيندمل، واللسان لا يندمل جرحه ولا تُنسىمقاطعه، والنصل من السهم يغيب في اللحم ثم ينزع فيخرج، وأشباه النصل من الكلام إذا وصلت إلى القلب لم تُنزَع ولم تُستخرَج، ولكل حريق مطفئ، فللنار الماء، وللسم الدواء، وللحزن الصبر، وللعشق الفرقة، ونار الحقد لا تخبو أبداً.
من الكلام ما ينبت الأحقاد والضغائن
إذا كان الكلام أفظع كلام يلقى منه سامعه وقائله المكروه مما يورث الحقد والضغينة، فلا ينبغي أن تسمى أشباه هذا الكلام كلاماً ولكن سهاماً، وإنَّ الكلام الرديء هو الذي يرمي صاحبه في الحقد و العداوة، والعاقل إن كان واثقاً بقوته وفضله؛ لا ينبغي أن يحمله ذلك على أن يجلب العداوة على نفسه اتكالاً على ما عنده من الرأي والقوة، كما أنه وإن كان عنده الترياق لا ينبغي له أن يشرب السم اتكالاً على ما عنده.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 11:38 م]ـ
جرح اللسان أشد من جرح السنان انتهى
جراحات السنانِ لها التئامُ ** ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ
يلتام (إنْ شاء الله).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 11:43 م]ـ
- احتقار الناس مفسدة -
العاقل لا يستحقر أحداً، لأن من استحقر السلطان أفسد دنياه، ومن استحقر الأتقياء أهلك دينه، ومن استحقر الإخوان أفنى مروءته، ومن استحقر العوام أذهب صيانته.
- فضائل الرجال ما نسبهاالناس إليهم -
العاقل يبذل لصديقه نفسه وماله، ولمعرفته رفده ومحضره، ولعدوه عدله وبره، وللعامة بشره وتحيته، ولا يستعين إلا بمن يحب أن يظفر بحاجته عنده، ولا يحدث إلا من يرى حديثه مغنماً، إلا أن يغلبه الاضطرار عليه، ولا يدعي ما يحسن من العلم، لأن فضائل الرجال ليست ما ادّعوها ولكن ما نسبها الناس إليهم.
- خصال تورث الاستثقال -
الواجب على العاقل مجانبة الخصال التي تورثه استثقال الناس إياه؛ وملازمة الخصال التي تؤدي إلى محبتهم إياه، ومن أعظم ما يُتوسل به إلى الناس ويُستجلب به محبتهم، البذلُ لهم مما يملك المرء من حُطام هذه الدنيا، واحتمالُه عنهم ما يكون منهم من الأذى، فلو أن المرء صحبه طائفتان: أحدهما تحبه، والأخرى تبغضه، فأحسن إلى التي تبغضه، وأساء إلى التي تحبه، ثم أصابته نكبة فاحتاج إليهما، لكان أسرعهما إلا خذلانه وأبعدهما عن نصرته الطائفة التي كانت تحبه، لأن الكلب إذا شبع قوي، وإذا قوي أمّل، وإذا أمّل تبع المأمول، وإذا جاع ضعف، وإذا ضعف أيس، وإذا أيس ولى عن المتبوع، فمن عدم المال فليبسط وجهه للناس، فإن ذلك يقوم مقام بذل المعروف، إذ هو أحد طرفيه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 05 - 05, 01:05 ص]ـ
شيخنا الفهم الصحيح
تطيبت الصفحة للُقياك، واحمرّ بياضها لمُحياك،
وقد استهمت للظّفَر بك، والنيل من عطف قلمك،
فرِحة بك، وكأنك لا تكتب بيدك، وتكتب بكل جوارحك،
نعم نَعم، تتقاتل الحروف على باب فمك، وتتزين لتنال رضى قلمك
مَن منهن السُّعدى بالقال، من منهن التي بالبال،
إنّ ما أنقله عن الأخلاق هو شيء نظري،
ولكن حضورك بين إخوانك بهذا الخلق هو تطبيق عملي،
ولولا أنني أخشى التراب على وجهي من أهل الملتقى، أهل الغيرة على السنة ووأصحاب التقى،
لزِدْت.
لله درك كيف نظمت هذه الكلمات وجمعتها وسبكتها هذا السبك العجيب والمتناسق، ولا أخفيكم سرا - شيخنا الفاسي - أني أعدت قراءتها مرارا وتكرارا، ولم أزدد إلا تعجبا وإعجابا.
ولا غرو فقد خرجت من شيخ فاضل عرف لأهل الفضل فضلهم (وهو منهم) في حق شيخ كريم أعاننا الله على رد شئ من حقه وقدره.
حفظ الله الجميع وزادنا الله وإياهم من فضله.
وهذه هدية، فأرجو قبولها:
لله درك قد حباك بفضله ... خلقا تجاوز في الثناء نشيد
أوتيت قلبا كالنسائم رقة .... قبل القريب عطاؤه لبعيد
بيني وبينك ألفة ومحبة .... يسقي كلانا غرسها لمزيد
بيني وبينك يا أخي تواصل .... لو غاب صوتي فالدعاء بريد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/287)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:06 ص]ـ
يا شيخنا المسيطير البشير، يا مضيئنا بالمصباح المنير
أنار مصباح خلقك أعضاء الملتقى، وبأذواقهم وقيمهم ارتقى،
ما هذا التواضع يا بائع الجواهر، فلا يكون هذا إلا من الأكابر،
كم غُصتَ في الملتقى داخل المسائل، وكم أخرجت من لؤلئها إلى السواحل
فتهطل علينا هطول الغيث بالروابط، وتُحكم إدارة الملتقى بالضوابط.
فمقصود الخط السؤال عن حالك، سلك الله بك أحسن المسالك،
وجنبك أسباب المهالك، ورفع ذكرك في البلاد والممالك
وبعد
فقد ذكرتموني بما ليس فِيَّ نَقِيرَا،
وحبرتم الكلام فيَّ تحبيرا،
خُلْوٌ تلميذكم من تيكم الأوصافِ،
وإن كان يَطلبها بالإلحافِ،
فلا تظنن عَرَض الملبس يغير الجوهر،
ولا تنخدع - عافاك الله - بالمظهر،
فالفهم الصحيح من راسخ الرواسي،
وفي سفح شوامخها ينتظر الفاسي،
يقنع بما انحدر منها إليه،
وبما سال من أفضالها عليه،
فتَقَبَّلْها تحيةً من الْمُحَيِّيكَهَا،
وخذ الحقيقة من المُعطيكها:
تلميذك قصيرٌ يُطاولكم،
ضعيفٌ يُقاويكم،
صغير يكابركم،
بليد يذاكيكم.
قال يوما:
بالتشبه بأولي الألباب،
أكون منهم أو على الأعتابِ،
فظهر لحني في الخطابِ،
وبدا عجزي للأحباب،
فلا تفسدوا أخاكم بالإطراءِ،
فذلكم يرديه من العلياء،
ذاك مدحٌ إذا اعتدى هلك،
وبنا في النيران سلك،
وقانا ووقاكم الله من كل مكروه، وأسبغ علينا نعمه، بفضله وكرمه آمين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:18 ص]ـ
- إصلاح السرائر في مجانبة الهوى -
الواجب على المرء: أن يكون لرأيه مُسعفا؛ ولهواه مسوفا،
فإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه، لأن في مجانبته الهوى إصلاح السرائر،
وبالعقل تصلح الضمائر.
- من ركب هواه هلك -
من ركب هواه ورفض أن يعمل بما جربه هو أو أعلمه به غيره؛
كان كالمريض العالم بردئ الطعام والشراب وجيده وخفيفه وثقيله؛
ثم يحمله الشره على أكل رديئه وترك ما هو أقرب إلى النجاة والتخلص من علته.
- اتهام الهوى -
ينبغي للعاقل أن يكون لهواه متهماً، ولايقبل من كل أحد حديثاً،
ولا يتمادى في الخطأ إذا التبس عليه أمره، ولا يلج في شيء منه،
ولا يقدم عليه حتى يتبين له الصواب فيه؛ وتستوضح له الحقيقة.
- إحصاء زلات الخلق يكدر العيش -
من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب،
كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء؛
أقرب منه إلى أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء، ومن لم يدار صديق السوء كما يداري صديق الصدق ليس بحازم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 05 - 05, 12:23 ص]ـ
- لا تصلح المعاداة لمن وجد للمحبة سبيلا -
العاقل يبصر موضع خطواته قبل أن يضعها، ثم يقارب عدوه بعض المقاربة، لينال حاجته، ولا يقاربه كل المقاربة فُيجترئَ عليه، والعاقل لا يعادي ما وجد إلى المحبة سبيلاً، ولا يعادي من ليس له منه بدّ، ولا العدوّ الحنق الذي لا يطاق، فإنه ليس له حيلة إلا الهرب منه، وحيلة السبيل إلى القدرة على العدو وجود الغرة فيه، وأن يرى العدو أنه لا يتخذه عدواً، ثم يصادق أصدقاءه، فيدخل بينه وبينهم.
- صيانة النفس ببذل أسباب النجاة -
إذا لقي الرجل عدوه في المواطن التي يعلم أنه فيها هالك سواء قاتل أم لم يقاتل؛ كان حقيقاً أن يقاتل عن نفسه كرماً وحفاظاً، ولا يمكِّنه من نفسه حتى يستفرغ ما عنده من الحيلة في قتاله، لأنه قد بنى أمره على التلف فلعل خلاصه في ذلك القتال، والهلاكُ واقع به كيف كان.
- تكلف غير المستطاع -
من ذا الذي غالب القدر؟ ومن ذا الذي بلغ من الدنيا جسيماً من الأمور فلم يبطر؟ ومن ذا الذي بلغ مناه فلم يغتر؟ ومن ذا الذي تبع هواه فلم يخسر؟ ومن ذا الذي حادث النساء فلم يُصَب؟ ومن ذا الذي طلب من اللئام فلم يحرم؟ ومن ذا الذي خالط الأشرار فسلم؟ ومن ذا الذي صحب السلطان فدام له منه الأمن والإحسان؟.
- لابد للعاقل من لباسين -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/288)
ألبس للناس لباسين ليس للعاقل بدٌّ منهما؛ ولا عيش ولا مروءة إلا بهما: لباسُ انقباض واحتجاز تلبسه للعامة؛ فلا تلفين إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً، ولباسُ انبساط واستئناس تلبسه للخاصة من الثقات؛ فتتلقاهم ببنات صدرك وتُفضي إليهم بموضع حديثك، وتضعُ عنك مؤونة الحذر والتحفظ فيما بينك وبينهم، وأهل هذه الطبقة الذين هم أهلها قليل؛ لأن ذا الرأي لا يُدخل أحداً من نفسه هذا المدخل إلا بعد الاختبار والسبر والثقة بصدق النصيحة ووفاء العهد.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 05 - 05, 03:28 م]ـ
- أمن العدو مخاطرة -
العاقل لا يأمن عدوه على كل حال، إن كان بعيداً لم يأمن مغادرته، وإن كان قريباً لم يأمن مواثبته، والعاقل لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه، لأنه إن هلك في قصده قيل: أضاع نفسه، وإن ظفر قيل: القضاء فعله، والمعاداة بعد الخُلّة فاحشة عظيمة، لا يليق بالعاقل ارتكابها، فإن دفعه الوقت إلى ركوبها ترك للصلح موضعاً.
- اتفاق الأرواح -
إن من الناس من إذا رآه المرء يعجب به، فإذا ازداد به علماً ازداد به عجباً، ومنهم من يبغضه حين يراه، ثم لا يزداد به علماً إلا ازداد به مقتاً، فاتفاقهما يكون باتفاق الروحين قديماً، وافتراقهما يكون بافتراقهما، وإذا ائتلفا ثم افترقا فراق حياة من غير بُغض حادث، أو فراق ممات، فهناك الموت الفظيع، والأسف الوجيع، ولا يكون موقف أطول غُمة، وأظهر حسرة وأدوم كآبة، وأشد تأسفاً، وأكثر تلهفاً من موقف الفراق بين المتواخيين، وما ذاق ذائق طعماً أمرَّ من فراق الخلّين وانصرام القرينين.
- من صفات العقلاء الاعتذار عند كل زلة -
الاعتذار يذهب الهموم، ويُجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصد، والإقلال منه تستغرق فيه الجنايات العظيمة والذنوب الكثيرة، والإكثار منه يؤدي إلى الاتهام وسوء الرأي، فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تُحمَد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال؛ لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زلة.
- من أراد الفضائل فليعمل بالوصية -
لا تجادلن العلماء فتهون عليهم ويرفضوك، ولا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك ويشتموك، فإنه يلحق بالعلماء من صبر ورأى رأيهم، وينجو من السفهاء من صمت وسكت عنهم، ولا تحسبن أنك إذا ماريت الفقيه إلا زدته غيظاً دائباً، ولا تحمين من قليل تسمعه فيوقعك في كثير تكرهه، ولا تفضح نفسك لتشفي غيظك، فإن جهل عليك جاهل فلينفعنّ إياك حلمك، وإنك إذا لم تحسن حتى يحسن إليك فما أجرُك؟؛وما فضلك على غيرك؟ .. فإذا أردت الفضيلة فأحسن إلى من أساء إليك، واعف عمن ظلمك، وانفع من لم ينفعك، وانتظر ثواب ذلك من قبل الله، فإن الحسنة الكاملة هي التي لا يريد صاحبها عليها ثواباً في الدنيا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 01:00 م]ـ
- معالجة عيوب النفس -
العاقل لا يخفى عليه عيب نفسه، لأن من خفي عليه عيب نفسه خفيت عليه محاسن غيره، وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عليه عيبه، لأنه ليس بمقلع عن عيبه من لم يعرفه، وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها، وما أنفع التجارب للمبتدي.
- التواضع رفعة -
متواضع العلماء أكثرهم علما؛ كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء
- تعاهد القلب وحراسته -
الواجب على العاقل الاهتمام بإصلاح سريرته، و القيام بحراسة قلبه عند إقباله وإدباره، وحركته وسكونه، لأن تكدر الأوقات وتنغص اللذات لا يكون إلا عند فساده.
فعلى العاقل أن لا ينسى تعاهد قلبه بترك ورود السبب الذي يورث القساوة له عليه، لأن بصلاح الملك تصلح الجنود، وبفساده تفسد الجنود، فإذا اهتم بإحدى الخصلتين تجنب أقربهما من هواه، وتوخى أبعدهما من الردى.
- من جميل الخصال -
ثلاثة من أحسن الأشياء: جودٌ لغير ثواب؛ ونصب لغير دنيا؛ وتواضع لغير ذلة
- إيذاء من اطلع على السر مفسدة -
عجبا من المسيء الجوار؛ المؤذي لجاره؛ وهو مطلع على أخباره؛ وعالم بأسراره يجعله عدوا؛ إن علم خير أخفاه؛ وإن توهم شرا أفشاه؛ فهو قذاة في عينه؛ لا يطرف عنها؛ وشجى في حلقه ما يتسوّغ معه؛ فليته إذ لم يكرم مثواه؛ كفّ عنه أذاه؛ فإنما المرء دنياه
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[28 - 05 - 05, 02:23 م]ـ
الشيخ المسدد مصطفى الفاسي
بحثٌ جيد، ونقولاتٌ طيبة، ودررٌ بهية
جزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/289)
أبو حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 04:01 م]ـ
وأنت يا شيخنا:
أبا حازم فكري زين العابدين محمد السكندري
جزاكم الله خيرا، جزاكم الله خيراًً، جزاكم الله خيراً، جزاكم الله خيراً
جزاكم الله خيراً، جزاكم الله خيراً، جزاكم الله خيراً، جزاكم الله خيراً
جزاكم الله خيراً، جزاكم الله خيراً
الحسنة بعشر أمثالها _ ابتسامة_
ويضاعف الله لمن يشاء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[31 - 05 - 05, 01:57 ص]ـ
- الحياء أصل الخير -
الواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر، والحياء يدل على العقل كما عدمه دال على الجهل، ومن لا ينصف الناس منه حياؤه، لم ينصف منهم قحته.
- التواضع وخفض الجناح -
العاقل إذا رأى من هو أكبر سناً منه تواضع له، وقال: سبقني إلى الإسلام، وإذا رأى من هو أصغر سناً تواضع له، وقال: سبقته إلى الذنوب، وإذا رأى من هو مثله عده أخاً، فكيف يحسن تكبر المرء على أخيه، ولا يجب استحقار أحد، لأن العود المنبوذ ربما انتفع به فحك الرجل به أذنه.
ترك التجسس عن عيوب الناس
الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم؛ وأعجز منه من عابهم بما فيه.
والتجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، و العاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه.
- سوء الظن بالعدو مستحب -
من كان بينه وبين أحد من الناس عداوة أو شحناء في دين أو دنيا، يخاف على نفسه مكره، فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره؛ لئلا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 06 - 05, 05:31 ص]ـ
- مجانبة الحسد نعمة -
الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها: فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده، ثم انطواءُ الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء ما للحساد في الأحشاء.
- الحسد من أخلاق اللئام -
الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ و نار الحسد لا تطفأ، ومن الحسد يتولد الحقد، والحقد أصل الشر، ومن أضمر الشر في قلبه، أنبت له نباتاً مراًّ مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم.
- الغضب بذر الندم -
سرعة الغضب من شيم الحمقى، كما أن مجانبته من زي العقلاء، والغضب بذر الندم، فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدرُ على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب.
رب طامع تعب وذل ولم ينل بغيته
العاقل يجتنب الطمع إلى الأصدقاء، فإنه مذلة، ويلزم اليأس عن الأعداء، فإنه منجاة، وتركه مهلكة، والإياس هو بذر الراحة والعز، كما أن الطمع هو بذر التعب والذل، فكم من طامع تعب وذل، ولم ينل بغيته، وكم من آيس استراح وتعزز، وقد أتاه ما أمل وما لم يأمل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:21 م]ـ
- السؤال يورث المهانة -
الواجب على العاقل مجانبة المسألة على الأحوال كلها، ولزوم ترك التعرض، لأن الإفكار في العزم على السؤال يورث المرء مهانة في نفسه، ويحطه رتوة عن مرتبته، وترك العزم على الإكثار في السؤال يُورث المرء عزاً في نفسه، ويرفعه درجة عن مرتبته.
- لزوم التكرم والعفاف -
العاقل لا يسأل الناس شيئاً فيردوه، ولا يُلح في المسألة فيحرموه، ويلزم التعفف والتكرم، ولا يطلب الأمر مدبراً، ولا يتركه مقبلاً، لأن فوت الحاجة خيرٌ من طلبها إلى غير أهلها، وإن من يسأل غير المستحق حاجة حط لنفسه مرتبتين، ورفع المسؤول فوق قدره.
- التوكل نظام الايمان -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/290)
الواجب على العاقل لزوم التوكل على من تكفل بالأرزاق، إذ التوكل هو نظام الإيمان، وقرين التوحيد، وهو السبب المؤدي إلى نفور الفقر ووجود الراحة، وما توكل أحد على الله جل وعلا من صحة قلبه؛ حتى كان الله جل وعلا بما تضمن من الكفالة أوثق عنده بما حوته يده إلا لم يكله الله إلى عباده، وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب.
علو الهمة
من لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب، ومن ترك الأمر الذي لعله يبلغ فيه حاجته هيبة ومخافة لما لعله أن يتوقاه فليس ببالغ جسيماً، وقد قيل: إن خصالاً ثلاثاً لن يستطيعها أحد إلا بمعونة من علو همة وعظيم خطر، منها: صحبة السلطان وتجارة البحر ومناجزة العدو.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:26 م]ـ
- توطين النفس على لزوم العفو
الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة، إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشد من الاستعمال بمثلها.
- عاقبة العفو الى خير -
الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالم بأسرهم، رجاء عفو الله جل و علا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه، لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم كان إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يوده فإنه يحتمل عنه الدهر كله زلاته.
- من خصال الكرام -
الكريم يلين إذا استُعطف، واللئيم يقسو إذا أُلطف، والكريم يُجل الكرام، ولا يُهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، مؤثراً إخوانه على نفسه باذلاً لهم ما ملك، إذا طلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء لم يقطعه بشيء من الأشياء.
والكريم من أعطاه شكره، ومن منعه عذره، ومن قطعه وصله، ومن وصله فضله، ومن سأله أعطاه، ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استُضعف أحد رحمه، وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد ما وصفنا من الخصال كلها.
- مراقبة عيوب الناس وترك عيوب النفس -
عجبت من الرجل يفرُّ من القدر وهو مواقعه، ومن الرجل يرى القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه، ومن الرجل يخرج الضّغن من موضع ويدع الضغن في نفسه، وما ندمت على أمر قط؛ فلُمت نفسي على تندمي عليه، وما وضعت سري عند أحد فلمته على أن يفشيه، كيف ألومه وقد ضقت به.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 06 - 05, 02:18 ص]ـ
من أدب الاستشارة -
الواجب على العاقل إذا استشير قوم هو فيهم أن يكون آخر من يشير، لأنه أمكن من الفكر؛ وأبعد من الزلل؛ وأقرب من الحزم، وأسلم من السقط، ومَن استشار فلينفذ الحزم بأن لا يستشير عاجزاً، كما أن الحازم لا يستعين كسِلاً، وفي الاستشارة عين الهداية، ومن استشار لم يعدم رشداً، ومن ترك المشاورة لم يعدم عيّاً؛ولا يندم من شاور مرشداً.
- صفات يكمل بها المرء -
من كان وفاؤه سجية؛ وطباعه كريمة؛ ورأى المكافأة بالإحسان تقصيرا حتى يتفضل؛ ولم يقصر عن معروف يُمكنه وإن لم يُشكَر؛ ويبذل جهده لمن امتحن وده فذلك الكامل
- من صفات السؤدد -
أربع يُسوّدْن العبد: الأدب؛ والصدق؛ وأداء الأمانة؛ والمروءة
- الحلم ممدوح -
ما ضُم شئ إلى شئ هو أحسن من حلم إلى علم، وما عدم شئ في شئ هو أوحش من عدم الحلم في العالم، ولو كان للحلم أبوان لكان أحدهما العقل والآخر الصمت، وربما يُدفع العاقل الوقت بعد الوقت إلى من لا يرضيه عنه الحلم ولا يقنعه عنه الصفح، فحينئذ يحتاج إلى سفيه ينتصر له، لأن ترك الحلم في بعض الأوقات من الحلم.
- لزوم الرفق وترك العجلة -
الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها؛ وترك العجلة والخِفة فيها، إذِ الله -تعالى- يحب الرفق في الأمور كلها، ومن مُنِع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شئ من الأشياء على حسب الذي يُحبُّ إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 06 - 05, 12:39 ص]ـ
- السعادة في العفاف والقناعة -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/291)
إن من أسعد الناس من كان في غناه عفيفاً، وفي مسكنه قنعاً، لأن من نزل به الفقر لم يجد بُداً من ترك الحياء، والفقرُ يذهب العقل و المروءة، ويذهب العلم والدب، وكاد الفقر أن يكون كفراً، ومن عُرف بالفقر صار مَعْدِناً للتهمة، ومجمعاً للبلايا، اللهم إلا أن يرزق المرء قلباً نقياً قنعاً، يرى الثواب المدَّخر من الضجر الشديد، فحينئذ لا يبالي بالعالم بأسرهم والدنيا وما فيها، والفقر داعية إلى المَهانة، كما أن الغنى داعية إلى المهابة.
- من أراد بلوغ حاجته -
لا يجب على العاقل أن يتوسل في قضاء حاجته بالعدو، ولا بالأحمق، ولا بالفاسق، ولا بالكذَّاب، ولا بمن له عند المسؤول طعمه، ولا يجب أن يجعل حاجتين في حاجة، ولا أن يجمع بين سؤال وتَقاض، ولا يظهر شدة الحرص في اقتضاء حاجته، فإن الكريم يكفيه العلم بالحاجة دون المطالبة والاقتضاء.
- لا تغتر بزهرة الدنيا -
الواجب على العاقل أن لا يغتر بالدنيا وزهرتها، وحسنها و بهجتها، فيشتغل بها عن الآخرة الباقية، و النعم الدائمة، بل ينزلها حيث أنزلها الله، لأن عاقبتها لا محالة تصير إلى فناء، يخرب عمرانها، ويموت سكانها، وتذهب بهجتها وتبيد خُضرْتها، فلا يبقى رئيس متكبر مؤمر؛ ولا فقير مسكين محتقر، إلا ويجري عليهم كأس المنايا، ثم يصيرون إلى التراب، فيبلون حتى يرجعوا إلى ما كانوا عليه في البداية إلى الفناء، ثم يرث الأرض ومن عليها علام الغيوب، فالعاقل لا يركن إلى دار هذا نعتها، ولا يطمئن إلى دنيا هذه صفتها، وقد ادخر له ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيضن بترك هذا القليل، ويرضى بفوت ذلك الكثير.
- تلمس القلوب -
إذا أردت أن تعلم عدوك من صديقك ففكر في نفسك فإن لم يكن قلبك له سليماً فاعلم أنه لك كذلك.
- البلاء في الدنيا يسوقه الحرص والشره -
البلاء في الدنيا يسوقه الحرص والشره، لأنهما لا يزالان يدخلان صاحبهما من شيء إلى شيء، و الأشياء لا تنفذ ولا تنتهي ولا يزال صاحب الدنيا في بلية وتعب ونصب، ووجدت ركوب الأهوال وتجشم الأسفار البعيدة في طلب الدنيا أهون من بسط اليد إلى السخيّ بالمال، فكيف بالشحيح به، ولم أرَ كالرضى شيئاً، ووجدت العلماء قد قالوا: لا عقل كالتدبير؛ ولا ورع ككف الأذى؛ ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كالرضى، وأحق ما صبّر الإنسانُ على الشئ نفسه، وأفضل البر الرحمة، ورأس المودة الاسترسال، ورأس العقل معرفة ما يكون مما لا يكون، وقالوا: الخرس خير من اللسان الكذوب، والضر والفقر خير من النعمة والسعة من أموال الناس.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:41 م]ـ
- الحذر من العدو -
قارب عدوك بعض المقاربة لتنال حاجتك ولاتقاربه كل المقاربة فيجترئ عليك ويضعف جندك وتذل نفسك، ومثل ذلك مثل الخشبة المنصوبة في الشمس إذا أملتها زاد ظلها، وإذا جاوزت بها الحد في إمالتها نقص الظل.
ولا خير للضعيف في قرب العدو القوي، ولا الذليل في قرب العدو العزيز.
- إذا أرسلت رسولا فابعث ذا أدب -
إعلم أن الرسول برأيه وعقله ولينه وفضله يخبر عن عقل المرسل، فعليك باللين والرفق والحلم والتأني، فإن الرسول هو الذي يلين الصدور إذا رفق؛ ويخشن الصدور إذا خرق.
- اختبار الناس ومعاملتهم -
لا ينبغي لذي العقل أن يحتقر أحداً من الناس حتى البهائم، ولكن خليق أن يبلوهم ويختبرهم ويكون ما يصنع إليهم على قدر ما يرى منهم، فقد يكون الخير عند من يظن به الشر، والشر عند من يظن به الخير.
- معاملة الناس بما يصلح لكل واحد منهم -
ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامة بشرك وتحننك، ولعدوك عدلك، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد.
- لا تخلطن بالجد هزلاً، ولا بالهزل جداً -
إن آثرت أن تفاخر أحداً ممن تستأنس له في لهو الحديث، فاجعل غاية ذلك الجد، ولا تبدون أن تتكلم فيه بما كان هزلاً، فإذا بلغ الجد أو قاربه فدعه؛ ولا تخلطن بالجد هزلاً، ولا بالهزل جداً؛ فإنك إن خلطت بالجد هزلاً هجنته، وإن خلطت بالهزل جداً كدرته، غير أني قد علمت موطناً واحداً إن قدرت أن تستقبل فيه الجد بالهزل؛ أصبت الرأي؛ وظهرت على الأقران، وذلك إن يتوردك مورد بالسفه و الغضب، فتجيبه إجابة الهازل المداعب برحب من الذرع، وطلاقة من الوجه وثبات من المنطق.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 04:18 م]ـ
- صبر المرء على ما يكره -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/292)
ذلل نفسك بالصبر على جار السوء وعشير السوء و جليس السوء، فإن ذلك ما لا يكاد يخطئك، فإن الصبر صبران: صبر الرجل على ما يكره، وصبره عما يحب، فالصبر على المكروه أكثرهما وأشبههما أن يكون صاحبه مضطراً، واعلم أن اللئام أصبر أجساداً؛ والكرام أصبر نفوساً، وليس الصبر الممدوح بأن يكون جلد الرجل وقاحاً؛ أو رجله قوية على المشي؛ أو يده قوية على العمل، فإنما هذه من صفات الحمير، ولكن أن يكون للنفس غلوباً؛ وللأمور محتملاً؛ وفي الضر متجملاً، ولنفسه عند الرأي والحفاظ مرتبطاً؛ وللحزم مؤثراً؛وللهوى تاركاً؛ وللمشقة التي يرجو عاقبتها مستخفاً، وعلى مجاهدة الأهواء والشهوات مواظباً؛ ولبصره بعزمه منفذا.
- حبب إلى نفسك العلم حتى تألفه -
حبب إلى نفسك العلم حتى تألفه وتلزمه، ويكون هو لهوك ولذاتك وسلوتك وبلغتك، واعلم أن العلم علمان: علم للمنافع وعلم لتزكية العقول، وأفشى العلمين وأجدهما أن ينشط له صاحبه من غير أن يحرض عليه علمُ المنافع، وللعلم الذي هو ذكاء العقول وصقالها وجلاؤها فضيلة ومنزلة عند أهل الفضل في الألباب.
- لا تخبر عدوك بعداوتك له -
ليكن مما تنظر فيه من أمر عدوك وحاسدك أن تعلم أنه لا ينفك أن تخبر عدوك أنك له عدو، فتنذره بنفسك وتؤذنه بحربك قبل الإعداد والفرصة؛ فتحمله على التسلح لك وتوقد ناره عليك.
واعلم أنه أعظم لخطرك أن يرى عدوك أنك لا تتخذه عدواً؛ فإن ذلك غرةٌ له؛ وسبيلٌ لك إلى القدرة عليه، فإنْ أنت قدرت فاستطعت اغتفاراً لعداوته عن أن يكافيء بها، فهنالك استكملت عظيم الخطر، وإن كنت مكافئاً بالعدواة والضرر فإياك أن تكافيء عداوةَ السر بعدواة العلانية؛ وعداوةَ الخاصة بعداوة العامة، فإن ذلك هو الظلم والعار، واعلم مع ذلك أنه ليس كل العداوة والضرر يكافأ بمثلها؛ كالخيانة لا تكافأ بالخيانة؛ والسرقة لا تكافأ بالسرقة.
إن من عدوك من تعمل في هلاكه؛ ومنهم من تعمل في البعد عنه؛ فاعرفهم على منازلهم، ومن أقوى القوة لك على عدوك وأعز أنصارك في الغلبة له أن تحصي على نفسك العيوب والعورات كما أحصيتها على عدوك، وتنظر عند كل عيب تراه أو تسمعه لأحد من الناس هل قارفت مثله أو مشاكله، فإن كنت قارفت منه شيئاً فأحصه فيما تحصي على نفسك؛ حتى إذا أحصيت ذلك كله فكابر عدوك بإصلاح عيوبك؛ وتحصين عوراتك وإحراز مقاتلك، وخذ نفسك بذلك ممسياً مصبحاً؛ فإذا آنست منها دفعاً لذلك أو تهاوناً به؛ فاعدد نفسك عاجزاً ضائعاً خائباً معوراً لعدوك ممكناً له من رميك، وإن حصل من عيوبك بعض ما لاتقدر على إصلاحه من أمر قد مضى يعيبك عند الناس ولا تراه أنت عيباً؛ فاحفظ ذلك؛ وما عسى أن يقولَ فيه قائل من حسبك أو مثالب آبائك أو عيب إخوانك، ثم اجعل ذلك كله نصب عينيك؛واعلم أن عدوك مريدك بذلك فلا تغفل عن التهيؤ له؛ والإعداد لقوتك وحجتك وحيلتك فيه سراً وعلانيةً، فأما الباطل فلا تروعن به قلبك، ولا تشتغلن به فإنه لا يهولك مالم يقع، وإذا وقع اضمحل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 06 - 05, 11:13 م]ـ
- لا يرد على السفيه بسفه -
اعلم أنك ستبتلى من أقوام بسفه؛ وأن سفه السفيه سيطلع لك منه حقداً؛ فإن عارضته أوكافأته بالسفه؛ فكأنك قد رضيت ما أتى به فاجتنب أن تحتذي مثاله، فإن كان ذلك عندك مذموماً فحقق ذمك إياه بترك معارضته، فأما أن تذمه وتمتثله فليس ذلك لك سداداً.
- الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم -
ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، فيكون افتقارك إليهم في لين كلمتك وحسن بشرك؛ ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك.
- لا تجالس امرءاً بغير طريقته -
لا تجالس امرءاً بغير طريقته، فإنك إن أردت لقاء الجاهل بالعلم؛ والجافي بالفقة؛ والعي بالبيان؛ لم تزد على أن تضيع عقلك؛ وتؤذي جليسك بحملك عليه ثقل ما لا يعرف، وغمك إياه بمثل ما يغتم به الرجل الفصيح من مخاطبة الأعجمي الذي لا يفقه، واعلم أنه ليس من علم تذكره عند غير أهله إلا عادوه ونصبوا له ونقضوه عليك وحرصوا على أن يجعلوه جهلاً، حتى أن كثيراً من اللهو واللعب الذي هو أخف الأشياء على الناس ليحضره من لا يعرفه فيثقل عليه ويغتم به.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 05:31 م]ـ
- الحق يؤخذ ممن جاء به -
لا يمنعك صغر شأن امريء من اجتناء ما رأيت من رأيه صواباً؛ والاصطفاء لِما رأيت من أخلاقه كريماً، فإن اللؤلؤة الفائقة لا تهان لهوان غائصها الذي استخرجها.
- أعظم السرور صحبة الاخوان -
الواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان، ولا غم يعدل غم فقدهم، ثم يتوقى جهده مُفاسدة من صافاه، ولا يسترسل إليه فيما يشينه، وخير الإخوان من إذا عظمته صانك، ولا يعيب أخاه على الزلة، فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح ويتنكب محاسدة الإخوان، لأن الحسد للصديق من سقم المودة كما أن الجود بالمودة أعظم البدل، لأنه لا يظهر ود صحيح من قلب سقيم، وليحذر المرء في إخائه ألم التثقيل على أخيه، لأن من ثقل على صديقه خف على عدوه، وإن من أعظم المعونة على تسلية الهم الرضا بالقضاء، ولقيا الإخوان.
- أخوة من لاتنفع أخوته .. داء -
الواجب على العاقل أن يعد في الأدواء إخاء من لم يُواته في الضراء؛ ولم يشاركه في السراء، ورب أخي إخاء خيرٌ من أخي ولادة، ومن أتم حفاظ الأخوة تفقد الرجل أمور من يوده.
- لا تثقّل على إخوانك فيملّوك -
الواجب على العاقل أن يعلم أن الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة؛ فالسّراق يدخلون الرجال على التقارف، ولا يزدادون بذلك مودة، ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مشي القصد؛ وخفض الصوت؛ وقلة الإعجاب؛ ولزوم التواضع؛ وترك الخلاف، ولا يجب على المرء أن يكثر على إخوانه المؤونات فيبرمهم، لأن المرضع إذا كثر مصه ربما ضجرت أمه فتلقيه، ولا ينبغي لمن قدر أن يمنع أخاه من شيئ يحتاج إليه ليجبر به مصيبته، أو يفرج به كربته، والعاقل لا يؤاخي لئيماً، لأن اللئيم كالحية الصماء، لا يوجد عندها إلا اللدغ والسم، ولا يصل اللئيم ولا يؤاخي إلا عن رغبة أو رهبة، والكريم يودُ الكريم على لقية واحدة، ولو لم يلتقيا بعدها أبداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/293)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 06 - 05, 03:05 م]ـ
- حفظ المودة والإخاء -
لعمري لا يستطيع أحد أطال صحبة صاحب أن يحترس في كلّ شيء من أمره؛ ولا يتحفظ من أن يكون منه كبيرة أو صغيرة يكرهها صاحبه، ولكن الرجل ذا العقل والوفاء إذا سقط عنده صاحبه سقطة نظر فيها وعرف قدر مبلغ خطئِه عمداً كان أو خطأ، ثم ينظر هل في الصفح عنه أمر يخاف ضرره وشينه؛ فلا يؤاخذ صاحبه بشيء يجد فيه إلى الصفح عنه سبيلاً.
- مودة من لا وفاء له مضيعة -
لا شيء أضيع من مودة تمنح لمن لا وفاء له، وحباء يصطنع عند من لا شكر له، وأدب يحمل إلى من لا يتأدب به ولا يسمعه؛ وسر يستودع من لا يحفظه؛ وإن الشجرة المرة لو طليت بالعسل لم يجْدِها ذلك شيئاً، وإن صحبة الأخيار تورث الخير؛ وصحبة الأشرار تورث الشر، كالريح إذا مرت بالطيب حملت طيباً، وإذا مرت بالنتن حملت نتناً.
- التماس الأخوة بغير وفاء حمق -
العاقل يتفقد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة، لأن من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيراً، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها، لأنه لا خير في الصدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإن من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مودة تمنح من لا وفاء له، وصنيعة تصطنع عند من لا يشكرها.
- مشاورة الاخوان -
من كتم السلطان نصيحته؛ والأطباء مرضه؛ والإخوان رأيه؛ فقد خان نفسه؛ ومن التمس الرخص من الإخوان عند المشاورة؛ ومن الأطباء عند المرض؛ ومن الفقهاء عند الشبهة فقد أخطأ منافع الرأي؛ وازداد فيما وقع فيه من ذلك تورطاً؛ وحمل الوزر.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 03:33 م]ـ
- ميراث الصحبة -
العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار، لأن مودة الأخيار سريع اتصالها؛ بطئٌ انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها؛ بطئٌ اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريباً، فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير؛ كذلك صحبة الأشرار تورث الشر.
- تدنيس العرض بصحبة الأشرار -
العاقل لا يُدنس عرضه؛ ولا يعود نفسه أسباب الشر بلزوم صحبة الأشرار؛ ولا يُغضي عن صيانة عرضه ورياضة نفسه بصحبة الأخيار؛ على أن الناس عند الخبرة يتبين منهم أشياء ضد الظاهر منها.
- الوحدة خير من جليس السوء -
لصاحبٌ صالحٌ خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء، ومملي الخير خير من الساكت، والساكت خير من مملي الشر.
- صحبة السوء قطعة من النار -
العاقل لا يصاحب الأشرار، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار؛ تُعقب الضغائن، فلا يستقيم وده، ولا يفي بعهده، وإن من سعادة المرء خصالاً أربعاً: أن تكون زوجته موافقة، وأولاده أبراراً، وإخوانه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده، وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيراً؛ تكون مجالسة الكلب خير من عشرته، ومن يصحب السوء لا يسلم، كما أن من يدخل مداخل السوء يتهم.
- من كان أصدقاؤه أشرارا فهو شرهم -
الواجب على العاقل أن يستعيذ بالله من صحبة من إذا ذكر الله لم يُعنْه؛ وإن نسي لم يذكره؛ وإن غفل حرضه على ترك الذكر، ومن كان أصدقاؤه أشراراً كان هو شرهم، وكما أن الخيِّر لا يصحب إلا البررة، كذلك الرديّ لا يصحب إلا الفجرة، والواجب على المرء إذا اضطره الأمر أن يصحب أهل المروءات.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 05:49 م]ـ
- إغاظة الحاسد في اكتساب الفضائل -
إن حسدك أحد من أخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك أو تقوّل عليك مالم تقل؛ فلا تقابله بمثل ما قابلك به؛ فيعذر نفسه في الإساءة؛ وتشرع له طريقا لما يحبه فيك؛ولكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها؛ فإنك تسوؤه من غير أن توجه عليك حجة0
- ربما انتفع المرء بحاسده -
أعداء المرء في بعض الأوقات ربما كانوا أنفع من إخوانه؛ لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها؛ ويخاف شماتتهم فيضبط نعمته؛ ويتحرز من زوالها بمقدار جهده0
- الصاحب ساحب -
لا تصحب الشرير؛ فإن طبعك يسرق من طبعه سرّا وأنت لا تعلم
- من رزقه الله مودة امرئ فيليتمسك بها -
الواجب على العاقل إذا رزقه الله ودَّ امرئٍ مسلمٍ صحيحِ الوداد محافظٍ عليه؛ أن يتمسك به، ثم يوطن نفسه على صلته إن صَرَمه؛ وعلى الإقبال عليه إن صَدّ عنه، وعلى البذل له إن حرمه، وعلى الدنو منه إن باعده، حتى كأنه ركن من أركانه، وإنَّ من أعظم عيب المرء تلونه في الوداد.
- شر الإخوان من خذل إخوانه -
شر المال ما لا إنفاق فيه، وشر الأزواج التي لا تؤاتي بعلها، وشر الولد العاصي العاق لوالديه، وشر الإخوان الخاذل لأخيه عند النكبات والشدائد؛ والذي يحصي السيئات ويترك الحسنات؛ وشر الملوك الذي يخافه البريء ولا يواظب على حفظ أهل مملكته، وشر البلاد بلاد بلا خصب فيها و لا أمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/294)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:39 م]ـ
- من صحب قوما عُرِف بهم -
العاقل يجتنب مماشاة المريب في نفسه، ويفارق صحبة المتهم في دينه، لأن من صحب قوماً عُرف بهم، ومن عاشر امرءاً نُسب إليه، والرجل لا يصاحب إلا مثله أو شكله، فإذا لم يجد المرء بداً من صحبة الناس تحرى صحبة من زانه إذا صحبه، ولم يشنه إذا عرف به، وإن رأى منه حسنة عدّها، وإن رأى منه سيئة سترها، وإن سكت عنه ابتدأه، وإن سأله أعطاه.
- من صحح الحال مع اخوانه لم يضره قلة الالتقاء بهم -
من صحح الحال بينه وبين الإخوان لم يضره قلة الاجتماع؛ لاستحكام الحال بينهما، والمودة إذا أضرّ بها قلة الالتقاء تكون مدخولة، وأما من لم يحلّ في نفسه صحة الحال، ولم يستحكم أسباب الوداد، فالتوقي من الإكثار في الزيارة أولى به، لئلا يستثقل ويمل.
- مجاورة رجال السوء، مهلكة -
إن مجاورة رجال السوء و المصاحبة لهم كراكب البحر، إن هو سلم من الغرق لم يسلم من المخاوف؛ فإذا أورد نفسه موارد الهلكات ومصادر المخوفات عُد من الحمير التي لا نفس لها، لأن الحيوانات البهيمية قد خُصت في طبائعها بمعرفة ما تكتسب به النفع وتتوقى المكروه، وذلك أننا لم نرها تُورد أنفسها مورداً فيه هلكتها، وإنها متى أشرفت على مورد مهلك لها مالت بطبائعها التي ركبت فيها، شحاً بأنفسها وصيانة لها إلى النفور والتباعد عنه.
- لا تؤذي صاحب صاحبك -
ليعلم صاحبك أنك حدب على صاحبه، وإياك إن عاشرك امرؤ ورافقك أنْ لا يرى منك بأحد من أصحابه وأخدانه رأفة، فإن ذلك يأخذ من القلوب مأخذاً؛ وإن لطفك بصاحب صاحبك أحسن عنده موقعاً من لطفك به نفسه.
- إخوان الصدق خير مكاسب الدنيا -
اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا، زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة في المعاش والمعاد، فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء الوصلات والأسباب إليهم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - 06 - 05, 07:05 م]ـ
جزاكَ الله خيراً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 06 - 05, 10:26 م]ـ
شيخنا الحبيب / مصطفى الفاسي
جزاك الله خير الجزاء.
وليتكم تتكرمون بالتفكير في إخراج هذه الفوائد مطبوعة لتعم الفائدة.
كما أذكركم بما وعدتمونا به من إخراج موضوعكم المتميز (قالوا عن نبينا وإسلامنا وحضارتنا) على هيئة كتاب، يسر الله لكم أموركم، وزادكم من فضله.
قالوا عن نبينا وإسلامنا وحضارتنا ... (دعوة إلى المشاركة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25810
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 06 - 05, 02:27 م]ـ
الشيخ أشرف جزاك الله خيرا على حسن المتابعة.
الشيخ المسيطير جزاك الله خيرا على حسن الإشراف
لا أدري هل أنتم من يختار الكلام الطيب أو هو اختاركم، لأن الكلمة الطيبة لا تطاوع أيا كان، وإنما تختار أصحابها، ولذا كان من جُملة ما فسر به قوله تعالى" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ "، والطيبات من الكلمات للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من الكلمات، إشارة لمن تقوّل من أصحاب الإفك، فالكلام الطيب ليس إلا للرجل الطيب.
شيخنا المسيطير
لقد بينت كما هو مكتوب في المقدمة أنني ناقل، وناقل فقط، وأستطيع أن أضع الكتاب بين أيديكم كاملا، ولكنني فضلت أن أنَجِّمه لأن أوقع في القلب، وآنسُ للنفس،
قال صاحبه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والشكر له على توفيقه العام؛ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الظلام
أمابعد
فهذه جولة في رياض الأدب؛ وكلمات جميلة جمعتها من بحوره؛ واستخرجتها كما يستخرج اللؤلؤ من جوف البحر؛ وانتقيتها كما يُنتقى ثمين الجوهر؛ وقد جعلتها هدية لإخواني؛ لتكون أنيسا لهم في الوحشة؛ ومؤنسا في الغربة؛ وهي منتقاة من بعض الكتب التي اهتمت بهذا الفن.
........... إلى أن قال:
هذا ومما تجدر الإشارة إليه أن اختيار هذه الكلمات ليس لكونها صوابا لا يخالطه الخطأ؛ ولكن لأن هذه الكلمات فيها من الآداب التي أخذ بعضها من نصوص الكتاب والسنة؛ وبعضها كان نتيجة تجارب الحياة ومعايشة واقعها؛ مع ما امتازت به من مراعاة أعراف الناس والدلالة على محاسن الشيم0
والتجارب لها أهمية بالغة في حياة العقلاء؛
كتبه
سالم العجمي
15 شوال 1424هـ
الكويت - الجهراء ص ب 1476
salem-alajmi@maktoob.com
وإن أردتم، وضعته كاملا
شيخنا المسيطير حفظه الله:
فيما يتعلق بموضوع قالوا عن نبينا ....
لم أعد قط بإخراجه كتابا وإن كان يصلح، ولكن اقتُرح عليّ:
1. لست راضيا عنه كل الرضى
2. لا بد من عملية الفرز، أي أن أضع ما قيل عن سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وحده وما قيل عن الإسلام وحده ... وهكذا.
3. لا بد من بيان من أسلم منهم ومن لم يسلم وهذا يحتاج إلى وقت وطول نفس
4. ليس شرطا أن أكتب كتابا وأضع عليه اسمي مع وجود غيره في نفس الموضوع ككتاب الشيخ الدالاتي مثلا وكتاب محمد عمارة وفيهما إفادة كبيرة، ويمكن أن ترسل إلى أحدهما هذه النقولات ويدرجها في طبعته المقبلة، إذ المهم هو أن تصل الفائدة للناس لا أن يضع الرجل اسمه على الكتاب لكي يقال ..
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/295)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 01:40 ص]ـ
الأخ مصطفى رفع الله قدره كلام جميل لا حرمت الجنة
(لا تستوحش من تفردك في طريق الحق) انظر المدارج (1/ 29)
(كل من كان أعرف بالحق واتبع له كان أولى بالصراط المستقيم) مدارج (1/ 83)
(كلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة له من الله أعظم) مدارج (1/ 88)
(العبد يسير إلى الله بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير) مدارج (1/ 159) عدة الصابرين ص
قال ابن الجوزي رحمه الله "نظرت في الأدلة على الحق سبحانه فوجدتها أكثر من الرمل ,
و رأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي مالا يرضاه الله عز وجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين وينطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس " [صيد الخاطر: ابن الجوزي، 46].
وقال أبو سليمان الداراني "من صفّى صُفي له، ومن كَدّر كُدِّر عليه، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره".
قيل للشافعي: ما لك تكثر من إمساك العصا وأنت
لست بضعيف؟ قال: لأذكر أني مسافر.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 07 - 05, 01:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل أبا مهند النجدي على هذه النقولات النافعة،
وأتمنى أن لا تكون هذه أخرَ مشاركاتك.
- تعاهد الصداقة -
ينبغي للعاقل أن يربي صداقة صديقه بجميل الفعل؛ وحسن التعاهد؛ كما يُربي الطفل الذي ولد له؛والشجرة التي يغرسها؛ فإن ثمرتها ونضارتها بحسن الافتقاد والتعاهد
- مشاركة الصديق فيما ابتلي به -
إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول بلية؛ فاعلم أنك قد ابتليت معه إما بالمواساة فتشاركه في البلية؛ وإما بالخذلان فتحتمل العار، فالتمس المخرج عند اشتباه ذلك؛ وآثر مروءتك على ما سواها، فإنْ نزلت الجائحة التي تأبى نفسك مشاركة أخيك فيها فأجمل؛ فلعل الإجمال يسعك لقلته في الناس.
- مؤانسة ذوي الألباب -
على العاقل أن يؤنس ذوي الألباب بنفسه ويجرئهم عليها حتى يصيروا حرساً على سمعه وبصره ورأيه، فيستنيم إلى ذلك ويريح له قلبه؛ ويعلم أنهم لا يغفلون عنه إذا هو غفل عن نفسه.
- مصاحبة ذوي الفضل والأدب -
على العاقل أنْ لا يخادن ولا يصاحب ولا يجاور من الناس -ما استطاع- إلا ذا فضل في الدين والعلم والأخلاق؛ فيأخذ عنه، أو موافقاً له على إصلاح ذلك فيؤيد ما عنده وإن لم يكن له عليه فضل؛ فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمهذبين والمؤيدين؛ وليس لذي الفضل قريب ولا حميم هو أقرب إليه وأحب ممن وافقه على صالح الخصال فزاده وثبته؛ لذلك زعم بعض الأولين أن صحبة بليد نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبة لبيب نشأ مع الجهال.
- مجاورة الجاهل شر لا يؤمن -
لا يؤمننك شر الجاهل قرابة ولا جوار ولا ألف، فإن أخوف ما يكون الإنسان لحريق النار أقرب ما يكون منها، وكذلك الجاهل إن جاورك أنصبك؛ وإن ناسبك جنى عليك، وإن ألفك حمل عليك ما لا تطيق؛ وإن عاشرك آذاك وأخافك؛ مع أنه عند الجوع سبع ضار؛ وعند الشبع ملك فظ؛ وعند الموافقة في الدين قائد إلى جهنم؛ فأنت بالهرب منه أحق منك بالهرب من سم الأساود؛ والحريقِ المخوف؛ والدينِ الفادح؛ والداءِ العياء.
- أفضل الميراث ثناء حسن وأدب نافع -
أفضل ما ورث أبٌ ابناً ثناء حسن وأدب نافع، والخرس خير من البيان بالكذب، كما أن الحصور خير من العاهر، فيجب على العاقل أن يذكي قلبه بالأدب، كما يذكي النار بالحطب، لأن من لم يذك قلبه ران حتى يَسْوَدَّ، ومن تعلم الأدب فلا يتخذه للمماراة عُدَّة، ولا للمباراة ملجأً، ولكن يقصد الانتفاع بنفسه، وليستعين به على ما يقربه إلى بارئه.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[09 - 07 - 05, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا صاحب الموضوع ..
لله درّك من جامع للكلمات و ناظم للخطرات ..
و قد قيل
علم بلا أدب كنار بلا حطب
و أدب بلا علم كروح بلا جسد ....
أما من مزيد فائدة
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 05, 03:55 ص]ـ
الأخ مصطفى لعلك تعزو إذا نقلت وخصوصاً عن روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان وجزاك الله خير على موضوعك الطيب
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 05, 04:07 ص]ـ
الأخ مصطفى لعلك تعزو إذا نقلت وخصوصاً عن روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان وهذا من الأمانة العلمية وابذل جهدك في العزو و (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وجزيت خيراً على موضوعك الطيب
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 07 - 05, 12:59 ص]ـ
- من خصال الخير والأدب -
إن من أحسن خصال المرء؛ الجود من غير امتنانٍ ولا طلبِ ثواب، والحلم من غير ضعف ولا مهانة، وأصل الجود ترك الضَّنِّ بالحقوق عن أهلها، كما أن أصل تربية الجسد أن لا يحمل عليه في الأكل و الشرب والباه، فكما لا تنفع المروءةُ بغير تواضع؛ ولا الحفظُ بغير كفاية؛ كذلك لا ينفع العيشُ بغير مال؛ ولا المالُ بغير جود، وكما أن القرابة تبعٌ للمودة، كذلك المحمدة تتبع للإنفاق.
- المَلِكُ من ملك القلوب -
ليس الملك من ملك العبيد والعامة؛بل من ملك الأحرار وذوي الفضائل؛ ولا الغني من جمع المال؛ولكن من دبره وأحسن إمساكه وتصريفه0
- أحق الناس بالرحمة -
أحق الناس بالرحمة ثلاثة: البَرُّ يكون في سلطان الجاهل؛فهو الدهرَ حزين لما يرى ويسمع؛والعاقل في تدبير الجاهل؛فهو الدهرَ مُتعب مغموم؛ والكريم يحتاج إلى اللئيم؛ فهو الدهرَ خاضع ذليل.
وتَضيعُ أمورُ الناس إذا كان الرأيُ عند من لا يُقبل منه؛والسلاحُ عند من لا يستعمله؛والمالُ عند من لا ينفقه؛وتتلقى النعمة من الله تعالى بكثرة شكره؛ ولزوم طاعته؛ واجتناب معصيته0
- ايثار النفس بالأدب -
على العالم أن يبدأ بنفسه ويؤدبها بعلمه؛ ولاتكون غايته اقتناءه العلم لمعاونة غيره ونفعه به وحرمان نفسه منه، ويكون كالعين التي يشرب الناس ماءها وليس لها في ذلك شيء من المنفعة، وكدودة القز التي تُحكم صنعته ولا تنتفع به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/296)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:11 م]ـ
- من ارتدى رداء الجود رأس أشكاله وأضداده -
ما رؤي أحدٌ من الشرق إلى الغرب؛ ارتدى برداء الجود واتَّزر بإزار ترك الأذى؛ إلا رأس أشكاله وأضداده، وخضع له الخاص والعام، فمن أراد الرفعة العالية في العقبى، والمرتبة الجليلة في الدنيا، فليلزم الجود بما ملك، وترك الأذى إلى الخاص والعام، ومن أراد أن يهتك عرضه، ويثلم دينه، ويَمَلّه إخوانه، ويستثقله جيرانه، فليلزم البخل.
- حسن الفضائل بإتمامها -
العاقل يبتدئ بالصنائع قبل أن يسأل، لأن الابتداء بالصنيعة أحسن من المكافأة عليها، والإمساك عن التعرض خير من البذل، والصنائع إنما تحسن بإتمامها؛ والتحافظ عليها بعدها، لأن بصلاح الخواتم تزكو الأوائل، والعطية بعد المنع أجمل من المنع بعد العطية.
- المروءة -
اختلف الناس في كيفية المروءة: فمن قائلٍ قال: المروءة ثلاثة: إكرام الرجل إخوان أبيه؛ وإصلاحه ماله؛ وقعوده على باب داره.
ومن قائل قال: المروءة: إتيان الحق، وتعاهد الضيف.
ومن قائل قال: المروءة: تقوى الله، وإصلاح الضيعة، والغداء والعشاء في الأفنية.
ومن قائل قال: المروءة: إنصاف الرجل من هو دونه، والسمو إلى من هو فوقه، والجزاء بما أُتي إليه.
ومن قائل قال: مروءة الرجل: صدق لسانه؛ واحتماله عُثرات جيرانه؛ وبذله المعروف لأهل زمانه؛ وكَفُّه الأذى عن أباعده وجيرانه.
ومن قائل قال: إن المروءة: التباعد من الخلُق الدَّنِيِّ فقط.
ومن قائل قال: المروءة: أن يعتزل الرجل الريبة، فإنه إذا كان مريباً كان ذليلاً، وأن يصلح ماله، فإن من أفسد ماله لم يكن له مروءة، والإبقاء على نفسه في مطعمه ومشربه.
ومن قائل قال: المروءة: حسن العشرة، وحفظ الفرج واللسان، وترك المرء ما يعاب منه.
ومن قائل قال: المروءة: سَخَاوة النفس، وحسن الخلق.
ومن قائل قال: المروءة: العِفَّة والحِرْفة، أي يَعفُّ عما حرم الله، ويحترف فيما أحل الله.
ومن قائل قال: المروءة: كثرة المال والولد.
ومن قائل قال: المروءة: إذا أُعطيت شكرت، وإذا ابْتُلِيت صبرت، وإذا قدرت غفرت، وإذا وعدت أنجزت.
ومن قائل قال: المروءة: حسن الحيلة في المطالبة، ورقة الظرف في المكاتبة.
ومن قائل قال: المروءة: اللطافة في الأمور، وجودة الفطنة.
ومن قائل قال: المروءة: مجانبة الريبة؛ فإنه لا ينبُل مريب؛ وإصلاح المال؛ فإنه لا
ينبُل فقير؛ وقيامه بحوائج أهل بيته؛ فإنه لا ينبل من احتاج أهل بيته إلى غيره.
ومن قائل قال: المروءة: النظافة، وطيب الرائحة.
ومن قائل قال: المروءة: الفصاحة؛ والسماحة.
ومن قائل قال: المروءة: طلب السلامة، واستعطاف الناس.
ومن قائل قال: المروءة: مراعاة العهود؛ والوفاء بالعقود.
ومن قائل قال: المروءة: التذلل للأحباب بالتملق؛ ومداراة الأعداء بالترفق.
ومن قائل قال: المروءة: ملاحة الحركة، ورقة الطبع.
ومن قائل قال: المروءة: هي المفاكهة؛ والمباسمة.
- تفقد الأسباب التي تثلم المروءة -
الواجب على العاقل تفقد الأسباب المستحقرة عند العوام من نفسه حتى لا يثلم مروءته؛ فإن المحقرات من ضد المروءات؛ تؤذي الكامل في الحال بالرجوع في القهقرى إلى مراتب العوام وأوباش الناس.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:14 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 05:42 م]ـ
- المروءة ترفع صاحبها -
إن المنازل متنازعة مشتركة على قدر المروءة؛ فالمرء ترفعه مروءته من المنزلة الوضيعة إلى المنزلة الرفيعة، ومن لامروءة له يحط نفسه من المنزلة الرفيعة إلى المنزلة الوضيعة؛ وإن الارتفاع إلى المنزلة الشريفة شديد والانحطاط منه هين؛ كالحجر الثقيل رفعه من الأرض إلى العاتق عسر و وضعه إلى الأرض هين.
وإن الرجل ذا النبل والمروءة يكون خامل الذكر منخفض المنزلة؛ فتأبى منزلته إلا أن تشب وترتفع؛ كالشعلة من النار يضربها صاحبها وتأبى إلا إرتفاعاً.
- لباس أهل المروءة -
اعلم أنك واجد رغبتك من الإخاء عند أقوام قد حالت بينك وبينهم بعض الأبهة التي تعتري أهل المروءات فتحجز منهم كثيراً ممن يرغب في أمثالهم؛ فإذا رأيت أحداً من أولئك قد تعثر فأقله.
- الخيّر من ترفع عن ذكر معايب الناس -
الأخيار يترفعون عن ذكر معايب الناس؛ ويتهمون المُخبِر بها؛ ويؤثرون الفضائل ويتعصبون لأهلها؛ ويستصغرون فضائل الروساء؛ ويطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها وحسن الرعاية لها,.
- فضل المال ومدح الغنى -
ما الإخوان ولا الأعوان ولا الأصدقاء إلا بالمال؛ ووجدت من لامال له إذا أراد أمراً قعد به العدم عما يريده، كالماء الذي يبقى في الأودية من مطر الشتاء لا يمر إلى نهر ولا يجري إلى مكان إلى أن يفسد وينشف ولا ينتفع به، ووجدت من لا إخوان له لا أهل له، ومن لا ولد له؛ لا ذكر له، ومن لا مال له؛ لا عقل له، لأن من نزل به الفقر لا يجد بداً من ترك الحياء، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره مقت نفسه، ومن مقت نفسه كثر حزنه، ومن كثر حزنه قل عقله وارتبك في أمره، ومن قل عقله كان أكثر قوله وعمله عليه لا له، ومن كان كذلك فأحْرَ به أن يكون أنكد الناس حظاً، ثم إن الرجل إذا افتقر قطعه أقاربه وإخوانه وأهل وده؛ ومقتوه ورفضوه وأهانوه؛ واضطره ذلك إلى أن يلتمس من الرزق ما يغرر فيه نفسه ويفسد فيه آخرته فيخسر الدارين جميعاً، وإن الشجرة النابتة في السباخ المأكولة من كل جانب، كحال الفقير المحتاج إلى ما في أيدي الناس، ووجدت الفقر رأس كل بلاء؛ ومعدن النميمة؛ وجالباً إلى صاحبه كل مقت، ووجدت الرجل إذا افتقر اتهمه من كان له مؤتمناً؛ وأساء به الظن من كان يظن به حسناً، فإن أذنب غيره كان هو للتهمة موضعاً، وليس من خلة هي للغني مدح إلا وهي للفقير ذم، فإن كان شجاعاً قيل أهوج، وإن كان جواداً سمي مبذراً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان صموتاً سمي عيياً، وإن كان لسناً سمي مهذاراً، فالموت أهون من الحاجة التي تحوج صاحبها إلى المسألة ولا سيما مسألة الأشحّاء واللئام، فإن الكريم لو كُلِّف أن يدخل يده في فم الأفعى فيخرج منه سماً فيبتلعه؛ كان ذلك أهون عليه وأحب إليه من مسألة البخيل اللئيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/297)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 07 - 05, 05:50 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، فوائد قيمة ونصائح غالية، وتوجيهات عزيزة، وفقنا الله للعمل بها، والتحلى بمجملها.
قد عرفانك باختيارك إذ كان دليلا على المرء اختياره
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 07 - 05, 06:07 م]ـ
الأخ مصطفى لعلك تعزو إذا نقلت وخصوصاً عن روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان وهذا من الأمانة العلمية وابذل جهدك في العزو و (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وجزيت خيراً على موضوعك الطيب
الأخ الفاضل /أبامهند النجدي
جزاك الله خير الجزاء، وأرجو مراجعة المشاركة (2)، حيث بين الشيخ مصطفى الفاسي أصل موضوعه.
والشيخ مصطفى الفاسي = مصطفى الفاسي أحبُ من كتب ونقل وأثرى، ومن أوثق من عرفنا وقرأنا له في الملتقى، ولو لم يعزُ لوثقنا بما نقل وقال، فكيف وقد بيّن الأصل وأحال.
حفظ الله الجميع.
شيخنا /مصطفى الفاسي
جزاك الله خير الجزاء.
وإذا رأيت إبداعك في كتاباتك ونقولاتك لا أملك إلا أن أقول: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
زادك الله من فضله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 06:54 م]ـ
جزى الله شيخيَّ الفهم الصحيح والمسيطير على حسن ظنهما ودعائهما للعبد الفقير
اللهم اجمعني والشيخ مسيطير والشيخ الفهم الصحيح وأعضاء هذا الملتقى المبارك وكل من أسلم وجهه لك خالصا على حوض نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم،
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - 07 - 05, 08:39 م]ـ
ولو لم يعزُ لوثقنا بما نقل وقال
إذا قالتْ حَذامِ فَصَدِّقُوها * * * فإنَّ القولَ ما قالَتْ حَذام
-------------
ولا تثريب على الأخ الفاضل النجدي.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 07 - 05, 12:57 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ أشرف على متابعتك الطيبة،
إذا طلعت شمس النهار فسلموا فإنها ... إشارة تسليمي عليكم فسلموا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 07 - 05, 03:34 م]ـ
- إخاء الفضيلة وصحبة المصلحة -
الكريم يود الكريم، واللئيم لا يود أحداً إلا عن رغبة أو رهبة.
- فضل العلم والحياء -
وجدت العلم والحياء إلفين متآلفين لا يفترقان؛ متى فُقِد أحدهما لم يوجد الآخر، كالمتصافيين إن عدم منهما أحد لم يطب صاحبه نفساً بالبقاء بعده تأسفاً عليه، ومن لم يستحي من الحكماء ويكرمهم؛ ويعرف فضلهم على غيرهم؛ ويصنهم عن المواقف الواهنة؛ وينزههم عن المواطن الرذلة؛ كان ممن حرم عقله؛ وخسر دنياه؛ وظلم الحكماء حقوقهم؛ وعُدَّ من الجهال.
- من محاسن الشيم نصيحة المسلمين -
الواجب على المسلمين كافة نصيحة المسلمين؛ والقيام بالكشف عن همومهم وكربهم، لأن من نَفَّس كربة من كربة الدنيا عن مسلم؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن تحرى قضاء حاجته ولم يُقْضَ قضاؤها على يديه؛ فكأنه لم يقصر في قضائها، وأيسر ما يكون في قضاء الحوائج استحقاق الثناء، والإخوان يُعرَفون عند الحوائج، كما أن الأهل تختبر عند الفقر، لأن كل الناس في الرخاء أصدقاء، وشر الإخوان الخاذل لإخوانه عند الشدة والحاجة، كما أن شر البلاد بلدة ليس فيها خصْب ولا أمن.
- اقتران الخصال بأمثالها -
لا خير في القول إلا مع العمل، ولافي الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع النية، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الأمانة، ولا في الحياة إلا مع الصحة، ولا في الأمن إلا مع السرور.
- الأدب رداء الفضل -
اعلم أن الأدب يذهب عن العاقل الطيش؛ ويزيد الأحمق طيشاً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 12:50 ص]ـ
- ما جاوز حدَّه فسد -
إنما عذوبة ماء الأنهار ما لم تبلغ إلى البحار؛ وصلاح أهل البيت ما لم يكن بينهم المفسد.
- زيارة الناس للمرء إكرام له -
إن أولى أهل الدنيا بشدة السرور من لا يزال ربعه من إخوانه وأصدقائه من الصالحين معموراً، ولا يزال عنده منهم جماعة يسرهم ويسرونه، ويكون من وراء أمورهم وحاجاتهم بالمرصاد فإن حسن الثناء لا يزال صاحبه في عاقبته حيثما توجه، فإن الكريم إذا عثر لا يقيل عثرته ويأخذ بيده إلا الكرام كالفيل إذا وحل لا تخرجه إلا الفيلة.
وإن أفضل ما يلتمسه المرء من أخلائه أن يغشَوا منزله؛ وينالوا من طعامه وشرابه؛ ويعرفهم أهله وولده وجيرانه.
- الأمور مرهونة بأوقاتها -
من ظفر بالساعة التي فيها ينجح العمل؛ ثم لا يعاجله بالذي ينبغي له فليس بحكيم، فإن الأمور مرهونة بأوقاتها؛ ومن طلب الأمر الجسيم فأمكنه ذلك فأغفله فاته الأمر، وهو خليق أن لا تعود الفرصة ثانية.
- من أراد الفضل فليبذل أسبابه -
لا يطمعن ذو الكبر في حسن الثناء؛ ولا الخب في حسن الصديق، ولا السيئ الأدب في الشرف؛ ولا الشحيح في البر؛ ولا الحريص في قلة الذنوب؛ ولا الملك المختال المتهاون بالأمور؛ الضعيف الوزراء في ثبات ملكه وصلاح رعيته.
- خصال يؤنسن الغريب ويقربن البعيد -
إن خلالاً خمساً من تزودهن كفينه في كل وجه؛ وآنسنه في كل غربة؛ وقربن له البعيد؛ وأكسبنه المعاش والإخوان، أُولاهن كف الأذى؛ والثانية حسن الأدب؛ والثالثة مجانبة الريب؛ والرابعة كرم الخلق؛ والخامسة النبل في العمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/298)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - 07 - 05, 12:54 ص]ـ
إذا طلعت شمس النهار فسلموا فإنها ... إشارة تسليمي عليكم فسلموا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شيخنا الحبيب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 04:18 م]ـ
- اثنان ينبغي لهما أن يحزنا -
إثنان ينبغي لهما أن يحزنا: الذي يعمل الإثم في كل يوم، والذي لا يعمل الخير قط، لأن فرحهما في الدنيا ونعيمها قليل؛ وندامتهما إذا يعاينان الجزاء طويلة لا يستطاع إحصاؤها.
- صفات في المرأة توجب الحرص عليها -
خمسة أشياء إذا كن في المرأة كانت أهلا أن يحرص عليها: إذا كانت عفيفة، كريمة الحسب والنسب، عاقلة، جميلة، موافقة لزوجها؛ محبة له.
- التوسط خير -
لا تكونن نزر الكلام و السلام؛ ولا تفرطن بالهشاشة والبشاشة؛ فإن أحدهما من الكبر والأخرى من السخف.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 07:44 م]ـ
- المرء لا يستقوي بمن لا يثق بنصرته له -
إذا كنت لا تضبط أمرك؛ ولاتصول على عدوك إلا بقوم لست منهم على ثقة من رأي ولا حفاظ من نية؛ فلا تنفعك نافعة حتى تحولهم إن استطعت إلى الرأي والأدب الذي بمثله تكون الثقة؛ أو تستبدل بهم إن لم تستطع نقلهم إلى ما تريد؛ ولا تغرنك قوتك بهم؛ وإنما أنت في ذلك كراكب الأسد الذي يهابه من نظر إليه وهو لمركبه أهيب.
- أدب في الاعتذار -
لا تعتذرن إلا إلى من يحب أن يجد لك عذراً؛ ولا تستعينن إلا بمن يحب أن يظفر لك بحاجتك؛ ولا تحدثن إلا من يرى حديثك مغنماً ما لم يغلبك الاضطرار؛ وإذا اعتذر إليك معتذر فتلقه بوجه مشرق وبشر طليق، إلا أن يكون ممن قطيعته غنيمة.
- تجهيل الناس وادعاء العلم خفة وسخف -
استحي الحياء كله من أن تخبر صاحبك أنك عالم وأنه جاهل مصرحاً أو معرِّضاً؛ وإن استطلت على الأكفاء فلا تثقن منهم بالصفاء.
- استماع الحديث -وإن كان معلوما-من الأدب -
إذا رأيت رجلاً يحدث حديثاً قد علمته أو يخبر خبراً قد سمعته؛ فلا تشاركه فيه؛ ولا تتعقبه عليه؛ حرصاً على أن يعلم الناس أنك قد علمته؛ فإن في ذلك خفة وشحاً وسوء أدب وسخفاً.
- من الأدب تعلم حسن الاستماع -
تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ومن حسن الاستماع؛ إمهال المتكلم حتى يقضي حديثه؛ وقلة التلفت إلى الجواب؛ والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم؛ والوعي لما يقول، واعلم أن المستشار ليس بكفيل؛ والرأي ليس بمضمون؛ بل الرأي كله غرر، لأن أمور الدنيا ليس شيء منها بثقة، ولأنه ليس شيء من أمرها يدركه الحازم إلا وقد يدركه العاجز، بل ربما أعيا الحزمة ما أمكن العجزة؛ فإذا أشار عليك صاحبك برأي فلم تجد عاقبته على ما كنت تأمل؛ فلا تجعل ذلك عليه لوماً وعذلاً؛ تقول: أنت فعلت هذا بي؛ وأنت أمرتني؛ ولولا أنت لم أفعل؛ ولا جرم لا أطيعك بعدها، فإن هذا كله ضجر ولؤم وخفة، وإن كنت أنت المشير فعمل برأيك أو تركه فبدا صوابك؛ فلا تمن ولا تكثرن ذكره إن كان فيه نجاح، ولا تلمه عليه إن كان استبان في تركه ضرراً بأن تقول: ألم أقل لك؟ ألم أفعل؟،فإن هذا مجانب لأدب الحكماء.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:42 ص]ـ
- النساء أشباه وما يُرى في العيون خدعة -
اعلم أن من أوقع الأمور في الدين؛ وأنهكها للجسد؛ وأتلفها للمال؛ وأضرها بالعقل؛ وأسرعها في ذهاب الجلالة والوقار؛ الغرام بالنساء، ومن البلاء على المغرم بهن أنه لا ينفك يحقر ما عنده وتطمح عيناه إلى ما ليس عنده منهن، وإنما النساء أشباه ومايرى في العيون والقلوب من فضل مجهولاتهن على معروفاتهن باطل وخدعة، بل كثير مما يرغب عنه الراغب مما عنده أفضل مما تتوق إليه نفسه منهن؛ وإنما المترغب عما في رحله منهن إلى ما في رحال الناس، كالمترغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس، بل النساء أشبه من الطعام بالطعام؛ وما في رحال الناس من الأطعمة أشد تفاضلاً وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء.
- الزيادة في الشيء تنقله إلى ضده -
اعلم أن بعض العطية لؤم؛ وبعض البيان عي وبعض العلم جهل، فإن استطعت أن لا يكون عطاؤك خوراً؛ ولا بيانك هذراً؛ ولا علمك جهلاً؛ فافعل.
- لا تنتقص الناس بعيب هو فيك -
اعرف عوراتك وإياك أن تعرِّض بأحد فيما شاركها، وإذا ذكرت من أحد خليقة فلا تناضل عنه مناضلة المدافع عن نفسه فتُتهم بمثلها، ولا تلح كل الإلحاح؛ وليكن ما كان منك من غير اختلاط؛ فإن الاختلاط من محققات الريب، وإذا كنت في جماعة قوم فلا تعمن جيلاً من الناس أو أمة بشتم ولا ذم، فإنك لا تدري لعلك تتناول بعض أعراض جلسائك ولا تعلم، ولا تذمن مع ذلك اسماً من أسماء الرجال أو النساء؛ بأن تقول: هذا لَقبيح من الأسماء؛ فإنك لا تدري لعل ذلك موافق لبعض جلسائك في بعض أسماء الأهلين والحرم ولا تستصغرنّ من هذا شيئاً؛ فكله يجرح في القلب، واللسان أشد من جرح اليد.
- ذكر الموت عصمة من الأشرار -
أفضل ذوي الألباب أشدهم لنفسه أخذاً؛ وأقلهم عنها فترة، وعلى العاقل أن يذكر الموت في كل يوم وليلة مراراً؛ ذكراً يباشر به القلوب؛ ويقذع الطماح، فإن في كثرة ذكر الموت عصمة من الأشرار؛ وأماناً بإذن الله من الهلع.
- لا تستصغر الخطأ -
على العاقل أن لا يستصغر شيئاً من الخطأ في الرأي؛ والزلل في العلم؛ والإغفال في الأمور، فإن من استصغر الصغير؛ أوشك أن يجمع إليه صغيراً وصغيراً فإذا الصغير كبير، وإنما هي ثلم يثلمها العجز و التضييع؛ فإذا لم تُسد أوشكت أن تنفجر بما لا يطاق؛ ولم نر شيئاً قط إلا وقد أوتي من قبل الصغير المتهاون به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/299)
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:46 م]ـ
ذكر بعضُ الرُواة أنه لما اسْتُخْلِفَ عمرُ بن عبد العزيز، رضي اللّه عنه، قَدِمَ عليه وُفُودُ أهلِ كلِّ بلد؛ فتقدَّم إليه وَفْدُ أهلِ الحجاز، فأشْرَأب منهم غلامٌ للكلام، فقال عمر: يا غلام، ليتكلمْ مَنْ هو أَسَن منك! فقال الغلام: يا أمير المؤمنين، إنّما المرءُ بأَصغريه، قلبهِ ولسانِهِ، فإذا مَنَح اللَّهُ عبدَه لساناً لافظاً، وقلباً حافظاً، فقد أجاد له الاختيار؛ ولو أن الأمور بالسن لكان هاهنا مَنْ هو أحق بمجلسك منك.
فقال عمر: صدقت، تكلّم؛ فهذا السحْرُ الحلال! فقال: يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة لا وَفْدُ الْمَرْزِئة، ولم تُقْدِمْنا إليك رغبةٌ ولا رهبة؛ لأنا قد أمِنا في أيامك ما خِفْنا، وأدركْنا ما طلبنا! فسأل عمر عَنْ سِنّ الغلام، فقيل: عشر سنين
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:49 م]ـ
ومن روائع الأدب:
ما كتب أبو الفضل بن العميد إلى بعض إخوانِه جواباً عن كتاب وردَ إليه فأحمده:
وَصَلَ ما وصلْتَني به، جعلني اللّه فداك، من كتابك، بل نعمتك التامة، ومنَّتك العامة؛ فقرَّت عيني بوروده، وشُفِيَتْ نفسي بوفوده، ونَشَرتُه فحَكَى نسيمَ الرياض غِب المطر، وتنفسَ الأنوارِ في السَّحر، وتَأَمَلْتُ مفْتَتَحه، وما اشتمل عليه من لطائف كَلِمك، وبدائع حِكَمك؛ فوجدته قد تحمَّل من فنون البرّ عنك، وضروب الفَضْلِ منك، جِدًّاً وهزْلاً، ملأَ عيني، وعَمَرَ قلبي، وغلب فِكْري، وبَهَر لُبِّي؛ فبقيتُ لا أدري: أسُمُوط ذر خصصتَني بها، أم عقود جوهر منَحْتنِيها؟ كما لا أدري أَبِكْراً زَفَفْتَها فيه، أم روضةً جهزتها منْه؛ ولا أدري أخدوداً ضُرِّجت حياءً ضمّنته؛ أم نجوماً طلعت عشاءً أودعته؛ ولا أدري أجِدُّك أبلغ وألطف، أم هَزْلك أرفع وأظرف؛ وأنا أوَكَلُ بتَتَبع ما انْطَوَى عليه نَفْساً لا ترى الحَظَّ إلاَ ما اقْتَنته منه، ولا تَعُد الفضل إلا فيما أخذتْه عنه، وأمَتِّع بتأمّله عيناً لا تَقَرُ إلاَّ بمثْلِهِ، مِمَّا يَصْدر عن يَدِك، ويَرِدُ من عندك، وأعْطِيه نظراً لا يملُه، وطَرْفاً لا يطرِف دونه، وأجعله مِثالاً أرْتَسمه وأحْتَذِيه، وأمتعِ خلقي برَوْنَقِه، وأُغذي نفسي ببَهْجَتِه، وأمزج قريحتي برقَّته، وأشْرَح صَدْري بقراءته، ولئن كنت عن تحصيل ما قلْتَه عاجزاً، وفي تعديد ما ذكرته متخلفاً؛ لقد عرفت أنه ما سمعتُ به من السحْرِ الحلال.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 12:15 ص]ـ
جزى الله الأخ الفاضل أبا عبد الله الرفاعي خير الجزاء على ما قدم
- مما يعرف به العالم -
مما يدل على علم العالم معرفته بما يدرك من الأمور؛ وإمساكه عما لا يدرك؛ وتزيينه نفسه بالمكارم؛ وظهور علمه للناس من غير أن يظهر منه فخر ولا عجب؛ ومعرفته بزمانه الذي هو فيه؛ وبصره بالناس؛ وأخذه بالقسط؛ وإرشاده المسترشد؛ وحسن مخالفته خلطاءه، وتسويته بين قلبه ولسانه؛ وتحريه العدل في كل أمر؛ ورحب ذرعه فيما نابه؛ واحتجاجه بالحجج فيما عمل؛ وحسن تبصيره.
- لكل طريق ما يدل عليه -
من أراد أن يبصر شيئاً من علم الآخره فبالعلم الذي به يعرف ذلك، ومَن أراد أن يبصر شيئاً من علم الدنيا، فبالأشياء التي هي تدل عليه.
- الاستشارة زيادة في العقل -
إن المستشير وإن كان أفضل من المستشار رأياً فهو يزداد برأيه رأياً؛ كما تزداد النار بالودك ضوءاً؛ وعلى المستشار موافقة المستشير على صواب ما يرى؛ والرفق به في تبصير خطئه إن أتى به؛ وتقليب الرأي فيما شكّا فيه حتى تستقيم لهما مشاورتها.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 01:31 ص]ـ
- رؤساء القوم أشد الناس بلاء -
رؤساء القوم أعظمهم هموماً، وأدومهم غموماً، وأشغلهم قلوباً، وأشهرهم عيوباً، وأكثرهم عدواً، وأشدهم أحزاناً، وأنكاهم أشجاناً، وأكثرهم في القيامة حساباً، وأشدهم-إن لم يَعفُ الله عنهم- عذاباً، ومن أحسن ما يستعين به السلطان على أسبابه، اتخاذ وزير عفيف ناصح، فإن الوزير إذا غفل الأمير ذكَّرَهُ، وإن ذكر أعانه، وإن سولت له نفسه سيئة صدّه، وإن أراد طاعة نَشَّطه، فهو المحبب له إلى الناس، والمستجلب له دعاءهم.
- من أدب السلطان -
ينبغي للسلطان أن لا يلج في تضييع حق ذوي الحقوق، فإن عاقبة ذلك رديئة حتى ممن لا يتوقع أذاه، والناس في ذلك رجلان:
رجل طبعه الشراسة فهو كالحية إن وطئها الواطيء فلم تلدغه لم يكن جديراً أن يغره ذلك فيعود إلى وطئها ثانية فتلدغه،
ورجل أصل طباعه السهولة فهو كالصندل البارد الذي إذا أفرط في حكه صار حاراً مؤذياً.
إن الرجل الذي يحضر باب الملك إذا كان قد أُطيلت جفوته من غير جرم كان منه، أو كان قد أصابة ضر وضيق فلم ينعشه، أو كان قد اجترم جرماً فهو يخاف العقوبة منه، أو كان يرجو شيئاً يضر الملك وله منه نفع، أو يخاف في شيء -مما ينفعه- ضراً، أو كان لعدو الملك سلماً ولسلمه حرباً، أو كان قد حيل بينه وبين ما في يديه من السلطان؛ أو باعده أو طرده، فليس السلطان بحقيق أن يعجل في الاسترسال إلى هؤلاء؛ والثقة بهم؛ والائتمان لهم.
وينبغي للملك أن يتحصن من جيوشه بالإنصاف؛ ومن شرار دولته بالإخافة؛ وعلى الملك أن يعمل بثلاث خصال: تأخير العقوبة في سلطان الغضب؛ وتعجيل المكافأة للحَسَن؛ والعمل بالأناة فيما يحدث؛ فإن له في تأخير العقوبة إمكان العفو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/300)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 01:34 ص]ـ
المشاركة القادمة تكون إن شاء الله آخر مشاركة
وبهذا يكتمل تنزيل كل موضوعات الكتاب
وسأرفقه على الوورد إن شاء الله
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 08:00 م]ـ
- بطانة السوء تمنع خير السلطان -
إن السلطان إذا كان صالحاً؛ ووزراؤه وزراء سوء منعوا خيره، فلا يقدر أحد أن يدنو منه، ومثله في ذلك مثل الماء الطيب الذي فيه التماسيح، لا يقدر أحد أن يتناوله وإن كان إلى الماء محتاجاً، وإنما الملك زينته أن يكون جنوده ووزراؤه ذوي صلاح؛ فيسددون أحوال الناس؛ وينظرون في صلاحهم.
- مما يعرف به فضل الملوك -
فضل الملوك على قدر خدمتهم لشرائعهم؛ وإحيائهم سننها؛ ونقصُهم على قدر إغفالها؛ وذلك: أن خدمة الشريعة تحركهم للعمل؛ وإلى أن يعطوا من أنفسهم ما يجب عليها؛ كما يأخذون من خاصتهم وعامتهم ما يجب عليهم؛ والمُغفِلُ لخدمة الشريعة من الملوك يأخذ من الخاصة والعامة ولا يعطيها؛ فهو ناقص؛ إذْ كان خارجا عن سلطان العدل.
- الملك بالأعوان -
لا يستطاع السلطان إلا بالوزراء والأعوان؛ ولا ينفع الوزراء إلا بالمودة والنصيحة؛ ولا المودة إلا مع الرأي والعفاف، وأعمال السلطان كثيرة وقلما تستجمع الخصال المحمودة عند أحد، وإنما الوجه في ذلك والسبيل الذي يستقيم به العمل؛ أن يكون صاحب السلطان عالماً بأمور من يريد الإستعانة به؛ وما عند كل رجل من الرأي والغَناء، وما فيه من العيوب؛ فإذا استقر ذلك عنده عن علمه؛ وعلم من يأتمن وجّه لكل عمل من قد عرف أن عنده من الرأي والنجدة والأمانة ما يحتاج إليه فيه، ثم على الملوك بعد ذلك تعهد عمالهم؛ وتفقد أمورهم حتى لا يخفى عليهم إحسان محسن؛ ولا إساءة مسيء؛ ثم عليهم بعد ذلك أن لا يتركوا محسناً بغير جزاء ولا يقروا مسيئاً ولا عاجزاً على الإساءة والعجز، فإنهم إن تركوا ذلك؛ تهاون المحسن؛ واجترأ المسيء؛ وفسد المرء؛ وضاع العمل، واقتصار السعي أبقى للجمام؛ وفي بعد الهمة يكون النصب؛ ومن سأل فوق قدره استحق الحرمان.
- استقامة الرعية باستقامة السلطان -
ينبغي للملك أن يبتدي بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعاياه؛ وإلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل معوج من قبل تقويم عوده الذي هو ظل له0
- من علامات إدبار الدول -
من إدبار الدول: التمسك بالفروع؛ وتضييع الأصول؛ وتصنيف الآمال؛ واطّراح الأعمال؛ وإهمال العمارة؛ ومطل المقاتلة؛ والنكث في العهود0
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 08:12 م]ـ
وبهذا يكون الكناب قد تم تنزيله، بفضل الله وعونه وكرمه
فأسأل الله أن يجعله في ميزان حسنات كاتبه، وذخرا له عند لقائه
وأن لا يحرمنا أجر القراءة وأن يرزقنا العمل بما فيها قدر المستطاع،
وأن يأجر الفضلاء القراء على صبرهم وحسن متابعتهم.
يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 307)
" الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. "
مصطفى الفاسي
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 - 07 - 05, 11:05 م]ـ
إلى الشيخ الكريم: مصطفى الفاسي وفقه الله
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر وأن يوفقك في الدارين
جهد مشكور فبارك الله فيكم وقد كنت من المتابعين لهذا الموضوع من أول مرة
محبك: المقرئ
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 02:29 ص]ـ
بورك فيكم يا شيخ مصطفى وشكر الله لك، ونفعك به في الدارين
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 03:13 م]ـ
شيخنا الحبيب المقرئ
فضيلة الشيخ أبا عبد الله الرفاعي
أسأل الله أن يدخلكما وجميع المسلمين واسع جناته،
وأن يُؤمّنكا يوم يخاف الناس
وأن يرفع البلاء عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويرزقها أسباب التمكين(45/301)
لايجوز للمصلي إذا صلى جماعة ان ينصرف بعد التسليم صحيح ام لا؟
ـ[عادل محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
إخوتي في الله هناك من يقول انه لايجوز للمصلي إذا صلى جماعة ان ينصرف بعد التسليم وانما عليه ان ينتظرحتى يولي الإمام وجهه الى المصلين؟
أهذا الكلام صحيح ام لا افيدونا جزاكم الله خيرا
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما
ـ[عادل محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:40 م]ـ
السلام عليكم
الشيخ عادل حفظك الله تعالي
قال تعالي (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)
قاستمع لكل متكلم ثم اسأله عن الدليل
والسلام عليك
ـ[عادل محمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 09:05 م]ـ
اخي محمد أحمد جلمد بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأسأله سبحانه وتعالى ان يحشرك مع النبين والصدقين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وصية مهمة
قال تعالي (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)
ماأعظم هذه الأية لو تدبرتها نفسي
محبك في الله اخوك الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:21 ص]ـ
قولك:لا يجوز فيه خلل واضح لكنها سنة فقط أي يستحب ألا ينصرف حتى ينصرف الإمام ما لم يطل الإمام اللبث مستقبلا القبلة فلا بأس با نصراف المأموم.
ـ[عادل محمد]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:08 م]ـ
اخي الحنبلي السلفي بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأسأله سبحانه وتعالى ان يحشرك مع النبين والصدقين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
محبك في الله اخوك الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 03:37 م]ـ
هل يجوز للمأموم أن يقوم من مكانه قبل أن يقبل الإمام بوجهه على الناس؟
الجواب:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أما ماورد في السؤال من انصراف المأموم قبل الإمام مكروه وكره ذلك العلماء-رحمهم الله- قالوا: لأنه لا يؤذن للمأموم أن يقوم من مكانه حتى ينصرف الإمام إما عن اليمين وإما عن الشمال فلا ينبغي للمأموم أن يقوم من مصلاه إلا بعد أن ينحرف الإمام من مجلسه، أما قبل ذلك فلا خلاف الوارد عن النبي- r- وأصحابه وخاصةً في المساجد التي قد يكون فيها نساء يصلون مع الرجال كمساجد القرى ونحوها التي ربما يحصل فيها اطلاع من الرجال على النساء فالأمر في ذلك أشد والكراهة فيه أعظم فالمنبغي التزام السنة والتأسي بالوارد وهو أن يحافظ على البقاء في مصلاه إلى أن يقوم الإمام وينصرف من مصلاه، والله تعالى أعلم.
المفتي محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=250&query= الانصراف
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[20 - 05 - 05, 06:37 م]ـ
التحريم ثقيل ..
لكن نقول لينتظر قليلاً حتى ينصرف الإمام أو يحين الوقت المستحب لانصراف الإمام ..
أما متى ينصرف الإمام؟
فقد روى مسلم قال: حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن أبي عمار اسمه شداد بن عبد الله عن أبي أسماء عن ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام) قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال تقول أستغفر الله أستغفر الله
وروى مسلم أيضاً من حديث عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام).
ولعل من العلل في ذلك:
1 - ما رواه الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم قال نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال - رواه البخاري
2 - أن الإمام قد يذكر سهواً فيسجد له .. وللعلنا نستنبطه من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة .. وفيه "فخرج سرعان الناس .. " متفق عليه.
3 - أن فيه أجرا له بالمكث بعد الصلاة .. ويلتمس ذلك بما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة وفيه: (فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه) واللفظ للبخاري.
4 - أن فيه العجلة من مفارقة مكان الصلاة والمسجد ملمزاً .. فلا ينبغي لأهل المروءة والتقوى والعلم
هذا على عجل .. والأمر يحتمل المزيد
والله أعلم(45/302)
ماصحة حديث عبدالله بن رواحة مرفوعا زادك الله حرصاً على طواعية الله ورسوله
ـ[عادل محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
إخوتي في الله
ان الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه – وأرضاه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسمعه وهو يقول: اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (زادك الله حرصاً على طواعية الله ورسوله)
ما صحة الحديث افيدونا جزاكم الله خيرا
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما
ـ[أبو حسين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:55 م]ـ
الإصابة في تمييز الصحابة ج4/ص84
وأخرج البيهقي بسند صحيح من طريق ثابت عن أبي ليلى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فدخل عبد الله بن رواحة فسمعه يقول أجلسوه فجلس مكانه خارجا من المسجد فلما فرغ قال له زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله وأخرجه من وجه آخر إلى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة والمرسل أصح سندا
دلائل النبوة ج6/ص256
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا المسيبي حدثنا فضالة بن يعقوب الأنصاري عن إسماعيل بن إبراهيم بن مجمع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله جلس على المنبر يوم الجمعة فقال اجلسوا فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله اجلسوا فجلس في بني غنم فقيل يا رسول الله ذاك ابن رواحة سمعك وأنت تقول للناس اجلسوا فجلس في مكانه
وروي مرسلا من وجه آخر كما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىء أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد أنبأنا ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن عبدالله ابن رواحة أتى النبي ذات يوم وهو يخطب فسمعه وهو يقول اجلسوا فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرغ النبي من خطبته فبلغ ذلك النبي فقال زادك الله حرصا على طواعية الله تعالى وطواعية رسوله.
والواسطه بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وبين عبد الله بن رواحة هي زوجت عبد الله رضي الله عنه
كنز العمال ج13/ص194
37172 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة ابن رواحة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء ابن رواحة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول اجلسوا فجلس مكانه خارجا من المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله
الديلمي
والله اعلم
ـ[عادل محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابو الحسين و اسأل المولى عز و جل ان يجعل ذلك في ميزان حسناتك وجزاك الله خيرا
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما(45/303)
هل هاتين الروايتين صحيحتين؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[05 - 05 - 05, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مصنف ابن أبي شيبة ج4 ص 53:
17711 - حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عمر استعينوا على النساء بالعري إن إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها الخروج
الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا:
155 – حدثني أبو هريرة الضبعي، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن عبيد الله بن وليد الصافي، عن عبدالله بن عبيد بن عمير، قال: قال عمر بن الخطاب: " استعينوا على النساء بالعري فإن المرأة إذا عريت لزمت بيتها "
ـ[أبو حسين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:08 م]ـ
ذخيرة الحفاظ ج1/ص396
496 - حديث استعينوا على النساء بالعري رواه إسماعيل عن عباد المزني السعدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس وهذا بهذا الإسناد منكر لايرويه عنه غير إسماعيل هذا وليس بذلك المعروف قال المقدسي والصحيح أنه من كلام عمر رضي الله عنه ثنا أحمد بن محمد البزار أنبأ أبوطاهر المخلص ثنا أبو القاسم البغوي ثنا أبوفروة محمد بن زياد البلدي حدثنا أبو الأحوص - يعني سلام بن سليم - عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عمر استعينوا على النساء بالعري فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجتبها الخروج
ـ[أبو حسين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:23 م]ـ
وهذا الأثر لا يصح عن عمر رضي الله عنه ايضا:
الطريق الأول فيه أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس من الطبقه الثالثة ولم يصرح بالسماع
والطريق الثاني في عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك الحديث:
الضعفاء للنسائي ج1:ص66
353 عبيد الله بن الوليد الوصافي متروك الحديث
الضعفاء الكبير ج3:ص128
1113 عبيد الله بن الوليد الوصافي في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه ومن حديثه ما حدثناه أحمد بن علي الأبار قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا سفيان الثوري عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن ولا يعرف إلا به حدثنا محمد بن سعيد بن بلج قال سمعت عبد الرحمن بن حكم بن بشير بن سليمان يذكر عن أبيه قال كنا ندخل على عبيد الله بن الوليد الوصافي فلا يدعنا حتى نأكل ويقسم علينا وربما سأله إنسان عن حديث فيقول إن أكلت وإلا فلا أحدثك حدثنا أحمد بن محمود قال حدثنا عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين عبيد الله بن الوليد الوصافي قال ليس بشيء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص164
2247 عبيد الله بن الوليد الوصافي الكوفي من ولد وصاف بن عامر العجلي واسم الوصاف مالك يروي عن عطاء وعطية العوفي قال أحمد ليس محكم الحديث يكتب حديثه للمعرفة وقال يحيى ليس بشيء وقال مرة ضعيف وكذلك قال أبو زرعة والدارقطني وقال عمرو بن علي والنسائي متروك الحديث وقال ابن حبان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها فاستحق الترك
وهذا الاسناد لا يتقوى بالطريق السابق والله اعلم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:50 م]ـ
بارك الله فيك اخي أبو حسين
بالنسبة للرواية الأولى الذي فيها ابو اسحاق السبيعي، قد عنعن فيها ولم يصرح بالسماع
لكن هل هذه العلة في العادة قادحة؟
الذي اعرفه ان العنعنة لا تقدح في الرواية الا من كان تدليس صاحبها شديدا
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 05 - 05, 07:06 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أخي فهد حياك الله وبياك
ابو اسحاق اشهر من نار على علم في التدليس
اما الحديث فاني اتعجب منه وهو ضعيف كما قرأت قبل ذلك من عدة مصادر ولكن اعجبني اني دائما كنت اجده عن ابن مسعود فيما اتذكر ولعلي خلطت
ولكن هناك من الآثار الموقوفة الصحيحة عن ابن مسعود باستحباب لزوم المرأة بيتها بجانب قوله تعالى (وقرن في بيوتكن)
ـ[أبو حسين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 07:14 م]ـ
أسماء المدلسين ج1:ص160
58 ع عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي تابعي كبير مشهور به (يعني بالتدليس)
طبقات المدلسين ج1:ص42
91 ع عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي مشهور بالتدليس وهو تابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك
جامع التحصيل ج1:ص245
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/304)
576 عمرو بن عبد الله السبيعي أبو إسحاق مشهور بالكنية تقدم أنه مكثر من التدليس قال أحمد بن حنبل لم يسمع من سراقة بن مالك وقال بن المديني لم يلق علقمة ولا الحارث بن قيس قال أبو حاتم لم يسمع من بن عمر إنما رآه رؤية قال أبو زرعة ولا من ذي الجوشن ولا يصح له عن أنس رؤية ولا سماع وقد رأى حجر بن عدي ولا أعلم سمع منه قال الحافظ أبو بكر البرديجي سمع أبو إسحاق من الصحابة من البراء وزيد بن أرقم وأبي جحيفة وسليمان بن صرد والنعمان بن بشير على خلاف فيهما وعمرو بن شرحبيل وروى عن جابر بن سمرة لا يصح سماعه منه وقد رأى علي بن أبي طالب ومعاوية وعبد الله بن عمرو وجالس رافع بن خديج قلت قال أحمد العجلي سمع أبو إسحاق من ثمانية وثلاثين صحابيا وحديثه عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس من الأنصار وهم جالسون في الطريق قال بن المديني لم يسمعه أبو إسحاق من البراء وقال البخاري لا أعرف لأبي إسحاق سماعا من سعيد بن جبير وقال بن أبي حاتم يقال إن أبا إسحاق لم يسمع من الحارث يعني الهمداني إلا أربعة أحاديث وقال البرديجي أيضا لم يسمع أبو إسحاق من علقمة حرفا ولا من عطاء بن أبي رباح وقد حدث عن الأسود فقال قوم سمع منه وهو عنه صحيح وربما حدث عن عبد الرحمن بن يزيد عن أخيه الأسود قال وقد حدث عن مسروق ولا يثبت عندي سماعه منه وقال الدارقطني لا نعلم أبا إسحاق سمع من أبي عبد الرحمن السلمي وقد روى أبو داود يعني الطيالسي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عليا رضي الله عنه كان يصلي بعد الجمعة ستا قال شعبة فقلت لأبي إسحاق سمعته من أبي عبد الرحمن قال لا حدثني به عطاء بن السائب عنه قلت أخرج البخاري من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه حديث لا يحل دم امرئ مسلم وذلك مما يدل على سماعه منه لما تقدم من قاعدته وليس في الذي ذكره الدارقطني ما يقتضي عدم سماعه منه مطلقا والله أعلم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[05 - 05 - 05, 09:05 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني
وحياك الله اخي الحبيب سيف الرسول(45/305)
اقتراح (تحقيق كتب السنة) بتعاون أعضاء ملتقى أهل الحديث
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح أقترحه على من يرتاد ملتقى أهل الحديث الكرام
وهذا الاقتراح عبارة عن تحقيق لكتب السنة، بحيث نخرجها في ثوبٍ تليق بمكانة أصحابها، فنبدأ بتحقيق نصوصها تحقيقًا جيدًا، من ضبطٍ للنص، وتشكيله، وتخريج أحاديثه، وبيان غريبه، وفوائده، ولنجعل هذا العمل موسوعة كبيرة يستفيد منها كل طالب علم.
والحمد لله فقد منَّ الله على أكثرنا بمخطوطات لأكثر هذه الكتب، فمراجعتها ستكون - بإذن الله - سهلة لمن أراد ثوابه، وللعلم الجميع سيستفيد من هذا الأمر، وبالتالي يستفيد الآخرون.
وفي نهاية الأمر يكون كل من يزور الملتقى عنده نسخة من كل كتاب موثقة توثيقًا علميًّا، ومقابلة على نسخة خطية معتمدة، وبهذا نكون قد أفدنا أنفسنا، واستفاد غيرنا.
ولنبدأ بصحيح البخاري، أو ما يجمع عليه الأخوة - حفظهم الله -.
والأجر والثواب نأخذه من الله - عز وجل -.
أرجو كل من يقرأ موضعي هذا أن يدلو بدلوه الآن، ويقول برأيه، حتى تعم الفائدة على الجميع.
والله الموفق لما يحب ويرضى.
وكتب
مسعد بن عبد الحميد السعدني الحسيني
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[06 - 05 - 05, 09:49 م]ـ
السؤال
uestion
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرحت الموضوع ولم يجب عليَّ أحد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألا من مشمر لهذا الأمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:47 ص]ـ
الشيخ الكريم اقتراح رائع جزاك الله خيرا ولكن المشكلة تكمن من يستطيع ذلك.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[30 - 04 - 07, 12:53 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
الشيخ الكريم: مسعد الحسيني.
اقتراح جميل جدا وطيب، وكما يرى الكل فإن هذا الملتقى يضم نخبة من المشايخ الفضلاء الذين يملكون خبرات عالية المستوى لا تخفى على أهل العلم وطلابه.
أما بالنسبة لي أنا فأنا طالب علم سأساعد بما استطيع وفق خبراتي المتواضعة أمام العمالقة المتواجدين في هذا الملتقى، ويشرفني أن أشارك ولو بطبع المشروع على الحاسوب.
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 05:22 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
الشيخ الكريم: مسعد الحسيني.
اقتراح جميل جدا وطيب، وكما يرى الكل فإن هذا الملتقى يضم نخبة من المشايخ الفضلاء الذين يملكون خبرات عالية المستوى لا تخفى على أهل العلم وطلابه.
أما بالنسبة لي أنا فأنا طالب علم سأساعد بما استطيع وفق خبراتي المتواضعة أمام العمالقة المتواجدين في هذا الملتقى، ويشرفني أن أشارك ولو بطبع المشروع على الحاسوب.
والله أعلم وأحكم.
جزاك الله خيرا وأحسن إليك فالإنسان يوفق بقدر نيته.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[05 - 05 - 07, 08:29 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
جزاك الله خيرا وأحسن إليك
اللهم آمين.
وأحسن الله إليك أخي الكريم، وجزاك الله خيرا.
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من أصحاب النيات الطيبة ومن أهل الإخلاص.
ليت الذي بيني وبينك عامر
وما بيني وبين العلمين خراب.
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.(45/306)
خمسون فائدة من حديث (لا تغضب) للشيخ (العلوان)
ـ[الشمري12]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مواصلة في بيان ما حوته السنة النبوية المطهرة من المعاني العظيمة والفوائد الغزيرة التي ينبغي على العلماء وطلبة العلم التصدي لها لاستخراج كنوزها وبث فوائدها وبيان أسرارها البديعة الصادرة من المشكاة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فقد ألقى فضيلة الشيخ العلامة المحدث سليمان بن ناصر العلوان كلمة بتاريخ 1/ 2/1422هـ عن حديث من أحاديث الرسول الكريم التي جمعت بين البلاغة والإيجاز وعظيم النفع وكبير الفائدة واستنبط منه أكثر من خمسين فائدة فقال حفظه الله تعالى:-
أخرج البخاري والترمذي من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: (لا تغضب فردد مراراً قال: لا تغضب) وروى هذا الحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد وفيه نظر والمحفوظ ما رواه أبو حصين ولذلك روى البخاري الحديث من إسناده وأعرض عن إسناد الأعمش لكثرة اختلافه على أبي صالح في هذا الخبر كما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة وغيره.
الفوائد
1 - المقصود من ترك الغضب هو اجتناب أسبابه والأمور المفضية إليه.
2 - فيه الأمر بالأخذ بالأسباب.
3 - فيه الرد على الجبرية والقدرية.
4 - فيه قاعدة سد الذرائع وأن الوقاية خير من العلاج.
5 - فيه أهمية جمع المفتي بين العلم والعقل فيعطي كل مسألة حقها وكل سائل ما ينفعه.
6 - التأدب في السؤال وطلب العلم.
7 - فيه عدم جواز كتم العلم عمن طلبه إلا لمصلحة راجحة.
8 - فيه أن الغضب يمنع العدل في القول والعمل.
9 - فيه أن الذي لا يغضب منضبط الأفعال والأقوال حال رضاه وغضبه.
10 - فيه الحث على حسن الخلق.
11 - فيه الحث على الرضا بالقضاء والقدر.
12 - فيه أن عدم الغضب دليل على وفور العقل وكماله.
13 - فيه معنى قوله تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما) وتقرير مبدأ المقارنة بين المصالح والمفاسد.
14 - فيه أن هذا من محاسن الشريعة وكمالها.
15 - حرص الصحابة على التفقه في الدين.
16 - فيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون.
17 - أن الشر كله في الغضب.
18 - أن الغضب منه المحمود ومنه المذموم.
19 - عظم فقه الصحابة حيث لم يفهموا العموم من هذا الخبر بل غضبوا الغضب المحمود وتركوا المذموم على ما علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
20 - أن الغضب من الأسباب المفضية إلى الكفر.
21 - وجوب بذل النصح للمسلمين.
22 - أهمية النصيحة وأثرها في المجتمعات.
23 - فيه أن المرء قليل بنفسه كثير بأصحابه فإن المؤمن مرآة أخيه المؤمن فالمرء لا يرى عيوب نفسه غالباً.
24 - أن العبرة بفائدة الكلام ونفعه لا بكثرته وسجعه.
25 - جواز مراجعة العالم في المسألة مع الأدب وحسن الخلق.
26 - أن ترك الغضب والتحكم فيه خلق مكتسب.
27 - مدافعة السنة الكونية القدرية بالسنة القدرية الشرعية.
28 - أن الغضب من الشيطان.
29 - أن القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب.
30 - فضيلة الصبر والحلم.
31 - مشروعية النصيحة بلفظ موجز جامع مانع.
32 - فيه معنى (أوتيت جوامع الكلم).
33 - إنزال الناس منازلهم في النصيحة.
34 - فيه أن النهي عن الشيء أمر بضده أي عليك بالحلم والصبر.
35 - الإخلاص في إسداء النصيحة.
36 - طلب النصيحة إنما يكون من ذوي العقل والرأي والدين.
37 - أن لازم القول في الكتاب والسنة متوجه بخلاف كلام الناس فإنهم لا يؤخذون بلازم قولهم.
38 - فيه أن طلب الوصية والنصيحة رفعة للعبد لا منقصة ولا مذمة فيها.
39 - أن قبول النصيحة من كمال الإيمان.
40 - فيه قياس الناس بأخلاقهم لا بهيئاتهم.
41 - فيه جواز تكرار النصح والوعظ ما لم يبلغ حد السآمة.
42 - فيه معني قوله (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل).
43 - أن النهي عن الشيء نهي عن أسبابه ومقدماته من باب أولى.
44 - أن من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه فمن ترك الغضب عوض بالحلم.
45 - بيان فضل كظم الغيظ.
46 - الحث على العفو والنصح.
47 - اتساع صدر العالم للمسائل والمراجعات.
48 - تواضع النبي وسعة حلمه وحسن خلقه.
49 - أن الترك يعتبر عملاً.
50 - أن العمل من مسمى الإيمان.
51 - أن العبد يؤجر على أفعال التروك.
52 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في حديثه على ثلاث.
53 - فيه ثبات العالم على أقواله ومبادئه طالما أنه على الحق مهما ألح عليه الناس أو ضغط عليه الواقع.
والله أعلم
سليمان بن ناصر العلوان
10/ 2 / 1422 هـ
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبورك فيكم وفي الشيخ الكريم حفظه الله(45/307)
هل يصح تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وسيئة؟
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:22 م]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأعزاء طرحت الموضوع من أجل المناقشة لأهميته وخطورته
ولكني لن أستطيع المشاركة الفعلية حتى يتم تصليح حاسوبي فأنا أكتب إليكم من مكتب إنترنت
وأكيد تعلموا ما معنى هذا وسوف أتابعكم قدر الإمكان حتى أستطيع المشاركة الفعلية
بإذن الله تعالى
وإليكم محل النزاع
والكلام عن البدعة في الدين حتى لا نجد من يخرج علينا قائلا بدعة الدنيا حلال فنحن لا نخالفه في بدعة الدنيا مالم تكن شرعا يتقرب به إلى الله مثال الانترنت الطائرة ومن كان على مثال هذا
وأسأل الله تعالى أن يكون المقصد مفهوما ملموسا لطلاب العلم بالمنتدى
- هل يصح تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة؟ وما الدليل؟
-ما هو ردك على من استدل بحديث من سن في الإسلام سنة حسنة؟
- وما هو ردك على من استدل بقول الصحابي الجليل نعمة البدعة؟
وأترككم في رعاية الله وأمنه
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:38 م]ـ
هذا كتاب البراهين على ألا بدعة حسنة في الدين يفي بالمطلوب http://www.almeshkat.net/books/archive/books/abo%20muath.zip(45/308)
سبعون فائدة من حديث (لأعطين الراية) للشيخ العلوان
ـ[الشمري12]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فقد ألقى فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان بتاريخ 29/ 1/1422هـ كلمة حول أهمية تدبر وفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الفهم الصحيح والتي بها يتوصل الإنسان الى معرفة حدود ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم إذ هي الغاية التي يجب المصير إليها ثم العمل بمقتضى ذلك ثم ذكر فضيلته حديثا في الصحيحين ـ على سبيل المثال مبينا ما حوته أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من المعاني العظيمة والفوائد الجمة والمعاني الغزيرة ـ واستنبط منه أكثر من سبعين فائدة فقال حفظه الله تعالى:
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الرحمن بن يعقوب كليهما عن أبي حازم سلمة بن دينار ـ واللفظ لعبد العزيز ـ قال:) أخبرني سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ ويحبُّهُ اللهُ ورسُولُهُ. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْر النعم (. وأخرجه مسلم أيضا من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه وفيه) قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال فسار عليٌّ شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (ورواه مسلم أيضا من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مختصرا.
فوائد الحديث:
1 - فيه حرص الصحابة على تبليغ هذا الدين.
2 - فيه عقد الإمام لألوية الجهاد.
3 - فيه أن الأمر المشترك لا تشبه فيه فالألوية والرايات كانت معروفة من قبل.
4 - فيه أن الإمارة خاصة بالرجال دون النساء.
5 - التبشير بالفتح علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام.
6 - فيه إثبات صفة المحبة لله والرد على الجهمية.
7 - فيه أن الله تعالى يُحب ويُحَبُّ.
8 - فيه إثبات الأخذ بالأسباب وذلك من قوله يفتح الله على يديه.
9 - فيه حرص الصحابة على الخير والبحث عمّا يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
10 - إبهام الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل هو من رحمته بالمؤمنين فقد حصل بذلك من تمنيهم لذلك الفضل العظيم والتطلع إليه من زيادة الإيمان ما الله تعالى به عليم.
11 - فيه الرد على المرجئة وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.
12 - فيه جواز السهر والسمر في أمور الخير ومصالح المسلمين.
13 - فيه مسارعة الصحابة إلى الخيرات وذلك في قوله) فلما أصبحوا غدوا (.
14 - فيه أن الرجاء إنما يكون في الأمور المتوقعة الحدوث وذلك بخلاف التمني.
15 - فيه الرد على الصوفية ومن شاكلهم ممن يدَّعون أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب المطلق في حياته وبعد مماته وذلك من قوله:) أين عليٌّ؟ (.
16 - فيه أن المحبة النافعة هي محبة الله ورسوله ومن والاهما.
17 - فيه الرد على اليهود والنصارى في قولهم) نحن أبناء الله وأحباؤه (.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/309)
18 - فيه معنى قوله تعالى) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (إذ حصل الفضل لمن لم يحضره وامتنع ممن تعرض له.
19 - فيه وجوب الإيمان بالقضاء والقدر وعظيم إيمان الصحابة بالقدر وكمال استسلامهم له.
20 - فيه الرد على القدرية القائلين بخلق أفعال العباد.
21 - فيه الرد على النواصب الذين يناصبون عليا رضي الله عنه العداء.
22 - فيه الرد على الخوارج الذين يكفرون علياً ويفسقونه.
23 - فيه أن محبة علي رضي الله عنه من الإيمان.
24 - فيه الرد على الروافض الذين يزعمون تخصصهم في محبة علي رضي الله عنه.
25 - فيه الرد على غلاة الرافضة الذين يؤلهون عليا وذلك من قوله (رجلا).
26 - فيه جواز الشكوى وذكر المرض ما لم يكن ثمة تسخط على أقدار الله جل وعلا.
27 - فيه بركة بصاق النبي صلى الله عليه وسلم.
28 - فيه أن دعا الأنبياء مستجاب غالبا.
29 - فيه أن الأمام يبعث من هو الأصلح والأفضل للمهمة ولا يراعي في ذلك القرابة ولا الوجاهة ولا النسب وليس معنى ذلك أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان y بل لأن المقام اقتضى رجلا كعلي رضي الله عنه.
30 - فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وعلو همته.
31 - فيه جواز طلب الإمامة في الدين.
32 - فيه شجاعة علي وحرصه على الجهاد في سبيل الله.
33 - فيه معنى قوله تعالى) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (وأن الجهاد ماض إلى قيام الساعة.
34 - فيه جواز ذكر محاسن الشخص عند أمن الفتنة وسلامته من الكبر والعجب.
35 - فيه طهارة الريق.
36 - فيه وضع الإمام المحفزات لشحذ الهمم إلى معالي الأمور ومكارم الأخلاق.
37 - جواز الرقية بالنفث وأنها لا تنافي التوكل وذلك على القول بأن نفثه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان رقية والراجح أن ذلك من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
38 - فيه الأمر بالرفق وعدم العجلة والطيش والتأني في الأمور ودراستها قبل الإقدام عليها.
39 - فيه أن الدعوة إلى الإسلام تأتي أولا وقبل كل شيء.
40 - فيه فقه التدرج في الدعوة إلى الله من الأهم إلى المهم.
41 - فيه أن الدعوة العامة لابد فيها من العلم والفقه والدراية والحنكة وحسن السياسة في التعامل مع الناس والأحداث فالجاهل بهذه الأمور يفسد ولا يصلح.
42 - فيه قرن الدعوة إلى الشهادتين ببيان معناهما ومقتضياتهما ولا سيما في القرون المتأخرة حيث كثر الجهل بمعنى لا إله إلا الله وما تدل عليه من النفي والإثبات.
43 - فيه فضل الهداية وعظيم أمرها.
44 - فيه العمل على إقامة الحجة على العباد.
45 - فيه دليل على وجوب بيان الحجة وتفهيمها للمدعو وإزالة ما يعرض من شبه وإشكالات وتساؤلات.
46 - فيه أن الفضل المترتب على هداية الناس عام للرجال والنساء وإنما خرج الضمير مخرج الغالب.
47 - فيه أنه لا مقارنة بين الدنيا والآخرة.
48 - فيه أن حب الدنيا ليس بمذموم إذا كان العبد قائما بأمر الله فيها.
49 - فيه مشروعيه تقريب الأمر إلى الأفهام بالأمور الحسية المعلومة.
50 - فيه أن الهداية نوعان هداية الدلالة والإرشاد وهي دور الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين وهداية التوفيق والإلهام وهي خاصة بالله الواحد القهار.
51 - فيه جواز الحلف من غير استحلاف.
52 - فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية العباد.
53 - فيه أن هداية الناس أولى عند الشارع من قتالهم.
54 - فيه الرد على من قال بأن المسلمين لا همة لهم سوى إراقة الدماء، فإن الدعوة قبل القتال فإن كانوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز حينئذٍ قتالهم ابتدآءً فقد جاء هذا في الصحيحين حين أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون.
55 - فيه فضل الجهاد في سبيل الله والصبر عليه.
56 - فيه أن من أحبه الله فلا يضره بعد ذلك من أبغضه أو غلا في حبه.
57 - فيه وجوب بغض من أبغض عليا رضي الله عنه وأن حبه من الإيمان.
58 - فيه فقه علي رضي الله عنه وسعة علمه وذلك من قوله (وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه).
59 - فيه أن الرجل ينسب لأبيه وإن كان كافرا.
60 - فيه تأدُّب علي رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يناده باسمه ولا بقرابته منه.
61 - فيه أن لله على عباده حقا عظيما لابد من أدائه والقيام به وإلا كان من أهل النار ألا وهو إفراده تعالى بالعبودية وإفراد نبيه صلى الله عليه وسلم بالاتباع.
62 - فيه أن على العبد إذا جاءه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يتلكأ ولا يتردد بل يبادر إلى الامتثال والتطبيق والعمل.
63 - فيه إثبات البعث والجزاء والحساب.
64 - فيه معنى اسم الله الحسيب.
65 - فيه أن على العباد أن يقبلوا من الناس ظواهرهم وأن يكلوا سرائرهم إلى الله تعالى مالم يأت من القول أو العمل ما ينافي دين الإسلام.
66 - جواز رفع الصوت عند أهل الفضل للحاجة.
67 - فيه وجوب الاستفصال عند وجود الإشكال.
68 - فيه معنى قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
69 - فيه أنه لا اجتهاد مع وجود النص أو ما يقوم مقامه كحضور المشرع صلى الله عليه وسلم كما هو الحال هنا.
70 - فيه أن أعظم أمر وأشرف عمل ينبغي للعبد أن يقوم به وأن يفرغ فيه وسعه هو الدعوة إلى الله والحرص على هداية العباد.
71 - فيه الرد على التكفيريين الذين يشتغلون بإصدار الأحكام على العباد من التكفير والتفسيق دون دعوتهم إلى التوحيد والسنة وبيان حقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب.
72 - فيه تفقد الصحابة بعضهم بعضا.
73 - فيه أن النطق بالشهادتين لا يعصم دم العبد وماله إلا أن يأتي بحقها وإلا لم تنفعه عند الله تعالى.
74 - فيه أن إقامة الحدود من شأن السلطان أو من ينوب عنه.
75 - فيه حرمة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم إلا بالحق.
76 - فيه طهارة قلوب الصحابة إذ لم يحسدوا عليا على ذلك بالاعتراض وتمني زوال النعمة والفضل عنه.
والله تعالى أعلم
والحمد لله رب العالمين.
سليمان بن ناصر العلوان
2/ 2 / 1422 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/310)
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبورك فيكم وفي الشيخ الكريم حفظه الله(45/311)
هل تبطل صلاة المأمومين ببطلان صلاة الإمام فى هذه الحالة؟؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:26 ص]ـ
مشايخنا الكرام ....
إذا قام الإمام للركعه الثالثه بدون الجلوس للتشهد الأوسط ثم نبهه بعض المأمومين بقول سبحان الله ... فبعد أن إستوى قائما جلس للتشهد الأوسط .... فهل بذلك تكون صلاته قد بطلت كما قال ابن قدامه -رحمه الله- فى المغني؟؟ ...
و إن كانت قد بطلت صلاته .... فهل تبطل صلاة:-
1 - المأموم الذى رأى الإمام قائما و تبعه فى القيام و عندما رأه جلس للتشهد جلس وراءه؟؟
2 - المأموم الذى لم ير الإمام قائما و ظل فى جلوسه ظانا أن الإمام فى التشهد الأوسط و ظل كذلك حتى جلس الإمام و تبعه فى الركعتين الباقيتين؟؟
.......
سؤال أخير:-
ما الذى يجب على المأموم فعله إن تبع الإمام فى القيام و وجد الإمام ينزل للتشهد بعد أن إستوى قائما؟؟؟
و جزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:52 ص]ـ
أجاز ابن حزم في المحلى صحة الصلاة في هذه الحالة وابراهيم النخعي والحسن البصري كما ذكر ذلك ابن قدامة في المغني وروى عن الحسن البصري قال يرجع حتى لو ركع
وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني وكذلك ابن حزم رحمه الله ثلاثة شروط لصحة الصلاة في هذه الحالة وشرطين للبطلان
شروط الصحة
الأول أن يكون الإمام ناسيا للحكم بأن هذا من مبطلات الصلاة وأن الأولى عدم الرجوع للتشهد
الشرط الثاني هو أن يكون الإمام جاهلا بالحكم
الشرط الثالث هو أن يعتقد الإمام أن حكمها جائز وأنه يجوز له ذلك
أما شرطي البطلان
الأول أن يكون الإمام عالما بالحكم
الثاني أن يكون متذكرا له في هذا الوقت
وصلاة المأمومين في هذه الحالة صحيحة مهما كان حكم صلاة الإمام فحتى الذين قالوا ببطلان صلاة الإمام لم يبطلوا صلاة المأمومين لأن المأموم له أن يفارق الإمام في هذه اللحظة
وقد قال الشافعية بالبطلان وكذلك الحنفية والمالكية أما الذي أجازها هم الحنابلة لأن التشهد الأوسط عندهم واجب بعكس الآخرين الذي هو عندهم سنة وكذلك أجازها الظاهرية كما ذكر ذلك الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله
والذي اختاره ابن قدامه هو البطلان حين قال ولنا حديث المغيرة بن شعبه ولكنه حديث ضعيف
وعلى قول المجيزين لصحة الصلاة يكون المأموم الذي تبع إمامه صلاته صحيحة وحين يراه يرجع للتشهد يكون له -أي المأموم - أن يفارقه وله أن يتبعه وصلاته صحيحة في كلتيهما وأما الذي لم يراه فله أن يفارقه ويكمل صلاته وحده أما لو لم يفارق فلا أعلم ما الحكم حينئذ والله أعلم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:28 م]ـ
حبذا لو قام الأخ الفاضل أبو الفداء بزيادة تدقيق للجواب.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:19 م]ـ
أعتذر عن قول الحسن البصري فقد كتبته خطأ والصحيح أن الحسن البصري قال يرجع مالم يركع
أي أنه يجيز له الرجوع حتى بعد القراءة طالما لم يركع
لا يوجد أدق من هذا عندي فهذا خلاصة ما أعرفه في هذا الجانب
لكن يمكنك اخذ ما كتبت للوصول إلى هذه الأدلة بأسانيدها في الكتب التي أشرت إليها
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[06 - 05 - 05, 07:14 م]ـ
أخانا الفاضل أبو الفداء المصري ...
جزاك الله خيرا .... بارك الله فيك .....
و أدعو بقية مشايخنا الكرام أن يتحفونا بالمزيد إن شاء الله .....
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 05 - 05, 06:13 ص]ـ
مشايخنا الكرام ....
إذا قام الإمام للركعه الثالثه بدون الجلوس للتشهد الأوسط ثم نبهه بعض المأمومين بقول سبحان الله ... فبعد أن إستوى قائما جلس للتشهد الأوسط .... فهل بذلك تكون صلاته قد بطلت كما قال ابن قدامه -رحمه الله- فى المغني؟؟ ...
تأمل - أخي الفاضل - أبو شعبة - فيما يلي - هذا التفصيل من ابن قدامة.
_________________________________
أيها الفاضل أبو الفداء – وفقك الله لكل خير - أنقل لك كلام العلامة ابن قدامة المقدسي، فتنظر فيه، حتى تقارنه بما أجبتَ به؛ فإن أصبتَ في جوابك فاحمد الله، وإن كانت الأخري فلا عتب، فالمقام مقام بحث ومدارسة. وانتبه للألوان لو تكرمتَ.
قال في المغني 2/ 20 - 21، وهو يتحدث عن سجود السهو: ( ... أما القيام في موضع الجلوس , ففي ثلاث صور: إحداها , أن يترك التشهد الأول ويقوم، وفيه ثلاث مسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/312)
الأولى: ذكره قبل اعتداله قائما , فيلزمه الرجوع إلى التشهد. وممن قال يجلس علقمة , والضحاك , وقتادة , والأوزاعي , والشافعي , وابن المنذر. وقال مالك: إن فارقت أليتاه الأرض مضى. وقال حسان بن عطية: إذا تجافت ركبتاه عن الأرض مضى.
ولنا: ما روى المغيرة بن شعبة , عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا قام أحدكم في الركعتين , فلم يستتم قائما فليجلس , فإذا استتم قائما فلا يجلس , ويسجد سجدتي السهو) رواه أبو داود , وابن ماجه. ولأنه أخل بواجب ذكره قبل الشروع في ركن مقصود. فلزمه الإتيان به , كما لو لم تفارق أليتاه الأرض.
المسألة الثانية: ذكره بعد اعتداله قائما , وقبل شروعه في القراءة , فالأولى له أن لا يجلس , وإن جلس جاز. نصَّ عليه، قال النخعي: يرجع ما لم يستفتح القراءة، وقال حماد بن أبي سليمان: إن ذكر ساعة يقوم جلس.
و لنا: حديث المغيرة , وما نذكره فيما بعد ; ولأنه ذكره بعد الشروع في ركن , فلم يلزمه الرجوع , كما لو ذكره بعد الشروع في القراءة. ويحتمل أنه لا يجوز له الرجوع ; لحديث المغيرة , ولأنه شرع في ركن , فلم يجز له الرجوع , كما لو شرع في القراءة.
المسألة الثالثة: ذكره بعد الشروع في القراءة , فلا يجوز له الرجوع , ويمضي في صلاته , في قول أكثر أهل العلم. وممن روي عنه أنه لا يرجع عمر , وسعد بن أبي وقاص , وابن مسعود , والمغيرة بن شعبة والنعمان بن بشير , وابن الزبير , والضحاك بن قيس , وعقبة بن عامر. وهو قول أكثر الفقهاء. وقال الحسن. يرجع ما لم يركع. وليس بصحيح ; لحديث المغيرة. وروى أبو بكر الآجري , بإسناده عن معاوية: أنه صلى بهم فقام في الركعتين , وعليه الجلوس , فسبح به , فأبى أن يجلس , حتى إذا جلس يسلم سجد سجدتين وهو جالس , ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل هذا. ولأنه شرع في ركن مقصود , فلم يجز له الرجوع , كما لو شرع في الركوع.
إذا ثبت هذا فإنه يسجد قبل السلام في جميع هذه المسائل ; لحديث معاوية , ولما روى عبد الله بن مالك بن بحينة , (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر , فقام في الركعتين الأوليين , ولم يجلس , فقام الناس معه , فلما قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس , فسجد سجدتين قبل أن يسلم) متفق عليه). انتهى كلام كلامه.
وفي المسألة الثالثة هذه تأتي الشروط التي ذكرتَها عنه في البطلان وعدمه - بارك الله فيك -.
وقولك: (وقد قال الشافعية بالبطلان وكذلك الحنفية والمالكية أما الذي أجازها هم الحنابلة لأن التشهد الأوسط عندهم واجب بعكس الآخرين الذي هو عندهم سنة وكذلك أجازها الظاهرية كما ذكر ذلك الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله).
أما الشافعية فنعم قالوا ببطلان صلاة من انتصب قائما وقد نسي التشهد الأول فعاد له؛ بشرط علمه بتحريم العود في هذه الحالة، ومفهومه أن من كان جاهلا - وكذا من كان ناسيا عندهم - فلا تبطل صلاتهما بالعود للتشهد بعد إتمام قيامهما، وقد نصوا على ذلك، ويسجدان للسهو.
أما الحنفية فقد صحح قوم منهم البطلان في صورة العودة للتشهد بعد تمام القيام - ويبدو أن هذا مشهور المذهب - وصحح المحقق ابن الهمام في فتح القدير له 1/ 363 عدم البطلان، وصحح ذلك غيره أيضا فيما ذكره العلامة ابن عابدين في حاشيته المعروفة 2/ 88 (الحلبية)، وقال صاحب تنوير الأبصار: (وقيل لا – أي لا تفسد – وهو الأشبه) قال شارحه: (وهو الحق).
أما المالكية فهم أكثر الناس فسحة في هذا؛ حيث قال عمدة المتأخرين خليل بن إسحاق في مختصره المشهور: (ورجع تارك الجلوس الأول إن لم يفارق الأرض بيديه وركبتيه ولا سجود، وإلا – بأن فارق الأرض بيديه وركبتيه - فلا – أي لا يرجع -. ولا تبطل إن رجع ولو استقل – عامدا أو جاهلا أو ناسيا، بل عندهم حتى لو ابتدأ قراءة الفاتحة، لا إن أتمها - وتبعه مأمومه وسجد بعده).
عموما أخي لا زلت أقول إن جوابك يحتاج إلى تدقيق وتحرير.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن قولك الذي نقلت عن ابن قدامة لا يتعارض مع ما ذكرته حيث أن ابن قدامه أتى بالأقوال في مذهبه الحنبلي وأتي بقول النخعي الذي أشرت إليه أما ابن قدامة نفسه اختار البطلان لأنه قال ولنا حديث المغيرة وأيضا رفض قول الحسن البصري لنفس السبب أما ما أنا ذكرته عن ابن قدامه وابن حزم فهو صحيح
لكن بالنسبة لرأي الحنفية والمالكية فقد أكون جانبت الصواب فيه وتوهمت ذلك على العموم جزاك الله كل خير
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[07 - 05 - 05, 07:10 م]ـ
شيخنا الفهم الصحيح .... جزاك الله خيرا ....
بارك الله فيك .... و عذرا لى سؤال .... و باب الجواب مفتوح لجميع مشايخنا لعموم الفائده ....
إذا إستوى الإمام قائما و بدأ فى قراءة الفاتحه و نبهه المأمومين .... فرجع و جلس ...
فما القول الراجح فى هذه الحاله؟؟ و هل يستوي فى ذلك الجاهل و الناسى و العالم بالحكم؟؟
و هل يتبعه فى ذلك المأموم و إن كان الراجح عنده بطلان الصلاة بهذا الفعل أم ينفرد أم يظل قائما حتى يقوم الإمام من جلوسه مره أخرى و يتابعه؟؟
و ما القول فى المأموم الذى لم ير الإمام قائما و ظل فى جلوسه ظانا أن الإمام فى التشهد الأوسط و ظل كذلك حتى جلس الإمام -و عرف أن الإمام قد قام بدون تشهد ثم جلس -ثم تبعه فى الركعتين الباقيتين؟؟ و يدخل فى هذا السؤال أيضا المأموم الذى لا يرى .....
و جزاكم الله خيرا ...
شيخنا الفاضل أبو الفداء المصري .. جزاك الله خيرا ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/313)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن قولك الذي نقلت عن ابن قدامة لا يتعارض مع ما ذكرته حيث أن ابن قدامه أتى بالأقوال في مذهبه الحنبلي وأتي بقول النخعي الذي أشرت إليه أما ابن قدامة نفسه اختار البطلان لأنه قال ولنا حديث المغيرة وأيضا رفض قول الحسن البصري لنفس السبب أما ما أنا ذكرته عن ابن قدامه وابن حزم فهو صحيح
لكن بالنسبة لرأي الحنفية والمالكية فقد أكون جانبت الصواب فيه وتوهمت ذلك على العموم جزاك الله كل خير
أيها الفاضل أبو الفداء – سددك الله -:
يفارق قول العلامة الموفق قول ابن حزم – رحمهما الله – في أن ابن حزم يرى بطلان صلاة من رجع إلى الجلوس الأول إذا استوى قائما، بشرط عدم العلم أو عدم النسيان، بينما العلامة الموفق لا يقول بالبطلان إلا إذا استوى المصلي قائما وشرع في القراءة، وبالشرطين المذكورين.
هذا هو الفرق – بارك الله فيك – فلا ينبغي جمع قوليهما على أنهما قول واحد، وقد تقدم نقل كلام الموفق، أما ابن حزم فاسمعه يقول في المحلى 4/ 170 (مصورة الآفاق): (مسألة: وسجود السهو كله بعد السلام إلا في موضعين، فإن الساهي فيهما مخير بين أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام وإن شاء قبل السلام، أحدهما: من سها فقام من ركعتين ولم يجلس ويتشهد , فهذا سواء كان إماما أو فذا، فإنه إذا استوى قائما فلا يحل له الرجوع إلى الجلوس , فإن رجع وهو عالم بأن ذلك لا يجوز ذاكر لذلك -: بطلت صلاته , فإن فعل ذلك ساهيا لم تبطل صلاته , وهو سهو يوجب السجود , لكن يتمادى في صلاته فإذا أتم التشهد الآخر فإن شاء سجد سجدتي السهو ثم سلم , وإن شاء سلم ثم سجد سجدتي السهو ... ).
وقولك مكررا لما سبق في مشاركتك الأولى: أما ابن قدامة نفسه اختار البطلان ..
فغير سديد هكذا بدون تفصيل، ففي أي صورة اختار الموفق – فيما يبدو لك – البطلان؟
لا شك أنك تقصد في الصورة الثانية؛ وهي إذا ما استقل قائما ثم رجع قبل أن يشرع في القراءة.
وهنا ينبغي التفريق بين حكم رجوعه، وبين حكم صلاته إذا خالف ورجع، فالموفق هنا يرجح عدم رجوعه، فيقول: المسألة الثانية: ذكره بعد اعتداله قائما , وقبل شروعه في القراءة , فالأولى له أن لا يجلس , وإن جلس جاز.
وهذا الاختيار لحكم رجوع المصلي ذهب إليه جماعة كبيرة من أعيان المذهب فيما ذكره المرداوي في الإنصاف 2/ 144، والصحيح في المذهب حسب كلام المرداوي أن الرجوع مكروه.
ولا يلزم – فيما أظن – أن يكون ترجيحه هذا ذهابا منه لبطلان من خالف وعاد للجلوس بعد استوائه قائما وقبل شروعه في القراءة، فلو كان كذلك ما كان هناك معنى للفصل بين المسألتين الثانية والثالثة، ثم لكان هذا قولا قويا في مذهب الإمام أحمد بالنظر لكثرة من اختاره، ولشهرتهم العلمية في المذهب. وفوق ذلك - فيما أحسب؛ كان حقا على الموفق أن يصرح بهذا لو كان - ولكن الأمر على خلاف ذلك فالصحيح أن الرجوع في هذه الصورة مكروه، وحتى على القول بترجيح عدم عوده فلا تبطل صلاته به، بل أساء وصحت. والله أعلم.
و لعل الإخوة من المطلعين على المذهب ومسائله يوضحون لنا الأمر مشكورين. والله أعلم.
ثم أخبرني - أخي - عن معنى قولك في مشاركتك الأولى: ( ... أما الذي أجازها هم الحنابلة لأن التشهد الأوسط عندهم واجب بعكس الآخرين الذي هو عندهم سنة وكذلك ... ).
_______________________________________
أخي الفاضل أبو شعبة – وفقك الله وجزاك كل خير على حسن ظنك بأخيك - أما إذ دخلت في الترجيح والراجح، فدونك فقهاء الملتقى الشيخ زياد وأبو عبد الله النجدي ... وغيرهم من الأحباب، فلا شك أنهم وقفوا على سؤالك وما أراهم يحجمون هذه المرة عن الجواب، أما أخوك فيقول في صراحة الجهول: لا أحسن ذلك والله أعلم.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:53 م]ـ
, فإن فعل ذلك ساهيا لم تبطل صلاته [/ COLOR] ,.
هذا والله ماقصدته فقد أطلقتها أن ابن حزم أجازها لتبيان أن الصلاة تصح عند ابن حزم ولكن لم أحدد الشرط معه لأني قد حددت هذه الشروط مجتمعة كما هو مبين بالأعلى
إذن فلا يوجد أيضا تعارض بين قولي عن ابن حزم وبين قول ابن حزم نفسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/314)
وأما قولك عن ابن قدامه فأنت قلت ولا يلزم – فيما أظن – أن يكون ترجيحه هذا ذهابا منه لبطلان من خالف وعاد للجلوس بعد استوائه قائما وقبل شروعه في القراءة،
قلت أن اختيار ابن قدامه للبطلان ليس معناه أنه يبطل أراء غيره فابن قدامة هو احد من أئمة الحنابلة ولا يمثل الجميع ويمكن أن نعتبر هذا الترجيح هو اختيار وهل كل اختيار يكون بين أشياء صحيحة وباطلة؟؟ قد يكون اختيارا بين اختيارات كلها جيدة ولله الحمد
وأما قولك: وقولك مكررا لما سبق في مشاركتك الأولى: أما ابن قدامة نفسه اختار البطلان ..
فغير سديد هكذا بدون تفصيل،
قلت أما قولك بدون تفصيل فهذا حق وهذا مما نحمده منك فأنت رجل مدقق ويبدو عليك سمات الإجتهاد في العلم وفقك الله
لكن قولك أن هذا غير سديد فهذا غير سديد منك لا مني فليس معنى أني لم أفصل في الأمر أني أخطأت بل قد أقول رايا يجيز هذه المسألة لتبيان صحتها عند إمام أو عالم فهذه كانت نيتي وأعتقد أنك لا تعرف ما في نيتي فيبدو أنك تتسرع في تخطئ الغير بدون تمعن وتدقيق وهذا بخلاف ما عهدناه منك من تدقيق وحرص على عرض الأمور بدقة أعانك الله ووفقك حتى أني اقررت لك بما أخطأت أنا فيه لكن ليس كل الكلام خطأ وحتى الأخ أبو شعبة الأثري في بداية المشاركة قال ان ابن قدامه نفسه قال ببطلان الصلاة وهذا ليس معناه أنه يبطل أراء غيره
فلا يوجد اي خطأ في مشاركتي الأولى في هذا الموضوع باستثناء رأي الحنفية والمالكية
وأما بن حزم وبن قدامة فقولي عنهما صحيح لكنه بدون تفصيل وجزاك الله خيرا على كل حال
وأما سؤالك عن معنى قولي أن الحنابلة يجيزون فأقول هذا اقصد فيه أن صحة الصلاة هو رأي في مذهب الحنابلة وليس معنى هذا أنهم كلهم نعم فقد أجملتها أيضا بدون تفصيل وأعتقد أن هذا أيضا خطأ بالفعل لكنه حين البحث الدقيق لكن أنا ظننت أن الأخ أبو شعبة الأثري يريد ردا عاجلا يريد فيه معرفة صحة الصلاة من عدمها فأخبرته بأدلة التجويز لهذه المسألة هذا والله ما كان في نيتي وأنا أقول لك جزاك الله خيرا على بحثك وتدقيقك في هذا
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[08 - 05 - 05, 01:51 ص]ـ
مشايخنا الكرام .... أبو الفداء المصري , الفهم الصحيح ...
بارك الله فيكما و نفع بكما ....
أعتذر إن بدا سؤالى و كأنى أريد جوابا عاجلا .. فأنا السبب فى سوء التفاهم الذى حدث ...
الأمر ربما يرجع لقرابة العام .... فقد رأيت بعض الإخوه يصلون فى مسجد الكلية ....
و قد قام الإمام إلى الثالثه و نسى التشهد الأوسط .. فسبح بعض المأمومين ...
فرجع و جلس للتشهد بعد أن إستتم قائما ...
و بعد الصلاة إعترض البعض و قالوا أن الصلاة قد بطلت ...
و أعاد الجميع الصلاة مرة أخرى عدا القليل منهم ...
و نسيت الأمر تماما و لم أبحث عن الحكم .... و هل ما فعلوه صحيح أم لا ...
حتى سمعت منذ أيام قليله جواب للشيخ محمد عبد المقصود -حفظه الله- على سؤال مشابه ...
و كان جواب الشيخ بتصرف:-
الواجب على الإمام مادام إعتدل أن يمضى فى صلاته ... و إن إستتم قائما فلا يحل له أن يرجع مرة أخرى ... فإن رجع فعل فى صلاته غير ما أمر .. و على ذلك تبطل صلاته .. كما جزم بذلك بن قدامة فى المغنى ...
أما حكم المأموم فلا تعلق بين صحة صلاة المأموم بصحة صلاة الإمام .... و على ذلك فإن بطلت صلاة الإمام فصلاة المأموم صحيحة لا تبطل ..... اهـ.
رابط الفتوى:-
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=527
فأردت أن أعرف الحكم بتفصيل أكثر لأن الرد كان فى أقل من دقيقتين ....
و أعيد أسئلتى مره أخرى .....
و عذرا لى سؤال .... و باب الجواب مفتوح لجميع مشايخنا لعموم الفائده ....
إذا إستوى الإمام قائما و بدأ فى قراءة الفاتحه و نبهه المأمومين .... فرجع و جلس ...
فما القول الراجح فى هذه الحاله؟؟ و هل يستوي فى ذلك الجاهل و الناسى و العالم بالحكم؟؟
و هل يتبعه فى ذلك المأموم و إن كان الراجح عنده بطلان الصلاة بهذا الفعل أم ينفرد أم يظل قائما حتى يقوم الإمام من جلوسه مره أخرى و يتابعه؟؟
و ما القول فى المأموم الذى لم ير الإمام قائما و ظل فى جلوسه ظانا أن الإمام فى التشهد الأوسط و ظل كذلك حتى جلس الإمام -و عرف أن الإمام قد قام بدون تشهد ثم جلس -ثم تبعه فى الركعتين الباقيتين؟؟ و يدخل فى هذا السؤال أيضا المأموم الذى لا يرى .....
و بارك الله فيكم
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:46 م]ـ
قال صاحب منار السبيل في شرح الدليل وهو يشرح المعتمد عند السادة الحنابلة
قال
فصل
وواجباتها ثمانية تبطل الصلاة بتركها عمداً، وتسقط سهواً وجهلاً
ومنها:- والتشهد الأول على غير من قام إمامه سهواً لوجوب متابعته
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 07:19 م]ـ
وفي هذا تأييد لما ذكرته من أن الصلاة هنا تصح بهذا الشرط على قول عند الحنابلة وهي كذلك عند ابن حزم رحمه الله
ويفهم منها أيضا وجوب متابعة الإمام حتى لو حدث ذلك وبالتالي في هذه الحالة تصح صلاة الإمام والمأمومين على السواء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/315)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 05 - 05, 11:46 م]ـ
أيها الفاضلان الكريمان أبو الفداء وأبو شعبة - فدتكما نفسي -: ليس فينا من زعل ولا سوء تفاهم، فالمقام مقام مدارسة ومباحثة ليس غير كما أسلفت.
وأبدأ بما هو مهم لأخي أبي شعبة، فأنقل له هذه الفتوى من اللجنة الدائمة لعل فيها بعض جواب ما يسأل عنه، وفيها تأييد لما نقله الفاضل أبو الفداء عن منار السبيل.
السؤال الثاني من الفتوى رقم10593 المجلد 7/ 142 - 143
س2: (صلى بنا أحد الرجال إماما في صلاة رباعية فنسي التشهد الأول، فاستوى قائما، فقال له المأمومون: سبحان الله، فعاد إلىالجلوس للتشهد الاول، فهنا قام بعض المأمومين وانفصلوا عن الإمام وأكملوا صلاتهم منفردين. فما حكم صلاة الإمام والذين جلسوا معه، وحكم صلاة الذين قاموا وانفصلوا عنه؟
ج: صلاة كل منهم صحيحة؛ لان كلا منهم بنى على اجتهاده، والأولى للذين انفردوا أن لا ينفردوا وأن يبقوا مع إمامهم، لان رجوعه إلى الجلوس جائز، حيث استوى قائما ولم يشرع في القراءة، ولو فرضنا أنه رجع بعد شروعه في القراءة جهلا بالحكم الشرعي لم تفسد صلاته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
___________________________________
ولازال البحث مع أخي الفاضل أبي الفداء لم ينته - فيما يبدو - حول رأي العلامة ابن قدامة، والفرق بينه وبين رأي ابن حزم - رحم الله الجميع - فلعلي أعود عليه بالبيان - إن شاء الله -.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:00 ص]ـ
أخوى الفاضلان .... بارك الله فيكم ....
أسأل الله أن يرزقنا ظل عرشه .....
و جزاك الله عنى خيرا شيخنا الفهم الصحيح على هذا النقل المبارك ....
و جزاك الله عنى خيرا شيخنا ابو الفداء المصري على هذا النقل المبارك من منار السبيل ...
بارك الله لكما .... و نفع بكما .... لا عدمنا فوائدكما ...
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:07 ص]ـ
لا بأس نتناقش حول كلام بن قدامة رحمه الله
فياريت توضح لنا أخي ما المقصود لديك بقول ابن قدامه حين قال , وإن جلس جاز. نصَّ عليه،
أو ما مفهومك الصحيح لنص الإمام أحمد على هذا فهل يعتبر هذا القول معتمدا أم لا؟؟ وهل يعتبر من قال بغيره مخالفا للمذهب؟
ثم نقول إن ابن قدامه أردف هذا الكلام بقوله حين تكلم عن مسألة الرجوع للجلوس قال ويحتمل أنه لا يجوز له الرجوع هذا معناه أن بن قدامه يرجح بين مجموعة من الأقوال في المذهب بحيث أن ترجيحه هذا لا يلزم منه ابطال غيره من الأراء وهذا واضح
. - قال الحافظ ابن عبد البر شارحاً لحديث عبد الله بن بحينة الذي نصه
عن عبد الله بن بحينة رضي الله عنه أنه قال: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين من بعض الصلوات، ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس ثم سلَّم) رواه البخاري ومسلم.: [وفي هذا الحديث من الفقه أن المصلي إذا قام من اثنتين واعتدل قائماً لم يكن له أن يرجع وإنما قلنا واعتدل قائماً لأن الناهض لا يسمى قائماً حتى يعتدل على الحقيقة وإنما القائم المعتدل وفي حديثنا هذا: ثم قام وإنما قلنا لا ينبغي له إذا اعتدل قائماً أن يرجع لأنه معلوم أن من اعتدل قائماً في هذه المسألة لا يخلو من أن يذكر بنفسه أو يُذكِّره من خلفه بالتسبيح ولا سيما قوم قيل لهم: من نابه شيء في صلاته فليسبح وهم أهل النهى وأولى من عمل بما حفظ ووعى وأي الحالين كانت فلم ينصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الجلوس بعد قيامه فكذلك ينبغي لكل من قام من اثنتين أن لا يرجع فإن رجع إلى الجلوس بعد قيامه لم تفسد صلاته عند جمهور العلماء وإن اختلفوا في سجود سهوه وحال رجوعه وقد قال بعض المتأخرين: تفسد صلاته وهو قول ضعيف لا وجه له لأن الأصل ما فعله وترك الرجوع رخصة وتنبيه على أن الجلسة لم تكن فرضاً والله أعلم] فتح المالك 2/ 204.
