"من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"، وروى الحديث أيضًا أبو هريرة عند البزار (1060) عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ولفظه: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر"، ثم رواه أيضًا برقم (1061) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة).
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 183) وقال: رواه البزار وله طرق رجال بعضها رجال الصحيح، وقد رواه الإمام أحمد برقم (14302)، (14710)، (14477)، وصححه المحقق، ورواه أيضًا البزار كما في كشف الأستار رقم (1062) عن أبي زرعة عن عمر بن جابر الحضرمي عن جابر، ولفظه: "من صام رمضان وست من شوال كان كصيام الدهر"، وهو عند الإمام أحمد في الموضع السابق ورواه عبد بن حميد (1116)، والبيهقي (4/ 292).
وهذه الأحاديث دالة على شهرة هذه السنة، وكثرة من رواها، فلم ينفرد بها سعد بن سعيد، وأما العلة الثانية فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما نهى أن يتقدم أحد رمضان بصوم يوم أو يومين، حتى لا يختلط رمضان بشعبان، ومع ذلك فقد ثبت أنه قال لرجل: "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئًا" يعني من شعبان يعني من آخره، قال: لا، قال:"فإذا أفطرت فصم يومين"، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يكثر من الصيام في شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلاً ولم يرد أنه نهى عن الصيام في شوال، وأما العلة الثالثة، فلم يثبت أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يصمه، ولا ثبت أنه نهى عنها، ولا ثبت عن أحد من الصحابة إنكارها، ولا عن أحد من التابعين، وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسرد الصيام حتى يقول القائل لا يفطر، وإذا خفيت هذه السنة على مالك فقد عرفها غيره من العلماء، وكم من سنة خفيت على مالك وأبي حنيفة، كخيار المجلس وغيره، وإذا ثبتت في الأحاديث فلا عبرة بمن أنكرها. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
3/ 11/1428هـ
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 04:36 م]ـ
أنا اوافق قول الأخ بن يوسف المصري بأن التهجد والقيام وصلاة الليل كلها مسميات واحدة لصلاة واحدة يضاف لها اسم التروايح إن فعلت في رمضان
وليس بثابت من النبي صلي الله عليه وسلم ولامن أصحابه رضوان الله اجمعين اثنين جماعة في ليل واحد مع ذلك كانوا اشد قياما ليالي رمضان ..
وجاء في الحديث الصحيح لاوتران في ليلة ... وكيف يعمل علي هذا من يقول بأن صلاة التروايح والتهجد صلاتين اثنين وعدد كل منهما 11 ركعة؟
وهل ترك النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه السنة يعني التهجد حينما صلي النبي صلي الله عليه وسلم في ليلة الثالثة إلي قبيل الفجر؟
ـ[سامح النجار]ــــــــ[12 - 08 - 10, 07:17 ص]ـ
هل الصلاة التى صلاها الرسول صلى الله عليه و سلم و صلى خلفه الصحابة كانت فى العشر الأخر فقط؟
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:23 م]ـ
ماذا يُفهم من قوله صلى الله عليه وسلم (لا وتران في ليلة)؟
مما يُفهم منه: وجود صلاتي قيام في ليلة واحدة تُختم الأولى بوتر ويُحذر من ختم الثانية بختم أختها
والله أعلم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 08:50 م]ـ
يُفهم من قوله صلى الله عليه وسلم (لا وتران في ليلة)؟
وجود صلاتي قيام في ليلة واحدة تُختم الأولى بوتر ويُحذر من ختم الثانية بختم أختها
والله أعلم
صحيح هذا الفهم.
لكنه خارج محل النزاع!.
إذ محل النزاع في عمل جماعتين! للصلاة في ليلة واحدة:
1 - جماعة في أول الليل -وهي ما يطلق عليه عرفًا بالقيام-،
ثم
2 - جماعة في آخره -وهي ما يطلق عليه عرفًا وربما شرعًا بالتهجد-.
وليس محل النزاع في رجل يصلي جماعة ثم يوتر، ثم ينصرف إلى بيته ويصلي (منفردًا) في بيته -أو في المسجد- ما بدا له؛ فهذا جائز على الراجح من مسألة الزيادة على إحدى عشرة ركعة، وقد فعله السلف الصالح. وينظر هذا الرابط للفائدة:
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=11222
ولأنه قد اختلطت صورة المسألة على كثير من الناس؛ فظن الكثيرون أن من ينكر المسألة؛ فإنما ينكرها من جهة الزيادة في عدد الركعات؛ وليس كذلك!.
لذا وجب تبيين صور المسألة؛ حتى يتجلى الأمر:
? -الصورة الأولى-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/422)
وهي صلاة التراويح المشروعة؛ سواء كانت أحد عشرة ركعة ((أو أكثر)). وهذه الصورة لا إشكال في مشروعيتها في الجملة على اختلاف بين أهل العلم في عدد الركعات وحكمها. وهذه الصورة ليست هي محل البحث. فلا داعي لتضييع الوقت بإيرادها في هذا المحل.
? -الصورة الثانية-
وهي صلاة أخرى تكون بعد انتهاء صلاة التراويح؛ سواء كانت ركعاتها -أي صلاة التراويح- أحد عشر ركعة (أو أكثر). يعني مثلاً:
صلى الناس أربعين ركعة ثم أوتروا ثم انصرفوا إلى بيوتهم مع علمهم أن هناك صلاة أخرى ستقام ليلاً؛ سموها صلاة التهجد (لأنها بعد نومة). فهذه هي الصورة محل البحث إن شاء الله. فالبحث ليس في الصلاة نفسها ولا في عدد ركعاتها؛ وإنما البحث في مشروعية ((الاجتماع)) (مرتين)! على الصورة التي يفعلها الناس اليوم.
? -الصورة الثالثة-
التنفل بعد الوتر مباشرة ((جماعة))؛ وهو ((التعقيب)):
فأما التنفل بعد الوتر ((للمنفرد)) فقد حصل فيه خلاف بين العلماء، لكن الصحيح في ذلك أنه يجوز له أن يتنفل من الليل ما شاء إلا أنه لا يوتر في آخر صلاته، لأنه قد أوتر. والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: «لا وتران في ليلة». قال أبو عيسى الترمذي -رحمه الله تعالى-: «قال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخر الليل فإنه يصلي ما بدا له، ولا ينتقض وتره، ويدعو تره على ما كان؛ وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، والشافعي، وأهل الكوفة، واحمد، وهذا أصحُّ، لأنه قد روي من غير وجه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بعد الوتر» اهـ. وقد جاء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما يدل على أنه صلى ركعتين بعد الوتر.
لكن التنفل بعد الوتر ((انفرادًا)) ليست الصورة المبحوثة؛ فمسألتنا هي التطوع ((جماعة)) بعد الوتر مباشرة، وتخصيص صلاة بعد الوتر ((جماعة))، وتخصيصها برمضان، وهو ما يسميه العلماء بالتعقيب.
أما لو صلى منفردًا بعد الوتر لكان مصيبًا للسنة -على الراجح- واقتداءً بهدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
الشاهد أنًّا نقول:
أن عدم (اجتماع) النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأصحابه (مرتين) للصلاة في ليلة واحدة:
- مع قدرته (التامة) على فعل ذلك.
- ومع (حاجة) الصحابة للهذا الخير -مثلنا تمامًا-؛ بل الداعي في حقهم أكبر لكونهم كانوا أحرص منا على الخير.
- ومع عدم وجود الموانع التي تمنع من ذلك أيضًَا.
فلما لم يفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك –ولو مرة واحدة! -؛ مع ما سبق ذكره؛ دل على أنه لا يشرع ((الاجتماع)) (مرتين) للصلاة في ليلة واحدة.
وكما هو معلوم عند المحققين من أهل الأصول: أن (ترك) النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((الراتب)) سنة؛ كما أن (فعله) الراتب سنة.
وهذه القاعدة من أهم قواعد تمييز البدع عن المشروعات. ولا أحب أن أستطرد في بيانها؛ لكون المقام لا يحتمل ذلك.
? والسؤال الآن لمن يجيزون الصورة الثانية (التهجد) والثالثة (التعقيب):
? بِمَ تفسرون عدم فعل النبي لهما –ولو لمرة واحدة! -، وعدم فعل الصحابة؛ بل والتابعين لهما –ولو لمرة واحدة! -؛ مع قدرتهم (التامة) عليها، وحاجتهم (الماسة) لهما، وانتفاء الموانع عن فعلهما؟!
(الاختيارات المتوقعة للإجابة على السؤال)
• لأنهم كانوا معرضين عن هذا الخير!؛ زاهدين في ذلكم الأجر!. (وحاشاهم)
• لأنها لم ترد على أذهانهم أصلاً (غير معقول بالمرة!).
• لأنهم تمسكوا بهدي النبي؛ فرأوا ذلك غير مشروع؛ لأن النبي لم يفعله مع قدرته عليها وحاجتهم لها وانتفاء الموانع عن ذلك.
ننتظر الجواب بارك الله فيكم.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو رقية الذهبي وعلي توضيحك نقطة البحث هو مشروعية ((الاجتماع)) (مرتين) للصلاة في ليلة واحدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/423)
العبادة توقيفية والأصل فيها المنع بمعنى: أنه لا يشرع شيء منها إلا بدليل من الكتاب والسنة، وما لم يشرع يعتبر بدعة مردودة، وتعريف البدعة: هي طريقة مخترعة في الدّين يُقصد بها التعبّد والتقرب إلى الله تعالى.وهذا يعني أنّه لم يرد بها الشّرع ولا دليل عليه من الكتاب أو السنة ولا كانت على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وأخيرا أسئلكم كما سأل الأخ أبو رقية الدهبي:? بِمَ تفسرون عدم فعل النبي لهما –ولو لمرة واحدة! -، وعدم فعل الصحابة؛ بل والتابعين لهما –ولو لمرة واحدة! -؛ مع قدرتهم (التامة) عليها، وحاجتهم (الماسة) لهما، وانتفاء الموانع عن فعلهما؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:00 ص]ـ
تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى قسمين
السؤال:
أرجو التكرم بذكر أقوال العلماء بشأن حكم تقسيم صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان قسمين: في أول الليل، وآخره , كما يفعل كثير من المساجد، مع ذكر الأدلة إن أمكن.
الجواب:
الحمد لله
المستحب في ليالي رمضان إحياؤها بالقيام والصلاة والعبادة، وتخصيص العشر الأواخر منه بمزيد تعبد واجتهاد، طلبا للمغفرة والرحمة، وتحريا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ثم إن صلاة التراويح تعتبر من قيام الليل، وتسميتها بالتراويح لما يتخللها من أخذ قسط يسير من الراحة بين الركعات، ولذلك فالأمر فيها واسع، يجوز للعبد أن يصلي في الليلة ما شاء من الركعات، وفي أي وقت من الليل شاء.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (34/ 123):
" لا خلاف بين الفقهاء في سنية قيام ليالي رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
وقال الفقهاء: إن التراويح هي قيام رمضان؛ ولذلك فالأفضل استيعاب أكثر الليل بها ; لأنها قيام الليل " انتهى.
وما يقوم به كثير من الأئمة اليوم – خاصة في العشر الأواخر – من الصلاة بالناس التراويح بعد العشاء مباشرة، ثم الرجوع إلى المسجد في ساعة متأخرة من الليل للصلاة والقيام، هو من المشروع لا من الممنوع، وليس هناك ما يمنعه، والمطلوب هو الاجتهاد في العشر الأواخر على حسب الاستطاعة، فإذا قَسَّم المرء ليله ما بين صلاة وراحة ونوم وقراءة قرآن فقد أحسن.
قال الشيخ عبد الله أبابطين – كما في "الدرر السنية" (4/ 364) -:
" مسألة في الجواب عما أنكره بعض الناس على من صلى في العشر الأواخر من رمضان زيادة على المعتاد في العشرين الأول، وسبب إنكارها لذلك غلبة العادة، والجهل بالسنة وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام.
فنقول: قد وردت الأحاديث عن النبي صلى الله وعليه وسلم بالترغيب في قيام رمضان، والحث عليه، وتأكيد ذلك في عشره الأخير.
إذا تبين أنه لا تحديد في عدد التراويح، وأن وقتها عند جميع العلماء من بعد سنة العشاء إلى طلوع الفجر، وأن إحياء العشر سنة مؤكدة، وأن النبي صلى الله وعليه وسلم صلاها ليالي جماعة، فكيف ينكر على من زاد في صلاة العشر الأواخر عما يفعلها أول الشهر، فيصلي في العشر أول الليل، كما يفعل في أول الشهر، أو قليل، أو كثير، من غير أن يوتر، وذلك لأجل الضعيف لمن يحب الاقتصار على ذلك، ثم يزيد بعد ذلك ما يسره الله في الجماعة، ويسمى الجميع قياماً وتراويح.
وربما اغتر المنكر لذلك بقول كثير من الفقهاء: يستحب أن لا يزيد الإمام على ختمة، إلا أن يؤثر المأمومون الزيادة، وعللوا عدم استحباب الزيادة على ختمة بالمشقة على المأمومين، لا كون الزيادة غير مشروعة، ودل كلامهم على أنهم لو آثروا الزيادة على ختمة كان مستحباً، وذلك مصرح به في قولهم: إلا أن يؤثر المأمومون الزيادة.
وأما ما يجري على ألسنة العوام من تسميتهم ما يفعل أول الليل تراويح، وما يصلي بعد ذلك قياماً، فهو تفريق عامي، بل الكل قيام وتراويح، وإنما سمي قيام رمضان تراويح لأنهم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات من أجل أنهم كانوا يطيلون الصلاة، وسبب إنكار المنكر لذلك لمخالفته ما اعتاده من عادة أهل بلده وأكثر أهل الزمان، ولجهله بالسنة والآثار، وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام، وما يظنه بعض الناس من أن صلاتنا في العشر هي صلاة التعقيب الذي كرهه بعض العلماء فليس كذلك؛ لأن التعقيب هو التطوع جماعة بعد الفراغ من التراويح والوتر.
هذه عبارة جميع الفقهاء في تعريف التعقيب أنه التطوع جماعة بعد الوتر عقب التراويح، فكلامهم ظاهر في أن الصلاة جماعة قبل الوتر ليس هو التعقيب " انتهى باختصار.
وقال الشيخ صالح الفوزان في كتاب "إتحاف أهل الإيمان بمجالس شهر رمضان":
" وأما في العشر الأواخر من رمضان، فإن المسلمين يزيدون من اجتهادهم في العبادة، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فالذين يصلون ثلاثاً وعشرين ركعة في أول الشهر يقسمونها في العشر الأواخر، فيصلون عشر ركعات في أول الليل، يسمونها تراويح، ويصلون عشراً في آخر الليل، يطيلونها مع الوتر بثلاث ركعات، ويسمونها قياماً، وهذا اختلاف في التسمية فقط، وإلا فكلها يجوز أن تسمى تراويح، أو تسمى قياماً، وأما من كان يصلى في أول الشهر إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة فإنه يضيف إليها في العشر الأواخر عشر ركعات، يصليها في آخر الليل، ويطيلها، اغتناماً لفضل العشر الأواخر، وزيادة اجتهاد في الخير، وله سلف في ذلك من الصحابة وغيرهم ممن كانوا يصلون ثلاثاً وعشرين كما سبق، فيكونون جمعوا بين القولين: القول بثلاث عشرة في العشرين الأول، والقول بثلاث وعشرين في العشر الأواخر " انتهى.
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم: (82152).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/424)
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:18 ص]ـ
ألخص وأقول بأن كثرة الاجتهاد في العشر الأواخر مشروع ومطلوب ومحبوب، وهذا هو هدي النبي صلي الله عليه وسلم كما ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله وفي رواية لمسلم:"كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره ولايختلف فيه أحد منا .................. فضلا نريد الإرتكاز علي نقطة البحث .. هو مشروعية الجماعة مرتين في ليلة واحدة ... وأسئلكم إذا كان النبي صلي الله عليه وسلم شد مئزره وأحيا ليله وكان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره لماذا ماقام الجماعة مرتين في ليلة واحدة؟
هل أحد منا أكثر اجتهادا في العشر الأواخر من النبي صلي الله عليه وسلم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:44 ص]ـ
قال الشيخ عبد الله أبابطين – كما في "الدرر السنية" (4/ 364) -:
" مسألة في الجواب عما أنكره بعض الناس على من صلى في العشر الأواخر من رمضان زيادة على المعتاد في العشرين الأول، وسبب إنكارها لذلك غلبة العادة، والجهل بالسنة وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام.
سأعتبر ما أورده الأخ إحسان العتيبي حيدة! منه عن الجواب عما أوردتُه من أسئلة؛ فضلاً عن كونه إرهابًا علميًّا لمن يتناقشون معه بالأدلة، وليس بآراء الرجال؛ مهما علا قدرهم وارتفه شأنهم.
وذلك لأن الاجتهاد في العشر الأواخر بالزيادة في العبادة ((ليس محل البحث)).، وإنما محل البحث في كيفية ذلك.
ولو راجع الرابط الذي سقتُه إليه؛ لَوَجَد التبويبَ التالي:
? مشروعية تخصيص العشر الأواخر من رمضان بكثرة الصلاة ?
فعن عائشة http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/anha.png قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/salla.gif إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ؛ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، ((وَجَدَّ))، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ» متفق عليه.
وعنها أيضًا http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/anha.png أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/salla.gif (( يَجْتَهِدُ)) فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»؛ أخرجه مسلم في «صحيحه».
وبَوَّبَ عليهما الإمام مسلم http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/rhm.png بقوله: «بَابُ: الِاجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ».فلا أحد ينكر مشروعية الاجتهاد في العشر الأواخر، وعلى الراجح -عند عامة أهل العلم- يكون ذلك بالزيادة في ركعات قيام الليل كيف شاء. ولكن الذي ننكره هو ((الاجتماع)) (مرتين)، وليس الصلاة مرتين؛ فتنبه إلى الفرق بينهما.
? ((فلا بأس)) أن تجتهد في العشر الأخير؛ فتقسم الليل على قسمين؛ فتصلي مرتين:
1 - مرة تصلي ((مع الجماعة))،
2 - ومرة أخرى تصلي في بيتك ((منفردًا)).
? ولكن ((الذي ننكره)): أن تجتهد في العشر الأخير؛ فتقسم الليل على قسمين؛ فتصلي مرتين:
1 - مرة تصلي ((مع الجماعة))،
2 - ومرة أخرى تصلي ((في جماعة)) ثانية في آخر الليل.
لاحظ الفرق بين رقم (2) في الأعلى والأسفل.
ونرجوا عدم الحيدة عن الجواب هذه المرة!!:
? فإذا كان ((الاجتماع)) -وليس الصلاة- مرتين في ليلة واحدة؛ من هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه؛ فأين الدليل على ذلك حتى نتبعه ونرشد الناس إليه؟!
? وإلا:
فَبِمَ تفسرون عدم اجتماع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرتين –ولو لمرة واحدة! - في ليلة واحدة، وعدم فعل الصحابة؛ بل والتابعين لذلك –ولو لمرة واحدة! -:
- مع قدرتهم (التامة) على فعل ذلك.
- ومع (حاجتهم الماسة) لهذا الخير -مثلنا تمامًا-؛ بل الداعي في حقهم أكبر لكونهم كانوا أحرص منا على الخير.
- ومع عدم وجود الموانع التي منعتهم من فعل ذلك.
(الاختيارات المتوقعة للإجابة على السؤال)
• لأنهم كانوا معرضين عن هذا الخير!؛ زاهدين في ذلكم الأجر!. (وحاشاهم)
• لأنها لم ترد على أذهانهم أصلاً (غير معقول بالمرة!).
• لأنهم تمسكوا بهدي النبي؛ فرأوا ذلك غير مشروع؛ لأن النبي لم يفعله مع قدرته عليها وحاجتهم لها وانتفاء الموانع عن ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/425)
ننتظر الجواب بارك الله فيكم.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:33 م]ـ
قال ابن رجب فتح الباري [6/ 258]:
[واختلفت الرواية عن أحمد في التعقيب في رمضان، وهو: أن يقوموا في جماعة في المسجد، ثم يخرجون منه، ثم يعودون إليه فيصلون جماعة في آخر الليل.
وبهذا فسره أبو بكر عبد العزيز بن جعفر وغيره من أصحابنا. فنقل المروذي وغيره، عنه: لا بأس به، وقد روي عن أنس فيه.
ونقل عنه ابن الحكم، قالَ: أكرهه، أنس يروى عنه أنه كرهه، ويروى عن أبي مجلز وغيره أنهم كرهوه، ولكن يؤخرون القيام إلى آخر الليل، كما قال عمر.
قال أبو بكر عبد العزيز: قول محمد بن الحكم قول له قديم، والعمل على ما روى الجماعة، أنه لا بأس به. انتهى.
وقال الثوري: التعقيب محدث.
ومن أصحابنا من جزم بكراهيته، إلا أن يكون بعد رقدة، أو يؤخره إلى بعد نصف الليل، وشرطوا: أن يكون قد اوتروا جماعة في قيامهم الأول، وهذا قول ابن حامد والقاضي وأصحابه. ولم يشترط أحمد ذلك.
وأكثر الفقهاء على أنه لا يكره بحالٍ.
وكره الحسن أن يأمر الإمام الناس بالتعقيب؛ لما فيهِ من المشقة عليهم، وقال: من كانَ فيهِ قوة فليجعلها على نفسه، ولا يجعلها على الناس.
وهذه الكراهة لمعنى آخر غير الصلاة بعد الوتر.
ونقل ابن المنصور، عن إسحاق بن راهويه، أنه إن أتم الإمام التراويح في أول الليل كره له أن يصلي بهم في آخره جماعة أخرى؛ لما روي عن أنس وسعيد بن جبير من كراهته. وإن لم يتم بهم في أول الليل وآخر تمامها إلى آخر الليل لم يكره.] ا. هـ
قال محمد بن نصر المروزي في (قيام رمضان) [1/ 109]:
بَابُ التَّعْقِيبِ ..
وَهُوَ رُجُوعُ النَّاسِ إِلَى الْمَسْجِدِ بَعْدَ انْصِرَافِهِمْ عَنْهُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، أَنَّهُمَا كَانَا " يَكْرَهَانِ التَّعْقِيبِ فِي رَمَضَانَ "،
قَالَ سَعِيدٌ: " وَهُوَ رُجُوعُ النَّاسِ إِلَى الْمَسْجِدِ بَعْدَمَا يَنْصَرِفُونَ ".
وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا بِالتَّعْقِيبِ فِي رَمَضَانَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا يَرْجِعُونَ إِلَى خَيْرٍ يَرْجُونَهُ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْ شَرٍّ يَخَافُونَهُ ".
وَعَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ " كَرِهَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ مِنَ السَّحَرِ ".
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ " كَرِهَ التَّعْقِيبَ فِي رَمَضَانَ ".
وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنِ التَّعْقِيبِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: عَنْ أَنَسٍ فِيهِ اخْتِلافٌ.
وَسُئِلَ عَنْ قَوْمٍ يَعْتَقِبُونَ فِي رَمَضَانَ، فَيَقُولُ الْمُؤَذِّنُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَعْتَقِبُونَ فِيهِ: " حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ.
فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَذَا بِدْعَةً، وَكَرِهَهُ.
قِيلَ لَهُ: فَيَجِيءُ رَجُلٌ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ فَيُنَادِيهِمْ؟ قَالَ: هَذَا أَيْسَرُ ".] ا. هـ
1 - فتبين من ذلك أن تلك الصلاة كانت معروفة عند السلف ولم تكن شيئا محدثا،فقد أورد ابن أبي شيبة بابا سماه [التَّعْقِيبُ فِي رَمَضَانَ] وضمنه آثارا عن السلف ومثله محمد بن نصر كما سبق.
2 - من قال من الأئمة ببدعية تلك الصلاة فيحمل على صورة مخصوصة كما سئل الأمام أحمد فيما نقله عنه ابن نصر سابقا، وإلا كيف يبدعون أمرا كان معروفا عند الصحابة والتابعين وأجازه أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
3 - فالراجح هو أن صلاة التعقيب لا تكره، كما يأتي:
- قال ابن رجب: [وأكثر الفقهاء على أنه لا يكره بحالٍ] فتح الباري ـ لابن رجب [6/ 259]
- نقل جوازه عن الإمام أحمد ابن مفلح في الفروع [2/ 341]، قال: [وَهُوَ الْمَذْهَبُ عَلَى مَا اصْطَلَحْنَاهُ فِي الْخُطْبَةِ نَقَلَهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ فِي الْمُغْنِي، وَالشَّرْحِ، وَشَرْحِ ابْنِ مُنَجَّى وَصَاحِبُ التَّصْحِيحِ، فِي كِتَابَيْهِ الْكَبِيرِ وَالْمُخْتَصَرِ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَدَّمَهُ فِي الْكَافِي وَشَرْحِ ابْنِ رَزِينٍ وَغَيْرُهُمَا، وَجَزَمَ بِهِ فِي الْوَجِيزِ وَمُنْتَخَبِ الْآدَمِيِّ وَغَيْرِهِمَا]
- قال القاضي أبو يعلي - شيخ المذهب الحنبلي - في كتابه (الروايتين والوجهين) (1/ 161):
التنفل في جماعة بعد صلاة التراويح:
مسألة: واختلفت في كراهية صلاة النوافل في جماعة بعد صلاة التراويح.
فنقل بكر بن محمد عن أبيه أنه سئل عن التعقيب في رمضان، فقال: أكرهه.
ويروى عن أنس أنه كرهه، ولكن يؤخرون القيام إلى آخر الليل كما قال عمر.
ونقل المروذي وأبو طالب عنه، وقد سئل عن التعقيب وهو أن يصلوا التراويح ثم ينصرفون ثم يرجعون يصلون: لا بأس.
قال أبو بكر ما رواه بكر بن محمد قول قديم، والعمل على ما رواه الجماعة أنه غير مكروه،
وعندي أن المذهب غير مختلف في ذلك، وأنهم إذا صلوا في جماعة في آخر الليل لم يكره، وإنما يكره أن يجمعوا بعقب صلاة التراويح، لأنه قال في رواية بكر بن محمد أكره ذلك، ولكن يؤخرون من آخر الليل، وقال في رواية أبي طالب: لا بأس إذا صلوا التراويح وانصرفوا ثم عادوا فأجاز ذلك بعد التراويح بزمان. وقد روي في ذلك عن عمر أنه قال: يدعون أفضل الليل آخره، وفي لفظ آخر: الساعة التي تنامون أحب إليَّ من الساعة التي تقومون.] ا. هـ
- قال ابن قدامة في المغني [1/ 457]: [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّلَاةُ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، أَوْ إلَى آخِرِهِ، لَمْ تُكْرَهْ رِوَايَةً وَاحِدَةً، وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِيمَا إذَا رَجَعُوا قَبْلَ النَّوْمِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ ; لِأَنَّهُ خَيْرٌ وَطَاعَةٌ، فَلَمْ يُكْرَهْ، كَمَا لَوْ أَخَّرَهُ إلَى آخِرِ اللَّيْلِ.] ا. هـ(42/426)
س: هل حاول أحد السلف تفسير الحكمة من قص أخبار أنبياء الشعوب السامية فقط في القرآن؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 05:26 م]ـ
أفهم أن ربنا -سبحانه وتعالى- أرسل لكل قوم رسولاً بلغتهم يهديهم إلى الطريق المستقيم، ولكنه -تعالى- لم يقصصهم علينا في كتابه الكريم .. بينما فعل ذلك مع رسل ما يمكن تسميتهم بـ’الشعوب السامية‘.
فهل حاول أحد علماء السلف تفسير ذلك (أي إلقاء الضوء فقط على أنبياء الشعوب السامية)؟
انتبهت لهذا عندما قرأت مقالاً عن متعصبين أوروبيين بدأوا ينكرون التدين على أديان ’شعوب أخرى‘ (يقصدون الديانات السامية، كاليهودية والنصرانية والإسلام)!!!
وجزاكم الله خيراً.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 05:34 م]ـ
السلام عليكم أخي أبا بكر
دعك من قول هؤلاء فإنهم أفاكون كذبة
أما بالنسبةلموضوعك الجيد فأقول لك إن القرآن ذكر كرامة النبي إدريس وهو على الأغلب مصري أي حامي وليس ساميا فالمعلوم عند أهل التاريخ أن المصريين القدماء حاميون والله أعلم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 03 - 05, 09:50 م]ـ
أخي العزيز
اعترض على كلامك من اكثر من مدخل:
الاول: لا يجوز التسليم بما أخبر به اهل الكتاب من تقسيم الشعوب وهو تقسيم اعتمد على ما حرف من التوراة.بل وفي القران ما يكذب كلامهم.
الثاني:لا يؤمن هؤلاء بعاد وثمود اصلا.
الثالث ان الانبياء كانوا يرسلوا لقومهم خاصة ولكن كانوا يدعون غير قومهم الى دين الله.يوسف في السجن, وبعد خروجه منه "وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ "
مؤمن ال فرعو ن , زوجة فرعون.
عدم ذكر نبي ارسل لقوم لا يعني ان الله لم يرسل لهم نبي. بل انالله ارسل الى بني اسرائيل رسلا كانت تسوسهم كما ذكر في الحديث ولم يذكر ربنا منهم الا قليل.وقد ذكرت انت الاية فكيف نترك كلام ربنا الى قولهم؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 10:13 م]ـ
أخي ’سعيد الحلبي‘:
شخصياً أنا مع الرأي أن المصريين القدماء والبربر (الأمازيغ) من العرب العاربة!!
أخي ’مجدي ابو عيشة‘:
تقسيم الشعوب حسب التوراة المحرفة (والتحريف يعني ’اختلاط الحق بالباطل‘، فتذكر) لا أدري مدى عمقه، ولكني أعرف أن أهل الأرض كافة اليوم هم من نسل نوح، من أبنائه الثلاثة، لأن الله -تعالى- يقول: {وجعلنا ذريته هم الباقين} (أي نوح)، وقد قرأت لعالم عربي مسلم يشير إلى التوسع غير المشهور للعرق ’السامي‘ بشكل يشمل الهنود والفرس حتى!! ولعل هذا ما يفسر قرب تشابههم من العرب عادة!
لكن أي آي القرآن عنيت بأنها تكذب كلام التوراة في تقسيم الشعوب؟ لماذا لم تفدنا بما عندك؟
من هم الذين لا يؤمنون بعاد أو ثمود؟ حدد يا أخي!!
لم أفهم ذلك السطر من مشاركتك المكتوب فيه "مؤمن آل فرعون، زوجة فرعون"! ما المقصود بذلك السطر الصامت؟؟؟
أنا لم أقل أن الله لم يرسل لأي قوم أي أحد، بل قلت عكس ذلك!! لعلك استعجلت قراءتي!!
أي آية أنا ذكرتها؟؟؟ لم أذكر أي آية قرآنية في مشاركتي المستفتحة لهذا الموضوع، أخي!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:36 ص]ـ
أخي الحبيب ان ما قصدته ان اهل التحريف قد بدلوا في كتبهم حتى جعلوا الايمان مرتبط بذية سام وجعل الامم الاخرى ملعونة كما يرون بزعمهم:
26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ \لرَّبُّ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيَفْتَحِ \للهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ».من سفر التكوين المحرف.
اما الاية التي تكذبهم فهي "ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وكل اية تبين ان الناس كلهم من ادم متساوين بالانسانية.
وكنعان هو ابن حام.
فلذلك تجد التحريف عندهم بحذف اي ذكر لنبي من غير ابناء سام ثم بعد ذلك ابراهيم , ولاحظ بعد ذلك تحويلهم النسب من الاب الى الام من اجل التفريق بين ابناء ابراهيم فجعلوا النبوة محصورة في ابناء سارة دون غيرها.
وينسبون عبادة العجل الى هارون. وينكرون رسالة داود ويقولون هو ملك وليس نبي ولا رسول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/427)
اما الاعتماد على تقسيم الشعوب , فان من قسمهم انما قسمهم على ما ورد في التوراة وما هو من الاسرائيليات , وهو مما امرنا عدم الخوض في اكثره وتكذيب ما خالف كتاب ربنا.
اما ما قصدته في مؤمن ال فرعون وزوجة فرعون وما ارسل به يوسف. انها تكذب ان الرسالة مخصوصة فيهم ففي كتبهم ان الايمان لللشعب المختار لا لمن استجاب للدعوة.وعندهم انه لا يجوز خلط نسلهم بالشعوب الاخرى من ناحية المرأة!!!
اما الاية التي ذكرتها اقصد ما اشرت اليه بقولك:
"أفهم أن ربنا -سبحانه وتعالى- أرسل لكل قوم رسولاً بلغتهم يهديهم إلى الطريق المستقيم،" وهو فهم سليم , واعتذر فقد ظننتك وضعت الاية مع كلامك.
فانت من كالامك تعلم الاية.لهذا اقول لك كيف نترك لام ربنا ونلتفت لكلامهم الذي بني على ما حرف من كتبهم.
اخي العزيز لنركز قليلا في الامر:
هم (اهل الكتاب) ينكروا غرق ابن نوح الذي ذكره الله في كتابه بل ينكروا ان يكون لنوح ابن غير سام وحام ويافث.
والقران لم يحدد عدد من نجى مع نوح في السفينة: قال ابن جرير
وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال كَمَا قَالَ اللَّه: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل} يَصِفهُمْ بِأَنَّهُمْ كَانُوا قَلِيلًا , وَلَمْ يُحَدَّد عَدَدهمْ بِمِقْدَارٍ وَلَا خَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِيح , فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُتَجَاوَز فِي ذَلِكَ حَدّ اللَّه , إِذْ لَمْ يَكُنْ لِمَبْلَغِ عَدَد ذَلِكَ حَدّ مِنْ كِتَاب اللَّه أَوْ أَثَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اما ما ذكرت من ان ذرية نوح هم الباقين. فهل يستقيم ذلك الا بزواج ابنائهم (ابناء اولاد نوح والله اعلم ان كان معهم احد):ابناء العمومة , من بعضهم بعضا. ويصبح ويتناسبوا ويتصاهروا.!!؟
وقد رويت آثار لا تستقيم في ذلك.
الذي يجب الا نسلم به هو كلام اهل الكتاب المبني على عقلية التحريف عندهم, بما يخالف جعل الناس امة واحدة "كان الناس أمة واحدة " وقوله تعالى "الا تزر وازرة وزر اخرى ".
أخي الكريم اعتذر اظنني كنت جافا في الرد.(42/428)
س: لماذا ’تمذهب‘ علماء الإسلام الصحيح في الماضي؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 10:16 م]ـ
هذه ’حجة‘ (أو لعلها ’شبهة‘) يروجها المذهبيون دوماً، مشيرين إلى أن ابن تيمية كان حنبلياً، والبخاري (نسيت ما كان مذهبه)، وهلم جراً، لسحب البساط بذلك من تحت أقدام ’الدعوة السلفية‘ الداعية لترك هذا التمذهب المتصلب. فما الرد المناسب على ذلك؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 05, 10:34 م]ـ
قال ابن حزم في كتابه "الإحكام في أصول الأحكام" (6|126): «وليعلم مَن قرأ كتابنا، أن هذه البدعة العظيمة –نعني التقليد– إنما حدثت في الناس وابتُدئ بها بعد الأربعين ومئة من تاريخ الهجرة (140هـ)، وبعد أزيد من مئة عام وثلاثين عاماً بعد وفاة رسول الله r. وأنه لم يكن قط في الإسلام قبل الوقت الذي ذكرنا مسلم واحدٌ فصاعداً على هذه البدعة، ولا وجد فيهم رجل يقلد عالماً بعينه، فيتبع أقواله في الفتيا، فيأخذ بها ولا يخالف شيئاً منها. ثم ابتدأت هذه البدعة من حين ذكرنا في العصر الرابع في القرن المذموم، ثم لم تزل تزيد حتى عمَّت بعد المئتين من الهجرة (200هـ) عموماً طبق الأرض، إلا من عصم الله –عز وجل– وتمسك بالأمر الأول الذي كان عليه الصحابة والتابعون وتابعو التابعين بلا خلاف من أحد منهم. نسأل الله تعالى أن يثبِّتنا عليه، وأن لا يعدل بنا عنه، وأن يتوب على من تورَّط في هذه الكبيرة من إخواننا المسلمين، وأن يفيء بهم إلى منهاج سلفهم الصالح».
بقي العمل بالمذاهب المتعدّدة عند أهل السنة، الأربعة وغيرها، إلى أن جعل الخلفاء المدارس وقصروا التدريس في هذه المذاهب. كما أن مناصب القضاء حُصرت أيضاً في القضاة الذين يقضون بفتاوى الأئمة الأربعة. واستمر الحال على ذلك، إلى أن أمر السلطان الظاهر بيبرس –الذي كان له النفوذ والسلطان على مصر والشام وغيرهما من بلاد الإسلام– بجعل قضاة أربعة في مصر: لكل مذهب قاض خاص، وكان ذلك في سنة 663هـ. ثم جعل بعد ذلك بعام في بلاد الشام قضاة أربعة أيضاً. وعلى ذلك استمر الحال. فانحصرت المذاهب عند أهل السنة في هذه الأربعة، منذ ذلك الوقت إلى زماننا الحاضر.
قال المقريزي في "المواعظ والاعتبار" (خطط المقريزي) (3|390): «فلما كانت سلطنة الظاهر بيبرس البندقداري، ولَّى بمصر أربعة قضاة، وهم شافعي ومالكي وحنفي وحنبلي. فاستمر ذلك من سنة 665هـ، حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يُعرف من مذاهب الإسلام سوى هذه المذاهب الأربعة. وعُمِلَت لأهلها مدارس والخوانك والزوايا والربط في سائر ممالك الإسلام. وعُودي مَن تمذهب بغيرها، وأُنكر عليه. ولم يوَلَّ قاضٍ ولا قُبِلت شهادة أحد، ولا قُدِّم للخطابة والإمامة من لم يكن مقلِّداً لأحد هذه المذاهب. وأفتى فقهاء الأمصار في طول هذه المدة بوجوب اتّباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها».
قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (13|260): «ثم دخلت سنة أربع وستين وستمئة (664هـ)، استهلَّت والخليفة: الحاكم العباسي، والسلطان: الملك الظاهر، وقضاة مصر أربعة، فيها جعل بدمشق أربعة قضاة من كل مذهب قاض كما فعل بمصر عام أول ... وقد كان هذا الصنيع الذي لم يُسبَق إلى مثله، قد فُعِلَ في العام الأول بمصر كما تقدم، واستقرت الأحوال على هذا المنوال». وذكر ذلك أيضاً: الذهبي في كتابه "العِبر في خبر من غبر" (3|307) في حوادث سنة 663هـ، وابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (5|312)، وتغري بردي في "النجوم الزاهرة" (7|121) وغيرهم.
قال السيد سابق في فقه السنة (1|10): «وبالتقليد والتعصب للمذاهب فقدت الأمة الهداية بالكتاب والسنة، وحدث القول بانسداد باب الاجتهاد، وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء، وأقوال الفقهاء هي الشريعة، واعتُبر كل من يخرج عن أقوال الفقهاء مبتدعاً لا يوثق بأقواله، ولا يُعتد بفتاويه. وكان مما ساعد على انتشار هذه الروح الرجعية ما قام به الحكام والأغنياء من إنشاء المدارس، وقصر التدريس فيها على مذهب أو مذاهب معينة، فكان ذلك من أسباب الإقبال على تلك المذاهب، والانصراف عن الاجتهاد، محافظة على الأرزاق التي رُتّبت لهم!».
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 03 - 05, 10:45 م]ـ
السؤال فيه غموض شيئًا ما، هلاّ أوضحت أخ أبو بكر، ومن هو صاحب "الشبهة"؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:39 م]ـ
وهل التمذهب مضاد للسلفية؟ وهل هو الذي أفسد الكثيرين أم التزبب قبل التحصرم وادعاء الآجتهاد مع أفتقاد الأهلية حتى لفهم كلام الأئمة ليقلدهم؟!! فسبحان الله وبحمده.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[20 - 03 - 05, 12:54 ص]ـ
تم تحيريه من قبل المشرف، وسبق أن أوقف صاحبه عن الكتابة في الملتقى وحذفت مداخلاته في مواضيع أخرى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(و الزعم أنه كان حنبليا يحتاج إلى توثيق)
سبحان الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/429)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 - 03 - 05, 03:38 ص]ـ
..
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:35 ص]ـ
هناك فرق بين إتباع مذهب لطلب العلم فى البداية ثم التمييز و اختيار الراجح من أقوال أهل العلم فى مراحل متقدمة و بين إتباع مذهب و عدم مخالفته حتى إذا تبين للمرء خطأ أقوال فقهاء مذهبه.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:58 م]ـ
والبخاري (نسيت ما كان مذهبه)، وهلم جراً، لسحب البساط بذلك من تحت أقدام ’الدعوة السلفية‘ الداعية لترك هذا التمذهب المتصلب. فما الرد المناسب على ذلك؟؟
وجزاكم الله خيراً.
تتلمذ البخاري صغيراً على كتب ابن المبارك رحمه الله تعالى, حيث كانت سائدة وغزيرة في بلاد خراسان آنذاك, وقيل أن ابن المبارك حنفي, ولكنها لاتقال لمثله, فهم قرناء, فضلاً عن أن المذهبية حينها لم تكن بارزة, وائمة الدين كثيرون والله تعالى اعلم
بالنسبة للتمذهب, فقد كان ضرورة ملحة في وقته, ولايقصد به على الأطلاق أنه بديل لأمر آخر وماشابه, مع الأخذ بالاعتبار إمكانات ذلك الزمن وتباعد البلدان وأسباب أخرى.
زار الإمام ابو اسماعيل الهروي, إحدى البلدان "الحنفية" قاصداً أحد ائمتها, فسئل عند دخوله البلدة عن مذهبه, فقال: انا حنبلي.
فرد عليه الإنسان البسيط, الذي سأله, أنك من أهل البدعة, حيث لايعرف ماذا تعني كلمة حنبلي.
حصل بعض الضوضاء, وفي الأخير وصل ابواسماعيل الى إمام تلك البلدة, وعرف الخبر, فقال ذلك الإمام الحنفي: من لم يكن حنبلياً فليس مسلماً.
لايخفى المغزى, والتمذهب ليس تفريق للدين, تفريق الدين, حصل ولاشك, ولكن السبب العقول القاصرة, لذا تجد أن هذا التفريق يختفي أو ينعدم عند العلماء, يوكثر عند الجهلاء, والجهل هو المتهم الرئيسي في نشوء التعصب والتفريق, وخصوصاً أن القصص حول هذا الأمر كثيرة.
ـ[ابن تميم الظاهري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:17 م]ـ
أخي الكريم ..
الإشكال الذي حصل عند بعض طلبة العلم هنا أو هناك ..
تحرير الشيء الذي يكون به فلان أو فلان متمذهباً لمذهب ما ..
وبمعنى آخر ..
متى يكون المرء متمذهباً لمذهب فقهي معين .. ؟!
أرى تخليط من كثير ممن يتكلم عن هذا الأمر ..
وجواب ذلك بسيط ..
إذا أردت أن تعلم أن فلان متمذهب فعليك أن تعرف أصول فقهه الذي بنى عليه كل مسائله في فروعه ..
فإن وجدته لا يقتدي بأحد وإنما يجتهد ويحرر مسائل الأصول فستعلم أنه ليس بمقلد ولا متمذهب على أحد ..
ولا ضير بموافقة هذا الشخص بأصل من أصول أحد هذه المذاهب ..
لكن العبرة بتحقيق أصوله التي يعتمدها بالفتوى والحكم ..
وهذا سواء فيه المذاهب الفقهية المعروفة أو حتى مذهب أهل الحديث ..
لأنك إن حققت ونظرت في مذاهب جميع العلماء ستجد ما أقوله لك حرفاً حرفاً ..
وأستطيع أن أقول ..
إن العلماء في هذا نستطيع تقسيمهم باعتبار تحقيقهم لأصول الفقه إلى أقسام ..
الأول ..
إما أن يكون وافق شيخه أو إماماً ما في كل أصول الفقه ولم يخالف إلا فيما ندر أو في مسائل جزئية منه ..
والثاني ..
وإما أن يكون حقق ونظر وبحث في كل مسألة أصولية فتحقق له منهج اجتهادي خاص به ..
والثالث ..
إما أن يكون أخذ بجملة أصول مذهب أو إمام ما وخالف في بعض المسائل الأصلية ..
فهنا تعلم من قلد ومن لم يقلد ..
وبالنسبة للإمام عبد الله بن المبارك فليس بحنفي تحقيقاً ..
صحيح أنه أخذ من إمام المذهب الحنفي بعض الروايات إلا أنه لم يتفقه عليه ..
وأقول تحقيقاً ..
لأني منذ أكثر من سنة جمعت فقهه وخرجته على الأصول المعروفة اليوم فلم يوافق الحنفيين إلا فيما ندر ..
وفيه ميل شديد إلى النص .. وكان لا يأخذ بالرأي ..
وعمله في الحديث والآية هو تفسير معانيها دون تعليلها ..
وإن شاء الله يطبع لتعم الفائدة من فقه هذا الإمام الجليل ..
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 10:52 م]ـ
للوزير ابن هبيرة الحنبلي رحمه الله كلام في الإفصاح
يذكر بأن من مزايا المذاهب الأربعة بأن الحق والدليل لا يخرج عنها.-كما يقول بعدم جواز الخروج عنها
(حبذا يفيدنا به بنصه من كان عنده حاضرا)
والسؤال لأحد أخواننا ........... هنا في الملتقى -قول بأنه يعرف الكثير من المسائل التي خالف فيها اصحاب المذاهب الأربعة الدليل وهممت بسؤاله في قوله لكن شغلت وقد أتت المناسبة
ولشيخنا الإمام الزاهد عبدالرحيم الطحان (بحث في المسألة) (أي الخروج عن المذاهب الأربعة)
وزع قديما في الدوحة حبذا من مشايخنا هنا ظاهريهم ومذهبيهم ومحدثهم مطالعته قبل سن الرماح.
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:11 ص]ـ
لعل أحد إخواننا يوثق كلامي التالي حيث نسيت موضع مكانه ... فبالرغم من اتباع ابن تيمية للدليل ولكنه يقول كلاما مفاده:
(إن من نعم الله وجود هذه المذاهب الأربعة التي تعتبر كمنارات إن لم تدل السالك فإنه تقرب له الطريق على أقل تقدير ... )
.
إخواني وأحبايي إذن فلا نتمذهب ولكن نحمد الله على وجود المذاهب
وليت من ألزم الناس بالتمذهب تأمل قليلا لوجد أنه أوقع نفسه وغيره في حرج فإن التزامه يلزمه تضليل كل مسلم عاش قبل ظهور المذاهب!
ثم ليس القول بأن (التمذهب غير التدين) كافٍ للخروج من هذا الحرج
إذ لا انفكاك لأحدهما عن الآخر وما فائدة العلم بلا عمل؟!
أنتمذهب لم لا نتخذه دينا؟!!
كيف ذلك؟
لا يمكن؟
إخواني إن الخير كله أن يتعلم الإنسان من جميع المذاهب ويعمل بأرجحها ما استطاع إلى ذلك سبيلا
فإن لم يستطع فليكتف بتقليد أعلم أهل زمانه وأخشاهم لله فيما يظهر له
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/430)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:10 م]ـ
الاخ السائل بماذا ترد على من يرميك انت ايضا بالتمذهب فانت مذهبى ايضا ومذهبك هو مذهب ابن حزم رحمه الله وانت تستدل بما كان يرمى به فقهاء الاسلام ولهذا قال عنه الشاطبى فى الموافقات (وإنما عابوا على ابن حزم أنة لم بتلقى العلم على أيدى الشبوخ ولم يتأدب بأدابهم)
وسماه ابن القيم منجنيق المغرب او العرب ,ثم إن طريقة العرض بقولك سحب البساط توحى بانك فى ساحة حرب لا ساحة علم.
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 04:57 م]ـ
سؤالي ماذا يقابل التمذهب بمذهب؟ أو بمعنى آخر ماذا يقابل التقليد؟
لو قلنا يقابله الاجتهاد فهل هذا متاح لكل البشر؟ أو لأكثرهم؟ أو لأقلهم؟
أرجو الإجابة!
ـ[سند1]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:04 ص]ـ
التمذهب البغيض ذلك الذي يحجر عقل صاحبه ويدعوه للتعصب، أما مجرد اتباع قول إمام من الأئمة، أو عالم من العلماء فليس هو المذموم، قال تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) وحظوظ الماس في الفهم ليست سواء، فمنهم السابق ومنهم المقصر ومنهم ومنهم، فهل كل هؤلاء مدعوونللنظر في الكتاب والسنة وتجشم منزلة الاجتهاد، وحتى لو طلبوها فهل هم مدركوها؟ وإذا لم يكونوا كذلك، واستفتوا من وثقوا في دينه وعلمه فهم مقلدون له، كائنا من كان، لأن اتباعهم له دين يتعبدون الله به، قال تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) تظل مسألة الصواب والخطأ في ما قلدوا فيه مفتيهم، وهذا شأن آخر، أما من حيث المبدأ فهم مقلدون، لأنهم لا قدرة لهم على النظر في الأدلة ولا فهمها حتى لو كلف المجتهد أو المفتي نفسه هذا الأمر، وهذا حال السواد الأعظم من الناس اليوم، بل حال الكثير ممن ينتسب لطلبة العلم اليوم، فالناس على طبقات إما مقلد يسأل فيجاب عن سؤاله ولا علم له بشيء لأنه لم يؤت حظا من العلم الشرعي وهذا هو المقلد العامي، وإما أنه يعرف أدلة المدرسة الفقهية التي يتبعها فقط وهذا أيضا مقلد ولكنه مقلد متبع، أي متبع للدليل، وإما أنه يعرف أدلة مذهبه وأدلة غير مذهبه يعرف صحيحها من سقيمها وناسخها ومنسوخها وهذا مرجح وعليه أن يخرج من ربقة التقليد، وإن زاد إلى ذلك القدرة على النظر في النوازل المستحدثة والاجتهاد فيها وأوتي آلة الاجتهاد فإنه مجتهد وبحسب الأصول التي اعتمدها في الاجتهاد يكون انتسابه فإن كانت أصوله في الاجتهاد حنفية فهو مجتهد مذهب إما حنفيا أو مالكيا أو شافعيا أو حنبليا أو غيره بحسب أصوله، وإن كانت له أصوله الخاصة كالأعلام الذين سبق ذكرهم فهو مجتهد مطلق، فضع نفسك يا أخي في المنزلة التي تناسبك وتعامل على أساسها، أما أن يترك الأمر فوضى وكل من أوتي حظا من العلم قل أو كثر ينصب نفسه شيخا للإسلام ويفتي قأحب أن ضرره أكثر من نفعه، وإنما تحرج العلماء الأوائل من نسبة أنفسهم إلى الاجتهاد المطلق أو حتى مجرد الاجتهاد رغم أنهم أوتوا آلته، ورعهم وخوفهم من الرياء والعجب وحبوط الأعمال، ورأو أن العبرة بالعمل والاستفادة بما أنتجوا وأبدعوا واجتهدوا، وفقنا الله لما يحب ويرضى، والالتزام بمدرسة فقهية لعامة الناس دعت إليه الضرورة من انتشار العلماء في الآفاق واتباع الناس لأقوالهم في الأصقاع المختلفة، فحصل ما حصل من نمو المذاهب وانتشارها، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:59 م]ـ
هل الأخ ابا لبابة يفسر (التمذهب) بـ (التقليد)؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:51 م]ـ
الخلط كالعادة بين المشهور على الالسنة وما هو الصحيح:
فلا يوجد عالم الا له مذهب , فالمذهب هي الطريقة التي تتبع للاستدلال والادلة.
فاهل السنة كافة يأخذوا بالقران والسنة.
اما الاجتهاد فمنهم من اخذ بالمصلحة المرسلة والاستصحاب ومنهم من استحسن ومنهم ومنهم من لم يأخذ منها
والمذاهب الاربعة بالاضافة لمذهب الظاهرية تجمع اصول كل مجتهد.
فمن كان ياخذ القياس والاجماع فيما لا نص فيه وافق اصول الشافعي. وهكذا نجد ان التسمية ليست عبثية
فمن كان لا مذهب له من هذه من المجتهدين كان لا بد له من وضع الاسس التي يبني عليها الاحكام كما اخبرك الاخ ابو تميم. ويظبط به اصوله كما اخبرك الاخ محمد رشيد الحنفي الاصيل. وهو غير التقليد الذي حذرك منه الاخ محمد الامين.
فخلاصة الكلام ان المذهب هي طريقة فهم الادلة وبناء الاحكام.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:54 ص]ـ
ثم أنا لا أتصور أبدا (متفقه) لا مذهب له!!
كلمكة لا مذهب له تعني عندي (لا فقه موروث له)
و الذي يأخذ (في منهجية التفقه) من هنا و من هنا، لا نقول (لا علم له) .. بل نقول (لا فقه له) .. نعم هو لم يخرح عن أبي حنيفة و أحمد و الشافعي و مالك .. إلا أنه (قماش) لا ضابط له .. أخذ من هنا و من هناك .. فأفرغ طاقته دون طائل منضبط
و أنبه إلى أني أقول بأن كلامي خاص بـ (المتفقه)، و أما (من تفقه) فلا ضير، بل صولته و جولته هنا و هناك تكون من باب الملكة و التمكن(42/431)
من يدلني على احاديث الاعجاز العلمي؟؟؟
ـ[ابن عايض]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:10 م]ـ
السلام عليكم
يا اخوان اريد من يدلني على الاحاديث التي في الصحيحين واثبت العلماء المعاصرين ان فيها اعجازا علميا (طبيا او فلكيا 00 الخ)
ارجو من عنده علم ان يفيدني
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:31 م]ـ
انظر كتاب " الإعجاز العلمي في السنة النبوية " للدكتور صالح أحمد رضا
وهو في مجلدين من مطبوعات مكتبة العبيكان.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:43 م]ـ
جزاك الله عني كل خير
ولكن هل قرات او تصفحت الكتاب وترشحه في هذا المجال وشكرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:50 ص]ـ
هو كله في هذا المجال.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:35 م]ـ
شكر الله سعيك
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 08:18 ص]ـ
قيد الطبع أو طبعت:
رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية:
الأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان و الأرض و الفلك
للدكتور أحمد الحارثي
من مشاريع وقف السلام الخيري بالرياض
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[11 - 04 - 05, 12:09 م]ـ
موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي (خمسة أجزاء)
تأليف: أحمد شوقي إبراهيم
الناشر: شركة نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع: القاهرة - مصر
من موقع ثمرات المطابع والمعلن عنه خمسة أجزاء من السلسلة
ـ[ابن عايض]ــــــــ[16 - 04 - 05, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(42/432)
الأخ الفاضل (المقريء) هلاّ أتحفتني بذكر المرجع مأجورين؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
ذكرتم كلاما عن العلامة ابن عثيمين رحمه الله في مسألة البوفيه المفتوح فقلتم:
((سئل شيخنا ما نصه: هناك محلات تبيع الأطعمة تقول: ادفع عشرين ريالا والأكل حتى الشبع؟
فأجاب أستاذنا رحمه الله: الظاهر أن هذا يتسامح فيه لأن الوجبة معروفة وهذا مما تتسامح فيه العادة ولكن لو عرف الإنسان من نفسه أنه أكول فيجب أن يشترط على صاحب المطعم لأن الناس يختلفون.أ. ه))
فلو تكرمتم بذكر المرجع حتى نتمكن من الرجوع اليه وجزاكم الله خيرا؟؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:16 م]ـ
للرفع
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:54 م]ـ
هي في شرح زاد المستقنع في كتاب الإجارة
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا المقرئ.
وهذه فتوى للشيخ الدكتور خالد المشيقح (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام فرع القصيم، ومن أبرز طلاب الشيخ رحمه الله):
ما حكم الأكل في مطاعم البوفيه المفتوح؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام، على رسول الله وبعد:
الأكل في البوفيه المفتوح يظهر والله أعلم، أنه جائز؛ لأن الغرر الموجود فيه يسير، والغرر اليسير جاء الشرع باحتماله، وإن كان الأحسن تركه.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=21509
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(42/433)
ذكر ابن عبدالبر اجماع المحدثين على قبول مراسيل ابن سيرين، فما هو رأي الاخوة؟
ـ[ابراهيم]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:37 م]ـ
قال الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح ما نصه " قال ابو عمر في التمهيد " أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسيل، وانه كان لا يروي ولا يأخذ الا عن ثقة، وان مراسيله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك النكت 1/ 511
لكني رجعت الى مقدمة التمهيد ولم اجد هذه العبارة فمن وجدها فليدل عليها وله الشكر والدعاء
فهل من بحث في مراسيل محمد بن سيرين أيها الكرام؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 03 - 05, 12:09 م]ـ
الأخ (إبراهيم) ..
قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى - في شرح العلل (1/ 556): (وقد ذكر أصحاب مالك: أن المرسل يقبل إذا كان مرسله ممن لا يروي إلا عن الثقات.
وقد ذكر ابن عبد البر ما يقتضي أن ذلك إجماع، فإنه قال: ((كل من عرف بالأخذ عن الضعفاء والمسامحة في ذلك لم يحتج بما أرسله كان أو من دونه، وكل من عرف أنه لا يأخذ إى عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول، فمراسيل سعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي عندهم صحاح.
وقالوا: مراسيل الحسن وعطاء لا يحتج بها، لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد، وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية.
وقالوا: لا يقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف أحال على غير ملئ، يعنون على غير ثقة، إذا سألته عمن هذا؟ قا ل: عن موسى ابن طريف، وعباية بن ربعي، والحسن بن ذكوان.
قالوا: ويقبل تدليس ابن عيينة، لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج، ومعمر، ونظرائهما.
ثم ذكر بعد ذلك كلام إبراهيم النخعي الذي خرجه الترمذي ههنا، ثم قال: ((إلى هذا نزع من أصحابنا من زعم أن مرسل الإمام أولى من مسنده، لأن في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل النخعي أقوى من مسانيده، وهو لعمري كذلك، إلا أن إبراهيم ليس بمعيار على غيره)) انتهى).