وقد ذكر العلامة ابن عثيمين أن المصلي إن عاد بعد أن استتم قائماً فقد أتى مكروهاً ولم تبطل صلاته لأنه لم يفعل محرماً. الشرح الممتع على زاد المستقنع 3/ 512
وخلاصة الأمر أنه لا ينبغي إبطال صلاة المصلين ما دام يمكن حملها على الصحة. لأن إبطال صلاة المصلين ليس أمراً هيناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/316)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:47 ص]ـ
فائدة من المنتقى للباجي:
(مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ {صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ ثُمَّ سَلَّمَ}).
(ش): وَقَوْلُهُ ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونُوا قَدْ عَلِمُوا حُكْمَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ وَأَنَّهُ إذَا اسْتَوَى قَائِمًا لَا يَرْجِعُ إلَى الْجِلْسَةِ الْأُولَى لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْفَرَائِضِ وَلَا مَحِلًّا لِلْفَرْضِ أَوْ يَكُونُوا لَمْ يَعْلَمُوا فَسَبَّحُوا فَأَشَارَ إلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ قَامَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ فَأَشَارَ إلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا ثُمَّ قَالَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(مَسْأَلَةٌ): وَفِي ذَلِكَ ثَلَاثُ مَسَائِلَ:
إحْدَاهَا: أَنْ يُسَبِّحُوا بِهِ وَقَدْ شَرَعَ فِي الْقِيَامِ وَلَمْ يَنْفَصِلْ عَنْ الْأَرْضِ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يَنْفَصِلَ عَنْ الْأَرْضِ وَلَمْ يَسْتَوْعِبْ قِيَامَهُ.
وَالثَّالِثَةُ: بَعْدَ أَنْ يَسْتَوْعِبَ الْقِيَامَ.
فَأَمَّا إذَا سَبَّحُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ يُفَارِقَ الْأَرْضَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ وَلَا سُجُودَ عَلَيْهِ وَأَمَّا إذَا سَبَّحُوا بِهِ بَعْدَ أَنْ فَارَقَ الْأَرْضَ وَلَمْ يَسْتَوْعِبْ الْقِيَامَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ وَعَلَيْهِ سُجُودُ السَّهْوِ لِلزِّيَادَةِ بَعْدَ السَّلَامِ رَوَاهُ ابْنُ حَبِيبٍ عَنْ مَالِكٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ لَا يَرْجِعُ بَعْدَ أَنْ يُفَارِقَ الْأَرْضَ.
وَجْهُ الرِّوَايَةِ الْأُولَى أَنَّهُ يَرْجِعُ مَا لَمْ يَتَشَبَّثْ بِرُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ وَهُوَ الْوُقُوفُ وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ فَلَيْسَ بِرُكْنٍ فَلَا يَمْنَعُ مِنْ الرُّجُوعِ إلَى فِعْلِ الْجُلُوسِ. وَوَجْهُ رِوَايَةِ ابْنِ الْقَاسِمِ أَنَّ الْمَحِلَّ قَدْ فَاتَ بِالِانْتِقَالِ عَلَى هَيْئَتِهِ.
(مَسْأَلَةٌ): فَأَمَّا إذَا سَبَّحُوا بِهِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَوِيَ قَائِمًا فَلَا يَرْجِعُ إلَى الْجُلُوسِ لِأَنَّهُ قَدْ فَاتَ مَحِلُّ الْجِلْسَةِ وَتَلَبَّسَ بِرُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ وَهُوَ الْوُقُوفُ.
فَإِنْ رَجَعَ فَهَلْ تَفْسُدُ صَلَاتُهُ أَمْ لَا؟
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ وَأَشْهَبُ وَعَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ لَا تَفْسُدُ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ
وَقَالَ ابْنُ سَحْنُونٍ تَفْسُدُ صَلَاتُهُ.
وَجْهُ قَوْلِ ابْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ لَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَحِلِّ الْجُلُوسِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ فَلَمْ تَفْسُدْ صَلَاتُهُ بِالْجُلُوسِ كَمَا لَوْ رَجَعَ إلَى الْجُلُوسِ قَبْلَ اسْتِوَائِهِ.
وَوَجْهُ قَوْلِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنْ الْجُلُوسِ فَوَجَبَ أَنْ تَبْطُلَ صَلَاتُهُ كَمَا لَوْ رَجَعَ بَعْدَ الرُّكُوعِ.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاسي وبارك الله فيك
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 05 - 05, 04:15 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخي الفاضل الفاسي، وبوركت على هذا النقل، وأرى أخي أبا الفداء قد أعجبه تعليل الباجي – رحمه الله – لبعض أقوال أهل العلم، فما رأيك لو أتحفتُه بما هو أوسع من ذلك تعليلا وتوجيها لأقوال الأئمة الهداة؟
فاسمعا – غير مأمورين - هديتا رشدكما لهذا المالكي النحرير كيف يوجه ويعلل الأقوال في هذه المسألة، وكيف يفصل و يستدل لصورها بالأثر والنظر، فلعل كلامه يساعدنا فيما نحن بصدده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/317)
قال الإمام القاضي عبد الوهاب البغدادي – رحمه الله - في [التلقين]: (من قام من اثنتين قبل الجلوس رجع ما لم يعتدل قائما، فإن اعتدل قائما مضى وسجد قبل السلام، لأنه نقص، فإن أخطأ فرجع جالسا سجد بعد السلام لأنه زاد، وقيل: قبله لأنه زاد ونقص).
قال الإمام أبو عبد الله المازري في شرحه للتلقين 2/ 646: (يتعلق بهذا الفصل خمسة أسئلة، منها أن يقال:
1 - لمَ رجع قبل أن يستوي قائما؟
2 - ولمَ لم يرجع إذا اعتدل قائما؟
3 - وما حكمه إذا رجع بعد أن اعتدل قائما؟
4 - وما حكم سجود السهو إذا لم يعتدل؟
5 - ولمَ اختلف في محل سجوده إذا رجع بعد أن اعتدل؟
والجواب عن السؤال الأول: أن يقال: اختلف المذهب في المتحرك للثالثة ساهيا إذا ذكر قبل أن يستوي قائما، فقيل إذا استقل وفارق الأرض تمادى على قيامه ولم يرجع، وهذا هو المشهور، وحده ابن المنذر عن مالك بأن قال: إذا فارق الأرض بأليتيه، وقيل: يرجع ما لم يستوي قائما.
فوجه القول الأول بأنه لا يرجع: أن محل الجلوس قد فات فلا يعود إليه بعد فواته.
ووجه القول بأنه يرجع: أن الأصل قضاء الأفعال بمثلها، ما لم يمنع من ذلك مانع، فإذا اعتدل قائما فقد تلبس بالقيام، والقيام فرض، فلا يترك فرضا نشب فيه لسنة أخل بها، وما قبل استوائه قائما لم يتلبس بفرض؛ فيمنع من الانتقال منه إلى سنة.
والجواب عن السؤال الثاني: أن يقال: اختلف الناس فيمن اعتدل قائما وقد نسي الجلوس.
فمذهبنا: أنه لا يرجع.
وقال النخعي: يرجع ما لم يقرأ.
وقال الحسن: يرجع ما لم يركع.
وقال ابن حنبل: إذا لم يقرأ فهو بالخيار بين أن يرجع أو لا يرجع، والأولى أن لا يرجع.
فدليلنا: ما روى أن المغيرة قام من اثنتين، فسبحوا به، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ قال: هكذا صنع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولأنا قدمنا أن القيام فرض، وذكرنا اختلاف الناس في الجلسة الأولى، وبينا أن مذهبنا أنها سنة، ودليلنا على ذلك، وإذا كان ذلك كذلك فلا يترك فرض لسنة.
ولعل النخعي: رأى أن القيام إنما يراد للقراءة، فإنما يتحقق تلبسه بالفرض إذا تلبس بالقراءة.
وكذلك الحسن: لعله قدر أنما القيام يراد للقراءة، والقراءة في هذه الركعة لا تجب، فإنما يتحقق تلبسه بالفرض عند تلبسه بالركوع.
ولعل ابن حنبل: رأى أن تتساوى المراتب فيما أخل به وفيما أخذ فيه، فخير بينهما واستحسن أن لا يرجع لنوع ترجيح، ولكونه أقرب لظاهر الحديث.
هذا الذي يظهر لي في توجيه الثلاث مقالات).
يبقى الجواب عن السؤال الثالث، وهو بيت القصيد – كما يقولون – أتركه لغد – إن شاء الله - حتى يتمعن أخي الفاضل فيما تقدم نقله، ويعيد النظر في المشاركات من أولها، وبذا ستكتمل عنده الصورة جيدا – إن شاء الله – ونستطيع أن نحرر – كما تعلمت من طلبة العلم الذين أحبهم وأجالسهم – أين محل اللبس بيننا- ولا أقول النزاع – فنأتيه من أقصر طريق لنزيله – إن شاء الله -. والآن فإني بحاجة لساعتين من النوم حتى أدرك الصباح – إن شاء الله – وعند الصباح يحمد القوم السرى، وسأبدأ المسألة مع أخي الفاضل من أولها، ليكون التدقيق أشد، ولكن ليس للتسرع في تخطئته؛ بل للاستفادة منه (ابتسامة وفاق ومحبة).
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:41 ص]ـ
مشايخنا الكرام ...
عذرا سؤال بسيط ...
من أين تأتوا بكل هذا النقل الطيب من على الحاسب؟؟ (إبتسامه عريضه) ....
شيخنا مصطفى الفاسى ... جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك ...
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:43 ص]ـ
أيها الفاضل الكريم الحاسوب فتحا بابا لطلبة العلم في زماننا كان يتمناه أجدادنا بشغف، ولازلت أقول في نفسي، وقد قلت ذلك لغيري: كيف لو كان هذا الجهاز وما حوى بين يدي الأجداد وهم على ما هم عليه من فطنة ... ، وحب للعلم، وجلد في تحصيله ... ما كانوا ليتركوا لنا من خير فوق الذي تركوه لنا وهم بدونه؟
وقد أعطى هذا الحاسوب - و ما نتج عنه من أقراص - للباحثين ميزة عظمى كان المتحصل عليها يصبح شامة بين أهل العلم وهي الوصف بأنه من أهل الاستقراء التام، فيالله كم يسر هذا الجهاز من خير، وما حوى من مادة علمية ... والمهم هنا كيف يسر حضورها بين يدي طلبة ... وسرعة استدعائها. وأما الأهم وهو فهمها وهضمها فذلك الذي عجزت عن إيجاده عقول الرجال، فهل نعيش حتى نرى وجود آلة تفهمنا العلمَ قسرا؟ ياليت، أم أن تلك هبة ربانية؟ أظن أنها كذلك، {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب} {ففهمناها سليمان} فاللهم يا مفهم سليمان فهمنا العلم النافع، وارزقنا العمل به، والإخلاص في كل ذلك، وتقبل منا بفضلك ورحمتك.
ولكن كما تكلم الناس قديما عن ضوابط أخذ العلم من الزبر والمصنفات ... ، فالحق يجب أن تكون هناك ضوابط أشد لأخذ العلم من هذا الجهاز العجيب وما تولد عنه من أقراص أعجب، ففيه ... عيوب أكبر وأخطر من الكتب، وهذه مهمة طلبة العلم، فليتهم يكتبون لنا شيئا عن ضوابط ذلك وأدبه، و عن محاسنه ومعايبه ...
ومن محاسنه أنك لو سألته سؤالك هذا الأخير، وحتى الأول؛ لأجابك سراعا، فأت القوقل وضع سؤالك يأتك جوابه (ابتسامة محبة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/318)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 11:59 ص]ـ
شكر الله لشيخنا الفهم الصحيح على نقولاته وعلى خلقه الرفيع.
أما نقلي فقد نسيت أن أذكر الكتاب والصفحة فهو في المجلد 2 ص 94 - 95 ط دار الكتب العلمية منشورات محمد علي بيضون ط 1999.
وبعد أن وجدت المسألة في مظانها في الكتاب، ذهبت إلى الحاسوب للبحث عن النص نفسه، حتى لا أتعب نفسي في النقل، هذا مع مقارنته مع النص الكتاب حتى لا أفاجأ بالخطأ. ثم وضعت رقم المجلد والصفحة كما ترى، التي عندي في الكتاب.
ولذا إن لن يعرف طالب العلم مظان الأشياء حتى لو استعمل Google أوغيره فلن يهتديَ إلى النصوص إلا قليلا، وإلا لكان كل أعضاء ملتقى أهل الحديث على درجة شيخنا الفقيه، وابن وهب وزياد العضيلة والمقرئ وحتى شيخنا الفهم الصحيح وغيرهم (مثالا لا حصرا فالمشايخ كثيرون في الملتقى) الذين مذ أن دخلت الملتقى وأنا أتتلمذ عليهم بحق، لا عدمنا الله فوائدهم وفرائدهم.
إنه البحث والتنقيب في الكتب وجردها كما ينبغي والجلوس بين أيادي العلماء الذي يكوّن الملكة، وينمي الحدس، وإن شئتم فزوروا منتدى الكتب وطباعتها لتتعرفوا على من هم متتبعون للطبعات والمخطوطات ولهم معرفة عالية بالمحققين مما يحير عقلي، ويجعلني أغار وأنا في هذه البلاد النائية
وحتى من جانب آخر، جانب الأخلاق إنك قد تجد المعلومة على الحاسوب، ولكن من أين تأتي بحال طلبة العلم والمشايخ من خلق وحلم وغيرها، فذلك متعذر فصاحب الخلق الرفيع يظهر في تضاعيف المداخلات والتعليقات، والخلق الرديء فهو كذلك يظهر في تضاعيف المشاركات والمداخلات، والله يعلم كم تركنا من موضوع، بل لا يخلو يوم من مواضيع أترك الخوض فيها تجنبا للمشادات، وطلبا لسلامة القلب، فالمحافظة على المحبة والمودة بينا خير من أن نخوض في كلام يقسي القلب على الإخوة، ونعوذ بالله من ذلك،
ولَكم أفرح حين يتولى غيري المشاركة من المشايخ أهل الصبر وطول النفس وحسن الخلق، وأقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إن ترني أنا أقل منكم علما ونفَسا. فتجد الإخوة يردون على الرد ورد الرد وعلى رد رد رده، ليُفهموا هذا المخالف المجترئ على العلم وأهله، وبكل حلم وتؤدة وحسن نصح، بارك الله فيكم جميعا .... آمين.
حبيباي الفاضلان أبا الفداء وأبا شعبة جزاكما الله خيرا على ما تقدمون وعلى ما تنفعون به إخوانكم ... آمين
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 05 - 05, 02:06 م]ـ
جزى الله أخي الفاضل مصطفى الفاسي على ما أبداه من بيان، وما أظهره من تواضع وحسن خلق كعادته عملا لا قولا.
وإن كان من عتب فعلى وضعي في صف المشايخ الفضلاء، فقد جانب الصواب في ذلك، وعذره: حسن ظنه بأخيه - جزاه الله خيرا -. وأذكره بقول المتنبي:
أُعيذها نظرات منك صادقة - - أَن تَحسب الشحم فيمن شحمه ورمُ
-------------------------------------------------
تكميل:
قال الفقيه المازري - رحمه الله - في شرح التلقين 2/ 647:
(والجواب عن السؤال الثالث: أن يقال: إذا رجع بعد أن اعتدل قائما لم تبطل صلاته في المشهور من مذهبنا، وقيل: تبطل إذا فعل ذلك عن قصد، وقال ابن سحنون: تبطل ولم يقيد قوله، وقد يتأول على أنه أردا إذا رجع عن قصد كما حكيناه عمن سواه.
فوجه المشهور أن نهيه عن الرجوع بعد الاعتدال لم تقم عليه دلالة قاطعة لا يمكن دخول التأويل فيها، وقد وقع فيه من الخلاف ما حكيناه.
فإذا رجع بعد اعتداله قائما فقد أصاب وجه الصواب عند من حكينا قوله من العلماء، فلم تبطل صلاته لذلك.
ووجه القول الآخر: أنا إذا كنا نوجب عليه التمادي على قيامه، فمتى لم يفعل وتعمد مخالفة المشروع بطلت صلاته كما لو رجع من سجدة إلى ركعة).
أما الجواب عن السؤالين الأخيرين فما أظن أننا بحاجة إليه فلا نطيل بذكره.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:36 م]ـ
شيختل الفاضل الفهم الصحيح , جزاك الله عنى خير الجزاء ...
فعلا كما ذكرت فالحاسب أصبح له دور مهم و فعّال ...
و كما قال لنا الشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى -حفظه الله- عندما كان يتكلم عن كتابه الرائع " أسماء الله الحسنى الثابته فى الكتاب و السنه " أن الحاسب له دور هام جدا و وفر الكثير من الوقت و الجهد ...
حتى أنه وضع صورة للحاسب على غلاف كتابه. (إبتسامه)
و قال أنه يمكنك البحث فى أكثر من خمسين مجلد فى أقل من دقيقه ...
و إليكم الموقع الرسمى لهذا الكتاب الرائع الذى زكاه عدد من المشايخ ...
http://www.asmaullah.com/
المهم ما قصدته بسؤالى .. هل ما نقلتموم من أقوال السلف و الأئمه الأعلام محفوظ عندكم على الحاسب فى برامج مثلا؟؟ أم تبحثون فى الإنترنت من موقع Google مثلا بكتابة كلمة تتعلق بالموضوع؟؟ أم تبحثون فى الكتب بالخارج ثم تنقلون كتابة ما وقفتم عليه؟؟ و هل إن كان كان هذا عن طريق موقع Google هل بكتابة الكلمة أم لابد من معرفة إسم الكتاب الذى ورد فيه هذا النص؟؟
أشعر أنى أثقلت عليكم كثيرا ....
فعذرا إعتبرونى أخاكم الجاهل المتطفل على العلم و تحملونى ...
و أخيرا أنى أحبكم فى الله .... أسأل الله أن يرزقنا ظل عرشه ... إنه ولى ذلك و القادر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/319)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
الحقيقة أني لم أنته من قراءة الموضوع لطوله - وصلت الى الرد العاشر - ولم أدخل عليه الا اليوم، ولكن عندي بعض الأضافات من باب المدارسة فقط.
أولا: فيما يتعلق بما نقله العلامة المازري المالكي رحمه الله عن مذهب الحنابلة فلي عليه بعض الأضافات.
أ - مذهب الأصحاب كراهية الرجوع لمن أستتم قائما ولم يشرع بالقراءة، والرواية الأخرى (التخيير - نص عليه - والثالثة أن الاولى عدم الرجوع والرابعة وجوب المضي كما في القراءة) هذه أربع روايات في حكم الرجوع لمن نسى التشهد الأول والأشهر والمذهب هي الأولى.
فصار عندهم ثلاث مراتب في القيام الى الثالثة (على المشهور والمختار) ونسيان التشهد الأول (وعلى الرواية الرابعة ليس ثمّ الا مرتبتان عدم الاستتمام قائما والاستتمام وإن لم يشرع فهما سواء في الحكم):
اولى هذه المراتب - بالنسبة للأمام -: وجوب الرجوع الى التشهد أن لم يستتم قائما (وله أحوال) الاولى / ان لاتفارق الساق الفخذ والثانية / المفارقة مع عدم أستقرار كل عظم في محله من القيام الثالثة / أن يكون أقرب الى أحدهم (القيام او القعود).
ثانيها: الكراهية وموضعها أذا أستتم قائما وأستقر لكن لم يشرع في القراءة.
ثالثها: تحريم الرجوع أذا شرع في القراءة فإذا رجع لم تبطل صلاته في حالة النسيان والجهل (بالحال أو بالحكم).
بالنسبة للمأموم فيتابع الأمام حتى في قيامه لكن أن سبّحوا به قبل قيامه ولم يرجع أقاموا هم التشهد ثم تابعوه فيما بقي.
ثانيا: بالنسبة للتعليل الذي نقله المازري رحمه الله لحكم الكراهة فلم أقف عليه (والبحث قاصر) والمعروف عندنا أن العلة في الكراهة وعدم التحريم مع الشروع في ركن جديد هي:
أن القيام ليس شروعا وتلبسا بركن أخر لأن القيام ليس مقصودا في نفسه (كقراءة الفاتحة) والدليل على هذا أنه في حالة العجز يجوز تركه لا الى بدل.
أما أختيار ابن قدامة رحمه الله تعالى فهو لم يجزم به في المغنى وأنما قال ويحتمل أنه لايجوز، غير أن بعض محققي المذهب نسب القول بعدم جواز الرجوع قبل الشروع في القراءة الى الشيخ رحمه الله (في المغنى) ومنهم المرداوي في تصحيح الفروع.
وقد أقول (قد) يكون هذا (وهما) لأن ابن قدامة رحمه الله جزم به فعلا لكن في (الكافي) وليس في المغنى.
قال رحمه الله: (وإن ذكره بعد قيامه، وقبل شروعه في القراءة لم يرجع لذلك أيضا - يقصد التعليل بعدم الرجوع بعد القراءة - ولما روى المغيرة بن شعبة .... الخ).
صحيفة 280 من الكافي.
وهذا القول قوي وهو اختيار الشيخ السعدي رحمه الله وهو المختار ويدل عليه الأثر والنظر.
يتبع بإذن الله حال الانتهاء من قراءة الموضوع.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:02 م]ـ
أخي الفهم (الدقيق)
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني
فالأولى له أن لا يجلس , وإن جلس جاز
وقال ويحتمل أنه لا يجوز له الرجوع
وقال في كتابه الكافي كما نقله الأخ زياد العضيله وفقه الله قال رحمه الله: (وإن ذكره بعد قيامه، وقبل شروعه في القراءة لم يرجع لذلك أيضا - يقصد التعليل بعدم الرجوع بعد القراءة - ولما روى المغيرة بن شعبة .... الخ)
وبقية قوله هذا في الكافي والذي لم ينقله الأخ زياد قال الموفق رحمه الله
وقال أصحابنا: وإن رجع في هذه الحالة لم تفسد صلاته، ولا يرجع إلى غيره من الواجبات، لأنه لو رجع إلى الركوع لأجل تسبيحة لزاد ركوعاً في صلاته، وأتى بالتسبيح في ركوع غير مشروع
من هذا كله يتضح لنا هذا الإشكال وهو أن ابن قدامة رحمه الله كما أشار الأخ زياد العضيلة قد جزم في الكافي بما يفيد بطلان الصلاة
وإليك أخي الفهم الدقيق نص كلام ابن قدامة رحمه الله في كتابه الكافي في فقه إمام الأئمة ورباني الأمة الإمام أحمد يقول ابن قدامة رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/320)
النوع الثاني: ترك واجب غير ركن عمداً، كالتكبير غير تكبيرة الإحرام، وتسبيح الركوع والسجود، بطلت صلاته إن قلنا بوجوبه، وإن تركه سهواً سجد للسهو قبل السلام، لما روى عبد الله بن مالك ابن بحينة قال: صلى بنا النبي (ص) الظهر، فقام في الركعتين، فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه، كبر فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم. متفق عليه. فثبت هذا بالخبر، وقسنا عليه سائر الواجبات، وإن ذكر التشهد قبل انتصابه قائماً، رجع فأتى به، وإن ذكر بعد شروعه في القراءة، لم يرجع لذلك، لأنه تلبس بركن مقصود، فلم يرجع إلى واجب، وإن ذكره بعد قيامه، وقبل شروعه في القراءة لم يرجع أيضاً لذلك، لما روى المغيرة بن شعبة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إذا قام أحدكم في الركعتين فلم يستتم قائماً جلس فإن استتم قائماً لم يجلس وسجد سجدتي السهو رواه أبو داود.
وقال أصحابنا: وإن رجع في هذه الحالة لم تفسد صلاته، ولا يرجع إلى غيره من الواجبات، لأنه لو رجع إلى الركوع لأجل تسبيحة لزاد ركوعاً في صلاته، وأتى بالتسبيح في ركوع غير مشروع (إنتهى.)
نفهم من ذلك أن التشهد الأوسط واجب عند ابن قدامة خاصة وأن القيام وبدون الشروع في القراءة هو ركن عند ابن قدامة نفسه وبالتالي ومن خلال كلامه السابق فالصلاة باطلة عند ابن قدامة نفسه
أما بعد ذلك أردف كلامه بقوله
وقال أصحابنا: وإن رجع في هذه الحالة لم تفسد صلاته، ولا يرجع إلى غيره من الواجبات
وهذا معناه أن جميع الأصحاب بما فيهم ابن قدامة متفقين في عدم جواز الرجوع للواجبات إن كان المصلي يؤدي شيئا من الأركان باستثناء التشهد الأوسط الذي يختلف فيه رأي الموفق رحمه الله عن الأصحاب
ولذلك نظرا لوجود هذا الخلاف اضطر ابن قدامة في المغني أن يقول ويحتمل أنه لا يجوز له الرجوع فقوله هذا محمول على خلاف بين التحريم عنده وبين الكراهية عند غيره وبالتالي لا تقلق يا أخي الفهم الدقيق فابن قدامه هنا لا يبطل أراء غيره كما ذكرت
وهذا إنما حدث لأن ابن قدامة هنا يحتج بحديث المغيرة وهو حديث ضعيف وأكثر أهل العلم لا يحتج بالضعيف وقد قال شيخ الإسلام بن تيميه في الفتاوى أن الحديث الضعيف الذي جوز الإمام أحمد العمل به في فضائل الأعمال ليس هو عين الضعيف وإنما هو الحسن أو الذي يرتقي ويتحسن
وبالتالي لا أستطيع أن أقول أن هذا قد يكون (وهما) من ابن قدامة رحمه الله كما قال الأخ زياد العضيلة غفر الله لنا وله وإنما هذا استدلال ضعيف من الموفق رحمه الله
ولكن ما ذكره ابن قدامة رحمه الله في الكافي هو رد عليك أخي الفهم الدقيق حفظك الله وسدد خطاك حيث أنك في مشاركتك الثالثه في هذا الموضوع سألت مستنكرا فقلت لي: ففي أي صورة اختار الموفق – فيما يبدو لك – البطلان؟ وقد تبين قول ابن قدامه في الكافي وبالتالي هذا لا يبدو لي وحدي ولا للأخ ابو شعبه الأثري الذي ذكر أيضا أن ابن قدامة قال بالبطلان ويلزم من ذلك من وجهة نظرك أن الأخ أبو شعبة كان خاطئا أيضا في هذا الأمر باعتباره قال نفس القول وكذلك الأخ زياد العضيله قال بأن ابن قدامة جزم بالبطلان في الكافي فالكل يعرف هذا الرأي بالبطلان لكن غريب أنك لم تستنبطه ولكن هذا الرأي إنما هو لابن قدامة نفسه وهذا إنما يثبت تسرعك في تخطيئنا في هذا الجانب وعلى العموم فإنما نحمد منك هذا الحرص على العلم والتدقيق فيه
وفقك الله وبارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا
وجزى الله خيرا الأخوة أبو شعبه والأخ زياد والأخ الفاسي على ما قدموه وبارك الله فيكم جميعا
ولكن أكثر ما أعجبني في هذا الأمر اجتماع كثير من الحنابلة والحنفية وكذلك المالكية وابن حزم وغيرهم على إجازته رغم أنه فعل غريب ونادر حدوثه لكن ياترى لماذا لم يقل بإجازته أحد من الشافعية قط؟؟ هل أجمع الشافعية قاطبة على أن التشهد الأول سنة وليس بواجب؟؟؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:32 م]ـ
أخي أبا الفداء فدته نفسي.
أولا: قولكم: (وبالتالي لا أستطيع أن أقول أن هذا قد يكون (وهما) من ابن قدامة رحمه الله كما قال الأخ زياد العضيلة غفر الله لنا وله وإنما هذا استدلال ضعيف من الموفق رحمه الله).
أنا نسبت الوهم الى المرداوي رحمه الله وليس لابن قدامة لأن المردواي رحمه الله نسب الجزم ((بتحريم الرجوع)) الى ابن قدامة في المغنى والحاصل انه جزم به في الكافي.
فالوهم أنما هو من المرداوي في موضع الجزم لابن قدامة.
ثانيا: الحديث الضعيف يحتج به عند كافة الفقهاء وقد سبق الكلام على هذا الموضع في الملتقى فلعلك تراجعه، والاحتجاج بالضعيف جادة مطروقة وحجة مقبولة يشهد لها مواضع كثيرة.
ثالثا: وحول قرن البطلان بعدم الجواز، وبعض المسائل التى طرقت حول المذهب، والقول بعدم وجود الواجبات عند بقية المذاهب؟!! فالسنن عند الشافعية -مثلا - يسجد للسهو عند كثير منها (أبعاض وهيئات) فلي عودة اليها بإذن الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/321)
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:12 م]ـ
معذرة أخي زياد فقد ظننت هذا كلامك عفا الله عن الجميع
ولكن بهذا يكون المرداوي ايضا يجزم معنا بأن الصلاة باطلة عند ابن قدامة وهذا أيضا أوجهه لأخي الفهم (الدقيق) الذي قال في مشاركته الثالثة في هذا الموضوع (كان حقا على الموفق أن يصرح بهذا لو كان - ولكن الأمر على خلاف ذلك فالصحيح أن الرجوع في هذه الصورة مكروه، وحتى على القول بترجيح عدم عوده فلا تبطل صلاته به، بل أساء وصحت. والله أعلم)
قلت: لقد صرح بها الموفق في الكافي ولكن أنت بقولك هذا يا أخي الفهم الدقيق حين تقول أن الأمر على خلاف ذلك وأن الصحيح هو أن الرجوع مكروه فأنت بهذا فعلت خطأين الأول أنك وقعت فيما حكيته عن أن ليس لابن قدامة أن يبطل أراء غيره ولكنك يا أخي الفهم الدقيق الان قد أبطلت بهذا رأي ابن قدامة بالبطلان وكلامك صريح في هذا وأما الخطأ الثاني وهو أنني أنا نفسي لا أستطيع أن أخطئ إماما كبيرا مثل ابن قدامة ولم أخطئ رأيه حتى مع قولي بضعف استدلاله فيه فأنا لم أصل لمرتبة الإجتهاد كي أخطئ هذا الرأي لكن هو رأي وحكم لم يتفرد به بل قال به الشافعية وغيرهم إذن فكيف لك يا أخي الفاضل أن تزعم أن رأيهم غير صحيح حتى لو خالف أراء باقي الأئمة والمذاهب حتى لا أظن أن أحدا من الأئمة السابقين خطأ المجوزين لصحة الصلاة في هذه الحالة والله أعلم؟ وحتى لو وجد ذلك فهذا لأن الأصل عندهم مختلف فهؤلاء التشهد عندهم واجب وغيرهم سنة ولكن هل يمكننا أن نخمن ما هو حكم التشهد الأوسط عند الإمام (الفهم الدقيق) وعلى مذهبه؟؟ فلكل وجه استدلال والأمر فيه سعة باذن الله
وإن احتج الأخ الفهم الدقيق وفقه الله إلى التدقيق بأنه إنما أنكر علي نسبتي القول بالبطلان لابن قدامة في كتابه المغني خاصة وليس بصفة عامة في باقي كتبه فهذا ليس بدقيق حيث أني أعلم أن هذا القول معروف عن ابن قدامة رحمه الله ويعرفه الكثيرون حتى ولو صرح برأيه ذاك في كتب اخرى فلا بأس حين نقول إن ابن قدامه نفسه اختار البطلان ولا ينكر مثل ذلك وحتى حين ذكري للشروط تلك في المغني هي في الحقيقة إنما ذكرها ابن قدامة في روايته الأقوال وخاصة عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه ولم يقرر ابن قدامه هذه الشروط بنفسه فقد اختار وجزم هو بالبطلان بدون شروط كماهو مبين
ومن هذا فإن كان هذا هو مقصود الأخ الفهم الدقيق فهذا وهم من الأخ أبو شعبة الأثري وفقه الله الذي صرح بذلك في بداية مشاركته كما قد يكون المرداوي توهم ذلك عن ابن قدامه كما ذكر الأخ زياد وفقه الله ولكن أقول إن كلامي هنا كان إجماليا عاما ولم أفصل فيه بالأدلة في البداية كما ذكرت السبب وهو أني ظننت أنها طلب عاجل فلم أهرع إلى الكتب بل ذكرت ما أعرفه في هذه المسألة
وأما مسألة الحديث الضعيف فأنا ذكرت كلام شيخ الإسلام باعتباره من كبار الحنابلة وهذا يفيد في فهم رأي ابن قدامة رحمه الله لكن قولك أخي زياد بأن كافة الفقهاء يأخذون بالحديث الضعيف فهذا يحتاج فعلا إلى تدقيق ومراجعة فهل تقصد إجماعا مثلا أو أن هذا رأي الجمهور؟؟ لا أعتقد أنه يمكن أن يكون كذلك فهناك الكثير ممن لا يرى العمل به لا في عقائد ولا عبادات ويتركه بالكلية ولنا في حجيته (خاصة في العقائد والعبادات) مقال إن شاء الله تعالى
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:29 م]ـ
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو
حين قال ابن قدامة رحمه الله في المغني بعد سرده للأقوال الثلاثة قال في كلها (ولنا حديث المغيرة .. الخ)
ماذا يقصد هنا بكلمة (لنا)؟؟ هل يقصد نفسه كما هو مشاهد من اختلاف رأيه مع ما رواه عن غيره من الحنابلة؟؟ أم يقصد بكلمة لنا اي الحنابلة كلهم؟
لوقصد الحنابلة كلهم لأصبح هناك تناقض لأن غيره من الحنابلة خالفوه في هذا
لكن ماذا يقصد بها فعلا فهل هذه عادته في كتاباته عن نفسه أم عن أصحاب مذهبه؟؟ أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:51 م]ـ
إن كان حدث وهما بالفعل و أن ابن قدامه -رحمه الله- لم يجزم بذلك فى المغنى إنما جزم ببطلان الصلاه فى الكافى ... فأعتذر عما قلته .... و كما قلت لكم مصدرى كان جواب الشيخ محمد عبد المقصود -حفظه الله- ....
إذن الأمر يحتاج إلى مزيد بحث ... هل حدث هذا الوهم فعلا من المرداوى و أخذ عنه الكثير .... أم ماذا حدث بالضبط؟؟
الأمر يحتاج إلى مزيد بحث للتأكد.
أما النقطه الأخرى .. عندما جزم الإمام بن قدامه -رحمه الله- ببطلان الصلاه .... هل هذا مقتصر على من فعل ذلك عمدا مع علمه أن هذا لا يجوز؟؟ أم يدخل فى ذلك الساهى و الجاهل؟؟
و إن كان ذلك مقتصر على من فعل عمدا .... فهل الآراء الأخرى تقول بأنه لو فعلها عمدا ما بطلت صلاته و إنما غاية ذلك الكراهه فقط؟؟
و هل قول بن قدامه ببطلان الصلاة لمن إستتم قائما و بدأ فى القراءه أم من إستتم قائما سواء شرع فى القراءه أم لا؟؟ و هل هذا يدل على أنه -رحمه الله- لا يفرق بين التشهد الأوسط و سائر الواجبات خلافا لما عليه بعض الأخرون فى المذهب؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم ...
أعلم أن هناك بعض الأسئله إن لم تكن كلها إجابتها بالأعلى بين السطور ...
إنما أردت أن توضع مفرده هنا حتى تظهر و نستطيع الوصول إلى خلاصة الأمر ...
و جزاكم الله خيرا .. و نفع بكم ...(45/322)
هل ورد؟ أو ثبت؟ في أسماء السماوات السبع وألوانها حديث؟
ـ[الشمري12]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:37 ص]ـ
يشتهر على ألسنة الناس أسماء وضعوها للسماوات السبع مثل رقيع للسماء الدنيا وقيدوم للثانية وهكذا فهل ورد شيء في هذا الباب ولو مختلق مصنوع؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 05 - 05, 01:46 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا.
الْحَمْدُ للهِ لا شَرِيكَ لَهُ .. حَاشَا لَهُ أَن يَكُونَ مُشْتَرِكَا
الْحَمْدُ لِلْخَالِقِ الَّذِي حَرَّكَ الساكِنَ مِنَّا وَسَكَّنَ الحَرِكَا
وَقامَتِ الأََرْضُ وَالسَّمَاءُ بِهِ .. وَمَا دَحَى مِنْهُمَا وَمَا سَمَكَا
الْحَمْدُ للهِ حَيثُمَا زَرَعَ الْخَيْرَ اِمرُؤٌ طَابَ زَرعُهُ وَزَكَاأقول مستعيناً بربِّ العِبَاد، ومصلِّياً على أتْقَى وأكْرَم العُبَّاد:
قال أبو الشيخ ((العظمة)) (ج4/ص1387): حَدَّثنَاَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرَاءِ حَدَّثنَاَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِسَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حَدِّثْنَا عَمَّا فَوْقَنَا مِنْ خَلْقِ السَّمَوَاتِ، وَمَا فِيهِنَ مِنْ الْعَجَائِبِ؟، فقال سَلْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: نعم خلق الله عَزَّ وَجَلَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وسَمَّاهُنَّ بأسمائهن، وأسكن كل سماء صنفا من الملائكة يعبدونه، وأوحى في كل سماء أمرها، فسَمَّى سَمَاءَ الدُّنْيَا (برقيعاً)، فقال لها: كوني زمردة خضراء، فكانت، وسَمَّى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ (أرقلون)، وقال لها: كوني فضة بيضاء، فكانت، وجعل فيها ملائكة قياما مذ خلقهم الله عز وجل، وَسَمَّى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ (قيدوم)، وقال لها: كوني ياقوتة حمراء، فكانت، ثم طبقها ملائكة ركوعاً، لا تختلف مناكبهم، صفوفا قد لصق هؤلاء بهؤلاء، وهؤلاء بهؤلاء طبقا واحداً، لو قطرت عليهم قطرة من ماءٍ ما تجد منفذاً، وَسَمَّى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ (ماعونا)، وقال لها كوني درة بيضاء، فكانت، ثم طبقها ملائكة سجوداً على مثال الملائكة الركوع، وَسَمَّى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ (ريعا)، وقال لها كوني ذهبة حمراء فكانت، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم ووجوههم وأرجلهم، في أقصى السماء من مؤخرها، ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها، وهم البكاؤن يبكون من مخافة الله عز وجل، فسماهم الملائكة النواحين، وَسَمَّى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ (دفتا)، وقال لها كوني ياقوتة صفراء، فكانت، ثم طبقها ملائكة سجودا ترعد مفاصلهم، وتهتز رؤوسهم، لهم أصوات عالية، يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه، لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى، ولبلغت رؤوسهم السَّمَاءَ السَّابِعَةَ العليا، سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى، وَسَمَّى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ العليا (عريبا)، وقال لها كوني نورا، فكانت نورا على نور يتلألأ، ثم طبقها ملائكة قياما على رجل واحدة، تعظيما لله عز وجل لقربهم منه، وشفقهم من عذابه، قد خرقت أرجلهم الأرض السابعة السفلى، واستقرت أقدامهم على قدر مسيرة خمسمائة عام، فهي تحت الأرض السابعة، كأنها الرايات البيض، تجري تحتها ريح هفافة عاتية، تحمل الرايات، ورؤوسهم تحت العرش من غير أن تبلغ العرش، وهم يقولون لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العرش سبحان ذي الجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، قدوس قدوس، سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء العظمة والسلطان والنور، سبحانه أبد الأبدين، ثم يستغفرون للمؤمنين والمؤمنات، ثم يعودون في التسبيح والتحميد، فهم على هذا ما خلقوا إلى قيام الساعة، وذلك قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ((وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)).
قلت: وهذا موضوع. والمتهم به عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ الْيَمَانِيُّ الصَّنْعَانِيُّ القصَّاصُ، ابْنُ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ. ليس بثقة ولا مأمون، يروي عن أبيه عن وهب بن منبه أكاذيب وأباطيل وأوابد.
قال آدم بن موسى سمعت البخاريَّ قال: عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ من ولد وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، كان ببغداد ذاهب الحديث. وقال أحمد بن حنبل: يكذب على وَهْبٍ. وقال عليُّ بن المدينيِّ وأبو داود والنسائيُّ: ليس بثقة. وقال ابن حبَّان: يضع الحديث على أبيه، وعلى غيره من الثِّقات، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/323)
ـ[الشمري12]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:12 ص]ـ
جزيت خيرااا(45/324)
البرامج الشرعية الالكترونية .. بحث ومناقشة ..
ـ[النصري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 10:49 ص]ـ
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد: أولا أستأذن الاخوة المشرفين على منتدانا المبارك إبقاء هذه المشاركة بل والدعوة لإثرائها فكما أظن وأرجو أن يكون ظني في محله أن هذا المنتدى لم ينشأ إلا لغرض العلم والمباحثة فيه للوصول إلى الحق بدليله إذ هذه الكتابة ليس فيها رمي التهمة لأحد، بل بحث علمي محض، الغاية فيه وصولنا جميعا للحق وتسديد بعضنا بعضا، فأقول:
بعد سحابة صيف التي مرت مؤخراً عند شيوع نبأ قيام بعض المحتسبين وفقهم الله لإصدار موسوعة شاملة حصل ما يعرفه كل زائر لهذا الملتقى فضلا عن المنتسبين إليه، فكان أن انشغل فكري وهمي بهذه الواقعة وحكم الشرع فيها وتأصيلها، فكما هو معلوم أن كل خلاف يجب أن يرد إلى الشرع وهو مقتضى الإيمان بنص القرآن، وأظن أن هذا من بدهيات الشريعة ولا يحتاج إلى دليل.
فكان أن حاولت أن أكتب بحثا وإن طال زمنه بعد جمع مصادره ومراجعه والاطلاع الواسع قدر المستطاع عن مسألة أظن يرجع ذيلها إلى ما حصل بين الإخوة ألا وهي: مدى أحقية فرد أو مؤسسة لامتلاك حق الأسلاف فيما سطروه من علوم شرعية ووصل إلينا جيلا بعد جيل.
وفي أثناء جمعي للدراسات والبحوث وقعت على رسالة علمية مقدمة لنيل درجة الماجستير بعنوان (حقوق الاختراع والتأليف في الفقه الإسلامي) للباحث حسين بن معلوي الشهراني، وفقه الله لما يحبه ويرضاه، فكأني وقعت على كنز لفرحي بها، مع أن المسألة التي تدور في ذهني لم يتطرق إليها إلا بإشارة بسيطة جداً، فأحببت أن أفيد إخواني رواد هذا الملتقى بنتف من هذه الرسالة مما له علاقة بالمسألة ريثما يكتمل البحث أو يتكامل بمشاركة الأفاضل، فإلى بيان بعض المسائل:
المسألة الأولى: الكلام هنا في بيان حق المؤلف عموما والمستفيد.
المسألة الثانية: حق المؤلف نوعان:
الأول: حق معنوي، يستوجب نسبة مصنفه إليه، وعزو النقل منه من باب الأمانة العلمية، وقديما قيل: من بركة العلم عزوه إلى قائله. وهذا الحق لا ينتقل ولا يجوز أن ينتحل.
الثاني: حق مالي، ومنشأ هذا الحق يرجع إلى مسألة (مالية المنافع) وهل هي معتبرة، والراجح من أقوال أهل العلم أنها معتبرة، ويكفي فيها دليلا الحديث المتفق عليه (زوجتكها بما معك من القرآن) ومعه أدلة أخرى صحيحة غير مدفوعة.
المسألة الثالثة: أن من حاز بطريق شرعي كتاباً فله التصرف فيه بيعاً لعينه أو نسخاً نسخة واحدة أو نسخاً كثيرة للتوزيع الخيري أو إهداءً من غير صنع مثله بتمامه وحروفه ونسبته لنفسه لغرض الاتجار به أو التزي به فله ذلك وبه أفتى الامامان -وهما السمع والبصر-ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله.
المسألة الرابعة: أن حق المؤلف ليس له حد ينتهي إليه، وهو اختيار الباحث، إذ هو مال ينتقل بالطرق الشرعية المعروفة.
وأقول: وعليه فكتب الأسلاف إن ثبت لها مطالب من وجه شرعي معتبر فهي حق للمطالب لكن بعد إقامة الحجة ونفي المعارض، وهذا لم يذكره الباحث في رسالته، لكن أفهم منه ضمنا بعدم أبدية الأحقية، إذ قال بعد رده لأحد الأدلة القائلة بعدم تأبيد الحق المالي في التأليف: وعلى هذا فإن حق الأمة هو في الانتفاع بالمعارف والعلوم المستفادة من السلف وعدم كتمها ....
قلت: ما دام أن علم السلف هو حق للأمة فحقه غير أبدي للخاصة، بل هو لعامة المسلمين، وهذا ظاهر.
ومما يؤيده قول العلامة بكر أبو زيد في بحثه الماتع (حق التأليف) في فقه النوازل2/ 160: الثاني: حق عام، وهو حق للأمة لحاجتها إلى ما فيه من علوم ومعارف سداً لحاجتها وتنمية لمواهبها.
وبهذا يظهر أن العلامة يرى عدم أبدية الحق، وهو من مقاصد هذا البحث.
المسألة الخامسة: أفرد الباحث مسألة نسخ برامج الحاسب في مبحث خاص، وتوصل إلى أن نسخها لغرض شخصي غير تجاري جائز، وخاصة إذا كان محتوى البرنامج علوم شرعية، أما إذا كان لغرض الاتجار بها فلا يجوز، وعليه الفتوى من اللجنة الدائمة.
ومما سبق يمكن أن أصل إلى أن ناسخ البرامج الشرعية نوعان:
نوع لا خبرة له بالبرمجة وإنما ينسخ البرنامج بكامله بأحد برامج النسخ المشهورة، وهذا راجع لمسألة النسخ السالفة.
ونوع خبير بطرق البرمجة ولغاتها ومراده فقط نسخ البيانات الموجودة بالبرنامج وهذه البيانات تملكها بطريق شرعي صحيح، وقصده إعادة برمجتها والإضافة إليها، فترجع المسألة للمسألة الرابعة وهي حق المؤلف هل له حد وهل هو أبدي الخصوص.
والذي أميل إليه القول بعدم أبدية حقها كما أشرت سابقاً، ولعل في العمر متسع لبحثها أكثر.
والله الموفق للصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[النصري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:25 ص]ـ
لعل المسألة لم تصادف نحريرا يضيف، أو أنها من مهملات المسائل مع تعلقها بنازلة سابقة.
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي النصرى ونفع بك الاسلام والمسلمين
والله انها لمسألة مهمة ولعل مشائخنا الكرام يفصلون لنا في المسألة اكثر نفعنا الله بعلمهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/325)
ـ[أبو البراء الغامدي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:11 م]ـ
الاخ النصري نصرك الله
الرجاء الحرص على حقوق كل العاملين بهذا المجال ولا بد من دراسة الموضوع من كل جوانبه حتى لا يكون مستقبلا ان المسكين الوحيد والمظلوم الوحيد هو المؤلف او المبدع او المحقق ويكون هو الجسر الذي يصعد عليه المتسلقين وخير مثال لهذا الموضوع ما حدث مع التراث
فلنتعظ من اخطاؤنا بارك الله فيك
ـ[النصري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:27 م]ـ
أخي المحب أبوالبراء: المباحثة في مثل هذا الموضوع ليس الغرض منه إهمال حق دون آخر، بل الهدف منه الوصول للحق بمجرده، سواء هذا الحق كان مع هذا أو ذاك، وجزيت خيرا ووقيت شرا.
ـ[عطية]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:35 م]ـ
أود أن أطرح سؤالا واحدا فقط:
إذا أجزنا نسخ أقراص التراث وغيرها، وألغينا حق المؤلف فمن من المؤسسات سيعمل على تطوير برامج إسلامية في المستقبل؟ أليس في هذا قتلا للابتكار والإبداع؟
ـ[النصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:16 م]ـ
يرد عليه ما قام به منشؤا الموسوعة الشاملة فهو الابتكار والابداع، وهذا الافتراض ليس دليلا(45/326)
العلامة ابن باز يرد على اذاعة لندن في نسبتها له القول بتكفير من فعل المولد
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:50 ص]ـ
http://www.ibnbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00247
الشيخ ابن باز يوصي القراء بالتثبت في
الرد على مزاعم هيئة الإذاعة البريطانية
[تكذيب خبر]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أما بعد: فقد كتبت منذ أيام مقالا يتضمن جواب سؤال عن حكم الاحتفال بالمولد وأوضحت فيه أن الاحتفال به من البدع المحدثة في الدين وقد نشر المقال في الصحف المحلية السعودية وأذيع من الإذاعة ثم علمت بعد ذلك أن إذاعة قد نقلت عني في إذاعتها الصباحية أني أقول بأن الاحتفال بالموالد كفر فتعين علي أن أفصح الحقيقة للقراء, فأقول
أن ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية في إذاعتها الصباحية في لندن منذ أيام عني أني أقول بأن الاحتفال بالمولد كفر كذب لا أساس له من الصحة وكل من يطلع على مقالتي يعرف ذلك وأني لآسف كثيرا لإذاعة عالمية يحترمها الكثير من الناس ثم تقام هي أو مراسلوها على الكذب الصريح وهذا بلا شك يوجب على القراء التثبت في كل ما تنقله هذه الإذاعة خشية أن يكون كذبا كما جرى في هذا الموضوع
وأسال الله أن يحفظنا وجميع المسلمين من الكذب, ومن كل ما يغضبه سبحانه وتعالى إنه جواد كريم؛ وللحقيقة جرى نشره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد(45/327)
هل يجوز جماع الزوجة بعد طهرها من الحيض وهي لم تغتسل؟
ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو
هل يجوز جماع الزوجة بعد طهرها من الحيض وهي لم تغتسل؟
نرجو الإفادة جزاكم الله خيرا
ـ[حسيني]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:41 م]ـ
هذا من الموسوعة الفقهية الكويتية:
وَطْءُ الْحَائِضِ بَعْدَ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ: 44 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ - الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ - إلَى أَنَّهُ لَا يَحِلُّ وَطْءُ الْحَائِضِ حَتَّى تَطْهُرَ - يَنْقَطِعَ الدَّمُ - وَتَغْتَسِلَ. فَلَا يُبَاحُ وَطْؤُهَا قَبْلَ الْغُسْلِ , قَالُوا: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَطَ لِحِلِّ الْوَطْءِ شَرْطَيْنِ: انْقِطَاعَ الدَّمِ , وَالْغُسْلَ , فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} أَيْ يَقْطَعَ دَمُهُنَّ. {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} أَيْ اغْتَسَلْنَ بِالْمَاءِ {فَأَتَوْهُنَّ}. وَقَدْ صَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ بِأَنَّهُ لَا يَكْفِي التَّيَمُّمُ لِعُذْرٍ بَعْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِ فِي حِلِّ الْوَطْءِ فَلَا بُدَّ مِنْ الْغُسْلِ حَتَّى يَحِلَّ وَطْؤُهَا.
وَفَرَّقَ الْحَنَفِيَّةُ بَيْنَ أَنْ يَنْقَطِعَ الدَّمُ لِأَكْثَرَ مُدَّةِ الْحَيْضِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْقَطِعَ لِأَقَلِّهِ , وَكَذَا بَيْنَ أَنْ يَنْقَطِعَ لِتَمَامِ عَادَتِهَا , وَبَيْنَ أَنْ يَنْقَطِعَ قَبْلَ عَادَتِهَا. فَذَهَبُوا إلَى أَنَّهُ إذَا انْقَطَعَ الدَّمُ عَلَى أَكْثَرِ الْمُدَّةِ فِي الْحَيْضِ وَلَوْ حُكْمًا بِأَنْ زَادَ عَلَى أَكْثَرِ الْمُدَّةِ , فَإِنَّهُ يَجُوزُ وَطْؤُهَا بِدُونِ غُسْلٍ , لَكِنْ يُسْتَحَبُّ تَأْخِيرُ الْوَطْءِ لِمَا بَعْدَ الْغُسْلِ.
وَإِنْ انْقَطَعَ دَمُهَا قَبْلَ أَكْثَرِ مُدَّةِ الْحَيْضِ أَوْ لِتَمَامِ الْعَادَةِ فِي الْمُعْتَادَةِ بِأَنْ لَمْ يَنْقُصْ عَنْ الْعَادَةِ , فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ وَطْؤُهَا حَتَّى تَغْتَسِلَ أَوْ تَتَيَمَّمَ , أَوْ أَنْ تَصِيرَ الصَّلَاةُ دَيْنًا فِي ذِمَّتِهَا , وَذَلِكَ بِأَنْ يَبْقَى مِنْ الْوَقْتِ بَعْدَ الِانْقِطَاعِ مِقْدَارُ الْغُسْلِ وَالتَّحْرِيمَةِ فَإِنَّهُ يُحْكَمُ بِطَهَارَتِهَا بِمُضِيِّ ذَلِكَ الْوَقْتِ , وَلِزَوْجِهَا وَطْؤُهَا بَعْدَهُ وَلَوْ قَبْلَ الْغُسْلِ.
وَإِذَا انْقَطَعَ الدَّمُ قَبْلَ الْعَادَةِ وَفَوْقَ الثَّلَاثِ , فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ وَطْؤُهَا حَتَّى تَمْضِيَ عَادَتُهَا وَإِنْ اغْتَسَلَتْ , لِأَنَّ الْعَوْدَ فِي الْعَادَةِ غَالِبٌ , فَكَانَ الِاحْتِيَاطُ فِي الِاجْتِنَابِ , فَلَوْ كَانَ حَيْضُهَا الْمُعْتَادُ لَهَا عَشَرَةً فَحَاضَتْ ثَلَاثَةً وَطَهُرَتْ سِتَّةً لَا يَحِلُّ وَطْؤُهَا مَا لَمْ تَمْضِ الْعَادَةُ.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:12 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3408&page=1&highlight=%CA%D8%E5%D1%E4
بارك الله فيك هذا الموضوع الرد رقم 14 وفيه:
وعودا على مسألة الاحتياط اذكر هنا مثالا لما ينبغىالعمل بالاحوط فيه وهو قوله تعالى: ((ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)) ...
وما معنى الطهر هل هو بمعنى الاغتسال ام بمعنى انقطاع الدم ,,,
فما ذهب اليه الجمهور من ان المعنى هو الاغتسال له ادلة قوية من مثل القراءة الاخرى بالتشديد ((يطهرن)) وهو متعدى بمعنى فعل الطهارة وهو الاغتسال ..... وكذلك المعقول لان من لم تغتسل في حكم الحائض فهي قبل الاغتسال لايحل لها شئ من العبادات وان انقطع عنها الدم حتى تغتسل فأذا جاز اتيانها قبل الغسل وبعد انقطاع الدم كان جماعا للحائض .. (أفاده ابن العربي)) وقد يعترض عليه بامور ليس هذا محل ذكرها ومن اقوى ادلتهم انا لو سلمنا بأن المقصود بقول (يطهرن) انقطاع الدم فأن قوله تعالى (فأذا تطهرن) صريح بما نقول وهو وجوب التطهر والغسل قبل اباحة الاتيان.فهو من تفعلن يعنى اتين بالطهارة وقد وجد في مصحف ابي (حتى يتطهرن).
ولمن قال بأن المقصود من الطهر هو انقطاع الدم ادلة منها: قراءة التخفيف. ومنها بعض تفاسير السلف كقول عكرمة ومجاهد وغيره ان المقصود انقطاع الدم.
ومن المعقول انه لو كان المقصود الغسل لوجب على الكتابيه فعل ذلك ومن شروط الغسل النية لرفع الحدث الاكبر عند الجمهور وهي لاتقبل من مشرك فكيف تؤمر الكتابيه بها! واذا اجزت لزوجها المسلم اتيانها حال انقطاع الدم دل على ان امقصود الاية انقطاع الدم وهذا اقوى ما عللوا به في نظري ...
وقد يجاب عنه بأمور منها ان الحكم العام في المسلمات وماعداهن فله حكمه كما ان المسلمة يجب عليها مالايجب علي غيرها ... ومن الاجوبة ان جواز الزواج من الكتابة كان لمصلحة فسقطت لاجلها بعض الاحكام ولا ينسحب هذا على المسلمات .... ومنها ان هناك من قال بوجوب اجبارها ... وهي لاتفتقر الى النيه هنا لان المقصود بالتطهير اباحتها للزوج المسلم فصار اغتسالها للزوج لا تعبدا او بقصد رفع الحدث الاكبر بل لحال الزوج .... الخ.
فيكون ترجيح قول الجمهور بأكثر من طريقة لان الادلة العقلية والنقلية متعارضه مع ان قول الجمهور أقوى واسلم من ا لاعتراض.
فيتم الترجيح بطرق:
1 - الاحتياط فقول الجمهور احوط اذ ان الزوجة تحل بالاجماع بعد اغتسالها لكنها لاتحل الا على قول البعض اذا انقطع عنها الدم وقبل اغتسالها.
2 - لانه قول الاكثر وهو قول الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/328)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:13 م]ـ
وهذا موضوع مفرد حول هذه المسألة (البحث حول كلمة ((حتى يطهرن)):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13180&highlight=%CA%D8%E5%D1%E4
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:47 م]ـ
السلام عليكم
واتذكر اني قرأت لأبن تيمية رحمه الله في الفتاوى منذ زمن في معرض ذكره لقول الظاهرية بعدم وجوب الغسل للأتيان انه قال وهو لا شئ وذهب الي وجوبه رحمه الله
تنبيه من المشرف:
الرجاء عدم الكتابة بهذا الأسلوب والتأكد من المعلومات مع العزو وإلا سنضطر لإيقافك عن الكتابة وقد نبهناك مرارا.(45/329)
كيف كان قول أهل السنة في الإيمان موافق للطبيعة البشرية؟؟؟
ـ[البقاعي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 04:25 م]ـ
إن الأسلام وما جاء فيه من تشريعات عظيمة موافقة للفطرة البشرية تجعل المسلم مطمئن القلب يعبد الله على هدى واضح المعالم ...
وأتمنى من الإخوة وخاصة من لديه حسن نظر وتأمل في الشريعة ومقاصدها أن يتحفنا ويشاركنا في تقرير هذه المسألة لما فيها من فوائد عظيمة يستخدمها العالم وطالب العلم والداعية ...
وجزا الله كل من سعى لنصرة هذا الين خير الجزاء ..
وياحبذا لو كتبت بعض المراجع التي تكلمة عن هذه المسألة ...
ـ[البقاعي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:23 م]ـ
للرفع .... وللأهمية ...(45/330)
سؤال: هل يجوز الصلاة ويوجد في اتجاه القبلة نار مشتعلة (مثل الشمعة أو ما شابهها)؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[06 - 05 - 05, 07:12 م]ـ
سؤال: هل يجوز الصلاة ويوجد في اتجاه القبلة نار مشتعلة (مثل الشمعة أو ما شابهها)؟ مع ذكر الدليل؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[06 - 05 - 05, 08:26 م]ـ
بوب الامام البخاري في الصحيح باب الصلاة الى تنور
وهناك تجد الدليل
والله أعلم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:13 ص]ـ
جعل الله عليك صلاة قوم أبرار يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بأثمة ولا فجار
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:30 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=16078#post16078(45/331)
لقاءات جديدة في ملتقى أهل الحديث (ضع سؤالك)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 09:33 م]ـ
لقاء
ملتقى أهل الحديث
بفضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30178)
لقاء
ملتقى أهل الحديث
بفضيلة الشيخ زهير الشاويش حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30174)
لقاء
ملتقى أهل الحديث
بالشيخ الدكتور عبد العزيز السدحان حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30439)
لقاء
ملتقى أهل الحديث
بفضيلة الأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=163700#post163700)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 05, 09:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا خليل وبارك فيكم
بقي منتدى الدراسات الفقهية (ابتسامة)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 05 - 05, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا لعل الموضوع يثبت ليراه الإخوة.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على ما تقومون به .... ونسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة ... ولا زلنا ننتظر المزيد
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[07 - 05 - 05, 03:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. لماذا لا يكون هناك لقاء مع الشيخ بكر ابو زيد ... ؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 05:37 م]ـ
نعم أأيد الأخ زيد بشدة فحسب علمي لم يتقابل معه أي مجلة أو اي موقع وهذا طبعاً سيكون ميزة لملتقى أهل الحديث ####
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:42 م]ـ
وأنا أؤيد اللقاء مع الشيخ بكر حفظه الله، وأقترح أن يكون مطولا جدا .. فنحن لم نشبع من علم الشيخ ولم نحضر له دروسا لأنه لم يكن يلقي في الرياض، والشيخ - متعه الله بالصحة والعافية - قد أحبته القلوب واستفادت من كتبه المحررة .. والتي هي غزيرة العلم قوية العبارة كأنك تقرأ في كتب ابن القيم.
فلعل موقعنا المبارك يحرص على الالتقاء بالشيخ ..
وظني أنه سيكون من أكثر الموضوعات زيارة وإثارة
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:51 م]ـ
بارك الله في جهودكم يا ملتقى اهل الحديث
شامة في جبين النت
كلام بدون بت
انه ملتقى اهل الحديث
على شبكة الانترنت
-ابتسامة-
اشكركم شكرا من الاعماق يا مشرفي هذا الملتقى على هذه الجهود الجبارة فلي سنون اربع وانا ارفل في نعيم هذا الملتقى ادام الله ايامه بطاعته
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 12:15 ص]ـ
تمّ إضافة اللقاء بالشيخ عبد العزيز السدحان
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[22 - 05 - 05, 06:39 م]ـ
لقاء ملتقى أهل الحديث بفضيلة الأستاذ الدكتور سعدي مهدي الهاشمي (منتدى الدراسات الحديثية)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[29 - 05 - 05, 01:38 ص]ـ
إجابات
الشيخ عبد الله الغنيمان
على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31468)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 10:08 ص]ـ
إجابات
الشيخ زهير الشاويش
على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30174&page=1&pp=40)(45/332)
ما هو المراد بذكر الله في قول الله عز وجل ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[06 - 05 - 05, 10:31 م]ـ
أيها الشيوخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو المراد بذكر الله في قول الله عز وجل ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:29 ص]ـ
الحمد لله،
يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام.
ـ[أيمن بن محمد الحمدان]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:04 ص]ـ
عند الأصوليين أن المفرد المضاف من صيغ العموم , و من هنا , فيشمل كل دكر لله.(45/333)
ما معنى: معقد العز من عرشه؟
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:17 ص]ـ
أشكل علي معنى هذه الكلمة خلال قراءتي لكلام ابن تيمية الآتي:
(قال أبو الحسين القدورى، فى كتابه الكبير فى الفقه المسمى بشرح الكرخى فى باب الكراهة: وقد ذكر هذا غير واحد من أصحاب أبى حنيفة. قال بشر بن الوليد: حدثنا أبو يوسف قال أبو حنيفة: لا ينبغى لأحد أن يدعو الله إلا به. وأكره أن يقول: (بمعاقد العز من عرشك) أو (بحق خلقك). وهو قول أبى يوسف، قال أبو يوسف: بمعقد العز من عرشه هو الله، فلا أكره هذا، وأكره أن يقول بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام.) 1/ 202 مجموع الفتاوي في التوسل والوسيلة.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:43 ص]ـ
إليك الجواب أخي الكريم
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (3/ 270):
"أي بالخصال التي استحق بها العرش العز او بمواضع انعقادها منه وحقيقة معناه بعز عرشك".(45/334)
سؤال عن حديث: ما أغنيت عن عمّك؟
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:21 ص]ـ
مشائخنا الفضلاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد
جاء في الصحيحين هذا الحديث العظيم:
وهذه رواية البخاري
3670 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الملك: حدثنا عبد الله بن الحارث: حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).
سؤالي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لولا أنا).
ما أقوال العلماء عنها , وأتمنى إن أمكن أن تنقل أقوالهم هنا لأن الكتب أحيانا لا تتوفر
والهمم تقصر. والله المستعان.
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:52 م]ـ
للرفع
رفع الله قدركم(45/335)
سؤال!!! وأرجو من أخواني الإجابة
ـ[مشعل مرزوق]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:26 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني في الله ونسأل الله لنا التوفيق والسداد
عندي إشكال وأرجو منكم حفظكم الله أن تجيبوني عليه أحسن الله إليكم
جاء في في مصنف ابن أبي شيبة الكوفي قال:
حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم:
أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر
(المصنف 7/ 432 ترجمة37045).
الذي أشكل علي أنني قرأت للشيخ عبدالرحمن دمشقية يقول أن هذه الرواية منقطعة حيث قال:
قلت: وهذه رواية منقطعة لأن زيد بن أسلم كان يرسل وأحاديثه عن عمر منقطعة كما صرح به الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37 ومعجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/ 73
وعندما عدت إلى تقريب التهذيب وإلى رقم الترجمة التي قالها لم أجد أنه قال بأن الرواية منقطعة وإنما قال:
2117 - زيد ابن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبدالله وأبو أسامة المدني ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع
ولكم أن تنظروا لها على رابط المكتبة الإسلامية:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=402&CID=13#s1
وأما قول الألباني رحمه الله فلا أملك الكتب التي ذكرها الشيخ دمشقية
وعندما ذهبت إلى ترجمة زيد بن أسلم وجدت أن عبيد الله بن عمر من الرجال الذين رووا عنه وفي ترجمة عبيد الله بن عمر وجدت أن محمد بن بشر هو من الرجال الذين رووا عن عبيد الله بن عمر وإليكم ترجمة وكذلك أرى أن عبيد الله قد عاصر زيد بن أسلم!!!
وهذه ترجمة عبيد الله مع ذكر شيوخه الذين روى عنهم وكذلك الرجال الذين رووا عنه:
ــ عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى العمرى المدنى أبو عثمان (أخو عبد الله و أبى بكر و عاصم)
المولد:
الطبقة: 5: من صغار التابعين
الوفاة: 100 و بضع و أربعون هـ بـ المدينة
روى له: خ م د ت س ق
مرتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت
مرتبته عند الذهبي: ثبت
أقوال العلماء: قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت س ق): عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشى
العدوى العمرى، أبو عثمان المدنى، أخو عبد الله، و أبى بكر، و عاصم. اهـ.
و قال المزى:
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة فى الخامسة من أهل المدينة.
و قال عمرو بن على: ذكرت ليحيى بن سعيد قول عبد الرحمن بن مهدى أن مالكا فى
نافع أثبت من عبيد الله بن عمر، فغضب و قال: هو أثبت من عبيد الله؟!
و قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك، و عبيد الله بن عمر، و أيوب
أيهم أثبت فى نافع؟ فقال: عبيد الله أثبتهم و أحفظهم و أكثرهم رواية.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال يحيى بن معين: عبيد الله بن عمر من
الثقات.
و قال عثمان بن سعيد الدارمى: قلت ليحيى بن معين: مالك أحب إليك عن نافع
أو عبيد الله؟ قال: كلاهما. و لم يفضل.
و قال جعفر بن محمد بن أبى عثمان الطيالسى: سمعت يحيى بن معين يقول:
عبيد الله بن عمر عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر. فقلت له: هو
أحب إليك أو الزهرى عن عروة، عن عائشة؟ فقال: هو أحب إلى.
و قال على بن الحسن الهسنجانى: سمعت أحمد بن صالح يقول: عبيد الله بن عمر أحب
إلى من مالك فى حديث نافع.
و قال أبو زرعة، و أبو حاتم: ثقة.
و قال النسائى: ثقة ثبت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/336)
و قال قطن بن إبراهيم النيسابورى، عن الحسين بن الوليد النيسابورى: كنا عند
مالك بن أنس فقال: كنا عند الزهرى و معنا عبيد الله بن عمر، و محمد بن إسحاق
فأخذ الكتاب محمد بن إسحاق فقرأ، فقال: انتسب، فقال: أنا محمد بن إسحاق بن
يسار. فقال: ضع الكتاب من يديك، قال: فأخذه مالك فقال: انتسب. فقال: أنا
مالك بن أنس بن أبى عامر الأصبحى، فقال: ضع الكتاب من يدك. قال: فأخذ
عبيد الله بن عمر الكتاب. فقال: انتسب. فقال: أنا عبيد الله بن عمر بن حفص
ابن عاصم بن عمر بن الخطاب. فقال له: اقرأ. فجميع ما سمع أهل المدينة يومئذ
بقراءة عبيد الله بن عمر.
و قال محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرزاق: سمعت عبيد الله بن عمر قال: لما
نشأت فأردت أن أطلب العلم جعلت آتى أشياخ آل عمر رجلا رجلا فأقول: ما سمعت من
سالم؟ فكلما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب فإن ابن شهاب كان يلزمه.
قال: و ابن شهاب بالشام حينئذ فلزمت نافعا فجعل الله فى ذلك خيرا كثيرا.
و روى عن سفيان بن عيينة، قال: قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة فاجتمعوا
عليه، فقال: شنتم العلم و أذهبتم نوره، لو أدركنا عمر و إياكم أوجعنا ضربا.
و قال أبو بكر بن منجويه: كان من سادات أهل المدينة و أشراف قريش فضلا و علما
و عبادة و شرفا و حفظا و إتقانا.
قال الهيثم بن عدى: مات سنة سبع و أربعين و مئة.
و قال غيره: مات سنة أربع أو خمس و أربعين و مئة.
قال أبو بكر الخطيب: حدث عنه أيوب السختيانى و عبد الرزاق و بين وفاتيهما
ثمانون، و قيل: تسع و سبعون سنة.
روى له الجماعة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 7/ 40:
(قال ابن منجويه: كان من سادات أهل المدينة و أشراف قريش: فضلا و علما
و عبادة و شرفا و حفظا و إتقانا.)
هذا تعبير كلام ابن حبان فى " الثقات "، و كذا تاريخ وفاته المذكور قبل،
و زاد: أمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر.
و كذا ذكر ابن سعد فى الطبقة الخامسة. قال: و لما خرج محمد بن عبد الله بن
الحسن على المنصور لزم عبيد الله ضيعته و اعتزل، فلما قتل محمد رجع عبيد الله
إلى المدينة فمات بها سنة سبع و أربعين، و كان ثقة كثير الحديث حجة.
و قال أحمد بن صالح: ثقة ثبت مأمون، ليس أحد أثبت فى حديث نافع منه.
و قال أبو نعيم الأصبهانى فى " الرواة عن الزهرى ": رأى أنسا.
و قال الحربى: لم يدرك عبد الرحمن بن أبى ليلى.
و قال ابن معين: لم يسمع من ابن عمر، و قال: ثقة حافظ، متفق عليه. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
شيوخ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن:
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش الأسدى (ق)
أيوب بن موسى القرشى
ثابت البنانى (خ م ت س)
حميد الطويل
خبيب بن عبد الرحمن (خاله) (خ م د ت س ق)
سالم بن عبد الله بن عمر (خ م س ق)
سالم أبى النضر
سعيد المقبرى (خ م د ت س ق)
أبى حازم سلمة بن دينار الأعرج (م س)
سمى مولى أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ م سى)
سهيل بن أبى صالح (سى)
صيفى مولى أبى أيوب الأنصارى (ت)
طلحة بن عبد الملك الأيلى (ت س ق)
عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب (ق)
عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت (م ق)
عبد الله بن دينار (م س)
أبى الزناد عبد الله بن ذكوان (خ م د ت س ق)
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق (م د س ق)
عطاء بن أبى رباح (ق)
عمر بن حفص بن عاصم (أبيه)
عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف
عمر بن نافع مولى ابن عمر (خ م س ق)
عمرو بن دينار
عمرو بن شعيب (د س ق)
عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب (س)
عيسى بن عبد الله بن أنيس الأنصارى (د)
القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق (خ م د ت س ق)
كريب مولى ابن عباس
محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى (م س)
محمد بن المنكدر (خ س)
محمد بن يحيى بن حبان (خ م د ت س ق)
نافع مولى ابن عمر (خ م د ت س ق)
هشام بن عروة
واقد بن سلامة
وهب بن كيسان (خ م)
يزيد بن رومان (م س)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/337)
أبى بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر (خ م)
أبى الزبير المكى (س)
أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص (و لها صحبة).
تلاميذ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه:
أبان بن يزيد العطار (د)
أحمد بن بشير الكوفى (ق)
إسماعيل بن زكريا الخلقانى (خ)
إسماعيل بن عياش
أبو ضمرة أنس بن عياض (خ م د س)
أيوب السختيانى (و مات قبله)
بشر بن المفضل (خ د س ق)
بقية بن الوليد (س)
بكر بن عبد الله بن العيزار
جرير بن حازم (د)
جرير بن عبد الحميد (ق)
جنادة بن سلم
أبو عمير الحارث بن عمير البصرى (ت س)
حفص بن غياث (م ت س ق)
أبو أسامة حماد بن أسامة (خ م د ت س ق)
حماد بن زيد (س)
حماد بن سلمة (خت م د ق)
حماد بن مسعدة (م)
حميد الطويل (و هو من شيوخه)
خارجة بن مصعب
خالد بن الحارث (خ م ت س)
روح بن القاسم (ق)
زائدة بن قدامة (خ س)
زهير بن معاوية (د س)
زيد بن أبى أنيسة (س)
سعيد بن سالم القداح (س)
سفيان بن حسين الواسطى (ت)
سفيان بن سعيد الثورى (خ م ت س ق)
سفيان بن عيينة (ت س ق)
سليم بن أخضر (م د ت)
سليمان بن بلال (خ)
سيف بن عمر التميمى (ت)
أبو بدر شجاع بن الوليد
شريك بن عبد الله (تم س ق)
شعبة بن الحجاج (م س)
شعيب بن إسحاق الدمشقى (م س)
عباد بن عباد المهلبى (م د)
عبد الله بن إدريس (م د ت س ق)
عبد الله بن رجاء المكى (ق)
عبد الله بن عمر العمرى (أخوه) (د ت ق)
عبد الله بن المبارك (خ م ت س)
عبد الله بن نمير (خ م د ت ق)
عبد الأعلى بن عبد الأعلى (خ م د س ق)
عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة (د)
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمرى (ابن أخيه) (ق)
عبد الرحيم بن سليمان (م س ق)
عبد الرزاق بن همام (خت م د ت س ق)
عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون (خ م د)
عبد العزيز بن محمد الدراوردى (د ت ق)
عبد الملك بن جريج (خ م س ق)
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى (خ م ق)
عبدة بن سليمان (خ)
عبيدة بن حميد (س)
عقبة بن خالد السكونى (خ م د ت ق)
على بن ظبيان (قاضى بغداد) (ق)
على بن مسهر (قاضى الموصل) (خ م ق)
عيسى بن يونس (خ م د ت س)
الفضل بن موسى السينانى (خ)
فضيل بن عياض (س)
القاسم بن عبد الله بن عمر العمرى (ابن أخيه)
القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم (خ)
الليث بن سعد (م ت س ق)
محمد بن بشر العبدى (خ م س) هذا من روى عن عبيد الله
محمد بن حرب الخولانى (ق)
محمد بن عُبيد الطنافسى (خ س ق)
محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع (س)
مسلم بن خالد (ق)
معتمر بن سليمان (خ م د ت س)
معمر بن راشد (م ت س ق)
نوفل بن سليمان الهنائى
هشيم بن بشير
وهيب بن خالد (خ م)
يحيى بن زكريا بن أبى زائدة (م د ت س)
يحيى بن سعيد الأموى
يحيى بن سعيد الأنصارى (و هو أكبر منه)
يحيى بن سعيد القطان (خ م د ت س ق)
يحيى بن سليم الطائفى (ت ق)
يزيد بن زريع
أبو إسحاق الفزارى (م)
أبو خالد الأحمر (خ م د ت)
أبو مالك الجنبى (س)
أبو معاوية الضرير (د س ق).
انتهى.
الذي يحيرني أكثر أن متن الرواية لا يوافق معتقد أهل السنة والجماعة في ما حدث بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام!!!
حيث أنها تقول أن عمر رضي الله عنه جاء بالنار وهدد بإحراق بيت علي رضي الله عنه وتعطي انطباع أيضاً بأن علي لم يبايع إلا مرغماً بعد أن هدده الفاروق عمر رضي الله عنهم أجمعين وهذا هو كلام الرافضة أو بمعنى أصح معتقد الرافضة في بيعت أبي الحسن رضي الله عنه.
والصحيح أنه بايع أبو بكر رضي الله عنه مع من بايع في بادئ الأمر ثم عاد وبايع مرة أخرى، أي أنه بايع مرتين رضي الله عنه.
وأخيراً أقول:
هل سند هذه الرواية صحيح أو غير صحيح؟
إذا كان سندها صحيح فكيف نوفق بينها وبين متنها الذي في تقديري أنه شاذ عن ما صح في أمر بيعة علي رضي الله عنه؟
أرجو منكم أحبتي في الله مد يد العون لنا في هذه المسألة وإعطائنا الجواب الشافي وذلك للأهمية.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يبارك في وقتكم وفي علمكم وأن يجزيكم خير الجزاء
أخوكم في الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق الكلام على هذه المسألة في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19373(45/338)
فائدة من ابن القيم في الظاهرية وأهلها
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 05 - 05, 03:16 ص]ـ
قال رحمه الله في تهذيب سنن ابي داود في معرض تعليقه على حديث القلتين
"ودع الظاهرية البحتة، فإنهما تقسي القلوب، وتحجبها عن رؤية محاسن الشريعة وبهجتها، وما أودعته من الحكم والمصالح والعدل والرحمة. وهذه الطريق ـ التي جاءتك عفواً تنظر إليها نظر متكىء على أريكته ـ قد تقطعت في مفاوزها أعناق المطي، لا يسلكها في العالم إلا الفرد بعد الفرد، ولا يعرف مقدارها من أفرحت قلبه الأقوال المختلفة، والاحتمالات المتعددة، والتقديرات المستبعدة. فإن علت همته جعل مذهبه عرضة للأحاديث النبوية، وخدمه بها، وجعله أصلاً محكماً يرد إليه متشابههاً، فما وافقه منها قبله، وما خالفه تكلف له وجوهاً بالرد غير الجميل، فما أتعبه من شقى، وما أقل فائدته"(45/339)
مظاهرة الكفار (من أحسن من ضبطها؟)
ـ[نصر]ــــــــ[07 - 05 - 05, 06:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
من أحسن من ضبطها مع التوثيق؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:31 ص]ـ
أئمة الدعوة النجدية.
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:19 ص]ـ
أحسن من ظبطها كما تفضل الأخ أبو غازي وأحيلك على الزيادة
الدرر السنية (1/ 475) للشيخ عبداللطيف
والشيخ صالح آل الشيخ في شرح ثلاثة الأصول
ورسالة تكفير المعين لعبدالعزيز الجبرين وضع فيها مقالا للشيخ صالح الفوزان
ـ[بن عباس]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:40 ص]ـ
ولعل الشيخ ياسر برهامى _ وفقه الله _ من المتبصرين فى هذه المسائل.
وقد تكلم عنها بصورة مختصرة شيقة فى كتابه: فضل الغنى الحميد " تعليقات هامة على كتاب التوحيد "
ولعل شروحات الشيخ الصوتية أفضل من كتاباته ولكنها مبعثرة فى شرائطه.
ولعلك تجد له كلاماً فى هذا فى سلسلة قضايا الكفر والإيمان "إسلام واى "
والله تعالى أعلم.
ـ[بن عباس]ــــــــ[19 - 05 - 05, 09:52 ص]ـ
و جزاكم الله خيرأ
ـ[محمد البراك]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:15 ص]ـ
انظر في هذا الرابط.
تجد فيه أكثر من خسمين نقلاً عن العلماء في مسألة مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين:
http://saaid.net/Doat/almuwahid/1.htm
كاتبه من قدامى كتاب الانترنت، وهو أخ فاضل أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله.
عرفته جيداً، وقابلته فوجدت فيه العلم، والفهم.
ترك الكتابة منذ فترة طويلة.(45/340)
سبل الوقاية من الافتراق
ـ[سليمان أبو محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلقد أكمل الله لنا الدين ورضي لنا الإسلام دينا وتركنا محمد صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها من زاغ عنها فهو الهالك.
إن الافتراق حقيقة لا تنكر وسنة كونية، فإنه ليس من شأن أعظم من أن يوفق الإنسان اجتنابه لذلك ببيان الله له، قال الشاطبي: (وقال الله تعالى: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ... )) () فهذا دليل على مجيء البيان الشافي، وإن التفرق إنما حصل من جهة المتفرقين لا من جهة الدليل)) ().
وقد سبقني بعض الزملاء إلى الكتابة في مفهوم الافتراق وشرح حديثه ونشأته وأسبابه وآثاره على الأمة؛ وأنا هنا أبحث بحث ضعيف الآلة كليل النظر في سبل الوقاية من الافتراق، ولعلى قبل أن أبدأ بذكر السُبل الواقية من الافتراق أنبه إلى أن الحذر والاحتراز والتوقي من جميع أسباب الافتراق هو من أهم السُبل في ذلك، ولولا أني مسبوق لناسب أن أذكر الأسباب مع سبل الوقاية لأن كل منهما مكمل للآخر.
وأنا هنا أذكر جملةً من السُبل التي تقي من الافتراق بإذن الله فأقول:
أولاً: الاعتصام بحبل الله ولزوم السنة وجماعة المسلمين واستصحاب ما ورد من ذم الافتراق والتحذير منه.
ثانياً: الالتزام بمنهج التلقي الصحيح المبني على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح.
ثالثاً: الالتزام بمنهج الاستدلال الصحيح المبني على القواعد السليمة المراعية لنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
رابعاً: الحذر من سلوك طرائق المبتدعين فإن السعيد من وعظ بغيره لا من وعظ بنفسه، ويندرج تحت هذا عدة أمور:
1 - الحذر من الجدل والخصومة والمراء في الدين ومنه كثرة السؤال والاختلاف على الأنبياء.
2 - الحذر من اتباع الهوى والظن، ويدخل في ذلك:-
أ - الحذر من الظلم والجهل والاعراض عن دين الله تبعاً للهوى.
ب - الحذر من ترك الأمر والنهي فيؤدي تركهما إلى الافتراق.
ت - البعد عن استهواء العقليات والفلسفات.
ث - البعد عن الغلو والتنطع في الدين (فدين الله بين الغالي والجافي).
ج - الحذر من التشبه بالكفار واتباع السنن السالفة ومخالطة أهل الأهواء والافتراق ومجالستهم والاستماع لهم.
ح - الحذر من الخوض والتصدر عند وقوع الفتن.
أولاً: الاعتصام بحبل الله وذم الافتراق والتحذير منه:
الاعتصام بحبل الله ولزوم الجماعة ونبذ الفُرقة والاختلاف أصل عظيم من أصول الإسلام قال شيخ الإسلام:" وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعا وأن لا يتفرق هو من أعظم أصول الإسلام ومما عظمت وصية الله تعالى به قي كتابه ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم ومما عظمت به وصية النبي في مواطن عامة وخاصة مثل قوله عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة وقوله فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وقوله من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وقوله ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قالوا بلى يا رسول الله قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين وقوله من جاءكم وأمركم على رجل واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان وقوله يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم وقوله ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة منها واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار وقيل ومن الفرقة الناجية قال هي الجماعة يد الله على الجماعة و باب الفساد الذي وقع في هذه الأمة بل وفى غيرها هو التفرق والاختلاف فإنه وقع بين أمرائها وعلمائها من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم وإن كان بعض ذلك مغفورا لصاحبه لاجتهاده الذي يغفر فيه خطؤه أو لحسناته الماحية أو توبته أو لغير ذلك لكن يعلم أن رعايته من اعظم أصول الإسلام ولهذا كان امتياز أهل النجاة عن أهل العذاب من هذه الأمة بالسنة والجماعة" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/341)
وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون من هذه الأمة من الافتراق إنما هو على سبيل التحذير والتنفير منه قال شيخ الإسلام: " وهذا المعنى محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه يشير إلى أن الفرقة والاختلاف لا بد من وقوعهما في الأمة وكان يحذر أمته منه لينجو من الوقوع فيه من شاء الله له السلامة " ().
فالافتراق محرم ولنا في ذلك أخذ العبرة وأخذ الحيطة منه فالناجي المسلّم من نجا منه. والنقول عن السلف في الاعتصام بحبل الله ولزوم السنة وذم الافتراق والتحذير منه كثيرة جداً ليس هذا موطن ذكرها.
ويكون الاعتصام بحبل الله بمعرفة هدى النبي صلى الله عليه وسلم والعض عليها بالنواجذ، وعدم الخروج عليها أو الاعتراض عليها أو مجانبتها.
ففي حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها الأعين منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا مجدعاً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ()
ففي هذا الحديث البيان الشافي والقول الفصل في وجوب معرفة سنة المصطفى الكريم لا لمجرد العلم والمعرفة فقط بل للاهتداء والاستنان والاقتداء بل والعض عليها.
ومن يخالف ويفارق إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله: إن الشريعة لم تتم، وأنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها، لأنه لو كان معتقداً لكمالها وتمامها من كل وجه، لم يبتدع ولا استدرك عليها. ()
ومن الاعتصام بحبل الله دعاء الله الثبات على الحق والالتجاء إليه بأن يثبت القل على الحق وكان ذلك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ().
وقد جاء الشرع بالتحذير من الافتراق واتقائه، بل وربط النجاة بمجانبته كما في الحديث:" كلها في النار إلا واحدة، وهي الناجية ".
فالافتراق حقيقة لا تنكر، وواقع لا محيد لكن الناجي والمعافى من جُنب طريق المفارقين وهداه الله إلى الاعتصام بحبل الله المتين فهو أقوم طريق وهو الصراط المستقيم.
ثانياً: الالتزام بمنهج التلقي الصحيح المبني على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح:
وهذا السبيل هو الالتزام الطريقة الشرعية التي يتم بها تلقي العلم، فالمنهج الصحيح هو منهج أهل السنة والجماعة؛ مصدرهم الكتاب والسنة والإجماع المبني على الكتاب والسنة عند أهل السنة مع منهجهم التسليم بما جاء عن الله عزوجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال البغوي:" واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه " ().
وقال الزهري: "من الله الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم " ().مع ترك التعمق والتنطع، والحاكم في ذلك هم الراسخون في العلم الذين يستنبطون دلائل الكتاب والسنة ويحكمون فيما تنازع فيه الأمة.
مع الالتزام بطُرق الاستدلال الصحيحة التي سيرد ذكرها بعد قليل إن شاء الله، وميزانهم في ذلك كله هو الكتاب والسنة.
فمن أراد الوقاية من الافتراق فعليه:
1 - الحذر من أخذ الدين من غير الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، كالاعتماد على الحكايات والمنامات، والاسرائيليات، قال شيخ الإسلام في بيان مصادر أهل السنة: " الكتاب والسنة والإجماع، وبإزائه لقوم أخرين المنامات، والإسرائيليات والحكايات " ().
2 - الحذر من الاعتماد على العقل أو كتب الأدب والكلام والفلسفة ونحوها قال شيخ الإسلام:" ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبى والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين فلا يعتمدون لا على السنة ولا على اجماع السلف وآثارهم وانما يعتمدون على العقل واللغة وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف وانما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة الملاحدة أيضا " ().أو دعوى بعضهم كغلاة الصوفية من أنهم يستمدون من الله مباشرة أو من الأئمة المعصومين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/342)
كفعل الرافضة.
3 - الاحتراز من التلقي عن الديانات والفلسفات. ()
4 - البعد من الاعتماد على المكذوب والموضوعات. ()
5 - الحذر من كثرة السؤال أو الاختلاف على الأنبياء.
6 - البعد من ترك تلقي العلم الشرعي عن العلماء وترك مجالستهم:
روى اللالكائي: أن خلف بن سليمان قال: "كان جهم على معبر ترمذ، وكان رجلاً كوفي الأصل فصيح اللسان، لم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم، كان تكلم كلام المتكلمين وكلم السمنية" ().
7 - الاحتراز من التتلمذ على الأصاغر والتلقي عنهم ().
8 - الاحتراز من التفقه على العجم والرعاع والسفلة في الدين من غير أهلية:
قال الشاطبي:"وروي عن مكحول أنه قال:تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا وتفقه السفلة فساد الدين " ().
9 - الاحتراز من تلقي الدين والعلم على غير أصوله الشرعية كما هو حال أهل الكلام فأول واجب عندهم هو النظر أو القصد إلى النظر ..
10 - التغاضي من زلة العالم ().
ثالثاً: الالتزام بمنهج الاستدلال الصحيح المبني على القواعد السليمة المراعية لنصوص الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح:
وهذا السبيل هو التزام الطريقة الشرعية التي تُسلك في الاستدلال على مسائل الاعتقاد فيلتزم فيه:
1 - البعد عن الاعتماد على العقول والرأي في الاستدلال. ()
2 - الحذر عن تحريف الأدلة عن مواضعها.
3 - البعد عن التأويل بخلاف ما عليه السلف. ()
4 - الحذر من الاستدلال بالمتشابه من القرآن والسنة من غير رد له إلى المحكم. ()
5 - الحذر من قياس عالم الغيب على عالم الشهادة.
6 - ترك التعلق بالأقوال أو العقائد أو الأراء المجملة أو المواقف الشاذة والخروج بهذا التعلق عن المنهج العام للسلف رحمهم الله.
رابعاً: الحذر من سلوك طرائق المبتدعين المفارقين فإن السعيد من وعظ بغيره لا من وعظ بنفسه ويندرج تحت هذا عدة أمور:
1 - الحذر من الجدل والخصومة والمراء في الدين. ()
2 - الاحتراز من اتباع الظن، وفيه:
أ-البعد عن الجهل والظلم والإعراض عن دين الله تبعاً للهوى. ()
ب- الحذر من ترك الأمر والنهي فيؤدي تركهما إلى الافتراق. ()
ج- البعد عن استهواء العقليات والفلسفات.
ت-الحذر من الغلو والتنطع في الدين (فلا إفراط ولا تفريط). ()
ث-الحذر من التشبه بالكفار واتباع السنن، ومخالطة أهل الأهواء والافتراق ومجالستهم والاستماع لهم. ()
ح-الحذر من الخوض والتصدر عند وقوع الفتن. ()
ولا شك أن هذه الجملة من السبل تقي من الافتراق، وكذلك من وقع منه الافتراق فإنه يعالج بهذه السبل، فإنه متى ما استخدمها والتزم بها فإنه يعافى بإذن الله من هذا المرض العضال.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سليمان أبو محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:20 ص]ـ
موضوع جيد، أسأل الله الإخلاص
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 05 - 05, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا.
أخي الكريم لم تظهر الحواشي، فلعلك ترفقه في ملف مرفق.
أخي الكريم هل هذا البحث لك؟(45/343)
ذكر داء الكَلَب
ـ[سليمان أبو محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:06 ص]ـ
ذكر داء الكلب الوارد في الحديث ومعناه:
عن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية وإنه ليخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. ()
قال ابن منظور:"كلب الكلب كلبا فهو كلب أكل لحم الإنسان فأخذه لذلك سعار وداء شبه الجنون وقيل الكلب جنون الكلاب وفي الصحاح الكلب شبيه بالجنون ولم يخص الكلاب" () "ومنه الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها تشبيها بجري الفرس والكلب بالتحريك داء معروف يعرض للكلب فمن عضه قتله" ().
قال الخطابي:"وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما تجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله فإن الكلب داء يصيب الإنسان من عضة الكلب الكلب وهو الذي قد ضري بلحوم الناس فإذا أكثر منها أصابه شبه جنون فيقال إنه إذا عقر إنسانا أصابه الكلب فيعوي عواء الكلب ويمزق على نفسه ثم يأخذ العطاش حتى يموت وهو ينظر إلى الماء ولا يشربه" ().
قال الزمخشري:"ستخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما تجاري الكلب بصاحبه لا يبقى فيه عرق ولا مفصل إلا دخله الكلب داء يصيب الإنسان إذا عقره الكلب والكلب وهو الذي يضرى بأكل لحوم الناس فيأخذه شبه جنون فلا يعقر أحدا إلا كلب فهو يعوي عواء الكلب ويمزق على نفسه ويعقر من أصاب ثم يصير آخر أمره إلى أن يموت وأجمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه قال الفرزدق ولو شرب الكلبى المراض دماءنا شفاها من الداء الذي هو أدنف" ()
قال ابن الجوزي:"في الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه الكلب داء يصيب الإنسان من عضة الكلب" ()
قال ابن الأثير:"ومنه الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها تشبيها بجرى الفرس والكلب بالتحريك داء معروف بعرض للكلب فمن عضه قتله" ().
ففي هذا الحديث بيان لأمر الأهواء، وأن أمرها كمثل هذا الداء الذي يصيب من تعرض لعضة الكلب المسعور فهو يفعل فعله، أشرب به جسده حتى يدعه يتصرف بما لا يليق بالإنسان من العواء وفعل ما لا يعقل.
إن أصحاب الأهواء تتجارى بهم أهواؤهم من حيث لا يشعرون، أشربت بالهوى قلوبهم فلا تجعل لهم مجالاً يبصرون به الحق أو يتبعونه فبنهم وبين الحق حجاب، يتسابقون إلى الاختلاف والابتداع من حيث لا يشعرون أنهم يذنبون.
وفيه أنهم لا يزالون في سباق في خلق الشبه والاعتراضات وغير ذلك من الأهواء، فإن هذه الأهواء تحملهم على المسارعة والمسابقة إلى كل شر فلا تدع لهم مجالاً للتفكير فهم في سباق.
وأيضاً في تشبيه صاحب الكلب في اتقائه للماء كاتقاء أهل الأهواء من الكتاب والسنة.
أيضاً قليل من يرجع من أصحاب الأهواء كذلك داء الكلب لا يدع صاحبه حتى يموت أو يشفيه الله منه.(45/344)
السلام عليكم
ـ[هداية]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:41 م]ـ
الشيوخ الأفاضل:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمام حرام على نساء أمتي " صحيح رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه جمع من الحفاظ منهم الذهبي ..
السؤال
1) فهل ينطبق هذا الكلام على رائدات النوادي الصحية في بلادنا والتي ابتلي بها بلاد المسلمين وهذه النوادي فيها الحمامات السونا وقد رأيت هذا بعيني قبل سنوات طوال إذ لا حياء ويخرجن من غرف السونا أحيانا على غرف الرياضة عاريات أو شبه عارية؟!.
وأقول هل لو كانت الأخت تقول أنا أذهب لممارسة الرياضة فقط وتقول أنها لا تدخل السونا خارجة من هذا التحريم؟!
كذلك ملابس الرياضية الضيقة جدا مثل الاسترتش أو البنطال الخاص بالرياضة (تريننج سوت) وقد يكون غير ضيق قليلا ولكنه مفصل يجوز لبسه في هذا المكان؟! وهل يجوز للمرأة أن تلبس هذا اللبس في النادي وبين النساء؟!!
أفيدونا بورك فيكم .. كي ننقل الإجابة لأخوات يردن ارتياد هذه النوادي(45/345)
السلام عليكم
ـ[هداية]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:45 م]ـ
الشيوخ الأفاضل:
سمعنا قريبا أن هناك من ضعف عندنا في إحدى الدول الخليجية حديث دخول المنزل الذي صححه العلامة الألباني رحمه الله وهو " اللهم أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى " أو بصيغته التي ودرت في صحيح الجامع الصغيرة وزيادة.
أفيدونا مأجورين نفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين.
أختكم في الله.(45/346)
ما هو حكم المسبحة
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 03:47 م]ـ
جزاكم الله خير أفتونا في المسبحة وهل هي بدعة
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[07 - 05 - 05, 07:03 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27582&highlight=%D3%C8%CD%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11163&highlight=%D3%C8%CD%C9(45/347)
متى تكون صيغة عن مظنة للاجازة?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكم
صيغة عن مظنة للتدليس
السؤال
متى تكون صيغة عن مظنة للاجازة?
اشكل علي ذلك اشكالا عظيما
وفقكم الله(45/348)
سؤال حول الرواي عبدالله بن ظالم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[07 - 05 - 05, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في تهذيب التهذيب 5/ 269:
زاد فى حديث أبى هريرة: قيل فيه: عبد الله بن ظالم، و قيل: مالك بن ظالم.
فلعله عند البخارى غير هذا.
لكن صحح عمرو بن على الفلاس أنه عبد الله بن ظالم لا مالك بن ظالم، فالله أعلم.
و حديثه على الوجهين عند أحمد بن حنبل فى " مسنده " و الحاكم فى " مستدركه ".
و قال العقيلى: عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد، كوفى لا يصح حديثه.
و كذا ذكره ابن عدى، عن البخارى.
و قال العجلى: ثقة. اهـ
هل قول العقيلي ان عبدالله بن ظالم لا يصح حديثه، يقصد به ان حديثه بالذات عن سعيد بن زيد لا يصح اما باقي احاديثه فصحيحه، ام يقصد ان الرواي عبدالله بن ظالم ضعيف في الكل في سعيد بن زيد وفي غيره؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[11 - 05 - 05, 04:31 م]ـ
للرفع
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 05:13 م]ـ
الذي يبدو أن المقصود من قوله: (عن سعيد بن زيد) هو بيان من يروي عنه هذا الراوي، لا أن حديثه عنه فحسب ضعيف.
وهذا مستخدم عند الأئمة.
ومما يؤيده: النص الأصلي عند العقيلي:
"827 - عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد. حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح".
فذِكْرُ سعيد بن زيد كان لبيان من يروي عنه عبد الله بن ظالم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
- ومما يؤيد ذلك، قول الإمام البخاري رحمه الله تعالى: ((عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " عشرة في الجنة ... "، ولم يصح، وليس له حديث إلا هذا ... )) انتهى، التاريخ الكبير 5/ 124 (367).
- وقول ابن عدي رحمه الله تعالى: ((عبد الله بن ظالم: سمعت بن حماد، يقول: " قال البخاري: عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يصح " ... ، وهذا الحديث هو الذي أراده البخاري، ولعلَّ ليس لعبد الله بن ظالم غيره)) انتهى، الكامل في الضعفاء 4/ 223 (1035).
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[11 - 05 - 05, 06:22 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ما معنى هذا الكلام:
السنة للخلال ج2 ص 362:
489 - وأخبرنا أبو بكر المروذي في هذه المسألة أنه قال لأبي عبدالله قال ابن الدورقي في حديث عبدالله بن ظالم شيء قال أبو عبد الله قال لكم لا أقول إنهم في الجنة ولا نشهد هذا كلام سوء قال أبو عبدالله علي بن المديني قدم إلى ها هنا وأظهر هذا القول وتابعه قوم على ذا فأنكرنا ذلك عليهم وتابعني أبو خيثمة وقلنا نشهد // إسناده صحيح
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 07:11 م]ـ
الذي أفهمه من هذا النص:
أولاً: مقدمة:
روى عبد الله بن ظالم حديثاً، وهو الذي عرف به، وهو قول سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: (أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم)، قيل: و كيف ذلك؟ قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء فقال: "أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد")، قيل: ومن هم؟ قال: (رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و سعد و عبد الرحمن بن عوف)، قيل: فمن العاشر؟ قال: (أنا). رواه أحمد والترمذي وغيرهما، واللفظ للترمذي، وقال: (حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم).
ثانياً: قال المرُّوذي للإمام أحمد: (قال ابن الدورقي: "في حديث عبدالله بن ظالم شيءٌ") يعني: أنه لا يُسلِّم بهذا الحديث.
قال المروذي: قال أبو عبد الله: (قال - يعني ابن الدورقي - لكم: "لا أقول إنهم في الجنة، ولا نشهد"؟!! هذا كلام سوء)، ينكر الإمام أحمد
- رحمه الله - قول الدورقي، حين لم يسلم بحديث سعيد بن زيد، ولم يشهد أنهم في الجنة.
قال قال أبو عبد الله علي بن المديني: (قدم - أي: ابن الدورقي - إلى ها هنا، وأظهر هذا القول، وتابعه قومٌ على ذا، فأنكرنا ذلك عليهم، وتابعني أبو خيثمة، وقلنا: نشهد).
ويعضد هذا:
قول الخلال في ذات الكتاب (2/ 358) أي: قبل الموضع الأول: (وأخبرنا أبو بكر المروذي في هذه المسألة قال قلت لأبي عبدالله أن ابن الهيثم المقري قد حكى عنه أنه قال لاأشهد للعشرة أنهم في الجنة قال لم يذاكرني بشيء قلت له فلا يجانب صاحب هذه المقالة قال قد جفاه قوم وقد لقي أذى وقال محمد بن يحيى الكحال في هذه المسألة:سألت أبا عبدالله عمن لا يشهد لأبي بكر وعمر وعثمان بالجنة فقال هذا قول سوء وقد كان عندي منذ أيام من هو ذا يخبر عنه بهذا ولو علمت لجفوته قلت له ابن الهيثم قال نعم قد أخبروني أنه وضع في هذا كتابا وقال والله ما رضي أبو بكر الصديق من أهل الردة حتى شهدوا أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ثم رجعت إلى مسألة المروذي قلت إن ابن الدورقي أحمد قال لي إنه ناظرك على باب إسماعيل فقمت تجر ثوبك مغضبا قال لا أدري).
هذا ما فهمته، فإن كان فيه خطأً وجب على المشايخ أن يقوموني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/349)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:40 ص]ـ
عبدالله بن ظالم: هو مالك بن ظالم، والخلاف في اسمه، والله الموفق.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:14 م]ـ
جزاك الله شيخنا الدارقطني وباقي المشايخ
الله أعلم أنهما اثنان فعبد الله بن ظالم لا يروي عن أبي هريرة بخلاف مالك بن ظالم
- قال في تعجيل المنفعة تعجيل المنفعة
مالك بن ظالم عن أبى هريرة في أغيلمة قريش وعنه سماك بن حرب ذكره الحسيني ولم يعرف من حاله بشيء وانما صوب أنه عبد الله بن ظالم وذكر في عبد الله بن ظالم أن بن حبان وثقه وقد أخرجه النسائي في التفسير من طريق مالك بن ظالم فليس هو من شرط هذا الكتاب لكن عذر الحسيني أن المزي لم يذكره وقد استدركته في تهذيب التهذيب وذكره بن حبان في الثقات واخرج حديثه في صحيحه وكذا أخرجه الحاكم وقال إنما لم يخرجاه لاختلاف فيه بين سفيان وشعبة ثم ساق من طريق سفيان أنه قال عبد الله بن ظالم تارة وتارة مالك بن ظالم وساقه في الثقات من طريق أبى عوانة عن سماك فقال مالك بن ظالم ولم يذكر في ترجمة عبد الله بن ظالم أن له رواية عن أبى هريرة رضي الله عنه ولا لسماك روايه عنه وكذا هو عند البخاري في الترجمتين فلا يبعد أنهما اثنان والله اعلم وقد ذكره الذهبي في الميزان وحكى أنه قيل فيه مالك بن عبد الله بن ظالم والمعروف انه قيل فيه عبد الله بن ظالم بدل مالك بن ظالم ونقل عن الأزدي انه قال لا يتابع على حديثه
- وقال في تهذيب التهذيب
م س مسلم والنسائي مالك بن ظالم عن بن هريرة بحديث فساد أمتي على يدي أغيلمة من قريش الحديث روى عنه سماك بن حرب وقيل عنه عن عبد الله بدل مالك وقد تقدم في العبادلة وقيل هو مالك بن عبد الله بن ظالم وأخرجه بن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طريقين عن سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن مالك بن ظالم ثن أسند الحاكم من طريق عمرو بن على الفلاس قال الصحيح مالك بن ظالم قال الحاكم وإنما لم يخرجاه لاختلاف فيه بين شعبة وسفيان ثم أخرجه من طريق بن مهدي والقطان عن سفيان فقال عبد الله بن ظالم وكذا أخرجه أحمد عن بن مهدي وذكره بن حبان في ثقات التابعين مالك بن ظالم ونسبه فقال مالك بن ظلم بن المنذر بن الجارود وساق حديثه من طريق أبي عوانة عن سماك به وذكر عبد الله بن ظالم المازني أيضا في ثقات التابعين وقال روى عن سعيد بن زيد ولم يذكر روايته عن أبي هريرة ولا رواية سماك عنه وقد جوزت في ترجمة عبد الله بن ظالم أنه آخر ويقويه أيضا أن البخاري قال في ترجمة عبد الله ليس له إلا حديثان عن سعيد بن زيد ولم يذكر روايته عن أبي هريرة ولما ذكر مالك بن ظالم قال سمع أبا هريرة وذكر الحديث من طريق شعبة عن سماك
- تاريخ ابن معين برواية الدوري
وقلت له عبد الله بن ظالم صاحب سعيد بن زيد أحسبه قال نعم قلت هو أخو مالك بن ظالم قال لا أدرى
- قال الحاكم:
و أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن سماك حدثني عبد الله بن ظالم قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول: إن فساد أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش،
فسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت الحسين بن محمد القتباني يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: الصحيح مالك بن ظالم(45/350)
في حال التزاحم في امسجد النبوي هل يجوز المرور بين أيدي المصلين؟
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 07:42 م]ـ
آمل الإجابة على هذا السؤال
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 07:28 م]ـ
للرفع والتكميل
نرجو الإفادة يا أهل العلم
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:49 ص]ـ
أين أنتم يا أهل العلم؟!
والله إني لمحتاج للجواب
بقدرٍ الله - سبحانه - يعلمه
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[10 - 05 - 05, 05:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أخي الكريم المرور بين يدي المصلي لا يخلو من أحوال:
1 - أن يمر بين يدي المصلي، يعني في المنطقة التي بين سجوده ووقوفه، فهذا محرم، بل هو كبيرة من الكبائر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ". قال أبو النضر – وهو أحد الرواة -: لا أدري أقال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة. أخرجه البخاري (510)، ومسلم (507) عن أبي جهيم رضي الله عنه.
وهنا لا فرق بين أن يكون له سترة أو لا يكون له سترة.
2 - أن يمر في المنطقة التي من بعد موضع سجوده، وهذه لها حالان:
الأولى: أن يكون المصلي يتخذ سترة، فهنا يجوز المرور من خلف السترة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد فلينصب عصا، فإن لم يكن فليخط خطا ثم لا يضره من مر بين يديه. أخرجه أحمد (3/ 15)، وابن ماجه (3063)، وابن حبان (2361)، قال ابن حجر في البلوغ (249): ولم يصب من زعم أنه مضطرب، بل هو حسن.
وعن طلحة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك " أخرجه مسلم (499).
الثانية: أن لا يتخذ سترة، فهنا ليس له إلا موضع سجوده، وهذا الأقرب من أقوال أهل العلم، ويجوز لمن أراد أن يجتاز أن يمر فيما يلي موضع سجوده، وذلك لأن النهي الوارد في الحديث إنما هو في المرور بين يدي المصلي، وما يلي موضع سجوده ليس بين يدي المصلي.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في المسافة التي يمنع المصلي أحداً أن يمر فيها أمامه:
وأقرب الأقوال: ما بين رجلين وموضع سجوده، وذلك لأن المصلي لا يستحق أكثر مما يحتاج إليه في صلاته، فليس له الحق أن يمنع الناس مما لا يحتاجه.
الشرح الممتع (3/ 340)
وهذا كله فيما لو كان منفردا أو إماما، أما لو كان مأموما، فإن سترة الإمام سترة لمن خلفه،
قال البخاري رحمه الله: باب سترة الإمام سترة لمن خلفه.
وعن ابن عباس قال: أقبلت راكبا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي. أخرجه البخاري (76)، ومسلم (504).
انظر: المغني (2/ 42)، (2/ 46).
- والصحيح من أقوال أهل العلم أن مكة وغيرها سواء لعموم الأدلة، ولا يوجد ما يخرج مكة من هذا العموم، وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين. انظر الشرح الممتع 3/ 342
فعليه يكون لا فرق بين المسجد الحرام بمكة، أو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في الحكم حتى ولو في الزحام على نحو ما تقدم على الراجح من أقوال أهل العلم، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي علاء على إفادتك وتفصيلك وتدليلك وتعليلك
أقول وفي مسألة الزحام قول آخر لأهل العلم حيث اختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتبعه على ذلك جمع من أهل العلم كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أنه في أوقات الزحام يعفى عن المرور بين أيدي المصلين للمشقة الحاصلة من التحرز من ذلك ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المشقة تجلب التيسير وهذا قول له حظ من النظر والمسألة محتملة ولست من أهل الترجيح بين الأقوال فإنني أهاب ذلك ولم أرتق إلى مرتبة الترجيح والله أعلم بالصواب
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
حللتم الإشكال وفقكم الله
ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:25 ص]ـ
خذ جواب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
في المسجد الحرام، والمسجد الحرام شبيه للمسجد النبوي في الزحام
لذا أورد لك أجابته
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الحادي عشر
حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام
س: ما حكم المرور بين يدي المصلي في الحرم، وهل للمصلي أن يمنع المار بين يديه؟
ج: لا حرج في ذلك، وليس لمن في الحرم - أعني المسجد الحرام - أن يمنع المار بين يديه لما ورد في ذلك من الآثار الدالة على أن السلف الصالح كانوا لا يمنعون المار بين أيديهم في المسجد الحرام من الطائفين وغيرهم، منهم ابن الزبير رضي الله عنهما، ولأن المسجد الحرام مظنة الزحام والعجز عن منع المار بين يدي المصلي، فوجب التيسير في ذلك.
نشرت في (جريدة البلاد) العدد (10946) بتاريخ 24/ 1 / 1415 هـ(45/351)
هل تجوز الصلاة في المسجد المبني على القبور
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل يوم سؤال
والسؤال ياتي بالفائدة لنا ولكم ان شاء الله
سؤالي لهذا اليوم عن مسجد بني على مقبرة
هل تجوز الصلاة فيه
مسجد صلاح الدين الايوبي في وسط مدينة غزة بني على اثار مقبرة كانت تسمى بالعواميد
المهم ان هذا المسجد بني على قبور هذه المقبرة دون رفع العظام ............. فهل تجوز الصلاة في هذا المسجد
وبارك الله في كل من يجيب ويأتي بالفائدة لنا وللقارئ الكريم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:10 م]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية
هل تصح الصلاة في المسجد إذا كان فيه قبر والناس تجتمع فيه لصلاتي الجماعة والجمعة أم لا؟
وهل يمهد القبر، أو يعمل عليه حاجز أو حائط؟
فأجاب: الحمد لله اتفق الأئمة أنه لا يبنى المسجد على قبر؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك". وأنه لا يجوز دفن ميت في مسجد فإن كان المسجد قبل الدفن غير أما بتسوية القبر، وإما بنبشه إن كان جديدا، وإن كان المسجد بنى على القبر فأما أن يزال المسجد، وإما أن تزال صورة القبر فالمسجد الذي على القبر لا يصلى فيه فرض، ولا نفل فإنه منهي عنه.
مجموع الفتاوي 22/ 194.
وقال ابن القيم في زاد المعاد 3/ 571
فصل: ومنها تحريق أمكنة المعصية التي يعصى الله ورسوله فيها وهدمها كما حرق رسول الله مسجد الضرار وأمر بهدمه وهو مسجد يصلى فيه ويذكر اسم الله فيه لما كان بناؤه ضرارا وتفريقا بين المؤمنين ومأوى للمنافقين وكل مكان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله إما بهدم وتحريق، وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له وإذا كان هذا شأن مسجد الضرار؛ فمشاهد الشرك التي تدعو سدنتها إلى اتخاذ من فيها أندادا من دون الله أحق بالهدم وأوجب، ... وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بني على قبر كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد نص على ذلك الإمام أحمد، وغيره، فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد، وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق، فلو وضعا معا لم يجز، ولا يصح هذا الوقف، ولا يجوز ولا تصح الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله عن ذلك، ولعنه من اتخذ القبر مسجدا، أو أوقد عليه سراجا فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه، وغربته بين الناس كما ترى.
وكذلك أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية 1/ 402 وما بعدها.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:49 ص]ـ
أخي الحبيب أبو عبدالله.
يظهر من كلام الأخ الأثري أن القبور مسواة غير ظاهرة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
مدارسة لا فتوى:
المسألة لها صورتان كما نقل أخي الشيخ عبد الرحمن:
1ـ مسجد سابق وقبر لاحق.
2ـ قبر سابق ومسجد لاحق.
فمن بنى المسجد على القبر أثم
ومن قبَرَ في المسجد أثم
بعد التلبس بهذا الأمر ما هو الحل؟
قد لا يقال الحكم للسابق من حيثُ الهدم
ويقالُ ينبشُ القبر أو يُسوَّى في الحالتين
وقد تقرر في غير هذا الموضع نبشُ القبر لما هو دون هذا الأمر
ويفعل من الأمرين ما يفي بالغرض
فإن كفت التسوية لم ينبش
لما عُلم بينهما من الفرق
وهنا مسألة تحصل في ذي الديار ـ قد تهم الأخ السائل ـ ذكرتها لكلام بعضهم فيها
جرت العادة أن تجعل المقابر قريبة من المنازل والبيوت
ثم في عصرنا لما توسعت المدن وصارت المقابر في وسطها كالعلامة قاموا بتسويتها وبناء المساجد عليها والحدائق وأماكن اللهو ـ والله المستعان
وبالنظرِ إلى أن كثيرا من المقابر وقفية قالَ هذا البعض:
لا يُصلى في المسجد المبنيِّ على مقبَُرة لمخالفة شرط الواقف ...
وقد ذكرت هذا القول للتنبيه على بطلانه
وإنما قال هذا القائل هذا الكلام للتفلُّت من أصل مسألتنا، والله المستعان
وأما مسألة تغيير شرط الواقف فليس هذا محل الكلام فيها
والأقرب ـ والله تعالى أعلم ـ النظر إلى المصالح الراجحة
وأما ما تقرر عند كثير من الفقهاء من لزوم شرطه في غير معصية ففيه نظر وتأمل ...
وقد تقرر في مذهبنا
أنه لو وقف مسجدا على الشافعية لم يكن لغيرهم الصلاة فيه
وأنه لو وقف على الأغنياء لم يُصرف لغيرهم .....
ولا يخفى بعد هذا والله تعالى أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 05 - 05, 02:53 م]ـ
ثم هل صحت صلاة من صلى فيه على هاتين الصورتين؟
الأقرب ـ والله تعالى أعلم ـ الصحة ...
والخلاف منتشر في أصل هذه المسألة
والقول فيها مخرج على المسألة المشهورة
وهي صحة الصلاة في الدار المغصوبة
فمن قال في تلك تصح قال في هذه تصح
ومن قال لا قال لا ـ إن لم يظهر له فرق مؤثر ـ
والمنهي عنه ثلاثة إما لذاته وإما لوصفٍ قام به وإما لوصفٍ خارج عنه
والأخير إما أن ينفك عنه وإما لا
هذا جِماع النهي
وكله يقتضي البطلان
إلا المنهي عنه لوصف خارج منفك عنه
يُنظر الآن إلى النهي الوارد في اتخاذ القبور مساجد من أي هذه
وهل هو تعبد أو معلل
الأقرب الثاني
ومن تأمل سياق الأحاديث ظهر له ذلك
وطريقه أن نقول
إن اتخاذ القبور مساجد هو فعل اليهود والنصارى الذي اقتضى لهم اللعنة
وهو من عظائم طرق الشرك بالله ـ نعوذ بالله من الخذلان ـ وفيه حديث عائشة عن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله تعالى عنهن في الكنيسة التي فيها التصاوير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا.
ومن تأمل هذا الثاني مع الأول حيثُ لعنوا به مع النهي الشديد عن مضارعتهم والتشبه بهم كما تظاهرت في ذلك آيات الكتاب العزيز وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يشكَّ أن هذا كله سدٌّ لمفسدة الشرك بالله تعالى، وحسم لمادة الكفر بالله، وما تظاهرت الآيات والأحاديث بالمنع من مشابهتهم إلا لهذا الغرض، وهو المقصود الأعظم من مخالفة أهل الكفر.
ثم هل يظهر فرق في صحة الصلاة بين
مسجد اتخذ فيه قبر
أو قبر اتخذ عنده مسجد
لم يظهر لي بينهما فرق
فإن ظهر لمشايخنا الأجلاء حفظهم الله تعالى نُظر فيه
وأعتذر أن تقدمت بين أيديهم
محبكما ماهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/352)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:03 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية
هل تصح الصلاة في المسجد إذا كان فيه قبر والناس تجتمع فيه لصلاتي الجماعة والجمعة أم لا؟
وهل يمهد القبر، أو يعمل عليه حاجز أو حائط؟
فأجاب: الحمد لله اتفق الأئمة أنه لا يبنى المسجد على قبر؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك". وأنه لا يجوز دفن ميت في مسجد فإن كان المسجد قبل الدفن غير أما بتسوية القبر، وإما بنبشه إن كان جديدا، وإن كان المسجد بنى على القبر فأما أن يزال المسجد، وإما أن تزال صورة القبر فالمسجد الذي على القبر لا يصلى فيه فرض، ولا نفل فإنه منهي عنه.
مجموع الفتاوي 22/ 194.
.
أحسنتم، وجزاكم الله خيرا
نقلت للسائل ما ظننت أنه ينتفع به مما يناسب توقيعه):
، ولم أشأ أن أدخل في أكثر من ذلك، و لم يكن لدي من الوقت ما يكفي لتكلف ذلك.
ومما قد يطابق سؤاله من أحلتُ إليه فتوى اللجنة الدائمة 1/ 418:
ونصها: توجد في مدينتنا مقبرة قديمة أزالت البلدية أنقاضها وأقامت مكانها حيا سكنيا ومباني لذوي الدخل المحدود، وبقيت مساحة كبيرة أقام عليها أهل البر والإحسان مسجدا ليصلي فيه سكان الحي، وبعد بناء المسجد وقع خلاف بين أهل البلد حول جواز الصلاة في هذا المسجد أو عدم جوازها .. ما حكم هذا المسجد؟ وهل يجب هدمه أم الإبقاء عليه؟ وهل الصلاة في هذا المسجد صحيحة أم لا؟
الجواب: الأرض التي بني عليها المسجد إن كانت خالية من القبور صحت الصلاة فيها، وإلا فيجب هدم المسجد الذي بني عليها.
المفتون: ابن باز، والعفيفي وابن قعود رحمهم الله. ونحوه في السؤال الذي يليه.
وللتوسع في هذه المسألة ينظر كتاب "مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور" للشيخ فيصل الراجحي وفقه الله، فقد أحسن بكثرة النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ..
وأظنه قد نشر في الملتقى بعضه فلينظر.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:03 م]ـ
شيخنا الحبيب أبا عبد الله، جزاكم الله تعالى خيرا وثقل موازينكم
أردتُ بهذا الكلام
قد لا يقال الحكم للسابق من حيثُ الهدم
ويقالُ ينبشُ القبر أو يُسوَّى في الحالتين
وقد تقرر في غير هذا الموضع نبشُ القبر لما هو دون هذا الأمر
ويفعل من الأمرين ما يفي بالغرض
فإن كفت التسوية لم ينبش
لما عُلم بينهما من الفرق
كلامَ الإمام ابن القيم ـ عليه رحمة الله ـ إن صحَّ فهمي
وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بني على قبر كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد نص على ذلك الإمام أحمد، وغيره، فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد، وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق
بارك الله بكم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 05 - 05, 05:31 م]ـ
وللتوسع في هذه المسألة ينظر كتاب "مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور" للشيخ فيصل الراجحي وفقه الله، فقد أحسن بكثرة النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ..
وأظنه قد نشر في الملتقى بعضه فلينظر.
وخرج هذه الأيام رسالة للشيخ صالح بن مقبل العصيمي (أبو عبد الإله) في الصلاة في المقابر، وهي رسالة علمية، قدَّم لها الشيخ عبد الرحمن المحمود - وفقه الله -، وهي نفيسة جداً، وفي نظري القاصر أفضل من كتاب (مجانبة أهل الثبور ... ). والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:26 م]ـ
أخي الفاضل ماهر، وفقك الله على ما قدمت، وبينت ..
وخرج هذه الأيام رسالة للشيخ صالح بن مقبل العصيمي (أبو عبد الإله) في الصلاة في المقابر، وهي رسالة علمية، قدَّم لها الشيخ عبد الرحمن المحمود - وفقه الله -، وهي نفيسة جداً، وفي نظري القاصر أفضل من كتاب (مجانبة أهل الثبور ... ). والله أعلم.
جزاك الله خيرا، اطلعت أمس على كتاب أخينا الفاضل الشيخ صالح العصيمي، وعنوانه
"بدع القبور أنواعها وأحكامها" وهو على عنوانه مشتمل على مسائل كثيرة من بدع القبور، وليس مخصصا للصلاة في المقابر، وإن كان ـ وفقه الله ـ قد بحثها بحثا جيدا ..
لكن كتاب الشيخ عبد العزيز الراجحي خاص في مسألة الصلاة في المساجد التي فيها قبور، وفي المقابر، و .. والرد على من أجازها، وتفنيد شبهه بنفس طويل .. ، وهو أفضل، وأطول بكثير جدا من هذه الحيثية من كتاب الشيخ صالح العصيمي ..
أسأل الله أن يجزيهما خيرا على ما قدماه وأن ينفع بهما المسلمين.
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:25 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني
اجبتم واحسنتم احسن الله اليكم
رغم ان بعض المشاركات ابتعدت عن موضوع سؤالي قليلا
الا ان الاخ الشيخ عبد الرحمن السديسي اصاب عين مسالتنا في نقله لكلام اللجنة في المسألة
وبارك الله في كل من حاول الافادة وجزاه عنا وعن اهل الاسلام خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/353)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:28 م]ـ
حمل كتاب الشيخ الراجحي "مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعلى القبور"
هنا: http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1800(45/354)
ما صحة حديث؟؟ (يا أبا ذر .... )
ـ[البقاعي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:48 م]ـ
أسأل الأخوة الأفاضل أهل الحديث رفع الله قدرهم عن صحة حديث لم أجده بعد البحث ...
وهو حديث (جدد السفينة يا أبا ذر فإن البحر عميق والعقبة كؤود)
فلو تفضل من عنده علم أو قد إطلع على هذا الحديث أن يفيدنا وله من الله خير الجزاء ...
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:25 ص]ـ
هذا الأثر المنسوب إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , لا يصح , فقد أورده طه عبدالله عفيفي في كتابه " مائة وصية من وصايا الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " (ص: 59 ـ الوصية الواحدة والثلاثون):
عن أبي ذر الغفاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , قال: أوصاني خليلي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها .... قال لي: يا أباذر:
أحكم السفينة فإنّ البحر عميق , واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل , وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود , وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير " رواه الإمام المقدسي.
هكذا قال رواه الإمام المقدسي , ولا أدري من هو؟!
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:54 ص]ـ
- جزا الله شيخنا خالد عنا خير الجزاء، ولعله يقبل مني هذه الإضافة:
- ((يا أبا ذر: جدد السفينة فإنّ البحر عميق، وخَفِّف الحمل فإنّ السفر بعيد، واحمل الزاد فإنّ العقبة طويلة، وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير)) الفردوس: الديلمي 5/ 339 (8368)، وينظر: 5/ 334 (8352).
- وجاء عند الشوكاني، في أول ترجمةٍ من كتابه: " البدر الطالع "، ما يلي:
(( ... ، وقد جعلته على حروف المعجم، مقدماً لمن قدَّمته حروف اسمه، وإنْ كان غيره أقدم منه، مبتدئا بقطب اليمن وجنيد ذلك الزمن، الناسك ... :
1 - إبراهيم بن أحمد بن علىّ بن أحمد الكينعى: ... ، وتناقل الناس عنه كلمات نافعة هي الدواء المُجرَّب لاصلاح القلوب القاسية، ... ، وكقوله لبعض إخوانه: " يا أخي جَدِّد السفينة، فانَّ البحر عميق، وأكثر الزاد فانّ الطريق بعيد، وأخلص العمل فان الناقد بصير ")) 1/ 4 – 5.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبامحمد على إضافاتك وفوائدك , واقبل هذه الفائدة من تلميذك:
فقد بحثت عن هذا الحديث في " زهر الفردوس " للحافظ رحمه الله تعالى , فلم أجد له ذكراً , مما يعني بأن هذا الأثر لا أصل له.
والله أعلم.
محبكم / أبومحمد.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:20 ص]ـ
فقد أورده طه عبدالله عفيفي في كتابه " مائة وصية من وصايا الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
فائدة عن هذا لكتاب ..
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ عن هذه الوصايا:
[حشاها بالمناكير والواهيات التي لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح فيها، بل الوصابا نفسها تسع منها ــ في الجزء الأول وحده ــ لا يصح، ما بين ضعيف ومنكر وواهٍ، هدانا الله وإياه لتحري الحق والصواب، وتحاشي الوقوع في الكذب على سيد الأنبياء صلى الله ليه وعلى آله وسلم، وعامله الله تعالى بما يستحق، إذ رمى أهل السنة والجماعة الذين يصفون رب العالمين بما وصف به نفسه،ووصفه به نبيه صلى الله ليه وعلى آله وسلم بقلة أدب!، إذ قال على الملأ عقب خطبة جمعة بالمعادى ما معناه: ((يقولون: إن الله في السماء، انظر إلى قلة الأدب؟!.
فالله بيننا وبينك يا طه، {يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم}]
((تكميل النفع)) ص / 81:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102&highlight=%C7%E1%E3%E4%ED%DD
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:32 ص]ـ
فائدة عن هذا لكتاب ..
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ عن هذه الوصايا:
[حشاها بالمناكير والواهيات التي لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح فيها، بل الوصابا نفسها تسع منها ــ في الجزء الأول وحده ــ لا يصح، ما بين ضعيف ومنكر وواهٍ، هدانا الله وإياه لتحري الحق والصواب، وتحاشي الوقوع في الكذب على سيد الأنبياء صلى الله ليه وعلى آله وسلم]
جزاك الله خيراً يا أبامحمد على هذه الفائدة , فالرجل حاطب ليل هدانا الله وإياه.
ومن باب الطرفة , فقد اجتمع ثلاثتنا (خليل بن محمد) و (أشرف بن محمد) و (خالد بن محمد) , فكما اجتمعنا في اسم الأب , اجتمعنا أيضاً في الكنية (ابتسامة).
محبكم / أبومحمد.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:07 م]ـ
ومن باب الطرفة , فقد اجتمع ثلاثتنا (خليل بن محمد) و (أشرف بن محمد) و (خالد بن محمد) , فكما اجتمعنا في اسم الأب , اجتمعنا أيضاً في الكنية (ابتسامة).
محبكم / أبومحمد.
شيخنا الفاضل
بإمكانك أن تضيف: أبو محمد البشير بن محمد.
ولو استقصيت أكثر لأتيت بعدد أكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/355)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:12 م]ـ
شيخنا الفاضل
بإمكانك أن تضيف: أبو محمد البشير بن محمد.
ولو استقصيت أكثر لأتيت بعدد أكبر.
هذا مما يزيدنا شرفاً شيخنا عصام.
محبكم / أبومحمد.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:23 م]ـ
الله المستعان على ما يصفون.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:31 م]ـ
الله المستعان على ما يصفون.
أولاً: تصويباً لما ذكرت:
قال الله تعالى: {والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: 18].
ثانياً: قد ضربت مثالاً أخي الفاضل , فهلاّ أوضحت لنا من تقصد؟!!!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:10 م]ـ
فقد بحثت عن هذا الحديث في " زهر الفردوس " للحافظ رحمه الله تعالى , فلم أجد له ذكراً , ...
محبكم / أبومحمد.
جزا الله الشيخ خالد عن تلميذه ومحبه خير الجزاء، وأسأل الله سبحانه أنْ يحفظنا والمسلمين من كل مكروه وسوء، أما فضيلتكم فأهل للتواضع، أما العبد الفقير فمن!، لذا أقول " أمِرُّوها كما جاءت "، ولا أزيد!.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:25 م]ـ
جزا الله الشيخ خالد عن تلميذه ومحبه خير الجزاء، وأسأل الله سبحانه أنْ يحفظنا والمسلمين من كل مكروه وسوء، أما فضيلتكم فأهل للتواضع، أما العبد الفقير فمن!، لذا أقول " أمِرُّوها كما جاءت "، ولا أزيد!.
وجزاك أخي الحبيب أشرف , ووالله إني لأعلم بنفسي من غيري , والله أعلم بنفسي من نفسي , وأسأله سبحانه أن يغفر لي زلتي , وأن يعفو عن حوبتي , وأن يخرجني من هذه الدنيا كيوم ولدتني أمي؛ لا لي ولا علي.
ووالله يا أبامحمد , إنه ليشرفني أن أتتلمذ على فضيلتكم , لا أن أتمشيخ على من هو في مقامكم.
هذه كلمة حق لابد وأن تقال , ومن منا لم يستفد من علمكم؟
محبكم والداعي لكم / تلميذكم خالد.
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:26 ص]ـ
عن أبي ذر الغفاري , قال: أوصاني خليلي بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها .... قال لي: يا أباذر:
أحكم السفينة فإنّ البحر عميق , واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل , وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود , وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير " رواه الإمام المقدسي.
هكذا قال رواه الإمام المقدسي , ولا أدري من هو؟!
المقدسي هو نصر المقدسي امام الشافعية في زمانه
هكذا عزاه ابن حجر الهيتمي في الزواجر(45/356)
هل أنكر الإمام أحمد الاستدلال بالجَدي على القبلة؟!
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:56 م]ـ
* نقل الأثرم، عن أحمد أنه قيل له: قبلة أهل بغداد على الجَدي؟
فجعل ينكر أمر الجدي، فقال: أيش الجَدْي؟! ولكن على حديث عمر " ما بين المشرق والمغرب قبلة " (1)
وقال ابن رجب: وقد أنكر الإمام أحمد الاستدلال بالجدي، وقال: إنما ورد ما بين المشرق والمغرب قبلة، يعني: لم يرد اعتبار الجدي ونحوه من النجوم. (2)
* من المتعارف عليه أن الجدي هو ما يسمى بالنجم القطب، لكن مما فهمته من كلام بعض أهل العلم التفريق بينهما، فنرجو من المشايخ توضيح ذلك، فإذا كان هناك فرق بينهما، فما هو الفرق إذ؟.
=================
1ـ فتح الباري لابن رجب (3/ 65)
2ـ " فضل علم السلف على الخلف" (ص 14).(45/357)
أقسام الحكم الشرعي.
ـ[فيصل الحفصي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:05 م]ـ
إخواني الأعزاء أنا أبحث عن رسالة أو كتاب في أقسام الحكم الشرعي فهل من معين ...
وبارك الله فيكم و ما تقدمونه في هذا المنتدى الطيب من خدمات جليلة لطلبة العلم خاصة و المسلمين عامة.(45/358)
هل يجهر أو يُسِرُّ؟
ـ[عبد الرحمن المكي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:37 م]ـ
إخواني الكرام
رجل يصلي سنة المغرب مثلا فجاء آخر ليصلي المغرب خلفه فما موقف الإمام هل يجهر بالقراءة أم يسر؟
وهل يمكن القول بأن الصواب: أن الأصل أن السنة سرية والمأموم تابع للإمام وليس العكس
وهل يؤثر في صحة صلاة المأموم المغرب كون إمامه لم يجهر؟
أفيدوني يرحمكم الله ويا حبذا لو كان بالدليل وأقوال أهل العلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:45 م]ـ
عند من يجيز الائتمام بالمتنفل من الفقهاء في مثل هذه الصورة فلا إشكال فليسر وأما المأموم فترك الجهر في الفرض لايضر عند الجمهور لكونه سنة.
ـ[عبد الرحمن المكي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 03:47 م]ـ
بارك الله فيكم
أخبرني أحد من حضر للشيخ العثيمين أنه أفتى بأن هذا الإمام له أن يجهر.
فهل ذكره رحمه الله في بعض كتبه؟
وهل يقال أن هذه المسألة تقاس على قيام الليل بجامع التطوع إذ لو صلى وحده قيام الليل فلحقه آخر جهر؟
وهل الأمر واسع فله الأمران؟
وجزاكم الله خيرا(45/359)
هل يجوز لعن الرافضة؟؟
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[08 - 05 - 05, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم
هل يجوز لعن الرافضة اجمالا وليس على التعيين على اعتبار عقائدهم الكفرية التي يحملونها؟
وبارك الله فيكم
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:51 ص]ـ
سؤال بسؤال إلى الأخ الحبيب عبدالمهيمن:
هل يجوز لعن اليهود؟
فإذا كانت الإجابة: نعم ...
فهذا هو حل اللغز (ابتسامة محبة).
مع أنك أخي الحبيب قد أجبت على سؤالك , عند قولك: (على اعتبار عقائدهم الكفرية التي يحملونها).
محبكم / أبومحمد الأنصاري.
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:01 ص]ـ
منهاج السنة النبوية ج: 5 ص: 147
فإن قيل فأنتم في هذا المقام تسبون الرافضة وتذمونهم وتذكرون عيوبهم قيل ذكر الأنواع المذمومة غير ذكر الأشخاص المعينة وإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن أنواع كثيرة كقوله لعن الله الخمر وشاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وآكل ثمنها ولعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ولعن الله من غير منار الأرض وقال المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال لعن الله من عمل عمل قوم لوط وقال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال من ادعى إلى غير أبيه حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال لعن الله من عمل عمل قوم لوط وقال لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال الله تعالى في القرآن أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا سورة الأعراف 44 45 فالقرآن والسنة مملوءان من ذم الأنواع المذمومة وذم أهلها ولعنهم تحذيرا من ذلك الفعل وإخبارا بما يلحق أهله من الوعيد ثم المعاصي التي يعرف صاحبها أنه عاص يتوب منها والمبتدع الذي يظن أنه على حق كالخوارج والنواصب الذي نصبوا العداوة والحرب لجماعة المسلمين فابدعوا بدعة وكفروا من لم يوافقهم عليها فصار بذلك ضررهم على المسلمين أعظم من ضرر الظلمة الذين يعلمون أن الظلم محرم وإن كانت عقوبة أحدهم في الآخرة لأجل التأويل قد تكون أخف))
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:16 ص]ـ
الاخوان الكريمان .. خالد الأنصاري و عبد الرحمن خالد
جزاكما الله كل خير وجعلكما من اهل الفردوس الاعلى .. امين امين امين(45/360)
الرجاء البحث في صحة هذا الحديث عاجلاً في صفة الدعاء بين تكبيرات صلاة العيد
ـ[ابو أسامه (الجنوبي)]ــــــــ[08 - 05 - 05, 01:08 ص]ـ
روى الأثرم في سننه عن علقمة أن علقمة وعبدالله بن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوماً فقال: إن هذا العيد قد دنا، فكيف التكبير فيه؟
فقال عبدالله: تبدأ تكبر تكبيرةً تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، إلى أن قال: وتركع ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم تدعو ثم تكبر، وتفعل مثل ذلك، وذكر في الحديث: فقال أبو موسى وحذيفة: صدق.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/ 514) بعد أن ذكر الحديث:
"إسناد صحيح "
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:41 ص]ـ
كما حسن إسناده محققا كتاب جلاء الأفهام لابن القيم (شعيب وعبدالقادر الأرنؤوط ص 442).
والله أعلم.(45/361)
هل ورقة بن نوفل مسلم؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[08 - 05 - 05, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
الإمام الحافظ العراقي رحمه الله ذكر في ألفيته في السيرة
ان ورقة بن نوفل كان ثاني من آمن بعد خديجة
قال رحمه الله:
ثمَّ أتتْ به تؤم ورقهْ ... قصَّ عليهِ ما رأي فصدقه
فهو الذي ءامن بعد ثانيا ... وكان برا صادقا مواتيا
والصادق المصدوق قال إنه ... رأي له تخضْخضا في الجنه
وقد اقر عليه الشارح حفيد العراقي من ناحية الام الشيخ المناوي
حيث قال رحمه الله:
وقد قرن ابن كثير له بين الترحم والترضي وجزم باسلامه قال ابن الشحنة وهو الراجح عند جهابذة أئمة الأثر انتهي
(العجالة السنةعلي الفية السيرة)
ما هو قول الصحيح في ورقة بن نوفل؟
هل هو التوقف؟ جزاكم الله خيرا
من يعرف ابن الشحنة
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:08 ص]ـ
في هذا الرابط إفادة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19417&highlight=%E6%D1%DE%C9+%E4%E6%DD%E1+%E3%D3%E1%E3
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:19 ص]ـ
العنوان هل لورقة بن نوفل صحبة؟
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف السيرة والتاريخ والتراجم/التراجم والسير
التاريخ 05/ 01/1426هـ
السؤال
هل تصح الصحبة لورقة بن نوفل، وقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا). وقال الذهبي [في السير ترجمة سعيد بن زيد]: مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذَّب، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول: أحد أحد. فقال ورقة: أحد أحد يا بلال، صبرًا يا بلال، لم تعذبونه؟ فوالذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا- يقول: لأتمسحن به- هذا مرسل. وورقة لو أدرك هذا لعد من الصحابة، رضي الله عنهم، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة، كما في الصحيح، أرجو إفادتنا بالقول الفصل في صحبة ورقة. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ذكره الطبري وابن قانع وابن السكن، وغيرهم في الصحابة، وقال الحافظ العراقي: " ينبغي أن يقال: إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل، لحديث الصحيحين في بدء الوحي " [ينظر: تدريب الراوي (2/ 229)]، وقد ثبت في الصحيحين [البخاري ح (4)، ومسلم ح (160)] من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: " فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ "، قال الحافظ ابن كثير: " وقوله: ثم لم ينشب ورقة أن توفي أي توفي بعد هذه القصة بقليل رحمه الله ورضي عنه فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد، وإيمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل " [ينظر: البداية والنهاية (3/ 9)]، وقال ابن حجر: " فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام " وأخرج الإمام أحمد في المسند ح (23231) من حديث عائشة – رضي الله عنها-: أَنَّ خَدِيجَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/362)
فَقَالَ: " قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ فَأَحْسِبُهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثِيَابَ بَيَاضٍ "، قال ابن كثير: " وهذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلاً "، وفي زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير عن بن إسحاق قال يونس بن بكير عن يونس بن عمرو وهو بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن جده عن أبي ميسرة - واسمه عمرو بن شرحبيل - وهو من كبار التابعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت على نفسي فقالت معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله انك لتؤدي الأمانة الحديث فقال له ورقة أبشر ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وانك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا وان يدركني ذلك لأجاهدن معك فلما توفي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني، وفي هذا الإسناد انقطاع، ويعتضد بما أخرجه الزبير بن بكار عن عثمان عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد أحد فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول أحد أحد يا بلال والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا، قال الحافظ ابن حجر: " وهذا مرسل جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال ". [الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 607)] ويمكن أن يسلك مسلكان بين الرواية التي تدل على تأخر ورقة حتى دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وما جاء في الصحيح أنه توفي قبل ذلك، أحدهما: أن يرجح ما في الصحيح لأن ما في الصحيح أصح، ويقال: يكفي في إيمانه وتصديقه ما جاء في الصحيح كما تقدم عن الحافظين ابن كثير وابن حجر. ثانيهما: أن يقال بالجمع بين ما جاء في الصحيح وما ورد من تأخر ورقة، وذلك أن يقال: قوله وفتر الوحي ليست للترتيب، قال الحافظ ابن حجر: " فلعل الراوي لم يحفظ لورقة ذكراً بعد ذلك في أمر من الأمور فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة إلى علمه لا إلى ما هو الواقع " [ينظر: فتح الباري (1/ 27)]، وقد ألف أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي الشافعي تأليفاً في إيمان ورقة بالنبي وصحبته له، قال البغدادي في خزانة الأدب (3/ 391): " ولقد أجاد في جمعه وشدد الإنكار على من أنكر صحبته، وجمع فيه الأخبار التي نقلت عن ورقة – رضي الله عنه – بالتصريح بإيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسروره بنبوته، والأخبار الشاهدة له بأنه في الجنة ... " ثم قال البغدادي: " وحاصل ما ذكره البقاعي في شأن ورقة بن نوفل: أنه ممن وحد الله في الجاهلية، فخالف قريشاً وسائر العرب في عبادة الأوثان وسائر أنواع الإشراك، وعرف بعقله الصحيح أنهم أخطئوا دين أبيهم إبراهيم الخليل عليه السلام، ووحد الله تعالى واجتهد في تطلب الحنيفية دين إبراهيم ليعرف أحب الوجوه إلى الله تعالى في العبادة، فلم يكتف بما هداه إليه عقله، بل ضرب في الأرض ليأخذ عن علمه عن أهل العلم بكتب الله المنزلة من عنده، الضابطة للأديان، فأداه سؤاله أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم إلى أن اتبع الدين الذي أوجبه الله في ذلك الزمان، وهو الناسخ لشريعة موسى عليه السلام: دين النصرانية، ولم يتبعهم في التبديل، بل في التوحيد، وصار يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام، فلما أخبرته ابنة عمه الصديقة الكبرى خديجة رضوان الله عليها بما رأت وأخبرت به في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، من المخايل: بإضلال الغمام ونحوها ترجى أن يكون هو المبشر به، وقال في ذلك أشعاراً يتشوق فيها غاية التشوق إلى إنجاز الأمر الموعود، لينخلع من النصرانية إلى دينه، لأنه كان قال لزيد بن عمرو بن نفيل – لما قال لهم العلماء: إن أحب الدين إلى الله دين هذا المبشر به -: أنا أستمر على نصرانيتي إلى أن يأتي هذا النبي، فلما حقق الله الأمر وأوقع الأرهاصات: بالسلام من الأشجار والأحجار على النبي صلى الله عليه وسلم، وبمناداة إسرافيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم مع الاستتار منه، وخاف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فاشتد خوفه، فنقل ذلك إلى ورقة – رضي الله عنه -، اشتد سروره بذلك وثبته، وشد قلبه وشجعه، فلما بدا له الأمر بفراغ نوبة إسرافيل وأتاه جبريل عليه السلام وفعل ما أمره الله به شق صدره الشريف، وغسل قلبه وإيداعه الحكمة والرحمة وما شاء الله، وتبدى له جبريل، وأنزل عليه بعض القرآن وأخبره به، قف شعر ورقة وسبح الله وقدسه وعظم سروره بذلك، وشهد أنه الذي أنزل عليه كلام الله، وشهد أنه نبي هذه الأمة، وتمنى أن يعيش إلى أن يجاهد معه، هذا مع ما له بالنبي صلى الله عليه وسلم وزوجه الصديقة خديجة من عظم القرب والإنتساب الموجب للحب، رضي الله عنه وأرضاه. " [ينظر: خزانة الأدب للبغدادي (3/ 391 – 395)].
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=53531
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/363)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
ـ[الربيع]ــــــــ[08 - 05 - 05, 10:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم(45/364)
صلى بناء على التوقيت الشتوي ناسياً - ماذا يصنع؟
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:04 ص]ـ
يسأل أحد الإخوة في بريطانيا:
"كنت أتبع تقويم صلاة العشاء لفصل الشتاء ونسيت أن الوقت يتأخر بساعة للتوقيت الصيفي فكنت أصلي بناء على ذلك ما لا يقل عن شهر كامل، فماذا أصنع هل أعيد كل الصلوات أم ماذا؟ "
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 07:11 ص]ـ
هل من مجيب أثابكم الله؟
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:28 م]ـ
؟.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 07:58 م]ـ
لا قضاء عليك ان شاء الله، لأن " النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يأمر أبا ذر بالقضاء لما مكث مدة لايصلي مع الجنابة بالتيمم، ولا أمر عمر بن الخطاب في قضية عمار بن ياسر، ولا أمر بإعادة الصوم من أكل حتى يتبين له العقال الأبيض من الأسود، ونظائر هذا متعددة في الشريعة".
انظر فتاوى شيخ الاسلام ج 22 ص 11.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكم
هناك مشائخ في الملتقى
سؤالهم احرى واولى
فان لم يكن
فهذا موقع الشيخ المنجد وهو يرد بحسب لغة السائل
ولان هناك تفصيلات وملابسات قد تكون ولعل هذا رابط مفيد www.islam.ws
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:27 ص]ـ
أبو عبد الله الجبوري: أشكر لك سعيك وسرعة استجابتك ... وجوابك وجدت إن شاء الله أنه الصواب إذ لا إعادة عليه لأنه إن أعاد فسوف يعيد الصلاة في غير وقتها مرة أخرى لأن أوقاتها تكون قد فاتت.
طلال العولقي: بارك الله فيك وفي ورعك وفي إحالتك المفيدة. وقد وجدت جواباً للشيخ ابن عثيمين في موقع سؤال وجواب من الشرح الممتع وهو كالتالي:
س: هل يجوز أن نصلي العشاء قبل أن ننام بدلاً من أن نصليها في وقتها المحدد؟ أرجو ذكر الدليل وشكراً.
الجواب:
الحمد لله
فقد قال الله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا} أي موقتاً بوقت.
" والصلاة لا تصح قبل الوقت بإجماع المسلمين، فإن صلى قبل الوقت:
- فإن كان متعمداً فصلاته باطلة، ولا يسلم من الإثم.
- وإن كان غير متعمد لظنه أن الوقت قد دخل، فليس بآثم، وتعتبر صلاته نفلاً، ولكن عليه الإعادة لأن من شروط الصلاة الوقت "
انتهى كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من الشرح الممتع (2/ 88).