فقد نقل ابن رجب أيضاً عن ابن عبد البر، لكن ليس فيه ذكر المصدر، ولا أحال المحقق إلى مصدر، ولعلك تبحث في التمهيد كاملاً، لا في المقدمة فحسب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:42 م]ـ
النص الأخير هو في التمهيد 1/ 30
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:47 م]ـ
(وقال علي ابن المدني سمعت يحيى بن سعيد يعنى القطان يقول ينبغي لصاحب الحديث ان تكون فيه خصال ينبغي ان يكون جيد الأخذ ويفهم ما يقال له ويبصر الرجال ويتعاهد ذلك من نفسه وقد ذكرنا في باب أخبار مالك بعد هذا الباب قوله فيمن يؤخذ العلم عنه ومذهبه في ذلك هو مذهب جمهور العلماء والشرط في خبر العدل على ما وصفنا (أ) أن يروى عن مثله سماعا واتصالا حتى يتصل ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما الارسال فكل من عرف بالأخذ عن الضعفاء والمسامحة في ذلك لم يحتج بما أرسله تابعيا كان أو من دونه وكل من عرف أنه لا يأخذ الا عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي عندهم صحاح وقالوا مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل ابي قلابة وابي العالية (71) وقالوا لا يقبل تدليس الأعمش لأنه اذا وقف أحال على غير ملىء يعنون على غير ثقة اذا سألته عمن هذا قال عن موسى بن طريف (72) وعباية بن ربعى (73) والحسن بن ذكوان (74)
قالوا يقبل تدليس ابن عيينة لأنه اذا وقف أحال على ابن جريح ((75) ومعمر (76) ونظائرهما (أ) أخبرني أبو عثمان سعيد بن نصر (ب) رحمه الله قال حدثنا أبو عمر أحمد بن دحيم بن خليل (77) قال حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي (78) قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا سفيان بن عيينة يوما عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين قال يجزى الجنب أن ينغمس في الماء قلنا من دون زيد بن أسلم قال معمر قلنا (ج) من دون معمر قال ذاك (د) الصنعاني عبدالرزاق (79) وروى عن ابن معين قال كان ابن عيينة يدلس فيقول عن الزهرى فاذا قيل له من دون الزهري فيقول لهم أليس (ه) لكم في الزهري مقنع فيقال بلى فاذا (و) استقصى عليه يقول معمر اكتبوا لا بارك الله لكم قال يحيى بن معين وكان هشيم مدلسا (80) كان الأعمش مدلسا ووكان الوليد بن مسلم مدلسا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/434)
حدثنا أبو عبدالله محمد بن رشيق (81) قال حدثنا أبو الطيب احمد بن سليمان بن عمرو البغدادي (82) قال حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان الباغنذي (83) قال حدثنا علي بن عبدالله المديني قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري قال حدثنا سليمان الأعمش عن ابراهيم التيمي (84) عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد قال سفيان وشعبة لم يسمع الأعمش هذا الحديث من ابراهيم التيمي قال أبو عمر هذه شهادة عدلين امامين على الأعمش بالتدليس وانه كان يحدث عن من لقيه بما لم يسمع منه وربما كان بينهما رجل (أ) أو رجلان فلمثل هذا وشبهه قال ابن معين وغيره في الأعمش انه مدلس حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمن (85) حدثنا ابراهيم بن بكر بن عمران حدثنا محمد بن الحسين الأزدي حدثنا عمران بن موسى (86)
حدثنا أبو موسى الزمن (87) حدثنا أبو الوليد قال سمعت أبا معاوية الضرير (88) يقول كنت أحدث الأعمش عن الحسن بن عمارة (89) عن الحكم (90) عن مجاهد (91) فيجىء أصحاب الحديث بالعشى فيقولون حدثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث فأقول انا حدثته عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد قال أبو عمر التدليس في محدثي أهل الكوفة كثير قال يزيد بن هارون (92) لم أر بالكوفة أحدا الا وهو يدلس الا مسعرا (93) وشريكا (94) وذكر اسحاق بن ابراهيم عن أبي بكر بن عياش (59) عن الأعمش قال قال لي حبيب بن أبي ثابت (96) لو ان رجلا حدثني عنك بحديث ما باليت أن أرويه عنك
وروى معاذ بن معاذ (97) عن شعبة قال مارأيت احدا الاوهو يدلس الاعمرو بن مره (98) وابن عون (99) وقال يحيى بن سعيد القطان مالك عن سعيد بن المسيب أحب الى من الثورى عن ابراهيم لأنه لو كان شيخ الثورى فيه رمق لبرح به وصاح وقال مرة أخرى كلاهما عندى شبه الريح حدثنا خلف بن احمد (100) حدثنا احمد بن سعيد (101) حدثنا سعيد بن عثمان (102) حدثنا الخشنى حدثنا أبو موسى الزمن حدثنا الحسن ابن عبد الرحمن عن ابن عون قال ذكر أيوب لمحمد يوما حديثا عن أبى قلابة فقال أبو قلابة رجل صالح ولكن انظر عمن ذكره أبو قلابة وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا الحضرمي (103) حدثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثنا أبى حدثنا اسماعيل بن عليه (104) عن أيوب قال كان الرجل يحدث محمدا بالحديث فلا يقبل عليه ويقول والله ما أتهمك ولا أتهم ذاك ولكن أتهم من بينكما
حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا أبو داود يعني الطيالسي (105) قال قال شعبة كنت أعرف اذا جاء ما سمع قتاد مما لم يسمع كان اذا جاء ما سمع يقول حدثنا أنس بن مالك وحدثنا الحسن وحدثنا سعيد بن المسيب وحدثنا مطرف (106) واذا جاء ما لم يسمع يقول قال سعيد بن جبير وقال أبو قلابة وذكر أبو عيسى الترمذي (107) حدثنا حسين بن مهدي البصري (108) حدثنا عبدالرزاق حدثنا ابن المبارك قال قلت لهشيم ما لك تدلس (أ) وقد سمعت كثرا قال كان كبيراك يدلسان الأعمش والثوري وذكر أن الأعمش لم يسمع عن مجاهد الا أربعة أحاديث وقال قال (ب) أبو عيسى قلت لمحمد بن اسماعيل البخاري لم يسمع الأعمش من مجاهد الا أربعة أحاديث قال ريح ليس بشيء لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها حدثنا مجاهد قال البخاري ولا أعرف لسفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل (109) ولا عن منصور وذكر مشايخ كثيرة فقال (ج) لا أعرف لسفيان عن هؤلاء تدليسا ما أقل تدليسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/435)
قال البخاري وكان حميد الطويل (110) يدلس حدثنا أبو عبدالله محمد بن ابراهيم بن سعيد (111) قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان الأعناقي قال حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن اسماعيل الأيلي (112) قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن اسلم قال قال عبدالله بن عمر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف يعني مسجد قباء (113) يصلى فيه ودخلت رجال من الأنصار يسلمون عليه ودخل معهم صهيب (114) فسألت صهيبا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع اذا سلم عليه قال يشير بيده قال سفيان بن عيينة فقلت لرجل سل زيد بن أسلم وفرقت أن اسأله هل سمعت هذا من ابن عمر فقال له يا أبا أسامة أسمعته من ابن عمر قال زيد أما أنا فقد رأيته قال أبو عمر جواب زيد هذا جواب حيرة (أ) عما سئل عنه وفيه دليل والله أعلم على أنه لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر ولو سمعه منه لأجاب بأنه سمعه ولم يجب بأنه رآه وليست الرؤية (ب) دليلا على صحة السماع
وقد صح سماعه من ابن عمر لأحاديث وقد ذكرنا ذلك في أول بابه من هذا الكتاب والحمد لله حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل شعيب بن حرب (115) قال قال مالك بن أنس كنا نجلس الى الزهري والى محمد بن المنكدر (116) فيقول الزهري قال ابن عمر كذا وكذا فاذا كان بعد ذلك جلسنا اليه فقلنا له الذي ذكرت عن ابن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم وقال حبيب بن الشهيد (117) قال لي محمد بن سيرين سل أ) الحسن من سمع حديث العقيقة فسألته فقال من سمرة (118) قال أبو عمر فهكذا مراسيل الثقات اذا سئلوا أحالوا على الثقات يقولون لم يسمع الحسن من سمرة غير حديث العقيقة هكذا قال ابن معين وغيره وقال البخاري قد سمع منه أحاديث كثيرة وصحح سماعه من سمرة فيما ذكر الترمذي أبو عيسى عن البخاري فالله أعلم حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش قال قلت لابراهيم اذا
حدثتني حديثا فأسنده فقال اذا قلت عن عبدالله يعني ابن مسعود فاعلم أنه عن غير واحد واذا سميت لك أحدا فهو الذي سميت قال أبو عمر الى هذا نزع من أصحابنا من زعم أن مرسل الامام أولى من مسنده لأن في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل ابراهيم النخعي أقوى من مسانيده وهو لعمري كذلك الا أن ابراهيم ليس بعيار على غيره)
ـ[سيف 1]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
رحم الله أخانا ابن وهب وجزاه عنا خيرا ووددت لو يزيدنا في حال رواية ابن سيرين عن ابن عباس. هل من بينهما ثقة؟ فقد قرأت انه لم يسمع من ابن عباس سماعا
ووددت لو يشرح لنا معني مراسيل النخعي أقوى من مسنده
ـ[ابراهيم]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:06 ص]ـ
الاخوة محمد بن عبدالله وابن وهب شكر الله لكم ما نقلتم، وليت الوقت يتسع لجرد التمهيد بحثا عن هذه الكلمة، لو كان عند احد الاخوة برنامج حاسوبي فيه التمهيد اعتقد انه سيرحنا من العناء،
الاخوة اعضاء المنتدى هل من مزيد؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:02 ص]ـ
بارك الله فيكم
انظر التمهيد 8/ 301
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:12 ص]ـ
قال أبو عمر أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم)
)
انتهى
التمهيد 8/ 301
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:22 ص]ـ
إلى الأخ الكريم إبراهيم - وفقه الله -
حمل التمهيد ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32705)
حمل التمهيد ك ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=1539&PHPSESSID=6efdf64677f7ea3e1eb700428df5b895)
ـ[ابراهيم]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:22 م]ـ
ابن وهب شكر الله لكم ثم شكر لكم على الدلالة على مكان هذه العبارة ثم الدلالة على رابط تحميل التمهيد، ثم الدلالة على موقع المشكاة، غفر الله لكم.
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:28 م]ـ
طعن المالكيه في إجماعات ابن عبد البر فقالوا: يحذر طالب العلم من اربعه:
1 - اجماعات ابن عبدالبر
2 - اتفاقات ابن رشد
3 - خلافيات اللخمي
4 - احاديث القاضي عبدالوهاب.
وبناءا ً عليه فإن ابن عبدالبر إذا ذكر إجماعا ً يُتوقف فيه حتى توجد له شواهد أو قرائن تدل على الإجماع.
و ابن سيرين معروف ٌ بتشدده فقد يستأنس بذلك لكن لايُجعل قول ابن عبدالبر قاعدة ً كلية ً مطردة ً.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 05 - 05, 10:31 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في منهاج السنة النبوية (6/ 236، 237):
"قال عبد الله بن الإمام أحمد، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -، حدثنا أيوب - يعني السختياني -، عن محمد بن سيرين، قال: (هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين).
وهذا الإسناد من أصح إسنادٍ على وجه الأرض. ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطِقِهِ، ومراسيله من أصح المراسيل".
انتهى.
وقد اهتديت لهذا الكلام عبر الكتابِ الماتع، الشيقِ النافع، لفضيلة الشيخ د. علي الصياح، الموسومِ بـ (الداعية البصير)، ص58.
واهتديت لكلام الشيخ عليٍّ في كتابه عبر سماع صوته في إذاعة القرآن الكريم في برنامجه (الداعية البصير)، وهو - في غالب ظني - نفس الكتاب، مع إعداده للإلقاء في الإذاعة.
وقد أحال الشيخ أيضاً في الكتاب إلى التمهيد (1/ 30).(42/436)
حكم المسح على الجورب المخرق للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:40 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
ما حكم المسح على الجورب المخرق؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: الصحيح من أقاويل العلماء جواز المسح على الخف أو الجورب المخرق فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالمسح على الخفين و لم يشترط كونه سليما من الخروق أو الفتوق ولا سيما أن خفاف بعض الصحابة لا تخلو من فتوق و شقوق فلو كان هذا مؤثرا على المسح لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بيانا عاما فقد تقرر في القواعد الأصولية أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وقد قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: (امسح عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين و الأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة) رواه عبد الرزاق في المصنف (1/ 194).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (21/ 174): (فلما أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر بالمسح على الخفاف مع علمه بما هي عليه في العادة و لم يشترط أن تكون سليمة من العيوب وجب حمل أمره على الإطلاق ولم يجز أن يقيد كلامه إلا بدليل شرعي وكان مقتضى لفظه أن كل خف يلبسه الناس و يمشون فيه فلهم أن يمسحوا عليه وإن كان مفتوقا أو مخروقا من غير تحديد لمقدار ذلك فإن التحديد لابد له من دليل).
وهذا مذهب اسحاق وابن المبارك وابن عيينة وأبي ثور.
وذهب الإمام الشافعي و أحمد في المشهور عنهما إلى أنه لايجوز المسح على الخفين أو الجوربين مادام أنه يظهر من الملبوس فتق أو شق في محل الفرض.
وذهب أبو حنيفة ومالك إلى التفريق بين الخرق اليسير و الخرق الكثير.
والصحيح القول الأول وأنه يجوز المسح على الخفين و الجوربين ما تعلقت بهما القدم و أمكن المشي فيهما.
ويصح أيضا المسح على الجوربين اللذين يصفان البشرة لأن الإذن بالمسح على الخفين مطلق ولم يرد تقييده بشيء فكان مقتضى ذلك أن كل جورب يلبسه الناس لهم أن يمسحوا عليه وهذا مقتضى قول القائلين بجواز المسح على الخف المخرق ما أمكن المشي عليه.
وقد ذكر النووي رحمه الله في المجموع (1/ 502) أنه إذا لبس خف زجاج يمكن متابعة المشي عليه جاز المسح عليه وإن كان ترى تحته البشرة. والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان 15/ 9/1421(42/437)
ما حكم صلاة الجماعة في السفر؟
ـ[الأحمدي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:40 م]ـ
بارك الله فيكم
ما حكم صلاة الجماعة في السفر؟
سواءا في حالة إنفراد المسافر في سفره أو وجود جماعة معه؟
أرجو الإفادة .....
ـ[الأحمدي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:16 م]ـ
هل من مجيب .... ؟؟!!
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:01 ص]ـ
للتو رأيت سؤالك ولعلك تعذر الإخوة المشايخ لإنشغالهم وأيضا لتعطل الملتقى فترة من الوقت
الإجابات أدناه للشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
المسافر إذا كان وحده فإنه يصلي مع الإمام بالإتمام
س: إذا كنت مسافرا ومكثت في البلد الذي سافرت إليه عدة أيام، ثلاثة أو أربعة أو أقل أو أكثر، ودخلت المسجد وقت الظهر وصليت مع الجماعة صلاة الظهر أربع ركعات، ثم قمت لوحدي وصليت العصر قصرا، هل عملي هذا جائز؟ وهل يجوز لي الصلاة جمعا وقصرا لوحدي في المنزل وأنا في وسط بلد به مساجد كثيرة وأسمع الأذان بحجة أنني مسافر؟
ج: إذا عزم المسافر على الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام وجب عليه الإتمام عند جمهور أهل العلم، أما إن كانت الإقامة أقل من ذلك فالقصر أفضل، وإن أتم فلا حرج عليه، لكن إن كان واحدا فليس له أن يقصر وحده بل يجب أن يصلي مع الجماعة ويتم، للأحاديث الدالة على وجوب الجماعة، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد وصحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن السنة للمسافر إذا صلى مع الإمام المقيم فإنه يصلي أربعا، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه متفق عليه.
نشرت في (كتاب الدعوة)، الجزء الثاني، صـ (138). [/ COLOR]
س: هل يجوز للمسافر المعتمر أن يجمع صلاة الظهر مع العصر ويقصرهما ما دام سيقيم في مكة يومين أو ثلاثة، وهو بجوار الحرم؟ جزاكم الله خيرا.
ج: لا يجوز للمسافر الواحد أن يقصر الصلاة بل يجب عليه أن يصلي مع جماعة المسلمين ويتمها، لأن القصر مستحب وأداؤها في الجماعة أمر مفترض، لكن إن كان المسافرون أكثر من واحد، فلا بأس أن يصلوا قصرا، إذا كانت الإقامة أربعة أيام فأقل.
نشرت في (مجلة الدعوة) العدد (1489) بتاريخ 27 ذي القعدة 1415 هـ.
ج12ص287و288 مجموع فتاوى ومقالات
قصر الصلاة وجمعها للمسافر داخل المدينة
س: نحن ثلاثة أشخاص سافرنا من الرياض إلى القصيم لقضاء يومي الخميس والجمعة هناك، فهل نقصر الصلاة ونجمعها وهل تلزمنا الصلاة مع الجماعة في المسجد؟
ج: يشرع لكم قصر الصلاة الرباعية، أما المغرب والفجر فلا قصر فيهما ولا تلزمكم الصلاة في المساجد مع المقيمين، فإن صليتم معهم فعليكم أن تصلوا أربعا لأن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد دلت على أن المسافر إذا صلى خلف المقيم فإنه يصلي أربعا، وعليكم أن تصلوا مع المقيمين في المساجد صلاة المغرب والفجر، لأنه لا قصر فيهما. ولعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر أخرجه ابن ماجه والدارقطني وصححه ابن حبان والحاكم وإسناده على شرط مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم لما قال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
ويجوز لكم الجمع بين الصلاتين، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء لأنكم مسافرون ولكن تركه أفضل لكونكم مقيمين، وإن صليتم مع الجماعة في المساجد فلعله أفضل وأكثر أجرا. وبالله التوفيق.
نشرت في (المجلة العربية) في شوال 1412 هـ.
س: إذا سافر الإنسان إلى جدة مثلا، فهل يحق له أن يصلي ويقصر أم لا بد أن يصلي مع الجماعة في المسجد؟
ج: إذا كان المسافر في الطريق فلا بأس، أما إذا وصل البلد فلا يصلي وحده، بل عليه أن يصلي مع الناس ويتم، أما في الطريق إذا كان وحده وحضرت الصلاة فلا بأس أن يصلي في السفر وحده ويقصر الرباعية اثنتين.
تابع للقاء المفتوح بين سماحته ومنسوبي ثانوية دار التوحيد بتاريخ 29/ 1/ 1418 هـ.
ج12ص296و297و298من مجموع فتاوى ومقالات
وله أجوبة أخرى حول ذلك في الروض وغيره وللفائدة يُقال للجماعة المسافرين الأفضل صلوا في المسجد مع الجماعة، سدا لباب التساهل الوجه الثاني من الشريط الرابع من سلسلة لقاء مع اخوة في الله
ـ[الأحمدي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبدالله
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك(42/438)
س: شدة سيدنا عمر بن الخطاب####
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 12:32 ص]ـ
من ذا منا يشبه أو يقارب سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في غضبته للحق وحبه للقوة المناصرة له وعزته وإبائه الفريدين؟ ولكن ... شدته واقتراحه على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للاحتكام للسيف لقطع رقاب المخالفين أو مسيء الأدب مع النبي، وهلم جراً، فضلاً عن ارتعاد الناس منه حتى كان الجمع ليفتض عند مقدمه مهما اختلفت المناسبات، أو يعم السكوت المكان، ... كل هذه الشدة منه .. و ... لا أدري ما أسميها، .. كل ذلك لم ينكره عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينزل فيه قرآن هو بنفسه يدعوه عبر آية خاصة تبني قاعدة عامة .. إلى سلوك الحكمة والموعظة الحسنة وترك الفظاظة، إلى آخر ذلك!! ما سبب عدم الإنكار على سيدنا عمر .. شدته؟؟
يهمني هذا السؤال لأني فيَّ من تلك الشدة مع الناس، وبصراحة لا أدري ما أقول لمن ينكر علي شدتي إلا ... أن عمراً بن الخطاب سيدنا كان أكثر مني (وأنا يستحيل أن أقاربه أو أشابهه في حسنة من حسناته، طبعاً) .. ولم يُنكر عليه الرسول ذلك، بل لعله تفهمه وقدره وحكم عليه بنيته. فهل أصبت بردي هذا؟؟
وما السبيل لمن لا يظهر أنه قادر على التخلص من تلك الشدة (اللفظية فقط، والتي بالتأكيد تخلو من الكلمات النابية، لكن ورود كلمات كـ’جاهل‘ كثيراً ما تُستعمل فيها)؟ كيف يصبر الفرد منا على تعالم العوام ورغبتهم الشديدة بإنكار ما عندك من العلم مما لم يتفق مع ما هم عليه من آراء أو ما عندهم من علم (أو جهل وغفلة نسبيين)؟؟
بصراحة .. أنا أكاد أنطوي تماماً عن العالم بسبب كثرة ما أصطدم بعوام عمي الأبصار والبصائر!
ـ[متسائل1]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:51 م]ـ
كانت شدة الفاروق رضي الله عنه شدة في الحق. وهي شدة طبقها على نفسه أولا أكثر مما طبقها على غيره.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:43 م]ـ
رد جميل منك، أخي، ولكني لا زلت أطمع بالمزيد من بقية الأخوة.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:19 م]ـ
شدة عمر الهام من رب العالمين لانه محدث اي ملقن بكل خير.
ـ[خالد أبوعاصم]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلم أخانا وفقني الله وإياك للحق أن لكل مقام مقال , فكما أن عمر رضى الله عنه كانت عنده شدة وغضبة للحق فكذلك كان عنده علم وحلم ولين وتواضع للآخرين جهالآ كانوا أو حتى ضآلين , فلا ينبغي لك أن تأخذ من سلوكه شيئآ واحدآ وتدع الآخر فليس ذلك من الإنصاف وليس هذا من حسن النصح للنفس , وسامحني أخي إذا قلت لك لعلك لم تستطع أن تغير هذا السلوك من نفسك فذهبت تبحث له عن مبرر كي تقنع نفسك بأنك على صواب , فاتق الله في نفسك وقل لها قد قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم {ولو كنت فظآ غليظ القلب لأنفضوا من حولك} , وقال عنه {بالمؤمنين رؤوف رحيم} , وكفى أنك تجد في صدرك من ذلك شيىء فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك , فإذا أردت أن تبلغ الحق للناس فاعلم أنك ليس أمامك إلا حسن الخلق مع حسن البيان حتى يقبل منك ما تقول هذا كله بعد تحصيل العلم طبعآ ,
وما أعظم قول السلف ... إنما الحلم بالتحلم , وقد روى عن الحسن البصري رحمه الله أنه ذهب ليشترى عبدآ من السوق فقيل له إنه سيىء الخلق فقال إنما إشتريته لأتعلم فيه الحلم ,
وقد قال بعض العلماء: العلم ثلاثة أشبار فمن تعلم الشبر الأول تطاول , ومن تعلم الشبر الثاني تواضع , ومن تعلم الشبر الثالث علم أنه لا يعلم , والمراد بالتطاول: أى أنه أطلق لسانه في المخالفين له بشدة ,
وهذا كله كما سبق وأن لكل مقام مقال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(42/439)
هل تعرفون أحد كتب في موضوع سنة الجمعة القبلية أو البعدية غير هؤلاء
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:33 ص]ـ
((سنة الجمعة)) للعلامة ابن تيمية وهي مطبوعة، و ((سنة الجمعة)) لإبراهيم بن محمد ابن أبي بكر بن قَيِّم الجَوزيِّة، و ((إزالة الشنعة عن الصلاة بعد النداء يوم الجمعة)) للحافظ ابن رجب الحنبلي، و ((بحث في هل للجمعة سنة قبلية؟ وفصل في سبب تسمية الجمعة)) للعلامة النقاد ذهبي عصره الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني، و ((الأنوار المتبعة في تحقيق سنة الجمعة)) لمحمد تقي الدين الهلالي.(42/440)
ما هو تعليقكم على من استدل بحادثة سليك على سنية الجمعة القبلية
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:38 ص]ـ
حديث أبي هريرة و جابر قالا:
جاء سُلَيْكُ الغَطَفَانِّي ورسولُ الله ? يَخْطُبُ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ?: ((أصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْن , قبل أَنْ تجيء))؟.
قال: لا.
قال: ((فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ , وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا)).
رواه الإمام أبو عبد الله ابن ماجه القزويني في ((سننه)) عن داود بن رُشَيد , عن حفص بن غِيَاث , عن الأعمش , عن أبي صالح , عن أبي هريرة , وعن أبي سفيان عن جابر , به.
وهذا سندٌ جميع رواته خُرِّج لهم في الصحيحين خَلاَ طلحة بن نافعٍ فانفرد بالإخراج عنه مسلم و هاك معرفةُ حالهم:
أما دَاوُد بن رُشَيْد فقد وثقه الناس, وقال الدَّارَ قُطني في حقه: ثِقةٌ نبيل.
وأَمَّا حَفْصُ بن غِيَاثٍ فهو قاضي الكوفة , وثّقَهُ النَّسائِي , وقبله ابن معين وغيرهما.
وأمّا الأعمش فَمِثْلُه لا يُسأل عنه , كأبي صالحٍ الرّاوي عن أبي هريرة.
وأما أبو سفيان طلحة بن نافع فأخرج لهُ مسلمٌ في ((صحيحه)) محتجاً به والبخاريُّ مقروناً بغيره.
وقال أحمدُ: ليس به بأسٌ.
وقاله النّسائِيّ و ابنُ عدِيِّ أيضاً.
فإن قُلْتَ: قال شعبة: أبو سفيان عن جابر صحيفة و قد سمع منه أربع أحاديث. قلتُ: لعل هذا منها. وأيضاً فلا يضر , لأن ابن ماجه رواه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة , ثم من حديث أبي طلحة عن جابر فهو متابعٌ الأول , وقد عُلِمَ أنه يُعتمَدُ في المتابعات و الشواهد.
فإنْ اعترض معترضٌ عَلَيْنا في استدلالنا بهذا الحديث و قال:
الحديث في الصحيح عن جابر بدون قوله: ((قبل أن تجيء)) فَلَعَلَّها تصحيفةُ ((قبل أن تجلس)) وقد وجد ذلك في هامش نسخة بـ ((سنن ابن ماجه)) , قلت: لا شك في بُعْدِ هذا من التصحيف , فالنُّسَخُ المُتْقَنَةُ كما قدّمناه ((قبل أنْ تجيءَ)) وكذا وقع في سماعنا , وهي زيادةٌ من ثقةٍ من غير معارضة لما في الصحيح فتُقْبَلُ.
و قد أفصح بما قلناه الشيخ مجد الدين ابن تيمية. في كتابه ((الأحكام)) فقال بعد أن عزاه إلى ابن ماجه: رجالُ إسناده ثقات , قال: وقوله: ((قبل أن تجيء)) يدل على أن هاتين الركعتين سُنّةُ الجمعةِ قبلها لا تحية المسجد. فالحمد الله.(42/441)
هل يقال إسناده صحيح مرسل
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:42 ص]ـ
أفيدونا بالنقول العلمية
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:53 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=945(42/442)
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في كتابه (وسقط القناع) عرض ونقد
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:55 ص]ـ
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في كتابه (وسقط القناع)
عرض ونقد , للدكتور: أحمد بن عبدالعزيز البسام*
*الشهادة الجامعية من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام عام 1397هـ.
- شهادة الماجسيتر من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1405 هـ.
- شهادة الدكتوراه من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1414 - هـ.
- يعمل أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:58 ص]ـ
ممن جانبهم الصواب في فهم حقيقة مذهب السلف الصالح (الذي تقوم عليه هذه البلاد دولة ومجتمعاً) أحد العلماء – بل كبير العلماء – في سلطنة عمان الشقيقة ومفتيها أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي الذي ألقى محاضرة في عام 1414هـ بعنوان (وسقط القناع) يرد فيها على محاضرة للشيخ عبدالرحيم الطحان التي بين فيها أخطاء بعض الفرق المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة ومنها فرقة الإباضية (1) , أخف فرق الخوراج , وقد نشرت محاضرة الشيخ الخليلي في كتاب طبع في عام 1417هـ (2).
وقد تضمن هذا الكتاب – البالغ مائة وسبعين صفحة – مهاجمة أهل السنة والجماعة , ومحاولة إثبات خطأ اعتقادهم في صفات الله عز وجل وبالمقابل إثبات صواب مذهب الإباضية في ذلك , واستعراض سير بعض أئمة المذهب وما يقال: إنه دورهم في حرب النصارى , والدفاع عن المسلمين وبلادهم ...
وليس المقام هنا مقام الرد على صاحب الكتاب في إثبات سلامة وحكمة طريقة أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته – ومنها موضوع نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة التي أطال المؤلف الحديث عنها – فمهمة البحث في موضوع العقيدة وبخاصة المتصل منها بصفات الله عز وجل موكلة إلى أهل الذكر الراسخين في العلم الذين قاموا أو سيقومون بذلك إن شاء الله.
وأما القسم المتصل بموضوع البحث الذي سيتم الوقوف عنده هنا فهو مهاجمة الشيخ الخليلي للدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – والدولة السعودية التي قامت على أسسها في سبع عشرة صفحة من كتابه , ونقله وإشارته إلى كتابات بعض العلماء النجديين التي يقول (إنها تدعم رأيه , وقد استهل كتابته هذه بوصف أتباع الدعوة بالحشوية (3) ... ) , وهذه الكلمة يطلقها المبتدعة على أهل السنة والجماعة – وبخاصة الحنابلة – لأنهم يأخذون بظاهر النصوص (4) دون محاولة إشراك الرأي والعقل في تفسير هذه النصوص , وفي حديث للشيخ عبدالرحمن بن حسن (5) -رحمه الله – عن طريقة السلف في صفات الله تعالى قال عن الحنابلة (ولهذا كان أهل البدع يسمونهم الحشوية لأنهم قد أبطلوا التأويل واتبعوا ظاهر التنزيل , وخالفوا أهل البدع والتأويل) (6).
وقد اتُّهِم العلماء النجديون الحنابلة قبل الدعوة بهذا الاتهام , ولقبوا بهذا اللقب , وحكم عليهم بالخروج من الدين من قبل بعض المنتمين إلى بعض الطوائف المبتدعة , كما تبين من إجابة للشيخ أحمد بن عطوة حول موضوع الصوت والحرف .. وجاء في السؤال الموجه إلى الشيخ ابن عطوة (7) قول السائل: سلام الله وبركاته وأزكى تحياته على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم على الأخ العزيز ذي الشرف الأصيل والقدر الجليل أكرم المناسب , وأرفع المراتب الشيخ الإمام العلامة أحمد بن يحيى سلمه الله مكروهاً في الدنيا والآخرة أن جمعة بن عبيد و علي بن مقود قد قالا لي أن أخاك محمد بن عتيق يتعلم عند أحمد بن يحيى وأنه يدل في الشر حيثه رجل حشوي وأهل المدرسة التي تعلم عندهم في دمشق حشوية , قلت ل نحن آل عتيق حنابلة ولا ندع محمداً يروغ عن مذهبنا وأحمد بن يحيى حنبلي من شيوخ الحنابلة , فقال لي كل من في العارض من الحنابلة حشوية إلا علي بن رزين وأنا وعلي بن مقود يقوله جمعة بن عبيد وأحمد بن يحيى أكبر الحشوية , فجلب عليه محمد بن عتيق عند ذكره إياك ووبخه بأحاديث منها قال: إنك يا ابن عبيد ثمرة عقيدتك ضربت في رقاب المسلمين بثمانية آلاف من الوردات وتأخذ النسوان على غير السنة بلا ملاك وهرج عليه هرج كثير وإنه هو وعلي بن مقود قد آذوني ما غير إذا شفت رجالهم رغت عنهم فأنا أسأل الله ثم أسألك ترسل لي بعقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/443)
أحمد بن حنبل وما لقيت من الحجج عليهم يقولون نحن أشعرية (8) , ونشهد أن القرآن لا حرف ولا صوت وأن من يقول هو حرف وصوت كافر ولهم أحاديث في حالنا أو حالك ما أقدر على كتبها).
وكانت الإجابة مفضلة طويلة ومما جاء في مقدمتها (وكان السبب الموجب لهذا الكلام وقوع أمر غريب يحار فيه اللبيب ويتعجب منه الأريب وهو الطعن في أصحاب الإمام أحمد وأهل الحديث وتسميتهم حشوية وما يصدر هذا القول إلا عن حقد خبيث وأنهم بإثبات الحرف والصوت في كلام الله تعالى من الكفار المستوجبين لذلك دخول النار , وهذا قول شنيع عجل الله لقايله جزاه ونسأل لله العافية مما ابتلاه فإنهم لم يزالوا بالسنة ظاهرين وبعروتها الوثقى متمسكين) (9).
يتبع ....
ــــــــــــــــــ
1) عن فرقة الإباضية وأقسامها انظر محمد بن عبدالكريم الشهر ستاني , الملل والنحل , تحقيق محمد الكيلاني , دار المعرفة , بيروت , 1402هـ , ج1 , ص134 - 136.
2) أحمد بن حمد الخليلي , وسقط القناع , مكتبة الضامري للنشر والتوزيع , سلطنة عمان , 1418هـ.
3) المرجع نفسه , ص 42.
4) إنما يبعدون الرأي في التكييف والتمثيل , إذ لا مجال للعقل في ذلك , ويفهمون النص بلغة العرب التي نزل بها الوحي , ويعملون العقل في الاستنباط من نصوص شرعية عديدة , أو في الجمع بينهما , أو في ترجيح نص على نص دولة
وثبوتاً.] الدرعية [.
5) هو الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب , ولد في الدرعية عام 119هـ , وأخذ العلم عن جده الشيخ محمد في بداية طلبه للعم , ثم قرأ على علماء الدرعية , وبرز في دراسته واستفاد من ترحيله إلى مصر بعد إسقاط الدولة السعودية الأولى بمقابلة علماء الأزهر , وعاد إلى نجد عام 1241هـ , وأصبح المرجع في التدريس والفتوى إلى وفاته – رحمه الله – في عام 1285هـ , البسام , علماء نجد خلال ثمانية قرون - عبدالله البسام - دار العاصمة - الرياض , ط2 , ج1 , ص 180 - 201.
6) الدرر السنية في الأجوبة النجدية , عبدالرحمن بن قاسم , دار العربية , بيروت , ج3 , ص260.
7) ولد الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة التميمي في بلدة العيينة في الصنف الثاني من القرن التاسع الهجري , وبدأ دراسته في نجد ثم رحل إلى الشام وأخذ من علمائها واستفاد منهم , ثم عاد إلى نجد وأقام في بلدة الجبيلة إلى وفاته – رحمه الله – عام 948هـ , البسام , علماء نجد , مرجع سابق , ج1 , ص 544 - 552.
8) تنسب هذه الفرقة إلى علي بن إسماعيل بن أبي بشر المنتهي نسبه إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – والأشاعرة يتفقون مع أهل السنة في إثبات سبع من الصفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر ولكنهم يختلفون مع أهل السنة فينكرون الصفات الأخرى كالاستواء على العرش والمجيء والوجه واليدين والعينين والرؤية والرحمة والرضا والغضب فهم يشابهون المعتزلة والجهمية في عدم إثباتها على صفتها الحقيقة (البليهي , صالح بن إبراهيم , عقيدة المسلمين الرد على الملحدين والمبتدعين , المطابع الأهلية , ط2 , ج2 ص 330 - 334) وانظر أيضاً هذه الفرقة الشهر ستاني , مرجع السابق , ص 94 - 103
9) الرسالة الجوابية ناقصة , و الموجودة منها إحدى عشرة ورقة مخطوطة , لدى الباحث , انظر الملحق رقم (4).
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:09 ص]ـ
وحيث أن الشيخ الخليلي – عفا الله عنا وعنه وختم لنا جميعاً بالخاتمة الحسنة – من إحدى هذه الفرق التي تصف أهل السنة والجماعة بهذه الصفة فقد ردد كلام أسلافه باتهام أهل السنة والجماعة – ومنهم أتباع الدعوة الإصلاحية – بقصور الفهم وعدم التعمق في معرفة تفسير النصوص وتحقيقها , والاقتصار على حشو الأذهان بظاهر ما ورد فيها .. عنيُّ عن القول صواب طريقة السلف وهو أهل السنة والجماعة – ومنهم أتباع الدعوة الإصلاحية – وسلامة أصحابها من الخوض فيما يخالف الحق ويشوش العقيدة , وخطأ طريقة المبتدعة , وما جرت عليهم اجتهاداتهم وتأويلاتهم من مخالفة الحق , ونفي وتكييف الصفات أو بعضها , وشغل أوقاتهم بما لا يعود عليهم إلا بالضرر واضطراب الأفكار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/444)
وانتقل الشيخ الخليلي بعد ذلك إلى الحديث عن اتهام أتباع الدعوة بتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وأورد عدة صفحات من كتاب " عنوان المجد في تاريخ نجد " للشيخ عثمان بن بشر للاستدلال بها في إثبات رأيه في هذا الموضوع (10) .. وأكرر هنا مرة أخرى بأن بحث المسائل الشرعية عموماً والعقيدة خصوصاً , والحكم على العمل الفلاني بأنه جائز أو بدعة , أو مخرج عن الإسلام يرجع فيه إلى العلماء المتخصصين , والاقتصار هنا على الناحية التاريخية بإيراد أقوال الطرفين , بيان خطأ المعارضين بذكرهم لأقوال الشيخ محمد – رحمه الله – في بعض المخالفين له دون ذكر أقوال هؤلاء بحق الشيخ محمد , وإيضاح بعض أفكارهم وكتاباتهم التي استوجبت حكم الشيخ عليهم , ومن ذلك كتابة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب – قبل تأييده الدعوة – قي رده على أخيه الشيخ محمد في رسالة عرفت بعنوان " فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب " ومما جاء فيها تعليقه على استدلال الشيخ ببعض آيات محددة عن الشرك بقوله " من أين لكم أن المسلم الذي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله إذ ا دعا غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تسمح بقبر أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه " (11).
ومنه أيضاً كلام سليمان بن سحيم في رسالته المرسلة إلى علماء الإحساء والحرمين والتي اعترض فيها على الشيخ محمد في عدة مسائل منها قوله " ومنها أنه يقطع بكفر الذي يذبح الذبيحة ويسمي عليها ويجعلها لله تعالى , ويدخل مع ذلك دفع شر الجن ويقول ذلك كفر واللحم حرام , فالذي ذكره العلماء في ذلك أنه منهي عنه فقط " (12).
وقد انتهج الشيخ الخليلي – عفا الله عنه – أسلوب الانتقاء من كلام الشيخ ابن بشر ونقل ما يناسبه من إثبات الدعوة في شدة معاملة أتباع الدعوة لمخالفيهم , وتعمد عدم ذكر خلفية الخلاف بين أتباع الدعوة وخصومهم , وأن الخصوم هم البادئون بالاعتداء , ومجابهة الدعوة والحيلولة دون وصول أفكارها إلى أطرافهم , فقد أشار إلى مسير أتباع الدعوة لقتال الظفير في عام 1178 هـ (13) , دون أن يشير إلى اعتداءات الظفير على أتباع الدولة السعودية , ومن ذلك قيامهم بغزو رغبة (14) , التابعة لحكومة الدرعية في عام 1165 هـ , ونهبهم أموال أهلها (15) , ومشاركتهم أمير الرياض دهام بن دواس في الهجوم على منفوحة المؤيد للدعوة الإصلاحية (16) , كما أشار إلى غزو الإمام عبدالعزيز بن محمد لإقليم الخرج (17) , دون الإشارة إلى موقف الأمير زيد بن زامل المعادي للدعوة , واتصالاته بأعدائه , وإرسال الإمام عبدالعزيز رسالة يخبره فيها بنبذ العهد والأمان الذي بينهما (18) , كما أشار الشيخ الخليلي أيضاً إلى قتال الدولة السعودية للأشراف دون الإشارة إلى موقف الأشراف من نجد وتدخلهم في شؤونها قبل الدعوة (19) , ومعارضتهم للدعوة الإصلاحية , وتكفيرهم لأتباعها وسجنهم للحجاج النجديين ووفاة بعضهم داخل السجن (20) , ودون الإشارة إلى قيام الشريف غالب قبل ذلك بسنتين بمهاجمة أتباع الدعوة من قحطان في عالية نجد , وتركهم بعد هزيمتهم يسيرون بنسائهم وأطفالهم في شدة الحر بدون ماء ولا رواحل (21) , ودون الإشارة أيضاً إلى أسلوب اللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة المتمثلين في رسالتي إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – إلى الشريف أحمد بن سعيد وإلى علماء مكة وجاء في رسالته – رحمه الله – إلى الشريف بعد البسملة قوله " المعروض لديك أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف أعزه الله في الله في الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلين أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف , لما كان قصده نشر الشريعة المحمدية ومن تبعها وعداوة من خرج عنها وهذا هو الواجب على ولاة الأمر , ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر و هو واصل إليكم ويحضر في مجلس الشرف أعزه الله تعالى وهو من علماء مكة , فإن اجتمعوا فالحمد لله على ذلك وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة , والواجب على كل منا ومنهم أن يقصد بعلمه وجه الله ونصر لرسوله كما قال تعالى (وإذا أخذ الله ميثاق النبيين) , وقوله (لتؤمنن به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/445)
ولتنصرنه) فإذا كان الله سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته فكيف بنا يا أمته فلا بد من الإيمان به ولا بد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذين بعثه الله منهم وشرفهم على أهل الأرض وأحق أهل البيت بذلك من كان ذريته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك , يعلم الشريف أعزه الله أن غلمانك من جملة الخدام ثم أنتم في حفظ الله وحسن رعايته " (22).
يتبع ...
ـــــــــــــــــــــ
10) الخليلي , المرجع السابق , ص41 - 58
11) طبعت بعنوان " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " , سليمان بن عبد الوهاب , مطبعة الفتوح الأدبية , القاهرة , ط2 , بدون تاريخ , ص 6 , وقد تم إطلاق كلمة الوهابية على اتباع الدعوة منذ القرن الثالث عشر الهجري , فقد جاء في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن قوله (ما دعا أحد إلى الله وأمر بمعروف ونهى عن منكر في أي قطر من الأقطار إلا سموه وهابياً) الدرر , مرجع سابق , ج1 , ص 257.
12) ابن غنام , المصدر السابق , ج1 , ص 113.
13) الخليلي , مرجع سابق , ص 46.
14) إحدى بلدان المحمل الواقعة في شمال الرياض , انظر عنها عبدالمحسن الفليج , رغبة مثال القرية النجدية 1418 هـ.
15) ابن بشر , عنوان المجد في تاريخ نجد , مكتبة الرياض , ج1 , ص 25.
16) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص 6.
17) الخليلي , مرجع سابق , ص46 - 47.
18) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص 88.
19) انظر ابن بشر, مصدر سابق , ج1 , ص23 - 52 , وانظر الملك بن حسين العصامي " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي " المطبعة السلفية , القاهرة , ج4 , ص 368 - 369.
20) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص23.
21) المصدر نفسه , ج1 , ص103.
22) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص80 - 81
ـ[ابو عمران السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك
ـ[أبو المظفر]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا العوضي
وأرجو لو تضع تكملة المقال وإن تيسر إرفاقه في ملف وورد حتى يتم إضافته إلى مكتبة موقع من هم الإباضية.
وللفائدة فأنه قد رد أحد الإباضية على ما كتبه الدكتور البسام في كتيب عنوانه " وقفات مع الدكتور البسام" طبع مكتبة الجيل الواعد، ولا أدري إن كان الدكتور البسام قد اطلع على ذلك إن كان هناك ما يستحق التعقيب عليه.
ولم يتيسر لي الاطلاع على كتاب الشيخ البسام ولا الرد عليه إلا مقتطفات مما هو متوفر على الإنترنت فحسب.
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:44 م]ـ
وفيكما بارك ووفقكما الله لكل خير
إن شاء الله أخي ابوالمظفر سوف أفعل ما تريد ولكن بمجرد الانتها من طباعة البحث
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:45 م]ـ
وجاء في رسالة الشيخ محمد – رحمه الله – إلى علماء مكة قوله بعد البسملة " من محمد بن عبدالوهاب إلى العلماء الأعلام في البلد الحرام نصر الله بهد سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام وتابعي الأئمة الأعلام , سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم , وسببه هدم بنيان في أرضنا على قبور الصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله , فإذا أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء الذي على القبور كبر على العامة وعضدهم بعض من يدعي العلم لأسباب ما تخفى على مثلكم أعظمها اتباع الهوى من أسباب أخرى فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين وأنا على غير جادة العلماء ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها , وأنا أخبركم بما نحن عليه بسبب أن مثلكم ما يروج عليه الكذب على الناس متظاهرين بمذهبهم عند الخاص والعام فنحن ولله الحمد متبعون لا مبتدعون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل , وتعلمون أعزكم الله أن المطاع في كثير من البلدان لو يتبين بالعمل بهاتين المسألتين أنها تكون على العامة الذين درجوا هو وآباؤهم على ضد ذلك , وأنتم تعلمون رحمكم الله أن في ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله و أشرفتم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتب الحنابلة التي عندنا عمدة كالتحفة والنهاية عند الشافعية , فلما طلب منا الشريف غالب أعزه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/446)
ونصره امتثلنا وهو إليكم واصل , فإن كانت المسألة إجماعاً فلا كلام , وإن كانت مسألة اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد فمن عمل بمذهبه في محل ولايته لا ينكر عليه , وأنا أشهد الله وملائكته وأشهدكم أني على دين الله ورسوله وإني متبع لأهل العلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (23).
وأما الحديث عن قتال الدولة السعودية مع الرياض الذي استغرق أكثر من خمسة وعرشين عاماً , ومع الأحساء دام أكثر من خمسة وثلاثين عاماً , والذي أطال الشيخ الخليلي في النقل من الأحداث المتعلقة به ومحاولته مع محقق كتابه النيل من قادة الدولة السعودية ووصفهم بمصاصي الدماء (24) , ومن أتباع الدعوة واتهامهم بالخوارج وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم , فلا بد من الوقوف عنده , وبيان موقفي حكام وعلماء الرياض والأحساء من الدعوة على النحو التالي.
تمكن دهام بن دواس من الاستيلاء على إمارة الرياض في عام 1151هـ (25) , وكان الإمام محمد بن سعود رحمه الله يقدم له المساعدة عندما يطلبها (26) إلا أن موقفه من الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية كان سلبياً , ثم كان إيجابياً , إذْ كان هو المبتدئ بالاعتداء بمهاجمته لمنفوحة التابعة للدولة السعودية في عام 1159هـ (27) واستمر القتال بين الطرفين إلى عام 1187هـ (28) , وكان الإمامان محمد ابن سعود وعبدالعزيز بن محمد , والشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – يحاولون حقن الدماء وعقد الصلح إلا أن ابن دواس كان ينقض هذا الصلح عندما يأنس من نفسه القوة , أو يشعر بضعف الدولة السعودية , عن مجابهة قوة كبيرة , ومن ذلك نقضه الصلح في عامي 1168هـ , و 1179هـ (29) ووقوفه إلى جانبي حاكم نجران وشيخ بني خالد (30) في حربهم للدولة السعودية.
وأنا نظرة العلماء وطلبة العلم في الرياض إلى الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية فتبين من موقف قاضيها ومفتيها سليمان بن محمد بن سحيم الذي يعد هو ووالده من أشد أعداء الدعوة الإصلاحية , وكان سليمان بن سحيم من الموالين للدعوة مدة من الزمن (31) , ثم عدل عن ذلك وأخذ في منابذتها , واتهام إمامها بالخروج من الدين , وكتب إلى علماء المناطق الأخرى يدعوهم إلى الوقوف في وجه الدعوة والقضاء عليها , ومما جاء في هذه الرسالة قوله بعد المقدمة " أما بعد فالذي نحيط به علمكم أنه قد خرج في قطرنا رجل مبتدع جاهل مضل ضال من بضاعة العلم والتقوى جرت منه أمور فظيعة وأحوال شنيعة منها شيء شاع وذاع وملأ الأسماع , وشيء لم يعتد أماكننا بعد فأحببنا نشر ذلك لعلماء المسلمين وورثة سيد المرسلين ليصيدوا هذا المبتدع صيد أحرار الصقور لصغار بغاث الطيور , ويردوا بدعة وضلالاته وجهله وهفواته " (32) , ثم أخذ في ذكر المسائل التي يعترض فيها على الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -.
ولم يكن ابن سحيم – عفا الله عنه – أمينا في نقله المسائل التي يدعي أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – قال بها , ولهذا فقد أكد الشيخ محمد افتراء ابن سحيم عليه في عدد منها كما يتضح من رسالته التي بعث بها إلى بعض العلماء في القصيم ومما جاء فيها " ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم ... والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها علي بالي , فمنها قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة , وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء , وإني أدعي الاجتهاد , وإني خارج عن التقليد , وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة , وإني أكفر من توسل الصالحين , وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق , وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها , ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب , وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما , وإني أكفر من حلف بغير الله , وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي , وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين , وجوابي عن هذه المسائل إن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم " (33).
يتبع ...
ــــــــــــــــــــــ
23) المصدر نفسه , ج2 , ص 144 - 145
24) الخليلي , مرجع سابق , ص56
25) ابن عيسى إبراهيم , تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد , منسورات دار اليمامة , الرياض , ص 104 - 105
26) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص5
27) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص17
28) انظر تفصيل العمليات العسكرية بين الجانبين في ابن غنام وابن بشر , المصدرين السابقين.
29) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص20 - 49.
30) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص66 - 67.
31) المصدر السابق , ج1 , ص114.
32) المصدر السابق , ج1 , ص 111 - 112.
33) الدرر السنية , مصدر سابق , ج1 , ص30 - 31.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/447)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:57 م]ـ
واصل بارك الله فيك.
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 08:49 ص]ـ
وقد بعث بعض المعارضين النجديين رسالة إلى أحد علماء الشام الشيخ محمد السفاريني (34) يسألونه فيها عن حكم القوم بعدم جواز العمل بكتب الفقه , ويشيرون في هذا إلى رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في موضوع الاجتهاد والتقليد , وقد اشتد الشيخ السفاريني – هفا الله عنا وعنه – في رده على الشيخ محمد في موضوع الاجتهاد وجاء في نسخة جمعت السؤال والجواب قول ناسخها " بسم الله الرحمن الرحيم صورة سؤال ورد في نجد ورفع لحضرة مولانا وشيخنا الشيخ محمد السفاريني الحنبلي – رحمه الله تعالى – ونصه:
ما قول العلماء المسلمين وهداة المسترشدين في رجل تفقه في مذهب إمامه ثم زعم بعد ذلك أن العمل غير جائز بكتب الفقه كلها لأنها محدثة , وإنما الواجب العمل بالأحاديث والتفاسير وترك ما سواهما فهل يلتفت إلى كلامه , وهل دعواه دعوى مجتهد أم لا؟ فإن كانت ففيم يترتب عليها لغير مستحقيها , وما شروط الاجتهاد وما يلزم العامي إذا ترك قول إمامه وذهب إلى هذا الرجل لزعمه أن قوله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... ؟) (35) وأن الفقه ليس كذلك أفيدونا بالجواب "
وجاء في جواب الشيخ السفاريني قوله " فمثل هذا الرجل في دعواه الاجتهاد كمثل دعوى مسيلمة الكذاب النبوة ( ... ؟) (36) العنسي وسجاح وأمثالهم من المتنبئين " , وعلل ذلك بصعوبة الاجتهاد قائلاً " فمن رام الاجتهاد ترك الوساد والمهاد وحرم النساء والأولاد دخل جميع البلاد ليحصل الدواوين المدونة من السنة الغراء وتفاصيل أنواعها ومعرفة استخراج الأحكام الشرعية منها إلى غير ذلك ".
وقسم الشيخ السفاريني المجتهد إلى أربعة أقسام هي: المجتهد المطلق في نوع من العلوم , وفي مسألة منه , وفي مسائل , وجعل الشيخ محمد من المدعين للاجتهاد المطلق الذي يتطلب الالتزام بشروط صعبة حيث قال السفاريني " وكرم هذا الجاهل والمتجاهل يقتضي الاجتهاد المطلق .. قال ابن حمدان من أئمة مذهبنا , وقال غيره: المطلق هو الذي يستقل بإدراك الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية العامة والخاصة وأحكام الحوادث منها مع حفظه لأكثر الفوائد ولا بد من معرفته من الكتاب والسنة وما يتعلق بأحكام و حقيقة ذلك ومجاوزة وأمره ونهيه ومجمله و مفصله ومحكمه ومتشابهة وخاصة وعامه ومطلقة ومقيدة وناسخه و منسوخه والمستثنى منه وصحيح السنة وسقيمها ومتواترها وآحادها ومرسلها ومسندها ومتصلها ومنقطعها , ويعرف الوفاق بينهما والقياس وشروطه , وما يتعلق بذلك , والعربية المتداولة بالحجاز واليمن والشام والعراق ومن حولهم من العرب وأمور غير هذه – ثم حكم بسد باب الاجتهاد , فقال: ومن رام الاجتهاد في هذه الأزمنة أو حدثته نفسه به فقد رام المحال وحدثته نفسه بالباطل والضلال والله (37) ولي الأفضال " (38).
اتخذ حكام الأحساء موقف العداء من الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية منذ بداية أمرها , فالأمير سليمان بن محمد هو الذي طلب من الأمير عثمان بن معمر إخراج الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – من العيينة (39) , وبعد إدراك حكام بني خالد لتنامي قوة الدولة السعودية عزموا على القضاء عليها , فقاموا بأول اعتداء عليها في عام 1172هـ مما كان سبباً في استمرار القتال بين الطرفين إلى عام 1208هـ حيث تمكنت الدولة السعودية من القضاء على حكم بني خالد (40).
وكما كان موقف الحكام عدائياً من الدعوة في أول أمرها فكذلك كانت الحال بالنسبة للعلماء , فعندما كان الشيخ محمد – رحمه الله – في العيينة كتب الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن عفالق – عفا الله عنه – رسالة مطولة إلى الأمير عثمان بمن معمر يهاجم فيها الشيخ محمد ودعوته , وينصح الأمير ابن معمر بمنابذة الدعوة ويتهم الشيخ محمد بأن هدفه الأساسي من دعوته الوصول إلى الرئاسة .. بل وصل به التطاول – عفا الله عنا وعنه – إلى اتهام الشيخ محمد بإدعاء النبوة , ومما جاء في رسالته قوله " الحمد لله رب العالمين وبه نستهين وصلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد فقد ورد مشرفك وفهمنا ما ذكرت أما قوله: إن الكلام أوله وآخره في كلمة التوحيد والاختلاف عندها , فكلمة التوحيد ليس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/448)
فيها خلاف عند جميع الأئمة وجميع الملل الإسلامية لا يختلفون فيها برهم وفاجرهم ونخبرك بها على سبيل الاختصار ".
وقد بدأ كلامه بالحديث عن الشهادتين وأنهما تعصمان دم ومال قائلهما , وأورد قوله عليه السلام " أمرت أن أقاتل الناس (41) ... إلخ " وقوله عليه السلام " من صلى صلاتنا ... إلخ " وإنكاره عليه السلام على من قتل رجلاً بعد نطقه بالشهادتين (42) , ثم قال الشيخ ابن عفالق " وأما توحيدكم الذي مضمونه الخروج على المسلمين وتكفيرهم وتضليلهم في صورة أنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فهذا إلحاد لا توحيد ويؤول بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله ".
يتبع ....
ـــــــــــــــــــ
34) هو الشيخ محمد بن أحمد بن سالم السفاريني , ولد عام 1114هـ بقرية سفارين , ثم رحل إلأى دمشق وأخذ عن علمائها ومنهم عبداالقادر التغلبي وغيره من العلماء , وحصل على عدد من الإجازات من شيوخه , وله مؤلفات في الحديث والفقه والتراجم , وكانت وفاته – رحمه الله – في عام 1188هـ أو 1189 هـ. انظر محمد بن عبدالله بن حميد , السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة , تحقيق الشيخ بكر أبو زيد والدكتور عبدالرحمن العثيمين , مؤسسة الرسالة , بيروت 1416هـ , ج2 , ص 839 - 846.
35) كلمة غير واضحة.
36) كلمة غير واضحة.
37) وثيقة مخطوطة من عدة ورقات , لدى أحد العلماء بمكة المكرمة , انظر الملحق رقم (5).
38) كتب الشيخ أحمد المنيني على جواب تلميذه السفاريني كتاباً يؤيد فيها قول تلميذه في موضوع الاجتهاد والتقليد ويشبه من يتهمهم برفض أقوال الفقهاء بالسير على قواعد الشيعة قائلاً " والذي يخطر بالبال أن قول هذا القائل مبني على قواعد غلاة الشيعة الذين يمنعون أخذ فروع الشريعة من غير معصوم " انظر الملحق رقم (6).
39) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص10 - 11
40) انظر تفصيل ذلك في ابن غنام و وابن بشر , المصدرين السابقين.
41) قال عليه السلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله , فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه , وحسابه على الله " زكي الدين المنذري , مختصر صحيح مسلم , الرياض , 1471هـ ’ ص10 - 11.
42) انظر بعث أسامة بم زيد رضي الله عنها , المرجع نفسه ص 12 - 13.
ـ[أبو المظفر]ــــــــ[14 - 04 - 05, 01:41 ص]ـ
استمر .. فنحن ننتظر إكمال البقية بكل شوق، إذ المغترون والمغررون بأكاذيب الخليلي هذه على تاريخ أئمة الدعوة كثيرون جدا، والحاجة إلى دحضها ماسة وعظيمة
فالإباضي الهالك في تعصبه قد افترى كثيرا عليهم من نواحي عديدة منها الناحية التاريخية التي خصص الدكتور البسام حديثه عنها. وأمرها مهم جدا وتحتاج إلى مختص غني بالمراجع والوثائق وليس يغني الإنشاء عنها فتيلا.
فأعانك الله على إنزال بقية البحث وجعل ما تنفقه فيه من جهد ووقت في ميزان حسناتك.
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 04 - 05, 09:33 ص]ـ
لك ما تريد أخي العزيز , ولكن أعذرني على التأخر فظروف العمل والدراسة صعبة , ولكم مني المفيد إن شاء الله تعالى
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 04 - 05, 09:34 ص]ـ
واتهم الشيخ ابن عفالق – عفا الله عنا وعنه – الشيخ محمد بأن هدفه من دعوته الوصول إلى الرئاسة على قومه فقال – مجيباً عن كلام ورد في رسالة الأمير ابن معمر إليه – " وأما قولك ان لكم اثنتي عشر سنة تعالجون هذا الأمر فأنكرتموه أولاً وثبتكم فيه المطاوعة يقولون: هذا حق , والذي يسوى في الأحساء شرك وفي غيرها كذلك وتقولون: عذرهم إنهم ما يقدرون على إزالته وأنهم خابرينه ( ... ؟) (43) , انتهى يا عثمان كلامك فياليتك يا عثمان بقيت على حالك الأول وسلمت من الدخول في هذا الأمر المظلم فلا يخفاك إن ابن عبدالوهاب رام أمراً وفهم أنه لا يدركه إلا بك فلا بسك وتمكن من عقلك وذهنك وأخاف المطاوعة بك فداخلهم الخوف منك على النفس والمال ولا أظن أمره وصنيعه يخفى على مثلك ولكن لست بأول من لبس عليه وأنت كما قيل:
ما أنت سار غره قمر ... أو رائد أعجبته خضرة الدمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/449)
فمن تلبيسه عليكم قوله: إن هذه الأمة على ضلالة من قديم الزمان , وإنهم ليسوا على دين ... فوافقتموه في كل ما أراد لأنه لو لم يكن يكفر الأمة ويوجب عليكم قتالهم لما تم له المراد الذي يريده منكم فتم له ما أراد وألزمكم بالجهاد , وقال (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) فزعمتم أن الجهاد قد وجب عليكم فلله دره أراد الرئاسة عليكم فأدركها بذهاب دينكم ودنياكم وضَرب بعضكم ببعض " (44).
وواصل ابن عفالق كلامه متهماً الشيخ بإدعاء النبوة بلسان حاله فقال " فهب أنكم وافقتموه في تكفير من ذبح لغير الله , واستغاث بغير الله , فكيف تقبلون قوله وتحكون بكفر الأحياء والأموات من غير بينة ولا دليل وتحكمون على الله في خلقه ولا يحكم بهذا غير من يأتيه الوحي من الله , والله لقد ادعى النبوة بلسان حاله لا بلسان مقاله بل زاد على دعوى النبوة وأقمتموه مقام رسول وأخذتم بأوامره ونواهيه وتركتم اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهوركم " (45).
وكان الأمير ابن معمر قد أوضح في رسالته إلى الشيخ ابن عفالق عدم قدرته على فهم كلام أهل العلم في مسائل الدين والعقيدة والمناقشة بها وطلب أن تكون هذه المناقشة مع الشيخ محمد الذي يبدي استعداده التام لها فجاء جواب الشيخ ابن عفالق على هذا الطلب في هذه الرسالة الجوابية قوله " وأما قولك كثرة الكلام ما أفهمه ولا لي فهم بابن القيم (46) وابن تيمية ولا عمرو ولا زيد ابن عبدالوهاب يقول هذا مذهب العلماء كلهم وعندي كتبهم حاضرة فإن كان كاذب فيتبين كذبه بحضرته وحضرة الكتب وهو الذي يخلص ( ... ؟) (47) فإن عاند فهو عذر لك من الله سبحانه وأنت برِّق في كلامي وتأمله ولا تجاوبني إلا بمثله. انتهى كلام عثمان أقول إنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون إذا صرت يا شيخ عثمان مقر على نفسك بالجهل وعدم المعرفة بأقوال أهل العلم وابن تيمية وابن القيم فقد ثبت عندنا بأنك مقلد لابن عبدالوهاب في كل ما يقول على جهل منك بأقوال أهل العلم معتقد فيه العصمة , وأن أقواله عندك مثل قول الرسول المعصوم فينبغي أن نرجع معك إلى المعقول لا إلى المنقول " وقال ابن عفالق بأن العقل يقتضي عد الأخذ بكلام ابن عبدالوهاب وترك أقوال علماء الأمة إلا إذا ثبت نبوته ورسالته (48).
وتحدث ابن عفالق في هذه الرسالة عن الشرك عن الشرك الأكبر وأنواعه حسب اعتقاده ثم ثقال " وأما الشرك في العبادة فإنه يصدر ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله وأنه لا إله غيره. رب الأرباب , ولكن لا يخلص في معاملته عبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطب الدنيا تارة , ولطلب الرفعة والمنزلة فله من عمله وسعيه نصيب وللخلق نصيب ... وهذا حال أكثر الناس وهو الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله , قال: قل اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم فالرياء كله شرك فكذلك يجب أن تكون العبادة له وحده وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل , وقد يعاقب عليه إن كان العمل واجباً وقد يعفو عنه " (49).
ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل السنة على أن من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ثم يحصل منه إشراك في العبادة جهلاً أو تأويلاً فإنه لا يلحق بالكافر المكذب للرسل بل غايته أن يكون من عصاة الموحدين , ثم أورد ابن عفالق قوله عليه السلام " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم " (50) , وقال بأن العاصي لم يعبدها لكنه منع حق الله فيها , ثم استدل بقول تعالى " أفرءيت من اتخذ إله هواه " (51) , على أن كلا من السارق والزاني وقاتل النفس وآكل الربا وغير ذلك من المعاصي قد تابعوا هوى أنفسهم في غضب الله فيجوز أن يقال لهم قد عبدتم الهوى من دون الله واتخذتموه إلها مع الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/450)
ثم واصل ابن عفالق حديثه موجهاً الكلام إلى الأمير ابن معمر " فبان لك يا عثمان بهذه الرسالة من أحاديث رسول الله ومن أقوال الأئمة أن الشرك في العبادة هو الشرك الأصغر , وأن الشرك الأكبر هو الشرك بالله فلم يفرق هذا الرجل بين الشرك بالله وبين الشرك في العبادة فخالف إجماع الأمة وجهل جهلاً لا يسع العاقل بل الجاهل أن يجهل مثله فجعل هذا المارق الجاهل الذي كفر الأمة أن الشرك الأكبر مقصوراً على من ذبح أن نذر أو تعلق بمخلوق أو حلف بغير الله كذلك الربا والتصنع للخلق , وقول الرجل ما شاء الله ويثبت وهذا من الله ومنك وإنا بالله وبك ومالي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله عليك ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا – ثم قال بعد ذلك – فهذا البحر الذي لا ساحل له قل من ينجو منه فينبغي أن يقال له مالك تحكم بكفر من نذر أو ذبح لغير الله أو تعلق بمخلوق سواء كانوا ( ... ؟) (52) – متاولين أو جاهلين فإن حكم بكفرهم فليحكم بكفر المرائي فإنه أشرك في عبادته وليحكم بكفر من عمل أعمالاً لغير الله ومن طلب الرزق من غير الله كما ذكرنا فهؤلاء كلهم أشركوا في عبادة الله ولو تتبعنا أنواع الشرك في العبادات لا حتجنا إلى مجلدات " (53).
ـــــــــــــــــــــ
43) عدة كلمات غير واضحة.
44) وثيقة سابقة , الورقات أرقام 1 - 6 انظر الملحق رقم (7).
45) الوثيقة نفسها , الورقات 6 , 7 , 8 , 26. انظر الملحق رقم (8).
46) هو ابن قيم الجوزية – رحمه الله ... وبعضهم ينكر قول " ابن القيم " ويرى الصواب لغة " ابن قيم 47الجوزية " .. ولا وجه لهذا التصويب فابن القيم جائزة , و " أل " للمعهود , وتقوم مقام المضاف إليه في التعريف] الدرعية [.
47) كلمة غير واضحة.
48) الوثيقة السابقة , الورقتان 16 - 17. انظر المحلق رقم (9).
49) الوثيقة نفسها , الورقتان 24 - 25 , انظر الملحق رقم (10).
50) روى البخاري – رحمه الله – عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله النبي صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي وإن لم يعط لم يرض " يحيى النووي , رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين , ط3 , مؤسسة الخدمات الطباعية , بيروت , 1398 هـ , ص 216.
51) سورة الجاثية , الآية رقم 23.
52) كلمة غير واضحة.