ولكن يبدو أن المقصود بإعادة الصلاة هنا هو إعادتها في وقتها إذا حان أما من مضى على أداءه للصلاة قبل وقتها وقت طويل بحيث يكون قد فات وقتها الذي يمكنه إعادتها فيه فإن إعادتها حينئذ ستكون في غير وقتها كذلك، ولأن من شروط الصلاة الوقت كما ذكر الشيخ رحمه الله في جوابه وشرط الوقت مفقود حتى لو أعاد كل صلواته. فلا إعادة عندئذٍ وعليه الحرص والتنبه في مستقبل أيامه.
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[27 - 06 - 05, 02:55 ص]ـ
فوقتها حين يذكرها
ـ[عبد]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:16 ص]ـ
ولكن ذلك مقيد بما إذا كان قد نام عنها أو نسيها.(45/365)
استشكال فى كلام شيخ الإسلام في قوله كلام الله القديم
ـ[الاستاذ]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:09 ص]ـ
قال قدس الله سره: في الفرقان (لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كَلَامِهِ الْقَدِيمِ {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}
فما معنى القديم هنا؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:21 م]ـ
قولكم: (قدَّس الله سرَّه) لا تجوز، وهي من اصطلاحات عبَّاد القبور حيث يعتقدون أنَّ لمعبودهم سرًّا، وهو سبب حفيٌّ يتحكَّمُ به في الكون
والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:40 م]ـ
ما القول الفصل في شرح عبارة (قدس الله روحه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2691&highlight=%DE%CF%D3+%C7%E1%E1%E5+%D1%E6%CD%E5
ـ[أبو علي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:57 م]ـ
لا لا العبارة (سره)، لا روحه
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:16 م]ـ
لا لا العبارة (سره)، لا روحه
جزاك الله خير الجزاء.
أعرف المقصود.
وعبارة (سره) ذُكرت في ثنايا الموضوع لذلك أشرت لهذا الرابط بنفس العنوان الذي وضعه كاتبه الشيخ ابن وهب حفظه الله تعالى.
وانظر تحديدا مشاركة الشيخين الفاضلين:
- عبدالله زقيل عن الشيخ بكر أبوزيد حفظه الله تعالى وشفاه.
- أبي عبدالله الروقي عن الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله.
ـ[الاستاذ]ــــــــ[08 - 05 - 05, 11:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن لم يجوابنى أحد على استفساري
ـ[أبو محمد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:50 ص]ـ
هذا -حفظك الله- أيها "الأستاذ" الكريم ليس كلام شيخ الإسلام وإنما هو ضمن كلام نقله عن أبي عثمان النيسابوري. فهو إذن منقوله وليس مقوله. انظر: الفرقان 58 ط المكتب الإسلامي، وكذلك في طبعة الفرقان المدرجة ضمن الفتاوى في الجزء الحادي عشر.
وأما لفظ القديم فليس من كلام أهل السنة كما هو معلوم.
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 02:06 ص]ـ
كما أنني اذكر كلاما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله معناه أن شيخ الاسلام كان يستعمل اصطلاح الفريق الذي يحاججه في المسائل المنطقية والصوفية و الفلسفية ولم يكن مراد شيخ الاسلام من ذلك تبني مصطلحهم واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير وإنما كان من قبيل مخاطبة الأقوام بلغتهم ليتبين لهم مراده.
لعل من الإخوة من يسوقه أو يقف عليه أما انا فبعيد عن المصادر والمراجع كافة إلا ما تيسر عن طريق الشبكة!
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:10 ص]ـ
ذكر ذلك الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله تعالى وشفاه في معجم المناهي اللفظية ص438 وذكر بعض المراجع في الحاشية.
لعل الله أن ييسر من ينقلها لنا.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:36 م]ـ
قلت بل قد ورد هذا في كلام شيخ الإسلام بالفعل في قصيدته اللامية الشهيرة حين قال:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ... رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه ... لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ ... وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ ... لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ... حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:43 م]ـ
وقال رحمه الله
وقد قلت قبل هذا في جواب الفتيا المصرية وقد قيل فيها المسؤول بيان ما يجب على الإنسان أن يعتقده ويصير به مسلما بأوضح عبارة وأبينها من أن ما في المصاحف هل هو كلام الله القديم أم هو عبارة عنه لا نفسه وأنه حادث أو قديم وأن كلام الله حرف وصوت أم كلامه صفة قائمة به لا تفارقه وأن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى حقيقة أم لا وأن الإنسان إذا أجرى القرآن على ظاهره من غير أن يتأول شيئا منه ويقول أو من به كما أنزل هل يكفيه ذلك في الاعتقاد أم يجب عليه التأويل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/366)
فقلت في الجواب الذي يجب على الإنسان اعتقاده في ذلك وغيره ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفق عليه سلف المؤمنين الذين أثنى الله تعالى على من اتبعهم وذم من اتبع غير سبيلهم وهو أن القرآن الذي أنزله الله على عبده ورسوله كلام الله تعالى وأنه منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون}
{بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} وأنه كما قال: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وأنه في الصدور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [إستذكروا القرآن فلهو أشد تقصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها] وقال النبي صلى الله عليه وسلم [الجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب] وأن ما بين لوحي المصحف الذي كتبته الصحابة رضي الله عنهم كلام الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم] فهذه الجملة تكفي المسلم في هذا الباب
وأما تفصيل ما وقع في ذلك من النزاع فكثير منه يكون كالاطلاقين خطأ ويكون الحق في التفصيل ومنه ما يكون مع كل من المتنازعين نوع من الحق ويكون كل منهما ينكر حق صاحبه وهذا من التفريق والاختلاف الذي ذمه الله تعالى ونهى عنه فقال: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} وقال: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} وقال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم}
فالواجب على المسلم أن يلزم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وما تنازعت فيه الأمة وتفرقت فيه إن أمكنه أن يفصل النزاع بالعلم والعدل وإلا استمسك بالجمل الثابتة بالنص والإجماع وأعرض عن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فإن مواضع التفرق والاختلاف عامتها تصدر عن اتباع الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى
وقد بسطت القول في جنس هذه المسائل ببيان ما كان عليه سلف الأمة الذي اتفق عليه العقل والسمع وبيان ما يدخل في هذا الباب من الاشتراك والاشتباه والغلط في مواضع متعددة ولكن نذكر منها جملة مختصرة بحسب حال السائل بعد الجواب بالجمل الثابتة بالنص والإجماع ومنعهم من الخوض في التفصيل الذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف فإن الفرقة والإختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله والتفصيل المختصر أن نقول:
من اعتقد أن المداد الذي في المصحف وأصوات العباد قديمة أزلية فهو ضال مخطىء مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأولين وسائر علماء الإسلام ولم يقل أحد قط من علماء المسلمين أن ذلك قديم لا من أصحاب الإمام أحمد ولا من غيرهم ومن نقل قدم ذلك عن أحد من علماء أصحاب الإمام أحمد فهو مخطىء في النقل أو متعمد للكذب بل المنصوص عن الإمام أحمد وعامة أصحابه تبديع من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق كما جهموا من قال اللفظ بالقرآن مخلوقوقد صنف أو بكر المروذي أخص أصحاب الإمام أحمد به في ذلك رسالة كبيرة مبسوطة ونقلها عنه أبو بكر الخلال في كتاب السنة الذي جمع فيه كلام الإمام أحمد وغيره من أئمة المسلمين في أبواب الاعتقاد وكان بعض أهل الحديث إذ ذاك أطلق القول بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق معارضة لمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فبلغ ذلك الإمام أحمد فأنكر ذلك إنكارا شديدا وبدع من قاله وأخبر أن أحدا من العلماء لم يقل ذلك فكيف بمن يزعم أن صوت العبد قديم وأقبح من ذلك من يحكي عن بعض العلماء أن المداد الذي في المصحف قديم وجميع أئمة أصحاب الإمام وغيرهم أنكروا ذلك وما علمت أن عالما يقول ذلك إلا ما يبلغنا عن بعض الجهال وقد ميز الله في كتابه بين الكلام والمداد فقال تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} فهذا خطأ من هذا الجانب وكذلك من زعم أن القرآن محفوظ في الصدور كما أن الله معلوم بالقلوب وأنه متلو بالألسن كما أن الله مذكور بالألسن وأنه مكتوب في المصحف كما أن الله مكتوب وجعل ثبوت القرآن في الصدور والألسنة والمصاحف مثل ثبوت ذات الله تعالى في هذه المواضع فهذا أيضا مخطىء في ذلك فإن الفرق بين ثبوت الأعيان في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/367)
المصحف وبين ثبوت الكلام فيها بين واضح فإن الموجودات لها أربع مراتب
مرتبة في الأعيان ومرتبة في الأذهان ومرتبة في اللسان ومرتبة في البنان فالعلم يطابق العين واللفظ يطابق العلم والخط يطابق اللفظ
فإذا قيل أن العين في الكتاب كما في قوله وكل شيء فعلوه في الزبر فقد علم أن الذي في الزبر إنما هو الخط المطابق للعلم فبين الأعيان وبين المصحف مرتبتان وهي اللفظ والخط وأما الكلام نفسه فليس بينه وبين الصحيفة مرتبة بل نفس الكلام يجعل في الكتاب وإن كان بين الحرف الملفوظ والحرف المكتوب فرق من وجه آخر غلا إذا أريد أن الذي في المصحف هو ذكره والخبر عنه مثل قوله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك} إلى قوله: {وإنه لفي زبر الأولين * أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} فالذي في زبر الأولين ليس هو نفس القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فإن هذا القرآن لم ينزل على أحد قبله صلى الله عليه وسلم ولكن في زبر الأولين ذكر القرآن وخبره كما فيها ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وخبره كما أن أفعال العباد في الزير كما قال تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر} فيجب الفرق بين كون هذه الأشياء في الزبر وبين كون الكلام نفسه في الزبر كما قال تعالى: {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون} وقال تعالى: {يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة} فمن قال إن المداد قديم فقد أخطا ومن قال ليس في المصحف كلام الله وإنما فيه المداد الذي هو عبارة عن كلام الله فقد أخطأ بل القرآن في المصحف كما أن سائر الكلام في الورق كما عليه الأمة مجمعة وكما هو في فطر المسلمين فإن كل مرتبة لها حكم يخصها وليس وجود الكلام في الكتاب كوجود الصفة بالموصوف مثل وجود العلم والحياة في محلهما حتى يقال إن هذه الله حلت بغيره أو فارقته ولا وجود فيه كالدليل المحض مثل وجود العالم الدال على الباري تعالى حتى يقال ليس فيه إلا ما هو علامة على كلام الله عز وجل بل هو قسم آخر
ومن لم يعط كل مرتبة مما يستعمل فيها أداة الظرف حقها فيفرق بين وجود الجسم في الحيز وفي المكان ووجود العرض للجسم ووجود الصورة بالمرآة ويفرق بين روية الشيء بالعين يقظة وبين رؤيته بالقلب يقظة ومناما ونحو ذلك وإلا اضطربت عليه الأمور وكذلك سؤال السائل عما في المصحف هل هو حادث أو قديم سؤال مجمل فإن لفظ القديم أولا ليس مأثورا عن السلف وإنما الذي اتفقوا عليه أن القرآن كلام الله غير مخلوق وهو كلام الله حيث تلي وحيث كتب وهو قرآن واحد وكلام واحد وإن تنوعت الصور التي يتلى فيها ويكتب من أصوات العباد ومداد ثم الكلام كلام من قاله مبتدئا لا كلام من بلغه مؤديا فإذا سمعنا محدثا يحدث بقول النبي صلى الله عليه وسلم [إنما الأعمال بالنيات] قلنا هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظه ومعناه مع علمانا أن الصوت صوت المبلغ لا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كل من بلغ كلام غيره من نظم ونثر
ونحو إذا قلنا هذا كلام الله لما نسمعه من القارىء ونرى في المصحف فالإشارة إلى الكلام من حيث هو هو من قطع النظر عما اقترن به البلاغ من صوت المبلغ ومداد الكاتب فمن قال صوت القارىء ومداد الكاتب كلام الله الذي ليس بمخلوق فقد أخطأ وهذا الفرق الذي بينه الإمام أحمد لمن سأله وقد قرأ قل هو الله أحد فقال هذا كلام الله غير مخلوق فقال نعم فنقل السائل عنه أنه قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فدعا به وزبره زبرا شديدا وطلب عقوبته وتعزيزه وقال أنا قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق فقال لا ولكن قلت لي لما قرآت قل هو الله أحد هذا كلام الله غير مخلوق قال فلم تنقل عني ما لم أقله فبين الإمام أحمد أن القائل إذا قال لما سمعه من المبلغين المؤدين هذا كلام الله فالإشارة إلى حقيقته التي تكلم الله بها وإن كنا إنما سمعناها ببلاغ المبلغ وحرته وصوته فإذا أشار إلى شيء من صفات المخلوق لفظه أو صوته أو فعله وقال هذا غير مخلوق فقد ضل وأخطأ فالواجب أن يقال القرآن كلام الله غير مخلوق فالقرآن في المصاحف كما أن سائر الكلام في المصحف ولا يقال أن شيئا من المداد والورق غير مخلوق بل كل ورق ومداد في العالم فهو مخلوق ويقال أيضا القرآن الذي في المصحف كلام الله غير مخلوق والقرآن الذي يقرآن المسلمون كلام الله غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/368)
مخلوق
ويتبين هذا بالجواب عن المسألة الثانية وهو قوله إن كلام الله هل هو حرف وصوت أم لا فإن إطلاق الجواب في هذه المسألة نفيا وإثباتا خطأ وهي من البدع المولدة الحادثة بعد المائة الثالثة لما قال قوم من متكلمة الصفاتية أن كلام الله الذي أنزله على أنبيائه كالتوراة والإنجيل والقرآن لم ينزله والكلمات التي كون بها الكائنات والكلمات المشتملة على أمره وخبره ليس إلا مجرد معنى واحد هو صفة واحدة قامت بالله إن عبر عنها بالعبرانية كانت التوراة وإن عبر عنها بالعربية كان القرآن وإن الأمر والنهي والخبر صفات لها لا أقسام لها وأن حروف القرآن مخلوقة خلقها الله ولم يتكلم بها وليست من كلامه إذ كلامه لا يكون بحرف وصوت
عارضهم آخرون من المثبتة فقالوا: بل القرآن هو الحروف والأصوات وتوهم قوم أنهم يعنون بالحروف المداد وبالأصوات أصوات العباد وهذا لم يقله عالم
والصواب الذي عليه سلف الأمة كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد وغيره وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم إتباع المنصوص الثابتة؟
وإجماع سلف الأمة وهو أن القرآن جميعه كلام الله حروف ومعانيه ليس شيء من ذلك كلاما لغيره وكلكن أنزله على رسله وليس القرآن اسما لمجرد المعنى ولا لمجرد الحرف بل لمجموعهما وكذلك سائر الكلام ليس هو الحروف فقط ولا المعاني فقط كما أن الإنسان المتكلم الناطق ليس هو مجرد الروح ولا مجرد الجسد بل مجموعهما وأن الله تعالى متكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح وليس ذلك كأصوات العباد ولا صوت القارىء ولا غيره وأن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته فكذلك لا يشبه كلامه كلام المخلوق ولا معانيه تشبه معانيه ولا حروفه تشبه حروفه ولا صوت الرب يشبه صوت العبد فمن شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته
وقد كتبت في الجواب المبسوط المستوفي مراتب مذاهب أهل الأرض في ذلك وأن المتفلسفة تزعم أن كلام الله ليس له وجود إلا في نفوس الأنبياء تفاض عليهم المعاني من العقل الفعال فيصير في نفوسهم حروفا كما أن ملائكة الله عندهم ما يحدث في نفوس الأنبياء من الصور النورانية وهذا من جنس قول فيلسوف قريش الوليد بن المغيرة: (إن هذا إلا قول البشر)
فحقيقة قولهم إن القرآن تصنيف الرسول الكريم لكنه كلام شريف صادر عن نفس صافية وهؤلاء هم الصابئة فتقربت منهم الجهمية فقالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم ولا قام به كلام وإنما كلامه ما يخلقه في الهواء أو غيره فأخذ ببعض ذلك قوم من متكلمة الصفاتية فقالوا: بل نصفه وهو المعنى كلام الله ونصفه وهو الحروف ليس كلام الله بل هو خلقه وقد تنازع الصفاتية القائلون بأن القرآن غير مخلوق هل يقال إنه قديم لم يزل ولم يتعلق بمشيئته أم يقال يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء على قولين مشهورين في ذلك ذكرهما الحارث المحاسبي عن أهل السنة وذكرهما أبو بكر عبدالعزيز عن أهل السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم وكذلك النزاع بين أهل الحديث الصوفية وفرق الفقهاء من المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية بل وبين فرق المتكلمين والفلاسفة في جنس هذا الباب وليس هذا موضعا لبسط ذلك هذا لفظ الجواب في الفتيا المصرية
وقال رحمه الله:وقلت لهذا الشيخ: من في اصحاب الامام احمد رحمه الله حشوي بالمعنى الذي تريده؟ الاثرم، ابو داود، المروذى، الخلال، ابو بكر عبدالعزيز، ابو الحسن التميمي، ابن حامد، القاضي ابو يعلى، ابو الخطاب، ابن عقيل؟ ورفعت صوتي وقلت: سمهم، قل لي منهم، من هم؟
ابكذب ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة، وتندرس معالم الدين؟ كما نقل هو وغيره عنهم انهم يقولون: ان القران القديم هو اصوات القارئين ومداد الكاتبين، وان الصوت والمداد قديم ازلي، من قال هذا؟ وفي اي كتاب وجد هذا عنهم؟ قل لي؟!
بالنسبة لتفصيل الكلام عن كلام الله القديم اليك الروابط التالية:
http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=245
من ثلث الصفحة
والسؤال هنا اوضح:
http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=250&SW= القديم# SR1
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:36 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/369)
لكن كيف نفسر هذا التعارض في كلام شيخ الإسلام فهنا ذكر كذا وهنا عكسه
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:52 م]ـ
وأما تفصيل ما وقع في ذلك من النزاع فكثير منه يكون كالاطلاقين خطأ ويكون الحق في التفصيل ومنه ما يكون مع كل من المتنازعين نوع من الحق ويكون كل منهما ينكر حق صاحبه المشكلة بالمعاني اكثر من الالفاظ في هذه المسألة.
ففارق كبير بين كلام الله والمداد والصحف المكتوب بها
فكلام الله غير مخلوق والصحف والمداد واصواتنا مخلوقة وفانية.
وكلام الله تعالى كلام بصوت وحرف ليس يفترق منها شيء وليس منه شيء مخلوق وقد كلم ادم ثم كلم موسى وينادي بالقيامة بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب.
فمن زعم ان كلام الله قديم كما قالت الاشاعرة وانه لا يتكلم بصوت وحرف وانه يوم كلم موسى كلمه بكلام قديم وانه يوم القيامة ينادي بكلام قديم. بلا صوت ولا حرف بل هو معنى قائم بذاته. او من قال ان الصوت والحرف مخلوقة كما تقول الجهمية.بزعمهم ان الله يخلق كلاما يسمعه الناس.
فقد ضل عن الحق بل مقولة اهل السنة
قال شيخ الاسلام:
حتى امتحن الناس في القران بالمحنة المشهورة في امارة المامون، والمعتصم والواثق، حتى رفع الله شان من ثبت فيها من ائمة السنة؛ كالامام احمد ـ رحمه الله ـ وموافقيه، وكشفها الله عن الناس في امارة المتوكل وظهر في الامة [مقالة السلف]: ان القران كلام الله غير مخلوق، منه بدا واليه يعود، اي هو المتكلم به، لم يبتدا من بعض المخلوقات ـ كما قالت الجهمية ـ بل هو منه نزل، كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الاحقاف: 2]، وقال: {وَالَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ اَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [الانعام: 114]، وقال: {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
[فصلت: 1، 2] وقوله: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ امَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
ثم لما شاعت المحنة كثر اضطراب الناس وتنازعهم في ذلك، حتى صار اهل السنة والجماعة ـ المتفقون على ان كلام الله منزل غير مخلوق ـ يقول كل منهم قولا يخالف به صاحبه، وقد لا يشعر احدهم بخلاف الادلة، وصار اتباع الائمة الاربعة ـ كابي حنيفة، ومالك، والشافعي، واحمد، مع كون الظاهر المشهور عندهم ان القران كلام الله غير مخلوق ـ بين كل طائفة منهم تنازع في تحقيق ذلك، كما سننبه على ذلك.
الى قوله: القول السادس: قول الجمهور واهل الحديث وائمتهم: ان الله ـ تعالى ـ لم يزل متكلما اذا شاء، وانه يتكلم بصوت، كما جاءت به الاثار، والقران وغيره من الكتب الالهية. كلام الله تكلم الله به بمشيئته وقدرته، ليس ببائن عنه مخلوقًا. ولا يقولون: انه صار متكلمًا بعد ان لم يكن متكلمًا، ولا ان كلام الله ـ تعالى ـ من حيث هو هو حادث، بل ما زال متكلمًا اذا شاء، وان كان كلم موسى وناداه بمشيئته وقدرته، فكلامه لا ينفد، كما قال تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ اَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].
ويقولون: ما جاءت به النصوص النبوية الصحيحة، ودلت عليه العقول الزكية الصريحة، فلا ينفون عن الله ـ تعالى ـ صفات الكمال ـ سبحانه وتعالى ـ فيجعلونه كالجمادات التي لا تتكلم، ولا تسمع ولا تبصر، فلا تكلم عابديها، ولا تهديهم سبيلا، ولا ترجع اليهم قولاً ولا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا.
/ ومن جعل كلام الله لا يقوم الا بغير الله كان المتصف به هو ذلك الغير، فتكون الشجرة هي القائلة لموسى: {اِنَّنِي اَنَا اللَّهُ} [طه: 14]؛ ولهذا اشتد نكير السلف على من قال ذلك، وقالوا: هذا نظير قول فرعون: {فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى} [النازعات: 24] اي: هذا كلام قائم بغير الله؛ ولهذا صرح بحقيقة ذلك الاتحادية- كابن عربي ونحوه ـ الذين يقولون:
وكل كلام في الوجود كلامه ** سواء علينا نثره ونظامه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/370)
واهل هذا القول ـ الموافقون للسلف والائمة ـ لا يقولون: ان الرب كان مسلوبا صفات الكمال في الازل، وانه كان عاجزًا عن الكلام حتى حدث له قدرة عليه، كالطفل. والذين يقولون: ان القران مخلوق يجعلون الكلام لغيره، فيسلبونه صفات الكمال، ويقولون: انه لا يقدر على الكلام في الازل، لا على كلام مخلوق ولا غيره. وهم ان لم يصرحوا بالعجز عن الكلام في الازل فهو لازم لقولهم. والكرامية فروا من الاول، وجعلوه متكلما بكلام يقوم به، لكن لم يجعلوه متكلما في الازل، بل ولا قادرًا على الكلام في الحقيقة في الازل.
والكلابية ـ ومن وافقهم من السالمية ونحوهم ـ وصفوه بالكلام في الازل، وقالوا: انه موصوف به ازلا وابدًا، لكن لم يجعلوه قادرًا على الكلام، ولا متكلما بمشيئته واختياره، ولا يقدر ان يحدث شيئًا / يكون به مكلما لغيره، لكن يخلق لغيره ادراكًا بما لم يزل، كما يزيل العمى عن الاعمى الذي لا يرى الشمس التي كانت ظاهرة متجلية، لا ان الشمس في نفسها تجلت وظهرت، وهذا يقوله كثير من هؤلاء في رؤيته: انها ليست الا مجرد خلق الادراك، ليس هناك حجب منفصلة عن الراى، فلا يكشف حجابا، ولا يرفع حجابًا.
والقران مع الحديث ومع العقل يرد على هؤلاء؛ كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ اَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ اِلَّا وَحْيًا اَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ اَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِاِذْنِهِ مَا يَشَاء اِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] ولو كان الحجاب هو عدم الرؤية لكان الوحي وارسال الرسل من وراء حجاب، وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا} [الاعراف: 143]، وفي الصحيح: (اذا دخل اهل الجنة الجنةَ نادى مناد: يا اهل الجنة، ان لكم عند الله موعدًا يريد ان يُنجِزكموه، فيقولون: ما هو؟ الم يُبَيِّضْ وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، وينجينا من النار؟). قال: (فيكشف الحجاب فينظرون اليه، فما اعطاهم شيئًا احب اليهم من النظر) والاثار في ذلك كثيرة.
وايضا، فقول الكلابية: ان الحقائق المتنوعة شيء واحد، وقول الاخرين: ان الاصوات المتضادة تجتمع في ان واحد، مما يقول اكثر العلماء العقلاء انه معلوم الفساد بالضرورة، وقد بسط الكلام على هذه الاقوال في غير هذا الموضع.
/ والمقصود هنا الجواب عن قول هذا القائل: فقوم الى انه قديم الصوت والحرف، وهم الحشوية، ان اراد بذلك قول من يقول: ان نفس الاصوات مجتمعة في الازل، فهذا قول من تقدم من السالمية، وغيرهم من اهل الكلام والحديث.
راجع الربط الاخير
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:28 ص]ـ
الشيخ ابو الفداء المصري
بالنسبة عن قوله في المنظومة
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
فقد ورد في بعض النسخ
فهو الكريم المنزل
ثانيا هناك من لم يثبت هذه لابن تيمية اعني اللامية
ثالثا قد يكون نظمها في اول أمره قبل أن يظهر له الصواب في المسألة فقد كان في اول امره كغيره من المقلدين رحمه الله تعالى
هذا ما اردت بيانه،،
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:03 ص]ـ
لا أعتقد ذلك لأني قرأت لبعض المشايخ أنهم يقولون أن هذه الكلمة لا تجوز ولا بد من استبدالها بالكريم
لكن لو كان في سندها ونسبتها لشيخ الإسلام شك لما كانت انتشرت عند الناس بهذه الكثرة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:17 ص]ـ
هذه القصيدة في نفسي من نسبتها لشيخ الإسلام شيء .. فمن الذي ذكرها ممن ترجم له رحمه الله؟ بحثت في هذا كثيرا فلم أقف من ذلك على شيء .. لا سيما مع وجود هذه الكلمة المستغربة التي أشار إليها الأخ أبو الفداء .. ومثل هذه القصيدة التي يشرح فيها الشيخ عقيدته كيف تفوت جميع من ترجم له من المعاصرين والمتأخرين؟
وفي شرح المرداوي عليها أشار في المقدمة إلى أنه وقف على أبيات منسوبة لشيخ الإسلام .. فلم يجزم بنسبتها إليه وفي هذا ما يزيد الشك بنسبتها إليه.
أسأل الأخ عمر أن يتحفنا - بارك الله فيه - بمصدره في مسألة اختلاف النسخ في هذه الكلمة فهذه فائدة عزيزة.
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:20 ص]ـ
أما وجود نسخة بلفظ الكريم فمذكور ضمن النسخة المطبوعة من اللالي البهية شرح لامية ابن تيمية طبعة دار المسلم 1417 الطبعة الاولى تأليف أحمد بن عبدالله المرداوي الحنبلي
تعليق د. صالح بن فوزان الفوزان
قال المعلق:ص 46 حاشية 1 قال (في بعض النسخ الكريم)
هذا يعني الشيخ أثبت وجود ذلك في نسخة وليس كما ذكرت بارك الله فيك من أنه كان ينبغي ان يقول ذلك.
ثانيا: شيخ الاسلام استدل في موضع ببيت من هذه المنظومة وهو:
قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل
وقال قبله وانشد بعضهم
ولو كان له لبين ذلك
والشيخ ابن عثيمين لا يرى صحة نسبتها لابن تيمية كما في شرحه على السفارينية
وغيره كثير على هذا القول رحم الله الجميع
ومن كان عنده دليل فليدلي به مما يعتمده أهل الاختصاص في هذا الباب
واخيرا لا مانع عقلا أن يكون قال بذلك ثم رجع عنه وهذا آخرها والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/371)
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:31 ص]ـ
أنا أتمنى أن تكون نسبتها لشيخ الاسلام غير صحيحه لكن كيف تكون كذلك وهي منتشرة خاصة في مساجد ومعاهد العلم في المملكة السعودية خاصة والعالم الاسلامي عامة على أنها لشيخ الاسلام رحمه الله وينشدها بعض المنشدون ويستشهد بها كثيرا في مسائل مختلفة
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:44 ص]ـ
لا مانع نقول قال به ثم رجع عنه ماهو الغريب في ذلك؟ الامر جدا عادي
أو تعتقد انه معصوم لا يخطي!
لا أظنك تعتقد ذلك
فهذا الجواب هو آخرها (إن ثبتت له فلاشكال) والمسألة ظاهرة أخي الحبيب فهون على نفسك
وابن تيمية قد رجع عن عدة أقوال وهكذا شأن اهل الحق يتركون الشي الذي تبين لهم الحق في غيره وقد صرح بذلك في مجموع الفتاوي
مع أني أميل لعدم صحتها
أما السر في انتشارها فلعله لموافقتها في جميع مسائلها للحق إلا هذه المسألة ولانها مختصرة جدا بضعة عشر بيتا والله اعلم
بارك الله فيك وفي علمك
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:34 ص]ـ
الانكار على القدم عتد نسبتها الى كلام الله له عموم وخصوص
ينكر خاصة على من قال ان كلام الله عز وجل كله قديم , بان ينكر ان الله كلم موسى يوم كلمه في الوادي المقدس او من ينكر ان الله سيكلم المسلمين يوم القيامة فيسمعوا كلامه.
وينكر على من قال ان المداد المكتوب به المصحف قديم.
كما وينكر على من جعل الكلام صفة مستمرة بان يجعل الله متكلما بنفس الكلام دائما بل انه تعالى يتكلم وقتما شاء.
ولا ينكر على من قال ان الله تكلم في القدم ولم يزل متكلما فنادى موسى في وقت سابق ونادا ادم وحواء قبلها وسينادي الناس يوم المحشر.
وينكر على من انكر ان الله تكلم في القدم (الذي يقول ليس شيء من كلام الله قديم) لانه بذلك جعل الكلام صفة لم تكن ثم كانت.
الامر مشروح بالربط السابق
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:44 م]ـ
هي في الحقيقة قصيدة جميلة ورائعة وسهلة الحفظ والحمد لله(45/372)
هل يعفو عن النجس اليسير؟
ـ[الاستاذ]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:20 ص]ـ
هل يعفو عن النجس اليسير؟
ـ[الاستاذ]ــــــــ[12 - 05 - 05, 02:28 ص]ـ
ألهذا الحد السؤال صعب؟!(45/373)
ما حكم التداوي بدم النعام؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:34 ص]ـ
ما حكم التداوي بدم النعام
بعض الناس يقول إنه يذبح النعامة ويشرب دمها مباشرة وذلك لعلاج الكبد
فهل يجوز مثل هذا؟
وإذا كان غير جائز بهذه الطريقة لكون الدم الخارج دما مسفوحا وهو حرام
فهل يجوز التداوي مثلا عن طريق سحب كمية من الدم ويشرب منه المريض؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 - 05 - 05, 08:06 ص]ـ
اخي الحبيب ان الله لم يجعل الشفاء فيما حرم ولم ينزل داء الا وانزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
والغريب ان مثل هذه الافعال كشرب دم النعام لا تصدر بالعادة عن الاطباء, فيما ثبت من علاج.
وانما هي بالغالب اقوال منشورة بين الناس لا اساس لها من الصحة.
والله اعلم(45/374)
عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب
ـ[علي سليم]ــــــــ[08 - 05 - 05, 07:25 ص]ـ
سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة 162
عقد الشيطان
و فكها
كما في السنة و الكتاب
بقلم
علي سعد سليم
صفر 1426 الموافق ايار2005
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
فعن ابي هريرة رضي الله و ارضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم اذا هو نام ثلاث عقد, يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد: فان اسيقظ و ذكر الله تعالى انحلّت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
هذا الحديث مما اتفق الشيخان على تخريجه من نفس الراوي و لا يخفى مكانة الشيخان عندما يتفقان على حديث ما و يخرجانه في صحيحيهما مع حرص البخاري على شرطه الشديد ....
و للمتأمل في هذا الحديث العظيم ليجده يعلاج مرضا روحيّا معنويّا جسديّا في عصر كثُرت فيه الامراض المستعصية ....
كما انه يبين مدى ارتباط القلب بالجوارح و تأثّره به تأثيرا" ايجابيا و هذا كثير في كلام نبينا صلى الله عليه و سلم كقوله (سوّوا صفوفكم او ليخالفنّ الله بين قلوبكم (وغيرها ... فصلاح الظاهر مرتبط بصلاح الباطن و العكس صحيح ...
فمن كانت مضغته صالحة فصلاحها يتعدى الى الجوارح و الاّ فاسدة مهما سوّغت نفس صاحبها و تمنّت عليه الامانيّ ....
(الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد و اذا فسدت فسد سائر الجسد الا و هي القلب (الحديث
كما انه يعالج جانبا هاما مما يلزم الاعتقاد به و الانقياد له الا و هو) ان الذين آمنوا (لا ينفك عنها بحال من الاحول (و عملوا الصالحات (فلا ايمان من دون عمل كما انه لا عمل من دون ايمان ....
و للحديث مزايا اخرى لا تقل شأنا مما ذكرنا بعضا منها و هذا و ذاك سوف و بعون الله تعالى نمر عليه مرور الكرام و ربما احتجنا راحة للمسافر لتفنيد شبهات العوام نسأل الله تعالى التوفيق و السداد و المزيد من العلم و الرشاد انه ولي ذلك سبحانه صاحب الكمال و صفاته حسنى و جمال فعلم لم يسبقه جهل و لن يلحقه نسيان و ما عدا ذلك فهو علم الانسان ....
مدخل:
(يعقد) و هذا ديدن الشيطان اللعين و عقده هنا يشابه عقده هناك في سورة الفلق) من شر نفاثات في العقد (و نفثه هنا (فارقد عليك ليل طويل (تعمل عمل نفثه هناك فتأمل ...
و لصعوبة المقام لم يعدل صلوات ربي و سلامه عليه عن العقد بغيرها من الالفاظ ....
و بيد ان هناك عقدا يعني انه هناك حلّا" لها و من رحمة ديننا الحنيف دين ارحم الراحمين) ان الدين عند الله الاسلام (و دين افضل العالمين (و ارسلناك رحمة للعالمين (فكان حل هذه العقد من ضمن التليغ (بلّغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته) فسبحان الخالق في الاولين و الآخرين ...
و قافية كل شيء آخره و منه قيل قافية الشعر و هنا قافية الرأس اي مؤخره .... قاله ابن منظور بتصرف ...
و قافية رأس احدى مواضع تجمع الدّم الفاسد و لذا كانت من مواضع الحجامة الشافية باذن الله تعالى ...
و يدل هذا الحديث على حرص اللعين للحيلولة دون وقوع ما يقرّب الى الله تعالى من عمل صالح و لهذا السبب اعمل يديه الملونتين في ابرام مثل هذه العقد ....
و نزوله عند رغبته التي منحه الله ايّاها و لحِكَمٍ عديدة) قال فبما اغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم) الاعراف 16
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/375)
و قال) قال ربي بما اغويتني لأزيننّ لهم في الارض و لأغوينّهم أجمعين) (الا عبادك منهم المخلصين) و هذا من عجزه) قال هذا صراط عليّ مستقيم) (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين (الحجر 39 - 42
و حيث كان قيام الليل مما يقضّ مضجع الشرّ و اهله و على رأسهم ابليس اللعين فكان حريّ به ان يضع على الطريق بعض العوائق و السدود و منها عقده الثلاث ....
فلا) اذا هو اسيقظ (و لا) اذا هو نام (تنساه عيون الغاوين ففي النهار الوساوس تعمل عملها و تثمر ثمارا كالهشيم المحتضر فهي اشبه بثمار العصف المأكول ...
و اذا اراد هذه الانسان ان ينام و يرتاح من عناء كدّ النهار و قسوته ذهب اللعين ليعقد ما شاء له ان يعقد من العقد ليجعل نومه لا طاعة فيه ....
و كان من ديننا الحنيف ذكر كل ما يقرّب الى الجنة و الحثّ عليه و بالمقابل ذكر كل ما يقرّب الى النار و النهي عنه و من هذه و تلك سبل فك العقد و حلّها ....
ثم قوله صلى الله عليه و سلم (احدكم (تشير ان اتباعه هم المرادون لا غير ....
فابليس لم يتعهد بالجلوس الا على الطريق المستقيم حيث اتباع محمد صلى الله عليه و سلم يسلكونه في غدوتهم و روحتهم ذهابا وايابا ....
اذا هذه العقد لا تنفك عن احد شهد للخالق بربوبيته و عبوديته و لرسوله صلى الله عليه و سلم بالنقياد و التسليم ...
فمن تبع المبعوث رحمة للعالمين و تخلّق بسننه وآدابه له تبعية الاتّباع و حظه من هذه العقد لا محالة الا رجلا ذكر الله كثيرا فامتنّ الله عليه و رفع ذكره اليه فاجابه و اصبح من عباده المخلصين حيث لا سبيل للشيطان اليه ...
يتحقق هذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(من عجز منكم عن الليل ان يكابده .... فليكثر ذكر الله) صحيح الترغيب و الترهيب
و الا فيلزمه حلّ هذه العقد وفق ما جاء عن لسان المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه على الترييب التالي:
اولا: الاستيقاظ مع ذكر الله تعالى ....
و من اراد الاسيقاظ فعليه ان يطلب مظانه و يأخذ باسبابه و من ثم يذكر الله تعالى بعدُ وِفقَ ما جاء عن معلّم البشرية عليه افضل الصلاة و اتمّ التسليم ....
و قبل هذا و ذاك عليه باذكار المساء و الصباح ليَسُدَّ منافذ عدوّه و عدوّ آدم عليه السلام ثم يترك قبول ذلك الى الله تعالى فمن قبل منه حفظه و الا فردّه اليه لخلل فيه او لمحض الابتلاء ....
و من هذه الاذكار على سبيل المثال لا الحصر:
قوله صلى الله عليه و سلم) من قال اذا اصبح: لا اله الا الله وحده لا شريك له له المللك و له الحمد و هو على كل شيء قدير, كان له عدل رقبة من ولد اسماعيل و كتب له عشر حسنات و حط عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و كان في حرز من الشيطان حتى يمسي و ان قالها اذا امسى كان له مثل ذلك حتى يصبح) ابو داود ,ابن ماجه. احمد, و هو صحيح ...
ثم يقول ما صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم اثناء خلوده الى النوم كقوله فيما رواه ابو زهير الانماري ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا اخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي, اللهم اغفر ذنبي و اخسئ شيطاني و فكّ رهاني و ثقل ميزاني و اجعلني في الندى الاعلى) ابو داود.
و في ثنايا هذا الحديث العظيم ندرك مدى عذوبة لسان الحاقد الحاسد وأمانيه الداحضة الكاشفة لمن وفقه الله تعالى ....
فهو مذ طرده تعهّد بغواية البشرية كما تعهد بفتح باب التوبة ربّ البرية ...
واجابه الله تعالى لقوله (انظرني الى يوم الدين (فقال (انك من المنظرين) لما فيه شر محض و اغلق دونه باب التوبة فهو رجيم حيث لم تغلق امام منتحل (انا ربكم الاعلى (و دونها من الفاظ ....
و لذا قال صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عنه ابن مسعود رضي الله عنه و ارضاه (ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله اليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر باربع كلامات:
بكتب رزقه و عمله و اجله و شقيّ او سعيد فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها و ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخله) متفق عليه
عود على بدء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/376)
فما كان من هذا الحاسد الماكر الا الوسوسة و لغة) فراش ذليل (و (ليل طويل ( ..
و يشير هذا الحديث الى مجاهدة النفس و حثها على مكارها و غيرها من النكت سنتطرق لذكرها في مظانها ان شاء الله تعالى ....
و اعلم_يا رعاك الله_ ان هذه العقد الثلاث لا تنفك الا بالترتيب فالذكر اولا و الوضوء ثانيا و الصلاة آخرا و هذا ما ثبت من قوله صلى الله عليه و سلم و فعله ....
و من ترك فك هذه العقد الثلاث فقد بال الشيطان في اذنه لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى يصبح ما قام الى الصلاة فقال:
(بال الشيطان في اذنه)
ثم استدركت فقلت: فالبول مما يشعر بتقصير النائم فتأمل ...
و ما جاء من فعله صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه صلى الله عليه و سلم اسيقظ فتسوك و توضأ و هو يقول (ان في خلق السموات و الارض ... ) فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام و الركوع و السجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك و يتوضأ و يقرأ هولاء الايات)
فبداية الحديث توضأ و هو يقول الايات .... فلا ينقض هذا كلامنا الاول و الذي عليه بنينا الترتيب النبوي فلربما كان شروعه صلى الله عليه و سلم عقب بداية ذكره هذا اولا ....
ثم صح عنه التلفظ بداية و قبيل وضوئه بالبسملة و هي من ذكر الله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه (و قد بينت السنة النبوية كيفية ذكر الله كما من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (اذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله و عند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم و لا عشاء (مسلم.
و ذكر الله عند الطعام (يا غلام سم بالله و كل بيمينك ... )
و على هذا و ذاك كان الترتيب توقفيّا ...
وليحذر المسلم العدول عن سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و عليه المجاهدة و المتابعة فلا يفك هذه العقد الا كما فكها افضل الخلق صلى الله عليه و سلم ...
و كن على علم من تنويع المصطفى فهو تشريع فلا تتجرأ على ضمّ ما فرّقه صلى الله عليه و سلم فلو كان الخير في جمعه لكان صلى الله عليه و سلم من اول العابدين ثم الدّاعين ....
هذا و قد استهلت كلامها عن التنويع ,فتاة في سن العشرين, حوت بضا من علم الاولين, و اوتيت فصاحة التمكين, لكنها وقعت في شباك اللعين ...
فكان كلامها عن غسل الاعضاء و تنويع المصطفى صلى الله عليه و سلم فيها كما في الصحيح ,فكان وضؤوه تارة مرة مرة و تارة مرتين مرتين و اخرى ثلاثا ثلاثا لكل عضو و من زاد فقد طغى و ظلم ...
و الاول من حديث ابن عباس و الثاني لعبد الله بن زيد الانصاري و الثالث لعثمان بن عفان و على هذا كان تبويب البخاري رحمه الله تعالى ..
و هذه الصيغ الثلاث لا رابع لها فمن حرصها و حرص الشيطان على غوايتها آتاها من قِبل جهلها (و هذا الجهل لا ينفك عن كائن من كان فله حظه منه لا محالة (فهوت عفا الله عنا و عنها ... فقالت:
و لكي نحظى بفضل التنويع فلنأتِ بصيغه جميعها فنغسل اليدين مرة و الوجه مرتين و القدم ثلاثا ...
و هذه الكيفية الرابعة لا اصل لها في شرعنا القويم و انما هو من تلبيس ابليس و ما هكذا تورد يا سعد الابل ....
و كأني بها تيممت من غبار الاذكار الطاهر للنووي الماهر رحمه الله تعالى فقد كرر ذلك في كتابه القيم و العصمة من عصمه الله تعالى ....
و من جملة ما قال رحمه الله:
و لكن الافضل ان يجمع بين هذه الاذكار كلها ان تمكن من ذلك بحيث لا يشق على غيره و يقدم التسبيح منه ....
و قال ايضا عند حديثه عن اذكار القيام من الركوع:
(اعلم انه يستحب ان يجمع بين هذه الاذكار كلها على ما قدمناه في اذكار الركوع ... )
و قد ذكر قبل ذلك حديث حذيفة من صحيح مسلم انه قال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في ركوعه الطويل الذي كان قريبا من قراءة البقرة و النساء و العمران: سبحان ربي العظيم (
و قال معناه: كرر سبحان ربي العظيم فيه كما جاء مبينا في سنن ابي داود و غيره.
قلت: و نص الحديث كما في صحيح سنن ابو داود للالباني 818
عن حذيفة: انه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل فكان يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/377)
الله اكبر ثلاثا ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ثم استفتح فقرأ سورة البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه و كان يقول في ركوعه (سبحان ربي العظيم) (سبحان ربي العظيم) ثم يرفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول) لربي الحمد (ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده (سبحان ربي الاعلى (ثم رفع رأسه من السجود و كان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده و كان يقول) رب اغفر لي, رب اغفر لي)
فصل اربع ركعات فقرأ فيهن البقرة و العمران و النساء و المائدة او الانعام شك شعبة.
و كذلك ذكر النووي رحمه الله دعاء الصديق (قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني انك انت الغفور الرحيم)
قال: هكذا ضبطناه (ظلما كثيرا (بالثاء المثلثة في معظم الرويات و في بعض روايات مسلم (كبيرا (بالباء الموحدة و كلاهما حسن فينبغي ان يجمع بينهما فيقال: ظلما كثيرا كبيرا)
و كذلك قوله: و وقع في رواية ابي داود و غيره (و بمحمد رسولا (و في رواية الترمذي (نبيا (فيستحب ان يجمع الانسان بينهما فيقول) نبيا و رسولا (و لو اقتصر على احدهما كان عاملا بالحديث (من قال حين يمسي: رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد نبيا كان حقا على الله تعالى ان يرضيه)
عود على بدء:
اذا ذكر الله تعالى عقب الاستيقاظ اول ابواب حل عقد الشيطان ثم يليها الوضوء فقد قال صلى الله عليه و سلم (اذا اسيقظ احدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه) البخاري و مسلم
و في هذا الحديث نكتة يلزم مراعاتها الا وهي ان مبيت الشيطان يكون عند الخيشوم بمعنى ان الوضوء من دون استنثار لا ينفع لحلّ هذه العقد ....
و هذا هو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فلم يعدل يوما ما على ترك الاستنثار و هو القائل صلوات ربي و سلامه عليه كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
(من توضأ فليستنثر و من استجمر فليوتر)
و لذا بوّب البخاري الفقيه فوق هذا الحديث بباب الاستنثار ....
و هذا هو احسن الوضوء من دون منازع و اذ كان ذلك كذلك فقد قال ابو الدرداء رضي الله عنه و ارضاه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال:
(من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين يحسن فيها الذكر و الخشوع ثم استغفر الله غفر له) احمد
فلا تعدل اخي الكريم عن الاحسن الى المشكوك فيه و دعك من الذين قسّموا اعضاء الوضوء الى سنن و فرائض مستدلين بآية الوضوء كما في سورة المائدة من قوله تعالى: يايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين ..... ) فهذا مثل قوله تعالى (و اقيموا الصلاة .... ) (حرمت عليكم الميتة و الدم .... ) فلم يذكر تعالى تحريم الصلاة و هو من اوكد اركانها فقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة (تحريمها التكبير و تحليلها التسليم) و كلاهما ركن من اركانها و لا صلاة بدونهما اجماعا ....
كما انه تعالى لم يذكر حلّ الكبد و الطحال و هما من الدم اجماعا ...
فافعال المصطفى و اقواله و تقريراته من تبينه لشرع الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ... )
و الذي يهمني من هذه الاسطر ان اقول ان السنة تخصصُ عموم الكتاب و تقيّد مطلقه ... و بالسنة يفهم الكتاب و بهما معا يتحقق الفلاح و بارشاد سلفنا الصالح النجاة كل النجاة من الزيغ و الضلال ....
عود على بدء:
ثم اعمال الشارع في ميزانه لهو الحكم العدل ... و من خلاله تحكم على نفسك اولا و على الآخرين ثانيا وانتفاء الموانع و تحقق المطالب له حظه مع الاخرين فكن على علم ...
فمن بات و العقد معقودة على قافيته و الشيطان عند خيشومه و البول على اذنه فنفسه خبيثة و الا فهي طيبة ...
و الخبث و الكسل توأمان كما انه الطيب و النشاط قرينان و ذلك قوله صلى الله عليه و سلم:
(فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
هذا و للحديث مزايا اخرى تركتها خشية الاطالة و لولا تلك المواضيع المتراكمة فوق ناصيتي لأسهبت له متونا و فروعا ...
و اسأل الله تعالى التوفيق و السداد و الثبات و ان يقبل جهد المقلّ فله الفضل اولا و آخرا و ان يكن صوابا فمنه وحده و الا فمني و الشيطان و الله و رسوله منه براء ....
تَََََََّمت بفضل َالله تعالى(45/378)
ما صحة حديث (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[08 - 05 - 05, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الإخوة الكرام
هل صح الحديث الذي رواه أهل السنن إلا النسائي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) وهل صححه أحد من المتقدمين؟
والذي أعرفه أن الإمام البخاري والترمذي وأبا داود ويحيى بن معين وغيرهم رحمهم الله قد حكموا بضعفه وقد صححه بعض المتأخرين فهل حكم بصحته أو حسنه أحد من الأئمة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسين]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:18 ص]ـ
تلخيص الحبير ج4/ص54
1751 حديث من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجة والحاكم والبيهقي من حديث عكرمة عن بن عباس واستنكره النسائي ورواه بن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة وإسناده أضعف من الأول بكثير وقال بن الطلاع في أحكامه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجم في اللواط ولا أنه حكم فيه وثبت عنه أنه قال اقتلوا الفاعل والمفعول به رواه عنه بن عباس وأبو هريرة وفي حديث أبي هريرة أحصنا أم لم يحصنا كذا قال وحديث أبي هريرة لا يصح وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري عن سهيل عن أبيه عنه وعاصم متروك وقد رواه بن ماجة من طريقه بلفظ فارجموا الأعلى والأسفل وحديث بن عباس مختلف في ثبوته كما تقدم.
نصب الراية ج3/ص339
الحديث الثالث قال عليه السلام اقتلوا الفاعل والمفعول به قلت روى من حديث بن عباس ومن حديث أبي هريرة
فحديث بن عباس أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به انتهى قال أبو داود رواه سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو مثله ورواه عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس رفعه ورواه بن جريج عن إبراهيم عن داود بن حصين عن عكرمة عن بن عباس رفعه انتهى وقال الترمذي وإنما نعرف هذا الحديث عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الوجه ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو وقال ملعون من عمل عمل قوم لوط ولم يذكر فيه القتل وروى عن عاصم بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الفاعل والمفعول به وهو حديث في إسناده مقال ولا نعلم أحدا رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري وهو يضعف في الحديث من قبل حفظه انتهى وبسند السنن رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى وأخرجه النسائي بلفظ ملعون من عمل عمل قوم لوط كما أشار اليه الترمذي قال البخاري عمرو بن أبي عمرو صدوق لكنه روى عن عكرمة مناكير وقال النسائي عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوي انتهى وقال المنذري عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي كنيته أبو عثمان واسم أبي عمرو ميسرة احتج به البخاري ومسلم وروى عنه مالك وتكلم فيه غير واحد وقال شيخنا الذهبي في الميزان قال بن معين عمرو بن أبي عمرو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الفاعل والمفعول به وقد أخرج له الجماعة وروى عنه مالك ولينه جماعة فقال أبو حاتم لا بأس به وقال أبو داود ليس بالقوي وقال عبد الحق لا يحتج به قال الذهبي وهو ليس بضعيف ولا مستضعف ولا هو في الثقة كالزهري بل دونه انتهى
وأما حديث أبي هريرة فله طريقان أحدهما الذي أشار إليها الترمذي أخرجه البزار في مسنده عن عاصم بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به انتهى قال البزار لا نعلمه يروي من حديث سهيل إلا عن عاصم عنه انتهى ورواه بن ماجة في سننه بلفظ فارجموا الأعلى والأسفل وقد تقدم قول الترمذي وعاصم يضعف في الحديث من قبل حفظه انتهى
الطريق الثاني أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن سهيل به وسكت عنه وتعقبه الذهبي في مختصره فقال إسناده ضعيف فان عبد الرحمن العمري ساقط انتهى
قوله ويروي فارجموا الأعلى والأسفل قلت رواه بن ماجة عن عاصم بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعمل عمل قوم لوط فارجموا الأعلى والأسفل انتهى
ذخيرة الحفاظ ج4/ص2430
5632 - حديث من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس وعمرو هذا ضعيف جدا وكان ابن معين ينكر هذا الحديث عليه
وقال الشيخ الالباني في الارواء حسن صحيح:من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به قال أبو داود رواه سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو مثله ورواه عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس رفعه ورواه بن جريج عن إبراهيم عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس رفعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/379)
ـ[علي الكناني]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:26 م]ـ
هل نُقل عن الإمام أحمد تصحيح لهذا الحديث؟؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:48 م]ـ
هذا الحديث لا يصح؛ بل كل الأحاديث الواردة في قتل الفاعل أو المفعول به لا تصح!
وتفصيل ذلك في وقتٍ لاحقٍ - إن شاء الله -.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:30 ص]ـ
فائدة
يضاف إلى من احتج بالحديث وعمل به الإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
قال الإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي - رحمه الله
(لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه")
قال الإمام إسحاق
(رواه ابن عباس [رضي الله
عنهما] [ع-119/ب] عن النبي صلى الله عليه وسلم [ثم أفتى 1 ابن عباس رضي الله عنهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم] فيمن يعمل عمل قوم لوط أنه يرجم، وإن كان بكراً فحكم في ذلك 2 لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم)
انتهى(45/380)
لماذا لم يعد العلماء موطأ الإمام مالك رحمة الله عليه من كتب الصحاح؟؟ ..
ـ[تيماء]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه علم أن يفيدنا ....
لماذا لم يعد العلماء موطأ الإمام مالك رحمة الله عليه من كتب الصحاح؟؟ ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[تيماء]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
وجدت أن أحد الأسباب هو كثرة مراسليه
وأيضا أحتجاجه بتابعيات مجهولات ممن لم يعرفن بجرح ولا عدالة و لم برو عنهن إلا واحد
لكن أريد أسباب أخرى مع ذكر المرجع إن أمكن
وجزاكم الله خيرا
ـ[تيماء]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:45 ص]ـ
؟؟؟
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:18 م]ـ
تفضلي: http://www.islampedia.com/MIE2/tashrii/tarikh5.html#manhaj
ـ[تيماء]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ابو ضحى]ــــــــ[01 - 03 - 06, 05:16 م]ـ
سؤال وجيه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 03 - 06, 05:58 م]ـ
1 - ليس من الموطأ ممن جرد المرفوع كما هو فعل البخاري ومسلم. وصحيحيهما وإن كان فيهما أقوال للصحابة، فهذه جاءت تبعاً وليست أصلاً.
2 - الموطأ فيه أحاديث ضعيفة إما مراسيل أو فيها مجاهيل أو بلاغات أو غير ذلك.(45/381)
فائدة نفيسة وبشرى لكل طالب العلم.
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[08 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
وقفت على هذا الكلام الذي نقله القرافي في نفائس المحصول في شرح المحصول في كلامه على فرض الكفاية (ج 2 ص 264 ط دار الكتب العلمية) فأحبت أن أنقله لإخواني لتعم الفائدة بإذن الله.
قال رحمه الله:
"قال صاحب الطرز وغيره من العلماء:
إذا خرج للفعل الواجب على الكفاية من يغلب على الظن قيامه، فسقط الفرض عن الباقين، ثم لحق بعض من سقط عنه الفرض بتلك الطائفة المبتدئة لفعل ذلك الواجب، فوقع ذلك الواجب بفعل الجميع وقع الجميع واجبا، وأثيبوا ثواب الواجب، وإن كان قد سقط الوجوب عن اللاحقين، واختص الوجوب بالأولين، فإنه يعمهم بعد ذلك بسبب أن مصلحة الوجوب إنما وقعت بفعل الجميع، لا بالأولين فقط، والثواب لمن حصل المصلحة، ويختلف ثوابهم باختلاف مساعيهم، فمن عمل أكثر كان ثوابه أكثر، كالملتحق بالمجاهدين، وقد سقط الفرض عنه، أو بالمجهزين للأموات، أو المنقذين للغرقى، ونحو ذلك،
ومن ذلك المشتغلين اليوم بطلب العلم،
فإنهم يثابون على اشتغالهم ثواب الواجب؛
فإن المقصود حصول طوائف تقوم بتلك العلوم الشرعية، ولم يحصل إلى الآن،
بل الناس في غاية الحاجة لمن يشتغل بالعلم، ويضبط أصوله وقواعده."
وقد ذكره مختصرا في تنقيح الفصول وشرحه (ص 158).
فشمروا رعاكم الله ولا تفوتوا هذا الفضل العظيم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وأسأله سبحانه أن يجعلني وإياكم من أئمة المتقين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم عبد الله.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله بن أحمد ..(45/382)
مسألة أشكلت علي بارك الله فيكم هل يجوز قول (عن أبي عبدالله عليه السلام)
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[08 - 05 - 05, 05:42 م]ـ
هل يجوز قول (عن أبي عبدالله عليه السلام)
أرجو نقل كلام أهل العلم في هذه المسألة فقد بحثت عنه في مظانه ولم أجد شيئا
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[08 - 05 - 05, 08:23 م]ـ
توضيح للسؤال السابق: هذه المسألة وقعت بالفعل فقد كتب أحدهم حديثا قال فيه (عن أبي عبدالله عليه السلام) يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:07 م]ـ
الظاهر أن هذا الكاتب رافضي، والحديث الذي هو حجة عند الرافضة هو ما أضيف إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو إلى أحد أئمتهم الاثني عشر.
فلذلك يبدو أن الكاتب نقل كلاما منسوبا إلى جعفر الصادق رحمه الله، وسماه حديثا، وقال فيه عن أبي عبد الله عليه السلام كما هي عادة الروافض قبحهم الله.
وكما لا يخفى عليك أخي (صالح المسلم) فإن كنية نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي: أبو القاسم.
على كل حال ليتك تذكر نص الحديث والكلام الذي أشكل عليك مع عزوه إلى المصدر الذي نقلت عنه لنرى هل الأمر كذلك أم لا؟
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[08 - 05 - 05, 10:42 م]ـ
أحسن الله إليك أبا خالد:
إليك النص كاملا (عن الفضيل بن يسار عن أبي عبدالله عليه السلام قال إن الحافظ للقرآن العامل به مع
السفرة الكرام البررة)
والأخ الذي نقل هذا الكلام أعرفه فهو سني لكنه متدين حديثا
أرجو منك شيخنا سرعة الرد لكي أكتب له في ذلك ماتفيدونا فيه
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
هو كما توقعت فالفُضَيْل بن يَسار إنما هو أحد من يزعم الشيعة أنهم يروون عن أبي عبد الله جعفر الصادق وعن والده أبي جعفر محمد الباقر.
والكلام المنقول على أنه حديث هو مما ينسبه الروافض لأبي عبد الله جعفر الصادق، وليس حديثا نبويا بهذا اللفظ.
ولكن الحديث النبوي الذي يغني عما سبق هو ما رواه مسلم في صحيحه قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري جميعا عن أبي عوانة قال ابن عبيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" ورواه أيضا أحمد وابن ماجه.
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:58 ص]ـ
عفا الله عنك وغفر لك وزادك الله علما وعملا صالحا أخي أبا خالد
ولا يخفى على أمثالكم أن الحديث الذي ذكرته قد رواه البخاري رحمه الله في صحيحه برقم4937
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن السائل يسئل (والله أعلم) عن صحة هذه العبارة (عليه السلام) لغير الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. وهل يجوز إطلاقها على غيرهم من آل بيت النبوة والصحابة الأطهار؟
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:34 م]ـ
أخي الكريم مثنى الفلاحي:أعزه الله بطاعته:
شكرا لا هتمامك بالموضوع وأحب أن أخبرك بأن شيخنا أبا خالد قد أصاب الحقيقة ,وقد قمت ببحث في (جوجل)
عن (الفضيل بن يسار) فوجدت نتائج كثيرة روابطها أدخلتني على مواقع رافضية تروي عن الفضيل بن يسار عن
أبي عبدالله جعفر الصادق(45/383)
هل يحتج العلماء بحديث مجهول الحال؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:20 م]ـ
هل العلماء يحتجون بحديث الراوى المجهول الحال؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[هشام المصري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:45 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:59 ص]ـ
شرح النووي على صحيح مسلم ج1/ص28
ثم المجهول أقسام مجهول العدالة ظاهرا وباطنا ومجهولا باطنا مع وجودها ظاهرا وهو المستور ومجهول العين فأما الاول فالجمهور على أنه لا يحتج به وأما الآخران فاحتج بهما كثيرون من المحققين))
سنن الدارقطني ج3/ص174
لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك عن بن مسعود وهو رجل مجهول ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي وأهل العلم بالحديث لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف وإنما يثبت العلم عندهم بالخبر إذا كان رواته عدلا مشهورا أو رجل قد أرتفع اسم الجهالة عنه وارتفاع أسم الجهالة عنه أن يروى عنه رجلان فصاعدا فإذا كان هذه صفته أرتفع عنه اسم الجهالة وصار حينئذ معروفا فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره والله أعلم))
الكفاية في علم الرواية ج1/ص88
باب ذكر المجهول وما به ترتفع عنه الجهالة
المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه الا من جهة راو واحد مثل عمرو ذي مر وجبار الطائي وعبد الله بن أغر الهمداني والهيثم بن حنش ومالك بن اغر وسعيد بن ذي حدان وقيس بن كركم وخمر بن مالك هؤلاء كلهم لم يرو عنهم غير أبى إسحاق السبيعي ومثل سمعان بن مشنج والهزهاز بن ميزن لا يعرف عنهما راو الا الشعبي ومثل بكر بن قرواش وحلام بن جزل لم يرو عنهما الا أبو الطفيل عامر بن واثلة ومثل يزيد بن سحيم لم يرو عنه الا خلاس بن عمرو ومثل جرى بن كليب لم يرو عنه الا قتادة بن دعامة ومثل عمير بن إسحاق لم يرو عنه سوى عبد الله بن عون وغير من ذكرنا خلق كثير تتسع اسماؤهم وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروى عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم كذلك أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب انا محمد بن نعيم انا إبراهيم بن إسماعيل القارى نا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت أبى يقول إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة قلت الا انه لا يثبت له حكم العدالة بروايتها عنه وقد زعم قوم ان عدالته تثبت بذلك ونحن نذكر فساد قولهم بمشيئة الله وتوفيقه))
الكفاية في علم الرواية ج1/ص378
فان خبر المجهول لا يتعلق به الأحكام))
فتح المغيث ج1/ص317
من العلماء من لم يشترط في الراوي مزيدا على الإسلام وعزاه ابن المواق للحنفية حيث قال إنهم لم يفصلوا بين من روى عنه واحد وبين من روى عنه أكثر من واحد بل قبلوا رواية المجهول على الإطلاق انتهى
وهولازم كل من ذهب إلى أن رواية العدل بمجردها عن الراوي تعديل له بل عزا النووي في مقدمة شرح مسلم لكثيرين من المحققين الاحتجاج به وكذا ذهب ابن خزيمة إلى أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وإليه يوميء قول تلميذه ابن حبان العدل من لم يعرف فيه الجرح وإذا التجريح من التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذا لم يكلف الناس ما غاب عنهم))
فتح المغيث ج1/ص321
والقسم الوسط أي الثاني مجهول حال باطن وحال ظاهر من العدالة وضدها مع عرفان عينه برواته عدلين عنه وحكمه الرد وعدم القبول لدى أي عند الجماهير من الأئمة كما قال ابن الصلاح وعزاه ابن المواق للمحققين ومنهم أبو حاتم الرازي))
فتح المغيث ج1/ص322
وتوجيه هذا القول أن مجرد الروياة عن الراوي لا تكون تعديلا له على الصحيح كما تقدم وقيل تقبل مطلقا وهو لازم من جعل مجرد رواية العدل عن الراوي تعديلا له كما تقدم مثله في القسم الأول وأولى بل نسبه ابن المواق لأكثر أهل الحديث كالبزار والدارقطني
وعبارة الدارقطني من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته وقال أيضا في الديات نحوه وكذا اكتفى بمجرد روايتهما ابن حبان بل توسع كما تقدم في مجهول العين))
ـ[هشام المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيرا و لكن ماهو الرأى الراجح؟ و ماذا رجح المعاصرون؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 05 - 05, 05:38 م]ـ
وهل اذا قال أحد الثقات مثلا في سند
حدثنا دحيم ثنا رجل سماه عن ابن وهب ... السند
يحتج به مع اظلام اسم ذلك الرجل وعدم ذكره البتة؟ افيدونا
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 05 - 05, 05:40 م]ـ
وكم من راوي قرأنا عنه في تهذيب الكمال فيقال روى عنه السفيانان
او روى عنه شعبة والثوري ثم نرى علماء الجرح يتركون حديثه او يضعفونه! فكيف يستقيم ذلك مع كلام الدارقطني يرحمه الله؟
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:13 ص]ـ
رجحوا انها لا تقبل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26376&highlight=%C7%E1%E3%CC%E5%E6%E1+%DA%E4%CF+%C3%D5%C D%C7%C8+%C7%E1%CD%CF%ED%CB+%ED%D4%CA%E5%D1+%C8%D8% E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3+%E4%DD%D3%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24871&highlight=%C7%E1%E3%CC%E5%E6%E1+%DA%E4%CF+%C3%D5%C D%C7%C8+%C7%E1%CD%CF%ED%CB+%ED%D4%CA%E5%D1+%C8%D8% E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3+%E4%DD%D3%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12405&highlight=%C7%E1%E3%CC%E5%E6%E1+%DA%E4%CF+%C3%D5%C D%C7%C8+%C7%E1%CD%CF%ED%CB+%ED%D4%CA%E5%D1+%C8%D8% E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3+%E4%DD%D3%E5(45/384)
بيان ان لفظة الا رقما في ثوب ليست مرفوعة وان حديث عبيد الله بن عتبة عن ابي طلحة مع
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[08 - 05 - 05, 06:43 م]ـ
قال البخاري 5613حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة قال بسر ثم اشتكى زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة فقلت لعبيد الله ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول فقال عبيد الله ألم تسمعه حين قال إلا رقما في ثوب
قلت وهذه اللفظة موقوفة على زيد بن خالد رضي الله عنه وهواجتهاد منه لانه سمع هذا الحديث من ابي طلحة رضي الله عنه من دون هذه اللفظة فسال عائشة رضي الله عنها فقالت
لا ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل رأيته خرج في غزاته فأخذت نماطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي أخرجه مسلم
وقال ابن حبان: ذكر البيان بأن هذه اللفظة إلا رقما في ثوب من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من كلام زيد بن خالد
5851 عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة انه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده قال فوجدنا عنده سهل بن حنيف قال فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا تحته فقال له سهل بن حنيف لم تنزعه فقال إن فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فقال سهل ألم يقل إلا ما كان رقما في ثوب قال بلى ولكنه أطيب لنفسي
وهذا الحديث معلول
والصحيح ما اخرجه مسلم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع بن عباس يقول سمعت أبا طلحة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة
قال ابن عبد البر قد يكون إنكار من أنكر هذا الحديث في دخول عبيد الله على أبي طلحة وسهل بن حنيف من أجل رواية ابن شهاب لهذا الحديث على مارواه ابن أبي ذئب فصح بهذا وهم مالك في سهل بن حنيف وكذلك وهم أبو النضر في روايته له عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي طلحة ولم يدخل بينهما ابن عباس فالصحيح في هذا الحديث رواية الزهري له عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة كذا قال علي بن المديني وغيره وهو عندي كما قالوه والله أعلم
ثم ادعى ان حديث النضر غير حديث ابن شهاب!!(45/385)
التجديد عن العلاّمة المعلمي اليماني
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 08:39 م]ـ
أسمع دائما أن من المجددين في علم الحديث من المعاصرين العلاّمة المعلمي اليماني
،، فهل من أخ كريم يوضح لنا شيئا من منهج الشيخ المعلمي، ومواضع القوة واللموع لديه حتى أصبح من المجددين.
وشيئا من سيرته رحمه الله؟
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[08 - 05 - 05, 11:16 م]ـ
أين الإخوة المهتمين بعلم الحديث.
ـ[صالح السويح]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
نعم أنا لي فترة وانا أبحث عن سيرة هذا العالم الجليل.
فيا ليت أحد من الأخوة يتفضل بوضع رابط عن سيرته ..
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:51 م]ـ
نعم نحن نريد ترجمة وافية للعلامة المعلمي، وكذلك نريد جوانب التجديد عنده رحمه الله
ـ[سؤول]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:02 ص]ـ
نبذة مختصرة
المُعلِّمي اليماني (1313 - 1386 هـ)
عبد الرحمن بن يحي ابو بكر المعلمي اليماني، ولد بقرية المحاقرة من ناحية عتمة اليمن، ورحل الى جازان سنة 1329 هـ، وبقي بها حتى ولاه اميرها محمد الاردريسي رئاسة القضاء الى جانب اشتغاله بالتدريس، ولقبه بشيخ الاسلام، ولما توفي الادريسي ارتحل الى عدن واشتغل فيها سنة بالتدريس، ثم ارتحل الى الهند وعين في دائرة المعارف العثمانية مصححا لكتب الحديث وعلومه، واجازه الشيخ محمد الصديق القادري بقراءة الكتب الستة وموطا مالك، ثم سافر الى مكة سنة 1371، وفي سنة 1372 هت عين امينا لمكتبة الحرم المكي فكان خادما لكتب التراث وطلبة العلم في ان واحد، وبقي في المكتبى الى ان توفي.
من مؤلفاته التنكيل.
ومن تحقيقاته التاريخ الكبير، تذكرة الحفاظ، الجرح والتعديل لابن ابي حاتم.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية 23/ 493
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[19 - 05 - 05, 11:15 ص]ـ
أريد أن أعرف القيمة العلمية لكتاب التنكيل، والطريقة المثلى للاستفادة منه.(45/386)
هل هذه اللفظة محفوظة:"ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي "؟.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:28 م]ـ
قال الإمام مسلم: في صحيحه في كتاب الفضائل، في إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيه "وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها ".
وقا ل الإمام مسلم: و حدثنا محمد بن المثنى حدثنا وهب يعني ابن جرير حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن عقبة بن عامر قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيه (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ".
هل هذه اللفظة محفوظة، أقصد:"ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي "؟.(45/387)
أين أجد قول الشافعي رحمه الله بالمعنى: إذا رأيت رجلاً يتبع رجلاً معه عمامتين فلا تظن
ـ[سلمان 1]ــــــــ[08 - 05 - 05, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال: ((أين أجد قول الشافعي رحمه الله بالمعنى: إذا رأيت رجلاً يتبع رجلاً معه عمامتين فلا تظننّ أن الأول قد سرق عمامة الثاني.))
و جزاكم الله خيراً ...
ـ[سلمان 1]ــــــــ[10 - 05 - 05, 08:46 م]ـ
للرفع .....(45/388)
أبيات لشيخ الإسلام ابن تيمية جاءت فى آخر المجلد الأول من مجموع الرسائل
ـ[الاستاذ]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:53 ص]ـ
جاء فى آخر المجلد الأول من مجموع رسائل شيخ الإسلام بتخقيق محمد رشاد سالم ص 290 فى الهامش رقم (2):
صحح تصح لك الأمور جميع إياك عن طرق الهداة تضيع
وامح واثبت ما تحقق يا فتى إياك عن طرق الهدى تضيع
لا تصحبن الأرذلين فإنهم يوم التغابن حبلهم مقطوع(45/389)
هل هذه العبارة صحيحة باطلاق (حسنات الابرار سيئات المقربين)!!
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم ... هل هذه العبارة صحيحة باطلاق.؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[علي سليم]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:11 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...
فهذه العبارة و العلم عند الله تعالى ليست بمفهومها فالحسنة حسنة عند الله تعالى و لكن المراد منها ان بعض الحسنات الصغيرة يترفّع عنها المقربون لعظم الخالق في قلوبهم و من ذلك كانت سيئة المقربين ليست كسيئآت غيرهم كقوله تعالى في شأن نساء النبي صلى الله عليه و سلم كما في سورة الاحزاب (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ... ) (و من يقنت منكن لله و رسوله و تعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين ... ) و لذلك كان تخلف الثلاثة المذكورون في سورة التوبة ليس كتخلف غيرهم ....
هذا و العلم عند الله تعالى(45/390)
من هو اول من ادخل القبور في المساجدا
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:26 ص]ـ
بعد السلام
اول من ادخل القبور في المساجدا
هل هو الوليد الاموي و لهدف سياسي
و بعده الفاطميون
ام ماذا(45/391)
ما حكم الكسب من الفضائيات
ـ[بن عباس]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم أيها الأخوة وفى منتداكم:
أرجو إفادتى بأقوال لأهل العلم فى حكم الدخل المالى لمن يعمل فى القنوات الفضائية والتلفاز وما شابه ذلك .... وماذا عن العمل فى هذه المؤسسات كعمال التليفونات والنظافة هل دخلهم محرم جميعاً أم هناك تفصيل!
وهل يجوز للمشايخ والدعاة ممن يظهرون فى الفضائيات والتلفاز أن يأخذوا الأجر مقابل ظهورهم
أرجو الإفادة بارك الله فيكم وفى إنتظار ردودكم.
ـ[بن عباس]ــــــــ[09 - 05 - 05, 04:20 م]ـ
فى إنتظار ردودكم بارك الله فيكم
ـ[بن عباس]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:32 م]ـ
أنا فى الإنتظار أحتج لردودكم جزاكم الله خيراً.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:18 م]ـ
اضم صوتي لصوت الاخ
كذالك ما حكم العمل في الاماكن التي يوجد فيها اشياء كثير حلال ولكن يوجد فيها نسبة غير جيدة
علي سبيل مثال بعض شركات تبيع ملابس وجهاز التكرونية وحذاء
فكل هذا ممكن 90 بالمئة حلال بين الاخر مثل العشرة يكون اشياء لا يجوز او فيها شبهة علي سبيل مثال اقراص cd hh,
او اغنية او افلام ...
والمكان كيبر فما حكم العمل في مكان مثل هذا لانهم ممكن ان يقولوا لك خذا هذا الاقراص وضعها في مكانها
او ممكن ان يأتي زبون ويشتريها
وكذلك بعض الاماكن مثلا الدكان مثلا يكون كثير منه حلال ولكن بعض مرات مثلا فيه دخان
وسجائرمثلا محلات الغازية
فهل يجوز العمل في اماكن مثل هذا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 02:24 ص]ـ
نحن فى الإنتظار للأهمية جزاكم الله خيراً
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:28 م]ـ
اللهم أرزقنى بمجيب ... اللهم آمين
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:06 م]ـ
السؤال:
أبعث إليكم هذه الرسالة بعد أن ضاق صدري من هذه الأزمة، وهى: مكان العمل الذي أعمل فيه، وهى: قناة فضائية من قنواتها قناة: اقرأ الدينية التي تعرض برامج دينية، ولكن توجد قنوات مثل الموسيقى والأفلام العربية، ماذا أفعل وأنا شاب بفضل الله سبحانه وتعالى ملتزم وملتحي أنفّذ سنة النّبي صلى الله علية وسلم، وطبيعة عملي هو سنترال الشركة، أقوم بالرد على التليفونات ثم أحولها إلى الموظف، والعكس، ومع ذلك أقوم بالبحث عن عمل آخر، ولكني لم أجد، وفي قلبي قلق من هذه الوظيفة وكلما أسمع حديث النبي صلى الله علية وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع من ضمنها: المال. أقلق من شأن ذلك فأرجو منكم النّصيحة.
الجواب:
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه خير دينك ودنياه، ونسأل تعالى أن يرزقك رزقاً طيباً وأن يبارك لك فيه.
وعملك في هذه الشركة لا يجوز، وهو كسب محرَّم، فهي تدير قنوات الفجور والانحراف والضلال.
وقد نهى الله تعالى عن مباشرة الإثم ومخالطة الحرام، ونهي أيضاً عن الإعانة عليه.
قال الله تعالى:) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33، وقال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.
والمتأمل في أحوال هذه القنوات الهابطة ليعجب من جرأة هؤلاء على نشر الفاحشة ومحاربة الشرع والأخلاق الفاضلة، وكل انحراف تسببه هذه القنوات أو فتنة لدين أحد أو تضليل: فإن للقائمين عليها والعاملين بها نصيب من إثم ذلك
قال الله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) النحل/25.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ... ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ". رواه مسلم (2674).
فالنصيحة لك هو ترك هذا العمل، والبحث عن عمل آخر حلال طيب، ولتصبر على ما ستلاقيه من تعب ونصَب؛ فسلعة الله غالية، وليس المهم هو العمل بل المهم هو أن يكون حلالاً، واحذر أن ينبت جسدك من السحت، واعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، واقرأ هذا الحديث جيداً وتفكر فيه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله؛ فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته " – انظر " السلسلة الصحيحة " (2866) -.
واعلم أن الله تعالى قد أمر بالأكل من الطيبات، وأخبر أن المال الحرام مما يمنع من استجابة الدعاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم)، وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك ". رواه مسلم (1015).
فاستعن بالله تعالى، واحتسب الأجر من الله، ونسأل الله لك التوفيق.
والله أعلم.
الشيخ محمد المنجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/392)
ـ[بن عباس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيراً جزاك الله خيراً جزاك الله خيراً(45/393)
هذا بحث مختصر حول حول بيع رباع مكة وتأجيرها ـ مطروح النقاش ـ
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[09 - 05 - 05, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث مختصر حول حول بيع رباع مكة وتأجيرها
ق1: يرى الشافعي جوازها ((المجموع 9/ 248))
ق2: ومالك وأبوحنيفية لايرون الجواز وهومذهب الحنابلة ((حاشية ابن عابدين 6/ 222)) ((الإنصاف 4/ 289))
ق 3: رأي شيخ الإسلام: يجوز البيع ولا تجز الإجارة ((انظره مفصلا: الفتاوى29/ 21))
دليل ق2: حديث: (مكة حرام لايحل بيع رباعها ولا أجور بيوتها) رواه الحاكم
دليل ق1: ذكره الماوردي في الأحكام السلطانية:
أ ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمنعها وقد كانوا يتبايعون ولم ينكر أحد من الصحابة فكان إجماعا (إجماع سكوتي)
ب ـ ابتاع عمر وعثمان رضي الله عنهما من المسجد ولو حرم لما فعلوه.
الجواب على الحديث دليل ق2:
أ ـ أن الحديث مرسل وضعفه بعض أهل العلم .. ((راجع الأحكام السلطانية للماوردي))
ب ـ وعلى فرض صحته يحمل قوله صلى الله عليه وسلم على بيعها على أهلها حال فتحه لمكة .. ((راجع الأحكام السلطانية))
وجهة نظر:
من المعلوم تحريم التسعير في الشريعة إلا بضوابط وشروط منها إذا وجد الضرر في عدم التسعير ـ وقد بسط الكلام في هذه المسألة شيخ الإسلام في كتابة الحسبةـ وبما أنه حاصل ضرر على كثير من أطياف المسلمين في ارتفاع أسعار المساكن عليه فلو نظمت الحكومة تلك الأسعار بما يناسب جميع الأطياف في جميع الأوقات لكان أولى من وجهة نظري والمسألة مطروحة للنقاش.
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:12 م]ـ
أنقل كلام لابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج3 لتعم الفائدة.
[جمهور الأئمة على عدم جواز بيع أراضي مكة ولا إجارة بيوتها]
ولهذا ذهب جمهور الأئمة من السلف والخلف إلى أنه لا يجوز بيع أراضي مكة، ولا إجارة بيوتها، هذا مذهب مجاهد وعطاء في أهل مكة، ومالك في أهل المدينة، وأبي حنيفة في أهل العراق، وسفيان الثوري، والإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن علقمة بن نضلة، قال كانت رباع مكة تدعى السوائب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر من احتاج سكن ومن استغنى أسكن.
وروي أيضا عن عبد الله بن عمر: من أكل أجور بيوت مكة، فإنما يأكل في بطنه نار جهنم رواه الدارقطني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه إن الله حرم مكة، فحرام بيع رباعها وأكل ثمنها.
وقال الإمام أحمد حدثنا معمر عن ليث عن عطاء وطاووس ومجاهد، أنهم قالوا: يكره أن تباع رباع مكة أو تكرى بيوتها.
وذكر الإمام أحمد عن القاسم بن عبد الرحمن، قال من أكل من كراء بيوت مكة، فإنما يأكل في بطنه نارا.
وقال أحمد حدثنا هشيم، حدثنا حجاج عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال نهي عن إجارة بيوت مكة وعن بيع رباعها.
وذكر عن عطاء قال نهي عن إجارة بيوت مكة. وقال أحمد حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا عبد الملك قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمير أهل مكة ينهاهم عن إجارة بيوت مكة، وقال إنه حرام.
وحكى أحمد عن عمر أنه نهى أن يتخذ أهل مكة للدور أبوابا، لينزل البادي حيث شاء وحكى عن عبد الله بن عمر، عن أبيه أنه نهى أن تغلق أبواب دور مكة، فنهى من لا باب لداره أن يتخذ لها بابا، ومن لداره باب أن يغلقه وهذا في أيام الموسم.
قال المجوزون للبيع والإجارة الدليل على جواز ذلك كتاب الله وسنة رسوله وعمل أصحابه وخلفائه الراشدين. قال الله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم [الحشر 8]، وقال فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم [آل عمران 195]، وقال إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم [الممتحنة 9] فأضاف الدور إليهم وهذه إضافة تمليك وقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل له أين تنزل غدا بدارك بمكة؟ فقال وهل ترك لنا عقيل من رباع ولم يقل إنه لا دار لي، بل أقرهم على الإضافة وأخبر أن عقيلا استولى عليها ولم ينزعها من يده وإضافة دورهم إليهم في الأحاديث أكثر من أن تذكر كدار أم هانئ، ودار خديجة، ودار أبي أحمد بن جحش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/394)
وغيرها، وكانوا يتوارثونها كما يتوارثون المنقول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل وكان عقيل هو ورث دور أبي طالب فإنه كان كافرا، ولم يرثه علي رضي الله عنه لاختلاف الدين بينهما، فاستولى عقيل على الدور. ولم يزالوا قبل الهجرة وبعدها، بل قبل المبعث وبعده من مات ورثته داره إلى الآن وقد باع صفوان بن أمية دارا لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بأربعة آلاف درهم فاتخذها سجنا، وإذا جاز البيع والميراث فالإجارة أجوز وأجوز فهذا موقف أقدام الفريقين كما ترى، وحججهم في القوة والظهور لا تدفع وحجج الله وبيناته لا يبطل بعضها بعضا بل يصدق بعضها بعضا، ويجب العمل بموجبها كلها، والواجب اتباع الحق أين كان.
[ترجيح المصنف منع الإجارة وجواز البيع]
فالصواب القول بموجب الأدلة من الجانبين وأن الدور تملك وتوهب وتورث وتباع ويكون نقل الملك في البناء لا في الأرض والعرصة فلو زال بناؤه لم يكن له أن يبيع الأرض وله أن يبنيها ويعيدها كما كانت وهو أحق بها يسكنها ويسكن فيها من شاء وليس له أن يعاوض على منفعة السكنى بعقد الإجارة فإن هذه المنفعة إنما يستحق أن يقدم فيها على غيره ويختص بها لسبقه وحاجته فإذا استغنى عنها، لم يكن له أن يعاوض عليها، كالجلوس في الرحاب والطرق الواسعة والإقامة على المعادن وغيرها من المنافع والأعيان المشتركة التي من سبق إليها، فهو أحق بها ما دام ينتفع فإذا استغنى، لم يكن له أن يعاوض وقد صرح أرباب هذا القول بأن البيع ونقل الملك في رباعها إنما يقع على البناء لا على الأرض ذكره أصحاب أبي حنيفة.
[نظائر في الشريعة لمنع الإجارة وجواز البيع]
فإن قيل فقد منعتم الإجارة وجوزتم البيع فهل لهذا نظير في الشريعة والمعهود في الشريعة أن الإجارة أوسع من البيع فقد يمتنع البيع وتجوز الإجارة كالوقف والحر فأما العكس فلا عهد لنا به؟ قيل كل واحد من البيع والإجارة عقد مستقل غير مستلزم للآخر في جوازه وامتناعه وموردهما مختلف وأحكامهما مختلفة وإنما جاز البيع لأنه وارد على المحل الذي كان البائع أخص به من غيره وهو البناء وأما الإجارة فإنما ترد على المنفعة وهي مشتركة وللسابق إليها حق التقدم دون المعاوضة فلهذا أجزنا البيع دون الإجارة فإن أبيتم إلا النظير قيل هذا المكاتب يجوز لسيده بيعه ويصير مكاتبا عند مشتريه ولا يجوز له إجارته إذ فيها إبطال منافعه وأكسابه التي ملكها بعقد الكتابة والله أعلم.
على أنه لا يمنع البيع وإن كانت منافع أرضها ورباعها مشتركة بين المسلمين فإنها تكون عند المشتري كذلك مشتركة المنفعة إن احتاج سكن وإن استغنى، أسكن كما كانت عند البائع فليس في بيعها إبطال اشتراك المسلمين في هذه المنفعة كما أنه ليس في بيع المكاتب إبطال ملكه لمنافعه التي ملكها بعقد المكاتبة ونظير هذا جواز بيع أرض الخراج التي وقفها عمر رضي الله عنه على الصحيح الذي استقر الحال عليه من عمل الأمة قديما وحديثا، فإنها تنتقل إلى المشتري خراجية كما كانت عند البائع وحق المقاتلة إنما هو في خراجها، وهو لا يبطل بالبيع وقد اتفقت الأمة على أنها تورث فإن كان بطلان بيعها لكونها وقفا، فكذلك ينبغي أن تكون وقفيتها مبطلة لميراثها، وقد نص أحمد على جواز جعلها صداقا في النكاح فإذا جاز نقل الملك فيها بالصداق والميراث والهبة جاز البيع فيها قياسا وعملا، وفقها. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=127765#post127765(45/395)
ماحقيقة تحول الصغيرة إلى كبيرة؟
ـ[أبو لمى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 01:13 م]ـ
أخوتي أعضاء منتدانا المبارك .. السلام عليكم وبعد:
نسمع أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .. فماهو مستند القائلين بذالك؟
أرجو التباحث في الموضوع وإثرائه بما تجودون به نفع الله بكم
ـ[أبو لمى]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:06 م]ـ
أو قل: ماوجه تحول الصغيرة لكبيرة عند القائلين به؟!
أرجو إفدتي بارك الله لي ولكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 05:54 م]ـ
الدليل اخي على ان الصغيرة عند الاصرار عليها بحاجة لتوبة كالكبيرة:
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
وكذلك الكبيرة فان الاصرار عليها يورث سخط الرحمن كحديث شارب الخمر.
اما حديث ان عبدا قد اذنب ذنبا ونحوها فهي تشير على الذنوب التي تطهرها الصلاة والصيام والوضوء وليست الاصرار على ذنب.
اما من قال ان الصغائر تتحول الى كبائر وهم "البكرية" فليست المشكلة في وصفهم المصر بانه كمرتكب الكبيرة وانما انهم يزعموا ان مرتكب الكبيرة منافق وهو كعابد الشيطان ويعتبروا الصر على الصغيرة كمرتكب الكبيرة
في مقالات الاسلامين:
ذكر قول البكرية
وهم اصحاب بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد والذى كان يذهب اليه في الكبائر التى تكون من اهل القبلة انها نفاق كلها وان مرتكب الكبيرة من اهل الصلاة عابد للشيطان مكذب لله سبحانه جاحد له منافق في الدرك الاسفل من النار مخلد فيها ابدا ان مات مصرا وانه ليس في قلبه لله عز وجل اجلال ولا تعظيم وهو مع ذلك مؤمن مسلم وان في الذنوب ما هو صغير وان الاصرار على الصغائر كبائر
وكان يزعم ان الانسان اذا طبع الله سبحانه على قلبه لم يكن مخلصا ابدا وحكى عنه زرقان ان الانسان مأمور بالاخلاص مع الطبع وان الطبع الحائل بينه وبين الاخلاص عقوبة له وانه مأمور بالايمان مع الطبع الحائل بينه وبين الايمان
وحكى زرقان عن عبد الواحد بن زيد انه كان يقول انه غير مأمور بالاخلاص وحكى بعض اصحابه عنه انه كان ينكر الامر بما قد حيل بينه وبينه
وكان يزعم ان القاتل لا توبة له وكان يزعم ان الاطفال الذين في المهد لا يألمون ولو قطعوا وفصلوا ويجوز ان يكون الله سبحانه لذذهم عندما يضربون ويقطعون
وكان يقول في على وطلحة والزبير انهم مغفور لهم قتالهم وانه كفر وشرك وزعم ان الله سبحانه اطلع الى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم والبكري هذا غير البكري الذي رد عليه شيخ الاسلام في موضوع الاستغاثة.
ـ[أبو لمى]ــــــــ[24 - 05 - 05, 11:34 ص]ـ
مرحباً أخي مجدي ابوعيشة وأشكر لك تفاعلك مع ما طرحتُ ولي مع ماذكرت وقفات:
قلت حفظك الله: الدليل اخي على ان الصغيرة عند الاصرار عليها بحاجة لتوبة كالكبيرة قوله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
فأقول: بل الصغيرة تحتاج إلى توبة وإن تجردت عن الإصرار, ثم ليس بحثنا لزوم التوبة من عدمه وإنما ماوجه كون الإصرار يحول الصغيرة إلى كبيرة
وقلتم: وكذلك الكبيرة فان الاصرار عليها يورث سخط الرحمن كحديث شارب الخمر
وأقول بل الكبيرية وإن لم يُصرُ عليها فهي مما يورث سخط الرب سبحانه وتعالى ـ نعوذ بالله من سخطه ـ وكذالك هذا ليس بحثنا
وكذللك قلتم ـ بارك الله فيكم ـ: اما حديث ان عبدا قد اذنب ذنبا ونحوها فهي تشير على الذنوب التي تطهرها الصلاة والصيام والوضوء وليست الاصرار على ذنب.
فأقول: ماوجه إخراج الإصرار وهذا هو الذي نبحثه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/396)
وقلتم: اما من قال ان الصغائر تتحول الى كبائر وهم "البكرية" فليست المشكلة في وصفهم المصر بانه كمرتكب الكبيرة وانما انهم يزعموا ان مرتكب الكبيرة منافق وهو كعابد الشيطان ..... الى آخر ماذكرت فلم يظهر لي وجه استدلالهم .. على بحثنا ...
وجزاك الله كل خير وأحتاج منك ومن الإخوة التعقيب والإفادة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 - 05 - 05, 08:27 م]ـ
اخي ابو لمى:
إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
هذه الصغائر مجردة
وهذا الاصرار:
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فخلف من بعد هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم {خلف} يعني: خلف سوء يقول: حدث بعدهم وخلافهم وتبدل منهم بدل سوء
يقال منه: (هو خلف صدق) و (خلف سوء) وأكثر ما جاء في المدح بفتح (اللام) وفي الذم بتسكينها وقد تحرك في الذم وتسكن في المدح ومن ذلك في تسكينها في المدح قول حسان:
(لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأولنا في طاعة الله تابع)
وأحسب أنه إذا وجه إلى الفساد مأخوذ من قولهم: (خلف اللبن) إذا حمض من طول تركه في السقاء حتى يفسد فكأن الرجل الفاسد مشبه به وقد يجوز أن يكون من قولهم: (خلف فم الصائم) إذا تغيرت ريحه وأما في تسكين (اللام) في الذم فقول لبيد:
(ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب)
وقيل: إن الخلف الذي ذكر الله في هذه الآية أنهم خلفوا من قبلهم هم النصارى
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {فخلف من بعدهم خلف} قال النصارى
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره إنما وصف أنه خلف القوم الذين قص قصصهم في الآيات التي مضت خلف سوء رديء ولك يذكر لنا أنهم نصارى في كتابه وقصتهم بقصص اليهود أسبه منها بقصص النصارى
وبعد فإن ما قبل ذلك خبر عن بني إسرائيل وما بعده كذلك فما بينهما بأن يكون خبرا عنهم أشبه إذ لم يكن في الآية دليل على صرف الخبر عنهم إلى غيرهم ولا جاء بذلك دليل يوجب صحة القول به
فتأويل الكلام إذا: فتبدل من بعدهم بدل سوء ورثوا كتاب الله فعلموه وضيعوا العمل به فخالفوا حكمه يرشون في حكم الله فيأخذون الرشوة فيه من عرض هذا العاجل {الأدنى} يعني ب {الأدنى} الأقرب من الآجل الأبعد ويقولون إذا فعلوا ذلك: إن الله سيغفر لنا ذنوبنا تمنيا على الله الأباطيل كما قال جل ثناؤه: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} [البقرة: 79] {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} يقول: وإن شرع لهم ذنب حرام مثله من الرشوة بعد ذلك أخذوه واستحلوه ولم يرتدعوا عنه يخبر جل ثناؤه عنهم أنهم أهل إصرار على ذنوبهم وليسوا بأهل إنابة ولا توبة
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عنه عباراتهم
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله: {يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: يعملون الذنب ثم يستغفرون الله فإن عرض ذلك الذنب أخذوهحدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن سعيد بن جبير: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: من الذنوب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/397)
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير: {يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا} قال: يعملون بالذنوب {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: ذنب آخر يعملون بهحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن سفيان عن منصور عن سعيد بن جبير: {يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: الذنوب {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: الذنوب
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: ما أشرف لهم من شيء في اليوم من الدنيا حلال أو حرام يشتهونه أخذوه ويبتغون المغفرة فإن يجدوا الغد مثله يأخذوهحدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه إلا أنه قال: يتمنون المغفرة
حدثنا الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا أبو سعيد عن مجاهد: {يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: لا يشرف لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه حلالا كان أو حراما ويتمنون المغفرة ويقولون: {سيغفر لنا} وإن يجدوا عرضا مثله يأخذوه
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله: {فخلف من بعدهم خلف} إي والله لخلف سوء ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم ورثهم الله وعهد إليهم وقال الله في آية أخرى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} [مريم: 59] قال: {يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا} تمنوا على الله أماني وغرة يغترون بها {وإن يأتهم عرض مثله} لا يشغلهم شيء عن شيء ولا ينهاهم عن ذلك كلما أشرف لهم شيء من الدنيا أكلوه لا يبالون حلالا كان أو حراما
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة: {يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: يأخذونه إن كان حلالا وإن كان حراما {وإن يأتهم عرض مثله} قال: إن جاءهم حلال أو حرام أخذوه
حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدي قوله: {فخلف من بعدهم خلف} إلى قوله: {ودرسوا ما فيه} قال: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم وإن خيارهم اجتمعوا فأخذ بعضهم على بعض العهود أن لا يفعلوا ولا يرتشوا فجعل الرجل منهم إذا استقضي ارتشى فيقال له: ما شأنك ترتشي في الحكم؟ فيقول: سيغفر لي! فيطعن عليه البقية الآخرون من بني إسرائيل فيما صنع فإذا مات أو نزع وجعل مكانه رجل ممن كان يطعن عليه فيرتشي يقول: وإن يأت الآخرين عرض الدنيا يأخذوه وأما (عرض الأدنى) فعرض الدنيا من المال
حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا} يقول: يأخذون ما أصابوا ويتركون ما شاءوا من حلال أو حرام ويقولون: {سيغفر لنا}
وحدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله: {يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: الكتاب الذي كتبوه {ويقولون سيغفر لنا} لا نشرك بالله شيئا {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} يأتهم المحق برشوة فيخرجوا له كتاب الله ثم يحكموا له بالرشوة وكان الظالم إذا جاؤهم برشوة أخرجوا له (المثناة) وهو الكتاب الذي كتبوه فحكموا له بما في (المثناة) بالرشوة فهو فيها محق وهو في التوراة ظالم فقال الله: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه}
حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير قوله: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} قال: يعملون بالذنوب {ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: الذنوب
القول في تأويل قوله: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: {ألم يؤخذ} على هؤلاء المرتشين في أحكامهم القائلين: (سيغفر الله لنا فعلنا هذا) إذا عوتبوا على ذلك {ميثاق الكتاب} وهو أخذ الله العهود على بني إسرائيل بإقامة التوراة والعمل بما فيها فقال جل ثناؤه لهؤلاء الذين قص قصتهم في هذه الآية موبخا على خلافهم أمره ونقضهم عهده وميثاقه: ألم يأخذ الله عليهم ميثاق كتابه ألا يقولوا على الله إلا الحق ولا يضيفوا إليه إلا ما أنزله على رسوله موسى صلى الله عليه وسلم في التوراة وأن لا يكذبوا عليه؟ كما:
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال قال ابن عباس: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق} قال: فيما يوجبون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون فيها ولا يتوبون منهاوأما قوله: {ودرسوا ما فيه} فإنه معطوف على قوله: {ورثوا الكتاب} ومعناه: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب} {ودرسوا ما فيه} ويعني بقوله: {ودرسوا ما فيه} قرأوا ما فيه يقول: ورثوا الكتاب فعلموا ما فيه ودرسوه فضيعوه وتركوا العمل به وخالفوا عهد الله إليهم في ذلك كما:
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله: {ودرسوا ما فيه} قال: علموه علموا ما في الكتاب الذي ذكر الله وقرأ: {بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [آل عمران: 79]
قال أبو جعفر: {والدار الآخرة خير للذين يتقون} يقول جل ثناؤه: وما في الدار الآخرة وهو ما في المعاد عند الله مما أعد لأوليائه والعاملين بما أنزل في كتابه المحافظين على حدوده {خير للذين يتقون} الله ويخافون عقابه فيراقبونه في أمره ونهيه ويطيعونه في ذلك كله في دنياهم أفلا يعقلون يقول: أفلا يعقل هؤلاء الذين يأخذون عرض هذا الأدنى على أحكامهم ويقولون: {سيغفر لنا} أن ما عند الله في الدار الآخرة للمتقين العادلين بين الناس في أحكامهم خير من هذا العرض القليل الذي يستعجلونه في الدنيا على خلاف أمر الله والقضاء بين الناس بالجور؟(45/398)
أريد ترجمة أبو بكر ابن أبيض في هذا النص
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:30 م]ـ
وقال أبو بكر بن أبيض في ((جزئه)) سمعت أبا الحسن بُنَانًا الحَمَّال الزاهد
ـ[صخر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:52 م]ـ
الصواب - اريد ترجمة ابي بكر- وفقك الله
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:04 م]ـ
حاولت البحث عن ترجمتة في أكثر من كتاب بطرقي الخاصة فلم اجدة فالمعذرة على التقصير(45/399)
الأحاديث التي وردت في الذكر ما بين السجدتين ما صحتها؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 03:35 م]ـ
قال الأخ أبومعاذ القحطاني أنه سأل الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله عن عدة أسئلة وأجاب عنها, وذلك في هذا الرابط:
http://72.29.70.243/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=14174
قال:
29. وسألته عن الأحاديث في الذكر بين السجدتين فقال عن حديث ((رب اغفرلي رب اغفرلي)) شاذ. وكذلك ضعف حديث ((رب اغفرلي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني)) وذكر قول مالك أنه موضع دعاء.
فما سبب تضعيف الشيخ لهذه الأحاديث؟(45/400)
هل قال الشيخ الألباني ببدعية الأذان الأول يوم الجمعة
ـ[أبو حسين]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل سبق الشيخ الألباني احد في هذا القول؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:25 م]ـ
أرجو من المشرفين عدم حذف المشاركة, إلا بعد بيان السبب.
فالرجل قد كتب الموضوع ثلاث مرات وناله الحذف!!
وهذا القول قد قال به جماعة من السلف, ونصره الشيخ الألباني.
والأخ أبو حسين يريد مدارسة المسألة, أرجو من الإخوة ترك الموضوع.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:43 م]ـ
هذا قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
5437 حدثنا شبابة قال حدثنا هشام بن الغاز عن نافع عن بن عمر قال الأذان الأول يوم الجمعة
بدعة.
5441 حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن الغاز قال سالت نافعا مولى بن عمر الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فقال قال بن عمر بدعة. مصنف ابن أبي شيبة ج1/ص470
وقول الحسن البصري رضي الله عنه:
5435 حدثنا أبو بكر قال حدثنا هشيم بن بشير عن منصور عن الحسن (البصري) أنه قال النداء
الأول يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الإمام والذي قبل ذلك محدث
5439 حدثنا عباد بن العوام عن إسماعيل عن الحسن أنه حدثهم ان الأذان كان على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم إذا خرج فإذا فرغ من الخطبة أقيمت الصلاة. مصنف ابن أبي شيبة
الأم ج1/ص195
قال الشافعي وأحب أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يدخل الإمام المسجد ويجلس على موضعه الذي يخطب عليه خشب أو جريد أو منبر أو شيء مرفوع له أو الأرض فإذا فعل أخذ المؤذن في الأذان فإذا فرغ قام فخطب لا يزيد عليه
الأم ج1/ص195
قال الشافعي وقد كان عطاء ينكر أن يكون عثمان أحدثه ويقول أحدثه معاوية والله تعالى إعلم قال الشافعي وأيهما كان فالأمر الذي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى.
تحفة الأحوذي ج3/ص41
ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم
ثم هذا عمر رضي الله عنه نفسه الخليفة الراشد سمى ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة ولم يقل إنها سنة فتأمل
على أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم خالفوا الشيخين في مواضع ومسائل فدل أنهم لم يحملوا الحديث على أن ما قالوه وفعلوه حجة
وقد حقق البرماوي الكلام في شرح ألفيته في أصول الفقه مع أنه قال إنما الحديث الأول يدل على أنه إذا اتفق الخلفاء الأربعة على قول كان حجة لا إذا انفرد واحد منهم
والتحقيق أن الاقتداء ليس هو التقليد بل هو غيره كما حققناه في شرح نظم الكافل في بحث الاجماع انتهى كلام صاحب السبل
فإذا عرفت أنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه وسلم لاح لك أن الاستدلال على كون الأذان الثالث الذي هو من مجتهدات عثمان رضي الله عنه أمرا مسنونا ليس بتام ألا ترى أن بن عمر رضي الله عنه قال الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فلو كان هذا الاستدلال تاما وكان الأذان الثالث أمرا مسنونا لم يطلق عليه لفظ البدعة لا على سبيل الإنكار ولا على سبيل غير الإنكار فإن الأمر المسنون لا يجوز أن يطلق عليه لفظ البدعة بأي معنى كان فتفكر.
فتح الباري ج2/ص394
وبلغني أن أهل المغرب الأدنى الآن لا تأذين عندهم سوى مرة وروى بن أبي شيبة من طريق بن عمر قال الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإنكار ويحتمل أنه يريد أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 02:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
اللهم اغفر وارحم واهدي, اللهم أنت أولى بي مني فأعني يا معين, وبعد
أخي ستجد الجواب في هذا المرفق, وهو كتاب ((الأجوبة النافعة)) للشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
ـ[أبو حسين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 04:03 م]ـ
مصنف عبد الرزاق ج3/ص206
5344 عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن دينار قال رأيت بن الزبير لا يؤذن له حتى يجلس على المنبر ولا يؤذن له الا أذانا واحدا يوم الجمعة
أخبار مكة للفاكهي ج3/ص238
ويقال إن أول من أحدث الأذان يوم الجمعة بمكة الحجاج بن يوسف.
2041 وحدثنا ميمون بن الحكم قال ثنا محمد بن جعشم قال أنا إبن جريج قال أخبرني عطاء قال إنما كان الأذان الأول يوم الجمعة فيما مضى واحدا فأما الأذان الذي يؤذن به الآن قبل خروج الإمام وجلوسه على المنبر فإن أول من أحدثه الحجاج بن يوسف وأول من أهدى البدن إلى البيت إلياس بن مضر.
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا
.........(45/401)
إذا كان عندك عنوان جميل لبحث حديثي فلا تبخل علي به ...
ـ[الفضيل]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:18 م]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأطلب منكم بارك الله فيكم وحفظكم الله أن تقترحوا علي بعض الأبحاث الحديثية التي تصلح أن تكون كبحث تكميلي في مرحلة الماجستير ....
وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
واعتذر للإخوة المشرفين فقد رأيت أن هذا القسم من أنسب الأقسام لعرض الموضوع
وفقكم الله وبارك الله فيكم
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:32 م]ـ
البحث عن توثيق لرجال مسلم الذين قال عنهم ابن حجر مقبول في التقريب.
ـ[وليد الخولي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:21 م]ـ
إضافة إلى ما كتبه الأخ الكريم أبو غازي، ممكن أن تضمن البحث من روى عنه مسلمٌ مقترنًا بغيره.
ـ[وليد الخولي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:22 م]ـ
وممكن أن تكتب بحثًا عن كتاب السنن للنسائي، ومنهجه في تعليل الأحاديث في هذا الكتاب
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:27 م]ـ
البحث عن توثيق لرجال مسلم الذين قال عنهم ابن حجر مقبول في التقريب.
أظن هذا الموضوعَ كبيراً.
قال د. عبد الله دمفو في مقدمة كتابه (رجال مسلم الذين ضعفهم ابن حجر في التقريب ورواياتهم في الصحيح)، ص7:
"لم تشتمل الدراسة الرواة الذين حكم عليهم الحافظ بقوله: (مقبول)، وذلك لأنهم أساس مشروع علمي تبناه قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتم توزيعه على عدد من طلاب الدراسات العليا".
ـ[الفضيل]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:47 م]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم ونفع الله بكم وجزاكم الله خيرا
وفي انتظار اقتراحات بقية الإخوة جزاهم الله خيرا(45/402)
سؤال حول (مشكاة المصابيح) .. ؟
ـ[الشمري12]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:59 م]ـ
السلام عليكم ..
سؤالي أيها الأحبة حول كتاب مشكاة المصابيح .. للخطيب التبريزي رحمه الله ..
إن المتأمل لأحاديث المشكاة! أو لأصلها مصابيح السنة,, يجد في الحقيقة دقة الانتقاء للأحاديث ومهمات النصوص الحديثية,, وفي رأيي المتواضع أن من حفظ أحاديث المشكاة والتي تقارب 6000 حديث فقد نال خيرا عظيما في هذا الباب .........
سؤالي .. هل التجرد والتفرغ لحفظ هذا الكتاب ولو طال الأمد سبع او ثمان سنوات او اكثر أفضل أم حفظ البلوغ والمحرر ووو .. مع العلم ان المشكاة شاملة لأحاديثهما وغيرهما وأبواب متعددة
ما قولكم رعاكم الله؟
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:16 م]ـ
بارك الله فيكم اخي الكريم و بعد فان لاهل الهند اعتناء عظيم بهذا الكتاب و يقدمون حفظه و دراسته على غيره و لهم عليه شروح كثيرة لعل من انفعها و اعظمها مرعاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح لعبيد الله المباركفوري (او المباركبوري بالمثلثة التحتانية) وحدثت ان الشيخ صبحي السامرائي كان اذا سال عن افضل كتاب في فقه الحديث اجاب: المرعاة لشيخنا عبيد الله المباركفوري.
وعذرا على تقدمي بين يدي المشايخ الكرام و نسمع منهم ان شاء الله.
ـ[الشمري12]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:10 م]ـ
جزيت خيرا أبا أسيد على ردكم المبارك ..
وفي انتظار آراء الإخوة الباقين ..
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:49 ص]ـ
...........................(45/403)
استخدام الصابون والمعطرات في الغسل
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 - 05 - 05, 07:54 م]ـ
هل يدلني احد من اخواني على مبحث في هذا الموضوع
لا اقصد الغسل بالماء المعطر ولا بنحوه. وانما اقصد ما يشتهر عندنا من استخدام الصابون السائل والعادي اثناء الغسل.
وجزاكم الله كل خير.
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:56 م]ـ
ولكن كما تعلم أخي أن سؤالك فيه إطلاق. أي غسل تريد وفي أي عبادة (مثلاً الغسل المندوب للإحرام مثلاً، غسل الجنابة ... الخ)، وإلا فالغسل عموماً بالصابون مباح لا محذور فيه ولم يكتب حول هذا -حسب علمي - الجانب دراسة أو بحث مخصص إلا على سبيل الفتوى العابرة لبيان حكم ونحوه.
ولكن هنا روابط بمجموعة إجابات للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذا الجانب:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6058.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7326.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_17505.shtml
وهذا سرد لمواضيع متعلقة ستجدها في القائمة بالتتبع:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_17.shtml
ورابط آخر:
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=6038
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 - 05 - 05, 05:45 م]ـ
أخي عبد جزاكم الله خيرا
الذي اقصده دراسة او بحث في الموضوع.(45/404)
النصرانية المحرفة ... ومناقشتها
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:43 م]ـ
أرجو من المهتمين بدراسة الملل والفرق والنحل
دلالتي على أكثر من موقع على الشبكة والتي فيها بحوث ومناقشات للنصارى وبيان انحراف النصرانية، وردود العلماء عليهم
آمل المساعدة
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:38 م]ـ
لا أدري ولكن هل تناسبك مواقع بالإنجليزية؟
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:02 ص]ـ
الحقيقة لا.
لأني أحرص على المناقشات العلمية المؤصلة شرعيا.
ثم إنني لاأجيد الإنجليزية
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:48 ص]ـ
لا بأس. هذا موقع فيه نخبة من أكثر الكتب أهمية وأعمقها بحثاً في الرد على النصارى ونقد كتبهم وديانتهم المحرفة. ستجد كتباً لديدات مترجمة للعربية وستجد مصنفات أُخر مفيدة في هذا الباب.
الرابط:
http://www.aljame3.com/modules.php?name=Top
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:00 م]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم
موقع جميل
ولكني أطمع في المزيد فهل من مواقع أخرى
ثبتنا الله وإياكم على الحق.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:20 م]ـ
بارك الله فيكم
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -
افضل تحقيقاته فيما رايت والله اعلم تحقيق مجموعة من ضمنهم عبدالمحسن العسكر
وكانت عبارة عن رسالة الدكتوراة من جامعة الامام والكتاب بحواشيه الكبيرة يقع في 6 اجزاء فيما اذكر مع الفهارس العلمية
اعتقد ان الجزء الثالث منه ربما يناسبك لان شيخ الاسلام ناقش النصارى بنصوص من اناجيلهم المحرفة
طبعا اعانك الله على استطرادات شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - فا صبر على مرادك حتى تجد بغيتك لان شيخ الاسلام رحمه الله يبدا المسالة وربما يستطرد استطراد واسع ثم يعود بك الى اصل المسالة وهذا من قوته العلمية رحمه الله رحمة واسعة
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:21 م]ـ
كذلك موسوعة المذاهب والاديان المعاصرة التي كانت باشراف الجهني - رحمه الله -
تكلموا عن النصرانية بتوسع والميزة التي تجدها هناك
انك قد تجد مراجع للموضوع واسعة
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:24 ص]ـ
ستجد في هذا الرابط موسوعة الأديان التي ذكرها الأخ طلال جزاه الله خيرا:
http://saaid.net/feraq/mthahb/index.htm
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:31 ص]ـ
ادخل اخى على دليل سلطان للمواقع والمنتديات الإسلامية، ستجد فى اسفل الصفحة الجزء الخاص بالرد على المذاهب والاديان، فيه عدة مواقع للرد على النصارى:
http://www.sultan.org/a
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:30 ص]ـ
شكر الله للإخوة جميعا
الأخ طلال للتصحيح
الجواب الصحيح بتحقيق د. عبدالعزيز العسكر وليس عبدالمحسن، لأن الشيخ عبدالمحسن في كلية اللغة العربية، وشارك د. عبدالعزيز كل من د. علي بن حسن الألمعي ود. حمدان الحمدان وهو في سبعة أجزاء بالفهارس طبعة العاصمة، وقد طبعة الفضيلة الكتاب العام الماضي في ثلاثة أجزاء للرسالة نفسها.(45/405)
صلاة الجماعة في السفر؟
ـ[سليمان العامر]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:24 م]ـ
عندي سؤالان إخواني:
1. حكم صلاة الجماعة في السفر
2. حكم صلاة الجماعة في المسجد في السفر؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سليمان على اهتمامك بأمور دينك
أما ماسألت عنه فإني أذكر أن فضيلة شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله يرى وجوب صلاة الجماعة لكل من سمع النداء ولو كان مسافرا لأنه داخل في عموم حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقوله للأعمى (هل تسمع النداء باصلاة؟) قال: نعم قال: (فأجب، لاأجد لك رخصة) رواه مسلم، وكذلك هو داخل في نداء المؤذن (حي على الصلاة)
وأما صلاة الجماعة هل يجب أن تكون في المسجد؟ فإن شيخنا يرى وجوب صلاة الجماعة في المسجد وإن أردت التأكد فانظر الشرح الممتع المجلد الرابع في كتاب صلاة الجماعة
ـ[الأحمدي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:51 ص]ـ
عندي سؤالان إخواني:
1. حكم صلاة الجماعة في السفر
2. حكم صلاة الجماعة في المسجد في السفر؟
أخي سليمان لقد قمت بطرح نفس هذا السؤال بتاريخ 14/ 4/2005
وقد تمت الإجابة عليه
فارجع إلى ملفك الشخصي وطالع مشاركاتك وسوف تجد الإجابة بإذن الله تعالى
وجزاك الله خيرا
ـ[سليمان العامر]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:08 م]ـ
الاحمدي
اشكرك
ولكن لم اجد الجواب عن صلاة الجماعة في المسجد في السفر
لاحظ هذا(45/406)
[ما توجيه قول ابن أبي ذئب في استتابة الإمام مالك]
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:51 ص]ـ
سمعت أحد الفقهاء يحدث, فقال: إن ابن أبي ذئب بلغه قولا لمالك يخالف فيه حديث صحيحا -لعله لم يبلغ مالكا- فقال: على مالك أن يستتاب!
فهل صح هذا؟.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 05 - 05, 06:01 ص]ـ
القصة هي أن أحمد بن حنبل قال: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك».
والحديث السابق أخرجه الإمام مالك في موطأه وصرح بأنه لا يعمل به! مع أنه حديث صحيح مشهور بين علماء المدينة، حتى قال عنه الإمام أحمد (كما في العلل 1|539): «هذا خبر موطوء (مشهور) في المدينة».
وأحمد بن حنبل إمام أهل الحديث ومن العارفين جداً بأحوال مالك وابن أبي ذئب.
ـ[السفاقسي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
و كيف كانت النهاية , هل تاب أم ضربت عنقه?
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 05 - 05, 08:22 ص]ـ
أخي الكريم/
ليتك تفضلت بتحوير العنوان أو تغييره، فالإمام مالك إمام شهد له القاصي والداني بالإمامة فذكره والسؤال عنه لايكون بهذه الصيغة.
حفظك الله.
قال الإمام الذهبي في السير (7/ 142 - 143) عند ترجمة ابن أبي ذئب:
(قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ: " البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ ". فَقَالَ: يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالحَقِّ مِنْ مَالِكٍ.
قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي، لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ، فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ؛ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً.
وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: " حَتَّى يَتَفَرَّقَا " عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ، فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ وَلاَ بُدَّ، فَإِنْ أَصَابَ، ازْدَادَ أَجراً آخَرَ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ الحَرُوْرِيَّةُ.
وَبِكُلِّ حَالٍ: فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ، فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ، بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ، فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ.ا. هـ.
وانظر - غير مأمور - هذا الرابط لموضوع كتبه الشيخ عبدالله زقيل وفقه الله (ومنه ماذكر أعلاه):
كَلامُ الأَقْرَانِ يُطْوى ولا يُرْوى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2583&highlight=%C7%C8%E4+%C3%C8%ED+%D0%C6%C8+%C7%E1%C5% E3%C7%E3+%E3%C7%E1%DF
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:25 م]ـ
نعم ابن أبي ذئب - رحمه الله - قال هذا في حق الإمام -رحمه الله -، و هو من كلام الأقران، و أنا أعجب كيف يستقرب هذا جدا من ابن أبي ذئب، و الأمام مالك - رحمه الله - قال في حق ابن إسحاق - رحمه الله -: دجال من الدجاجلة ...
ـ[السفاقسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جازاك الله كل خير أخي المسيطير في هذا البيان الشافي و عوض أن نقول: (وأحمد بن حنبل إمام أهل الحديث ومن العارفين جداً بأحوال مالك وابن أبي ذئب.) و كأن الأخ محمد الأمين ببيانه هذا ينحاز إلى جهة معينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/407)
أنضر و تأمل ما أجمل كلام السبكي رحمه الله: ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين، وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض، إلا إذا ببرهان واضح، ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك وإلا فأضرب صفحا عما جرى بينهم، فإنك لم تخلق لهذا، فاشتغل بما يعنيك ودع مالا يعنيك ولا يزال طالب العلم نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين، ويقضى لبعضهم على بعض، فإياك أن تصغي إلى ما اتفق بين أبي حنيفة وسفيان الثوري أو بين مالك وابن أبي ذئب.ا. هـ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:23 ص]ـ
والحديث السابق أخرجه الإمام مالك في موطأه وصرح بأنه لا يعمل به! مع أنه حديث صحيح مشهور بين علماء المدينة، حتى قال عنه الإمام أحمد (كما في العلل 1|539): «هذا خبر موطوء (مشهور) في المدينة».
اخي محمد الامين باضافتك ارجوا منك ان توضح لماذا لم يعمل به مالك رضي الله عنه مع انه حديث صيح!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:25 ص]ـ
قال مالك في حديث ابن عمر: المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يفترقا إلا بيع الخيار قال مالك: ليس لهذا عندنا حد معروف ولا أمر معمول به فيه وقد كان ابن مسعود يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [أيما بيعتين تبايعا فالقول ما قال البائع أو يترادان]
قال ابن وهب: وقد ذكر إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة عن ابن لعبد الله بن مسعود أنه حدثه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا اختلف المتبايعان استحلف البائع ثم كان المبتاع بالخيار إن شاء أخذ وإن شاء ترك]
قال سحنون وقال أشهب: الذي اجتمع عليه أهل العلم من أهل الحجاز أن البائعين إذا أوجبا البيع بينهما فقد لزم ولا خيار لواحد منهما إلا أن يكون اشترط الخيار أحدهما فيكون ذلك المشترط على الخيار على صاحبه وليس العمل على الحديث الذي جاء البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ونرى والله أعلم أنه منسوخ لقول رسول الله صلى الله وسلم: [المسلمون على شروطهم] ولقوله صلى الله عليه وسلم: [إذا اختلف البيعان استحلف البائع]
قال سحنون وقال غيره: فلو كان الخيار لهما كلف البائع اليمين ولقال هب الأمر كما قال المبتاع أليس لي أن لا أقبل وأن يفسخ عني البيع فإذا صادقته على البيع كان لي أن لا يلزمني فإذا خالفته فذلك أبعد من أن يلزمني
ابن وهب وقد قال مالك: الأمر عندنا في الذي يشتري السلعة من الرجل فيختلفان في الثمن فيقول البائع: بعتكها بعشرة دنانير ويقول المشتري: اشتريتها بخمسة دنانير أنه يقال للبائع: إن شئت فأعط المشتري بما قال وإن شئت فاحلف بالله ما بعت سلعتك إلا بما قلت فإن حلف قيل للمشتري إما أن تأخذ السلعة بما قال البائع وإما أن تحلف بالله ما اشتريتها إلا بما قلت فإن حلف برىء منها وذلك أن كل واحد منهما مدع على صاحبه
قال سحنون: وأخبرني ابن وهب ووكيع عن سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح قال: إذا اختلف البائعان وليس بينهما بينة قال: إن حلفا ترادا وإن نكلا ترادا وإن حلف أحدهما ونكل الآخر لزمه البيع من المدونة.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:32 م]ـ
ولا يزال طالب العلم نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين، ويقضى لبعضهم على بعض
تأمل مفهوم الغاية من هذه الجملة، وقارن بما ترى، ثم اسأل الله السلامة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 05, 06:28 م]ـ
و عوض أن نقول: (وأحمد بن حنبل إمام أهل الحديث ومن العارفين جداً بأحوال مالك وابن أبي ذئب.) و كأن الأخ محمد الأمين ببيانه هذا ينحاز إلى جهة معينة.
كلا يا أخي لست موافقا للفتوى لكن قصدي صحة القصة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 05 - 05, 08:52 م]ـ
فما معنى قولك إذاً في مقالك عن الإمام مالك ... : ( ... وقال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك». أي أن أحمد موافق لفتوى ابن أبي ذئب في استتابة مالك).
وقولك مرة أخرى في نفس المقال:
( ... بل قد تجده يذكر الحديث الصحيح في موطأه ثم يعلن بصراحة رفضه العمل به، دون أن يُبيّن مبرره في ذلك. وهذا مما أثار عليه نقمة بعض أهل الحديث، بما فيهم ابن أبي ذئب (أحد كبار فقهاء المدينة) وأفتى فيه الفتوى التي نقلها وأيدها الإمام أحمد بن حنبل، كما سبق ذكره).
ثم إن القصة كاملة هكذا؛ قال الإمام يعقوب بن سفيان في كتابه المعرفة والتاريخ 1/ 686: (حدثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال: يستتاب وإلاّ ضربت عنقه - ومالك لم يرد الحديث و لكن تأوله على غير ذلك - فقال له شامي: - سقطت هذه الكلمة من المطبوع- من أعلم مالك أو ابن أبي ذئب؟ قال: ابن أبي ذئب في هذا أكثر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في بدنه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهوله - وفي غيره يمهله، وأخرى يهبه - أن قال له الحق قال: الظلم فاش ببابك، وأبو جعفر أبو جعفر).و عنه ذكرها كذلك كاملة الخطيب في تاريخه 1/ 302، وأبو يعلى في طبقاته 1/ 251.
فلماذا تذكر القصة مبتورة؟ وقد علمت منذ زمن تمامها. ولماذا ... ولماذا ... ؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/408)
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:07 م]ـ
هذا لمن كان له قلب يفقه به
ولكل من نجاه الله من العصبية الجاهلية
الإمام مالك، عليه رحمة الله ليس من هو مثلي من يترجم له
إنما يترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، وباقي علماء المسلمين
نعم قالها مالك رحمه الله
ولكن ليس كما يحلو للبعض أن ينقل
ودعونا من كتب الحواشي لنعود إلى الموطأ، الحديث رقم 1958 رواية يحيى طبعة الدكتور بشار
يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
قَالَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ وَلاَ أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ.
هذا ما قاله مالك، والرجل بشر يخطئ ويصيب
وقد رجع عن ذلك
وارجع إلى آخر موطأ قُرئ على مالك، وهو برواية أبي مصعب الزهري، رقم 2664 طبعة الدكتور بشار ومحمود خليل
وفيها:
حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
ولا يوجد حرف زيادة على ذلك
وهذا آخر ما قرئ على مالك
والآخر ينسخ الأول
ورحم الله مالكًا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 12:56 ص]ـ
جزى الله الشيخ المسيطير خير الجزاء، وكل من أفاد بعده.
ونسأل الله السلامة من الوقوع في أعراض أهل العلم، فإنه الطريق الذي لا نهاية له.
ونسأل الله أن يلهمنا قول الحق والصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 12 - 06, 11:15 م]ـ
هذا لمن كان له قلب يفقه به
ولكل من نجاه الله من العصبية الجاهلية
الإمام مالك، عليه رحمة الله ليس من هو مثلي من يترجم له
إنما يترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، وباقي علماء المسلمين
نعم قالها مالك رحمه الله
ولكن ليس كما يحلو للبعض أن ينقل
ودعونا من كتب الحواشي لنعود إلى الموطأ، الحديث رقم 1958 رواية يحيى طبعة الدكتور بشار
يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
قَالَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ وَلاَ أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ.
هذا ما قاله مالك، والرجل بشر يخطئ ويصيب
وقد رجع عن ذلك
وارجع إلى آخر موطأ قُرئ على مالك، وهو برواية أبي مصعب الزهري، رقم 2664 طبعة الدكتور بشار ومحمود خليل
وفيها:
حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
ولا يوجد حرف زيادة على ذلك
وهذا آخر ما قرئ على مالك
والآخر ينسخ الأول
ورحم الله مالكًا
ما رأي الإخوة الفضلاء في تعليق الأخ الفاضل/ أبو المعاطي؟!
وسؤال مهم:
كيف نجمع بين قول من يقول بأنه ليس عليه عمل أهل المدينة وما نقل عن الإمام أحمد؟!! وأبي ذئب وهو من أئمة المدينة؟!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 06:33 م]ـ
قال ابن عبد البر في الاستذكار (2/ 53)
(ورواية يحيى متأخرةٌ عن مالك وهو آخر مَن روى عنه وشَهِد موتَه بالمدينة)(45/409)
هل الكلب الاسود شيطان? ام ان له معنى الشيطان ?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:03 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل الكلب الاسود شيطان? ام ان له معنى الشيطان ?
وما اكثر الكلاب السود هنا في بلاد الروم
اعزكم الله
افيدونا
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:24 ص]ـ
حياك الله أخي ...
لو افترضنا أن الكلب الأسود شيطان حقيقة.
يقول الحافظ في الفتح:
"وقد علم أن الشيطان لو مر بين يدي المصلي لم تفسد صلاته كما سيأتي في الصحيح " إذا ثوب بالصلاة أدبر الشيطان فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه " الحديث , وسيأتي في " باب العمل في الصلاة " حديث " إن الشيطان عرض لي فشد علي " الحديث. وللنسائي من حديث عائشة " فأخذته فصرعته فخنقته " ولا يقال قد ذكر في هذا الحديث أنه جاء ليقطع صلاته ; لأنا نقول: قد بين في رواية مسلم سبب القطع , وهو أنه جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهه , وأما مجرد المرور فقد حصل ولم تفسد به الصلاة" أ. هـ.
وهذا تعليل يستفاد منه عدم لزوم أن يكون الكلب الأسود شيطاناً حقيقة لأنه لو مرّ الشيطان من أمام المصلي فإنه لا يقطع صلاته.
وقال النووي في شرح مسلم:
احتج به (أي حديث الكلب الأسود شيطان) أحمد بن حنبل وبعض أصحابنا في أنه لا يجوز صيد الكلب الأسود البهيم , ولا يحل إذا قتله لأنه شيطان , إنما حل صيد الكلب. وقال الشافعي ومالك وجماهير العلماء: يحل صيد الكلب الأسود كغيره , وليس المراد بالحديث إخراجه عن جنس الكلاب , ولهذا لو ولغ في إناء وغيره وجب غسله كما يغسل من ولوغ الكلب الأبيض"
وتعليل الشافعي ومالك أقوى ها هنا وكذلك اعتبارهما الكلب الأسود من جنس سائر الكلاب.
وعندي تعليل آخر وهو مستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنهن يرين ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل؛ فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار، وأوكؤا القرب، وأكفؤا الآنية"
(صحيح الجامع).
ولفظ "الكلاب" في الحديث يعم الأسود وغيره ومع ذلك فرق بين الكلاب ووجود الشيطان فأمر بالتعوذ من الشيطان. ولو افترضنا أن أغلب أو بعض هذه الكلاب سوداً وبالتالي "شياطيناً" لكان هناك أمر بالاستعاذة منها كذلك، ولكن هذا لا يستقيم لعطفه نهيق الحمير على نباح الكلاب والحمير ليست شياطيناً.
وبالتالي يحمل المعنى على وجه آخر من الدلالة اللغوية. قال ابن منظور في اللسان، مادة (ش ط ن):
((والشيطان كل عاتِ متمردّ من إنسٍ أو جن أو دابَّةٍ.
قال جرير:
أيام يدعونني الشيطان من غزلٍ === وهنَّ يهوينني إذ كنت شيطانا
والعرب تسمّي الحيَّة شيطانًا. ومنهُ قول بعضهم يصف ناقةً
تلاعب مَتْنَى حضرمي كأنهُ === تعمُّج شيطانٍ بذي خروعٍ قفرِ)) انتهى كلامه.
وعلى هذا يكون المعنى المتمرد العاتِ من الكلاب. وهو أمر معروف و مشاهد في مملكة الكلاب.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:59 م]ـ
مشاركة في الفائدة أذكر فوائد حول الكلب الأسود:
صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم.
اخرجه أبو داود وصححه الألباني
وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 43) وحسنه:
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن الكلاب أمة من الأم لأمرت بقتل كل أسود بهيم فاقتلوا المعينة من الكلاب فانها الملعونة من الجن. رواه ابو يعلي والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (19/ 52):
الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال رسول الله فان الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 106):
فصل الفرق بين الكلب الأسود وغيره في قطع الصلاة يوافق القياس
وأما قوله وفرق بين الكلب الأسود وغيره في قطع الصلاة فهذا سؤال أورده عبد الله بن الصامت على أبي ذر وأورده أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم وأجاب عنه بالفرق البين فقال الكلب الأسود شيطان وهذا إن أريد به أن الشيطان يظهر في صورة الكلب الأسود كثيرا كما هو الواقع فظاهر وليس بمستنكر أن يكون مرور عدو الله بين يدي المصلى قاطعا لصلاته ويكون مرورة قد جعل تلك الصلاة بغيضة إلى الله مكروهة له فيأمر المصلي بأن يستأنفها وإن كان المراد به أن الكلب الأسود شيطان الكلاب فإن كل جنس من أجناس الحيوانات فيها شياطين وهي ما عتا منها وتمرد كما أن شياطين الإنس عتاتهم ومتمردوهم والإبل شياطين الأنعام وعلى ذروة كل بعير شيطان فيكون مرور هذا النوع من الكلاب وهو من أخبثها وشرها مبغضا لتلك الصلاة إلى الله تعالى فيجب على المصلي أن يستأنفها وكيف يستبعد أن يقطع مرور العدو بين الإنسان وبين وليه حكم مناجاته له كما قطعها كلمة من كلام الآدميين أو قهقهة أو ريح أو ألقى عليه الغير نجاسة أو نومه الشيطان فيها وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن شيطانا تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي وبالجملة فللشارع في أحكام العبادات أسرار لا تهتدي العقول إلى إدراكها على وجه التفصيل وإن أدركتها جملة.
قال الشبلي في آكام المرجان (ص 46):
إنما قال ذلك على طريق التشبيه لها بالجن لأن الكلب الأسود أشر الكلاب وأقلها نفعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/410)
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:22 م]ـ
للشيخ احسان العتيبي كتاب مطبوع عن الكلاب، والشيخ مشارك في هذا الملتقى فلعله يفيدنا بذلك.
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:07 م]ـ
للشيخ احسان العتيبي كتاب مطبوع عن الكلاب، والشيخ مشارك في هذا الملتقى فلعله يفيدنا بذلك.
لا تؤاخذني أخي، أضحك الله سنك، فقد انفجرت ضاحكاً عندما قرأت العبارة المكتوبة بالأحمر. أخي، مرة أخرى لا تؤاخذني لكن وقع العبارة وأسلوبها أدخل عليّ السرور اليوم:).
نفع الله بك واستغفر الله من خطئي وعمدي.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:54 م]ـ
بارك الله فيكم
واجزل لكم المثوبة والاجر
وفيما يبدو ان الخلاف قوي في هذه المسالة
كذلك المباركفوي لم يرجح شيء في تحفة الاحوذي
واعتذر على التاخر في الرد
لكن حمي الوطيس مع اختبارات الجامعة
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:11 م]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله الفتاوي (52\ 19)
وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة أه
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:10 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله الفتاوي (52\ 19)
وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة أه
قلت: وفي هذا المعنى فائدة لغوية وهي أن قولهم شيطان قد يكون من (شاط) أي احترق والشيء المحترق عادة ما يسوَدّ ويتفحّم، ولكن النون أصلية وقال البعض زائدة، وفي ذلك يقول ابن منظور في اللسان:
((شاطَ الشيءُ يشِيط شَيْطًا وشِيَاطةً وشَيْطُوطةً احترق. والسمن والزيت خثر أو نضج حتى كاد يهلك. وفلانٌ هلك. ومنهُ الشَيطان في قولٍ. وقيل هو من شطن فتكون نونهُ أصليَّة ووزنهُ فيعال ومعناهُ البعيد عن الرحمة فينصرف. وعلى الأول تكون نونهُ زائِدٌ ووزنهُ فَعْلانُ ومعناهُ الهالك فلا ينصرف عند من يكتفي بانتفاءِ فعلانة ولا يطلب وجود فَعْلى. وبعضهم يأخذهُ من معنى الاحتراق على أنهُ مخلوقٌ من النار.)) أ. هـ.
وعلى هذا المعنى يمكن أن يكون الكلب شيطاناً حقيقة ويمكن أن يكون شيطاناً مجازاً أي يأخذ معنى التمرد والعتوّ والبعد عن المألوف. وسواء كان هذا المعنى أو ذاك فكلاهما مذمومان ومناسبان لتبرير الحكمة من كون الكلب الأسود يقطع الصلاة ولا يمنع وجود حكَم أخرى. مع العلم أن قطع الصلاة في هذه الحال (كما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله) لا يعني بطلانها وإنما الانتقاص من أجرها، فيكون بذلك قطع لتمام وكمال الصلاة لا قطع لمطلق الصلاة.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:05 م]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- فى الشرح الممتع فى كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة:-
..... و قد سُئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما فى حديث أبى ذر: ما بال الأسود من الأحمر و الأصفر و الأبيض؟ قال: ((الكلب الأسود شيطان)) .. شيطان جن أو شيطان كلاب؟
الصحيح: أنه شيطان كلاب لا شيطان جن , و الشيطان ليس خاصا بالجن , قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ} فالشيطان كما يكون في الجن يكون في الإنس , و يكون في الحيوان , فمعنى شيطان في الحديث أى شيطان كلاب , لأنه أخبثها و لذلك يقتل على كل حال و لا يحل صيده , بخلاف غيره. أهـ
و قال الشيخ أيضا:-
و الدليل على أن الكلب الأسود يبطل الصلاة: حديث أبي ذر و فيه حكم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه: ((يقطع الصلاة: المرأة , و الحمار , و الكلب الأسود , إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل)) , و في بعض هذه الأحاديث الإطلاق كحديث عبد الله بن مغفل , و حديث أبى هريرة.
وقوله ((يقطع)):
واضح أنه يبطل , لأن قطع الشئ فصل بعضه عن بعض , تقول قطعت السلك أي فصلت بعضه عن بعض , فإذا مرَّ من يقطع الصلاة لم يمكن أن يبني آخرها على أولها فهذا هو الدليل. و هذا الدليل يقتضي أن الذي يقطع الصلاة ثلاثة , و ليس الكلب الأسود البهيم فقط .. أهـ
و قال الشيخ أيضا:-
و على هذا فيكون القول الراجح فى هذه المسألة: أن الصلاة تبطل بمرور المرأة و الحمار و الكلب الأسود , و لا مقاوم لهذا الحديث يعارضه حتى نقول: إنه منسوخ أو مخصص , بل تبطل , و يجب أن يستأنف , و لا يجوز أن يستمر حتى لو كانت الصلاة نفلاً , لأنه لو استمر لأستمر فى عبادة فاسدة و الإستمرار فى العبادات الفاسدة محرم , و نوع من الإستهزاء بالله عزّ و جلّ , إذ كيف نتقرب إلى الله بما لا يرضاه الله؟!. أهـ
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الاستدراك. وهذا وهم مني في عبارة قد قرأتها للشيخ رحمه الله وهي:
((وأما ما يقطع الصلاة فإنه لا يقطع الصلاة إلا مرور المرأة البالغة أو الكلب الأسود أو الحمار وما سوى ذلك لا يقطع الصلاة لكنه ينقصها)) أ. هـ.
المصدر: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4550.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/411)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:38 م]ـ
أخى الفاضل عبد ... و إياك أخى الفاضل ...
بارك الله فيك ... أسأل الله أن يرزقنا ظل عرشه ..
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:01 م]ـ
و رجح أيضا أن المعنى: شيطان الكلاب - الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان سمعته منه، و استدل على هذا بدليل لطيف ملخصه أنه جاء الأمر بقتل الأسود البهيم من الكلاب و جاء النهي عن قتل الدواب - الثعابين - التي في البيوت حتى يستعذر منها ثلاث لأنها جن ... فلو كان الأسود شيطان لما أمرنا بقتله.
ربما يقول قائل هذا في حق مسلمي الجن، و هم لا يسمون شياطين ... و الله أعلم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:13 م]ـ
معذرة أخى الفاضل أبو سليمان بارك الله فيك ....
ليتك تخبرنا بالتفصيل عن:-
و جاء النهي عن قتل الدواب - الثعابين - التي في البيوت حتى يستعذر منها ثلاث لأنها جن ... فلو كان الأسود شيطان لما أمرنا بقتله.
ربما يقول قائل هذا في حق مسلمي الجن، و هم لا يسمون شياطين ... و الله أعلم
أرو أن تفصل هذه الجزئيه لأنى لا أعرف شئ عن هذا الأمر!!! و ما معنى يستعذر منها ثلاث؟؟! و كيف السبيل لذلك؟؟!!
صدقنى السؤال للإستفسار فقط لأنى بالفعل أجهل هذا الأمر تماما ...
و جزاك الله خيرا ..
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 02:58 ص]ـ
نعم احسن الله اليك ابو شعبة
فقد ذكر الترمذي رحمه الله في الجامع في كتاب الاحكام والفوائد
باب ما جاء في قتل الحيات
حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبيد الله بن عمر عن صيفي عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لبيوتكم عمارا فحرجوا عليهن ثلاثا فإن بدا لكم بعد ذلك منهن شيء فاقتلوهن
قال أبو عيسى هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث عن صيفي عن أبي سعيد الخدري وروى مالك بن أنس هذا الحديث عن صيفي عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث قصة حدثنا بذلك الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك وهذا أصح من حديث عبيد الله بن عمر وروى محمد بن عجلان عن صيفي نحو رواية مالك
قال الشارح المباركفوري- رحمه الله -:
قوله: (إن لبيوتكم عمارا)
أي سواكن
(فحرجوا عليهن ثلاثا)
بتشديد الراء المكسورة أي ضيقوا أي قولوا لها أنت في حرج أي ضيق إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل كذا في النهاية وفي شرح مسلم للنووي. قال القاضي عياض: روى ابن الحبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول: " أنشدتكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داود عليهما السلام أن لا تؤذونا ولا تظهروا لنا " ونحوه عن مالك
(فإن بدا)
أي ظهر
(بعد ذلك)
أي بعد التحريج
(فاقتلوا)
وفي رواية لمسلم: " فاقتلوه فإنه كافر " , وفي رواية أخرى له: " فاقتلوه فإنه شيطان ". قال القاري في المرقاة: أي فليس بجني مسلم. بل هو إما جني كافر , وإما حية وإما ولد من أولاد إبليس , أو سماه شيطانا لتمرده وعدم ذهابه بالإيذان , وكل متمرد من الجن والإنس والدابة يسمى شيطانا. وفي شرح مسلم للنووي: قال العلماء إذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت ولا ممن أسلم من الجن بل هو شيطان فلا حرمة له فاقتلوه ولن يجعل الله له سبيلا إلى الإضرار بكم.
قوله: (وروى مالك بن أنس هذا الحديث)
رواه في آخر الموطأ
(وفي الحديث قصة)
رواه مسلم بقصته.
وقال في شرح الحديث الذي يليه:
اعلم أنه ورد في قتل الحيات أحاديث مختلفة , ولأجل ذلك اختلف أهل العلم , فذهب طائفة منهم إلى قتل الحيات أجمع , في الصحاري والبيوت , بالمدينة وغير المدينة , ولم يستثنوا نوعا وجنسا ولا موضعا , واحتجوا في ذلك بأحاديث جاءت عامة , وقالت تقتل الحيات أجمع , إلا سواكن البيوت بالمدينة وغيرها , فإنهن لا يقتلن , لما جاء في حديث أبي لبابة وزيد بن الخطاب من النهي عن قتلهن بعد الأمر بقتل جميع الحيات. وقالت طائفة: تنذر سواكن البيوت في المدينة وغيرها فإن بدين بعد الإنذار قتلن. وما وجد منهن في غير البيوت يقتل من غير إنذار. وقال مالك: يقتل ما وجد منها في المساجد , واستدل هؤلاء بقوله صلى الله عليه وسلم: " إن لهذه البيوت عوامر , فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا , فإن ذهب وإلا فاقتلوه " , وقالت طائفة: لا تنذر إلا حيات المدينة فقط , وأما حيات غير المدينة في جميع الأرض والبيوت , فتقتل من غير إنذار. وقالت طائفة: يقتل الأبتر وذو الطفيتين من غير إنذار سواكن بالمدينة وغيرها. ولكل من هذه الأقوال وجه قوي ودليل ظاهر كذا في الترغيب للمنذري.
وفقكم الله(45/412)
عاجل: سؤال في الميراث
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
وبعد،
المسألة: مات وترك إخوة وأخوات وأولاد أخ
السؤال: هل يرث أولاد الأخ نصيب أبيهم المتوفى؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:57 م]ـ
جزاك الله خيرا على اهتمامك بأمور دينك ياأخي أحمد
أما بالنسبة لسؤالك في الميراث فإن المقرر عند أهل العلم أن الإخوة يحجبون أولاد الأخ ولو كان أبوهم متوفى هذا إذا كان الإخوة أشقاء أو كانوا إخوة لأب
أما إذا كانوا إخوة لأم فإنهم لايحجبون أبناء الأخ
والقاعدة في التقديم بالعصبة عند أهل العلم أنه يقدم بالجهة ثم بالقرب ثم بالقوة
ومن المعلوم أن الإخوة وأبناء الأخ في جهة واحدة وهي جهة الأخوة لكن لما انتقلنا إلى المرحلة الثانية من مراحل التقديم وهي التقديم بالقرب وجدنا الإخوة أقرب من أبناء الإخوة فيكون الميراث لهم ولايرث أبناء الإخوة شيئا
وكلامي هذا كله في الأبناء الذكور للأخ أما بنات الأخ فهم من ذوي الأرحام لايرثون ولو لم يوجد الإخوة
وقد حصل خلاف فيما إذا عدم الورثة للميث مطلقا سواء كانوا يرثون بالتعصيب أو بالفرض فهل يرث ذوو الأرحام أو لا؟ وامذهب عند الحنابلة أنهم يرثون
لعلي أطلت عليك ياأخي أحمد وزبدة الجواب أنهم لايرثون نصيب أبيهم المتوفى
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:49 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإجابة الشافية الكافية
ونفع الله بك إن شاء الله، وجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[ياسر30]ــــــــ[12 - 05 - 05, 11:39 ص]ـ
الأخ أبو الدحمى حفظه الله
تقول: أما بنات الأخ فهم من ذوي الأرحام لايرثون ولو لم يوجد الإخوة
هل ذوو الأرحام هم أبناء الأخت أم بنات الأخ؟؟؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:22 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي ياسر
بالنسبة لإجابة سؤالك أقول:إن بنات الأخ، وأبناء الأخت كلهم من ذوي الأرحام
وإليك قاعدة قعدها بعض العلماء في من يرث من إناث الحواشي حيث قال:
لايرث من نساء الحواشي إلا الأخوات سواء كن شقائق أو لأب أو لأم أما ماعداهن من العمات والخالات وبناتهن وبنات الإخوة وبنات الأخوات فهؤلاء كلهن من ذوات الأرحام(45/413)
هل صح حديث هاروت وماروت؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[10 - 05 - 05, 03:50 م]ـ
عن مجاهد قال: كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر، فلما كان ذات ليلة قال لغلامه: انظر طلعت الحمراء؟ لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله، هي صاحبة الملكين، قالت الملائكة: رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام، وينتهكون محارمك، ويفسدون في الأرض؟ فقال: إني قد ابتليتهم، فلعلي إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون؟ قالوا: لا. قال: فاختاروا من خياركم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت، فقال لهما: إني مهبطكما إلى الأرض، وأعهد إليكما: أن لا تشركا بي شيئا، ولا تزنيا، ولا تخونا، فأهبطا إلى الأرض، وألقى عليهما الشبق، وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة، فتعرضت لهما، فأراداها عن نفسها، فقالت: إني على دين لا يصلح لأحد أن يأتيني إلا إن كان على مثله. فقالا وما ذلك؟ قالت: المجوسية. قالا: الشرك هذا لا نقربه. فسكتت عنهما ما شاء الله، ثم تعرضت لهما، فأراداها عن نفسها، فقالت: ما شئتما غير أن لي زوجا، وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح، فإن أقررتما بديني، وشرطتما لي أن تصعداني إلى السماء فعلت، فأقراها وأتياها، ثم صعدا بها، فلما انتهيا بها اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما، فوقعها يبكيان، وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين، فإذا كان يوم الجمعة أجيب، فقالا: لو أتينا فلانا فسألناه أن يطلب لنا التوبة، فأتياه، فقال: رحمكما الله كيف يطلب أهل الأرض لأهل السماء؟ فقالا: إنا قد ابتلينا. قال: إئتياني، فقال: اختاروا قد خيرتما، إن أحببتما معاقبة الدنيا وأنتما في الآخرة على حكم الله، وإن أحببتما عذاب الآخرة، فقال أحدهما: الدنيا لم يمض منها إلا قليل، وقال الآخر: ويحك إني قد أطعتك في الأمر فأطعني الآن، إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى، فقال أما تخشى أن يعذبنا في الآخرة؟ فقال: لا إني لأرجو إن علم الله إنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا، فاختاروا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليها وسافلها
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:18 م]ـ
لو استخدمت خاصية البحث في الملتقى أخي الكريم
تفيدك هذه الروابط إن شاء الله تعالى
هاروت وماروت
http://72.29.70.243/vb/showthread.php?t=15503&highlight=%E5%C7%D1%E6%CA
الحد الفاصل في هاروت وماروت (منقول)
http://72.29.70.243/vb/showthread.php?t=20879&highlight=%E5%C7%D1%E6%CA
هاروت وماروت
http://72.29.70.243/vb/showthread.php?t=14825&highlight=%E5%C7%D1%E6%CA(45/414)
هل تطيول الشعر للرجال الى منتصف الظهر مخالف للسنة؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:26 م]ـ
لأن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
اللمة والوفرة والجمة؟
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:29 م]ـ
السؤال:
طلب زوجي أن أضفر شعر رأسه، وسألته عن حكم ذلك في الإسلام، فأورد أقوالا لبعض العلماء حول تضفير شعر الرجال، فهل ذلك صحيح؟ أنا أسأل عن ذلك ليس لأني لا أصدقه، لكني أريد أن أعرف هل هناك رأي آخر؟ لأن الأمر غريب بالنسبة لي.