53) الوثيقة السابقة , الورقتان 25 - 26.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:44 م]ـ
في عام 1412 قام الشيخ عبدالرحيم الطحان بالرد على كتاب الخليلي (الحق الدامغ) في ثلاثة أشرطة سماها (الرد البليغ الدامغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ) , فانتصر الأخير لقومه وأصدر ثلاث أشرطة - بالضد - ردا على الشيخ عبدالرحيم سجلها في داره وليس في درس عام -مع أنه مفتي البلاد -!! فلقيت هذه الأشرطة احتفالا عظيما , ثم قاموا بطباعتها في الكتاب المذكور
علما بأنه لا يستحق الإلتفات أصلا لأنه - مقارنة بالنشاط الحالي - مجرد رد إرتجالي ... ولكن النشاط الان في التقريع على أهل السنة وعلمائهم , بل وأئمة العلم على مر الزمان شديد .. على غفلة من الدعاة والعلماء خارج عمان .. بل والإحصائية الأخيرة للسكان كانت عجيبة!! إذ انهم زعموا
بأن تعداد السنة داخل البلاد لا يتجاوز 25% في المئة!! وكل من زار البلاد - عوضا عن ساكنية - يعلم بأن هذا تلبيس وتدمير نفسي بالدرجة الأولى لأهل السنة داخل البلاد ..
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 05 - 05, 01:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (أيوب) والرجل مسكين وأسأل الله أن يرده للحق
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 05 - 05, 01:52 م]ـ
واستمر علماء الأحساء في معارضتهم للدعوة , ومنهم العالم محمد بن فيروز (54) , الذي كان من أشد المعارضين للشيخ محمد ودعوته على الرغم من صلة القرابة بينهما , وقد اتهم الشيخ محمد بالخروج من الدين ووصفه بالطاغوت كما يفهم من قصيدة للشيخ حسين بن غنام يرد بها على قصيدة لابن فيروز يعترض فيها على الدعوة وإمامها , ومما جاء في قصيدة ابن غنام قوله:
أيوصف بالطاغوت من جدد الهدى ... وأحيا أصول الدين والسنة الوسطى (55).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/451)
وكان هناك اتصال بين علماء الأحساء المعادين للدعوة وبين بعض العلماء النجديين المعارضين مثل الشيخ عبدالله المويسي (56) , وغيره حيث كان لهؤلاء دور في نشر كتابات المعادين للدعوة في البلدان النجدية (57).
ولم يكتف العلماء المعادون للدعوة في الأحساء ببعث كتاباتهم المعارضة للدعوة إلى نجد بل كانوا يستغلون فرصة قدوم بعض طلبة العلم النجديين للدراسة في الأحساء فيوغرون صدورهم ضد الدعوة , ومن أبرز هؤلاء عبدالعزيز ابن عبدالرحمن الرزيني الذي تلقى العلم عن الشيخ ابن عفالق وابن فيروز ووالده , وكان من المعجبين بآل فيروز ومن المثنين عليهم (58) , وقد كتب رسالة يرد بها على الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في موضوع الوقف , وتبلغ هذه الرسالة اثنتان وثلاثون ورقة , ركز ثلثها الأول على مهاجمة الشيخ ودعوته , وضمن باقيها رأيه في موضوع الوقف.
وجاء في مقدمة هذه الرسالة قوله " بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي , الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافي مزيده – ثم قال بعد المقدمة – وبعد قيقول المحب الداعي بالتوفيق والمشير الناصح الشفيق عبدالعزيز بن عبدالرحمن حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم – ثم قال بعد عدة أسطر – وإن الباعث إلى رقم ما هو مسطور وزبر ما هو مذكور قصد إبلاغ السلام الجزيل مقروناً بالثناء الجميل جميع المحبوبين والمحبين من العشيرة والإخوان والجيران جعلهم الله متمسكين بحبله المتين منصورين على الطغاة والبغاة والمارقين " (59).
وقال – عفا الله عنا وعنه – بعد هذه المقدمات " تواتر عندي من الأخبار عنكم ما يطرب السامع ويشنف المسامع من إظهار دين الله وكبت أعداء الله وجعلهم بين مقتول ومشرد وما بين مقهور شمله مبدد فظلت لذلك قرير العين بادياً سروري لا يخفى على ذي عين – ثم قال بعد ذلك –واعلموا رحمكم الله أن محبكم يريد أن يهدي إليكم نصيحة فإن قبلتموها حمدت الله , وإن لم تقبلوها فالأمر لله وغالب ظني أنها إن شاء الله لديكم مقبولة وأن مواعدي امتثالها منجزة غير مطولة , والحامل لي على ذلك أمران إحداهما – ثم أورد قوله عليه السلام الدين النصيحة ... إلخ – وقضية أهل الكوفة بعد وفاة واليهم المغيرة بن شعبة (60) , ثم قال: الأمر الثاني أنكم عشيرتي وأسرتي أصل أنا بعض فروعه فأنتم أولى بنصيحتي لمحبتي لكم وشفقتي عليكم " (61).
ثم علل بعد ذلك إرساله هذه الرسالة لعدم تمكنه من زيارتهم واللقاء بهم مباشرة , وحثهم على تقوى الله ثم قال بعد ذلك " ومن أعظم نعم الله أن نجاكم من هؤلاء الخارجين المارقين الطاغين الكاذبين الناقصين القاصرين المتجبرين , طهر الله منهم البلاد وأراح العباد بعد أن كنتم لهم كالمماليك يسومونكم سوء العذاب لا يقبلون من محسنكم ولا يتجاوزون عن مسيئكم " (62).
وشبه فعل من وصفهم بالمارقين بقومه بفعل فرعون ببني إسرائيل , وقال بأن النصارى في بلاد الهند لا يفعلون بالمسلمين فعل هؤلاء المارقين , وذكر قصة أحد ملوكهم الذي بنى سوراً على قلعة بلدة , وكان من مجرى السور مسجد فأمر بعدم هدمه احترماً لمشاعر المسلمين , وكان هناك قاض للمسلمين وقاض للنصارى , وأنه كانت الخصومة بين مسلم ونصراني فالحكم عند قاضي المسلمين , وقال الشيخ الرزيني بأن ذلك يحصل والبد في أيديهم (63) , والمسلمون قليل فيها وهو يقولون إن الله ثالث ثلاثة تعالى الله عما يقولون الظالمون علواً كبيرا (64).
ثم طلب بعد ذلك من جماعته أن يحمدوا الله على إنقاذه لهم من هؤلاء المارقين وطلب ممن تابعوهم التوبة ثم قال " وأنتم أرشدنا الله وإياكم رأيتم ما عليه هؤلاء المارقون الكاذبون سمعتم أقوالهم ورأيتم أفعالهم , وتبين لكم بطلان مذهبهم الفاسد – ثم قال بعد ذلك محملاً قومه تبعة نجاح أعدائهم لعدم مبادرتهم في التصدي لهم – فليكن معلوماً لكم أن الله لم يسلط عليكم هذا السفيه لكونه أفضل منكم وخيراً منكم ولكن سلطه الله عليكم جزاء لكم بترككم إياه يعيث الفساد بينكم ولم يصده أحد منكم عما يريد ولم تنهوه حتى تعاظم أمره وتفاقم شره ولم ير من تعرض له فصغرتم في عينه حتى كأنكم لستم عنده من بني آدم بل ( ... ؟) (65) , بعينه وأصحابه إما سرا وإما علانية , فلما خبر حالكم داسكم دوس الحصاد الدائس ومنته نفسه أموراً فأخذ من مباديها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/452)
ولم ينل منها المراد ولله الحمد , بل وقع في حبائل كيده (66) (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) (67) وقد ورد من أعان ظالماً سلطه الله عليه فكونوا على يقين مما ذكرت لكم " (68).
ــــــــــــــــــ
54) هو محمد بن عبدالله بن محمد بن فيروز , ولد في الأحساء عام 1142هـ , وأخذ العلم عن والده وعن الشيخ محمد بن عفالق وغيرهما , وقد عارض الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – واستمر في معارضته حتى اضطر إلى الانتقال إلى البصرة بعد أن تمكن الدولة السعودية من ضم الأحساء , وبقي هناك إلى وفاته – عفا الله عنا وعنه – في عام 1216 هـ. البسام , مرجع سابق , ج6 , ص236 - 245.
55) ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص191.
56) هو عبدالله بن عيسى المويسي الوهيبي التميم , ولد في حرمة وأخذ من علماء نجد , ثم رحل إلى الشام وأخذ عن علمائها , وبعد عودته إلى نجد اختلف مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – فكتب في الرد عليه وعلى مبادئ دعوته , وكانت وفاته – عفا الله عنا وعنه – في عام 1275 هـ. المرجع السابق , ج4 , ص 364 - 369 , ومن كتاباته رسالة إلى الشيخ سيف بن أحمد العتيقي المتوفى في عام 1189 هـ , وصف فيها الشيخ محمد وأتباعه بالخوارج , كما اتهمهم بالمروق من الدين والغلو فيه. انظر الملحق رقم (11).
57) الدرر , مرجع سابق , ج8 , ص98.
58) ومن ذلك قصيدة يثني فيها على الشيخ محمد ووالده يذكر علمهم وفضلهم وتصديهم – كما يقول – لأهل الضلالات وقال في مطلعها:
زار الخيال من الأحباب بالحسر ... وشرد النوم من عيني السهر
فبت أرعى نجوم الليل أرقبها ... كأنني كالئ للأنجم الزهر
إلى أن قال:
لي سادة رفعوا في المجد منزلة ... ورتبة خير أهل البدو و الخضر
هم عين أعيان أهل العصر قاطبة ... يروي حديث علاهم غير مختصر
قوم رعوا حرمة الإسلام وانتصروا ... لله سبحانه أكرم بمنتصر
وبينوا من ضلالات الورى سبلا ... كم ضل فيها من السلاك من نفر
تحيي القلوب إذا وافت مجالسهم ... وتستريح من الوسواس والفكر
إلى أن قال:
فارقتهم وعجيب أن أفارقهم ... وهم أحبابي وهم سمعي وهم بصري.
إلى آخر ما قال – عفا الله عن الجميع – (مخطوط من ورقة واحدة , لدى الشيخ عبدالله البسام – رحمه الله – بمكة المكرمة) انظر الملحق رقم (12).
59) رسالة إلى الشيخ عبدالعزيز الرزيني , مخطوط سابق , الورقة الأولى.
60) هو المغيرة بن شعبة بن عامر الثقفي , أسلم عام الخندق , وشهد الحديبية والقادسية , وتولى البصرة في عهد عمر – رضي الله عنه – والكوفة في عهد معاوية رضي الله عنه , إلى وفاته عام 50 هـ رضي الله عنه , ابن كثير , البداية والنهاية , مكتبة المعارف , بيروت , ط2 , ج8 , ص48 - 49.
61) الورقتان الأولى والثانية من المخطوطة.
62) الورقتان الثانية والثالثة من المخطوطة.
63) كلامه هذا فيه نظر فحكام الهند من المسلمين في تلك الفترة ولو أن النفوذ الإنجليزي هناك بدأ بالظهور قبل وفاة الشيخ بمدة قصيرة إلا أن دولة المعول الإسلامية استمرت في الحكم إلى قرب نهاية القرن الثالث عشر الهجري.
64) الورقتان الثالثة والرابعة من المخطوط , انظر الملحق رقم (13).
65) كلمة غير واضحة.
66) يفهم من هذه العبارة وغيرها من عبارات سابقة وردت في هذه المسألة أن الشيخ محمد وأتباعه قد هزموا هزيمة كبيرة وأنهم أصبحوا – كما قال – بين مقتول ومشرد وأن أمرهم يكاد أن ينتهي , والظاهر أنه كان يشير إلى نتيجة معركة أتباع الشيخ محمد مع صاحب نجران في عام 1178 هـ , حيث قتل من أتباع الشيخ حوالي خمسمائة رجل وأسر أكثر من مائتين " ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص 58 " , وجاء في مخطوط مجهول المؤلف وعليه تملك العياف قول المؤلف أثناء حديثه عن حوادث عام 1188هـ (طلع راعي نجران على العارض وذبح من العارض اثني عشرى ماية) الورقة رقم (11) من المخطوط , ديوان الصوام في أشقير , انظر الملحق رقم (14) وعلى الرغم من هذه النتيجة فإن أئمة الدولة السعودية والشيخ محمد لم يلبثوا أن تخطوها وساروا في سبيل تحقيق أهدافهم والحمد لله.
67) سورة فاطر , الآية 43
68) الورقتان الرابعة والخامسة من المخطوطة.
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:42 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/453)
وقال بأن هذه هي سنة الله في عباده كما فعل الله في بني إسرائيل لما أفسدوا سلط الله عليهم بختنصر , وكما سلط الله الحجاج على أهل العراق بسبب غدرهم بالحسين رضي الله عنه , وسلط النصارى على أهل المغرب بسبب فسادهم فأخرجوهم من الأندلس , وسلط التتر على أهل العراق والشرق بسبب إحداثهم في الأرض (69).
ثم أخذ في توجيه اللوم إلى جماعته بسبب مهادنتهم للشيخ محمد وابتاعه قائلاً (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنكم أدخلتم الذل على أنفسكم بمهادنتكم لهم فلا جزى الله خيراً من كان السبب في ذلك , يا قوم أما لكم قلوب تفقهون بها , أما لكم أعين تبصرون بها , أما لكم آذان تسمعون بها فتحققون ما فعل طاغوت اليمامة (70) , بأتباعه حتى تتعظوا فقد قيل سعد من اعتبر بغيره) (71).
ثم أخذ في تعليل مهادنة قومه للشيخ وابتاعه , وحصره في ثلاثة أمور , وهي طلبهم الراحة من الشر والحروب , وحب بعضهم للمال والبيع والشراء مع أصحاب القرى المؤيدة للدعوة , وجبن بعض رؤسائهم وخوفهم من المواجهة (72).
وبعد أن كرر دعوته إلى قومه ليحمدوا الله ويشكروه على إنقاذه لهم من هؤلاء المارقين وأوصاهم بتقوى الله وطاعته انتقل إلى الحديث عن موضوع الأوقاف فقال (ثم اعلموا أرشدنا الله وإياكم أن مما استحسن بعضكم من بدعة هذا الطاغوت الذي تجرأ على الله وحكم بهواه إبطال الأوقاف وروج عليكم حتى تصورتم أن الحق ما قال فقبلتم ذلك واستحسنتموه , وأنتم معذورون بسبب جهلكم بحكم هذه المسألة , ولكن لو عذرتم بسبب الجهل فكيف جوزت عقولكم خطأ أمة محمد في هذه المسألة) (73).
واستهل رده على الشيخ محمد في هذا الموضوع باتهامه بعدم الاهتمام بأقوال علماء المسلمين ورميهم بالفسق والظلم والتكفير , واتهام بعض أتباعه برغبتهم في تحقيق مكاسب مادية من إبطال الأوقاف حيث قال (وكان لبعض اتباعه في بطلان الأوقاف مقصد أحد يحصل له منها شيء , واحد يبيع منها , وأحد يشتري منها فجرهم هذا الاعتقاد في أن ما قال طاغوت اليمامة هو شرع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا أن هذا شرح محمد بن عبدالوهاب طاغوت اليمامة) (74).
وشرع بعد ذلك في الإجابة على استدلال الشيخ بآية النساء في هذه المسألة فقال (وهو إنما روج على أتباعه بالآية التي في سورة النساء (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (75) , وهذه الآية لا دليل فيها على مذهب هذا الطاغوت فيا محنة القرآن والإسلام منه) (76) , وأورد رده وإجابته على هذا الاستدلال.
وقد اتهم الرزيني في رسالته هذه الشيخ محمد بادعاء المهدية فقال أثناء حديثه عن الشيخ وأتباعه (وقد باحثت رجلاً من غلاتهم فلاح لي أنه زعم أن هذا الطاغوت هو المهدي الذي يخرج ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وليس هذا بكثير من هؤلاء الجهال الحمقا فإن الرافضة تزعم أن المهدي محمد ابن الحسن آخر الأئمة الاثنى عشر وأنه دخل السرداب المعروف في فارس (77)) وبعد أن تحدث عن اعتقاد الرافضة ورد شيخ الإسلام عليها قال (والمقصود أن أتباع هذا الطاغوت قد غلو غلواً زائد فكانوا أشبه الناس بالنصارى والرافضة والذي ورد في شاب مهدي آخر الزمان أنه من أهل بيت رسول الله وأن أسمه محمد بن عبدالله وأنه يولد في المدينة ويظهر في مكة ويهاجر إلى بيت المقدس وأنه في زمنه ترعى الشاة من الذيب ويلعب الصبيان مع العقارب والحيات إلى غير ذلك.
وهذا الطاغوت بعكس هذه العلامات ولم يوافقه إلا في الاسم فقط وهذا الطاغوت ولد في وادي مسيلمة (78) , وظهر فيه ولم يدخل الشام قط ولا يدخله وملأ ناحيته جوراً وظلماً وتقاطع الناس وتدابروا في أيامه وقذف في قلوبهم الخوف والرعب حتى أن الأخ يقتل أخاه والقريب يقتال قريبه ولا شك أن هذه العلامات ليست علامات المهدي فلعمر الله أنه غير مهدي ونسأل الله العفو والعافية ( ... ؟) (79) هذا فأعلموا أنكم لن تستفيدوا من هذا الطاغوت إلا أن بعضكم أكل أموال بعض بالباطل وقد نهى الله عن ذلك فقال (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) (80) , وفعلتم ذلك تقليداً لعدو الله ( ... ؟) (81) , فنسأل الله أن يعجل عقوبته وأن يجعله عبرة للمعتبرين) (82).
ـــــــــــــــــــ
69) الورقتان 6 - 8 من المخطوطة , انظر الملحق رقم (15).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/454)
70) يعد الشيخ الرزيني – عفا الله عنه – من أشد المعارضين للدعوة , وقد استخدم عبارات وكلمات قاسية في الرد على الشيخ من بينها الكلمة التي لا تكاد تخلو ورقة من هذه الرسالة من ذكرها أكثر من مرة , بل إنها وردت ست مرات في الورقة الرابعة عشرة , وخمس مرات في الورقة الخامسة والعشرين , وربما كان الأولى عدم إيراد هذه الكلمات القاسية إلا أن ما اقتضى ذلك هو بيان شدة المعارضين للدعوة في استخدام هذا الأسلوب مع أبتاع الدعوة.
71) الورقتان الثامنة والتاسعة من المخطوطة.
72) الورقات 9 – 11 من المخطوطة , انظر الملحق رقم (16).
73) الورقة رقم 12 من المخطوطة.
74) الورقتان 13 - 14 من المخطوط , انظر الملحق رقم (17).
75) الآية رقم 11.
76) الورقة رقم 15 من المخطوط.
77) لعل السرداب في سامراء بالعراق وليس في فارس.
78) حرص المعارضون للدعوة على القول بأن نجداً كانت ديار مسيلمة وأن الفتن تظهر منها كما فهمومه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومما ورد في ذلك في خمس ورقات جاء فيها (ومما قاله الشيخ العالم العلامة الفهامة السيد عبدالرحمن الزواوي في بدعة النجدي الغاوي أخي مسيلمة الكذاب محمد بن عبدالوهاب , ولقد أجاد في الرد عليه الشيخ عبالرحمن أدخله الله فسيح الجنان حيث بين طريقته المنافية لطريقة أهل الإيمان وبدعته التي عم ضررها جميع البلاد وسرت في قلوب متبعيه أهل الزيغ والعناد جزاه الله يوم التناد وهيه هذه) ومما جاء فيها فيما يتعلق بمسألة التكفير:
وقامت على ساق الغواية وأنيرت ... تثير قتام الكفر في وجه من تلى.
وجاء فيه:
يقولون نحن المسلمون وغيرنا ... على الشرك أحقاباً مضت تعبد الخلقا
فست مئين فترة الدين قد مضت ... فلست ترى من يعبد الله أو تلقى.
وقال ناظمها متهماً الشيخ بادعاء النبوة:
وفي ذلك دعوى للنبوة ظاهر ... فيا فرية حطت وأوهت عن المرقا
من أين جاءهم الهدي ... أوحي أتاهم وهم قد أحكم الغلقا
وقال في وصف طلبة الشيخ وعلماء الدعوة:
يفسره الجلف البليد لديهم ... وذو عوج وإن قال لا يحسن المطقا
وقال عن نجد وأهلها:
بدأ شرها من شر أرض وبقعة ... وأقبحها مرء وأكثرها فسقا
وأحمقها أهلاً وأضعفها عقلا ... وأعظمها جهلاً وأجفسها خلقا
بها قرن إبليس كما جاء ظاهراً ... وهذا هو المعنى أقبح به ورقا
خمس ورقات مخطوطة لدى الباحث , وعن معنى الحديث الذي يشير إلى مصدر الفتن وهل المقصود به نجد أم العراق انظر عبدالرحمن بن حسن , المورد الزلال في كشف شبه أهل الضلال.
ويفهم من كلام صاحب كتاب إمارة الزبير تداخل مسمى نجد مع مسمى العراق فعند حديثه عن سنة هدامه أو غرقه الرشيدية عام 1314 هـ قال (وقع مطر غزير في برد نجد من أرض الزبير) الصانع عبدالرزاق , والعلي عبدالعزيز , إمارة الزبير بين هجرتين بين سنتي 979 – 1342 هـ , مطبعة السلام الكويت 1409 هـ , ج 4 , ص 50.
وللشيخ عمران بن رضوان قصيدة يرد بها على بعض المعارضين للشيخ محمد ودعوته , ومما جاء فيها قوله:
إذ شبه الشيخ الإمام المهتدي ... بأخي مسيلمة الكفر المعتدي
وقوله:
قد عيروه بأنه قد كان في ... وادي حنيفة دار من لم يسعدي
عدة ورقات ملحقة بنسخة من كتاب فصل الخطاب في تبرئة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , لدى أحد طلبة العلم في شقراء.
79) كلمة غير واضحة.
80) سورة البقرة , الآية 188.
81) عدة كلمات غير واضحة.
82) الرزيني , مخطوطة سابقة , الورقتان 14 - 15.
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 09:13 ص]ـ
ويفهم من هذه النصوص أن خصوم الدعوة هم الذين يكفرون إمام الدعوة وأتباعها , ويتهمون الشيخ محمد بطلب الرئاسة أحياناً وادعاء المهدية والنبوة أحياناً أخرى , ولا يترفعون عن الفحش في كلامهم واتهام الشيخ محمد رحمه الله بما لا يليق , أفلا يستوجب هذا حكم الشيخ محمد رحمه الله على بعضهم بالخروج من الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/455)
وأما استحلال الدماء والأموال فإن الشيخ الخليلي – عفا الله عنا وعنه – ينتقي ما يناسبه من كلام ابن بشر فيذكر ما أورده ابن بشر من شدة الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله مع أهل الإحساء (83) , دون أن يذكر عملهم المشين بقتلهم أمير الإحساء من قبل الدلو السعودية وثلاثين من العلماء بعد تعذيبهم وجرهم في الأسواق (84) , وكذلك الأمر بالنسبة للأموال فإن الشيخ الخليلي يبدي إنكاره وتعجبه من استيلاء رجال الدولة السعودية وأتباع الدعوة على أموال بعض أهل الرياض , وقضاء الشيخ محمد – رحمه الله – ديناً عليه أنفقه على طلبة العلم يقدر بأربعين ألف محمدية (85) , ودون أن يورد حديث الشيخ ابن بشر المتعلق بوقعة الرياض , وهروب أميرها وأكثر أهلها المؤيدين له وتركهم أموالهم , حيث قال بن بشر في حديثه عن هروب قسم من أهل الرياض (وتركوها خاوية عللا عروشها الطعام واللحم في قدروه , والسواني واقفة في المناحي , وأبواب المنازل لم تغلق , وفي البلد من الأموال ما لا يحصر , فلما دخل عبدالعزيز الرياض وجدها خالية من أهلها إلا قليلاً) (86) , وقد ترك الشيخ الخليلي – عفا الله عنا وعنه – إيراد ذلك ليوهم القارئ أن رجال الدولة السعودية دخلوا البيوت بالقوة واستولوا على أموال أهلها غصباً.
كما أن الشيخ الخليلي تناسى عمداً إطلاع قارئ كتابه على عبارات الشيخ ابن غنام حول وقعة الرياض التي يفهم منها مسير رجال السعودية في أثر الهاربين , ومساعدة الضعفاء منهم , اقتصار القتل على المعاندين أصحاب السوابق , والمناداة بالأمان لأهل الريا ض , وكف القتل عنهم إلا من كان مشهوراً بعداوته لأتباع الدعوة الإصلاحية , وقد جاء في حديث الشيخ ابن غنام من هروب أهل الرياض وموقف رجال الدولة السعودية منهم قوله (هذا والمسلمون قد جدوا في أثرهم ينقذون بالماء كل ضعيف وفقير , ويقتلون كل شيطان مريد , وكل ذي بأس شديد حتى وصلوا إلى الدلم
المعروفة وقطعوا تلك المفازة المخوفة , ونادى عبدالعزيز فيها بالأمان إلا من كان مشهوراً بالسوء بإعلان) (87).
وهذه أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون , والعصمة للرسل فقط , أما غيرهم فيؤخذ من كلامهم ويرد فقد يخطئ إمام الدعوة وعلماؤها في إنكارهم على مخالفيهم في بعض المسائل ,وقد يخطئ مؤرخو الدعوة ومنهم الشيخان ابن غنام وابن بشر في بعض العبارات التي يذكرونها واصفين بها مخالفي الدعوة , أو في تحليلهم لبعض الحوادث , أو مبالغتهم في الحديث عن معاملة أتباع الدعوة لخصومهم وعدد قتلاهم , إلا أن العبرة بعدم الاستمرار على الخطأ والاستعداد للرجوع إلى الحق عند وضوحه.
وهذه إمام الدعوة الإصلاحية الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ينفي عن نفسه ادعاء العصمة , ويعترف بالأخطاء التي قد تكون كثيرة , إلا أنه يطالب بعدم إهدار المحاسن من أجل بعض الأخطاء مهما كثرت هذه الأخطاء , فقد جاء في رسالة له إلى الشيخ عبدالله بن عيسى وابنه عبدالوهاب المخالفين له في بعض المسائل قوله (فإذا تحققتم الخطأ بينتموه ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن فإني لا أدعي العصمة) (88).
ويبدي الشيخ محمد – رحمه الله – استعداده للرجوع إلى الحق إذا تبين له ذلك فقد كتب الشيخ محمد رسالة إلى الشيخ عبدالله بن سحيم حول رأيه في كتاب أحد المعارضين فقال (وأنا أجيبك عن الكتاب جملة فإن كان الصواب فيه فنبهني وأرجع إلى الحق , وإذا كان الأمر كما ذكرت لك من غير مجازفة بل أنا مقتصر فالواجب على المؤمن أن يدور مع الحق حيث دار) (89).
كما كتب رسالة إلى عبدالوهاب بن عبدالله بن عيسى يشير فيها إلى والده عبدالله بن عيسى حيث قال (وأشهد الله وملائكته أنه إن أتاني منه أو ممن دونه في هذا الأمر كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين) (90).
كما يبدي الشيخ رحمه الله استعداده لمناقشة مخالفيه كل في مذهبه كما يفهم من رسالته إلى محمد بن سلطان حيث قال (فأقول كل إنسان أجادله بمذهبه إن كان شافعياً فبكلام الشافعية , أو كان مالكياً فبكلام المالكية , أو حنبلياً , أو حنفياً ... فكذلك) (91).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/456)
وقد سار أئمة الدولة السعودية وعلماء الدعوة الإصلاحية – رحمهم الله – على ذلك ومنه فتوى علماء الدرعية في العلامة التي تجعل في العبي وغيرها من الحرير حيث حكموا عليه بحرمة ما زاد على أربعة أصابع مضمومة وقالوا في آخر فتواهم (وأما من كان عنده علم عن الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة أو في غيرها فيعرضه علينا ونقبل ونرجع إلى الحق) , وقد كتب الإمام عبدالعزيز بن محمد – رحمه الله – بهذه الفتوى إلى البلدان وجاء في آخر كتابه قوله (ومن وجد دليلاً يخالف ما فيه فالحق مقبول والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل) (92).
وقد تحدث بعض الحالات في اجتهاد أحد أتباع الدعوة الإصلاحية فيتشدد في حكمه على بعض المخالفين له ويحكم بخروجه من الدين إلا أنه سيجد من يوجهه ويدعوه إلى الحق من علماء الدعوة أنفسهم , ومن ذلك إجازة الشيخ محمد بن إبراهيم العجلان (93) لاستعانة الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي بقوات الدولة العثمانية , واعتراض الشيخ حمد بن عتيق (94) على ذلك , وحكمه على الشيخ ابن عجلان بالردة , إلا أن الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (95) بين خطأ الشيخ ابن عتيق في حكمه مع اعتراضه على الاستعانة بقوات الدولة العثمانية (96).
وهذا الطريق الصحيح وهو طريق العلماء الربانيين وهو الاستعداد للمناقشة وقبول الحق من أي جهة كانت , وعدم ازدراء الخصوم والفحش والفجور في مخاصمتهم , والتواضع بعدم الجزم بصحة الرأي وخطأ رأي الخصم بل إن الواحد منهم رحمهم الله كان يقول: إنه يعتقد أن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمه خطأ يحتمل الصواب.
وكان الأولى والأجدر بالشيخ الخليلي – هدانا الله وإياه – اتباع ذلك الأسلوب , وحصر النقاش في النقاط التي اختلف فيها مع الشيخ عبدالرحيم الطحان وهي المتعلقة بصفات الله عز وجل إلا أنه لم يعمل ذلك وقام مع محقق كتابه بمهاجمة أئمة الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية في الصفحات السبع عشرة التي سبق الإشارة إليها , وضمن الكثير من صفحات كتابه الآخر الكلمات النابية في حق علماء أهل السنة والجماعة في القديم والحديث فوصف سلف الأمة بالفجور (97) , ومنهم الإمامان الكبيران شيخ الإسلام ابن تيمية (98) وتلميذه ابن القيم (99) , فقد قال عن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم , ونقل عمن يرضاه في عقيدته النصح بعدم الإصغاء إلى ما في كتبهما لأنهما كما يقول – عامله الله ومن نقل عنه بما يستحقانه – ممن اتخذ إلهه هواه , و أضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصرهما غشاوة , ووصفهم بالإلحاد , وأن شيخ الإسلام ممن أضله الله على علم وممن افترى على الشريعة ونقل عمن سماهم بالكثير من العلماء تكفيرهم (100) له , ويتهم شيخ الإسلام بتأويل الأدلة بما يتفق مع هواه , ومتابعته لمذهب أرسطو (101) , جزى الله شيخ الإسلام خير الجزاء على ما قام به من عمل في الرد على المبتدعين وكشف شبهاتهم , وجزى الله ابن القيم خير الجزاء على ما كتبه من كتابات في الفقه والترغيب والترهيب استفاد منها العلماء والعوام رحمهم الله جميعاً.
وكان الشيخ الخليلي – عفا الله عنا وعنه – يعترض على أتباع الدعوة فيما يقول: إنه تكفيرهم لخصومهم إلا أنه يقع فيما ينهى عنه ويكفر مخالفيه ويقول عنهم إنهم كفروا بكتاب الله وجحدوا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وينقل كلامهم مبتوراً (102) كعادته في نقل كلام المؤرخ ابن بشر كما سبق الإشارة إليه , وقد شبه علماء أهل السنة والجماعة باليهود والمنافقين (103) في عدد من صفحات كتابه كما اعترض على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – واتهمه بتكفير من وصفهم بأنها أهل الحق (104).
أسأل الله تعالى أن يجزي أئمة الدولة السعودية وعلماء الدعوة وبخاصة الإمامان محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب خير الجزاء , وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب ..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
* ملاحظة: من استطاع من الأخوة أن ينسق الموضوع على ملف ورود فليفعل وجزاه الله خير الجزاء.
ــــــــــــــــــــــــــــ
83) الخليلي , مرجع سابق , ص 55 - 56.
84) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص 99.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/457)
85) الخليلي , مرجع سابق , ص 44.
86) ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص 60 - 61.
87) ابن غنام , مصدر سابق , ج3 , ص 85.
88) المصدر السابق , ج1 , ص 155.
89) المصدر السابق , ج1 , ص 97.
90) المصدر السابق , ج1 , ص 174.
91) محمد بن عبدالوهاب , الرسائل الشخصية , نشر جامعة الإمام بالرياض , ص 144.
92) الدرر , مرجع سابق , ج4 , ص 115 - 117.
93) هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن عجلان العنزي , كانت ولادته في الرياض وأخذ عن علمائها , تولى القضاء في الدلم ثم في حريق نعام حيث توفي فيها – رحمه الله - , البسام , مرجع سابق , ج5 , ص 469 - 471.
94) ولد الشيخ حمد بن علي بن محمد بن عتيق في الزلفي عام 1227 هـ , ونشأ بها , ثم رحل إلى الرياض وأخذ عن علمائها وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبداللطيف , وقد تولى القضاء في عدة أماكن , وكانت وفاته رحمه الله في الأفلاج عام 1301 هـ , المرجع السابق , ج2 , ص 84 - 95.
95) هو الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ولد في الدرعية عام 1225 هـ , وتم نقله إلى مصر بعد سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1233 هـ , فتلقى التعليم في كافة تخصصاته في الجامع الأزهر , ثم عاد إلى نجد في عام 1364 , وكانت وفاته رحمه الله عام 1293 , المرحع السابق , ج 1 , ص 202 –214.
96) المرجع السابق , ج5 , ص 470.
97) الخليلي , مرجع سابق ص 109.
98) هو شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بابن تيمية , ولد في حران عام 661 هـ , وقدم إلى دمشق وهو صغير , وأخذ عن علمائها , وكان من المدافعين عن عقيدة السلف إلى وفاته رحمه الله عام 728 هـ , الحافظ ابن كثير , البداية والنهاية , مكتبة المعارف , ط 2 , 1977 , ج14 , ص 135 - 136.
99) ولد الشيخ محمد بن أبي بكر بن أيوب المعروف بان القيم في دمشق عام 691 هـ , وأخذ عن علماء الشام وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية , وله عدد كبير من المؤلفات , وكانت وفاته رحمه الله في عام 751 هـ , المصدر السابق , ج14 , ص234 , 235.
100) الخليلي , مرجع سابق , ص 33 - 35.
101) المرجع السابق , ص 105 - 106.
102) ينقل عن الشيخ عبدالرحيم الطحان قوله عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إنه " لا خير فيها " الخليلي مرجع سابق , ص 90 , وهذا كمن يقرأ قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ... ) وقوله تعالى فويل للمصلين ... ) ويقول إن الله تعالى ينهى عن إقامة الصلاة ويهدد بالويل من يقيمها.
103) الخليلي , المرجع السابق , الصفحات 15 , 30 , 36 , 52 , 87 , 88 , 91 , 110.
104) المرجع السابق ص 9.
ـ[حسين البرزنجى]ــــــــ[11 - 08 - 05, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وبعد:- فأن الرد على الرافضة والخوارج والفرق الضالة يعد من اهم الامور في هذا اليوم بارك الله فيكم
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 02:47 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 05, 02:06 م]ـ
الأخ الكريم (حسين) جعلنا الله وإياك ممن يميتون البدع ويحييون السنة
وفيك بارك أخي الكريم (سائل)
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 08 - 05, 06:57 م]ـ
كنت قد قرأت للخليلي إنكاره أن يرى المؤمنون وجه ربهم في الجنة
فكنت أتتبع استدلالاته التي فيها من المآخذ ما فيها
وكنت واثقا أن ضعفه سيبلغ منتهاه عندما يصل للأحاديث الصريحة
وفعلا فعندما وصل إلى هناك قال: الأحاديث من المتشابهات
فابتسمت وقلت ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
فها هو قد انقلب عليه الأمر فجعل الأدلة المحكمة الواضحة الصريحة من المتشابهات
وجعل الأدلة الغامضة المتشابهة من المحكمات
ولا غرو فمن كانت بدايته خاطئة ستكون النهاية خاطئة
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 06:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (الغواص) وهذه سمات أهل البدع فهم يردون الحق (القرآن والسنة) بعرضها على عقولهم السقيمة(42/458)
ما حجية المالكية بجواز الجماعة دون نية الإمامة
ـ[العنبري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:11 ص]ـ
يتناول بعض المالكية قولاً للإمام مالك - ورحجه الشيخ ابن عثيمين - بجواز أن يأتم شخص بإمام بنية أن يكون مأموماً، دون أن ينوي الإمام نية الإمامة.
مثاله: رجل دخل المسجد فوجد آخر يصلي فأتم به، دون أن يعلم المصلي بذلك، فيقولون تصحبح للمأموم صلاة جماعة أما الإمام فلا.
فما هي أدلة هذا القول؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 03 - 05, 08:06 م]ـ
أخي العنبري - نفع الله بك -:
المالكية يقولون هنا: إنما تجب نية الإمامة في كل صلاة تشترط لها الجماعة، مثل صلاة الخوف، والجمع بين المغرب والعشاء ليلة المطر ...
وفيما عدا ذلك لا يجب على الإمام أن ينوي الإمامة. إلا إذا أراد حصول ثواب الجماعة فينبغي له نية الإمامة، ولو بعد الإحرام بالصلاة عندهم.
جاء في المدونة 1/ 86: (قلت: ما قول مالك في الرجل يصلي الظهر لنفسه فيأتي رجل آخر فيصلي بصلاته، والرجل الأول لا ينوي بأن يكون له إماما، هل تجزئه صلاته؟ قال بلغني عن مالك أنه رأى صلاته تامة إذا قام عن يمينه يأتم به، وإن كان الآخر لا يعلم به.
قلت: أرأيت لو أن رجلا صلى الظهر وحده، فأتى رجل فقام عن يمينه يأتم به، قال: صلاته مجزئة تامة، قلت له: ولو لم ينو هذا أن يكون إماما لصاحبه، قال: ذلك مجزئ عنه، نوى أو لم ينو).
ومن الممكن أن يستدل لمالك وغيره من الأئمة ممن قال بهذا القول، بما ورد من صلاة ابن عباس – رضي الله عنه – خلف النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في بيت خالته ميمونة، وهو وإن كان في التطوع فقد قال ابن قدامة – رحمه الله – كما في المغني 2 170: (والأصل مساواة الفرض للنفل في النية). وذكر – رحمه الله – لهذا القول أدلة أخرى فلتراجع.
وقول الأخ العنبري: (رجل دخل المسجد فوجد آخر يصلي فأتم به، دون أن يعلم المصلي بذلك، فيقولون تصحبح للمأموم صلاة جماعة أما الإمام فلا)
قلت: وهذا الصحيح والمشهور من مذهب الشافعي أيضا – رحمه الله – كما ذكر ذلك النووي في المجموع. و من حجتهم في ذلك حديث النية المشهور (إنما الأعمال بالنيات ... ).
والله أعلم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:56 م]ـ
ماذا عن الحنابلة
ـ[العنبري]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:50 ص]ـ
الأخ الفهم الصحيح بارك الله فيك
والحقيقة بحثت عن الدليل،فوجدت أن القول يعضده دليل قوي وهو:
ما رواه البخاري من حديث زيد بن ثابت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ.
{ي هذا الحديث إئتم بعض الصحابة بصلاته دون علمه، ولم يبين لهم النبي أن هذا لا يجوز
والله اعلم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 03 - 05, 08:57 ص]ـ
نعم - أخي الفاضل - هذا من ضمن الأدلة التي ذكرها أيضا ابن قدامة - رحمه الله - في المغني لهذا القول.
فبارك الله فيك ونفع بك.(42/459)
سؤال: هل الصلاة صحيحة بدون مخرج ..... ؟
ـ[محمد أبوزينب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:19 ص]ـ
السلام عليكم
قد أثير منذ فترة وجيزة موضوع مخرج الضاد.
ولكن من تكون صلاته صحيحة الذي قرأ بمخرج الضاد المصرية أو مخرج الضاد العربية (كما يقول بعض القراء والأئمة)؟
وهل تجوز لي الصلاة خلف من قرأ خلاف قرآتي؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا ...
ـ[محمد أبوزينب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:10 ص]ـ
بعثت السؤال ولم يجب أحد، أرجو من الله أن يلهم أحدا الإجابة، أو يعرف من عنده الجواب.
وجزاكم الله خيرا.(42/460)
سؤال في الربيبة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:42 ص]ـ
معلوم لدي أن الرجل إذا تزوج المرأة ودخل بها فإنه يحرم عليه الزواج من ابنتها ويكون محرما لها حتى إن كانت البنت لم تربى في حجره
لكن لو تزوج رجل امرأة ودخل بها ثم طلقها وتزوجت المرأة رجلا آخر ورزقت بنتا هل تكون البنت محرما لزوج أمها الأول باعتبار أنها ربيبة أم أن العلاقة بين الزوج الأول والمرأة انقطعت بالطلاق؟
(هذا وضعته بالأمس ولكن لا أدري هل حذف أم الخطأ مني)
ثم تبين لي وجوده فبرجاء حذف هذا
برجاء إعلامي بالكيفية التي أستطيع أن أحذف مشاركة لي مثل هذا مثلا(42/461)
حكم الترحم والاستغفار للميت المبتدع. للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 02:40 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى
ما حكم الترحم والاستغفار للميت المبتدع؟
الميت المبتدع الذي لا تخرجه بدعته عن الإسلام حكمه حكم عامة المسلمين تشرع الصلاة عليه ولا تجب على كل أحد و يدعى له بالمغفرة و الرحمة والرضوان.
ولا أعلم أحدا من أهل السنة قال بمنع الترحم و الإستغفار على أهل البدع مطلقا فهذا قول الخوارج المارقين وأهل الضلال المنحرفين عن الحق.
والأصل الجامع في ذلك أن كل من قال لا إله إلا الله وشهد أن محمدا رسول الله ولم نعلم عنه كفرا ظاهرا فإنه يصلى عليه و يستغفر له فإن الله تعالى حين منع من الإستغفار للمشركين في قوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ... ) كان هذا دليلا على جواز الإستغفار على أهل البدع والمعاصي المعدودين في أهل القبلة.
وقد ظن بعض الناس أن امتناع بعض أئمة السلف من الصلاة عليهم دليل على منع الترحم عليهم وهذا من الظن الكاذب المخالف للكتاب والسنة والإجماع.
فما زال المسلمون في المشرق و المغرب يصلون على كل من أظهر الإسلام ما لم يعلم عنه نفاق أو ردة فمن علم منه ذلك فتحرم الصلاة عليه.
و من لم يعلم منه ذلك فلا يجوز التقرب لله بترك الصلاة عليه إذغ لم يكن في ذلك مصلحة ظاهرة فقد كان بعض أئمة السلف يمتنعون من الصلاة على أهل الأهواء و المجاهرين بالمعاصي لينتهي أهل البدع عن بدعهم وأهل المعاصي عن شهواتهم فهو من باب إنكار المنكرات وتحصيل المصالح العامة للمسلمين وهذا العمل سائغ للمصلحة وله نظائر في الشرع.
فقد ترك النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة على قاتل نفسه. رواه مسلم في صحيحه (978).
وترك الصلاة على الذي عليه دين و لم يترك وفاءً و قال للمسلمين (صلوا على صاحبكم). رواه البخاري (2298) ومسلم (1619).
وترك الصلاة على الغال رواه أحمد (4/ 286) وأبو داود (2710) والنسائي (4/ 64) وابن ماجه (2848) وفي اسناده اختلاف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (24/ 286): (وكل من لم يعلم منه النفاق وهو مسلم يجوز الإستغفار له والصلاة عليه بل يشرع ذلك ويؤمر به كما قال تعالى {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}).
وقال في منهاج السنة (5/ 235): (فكل مسلم لم يعلم أنه منافق جاز الإستغفار له والصلاة عليه وإن كان فيه بدعة أو فسق لكن لايجب على كل أحد أن يصلي عليه وإذا كان في ترك الصلاة على الداعي إلى البدعة و المظهر للفجور مصلحة من جهة انزجار الناس فالكف عن الصلاة كان مشروعا لمن كان يؤثر ترك صلاته في الزجر بأن لايصلى عليه).
وبالجملة فالإستغفار للمشركين و الكفار محرم شرعاً وأدلته كثيرة وهذا من المجمع عليه.
والإستغفار على من دون هؤلاء من أهل القبلة مشروع بالإتفاق ولم يخالف في ذلك غير الخوارج والمعتزلة فإن الخوارج أول من كفر أهل القبلة بالذنوب ويعتقدون ذنباً ما ليس بذنب ويستحلون دماء المسلمين وقد نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان). رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) من حديث أبي سعيد.
ويخالفونهم في الحكم عليهم في الدنيا فهم بمنزلة بين منزلتين فلا هم مؤمنون يشرع الإستغفار لهم ولا هم كفار مبعدون وهذا باطل بأدلة كثيرة قال تعالى {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} فقد فرق الله بين الكفر والفسوق والعصيان وجعلها ثلاث مراتب:
الأولى: الكفر.
الثانية: الفسوق وليس بكفر.
الثالثة: العصيان وهي مرتبة دون الفسق فهو عاص وليس بفاسق والخوارج لا تفقه هذه الحقيقة وتجعل الفسق كفراً.
وقال تعالى {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين - إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}.
فقد وصف الله الطائفتين المقتتلتين بالإيمان والأخوة وأمر بالإصلاح بينهما وهذه الآية من أحسن ما يحتج به على الخوارج والمكفرين بالذنوب.
وقال تعالى: {إن الله لايغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. فجعل الله تعالى مادون الشرك معلقاً بمشيئته فليس هو بكافر كما تقوله الخوارج.
وأحاديث الشفاعة وإخراج الموحدين من النار متواترة وهي قاضية على مذهب الخوارج وأهل الإرجاء.
وفي صحيح مسلم (116) من طريق حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يارسول الله: هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: (حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار. فلما هاجر النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع، فأخذ مشقاص له فقطع بها أوداجه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه، فقال له ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: مالي أراك مغطياً يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه اغفر).
وهذا الحديث الصحيح من أجود ما يحتج به على الخوارج المكفرين بالكبائر والمرجئة القائلين بأن المعاصي لاتضر. والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان 11/ 6/1421
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/462)
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:50 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:05 ص]ـ
أخي يزيد بن ماضي (سلمه الله)
المصدر بارك الله فيك
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:18 م]ـ
المصدر حفظك الله هو موقع الشيخ.
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:21 م]ـ
للرفع
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:47 م]ـ
جزاك الله خيرا> مع أهمية طلب الاخوة
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:20 م]ـ
تم تحريره من قبل المشرف
ونذكر الأخ يزيد بن ماضي بعدم رفع المواضيع بهذه الطريقة
وجزاك الله خيرا على حرصك.
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 02 - 08, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا(42/463)
التقليل من شأن علم السنة في هذا العصر
ـ[أم أحلام]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:06 م]ـ
أريد حجة على من قلل شأن علم السنة يا أهل السنة
فكبف نرد على من قال إن السنة النبوية مخدومة في هذا العصر؟
وليس هناك حاجة إلى التخصص فيها؟
ومهما بلغنا من العلم في هذا التخصص لن نأتي بحكم على الأحاديث أفضل من الألباني رحمه الله؟
والحجة في ذلك أن طلب العلوم الأخرى كالفقه والعقيدة أولى من علم السنة؟
أرجو منكم الرد عاجلا.
ـ[أم أحلام]ــــــــ[20 - 03 - 05, 10:46 م]ـ
هل من إجابة .........................................
ـ[أم أحلام]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:19 م]ـ
...............................................
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:13 م]ـ
الحاجة للتخصص في علم الحديث كالحاجة للتخصص في علوم القرآن والعقيدة وعلوم اللغة العربية والفقه وأصوله وغيرها من العلوم، فكلها مخدومة وبحاجة إلى متخصصين، فهل نقول بإلغاء التخصص فيها أيضًا كونها مخدومة؟
والحاجة للتخصص في هذا العلم أو غيره ضرورة تستدعيها المسئولية والميثاق الذي حمّله الله تعالى أهل العلم. فلا بد (أن يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)، فلا يقبل من غير المتخصص، شأنه في ذلك شأن سائر العلوم، الشرعية وغيرها.(42/464)
تحويل الطاقة (ما تكييفها الشرعي)؟
ـ[أبو تركي الخالدي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ..
عقد (تحويل الوقود) إلى (كهرباء) هل هو من عقود الإجارة على الأعمال؟؟
بمعنى أعطي الشركة وقوداً فتحوله عن طريق استخدام الماء و المكائن إلى طاقة كهربائية ..
بمعنى أن الشيء محل العمل (قد استحال تماماً و احترق) فنتج عن احتراقه هذه الطاقة ..
فما رأيكم في تكييفها؟؟
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:36 م]ـ
أليس عقد استصناع؟
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:46 م]ـ
...
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
نعم هذا عقد إجارة على عمل، وليس باستصناع.
والفرق بينهما: أن المادة الخام في الاستصناع تكون من الصانع، أما في الإجارة فتكون من المستأجر، والله أعلم.(42/465)
الترغيب في صلاة التسبيح من صحيح الترغيب والترهيب
ـ[أبويوسف الهاشمي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله عى سيدنا محمد خاتم النبين وأمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.أما بعد فقد كثر البحث والجدل في هذه الصلاة بين مضعف لها وبين ومصحح ولكن ما أردت هنا أن أبحث في هذه المسألة أو أن أستعرض قوتي العلمية لأني أعتبر نفسي لا شئ أمامهم ,لإن حفظت كل السنن وهضمت كتب العلل كلها لان أكون ألا ظلا تابعا لهم ومن هؤلاء الأئمة الشيخ المحدث الأمام محمد ناصرالدين الألباني ناصر السنة بحق في هذا الزمان وهذه ليست مبالغة ولكن أذكر الناس فا لولا الشيخ لما علمنا قدر السنة وما معنى أن تكون تابعا لي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحق ولأن لأ أريد أن أذكر مأثر الشيخ فهي معلومة عند الجميع ,سأنقل حكم الشيخ في تلكم الصلاة
17_الترغيب في صلاة التسابيح
677 (1) (صحيح لغيره) عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله عليه وسلم: للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا منحك ألا أحبوك بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فأذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس مرة ثم تركع فتقول وانت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقول و أنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات وإن استطعت وأن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة
رواه ابوداود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ثم قال ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس قال الحافظ ورواه الطبراني وقال في آخره فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفر الله لك قال الحافظ وقد روى هذا الحديث من كثيرة وعن جماعة من الصاحابة وأمثلها وحديث عكرمة هذا وقد صححه منهم الحافظ أبوبكر االآجري وشيخنا أبو محمد عبدالرحيم المصري
وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى وقال أبوبكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى لا يروي في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس
ـ[أبويوسف الهاشمي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:57 م]ـ
678 (2) (صحيح لغيره) وروي عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للعباس يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يارسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله وأكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في كل يوم قال قلها في كل جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة رواه ابن ماجه والترمذي والدارقطني والبيهقي وقال كان عبدالل بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون وبعضهم وفيه تقوية للحديث المرفوع انتهى وقال الترمذي: حديث غريب من حديث أبي رافع ثم قال وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه. أنتهى كلام الشيخ المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى قال الأمام الذهبي رحمه الله: ثم العلم ليس بكثرة الرواية , ولكنه نور يقذفه الله في القلب وشرطه الاتباع ,والفرار من الهوى والابتدع ,وفقنا والله وإياكم لطاعته)) والله ما أعظمها من مقولة ورحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/466)
الله العلماء أجمعين وحشرنا معهم يوم الدين وجعلنا من سكنتي جنته أجمعين ولا حول ولاقوة بالله العلي العظيم ,آخر دعونا أن الحمد الله رب العالمين.
ـ[أبويوسف الهاشمي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:58 م]ـ
678 (2) (صحيح لغيره) وروي عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للعباس يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يارسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله وأكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في كل يوم قال قلها في كل جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة رواه ابن ماجه والترمذي والدارقطني والبيهقي وقال كان عبدالله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون وبعضهم وفيه تقوية للحديث المرفوع انتهى وقال الترمذي: حديث غريب من حديث أبي رافع ثم قال وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه. أنتهى كلام الشيخ المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى قال الأمام الذهبي رحمه الله: ثم العلم ليس بكثرة الرواية , ولكنه نور يقذفه الله في القلب وشرطه الاتباع ,والفرار من الهوى والابتدع ,وفقنا والله وإياكم لطاعته)) والله ما أعظمها من مقولة ورحمه الله العلماء أجمعين وحشرنا معهم يوم الدين وجعلنا من سكنتي جنته أجمعين ولا حول ولاقوة بالله العلي العظيم ,آخر دعونا أن الحمد الله رب العالمين.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 07:19 م]ـ
ولكن ما أردت هنا أن أبحث في هذه المسألة أو أن أستعرض قوتي العلمية لأني أعتبر نفسي لا شئ أمامهم ,لإن حفظت كل السنن وهضمت كتب العلل كلها لان أكون ألا ظلا تابعا لهم ومن هؤلاء الأئمة الشيخ المحدث الأمام محمد ناصرالدين الألباني ناصر السنة بحق في هذا الزمان وهذه ليست مبالغة ولكن أذكر الناس فا لولا الشيخ لما علمنا قدر السنة وما معنى أن تكون تابعا لي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحق ولأن لأ أريد أن أذكر مأثر الشيخ فهي معلومة عند الجميع ,سأنقل حكم الشيخ في تلكم الصلاة
17
أخطاء إملائية:
لإن=لأن
ولكن أذكر الناس فا لولا
وما معنا أن تكون تابعا لي
ويا أخي كيف تقول فلولا الشيخ ما عرفنا قدر السنة؟؟
أظن هذا غير صحيح ويمكن هذا بالنسبة لك ولكن ان كان تقصد الناس كلهم فهو غلو
وبعدين كثير من العلماء ضعفوها وهم أعلم من الشيخ الألباني
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:36 م]ـ
وبعدين كثير من العلماء ضعفوها وهم أعلم من الشيخ الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا لا يقوله من تكلم مع مقلدين, ((هناك من هو أعلم من الشيخ)) هذا ليس بكلام, الواجب علي وعليك وعلى كل مسلم أن ينقل الأدلة ولا يقول فلان أعلم بفلان.
هذا ليس حكما ثم لو كان هناك من سيحكم لن تكون أنت ولا أنا الحكام بين الألباني وابن حجر إذ أن الحكم لا يكون أقل منزلة من المحكم بينهم في العلم.
فإذا وافقتني في هذه علمت خطأك أخي الكريم.
فنناقش الأدلة هذا هو الصحيح.
والحمد لله رب العالمين.(42/467)
و اغد يا انيس
ـ[أبو القاسم الأزدي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 06:45 م]ـ
أود أن أطرح هذا الموضوع للنقاش، و أرجوا المشاركة ممن لديه علم، جاء في الحديث " و اغد يا أنيس الى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها "، ما هو سبب بعث النبي صلى الله عليه وسلم لأنيس، هل هو إعلامها بالقذف أم إقامة حد الزنا عليها، وهل للقاضي إذا قذف أحد في مجلسه أن يبعث إليه ليتحرى صحة ما نسب إليه، وهل ما يصدر من ألفاظ القذف في مجلس القضاء معتبر أم لا عبرة له، وهل يتعارض بعث أنيس مع الأمر بالستر على الزاني لعله يتوب خاصة و أن الإسلام يتشوف الى درء الحدود، والستر، وبارك الله فيكم.
ـ[أبو القاسم الأزدي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 07:38 م]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم الأزدي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:17 م]ـ
للرفع
ـ[ابراهيم]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:14 ص]ـ
مجرد اساءة الادب في مجلس القاضي موجب للتعزير فكيف بالسب ناهيك عن القذف، بل لو قدح المدعي او المدعى عليه في الطرف الاخر بترك واجب او فعل محرم، ولم يثبت فللمتهم المطالبة بالتعزير، ولا زالت المحاكم في السعودية تشهد مثل هذه الدعاوي.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:46 ص]ـ
قال ابن رجب الحنبلي:
واعلم أن الناس على ضربين:
أحدهما: من كان مستوراً لا يُعرف بشيءٍ من المعاصي، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة: فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها؛ لأن ذلك غيبة محرمة، وهذا هو الذي وردت فيه النصوص … ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً وأقر بحدِّه لم يفسره ولم يستفسر، بل يؤمر بأن يرجع ويستر نفسه كما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماعزاً والغامدية وكما لم يستفسر الذي قال " أصبتُ حدّاً فأقمه علي "، ومثل هذا لو أخذ بجريمته ولم يبلغ الإمام فإنه يشفع له لا يبلغ الإمام، وفي مثله جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " خرجه أبو داود والنسائى من حديث عائشة.
والثاني: من كان مشتهراً بالمعاصي معلناً بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له، هذا هو الفاجر المعلن وليس له غيبة كما نص على ذلك الحسن البصري وغيره، ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره لتقام عليه الحدود وصرح بذلك بعض أصحابنا، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها "، ومثل هذا لا يشفع له إذا أخذ ولو لم يبلغ السلطان، بل يترك حتى يقام عليه الحد ليُكشف ستره ويُرتدع به أمثاله.
" جامع العلوم والحِكَم " (ص 340، 341).
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 08:45 ص]ـ
قال القسطلاني:-
وإنما بعثه لإعلام المرأة بأن هذا الرجل قذفها بابنه؛ فلها عليه حد القذف، فتطالبه به، أو تعفو،إلا أن تعترف بالزنا؛ فلا يجب عليه حد القذف، بل عليها حد الزنا، وهو الرجم؛ لأنها كانت محصنة فذهب إليها أنيس، فاعترفت به، فأمر صلى الله عليه وسلم برجمها؛ فرجمت.
قال النووي:-
كذا أوّله العلماء من أصحابنا وغيرهم، ولابد منه؛ لأن ظاهره أنه بعث لطلب إقامة حد الزنا، وهو غير مراد لأن حد الزنا لا يتجسس له، بل يستحب تلقين المقر به الرجوع، فيتعين التأويل المذكور. انتهى
من عون المعبود شرح سنن أبي داود المجلد 7 ص 510 - كتاب الحدود - حديث 4435.(42/468)
ما دليل النهي عن صلاة المرأة متنقبة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[20 - 03 - 05, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الكرام
قرأت في المنتقى شرح الموطأ في القرص الذي انتجته حرف:
مسألة: ولاتصلي المرأة متنقبة، رواه ابن وهب عن مالك، زاد ابن حبيب ولا متلثمة، فإن فعلت فقد روى ابن القاسم عن مالك لاتعيد.
مادليل النهي عن انتقاب المرأة في الصلاة؟
والله يحفظكم
والسلام
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:09 م]ـ
نقل ابن جرير الاجماع في تفسيره والله اعلم(42/469)
مسئلة فقهية في الطلاق
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 09:32 م]ـ
رجل طلق زوجته تطليقة واحدة وهو في الغربة ثم رجع إلى البلاد بعد عامين فوجد زوجته لم تتزوج، فتزوجها بعقد جديد ومهر جديد. السؤال: هل تعتبر الطلاق الأول أم يملك عليها ثلاث تطليقات. فالرجاء ذكر المراجع
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:45 م]ـ
بل يعتبرالطلاق الاول من غير ذكر المراجع لعدم وجود الخلاف في هذه الصورة ولكنها لو تزوجت بعد طلاقها وتزوجها هو بعد طلاق الثاني فهذه الصورة وقع الخلاف فيها بين الحنفية والجمهور فالحنفية يقولون بانها تستانف الطلاق ويملك عليها ثلاث طلقات والجمهور يقولون بانه يكمل عدد الطلاق ولا يهدم الزوج الثاني الطلقة الاولى والله اعلم
ـ[ابراهيم]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:48 ص]ـ
قال العلامة ابن قدامة رحمه الله " مسألة ; قال: (وإذا طلق زوجته أقل من ثلاث فقضت العدة ثم تزوجت غيره ثم أصابها ثم طلقها أو مات عنها وقضت العدة ثم تزوجها الأول فهي عنده على ما بقي من الثلاث) وجملة ذلك أن المطلق إذا بانت زوجته منه ثم تزوجها لم يخل من ثلاثة أحوال
; أحدها أن تنكح غيره ويصيبها ثم يتزوجها الأول فهذه ترجع إليه على طلاق ثلاث بإجماع أهل العلم قاله ابن المنذر
والثاني أن يطلقها دون الثلاث ثم تعود إليه برجعة , أو نكاح جديد قبل زوج ثان فهذه ترجع إليه على ما بقي من طلاقها بغير خلاف نعلمه
, والثالث طلقها دون الثلاث فقضت عدتها ثم نكحت غيره ثم تزوجها الأول فعن أحمد فيها روايتان إحداهما ترجع إليه على ما بقي من طلاقها وهذا قول الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وعلي وأبي ومعاذ وعمران بن حصين وأبي هريرة وروي ذلك عن زيد وعبد الله بن عمرو بن العاص وبه قال سعيد بن المسيب وعبيدة والحسن ومالك والثوري وابن أبي ليلى والشافعي وإسحاق وأبو عبيدة وأبو ثور ومحمد بن الحسن وابن المنذر
والرواية الثانية عن أحمد أنها ترجع إليه على طلاق ثلاث وهذا قول ابن عمر وابن عباس وعطاء والنخعي وشريح وأبي حنيفة وأبي يوسف ; لأن وطء الزوج الثاني مثبت للحل فيثبت حلا يتسع لثلاث تطليقات كما بعد الثلاث لأن وطء الثاني يهدم الطلقات الثلاث فأولى أن يهدم ما دونها
ولنا أن وطء الثاني لا يحتاج إليه في الإحلال للزوج الأول فلا يغير حكم الطلاق كوطء السيد ولأنه تزويج قبل استيفاء الثلاث فأشبه ما لو رجعت إليه قبل وطء الثاني
وقولهم: إن وطء الثاني يثبت الحل لا يصح ; لوجهين ; أحدهما: منع كونه مثبتا للحل أصلا وإنما هو في الطلاق الثلاث غاية التحريم بدليل قوله تعالى: {فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} وحتى للغاية , وإنما سمى النبي صلى الله عليه وسلم الزوج الذي قصد الحيلة محللا تجوزا بدليل أنه لعنه ومن أثبت حلالا يستحق لعنا , والثاني أن الحل إنما يثبت في محل فيه تحريم وهي المطلقة ثلاثا وهاهنا هي حلال له فلا يثبت فيها حل , وقولهم: إنه يهدم الطلاق قلنا: بل هو غاية لتحريمه وما دون الثلاث لا تحريم فيها فلا يكون غاية له. "(42/470)
ما صحة هذه الرواية
ـ[أوّاه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:25 ص]ـ
أحبتي
السلام عليكم
قرأت في الرابط التالي
http://thaqafa.sakhr.com/tales/story.asp?sec_id=5&story_id=12
من موقع صخر , هذه القصة , وأذكر قراتها في مكان آخر في منتدى ما, سابقاً.