الجواب:
الحمد لله
تطويل الشعر ليس من السنة التي يؤجر عليها المسلم؛ إذ هو من أمور العادات، وقد أطال النبي صلى الله عليه وسلم شَعره وحَلَقَه، ولم يجعل في تطويله أجراً، ولا في حلقه إثماً، إلا أنه أمر بإكرامه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كان له شعر فليكرمه). رواه أبو داود (4163) وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 368).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجِّل رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض. رواه البخاري (291).
والترجيل هو تسريح الشعر.
وكان شعره صلى الله عليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه، وكان يضرب منكبيه، وكان – إذا طال شعره - يجعله أربع ضفائر.
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعرُه منكبيه. رواه البخاري (5563) ومسلم (2338).
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه. رواه البخاري (5565) ومسلم (2338).
وفي رواية عند مسلم: (كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة. رواه الترمذي (1755) وأبو داود (4187) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن.
الجُمَّة: شعر الرأس إذا سقط على المنكبين.
وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر. رواه الترمذي (1781) وأبو داود (4191) وابن ماجه (3631). والحديث: حسَّنه ابن حجر في "فتح الباري"، وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" (23).
والغدائر هي الضفائر.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وما دل عليه الحديث من كون شعره صلى الله عليه وسلم كان إلى قرب منكبيه كان غالب أحواله، وكان ربما طال حتى يصير ذؤابة ويتخذ منه عقائص وضفائر كما أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أم هانئ قالت: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر) وفي لفظ: (أربع ضفائر) وفي رواية ابن ماجه: (أربع غدائر يعني ضفائر) وهذا محمول على الحال التي يبعد عهده بتعهده شعره فيها وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه " انتهى باختصار. "فتح الباري" (10/ 360).
وهذا الأمر كان في عرف ذلك الزمان مقبولاً ومتعارفاً عليه، فإذا اختلف العرف وكان المسلم في مكان لم يعتد أهله عليه، أو نظروا إلى فاعله على أنه متشبه بأهل الفسق؛، فلا ينبغي فعله.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" إطالة شعر الرأس لا بأس به، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر يقرب أحيانا إلى منكبيه، فهو على الأصل، لا بأس به، ولكن مع ذلك هو خاضع للعادات والعرف، فإذا جرى العرف واستقرت العادة بأنه لا يستعمل هذا الشيء إلا طائفة معينة نازلة في عادات الناس وأعرافهم؛ فلا ينبغي لذوي المروءة أن يستعملوا إطالة الشعر حيث إنه لدى الناس وعاداتهم وأعرافهم لا يكون إلا من ذوي المنزلة السافلة! فالمسألة إذاً بالنسبة لتطويل الرجل لرأسه من باب الأشياء المباحة التي تخضع لأعراف الناس وعاداتهم فإذا جرى بها العرف وصارت للناس كلهم شريفهم ووضيعهم؛ فلا بأس به، أما إذا كانت لا تستعمل إلا عند أهل الضعة؛ فلا ينبغي لذوي الشرف والجاه أن يستعملوها، ولا يرِد على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف الناس وأعظمهم جاها - كان يتخذ الشعر لأننا نرى في هذه المسألة أن اتخاذ الشعر ليس من باب السنة والتعبد، وإنما هو من باب اتباع العرف والعادة.
"فتاوى نور على الدرب".
فما قاله زوجكِ من كون النبي صلى الله عليه وسلم كان له أربع ضفائر: صحيح، ولكن لا يعني ذلك أنه سنة يثاب الإنسان عليها، بل يراعي في ذلك عادات الناس، وما تعارفوا عليه، وقد اختلف العرف الآن في أكثر البلاد عما كان عليه الأمر قديماً.
قال ابن عبد البر رحمه الله:
صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات – جمع جمة ووفرة وسبق بيان معانيها -، وأضْربَ عنها أهل الصلاح والستر والعلم، حتى صار ذلك علامة من علاماتهم، وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء! وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم - أو حشر معهم –) فقيل: مَن تشبه بهم في أفعالهم، وقيل: من تشبه بهم في هيئاتهم، وحسبك بهذا، فهو مجمل في الاقتداء بهدي الصالحين على أي حال كانوا، والشعر والحلق لا يغنيان يوم القيامة شيئاً، وإنما المجازاة على النيات والأعمال، فرب محلوق خيرٌ من ذي شعْرٍ، وربَّ ذي شعرٍ رجلاً صالحاً. "التمهيد" (6/ 80).
والخلاصة: أنه ينبغي اتباع العرف والعادة في ذلك، حتى لا يعرض المسلم نفسه للسخرية واغتياب الناس له.
والله أعلم.
الشيخ محمد المنجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/415)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:47 م]ـ
قال الامام احمد: " هو سنة -اي اتخاذ الشعر- لو قدرنا عليه اتخذناه لكن له كلفة ومؤونة
انظر الرابط التالي
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=90&MaksamID=16&ParagraphID=145&Sharh=0&HitNo=2&Source=1&SearchString=G%241%23%C7%E1%D4%DA%D1%20%D3%E4%C9%2 30%230%230%23%23%23%23%23
ـ[محمد البراك]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:42 م]ـ
ذكر ابن القيم في زاد المعاد - إن لم أهم - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعهد عنه أنه حلق إلا في نسك.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:17 م]ـ
أشكر للإخوة تفاعلهم وجزاهم الله خيرا
ـ[الساري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:40 م]ـ
وقد ذكر فضيلة الشيخ خليل المديفر في شرحه للمحرر بأن من العادات في عهد الرسول وليس من السنة واستدل على أنه ليس بسنة بأن الرسول حلق شعر أولاد جعفر بن أبي طالب عند موته، ثم رد على من احتج بحديث ابن عمر ((احلقوه كله، أو اتركوه كله)) بأن الرسول لم يقل ذلك ابتداء ولكن قاله لمنكر رآه فأراد تغييره.
ـ[علي سليم]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:41 م]ـ
انا بصدد كتابة بحث شامل و جامع حول هذا الموضوع و يلزمه بعض الوقت اعانني الله تعالى على اتمامه و نشره ...
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:57 ص]ـ
من باب الإضافة ..
1 - لا بد من معرفة أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن كله، وفعله خير من تركه .. هذا في الجملة،
2 - والأصل التأسي ومن استثنى فعليه الدليل.
3 - والذي يظهر أن وفرة الشعر لم تكن عرفاً مستقراً عند أهل بلده حتى يقال إنه فعله من باب العادة المحضة التي تنفي الاختيار.
4 - وصح من حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد وأبوداود وغيرهما .. فإذا كان التشبه بالكفار في الشعر ونحوه مذموماً في الجملة فالتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشعر ممدوح في الجملة ..
فالذي يظهر أن الذي يفعله تأسياً مأجور.
وكوننا نتركه الآن هو من باب تعارض المصالح، لأنه يخشى الآن من كونه شهرة أو خيلاء أو تشبهاً بأهل الضعة أو لغير ذلك، بحيث إنه لو انتفى المحذور من ذلك لعاد الأمر على مشروعية التأسي في الجملة.
والأمر قابل للمباحثة ..
ـ[الوليد بن أحمد الأثري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:06 م]ـ
سبحان الله
نحن أولى بالتشبه بنبينا -صلوات ربي و سلامه عليه- من أهل الفسق و كما قيل لي أن موضوع حلاقة الشعر أصلا بالطريقة التي نراها اليووم انما هي وافدة الينا من الروم
و كما قرأت في غير حديث أن النبي و كثير من صحابته الكرام كانوا أصحاب شعور و حديث الرايات السود على الرغم من ضعفه انما يدل عل ان الناس و قت و ضع هذا الحديث كانوا أصحاب شعور في حين أن الروم كاموا يحلقون شعورهم اذا واجهوا المسلمين لأن المسلمون كانوا يمسكونهم من شعرهم و يذبحونهم فأصبحت العادة عند الروم هي الحلاقه ثم انتقلت الينا ولا حول و لا قوة إلا بالله
و في زمننا هذا أقول رداً على من زعم بأن عادة أهل الفسق
انظروا الى صور القائد خطاب و أبو الوليدد الغامدي تقبلهم الله في عداد شهداء الشيشان و انظروا الى صور مجهادي أفغانستان فقد تأسوا بالنبي صلى الله عليه و سلم و أحيوا سنته هذه و الشيخ أبو محمد المقدسي أيضاً و هو من أهل السنه في الأردن قد تمسك بهذه السنة
ثانينا من حيث المظهر فإنك حين ترى أخ مطلق لحيته و مطولاٌ شعره فإنه بتأكيد ستشعر أنت انه مختلف عن من يتشبه بأهل الفسق
و لا أنكر أن موضوع تطويل الشعر يستغرب في بعض الأحيان من عوام الناس و لكن تجد من الشباب من يتشبه بالعلماء في ذلك مثلا حين كان الشيخ أبو اسحاق الحوين -حفظه الله- مطيلا لشعره تجد كثير من طلاب العلم و حتى شباب العوام من تأسى بالشيخ في ذلك
و أقول بأننا ليجب أن ننكر على أحد الاقتداء بالسنة فإذا أنكرنا على كل واحد فمن سيحيي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأقول نحن أولى و أحق بسنة نبيينا من أهل الفسق هذا و الله أعلى و أعلم
ـ[الوليد بن أحمد الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 09, 02:19 ص]ـ
و نحن مازلنا في انتظار بحث الشيخ علي سليم وفقه الله(45/416)
ما حكم هذا الإمام الذي يصلي بآية وآية ... ؟؟
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 04:48 م]ـ
قرأت خبرا هذا رابطه
http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=64956
فيه أن رجل إندونيسي صلى بالناس إماما وكان يقرأ القرآن أية بالعربية ثم يتلو التي تليها بالاندونيسية فاعتقلوه واتهموه بافساد عقائد الناس فما هو حكم الدين وقول أهل العلم في ذلك؟
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:21 م]ـ
هل يجوز الدعاء باللغة الإنجليزية؟
جـ: الحمدلله
الدعاء باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات جائز خارج الصلاة، وأما الصلاة فلا يجوز شيء منها بغير العربية عند جمهور العلماء.
على أن التزام المسلم باللغة العربية في سائر أحواله لا سيما في عباداته - وَالدعاء هو العبادة - لا شك أنه أولى وأفضل.
الشيخ عبد الكريم الخضير.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن ماذا إذا كان يقرأ القرآن خارج الصلاة بنفس الطريقة آيه بالعربية وآيه بالأعجميه؟؟؟(45/417)
نريد ترجمة للإمام أبو حنيفة فهل من مساعد
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:20 م]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أجد ترجمة الإمام أبو حنيفة
فقد شرعت فيها وأحتاج لزيادة في المصادر والتراجم حتى ألتقط منها ما لم أجده في غيرها لعل الله تعالى أن ينفعني بها في الرد على من قال أنه مرجئ ومن قال بكفره ومن لقبه بأبو جيفة
ونسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسنات كل من ساعدني في هذا البحث الذي أسأل الله تعالى الإخلاص فيه
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي وليد تفضل هذا الرابط لعله يفيدك في بحثك
http://www.islampedia.com/MIE2/tashrii/tarikh4.html
واستمع ايضا لهذه المواد الصوتية لعلك تجد فيها ما ينفعك
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=34936
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37724
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17017
اخوك ابو معاذ النجدي
ـ[أبو غازي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:01 م]ـ
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
كتاب المجروحين من المحدثين لابن حبان.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:41 م]ـ
الإمام أبو حنيفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه الفقيه الكوفي مولى تيم الله ابن ثعلبة وهو من رهط حمزة الزيات كان خزازا يبيع الخز وجده زوطي من أهل كابل وقيل من أهل بابل وقيل من أهل الأنبار وقيل من أهل نسا وقيل من أهل ترمذ وهو الذي مسه الرق فأعتق وولد ثابت على الإسلام وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس من الأحرار والله ما وقع علينا رق قط ولد جدي سنة ثمانين وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صغير فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته ونحن نرجو أن يكون الله تعالى قد استجاب ذلك لعلي فينا والنعمان بن المرزبان أبو ثابت هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الفالوذج في يوم المهرجان النيروز
406 فقال مهرجونا كل يوم هكذا قال الخطيب في تاريخه والله تعالى أعلم وأدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة رضوان الله عليهم وهم أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة ولم يلق أحدا منهم ولا أخذ عنه وأصحابه يقولون لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم ولم يثبت ذلك عند أهل النقل وذكر الخطيب في تاريخ بغداد أنه رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وأخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وسمع عطاء بن أبي رباح وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافعا مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهشام بن عروة وسماك بن حرب وروى عنه عبيد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح والقاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم وكان عالما عاملا زاهدا عابدا ورعا تقيا كثير الخشوع دائم التضرع إلى الله تعالى ونقله أبو جعفر المنصور من الكوفة إلى بغداد فأراده على أن يوليه القضاء فأبى فحلف عليه ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل فحلف المنصور ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل وقال إني لن أصلح إلى قضاء فقال الربيع بن يونس الحاجب ألا ترى أمير المؤمنين يحلف فقال أبو حنيفة أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني وأبى أن يلي فأمر به إلى الحبس في الوقت والعوام يدعون أنه تولى عدد اللبن أياما ليكفر بذلك عن يمنه ولم يصح هذا من جهة النقل وقال الربيع رأيت المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو يقول اتق الله ولا ترعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/418)
407 أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددتني أن تغرقني في الفرات أو تلي الحكم لاخترت أن أغرق ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك ولا أصلح لذلك فقال له كذبت أنت تصلح فقال له قد حكمت لي على نفسك كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب وحكى الخطيب أيضا في بعض الروايات أن المنصور لما بنى مدينته ونزلها ونزل المهدي في الجانب الشرقي وبنى مسجد الرصافة أرسل إلى أبي حنيفة فجيء به فعرض عليه قضاء الرصافة فأبى فقال له إن لم تفعل ضربتك بالسياط قال أو تفعل قال نعم فقعد في القضاء يومين فلم يأته أحد فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر فقال الصفار لي على هذا درهمان وأربعة دوانيق ثمن تور صفر فقال أبو حنيفة اتق الله وانظر فيما يقول الصفار قال ليس له علي شيء فقال أبو حنيفة للصفار ما تقول فقال استحلفه لي فقال أبو حنيفة للرجل قل والله الذي لا إله إلا هو فجعل يقول فلما رآه أبو حنيفة معتمدا على أن يقول قطع عليه وضرب بيده إلى كمه فحل صرة وأخرج درهمين ثقيلين وقال للصفار هذان الدرهمان عوض عن باقي تورك فنظر الصفار إليهما وقال نعم فأخذ الدرهمين فلما كان بعد يومين اشتكى أبو حنيفة فمرض ستة أيام ثم مات وكان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين أراده أن يلي القضاء بالكوفة أيام مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية فأبى عليه فضربه مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرة أسواط وهو على الامتناع فلما رأى ذلك خلى سبيله وكان أحمد بن حنبل رضي الله عنه إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة وذلك بعد أن ضرب أحمد على القول بخلق القرآن
408 وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة مررت مع أبي بالكناسة فبكى فقلت له يا أبت ما يبكيك فقال يا بني في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام في كل يوم عشرة أسواط على أن يلي القضاء فلم يفعل والكناسة بضم الكاف موضع بالكوفة قال الفضل بن غانم كان أبو يوسف مريضا شديد المرض فعاده أبو حنيفة مرارا فصار إلى آخر مرة فرآه ثقيلا فاسترجع ثم قال لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين ولئن أصيب الناس به ليموتن معك علم كثير ثم رزق العافية وخرج من الغد فأخبر أبو يوسف بقول أبي حنيفة فيه فارتفعت نفسه وانصرفت وجوه الناس إليه فعقد لنفسه مجلسا في الفقه وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة فسأل عنه فأخبر أنه عقد لنفسه مجلسا وأنه يلقي كلامك فيه فدعا رجلا كان له عنده قدر فقال سر إلى مجلس يعقوب فقل له ما تقول في رجل دفع إلى قصار ثوبا ليقصره بدرهم فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب فقال له القصار ما لك عندي شيء وأنكره ثم إن رب الثوب رجع إليه فدفع له الثوب مقصورا أله أجرة فإن قال لك له أجرة فقل له أخطأت وإن قال لا أجرة له فقل أخطأت فسار إليه وسأله فقال أبو يوسف له أجرة فقال أخطأت فنظر ساعة ثم قال لا أجرة له فقال له أخطأت فقام أبو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة فقال ما جاء بك إلا مسألة القصار قال أجل قال سبحان الله من قعد يفتي الناس وعقد مجلسا يتكلم في دين الله وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الاجارات فقال يا أبا حنيفة علمني فقال إن كان قصره بعد ما غصبه فلا أجرة لأنه قصر لصاحبه ثم قال من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه وكان أبو حنيفة حسن الوجه حسن المجلس شديد الكرم حسن المواساة لإخوانه وكان ربعة من الرجال وقيل كان طوالا تعلوه سمرة أحسن
409 الناس منطقا وأحلاهم نغمة وذكر الخطيب في تاريخه أن أبا حنيفة رأى في المنام كأنه ينبش قبر رسول الله فبعث من سأل ابن سيرين فقال ابن سيرين صاحب هذه الرؤيا يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله قال الشافعي رضي الله عنه قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة فقال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته وروى حرملة بن يحيى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة وكان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير ابن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان هكذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/419)
نقله الخطيب في تاريخه وقال يحيى بن معين القراءة عندي قراءة حمزة والفقه فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس وقال جعفر بن ربيع أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه فإذا سئل عن الفقه تفتح وسال كالوادي وسمعت له دويا وجهارة في الكلام وكان إماما في القياس قال علي بن عاصم دخلت على أبي حنيفة وعنده حجام يأخذ من شعره فقال للحجام تتبع مواضع البياض فقال الحجام لا تزد فقال ولم قال لأنه يكثر قال فتتبع مواضع السواد لعله يكثر وحكيت لشريك هذه الحكاية فضحك وقال لو ترك أبو حنيفة قياسه لتركه مع الحجام
410 وقال عبد الله بن رجاء كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه أو سمكة فيشويها ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غرد بصوت وهو يقول (أضاعوني وأي فتى أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر) فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم وكان أبو حنيفة يسمع جلبته كل ليلة وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد وركب بغلته واستأذن على الأمير فقال الأمير ايذنوا له وأقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ببغلته ففعل ولم يزل الأمير يوسع له في مجلسه وقال ما حاجتك فقال لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال يأمر الأمير بتخليته فقال نعم وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومنا هذا فأمر بتخليتهم أجمعين فركب أبو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه فلما نزل أبو حنيفة مضى إليه وقال يا فتى أضعناك فقال لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان عليه وقال ابن المبارك رأيت أبا حنيفة في طريق مكة وشوي لهم فصيل سمين فاشتهوا أن يأكلوه بخل فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل فتحيروا فرأيت أبا حنيفة وقد حفر في الرمل حفرة وبسط عليها السفرة وسكب الخل على ذلك الموضع فأكلوا الشواء بالخل فقالوا تحسن كل شيء فقال عليكم بالشكر فإن هذا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم
411 وحكى الحسن بن زياد قال دفن رجل مالا في موضع ثم نسي في أي موضع دفنه فلم يقع عليه فجاء إلى أبي حنيفة فشكا إليه فقال له أبو حنيفة ما هذا فقه فأحتال لك ولكن اذهب فصل الليلة ففعل الرجل ولم يقم إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال له قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى يذكرك فهلا أتممت ليلتك شكرا لله عز وجل وقال ابن شبرمة كنت شديد الازراء على أبي حنيفة فحضر الموسم وكنت حاجا يومئذ فاجتمع إليه قوم يسألونه فوقفت من حيث لا يعلم من أنا فجاءه رجل فقال يا أبا حنيفة قصدتك أسألك عن أمر أهمني وأزعجني قال وما هو قال لي ولد وليس لي غيره فإن زوجته طلق وإن سريته أعتق وقد عجزت عن هذا فهل من حيلة قال له نعم اشتر الجارية التي يرضاها لنفسه ثم زوجها منه فإن طلق رجعت إليك مملوكتك وإن أعتق أعتق ما لا يملك وإن ولدت ثبت نسبه لك فعلمت أن الرجل فقيه من يومئذ وكففت عن ذكره إلا بخير وقال ابن المبارك أيضا قلت لسفيان الثوري يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ما سمعته يغتاب عدوا له قط فقال هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهبها وقال أبو يوسف دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة فقال الربيع صاحب المنصور وكان يعادي أبا حنيفة يا أمير المؤمنين هذا أبو حنيفة يخالف جدك كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو بيومين جاز الإستثناء وقال أبو حنيفة لا يجوز الاستثناء إلا متصلا باليمين فقال أبو حنيفة يا أمير المؤمنين إن الربيع يزعم أنه ليس لك في رقاب جندك بيعة قال وكيف قال يحلفون لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/420)
412 ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطل أيمانهم فضحك المنصور وقال يا ربيع لا تتعرض لأبي حنيفة فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع أردت أن تشيط بدمي قال لا ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي وكان أبو العباس الطوسي سيء الرأي في أبي حنيفة وكان أبو حنيفة يعرف ذلك فدخل أبو حنيفة على المنصور وكثر الناس فقال الطوسي اليوم أقتل أبا حنيفة فأقبل عليه فقال يا أبا حنيفة إن أمير المؤمنين يدعو الرجل فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو أيسعه أن يضرب عنقه فقال يا أبا العباس أمير المؤمنين يأمر بالحق أم بالباطل فقال بالحق قال أنفذ الحق حيث كان ولا تسأل عنه ثم قال أبو حنيفة لمن قرب منه إن هذا أراد أن يوثقني فربطته وقال يزيد بن الكميت كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله تعالى فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في العشاء الأخيرة سورة (^ إذا زلزلت) وأبو حنيفة خلفه فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يتفكر ويتنفس فقلت أقوم لا يشتغل قلبه بي فلما خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إلا زيت قليل فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم وقد أخذ بلحية نفسه وهو يقول يا من يجزي بمثقال ذرة خير خيرا ويا من يجزي بمثقال ذرة شر شرا أجر النعمان عبدك من النار ومما يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك قال فأذنت وإذا القنديل يزهر وهو قائم فلما دخلت قال لي تريد أن تأخذ القنديل قلت قد أذنت لصلاة الغداة فقال اكتم علي ما رأيت وركع ركعتين وجلس حتى أقمت الصلاة وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل
413 وقال أسد بن عمرو صلى أبو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة وكان عامة ليلة يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة وكان يسمع بكاؤه في الليل حتى يرحمه جيرانه وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه لما مات أبي سألنا الحسن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل فلما غسله قال رحمك الله وغفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ولم تتوسد يمينك في الليل منذ أربعين سنة وقد أتعبت من بعدك وفضحت القراء ومناقبه وفضائله كثيرة وقد ذكر الخطيب في تاريخه منها شيئا كثيرا ثم أعقب ذلك بذكر ما كان الأليق في تركه والإضراب عنه فمثل هذا الإمام لا يشك في دينه ولا في ورعه وتحفظه ولم يكن يعاب بشيء سوى قلة العربية فمن ذلك ما روي أن أبا عمرو بن العلاء المقريء النحوي المقدم ذكره سأله عن القتل بالمثل هل يوجب القود أم لا فقال لا كما هو قاعدة مذهبه خلافا للإمام الشافعي رضي الله عنه فقال له أبو عمرو ولو قتله بحجر المنجنيق فقال ولو قتله بأبا قبيس يعني الجبل المطل على مكة حرسها الله تعالى وقد اعتذروا عن أبي حنيفة بأنه قال ذلك على لغة من يقول إن الكلمات الست المعربة بالحروف وهي أبوه وأخوه وحموه وهنوه وفوه وذو مال أن إعرابها يكون في الأحوال الثلاث بالألف وأنشدوا في ذلك (إن أباها وأبا أباها * قد بلغا في المجد غايتاها) وهي لغة الكوفيين وأبو حنيفة من أهل الكوفة فهي لغته والله أعلم وهذا وإن كان خروجا عن المقصود لكن الكلام ارتبط بعضه ببعض فانتشر وكانت ولادة أبي حنيفة سنة ثمانين للهجرة وقيل سنة إحدى وستين
414 والأول أصح وتوفي في رجب وقيل في شعبان سنة خمسين ومائة وقيل لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى من السنة وقيل سنة احدى وخمسين وقيل ثلاث وخمسين والأول أصح وكانت وفاته ببغداد في السجن ليلي القضاء فلم يفعل هذا هو الصحيح وقيل إنه لم يمت في السجن وقيل توفي في اليوم الذي ولد فيه الإمام الشافعي رضي الله عنهما ودفن بمقبرة الخيزران وقبره هناك مشهور يزار
-----------------------------
انظر كتاب وفيات الأعيان حرف النون
واذا كنت تريد المزيد من مصادر اخرى فأنا على اتم استعداد لتزويدك
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[11 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
الأخوة
أبو معاذ النجدي
وأبو إبراهيم الكويتي
ابو غازي
رفع الله قدركم وبارك الله فيكم ولكم
وجعله الله في ميزان حسناتكم
وجزاكم الله خيرا
وفي انتظار المزيد منك أخي أبو إبراهيم الكويتي لعل الصفحة تكون مرجعا لنا ولإخواننا في ترجمته على الشبكة ولا حرمكم الله أجرا أخي الحبيب
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:44 ص]ـ
الباب الثالث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/421)
في الملتقط من كتابي الكبير المسمى بالبستان في مناقب إمامنا النعمان رضي الله عنه وفيه فصول فصل "الإمام الأعظم" أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن كاوس بن هرمز بن مرزبان بن بهرام بن مهركز بن ماحين أبن حسينك بن أذر بود بن سروس بن نردمان بن بهرام أبن مهركز بن أردرباد بن ازرحود بن بردفيروز بن سيدوس أبن رفتاره بن ايتكرز بن كودبو بن كردبو بن سرواد بن وادين بن سيدوس بن تزد بن تحت بود بن شادان بن هرمز ديار بن خاتسا بن دينار بن كيار بن ددين بن سيدوس بن كودود بن ساسان الملك بن بابك الملك بن حاز الملك بن مهراس الملك بن ساسان الملك بن بهمن بن اسفنديار الملك بن كستاسب الملك أبن نهراس الملك بن كتمش الملك بن كي ياسين الملك بن كيابود الملك بن كيقباد الملك بن داد الملك بن ترجمام الملك بن برمان سود الملك بن منوجهر الكيان الملك وهو الفارس اليهود أبن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم أبن إسحاق إبن إبراهيم بن آزر وهو تارخ بن نافور بن سروع بن راغو بن فالخ بن عابر وهو هود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن مارد بن مهليل بن قينان أبن أنوش بن شيت بن آدم صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء أجمعين هكذا رأيت هذا النسب من أوله إلى آخره بخط الحافظ أبي إسحاق إبراهيم الصريفيني رحمه الله تعالى وقد تقدم ضبط بعض هذه الأسماء في نسب سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم.
فصل في ذكر مولده ووفاته رحمه الله تعالى الصحيح إنه ولد سنة ثمانين وقيل إحدى وستين وقيل ثلاث وستين وأجمعوا على إنه مات سنة خمسين ومائة. واختلفوا في أي الشهود ومنها فقال يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم يحكي عن محمد بن عمر الواقدي قال مات أبو حنيفة وهو إبن سبعين سنة. وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن أبي حسان الحسن بن عثمان الزيادي قال وفي سنة خمسين ومائة مات أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه النعمان بن ثابت في رجب وهو ابن سبعين سنة. وقال يعقوب بن شيبة بن الصلت لم أرهم يختلفون وقال يشكون أن وفاة أبي حنيفة كانت في رجب ببغداد وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. واختلفوا في أي الشهور منها فقال يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم بن هاشم يحكي عن محمد بن عمر الواقدي قال مات أبو حنيفة وهو إبن سبعين سنة. وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن أبي حسن الحسن بن عثمان الزيادي قال وفي سنة خمسين ومائة مات أبو حنيفة "رضي الله تعالى عنه" النعمان بن ثابت في رجب وهو ابن سبعين سنة. وقال يعقوب بن شيبة بن الصلت لم أراهم يختلفون أو قال يشكون أن وفاة أبي حنيفة كانت في رجب ببغداد وقالوا في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن بشر بن الوليد قال سمعت أبا يوسف يقول مات أبو حنيفة في النصف من شوال سنة خمسين ومائة. أدعى بعضهم أنه سمع ثمانية من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وقد جمعهم غير واحد في جزء وروينا هذا الجزء عن بعض شيوخنا وقد جمعت أنا جزأ في بيان استحالة ذلك من بعضهم وهذا طريق الأنصاب.
وذكرت في هذا الجزء من سمعه من الصحابة ومن رآه. "والذي سمعه" منهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين عبد الله بن أنيس وعبد الله بن جزء الزبيدي وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله ومعقل بن يسار ووائلة بن الأسقع وعايشة بنت عجزد.
وذكرت عن الخطيب أنه رآى أنس بن مالك ورددت قول من قاله أنه ما رآه وبينت بيانا شافيا والحمد لله. وسمع خلقا من التابعين كعطاء عن أبي رباح ونافع مولى أبن عمر وغيرهما وروى عنه الجم الغفير وقد تقدم في أول خطبة كتابي الجواهر هذا أنه روى عنه نحو أربعة آلاف نفس.
فصل "قال" مسعر بن كدام فيما رويناه عنه بالأسانيد من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله إماما رجوت أن لا يخاف وأن لا يكون فرط في الاحتياط لنفسه. وروى الطحاوي بسنده عن عبد الله بن داود الخربي وسأله رجل فقال ما عيب الناس فيه على أبي حنيفة فقال والله ما أعلمهم عابوا عليه في شئ إلا أنه قال فأصاب وقالوا فأخطئوا. وقال يحيي بن آدم سمعت الحسن بن صالح يقول كان النعمان بن ثابت فيما نعلم متثبتا فيه إذا صح عنده الخبر عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" لم يعد إلى غيره. وقال أبو يوسف القاضي ما رأيت أعلم بتفسير الحديث من أبي حنيفة وقال يونس بن عبد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/422)
الأعلى سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ما طلب أحد الفقه إلا وكان عيالا على أبي حنيفة-وقال الإمام مالك رضي الله عنه وقد سئل عنه رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجة. وكان الإمام أحمد بن حنبل كثيرا ما يذكره ويترحم عليه ويبكي في زمن محنته ويتسلى بضرب أبي حنيفة على القضاء وقال أبن البر في "كتاب الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" أبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله عنهم مثل يحيي بن معين وعبد الله أبن أحمد الدورقي يسمع من أبي حنيفة فقال يحيي بن معين هو ثقة ما سمعت أحدا ضعفه هذا شعبة بن الحجاج يكتب إليه يحدث بأمره وشعبة قال وكذا على أبن المديني أثنى عليه. وقال أبن عبد البر أيضا في كتاب بيان جامع العلم وقيل ليحيي أبن معين يا أبا زكرياء يا أبو حنيفة كان صدق في الحديث قال نعم صدوق قال وقال سواء كان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة قلت. وشعبة أول من تكلم في الرجال وقال يزيد بن هارون أدركت ألف رجل وكتبت عن أكثرهم ما رأيت فيهم أفقه ولا أروع ولا أعلم من خمسة أولهم أبو حنيفة. وقال أبو يوسف كان أبو حنيفة رحمه الله تعالى يختم القرآن في كل ليلة في ركعة. وفي رواية ويكون ذلك وتر. قال أبن عبد البر وقال أبن المديني أبو حنيفة ثقة لا بأس به. قال أبن عبد البر الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه والذين تكلموا من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس قال وكان يقال يستدل على نباهة الرجل من الماضين بتباين الناس فيه. قالوا ألا ترى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه هلك فيه فئتان محب أفريا ومبغض أفرط. وقد جاء في الحديث إنه يهلك فيه رجلان محب مطر ومبغض مكثر. قال هذه صفة أهل النباهة ومن بلغ في الفضل والدين الغاية. قال أبن عبد البر قال أبو داود السجستاني إن أبا حنيفة كان إماما وإن مالكا كان إماما وإن الشافعي كان إماما وكلام الائمة بعضهم في بعض يجب أن لا يلتفت إليه ولا يبرج عليه فيمن صحت إمامته وعظمت غب العلم غايته. ولقد أكثر أبن عبد البر في تصانيفه ولا سيما في هذا الكتاب النقل عن هذه الأئمة بثنائهم على الإمام أبي حنيفة وكذا غيره من الأئمة المعتبرين من أهل الحديث والفقه وقد بسطت ذلك في كتابي الكبير. قال أبن عبد البر وأبو حنيفة أقعد الناس بحماد بن أبي سليمان.
فصل "أعلم" إن الإمام أبا حنيفة قد قبل قوله في الجرح والتعديل وتلقوه عنه علماء هذا الفن وعملوا به كتلقيهم عن الإمام أحمد والبخاري وأبن معين وأبن المديني وغيرهم من شيوخ الصنعة وهذا يدلك على عظمته وشأنه وسعة علمه وسيادته. فمن ذلك ما رواه الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب العلل من الجامع الكبير حدثنا محمود بن غيلان عن جرير عن يحيى الحماني تسمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح. وروينا في المدخل لمعرفة دلائل النبوة للبيهقي الحافظ بسنده عن عبد الحميد الحماني سمعت أبا سعد الصنعاني وقام إلى أبي حنيفة فقال يا أبا حنيفة ما تقول في الأخذ عن الثوري فقال أكتب عنه فأنه ثقة ما خلا أحاديث أبي إسحاق عن الحارث وحديث جابر الحعفي. وقال أبو حنيفة طلق بن حبيب كان يرى القدر. وقال أبو حنيفة زيد بن عياش ضعيف. وقال سويد بن سعيد عن سفيان بن عيينة قال أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة قدمت الكوفة فقال أبو حنيفة إن هذا أعلم للناس بحديث عمرو بن دينار فاجتمعوا علي فحدثتهم- وقال يعقوب بن شيبة قلت لعلي بن المديني كلام رقبة بن مصقلة الذي يحدثه سفيان بن عيينة عن أبي حنيفة قال يعقوب فعرفه علي بن المديني وقال لم أجده عندي. وقال أبو سليمان الجوزجاني سمعت حماد بن زيد يقول ما عرفنا كنية عمرو بن دينار إلا بأبي حنيفة كنا في المسجد الحرام وأبو حنيفة مع عمرو بن دينار فقلنا له يا أبا حنيفة كلمه يحدثنا فقال يا أبا محمد حدثهم ولم يقل يا عمرو "قلت" حماد بن زيد هذا لحد الأعلام روى له الأئمة الستة. قال أبن مهدي ما رأيت بالبصرة أفقه منه ولم أر أعلم بالسنة منه عاش إحدى وثمانين سنة و "توفى" في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ويأتي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/423)
وقال أبو حنيفة لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس بابا إلى علم الكلام. وقال أبو حنيفة قاتل الله جهم بن صفوان ومقاتل بن سليمان هذا أفرط في النفي وهذا أفرط في التشبيه. قال الطحاوي حدثنا سليمان بن شعيب حدثنا أبي قال أملأ علينا أبو يوسف قال قال أبو حنيفة لا ينبغي للرجل أن يحدث من الحديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به "قلت" سمعت شيخنا العلامة الحجة زين الدين بن الكناني في درس الحديث بالقبة المنصورية وكان أحد سلاطين العلماء ينصر هذا القول. وسمعته يقول في هذا المجلس لا يحل لي أن أروي إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنا النبي لا كذب أنا أبن عبد المطلب فأني حفظته من حين سمعته إلى الآن "قلت" ولكن أكثر الناس على خلاف ذلك ولهذا قلت رواية أبي حنيفة لهذه العلة لا لعلة أخرى زعمها المتحملون عليه. وقال أبو عاصم سمعت أبا حنيفة يقول القراءة جائزة يعني عرض الكتب. قال سمعت أبن جريج يقول هي جائزة يعني عرض الكتب. قال وسمعت مالك بن أنس وسفيان وسألت أبا حنيفة عن الرجل يقرأ عليه الحديث يقول أخبرنا أو كلاما هذا معناه فقالوا لا بأس. وعن أبي عاصم أخبرني أبن جريج وأبن أبي ذيب وأبو حنيفة ومالك بن أنس والأوزاعي والثوري كلهم يقولون لا بأس إذا قرأت على العالم أن تقول أخبرنا. وقال أبو قطن فيما رواه الطحاوي قال لي أبو حنيفة أقرأ علي وقل حدثني وقال لي مالك أقرأ علي وقل حدثني. قال الطحاوي حدثنا روح بن الفرج أبا أبن بكير قال لما فرغنا من قراءة الموطأ على مالك قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله كيف تقول في هذا فقال أن شئت فقل حدثنا وأن شئت فقل أخبرنا قال واراه قال وأن شئت فقل سمعت. قال الطحاوي وممن قال بهذا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد. وقال أبو حنيفة لم يصح عندي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبس السراويل فأفتى به.
وهذا حين الشروع فيما قصدت فبعون الله تعالى ابتدائي وبه استعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-------------------------------------
انظر الى كتاب الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية
وأنا أنصحك أخي في الله ان تراجع هذا الكتاب فهو الشافي الكافي لمى تبحث عنه وأما ماذكرته فهو مقدمة صاحب الكتاب
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم
يا أخي هل هذه محاولة لخدع النفس أم خداع الآخرين؟؟
أم أنها عصبية جاهلية؟؟؟؟؟؟؟؟
يا أخي الفاضل الدح في هذا الرجل شبه إجماع من أهل عصره ومن تلاهم من الأعصار
وهذا ثابت بأسانيد صحيحة
يا أخي راجع مقدمة التمييز لمسلم رحمه الله وراجع كل كتب الرجال
راجع كلام أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والنسائي وأبي داوود ومالك والثوري وابن معين وأيوب السختياني وحجاج بن أرطاة وكل أهل الحديث
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:54 ص]ـ
السلام عليكم
عندي بحث في الرد على رافضي وكنت قد توقفت في إثبات مصادر توثق مناصرة الإمام أبو حنيفة لثورة زيد بن علي و ثورة النفس الزكية
اتمنى المساعدة في هذا الامر و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو غازي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:26 م]ـ
الأخ عدو المشركين هناك كتاب للشيخ محمد أبو زهرة اسمه (الإمام زيد حياته وعصره وآراؤه).
قد تجد ما تريد.
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:20 م]ـ
الإمام أبو حنيفة النعمان وانتشار المذهب الحنفي
ولد الإمام النعمان بن ثابت بن النعمان المعروف بأبي حنيفة في الكوفة سنة (80هـ = 699م). ورأى في صغره أنس بن مالك t. وأخذ العلم عن حماد بن أبي سليمان، وكان فقيهاً كوفياً كثير الرأي. ومعلوم أن فقه أهل الكوفة يرجع إلى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود t الذي أرسله عمر t ليفقّه أهل الكوفة. وقد أخذ تلامذته من بعده عن علي بن أبي طالب t أيام خلافته. ثم نشأ بعد هؤلاء التلامذة، فقيهين أخذا عنهم، هما: عامر الشعبي وإبراهيم النخعي. وصار هذين الإمامين فقيهي الكوفة في زمانهما. والأول كان أميل للأثر، والثاني كان يميل إلى الرأي، شأنه شأن عامة أهل العراق. ثم أخذ الفقه عن إبراهيم النخعي إمامان: منصور، وحماد. فأما منصور فقد أخذ الفقه عنه سفيان الثوري. وأما حماد فقد أخذ الفقه عنه أبو حنيفة. ومن تأمل فقه الإمامين أبي حنيفة والثوري، لوجده قريب، لكن الأول أكثر تفريعاً، والثاني أقرب لأهل الحديث. قال الذهبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/424)
في "التفسير والمفسرون" (1|89): «يمتاز أهل العراق بأنهم أهل رأي. وهذه ظاهرة نجدها بكثرة في وسائل الخلاف. ويقول العلماء: إن ابن مسعود هو الذي وضع الأساس لهذه الطريقة في الاستدلال، ثم توارثها عنه علماء العراق».
وكان أبو حنيفة رجلاً ميسوراً يعمل بتجارة الحرير والثياب. وقد تخرج على يديه جمع من الفقهاء الكبار، من أمثال أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم (183هـ = 799م) وهو الذي نشر المذهب الحنفي وأول من كتب فيه، ومحمد بن الحسن الشيباني (189هـ = 805م) وهو الذي دوّن المذهب، وزفر بن الهذيل وغيرهم. ومسألة توثيق أبي حنيفة في رواية الحديث أفردنا لها مقالاً خاصاً.
قال شيخ الإسلام: «وأبو يوسف ومحمد هما صاحبا أبي حنيفة، وهما مختصان به كاختصاص الشافعي بمالك. ولعل خلافهما له يقارب خلاف الشافعي لمالك. وكل ذلك اتباعاً للدليل وقياماً بالواجب». بل ذكر ابن عابدين الحنفي في "حاشيته" (1|67): «حصلت مخالفة الصاحبين لأبي حنيفة في نحو ثلث المذهب». مما يدلك على بعدهم عن التقليد الذي صار –فيما بعد– صفة مميزة لمذهب الحنفية، وإن كان موجوداً عند غيرهم كذلك. والذي أفسد المذهب الحنفي هم المعتزلة الذين انتسبوا له، ثم دمروه من الداخل. فيقول الكرخي: «كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ»! (الأصل للكرخي 152 ملحقة بتأسيس النظر للدبوسي).
وهناك قصة مشهورة رواها ابن عبد البر في التمهيد (8|208) وفي جامع البيان (2|1209) فقال: وذكر عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب قال: قال عروة ... قال ابن عباس: «والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله. نحدثكم عن رسول الله ( r)، وتُحَدِّثونا عن أبي بكرٍ وعمر؟!». وساق إسنادها ابن حزم في "حجة الوداع" (ص353) فقال: حدثنا حمام حدثنا الباجي حدثنا أحمد بن خال حدثنا الكشوري حدثنا الحذاقي حدثنا عبد الرزاق عن معمر ... بنفس اللفظ. فيا لهف نفسي، ما يقول ابن عباس t لو سمع مقولة الكرخي؟ بل ماذا يقول لو قرأ للكوثري؟
انتشار المذهب الحنفي
كان أبا حنيفة معارضاً للدولة الأموية في آخرها، وقد حاول واليها إجباره على قبول منصب القضاء بالترغيب والترهيب. فأبى أبا حنيفة وتحمل ضرب السياط في سبيل ذلك. بل إنه قام بدعم ثورة زيد بن علي زين العابدين ضد الخليفة هشام بن عبد الملك. ثم جاء العباسيون إلى الكوفة، وكان خليفتهم السفاح اسماً على مسمى! فابتعد أبو حنيفة عن السلطة، ورفض أن يتولى القضاء للمنصور العباسي، رغم كل السبل التي اقتفاها لاحتوائه. فكلما ازدادوا إلحاحاً عليه ازداد ابتعاداً عنهم ورفضاً لتولي القضاء. بل قام بتشجيع الناس على عدم معارضة ثورة النفس الزكية، التي خرجت في المدينة ضد العباسيين. واستمر في معارضته حتى وصل الأمر إلى سجنه وتعذيبه. وقيل: أنه مات مسموماً على أيدي العباسيين، والله أعلم.
مات أبو حنيفة دون أن يكون له مذهب يُعرف به وكان أتباعه يقتصرون على بعض الكوفيين. ثم إن السلطات بعد وفاة الإمام أبي حنيفة استطاعت أن تحتوي أكبر تلامذته، وهم: أبو يوسف القاضي (113 - 182هـ)، ومحمد بن الحسن الشيباني (131 - 189هـ)، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وإناطة القضاء والإفتاء بهم. وكان أبو يوسف قد انضم إلى السلطة العباسية أيام المهدي العباسي سنة 158، وظل على ولائه أيام الهادي والرشيد. وما زال يتقرب من الخليفة حتى ولاه منصب قاضي القضاة، حيث صار تعيين قضاة الدولة بأمره. فكان لا يولي قاضياً إلاّ من أصحابه والمنتسبين إلى مذهبه. وهذا معناه تبني الدولة العباسية بأسرها لمذهب أبي يوسف الحنفي.
يقول ابن حزم كما في "نفح الطيب" (2|6): «مذهبان انتشرا –في بدء أمرهما– بالرياسة والسلطان: مذهب أبي حنيفة، فإنه لما ولي القضاء أبو يوسف، كانت القُضاة من قِبَلِهِ من أقصى المشرق إلى أقصى عمل إفريقية. فكان لا يولّي إلا أصحابه والمنتسبين لمذهبه. (ومذهب مالك ... ) والناس سُرّاعٌ إلى الدنيا. فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به ... ». قال ابن عبد البرّ: «كان أبو يوسف قاضي القضاة، قضى لثلاثة من الخلفاء، ولي القضاء في بعض أيام المهدي ثم للهادي ثم للرشيد. وكان الرشيد يكرمه ويجلّه، وكان عنده حظياً مكيناً. لذلك كانت له اليد الطولى في نشر ذكر أبي حنيفة وإعلاء شأنه، لما أوتي من قوة السلطان،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/425)
وسلطان القوة».
لقد انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، بالإضافة لمذهب مالك في الحجاز. فلما مات مالك، صار المذهب الحنفي المذهب الرسمي الوحيد. فانتشر في العراق وفي مشرقها من بلاد العجم: فارس وما وراء النهر (تركستان) وأفغانستان والهند. كما كان المذهب الرسمي لعدد من دول المشرق كدولة السلاجقة، والدولة الغرنوية ثم الدولة العثمانية. وبسبب فتواه الذي أجاز الخلافة لغير قريش، استحسن الأتراك مذهبه خلال حكم الدولة العثمانية واعتبروا المذهب الحنفي مذهب الدولة. ثم أخذوا يحملون الناس على اعتناق مذهبه، حتى أصبح أكبر مذهب إسلامي له أتباع بين المسلمين، بسبب طول فترة حكم الدولة العثمانية الذي امتد حوالي سبعة قرون من الزمن. بل بلغ بهم الأمر إلى فرض قراءة حفص عن عاصم، بدلاً من القراءات المنتشرة في العالم الإسلامي (وبخاصة قراءة الدوري)، لمجرد أن أبا حنيفة كان يقرأ بها! ونشر الأتراك مذهبه في شرق أوربا والعراق وشمال الشام، لكنهم فشلوا في فرضه في المناطق البعيدة عن نفوذهم كالجزيرة وإفريقيا.
المفاضلة بين أبي حنيفة ومالك
هذه القصة الشهيرة قد وقع فيها اضطراب عظيم في ألفاظها، وأصحها ما أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1|12) عن ابن عبد الحكم بغير واسطة، ونقله الذهبي في السير، وقد اعتمدنا على لفظه، وهو الذي رجحه المعلمي. وأخرج القصة ابن عبد البر في الانتقاء (ص23) من نفس الطريق بغير هذا اللفظ. وأخرجها ابن الجوزي في "مناقب أحمد" (ص498) من نفس الطريق بغير هذا اللفظ. وأخرجها الهروي في "ذم الكلام" من طريق الربيع عن الشافعي بغير هذا اللفظ. وأخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2|177) من طريق الأبار عن يونس بن عبد الأعلى بلفظ مغاير جداً، وقال في آخره «أو كلاماً هذا معناه» أي أنه ينقل بالمعنى، ولا أراه أصاب المعنى أيضاً. ورواها ابن عبد البر في الانتقاء (ص24) عن محمد بن الربيع ومحمد بن سفيان عن يونس، بلفظ أقرب لرواية الربيع. وأما الحنفية فروايتهم مختلفة جداً. إذ روى القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد العامري في "مبسوطه" أن الشافعي سأل محمداً: «أيما أعلم مالك أو أبو حنيفة؟». فقال محمد: «بماذا؟». قال: «بكتاب الله». قال: «أبو حنيفة». فقال: «من أعلم بسنة رسول الله r؟». فقال: «أبو حنيفة أعلم بالمعاني، ومالك أهدى للألفاظ».
قال الذهبي: قال ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: «أيهما بالقرآن أعلم، صاحبنا أو صاحبكم؟» يعني أبا حنيفة ومالكاً. قلت: «على الإنصاف؟». قال: «نعم». قلت: «أنشدك بالله، من أعلم بالقرآن؟». قال: «صاحبكم». قلت: «نعم». قلت: «مَن أعْلَمَ بالسّنة؟». قال: «صاحبكم». قلت: «فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدّمين؟». قال: «صاحبكم». قلت: «فلم يبق إلا القياس. والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء. فمن لم يعرف الأصول، على أي شيء يقيس؟».
فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (8|112): معقباً على القصة: «وعلى الإنصاف، لو قال قائلٌ: بل هما سواء في عِلم الكتاب. والأول (أبو حنيفة) أعلم بالقياس. والثاني (مالك) أعلم بالسنة. وعنده عِلمٌ جَمٌّ من أقوال كثيرٍ من الصحابة. كما أن الأول أعلمُ بأقاويل علي وابن مسعود وطائفةٍ ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله r. فرضي الله عن الإمامين، فقد صِرنا في وقتٍ لا يقدِرُ الشخص على النطق بالإنصاف. نسأل الله السلامة».
أقول: إن كان السؤال عن فهم كليهما للأحكام التي في كتاب الله، فهما سواء كما ذكر الذهبي. والظاهر أن السؤال عن لغة القرآن، فمالك أعلم بالعربية من أبي حنيفة، وإن كان يلحن. وما وصل أبو حنيفة ولا مالك لمرتبة محمد بن الحسن والشافعي في الفصاحة وإتقان اللغة العربية. ولا يعني تقصير أبي حنيفة في لغة العرب تفضيل غيره في المذاهب، إذ المذهب الحنفي هو مجموع آراء فقهاءه الثلاثة (أبو حنيفة وصاحبيه). ومحمد بن الحسن كان غاية في الفصاحة. قال عنه الشافعي: «ما رأيت أفصح منه. كنت إذا رأيته يقرأ، كأن القرآن نزل بلُغَتِه». و قال أبو عبيد: «ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/426)
أما في السنة، فلا خلاف بين الطرفين أن مالك أحفظ من أبي حنيفة وأتقن للألفاظ وأضبط للمتون. والحديث الصحيح الذي وقع لمالك أكثر مما وقع لأبي حنيفة أيضاً. وشيوخ مالك أكثر وأوثق من شيوخ أبي حنيفة. بل غالب رواية أبي حنيفة هي عن شيخه حماد بن أبي سليمان، وهو فقيه غلبت عليه الرواية بالمعنى. ثم إن أكثرها مراسيل إبراهيم النخعي. وقد كان من منهج مالك قبول المراسيل إذا اشتهرت في المدينة، وكذلك كان أبو حنيفة يقبل المرسل المشهور في الكوفة. فمن هنا دخلت الكثير من الأحاديث الضعيفة على الإمامين، ولكن الأحاديث الضعيفة في الكوفة أكثر.
وكان أبو حنيفة أعلم من مالك بفقه علي وابن مسعود رضي الله عنهما. ومالك كان له موقف من علي t، وعلى الرغم من أن علياً t قد أمضى أكثر حياته في المدينة، فرواية مالك عنه نادرة، بعكس رواية أبي حنيفة والكوفيين. لكن مالك كان أعلم بالصحابة المدنيين من أمثال ابن عمر وزيد وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. وبذلك يتبين لنا صحة ما قاله محمد بن الحسن على التفصيل الذي ذكرناه. وأما في القياس وفي الغوص في دقائق الأمور، فلا شك أن أبا حنيفة أعلم من مالك بالقياس. قال الإمام الشافعي: «من أراد أن يتبحر في الفقه، فهو عيال على أبي حنيفة». وقال الإمام الذهبي: «الإمامة في الفقه ودقائقه، مسلّمة إلى هذا الإمام. وهذا أمر لا شك فيه». وقال كذلك: «فرضي الله عن الإمامين، فقد صِرنا في وقتٍ لا يقدِرُ الشخص على النطق بالإنصاف. نسأل الله السلامة». أقول: آمين.
أهم كتب المذهب الحنفي
أول من كتب في الفقه الحنفي هو أبو يوسف القاضي، لكنها كتيبات صغيرة في مواضيع محددة، لم يصلنا منها (فيما أعلم) إلا "الخراج" و"الآثار" و"الرد على سير الأوزاعي".
وإنما أخذ العلماء مذهب أبي حنيفة عن محمد بن الحسن. فإن الحنفية ليس في أيديهم إلا كتبه. وهي على قسمين: كتب رويت عنه واشتهرت حتى اطمأنت إليها نفوسهم تعرف بكتب "ظاهر الرواية" وهي كتاب: "الجامع الصغير" وهو كتاب في الفروع مجرد عن الأدلة والجدل، من أهم كتبهم على صغره. وقد رواه محمد بن الحسن عن أبي يوسف، وسمعه منه ابن معين. وكتاب "الجامع الكبير"، وهو أطول من الصغير. وله كتاب ثالث هو كتاب "المبسوط" ويعرف عند الحنفية بالأصل، وهو أطول كتاب وأهمه. وهذه الكتب هي أساس مذهب الحنفية، وهي التي اشتغل بها علماؤهم وعليها عولوا شرحاً وتعليقاً. وكلها مطبوعة، أما كتاب "الزيادات" فمخطوط.
وله كتاب "السير الكبير" (لم يطبع وإنما طبع شرحه للسرخسي) وكتاب "السير الصغير" وتشتمل على أحكام الجهاد وشريعة الحرب. وكتاب "الحجة على أهل المدينة"، وهو كتاب كبير في الرد على مالك بن أنس فقط وليس كل أهل المدينة. وله كتاب "الآثار" الذي يحتج به الحنفية، وهو في الأصل لأبي يوسف. والقسم الثالث من كتبه لم تشتهر عنه، وهي الكتب التي تعرف عند الحنفية بالنوادر، وهي في درجة ثانية من الاعتماد عندهم. ومن كتبه المطبوعة كذلك: "الأَمالي" و"المخارج في الحيل" و"الأَصل" و"الكسب"، و"الموطأ" حيث روى موطأ مالك وعلق على رأي مالك إما موافقة أو مخالفة.
وقد قام الحاكم الشهيد محمد بن أحمد المروزي (ت334هـ) باختصار كتاب "المبسوط" (وباقي كتب ظاهر الرواية) و أسماه بـ "الكافي" (وليس مطبوعاً). ثم شرحه السُّرَخْسي (ت490هـ) في "المبسوط في الفقه" وهو 14 مجلداً. ومن الكتب المهمة لمعرفة فقه الأحناف المتقدمين هو كتاب شرح معاني الآثار، للطحاوي. وهو للدفاع عن حجج الأحناف وإظهار أدلتهم النقلية والعقلية. وأما كتب المتأخرين فلعل أشهرها حاشية ابن عابدين الدمشقي. وعليه الاعتماد في الفتوى في الكثير من بلاد الحنفية، وله أهمية في تبيين المعتمد في المذهب عند المتأخرين. ومن الممكن الاستفادة من كتاب "إعلاء السنن"، للعثماني. وهذا الكتاب يجمع كل أدلة الأحناف مع تخريجها وفق منهجهم الخاص. وهو عبارة عن مجموعة ضخمة للغاية من الآثار والأحاديث (18 مجلد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/427)
وأنا أنصح بتجنب ترجيحات المتأخرين لضعف التحقيق عند المتأخرين. فهي وإن اشتهرت بين المتأخرين والمعاصرين، فأكثرها مخالف لما كان عليه الأئمة الأوائل. وأحذر بشكل خاصة من ترجيحات الهيتمي والرملي (رغم شهرتهما) لأنها على ضعفها كثيرا ما تخلو من دليل (وبخاصة فتاوى الرملي). والصواب هو العودة لكتب الشافعي نفسه، فنسبتها أقوى للإمام! ومن أراد مذهب أبا حنيفة فعليه بكتب المتقدمين من أصحابه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن، بل حتى من جاء بعدهم كالطحاوي أو المتوسطين كالسرخسي. لكن بشكل عام (مع بعض الاستثناءات) كلما تأخر الزمن كلما ضعف التحقيق. طبعاً هناك استثناءات لكن هذا الغالب. خصوصا عند الأحناف بسبب تأثرهم بالمعتزلة (الذين غالبهم حنفية). ومن تأمل تحقيقات المتأخرين يجد فيها العجائب. فتجد الواحد منهم ينكر أن يكون أبا حنيفة قد قال كذا، بينما يكون قد نقلها محمد بن الحسن في السير! وهكذا.
قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي: «كنت قبل أن ألي القضاء وبعد أن أنهيت عهد الطلب وأيام الدراسة، كنت عاكفاً على كتب الأدب والتاريخ. قلما أنظر في كتاب فقه أو أصول إلا إن احتجت إلى مراجعة مسألة أو تحقيقها. ولكني كنت على ذلك أقرأ في اليوم عشرين أو ثلاثين صفحة من مثل كتاب الخراج لأبي يوسف أو كتاب الأم للشافعي أو المبسوط للسرخسي، لا لاستيعاب ما فيه، ولكن إعجاباً بأسلوبه واستئناساً ببلاغة عبارته وسلامة لغته. كذلك كانت كتبنا الأولى، ثم فسد الأسلوب وغلبت عليه العجمة».
وقال في موضع آخر: «ولقد ظهر في هذه القرون الثلاثة علماء لايحصيهم العد، ألفوا مؤلفات لايحيط بها الحصر. ولم يكن هولاء جميعاً -على أغلب الظن- من هو أوثق في الفقه وأنفذ فيه فكراً من ابن عابدين، الذي كتب الله لمؤلفاته أن تكون أكثر الكتب ذيوعاً وأعهما نفعاً، وأن تكون حاشيته المشهورة عمدة المفتين في المذهب الحنفي من أكثر من مئة سنة، لايضارعها في تحقيق مسائلها وفي إقبال الناس عليها كتاب من كتب الفقهاء المتأخرين في المذهب الحنفي، على بعض العجمة في أسلوبها وبعده عن الأسلوب العربي النير الذي تجدون مثاله في المبسوط للسرخسي الحنفي أو في كتاب الأم للشافعي».
وقال في موضع آخر: «كانت أكثر الكتب التي يعكفون عليها، بعيدة عن البيان بعد الأرض عن السماء معقدة العبارة أعجمية السبك، وإن كانت عربية الكلمات. فيأتي من يوضح غامض المتن، فيدخل جملة من عنده بين كل جملتين منه، كما يرقعون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعة من جلده السليم، فينجح الرتق أو يظهر الفتق. وهذا هو "الشرح". ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولا يطوله فيها، فيجمله أو يقبحه ويعطله، وهذه هي "الحاشية". ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة، حتى في مثل حاشية ابن عابدين، التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي. ثم يجيء من يعلق على هذه الحاشية تعليقات، وتسمى "التقريرات". فلا الأسلوب عربي فصيح، ولا المنهج قويم العبارة. وانظروا "المبسوط"للسرخسي أو "البدائع" للكاساني، ثم انظروا "الحاشية". أو انظروا في مذهب الشافعية "الأم"، ثم "مغني المحتاج". إن ما بينهما كالذي بين "أسرار البلاغة" و"شروح التلخيص". في كتب الأولين البلاغة والبيان والأسلوب العربي النير، وفي حواشي الآخرين فيها ما تعرفون».
إبطال أسطورة أخذ أبي حنيفة من جعفر الصادق
يزعم بعض الروافض المعاصرين كذباً أن أبا حنيفة قد أخذ العلم من جعفر الصادق، وأن مالكاً قد أخذ من أبي حنيفة، وأن الشافعي قد أخذ علمه من مالك، وأنا أحمد قد أخذ عمله من الشافعي. وعمدتهم في ذلك كتاب "التحفة الإثني عشرية" فقد جاء في مختصره للآلوسي (ص8): «وهذا أبو حنيفة رضي الله عنه -وهو هو بين أهل السنة- كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: "لو السنتان لهلك النعمان". يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه». وهذا الكلام الذي ذكره ليس له أصل ولا أساس ولا يعرف لا في كتب السنة ولا في كتب الشيعة. ولذلك لم تشتهر هذه المقولة إلا عند الرافضة المعاصرين، ولم يذكرها سلفهم الفاسد. وهذه الفرية التي يذكرونها من أن أصل علم الأئمة الأربعة مأخوذ عن جعفر الصادق، قد فندها ووضحها الإمام الهمّام أحمد بن تيمية رضي الله عنه في منهاج السنة النبوية (3|140)، قال: «هذا مما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/428)
يبين أن هذه الحكاية كذب. فإن أبا حنيفة إنما اجتمع بجعفر بن محمد. وأما موسى بن جعفر فلم يكن ممن سأله أبو حنيفة ولا اجتمع به. وجعفر بن محمد هو من أقران أبي حنيفة. ولم يكن أبو حنيفة ممن يأخذ عنه، مع شهرته بالعلم. فكيف يتعلم من موسى بن جعفر؟!».
وفي المنهاج (7|529): «قال الرافضي: "و في الفقه الفقهاء يرجعون إليه". و الجواب: أن هذا كذب بيِّن. فليس في الأئمة الأربعة و لا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه في فقهه. أما مالك فان علمه عن أهل المدينة. و أهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي، بل اخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة، عن زيد و عمر و ابن عمر و نحوهم. أما الشافعي فإنه تفقه أولاً على المكيين أصحاب ابن جريج كسعيد بن سالم القداح و مسلم بن خالد الزنجي. و ابن جريج أخذ ذلك عن أصحاب ابن عباس كعطاء و غيره. و ابن عباس كان مجتهداً مستقلاً، و كان إذا أفتى بقول الصحابة أفتى بقول أبي بكر و عمر، لا بقول علي، و كان ينكر على علي أشياء. ثم أن الشافعي أخذ عن مالك، ثم كَتَب كُتُب أهل العراق و أخذ مذاهب أهل الحديث، و اختار لنفسه. و أما أبو حنيفة، فشيخه الذي اختص به حماد بن أبي سليمان، و حماد عن إبراهيم، و إبراهيم عن علقمة، و علقمة عن ابن مسعود. و قد اخذ أبو حنيفة عن عطاء و غيره. و أما الإمام أحمد، فكان على مذهب أهل الحديث. أخذ عن ابن عيينة، و ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس و ابن عمر. و أخذ عن هشام بن بشير، و هشام عن أصحاب الحسن و إبراهيم النخعي. و أخذ عن عبد الرحمن بن مهدي و وكيع بن الجراح و أمثالهما. و جالس الشافعي، و أخذ عن أبي يوسف، و اختار لنفسه قولاً. و كذلك إسحاق بن راهويه وأبو عبيد ونحوهم. و الأوزاعي و الليث أكثر فقههما عن أهل المدينة و أمثالهم، لا عن الكوفيين.
فصل. قال الرافضي: "أما المالكية فاخذوا علمهم عنه و عن أولاده". و الجواب: أن هنا كذب ظاهر. فهذا موطأ مالك ليس فيه عنه و لا عن أحد أولاده إلا قليل جداً. و جمهور ما فيه عن غيرهم فيه عن جعفر تسعة أحاديث. و لم يرو مالك عن أحد من ذريته إلا عن جعفر. و كذلك الأحاديث التي في الصحاح و السنن و المساند، منها قليل عن ولده. و جمهور ما فيها عن غيرهم.
فصل. قال الرافضي: "و أما أبو حنيفة فقرأ على الصادق". و الجواب: أن هذا من الكذب الذي يعرفه من له أدنى علم. فإن أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق. توفي الصادق سنة ثمان و أربعين (148هـ)، و توفي أبو حنيفة سنة خمسين و مائة (150هـ). و كان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر والد الصادق. و ما يعرف أن أبا حنيفة اخذ عن جعفر الصادق و لا عن أبيه مسألة واحدة. بل أخذ عمن كان أسن منهما كعطاء بن أبي رباح و شيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان. و جعفر بن محمد كان بالمدينة.
فصل. قال الرافضي: "و أما الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن". و الجواب: أن هذا ليس كذلك. بل جالسه و علاف عرف طريقته و ناظره. و أول من أظهر الخلاف لمحمد بن الحسن و الرد عليه، هو الشافعي. فإن محمد بن الحسن أظهر الرد على مالك و أهل المدينة، و هو أول من عُرِفَ منه رد على مخالفيه (أقول بل الأوزاعي رد على أبي حنيفة ورد عليه أبي يوسف). فنظر الشافعي في كلامه و انتصر لِمَا تبيّن له أنه الحق من قول أهل المدينة. و كان انتصاره في الغالب لمذهب أهل الحجاز و أهل الحديث. ثم أن عيسى بن إبان صنف كتابا تعرض فيه بالرد على الشافعي، فصنف ابن سريج كتاباً في الرد على عيسى بن إبان. و كذلك أحمد بن حنبل لم يقرأ على الشافعي، لكن جالسه كما جالس الشافعي محمد بن الحسن و استفاد كل منهما من صاحبه. و كان الشافعي و أحمد يتفقان في أصولهما أكثر من اتفاق الشافعي و محمد بن الحسن. و كان الشافعي أسن من أحمد ببضع عشرة سنة. و كان الشافعي قدم بغداد أولاً سنة بضع و ثمانين في حياة محمد بن الحسن بعد موت أبي يوسف، ثم قدمها ثانية سنة بضع و تسعين. و في هذه القدمة اجتمع به أحمد. و بالجملة فهؤلاء الأئمة الأربعة، ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه. لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره. و أحاديث غيره أضعاف أحاديثه. و ليس بين حديث الزهري و حديثه نسبة لا في القوة و لا في الكثرة. و قد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/429)
و لم يُكذَب على أحد ما كُذِب على جعفر الصادق، مع براءته مما كُذِب عليه. فنُسِبَ إليه علم البطاقة و الهفت و الجدول و اختلاج الأعضاء و منافع القران و الكلام على الحوادث و أنواع من الإشارات في تفسير القران وتفسير قراءة السورة في المنام. وكل ذلك كذب عليه. وأيضاً جعفر الصادق أخذ عن أبيه وعن غيره، كما قدمنا. وكذلك أبوه أخذ عن علي بن الحسين وغيره. وكذلك علي بن الحسين أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين. فان الحسين قتل سنة إحدى وستين، وعلي صغير. فلما رجع إلى المدينة، أخذ عن علماء أهل المدينة. فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي ( r) ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم. وكذلك الحسن كان يأخذ عن أبيه وغيره حتى أخذ عن التابعين. وهذا من علمه ودينه رضي الله عنه. و أما ثناء العلماء على علي بن الحسين ومناقبه فكثيرة. وقال الزهري: "لم أدرك بالمدينة أفضل من علي بن الحسين". وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: "هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة". وقال حماد بن زيد: سمعت عن علي بن الحسين، -وكان أفضل هاشمي أدركته- يقول: "أيها الناس، أحبونا حب الإسلام. فما برح بنا حبكم، حتى صار علينا عاراً". ذكره محمد بن سعد في "الطبقات": أنبأنا عارم بن الفضل أنبأنا حماد. ثم قال ابن سعد: "قالوا: وكان علي بن الحسين ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً". وروى عن شيبة بن نعامة قال: "كان علي بن الحسين يبخل. فلما مات وجدوه يقوت أهل مئة بيت بالمدينة في السر".
فصل. قال الرافضي: "ومالك قرأ على ربيعة، وربيعة على عكرمة، وعكرمة على ابن عباس، وابن عباس تلميذ علي". والجواب: أن هذا من الكذب. فإن ربيعة لم يأخذ عن عكرمة شيئاً. بل ولا ذكر مالك عن عكرمة في كتبه إلا أثراً أو أثرين. ولا ذكر اسم عكرمة في كتبه أصلاً، لأنه بلغه عن ابن عمر وابن المسيب أنهما تكلما فيه، فتركه لذلك. وكذلك لم يخرج له مسلم. ولكن ربيعة أخذ عن سعيد بن المسيب و أمثاله من فقهاء أهل المدينة. وسعيد كان يرجع علمه إلى عمر. وكان قد أخذ عن زيد بن ثابت وأبي هريرة، وتتبع قضايا عمر من أصحابه، وكان ابن عمر يسأله عنها. ولهذا يقال أن موطأ مالك أخذت أصوله عن ربيعة عن سعيد بن المسيب عن عمر. وقال الرشيد لمالك: "قد أكثرت في موطئك عن ابن عمر، وأقللت عن ابن عباس:. فقال: "كان أورع الرجلين يا أمير المؤمنين". فهذا موطأ مالك يبيّن أن ما ذكره عن مالك من أظهر الكذب. وقول "ابن عباس تلميذ علي" كلام باطل. فإن رواية ابن عباس عن علي قليلة. وغالب (علمه) أخذه عن عمر وزيد بن ثابت وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة. وكان يفتي بقول أبي بكر وعمر. ونازع علياً في مسائل، مثل ما اخرج البخاري في صحيحه قال: أتى علي بقوم زنادقة فحرقهم. فبلغ ذلك بن عباس فقال: أما لو كنت لم احرقهم لنهى رسول الله ( r) أن يعذب بعذاب الله، ولقتلتهم لقول رسول الله ( r): من بدل دينه فاقتلوه. فبلغ ذلك علياً فقال: ويح ابن عباس ما أسقطه على الهنات». انتهى.
ثم لو سلمنا جدلا أن المذاهب الأربعة مأخوذة عن جعفر الصادق، فهذا في الحقيقة حجة على الرافضة لا لهم. لأن ما رواه الأئمة الأربعة حينئذ من فقه جعفر الصادق مباين لما ينسبه الرافضة إليه. والأئمة الأربعة عند أهل السنة بلا شك أوثق وأجل من الرافضة الذين يروون عن جعفر. وعليه فلو أراد السني أن يكون جعفري الفقه، فما عليه إلا أن يتبع أحد المذاهب السنية الأربعة لأنها مأخوذة عن جعفر الصادق! وهذا عكس ما يريده الرافضي الخبيث.
المؤاخذات على المذهب الحنفي
يُنكر على أبي حنيفة توسعه في الأخذ بالرأي، ولجوءه إلى الحيل لاستنباط الحكم. وقد ألف خصوم الحنفية الكثير من الكتب في الرد عليهم. فنرى الجويني (الذي يلقبه الأشاعرة بإمام الحرمين) يطعن في المذهب الحنفي ويكتب كتابًا اسمه "مغيث الخلق" يوجب فيه على الناس اتباع مذهب الشافعي ونبذ ما سواه من المذاهب. ومما قاله فيه: «من انغمس في مستنقع نبيذ، ولبس جلد كلب غير مدبوغ وأحرم بالصلاة مبدلاً بصيغة التكبير تركياً أو هندياً، ويقتصر في القرآن على ترجمة (مدهامتان) ثم يترك الركوع وينقر نقرتين لا قعود بينهما، ولا يقرأ التشهد، ثم يُحدث (يضرط) عمدًا في آخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/430)
صلاته بدل التسليم، أو انقلت منه (الضراط) فيعيد الوضوء في أثناء صلاته ... » قال الجويني: «والذي ينبغي أن يقطع به كل ذي دين أن مثل هذه الصلاة لا يبعث الله بها نبياً ... » وقد زعم (أي أبو حنيفة) «أن هذا القدر أقل الواجب، فهي الصلاة التي بعث الله النبي r وما عداها أدابٌ وسنن».
فانبرى له الكوثري ينافح عن المذهب الحنفي وكتب رسالة أسماها: "إحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الخلق" رد فيها على الجويني. وهذا من نتائج التعصب المذهبي المقيت، من الطرفين. قال الكوثري: «فإمام الحرمين والغزالي والرازي لا يتعمدون الكذب فيما يكتبون –فيما أرى– لكن من جهل أدلة الأحكام في المسائل الخلافية، وبعد عن معرفة الحديث والتاريخ، وما إلى ذلك من العلوم التي لا بد من معرفتها لمن يريد السباق في هذا الميدان. إذا خاض في مثل هذا المطلب تعويلاً على يده في النظر فقط، هاج وماج ظناً بالاخبار الكاذبة أنها صادقة، وفضح نفسه بسوقه الأكاذيب والتقاطه الساقطات، فيهوي في هوة الجهل والخذلان! فيصدق فيه المثل "على نفسها جنت براقش"». وقال الكوثري في الحاشية: «بيد أن صلاته ليست كما وصفها الباهت الأثيم». ثم قال: «بل أكتفي بدفع الشناعة وتكذيب الكاذب وإعادة الحق إلى نصابه».
انظر المحلى ج: 11 ص: 250
قال أبو محمد حدثنا البغوي نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزان نا ابن جريج ني محمد بن الحرث بن سفيان عن أبي سلمة ابن سفيان أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر ما قلت فأعادت فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده مهد ثم تركها وبه إلى عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن الوليد بن عبد الله وهو ابن جميع عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها الجوع فأتت راعيا فينبغي الطعام فأبى عليها حتى تعطيه نفسها قالت فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع فأخبرت عمر فكبر وقال مهر مهر مهر ودرأ عنها الحد قال أبو محمد رحمه الله قد ذهب إلى هذا أبو حنيفة ولم ير الزنى إلا ما كان مطارفة وأما ما كان فيه عطاء أو استئجار فليس زنى ولا حد فيه وقال أبو يوسف ومحمد وأبو ثور وأصحابنا وسائر الناس هو زنى كله وفيه الحد وأما المالكيون والشافعيون فعهدنا بهم يشنعون خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف إذا وافق تقليدهم وهم قد خالفوا عمر رضي الله عنه ولا يعرف له مخالف عن الصحابة رضي الله عنهم بل هم يعدون مثل هذا إجماعا ويستدلون على ذلك بسكوت من بالحضرة من الصحابة عن النكير لذلك فإن قالوا إن أبا الطفيل ذكر في خبره أنها قد كان جهدها الجوع قلنا لهم وهذا أيضا أنتم لا تقولون به ولا ترونه عذرا مسقطا للحد فلا راحة لكم في رواية أبي الطفيل مع أن خبر أبي الطفيل ليس فيه أن عمر عذرها بالضرورة بل فيه أنه درأ الحد من أجل التمر الذي أعطاها وجعله عمر مهرا وأما الحنفيون المقلدون لأبي حنيفة في هذا فمن عجائب الدنيا التي لا يكاد يوجد لها نظير أن يقلدوا عمر في إسقاط الحد ههنا بأن ثلاث حثيات من تمر مهر وقد خالفوا هذه القضية بعينها فلم يجيزوا في النكاح الصحيح مثل هذا وأضعافه مهرا بل منعوا من أقل من عشرة دراهم في ذلك فهذا هو الاستخفاف حقا والأخذ بما اشتهوا من قول الصاحب حيث اشتهوا وترك ما اشتهوا
تركه من قول الصاحب إذا اشتهوا فما هذا دينا وأف لهذا عملا المهر في الحلال لا يكون إلا عشرة دراهم لا أقل ويرون الدرهم فأقل مهلا في الحرام ألا إن هذا هو التطريق إلى الزنى وإباحة الفروج المحرمة وعون لإبليس على تسهيل الكبائر وعلى هذا لا يشاء زان ولا زانية أن يزنيا علانية إلا فعلا وهما في أمن من الحد بأن يعطيها درهما يستأجرها به للزنى فقد علموا الفساق حيلة في قطع الطريق بأن يحضروا مع أنفسهم امرأة سوء زانية وصبيا بغاء ثم يقتلوا المسلمين كيف شاؤوا ولا قتل عليهم من أجل المرأة الزانية والصبي البغاء فكلما استوقروا من الفسق خفت أوزارهم وسقط الخزى والعذاب عنهم ثم علموهم وجه الحيلة في الزنى وذلك أن يستأجرها بتمرتين وكسرة خبز ليزني بها ثم يزنيان في أمن وذمام من العذاب بالحد الذي افترضه الله تعالى ثم علموهم الحيلة في وطء الأمهات والبنات بأن يعقدوا معهن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/431)
نكاحا ثم يطؤنهن علانية آمنين من الحدود ثم علموهم الحيلة في السرقة أن ينقب أحدهم نقبا في الحائط ويقف الواحد داخل الدار والآخر خارج الدار ثم يأخذ كل ما في الدار فيضعه في النقب ثم يأخذه الآخر من النقب ويخرجان آمنين من القطع ثم علموهم الحيلة في قتل النفس المحرمة بأن يأخذ عودا صحيحا فيكسر به رأس من أحب حتى يسيل دماغه ويموت ويمضي آمنا من القود ومن غرم الدية من ماله ونحن نبرأ إلى الله تعالى من هذه الأقوال الملعونة وما قال أئمة المحدثين ما قالوا باطلا ونسأل الله السلامة ولو أنهم تعلقوا في كل ما ذكرنا بقرآن أو سنة لأصابوا بل خالفوا القرآن والسنة وما تعلقوا بشيء إلا بتقليد مهلك ورأي فاسد وإتباع الهوى المضل
ومن أمثلة هذه الحيل ما ذكره المعلمي في كتابه التنكيل. وهناك كتاب "الحيل"، ألفه أحد الزنادقة، ونسبه إلى أبي حنيفة ترويجاً له. وكان من أسباب تحريض العلماء عليه. ولا شك أن مؤلف هذا الكتاب كافر، كما قال الإمام عبد الله بن المبارك. لكن يستحيل أن تصح نسبته لأبي حنيفة أو لأحد من كبار أصحابه. فكثير مما فيه ينكرونه ولا يقبلون فيه. لكن الذي شجع الزنديق على نسبته لأبي حنيفة، كثرة الحيل جداً عنده وعند أصحابه. وهذا مما يجب أن يُحذر في المذهب.
قال الإمام الذهبي في "زغل العلم": «الفقهاء الحنفية: أولو التدقيق والرأي والذكاء. والخير من مثلهم، إن سلموا من التحيل والحيل على الربا وإبطال الزكاة ونقر الصلاة والعمل بالمسائل التي يسمعون النصوص النبوية بخلافها. فيا رجل دع ما يريبك إلى مالا يريبك، واحتط لدينك، ولا يكن همك الحكم بمذهبك. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فإذا عملت بمذهبك في المياه والطهارة والوتر والأضحية، فأنت أنت! وإن كانت همتك في طلب الفقه: الجدال والمراء والانتصار لمذهبك على كل حال وتحصيل المدارس والعلو، فماذا فقها أخروياً، بل ذا فقه الدنيا. فما ظنك تقول غداً بين يدي الله تعالى: "تعلمت العلم لوجهك وعلّمته فيك"؟ فاحذر أن تغلط وتقولها، فيقول لك: "كذبت. إنما تعلمت ليقال: عالم، وقد قيل". ثم يؤمر بك مسحوباً إلى النار، كما رواه مسلم في الصحيح. فلا تعتقد أن مذهبك أفضل المذاهب وأحبها إلى الله تعالى فإنك، لا دليل لك على ذلك ولا لمخالفك أيضاً. بل الأئمة رضي الله عنهم على خير كثير، ولهم في صوابهم أجران على كل مسألة، وفي خطئهم أجر على كل مسألة».
المصدر: http://www.ibnamin.com/abu_hanifa.htm
نقلا عن شبكة أنا المسلم
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:22 م]ـ
أبو حنيفة بين الجرح والتعديل
أبو حنيفة –رحمه الله– إمامٌ فحلٌ صاحب مدرسة فقهية كبيرة لها وقعها الكبير قديماً و حديثاً. و قد اختار ابن تيمية كثيراً من أقواله، جمعها أحد الاخوة في جزء. وهو من أذكياء العالم، لا يستريب في هذا أحد! وأبو حنيفة هو إمام علم في الفقه والاستنباط، وإمام في الزهد والورع. ولا يعيبه أن تكون بضاعته في الحديث مُزجاة، أو أنه لم يُذكر في عداد أهل الصناعة والدراية. ومن قال ذا يعيبه؟ فهذا الشأن لكل من انصرف لفن دون آخر.
وأما كونه ضعيفاً في الحديث فلا يجرح في إمامته في الفقه والدين. فكم من فقيه جليل لا يعتد بروايته للحديث، كما أنه كم من محدث جليل لا يقيم الفقهاء لرأيه واستنباطه وزناً. وكل علم يسأل عنه أهله. وإذا كان الراوي أحياناً يكون ثقة في روايته عن شيخ، وضعيفاً في روايته عن شيخ آخر، أو يكون ثقة في روايته عن أهل بلد، وضعيفا في روايته عن أهل بلد آخر، فكذلك يكون الرجل ثقة في روايته لعلم، وضعيفاً في روايته لعلم آخر.
قال الذهبي في السير (5|260) في ترجمة عاصم: «وما زال في كل وقت يكون العالم: إماماً في فن، مقصراً في فنون. وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث. وكان الأعمش بخلافه: كان ثبتاً في الحديث، ليّناً في الحروف. فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب "المنهج" وغيره، لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. والله أعلم».
والأحناف في كل كتاب حديث تقريبا يضيعون مساحة شاسعة منه للدفاع عن أبي حنيفة وإثبات أنه ثقة. بل ويغيرون كل علم الجرح والتعديل حتى يحصلون على تعديل إمامهم. وكل من جرح أبا حنيفة يصبح متعنت أو مجروح. والعكس بالعكس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/432)
يا من تنشدون الكمال لأبي حنيفة من كل وجه، لقد سودتم الصحيفة بِرَميِكُم المحدّثين بالتعصب والحسد. وبهذا أسقطتم كبار القوم للدفاع عن رجل واحد، اعترف له الكل بفضله وتقدمه في فنه، ونطق المحدثون بضعفه في الحديث، وفق ما تقتضيه الأمانة والديانة، ودلّ على ذلك الشواهد والواقع. أمانة حملوها فوق أعناقهم، لم يسعهم السكوت عنها. ما أتوا ظلماً ولا هضماً. بل أنزلوا أبا حنيفة منزلة غيره من المحدثين، ممن لا يُحصون عدداً، مروا جميعهم على ميزان النقد. لم يحابوا والداً ولا ولداً، شريفاً ولا وضيعاً، أميراً ولا وزيراً. إنها الأمانة والعدالة، صيانة لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فلماذا ترون هذا واجباً في حق جميع الرواة دفاعاً عن السنة، وترونه ظلماً وحسداً في حق فردٍ واحد؟ أليس هذا هو التعصب؟
الثناء على أبي حنيفة:
أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي (أبو بكر العطار، ثقة)، قال: سمعت حمزة بن علي البصري يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقال حرملة بن يحيى: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: «من أراد أن يتبحر في الفقه، فهو عيال على أبي حنيفة». قال: و سمعته -يعني الشافعي- يقول: «كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه».
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|404): قال حفص بن غياث: «كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر، لا يعيبه إلا جاهل». وقال الذهبي أيضاً: وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة، فقال: «إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت، وأظنه بورك له في علمه». وقال جرير: قال لي مغيرة: «جالس أبا حنيفة تفقه، فإن إبراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه». قلت –أي الذهبي–: «الإمامة في الفقه ودقائقه، مسلّمة إلى هذا الإمام. وهذا أمر لا شك فيه». انتهى. وقال الذهبي عنه: «برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه، وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال، وتخرج به الأصحاب». ثمَّ قال: «وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء، والأولياء الأذكياء، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة، وقيام الليل رضي الله عنه».
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (10|110): «الإمام أبو حنيفة ... فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة». وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (1|228): «وكان من أذكياء بني آدم. جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء. وكان لا يقبل جوائز الدولة، بل ينفق ويؤثر من كسبه». ويروى عن سفيان الثوري –كما في الفقيه والمتفقه (2|73) – قوله: «كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه».
وقال محمَّد بن مُزاحِم: سمعت ابن المبارك يقول: «أفقَهُ الناس أبو حنيفة. ما رأيتُ في الفقه مثله». وقال ابن المبارك أيضاً: «لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان، كنت كسائر الناس».
توثيق أبي حنيفة:
لم أجد من وثق أبا حنيفة من المحدثين إلا ابن معين (ولم يصح) وابن المديني، وسائر ما يذكر في ترجمته من الثناء إنما هو في علمه وفضله ورأيه. وقد جاء عن ابن معين وابن المديني تضعيفها لأبي حنيفة، وهو ما يخفيه الأحناف ولا يذكرونه! وإليكم كلامهما:
ففي تهذيب التهذيب (1|401): قال محمد بن سعد العَوْفي (ضعيف) سمعت ابنَ معين يقول: «كان أبو حنيفة ثقةً لا يُحدِّث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يُحدِّث بما لا يحفظ». وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ (مجهول): سمعت يحيى بن معين يقول: «كان أبو حنيفة ثقة في الحديث». و قال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز (مجهول)، عن يحيى بن معين: «كان أبو حنيفة لا بأس به».
وقال ابن عبد البر في "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" (ص127): قال عبد الله بن أحمد الدَّورقي (مجهول): سئل يحيى بن مَعين وأنا أسمع عن أبي حنيفة؟ فقال ابنُ مَعين: «هو ثقةٌ ما سمعتُ أحداً ضعَّفه (!!). هذا شعبةُ بن الحجاج يكتب إليه أن يُحدِّث، ويأمُرُه. وشعبةُ شعبة». وهذا الدورقي قد قال ابن حزم عنه في "حجة الوداع": «لا أعرفه». نقل هذا الذهبي في ميزان الاعتدال (8|132) مقراً له. وقال الحسيني في الإكمال (1|237): «فيه جهالة». والمقولة منكرة لما نعلم من ذم شعبة لأبي حنيفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/433)
فإذا عرفنا أن توثيق ابن معين لأبي حنيفة لم يصح، نذكر أنه قد صح عنه تضعيف حديث أبي حنيفة. قال ابن أبي مريم –كما في الكامل لابن عدي (8|236) –: سألت يحيى بن معين عن أبي حنيفة، فقال: «لا يكتب حديثه». وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة –كما في الضعفاء للعقيلي (4|285) –: سمعت يحيى بن معين وسئل عن أبي حنيفة، قال: «كان يضعف في الحديث». وقال محمد بن حماد المقرئ –كما في تاريخ بغداد (13|445) –: وسألت يحيى بن معين عن أبي حنيفة، فقال: «وإيش كان عند أبي حنيفة من الحديث حتى تسأل عنه؟!».
وعلى فرض صحة روايات التوثيق (وقد رأيت أنها لا تصح مطلقاً)، فيجاب عليها بأن ابن معين مشهور ميله لأبي حنيفة واستحسانه لرأيه، ولعل هذا التوثيق كان في أول أمر يحيى بن معين، ثم اطلع بعد ذلك على ما له من أوهام وأخطاء فضعفه في الحديث.
قال الإمام علي بن المديني: «أبو حنيفة روى عنه الثوري وابن المبارك، وهو ثقة لا بأس به». وقد جاء عنه التضعيف كذلك. إذ قال عبد الله بن علي بن عبد الله المديني –كما في تاريخ بغداد (13|450) –: وسألت –يعني أباه– عن أبي حنيفة صاحب الرأي، فضعفه جداً، وقال: «لو كان بين يَدَيّ ما سألته عن شيء». وروى خمسين حديثاً أخطأ فيها. انتهى.
قال المعلمي في التنكيل (1|358) جواباً عن توثيق علي بن المديني لأبي حنيفة: «كان من دعاة المحنة حنفية، وكانوا ينسبون مقالتهم التي امتحنوا الناس فيها إلى أبي حنيفة، ويدعون إلى مذهبه في الفقه، كما مرت الإشارة إلى طرف منه في ترجمة سفيان الثوري، فكأنهم استكرهوا ابن المديني على أن يثني على أبي حنيفة ويوثقه فاضطر إلى أن يوافقهم. وقد يكون ورّى فقصد بكلمة "ثقة" معنى أنه لم يكذب، ثم لما سأله ابنه أخبره بما يعتقد».
تضعيف أبي حنيفة:
يجب من الأول أن نفهم سبب تشدد السلف على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه. فإن من منهج أهل السنة والجماعة أن الرجل إذا زل في بعض المواضع فإننا نستر عليه ذلك فإذا اشتهر نحذر من تلك الأخطاء والزلات دون أن نهدر عدالته. لكن زاد الكثير من العلماء على هذا أن من كثرت زلاته وجب إسقاطه مهما بلغت مكانته العلمية لأن هذا أسهل من التحذير من هذه الأخطاء. وكثير من هذا الطعن في أبي حنيفة تجد مثله في غيره من العلماء بما فيهم مالك والشافعي. لكن الذي حمى مالك من أن يسقطه أهل الحديث كونه يحتاج إليه جداً في الكثير من الأحاديث. وهذا أوضحه ابن عبد البر ببحث طويل في "جامع بيان العلم وفضله" وكذلك في "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" ليس هذا مكان ذكره.
نقل العلامة المعلمي اليماني في كتابه "التنكيل بما في مقالات الكوثري من الأباطيل" مواقف شديدة لبعض أئمة السلف من الإمام أبي حنيفة والتي كان يستدل بها الكوثري، وعلق عليها المعلمي اليماني أن من مذاهب السلف في إسقاط أخطاء الفقهاء: مذهب بإسقاط صاحب الأخطاء الكثيرة وتنفير الناس منه حتى لا يتبعوه، حتى لو كانوا يقرون بفضله على الأمة. وهذا ما نقمه الكوثري على بعض الأئمة المتقدمين لكون بعضهم عمل على إسقاط الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
ومذهب آخر بالترحم على أهل الفضل من العلماء الذين يقعون في أخطاء علمية، مع تعقب أخطائهم فقط حتى لا يقع فيها الناس. إلا أن هذا المذهب قد يشتد في الإنكار لعظم الخطأ في بعض المسائل، مع إبقاء أصل الاحترام مع نقل ذلك. فالصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومن بعدهم من أئمة التابعين وغيرهم من السلف، لم ينقطع بينهم الولاء والقتال في صف واحد. ومع ذلك كانوا لا يتساهلوا فيما يمكن أن يحرف دين الأمة.
ومثال ذلك و الأمثلة كثيرة: ما جاء في صحيح مسلم من قول ابن الزبير لابن عباس –وهو من هو– حبر الامة، وفضله على الأمة جاري حتى الآن، وعلم ابن الزبير لا يقارن بعلم ابن عباس. قال له بخصوص مسألة زواج المتعة: «أفعل بنفسك (يقصد زواج المتعة) ولأرجمنك بأحجارك». رضي الله عنهم أجمعين. و قد كان يحدث بينهم ذلك لان الأمر كان عندهم دين يجب صيانته من التحريف. لكن لا يأتي أحد ويقيم ابن عباس من قول ابن الزبير عنه. فهذا غلط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/434)
وبهذا نفهم سبب حدة بعض العلماء القدامى على الإمام أبي حنيفة رحمه الله. ثم استقر الأمر على إمامته في الفقه. لذلك لا تجد الفقهاء السلفيين كالذهبي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والمزي وابن عبد الهادي وابن عبد الوهاب إلا ويذكرونه بالخير.
قال ابن عبد البر في التمهيد (14|13) عن حديث "المتبايعان بالخيار": «وقد روي عن أبي حنيفة أنه كان يرد هذا الخبر، باعتباره إياه على أصوله، كسائر فعله في أخبار الآحاد: كان يعرضها على الأصول المجتمع عليها عنده، ويجتهد في قبولها أو ردها. فهذا أصله في أخبار الآحاد. وروي عنه أنه كان يقول في رد هذا الحديث: "أرأيت إن كانا في سفينة؟ أرأيت إن كانا في سجن أو قيد؟ كيف يفترقان؟ إذن فلا يصح بين هؤلاء بيع أبداً"! وهذا مما عيب به أبو حنيفة. وهو أكبر عيوبه وأشد ذنوبه عند أهل الحديث الناقلين لمثالبه، باعتراضه الآثار الصحاح، ورده لها برأيه. وأما الإرجاء المنسوب إليه، فقد كان غيره فيه أدخل وبه أقوَل، لم يشتغل أهل الحديث من نقل مثالبه ورواية سقطاته مثل ما اشتغلوا به من مثالب أبي حنيفة. والعلة في ذلك ما ذكرت لك. وذلك ما وجدوا له من ترك السنن وردها برأيه، أعني السنن المنقولة بأخبار العدول الآحاد الثقات، والله المستعان».
أهم الكتب التي ذكرت جرح أبي حنيفاً مسنداً هي:
1 - تاريخ بغداد للخطيب.
2 - المجروحون لابن حبان.
3 - الكامل لابن عدي.
4 - السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
وأظنها استوعبت الجرح كله، وبخاصة الأول. وبعض تلك الأقوال منصف وكثير منها غير منصف.
1– فقوم طعنوا في روايته وقلة حفظه وضبطه، وأن أبا حنيفة لا يميز بين صحيح الحديث وضعيفه.
وهذا أمر صحيح أجمع عليه علماء الحديث قاطبة، وذكروا أدلته. وسبب ذلك أنه كان اهتمامه منصباً على الفقه والاجتهاد والعبادة. وإذا روى الحديث رواه بالمعنى على إسلوب شيخه حماد. وقد اعترف الإمام به بنفسه. إذ أخرج الإمام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8|449): عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن أبي عبد الرحمان المقرئ، قال: كان أبو حنيفة يُحدثنا، فإذا فرغ من الحديث، قال: «هذا الذي سمعتم كله ريحٌ وباطلٌ». وقال الترمذي: سمعت محمود بن غيلان، يقول: سمعت المقرئ، يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: «عامة ما أحدثكم خطأ». وهذا سند صحيح كالشمس. وهو موافقٌ لكلام النقاد، واعترافٌ من الإمام بأنه ليس ضابطاً لحديثه. وهذا حمله عليه ورعه ومعرفته بقدر نفسه في الحديث، لأنه ليس من فرسان الأسانيد والعلل.
وقد اعترف الإمام الزيلعي (وهو من أكبر الحفاظ الحنفية) بضعف أبي حنيفة في حديث "نهى عن بيع وشرط". وهناك رسالة نوقشت قديماً بعنوان "الإمام أبو حنيفة بين الجرح والتعديل" نوقشت في جامعة أم القرى. وانتهى -كما قيل لنا- إلى أن أبا حنيفة من حيث الحفظ في مرتبة الصدوق. وأظنه بنى ذلك على تخريج الأحاديث المروية من طريق أبي حنيفة.
2– وقوم طعنوا فيه لما يرجع إلى العقائد و الكلام في الأصول.
وهذا باطل. ولم يخالف أبو حنيفة السلف الصالح إلا في مسألة الإرجاء، إذا وافق شيخه حماد في ما يسمى بمذهب مرجئة الفقهاء في الإيمان. وقد أوضح شيخ الإسلام أن هذا كان في ذلك الوقت خلافاً لفظياً فحسب. ثم تطور لاحقاً على يد الماتريدية والأشاعرة فصار حقيقياً. و والله تجد اليوم أقوام غالوا في الإرجاء الحقيقي مع الحكام الطواغيت، بل فاقوا الجهمية أنفسهم، ومع ذلك يلمزون الإمام أبا حنيفة. ولا نقول إلا: رمتني بدائها وانسلت.
لكن القوم أصروا على أن يفتروا عليه أقوال ومسائل بهدف التشنيع، وظاهرها الكفر والضلال. قال الإمام ابن تيمية في المنهاج (2|619): «كما أن أبا حنيفة –وإن كان الناس خالفوه في أشياء وأنكروها عليه– فلا يستريب أحد في فقهه وفهمه وعلمه. وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه، وهي كذب عليه قطعاً».
ومن ذلك اتهامه –والعياذ بالله– بالقول بخلق القرآن. واتهامه بأنه استتيب من الكفر مرتين! روى عبد الله في "السنة" (ص192) قال: «سمعت أبي –رحمه الله– يقول (عن أبي حنيفة): أظن أنه استتيب في هذه الآية {سبحان ربك رب العزة عما يصفون}. قال أبو حنيفة: "هذا مخلوق". فقالوا له: "هذا كفر". فاستتابوه». قال الشيخ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني معلقاً: «لا يقام حكم بظن».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/435)
ثم إن الإمام أحمد، قد ظهر له خطأ ظنه، وثبت عنده أن أبا حنيفة ما قال بخلق القرآن قط. قال أبو بكر المروزي (كما في تاريخ بغداد 13|378): سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: «لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق». وهذا يكذب كل الروايات التي تتهم الإمام أبا حنيفة بالكفر، والعياذ بالله. بل إن الإمام أحمد حصل له نوع من التعاطف والتقدير لموقف أبي حنيفة المشرف من السلاطين الظلمة. فقال إسماعيل بن سالم البغدادي (كما في تاريخ بغداد 13|327): «ضرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء». قال: «وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى، وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أحمد».
وبالنسبة لمسألة استتابته من الكفر فقد رد الأئمة الأحناف على هذه الفرية. قال الفقيه المحقق علي بن محمد القاري في مناقب الإمام: قال أبو الفضل الكرماني: لما دخل الخوارج الكوفة مع الضحاك –ورأيهم تكفير كل من أذنب وتكفير كل من لم يكفَّر مرتكب الذنب– قيل لهم: هذا شيخ هؤلاء. فأخذوا الإمام أبا حنيفة وقالوا له: تب من الكفر. فقال: أنا تائب من كل كفر. فقيل لهم: إنه تائب من كفركم، فأخذوه فقال لهم: أبعلم قلتم أم بظن؟ قالوا: بظن، قال إن بعض الظن إثم، والإثم ذنب فتوبوا من الكفر. قالوا: تب أنت أيضاً من الكفر، فقال أنا تائب من كل كفر. فهذا الذي قاله أهل الضلال من إن الإمام استتيب من الكفر مرتين، ولبّسوا على العامة من الناس. ا. هـ
3– وقوم طعنوا لقوله الرأي فيما يخالف الأحاديث الصحاح. وهذا تجد تفصيله في "التنكيل".
4– وقوم طعنوا فيه بأمور باطلة أو أنها ليست جرحاً. مثل قول يزيد بن زريع: «كان أبو حنيفة نبطياً»، وهذه جاهلية عنصرية.
5 - وقوم ما ذكروا طعناً، لكنهم أفحشوا في السب واللعن والاستهزاء (مثل تسميته بأبي جيفة). وليس المؤمن بلعان ولا فاحش ولا بذيء. إنما صفة المنافق أنه إذا خاصم فجَر.
وأما عن تحامل الكثيرين عليه فهذا لا ريب فيه. قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2|149): قال يحيى بن معين: «أصحابنا (أي أهل الحديث) يُفْرِطون في أبي حنيفة وأصحابه». وبعض الذين انتقدوا أبي حنيفة هم فعلاً أصحاب تعصب مذهبي. فالخطيب البغدادي كان شافعياً متعصباً على الأحناف والحنابلة، كما ذكر ابن عبد الهادي. وقد رد عليه ابن الجوزي الذي لم يكن أقل منه تعصباً وحدّة (لمذهب الحنابلة). وكثير من الأقوال التي نقلها الخطيب في ذم أبي حنيفة لا تصح.
قلة حديث أبي حنيفة:
ولا بد من التنبيه أن ما قيل من قلة أحاديث أبي حنيفة ليس على إطلاقه. نعم، لم يصله الكثير جداً من الأحاديث الصحيحة. وليس معنى ذلك أنه ليس عنده حديث. قال العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة": «لزم أبو حنيفة حماد بن أبي سليمان يأخذ عنه مدة، وكان حماد كثير الحديث. ثم أخذ عن عدد كثير غيره كما تراه في مناقبه. وقلة الأحاديث المروية عنه لا تدل على قلة ما عنده، ذلك أنه لم يتصدى للرواية. وقد قدمنا أن العالم لا يكلف جمع السنة كلها. بل إذا كان عارفاً بالقرآن وعنده طائفة صالحة من السنة بحيث يغلب على اجتهاده الصواب كان له أن يفتي، وإذا عرضت قضية لم يجدها في الكتاب والسنة سأل من عنده علم بالسنة، فإن لم يجد اجتهد رأيه. وكذلك كان أبو حنيفة يفعل. وكان عنده في حلقته جماعة من المكثرين في الحديث كمسعر وحبان ومندل. والأحاديث التي ذكروا أنه خالفها قليلة بالنسبة إلى ما وافقه. وما من حديث خالفه إلا وله عذر لا يخرج إن شاء الله عن أعذار العلماء. ولم يدع هو العصمة لنفسه ولا ادعاها له أحد. وقد خالفه كبار أصحابه في كثير من أقواله. وكان جماعة من علماء عصره ومن قرب منه ينفرون عنه وعن بعض أقواله. فإن فرض أنه خالف أحاديث صحيحة بغير حجة بينة، فليس معنى ذلك أنه زعم أن العمل بالأحاديث الصحيحة غير لازم. بل المتواتر عنه ما عليه غيره من أهل العلم أنها حجة. بل ذهب إلى أن القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء اتباعاً لحديث ضعيف (وذكر ابن القيم في إعلام الموقعين مسائل أخرى لأبي حنيفة من هذا القبيل وكذلك غيره). ومن ثُمّ، ذكر أصحابه أن من أصله تقديم الحديث الضعيف –بله الصحيح– على القياس».
نقلا عن شبكة أنا المسلم
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:25 م]ـ
وهذا تعليق سبق ذكره في طيات المقالات السابقة أعيده للفائدة وهي مشاركة للأخ الرئيسي في شبكة أنا المسلم حيث قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أبا حنيفة النعمان - رضي الله عنه - عنده شيء من الإرجاء الخفيف، وهو من مرجئة الفقهاء، غير أنه بريء من بقية أنواع الإرجاء. والخلاف بينه والجمهور لا يعدوا أن يكون لفظي، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنه لم يكفر أحد، من السلف من مرجئة الفقهاء، بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا بدع العقائد، فإن كثيراً من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنَّة هو الصواب" انظر: كتاب الإيمان (ص337).
وقال: "ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنَّة في هذه المسألة هو نزاع لفظي، وإلاَّ فالقائلون بأن الإيمان قول من فقهاء - كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم - متفقون مع جميع علماء السنَّة أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد وإن قالوا: إن إيمانهم كما كإيمان جبريل، فهم يقولون: إن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب كما تقوله الجماعة. ويقولون أيضاً: إن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة". انظر: مجموع الفتاوى (7/ 297).
وبه قال الغزالي والذهبي وابن أبي العز إذ قال: "الاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنَّة صوري فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب أو جزء من الإيمان مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه نزاع لفظي، لا يترتب عليه فساد اعتقاد"، انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص362).
والله ولي التوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/436)
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[14 - 05 - 05, 05:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاليك هذه المصادر الهامة:
1 - ابوحنيفة: للامام محمد ابو زهرة طبعة دار الفكر العربى
2 - سير اعلام النبلاء: وله ترجمة حافلة به
3 - كتب المداخل الفقهية: مثل المدخل لد\ نصر فريد واصل ط التوفيقية
المدخل لد\ على جمعة ط دار السلام
4 - كتاب تبرئة الائمة الاربعة: وهو رسالة دكتوراة مطبوعة بدار بن عفان وموضوعها تبرئة الائمة الاربعة من مسائل الجهمية والمعطلة
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم
أخي وليد
أنت تقول: قال الذهبي: حفص بن غياث
وعبد الله بن أحمد مثلا يقول: قال أبي
فشتان بين هذا وذاك
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[17 - 05 - 05, 03:02 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي
ما هو وجه الاعتراض على حفص بن غياث وهو أحد الرواة الموثقين عن الأعمش، كما ذكره الحافظ ابن رجب في شرح العلل «532/ 2» عن بعض الأئمة؟
وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة، فقال: «إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت، وأظنه بورك له في علمه».
ثم إن الإمام أحمد، قد ظهر له خطأ ظنه، وثبت عنده أن أبا حنيفة ما قال بخلق القرآن قط. قال أبو بكر المروزي (كما في تاريخ بغداد 13|378): سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: «لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق». وهذا يكذب كل الروايات التي تتهم الإمام أبا حنيفة بالكفر، والعياذ بالله. بل إن الإمام أحمد حصل له نوع من التعاطف والتقدير لموقف أبي حنيفة المشرف من السلاطين الظلمة. فقال إسماعيل بن سالم البغدادي (كما في تاريخ بغداد 13|327): «ضرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء». قال: «وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى، وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أحمد».
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:14 م]ـ
السلا عليكم
أخي الفاضل وليد أعزك الله تعالي
القضية هاهنا ليست قضية اتهام بالكفر والإيمان
والتحديد الذي أريد أن تبحثه وتركز بحثك فيه هو:
1_ الإتهام بالكذب وهذا ستجد دليله في مقدمة التمييز لمسلم رحمه الله تعالي وغيره من الكتب أيضاً
2_ رد الروايات الصحيحة بالرأي
هذا هو مدار المسألة عندي
أما كونه فقيها مشهوراً ثلثي الأمة تقريباً علي مذهبه فهذا لا خلاف فيه لأنه واقع
والسلام عليك
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[23 - 05 - 05, 01:51 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
احذر الاخوة من العضو: محمد احمد جلمد فقد تاكد لى من رده هنا ما ظننته سابقا من انه تلميذ المبتدع (محمود خليل) والذى كفر الامام ابى حنيفه وسب وقدح فى الامام الشافعى وكل العلماء مدعى ان الفقه -وسائر العلوم الشرعيه- بدعه مذمومه فاحذر الاخوة منه للاهميه
ومن شاء التأكد من هذا الذى قلته عن محمود خليل فليسأل اهل العلم بمصر
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[23 - 05 - 05, 03:30 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل سليمان عفا الله عنك
تحتاج أخي الفاضل إلي تحري الدقة في كلامك الذي تكتبه وتقوله فأنت مسؤل عنه بين يدي الله تعالي يوم القيامة.
وأنت تعلم أكثر مني أن رمي المسلمين بالبدعة لا يكون هكذا كما تفعل أسأل الله تعالي أن يغفر لك.
ولأننا في ملتقي أهل الحديث _ ملتقي أهل الدليل فأسألك أن تقرن كل قول بدليل، فإذا ذكرت أن شيخا قد كفر فلانا من الناس فاذكر المصدر الذي قرأت له فيه هذا الكلام، أو الشريط إن كنت قد سمعته، وإلا فتوقف.
ويا أخي الفاضل لا أظنك تعتقد أحمد بن حنبل والبخاري وأبو حاتم الرزاي والنسائي ويحيي بن سعيد القطان والجوزجاني ومالك ومسلم بن الحجاج وابن حبان من تلاميذ محمود خليل لأنهم يطعنون في أبي حنيفة وروايته، وللعلم كتبهم مطبوعة وليست سرا حربيا فارجع إليها إن شئت.
وكنت أتمني أن يكون ردك علمياً، أو علي الأقل ظاهره، فتقول مثلاً كلام مسلم في مقدمة التمييز لا يثبت لأن في نسبة الكتاب إليه مقال!!!
أو تقول كلام أحمد لا يعتد به هاهنا لأنه من باب الغيرة من أبي حنيفة الذي ما كان يحفظ سوي 127 حديثا مسندا (هذا ليس كلامي ولكنه كلام أبي حاتم البستي في ترجمة الإمام الأعظم)، وأحمد لا يحفظ إلا الف ألف حديث فقط، فلذا كان يغار منه.
أخي الفاضل أنصحك بقراءة خريطة المعركة التي دارت بين أبي غدة والمعلمي رحمه الله تعالي وعفا عنه إن كنت تبحث عن الحقيقة.
وقضيتك هي نفسك وعملك وليس محمد جلمد ولا محمود خليل، فأي إنسان هاهنا يبحث عن الدليل وعن محمد صلي الله عليه وسلم، فليكن هذا همك، ولوا أن اهل الحديث ذكروا هذا الطعن في أبي حنيفة في كتبهم ما تطرق للكلام فيه أحد لقلة روايته!!
أسأل الله أن يهديك إلي سبيل الرشاد
أخوك محمد جلمد(45/437)
فائدة: من إمعان الشيعة في الشرك
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[10 - 05 - 05, 07:46 م]ـ
جاء في كتاب: (سياحة في عالم التشيع)، لمحب الدين عباس الكاضمي فيما يتعلق بتعبيد الرافضة أسمائهم لغير الله، قال: "ومن المفارقات أنك تجد أسماء الأئمة تحمل أداة التعريف (ال) إلا اسم علي، فيقال عبدالحسن، و لا يقال عبدالعلي، لأن (عبدالعلي) يعني عبدالله، لذلك يقولون (عبدعلي) للتأكيد على العبودية لغير الله!!!) الخ: ص31
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:53 م]ـ
هذا الكتاب من انفس وافضل واجمل واحسن ما كتب في ذا الباب
أما بخصوص الأسماء والمسميات
فأذكر أني قلت لمعمم شيعي في أحد المجالس: هل تستطيع أن تخرج لي واحدا فقط ممن عاصر الأئمة أو عاش بينهم أو ممن تتلمذ على أيدهم تسمى باسم" عبد الحسن "عبد علي" عبد الزهراء" ..... ؟؟؟
إلى الآن لم يرد:) وجه مبتسم(45/438)
سؤال: أريد فتوى لأهل العلم بخصوص هل يجوز قول إن دين النصارى دين سماوي؟؟
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 08:28 م]ـ
من يدلني على ذلك بارك الله فيكم؟؟
طبعا المقصود هنا هو ما عليه النصارى الان من كفر وليس أصل ديانتهم
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:32 م]ـ
هو دين سماوي باعتبار أصله
وهو دين مبدل ومحرف باعتبار وضعه الحالي ووضعه منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بل منذ دخول بولس اليهودي (شاؤل) وغير الديانة النصرانية من التوحيد الى التثليث
وعليه فإن الاحكام التي أجازها الشارع معهم مثل النكاح ونحوه تكون معهم ولا يقال بمنعها
نعم هم كفار كما في نص الايات المعروفة لكن ميز الشارع بينهم وبين الوثنيين فالوثنيون ليس لهم كتاب ولا دين من عند الله تعالى أما النصارى واليهود فلهم دين سماوي وكتاب كما هو معروف وإن كانت دينهم بدل وحرف،،،،،
ومن هنا تظهر خطورة هذه الكلمة عندما تطلق بلا بيان وقد أحدثت اشكالات كثيرة عند كثير من الناس
هذه مشاركة سريعة ولست من العلماء،،،،،
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:23 م]ـ
يقول الدكتور أحمد القاضي في رسالته القيمة دعوة التقريب بين الاديان
((أما وصف تلك الاديان سوى الاسلام ب السماوية فوصف باطل لما يحمله من دلالة باطلة من كونها نزلت من السماء والواقع انها تحريف لما نزل من السماء وكذلك التعبير ب الاديان الثلاثة عن الاسلام واليهودية والنصرانية فان فيه غضا من الاسلام وايحاء بان هذه الثلاثة متساوية قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين *رحمه الله * قد يسمع ما بين حين وآخر كلمة الاديان الثلاثة حتى يظن السامع انه لا فرق بين هذه الاديان الثلاثة كما اته لا فرق بين المذاهب الاربعة ولكن هذا خطأ عظيم ... ))
ج1 ص 31 - 32
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:36 م]ـ
وهذا عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: هذه رسالة وردتنا من صلاح عبد الرحمن آل عبد الله من الرياض يقول كلمة الأديان السماوية هل يجوز إطلاق هذه الكلمة علماً أننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديان أرضية وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع لأنها لم تؤثر عن المصطفى عليه السلام؟
الجواب
الشيخ: نعم نقول الأديان السماوية لأن هناك أديان أرضية لأن الدين مادام به العبد ربه سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ومن المعلوم أن هناك أناس يدينون بغير دين شرعي يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر وأن يسجدوا للصنم وغير ذلك والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل لأنها نزلت من السماء إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم وكما أن النصارى مقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى فإننا كذلك أيضاً نقول إن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام لأن العبرة للمتأخر فالمتأخر من شريعة الله وقد قال الله تعالى عن عيسى إنه قال لقومه (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه إذ أنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة بإتباعها ما كان لهم فيها فائدة إطلاقاً والمهم أنني أقول يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عَبَّرنا بالأديان السماوية فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية بل نقول إنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط قال الله تعالى (ورضيت لكم الإسلام دينا) وقال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) والله الموفق
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_719.shtml
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 10:56 م]ـ
وهذا على فائدة أخرى
فتوى رقم 5168
س7 ما الحكم فيمن يقول: يلعن دين (كارتر) يقصد به الرئيس الامريكي السابق أو ليس في هذا اللفظ سب لدين سماوي أنزل قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
ج7: اللعن: هو الطرد والابعاد عن رحمة الله ولعن دين من الاديان السماوية كفر ويجب نصح من صدر منه ذلك وبيان أنه كفر فإن أصر على السب بعد بيان الحكم فهو كافر إلا أن يكون قصد بدين (كاتر) ما عليه النصارى اليوم من اعتقادهم أن عيسى هو ابن الله وأنه لا يلزمهم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فهذا دين باطل وليس دينا سماويا بل هو دين محدث لا يكفر من سبه أو لعنه.
وننصحك بقراءة كتاب {الصارم المسلول على شاتم الرسول} ففيه من العلم في هذا الموضوع ما لا تكاد تجده في غيره.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس /عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عضو /عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
المصدر:
فتاوى اللجنة الدائمة
جمع وترتيب / أحمد الدويش
ج3 ص426
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/439)
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:02 م]ـ
رأى العبد الضعيف في هذه المسألة:
أرى أن الاسلم ترك استعمال هذا اللفظة لا أنها لم ترد في الكتاب و لا في السنة.
وهي تحتمل أكثر من معنى حق و باطل واستعمال التعبير الشرعي أولى و هو
أهل الكتاب ونحوه لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه الكلام عن التقارب بين الاديان وزمالة الاديان والاديان الابراهيمية ونحو ذلك مما لا يخفى وإن كان لابد من استعمالهل فيفصل على قاعدة التعامل مع الالفاظ المجملة وهذا انسب و اعدل في حد علمي القاصر والله أعلم
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:27 م]ـ
الله أكبر لا فض فوك يابن أبي عمر فوالله لقد أفدت نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك اللهم آمين
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:52 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب أبو الفداء المصري نفع الله بك
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
رابط قد يثري الموضوع:
هل يصح اطلاق عبارة (الاديان السماوية) والدين واحد!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13325&highlight=%C7%E1%C3%CF%ED%C7%E4+%C7%E1%D3%E3%C7%E6 %ED%C9
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:49 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك يا شيخنا المسيطير
جزاك الله خير على الرابط النافع(45/440)
لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا مدرجة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:13 م]ـ
بيان ان لفظة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا مدرجة
قال البخاري 6170 حدثني الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا
الظاهر ان قوله والذي نفس محمد بيده مرفوعة
والصحيح انه قول قتادة
روى الحديث عفان بن مسلم عن يزيد بن زريع به فذكره نحوه إلى قوله وأذن لهم في دخول الجنة ثم جعل سائر الكلام عن قتادة قال وقال قتادة فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى بمنزله ثم ذكر باقي الحديث نحو حديث بشر غير أن الكلام إلى آخره عن قتادة سوى أنه قال في حديثه قال قتادة وقال بعضهم ما يشبه بهم إلا أهل الجمعة إذا انصرفوا من الجمعة تفسير بن جرير 14/ 37
ورواه الخفاف عطاء بن مسلم عن سعيد به قال ليحبسن أهل الجنة بعد ما يجاوزون الصراط وليقتصن بعضهم لبعض مظالم تظالموا بها في دار الدنيا حتى إذا ما هذبوا ونقوا وأذن لهم بدخول الجنة قال قتادة قال أبو عياض ما نشبه لهم إلا أهل جمعة انصرفوا من جمعتهم قال قتادة ان أحدهم لأهدى بمنزله في الآخرة منه بمنزله في الدنيا 1/ 499 اخرجه عبد المبارك في الزهد(45/441)
القرآن و النبات يشهدان بعدالة الصحابة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:24 م]ـ
قال الدكتور نظمي خليل أبو العطا سبق أن بينا في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات التفسير العلمي للآية (29) من سورة الفتح
تحت عنوان: (كزرع أخرج شطأه).
واليوم نعيش مع إعجاز آخر في هذه الآية وفتح جديد بفضل الله، وهو شهادة النبات الزهري بإقرار الآية القرآنية رقم (29) من سورة الفتح لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم رضوان الله عليهم لم يغيروا، ولم يبتدعوا، ولم يبدلوا، وكان كل واحد منهم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكان الجديد الذي وصل إليه وعاش فيه.
وحتى نتعرف هذه المعجزة العلمية، والشهادة القرآنية النباتية علينا أن نتبين ما يلي:
أنواع التكاثر في النباتات البذرية:
المعلوم علمياً أن النباتات البذرية تتكاثر بطريقتين رئيستين:
الطريقة الأولى: التكاثر الجنسي ( Sexual reproduction ) ( البذري):
وفي هذه الطريقة يتم اتحاد المشيج المذكر (في حبة اللقاح) مع المشيج المؤنث (في البويضة) لإنتاج نبات جديد يحمل خليط من الصفات الوراثية للآباء.
خصائص التكاثر الجنسي البذري:
- هذا النوع من التكاثر (التكاثر الجنسي البذري) غير محكوم الصفات الوراثية، ولامأمون العواقب الانتاجية، فقد يحدث تغيير في الصفات الوراثية تجعل النبات الجديد مغايرا في صفاته الظاهرية و الجينية لصفات النبات الأب والنبات الأم.
- ينفصل النبات الجديد عن النبات الأم وتنقطع علاقته به عادة بعد نضج البذره والحبه ولايعيش في كنف الشجرة الأم طويلاً ولا يحميها، ولا يقويها بل يضعفها إذا نبت ونمى في محيطها.
- يستغرق وقتاً طويلاً حتى تزهر النباتات الجديدة وتثمر خاصة في الأشجار والشجيرات.
الطريقة الثانية: التكاثر الخَضَري أو التكاثراللاجنسي:
( Asexual reproduction or vegetative reproduction )
وهي الطريقة التي يتكاثر بها النبات البذري، بالعقل، والبراعم، والتطعيم، والجذور، والسيقان، وغيرها من أنواع التكاثر الخَضَري (بفتح الخاء والضاد) المعلومة لطلاب التعليم العام.
خصائص التكاثر الخضري:
في هذا النوع من التكاثر ينتج نباتات جديدة مشابهه تماماً للنبات الأم في
التركيب الجيني ( Genotype ) والمظهر الخارجي ( Phenotype)
- تتميز النباتات الجديدة بسرعة الإِزهار (بكسر الهمزه) والإِثمار خاصة في الأشجار والشجيرات لتكوين هرمون الإِزهار ( Flowaring Hormone) في أنسجة النبات الأم وانتقاله للنباتات الجديدة (انظر موضوع هرمون الإزهار واختلاف الليل والنهار في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات).
- يتميز النبات الجديد (الشطء) بمؤازرة النبات الأصل للنبات الأم وحمايته.
- إذا نقل النبات الجديد إلى مكان جديد كان صورة طبق الأصل من النبات الأم.
المثل القرآني النباتي المعجز:
ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً علمياً نباتياً قرآنياً معجزاً يدلل بالأدلة العلمية القرآنية أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نشروا الدين، ولم يغيروا، ولم يبدلوا, ولم يبتدعوا، ولم ينتكسوا، وأن كل واحد منهم كان مشابهاً في انتاجه العلمي والعقائدي، والسلوكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم حموه وقوُوه وأنهم نشروا الدين بعيداً عن الموطن الأصلي (مكة المكرمة والمدينة المنورة) حتى وصلوا إلى الأندلس، والقسطنطينية، والبوسنه والهرسك وفارس، وتونس، والشام، والسودان ومصر وكل مكان وصلوا إليه هم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا 0 محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما) سورة الفتح (28 – 29).
قال المفسرون في معاني الكلمات:
أخرج شطأه أي:
- فراخه المتنوعة في جوانبه.
- ما خرج من الزرع وتفرع من شاطئيه (أي من جانبيه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/442)
- فراخ النخل (فسائل النخل) والزرع.
- ورق الزرع.
- الشجرة إذا أخرجت غصونها وفروعها.
- من الشجر ما خرج حول أصوله.
قال الراغب الاصفهاني رحمه الله في مفردات ألفاظ القرآن:
شطء الزرع: فروخ الزرع، وهو ما خرج منه وتفرع في شاطئيه، أي جانبيه. وجمعه أشطاء.
فاستغلظ: أي فسار من الدقة إلى الغلظة.
فاستوى على سوقه: أي فاستقام على أصوله وجذوعه.
يعجب الزراع: بقوته، وكثافته وغلظه وحسن منظره.
وقال المفسرون:
هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للصحابة رضوان الله عليهم قلَوا في بدء الإسلام, وكانوا قلة ثم كثروا، فاستحكموا، فترقى أمرهم يوما فيوم بحيث أعجب الناس وأغاظ أعداء الله.
وقالوا أيضاً:
مكتوب في الانجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهو مثل ضربه الله تعالى لبدء الاسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوى واستحكم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام وحده، ثم قواه الله تعالى بمن معه.
قال الدكتور وهبه الزحيلي حفظه الله في التفسير المنير:
(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم) قال: (منهم) هنا لبيان الجنس أي الصحابة وليست للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة (أ. ه).
فتنبه أخي المسلم لهذا القول جيداً حتى لايلتبس عليك الأمر في بعض الصحابه رضوان الله عليهم، وتظن أن منهم للتبعيض.
التفسير العلمي المعجز للآية:
هذا مثل علمي معجز من عالم النبات، ضربه الله سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كزرع) وللصحابه (و الذين معه)، والعاملين بما جاء به إلى يوم الدين، والمُسلمين له تسليما.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو (الزرع) الأصل، وصحابته هم (الشطء)، وهو ما تفرع منه وخرج من النباتات الجديدة، والغصون العديدة، وملايين الأوراق الخضراء.
وإذا رجعنا إلى عالم النبات نرى أن هذا المثل حقيقة علميه.
فالنباتات النجيلية الحولية من ذوات الفلقة الواحدة، مثل الحنطة أو البُر
(القمح) والشعير والأُرز هي أصل الغذاء العالمي في الأرض، تخرج ساقها الأولى وحيدة ضعيفة ولكن سرعان ما يخرج من براعمها الجانبيه والإِبطية الموجودة على العقد القاعدية المزدوجة تحت سطح التربة مباشرة، يخرج منها أفرعاً قاعدية، وبذلك يكون النبات الأصلي الواحد (الزرع) أو الساق الصلية الواحدة مجموعة من الفروع (الشطء) يصل عددها إلى ما يزيد عن خمسين فرعاً.
وهذه الفروع لها خصائصها التي ذكرناها سابقا في التكاثر الخضري (اللآجنسي) ومنها:
- عدم تغيير الصفات الوراثية.
- مؤازرة النبات الأم وتقويته وحمايته.
- يُعجب الزراع.
- يغيظ الأعداء والحساد والمرجفين والمبتدعين.
ويحدث هذا أيضاً في النخيل، حيث نرى النخلة الواحدة، قد أخرجت فراخها العديده بجوارها.
وهذا تماماً ما صوره القرآن الكريم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الأصل (الزرع) وصحابته وأتباعه هم الفروع (الشطء).
والعاملون في الزراعة والنبات عندما يرون الشطء قد نبت وخرج حول الأصل يفرحون ويستبشرون ويطمئنون أن زرعهم (الأصل) قد دبت جذوره في التربة، وقويت أوراقه، وبعد مدة يجدون الشطء قد غطى الأرض وملأها بأفرع مشابهة تماماً للأصل.
وبعد ذلك تظهر آلاف الأزهار والنورات لتعطي آلاف الثمار والبذور والحبوب، ففي بعض النباتات تعطي الحبة الواحدة ما يزيد عن خمسة آلاف حبة، (والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة 261.
وبعض الأجناس النباتية الأخرى من النباتات الزهرية ذوات الفلقة الواحدة مثل نخيل البلح، ونخيل الدوم عندما تخرج أوراقها على سيقانها، فإن الساق تقوى ويزداد قطرها، كما أن تلك النباتات تخرج العديد من الفسائل الجانبيه التي تدعم الشجرة الأم وتقويها، وتنقل عنها صفاتها الوراثية دون تغيير أو تبديل أو تحريف.
ونبات الموز تتكون ساقه من قواعد الأوراق، فهي التي تدعم النبات وتقيمه وتحميه من الهلاك، وفسائله تنقل صفاته الوراثية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/443)
وهذا مثل للصحابة وللمسلمين المتبعين غير المبتدعين، عندما يستمدون علمهم وعملهم وهديهم من علم المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنته العملية والقولية وهديه، ويبلغونه كما حملوه من الأصل دون تغيير أو تحريف فهم عدول ضوابط، وكما قال علماء الحديث عن الحديث الصحيح، هو الحديث المسند المتصل إسناده، بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط، عن مثله إلى منتهاه (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولا يكون به شذوذ أو عله.
فهم نقلوا، وبنقلون، العلم الصحيح (الدين) إلى إي انسان أو مكان يصلون إليه بعدْلٍ وضبط من دون شذوذ أو عله، وكأن كل واحد منهم صورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيئة الجديدة.
ومن التكاثر الخَضَري زراعة الأنسجة ( Tissue culture ) ، وفي هذا النوع من التكاثر نأخذ النسيج المرستيمي الخضري ونزرعه على بيئة مغذية صناعية فينتج عندنا نباتات جديدة مشابهة تماماً للنبات الأم.
ويمكننا بنبات واحد إنتاج عشرات الألاف من النباتات الجديدة المطابقة للأصل تماماً، وهذا يدلل أن القرآن لاتنقضي عجائبه ولايخلق عن كثرة الرد.
وكل واحد منا الآن يستطيع أن يكون شطأً ينشر العلم الصحيح من دون تغيير أو تبديل عبر شبكة الاتصالات العالمية (الإنترنت) المهم العدل والضبط والبعد عن الشذوذ والعله (أي النقل عن المصادر الصحيحة، بالنقل الصحيح، وكتابة المصدر).
وبذلك يشهد التكاثر النباتي الخَََضَري (اللاَجنسي) بعدالة الصحابة رضوان الله عليهم، واتباعهم، ونقلهم الدين تماماً كما تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى (ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فأستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) الفتح (29).
الصحابة كالفروع والأغصان:
إذا أخذنا بالقول الذي يقول ان الشطء هو الفروع التي تحمل الأوراق، فإننا إذا انتقلنا إلى النباتات ذوات الفلقتين المعمرة كالتوت، والفيكس، والتين، والجميز، والتفاح، والكمثرى، والبونسيانا، والكاسيا، وغيرها، فإننا نجد أن سيقانها الأصلية تحمل البراعم الطرفية والجانبية والإِبطية، التي يخرج منها الأفرع الورقية والزهرية، والشجرة الواحدة ذات أصل واحد تحمل آلاف البراعم التي تعطي آلآف الأفرع المشابهة للأصل تماماً في التركيب الوراثي والشكل الظاهري.
من دون الأفرع والأغصان لايقوى النبات، ويقل إزهاره، وإثماره وإنتاجه.
وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأصل, والصحابة ومن تبعهم هم الفروع والأغصان التي حملت رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيئة المحيطة بالنبات، وإذا قمنا بزراعة كل فرع منها بالتكاثر الخََضَري في مكان جديد، عمل كل واحد منهم عمل الأصل، وهذه شهادة علمية قرآنية معجزة تبين أن الصحابة رضوان الله عليهم تفرعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يغيروا، ولم يبدلوا، وأن متبعهم إلى يوم الدين دون تغيير أو تبديل هو مثلهم (أي منهم).
أهمية الفروع والغصون:
- هي التي تقوي الأصل.
- هي التي تحمل الأزهار والثمار.
- هي التي تظلل حول النبات.
- هي التي تستخدم في التكاثر الخَضَري.
الصحابة كالأوراق للنبات:
- إذا كان الشطء هو الأوراق كما قال بعض المفسرين, فالأوراق:
- هي سر استمرار حياة النبات.
- وهي التي تصنع الغذاء للنبات.
- وهي التي تقوي النبات.
والورقة النباتية:
- أعظم مثبت للطاقة الشمسية على الأرض.
- تنقي البيئة من ثاني اكسيد الكربون، وتنتج الاكسجين.
- تثبت ثاني اكسيد الكربون باستخدام الطاقة وهيدروجين الماء لإنتاج الغذاء النباتي.
- تحفظ درجة حرارة الأرض صالحة لحياة الكائنات الحية عليها.
- تنقي الجو وتلطفه ولا تلوثه.
- والأوراق هي سبب رئيس للإِزهار والإِثمار والحياة.
وهكذا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأوراق والفروع)، والرسول صلى الله عليه وسلم (الأصل والجذع).
لماذا النبات (كزرع)؟!:
- ضرب الله سبحانه وتعالى المثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبات، لأن النبات هو سر الحياة على الأرض، وإذا غاب النبات غاب الغذاء، وغابت الطاقة، وغاب استغلال الماء الأرضي وغابت الحياة عن الأرض.
- فلا حياة على الأرض دون نبات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/444)
- ولا حياة حقيقية على الأرض دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- النبات يستمد طاقته من أعلاه وهو الذي يربط السماء بالأرض والبيئة المحيطة به.
- والرسول صلى الله عليه وسلم تلقى رسالته من السماء، وربط الأرض بالسماء والمجتمع.
- النبات يثبت الطاقة على الأرض ويحولها من طاقة ضوئية يصعب استغلالها بالكائنات الحية مباشرة إلى طاقة كيميائية يسهل استغلالها بالكائنات الحية، كما يثبت ثاني اكسيد الكربون الجوي.
- والرسول صلى الله عليه وسلم يثبت الوحي (نور الله) على الأرض ويجعله في مقدور الانسان.
- النبات في الآية يشهد بأهمية الإسلام، وأهمية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهمية أصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين للحياة السليمة، وللبيئة الأرضية الصحية والمتزنة.
الرسول صلى الله عليه وسلم والنبات:
- النبات به حياة الإنسان، والمصطفى صلى الله عليه وسلم به حياة الأبدان والنفوس والقلوب والعقول.
- النبات يمد الأرض بمقومات حياة الكائنات الحية، والرسول صلى الله عليه وسلم يمد الأرض بما يحي الانسان عليها (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) الأنفال 94.
مثل معجز:
هذا مثل علمي قرآني معجز لمن عقله وتدبره، وتعلمه، وحلله تحليلاً علمياً, عقلياً، شرعياً صحيحاً، حيث يعلم عدالة الصحابة رضوان الله عليهم وأهميتهم لنشر الدعوة، وتقويتهم للرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام، وهذا ما تؤيده الآيات القرآنية التالية أيضا:
قال تعالى في حق الصحابة:
(والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم) الأنفال 74.
وقال تعالى في الصحابة والتابعين لهم:
(والسابقون الأولون من المهجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) التوبة 100.
المصدر:
من بحوث الدكتور نظمي خليل أبو العطا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:21 ص]ـ
من أعجب الاستدلالات سبحانه الله(45/445)
هل تقديم مأكول أو مشروب للضيف واجب أم سنة؟
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[10 - 05 - 05, 09:40 م]ـ
وما هو الواجب في حق الضيف بالضبط؟
والذي إذا لم يفعل وقع العبد في الحرام.
أفيدونا بارك الله فيكم.
وهذة فتاوى تتعلق بالموضوع:
(والنقل ليس بالضرورة يعبر عن رأي)
ما هو واجب المسلم في حال أنه استضاف في بيته أحداً من أهل الكتاب وآخر كافرا، وهل عليه أن يستضيف الكافر ثلاثة أيام، وبعد الثلاثة أيام هل يجبره على المكوث عشرة أيام ليقوم بترغيبه في الإسلام وبعد انقضاء العشرة أيام ماذا على المسلم أن يفعل مع الشخص الذي من أهل الكتاب أو الكافر، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في حكم الضيافة، فالجمهور على أنها مستحبة ليست واجبة، وذهب الحنابلة إلى أنها واجبة في حق المسلم دون الكافر، وفي رواية عن الإمام أحمد أنها واجبة في حق المسلم والكافر لعموم الأدلة.
قال ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة: وتجب الضيافة على المسلم للمسلمين والكفار لعموم الخبر وقد نص عليه أحمد في رواية حنبل وقد سأل إن أضاف الرجل ضيفٌ من أهل الكفر يضيفه؟
فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم. فدل على أن المسلم والمشرك يضافان، والضيافة معناها معنى صدقة التطوع على المسلم والكافر.
وهذا الوجوب مقيد بكونه في القرى، أما الأمصار فلا تجب فيها الضيافة على الصحيح من مذهبهم، كما قال المرداوي: والقدر الواجب يوم وليلة ويستحب ثلاثة أيام وما زاد فهو صدقة.
وعليه، فإذا استضفت ضيفا في بيتك، سواء كان مسلماً أو كافراً، ويدخل في الكافر أهل الكتاب من اليهود والنصارى لأنهم كفار فيستحب إكرامهم والإحسان إليهم لمدة ثلاثة أيام، وما زاد على ذلك فهو صدقة، لقوله عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوى عنده حتى يحرجه. الحديث رواه البخاري.
والذي ينبغي أن تفعله اتجاه الكافر، سواء كان من أهل الكتاب أو من غيرهم من الكفار دعوته إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تعرفه بالإسلام وأنه دين السماحة واليسر والمحبة وهو الدين الذي لا يرضى الله سواه قال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85].
وعليك أن تعاملهم بالتي هي أحسن، وأن تعطي لهم صورة حسنة عن الإسلام، فلعل الله أن يهديهم على يديك وتفوز بالأجر العظيم عند الله عز وجل، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري في الصحيح: لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
ولا يجوز لك أن تبدأهم بالسلام – وإذا سلموا عليك فقل وعليكم.
ويجوز لك عيادتهم إذا مرضوا، وأن تعرض عليهم الإسلام اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما زار غلاماً يهودياً كان يخدمه لما مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه فقال له عليه الصلاة والسلام: أسلم، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار. رواه البخاري.
ويجوز لك تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو سلامة من مكروه، ولكن لتحذر الوقوع فيما وقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاهم بدينهم، كما يقول أحدهم متعك الله بدينك، أو يقول: أعزك الله أو أكرمك. لا أن يقول: أكرمك الله بالإسلام، وأعزك به ونحو ذلك.
وأما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل تهنئتهم بأعيادهم وصيامهم أو بسجودهم للصليب.
وعليك أخي الكريم أن تستحضر النية في دعوتك لهم إلى الإسلام عندما تجالسهم وتخالطهم حتى تفوز بالأجر العظيم عند الله، وننصح الأخ السائل بقراءة كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم الجوزيه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=50538
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/446)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ما هو حق الضيف؟ هل يعتبر الذي يريد أن يسكن معك من غير المحارم والذين تجب عليك نفقتهم ضيفا؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حق الضيف إكرامه يومًا وليلة، فإن أطال الإقامة أكثر من ذلك، فليواصل مضيفه إكرامه يومين بعد ذلك، فإن زادت مدة إقامته على ثلاثة أيام كانت ضيافته بعد ذلك صدقة، إلا أنه لا ينبغي للضيف أن يطيل الإقامة عند أخيه حتى يحرجه ويكلفه ما ليس عنده.
ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن قِرَى ضيفه. قيل: وما قرى الضيف؟ قال: ثلاثة، فما كان بعد فهو صدقة. رواه أبو يعلى وقال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح.
وفي الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته. قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم: ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به.
وقد فسر الخطابي الحديث فقال: يتكلف له في اليوم الأول ما اتسع له من بر وألطاف، ويقدم له في اليوم الثاني ما كان بحضرته ولا يزيد على عادته، فما جاوز الثلاث فهو معروف وصدقة إن شاء فعل وإن شاء ترك.
وقد رجح كثير من المحققين منهم ابن رجب وابن حزم والشوكاني في النيل، وأبو الطيب الأبادي في عون المعبود مذهب الإمام أحمد والإمام الليث في وجوب إكرام الضيف، وعمدتهم هذه الأوامر المتكررة في الأحاديث السابقة. ويؤكد ذلك ما في الحديث من إباحته صلى الله عليه وسلم للضيف أن يأخذ قراه من دون إذن من نزل عليهم؛ ففي الحديث: إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما، فله أن يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه. رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ووافقه الذهبي والألباني.
وقد ذكر النووي في شرح مسلم والباجي في المنتقى، وابن حجر في الفتح، أن الجمهور لم يوجبوا الضيافة، بل قالوا بسنيتها.
وروي عن أحمد أنه لا يجب إلا اليوم الأول، لما في الحديث من الفرق بين الجائزة والضيافة، ذكره المرداوي في الإنصاف، وابن رجب في جامع العلوم والحكم.
وروي عن مالك وأحمد أنها مخصوصة بغير أهل الحضر.
قال ابن عبد البر: الضيافة حق على أهل البادية والحاضرة عند الشافعي، وخصها مالك بغير أهل الحضر. وقال سحنون: الحضري لا تجب الضيافة عليه لوجود المطاعم والفنادق. وقال البهوتي في كشاف القناع: لا تجب الضيافة في الأمصار؛ لأنه يكون فيها السوق والمساجد، فلا يحتاج مع ذلك إلى الضيافة بخلاف القُرى، فإنه يبعد فيها البيع والشراء، فوجبت ضيافة المجتاز.
ومهما يكن من الخلاف في الحضر فإنه ينبغي الاعتناء بالضيافة؛ لأنها سنة إبراهيم عليه السلام، وقد أُمرنا باتباعه. ولما في القيام بها من حفظ العرض ومن زيادة التحابب بين الناس، ومن الإحسان إلى ابن السبيل، ولا يعتبر من يريد السكن معكم ضيفًا، ولكن ما يقدم له من الإكرام يعتبر صدقة لما في حديث الصحيحين السابق: فما كان وراء ذلك فهو صدقة.
ويجب عليه إذا رغب أو رغبتم في سكنه معكم أن يبتعد عن الدخول على النساء الأجنبيات، ولا سيما في حال انفراد الواحدة منهنَّ؛ لما في حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. ولما في حديث الصحيحين: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
ويجب على المرأة أن تمنعه من الدخول عليها، لما في الحديث: فَاتّقُوا اللّهِ فِي النّسَاءِ. فَإِنّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنّ بِأَمَانِ اللّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنّ بِكَلِمَةِ اللّهِ. وَلَكُمْ عَلَيْهِنّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَداً تَكْرَهُونَهُ. رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=35629
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:38 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 02:02 م]ـ
- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ. صحيح البخاري (6135).
- قال في الفتح:
(" والثواء " بالتخفيف والمد: والإقامة بمكان معين، قال النووي: في رواية لمسلم: "حتى يؤثمه "، أي: يوقعه في الإثم؛ لأنه قد يغتابه لطول مقامه، أو يعرض له بما يؤذيه، أو يظن به ظناً سيئاً، وهذا كله محمول على ما إذا لم تكن الإقامة باختيار صاحب المنزل، بأن يطلب منه الزيادة في الإقامة، أو يغلب على ظنه أنه لا يكره ذلك، وهو مستفاد من قوله: " حتى يحرجه "؛ لأن مفهومه: إذا ارتفع الحرج أن ذلك يجوز، ووقع عند أحمد في رواية عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري، عن أبي شريح، قيل يا رسول الله: " وما يؤثمه قال يقيم عنده لا يجد شيئا يقدمه) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/447)
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:52 م]ـ
سئل سفيان عن رجل يأتيه الضيف فيطعمه الخبز والخل، وعنده اللحم والعسل، فقال: (ذاك رجل لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر).
انتزعه من قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليكرم ضيفه)(45/448)
قال الشافعي: من أبغض أحمد بن حنبل فقد كفر
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 11:38 م]ـ
ما صحة هذا الأثر؟
عن الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رضي الله عنه:من أبغض أحمد بن حنبل فقد كفر
ـ[أبو حسين]ــــــــ[11 - 05 - 05, 05:28 ص]ـ
طبقات الحنابلة ج1/ص15
الثالثة أنه ما أحبه أحد إما محب صادق وإما عدو منافق إلا وانتفت عنه الظنون وأضيفت إليه السنن ولا انزوى عنه رفضا وأظهر له عنادا وبغضا إلا واتفقت الألسن على ضلالته وسفه في عقلة وجهالته وقد قدمنا قول الشافعي من أبغض احمد بن حنبل فقد كفر
المقصد الارشد ج1/ص69
وقال الربيع بن سليمان قال الشافعي من أبغض أحمد فهو كافر
فقلت تطلق عليه اسم الكفر فقال نعم من أبغض أحمد بن حنبل فقد عاند السنة ومن عاند السنة قصد الصحابة ومن قصد الصحابة أبغض النبى ومن أبغض النبي كفر بالله العظيم
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:14 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي أبو حسين
وعل كلام الشافعي هذا يكون الرافضة كفار لأنهم يعاندون السنة والصحابة!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:50 ص]ـ
مسألة كفر الرافضة: ((محل تفصيل)).
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:16 م]ـ
أعلم ذلك
قال شيخ الإسلام بن تيميه: ولا نكفر الشيعة المفضله (أي الذين فضلوا عليا على سائر الصحابة) لأن بهم مؤمنين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ... الخ)
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:44 م]ـ
ويمكننا القول أيضا على اثر هذا القول انه لا يوجد مسلم موحد على ظهر الأرض يبغض أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة وأنه لا يبغضه إلا الكفار ومن خلال بغضه يتبين أهل البدع والضلال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:54 م]ـ
أعلم ذلك
قال شيخ الإسلام بن تيميه: ولا نكفر الشيعة المفضله (أي الذين فضلوا عليا على سائر الصحابة) لأن بهم مؤمنين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ... الخ)
وهل المفضلة هم الرافضة؟!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
والشيعة هم ثلاث درجات: شرها الغالية، الذين يجعلون لعلي شيئا من الإلهية أو يصفونه بالنبوة، وكفر هؤلاء بيِّن لكل مسلم يعرف الإسلام، وكفرهم من جنس كفر النصارى من هذا الوجه، وهم يشبهون اليهود من وجوه أخرى.
والدرجة الثانية: وهم الرافضة المعروفون، كالإمامية، وغيرهم الذين يعتقدون أن علياً هو الإمام الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم بنص جلي أو خفي، وأنه ظلم ومنع حقه، ويبغضون أبا بكر وعمر ويشتمونهما، وهذا هو عند الأئمة سيما الرافضة، وهو بغض أبي بكر وعمر وسبهما.
والدرجة الثالثة: المفضلة من الزيدية وغيرهم: الذين يفضلون علياً على أبي بكر وعمر، ولكن يعتقدون إمامتهما وعدالتهما ويتولونهما، فهذه الدرجة وإنْ كانت باطلة، فقد نُسب إليها طوائف من أهل الفقه والعبادة، وليس أهلها قريباً ممن قبلهم، بل إلى أهل السنة أقرب منهم إلى الرافضة؛ لأنهم ينازعون الرافضة في إمامة الشيخين وعدلهما وموالاتهما، وينازعون أهل السنة في فضلهما على عليّ - والنزاع الأول أعظم، ولكن هم المرقاة التي تصعد منه الرافضة فهم لهم باب.)) مجمو الفتاوى 6/ 369.
يتبع إنْ شاء الله تعالى ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:55 م]ـ
أعلم ذلك
قال شيخ الإسلام بن تيميه: ولا نكفر الشيعة المفضله (أي الذين فضلوا عليا على سائر الصحابة) لأن بهم مؤمنين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ... الخ)
شيخ الإسلام - رحمه الله - يقصد الشيعة، لا الرافضة.
وكما قال الشيخ أشرف: تكفير الرافضة (لا الشيعة) محل تفصيل.
قال الشيخ د. ناصر بن عبد الله القفاري (وهو من أخبر الناس بالرافضة) في درس الأحد 26/ 8/1425:
الرافضة أحوال:
الأولى: مَنْ أظهَرَ المعتقدات الكفرية، كتَأْلِيهِ عليٍّ - رضي الله عنه -، فهذا كافر.
الثانية: من أخفى تلك المعتقدات، فمنافقٌ.
الثالثة: من انتسب إليهم ولم يقل بقولهم، فمبتدع.
انتهى.
-------------------------
تذييل: كتبت هذا ثم رأيت مشاركة الشيخ أشرف، فجزاه الله خيراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:57 م]ـ
معذرة شيخنا محمد بن عبد الله لم أرى تعليقك إلا الآن، فأرجو المعذرة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:58 م]ـ
معذرة شيخنا محمد بن عبد الله لم أرى تعليقك إلا الآن، فأرجو المعذرة.
أنتم - شيخنا - السابقُ، وفيما ذكرتم الكفايةُ.
فبارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:03 م]ـ
بارك الله فيكم كنت أقصد الشيعة الذين لم يدخلوا في دائرة الكفر أما الغلاة منهم فمعلوم كفرهم
ولكنك يا أخي أشرف بن محمد فيما نقلت عن شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام والدرجة الثالثة: المفضلة من الزيدية وغيرهم
قلت ما المقصود بغيرهم؟؟ ألا يدخل في كلمة غيرهم هذه جزء من الإمامية الاثني عشرية الذين يفضلون علي وليسوا من الغلاة؟؟
أما الغلاة الرافضة
فقد قال أبو حنيفة على ما أظن (من شك في كفر هؤلاء فهو كافر)
وقال البخاري رحمه الله:ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهودي والنصراني فهؤلاء لا يوالون ولا يناكحون ولا تؤكل ذبائحهم)
نفهم من كلام أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري أن الرافضة شر وأكفر من مشركي أهل الكتاب الذين يجوز للمسلم مناكحتهم وأكل ذبائحهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/449)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:32 م]ـ
((ضِغْثٌ عَلَى إِبَّالَة)).
ـ[أبو غازي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:56 م]ـ
الأخ أشرف بن محمد
من أي طبعة نقلت كلام شيخ الإسلام في الفتاوى؟ لأني لم أجد الكلام في طبعة ابن قاسم رحمه الله ولا طبعة الوفاء.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:17 م]ـ
الأخ أشرف بن محمد
من أي طبعة نقلت كلام شيخ الإسلام في الفتاوى؟ لأني لم أجد الكلام في طبعة ابن قاسم رحمه الله ولا طبعة الوفاء.
(الأخ) أشرف نقل من الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، طبعة دار المعرفة.
وانظر التقسيم نفسه في مجموع الفتاوى (13/ 33، 34 ط. ابن قاسم).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 04:06 م]ـ
- معذرة فقد ذهَِلتُ في العزو، و الأمر كما قال أخي الموفَّق: محمد " أعانه الله ".
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:14 م]ـ
مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 351
وأما السلف والأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير المرجئة والشيعة المفضلة ونحو ذلك ولم تختلف نصوص أحمد في أنه لا يكفر هؤلاء))
مجموع الفتاوى ج: 3 ص: 352
وأما الخوارج والروافض ففي تكفيرهم نزاع وتردد عن أحمد وغيره))
مجموع الفتاوى ج: 28 ص: 500
تكلم في الخوارج فقال: ((وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران وهم روايتان عن أحمد والقولان فى الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم والصحيح أن هذه الأقوال التى يقولونها التى يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر وكذلك أفعالهم التى هى من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هى كفر أيضا وقد ذكرت دلائل ذلك فى غير هذا الموضع لكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده فى النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وإنتفاء موانعه فإنا نطلق
لقول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله فى ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذى لا معارض له وقد بسطت هذه القاعدة فى قاعدة التكفير))
مجموع الفتاوى ج: 12 ص: 486
وأما القدرية المقرون بالعلم و الروافض الذين ليسوا من الغالية والجهمية والخوارج فيذكر عنه في تكفيرهم روايتان))
مجموع الفتاوى ج: 12 ص: 486
وكذلك الشيعة المفضلون لعلي على أبي بكر لا يختلف قوله انهم لا يكفرون))
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم
الاخ عز الكلام الي مصادرهم
ولكن
هل صح هذا السند ام لا؟
ثم ان صح اليس هذا الكلام
يحتاج الي دليل؟(45/450)
لماذا لم يرد أحد على عبد الصبور شاهين في كتابه (أبي آدم)؟؟
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:15 ص]ـ
هذا الأمر حقا خطير جدا لماذا إلى الآن لم نجد ردا قويا على هذا الرجل الذي قال قولا عظيما
وهو بذلك يخالف صريح القرآن حين يزعم أن آدم عليه السلام كان له أب وأم ولم يكن من تراب
وهل يجوز لنا تكفيره ووصفه بالكافر؟؟ لماذا لا يرد أهل العلم على هذا الرجل إنها فتنة وشبهة للعوام والجهلة والحاقدين الجاحدين للإسلام؟؟؟
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:34 ص]ـ
ادعاء خلق آدم من أب وأم
أجاب عليه: د. عبد العظيم المطعني
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نأمل منكم التكرم بتوضيح الفتوى التي يتحدث بها الناس في هذه الأيام بشأن أن آدم عليه السلام ولد من أب وأم (فتوى الدكتور عبد الصبور شاهين إن صحت عن الدكتور) نأمل إفادتنا بكيفية الرد عليها بالدليل. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الموضوع من الموضوعات الغيبية، التي حدثت في أزمنة سحيقة، وبعُد بيننا وبينها العهد، بل هو موضوع يقع الآن خارج ذاكرة الوعي التاريخي، وهو أشد الأمور الغيبية غموضًا، وكل حديث عنه يخوض فيه الباحثون، إنما هو رجم بالغيب، وطحن في الهواء، بل هو ضرب من الظنون أو الأوهام التي لا تغني من الحق شيئًا، ولا يبنى عليها عمل، وليست من المسؤول عنه يوم الحساب.
والأمور الغيبية التي لا يكون للبحث فيها جدوى الآن، لانقطاع صلة الناس فيها، كثيرة، منها هذه القضية (قضية خلق آدم)، ومنها البحث عن عمر الأرض، وعن اللغة "الأم" ما هي؟ وعن كيفية نشأة هذه اللغة، ثم البقعة التي هبط إليها آدم وحواء، وكيف تمت هجرات الناس منها إلى ربوع الأرض؟
ومنها التحديد الزماني لعهود الرسل والأنبياء، والفترات التي بين كل رسولين، وأصل اللغات السامية، أهي العربية أم العبرية؟ والموطن الأصلي للساميين، وكيف تمت الهجرات منه؟ إلخ .. إلخ.
والبحث حول هذه الأمور لم ولن يؤدي فيها إلى طائل، والنماذج التي عرفها الناس منها، إنما هي ركام هائل من الفرضيات والأقوال المتضاربة.
وحيث إن موقف سلفنا الصالح من مثل هذه القضايا هو الموقف الأحكم والأسلم؛ إذ يدور مع ما ورد في محكم الكتاب العزيز، وما صح سنده ومتنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن موقفهم يتلخص في أن هذه القضية أمر غيبي، يجب الإيمان بها كما وردت في كتاب الله، وما أشارت إليه أحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، والوقوف في الإيمان بها عند دلالات النصوص المقدسة دون تحريف، أو تأويل تأباه دلالات اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، أو تأباه حقائق الإسلام الواضحة، وأن هذه القضية لا يحتاج المسلم في الإيمان بها جملة وتفصيلاً إلى مصادر أخرى غير المصادر الإسلامية المقدسة. وأنهم لا يقولون فيها غير ما قاله الله ورسوله، شأنهم فيها شأنهم في كل أمر غيبي لا يملك الحديث عنه إلا علاَّم الغيوب.
ففي أوائل القرآن الكريم يأتي كلام الله تبارك وتعالى عن صفات المؤمنين التي لا يصح منهم إيمان بدونها وهي ( .. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .. ) [البقرة:3]. ويقول تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل:65]. ويقول تعالى: (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف:51].
وعقيدة الأمة أن الله عز وجل هو الذي سمى أبانا آدم بهذا الاسم لأنه أول مخلوق بشري على وجه الأرض، كتسميته لابن زكريا بيحيى (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا) [مريم:7]. وفي لسان العرب أن علة التسمية بآدم لأنه خلق من الأرض، يعني خلقه المباشر كان من الأرض (اللسان 1/ 46). وأما عن قول الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ... ) [البقرة:30]. فإن الملائكة ـ كما قال علماء التفسير ـ قاست حال الإنسان على حال الجان؛ لأن الجان كانوا يعمرون الأرض قبل خلق آدم، فكانوا يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض، والبشر مثلهم ذوو شهوات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/451)
تحمل على الصراع والمنازعة، فوجه الشبه بين الجان والإنسان شديد القوة والوضوح، أما الملائكة فهم أشكال نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، وقد جاء في القرآن أن الجان مخلوق قبل الإنسان، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) [الحجر 26 - 27].
فآدم ـ عليه السلام ـ هو "البشر" المخلوق من تراب، وليس من أب وأم، وهو "البشر" الذي سواه الله ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة أن تسجد له. وفي صحيح البخاري (6227) وصحيح مسلم (2841)، مرفوعًا، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: "خَلَقَ اللهُ عزَّ وجلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ". أي هكذا كما هو وبدون سابقة من أصل أب أو أم.
أما القائلون بغير هذا فيزعمون أن آدم عليه السلام ليس هو أبا البشر، ولا أول مخلوق عاقل من غير الجن والملائكة، بل هو "أبو الإنسان"، وأن الله خلق قبله من جنسه خلائق كثيرين عاشوا قبل آدم "هذا" ملايين السنين، وكانوا في تلك الأزمان خاضعين للتصرف الإلهي من التسوية والتعديل والتهذيب، ثم انقرضوا جميعًا بعد أن اختار الله منهم آدم "هذا" من أب وأم "منهم"، كما اختار حواء زوجة آدم من "أب وأم" كذلك من آخر أجيال البشر الأولين الذين انقرضوا تمامًا ولم يصبح في الوجود منهم أحد، وأن آدم وحواء وحدهما هما اللذان بقيا ليكونا أبوين لنوع جديد من ذلك الجنس الذي انقرض، أي نوع من الإنسان المستمر توالده حتى الآن إلى قيام الساعة. وهم يضعون- حسب زعمهم ـ عدة فروق بين "البشر" وبين "الإنسان"، وهي:
1. أن البشر أقوام همجيون، لا سمع لهم ولا بصر لهم ولا عقل.
2. الإنسان هو النوع المنتخب المهذب الراقي، لهم سمع وإبصار وعقول.
3. البشر لم يرسل الله فيهم رسولا، ً ولم يكونوا من أهل التكليف الإلهي؛ فلا إيمان بالله ولا أوامر ولا نواهٍ.
4. البشر مخلوقون من تراب أو طين.
5. أما الإنسان فإنه هو المخلوق من ماء أو من علقة أو من نطفة.
وهي شبهة مردودة، وحجة داحضة، القول بها يتشابه مع نظرية التطور لدى اليهودي الملحد دارون التي من عناصرها:
1 - أن الإنسان ليس مخلوقًا لأول مرة وإنما متطور عن مخلوق آخر هو القرد .. الإنسان أصله قرد .. ويرده قوله تعالى: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) [ص:75]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "النَّاسُ بَنُوآدَمَ, وآدَمُ مِنْ تُرَابٍ". أخرجه أبو داود (5116) والترمذي (3956).
2 - أن الأجناس البشرية متفاوتة في قدرها وذكائها وأهميتها، فاليهود أفضل من الآريين، والآريون أفضل من العرب، والعرب أفضل من الزنوج وهكذا .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَد، َ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ". أخرجه أحمد (23489). ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم: "الناسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ المُشْطِ". أخرجه ابن عدي 3/ 248، والقضاعي في مسند الشهاب (195). وانظر السلسلة الضعيفة (596).
3 - البقاء للأصلح، بمعنى وجوب قتل الضعفاء والمرضى وعدم مراعاة الأخلاق ولا أوامر الدين بالإحسان إليهم ونواهيه عن الإساءة إليهم، وقد تبلورت هذه النظرة غير الإنسانية بشكل لافت لدى الملحد الألماني "فريدريك نيتشه" الذي زعم أن إلهه نزل إلى الأرض ومات.
أما من حيث اللغة فإن كلمات "البشر"، "الإنسان"، "الناس"، "الإنس" تطلق على بني آدم، وكل أهل العلم من اللغويين والفقهاء على ذلك لم يخالف منهم واحد سوى عبد الصبور شاهين صاحب كتاب "أبي آدم .. قصة الخليقة" الذي يقول إن البشر غير آدم الذي هو أبو الإنسان، ومن ثم فالإنسان- في زعمه ـ غير البشر؛ إلا أن العلماء ردوا حجته وفندوا زعمه بالأدلة الدامغة والحجج البالغة، ومنها قوله تعالى: (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ) [ص:71]. يعني (خلقت في الماضي)، وسائر المفسرين ومقتضى لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم الذي منه هذه الآية على أن معناها: سوف أخلق في المستقبل. في إعلام الله تعالى ملائكته عليهم السلام بخلق آدم (الإنسان أبي الناس والبشر جميعًا)، وأخيرًا فالله هو العليم بما خلق ومن خلق (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:14].
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=49590
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:46 ص]ـ
............
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:47 ص]ـ
نناقش الموضوع محمد حماد في اربعة حلقات في مجلة العربي ((مع التحفظ على المجلة))
على هذه الروابط:
http://www.al-araby.com/articles/931/041017-12-931-adm01.htm
http://www.al-araby.com/articles/932/041024-12-932-adm01.htm
http://www.al-araby.com/articles/933/041031-12-933-adm01.htm
http://www.al-araby.com/articles/934/041107-12-934-adm01.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/452)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:19 ص]ـ
الأخ الكريم جزاك الله خيرا على غيرتك، وأهل العلم منهم من لم يعلم بهذا الهراء، ومنهم من يرى أن المسألة أقل من أن يرد عليها لظهورها.
وأظن أن الأمر بالنسبة للمسلم أوضح من أن يغتر به؛ فلا يعدو أن يكون إسقاطا لقائله.
نعوذ بالله من الجهل.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا يابن أبي عمر على هذا النقل الطيب
أنا معك يا أخ عبد الرحمن فيما قلت بأن الأمر أوضح من أن يرد عليه
لكن المشكلة أن بعض الشباب ليس بالقليل للأسف شاهد الحلقة التليفزيونيه لهذا الرجل عبد الصبور شاهين مع الدكتور زغلول النجار وللأسف زعم الكثير أن عبد الصبور هذا كان كلامه منطقيا وله حجج وبراهين عقليه فهذا أثار عندي خوف على عقائد الناس من أن يغتروا بهذه الشبهات والتي ينتظرها أهل الكفر ليطعنوا بها في ديننا
لكن لماذا لم يتكلم أحد هنا أو من أهل العلم بخصوص تكفير عبد الصبور شاهين هل هو بذلك يكون كافرا خاصة مع اعتقاده ذلك وبعد إقامة الحجة عليه كثيرا؟؟
ـ[العدوي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:11 م]ـ
حقا أخي الكريم إن حلقة الدكتور زغلول النجار كانت على درجة من الضعف العلمي، وقد أخبرني شيخنا المفضال عبد العظيم المطعني بأنه لم يتوقع أن تخرج الحلقة على هذا النحو، فحقا كانت الحلقة أقرب إلى تثبيت الشبهة من إزالتها، وقد حضرت منذ سنوات مناظرة علنية كانت بين عبد الصبور شاهين، وبعض الدكاترة من كلية دار العلوم، على رأسهم عميد الكلية سابقا الدكتور البلتاجي، ودحض الرجل إيما دحضا، وبان تهافت كلامه الذي لا يساوي في ميزان التحقيق العلمي فلسًا، وفقنا الله تعالى إلى دحض شبه أهل البدع والضلالات.
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:43 م]ـ
هناك كتاب آخر في الرد على كتاب (أبي آدم)،وهو كتاب (آدم ابو البشر) للأستاذ/عبد الله بن حسين الموجان
والكتاب مطبوع في مصر.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - 06 - 05, 05:21 م]ـ
شاهدت المناظرة بين الدكتور زغلول النجار والدكتور عبد الصبور شاهين، وكان انطباعي على الضد مما قاله الأخ الفاضل أعلاه، فقد كشف النجار عن جهل شاهين بالموضوع وأنه يتطفل على علوم ليست من اختصاصه (اختصاصه دراسات لغوية)، وأن كتابه لا يعالج قضية دينية ولا علمية ولا تاريخية، ولا قيمة له في ميزان البحث العلمي. وكان شاهين ضائعاً ولم يستطع الإحالة على مصادر علمية معتبرة.
فالقول بأن الحلقة كانت على درجة من الضعف العلمي وأنها كانت أقرب إلى تثبيت الشبهة من إزالتها، فيه ظلم للدكتور زغلول النجار وفقه الله
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 09:02 م]ـ
وقد ردّ عليه ردّاً علميّاً مفصّلاً لم ترَ عيني مثله، وخاصة فيما يتعلّق بالمباحث اللغوية (أو اللسانية)، الدكتور/ حمزة بن قبلان المزيني!!! بل لقد استدل بالآيات وأورد الاستشهادات الدّالة على بطلان كلام عبدالصبور هذا بطريقة علمية فذّة.
ولا يتحرج أحدٌ من قراءته، فالرجل - المزيني - له زلاّت كبيرة وأيضاً له حسنات منها هذه.
أسأل الله أن يهديهما ويصلح قلبيهما ويردهما إليه ردّاً جميلاً
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:46 ص]ـ
ولامانع شيخنا عبد أن تتحفنا بهذا الرد كي نستفيد بارك الله فيك فلا تحرمنا ذلك
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 06 - 05, 03:36 ص]ـ
أخي الكريم، هذا هو ردّ الدكتور المزيني:
الزيف الاشتقاقي"
"أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة"
تأليف: الدكتور عبد الصبور شاهين
مراجعة د. حمزة بن قبلان المزيني
يصف علماء اللسانيات تتبع تاريخ الكلمات ومحاولة اكتشاف أصولها والمعاني الأصلية القديمة لها بـ"الزيف الاشتقاقي". ويقوم هذا المنحى من البحث على محاولة الربط بين كلمة ما وبين معنى أصلي مفترض لها في طور متقدم من اللغة نفسها، أو بينها وبين معناها في اللغة التي اقتُرضت منها، إن لم تكن هذه من الكلمات الأصلية في تلك اللغة المعينة. ويلاحظ علماء اللسانيات أن من الممكن أن نتتبع معنى كلمة ما حتى نصل إلى فترات قديمة معينة في تاريخ لغة ما، لكننا نُواجَه، بعد تلك الفترة، بطريق مسدود لا يمكننا تجاوزه إلا بضرب من الخيال. ولذلك تبوء أغلب هذه المحاولات بالفشل، بل ربما تصل إلى حد كبير من السخف، وذلك ما يجعلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/453)
مجالا للتندر والسخرية.
ويعد كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين (أبي آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة. القاهرة: مكتبة الشباب، 1998)، كما سيتبين من هذه المراجعة، مثالا واضحا لهذا "الزيف الاشتقاقي".
وسوف أعرض هذا الكتاب هنا مبينا الفرضية التي يقوم عليها. كما سأبين الطرق التي سلكها المؤلف في محاولاته البرهنة على تلك الفرضية، وسيتبين لنا أن هذه الفرضية والبراهين التي ساقها المؤلف عليها لا تتمتع بكثير من الإقناع.
الغرض من تأليف الكتاب:
يبين الدكتور عبد الصبور شاهين أن ما دعاه إلى تأليف هذا الكتاب، الذي استغرق تأليفه خمسة وعشرين عاما، كما يقول، أنه وجد أن". . . نظرة القدماء إلى قصة الخلق قد تأثرت بالتصور الإسرائيلي لها، وهو الوارد في سفر التكوين، حيث يختزل الزمان كله إلى أقل من ثلاثة آلاف سنة تستغرق عشرين جيلا هم المسافة بين آدم وإبراهيم [هكذا]. . . ." (ص ص 21ـ22)، لذلك فإن هدفه من تأليف الكتاب هو: ". . . انتزاع العقل المسلم من براثن النقول الإسرائيلية المحشوة بالخرافات المنافية لكل ما هو عقل، وعلم، ونور" (ص17). كما يصرح بأن هذه المسألة شغلته ربع قرن أو يزيد قضاه". . . في محاولة لفهم النصوص التي جاءت في القرآن الكريم، وهي قطعية تروي وقائع قصة الخلق، وأيضا للتوفيق بين التصوير القرآني، والاتجاه العلمي في تصوير الحياة البشرية على هذه الأرض. . . " (ص 9).
ولم يبين المؤلف كيف أن الأسطورة الإسرائيلية، كما يصفها، لا يمكن أن تكون تفسيرا لخلق الإنسان، وإنما اكتفى بوصفها بالخرافة وأنها تتصادم مع المعرفة العلمية الحديثة. وكان المنتظر منه أن يتوجه، في بداية الكتاب، إلى تفنيد هذه الأسطورة تفنيدا تاريخيا يتمثل في تتبع مصادرها الإسرائيلية، وطرق دخولها إلى المصادر الإسلامية، ونقد سندها، إلى غير ذلك. لكنه وجه جهده، بدلا من ذلك، وجهة أخرى تتمثل في محاولة الاستفادة، كما يقول، من العلوم الحديثة في تفسير الإشارات التي وردت في القرآن الكريم عن هذه القصة.
وسبب محاولته الاستفادة من العلوم الحديثة في هذا الغرض أن كثيرا من المفاهيم تغيرت في العصر الحديث، كما يقول، وأنه ". . . صار لزاما على من يتصدى لكتابة شيء عن هذه القصة أن يأخذ في اعتباره ما كشف عنه العلم الحديث من حقائق، وما قال به من نظريات، حتى لا يبدو متخلفا عن ركب المعرفة المعاصرة" (ص21).
ومن المعروف أن البديل "العلمي" الذي يُقترح في هذا العصر لتفسير نشأة الإنسان، بل نشأة الأحياء كلها، هو النظرية التي تسمى بـ"نظرية التطور". غير أن الدكتور شاهين لم ير هذه النظرية بديلا صالحا لما أسماه بالخرافة الإسرائيلية. وإنما بدأ كتابه بهجوم عنيف على هذه النظرية معتمدا على كثير من المعلومات غير الصحيحة عنها. وبدلا من أن يفي بما وعد به من الاستفادة من المنجزات العلمية في هذا العصر، في تفسير نشأة الإنسان، قصد إلى "استنطاق" آيات القرآن الكريم وإعطاء تفسيرات جديدة لبعض الألفاظ الرئيسة التي وردت في الآيات القرآنية الكريمة في سياق هذه القصة.
والتفسير اللغوي الذي بنى عليه فرضيته البديلة للخرافة الإسرائيلية، كما يسميها، جديد، على حد علمي؛ لكنه تفسير قد لا يتفق معه أحد فيه.
وسوف أعرض فيما يلي الفرضية التي أقام المؤلف كتابه عليها ثم أعرض التفسير اللغوي الذي أتى به للبرهنة على هذه الفرضية. كما سأتناول بعض النقاط الأخرى التي يتبين منها أنه لم يتوفر للدكتور شاهين في هذا البحث ما يكفي من الأدوات الضرورية اللازمة لتناول هذه القضية تناولا علميا دقيقا.
فعلى الرغم من أن عنوان الكتاب ينص على أن ما سيعرضه المؤلف يمثل "الحقيقة" إلا أنه يعترف بأن: "هذه القصة كما وردت في القرآن الكريم تحتمل الكثير من التأويلات، وهي حافلة بالإيماءات والإشارات ذات الدلالة التاريخية والزمنية. .. "، وأن ". . . جُلَّ اهتمامنا في عرض قصة الخليقة على استنطاق آيات القرآن باعتبارها المصدر الأول والأوثق الذي ينبغي اعتماده في هذا المجال. . . " (ص12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/454)
ويدل قوله هذا على أن ما أتى به من تفسيرات وبراهين ليست إلا فرضيات بشرية يمكن أن يختلف القارئ معه فيها. فهي ليست "حقائق" مستقلة عن التفسير الذي أتى به. وتعتمد صلاحية هذه التفسيرات ومعقوليتها اعتمادا كليا على ما سيقدمه المؤلف للقارئ من الأدلة المقنعة عليها. ولهذا فإن المؤمن ربما يختلف مع المؤلف في هذه التفسيرات، لكن اختلافه معه فيها لا يمس "حقيقة" الآيات الكريمة.
التفسير اللغوي:
يتمثل تفسيره اللغوي في ثلاثة أشياء هي:
1ـ تمييزه بين كلمتي "البشر" و"الإنسان".
2ـ تفسيره لكلمة "سلالة".
3ـ دلالة حروف العطف.
وفيما يلي عرض لهذه التفسيرات الثلاثة:
تمييزه بين "البشر" و"الإنسان":
يعتمد تفسيره لنشأة الإنسان على التمييز الذي أقامه بين معنى كلمة "بَشَر" وكلمة "إنسان". فقد افترض أن كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل استصفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها "بشر". فالبشر: "تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين، وأصله في اللغة من (ب ش ر)، وهو يفيد (الظهور مع حسن وجمال)، قال ابن فارس: (وهو أصل واحد: ظهور الشيء مع حسن وجمال، وسمي البشر بشرا لظهورهم") (ص64).
و"مع أن كل حيوان أو طير أو حَشَر [انظر هذه الصيغة لجمع "حشَرة" التي يقصد منها أن تتوافق مع "بَشَر"، ليؤكد إطلاق الكلمة الأخيرة على الأطوار الأولى للإنسان]ـ إلى آخر سلسلة الكائنات ـ هو من طين، فإن البشر أبرز هذه المخلوقات، وآكدها وجودا، فلذلك أطلق عليه في القرآن (البشر)، أي: الظاهر على كل الكائنات الطينية، يسخرها لخدمته، ويستمد منها قُوْتَه وقُوَّته ويصارع وجودها تأمينا لوجوده" (ص65).
والملحوظة الأولى على تعريف "البشر" هنا أن هذا التعريف المعجمي ربما يكون سببه ورود هذه الكلمة في قصة يوسف في قوله تعالى: "وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"، في وصف بروز يوسف عليه السلام للنسوة واندهاشهن بجماله الفائق. وهذا لا يلزم منه أن يكون المعنى الأصلي لهذه الكلمة هو المعنى الذي رواه ابن فارس. وهو ما يعني أن هذا التعريف المعجمي للكلمة ليس صحيحا.
ويعتمد المؤلف في تمييزه بين "البشر" والإنسان" على ورود هاتين الكلمتين في القرآن الكريم في بعض الآيات، حيث لا تدل كلمة "البشر" فيها، كما يرى، على "الإنسان" وإنما تدل على الطور الأقدم له.
فهو يقول تحت عنوان "ملاحظات على العلاقة بين البشر والإنسان" (ص97):
"حقيقة لا ريب لدينا فيها؛ هي أن بين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا مطلقا، فـ (البشر) لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة، و (الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله وعبادته، فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا. والمقصود هو طبعا المعنى الأول الذي استُعملت فيه الكلمة (بشر) في آيات القرآن، وهو الظاهر أو المتحرك مع حسن وجمال". و:"لقد كان (البشر) خلال الأحقاب والعهود المتطاولة مجرد مخلوقات متحركة، حيوانية السلوك، ولكنها تزداد في كل مرحلة تعديلا في سلوكها، ونضجا في خبرتها، وتلونا في طرائق التفاهم اللغوي فيما بينها". (ص101)
وحين يستعرض الآيات التي ورد فيها لفظ "بشر" يجد أن هذا اللفظ استخدم في أربعة معان، هي (ص70):
1ـ البشر: هو الظاهر على كل الكائنات (وهو المعنى الأصلي)
2ـ المخلوق بإطلاق (وهو المعنى الأعم)
3ـ المخلوق غير المتميز (وصف سلبي)
4ـ المخلوق المتميز (وصف إيجابي)
أما "الإنسان" فطور أحدث لـ"لبشر"، جاء نتيجة للتطورات التي حدثت للبشر بمرور الأحقاب حتى وصل إلى طور صار فيه مؤهلا ليكون خليفة الله في الأرض. ويبين ذلك في قوله (ص98): "أما (الإنسان) فلا يطلق بمفهوم القرآن إلا على ذلك المخلوق المكلف بالتوحيد والعبادة لا غير، وهو الذي يبدأ بوجود آدم عليه السلام، وآدم ـ على هذا ـ هو (أبو الإنسان)، وليس (أبو البشر)، ولا علاقة بين آدم والبشر الذين بادوا قبله، تمهيدا لظهور ذلك النسل الآدمي الجديد. اللهم إلا تلك العلاقة العامة أو التذكارية، باعتباره من نسلهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/455)
"فإذا شرع [القرآن] في بيان حقيقة الخلق منذ البداية؛ ذكر أن هذه البداية كانت في صورة (بشر) هكذا مُنَكَّرا، باعتباره النموذج الذي أجريت عليه عمليات التسوية، والتصوير، والنفخ من روح الله (والتزود بالملكات العليا التي كان بها البشر إنسانا ـ وهي: العقل، واللغة، والدين) ". و"لأمر ما وجدنا القرآن لا يخاطب البشر، بل يخاطب الإنسان، والتكليف الديني منوط بصفة (الإنسانية)، لا بصفة (البشرية)، فلم يعد للبشر وجود منذ ظهر آدم عليه السلام. . . " (ص88). ثم يصف "البشر" بأنهم "جماعات الهمج البشرية" (ص99).
لكن هذا "التأصيل" لكلمة "بشر" ليس مسَلَّما؛ فهناك عدد من المشكلات التي تعترض سبيله، وتمنع الأخذ به، بالإضافة إلى عدم صحة التعريف المعجمي للكلمة، كما رأينا. ثم كيف يستقيم أن يكون معنى "بشر" (الظهور مع حسن وجمال)، مع وصفه لهؤلاء البشر بأنهم "همج"، ومع أن بقايا الأطوار القديمة التي وجدها الباحثون لهؤلاء "البشر"، وهي التي لا يعترض المؤلف على أنها تمثل "البشر"، لا تتناسب في حسنها وجمالها مع حسن الإنسان المعاصر وجماله؟
يضاف إلى ذلك أن المعاني الأربعة، التي يرى أن لفظ "بشر" استخدم لها في القرآن الكريم، ليست صحيحة كما سيتبين بعد قليل.
وحين نستعرض السياقات التي وردت فيها كلمة "بشر" في القرآن الكريم فإننا نجدها تستعمل، معرَّفة ومنكَّرة ومُثَنّاة، بمعان تختلف عن المعاني التي يقول إنها استعملت فيها. فقد استعملت في المعاني التالية:
بمعنى رجل:
ومن الشواهد على هذا المعنى ما ورد في قوله تعالى:
"قالت رب أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر" (آل عمران، 47)
وهو المعنى الذي نجده في الآيات:
1ـ"وقلن حاشا لله ما هذا بشرا" (يوسف31)
2ـ"ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" (النحل103)
3ـ "فتمثل لها بشرا سويا" (مريم17)
4ـ"قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" (مريم، 20)
5ـ"فكلي واشربي وقَرِّي عينا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26).
بل إنها لا يمكن أن تفهم، في بعض الآيات، إلا على أنها تدل على "الرجل". وذلك في مثل الآية التي ذكرتها هنا والآية (20) في سورة مريم:
"قالت أَنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" (مريم، 20).
فمن الواضح أن مريم عليها السلام تستغرب، في هاتين الآيتين، أن تلد غلاما من غير أن يمسها رجل؛ إذ لا يمكن أن تخاف من أن تمسها امرأة في هذا السياق. يضاف إلى ذلك أن هاتين الآيتين تصوران حدثا وقع في زمن يدخل فيما يطلق عليه الدكتور شاهين "زمن التكليف"؛ أي أنه وقع في طور "الإنسان"، لا طور "البشر"، إذا استعملنا مصطلحات المؤلف. فاستخدام كلمة "بشر" في هاتين الآيتين ينفي المعاني التي يراها الدكتور شاهين لهذه الكلمة؛ وهي بذلك دليل ضد فرضيته في هذا الكتاب التي تحصر مفهوم كلمة "بشر" على الطور الذي سبق الإنسان المكلف.
كما أن الآيات الكريمة الأخرى تدل دلالة أكيدة على أن المقصود إنما هو الإنسان الذَّكر، أي الرجل.
بمعنى "نبي" أو "أنبياء":
وتأتي كلمة "بشر" كذلك في سياق الحديث عن الأنبياء عليهم السلام؛ وذلك في وصف الله سبحانه وتعالى للأنبياء بأنهم من جنس الإنسان. كما تأتي في وصف الأنبياء لأنفسهم بأنهم من بني الإنسان وإنما فُضِّلوا على غيرهم بالاختصاص بالرسالة. وتأتي كذلك في الدلالة على استنكار أقوام الأنبياء أن يرسل الله تعالى رجالا منهم أنبياء. وقد حدث كل ذلك في الفترة التي يمكن أن يسميها الدكتور شاهين بفترة طور "الإنسان". وذلك كما في قوله تعالى:"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" (آل عمران 79)
وهذا هو المعنى الذي نجده كذلك في الآيات:
1ـ"وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون" (الأنعام91)
فموسى هنا من جنس البشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/456)
2ـ "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين" (إبراهيم 10)
3ـ"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون" (إبراهيم11)
4ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بربه أحدا" (الكهف110)
5ـ"لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون" (الأنبياء3)
6ـ"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" (الأنبياء34)
7 ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين" (المؤمنون24)
8ـ"ولو أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون" (المؤمنون 34)
9ـ"ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين" (الشعراء154)
10ـ"وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين" (الشعراء186)
11ـ"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون" (يس15)
12ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين" (فصلت6)
13ـ"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم" (الشورى51)
14ـ"ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد" (التغابن6)
15ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين" (هود27)
16ـ"أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا" (الإسراء 93)
17ـ"وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا" (الإسراء94)
18ـ"ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون" (المؤمنون34)
19ـ"فقالوا أنؤمن لبشريْن مثلنا وقومهما لنا عابدين (المؤمنون 47)
20ـ"فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر" (القمر24)
وتأتي كلمة "البشر" في الدلالة على آدم؛ أو على عموم أفراد بني الإنسان، فيما يتصل بالخلق:
كما في قوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون" (الحجر28)
وهو المعنى الذي في الآيات:
1ـ"قال لم أكن أسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون" (الحجر33)
2ـ"إذ قال ربك إني خالق بشرا من طين" (ص71)
3ـ"وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا" (الفرقان54)
4ـ "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون" (الروم20)
وتأتي في الدلالة على بني الإنسان عموما، فيما لا يتصل بالخلق:
كما في قوله تعالى: "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير" (المائدة18)
وهو المعنى في الآيات:
1ـ"إن هذا إلا قول البشر" (المدثر25)
2ـ"وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر31)
3ـ"نذيرا للبشر" (المدثر36)
ومن الواضح أن كلمة "بشر"، منكَّرة ومعرَّفة، في هذه الآيات إنما تنصرف إما إلى "الرجل" أو إلى أفراد من جنس الإنسان في الطور الذي يمكن أن يسميه الدكتور شاهين بطور التكليف.
وبهذا فإن فرضيته التي تقضي بأن كلمة "البشر"، معرَّفة ومنكَّرة، تدل في القرآن الكريم على طور قديم للإنسان لا يمكن أن تقبل.
بل إننا نجد أن هذه الكلمة في بعض الآيات لا تدل إلا على "الإنسان" في الفترة التاريخية لبني الإنسان. ومن أوضح الآيات دلالة في هذا المعنى الآية التي وردت في سورة مريم، وهي قوله تعالى:
"فكلي واشربي وقَرِّي عيْنا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/457)
وكما هو واضح في هذه الآية فإن مريم عليها السلام تستطيع رؤية "البشر"، وهو ما يعني أنهم الذين كانوا يعيشون في تلك الفترة التاريخية. ثم إنه لما لم يكن لكلمة "البشر" مفرد من لفظها فقد استعمل القرآن الكريم وصفا من المادة اللغوية التي جاء منها لفظ "الإنسان" وهو "إنسي". وما دام أن كلمة "إنسي" استخدمت وصفا لـ"البشر" فإن هذا يدل دلالة أكيدة على أن "البشر" مرادف لـ"الإنسان"، وأن فرضية المؤلف التي تقوم على التمييز بينهما في الدلالة لا تصح.
ويجب أن أشير هنا إلى أن الدكتور شاهين لم يورد هذه الآية في الكتاب كله. وهو ما يدعو إلى التساؤل عن سر عدم إيراده لها: أتراه يجهلها؛ أم أنه نسي الإشارة إليها؛ أم أنه لم ير فيها شيئا جديدا يضاف إلى ما ورد في الآيات التي أوردها؟
وهذه الاحتمالات كلها واردة عند من يريد أن يعتذر للدكتور شاهين. أما الذين يريدون أن يفهموا من عدم إيراده إياها شيئا آخر فإن أول ما يخطر لهم أنه تعمَّد عدم ذكرها لأنه يعرف أنها أوضح دليل ينقض فرضيته.
ويمكن أن يستأنس لهذا الاحتمال بما فعله الدكتور شاهين في إيراده الآية 79 من سورة آل عمران غير كاملة، فقد أوردها على الصورة التالية: "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة" (ص69).
وربما بدا للقارئ غير المتمعن أن معنى هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون "البشر" أهلا لتلقي "الكتاب والحكم والنبوة"، أي "التكليف"، بمصطلح الدكتور شاهين. وهو ما يتماشى مع فرضية الدكتور شاهين التي تقضي بأن "البشر" نوع بدائي قديم لم يؤهله الله لتلقي الكتاب ولم يؤته الحكم ولا النبوة التي اختص بها الإنسان الذي يمثل نوعا متطورا جاء بعد "البشر" بآجال طويلة، وصار "مكلفا بالتوحيد والعبودية".
أما هذه الآية بتمامها فهي:
"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تُعلِّمون الكتابَ وبما كنتم تدرسون".
والواضح أن معنى هذه الآية ينصرف إلى الأنبياء على وجه الخصوص، وهو ما يعني أنها موجهة لمن يدخل في جنس "الإنسان"، بتعريف الدكتور شاهين. بل ربما كان المقصود فيها عيسى بن مريم عليه السلام تحديدا، وبخاصة إذا نظرنا إلى الآيات التي سبقت هذه الآية والآيات التي جاءت بعدها.
وخلاصة القول أن فرضية الدكتور شاهين تسقط اعتمادا على المعنى الذي تؤديه هاتان الآيتان وحدهما. ذلك أن كلمة "بشر" فيهما مرادف لكلمة "إنسان" بشكل لا لبس فيه.
ومع هذا فإننا سوف نستمر في عرض فرضيته بالنظر في المعاني التي يرى أن كلمة "الإنسان" تدل عليها.
فهو يقرر في (ص16) أن:"المشروع الخلقي [للإنسان] كان واحدا. . . [منذ البداية] إلى يوم الناس هذا، وأن البشر قد مر في مراحل من (التسوية، ونفخ الروح الإلهي) في مراحل متدرجة من حيث النضج، وهو ما اختلفت به هويات الأجيال، وكل ذلك في إطار المرحلة البشرية إلى أن كان (آدم) أول الإنسان الأول [هكذا]، الذي اصطفاه الله نبيا، فكان أبا الإنسان. . .".
ويقول في (ص99):"وليس يبعد أن نفترض أن الخالق سبحانه ـ وقد مضت مشيئته بتفرد آدم وذريته بالسيادة على الأرض، والنهوض بأمر الدين، وإقامة التكاليف، وفي مقدمتها التوحيد ـ قدر سبحانه فناء كل البشر، من غير ولد آدم، وذلك بعد عزل السلالة الجديدة المنتقاة في الجنة، حتى تتم إبادة جماعات الهمج البشرية، لتبدأ بعد ذلك الملحمة الإنسانية، بطليعتها المصطفاة: آدم وحواء، وبدأ التكليف داخل الجنة، وبدأ الصراع بعد أن أخليت ساحته من العناصر الطفيلية التي لم يعد لها دور، بل التي انتهى دورها، ليبدأ على الأرض دور جديد. . ."
فالإنسان، إذن، "تطور" عن البشر.
غير أن لفظ "الإنسان" ورد في حديث القرآن عن قصة الخلق مسبوقا وملحوقا بالكلمات نفسها التي وردت مع اللفظ "بشر". وذلك في مثل قوله تعالى:
"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون" (الحجر26)
"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون" (الحجر28)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/458)
لكن الدكتور شاهين، أمام مثل هذه الآيات التي ورد فيها لفظ "إنسان" ولفظ "بشر" في سياق متماثل، يقول: "إن استعمال لفظ "الإنسان" في الآية الأولى [هنا] إنما كان لأجل المقابلة بينه وبين "الجان"، أما". . . الحديث عن الأصل الترابي [فـ] يرتبط غالبا (بالبشر). وهو ما تبينه الآية الثانية".
لكن هذا التحليل ليس مقبولا لأن السياق اللغوي واحد، فضلا عن أنه يقول في موضع آخر: "وربما كان إطلاق كلمة (بشر) أيضا بهذا المعنى، وهو (الظهور) ـ مقابلا لما يتصف به عالم الملائكة، وعالم الجن، من عدم الظهور، فهم خلق لا يُرى، وقد قرر القرآن ذلك بشأن (الجن)، إذ هي كلمة مشتقة من معنى: (الاجتنان) وهو الاستتار. . ." (ص65).
وهو ما يعني أن المقابلة تكون بين "البشر" والجن والملائكة أيضا.
كما يعتمد في تمييزه بين كلمتي "البشر" والإنسان" على أن لفظ "الإنسان" هو الذي يرد في القرآن في مجال التكليف.
غير أن هذا القول غير دقيق؛ إذ إن لفظ "البشر" يرد في مجال التكليف أيضا. وذلك في مثل قوله تعالى:
"وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر31)
"نذيرا للبشر" (المدثر36)
فتدل هاتان الآيتان على أن البشر "يُنذَرون" و"يُذكَّرون". وهو مما يدل على اكتمال مؤهلاتهم العقلية واللغوية أيضا، وأنهم وصلوا إلى مرحلة التكليف التي تدل على مستوى "الإنسان". لذلك فإن تمييزه بين الكلمتين لا معنى له.
2ـ تفسيره لكلمة "سلالة":
ويقول عند كلامه على قول الله تعالى:"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين"، إن هذه الآية لا تدل على الخلق الأول، أي "البشر"، وإنما هي تذكير للإنسان بأصله.
ويعني هذا أنه يفسر كلمة "سلالة" هنا لتدل على أن المعنى في هذه الآية أن الإنسان جاء من سلسلة آباء خلقوا من طين، ". . . وكأن الآية تدفع عن العقل احتمال إدماج العمليتين [خلق البشر وخلق الإنسان] في عملية واحدة، فالإنسان خلق من (سلالة) نسلت من (طين)، أي: إنه لم يخلق مباشرة من الطين، فأما ابن الطين مباشرة فهو (أول البشر)، وكان ذلك منذ ملايين السنين" (90)
ويقول: "فخلق الإنسان (بدأ من طين)، أي: في شكل مشروع بشري، ثم استخرج الله منه نسلا (من سلالة من ماء مهين)، ثم كانت التسوية ونفخ الروح، فكان (الإنسان) هو الثمرة في نهاية المطاف عبر تلكم الأطوار التاريخية السحيقة العتيقة" (ص91).
لكن هذا التفسير لكلمة "سلالة" يعتمد على مدى ما يورده المؤلفُ من الأدلة على لزومه. وهو لم يورد أي دليل على أن هذه الكلمة لا تدل إلا على هذا المعنى في هذا السياق. أما هذه الكلمة فيمكن أن تفهم بمعان أخر، كأن يكون معناها "جزءا من الطين"، و"جزءا من الماء المهين".
وباختصار فإن تفسيره لكلمة "سلالة"، ولزوم الدلالة التي يراها يتوقفان على قبول تمييزه بين "البشر" و"الإنسان". وما دام أنه اتضح أن تمييزه بين الكلمتين ليس لازما، بل متمحَّلا، ومغلوطا بسبب عدم إيراده الآية التي في سورة آل عمران كاملة، وبسبب عدم إيراده الآية التي في سورة مريم، وهي أكثر الآيات وضوحا في رد هذا التمييز، فإن الدلالة التي يراها لكلمة "سلالة" غير لازمة.
2ـ تفسيره لبعض حروف العطف:
يُستعمل حرفا العطف "الفاء" و "ثم" في سياق قصة الخلق في القرآن الكريم. ويحاول الدكتور شاهين أن يفسر ورود أحد الحرفين في سياق معين في مقابل عدم ورود حرف العطف الآخر وسيلة لتعضيد تمييزه بين "البشر" والإنسان".
فهو يقول في تفسير قوله تعالى، "ولقد خلقناكم ثم صورناكم": "وهما مرحلتان في عمر البشرية، لعلهما استغرقتا بضعة ملايين من السنين. . . ومع ملاحظة استعمال الأداة (ثم) التي تفيد التراخي بين الأمرين" (ص86).
ويقول، عند الكلام على قوله تعالى:"وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه" (ص ص 105ـ106): "والأداة (ثم) للترتيب مع التراخي، وكأن استعمالها في هذا السياق ترجمة لمفهوم الزمان المتطاول الذي عبر عنه الظرف (إذا)، في مقابل استخدام الفاء أو الواو في ربط أجزاء أخرى من الآيات، تعبيرا عن التعقيب أو مطلق الجمع".
لكننا حين نتأمل الحالات التي يرد فيها حرف العطف "ثم" في القرآن الكريم نجد أنه ورد في التعبير عن الفترات القصيرة نحو مدة الحمل (ص92، ص106).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/459)
كما يرد حرف العطف "الفاء" في قوله تعالى:"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركَّبك" (الانفطار 6ـ8). وواضح أن هذا الترتيب بين الأحداث في هذه الآية يدخل فيما يرى المؤلف أنه آجال طويلة. وأمام هذا الدليل على عدم التمييز بين حرفي العطف نراه يجنح إلى تفسير استعمال "الفاء" هنا بأنها "ضُمِّنت معنى (ثم) " (ص107).
وبهذا فإن حرفي العطف لا يعود لهما المعاني التي يرى أنها تميز بين الفترات القصيرة والطويلة، وهو ما يلزم من تطاول الأحقاب في مسألة الخلق الأول وقصرها في مسألة الحمل والفترات القصيرة الأخرى، كما يرى.
وهذا دليل آخر، يضاف إلى الأدلة السابقة، على عدم إمكان التمييز بين "البشر" و"الإنسان.
وخلاصة القول أن تمييز الدكتور عبد الصبور شاهين بين "البشر" و"الإنسان" غير مقنع، ولم يتبين من خلال معالجته أنه تمييز ممكن. فقد كانت الأدلة كلها مما يمكن الاختلاف فيه.
موقفه من نظرية التطور
هاجم الدكتور عبد الصبور شاهين نظرية التطور هجوما عنيفا. ومن الأمثلة على هذا الهجوم قوله:". . . كما يصل [أحد الآراء المنسوبة إلى أحد الباحثين] في النهاية إلى رفض نظرية داروين، بأسلوب التقنية المعاصرة" (ص37). وقوله: "غني عن القول أن كل الجهود العلمية حتى الآن تنصب على معارضة داروين فيما ذهب إليه، وأن ما قدمناه لم يكن سوى بعض العينات التي جهد فيها العلماء ليدحضوا مذهب النشوء والارتقاء، حتى إننا نستطيع أن نقول: إن نظرية داروين لكثرة ما تعرضت له من نقد ـ مجرد مقولة هشة لا تعني شيئا في مجال البحث عن أصل الإنسان، وإن قدمت الكثير في مجال (البيولوجيا) أو علم الأحياء" (ص39). وهو قول متناقض عجيب!
وقوله، إن:". . . البشرية في المفهوم الديني القرآني جنسا واحدا، لا عدة أجناس مقتبس بعضها من بعض على ما قررته النظرية الداروينية التي أسقطها العلماء في الشرق والغرب على السواء" (ص115).
وعلى الرغم من هذا الهجوم على نظرية التطور إلا أن الدكتور شاهين يقبل في كتابه بعض المفاهيم الأساسية في هذه النظرية. ومن هذه المفاهيم العمقُ الزمني الطويل الذي مر به الإنسان في تطوره، كما تقول هذه النظرية. ومنها أنه يقبل نتائج الحفريات التي وجدت بقايا لأشكال متعددة للإنسان. فهو يقبل هذه الأطوار ويقول عنها: "وكل هؤلاء الأناسي وجوه مختلفة لمخلوق واحد، كان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة في تسوية الخالق له، فكلما مضت مرحلة من التسوية تغيرت بعض أوصافه، وأفرده الباحثون في الجيولوجيا والأنثروبولوجيا بتسمية. . . " (ص ص 28ـ30).
أما السبب الوحيد الذي يجعله يهاجم هذه النظرية فهو ما يقوله من أن هذه النظرية تقول إن الإنسان تطور عن أشكال أدنى، كالقرد مثلا.
والمعلومات التي يبني عليها الدكتور شاهين رأيه عن هذه النظرية أغلبها معلومات خاطئة. فهو لم يرجع إلى الكتب العلمية التي تتضمن الأبحاث عن هذه النظرية وتفصيلات الأدلة التي يوردها المتخصصون في الأحياء عليها؛ وإنما اعتمد على أخبار صحفية قديمة، وأقوال صادرة، في أغلب الظن، عن أناس لا يرون ما تراه هذه النظرية. وكثيرا ما تكون الأقوال التي تخالف هذه النظرية وتسند إلى بعض علماء الأحياء مكذوبة عليهم أو أقوالا أسيء فهمها وتفسيرها (انظر ص ص 32ـ37). وهذا ما دأبت عليه الجماعات التي تؤمن بحرفية القصة التي وردت في سفر التكوين عن كيفية الخلق، وهي التي دأبت على مناصبة هذه النظرية العداء في أمريكا بخاصة.
كما أن موقفه من هذه النظرية يقوم على فهم مغلوط لطبيعة النظريات العلمية، وهو مفهوم لا يتناسب مع ما يراه المشتغلون بالعلوم عن طبيعة النظرية العلمية وبنيتها. فهو يقول (ص42): ". . . وإنما يأتي التناقض [الظاهر بين القرآن والعلم] من جهة أن العلم لم يستقر بعد على بر الحقيقة الكاملة، بل ما زال يدور في إطار النظريات الظنية الدلالة. . ."
ومعنى هذا أن الدكتور شاهين يفهم النظرية العلمية على أنها "حقيقة". لكن المشتغلين بالعلوم لا ينظرون إلى النظريات على أنها "حقائق"، وإنما هي تفسيرات منضبطة تبقى صالحة حتى يقترح العلماء نظريات أكثر دقة منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/460)
وأنا لا أريد هنا الدفاع عن نظرية التطور؛ وإنما أريد فقط أن أبين أن تصوير الدكتور شاهين لها تصوير خاطئ. وكان يجب عليه من باب الأمانة أن يرجع إلى المصادر الموثوقة عنها حتى لا ينقل للقارئ أقوالا ليست منها.
أما ما يقوله المتخصصون عن نظرية التطور وعن طبيعة النظريات العلمية بعامة، وهو ما ينبغي أن يلم به القارئ العربي بعيدا عما تشيعه بعض الكتب العامة التي ألفت عنها تحت تأثير موجة العداء التي يؤججها الأصوليون المسيحيون في أمريكا، أو بعض الترجمات العربية للكتب التي يؤلفها أولئك، فتمثله الأقوال التالية:
يقول نورمان د. نيويل، في مقدمة كتابه:
Norman D. Newell, Creation and Evolution: Myth or Reality? New York: Praeger, 1985
" الخلق والتطور: الخرافة أم الحقيقة؟ "،
"قَبِل علماء الأحياء والمتخصصون في علوم الإحاثة [علم تاريخ الأرض] منذ زمن بعيد، اعتمادا على عدد كبير من البراهين، التطورَ العضوي على أنه حقيقة. والنظريات العلمية ليست حقائق، لكنها تمثل تفسيرات علمية للمعلومات العلمية أو للمعرفة. وهذه النظريات إنما هي أفكار (ومن أمثلتها نظرية داروين عن الانتقاء الطبيعي)، وهي موضوع يخضع للدراسة بشكل مستمر في أثناء استخدامها في البحث عن الحقائق الجديدة والتفسيرات الجديدة. ولذلك فإنه يجب أن يخضع منطوق هذه النظريات للتغير باستمرار من أجل أن تتلاءم مع الكشوفات الجديدة التي تنتج عن وجهات النظر الجديدة".
ويقول بنتلي جلاس في كتابه:
Progress Or Catastrophe: The Nature of Biological Science and Its Impact On Human Society. New York: Praeger 1985
" تقدُّم أم فجاءة: طبيعة علم الأحياء وأثره على المجتمع الإنساني"، (ص68):
". . . يجب أن يتذكر المرء دائما أن النظرية العلمية الجيدة هي ببساطة تلك التي تُفسِّر بشكل مُرْضٍ الحقائقَ المعروفة، من غير أن تكون عرضة للدحض عن طريق المخالَفات الواضحة للبرهان العلمي. وهي عرضة للدحض، بصورة مستمرة، حين يبرهِن الاستقصاءُ العلمي على أنها ليست تفسيرا ممكنا أو حين يصعب تعديلها لتتناغم مع الحقائق، إن كان هذا ممكنا. وفيما يخص نظرية التطور فإن مرور أكثر من قرن من مثل هذا الاختبار عليها جعلها أقوى ألف مرة مما كانت عليه في حياة داروين".
ويقول ستيفن جاي جولد، وهو أحد علماء الأحياء المعاصرين البارزين الذين يكتبون باستمرار عن هذا الموضوع، وذلك في مقال له نشرته مجلة Time الأمريكية في 23 أغسطس 1999، (ص43) إن نظرية التطور تشبه في مركزيتها لعلم الأحياء مركزية الجدول الدوري للكيمياء أو مركزية الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن للتاريخ الأمريكي. وهو ما يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك علم للأحياء بغيرها. ويقول:
". . . تتمتع نظرية التطور بأدلة قوية بشكل يماثل أية ظاهرة من ظواهر العلم، فهي تماثل في قوتها دوران الأرض حول الشمس بدلا من العكس. وبهذا المعنى فإن بإمكاننا أن نصف نظرية التطور بأنها "حقيقة". (والعلم لا يتعامل بمفهوم الوثوقية، لذلك فإن مفهوم "الحقيقة" لا يمكن أن يعني إلا أنها افتراض مؤكد بدرجة عالية تجعل اعتناق المرء لرأي يخالف هذا الافتراض أمرا منحرفا) ".
التفسير العلمي للقرآن:
دأب كثير من الباحثين المسلمين على اللجوء إلى العلوم الحديثة، الطبية والفيزيائية والكيمائية، في تفسير بعض الآيات القرآنية الكريمة. فكثيرا ما نجد هؤلاء يأتون بتفسيرات "علمية" لبعض الآيات ثم يستنتجون منها أن القرآن قد سبق العلم الحديث إلى ذكر الظواهر التي ترد في هذه الآيات. ويجب أن أشير هنا إلى أن المسلمين ليسوا الوحيدين في هذا الصنيع. بل إن أصحاب الديانات الأخرى يقومون بالعمل نفسه. ويجد المطلع على "الأبحاث" التي يقوم بها من يسمون أنفسهم بـ"العلماء القائلين بالخلق" Creation Scientists ، وبخاصة في أمريكا، استخداما واسعا للعلوم في تفسير الإنجيل. بل إنهم يزعمون دائما أنهم يصلون إلى اكتشاف التوافق بين ما في الإنجيل وما تقول به العلوم الحديثة. وكما لاحظت سابقا فإن هؤلاء كثيرا ما يسيئون فهم النظريات العلمية، وكثيرا ما يسيئون تفسيرها، وكثيرا ما يكذبون على البسطاء في حديثهم عن النظريات العلمية وفي نقل وجهات نظرها بأمانة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/461)
ولقد أثير استخدام العلم في تفسير القرآن الكريم منذ زمن بعيد؛ فقد رأى بعض علماء المسلمين أنه يجب أن يصان القرآن الكريم فلا يعرَّض للنظريات العلمية التي تتسم بالتغير. لكن هناك من ينادي بضرورة الاستئناس بالعلوم الحديثة في الكشف عما يسمونه بـ"الإعجاز العلمي" في القرآن الكريم. ويلحظ المطلع على الكتب التي تؤلفها هذه الفئة الأخيرة، أنها تمتلئ باستخدام النظريات العلمية والكشوف الطبية والكيميائية والأحيائية لتفسير الآيات القرآنية. لكن الفاحص لهذه الكتب سيجد أن كثيرا منها يبلغ حدودا من السخف والإدعاء لا تطاق.
ويعد استخدام الدكتور عبد الصبور شاهين لبعض نظريات الأحياء في تمييزه بين "البشر" الذي يمثل طورا قديما و"الإنسان" الذي يمثل طورا أحدث من باب تعريض القرآن الكريم للنظريات العلمية المتغيرة بطبيعتها.
كما يتضمن الكتاب أمثلة أخرى لاستخدام "العلم" في تفسير بعض الآيات الكريمة. ومن ذلك ما أورده في تفسير قوله تعالى: "فلينظر الإنسان مم خُلق. خُلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب" (سورة الطارق).
فهو يقول: "ثم يأتي النص في سورة (الطارق) ليضيف من المعلومات عن الماء الدافق (المني) الذي (يخرج من بين الصلب والترائب)، وهي معلومة لم تكن معروفة حتى عصرنا. . ." (ص58).
ويقول في موضع آخر:"والصلب: فقار الظهر، وهي منبع الماء الدافق عند الرجل، والترائب: جمع، مفرده "تريبة"، وهي عظام الصدر مما يلي الترقوتين، وهي منبع ماء المرأة، وهذه المعلومة كانت مجهولة للإنسان، وبقيت مجهولة حتى منتصف القرن العشرين، وقد تضمنها الوحي القرآني منذ أوائل هذا الوحي، أي: منذ أكثر من أربعة عشر قرنا" (ص85).
وكان يكفيه أن يتطلع على أية مقدمة في علم التشريح ليعرف أن هذا التفسير ليس صحيحا. إذ لا شأن لصلب الرجل ولا لفقار ظهره ولا لترائبه ولا لصلب المرأة ولا لترائبها بالحمل ولا بما يتعلق به.
وأنا لا أريد هنا أن أفسر القرآن الكريم، لكنه يبدو لي أن التفسير الأقرب لقوله تعالى: "يخرج من بين الصلب والترائب" هو أن هذه الآية وصف للإنسان، وليست وصفا للماء الدافق. إذ يمكن أن يكون معناها تذكير الإنسان بالمكان الذي كان فيه في أثناء الحمل، وهو بطن أمه؛ أو تكون وصفا للإنسان يوم البعث، حين يبعث من بين تراب الأرض وأحجارها. والمعنى الثاني أقرب، وبخاصة إذا نظرنا إلى الآيات التي تتلو هذه الآية وتتحدث عن يوم البعث.
معلومات الدكتور شاهين العلمية:
من الغريب أن يتكلف الدكتور شاهين الخوض في النظريات العلمية مع أن هناك شواهد كثيرة في هذا الكتاب تدل على أن أدواته في هذا المجال لا تكفي. ولذلك فقد وقع ضحية لمعلومات نقلها من مصادر غير دقيقة، إن صح أن المعلومات هذه فيها؛ أو أنه وقع ضحية لأخطاء وقعت فيها ولم يتبينها لنقص أدواته في المجال العلمي. ومن ذلك ما قدمناه عن عدم اطلاعه على المصادر العلمية عن نظرية التطور، وعن المصادر العلمية في التشريح. واكتفاؤه بدلا عن ذلك برواية ما يجده عند الآخرين من غير تمحيص، أو الاكتفاء بما تنشره الصحف، مع ما تتصف به تلك النقول من عدم الدقة.
ومن الأمثلة الأخرى على قصور أدواته العلمية أنه ينقل عن "موسوعة الثقافة العلمية" أن تاريخ الفترة الجيولوجية التي تسمى بفترة "ما قبل العصر الكمبري" هو 71,125,000,000 (ص25). وربما ظن القارئ أن في هذا الرقم خطأ مطبعيا. لكن الدكتور شاهين يورد هذا الرقم كتابة في (ص26) فيقول:"فقد بدأت الحياة العتيقة بمرحلة ما قبل العصر الكمبري، أي: منذ واحد وسبعين مليارا وخمسة وعشرين مليونا من السنين".
أما ما يكاد يعرفه الناس جميعا في هذا العصر فهو أن عمر الكون كله يقدر باثني عشر بليونا وخمسمائة مليون سنة إلى خمسة عشر بليون سنة في بعض التقديرات. وأن عمر الأرض يقدر بأربعة بلايين وخمسمائة مليون سنة إلى خمسة بلايين. وإذا كان الأمر كذلك فإن الرقم الذي ذكره ليس صحيحا. وكان عليه لو كان يعرف شيئا ذا بال عن العلم الحديث أن يبين عدم توافق هذا الرقم الهائل مع التقديرات المعروفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/462)
ومما يؤكد عدم كفاية معرفته العلمية أنه يورد تقديرات فترات عمر الأرض في كتاب "آدم عليه السلام" للكاتب التونسي بشير التركي من غير أن يلفت نظره الخطأ فيها. فيقول التركي، كما يروي الدكتور شاهين (ص15):"إن أهم الموجات البشرية أربع". وأن الموجة الأولى يتراوح تاريخها "من أربعة مليارات إلى مليار من السنين، وهي فترة عاش خلالها بشر يسمى (بشر الجنوب) (الأسترالوبتيك) ".
وكما هو معروف فإن العلماء يقدرون أن الحياة بدأت على الأرض قبل خمسمائة مليون سنة، وأن الإنسان، حتى في أطواره الأولى، لم يوجد قبل ستة ملايين سنة.
ولو كان يعرف شيئا حقيقيا عن هذه العلوم للفتت نظره هذه التقديرات التي لم تخطر ببال أحد.
معرفته باللسانيات:
يعد الدكتور عبد الصبور شاهين أحد رواد الدراسات اللسانية في العالم العربي، وله بعض الكتب التي تتضمن أبحاثا لغوية، وقد ترجم بعض الكتب عن اللغة العربية من اللغات الأجنبية. وكان ينتظر منه ألا يقع في بعض الأمور التي لا تقرها اللسانيات.
ومن هذه الأمور وقوعه فيما يسمى بـ"الزيف الاشتقاقي"، كما أسلفت. كما أنه وقع فيما يسمى بـ"التحيز اللغوي"، وذلك حين يفضل اللغة العربية على غيرها. ويتضح ذلك من قوله: "والعجيب أن للعربية هنا تميزا وتفوقا على اللغات الأخرى، فقد حققت بهذا اللفظ (بشر) تطابقا عجيبا مع معناه، وكأنما كانت تستملي الغيب، وتستقرئ أستاره، ليمنحها هذه اللفظة، دون اللغات الأخرى في الفصيلة السامية، بل دون ما عهدناه من اللغات الأوروبية" (ص65).
ومع أنه يستنكر، ضمن استنكاره للقصة الإسرائيلية التقليدية للخلق (ص9)، أن يكون اسم "آدم" مأخوذا من "التراب"، إلا أنه يرى (ص129) أن هناك تناسبا، في اللغة العربية، بين الاسم "آدم" و"المادة التي ينتمي إليها وهي (أديم الأرض).
وهذان القولان مثالان لـ"لزيف الاشتقاقي" أيضا. ذلك أن المتخصصين يرون أن أحد المبادئ الرئيسة التي توجه اللسانيات منذ بداية القرن العشرين ذلك المبدأ الذي يسمى بـ"عشوائية العلامة"، ويعني أنه لا يمكن، في أغلب الحالات، أن نعرف السبب وراء تسمية شيء ما باسم معين. كما ترى اللسانيات أنه لا صحة للزعم بتفضيل لغة على لغة، من حيث كونها نظاما لغويا.
ومن الطرائف أنه يقول إن عدد اللغات في العالم ألفان، مع أن عدد اللغات يفوق ستة آلاف، وهو من الأمور المعروفة جدا. ومنها تسميته "الكمبيوتر" بـ"الكمتور" (ص128)، ويعلق في هامش الصفحة نفسها قائلا:"الكمتور: نحت عربي ـ للمؤلف ـ من كلمة كمبيوتر". مع أن هناك لفظا عربيا سائغا مستعملا منذ زمن ليس بالقصير يسمى به هذا الجهاز، وهو "الحاسوب".
وكذلك قوله إن اللغة نشأت عن تقليد أصوات الطبيعة؛ وهو قول قديم يلعب فيه التخيل بسهم وافر.
وهناك ملحوظات أخرى تتصل بعدم دقته في إيراد عدد المرات التي وردت فيها بعض الألفاظ في القرآن الكريم (ص113). فقد ذكر أن كلمة (البشر) وردت مفردة ثلاثين مرة، وذكرت مثناة مرة واحدة. مع أن هذه الكلمة وردت خمسا وثلاثين مرة. ويقول إن كلمة (الناس) وردت اثنتين وستين مرة، مع أن العدد الصحيح خمس وستون. ويقول إن كلمة "أناس" وردت سبع مرات، والعدد الصحيح خمس. وأن كلمة "الإنسان" وردت مائتين وثلاثين مرة، والعدد الصحيح مائتان وإحدى وأربعون (وقد اعتمدت في هذه الإحصائية على المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، نشر مجمع اللغة العربية).
بل لقد أخطأ في جمع الأرقام التي أوردها؛ فقد ذكر أن مجموع هذه الأرقام هو ثلثمائة (هكذا!) وإحدى وعشرين مرة". أما جمعها الصحيح، بحسب الأرقام التي أوردها، فهو ثلاثمائة وخمسون. والعدد الصحيح هو ثلاثمائة وأربع وستون.
الأخطاء في إيراد الآيات القرآنية:
وقعت بعض الأخطاء الطباعية في بعض الآيات الكريمة، وكان يجب بذل عناية أكبر لمنع وقوع مثل هذه التطبيعات. وهذه الآيات هي:
"أبشرا من واحدا نتبعه" (ص56). والصحيح هو: "أبشرا منا واحدا نتبعه"
"ثم سواه ونفخ في من روحه" (ص91). والصحيح هو: "ثم سواه ونفخ فيه من روحه"
"أولا يذكر الإنسان إنا خلقناه من قبل" (ص52). والصحيح هو: "أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل"
"وقال لأقتلنك" (ص126): "قال لأقتلنك"
الخلاصة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/463)
ليس من غرضي في هذه المراجعة استغلال وقوع الدكتور شاهين في بعض الأخطاء واتخاذ ذلك وسيلة للإساءة إليه. وإنما الدافع إلى كتابة هذه المراجعة أن موضوع الكتاب أخطر من أن يترك لمثل هذه المحاولات التي لا تفيد في إغناء فهمنا لمعاني القرآن الكريم ولا في توسيع معارفنا بالظواهر الكونية.
كما أنني كتبت هذه المراجعة لأبين أن من المزالق التي يقع فيها بعض الباحثين أنهم يريدون أن يردوا العلم بالدين أو أن يردوا الدين بالعلم أو أن يؤيدوا الدين بالعلم أو أن يؤيدوا العلم بالدين. مع أنه ربما ينجم عن كل هذه المحاولات الإساءة إلى العلم أو الدين أو إليهما معا.
والأوفق أن يصان القرآن الكريم بخاصة من أن يجعل مجالا يخوض فيه الخائضون مستخدمين ما تتوصل إليه العلوم من إنجازات. ذلك أن هذه الإنجازات تتصف بالتغير؛ كما يجب أن يصان العلم عن التفسيرات الفطيرة التي تتلبس بالدين.
وقد كتب ستيفن جاي جولد كتابا رائعا عن هذا الموضوع هو:
Rocks of Ages: Science and Religion in the Fullness of Life, 1999
" صخور العصور: العلم والدين في الحياة السعيدة" (وهذه الترجمة للعنوان مؤقتة حتى أصل إلى ترجمة أدق). وسأحاول أن أكتب له عرضا عما قريب إن شاء الله.
وختاما فإن كتاب "أبي آدم"، بالإضافة إلى المآخذ العلمية التي ذكرت، سيئ التأليف؛ إذ إن فيه كثيرا من الاضطراب والتكرار والحشو وسوء التنسيق. هذا في الأقسام التي عرضت لها من الكتاب؛ غير أن في الكتاب فصولا أخرى لا صلة لها بالعلم، وإنما هي تخرصات لا تستند إلى شيء. وأحسن ما في الكتاب كله تلك المواعظ الحارة التي يوردها المؤلف في كل صفحة تقريبا.
ومن المبالغة بمكان أن يقول الدكتور شاهين إن تأليف هذا الكتاب استغرق خمسة وعشرين عاما. وأظن أن الأقرب أن يقال إن هذا الموضوع شغله لهذه المدة الطويلة مما جعله يجمع المعلومات عنه، ويفكر فيه بين الحين والآخر. أما كتابة هذا الكتاب فعلا فلا أظنها استغرقت هذا الزمن الطويل.
وبعد ذلك كله، فإن من العجيب أن ينبري بعض الناس ليلغي حق الدكتور شاهين في أن يرى رأيا جديدا في تفسير القرآن الكريم. بل إن الأمر تجاوز إلغاء هذا الحق إلى التشكيك في دينه. والواقع أن هذا الكتاب يشهد على حسن نية مؤلفه (ولا نزكي على الله أحدا)؛ فهو لم يكذِّب آية في كتاب الله تعالى، ولم تصدر منه كلمة واحدة يمكن أن يفهم منها عدم إيمانه بالله خالقا.
أما فرضيته التي جاء بها فليست إلا واحدة من الاجتهادات التي سبقه إلى أمثالها المفسرون المسلمون على امتداد العصور. ومن أهم المفسرين المعاصرين الذين حاولوا إعطاء تفسيرات جديدة لبعض الآيات القرآنية، مستخدمين منجزات العلوم الحديثة فيها، طنطاوي جوهري والشيخ المراغي وسيد قطب رحمهم الله. ولم يشكك أحد في دينهم، ولم يعد أحد ما جاءوا به خروجا على الإسلام.
ولذلك فِإنه ينبغي، في رأيي، أن نميز بين أمرين: الأول هو أن فرضية الدكتور شاهين في تفسيره لآيات الخلق إنما هي تفسيرات بشرية يجوز عليها ما يجوز على التفسيرات الأخرى من القبول أو عدم القبول؛ والأمر الثاني أنه يجب ألا ينظر إلى هذا الاجتهاد على أنه خروج من المؤلف على الإسلام كما يرى بعض الناس.
أما فرضية المؤلف في هذا الكتاب فقد حاولت أن أبين هنا أنها ليس لها ما يسندها؛ ويجب أن تعامل على هذا الوجه. لكن هذا يجب ألا يتخذ ذريعة لمنعه من أن يرى تفسيرا مخالفا لما عهده الناس، ويجب ألا يتخذ ذلك ذريعة لاتهامه في دينه. أ. هـ.
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[08 - 06 - 05, 08:52 م]ـ
لقد قرأته وهو بالفعل رد جيد ومفيد
ـ[صُهيب]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:23 ص]ـ
وهناك ردود أخرى عليه في جريدة الخليج الإماراتية في ملحقها الديني كل يوم جمعة (وطبعاً هذه الجريدة تبث الغث و الثمين)
والرد بعنوان (أبو نا آدم القول الحق في قصة الخلق) وقد وصل إلى الرد السابع
والرد لدكتور اسمه: حمادة فاروق - والله أعلم.(45/464)
لدي سؤاااااااال؟ أرجو الرد
ـ[ديباجة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل
لدي سؤال
السؤال
uestion
كيف أحصل على احصائية دقيقة لعدد أحاديث تتحدث عن موضوع معين
حيث أريد عدد الأحاديث التي ورد فيها الحديث عن الأمور الغيبية
ولا يختص هذا بكتاب بعينه
وشكراً(45/465)
"أقول لكم قال رسول الله, وتقولون قال أبو بكر وقال عمر"!. هل صحت؟.
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:49 ص]ـ
قرأتها في المحلى ..
فهل يصح سندها؟؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:21 ص]ـ
فائدة:
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 281):
فثبت أن النبى اعتمر مع الحج عمرة تمتع هو قران كما تقدم ولأن من يحصل له عمرة مفردة وعمرة مع حجه أفضل من لم يحصل له إلا عمرة وحجة وعمرة تمتع أفضل من عمرة بمكة عقيب الحج الى الحج وإن جوزوه فكان عبد الله بن عمر إذا بين لهم معنى كلام عمر ينازعونه فى ذلك فيقول لهم فقدروا أن عمر نهى عن ذلك امر رسول الله أحق أن تتبعوه ام عمر وكذلك كان عبد الله بن عباس إذا بين لهم سنة النبى فى تمتعه يعارضونه بما توهموه على أبى بكر وعمر فيقول لهم يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر يبين لهم أنه ليس لأحد أن يعارض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس مع أن أولئك المعارضين كانوا يخطئون على أبى بكر وعمر وهم سواء كانوا علموا حال أبى بكر وعمر أم أخطأوا عليهما ليس لأحد أن يدفع المعلوم من سنة
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:53 ص]ـ
تنبيه على لفظ أثر ابن عباس (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1752&highlight=%ED%E6%D4%DF+%CA%E4%D2%E1+%DA%E1%ED%DF%E 3+%CD%CC%C7%D1%C9+%C7%E1%D3%E3%C7%C1
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المسيطير على هذا الرابط الممتع(45/466)
حكم بقاء المرأة في غير بلدها مع الأمن
ـ[أم صهيب]ــــــــ[11 - 05 - 05, 01:57 ص]ـ
أرجو الإفادة عن هذه المسألة بارك الله فيكم
حكم بقاء المرأة بلا محرم في غير بلدها مع الأمن؟
لم أجد نص للفقهاء المتقدمين في المسألة حسبما أطلعت عليه فبماذا تلحق المسألة من الأصول أو الفروع الفقهية
هناك قاعدة فقهية عن النهي هل هو في الابتداء أم مستمر هذا معنى القاعدة أين أجد هذه القاعدة في كتب القواعد الفقهية(45/467)
من كان في عون أخيه ما هي أفضل طريقة لطلب العلم
ـ[أنس]ــــــــ[11 - 05 - 05, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم
انا اخوكم في الله أنس عضو جديد وكنت أود في أن أسئل عن أفضل طريقة لطلب العلم هل بعدما انتهي من العقيده ابدء في غيرها وما هي أفضل الكتب انا عارف ان الموضوع مكرر لكن " من كان في عون اخيه ...... "
وجزاكم الله خيرا
وكنت أود السؤال عن كتاب " بستان الواعظين ورياض السامعين " تأليف إبن الجوزي وتحقيق حامد أحمد طاهر
ما صحته علما بأن معظم مواضيعه عقيده " دار آخره "
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:09 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15538(45/468)
دُروسٌ فِي شَرحِ كِتَابِ البُيوع مِن عُمْدَة الأَحكَام (المَجْمُوعَة الثَّانِيَة)
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هَذِه هِيَ المَجْموعَة الثَّانِية مِن دُروس شَرحِ كِتَاب عُمْدَة الأَحكَام للشيخ: بَنْدَر بِن نَافِع العَبْدلي _ أثابه الله _
وما زَالَ الدَّرسُ مُستَمِرا _ إِنْ شَاءَ الله _.
وانظر المَجْوعَة الأُولى عَلَى هَذَا الرَّابِط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30091 .
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:37 م]ـ
258_ وعن أبي هُرَيْرَة _ رَضِيَ اللهُ عنه _ أن رسولَ الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال: ((لا تَلَقّوا الرُّكْبَان، ولا يَبِعْ بَعْضُكم على بَيعِ بعض، ولا تَنَاجَشوا، ولا يبع حَاضِر لِبَاد، ولا تُصَرّوا الغنم، ومن ابتاعها فهو بِخَيْرِ النَّظَرِيْن بعد أن يَحْلِبَها، إن رَضِيَهَا أَمْسَكَها وإن سَخَطَها ردها وصاعاً من تمر)).
وفي لفظ: ((وهو بالخيار ثلاثاً)).
تخريج الحديث:
هذا الحديث هو في "الصحيحين" من طُرق: عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _، وهو بهذا اللفظ لِلبُخَاري من طريق: مالك عن أبي الزِّنَاد عن الأَعْرَج عن أبي هريرة.
وهذا الطريق يُعَدّ من الطُّرُق التي أُطْلِقَ عليها من أَصَحِّ الأَسانيد، وقد جُمِعَت في كتاب و هو " تقريب الأسانيد في أصح الأسانيد" للعِرَاقي _ رحمه الله _.
هذا الطريق يُطْلَق عليه أنه من أصح الأسانيد، مالك عن أبي الزِّنَاد عن الأَعْرَج عن أبي هريرة.
وقوله: وفي لفظ: ((هو بالخيار ثلاثاً)) هذا اللفظ للبخاري ومسلم وهو عنده بلفظ: ((ثلاثة أيام)).
والحديث أخرجه أهل السنن، وهو عند بعضهم مختصراً ومطولاً، فقد رواه أبو داود بذكر (النهي عن النجش).
والترمذي بذكر (النهي عن تلقي الركبان، وعن تَلَقِّي الجَلَب، والنهي عن بيع حاضر لِبَاد).
والنسائي بنحوه، وابن ماجة بالنهي عن النَّجْش وبيع حاضر لباد).
والحديث له شاهد من حديث ابن عباس _ رضي الله عنهما _ متفق عليه _ وسيأتي.
وحديث جابر في (النهي عن بيع الحاضر) لِلباد أخرجه مسلم.
ومن حديث أنس متفق عليه، ومن حديث ابن عمر _ رضي الله عنه _.
ومن حديث عبد الله بن مسعود _ رضي الله عنه _.
فالحديث له شواهد متعددة.
مفردات الحديث:
قوله: ((لا تَلقوا)) (لا تلقوا) أصلها لا تتلقوا، فحذفت إحدى التائين تخفيفاً.
قوله: ((الركبان)) جمع راكب وهو في الأصل راكب البعير ثم اتسَع فأُطْلِقَ على كل من رَكِبَ دابّة، والتعبير بالرُّكْبَان خَرَجَ مَخْرَجَ الغَالِب، والمراد القادم من السفر ولو كان واحداً أو ماشياً.
والمراد بهم في الحديث: كل من يقوم بِجَلْبِ السِّلَع من خارج المدينة سواء كانوا راكبين أو راجلين.
وقد ورد الحديث عند مسلم بلفظ: ((لا تلقوا الجَلَب)).
وقوله: ((ولا تناجشوا)) (النَّجْشُ) في اللغة: مأخوذ من نَجَشْتُ الصيد إذا أثرته، كأن النَّاجِش يُثِرُ بِنَجْشِهِ الثَّمَن ويزيده.
واصطلاحاً: أن يَزيدَ في السلعة من لا يريد شراءها.
وقوله: ((ولا تُصَروا الغنم)): وعند مسلم: ((ولا تصروا الإبل والغنم)) (تُصَرُّوا) _بضم التاء وفتح الصاد وتشديد الراء المضمومة _ على وزن (تزكوا) مأخوذ من (صَرى، يُصَرِّي).
وأصل التَّصْرِيَة حَبْسُ الماء يُقَال منه صَرَّيْتُ الماء إذا حَبَسْتهُ، وهو أن تُرْبَطَ ضُُروع بهيمة الأنعام حتى يجتمع اللبن فَيَكْثر فيظن المشتري أن ذلك عادة لها فيزيد في ثمنها.
وورد في حديث ابن مسعود بلفظ: ((من اشترى شاة مُحَفَّلَة)) _ بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الفاء _وهي بمعنى مصراة، سميت بذلك لأن اللبن حَفَلَ في ضَرْعِهَا أي جُمِع.
وقوله: ((فهو بخير النظرين)): أي الرأيين.
((بعد أن يحلبها)) وفي رواية ((بعد أن يحتلبها)) وسيأتي إن شاء الله التفصيل في ذلك.
فقه الحديث:
هذا الحديث أصل في النهي عن هذه البيوع، وفيه مسائل:
المسألة الأولى: النهي عن تَلَقِّي الركبان لأن النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ نهى عنه، وهذا النَّهي للتحريم عند الجمهور.
وَتَلَقِّي الركبان فيه مباحث:
المبحث الأول:
اعلم أن تلقي الركبان عند أهل العلم له صور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/469)
أ. أن يخرج إليهم لِتَلَقِّيِهم، فَيَشْتَرِيَ منهم قبل قُدومِهم البلد بمسافة قريبة أو بعيدة، أو بعد دخولهم البلد، وقبل وصولهم السوق عند أكثر أهل العلم، لأن النبي _ صلى الله عليه وسلم قال: ((فإذا جاء سيده السوق)) فَدَلّ على المراد وصوله السوق لا دخوله البلد وهذه الصورة النهي عنها ظاهر.
ب. أن يَقصده المشتري، فإذا قصدوه هُمْ فليس داخل في النهي، مثل ما يوجد في الطُّرُقَات تَجِد أُنَاس جَلَبوا السِّلَع ووقفوا في أثناء الطريق يبيعونها لا يريدون أن يهبطوا بها الأسواق؛ فهنا لا بأس من الشراء منهم.
ج. أن يتلقاهم بقصد الضيافة أو السلام أو الفرجة أو خرج لحاجة فوجدهم يبيعون فاشترى منهم، فهذه محل خلاف بين العلماء، بناءاً على أن الحديث ورد بلفظ: ((لا تلقوا الركبان للبيع)) وعند مسلم: ((لا يُتَلَقَّى الركبان لبيع)) وصحح الشافعية التحريم والأحوط ترك الشراء منهم.
فمثلاً إنسان خرج لأداء العمرة، وهو في طريقه وجد هؤلاء سَيَقْدمون للبلدة التي هو فيها، هو خرج لحاجة لم يقصدهم فوجدهم يبيعون فاشترى منهم، والأحوط عدم الشراء منهم، مادام أنهم يريدون أن يهبطوا بها إلى الأسواق.
د. أن يتلقاهم ليبيع عليهم، فهذا داخل في النهي لعموم الحديث؛ سواء اشترى منهم أو باع عليهم، ولأن العِلَّة واحدة وهي خَدِيعَتُهُم وَغَبْنُهُم، ربما باع عليهم بسعر أكثر من سعر السوق فدخل في النهي.
هـ. أن يَتَلَقَّاهُم وَهُمْ لا يريدون أن يَهْبِطُوا بِهَا في سوق هذا البلد، وإنما في سوق بلد آخر، فهنا لا بأس أن يشتري منهم، لأن هذا الشراء هو في الواقع شراء من مسافر، والشراء من المسافر لا بأس به ما لم يكن حِيلَة.
و. أن يتلقاهم ويشتري منهم مع عِلْمِهم بالأسعار؛ فهذا لا بأس به، لأن النهي إنما هو فيما إذا كان الراكب جاهلاً بالسعر، أما إذا كان عالماً فلا نهي، لأن العلة زالت وهي الخديعة والغبن، فأصبحت الصور الآن ست بعضها منهي عنه وداخل في الحديث، وبعضها جائز ولا بأس به.
المبحث الثاني:
الحكمة من النهي عن التلقي لأن فيه إضراراً على الركبان وعلى أهل البلد.
أما الركبان فإن المُتَلَقِّي لهم سيأخذ السلعة بثمن أقل من ثمن السوق، فيحصل لهم الخديعة والغبن قال النووي _ رحمه الله _: (سبب التحريم إزالة الضرر عن الجالب وصيانته عن الخديعة).
وأما أهل البلد فإن من تلقى من هؤلاء فسوف يشتري منهم برخص ويكون شراؤه سبب لرفع الأسعار، بخلاف ما لو هبطوا بها الأسواق، فإنه سوف يحصل منهم تنشيط لأهل البلد وربما نزلت الأسعار مع كثرة ما جُلِبَ، وفيه قطع المواد عنهم وهم جلوس، من ابتغاء فضل الله _ جل جلاله _.
المبحث الثالث:
إذا حصل البيع أو الشراء هل يبطل العقد أم لا؟.
فيه خلاف، فالبخاري _ رحمه الله _ في "صحيحه" جَزَمَ بأَنَّ العقد باطل؛ والبيع مردود، فقد قال (باب النهي عن تلقي الركبان وأن بيعه مردود، لأن صاحبه عاص آثم، إذا كان به عالماً، وهو خداع في البيع، والخداع لا يجوز) انتهى.
وإليه ذهب بعض المالكية وبعض الحنابلة، وعللوه بأن النهي يقتضي الفساد.
وذهب الجمهور إلى أن البيع صحيح لأن النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ أثبت الخيار ففي رواية مسلم: ((فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتى سيده السوق فهو بالخيار)) والخيار لا يكون إلا في عقد صحيح، ولأن النهي لا يرجع إلى نفس العقد ولا يخل هذا الفعل بشيء من أركانه وشرائطه، وإنما هو لأجل الإضرار بالركبان أو بأهل البلد كما تقدم وذلك لا قدح في نفس البيع، وأما قول البخاري _ رحمه الله _: ’’لأن صاحبه عاص آثم‘‘ فقد أجاب عنه ابن حجر بأنه لا يلزم من كونه عاصياً أن يكون البيع مردوداً فقد يكون عاصياً والبيع صحيح ولا منافاة.
فالخلاصة إذاً: أن العقد صحيح وهو مذهب الجمهور لأن النبي _ عليه الصلاة والسلام _ أثبت الخيار، وإثبات الخيار فرع عن صحة العقد.
ولأن النهي لا يرجع إلى نفس العقد، ولا يُخِلّ هذا الفعل بشي من أركانه وشرائطه وإنما هو من أجل الإضرار بالركبان وأهل البلد.
المبحث الرابع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/470)
إذا قدم الراكب السوق وعَلِمَ أنه قد غُبِنَ فله الخيار لأن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: ((فهو بالخيار)) والمذهب عند الحنابلة أنه لا خيار إلا من الغبن لأنه إنما ثبت لأجل الخديعة ودفع الضرر ولا ضرر إلا مع عدم الغبن.
وقيدوه _ رحمهم الله_ بما يخرج عن العادة يعني أن يكون قد غبن غبناً يخرج عن العادة لأن ما دون ذلك لا ينضبط.
المبحث الخامس:
النهي عن التلقي بناء على الغالب، وإلا فلو اتصل عليهم قبل وصولهم واشترى منهم مع عدم علمهم بالسعر فهو منهي عنه، وهل يمكن هذا؟. نعم يمكن؛ يَتَّصِل عليهم قبل أن يَقدموا السوق ويشتري منهم عن طريق الهاتف وهم يجهلون السعر، فالحكم واحد، لأن قوله _ عليه الصلاة والسلام _: ((لا تلقوا الركبان)) خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له.
المسألة الثانية:
تحريم البيع على بيع أخيه، لقول النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ((ولا يبع بعضكم على بيع بعض)).
وفيه مباحث:
المبحث الأول:
اعلم أن البيع على بيع الأخ له صورتان:
الصورة الأولى: أي يكون ذلك في زمن الخيارين:
1. خيار المجلس.
2. وخيار الشرط.
فهذا محرم بالاتفاق كأن يقول مثلاً لمن اشترى سيارة بعشرة آلاف أنا أبيعك مثلها بتسعة آلاف ليفسخ ويعقد معه وهما في المجلس.
أو شرط له المشتري أن له الخيار ثلاثة أيام.
مثال آخر: أن يقول لمن اشترى سيارة بتسعة آلاف حَالَّة، أنا أبيعها عليك بعشرة آلاف مؤجلة، فهذا بالكيفية، والمثال الأول بالكمية.
الصورة الثانية: أن يكون بعد زمن الخيارين فهذه محل خلاف، فالمذهب أنه جائز لأنه لا يتمكن من الفسخ.
والقول الثاني: أنه محرم وهو مذهب الإمام مالك واختاره ابن رجب _ رحمه الله _ في كتابه ’’القواعد‘‘ وهو الصحيح لأمرين:
الأمر الأول: أن العلة موجودة وهي ما سيولده ذلك في قلبه من البغض والضغينة على أخيه وهذا موجود سواء في زمن الخيارين أو بعد زمن الخيارين.
الأمر الثاني: أنه سَيَعْمَد إلى فسخ البيع بأي وسيلة، فصار هذا القول هو الراجح.
وعلى هذا لو أن العقد تم وتفرقا من المجلس ولم يكن هناك خيار شرط واشترى هذه السيارة بعشرة آلاف فجاءه رجل وقال له أنا أبيعك مثلها بتسعة آلاف فالمذهب أن هذا جائز والصحيح عدم الجواز للأمرين الذين ذكرناهما.
المبحث الثاني:
في معنى البيع على بيع أخيه أيضاً الشراء على شرائه كأن يشتري سلعة بعشرين فيأتيه آخر ويقول للبائع: أنا أشتريها منك بخمسة وعشرين، أو يشتري منه سلعة بعشرين مؤجلة فيقول لها آخر أنا أشتريها منك بخمسة عشر حالَّة، فهذا بالكيفية، والأول بالكمية.
وفي معناه أيضاً السَّوْم على سوم أخيه، لقوله _ صلى الله عليه وسلم في رواية لهما: ((ولا يسام المسلم على سوم أخيه)) وفي رواية أخرى ((ولا يسم المسلم على سوم أخيه)) وهذا في غير بيع المزايدة إذا حصل التراضي صريحاً وركن البائع إلى المشتري، وركن المشتري إلى البائع ولم يبق إلا العقد فإنه لا يجوز أن تسوم على سوم أخيك وبه فَسَّرَ الإمام مالك _ رحمه الله _ حديث الباب، نص على ذلك ابن عبدالبر.
الإمام مالك _ رحمه الله _ فسر قول النبي _ صلى الله عليه وسلم _: ((ولا يبع أحدكم أو بعضكم على بيع أخيه)) أن المراد به السوم على سوم أخيه فيما إذا اتفقا وركن البائع إلى المشتري وركن المشتري إلى البائع ولم يتم العقد حمل الإمام مالك _ رحمه الله _ أن المراد به هذه الصورة،ولكن الصحيح ما تقدم وأن السَّوْم غير البيع.
أما في بيوع المزايدة يعني السلع التي تباع فيمن يزيد فهذا جائز بل نقل بن عبدالبر الإجماع على جوازه.
المبحث الثالث:
الحكمة من النهي قطع العدوان على الغير واجتناب ما يؤدي للعداوة والبغضاء.
المبحث الرابع:
أن قوله _ صلى الله عليه وسلم _: ((ولا يبع بعضكم على بيع بعض)) أي المسلمين خَرَجَ مَخْرجَ الغَالِب فلا مفهوم له، وإلا فالصحيح أن الكافر المعصوم كالذمي والمعاهد والمستأمِن لا يجوز أن تبيع عل بيعه، ولا أن تشتري على شراءه ولا أن تسوم على سومه قال ابن عبدالبر: (أجمع الفقهاء على أنه لا يجوز دخول المسلم على الذمي في سومه إلا الأوزاعي وحده فإنه قال لا بأس به) انتهى كلامه _ رحمه الله _.
المبحث الخامس:
محل التحريم عند بعض أهل العلم مالم يأذن البائع في البيع على بيعه، فإن أذن في ذلك ارتفع التحريم قالوا: وقد ورد في رواية ((إلا أن يأذن)) ولكن الصحيح العموم وأن هذا الاستئذان الوارد في الحديث عائد إلى الخطبة ((لا يبع المسلم على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن)) هذا الاستئذان عائد إلى الخطبة لا إلى البيع على بيعه فالصحيح العموم، وأنه لا يجوز أن يبع على بيعه حتى ولو أذن لأنه يبقى شيء في قلبه أنه مغبون وأنه خُدِع.
المبحث السادس:
أن العقد في البيع على بيعه، والشراء على شراءه باطل، وأما السوم على سومه فالعقد صحيح مع الكراهة.(45/471)
ترجمة للإمام محمد بن الحسن الشيباني الحنفي
ـ[حسيني]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:16 م]ـ
أريد ترجمة للإمام محمد بن الحسن الشيباني الحنفي؟
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:05 م]ـ
محمد الشيباني (كان حيا 640 ه) (1242 م) محمد بن الحسن الشيباني. مفسر. من آثاره: نهج البيان عن كشف معاني القرآن ألفه باسم الخليفة المستنصر. (ط) اغا بزرك: اعلام الشيعة
انظر الجزء التاسع لمعجم المؤلفين حرف الميم
ـ[حسيني]ــــــــ[11 - 05 - 05, 04:45 م]ـ
أخي الكريم اعني الإمام محمد بن الحسن الشيباني الحنفي صاحب أبي حنيفة توفي سنة 189 الهجري. و أريد معلومات مفصلة في حياته و آرائه.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:50 ص]ـ
فصل في مناقب الإمام محمد بن الحسن رحمة الله عليه
"هو أبو عبد الله" الشيباني من قرية تسمى حرستي من أعمال دمشق قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط سنة اثنتين وثلاثين ومائة ونشأ بالكوفة وسمع العلم من الإمام الأعظم والأوزاعي والإمام ما لك والثوري ومسعر بن كدام وروى عنه الإمام الشافعي وغيره من العلماء الكرام والمشايخ العظام.
"وروى" أنه محمد بن الحسن بن عبد الله بن طاووس بن هرمز ملك بني شيبان وأبو حنيفة نعمان بن ثابت بن طاووس بن هرمز اسلم على يد عمر رضى الله عنه.
"وعن وكيع" قال كنا نكره أن نمشي معه في طالب الحديث لأنه كان غلاما جميلا "وذكر السمعاني" أن أباه قدم به إلى الإمام فقال الإمام لوالده احلق رأسه وألبسه الخلقان ففعل أبوه امتثالا فزاد عند الحلق حسنا وجمالا. وفيه يقول أبو نواس.
شعر
حلقوا رأسه ليكوه قبحا
غيرة منهم عليه وشحا
كان في وجهه صباح وليل
نزعوا ليله وأبقوه صبحا
ولاه الرشيد القضاء حين خرج معه إلى خراسان ومات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة ومات الكسائى بعده بيومين. وحكي أنهما ماتا في يوم واحد فقال الرشيد دفن الفقه واللغة في الري وتشاءم به. ودفن الإمام محمد بجبل طبرك والكسائي بقرية رنبويه وبينهما أربعة فراسخ وكان معسكر الرشيد أربعة فراسخ نزل الإمام الكسائي في جانب والإمام محمد في جانب وقيل في مرثيتهما.
شعر
تصرمت الدنيا فليس خلود
لما قد نرى من بهجة ستبيد
ألم تر شبابنا إذا ما ابتلوا البلى
وأن الشباب الغص ليس يعود
سياتيك ما أفنى القرون التي مضت
فكن مستعدا للقاء عتيد
أسفلت على قاضي القضاة محمد
وإذ ريت دمعي والفواد عميد
وأوجعني موت الكسائي بعده
وكادت بي الأرض الفضاء تميد
"وذكر" السمعاني عن هشام بن عبد الله الذي توفي الإمام في بيته أنه لما حضرته الوفاة بكى فقيل في ذلك فقال إذا أوقفني الله تعالى بين يديه وقال يا محمد ما أقدمك على الري أمجاهد في سبيلي أم ابتغاء مرضاتي ما أقول.
"وعن البويطي" عن الشافعي أعانني الله تعالى في العلم برجلين في الحديث بابن عيينة وفي الفقه بمحمد بن الحسن رضي الله عنهما.
"وعن" ابن جبلة سمعت محمد يقول لا يحل لأحد أن يروي عن كتبنا إلا ما سمع أو يعلم مثل ما علمنا.
"وعن" أحمد بن حجاج يقول لم يحمل هذا الكتاب عني أحد اصح مما احتمله البخاري اخذ عني ولم يستقص إلي أحد في السماع كاستقصائه. قلت. لعله أراد به أبا حفص الكبير البخاري فان محمد بن إسماعيل البخاري ليس له رواية عن محمد فيما احفظه.
"قيل" دخل على الإمام أول ما دخل للعلم قال استظهر القرآن فغاب سبعة أيام ثم جاء وقال حفظته.
"وعن" الديلمي أن الشافعي قال جالسته عشر سنين وحملت من كلامه حملي جمل لو كان يكامنا على قدر عقله ما فهمنا كلامه لكن كان يكلمنا على قدر عقولنا.
"وعن الشافعي" ما رأيت سمينا عاقلا قط غيره وانشدوا للشيخ سيف الدين الباخرزي البخاري.
شعر
يقولون أجسام المحبين نضوة
وأنت سمين ليس غير مرائي
فقلت لان الحب خالف طبعهم
ووافقه طبعي فصار غذائي
"وعن" ابن سماعة قال لأهله لا تسألوني حاجة من الحوائج فان فيها شغل قلبي وخذوا ما بدالكم من وكيلي فإنه أفرغ لقلبي.
"وروي" أنه لما مات أبو يوسف لم يخرج محمد لجنازته فقيل له في ذلك قال لأن جواري أبي يوسف يندبنه ويقلن.
شعر
اليوم يرحمنا من كان يحسدنا
اليوم نتبع من كانوا لنا تابعين
وروي عنه قال ترك أبي ثلاثين ألف درهم فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر والباقي على الحديث وقال أقمت على الباب ما لك ثلاث سنين.
------------------------------------
انظر الى كتاب الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية
ـ[حسيني]ــــــــ[12 - 05 - 05, 12:59 م]ـ
جزاك الله فهل من مزيد؟
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
للمزيد
ضعفاء العقيلي
الكامل في الضعفاء
أحوال الرجال للجوزجاني
وكل كتب الضعفاء والمتروكين(45/472)
أفيدونا في صحة هذا الحديث بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
(تفسير الطبري)
حدثني يونس، قال: اخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان في حكم حيي بن أخطب للنضري ديتان، والقرطي دية، لأنه كان من النضير؛ قال: وأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بما في التوراة، قال: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} ... إلى آخر الآية. قال: فلما رأت ذلك قريظة، لم يرضوا بحكم ابن أخطب، فقالوا: نتحاكم إلى محمد! فقال الله تبارك وتعالى: {فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} فخيره، {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} ... الآية كلها. وكان الشريف إذا زنى بالدنيئة رجموها هي وحمموا وجه الشريف، وحملوه على البعير، أو جعلوا وجهه من قبل ذنب البعير. وإذا زنى الدنيء بالشريفة رجموه، وفعلوا بها ذلك. فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرجمها. قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: "من أعلمكم بالتوراة؟ " قالوا: فلان الأعور. فأرسل إليه، فأتاه، فقال: "أنت أعلمهم بالتوراة؟ " قال: كذاك تزعم يهود، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنشدك أعلمهم بالله وبالتوراة التي أنزلها على موسى يوم طور سيناء ما تجد في التوراة في الزانيين؟ " فقال: يا أبا القاسم يرجمون الدنيئة، ويحملون الشريف على بعير، ويحممون وجهه، ويجعلون وجهه من قبل ذنب البعير، ويرجمون الدنيء إذا زنى بالشريفة، ويفعلون بها هي ذلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنشدك بالله وبالتوراة التي أنزلها على موسى يوم طور سيناء ما تجد في التوراة؟ " فجعل يروغ والنبي صلى الله عليه وسلم ينشده بالله وبالتوراة التي أنزلها على موسى يوم طور سيناء، حتى قال: يا أبا القاسم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهو ذاك، اذهبوا بهما فارجموهما! ". قال عبد الله: فكنت فيمن رجمهما، فما زال يجنئ عليها ويقيها الحجارة بنفسه حتى مات
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:29 م]ـ
من ظاهر سنده أنه مرسل.
فطبقة شيوخ ابن وهب لا تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 04:13 م]ـ
من ظاهر سنده أنه مرسل.
فطبقة شيوخ ابن وهب لا تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بارك الله فيك هل بشيئ من التفصيل بالنسبه لهذا السند(45/473)
التعريف بعلم الفقه
ـ[الساري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:49 م]ـ
التعريف بعلم الفقه:
بسم الله الرحمن الرحيم
• أولاً: الحد.
للفقه تعريفان أحدهما؛ في اللغة، والثاني: في الاصطلاح.
ففي اللغة: فاتحدت التعاريف بأن الفقه هو: الفهم.
أما في الاصطلاح؛ فقد اختلفت التعاريف في مبناها واتفقت في معناها جملة. وإليك هذه التعاريف للفقه ـ يا رعاك الله ـ.
نذكر منها بداءة ما عرفه الجرجاني ـ رحمه الله ـ في كتابه " التعريفات" (1) بقوله: (الفقه: هو في اللغة عبارة عن فهم غرض المتكلم من كلامه.
وفي الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية، وقيل هوالاصابه والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم، وهو علم مستنبط بالرأي والاجتهاد ويحتاج فيه إلي النظر والتأمل،ولهذا لا يجوز أن يسمى الله فقيها؛ لأنه لا يخفى عليه شيء).
ولكل علم مبحث يختص بدراسته، وكذا الفقه فهو يدرس الشرع الشريف ومعرفة أحكامه كما أوضح ذلك التهانوي ـ رحمه الله ـ في" كشاف اصطلاحات الفنون" بقوله:
(الفقه: هو اسم علم من العلوم المدونة وهو العلم بالأحكام الشرعية العلمية من أدلتها التفصيلية) (2)
وفعل المكلف من حيث الوجوب والندب والحل والحرمة وغير ذلك محل عناية علم الفقه، فحده ابن خلدون ـ رحمه الله ـ كما في " مقدمته " بها:
(الفقه: معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين، بالوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة) (3)
وقد حد مبحثه طاش كبري زاده ـ رحمه الله ـ في" مفتاح دار السعادة" بقوله:
(هو علم باحث عن الأحكام الشرعية الفرعية العلمية من حيث استنباطها من الأدلة التفصيلية) (4)
وبنحوه قال فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة ـ رحمهم الله ـ.
وقد أوفى تعريف هذا العلم الشريف العلامة أبو بكر الدمياطي ـ رحمه الله ـ في " إعانة الطالبين " بقوله: (الفقه لغة: الفهم، واصطلاحا ً: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلة).
وكذا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ في كتابيه:
" خزانة العلوم" فقال فيه: (علم الفقه: فعلم بحكم شرعي عملي مكتسب من دليل تفصيلي) (5).
وله تعريف آخر في كتابه: " شرح منهج الطلاب " (6):
وعند وقوفك على كتب الفقه مجلي النظر، ومستحث البحث تجد كثير من تعريفاتهم تقاربت إن لم تكن توافقت؛ كما جاء في تعريف الفقه عند الإمام البهوتي، وكذا الإمام الرحيباني ـ رحمهما الله ـ.
قال البهوتي ــ رحمه الله ـ في كتابيه " شرح منتهى الإرادات" (7) و "كشاف القناع" (8):
(الفقه لغة: الفهم، اصطلاحا: معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالفعل أو القوة القريبة وقيل:الأحكام نفسها)
وبنحوه عرفه الرحيباني ـ رحمه الله ـ في" مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" (9).
• ثانيا ً: الموضوع.
إن وقفت وقفة المتأمل لاحظت بجلاء الارتباط الوثيق بين علم الفقه الشريف، وأعمال المكلفين؛ فهو يبين ما يعرض للمكلف من أفعال من حيث الأحكام الخمسة فيكون كلأعلام التي يهتدي بها السائرون؛ ليتضح لهم الطريق.
فالتعلق بين أفعال العباد، والأحكام الشرعية بيّن كما ذكرذلك الرحيباني ـ رحمه الله ـ في" مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" حيث قال:
(موضوعه: أفعال العباد من تعلق الأحكام الشرعيه بها) (10)
وقد أوجز عباراته الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ في" الدر المختار" بقوله: (فعل المكلف ثبوتا أو سلبا) (11).
وبنحوه قال القنوجي ـ رحمه الله في " أبجد العلوم " (12).
والمكلف يعرض له أمور عدة يقف عندها سائلا مستبينا عن حلها وحرمتها؛ أيقدم أم يحجم فيجد فيه إرواء غليله، وشفاء حيرته في موضوع هذا العلم، وقد أوضح ذلك ابن نجيم ـ رحمه الله ـ في البحر الرائق بقوله: (وأما موضوعه: ففعل المكلف من حيث أنه مكلف؛ لأنه يبحث فيه عما يعرض لفعله من حل وحرمه ووجوب وندب) (13)
ووافقه العلامة أبي بكر بن محمد الدمياطي ـ رحمه الله ـ في: " إعانة الطالبين " (14).
• ثا لثا ً: الثمرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/474)
لما كان موضوع علم الفقه يبحث في صحة أفعال المكلفين من عدمها تتضح ثمرة هذا العلم؛ حيث أنه يوصل المكلف إلي سعادة الدارين والفوز بنجاتهما؛ كما حكى ذلك الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ "الدر المختار" (1)، وكذا ابن نجيم ـ رحمه الله ـ في " البحر الرائق " (2) بقوله: (الفوز بسعادة الدارين).
وهي ثمرة تحصل بامتثال أوامر الله،واجتناب نواهيه، فجدير بالأريب البحث عنها ليتم له العمل علي الوجه المشروع، قال تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
وكما أفصح عن ذلك طاش كبري زاده ـ رحمه الله ـ في كتابه " مفتاح دارالسعادة" بقوله: (حصول العمل به على الوجه المشروع) (3)
وكذا قال القنوجي ـ رحمه الله ـ في" أبجد العلوم" (4)
وهذا العلم عون للمكلفين على طاعة الله، والوقوف عند أمره الله؛ كما ذكر ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ في كتابه " خزانة العلوم " بقوله: (امتثال أوامر الله ونواهيه) (5)
• رابعا ً: نسبته.
لما كان صلاح الباطن محل عناية من الشارع الحكيم فكذا إصلاح الظاهر كان كذلك؛ وعليه فإن نسبه الفقه لصلاح ظاهر أفعال المكلفين كنسبة العقائد والتصوف في صلاح الباطن،أسفر عن ذلك إيضاحا ابن عابدين ـ رحمه الله ـ في كتابه " رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" بقوله: (ونسبته لصلاح الظاهر كنسبة العقائد والتصوف لصلاح الباطن) (6).
• خامسا ً: فضله.
(إن شرف هذا العلم مما لا يخفي لكونه أحد العلوم الدينية) (7) وهذا ما أفصح عنه التهانوي ـ رحمه الله ـ في: " كشافه ".
فهو من أجلها قدرا، وأعظمها منزلة، وأبلغها فضيلة.
وقد حكى طرفا من هذا الفضل الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ في الدر المختار بقوله: (وأما فضله فكثير شهير، ومنه ما في الخلاصة وغيرها: النظر في كتب أصحابنا من غير سماع أفضل من قيام الليل، وتعلم الفقه أفضل من تعلم باقي القران،وجميع الفقه لابد منه) (8)
وإن تقدمه في ركب الفضيلة؛ علم الكلام وكذا بعض العلوم على ما ذكره ابن عابدين ـ رحمه الله ـ في " رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" بقوله: (وفضيلته كونه أفضل العلوم سوى الكلام والتفسير والحديث وأصول الفقه) (9)
• سادسا ً: الواضع.
لقد قيض الله لعلم الشريعة علماء عاملين , غاصوا في علوم الشريعة،ونظروا فيها بعين الحقيقة؛ بدقة وتحقيق، حتى استخرجوا منها الفوائد والنفائس، وبذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس، فتبنوا العناية بالفقه، وأظهروه في حلل فاخرة وكلمات زاخرة.
قأخرجوه للعيان علماء سهروا الليل حتى عانقوا به النهار؛ فبذلوا في سبيله كل عظيم؛ خدمة لهذا الدين ـ جزاهم الله عنا كل خير و كتب الله لهم بذلك أعلى الجنان ـ وممن نسب الفضل لأهله السيد الدمياطي في كتابه " أعانة الطالبين " بقوله الواضع لعلم الفقه: (الأئمة المجتهدون) (1).
والواضعون لهذا العلم بذلوا لهذا العلم مهجهم وعاشوا عمرهم في رياضه , وهم وإن اختلفوا في مذاهبهم الفقهية إلا أنهم اشتركوا جميعاً في وضع الفقه الإسلامي بمذاهبه الأربعة؛ فواضع مذهب الحنفية أبو حنيفة النعمان ـ رحمه الله ـ كما حكي ذلك ابن عابدين ـ رحمه الله ـ بقوله: (فواضعه أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ) (2) ومذهب المالكية واضعه الإمام مالك ـ رحمه الله ـ ذكر ذلك أبي بكر الكثناوي ـ رحمه الله ـ (3) والإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ واضع مذهب الشافعية ذكر ذلك " زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ " (4)
ومذهب الحنابلة واضعه الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ كما ذكر ذلك البهوتي ـ رحمه الله ـ في " كشاف القناع "، (5)
فهم المجتهدون من أئمة المذاهب الأربعة.
• سابعا ً: الاسم.
عَنون لهذا العلم الجليل بـ " علم الفقه " كثير من العلماء ـ رحمهم الله ـ الذين عنت مؤلفاتهم بالبحث في العلوم وتعريفها؛ كحاجي خليفة ـ رحمه الله ـ في كتابه " كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون " (6) وطاش كبري زادة ـ رحمه الله ـ في كتابه " مفتاح دار السعادة " (7) وكذا ابن خلدون ـ رحمه الله ـ في " مقدمته " (8).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/475)
ومنه يظهر شهرة هذا الاسم على غيره من الأسماء؛ كعلم فروع الدين وعلم الشريعة؛ ومن أصحاب المذاهب من ذكر ذلك أيضا كابن عابدين ـ رحمه الله ـ في كتابه " رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" (9) بقوله " اسمه الفقه "
تنبيه:
ولتقاربه مع علم أصول الفقه أطلق عليهما عند إجتماعهما بـ " علم الدراية " وهذا ما أضافه التهانوي ـ رحمه الله ـ في كتابه:" كشاف اصطلاحات الفنون " (10) بقوله: (يسمي هو وعلم أصول الفقه بعلم الدراية) فالفقه هو الاسم الأشهر لهذا العلم ـ علم فروع الدين ـ وبه جاء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ
فائدة:
ذكر الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ (أن الناس تصرفوا في اسم الفقه، فخصوه بعلم الفتاوى والوقوف على دلائلها وعللها. واسم الفقه في العصر الأول كان مطلقاً على علم الآخرة، ومعرفة دقائق آفات النفوس، والإطلاع على الآخرة وحقارة الدنيا، ولذا قيل: الفقيه هو الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، البصير بذنبه،المداوم على عبادة ربه، الورع الكاف عن أعراض المسلمين.ذكر ذلك التهانوي ـ رحمه الله ـ عند حديثه عن علم الفقه في كشافه المسمي " كشاف اصطلاحات الفنون " (11)
• ثامنا ً: الاستمداد.
أن لكل علم مورد يستقي من معينه ويستمد الريّ منه على الدوام، ومشارب علم الفقه غزيرة غزارة العلوم الإلاهيه التي استقى منها، وقد أوضح ذلك علماء عده منهم طاش كبري زاده ـ رحمه الله ـ في كتابه " مفتاح دار السعادة " (12) بقوله: (استمداده من سائر العلوم الشرعية والعربية) وبه قال القنوجي ـ رحمه الله ـ في كتابه " أبجد العلوم" (13).
زاد ذلك إيضاحاً الحصكفي الحنفي ـ رحمه الله ـ في كتابه " الدر المختار" (14) بقوله: (استمداده من الكتاب والسنة والإجماع والقياس)
وبنحوه قال ابن نجيم (15) ـ رحمه الله ـ وكذا العلامة السيد الدمياطي (16) ـ رحمه الله ـ.
وأضاف شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ في كتابه " فتح الوهاب " (17) على ما سبق ذكره من مواطن الاستمداد سائر الأدلة المعروفة فقال: (من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وسائر الأدلة المعروفة).
وفيه يعلم أن علم الفقه مستمد من الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح، وغيرها من الأدلة التي أوصلها بعضهم الى أكثر من ثلاثين دليلا.
تاسعا ً: حكم الشارع
لقد وضع الشارع الحكيم المنهج الإلاهي للمكلفين , وأنار للسالكين الطريق؛ ليسيروا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وأبان الأحكام وشرع الشرائع لألا يكون للناس حجة.
ومن علوم الشريعة: علم فروع الدين الوجوب حكما على نوعيه العيني أوالكفائي ,وعن حكمه يقول العلامة السيد الدمياطي ـ رحمه الله في كتاب " أعانة الطالبين " (1) ـ بقوله: (حكمه: الوجوب العيني أوالكفائي).
ومقدار التحصيل من هذا العلم المبارك يختلف باختلاف المكلفين فيجب على كل مكلف من هذا العلم ما لابد منه ذكر ذلك ابن عابدين ـ رحمه الله في (2) ـ بقوله: (حكم الشارع فيه: وجوب تحصيل المكلف ما لابد منه).
وفي الزيادة تحصيل لملكة الاقتدار على الأعمال الشرعية (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)
• عاشرا ً: مسائله.
لكل علم من العلوم مسائل يبحث فيها، ويخوض في أغوارها ويجلى ما بها من دقائق تعظم بعظم العلم الذي أسفر عنها، ومسائل علم الفقه هي الأحكام الشرعية العملية كما ذكر ذلك التهانوي في كتابه " كشا ف اصطلاحات الفنون" (3) فقال: (مسائله الأحكام الشرعية العملية)، وقد أشار الى مسائل علم الفقه ابن عابدين ـ رحمه الله ـ في كتابه " رد المحتار " (4) بقوله: (ومسائله: كل جملة موضوعها فعل المكلف،ومحورها أحد الأحكام الخمسة، نحو هذا الفعل واجب)،ومتى نظر المكلف منا لشأنه كله وجد علم الفقه برافقه على الدوام ويجالسه في كل مكان وزمان.
فالمسلم لا يحرك جوارحه إلا بمعرفة للأحكام الفقهية الشرعية، فأحكامه ومسائله بوبها الفقهاء في كتب الفقه الإسلامي ,على اختلاف مذاهب المدونين لها , يبين ذلك البهوتي في كتابه (5) و الرحيباني ـ رحمه الله ـ في كتابه " مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" (6) عند ذكرهما لمسائل علم الفقه بقولهما: (ما يذكر في كل باب من أبوابه على مذهب)
فعلم الفقه أضاء للمكلف مسائل العبادات؛ ليعبد الله على وفق منهج الله ـ عز وجل ـ ورسم له طريق المعاملات ليجد في الطلب والعمل , وبعد ذلك أبان له كيف يكون بناء لبنة البيت المسلم , وعلمه الحق الذي له والذي عليه لتتم به عصمة الدماء والأموال على الوجه الأكمل , وهذا مابينه أصحاب الشافعي بقولهم (للفقه أربعة أركان فقالوا: الأحكام الشرعية إما أن تتعلق بأمر الآخرة وهي العبادات، أو بأمر الدنيا، وهي إما تتعلق ببقاء الشخص،وهي المعاملات، أو ببقاء النوع باعتبار المنزل وهي المناكحات، أو باعتبار المدنية وهي العقوبات) (7). وهذه هي المحاور التي يدور حولها علم الفقه بمسائله.
وبهذا نكون قد أتينا على آخر ما يتعلق بالتعريف بـ (علم فروع الدين
ملحوظة:
تم نقل هذا الكلام من موقع كعبة العلم _ وهو موقع بإشراف فضيلة الشيخ صالح الأسمري-(45/476)
سؤالان في مسألة التبرك
ـ[الساري]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
لدي سؤالان، أولهما:
1 - هل يصح التفريق في مسألة التبرك، بحيث أن هناك تبرك حكمه شرك أصغر، وتبرك حكمه شرك أكبر.
2 - هل صحيح ما يقال بأن النووي ألف رسالة في جواز التبرك.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:08 ص]ـ
أخي الكريم الساري وفقك الله
مسائل التبرك كثيرة، ومختلفة، ومن أحسن من تكلم عليها الدكتور ناصر الجديع في كتاب
"التبرك أنواعه وأحكامه" وهو رسالة دكتوراه وطبع في مكتبة الرشد في مجلد.
وإن شئت الاختصار فرسالة "التبرك المشروع والتبرك الممنوع " للدكتور علي العلياني.
فستجد في الكتابين جميع ما تريد بإذن الله.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:48 ص]ـ
ليتك ياشيخ عبدالرحمن تجيب على السؤالين إنك كنت تملك الكتابين ولو بإختصار
جزاك الله خيرا
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:27 ص]ـ
حتى يأتيك الأخ السديس بطلبك أتعجل لك شيئا قد يفيد
التبرك طلب البركة
فتشمله التقاسيم التي تضم كل طلب
أي أن الشرك الأكبر يدخل فيه من جهة الطلب أو من جهة المطلوب
فإذا كان الطلب تعبدا أو ضُمّن الاعتقاد في المطلوب خصائص الله فهذا شرك أكبر
وكذلك إن كان المطلوب لا يطلب إلا من الله كبركة تكفير الذنوب أو تكثير الحسنات أو رفع المقامات في الجنة أو رزق الذرية أو نحوه لأنه لا يطلب إلا من الرب
أما الشرك الأصغر فهو ما لم يكن كذلك، ولكنها بركة لا يثبت بالحس مثلها، وإنما تحتاج إلى وحي بثبوتها، ولم يثبت شرعا.
فهذا شرك أصغر إما من جهة كونه ذريعة إلى الأكبر أو من جهة مشابهة حال من اعتقد مسببا غير الله أو كلاهما حسب تعريف حقيقة الشرك الأصغر عند أهل العلم.
فإن ثبت جنسها ولكن كان طريق طلبها محدث فهذا من البدع وقد يسمى شركا أصغر وقد لا يسمى هو محل اجتهاد فالله أعلم
ولعلك تضيف إلى ما أحالك إليه السديس شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين ولصالح آل الشيخ، وهذه مفاهيمنا لصالح آل الشيخ.
ـ[الساري]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:31 م]ـ
شكرا لمشايخنا ولكن لم تجيبوني على السؤال الثاني وهو هل للنووي كتاب في جواز التبرك(45/477)
السرد التاريخي لانتشار القراءات في الأمصار وانحسارها منها
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 04:56 م]ـ
السرد التاريخي لانتشار القراءات في الأمصار وانحسارها منها
هذا جواب على سؤال طرحه الشيخ الكريم خالد السباعي – حفظه الله – على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30317
ووجدت أن الأنسب طرحه في موضوع مستقل تحت عنوان دال على المضمون، راجياً من إخواني ومشايخي إثراء الموضوع بما لديهم من النقولات والفوائد
والسؤال كان عن تاريخ القراءات في العالم الإسلامي فإن هذا الموضوع على أهميته قل من تطرق له ومقصد السائل الكريم هو متى دخلت رواية الإمام الفلاني مثلا لمصر أو للمغرب أو الحجاز ثم متى حلت غيرها محلها إلى يومنا هذا والله يحفظكم ويرعاكم
والجواب:
بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه الكريم، فإن الذي توصلت إليه من خلال النقول التي تجمعت لديّ حول السرد التاريخي لانتشار القراءات في الأمصار وانحسارها منها ما يلي:
1) إلى عصر الإمام ابن مجاهد الملقب بـ (مُسبّع السبعة) والذي ألف كتابه سنة 300 هـ كانت القراءات السبع يقرأ بها في الأمصار، ولكن كان الغالب على أهل المدينة قراءة نافع، وعلى أهل مكة قراءة ابن كثير، وعلى أهل الشام قراءة ابن عامر، وعلى أهل البصرة قراءة أبي عمرو ويعقوب، وعلى أهل الكوفة قراءة عاصم وحمزة، قال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة ابن عامر، وبمكة على قراءة ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. اهـ
وسبب عدم إيراد ابن مجاهد لقراءة يعقوب في كتابه رغم أنها كانت القراءة الأغلب على أهل البصرة في زمنه أنه لم يكن لديه إسناد بها، فأورد بدلها قراءة الكسائي الكوفي رغم إيراده قارئين كوفيين هما عاصم وحمزة ورغم أنها كانت أقل شهرة في الكوفة منهما لتوفر إسنادها لديه.
2) في عصر ابن مجاهد قلّ انتشار رواية حفص عن عاصم بالكوفة وكانت رواية شعبة عن عاصم هي أشهر رواية عن عاصم بالكوفة، بينما كانت قراءة حمزة أكثر شهرة من قراءة عاصم بالكوفة كما يشهد لذلك قول ابن مجاهد: وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات. اهـ
3) في القرن الخامس الهجري كانت قراءة يعقوب هي الغالبة على أهل البصرة كما يستفاد ذلك من قول الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني 371 ـ444 هـ قال أبو عمرو الداني: ائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو، وسمعت طاهر بن غلبون يقول: إمام الجامع بالبصرة لايقرأ إلا بقراءة يعقوب. اهـ
4) أما أهل الشام فاستمروا يقرؤون بقراءة ابن عامر إلى نهاية القرن الخامس حتى قدم عليهم أحد أئمة القراء وهو ابن طاووس فأخذ يعلم رواية الدوري عن أبي عمرو ويقرئ بها أهل الشام فأخذت في الانتشار التدريجي بالشام حتى حلت محل قراءة ابن عامر، كما يستفاد هذا من قول ابن الجزري: ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة وأول من لقن لأبي عمرو فيما قيل ابن طاووس. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/478)
5) كان الإمام ورش شيخ الإقراء بالديار المصرية ورحل إلى نافع فقرأ عليه أربع ختمات ثم رجع إلى مصر وأخذ ينشر قراءة نافع وعنه انتشرت قراءة نافع في أرجاء المغرب العربي وكثير من البلاد الإفريقية، وهناك سبب آخر مهم لانتشار قراءة نافع في المغرب العربي وهي أنها قراءة إمامهم مالك بن أنس رحمه الله فكما أخذ المغاربة بفقه أهل المدينة أخذوا أيضا بقراءتهم، غير أن أهل المغرب الأدنى (ليبيا وتونس) وما حاذاها من البلاد الإفريقية كتشاد انتشرت فيهم رواية قالون عن نافع لسهولتها وخلوها من المدود الطويلة والإمالات التي في رواية ورش.
6) رواية الدوري عن أبي عمرو غلبت على أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر والسودان وشرق إفريقيا إلى القرن العاشر الهجري، ويستفاد هذا من النقل التالي عن الإمام ابن الجزري قال: قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب بن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة.اهـ
7) في الوقت الذي انتشرت فيه رواية الدوري عن أبي عمرو في الأقطار المشار إليها في الفقرة السابقة وهي (العراق والحجاز واليمن والشام ومصر والسودان وشرق إفريقيا) كانت رواية حفص عن عاصم بدأت تنتشر لدى الأتراك، وبدأت الدولة العثمانية تبسط سلطانها على معظم أرجاء العالم الإسلامي، فصارت ترسل أئمة وقضاة ومقرئين أتراك إلى أرجاء العالم العربي فانتشرت رواية حفص عن طريقهم وكذا عن طريق المصاحف التي تنسخها الدولة العثمانية برواية حفص، فأخذت رواية حفص عن عاصم تحل تدريجيا محل رواية الدوري عن أبي عمرو، فآل الأمر إلى انحسار انتشار رواية الدوري فلم تبق إلا في اليمن والسودان والقرن الإفريقي، وقد اطلعت على كتب تجويد لعلماء يمنيين مؤلفة في حدود سنة 1370 هـ على وفق رواية الدوري وفيها أنها الرواية المقروء بها في حضرموت وأنحاء كثيرة من اليمن حتى ذلك الوقت، ونظرا لضعف سلطان الدولة العثمانية على بلاد المغرب العربي ولشدة تمسك أهله بمذهب مالك فقد ظلت قراءة نافع هي السائدة به إلى اليوم، وذكر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا. وبرواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال ابن عاشور: وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يُقرأ بها في السودان المجاور لمصر. اهـ
8) في الوقت الحاضر كما لا يخفى كان لوسائل الإعلام العصرية المرئية والمسموعة دور كبير في نشر رواية حفص في الأقطار التي لا زالت تقرأ برواية الدوري أو قالون أو ورش، وكذلك لانتشار المصاحف المطبوعة برواية حفص في تلك الأقطار، حتى كادت بقية الروايات عدا رواية حفص تنقرض، والأمر لله تعالى من قبل ومن بعد، وله في تقاديره الحكمة البالغة، غير أنه بحمد الله بدأت في السنوات الأخيرة بوادر صحوة علمية عظيمة تجاه القراءات القرآنية في العديد من الأقطار الإسلامية، وبدأ الشباب يقبلون على تعلم القراءات العشر وتعليمها وقراءتها والإقراء بها، وهي ظاهرة صحية مبشرة بالخير، والحمد لله رب العالمين.
وللفائدة فقد دار نقاش في ملتقى أهل التفسير حول مسألة انتشار رواية حفص عن عاصم في العالم الإسلامي وسبب ذلك، وهو نقاش طويل، فيه فوائدُ جمّةٌ وفيه كَدَرٌ كثير، فخذ منه ما صفا ودع ما كدر:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1221&page=1&pp=15
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 05:12 م]ـ
بارك الله فيكم شيخي الحبيب و جزاكم عنا كل خير على هذا المقال الطيب.
و يشهد الله اني مشتاق لكم و لسماع اخباركم وكم افرح لما اراكم تكتبون في الملتقى فجزى الله خيرا من جمعنا في هذا الملتقى مع الكرام النبلاء من أمثالكم.
بارك الله في الشيخ ابي الاسعاد خالد وجزاه خيرا وزاده حرصا على طلب الخير و العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/479)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 05 - 05, 07:01 م]ـ
شيخنا الحبيب المقرىء السلمي وفقه الله
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
فائدة
قال الطحاوي
(روينا من ذلك ما رويناه وتركنا ما سواه مما لا يتصل أسانيده وكان ممن قرأ هذا الحرف أيضا عاصم وسليمان الأعمش وحمزة وذكر لنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنه كان يذهب إلى ذلك ويختاره لكثرة عدد القراء
ولأن عاصما لقراءته من صحة المخرج ما ليس لقراءة غيره
سمعت أحمد بن أبي عمران يقول سمعت يحيى بن أكثم يقول إن كانت القراءة تؤخذ بصحة المخرج فما نعلم لقراءة من صحة المخرج ما صح لقراءة عاصم لأنه يقول قرأت القرآن على أبي عبد الرحمن وقرأ أبو عبد الرحمن على علي وقرأ علي على النبي عليه السلام قال وكنت أنصرف من عند أبي عبد الرحمن فأمر بزر بن حبيش فأقرأ عليه كما قرأت على أبي عبد الرحمن فلا يغير علي شيئا قال وقرأ زر على ابن مسعود وقرأ ابن مسعود على رسول الله عليه السلام قال أبو جعفر وصدق وقد كنا أخذنا قراءة عاصم حرفا حرفا عن روح بن الفرج وحدثنا أنه أخذها عن يحيى بن سليمان الجعفي وأنه قال لهم حدثنا أبو بكر بن عياش قال قرأت على عاصم قال أبو بكر فقلت لعاصم على من قرأت فقال على السلمي وقرأ على علي وقرأ علي على النبي عليه السلام قال عاصم وكنت أجعل طريقي على زر فأقرأ عليه وقرأ زر على ابن مسعود وقرأ على النبي عليه السلام ولقد حدثني إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي قال سمعت حفص بن سليمان الكوفي عن عاصم قال قال أبو عبد الرحمن قرأت على علي فأكثرت وأمسكت عليه فأكثرت وأقرأت الحسن والحسين حتى ختما القرآن ولقيت زيد بن ثابت بحروف القرآن فما خالف عليا في حرف
فلو أضاف مضيف قراءة عاصم كلها إلى النبي عليه السلام لما كان معنفا)
انتهى
وهذا يدل على سبب اختيار العثمانيين لقراءة عاصم - رحمه الله -
بيان ذلك أن العثمانيين كانوا من الحنفية
وبالطبع سيختارون قراءة أهل الكوفة
واختاروا قراءة عاصم من بين قراء الكوفة
فائدة
ابن الجزري - رحمه الله - لم يذكر القراءة التي كانت منتتشرة في المشرق الإسلامي
اقصد بلاد خراسان ولم يذكر بلاد الروم ضمن الدول التي ذكر ان قراءة الدوري قد انتشر بها
فهل كانت القراءة المنتشرة في بلاد الروم (تركيا) (في عهد العثمانيين هي قراءة ابي عمرو
محل بحث
ابن الجزري نشره علومه في بروسة في ايام العثمانيين فلم يشر الى القراءة المشهورة عندهم
ولكن يبدو انه كان هناك عناية بهذا العلم في دولة بايزيد
وهذا كله يحتاج إلى مزيد بحث
فائدة
الزمخشري (ت 538) كتب تفسيره على قراءة ابي عمرو
فهل كانت القراءة المشهورة في بلادهم في المشرق (خراسان) قراءة أبي عمر
أم انه كتبه بالقراءة المشهورة في الحجاز والعراق
وهنا سؤال
عن القراءة المشهورة في شيراز وبلاد فارس وعراق العجم واصبهان
وابن الجزري ممن رحل الى المشرق وعلم الناس هذه العلوم
فهل عدم ذكره لبلاد خراسان يدل على التغاير ام انه اهمل ذكر تلك الديار اعتمادا على ذكره لأشهر الديار
فائدة
الشوكاني (ت1250) كتب تفسيره على قراءة نافع
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 05 - 05, 07:26 م]ـ
(وبرواية ورش في بعض القطر التونسي،)
نعم في جنوب تونس والمناطق القريبة من الجزائر
(قال ابن عاشور: وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يُقرأ بها في السودان المجاور لمصر.)
وبالأخص في غرب السودان
دارفور
وكردفان
وقولي هذا لأن في هذه المناطق كثير منهم لايعرف قراءة عاصم اصلا
بمعنى انه لايقرأ بها ولا يحسن القراءة بها بل يستغرب لما يجد خلاف ذلك
(ولاأقصد انه لم يسمع بقراءة عاصم
والله أعلم
فائدة
تونس والجزائر خضعتا للحكم العثماني ومع هذا احتفظ أهلهما بقراءة نافع بالروايتين
بل انك تجد في بلد صغير مثل تونس رواية ورش ورواية قالون
وهما في الانتشار سواء
اعني في المناطق التي ذكرتها
وظلوا على هذا حتى يومنا هذا وهناك من لايحسن يقرأ لعاصم في هذه الديار
وتونس والجزائر خضعتا للحكم العثماني وهناك تأثير تركي في كل جوانب الحياة في البلدين
بل حتى في اللهجات المحلية
ورغم انه كان هناك حنفية في تونس من ذي اصل تركي ونحو ذلك (أقلية)
الا ان اهل تونس احتفظوا بمذهبهم الفقهي وكذا بقراءة أهل المدينة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 07:57 م]ـ
تم تحريره من قبل المشرف.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 05 - 05, 08:16 م]ـ
يا مرحبا وأهلا وسهلا بالذين نحبهم الشيخ السلمي والشيخ ابن وهب.
أبشر يا مسيطير فقد جاءنا اثنان بدل الواحد، فحقنا أن نقيم الأفراح، ونصدح بالقصائد الملاح.
مرحباً يا مرحباً يا مرحباً - - بنسيم هب من تلك الربى
عادُوا إلى خَير ما اِعتادُوا فَإِن سُئِلُوا - - جادُوا وَذادُوا عَنِ الأَعراضِ بِالصَّفَدِ
عادوا فَعادوا كِراماً لا تَنابِلة - - عِندَ اللِقاءِ وَلا رُعشٌ رعاديدُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/480)
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أبو خالد السلمي حفظه الله وأعاده إلينا سالماً
تلميذك من الأسكندرية أبو العباس
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[18 - 05 - 05, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أبو خالد السلمي حفظه الله وأعاده إلينا سالماً
تلميذك من الإسكندرية أبو عائشة
ولكن هذه الترحيبات توحي بشيء؟!
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:24 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أبو خالد السلمي حفظه الله وأعاده إلينا سالماً
تلميذك من الإسكندرية أبو عائشة
ولكن هذه الترحيبات توحي بشيء؟!
توحي بالمحبة، والرغبة الملحة في تواجد الأفاضل بالملتقى حتى تتقوى الناحية العلمية به.
أما غيابهم وغيرهم من الأحباب - كما هو مشاهد وأرجو أن يكون عارضا - فيؤثر سلبا.
______________________________________________
وحتى لا أعري المداخلة من فائدة: فللشيخ محمد المختار ولد اباه كتاب كبير بعنوان (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) طبعته المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) 1422هجرية، 2001م.
وللسيدة الفاضلة: هند شلبي كتاب مشهور بعنوان: (القراءات بافريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري). الدار العربية للكتاب 1983م.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 06:04 ص]ـ
جزى الله خيرا شيخنا السلمي على هذه الفوائد
وأحب أن أضيف أن هناك كتابا جميلا
للدكتور محمدمطيع الحافظ
تكلم فيه عن
القراءات وكبار القراء في دمشق
من القرن الأول الهجري جتى العصر الحاضر
وقد قدم للكتاب شيخ قراء الشام محمد كريم راجح
والكتاب من نشر دار الفكر
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:18 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
فائدة
الشوكاني (ت1250) كتب تفسيره على قراءة نافع
فائدة
رواية قالون عن نافع هي الرواية المتعمدة في اليمن أيضاً.
وقد خرج مصحف مرتل للمقرئ الضرير محمد حسين عامر رحمه الله برواية قالون , قبل عدة سنوات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=513761#post513761
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:21 ص]ـ
فهل كانت القراءة المنتشرة في بلاد الروم (تركيا) (في عهد العثمانيين هي قراءة ابي عمرو
محل بحث
ابن الجزري نشره علومه في بروسة في ايام العثمانيين فلم يشر الى القراءة المشهورة عندهم
ولكن يبدو انه كان هناك عناية بهذا العلم في دولة بايزيد
وهذا كله يحتاج إلى مزيد بحث
نعم قراءة العوام في بلاد الروم هي قراءة عاصم برواية حفص دليل ذلك تفسير أبي السعود
فائدة
الزمخشري (ت 538) كتب تفسيره على قراءة ابي عمرو
فهل كانت القراءة المشهورة في بلادهم في المشرق (خراسان) قراءة أبي عمر
أم انه كتبه بالقراءة المشهورة في الحجاز والعراق
نعم دليله الوجيز للواحدي والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 11 - 08, 09:32 م]ـ
في نهاية المطلب للجويني (13\ 16 - 17) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60861&stc=1&d=1226082073http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60864&stc=1&d=1226082918(45/481)
سؤال عن مقدمة ابن خلدون
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[11 - 05 - 05, 06:12 م]ـ
أيها الإخوة الأفاضل عندى سؤال حول مقدمة
الإمام بن خلدون رحمه الله فقدذكر بعض الشيوخ أن صاحبها خالف العقيدة فى بعض الأمور
ككلامه عن العرب .. وانه ذم من ينتمى إليهم النبى صلى الله عليه وسلم أريد من المشايخ توضيح الأمر وجزاكم الله خيرا [/
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:22 م]ـ
أيها الإخوة أانا عاتب لا مشاركة حتى الآن
لماذا؟؟؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:12 م]ـ
السؤال غامض بالنسبة لي
لعلك تكشف الاثام عن محياه قليلا يا رعاك الله
ـ[سؤول]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:46 ص]ـ
لا تستغرب اخي، فاخوك من قبلك يسئل عن امور تخفى عليه في العبادة ولا يجد من يجيبه، يمرون على الموضوع مرورا عابرا .. والله المستعان
عموما اخي:
ابن خلدون يذم العرب في بعض فصول مقدمته، كما انه يفند احاديث خروج المهدي.
وهذه مراجع مفيدة:
- المرشد المبدى لفساد طعن ابن خلدون في احاديث المهدي لاحمد الصديق
- منطق ابن خلدون لعلي الوردي
- دراسات عن مقدمة بن خلدون لساطع الحصري
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:06 م]ـ
أخي الفاضل بعض العبارات التي وقع فيها ذم للعرب في المقدمة ليس مقصودا بها ذم جنس العرب أولا.
وثانيا هو يقصد الأعراب أهل البداوة والجفاء منهم خاصة، فقد بلغته بعض الأخبار المبالغ فيها عما قام بها بعض الهلاليين وبعض السلميين في الشمال الأفريقي، من تدمير لمعالم حضارية واعتداءات على الحرمات وغير ذلك ... مما يذكره بعض المؤرخين.
وقد كتب بعض الناس في هذا المعنى، ومنهم الأستاذ المرزوقي له فيما أذكر رسالة بعنوان (ابن خلدون والعرب) أو ما يقارب هذا.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[14 - 05 - 05, 04:21 م]ـ
بارك فى كل الإخوة
بالنسبة لك أخى بن دحيان لعلى أحاول أن أن أكتب لك بعض العناوين
ـ[السلامي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:14 م]ـ
إنما قصد ابن خلدون العرب في جاهليتهم قبل الإسلام ........ بهذا فسره الشيخ محمد الخضر حسين عند كلامه عن ابن خلدون والله ولي التوفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:50 م]ـ
ابن خلدون عربي لا يتهم بالشعوبية
وكلامه عن العرب يدعمه الواقع المعاصر
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 05 - 05, 11:41 م]ـ
إذا صح أن ابن خلدون يعني بكلامه في المقدمة العرب أهل الحواضر = فهو أبو الشعوبية ولا كرامة.
والواقع المعاصر يبطل كلامه من أسه.
وليس للعرب مصيبة إلا الاستبداد المسلط عليهم.
والبحث في هذا ليس هنا موضعه.
ولكن قام الدليل القاطع على أنه يعني بذلك أهل البدو (الأعراب).
وقد فصل ذلك الأستاذ ساطع الحصري في دراساته عن المقدمة، وفند كل ما تفوه به طه حسين والكيالي، وسلامة موسى، وعبد الله عنان ...
وجاء بعده أبو القاسم محمد كرو - وقد قلت سابقا المرزوقي وهو خطأ - فألقى بعض المحاضرات في هذا المعنى، طبعت في كتاب بعنوان (العرب وابن خلدون).
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:11 ص]ـ
أحسنتم إخوتى بارك الله فيكم
وشفيتم الغليل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:49 ص]ـ
ومما ذكر في المقدمة:
الفصل الخامس والعشرون: في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط
الفصل السادس والعشرون: في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
الفصل السابع والعشرون: في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية
الفصل الثامن والعشرون: في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك
الفصل الحادي والعشرون: في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع
الفصل الخامس والثلاثون: في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم
وفي كتابات هذا العلامة صفعة قوية على وجه القوميين العرب سلطنا الله على رقابهم. فمنهم من طعن بالعلامة ابن خلدون الحضرمي واتهمه بالشعوبية (كذا!!)، ومنهم من رآى تلك التهمة أسطورة صعبة التصديق فأولها بأنها عن البدو فقط، كأمثال ساطع الحصري ومن تأثر به.
وكل ذلك في غاية البطلان. فإن من يقرأ تاريخ العرب سواء القديم مما قدم عليه المؤرخ ابن خلدون الأمثلة، أو من التاريخ المعاصر الذي هو أوضح بكثير. ومن أراد الاستزادة فعليه بقراءة كتاب علامة العصر عبد الله عزام: تحطيم وثن القوميين. وهذا التاريخ بيننا وبينهم، فأين كانت للعرب من بعد الإسلام الملك العظيم والفتوحات العظيمة والكشوفات العلمية، إلا تحت تحط غطاء الإسلام؟!
وهذا السؤال هو الشوكة في حلق القوميين. ولذلك اضطر بعضهم مثل ميشيل عفلق -لا رحمه الله- إلى الاعتراف مرغماً إلى أن الإسلام قد حسن حال العرب كثيراً، لكنه مع ذلك -كشلته من القوميين- معاند جاحد لفضل الإسلام يأبى أن يعترف بأنه لولا الإسلام لبقي العرب كما كانوا (وكما رجعوا اليوم بعد أن تركوا دينهم) من أذل الشعوب.
وصدق عمر رضي الله عنه في قوله: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله. أو كما قال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/482)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 05 - 05, 09:06 ص]ـ
علق بذهني منذ مدة بعض عبارات أئمة الجرح والتعديل في نقد بعض الرواة - وخاصة - العلامة ابن حبان - رحمه الله - فمما أذكره من قوله في نقد الرجل (يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم).
ومما أذكره من قول أهل الجرح والتعديل؛ قولهم في الرجل يهم: (أدخل حديثا في حديث).
كذلك الحال بالنسبة لما هنا:
فمن الذي جاء على ذكر القوميين- أهلكهم الله - فقد فضحوا فضيحة قبل وبعد أحداث العراق لا توارى ولا تدارى.
وما حديثنا عن الشعوبية أهل الجهل والرزية وقد أبطل الله حقدهم بما انتشر في العرب من عمران وعلوم وصناعات في القديم والحديث، و ما أقامه بعض أمرائهم من ممالك في الشرق والغرب، كانوا هم مدبريها ومخططيها والقائمين عليها، وإن وقع تنفيذ جلها على أكتاف غير عربية، وبذا تبين بطلان قولهم: في عدم صلاحية العقلية العربية لاستيعاب العلوم والمعارف ...
حديثنا بدأ ولا زال عن استعمال العلامة ابن خلدون لكلمة العرب في مقدمته الشهيرة من المراد بها، آلعرب أهل البداوة (الأعراب) أم العرب أهل المدن والحواضر؟
كثير من الباحثين ذهب للأول، ومنهم من ذكرتُ سابقا، وأزيد أن بعض الكفرة اللئام عقلوا هذا المعنى عن ابن خلدون فترجم كلمة العرب الواردة في المقدمة أكثر من ثلاثمائة مرة بالبدو، و الأعراب، من أولئك: البارون دوسلان ...
وقبله المترجم التركي جودت باشا تنبه لهذا المعنى فترجمها على أنها تعني (قبائل عربية).
فإدخال مسألة الإسلام وأثره في العرب ليس محور الحديث، وإن كنا به نقوم ونقعد، وهو الفخار إذا افتخروا بمعد أو تميم، وقد كتب الله لي بفضله طرح دعوى الجاهلية منذ عرفت شمالي من يميني.
فلا معنى للمزايدة والظهور بمظهر المنافح عن الإسلام ضد العصبية القومية الجاهلية وليس من أنصارها أحد بين أهل الحديث، ولا كان الحديث حولها، ولا مكان لكلام الفاضل عزام هنا حتى يطلب منا النظر فيه، فقد والله علمناه وحفظناه منه ومن غيره منذ دهر، وليس فيه زيادة عما أمر به الله في كتابه وهدي إليه رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته، إلا زيادة البسط والبيان.
الكلام أقرب من هذا، من المقصود بكلمة العرب في كلام ابن خلدون؟
يقول رحمه الله - مثلا -: الفصل الخامس والعشرون (في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط) يشرح هذا فيقول:
(وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر، ويفرون إلى منتجعاتهم بالقفر ... ) فهل هذه صفة عرب أهل الحضر؟
ويقول: الفصل الثامن والعشرون؛ في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك، فيبين ذلك: (والسبب في ذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم، وأبعد مجالا في القفر، وأغنى عن حاجات التلول وحبوبها لا عتيادهم الشظف وخشونة العيش ... ) فهل هذه صفة أهل الحاضرة منهم؟
وكلام العلامة ابن خلدون - رحمه الله - وإن لم يرض أهل الجهل من القوميين لسوء فهمهم وكثرة معايبهم، فقد كان أداة لآخرين مثلهم سفهاء الأحلام، أهل حقد وعماية وأعني بهم الشعوبيين، فقد اتخذوا من كلامه ذريعة للطعن على العرب والعربية، جهلا منهم وحمية لقومهم الذين بهم يفخرون، واعتزازا بديانتهم التي أبطلها الإسلام بنوره.
فالحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وحفظنا بفضله ورحمته أن ننحاز لأهل القومية الجاهلية أو الشعوبية أهل الارتكاس.
أعلم جيدا أن الحديث إن كتب له الاستمرا سيعاد، ويقال: إن حديثنا عن العرب بعد الإسلام، وكيف أخرجهم من ظلمات الجهل والجفاء و ... و ...
وإنما حديثي عن إستعداد العرب - خاصة - لتقبل ما يدعو إليه الإسلام من تحضر ورقي ... و ....
فلولا ما علمهم الله فيهم من ذلك ما خص نزوله بهم أول مرة - وإن كانت دعوته للناس كافة - وما .... وما ...
ـ[فايز العريني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 09:27 ص]ـ
السلام عليكم
العجيب يا اخوه ان بعض المعاصرين يشكك في هذه المقدمه لآبن خلدون.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 05 - 05, 08:05 ص]ـ
يقول رحمه الله - مثلا -: الفصل الخامس والعشرون (في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط) يشرح هذا فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/483)
(وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر، ويفرون إلى منتجعاتهم بالقفر ... ) فهل هذه صفة عرب أهل الحضر؟
ويقول: الفصل الثامن والعشرون؛ في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك، ....
كلاهما صفة للعرب عندما يبتعدون عن الإسلام، سواء كانوا من الحضر أم من البدو. ولذلك نجد اليوم أن العرب القوميين لا يتغلبون إلا على البسائط، مثل تشاد. وأما عن الأمم التي تحتل أراضيهم مثل إثيوبيا وإسبانيا وتركيا وغيرها ناهيك عن إسرائيل، فما يقدرون عليها. بل الحل العسكري مستبعد تماماً. وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ينتهبون ما قدروا عليه من شعوبهم من غير مغالبة ولا ركوب خطر، ويفرون إلى منتجعاتهم التي لم تعد قفراً كما كانت.
نعود إلى كلام العلامة ابن خلدون لنعرف مراده. فهو يقول في الفصل الثامن والعشرون: في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك ... فقال بعد أن سرد بعض ممارسات العرب القوميين:
... فتنمو المفاسد بذلك ويقع تخريب العمران. فتبقى تلك الأمة كأنها فوضى مستطيلة أيدي بعضها على بعض. فلا يستقيم لها عمران وتخرب سريعا شأن الفوضى كما قدمناه. فبعدت طباع العرب لذلك كله عن سياسة الملك. وإنما يصيرون إليها بعد انقلاب طباعهم وتبدلها بصبغة دينية تمحو ذلك منهم، وتجعل الوازع لهم من أنفسهم، وتحملهم على دفاع الناس بعضهم عن بعض كما ذكرناه.