لم أجد إسناد
تذكرت أن الله سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل (وهم يُسألون)
أسأل الله أن يعاملنا برحمته التي وسعت كل شيْ
وأن يرحمنا بإذنه, (مع الأعرابي المذكور , إن صحت الرواية)
إن كان الرابط لا يظهر -
فهي من موقع صخر - ثقافة
وهذا هو النص
(منسوخا وملصقا)
أتهزأ بي؟
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال: يا كريم، فقال النبي خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي، محمد صلى الله عليه وسلم، فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب، فقال الأعرابي: لا، فقال النبي: فما إيمانك به، فقال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، فقال النبي: يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة، فأقبل الأعرابي يقبِّل يد النبي، فقال النبي: مه يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقِطمير، فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلّل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.
انتهت
شكر الله لكم والصلاة والسلام عى محمد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=98180#post98180(42/471)
هل لم يكن شيخ الإسلام خطيبًا قط؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 05:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
هل فعلا ثبت أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكن خطيبًا قط، أي لم يسبق له أن خطب في جمعة أو مثلها؟(42/472)
أبحث عن قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و الثوب
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:31 ص]ـ
السلام عليكم
سمعت شيخي يتحدث عن أن أحدهم سأل عمراً رضي الله عنه عن ثوبه من أين له به
فقال عمر رضي الله عنه يا عبد الله (بن عمر) أين ثوبك فقال لقد أخذته يا أبي لتطيل ثوبك
(أو كما قال فلا أذكر النص بالضبط)
من يدلني على مكان الخبر ولكم مني دعوة بظهر الغيب؟
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:20 ص]ـ
وجدت نص للقصة قاله الأخ عائض القرني في موقع قديم
يتكلم عمر للناس، ويقول: اسمعوا وعوا، قبل الجمعة يوم الخميس حين وزع عليهم ثوباً ثوباً، عندما أتته ثياب من اليمن اشتراها، فلما وصلت الثياب أعطى المسلمين, كل مسلمٍ ثوباً، وأخذ هو ثوباً واحداً، لكن عمر كان طويلاً, عملاقاً، كبير البنية، ما كفاه ثوبٌ واحد! فقال لابنه عبد الله: أعطني ثوبك مع ثوبي؛ لأني رجل طويل، ثوبك الذي هو حصتك مع المسلمين ألبسني إياه.
فقال عبد الله: خذ ثوبي, فلبس ثوبين -تغير الشكل، كيف يلبس ثوبين والمسلمون لبسوا من ثوب واحد- فبدأ الخطبة، وقال: أيها الناس! اسمعوا وعوا، فقام سلمان من وسط المسجد، وقال: والله لا نسمع ولا نطيع، فتوقف واضطرب المسجد، وقال: ما لك يا سلمان؟
قال: تلبس ثوبين وتلبسنا ثوباً ثوباً ونسمع ونطيع.
قال عمر: يا عبد الله! قم أجب سلمان، فقام عبد الله يبرر لسلمان، وقال: هذا ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين أعطيته أبي، فبكى سلمان، وقال: الآن قل نسمع, وأمر نطع، فاندفع عمر يتكلم.
لكن لا أعلم بصحة الأثر.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:23 م]ـ
كنت قد قرأت الحديث في اعلام الموقعين لابن القيم 2/ 180 طبعة دار الجيل
وقد ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب مختصر الحيلة عن العتبي قال:
بعث إلى عمر حلل فقسمها فأصاب كل رجل ثوب ثم صعد المنبر وعليه حلة والحلة ثوبان فقال أيها الناس ألا تسمعون فقال سلمان لا نسمع فقال عمر ولم يا أبا عبد الله قال لأنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك حلة فقال لا تعجل يا أبا عبد الله ثم نادى يا عبد الله فلم يجب أحد فقال يا عبد الله بن عمر فقال لبيك يا أمير المؤمنين قال نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك قال اللهم نعم قال سلمان نسمع
اما مدى صحة الأثر فلا اعلم ولعل المرجع يساعدك في البحث
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي،
إعلام الموقعين
وخطب عمر بن الخطاب يوما وعليه ثوبان فقال أيها الناس ألا تسمعون فقال سلمان لا نسمع فقال عمر ولم يا أبا عبد الله قال إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك ثوبان فقال لا تعجل يا عبد الله يا عبد الله فلم يجبه أحد فقال يا عبد الله بن عمر فقال لبيك يا أمير المؤمنين فقال نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك قال نعم اللهم نعم فقال سلمان أما الآن فقل نسمع
سأبحث عن الكتاب الآخر إن شاء الله(42/473)
ما صحة (دعاء الطائر .. للعطار)
ـ[ابوسمير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر في إحدى الكتب دعاء يدعى " دعاء الطائر .. للعطار "
ونص الحديث " اللهم إني أسألك .. يامن لاتراه العيون .. ولا تخالطه الظنون .. ولا يصفه الواصفون .. ولا تغيره الحوادث ولا الدهور .. يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما يظلم عليه الليل ويشرق عليه النهار ولا توارى منه سماء سماءا ولا ارض أرضا ولا جبل إلا يعلم ما في قعره وسهله ولا بحر إلا يعلم ما في قعره وساحله .. اللهم إني أسألك أن تجعل خير عملي آخره وخير أيامي يوم ألقاك فيه .. إنك على كل شيء قدير ..
اللهم من عاداني فعاده .. ومن كادني .. فكده .. ومن بغى عليّ بهلكة فأهلكه .. ومن أرادني بسوء فخذه وأطفئ عني نار .. من شب لي ناره ..
واكفني هم من ادخل عليّ همه وأدخلني في درعك الحصين واسترني بسترك الوافي يامن كفاني كل شيء اكفني ماهمني من أمر الدنيا والآخرة وصدق قولي وفعلي بالتحقيق يا شفيق .. يا رفيق فرج عني كل ضيق ..
ولا تحملني مالا أطيق انت الهي الحق الحقيق يا مشرق البرهان .. يا قوي الأركان يامن رحمته في كل مكان وفي هذا المكان .. ويامن لا يخلو منه مكان .. احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني في كنفك الذي لا يرام .. ان يضيق قلبي , انت الله لا اله إلا انت واني لا اهلك وأنت معي .. يا رجائي فارحمني بقدرتك عليّ .. يا عظيم يا رجاء لكل عظيم يا عليم يا حليم انت بحاجتي عليم وعلى خلاصي قدير وهو عليك يسير فامنن علي بقضائها يا أكرم الاكرمين يا أجود الاجودين يا أسرع المحاسبين يارب العالمين ارحمني وارحم جميع المذنبين انك على كل شيء قدير .. اللهم استجب لنا كما استجبت لهم برحمتك عجّل علينا بفرج من عندك .. بجودك وكرمك وارتفاعك في علو سمائك يا ارحم الراحمين انك على ما تشاء قدير " أ. هـ
فرجائي الخاص من يملك هذا الكتاب أن يدلني على اسمه ومَنْ مِن علمائنا رد على المحتج بصحته ...
ولكم خالص امتناني.
أبو سمير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:46 م]ـ
هذا أخي الكريم ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو دعاء، وهو في بعض كتب الشيعة الرافضة، ولايجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الدعاء يشتمل على مخالفات عقدية
ومنها (ويامن لا يخلو منه مكان) فهذا غير صحيح بل الله سبحانه وتعالى مستو على عرشة على ما يليق به سبحانه وتعالى، والقول بأنه في كل مكان كلام غير صحيح.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وخير الدعاء دعاء من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم
فمن أدعيته ما ذكرها الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب حيث قال في أواخر الكتاب
الفصل الخامس والسبعون
في جوامع ادعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذاته لاغنى للمرء عنها
قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء ويدع مابين ذلك
وفي المسند والنسائي وغيرهما ان سعدا سمع ابنا له يقول اللهم اني أسألك الجنة وغرفها لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت من شر كثير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء وبحسبك ان تقول اللهم اني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم اعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه و ما لم اعلم
وفي مسنذ الإمام احمد وسنن النسائي عن ابن عباس قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم رب اعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مختبا اليك اواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي هذا حديث صحيح ورواه الترمذي وحسنه وصححه
وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك قال كنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت اسمعه يكثر ان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/474)
وفي صحيح مسلم عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال لا اقول لكم الا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انك وليها ومولاها اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم اني اعوذ بك من المأثم والمغرم فقال قائل ما اكثر ما تستعيذ من المغرم قال ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف
وفي صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنهما قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ومن فجاءة نقمتك ومن جميع سخطك
وفي الترمذي عن عائشة قالت قلت يارسول الله ان وافقت ليلة القدر أسأل قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني قال الترمذي صحيح
وفي مسند الإمام احمد عن ابي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق فانه مع البر وهما في الجنة واياكم والكذب فانه مع الفجور وهما في النار وسلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت رجل بعد اليقين خيرا من المعافاة
وفي صحيح الحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ماسئل الله عز وجل شيئا احب اليه من ان يسأل العافية
وذكر الفريابي في كتاب الذكر من حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الدعاء افضل قال تسأل الله العفو والعافية فاذا اعطيت ذلك فقد افلحت
وفي الدعوات للبيهقي عن معاذ بن جبل قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقول اللهم اني أسألك الصبر قال سألت الله البلاء فسل العافية
ومر برجل يقول اللهم اني أسألك تمام النعمة فقال وما تمام النعمة قال سألت وأنا ارجو الخير قال له تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة
وفي صحيح مسلم عن ابي مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من اسلم ان يقول اللهم اهدني وارزقني وعافني وارحمني
وفي المسند عن بسر بن ارطاة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وفي المسند وصحيح الحاكم عن ربيعة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم الظوا بياذا الجلال والإكرام أي الزموها وداوموا عليها
وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابي هريرة ان رسول الله قال لهم اتحبون ايها الناس ان تجتهدوا في الدعاء قالوا نعم يارسول الله قال اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وفي الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى معاذا ان يقولها دبر كل صلاة
وفي صحيحه ايضا عن انس قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه اللهم اني أسألك بان لك الحمد لا اله الا انت بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب وإذا سئل به اعطى
وفي المسند وصحيح الحاكم ايضا عن شداد بن اوس رضي الله عنه قال قال لي رسول الله ياشداد اذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم اني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب
وفى الترمذي ان حصين بن المنذر الخزاعى رضى الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم كم تعبد الها قال سبعة ستة في الارض وواحد في السماء قال فمن تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال اما لو اسلمت لعلمتك كلمتين تنفعانك فلما اسلم قال يا رسول الله علمني الكلمتين قال قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي حديث صحيح
وزاد الحاكم فيه في صحيحه اللهم قني شر نفسي واعزم لي على ارشد امري اللهم اغفر لي ما اسررت وما اعلنت وما أخطأت وما تعمدت ما علمت وما جهلت واسناده على شرط الصحيحين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/475)
وفي صحيح الحاكم عن عائشة قالت دخل علي ابو بكر رضي الله عنهما فقال هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه قلت ما هو قال كان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يعلمه اصحابه قال لو كان على احدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما انت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
وفي صحيحه ايضا عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما سأل محمد ربه اللهم إني أسألك خير المسالة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق ايماني وارفع درجتي وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم اني اسالك خير ما آتي وخير ما افعل وخير ما بطن وخير ما ظهر اللهم إني أسألك ان ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح امري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور لي قلبي وتغفر لي ذنبي وأسألك ان تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي وفي خلقي وأهلي وفي محياي وفي مماتي وفي عملي وتقبل حسناتي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين
وفي صحيحه ايضا من حديث معاذ قال أبطأ عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر حتى كادت ان تدركنا الشمس ثم خرج فصلى بنا فخفف ثم اقبل علينا بوجهه فقال على مكانكم اخبركم ما بطأني عنكم اليوم اني صليت في ليلتي هذه ما شاء الله ثم ملكتني عيني فنمت فرأيت ربي تبارك وتعالى فألهمني ان قلت اللهم اني أسألك الطيبات وفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني الى حبك ثم اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموهن وادرسوهن فإنه حق
ورواه الترمذي والطبراني وابن خزيمة وغيرهم بألفاظ أخر
وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم متعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير وفيه عن انس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني
وفيه ايضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امرها ان تدعو بهذا الدعاء اللهم اني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم اعلم وأعوذ بك من الشر عاجله وآجله ما علمت منه وما لم اعلم وأسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل وأعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وأسألك من خير ما سألك عبدك ورسولك محمد وأسألك ما قضيت لي من امر ان تجعل عاقبته رشدا
وفيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصى سلمان الخير فقال له اني اريد ان امنحك كلمات تسألن الرحمن وترغب اليه فيهن وتدعو بهن في الليل والنهار قل اللهم اني أسألك صحة في ايمان وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانا
وفيه ايضا عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم انت الأول لاشئ قبلك وأنت الآخر لا شئ بعدك اعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك واعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر واعوذ بك من المأثم والمغرم اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب
وفي مسند الامام احمد وصحيح الحاكم ايضا عن عمار بن ياسر رضي الله عنه انه صلى صلاة اوجز فيها فقيل له في ذلك قال لقد دعوت الله فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما علمت الحياة خيرا لي اللهم واسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا واسألك القصد في الفقر والغنى واسألك نعيما لا ينفذ واسألك قرة عين لا تنقطع واسألك الرضا بعد القضاء واسألك برد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/476)
وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابن مسعود قال كان من دعاء رسول الله اللهم انا نسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار وفيه ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان يدعو اللهم احفظني بالاسلام قائما واحفظني بالاسلام قاعدا واحفظني بالاسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا اللهم اني اسالك من خير خزائنه بيدك واعوذ بك من شر خزائنه بيدك
وعن النواس بن سمعان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا بين اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامه وان شاء ازاغه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والميزان بيد الرحمن عز وجل يرفع اقواما ويخفض اخرين الى يوم القيامة حديث صحيح رواه الامام احمد والحاكم في صحيحه
وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابن عمر انه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده احد او لم يكن الا قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اسرفت وما انت اعلم به مني اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك وارزقني من حشيتك ما تبلغني به رحمتك وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني اللهم اجعل ثاري على من ظلمني وانصرني على من عاداني ولا تجعل الدنيا اكبر همي ولا مبلغ علمي اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني فسئل عنهن ابن عمر فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه.
والحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ملء سمواته وملء ارضه وملء ما بينهما وملء ما شاء من شئ بعد حمدا لا ينقطع ولا يبيد ولا يفنى عدد ما حمده الحامدون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم انبيائه ورسله وخيرته من بريته وامينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده فاتح ابواب الهدى ومخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الذي بعثه للايمان مناديا والى الصراط المستقيم هاديا والى جنات النعيم داعيا وبكل المعروف آمرا وعن كل منكر ناهيا فأحيا به القلوب بعد موتها وأنارها بعد ظلماتها وألف بينها بعد شتاتها فدعا الى الله عز وجل على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة وجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى عبد الله وحده لا شريك له وسارت دعوته سيرة الشمس في الأقطار وبلغ دينه الذي ارتضاه لعباده ما بلغ الليل والنهار وصلى الله عز وجل وملائكته وجميع خلقه عليه كما عرف بالله تعالى ودعا اليه وسلم تسليما) انتهى.
ـ[ابوسمير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:49 م]ـ
جزاك الله خير وجعل كلماتك في موازين حسناتك وأنا أعلم أن هذا ليس بحديث لكن أريد اسم الكتاب الذي ورد فيه الدعاء حتى يكون لدي دليل عند المناقشه ..
تحياتي لك ..
ابو سمير
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:08 ص]ـ
اسم الكتاب " الوابل الصيب من الكلم الطيب " لابن القيم الجوزية.
ـ[ابوسمير]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:13 م]ـ
أقصد اسم الكتاب الذي ورد فيه الدعاء الموضوع
لا عدمناك اخي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
هو في بعض كتب الرافضة-قبحهم الله- وهو كتاب (المجتنى من المجتبى) لرضي الدين بن طاوس.
ـ[ابوسمير]ــــــــ[27 - 03 - 05, 12:59 م]ـ
جوزيت خيرا أخي
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:47 م]ـ
الاخ ابو سمير صندق رسائلك الخاص غير مفعل
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:05 م]ـ
أخي ابو سمير خليل ذاك الشاب الصالح الخل الوفي صفيي وحبيبي ورفيق دربي، رحمه الله رحمة واسعة، يا أخي لا أذكر أنه اتى بسيرة أحد يدعى بو سمير وعليك بالدعاء والاستغفار لأخيك(42/477)
الاستحسان عند غير الشافعي
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستحسان احد اصول الفقه عند غير الشافعي من المذاهب الاربعة المشهورة. وبما ان الشافعي تكلم عن التفضيل النفسي لحكم. وتكلم باقي الائمة عن تقديم قياس خفي على قياس جلي لعلة لدى المجتهد , الا يعتبر الاستحسان عندهم قياسا؟
ثم ربط العدول عن الجلي الى الخفي بالعلة الا يزيل شبهة الميل النفسي؟
وهل يقول احد الباقين باستحسان عدا الذي هو: عدول عن قياس جلي الى قياس خفي لعلة لدى المجتهد؟
جزا الله من علمنا خيرا خيرا مما اعطانا.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الذي يترشَّح لي من إطلاقات الفقهاء والأصوليين لدليل "الاستحسان"، أنهم اعتبروا هذا الاسم من جهة اختيارهم أحسن أوجه القياس، ورد أقبحها، رعياً لنص شرعي، أو مصلحة معتبرة، أو ضرورة ملجئة، أو قياس خفي قويَ اثره، أو عرف عام، أو غيرها من البواعث الصحيحة. والخلاصة أن الاستحسان لا يختص بالقياس الخاص، بل يتعداه إلى العدول عن الأدلة العامة، والقياس بمعناه العام، أي القواعد الكلية ... لدليلٍ خاص، هو أقوى من العام.
وسواء أقلنا إن الاستحسان هو: " العدول بحكم مسألة عن حكم نظائرها بدليلٍ يخصها ". كما قاله أبو الحسن الكرخي من الحنفية.
أو هو: " القول بأقوى الدليلين "، كما قال أبو الوليد الباجي: " ومعنى ذلك أن يتعارض دليلان فيأخذ بأقوى الدليلين ".
أو كما قال ابن العربي: " وقد تتبعناه في مذهبنا وألفيناه أيضاً منقسماً أقساماً، فمنه ترك الدليل للمصلحة، ومنه ترك الدليل للعرف، ومنه ترك الدليل لإجماع أهل المدينة، ومنه ترك الدليل للتيسير لرفع المشقة وإيثار التوسعة على الخلق ".
فالمحصلة واحدة، وهي أنه عدولٌ عن دليل، أو قاعدة، إلى ما هو أقوى منها، لمرجح خاص.
أما الشافعية: فقد اشتهر عنهم القول بمنع الاستحسان، والمتبادر أن ذلك عائد ـ كما تفضلتَ ـ إلى منصوص الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ في رسالته، حيث اعتبر الاستحسان اختياراً بالتلذَُّذ، " وليس لأحدٍ دون رسول الله أن يقول إلا بالاستدلال .... ، ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيءٌ يحدثه على غير مثالٍ سبق ".
ونقلوا عن الشافعي قوله: " من استحسن فقد شرع ".
فهذا كله محمولٌ على الاستحسان بالرأي المجرد، وهو ما ينكره عامة الفقهاء، لا يختصُّ به مذهبٌ عن آخر، لأن القائلين بالاستحسان يفسرونه بأنه الأخذ بأقوى الدليلين، فقد جروا في مصنفاتهم على استثناء بعض الصور المقيسة، أو المندرجة في عموم، وتخصيصها بحكم دون نظائرها، بدليل يخرجها عن قاعدتها العامة، لا بالهوى والتشهي، هذا الذي يسمونه الاستحسان، قال السرخسي: " الاستحسان هو العمل بأقوى الدليلين، فلا يكون من اتباع الهوى وشهوة النفس في شيء "، فإذا فسرناه بذلك " لم ينكره أحدٌ ".
فرجع الخلافُ إذن إلى اللفظ والاصطلاح، فالشافعية أنكروا لفظ " الاستحسان " لما قد يُفهِمه من الحكم بالهوى والتلذُّذ، وإن كانوا لا ينازعون في المعنى، أو كما يقول الغزالي معقِّباً على تعريف الكرخي المتقدِّم، قال: " وهذا مما لا ينكر، وإنما يرجع الاستنكار إلى اللفظ، وتخصيص هذا النوع من الدليل بتسميته استحساناً، من بين سائر الأدلة " اهـ.
ومما يؤكد هذا المعنى أن الإمام الشافعي نفسه قد استحسن في مواضع نقلت عنه، كقوله: "أستحسن في المتعة أن تكون ثلاثين درهماً، وأستحسن ثبوتَ الشفعة للشفيع إلى ثلاثةِ أيام، وأستحسن تركَ شيءٍ للمكاتب من نجوم الكتابة، وقال في السارق إذا أخرج يده اليسرى بدل اليمنى فقطعت القياسُ أن تقطع يمناه، والاستحسان أن لا تقطع ".
وقولك أخي الكريم:
الا يعتبر الاستحسان عندهم قياسا؟
ثم ربط العدول عن الجلي الى الخفي بالعلة الا يزيل شبهة الميل النفسي؟
وهل يقول احد الباقين باستحسان عدا الذي هو: عدول عن قياس جلي الى قياس خفي لعلة لدى المجتهد؟
سؤالكم الأول: الاستحسان بالقياس هو أحد أنواع الاستحسان، وهنالك أنواع أخرى.
الثاني: بلى يزيلها.
الثالث: نعم، وقد أوضحته بما تقدم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 01:11 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا عبد الله. الكلام واضح وجميل
ولكن الاستشكال عندي فيه مما اخبرتنا عن كلام الشيخ ابن العربي: " وقد تتبعناه في مذهبنا وألفيناه أيضاً منقسماً أقساماً، فمنه ترك الدليل للمصلحة، ومنه ترك الدليل للعرف، ومنه ترك الدليل لإجماع أهل المدينة، ومنه ترك الدليل للتيسير لرفع المشقة وإيثار التوسعة على الخلق ".
هنا يقع الاشكال في "ترك الدليل " فهل الدليل الذي هو ضمن الاجتهاد من قياس واستصحاب وغيره ام قصد به الدليل الحجة من الكتاب والسنة.
فالمصلحة والمشقة والتوسعة مما يختلف الناس فيها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/478)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=87987&postcount=32
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:36 م]ـ
فهل الدليل الذي هو ضمن الاجتهاد من قياس واستصحاب وغيره ام قصد به الدليل الحجة من الكتاب والسنة.
فالمصلحة والمشقة والتوسعة مما يختلف الناس فيها
الدليل عندهم ـ كما لا يخفى عليك ـ أعمُّ من أن ينحصر في الأدلة الاجتهادية، فالنصوص داخلة في ذلك.
لكن لو فُرض أن في المسألة نصٌّ، فستكون دلالته ظنية، إما ثبوتاً، أو دلالةً، أما القطعي فلا يتصور إلا أن يلتزم.
وصورة القاعدة: أن يوجد في المسألة دليلان، أحدهما ظاهرٌ قريب، والآخر فيه نوعُ خفاء وبعد، بحيث لو عُرضت عليك المسألة، لتبادر إلى ذهنك الدليل الظاهر القريب، لكن الحكم به سيترتب عليه مفسدة راجحة، فتعدل عن الأول إلى الثاني.
مثاله: أن الأمة اتفقت على استحسان دخول الحمام بغير تقدير عوض، ولا مدة اللبث فيه، وكذلك شرب الماء من يد السقَّاء بغير تقدير العوض، ولا مبلغ الماء المشروب. [مستصفى (1/ 172)].
هكذا كان الفقهاء يعالجون المآلات الواقعة أوالمتوقعة، تلك التي تنشأ من تطبيق النصوص العامة والقواعد الكلية على الوقائع الجديدة، مما قد تنشأ عنه مآلات غير مشروعة، تنافي أصلاً أو قاعدة، كما تنافي أصل المصلحة الحقيقية المعتبرة، ولذا قال ابن رشد الحفيد: " إن الاستحسان التفاتٌ إلى المصلحة والعدل ".
يعني أن حقيقة الاستحسان: الموازنة بين الأدلة.
مثال آخر: القول بتضمين الصناع استحساناً
فالقاعدة ألا يضمنوا، لكن عدلوا إلى التضمين، للمصلحة الراجحة.
ومن غرائب الاستحسان، التي تذكر هنا ليعلم ما عند الأئمة من لطائف، وإن لم تسلم من قدح، ما لو قال: لله عليَّ أن أنحرَ ولدي، أو أذبحَ ولدي، صحَّ عند أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ استحساناً، ولزمه بدله، وهو الهدي، والأصل ألا يصح، لأنه نذرٌ بمعصية، وجه الاستحسان: قوله تعالى: ((إني أرى في المنام أني أذبحك)) الآية، فهو قصَدَ بنذرِه القربة، إلا أنه عجز عنه، فعدل إلى بدلِه وهو ذبح الهدي، بدنة أو بقرة أو شاة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكني أرى بأن هناك فرق في معنى الاستحسان بين المالكية والحنفية
كما ذكر الشيخ النجدي - وفقه الله
وهذا الفرق مؤثر
وأرى ان خلاف الشافعية مع الحنفية في مفهوم الاستحسان أعم
وخلاف الشافعي مع بعض أصحاب أبي حنيفة خلاف حقيقي
يظهر ذلك من كلام الشافعي
وهو يتكلم عن أناس يقولون بالاستحسان
وبالطبع لم يكونوا يرون ذلك بمعنى الاستحسان بالتشهي
فدل هذا على أن الشافعي كان ينكر معنى معين للاستحسان غير هذا
وهو الذي قال به بعض أصحاب أبي حنيفة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 06:31 م]ـ
ومما يوضح ذلك أن الإمام الطحاوي - رحمه الله - خالف أصحاب ابي حنيفة في هذه المسألة
والطحاوي في طبقة الكرخي
فلولا أن فهم من الاستحسان عند بعض أصحابه معنى خلاف المعنى المتفق عليه لما خالف
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:02 م]ـ
الشيخ ابن وهب ــــــــــــــــــ جزاكم الله خيراً
أين المصدر الذي خالف فيه الطحاوي الحنفية،،، حفظكم الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الإمام ابن حزم - رحمه الله
(6/ 192) (الباب الخامس والثلاثون
في الاستحسان
........
.......
وأما الحنفيون فأكثروا فيه جدا وأنكره الشافعيون وأنكره من أصحاب مذهب أبي حنيفة أحمد بن محمد الطحاوي
.......
) الخ
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، هذا سبق أن رأيته، لكنني أبحث عنه في كتب الطحاوي، لأن للطحاوي تصريحاً بالاستحسان في بعض كتبه، مما يشير إلى أن النقل عنه يحتاج إلى تحقيق، فلعلكم تفيدون به ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:31 ص]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيكم
أرى أن النص يحتاج الى توضيح وكنت قد ذكرت في موضع سابق احتمال ان يكون الطحاوي انكر معنى معين للاستحسان في بعض كتبه أو يكون ابن حزم قد فهم ذلك من كلام للطحاوي
ولكن بسبب تعطل خاصية البحث لااستطيع الوصول الى الموضوع
وهذا مثال لذكر الاستحسان في بعض كتب الطحاوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/479)
(وأما وجه ذلك من طريق النظر فإنا رأينا الرجل إذا أحرم بحجة وجبت عليه بما فيها من الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ووجب عليه في انتهاك ما قد حرم عليه بإحرامه بها من الكفارات ما يجب عليه في ذلك وكذلك إذا أحرم بعمرة وجبت عليه أيضا بما فيها من الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ووجب عليه في انتهاك ما حرم عليه بإحرامه بها من الكفارات ما يجب عليه في ذلك وكان إذا جمعهما فكل قد أجمع أنه في حرمتين حرمة حج وحرمة عمرة فكان يجىء في النظر أن يجب عليه لكل واحد منهما من الطواف والسعي وغير ذلك من الكفارات في انتهاك الحرم التي حرمت عليه فيها ما كان يجب عليه لها لو أفردها فأدخل على هذا القول فقيل فقد رأينا الحلال يصيب الصيد في الحرم فيجب عليه الجزاء لحرمة الحرم ورأينا المحرم يصيب صيدا في الحل فيجب عليه الجزاء لحرمة الحرام ورأينا المحرم إذا أصاب صيدا في الحرم وجب عليه جزاء واحد لحرمة الإحرام ودخل فيه حرمة الجزاء لحرمة الحرم وهو في وقت ما أصاب ذلك الصيد في حرمتين في حرمة إحرام وحرمة حرم فلم يجب عليه لكل واحدة من الحرمتين ما كان يجب عليه لها لو أفردها قالوا فكذلك القارن فيما كان يجب عليه لكل واحدة من عمرته وحجته لو أفردها لا يجب عليه في ذلك لما جمعهما إلا مثل ما يجب عليه في أحديهما ويدخل ما كان يجب عليه للأخرى لو كانت مفردة في ذلك قيل له إنكم لم تقطعوا أن ما يجب على المحرم في قتله الصيد في الحرم جزاء واحد وقد قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد رحمهم الله إن القياس كان عندهم في ذلك أنه يجب عليه جزاءان جزاء لحرمة الإحرام وجزاء لحرمة الحرم وأنهم إنما خالفوا ذلك استحسانا ولكنا لا نقول في ذلك كما قالوا بل القياس عندنا في ذلك ما ذكروا أنهم استحسنوه وذلك أنا رأينا الأصل المجتمع عليه أنه يجوز للرجل أن يجمع بين حجة وعمرة ولا يجمع بين حجتين ولا بين عمرتين فكان له أن يجمع بإحرام واحد بين شكلين مختلفين فيدخل بذلك فيهما ولا يجمع بين شيئين من صنف واحد فلما كان ما ذكرنا كذلك كان له أن يجمع أيضا بأدائه جزاء واحدا ما يجب عليه بحرمتين مختلفتين وحرمة الحرم التي لا يجزئ فيها الصوم وحرمة الإحرام التي لا يجزئ فيها الصوم ويكون بذلك الجزاء الواحد مؤديا عما يجب عليه فيهما فلم يكن له أن يجمع بأدائه جزاء واحدا عما يجب عليه في انتهاك حرمتين مؤتلفتين من شكل واحد وهما حرمة العمرة وحرمة الحج كما لم يكن له أن يدخل بإحرام واحد في حرمة شيئين مؤتلفين ولما كان ما ذكرنا أيضا كذلك وكان الطواف للحجة والطواف للعمرة من شكل واحد لم يكن بطواف واحد داخلا فيهما ولم يكن ذلك الطواف مجزئا عنهما واحتاج أن يدخل في كل واحد منهما دخولا على حدة قياسا ونظرا على ما ذكرنا مما يجمعه بإحرام واحد من الحجة والعمرة المختلفين ومما ذكرنا مما لا يجمعه من الحجتين المؤتلفتين والعمرتين المؤتلفتين فإن قال قائل فقد رأيناه يحل من حجته وعمرته بحلق واحد ولا يكون عليه غير ذلك فكذلك أيضا يطوف لهما طوافا واحدا ويسعى لهما سعيا واحدا ليس عليه غير ذلك قيل له قد رأيناه يحل بحلق واحد من إحرامين مختلفين لا يجزيه فيهما إلا طوافان مختلفان وذلك أن رجلا لو أحرم بعمرة فطاف لها وسعى وساق الهدي ثم حج من عامه فصار بذلك متمتعا أنه كان حكمه يوم النحر أن يحلق حلقا واحدا فيحل بذلك منهما جميعا فكان يحل بحلق واحد من إحرامين مختلفين قد كان دخل فيهما دخولا متفرقا ولم يكن ما وجب من ذلك من حكم الحلق موجبا أن حكم الطواف لهما كان كذلك وأنه طواف واحد بل هو طوافان فكذلك مما ذكرنا من حلق القارن لعمرته وحجته حلقا واحدا لا يجب به أن يكون كذلك لحكم طوافه لهما طوافا واحدا ولما كان قد يحل في الإحرامين اللذين قد دخل فيهما دخولا متفرقا بحلق واحد كان في الإحرامين اللذين قد دخل فيهما دخولا واحدا أحرى أن يحل منهما كذلك فهذا هو النظر في هذا الباب على ما روى عن علي رضى الله تعالى عنه وعبد الله من وجوب الطواف لكل واحدة من العمرة والحجة وعلى ما ذكرنا من النظر على ذلك من وجوب الجزاء لكل واحدة منهما في انتهاك حرمتهما وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى
)
ووجود حرف الاستحسان في كتب الطحاوي وارد قطعا لانه موجود في الاصول التي ينقل عنها ككتب محمد بن الحسن والامالي والنوادر ونحو ذلك
ولكن هل هو يحتج بالاستحسان
هل يرى الاستحسان من الأدلة
الطحاوي له كتب كثيرة
والمغاربة لهم اهتمام بالغ بكتب الطحاوي يفوق اهتمام الحنفية
والموضوع يحتاج الى مزيد
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:44 ص]ـ
قال الزركشي
(وَفْد صَنَّفَ الشَّافِعِيُّ كِتَابًا فِي الْأُمِّ " فِي الرَّدِّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي الِاسْتِحْسَانِ , وَقَالَ مِنْ جُمْلَتِهِ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لَمَّا رَدَّ خِيَارَ الْمَجْلِسِ بَيْنَ الْمُتَتَابِعَيْنِ: أَرَأَيْت لَوْ كَانَا فِي سَفِينَةٍ , فَتَرَكَ الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ بِهَذَا التَّخْمِينِ. وَقَالَ فِي مَسْأَلَةِ شُهُودِ الزَّوَايَا: الْقِيَاسُ أَنَّهُمْ قَذَفَةٌ يُحَدُّونَ وَتُرَدُّ شَهَادَتُهُمْ , لَكِنْ اسْتَحْسَنَ قَبُولَهَا. وَرَجْمَ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَيُّ اسْتِحْسَانٍ فِي قَتْلِ مُسْلِمِينَ؟ , وَقَالَ فِي الزَّوْجَيْنِ إذَا تَقَاذَفَا , قَالَ لَهَا: يَا زَانِيَةُ , فَقَالَتْ: بَلْ أَنْتَ زَانٍ , لَا حَدَّ وَلَا لِعَانَ , لِأَنِّي أَسْتَقْبِحُ أَنْ أُلَاعِنَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ أَحُدُّهَا. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَقْبَحُ مِنْهُ تَعْلِيلُ حُكْمِ اللَّهِ عَلَيْهِمَا. انْتَهَى. وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ الشَّافِعِيَّ فَهِمَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ مُرَادَهُ بِالِاسْتِحْسَانِ هَذَا , فَلَا وَجْهَ لِإِنْكَارِ أَصْحَابِهِ ذَلِكَ.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/480)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:51 ص]ـ
وأقوى ما يمكن ان يحتج به الحنفية على الشافعية
ماذكره الزركشي - رحمه الله
(قُلْت: لَكِنْ رَأَيْت فِي سُنَنِ الشَّافِعِيِّ " الَّتِي يَرْوِيهَا الْمُزَنِيّ عَنْهُ. قَالَ الطَّحَاوِيُّ: سَمِعْت الْمُزَنِيّ يَقُولُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: إذَا عَلِمَ صَاحِبُ الشُّفْعَةِ فَأَكْثَرُ مَا يَجُوزُ لَهُ طَلَبُ الشُّفْعَةِ فِي ثَلَاثِهِ أَيَّامٍ , فَإِذَا كَانَ فِي ثَلَاثِهِ أَيَّامٍ لَمْ يَجُزْ طَلَبُهُ هَذَا اسْتِحْسَانٌ مِنِّي وَلَيْسَ بِأَصْلٍ انْتَهَى وَالْمُشْكَلُ فِيهِ قَوْلُهُ: " وَلَيْسَ بِأَصْلٍ " وَيَنْبَغِي تَأْوِيلُهُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ لَيْسَ بِأَصْلٍ خَاصٍّ يَدُلُّ عَلَيْهِ , لَا نَفْيِ الدَّلِيلِ أَلْبَتَّةَ)
انتهى
ويمكن تأويله بأمر آخر غير ماذكره الزركشي - رحمه الله -
أقول
وهنا استعمل كلمة (الاستحسان) فلو كان مراده انكار استعمال هذا الحرف فقط لما استعمله
فدل هذا على انه اراد غير ذلك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:54 ص]ـ
تنبيه: الزركشي - رحمه الله - يتصرف في الالفاظ كثيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:30 ص]ـ
ثم إننا أمام أمرين أما أن الشافعي - رحمه الله - لم يفهم مراد بعض أصحاب أبي حنيفة ممن رد عليهم
وظن أن مرادهم بذلك الاستحسان بالرأي المجرد وأخطأ في ذلك
وناظرهم على هذا ولم يستعطيوا على أن يفهموه رأيهم
وهذا بعيد عن الامام الشافعي فهو الحصيف
كيف يناظر وهو لايفهم مراد القوم ,ثم هو لم يعرف مرادهم حتى بعد
مناظرتهم
فهذا لايتوقع من الامام الشافعي وقد كان يناظر كبار الحنفية كمحمد بن الحسن والحسن بن زياد وعيسى بن أبان واسد بن عمرو
وغيرهم
فلايمكن أن يخفى عليه مراد خصومه من الاستحسان
والأمر الثاني انه فعلا
(مراد الخصوم هو الاستحسان بالرأي المجرد وهذا لايمكن أن ينسب الى عالم أو فقيه
فدل هذا على ان هناك معنى غير معنى الرأي المجرد فهمه الشافعي من كلام خصومه ورد عليهم وقال
هذا يعني التحكم
وهذا يحتاج الى بحث
ولعل هذا المعنى هو الذي نفاه الطحاوي فظن ابن حزم ان الطحاوي انكر الاستحسان وانكر استعمال الاستحسان
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:34 ص]ـ
ذكر القاضي رواية ابي طالب أن أحمد قال:أصحاب ابي حنيفة إذا قالوا شيئا خلاف القياس قالوا نستحسن هذا وندع القياس
فيدعون الذي يزعمون أنه الحق بالاستحسان .........
) انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:40 ص]ـ
ولعل انكار المخالفين للحنفية في المسألة هو في الحقيقة انكار لكثرة اعتمادهم على الاستحسان
وهو كانكارهم القياس على الحنفية مع أنهم يقولون بالقياس
ولكن الحنفية توسعوا في القياس والاستحسان
او الانكار في الضابط الذي يعتمدونه في ذلك
كما يكثر الانكار على المالكية في المصالح المرسلة ونحو ذلك
والله أعلم بالصواب
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:14 ص]ـ
ثم إننا أمام أمرين أما أن الشافعي - رحمه الله - لم يفهم مراد بعض أصحاب أبي حنيفة ممن رد عليهم
وظن أن مرادهم بذلك الاستحسان بالرأي المجرد وأخطأ في ذلك
وناظرهم على هذا ولم يستعطيوا على أن يفهموه رأيهم
وهذا بعيد عن الامام الشافعي فهو الحصيف
كيف يناظر وهو لايفهم مراد القوم ,ثم هو لم يعرف مرادهم حتى بعد
مناظرتهم
فهذا لايتوقع من الامام الشافعي وقد كان يناظر كبار الحنفية كمحمد بن الحسن والحسن بن زياد وعيسى بن أبان واسد بن عمرو
وغيرهم
فلايمكن أن يخفى عليه مراد خصومه من الاستحسان
والأمر الثاني انه فعلا
(مراد الخصوم هو الاستحسان بالرأي المجرد وهذا لايمكن أن ينسب الى عالم أو فقيه
فدل هذا على ان هناك معنى غير معنى الرأي المجرد فهمه الشافعي من كلام خصومه ورد عليهم وقال
هذا يعني التحكم
وهذا يحتاج الى بحث
ولعل هذا المعنى هو الذي نفاه الطحاوي فظن ابن حزم ان الطحاوي انكر الاستحسان وانكر استعمال الاستحسان
والله أعلم بالصواب
اخي ابن وهب فقك الله الى كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/481)
اذكرك بما في الام من قول الشافعي:2140 ـــ أخبرنا الشافعي: قال: أخبرنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عن يزيدَ بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بشر بن سعيد، عن أبي قَيْسٍ مولى عَمْرو بن العَاصِ، عن عَمْرو بن العاص؛ أنه سمع رسولَ اللَّهِ يقولُ:» إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَجتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجتهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ».
قال يزيدُ: فحدثتُ بهذا الحديثِ أَبَا بكرِ بْن حزمٍ، فقال: هكذا حدثني أبُو سلمةَ، عن أبي هُرَيْرَة، ومَنْ أمر أن يجتهدَ على مغيب، فإنَّما كلف الاِجْتِهَادَ، ويسعُهُ فيه الاِخْتِلاَفُ، فيكون فرضاً على المجتهد أَنْ يجتهِدَ برأْيِ نفسه لاَ بِرَأْي غيره، وبيّنٌ أَنَّهُ ليس لأحدٍ أَنْ يقلِّدَ أحداً مِنْ أَهْل زمانه؛ كما لا يكُونُ لأحدٍ له عِلْمٌ بالتوجه إلى القِبْلَةِ يَرَى أَنَّها في موضعٍ أَنْ يقلِّد غيره؛ إِنْ رَأَىأنها في غيرِ ذلك الموضِعِ، وإذا كلفوا الاجتهاد/ فبين؛ أَنَّ الاِستحسانَ بغيرِ قياسٍ لا يجوزُ كلف لأحد.
قال: والقياسُ قياسانِ: أحدُهما يكون في مِثْل معنى الأَصْل، فذلك الذي لا يحلُّ لأحدٍ خلافه، ثم قياس أَنْ يشبه الشيء بالشَّيْءِ من الأَصْل والشيء من الأصل غيره، فيشبه هذا بهذا الأصْل، ويشبه غيره بالأَصْلِ غيره.
قال الشّافعي: وموضِعُ الصوابِ فيه عندنا ــــ والله تعالى أَعْلَمُ ــــ أَنْ ينظر فَأَيّهما كان أَوْلَى بشبهه صَيَّره إليه إِنْ أشبه أحَدهما في خَصْلتينِ، والآخرَ في خَصْلَةٍ ألحقه بالَّذي هو أشبه في خَصْلَتينِ.
فالصواب عند الشافعي هو استحسانا عند بعض الفقهاء. والكثير من اقوال الفقهاء هي من الاستحسان المذموم عند الشافعي ,كالذي ذكر انه من غير قياس.
الاخ عبدالرحمن الفقيه وفقه الله, انا في صدد مراجعة ذلك فجزاك الله خيرا.
اخي ابو عبد الله النجدي: ان كانت فيما لا نص فيه او كان نصه محتملا فلا اشكال لانه كله اجتهاد.
ولكن يختلف الامر عند ورود النص و والافتاء بغيره لسبب يراه المجتهد. وهو موجود في زماننا ويدعى اليه احيانا. وهو خلاف ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قصة من فرق بينهما بعد الملاعنة , وقول النبي في ذلك صريحا.(42/482)
درجة الأحاديث الواردة في الدعاء عند رؤية الهلال. للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:29 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
ما تقولون في الأحاديث الواردة في الدعاء عند رؤية الهلال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: الأحاديث في هذا الباب ضعيفة ولا يصح منها شيء مسند وقد ثبت موقوفاً على ابن عباس وصح عن قتادة مرسلاً.
وقد قال أبو داود: ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديث مسند صحيح.
وقال العقيلي: وفي الدعاء لرؤية الهلال أحاديث كأن هذا عندي من أصلحها إسناداً. كلها لينة الأسانيد.
ويعني بقوله (كأن هذا عندي من أصلحها إسناداً) حديث طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله).
وهذا الخبر ضعيف رواه أحمد في مسنده (1/ 162) والترمذي (3451) والحاكم (4/ 317) وغيرهم من طريق سليمان بن سفيان المدني عن بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده.
وهذا الخبر من منكرات سليمان بن سفيان وقد قال العقيلي: لايتابع عليه.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث يروي عن الثقات أحاديث مناكير.
وفي الباب عن ابن عمر رواه ابن حبان ولا يصح.
ورافع بن خديج رواه الطبراني في الكبير وسنده ضعيف.
وأنس بن مالك رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث متروك.
وقد روى عبد الرزاق في المصنف (4/ 169) عن معمر عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال كبر ثلاثا ثم قال: هلال خير ورشد ثلاثا ثم قال: آمنت بالذي خلقك ثلاثا ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا.
وهذا مرسل صحيح.
وروى ابن أبي شيبة في المصنف (9738) بسند قوي من طريق منصور عن مجاهد عن ابن عباس أنه كره أن ينتصب للهلال و لكن يعرض و يقول: الله أكبر الحمد لله الذي ذهب هلال كذا و كذا وجاء بهلال كذا و كذا.
وقد استحب كثير من أهل العلم الذكر عند رؤية الهلال ولم يوقتوا في ذلك شيئاً. فأي دعاء أتى به جاز.
ويحتمل أن يكون لقول ابن عباس حكم المرفوع فمثله لا يقال بالرأي وحينئذ يقتصر عليه دون غيره والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
5/ 9/1421
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:53 م]ـ
للرفع
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:41 م]ـ
للرفع(42/483)
القياس بعد الأربعمائة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:58 م]ـ
قال الشيخ مصطفى الزرقا ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ:
((القياس بعد الأربعمائة منقطع، فليس لواحد أن يقيس مسألة على مسألة. (ر: رد المحتار، من الإمامة)، و عليه فلا يكون هناك فائدة لوضعهم هذه القاعدة في المجلة، إذا القياس غير سائغ الآن مطلقا، لا فيما ثبت على القياس و لا فيا ثبت على خلافه.
اللهم إلا يكون تصديرهم المجلة بهذه القواعد بمثابة بيان الأصول التي استنبطت منها المواد المفرعة عليها)) اهـ شرح القواعد الفقهية القاعدة 14 ص153، دار القلم، دمشق
قال ابن عابدين ـ رحمه الله تعالى ـ:
((على أن القياس بعد الأربعمائة منقطع، فليس لأحد بعدها أن يقيس مسألة على مسألة كما ذكره ابن نجيم في رسائله)) اهـ رد المحتار على الدر المختار 1/ 615 حلبي
أقول ـ محمد رشيد ـ: حقا إن هذه المسألة من المسائل التي شغلتني زمنا، فما مستندهم؟
و ما الحال في النوازل؟
لو فرقوا بين القياس على المذهب و القياس على أدلة الشرع فما وجه التفريق؟
أقول ذلك لأننا نوقن بإقرارهم القياس على المذهب، و ذكره ابن عابدين في شرح عقود رسم المفتي.
و هل يمكن أن يكون المقصود هو القياس في مسائل قد سبقونا بقياسها؟
أولا / هذا خلاف الظاهر
ثانيا / لا فرق بين ما سبقونا بقياسه و ما لم يسبقونا بقياسه لمن قدر على القياس، فن قدر على قياس ما لم يسبق إليه قدر على قياس من سبقه غيره بقياسه، فالمناط مناط آلة، و لا تأثير للأسبقية من عدمها.
رأيت فتح باب النقاش العلمي في هذه المسألة
على أننا نأمل من إخواننا المتسلطين على رؤوسنا من فقهاء المذاهب الأربعة ألا يشاركوا إلا بخير أو يصمتوا، فحتى لو وقع منا تخطئة لبعض الفقهاء المعتبرين، فهذا لا يعني فتح باب التسلط عليهم.
و جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 05, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
تنبيه:
الكلام المنقول هو من كلام الشيخ أحمد الزرقا والد الشيخ مصطفى الزرقا
وأما الشيخ مصطفى الزرقا فاجتهد في مسائل كثيرة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 06:39 م]ـ
سبق إصبع .. معذرة .. فالشيخ مصطفى له عندي مكانة كبيرة .. قد لا تفوقها مكانة والده
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 06:40 م]ـ
نريد تحقيق هذا القول
أي أسبابه .. عوامله .. تاريخه .. إلخ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:16 م]ـ
لعل للقفال يد في هذا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:33 ص]ـ
(
مَسْأَلَةٌ يَجُوزُ خُلُوُّ الزَّمَانِ عَنْ مُجْتَهِدٍ) كَمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنْهُمْ الْآمِدِيُّ وَابْنُ الْحَاجِبِ (خِلَافًا لِلْحَنَابِلَةِ) وَالْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ وَالزُّبَيْدِيِّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ فِي مَنْعِ الْخُلُوِّ عَنْهُ مُطْلَقًا وَلِابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ فِي مَنْعِهِ الْخُلُوَّ عَنْهُ مَا لَمْ يَتَدَاعَ الزَّمَانُ بِتَزَلْزُلِ الْقَوَاعِدِ , فَإِنْ تَدَاعَى بِأَنْ أَتَتْ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ الْكُبْرَى جَازَ الْخُلُوُّ عَنْهُ (قُلْت): وَمَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يُخَالِفُ فِي هَذَا , وَالظَّاهِرُ أَنَّ إطْلَاقَ الْمُطْلِقِينَ الْمَنْعَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا دُونَ هَذَا (لَنَا لَا مُوجِبَ) لِمَنْعِهِ. (وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ) أَيْ عَدَمُ مُوجِبِ الْمَنْعِ (بَلْ دَلَّ عَلَى الْخُلُوُّ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ} وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ (إلَى قَوْلِهِ {حَتَّى إذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ , أَوْ حَتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ , أَوْ رُءُوسًا جُهَّالًا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا}) رَوَاهُ أَحْمَدُ , وَالسِّتَّةُ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ , وَالْمُرَادُ بِرَفْعِ الْعِلْمِ قَبْضُهُ (قَالُوا) أَيْ الْحَنَابِلَةُ أَوَّلًا (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/484)
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ} أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِدُونِ لَفْظِ عَلَى الْحَقِّ وَابْنُ وَهْبٍ بِلَفْظِ {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ , أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ} وَهَذَا يُبَيِّنُ الْمُرَادَ بِأَمْرِ اللَّهِ (أَوْ حَتَّى يَظْهَرَ الدَّجَّالُ) قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ رَوَيْنَا مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ إيَاسٍ الْمُزَنِيّ بِلَفْظِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو إسْمَاعِيلَ فِي كِتَابِ ذَمِّ الْكَلَامِ وَهِيَ لَفْظَةٌ شَاذَّةٌ فَقَدْ رَوَاهُ الْحَافِظُ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ عَنْهُ بِلَفْظِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ فَصَرَّحَ بِعَدَمِ الْخُلُوِّ إلَى الْقِيَامَةِ وَأَشْرَاطِهَا ; لِأَنَّ ظُهُورَ طَائِفَةٍ عَلَى الْحَقِّ فِي عَصْرٍ مُسْتَلْزِمٌ وُجُودَ الْعِلْمِ , وَالِاجْتِهَادِ فِيهِ ; لِأَنَّ الْقِيَامَ بِالْحَقِّ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِالْعِلْمِ فَيَكُونُ الْمُجْتَهِدُ مَوْجُودًا فِي كُلِّ عَصْرٍ , وَهُوَ الْمَطْلُوبُ (أُجِيبَ لَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِ الْجَوَازِ) ; لِأَنَّ الْقَضِيَّةَ الْمُطْلَقَةَ أَعَمُّ مِنْ الضَّرُورِيَّةِ , وَالْعَامُّ لَا يَسْتَلْزِمُ الْخَاصَّ. قَالَ الْمُصَنِّفُ (وَلَا يَخْفَى أَنَّ مُرَادَهُمْ) أَيْ الْحَنَابِلَةِ (لَا يَقَعُ) خُلُوُّ الزَّمَانِ عَنْ الْمُجْتَهِدِ (وَإِلَّا لَزِمَ كَذِبُهُ) لَوْ وَقَعَ , وَاللَّازِمُ بَاطِلٌ فَالْمَلْزُومُ مِثْلُهُ (وَالْحَدِيثُ يُفِيدُهُ) أَيْ عَدَمَ الْوُقُوعِ (إذْ لَا يَتَأَتَّى لِعَاقِلٍ إحَالَتُهُ) أَيْ الْخُلُوِّ (عَقْلًا فَالْوَجْهُ التَّرْجِيحُ بِأَظْهَرِيَّةِ الدَّلَالَةِ) لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الدَّالِّ عَلَى الْخُلُوِّ (عَلَى نَفْيِ الْعَالِمِ الْأَعَمِّ مِنْ الْمُجْتَهِدِ) فَيَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الْمُجْتَهِدِ ; لِأَنَّ نَفْيَ الْعَامِّ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الْخَاصِّ (بِخِلَافِ الظُّهُورِ عَلَى الْحَقِّ) , فَإِنَّهُ لَا يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمُجْتَهِدِ (لِأَنَّهُ) أَيْ الظُّهُورَ عَلَى الْحَقِّ الْأَعَمُّ مِنْ الِاجْتِهَادِ (يَتَحَقَّقُ دُونَ اجْتِهَادٍ كَمَا يَتَحَقَّقُ بِإِرَادَةِ الِاتِّبَاعِ , وَلَوْ تَعَارَضَا) أَيْ مَا يُوجِبُ الْخُلُوَّ , وَهُوَ الْأَوَّلُ وَمَا يُوجِبُ عَدَمَهُ , وَهُوَ الثَّانِي وَتَسَاقَطَا (بَقِيَ عَدَمُ الْمُوجِبِ) لِوُجُودِ الْمُجْتَهِدِ فَجَازَ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُوجِدَهُ لِعَدَمِ إخْبَارٍ مِنْهُ بِلَا مُعَارِضٍ أَنَّهُ يُوجِدُهُ أَلْبَتَّةَ (قَالُوا) ثَانِيًا الِاجْتِهَادُ (فَرْضُ كِفَايَةٍ فَلَوْ خَلَا) الزَّمَانُ عَنْ الْمُجْتَهِدِ (اجْتَمَعُوا) أَيْ الْأُمَّةُ. (عَلَى الْبَاطِلِ) , وَهُوَ مُحَالٌ (أُجِيبَ إذَا فُرِضَ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ لَمْ يَبْقَ) فَرْضًا ; لِأَنَّ شَرْطَ التَّكْلِيفِ الْإِمْكَانُ , وَإِذَا فُرِضَ الْخُلُوُّ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا مَقْدُورًا (عَلَى أَنَّهُ) أَيْ هَذَا الدَّلِيلَ (فِي غَيْرِ مَحِلِّ النِّزَاعِ ; لِأَنَّ فَرْضَ الْكِفَايَةِ الِاجْتِهَادُ بِالْفِعْلِ) أَيْ تَحْصِيلِ الْمُكَلَّفِ مَرْتَبَتَهُ , وَهُوَ مُمْكِنٌ لِلْعَوَامِّ , وَمَحِلُّ النِّزَاعِ إنَّمَا هُوَ حُصُولُهُ بِالْفِعْلِ ; لِأَنَّهُ الْمُنَافِي لِخُلُوِّ الزَّمَانِ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ لَا الْإِمْكَانُ , وَالْقُدْرَةُ هَذَا وَقَوْلُ السُّبْكِيّ لَمْ يُثْبِتْ وُقُوعَ خُلُوِّ الزَّمَانِ مِنْ الْمُجْتَهِدِ إنْ أَرَادَ الْمُطْلَقَ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْإِطْلَاقِ فَمُتَعَقَّبٌ بِقَوْلِ الْقَفَّالِ وَالْغَزَالِيِّ الْعَصْرُ خَلَا عَنْ الْمُجْتَهِدِ الْمُسْتَقِلِّ وَبِقَوْلِ الرَّافِعِيِّ الْخَلْقُ كَالْمُتَّفِقِينَ عَلَى أَنَّهُ لَا مُجْتَهِدَ الْيَوْمَ وَبِمَا فِي الْخُلَاصَةِ الْقَاضِي إذَا قَاسَ مَسْأَلَةً عَلَى مَسْأَلَةٍ فِي حُكْمٍ فَظَهَرَ رِوَايَةً أَنَّ الْحُكْمَ بِخِلَافِهِ فَالْخُصُومَةُ لِلْمُدَّعَى عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَاضِي وَعَلَى الْمُدَّعِي ; لِأَنَّ الْقَاضِيَ آثِمٌ بِالِاجْتِهَادِ ; لِأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ فِي زَمَانِنَا , وَالْمُدَّعِي آثِمٌ بِأَخْذِ الْمَالِ وَمَا قِيلَ الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْمُجْتَهِدُ الْقَائِمُ بِالْقَضَاءِ , فَإِنَّ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَانُوا يَرْغَبُونَ عَنْهُ وَلَا يَلِي فِي زَمَانِهِمْ غَالِبًا إلَّا مَنْ هُوَ دُونَ ذَلِكَ وَكَيْفَ يُمْكِنُ الْقَضَاءُ عَلَى الْأَعْصَارِ بِخُلُوِّهَا عَنْ مُجْتَهِدٍ وَالْقَفَّالُ نَفْسُهُ كَانَ يَقُولُ لِلسَّائِلِ فِي مَسْأَلَةِ الصُّبْرَةِ: تَسْأَلُ عَنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَمْ مَا عِنْدِي وَقَالَ هُوَ وَالشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ وَالْقَاضِي حُسَيْنٌ لَسْنَا مُقَلِّدِينَ لِلشَّافِعِيِّ بَلْ وَافَقَ رَأْيُنَا رَأْيَهُ فَهَذَا كَلَامُ مَنْ لَا يَدَّعِي رُتْبَةَ الِاجْتِهَادِ وَقَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ: وَلَا يَخْتَلِفُ اثْنَانِ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ السَّلَامِ وَابْنَ دَقِيقِ الْعِيدِ بَلَغَا رُتْبَةَ الِاجْتِهَادِ فَغَيْرُ ظَاهِرٍ بَلْ كَلَامُ بَعْضِهِمْ نَابَ عَنْهُ كَمَا رَأَيْت ثُمَّ بَعْدَ تَمْشِيَتِهِ عَلَى مَا فِيهِ لَا يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُ عَصْرٌ مِنْ الْأَعْصَارِ الْمَاضِيَةِ مِنْ الْمُجْتَهِدِ الْمُطْلَقِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ مِنْهُ عَصْرٌ مِنْ الْأَعْصَارِ الْآتِيَةِ , وَهُوَ الْمَطْلُوبُ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/485)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:36 ص]ـ
وفي معين الحكام
(وَاجْتِهَادُ الْقَاضِي فِي الْقَضَاءِ " يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الْأَحْكَامِ الَّتِي لَمْ تُنْسَخْ , وَإِنْ وَرَدَ عَلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يَعْرِفْهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى يَقْضِي بِمَا جَاءَ فِي السُّنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّا أُمِرْنَا بِاتِّبَاعِهِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} الْآيَةَ , فَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَصًّا يَقْضِي بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي} فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ اخْتِلَافٌ فَإِنْ كَانَ الْقَاضِي مِنْ أَهْلِ التَّمْيِيزِ وَالنَّظَرِ مَيَّزَ أَقَاوِيلَهُمْ وَرَجَّحَ قَوْلَ بَعْضِهِمْ وَنَظَرَ إلَى أَشْبَهِهَا بِالْحَقِّ وَأَقْرَبِهَا إلَى الصَّوَابِ وَأَحْسَنِهَا عِنْدَهُ وَقَضَى بِهِ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ} فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ لَمْ يَأْتِ فِيهِ مِنْ الصَّحَابَةِ قَوْلٌ وَكَانَ فِيهِ إجْمَاعُ التَّابِعِينَ قَضَى بِهِ ; لِأَنَّ إجْمَاعَ كُلِّ عَصْرٍ حُجَّةٌ فَلَا يَسَعُهُ أَنْ يُخَالِفَهُ , وَإِنْ كَانَ فِيهِ اخْتِلَافٌ بَيْنَهُمْ يُرَجِّحُ قَوْلَ بَعْضِهِمْ وَيَقْضِي بِهِ , وَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ , فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الِاجْتِهَادِ قَاسَهُ عَلَى مَا يُشْبِهُهُ مِنْ الْأَحْكَامِ وَاجْتَهَدَ بِرَأْيِهِ وَتَحَرَّى الصَّوَابَ ثُمَّ قَضَى بِرَأْيِهِ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ يَسْتَفْتِي فِي ذَلِكَ فَيَأْخُذُ بِفَتْوَى الْمُفْتِي وَلَا يَقْضِي بِغَيْرِ عِلْمٍ , وَلَا يَسْتَحْيِي مِنْ السُّؤَالِ لِئَلَّا يَلْحَقَهُ الْوَعِيدُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ} وَقَدْ تَقَدَّمَ , فَلَوْ قَاسَ مَسْأَلَةً عَلَى مَسْأَلَةٍ فَظَهَرَ خِلَافُهُ يَأْثَمُ إذْ لَيْسَ بِمُجْتَهِدٍ وَهُوَ مُتَعَدٍّ , فَالْخُصُومَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُدَّعَى عَلَيْهِ عَلَى الْقَاضِي)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:46 ص]ـ
(قَوْلُهُ وَبِهِ اسْتَدَلَّ إلَخْ) قَالَ فِي الْفَتْحِ وَلَيْسَ مَقْصُودُهُ خُصُوصَ الرَّفْعِ الْكَائِنِ فِي زَمَانِنَا بَلْ أَصْلُ الرَّفْعِ لِإِبْلَاغِ الِانْتِقَالَاتِ أَمَّا خُصُوصُ هَذَا الَّذِي تَعَارَفُوهُ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ فَلَا يَبْعُدُ أَنَّهُ مُفْسِدٌ فَإِنَّهُ غَالِبًا يَشْتَمِلُ عَلَى مَدِّ هَمْزَةِ اللَّهُ أَكْبَرُ أَوْ بَائِهِ وَذَلِكَ مُفْسِدٌ وَإِنْ لَمْ يَشْتَمِلْ ; لِأَنَّهُمْ بَالِغُونَ فِي الصِّيَاحِ زِيَادَةً عَلَى حَاجَةِ الْإِبْلَاغِ وَالِاشْتِغَالِ بِتَحْرِيرَاتِ النَّغَمِ إظْهَارًا لِلصِّنَاعَةِ النَّغَمِيَّةِ لَا إقَامَةً لِلْعِبَادَةِ وَالصِّيَاحُ مُلْحَقٌ بِالْكَلَامِ الَّذِي بِسَاطُهُ ذَلِكَ الصِّيَاحُ , وَسَيَأْتِي فِي بَابِ مَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ أَنَّهُ إذَا ارْتَفَعَ بُكَاؤُهُ مِنْ ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ لَا تَفْسُدُ وَلِمُصِيبَةٍ بَلَغَتْهُ تَفْسُدُ ; لِأَنَّهُ فِي الْأَوَّلِ يَعْرِضُ بِسُؤَالِ الْجَنَّةِ وَالتَّعَوُّذِ مِنْ النَّارِ إنْ كَانَ يُقَالُ إنَّ الْمُرَادَ إذَا حَصَلَ بِهِ الْحُرُوفُ وَلَوْ صَرَّحَ بِهِ لَا تَفْسُدُ , وَفِي الثَّانِي لِإِظْهَارِهَا وَلَوْ صَرَّحَ بِهَا فَقَالَ وَامُصِيبَتَاهُ أَوْ أَدْرِكُونِي أَفْسَدَ فَهُوَ بِمَنْزِلَتِهِ , وَهُنَا مَعْلُومٌ أَنَّ قَصْدَهُ إعْجَابُ النَّاسِ بِهِ وَلَوْ قَالَ اعْجَبُوا مِنْ حُسْنِ صَوْتِي وَتَحْرِيرِي فِيهِ أَفْسَدَ وَحُصُولُ الْحَرْفِ لَازِمٌ مِنْ التَّلْحِينِ وَلَا أَرَى ذَلِكَ يَصْدُرُ مِمَّنْ فَهِمَ مَعْنَى الدُّعَاءِ وَالسُّؤَالِ وَمَا ذَلِكَ إلَّا نَوْعُ لَعِبٍ فَإِنَّهُ لَوْ قَدَرَ فِي الشَّاهِدِ سَائِلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/486)
حَاجَةٍ مِنْ مَلِكٍ أَدَّى سُؤَالَهُ وَطَلَبَهُ بِتَحْرِيرِ النَّغَمِ فِيهِ مِنْ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ وَالتَّغْرِيبِ وَالرُّجُوعِ كَالتَّغَنِّي نُسِبَ أَلْبَتَّةَ إلَى قَصْدِ السُّخْرِيَةِ وَاللَّعِبِ إذْ مَقَامُ طَلَبِ الْحَاجَةِ التَّضَرُّعُ لَا التَّغَنِّي ا هـ. وَأَقَرَّهُ عَلَيْهِ فِي النَّهْرِ , وَقَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ أَمِيرِ حَاجٍّ , وَقَدْ أَجَادَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا أَوْضَحَ وَأَفَادَ ا هـ. أَقُولُ: فِي كَوْنِ الصِّيَاحِ بِمَا هُوَ ذُكِرَ مُلْحَقًا بِالْكَلَامِ فَيَكُونُ مُفْسِدًا وَإِنْ لَمْ يَشْتَمِلْ عَلَى مَدِّ هَمْزَةِ اللَّهُ أَوْ بَاءِ أَكْبَرُ نُظِرَ فَقَدْ صَرَّحَ فِي السِّرَاجِ بِأَنَّ الْإِمَامَ إذَا جَهَرَ فَوْقَ حَاجَةِ النَّاسِ فَقَدْ أَسَاءَ ا هـ. وَالْإِسَاءَةُ دُونَ الْكَرَاهَةِ لَا تُوجِبُ فَسَادًا عَلَى أَنَّ كَلَامَهُ يَئُولَ بِالْآخِرَةِ إلَى أَنَّ الْإِفْسَادَ إنَّمَا حَصَلَ بِحُصُولِ الْحَرْفِ لَا بِمُجَرَّدِ رَفْعِ الصَّوْتِ زِيَادَةً عَلَى حَاجَةِ الْإِبْلَاغِ وَالْقِيَاسُ عَلَى مَا ارْتَفَعَ بُكَاؤُهُ لِمُصِيبَةٍ بَلَغَتْهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ ; لِأَنَّ مَا هُنَا ذُكِرَ بِصِيغَةٍ فَلَا يَتَغَيَّرُ بِعَزِيمَتِهِ وَالْمُفْسِدُ لِلصَّلَاةِ الْمَلْفُوظُ لَا عَزِيمَةُ الْقَلْبِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بِخِلَافِ ارْتِفَاعِ الصَّوْتِ بِالْبُكَاءِ لِمُصِيبَةٍ بَلَغَتْهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِذِكْرٍ فَيَتَغَيَّرُ بِعَزِيمَتِهِ عَلَى أَنَّ الْقِيَاسَ بَعْدَ الْأَرْبَعِمِائَةِ مُنْقَطِعٌ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَهَا أَنْ يَقِيسَ مَسْأَلَةً عَلَى مَسْأَلَةٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْعَلَّامَةُ زَيْنُ بْنُ نُجَيْمٍ فِي رَسَائِلِهِ كَذَا ذَكَرَ السَّيِّدُ أَحْمَدُ الْحَمَوِيُّ فِي رِسَالَتِهِ الْقَوْلُ الْبَلِيغُ فِي حُكْمِ التَّبْلِيغِ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ قُلْت - وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ - الْحَقُّ مَا قَالَهُ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ وَأَقَرَّهُ عَلَيْهِ كَثِيرٌ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ السَّيِّدُ الْحَمَوِيُّ مِنْ النَّظَرِ فَهُوَ سَاقِطٌ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ الْفَسَادَ مَبْنِيًّا عَلَى مُجَرَّدِ الرَّفْعِ حَتَّى يُرَدَّ عَلَيْهِ بِمَا فِي السِّرَاجِ بَلْ بَنَاهُ عَلَى زِيَادَةِ الرَّفْعِ الْمُلْحَقِ بِالصِّيَاحِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى النَّغَمِ مَعَ قَصْدِ إظْهَارِهِ لِذَلِكَ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ إقَامَةِ الْعِبَادَةِ وَقَوْلُهُ عَلَى أَنَّ كَلَامَهُ إلَخْ مَمْنُوعٌ ; لِأَنَّهُ بَنَى كَلَامَهُ عَلَى أَنَّ مَبْنَى الْفَسَادِ مَا مَرَّ وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ بِهِ حُرُوفٌ زَائِدَةٌ فَمُجَرَّدُ ذَلِكَ كَافٍ فِي الْفَسَادِ كَمَا هُوَ صَرِيحُ أَوَّلِ كَلَامِهِ وَآخِرِهِ حَيْثُ قَالَ فَإِنَّهُ لَوْ قَدَرَ فِي الشَّاهِدِ إلَخْ فَقَوْلُهُ وَحُصُولُ الْحَرْفِ لَازِمٌ مِنْ التَّلْحِينِ بَيَانٌ لِشَيْءٍ يَسْتَلْزِمُهُ ذَلِكَ الْمُفْسِدُ مِمَّا قَدْ يَكُونُ مُفْسِدًا فِي نَفْسِهِ وَإِنْ فُرِضَ عَدَمُ إفْسَادِ الْمَلْزُومِ بِأَنْ يَمُدَّ هَمْزَةَ الْجَلَالَةِ أَوْ بَاءَ أَكْبَرُ وَقَوْلُهُ ; لِأَنَّ مَا هُنَا ذُكِرَ بِصِيغَةِ إلَخْ كَلَامٌ سَاقِطٌ ; لِأَنَّ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ بَانِيًا عَلَيْهِ عَدَمَ الْفَسَادِ فِيمَا لَوْ فَتَحَ الْمُصَلِّي عَلَى غَيْرِ إمَامِهِ أَوْ أَجَابَ الْمُؤَذِّنُ أَوْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ جَوَابًا لِمَنْ قَالَ أَمَعَ اللَّهِ إلَهٌ أَوْ أَخْبَرَ بِمَا سَرَّهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوْ بِمَا يُعْجِبُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى قَصْدِ الْجَوَابِ وَنَحْوَ ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي وَالْمَذْهَبُ الْفَسَادُ وَهُوَ قَوْلُهُمَا ; لِأَنَّهُ تَعْلِيمٌ وَتَعَلُّمٌ فِي الْأُولَى وَفِيمَا بَقِيَ قَدْ أَخْرَجَ الْكَلَامَ مَخْرَجَ الْجَوَابِ وَهُوَ يَحْتَمِلُهُ فَإِنَّ مَنَاطَ كَوْنِهِ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ عِنْدَهُمَا كَوْنُهُ لَفْظًا أُفِيدَ بِهِ مَعْنَى لَيْسَ مِنْ أَعْمَالِ الصَّلَاةِ لَا كَوْنُهُ وُضِعَ لِإِفَادَةِ ذَلِكَ وَكَوْنُهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ بِعَزِيمَتِهِ مَمْنُوعٌ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الْفَتْحِ قَالَ فِي النَّهْرِ أَلَا تَرَى أَنَّ الْجُنُبَ إذَا قَرَأَ الْفَاتِحَةَ عَلَى قَصْدِ الثَّنَاءِ جَازَ. ا هـ. وَقَدْ ذَكَرُوا أَشْيَاءَ تُفْسِدُ اتِّفَاقًا كَمَا لَوْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ اسْمُهُ يَحْيَى فَقَالَ يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَنَحْوَهَا مِمَّا سَيَأْتِي وَهَذَا وَارِدٌ عَلَى أَصْلِ أَبِي يُوسُفَ وَقَوْلُهُ عَلَى أَنَّ الْقِيَاسَ بَعْدَ الْأَرْبَعِمِائَةِ مُنْقَطِعٌ إلَخْ نَقُولُ بِمُوجَبِهِ وَلَا نُسَلِّمُ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ الْمُحَقِّقُ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ بَلْ هُوَ تَخْرِيجٌ عَلَى مَا مَرَّ مِنْ أَصْلِهِمَا كَمَا هُوَ دَأْبُ الْمَشَايِخِ كَقَاضِي خَانْ وَأَضْرَابِهِ مِنْ تَخْرِيجِهِمْ مَا لَيْسَ فِيهِ نَصٌّ عَلَى أَصْلٍ ظَاهِرٍ وَمِثْلُهُ مَا يَذْكُرُهُ الْمُؤَلِّفُ وَغَيْرُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَمُقْتَضَى الْقَوَاعِدِ كَذَا فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ الْقِيَاسِ كَيْفَ يُسَوَّغُ لَهُ اسْتِعْمَالُهُ مَعَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَنَّ الْقِيَاسَ انْقَطَعَ فَتَدَبَّرْ [/ COLOR])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/487)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:55 ص]ـ
في درر الحكام
(تَقْيِيدُ الْقَضَاءِ بِالْعَمَلِ بِقَوْلِ مُجْتَهِدٍ فِي الْمَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ الْخِلَافِيَّةِ: كَذَلِكَ لَوْ صَدَرَ أَمْرٌ سُلْطَانِيٌّ بِالْعَمَلِ بِرَأْيِ مُجْتَهِدٍ أَيْ بِاجْتِهَادِ مُجْتَهِدٍ فِي خُصُوصٍ لِمَا أَنَّ رَأْيَهُ بِالنَّاسِ أَرْفَقُ وَلِمَصْلَحَةِ الْقُطْرِ أَوْفَقُ فَعَلَى الْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بِرَأْيِ وَاجْتِهَادِ ذَلِكَ الْمُجْتَهِدِ. وَقَدْ وَرَدَ فِي تَقْرِيرِ الْمَجَلَّةِ (أَنَّهُ مِنْ الْوَاجِبِ الْعَمَلُ بِأَمْرِ إمَامِ الْمُسْلِمِينَ بِالْعَمَلِ بِأَحَدِ الْقَوْلَيْنِ فِي الْمَسَائِلِ الْمُجْتَهِدِ فِيهَا) فَعَلَى ذَلِكَ لَيْسَ لِلْقَاضِي أَنْ يَعْمَلَ بِرَأْيِ مُجْتَهِدٍ آخَرَ مُنَافٍ لِرَأْيِ ذَلِكَ الْمُجْتَهِدِ فَإِذَا عَمَلَ وَحَكَمَ لَا يَنْفُذُ حُكْمُهُ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الْقَاضِي غَيْرَ مَأْذُونٍ بِالْحُكْمِ بِمَا يُنَافِي ذَلِكَ الرَّأْيَ فَلَمْ يَكُنْ الْقَاضِي قَاضِيًا لِلْحُكْمِ بِالرَّأْيِ الْمَذْكُورِ. وَالْمَذَاهِبُ الْمَشْهُورَةُ هِيَ الْحَنَفِيُّ وَالشَّافِعِيُّ وَالْمَالِكِيُّ وَالْحَنْبَلِيُّ وَلَمَّا كَانَ أَكْثَرُ رَعَايَا الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ مُتَمَذْهِبِينَ بِالْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ فَقَدْ أَمَرَ قُضَاةُ الشَّرْعِ بِالْحُكْمِ بِمُوجَبِ الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ وَيُوجَدُ فِي الْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ مُسْلِمُونَ مُتَمَذْهِبُونَ بِالْمَذَاهِبِ الْأُخْرَى أَمَّا الْمَسَائِلُ الَّتِي تَتَكَوَّنُ بَيْنَ الْأَهَالِيِ الْمُقَلِّدَةِ لِلْمَذَاهِبِ الْأُخْرَى وَيُرَى مُنَاسِبًا فَصْلُهَا تَوْفِيقًا لِأَحْكَامِ مَذْهَبِهِمْ فَلَهُمْ أَنْ يُعَيِّنُوا الْحُكْمَ لِيَفْصِلَ فِي دَعَاوِيهِمْ وَلِهَذَا الْحَكَمِ أَنْ يَحْكُمَ بِمُوجَبِ أَحْكَامِ الْمَذْهَبِ الْمَنْسُوبِ لَهُ وَهَذَا الْحُكْمُ يَصْدُقُ مِنْ طَرَفِ الْقَاضِي الْحَنَفِيِّ الْمَنْصُوبِ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ. وَقَدْ قُسِّمَ الْمُجْتَهِدُ إلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: الْأَوَّلُ - مُجْتَهِدٌ فِي الشَّرْعِ كَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَهُمْ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ وَالشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ وَالْحَنْبَلِيُّ. الثَّانِي - مُجْتَهِدٌ فِي الْمَذْهَبِ كَالْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ وَسَائِرِ الْأَصْحَابِ الْحَنَفِيَّةِ. الثَّالِثُ - مُجْتَهِدٌ فِي الْمَسَائِلِ كَالْخَصَّافِ وَالطَّحْطَاوِيِّ وَالْكَرْخِيِّ وَالْحَلْوَانِيِّ وَالسَّرَخْسِيُّ وَالْبَزْدَوِيُّ وَقَاضِي خَانْ. وَعِبَارَةُ مُجْتَهِدٍ الْوَارِدَةُ فِي هَذِهِ الْفِقْرَةِ هِيَ مُسْتَعْمَلَةٌ بِمَعْنًى يَشْمَلُ الْمُجْتَهِدِينَ الثَّلَاثَةَ. إذَا أَمَرَ السُّلْطَانُ قُضَاةَ الشَّرْعِ بِالْعَمَلِ بِالْمَذَاهِبِ الْأُخْرَى فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ فَيَصِحُّ الْأَمْرُ وَتَجِبُ الطَّاعَةُ لَهُ لِأَنَّهُ أَمْرٌ بِمَا لَيْسَ بِمَعْصِيَةٍ وَلَا مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ بِيَقِينٍ. وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ فِي مِثْلِهِ وَاجِبَةٌ (الْأَنْقِرْوِيُّ فِي الْقَضَاءِ). وَقَدْ أَمَرَ السَّلَاطِينُ الْعُثْمَانِيُّونَ الْقُضَاةَ بِالْعَمَلِ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ بِغَيْرِ الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ فَمَثَلًا لَا يَجُوزُ فِي الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ بَيْعُ عَقَارِ الْمَفْقُودِ الَّذِي لَا يُخْشَى خَرَابُهُ لَكِنَّ السُّلْطَانَ سُلَيْمَانَ قَدْ أَمَرَ بِبَيْعِ عَقَارِ الْمَفْقُودِ , وَالْقُضَاةُ الْحَنَفِيَّةُ يَحْكُمُونَ حَتَّى الْآنَ بِمُوجَبِ ذَلِكَ فَلِذَلِكَ لَوْ ظَهَرَتْ حَيَاةُ الْمَفْقُودِ بَعْدَ بَيْعِ الْعَقَارِ فَلَهُ أَخْذُ ثَمَنِ الْمَبِيعِ أَمَّا إذَا بِيعَ الْعَقَارُ بِغَبْنٍ فَاحِشٍ فَلِمَفْقُودٍ أَنْ يَفْسَخَ الْبَيْعَ. اُنْظُرْ الْمَادَّةَ (58) (مَعْرُوضَاتُ أَبِي السُّعُودِ بِزِيَادَةٍ). إنَّ مَنَافِعَ الْمَغْصُوبِ غَيْرُ مَضْمُونَةٍ مُطْلَقًا عِنْدَ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ الْمُجْتَهِدِ فِي الشَّرْعِ وَالْإِمَامَيْنِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ الْمُجْتَهِدَيْنِ فِي الْمَذْهَبِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/488)
إلَّا أَنَّ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ أَهْلُ التَّخْرِيجِ وَالتَّرْجِيحِ الْحَنَفِيَّةِ شَاهَدُوا تَعَدِّيَ النَّاسِ عَلَى أَمْوَالِ الْأَيْتَامِ وَالْأَوْقَافِ فَافْتُوَا بِلُزُومِ الضَّمَانِ فِيهِمَا قَطْعًا لِلْأَطْمَاعِ الْفَاسِدَةِ. اُنْظُرْ شَرْحَ الْمَادَّتَيْنِ (39 و 596) إلَّا أَنَّ الْإِفْتَاءَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَى فَتْوَى الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ الْمُجْتَهِدِ فِي الشَّرْعِ وَإِنَّ الْقَوْلَ الَّذِي قِيلَ فِي الْمَجَلَّةِ بِعَدَمِ ضَمَانِ مَنَافِعِ الْمَغْصُوبِ فِيمَا عَدَا الْمُعَدِّ لِلِاسْتِغْلَالِ وَأَمْوَالِ الْأَوْقَافِ وَالْأَيْتَامِ فَيُؤْمَلُ قَرِيبًا أَنْ يُعْمَلَ بِقَوْلِ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ بِسَبَبِ زِيَادَةِ التَّعَدِّي عَلَى الْحُقُوقِ فَتُصْبِحُ مَنَافِعُ الْمَغْصُوبِ مَضْمُونَةً. وَقَدْ مَرَّ فِي الْمَجَلَّةِ مَسَائِلُ كَثِيرَةٌ مُتَفَرِّعَةٌ عَلَى التَّقْيِيدِ فِي هَذِهِ الصُّورَةِ الرَّابِعَةِ , وَقَدْ صَارَ بَيَانُهَا وَتَوْضِيحُهَا أَثْنَاءَ الشَّرْحِ إلَّا أَنَّهُ مِنْ الْفَائِدَةِ ذِكْرُ بَعْضِ أَمْثِلَةٍ هُنَا. أَوَّلًا - قَدْ بَيَّنَ فِي شَرْحِ الْمَادَّةِ (179) مِنْ الْمَجَلَّةِ إذَا كَانَ الْإِيجَابُ وَاحِدًا لَا يَتَعَدَّدُ الْبَيْعُ بِتَفْصِيلِ الثَّمَنِ فَقَطْ حَسَبَ قَوْلِ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ وَقَدْ قَالَ الْإِمَامَانِ بِتَعَدُّدِهِ إلَّا أَنَّ الْمَجَلَّةَ قَدْ قَبِلَتْ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ. ثَانِيًا - قَدْ قَالَ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ بِعَدَمِ جَوَازِ خِيَارِ الشَّرْطِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَأَمَّا الْإِمَامَانِ فَقَدْ قَالَا بِجَوَازِ خِيَارِ الشَّرْطِ مَهْمَا بَلَغَ مِنْ الْأَيَّامِ بِشَرْطِ أَنْ تَكُونَ الْمُدَّةُ مَعْلُومَةً وَقَدْ اخْتَارَتْ الْمَجَلَّةُ فِي الْمَادَّةِ (300) قَوْلَ الْإِمَامَيْنِ. ثَالِثًا: تَنْعَقِدُ الْإِقَالَةُ بِالْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ وَلَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا بِصِيغَةِ الْمَاضِي وَالْآخَرُ بِصِيغَةِ الْمَاضِي عَلَى رَأْيِ الشَّيْخَيْنِ كَمَا ذَكَرَ فِي شَرْحِ الْمَادَّةِ (191) أَمَّا عِنْدَ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ فَلَا تَنْعَقِدُ وَقَدْ قَبِلَتْ الْمَجَلَّةُ قَوْلَ الشَّيْخَيْنِ. رَابِعًا - قَدْ قَبِلَتْ الْمَجَلَّةُ فِي لُزُومِ الِاسْتِصْنَاعِ قَوْلَ الْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ كَمَا بَيَّنَ ذَلِكَ فِي شَرْحِ الْمَادَّةِ (392) خَامِسًا - إذَا أَجَازَ صَاحِبُ الْمَالِ إجَارَةَ الْفُضُولِيِّ بَعْدَ مُرُورِ مُدَّةٍ مِنْ الْإِجَارَةِ فَعِنْدَ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَعُودُ بَدَلُ الْإِجَارَةِ الَّذِي يَخُصُّ مُدَّةً قِيلَ الْإِجَارَةُ لِلْفُضُولِيِّ وَبَدَلُ الْإِجَارَةِ بَعْدَ الْإِجَازَةِ إلَى صَاحِبِ الْمَالِ وَقَدْ قَبِلَتْ الْمَجَلَّةُ هَذَا الرَّأْيَ فِي الْمَادَّةِ (447) سَادِسًا - إذَا تُوُفِّيَ الْمُحِيلُ فِي الْحَوَالَةِ الْمُقَيَّدَةِ قَبْلَ الْأَدَاءِ وَكَانَتْ دُيُونُهُ أَزْيَدَ مِنْ تَرِكَتِهِ فَعِنْدَ الْإِمَامِ زُفَرَ لَا يَحِقُّ لَدَائِنِي الْمُحِيلِ أَنْ يَتَدَاخَلُوا بِالْمُحَالِ بِهِ أَمَّا عِنْدَ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ وَالْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ يَعُودُ الْمُحَالُ بِهِ إلَى تَرِكَةِ الْمُتَوَفَّى وَيُقْسَمُ غَرَامَةً بَيْنَ الدَّائِنِينَ وَقَدْ قَبِلَتْ الْمَجَلَّةُ فِي الْمَادَّةِ (692) قَوْلَ الْإِمَامِ زُفَرَ. التَّرْتِيبُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْقَاضِي أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي أَقْوَالِ الْفُقَهَاءِ: إذَا صَدَرَ أَمْرٌ سُلْطَانِيٌّ بِالْعَمَلِ بِرَأْيِ مُجْتَهِدٍ فَحُكْمُ الْقَاضِي بِرَأْيِ مُجْتَهِدٍ آخَرَ بَاطِلٌ أَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ سُلْطَانِيٌّ بِتَرْجِيحِ رَأْيِ أَحَدِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْأَقْوَالِ الْمُخْتَلِفَةِ فَعَلَى الْقَاضِي وَالْمُفْتِي أَنْ يَعْمَلَ عَلَى الْوَجْهِ الْآتِي: أَوَّلًا - يَعْمَلَانِ بِقَوْلِ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ رَحِمَهُ اللَّهُ سَوَاءٌ كَانَ أَحَدُ الْإِمَامَيْنِ مُشْتَرِكًا فِي ذَلِكَ الرَّأْيِ أَوْ غَيْرَ مُشْتَرِكٍ لِأَنَّهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/489)
كَانَ مِنْ التَّابِعِينَ (الْوَلْوَالِجِيَّةِ) وَلِأَنَّهُ رَأْيُ الصَّحَابَةِ وَزَاحَمَ التَّابِعِينَ فِي الْفَتْوَى فَقَوْلُهُ أَشَدُّ وَأَقْوَى مَا لَمْ يَكُنْ اخْتِلَافُ عَصْرٍ وَزَمَانٍ. مُسْتَثْنًى - أَمَّا فِي الْمَسَائِلِ الْآتِيَةِ الذِّكْرِ فَيُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامَيْنِ: 1 - يُفْتَى وَيُعْمَلُ فِي الْمَسَائِلِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِأُمُورِ الْقَضَاءِ وَالشَّهَادَةِ بِرَأْيِ الْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ لِأَنَّهُ قَدْ اشْتَغَلَ بِالْقَضَاءِ فِعْلًا وَحَصَلَ عَلَى زِيَادَةِ تَجْرِبَةٍ فِيهِ إذْ لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْعِيَانِ (الْحَمَوِيُّ وَشَرْحُ رَسْمِ الْمُفْتِي). 2 - إذَا كَانَ سَبَبُ الِاخْتِلَافِ نَاشِئًا عَنْ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ فَيُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامَيْنِ كَالْحُكْمِ بِظَاهِرِ الْعَدَالَةِ. اُنْظُرْ شَرْحَ الْمَادَّةِ (1716). 3 - يُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامَيْنِ فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي أَجْمَعَ فِيهَا الْمُتَأَخِّرُونَ عَلَى قَوْلِهِمَا كَالْمُزَارَعَةِ وَالْمُسَاقَاةِ كَمَا أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الشَّرِكَةِ أَيْضًا بِأَنَّهُ قَدْ صَدَرَ الْأَمْرُ السُّلْطَانِيُّ بِالْعَمَلِ بِقَوْلِ الْإِمَامَيْنِ. 4 - إذَا رَجَّحَ الْمُتَأَخِّرُونَ قَوْلًا بِأَنْ قَالُوا: إنَّ الْفَتْوَى عَلَى قَوْلِ الْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ أَوْ عَلَى قَوْلِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ يُعْمَلُ بِذَلِكَ الْقَوْلِ. وَأَلْفَاظُ التَّرْجِيحِ هِيَ كَقَوْلِهِمْ 0 وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى 0 أَوْ بِهِ يُفْتَى أَوْ بِهِ نَأْخُذُ , أَوْ وَعَلَيْهِ الِاعْتِمَادُ , أَوْ وَعَلَيْهِ عَمَلُ الْيَوْمِ. أَيْ عَلَيْهِ عَمَلُ النَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْحَاضِرِ أَوْ وَعَلَيْهِ عَمَلُ الْأُمَّةِ , أَوْ وَهُوَ الصَّحِيحُ , أَوْ وَهُوَ الْأَصَحُّ , أَوْ هُوَ الْأَظْهَرُ أَوْ وَهُوَ الْأَشْبَهُ , أَيْ الْأَشْبَهُ بِالْمَنْصُوصِ رِوَايَةً وَالرَّاجِحُ دِرَايَةً فَيَكُونُ عَلَيْهِ الْفَتْوَى أَوْ وَهُوَ الْأَوْجَهُ أَوْ وَهُوَ الْمُخْتَارُ وَبِهِ جَرَى الْعُرْفُ وَهُوَ الْمُتَعَارَفُ وَبِهِ أَخَذَ عُلَمَاؤُنَا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ الْأَلْفَاظِ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ آكَدُ مِنْ الْأَلْفَاظِ الْأُخْرَى فَإِنَّ لَفْظَ الْفَتْوَى آكَدُ مِنْ لَفْظِ الْأَصَحِّ وَالْأَشْبَهِ وَلَفْظُ وَبِهِ يُفْتَى آكَدُ مِنْ لَفْظِ الْفَتْوَى عَلَيْهِ كَمَا أَنَّ لَفْظَ الْأَصَحِّ آكَدُ مِنْ لَفْظِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُ أَحْوَطُ آكَدُ مِنْ لَفْظِ احْتِيَاطِيٍّ فَعَلَيْهِ إذَا صَرَّحَ أَحَدُ الْمَشَايِخِ بِأَنَّ قَوْلَ غَيْرِ الْإِمَامِ هُوَ الْقَوْلُ الْمُفْتَى بِهِ فَعَلَى الْقَاضِي أَوْ الْمُفْتِي أَنْ يَأْخُذَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ أَمَّا إذَا كَانَ الْقَوْلَانِ مُصَحَّحَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ تَصْحِيحُ أَحَدِهِمَا آكَدُ مِنْ الْآخَرِ فَلِلْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بِأَيِّهِمَا كَمَا أَنَّ لِلْمُفْتِي أَنْ يُفْتِيَ بِأَيِّهِمَا (الدُّرُّ الْمُخْتَارُ وَرَدُّ الْمُحْتَارِ) وَقَدْ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الْوَقْفِ مِنْ كِتَابِ الدُّرِّ الْمُخْتَارِ بِأَنَّهُ إذَا وُقِفَ الْمُشَاعُ الْقَابِلُ لِلْقِسْمَةِ فَالْوَقْفُ جَائِزٌ عِنْدَ الْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ لِأَنَّ الْإِمَامَ الْمَذْكُورَ لَا يَشْتَرِطُ التَّسْلِيمَ فِي الْوَقْفِ أَمَّا عِنْدَ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ فَالْوَقْفُ غَيْرُ جَائِزٍ لِأَنَّهُ يَشْتَرِطُ التَّسْلِيمَ فِي الْوَقْفِ وَبِمَا أَنَّ كِلَا الْقَوْلَيْنِ قَدْ صُحِّحَ بِلَفْظِ الْفَتْوَى فَالْمُقَلِّدُ (الْقَاضِي الْحَنَفِيُّ) مُخَيَّرٌ إنْ شَاءَ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ وَإِنْ شَاءَ حَكَمَ بِبُطْلَانِهِ وَإِذَا حَكَمَ بِأَحَدِ الْقَوْلَيْنِ مُرَجِّحًا ذَلِكَ الْقَوْلَ فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ فِي تِلْكَ الْحَادِثَةِ بِالْقَوْلِ الْآخَرِ إلَّا أَنَّ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ بِالْقَوْلِ الْآخَرِ فِي حَادِثَةٍ أُخْرَى. ثَانِيًا: إذَا لَمْ يُوجَدْ رِوَايَةٌ عَنْ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ فِي مَسْأَلَةٍ يُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/490)
أَبِي يُوسُفَ. ثَالِثًا: إذَا لَمْ يُوجَدْ رِوَايَةٌ عَنْ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ وَالْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ فِي مَسْأَلَةٍ يُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ. رَابِعًا: يُعْمَلُ بِقَوْلِ الْإِمَامِ زُفَرَ وَالْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ. وَلَيْسَ لِلْقَاضِي أَوْ الْمُفْتِي أَنْ يُخَالِفَ هَذَا التَّرْتِيبَ مَا لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ مَلَكَةٍ يُمْكِنُ بِهَا أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى قُوَّةِ الدَّلِيلِ كَالْمَشَايِخِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَصْحَابِ التَّرْجِيحِ إذْ لَيْسَ عَلَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَأْخُذُوا بِقَوْلِ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ عَلَى الْإِطْلَاقِ بَلْ لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إلَى الدَّلِيلِ وَأَنْ يُرَجِّحُوا الْقَوْلَ الَّذِي يَرَوْنَهُ أَنَّهُ رَاجِحٌ حَسَبَ اجْتِهَادِهِمَا (رَدُّ الْمُحْتَارِ). وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَصْحَابَ التَّرْجِيحِ قَدْ رَجَّحُوا حِينًا أَقْوَالَ الْإِمَامِ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ عَلَى قَوْلِ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ كَمَا أَنَّهُمْ قَدْ رَجَّحُوا قَوْلَ الْإِمَامِ زُفَرَ عَلَى الْأَقْوَالِ الْأُخْرَى فِي سَبْعَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً فَوَجَبَ عَلَيْنَا مُتَابَعَةُ تَرْجِيحِ هَؤُلَاءِ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ النَّظَرِ فِي الدَّلِيلِ مِنْ الْأَقْوَالِ. فَالْقَاضِي يَحْكُمُ بِالْقَوْلِ الصَّحِيحِ وَالْمُفْتَى بِهِ فِي مَذْهَبِهِ وَلَا يَحْكُمُ بِالْقَوْلِ الضَّعِيفِ وَغَيْرِ الْمُفْتَى بِهِ لِأَنَّ جِهَةَ الصَّحِيحِ هِيَ الْحَقُّ وَطَرَفُ الضَّعِيفِ هُوَ خِلَافُ الْحَقِّ فَالْحُكْمُ بِالْقَوْلِ الضَّعِيفِ هُوَ حُكْمٌ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعٌ لِلَهْوِي وَهَذَا حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ (شَرْحُ رَسْمِ الْمُفْتِي وَالدُّرُّ الْمُخْتَارُ). فَلِذَلِكَ إذَا حَكَمَ الْقَاضِي بِالْقَوْلِ الضَّعِيفِ لَا يَنْفُذُ وَيُنْقَضُ حُكْمُهُ. سُؤَالٌ: إنَّ الْقَوْلَ الضَّعِيفَ يَتَقَوَّى بِالْقَضَاءِ فَإِذًا كَيْفَ نَقَضَهُ؟ الْجَوَابُ: الْمَقْصُودُ بِالْقَضَاءِ هُوَ قَضَاءُ الْمُجْتَهِدِ (رَدُّ الْمُحْتَارِ) لَا سِيَّمَا أَنَّ سَلَاطِينَ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ يُنَصِّبُونَ الْقُضَاةَ وَالْمُفْتِينَ بِشَرْطِ أَنْ يَحْكُمُوا بِالْقَوْلِ الصَّحِيحِ وَلِذَلِكَ إذَا حَكَمُوا بِخِلَافِ الْقَوْلِ الصَّحِيحِ فَلَا يَنْفُذُ حُكْمُهُمْ. إنَّ هَذِهِ التَّفْصِيلَاتِ هِيَ فِي صُورَةِ حُكْمِ الْقَاضِي الْحَنَفِيِّ عَلَى مَذْهَبِهِ. أَمَّا إذَا حَكَمَ الْقَاضِي بِأَحَدِ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ مُخَالِفًا مَذْهَبَهُ. مَثَلًا بِأَنْ يَحْكُمَ الْقَاضِي الْحَنَفِيُّ بِالْمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَوْ الْقَاضِي الشَّافِعِيُّ بِالْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ فَهَذَا الْحُكْمُ نَافِذٌ عِنْدَ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى سَوَاءٌ كَانَ الْحُكْمُ سَهْوًا أَوْ نِسْيَانًا أَوْ عَمْدًا , وَوَجْهُ النَّفَاذِ أَنَّهُ لَيْسَ بِخَطَأٍ بِيَقِينٍ لِأَنَّ رَأْيَهُ يَحْتَمِلُ الصَّوَابَ وَإِنْ كَانَ الظَّاهِرُ عِنْدَهُ أَخْطَأَ فَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا خَطَأً بِيَقِينٍ فَكَانَ حَاصِلُهُ قَضَاءً فِي مُجْتَهَدٍ فِيهِ فَيَنْفُذُ حَتَّى لَوْ حَكَمَ الْقَاضِي بِفَتْوَى ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّ تِلْكَ الْفَتْوَى مُخَالِفَةٌ لِمَذْهَبِهِ يَنْفُذُ قَضَاؤُهُ وَلَيْسَ لَهُ أَوْ لِقَاضٍ خِلَافَهُ أَنْ يَنْقُضَ ذَلِكَ الْحُكْمَ اُنْظُرْ شَرْحَ الْمَادَّةِ (1838) (الْبَزَّازِيَّةُ عَنْ شَرْحِ الطَّحْطَاوِيِّ وَالْحَمَوِيُّ وَالْفَتْحُ) أَمَّا عِنْدَ الْإِمَامَيْنِ فَالْحُكْمُ غَيْرُ نَافِذٍ وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْمُحِيطِ أَنَّ الْفَتْوَى عَلَى قَوْلِ الْإِمَامَيْنِ كَمَا أَنَّهُ قَدْ رَجَّحَ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ وَفِي الشُّرُنْبُلَالِيُّ قَوْلَهُمَا (شَرْحُ الْمَجْمَعِ لِابْنِ مَلَكٍ). وَيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ بِأَنَّهُ إذَا نُصِّبَ الْقَاضِي مِنْ طَرَفِ السُّلْطَانِ بِأَنْ يَحْكُمَ عَلَى الْمَذْهَبِ الْحَنَفِيِّ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ بِمَذْهَبٍ آخَرَ كَمَا مَرَّ ذِكْرُهُ فَإِذَا حَكَمَ فَحُكْمُهُ بَاطِلٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/491)
لِأَنَّ الْقَاضِيَ مَعْزُولٌ عَنْ الْقَضَاءِ بِالنِّسْبَةِ إلَى هَذَا الْحُكْمِ (رَدُّ الْمُحْتَارِ وَرَسْمُ الْمُفْتِي). إنَّ الْقَاضِيَ مُكَلَّفٌ أَنْ يَتَحَرَّى الْمَسَائِلَ الشَّرْعِيَّةَ مِنْ الْكُتُبِ الشَّرْعِيَّةِ الْمُعْتَبَرَةِ وَأَنْ يَحْكُمَ بِمُوجَبِهَا وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ قِيَاسًا حَتَّى لَوْ أَنَّ الْقَاضِيَ قَاسَ مَسْأَلَةً عَلَى مَسْأَلَةٍ أُخْرَى وَحَكَمَ بِمُوجَبِ ذَلِكَ الْقِيَاسِ ثُمَّ ظَهَرَتْ رِوَايَةٌ خِلَافَ الْحُكْمِ وَتَبَيَّنَ خَطَؤُهُ فِي الْحُكْمِ فَلِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ أَنْ يُخَاصِمَ الْقَاضِيَ وَالْمُدَّعِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يُخَاصِمُ الْقَاضِيَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الزَّمَنِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ وَالْقُدْرَةِ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ أَثِمَ الْقَاضِي بِاجْتِهَادِهِ وَيُخَاصِمُ الْمُدَّعِيَ لِأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ مَالَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الْمَالَ الَّذِي أَخَذَهُ إلَى الْمُقْتَضَى عَلَيْهِ إذْ أَنَّ اعْتِمَادَ الْمُدَّعِي عَلَى أَمْرِ الْقَاضِي غَيْرِ الْمَشْرُوعِ لَا يُخَلِّصُهُ مِنْ الضَّمَانِ (رَدُّ الْمُحْتَارِ وَالْحَمَوِيُّ). خَامِسًا: إنَّ الْكُتُبَ الْفِقْهِيَّةَ مُقَسَّمَةٌ إلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ وَهِيَ الْمُتُونُ وَالشُّرُوحُ وَالْفَتَاوَى. مَسَائِلُ الْمُتُونِ تُرَجَّحُ عَلَى مَسَائِلِ الشُّرُوحِ لِأَنَّ مَسَائِلَ الْمُتُونِ قَدْ أَصْبَحَتْ مُتَوَاتِرَةً كَمَا أَنَّ مَسَائِلَ الشُّرُوحِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى مَسَائِلِ الْفَتَاوَى. وَالْحُكْمُ عَلَى ذَلِكَ سَوَاءٌ صُحِّحَ الْقَوْلَانِ أَوْ لَمْ يُصَحَّحَا. أَمَّا لَوْ ذَكَرَ فِي الْمَتْنِ مَثَلًا مَسْأَلَةً وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْهَا بِأَنَّهَا صَحِيحَةٌ وَذَكَرَ عَنْ الْمَسْأَلَةِ الْوَارِدَةِ فِي الشَّرْحِ أَنَّهَا صَحِيحَةٌ فَتُقَدَّمُ الْمَسْأَلَةُ الْوَارِدَةُ فِي الشَّرْحِ لِأَنَّ ذِكْرَ الْمَسْأَلَةِ فِي الْمَتْنِ هُوَ تَصْحِيحٌ الْتِزَامِيٌّ , أَمَّا التَّصْحِيحُ الْوَارِدُ عَنْ الشَّرْحِ فَهُوَ تَصْحِيحٌ صَرِيحٌ وَالتَّصْحِيحُ الصَّرِيحُ مُقَدَّمٌ عَلَى التَّصْرِيحِ الِالْتِزَامِيِّ (رَسْمُ الْمُفْتِي). سَادِسًا: إذَا ذُكِرَ فِي الْكُتُبِ الشَّرْعِيَّةِ قَوْلَانِ وَأُثْبِتَ أَحَدُهُمَا بِذِكْرِ دَلِيلِهِ فَهُوَ مُرَجَّحٌ لِأَنَّ التَّعْلِيلَ يُفِيدُ تَرْجِيحَ الْمُعَلَّلِ. سَابِعًا: إذَا كَانَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ قِيَاسِيًّا وَالْآخَرُ اسْتِحْسَانًا فَيُرَجَّحُ الْقَوْلُ الِاسْتِحْسَانِيُّ إلَّا أَنَّهُ مُسْتَثْنًى مِنْ ذَلِكَ مَسَائِلُ عَدِيدَةٌ وَهَذِهِ الْمَسَائِلُ هِيَ مَذْكُورَةٌ فِي أَجْنَاسِ النَّاطِقِ وَهِيَ إحْدَى عَشْرَةَ مَسْأَلَةً وَقَدْ أَوْصَلَهَا نَجْمُ الدِّينِ النَّسَفِيّ إلَى اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ مَسْأَلَةً وَقَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ نُجَيْمٍ فِي كِتَابِهِ شَرْحِ الْمَنَارِ (رَسْمُ الْمُفْتِي). ثَامِنًا: إذَا كَانَ يُوجَدُ اخْتِلَافٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فِي الْمَسَائِلِ الْوَقْفِيَّةِ فَيَحْكُمُ الْقَاضِي بِالْقَوْلِ الْأَنْفَعِ لِلْوَقْفِ إذْ أَنَّ الْوَقْفَ غَيْرُ لَازِمٍ عِنْدَ الْإِمَامِ الْأَعْظَمِ وَلَازِمٌ عِنْدَ الْإِمَامَيْنِ فَالْقَاضِي نَفْعًا لِلْوَقْفِ يَحْكُمُ بِمُوجَبِ قَوْلِ الْإِمَامَيْنِ وَيَحْكُمُ بِالْوَقْفِ وَبِتَسْجِيلِهِ. تَاسِعًا: إذَا اُخْتُلِفَ فِي الرِّوَايَاتِ وَالتَّصْحِيحِ يَجِبُ الْعَمَلُ بِظَاهِرِ الرِّوَايَةِ (رَدُّ الْمُحْتَارِ) لِأَنَّ الْمَسْأَلَةَ الْفِقْهِيَّةَ الْحَنَفِيَّةَ هِيَ عَلَى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ: الْأُولَى - مَسَائِلُ الْأُصُولِ , وَيُقَالُ لَهَا ظَاهِرُ الرِّوَايَةِ وَهِيَ الْمَسَائِلُ الْمَذْكُورَةُ فِي كُتُبِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ السِّتَّةِ وَهِيَ الْمَبْسُوطُ وَالزِّيَادَاتُ وَالْجَامِعُ الصَّغِيرُ وَالسِّيَرُ الصَّغِيرُ وَالْجَامِعُ الْكَبِيرُ وَالسِّيَرُ الْكَبِيرُ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِظَاهِرِ الرِّوَايَةِ لِأَنَّهَا رُوِيَتْ عَنْ مُحَمَّدٍ رِوَايَاتِ الثِّقَاتِ فَهِيَ ثَابِتَةٌ عَنْهُ وَمُتَوَاتِرَةٌ أَوْ مَشْهُورَةٌ عَنْهُ. الثَّانِيَةُ - مَسَائِلُ النَّوَادِرِ , وَهَذِهِ لَمْ تُذْكَرْ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ الْمَذْكُورَةِ وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي الْكُتُبِ الْأُخْرَى إمَّا فِي الْكُتُبِ الْمَنْسُوبَةِ لِلْإِمَامِ مُحَمَّدٍ كالْهَارُونِيَّاتِ والكيسانيات والجرجانيات و الرُّقَيَّاتِ وَإِمَّا مَذْكُورَةٌ فِي كِتَابِ حَسَنِ بْنِ زِيَادٍ وَيُقَالُ لَهَا غَيْرُ ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ لِأَنَّهَا لَمْ تُرْوَ عَنْ مُحَمَّدٍ بِرِوَايَاتٍ ظَاهِرَةٍ ثَابِتَةٍ صَحِيحَةٍ. الثَّالِثَةُ - مَسَائِلُ الْوَاقِعَاتِ , وَهِيَ لَمْ تُرْوَ عَنْ الْمُجْتَهِدِ فِي الشَّرْعِ وَالْمَذْهَبِ بَلْ هِيَ الْمَسَائِلُ الَّتِي اسْتَنْبَطَهَا الْمُجْتَهِدُونَ الْمُتَأَخِّرُونَ وَهِيَ أَجْوِبَةٌ عَلَى أَسْئِلَةٍ وَقَعَتْ لَهُمْ (رَدُّ الْمُحْتَارِ). فَعَلَى ذَلِكَ لَيْسَ لِلْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بِمَا يُخَالِفُ ظَاهِرَ الرِّوَايَةِ وَبِالرِّوَايَةِ الشَّاذَّة مَا لَمْ يُصَرِّحْ بِأَنَّ الْفَتْوَى هِيَ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ. أَمَّا إذَا لَمْ يُوجَدْ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ شَيْءٌ فَيَتَعَيَّنُ أَنْ يَحْكُمَ بِخِلَافِ ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ (رَسْمُ الْمُفْتِي).)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/492)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:00 ص]ـ
في كتاب ابن عابدين
(مَطْلَبُ إذَا قَاسَ الْقَاضِي وَأَخْطَأَ فَالْخُصُومَةُ لِلْمُدَّعَى عَلَيْهِ مَعَ الْقَاضِي وَالْمُدَّعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [تَنْبِيهٌ] الْقَاضِي إذَا قَاسَ مَسْأَلَةً عَلَى مَسْأَلَةٍ وَحَكَمَ ثُمَّ ظَهَرَ رِوَايَةٌ بِخِلَافِهِ فَالْخُصُومَةُ لِلْمُدَّعَى عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْقَاضِي وَالْمُدَّعِي , أَمَّا مَعَ الْمُدَّعِي فَلِأَنَّهُ أَثِمَ بِأَخْذِ الْمَالِ وَأَمَّا مَعَ الْقَاضِي فَلِأَنَّهُ أَثِمَ بِالِاجْتِهَادِ ; لِأَنَّ أَحَدًا لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ فِي زَمَانِنَا , وَبَعْضُ أَذْكِيَاءِ خُوَارِزْمَ قَاسَ الْمُفْتِيَ عَلَى الْقَاضِي فَأَوْرَدَتْ أَنَّ الْقَاضِيَ صَاحِبٌ مُبَاشِرٌ لِلْحُكْمِ فَكَيْفَ يُؤَاخَذُ السَّبَبُ مَعَ الْمُبَاشِرِ فَانْقَطَعَ , وَكَانَ لَهُ أَنْ يَقُولَ إنَّ الْقَاضِيَ فِي زَمَانِنَا مُلْجَأٌ إلَى الْحُكْمِ بَعْدَ الْفَتْوَى ; لِأَنَّهُ لَوْ تَرَكَ يُلَامُ ; لِأَنَّهُ غَيْرُ عَالِمٍ حَتَّى يَقْضِيَ بِعِلْمِهِ بَزَّازِيَّةٌ قُبَيْلَ الشَّهَادَاتِ قُلْت: وَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ هَذَا لَا يُسَمَّى إلْجَاءً حَقِيقَةً وَإِلَّا لَزِمَ أَنْ تَنْقَطِعَ النِّسْبَةُ عَنْ الْمُبَاشِرِ إلَى الْمُتَسَبِّبِ كَمَا لَوْ أَكْرَهَ رَجُلٌ آخَرَ بِإِتْلَافِ عُضْوٍ عَلَى أَخْذِ مَالِ إنْسَانٍ فَإِنَّ الضَّمَانَ عَلَى الْمُكْرِهِ بِالْكَسْرِ لِصَيْرُورَةِ الْمُكْرَهِ بِالْفَتْحِ كَالْآلَةِ , وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِكَ فَلَمْ تَنْقَطِعْ النِّسْبَةُ عَنْ الْمُبَاشِرِ وَهُوَ الْقَاضِي , وَإِنْ أَثِمَ الْمُتَسَبِّبُ وَهُوَ الْمُفْتِي , وَلَا يُقَاسُ هَذَا عَلَى مَسْأَلَةِ تَضْمِينِ السَّاعِي إلَى ظَالِمٍ مَعَ أَنَّ السَّاعِيَ مُتَسَبِّبٌ لَا مُبَاشِرٌ فَإِنَّ تِلْكَ مَسْأَلَةٌ اسْتِحْسَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ عَنْ الْقِيَاسِ زَجْرًا عَنْ السِّعَايَةِ لَكِنْ قَدْ يُقَالُ إنَّ هَذَا حُكْمُ الضَّمَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْكَلَامُ فِي الْخُصُومَةِ فِي الْآخِرَةِ , وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ كُلًّا مِنْ الْمُبَاشِرِ وَالْمُتَسَبِّبِ ظَالِمٌ آثِمٌ وَلِلْمَظْلُومِ الْخُصُومَةُ مَعَهُمَا وَإِنْ اخْتَلَفَ ظُلْمُهُمَا فَإِنَّ الْمُبَاشَرَةَ ظُلْمُهُ أَشَدُّ كَمَنْ أَمْسَكَ رَجُلًا حَتَّى قَتَلَهُ آخَرُ.)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 03 - 05, 01:00 ص]ـ
للمدارسة
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 12 - 05, 01:21 ص]ـ
أخي محمد ... رعاك الله ...
هل مقصودكم أصل المسألة: وهي إغلاق باب الاجتهاد، أو عين المسألة، أي: إغلاق باب القياس خصوصاً ...(42/493)
مسألتان حول تأجير المحل التجاري على العمالة بأجرة شهرية
ـ[الاعتصام]ــــــــ[21 - 03 - 05, 05:19 م]ـ
رجل يؤجر محله (بقالة/ اسواق للمواد الغذائية) على عدد من العمال البنغال بأُجرة شهرية، والمحل فيه بضاعة قد تم جردها وتقدير ثمنها بأربعين ألف ريال.
السؤال: ما حكم هذه الإجارة؟ وهل قال أحد من أهل العلم بجوازها؟
السؤال الثاني: الزكاة في هذه الحال كيف تكون؟
نفع الله بكم وزادنا وإياكم علماً وعملاً.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:21 م]ـ
سئل علماء اللجنة الدائمة:
عندي محل تجاري، يعمل به بائع، رأس مال المحل 100000 سعودي، وإيجاره خمسة عشر ألف ريال، ثم تم الاتفاق بيني وبين العامل على أن يدفع لي شهريا خمسة آلاف ريال 5000، ويدفع إيجار المحل ... وحفاظا على حقي جردت عليه المحل، وبعد سنتين أستلم محلي رأس ماله 100000 ريال، إذا زادت أدفع له الزيادة، وإن نقصت أطالبه بالنقص، وكل منا رضي بذلك، فما الحكم؟.
فأجابوا:
هذا العقد لا يجوز؛ لأنه عقد إجارة تضمن تأجير أعيان تستهلك، والأعيان المستهلكة لا يجوز تأجيرها، إضافة إلى ما يؤدي إليه من الغرر والجهالة؛ ولأنه في حكم القرض المشروط فيه المنفعة، وكل قرض جر نفعا فهو ممنوع.
الشيخ ابن باز، الشيخ ابن غديان، الشيخ الفوزان، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
" فتاوى اللجنة الدائمة " (15/ 86، 87).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:03 م]ـ
ما الحكم الشرعي في تضمين مطعم (أن يشترط صاحب المطعم على المتضمن مبلغا محددا في آخر الشهر بغض النظر عن ما يحصلة المطعم)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما سألت عنه من تضمين المطعم، فالظاهر أنك تقصد به ما إذا كان يجوز لشخص أن يفتح مطعما ويجعل فيه عاملا، ويشترط على هذا العامل مبلغا محددا كل شهر، ولا يكون لصاحب المطعم نصيب مما سيحصل من الربح بل الربح كله للعامل.
وهذا النوع من العقود يمكن أن يتصور تصورين:
أحدهما: أن يوفر رب المطعم للعامل بناية المطعم ولو كان رب المطعم مؤجرا لها، ويوفر له أيضا ما يتفقان عليه من الآلات وغير ذلك مما يحتاجه المطعم، دون أن يكون ثمت شيء من تمويل المشتريات المستهلكة، كالأطعمة والأشربة ونحوها، بل هذه تكون على العامل.
والتصور الثاني: أن يتحمل رب المطعم التمويل كله، بما فيه المواد المستهلكه وغيرها.
فأما التصور الأول فإنه إجارة من العامل لتلك البناية ليتخذها مطعما وليس فيه أي حظر.
وأما التصور الثاني فإنه لا يجوز لكونه إما أن يكون قراضا فاسدا لتحديد الربح فيه، أو لأنه يجتمع فيه الإجارة والقراض، وهما من العقود التي لا يجوز اجتماعها في صفقة واحدة، قال الشيخ ميارة:
عقود منعنا اثنين منها بعقدة لكون معانيها معا تتفرق
فجعل وصرف والمساقاة شركة نكاح قراض قرض بيع محقق
ومصل البيع الإجارة لأن شروط صحتها مثل شروط صحة البيع. قال خليل: صحة الإجارة بعاقد وأجر كالبيع.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=49051&Option=FatwaId(42/494)
فائدة: من صلى الراتبة، هل يبنى له كل يوم بيت في الجنة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 06:49 م]ـ
سُئل الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتا في الجنة "، هل يبنى له كل يوم بيت في الجنة أم بيتا واحدا فقط؟
فأجاب - رحمه الله -:
(هذه من نصوص الترغيب التي تُمر كما جاءت بلا كيف.
وهناك ثلاثة لا يفسرون:
- نصوص الأسماء والصفات نُمرها بلا كيف.
- نصوص الوعيد لأنها أبلغ في الزجر.
- نصوص الوعد والترغيب لأنها أبلغ في الترغيب.).
-------
بحروفه من كتاب:
(العالم العابد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله - حياته وسيرته ومؤلفاته -)
جمع وإعداد ابنه الشيخ عبدالملك بن محمد بن قاسم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:01 م]ـ
فائدة طيبة
جزاك الله خيراً
ولو قال إن الحديث على ظاهره
وأنه يبنى له بيت كل يوم:
لما أبعد
ولوافق مبتغاه - رحمه الله - في الترغيب بفعلها
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[14 - 12 - 05, 03:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأحبة:
وما المانع أن يكون على ظاهرة؟.
قالوا إذا نكثر قال الله أكثر
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[14 - 12 - 05, 11:33 ص]ـ
أل الداخلة على اليوم واليلة للجنس فهما في رتبة النكرة في سياق الشرط، فلنا بذلك العموم والاستغراق، وهو فَهْمُ بعض من روى الحديث
والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 03 - 08, 06:17 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا.
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو سعد]ــــــــ[02 - 03 - 08, 07:11 م]ـ
فائدة جميلة تستحق البحث ...
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 09:18 ص]ـ
قوله رحمه الله
(هذه من نصوص الترغيب التي تُمر كما جاءت بلا كيف) وهناك ثلاثة لا يفسرون (كذا -- أو ثلاث لا يفسرن)
هل سبقه احد بهذا القول
فما زال أهل العلم قديما وحديثا من اهل السنة وغيرهم
يفسرون نصوص الوعد والوعيد
اما الوعد فيحملونه على الاحسن كحال هذا الحديث (ترغيبا) الا اذا جاء ما يفسره
اما الوعيد فاذا لم يجدوا ما يفسره فيأخذونه على ظاهره زيادة في الترهيب كحديث
-----من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ---- رواه البخاري
وغيره من الاحاديث والايات
والله اعلم واحكم
وننتظر من الاخوة المزيد
ـ[علي الكناني]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:18 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لكن ألا يفسر الحديث باللفظ الآخر له ((من حافظ على .. ))؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:29 م]ـ
بارك الله فيكم.
ما هي بأول بركاتكم يا شيخ سامي.
السؤال:
فضيلة الشيخ: يقول صلى الله عليه وسلم: (من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة) والحديث صحيح، هل هذا بصفة دائمة، أو تصلي يوماً وتترك يوماً؟ وهل إذا فاتتك منها تقضيها بارك الله فيك؟
الجواب:
[الحديث ظاهره أنه إذا صلى ولو يوما واحدا بنى الله له بيتاً في الجنة، واليوم الثاني بيتاً آخر .. وهكذا وفضل الله واسع، لكن يجب على الإنسان ألا يغلب جانب الرجاء في هذه الأمور أي: فيما رُتب عليه الثواب، بل ينظر إلى الثواب في هذه الأعمال، وإلى العقاب في أعمال أخرى، ربما تحيط به سيئاته وإن كان عمل هذه الحسنات، فالموازنة يوم القيامة لابد منها: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأنبياء:47] لا يقول الإنسان: إذاً سيبنى لي بيوتاً كثيرة في الجنة، نقول: نعم، وفضل الله واسع، والجنة عرضها السماوات والأرض، لكن احرص على أن تتجنب ما نهى الله عنه، حتى لا يكون هناك موازنة يوم القيامة فترجح السيئات بالحسنات، لأن الموازنة يوم القيامة إذا رجحت الحسنات فهو من أهل الجنة، وإذا رجحت السيئات فهو من أهل النار، يعذب فيها ما شاء الله ثم ينجو إلا أن يعفو الله عنه، ومن تساوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف الذين يوقفون على مكان مرتفع يشرف على النار وعلى الجنة، ولكن في النهاية يدخلون الجنة.
ولو فاتته يقضيها، الرواتب تقضى كما تقضى الفرائض].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح " شريط (86) ب.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 03:46 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لكن ألا يفسر الحديث باللفظ الآخر له ((من حافظ على .. ))؟
عفواً أقصد حديث عائشة عند الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم ((من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز و جل له بيتا في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر)) وفي بعض الألفاظ ((دخل الجنة))
قال أبو عيسى الترمذي: حديث عائشة حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض اهل العلم من قبل حفظه.
فهل هذه اللفظة ثابتة وتعتبر مفسرة للحديث؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/495)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 06:27 ص]ـ
الأخ المبارك المسيطير اسمح لي بهذه الفائدة:
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
عَنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ عَمَلًا يَسْتَوْجِبُ أَنْ يُبْنَى لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَيُغْرَسُ لَهُ غِرَاسٌ بِاسْمِهِ، ثُمَّ يَعْمَلُ ذُنُوبًا يَسْتَوْجِبُ بِهَا النَّارَ، فَإِذَا دَخَلَ النَّارَ كَيْفَ يَكُونُ اسْمُهُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ فِي النَّارِ؟
فَأَجَابَ:
[إنْ تَابَ عَنْ ذُنُوبِهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ وَلَا يَحْرِمُهُ مَا كَانَ وَعَدَهُ؛ بَلْ يُعْطِيه ذَلِكَ؛ وَإِنْ لَمْ يَتُبْ، وُزِنَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ، فَإِنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الثَّوَابِ، وَإِنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الْعَذَابِ.
وَمَا أُعِدَّ لَهُ مِنْ الثَّوَابِ يُحْبَطُ حِينَئِذٍ بِالسَّيِّئَاتِ الَّتِي زَادَتْ عَلَى حَسَنَاتِهِ، كَمَا أَنَّهُ إذَا عَمِلَ سَيِّئَاتٍ اسْتَحَقَّ بِهَا النَّارَ ثُمَّ عَمِلَ بَعْدَهَا حَسَنَاتٍ، تَذْهَبُ السَّيِّئَاتُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ].
مجموع الفتاوى ج ص 308
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 06:27 ص]ـ
الأخ المبارك المسيطير اسمح لي بهذه الفائدة:
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
عَنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ عَمَلًا يَسْتَوْجِبُ أَنْ يُبْنَى لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَيُغْرَسُ لَهُ غِرَاسٌ بِاسْمِهِ، ثُمَّ يَعْمَلُ ذُنُوبًا يَسْتَوْجِبُ بِهَا النَّارَ، فَإِذَا دَخَلَ النَّارَ كَيْفَ يَكُونُ اسْمُهُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ فِي النَّارِ؟
فَأَجَابَ:
[إنْ تَابَ عَنْ ذُنُوبِهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ وَلَا يَحْرِمُهُ مَا كَانَ وَعَدَهُ؛ بَلْ يُعْطِيه ذَلِكَ؛ وَإِنْ لَمْ يَتُبْ، وُزِنَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ، فَإِنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الثَّوَابِ، وَإِنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الْعَذَابِ.
وَمَا أُعِدَّ لَهُ مِنْ الثَّوَابِ يُحْبَطُ حِينَئِذٍ بِالسَّيِّئَاتِ الَّتِي زَادَتْ عَلَى حَسَنَاتِهِ، كَمَا أَنَّهُ إذَا عَمِلَ سَيِّئَاتٍ اسْتَحَقَّ بِهَا النَّارَ ثُمَّ عَمِلَ بَعْدَهَا حَسَنَاتٍ، تَذْهَبُ السَّيِّئَاتُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ].
مجموع الفتاوى ج ص 308
ـ[مجود]ــــــــ[04 - 03 - 08, 07:19 م]ـ
سألت الشيخ سليمان العلوان عن ذلك _ فرج الله عنه - فقال: تقيد رواية الترمذي ما أطلقته رواية مسلم .. فرواية الترمذي من حافظ .. وعليه فمن حافظ عليها بني له بيت واحد والله اعلم ..
ثم سألته إن ترك بعض الرواتب فقال: فضل الله واسع ومن كان شأنه المحافظة عليها يعد محافظا وإن ترك احيانا فله حكم من حافظ .. (أو بمعناه)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:25 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أخي الفضلي وأخي مجود
على هذين النقلين فهما يؤيدان ما قلت ---
أما رواية ((من حافظ)) فتحمل على حفظ واجباتها وسننها وأوقاتها في اليوم
لا المقصود المحافظة عليها طول حياته فهذا عسير
ولا أظن أن أحدا يستطيعه الا القليل!!!!
والله تعالى اعلم واحكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:27 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
(مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى)
سؤال 241:
هل تشترط المواظبة على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة (حديث أم حبيبة) أم يكفي فعلها مرة لإدراك الفضل؟.
الجواب: فيه قولان لأهل العلم. أ. هـ ص95
ولم يذكر الشيخ رحمه الله أي القولين أرجح.
----
الشيخ الكريم / علي الفضلي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
لا أملك لك إلا الدعاء.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 06 - 08, 05:32 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
(مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى)
سؤال 241:
هل تشترط المواظبة على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة (حديث أم حبيبة) أم يكفي فعلها مرة لإدراك الفضل؟.
الجواب: فيه قولان لأهل العلم. أ. هـ ص95
ولم يذكر الشيخ رحمه الله أي القولين أرجح.
سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح مسلم بتااريخ 21/ 6/1415هـ عن حديث أم حبيبة رضي الله عنها:" من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة " فقال: (أي كل يوم يبني الله له بيتا في الجنة).أ. هـ بحروفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/496)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 08:51 ص]ـ
فوائد طيب
بارك الله فيكم، و نفع بكم و زادكم علماً، و فقهاً، و تقى، و صلاحاً
آمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:21 م]ـ
السمي المبارك / سامي السلمي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
لا أملك لك إلا الدعاء
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:56 م]ـ
هل يشترط المحافظة على الرواتب كل يوم كي يبنى له بيت في الجنة، أم يكفي يوم واحد؟
السؤال: حديث (من صلى 12 ركعة في اليوم بني له قصر في الجنة) هل من حافظ عليها بني له قصر في الجنة أم من صلى كل يوم بني له بعدد الأيام التي صلاها قصور في الجنة؟
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث العظيم في فضائل صلاة النافلة الراتبة ورد بلفظين:
ظاهر أحدهما: أن من صلى الرواتب الاثنتي عشرة ركعة - ولو يوما واحدا من عمره - بنى الله له بيتا في الجنة، وأن من حافظ عليها لأيام كثيرة كان له من البيوت في الجنة بعدد تلك الأيام التي حافظ عليها، وهذا اللفظ كالآتي:
عن أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ) رواه مسلم (728)
والأخذ بظاهر هذا اللفظ هو ما يبدو من قول عائشة رضي الله عنها: (من صلى أول النهار ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/ 109)
وكذلك هو ما يظهر من قول أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(ما من عبد مسلم يصلي في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا إلا بني له بيت في الجنة)
رواه أحمد (16/ 283) وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة: صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وروي موقوفا بسند مضعف.
وهو أيضا ما يبدو من تبويب الإمام الترمذي رحمه الله في جامعه (1/ 537) على هذا الحديث بقوله:
" باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة ما له فيه من الفضل " انتهى.
وبوب عليه ابن حبان في " صحيحه " (6/ 204) بقوله:
" ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة " انتهى.
فكل هذه النقول جاءت بصيغة المطلق (في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة)، وهذا يدل على أن المحافظة على هذه الرواتب في يوم واحد فقط كاف لبناء بيت في الجنة.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل من صلاها وداوم عليها في اليوم الذي يصلى فيه يبنى له هذا البيت في الجنة، أم أنه لو صلى مثلا ثلاثة أيام يبنى له ثلاثة بيوت، أم ماذا؟
فأجاب رحمه الله:
" مَن صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة على الجميع، فإذا حافظ عليها، صار كلَّ يوم يمضي يُبنَى له بيت في الجنة " انتهى باختصار.
نقلا عن موقعه على هذا الرابط:
" فتاوى نور على الدرب " (شريط 249، وجه أ).
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3392.shtml
وقال أيضا رحمه الله:
" وظاهر الحديث أنه لا تشترط المحافظة على هذه الركعات، وأن الإنسان إذا صلاها يوما واحداً: بنى الله له بيتاً في الجنة " انتهى.
" شرح مسلم " (شريط رقم 4 وجه ب)
وأما ظاهر اللفظ الثاني: فيدل على اشتراط المحافظة على هذه الرواتب الاثنتي عشرة ركعة في كل يوم كي يثاب صاحبها عليها ببناء بيت واحد في الجنة، وهذا اللفظ هو:
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ)
رواه مسلم (728)، ومحل الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: (كل يوم)
بل وأصرح منه حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)
رواه الترمذي (رقم/414) وقال: حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وصحح الحديث الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي ".
وهو ظاهر ما يذهب إليه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/ 108) حيث بوب عليه بقوله:
" في ثواب من ثابر اثني عشرة ركعة من التطوع " انتهى.
والنسائي في " السنن الكبرى " (1/ 458) حيث يقول:
" باب ثواب من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين في ذلك " انتهى.
وإلى ظاهر اللفظ الثاني ذهب الشيخ ابن باز رحمه الله حيث يقول:
" وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يومه وليلته بني له بهن بيت في الجنة " انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 380).
ولعل هذا القول هو الأقرب: يعني: أن هذا الوعد خاص بمن واظب على ذلك؛ إعمالا للقيد الذي ورد في روايات صحيحة؛ فالمطلق يحمل على المقيد، وزيادة القيد هنا مقبولة، لا وجه إهمالها.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/142662
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/497)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 09:24 م]ـ
وجزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[04 - 11 - 09, 11:15 ص]ـ
جزيتم خيرا جميعاً، لا يشقى بكم جليس. والحمد لله على فضله وكرمه.
ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[04 - 11 - 09, 05:12 م]ـ
لكن هذا لايزهد في صلاة اثنتي عشر ركعة،،بل يدعو للمحافظة عليها ..
ومن صلاها ولو يوما فله أجره وثوابه.
وجزاكم الله خيرا~
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 10, 10:09 م]ـ
قال الشيخ الدكتور / عبدالله الطيار حفظه الله تعالى في كتابه: لقاءاتي مع الشيخين (ابن باز وابن عثيمين) رحمهما الله تعالى في القسم الثاني ص 208:
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ ورد حديثان في السنن الرواتب فأيهما أولى بالأخذ به؟.
الجواب:
حديث أم حبيبة أحب إلينا من حديث عائشة لأن حديث أم حبيبة ليس فيه من ثابر، ولأن فيه زيادة، فكلما زادت الشروط قل الوجود، وحديث أم حبيبة: " من صلى "، وحديث عائشة " من ثابر "، فمن صلى ولو مرة بنى الله له بيتا، وأما حديث عائشة ففيه " من ثابر " فلا بد من المداومة على هذه الصلوات.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 10, 11:21 م]ـ
قال الشيخ الدكتور / عبدالله الطيار حفظه الله تعالى في كتابه: لقاءاتي مع الشيخين (ابن باز وابن عثيمين) رحمهما الله تعالى في القسم الثاني ص 208:
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ ورد حديثان في السنن الرواتب فأيهما أولى بالأخذ به؟.
الجواب:
حديث أم حبيبة أحب إلينا من حديث عائشة لأن حديث أم حبيبة ليس فيه من ثابر، ولأن فيه زيادة، فكلما زادت الشروط قل الوجود، وحديث أم حبيبة: " من صلى "، وحديث عائشة " من ثابر "، فمن صلى ولو مرة بنى الله له بيتا، وأما حديث عائشة ففيه " من ثابر " فلا بد من المداومة على هذه الصلوات.
ـ[احمد الازهرى السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(42/498)
بيع أسهم بنك البلاد قبل التداول
ـ[أبو عبدالله المسروحي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:02 م]ـ
أجاب عليه فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الله الشبيلي
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/الفقه/المعاملات/البيوع/مسائل متفرقة في البيوع
التاريخ 11/ 2/1426هـ
رقم السؤال 6736
السؤال
ما حكم بيع أسهم بنك البلاد قبل بدء التداول؟
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فيجوز لمن امتلك أسهماً في البنك أن يبيعها على غيره، ولو كان ذلك قبل بدء التداول؛ لأن هذه الأسهم قد ملكها وقبضها القبض المعتبر شرعاً، لكونها مسجلة باسمه، فجاز له التصرف فيها، ولكن المشتري لتلك الأسهم لا يجوز له بيعها على طرفٍ آخر قبل أن تنقل الأسهم باسمه؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن المشتري وإن كان قد تملك هذه الأسهم إلا أنه لم يقبضها لكونها ما تزال مسجلة باسم البائع، وقد نهى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن بيع السلع قبل قبضها.
والثاني: أن الأسهم إذا جرى تداولها بين أطراف متعددين، وهي ما تزال مسجلة باسم البائع الأول فإن ذلك يكون مظنة النزاع والاختلاف وضياع الحقوق، والله أعلم.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=6736
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - 03 - 05, 10:24 م]ـ
هذا الكلام مشكل:
قوله وفقه الله:
" فيجوز لمن امتلك أسهماً في البنك أن يبيعها على غيره، ولو كان ذلك قبل بدء التداول؛ لأن هذه الأسهم قد ملكها وقبضها القبض المعتبر شرعاً، لكونها مسجلة باسمه، فجاز له التصرف فيها"
نعم إن كان البنك قد بدأ نشاطه فهذا واضح وأما إذا كان البنك لم يبدأ نشاطه بعد فلا أدري ما مسوغ ذلك فهو مال بمال لم تتوفر فيه شروط المبادلة
نعم لو كان باعه بعرض كسيارة وبيت ونحوه لا بمال فهذا جائز ولا شبهة فيه
ولكن عسى أن يكون البنك قد بدأ نشاطه فتكون الفتيا لأجل هذا والله أعلم
وأما قوله: {ولكن المشتري لتلك الأسهم لا يجوز له بيعها على طرفٍ آخر قبل أن تنقل الأسهم باسمه؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن المشتري وإن كان قد تملك هذه الأسهم إلا أنه لم يقبضها لكونها ما تزال مسجلة باسم البائع، وقد نهى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن بيع السلع قبل قبضها.
والثاني: أن الأسهم إذا جرى تداولها بين أطراف متعددين، وهي ما تزال مسجلة باسم البائع الأول فإن ذلك يكون مظنة النزاع والاختلاف وضياع الحقوق}
هذا أيضا يحتاج تأمل فقبض كل شيء بحسبه فالبيت يجوز بيعها وهي لم تنقل إلى اسمه بعد مادام قد ضبط بالشهود والكتابة ولو تداعيا لقبلت دعواه واستحق المبيع
فقبض الأسهم يكون بالتخلية والكتابة فيما يظهر والله أعلم
المقرئ
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:01 م]ـ
كذلك بيع هذه الاسهم في هذا الوقت
قد لا يجوز لأن البائع غير قادر فيما يظهر على
تسليم الأسهم ونقلها في محفظة
المشتري .... ومعلوم ان هذا كبيع العبد
الابق والسمك في الماء والطائر في الهواء ..
والعلم عند الله .....
ـ[أبو عبدالله المسروحي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:43 م]ـ
يظهر أن تسويغ البيع الآن لأنهم يرون أن تصريح البنك له قيمة اعتبارية وتصريح ولي الأمر له بمزاولة العمل له قيمته أيضا
ـ[أبو عبدالله المسروحي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:54 م]ـ
شراء أسهم (اتحاد الاتصالات)
السؤال (56203)
سؤالي فهو: بعد أسابيع قليلة ستطرح شركة الاتصالات الجديدة (اتحاد اتصالات) الإماراتية أسهمها في الأسواق السعودية، فهل يجوز شراؤها، أو هل يتطلب إخراج نسبة معينة؟ حتى تصبح شرعية.
السؤال الثاني:
بعض الشركات قد تضع حداً أعلى للشراء أي (5000سهم) لكل شخص ولا يحصل له شراء أكثر من ذلك ..
فيقوم بعض التجار بشراء 20سهم وذلك بوضع (5000) سهم باسم زوجته ومثلها بأسماء أبنائها، فهل تعتبر هذه شرعية؟! إذا كان سيأخذ كل الربح له، سؤالي مرتبط: ماذا لو اشترى بأسماء أبنائه، وباع الأسهم ويحتفظ هو برأس المال (كونها منه أساساً) ويعطي الأرباح لأبنائه. أو يصرفها على حاجياتهم.
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. سامي بن إبراهيم السويلم (مدير مركز البحث والتطوير بالمجموعة الشرعية بشركة الراجحي المصرفية للاستثمار).
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1. لا حرج إن شاء الله من الاكتتاب في اتحاد الاتصالات، لأن المؤسسين والقائمين عليها مسلمون، والأصل في المسلم المحافظة على دينه والبراءة مما يخالفه. لكن يشترط عدم تداول الأسهم بعد الاكتتاب إلا بعد أن تبدأ الشركة النشاط وتقديم الخدمات فعلياً بما يبين ربحيتها ونجاحها.
2. إذا وافقت الزوجة والأبناء على استخدام أسمائهم للاكتتاب فلا حرج إن شاء الله لأنه هبة وتبرع منهم. وإذا صرف على أبنائه من الأرباح فلا حرج أيضاً لأنه هو المسؤول عن الإنفاق عليهم.
والله تعالى أعلم.(42/499)
الذكر الصحيح الوارد بعد الأذان. للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:06 ص]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله.
ما هو الذكر الصحيح الوارد بعد الأذان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السنة لمن سمع المؤذن ينادي للصلاة أن يقول مثل ما يقول إلا في الحيعلتين فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله. فإذا فرغ من متابعته سن له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم في صحيحه (348) من طريق كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).
وقد روى البخاري في صحيحه صفة الدعاء بعد النداء. قال حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة).
ورواه علي بن المديني و أحمد في مسنده (3/ 354) ومحمد بن سهل البغدادي وإبراهيم بم يعقوب وجماعة عن علي بن عياش بنحو رواية البخاري.
ورواه محمد بن عوف عن علي بن عياش وزاد في آخره (إنك لا تخلف الميعاد) خرجه البيهقي في السنن (1/ 410).وهذه الزيادة شاذة.
فقد اتفق الحفاظ علي بن المديني وأحمد والبخاري و جماعة على روايته عن علي بن عياش دون هذه الزيادة.
وتفردُ محمد بن عوف عن علي غير مقبول.
وأين تقع روايته من رواية هؤلاء الحفاظ.
وتصحيح بعض المتأخرين للحديث بزيادته مرفوض. و دعوى أنها زيادة من ثقة و زيادة الثقة مقبولة ليس بصحيح. فأئمة الحديث المعنيون بعلل الأخبار المتخصصون بذلك لايقبلون زيادة الثقة مطلقاً ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم كلي يعم كل الأحاديث، بل يحكمون بالقرائن ويحكمون على كل زيادة بما تستحق.
وحين يتفق علي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري و غيرهم على رواية الحديث عن علي بن عياش بدون الزيادة لاريب أنهم يُقدمون على محمد بن عوف وأمثاله. والله أعلم.
كتبه
سليمان بن ناصر العلوان
9/ 4/1421
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:37 ص]ـ
أليست (إنك لا تخلف الميعاد) موجودة في إحدى روايات البخاري؟؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:55 ص]ـ
ما تعليق أهل الحديث على قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح البيقونية:
(ولا يحكم بالمخالفة بمجرد ما ينقدح في ذهنه أنه مخالف، بل يجب أن يتأمل ويفكر وينظر ويحاول الجمع، لأنك إذا حكمت بالمخالفة، ثم قلت عن الثاني إنه شاذ فمعناه أنه غير مقبول، لأن من شرط الصحيح المقبول ألا يكون معللاً ولا شاذًّا، فإذا كان شاذًّا فإننا سنرده، فلا يجوز أن نرد الحديث المخالف بمجرد ما ينقدح في الذهن، فلابد من التأمل فإنه ربما يبدو مخالفاً، ولكن عند التأمل لا يكون مخالفاً فمثلاً: حديث «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته»، «إنك لا تخلف الميعاد» بعض الناس قال إن زيادة (إنك لا تخلف الميعاد) شاذة، لأن أكثر الرواة رووه بدون هذه الزيادة، فتكون رواية من انفرد بها شاذة، لأنها مخالفة للثقات، وإن كان الراوي ثقة.
لكنه يمكن أن نقول: لا مخالفة هنا، لأن هذه الزيادة لا تنافي ما سبق، بحيث أنها لا تكذبه ولا تخصصه، وإنما تطبعه بطابع هو من دعاء المؤمنين كما قال الله عنهم {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194]. وهنا تقول: وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، نظير قول الله تعالى: {وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فحينئذ يحتاج إلى أن نتثبت في مسألة الزيادة هل هي مخالفة أو غير مخالفة، أي أننا لا نتسرع بالقول بالمخالفة. لأن المخالفة تعني أنه لا يمكن الجمع، أما إذا أمكن الجمع فلا مخالفة.)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:09 ص]ـ
الفاضل أبا مجاهد العبيدي ... وفقه الله ...
يظهر أن كلام الشيخ العلوان في المخالفة على منهج المحدثين، وإذا
ثبتت المخالفة فإنها تحكم على المتن بالشذوذ سواء وافق المعنى أو
خالفه .... أما كلام الشيخ ابن عثيمين فإنما هو في المخالفة على منهج
الفقهاء والأصوليين .. والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:15 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7680&highlight=%C7%E1%E3%ED%DA%C7%CF
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/500)
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:26 ص]ـ
أليست (إنك لا تخلف الميعاد) موجودة في إحدى روايات البخاري؟؟؟
الأخ الفاضل: رضا
الذي في الذاكرة أن الحافظ ذكر في الفتح أنها وردت هذه اللفظة في نسخة الكشميهني لكنه ضعيف.
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:22 م]ـ
للرفع
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:01 م]ـ
ممن قال بثبوت الزيادة الشيخ المحدث عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
((وكلمة: {إنك لا تخلف الميعاد} وإن لم ترد في دعاء طلب الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان في دواوين السنة الستة لكن رواها البيهقي في سننه من طريق علي بن عياض قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محم بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وذكر الحديث وزاد في آخره {إنك لا تخلف الميعاد} وعلى هذا لا تكون زيادتها في دعاء طلب الوسيلة بعد الاذان للنبي صلى الله عليه وسلم بدعة لثبوتها في رواية البيهقي عن جابر))
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عبدالله بن قعود عضو
عبدالله بن غديان عضو
عبدالرزاق عفيفي نائب الرئيس
عبدالعزيز بن باز الرئيس
فتاوي اللجنة الدائمة
6/ 88
الطبعة الثالثة 1421
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:42 م]ـ
للرفع
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:30 ص]ـ
للرفع
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 10:57 م]ـ
أخي الكريم عمر، هل تستطيع مساعدتي بإرسال رقم المجلد والصفحة من السنن الكبرى للبيهقي للرجوع إلى هذا الإسناد؟
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[29 - 03 - 05, 01:27 ص]ـ
الحمد لله ...
هي بهذا الإسناد في السنن الصغرى لا الكبرى.
والله أعلم.
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:06 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن رجعت إلى السنن الصغرى فلم أجده. وأظن أن ذكر علي بن عياض تصحيف وإنما هو علي بن عياش.
فقد سألت عصر هذا اليوم الشيخ عبد الله السعد عن هذه المتابعة ـ أي متا بعة علي بن عياض لعلي بن عياش ـ فقال: لم يتابع علياً أحد، وإنما الذي في السنن هو تفرد محمد بن عوف، ولا أعلم أحداً تابع علي بن عياش على رواية هذا الحديث عن شعيب، و ذكر هذه الزيادة (إنك لا تخلف الميعاد) عند الكشميهني خطأ.
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 12:35 ص]ـ
وللفائدة فإن علماء كل فن أدرى بفنهم من غيرهم، فإن اختلف في مسألة حديثية فإنه يرجع فيها إلى المحدثين، وإن اختلف في مسألة فقهية يرجع فيها إلى أهل الفقه، وإن اختلف في مسألة نحوية يرجع فيها إلى
النحويين، وهكذا.
والله أعلم
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 11:47 م]ـ
ممن يرى نكارة هذه الزيادة أيضاً غير المشايخ الألباني و السعد و العلوان، الشيخ سعد الحميد.
والله أعلم.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:22 م]ـ
وللفائدة فإن علماء كل فن أدرى بفنهم من غيرهم، فإن اختلف في مسألة حديثية فإنه يرجع فيها إلى المحدثين، وإن اختلف في مسألة فقهية يرجع فيها إلى أهل الفقه، وإن اختلف في مسألة نحوية يرجع فيها إلى
النحويين، وهكذا.
والله أعلم
أحسنت أبا محمد(43/1)
مسألتان في الطلاق
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة الأولى:
أخرج أبو داود بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا طلاق ولا عتاق في غلاق " قال أبوداود أظنه في الغضب 0
وقد وجدت غير واحد من أهل العلم يفسر الإغلاق بالإكراه
فهل يصح إطلاقه على الغضب وما حده المعتبر عند أهل العلم0
المسألةالثانية:
ما أدلة القائلين بوقوع صريح الطلاق بغير نية
وهل يعارض قولهم حديث" إنما الأعمال بالنيات"
أرشدونا رضي الله عنكم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:01 ص]ـ
قال أبو داود بعد رواية الحديث:
الغلاق أظنه في الغضب
قال صاحب عون المعبود:
فعند المصنف رحمه الله معنى الإغلاق الغضب , وفسره علماء الغريب بالإكراه وهو قول ابن قتيبة والخطابي وابن السيد وغيرهم وقيل الجنون , واستبعده المطرزي , وقيل الغضب , وكذا فسره أحمد ورده ابن السيد فقال: لو كان كذلك لم يقع على أحد طلاق لأن أحدا لا يطلق حتى يغضب. وقال أبو عبيد: الإغلاق التضييق. كذا في التلخيص. والحديث أخذ به من لم يوقع الطلاق والعتاق من المكره وهو مالك والشافعي وأحمد , وعند الحنفية يصح طلاقه وعتاقه.
قال المنذري: وأخرجه ابن ماجه. وفي إسناده محمد بن عبيد بن صالح المكي وهو ضعيف. والمحفوظ فيه إغلاق وفسروه بالإكراه لأن المكره يغلق عليه أمره وتصرفه , وقيل كأنه يغلق عليه ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق , وقيل الإغلاق ها هنا الغضب كما ذكره أبو داود , وقيل معناه النهي عن إيقاع الطلاق الثلاث كله في دفعة واحدة لا يبقى منه شيء ولكن ليطلق للسنة كما أمر انتهى.
قال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله:
قال شيخنا: والإغلاق انسداد باب العلم والقصد عليه. يدخل فيه طلاق المعتوه والمجنون والسكران والمكره والغضبان الذي لا يعقل ما يقول , لأن كلا من هؤلاء قد أغلق عليه باب العلم والقصد , والطلاق إنما يقع من قاصد له , عالم به. والله أعلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:04 ص]ـ
قال السندي في شرحه لابن ماجه:
" فسره بعضهم بالغضب وهو موافق لما في الجامع غلق إذا غضب غضبا شديدا لكن غالب أهل الغريب فسروه بالإكراه وقالوا كأن المكره أغلق عليه الباب حتى يفعل بل روي في مجمع الغرائب تفسيره بالغضب وقال إنه غلط لأن أكثر طلاق الناس في الغضب قال وإنما هو الإكراه وفي التنقيح وقد فسر الإغلاق بالغضب كما ظنه أبو داود ونص عليه الإمام أحمد قاله شيخنا إنه يعم الغضب والجنون كل أمر أغلق على صاحبه علمه وقصده مأخوذ من غلق الباب بخلاف من علم ما يتكلم به وقصده وأراده فإنه انفتح بابه ولم يغلق عليه وقيل معناه أنه لا يغلق التطليقات في دفعة واحدة حتى لا يبقى منها شيء لكن يطلق طلاق السنة والله أعلم."
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:04 ص]ـ
ذكر ابن القيم في أعلام الموقعين أن المقصود بالغلاق الغضب كما نقله عنه أخي مصطفى الفاسي.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:39 ص]ـ
أخي مصطفى الفاسي
أخي أبو الزهراء الشافعي
جزاكما الله خيرا
وفي انتظار المسألة الثانية
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:20 م]ـ
الأخ الحبيب / سعيد الحلبي.
فيما يتعلق بالمسألة الثانية. فمن الأدلة أن التصرفات التى تزيل الملك لاتفتقر الى النية: كلفظ الهبة ولفظ البيع كما هو معلوم والوقف والعتق وغيرها. والطلاق تصرف يزيل الملك.
ومن الادلة أيضا قوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة).
وقد نقل الاجماع على العمل بمقتضى هذا الحديث كثير من أهل العلم.
فمادام الهازل يقع منه الطلاق (وهو غير قاصد له كما هو معلوم) فكذلك غير الهازل.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:07 ص]ـ
شيخنا زياد العضيلة حفظه الله
جزاك الله خيرا على ما أتحفتني به من أدلة كنتعلى ذكر من بعضها
لكن الذي حرك المسألة في ذهني هو قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين
حديث معن بن يزيد:" لك ما نويت يا يزيد " (باب الإخلاص واستحضار النية)
ومنها أيضا: لو أن إنسانا قال لزوجته أنت طالق وأراد أنت طالق من قيد لا من نكاح فله ما نوى ولا تطلق زوجته 0
قول الشيخ رحمه الله مشكل علي , فهل خالف الجمهور؟ أم أن لكلامه وجها آخر؟
وجزاكمالله خيرا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:38 ص]ـ
الاخ الحلبي الشيخ العثيمين لم يخالف بل هذا الكلام دارج عند الفقهاء الا انهم لايقبلون هذا القول في القضاء الا اذا بانت قرينه حاليه او مقالية وانها لا تطلق ديانة وهذا مذكور كثيرا في كتب الفقه والله اعلم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:27 م]ـ
الأخ أبوسلمان حفظه الله
هل تعني بكلامك أنه يقع طلاقا لا فتيا
ولكن لم نر أحدا من المشايخ يعمل بذلك في فتاويه
أم تقصد أن الطلاق لايقع عند الشخص العالم بالمسألة فقط
فإن كان كذلك فما وجه الفرق بين الاثنين
واعلم بارك الله فيكم أن سؤالي لك سؤال متعلم وليس سؤال مناظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/2)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:34 م]ـ
اولالا بل اقصد ان الطلاق لايقع اذا اراد بالكلمة (طالق) طلاق من وثاق وليس في نيته الطلاق حل الزواج
هذا من الناحية الشرعية (ديانة) فاذا رفعت الزوجة امرها للقضاء فانه يقع الطلاق بمجرد اللفظ الا اذا اثبت قرينة تدل على انكاره لارادة الطلاق
ثانيا هناك فرق بين المسائل القضائية المسائل الدينية فمثلا اذا تبايعت مع شخص وتمت البيعة ثم انكر هذا الشخص البيع الحاصل بينكما فاذا رفع امركما للقضاء فالبيع غير صحيح اذا فقدت البينة من جانبك (المدعي) لكنه يحرم عليه ديانة الرجوع في البيعة اذا سقط حقه في الخيار هذا ومسالتنا المذكوره مثال اخر للتفريق بين القضاء والتدين والله اعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 03 - 05, 06:07 م]ـ
الأخ الكريم (سعيد الحلبي).
العلماء اتفقوا على ان من صرح بلفظ الطلاق (وبعضهم جعل معه التخلية والفراق) فأن القاضي لايقبل قوله قضاءً. والحكم بالباطن يتبع الحكم في الظاهر على الصحيح من قولي أهل العلم.
وإن قالها غير قاصد لها (مخطئ) فهو لايقع ديانة ولكن لو رفع امره الى القاضي أوقع الطلاق.
والحنفية خالفوا في هذا وقالوا يقع صريح الطلاق دون الكناية - حتى لو قالها غالطا - ديانة!
خلاف قول الجمهور الذين أوقعوه قضاءا لاديانة.
أما الهازل والغضبان فلايخفاكم الخلاف حوله لورود النص فيه.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:51 ص]ـ
الأخوان الكريمان حفظكما الله تعالى
لو أن رجلا جاء إلى أحدكما فقال قلت لامرأتي أنتي طالق
ولكني لم أقصد الطلاق فهل توقعان الطلاق عليه في الفتوى؟
وهل يختلف الأمر لو كان السؤال من زوجته على سبيل التخاصم؟
بارك الله فيكما أفيداني فهذه المسألة من أكثر الأسئلة ورودا على الأئمة ولجان الفتاوى في مصر0
وجزاكما الله خيرا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:37 ص]ـ
الاخ (المتمسك بالحق) الذي قراته في حاشية ابن عابدين في باب صريح الطلاق لايخالف الجمهور بل ان القرافي يحكي الاجماع ولعلك تفيدنا والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:43 ص]ـ
اما ان الحكم في الباطن يتبع الحكم في الظاهر فاظنه خطا والا ما الفائده في التفريق ديانة وقضاءا فلو حكم الفاضي بالظاهر لك بالحق وتعلم ان حكمه خطا فانما هي قطعة من النار تاخذها كما جاء في الحديث فهناك احكام ظاهرية علق الشرع عليها القضاء لكنها ليست لتحليل الحرام وللبحث بقية والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:47 ص]ـ
الاخ الحلبي نحن نبحث ولا نفتي فالمستفتي لابد له من سؤال من يثق بعلمه ودينه فكيف تون هذه الثقه ونحن مجهولون بالنسبة اليك والله يرحمنا وبارك الله فيك
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:47 ص]ـ
الاخ الحلبي نحن نبحث ولا نفتي فالمستفتي لابد له من سؤال من يثق بعلمه ودينه فكيف تكون هذه الثقه ونحن مجهولون بالنسبة اليك والله يرحمنا وبارك الله فيك
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:01 م]ـ
اما ان الحكم في الباطن يتبع الحكم في الظاهر فاظنه خطا والا ما الفائده في التفريق ديانة وقضاءا فلو حكم الفاضي بالظاهر لك بالحق وتعلم ان حكمه خطا فانما هي قطعة من النار تاخذها كما جاء في الحديث فهناك احكام ظاهرية علق الشرع عليها القضاء لكنها ليست لتحليل الحرام وللبحث بقية والله اعلم
الأخ الكريم أبو سلمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما أسمع فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار فليحملها أو يذرها).
فهذا نص صريح على ان حكم الظاهر لايجرى على حكم الباطن في الأموال بل نقل الاجماع على
(عدم) جريان حكم الظاهر على الباطن في (الأموال) غير واحد من أهل العلم إستدلالا بهذا الحديث وبغيره.
فليس الكلام على حكم الظاهر على الباطن مطلقا!
بل ولا على مسألة الفروج مطلقا أيضا، لأن جمهور العلماء الحق الفروج بالاموال في عدم جريان حكم الظاهر على الباطن - عدا الحنفية - حيث جعلوه يجرى على الفروج دون الاموال.
وهذا ليس على إطلاقه إذ لو حكم القاضي بأن فلانه ليست أختا لفلان بناء على ضعف الشهود او عدمهم وهم يعلم يقينا انها أخته فلايحل له نكاحها وإن حكم القاضي بكونها ليست أخته خلافا للحنفيه في قول عنهم.
لكن كلامي على هذه القضية: (العلماء اتفقوا على ان من صرح بلفظ الطلاق (وبعضهم جعل معه التخلية والفراق) فأن القاضي لايقبل قوله قضاءً. والحكم بالباطن يتبع الحكم في الظاهر على الصحيح من قولي أهل العلم).
فالحكم في هذه المسألة في الظاهر يتبع الباطن على الراجح من قولي أهل العلم، لأننا لو قلنا ان الظاهر لايتبع الباطن ما صار طلاق ولوقع الناس في حرج عظيم.
فيطلق القاضي امرأة الرجل فيذهب ويناكحها سرا على اعتبار انها زوجة له ... الخ من المفاسد الظاهرة.
والباطن يتبع الظاهر في كثير من المسائل حتى المالية التى نقل الاجماع عليها.
فلو حكم القاضي بأن الطعام الفلاني حق لفلان وانت تعلم انه حق لك وانما أشتبه على خصمك هل هو حق له ام لا و ظن أنه طعامه وأنت تعلم يقينا انه طعامك، وأن طعامه قد تلف.
لم يجز لك ان تأخذ بالباطن المتيقن عندك لورود الشبهه، ولا يجوز لك أن تنتفع بالطعام لان القضاء انما وضع لفض النزاع بين الناس، والانتفاع به يفضى اليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/3)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:54 م]ـ
الاخ الكريم (المتمسك بالحق) لو لم يرفع الامر للقاضي واستفتى ولم تقع خصومة فانها لا لاتطلق ديانة وهذا هو المقصود بالتفريق بين الديانة والقضاء والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:05 م]ـ
وهذه مسالة ذكرها الشافعي في الام لو شهد شاهدان (زورا) على رجل انه طلق زوجته ثلاثا وقضى القاضي بالطلاق وهو يعلم كذبهما وفرق بينهما وسعه ان يصيبها اذا قدر وليس لها الامتناع عنه اذا علمت كذبهما وتستتر بجهدها لكي لا تعد زانية ا. ه فما تقول في هذه
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:14 م]ـ
والذي تنقله من نفاذ الحكم بالباطن انفرد به الحنفية على ما اظن ووقع عندهم اضطراب وخلاف ايضا في هذا الباب وانه مذهب ابي حنيفة لكن خالفه ابو يوسف ووافق الشافعي في عدم نفاذه باطنا كما ذكروه والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:21 م]ـ
مسالة اذا قضى القاضي في الخلافيات والمسائل الاجتهادية فا قضاءه ينفذ ظاهرا وباطنا ولا تدخل هذه تحت بحثنا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:38 م]ـ
يقول صاحب الحاشية على درر الحكام ان الحكم ينفذ ظاهرا وباطنا عند ابي حنيفة خلافا للصاحبان والائمة الثلاثة الباقين وعليه الفتوى وانما كانت الفتوى على قولهما لظهور ادلتهما وان بالغ صاحب المبسوط في توجيهه ..... الخ
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:16 م]ـ
الأخ الكريم أبو سلمان وفقه الله.
اولا: حبذا أن يجمع كلامك في رد واحد فهو ابصر لنا في كلامك وأوضح في بيان مرادك.
ثانيا: قولك: (اذا قضى القاضي في الخلافيات والمسائل الاجتهادية فا قضاءه ينفذ ظاهرا وباطنا ولا تدخل هذه تحت بحثنا).
قلت هي لاتدخل تحت بحثنا قطعا ولا وجه لايرداها وقد افردت في هذا الملتقى في موضوع مستقل وذكرنا الراجح فيها وعنوانها (حكم الحاكم هل يرفع الخلاف) ويدخل في الحاكم (القاضي).
ثالثا: قولك: (لو لم يرفع الامر للقاضي واستفتى ولم تقع خصومة فانها لا لاتطلق ديانة وهذا هو المقصود بالتفريق بين الديانة والقضاء والله اعلم).
لاأدري ما وجهه؟ فهذا التفريق معلوم والكلام منصب على حكم القاضي أذا قضى على الظاهر بما يخالف الباطن يقينا عند المقضى عليه فكلامك الذي أوردته ليس موضع نزاع ولا محل خلاف.
رابعا: قولك: (والذي تنقله من نفاذ الحكم بالباطن انفرد به الحنفية على ما اظن).
قلتُ: لاتظن بارك الله فيك بل أجزم وقد نقلت لك ان الحنفية خالفوا الجمهور فيه فقلتُ ما نصه: (لأن جمهور العلماء الحق الفروج بالاموال في عدم جريان حكم الظاهر على الباطن - عدا الحنفية - حيث جعلوه يجرى على الفروج دون الاموال). الرد رقم 17.
خامسا: قولك: (مسالة ذكرها الشافعي في الام لو شهد شاهدان (زورا) على رجل انه طلق زوجته ثلاثا وقضى القاضي بالطلاق وهو يعلم كذبهما وفرق بينهما وسعه ان يصيبها اذا قدر وليس لها الامتناع عنه اذا علمت كذبهما وتستتر بجهدها لكي لا تعد زانية ا. ه فما تقول في هذه).
قلت قد تقدم كلامي في اختلاف العلماء في التفريق بين الاموال والفروج وذكر خلاف الحنفيه وقدمت لك المختار. وقلت ما نصه: (فالحكم في هذه المسألة في الظاهر يتبع الباطن على الراجح من قولي أهل العلم).
والشافعي رحمه الله قرر جوازه بشرط الاستتار لنفى الاتهام بالزنى وأعيان المسائل تتلبس باحكام خاصة والقاطن في بلد شهر الحكم عليه فيه بالتفريق ليس كالذي يسافر الى بلد لم يعلم احد بالحكم النافذ فيه.
والمسائل تتفاوت ولو اطلق الأمر لصارت الناس فوضى، ولما أذعن لحكم قاضى بشر، إذ أن كثيرمن الناس يقع في نفسه انه مستحق وان حكم القاضى غلط عليه واجحاف في حقه وانه قد خفى على الشهود هذا الأمر ... الخ.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:18 م]ـ
الأخ المتمسك بالحق
زادك الله علما وبارك في عمرك
الأخ أبوسلمان حفظه الله
أنا أقول لو سألك سائل وهذا مني على سبيل المدارسة
وأما الثقة فيكم فهي موجودة إن شاء الله وإن خفيت علي أسماؤكم
فقد جلى الله فضلكم والإنسان يوجد ويعرف قبل أن يسمى
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:57 م]ـ
الحكم ظاهرا لاينفذ باطنا هذا مذهب الجمهور وحتى الحنفية على الاقل المتاخرين او على الاقل لم يخالفوا مجتمعين (الحنفية) بل خالف الصاحبان في جميع الاحكام لا فرق بين الفروج والاموال ودونك النقل الذى نقلته عن حاشية درر الحكام
واما الشافعي فتقريره على انه لاتحرم عليه بقضاء القاضي وكلامه واضح في الام
اما قولك ان كثيرا من الناس يظن نفسه محقا .... انت رجعت للذي خشيته منك فهذه مسالة من الخلافيات ولا تظن ان الخلافيات بين الفقهاء فحسب بل في الخصومات وهذه خارج نقاشنا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:09 م]ـ
الأخ أبو سلمان وفقه الله.
أما قولك: (الحكم ظاهرا لاينفذ باطنا هذا مذهب الجمهور).
قد ذكرته لك سابقا بل قلت لك أن الاجماع قد نقل على ذلك في الأموال والجمهور قالوا انه نافذ في الاموال وغيرها مثل الفروج ولم يخالف في ذلك الا الحنفية.
فلا أدري ما معنى كلامك الذي قد ذكرته لك فيما سبق.
أما نقلك عن الشافعي فأعلم بارك الله فيك قوله وهو واضح ولله الحمد ولا ادري هل تورده للاحتجاج ام للاعتضاد؟ فأن كان لمجرد ذكر الخلاف فهذا ليس قول الشافعي فحسب بل قول جماهير أهل العلم والنصوص في هذا كثيرة.
بقي قولك: (اما قولك ان كثيرا من الناس يظن نفسه محقا .... انت رجعت للذي خشيته منك فهذه مسالة من الخلافيات ولا تظن ان الخلافيات بين الفقهاء فحسب بل في الخصومات وهذه خارج نقاشنا).
قلت يظهر انك لم تفهم المراد فلا دخل للخلاف في هذا الامر، المقصود هو ظن المقضي عليه ان الحق معه يقينا. حتى لو لم يكن في المسألة خلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/4)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:27 م]ـ
انت تقول ان الجمهور على ان الحكم ينفذ ظاهرا لاباطنا خلافا للاحناف الذين يفرقون بين الفروج والاموال وانا اقول ان الاحناف مع الجمهور ابو يوسف ومحمد وعليه الفتوى عند المتاخرين وراجع كتبهم تجد ذلك البرهن وحاشية درر الحكام وحاشية ابن عابدين ومجمع الانهر وغيرها
ـ[أبو محمد المرواني]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة كلام الفقهاء حول أن اللفظ الصريح للطلاق لا يفتقر إلي النبة في وقوع الطلاق مبي على حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة) ولكن هذا الحديث أختلف في تحسينه فمن العلماء من حسنه ومن هم من ضعفه والعلماء يقولون اليقين لا يزول بالشك والنكاح الثابت بيقين يجب ألا يزال إلا بيقين وحل عقد النكاح يجب أن يرجع فيه إلى قواطع الأدلة من كتاب الله أو سنة نبيه الصحيحة صحة لا ريب فيها رواية ودراية فتحليل الفروج وتحريمها أمر عظيم يجب ألا يقدم عليه إلا بدليل صحيح واضح بين(43/5)
حديث المعازف فى البخارى هل هو على شرطه .. ؟؟
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:29 ص]ـ
هل حديث المعازف فى البخارى (ليكوننّ من أمتى .. ) الحديث المذكور فى كتاب الأشربة باب ما جاء فيمن يستحلّ الخمر و يسميه بغير اسمه ..
هل نقول أنّ هذا الحديث على شرط البخارى؟؟؟؟؟
قد اشكل علىّ الأمر فأرجو الافادة ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 08:45 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=88043#post88043
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=16462#post16462
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=124408&postcount=19
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:52 م]ـ
بارك الله فيك أخى و نفع بك ..
و لكن الكلام كثير ما شاء الله و لست أهلا لفهمه كله ..
يعنى ما هو الراجح بارك الله فيك؟؟
سامحنى أثقلت عليكم ... !!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والحديث صحيح ثابت وهو على شرط البخاري.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 01:14 ص]ـ
فى لقاء ملتقى اهل الحديث مع الشيخ عبد العزيز الطريفى قال:
(وإذا قال البخاري: قال فلان وهو من شيوخه كما حكاه عن هشام بن عمار وعلي بن المديني وعبدالله بن صالح وغيرهم فيظهر أنه أراد أنه دون شرطه في الصحيح مع ثبوت الاتصال في هذا الخبر لأن البخاري ليس من أهل التدليس، والله أعلم)
أى أن هذا الحديث دون شرطه فى الصحيح
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 01:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا النقل
وهذا الحديث على شرط البخاري لأنه علقه عن شيخه بصيغة الجزم، ولايلزم من كون البخاري رحمه الله يقول عن شيخه (قال) أن يكون الحديث دون شرطه، بل قد يكون هذا أحيانا إذا كان هناك قرائن تدل عليه
وفي كتاب (التدليس وأحكامه، وآثاره النقدية) لصالح بن سعيد عومار الجزائري ص 239 - 253 تفصيل مفيد مطول حول هذه المسألة.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 01:56 ص]ـ
على العموم واضح أن المسألة خلافية
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:15 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن جزاك الله خيرا
و إن كنت أميل إلى رأى الشيخ عبد العزيز الطريفى و الشيخ محمد الأمين
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:22 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن جزاك الله خيرا
و إن كنت أميل إلى رأى الشيخ عبد العزيز الطريفى و الشيخ محمد الأمين
ـ[هشام المصري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:24 ص]ـ
معذرة على تكرار الرد دون قصد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعلي أنقل ما ذكره عومار في كتابه السابق ذكره مختصرا حول قول البخاري (قال)
1 - ما علقه البخاري عن شيوخه لم يسمعه كله منهم، بل كثير منه سمعه منهم بالواسطة.
2 - يعلق بعض الأحاديث من أجل فائدة إسنادية أو زيادة يحتاجها كالتصريح بالسماع من مدلس.
3 - ويستعمل صيغة ((قال)) عن شيوخه وعمن فوقهم بهدف بيان الاختلاف الواقع في ألفاظ الحديث أو في إسناده، وهو كثير في الجامع الصحيح.
4 - ويعلق بعض الأحاديث بسبب قصور في أسانيدها حيث لم تبلغ شرطه في الأصول، فيأتي بهذا الحديث ومتنه لفائدة يحتاجها لكنه يعلقه لهذا القصور.
5 - وأحيانا يعلق الحديث لأنه أتى به مختصرا في ذلك الموضوع بينما يورده كاملا في موضع آخر بسنده.
6 - يأتي بصيغة (قال) عند تكثير الطرق للمتابعة والاستشهاد، وبخاصة إذا ذكر الحديث في موضع آخر كاملا.
7 - ويعلق الخبر إذا كان موقوفا أحيانا، فلا يسوقه مساق الأصل.
8 - يعلق الاسناد عند وقوع الخلاف بين الرواة، إشارة منه إلى صحة الطريقين أو تعليل المعلقة منها، أو تنبيها على وجود الخلاف دون ترجيح أو حكم على الطريق المعلق، وله أمثلة كثيرة في صحيحه.
9 - من الدوافع على التعليق أيضا، كونه أخذ الحديث عن شيخه في المذاكرة، وهذا في بعض ما علقه لاكله.
10 - ومما يلاحظ هنا أن البخاري -رحمه الله- قد أكثر من التعليق أو الرواية بصيغة ((قال)) عن شيوخ معينين من شيوخه، وهم:
سعيد بن أبي مريم، أحمد بن شبيب، عبدان وهو عبدالله بن عثمان، محمد بن يوسف الفريابي.
فالله أعلم بمقصوده في هذا.
11 - كذلك فإن عددا كبيرا من معلقاته عن شيوخه في صحيحه قد وقع فيها اختلاف في نسخ الصحيح، ففي بعض النسخ رويت بصيغة ((قال))، وفي البعض الآخر بصيغة التحديث.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قول الدكتور عمار - وفقه الله
(-ومما يلاحظ هنا أن البخاري -رحمه الله- قد أكثر من التعليق أو الرواية بصيغة ((قال)) عن شيوخ معينين من شيوخه، وهم:
سعيد بن أبي مريم، أحمد بن شبيب، عبدان وهو عبدالله بن عثمان، محمد بن يوسف الفريابي.
فالله أعلم بمقصوده في هذا.) انتهى
مقصوده واضح
بيان ذلك
أنه لما يعلق لسعيد بن أبي مريم يخرج حديث يحيى بن أيوب ويحيى بن أيوب ليس من شرط البخاري في الصحيح
وانما يورد مروياته ليبين السماع في الغالب
فيعلق ليبين أن يحيى بن أيوب ليس من شرط الكتاب
وما وجد في بعض المرويات من قوله حدثنا سعيد بن ابي مريم (في مرويات يحيى فمن اختلاف النسخ
)
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/6)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... !! و نفع بكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ابن وهب على هذه الفائدة، وما تفضلت به واضح في تعليقه لسعيد بن أبي مريم عن يحى بن أيوب.
وأما تعليقه لأحمد بن شبيب بن سعيد، فهو إنما روى عنه عن والده عن يونس عن الزهري
وشبيب بن سعيد
قال ابن عدي له نسخة عن يونس بن يزيد عن الزهري يرويها عنه ابنه أحمد وهي أحاديث مستقيمة وروى عنه ابن وهب أحاديث مناكير فلعل شبيبا حدث بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه فيغلط ويهم.
وقال ابن حجر في مقدمة الفتح أخرج البخاري من رواية ابنه عن يونس أحاديث ولم يخرج من روايته عن غير يونس شيئا.
وفي بعض المواضع يقول البخاري حدثنا أحمد بن شبيب وفي البعض الآخر يقول قال أحمد بن شبيب.(43/7)
أريد تحرير القول في حديث معاذ رضي الله عنه (حديث القضاء) بالإضافة لدراسة الآثار
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:29 ص]ـ
أريد تحرير القول في:
حديث معاذ رضي الله عنه (حديث القضاء).
بالإضافة لدراسة الآثار الموقوفة (عن أبي بكر وعمر وبن مسعودٍ رضىالله عنهم أجمعين)، في
هذا الشأن = ما حمله الحديث من معنىً وفقه).
جزا الله خيراً من أجابني خير الجزاء.
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:23 ص]ـ
(إيقاظ)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:55 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7894&highlight=%E3%DA%C7%D0
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:32 م]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل (محمود شعبان).
أين (الآثار روايةً ودرايةً)، مُهم.
(جزاك الله خيراً)(43/8)
هل هناك فتوى خاصة من واحد من ثقات أهل العلم بخصوص (بنك فيصل المصري) خاصة؟ والاتصالات؟
ـ[الشامي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 12:24 م]ـ
السلام عليكم
هل هناك فتوى خاصة من واحد من ثقات أهل العلم بخصوص (بنك فيصل المصري) خاصة؟
وهل هناك فتوى في (اتحاد الاتصالات) غير فتوى مشايخ بنك البلاد؟
أرجو من الإخوة ذِكر ما يتيسر لهم من فتاوى
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:43 م]ـ
شراء أسهم (اتحاد الاتصالات)
السؤال (56203)
سؤالي فهو: بعد أسابيع قليلة ستطرح شركة الاتصالات الجديدة (اتحاد اتصالات) الإماراتية أسهمها في الأسواق السعودية، فهل يجوز شراؤها، أو هل يتطلب إخراج نسبة معينة؟ حتى تصبح شرعية.
السؤال الثاني:
بعض الشركات قد تضع حداً أعلى للشراء أي (5000سهم) لكل شخص ولا يحصل له شراء أكثر من ذلك ..
فيقوم بعض التجار بشراء 20سهم وذلك بوضع (5000) سهم باسم زوجته ومثلها بأسماء أبنائها، فهل تعتبر هذه شرعية؟! إذا كان سيأخذ كل الربح له، سؤالي مرتبط: ماذا لو اشترى بأسماء أبنائه، وباع الأسهم ويحتفظ هو برأس المال (كونها منه أساساً) ويعطي الأرباح لأبنائه. أو يصرفها على حاجياتهم.
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. سامي بن إبراهيم السويلم (مدير مركز البحث والتطوير بالمجموعة الشرعية بشركة الراجحي المصرفية للاستثمار).
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1. لا حرج إن شاء الله من الاكتتاب في اتحاد الاتصالات، لأن المؤسسين والقائمين عليها مسلمون، والأصل في المسلم المحافظة على دينه والبراءة مما يخالفه. لكن يشترط عدم تداول الأسهم بعد الاكتتاب إلا بعد أن تبدأ الشركة النشاط وتقديم الخدمات فعلياً بما يبين ربحيتها ونجاحها.
2. إذا وافقت الزوجة والأبناء على استخدام أسمائهم للاكتتاب فلا حرج إن شاء الله لأنه هبة وتبرع منهم. وإذا صرف على أبنائه من الأرباح فلا حرج أيضاً لأنه هو المسؤول عن الإنفاق عليهم.
والله تعالى أعلم.
**************
وأجاب عن السؤال أيضا الشيخ/ خالد الدعيجي
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
الجواب على السؤال الأول:
لقد قمت بالاستفسار عن هذه الشركة وعن سياستها المالية من أحد الشركاء في المملكة وكذلك في الإمارات، ومن خلال الاستفسار والسؤال اتضح أنهم عازمون على تمويل مشاريعهم بالطرق الإسلامية، ومن بنوك إسلامية.
وعليه فيجوز الاكتتاب بهذه الشركة لأمرين:
أولاً: لأن الأصل في مثل نشاط الشركة - الاتصالات - الحل.
ثانياً: ما وعد به الشركاء من أنهم سوف يتجنبون التمويل الربوي.
الجواب على السؤال الثاني:
إذا كان النظام يسمح بالاكتتاب بالأسماء الملحقة في دفتر عائلة الأب، كما هو معمول به في السعودية، فإنه في هذه الحالة يجوز هذا العمل.
وعليه: إذا كانت نية الأب أن هذه الأسهم له وحده، فهي له وأرباحها له أيضاً.
أما إذا كانت نيته أنها لزوجته وأولاده، فلا يحق له التصرف فيها إلا بإذنهم، وأرباحها تكون لهم.
هذا إذا كان الأب هو من دفع مبالغ الاكتتاب.
أما إذا دفعت الزوجة مبلغ الاكتتاب من مالها الخاص، فلا يجوز للزوج أن يتصرف فيه إلا بإذنها، وكذلك يقال في الأولاد.
والله أعلم.
***************
الاكتتاب في بعض الشركات والبنوك
السؤال (53485)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعلمون أنه سيكون خلال الأشهر القادمة اكتتاب في بعض الشركات والبنوك، نريد الحكم الشرعي بالتفصيل بدون إجابات عامة وهي كالتالي:
1 - بنك البلاد، وكما يقولون إنه سيكون بنك إسلامي أو يعمل بالطريقة الإسلامية. 2 - شركة معادن.
3 - شركة التعاونية ويا ليت توضح بالتفضيل الحكم بها لأن الأمر اختلط حول أصل عمل الشركة هل هو حلال أم حرام؟.
4 - شركة اتحاد الاتصالات.
والله يرعاكم، وللعلم سوف أقوم بنشر الفتوى في المنتديات الاقتصادية لتعم الفائدة مع ذكر المصدر. والله الموفق.
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. يوسف بن عبد الله الشبيلي (عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء).
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأصل في الأسهم هو جواز التعامل بها بيعاً وشراء ما لم يكن نشاط الشركة المصدرة لها محرماً، وبالنسبة للشركات المذكورة فيجوز الاكتتاب في بنك البلاد وفي شركة اتحاد الاتصالات لأن نشاط هاتين الشركتين مباح.
وأما شركة التعاونية فإن كان السائل يقصد التعاونية للتأمين فنشاطها في التأمين التجاري وهو محرم على رأي جمهور العلماء المعاصرين، وإن كان يقصد غيرها فلا أعلم عنها شيئاً، وكذا لا علم لي بنشاط شركة معادن. والله أعلم.
****************
القرض والرسوم الإدارية
السؤال
اكتتبت في شركة اتحاد اتصالات، وعند ذهابي للبنك قال لي إنه سوف يدعمني بمبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال، إضافة إلى مبلغي ولن يأخذ نسبة، ولكن سوف يأخذ رسوماً إدارية قدرها2500 ريال وهي كما قال لي البنك رسوم إدارية وليست فائدة على المبلغ. أرجو إخباري في حكم المعاملة. وجزاكم الله خيراً.
أجاب عن السؤال الشيخ/ خالد الدعيجي
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا القرض – الذي عرضه عليك البنك المذكور- من الربا؛ لأنك ترد القرض ومعه زيادة، وهي (2500) ريال، والتي يسمونها أتعاباً إدارية، استغفالاً للناس وتمويهاً وتدليساً، يسمونها بغير اسمها، وحقيقتها فائدة ربوية، فالأسماء لا تغيِّر من الحقائق شيئاً، ولو كان المبلغ – الذي يسمونه أتعاباً إدارية- زهيداً كعشرة ريالات، أو خمسين، أو نحو ذلك، وفي عملية مصرفية تتطلب جهداً وتفرغاً من بعض الموظفين، واستهلاكاً للأجهزة والأوراق، بحيث يتناسب المبلغ مع الخدمة المقدَّمة لكان مما يحتمل أن يكون أتعاباً إدارية أو رسوماً عملية، والحاصل أن أخذ هذا القرض بهذه الصورة لا يجوز. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
**************
ويمكنك الاطلاع على الرابط التالي:
حكم الاكتتاب في شركة "اتحاد اتصالات"
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=26&catid=26&artid=4324
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/9)
ـ[الشامي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأكرمك ربي
هل هناك من يخالف في هذا؟
هل من فتوى بالنسبة لبنك فيصل؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:56 م]ـ
كنت في رمضان قبل الماضي عند الشيخ (عطية صقر) في بيته، و سألته عن هذا الأمر، فقال: لقد اطلعت بنفسي على معاملات بنك فيصل الإسلامي، فوجدت معاملاته إسلامية 90%
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:41 ص]ـ
المشهور عندنا في مصر أن بنك فيصل معاملاته إسلامية.
ويشاع أن له هيئة شرعية.
وسمعت الشيخ محمد عبد المقصود يتكلم عنه ولم أتذكر الآن قوله تماما إلا أني أتذكر أنه كان يقول ما معناه أن البنك يقال إن تعاملاته إسلامية. ومتأكذ من قوله: أما أنا فلا أضع مالي فيه.
ـ[ wsalama] ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:37 م]ـ
أخي في الله /محمود شعبان
و أين يضع الموظف راتبة بحيث يكون بعيد عن المعاملات الربوية،حيث يجب عليه أن يدخر بعض المال للأسرة والمستقبل؟، أرجوا النصيحة حتى تعم الفائدة
وارجوا من الأخوة أن يوضحوا لنا كيف يصون المسلم نفسه من التعامل الربوى
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشافعى: مثل الذى ينقل العلم بغير حُجة كمثل حاطبٍ بليل، يحمل فى يده حزمة من حطب، فيها حية، تلدغه وهو لا يدرى.
وقال أحمد: لا تأخذوا عنى ولا عن مالك والثورى والأوزاعى وأنظروا من حيثٌ أخذوا.
وقال أبو يوسف: لا يحل لأحدٍ أن يقول بمقالتنا، حتى ينظر من أين جئنا.
أخى بارك الله فيك
أما عن بنك فيصل الإسلامى - وهذا نعتُ إفكٍ - ففيه:-
يعُبُّ ويصُبُّ من وفى روافد البنك المركزى وهو أصل الربا.
أكثرُ من 90% من تعاملاته تتكئ على القروض الربوية.
أحبتى بارك الله فيكم وهداكم سبيل الرشاد
ما من مصرفٍ إلا وله بضع مشروعاتٍ تُجارية ذراً للرماد فى العيون، وهذا ما لا ننكره لبنك فيصل، لكن جُل تعاملاته على القروض.
إنهم يرابون بأموالكم.
اللهم هل بلغت.
أما من حيثُ مقالاتِ الرجال فمنها مقالة شيخنا أبى إسحق الحوينى فى النهى عن وضع الأموال ببنك فيصل، وقد سمعت منه ذلك.
أخى / محمد رشيد
بارك الله فيك، وفى الشيخ عطيه صقر.
تلك النسبة المئوية التى ذكرها الشيخ، (90%) من معاملات البنك (((إسلامية))) ... !!!!!!!!!!!!!!!!!
إن الإطلاع على معاملات بنكٍ أشبهُ بالإطلاع على عمل ونشاط خلايا الجسم كلٌ على حدة، أغلب الظن إن شاء الله تعالى أنه تم التلبيس على الشيخ كعادتهم.
أى مُعاملات؟؟؟
الحسابات الجارية؟ أم التوفير؟ أم الإئتمان؟؟
إن جُل مال البنوك (العاملة) تتكئ على إقراض الناس بالفائدة.
وجهُ آخر
أعجبتنى مقالة الشيخ - الفطن - أنه لم يُصرِح بجواز التعامل، وإنما قال ما (((قد))) يكون أولئك قد دلسوه عليه، إذ أن مقولته تعنى أن 10% من المعاملات غير شرعية، وهنا لى سؤال لك أخى بارك الله فيك:
سأفترض جدلاً أن هذا (90% من التعامل شرعى و10% مخالف) صحيح، فهل تجوز المعاملة؟
أيها الناس
عليكم بطلبة العلم المعوزين، فلتعطوهم ليتاجروا فى أموالكم فيما لا يستنفذ جل أوقاتهم.
عليكم بالحوائط (البساتين والأرض) فذلك دأبُ سلفكم.
عليكم بالشراكة مع الثقات، فما خربت ديار المسلمين إلا لتجميد الأموال فى المصارف، وترك التجارة والمشاركة.
وقبل كل ذلك وبعده
عليكم بتجارة لن تبور، عليكم بإدخار فيه المال بسبعمائة ضعف وزيادة، عليكم بالصدقات، يبارك لكم فى أموالكم وتمحى بها ذنوبكم، ويرضى بها ربكم.
أقول ما قد أسلفت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مقاتل المصرى
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في مصر أغلب الناس لا يبقى من رواتبهم شيء يدخرونه!
وإيراد الشيخ أبي مقاتل المصري جزاه الله خيرا:
قال الشافعى: مثل الذى ينقل العلم بغير حُجة كمثل حاطبٍ بليل، يحمل فى يده حزمة من حطب، فيها حية، تلدغه وهو لا يدرى.
وقال أحمد: لا تأخذوا عنى ولا عن مالك والثورى والأوزاعى وأنظروا من حيثٌ أخذوا.
وقال أبو يوسف: لا يحل لأحدٍ أن يقول بمقالتنا، حتى ينظر من أين جئنا.
أبو مقاتل المصرى
لم أفهم المراد منه(43/10)
ما هو الفرق بين القياس والعموم المعنوي؟؟؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:07 م]ـ
ما هو الفرق بين القياس والعموم المعنوي؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا,,,,
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:43 ص]ـ
الفرق ان القياس الحاق فرع باصل لعلة جامعة واما العموم المعنوي فهو من باب القياس الاولى والمساوي وهو الذي اثبته منكرو القياس كقياس تحريم الضرب على التافيف وكقياس تحريم اتلاف مال اليتيم على احراقه هذه اجابة مقتضبه والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:06 ص]ـ
مع ملاحظة ان اطلاق العموم على المعنى يعتبر مجازي اذا قلنا ان العموم من عوارض الالفاظ وهذا مبحث فيه خلاف بين الاصوليين والله اعلم(43/11)
ابن حجر رحمه الله في سطور
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:55 م]ـ
نبذة سريعة و أرجو أن تكون مفيدة.
ابن حجر العسقلاني الاصل، المصري المولد و المنشأ
أبو الفضل الملقب بشهاب الدين، ولد 773هـ
و قد نشأ يتيما فقد مات أبوه وهو صغير وماتت أمه قبل أبيه رحم الله الجميع.
دخل الكتاب وعمره خمس سنين فأكمل حفظ القرآن وله تسع سينين.
حج في عام 785هـ/ بصحبة وصيه وكان له من العمر 12 سنة وجاور بمكة فسمع هناك غالب صحيح البخاري وكان ذلك أول مسموعاته الحديثية ...... حتى أصبح أماما وحافظا ومن علماء المسلمين الكبار.
يقول البقاعي عنه: ( ... إن سلك بحر التفسير كان الترجمان والاتي من فرائد فوائده بعقود الجمان، أو ركب متن الحديث كان أحمد الزمان، وأظهر من خفايا خباياه مالم يسبق إليه أبو حاتم ولا ابن حبان، وان تكلم في الفقه وأصوله علم أنه الشافعي، وابرز من لوايا رواياه مالم يتجاسر عليه الامام ولا الرافعي أو تيمم كلام العرب على اختلاف انواعه فسيبويه والمبرد وان عرض العروض او الادب على انشعاب انحائه فالخليل بن احمد.
متى تحدث المتفننون بشي من العلم كان مالك قياده واستاذ نقاده) رحمه الله تعالى
الجواهر والدرر للسخاوي 1/ 285 - 259
أما عقيدته:
يقول الشيخ أبو عبد الله ربيع بن محمد السعودي في مقدمة تحقيقه لكتاب اليواقيت والدرر شرح نخبة الفكر للمناوي عندما ترجم للحافظ ابن حجر: (لايختلف اثنان في مكانة ابن حجر وعلمه غير أن الكمال المطلق لله عز وجل وحده ولم تخل حياة ابن حجر من بعض الهنات والذي يهمنا أن ننبه عليه أن ابن حجر كان يميل الى تأويل الصفات ولاشك أن ذلك يخلف منهج السلف الذين كانوا يأخذون الصفات على ظاهرها من غير تأويل ولا تعطيل وقد تكون هذه سمة العصر الذي نشأ فيه ابن حجر ولعل عتب العلماء عليه كحافظ ثاقب الفهم واسعالمعرفة متمكن في اخص العلوم ونسأ الله أن يتجاوز عنه وان يغفر لنل وله) ص (10 - 11)
وقال د /سفر الحوالي: (والذي أراه أن الحافظ رحمه الله أقرب شيء الى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الاسلام في درء تعارض العقل والنقل ووصفهم بمحبة الاثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية.