واعتبر ذلك بدولتهم في الملة، لما شيد لهم الدين أمر السياسة بالشريعة وأحكامها المراعية لمصالح العمران ظاهرا وباطنا، وتتابع فيها الخلفاء، عظم حينئذ ملكهم وقوي سلطانهم. كان رستم إذا رأى المسلمين مجتمعون للصلاة يقول: أكل عمر كبدي يعلم الكلاب الآداب. ثم إنهم بعد ذلك انقطعت منهم عن الدولة أجيال، نبذوا الدين، فنسوا السياسة، ورجعوا إلى قفرهم. وجهلوا شأن عصبيتهم مع أهل الدولة ببعدهم عن الانقياد وإعطاء النصفة، فتوحشوا كما كانوا. ولم يبق لهم من اسم الملك إلا أنهم من جنس الخلفاء ومن جيلهم. ولما ذهب أمر الخلافة وامحي رسمها، انقطع الأمر جملة من أيديهم، وغلب عليهم العجم دونهم. وأقاموا في بادية قفارهم لا يعرفون الملك ولا سياسته. بل قد يجهل الكثير منهم أنهم قد كان لهم ملك في القديم. وما كان في القديم لأحد من الأمم في الخليقة ما كان لأجيالهم من الملك ودول عاد وثمود والعمالقة وحمير والتبابعة شاهدة بذلك. ثم دولة مضر في الإسلام: بني أمية وبني العباس. لكن بعد عهدهم بالسياسة لما نسوا الدين، فرجعوا إلى أصلهم من البداوة. وقد يحصل لهم في بعض الأحيان غلب على الدول المستضعفة كما في المغرب لهذا العهد، فلا يكون ماله وغايته إلا تخويب ما يستولون عليه من العمران كما قدمناه. والله يؤتي ملكه من يشاء.
وهكذا شأن العرب إذا أقبلوا على الإسلام صاروا أحسن الناس، وإن تركوه رجعت إليهم الوحشية والبداوة (وإن سكنوا الحضر) فأضاعوا المجد وخربوا العمران وجعل الله بأسهم بينهم حتى يعودوا إلى دينهم.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[18 - 05 - 05, 10:09 ص]ـ
الاخ الامين حفظه الله العرب فضائلهم كثيره وهم خير الناس ولذلك كان خير الناس منهم النبي صلى الله عليه وسلم منهم وخير الاديان كان من نصيبهم الاسلام
وانكار فضل جنس العرب على غيرهم او الحط من قدر العرب قول مخالف لمذهب اهل السنة الجماعة
فحب العرب ايمان وبغضهم نفاق كما قال امام السنة الامام حمد وغيره من اهل العلم
يقول ابن تيمية في منهاج السنه (4/ 600) وذهبت طائفة الى عدم التفضيل بين هذه الاجناس وهذا قول طائفة من اهل الكلام كالقاضي ابي بكر بن الطيب وغيره وهو الذي ذكره القاضي ابو يعلى في المعتمد وهذا القول يقال له مذهب الشعوبية وهو قول ضعيف من اقوال اهل البدع ا. ه
والله اعلم
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:02 م]ـ
و مما زعمه ابن خلدون أن العلماء أكثرهم من العجم لا من العرب
وتابعه على هذه المقولة جمع من أهل العلم كالقنوجي في أبجد العلوم في آخرين
و قد نقد الشيخ بكر أبو زيد هذه المقولة
وبين أن ابن خلدون قالها و تابعه جمع بدون تحقيق لهذه العبارة (انظر: المجموعة العلمية للشيخ بكر)
وكذلك بالنسبة لإنكاره لأحاديث المهدي فقد رد عليه الشيخ يوسف الوابل في رسالته (أشراط الساعة).
والله الموفق
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[19 - 05 - 05, 12:25 ص]ـ
ليس أصعب على المرء من الاجتهاد في كتابة المعاني الكبيرة الكثيرة في ألفاظ قليلة، وصاحبنا لا يحب التطويل، والضرورة تملي ذلك، فلا مفر من الجواب على صيغة سؤال.
هذه الأحكام التي أصدرها ابن خلدون في حق العرب - حسبما فهم صاحبنا وغيره - هل هي خاصة بهم؟
ثم لماذا أصدر هذه الأحكام في حقهم، ما الصفات التى وجدت فيهم حتى استحقوا منه هذه الأوصاف؟ أم أن الأمر يرجع إلى ذاتهم وحقيقتهم، وليس لأوصاف عارضة إذا زالت زال حكمه عليهم؟
ثم ما موقف الإسلام من التعرب؟ هل حقا نهت الشريعة عن التعرب - الرجوع إلى البداوة - بعد الهجرة؟ بل ويقال: إنه من الكبائر.
إذا صح ذلك فلأي معنى كان النهي في شريعة الإسلام؟
السؤالان الأخيران لهما تعلق كبير بما قبلهما من حيث المعنى، وإلا فأنا أجتهد في عدم إدخال العامل الديني في الموضوع، لأنه مما لانختلف عليه ولا فيه، فإقحامه محاولة للخروج بالموضوع عما ابتدأ به، ولا زلت أصر على أننا نبحث في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء أحكام ابن خلدون، ومن المقصود بها فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/484)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:14 ص]ـ
-----
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:51 ص]ـ
و مما زعمه ابن خلدون أن العلماء أكثرهم من العجم لا من العرب
وتابعه على هذه المقولة جمع من أهل العلم كالقنوجي في أبجد العلوم في آخرين
و قد نقد الشيخ بكر أبو زيد هذه المقولة
وبين أن ابن خلدون قالها و تابعه جمع بدون تحقيق لهذه العبارة (انظر: المجموعة العلمية للشيخ بكر)
هذه حقيقة معروفة أن علماء العجم أكثر. أما عن كتاب الشيخ بكر فقد ذكر جوابه الشيخ ابن وهب في رده قبل التحرير.
وكذلك بالنسبة لإنكاره لأحاديث المهدي فقد رد عليه الشيخ يوسف الوابل في رسالته (أشراط الساعة).
هو لم ينكر أحاديث المهدي كما هو مشهور، بل ذكر أن عامتها ضعيف. وهذا حق. وبين الأمرين فرق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 10:09 ص]ـ
وهل هذه الأمور تنطبق على العرب فحسب أم على غيرهم؟ أقول: من الشعوب البشرية من لم تحصل له مدنية وحضارة قط، مثل سكان أستراليا (الأصليين) مثلاً. ومن الشعوب من لم تحصل له إلا في ظل الإسلام مثل البربر الذين هم من موضوع كتاب ابن خلدون. ولعله استغنى لهذا السبب عن ذكر ذلك.
ثم لعل ما جعل الله تلك الخصائص في العرب كونهم حملة الشريعة. فإن هم تنكبوا عن الصراط فغيرهم أولى بذلك. ولهذا والله أعلم كلما سلكوا طريقا غير الإسلام أذلهم الله.
أما الرجوع من الهجرة أيام النبي صلى الله عليه وسلم فأمر مختلف ليس له متعلق بموضوعنا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:58 م]ـ
تنبيه:
قمت ُ بتحرير المشاركة لأني لم أرد الدخول في الحوار
ذكرت هذ للفائدة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:09 م]ـ
أما بالنسبة لأكثرية علماء العجم على علماء العرب - مع أني لم أقرأ كلام الشيخ بكر شفاه الله - فمن الممكن أن يجاب عنه بأن: العجم أكثرية من حيث عددهم البشري، تبع ذلك كثرتهم على العرب في كل النواحي، وهذا مشاهد إلى ساعتنا هذه.
ثم إن كثيرا من العلماء الذين يظن أنهم عجم، أصولهم عربية صحيحة، غاية ما في الأمر أنهم ولدوا وعاشوا في ديار العجم منذ الفتح الإسلامي.
______________________________________
وبالنسبة لكلام العلامة ابن خلدون حول أحاديث المهدي: فقد حكم بالضعف على أغلبها، وذكر أن بعضها سلم من النقد، فعاد على ما يقصده في كلامه بالنقض، لأن ما سلم من الضعف يكفي في إثبات الدعوى، وما وقع فيه ناتج - كما قال بعض أهل العلم - من كلامه في غير تخصصه - رحمه الله -.
والعلماء عندما اعترضوا عليه كان نظرهم أبعد من مجرد كلامه عن الأحاديث؛ فهم نظروا إلى نتيجة كلامه؛ وهي إنكاره لمفاد الأخبار من وجود هذا الشخص الذي يظهر في أواخر الزمان ويسمى المهدي، وقد ثبت عندهم بأدلة صحيحة صدق الخبر النبوي بظهوره، فلماذا ينكر ذلك ابن خلدون؟
___________________________________
أما ما يتعلق بالكلام عن العرب في كلام ابن خلدون فمازلنا لم نستفد جديدا، وأنا أعلم أن الجواب المباشر على سؤالي فيه حسم لما تقدم من الخلاف، أما التهرب من الجواب - مع تفهمي لأسبابه - فلا يحل المسألة.
والتعميم في الحكم على العرب بقسميها البدوي والحضري ظلم فادح مناف لأوليات المعرفة.
ثم إن البحث في نفسيات الشعوب وأصول تفكيرها وميزاتها العقلية؛ أمور يجب أن تخضع إلى أسس علمية متينة ...
أما هذا التعميم والإتكاء على الواقع المرير للشعوب العربية المعاصرة ... فهو لا يفيد شيئا في البحث. لأن ما هم عليه شاركهم فيه غيرهم من الشعوب غير السامية.
ولو أردت نقض كلام العلامة ابن خلدون من أول الأمر - ومن تأثر به ... - وكلام كثير من المستشرقين والغربيين الذين كتبوا يتحدثون عن العرب والعربية، اعتمادا منهم على مجرد بعض الظواهر، وتأثرا بالواقع الذي عاشوه، والتجربة التي مروا بها مع بعض الدول والأفراد، أو نتيجة لقراءة مبتسرة عن العرب ... = لأتيتُه بذكر يوم ذي قار حتى يرى تغلبهم على المركب وليس البسيط، ولذكّرته بممالك النبط والسبائيين، وملوك الحيرة والغساسنة ... وغير ذلك مما يطول ذكره من تاريخ العرب القديم. وفي كل ذلك إبطال للتعميم الذي فهمه البعض من كلام العلامة ابن خلدون.
أما الحديث عن أثر الإسلام في العرب، وأنهم أذلة ما تركوه؛ فهذا أمر معروف غير منكور، ولكن يبقى السؤال: هل غير العرب إذا تركوا إتباع الإسلام كانوا أعزة؟ الجواب واضح ... إذن لا معنى لهذا الكلام هنا أصلا، ولسنا عنه نتحدث كما أسلفت، إلا إذا رغب صاحبنا في إظهار من يخالفه بصورة القومي الجاهلي. والعرب اليوم يسعون حثيثا في طريق العلمانية والديموقراطية، فماذا نقول إذا صلح حالهم وبد ت عليهم أمارات التحضر والمدنية الصحيحة بمقاييس أهل العصر؟
-------------------------------------------
والتعرب المنهي عنه عند علماء الشريعة داخل في صميم بحثنا، وهو يشمل التعرب بعد الهجرة وغيره، والسؤال قائم لماذا نهت الشريعة عن ذلك، ولماذا ذهب جماعة من الفقهاء لكراهة إمامة البدوي للحضري؟ ولماذا لا تجوز شهادة بدوي على أهل قرية عند بعض الفقهاء؟
وأهم من هذا ما معنى قوله سبحانه: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} مع غيرها من الآيات التي وردت في شأنهم، ويجمعها اللوم والتنديد ... ؟
الدراسة العميقة، والبحوث العلمية في مجال علم الاجتماع، وعلم الاجتماع العمراني، وعلم نفس الاجتماع (السوسيكولوجية) وعلم الأنتربولجي ... وغير ذلك من العلوم كفيلة بالإجابة على كل ذلك، وقد أجابت منذ زمن.
ولكن إجابتها لا تتماشى مع التعميم الموجود هنا، والتسرع في تقليد الآخرين بدون نظرة فاحصة عن مرادهم، وعن الأسباب الكامنة وراء أقوالهم .... والاكتفاء بمجرد ظاهر القول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/485)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:43 م]ـ
في الحقيقة مقدمة ابن خلدون من أكثر الكتب متعة وفائدة ففيه تأصيل لكثير من العلوم الشرعية وغير الشرعية وكنت قد قرأت كتاب ابن خلدون قديما وقد سجلت بعض الملحوظات على كتابه
وأنا لازلت مستغرباً هل هذا الكتاب المبدع والممتع هو من تصنيفات ابن خلدون؟!
وهل استفاد ممن قبله من الفلاسفة؟!
ووجدت ابن خلدون ينقل عنهم كثيرا!
وسوف أتعرض قريبا لبعض الأمور التي أُخذت على مقدمة ابن خلدون رحمه الله
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[29 - 05 - 05, 08:17 ص]ـ
لا تستغرب اخي، فاخوك من قبلك يسئل عن امور تخفى عليه في العبادة ولا يجد من يجيبه، يمرون على الموضوع مرورا عابرا .. والله المستعان
************************************************** ***************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما كان خيرا بمن مرّ بالموضوع ولم يكن عنده فيه علم أن ينتظر مشاركة من معه علم فنستفيد جميعا .... ولكن لو شارك من يعلم ومن لا يعلم لكان حيص بيص ولضاع العلم بين لغط المتعالمين!
بل لا ينبغي أن يشارك من لا يعلم فلا عتب - فيما أحسب - أن يأتي الإستفسار من بعض الإخوة الفضلاء فلا يجد مجيبا!! لأن كل من مر عليه - ربما - لا علم لديه في ذلك!!
قال ربنا جل جلاله: (ولا تقف ماليس لك به علم , إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلاءك كان عنه مسؤولا) ............... والله أعلم
واعذروني على الفضول
ـ[محمدالتهامي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:15 م]ـ
جزاكم الله الخير إخوتي جميعا، وهنالك موضوع مثار قريب مما طرح هنا في بعض جوانبه، وهو على الرابط الآتي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10932
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:55 ص]ـ
من باب الترويح
ابن خلدون عربي لا يتهم بالشعوبية
قال ابن حزم في الجمهرة: بنو عبدالله بن غطفان، منهم ضرار بن عمرو المتكلم أحد شيوخ المعتزلة، وكانت فيه ثلاث أعاجيب: كان معتزليا كوفيا، وكان عربيا شعوبيا، وزوج ابنته من علج أسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 08, 04:40 ص]ـ
لفتة مهمة أخي الفاضل
نعم قد يكون ابن خلدون العربي شعوبياً مثل ما كان أبو الفرج الأصبهاني الأموي رافضياً
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 10:51 ص]ـ
الاخ الامين حفظه الله العرب فضائلهم كثيره وهم خير الناس ولذلك كان خير الناس منهم النبي صلى الله عليه وسلم منهم وخير الاديان كان من نصيبهم الاسلام
وانكار فضل جنس العرب على غيرهم او الحط من قدر العرب قول مخالف لمذهب اهل السنة الجماعة
فحب العرب ايمان وبغضهم نفاق كما قال امام السنة الامام حمد وغيره من اهل العلم
يقول ابن تيمية في منهاج السنه (4/ 600) وذهبت طائفة الى عدم التفضيل بين هذه الاجناس وهذا قول طائفة من اهل الكلام كالقاضي ابي بكر بن الطيب وغيره وهو الذي ذكره القاضي ابو يعلى في المعتمد وهذا القول يقال له مذهب الشعوبية وهو قول ضعيف من اقوال اهل البدع ا. ه
والله اعلم
جزاكم الله خيرا اريد افهم شيئا
حب العرب من الإيمان وبغضهم من النفاق
ما دليل علي هذه الكلمة
هل هناك اية من القرآن او حديث يقرر هذه المسئلة من العقائد .. ؟
لأن هناك كثير من العجم يبغضون العرب بسبب المعاملة مثلا بعض دول الخليجون
وهؤلاء والله يحبون الله ورسوله ... تراهم لا يتركون الصلاة
لكن لو سئلته سيقول لك دولة فلانية رحلتنا عن بلدهم بينما الغرب فتحوا لنا ايديهم ..
الأعاجم اذا سئلته يقول لك يبغضهم بسبب المعاملة
فهل نقول عن هؤلاء ان في قلوبهم نفاق!
سؤال الثاني
ثم ئد لا يوجد هذا الكلام في مختصرات العقائد
اذا كان هذا الكلام من العقائد فكيف يتركه العلماء وخاصة الأمر يتعلق بالنفاق والأيمان!!
ثم سؤالي الأخير:
العرب قسمان اهل الصلاح والتقوي
و اهل الفسق والجور
لا يوجد تقسيم اخر
اهل الصلاح منهم يحبهم الأعاجم لأ جل الله لا لأنهم عرب ...
اذن ما الفائدة من ذكر حب العرب من الأيمان إن كان الأعجمي يحب اهل الصلاح منهم لله
اذا قلنا هذا الكلام لصالحين اذن ما الفائدة في تخصيص صلحاء العرب بالإيمان
بل يجب ان يقال حب الأعاجم من الإيمان (اي الصلحاء منهم) وبغضهم من النفاق ..
بقي القسم الثاني من العرب هؤلاء بغضهم من الإيمان ...
بارك الله فيكم
ـ[أنا سنية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا اريد افهم شيئا
حب العرب من الإيمان وبغضهم من النفاق
ما دليل علي هذه الكلمة
هل هناك اية من القرآن او حديث يقرر هذه المسئلة من العقائد .. ؟
لأن هناك كثير من العجم يبغضون العرب بسبب المعاملة مثلا بعض دول الخليجون
وهؤلاء والله يحبون الله ورسوله ... تراهم لا يتركون الصلاة
لكن لو سئلته سيقول لك دولة فلانية رحلتنا عن بلدهم بينما الغرب فتحوا لنا ايديهم ..
الأعاجم اذا سئلته يقول لك يبغضهم بسبب المعاملة
فهل نقول عن هؤلاء ان في قلوبهم نفاق!
سؤال الثاني
ثم ئد لا يوجد هذا الكلام في مختصرات العقائد
اذا كان هذا الكلام من العقائد فكيف يتركه العلماء وخاصة الأمر يتعلق بالنفاق والأيمان!!
ثم سؤالي الأخير:
العرب قسمان اهل الصلاح والتقوي
و اهل الفسق والجور
لا يوجد تقسيم اخر
اهل الصلاح منهم يحبهم الأعاجم لأ جل الله لا لأنهم عرب ...
اذن ما الفائدة من ذكر حب العرب من الأيمان إن كان الأعجمي يحب اهل الصلاح منهم لله
اذا قلنا هذا الكلام لصالحين اذن ما الفائدة في تخصيص صلحاء العرب بالإيمان
بل يجب ان يقال حب الأعاجم من الإيمان (اي الصلحاء منهم) وبغضهم من النفاق ..
بقي القسم الثاني من العرب هؤلاء بغضهم من الإيمان ...
بارك الله فيكم
للرفع،،،، يا الله
هل من مجيب؟؟؟(45/486)
هل أتم موسى الأجل
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أيها الأخوة الفضلاء سؤالٌ لدي:
أين أجد الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قد أتم الأجل عشر سنوات
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:40 م]ـ
هذا تلخيصٌ لما في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله:
خرَّج الشيخ الألبانيُّ هذا الحديث وخلصَ إلى تقويته بمجموع ما يشهد له من مرفوعات وموقوفات.
عن ابي ذر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إذا سُئلت أيُّ الأجلين قضى موسى؟ فقل: خيرَهما وأوفرهما.
وإن سُئلت أيُّ المرأتين تزوَّج؟ فقل: الصغرى منهما، وهى التي جاءت فقالت: {يا أبت استأجره} قال: ما رأيتِ من قوَّته؟ قالت: أخذَ حجراً ثقيلاً فألقاه).
أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير والخطيب في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وروي مرفوعاً من حديث ابن عباس وجابر وأبي هريرة وأبي سعيد.
وجاء موقوفاً عن ابن عباس بسندٍ صحيح -كما قال الشيخ الألباني رحمه الله-.
يُنظر: السلسلة الصحيحة (رقم 1880).(45/487)
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ليس ثقة؟!
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 05 - 05, 08:06 م]ـ
وجدت في احدى مشاركات شيخنا محمد الأمين انه ذيل بعد اسم الأصم (جيد)
فلما لا يوصل به الى الثقة فما رأيت احدا تكلم فيه حسب مبلغ علمي وأكثر عنه الحاكم رواية جدا والبيهقي يخرج من أحاديثه الكثير ويحتج بها
ـ[أبو حسين]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:58 م]ـ
طبقات الشافعية ج1:ص133
89 محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس الأصم النيسابوري ولد سنة سبع بتقديم السين وأربعين ومائتين وطوف البلاد وسمع الحديث الكثير وسمع من الربيع كتب الشافعي المبسوط وغيره وظهر فيه الصمم بعد انصرافه من الرحلة واستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار قال الحاكم وكان محدث وقته بلا مدافعة حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يخلف مثله في صدقه وصحة سماعه وكف بصره في آخر عمره قال الذهبي مسند الشافعي لم يفرده الشافعي بل خرجه أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر لأبي العباس الأصم مما كان يروى عن الربيع عن الشافعي من كتاب الأم وغيره توفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة وهو من أهل الطبقة الرابعة بل من الثالثة لولا تأخر وفاته >
طبقات الحفاظ ج1:ص355
803 الأصم الامام المفيد الثقة محدث المشرق أبو العباس محمد بن يعقوب بن يونس بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري
محدث عصره بلا مدافعة ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وحدث ستا وسبعين سنة حدث عنه الحاكم وخلق وتفرد في الدنيا بإجازته أبو نعيم الحافظ مات في ربيع الأخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة >
وراجع هذه المصادر:
سير أعلام النبلاء ج15:ص452
البداية والنهاية ج11:ص232
التقييد ج1:ص123
تاريخ مدينة دمشق ج56:ص287
ـ[سيف 1]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:08 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم أبو حسين
زادك الله علما
واني اعلم منزلة الأصم جيدا واطلعت من قبل على ما ذكرت ولكن كانت دهشتي باكتفاء شيخنا محمد الأمين بالوصول بالرجل الي منزلة الجيد فقط فاردت ان اسأل لعله بلغه في الرجل شيئا لا نعلمه
جزاك الله كل الخير وحسن الثواب دنيا وآخره آمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:45 ص]ـ
أنا أيضاً متعجب جداً من هذا:) ولعل الأمر سبق قلم أو خطأ مطبعي، فالأصم ثقة
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 01:13 م]ـ
الحمد لله شيخنا محمد أرحت صدري الآن بارك الله فيك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 05, 11:52 ص]ـ
لكن أخي الحبيب هلا دللتني على الموضع في موقعي الذي ذكرت فيه ذلك حتى أصلحه؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:27 م]ـ
نعم شيخنا الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19373
المشاركة التاسعة
ووددت ان اسألك اخي الكريم ايضا عن شيخ الحاكم محمد بن محمد بن يوسف الفقيه.ابو النضر
جزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:57 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ليتك تخبرنا أخي سيف الرسول أوتسأل شيخك: ما هو الراوي الجيد؟
أضحك الله أسنانكم ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:01 م]ـ
فائدة
اصلاح جيد الحديث يكثر في كلام الشاميين كدحيم وغيره
فيقولون عن الراوي هو جيد الحديث
ورد في كلام الذهبي
فيكون معنى جيد أي جيد الحديث
والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:44 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ابن وهب،
قرأت ذلك في كلام الذهبي، ومن قبله في بعض كلام أحمد بن حنبل جيد الحديث، وجيد الحديث ثقة ..
لكن ما معنى قول من قال:
(( ... أبو العباس محمد بن يعقوب (جيد) ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ثقة ثبت) ثنا عفان بن مسلم (ثقة ثبت) ثنا وهيب (ثقة ثبت) ثنا داود بن أبي هند (ثقة ثبت) ثنا أبو نضرة (العبدي، ثقة) ... ))
في هذا السياق ما معنى جيد؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 05 - 05, 05:03 م]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
لاأعلم مراده بذلك
والله أعلم بالصواب
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:01 م]ـ
السلام عليكم
أخي الأزهر السلفي بارك الله فيك. قد يكون جيد الحديث يعني ثقة كما ذكرت وهذا لم أكن اعلمه وما انا بالمدعي علم ذاك
ولكن لما كتب شيخنا محمد الأمين عن آخرين في نفس السند ثقة تبادر الى ذهني ان جيد دون الثقة
وجزاك الله خيرا شيخنا ابن وهب وان كنت مازلت اعتب عليك نسيانك وعدك لي بالرد علي.ابتسامة (اعلم والله ضيق وقتكم ولكن كم اعتز برأيك)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:06 ص]ـ
فيكون معنى جيد أي جيد الحديث
والله أعلم
هو كذلك. لكن من عادة الحفاظ المتأخرين أن لا ينزلوا من لفظة ثقة إلى لفظة جيد إلا لنكتة في الراوي، وإن كانوا يرون الجيد حجة. والله أعلم.
ـ[الحسين عبد الله]ــــــــ[21 - 02 - 10, 12:51 م]ـ
السلام عليكم
لماذا لا اجد ترجمة له في المكتبة الشاملة
بارك الله فيكم
- أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/488)
ـ[الحسين عبد الله]ــــــــ[21 - 02 - 10, 01:05 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[21 - 02 - 10, 02:53 م]ـ
تجد ترجمته في السير (15/ 452)
ـ[الحسين عبد الله]ــــــــ[22 - 02 - 10, 01:11 م]ـ
جزاكم الله خير ,,,,
هل تظهر هذه المعلومات في المكتبة الشاملة لأني بحثت ولم استطع ايجادها
الاسم:
الطبقة:
الوفاة:
روى له:
رتبته عند ابن حجر:
رتبته عند الذهبي:
واهم مشايخه وتلاميذهـ
,,,,,,,,,,,,,,,
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 02 - 10, 11:53 م]ـ
هو ليس من رجال الكتب الستة، وأظن ما تتحدث عنه خاصا بهم.(45/489)
هل هناك فرق بين كفر البدعة والكفر الأصلي؟
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 04:06 ص]ـ
قرأت في كتاب سير أعلام النبلاء في ترجمة بشر المريسي قول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
ومن كفر ببدعة وإن جلت , ليس هو مثل الكافر الأصلي , ولا اليهودي والمجوسي , أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر , وصام وصلى وحج وزكى وإن ارتكب العظائم وضل وابتدع , كمن عاند الرسول_ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - _ , وعبد الوثن , ونبذ الشرائع وكفر , ولكن نبرأ إلى الله من البدع وأهلها. أه
فهل قول الإمام أحمد وغيره فيمن قال أن كلام الله وعلم الله مخلوق , فهو كافر. وغير ذلك هو كفر دون كفر؟
أفتونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[14 - 06 - 05, 08:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب شبيب حفظه الله تعالى:
في واقع الحال عند قراءة كلام الذهبي رحمه الله تعالى قد ينشأ في النفس استغرابا، إلا أن الخبير بأساليب الذهبي وطريقته وبخاصة في كتب التراجم التي صنفها وخصوصا سير أعلام النبلاء، يجد فيه رحمه الله تعالى ورعا عن الكلام في الناس وتوقف في أحيان كثيرة حتى فيمن تكلم فيه غير رجل من ثقات أهل العلم وقد يكون بعضهم كفره، وقد نشأ عن هذا اتهام بعض طلبة العلم غفر الله تعالى لهم للذهبي رحمه الله تعالى بالتساهل مع أهل البدع، وليس الأمر كذلك فالذهبي رحمه الله تعالى أثري قح، لكن يعرض له ما عرض لابن أبي حاتم رحمه الله تعالى حينما كان يقرأ في كتاب الجرح والتعديل ثم دخل عليه أحد الزهاد وقال: لعل بعض من تتكلم فيهم الآن قد حطوا رحالهم في الجنة منذ مائة سنة، فرجفت يدي ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى وبكى حتى ما صار يقدر أن يكمل المجلس، رغم أن الكلام في الجرح والتعديل وما يتعلق به من ضرورات الدين ودعائمه، لكنه لما غلب عليه الخوف والورع مع رؤيته لحال نفسه - تواضعا وهضما للنفس - أنها أقل ممن يتكلم فيهم، خرج برد الفعل هذا، نسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم بمنه وكرمه وفضله.
أقصد أيها الحبيب أن هذا يخرج من نفس الورع الذي يغلب على العالم، وبخاصة إذا كان الرجل الذي كفره بعض العلماء أو بدعوه من أهل الإسلام أو من طلبة العلم أصلا.
وبرهان ذلك أنك تجد الذهبي رحمه الله تعالى إذا تكلم في بعض العلماء بغير حق، تأخذه حمية في بعض الأحيان قد لا يقتضيها الحال وقد تكون أكبر مما يحتمله المقام كما أنكر على العقيلي رحمه الله تعالى أدخاله إمام العلل أبو الحسن علي بن المديني رحمه الله تعالى ورضي عنه في كتابه الضعفاء وذهب يبكت العقيلي ويشتط عليه في الكلام وإذا تدبرت وجدت أن رد الذهبي في واد ووجه إدخال العقيلي في الضعفاء له وجه آخر.
فهذا بالنسبة لهذه الكلمة من الذهبي وإذا كنت تطالع السير فستجد لهذه الكلمة أخوات فاصرفها على ما قلت لك أخي الحبيب.
أما بالنسبة لنفس الكلمة وهي:
أن الكافر ببدعة - كالقول بخلق القرآن أو بإلهية علي أو بنفي صفات الله تعالى جملة وتفصيلا أو بتكذيب القرآن ... الخ أو بمصعية مثل ترك الصلاة في قول أحمد وغيره فهؤلاء كلهم يجمعهم مصطلح المرتد، وسواء أكان المرتد ببدعة أو بمعصية ونحوها فقد صدق عليه الوصف بالردة، وإذ قد تقرر هذا فالقول بأن المرتد أفضل حالا من الكافر الأصلي لا يصح، بل تقلب الدعوى على الذهبي رضي الله عنه بأن يقال:
بل لا يستوي من عرف الحق وذاق حلاوته وعرف عقاب من تركه بمن لم يعرف الحق أو عرفه مشوها، أو مبتورا ناقصا كيف يستويان؟
وقد حقق ابن تيمية وابن القيم رضوان الله تعالى عليهما في غير ما موضع من كتبهما أن المرتد أسوأ حالا من الكافر الأصلي وإليك كلمة الإمام المبجل أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى المجلد الثامن والعشرون وقد سئل عن شرعية قتال من عاون التتار في قتالهم ضد المسلمين مبينا أنه يجب قتالهم وقتلهم وأنهم إذا كانوا مسلمين فيبعثون على نياتهم لكن يقاتلوا لتهجمهم على المسلمين ومعاونتهم أعدائهم فلنا الظاهر والباطن إلى الله تقدس وتعالى فيقول:
وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعددة منها:
1 - أن المرتد يقتل بكل حال ولا يضرب عليه جزية ولا تعقد له ذمة بخلاف الكافر الأصلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/490)
2 - ومنها أن المرتد يقتل وإن كان عاجزا عن القتال بخلاف الكافر الأصلي الذي ليس هو من أهل القتال فإنه لا يقتل عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد، ولهذا كان مذهب الجمهور أن المرتد يقتل كما هو مذهب مالك والشافعي وأحمد.
3 - ومنها أن المرتد لا يرث ولا يناكح ولا تؤكل ذبيحته بخلاف الكافر الأصلي.
إلى غير ذلك من الأحكام.
وإذا كانت الردة عن أصل الدين أعظم من الكفر بأصل الدين، فالردة عن شرائعه أعظم من خروج الخارج الأصلي عن شرائعه.
ولهذا كان كل مؤمن يعرف أحوال التتار ويعلم أن المرتدين الذين فيهم من الفرس والعرب وغيرهم شر من الكفار الأصليين من الترك ونحوهم، وهم بعد أن تكلموا بالشهادتين مع تركهم لكثير من شرائع الدين خير من المرتدين من الفرس والعرب وغيرهم.
وبهذا يتبين أن من كان معهم ممن كان مسلم الأصل هو شر من الترك الذين كانوا كفارا، فإن المسلم الأصلي إذا ارتد عن بعض شرائعه كان أسوأ حالا ممن لم يدخل بعد في تلك الشرائع، مثل مانعي الزكاة وأمثالهم ممن قاتلهم الصديق.
وإن كان المرتد عن بعض الشرائع متفقها أو متصوفا أو تاجرا أو كاتبا أو غير ذلك فهؤلاء شر من الترك الذين لم يدخلوا في تلك الشرائع وأصروا على الإسلام، ولهذا يجد المسلمون من ضرر هؤلاء على الدين ما لا يجدونه من ضرر أولئك، وينقادون للإسلام وشرائعه وطاعة الله ورسوله أعظم من انقياد هؤلاء الذين ارتدوا عن بعض الدين ونافقوا في بعضه وإن تظاهروا بالانتساب إلى العلم والدين، وغاية ما يوجد من هؤلاء يكون ملحدا نصيريا أو اسماعيليا أو رافضيا وخيارهم يكون جهميا اتحاديا أو نحوه ... الخ كلامه رضوان الله تعالى عليه.
وأما قولك أخي الحبيب:
فهل قول الإمام أحمد وغيره فيمن قال أن كلام الله وعلم الله مخلوق , فهو كافر. وغير ذلك هو كفر دون كفر؟
فأقول لك:
لا، بل هم يقصدون الكفر الأكبر المخرج من الملة ولذلك دائما ما كانوا يقولون فلان الجهمي تضرب عنقه ولو كان كفر دون كفر ما ضربوا عنقه، ويقولون فلان الجهمي لا يصلى وراءه والقاعدة أن من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته بغيره، لكنهم كفروه كفرا أكبر، وكذلك كانوا يقولون تبين منه امرأته، ولو كان كافرا كفر أصغر ما قالوا ذلك، وكذلك قالوا: يقتل ولا يكفن ولا يغسل ويلقى على المزبلة ولو كان كفرا أصغر ما كان ذلك.
وأهل الحديث والأثر الأمجاد الأوائل المتقدمون عنق واحد ورجل واحد في تكفيرهم للجهمية كفر مخرج من الملة الإسلامية بلا جدال ولا مثنوية.
هذا وقد حكى ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه المناظرة في القرآن الخلاف في تكفير الجهمية، وهذا لم أره لأحد من الأوائل المتقدمين، بل إن أهل الحديث والأثر فلم أر أحدا منهم في حدود اطلاعي لم يكفرهم وخصوصا أتباع جهم بن صفوان وبشر المريسي عليهم من الله تعالى لعائنه المتوالية المتواترة على ما أفسدوا من الدين وأهلكوا من المسلمين في فتنهم وإحنهم على أهل السنة أهل الحديث والأثر الأمجاد رضي الله تعالى عن من مات منهم ووفق من يعيش منهم إلى طاعته.
وإذا أردت الزيادة في تلك المسألة الأخيرة فعليق بكتاب اجتماع الجيوش الإسلامية للإمام ابن القيم رضي الله تعالى عنه ورحمه.
وجزاكم الله تعالى خيرا أخي الحبيب.
أخوكم: أبو المنذر النقاش.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:24 م]ـ
جزاكم الله الله خيرا
- أهل السنة يطلقون القول بكفر بعض أهل البدع كالجهمية، ولا يعني هذا الإطلاق تكفير الأعيان، فالمعين لا بد قبل تكفيره من تحقق شروطه؛ وأما الكافر الأصلي فخلاف ذلك.
- والكفر والضلال دركات؛ فالكتابي خير من عبدة الأوثان، والثاني خير من الملحد الذي ينكر وجود الرب، وكلهم كفرة في النار.
نعوذ بالله منها، ومنهم.
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 06:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيوخي الفضلاء الشيخ ابو المنذر والشيخ عبدالرحمن
أسئل الله أن يبارك لكم في وقتكم وينفعنا بعلمكم
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 07 - 05, 11:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1663(45/491)
ما حكم إمامة حليق اللحية؟
ـ[أبوكندة المقدسي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:01 م]ـ
افتونا في هذه المسالة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 02:28 م]ـ
فتاوى ورسائل ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
1001 سئل فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة خلف الإمام حالق اللحية ومسبل الثوب؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن حصل إمام أتقى لله منه فالصلاة خلفه أولى بلا شك, و إن لم يحصل, أو دخلت مسجد جماعة وكان الذي يصلي بهم هو هذا الرجل الحليق أو المسبل فلا حرج أن تصلي خلفه؛ لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الفاسق تصح إمامته, وأن كان الأتقى أولى منه.
* * *
1002 سئل فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة خلف مسبل الثوب, وحالق اللحية؟ وما حكم إمامتهما؟ وجزاكم الله خيراً.
فأجاب فضيلته بقوله: إسبال الثياب محرم, ولا فرق أن يسبل الإنسان خيلاء تيهاً وتبختراً, أو أن يسبله عادة سار عليها مقلداً فيها غيره, لكن إن كان خيلاء فإن الله لا يكلمه ولا يزكيه ولا ينظر إليه يوم القيامة, وله عذاب أليم كما ورد في الحديث ,وإن كان لغير الخيلاء فيعذب بالنار فيما وقعت فيه المخالفة, ((فما أسفل من الكعبين ففي النار)).
فعلى هذا يجب على الرجل أن يرفع لباسه أعلى من كعبيه, وقد رأى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – شاباً قد نزل إزاره على الأرض, فقال (ردوا على الغلام, فقال: يابن أخي أرف ثوبك, فإنه أبقى لثوبك, وأتقى لربك)).
فإن رفع الثوب فائدتين:
الأولى: تقوى الله عز وجل.
الثانية: أنه أوفر للثوب له من التقطع و التمزق.
وإذا كان الإسبال حراماً فإن أهل العلم اختلفوا في صلاة المسبل.
فبعض أهل العلم يرى أن صلاته تبطل؛ لأن من شرط الساتر أن يكون مباحاً, ساتراً طاهراً, فالمحرم لا يحصل الستر به؛ لأنه ممنوع من لبسه, والنجس لا يحصل الستر به؛ لأنه يجب اجتناب النجاسة, والشفاف لا يحصل الستر به كما هو ظاهر.
وقال بعض العلماء: إن صلاة المسبل تصح, ولكن مع إصراره على ذلك يكون فاسقاً, وإمامته لا تصح عند بعض العلماء, ولكن إذا وجدته يصلي فادخل معهم, والإثم عليه, وأنت صلاتك صحيحة؛ لأن من صحت صلاته صحت إمامته.
وأما حالق اللحية لا يجوز لأنه معصية للرسول صلي الله عليه وسلم فيما صح عنه بقوله صلي الله عليه وسلم (خالفوا المشركين وفروا اللحى وحفوا الشوارب)).وإذا كان حلق اللحية معصية فإن المصر عليها يكون من الفاسقين, والفاسق لا تصح لصلاته عند كثير من أهل العلم, و لكن الصواب صحة إمامته إلا لا ينبغي أن يكون إماماً راتباً, فإذا وجدت إماماًحالقاً لحيته يصلي بالناس فصل معهم والإثم عليه.
* * *
1003 سئل فضيلة الشيخ: إنني بعض الأحيان أحضر إلى الصلاة في المسجد فأجد الجماعة قد صلوا, إلا إنني ربما أجد جماعة بعدهم و هؤلاء قد يؤمهم من يكون مدخناً, ومن ثم أصلي معهم وأنا على مضض فهل هذه الصلاة سليمة؟ وما هي شروط الإمامه؟ نرجو إفادتنا مشكورين.
فأجاب فضيلته بقوله: هذا العمل سليم و لا بأس به؛ لأن الصلاة تصح خلف المدخن, وصلاة المدخن صحيحة, ومن صحت صلاته صحة إمامته؛ لأن المقصود أن يكون إماما لك وهذا يكون بصحة الصلاة, ولهذا لو وجدت شخصاً يشرب الدخان, أو حالق اللحية, أو يتعامل بالربا, أو ما أشابه ذلك فلا حرج عليك أن تصلي معه وصلاتك صحيحة.
وأما الصلاة خلف المسبل الذي ينزل ثوبه ففي صحة صلاته نظر عند بعض العلماء؛لأن الإسبال يعود إلى معنى يتعلق بالصلاة, فإن الثوب من شروط الصلاة – أي ستر العورة – لقوله تعالىصلي الله عليه وسلم يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (لأعراف: من الآية31). وست العورة واجب, ولا بد أن يكون بالثوب مباح, فلو ستر بثوب محرم فإن وجوده كالعدم على المشهور من مذهب الإمام أحمد, ولهذا قالوا إذا صلى في ثوب محرم عليه فإن صلاته لا تصح, وإذا لم تصح صلاته فإن إمامته لا تصح.
وبهذه المناسبة أود أن أوجه النصيحة لكافة إخواني المسلمين أن يتوبوا إلى الله من إسبال ثيابهم و مشالحهم وسراويلهم, فإن هذا فيه وعيد ثابت عن النبي صلي الله عليه وسلم, فما سواء لبسه على سبيل الخيلاء, أو على غير سبيل الخيلاء, فما أسفل الكعبين ففي النار ,أما إذا جر ثوبه خيلاء فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/492)
وعلى ذلك فأنني أنصح مثل هؤلاء الأئمة الذين امتن الله عليهم بهذا اللباس – ومن شكر الله سبحانه وتعالى – أن لا يجعلوه وسيلة لما يخالف أوامر رسوله صلي الله عليه وسلم.
وأما شروط الإمامة فنقول من صحت صلاته صحت إمامته, اللهم إلا المرأة لا تكون إماماً للرجال, وبناء عليه فتصح إمامة الصبي ولو كان دون البلوغ.
* * *
1004 سئل فضيلة الشيخ: عن رجل يعمل عملاً حراماً ويتمادى فيه ويصر عليه, وإذا أتاه في بيته من يعمل الحرام يستقبله ولا يرفض ذلك, مع العلم أنه يظهر التدين و الانقياد لله ويقرأ القرآن ويصلي في المسجد كل الصلوات. ما حكم الصلاة خلف هذا الرجل؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن أهل العلم اختلفوا في صلاة خلف الفاسق الذي يتمادى بالمعصية الصغيرة ويصر عليها, أو يقع في كبيرة ولم يتب منها, اختلفوا في الصلاة خلفه على قولين:
أحدهما: أن الصلاة خلفه لا تصح لما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه نهى أن يؤم الرجل المؤمن رجل فاجر.ولأن هذا لا تقبل شهادته, و لاتصح ولايته, فلم يكن أهلاً لأن يتولى الإمامة على المسلمين.
الثاني: وذهب بعض أهل العلم إلى صحة صلاة خلف الفاسق مادام فسقه لم يخرجه إلى الكفر, وذلك لأن الأصل في المؤمن الذي تصح صلاته, أن تصح إمامته إلا إن قام الدليل على المنع منه, والدليل هنا غير قائم.
والحديث الذي احتج به المانعون ضعيف ليس بحجة.
وأما التعليل الذي عللوا به, فإنه في الجواب عنه إن الولاية على نوعين:
النوع الأول: ولاية يكون فيها الإنسان مطلق التصرف فهذه قد لا تصح للفاسق.
النوع الثاني: ولاية لا يكون
فيها مطلق التصرف, بحيث ينكر عليه كل أحد رآه مخالفاً لما يجب أن يكون عليه في هذه الولاية, فإن ولايته فيها تصح, فقد ثبت أن الصحابة – رضي الله عنهم -والصواب عندنا أن الصلاة خلف الفاسق, لكن الصلاة خلف غير أولى وأكمل.
عنهم – صلوا خلف أهل الفسوق, وهذا يدل على أن القول هو الصحيح الذي لا يسع الناس اليوم العمل إلا به.
و لأننا لو طبقنا هذا الشرط على الأئمة لما وجدنا إلا النادر النادر ممن تصح إمامته؛ لأن أكثر الناس لا يخلو من بعض المعاصي إصراراً عليها, أو من بعض الكبائر, فمن الذي يسلم من الغيبة مثلاً؟! ومن الذي يسلم من تقصير في وظيفته والمحافظة عليها؟! ومن الذي يسلم من بغض أهل الحق لمجرد هوى يهواه؟! إلى غير ذلك من أسباب الفسق, فإن الخلو منها والسلامة منها أمر نادر.
والصواب عندنا أن الصلاة تصح خلف الفاسق، لكن الصلاة خلف غيره أولي وأكمل.
أما بالنسبة لهذا الرجل الذي وصفت حاله, فإنه إذا كان مصراً على أمر ثبت تحريمه بالكتاب, والسنة يكون بذلك فاسقاً, فإن كان من كبائر الذنوب صار بمجرد فعله, إذا لم يتب منه, وإن كان من الصغائر لم يكن فاسقاً إلا إذا أصر عليه, هذا ما قرره أهل العلم, ونسأل الله لنا وله الهداية.
1005 سئل فضيلة الشيخ: عن حكم إمامة المرأة للصبيان؟
فأجاب فضيلته بقوله: الصحيح أنه لا يجوز أن تكون المرأة إماماً للرجل سواء كلن صغيراً أم كبيراً, وبناء على ذلك فإنه في هذه الحال إذا أرادت المرأة إذا أرادت أن تصلي جماعة فإنها تجعل هذا الصبي هو الإمام, وتصلي خلفه؛ لأن إمامة الصبي جائزة حتى في الفريضة, فقد ثبت من حديث عمرو بن سلمة الجرمي أنه قال: قال أبي: جئت من عند النبي صلي الله عليه وسلم حقاً- لأن أباه كان وافداً مع الوفود إلى النبي صلي الله عليه وسلم في سنة تسع من الهجرة – فقال: جئتكم من عند النبي صلي الله عليه وسلم حقاً ,وقال (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم, وليؤمكم أكثركم قرأنا)) ,قال: فنظروا فلم يجدوا أكثر مني قرأنا فقدموني, وأنا ابن ست, أو سبع سنين, وهذا الحديث ثابت في صحيح البخاري وهو دليل على أن إمامة الصبي في الفريضة جائزة.
ـ[أبوكندة المقدسي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 11:42 ص]ـ
شكرا جزيلا لكي يا اخي
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 05 - 05, 05:03 م]ـ
رابط قد يفيد:
سؤال: هل يجوز ترك الصلاة خلف إمام حليق اللحية،وإن لم يتواجد غيره؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24989&highlight=%C7%C8%E4+%C8%C7%D2+%CD%E1%DE+%C7%E1%E1% CD%ED%C9+%DA%E3%D1(45/493)
هل يستحق إنهاء كتاب كبير احتفالاً؟
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[12 - 05 - 05, 04:48 م]ـ
هل يستحق إنهاء كتاب كبير احتفالاً؟
إمام مسجد يشرح على أهل المسجد الصحاح والسنن
وأنهى معهم كتاباً في سنين،
ثم كتاباً آخر في سنين أيضاً وهكذا ......
((في مشروع له بإنهاء كتب السنة كلها، وقد أنهى منها كثيراً))
فهل له الحق في احتفال بتلك المناسبة مع أهل مسجده؟!
مثلاً كتاباً كالبخاري، شرحه من فتح الباري،
وتم الشرح كاملاً، من أول حديث إلى آخر حديث،
ثم مسلم من شرح النووي إلى آخره،
ثم النسائي
ثم ابن ماجه ...... إلى آخره
ومع كل كتاب يتجدد هذا السؤال التالي:-
مدى مشروعية هذا الاحتفال؟
ولو كان مشروعاً كيف يكون في نظرك؟
وأسألك - فيما بيني وبينك - عن تجاربك الشخصية في ذلك،
وعن شيوخك الأفاضل -إن شاء الله- إذا أنهوا معك كتاباً،
ماذا كنت تفعل؟
وماذا كان يفعل شيوخك الأفاضل؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:14 م]ـ
رابط قد يفيد، إكمالا للبحث لا جوابا عن السؤال:
الاحتفال والوليمة عند انجاز بحث علمي او حفظ القرآن موجود لدى العلماء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=562
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:56 ص]ـ
لم يزل البحث جارياً
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:17 م]ـ
لم يزل البحث جارياً
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:14 ص]ـ
البحث قد انتهى.
وأشكر الأخ الفاضل المسيطير على تفاعله النافع.(45/494)
هل بحث أحد الاخوان حديث " الأحمق المطاع" في وصف عيينه بن حصن
ـ[آل حسين]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:09 م]ـ
السلام عليكم
هل قام احد الاخوان ببحث يتعلق بحديث " الأحمق المطاع " في وصف عيينه بن حصن 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فلم اجد فيه مايشفي الغليل
ـ[عمرو سليم]ــــــــ[03 - 04 - 09, 04:10 ص]ـ
عيينة بن حصن واسمه حذيفة وسمي عيينة لشتر كان بعينه وهو الذي قال فيه الرسول عليه السلام (الأحمق المطاع) لأنه كان من الجرارين تتبعه عشرة آلاف قناة، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم {إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره} وفي رواية أخرى: أنه قال إني أداريه لأني أخشى أن يفسد علي خلقا كثيرا وفي هذا بيان معنى الشر الذي اتقى منه وكان دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن فلما قال له " أين الإذن "؟ قال ما استأذنت على مضري قبلك، وقال ما هذه الحميراء معك يا محمد؟ فقال هي عائشة بنت أبي بكر "، فقال طلقها، وأنزل لك عن أم البنين في أمور كثيرة تذكر من جفائه أسلم، ثم ارتد وآمن بطليحة حين تنبأ وأخذ أسيرا، فأتي به أبو بكر رضي الله عنه أسيرا، فمن عليه ولم يزل مظهرا للإسلام على جفوته وعنجهيته ولوثة أعرابيته حتى مات
و الحقيقه انني توقفت امام هذا الحديث و بحثت لاعلم كيف لاحمق ان يتولى قياده أمه؟؟
فوقفت على ما ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب: «المعمرون والوصايا» قال: وصّى حصن بن حذيفة ولده عند موته، وكانوا عشرة، وكان سبب موته أنّ كُرز بن عامر العقيلي طعنه، فاشتدّ مرضه، فقال لهم: الموت أَرْوَحُ ممّا أنا فيه، فأيكم يطيعني؟ قالوا: كلُّنا. فبدأ بالأكبر فقال: خذ سيفي هذا، فضعه على صدري ثم اتّكئ عليه حتى يخرج من ظهري. فقال: يا أبتاه! هل يقتل الرجل أباه؟
فعرض ذلك عليهم واحداً واحداً فأبوا إلاّ عيينة، فقال: يا أبتِ، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى، ولك مني طاعة؟ قال: بلى! قال: فمرني كيف أصنع؟ قال: ألقِ السيف يا بنيّ؛ فإني أردت أن أبلوَكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب أنت سيد ولدي من بعدي، ولك رياستي، فجمع بني بدر فأعلمهم بذلك، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كُرزاً.
و هناك درس الاحمق المطاع. هل تريد أن تعرف من هو؟ للشيخ محمد عمارة
http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=10008
لكن للاسف الوصله تالفه
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 07:15 ص]ـ
قال ابن القيم بأن كل حديث فيه لفظة الحميراء يعني بها عائشة فهو ضعيف، ولا أذكر أين قاله.
ـ[أبو روينة]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:38 م]ـ
عدد المواد 3
1 - دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة وذلك قبل أن يضرب الحجاب، فقال: من هذه الحميراء يا رسول الله؟ قال: هذه عائشة بنت أبي بكر. قال: أفلا أنزل لك عن أجمل النساء؟ قال: لا. فلما خرج قالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال: هذا الأحمق المطاع في قومه.
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 2/ 167
خلاصة الدرجة: مرسل، ويزيد متروك وقد قيل: إن كل حديث فيه: يا حميراء لم يصح، و أوهى ذلك تشميس الماء، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها: لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص. فإنه خبر موضوع
2 - كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل أنزل لك عن امرأتي وتنزل لي عن امرأتك وأزيدك قال فأنزل الله {ولا أن تبدل بهن من أزواجك ولو أعجبك حسنهن} قال فدخل عيينة بن حصن الفرازي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بغيؤ إذن فقال له عليه السلام يا عيينة وأين الاستئذان قال يا رسول الله ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء التي هي جنبك يا رسول الله قال هذه عائشة أم المؤمنين فقال عيينة يا رسول الله أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال يا عيينة إن الله حرم ذلك قال فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله من هذا قال هذا أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/ 122
خلاصة الدرجة: [فيه] إسحاق بن عبد الله قال البزار لين الحديث
3 - كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل بادلني امرأتك وأبادلك امرأتي أي تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله عز وجل {ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة رضي الله عنها فدخل بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الاستئذان فقال يا رسول الله والله ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عائشة أم المؤمنين قال أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال يا عيينة إن الله تبارك وتعالى قد حرم ذلك قال فلما خرج قالت عائشة رحمة الله عليها من هذا قال أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 95
خلاصة الدرجة: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك
منقول الدرر السنية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/495)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:43 م]ـ
قال ابن القيم بأن كل حديث فيه لفظة الحميراء يعني بها عائشة فهو ضعيف، ولا أذكر أين قاله.
أخي أبو الوليد ـ حفظه الله ـ:
قاله ابن القيم في المنار المنيف.
" (89): وكل حديث فيه " يا حميراء "، أو ذكر " الحميراء "، فهو كذب مختلق مثل: " يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا ".(45/496)
هل تشميت العاطس فرض كفاية أم فرض عين؟
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[12 - 05 - 05, 07:29 م]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو لي والله أعلم أن الموضوع كله وضع في العنوان ولذلك لا أشق عليكم إنما أريد أعرف دليل الفريقين من قال بأنه عيني ومن قال أنه كفائي ومن مِن الأئمة قال بالتعيين ومن قال بالكفاية؟
رفع الله قدركم أخوكم في الله
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 05:30 ص]ـ
فتح الباري ج10/ص603
خمس تجب للمسلم على المسلم فذكر منها التشميت وهو عند مسلم أيضا وفي حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل من عنده يرحمك الله ونحوه عند الطبراني من حديث أبي مالك وقد أخذ بظاهرها بن مزين من المالكية وقال به جمهور أهل الظاهر وقال بن أبي جمرة قال جماعة من علمائنا إنه فرض عين وقواه بن القيم في حواشي السنن فقال جاء بلفظ الوجوب الصريح وبلفظ الحق الدال عليه وبلفظ على الظاهرة فيه وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه وبقول الصحابي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا ريب أن الفقهاء أثبتوا وجوب أشياء كثيرة بدون مجموع هذه الأشياء وذهب آخرون إلى أنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ورجحه أبو الوليد بن رشد وأبو بكر بن العربي وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة وذهب عبد الوهاب وجماعة من المالكية إلى أنه مستحب ويجزئ الواحد عن الجماعة وهو قول الشافعية والراجح من حيث الدليل القول الثاني والأحاديث الصحيحة الدالة على الوجوب لا تنافي كونه على الكفاية فإن الأمر بتشميت العاطس وإن ورد في عموم المكلفين ففرض الكفاية يخاطب به الجميع على الأصح ويسقط بفعل البعض وأما من قال إنه فرض على مبهم فإنه ينافي كونه فرض عين))
زاد المعاد ج: 2 ص: 435
ثبت عنه ((إن الله يحب العطاس ويكره التثأوب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثأوب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ذكره البخاري فظاهر الحديث .....
أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله ولا يجزىء تشميت الواحد عنهم وهذا أحد قولي العلماء واختاره ابن أبي زيد وأبو بكر بن العربي المالكيان ولا دافع له))
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن على إفادتك
ألا ترى تضاربا في النقل عن ابن العربي فالحافظ ابن حجر نقل عنه أنه فرض كفاية،وابن القيم نقل عنه أنه فرض عين، فياليتك ياعبدالرحمن تحقق لنا رأي ابن العربي أو غيرك من المشاركين ولكم منا جزيل الشكر
(طبعا أنا لم أرجع إلى الفتح ولا إلى الزاد وإنما قلت هذا بناء على كتابتك هذه)
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:43 م]ـ
الأذكار ج1/ص213 للنووي:
ويجزئ تشميت واحد من الجماعة كمذهبنا وقال ابن مزين يلزم كل واحد منهم واختاره ابن العربي المالكي))
سبل السلام ج4/ص149
وإلى وجوب التشميت لمن ذكر ذهبت الظاهرية وبن العربي وأنه يجب على كل سامع))
نيل الأوطار ج4/ص45
وقال أهل الظاهر إنه يلزم كل واحد وبه قال بن أبي مريم واختاره بن العربي))
ويراجع شرحه للترمذي لانه ليس عندي ,,,,,واعذرني يا اخي بارك الله فيك
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:16 ص]ـ
راجعت شرح ابن العربي للترمذي المسمى: عارضة الأحوذي فوجدته نص على أن ظاهر الحديث يدل على أنه فرض عين
وإليكم نص ماقاله في مسائل أحاديث أبواب العطاس من أبواب الأدب: (الثانية: قوله (فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته) وهذا دليل ظاهر على وجوب التشميت، وقال القضي عبدالوهاب: هو مستحب، والصحيح وجوبه لهذا الخبر.
(الثالثة) هل هو واجب على كل أحد أم يجزئ واحد عن الجماعة؟ قال عبدالوهاب: يجزئ واحد عن الجماعة، وقال ابن المزين: يلزم كل واحد وعليه يدل ظاهر الحديث)
أقول: فلعل الحافظ ابن حجر رحمه الله قد اطلع على رأي له في كتاب آخر أو أنه حصل تصحيف في النص وقد يكون ابن حجر رحمه الله وهم في هذا وجل من لايسهو
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:31 ص]ـ
نفعك الله ونفع بك
وما قلته يحتمل(45/497)
المجلس الأول: هل "ملتقى أهل الحديث" من مجالس الذكر؟
ـ[باسل الرشود]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير.
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.
أما بعد،،
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
وقد جاء في فضل مجالس الذكر ما جاء ..
فمنها ما رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا: نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
ومنها ما رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)
ومنها ما رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر؛ فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك، فيقول: وكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا وتحميدا، وأكثر لك تسبيحا، فيقول: فما يسألوني؟، فيقولون: يسألونك الجنة فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ فيقولون: من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة، فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم!، فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)
أسال الله أن نكون من هؤلاء ..
ولم كان ذا كذا؛ سألت عصر اليوم الشيخ الصالح المعمر فقيه الحنابلة ببلده غير متعتع: عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل-متع الله بعمره-: أيدخل في مجالس الذكر مجالس العلم التي تكون عبر الاتصالات الحديثة بالهاتف والشبكة؟
فقال: يدخل؛ المهم النية، أن تكون لله لا للمغالبة ..
قلت: فيكون أحدهم في الصين والآخر في الهند والثالث في نجد؟
قال: نعم ولو كان ..
والأمر أظهر من شيخ، ولكن أردتها فتوى لهذا المجلس المبارك "ملتقى أهل الحديث"؛ أفتتح بها؛ وأقدمها بين يدي نجواي.
عسى الله أن يصلح لنا ولهم النية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل باسل الرشود، ونفع بالشيخ عبد العزيز، وأمدَّ له في الخير ....
مسألة الوسائط الحديثة، كملتقى أهل الحديث، والاتصال بالهاتف، والنقل بالأقمار الصناعية ... الخ
وهل تأخذ حكم مجلس الذكر؟
لا يخفى أن الاتصال بهذه الوسائط ينقسم إلى أقسام: اتصال مشافهة، اتصال مكاتبة، اتصال مشافهة ومشاهدة، وهنالك أنواع أخرى لا تهم الآن ...
وهذه الأقسام كلها تنقسم إلى قسمين: اتصال مباشر فوري، واتصال غير مباشر.
ويبدو لي هذا الملتقى المبارك أقرب إلى المكاتبة، منه إلى غيره، ومن ثم يظهر لي أنه من جنس المراسلات التي كانت ـ ولا تزال ـ تقع بين الناس، لا من جنس المجالسة.
وذلك لأمرين:
ـ التواصل فيه عن طريق الكتابة فقط، فيشبه التراسل.
ـ لا يحصل الاتصال في وقتٍ واحد، بل يقع فاصل زمني مؤثر، وربما امتد سنين عدداً.
وفرقٌ بين أن أقول جلستُ إلى فلانٍ، وبين أن أقول: كاتبتُ فلاناً ...
وبالطبع: فإن هذا لا يقدح في مشروعية المكاتبة، لكن البحث هنا في كونه يأخذ حكم مجلس الذكر.
هذا ما يظهر لي، أطرحه لأستفيد من رأيكم ورأي الإخوان، مع استحضار فضل الله تعالى وسعته، وأنه لا حدَّ لمنتهاه، وأن المشتغل بالعلم الشرعي موعودٌ بالخير أنى كان،،،
وجزاكم الله خيراً على الإفادة، وعلى سعة الصدر في المباحثة،،،
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/498)
ـ[النصري]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:35 ص]ـ
بارك الله في الناقل والمنقول عنه.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:39 ص]ـ
حياكم الله يا شيخ باسل؛
وأخيراً قمتم بالمشاركة!
- وكلام الشيخ أبو عبد الله جيد، وله حظٌ من النظر، فبارك الله فيه، ونفع به.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:58 ص]ـ
جزى الله المشايخ الفضلاء خير الجزاء.
رابط قديم قد يفيد:
استماع الذكر عن طريق الشريط في السيارة هل يدخل في حديث مجالس الذكر؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13281&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%DA%E3%D1+%C7%E1%DA%ED%C F+%C7%C8%E4+%C8%C7%D2
وهذا رابط آخر قد يفيد، لكن من جانب بعيد:
هل يقصد عمر رضي الله عنه مثل هذا الملتقى؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16395&highlight=%ED%DE%D5%CF+%DA%E3%D1+%C7%E1%E3%E1%CA%D E%EC
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:14 م]ـ
حياك الله ونفع الله بك يا أخي (باسل الرشود)
وياليت تفيدنا بما عندك من المقالات والفوائد والشعر.
وإن شاء الله سوف تستفيد وسوف تفيد أهل هذا الملتقى المبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك وزميلك في كلية الشريعة (البليهي)(45/499)
عاجل للغاية أريد توجيه قول أبو يوسف و محمد في وجوب زكاة ما له ثمرة باقية مخالفين بذلك
ـ[أبو ساره]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:10 ص]ـ
إلى الأخوة الأعزاء
أريد توجيه قول أبو يوسف و محمد في وجوب زكاة ما له ثمرة باقية مخالفين بذلك قول الإمام أبي حنيفة.
الدليل الموجود في كتب الحنفية الموجودة أمامي غير و اضح
أرجو توضيح الدليل مع وجه الدلالةعاجلا لحاجتي الماسة إليه(45/500)
مدى صحة هذا الأثر: لإبليس خمسة من الأولاد ثبر و الأعور و مسوط و داسم و زكنبور
ـ[السفاقسي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم و حمة الله
ذكر بن الجوزي رحمه الله في كتابه تلبيس إبليس:
قال القرشي: و حدثنا بشر بن الوليد الكندي: ثنا محمد بن طلحة , عن زيد بن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده, قد جعل كل واحد منهم على شىء من أمره ثم سماهم فذكر: ثبر و الأعور و مسوط و داسم و زكنبور
ما مدى صحة هذا الأثر بارك الله فيكم و جازاكم الله كل خير
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:22 م]ـ
حتى وإن صح فهو من قول مجاهد رحمه الله، والظاهر أنه من أخبار بني إسرائيل.
قال الطبري عند قوله تعالى: ((أفتتخذونه وذريته ... )) الآية:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، ((أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني)) قال: ذريته: هم الشياطين، وكان يعدهم " زلنبور " صاحب الأسواق ويضع رايته في كل سوق ما بين السماء والأرض، "و ثبر" صاحب المصائب، و " الأعور " صاحب الزنا و " مسوط " صاحب الأخبار يأتي بها فيلقيها في أفواه الناس، ولا يجدون لها أصلا، و " داسم " الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسلم ولم يذكر الله بصره من المتاع ما لم يرفع، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه.
وبنحوه رواه أبو الشيخ في العظمة.(46/1)
جمع كلام شيخ الإسلام في الأعلام ...
ـ[النصري]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:34 ص]ـ
صادفت حين قراءتي للسفر العظيم الموسوم بمجموع فتاوى شيخ الاسلام، كلاما للإمام العلم عن ابن حزم في المجلد الرابع ولا أستحضر الصفحة لكن بعد الثلاثمائة والتسعين، حيث تكلم عنه بإنصاف وعدل حين رد عليه مسألة نبوة النساء، فخطر في بالي جمع أشباه مثل هذه الدرر من شيخ الإسلام، فهل وقف باحث على مثل هذه الدرر مجموعة في كتاب أو نشمر عن ساعد الجد فنجمع.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:59 ص]ـ
- لا أدري، ولكنْ أرى أْنْ تُشَمِّر، فلكل فاكهة مذاق -
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:00 ص]ـ
- مكررة -
ـ[أبو العلاء السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عثرت على جزء لطيف، في الرجال الذين تكلم عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع
الفتاوى 0
جمعه وأعده/ عبد الحميد السحيباني 0
من منشورات دار الوطن0
وهو لطيف في بابه0
وجزاكم الله خيرا0
ـ[النصري]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:48 م]ـ
جزى الله الأخوين خيرا، ولعلني أسعى للحصول على نسخة السحيباني.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:51 ص]ـ
وليتني فشا وليتي ندرا ... ومع لعل اعكس وكن مخيرا
في الباقيات .................(46/2)
الصلاة بالفاتحة فقط في الفرض مع عدم قراءة سورة
ـ[السفاقسي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم و حمة الله
هل تعتبر الصلاة صحيحة في صلاة الفرض بالفاتحة فقط و عدم قراءة سورة
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:31 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتقرر عند جمهور أهل العلم أن الفرض في الصلاة هو قراءة الفاتحة فقط لما في الصحيحين عن عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال {لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب}
وليس في الحديث زيادة (وسورة) أقصد في رواية الصحيحين
وعلى هذا فمن اكتفى بالفاتحة فقط فصلاته صحيحة إن شاء الله ولا شيء عليه
ـ[البقاعي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 05:39 م]ـ
نعم صلاته صحيحة و الأدلة كثيرة منها حديث المسيء صلاته وغيرها ...
ـ[أبو حسين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:11 م]ـ
صحيح مسلم ج1/ص297
396 حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب واللفظ لعمرو قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا بن جريج عن عطاء قال قال أبو هريرة في كل الصلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفينا منكم فقال له رجل إن لم أزد على أم القرآن فقال إن زدت عليها فهو خير وإن انتهيت إليها أجزأت عنك
396 حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد يعني بن زريع عن حبيب المعلم عن عطاء قال قال أبو هريرة في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفيناه منكم ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:01 م]ـ
فتح الباري ج2/ص252
وفيه استحباب السورة أو الآيات مع الفاتحة وهو قول الجمهور في الصبح والجمعة والأوليين من غيرهما وصح إيجاب ذلك عن بعض الصحابة كما تقدم وهو عثمان بن أبي العاص وقال به بعض الحنفية وبن كتانة من المالكية وحكاه القاضي الفراء الحنبلي في الشرح الصغير رواية عن أحمد))
فتح الباري ج2/ص243
فائدة زاد معمر عن الزهري في آخر حديث الباب فصاعدا أخرجه النسائي وغيره واستدل به على وجوب قدر زائد على الفاتحة وتعقب بأنه ورد لدفع توهم قصر الحكم على الفاتحة قال البخاري في جزء القراءة هو نظير قوله تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا وادعى بن حبان والقرطبى وغيرهما الإجماع على عدم وجوب قدر زائد عليها وفيه نظر لثبوته عن بعض الصحابة ومن بعدهم فيما رواه بن المنذر وغيره ولعلهم أرادوا أن الأمر استقر على ذلك))
تفسير القرطبي ج1/ص125
وقد أبى كثير من أهل العلم ترك السورة لضرورة أو لغير ضرورة منهم عمران بن حصين وأبو سعيد الخدري وخوات بن جبير ومجاهد وأبو وائل وبن عمر وبن عباس وغيرهم قالوا لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها من القرآن فمنهم من حد آيتين ومنهم من حد آية ومنهم من لم يحد وقال شيء من القرآن معها وكل هذا موجب لتعلم ما تيسر من القرآن على كل حال مع فاتحة الكتاب لحديث عبادة وأبي سعيد الخدري وغيرهما وفي المدونة وكيع عن الأعمش عن خيثمة قال حدثني من سمع عمر بن الخطاب يقول لا تجزئ صلاة من لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها واختلف المذهب في قراءة السورة على ثلاثة أقوال سنة فضيلة واجبة))
ـ[أبو حسين]ــــــــ[14 - 05 - 05, 02:22 ص]ـ
تفسير القرطبي ج1/ص125
وقد أبى كثير من أهل العلم ترك السورة لضرورة أو لغير ضرورة منهم عمران بن حصين وأبو سعيد الخدري وخوات بن جبير ومجاهد وأبو وائل وبن عمر وبن عباس وغيرهم قالوا لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها من القرآن فمنهم من حد آيتين ومنهم من حد آية ومنهم من لم يحد وقال شيء من القرآن معها
هل هذه الآثار صحيحه
ـ[السفاقسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 05:39 ص]ـ
السلام عليكم و حمة الله
بارك الله فيكم و جازاكم الله كل خير
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 08:06 م]ـ
السلام عليكم
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (وصلوا كما رأيتموني أصلي)
وحديث المسيء في صلاته أمره أن يقرأ ما تيسر من القرآن
والسلام عليكم(46/3)
هل ثبت عن السلف أن لله عينين؟
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:18 م]ـ
السلام عليكم
مَنْ مِنْ الأسلافِ الأتقياءِ يَعتقدونَ اللهَ لَهُ عينان؟ هَلْ أي واحد أنكرَ هذا الموقعِ بقول عينَ أَو عيونَ بدلاً مِن ذلك؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13981&highlight=%DA%ED%E4%ED%E4(46/4)
هل لي بترجمة عن هذا العلم إسماعيل بن حمدون الجوريشي
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 12:45 م]ـ
حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا إسماعيل بن حمدون الجوريشي، حدثنا سعيد بن أبي زيدون، حدثنا الفريأبي، حدثنا سفيان الثوري، قال: ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلى الآخرة إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه، من ذلك الغم إلى روح الدنيا.
الاخوة الاكارم في الملتقى هل لي بترجمة عن هذا العلم
إسماعيل بن حمدون الجوريشي
المصدر حلية الاولياء للاصبهاني
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:48 م]ـ
أخي العزيز حاولت البحث في اكثر من مصدر بطرقي الخاصة ولكن للاسف لم اجده
وسوف استأنف البحث من جديد فيما بعد ان شاء الله
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 03:25 م]ـ
مشاركة في الفائد
الرجل تارة يذكر بالجورسي وكنيته أبو بكر ويكون بالرملة وهي بفلسطين
كما في تاريخ مدينة دمشق (34/ 28):
( ....... وعلي بن أحمد بن سليمان علان بمصر وأبا بكر إسماعيل بن أحمد الجورسي بالرملة وأبا الحسن أحمد بن محمد القصري ..... ).
وتارة بالحويرسي طكما في حلية الأولياء (7/ 79).
لعل هذا يزيد في تسهيل البحث إن شاء الله.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 03:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات الطيبة
ونحن بانتظار المزيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:31 م]ـ
هو ابن الحوريس أحد القراء
وعلى هذا يصح الحوريسي
أما الجوريشي فتصحيف بلا ريب
وكذا الجورسي
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:33 م]ـ
528] مد أبي داود في المراسيل إسماعيل بن أبي بكر الرملي روى عن مكحول الشامي وعبدة بن أبي لبابة ورأى عمر بن عبد العزيز وعنه ضمرة بن ربيعة ذكره بن سميع في الطبقة الخامسة قلت وذكره أبو زرعة الدمشقي في أصحاب مكحول وقال أبو حاتم مجهول وذكره بن حبان في الثقات
-------------------------------------
هذا ماوجدته لك بهذا الاسم فاذا كان هو فسوف اقوم لك بالبحث على هذا الاسم في مصادر أخرى
لانه الان سوف يسهل علينا البحث عنه بكثير
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:50 م]ـ
ليس هو قطعا
فالذي ذكرتموه متقدم
بينما المراد هنا هو ابن الحوريس أحد القراء قرأ على هشام بن عمار
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:54 م]ـ
فائدة
نسخة الحلية غير معتمدة في ضبط الأسماء
فان كتاب الحلية طبع طبعة سقيمة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:00 م]ـ
وبهذا الاسم يقول عنه الامام الذهبي في ميزان الاعتدال
إسماعيل بن أبى بكر. عن عبدة بن أبى لبابة. مجهول. 857
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
لكن لقب الجوريشي موجود وان لحد الان اجد اختلاط
من الناس في كتابة الاسم ونقله
فمنهم من يكتبه الجويرشي الجرشي او الجورشي
وما الى ذلك
لانه في البحث تجد الاسمين الجوريشي مرة والحوريسي تارة اخرى
والله تعالى اعلم(46/5)
هل هذا الحديث صحيح: ان مما إن مما عهد إلي النبي أن الأمة ستغدر بي بعده
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المستدرك للحاكم ج 3 ص 150:
4676 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال: إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه و سلم أن الأمة ستغدر بي بعده
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:54 م]ـ
32) إن الأمة ستغدر بك من بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنى من أحبك أحبنى ومن أبغضك أبغضنى وإن هذه ستخضب من هذه يعنى لحيته من رأسه (الدارقطنى فى الأفراد، والحاكم، والخطيب عن على)
أخرجه الدارقطنى فى الأفراد كما فى أطراف ابن طاهر (1/ 252، رقم 386)، والحاكم (3/ 153، رقم 4686)، وقال: صحيح. والخطيب (11/ 216). وأخرجه أيضًا: الحارث كما فى بغية الباحث (2/ 905، رقم 984)، وابن طاهر القيسرانى فى تذكرة الحفاظ من طريق الدارقطنى (3/ 995) وقال قال الدارقطنى: غريب.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:15 م]ـ
إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمقتل علي رضي الله عنه صحيح لا مرية فيه وأن الذي يقتله شقي محروم وهذا متواتر عندنا ومعروف.
ومن ألفاظه المعروفةأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أشقى الأولين عاقر الناقة، و أشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي و أشار إلى حيث يطعن"
وهو حديث صحيح عندنا
وكذا قول الني صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه "أيا أبا تراب! ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، و الذي يضربك على هذه يعني قرن علي حتى تبتل هذه من الدم، يعني لحيته"
لكن الحديث الذي ذكرته بهذا اللفظ ضعيف بأن الأمة ستغدر به.
الحديث ضعفه غير واحد من أهل العلم
منهم البخاري كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهايةالجزء 6، صفحة 218
وحتى البيهقي لما ذكر الحديث قال بعده:"فإن صح" مما يدل على استغرابه واستنكاره له
وكذا الدارقطني
وايضا ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية
وأحمد شاكر
والألباني السلسلة الضعيفة صفحة 4905
وفي الإسناد حصين بن مخارق بن ورقاء أبو جنادة الكوفي
وعليك بترجمته فهي حافلة جدا
وكذا فيه ثعلبة بن يزيد الحمامي وهو ضعيف
وفي بعض طرقه ايضا حكيم بن جبير وهو ضعيف.
هذا هو إنصاف أهل السنة محبوا الإمام علي رضي الله عنه وحشرنا معه
وليس إجاحف بعض من يدعي محبته الذين يبنون عقيدة كاملة في الطعن على الإمة على أحاديث ضعيفة لا تصح.
أخوكم
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 04:48 م]ـ
السلام عليكم
والحديث الذي ذكره أخينا فهد لا يصح ايضا
فقد عنعن هشيم وهو شهير بالتدليس وهنا لم يصرح بالسماع
وهناك قصة شهيرة فيها ان هشيم كان شهير بالتدليس
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني
بالنسبة للرواية التي في المستدرك فيها أبو إدريس الأودي الذي روى عن علي رضي الله عنه
حقيقة اردت ان ابحث عن ترجمة له، فتهت
وها انا اسوق التراجم التي تهت فيها ولا اعلم ايها له:
الثقات لابن حبان ج4 ص 11:
1613 - إبراهيم بن أبى حديد الأودي ويقال بن حديد وكنيته أبو إدريس يروى عن على عداده في الكوفيين روى عنه إسماعيل بن سالم
الجرح والتعديل ج2 ص 96:
262 - إبراهيم بن أبى حديد جد إدريس الأودي روى عن على مرسل روى عنه ابناه وداود والحسن بن عبيد الله وإسماعيل بن سالم الأسدي سمعت أبى يقول ذلك قال وسئل أبى عنه فقال مجهول
لكن لما اذهب الى ترجمة إسماعيل بن سالم الأسدي، اريد بذلك ان اجد نفس اسم شيخه ((ابو ادريس الأودي)) اجد ان له شيخ اسمه أبو إدريس يزيد بن عبدالرحمن الأودي! وليس إبراهيم بن أبي حديد
وليس له ترجمة في التهذيبين
ولكن هناك شخص اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودى الزعافرى ولكن كنيته أبو داوود وفيه أنه روى عن علي رضي الله عنه ولم لم اجد ان اسماعيل بن سالم روى عنه
اخواني لقد تهت ولا اعرف من هو هذا ابو ادريس الأودي
هل من مساعدة
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:21 م]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 324:
وقال البيهقي بعد ذكره طرفا من هذه الطرق وقد رويناه في كتاب السنن باسناد صحيح عن زيد بن أسلم عن أبي سنان الدؤلي عن علي في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقتله
هل من أحد منكم ايها الإخوة ان يات بنص الحديث الذي رواه البيهقي باسناد صحيح ..
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:31 م]ـ
السلام عليكم
لم أقف عليها في السنن
ولكن وقفت عليها في مسند عبد الحميد والشريعة للآجري والأحاد والمثاني لأبن أبي عاصم والكني للدولابي كلهم بنفس الأسناد الذي سئلت عنه
ونص جميعهم ان ابي سنان ذكر انهم عادوا عليا رضي الله عنه في مرض له وذكروا له انهم خافوا ان يموت من مرضه ذلك ولكنهم قال انه لم يخاف لأن رسول الله (ص) خبره انه يقتل بيد شقي ويسيل دمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/6)
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك اخي سيف الرسول
طيب ماذا عن ابو ادريس الأودي، هل عرفت من هو؟
لقد جمعت الروايات التي روة هذا الحديث وهي كالتالي:
المستدرك للحاكم ج 3 ص 150:
4676 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال: إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه و سلم أن الأمة ستغدر بي بعده
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
مسند البزار ج3 ص 91:
869 - حدثنا هارون بن سفيان قال: نا علي بن قادم قال: نا شريك عن أجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن أبيه هكذا قال: وأحسبه غلط إنما هو عن علي قال: سمعت عليا يقول على المنبر: والله لعهد النبي الأمي إلى أن الأمة ستغدر بي
وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن حبيب عن ثعلبة عن علي: فطر بن خليفة وغيره
دلائل النبوة للبيهقي: جماع أبواب غزو تبوك، رواية رقم 2759
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا أبو جعفر بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أخبرنا عبيد الله، وأبو نعيم، وثابت بن محمد، عن فطر بن خليفة، قال: وحدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عبيد الله، حدثنا عبدالعزيز بن سياه، قالا جميعا، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة الحماني، قال: سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر وهو يقول: والله لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي: " أن الأمة ستغدر بك بعدي ". لفظ حديث فطر. قال البخاري: ثعلبة بن يزيد الحماني فيه نظر، لا يتابع عليه في حديثه هذا، قلت: كذا قال البخاري. وقد رويناه بإسناد آخر، عن علي إن كان محفوظا
دلائل النبوة في جماع ابواب غزو تبوك، رواية رقم 2760:
أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا محمد بن شوذب الواسطي، بها، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا عمرو بن عون، عن هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس الأزدي، عن علي، قال: إن مما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الأمة ستغدر بك بعدي " فإن صح هذا فيحتمل أن يكون المراد به، والله أعلم، في خروج من خرج عليه في إمارته، قم في قتله.
الكنى والأسماء للدولابي، من كنيته أبو أيوب، ذكر من كنبته أبو إدريس رواية رقم 441:
حدثنا يحيى بن غيلان، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، وحدثنا فهد بن عوف، قال، ثنا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس إبراهيم بن أبي حديد الأودي أن علي بن أبي طالب، قال: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستغدر بي من بعده. قال: وسمعت أبي يقول: أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبدالله. حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: " أبو إدريس الذي حدث عن: المسيب بن نجية اسمه: سوار "
كما تروا اخواني الكرام، فقد وقع في اسناد الدولابي ان ابا ادريس الأودي هو ابو ادريس ابراهيم بن ابي حديد، فان كان كذلك فالرواية ضعيفة لمن قال انه يروى عن علي مرسلا، ولمن قال انه مجهول
ولكن لما نذهب الى اسماعيل بن سالم الأسدي نجد ان شيخه اسمه ابو ادريس يزيد بن عبدالرحمن الأودي وليس ابراهيم بن ابي حديد!!
فهل هناك احد يحل لنا هذا الاشكال بارك الله فيكم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:05 م]ـ
للرفع ..
اخواني الكرام من هو ابو ادريس الأودي؟ هل هو يزيد بن عبدالرحمن او ابراهيم بن أبي حديد؟(46/7)
السري عن شعيب عن سيف! هل منهم ثقة؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 05:20 م]ـ
السلام عليكم
كثيرا ما يذكر الطبري في تاريخه كتب لي السري عن شعيب عن سيف
فهل السري هذا و شعيب كسيف في الضعف ام هما ثقتان؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:31 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو حسين]ــــــــ[14 - 05 - 05, 04:30 ص]ـ
تاريخ الطبري ج2/ص225
كتب الي السري بن يحيى يقول حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي عن سيف بن عمر قال
من كلام أبي زكريا في الرجال ج1:ص69
182 السري بن يحيى ثقة
تقريب التهذيب ج1:ص230
2223 السري بن يحيى بن إياس بن حرملة الشيباني البصري ثقة أخطأ الأزدي في تضعيفه من السابعة مات سنة سبع وستين بخ س
الكاشف ج1:ص427
1814 السري بن يحيى الشيباني البصري عن الحسن وعمرو بن دينار وعنه بن وهب ومسلم قال القطان ثقة ثبت مات 167 س
راجع تهذيب الكمال ج10:ص232
طبقات ابن سعد ج7:ص277
التاريخ الكبير ج4:ص175
لسان الميزان ج3:ص145
517 شعيب بن إبراهيم الكوفى راوية كتب سيف عنه فيه جهالة انتهى ذكره بن عدى وقال ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة وفيها ما فيه تحامل على السلف وفي ثقات بن حبان شعيب بن إبراهيم من أهل الكوفة يروى عن محمد بن أبان البلخي روى عنه يعقوب بن سفيان فيحتمل ان يكون هو والظاهر انه غيره.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص377
3709 4137 - شعيب بن إبراهيم الكوفي رواية كتب سيف عنه فيه جهالة.
الكامل في الضعفاء ج4:ص4
885 شعيب بن إبراهيم كوفي ثنا محمد بن هارون بن حميد ثنا عبد الله بن عمر ثنا شعيب بن إبراهيم ثنا سيف حدثني أبو عمر مولى إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله عن زيد بن أسلم عن أبيه عن شقران قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع قائلا يقول لا يزال حواري تلوح عظامه زوى الحرب عنه ان يخن فيقبرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقلت هذا معاوية بن التابوت ورفاعة بن عمرو بن التابوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ودعهما الى نار جهنم دعا قال بن عدي وشعيب بن إبراهيم هذا له أحاديث وأخبار وهو ليس بذلك المعروف ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة وفيه بعض النكرة لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف.
ضعفاء الأصبهاني ج1:ص91
95 سيف بن عمر الضبي الكوفي متهم في دينه مرمي بالزندقة ساقط الحديث لا شيء
الضعفاء للنسائي ج1:ص50
256 سيف بن عمر الضبي ضعيف
الجرح والتعديل ج4:ص278
1198 سيف بن عمر الضبي روى عن عبيد الله بن عمر العمرى روى عنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي والنضر بن حماد سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين انه قال سيف بن عمر الضبي الذي يحدث عنه المحاربي ضعيف الحديث حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن سيف بن عمر الضبي فقال متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي
راجع المجروحين ج1:ص345
الكامل في الضعفاء ج3:ص435
الضعفاء الكبير ج2:ص175
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص35
المغني في الضعفاء ج1:ص292
والله اعلم
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا كثيرا أخي ابو الحسين لم تزل لي ابدا مفيدا فبارك الله لك وفيك آمين
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:36 م]ـ
سيف بن عمر التميمي وسؤال مهم جداً ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5578&highlight=%D3%ED%DD+%DA%E3%D1)
حكم هذا الاسناد "وكتب إلي السري عن شعيب عن سيف" في تاريخ الطبري ? ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24277&highlight=%CA%C7%D1%ED%CE+%C7%E1%D8%C8%D1%ED)
أسانيد (تاريخ الطبري) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24383&highlight=%CA%C7%D1%ED%CE+%C7%E1%D8%C8%D1%ED)
هل تفرد سيف بن عمر بأخبار عبدالله بن سبأ؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22115&highlight=%D3%ED%DD+%DA%E3%D1)
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 05 - 05, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن مسعود.روابط مفيدة جدا
ـ[أبو حسين]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:41 م]ـ
السري بن يحيى هو: السري بن يحيى بن السري مصعب أبو عبيدة الدارمي
تاريخ الإسلام ج20:ص353
السَّريّ بن يحيى بن السَّريّ الدّارميّ
روى عنك ابن أخي هنّاد بن السَّريّ الكوفيّ الدّارميّ
روى عن أبي نعيم وقبيصة وأبي غسّان النهَّديّ وأحمد بن يونس وطبقتهم
وعنه أبو ذرّ محمد بن محمد بن يوسف وعبد الله بن جامع الحلوانيّ بن عقدة وأبو نعيم بن عديّ وخيثمة الأطرابلسيّ وطائفة
قال ابن أبي حاتم كان صدوقاً
وقال ابن عقدة توفّي في المحرَّم لسبعٍ بقين من سنة أربعٍ وسبعين ومائتين
لأن الطبري توفى سنة 310 السري بن يحيى الشيباني توفى سنة 167
الكاشف ج1:ص427
1814 السري بن يحيى الشيباني البصري عن الحسن وعمرو بن دينار وعنه بن وهب ومسلم قال القطان ثقة ثبت مات 167 س
والله اعلم(46/8)
ما صحة هذا الحديث
ـ[أبو الوليد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «الغيبة أشد من الزنا» فقيل: ولم ذاك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال (صلى الله عليه وسلم): «صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه، حتى يكون صاحبه الذي يحله
فما درجة هذا الحديث
ـ[أبو حسين]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:04 م]ـ
تفسير الثعلبي ج9/ص85
أخبرني الحسين قال حدّثنا موسى بن محمّد بن علي قال حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال حدّثنا يحيى بن أيّوب قال حدّثنا أسباط عن أبي رجاء الخراساني عن عبّاد بن كثير عن الحريري عن أبي نصرة عن جابر بن عبدالله وأبي سعيد الخُدري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشدّ من الزنا قيل وكيف قال إنّ الرجل يزني ثمّ يتوب فيتوب الله عليه وإنّ صاحب الغيبة لا يُغفر له حتّى يغفر له صاحبه
مجمع الزوائد ج8/ص92
وعن جابر بن عبدالله وأبي سعيد الخدري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا فقيل وكيف قال الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله علي وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك
الكشف الحثيث ج1/ص88
205 حامد بن آدم المروزي عدة أحمد بن علي السليماني فيمن اتهم بوضع الحديث وقال أبو داود السبخي قلت لابن معين عندنا شيخ يقال له حامد بن آدم يروي عن يزيد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر رفعاه الغيبة أشد من الزنا فقال هذا كذب لعنه الله انتهى وقد ذكره بن حبان في كتابه وقال ربما أخطأ >
موضوعات الصغاني ج1/ص59
95 - ومنها قولهم الغيبة أشد من الزنا
معرفة التذكرة ج1/ص266
1084 - الغيبة أشد من الزنا فيه عباد بن كثير الكاهلي هو متروك الحديث
تذكرة الموضوعات ج1/ص59
95 ومنها قولهم الغيبة أشد من الزنا.
ـ[أبو الوليد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 06:17 م]ـ
بارك الله فيك ولك وعليك(46/9)
طلب أقوال و ردود للكتاب الدعاء المستجاب ....
ـ[سلمان 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب أقوال و ردود للكتاب الدعاء المستجاب
جمع و ترتيب أحمد عبدالجواد
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:00 م]ـ
هاك أخي ..
كشف الحجاب عن كتاب الدعاء المستجاب
تأليف: خالد الردادي
طبع: مكتبة ابن القيم بالمدينة (في حد علمي أنها مغلقة من سنين ولم يعد لها وجود).
الطبعة الأولى 1414
عدد الصفحات 144 وهي رسالة من القطع المتوسط.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
لي طلب "عاجل" إليك و هو:
هل تستطع إرساله إلي في البريد العادي
و بارك الله فيك وحفظك
أنا بحاجة إلى هذا الكتاب ... وفقكم الله ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سلمان 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:21 م]ـ
من يستطيع إرساله إلي في البريد العادي فيخبرني ....
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 05 - 05, 09:47 م]ـ
أبشر أخي .. سأبحث لك على نسخة وإن لم أجد سأصور لك نسخة
أرسل لي الاسم والعنوان وسيصلك قريبا إن شاء الله.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[13 - 05 - 05, 10:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً
تم إرسال رسالة خاصة ....
ـ[محمد ابو ناصر]ــــــــ[02 - 04 - 10, 08:07 م]ـ
وأنا في حاجة الى مثل هذا الكتاب حيث أمر ببعض الامور التي أحمد الله عليها لعلي أجد ما فيه الفرج بعد كتاب الله تعالى.
شاكرا ومقدرا(46/10)
ثلاث أسئلة ...
ـ[عبدالله سند الحربي]ــــــــ[13 - 05 - 05, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
الأخوة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه العلم مشكوراً إفادتي بما يلي:
* ما معنى الكتب المسندة
هل نستطيع أن نقول أنها الكتب التي أشترط أصحابها صحة ما يسندونه فيها إلى صحيح البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حيان والحاكم؟
*حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ اَنَسٍ، قَالَ كَانَ لِاَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ اَبُو عُمَيْرٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَاحِكُهُ قَالَ فَرَاهُ حَزِينًا فَقَالَ يَا اَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.
إدا لم يكن يحيى في السند في الحديث السابق مادا يصير الحديث؟
إدا لم يكن حميد في السند في الحديث السابق مادا يصير الحديث؟
إدا لم يكن أنس في السند في الحديث السابق مادا يصير الحديث؟
* هل كتاب تهديب الكمال هو مختصر لكتاب " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة" وإدا لم يكن فماهو الكتاب الدي اختصره وأين أجد هدين الكتابين؟
مع خالص دعائي لمن يجيبني وجزاكم الله خير.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:08 م]ـ
* الكتب المسندة هي التي يأتِ لكل رواية فيها إسناد ظاهر المعالم يرويه الشاهد إلى المبلغ إلى الراوي.
*
1:معلق
2:منقطع
3: مرسل
*تهذيب الكمال هو مختصر لكتاب الكمال في اسماء الرجال للمقدسي
أما كتاب الكاشف فهو كتاب رجال للذهبي رحمه الله مثل كتاب تقريب التهذيب لبن حجر رحمه الله.
والله اعلم(46/11)
رواية حماد بن سلمة عن قتادة ..
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[13 - 05 - 05, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء لحماد بن سلمة أحاديث في الصفات، أنكرها البعض عليه، ومن انكرها قال ان ربيب حماد بن سلمة دس في كتبه هذه الاحاديث فصار حماد يحدث بها دون ان يحس بذلك
ولكن وجدت في تهذيب التهذيب ج 3 ص 13 كلاما يرد على هذا الادعاء وهو:
وقال الدولابي ثنا محمد بن شجاع البلخي حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال كان حماد بن سلمة لا يعترف بهذه الأحاديث التي في الصفات حتى خرج مرة إلى عبادان فجاء وهو يرويها فسمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون أنها دست في كتبه وقد قيل إن بن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه قرأت بخط الذهبي بن البلخي ليس بمصدق على حماد وأمثاله وقد اتهم قلت وعباد أيضا ليس بشيء وقد قال أبو داود لم يكن لحماد بن سلمة كتاب غير كتاب قيس بن سعد يعني كان يحفظ علمه وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ضاع كتاب حماد عن قيس بن سعد وكان يحدثهم من حفظه وأورده له بن عدي في الكامل عدة أحاديث مما ينفرد به متنا أو إسنادا قال وحماد من أجلة المسلمين وهو مفتي البصرة وقد حدث عنه من هو أكبر منه سنا وله أحاديث كثيرة
وانا ابحث عن رواية في الصفات يرويها حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة ان ابن عباس رضي الله عنه، فمن طعن فيها طعن للسبب السابق، وقد تبين انه مردود لان ابن البلخي متهم
بقي ما ورد في شرح علل الترمذي ج2 ص 164 ان حماد بن سلمة يخطأ كثيرا في حديث قتادة
فهل يعد هذا هو طعنا يضعف من اي رواية يرويها حماد بن سلمة عن قتادة؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:03 م]ـ
افيدونا بارك الله فيكم(46/12)
.. أن رجلا كان يلقب حمارا _ ما صحة ما ورد فى هذا
ـ[بن عباس]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:18 ص]ـ
جاء فى مسند أبى يعلي:
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه: عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى فجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله
قال المحقق: رجاله رجال الصحيح.
فهل صحت هذه الرواية
وقال الحافظ فى الفتح:
وقد أخرج أبو يعلى من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم بسند الباب " أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعسل فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعط هذا متاعه، فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى " ووقع في حديث محمد بن عمرو بن حزم بعد قوله " يحب الله ورسوله " قال " وكان لا يدخل إلى المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم جاء فقال: يا رسول الله هذا أهديت لك، فإذا جاء صاحبه طلب ثمنه جاء به فقال: أعط هذا الثمن، فيقول ألم تهده إلي؟ فيقول: ليس عندي، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه.
فما صحة هذه الرواية أيضاً بارك الله فيكم. لأن البعض قال أن جميع روايات نعيمان الأنصارى فى المزاح ضعيفة.
ـ[بن عباس]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:46 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 07:06 م]ـ
أخرج البخاري في صحيحه (كتاب الحدود باب ما يكره من لعن شارب الخمر وإنه ليس بخارج من الملة) بنحوه:
حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب:
(أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله).
ـ[بن عباس]ــــــــ[15 - 05 - 05, 07:14 م]ـ
نعم جزاك الله خيراً أخى ولكنى أريد صحة روايات أبى يعلى خاصة الرواية الأخيرة، بارك الله فيكم.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:14 م]ـ
أخي الكريم ابن عباس بعد الدراسة الآتية ظهر لي أن الحديث صحيح:
رجال سند أبي يعلى الموصلي
1. محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني في التقريب (ص 490): (ثقة حافظ فاضل من العاشرة ع).
2. عبد الله بن نمير بنون مصغر الهمداني أبو هشام الكوفي في التقريب (ص 327): (ثقة صاحب حديث من أهل السنة من كبار التاسعة ع).
3. هشام بن سعد.
قال الذهبي في الكاشف (2/ 336): عن زيد بن أسلم ونافع والمقبري وعنه بن وهب والقعنبي وابن مهدي قال أبو حاتم لا يحتج به وقال أحمد لم يكن بالحافظ قلت: حسن الحديث مات 16 م 4).
وقال الحافظ في التقريب (ص 572): (صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من كبار السابعة مات سنة ستين أو قبلها خت م 4).
4. زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبد الله وأبو أسامة المدني في التقريب (ص 222): (ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع).
5. أسلم العدوي مولى عمر في التقريب (ص 104): (ثقة مخضرم مات سنة ثمانين وقيل بعد سنة ستين وهو بن أربع عشرة ومائة سنة ع).
قلت: الحديث معلول بهشام بن سعد وحسن حديثه الذهبي، وهو ما ووافق قول الحافظ (صدوق له أوهام) وقد توبع كما في رواية البخاري المذكورة آنفا والتي تعضد رواية أبي يعلى، كما حسن سند الحديث ابن دهيش محقق الأحاديث المختارة (1/ 184) الذي رواه من طريق محمد بن عبد الله بن نمير.
والله أعلم وإحالة العلم إليه أسلم.(46/13)
قول أبو يوسف و محمد في الزكاة
ـ[أبو ساره]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:30 ص]ـ
الأخ مشرف المنتدى الفقهي
لا أدري لماذا تم حذف مشاركتي بالأمس حول قول أبو يوسف و محمد في وجوب الزكاة فيما له ثمرة باقية، الدليل الموجود غير واضح و أنا أحتاج إلى هذا الدليل بشدة، أرجو ألا يتم حذف هذه المشاركة أيضا
ـ[أبو ساره]ــــــــ[14 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
للرفع و التذكير للأهمية البالغة(46/14)
من مات بسبب التدخين .... مات منتحراً؟
ـ[بن عباس]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخوتى فى الله بارك الله فيكم
علم الجميع أن التدخين يسبب الوفاة وأمراض عظيمة كثيرة قد تؤدى للوفاة ولكن هل من شرب السجائر مع علمه بذلك وتسببت له فى الموت المفاجئ كما يحدث أو أصيب بمرض ظل معه حتى تسبب فى موته هل هذا يعتبر قتل نفسه وهل له حكم المنتحر؟
وهل من أهل العلم من تكلم فى ذلك وجزاكم الله خيرا.
ـ[بن عباس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:54 ص]ـ
للرفع
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:31 م]ـ
للرفع للمشايخ
وأورد استشكالا استشكله بعضهم حينما ذكر له تحريمها وقوله تعالى (ولا تقتلوا انفسكم) فقال المخالف وأكل اللحوم السمينة بكثرة والدهون او الذي يأكل كثيرا يصاب بالسمنة وهي ايضا سبب مؤكد لعشرات الأمراض وتفضي للموت من اقلها تصلب الشرايين وامراض القلب فلم لم تحرموها! فهل نرد ونقول ان الزيادة عن الطبيعي في أكلها يدخل في الحد المنهي عنه؟
ـ[بن عباس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:40 م]ـ
نعم أخى هذا ما سمعته هنا من الكثير فى مصر أيضاً ولكن أنا بصدد التدخين حيث يكتب على الغلاف " تسبب الوفاة " فلا يدعى أحد الجهل مثلاً _ كما فى حالة الإكثار من بعض الأطعمة الضارة _ وهذا كان مقصدى وأتمنى أن يتحفنا الأخوة ببحوث أو كلام لأهل العلم فى ذلك وفى إستشكالك أيضاً. جزاك الله خيراً
ـ[أبو علي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 09:22 م]ـ
في البخاريِّ: (من تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .. )
والله أعلم
ـ[نايف بن سمير]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:13 ص]ـ
الاخ في الله ابوعلي وفقه الله لكل خير الحديث متفق عليه اخرجه الامام البخاري في كتاب الطب باب شرب السم والدواء به ومايخاف منه والخبيث .. والامام مسلم كتاب الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وان من قتل نفسه بشي عذب به فى النار وانه لايدخل الجنة الا نفس مسلمة
ـ[بن عباس]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على تفاعلكم ولكن هل من أهل العلم من إعتبر المتوفى بسبب التدخين قاتل لنفسه وهل بذلك قد إستحل قتل نفسه؟
وهل هناك إجماع على كفر المنتحر أم هى مسألة خلافية؟
نرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.
ـ[السدوسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:35 ص]ـ
المعتبر في الانتحار القصد وشارب الدخان لم يقصد قتل نفسه ومثله كذلك الذي يتجاوز السرعة المقررة نظاما وإن كان قد نص بعض أهل العلم من المعاصرين على أن حكمه - أي المسرع - حكم المنتحر لكن المتأمل في المسألة يجد أن قصد الانتحار غير موجود فيه بخلاف الذي يتحسى سما أو يتردى من شاهق فقصد الموت فيه ظاهر.
ـ[المضري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:01 م]ـ
هل المدخن يدخن بنية قتل نفسه؟؟
ـ[بن عباس]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:12 ص]ـ
إخوتى بارك الله فيكم .. نعم إن المدخن لا يقصد قتل نفسه لكن البعض خاصة بعدما كتب على علب السجائر " تسبب الوفاة " إعتبر من يدخنها بمثابة المتعمد قتل نفسه ولو بعد حين وأنه بذلك قامت عليه الحجة وأنها بذلك أصبحت من ضمن السموم القاتلة.
جزاكم الله خيراً.(46/15)
حكم رجوع الأم في الهبة
ـ[عبدالله التريكي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 02:58 ص]ـ
اختلف العلماء في هذه المسألة على أربعة أقوال:
القول الأول: ذهب الامام ابو حنيفة والامام مالك إلى أن الأم لاتملك الرجوع عن الهبة
ودليلهم: أن الأب له أن يأخذ من مال ولده والأم لاتأخذ، ولأن الأب له الولاية دونها.
القول الثاني: ذهب الشافعي إلى أنها تملك الرجوع على الاطلاق
وأدلته:1.أنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم (ليس لأحد أن يعطي عطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده) رواه الترمذي
2. أنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم (سووا بين أولادكم)
3. أنها ساوت الأب في تحريم تفضيل بعض ولدها فينبغي أن تساويه في التمكن من الرجوع فيما فضلته به تخليصاً لها ن الإثم وإزالة التفضيل المحرم كالأب
القول الثالث: ذهب الامام مالك إلى أنها تملك الرجوع في حياة الأب فقط أما إذا كان يتيماً ووهبت له فليس لها حق الرجوع
القول الرابع:أن الأم ليس لها الرجوع ولكن بشروط ثلاثة:
1. أن تريد بالهبة الصلة والعطف والحنان على الولد لكونه محتاجاً
2. أن تريد بالهبة مجرد ثواب الآخرة لا ذات الولد
3. أن يكون ولدها كبيراً أو صغيراً له أب
هذه هي أهم الأقوال في المسألة ولعل الراجح - ان شاء الله - هو القول الثاني وهو أنها تملك الرجوع على الاطلاق وذلك لقوة أدلتهم حيث استدلوا بأدلة نقلية وعقلية. [/ b][/size](46/16)
هل هذا السند صحيح؟
ـ[كتبي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:40 ص]ـ
السلام عليكم!
أخرج ابن بطة في الكبرى في أول (باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها الى كفر غير خارج به عن الملة) قال:
ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد القافلائي: قال حدثنا أبو بكر محمد بن اسحاق الصاغاني، قال حدثنا خلف بن الوليد، قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن ليث عن معقل بن يسار عن أبي بكر (مرفوعا) ...
ما درجة صحة هذا السند؟
فمتنه عجيب ...
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[فايز العريني]ــــــــ[14 - 05 - 05, 12:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخي الحبيب على عجاله هذا السند فيه ابو جعفر الرازي وهو ضعيف. ولعل يكون لي وقت با المساء افيدك اكثر عن رجال السند
ـ[أبو غازي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لو أنك أخّرت الإجابة يا أخي فايز إلى حين المساء لكان أفضل, لكي يتسنى لك مراجعة أقوال الأئمة النقاد في أبي جعفر الرازي.
أفضل من حكى حاله ابن حبان رحمه الله حيث قال:" كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات, ولا يجوز الاعتبار بروايته فيما يخالف الأثبات". (كتاب المجروحين من المحدثين لابن حبان 2/ 101).
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:22 م]ـ
عندي سؤال جزاكم الله خيرا هل صحيح أن ابن بطة رحمه الله تعالى كان ضعيفا في الحديث؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:09 م]ـ
فائدة مصدر ابن بطة هو كتاب الصاغاني
فليعلم(46/17)
سؤال عن وكيع بن الجراح و حبيب بن أبي ثابت
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[14 - 05 - 05, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام أحمد عن «وكيع»: «أنه أخطأ في خمس مائة حديث».
تهذيب التهذيب: ج11 ص125.
فسؤالي اخواني الكرام كل رواية رواها الامام وكيع بن اجراح رحمه الله تعالى؟
اريد مجموع الروايات التي رواها لكي نقارنها بالتي قال احمد انه اخطا فيها
فهناك اخواني الكرام من المتعالمين هذه الايام ممن يشكك بروايات وكيع ويقول ان احمد قال عنه انه اخطا في خمسمائة رواية فكيف تروون له في مسلم والبخاري ..
وايضا سؤالي عن حبيب بن أبي ثابت، روي انه كان يدلس
وفي رواية في صحيح مسلم ج2 ص 666 عنعن ولم يصرح في السماع:
93 - (969) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب (قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع) عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال
: قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته
فهل عنعنته هنا مخلة؟ ام ثبت ان الحديث مروي من طريق اخر عن ابي وائل فيه تصريح بالسماع؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:36 م]ـ
رواه الأعمش عن أبي وائل عند الطبراني في الأوسط (4314) ولينظر في إسناده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:14 م]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
(فهناك اخواني الكرام من المتعالمين هذه الايام ممن يشكك بروايات وكيع ويقول ان احمد قال عنه انه اخطا في خمسمائة رواية فكيف تروون له في مسلم والبخاري)
من هم؟
لاشك أنهم جهال
نسأل الله لهم الهداية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:17 م]ـ
وأرى أن هولاء القوم من الرافضة
أو الشيعة أو من نحا نحوهم
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:42 م]ـ
نعم أخي ابن وهب
فكثيرا ما يردون الأحاديث التي تأتي بوجود وكيع فيها أعني الرافضة ويستدلون بمقولة أحمد رحمه الله
وهو من العجب العجاب ان ترى الرافضة الذين ليس عندهم علم حديث يفتون ويتكلمون في احاديث اهل السنة!
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:02 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني الكرام
وجزاكم الله خيرا،ونعم هم الرافضة
اخواني الكرام هل هناك من اخبر بعدد مرويات وكيع ابن الجراح رحمه الله تعالى؟(46/18)
تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:03 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فهذه الكلمات تلخيص لكتاب " تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام " تحقيق وصي الله بن محمد عباس وبعض الزيادات من عندي.
أقوال العلماء في حكم القراءة خلف الإمام:
القول الأول: أنها فرض في السرية والجهرية وهو قول الشافعي في الجديد إسحاق وابن المبارك ورواية عن أحمد ورواية عن مالك
القول الثاني: أنها لا تقرأ وهو المشهور من مذهب الحنفية أن القراءة حرام ولكن ينبغي أن يتضح أن ابن حبان قال إن أبا حنيفة ومحمد وأبا يوسف اختاروا عدم القراءة أما القراءة فلم يقولوا بحرمتها وكراهتها.
القول الثالث: أنها جائزة وهو مذهب أحمد ومالك أي تقرأ في السرية دون الجهرية.
الباب الأول
الفصل الأول إثبات قراءة الفاتحة خلف الإمام بالأحاديث المرفوعة
الحديث الأول
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب رواه الجماعة
فثبت من هذا الحديث وجوب قراءة الفاتحة على كل مصلٍ إماما كان أو مأموما أو منفردا وهو عام يشمل المأموم مثلما يشمل الأمام والمنفرد ولا يخرج أي مصلٍ من هذا الحكم العام ويدل على هذا العموم كلمة "من" التي هي من كلمات العموم.
وكما يشمل هذا الحديث كل مصلٍ كذلك يشمل كل صلاة فرضا كانت أم تطوعا ويدل على هذا العموم قوله "لا صلاة "أيد هذا العموم: ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد.
فإن قال قائل "إن هذا الحديث خاص بالمنفرد كما قال سفيان "
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم عمم فقال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" فيبقى الحكم عاما وتخصيصه يحتاج إلى حديث صحيح مرفوع ولايمكن تخصيصه بقول سفيان ولا بقول أجد غيره ولذلك رد الخطابي عل قول سفيان فقال "هذا عموم لا يجوز تخصيصه إلا بدليل.فإن قيل إن الإمام أحمد أول حديث عبادة بأثر جابر"من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا أن يكون وراء إمام ". فالجواب أن الإمام أحمد مع تأويله هذا.قد اختار قراءة الفاتحة خلف الإمام.قال الترمذي "واختار أحمد مع هذا القراءة خلف الإمام وأن لا يترك الرجل فاتحة الكتاب وإن كان خلف الإمام " جامع الترمذي "2/ 124".
وأكبر دليل على بقاء هذا الحديث عاما رواية أخرى عن عبادة نفسه قال " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة
فلما انصرف قال "إني أراكم تقرأون وراء الإمام "قلنا يا رسول الله إي والله قال:لا تفعلوا إلا بأم القرآن " رواه الترمذي وقال "حسن" وأبو داود والنسائي وغيرهم وقال الترمذي حديث الباب "أي المختصر " أنه أصح.قال أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه: وكأن الترمذي بذلك يزعم أنهما حديث واحد.وأن الزهري ومكحول اختلفا على محمود بن الربيع وليس كما زعم،بل هما حديثان متغايران لا يعل أحدهما الآخر وحديث ومكحول حديث صحيح لا علة له وحسن هذا الإسناد الدار قطني.ومن طرق ثلاثة أخرى عن محمد بن إسحاق وقال البغوي في شرح السنة ورجال إسناده ثقات إلا ما قيل في محمد بن إسحاق لكنه ثقة. قال بدر الدين العيني في شرح البخاري "ابن إسحاق من الثقات الكبار عند الجمهور، وقال ابن الهمام في فتح القدير "وأما ابن إسحاق فثقة ثقة لا شبة عندنا في ذلك، ولا عند المحدثين.
وقال أيضا وهو الحق الأبلج وما نقل عن مالك فيه لايثبث ولو صح لم يقبله أهل العلم، كيف وقد قال شعبة فيه: هو أمير المؤمنين في الحديث، وروى عنه مثل ذلك الثوري وابن إدريس حماد بن زيد ويزيد بن زر يع وابن المبارك واحتمله أحمد وابن معين.وقد أطال البخاري في توثيقه في كتاب القراءة خلف الإمام وذكره ابن حبان وإن مالك رجع عن الكلام في ابن إسحاق.وقال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد " أما حمله "يعني ابن الجوزي " على ابن إسحاق فلا طائل فيه فإن الأئمة قبلوا حديثه، وأكثر ما عيب فيه التدليس والرواية عن المجهولين. أما هو في نفسه فصدوق وهو حجة في المغازي عند الجمهور. وقد أشبع في توثيقه البيهقي وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة في (طبقات المدلسين) لكنه لا يضر كونه مدلسا هنا فقد صرح بالتحديث في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/19)
روايات احمد وغيره
*وتابع محمد بن إسحاق زيد بن واقد أيضا عند أبو داود وقال إسناده صحيح ورواته ثقات قال ابن حجر في التلخيص (ومن شواهد ما رواه أحمد من طريق خالد الحذاء عن أبي قلاب عن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحديث إسناده حسن ا. هـ
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري " والظاهر أن حديث الباب مختصر من هذا وكان هذا سببه.والله أعلم.
ومن الأدلة على بقاء عموم هذا الحديث أن عبادة نفسه فهم منه العموم لكل مصل وكان يقرأ الفاتحة خلف الإمام.وورد عن عبادة بإسناد صحيح كما في التمهيد.فإن قيل "إن المراد في قوله "لا صلاة " نفي الكمال لا نفي الذات "
فالجواب: فقد ثبت من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ". رواه ابن خزيمة بإسناد صحيح وابن حبان كذلك.
الحديث الثاني
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام " فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال أقربها في نفسك " رواه مسلم.
الخدج يطلق على نقص الذاتي أي النقص الحاصل بفوات ركن الشيء وجزئه والظاهر أن الصلاة إذا صارت خداجا صارت باطلة غير صحيحة بالضرورة، وهذا الحديث عام لكل مصل فإن كلمة "من" من ألفاظ العموم.
* قال ابن عبد البر في الاستذكار في حديث أبي هريرة هذا من الفقه إيجاب القراءة بالفاتحة في كل صلاة وإن الصلاة إذا لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج والخداج النقصان والفساد ومن ذالك قولهم خدجت الناقة إذا ولدت قبل تمام وقتها وقبل تمام الخلقة، وذلك نتاج فاسد وقال الخطابي في معالم السنن في شرح فهي خداج يعني ناقصة نقص فساد وبطلان تقول أخدجت الناقة إذا ألقت ولدها وهو دم لم يستبن خلقه فهي مخدج والخداج اسم مبنى منه ا. هـ
* قال الزرقاني في شرح الموطأ "فهو حجة قوية على وجوب قراءتها في كل صلاة "
*تنبيه قال بعض العلماء: أن المراد بقوله اقرأ بها في نفسك التدبر والتفكر في معاني سورة الفاتحة لا القراءة سرا.
الجواب: أنه أخطأ هذا القائل خطأ فاحشا وأساء فهما فإن الشائع في معنى "في النفس " هو القراءة سرا قال الله تعالى "واذكر ربك في نفسك "
*فإن قيل جاء في صحيح البخاري عن أبي بكرة أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف فذكر ذالك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "زادك الله الله حرصا ولاتعد.
فهذا يدل على عدم وجوب الفاتحة على المأموم وإلا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكرة بإعادة تلك الركعة التي لحق فيها الجماعة.
الجواب: أنه لاستقيم الاستدلال بهذا الحديث على عدم وجوب الفاتحة على المأموم نعم كان يصح به الاستدلال على هذا الأمر لو ورد في الحديث أن أبا بكرة لحق بالجماعة من غير أن يقرأ الفاتحة أو أنه لم يعد تلك الركعة ولا ذكر لهذين الأمرين في الحديث ولا يستنبطان منه بأي وجه من الوجوه
• فإن قيل روى النسائي عن أبي الدر داء أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة قال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه فالتفت إلي وكنت أقرب القوم منه فقال "ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم " قال النسائي:هو من كلامه صلى الله عليه وسلم خطأ وإنما هو من قول أبي الدر داء، ولكن روى عنه البيهقي ما يعارضه، قال روينا عن أبي الدرداء أنه قال "لاتترك قراءة الفاتحة جهر أو لم يجهر ".
الحديث الثالث
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة،فلما انصرف قال "إني أراكم تقرءون وراء إمامكم قال: قلنا يارسول الله إي والله قال لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لاصلاة لمن لم يقرأ بها ". رواه الترمذي وقال حسن و أبو داود والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح.قال الخطابي في معالم السنن "إسناده جيد لاطعن فيه وقال ابن حجر في الدراية أخرجه أبو داود بإسناد رجاله ثقات وقال الدار قطني:إسناده حسن ورجاله ثقات وقال الحاكم إسناده مستقيم وقال البيهقي صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/20)
• قال ابن القيم في تهذيب السنن وقد رواه البخاري في كتاب القراءة وقال هو صحيح ووثق ابن إسحاق أثنى عليه واحتج بحديثه.وقد روى ابن إسحاق هذا الحديث وصرح بالتحديث في روايات الدار قطني وأحمد والبيهقي.
*وقال البيهقي في معرفة السنن ولأثار: رواية الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وإن كانت مختصرة فهي لرواية ابن إسحاق شاهدة.
فائدة: فإن من ضعف محمد بن إسحاق في هذا الحديث فقد احتجوا بروايات لمحمد بن إسحاق في أحاديث الأحكام.
*قال بعض العلماء:إن حديث عبادة معلل بثلاث علل:
1 - فيه مكحول وهو يدلس، و رواه معنعنا.
2 - وقد اضطرب في إسناده،رواه مكحول مرة عن عبادة مرسلا، وأخرى عن نافع بن محمود عن عبادة وتارة عن محمود عن عبادة وتارة عن محمود عن أبي نعيم أنه سمع عبادة فأدخل بين محمود وعبادة رجلا وهو أبو نعيم فاضطرب إسناده
3 - مع ذلك تفرد بذكر محمود بن الريع عن عبادة في طريق مكحول محمد بن إسحاق وهو لا يحتج به إذا انفرد.
الجواب عن الوجه الأول: أن محمود بن الربيع الذي روى عنه مكحول هذا الحديث صحابي صغير ومكحول لا يدلس عن صغار الصحابة فلا تضر عنعنته هنا في شيء كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في التقريب والذهبي في تذكرة الحفاظ وكذلك تابع عبد الله بن عمرو بن الحارث مكحول عند الحاكم.
الجواب عن الوجه الثاني: أن رواية أبي نعيم في رواية مكحول التي وردت من طريق محمود بن الريع عن أبي نعيم عن عبادة غير محفوظة ورواية مكحول التي رواها مرسلة عن عبادة مرجوحة بالروايتين المذكورتين فإن إسنادها بقية قال فيه أبو مسعود الغساني "بقية ليست أحاديثه نقية فكن منها على تقية" وأما الروايتين الأخيرتان أي التي جاءت عن محمود عن عبادة والتي جاءت عن نافع بن محمود عن عبادة فهما قصتان مختلفتان وليست واحدة،وإن سلمنا اتحاد قصتهما فمع ذلك لا يكون هذا الحديث مضربا.فإن التوفيق بينهما ممكن ووجه أن مكحولا سمع الحديث من محمود ومن ابنه نافع كليهما وهما سمعاه من عبادة.
الجواب عن الوجه الثالث: أنه لم يتفرد ابن إسحاق بذكر محمود في طريق مكحول عن محمود عن عبادة، بل تابعه على ذلك سعيد بن عبد العزيز وغيره وذكر الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار "حديث عبادة بهذا الطرق وقال حديث حسن.
فإن قيل:إن الاستثناء "إلا بأم القرآن "في حديث عبادة مدرجة من بعض الرواة وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم فقد رواه ابن أكيمة عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة نظن أنها الصبح ... دون استثناء فمجموع الأمرين يدل على اتحاد القصة.
الجواب: أنه لادليل على إدراج جملة الاستثناء:إلا بأم القرآن " ولايمكن الاستدلال عليه بحديث أبي هريرة فإنهما واقعتان مختلفتان وكونهما ورد فيها لفظ "مالي أنازع القرآن " وكونهما في صلاة الفجر ليسا دليلا لاتحاد القصة،وكان أبو هريرة وعبادة يقرؤن خلف الإمام الفاتحة.
الحديث الرابع
عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم ومكحول عن نافع بن محمود بن الربيع قال أنه سمع عبادة بن الصامت يقرا بأم القرآن وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فقلت رأيتك صنعت في صلاتك شيئا، قال وما ذاك قال سمعتك تقرأ بأم القرآن وأبو نعيم يجهر بالقرآن قال نعم:صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال " منكم من أحد يقرأ شيئا من القرآن إذا جهرت بالقرآن:قلنا نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أقول "مالي أنازع القرآن،فلا يقرأن منكم شيئا من القرآن إذا جهر بالقراءة إلا بأم القرآن " رواه الدار قطني وقال إسناده حسن ورجاله ثقات كلهم وصححه البيهقي.
فإن قال قائل: في إسناده نافع بن محمود وهو مستور. الجواب:أنه وثقه الذهبي ووثقه ابن حبان ووثقه الدار قطني.
الحديث الخامس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/21)
عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لعلكم تقرءون ولإمام يقرأ؟ قالوا إنا لنفعل، لا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب " رواه أحمد والبخاري في جزء القراءة ورواية البخاري" إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه " ونحوه في رواية البيهقي وقال هذا إسناده صحيح، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقة، وقال الحافظ في التلخيص "رجال أحمد رجال الصحيح وقال إسناده حسن.
- فإن قيل فيه خالد الحذاء تفرد به. الجواب: قال ابن حجر في مقدمة الفتح " أحد الأثبات وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد قال أحمد ثبت.
الحديث السادس
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه، فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجه، فقال " أتقرءون في صلاتكم والإمام يقرأ فسكتوا " فقالها ثلاث مراث، فقال قائل أو قائلون: إنا لنفعل قال " فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه " رواه البخاري في جزء القراءة وابن حبان في صحيحه وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات ورواه الدار قطني والبيهقي والخطيب في تاريخه.
الحديث السابع
روى البخاري في جزئه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تقرءون خلفي؟ قالوا نعم إنا لنهذ هذا قال لا تفعلوا إلا بأم القرآن " ورواه البيهقي.
- فإن قيل اختلف أهل العلم في الاحتجاج برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنها لا تصح.
الجواب:إن اختلاف أهل الحديث برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إلا أن ألا كثيرين على الاحتجاج بها إذا صح الإسناد إليها
قال في عون المعبود وفي شرح ألفية العراقي قال وأصح الأقوال أنها حجة مطلقا إذا صح الإسناد إليها وقال البخاري رأيت أحمد بن حنبل وعلي المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيده وأبا خيثمة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب،وأما باقي السند فهم محتج بهم
الحديث الثامن
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام " رواه البيهقي وقال إسناده صحيح وكذا في كنز العمال.
الحديث التاسع
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من صلى خلف الإمام فليقرأ بفاتحة الكتاب ". رواه الطبراني في الكبير وكذا في كنز العمال وقال البيهقي في مجمع الزوائد: رجاله موثقون. وفي الجامع الصغير للسيوطي "من صلى خلف الأمام فليقرأ بفاتحة الكتاب ".
الحديث العاشر
عن عائشة رضي الله عنها قالت "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ". رواه أحمد وابن ماجة والطحاوي والبخاري في جزئه والبهقي في كتاب القراءة.
الفص الثاني
آثار الصحابة رضي الله عنهم في القراءة خلف الإمام
الأثر الأول: عن يزيد بن شريك أنه سأل عمر عن القراءة خلف الإمام فقال:اقرأ بفاتحة الكتاب‘قلت: وإن كنت؟ قال:وإن كنت أنا‘قلت: وإن جهرت؟ قال: وإن جهرت. رواه الدار قطني وقال: (رواته كلهم ثقات) ورواه بإسناد آخر أيضا وقال: (هذا إسناد صحيح) ورواه الطحاوي أيضا ورواه البخاري في (جزء القراءة) و (التاريخ الكبير) وابن أبي شيبة في (مصنفه) والبيهقي في كتاب القراءة و (السنن الكبرى) والحاكم في (المستدرك) ‘وقد صحت الرواية عن عمر وعلى أنهما كانا يأمران بالقراءة خلف الإمام.
الأثر الثاني: عن أبي المغيرة عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ خلف الإمام.رواه البخاري في (جزء القراءة) وأورده البيهقي في كتاب القراءة و (السنن الكبرى) والدارقطني في (السنن) (وإسناده حسن)
الأثر الثالث: عن مجاهد سمعت عبد الله بن عمرو يقرأ خلف الإمام. رواه البخاري في ((جزء القراءة)) وإسناده صحيح.
الأثر الرابع: عن أبي السائب قال:قلت: يا أبا هريرة! كيف أصنع إذا كنت مع الإمام وهو يجهر بالقراءة؟ فال: ويلك يا فارسي اقرأ بها في نفسك. رواه البخاري في ((جزء القراءة)) رواه مسلم وغيره
الأثر الخامس: عن أبي نضرة قال:سألت أبا سعيد عن القراءة خلف الإمام, فقال فاتحة الكتاب. رواه البخاري في جزء القراءة وعبدالرزاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/22)
الأثر السادس: كانت عائشة رضي الله عنها تأمر بالقراءة خلف الإمام. رواه البخاري في جزء القراءة وأخرجه البيهقي وابن أبي شيبة وعبدالرزاق
الأثر السابع: عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري قال: نافع أبطأ عبادة عن صلاة الصبح, فأقام أبو نعيم الموُذن الصلاة, فصلى أبو نعيم بالناس, وأقبل عُبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبي نعيم, وأبو نعيم يجهر بالقراءة فجعل عبادة يقرأ بأم القرآن, فلما انصرف قلت لعبادة سمعتك تقرأ بأم القرآن وأبو نعيم يجهر؟ قال: أجل ,صلى بنا رسول الله. الحديث أخرجه أبو داود. وإسناده صحيح.
الأثر الثامن: قال ابن أبي شيبه: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن العيراز بن حريث العبدي عن ابن عباس قال:اقرأ خلف الإمام بفاتحة الكتاب. مصنف ابن أبي شيبة والطحاوي.
وأخيرا قال ابن عبد البر في التمهيد: ولا أعلم في هذا الباب صاحبا صح عنه بلا اختلاف أنه قال: مثل ما قال الكوفيون إلا جابر بن عبد الله وحده.
وقال في الاستذكار وما أعلم في هذا الباب من الصحابة من صح عنه ما ذهب إليه الكوفيون من غيراختلاف عنه إلا جابر بن عبد الله وحده
الفصل الثالث
فتاوى التابعين في القراءة خلف الإمام
فتوى سعيد بن حبير
قلت لسعيد بن جبير:أقرأ خلف الإمام؟ قال: نعم, وإن سمعت قراءته انهم أحدثوا شيئا لم يكونوا يصنعونه, إن السلف كانوا إذا أم أحدهم الناس كبر ,ثم أنصت حتى يظن أن من خلفه قد قرأ فاتحة الكتاب.البخاري في جزء القراءة و رواه أيضا عبد الرزاق
فتوى مكحول
قال مكحول: ((اقرأ بها فيها جهر به الإمام إذا قرأ بفاتحة الكتاب وسكت سرا, فإن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده ,لا تتركها على كل حال ((سنن أبي داود)).
فتوى عروة بن الزبير
بن عروة عن أبيه الزبيرأنه قال:يا بني! اقرؤا إذا سكت الإمام, واسكتوا إذا جهر, فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. البخاري في جزء القراءة وأخرجه البيهقي.
فتوى الحسن البصري
عن الحسن أنه كان يقول: اقرأ خلف الإمام في كل ركعة بفاتحة الكتاب في نفسك. مصنف ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفه.
فتوى مجاهد
كان رحمه الله يفتي بإعادة الصلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة لكتاب ففي (جزء القراءة) قال مجاهد إذا لم يقرأ خلف الإمام أعاد الصلاة.وكذلك عبد الله بن الزبير مصنف عبدا لرزاق بإسناد صحيح.
وينبغي أن يتضح أن هناك تابعين كثيرين سوى من ذكروا كانوا يقولون بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام ويقرؤنها.
قال البخاري في جزئه وقال الحسن وسعيد بن جبيروميمون بن مهران وما لا أحصي من التابعين وأهل العلم أنه يقرأ خلف الإمام وإن جهر
وقال أيضا:وكان سعيد بن المسيب وعروة والشعبي وعبيد الله بن عبد الله ونافع بن جبير وأبو الملج والقاسم بن محمد وأبو مجلز ومكحول ومالك بن عون وسعيد بن أبي عروبة يرون القراءة.
الفصل الرابع
فتاوى أتباع التابعين
ومن أتباع التابعين: الليث بن سعد المحدث الجليل والفقيه الإمام المشهور لقي أكثر من خمسين من التابعين قال الإمام أحمد "الليث كثير العلم وصحيح الحديث " وكان يذهب إلى وجوب القراءة خلف الإمام.
ومنهم الإمام عبد الرحمن الأوزاعي يذهب إلى وجوب القراءة خلف الإمام.
وكما كان يرى القراءة خلف الإمام كثير من أتباع التابعين غير هؤلاء المذكرين ونذكر هنا قول عبد الله بن البارك رحمه الله حتى نعرف به كثرة القائلين بالقراءة من الأتباع، قال الترمذي "وروى عبد الله بن المبارك أنه قال "أنا أقرأ خلف الإمام والناس يقرءون إلا قوم من الكوفيين" سنن الترمذي فظهر من قوله هذا الإمام أن أكثر المسلمين إلا قوم من الكوفيين كانوا يقرءون الفاتحة. تم الباب الأول ولله الحمد
الباب الثاني
وهنا نذكر أدلة المانعين عن القراءة خلف الإمام والجواب عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/23)
الدليل الأول: روى ابن ماجة عن ابن عباس قال: لما مرض رسول فذكر الحديث وفيه فخرج أبو بكر فصلى بالناس فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما رأه الناس سبحوا بأبي بكر، فذهب ليتأخر فأوما إليه النبي صلى الله عليه وسلم أي مكانك، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عن يمينه وقام أبو بكر وكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر. قال ابن عباس وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من القراءة من حيث بلغ أبو بكر.
وجه الاستدلال " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل وأما الناس قد ترك جزا من الفاتحة أو تركها كلها فهذا يدل على نسخ حكم قراءة الفاتحة للمأموم.
الجواب الأول: قد وردت قصة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها مطولة ومختصرة ولكن لم يرد في أي طريق منها لفظ " وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من حيث بلغ أبو بكر
الجواب الثاني أن هذه الرواية تخالف الرواية الصحيحة المتفق عليها ولفظها "فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين أحدمها العباس لصلاة لظهر "
الجواب الثالث: أن النبي دخل في الصلاة بنية أنه إمام وليس مأموما فإنه لا علاقة له بمسألة قراءة الفاتحة للمأموم.
الدليل الثاني
قال الله تعالى " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "
- وجه الاستدلال:أن الله تعالى أمر فيها بالإسماع للقران والإنصات إليه؛فالاستماع إما فرض أو واجب؛وإذا قرأ المأموم حالة قراءة الإمام فقراءته مستلزمة لترك الإسماع والإنصات فإما أن تكون مكروهة كرهة التحريم أو حرما لأن ترك الفرض حرام.
الجواب الأول: من ادعى نسخ قراءة المأموم بآية " وإذا قرئ القرآن " فعليه أن يثبت أول أن هذه الآية نزلت بعد فرض الصلوات الخمس وكان قد وقع التفريق بين سريها وجهريها، وكان المأمومون يقرءون في الجهرية جهرا والسرية سرا لأنه لابد أن يشتهر الأمر المنسوخ قبل النسخ وأن يكون الناسخ متأخرا فنتساءل أين تلك الأحاديث المروعة والآثار الصحيحة التي تدل على أن الآية نزلت بعد فرض الصلوات الخمس؟ وقد ثبت بعد البحث والتمحيص أن نزول الآية لم يكن بعد فرض الصلوات الخمس بل كان قبله، كما تدل عليه القرائن والشواهد، فكيف يمكن أن يقال: إن الآية ناسخة قراءة المأموم السرية وهل تنسخ الآية المتقدمة النزول حكم فرض متأخر، لا يقول به عاقل.
لأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة للمأموم كان بالمدينة، والدليل على ذلك: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان شاهدا القصة وهو أسلم عام خيبر، وكذلك عبادة بن الصامت وهو من الأنصار، والآية مكية، أخرج أبو الشيخ ابن حيان عن قتادة قال: الأعراف مكية إلا آية "واسئلهم عن القرية " إلى "وإذا أخذ ربك من بني أدم " مدني.
الجواب الثاني: أن هذه الآية معارضة مع قوله تعالى: فاقرءوا ماتيسر من القرآن " وهذه الآية مدنية.
الجواب الثالث: ورد في كتب الفقه أنه يجب على الناس أن ينصتوا إذا خطب الإمام للجمعة،واستدلوا بقوله تعالى " وإذا قرئ القرآن " وبحديث "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت "
وقالوا أيضا: إن الخطيب إن قرأ قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فعلى السامعين أن يصلوا ويسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا تقرر هذا قلنا إن المأموم مأمور بأمرين1 - الإنصات والاستماع لمقتضى قوله تعالى" وإذا قرئ القرآن " 2 - قراءته للفاتحة خلف الإمام لمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم " لاصلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " وقوله "لا تفعلوا إلا بأم القرآن "
فإن قرأ المأموم الفاتحة جهرا كان عمله هذا مخلا بالاستماع لقراءة الإمام ولا يكون ممتثلا للأمرين، وإن قرأ سرا في نفسه قلا يحصل الخلل في استماع قراءة الإمام ويحصل له العمل بالأمرين كما ينبغي.
الجواب الرابع: أنه يجوز عند بعضهم أن يقرأ المأموم دعاء الاستفتاح والإمام يقرأ وكذلك الترحم وسؤال الله الجنة وغير ذالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/24)
جواب آخر نقول لو قرأ المأموم سرا والإمام يقرأ الفاتحة لفظ بلفظ بحيث إذا قال الإمام الحمد لله رب العالمين سمعه فأجراه على لسانه سرا الحمد لله رب العالمين حتى ينتهي من الفاتحة كلها مع الإمام فهذا لا يستلزم ترك الاستماع والإنصات، بل وجد الاستماع والإنصات
جواب آخر: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم سكتات عديدة أحدها بعد تكبيرة الإحرام والثانية بعد قراءة الفاتحة والثالثة بعد الفراغ من القراءة، وغير هذه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وقوفه عند كل آية.
جواب آخر: يتوقف الاستدلال بهذه الآية بنسخ القراءة ومنعها خلف الإمام على أن يكون الخطاب منها للمسلمين حتما وهذا ممنوع وغير مسلم لأن ظاهر نظم القرآن وسياق كلام الله عز وجل يدلان على أن الخطاب فيها للكفار ولا علاقة لها بالمسلمين وذلك لأننا إذا قلنا إن الآية تتعلق بالمسلمين وخوطب بها المأموم فلا يبقى لها ارتباط بما قبلها، ويلزم الانقطاع بين كلام لله عزوجل ويقع الفساد والخلل في نظم القرآن، فلما كان الظاهر من نظم القرآن أن المخاطب بها الكفار فلا يصح الاستدلال بها على نسخ القراءة أو منعها.
قال الرازي في التفسير الكبير: ولناس فيها أقوال:
القول الأول هو قول الحسن وأهل الظاهر أن نجري هذه الآية على عمومها ففي أي موضع قرأ الإنسان القرآن وجب على كل أحد استماعه والسكوت فعلى هذا القول يجب الإنصات لعبري الطريق ومعلمي الصبيان.
القول الثاني إنها نزلت في تحريم الكلام في الصلاة قال أبو هريرة رضي الله عنه كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت هذا الآية وأمروا بالإنصات.
القول الثالث: إنه نزلت في ترك الجهر بالقراءة خلف الإمام قال ابن عباس: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة المكتوبة وقرأ أصحابه ورائه رافعين أصواتهم فخلطوا عليه فنزلت الآية وهو قول أبي حنيفة وأصحابه
القول الرابع: أنها نزلت في السكوت عند الخطبة والصلاة.
القول الخامس أنها خطاب مع الكفار في ابتدا التبليغ وليس خطابا مع المسلمين وهذا قول حسن منا سب ا. هـ مختصرا. ثم استدل لحسن هذا القول الأخير ثم قال: وعند هذا يسقط استدلال الخصوم بهذه الآية من كل الوجوه.
نحن نذكر الآية التي قبلها ثم نذكر تقرير الرازي وأدلته التي استدل بها على صحة القول الخامس حتى يظهر جليا أن المخاطب بالآية هم الكفار لا المسلمون. قال الله تعالى: وإذا لم تأتهم بأية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحي إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يوقنون * وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ".
قال الرازي: وتقديره أن الله تعالى حكى قبل هذه آية أن أقواما من الكفار يطلبون آيات مخصوصة ومعجزات مخصوصة فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيهم بها قالوا لولا اجتبيتها فأمر الله رسوله أن يقول جوابا عن كلمهم إنه ليس أن أقترح على ربي وليس لي إلا أن أنتظر الوحي. ثم بين الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك الإتيان بتلك المعجزات التي اقترحوها في صحة النبوة، لأن القرآن معجزة تامة كافية في إثبات النبوة وعبر الله عن هذا المعنى بقوله " هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " ومما يقوي أن حمل الآية على ما ذكرنا أولى الوجوه. 1 - أن الله تعالى حكى عن الكفار أنهم قالوا "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون "
فلما حكى عنهم ذلك ناسب أن يأمرهم بالسكوت والإنصات. 2 - أن الله تعالى قال قبل هذه الآية " هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون "فحكم تعالى بكون هذا القرآن رحمة للمؤمنين على سبيل القطع والجزم، ثم قال " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون " ولو كان المخاطبون بقوله تعالى " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون " هم المؤمنون لما قال " لعلكم ترحمون " لأنه جزم تعالى قبل هذه الآية بكون القرآن رحمة للمؤمنين قطعا فكيف يقول بعده من غير فصل لعل استماع القرآن يكون رحمة للمؤمنين؟!.أما إذا قلنا: إن المخاطبين بقوله تعالى " فاستمعوا له وأنصتوا " هم الكفار صح حينئذ قوله " لعلكم ترحمون ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/25)
* تنبيه: فإن قال قائل: قال الزيلعي: وأخرج البيهقي عن الإمام أحمد قال: أجمع الناس على أن هذه الآية نزلت في الصلاة وكذلك أخرجه أبو داود في مسائله و: ذلك نقل شيخ الإسلام ابن تيميمة رحمه الله قال: قال أحمد: أجمعوا على أنها في الصلاة وقال ونقل أحمد الإجماع على أنها لا تجب القراءة على المأموم حال الجهر.فلما أجمع الناس فيما قال الإمام أحمد على أن هذه الآية نزلت في الصلاة فكأنهم أجمعوا على أن المخاطب بها أهل الإسلام فكيف يصح القول أن الخطاب فيها كان للكفار في ابتداء الإسلام؟
الجواب: إن كان معنى الإمام أحمد أنه أريد بهذه الآية أنها نزلت في النهي عن القراءة خلف الإمام فهذا المراد خطأ بدون شك، فإن في سبب نزولها اختلافا كثيرا وقد رأيتم خمسة أقوال ذكرها الرازي وهناك أقوال أخرى، ويظهر خطأ نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد أنه كان يقول بالقراءة خلف الإمام، قال الترمذي: واختار أحمد مع هذا القراءة خلف الإمام وأن لا يترك الرجل فاتحة وإن كان خلف الإمام،
وقال العيني " استدل بهذا الحديث <أي حديث عبادة > عبد الله بن المبارك والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود على وجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام في جميع الصلوات " عمدة القارئ.
وجواب على الإجماع وقال: سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وجماعة إنها نزلت في الالتفات عند خطبة الجمعة. فكيف يصح بهذا المعنى قول الإمام أحمد:إن الآية نزلت في الصلاة إجماعا. أما الجواب عن إجماع الإمام أحمد أنها لاتجب القراءة على المأموم حال الجهر فهذا مردود بفتاوى الصحابة والتابعين الذين سبق ذكرهم.
الدليل الثالث لهم
روى مسلم في صحيحه قال:عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إذا صليتم فأقيموا صوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا "
الجواب الأول: حديث أبي موسى ف] إسناده قتادة وهو مدلس وذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين، وقال في هذه الطبقة الثالثة من أكثر من التدليس،لم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، وأما حديث أبي هريرة ففي إسناده محمد بن العجلان وهو أيضا مدلس، فروى ابن عجلان هذا الحديث معنعنا وقتادة مثل ذلك.
الجواب الثاني: اختلف الحفاظ والنقاد في لفظ "وإذا قرأ فأنصتوا " من حديث أبي موسى وأبي هريرة، فصححه أحمد ومسلم والمنذري وضعفه الأكثر ون: البخاري وأبو داود وأبو حاتم ويحي بن معين والحاكم والدار قطني وابن خزيمة ومحمد بن يحي الذهبي والحافظ أبو علي النيسابوري والبيهقي.فلما اختلف الحفاظ والمحدثون ويزيد عدد المضعفين ثلاث أضعاف عدد المصححين وفيهم سلطان المحدثين أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري وفيهم إمام الجرح والتعديل يحي بن معين الذي قال فيه الإمام أحمد " كل حديث لا يعرفه يحي فليس بحديث " فيكون تضعيفه مقدما على تصحيحه، ولآن نرى الأسباب التي ذكرها المضعفون للحديث من رواية أبي موسى قوله " وإذا قرأ فأنصتوا ". فليتضح أن أبا داود قال في سسب تضعيفه للحديث من رواية أبي موسى قوله "فأنصتوا " ليس بمحفوظ، لم يجيء بها إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.ونحوه قال الدار قطني في تخريج الزيلعي: قال الدار قطني وقد رواه أصحاب قتادة الحفاظ منهم: هشام الدستوائي وسعيد وشعبة وهمام وأبو عوانة وأبان وعدي بن عمارة فلم يقل أحد منهم" وإذا قرأ فأنصتوا "وإجماعهم يدل على أنه وهم.
وتوجد علة أخرى في الحديث ما ذكره البخاري في جزء القراءة ولم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعا من قتادة ولا قتادة من يونس، وكلاهما مدلسان. أما محمد بن عجلان قال ابن حجر في مقدمة الفتح " فيه مقال من قبل حفظه وخلاصة القول أنه سوء حفظ ابن عجلان ثابت، ولأجل سوء حفظه لم يحتج به الشيخان في صحيحيهما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ "لم يحتج الشيخان بحديث ابن عجلان "
الجواب الثالث: لو فرضنا أن جملة " وإذا قرأ فأنصتوا " صحيحة فعلى هذا أيضا يكون منسوخا لأمرين 1 - أن أبا هريرة راوي الحديث كان يفتي بالقراءة خلف الإمام
الجواب الرابع: أن نجمع بين الحديثين المتعارضين وهو أن الإنصات يكون في ما عدا الفاتحة.
الدليل الرابع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/26)
عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: " هل قرأ معي منكم أحد آنفا " فقال رجل نعم أنا يا رسول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إني أقول مالي أنازع القرآن: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءةة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". رواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
الجواب: أن المرفوع في هذا الحديث هو " مالي أنازع القرآن " فقط وأما ما بعده ليس بمرفوع بل هو من قول الزهري التابعي وكان من عادته إدراج قوله في الحديث المرفوع. فهذا مرسل من الزهري ومراسيل الزهري قال ابن معين ويحي بن سعيد القطان " ليست بشيء "
وجواب آخر: نقول كيف يصح ذلك عن أبي هريرة وأبو هريرة كان يأمر بالقراءة خلف الإمام فيما يجهر وفيما يخافت.
الدليل الخامس
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان له إمام فقراءة الإمام قراءة له " رواه ابن ماجة. الجواب حديث جابر هذا ضعيف جدا لأن في إسناده جابر الجعفي قال فيه الإمام أبو حنيفة " ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء ولا لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأي إلا جائني فيه بحديث " وقال الحافظ ابن حجر وكل طرقه معلولة.
الحديث السادس
عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فلم يصل إلا أن يكون وراء إمام " رواه البيهقي والطحاوي والدار قطني.
الجواب أن هذا الحديث ضعيف قال الدار قطني بعد روايته يحي بن سلام ضعيف والصواب أنه صحيح موقوف
وجواب آخر: أنه إن كان هذا الأثر صالحا للاحتجاج فإنه يبطل مذهبهم فإن حديث جابر هذا له معنيان
1 - أنه لاتصح ركعة إلا بأم القرآن إلا ركعة المأموم فإن صلاته صحيحه وهذا الذي يستدلون به
2 - أنه لاتصح ركعة إلا بأم القرآن إلا ركعة المأموم التي وجد فيها الإمام راكعا فركع، فركعته صحيحة،واختار هذا المعنى الإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قرين الإمام أحمد بن حنبل.رحمهما الله.
ويرد عليهم كذلك أن هذا رأي جابر رضي الله عنه وليس حديثا.
ويرد عليهم كذلك أن المأموم إذا دخل والإمام راكع في صلاة سرية، هل تسقط عنه الفاتحة أم لا فإن قلتم تسقط عنه الفاتحة، فنقول: لماذا فرقتم بين الصلاة الجهرية والسرية، والفاتحة ركن في الحالتين. والله أعلم
للفائدة: مراجعة كتاب تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام للمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري.وهو مجلد يقع في "550" صفحة وكتاب خير الكلام في القراءة خلف الإمام للبخاري.
كتبه أخوكم
أبو حفص الشمالي
ـ[أبو عباد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:19 م]ـ
اثنى على هذا البحث الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله-في درسه، وقد وزعت على الشباب في الدرس
جزاك الله خيرا يا أبا حفص.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:48 م]ـ
قال أحمد ما سمعنا أحدا من أهل الإسلام يقول: إن الإمام إذا جهر بالقراءة لا تجزئ صلاة من خلفه إذا لم يقرأ، وقال: هذا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون وهذا مالك في أهل الحجاز وهذا الثوري في أهل العراق وهذا الأوزاعي في أهل الشام وهذا الليث في أهل مصر ما قالوا لرجل صلى خلف الإمام وقرأ إمامه ولم يقرأ هو: صلاته باطلة.إ. هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الإمام أحمد نقل إجماع الناس على أنها لاتجب في صلاة الجهر.
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك يا محمد الأمين
ولكن ألا ترى منقلته عن الامام أحمد وشيخ الاسلام مخالف للذي نقل عن الا مام أحمد أو أنك لم تقرأ البحث جيدا وردا على شيخ الاسلام فيمانقل من الاجماع هذا
بحث في صحة ما حكي عن الإمام أحمد من إجماع في قراء ة الفاتحة خلف الإمام
لقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال "والإمام أحمد ذكر إجماع الناس على أنها لا تجب الفاتحة في صلاة الجهر" مجموع الفتاوى (23/ 309) وهذا فيه نظر فلقد ثبت عن البعض من الصحابة والتابعين ما ينقض هذا الإجماع.
آثار الصحابة رضي الله عنهم والتابعين في قراءة الفاتحة خلف الإمام
الأثر الأول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/27)
عن يزيد بن شريك أنه سأل عمر عن القراءة خلف الإمام فقال:اقرأ بفاتحة الكتاب‘قلت: وإن كنت؟ قال:وإن كنت أنا‘قلت: وإن جهرت؟ قال: وإن جهرت. رواه الدار قطني وقال: (رواته كلهم ثقات) ورواه بإسناد آخر أيضا وقال: (هذا إسناد صحيح) ورواه الطحاوي أيضا ورواه البخاري في (جزء القراءة) و (التاريخ الكبير) وابن أبي شيبة في (مصنفه) والبيهقي في كتاب القراءة و (السنن الكبرى) والحاكم في (المستدرك) ‘وقد صحت الرواية عن عمر وعلى أنهما كانا يأمران بالقراءة خلف الإمام.
الأثر الثاني
عن أبي العالية سألت ابن عمر بمكة: أأقرأ في الصلاة؟ قال: إني لأستحيي من رب هذه البنية أن أصلي صلاة لا أقرأ فيها ولو بأم الكتاب. رواه البخاري جزء القراءة و رواه عبد الرزاق في (مصنفه) بإسناد صحيح‘وأخرجه البيهقي في (كتاب القراءة) وابن أبي شيبة في (المصنف) وأسانيدها صحيحة.
الأثر الثالث
عن أبي المغيرة عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ خلف الإمام.رواه البخاري في (جزء القراءة) وأورده البيهقي في كتاب القراءة و (السنن الكبرى) والدار القطبي في (السنن) (وإسناده حسن
الأثر الرابع
عن مجاهد سمعت عبد الله بن عمرو يقرأ خلف الإمام. رواه البخاري في ((جزء القراءة)) وإسناده صحيح
الأثر الخامس
عن أبي السائب قال:قلت: يا أبا هريرة! كيف أصنع إذا كنت مع الإمام وهو يجهر بالقراءة؟ فال: ويلك يا فارسي اقرأ بها في نفسك. رواه البخاري في ((جزء القراءة)) رواه مسلم وغيره
الأثر السادس
عن أبي نضرة قال:سألت أبا سعيد عن القراءة خلف الإمام, فقال فاتحة الكتاب. رواه البخاري في جزء القراءة وعبدالرزاق
الأثر السابع
كانت عائشة رضي الله عنها تأمر بالقراءة خلف الإمام. رواه البخاري في جزء القراءة وأخرجه البيهقي وابن أبي شيبة وعبدالرزاق
الأثر الثامن
عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري قال: نافع أبطأ عبادة عن صلاة الصبح, فأقام أبو نعيم الموُذن الصلاة, فصلى أبو نعيم بالناس,
وأقبل عُبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبي نعيم, وأبو نعيم يجهر بالقراءة فجعل عبادة يقرأ بأم القرآن, فلما انصرف قلت لعبادة سمعتك تقرأ بأم القرآن وأبو نعيم يجهر؟ قال: أجل ,صلى بنا رسول الله. الحديث أخرجه أبو داود. وإسناده صحيح
الأثر التاسع
قال ابن أبي شيبه: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن العيراز بن حريث العبدي عن ابن عباس قال:اقرأ خلف الإمام بفاتحة الكتاب. مصنف ابن أبي شيبة والطحاوي.
فتاوى التابعين في القراءة خلف الإمام
فتوى سعيد بن حبير
قلت لسعيد بن جبير:أقرأ خلف الإمام؟ قال: نعم, وإن سمعت قراءته انهم أحدثوا شيئا لم يكونوا يصنعونه, إن السلف كانوا إذا أم أحدهم الناس كبر ,ثم أنصت حتى يظن أن من خلفه قد قرأ فاتحة الكتاب.البخاري في جزء القراءة و رواه أيضا عبد الرزاق
فتوى الإمام مكحول
قال مكحول: ((اقرأ بها فيها جهر به الإمام إذا قرأ بفاتحة الكتاب وسكت سرا, فإن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده ,لا تتركها على كل حال ((سنن أبي داود)).
فتوى عروة بن الزبير
بن عروة عن أبيه الزبيرأنه قال:يا بني! اقرؤا إذا سكت الإمام, واسكتوا
إذا جهر, فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. البخاري في جزء القراءة وأخرجه البيهقي.
فتوى الحسن البصري
عن الحسن أنه كان يقول: اقرأ خلف الإمام في كل ركعة بفاتحة الكتاب في نفسك. مصنف ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفه
فتوى مجاهد
كان رحمه الله يفتي بإعادة الصلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة لكتاب ففي (جزء القراءة) قال مجاهد إذا لم يقرأخلف الإمام أعادالصلاة.وكذلك عبد الله بن الزبير مصنف عبدا لرزاق بإسناد صحيح.
وينبغي أن يتضح أن هناك تابعين كثيرين سوى من ذكروا كانوا يقولون بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام ويقرؤنها.
للفائدة راجع كتاب تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام:للمباركفوري. تحقيق: وصي الله بن محمد عباس.
كتبه
أخوكم
أبو حفص الشمالي
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:27 م]ـ
بارك الله فيكم.
وقد بحثت المسألةُ وأحاديثُها طويلاً على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2688
وأقوى الأدلة حديث محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إنْ سَلِمَ من الاعتراض الأخير (كلام الدارقطني في العلل).
أما حديث محمد بن إسحاق فإنَّ علَّتَهُ مخالفةُ مكحولٍ ابنَ شهابٍ الزُّهريَّ في روايتِهِ عن محمود بن الربيع، وإعلالُه بتدليس محمد بن إسحاق عليلٌ، لأن حديثه من قبيل الحسن إنْ صرَّح بالتحديث، وقد صرَّح به في غيرِ ما رواية.
------------------
الشيخ / محمد الأمين ..
بارك الله فيكم.
إن أمكن أن تدلونني على موضع كلام الإمام أحمد الذي نقلتموه - وفقكم الله -، أَكُنْ لكم من الشاكرين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:32 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو حفص الشمالي وفقه الله
عامة هذه الأقول فيها استحباب قراءة الفاتحة خلف الإمام، وإن شئت ربما قلنا وجوب قراءتها، لكن هل يترتب على عدم قراءتها إبطال الصلاة؟ هذا الذي يقول الإمام أحمد بأن أحداً ما قاله. بقي قول مجاهد وقول الزبير وابنه رضي الله عنهما، فيجب النظر إلى الأسانيد. ولا أظنها ابدا تخفى على إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/28)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم
الشيخ محمد الأمين حفظه الله
علي جهلي وقلة بضاعتي أرجو أن تتقبل مني وألا تغضب من كلامي
الشافعية إذا استتدللت عليهم بحديث قالوا: أوكان هذا الذي تحتج به خافيا علي الشافعي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكذا المالكية
وكذا الحنابلة
وكذا كل أتباع مذهب أو شيخ
ولو كان الأكابر من أهل العلم لا يخفي عليهم شيء من اآثار والأحاديث لما اختلفوا كل هذا الإختلاف
وأنا يا شيخنا الفاضل نفع الله بك لا أناقش هذه المسألأة تحديدا
وإنما أناقش جزئية: ولا أظنها ابدا تخفى على إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل.
فلم لا تخفي علي أحمد رضي الله عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإذا صح السند فلا يرد عليه بأنه لم يكن ليخفي علي عالم من علماء الأمة
هذا ما أريد قوله، وأسألكم الإرشاد والنصيحة إن كنت علي خطأ
وجوزيتم خبرا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 05 - 05, 05:50 ص]ـ
الشيخ / محمد الأمين ..
بارك الله فيكم.
إن أمكن أن تدلونني على موضع كلام الإمام أحمد الذي نقلتموه - وفقكم الله -، أَكُنْ لكم من الشاكرين.
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 05 - 05, 08:03 ص]ـ
بعد بحث طويل تبين لي أن أول من جاء بهذا القول هو الأخ "المقرئ"، فلعله يذكر لنا مصدره.
أخي محمد أحمد جلمد
استغرابي فقط لأن الإمام أحمد قد نقل الإجماع، وهو معروف عنه تشدد في حكاية الإجماع. وليس استغرابي لأن هناك أدلة على عكس مذهبه، فهذا ينطبق على كل مذهب.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 05 - 05, 06:10 م]ـ
بعد بحث طويل تبين لي أن أول من جاء بهذا القول هو الأخ "المقرئ"، فلعله يذكر لنا مصدره.
بارك الله فيكم.
والشيخ (المقرئ) بعيد عن الملتقى الآن، أعاده الله سالماً غانماً.
وقد وجدت القول في " المغني " لابن قدامة (1/ 564 ط. مكتبة الرياض الحديثة).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:35 ص]ـ
تلخيص ما صح من آثار الصحابة في القراءة خلف الإمام (من كتاب زكريا قادر بتصرف)، وستجد أن كل هذه الآثار تؤيد مذهب الجمهور في أن يقرأ المرء بالفاتحة خلف الإمام في صلاة السر (الظهر والعصر)، ولا يقرأ بها في صلاة الجهر.
ما جاء في وجوب الانصات للقرآن في صلاة الجهر:
أخرج عبد الرزاق (2|138) وابن أبي شيبة (1|376) وابن المنذر (3|102) من طريق منصور عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: يا أبا عبد الرحمان، أقرأ خلف الإمام؟ قال: أنصت للقرآن، فإن في الصلاة شغلاً، ويكفيك ذاك الإمام.
أخرج عبد الرزاق (2|139) عن ابن جريج نا الزهري عن سالم أن ابن عمر كان يقول: ينصت للإمام فيما يجهر به في الصلاة، ولا يقرأ معه.
أخرج البغوي في مسند ابن الجعد (1150): نا شعبة عن عن أنس بن سيرين قال: سألت ابن عمر عن القراءة خلف الإمام فقال: تكفيك قراءة الإمام.
ما جاء في وجوب قراءة القرآن في صلاة السر:
أخرج ابن أبي شيبة (1|373): نا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن أبي رافع أن علياً كان يقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام، في كل ركعة بأم القرآن وسورة. قلت: وظاهر الأثر أنه لم يكن يفعل ذلك في صلاة الجهر.
أخرج ابن أبي شيبة (1|373): نا أبو بشر (جعفر بن إياس اليشكري، عن صحيفته) عن مجاهد قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقرأ خلف الإمام في صلاة الظهر من سورة مريم.
أخرج ابن أبي شيبة (1|373): نا وكيع عن سفيان عن ابن ذكوان (سهيل، جيد) عن (أبيه) أبي صالح عن أبي هريرة وعائشة قالا: اقرأ خلف الإمام فيما يخافت به.
أخرج ابن أبي شيبة (1|375): نا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن العيزار بن حريث العبدي عن ابن عباس قال: اقرأ خلف الإمام بفاتحة الكتاب.
أخرج ابن أبي شيبة (1|375): نا وكيع عن ابن عون عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع قال: صليت وإلى جنبي عبادة بن الصامت، فقرأ بفاتحة الكتاب. فقلت: يا أبا الوليد، تقرأ بفاتحة الكتاب؟ قال: نعم، إنه لا صلاة إلا بها.
قلت: وهذا والذي محمول على أن تلك الصلاة كانت سرية. لأن الأثرين يحتملان الأمرين، فنؤوله على ما وافق القرآن والسنة والجمهور كما قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (204) سورة الأعراف. وقد نقل شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (23|312) عن الإمام أحمد: إجماع الناس على أنها نزلت في الصلاة.
بقي هنا ما رواه جواب بن عبيد الله التيمي (ضعيف) عن يزيد بن شريك التيمي قال: سألت عمر عن القراءة خلف الإمام؟ قال: وإن كنت خلفي. قلت: وإن قرأت؟ قال: وإن قرأت. وهذا أثر ضعيف لا يصح.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 05 - 05, 02:09 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ويبقى أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على كل أثر.
والحمد لله.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم
الشيخ محمد الأمين
جوزيتم خيرا علي حسن ردكم وسعة صدركم
بوركتم(46/29)
رأي .. في البوفيه المفتوح
ـ[فهد الداود]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:23 م]ـ
ظهرت في الآونة الأخيرة ما يسمى بالبوفيه المفتوح، على أني لم أجد لهذه التسمية أصل عند أهل اللغة، ووجدت إشارة لها في كتب الموسوعات العربية.
حيث توضع جميع أصناف الطعام على طاولة كبيرة، ويقوم الزبائن بخدمة أنفسهم في تناول ما يرغبون، وتكون هذه الخدمة لقاءَ أَجْرٍ محدد وثابت لكل الزبائن.
وبيع الطعام على طريقة البوفيه المفتوح قد يشوبها شيءٌ من الجهالة في مقدار المبيع، سواءٌ كانت هذه الجهالة في جنس المبيع أو نوعه أو مقداره؛ لأنَّ العميل لا يعلم جنس ما يتناوله من الطعام والشراب، أو نوعه، أو مقداره، والنَّاس يتفاوتون في مقدار ما سيأكلون أو يشربونه في البوفيه المفتوح، كما أنَّ المأكولات والمشروبات التي تناولها العميل في البوفيه المفتوح قد تكون قيمتها مقاربة لقيمتها خارجه، وقد تكون القيمة متافوتة.
ومع ذلك فإنَّ الجهالة الموجودة في المبيع جهالة يسيرة، والناس بحاجة إلى هذا النوع من البيوع، وقد جرى العرف على صحة هذا البيع، وقياساً على دخول الحمَّام، حيث أجاز العلماء دخول الحمَّام وفق الضوابط الشرعية، إلا أنَّ المشتري يجب عليه أن لا يسرف في المأكل والمشرب، بحيث يأخذ من الأطعمة فوق حاجته دون أن يأكلها، أو يجلس في المطعم فوق الزمن المعتاد؛ بحيث يشغل الطاولة عن غيره من رواد المطعم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( .. ولا ريب أنَّ في دخول الحمَّام ما قد يكون محرَّماً إذا اشتمل على فعل محرم ... أو ظلم الحمَّامي بمنع حقه، وصبُّ الماء الزائد على ما اقتضته المعاوضة أو المكث فوق ما يقابل العوض المبذول له بدون رضاه).
والله أعلم
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:32 م]ـ
جزى الله أخانا فهدا خير الجزاء على ماأفادنا فيه
وعندي سؤال في البوفيه المفتوح وهو: هل يجوز لمن أكل من البوفيه أن يأخذ معه بعض الطعام إلى خارج البوفيه ليأكله في وقت آخر، لأنه الآن شبع وهو يرى أن مادفعه أكثر بكثير مما أكله
أفيدونا مما علمكم الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:36 م]ـ
إجماع المتقدمين على حل بوفيهات المعاصرين!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25009&highlight=%C7%E1%C8%E6%DD%ED%E5+%C7%E1%E3%DD%CA%E6 %CD
وانظر - غير مأمور - الروابط المدرجة في الرابط المذكور أعلاه.(46/30)
ما هي آفة هذه الرواية
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث ج1/ص95: (حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال ثنا علي بن جابر قال ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال ثنا محمد بن فضيل قال ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله أتاني ملك فقال يا محمد وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا قال قلت على ما بعثوا قال على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب قال الحاكم تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضيل ولم نكتبه الا عن ابن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمون)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:58 م]ـ
هذا الحديث باطل ووقع الخطأ فيه من بعض الراوة
والله أعلم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:31 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابن وهب
الحديث قال عنه الألباني موضوع
ولكني لا اعلم سبب الحكم بالوضع على الحديث
فاريد السبب والافة بارك الله فيك لكي استفيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:39 م]ـ
فائدة
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4138&highlight=%E6%E1%C7%ED%CA%DF)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:44 م]ـ
فائدة
سؤال حول مانقله السيوطي في الدر المنثور ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26583&highlight=%DA%ED%C7%D4)
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:01 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[15 - 05 - 05, 07:47 م]ـ
اخي الكريم
محمد بن خالد بن عبد الله الذي قال عنه الائمة انه كذاب ووضاع
لم اجد في ترجمته أنه يروي عن محمد بن فضيل
وانما روى فقط عن:
إبراهيم بن سعد
خالد بن عبد الله الطحان (أبيه) (ق)
شريك بن عبد الله النخعى
عبد الحكيم بن منصور الخزاعى
أبى شهاب عبد ربه بن نافع الحناط
الفرج بن فضالة
أبى جزء نصر بن طريف
هشيم بن بشير
أبى عقيل يحيى بن المتوكل.
فهل هناك احد من الائمة قال ان هذا الرواى روى عن محمد بن فضيل(46/31)
تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام .... !
ـ[أبو عباد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا: سامي الصقير -حفظه الله- له فوائد من شرحه على بلوغ المرام، وهو شرح ممتع للغاية
شيخنا-حفظه الله-هو من أقرب الطلاب عند الشيخ ابن عثيمين-حفظه الله- وهو خليفته في الجامع وهو الآن يدرس بدلاً من الشيخ-رحمه الله رحمة واسعة-وهو متزوج بابنة الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-0
والشيخ سامي معروف في منطقة القصيم وخاصة عنيزة، ما إن تراه إلاّويذكرك بالشيخ-رحمه الله-
في دروسه. وقد لازم الشيخ من سنة1403هـ. وهو الآن دكتور في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة القصيم (جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً).
وقد قال لي شيخنا أبو حفص عمر بن محمد علي أبو حوسة-حفظه الله-وهو أحد طلبة الشيخ ابن عثيمين أنه سمع من الشيخ هذه المقولة: فقهي عند سامي
وسوف يكون وضع الفوائد على حلقات.
وأيضاً يدرس في جامع ابن عثيمين-رحمه الله- الشيخ: خالد بن عبد الله المصلح-حفظه الله-وهو من المقرّبين عند الشيخ وزوج ابنة الشيخ.
وأيضاً الشيخ: عبدالرحمن الدهش-حفظه الله-وه من المقربين أيضاً.
وهو خلفاء الشيخ-رحمه الله-
نسأل الله التوفيق والإعانة.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:25 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبا عباد على هذا الموضوع المفيد
وقد يسر الله لي الدراسة على الشيخ سامي حفظه الله لمدة سنتين ولله الحمد ولكني انقطعت الآن بسبب سفري لإكمال الدراسة وإني أتعجب من قوة حافظته ودقة تصويره للمسائل وهو خبير في الفقه الحنبلي زاده الله علما وتقوى وثباتا على الحق
وأوصي من كان بالقصيم ألا يفوت دروسه
ـ[أبو عباد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:28 م]ـ
جزاك الله خيرا على وصيتك للشباب، فالشيخ أخذ منهج العلاّمة ابن عثيمين-رحمه الله- في طرحه للفقه.(46/32)
تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (1) للشيخ سامي الصقير-حفظه الله-
ـ[أبو عباد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 07:49 م]ـ
{باب نواقض الوضوء} الجمعة 13/ 7/1423هـ
75 - عن علي بن أبي طالبtقال: كنت رجلاً مذّاء، فأمرت المقداد أن يسأل النبي r، فسأله، فقال"فيه الوضوء"متفق عليه، واللفظ للبخاري.
مذّاء: هذه صيغة مبالغة.
س-لماذا خصّ واختار علي المقداد؟
ج-لأنه صاحبه، وكانا يتناوبان هو وإياه بأخذ العلم من النبي r.
الفوائد:
1 - المذي ناقض للوضوء.
2 - جواز التوكيل في الفتوى، ولكن يُشترط في الوكيل أن يكون ثقةً عارفا.
3 - لا عذر للإنسان في ترك السؤال حياءً.
4 - جاء في رواية مسلم وأحمد وأبي داود "يغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ"،فنقول: يُغسل الذكر والأنثيان من المذي.
س/هل غسل الذكر والأنثيين من المذي، هل هو لإزالة النجاسة أو الطهارة؟
ج/غسلهما طهارة حتى لو لم يصبهما شيء، قال أهل العلم: والحكمة من غسل الذكر والأنثيين أن فيه تبريد للشهوة، ولا سيّما إذا كان الماء بارداً. (بعض الفوائد من شرح الشيخ-حفظه الله-على المنتقى)
76 - عن عائشة-رضي الله عنها-أن النبيrقَبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. أخرجه أحمد وضعفه البخاري.
يدل الحديث على أن مسّ المرأة بشهوة وبغير شهوة لا ينقض الوضوء، وجه ذلك: أن تقبيل الرجل للمرأة لا يكون إلا بشهوة.
77 - عن أبي هريرةtقال: قال رسول الله r:" إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه: أخرج منه شيء، أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أويجد ريحاً".أخرجه مسلم.
#هذا الحديث فيه قواعد من قواعد الإسلام:
" أن اليقين لا يزول بالشك، تؤخذ من"فأشكل عليه"هذا شك.
" أن اليقين يزول باليقين (الطاريء) تؤخذ من"حتى يسمع صوتاً ..... ".
" أن الأصل بقاء ما كان على ما كان، تؤخذ من"فلا يخرجن".
الفوائد:
1 - أن الإنسان إذا شك في الطهارة، فالأصل بقاء الطهارة، فلو غلب على ظنّه أنه أحدث فلا يعمل به.
2 - فيه دليل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يلتفت إلى الشكوك، لقوله"فلا يخرجن .. ".
3 - النهي عن الخروج من الصلاة إذا شك بالطهارة في الصلاة.
*قوله r:" فلا يخرجن"هل النهي للتحريم أم للكراهة أم للإرشاد؟
الجواب: هذا يختلف: إذا كانت الصلاة فريضة، فالنهي للتحريم. وإن كانت الصلاة نفل، فالنهي للكراهة.
*يستثنى من الخروج من النفل: مثل الحج والعمرة، فإن نفلهما كفرضهما، لا يجوز الخروج منها.
78 - وعن طلق بن عليtقال: قال رجل: مسست ذكري، أو قال: الرجل يمس ذكره في الصلاة ..... "أخرجه الخمسة ...
79 - وعن بسرة بنت صفوان-رضي الله عنها-أن رسول اللهrقال:"من مسّ ذكره فليتوضأ".أخرجه الخمسة ........
المسّ: لابدّ أن يكون بدون حائل.
أعليه: أي يجب عليه الوضوء؟
بضعة: القطعة.
الفوائد:
1 - جواز الحركة في الصلاة للحاجة، لقوله"يمس ذكره في الصلاة".
#والحركة في الصلاة خمسة أقسام:
أ) حركة واجبة: وهي كل حركة يتوقف عليها صحة الصلاة.
ب) حركة محرمة: وهي الكثيرة، المتوالية، لغير ضرورة.
ج) حركة مكروهة: وهي اليسيرة، لغير حاجة.
د) حركة مستحبة: وهي التي يتوقف عليها فعل حركة مستحبة، مثل: خرج من الصف، فتتحرك لتذهب مكانه.
هـ) حركة جائزة (المباحة):هي اليسيرة للحاجة.
*س- حركته من أجل إغلاق الجوال؟! الجواب: حركته إما واجبة أو مستحبة.
2 - يؤخذ من حديث طلق أن مسّ الذكر لا ينقض الوضوء.
3 - حسن تعليم النبي r؛ لأنه قرن الحكم بالعلة، وقرْن الحكم بالعلّة له فوائد:
" بيان سموّ الشريعة.
" إمكان القياس إذا كانت العلة متعدية.
" أن فيه زيادة في الطمأنينة.
" انتفاء الحكم بانتفاء العلّة.
" ظهور اسم الحكيم.
* خلاف العلماء في نقض الوضوء من مسّ الذَكر:
ق1) أنه ناقض للوضوء، استدلوا بحديث بسرة.
ق2) أنه غير ناقض للوضوء، استدلوا بحديث طلق. وهو الراجح.
ق3) أنه إن مسّ ذكره بشهوة انتقض وضوءه وإن كان بغير شهوة فلا ينقض.
# من العلماء من سَلَك مسلك النسخ:
1 - حديث بسرة ناسخ لحديث طلق؛ لأن طلق جاء والنبيrقبل أن يبني المسجد، وحديث بسرة متأخر
# ومن العلماء من سَلَكَ مسلك الترجيح:
فمن العلماء من رجّح حديث بسرة:
1/لأنه أصحّ. 2/ولأنه ناقل عن الأصل، وما كان ناقلاً عن الأصل مقدّم. 3/ولأنه أحوط. 4/أن العلماء الذين صححوه أكثر.
#ومن العلماء من سَلَكَ مسلك الجمع: أنه لا معارضة؛ لأنه بالجمع يكون إعمال للحديثين:
أ) لأن الأمر في حديث بسرة للاستحباب والنفي في حديث طلق نفي الوجوب.
ب) أو أن يُحمل الأمر في حديث بسرة إذا كان المسّ بشهوة، وحديث طلق بدون شهوة؛ لأنه قال"يمسّ ذكره في الصلاة"،ومستحيل أن يمسّ الرجل ذَكَره في الصلاة بشهوة، وأنه قال"بضعة منك"أي كالأذن والأنف وغيره.
* مسّ المرأة لِذَكَر ابنها الصغير: لا ينقض الوضوء.
# ظاهر الحديث: من مسّ الأنثيين، فلا ينتقض وضوءه.
# وظاهر الحديث: أن من مسّ دُبُرَه، فلا ينتقض، لكن ورد حديث في رواية"من مسّ فرجه فليتوضأ"والفرج يُطلق على القُبُل والدُّبُر.
# وظاهر الحديث: أن من مسّ ذكر غيره، فلا ينتقض وضوءه، لكن على الحديث أنه ينقض بشهوة؛ لأن النبيrذكر هذا من باب الغالب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/33)
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:48 م]ـ
رواية غسل الأنثيين (شاذة) ومن أمارات شذوذها ـو هي أكثر من أمارة ـ إعراض الشيخين عنها مع إخراجهما لأصل الحديث.
ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا على نقل هذا الدرس المفيد من دروس الشيخ الفاضل سامي الصقير من أبرز طلاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله
ولقد رأيت في المنام أني زرت مسجد الشيخ بن عثيمين رحمه الله بعد وفاته وبكيت عند ما لم أجد الشيخ
وإذابي أسمع من يقول لي خفف البكاء فإن الشيخ سامي الصقير فيه الخير
ـ[أبو عباد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:32 م]ـ
أسأل الله أن ينفع بشيخنا سامي الصقير-حفظه الله ونفع الله بعلمه-فهو يقتفي أثر شيخه-رحمه الله- في تدريسه للفقه.
وقد سألني الشيخ: صلاح البدير-حفظه الله-إمام الحرم النبوي عن جامع الشيخ-رحمه الله-ومن تولّى إمامة الجامع وعن السكن والدروس، فذكرت له عن المشايخ، فال-حفظه الله-: (العالم إذا خَلَّفَ طلاباً ما مات).(46/34)
ابيات سلفية
ـ[صخر]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:05 م]ـ
قال اعرابي للجهم
الا ان جهما كافر بان كفره ** ومن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم اد يسمي الهه **سميعا بلا سمع بصيرا بلا بصر
عليما بلا علم رضيا بلا رضا **لطيفا بلا لطف خبيرا بلا خبر
ايرضي ان لو قال ياجهم قائل **ابوك امرؤ حر خطير بلا خطر
ملح بلا ملح بهي بلا بها **طويل بلا طول يخالفه القصر
حليم بلا حلم وفي بلا وفا**فبالعقل موصوف و بالجهل مشتهر
جواد بلا جود قوي بلا قوى**كبير بلا كبر صغير بلا صغر
امدحا تراه يا جهم ام مدحا و سبة**و هزؤا كفاك الله يااحمق البشر
فانك شيطان بعثت لامة **تصيرهم عما قريب الى سقر(46/35)
دلائل الوحدانية (موضوع للمشاركة)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:06 م]ـ
إخوتي الأحباب مقرر في الفطر السليمة السوية وحدانية الله جل جلاله وتقدست اسمائة وحدانيته في الخلق والملك والتدبير واستحقاقه وحده للعبادة وقد وقفت على كلام جميل جليل للقاضي صدر الدين على بن محمد ابن ابي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية ومن لديه المزيد من الفوائد والدرر في هذا الموضوع المهم جدا فلا يبخل على إخوانه به
((قوله: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له)
ش: أعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل قال تعالى: {لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال هود عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال صالح عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال شعيب عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [وقال صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله] ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهاده أن لا إله إلا الله لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقب بلوغه بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك ولم يوجب أحد منهم على وليه أن يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين وإن كان الإقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ووجوبه يسبق وجوب الصلاة لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك
وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء: كمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين أو أتى [بغير ذلك من خصائص الإسلام ولم يتكلم بهما هل يصير مسلما أم لا؟ والصحيح أنه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الإسلام فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا [كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة]] وهو أول واجب وآخر واجب
فالتوحيد أول الأمر وآخره أعني: توحيد الإلهية فإن التوحيد يتضمن ثلاث أنواع:
أحدها: الكلام في الصفات والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء والثالث: توحيد الإلهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له
أما الأول: فإن نفاة الصفات أدخلوا نفي الصفات [في] مسمى التوحيد كجهم بن صفوان ومن وافقه فإنهم قالوا: اثبات الصفات يستلزم تعدد الواجب وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فإن اثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وانما الذهن قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية التعطيل وهذا القول قد أفضى بقوم الى القول بالحلول والإتحاد وهو أقبح من كفر النصارى فإن النصارى خصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميع المخلوقات ومن فروع هذا التوحيد: أن فرعون وقومه كاملو الإيمان عارفون بالله على الحقيقة
ومن فروعه: أن عباد الأصنام على الحق والصواب وأنهم إنما عبدوا الله لا غيره
ومن فروعه: أنه لا فرق في التحريم التحليل بين الأم والأخت والأجنبية ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح والكل من عين واحدة لا بل هو العين الواحدة
ومن فروعه: أن الأنبياء ضيقوا على الناس
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
وأما الثاني: وهو توحيد الربوبية كالإقرار بأنه خالق كل شيء وأنه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والأفعال وهذا التوحيد حق لا ريب فيه وهو الغاية عند كثير من أهل النظر والكلام وطائفة من الصوفية وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضة طائفة معروفة من بني آدم بل القلوب مفطورة على الإقرار به أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/36)
وأشهر من عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الصانع فرعون وقد كان مستسيقنا به في الباطن كما قال له موسى: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} وقال تعالى عنه وعن قومه {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} ولهذا [لما] قال: وما رب العالمين؟ على وجه الإنكار له تجاهل العارف قال [له] موسى: {رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
وقد زعم طائفة أن فرعون سأل موسى مستفهما عن الماهية وأن المسؤول عنه لما لم تكن له ماهية عجز موسى عن الجواب وهذا غلط وإنما هذا استفهام إنكار وجحد كما دل سائر آيات القرآن على أن فرعون كان جاحدا لله نافيا له لم يكن مثبتا له طالب للعلم بماهيته فلهذا بين لهم موسى أنه معروف وأن آياته ودلائل ربوبيته أظهر وأشهر من أن يسأل عنه بما هو؟ بل هو سبحانه أعرف وأظهر وأبين من أن يجهل بل معرفته مستقرة في الفطر أعظم من معرفة كل معروف ولم يعرف عن أحد من الطوائف أنه قال: أن العالم له صانعان متماثلان في الصفات والأفعال فإن الثنوية من المجوس والمانوية القائلين بالأصلين: النور والظلمة وأن العالم صدر عنهما -: متفقون على أن النور خير من الظلمة وهو الإله المحمود وأن الظلمة شريرة مذمومة وهم متنازعون في الظلمة هل هي قديمة أو محدثة؟ فلم يثبتوا ربين متماثلين
وأما النصارى القائلون بالتثليت فانهم لم يثبتوا للعالم ثلاثة أرباب ينفصل بعضهم عن بعض بل متفقون على أن صانع العالم واحد ويقولون: باسم الإبن والأب وروح القدس إله واحد وقولهم في التثليث متناقض في نفسه وقولهم في الحلول أفسد منه ولهذا كانوا مضطربين في فهمه وفي التعبير عنه لا يكاد واحد منهم يعبر عنه بمعنى معقول ولا يكاد أثنان يتفقان على معنى واحد فانهم يقولون: هو واحد بالذات ثلاثة بالاقنوم! والاقانيم يفسرونها تارة بالخواص وتارة بالصفات وتارة بالأشخاص وقد فطر الله العباد على فساد [هذه] الاقوال بعد التصور التام وبالمجلة فهم لا يقولون باثبات خالقين متماثلين
والمقصود هنا: أنه ليس في الطوائف من يثبت للعالم صانعين متماثلين مع أن كثيرا من أهل الكلام والنظر والفلسفة تعبوا في اثبات هذا المطلوب وتقريره ومنهم من اعترف بالعجز عن تقرير هذا بالعقل وزعم أنه يتلقى من السمعوالمشهور عند أهل النظر اثباته بدليل التمانع وهو: أنه لو كان للعالم صانعان فعند اختلافهما مثل أن يريد أحدهما تحريك جسم وآخر تسكينه أو يريد أحدهما احياءه والآخر اماتته -: فإما أن يحصل مرادهما أو مراد أحدهما أو لا يحصل مراد واحد منهما والأول ممتنع لأنه يستلزم الجمع بين الضدين والثالث ممتنع لأنه يلزم خلو الجسم عن الحركة والسكون وهو ممتنع ويستلزم أيضا عجز كل منهما والعاجز لا يكون إلها واذا حصل مراد أحدهما دون الآخر كان هذا هو الإله القادر والآخر عاجزا لا يصلح للإلهيةوتمام الكلام على هذا الأصل معروف في موضعه وكثير من أهل النظر يزعمون أن دليل التمانع هو معنى قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} لاعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الإلهية الذي بينه القرآن ودعت اليه الرسل عليهم السلام وليس الامر كذلك بل التوحيد الذي دعت اليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية وهو عبادة الله وحده لا شريك له فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وأن خالق السماوات والأرض واحد كما أخبر تعالى عنهم بقوله: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون} ومثل هذا كثير في القرآن ولم يكونوا يعتقدون في الأصنام أنها مشاركة لله في خلق العالم بل كان حالهم فيها كحال أمثالهم من مشركي الأمم من الهند والترك والبربر وغيرهم تارة يعتقدون أن هذه تماثيل قوم صالحين من الأنبياء والصالحين ويتخذونهم شفعاء ويتوسلون بهم الى الله وهذا كان أصل شرك العرب قال تعالى حكاية عن قوم نوح {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} وقد ثبت في صحيح البخاري وكتب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/37)
التفسير وقصص الأنبياء وغيرها عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أن هذه أسماء قوم صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم وأن هذه الأصنام بعينها صارت إلى قبائل العرب ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما قبيلة قبيلة وقد ثبت في صحيح مسلم [عن أبي الهياج الاسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته] وفي الصحيحين [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض قبل موته: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد] يحذره ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا وفي الصحيحين [أنه ذكر في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة وذكر من حسنها وتصاوير فيها فقال: إن أولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصورا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة] وفي صحيح مسلم [عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك]
ومن أسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن أنه مناسب للكواكب [من] طباعها
وشرك قوم إبراهيم عليه السلام كان - فيما يقال - من هذا الباب وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الأصنام لهم
وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وأنه ليس للعالم صانعان ولكن اتخذوا هؤلاء شفعاء كما أخبرعنهم تعالى بقوله: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون}
وكذلك كان حال الأمم السالفة المشركين الذين كذبوا الرسل [كما] حكى الله تعالى عنهم في قصة صالح عليه السلام عن التسعة الرهط الذين تقاسموا بالله [أي تحالفوا بالله] لنبيتنه وأهله فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله عند قتل نبيهم وأهله وهذا بين أنهم كانوا مؤمنين بالله إيمان المشركين
فعلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الإلهية الذي يتضمن توحيد الربوبية قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون * وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون * أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} وقال تعالى: {أفي الله شك فاطر السماوات والأرض} [وقال صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه] ولا يقال: أن معناه يولد ساذجا لا يعرف توحيدا ولا شركا كما قال بعضهم - لما تلونا [ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل: خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين] الحديث وفي الحديث المتقدم ما يدل على ذلك حيث [قال: يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه] ولم يقل: ويسلمانه وفي رواية [يولد على الملة] وفي أخرى: [على هذه الملة]
وهذا الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم هو الذي تشهد الأدلة العقلية بصدقه منها أن يقال: لا ريب أن الإنسان قد يحصل له من الأعتقادات والإرادات ما يكون حقا وتارة ما يكون باطلا وهو حساس متحرك بالإرادات ولا بد له من أحدهما ولا بد له من مرجح لأحدهما ونعلم أنه إذا عرض على كل أحد أن يصدق وينتفع وأن يكذب ويتضرر مال بفطرته إلى أن يصدق وينتفع وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع الإيمان به هو الحق أو نقيضه والثاني فاسد قطعا فتعين الأول فوجب أن يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والإيمان به وبعد ذلك: أما أن يكون في فطرته [محبته أنفع للعبد أولا والثاني فاسد قطعا فوجب أن يكون في فطرته]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/38)
محبة ماينفعه
ومنها: أنه مفطور على جلب المنافع ودفع المضار بحسه وحينئذ لم تكن فطرة كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك بل يحتاج إلى سبب معين للفطرة كالتعليم ونحوه فإذا وجد الشرط وانتفى المانع استجابت لما فيها من المقتضي لذلك
ومنها: أن يقال: من المعلوم أن كل نفس قابلة للعلم وإرادة الحق ومجرد التعليم والتحضيض لا يوجب العلم والإرادة لولا أن في النفس قوة تقبل ذلك وإلا فلو علم الجهال والبهائم وحضضا لم يقبلا ومعلوم أن حصول إقرارها بالصانع ممكن من غير سبب منفصل من خارج وتكون الذات كافية في ذلك فإذا كان المقتضي قائما في النفس وقدر عدم المعارض فالمقتضي السالم عن المعارض يوجب مقتضاه فعلم أن الفطرة السليمة إذا لم يحصل لها ما يفسدها كانت مقره بالصانع عابدة له ومنها: أن يقال إنه إذا لم يحصل المفسد الخارج ولا المصلح الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح لأن المقتضي فيها للعلم والارادة قائم والمانع منتف
ويحكى عن أبي حنيفة رحمه الله: أن قوما من أهل الكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية فقال لهم: أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلىء من الطعام والمتاع وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتفرغ وترجع كل ذلك من غير أن يدبرها أحد؟!! فقالوا: هذا محال لا يمكن أبدا! فقال لهم: إذا كان هذا محالا في سفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله!! وتحكى هذه الحكاية أيضا عن غير أبي حنيفة
فلو أقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر به هؤلاء النظار ويفنى فيه كثير من أهل التصوف ويجعلونه غاية السالكين كما ذكره صاحب منازل السائرين وغيره وهو مع ذلك إن لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه - كان مشركا من جنس أمثاله من المشركين
والقرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد وبيانه وضرب الأمثال له ومن ذلك أنه يقرر توحيد الربوبية ويبين أنه لا خالق إلا الله وأن ذلك مستلزم أن لا يعبد إلا الله فيجعل الأول دليلا على الثاني إذ كانوا يسلمون [في] الأول وينازعون في الثاني فيبين لهم سبحانه أنكم إذا كنتم تعلمون أنه لا خالق إلا الله [وحده] وأنه هو الذي يأتي العباد بما ينفعهم ويدفع عنهم ما يضرهم لا شريك له في ذلك فلم تعبدون غيره وتجعلون معه آلهة أخرى؟
كقوله تعالى: {قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون * أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون} الآيات يقول الله تعالى في آخر كل آية: {أإله مع الله} أي أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام انكار يتضمن نفي ذلك وهم كانوا مقرين بأنه لم يفعل ذلك غير الله [فاحتج عليهم بذلك وليس المعنى أنه استفهام هل مع الله إله كما ظنه بعضهم لأن هذا المعنى لا يناسب سياق الكلام والقوم كانوا يجعلون مع الله] آلهة أخرى كما قال تعالى {أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد} وكانوا يقولون: {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب} لكنهم ما كانوا يقولون: أن معه إلها {جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا} بل هم مقرون بأن الله وحده فعل هذا وهكذا سائر الآيات وكذلك قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} وكذلك قوله في سورة الأنعام: {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به} وأمثال ذلك
واذا كان توحيد الربوبية الذي يجعله هؤلاء النظار ومن وافقهم من الصوفية هو الغاية في التوحيد -: داخلا في التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فليعلم أن دلائله متعددة كدلائل اثبات الصانع ودلائل صدق الرسول فإن العلم كلما كان الناس إليه أحوج كانت أدلته أظهر رحمة من الله بخلقه
والقرآن قد ضرب الله للناس فيه من كل مثل وهي المقاييس العقلية المفيدة للمطالب الدينية لكن القرآن يبين الحق في الحكم والدليل فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ وما كان من المقدمات معلومة ضرورية متفقا عليها استدل بها ولم يحتج إلى الاستدلال عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/39)
والطريقة الصحيحة في البيان أن تحذف وهي طريقة [القرآن بخلاف ما يدعيه الجهال الذين يظنون أن القرآن ليس فيه طريقة] برهانية بخلاف ما قد يشتبه ويقع فيه نزاع فإنه يبينه ويدل عليه
ولما كان الشرك في الربوبية معلوم الأمتناع عند الناس كلهم باعتبار اثبات خالقين متماثلين في الصفات والافعال وإنما ذهب بعض المشركين إلى أن ثم خالقا خلق بعض العالم كما يقوله الثنوية في الظلمة وكما يقوله القدرية في أفعال الحيوان وكما يقوله الفلاسفه الدهرية في حركة الأفلاك أو حركات النفوس أو الأجسام الطبيعية فإن هؤلاء يثبتون أمورا محدثة بدون أحداث الله إياها فهم مشركون في بعض الربوبية وكثير من مشركي العرب وغيرهم قد يظن في آلهته شيئا من نفع أوضر بدون أن يخلق الله ذلك
فلما كان هذا الشرك في الربوبية موجودا في الناس بين القرآن بطلانه كما في قوله تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز الظاهر فإن الإله الحق لا بد أن يكون خالقا فاعلا يوصل إلى عابده النفع ويدفع عنه الضر فلو كان معه سبحانه إله آخر يشركه في ملكه لكان له خلق وفعل وحينئذ فلا يرضى تلك الشركة بل أن قدر على قهر ذلك الشريك وتفرده بالملك والإلهية دونه فعل وإن لم يقدر على ذلك انفرد [بخلقه وذهب بذلك الخلق كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بملكه إذا لم يقدر المنفرد] منهم على قهر الآخر والعلو عليه فلا بد من أحد ثلاثة آمور:
أما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه
واما أن يعلو بعضهم على بعض
واما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كيف يشاء ولا يتصرفون فيه بل يكون وحده هو الإله وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه
وانتظام أمر العالم كله واحكام أمره من أدل دليل على أن مدبره إله واحد وملك واحد ورب واحد لا إله للخلق غيره ولا رب لهم سواه كما قد دل [دليل] التمانع على أن خالق العالم واحد لا رب غيره ولا إله سواه فذلك تمانع في الفعل والإيجاد وهذا تمانع في العبادة والإلهية فكما يستحيل أن يكون للعالم ربان خالقان متكافئان كذلك يستحيل أن يكون [لهم] إلهان معبودان
فالعلم بأن وجود العالم عن صانعين متماثلين ممتنع لذاته مستقر في الفطر معلوم بصريح العقل بطلانه فكذا تبطل إلهية اثنين فالآية الكريمة موافقة لما ثبت واستقر في الفطر من توحيد الربوبية دالة مثبتة مستلزمة لتوحيد الإلهية
وقريب من معنى هذه الآية قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} وقد ظن طوائف أن هذا دليل التمانع الذي تقدم ذكره وهو أنه لو كان للعالم صانعان الخ وغفلوا عن مضمون الآية فإنه سبحانه أخبر أنه لو كان فيهما آلهة غيره ولم يقل أرباب
وأيضا فإن هذا إنما هو بعد وجودهما وأنه لو كان فيهما وهما موجودتان آلهة سواه لفسدتا
وأيضا فإنه قال: (لفسدتا) وهذا فساد بعد الوجود ولم يقل: لم يوجدا ودلت الآية على أنه لا يجوز أن يكون فيهما آلهة متعددة بل لا يكون الإله إلا واحد وعلى أنه لا يجوز أن يكون هذا الإله الواحد إلا الله سبحانه وتعالى وأن فساد السموات والأرض يلزم من كون الآلهة فيهما متعددة ومن كون الإله الواحد غير الله وأنه لا صلاح لهما إلا بأن يكون الإله فيهما هو الله وحده لا غيره فلو كان للعالم إلهان معبودان لفسد نظامه كله فإن قيامه إنما هو بالعدل وبه قامت السموات والارض
وأظلم الظلم على الاطلاق الشرك وأعدل العدل التوحيد
وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا والعاجز لا يصلح أن يكون إلها قال تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون} وقال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون} وقال تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}))(46/40)
الاخوة المالكية هل مرت بكم هذه المنظومة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:09 م]ـ
الاخوة المالكية هل مرت بكم هذه المنظومة
مطلعها
يقول باديا بحمد الله ****من بعد الابتدا باسم الله
موضوعها ما قاله في المقدمة
جلبت في ذا التظم بعض المعتمد**** وفيه ذكر بعض ما لا يعتمد
من قول او طرة او كتاب**** لقاصد الفتوى بلا عتاب
و هذا بعض منها
مقدمة في التحذير من التساهل في الفتوى
ولم يجز تساهل في الفتوى ... بل تحرم الفتوى بغير الاقوى
وكل عالم بذاك عرفا ... عن الفتاوي والقضاء صرفا
إذ كل من لم يعتبر ترجيحا ... فعلمه ودينه أجيجا
وكل من يكفبه أن يوافقا ... قولا ضعيفا لم يجد موافقا
لخرقه إجماع هدي الامه ... فالحكم بالمرجوح للأئمه
والحكم بالضعيف غير هاد ... مالم يكن لاهل الاجتهاد
اما المقلد فمحجور عليه ... وعند ترك راجح رد عليه
لذاك قال ذو النظام الفاسي**** في العمليات فهي فاسي
حكم قضاة الوقت بالشذوذ ... ينقض لا يتم للنفوذ
والهلالي نجل ابراهيما ... قد قال في اصوله تفهيما
وقول من قلد عالما لقي ... الله سالما فغير مطلق
وقال في إضاءة الدجنه ... المقري قوله كالجنه
والجزم ان سير من لم يعلم** مع رفقة مامونة كي يسلم
ويسلك المحجة البيضاء ... فنورها للمهتدي استضاء
وفي بنيات الطريق يخشى** سار ضلالا او هلاكا يغشى
أمننا الله من الافات ... في الدين والدنيا الى الوفات
فصل في المعتمد من الاقوال والكتب والفتوى
بيان ما اعتمد من أقوال ... وكتب وسائر الاحوال
فما به الفتوى تجوز المتفق ... عليه فالراجح سوقه نفق
فبعده المشهور فالمساوي ... ان عدم الترجيح في التساوي
واعتمدوا ما اشتهر المغاربه ... والشمس بالعراق ليست غاربه
ومالذي قصور راو تعلم ... في حالة الترجيح من تكلم
واعتمدو التهذيب للبراذعي ... وبالمدونة للورى دعي
واعتمدوا ما نقل القلشاني **** على الرسالة بهذا الشان
واعتمدوا تبصرة الفرحون**** وركبوا في فلكها المشحون
لكنه مزق باختياره ****مذهب مالك لدى تياره
واعتمدو الجامع لابن يوس ... وكان يدعى مصحف الكرنسي
واعتمدوا ما الفا ابن رشد ... والمازري مرشد للرشد
واعتمدوا بهرام لكن في الوسط ... اقسط في تحقيقه وما قسط
واعتمدوا حاشية الحطاب ... ومنه جاءت زبدة الاوطاب
وشرح سالم ولكن ماسلم**** من خلل عند اختصاره الكلم
واعتمدوا الحطاب في شريحيه لا ... في النقل بالمعنى فكم قد ذهلا
واعتمدوا حلولى في كبيره ... وفي صغير فاح من عبيره
واعتمدوا مختصر ابن عرفه .......................
بشرحه للشيخ ما ان عممه ... لكنه سروله وعممه
واعتمدوا المتبيطمي والزواوي ... مع ابن سهل عند كل راوي
واعتمدوا حاشية ابن غازي ... و ... أحمد بابا البازي
واعتمدوا حاشية الطخيخي ... وهو بالتصغير كالفريخي
واعتمدوا حاشية لمصطفى ... على التتاء كسراج ماطفا
واعتمدوا الططر لابن الاعرج ... وططر الطنجي غير بهرج
واعتمدوا نوازل الهلا**لي ودره النثير كالالي
كذلك ما يعزى الى مازونه ****وهو المسمى الدرر المكنونه
فصل في الكتب التي لا يعتمد بنقل ما انفردت به
بيان ما من كتب لا يعتمد ... ما انفردت بنقله طول الابد
من ذالك الاجهوري مع اتباعه ... مع اطلاعه وطول باعه
اذخلط الحصباء بالدر الثمين ... ولم يميز بين غث من سمين
وما يقال فيه قل في الباقي ... كالشبرخيت وكعبد الباقي
والخرشي بالكسر فكل عاله ... لشيخهم ونقلوا أنفاله
فكل ما ينقله قد انفرد ... لم يقبله غيرهم فرد
عليهم بالقول والبيان ****كالتاودي والهلالي البناني
لكن عج من كثرة الفوائد ... وكثرة الغلط في المقاصد
لا ينبغي تقليده في كل ما ... قال ولا اهماله للعلما
افتى بذا الهلالي اهل القاهره ... بالجامع الازهر فتوى ظاهره
ولا يتم نظر الزرقاني ... الا مع التاودي والبناني
وجمعهم اجوبة ابن ناصر**** لم يكن الشيخ لها بناصر
اذاما اراد كونها كالام **خوف اعتوار قاصر او امي
لانه اجاب كل سائل ... بحسب السائل لا المسائل
فطورا اطلق وطورا اجملا ... من ثم ترك الكل كان اجملا
وهكذا نوازل الورار ... لم تخل عن قول بلا اعتذار
فربماعن راجح قد مالا ... في الحكم او اجمله اجمالا
وضعفوا في الحكم والافتاء ... جواهر الدرر للتتاء
وانكر ابن عاشر والونكر ... ومصطفى والخرشي مامنه ازدري
وقال السلجماسي مما ينتحل** كادت مطالعته ان لا تحل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/41)
وتحرم الفتوى لاجل الريبه ... من كتب لم تشتهرغريبه
وضعفوا من طرة ابن عاتي ... ما انفردت بنقله فعات
وحذر الشيوخ من اجماع ... عن ابن عبد البر في السماع
وحذروا ايضا من اتفاق**** عن ابن رشد عالم الافاق
لكن اقل ذلك الجمهور ... كما اقل ذا هو المشهور
وحذروا من الخلافيات ... ابي ماعن الباجي منها يات
فكل ماقيد مما يستمد *****في ازمن الاقراء غير معتمد
وهوالمسمى بالطره ****قالوا ولا يفتي به ابن الحره
لانه يهدي وليس يستند**** عليه وحده مخافة الفند
كطرة الجزولي وابن عمرا**** على رسالة امير الامرا
بل اوجبوا تاديب ما قد افتى بها ... ما لم يكن قال المقام التابها
وهي الى محلها منسوبه ... بخط موثق به مكتوبه
ولم تخالف مافي الامهات ... من نص اوقاعدة فهات
لا فرق بينها وبيت ما نقل ... من سائر المصنفات وعقل
ومنه ما ادخله عياض**** من الشفا ووزنه رياض
وحيث لم تكن بهذا الحال ... مالم تكن من الكلام الحالي
قلت ورب جاهل التقاضي ... يفتي الورى بطرة ابن القاضي
وطرة ابن رازواولخطاطي ... فكان في في غاية الانحطاط
عن رتبة التصحيح والتمريض ... رضى ببيت جاء في القريض
ام الحليس لعجوز شهر به ... ترضى من اللحم بعظم الرقبه
فان يقل مالي سوى ذي المرتبه ... قلت فما على السكوت معتبه
فما به غيرك عنك قاما**** للنفس لا تطلب به مقاما
بل طرة ابن القاضي ممالعبت** ايدي التلامذ بها قد ذهبت
اخبرني الشيخ حبيب الله**** بذاك وهو ثقة والله
فصل في الكتب الشيطانية الليطانية
هذا بيان كتب الشيطان ... ومامن الكتب لليطاني
قد حذروا من كتب منسوبه ****للعلماء نسبة مكذوبه
من ذلك التقريب والتبيين ... لابن ابي زيد له تبيين
كذلك التفصيل والدلائل**** لابن ابي زيد بلا دلائل
ومنه الاجوبة للسحنون**** فعزوها له من الجنون
والقرويون اليهم تنسب ****اجوبة وهي لزور نسب
وما من الكتب للزناتي ... يعزى على نهج الضلال اتي
فكلها فتوى من الشيطان ... وما لها في الشرع من سلطان
وقول بعض الاغبيا ام العيال ... ليست تطلو من اضعف المقال
اذ ذاك تخصيص من الشيطان ... لسنة الرسول والقران
لكونه رايا وليس حكما ... فخل قائليه صما بكما
افتى بذاك شيخنا ابن العاقل ... وهوظاهر لغير باقل
وقولهم ان طلاق الغضب**** ليس بلازم لضعف اغضب
اذ قاله بعض من الحنابله ... فلم يوجد في بيدر سنابله
وقد رماه العلماء كابن حجر ... على البخاري بنبل وحجر
الخ ............................................... ..
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:49 م]ـ
نعم هذه منظومة مشهورة بين طلبة العلم، وتعرف باسم (بو طليحية) لمحمد النابغة الغلاوي الشنقيطي ت1245 هجرية. وموضوعها ما ذكرتَ.
طبعت عدة طبعات آخرها بتحقيق يحي بن البراء، نشر المكتبة المكية، ومؤسسة الريان.
ومن محاسن المقادير أني أول ما فتحت النت الآن، ودخلت الملتقى وجدت أمامي سؤالك أيها الفاضل أبو مسهر ودوبي أغلقت الكتاب المذكور، وهو الآن بجانبي.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:06 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:33 م]ـ
هذه الورقة الاخيرة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:25 ص]ـ
ومن محاسن المقادير أني أول ما فتحت النت الآن، ودخلت الملتقى وجدت أمامي سؤالك أيها الفاضل أبو مسهر ودوبي أغلقت الكتاب المذكور، وهو الآن بجانبي.
سبحان الله
ما شاء الله يقدر ما يشاء
بارك الله فيكم
ـ[سيف العصري]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:34 ص]ـ
هل يتفضل علينا أحد الإخوة ببقية نظم (بو طليحية) على ورد
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:53 ص]ـ
ومن وجهة نظري الشخصية أن الذي شوه الكتاب هو تقديم عدو أهل السنة له
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 09:49 ص]ـ
** للفائدة هناك شرح للمنظومة وهي عبارة عن مذكرة ماجستير إعداد الطالب لخضر بن قومار جامعة باتنة سنة 1425هـ
ـ[عبد الله الابياري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 10:32 ص]ـ
حمل رسالة ماجستير تحقيق (البوطليحية) نظم المعتمد من الأقوال والكتب في المذهب المالكي
من موقع جامعة باتنة بالجزائر
http://site.univ-batna.dz/index.php?option=com_docman&task=doc_download&gid=590&Itemid=52(46/42)
أين أجد هذا القول للسخاوي؟
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:25 م]ـ
ذكر الفتني في تذكرة الموضوعات ص11:" في الخلاصة "اليقين الإيمان كله" موضوع، قاله الصغاني والسخاوي."
ما وجدته في المقاصد ولا في الأجوبة المرضية ولا في الضوء اللامع ولا في شيء من مؤلفات السخاوي؟
هل هو موجود في شيء من كتبه أو هذا وهم من الشيخ طاهر؟
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
ربما كان وهماً ..
فمن المعروف أن كتاب "كشف الخفا" للعجلوني هو اختصار لكتاب المقاصد الحسنة للسخاوي، وضم إليها زيادات من كلام ابن حجر والصغاني والسيوطي والقاري وغيرهم ..
ومع ذلك فقد ذكر في كتابه أن الحديث قال فيه الصغاني: موضوع، ونقله عنه القاري ..
فلو قال فيه السخاوي شيئاً لكان أولى بالنقل عنه .. ولذكره السخاوي أصلاً في كتابه
قد يقال: ذكره السخاوي في كتاب لم يطلع عليه العجلوني واطله عليه طاهر .. وهذا بعيد ..
والله أعلم ..
على كل .. الحديث لا يصح مرفوعا ..
لكنه في معلقات البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً ..
ولا يصح الاستدلال به على كون الإيمان هو التصديق فقط، وهي شبهة أبرد من أن نردها.(46/43)
تصحيح الرجال لتلاوة النساء
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:54 م]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر في الاّونة الأخيرة بين شباب برنامج البالتوك تصحيح الرجال لتلاوة النساء
فهل هذا يجوز شرعا في هذا المحل؟
مع العلم أن هناك غرف لتعليم النساء فقط لا يوجد بها رجال
وما هي الأدلة التي تبيح قراءة المرأة على الرجل للتصحيح؟
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[17 - 05 - 05, 05:13 ص]ـ
للرفع
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 09:26 م]ـ
خلاف معاصر.(46/44)
إطالة الشعر من السنّة؟؟؟ .....
ـ[سلمان 1]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:58 م]ـ
إطالة الشعر من السنّة؟
ذكر صاحب الروض المربع قول الإمام أحمد إنها من السنّة.
هل من مزيد من أقوال السابقين واللاحقين؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 10:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30361&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1
ـ[سلمان 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:02 ص]ـ
إطالة الشعر للرجال من السنّة؟
ذكر صاحب الروض المربع قول الإمام أحمد إنها من السنّة.
فقال رحمه الله: ((و يسن إبقاء شعر الرأس قال أحمد هو سنة
لو نقوى عليه اتخذناه و لكن له كلفة و مؤونة.))
هل من مزيد من أقوال السابقين واللاحقين؟
أفيدونا بارك الله فيكم
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
بارك الله فيك أخي طلال العولقي ....
ـ[سلمان 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:23 ص]ـ
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
هل من مزيد من أقوال السابقين واللاحقين؟؟؟
و خاصة الذين يقولون إنها من السنة التي يؤجر عليها المسلم ...
((أخ يريد أن يعرف من قال بذلك .... ))
0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:37 ص]ـ
يكفيك فيه قول الإمام أحمد رحمه الله
ولكن المشكلة فيمن يتخذها من الفساق ساقطي المروءة، وإذا سألته عنها قال: هي من السنة!
فسبحان الله كيف دخل الهوى في قلوبهم.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:32 م]ـ
أرجو من ألإخوة عدم التشتيت وتكثير العناوين ..
الرجاء الاكتفاء بهذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%C7%E1%D4%DA%D1
ففيه غنية عن هذا العنوان ..
وحبذا لو حذف المشرفون هذا العنوان لئلا تتفرق الفوائد ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:26 ص]ـ
راجع كتاب الترجل من الجامع للخلال
باب صفة شعر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه واتخاذ الشعر ص11وما بعده من أبواب.
والمغني 1/ 65
وغيرها من كتب أهل العلم.(46/45)
لو "أخلص" الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً!!!
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:21 م]ـ
سؤال للمدارسة لعل الله يفتح علي وعليكم:
لو أخلص الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً فهل:
1 - يثاب على إخلاصه في الدنيا وفي الآخرة؟
2 - يعاقب على طلبه بإخلاصه الدنيا؟
3 - لا يثاب ولا يعاقب؟
4 - يثاب بتعجيل ثوابه له في الدنيا وذلك بحصول المطلوب الدنيوي ولا يؤثم، أي كما في قوله تعالى: ((ومن الناس يقول ربنا آتنا في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق))؟
5 - يثاب بتعجيل ثوابه له في الدنيا وذلك بحصول المطلوب الدنيوي مع لحوق الإثم لإرادته بإخلاصه غير وجه الله، كما في قوله تعالى: ((من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون))؟
هذه عدة أوجه، ولعل هناك المزيد ولكن الأهم النقاش العلمي للوصول إلى نتيجة مسددة بإذن الله تعالى.
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 04:12 م]ـ
أنا انتظر مشاركة إخواني النجباء ومشايخي الفضلاء.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - 05 - 05, 04:24 م]ـ
لو أخلص الرجل في عبادته لينال بذلك مطلباً دنيوياً
بارك الله فيكم.
لكن يقع هنا إشكال ..
كيف يجتمع الإخلاص وطلب الدنيا؟
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيراً على مبادرتك،
قلت لعل ذلك كمن يعبد الله خالصاً من قلبه (أي لا يصرف عبادته إلا لله) رغبة في حفظ الأولاد، وتكثير المال، ودوام الصحة وغيرها من المطالب الدنيوية.
أو كما جاء في الزهد لابن المبارك عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخلص لله العبادة أربعين يوما، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)).
وإن كان الحديث مرسلاً كما ترى وقد ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة. ولكن معناه محتمل وموجود من حيث أن بعض الناس يخلص لله تعالى - أربعين يوما أو أكثر أو أقل - ليلهمه الحكمة ويرزقه القبول بين الناس. مع أنه قد ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: {إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض} أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري.
فهنا (حديث البخاري) القبول تابع ونتيجه ولذلك قال: ((ثم يوضع له القبول في الأرض)) وأما في المسألة التي تحدثتُ عنها فالقبول مطلوب لذاته. وهذا يقع كثيراً حتى من بعض طلبة العلم وهو خفية من خفايا النيات، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[31 - 05 - 05, 07:17 م]ـ
أخي الحبيب
المسألة ذات بحث واسع ..
ويدخل فيها قوله تعالى (ولينصرن الله من ينصره)
وفيها حديث الزهري عن أنس بن مالك مرفوعاً: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه.
ونحو هذه النصوص .. فهو يصل رحمه لأمر الله تعالى، وقلبه ينتظر بسط الرزق ونسأ الأثر ..
ولعل تحرير المسألة أنها
1 - فيما وردت به النصوص على مشروعيته
2 - وذكرت فضله ولو على سبيل الجملة،
3 - أن عمله كان لله تعالى - بمعنى أنه يرجو الله أن يثيبه ولا يرجو مخلوقاً ..
وقد ذكرتَ سددك الله خمسة أوجه على سبيل المباحثة ..
لم لا نضيف وجهاً سادساً هو أقوى منها في نظري:
6 - يثاب على إخلاصه في الآخرة؛ لكنه ثواب دون ثواب من لم يلتفت إلى الدنيا.
وخذ وجها سابعاً أقوى منه:
7 - العبرة بقدر إخلاصه لله تعالى؛ أي تعلق قلبه به-دون النظر إلى التفاته لثواب الدنيا ما دام أنه عمله لله- ..
فقد يعظم تعلق قلبه لله تعالى -وإن كان فيه التفات لثواب الدنيا- تعلقاً أعظم ممن عمل هذا العمل على أنه قربة ولم يلتفت للدنيا، فيفضله لأجله تعلق قلبه به من هذه الحيثية.
وسر المسألة والله تعالى أعلم: أن الله تعالى -أو نبيه صلى الله عليه وسلم- ذكر هذا الفضل لتتشوف النفوس إليه.
والعامل إنما عمل إيماناً بالله تعالى، وتصديقاً بالغيب الذي أخبر به، وسعياً فيما حث عليه ..
ويبعد أن يدعو الداعي إلى شيء ويمنع من التفات القلب إليه!
هذا ما ظهر لي الآن .. والمسألة تقبل المباحثة ..
ولعل بعض الأحبة يرجع إلى شروح الحديث المذكور ونحوه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/46)
وإلى الكتب التي فتشت في الإخلاص -على تعنُّتٍ في بعضها! -.
والله أعلم.
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 09:33 م]ـ
نعم بارك الله فيك، الوجه السابع الذي ذكرت من أحسن ما يقال. فالمرء يحصّل من الأجر بقدر إخلاصه لله وينقص من أجره بقدر تعلق قلبه بالمطلب الدنيوي.
ولكن ماذا لو قلنا: الشخص يطلب مطلباً دنيوياً - ويخلص لله ليحقق له ذلك! - ولكنه يصنع ذلك ليتوصل بهذا الطلب إلى تحقيق مطلب أسمى وأشرف منه. كيف يكون ذلك؟
قلت: كمن يريد بطاعته لله أن يثيبه بسط الرزق و سلامة الأولاد لكي يتفرغ لطلب العلم وتدريسه أو ليتعفف عمّا في أيدي الخلق. هذه مشروعة ومثاب عليها دنياً وآخرة بإذن الله. ومن الآدلة على ذلك قول سليمان عليه السلام {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
قال القرطبي رحمه الله:
((يقال: كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا , مع ذمها من الله تعالى , وبغضه لها , وحقارتها لديه؟. فالجواب أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه , وترتيب منازل خلقه , وإقامة حدوده , والمحافظة على رسومه , وتعظيم شعائره , وظهور عبادته , ولزوم طاعته , ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه , وتحقيق الوعود في أنه يعلم ما لا يعلم أحد من خلقه حسب ما صرح بذلك لملائكته فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون " [البقرة: 30] وحاشا سليمان عليه السلام أن يكون سؤاله طلبا لنفس الدنيا ; لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها , وإنما سأل مملكتها لله , كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله ; فكانا محمودين مجابين إلى ذلك , فأجيب نوح فأهلك من عليها , وأعطي سليمان المملكة)). أ. هـ.
ولكن السؤال فيمن لا يريد بإخلاصه لله تعالى إلا متاع الدنيا. إن قلنا أخلص إخلاصاً متمحضاً فقد فعل وإن قلنا أراد الدنيا لذاتها ولم يرد غيرها فقد فعل. وهذا حصوله ممكن. والسبب هو أن محل الإخلاص غير محل الإرادة بحيث يمكن أن يحصل اجتماعهما. ويمكن أن يستدل بقوله تعالى: {ومن الناس يقول ربنا آتنا في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق}. والآية بمفهوم المخالفة تدل على أن من يقول ذلك له خلاق في الدنيا وليس له (بمنطوق الآية) في الآخرة من خلاق، أي نصيب. ويدخل في ذلك المسلم إذ قد يطلب بإخلاصه ثوابه في الدنيا فيعطاه لأن الله لا يرد مراد من أخلص له في الطلب ولو كان يطلب بإخلاصه مباحاً من مباحات الدنيا.
ولذلك قال القرطبي رحمه الله: ((فنهوا عن ذلك الدعاء المخصوص بأمر الدنيا , وجاء النهي في صيغة الخبر عنهم , ويجوز أن يتناول هذا الوعيد المؤمن أيضا إذا قصر دعواته في الدنيا)) أ. هـ.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[31 - 05 - 05, 10:56 م]ـ
أخي المحب ..
أما المذموم في آية البقرة فهو الذي اجتمع فيها وصفان 1 - يقول ربنا آتنا في الدنيا 2 - وما له في الآخرة من خلاق ..
يعني أن همه وهمته في أموره كلها الدنيا، وما له في الآخرة من خلاق ..
أما من دعا شيئاً لنيل الدنيا فلا يذم، ولو لم يكن مراده إلا حاجة الدنيا ..
والمفهوم لا عموم له ..
ثم الدعاء لأمور الدنيا أوسع من فعل القربات لأجل الدنيا، وبينهما فرق ظاهر -عندي على الأقل- ..
حتى جاء في الحديث المروي عن أنس مرفوعاً: (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع) رواه الترمذي عن أبي داود (!) ..
ورواه البزار: " وحتى يسأله الملح " وفي إسنادهما مقال، والخوف من الإرسال.
وقال عائشة رضي الله عنها: (سلوا الله كل شيء حتى الشسع فإن الله إن لم ييسره لم يتسر).
رواه أبو يعلى
وعلى كل فالأمر كما سبق:
[[[وسر المسألة والله تعالى أعلم: أن الله تعالى -أو نبيه صلى الله عليه وسلم- ذكر هذا الفضل لتتشوف النفوس إليه.
والعامل إنما عمل إيماناً بالله تعالى، وتصديقاً بالغيب الذي أخبر به، وسعياً فيما حث عليه ..
ويبعد أن يدعو الداعي إلى شيء ويمنع من التفات القلب إليه!]]]
ـ[عبد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:26 ص]ـ
للرفع لمن لديه ما يفيد.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:49 م]ـ
ويضاف إلى ذلك ما فاضت به نصوص الكتاب والسنة بذكر ثواب الجنة وما فيها من الجنات والنهار والحور والحلي واللباس ..
فلعبرة بقدر إخلاصه لله تعالى؛ أي تعلق قلبه به-دون النظر إلى التفاته لثواب الدنيا ما دام أنه عمله لله- ..
فقد يعظم تعلق قلبه لله تعالى -وإن كان فيه التفات لثواب الدنيا- تعلقاً أعظم ممن عمل هذا العمل على أنه قربة ولم يلتفت للدنيا، فيفضله لأجله تعلق قلبه به من هذه الحيثية.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:15 م]ـ
فالله رتب على الطاعات ثوابا في الدنيا من طيب الحياة وسعة الرزق ونسأ الأجل -باختلاف الأعمال-
ورتب عليها ثواباً في الآخرة من الجنات والأنهار والقصور ..
أفيدعوهم ربهم إلى ذلك بأحسن الحديث ويثني متشابه الكلام المثاني ثم لا يقع في القلب طمع فيه؟
فالمحمود: طلب رضا الله، وامتلاء القلب بمحبته، وإخلاص العمل له، والرغبة مع ذلك فيما عنده مما رتبه على الطاعات من ثوابي الدنيا والآخرة.
والمذموم: أن يعمل العمل لأجل الدنيا بلا إخلاص.
ويقرب من الذم: أن يخلص العمل لله؛ لكن يعظم عنده ثواب الدنيا العاجل ويتلفت إليه أكثر من التفاته لرضا الله.
والله أعلم(46/47)
ما هي درجة أفراد ابن ماجه؟ وأسباب كثرة الأغلاط فيه والتصحيف؟
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[14 - 05 - 05, 11:33 م]ـ
من خلال دراسة الأحاديث التي انفرد بها ابن ماجه، والنظر في كلام أهل عليها يجد الباحث أن أغلبها غير صحيحة، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك حيث حكم على كل ما انفرد به بالضعف، وكثير منها ما هو موضوع.
قال الذهبي: قد كان ابن ماجه حافظاً ناقداً صادقاً، واسع العلم، وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير وقليل من الموضوعات، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة لعلها نحو الألف.
وأفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة، هذا معنى كلامه.
وقال أبو الحجاج الحافظ المزي: كتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به، بخلاف صحيحي البخاري ومسلم، فإن الحفاظ تداولوهما، واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما، قال: ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف. "اهـ.
============
انظر " سير أعلام النبلاء " (13/ 278)، " زاد المعاد " (1/ 434).(46/48)
هل هناك إنقطاع فى هذا السند؟؟!!
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:58 ص]ـ
روى أبو يعلى فى مسنده قال:-حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبتسم ويأمر به فيعطى فيجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر فقال رجل اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله.
هل سمع عبد الله بن نمير من هشام بن سعد؟؟!!
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:05 ص]ـ
حسب ما وقفت عليه:
عاصَرَ عبدالله بن نمير (مات 199هـ) هشام بن سعد (مات160هـ) ولكن لم يعرف له - حسب ما اطلعت عليه - سماع من هشام إلا في هذا الحديث. وهشام هذا فيه كلام ولكن قد أخرج له مسلم في الشواهد كما ذكره الحاكم وهو كما قال. ومنه ما رواه مسلم:
((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم وأبي حازم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة))
وتخريج مسلم له في الشواهد لا يضر لأن هشاماً أثبت الناس في زيد بن أسلم، قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وتبقى مسألة ثبوت لقاء عبدالله بن نمير بهشام بن سعد فضلاً عن كونه سمع منه و حسب إطلاعي لم أرَ من ذكر ذلك من الأئمة.
====
نرجو من الإخوة الفضلاء في هذا المنتدى المزيد من الإيضاح وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:47 م]ـ
هذا جواب من الأخ المخضرم ابن وهب جزاه الله خيرا على إفادته:
"سماع ابن نمير من هشام ثابت بلا ريب
مسند أحمد بن حنبل:
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ا بن نمير ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ذكوان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر فان الله عز وجل قال أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك))
وجزاكم الله خيرا" أ. هـ
ولكني أستغرب من سؤال أخي أبي شعبة لأن ابن نمير وثقه الأئمة و صرح بالسماع من هشام بن سعد في حديث أبي يعلى أعلاه كما صرّح بالسماع في حديث أحمد. لا فرق بين صياغة التحمّل في الإثنين.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل عبد ...
بارك الله فيك ....
السؤال كان للإستفسار فقط .... فعندى برنامج على الحاسب بحثت فيه عن شيوخ بن نمير فلم أجد هشام بن سعد منهم و ذلك لأن هذا البرنامج به أسانيد الكتب السته فقط ....
ولم أكن قد وقفت على الحديث الذى رواه الإمام أحمد بعد .... فظننت أن الحديث الذى رواه أبو يعلى هو الحديث الوحيد الذى صرح فيه بن نمير بالسماع من هشام بن سعد ....
فأردت التأكد فقط .... بارك الله فيك ....
إذن فهذا الحديث صحيح .. فرجاله رجال الصحيحين و السند متصل .... أليس كذلك؟؟
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:27 م]ـ
نعم، ظاهر حديث أبي يعلى الصحة كما ترى ولكن يبقى أن يكون له طرقا أخرى قد تطلعنا على علة قادحة وهذا يحتاج إلى تثبت.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:52 م]ـ
نعم بارك الله فيك ...
هذا ما ننتظره من مشايخنا الكرام فى الملتقى ...
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:08 م]ـ
هذا يجرني للسؤال عن فصل القول في اشتراط ثبوت السماع لكل راوي عمن قبله ولو بحديث حتى نثبت حديثه عنه بالجملة.هل الجمهور على طريقة البخاري وابن المديني ام على طريقة مسلم رحمهم الله.فقد قرأت ان هناك رسالة دكتوراة مشهورة نفت اشتراط البخاري ذلك واكتفاءه بالمعاصرة! وكذلك من قرأ مقدمة الأمام مسلم وقرأ رده على من اشترط شرط السماع هذا وبيانه ان الأئمة على غير ذلك وضربه للأمثلة على أحاديث محتج بها اجماعا ولم يوجد في اي من طرقها تصريح سماع لتدل عن أخذ هذا الراوي عمن فوقه.
افيدونا يا كرام
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:16 م]ـ
الأخ سيف ..
اطلع على كتاب الشيخ د. إبراهيم اللاحم - حفظه الله - (الاتصال والانقطاع)، ففيه كلام طويل ومحرر حول هذه المسألة.
وهو من إصدار مكتبة الرشد.
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:20 م]ـ
أخي محمد جزاك الله خيرا. فأنت دائما مفيدا والله
ولكن اين هذه المكتبة او اين اجده في مصر
وهل تعلم روابط هاهنا تكلمت عن نفس المسألة.فأنا اود الأطلاع على المسألة عاجلا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:31 م]ـ
بارك الله فيك، وليتك دعوت فحسب (في السطر الأول)!
هذا رابط من موقع المكتبة:
http://www.rushd.com/branches.asp
ولو بحثت عن المسألة في الملتقى لوجدت الكثير الكثير من النتائج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/49)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:39 م]ـ
هذا جواب من الأخ المخضرم ابن وهب جزاه الله خيرا على إفادته:
"سماع ابن نمير من هشام ثابت بلا ريب
مسند أحمد بن حنبل:
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ا بن نمير ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ذكوان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر فان الله عز وجل قال أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك))
وجزاكم الله خيرا" أ. هـ
ولكني أستغرب من سؤال أخي أبي شعبة لأن ابن نمير وثقه الأئمة و صرح بالسماع من هشام بن سعد في حديث أبي يعلى أعلاه كما صرّح بالسماع في حديث أحمد. لا فرق بين صياغة التحمّل في الإثنين.
هذا الحديث قال الشيخ الألباني فى السلسلة الصحيحة (إسناده جيد على شرط مسلم)(46/50)
ما مدى صحة هذا الحديث
ـ[ابو يوسف6]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:36 ص]ـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم:" الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=160790&postcount=16
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:18 ص]ـ
دونك مايفيدك:
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19297&highlight=%E4%C7%C6%E3%C9) وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7752&highlight=%E4%C7%C6%E3%C9)
ـ[ابو يوسف6]ــــــــ[15 - 05 - 05, 08:49 م]ـ
جزاك الله خيراً(46/51)
هل انعقد الإجماع في تحريم إمامة المرأة للرجل؟
ـ[ابن زهران]ــــــــ[15 - 05 - 05, 12:38 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فعلى الرغم من انتشار الخلاف بين أهل العلم وغيرهم من أهل الأهواء في إمامة المرأة للرجال فقد تشبث بعض الناس بأقوال ضعيفة وبعيدة في جواز إمامة المرأة للرجل ونقل بعضهم أن الإجماع لم يتعقد على تحريم إمامتها للرجال وأن الصلاة لا تفسد بذلك ومنهم رجل نقل هذا الكلام على لسان المفتي علي جمعة.
وليس هذا هو معرض الخلاف لكن ما أريد أن أسأل عنه هو
هل انعقد الإجماع على تحريم إمامة المرأة للرجال؟ ومن نقل الإجماع؟
وجزى الله خيرا من أعانني وساق لي مورد الإجماع.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:47 م]ـ
و هل نقل عن واحد من علماء السلف، صحابيهم، و تابعيهم، و تابعي تابعيهم، ما يفيد جواز إمامة المرأة للرجل؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 06:14 م]ـ
وقد صح ان ذكوان مولى عائشة كان يؤمها من المصحف في رمضان
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 05 - 05, 09:39 م]ـ
أمر هذه المرأة قاتلها الله أكبر و أعم من مجرد كونه مسألة فقهية
و لو لم يتنبه المسلمون و أصحاب الغيرة و الولاء لحق لنا أن يحدث فينا أكثر من ذلك
يا إخوان ليست مجرد مسألة فقهية .. بل هي قضية تغريب
ثم لا يسعفهم أيضا كونها مسألة فقهية .. فلم يعلم من ديننا صحة إمامة المرأة للرجل .. فضلا عن أن تؤذت و تخطب!!
ـ[سيف 1]ــــــــ[15 - 05 - 05, 09:54 م]ـ
اذا كان شيخ الأزهر المزعوم يفتي ويقول ان حديث ابو بكرة رضي الله عنه في الخلافة العظمى اما رئاسة الدولة فلا. فلم العجب!
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:28 ص]ـ
نسأل الله السلامة وحسن الخاتمة
اللهم أمتنا مسلمين وألحقنا بالصالحين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:17 ص]ـ
و لا ـصور صاحب ولاء و براء يرى ما رأيت بعيني من أمر هذه المغبونة الحقيرة و لا يثور غضبه و حفيظته
و العجيب أيضا .. و الذي يدل كل ذي عقل بشري على مدى المؤامرة .. أنك تجد الصفوف خلفها قد اختلط فيها الرجال و النساء بصورة مقيتة بغيضة .. و الله لتمنيت أن أماتنا الله تعالى قبل أن يسجل علينا في التاريخ أن يصل حال ديننا و أمتنا إلى هذه الصورة و نحن أحياء لم نحرك ساكنا .. و حسبنا الله و نعم الوكيل
ـ[ kmufti7] ــــــــ[16 - 05 - 05, 09:58 ص]ـ
حكم إمامة المرأة للرجال فى الصلاة
http://dar-alifta.com/displayfatwa.aspx?id=4278
ـ[ابن زهران]ــــــــ[16 - 05 - 05, 10:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على كلماتكم الجميلة هذه
غير أني لا أطلب تشعيب الموضوع بمداخلات خارجة عن إطار السؤال ولا أريد أن أحوله لصفحة للنقاش عن فعل هذه المرأة فقد تناوله إخواننا من قبل على صفحات الملتقى.
فنرجع إلى صلب السؤال بارك الله فيكم
وقد وقفت على كلام ابن حزم في المحلى في أنه لا يحل للمرأة أن تؤم الرجال باتفاق. وكذلك في مراتب الإجماع.
ونقل ابن القطان في كتاب الإقناع وأورد الإجماع في تحريم إمامة المرأة للرجال أيضا.
فهل أورد الإجماع فيها أحد غيرهم؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:18 م]ـ
كذا قال ابن حزم والقطان ولم يتعقبهما أحد كما ذكر الشيخ محمد الأمين
واما ما ذكر عن المزني وابن جرير فهو لا يصح وهناك بحث في المنتدى تكلم عن هذه النقطة
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:09 ص]ـ
واما ما ذكر عن المزني وابن جرير فهو لا يصح وهناك بحث في المنتدى تكلم عن هذه النقطة
هل تعني بأنَّ الذي لا يصح هو نسبة القول؟ أم تريد الرأي ذاته؟
فقد نقل عنهما وغيرهما غير ما واحد!! ..
محبك
ـ[سيف 1]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:14 ص]ـ
رحمك الله.ليس معنى نقل غير واحد عن امام مسألة صحة نسبتها اليه.ولكن اين سندها اليه ومن ذكرها عنه. واما قولي لا يصح فقد احلت على بحث قام بوضعه شيخنا زياد العضيلة لشيخ آخر.فانظره غير مأمور
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[20 - 05 - 05, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أولاً: من نقل الإجماع في المسألة:
قال أبو عمر رحمه الله في " الاستذكار " (2/ 342):
" وأجمع العلماء على أن الرجال لا يؤمهم النساء " اهـ.
قال المرداوي في " الحاوي " (2/ 326):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/52)
" لا يجوز للرجل أن يأتم بالمرأة بحال فإن فعل أعاد صلاته، وهذا قول كافة الفقهاء إلا أبا ثور فإنه شذ عن الجماعة " اهـ.
وقال ابن حزم في " مراتب الإجماع " (27):
" واتفقوا أن المرأة لا تؤم الرجال وهم يعلمون أنها امرأة؛ فإن فعلوا فصلاتهم فاسدة بإجماع " اهـ.
وقال في " المحلى " (2/ 167):
" ولا يجوز أن تؤم المرأة الرجل، ولا الرجال، هذا ما لا خلاف فيه " اهـ.
وقال الوزير ابن هبيرة في " الإفصاح " (1/ 145):
" وأجمعوا على أنه لا تجوز إمامة المرأة بالرجال في الفرائض " اهـ.
وقال ابن قدامة في " المغني " (3/ 33):
" ولا خلاف في أنها لا تؤمهم في الفرائض " اهـ.
وقال الكمال بن الهمام في " شرح فتح القدير " (1/ 360، 362):
" وبدلالة الإجماع على عدم جواز إمامتها للرجل " اهـ.
وقال: " لأن أجمعنا على عدم جواز اقتداء الرجل بالمرأة مع اتحاد فرضهما "
وقال الزيلعي في " تبيين الحقائق " (1/ 137):
" ولأنه لا يجوز الاقتداء بالمرأة إجماعاً " اهـ.
وقال الزركشي في " شرح الزركشي " (2/ 95):
" ولا نزاع في الفرض " اهـ.
وقال قاضي صفد العثماني في " رحمة الأمة " (48):
" ولا تصح إمامة المرأة بالرجال في الفرائض بالاتفاق " اهـ.
وقال الرملي في " نهاية المحتاج " (2/ 173):
" (ولا تصح قدوة رجل) أي ذكر وإن كان صبياً (ولا خنثى) مشكل (بامرأة) أي أنثى، وإن كانت صبية (ولا خنثى) مشكل بالإجماع في الرجل والمرأة إلا من شذ كالمزني " اهـ.
مستند هذا الإجماع:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: [لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً]. أخرجه البخاري.
الشاهد:
أن الإمامة نوعٌ من الولاية.
وفي الباب حديث صرح لكنه ضعيف عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
[ ... أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا ... الحديث].
ثانياً: الخلاف المحكي في المسألة:
القول الأول: أن المرأة لا تؤم الرجال في فرض ولا نفل، وقال جمهورهم أنه يعيد الصلاة، وقال بعضهم يعيد مادام في الوقت.
كما في " مراتب الإجماع " (27).
القول الثاني: جواز إمامتها الرجال، ونسب لابن جرير الطبري، والمزني، وأبي ثور.
كما في: " المجموع " (4/ 52)، و" المغني " (3/ 33)، و" الشرح الكبير " (1/ 460)، و " الحاوي " (2/ 326)، و " بداية المجتهد " (3/ 189).
القول الثالث: أنه تجوز في النفل، وقيل في صلاة التراويح خاصة – وهو قول عن الإمام أحمد اختاره عامة الأصحاب -، وقيل: مع ذي الرحم خاصة، وقيل في العجوز خاصة، وقيل: إذا كانت أقرأ من الرجل.
كما في " المبدع " (2/ 72)، و" المغني " (3/ 33)، و " شرح الزركشي " (2/ 95)، و " الإفصاح " (1/ 145)، و " الإنصاف " (2/ 264).
وقد ينسب لأم ورقة، وهي صحابية لأنها فعلته بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيثُ كانت تصلي بأهل دارها.
عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا غَزَا بَدْرًا قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً قَالَ قَرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةُ.
قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتْ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَتَّخِذَ فِي دَارِهَا مُؤَذِّنًا فَأَذِنَ لَهَا.
قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ دَبَّرَتْ غُلَامًا لَهَا وَجَارِيَةً فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (3/ 89)، و أبو داود (591)، وصححه ابن خزيمة، وحسنه الشيخ الألباني كما في حاشية ابن خزيمة.
الخلاصة:
أنه يوجد خلاف قوي عن بعض العلماء، وهو وإن كان قولاً مرجوحاً فإنه لا يثبت الإجماع لهذا الخلاف، والله أعلم.
منقول من كتاب " إجماعات ابن عبد البر في العبادات جمعاً ودراسة " لـ د / عبد الله بن مبارك بن عبد الله البوصي (1/ 610 – 612) بتصرفٍ يسير.
ولكن للأهمية ينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30030
وينظر الملف المرفق
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/53)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:43 ص]ـ
أنه يوجد خلاف قوي عن بعض العلماء، وهو وإن كان قولاً مرجوحاً فإنه لا يثبت الإجماع لهذا الخلاف، والله أعلم.
هلا حققت أخي صحة هذه الأقوال عنهم؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[21 - 05 - 05, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً، لكن أرجو المعذرة إذ أنني لا أستطيع الآن استكمال النقاش في هذه المسألة حيثُ أن اختبارات آخر العام عندي تبدأ من غداً، وحتى 27 من جمادى الأولى فبرجاء قبول العذر، وأسألكم الدعاء
وجزاكم الله خيراً(46/54)
س: هل يمتنع عن الجماع أو الزواج .. المصاب بسلس البول؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 04:01 م]ـ
من حيث عدم القدرة على الفصل بين البول النجس الخارج من فتحة القضيب .. والمني الطاهر (الطاهر حسب أرجح أقوال الفقهاء)؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 07:06 م]ـ
أخي الكريم هل جماع من به سلس بول مضر بالمرأة أم لا؟ هذا الذي نود معرفته إن كان عندك اجابة أفدنا بارك الله فيك؟
إذ البول يمكن للمرأة غسل فرجها منه ويزول حكم النجاسة التي سببها البول.
ـ[اسنس]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:39 ص]ـ
هل مخرج البول هو مخرج المني
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:45 ص]ـ
الأخ ’عبد الغفار بن محمد‘:
السائل يستفسر لأنه في ظنه (وهو المصاب بسلس البول) أنه يخشى أن يختلط منيه بقطرات من بوله، فيكون أشبه بالذي يبول في فرج امرأته!! أفلا يحق له هذا الاستفسار؟؟
الأخ (؟) ’اسنس‘:
لا أدري لكن يظهر لي إما أنك غير بالغ بعد .. أو أنك تمزح!!!!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 05 - 05, 06:03 ص]ـ
من باب المدارسة:
الحاجة المستمرة والمشقة الغير منفكة، المفضية الى العنت تقوم مقام الضرورة.
والمنى قال بنجاسته بعض أهل العلم، والخارج من فرج المرأة قال بنجاسته بعض أهل العلم، ولم يمنع أحدٌ منهم المباشرة بسبب هذا.
فهذا مما يعفى عنه لاقتضاء الحاجة. بل لو قيل بأن تركه الزواج لأجل هذه العلة مما ينهى عنه، وهو من جنس المشادة، لما بعد ذلك ولكان قريبا.(46/55)
هل من مساعد لما وجدته في أسماء المحدثين وكناهم؟؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 05, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام, ساعدوني فيما في هذا الكتاب,
نص الرواية في كتاب التاريخ في أسماء المحدثين وكناهم للحافظ المقدمي، فصل معرفة الرجال صفحة 173 قبل نهاية الكتاب:
حدثنا أبو زكريا: قال: نا المقدمي: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يحدث عن أبيه، قال: لما قدم إسماعيل بن إبراهيم البصرة والياً على الصدقة، أتاه حماد بن زيد، فسلم عليه فقال: يا أبا بشر، خرجت من عندنا فقيهاً ورجعت إلينا ( ......... طمس في الكتاب المحقق) قال أبي: غمزه حماد بها.
انتهى.
هل إسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية الذي كان معاصراً لحماد بن زيد؟، وما هو وزن هذا النقد إن علم المطموس أو لم يعلم؟؟
نرجو الإفادة, بارك الله فيكم.(46/56)
هل قال أحد بأن دية المرأة مثل دية الرجل؟
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:15 ص]ـ
الأخوة الأعزاء والأساتذة الفضلاء ..
سمعت قبل قليل من أحد إخواني في الله أنه سمع من يقول بأن دية الرجل مثل دية المرأة وهو يقول هذا مدعيا ان في هذا المساواة بين الرجل والمرأة.
لا أعلم مدى صحة هذا القول هل هو معتمد عند العلماء ..
أرجو الإفادة ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:17 ص]ـ
قال الشيخ المسمى بفقيه العصر: «ولذلك لا حرج علينا إذا تغيرت فتوانا في عصرنا عن فتوى الأئمة الأربعة وقلنا: أن دية المرأة مثل دية الرجل».
قلت: وما الذي تغير حتى تتغير الفتوى عما مشى عليه أهل السنة كل تلك العصور الطويلة، من عصر الخلفاء الراشدين إلى هذا العصر؟ هل لمجرد إرضاء الغرب؟ أم هي الهزيمة الفكرية أمام غزو الفكر الغربي؟ وليس اعتماد أهل السنة على حديثٍ ضعيفٍ كما زعم. بل على قياسٍ صحيحٍ على نص القرآن، أجمع العلماء كلهم على صِحّته.
قال الإمام الشافعي في كتابه "الأم" (6\ 106): «لم أعلم مخالفاً من أهل العلم –قديماً ولا حديثاً– في أن دية المرأة نصف دية الرجل». وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى] وما كان لمؤمنٍ أن يقتل مؤمناً إلا خطأ [: «وأجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل. قال أبو عمر: إنما صارت ديتها –والله أعلم– على النصف من دية الرجل، من أجل أن لها نصف ميراث الرجل، وشهادة امرأتين بشهادة رجل. وهذا إنما هو في دية الخطأ. وأما العمد ففيه القصاص بين الرجال والنساء».
وقد نقل إجماع أهل السنة والجماعة الإمام الشافعي، وابن المنذر، وابن عبد البر، وابن قدامة، وابن حزم، وابن تيمية، والقرطبي، وابن رشد، وكثيرٌ غيرهم. وهو إجماعٌ صحيحٌ لم يخالفه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين من أهل السنة. وأما ابن علية والأصم، فهما مبتدعان ضالان لا قيمة لخلافهما، لأنهما ليسا من أهل السنة أصلاً، على التسليم أنهما من المسلمين!
فالشيخ هنا، خالف الإجماع الصريح الذي اتفق عليه أهل السنة كلهم. ولما أراد أن يبحث له عن أحدٍ سبقه بمثل هذه الفتوى، لم يجد إلا زعيمٌ للجهمية وزعيمٌ للمعتزلة.
بل تجده يقول: «جمهور العلماء يقول أن دية المرأة نصف دية الرجل، وخالف ذلك ابن علية والأصم –من علماء السلف– وأنا أُرَجّح رأيهما». فهو يعتبر شيخي المعتزلة والجهمية من علماء السلف! فهنيئاً لفقيه العصر سلفه: شيخ المعتزلة وشيخ الجهمية. نِعم السلف لنعم الخلف!!
وفيه يقول الشاعر:
هذا التهاونُ في غطاءِ "وَيَسِّروا" - دينٌ جديدٌ ليسَ في الأديانِ
ما أنتَ مجتهدًا ولستَ بصائرٍ - حتى يصيرَ البحرُ في ثَهْلانِ
إن قيلَ يومًا من مُحلِلُ حرمةٍ؟ - فإليكَ سوفَ يُشيرُ كلُّ بَنانِ
واللهِ لو صدقَ المنافقُ قالَها - "حبُّ الدولارِ وجمعُهُ أعماني"
لا تحسبنَّ الجاهَ أمسى شُهرةً - فَلَرُبَّ خَطْبٍ ليسَ في الحُسبانِ
ارجعْ إلى الإيمانِ واعقدْ توبةً - إن الذنوبَ تزولُ بالغُفرانِ
وقد تركت ذكر اسمه لعلمي أن من يقرأ الكلام الذي بالأزرق سيعرفه ...
وعلى الله التكلان
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:26 م]ـ
وزد عليها
ومن كان الغراب له دليلا ..... يمر به على جيف الكلاب
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:58 م]ـ
الشيخ محمد الامين
هذه فتوى لل أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
وقد بين ان ظواهر الأدلة مع ما يقوله الشيخ يوسف القرضاوي
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=64251
ما نفاه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في حديثه عن دية المرأة المسلمة في الخطأ، وأنها ليست على النصف من الرجل، مسألة مستندها جملة (دية المرأة نصف دية الرجل) تنسب إلى حديث عمرو بن حزم الأنصاري في كتاب كتبه له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لما بعثه إلى نجران – والحديث في أسانيده كلها نظر- قال الحافظ ابن كثير في التفسير: (وهذه وجادة جيدة قد قرأها الزهري وغيره، ولا ينبغي الأخذ بها، وقد أسنده الدارقطني عن عمرو بن حزم وعبد الله بن عمر وعثمان بن أبي العاص وفي إسناد كل منها نظر)، وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير على جملة (دية المرأة نصف دية الرجل) (هذه الجملة ليست في حديث عمرو بن حزم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/57)
الطويل، وإنما أخرجها البيهقي في السنن الكبرى من حديث معاذ بن جبل، وقال إسناده لا يثبت مثله)، وقد تتبعت طرق وأسانيد حديث عمرو بن حزم المشار إليه في كتب السنة، ولم أجده مسندًا مرفوعًا إلى رسول الله بطريق صحيح، فضلاً عن أن الجملة المذكورة لا توجد في الحديث، مع أن (الوجادة) أضعف طرق تحمل الرواية عند المحدثين. والغريب أن ابن قدامة في كتابه (المغني) حكى عن ابن المنذر وابن عبد البر الإجماع على أن دية المرأة على النصف من الرجل، واستند إلى هذه الجملة التي لا توجد في حديث عمرو بن حزم، في حين رد على بعض المخالفين في تنصيف الدية، ووصف رأيهم بالشذوذ مع استدلالهم بجملة في حديث عمرو بن حزم موجودة في كل رواياته تقريبًا وهي (في ا لنفس المؤمنة مائة من الإبل) فقد استدل لرأيه من الحديث بجملة مفقودة وحكم بشذوذ رأي مخالفيه باستدلالهم بجملة من الحديث موجودة، مع أن الحديث في صحة ثبوته نظر فضلاً عن الجملة موضع الخلاف حيث لا توجد في الحديث أصلاً، وما حكاه ابن المنذر وابن عبد البر من الإجماع عن النصف في دية المرأة إجماع لا يحتج به؛ لأنه إجماع في المذهب الواحد، وقد نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية عن إجماعات ابن المنذر وابن عبد البر والنووي، حيث يذكرون الإجماع ثم يعقبونه بذكر الخلاف مما يدل على أنهم إنما يقصدون الإجماع داخل المذهب لا غير. والقرآن الكريم ليس فيه دليل على تنصيف الدية بين الرجل والمرأة، ولم يثبت في ذلك حديث صحيح، وكل ما فيه حديث عمرو بن حزم.
أما ثبوت أصل الدية -وأنها مائة من الإبل مختلفة الأسنان، وتقوّم أثمانها بالنقد والأعيان من زمن إلى آخر- فلا شك في هذا، بل إن جملة (في النفس المؤمنة مائة من الإبل) في حديث عمرو بن حزم ما يوصي بمساواة دية المرأة بدية الرجل؛ لأن كلاً منها نفس مؤمنة، وأيضًا ثبوت القصاص بين الرجل والمرأة دليل قوي بالمساواة بالدية عند عدم القصاص كقتل الخطأ وشبه العمد، وقياس الجمهور دية المرأة على تنصيف الميراث مع الرجل قياس مع الفارق والعبادات والمقدرات لا يدخلها القياس. ومع هذا فإن ظواهر الأدلة مع ما يقوله الشيخ يوسف القرضاوي، ولكن حقيقة الأمر والصواب فيما يظهر لي -والله أعلم- مع القول بأن دية المرأة المسلمة في قتل الخطأ على النصف من الرجل لأمور منها:
1 - إجماع الصحابة على هذا الأمر –أي التنصيف- حيث لم ينقل عن أحد منهم قال بخلافه، ثم اتفاق الأئمة الأربعة على هذا بمثابة الإجماع أيضًا، والإجماع عند العلماء أقوى من النص، فهو ينسخ ولا يُنسخ؛ لأنه لا يكون إجماعًا إلا وهو مستند على نص شرعي، سواء علمنا هذا النص أو جهلناه.
2 - يوجد بعض أحاديث لم تصح نسبتها إلى الرسول، بل لم يوجد لها إسناد أصلاً، وقد اعتمدها العلماء كحديث (لا وصية لوارث) مع أنه لا يوجد له إسناد، ومع ذلك قالوا: إنه نسخ آية "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ" [البقرة:180]. فحديث عمرو بن حزم وإن ضعف إسناده فقد تلقاه العلماء بالقبول فيجب الأخذ به –سواء وجدت هذه الجملة أو لم توجد- (دية المرأة نصف دية الرجل) وربما يوجد كتاب عمرو بن حزم كاملاً في المستقبل وفيه هذه الجملة موضوع البحث فيرتفع الخلاف حينئذ.
3 - قال العلماء المحققون كابن تيمية والسبكي وابن عبد السلام (إن شهرة الحديث تغني عن إسناده) فاخذوا بأحاديث في أسانيدها نظر، كحديث (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، وحديث (ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن)، وحديث (اختلاف أمتي رحمة) ولا يوجد له إسناد البتة، وحديث معاذ لما أرسله الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قاضيًا (بم تحكم قال بكتاب الله ... الحديث) بل جعله العلماء دليلاً ومستندًا (للقياس) أحد أركان التشريع الأربعة مع ضعف إسناده.
4 - إذا كان الناس عملوا بعمل -زمنا أو أزماناً- وهذا العمل لا يخالف نصًا صريحًا من القرآن أو السنة فإن نقلهم عنه أو الإنكار عليهم لا يجوز، وهذا يسمى عند العلماء (عمل الناس) والمراد بالناس العلماء، حيث هم قادة الأمة، ولهذا كثيراً ما يقول العلماء في كتبهم مثل هذا، فالإمام الترمذي مثلاً يذكر الحديث في سنته ويبين ضعفه أحياناً ثم يقول:"ولكن عمل الناس عليه". وقال في كتابه (العلل) كل ما في كتابي (السنن) ثابت يعمل به ما عدا أربعة أحاديث وذكرها. والمالكية جعلوا (عمل أهل المدينة) أصلاً من أصول التشريع بعد القرآن والسنة وقدموه على الإجماع والقياس.
والخلاصة في الأمر أن ظواهر الأدلة مع الشيخ يوسف القرضاوي ومن وافقه ولكن لا أرى مصلحة في إثارتها في الوقت الحاضر، وعدم الخروج على ما أجمعت عليه الأمة عملياً منذ قرون خير من رأي يشوش على الناس ويهدم ولا يبني، والله أعلم.
انتهى.
هذا والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/58)
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:22 م]ـ
رددنا من قبل وقلنا ان ارتكازنا لم يكن على حديث عمرو بن حزم
بل على اجماع مؤكد. ونقض المخالف علينا باستدلال ابن قدامة او غيره بحديث عمرو بن حزم لا شئ. لأنه قدم الأجماع بين يدية وهو وان ذكر هذا الحديث فهو من عند نفسه اما الأجماع فمن كل من حفظ عنهم الفتيا من أمة محمد فهل تتبعهم ووجدهم كلهم حجتهم هذا الحديث؟!
وللعلم:قال الألباني. صح عن عمر وعلي وابن مسعود بان الدية النصف.يراجع الأرواء.أنتهى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:41 م]ـ
إخواني الكرام آراء القرضاوي في المسائل التي لها تعلق بالغرب أو الشبهات التي تثيرها هيئات ومنظمات دولية لا تنبع لا من ظواهر أدلة ولا من خفاياها ولكن من فقه ضغوط الواقع وتقديم العقل على النقل والخلاصة منهج العصرانيين أو العقلانيين.
ومن تتبع آراء القرضاوي علم ذلك يقينا ولذا فإن من الظلم للعلم ولمنهج أهل السنة في الاستدلال أن تناقش آراء القرضاوي كآراء غيره من علماء أهل السنة ممن زلّ زلة فلايستويان إذ المنطلق مختلف والدليل عند القرضاوي ليس هاديا بل تابعا لأفكاره ولا أريد أن أناقش ذلك الآن فقد سبق مرارا وقد ناقشه في ذلك وألف في منهجة علماء وطلبة علم أجلاء.
والمقصود من كلامي هو بيان أنه يجب أن نفقه قبل الرد على القرضاوي ومن على شاكلته يجب أن نفقه منهجه حتى يكون الرد سليما وفرق بين زلة عالم وبين عالم من الزلات.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:39 م]ـ
(ما حكاه ابن المنذر وابن عبد البر من الإجماع عن النصف في دية المرأة إجماع لا يحتج به؛ لأنه إجماع في المذهب الواحد، وقد نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية عن إجماعات ابن المنذر وابن عبد البر والنووي، حيث يذكرون الإجماع ثم يعقبونه بذكر الخلاف مما يدل على أنهم إنما يقصدون الإجماع داخل المذهب لا غير)
أين نجد هذا في كتب ابن تيمية
هل قال ابن تيمية بان مراد ابن عبدالبر الاجماع في المذهب الواحد
هل قال ابن تيمية ان مرادالنووي الاجماع في المذهب الواحد
نريد النص
كلام ابن تيمية لم يقصد به ما ذكره الشيخ سعود
وابن عبدالبر لاينقل اجماع مذهب مالك
وابن المنذر لايقنل اجماع مذهب معين
حتى يقال هذا الكلام
نعم قد يتعقب الاجماع الذي نقلوه ولكن بنص
ونقل خلاف
لابتوهم
وفما قاله الشيخ سعود خطأ محض
فالأصل الاعتماد الا اذا نقل الخلاف لا العكس
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:55 م]ـ
وأي منهج يتبعه القرضاوي. ذلك الرجل يهذي متبعا خطا شيخه الغزالي العقلاني من قبل
وهذه ليست اول زلاته بل له دواهي في المسائل الفقهية والعقدية ولقد سبق ان وضعت هنا مرة اقواله في الأشاعرة والماتردية وهو يميع جدا ويتغرب.
واذا كان القرضاوي يظن ابن علية والأصم من علماء السلف فهو اما جاهل جدا!!! واما مدلس على العامة من قراء كتبه. لا خيار آخر
واذا كان يظن أحدهم منتصرا له انه انتبه لما لم ينتبه له علماء الأسلام طوال اربعة عشر قرنا نقلوا خلالها الأجماع في المسألة فليس له عندنا الا الدعاء
بل رأيت متعالمة أخرى من قبل تتكلم في نفس المسألة وتفتي وتقول وابن حزم قال ان ديتها تساوي الرجل!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:22 م]ـ
ارجو من المشرف حذف الابيات وبعض العبارات
اخوة الاسلام ينبغي مناقشة المسألة بطريقة علمية
بارك الله فيكم
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:54 م]ـ
الأخوة الأعزاء أشكركم جزيل الشكر على الإبانة التي أبنتم ..
عندما سمعت من ذلك الأخ -المذكور في المشاركة الأصلية - هذا القول قلت له -معلنا رفضي-: بل إن دراستي المتواضعة والتي رأيت فيها إجماع العلماء على تنصيف الدية تمنعني أصلا من مجرد التفكير في الأمر.
أي اجتهاد هذا وقد مضى أربعة عشر قرنا بعلمائم وطلبتهم لم يقل فيها أحد بما تقول.
فقال إنني أنق فتوى الشيخ فلان، فتحققت فإذا هو محق في أن الشيخ .... ذكر هذا
إلا أنني لما ذكرت الموضوع لأتيقن لم أشأ أن أذكر اسمه فالغاية هي معرفة الحكم وحدها وليس ذكر المخالفين والرد عليهم فهذا الملتقى للعلم وليس للرد على شبهات المتفلسفين والمتعقلين المميعين.
ولهذا أرجو من الأخوة المشرفين حذف اسم ذلك العالم
ولتكن ذلة والكل يذل
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:14 ص]ـ
ارجو من المشرف حذف الابيات وبعض العبارات
اخوة الاسلام ينبغي مناقشة المسألة بطريقة علمية
بارك الله فيكم
أشد يدي على يد ابن وهب، فالرجل وإن أخطأ فما هكذا علاج الأخطاء
ثم إن مسألتنا في مناقشة القول بغض النظر عن القائل به
وليس من عادة هذا المنتدى المبارك الخوض في عرض الأشخاص من علماء وغيرهم
من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط
أرجو ممن كان عنده كلام في الموضوع أن يتكلم عن أصل المسألة ويدع الأشخاص
وللفائدة: فقد سئل شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله مرة وهو خارج من مسجده عن الشيخ يوسف القرضاوي فغضب على السائل غضبا شديدا وقال له كلاما شديدا وزجره عن ذلك
وهذه عادة للشيخ رحمه الله أنه لايتكلم عن الأشخاص أبدا وإنما يتكلم عن القول بغض النظر عن قائله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/59)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:29 ص]ـ
أخي الكريم
الموضوع الأصلي لم يكن فيه التعرض لإسم المذكور، ولم أذكره أنا. فلو اقتصر الأمر على حذف اسمه، لكان أحسن. وأما مناقشة الموضوع بشكل عملي، فما الذي يحتاج إلى مناقشة؟ طالما الإجماع ثابت فماذا نناقش؟ إنما نكتفي بالتحذير من هذا القول الخبيث.
وأما الشيخ ابن عثيمين فقد عرضت عليه أحد أقوال المذكور فأفتى بتكفير صاحب القول. وعندي تسجيل صوتي للفتوى إن شئت.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الأمين على تعقيبك
شيخنا محمد رحمه الله وغفر له يتكلم عن القول بغض النظر عن قائله، ولذلك لو أخبرته بأن القائل هو الشيخ القرضاوي وسألته هل يحكم بتكفيره فلا أظن أنه سيكفره وشيخنا رحمه الله أعف من أن يقع في هذا فإنه رحمه الله ورع وعفيف اللسان
قصدي مما كتبته سابقا في مناقشة القول التحقق من ثبوت الإجماع من عدمه فإن ثبت فليس لأحد كلام وإن لم يثبت الإجماع ولم يصح في المسألة حديث فالمسألة قابلة للاجتهاد
والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:44 ص]ـ
أخي الحبيب
الاجماع ثابت وليس من شرط الاجماع ان يكون من الاجماع القطعي
فالاجماع ثابتولم يخالف في ذلك أحد ممن يعتبر بقولهفمن خالف فهو مجوج بالاجماع
ولايجوز التهوين من مخالفة الاجماعواذا لم يثبت الاجماع في هذه المسألة
فاي اجماع الذي يثبت
هل الاجماع على وجوب الصلوات
ونحو ذلك من الاجماع القطعي
لو تأملت انكار العلماء في مسائل الاجماع تجدها في مثل هذه المسائل
خطأ رجل مهما علت مرتبته لايجعلنا نهون من مخالفة الاجماع
فالاجماع اجماع
والمسألة غير قابلة للاجتهاد
والله بعض من يسمون الظاهرية الجدد أحسن حالا من هذا المذهب فكثيرا ما يكون ماذهبوا اليه
قد قاله بعض العلماء قديما أو حديثا
ومع هذا تجد الانكار الشديد عليهم
- وأنا معهم في هذا الانكار بل والتشديد في ذلك -
ولكنا نرى التهوين في مثل هذه المسائل
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 12:20 ص]ـ
الحمد لله فقد اطمأنت نفسي بما بينتم إخوتي، وتأكدت أنني عندما قلت لمن روى لي تلك الفتوى: (لا اعتبار بهذا القول في مواجهة الاجماع، وليس لنا أن نعمل الرأي في مقابلة النصوص أو الإجماع، فقد قال الامام علي: لو كان الأمر بالرأي لكان ظاهر الخف أحق بالمسح من ظاهره) لم أكن مخطئا .. والحمد لله على ذلك ..
الله أسأل أن يجنبنا الزلل و أن يجنبنا أن نتكلم في ما لا نعلم، وأن يجنبنا أن نتكلم في ما نعلم بما ليس مما علمنا الله ابتغاء رضى من سواه.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[20 - 05 - 05, 03:54 م]ـ
جزى الله المشاركين في هذه المسألة خير الجزاء
وأخص منهم ابن وهب وفقه الله
ياأخي ابن وهب
قلت: وهل الإجماع على وجوب الصلاة ونحوها إجماع قطعي؟
أقول لك: نعم وإن وجدت مخالفا ـ ولا إخالك واجداـ فأخبرنا به ونحن لك من الشاكرين
ثم هناك فرق بين الإجماع القطعي والظني بالنسبة لمخالفهما
وارجع إلى كلام أهل العلم في أصول الفقه فستجد الخبر اليقين
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:30 م]ـ
أخي الحبيب
أنا لم تفهم عبارتي
انا سؤالي سؤال استنكاري
(فاي اجماع الذي يثبتهل الاجماع على وجوب الصلواتونحو ذلك من الاجماع القطعي)
بمعنى هل هو الاجماع الوحيد الذي ينكر فيه على المخالف
كما يقوله بعض المعاصرين
أم الاجماع الذي احتج به العلماء هو على النوعين
ارجو أن تتامل العبارة جيدا
وماذكرتموه - وفقكم الله -من الفرق معروف
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[21 - 05 - 05, 03:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن وهب
ومعذرة على عدم فهمي لمقصودك
والآن بعد فهمي له فكلامك صحيح لاغبار عليه(46/60)
تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (2) للشيخ: سامي الصقير-حفظه الله-.
ـ[أبو عباد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:44 ص]ـ
80 - عن عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله?قال:"من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ ...... ".أخرجه ابن ماجة ....
هذا الحديث ضعيف سنداً، شاذ متناً.
شاذ متناً؛ لأنه مخالف لحديث"من فسا في الصلاة فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة".ومخالف لحديث أبي هريرة، وهو"إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً، فأشكل عليه ............. ".أخرجه مسلم. رقم (77) في البلوغ.
القيء: هو خروج الطعام أو الشراب من المَعِدة.
الرعاف: هو خروج الدم من الأنف أو الخيشوم.
القلس: هو خروج الطعام من المَعِدة ملء الفم، والغالب عقب التَجَشِي.
المذي: معروف، وقد مرّ بنا، وهو السائل اللّزِج الرقيق الذي يخرج عند تحرّك الشهوة.
# القيء: الصحيح أنه لا ينقض الوضوء، سواء الخاج قليل أو كثير. #والقلس: من باب أولى أنه لا ينقض الوضوء.
# الرعاف: لا ينقض الوضوء على الصحيح؛ لأن النبي?إحتجم ثم صلّى، وإن خرج من أي مكان إلاّ إن خرج من السبيل، فإن خرج من السبيل فينقض.
# المذي: ناقض للوضوء، لحديث علي?.
* القَيْح والصديد وغيره لا ينقض الوضوء؛ لأن الناقض هو ما يخرج من السبيل، سواء طاهر أم نجس.
81 - عن جابر بن سمرة?أن رجلاً سأل النبي?:أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال:"إن شئت"قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال:"نعم".أخرجه مسلم.
أتوضأ: بمعنى الاستفهام (أأتوضأ). والهمزة تأتي لمعاني:
1/للتقرير، مثل قوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك).
2/للإنكار: أ) إما بطلاناً، مثل قوله تعالى: (أَشَهِدوا خلقهم). ب) وإما توبيخ، مثل قوله تعالى: (قل أغير الله أبغي رباً).
3/للتعجّب، مثل قوله تعالى: (ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظل).
4/للاستبطاء، مثل قوله تعالى (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ....... ).
5/للأمر، مثل قوله تعالى ( ... أأسلمتم قالوا أسلمنا ... ).
الغنم: ليس له واحد من لفظه، وجمعه أغنام، وسمي غنماً: لأنه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فيصبح غنيمة إذا هُوجِم. ويدخل فيه الماعز.
الإبل: مؤنث وهو واحد من لفظه، وجمعه إبال. ولا فرق بين أن يكون نيئاً أو مطبوخاً.
# في هذا الحديث وجوب الوضوء من لحم الإبل، وهذه المسألة فيها خلاف:
ق1) المذهب: أنه ناقض للوضوء، وهو مذهب أكثر أهل الحديث، قال الإمام أحمد-رحمه الله-:فيه حديثان صحيحان عن النبي?حديث جابر وحديث البراء.
وهو من مفردات الإمام أحمد-رحمه الله-لأنه انفرد بهذا القول عن الأئمة الثلاثة-رحم الله الجميع-.
ق2) قول الأئمة الثلاثة: أنه لا ينقض الوضوء، وهو أحد قولي ابن تيمية، وهو قول الجمهور، واستدلوا: بحديث جابر?:"كان آخر الأمرين من رسول الله?ترك الوضوء مما مسّت النار".وأجابوا عن الحديثين: (1) قالوا: الوضوء هو غسل الفم واليدين، وهذا ضعيف؛ لأن الألفاظ الشرعية تُحمل على الحقائق الشرعية، والحقيقة الشرعية للوضوء هي غسل الأعضاء الأربعة. (2) وقالوا: أن هذا الحديث ناسخ لأحاديث الأمر بالوضوء، والصحيح أنه ليس بمنسوخ.
# فأكل لحم الإبل ناقض للوضوء؛ لسببين: أ/لأنه مما مسّته النار، فإذا انتفت هذه العلة بقي العلة الأخرى وهي: ب/أنه لحم إبل.
وحديث جابر حديث عام وحديث جابر بن سمرة خاص، والقاعدة: (أن العام لا ينسخ الخاص).
س-هل جميع أجزاء الإبل ينقض الوضوء أم لا؟ هذه المسألة فيها خلاف:
ق1) المشهور من المذهب: أنه خاص بالهبْر، والدليل: أنه لو قال رجل: اشتري لي لحم إبل، فأتى له بكرش وكَبِد وطحال، فهذا ليس بلحم؛ لأنك لو أتيت له بهذا قال لك: أين اللحم؟!
ق2) رواية عن الإمام أحمد-رحمه الله-:أن جميع أجزاء الإبل ينقض الوضوء، فكل ما حَمَلَ خُفّ البعير، فهو ينقض.
• فاللحم في الشريعة هو جميع الأجزاء، والدليل قوله تعالى: ( ... أو لحم خنزير ... ).
• ولا يوجد حيوان في الشريعة تتبعّض أجزاءه.
• وأيضاً قول النبي?:"توضؤوا من ألبان الإبل". فاللحم من باب أولى. وهو الصحيح.
* مسألة الوضوء من ألبان الإبل: هذه المسألة فيها خلاف:
ق1) أنه لا يتوضأ، لأن الحديث عن اللحم، وأن النبي?أمر العرنيين أن يشربوا من ألبان وأبوال الإبل، ولم يأمرهم بالوضوء.
ق2) يجب الوضوء، لحديث:"توضؤوا من ألبان الإبل" لكن نقول: هذا الحديث ضعيف، وإن كان صحيحاً فالوضوء مستحب.
* هل يتوضأ من المرق الذي فيه لحم الإبل؟ الجواب: لا يجب الوضوء إلاّ إذا ظهر الطَّعم في المَرَق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/61)
س-هل يصح أن يقتدي مَن يرى وجوب الوضوء من لحم الإبل بمَن لا يرى وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل؟
الجواب: يجوز؛ لأن المسألة اجتهاد، فمثلاً: يجوز للحنبلي أن يصلّي خلف الشافعي إذا أكل لحم الإبل، فالحنبلي يقول أنه ينقض، والشافعي يقول أنه لا ينقض. فالحنبلي يرى صحّة صلاة الشافعي؛ لأن المسألة اجتهاد.
الفوائد:
1 - وجوب الوضوء من لحم الإبل.
2 - لا يجب الوضوء من لحم الغنم، بل هو مستحب لقوله:"إن شئت".
3 - جواز تجديد الوضوء، من قوله:"إن شئت"،وكما في البخاري من حديث أنس?أن النبي?كان يتوضأ لكل صلاة. (أو بمعنى الحديث) وهو مستحب.
لكن هل يكون التجديد لمن صلّى للوضوء السابق أم لا؟ هذه المسالة فيها خلاف:
ق1) وهو الصحيح، أنه يجدّد إذا صل للوضوء السابق، وإن صلى نافلة.
ق2) بعض العلماء يرى أنه يجدد الوضوء ولو ما صلى للوضوء.
س- هل يُقاس الطواف على ذلك؟ اشترط الفقهاء أنه للصلاة.
س- هل يُقاس على الغُسل والتيمم؟ لا يُقاس؛ لأنه لم يرد.
82 - عن أبي هريرة?قال: قال النبي?:"من غسَّل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ".أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وحسّنه، وقال أحمد: لا يصح في هذا الباب شيء.
هذا الحديث ضعيف من حيث السند، ومنكر والنكارة تتعلق:"ومن حمله فليتوضأ"،أما قوله:"من غسّل ميتا فليغتسل" توجد أحاديث أخرى، وهو حديث عائشة-رضي الله عنها-في أبي داود:"كان رسول الله?يغتسل من غسل الميت". ولمّا توفي أبو بكر?غسّلته زوجته، فسألت الصحابة وكان يوم بارد، فقالوا: لا.
المُغسّل: هو من باشر الغسل لا من ساعده، فهذا الذي يجب عليه الغسل.
س-ما هي الحكمة من الاغتسال من غَسل الميت؟ الجواب: أن غاسل الميت قد يصيبه نوع من الخوف والرهبة والضعف والخَوَر، فشُرِع له ان يغتسل لذهاب ذلك، وهذه علّة وضعوها والله أعلم.
الفوائد:
1 - مشروعية غسل الميت، لكن تُؤخذ هذه الفائدة من حديث عائشة.
2 - الغُسُل من غَسل الميت ليس بواجب على الصحيح؛ أ- لأن هذا الحديث ضعيف. ب- وأن فيه نكارة. ج- وحديث امرأة أبي بكر هو الصارف عن الوجوب.
3 - "من حمله فليتوضأ":بعض العلماء قال: من أجل أنه إذا وصل المسجد يكون جاهزاً للصلاة عليه.
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:10 ص]ـ
جزيت خيرا ..
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:53 م]ـ
جزيت خيرا ..
وبارك الله في شيخنا سامي
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:54 م]ـ
أليس للشيخ سامي موقع
وكذلك هل للشيخ وفقه مذكرات شرح البلوغ أو شروح فقهية؟
ـ[أبو عباد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:38 م]ـ
ليس للشيخ سامي موقع في الحقيقة، ونتمنى ذلك.
الشيخ يشرح الزاد، والروض المربع، ومنتقى الأخبار، وعمدة الاحكام، ويشرح في الاصول
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[18 - 05 - 05, 03:13 ص]ـ
اخي العزيز هل شرح الشيخ للروض موجود على اشرطة وكذلك شرحه لعمدة الأحكام واين وصل فيهما
ـ[أبو عباد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 10:00 م]ـ
الشيخ سامي-حفظه الله-يشرح الروض في المسجد وفي الجامعة.
أما المسجد فيوجد رجل يسجّل جميع دروس الشيخ منذ أن بدأ في تدريسه بعد وفاة الشيخ في جامع الشيخ-رحمه الله-
سجّل الروض الشرح الأول والآن يسجّل الشرح الثاني. وأيضاً سجّل تعليق الشيخ على قواعد ابن رجب وقواعد ابن اللحام، وجميع الدروس،وأظنّ لا يعطي إلاّ بإذن الشيخ.
أما تسجيلات الاستقامة وصوت القدس تسجّل لكن الشيخ يرفض نزولها الآن.
أما صوت القدس فقد أنزلت في السوق شروحات الشيخ خالد بن عبد الله المصلح-حفظه الله-وهو من الخلفاء الثلاثة في جامع ابن عثيمين-رحمه الله-
وأيضاً شروحات الشيخ عبد الرحمن الدهش-حفظه الله- وهو الخليفة الثالث في تدريسه في جامع شيخه ابن عثيمين-رحمه الله-.
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[20 - 05 - 05, 02:01 ص]ـ
اخي العزيز ابو عباد آمل ان تراجع الرسائل الخاصة(46/62)
تحريم خاتم الذهب على النساء وكذلك السوار والطوق
ـ[تقى الدين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 03:50 ص]ـ
من كتاب آداب الزفاف فى السنه المطهرة
تأليف الشيخ /محمد ناصر الدين الألبانى
لبس بعض الرجال خاتم الذهب الذى يسمونه بـ (خاتم الخطبه) فهذا مع ما فيه من تقليد الكفار أيضا ـ لأن هذه العادة سرت اليهم من النصارى ـ ففيه مخالفه صريحه لنصوص صحيحه تحرم خاتم الذهب على الرجال وعلى النساء أيضا كما ستعلمه، واليك هذه النصوص: أولا: (نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب) رواه البخارى (10/ 259)،
ومسلم (6/ 135)،وأحمد (4/ 287) عن البراء بن عازب، والبخارى (10/ 260)، ومسلم (6/ 149)،والنسائى (2/ 288)، وأحمد (2/ 468)، وابن سعد (1/ 2/161) عن أبى هريره، وفى الباب عن على وعمران وغيرهما، ثانيا: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب فى يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: (يعمد أحدكم الى جمرة من نار فيجعلها فى يده)،
فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك وانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثالثا: عن أبى ثعلبه الخشنى أن النبى صلى الله عليه وسلم أبصر فى يده خاتما من ذهب، فجعل يقرعه بقضيب معه، فلما غفل النبى صلى الله عليه وسلم ألقاه، [فنظر النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلم يره فى يده فقال: ما أرانا الا قد أوجعناك وأغرمناك]، رابعا: عن عبد الله بن عمرو أن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأىعلى بعض أصحابه خاتما من ذهب، فأعرض عنه، فألقاه، واتخذ خاتما من حديد، فقال: هذا شر، هذا حلية أهل النار، فألقاه، فاتخذ خاتما من ورق، فسكت عنه،رواه أحمد (رقم 6518، 6680)، والبخارى فى (الأدب المفرد) رقم 1021، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهذا سند حسن، وسكت عليه ابن رجب فى شرح الترمذى (90/ 2)، والحديث صحيح، فان له فى المسند (رقم 6977) طريقا أخرى عن ابن عمرو، وفيه ضعف، وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه أحمد فى المسند (رقم 132) والعقيلى (ص 416)، ورجاله ثقات على انقطاع فيه، ووصله العقيلى بسند فيه ضعف، ورواه ابن سعد (4/ 281) عنه موقوفا، وله شاهد ثان من حديث بريده، أخرجه أصحاب السنن، والدولابى (2/ 16)، وصححه ابن حبان، لكن ضعفه الحافظ فى الفتح (10/ 256) لأن فيه أبا طيبه عبد الله بن مسلم المروزى، قال أبو حاتم الرازى: (يكتب حديثه ولا يحتج به)، وقال ابن حبان فى الثقات (يخطئ، ويخالف)، قلت: فهو ضعيف من قبل حفظه، غير متهم فى نفسه، ولهذا قال الحافظ فى التقريب (صدوق يهم) فمثله يحتج بحديثه عند المتابعه وعدم التفرد، وهذا الحديث من هذا القبيل، فهو شاهد قوى ان شاء الله تعالى، وله شاهد ثالث من حديث جابر، أخرجه أبو الحسن بن الصلت المجبر فى جزء من (أمالى أبى عبد الله المحاملى واسماعيل الصفار) 58/ 1، خامسا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا) رواه أحمد (5/ 261) عن أبى أمامه مرفوعا بسند حسن،
سادسا: (من لبس الذهب من أمتى فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنه) رواه أحمد (رقم 6556، 6947) عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بسند صحيح، وقد تكلم عليه فضيلة الشيخ أحمد محمد شاكر فى تعليقه على المسند فأجاد،
واعلم ان النساء يشتركن مع الرجال فى تحريم خاتم الذهب عليهن، ومثله السوار والطوق من الذهب، لأحاديث خاصه وردت فيهن، فيدخلن لذلك فى بعض النصوص المطلقه التى لم تقيد بالرجال، مثل الحديث الأول المتقدم آنفا، واليك الآن ماصح من الأحاديث المشار اليها:
ألأول: " من أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقهحلقة من ذهب، ومن أحب حلقه من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب، ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليطوقه طوقا (وفى روايه: فلبسوره سوارا) من ذهب، ولكن عليكم بالفضه، فالعبوا بها [العبوا بها، العبوا بها]، أخرجه ابو داود (2/ 199)، وأحمد (2/ 378)، من طريق عبد العزيز بن محمد عن أسيد بن أبى أسيد البراد عن نافع بن عباس عن أبى هريره مرفوعا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/63)
الثاني: عن ثوبان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: " وجاءت بنت هبيره الى النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفى يدها فتخ [من ذهب]
(أى خواتيم كبار)، فجعل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضرب يدها [بعصيه معه يقول لها: أيسرك أن يجعل الله فى يدك خواتيم من نار؟]، فأتت فاطمه تشكو اليها، قال ثوبان: فدخل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على فاطمه وأنا معه؛ وقد أخذت من عنقها سلسله من ذهب، فقالت: هذا أهدى لى أبو الحسن (تعنى زوجها عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -) ـ وفى يدها السلسله ـ فقال النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يافاطمة أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد فى يدها سلسله من نار؟ ثم عذمها عذما شديدا، فخرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة الى السلسله فباعتها فاشترت بها نسمه، فأعتقتها، فبلغ ذلك النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال: الحمد لله الذى نجى فاطمة من النار " أخرجه النسائى (2/ 284، 284، ـ 285) والطيالسى (1/ 354)، ومن طريقه الحاكم (3/ 152 ـ 153) والطبرانى فى الكبير (رقم 1448)، وابن راهويه فى مسنده (4/ 237/1ـ2)، وكذا أحمد (5/ 278)، واسناده صحيح موصول، وكذلك صححه ابن حزم (10/ 84) وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " 0 ووافقه الذهبى.
وقال الحافظ المنذرى (1/ 273): " رواه النسائى باسناد صحيح " وقال العراقى (4/ 205): " 00000باسناد جيد "،
ثالثا: عن عائشه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى فى يد عائشه قلبين ملويين من ذهب، فقال: ألقيهما عنك، واجعلى قلبين من فضه، وصفريهما بزعفران.، رواه القاسم السرقسطى فى (غريب الحديث) (2/ 76 / 2) بسند صحيح، والنسائى (2/ 285)، والخطيب (8/ 459) وكذا البزار (3007) نحوه، وله طريق آخر عند الطبرانى (23/ 282 / 641)، والقلبين: السوارين،
(ملويين): مفتولين.
رابعا: عن أم سلمه زوج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالت: " جعلت شعائر من ذهب فى رقبتها، فدخل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأعرض عنها، فقلت: ألا تنظر الى زينتها، فقال: عن زينتك أعرض، (قالت: فقطعتها، فأقبل على بوجهه). قال: زعموا أنه قال: ما ضر احداكن لو جعلت خرصا من ورق ثم جعلته بزعفران "، والحديث رواه أحمد (6/ 315) بسند صحيح على شرط الشيخين، لولا الانقطاع وهو ان الراوى وهو عطاء بن ابى رباح، فانه راوى الحديث عن أم سلمه، وعليه انه هناك من الحديث قدر مرسل، لم يسنده الى أم سلمه، فهو ضعيف، نعم أسنده ليث بن أبى سليم فقال: عن عطاء عن أم سلمه به نحوه، أخرجه أحمد (6/ 322) والطبرانى فى الكبير (23/ 281)، غير أن ليثا فيه ضعف من قبل حفظه، وعطاء لم يسمع منه، لكن هذا القدر من الحديث صحيح أيضا، لأنه مرسل صحيح الاسناد، وقد روى موصولا، وله شاهدان من حديث أسماء وأبى هريره،
وفى حديث اسماء بنت يزيد فى قصة أخرى نحوه: " ....... وتتخذ لها جمانتين من فضه، فتدرجه بين أنا ملها بشئ من زعفران، فاذا هو كالذهب يبرق "، ويشهد له أيضا حديث أبى هريرة أن امراه قالت: سوارين من ذهب؟ قال: سوارين من نار. قالت: طوق من ذهب؟ قال: طوق من نار. قالت: قرطين من ذهب؟ قال: قرطين من تار. قال وكان عليها سواران من ذهب فرمت بهما، قالت: يارسول الله؛ ان المرأه اذا لم تتزين لزوجها .... الحديث نحوه، (انتهى) ـــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[ COLOR=Red]" آداب الزفاف فى السنة المطهرة " [/ COL ــــــــــــــــــــــــــــــــ[ COLOR=Magenta] أما الأمر الذى أريد أن أقف عليه بمساعدة أخوانى ألا وهو أمر السوار والطوق وحروة لبسهما،
مع العلم ان كثير العلماء ومن يفتون على الاباحه بذلك للنساء، الا أن الأحاديث صحيحه وصريحه،
وهو ليس منى تشككا ولا تشكيكا، أعوذ بالله من ذلك، ولكن علينا أن نعتبره (وهو كذلك ان شاء الله) تحرى الحق فاتباعه، وجزاكم الله خيرا 0
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/64)
كلام الألباني رحمه الله رد عليه كثير من العلماء والمسألة ذكر البعض فيها اجماعا على جواز لبسهن الحلية والذهب
ـ[أبو حسين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:42 م]ـ
الثاني: عن ثوبان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: " وجاءت بنت هبيره الى النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفى يدها فتخ [من ذهب]
(أى خواتيم كبار)، فجعل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضرب يدها [بعصيه معه يقول لها: أيسرك أن يجعل الله فى يدك خواتيم من نار؟]، فأتت فاطمه تشكو اليها، قال ثوبان: فدخل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على فاطمه وأنا معه؛ وقد أخذت من عنقها سلسله من ذهب، فقالت: هذا أهدى لى أبو الحسن (تعنى زوجها عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -) ـ وفى يدها السلسله ـ فقال النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يافاطمة أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد فى يدها سلسله من نار؟ ثم عذمها عذما شديدا، فخرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة الى السلسله فباعتها فاشترت بها نسمه، فأعتقتها، فبلغ ذلك النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال: الحمد لله الذى نجى فاطمة من النار " أخرجه النسائى (2/ 284، 284، ـ 285) والطيالسى (1/ 354)، ومن طريقه الحاكم (3/ 152 ـ 153) والطبرانى فى الكبير (رقم 1448)، وابن راهويه فى مسنده (4/ 237/1ـ2)، وكذا أحمد (5/ 278)، واسناده صحيح موصول، وكذلك صححه ابن حزم (10/ 84) وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " 0 ووافقه الذهبى.
وقال الحافظ المنذرى (1/ 273): " رواه النسائى باسناد صحيح " وقال العراقى (4/ 205): " 00000باسناد جيد "،
هل هذا السند يعتبر متصل لأن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من زيد بن سلام؟
معرفة الثقات ج2:ص357
1994 يحيى بن أبي كثير اليمامي ثقة حسن الحديث يكنى أبا نصر وكان يعد من أصحاب الحديث ولم يسمع من عروة شيئا قال العجلي قدم معاوية بن سلام على يحيى بن أبي كثير فأعطاه كتابا فيه أحاديث زيد بن سلام ولم يقرأه ولم يسمعه منه
جامع التحصيل ج1:ص299
وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلام قال ما أشبهه وأما من جده أبي سلام فقد قال حسين المعلم أخرج إلينا يحيى بن أبي كثير صحيفة لأبي سلام فقلنا له سمعت من أبي سلام قال لا قلت من رجل سمعه من أبي سلام قال لا وكذلك روى حرب بن شداد عن بن كثير إنه قال كل شيء عن أبي سلام فإنما هو كتاب.
حاشية ابن القيم ج11/ص201
قال بن القطان وعلته أن الناس قد قالوا إن رواية يحي بن أبي كثير عن أبي سلام الرحبي منقطعة على أن يحي قد قال حدثني أبو سلام وقد قيل إنه دلس ذلك ولعله كان أجازة زيد بن سلام فجعل يقول حدثنا زيد
وهل الرواية من كتاب تعتبر عله قادحه بالسند؟
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا
ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:20 م]ـ
استدل الألباني بأربعة أحاديث، حسنة الأسانيد ..
و قال أنه يمكن الجمع بين هذه الأحاديث و أحاديث الإباحة بأن تكون أحاديث التحريم مقيدة للإباحة في الذهب غير المحلق وحدة.
و كنت قد سبق و بحثت المسألة منذ عدة سنوات، و رأيت أنه رغم أن قول الألباني هو الراجح إلا أن احتمال النسخ لهذه الأحاديث يبقى قائما.
و الإجماع لم يثبت في هذه المسألة، فمن ينقل إجماعا على الإباحة المطلقة عليه أن ينقل معه إجماعا على النسخ، كما أنه كثيرا ما يستخدم لفظ الإجماع على غير حقيقته، فيكون مراد القائل إجماع الأئمة الأربعة أو إجماع من يعرفهم من أهل العلم،و قد قال الإمام أحمد (من ادعى الإجماع فهو كاذب و ما يدريه لعل الناس اختلفوا).
ففي ظل المتوافر من الأدلة لا يمكن الجزم بالحكم، و تبقى المسألة من المتشابهات، و الأولى ترك الذهب المحلق سعيا لبراءة الدين و العرض.(46/65)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
ـ[ابواسماء العبيدي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:08 ص]ـ
الاخوه الكرام .. المشرفين .. والمشاركين في هذا المنتدى المبارك اشيد بهذا الجهد المبارك والعلم المؤصل فلقد اصبح هذا المنتدى معينا صافيا ,وزلالا مورودا ,اسأل الله ان يديم نفعه ولقد اعجبت بالطرح المتميز وكنت متابعا لهذا المنتدى من زمن فآليت على نفسي الا الدخول بغية الانتفاع والنفع اسال الله ان يجعلني واياكم مباركين اينماكنا فتقبلوا هذه الاطلاله وادعوا لأخيكم بالتوفيق والتسديد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
أخوك: أبو خطاب العوضي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
أخوك: أشرف.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء
أخوك سعيد
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:53 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ,حياك الله وبارك فيك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
واشرق الملتقى وانور بكم يا ابا اسماء
ننتظر فوائدكم
فعجلوا بها
اخوكم
طلال العولقي
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:34 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مفيداً ومستفيداً أخي أبا أسماء.
أخوك / خالد الأنصاري.(46/66)
أرجوا تزويدي برابط موضوع (توحيد الأذان)
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:00 ص]ـ
فلقد بحثت عنه ولم أجده
وفقكم الله
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:18 م]ـ
للأهمية بارك الله فيكم(46/67)
اختلف إلى الإمام أحمد ثلاث عشرة سنة ما كتب حديثاً واحداً عنه ولكن كان ينظر إلى ......
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[16 - 05 - 05, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان العلماء من أهل السنة والجماعة يتعلمون ويطلبون الهدي والسمت الحسن من شيوخهم وعلمائهم كما يطلبون الحديث، فلم يكونوا يأخذون الحديث حتى يروا سمت وهدي المحدث
قال إبراهيم: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هديه، ثم يأخذون عنه. أخرجه الخلال
فلله درهم ما أحوجنا إلى اقتفاء طريقهم وسلوك سبيلهم، فلا خير في علم لا أدب فيه ولا سمت، وأي ثمرة للعلم إن كان صاحبه ناقص المروءة قليل الأدب
قال العالم المجاهد عبدالله بن المبارك رحمه الله (إننا إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم)
قال يعقوب - تلميذ الإمام أحمد - (اختلفت إلى حلقة الإمام أحمد ثلاث عشرة سنة لم أكتب حديثاً واحداً، وإنما كنت أنظر إلى هديه وسمته)
أخرجه في مناقب أحمد
قال عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله: كنا نأتي الرجل ما نريد علمه، ليس إلا أن نتعلم من هديه وسمته ودله.
وقال ابن سيرين: (كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم).
قال إبراهيم: (كنا نأتي مسروقاً فنتعلم من هديه ودله).
وقيل لابن المبارك أين تريد؟ قال: إلى البصرة، فقيل له من بقي؟ فقال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه.
ومجالسة العالم ذو السمت الحسن له تأثيره في القلب والعقل.
يقول سفيان الثوري رحمه الله (إن لألقى الرجل ما أريد بلقياه شئ إلا أني أكون عاقلاً شهراً كاملاً برؤيته) أخرجه في الحلية
فأين نحن عن مثل هؤلاء؟
ـ[عبد الله بن أحمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عمر ما أحوجنا إلى مثل هذا، لا سيما في مثل هذه الأيام.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:37 ص]ـ
أحسن الله عملك يا عبدالله بن أحمد
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[18 - 05 - 05, 09:10 ص]ـ
وعن الحسن البصري قال (كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده)
شرف أصحاب الحديث
قال سفيان بن الثوري (كانوا لا يخرجون أبناءهم لطلب العلم حتى يتأدبوا ويتعبدوا عشرين سنة)
أخرجه في الحلية
وقال ابن المبارك (كاد الأدب يكون ثلثي العلم)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 12 - 08, 09:23 ص]ـ
للفائدة
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:49 ص]ـ
بارك الله فيك يابوعمر, وأحب أن أطرح عليكم رأياً, ألا وهو:
أتمنى من المشايخ الفضلاء, في الجامعة أوالمساجد أوغيرهامن مجالس العلم, أن يطرحوا في بداية دروسهم هدي السلف في طلب العلم وأدبهم وسمتهم أوعلى الأقل في مقدمة كل درس يأخذ الشيخ 4أو5دقايق يتكلم عن آداب الطلب وكيفية التلقي, وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
نحن نريد طلاب علم قدوات ربانيين يدعون إلى الله بأفعالهم لا بأقوالهم.
نسأل الله أن يتجاوز عنا والله المستعان ..(46/68)
في البدء نقول ....
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 10:25 ص]ـ
في البدء نقول .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنه لمن دواعي السرور والبهجة أن يجتمع أهل الحديث في مكان واحد على أختلاف بلدانهم وأوطانهم يجمعهم الحديث والأتباع (ولا نزكي على الله أحد) في أحببت أن أشارككم في هذا الملتقى المبارك لعل الله جل وعلا أن ينفعنا وإياكم ويمتعنا بالعلم النافع والعمل الصالح وأرجو ا أن لا يبخل أحد منكم بفائدة على من هو في مرتبتي وأنتم طلاب العلم فيما نحسب مقتفون للأثر وقبل ذلك مخلصين لله جل وعلا نرجو ذلك .... (ولا نزكي على الله أحد)
أخوكم الصغير
نمر(46/69)
الجنة التي اهبط منها آدم هل هي جنة المؤمنين في الاخرة؟
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:06 م]ـ
السلام عليكم ... قرات في احدى المنتديات الاسلامية على الشبكة ان جنة آدم التي اهبط منها ليست الجنة التي وعد الله المتقين .. وذكروا ادلة عديدة على صحة كلامهم ... فهل هذا يعتد به ام لا؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:15 م]ـ
لا يعتد به وهو غير صحيح قطعا كما ذكر شيخ الأسلام ابن تيمية ورد على من قال بذلك وذكر ان هذه أقوال اهل الكلام والمتفلسفة وذكر اجماعا على خلافه
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:18 م]ـ
جزاك الله خيرا ... هلا ذكرت موطن كلام شيخ الاسلام في اي كتاب هو؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:20 م]ـ
في مجموع الفتاوى أخي الكريم. ولو تصبر علي الى المساء أفدتك بموضعه تحديدا.فلقد كنت أقرأ هذا الموضوع فيه البارحة وليس المجلد بين يدي الآن
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:29 م]ـ
اثابك الله ... لكن من شبههم: ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ان في الجنة ما لا عين رأت ... ولا خطر على قلب بشر .. وآدم بشر. قالوا وهذا دليل على ان آدم لم يدخل الجنة التي وعد الله المتقين بل جنة غيرها. فكيف نرد عليهم؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:37 م]ـ
بل الحديث يقول (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ... الحديث) وشبهتهم واهية ولو تنتظر أخي الكريم للمساء أفيدك بكلام ابن تيمية رحمه الله وارد بما يسر الله على هذه الشبهة حيث اني في عجالة الآن
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:47 م]ـ
(ما لا عين رأت) في دار الدنيا، (ولا أذن سمعت) فيها (ولا خطر على قلب أحد) {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين} انتهى، فيض القدير.
آدم عليه السلام ... مستثنى من العموم، فالمعنى: (ولا خطر على قلب بشر) أي ممن لم يرها.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:48 م]ـ
افدنا افادك الله ولا تتأخر.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:17 م]ـ
ثم إنّ النبي صلى الله عليه وسلم بشر، و قد أخبرنا أنه رأى الجنة والنار - ليلة الإسراء -، ورأى أقواماً يعذبون وأقواماً ينعمون.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... لكن هل هناك نص من الكتاب او من السنة يؤكد ان جنة آدم هي جنة المؤمنين في الاخرة؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:46 م]ـ
نصيحة:
أمورالعقيدة لا تُتناول بهذه الطريقة، وأرجو أن تراجع كتاب:" الجنة والنار " للشيخ الأشقر ففيه، ما أُسميه: " بفقه العقيدة ".
ثانياً: الأصل أنها - أعني الجنة - (هيَ هيَ)، وعلى المدعي خلاف ذلك، ذكر الدليل، ومن استدل به من أهل العلم المعتبرين.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
تنبيه: لا أقبل من يقول: أعرض مثل هذا الكلام للمدارسة!!
والله أعلم.
ـ[اسنس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:06 م]ـ
اخي انظر كتاب حادي الارواح الئ بلاد الافراح لابن القيم فقد دكر ادلة الموافقين والمخالفين في بداية الكتاب
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:07 م]ـ
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28156)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم سيف الرسول, اسمحلي بنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة، وأهل السنّة والجماعة؛ هي جنة الخلد، ومن قال: إنها جنة في الأرض بأرض الهند، أو بأرض جدة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/70)
والكتاب والسنّة يرد هذا القول. وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول. قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـ?ئِكَةِ ?سْجُدُواْ لاَِدَمَ فَسَجَدُو?اْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى? وَ?سْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ?لْكَـ?فِرِينَ}، إلى قوله: {وَقُلْنَا يَاءَادَمُ ?سْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ?لْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـ?ذِهِ ?لشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ?لْظَّـ?لِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا ?لشَّيْطَـ?نُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ?هْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى ?لأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـ?عٌ إِلَى? حِينٍ} [البقرة: 34 ـ 36] فقد أخبر أنه سبحانه أمرهم بالهبوط وأن بعضهم عدو لبعض، ثم قال: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}.
وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض وإنما اهبطوا إلى الأرض؛ فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال قوم موسى من أرض إلى أرض لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده؛ وكذلك قال في الأعراف لما قال إبليس {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَ?هْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَ?خْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ?لصَّـ?غِرِينَ} [الأعراف: 12، 13].
فقوله: {قَالَ فَ?هْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَ?خْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ?لصَّـ?غِرِينَ} [الأعراف:] يبين اختصاص السماء بالجنة بهذا الحكم؛ فإن الضمير في قوله: {منها} عائد إلى معلوم غير مذكور في اللفظ، وهذا بخلاف قوله: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَـ?مُوسَى? لَن نَّصْبِرَ عَلَى? طَعَامٍ وَ?حِدٍ فَ?دْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ ?لأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ?لَّذِى هُوَ أَدْنَى? بِ?لَّذِى هُوَ خَيْرٌ ?هْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ?لذِّلَّةُ وَ?لْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ?للَّهِ ذَ?لِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَـ?تِ ?للَّهِ وَيَقْتُلُونَ ?لنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ?لْحَقِّ ذ?لِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61] فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه، وقال هنا: {اهبطوا} لأن الهبوط يكون من علو إلى سفل وعند أرض السراة حيث كان بنوا إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه. ومن هبط من جبل إلى وادٍ قيل له: هبط.
وأيضاً فإن بني إسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون، والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال: نزل فيها؛ لأن في عادته أنه يركب في سيره فإذا وصل نزل عن دوابه.
يقال: نزل العسكر بأرض كذا، ونزل القفَّل بأرض كذا؛ لنزولهم عن الدواب. ولفظ النزول كلفظ الهبوط، فلا يستعمل هبط إلا إذا كان من علو إلى سفل.
وقوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ?لْخَـ?سِرِينَ قَالَ ?هْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى ?لاَْرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـ?عٌ إِلَى? حِينٍ} [الأعراف: 23، 24] الآيتين.
فقوله هنا بعد قوله: {قَالَ ?هْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى ?لاَْرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـ?عٌ إِلَى? حِينٍ} [الأعراف: 24] يبين أنهم هبطوا إلى الأرض من غيرها، وقال: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [الأعراف: 25] دليل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك بمكان فيه يحيون وفيه يموتون ومنه يخرجون، وإنما صاروا إليه لما أهبطوا من الجنة.
والنصوص في ذلك كثيرة وكذلك كلام السلف والأئمة.
وفي الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم! أنت، أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته فلماذا أخرجتنا وذريتك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه فهل تجد في التوراة: وعصى آدم ربه فغوى؟ قال نعم قال: فلماذا تلومني على أمر قدره الله على قبل أن أخلق؟ فقال: فحج آدم موسى»، وموسى إنما لام آدم لما حصل له وذريته بالخروج من الجنة من المشقة والنكد، فلو كان ذلك بستاناً في الأرض لكان غيره من بساتين الأرض يعوض عنه.
وآدم عليه السلام احتج بالقدر؛ لأن العبد مأمور على أن يصبر على ما قدره الله من المصائب، ويتوب إليه، ويستغفره من الذنوب والمعائب. والله أعلم. (مجموع الفتاوى 4/ 347).