ولو قيل إن الحافظ رحمه الله كان متذبذبا في عقيدته لكان ذلك أقرب الى الصواب كما يدل عليه شرحه لكتاب التوحيد والله اعلم)
منهج الاشاعرة في العقيدة للدكتور سفر الحوالي ص 28
نماذج مما أخذ عليه رحمه الله تعالى:
1_ صفة العلو
قال ((قوله (ينزل ربنا الى السماء الدنيا) استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وانكر ذلك الجمهور لان القول بذلك يفضي الى التحيز تعالى الله عن ذلك)) فتح الباري 3/ 30
عقب على كلامه الشيخ عبدالعزيز بن باز فقال ((مراده بالجمهور اهل الكلام واما اهل السنة وهم الصحابة رضي اللع عنهم ومن تبعهم باحسان فانهم يثبتون لله جهة وهي جهة العلو ويؤمنون بانه فوق العرش بلا تمثيل ولا تكييف والادلة على ذلك من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر فتنبه واحذر والله اعلم)) الموضع السابق حاشية رقم 1
2_ صفة الاستواء
قال ((قوله {استوى على العرش} هو من المتشابه الذي يفوض علمه الى الله تعالى))
هدي الساري ص 136
3_ صفة النزول
قال عند شرحه لحديث النزول: ((فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم)) فتح الباري 3/ 30
4_ صفة العين
قال ((قوله: {تجري بأعيننا} أي بعلمنا)) الفتح 13/ 389
5_ صفة المحبة
قال ((المراد بمحبة الله ارادة الخير للعبد وحصول الثواب له .. ) الفتح 10/ 462
6_ صفة الغضب
قال ((المراد من الغضب لازمه وهو ايصال العذاب والعقوبة الى من وقع عليه الغضب)) الفتح 6/ 292 و 11/ 441
هذه نماذج رحم الله الحاقظ وغفر لنا وله وكل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي الحبيب قد لخصت لك ماسبق
من كتاب (منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري)
تأليف محمد اسحاق كندو وهي رسالة علمية مطبوعة من مطبوعات مكتبة الرشد الرياض الطبعة الاولى 1419
والله الموفق
أخوكم / عمر
{هذه المشاركة سبقت ضمن الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28023
فأحببت إفرادها.(43/12)
ابن حجر رحمه الله في سطور
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:55 م]ـ
نبذة سريعة و أرجو أن تكون مفيدة.
ابن حجر العسقلاني الاصل، المصري المولد و المنشأ
أبو الفضل الملقب بشهاب الدين، ولد 773هـ
و قد نشأ يتيما فقد مات أبوه وهو صغير وماتت أمه قبل أبيه رحم الله الجميع.
دخل الكتاب وعمره خمس سنين فأكمل حفظ القرآن وله تسع سينين.
حج في عام 785هـ/ بصحبة وصيه وكان له من العمر 12 سنة وجاور بمكة فسمع هناك غالب صحيح البخاري وكان ذلك أول مسموعاته الحديثية ...... حتى أصبح أماما وحافظا ومن علماء المسلمين الكبار.
يقول البقاعي عنه: ( ... إن سلك بحر التفسير كان الترجمان والاتي من فرائد فوائده بعقود الجمان، أو ركب متن الحديث كان أحمد الزمان، وأظهر من خفايا خباياه مالم يسبق إليه أبو حاتم ولا ابن حبان، وان تكلم في الفقه وأصوله علم أنه الشافعي، وابرز من لوايا رواياه مالم يتجاسر عليه الامام ولا الرافعي أو تيمم كلام العرب على اختلاف انواعه فسيبويه والمبرد وان عرض العروض او الادب على انشعاب انحائه فالخليل بن احمد.
متى تحدث المتفننون بشي من العلم كان مالك قياده واستاذ نقاده) رحمه الله تعالى
الجواهر والدرر للسخاوي 1/ 285 - 259
أما عقيدته:
يقول الشيخ أبو عبد الله ربيع بن محمد السعودي في مقدمة تحقيقه لكتاب اليواقيت والدرر شرح نخبة الفكر للمناوي عندما ترجم للحافظ ابن حجر: (لايختلف اثنان في مكانة ابن حجر وعلمه غير أن الكمال المطلق لله عز وجل وحده ولم تخل حياة ابن حجر من بعض الهنات والذي يهمنا أن ننبه عليه أن ابن حجر كان يميل الى تأويل الصفات ولاشك أن ذلك يخلف منهج السلف الذين كانوا يأخذون الصفات على ظاهرها من غير تأويل ولا تعطيل وقد تكون هذه سمة العصر الذي نشأ فيه ابن حجر ولعل عتب العلماء عليه كحافظ ثاقب الفهم واسعالمعرفة متمكن في اخص العلوم ونسأ الله أن يتجاوز عنه وان يغفر لنل وله) ص (10 - 11)
وقال د /سفر الحوالي: (والذي أراه أن الحافظ رحمه الله أقرب شيء الى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الاسلام في درء تعارض العقل والنقل ووصفهم بمحبة الاثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية.
ولو قيل إن الحافظ رحمه الله كان متذبذبا في عقيدته لكان ذلك أقرب الى الصواب كما يدل عليه شرحه لكتاب التوحيد والله اعلم)
منهج الاشاعرة في العقيدة للدكتور سفر الحوالي ص 28
نماذج مما أخذ عليه رحمه الله تعالى:
1_ صفة العلو
قال ((قوله (ينزل ربنا الى السماء الدنيا) استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وانكر ذلك الجمهور لان القول بذلك يفضي الى التحيز تعالى الله عن ذلك)) فتح الباري 3/ 30
عقب على كلامه الشيخ عبدالعزيز بن باز فقال ((مراده بالجمهور اهل الكلام واما اهل السنة وهم الصحابة رضي اللع عنهم ومن تبعهم باحسان فانهم يثبتون لله جهة وهي جهة العلو ويؤمنون بانه فوق العرش بلا تمثيل ولا تكييف والادلة على ذلك من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر فتنبه واحذر والله اعلم)) الموضع السابق حاشية رقم 1
2_ صفة الاستواء
قال ((قوله {استوى على العرش} هو من المتشابه الذي يفوض علمه الى الله تعالى))
هدي الساري ص 136
3_ صفة النزول
قال عند شرحه لحديث النزول: ((فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم)) فتح الباري 3/ 30
4_ صفة العين
قال ((قوله: {تجري بأعيننا} أي بعلمنا)) الفتح 13/ 389
5_ صفة المحبة
قال ((المراد بمحبة الله ارادة الخير للعبد وحصول الثواب له .. ) الفتح 10/ 462
6_ صفة الغضب
قال ((المراد من الغضب لازمه وهو ايصال العذاب والعقوبة الى من وقع عليه الغضب)) الفتح 6/ 292 و 11/ 441
هذه نماذج رحم الله الحاقظ وغفر لنا وله وكل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي الحبيب قد لخصت لك ماسبق
من كتاب (منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري)
تأليف محمد اسحاق كندو وهي رسالة علمية مطبوعة من مطبوعات مكتبة الرشد الرياض الطبعة الاولى 1419
والله الموفق
أخوكم / عمر
{هذه المشاركة سبقت ضمن الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28023
فأحببت إفرادها.(43/13)
مقال حول جنة آدم عليه السلام
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الاحبة اخبرني احد الاخوه بأن مقالا قد نشر وقال فيه صاحبه بان آدم عليه السلام عندما كان في الجنة لم يكن المقصود بها جنة الآخرة وانها تختلف عنها وان هذه الجنة قد تكون في الارض واستدل بعدة ادلة فمن قرا منكم هذا المقال او سمع عنه شيئا فليتفضل مشكورا ويضعه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 07:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للحافظ ابن القيم رحمه الله تفصيل طويل حول هذه المسألة
فلعلي أسوقه للفائدة
الباب الثاني
في اختلاف الناس في الجنة التي أسكنها آدم عليه الصلاة والسلام وأهبط منها هل هي جنة الخلد أو جنة أخرى غيرها في موضع عال من الأرض
قال منذر أبن سعيد في تفسير قوله تعالى (أسكن أنت وزوجك الجنة)
فقالت طائفة أسكن الله آدم جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة
وقال آخرون هي جنة غيرها جعلها الله له وأسكنه إياها ليست جنة الخلد قال وهذا قول تكثر الدلائل الشاهدة له والموجبة للقول به
وقال أبو الحسن الماوردي في تفسيره:
واختلف الناس في الجنة التي أسكناها على قولين: د
أحدهما أنها جنة الخلد الثاني أنها جنة أعدها الله تعالى لهما وجعلها ابتلاء وليست هي جنة الخلد التي جعلها دار جزاء ومن قال بهذا اختلفوا فيه قولين أحدهما أنها في السماء لأنه أهبطهما منها وهذا قول الحسن
الثاني أنها في الأرض لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار وهذا قول أبن بحر وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام والله اعلم بصواب ذلك هذا كلامه
وقال ابن الخطيب في تفسيره المشهور:
واختلفوا في الجنة المذكورة في هذه الآية هل كانت في الأرض أو في السماء وبتقدير أنها كانت في السماء فهل هي الجنة التي هي دار الثواب وجنة الخلد أو جنة أخرى فقال ابو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصبهاني هذه الجنة في الأرض وجملا الأهباط على الأنتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله أهبطوا مصرا واحتجا عليه بوجوده
القول الثاني وهو قول الجبائي أن تلك الجنة التي كانت في السماء السابعة والقول الثالث وهو قول جمهور أصحابنا أن هذه الجنة هي دار الثواب
وقال أبو القاسم الراغب في تفسيره:
واختلف في الجنة التي أسكنها آدم فقال بعض المتكلمين كان بستانا جعله الله تعالى له امتحانا ولم يكن جنة المآوى وذكر بعض الاستدلال على القولين
وممن ذكر الخلاف أيضا أبو عيسى الرماني في تفسيره واختار أنها جنة الخلد ثم قال والمذهب الذي إخترناه قول الحسن وعمرو وواصل واكثر أصحابنا وهو قول أبي علي وشيخنا أبي بكر وعليه أهل التفسير وأختار أبن الخطيب التوقف في المسألة وجعله قولا رابعا فقال والقول الرابع أن لكل ممكن والإدلة متعارضة فوجب التوقف وترك القطع
قال منذر بن سعيد والقول بإنها جنة في الأرض ليست جنة الخلد قول أبي حنيفة وأصحابه قال وقد رأيت أقواما نهضوا لمخالفتنا في جنة آ4دم عليه السلام بتصويب مذهبهم من غير حجة إلا الدعاوي والأماني ما أتوا بحجة من كتاب ولا سنة ولا اثر عن صاحب ولا تابع ولا تابع التابع ولا موصولا ولا شاذا مشهورا وقد أوجدناهم أن فقيه العراق ومن قال بقوله قالوا أن جنة آدم ليست جنة الخلد وهذه الدواوين مشحونة من علومهم ليسوا عند أحد من الشاذين بل بين رؤساء المخالفين وإنما قلت هذا ليعلم اني لا انصر مذهب أبي حنيفة وإنما أنصر ما قام لي عليه الدليل من القرآن والسنة هذا أبن زيد المالكي يقول في تفسيره سألت أبن نافع عن الجنة أمخلوقة هي فقال السكوت عن الكلام في هذا أفضل وهذا أبن عيينة يقول في قوله عز وجل إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى قال يعني في الأرض وابن نافع وامام وأبن عيينة امام وهو لا يأتوننا بمثلهما ولا من يضاد قوله لهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/14)
وهذا ابن قتيبة ذكر في كتاب المعارف بعد ذكره خلق الله لآدم وزوجه قال ثم تركتهما وقال أثمروا واكثروا وأملؤا الأرض وتسلطوا على انوان البحور وطير السماء والأنعام وعشب الأرض وشجرها وثمرها فأخبر ان في الرض خلقه وفيها امره ثم قال ونصب الفردوس فانقسم على أربعة أنهار سيحون وجيحون ودجلة والفرات ثم ذكر الحية فقال وكانت أعظم دواب البر فقالت للمراة أنكالا تموتان إن أكلتما من هذه الشجرة ثم قال بعد كلام ثم اخرجه من مشرق جنة عدن إلى الأرض التي منها أخذ ثم قال قال وهب وكان مهبطه حين أهبط من جنة عدن في شرقي أرض الهند قال واحتمل قابيل أخاه حتى اتى به واديا من اودية اليمن في شرقي عدن فكمن فيه وقال غيره فيما نقل أبو صالح عن أبن عباس في قوله أهبطوا هو كما يقال هبط فلان أرض كذا وكذا قال منذر بن سعيد فهذا وهب بن منبه يحكي أن آدم عليه السلام خلق في الأرض وفيها سكن وفيها نصب له الفردوس وإنه كان بعدن وإن أربعة أنهار أنقسمت من ذلك النهر الذي كان يسمى فردوس آدم وتلك الأنهار بقيت في الأرض لاختلاف بين المسلمين في ذلك فاعتبروا يا اولي الألباب وأخبر ان الحية التي كلمت آدم كانت من أعظم دواب البر ولم يقل من أعظم دواب السماء فهم يقولون إن الجنة لم تكن في الأرض وإنما كانت فوق السماء السابعة ثم قال وأخرجه من مشرق جنة عدن وليس في جنة المآوى مشرق ولا مغرب لأنه
لا شمس فيها ثم قال وأخرجه إلى الأرض التي اخذ منها يعني أخرجه من الفردوس الذي نصب له في عدن في شرقي أرض الهند وهذه الأخبار التي حكى ابن قتيبة إنما تنبئ عن أرض اليمن وعن عدن وهي من أرض اليمن وأخبر أن الله نصب الفردوس لآدم عليه السلام بعدن ثم أكد ذلك بأن قال أربعة الأنهار التي ذكرناها منقسمة عن النهر الذي كان يسمى فردوس آدم قال منذر وقال ابن قتيبة عن ابن منبه عن أبي هريرة قال واشتهى آدم عند موته قطفا من الجنة التي كان فيها بزعمهم على ظهر السماء السابعة وهو في الأرض فخرج أولاده يطلبون ذلك له حتى بلغتهم الملائكة موته فأولاد آدم كانوا مجانين عندكم إن كان ما نقله إبن قتيبة حقا يطلبون لابيهم ثمر جنة الخلد في الأرض قال ونحن لم نقل غير ما قال هؤلاء ولو كانت جنة الخلد فيها ونحن استدللنا من القرآن وغيرنا قطع وادعى بما ليس له عليه برهان فهذا ذكر بعض أقوال من حكى الخلاف في هذه المسئلة ونحن نسوق حجج الفريقين إن شاء الله تعالى ونبين لهم ما لهم وما عليهم
الباب الثالث في سياق حجج من اختار أنها جنة الخلد التي يدخلها الناس
يوم القيامة قالوا قولنا هذا هو الذي فطر الله عليه الناس صغيرهم وكبيرهم لم يخطر بقلوبهم سواه وأكثرهم لا يعلم في ذلك نزاعا قالوا وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة وأبي مالك عن ربعي عن حذيفة قالا قال رسول الله يجمع الله تعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم عليه السلام فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وذكر الحديث قالوا وهذا يدل على أن الجنة التي أخرج منها هي بعينها التي يطلب منه أن يستفتحها وفي الصحيحين حديث احتجاج آدم وموسى وقول موسى أخرجتنا ونفسك من الجنة ولو كانت في الأرض فهم قد خرجوا من بساتين فلم يخرجوا من الجنة وكذلك قول آدم للمؤمنين يوم القيامة وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وخطيئته لم تخرجهم من جنات الدنيا قالوا وقد قال تعالى في سورة البقرة ^ وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما ^
كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الأرض من وجهين أحدهما من لفظة اهبطوا فإنه نزول من علو إلى اسفل والثاني قوله ولكم في الأرض مستقر عقب قوله اهبطوا فدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض ثم أكد هذا بقوله في سورة الأعراف قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ولو كانت الجنة في الأرض لكانت حياتهم فيها قبل الأخراج وبعد قالوا وقد وصف سبحانه جنة آدم بصفات لا تكون إلا في جنة الخلد فقال إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنت لا تظمأ فيها ولا تضحى وهذا لا يكون في الدنيا أصلا فأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/15)
الرجل ولو كان أطيب منازلها لا بد أن يعرض له شيء من ذلك وقابل سبحانه بين الجوع والظمأ والعرى والضحى فإن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر والظمأ حر الباطن والضحى حر الظاهر فنفى عن سكانها ذل الظاهر والباطن وحر الظاهر والباطن وذلك احسن من المقابلة بين الجوع والعطش والعري والضحى وهذا شأن ساكن جنة الخلد قالوا وأيضا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فإن آدم كان يعلم إن الدنيا منقضية فانية وإن ملكها يبلى قالوا وأيضا هذه القصة في سورة البقرة ظاهرة جدا في أن الجنة التي اخرج منها فوق السماء فإنه سبحانه قال وإذا قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم فهذا اهباط آدم وحواء وإبليس من الجنة فلهذا أتى فيه بضمير الجمع وقد قيل إن الخطاب لهما وللحية وهذا ضعيف جدا إذ لا ذكر للحية في شيء من قصة آدم ولا في السياق ما يدل عليها وقيل الخطاب لآدم وحواء وأتى فيه بضمير الجمع كقوله وكنا لحكمهم شاهدين وهما داود وسليمان وقيل لآدم وحواء وذريتهما وهذه الأقوال ضعيفة غير الأول لأنها قول لا دليل عليه بين ما يدل اللفظ على خلافه فثبت أن إبليس داخل في هذا الخطاب وانه من
المهبطين فإذا تقرر هذا فقد ذكر سبحانه الإهباط ثانيا بقوله ^ قلنا إهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ^ والظاهر أن هذا الأهباط الثاني في غير الأول وهو اهباط من السماء إلى الأرض والأول اهباط من الجنة وحينئذ فتكون الجنة التي اهبط منها أولا فوق السماء جنة الخلد وقد ظن الزمخشري أن قوله اهبطوا منها جميعا خطاب لآدم وحواء خاصة وعبر عنهما بالجمع لاستتباعهما ذرياتهما قال والدليل عليه قوله تعالى ^ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ^ قال ويدل على ذلك قوله فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وما هو إلا حكم يعم الناس كلهم ومعنى قوله بعضكم لبعض عدو ما عليه الناس من التعادي والتباغي وتضليل بعضهم بعضا وهذا الذي اختاره أضعف الأقوال في الاية فإن العداوة التي ذكرها الله تعالى إنما هي بين آدم وإبليس وذريتهما كما قال الله تعالى إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وهو سبحانه قد أكد أمر العداوة بين الشيطان والإنسان واعاد وأبدى ذكرها في القرآن لشدة الحاجة إلى التحرز من هذا العدو وأما آدم وزوجته فإنه إنما أخبر في كتابه أنه خلقها ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة فالمودة والرحمة بين الرجل وامرأته والعداوة بين الإنسان والشيطان وقد تقدم ذكر آدم وزوجه وإبليس وهو ثلاثة فلماذا يعود الضمير على بعض المذكور مع منافرته لطريق الكلام دون جميعه مع أن اللفظ والمعنى يقتضيه فلم يصنع الزمخشري شيئا وأما قوله تعالى في سورة طه قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو وهذا خطاب لآدم وحواء وقد جعل بعضهم لبعض عداوا فالضمير في قوله اهبطا منها أما أن يرجع إلى آدم وزوجته أو إلى آدم وإبليس ولم يذكر الزوجة لأنها تبع له وعلى هذا فلعداوة المذكورة للمتخاطبين بالاهباط وهما آدم وإبليس فالأمر ظاهر وأما على الأول فتكون الآية قد اشتملت على أمرين أحدهما أمره تعالى لا لآدم وزوجه بالهبوط والثاني إخباره بالعداوة بين آدم وزوجته وبين إبليس ولهذا أتى الضمير الجمع في الثاني دون الأول ولا بد أن يكون إبليس داخلا في حكم هذه العداوة قطعا كما قال تعالى إن هذا عدو لك ولزوجك وقال للذرية إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وتأمل كيف اتفقت المواضع التي فيها ذكر العداوة على ضمير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/16)
الجمع دون التثنية وأما الاهباط فتارة يذكره بلفظ الجمع وتارة بلفظ التثنية وتارة بلفظ الأفراد كقوله في سورة الأعراف قال اهبط منها وكذلك في سورة ص وهذا لإبليس وحده وحيث ورد بصيغة الجمع فهو لآدم وزوجه وإبليس إذ مدار القصة عليهم وحيث ورد بلفظ التثنية فأما أن يكون لآدم وزوجه اذهما اللذان باشرا الأكل من الشجرة وأقدما على المعصية وإما أن يكون لآدم وإبليس اذ هما أبوا الثقلين وأصلا الذرية فذكر حالهما ومآل أمرهما ليكون عظة وعبرة لأولادهما وقد حكيت القولين في ذلك والذي يوضح أن الضمير في قوله اهبطا منها جميعا لآدم وإبليس إن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرد بها آدم دون زوجه فقال وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا وهذا يدل على أن المخاطب بالاهباط هو آدم ومن زين له المعصية ودخلت الزوجة تبعا فإن المقصود إخبار الله تعالى للثقلين بما جرى على أبويهما من شؤم المعصية ومخالفة الأمر فذكر أبويهما أبلغ في حصول هذا المعنى من ذكر أبوي الإنس فقط وقد اخبر سبحانه عن الزوجة بأنها أكلت مع آدم وأخبر أنه اهبطه وأخرجه من الجنة بتلك الأكلة فعلم أن حكم الزوجة كذلك وأنها صارت إلى ما صار إليه آدم وكان تجريد العناية إلى ذكر حال أبوي الثقلين أولى من تجريده إلى ذكر أبي الأنس وأمهم فتأمله وبالجملة فقوله اهبطوا بعضكم لبعض عدو ظاهر في الجمع فلا يسوغ حمله على الأثنين في قوله اهبطا من غير موجب قالوا وأيضا فالجنة جاءت معرفة بلام التعريف في جميع المواضع كقوله أسكن أنت وزوجك الجنة ونظائره ولا جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها الأجنة الخلد التي وعد الرحمن عباده بالغيب فقد صار هذا الاسم علما عليها بالغلبة كالمدينة والنجم والبيت والكتاب ونظائرها فحيث ورد لفظها معرفا انصرف إلى الجنة المعهودة المعلومة في قلوب المؤمنين وأما أن أريد به جنة غيرها فإنها تجيء منكرة أو مقيدة بالإضافة أو مقيدة من السياق بما يدل على أنها جنة في الأرض فالأول كقوله جنتين من أعناب والثاني كقوله ولولا إذ دخلت جنتك والثالث كقوله أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قالوا مما يدل على أن جنة آدم هي جنة المآوى ما روى هوذة بن خليفة عن عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال إن الله تعالى لما أخرج آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء
فثماركم هذه من ثمار الجنة غير إن هذه تتغير وتلك لا تتغير قالوا وقد ضمن الله سبحانه وتعالى له إن تاب إليه وأناب أن يعيده إليها كما روى المنهال عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه قال يا رب ألم تخلقني بيدك قال بلى قال أي رب ألم تنفخ في من روحك قال بلى قال أي رب ألم تسكني جنتك قال بلى قال أي رب ألم تسبق رحمتك غضبك قال بلى قال أرأيت أن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة قال بلى قال فهو قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وله طرق عن ابن عباس وفي بعضها كان آدم قال لربه إذا عصاه رب أن أنا تبت وأصلحت فقال له ربه إني راجعك إلى الجنة فهذا بعض ما احتج به القائلون بأنها جنة الخلد ونحن نسوق حجج الآخرين
الباب الرابع في سياق حجج الطائفة التي قالت ليست جنة الخلد وإنما هي
جنة في الأرض قالوا هذا قول تكثر الدلائل الموجبة للقول به فنذكر بعضها قالوا قد أخبر الله سبحانه على لسان جميع رسله أن جنة الخلد أنما يكون الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد وقد وصفها الله سبحانه وتعالى لنا في كتابة بصفاتها ومحال أن يصف الله سبحانه وتعالى شيئا بصفته ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفه بها قالوا فوجدنا الله تعالى وصف الجنة التي اعدت للمتقين بإنها دار المقامة فمن دخلها أقام بها ولم يقم آدم بالجنة التي دخلها ووصفها بإنها جنة الخلد وآدم لم يخلد فيها ووصفها بأنها دار ثواب وجزاء لا دار تكليف وأمر ونهى ووصفها بأنها دار سلامة مطلقة لا دار ابتلاء وامتحان وقد ابتلى آدم فيها بأعظم الابتلاء ووصفها بأنها دار لا يعصي الله فيها أبدا وقد عصى آدم ربه في جنته التي دخلها ووصفها بأنها ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل وسماها دار السلام ولم يسلم فيها الأبوان من الفتنة ودار القرار ولم يستقر فيها وقال في داخلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/17)
وما هم منها بمخرجين وقد اخرج منها الأبوان وقال لا يمسهم فيها نصب وقد ند فيها آدم هاربا فارا وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه وأخبر أنه لالغو فيها ولا تأثيم وقد سمع فيها آدم لغو إبليس وإثمه وأخبر أنه لا يسمع فيها لغو ولا كذاب وقد سمع فيها آدم عليه السلام كذب
إبليس وقد سماها الله سبحانه وتعالى مقعد صدق وقد كذب فيها إبليس وحلف على كذبه وقد قال تعالى للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ولم يقل إني جاعل في جنة المأوى فقالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ومحال أن يكون هذا في جنة المأوى وقد أخبر الله تعالى عن إبليس إنه قال لآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فإن كان الله سبحانه وتعالى قد اسكن آدم جنة الخلد والملك الذي لا يبلى فكيف لم يرد عليه ويقول له كيف تدلني على شيء أنا فيه وقد أعطيته ولم يكن الله سبحانه وتعالى قد اخبر آدم إذ أسكنه الجنة أنه فيها من الخالدين ولو علم أنها دار الخلد لما ركن إلى قول إبليس ولا مال إلى نصيحته ولكنه لما كان في غير دار خلود غره بما أطعمه فيه من الخلد قالوا ولو كان أدم أسكن جنة الخلد وهي دار القدس التي لا يسكنها إلا طاهر مقدس فكيف توصل إليها إبليس الرجس النجس المذموم المدحور حتى فتن فيها أدم عليه السلام ووسوس له وهذه الوسوسة إما أن تكون في قلبه وإما أن تكون في أذنه وعلى التقديرين فكيف توصل اللعين إلى دخول دار المتقين وأيضا فبعد أن قيل له اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها أيفسح له أن يرقى إلى جنة المأوى فوق السماء السابعة بعد السخط عليه والأبعاد له والزجر والطرد بعتوه واستكباره وهل هذا يلائم قوله فما يكون لك أن تتكبر فيها فإن كانت مخاطبته لآدم بما خاطبه به وقاسمه عليه ليست تكبرا فما التكبر بعد هذا فإن قلتم فلعل وسوسته وصلت إلى الأبوين وهو في الأرض وهما فوق السماء في عليين فهذا غير معقول لغة ولا حسا ولا عرفا وإن زعمتم انه دخل في بطن الحية حتى أوصل إليهما الوسوسة فأبطل وأبطل إذ كيف يرتقي بعد الاهباط إلى أن يدخل الجنة ولو في بطن الحية وإذا قلتم إنه دخل في قلوبهما ووسوس إليهما فالمحذور قائم وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى حكى مخاطبته لهما كلاما سمعاه شفاها فقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وهذا دليل على مشاهدته لهما وللشجرة ولما كان آدم خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال الله تعالى له ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ولم يقل عن هذه الشجرة فعندما قال لهما ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة لما أطعمها في ملكها والخلود في مقرها أتى باسم الإشارة بلفظ الحضور تقريبا لها وإحضارا لها عندهما وربهما تعالى قال لهما ألم أنهكما عن
تلكما الشجرة ولما اراد إخراجهما منها فأتى باسم الإشارة بلفظ البعد والغيبة كأنهما لم يبق لهما من الجنة حتى ولا مشاهدة الشجرة التي نهيا عنها وأيضا فإنه سبحانه قال إليه يصعد الكلم الطيب ووسوسة اللعين من اخبث الكلم فلا تصعد إلى محل القدس قال منذر وقد روى عن النبي أن آدم عليه السلام نام في جنته وجنة الخلد لا نوم فيها بالنص وإجماع المسلمين فإن النبي سئل أيتام أهل الجنة في الجنة قال لا النوم أخو الموت والنوم وفاة وقد نطق به القرآن والوفاة تقلب حال ودار السلام مسلمة من تقلب الأحوال والنائم ميت أو كالميت قلت الحديث الذي أشار إليه المعروف أنه موقوف من رواية أبن أبي نجيح عن مجاهد قال خلقت حواء من قصيري آدم وهو نائم وقال أسباط عن السدي أسكن آدم عليه السلام الجنة وكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومه فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما انت قالت امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلى وقال ابن إسحاق عن ابن عباس ألقى الله على آدم عليه السلام السنة ثم اخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب من نومته حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء فسواها امرأة يسكن إليها فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقال لحمي ودمي وروحي فسكن إليها قالوا ولا نزاع إن الله سبحانه وتعالى خلق آدم في الأرض ولم يذكر في موضع واحد أصلا أنه نقله إلى السماء بعد ذلك ولو كان قد نقله ذلك إلى السماء لكان هذا أولى بالذكر لأنه من اعظم الآيات ومن اعظم النعم عليه فإنه كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/18)
معراجا ببدنه وروحه من الأرض إلى فوق السموات قالوا وكيف ينقله سبحانه ويسكنه فوق السماء وقد اخبر ملائكته أنه جاعله في الأرض خليفة وكيف يسكنه دار الخلد التي من دخلها خلد فيها ولا يخرج منها قال تعالى وما هم فيها بمخرجين قالوا ولم يكن معنا في المسألة إلا أن الله سبحانه أهبط إبليس من السماء حين امتنع من السجود لآدم عليه السلام وهذا أمر تكوين لا يمكن وقوع خلافه ثم أدخل آدم عليه السلام والجنة بعد هذا فإن الأمر بالسجود كان عقب خلقه من غير فصل فلو كانت الجنة فوق السموات لم يكن لإبليس سبيل إلى صعوده
إليها وقد أهبط منها وأما تلك التقادير التي قدرتموها فتكلفات ظاهرة كقول من قال يجوز أن يصعد إليها صعودا عارضا لا مستقرا وقول من قال أدخلته الحية وقول من قال دخل في أجوافها وقول من قال يجوز أن تصل وسوسته إليها وهو في الأرض وهما فوق السماء ولا يخفى ما في ذلك من التعسف الشديد والتكلف البعيد وهذا بخلاف قولنا فإنه سبحانه لما أهبطه من ملكوت السماء حيث لم يسجد لآدم عليه السلام أشرب عداوته فلما أسكنه جنته حسده عدوه وسعى بكيده وغروره في إخراجه منها والله أعلم وقالوا ومما يدل على أن جنة آدم لم تكن جنة الخلد التي وعد المتقون أن الله سبحانه لما خلقه أعلمه أن لعمره أجلا ينتهي إليه وأنه لم يخلقه للبقاء كما روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله لما خلق الله آدم عليه السلام ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بأذنه فقال ربه يرحمك الله يا آدم أذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقال السلام عليكم قالوا وعليك السلام الخ ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان أختر أيهما شئت فقال أخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال يا رب ما هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب بين عينيه عمره فأذا فيهم رجل أضوؤهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمرا أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذلك الذي كتبت له قال اي رب فاني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذلك قال ثم اسكن الجنة ما شاء الله ثم اهبط منها فكان آدم عليه السلام يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتبت إلى ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لأبنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى من غير وجه عن ابي هريرة قالوا فهذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يخلق في دار البقاء التي لا يموت من دخلها وإنما خلق في دار الفناء التي جعل الله تعالى لها ولسكانها أجلا معلوما وفيها اسكن فإن قيل فإذا كان آدم عليه السلام قد علم أن له عمرا مقدرا وأجلا ينتهي إليه وإنه ليس من الخالدين فكيف لم يعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وقوله أو تكونا من الخالدين فالجواب من وجهين أحدهما أن الخلد لا يستلزم الدوام والبقاء بل هو المكث
الطويل كما سيأتي الثاني أن إبليس لما حلف له وغره وأطعمه في الخلود نسي ما قدر له من عمره قالوا وأيضا فمن المعلوم الذي لا ينازع فيه مسلم أن الله سبحانه خلق آدم عليه السلام من تربة هذه الأرض وأخبر أنه خلقه من سلالة من طين وأنه خلقه من صلصال من حمأ مسنون فقيل هو الذي له صلصلة لبيسة وقيل هو الذي تغيرت رائحته من قولهم صل اللحم إذا تغير والحمأ الطين الأسود المتغير والمسنون المصبوب وهذه كلها أطوار للتراب الذي هو مبدؤه الأول كما أخبر عن أطوار خلق الذرية من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم يخبر سبحانه وتعالى أنه رفعه من الأرض إلى فوق السموات لا قبل التحليق ولا بعده فأين الدليل الدال على إصعاد مادته أو إصعاده هو بعد خلقه وهذا ما لا دليل لكم عليه ولا هو لازم من لوازم ما اخبر الله به وقالوا من المعلوم أن ما فوق السموات ليس بمكان للطين الأرضي المتغير الرائحة الذي قد انتن من تغيره وإنما محل هذه الأرض التي هي محل المتغيرات الفاسدات وأما ما فوق الأفلاك فلا يلحقه تغير ولا نتن ولا فساد ولا استحالة فهذا أمر لا يرتاب فيه العقلاء قالوا وقد قال الله تعالى وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/19)
عطاء غير مجذوذ فأخبر سبحانه أن عطاء جنة الخلد غير مجذوذ قالوا فإذا جمع ما أخبر به سبحانه من أنه خلقه من الأرض وجعله خليفة في الأرض وإن إبليس وسوس إليه في مكانه الذي أسكنه فيه بعد ان أهبطه من السماء بامتناعه من السجود له وانه أخبر ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة وان دار الخلد دار جزاء وثواب على الامتحان والتكاليف وإنه لا لغو فيها ولا تأثيم ولا كذاب وأن من دخلها لا يخرج منها ولا ييأس ولا يحزن ولا يخاف ولا ينام وان الله حرمها على الكافرين وإبليس رأس الكفر فإذا جمع ذلك بعضه إلى بعض وفكر فيه المنصف الذي رفع له علم الدليل فشمر إليه بنفسه عن حضيض التقليد تبين له الصواب والله الموفق فلو لم يكن في المسألة إلا أن الجنة ليست دار تكليف وقد كلف الله سبحانه الأبوين بينهما عن الأكل من الشجرة فدل على أنها دار تكليف لا جزاء وخلد فهذا أيضا بعض ما احتجت به هذه الفرقة على قولها والله أعلم
الباب الخامس في جواب أرباب هذا القول لأصحاب القول الأول
قالوا أما قولكم إن قولنا هو الذي فطر الله عليه عباده بحيث لا يعرفون سواه فالمسألة سمعية لا تعرف إلا بأخبار الرسل ونحن وأنتم أنما تلقينا هذا من القرآن لا من المعقول ولا من الفطرة فالمتبع فيه ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ونحن نطالبكم بصاحب واحد أو تابع أو أثر صحيح او حسن بأنها جنة الخلد التي أعدها الله للمؤمنين بعينها ولن تجدوا إلى ذلك سبيلا وقد اوجدناكم من كلام السلف ما يدل على خلافه ولكن لما وردت الجنة مطلقة في هذه القصة ووافقت أسم الجنة التي اعدها الله لعباده في أطلاقها وبعض اوصافها فذهب كثير من الأوهام إلى أنها هي بعينها فإن أردتم بالفطرة هذا القدر لم يفدكم شيئا وإن أردتم أن الله فطر الخلق على ذلك كما فطرهم على حسن العدل وقبح الظلم وغير ذلك من الأمور الفطرية فدعوى باطلة ونحن إذا رجعنا إلى فطرنا لم نجد علمها بذلك كعلمها بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات
وأما استدلالكم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه وقول آدم وهل أخرجكم منها إلا خطيئة أبيكم فأنما يدل على تأخر آدم عليه السلام عن الاستقباح للخطيئة التي قد تقدمت منه في دار الدنيا وأنه بسبب تلك الخطيئة حصل له الخروج من الجنة كما في اللفظ الآخر أني نهيت عن أكل الشجرة فأكلت منها فأين في هذا ما يدل على أنها جنة المأوى بمطابقة أو تضمن أو استلزام وكذلك قول موسى له أخرجتنا ونفسك من الجنة فإنه لم يقل له أخرجتنا من جنة الخلد وقولكم أنهم خرجوا إلى بساتين من جنس الجنة التي في الأرض فاسم الجنة وأن أطلق على تلك البساتين فبينها وبين جنة آدم ما لا يعلمه إلا الله وهي كالسجن بالنسبة إليها واشتراكهما في كونهما في الأرض لا ينفي تفاوتهما أعظم تفاوت في جميع الأشياء
وأما استدلالكم بقوله تعالى وقلنا أهبطوا عقيب إخراجهم من الجنة فلفظ الهبوط لا يستلزم النزول من السماء إلى الأرض غايته أن يدل على النزول من مكان عال إلى أسفل منه وهذا غير منكر فإنها كانت جنة في أعلى الأرض فاهبطوا منها إلى الأرض وقد بينا أن الأمر كان لآدم عليه السلام وزوجه وعدوهما فلو كانت الجنة في السماء لما كان عدوهما متمكنا منها بعد اهباطه الأول لما أبى السجود لآدم عليه السلام فالآية أيضا من أظهر الحجج عليكم ولا تغني عنكم وجوه التعسفات والتكلفات التي قدرتموها وقد تقدمت
وأما قوله تعالى ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فهذا لا يدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض فإن الأرض اسم جنس وكانوا في أعلاها وأطيبها وأفضلها في محل لا يدركهم فيه جوع ولا عرى ولا ظمأ ولا ضحى فاهبطوا إلى أرض يعرض فيها ذلك كله وفيها حياتهم وموتهم وخروجهم من القبور والجنة التي اسكناها لم تكن دار نصب ولا تعب ولا أذى والأرض التي اهبطوا إليها هي محل التعب والنصب والأذى وأنواع المكاره
وأما قولكم إنه سبحانه وتعالى وصفها بصفات لا تكون في الدنيا فجوابه أن تلك الصفات لا تكون في الأرض التي أهبطوا إليها فمن أين لكم أنها لا تكون في الأرض التي اهبطوا منها وأما قولكم إن آدم عليه السلام كان يعلم إن الدنيا منقضية فانية فلو كانت الجنة فيها لعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد فجوابه من وجهين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/20)
أحدهما أن اللفظ أنما يدل على الخلد وهو أعم من الدوام الذي ى انقطاع له فإنه في اللغة المكث الطويل ومكث كل شيء بحسبه ومنه قولهم رجل مخلد إذا أسن وكبر ومنه قولهم لاثا في الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الاطلال قال
الارمادا هامدا دفعت **عنه الرياح خوالد الفحم
ونظير هذا أطلاقهم القديم على ما تقادم عهده وإن كان له أول كما قال تعالى كالعرجون القديم وإنك لفي ضلالك القديم وأفك قديم وقد أطلق تعالى الخلود في النار على عذاب بعض العصاة كقاتل النفس واطلقه النبي على قاتل نفسه
الوجه الثاني أن العلم بانقطاع الدنيا ومجئ الآخرة أنما يعلم الوحي ولم يتقدم لآدم عليه الصلاة والسلام نبوة يعلم بها ذلك وهو وأن نباه الله سبحانه وتعالى وأوحى إليه وأنزل عليه صحفا كما في حديث أبي ذر لكن هذا بعد اهباطه إلى الأرض بنص القرآن قال تعالى اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وكذلك في سورة البقرة قلنا أهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى الآية
وإما قولكم أن الجنة وردت معرفة باللام التي للعهد فتنصرف إلى جنة الخلد فقد وردت معرفة باللام غير مراد بها جنة الخلد قطعا كقوله تعالى إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها مصبحين وقولكم أن السياق ها هنا دل على أنها جنة في الأرض قلنا والأدلة التي ذكرناها دلت على أن جنة آدم عليه السلام في الأرض فلذلك صرنا إلى موجبها إذ لا يجوز تعطيل دلالة الدليل الصحيح
وإما استدلالكم بأثر أبي موسى أن الله أخرج آدم عليه السلام من الجنة وزوده من ثمارها فليس فيه زيادة على ما دل عليه القرآن إلا تزوده منها وهذا لا يقتضي أن تكون جنة الخلد
وقولكم أن هذه تتغير وتلك لا تتغير فمن أين لكم أن الجنة التي اسكنها آدم كان التغير يعرض لثمارها كما يعرض لهذه الثمار وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال لولا بنو إسرائيل لم يخبز اللحم أي لم يتغير ولم ينتن وقد أبقى سبحانه وتعالى
في هذا العالم طعام العزير وشرابه مائة سنة لم يتغير
وأما قولكم أن الله سبحانه وتعالى ضمن لآدم عليه السلام أن تاب أن يعيده إلى الجنة فلا ريب أن الأمر كذلك ولكن ليس يعلم أن الضمان إنما يتناول عوده إلى تلك الجنة بعينها بل إذا أعاده إلى جنة الخلد فقد وفى سبحانه بضمانه حق الوفاء ولفظ العود لا يستلزم الرجوع إلى عين الحالة الأولى ولا زمانها ولا مكانها بل ولا إلى نظيرها كما قال شعيب لقومه قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وقد جعل الله سبحانه المظاهر عائدا بإرادته الوطء ثانيا أو بنفس الوطء أو بالإمساك وكل منها غير الأول لا عينه فهذا ما أجابت به هذه الطائفة لمن نازعها
الباب السادس في جواب من زعم أنها جنة الخلد عما احتج به منازعوهم
قالوا أما قولكم إن الله سبحانه أخبر أن جنة الخلد إنما يقع الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد فهذا حق في الدخول المطلق الذي هو دخول استقرار ودوام وأما الدخول العارض فيقع قبل يوم القيامة وقد دخل النبي الجنة ليلة الإسراء وأرواح المؤمنين والشهداء في البرزخ في الجنة وهذا غير الدخول الذي اخبر الله به في يوم القيامة فدخول الخلود إنما يكون يوم القيامة فمن أين لكم أن مطلق الدخول لا يكون في الدنيا وبهذا خرج الجواب عن استدلالكم بكونها دار المقامة ودار الخلد قالوا وأما احتجاجكم بسائر الوجوه التي ذكرتموها في الجنة وأنها لم توجد في جنة آدم عليه السلام من العرى والنصب والحزن واللغو والكذب وغيرها فهذا كله حق لا ننكره نحن ولا أحد من أهل الإسلام ولكن هذا إذا دخلها المؤمنون يوم القيامة كما يدل عليه سياق الآيات كلها فإن نفي ذلك مقرون بدخول المؤمنين إياها وهذا لا ينفي أن يكون فيها بين أبوي الثقلين ما حكاه الله سبحانه وتعالى من ذلك ثم يصير الأمر عند دخول المؤمنين إياها إلى ما أخبر الله عنها فلا تنافي بين الأمرين وأما قولكم أنها دار جزاء وثواب لا دار تكليف وقد كلف الله سبحانه آدم بالنهي عن الأكل من تلك الشجرة فدل على أن تلك الجنة دار تكليف لا دار خلود فجوابه من وجهين أحدهما أنه إنما تمتنع أن تكون دار تكليف إذا دخلها المؤمنين يوم القيامة فحينئذ ينقطع التكليف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/21)
واما وقوع التكليف فيها دار الدنيا فلا دليل على امتناعه البتة كيف وقد ثبت عن النبي أنه قال دخلت البارحة الجنة فرأيت امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن أنت الحديث وغيره ممتنع أن يكون فيها من يعمل بأمر الله ويعبد الله قبل يوم القيامة بل هذا هو الواقع فإن من فيها الآن مؤتمرون بأوامر من قبل ربهم لا يتعدونها سواء سمى ذلك تكليفا أو لم يسم
الوجه الثاني أن التكليف لم يكن بالأعمال التي يكلف بها الناس في الدنيا من الصيام والصلاة والجهاد ونحوها وإنما كان حجرا عليهما في شجرة واحدة من جملة أشجارها إما واحدة بالعين أو بالنوع وهذا القدر لا يمتنع وقوعه في دار الخلد كما أن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها فإن أردتم بكونها ليست دار تكليف امتناع وقوع مثل هذا فيها في وقت من الأوقات فلا دليل عليه وإن أردتم أن تكاليف الدنيا منتفعة عنها فهو حق ولكن لا يدل على مطلوبكم وأما استدلالكم بنوم آدم فيها والجنة لا ينام أهلها فهذا أن ثبت النقل بنوم آدم فإنما ينفي النوم عن أهلها يوم دخول الخلود حيث لا يموتون وأما قبل ذلك فلا
وأما استدلالكم بقصة وسوسة إبليس له بعد اهباطه وإخراجه من السماء فلعمر الله أنه لمن أقوى الأدلة وأظهرها على صحة قولكم وتلك التعسفات لدخوله الجنة وصعوده إلى السماء بعد اهباط الله له منها لا يرتضيها منصف ولكن لا يمتنع أن يصعد ألى هنالك صعودا عارضا لتمام الابتلاء والامتحان الذي قدره الله تعالى وقد أسبابه وإن لم يكن ذلك المكان مقعدا له مستقرا كما كان وقد اخبر الله سبحانه عن الشياطين أنهم كانوا قبل مبعث رسول الله يقعدون من السماء مقاعد للسمع فيستمعون الشيء من الوحي وهذا صعود إلى هناك ولكنه صعود عارض لا يستقرون في المكان الذي يصعدون إليه مع قوله تعالى اهبطوا بعضكم لبعض عدو فلا تنافي بين هذا الصعود وبين الأمر بالهبوط فهذا محتمل والله اعلم
وأما استدلالكم بأن الله سبحانه أعلم آدم عليه السلام مقدار أجله وما ذكرتم من الحديث وتقرير الدلالة منه فجوابه أن إعلامه بذلك لا ينافي إدخاله جنة الخلد وإسكانه فيها مدة وأما أخباره سبحانه إن داخلها لا يموت وإنه لا يخرج منها فهذا يوم القيامة وأما احتجاجكم بكونه خلق من الأرض فلا ريب في ذلك ولكن من أين لكم أنه كمل خلقه فيها وقد جاء في بعض الآثار أن الله سبحانه ألقاه على باب الجنة أربعين صباحا فجعل إبليس يطوف به ويقول لأمر ما خلقت فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك فقال لئن سلطت عليه لأهلكنه ولئن سلط على لا عصينه مع أن قوله سبحانه وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض يدل على أنه كان معهم في السماء حيث أنبأهم بتلك الأسماء وإلا فهم لم ينزلوا كلهم إلى الأرض حتى سمعوا منه ذلك ولو كان خلقه قد كمل في الأرض لم يمتنع أن يصعده سبحانه الى السماء لأمر دبره وقدره ثم يعيده إلى الأرض فقد اصعد المسيح إلى السماء ثم ينزله إلى الأرض قبل يوم القيامة وقد اسرى ببدن رسول الله وروحه إلى فوق السموات فهذا جواب القائلين بأنها جنة الخلد لمنازعيهم والله أعلم) انتهى.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:39 م]ـ
أخي عبد الرحمن الفقيه وفقه الله.
وما الصواب من ذلك كله؟. ارى في الامر خلطا. فهل ترشدنا ارشدكم الله الى كل خير.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:27 م]ـ
لعل هذا الرابط يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30677&highlight=%CC%E4%C9+%C2%CF%E3(43/22)
بين المعتزلة وأهل السنة
ـ[الصغير]ــــــــ[22 - 03 - 05, 03:13 م]ـ
ما هي المسائل التي خالف فيها المعتزلة أهل السنة
بارك الله فيكم(43/23)
ما حكم التعبير عن الذات الاهية بغير اسم الله كان يعبر عنها بلفظ god مثلا في الدعوة
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:06 م]ـ
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل لديكم فتاوى او بحث حول هذه المسالة
حيث قد تقتضي مصلحة الدعوة ان يعبر عن الذات الاهية باللفظ الذي يفهمه المخاطب
ثم لمصلحة اخرى كذلك و هي انه استقر عند كثير من الناس ان الله الاه خاص بالعرب او المسلمين
اثابكم الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 03 - 05, 04:18 م]ـ
قل allah ولا تقل God :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15144&highlight=god(43/24)
قائمة الشركات النقية من الربا
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 05:51 م]ـ
الحمد لله:
أما بعد:
فهذه فتوى في شركات الأسهم النقية من الربا, أنقلها من موقع المسلم للحاجة إليها, وكثرة السؤال عنها.
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله
فضلية الدكتور محمد العصيمي وفقه الله
يرد للموقع أسئلة كثيرة تستفسر عن الشركات النقيةالتي لاتتعامل بالربا، فهل هناك قائمة جديدة غير التى سبق نشرها.
وجزاءكم الله خيراً على ماتقدمونه من جهود
في هذا الشأن.
والله يحفظكم.
الاجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سئلت كثيراً عن قائمة الشركات النظيفة (القائمة البيضاء) التي لم تتضمن قوائمها المالية أية قروض ربوية ولا استثمارات محرمة في الشركات المساهمة السعودية، والتي درستها بالتعاون مع إخوة أفاضل في الرقابة الشرعية، وبعض المتعاونين، وهي إلى هذا الشهر:
1. الراجحي.
2. الغذائية.
3. التعمير.
4. نادك.
5. حائل الزراعية.
6. تبوك الزراعية.
7. الجوف الزراعية.
8. القصيم الزراعية.
9. الخزف.
10. الجبس.
11. النقل الجماعي.
12. النقل البري (مبرد).
13. مكة.
14. طيبة.
15. فيبكو.
16. الصحراء.
17. إسمنت العربية.
18. إسمنت ينبع.
19. اتحاد اتصالات.
20. اللجين.
21. بنك البلاد.
والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، كتبه/ محمد العصيمي
وإليكم رابطُ الفتوى من موقع المسلم:
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=6702
نقله: عبدالرحمن العامر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:40 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا النقل الطيب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ محمد العصيمي من المشايخ الفضلاء الذين لهم اعتناء بهذه المسائل فجزاه الله خيرا
ولكن قوله في أسهم البنوك يحتاج إلى بحث أكثر
ـ[الطويلبة]ــــــــ[03 - 06 - 08, 02:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .. وأحسن إليكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:22 ص]ـ
هذه قائمة قديمة جدا ... وقد خرجت بعض الشركات من القائمة التي يقال لها نقية ... ودخلت بعض الشركات ....
لذا ينصح بالرجوع إلى موقع الشيخ للتأكد من آخر قائمة.
وأظنها تُحَدّثُ سنويا.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ محمد العصيمي من المشايخ الفضلاء الذين لهم اعتناء بهذه المسائل فجزاه الله خيرا
ولكن قوله في أسهم البنوك يحتاج إلى بحث أكثر
هلا افصحت ياشيخ عبدالرحمن حفظكم الله!
حتى نستفيد فقط.(43/25)
درجة حديث (لعن رسول الله من جلس وسط الحلقة).للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:08 م]ـ
فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان أمد الله في عمره على عمل صالح.
قرأت في أحد الكتب حديث حذيفة (لعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من جلس وسط الحلقة). فتعاظمت هذا الوعيد في مثل هذا العمل اليسير فقلت أكتب لفضيلتكم تبينون درجته فإن صح عندكم فما معناه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه أبو داود في سننه (4826) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثني أبو مجلز عن حذيفة (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من جلس وسط الحلقة).
ورواه أحمد (5/ 384) و الترمذي (2753) و الحاكم (4/ 281) من طريق شعبة عن قتادة نحوه.
وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم وفيه نظر.
فالحديث رواته ثقات غير أن أبا مجلز لاحق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.
وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا حجاج بن محمد قال: قال شعبة لم يدرك أبو مجلز حذيفة (العلل رقم 788).
فأصبح الحديث ضعيفاً وهو ليس على ظاهره اتفاقاً.
وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس.
وتأوله آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم و يقعد وسطها و لا يقعد حيث انتهى به المجلس فلعن للأذى.
وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر.
ولا يصح من هذه التأويلات شيء وقد علمت أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:17 م]ـ
جزا الله الشيخ سليمان خير الجزاء.(43/26)
أول من قال: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:00 م]ـ
(من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) عبارة واقعية جميلة تنطبق على بعض الإخو ة ممن يخوضون ويتكلمون في غير الفن الذي يحسنونه، وغالبا مايحدث الخلط والتأويل بلا علم او حجة، وقد تنطبق علينا كثيرا - هدانا الله -.
قالها الحافظ ابن حجر رحمه الله في حق الكرماني رحمه الله في الفتح (3/ 584)،وإليك النص:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى
كتاب الحج:
باب الدُّعَاءِ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ
وَقَالَ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ اَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ تَقَدَّمَ اَمَامَهَا فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ ثُمَّ يَاْتِي الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ يَنْحَدِرُ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو ثُمَّ يَاْتِي الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا قَالَ الزُّهْرِيُّ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا عَنْ اَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ
الشرح:
قوله: (باب الدعاء عند الجمرتين) اي وبيان مقداره.
قوله: (وقال محمد حدثنا عثمان بن عمر) قال ابو علي الجياني: اختلف في محمد هذا فنسبه ابو علي بن السكن فقال: محمد بن بشار.
قلت: وهو المعتمد.
وقال الكلاباذي: هو محمد بن بشار او محمد بن المثنى.
وجزم غيره بانه الذهلي.
قوله: (قال الزهري سمعت الخ) هو بالاسناد المصدر به الباب، ولا اختلاف بين اهل الحديث ان الاسناد بمثل هذا السياق موصول، وغايته انه من تقديم المتن على بعض السند، وانما اختلفوا في جواز ذلك.
واغرب الكرماني فقال: هذا الحديث من مراسيل الزهري، ولا يصير بما ذكره اخرا مسندا لانه قال يحدث بمثله لا بنفسه.
كذا قال؛ وليس مراد المحدث بقوله في هذا " بمثله " الا نفسه، وهو كما لو ساق المتن باسناد ثم عقبه باسناد اخر ولم يعد المتن بل قال " بمثله "، ولا نزاع بين اهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا، وكذا عند اكثرهم لو قال " بمعناه " خلافا لمن يمنع الرواية بالمعنى.
وقد اخرج الحديث المذكور الاسماعيلي عن ابن ناجية عن محمد بن المثنى وغيره عن عثمان بن عمر وقال في اخره " قال الزهري سمعت سالما يحدث بهذا عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم " فعرف ان المراد بقوله مثله نفسه،
واذا تكلم المرء في غير فنه اتى بهذه العجائب.
ـ[أشرف بن محمد.]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:45 ص]ـ
(من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) عبارة واقعية جميلة تنطبق على بعض الإخو ة ممن يخوضون ويتكلمون في غير الفن الذي يحسنونه، وغالبا مايحدث الخلط والتأويل بلا علم او حجة
أرجو مناصحة هؤلاء الإخوة (عبر الرسائل الشخصية)، ولا نكتفي بالتعريض فإنه لا يُجدي، فكلٌّ
منا يعتقد أنه على صواب وأنَّ الحق معه!
(أخرج في الأوسط عن ابن عمر قال: العلم ثلاثة: كتابٌ ناطق، وسُنّةٌ ماضية، ولا أدري) انتهى
الإحتجاج بالسنة / مجموعة الرسائل المنيرية ج2)
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:26 م]ـ
وقريب من هذه الفائدة، والشئ بالشئ يذكر، فهذه فائدة عن أول من قال: والشئ بالشئ يذكرُ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23633&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E4%ED
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:41 م]ـ
هل الأولية هنا بناءً على استقراء؟!
ـ[مسك]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي ..
لطالما كانت عبارة مميزة ..
قال الجرجاني في دلائل الإعجاز (إذا تعاطى الشيء غير أهله، وتولى الأمر غير البصير به، أعضل الداء واشتد البلاء).
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:25 م]ـ
هل الأولية هنا بناءً على استقراء؟!
بناءا على استقراء انترنتي أو قل قوقلي ( googly) ::)) .
ولعلي أزيد البحث، وإن كانت الفائدة من المعرفة - بعد البحث - قليلة.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 10:12 م]ـ
قال الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة:
وقد تكلم في العلم مَن لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساكُ أولى به، وأقربَ من السلامة له إن شاء الله.
اهـ
في أثناء باب البيان الخامس
:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/27)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 06:09 م]ـ
لعل أول من قال العبارة بنصها هو أبو موسى المديني، هذا ما أحفظه عن شيوخي، ولكن أظن أن الشيخ أحمد شاكر قد ذكر ذلك وسأرجع إليه، والله أعلم.
لي عودة إن شاء الله.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[06 - 01 - 06, 08:30 ص]ـ
لعل أول من قال العبارة بنصها هو أبو موسى المديني، هذا ما أحفظه عن شيوخي، ولكن أظن أن الشيخ أحمد شاكر قد ذكر ذلك وسأرجع إليه، والله أعلم.
لي عودة إن شاء الله.
نعم ذكر الإمام أحمد شاكر ذلك في كتابه ((كلمة الحق)) التي جمع فيها بعض مقالاته، ونسب هذه المقالة إلى الحافظ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:58 م]ـ
قال الأخ المبارك / أشرف بن محمد وفقه الله تعليقا على الموضوع - إلا إنه فقد مع التعديل الأخير -، وقد نقلته من (نسخة مخبأة) عن طريق قوقل، قال:
يقول الشيخ: ((أحمد محمد شاكر)) رحمه الله:
إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب
هي كلمة حكيمة، وحكمة نادرة، قالها الحافظ ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري ( ... ج3/ص466).
والحافظ ابن حجر هو إمام أهل العلم بالحديث، وخاتمة الحفاظ، بل هو المحدث الحقيقي الأوحد منذ القرن الثامن الهجري إلى الآن (1).
وقد قال هذه الحكمة الصادقة في شأن رجل عالم كبير، من طبقة شيوخه، هو (محمد بن يوسف الكرماني) شارح البخاري، إذ تعرض لمسألة من دقائق فن الحديث لم يكن من أهلها، على علمه وفضله، فتعرض لما لم يكن من أهلها، على علمه وفضله، فتعرض لما لم يتيقن معرفته. والكرماني هو الكرماني، وابن حجر هو ابن ابن حجر. انتهى.كلمة الحق ص114.
قلتُ: هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب، وكم نحن بحاجةٍ ماسة إليه!
وكل من لم يكن مثل ((الإمام)) الكرماني، أولى بالسكوت في ما ليس من فنه.
اللهم إني أسألك العافية لي ولإخواني.
(1) فائدة: قال الشيخ الألباني رحمه الله في الحافظ العسقلاني - ما معناه -:
أن بعد وفاة هذا الإمام لم تلد النساء مثله، وقال فيه:
هو حذام علم الحديث. انتهى.
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام.
والحمد لله.
http://64.233.183.104/search?q=cache:LSoEH0voaGMJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D28177+%D8%A3%D9%88%D9%84+%D9% 85%D9%86+%D9%82%D8%A7%D9%84+:(%D9%85%D9%86+%D8%AA% D9%83%D9%84%D9%85+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D9%8A%D8%B1+ %D9%81%D9%86%D9%87+%D8%A3%D8%AA%D9%89+%D8%A8%D8%A7 %D9%84%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%A8)&hl=ar
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا محمد القحطاني فقد أكدت ما كنت كدت أنساه لطول العهد به.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:55 م]ـ
الله المستعان.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا .... فما أكثر عجائبنا!.
ـ[ذو المختار بن أطياب]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:14 ص]ـ
قد تكون هذه الكلمة وغيرها مما تناقله أهل العلم مسبوقة في الزمان السالف .. فأتى من بعدهم فأعادوا صياغتها
فتكون الأولية نسبية نوعا ما ... إما من حيث المعنى او اللفظ
والله الموفق ..
وأيا ما كان اول قائليها فالمهم حفظها وتنزيلها على أهلها ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
بارك الله تعالى في الأخ المفضال الشيخ سامي المسيطير على فوائده، كثرها الله تعالى.
وأنا أحفظ عبارة جميلة جدا، لكني لا أعرف قائلها:
((من جهلتْ نفسُهُ قدرَ نفسِهِ، رأى منْهُ غيرُهُ ما لا يَرى)).
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:10 م]ـ
وقال أبو المظفر السمعاني في القواطع:" ... فكان الأولى به عفا الله عنه أن يترك الخوض فى هذا الفن ويحيله على أهله فإن من خاض فيما ليس من شأنه فأقل ما يصيبه افتضاحه عند أهله".(43/28)
طالب العلم والمجلات العلمية المحكمة ....
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
إن مما ينبغي لطالب العلم أن يقرأه ,هي المجلات العلمية المحكمة , لأنها
تحتوي على بحوث مفيدة في جميع العلوم الشرعية ,وبعضها يحتوي على تحقيق
مخطوطات مهمة لايتسنى لأحد أن يجدها منشورة على حدة.
وفي نظري أن هذه المجلات مهمة لطالب العلم لأمرين هما:
أ=أنه يتم تحكيمها من قبل فقهاء وعلماءذوي اختصاص.
ب=أنه يكتب بها مشائخ وطلاب علم متمكنون وأكثرهم أكاديميون.
ومن هذه المجلات:
1 - مجلة البحوث الإسلامية- رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء-الرياض.
2 - مجلة العدل- الرياض.
3 - مجلة المجمع الفقهي الإسلامي.
4 - مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -الرياض.
5 - مجلة جامعة أم القرى-مكة.
6 - مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة- المدينة النبوية.
7 - مجلة الدرعية
8 - مجلة الحكمة- مانشستر.
9 - مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية- الكويت.
10 - مجلة الأحمدية- دبي.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:13 ص]ـ
ومما يضاف أيضا:
11 - مجلة البحوث الفقهية المعاصرة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:01 م]ـ
12 - مجلة (المورد).
13 - مجلة (مجمع اللغة العربية بدمشق).
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:53 م]ـ
أغلب الجامعات في العالم العربي تصدر مثل هذه المجلات في الإمارات , والجزائر والأردن , وقطر ...
والله الموفق
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[النصري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 10:32 ص]ـ
إضافة لما ذكر فقد بلغني إصدار مجلة الجامعة الاسلامية في برنامج على (سيدي) فياحبذا من دل عليه وله الشكر والدعاء
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 08:30 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
اقتراح ....