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع **
ذكر ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعاده المسألة بعينها وذكر كلا أدلة الفريقين ولم يرجح شيئا رحمه الله وهذا تجده في المجلد الأول من طبعة الحلبي (دار عفان) وأذكر أن شيخ الإسلام رجح أنها في الأرض لكن لعلي آتيكم بالنقل من تلك الكتب معزوا بالجزء والصفحة لأنني لست في مكتبتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/71)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:13 م]ـ
*- يقول فضيلة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله:
{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}: يعني أئمة في الخير هداة للخلق , ثم أوضح سبحانه جزاءهم فقال: أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ وهي الجنة , سميت غرفة لارتفاعها , لأنها في أعلى مكان فوق السماوات تحت العرش , فالجنة في أعلى مكان انتهى.
*- يقول فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
(مكان الجنة والنار)
الجنة في أعلى عليين لقوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}. وقوله، صلى الله عليه وسلم، في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر: "فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض".
والنار في أسفل سافلين لقوله تعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}. وقوله، صلى الله عليه وسلم، في حديث البراء بن عازب السابق: "فيقول الله تعالى:اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى". انتهى.
*- يقول فضيلة الشيخ عمر الأشقر حفظه الله:
(اختلف العلماء في موقع النار الآن؛ فقال بعضهم: هي في الأرض السفلى، وقال آخرون هي في السماء، وقال آخرون بالتوقف في ذلك. وهو الصواب، لعدم ورود نص صريح صحيح يحدد موقعها، ومن الذين توقفوا في هذا، الحافظ السيوطي: " وتقف عن النار، أي تقول فيها بالوقف، أي محلها، حيث لا يعلمه إلا الله، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك "
وقال الشيخ ولي الله الدهلوي في عقيدته:" ولم يصرح نص في تعيين مكانهما (أي الجنة والنار)، بل حيث شاء الله تعالى، إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه "، وقال صديق حسن خان [يقظة أولي الاإعتبار ص47] عقب إيراده لقول الدهلوي هذا:"
أقول: وهذا القول أرجح الأقوال وأحوطها إن شاء الله تعالى " انتهى الجنة والنار: الأشقر ص21.
*- وينظر: حادي الأرواح ص46، ويقظة أولي الإعتبار: صديق خان ص45، حيث عقد لهذه المسألة باباً فقال: باب فى ذكر مكان النار وأين هى على مقتضى الآثار وكذا مكان الجنة.
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:02 م]ـ
غريب من قال بالتوقف.او لم يرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعراج!
ـ[أبو محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:43 ص]ـ
للفائدة: هذه المسألة من المسائل التي لشيخ الإسلام فيها قولان، القول الأول: ما سبق نقله من الأخ أبي غازي من الفتاوى، والآخر: ذكره في النبوات 2/ 705 (ط الطويان) حيث رجح أنها غيرها، حيث قال: (ولهذا كان أصح القولين أن جنة آدم جنة التكليف، لم تكن في السماء .. ).
وأما ابن القيم فقد ذكر القولين بأدلتهما في المفتاح والحادي.
وقد ذكر الخلاف وأطال فيه ابن كثير في البداية والنهاية 1/ 69 - 71 وفي تفسيره أيضا في تفسير البقرة.
وقد أحال محقق النبوات الطويان إلى هذه المراجع وغيرها فلتراجع.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 10 - 05, 04:35 م]ـ
قال مسلم (195) حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وأبو مالك عن ربعي عن حذيفة قالا
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى صلى الله عليه وسلم الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى صلى الله عليه وسلم لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا
[ش (تزلف) أي تقرب كما قال الله تعالى وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت (من وراء وراء) قال الإمام النووي قد أفادني هذا الحرف الشيخ الإمام أبو عبدالله محمد بن أمية أدام الله نعمة عليه وقال الفتح صحيح وتكون الكلمة مؤكدة كشذر مذر وشغر بغر وسقطوا بين بين فركبهما وبناهما على الفتح (وترسل الأمانة والرحم) إرسال الأمانة والرحم لعظم أمرهما وكثير موقعهما فتصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها الله تعالى (جنبتي الصراط) معناهما جانباه ناحيتاه اليمنى واليسرى (وشد الرجال) الشد هو العدو البالغ والجري (تجري بهم أعمالهم) هو تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم فيمر أولكم كالبرق ثم كمر الريح إلى آخره (حافتي الصراط) هما جانباه (ومكدوس) قال في النهاية أي مدفوع وتكدس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط
أعتقد ان قول آدم عليه السلام و هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم دليل واضح في المسألة وأل هنا هي أل العهدية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/72)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 10 - 05, 05:03 م]ـ
فأزلهما الشيطان عنها
قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[18 - 10 - 05, 05:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة
عندي سؤال حول هذا.
بما أن النصوص الصحيحة صريحة بأنها جنة السماء فهل عند المخالفين مايوازيها أو يقاربها من الصحة والظهور؟.
وهل ما يذكر من شبهه واعتراضات يجوز أن تتنزل منزلة الدليل؟.
ومن أين مصدر التلقي في تفسير النصوص الغيبية؟ إن كان من الوحيين فهل للناس غير الفهم والاتباع؟ أم يجوز لهم التوهم المفضي إلى إزالة الظاهر عن ظاهره.
وجزاكم الله خيرا
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 10 - 05, 06:03 م]ـ
فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى/ طه 120
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه / البقرة 36
ـ[فارس النهار]ــــــــ[18 - 10 - 05, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
جميلٌ أن طُرح هذا الموضوع ..
وقد كنت على وشك السؤال بخصوصه ..
قال أحدهم: إن أقوى دليل على أن الجنة التي أخرج منها آدم - عليه السلام - ليست هي الجنة التي وعدها الله المتقين أن إبليس وسوس لآدم في المكان الذي هو فيه .. وإبليس لا يمكن أن يدخل الجنة .. فدّل على أن آدم وزوجه لم يكونا في الجنة ..
سمعتُ هذا وقلتُ: أنا واثقٌ من أن أهل العلم ردوا على هذه الشبهة .. فمن يفيدني في ذلك؟!
وجزاكم الله خيرا
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[19 - 10 - 05, 12:22 ص]ـ
أولا: إن أحكام الجنة قد تختلف الآن عن يوم القيامة بدليل قول رسول ااه صلى الله عليه و سلم: ((أدخلت الجنة .... )
فقد دخلها صلى الله عليه و سلم و خرج منها بالرغم من أن الأصل أن الجنة دار خلود فدل على أن أحكام الجنة تختلف الآن عن يوم القيامة.
ثانيا:لم يرد ان إبليس دخل إلى الجنة التي سكنها آدم و زوجه و قد يوسوس لهما من خارجها.
ثالثا:حديث الشفاعة أظهر في الدلالة من ذلك الإستدلال
ـ[فارس النهار]ــــــــ[02 - 11 - 05, 05:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل الليث السكندري .. كلامكم وجيه جدا ..
ـ[البراق]ــــــــ[02 - 11 - 05, 11:43 ص]ـ
كلا القولين عند أهل السنة وأرى على السائل الرجوع لزاما لكتاب مفتاح دار السعادة فهو بحث كافي شافي حتى امتدحه الامام ابن القيم وذكر أن الباحث لن يجده في كتاب آخر مجموع كجمعه ...
وهناك حديث ينبغي أن يلاحظ ويكون له نصيب من النقاش ومنه:
((حاجّ موسى آدم عليهما السلام فقال له أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة))
هذا مالدي وجزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 11 - 05, 03:10 ص]ـ
قال ابن القيم في الميمية
فحيا على جنات عدن فانها ... منازلك الاولى وفيه المخيم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 11 - 05, 04:12 ص]ـ
كلا القولين عند أهل السنة وأرى على السائل الرجوع لزاما لكتاب مفتاح دار السعادة فهو بحث كافي شافي حتى امتدحه الامام ابن القيم وذكر أن الباحث لن يجده في كتاب آخر مجموع كجمعه ...
وهناك حديث ينبغي أن يلاحظ ويكون له نصيب من النقاش ومنه:
((حاجّ موسى آدم عليهما السلام فقال له أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة))
هذا مالدي وجزاكم الله خيرا
إضافة إلى مفتاح دار السعادة:
حادي الأرواح.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:45 ص]ـ
كيف الجمع بين كلام شيخ الاسلام:
فقد ذكر هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 4/ 346، فقال: والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي: جنة الخلد، ومن قال: إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة
و قوله:
قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (2/ 704):
كان أصح القولين أن جنة آدم جنة التكليف لم تكن في السماء فإن إبليس دخل إلى جنة التكليف جنة آدم بعد إهباطه من السماء, وقول الله له: {فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين} , وقوله: {قال فاخرج منها مذموما مدحورا} لكن كانت في مكان عال في الأرض من ناحية المشرق ثم لما أكل من الشجرة أهبط منها إلى الأرض كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع ولفظ الجنة في غير موضع من القرآن يراد به بستان في الأرض
؟
ـ[سعيد جاموس]ــــــــ[01 - 11 - 10, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن في مقدرة علماء البيئة والجيولوجيا البت في هذه القضية
فانه على ارض الواقع كما ان التدرج البيئي من خط الاستواء في وسط الارض الى القطب الشمالى او الجنوبي تتدرج البيئة من غابات استوائية الى ان تنتهي بصحراء ثلجية جرداء فانه اذا توفرت جبال عالية جدا فانها تخضع الى ذلك التدرج حتى تنتهي بعمة ثلجية ثم براس اصلع كاملا لا نبات فيه! وذلك التدرج ينطبق ايضا على الاخدود العميق جدا اذا توفر فيكةن التدرجبالمقلوب: اي تكرن الصحراء الباردة في قاع الاخدود! أي لا يوجد على الارض جنة علوية محتملة!
وكذلك فان الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام حين كانت اليابسة لا تزال في طور الحمأ المنتن لقة تركيز الاكسجين في الهواء!
لذا فالقول الفصل هو ان الله خلق آدم عليه السلام في جنة الخلد!
اما قول من يقول انه لا يجوز لان الجنة ليست للتكليف، فلا بد له ان يتذكر ان المتصرف في ذلك هو الله سبحانه ماك الجنة يصنع بها ما يشاء!
اهلا بكم في مدونتي: الهيئة الجاموسية
http://saidjamous.jeeran.com
وكذلك فان الله سبحانه
و(46/73)
لما ولدت حواء طاف بها إبليس
ـ[تركي النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:31 م]ـ
السلام عليكم
حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن إبراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما ولدت حواء طاف بها إبليس، وكأن لا يعيش لها ولد، فقال: سمه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره
ما صحته؟؟
وأريد جميع طرقة ومن رواه .. ومن تكلم فيه ...
وجزاكم الله خير
ـ[أبو حسين]ــــــــ[16 - 05 - 05, 04:24 م]ـ
البداية والنهاية ج1/ص96
الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن إبراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره
وهكذا رواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عند هذه الآية وأخرجه الحاكم في مستدركه كلهم من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث به وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه فهذه علة قادحة في الحديث أنه روي موقوفا على الصحابي وهذا أشبه والظاهر أنه تلقه من الإسرائيليات وهكذا روي موقوفا على ابن عباس والظاهر أن هذا متلقى عن كعب الأحبار ودونه والله اعلم(46/74)
وارتفعت الأصوات في المساجد
ـ[تركي النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 04:42 م]ـ
حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فقيل وما هن يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة * (ضعيف الإسناد) _ رواية الترمذي
هذا الحديث وكما يظهر عليه الضعف ..
السخاوي في الدرر يقول (له شاهد) ماذا يقصد بذلك الشاهد؟؟
وهل يدل هذا الخبر على أصوات الموسيقى الغنائية التي تُستخدم اليوم بالهاتف النقال في المساجد حتى إن المسجد إن كان مزدحماً لا تكاد تأخذ دقائق حتى تسمع صوت في المسجد غنائي؟؟
-
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[15 - 09 - 07, 08:25 م]ـ
للمدارسة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 09 - 07, 08:45 م]ـ
في شرح المباركفوري
((وارتفعت الأصوات) أي علت أصوات الناس (في المساجد) بنحو الخصومات والمبايعات واللهو واللعب
قال القارىء وهذا مما كثر في هذا الزمان وقد نص بعض علمائنا يعني العلماء الحنفية بأن رفع الصوت في المسجد ولو بالذكر حرام انتهى)
انتهى من النسخة الالكترونية
وفي مرقاة المفاتيح لعلي القاري
(وظهرت الأصوات
أي رفعها في المساجد وهذا مما كثر في هذا الزمان وقد نص بعض علمائنا بأن رفع الصوت في المسجد ولو بالذكر حرام)
والمقصود بالشاهد
ما رواه الترمذي
(حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِىُّ عَنِ الْمُسْتَلِمِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ رُمَيْحٍ الْجُذَامِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا اتُّخِذَ الْفَىْءُ دُوَلاً وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَأَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ وَأَدْنَى صَدِيقَهُ وَأَقْصَى أَبَاهُ وَظَهَرَتِ الأَصْوَاتُ فِى الْمَسَاجِدِ وَسَادَ الْقَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ وَزَلْزَلَةً وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا وَآيَاتٍ تَتَابَعُ كَنِظَامٍ بَالٍ قُطِعَ سِلْكُهُ فَتَتَابَعَ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ. وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْه
)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - 09 - 07, 09:18 م]ـ
لا عليكم إخواني
إن الحديث أصلا لم يصح، لا من رواية أبي هريرة و لا من رواية علي بن أبي طالب.
لكن تبقى إثارة (مشكلة المحمول) في المساجد، وهي فعلا مشكلة:
تكون أثناء الصلاة وتسمع أغنية أو موسيقى، أو - على أحسن الأحوال - أذانا أو قرآنا، وكل هذا مشغلة عن الصلاة ولا شك.
ولكن أحيانا ألتمس العذر لمن حدث ذلك منه فقد يكون:
حديث عهد بالجوال، أو نسي أن يغلقه، أو انشغل بالإسراع إلى الصلاة، أو غير ذلك.
فلا يكون منا إلا أن ننبه هذا الشخص بعد الصلاة - سرا - أن هذا مما يجب التنبه له ونبين له الضرر الذي وقع منه على إخوانه، إلى غير ذلك.
و بالتريث في ذلك ومتابعة هذا الأسلوب يمكن بعد فترة أن لا تجد هذه الظاهرة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه(46/75)
عاجل أرجو الجواب للأهمية
ـ[مشعل مرزوق]ــــــــ[16 - 05 - 05, 07:33 م]ـ
قمت بطرح الموضوع ولكن يبدو أنني لم أكتب عنوانه بالشكل المطلوب ولذلك أقوم هنا بأقتباسة مره أخرى.
أرجو من أخواني الإجابة عن سند هذا الحديث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أخواني في الله أرجو منكم حفظكم الله الافادة في مدى صحة هذا الحديث الذي هو في مسند أحمد رحمه الله:
حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاث مائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين
فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم فقال أبو بكر رضي الله عنه يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قال قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر رضي الله عنه ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريبا لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض علي أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل
ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
الآية بأخذكم الفداء.
وهذا هو رابطة:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=203&doc=6&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
فلقد أشكل علي آخر فقرة من الحديث والذي لا أظن أنه قال هذا الكلام:
من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى
أرجو التكرم علينا بالإجابة
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[مشعل مرزوق]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:12 ص]ـ
مازلت أنتظر أخواني الكرام
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد(46/76)
سؤال عاجل جدا في المواريث
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رجل مات وترك أما وزوجة وثلاثة أولاد ذكور وبنتين
ترك لهم بعض المال النقدي
ومعظم المال في صورة عقارات وأراض
أحد الذكور متزوج وكذلك إحدى البنتين والباقون يعيشون مع أمهم والبنت الأخرى لم تبلغ
كيف تقسم التركة قسمة شرعية مع العلم أنه لا يمكن بيع هذه العقارات
وهل يجوز تأخير هذه القسمة الآن وما الواجب إذا لم تقسم الآن حتى لا تضيع الحقوق
وهل يجوز للجدة أن تتنازل عن نصيبها لأحفادها مع العلم أن لها أولادا آخرين غير المتوفى
أرجو ممن كان عنده علم بهذه المسألة أن يجيبني سريعا أو أن يسأل لي أحد المشايخ ممن عندهم خبرة في مسائل المواريث
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[16 - 05 - 05, 08:31 م]ـ
جواب باختصار
الأم لها السدس
والزوجة لها الثمن
وللأولاد الباقي:للذكر مثل حظ الأنثيين
والجدة التي سألت عنها لم ترد في المسألة
وباقي الأسئلة لعل هناك من الإخوة من يفصل فيها
ـ[الفرضي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:06 م]ـ
لو فرض وجود جدة فإنها محجوبة حجب حرمان بالأم فهي لا ترث شيئاً مع وجود الأم
ـ[المستفيد]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:18 ص]ـ
الجدة غير وارثه في هذه المسألة.
وفي مسالة الميراث لا علاقة بزواج اي من الورثه او قصره. فالكل وارث.
والذي يظهر عدم جواز تاخير قسمة التركه الا برضى من الورثه.
والعقار ملك للورثه ملكا مشاعا بحسب انصبائهم.
والله اعلم.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[11 - 01 - 08, 03:05 م]ـ
وهل يجوز للجدة أن تتنازل عن نصيبها لأحفادها مع العلم أن لها أولادا آخرين غير المتوفى
لايوجد جده فى المسألة، وانما هى ام المتوفى، ونسبها السائل لابناء المتوفى، لا للمتوفى نفسه(46/77)
الاسماعيليه وحكم السلام عليهم ومجالستهم ومخالطتهم
ـ[ابواسماء العبيدي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 09:14 م]ـ
ماحكم السلام على الاسماعيليه ومخالطتهم والخروج معهم للنزهه ومؤاكلتهم ومجالستهم اذا كان ذلك بغرض دعوتهم وهل هذا يعد من قبيل ماشدد فيهالسلف من التحذير من اهل البدع(46/78)
هل يجوز أن أصلي بسجادة شيعي (رافضي)
ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيه واحد من زملاي يعمل في المنطقة الشرقية
ويسألني هذا السؤال
هل يجوز له أن يستخدم سجادة الصلاة الخاصة بالرافضي إذا استئذن منه وأذن له أن يصلي عليها (صلاة أهل السنة والجماعة على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم) ولست أقصد صلاة الرافضة
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[بن عباس]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وما المانع فى ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بك يا أخي العضو الجديد
ولكن إجابتك لم تشفي غليلي
نرغب في المزيد جزاكم الله ألف خير
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيه واحد من زملاي يعمل في المنطقة الشرقية
ويسألني هذا السؤال
هل يجوز له أن يستخدم سجادة الصلاة الخاصة بالرافضي إذا استئذن منه وأذن له أن يصلي عليها (صلاة أهل السنة والجماعة على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم) ولست أقصد صلاة الرافضة
أفيدوني جزاكم الله خيرا
نعوذ بالله من الرفض ومن اهله , لكن هل تكلم العلماء في قضية الصلاة على السجاده؟؟؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:56 ص]ـ
إن كانت السجادة خاصة (وهو الغالب) فإن سجادة الرافضة لها خصوصية من كونها محل تعبد كالحجر الكربلائي (ولهذا فهي تختص بلون ونسج خاص)، فهذا فيه مشابهة لهم في محل العبادة.
وقد سألَ النبي صلى الله عليه وسلم عمر لما أخبره بنذره في الجاهلية عن محل النذر هل هو محل عيد او عبادة (رغم ان النذر لله).
فمحل العبادة له أثر في مشابهة المخالفين، ولهذا جاء النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وجاء النهي عن الصلاة الى النار خوف مشابهة المجوس، وكذلك جاء النهي عن الصلاة في القبور تركا لمشابهة النصارى واليهود.
والصلاة على التربة الطاهرة الطهور أولى من الصلاة على موضع صلاة الرافضي، ولو لم يكن فيها إلا ظهور البراءة من المبتدعة لكان كافيا في تركه الصلاة على سجادته.
هذا من باب المباحثة والمدراسة والاولى له سؤال أهل العلم.(46/79)
هل صح حديث دعاء المريض؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
إذا دخلت على مريض فمره فليدع، فإن دعاءه كدعاء الملائكة
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:55 م]ـ
أرجوا من الأخوة المساعدة
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:02 م]ـ
1923) إذا دخلتَ على مريضٍ فَمُرْه يدعو لك فإن دعاءَه كدعاءِ الملائكةِ (ابن ماجه، وابن السنى عن عمر)
أخرجه ابن ماجه (1/ 463، رقم 1441) قال المنذرى (4/ 166): رواته ثقات مشهورون، إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر. وقال البوصيرى (2/ 21): هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع. وأخرجه ابن السنى (ص 207،
رقم 563). وأخرجه أيضًا: الديلمى (1/ 280، رقم 1094)، وأورده ابن الجوزى فى العلل المتناهية (2/ 868، رقم 455) وقال: لا يصح.
انظر جمع الجوامع للسيوطي حرف الهمزة مع الذال
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
هل ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام حديث يخص المريض بالدعاء (دعاءه مستجاب أو ما شابه ذلك)؟
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:28 م]ـ
(فرع) يستحب طلب الدعاء من المريض لحديث عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك فان دعاءه كدعاء الملائكة " رواه ابن ماجه باسناد صحيح *
انظر الى كتاب المجموع شرح المهذب للامام النووي كتاب الجنائز الحزء الخامس
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:31 م]ـ
شكراً لك أخي الكريم إذاً فالحديث صحيح(46/80)
مسألة تكرار المعوذتان والاخلاص ثلاثابعد صلاة الفجر والمغرب
ـ[ابواسماء العبيدي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:07 ص]ـ
جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ بالاخلاص والمعوذتين ثلاثا وذلك بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب فهل هذا اصح ام انها تقرأمره واحده كباقي الصلوات ........... افيدوني مأجورين
ـ[السدوسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:34 ص]ـ
الأخ الفاضل: أبوأسماء العبيدي
مسألة تكرار المعوذتين والاخلاص ثلاثا بعد الفجر والمغرب من المسائل التي تحتاج إلى تأمل طويل لأن الذي قررها امام العصر وهو ممن لايقرر إلا بدليل من كتاب أو سنة ثابتة أو قول صاحب غير معارض
وقد بحثت عن مستند الشيخ ابن باز رحمه الله في تقريره لذلك في الأذكار بعد الصلاة فلم أظفر بشيء وسألت الشيخ عبدالعزيز الراجحي عن ذلك فسكت مبديا الاستغراب وناقشت بعض أهل العلم لكن لم يذكر لي أحد منهم دليلا يقيد قراءة المعوذتين والاخلاص ثلاثا بعد المغرب والفجر(46/81)
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم ا
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 05:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا
ـ[علي سليم]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:04 م]ـ
هناك من حول هذا الموضوع ككتاب لمؤلفه ابو الحسن الشيخ (تراجع العلامة الالباني فيما نص عليه تصحيحا و تضعيفا)
و الامور الفقهية تجدها بين طيات سلسلته الصحيحة و الضعيفة و سوف اذكر بعضا منها ان شاء الله تعالى ان تيسر لي الوقت ....
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 05:00 م]ـ
هناك كتاب للشيخ/مشهور بن حسن آل سلمان في هذا الموضوع يسمى (تراجعات الألباني).
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم وحفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير(46/82)
العالم الجليل أحمد العيسى من شقراء
ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 08:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ أحمد بن عيسى
هو الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن حمد بن عبد الله ابن عيسى من قبيلة بني زيد، ولد في بلدة شقراء سنة1253هـ، فقرأ القرآن حتى ختمه ثم شرع في القراءة، وكان صادقاً في كلامه، أميناً في تعامله، وفياً لأصدقائه، قال فيه الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني، أحد تجار جدة، إني عاملت الناس أكثر من ثلاثين عاماً فما وجدت أحسن من التعامل معك ياوهابي، ويظهر أن مايشاع عنكم يأهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين، يقولون إنكم لاتصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تحبونه، فأجابه الشيخ أحمد: سبحانك هذا بهتان عظيم كيف ونحن نعتقد أن من لا يصلي عليه في التشهد الأخير صلاته باطلة ونعتقد أن من لا يحبه كافر، وإنما نحن أهل نجد ننكر الاستغاثة والاستعانة بالأموات، لا نستغيث إلا بالله وحده ولا نستعين إلا به سبحانه، كما كان على ذلك سلف الأمة، ثم سأله الشيخ التلمساني أن يوضح له وجه الخلاف بينهم وبين خصومهم في باب أسماء الله وصفاته ونعوت جلاله فقال الشيخ أحمد: إنا نعتقد أن الله فوق سماواته بائن في مخلوقاته مستو على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تجسيم ولا تأويل وهكذا اعتقادنا في جميع آيات الله وصفاته، وأن عقيدة السلف هي الأسلم والأحكم والأعلم، توفي رحمه الله يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة سنة 1327هـ.
المرجع مشاهير علماء نجد وغيرهم ص185
ـ[السدوسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:36 ص]ـ
ويذكر أن له كتابا ضخما في ذكر علماء نجد، وله شرح لنونية ابن القيم، و مات ولم يعقب(46/83)
قول غريب لابن القيم رحمه الله تعالى
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:31 ص]ـ
الصواعق المرسلة ج 2 ص 616 (الوجه التاسع إن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت وهب أن مكابرا كذبهم كلهم وقال قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر في اجتهاد وإن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم والقوم وإن أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا لو انفردوا بذلك عن الأمة فكيف وقد وافقوا في قولهم من قد حكينا قولهم وغيره ممن لم تقف على قوله). انتهى كلامه رحمه الله
اقول كيف هذا ومن المعلوم ان الرافضة (الشيعة الامامية) أكذب الطوائف
ولله در القحطاني حيث قال
لا تعتقد دين الروافض إنهم أهل المحال وشيعة الشيطان
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخوَّنوا أصحابه ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه روحٌ يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتان
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:51 ص]ـ
شيوخ الرافضة كابن النعمان المفيد ومتبعيه كالكراجكى وأبي القاسم الموسوي والطوسي وأمثالهم فإن الرافضة في الأصل ليسوا أهل علم وخبرة بطريق النظر والمناظرة ومعرفة الأدلة وما يدخل فيها من المنع والمعارضة كما أنهم من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والأثار والتمييز بين صحيحها وضعيفها وإنما عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الإسناد وكثير منها من وضع المعروفين بالكذب بل وبالإلحاد وعلماؤهم يعتمدون على نقل مثل أبي مخنف لوط بن يحيى وهشام بن محمد بن السائب وأمثالهما من المعروفين بالكذب عند أهل العلم مع أن أمثال هؤلاء هم من أجل من يعتمدون عليه في النقل إذ كانوا يعتمدون على من هو في غاية الجهل والافتراء ممن لا يذكر في الكتب ولا يعرفه أهل العلم بالرجال
وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب قال أبو حاتم الرازي سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال أشهب بن عبد العزيز سئل مالك عن الرافضة فقال لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون وقال أبو حاتم حدثنا حرملة قال سمعت الشافعي يقول لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة وقال مؤمل بن إهاب سمعت يزيد بن هارون يقول يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون وقال محمد بن سعيد الأصبهاني سمعت شريكا يقول أحمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا وشريك هذا هو شريك بن عبد الله القاضي فاضى الكوفة من أقران الثوري وأبي حنيفة وهو من الشيعة الذي يقول بلسانه أنا من الشيعة وهذه شهادته فيهم وقال أبو معاوية سمعت الأعمش يقول أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين يعني أصحاب المغيرة بن سعيد قال الأعمش ولا عليكم ألا تذكروا هذا فإني لا آمنهم أن يقولوا إنا أصبنا الأعمش مع امرأة
وهذه آثار ثابتة رواها أبو عبد الله بن بطة في الإبانة الكبرى هو وغيره وروى أبو القاسم الطبري كلام الشافعي فيهم من وجهين من رواية الربيع قال سمعت الشافعي يقول ما رأيت في أهل الأهواء قوما أشهد بالزور من الرافضة ورواه أيضا من طريق حرملة وزاد في ذلك ما رأيت أشهد على الله بالزور من الرافضة وهذا المعنى وإن كان صحيحا فاللفظ الأول هو الثابت عن الشافعي ولهذا ذكر الشافعي ما ذكره أبو حنيفة وأصحابه أنه يرد شهادة من عرف بالكذب كالخطابية
ورد شهادة من عرف بالكذب متفق عليه بين الفقهاء وتنازعوا في شهادة سائر أهل الأهواء هل تقبل مطلقا أو ترد مطلقا أو ترد شهادة الداعية إلى البدع وهذا القول الثالث هو الغالب على أهل الحديث لا يرون الرواية عن الداعية إلى البدع ولا شهادته ولهذا لم يكن في كتبهم الأمهات كالصحاح والسنن والمسانيد الرواية عن المشهورين بالدعاء إلى البدع وإن كان فيها الرواية عمن فيه نوع من بدعة كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية وذلك لأنهم لم يدعوا الرواية عن هؤلاء للفسق كما يظنه بعضهم ولكن من أظهر بدعته وجب الإنكار عليه بخلاف من أخفاها وكتمها وإذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن إظهار بدعته ومن هجره أن لا يؤخذ عنه العلم ولا يستشهد
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 1، صفحة 58.وما بعدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/84)
ـ[ياسر30]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:09 م]ـ
من المعلوم عند أهل الجرح التعديل قبول الراوى المبتدع إذا لم يكن فيما رواه داعية لبدعته وهذا إذا اكتملت شروط القبول الأخرى
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:19 م]ـ
كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واضح ولكن قول ابن القيم رحمه الله تعالى كلام غريب لان الامامية هم نفسهم الرافضة وهناك فرق كبير بين الرافضي والشيعي فالذي تعجبت منه أن ابن القيم رحمه الله تعالى يأتي ويقول (الوجه التاسع إن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت)
بينما في الموضوع الآخر يقول (وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم والقوم وإن أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ)
وكأنه رحمه الله بهذا القول أراد أن يقول بأن علماء الامامية هم الشيعه وهذا ليس بصحيح
فان علماء الامامية هم الرافضة كابن المنجس الحلي الذي رد عليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:19 م]ـ
من المعلوم عند أهل الجرح التعديل قبول الراوى المبتدع إذا لم يكن فيما رواه داعية لبدعته وهذا إذا اكتملت شروط القبول الأخرى
أخي هل تقبل الرواية من الرافضي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:48 م]ـ
وقال ابن أبي الأسود سمعت ابن مهدي يقول ليحيى بن سعيد لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا وقال ابن مهدي لو رأيت رجلا على الجسر وبيدي سيف يقول القرآن مخلوق لضربت عنقه وقال يزيد بن هارون المريسي أضر من سحالي قال أبو عبدالله البخاري ما أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهودي والنصراني ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم وقال عبدالرحمن بن مهدي هما ملتان الجهمية والرافضة قال شيخ الإسلام وهذا الكلام الذي قاله الإمام عبدالرحمن بن مهدي قد قاله غيره وهو كلام عظيم فإن هاتين الفرقتين هما أعظم الفرق فسادا في الدين وأصلهما من الزنادقة المنافقين ليستا من ابتداع المتأولين مثل قول الخوارج والمرجئة والقدرية فإن هذه الآراء ابتدعها قوم مسلمون بجهلهم قصدوا بها طاعة الله فوقعوا في معصيته ولم يقصدوا بها مخالفة الرسول ولا محادته بخلاف الرفض والتجهم فإن مبدأهما من قوم منافقين مكذبين لما جاء به الرسول مبغضين له لكن التبس أمر كثير منهم على كثير من المسلمين الذين ليسوا بمنافقين ولا زنادقة فدخلوا في أشياء من الأقوال والأفعال التي ابتدعها الزنادقة والمنافقون ولبسوا الحق بالباطل وفي المسلمين سماعون للمنافقين كما قال الله تعالى (وفيكم سماعون لهم) < التوبة47 >
أي قابلون مستجيبون لهم فإذا كان جيل القرآن كان بينهم منافقون وفيهم سماعون لهم فما الظن بمن بعدهم فلا يزال المنافقون في الأرض ولا يزال في المؤمنين سماعون لهم لجهلهم بحقيقة أمرهم وعدم معرفتهم بغور كلامهم وأما الرفض فإن الذي ابتدعه زنديق منافق وهو عبدالله بن سبأ الذي أظهر الإسلام وكان يبطن الكفر وقصده فساد الإسلام والتجهم مأخوذ في الأصل عن الصابئين والمشركين وهم أعظم من الرفض ولهذا تأخر دخوله في الأمة فهاتان الملتان يناقضان أصلي الإسلام وهما شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله أما التجهم فإنه نقض التوحيد وإن سمى أصحابه أنفسهم موحدين ولهذا كان السلف يترجمون الرد على الجهمية بالتوحيد والرد على الزنادقة والجهمية كما ترجم البخاري آخر كتاب الجامع بكتاب التوحيد والرد على الجهمية والزنادقة وكذلك ابن خزيمة سمى كتابه التوحيد وهو في الرد على الجهمية وأما الرافضة فقدحهم وطعنهم في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله وإن كانوا يظهرون موالاة أهل بيت الرسول ومحبتهم قال طائفة من أهل العلم منهم مالك بن أنس وغيره هؤلاء قوم أرادوا الطعن في رسول الله فلم يمكنهم ذلك فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين والرافضة المتقدمون لم يكونوا جهمية معطلة وأما المتأخرون منهم من حدود أواخر المائة الثالثة فضموا إلى بدعة الرفض التجهم والقدر فتغلظ أمرهم وظهر منهم حينئذ القرامطة والباطنية واشتهرت الزندقة الغليظة والنفاق الأعظم في أمرائهم وعلمائهم وعامتهم وأخذوا من دين المجوس والصابئة والمشركين ما خلطوه في الإسلام وهم أعظم الطوائف نفورا عن سنة النبي وحديثه وآثار أصحابه لمضادة ذلك لبدعتهم
كتاب الصواعق المرسلة، الجزء 4، صفحة 1403وما بعدها
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 03:48 م]ـ
من المعلوم عند أهل الجرح التعديل قبول الراوى المبتدع إذا لم يكن فيما رواه داعية لبدعته وهذا إذا اكتملت شروط القبول الأخرى
ليس الرافضي منهم لأن السلف كفروا الرافضة, كالشافعي والبخاري.
وأما ما نقلته فهو في الشيعة المفضلة وغيرهم.(46/85)
هل من توجيه لما روي من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية؟
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 10:34 ص]ـ
فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال: وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة
ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا
وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر
ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور: اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا: أفتحبس قال: نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك
ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا: الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال فقيل له: ما سبب هذه السجدة فقال: هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له: متى هذا فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه
وقال مرة: يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له أو غيري لو أخبرتهم فقال: أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة وقلت له يوما: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال: شهرا وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم مدارج السالكين (2/ 490)
من باب تبيين والإيضاح مارأيكم في هذا النقل لا سيما أنه من ابن القيم عن شيخ الإسلام وهل هذا متفق وجاري على الأصول أم أن هذا فيه نوع مخالفة لأن بعض العبارات تحتاج إلى توجيه!!!!!!!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:10 م]ـ
قد تستفيد من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18918&highlight=%C7%E1%C5%CE%E6%C9
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 05 - 05, 10:19 م]ـ
والله شيخنا الفاضل السديس رأيتُ جوابكم في الرابط المشار إليه وخلاصتها أنها إنا رؤيا أو ألهام
ولكن لماذا شيخنا الكريم كما نقلتَ لنا عن ابن تيمية: (وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض امور كما قال النبى فى المبشرات هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح او ترى له وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله فى الأرض وكل واحد من الكشف والتأثير قد يكون قائما به وقد لا يكون قائما به بل يكشف الله حاله ويصنع له من حيث لا يحتسب كما قال يوسف بن اسباط ما صدق الله عبد إلا صنع له وقال احمد بن حنبل لو وضع الصدق على جرح لبرأ لكن من قام بغيره له من الكشف والتأثير فهو سببه ايضا وان كان خرق عادة فى ذلك الغير فمعجزات الأنبياء واعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل فى ذلك وقد جمع لنبينا محمد جميع انواع المعجزات والخوارق أما العلم والاخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل اخبار نبينا عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم واحواله معهم وغير الأنبياء من الأولياء وغيرهم بما يوافق ما عند أهل الكتاب الذين ورثوه بالتواتر أو بغيره من غير تعلم له منهم ... )
ـ[أبو لمى]ــــــــ[27 - 05 - 05, 05:58 م]ـ
السؤال الذي من زمن وأنا أتامله وأحاول الإجابة عليه هو: ماحقيقة الإلهام؟
هل هو صوت يُسمع أم شىءٌ يُرى أم هاجس نفسي يستقر في الفؤاد .. أم ماذا؟!
ومالفرق بينه وبين العلم الدني؟(46/86)
جامع المقدمات العلمية لِمُهِمِّ المصنفات والكتب الشرعية
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:52 ص]ـ
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/838g.zip
الكتاب يجمع بين دفتيه مقدمات الكتب الحديثية والمصنفات العلمية, والتي وضعها مؤلفوها, وسطرها مصنفوها, فذكروا فيها مناهجهم, وبينوا فيها أغراضهم من تصنيف كتبهم, فشرحوا فيها رموزهم و مصطلحاتهم التي اعتمدوها و التزموها
والإطلاع على هذه المقدمات هو من باب {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (البقرة: الآية189) , وهو شيء أساسي لا غنى عنه لطالب العلم الشرعي, ويقبح منه جهله وعدم معرفته به, فبواسطة ذلك يستطيع أن يعرف خبايا زوايا تلك الكتب, ويستخرج دفائن كنوزها, ويتحكم في مداخلها و مخارجها, لتكتمل معرفته بها, و تتم استفادته
للأخ أبي يعلى البيضاوي(46/87)
تحميل مجلة البيان (88/ 100)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:55 ص]ـ
تم تحريره من قبل المشرف لعدم وضعه في مكانه المناسب.(46/88)
برنامج فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 11:58 ص]ـ
تم تحريره من قبل المشرف لعدم وضعه في مكانه المناسب.(46/89)
السِّيرَة النَّبَوية
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمَين، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِينَا مُحَمد وَعَلى سَائِرِ الأَنبياءِ وَالمُرسَلين وَبَعَد.
فَتَحْتَفِل الأُمَمُ قَاطِبَةً بِتَاريخِهَا، وَتُعْنى بَأَخبارِ قَادَتِها وَزُعَمائِها، وَهِيَ تَرى في ذلِكَ تَدعِيماً لأَصَالَتِهَا، وَحِفَاظاً عَلى تَاريخها، حتى وَلَوْ كانَ ذَلِكَ التَّاريخ حُكْماً جَائِراً، ولو كان ذلك الماضِي ظَلاماً دَامِساً.
ولا غَرو أن يَهْتَمّ المسلمون بِتَاريخهِم، إِذ لا بُدَّ أن تَعِيَ الأَجيَالُ اللاَّحِقَة ما خَلَّفَتْهُ القُرون مِن أَخْبَار الهُدَاةِ المُهْدَتِين.
أَمَّا سِيرةُ المُصْطَفى _ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلَّم _، وتَاريخُ جِهَادِه، وَمَعْرِفةُ أَحوَاله في الحَرْبِ وَالسِّلْم، فَتِلكَ مَسْأَلَة لم يَقْتَصِر الاهتِمَام بِها عَلى المُسلمين وَحْدَهُم، بَلْ شَمِلَت غير المسلمين، مِمَّن أَعجَبَتْهُم سِيرَته وإن لم يُؤمنوا به _ صلى الله عليه وسلم _، أو كانت دِرَاسَتُهُم للسِّيرة بِدَايةُ خَيِرٍ لهم ....
إِنَّ مَعرِفَة تَارِيخ الإِسلام بَشَكلٍ عَام، وَسِيرَة المصطفى _ صلى الله عليه وسلم _ على الخُصُوص أَمْرٌ مِنَ الأَهَميةِ بِمَكَان، وَلَقَد كان السَّلفُ يُقَدِّرُونَ لِهَذِهِ السيرة قَدْرَهَا، فَكَانت تُعْقَدُ لها مجالسُ التَّدريس، وكان النَّاسُ يَحفَظونها كَمَا يحفظون السورة من القرآن، ولهذا نَقَلَ ابنُ كَثير _ عَليهِ رحمة الله _ أن عِلْمَ السيرة مما يَنْبَغِي الاعتِنَاءُ بِهِ والاعتِبَارُ بِأَمرِه، والتَّهَيؤ لَه،، ثم نَقَلَ عن الوَاقِدِي بِسَنَدِهِ إلى علي بن الحسين أنه كان يقول: ’’ كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِي النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كَمَا نُعَلَّم السورة من القرآن ‘‘.
كما نقل عن الزُّهْرِي _ رحمه الله _ أنه قال: ’’ في عِلْم المغازي عِلْمُ الآخرة و الدُّنيا‘‘.
انتهى مَن كِتَاب "قَضَايَا وَمَبَاحِث في السِّيرة النبوية" لفَضيلَة الشيخ الدكتور: سليمان بن حَمَد العودة (ص/5) بتصرف يسير.
قُلتُ: والكَلامُ يَطول في أَهَمِيَّة دِرَاسَةِ السيرة النبوية، ولا أَظُنُّهُ يَخفَى على طُلاَّبِ العِلم.
فَلِمَاذا، لا نَتَدَارس هذا العِلْم، وَيُفِيدُ بعضنا بعضاً في هذا الملتقى المبارك.
فَنَعرِفَ الصحيح من الضعيف في السيرة.
ونَسْتَفِيدَ الدُّروس والعِبَر.
وَيُرَدُّ على شُبُهَاتِ الغَالِينَ وَالمُنْحَرِفين.
أرجوا من الأعضاء _ وفقهم الله _ أن يقترحوا كِتَاب مُعَيَّناً في هذا الموضوع، وأن يَضَعوا خُطَّة للسير عليها فمثلاً:
تَكون المُشَارَكَات عَلى شَكْلِ مَجَالِس
المجلس الأول: يكون في جَمْعِ كَلام السَّلَف في أَهَمية السِّيرة.
المجلس الثاني: يكون في الكُتُبِ التي أُلِّفَت في السيرة عرض وَنَقْد.
المجلس الثالث: يكون في ...
وتَكون هَذِهِ المجالس مُرَتَّبَتاً على تَسَلْسُل السيرة.
ومدة المشاركة في كل مجلس أُسبوع أو خَمسة أيام ...
ثم يُنْتَقَل إلى ما بعدها، حتى تنضبط المشاركات ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق. آمين.
ـ[نمر الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:38 م]ـ
الحمد لله حق الحمد، والثناء له جلّ وعلا كله، فهو ولي الفضل وهو وليّ الإحسان وهو وليّ النعمة، ومن أعظم نعمه علينا أنْ بعث محمدا عليه الصلاة والسلام إلينا هاديا وبشيرا ونذيرًا، ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ? [الأنبياء:107]، ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا? [الأحزاب:21]، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، به أزال الله جلّ وعلا الشرك وجُنده، وبه أقام الله جلّ وعلا التوحيد وأهله، وبه أبصر الناس بعد العمى، وهُدِيَ الناسُ بعد الضلالة، فما أعظم مِنَّته جلّ وعلا علينا ببعث محمد عليه الصلاة والسلام، وما أعظم مِنَّة محمد عليه الصلاة والسلام على أمته فإنهم لو فدَوه بأنفسهم وأولادهم وأهليهم وأموالهم ما قضوا حقه عليه الصلاة والسلام، أليس هو الذي وجدنا على شفا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/90)
حفرة من النار فأنقذنا منها، صلى على نبينا محمد كفاء ما أرشد وعلّم وبيّن، ونشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد وتركنا بعده على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده ? إلاّ هالك، وصلى الله وسلم على صحابته الذين نصروه وعزَّرُوه وأيدوه، وصلى الله على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنَّا معهم برحمة أرحم الراحمين.
أما بعد:
فأسأل الله جلّ وعلا أنْ يجعلني وإياكم ممن أعطاه قلبا خاشعًا ودعاءً مسموعًا، اللّهم اجعلنا ممن تخشعُ قلوبهم لك وتلين أفئدتهم لذكرك، اللّهم وهيّئ لنا من أمرنا رشدًا، فلا حول لنا ولا قوة إلاّ بك، نعوذ بك من إرادة العلو في الأرض والفساد، ونسألك أنْ تعيذنا من العِيّ، وأنْ تعيذنا من خطل الرّأي ومن البعد عن الصواب، اللّهم فوفقنا فأنت ولي التوفيق ?وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ? [الإسراء:97].
ثم إني أشكر في فاتحة هذه المحاضرة الإخوة الكرام في مكتب الدعوة والإرشاد في محافظة الخرج على أنْ دعوا لهذه المحاضرة واهتموا بها، وليس هذا بغريب فهم حريصون على الخير ويمثلهم فضيلة الأخ الشيخ عبد الرحمن الصغير وكذلك فضيلة الأخ الشيخ إمام المسجد وكذلك بقية الإخوة الكرام، فأسأل الله جلّ وعلا لهم المزيد من فضله وأنْ يتقبل ما بذلوا وما انتقلوا من أجل نشر الحق والهدى.
ثم إنّ هذه المحاضرة موضوعها ضوابط في فهم سيرة المصطفى ?، وهذه المحاضرة ليست موعظة من المواعظ، وإنما هي محاضرة تأصيلية في موضوع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، فإذن ربما انتفع منها الجميع وخُصّ بالانتفاع بها من كان له مساس وله صلة بالعلم والسنة والسيرة وبالدعوة والإرشاد، ولا شك أنّ سيرة المصطفى ? بها اهتم العلماء قديما وحديثا؛ وذلك لأنّ بهدي المصطفى ? تتبيّن الأشياء، وقد قال لنا جلّ وعلا: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ? [الأحزاب:21].
فالاهتمام بالسيرة لابدّ منه؛ لأنّ بالسيرة وبالاهتمام بها معرفةَ أحواله عليه الصلاة والسلام من ولادته إلى وفاته عليه الصلاة والسلام.
وبالسيرة يعلم المسلم ما كان عليه النبي ? وصحابته من نشر الدين، وما كابدوا فيه، وأنهم بذلوا ما بذلوا، وتركوا الأمة بعدهم على أمر واضح بيِّن، ولم ينتشر الإسلام بسهولة بل بذل فيه عليه الصلاة والسلام بتأييد من ربه جلّ وعلا، وبذل فيه أصحابه الكرام ما بذلوا، وهذا يظهر لك في السيرة.
ومن أوجه الاهتمام بالسيرة أيضا أنّ معرفة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وإنّ معرفة سيرة الصحابة معه عليه الصلاة والسلام يبعث في قلوب أهل الإيمان القوة في الإيمان والقوة في اليقين وأنهم مهما تكالبت عليهم الأمور ومهما قوي الشيطان وجندُه فإنّ لهم في رسول الله ? أسوة حسنة وإنّ لهم في الصحابة الكرام أسوة حسنة، فقد شكا بعض الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام ما يلقى من شدة قريش عليه، فقال عليه الصلاة والسلام: «قد كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيُنشر بالمنشار نصفين ما بين لحمه وعظمه ما يردُّه ذلك عن دينه، فو الذي نفسي بيده ليُتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من مكة إلى صنعاء، -أو قال: من مصر إلى مكة-، لا يخاف إلاّ الله جلّ وعلا»، وهذا يُبيّن أنّ الحق ليس بكثرة الناس، وأنّ المؤمن إذا حصل له ما حصل من كيد الشيطان أو من كثرة الشهوات أو من كثرة المغريات فإنه يبعثه ذلك على الاستمساك أكثر وأكثر بدين الله جلّ وعلا؛ لأنّ الصحابة رضوان الله عليهم ما تركوا دينهم، ولم يتركوا توحيد الله، ولم يتركوا البراءة من الشرك، ولم يتركوا ما أمنوا به مع عظم ما أصابهم عليهم رضوان الله، فكيف بحال أهل هذا الزمان الذين ربما تركوا شيئا من الدين لبعض المغريات.
النظر في السيرة وقراءة السيرة يبعث في المؤمن قوة اليقين وقوة الاستعداد للثبات على دين الله، وكذلك يبعث في قلب المؤمن قوة العزة في الإسلام وأنه عزيز بتوحيد الله جلّ وعلا وعزيز بما قام في قلبه من معرفة الله والعلم به والإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام وبما أنزل الله جلّ وعلا على رسوله ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ? [المنافقون:8].
وهذا من ضمن فوائد كثيرة يستفيدها كل مؤمن في النظر في سيرة المصطفى ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/91)
إذن فالأصل أنّ قراءة السيرة ليست قراءة قصص ولا حكايات، وإنما هو قراءة عِظة واعتبار؛ لأنّ بالسيرة أخْذ الفوائد وأخْذ ما ينفع المؤمن ويبعث فيه أنواعا من الخير والهدى والاستمساك بالحق؛ ?فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ? [الزخرف:43 - 44].
تنوّعت اهتمامات أهل العلم بالسيرة، وذلك لعظم شأنها.
والسيرة المقصود بها: ما أُثر عن النبي ? وعن أصحابه وعن التابعين وعمّن بعدهم من أهل العلم في وصف حال سير النبي ? وحال طريقته وهيئته منذ وُلد عليه الصلاة والسلام إلى أنْ توفاه الله جلّ وعلا.
فالسيرة إذن هي حكاية لما كان عليه النبي ? من حين ولادته إلى أنْ توفاه الله جلّ وعلا، فيها بيان ما حصل له من ولادته، وما كان في ولادته من ظهور بعض المعجزات، وظهور بعض الإرهاصات لمبعثه عليه الصلاة والسلام، وذِكر رَضاعه عليه الصلاة والسلام، وذِكر أحواله وأمه وأخواله وأشباه ذلك، وذِكر هديه عليه الصلاة والسلام وسيرته في صغره حتى بعثه الله جلّ وعلا، وما كان يتّصف به قبل المبعث من أنواع الأخلاق والشمائل.
كذلك سيرتُه عليه الصلاة والسلام حكاية لحاله منذ بعثه الله جلّ وعلا، فبلَّغ دعوة الله، وصبر على ذلك، وما ناله من الأذى، وكيف بلَّغ، والسُّبل التي اتخذها للبلاغ، إلى أنْ هاجر إلى المدينة، ومن مهاجره إلى المدينة وتأسيسه لدولة الإسلام الأولى إلى أن توفاه الله جلّ وعلا، ويُدخل فيها عددُ من أهل العلم ما كان بعد ذلك من سيرة الخلفاء الراشدين وما حصل لهم من أنواع الفُتوح.
إذن فالسيرة طريقة وهيئة، والسيرة أيضا مأخوذة من السَّيْر: سار يسيرُ سيرًا؛ يعني ما سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقد جاء في القرآن ذكر السيرة بمعنى الطريقة والهيئة في قول الله جلّ وعلا ?سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى? [طه:21].
فالسيرة إذن تشمل طريقة السير وتشمل الهيئة التي كان عليها السير، ولذلك تجمع السيرة على سِيَر، ويُذكر فيها أنواع المغازي والفتوح، ويُذكر فيها أنواع ما حصل له عليه الصلاة والسلام وما حصل لصحابته من بعده.
فإذن السيرة لها معنًى لُغوي ولها معنى اصطلاحي كما ذكرت لك.
ودرج العلماء على أنّ المراد بالسيرة حين تُذكر السير ما دون في كتب مخصوصة أسموها كتب السيرة وكتب السير، وهذا يجعلنا نفيضُ في أنّ الكتابة في سيرة المصطفى ? وفي مغازيه كانت متقدمة في الزمن الأول:
فذكر العلماء أنّ أبانَ بن عثمان بن عفان ابن الخليفة الراشد هو أول من دوّن سيرة المصطفى ? ودوّن مغازيه، وكانت وفاة أبان رحمه الله تعالى سنة خمس ومائة (105هـ)، وكان أخذ عن عدد كبير من الصحابة، وأخذ عنه عددٌ كبير أيضا من التابعين.
وممن شُهر أيضا برواية السيرة وتتبعها عروة بن الزبير بن العوام، فقد كان إمامًا في المغازي، وله مغازي ألفها وجمعها باسم مغازي عروة، وقد جُمع بعضها وطبع.
وكذلك ممن اهتم بالسيرة ابن شهاب الزهري الإمام المعروف سيد المحدثين في زمانه، جمع في السيرة كتابًا وفي المغازي كتابًا، في ما ذكره له عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.
وكذلك ممن كتب في السيرة من الأولين -من التابعين- عاصم بن عمر بن قتادة، وغيره من ثقات أهل العلم في القرن الأول وفاتحة القرن الثاني.
بهذا يتبيّن أنّ كتابة السيرة كانت متقدمة جدًّا، ولهذا صار أهل العلم بعدهم يأخذون مأخذ التابعين في العناية بالسير والعناية بالمغازي، فقد جمع ما سمع من بعض هؤلاء جمعه العالم المعروف محمد بن إسحاق المدني في كتاب ”السير والمغازي“ والذي قيل إنه ألفه بإشارة من أبي جعفر المنصور لما زار ابن إسحاق بغداد فأشار أبو جعفر إلى ابنه وقال لابن إسحاق أتعرف هذا قال نعم هذا ابن أمير المؤمنين، فقال له صنّف له كتابًا فيه ذكر الأخبار من خلق آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، فكتب ابن إسحاق ذلك، وكتاب ابن إسحاق رُوي عنه وانتشر بعده رحمه الله تعالى، وهو إمام في السِّير اجتمع لديه ما تفرّق فيمن قبله من التابعين الثقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/92)
وإذا كان كذلك فإنّ كتاب ابن إسحاق لم يوجد كاملاً في زماننا هذا، وإنما وُجِد من مغازي وسير ابن إسحاق ما انتقاه ابنُ هشام العالم اللّغوي المعروف، وهذا الانتقاء أجمع العلماء على حُسنه وعلى أنه استخلص من سيرة ابن إسحاق ما أثني على مؤلفه به، وهو لا يروي السيرة عن ابن إسحاق مباشرة، وإنما يرويها بواسطة رجل عن ابن إسحاق، وهذه السيرة هي المعروفة الآن بـ”سيرة ابن هشام“.
وهذا تطور في أهل العلم فكتب في السير عدد:
كتب ابن حزم في السيرة وسماها ”جوامع السيرة“.
وكتب ابن سيد الناس سيرة.
والعلماء تتابعوا على كتابة السير ومعتمدهم فيما ذكره ابن هشام عن ابن إسحاق، أو فيما ذُكر في غير ذلك من المغازي.
كذلك من الذين اهتموا بكتابة السير الواقدي، والعلماء منهم من يأتمنُه ويثني عليه في المغازي، ومنهم من يقول هو في المغازي كشأنه في الحديث لا يقبل حديثه، ومغازي الواقدي غير موجودة الآن؛ يعني فيما ذكر من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، واعتمدها عدد من أهل العلم، والصواب أنّ الواقدي ليس بثَبْت فيما ينقل، بل ربما حصل له من الخلط في الروايات والزيادات ما لا يعرف عن أهل العلم، فلا يُقبل من حديثه في المغازي ما تفرّد به عن العلماء سيما ما كان معارضا لأصل من الأصول أو ما كان مخالفا لما دلّ عليه كلام أهل العلم في السِّير.
وممن كتب أيضا في السير ابن سعد صاحب الطبقات في أول الطبقات كما هو معروف، وجماعة كتبوا في ذلك.
وهذه هي التي تسمى كتب السيرة أو كتب السير تتابع العلماء فيها إلى زماننا هذا.
وهناك كتابة للسير بطريقة أخرى، وهي طريقة أهل الحديث، فإنهم اعتنوا بسيرة النبي ? وبذكر أحواله ومغازيه وأشباه ذلك فيما أوردوه في كتب الحديث، فتجد في صحيح البخاري رحمه الله كتاب المغازي، وتجد في مسلم السير، وتجد في أبي داود كذلك، وهكذا في بعض أخبار وربما طُوِّلَت، وكذلك اعتنى بها أهل الحديث في مصنفات مفردة ذكروا فيها أسانيدهم فيما يتعلق بالسير ولكن فيها ما يصح وفيها ما ينكر، وكما قال الحافظ زين الدين العراقي:
وليعلم الطالبُ أنّ السِّيرَ تجمع ما صح وما قد أُنْكِرَ
فصنّف البيهقي كتاب ”دلائل النبوة“، وصنف أبو نعيم الأصفهاني أو الأصبهاني أحمد بن عبد الله العالم المعروف صنف ”دلائل النبوة“، وصنف الفريابي ”دلائل النبوة“، فأهل الحديث اعتنوا بكتابة السير من جهتين:
? الجهة الأولى ما ضمنوه في مصنفاتهم من الصحاح والمسانيد من ذكر السير سواء كانت مبوبة أو لم تكن مبوبة.
? وكذلك ما أفردوه من التآليف في هذا في ذكر دلائل النبوة.
وكما ذكرنا أنّ كتب السِّير ليست معتنية بالصحيح، وإنما يذكر فيها ما نُقل في السيرة، ولهذا قال الزين العراقي فيما ذكرت لك:
وليعلم الطالبُ أنّ السِّيرَ تجمع ما صح وما قد أُنْكِرَ
ففيها الصحيح وفيها المنكر وهذا أمر بيّن فإنّ سيرة ابن إسحاق مثلا فيها من الصحيح كثير وفيها من المنكر الكثير، فهذا من جهة ما اشتهر من ذكر مصادر السيرة.
وإذا كان كذلك فالذي ينبغي تحقيقًا لمقام السيرة أنْ تضبط مصادر السيرة وأنْ تؤخذ السيرة بضابط مهم في ذلك، وهو جواب السؤال: كيف نأخذ السيرة بطريقة مأمونة؟
? أعظم ما تؤخذ منه سيرة المصطفى ? القرآن؛ لأنّ:
في القرآن ذكر حياته عليه الصلاة والسلام صغيرًا ?أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى? [الضحى:6].
وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة.
وفيها ذكر مبعثه عليه الصلاة والسلام.
وفيها ذكر مجيء الجن إليه يستمعون القرآن.
وفيها ذكر حالته عليه الصلاة والسلام مع المشركين ودعوته لهم.
وكذلك ما حصل من الهجرة، ثم في القرآن ذكر المغازي جميعا؛ فغزة بدر الكبرى في سورة الأنفال، وغزوة أحد في سورة آل عمران، وغزوة الخندق –الأحزاب- في سورة الأحزاب، وفتح مكة وصلح الحديبية في سورة الفتح، وهكذا، وحنين وتبوك في سورة براءة، إلى غير ذلك.
فإذا جمع طالب العلم ما تكلم به المفسرون من الصحابة فمن بعدهم على هذه الآيات حصل على مصدر قوي معتمد على معاني القرآن، وهذا اجتهد فيه طائفة من أهل العلم، لكن لم يُجمع فيما أعلم جمعًا كاملاً بحيث تكون السيرة على ما ذكره المفسرون، حاول بعض المعاصرين ذلك واجتهد فيه لكن لم يجمع كلام المتحققين من المفسرين على تلك الآيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/93)
فإذن الذي ينبغي في السيرة أنْ نعتمد على القرآن فيها وما ذكره المفسرون في ذكر معاني الآيات التي فيها سيرة المصطفى ?.
? ثم المصدر الثاني: الأحاديث الصحيحة خاصة في الصحيحين أو ما صح في غيرهما من الأحاديث التي فيه ذكر سيرة النبي ?، فإذا قورنت هذه الأحاديث بما ذكر في كتب السير وجدنا أنّ بعض ما في كتب السير ليس بصحيح، في مثل مثلا تاريخ بعض الغزوات وبعض الأحوال وقصة الإسراء والمعراج، وأشباه ذلك كثير.
فالمصدر الثاني المعتمد بعد كتاب الله جلّ وعلا وتفسيره أنْ ننظر في الأحاديث، وهذه الأحاديث فيها ما لم يذكر في كتاب الله جلّ وعلا واعتمد عليها الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم فيما فسروا من آيات القرآن على نهج السلف في التفسير؛ في تفسير القرآن بالسنة.
فإذن الاعتماد على ما في كتب الصحيح وكتب الحديث من مصادر السير هذا أَوْلى وأبعد عن الخلط وما لا يصح في السير، ولهذا دعا عدد من أهل العلم إلى كتابة صحيح السيرة النبوية، وقد كتب بعض المعاصرين في ذلك لكنهم رقَوا جبلا عاليا عليهم؛ لأنّ هذا الأمر يحتاج إلى علم بالحديث؛ متنا وإسنادا، وإلى علم بالتفسير، وإلى علم باللغة، وإلى علم بما في كتب السنة، وإلى ما في كتب العقيدة، إلى آخر ذلك مما فقده بعض من كتب في ذلك.
? من المصادر أيضا التي تعتمد: كتب السيرة التي ذكرنا وكتب التاريخ، فنجد مثلا أنّ تاريخ ابن جرير يحوي كثيرا من أخبار سيرة المصطفى ? بالأسانيد؛ لكن هذه نأخذ منها ما لا يتعارض مع ما جاء في القرآن وفي تفسيره ومع ما ثبت في سنة المصطفى ?، فإذا لم نجد الحَدَث لا في الكتاب ولا في السنة فإنّ أخذه من كُتُبِ السير لا بأس به؛ لأنّها أرفع درجة بالاتفاق من أحاديث بني إسرائيل، وقد قال لنا عليه الصلاة والسلام «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، فإذا لم يكن ما في كتب السيرة معارضًا للكتاب والسنة فإنه لا بأس من أخذه ومن الاعتماد على ما جاء فيه، وهكذا كان أهل العلم، لهذا نرى أنّ ابن كثير رحمه الله في أوائل كتابه ”البداية والنهاية“ كتب سيرة طويلة للنبي عليه الصلاة والسلام أُفردت في أربع مجلدات، وقد جمع فيها ما بين ما ذكره أهل السير وما ذكره أهل الحديث وما جاء في الآيات، ولكنها أيضا تحتاج إلى بعض مزيد من التمحيص.
إذن فهذه هي المصادر العامة للسيرة، وإذا تبيّن ذلك فتلحظ فيما سُقنا أنّ أهل الحديث وأهل الأثر والمعتنون بعلوم سلف الأمة هم الذين اعتنوا بسيرة المصطفى
?، فبعض الناس يقول: إنّ المعتنين بالحديث والأثر والمعتنين بطريقة السلف ليس لهم عناية بالسيرة. وهذا ليس بصحيح، بل إنّ الذين اعتنوا بسيرة المصطفى ? من حيث الإثبات، ومن حيث الانتقاء، من حيث الفقه والدلالة هم أتباع سلف هذه الأمة، وإذا صار هناك قصور ممن اعتنى بالحديث والأثر فإنّ هذا مما ينبغي علاجه؛ لأنّ الاهتمام بالسيرة به يحصل للمرء المؤمن ولطالب العلم أنواع من العلوم والفوائد ما يحصلها إلاّ إذا قرأ السيرة، ويقوم في قلبه الاعتزاز بدين الله والفرح بنصرة هذا الدين في أول الأمر ويقوم في قلبه عظم المحبة للنبي عليه الصلاة والسلام ولأصحابه بما يزيد المؤمن من الإقتداء بهم والسَّيْر على منوالهم.
نجد أنّ أئمة هذه الدعوة كالإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اعتنى بالسيرة أيضا، فكتب كتابا في سيرة المصطفى ? مطبوع موجود، كذلك ابنه الإمام الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب له كتاب أيضا في سيرة المصطفى ?، وجعلوا في تضاعيف نقلهم للسيرة ذكر الفوائد وخاصة الفوائد الدّعوية، وسيأتينا ذكر تأصيل فيما يتعلق بالفوائد الدّعوية في سيرة المصطفى ?.
إذن فالعناية بالسيرة إثباتا وفقها واستنباطا كان عليه علماؤنا، فالاهتمام بها من سِمَة طلاب العلم الجادين فيه ومن سمة المحبين للخير بعامة، والناس ترقيق قلوبهم وبعث الهمة في نفوسهم وبعث العزة في نفوسهم يكون بطرق صحيحة، ومن ذلك ذِكر قصص السيرة، وذكر ما جرى فيها من حوادث ومن أحكام.
نظر الناس والمؤلفين والدارسين للسيرة متنوع، وهذا ما يمكن أنْ نسميه أو أنْ نعنون له بمدارس تناول السيرة؛ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
فإنّ سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام تنوّعت المدارس في تناولها وفي التأليف فيها وفي الباعث على الاهتمام بها إلى بضع مدارس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/94)
? فأول تلك المدارس المدرسة اللغوية: وهذه المدرسة اهتم فيها أصحابها بأنْ يتناولوا السيرة بالاهتمام بما في السيرة من لغة صحيحة، فإنّ من نقل السيرة من مثل التابعين ومن مثل ابن إسحاق إنهم نقلوها بلغة صحيحة، وما أوردوا في السيرة من أشعار كثيرة وأخبار وخطب للعرب وحكايات وخطب للصحابة، بل وأقوال في ذلك، هذا كله من جهة اللغة معتمد.
ولهذا اعتنى بسيرة ابن اسحاق ابنُ هشام رحمه الله تعالى وكان لغويًا متمكنا فاعتنى بالأشعار التي أوردها ابن إسحاق، فأورد من الأشعار في ملخصه -المسمى بسيرة ابن هشام- أورد منها ما يتّفق وما لا يؤخذ عليه في إيراده وترك أشياء من ذلك، وأتبعها بشرح غريبها وبالعناية بها.
كذلك سيرة ابن هشام تناولها العلماء الذين اعتنوا بهذا النوع من الاهتمام بالسيرة والاهتمام اللغوي، وتناولوها بالشرح وبالتفصيل، وأصل قصدهم الاعتناء باللغة وقد يضيفون إلى ذلك اعتناءً بجوانب أخرى ممثل الحافظ السهيلي في كتابه ”الروض الأنف“ الذي جعله شرحًا على سيرة ابن هشام فيما أشكل منها، وكالحافظ أبي ذر الخُشني في ”تفسير غريب السيرة“ وكلا الكتابين مطبوع، أما كتاب السُّهيلي فكبير وأما كتاب أبو ذر الخُشني فمجلدة لطيفة.
هذا نوع من الاهتمام، وهذا تجد منه أنّ كثيرين ممن اهتموا بالأدب واهتموا باللغة يعتنون بالسيرة، فينبغي التفريق حين ترى المصنف في السيرة ما تصنيف مصنفه من جهة المدرسة، فإذا علمت أنه لغويٌّ بحَّاثة، وأنّ عنايته باللغة فإنك تبحث فيه ما تحتاجه من ذكر غريب السيرة وما شابه ذلك، فإنّ لهم عناية بهذا تفوق العناية بغيره من علوم السيرة.
الأدباء يهتمون بالسيرة ومن المعاصرين من بلاد شتى من ألف في السيرة، وتجد أنّ أكثرهم أدباء، وذلك لأنّ الاهتمام بالسيرة ديدن الأدباء؛ لأنّ فيه رفعة الحصيلة الأدبية وقوة البلاغة وكثرةَ الشواهد عند المعتني به، فصنف الكثيرون في السيرة متجهين إلى هذا الاتجاه في تقوية الأسلوب الأدبي، ونقل السيرة على هيئة أسلوب أدبي رفيع يقوي ملكة الأديب أو دارس الأدب في هذا الباب، وهذه المدرسة لها تفاصيل وحديث يطول ذكره في ذكر حسناتها والمآخذ عليها.
?النوع الثاني من المدارس في تناول السيرة مدرسة القوميين: فإنّ المعتنين بالعرب والآخذين بالتعصب للعربية للعرب وللعرق العربي رأَوا فوجدوا أنّ أمجاد -كما يزعمون- من قبلهم كُتبت سيرهم، وأنّ مجد العرب لم يبتدئ بالإجماع إلا بمحمد عليه الصلاة والسلام فبه رفعت العرب رأسها ورفعت العرب شأوها، كما قال جلّ وعلا ?وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ? [الزخرف:44]، وهذا لأنّ به رفع منار العرب.
فتناولوا السيرة وكتبوا فيها من جهة أنّ كل الأمم المتحضرة كاليونان وفارس والروم إلى آخره، لهم في ذكر عظمائهم سيرٌ صيغت بالصيغة الأدبية، وكان المقصد منها تمجيد هذا العرق، فتناول السيرة عدد من المعاصرين ومن المتقدمين لرفع العرق العربي ولرفع العرب عمن سواهم.
وهذه فيها مدارس مختلفة من مثل مدرسة طه حسين ومن نحا نحوه ممن كتبوا في السيرة، فإنّهم لم يكتبوا في السيرة لنصرة دين محمد عليه الصلاة والسلام، وإنما كتبوا في السيرة بالنظر إلى عرقية عربية، بل إنّه كما ذكر مثل طه حسين في مقدمة كتابه ”على هامش السيرة“ ذكر أنّ السيرة هذه التي كتبها فيها أشياء لا يقبلها العقل ولا يقبلها الفؤاد؛ لكن لا تصلح حياة الناس إلاّ بنوع من الخرافات ونوع من الأحاديث التي تكون لهم كالاسترواح وتكون لهم كالمُريح والمهيِّئ لهم لسماع الحق يعني أنها قصص وحكايات ليس لها أصل وليس لها أهمية، ذكر في مقدمة كتابه أنه بعثه على ذلك -على هذا التأليف- أنه وجد لليونان إلياذة ولهم أمجاد، وللفرس أمجاد فيما صنفوا في تاريخ عظمائهم، ورأى أنه لابد من التصنيف في هذا والكتابة فيه فكتب ذلك.
إذن فالنظر في تأليف المؤلف ينبغي أنْ يسبقه تصنيف مدرسته؛ هو من أي مدرسة في السيرة، فإنه لو قرأ الناس كتابًا من كتب أصحاب المدرسة القومية في السيرة لأصابهم نوع من الخلل في فهم سيرة المصطفى ?، بل وربما لم يؤمنوا بمعجزاته عليه الصلاة والسلام وبآياته وبراهينه على اعتبار أنها حكايات وأنه ليس لها رصيد من الصحة والواقع وإنما هكذا قيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/95)
? المدرسة الثالثة من المدارس التي اعتنت بالسيرة مدرسة العلماء والفقهاء: وهؤلاء -من المحدثين والفقهاء- اعتنوا كثيرا أيضا بالسيرة فكتبوا السيرة مهتمين بما فيها من أحكام، وما فيها من بيان للعقيدة وبيان للأحكام الفقهية، وهذا ظاهر لك فيما اعتنى به أئمة الحديث كالبخاري وغيره، والأئمة من بعده؛ أئمة المحدثين كالحافظ البيهقي في دلائل النبوة، وكذلك من المتأخرين شيخ الإسلام ابن تيمية فإنّه نظر إلى السيرة نظرا فقيها وفصّل كلامه، وما فرقه من الكلام على السيرة العلامة شمس الدين ابن القيم في كتابه ”زاد المعاد في هدي خير العباد“ فإنه تناول السيرة بذكر التحقيق فيها، جمع بين ما جاء في القرآن وما جاء في السنة وكلام أهل السير، ونظر فيه نظرا فقهيا، ونظر فيه نظرا عقديا، وتبعه على هذه الطريقة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلميذه وابنه عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، فإنّهم كتبوا في السيرة ناظرين إلى العلم وجمعوا فيها ما بين مقتضى العلم ومقتفى القصة أو مقتضى السيرة.
ولا شكّ أنّ هذه المدرسة هي أنفع المدارس وأعظمها كما سيأتي بيانه إنْ شاء الله تعالى.
? المدرسة الرابعة المدرسة الدعوية المعاصرة: فإنّ المعاصرين من الدعاة على اختلاف انتسابهم في الدعوة اعتنوا بالكتابة في السيرة على مختلف المشارب، وعَنَوا بكتابتهم في السيرة أنْ يأصلوا جوانب دعوية تهمهم وتهم الفئات التي ينتسبون إليها من طريق السيرة، فإنّ في السيرة ما يمكن أنْ يكون دليلا بمجرده على مسائل كثيرة في الدعوة، وقد يكون ذلك الاستدلال صوابا وقد يكون خطأ، فظهرت في هذا العصر مدرسة كبيرة كتب في ”فقه السيرة“ وكتب في ”دروس وعبر من السيرة“ وفي ”دراسات في السيرة“ وأشباه ذلك من مدارس دعوية مختلفة في الاهتمام بالسيرة من وجهة نظر دعوية، وكثير من هؤلاء لم يعتنوا بها من جهة ما صحّ من السيرة وما لم يصح، وإنما جعلوا السيرة عبرة لما يريدون من الفوائد الدعوية سواء أصحّ ذلك أم لم يصح وسواء أثبت في العلم والفقه والعقيدة أو لم يثبت ذلك، ولهذا تنوعت الكتب في هذا وهذه مدرسة أيضا من مدارس السيرة، ويمكن تسميتها بالمدرسة الدعوية المعاصرة في تناول السيرة.
? المدرسة الخامسة من مدارس السيرة مدرسة الروايات والقصة: فإنّ كثيرين من السابقين ومن المعاصرين تناولوا السيرة على أنها روايات وعلى أنها قصص، بل وربما تناولوا الصفحة الواحدة أوالصفحتين في السيرة بشيء من التفصيل وشيء من الاستطراد الأدبي فجعلوها عشر صفحات وعشرين صفحة من جهة الاستطراد، فقلبوا السير إلى قصصٍ متنوعة لتكون لمن يقرأها عوضا عن الروايات الهابطة وعن القصص الفارغة التي انتشرت في هذا العصر، فقام عددٌ ممن يحرصون على الإسلام ممن فيهم ديانة وخير على أنْ يعوضوا الناشئة في مقابلة خِضم السيل الجارف بالروايات والقصص والحكايات بأنواع شتى وبعضها مترجم من الشرق وبعضها مترجم من الغرب فقابلوها بنقل السيرة إلى قصص وروايات، وهذا لا شك أنه أفاد كثيرًا من الناشئة؛ لكن له سلبياته، ولو تناولها بعض طلبة العلم الذي يعلمون حدود ما أنزل الله على رسوله فكتبوها على شكل قصصي وعلى شكل روايات لا بأس؛ لكن تكون معتمِدةً على ما يقضي به العلم والتحقيق فإنّ فيها نفعا كبيرا للناشئة وللشباب والفتيات وللكبار أيضا.
هذه جملة من المدارس القديمة والحديثة في تناول السيرة.
إذا نظرنا للسيرة؛ يعني لما كتب في كتب السير من أخبار النبي ? والحكايات وما حصل له عليه الصلاة والسلام وجدنا أنّ السيرة اُستدل ببعض أحداثها وببعض ما ذُكر فيها على أمور عند أهل العلم -من علماء السلف والمحققين من أهل العلم ممن بعدهم- يرون أنّ تلك الاستدلالات ليست بصحيحة، بل ربما كانت باطلة، بل ربما كانت شركية، وهذا يقودنا إلى تفصيل لهذا النوع؛ وهو الذي يمكن أنْ تسميه أنواع من الاستدلالات الخاطئة بأحداث من السيرة وهي جديرة من بعض طلبة العلم المتفرغين أنْ يرصُد نفسه لجمعها فيجمع أنواع الاستدلال الباطلة مما جاء في السير على أمور لا يقرها العلم الصحيح ولا يقول بها الأئمة والعلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/96)
فمن ذلك مثلا ما جاء في كتب السير أنّ المسلمين في غزوة اليمامة كان شعارهم (محمداه) وهذه ذكرها الطبري وذكرها ابن كثير في ”البداية والنهاية“ وأشباه ذلك، فقال قائلون: إنّ هذا يدل على جواز الاستغاثة بالنبي ? بعد مماته؛ لأنّ معنى محمداه يعني يا محمداه أو هو دعوة له عليه الصلاة والسلام. ()
ولا شك أنّ الاستدلال على مسألة عقدية بل على مسألة هي لُبُّ التوحيد وأصله وهو الاستغاثة بالله جلّ وعلا وحده دون ما سواه الاستدلال بمثل هذا على تجويز الاستغاثة بالنبي ?ضربٌ لنصوص الكتاب والسنة الكثيرة المتواترة لفظا ومعنًى، ضربٌ لها بخبر جاء في كتب السِّيرة، وقد استدل بهذا بعض المخرفين وبعض دعاة البدع والضلالات، وهذا لا شك أنّه ناتج من ظنِّ أنه كل ما ذكر في كتب السيرة وكل ما ذكر عن سير الصحابة فإنه صحيح في نفسه، وهذا غلط؛ فإنّ فيها أشياء نسبت إليهم لا تصح، بل هي غلط في التوحيد وغلط في العقيدة وغلط في السنة من مثل هذا المثال الذي ذكرته لك، ولو نظرنا في تاريخ الطبري الذي يورد الأشياء بإسنادها لوجدنا أنّ إسناد هذه الحكاية التي ذكر فيها هذا الخبر مسلسل بكذاب ومجهول وضعيف، وهذا كاف في إبطالها من أصله، والذي يعلم دين الرسول ?يبطلها ولو بدون النظر إلى الإسناد، فإنّ الصحابة من كانوا ليستغيثوا بأحدٍ دون ربهم جلّ وعلا؛ يعني ممن لا يقدر على الإغاثة، وهم سادة هذه الأمة فلم يكونوا يستغيثوا بالنبي ? بعد وفاته.
هذا مثال لأنّ هناك أنواعًا من الاستدلالات العقدية الباطلة ببعض ما يورد في كتب السير وكتب المغازي وأحوال الصحابة بعده عليه الصلاة والسلام.
أيضا من الأخطاء في أنواع ما يورد في السير أن الناس انتشرت فيهم أحاديث ضعيفة لا يصح نسبتها للنبي ?، بل وأحاديث ربما منكرة وباطلة؛ لأنها أوردت في السير، وقد قدمت لك قول الحافظ العراقي:
وليعلم الطالبُ أنّ السِّيرَ تجمع ما صح وما قد أُنْكِرَ
ففي ما ورد في السيرة منكرات وأشياء منكرة، وقد عَلِم أهل العلم كثيرا من هذه الأخبار بأنها ليست بصحيحة ولا يصح الاعتماد على السير فيها.
فمن ذلك مثلا كثير من الحكايات في قصة ”بحيرى الراهب“ فإنّ أصل القصة صحيح من حيث الإسناد من حيث الرواية؛ لكن ما جاء في كتب السير منها فإنّ فيه تفصيلات لا تثبت وإنما تروى هكذا بلاغا بلا إسناد، وبعض جُمَلها صحيح، فأصل القصة صحيح وكثير من المحاورات التي فيها ينقلها بعض الدعاة وينقلها بعض الخطباء وينقلها بعض الموجهين على أنها صحيحة وهي ليست بصحيحة، وعليها اتكأ بعض أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم في قولهم أنّ النبي ? أخذ كثيرا من العلوم عن ”بحيرى الراهب“ وهي التي أوردها أو ذكرها عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وهذا باطل قطعا.
ومن الأمثلة أيضا على ذلك القصة المشهورة أنّ النبي ? حينما كان يطوف همّ رجل بقتله فكلمه عليه الصلاة والسلام فقال له ما قال في إخباره بما في نفسه من نية قتله عليه الصلاة والسلام، وهذه قد ضعّفها عدد من أهل العلم.
وهذا النوع من الغلط في أخذ الأحاديث التي ترد في السيرة على أنها صحيحة، هناك عدد من أهل العلم نبّهوا عليه ومن المعاصرين منهم العلامة الألباني في كتابه ”الدفاع عن الحديث النبوي والسيرة“ وهو كتاب جيد في ذكر كثير مما يرد في السير مما لا يصح ومناقشة البوطي فيما أورده في كتابه ”فقه السيرة“ ذلك فيما علقه على كتاب ”فقه السيرة“ للغزالي المعاصر أورد كثيرا من الأحكام وحقق عددًا من الأحاديث، وغيره من الشباب وطلبة العلم كتبوا أيضا كتابات في تحقيق بعض الأحاديث في السيرة.
المقصود من هذا التنبيه على أنه لا يعني ورود الحديث في كتاب من كتب السيرة أنّه في نفس الأمر صحيح وإنْ تداوله العلماء بالقبول فإنهم يتداولونه بالإجمال لكن إذا كان المقام مقام استدلال أو مقام احتجاج فإنهم لا يريدون ذلك إنما يحدثون به هكذا على ما جرى عليه العلماء الأولون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/97)
أيضا هناك أنواع من الاستنتاجات الفقهية كان مبناها على حوادث من السيرة، وحوادث السيرة ليست أدلة في نفسها على مسائل الفقه حتى تثبت تلك الحوادث، إمّا بدلالة القرآن عليها، أو بما ثبت في السنة من ذلك، وإما بما ذكره الصحابة في تفسير القرآن وتفسير السنة في تلك الأحوال، لهذا نجد أنّ كثيرين أخذوا بعض حوادث السيرة فاستفادوا منها أحكاما فقهية وفي الواقع هذه الأحكام غلط؛ لأنّ الدليل عليها ليس بقائم ولا يصح أنْ يكون دليلا إما لضعفه أو لنكارته أو لبطلانه وأشباه ذلك، وابن القيم رحمه الله تعالى اعتنى كثيرا في كتابه ”زاد المعاد“ في ما ذكر من سيرة النبي ? اعتنى بتحقيق حوادث السيرة سواء ما كان منها في مكة أو في المغازي وتبيين الصحيح من الروايات من جهة الفقه والفوائد الفقهية على ذلك، فكتابه أصل في هذا الباب.
أيضا من الأغلاط في دراسة السيرة ما غَلِط به بعض المبتدئين من الدعاة أو بعض من لم يعتنِ بالعلم من المهتمين بالدعوة، فجعلوا كثيرا من مسائل الدعوة أدلَّتها من السيرة، ولم ينظروا في ما جاء في النصوص أو ما قاله أهل العلم في تلك المسائل.
مثلا: استدل بعضهم بحادثة سعد بن أبي وقاص حينما رمى بحجر وشجّ وجه المشرك في مكة، قال بعضهم: إنّ هذا دليل على جواز الاغتيالات. وأخذوا في مبحث الاغتيال مستندين إلى هذا، وهذا لا شك أنه ليس بمنهج علمي صحيح إذْ حوادث السيرة تؤخذ للعلم بها وإنما يحتج بما صح عن النبي ?، أو صح عن صحابته وأقره عليه الصلاة والسلام في حياته.
من الأمثلة، مثلا: ما ذكره بعضهم من أنّ اجتماع بعض الشباب في مسجد النبي ? ليرى رأيه في غزوة أحد أنّ هذا دليل على مشروعية الاعتصام في المساجد ومشروعية المظاهرات، وهذا لا شك أنه خروج عن المنهج العلمي الصحيح وتلمس للمخرج، وليس لإقامة دليل يقيم الحجة بين العبد وبين ربه جلّ وعلا.
ومن أمثلة ذلك ما جاء في بعض كتب السيرة من ذكر الكتمان الذي كان بين الصحابة رضوان الله عليهم في مكة وخلصوا منها إلى أنّ هذا الكتمان والإيصاء بالتكاتم دليل على أنّ الدعاة يلجأون إلى الدعوة السرية وأنّ هذا أصل في الدعوة السرية وتنظيماتها، وهذا إذا عرض على العلم الصحيح وكلام أهل العلم والمحققين وُجد أنه ليس بدليل على ذلك، إذْ الكتمان في المسألة لا يدل على الكتمان في كل شيء، وتفاصيل ذلك معروفة في كلام أهل العلم في كلام ابن القيم ومن تبعه.
كذلك من المسائل الدعوية التي ذُكرت كالاستفادة من كتب السيرة: ما فصَّلَتْهُ بعض الفئات أنّ النبي ? دعا في مكة ثلاثة عشر عاما، وهذا يدل عندهم على أنّ الدعوة يجب أنْ تكون سرية كالعهد المكي بجميع ما في العهد المكي من أحكام، وأنْ تكون مُدَّتُها ثلاثة عشر عامًا كما قالته بعض الأحزاب في بعض البلاد الإسلامية، فجعلوا الدعوة منقسمة إلى عهد مكي وإلى عهد مدني، والعهد المكي ثلاثة عشر عاما، ولما أنشأ بعضهم هذه الفكرة وأنشأ حزبًا عليها وانتهت ثلاثة عشر عاما بدون تمكين لهم، قالوا هذا التمكين حصل للنبي ? بعد ثلاثة عشر عاما؛ لأنه هو المصطفى ?، فإذا لم يحصل لنا التمكين نكرر ثلاثة عشر عاما، فإذا لم يحصل نكرر ثلاثة عشر عاما، وهذا من البعد في الاستدلال كما هو ظاهر لكل من له عقل صريح فضْلا عن أنْ يكون من ذوي الانتساب إلى العلم.
كذلك بعضهم أخذ من السيرة تقسيمات الدعوة إلى مراحل وجعل المجتمع الذي يعيش فيه أيا كان ذلك المجتمع كالمجتمع المكي، فيعاشر الناس بعزلة شعورية كما فعلته بعض الفئات الغالية، ويعاشر الناس بأنهم مشركون أو أنه متوقف في شأنهم، كما تقوله جماعات التوقف والتبين، وأشباه ذلك، وهذا أيضا من الأغلاط الكبيرة وجدوا مستمسكا من الاستدلال؛ لكن ليس الشأن في وجود مستمسك من الدليل وإنما الشأن في أنْ يكون الدليل صحيحا ثم أنْ يكون وجه الاستدلال سليما، وأما ما يكون من جهة نوع الاستدلال فهذا يكثر في الشريعة حتى احتج بعض الناس بأنّ الخمر غير محرمة؛ لأنّ الله جلّ وعلا ما حرّمها في القرآن إنما قال ?فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [المائدة:90]، وهذا ترغيب وليس بتحريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/98)
إذن فلابدّ من عرض ما يتحصل عليه الدارس للسيرة -إذا لم يكن طالب علم ولم يكن عالما- يعرضه على أهل العلم هل ما استنتجه صحيح أم لا؟ هل العلم يوافق هذا الاستنتاج أم لا؟ سواء كان في مسائل العقيدة، أم في مسائل السنة والبدعة، أم في مسائل الحديث الصحيح والضعيف، أم في مسائل الفقه والأحكام، أم في مسائل الدعوة؛ لأننا لن نُقيم الدين ولن نقوم بقوة في الدعوة إلاّ بعد أنْ نُصَفِّيَ منهجنا في الأخذ والاستدلال، فإذا كان المنهج في المرجعية والأخذ والاستدلال واضحا قويا واجتمعت الأمة واجتمع الدعاة واجتمع المهتمون بالإسلام والداعون إليه على نهج سواء وسط واضح؛ لأنّ المصادر وكلام المحققين من أهل العلم واحد في ذلك لا يختلف؛ يعني في أصول هذه الشريعة وأصول الأدلة في العقائد وفي الأحكام وفي الدروس والعبر والعظات.
إذا تبين لك ذلك فأَغْرَبُ منه أنْ نجد أنّ بعض المناوئين للشريعة وأعداء الملة والدين من العلمانيّن ومن الاشتراكيّين وأشباه هؤلاء وجدوا في بعض نصوص السيرة ما يستدلون به على نحلهم وما يؤيد ما ذهبوا إليه:
فأهل الاشتراكية استدلوا على اشتراكيتهم بإباحة المال للجميع، وحتى إباحة النساء للجميع، بقصة مؤاخاة النبي ? بين المهاجرين والأنصار، حتى إنّ الرجل كان يرث أخاه لا من النسب ولكن الذي آخاه النبي ? معه في الدين فورث بعضهم من بعض حتى نزل قول الله جلّ وعلا ?وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ? () فاستدلوا على اشتراكهم في المال، وعلى تنازل بعضهم عن زوجته لأخيه لو رغب، بأنّ هذا أصل من أصول الاشتراكية التي دعا إليها النبي ?، واستدل بعضهم بوجود اشتراك النساء في الحرب مع الصحابة من جهة التمريض أو جلب الماء أو نحو ذلك، بأنّ هذا أصل بالقول بجواز الاختلاط المحرّم، وأنّ المرأة تعمل مع الرجل في أي ميدان لا بأس بذلك في ميدان الطب أو التمريض أو في غير ذلك، وجدوا في بعض الحوادث مدخلا لهذا، وكلٌّ أخذ بحادث وتفقه فيه وأصبح فقيها وإنْ كان ليس له من تحقيق الإسلام نصيب.
إذن السيرة هي قصص وأخبار وحكايات فلا يسوغ الاستدلال بما جاء فيها مطلقا حتى يكون ذلك الدليل صحيحا من جهة ثبوته، ثم يُنظر في وجه الاستدلال.
إذا وصلنا إلى هذا وهناك فقرات أطويها لضيق الوقت، وفي الحقيقة الموضوع مهم يحتاج إلى مزيد بيان، لكن نخلص إلى خاتمة المطاف، وذلك بذكر موضوع هذه المحاضرة وتلخيص ما سبق بمعرفة الضوابط التي يجب أنْ نأخذ بها في تلقي السيرة وفي الاستدلال والفهم
فأول هذه الضوابط:
أنّ ترتب قوة مصادر السيرة على ثلاث مراتب:
1 - المرتبة الأولى: فهي للقرآن العظيم فما دل عليه القرآن فهو مقدَّم على غيره.
2 - [المرتبة الثانية]: ثم سنة النبي ? وهي مبينة وموضحة لما في القرآن، والسنة نعني بها ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، سواء كان من أحاديث الآحاد أم من الأحاديث المتواترة وسواء صح سنده لذاته أو لغيره سواء حسن سنده لذاته أو لغيره، فإذا ثبت الحديث فإنه يؤخذ به في السيرة ويكون مقدَّما على غيره.
ويليه الأخذ بتفاسير أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم في آي القرآن أو بعض أحاديث السنة فإنهم في الغالب فسروا القرآن بعلمهم بسنة المصطفى ?.
3 - المرتبة الثالثة: ما جاء في كتب السير، وإذا وجدنا في كتب السير ما لا يتعارض مع الكتاب والسنة فإنّ لنا أنْ نأخذه وأنْ نقول بما فيه دون تردد؛ لأنّه لا يخالف الكتاب والسنة سيما إذا اعتضد باتفاق العلماء عليه أو بجريانهم عليه، فإنه لا حرج علينا في ذلك إذْ كما قال بعض أهل العلم: السير بلا شك أرفع درجة وأقوى ثبوتا من أحاديث بني إسرائيل. والنبي ? رخص لنا في الحديث عن بني إسرائيل وقال: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وبنوا إسرائيل لا نصدقهم ولا نكذبهم، وأما ما روى في السير مما لا يصادم نصًّا من القرآن أو من سنة العدنان عليه الصلاة والسلام فإنه لا بأس من القول به والأخذ به؛ لأنّ العلماء تتابعوا على قَبول ما فيها إذا لم يعارض ما جاء في الكتاب والسنة في الأصول وفي الفروع وفي السير. هذا هو الضابط الأول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/99)
الضابط الثاني في فهم السيرة وقراءة السيرة والنظر فيها: أنّ السيرة يُستفاد منها في أنواعٍ من الفوائد الدعوية والإيمانية والعلمية فينبغي لمن يقرأ السيرة أو يذكر ما فيها أنّ ينتبه لإنزال كل مسألة منزلة، فإذا كان إيراد القصة وحكاية الغزوة أو ما حدث للنبي عليه الصلاة والسلام ولأصحابه المقصود منه تقوية ما في القلوب من الإيمان ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام وتقوية العزة في قلوب أهل الإيمان وفي قلوب الناشئة وربطهم بسيرة المصطفى ? فإنه لا بأس بذلك، ويؤخذ على هذا القدر، ناظرا إلى الضابط الأول الذي ذكرناه، ثم إذا وجد في السيرة ما يخالف ما أفتى به أهل العلم سواء في التوحيد أو في تفسير القرآن أو في السنة أو ما أشبه ذلك أو في الدعوة أو في الأحكام الفقهية فإنه لابدّ له من البيان؛ لأنّ إيراد القصة مع إيراد مشكل فيها من جهة الشرع أو ما هو منكر فيها من جهة الشرع والسكوت على ذلك لا يسوغ إذ هو نوعٌ من تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وهذا ربما وقع في أنواع من الإلباس.
الجهة الثانية من هذا الضابط: الاهتمام بالجوانب الفقهية والعلمية في السيرة؛ بأنْ ينظر إليها نظر علمي؛ يعني ينظر إليها طلبة العلم لا على أنها رواية وقصة وحكاية وهكذا بل إنما يأخذها مستفيد مما جاء فيها من جهة الأحكام.
فخذ مثلا قصة الحديبية وغزوة الحديبية، بل فتح الحديبية فإنّ ابن القيم رحمه الله أخذ في ذكر الفوائد من هذا الحدث الفوائد الفقهية في العبادات وفي المعاملات بل وفي أمور تتعلق بالدول وتتعلق بولاة الأمر وتتعلق بالملوك وتتعلق بالأحوال ما تَعجبُ منه، وهذا لا شك أنه من النظر الفقهي العظيم الذي ينبغي أنْ يتحلّى به طالب العلم.
الضابط الثالث من ضوابط النظر في السيرة: أنّ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام كانت صراعا بين التوحيد وبين الشرك، وسيرته عليه الصلاة والسلام لم تكن سيرة قائد حزب ولا ممثل لفئة ولا طالب دولة ولا أشباه ذلك، وإنما كانت صراعا في مسألة عظيمة، بل أعظم المسائل، بل أعظم المطالب وهو توحيد الله جلّ وعلا، ولهذا ترى أنّ المحققين من أهل العلم ممن انتبهوا لعظم شأن الدعوة للتوحيد كابن تيمية وابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب ومن بعده، نظروا إلى تلك السيرة وتلك الأحداث ونزّلوها على المعركة بين التوحيد وبين الشرك، وهذا أعظم ما يكون من الصواب في الاستدلال؛ لأنها واقعة، وإذا كان في يوم ما عادت الكرة للشرك ولأهله فَاندَرَسَت معالم التوحيد فإنّ ظهور أثر السيرة في ذلك وظهور معالم السيرة عند الناظر فيها في الفرقان ما بين أهل الشرك وأهل الإيمان ظاهر بيِّن، لهذا من رأى كتاب السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتاب السيرة لعبد الله بن الشيخ رحمهما الله تعالى نظر إلى أنه مستفاد من جهة المعركة بين التوحيد وبين الشرك، وهذا استدلال صحيح في مكانه؛ لأنّه قائم على الاستدلال بالمطابقة فإنها هي حقيقة ما كان ما بين النبي عليه الصلاة والسلام وما بين أصحابه.، والناس ممن نظروا في السيرة مجمعون على هذا وأنّ المعركة ما بين داع إلى الله جلّ وعلا بل سيّد الدعاة إلى الله جلّ وعلا بل سيِّد المرسلين عليه الصلاة والسلام وبين المشركين الكفار المعاندين لله جلّ وعلا ولرسله عليهم صلوات الله وسلامه، والله جلّ وعلا قال لنا عن نبيه ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ? [يوسف:108]، وبيَّن جلّ وعلا أن المراد من القصص العبرة، فقال جلّ وعلا ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى? [يوسف:111]، وهذا واضح معلوم في صنيع أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/100)
الضابط الرابع من ضوابط النظر في السيرة: أن يهَابَ أهل العلم وطلبة العلم والدعاة من أن يخوضوا في السيرة بلا علم، فلا يظننَّ الظانُّ أنَّ السيرة قصة تقبل الزيادة والنقصان، فربما سمع بعضكم بعض من يميل إلى القصص والحكايات -سواءً من جهة التعليم أو من جهة الإلقاء- وذكر أحداثًا من السيرة وحلاَّها بزيادات من عنده ظانًّا أن باب السير باب قصص وأنه يسوغ فيه الزيادة، وهذا ليس بصواب؛ بل هو باطل في نفسه إذْ السيرة هي سيرة المصطفى ? فلا تقبل الزيادة على الحوادث، إذا كان يريد أن يشرح ما ثبت فهذا فيه من الإيضاح ومن تعليق الناس وأخذ العبرة والفائدة؛ لكن أن يزيد حكايات بخروج وذهاب وبذكر أحوال لم ترد في كتب السير ولم تصح، فهذا نوع من القول على الله جلَّ وعلا بلا علم، بل هو نوع من الكذب على النبي ?، وسُمعت أحاديث في بعض الغزوات جِيءَ فيها بأشياء لم ترد أصلاً، وسُمعت أحاديث في بعض حوادث جرت في مكة على صحابة النبي ? وبيعة العقبة بل وهجرة الصحابة إلى الحبشة وأشباه ذلك مما لم يرد أصلاً، وزيادات اقتضاها الطابع القصصي، وهذا لا يسوغ أن يعذر المرء فيه نفسه؛ لأن الأمر شديد والكلام على سيرة النبي ? نوع من الكلام على سنته والكذب فيها كذب على سنة النبي ?، وأعظم ما جاء في ذلك من التحذير قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر «من كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مقعده من النار».
الضابط الأخير من هذه الضوابط في النظر في فهم السيرة: أن لا يُستعجل بالنقد فيما يورده أهل العلم في السير، فإن السير لها طابع، وكثيرون وهَّمُوا بعض أهل العلم أو تعقبوهم بما ليس مجالاً للتعقب واستعجلوا في ذلك، فقصص السِّير ونوع ثبوتها والاجتهاد في تأول إيرادها هذا كثير، فإذا لم تكن القصة أو السيرة أو الحكاية -سواءٌ عن النبي ? أو عن الصحابة- إذا لم تكن مصادمة لنصوص الكتاب والسنة أو لم تكن باطلة من جهة العقيدة والشريعة والسنة فإن إيرادها للعلماء فيه مآخذ، فلا يأتيَنَّ آتٍ ويقول فلان يورد من السيرة ما لم يثبت، وهذا يورد حديثًا ضعيفًا في السيرة وأشباه ذلك، إذْ الأصل عندهم ما ذكرته لكم من التوسع في نقل السيرة إذا لم يكن ما ينقل باطلاً أو منكرًا، وهذا أصل عظيم لا بد من الاهتمام به؛ لأنّ نقد أهل العلم أو الاعتراض عليهم بما ليس له حجة بيّنة غير مقبول، وربما سبّب أشياء غير محمودة.
الموضوع فيه زيادات لكن الوقت قَصُر وتضايق.
وفي الختام اسأل الله جلّ وعلا لي ولكم الانتفاع يسيرة النبي ?، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علمًا وعملاً وهدىً واهتداء، وأسأله جلّ وعلا أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر، وأسأله سبحانه أن يصلح ولاة أمورنا وأن يدلهم على الرشاد وأن يباعد بينهم وبين سبل أهل البغي والفساد، وأساله سبحانه أن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البرِّ
محاضرة للشيخ صالح آل الشيخ (معرفة ظوابط السيرة)(46/101)
تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (3) لخليفة ابن عثيمين الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله
ـ[أبو عباد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:21 م]ـ
-عن عبدالله بن أبي بكر: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله?لعمرو بن حزم:"أن لا يمسّ القرآن إلاّ طاهر".رواه مالك مرسلاً، و وصله النسائي وابن حبّان، وهو معلول.
# هذا الحديث كتبت شرحه في رسالة مستقلة وسميّتها بـ? الباهر في بعض فوائد حديث لا يمسّ القرآن إلاّ طاهر?. (لعلّها تنزل إن شاء الله)
انتهيت منها يوم السبت 2/رجـ7ــب/1424هـ.
84 - عن عائشة-رضي الله عنها-قالت: كان رسول الله?يذكر الله على كل أحيانه. رواه مسلم، وعلّقه البخاري.
ذكر المؤلف-رحمه الله-هذا الحديث في هذا الباب: ليُبيّن أن ذكر الله لا تُشترط له طهارة.
# ذكر الله له معنيان: 1 - معنى عام: هو يشمل ذكر القلب واللسان والجوارح.
2 - معنى خاص: هو النطق باللسان، وهو التسبيح والتهليل وقراءة القرآن وغيره.
س- ما صفة ذكر الله بالقلب؟
يكون بالتفكّر والتأمّل والإنابة والتوكّل، فهذا كلّه من ذكر الله.
س- ما صفة ذكر الله بالجوارح؟
أي باليد أو الرّجِل، ذكر الله باليد: مثل رمي الجمار وغيره. ذكر الله بالرِّجِل: مثل من يمشي في طاعة إلى المسجد أو عيادة المريض، ومثل الركوع والسجود والقيام والقعود، فهذا ذكر بالجوارح. فكل شيء يقرّب إلى الله فهو ذكر لله. والصلاة جامعة لكل شيء، الجوارح واللسان والقلب وكذلك أيضاً الحجّ.
تابع الحديث
الفوائد:
1 - استحباب إدامة ذكر الله، وأنفع ما يكون من الذكر قراءة القرآن؛ لأن فيها منفعة للقلب.
وحافظ على درس القرآن فإنه يُليّن قلباً قاسياً مثل جَلْمَدِ
* الأذكار الشرعية، منها ما هو مقيّد:
أ / بزمن، مثل: أذكار الصباح والمساء.
ب/ بسبب، مثل: الذكر عند دخول المسجد أو دخول الخلاء أو رؤية الهلال وغيره.
ج/ أذكار مطلقة غير مقيّدة كالاستغفار.
85 - عن أنس?:أن النبي?احتجم وصلّى، ولم يتوضأ. أخرجه الدارقطني، وليَّنَه.
الحجامة: هي إخراج الدم على صفة مخصوصة يعرفها الحجّامون.
# وأتى المؤلف-رحمه الله-بهذا الحديث: ليبيّن أن خروج الدم من أي مكان لا ينقض الوضوء إلاّ ما خرج من السبيلين.،وهذا الحديث يُضَعِّف حديث عائشة-رضي الله عنها-.فمن قال أنه ينقض الوضوء فهذا ليس عنده دليل، وجمهور العلماء: قالوا أن ما يخرج من السبيلين ينقض الوضوء.
وإن لم يصح الحديث، فعندنا الأصل وهو براءة الذمة.
86 - عن معاوية?قال: فال رسول الله?:"العين وكاء السَّه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء".رواه أحمد والطبراني.
# العين تُطلق على أشياء كثيرة:
1 - العين الباصرة، وهو المقصود في الحديث. 2 - العين، وهي عين الماء. 3 - الذهب. 4 - الجاسوس. 5 - يُطلق على الشيء المعيّن.
وكاء: بمعنى رباط، قال?"اعرف وكاءها" يعني رباطها. ومعنى الحديث هنا: أنه ما دام يَقِظاً يتحكّم في مقعدته فهي مربوطة بالوكاء (وهي العين) فإن نام فلا يعلم.
السَّه: حلقة الدّبُر. يعني أن العين رباط حلقة الدّبُر.
* يُستفاد من الحديث: الاستعارة وهو استعمال اللفظ في غير ما وُضِعُ له.
87 - وزاد:"ومن نام فليتوضأ"وهذه الزيادة في هذا الحديث عند أبي داودمن حديث علي دون قوله"استطلق الوكاء"وفي كلا الإسنادين ضَعْف.
# المؤلف-رحمه الله-ذكر هذا الحديث والذي قبله؛ لأنه يتعلّق بالنوم هل هو ناقض للوضوء أم لا؟
فوائد الحديثين:
1 - أن الريح ينقض الوضوء، تُؤخذ من "وكاء السّه".
2 - أن النوم ناقض للوضوء، فهل النوم ناقض للوضوء أم لا؟ هذه المسألة فيها خلاف:
ق1) أنه ينقض مطلقاً. ق2) أنه لا ينقض مطلقاً. ق3) المذهب: أنه ينقض إلاّ إذا كان يسيراً عُرفاً من قاعد وقائم. والنوم اليسير:
ا-هو الذي يعرف الكلام الذي حوله. ب-العرف. ج-ما لم يَرَ رؤيا فيه.
* وظاهر كلام الفقهاء: أن السكران ينتقض وضوءه.
ق4) أن مدار النوم الناقض هو الذي يكون الإنسان متمكناً من نفسه، إن كان يشعر بنفسه لا ينقض، وإن كان لا يشعر بنفسه نُقِضَ وضوءُه، وبهذا تجتمع الأدلّة، وهو قول شيخ الإسلام-رحمه الله-.
# استدل أصحاب القول الأول: بحديث صفوان بن عسّال?أنه قال:" كان رسول الله?يأمرنا إذا كنّا سفراً ............. ". (حديث رقم 66).
# استدل أصحاب القول الثاني: بحديث أنس أنهم كانوا ينتظرون العِشاء حتى تخفق رؤوسهم.
# استدل أصحاب القول الثالث: بحديث صفوان وحديث أنس. استدلوا لقولهم: (من قاعد) بحديث أنس:"تخفق رؤوسهم"أي وهم جالسون، فلا تخفق رؤوسهم وهم واقفون.
88 - ولأبي داود أيضاً عن ابن عباس مرفوعاً:"إنما الوضوء على من نام مضطجعاً".وفي إسناده ضعف أيضاً.
هذا الحديث ضعيف.
89 - عن ابن عباس?أن رسول الله?قال:"يأتي أحدكم الشيطان في صلاته، فينفخ في مقعدته ..... ".أخرجه البزّار.
أي يأتي أحدكم الشيطان في صلاته بالشكوك.
90 - وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد?.
91 - ولمسلم عن أبي هريرة?نحوُه.
92 - وللحاكم عن أبي سعيد مرفوعاً:"إذا جاء أحدكم الشيطان، فقال: إنك أحدثت. فليقل: كذبت".وأخرجه ابن حبّان بلفظ:"فليقل في نفسه".
* قوله:"إنك أحدثت":أي يقول الشيطان أي في نفسه يوسوس له.
الفوائد من الأحاديث:
1 - أن الشيطان يأتي للإنسان في الصلاة.
2 - بيان عداوة الشيطان للإنسان؛ لأنه يُفسد عليه العبادة.
3 - يستفاد من حديث (89):أن اليقين لا يزول بالشك، لقوله:" ... فإذا وجد ذلك فلا ينصرف ... ".
علاج الوسواس: أن ندفعها قبل وقوعها، ونرفعها بعد وقوعها. ندفعها بالالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء وبالأذكار وبالاستعاذة، ونرفع الوسواس قبل الوقوع بالالتجاء إلى الله وأن نلْهو عنه، أي عن الوسواس.
# يُستفاد من حديث رقم (92):أن الشك تارة يُلتفت إليه، وتارة لا يُلتفت إليه، ولا يلتفت إليه في ثلاث حالات:
أ / إذا كان الشك بعد الفراغ من العبادة.
ب / إن كان الإنسان كثير الشكوك، يشك في كل عبادة.
ج / إذا كان مجرّد وَهم.
? ? ?
وبهذا انتهى ? باب نواقض الوضوء? يوم الإثنين 1/ 8/1423هـ
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح(46/102)
سؤال في أسماء الله
ـ[أنس]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
قرأت في أحدى المنتديات أن كلمه " الحنان " ليست من أسماء الله ولا من صفاته وقال لي أحدهم أنه يوجد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يدعي فيه بالحنان المنان فما صحه هذا الحديث وما موضع هذا الكلمه في الاسماء والصفات
غفر الله لي ولكم وللمؤمنين
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:39 م]ـ
ومثل هذا السؤال - أيضاً - السؤال التالي:-
((الفرد))
هل هي من أسماء الله؟
هل في ذلك بحث مفصل أو غير مفصل يدلنا عليه بعض الكرماء؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:30 م]ـ
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى في صفات الله و اسمائه الحسنى ما يلي:
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح (3).
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها (4) دخل الجنة" (5)، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.
إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم": تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. أهـ.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الله ... الأحد ... الأعلى ... الأكرم ... الإله ... الأول ... والآخر ... والظاهر ... والباطن ... البارئ ... البر ... البصير ... التواب ... الجبار ... الحافظ ... الحسيب ... الحفيظ ... الحفي ... الحق ... المبين ... الحكيم ... الحليم ... الحميد ... الحي ... القيوم ... الخبير ... الخالق ... الخلاق ... الرؤوف ... الرحمن ... الرحيم ... الرزاق ... الرقيب ... السلام ... السميع ... الشاكر ... الشكور ... الشهيد ... الصمد ... العالم ... العزيز ... العظيم ... العفو ... العليم ... العلي ... الغفار ... الغفور ... الغني ... الفاتح ... القادر ... القاهر ... القدوس ... القدير ... القريب ... القوي ... القهار ... الكبير ... الكريم ... اللطيف ... المؤمن ... المتعالي ... المتكبر ... المتين ... المجيب ... المجيد ... المحيط ... المصور ... المقتدر ... المقيت ... الملك ... المليك ... المولى ... المهيمن ... النصير ... الواحد ... الوارث ... الواسع ... الودود ... الوكيل ... الولي ... الوهاب ...
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل (1) الجواد (2) الحكم (3) الحيي (4) الرب (5) الرفيق (6) السبوح (7) السيد (8) الشافي (9) الطيب (10) القابض (11) الباسط (12) المقدم (13) المؤخر (14) المحسن (15) المعطي (16) المنان (17) الوتر (18).
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسماً في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسماً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)؛ لأنه إنما ورد مقيداً في قوله تعالى عن إبراهيم: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (1) وما اخترناه فهو حسب علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم.(46/103)
إتحاف الإخوان في حكم مصافحة النسوان
ـ[آل نظيف]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد,,
فممّا عمت به البلوى في زماننا هذا كثرة الاختلاط بين الرجال والنساء وما تبعه من تهاون في الحجاب وكثرة في الحديث والكلام بل وصل الأمر إلى حدّ المصافحة بين الرجال والنساء الأجنبيات إما جهلاً أو تجاهلاً ممّا جعل من الأهمية بمكان بحث المسألة شرعاً وتحري الحق عدلاً إفادةً للأمة وإبراءً للذمة.
والله الموفق.
المصافحة:
تعريف المُصَافَحَةِ:
قال الفيومي في المصباح ص 130: (صافحتُه مُصَافَحَةً: أفضيت بيدي إلى يده) , وقال ابن فارس: " صَفَحَ " الصادُ والفاء والحَاء: أصلٌ صحيحٌ مُطّرد يدل على عَرْض، وعِرَض، ومن ذلك صَُفح الشيء عُرْضُه.
ومن الباب: المُصَافَحَةُ باليد، كأنَه ألصق يده بصفحة يد ذاك.
(المعجم: 2/ 293).
تعريفها اصطلاحاً:
قال الحطاب المالكي [1]: قال فقهاؤنا: المصافحة: وضع كف على كفٍ مع ملازمة لهما قدر ما يفرغ من السلام.
وأما اختطاف اليد إثر التلاقي فمكروه.
وقال ابنُ حجر في الفتح (11/ 54): " المُصَافَحَةُ هي: مفاعلة من الصفحة، والمراد بها: الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد.
قلت: وقد بوّب البخاري: بابٌ: الآخذ باليد، وصافح حماد ابن زيد ابن المبارك بيديه.
وقال الحافظ في الفتح (11/ 56).
(وقال ابن بطال: الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة، وذلك مستحب عند العلماء).
حُكم المصافحةِ:
قال النووي في الأذكار (ص 426): (فصل في المصافحة): اعلم أنها سنة مجمع عليها عند التلاقي "
وقال ابن بطال: المصافحة حسنة عند عامة العلماء (الفتح / 11/ 55) وروينا في صحيح البخاري (6263).
عن قتادة قال: قلت لأنس رضي الله عنه أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم.
وروينا في صحيحي البخاري (4418) ومسلم (2769) في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه – في قصة توبته قال: فقام إليّ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني.
وروينا – بالإسناد الصحيح – في سُنن أبي داود (5213) عن أنس رضي الله عنه قال: " لما جاء أهلُ اليمن، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة)).
قلت: وقد عزا الحديث إلى الأدب المفرد وسنن أبي داود ابنُ حجر العسقلاني وصحح إسناده بلفظ: أقبل أهل اليمن، وهم أول من حيّانا بالمصافحة الفتح (11/ 54).
وعند الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أ ينحني له؟
قال: " لا " قال: أفيقبله؟ قال: (لا) قال فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: (نعم) قال الترمذي هذا حديث حسن
القول بالكراهية:
قال ابن حجر في الفتح (11/ 55).
قال ابن عبد البر: روى ابن وهب عن مالك أنه كره المصافحة، والمعانقة، وذهب إلى هذا سحنون وجماعة، وقد جاء عن مالك جواز المصافحة، وهو الذي يدل عليه صنيعه في الموطأ، وعلى جوازه جماعة العلماء سلفاً وخلفاً والله أعلم.
قلت: ولا ريب أنّ الصواب الذي لا محيد عنه هو مشروعية المصافحة واستحبابها بين الرجال مع الرجال وبين النساء مع النساء!!
كما أنه لا بأس من المصافحة بين الرجال ومحارمهم إذا أمنت الفتنة.
فائدة: حُكْمُ تَقبيل اليدّ:
قال الحافظ ابن حجر: (11/ 56): قال ابن بطال: .. وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك، وأنكر ما روى فيه، وأجازه آخرون واحتجوا بما روي عن عمر أنهم: لما رجعوا من الغزو- حيث فروا- قالوا: نحن الفرارون، فقال: بل أنتم العكارون أنا فئة المؤمنين.قال: فقبلنا يده.
قال ابن حجر: قلت: حديث ابن عمر أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود.
قال: وقبّل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي صلى الله عليه وسلم حين تاب الله عليهم.
وقبّل أبو عبيدة يد عُمر حين قدم- أى بلاد الشام-، وقبّل زيد بن ثابت يد ابن عباس حين أخد ابن عباس بركابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/104)
قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال أنّ يهوديين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات .. الحديث ... وفي آخره فقبّلا يده ورجله، قال الترمذي حسن صحيح.
قال الحافظ: (11/ 57): (حديث أبي لبابة أخرجه البيهقي في الدلائل وابن المقري وحديث كعب وصاحبيه أخرجه ابن المقري، وحديث أبي عبيدة أخرجه سفيان في جامعه وحديث ابن عباس أخرجه الطبري وابن المقري، وحديث صفوان أخرجه أيضاً النسائي وابن ماجه وصححه الحاكم).
وقال أيضاً: " وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقري جزءً في تقبيل اليد سمعناه أورد فيه أحاديث كثيرة وآثاراً، فمن جيدها حديث الزارع العبدي، وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله أخرجه أبو داود، ومن حديث مزيدة العصري مثله، ومن حديث أسامة بن شريك قال: قمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده وسنده قوي، ومن حديث جابر أنّ عمر قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل يده "
ومن حديث بريدة في قصة الأعرابي والشجرة فقال يا رسول الله ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك فأذن له ..
وأخرج البخاري في الأدب المفرد من رواية عبد الرحمن بن رزين قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفاً له ضخمة كأنها كف بعير فقمنا إليها فقبلناها وعن ثابت أنه قبل يد أنس.
وأخرج أيضاً أنّ علياً قبل يد العباس ورجله وأخرجه ابن المقري.
وأخرج من طريق ابن مالك الأشجعي قال: قلت لابن أبي أوفى ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فناولنيها فقبلتها.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (11/ 57): قال النووي: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهية، وقال أبو سعيد المتولي: لا يجوز.
فوائد المصافحة وآثارها:
1 - مغفرة الذنوب.
عن البراء رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا)) (صحيح أبي داود 4343، الصحيحة 525).
قلت: وهذا الحديث فيه فضل التصافح ومغفرة الله- تعالى- للمتصافحين قبل تفرقهما لما فيه من الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصافح أصحابه ويعانقهم فضلاً عن إظهار حسن النية وسلامة القلب من الضغائن والشحناء.
2 - إشاعةُ المحبة بين المتصافحين:
المصافحةُ لها أعظمُ الأثر في إشاعة المحبة بين المتصافحين، فإذا كان نبيا - عليه السلام- يقول: في الحديث الصحيح من حديث أنس " ... أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " فإذا كان السلام المجرد سبباً في حصول المحبة فمن باب أولى أن تتحقق المحبة إذا اقترن بالسلام مصافحة بالأيدي, والتحام بالأكف، وهو أمرٌ مشاهد ملموس لا ينكره أحدٌ.
3 - بعثُ الطمأنينة في النفوس.
لا ريب أنّ السلام في أصله اللغوي والشرعي والعرفي هو تعبير عن نبذ الكراهية، وتجنب البغضاء وإظهار لحسن النوايا، وسلامة الصدور، ونحن نشاهد كم لإلقاء التحية من الأثر الفاعل في نفوس الغرباء الذين نصادفهم في حياتنا اليومية حيث ينقلب التوجس إلى ارتياح والتردد إلى إقدام والخوف إلى أمان والتجهم إلى ابتسام فكيف يكون الحال حين يقترن بالسلام مصافحة؟!
لا شك إنّه أحرى وأولى في بناء الطمأنينة وصناعة الوئام.
حُكْمُ مُصافحةِ النساءِ الرجال: [2]
أجمع علماء الأمة سلفاً وخلفاً على تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه وعلى هذه جرى العمل في المذاهب الأربعة المتبعة ودلت النصوص الثابتة على تحريم ذلك ومنها:
- حديث عائشة قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ)) (سورة الممتحنة:10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/105)
قالت: من أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة , فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أقررن بذلك من قولهن , قال لهن- رسول الله صلى الله عليه وسلم-: انطلقن فقد بايعتكن، لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام. (صحيح البخاري 11/ 345، صحيح مسلم 13/ 10)
- حديث أُميمة بنتُ رقيقة قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا: نبايعك يا رسول الله , على أن لا نشرك بالله شيئاً, ولا نسرق, ولا نزني, ولا نقتل أولادنا, ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا, ولا نعصيك في معروف, فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: " فيما استطعتن واطقتن " قالت: فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله فقال: " إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة. [الترمذي 4/ 151 [النسائي: 7/ 149] [ابن ماجه 2/ 959] [الموطأ 538] [مسند أحمد 6/ 357] [ابن حبان 10/ 417] وقال: (الترمذي حسن صحيح، وقال ابن كثير في تفسيره 4/ 352: هذا إسناد صحيح تفسير]
- وعند الطبري [3] بسند صحيح من حديث معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحل له.
- عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة " (أحمد 2/ 213) وحسنّه الألباني في الصحيحة 2/ 56.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان "
قال الشنقيطي: قدّمنا أنّ المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شك أنّ مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغرائز، وأقوى داعياً إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم ذلك (الأضواء: 6/ 603).
قال النووي في (الأذكار ص 428): (وقد قال أصحابنا كلُّ من حرم النظر إليه حرم مسّه، بل المسّ أشد).
وقال في الحافظ في الفتح (8/ 636): تعليقاً على حديث عائشة في البيعة: " قد بايعتك كلاماً: أي يقول ذلك كلاماً فقط، لا مصافحة باليد، كما جرت العادة بمصافحة الرجال "
وقال في الفتح: (11/ 55): (ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة: المرأة الأجنبية، والأمرد الحسن).
قال ابن مفلح في الآداب: (2/ 257): (فتصافح المرأةُ المرأةَ، والرجلُ الرجلَ.
والعجوزُ والبرزةُ – غير الشابة – فإنه تحرم مصافحتها للرجل، ذكره في الفصول، والرعاية.
وقال ابن منصور لأبي عبد الله – أي الإمام أحمد-: تكره مصافحة النساء؟ قال: أكرهه.
وقال محمد بن عبد الله بن مهران: إنّ أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – سُئلَ عن الرجل يصافحُ المرأة: قال: لا وشدّد فيه جداً قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا.
قال ابنُ مفلح: والتحريمُ اختيار الشيخ تقي الدين – يعني ابن تيمية – وعلل بأنّ الملامسة أبلغ من النظر [4].
وقال في كشف القناع (2/ 155): " والتحريم مطلقاً اختيار الشيخ تقي الدين "
وقال العلاًمة ابن باز – رحمه الله – في مجلة الجامعة الإسلامية [5]: (قد عُلمَ بالأدلة الشرعية من الكتاب والسُنّة أنّ المرأة ليس لها أن تصافح أو تُقبل غير محارمها من الرجال سواء أكان ذلك في الأعياد أم عند القدوم من السفر أو لغير ذلك من الأسباب، لأنّ المرأة عورة وفتنة، فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرماً لها سواء أكان ابن عمها أم بعيداً منها وليس لها أن تقبله أو يقبلها، لا نعلم بين أهل العلم رحمهم الله خلافاً في تحريم هذا الأمر وإنكاره لكونه من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرّم الله من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع).
وقال في الفتاوى (10/ 133) (لا يجوز للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية لقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء).
وقالت اللجنة الدائمة [6] في الفتوى (1742): (لا يجوز أن يضع رجل يده في السلام في يد امرأة ليس لها بمحرم ولو توّقت بثوبها).
وقال الشيخ بكر أبو زيد في الحراسة ص 85: " تحريم مسّ الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/106)
وقال الشيخ [7] ابن عثيمين - رحمه الله - (لا يجوز للمرأة أن تمد يدها إلى رجالٍ ليسوا من محارمها لتصافحهم ولا يجوز للرجل أيضاً أن يمده يده إلى امرأة ليست من محارمه ليصافحها).
وقال الشيخ ابن جبرين [8]- حفظه الله – (المرأة الأجنبية لا يحل لها مصافحة الأجانب، ولو كانوا أبناء عمها أو أبناء خالتها كما أنه لا يحل لها كشف الوجه وإبداء الزينة ولو كانوا من أقاربها غير المحارم).
وقال الشيخ صالح الفوزان [9]: (لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية).
قال الألباني – رحمه الله – في الصحيحة (2/ 55): (وجملة القول أنّه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح امرأة قط حتى ولو في المبايعة، فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض بجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته، مع أنّ المصافحة لم تذكر فيه، واعرضه عن الأحاديث الصريحة في تنزيهه صلى الله عليه وسلم عن المصافحة، لأمرٌ لا يصدر من مؤمن مخلص، لا سيما وهناك الوعيد الشديد فيمن يمسّ امرأة لا تحل له).
وقال الدكتور سعيد رمضان البوطي في فقه السيرة ص 431: (ولا أعلم خلافاً بين العلماء في عدم جواز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية).
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في الأضواء (6/ 602): (اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه، ولا يجوز له أنْ يمس شيءٌ من بدنه شيئاً من بدنها).
وقال الشيخ محمد بن علي الصابوني في روائع البيان (2/ 264): (أقول الروايات كلها تشير إلى أنّ البيعة كانت بالكلام، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند ما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر، والفاضل، الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أنّ أمر البيعة أمر عظيم الشأن فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أنّ الشهوة فيهم غالبة، والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجري الدم؟!).
المفاسد المترتبة على مصافحة النساء للرجال:
* إثارة الشهوة لدى الطرفين غالباً: فإذا كان النظر من بُعْدٍ مثيراً للشهوة، ومشعلاً للفتنة، فكيف إذا تلامست الأكف بعضها ببعض فلا ريب والحالة هذه أن تلتهب الأحاسيس وتتدفق المشاعر الساخنة ويحضر الشيطان!
* ذوبان الحياء لدى النساء شيئاً فشيئاً فالمرأة التي لا تمتنع من مصافحة الرجال الأجانب كلما مدّوا إليها أيديهم ستجد نفسها مع الوقت ضفيقة الوجه، جريئة الإقدام على ما هو أبشع وأفظع من مجرد المصافحة.
* ذبول الغيرة لدى الرجال على نسائهم، فالزوج أو الولي حين يرى زوجته تصافح الرجال صباح مساء، وكأنّه أمر مباح فإنّ حجم الغيرة على أهله ومحارمه تأخذ في الانحسار بمرور الوقت حتى يقبل منها ما هو أشد حرمة وأبلغ جرماً – عياذا بالله-
قال العلامة الشنقيطي في (الأضواء 6/ 603): " وقد أخبرنا مراراً أنّ بعض الأزواج من العوام يقبل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويُسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلاماً!! "
* مصافحة المرأة للرجل الأجنبي، تشجيع للرجل على محادثة المرأة وملاطفتها وربما مداعبتها وممازحتها سيما مع تكرار المصافحة في ميدان العمل أو الدراسة المختلطة الآثمة.
وختاماً:
أسأل الله للجميع علماً نافعاً،وعملاً صالحاً، وتوفيقاً دائماً وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] بواسطة: علي الشريجي وصاحبه، حاشيتهما على الأذكار للنووي ص 426.
[2]: استفدت في هذا المبحث من بحث الدكتور موسى البسيط عميد كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في القدس منشور على الشبكة
[3] قال المنذري: رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح (الترغيب والترهيب 3/ 39).
[4] وانظر: غذاء الألباب للسفاريني (1/ 325).
[5] مجلة الجامعة الإسلامية عدد (2) شوال 1390 بواسطة أحمد الصويان: المرأة المسلمة ص 158.
[6] فتاوى اللجنة الدائمة 17/ 30.
[7] فتاوى نور على الدر – موقع الشيخ على الشبكة.
[8] فتوى رقم 357 موقع الشيخ على الشبكة.
[9] فتوى رقم 16760 موقع الشيخ على الشبكة.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1484&Itemid=34(46/107)
اذهب الى عبد الرحمن بن زيد بن اسلم يحدثك عن ابيه عن نوح
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني سؤال جديد
ولكن هذه المرة في الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=9162&stc=1
هذا الحديث ليس بصحيح ولم يروه ابن عساكر ولم يروى عن زيد بن اسلم بل عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم الذي قال فيه الامام مالك اذهب الى عبد الرحمن بن زيد بن اسلم يحدثك عن ابيه عن نوح
ونص الحديث عند ابن عساكر هو التالي
عن هشام بن عمار نا أبي عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان الظفري نا عباد بن كثير عن يزيد الرقاشي أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما امطرت السماء وأنبتت الأرض وسينشأ نشأً من قبل المشرق يقولون لا جهاد ولا رباط أولئك هم وقود النار بل رباط يوم في سبيل الله خير من عتق ألف رقبة ومن صدقة أهل الأرض جميعا
بينما رواه ابو عمرو الداني في الاحاديث الواردة في الفتن بنصه ولكن هو التالي
حدثنا عبدالملك قال حدثنا الطلحي 1 عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الجهاد حلوا أخضر ما قطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم ليس هذا زمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد قالوا يا رسول الله واحد يقول ذلك فقال نعم من عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
وكما ترى انه عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وليس عن زيد بن اسلم
ولما كان اصل الحديث في عن عبد الرحمن بن زيد لا بد ان نذكر من هو بن زيد بن اسلم
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعى يقول: ذكر رجل لمالك
حديثا فقال: من حدثك؟ فذكر إسنادا له منقطعا، فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن
زيد، يحدثك عن أبيه، عن نوح!
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6/ 178:
و قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار و هو لا يعلم، حتى كثر ذلك فى روايته من
رفع المراسيل، و إسناد الموقوف، فاستحق الترك
.
و قال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه، هو رجل صناعته العبادة و التقشف، ليس من أحلاس الحديث.
و قال الساجى: حدثنا الربيع، حدثنا الشافعى، قال: قيل لعبد الرحمن بن زيد:
حدثك أبوك، عن جدك: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن سفينة نوح طافت بالبيت، و صلت خلف المقام ركعتين؟ قال: نعم.
قال الساجى: و هو منكر الحديث
و قال الجوزجانى: أولاد زيد ضعفاء.
و قال الحاكم، و أبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة.
و قال ابن الجوزى: أجمعوا على ضعفه. اهـ.
ولا يفوتنا ذكر وبيان ضعف الحديث عند ابن عساكر
اولا الامام ابن عساكر رواه في ترجمة عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي ثم الظفري وهو لين الحديث كما ذكر ذلك ابن عساكر في ترجمته
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: هشام ابن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه، و كلما لقن تلقن، و كان قديما أصح، كان يقرأ من كتابه. و سئل أبى عنه، فقال: صدوق.
و قال أبو بكر المروذى: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف
و قال المروذى: ذكر أحمد هشاما فقال: طياش خفيف، و ذكر له قصة فى اللفظ بالقرآن، أنكر عليه أحمد حتى إنه قال: إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة.
و قال فى " الزهرة ": روى عنه البخارى أربعة أحاديث. اهـ
واما عباد بن كثير فهو
قال المزي في تهذيب الكمال:
(د ق): عباد بن كثير الثقفى البصرى، سكن مكة، و كان متعبدا. اهـ.
و قال المزى:
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: عباد بن كثير أسوأ حالا من الحسن بن عمارة، و أبى شيبة إبراهيم بن عثمان، روى أحاديث كذب، لم يسمعها، و كان من أهل مكة
و كان صالحا، قلت: فكيف روى ما لم يسمع؟ قال: البلاء و الغفلة.
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ضعيف الحديث، و ليس بشىء.
و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم، عن يحيى بن معين: لا يكتب حديثه.
و قال عثمان بن سعيد الدارمى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء فى الحديث، و كان رجلا صالحا.
و قال عبد الله بن المبارك (مق): قلت لسفيان الثورى: إن عباد بن كثير من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/108)
تعرف حاله، و إذا حدث جاء بأمر عظيم، فترى أن أقول للناس: لا تأخذوا عنه؟
قال سفيان: بلى، قال عبد الله: فكنت إذا كنت فى مجلس ذكر (فيه) عباد،
أثنيت عليه فى دينه، و أقول: لا تأخذوا عنه.
و قال ابن المبارك أيضا (مق): انتهيت إلى شعبة فقال: هذا عباد بن كثير
فاحذروه.
قال البخارى: تركوه.
و قال النسائى: متروك الحديث.
و قال الدارقطنى: ضعيف.
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: لا ينبغى لحكيم أن يذكره فى العلم، حسبك بحديث النهى
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5/ 101:
و حديث النهى الذى أشار إليه الجوزجانى هو الذى ذكر ابن عدى أنه مقدار ثلاثمائة حديث.
و صدق ابن عدى، قد رأيتها و كأنه لم يترك متنا صحيحا و لا سقيما فيه نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كذا، إلا و ساقه على ذلك الإسناد الذى ركبه، و هو: حدثنى عثمان الأعرج، حدثنى يونس، عن الحسن البصرى، قال:
حدثنى سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عبد الله بن عمر،
و عبد الله بن عمرو، و جابر، و أبو هريرة، و معقل بن يسار، و عمران بن حصين
. فساق الحديث عنهم.
و قال الحاكم، و أبو نعيم: أبو عبد الله شيخ قديم، كان الثورى يكذبه و لما مات لم يصل عليه، حدث عن هشام و الحسن و ابن عقيل و نافع بالمعضلات
و قال عبد الله بن إدريس: كان شعبة لا يستغفر له. اهـ.
ويزيد القاش هو
يزيد بن أبان الرقاشى، أبو عمرو البصرى القاص من زهاد أهل
البصرة، و هو عم الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشى. اهـ.
و قال المزى: ....
قال عمرو بن على: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، و كان عبد الرحمن بن مهدى يحدث عنه.
و قال فى موضع آخر: سمعت عبد الرحمن يحدث عن الربيع بن صبيح عنه، و كان رجلا صالحا، و قد روى الناس عنه، و ليس بالقوى فى الحديث.
و قال محمد بن المثنى: قد حدث عبد الرحمن عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشى.
و قال البخارى: تكلم فيه شعبة.
و قال إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل: قال شعبة: لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن يزيد الرقاشى.
و قال أبو أحمد بن عدى: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنى عبد العزيز بن سلام، قال: حدثنا رافع أو نافع، قال: أخبرنى عبد الله بن إدريس، قال: سمعت شعبة يقول: لأن يفعل الرجل بزنا خير له من أن يروى عن أبان و يزيد الرقاشى.
و قال الحسن بن عثمان التسترى، عن سلمة بن شبيب: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزنى أحب إلى من أن أحدث عن يزيد الرقاشى. قال يزيد بن هارون: ما كان أهون عليه الزنا. قال سلمة: فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: إنما بلغنا هذا فى أبان بن عياش.
و قال أبو جعفر العقيلى، عن أبى يحيى زكريا بن يحيى الحلوانى: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزنى أحب إلى من أن أروى عن يزيد الرقاشى. قال سلمة: فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل، فقال: كان بلغنا أنه قال هذا فى أبان.
قال أبو يحيى: و كان أبو داود سليمان بن الأشعث صاحب أحمد بن حنبل معنا فى مجلس سلمة، فقال أبو داود: قاله فيهما جميعا.
و قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أكتب حديث يزيد الرقاشى. قلت
له: فلم ترك حديثه، لهوى كان فيه؟ قال: لا، و لكن كان منكر الحديث. و قال: شعبة يحمل عليه، و كان قاصا.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: هو فوق أبان بن أبى عياش، و كان يضعف.
و قال فى موضع آخر: و كان شعبة يشبهه بأبان.
و قال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: ضعيف.
و قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: هو خير من أبان بن أبى عياش.
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: رجل صالح و ليس حديثه بشىء.
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ميمون بن سياه، و زياد النميرى كلهم ضعفاء.
و قال أبو عبيد الآجرى: سألت أبا داود عن يزيد الرقاشى، فقال: رجل صالح. و سمعت يحيى بن معين ذكره، فقال: رجل صدق.
و قال يعقوب بن سفيان: فيه ضعف.
و قال أبو حاتم: كان واعظا بكاء، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عبادة، و فى حديثه ضعف.
و قال النسائى، و الحاكم أبو أحمد: متروك الحديث.
و قال النسائى فى موضع آخر: و الدارقطنى، و البرقانى: ضعيف.
و قال أبو أحمد بن عدى: له أحاديث صالحة عن أنس و غيره، و أرجو أنه لا بأس به لرواية الثقات عنه من البصريين و الكوفيين و غيرهم
ـ[عبد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:03 م]ـ
لو سمحت لي أخي ...
أُضيف على الدعاء الذي في توقيعك:"والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات".
وجزاك الله خيراً على مشاركتك النافعة إن شاء الله.(46/109)
لي إشكال في مذاهب الناس في الكلام؟
ـ[عادل محمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
إخوتي في الله
لي إشكال في مذاهب الناس في الكلام
ذكر ابن العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية
قال رحمه الله تعالى (وللناس في مسمى الكلام والقول عند الإطلاق -: أربعة أقوال: أحدها: أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعا، كما يتناول لفظ الإنسان الروح والبدن معاً، وهذا قول السلف. الثاني: اسم اللفظ فقط، والمعنى ليس جزء مسماه، بل هو مدلول مسماه، وهذا قول جماعة من المعتزلة وغيرهم. الثالث: أنه إسم للمعنى فقط، وإطلاقه على اللفظ مجاز، لأنه دال عليه، وهذا قول ابن كلاب ومن اتبعه.
الرابع: أنه مشترك بين اللفظ والمعنى، وهذا قول بعض المتأخرين من الكلابية، ولهم قول خامس، يروى عن أبي الحسن، أنه مجاز في كلام الله، حقيقة في كلام الآدميين لأن حروف الآدميين تقوم بهم، فلا يكون الكلام قائماً بغير المتكلم، بخلاف كلام الله، فإنه لا يقوم عنده بالله، فيمتنع أن يكون كلامه. وهذا مبسوط في موضعه. وأما من قال إنه معنى واحد، واستدل عليه بقول الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
: فاستدلال فاسد. ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد! ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به! فكيف وهذا البيت قد قيل إنه موضوع منسوب إلى الأخطل، وليس هو في ديوانه؟! .... إلخ)
انا كنت اعتقد ان هناك فرق في تعريف الكلام عند النحويين و اللغويين لما قرأة في التحفة السنية
وسؤالي يا إخوتي هل هناك من اهل العلم من السلف الصالح قسم تعريف الكلام كمافي التحفة
ام هم مجمعين على التعريف الذي ذكره العلامة ابن ابي العز؟
وقيل لي بأن شيخ الإسلام ابن تيمية نقل كذلك الإجماع الذي ذكره ابن ابي العز ولكن يذكر لي المصدر فهل من مفيد يفدني جزاكم الله خيرا
وقل ربي زدني علما
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[عادل محمد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 07:58 م]ـ
عفوا بارك الله فيكم
وقل ربي زدني علما
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أخي الحبيب عادل:
حكى ابن تيمية رحمه الله تعالى إجماع أهل السنة والجماعة على هذا القول في مواطن من كتبه منها في المجلد السادس (6/ 533) ونفى النزاع في المجلد السابع (134)، وهو أن الكلام عند الإطلاق يقصد به اللفظ والمعنى.
ويقصد رضوان الله تعالى عليه أن اللفظ الذي هو اللفظ المركب من حروف وأصوات وله معنى يفهم منه عند الإطلاق هذا يسمى عند أهل السنة والجماعة كلاما.
وقد يراد بالكلام اللفظ دون المعنى أو المعنى دون اللفظ لكن يكون ذلك بقيد خارجي كأن ينص في نفس الكلام أو غيره أن أراد اللفظ أو أراد المعنى.
أما ما في التحفة وغيره من كتب النحو واللغة فإن صناعتهم متعلقة بالألفاظ فهي تبحث في ما يصدق أن يطلق عليه كلاما من جهة تركيب المفردات ولذلك تجد النحويون لا يطلقون الكلام على شيء إلا إذا جمع اللفظية والتركيب والوضع العربي والإفادة، أما أهل اللغة فلم يشترطوا سوى الإفادة.
وبناء على ذلك فهم يقولون: مسمى الكلام هو اللفظ، وأما المعنى فليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماه، وهم في ذلك يوافقون قول كثير من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (7/ 170).
ولمزيد فائدة في هذا الموضوع راجع مجموع الفتاوى المجلد السابع.
ـ[عادل محمد]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:12 م]ـ
أخي ابو المنذر النقاش
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأسأله سبحانه وتعالى ان يحشرك مع النبين والصدقين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وقل ربي زدني علما
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:16 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أسأل ربي تقدس وتعالى أن يحشرني وإياك على سرر متقابلين آمين آمين.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله لا قوة إلا بالله .... كلاكما أفاد وأجاد ............ واسمحا لي على الفضول إن عقبت شيئا بسيطا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/110)
فهمت شيئا لما قرأت في مناقب الإمام أحمد للحافظ ابن الجوزي قول الإمام أحمد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قوله: هؤلاء أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ..... ذهبوا إلى إلى طنطنات وألغاز في التخرّص في ذات الله فأسمى ذلك أهل الحديث كلاما .. لأنه عدا ما كان عليه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن تبعهم على ماأدبّهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليه .. فاسمى أهل السنة من حملة السنّة ماهؤلاء عليه كلاما لأنه ليس بعلم ..
قلت لأن هذا إنهما استفادوه من الإغريق لما ضاعوا فبحثوا لهم عن معبود فابتكرت عقولهم الخرقاء الحمقاء آلهة كثيرين نصّبوا عليها (زيوس) رئيسا!! بل وكان في آلهتهم إناثا وتزوجت تلك الآلهة!!
فقام بعض الأشقياء من المسلمين كعمرو بن عبيد وابن سيّار النظّأم وغيرهم بتلقّف ما ترجمه النصارى من هذه الكتب ككتاب السماع الطبيعي ومابعد الطبيعة والأخلاق إلى نيقوماخوس لأرسطوطاليس. وكتب أفلاطون وسقراط وشيشرون وطاليس المالطي وافلوطين الإسكندري بل وحتى كتب السوفسطائيين (المغالطين) فطبقوها على كلام الله ليشقوا ويضلوا ويُضلوا الناس .. فلأنهم جاؤوا بغرائب ومناكير و كما قيل خالف تُعرف التفّ بعض الناس حول هذه الزندقات - ولله في ذلك حكمة هو بالغه - جل جلاله - ..... وإلا فكلمة (كلام ومتكلمين) ما هو إلا بقايا ضلالات الإغريق
وهؤلاء لما رأوا أنه لا مفر من أن ما هم عليه ما هو بعلم وإنما هو مجرد كلام سمّوه (علم الكلام)
وأهل العلم من أهل السنة والجماعة تنزّلوا معهم على قواعد الإغريق للإلزام كما فعل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمة الله عليه ... وإلا فمن المسلّم أنه لا ينبغي تعاطي هذا النوع من أصول الجدل - المسمى بالكلام - إلا لإفحام من يلحد في أسماء الله وصفاته وإلا فالعلم الشرعي غير هذا ... قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: لا ينبغي أن يتعلم أحد المنطق إلا للرد على أهل البدعة , ولا ينبغي تعلمه إلا بعد التضلع في الكتاب والسنة والإلمام الكامل -قلت قدر الإمكان- بسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
أبو عبدالله
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[20 - 05 - 05, 09:57 م]ـ
انظر مشكوراً إلى المداخلة رقم 2 هنا:
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=1181
وهنا أيضاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22434
ـ[عادل محمد]ــــــــ[21 - 05 - 05, 07:46 م]ـ
بارك الله فيكما اخي أيوب العماني و اخي الجندي المسلم و أسأله تعالى ان يحشرني وإياكما مع نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
محبكم في الله اخوكم الصغير عادل محمد
وقل ربي زدني علما(46/111)
من هو الشيخ دبيان الدبيان وفقه الله
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:27 م]ـ
وهل هو أحد طلاب الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله؟(46/112)
خطأ تقسيم العلوم إلى (شرعيّة) و (عقليّة)
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 06:31 م]ـ
مجموع الفتاوى (19/ 228)
قول الناس العلوم الشرعية والعقلية قد يكون بينهما عموم وخصوص وقد يكون احدهما قسيم الآخر ويكون الصواب فى مواضع ان يقال السمعية والعقلية وذلك ان قولنا العلوم الشرعية قد يراد به ما أمر به الشارع وقد يراد به ما أخبر به الشارع وقد يراد به ما شرع أن يعلم وقد يراد به ما علمه الشارع
فالأول هو العلم المشروع كما يقال العمل المشروع وهو الواجب أو المستحب وربما دخل فيه المباح بالشرع
والثانى هو العلم المستفاد من الشارع وهو ما علمه الرسول لأمته بما بعث به من الايمان والقرآن والكتاب والحكمة وهو ما دل عليه الكتاب والسنة أو الاجماع أو توابع ذلك
فالأول اضافه له بحسب حكمه فىالشرع والثانى اضافه الى طريقه ودليله فقولنا فى الأول علم شرعى كما يقال عمل شرعى والثانى كما يقال علم عقلى وسمعى الأول نظر فيه من جهة المدح والذم والثواب والعقاب والأمر والنهى وهو خطاب التكليف والثانى نظر فيه من جهة طريقه ودليله وصحته وفساده ومطابقته ومخالفته وهو من جهة خطاب الأخبار
ثم كل من القسمين على قسمين فإنه إذا عرف أن الشرعى إما أن يكون ما أخبر به وأما أن يكون ما أمر به فما أخبر به إما أن يبين له دليلا عقليا أو لا يذكر وما أمر به اما أن يكون مقصودا للشارع أو لازما لمقصود الشارع وهو ما لا يتم مقصوده الواجب أو المستحب إلا به فهذه أربعة أقسام
وان شئت أن تقسم المأمور به الى ما يعرف بالعقل فقط والى ما يعرف بالشرع أيضا فيكون شرعيا خبرا وأمرا فان ما علم بالشرع لا يخلو اما أن يراد به اخبار الشارع أو دلالة الشارع فاذا عنى به ما دل عليه الشارع مثل دلالته على آيات الربوبية ودلالة الرسالة ونحو ذلك فانه يجتمع فى هذا ان يكون شرعيا عقليا فان الشارع لما نبه العقول على الآيات والبراهين والعبر اهتدت العقول فعلمت ما هداها اليه الشارع.
واعلم أن عامة مسائل أصول الدين الكبار مثل الاقرار بوجود الخالق وبوحدانيته وعلمه وقدرته ومشيئته وعظمته والاقرار بالثواب وبرسالة محمد وغير ذلك مما يعلم بالعقل قد دل الشارع على أدلته العقلية وهذه الأصول التى يسميها أهل الكلام العقليات وهى ما تعلم بالعقل فانها تعلم بالشرع لا أعنى بمجرد أخباره فان ذلك لا يفيد العلم إلا بعد العلم بصدق المخبر فالعلم بها من هذا الوجه موقوف على ما يعلم بالعقل من الاقرار بالربوبية وبالرسالة وإنما أعنى بدلالته وهدايته كما أن ما يتعلمه المتعلمون ببيان المعلمين وتصنيف المصنفين إنما هو لما بينوه للعقول من الأدلة
فهذا موضع يجب التفطن له فان كثيرا من الغالطين من متكلم ومحدث ومتفقه وعامى وغيرهم يظن أن العلم المستفاد من الشرع إنما هو لمجرد اخباره تصديقا له فقط وليس كذلك بل يستفاد منه بالدلالة والتنبيه والارشاد جميع ما يمكن ذلك فيه من علم الدين
والقسم الثانى من الشرعى ما يعلم باخبار الشارع فهذا لا يخلو إما أن يمكن علمه بالعقل أيضا أولا يمكن فان لم يمكن فهذا يعلم بمجرد اخبار الشارع وأن امكن علمه بالعقل فهل يوجد مثل هذا وهو أن يكون أمر أخبر الشارع به وعلمه ممكن بالعقل أيضا ولم يدل الشارع على دليل له عقلى فهذا ممكن ولا نقص إذا وقع مثل هذا فى الشريعة فانه اذا عرف صدق المبلغ جاز أن يعلم بخبره كل ما يحتاج اليه ولا ريب ان كثيرا من الناس لا ينالون علم ذلك الا من جهة خبر الشارع وقد أحسنوا فى ذلك حيث آمنوا به لكن هل ذلك واقع مطلقا
وقد ذهب خلائق من المتفلسفة والمتكلمة والمتفقهة والمتصوفة والعامة وغير ذلك الى وقوع ذلك وهو ان فيما أخبر به الشارع أمور قد تعلم بالعقل أيضا وان كان الشارع لم يذكر دلالته العقلية
وهذا فيه نظر فان من تأمل وجوه دلالة الكتاب والسنة وما فيها من جلى وخفى وظاهر وباطن قد يقول ان الشارع نبه فى كل ما يمكن علمه بالعقل على دلالة عقلية كما قد حصل الاتفاق على أن ذلك واقع فى مسائل أصول الدين الكبار وفى هذا نظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/113)