من أجل تمام الفائدة أقترح على كل أخ فاضل ينشر اسم مجلة أن يضع رابط المجلة؛ تسهيلاً على القراء وتوفيراً للوقت.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:12 ص]ـ
فهرس لأكثر من 200 مجلة دورية متنوعة , إسلامية وأدبية ولغوية وأكاديمية (قابلة للبحث) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140650&highlight=%E3%CC%E1%C9)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:26 ص]ـ
العدد التاسع من مجلة الأحمدية
http://www.altemawy.com/new/index_sub.php?scid=100&ids=2&id=321&extra=news&type_base=110&type=110&count=1
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[16 - 05 - 09, 10:48 م]ـ
أين أجد تلك المجلات في مكتبات السعودية؟
ـ[أبو عبدالرحمن عبدالله]ــــــــ[17 - 05 - 09, 03:28 ص]ـ
وكذلك هناك مجلة جديدة محكمة أسمها (الأصول و النوازل) جاء فيها:
مجلة علمية محكمة تعني بنشر القضايا المعاصرة والنوازل وفق الأصول الشرعية و الأدلة النقلية
وقد صدر أول عدد لها في محرم 1430هـ
ـ[د. منصور يحيى عبدالله]ــــــــ[10 - 08 - 09, 02:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشعر بالسعادة والغبطة فعلا عندما ارى شبابا في
هذه الامة يحبون العلم ويتسابقون في تحصيله ونشره
ويجدون ويجتهدون في كل ماهو نافع لامتهم ودينهم
بارك الله في كل من كان ذلك هو همه ومسلكه
ولو ان غالب شباب الامة كانوا امثالكم لكنا كما كان اسلافنا
سادة هذا العالم
جزاكم الله عني كل الخير يااحبتي في الله
د. منصور يحيى عبد الله
myam47@yahoo.com(43/29)
رآي الإمام البخاري في الإسلام والإيمان
ـ[البقاعي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:13 م]ـ
في كتاب الإيمان للإمام البخاري في صحيحه لم يفرق بين الإسلام والإيمان وهذا واضح من طريقة سرده للأبواب و ذكره رحمه الله للإسلام وأركانه في كتاب الإيمان ...
قال أبن رجب في فتح الباري .. والبخاري يرى أن الإيمان والإسلام مترادفان ..
ويقول زكريا الأنصاري في شرحه للبخاري والبخاري يرى أن الأسلام والإيمان قول وعمل ..
فما رآى الأخوه في رآي البخاري؟؟؟؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:43 م]ـ
موضوع مهم أخي البقاعي. فإن طرح الإمام البخاري لمسائل الإيمان فيه حل لإشكالات عديدة ورد على أهل الإرجاء قديماً وحديثاً:
تفضل أشرطة شرح الشيخ سليمان العلوان لكتاب الإيمان من صحيح البخاري:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=637(43/30)
رآي الإمام البخاري في الإسلام والإيمان
ـ[البقاعي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:13 م]ـ
في كتاب الإيمان للإمام البخاري في صحيحه لم يفرق بين الإسلام والإيمان وهذا واضح من طريقة سرده للأبواب و ذكره رحمه الله للإسلام وأركانه في كتاب الإيمان ...
قال أبن رجب في فتح الباري .. والبخاري يرى أن الإيمان والإسلام مترادفان ..
ويقول زكريا الأنصاري في شرحه للبخاري والبخاري يرى أن الأسلام والإيمان قول وعمل ..
فما رآى الأخوه في رآي البخاري؟؟؟؟
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:43 م]ـ
موضوع مهم أخي البقاعي. فإن طرح الإمام البخاري لمسائل الإيمان فيه حل لإشكالات عديدة ورد على أهل الإرجاء قديماً وحديثاً:
تفضل أشرطة شرح الشيخ سليمان العلوان لكتاب الإيمان من صحيح البخاري:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=637(43/31)
كيف وافق قول أهل السنة والجماعة في الإيمان الفطرة البشرية ... دعوة للمشاركة
ـ[البقاعي]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:18 م]ـ
السؤال واضح وياليت المشائخ الكرام يوضحون وجه الموافقة بين الفطرة البشرية و قول أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان ... !!؟؟؟(43/32)
لايسمح بطرح الشبهات في هذا القسم بدون الرد عليها
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[23 - 03 - 05, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام حفظهم الله تعالى
هذا القسم الجديد لايسمح فيه بطرح شبهات المبتدعة، وإنما تكتب فيه الردود عليهم فقط، وتوضيح عقيدة أهل السنة.
وهناك منتديات متخصصة في ذكر الشبه والرد عليها يمكن للإخوة الذهاب لها لطرح ما لديهم
وأما في ملتقى أهل الحديث فلا يسمح بنشر الشبهات هكذا بدون رد.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وهذا مما عهدناه منكم في المحافظة على هذا الصرح من أن يتسلل إليه المفسدون
ولاشك أن شفاء العي السؤال وليس معنى هذا إغلاق الباب عن الجاهل كلا والإخوة لا يريدون هذا بدليل وجود كثير من شبه القبورية والأشاعرة وكثير من الفرق في الملتقى بل هو مليء من هذا ولم تحذف لأن السائل تبين من حاله أنه يريد الوصول إلى الحق وليس من أهل الجدل
وأما من أراد التشويش ومن طبع الله على قلبه واتبع هواه فلن تملك له من الله شيئا والعياذ بالله
{خاطرة كتبتها إن ناسبت وإلا فاحذفوها}
المقر
ئ
ـ[حارث همام]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:53 م]ـ
شكر الله لكم ووددت لو أن منتديات أهل السنة الأخرى كانت كذا، فإن الشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، والذود عن حياض العقيدة واجب.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 05:09 ص]ـ
ما شاء الله .. ملتقى أهل الحديث على درجة من المتانة و القوة عجيبين .. الله يبارك فيه و في رواده والقائمين عليه
التطويرات و التحسينات الأخيرة في غاية من الدقة و الإتقان(43/33)
كيفية الجمع بين حديث النزول و كروية الارض
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الكرام
كيفية الجمع بين حديث النزول و كروية الارض و كذا الفوقية
و هل الله عز و جل طوال اليوم نازلا و محيط بذاته بالارض
رجاء التوضيح و الرد الشافي
والله يحفظكم
والسلام
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:13 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،،
نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا لا يعني أنه غادر عرشه و صار داخل العالم المخلوق، فهذه هي كيفية نزول الأجسام المادية المخلوقة .. أما الله تعالى فينزل و هو ما زال على عرشه فوق مخلوقاته.
و لمزيد من التوضيح و الرد الشافي أنصحك بمطالعة كتاب شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ففيه الكفاية إن شاء الله عز و جل.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:30 ص]ـ
ملخص عشرات الصفحات في أربع كلمات ((النزول معلوم والكيف مجهول))
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 01:16 ص]ـ
لو تعارض عندك الجمع بين النزول والعلو وكذا تعاقب الليل والنهار
فهذا تعارض صحيح ولكنه في حق المخلوق فقط لا في حق الخالق
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 03:12 ص]ـ
و هل الله عز و جل طوال اليوم نازلا و محيط بذاته بالارض.
معذرة إلى الأخ الفاضل السكندري حفظه الله تعالى , فسؤالك لا ينبغي أن يكون بهذه الصيغة التي ذكرت.
فمسألة النزول , قد عرضت على الأئمة , وألِّف فيها مؤلفات كثيرة , فمن أجودها كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " شرح حديث النزول " , فاقتنه , واعمل بنصيحة الأخ الدكتور هشام عزمي حفظه الله تعالى (ابتسامة).
وجواب الأخ الفاضل محمد سفر العتيبي حفظه الله تعالى هو الصواب إن شاء الله تعالى , إذ أننا نؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بذاته سبحانه وتعالى , ولا نسأل عن الكيفية , إذ أن السؤال عنها بدعة.
هذا والله أعلم.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[28 - 03 - 05, 02:38 م]ـ
كروية الارض واختلاف ثلث الليل في البلدان من طول وقصر (دوام الليل لمدد طويله في شمال الارض) وبداية ثلث الليل في بلد ونهايته في اخر يقربه امور 1 - عظمة الخالق وعدم مشابهته للمخلوقات اذ نزوله للسماء الدنيا لايلزم منه بعده عن العرش كما ان قربه للداعي لا يستلزم قربه من ممن هو قرب الداعي 2 - كلامه للخلق وحسابه لهم يوم القيامة كل واحد وحده في وقت واحد لا يشغله احد عن احد 3 - ان الله يقترب من اهل عرفه يوم الحج وليس فيه قربه من مكه ولا منى ولا غيرها 4 - ان الله عزوجل يقول للمصلين على كثرتهم حمدني مجدني عبدي ... الى اخر الحديث لايشغله احد عن احد5 - ان الله يسمع الخلق على كثرتهم واختلاف السنتهم وما يقولون في نفس اللحظه 6 - ان الله عزوجل يرى كل المخلوقات علوية وسفلية فى نفس اللحظه لايشغله شي عن شي 7 - ان الله عزوجل الظاهر فليس اظهر منه والباطن في نفس الوقت وليس دونه شي اذا تصورت هذه الاشياء وعظمة الخالق عزوجل وجهلت كيفية هذه الافعال انه يكلم الخلق ويسمعهم ويرزفهم ويراهم ويحاسبهم في نفس الوقت عرفت ان نزوله مع كروية الارض ونزوله على اهل بلد دون بلد وبقاء ثلث الليل على سائر الارض وعدم خلو العرش منه وانه اذا قرب من احد او مكان لم يلزم منه الابتعاد عن الاخر وهذه اشكالات قديمة والله اعلم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 - 03 - 05, 03:08 م]ـ
ملخص عشرات الصفحات في أربع كلمات ((النزول معلوم والكيف مجهول))
جزاك الله خيرا. فالسؤال يجيب عليه من يعرف كيفية النزول!!
الا ان البعض قد يظن ان كروية الارض تنافي الفوقية او العلوا. وقد شرح ذلك احد دكاترة الجامعة مما كان مبلغه من العلم. ان يكذب الفوقية بدعوى كروية الارض.فان المقابل لك من الجهة الاخرى تحت قدميك؟ فكيف تقولوا ان الله فوق الاثنين؟
الجواب عن ذلك سهل جدا ولكن قبل ذلك يجب ان نتكلم عن امور:
ان الخالق غير المخلوق: فكون الانسان مستلزما لقوانين للحركة والوجود اوجدها الخالق الا ان الخالق غني عنها.لان المخلوقات نعلم منها ما هو مادي يحتاج الى حركة الاجسام مقابل حركته. ومنها ما لم يكن مادة من شيء اخر لم نعلم حقيقته كالامواج والضوء, فمع البحث الا ان حقيقة الشيء لم تتضح علميا بعد. ومنها ما كان معنويا كالتشكيل وتغير شكل المادة بطريقة لا تغير طبيعتها. وامور اخرى كثيرة لا نعرف حقيقتها كالروح التي بها الانسان انسانا حيا. ومخلوقات اخرى لا نعلم عنها الا ما اخبرنا الله به عنها كالملائكة والجن والعرش. فعلم الانسان بالشيء يجعله يعرف كيف ولم , اما جهله به فلا يعطيه معرفة كافية , بل يتبع بذلك اسلوبا مذموما بان يفكر بامر لا يفهمه لعدم ادراكه له , وقد لخبر العزيز العليم انه سيوبخهم في موقف عظيم فيقول لهم: اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما.
فالجهل بالشيء المخلوق لا يعطيك معرفة عنه. فكيف الخالق الذي لا نحيط به علما؟
الثاني امتناع القياس: فالقياس انما يكون للمتشابه نقيس فعل هذا بفعل هذا وناتج عمل هذا بعمل هذا ونعرف من الاتي ما عرفنا عن الماضي:
ان اختفلى ما في الزمانت الاتي ... فقس على الماضي من الاوقات
فالقياس يكون للمتشبه نأخذ خبرة لما يأتي مما مضى:
من لم تفده صروف الدهر تجربة ... فيما يحاور فليرعى مع الهمل
ولكن هل يقاس بين الخالق والمخلوق:
لسنا نشبه ربنا بعبيده****رب وعبد كيف يشتبهان؟
الامر الاخر وهو الاهم ان من ينظر الى الانسان على الارض وينظر الى الارض في المجموعة الشمسية ومن ينظر الى السموات السبع والارض للعرش والكرسي.
القصد الانسان على الارض اصغر من ان يقارن بنملة تمشي على السقف فهل عاقل يقول الن السقف تحتها؟ ام انها تحت السقف؟.
اظن ان القصد واضح.
فالمشكلة بعقول الناس لا بما يتفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/34)
ـ[خالد أبوعاصم]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لو أن إنسانآ يضع عند قدمه كرة ثم أراد أن يدنو إلى جانب منها أو أن يرفعها إليه , فهل هذا ينافي علوه عليها و مباينته لها؟ أم هل يستلزم حلوله فيها؟ فهذا مثال يوضح المسألة ولله المثل الأعلى,
وقد روى عن إبن عباس رضى الله عنهما أنه قال (ما السماوات السبع والأرضون السبع وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم) , قال ابن أبي العز في شرحه للطحاوية بعد هذا الأثر: (ومن المعلوم ولله المثل الأعلى أن الواحد منا إذا كان عنده خردلة إن شاء قبضها وأحاط قبضته بها , وإن شاء جعلها تحته وهو في كلا الحالين مباينآ لها عال عليها فوقها من جميع الوجوه , فكيف بالعظيم الذي لا يحيط بعظمته وصف واصف , فلو شاء لقبض السموات والأرض اليوم وفعل بها كما يفعل بها يوم القيامة
فإنه لا يتجدد به إذ ذاك قدرة ليس عليها ألآن , فكيف يستبعد العقل مع ذلك أن يدنو سبحانه من بعض أجزاء العالم وهو على عرشه فوق سمواته , أو يدني إليه من يشاء من خلقه فمن نفى ذلك لم يقدره حق قدره.)
فائدة ===
ذكر أخونا مجدي أبو عيشة حفظه الله أن القياس في حق الله تعالى ممنوع فقال (ولكن هل يقاس بين الخالق والمخلوق:
لسنا نشبه ربنا بعبيده****رب وعبد كيف يشتبهان؟)
فأقول له: إعلم بارك الله فيك أن النفي بإطلاق هكذا لا يصح إذ أن القياس ثلاثة أنواع قسمان يمتنع القياس على الله تعالى بهما وهما قياس التمثيل و قياس الشمول وهذان هما اللذان أنكرهما الله تعالى على المشركين وقال في ذلك (فلا تضربوا لله الأمثال) ,
وأما النوع الثالث: وهو الذي يصح القياس به فهو قياس الأولى , أي أن ما ثبت للمخلوق من كمال فالخالق أحق به وأولى , وهذا هو مذهب أهل السنة ,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (والله تعالى له المثل الأعلى, فلا يجوز أن يقاس على غيره قياس تمثيل يستوي فيه الفرع والأصل , ولا يقاس مع غيره قياس شمول تستوي أفراده في حكمه فإن الله سبحانه ليس مثلآ لغيره ولا مساويآ له أصلآ بل مثل هذا القياس هو ضرب الأمثال لله وهو من الشرك والعدل بالله وجعل الند لله وجعل غيره له كفوآ وسميا .................... إلى أن قال: ولهذا ذكر الوزير أبو المظفر بن هبيرة في كتاب الإيضاح في شرح الصحاح أن أهل السنة يحكون أن النطق بإثبات الصفات وأحاديثها يشتمل على كلمات متداولات بين الخالق وخلقه وتحرجوا من أن يقولوا مشتركة لأن الله تعالى لاشريك له , بل لله المثل الأعلى وذلك هو قياس الأولى والأحرى , فكما ثبت للمخلوق من صفات الكمال فالخالق أحق به وأولى وأحرى به منه لأنه أكمل منه ولأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال فالمعطي الكمال لغيره أولى أن يكون هو موصوفآ به) بيان تلبيس الجهمية جـ1 / صـ 327
وكما يقال في التفصيل تأصيل
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العلمين
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:46 ص]ـ
المقصود بالقياس الذي ذهب اليه النفاة عند وصفهم الافعال كما في مثالنا. وذلك بانهم قاسو ما يلزم وما يمكن له على ما يلزمهم وما يمكنهم.لذلك اخبرتك انهم شبهوا الصفات ضمنيا وهم لا يشعرون. لانهم يلزمون للصوت تجسيما:
والصوت ليس بموجب تجسمه ... اذ كانت الصفتان تختلفان
وجزاك الله خيرا على التوضيح.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:12 م]ـ
من أفضل الأجوبة لهذا السؤال قول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح الواسطية (ص 437):
(جاء المتأخرون الذين عرفوا أن الأرض كروية وأن الشمس تدور على الأرض قالوا: كيف ينزل في ثلث الليل، وثلث الليل إذا انتقل عن المملكة العربية السعودية ذهب إلى أوروبا وماقاربها؟
فنقول: أنتم الآن قستم صفات الله بصفات المخلوقين. انت آمن اولا بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين، وإذا آمنت ليس عليك شيء وراء ذلك. لا تقل: كيف وكيف؟
فقل: إذا كان ثلث الليل في السعودية فالله نازل، وإذا كان في أمريكا ثلث الليل يكون نزول الله أيضًا.
إذًا: موقفنا أن نقول إنا نؤمن بما وصل إلينا عن طريق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل ويقول ك من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟). انتهى كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
قلتُ: وهذا يدخل في قسم الغيب التي أثنى الله على من يؤمنون به؛ لأنه الفارق بين المؤمن المصدق وغيره ممن لايؤمن أو يصدق إلا بالحسيات وعالم الشهادة.(43/35)
سؤال في الكفر والإيمان
ـ[احمد بن سامي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:23 ص]ـ
اخوتي في الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
هل فعل الكفر يلزم منه انتفاء الإيمان من القلب أم أن الفعل يكون كفرا بمجرده؟
واذا قلنا بانتفاء الإيمان من القلب فهل يكون ذلك انتفاء قول القلب الذي هو اعتقاده أم انتفاء أصل عمل القلب؟ أم الإثنين معا؟(43/36)
هل هذا الحديث موضوع؟؟
ـ[أم فالح]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة
الميزاب وقال: يا كريم، فقال النبي خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني
أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي، محمد صلى الله عليه وسلم، فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا
أخا العرب، فقال الأعرابي: لا، فقال النبي: فما إيمانك به، فقال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، فقال النبي: يا
أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة، فأقبل الأعرابي يقبِّل يد النبي، فقال النبي: مه يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل
الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي وقال له: يا
محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل
والكثير، والفتيل والقِطمير، فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله،
إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي: إن حاسبني ربي على
ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى
ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلّل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش
عن تسبيحهم، قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة)
جزاكم الله خيراً
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:35 ص]ـ
هذا حديث موضوع
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=6356
*******************
حديث الأعرابي في الطواف
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=27008
ـ[أم فالح]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك(43/37)
سنية غسل اليدين قبل الطعام!
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:23 ص]ـ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه.
أخرجه النسائي، وصححه الألباني، وقال:
هذا حديث عزيز جيد فيه سنية غسل اليدين قبل الطعام.
أورده في السلسلة الصحيحة (390).
ورجع عنه في الطبعة الجديدة، وزاد (وهو جنب)، وقال:
ثم بدا لي بعد أن وقفت على الزيادة المستدركة أنه لا علاقة له بالغسل مطلقا إلا للجنب.
فيوضع في الأحاديث التي رجع عنها الشيخ رحمه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:36 م]ـ
للفائدة:
ينظر الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 212:
فصل في استحباب غسل اليدين قبل الطعام وبعده ..
ففيه فوائد قيمة في المسألة عن جمع من العلماء ..
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:35 ص]ـ
هذا بحث لهذه المسألة لعله يفيدك:
أولا: غسل اليدين قبل الطعام وبعده:
يمكن تقسيمه إلى حالتين:
الحالة الأولى: غسل اليدين قبل الطعام إذا كان فيهما أذى أو قذر, وبعده إذا بقي عليهما بعد الفراغ من الطعام رائحة:
اتفق الفقهاء () على غسل اليدين قبل الطعام وبعده, إذا كان فيهما أذى أو قذر, أو بقي عليهما بعد الفراغ من الطعام رائحة.
والدليل على ذلك:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من بات وفي يده ريح غمر () فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه)) ().
وجه الدلالة: دل الحديث على ضرورة إزالة مايعلق باليد من الأذى والقذر لأن ذلك مظنة الإصابة بالأخطار.
الحالة الثانية: غسل اليدين قبل الطعام إذا كانتا نظيفتين:
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: الاستحباب, وهو قول الحنفية () والشافعية () والحنابلة () في الصحيح من المذهب.
القول الثاني: الكراهة, وهو قول المالكية () , وهو رواية عند الحنابلة () , وهو قول سفيان الثوري ().
أدلة القول الأول:
1 - حديث سلمان الفارسي () رضي الله عنه قال: قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله، فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" ().
وجه الدلالة: أن الحديث يدل على مشروعية الوضوء قبل الطعام وبعده , والوضوء الوارد في الحديث هو غسل اليدين كما فسره جماعة من العلماء ().
ويجاب عنه: بأن الحديث ضعيف لايقوى على الاحتجاج به.
2 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع)) ().
وجه الدلالة: أن الحديث دل على استحباب غسل اليدين قبل تناول الطعام.
ويجاب عنه: بأن الحديث ضعيف لايقوى على الاحتجاج به.
أدلة القول الثاني:
1 - حديث ابن عباس رضي الله عنه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته من الخلاء فقرب إليه طعام فأكل ولم يمس ماء. ()
وجه الدلالة: دل الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغسل يديه قبل تناول الطعام ,فدل ذلك على كراهة أن يتعمد الإنسان غسل يديه عند تناول طعامه.
2 - أن ذلك من زي الأعاجم ,ولم يرو عن السلف ().
ويجاب عنه: بأن هذا عمل حسن , ولأننا لم نؤمر بمخالفتهم في كل شئ, ولو كان مما تقتضيه الفطرة وتدعو إليه حكمة الإسلام , وهو الطهر والنظافة والبعد عن كل قذر وضرر ().
3 - أن هذا خلاف سنة المسلمين فإنهم لم يكونوا يتوضؤن قبل الأكل وإنما كان هذا من فعل اليهود فيكره التشبه بهم ().
ويجاب عنه: بأن يقال كان هذا في أول الاسلام لما كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ().
4 - أنه إفساد للماء من غير حكمة.
الترجيح:
القول الراجح إن شاء الله هو استحباب غسل اليدين قبل الأكل ولو كانتا نظيفتين , لأنهما تلاقيان من الأدران والأوساخ والغبار , مايقذر الطعام , ولعله يفسده فيضر الآكل , ولأن في ذلك حفظ الطعام من التلوث.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[27 - 03 - 05, 02:55 م]ـ
بما أنكم أثرتم هذه الموضوع القيم
فإن هنالك أمورا ينبغى التنبيه عليها
كبعض [الأحاديث] المتعلقة بالطعام وهى
مشتهرة بين العوام
وأنا أبدأ الموضوع: فما تقولون فى النص التالى:
< للسابق لقمة وأجر>
والمقصود السبق إلى الطعام
هل هو حديث؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا(43/38)
قول الصحابي: ليس من السنة كذا وكذا ... هل له حكم الرفع؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[23 - 03 - 05, 01:38 م]ـ
اخواني احسن الله اليكم ...
المشهور عند جماهير المحدثين ان الصحابي
اذا قال: من السنة كذا وكذا ... فان له حكم الرفع
خلافا لبعض اهل العلم ...
لكن اذا قال الصحابي: ليس من السنة كذا وكذا ....
فالذي الذي يظهر انه لايأخذ حكم المرفوع لاحتمال
ان الصحابي لم تبلغه هذه السنة وهذا هو الذي ذكره الشيخ
عبدالكريم الخضير .....
والذي اقصده بكتابة هذا الموضوع هو مشاركة الاخوة في تحرير
هذه المسألة وضرب الامثلة على ذلك ... وان كان احد قد كتب
في مبحث الفاظ الصحابي التي تأخذ حكم الرفع فلعل احد الاخوة
يرشدنا الى ذلك ...
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:17 م]ـ
يظهر أنه لا إشكال في كونه لا يأخذ حكم الرفع، و ذلك لآن النافي الأصل فيه أن ينفي حسب علمه، ولهذا نجد أمثلة عديدة يجزم فيها الصحابة بقول خلاف السنة الصريحة، و عذرهم في الأعم الغالب أنها لم تبلغهم، و مشهور مثلا إنكار عائشة أن المرأة تقطع بمرورها أمام المصلي صلاته، و قالت شبهتمونا بالحمير و الكلاب، مع ثبوت الخبر به في الصحيح وهكذا
لكن يظهر أن هذه اللفظة يستأنس بها عند خلو المسألة من النص خاصة إذا كان قائلها ممن أكثر من ملازمة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و الله أعلم
ـ[علي سليم]ــــــــ[27 - 03 - 05, 03:48 م]ـ
بداية اقول ....
ان السخاوي رحمه الله تعالى ذكر عند مطلع قول زين الدين العراقي في فتحه و ذلك:
قول الصحابي من السنة او
نحو امرنا حكمه الرفع و لو
.......................
ذكر خلاف العلماء و شروطهم و جنح آخرا قائلا .... (ثم ان النفي كالاثبات فيما تقدم كما علم من التمثيل و لذلك مثل ابن الصباغ للمسألة بقول عائشة: كانت اليد لا تقطع في الشيء التافه) فارجع اليه فانه من الاهمية بمكان.
و الله تعالى اعلم و احكم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:22 ص]ـ
الاخ علي ..... جزاك الله خيرا
قول السخاوي ثم ان النفي كالاثبات فيما تقدم كما علم من التمثيل و لذلك مثل ابن الصباغ للمسألة بقول عائشة: كانت اليد لا تقطع في الشيء التافه ...
ليس مرادي بل هو كما قال السخاوي له حكم الرفع ....
الذي اقصده اذا قال الصحابي (ليس من السنة ....... )
مثال ذلك حديث أبي مسعود قال (ليس من السنة الصلاة قبل خروج الإمام يوم العيد)
رواه الطبراني في الكبير وقال الهيثمي رجاله ثقات
فهل له حكم الرفع .... والفرق ان الصحابي يحتمل ان هذه السنة لم تبلغه فأنكرها ......(43/39)
هَلْ الإمام أبو حَنِيفَةَ قالَ هذا كما هو منشور مِن قِبل إبن حزم؟
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[23 - 03 - 05, 02:56 م]ـ
السلام عليكم
هَلْ الإمام أبو حَنِيفَةَ قالَ هذا كما هو منشور مِن قِبل إبن حزم؟
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا حَدَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَا حَدَّ عَلَى مَنْ تَزَوَّجَ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ، وَابْنَتَهُ، وَأُخْتَه، وَجَدَّتَهُ، وَعَمَّتَهُ، وَخَالَتَهُ، وَبِنْتَ أَخِيهِ، وَبِنْتَ أُخْتِهِ - عَالِمًا بِقَرَابَتِهِنَّ مِنْهُ، عَالِمًا بِتَحْرِيمِهِنَّ عَلَيْهِ، وَوَطِئَهُنَّ كُلَّهُنَّ: فَالْوَلَدُ لَاحِقٌ بِهِ، وَالْمَهْرُ وَاجِبٌ لَهُنَّ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا التَّعْزِيرُ دُونَ الْأَرْبَعِينَ فَقَطْ - وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَا: فَإِنْ وَطِئَهُنَّ بِغَيْرِ عَقْدِ نِكَاحٍ فَهُوَ زِنًى، عَلَيْهِ مَا عَلَى الزَّانِي مِنْ الْحَدِّ--- تقريبا في منتصف الصفحة تجد النص
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?DocID=11&MaksamID=2244&ParagraphID=2314&Sharh=0
شكراً لكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:41 م]ـ
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا حَدَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَا حَدَّ عَلَى مَنْ تَزَوَّجَ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ، وَابْنَتَهُ، وَأُخْتَه، وَجَدَّتَهُ، وَعَمَّتَهُ، وَخَالَتَهُ، وَبِنْتَ أَخِيهِ، وَبِنْتَ أُخْتِهِ - عَالِمًا بِقَرَابَتِهِنَّ مِنْهُ، عَالِمًا بِتَحْرِيمِهِنَّ عَلَيْهِ، وَوَطِئَهُنَّ كُلَّهُنَّ: فَالْوَلَدُ لَاحِقٌ بِهِ، وَالْمَهْرُ وَاجِبٌ لَهُنَّ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا التَّعْزِيرُ دُونَ الْأَرْبَعِينَ فَقَطْ - وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَا: فَإِنْ وَطِئَهُنَّ بِغَيْرِ عَقْدِ نِكَاحٍ فَهُوَ زِنًى، عَلَيْهِ مَا عَلَى الزَّانِي مِنْ الْحَدِّ--- تقريبا في منتصف الصفحة تجد النص
لا أدري صحة نسبة القول إلى الإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ وهي تحتاج إلى مراجعة
لكن الكلام ليس ببعيد عن طريقتهم
ـــ سوى ما جعلته باللون الأحمر فهو مشكل جدا ـــ
فإنهم يدرؤون الحدود بأدنى شبهة
ونظرهم ههنا يكون إلى شبهة العقد
فيجعلونه نكاحا فاسدا
أي وطء شبهة
يسقط به الحد ويجب فيه مهر المثل
فهم يتوسعون في هذا الباب ـ أعني درء الحدود بالشبهات ـ كثيرا
وهو توسع مرذول
ويحضرني منه الآن
سقوط الحد عندهم بوطء البغي على أجرة
وممن يتوسع في هذا الباب المالكية أيضا
والكلام في هذا يطول، والوقت لا يتسع
أبو بكر(43/40)
ما حكم الأموال التي يتقاضاها لاعبو الكرة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:35 م]ـ
ما حم الأموال التي يتقاضاها لاعبو الكرة؟(43/41)
استلحاق ولد الزنا
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:23 م]ـ
استلحاق ولد الزنا
هل صح عن ابن تيمية رحمه الله جواز استلحاق ولد الزنا؟
بمعنى انه من فعل مع امراة الفاحشة فحملت وولدت ثم تزوجها يجوز له نسبة الطفل اليه
ـ[خالد العمري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:40 م]ـ
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=33591&dgn=4
أنا طفلة غير شرعية، وقد تزوج والداي وكان عمري 10 أشهر وقد تطلقا قبل سنتين، استعملت اسم والدي منذ أن ولدت وهو معترف بأبوته لي. هل أغير أسمى إلى اسم والدتي؟
قرأت الأجوبة في موقعكم وهي تقول بأنني يجب أن أستعمل اسم والدتي، ولكن هناك جواب للشيخ ابن جبرين يقول العكس ورقم السؤال 5967 وقد ذكر بأن الوالد إذا اعترف بالأبوة فيجوز التسمي باسم الأب، فأرجو التوضيح.
الجواب:
الحمد لله
أولاً: نؤكد على أن "ولد الزنا" لا علاقة له بجريمة والديه، وأن له كامل الحقوق التي للمسلمين ذكرا كان أو أنثى، وأن عليه أن يتقي الله تعالى ليكون من أهل جنته ورضوانه.
ثانياً: اختلف العلماء في استلحاق الزاني ولده إذا لم تكن المرأة فراشا على قولين، هل يلحق به أولا.
وبيان ذلك: أن المرأة إذا كانت فراشا، أي متزوجة، وأتت بولد بعد ستة أشهر من زواجها، فإنه ينسب إلى الزوج، ولا ينتفي عنه إلا بملاعنته لزوجته. ولو ادعى رجل أنه زنى بالمرأة وأن هذا ابنه من الزنا، لم يلتفت إليه بالإجماع، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر" رواه البخاري (2053) ومسلم (1457).
قال ابن قدامة: (وأجمعوا على أنه إذا ولد على فراش رجل , فادعاه آخر. أنه لا يلحقه , وإنما الخلاف فيما إذا ولد على غير فراش).
فإذا لم تكن المرأة فراشا (زوجة)، وجاءت بولد من زنا، فادعاه الزاني، فهل ينسب إليه؟
ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا ينسب إليه.
ونقل عن الحسن وابن سيرين وعروة والنخعي وإسحاق وسليمان بن يسار، أنه ينسب إليه.
واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ونقله ابن قدامة رحمه الله عن أبي حنيفة رحمه الله، قال: (وروى علي بن عاصم , عن أبي حنيفة , أنه قال: لا أرى بأسا إذا زنى الرجل بالمرأة فحملت منه , أن يتزوجها مع حملها , ويستر عليها , والولد ولد له) المغني 9/ 122
وقال ابن مفلح رحمه الله: واختار شيخنا [ابن تيمية] أنه إن استلحق ولده من زنا ولا فراش لحقه اهـ. الفروع 6/ 625
وقال ابن قدامة رحمه الله: (وولد الزنى لا يلحق الزاني في قول الجمهور وقال الحسن , وابن سيرين: يلحق الواطئ إذا أقيم عليه الحد ويرثه. وقال إبراهيم: يلحقه إذا جلد الحد , أو ملك الموطوءة. وقال إسحاق: يلحقه. وذكر عن عروة , وسليمان بن يسار نحوه).
وقال شيخ الإسلام: (وأيضا ففي استلحاق الزاني ولده إذا لم تكن المرأة فراشا قولان لأهل العلم , والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " الولد للفراش , وللعاهر الحجر " فجعل الولد للفراش ; دون العاهر. فإذا لم تكن المرأة فراشا لم يتناوله الحديث , وعمر ألحق أولادا ولدوا في الجاهلية بآبائهم , وليس هذا موضع بسط هذه المسألة) الفتاوى الكبرى 3/ 178
وقد استدل جمهور العلماء على عدم لحوق ولد الزنى بالزاني بما رواه أحمد (7002) وأبو داود (2265) وابن ماجه (2746) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَضَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَمْ يَمْلِكْهَا، أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا فَإِنَّهُ لا يَلْحَقُ بِهِ وَلا يَرِثُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ فَهُوَ وَلَدُ زِنْيَةٍ مِنْ حُرَّةٍ كَانَ أَوْ أَمَةٍ.
والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود، وحسنه الأرناؤوط في تحقيق المسند. واستدل به ابن مفلح لمذهب الجمهور.
فقضى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ولد الزنى لا يلحق بالزاني ولا يرثه، حتى لو ادعاه الزاني.
ولاشك أن إلحاق الولد بشخص ما، أمر عظيم يترتب عليه أحكام كثيرة، من الإرث، والمحرمية له ولأقاربه.
والحاصل أن الفتاوى التي صرحت بانتفاء نسب ولد الزنا من الزاني، موافقة لما عليه جمهور العلماء.
وأما الشيخ ابن جبرين حفظه الله، فلعله بنى كلامه على القول الآخر الذي ذكرنا أصحابه فيما سبق.
وبناء على قول الجمهور، فإن ولد الزنا – ذكرا كان أو أنثى – لا ينسب إلى الزاني، ولا يقال إنه ولده، وإنما ينسب إلى أمه، وهو محرم لها، ويرثها كبقية أبنائها.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (وأما الولد الذي يحصل من الزنا، يكون ولدا لأمه، وليس ولدا لأبيه؛ لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر " العاهر: الزاني، يعني ليس له ولد. هذا معنى الحديث. ولو تزوجها بعد التوبة فإن الولد المخلوق من الماء الأول لا يكون ولدا له، ولا يرث من هذا الذي حصل منه الزنا ولو ادعى أنه ابنه، لأنه ليس ولدا شرعيا) انتهى، نقلا عن: فتاوى إسلامية 3/ 370
وفي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله (11/ 146): الولد المخلوق من ماء الزاني لا يسمى ولدا للزاني اهـ.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/42)
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 03 - 05, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي الكريم ونفع بك اللهم آمين
وأردت لو اسألك ايضا أخي ان كنت تعلم لأبن حزم قول في هذه المسألة
لا اريد ان أثقل عليك فكفاك كرما ما بسطته لي هنا. وان لم تفعل فلا لوم ان شاء الله
ـ[خالد العمري]ــــــــ[26 - 03 - 05, 10:47 م]ـ
قال ابن حزم الظاهري: " نفى صلى الله عليه وسلم أولاد الزنى جملة بقوله عليه الصلاة والسلام " وللعاهر الحجر " فالعاهر - أي الزاني - عليه الحد فلا يلحق به الولد، والولد يلحق بالمرأة إذا أتت به، ولا يلحق بالرجل، ويرث أمه وترثه، لأنه عليه الصلاة والسلام ألحق الولد بالمرأة في اللعان ونفاه عن الرجل "
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=117&dgn=4
ـ[سيف 1]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:14 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
بارك الله فيك لما أفدتني به سائلا الله عز وجل ان يجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة.اللهم آمين
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[30 - 12 - 07, 05:12 ص]ـ
للرفع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 08:22 ص]ـ
الظاهر أن الأحناف موافقون لما عليه الجمهور من عدم الاستلحاق
ولم يذكر ابن القيم أن أبا حنيفة يقول بالجواز
فهل يعد ما نقله ابن قدامة عن أبي حنيفة حجة عند نقل الخلاف؟
نرجو الإفادة
وفقكم الله
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:56 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122070
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:55 ص]ـ
إما أن يقال بخطأ النقل عن أبي حنيفة رحمه الله
أو يقال:
هو مقيَّد بالزواج منها
كما قيَّده بعضهم:
1. بإقامة الحد.
2. بملك الموطوءة - أي: الأمة -
والله أعلم(43/43)
هل النووي من الأشاعرة
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[23 - 03 - 05, 04:48 م]ـ
هل النووي من الأشاعرة ?(43/44)
ما المقصود من قول عمر ابن عبدالعزيز (عليكم باثارهم فإنهم ..... )
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله في وصف الصحابه والتابعين ((عليكم باثارهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا)) في قول عمر نجاة لما تعيشه أمتنا اليوم من فتن فما تعليقكم على ذلك؟؟
وما المقصود في قوله؟؟ للضرورة ...(43/45)
أريد ترجمة لكعب الأحبار؟
ـ[محمد بن فاروق]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ترجمة لكعب الأحبار ملمة به وبحاله لأنه كثر المغرضين في زماننا هذا, والله المستعان على ما يصفون.(43/46)
الاستدلالُ على بطلانِ خطبةِ وصلاةِ المرأةِ بالرجالِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:19 م]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
نقلت وسائلُ الإعلامِ خبراً عن قيامِ امرأةٍ تدعى أمينة ودود بخطبةِ الجمعةِ والصلاةِ بالرجالِ والنساءِ في أمريكا، ولا أدري كيف تجرأت على فعلٍ كهذا هداها الله؟، وفعلها يذكرنا بقصةِ الرجلِ الذي بال في بئرِ زمزم ليقال أنهُ بال في بئرِ زمزم نسألُ اللهَ السلامَ والعافيةَ.
وفي مقالي هذا أريدُ أن أقفَ مع نصوصِ الشريعةِ في حكمِ عملِ أمينة ودود، من خلالِ ما جاء في الكتابِ والسنةِ وكلامِ العلماءِ في المسألةِ.
المسألةُ الأولى: إمامةُ المرأةِ للرجالِ في الصلاةِ:
لا يكادُ كتابٌ من كتبِ الفقهِ عند المذاهبِ الفقهيةِ المعتبرةِ إلا وأشار إلى مسألةِ حكمِ إمامةِ المرأةِ للرجالِ، وقد بلغتِ الجرأةُ بالمدعوةِ أمينة ودود أن قالت: " لا يوجدُ دليلٌ يمنعُ إمامةَ المرأةِ للرجالِ ".
أقولُ: " سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ! "، ألهذهِ الدرجة بلغت بكِ الجرأة!؟، الافتراءُ والكذبُ على نصوصِ الكتابِ والسنةِ وعلى علماءِ الأمةِ، ولنحررِ المسألةَ من خلالِ النصوصِ ولنرى الكذب الذي لا يرضاهُ اللهُ ولا رسوله.
اتفق الفقهاءُ من الخلفِ والسلفِ على عدم صحةِ إمامةِ المرأةِ للرجال، بل حكى بعضُ الفقهاءِ الإجماعَ على ذلك ومنهم الرملي في " نهايةِ المحتاجِ " فقال: " (وَلَا تَصِحُّ قُدْوَةُ رَجُلٍ) أَيْ ذَكَرٍ، وَإِنْ كَانَ صَبِيًّا (وَلَا خُنْثَى) مُشَكَّلٍ (بِامْرَأَةٍ) أَيْ أُنْثَى، وَإِنْ كَانَتْ صَبِيَّةً (وَلَا خُنْثَى) مُشَكَّلٍ بِالْإِجْمَاعِ فِي الرَّجُلِ بِالْمَرْأَةِ إلَّا مَنْ شَذَّ ".ا. هـ.
وحكايةُ الإجماعِ فيها نظرٌ لأنه وُجد من خالف في المسألةِ، ومع ذلك العبرةُ بالدليلِ، فقد حكم بعضُ العلماءِ على قول من خالف في هذه المسألةِِ بالشذوذِ، والسعيدُ من وفق إلى الدليلِ الصحيحِ السالمِ من المعارضةِ والقدحِ، ولهذا قال الرملي: " إلَّا مَنْ شَذَّ "، وهذا فيه تقريرٌ مهمٌ أنه ليس كل خلاف معتبر، فربما يكونُ خلافاً شاذاً يصادمُ النصوصَ الكثيرةَ التي تحكمُ بشذوذه ولا شك.
أدلةُ القائلين بعدم صحةِ إمامةِ المرأة للرجال:
قبل ذكرِ الأدلةِ لا بد من تقريرِ قاعدةٍ مهمةٍ ألا وهي: " الأصلُ في العباداتِ التوقيفِ "، ودليلُ القاعدةِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ". وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ".
أخرجهُ البخاري (2697)، ومسلم (1718).
قال الإمامُ النووي في " شرحِ مسلم " (12/ 16): " وَهَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام، وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَات. وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة زِيَادَة وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِد بَعْض الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَة سَبَقَ إِلَيْهَا، فَإِذَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُول: " أَنَا مَا أَحْدَثْت شَيْئًا "؛ فَيُحْتَجّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيح بِرَدِّ كُلّ الْمُحْدَثَات، سَوَاء أَحْدَثَهَا الْفَاعِل، أَوْ سَبَقَ بِإِحْدَاثِهَا ... وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يَنْبَغِي حِفْظه وَاسْتِعْمَاله فِي إِبْطَال الْمُنْكَرَات، وَإِشَاعَة الِاسْتِدْلَال بِهِ ".ا. هـ.
وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في " تعليقهِ على سننِ أبي داود ": " قَالُوا: وَأَيْضًا فَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلّ عَمَل لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ رَدٌّ "، وَفِي لَفْظ: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ رَدٌّ "، وَالرَّدّ فِعْل بِمَعْنَى الْمَفْعُول، أَيْ فَهُوَ مَرْدُود، وَعَبَّرَ عَنْ الْمَفْعُول بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَة، حَتَّى كَأَنَّهُ نَفْس الرَّدّ، وَهَذَا تَصْرِيح بِإِبْطَالِ كُلّ عَمَل عَلَى خِلَاف أَمْره وَرَدّه، وَعَدَم اِعْتِبَاره فِي حُكْمه الْمَقْبُول، وَمَعْلُوم أَنَّ الْمَرْدُود هُوَ الْبَاطِل بِعَيْنِهِ، بَلْ كَوْنه رَدًّا أَبْلَغَ مِنْ كَوْنه بَاطِلًا، إِذْ الْبَاطِل قَدْ يُقَال لِمَا لَا تَقَع فِيهِ أَوْ لِمَا مَنْفَعَته قَلِيلَة جِدًّا وَقَدْ يُقَال لِمَا يُنْتَفَع بِهِ ثُمَّ يَبْطُل نَفْعه، وَأُمًّا الْمَرْدُود فَهُوَ الَّذِي لَمْ يَجْعَلهُ شَيْئًا وَلَمْ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَقْصُوده أَصْلًا ".ا. هـ.
وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (5/ 357): " وَهَذَا الْحَدِيث مَعْدُودٌ مِنْ أُصُول الْإِسْلَام وَقَاعِدَة مِنْ قَوَاعِده، فَإِنَّ مَعْنَاهُ: مَنْ اِخْتَرَعَ فِي الدِّين مَا لَا يَشْهَد لَهُ أَصْل مِنْ أُصُوله فَلَا يُلْتَفَت إِلَيْه ".ا. هـ.
ولله درُ هؤلاءِ العلماءِ الأعلامِ في تقريرِ هذه القاعدةِ العظيمةِ، ولولا خشيةُ الإطالةِ لنقلتُ كلامَ العلماء في تعليقهم على حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها. ولا شك أن أمينةَ أحدثت في الشريعةِ ما لم تسبق إليه، ولم يكن معروفاً منذ فجرِ الإسلامِ وإلى قيامِ الساعةِ.
وللبحثِ بقيةٌ ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/47)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 08:53 ص]ـ
أكسفورد - أف ب
قامت أستاذة جامعة أمريكية بإمامة المصلين من النساء والرجال أمس الجمعة في اوكسفورد بوسط بريطانيا، حسب ما أعلن المنظمون، وفقا لعدة تقارير إعلامية نشرت السبت 18 - 10 - 2008.
وأمت أمينة ودود، التي اعتنقت الإسلام قبل أكثر من 30 عاما، المصلين (حوالى 15 بين رجال ونساء) في مصلى بمركز اوكسفوردشير ماسونيك.
وقالت أمينة ودود لصحيفة "غارديان" في عددها لليوم السبت "لا شيء في القرآن ولا في الحديث يمنعني من القيام بذلك، والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قام بهذا الأمر بنفسه في عصره؛ حيث عين امرأة لأداء صلاة أمام جمع من النساء والرجال".
واأضافت "هذا الأمر ليس حركة إنه بكل بساطة حقيقة، هذا الأمر جزء من التقليد المعيوش في الإسلام، الإسلام لم يمت، من المهم أن تتحمل النساء البريطانيات المسؤوليات وأن تتمكن المرأة من إمامة المصلين".
وكانت أمينة ودود -56 عاما- التي تمارس مهنة التعليم في جامعة "كامنولث" في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة تلقت تهديدات بالقتل عندما أمت في عام 2005 المصلين في نيويورك.
وشاركت حفنة من النساء فقط في الصلاة أمس الجمعة في اوكسفورد في مستهل محاضرة لمدة يومين حول الإسلام والمرأة ينظمها مركز الدراسات الإسلامية في اوكسفورد.
----------------------------
من موقع " العربية نت "(43/48)
س: ما حكم من أوقف أجهزة التنفس الاصطناعي عن ابنه .. فتوفى؟؟؟ (حدث في عائلتي)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:31 م]ـ
لي ابن عم توفي بعمر 11 سنة قبل بضع سنين، ... وكان أن يئس الأطباء هنا من تعافيه مما أصابه، وأخبروا عائلته أنه عائش بفضل الأجهزة الموصولة بجسده فقط، وأن كل هذا لن يجدي في إعادة كما كان وأنه ميت لا محالة. المهم في الأمر أنهم انتظروا حتى وافق عمي على إيقاف الأجهزة عنه، وتنفس بذلك ابن عمي آخر أنفاسه.
السؤال: وقد علمتُ (متأخراً؟ لا أدري، أو لعلي لهول الفاجعة حينئذ به لم أذكر حكم ما حدث، أو لأني كنت بعيداً عن ’متخذي القرار‘ ولم أعرف به إلا بعدما حدث!) حكم هذا العمل (أي الحُرمة)، هل من شيء يجب على عمي فعله حتى يأمن عقاب الله على صنيعه؟ مع العلم بأنه يجهل حكم مسألة كهذه من ’النوازل‘، هو وكل من كان حوله.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:20 م]ـ
أخي أبو بكر.
مسألة موت الدماغِ والتي تُعرفُ عند الأطباء بـ " الموت الإكلينيكي " من النوازلِ، وقد اختلفت آراءُ أهلِ العلمِ في المسألةِ على قولين:
القول الأول: أن الحكم على الشخصِ بالموتِ يكون بموت الدماغِ، وهذا ما قرره مجمع الفقه الإسلامي بمنظمةِ المؤتمر الإسلامي.
القول الثاني: أن موت الدماغِ لا يكفي للحكم بموتِ الشخصِ بل لا بد من أماراتِ الموتِ التي يحصل بها اليقين وهي: توقف القلب عن العمل، وانقطاع التنفس، واسترخاء الأطراف والأعصاب، وسكون الحركة في البدن، وتغير لون البدن، وشخوص البصر، وعدم انقباض العين عند المسّ، وانخساف الصدغ، وميل الأنف، وانفراج الشفتين، وامتداد جلدة الوجه، وانعدام النبض، وهذه العلامات لا تتحقق في من مات دماغهم، لأن الوقائع تثبت أن أجسادهم تدب فيها الحياة، من حيث استمرار عمل بعض الأجهزة كالقلب والكليتين وغيرهما.
وهذا ما رجحه الشيخ بكر أبو زيد في " فقه النوازل " (1/ 234)، والشيخ محمد المختار الشنقيطي في " أحكام الجراحةِ الطبية والآثار المترتبةِ عليها (ص 330)، ومحمد بن عبد الجواد حجازي النتشة في " المسائل الطبية المستجدة " (2/ 33).
وهذا القول هو الأرجح والله أعلم.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 05:51 م]ـ
جزيت خيراً، أخي.
ابن عمي، قال الأطباء، أن نبضه كان نتاج عمل الأجهزة المثبتة إليه فقط، والواضح أنهم كانوا قد كذبوا علينا حتى يأتي والده (عمي) من خارج البلاد دون سماع ’الخبر السيء‘ قبل الوصول لهنا ليجد من حوله من عائلته بجانبه، فضلاً عن شقيقته التي كانت حبلى وخشوا على جنينها من صدمة فقدانها لشقيقها الصغير باديء الأمر، فـ .. أبقوا الأجهزة عليه حتى نظروا إليه كنظرة الوداع .. ثم نوعاً ما بدأوا يكشفون الحقيقة لهم.
ما جرى له أن زائدته الدودية انفجرت وتسمم كل جسمه .. فـ .. الظاهر أنه لم يكن ثمة أمل بشفائه. لا أعرف التفاصيل برمتها لكن ... ساعدني فقط: هل ما فعلوه خطأ إذن؟؟؟ هل هناك كفارة واجبة أم ماذا؟؟؟ هل يعتبرون، عند الله، قد قتلوه؟؟؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:45 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أولا أنا طالب بكلية الطب من مصر في السنة الخامسة وأردت فقط أن أبين ان الوضع على جهاز التنفس الصناعي له حالات عده منها ما هو نتيجة موت المخ وهذا أراه معتبر حيث انه بموت المخ يقف التنفس نهائيا حيث ان مركز التنفس في المخ ووضع المريض علي جهاز التنفس ما هو الا عملية صناعية لضخ الدم في رئتيه لاشباع الدم بالأكسجين ولو ترك الراقد علي الفراش هذا بدون الجهاز لمات من فوره تبعا لموت المخ وهو موت حقيقي.وهناك حالات عدة نلجأ فيها لوضع المريض علي الجهاز تخوفا من حدوث فشل لجهازه التنفسي وموته جراء ذلك وفي هذا يكون المخ مازال نشطا وان كان المريض ساقطا في غيبوبة. ويجب ان نفرق ان الغيبوبة ليست موت للمخ والأطباء يفرقون بينهما غاية في السهولة. هذا باختصار جدا والله الموفق
ـ[سيف 1]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:46 م]ـ
حدث خطأ في الكتابة
(ضخ الهواء في رئتيه) وليس الدم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:50 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/49)
هذه من المسائل الطبية الدقيقة جدًا، و اختلفت حولها آراء الأطباء و مدارسهم .. و وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في حد ذاته له مضاعفات خطيرة تضعف الأمل كثيرًا في عودته للحياة، لكنه لا يمكنه الحياة بدون هذا الجهاز .. فالخياران كلاهما مر!
في بلادنا لا يتم اتخاذ قرارات بخصوص فصل الاجهزة عن المريض الموضوع على جهاز التنفس الصناعي لأن هذا مخالف للقانون، بل ما يحدث أن المريض يموت بعد فترة من وضعه على الجهاز .. أنا شخصيًا لم ألق حالات عادت للحياة بعد وضعها على جهاز التنفس الصناعي .. هناك حالات مسجلة، لكنها استثناء و ليست القاعدة.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 08:48 م]ـ
جاء في كتاب أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء لفضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله:
الصورة الثالثة:
فيها قيام علامات موت الدماغ من: الإغماء، وعدم الحركة، وعدم أي نشاط كهربائي في رسم المخ بآلة الطبيب، لكن بواسطة العناية المركزة وقيام أجهزتها عليه: كجهاز التنفس، وجهاز ذبذبات القلب، و .. لا يزال القلب ينبض، والنفس مستمر.
وحينئذ: يقرر الطبيب موت المريض بموت جذع الدماغ مركز الإمداد للقلب، وقرر أنه بمجرد رفع الآلة عن المريض يتوقف القلب والنفس تمامًا.
ثم قال رحمه الله:
وبناء على تحرر هذه النتيجة يمكننا الوصول إلى الجواب فقهًا للأسئلة الثلاثة فيقال:
إن رفع آلة الإنعاش في الصورة الثالثة هي: عن عضو مازالت فيه حياة فجائز أن يحيا، وجائز أن يموت، وعلى كلا الحالين استواء الطرفين أو ترجح أحدهما على الآخر:
1 - فإذا قرر الطبيب أن الشخص ميئوس منه: جاز رفع آلة الطبيب لأنه لا يوقف علاجًا يرجى منه شفاء المريض، وإنما يوقف إجراء لا طائل من ورائه في شخص محتضر، بل يتوجه أنه لا ينبغي إبقاء آلة الطبيب والحالة هذه لأنه يطيل عليه ما يؤلمه من حالة النزع والاحتضار.
لكن لا يحكم بالوفاة التي ترتب عليها الأحكام الشرعية كالتوارث ونحوه، أو نزع عضو منه، بمجرد رفع الآلة بل بيقين مفارقة الروح البدن عن جميع الأعضاء، والحكم في هذه الحالة من باب تبعض الأحكام وله نظائر في الشرع كثيرة.
2 - أما إذا قرر الطبيب أن الشخص غير ميئوس منه أو استوى لديه الأمران فالذي يتجه عدم رفع الآلة حتى يصل إلى حد اليأس أو يترقى إلى السلامة.
وهذا إنما أذكره بحثًا، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ا. هـ.(43/50)
هل هذا من اللحن الجلي مما يبطل الصلاة؟؟
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:31 م]ـ
من الناس من يقرأ " إياك نعبد وإياك نستعين " فيشبع ضمة الدال نعبد فتصبح نعبدوا؟؟؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:06 م]ـ
اللحن الذى يبطل قراءة الفاتحة هو ما أبدل القارىء فيه حرفا بحرف أو أسقط تشديدة أو لحن لحنا يغير المعنى (أى فى التشكيل) هذا عند الشافعية
والله أعلم(43/51)
كيفية القعود في صلاة الجالس. للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[23 - 03 - 05, 10:00 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله.
ماهي السنة في كيفية القعود في صلاة الجالس؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: الصحيح في هذه المسألة جواز التربع و الافتراش لأنه لم يثبت في ذلك شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: يجوز على أي صفة شاء المصلي.
وقال الإمام ابن المنذر في الأوسط (4/ 376): (ليس في صفة جلوس المصلي قاعداً سنة تتبع و إذا كان كذلك كان للمريض أن يصلي فيكون جلوسه كما سهل ذلك عليه، إن شاء صلى متربعاً، وإن شاء محتبياً، و إن شاء جلس كجلوسه بين السجدتين كل ذلك قد روي عن المتقدمين).
وقد قالت طائفة من أهل العلم: التربع أفضل. وهذا مروي عن ابن عمر و أنس بن مالك وهو مذهب أبي حنيفة و مالك و أحمد.
والحجة لهم ما رواه النسائي (3/ 376) وغيره من طريق أبي داود الحفري عن حفص عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: (رأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي متربعاً).
وهذا الحديث لايصح. و قد جاء من غير وجه ليس في شيء من ذلك ذكر التربع. قال النسائي رحمه الله: لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير أبي داود و هو ثقة و لا أحسب هذا الحديث إلا خطأ.
و قال الإمام ابن المنذر في الأوسط (4/ 376): (حديث حفص بن غياث قد تُكلم في إسناده. روى هذا الحديث جماعة عن عبد الله بن شقيق ليس فيه ذكر التربع. و لا أحسب هذا الحديث يثبت مرفوعاً).
وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه كره الصلاة متربعاً. رواه ابن أبي شيبة وابن المنذر.
وعن أحمد رواية: أنه إن أطال القراءة تربع و إلا افترش.
والصحيح القول الأول وهو التخيير بين التربع والافتراش. والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
16/ 7/1421
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:33 م]ـ
حديث عائشة رضي الله عنها
ضعفه النسائي رحمه الله كما نقله الشيخ حفظه الله
لكن الذي أظن أن أكثر الناس من الخاصة لا يعلم أن الإمام أحمد أنكره إنكارا شديدا
فما هو المرجع وهي من نوادر الفوائد التي أحتفظ بها؟؟
المقرئ(43/52)
هل يجوز هذا البيت (الى النور فالنور ظل الإله)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[24 - 03 - 05, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لى سؤال الى اخوتى فى الله زادهم الله علما
و هو عن بيت شعر
من بضع أبيات تتكلم عن الحرية ... فى منهج أخى الصغير
و جاء فى آخر بيتين
و الا حمام المروج الأنيق::يغرد منطلقا فى غناه
الى النور فالنور عذب جميل:: الى النور فالنور ظل الإله
و سؤالى هو هل يجوز آخر بيت هذا ... ؟
الى النور فالنور ظل الاله
و جزاكم الله خيرا(43/53)
هل صح هذا عن ابن عباس؟ ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت
ـ[محمد عبد الكريم]ــــــــ[24 - 03 - 05, 02:16 ص]ـ
قال ابن عباس - رضي الله عنه - لمن سأله عن قوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سماوات}. الآية فقال: ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت؟ وكفرك تكذيبك بها
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[27 - 03 - 05, 06:42 م]ـ
أ. د/ حكمت بشير بن ياسين
أستاذ التفسير في كلية القرآن الكريم والدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
له كتاب اسمه التفسير الصحيح
موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
لم أره في كتابه ذلك قد أورد تلك الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الأخ الفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها.
وحدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن الآية فقال ابن عباس ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر.
تفسير ابن كثير (4/ 386)
ثنا محمد بن يحيى قال ثني عبد الله قال ثنا الحسين قال ثنا خطاب عن أبيه عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى بن عباس فسأله عن قول الله الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ما هو فسكت عنه بن عباس حتى إذا وقف الناس قال له الرجل ما يمنعك أن تجيبني قال وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر قال فأخبرني فأخبره قال سماء تحت أرض وأرض فوق سماء مطويات بعضها فوق بعض يدور الأمر بينهن كما يدور بهذا الكردنا الذي عليه الغزل.
طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 429)
هذا ما وجدته .. والله أعلى وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(43/54)
هل صحت مباهلة ابن حجر في معتقد ابن عربي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء
سمعت ان الحافظ ابن حجر باهل احد الاشخاص الذين يقدسون ابن عربي في ضلال معتقده فهل وردت هذه القصة؟ وما صحة اسنادها؟
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 03:33 م]ـ
نعم صحت ذكرها تلميذه وصاحبه الحافظ تقي الدين الفاسي في تاريخ مكة
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 04:13 م]ـ
نعم صحت ذكرها تلميذه وصاحبه الحافظ تقي الدين الفاسي في تاريخ مكة
وهي في " العقد الثمين " 2: ص 198 , قال:
وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة , القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي , يقول:
جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي , منازعة كثيرة في أمر ابن عربي , حتى نلتُ منه لسوء مقالته , فلم يسهُل ذلك بالرجل المنازع لي في أمره , وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر , بأمرٍ غير الذي تنازعنا فيه ليُتعِبَ خاطري , فقلتُ له: ما للسلطان في هذا مدخل؛ ألا تعال نَتَباهَلُ , فقلَّ أنْ تباهَلَ اثنان , فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب.
قال: فقال لي: بسم الله.
قال: فقلت له: اللهم إن كان ابن عربي على ضلالٍ فالعنِّي بلعنتك , فقال ذلك.
وقلت أنا: اللهم إن كان ابن عربي على هُدى فالعنِّي بلعنتك ... وافترقنا.
قال: ثم اجتمعنا في بعض مُتنزهات مصر في ليلةٍ مُقمرة , فقال لنا: مرَّ على رجلي شيء ناعم (1) , فانظروا ... فنظرنا فقلنا: ما رأينا شيئاً!! قال: ثم التمس بصره , فلم يرَ شيئاً (2).
هذا معنى ما حكاه لي الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ أي أنه شُلَّتْ قدماه.
(2) ـ أي أنه أصيب بالعمى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نقله محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 05, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي مشاركة للأخ إبراهيم باجس محقق كتاب الجواهر والدرر للسخاوي
قال السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر 3/ 1001 - 1002: ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال: واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.
قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي، وما أصبح إلا ميتاً. وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين (وسبع مئة)، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنو. انتهى
قلت وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر نفسه في أواخر كتاب فتح الباري، وذكرها أيضاً البقاعي في كتاب مصرع التصوف.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=99166&postcount=3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=99102#post99102
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:44 م]ـ
الاخوة الفضلاء:خالد السباعي وخالد الانصاري وعبدالرحمن الفقيه
جزاكم الله كل خير(43/55)
نظرية الانفجار العظيم هذه النظرية يستخدمها الكثير من المسلمين في تفسير نشأة الكون
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 - 03 - 05, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل:
هذه النظرية يستخدمها الكثير من المسلمين في تفسير نشأة الكون. فهل تكلم احد من العلماء عن مأخذها.؟ ولكم جزيل الشكر
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 02:52 م]ـ
السلام عليكم أخي مجدي ...
حاولت أن أصطادك على الماسنجر من غير فائدة!!!!
هناك كتاب جديد وكبير .... من منتجات مجلة البيان ....
للأستاذ الدكتور جعفر إدريس .... الفيزياء ووجود الخالق .....
أطنب في ذلك جدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددا ....
أرجو أن تقرأه وتقول لنا خلاصته!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 - 03 - 05, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا اخ عمار قمت بتحميل الكتاب من الصفحة:
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/phiz/index.htm
وان شاء الله اتصفح الكتاب.
والذي ارجوه من الاخوة من عنده كلام لاهل العلم عن النظرية ان يضع لنا ذلك او يشير اليه.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[28 - 03 - 05, 01:01 م]ـ
ينظر هذا الرابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3794&page=1&highlight=%E3%E6%DE%DD
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 - 03 - 05, 01:38 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
الذي اود توضيحه للاخوة ,ان هذه النظرية الحادية وانها نظرية غير علمية ولا تستقيم مع العقل السليم.
فالنظرية قامت على اسس لتفسر وجود السموات والارض وتكوين الكون بداية. فتعتمد على حدوث انفجار بلا شيء كون الزمان والمكان والمادة والطاقة. فهي كفر لما قبل خلق السموات والارض. وكفر بالخالق الذي خلقهما. قامت النظرية على اساس الحادي بانكار الخالق وليس على اساس علمي. وان كانوا قد استخدموا الرياضيات للحسابات التي استخدموها.
اقوال اصحاب النظرية نقلا عن كتاب الدكتور جعفر ادريس الفزياء ووجود الخالق:
"ان العلماء الكونيين يعتقدون ان الانفجار العظيم يمثل ليس فقط ظهور المادة والطاقة من فراغ موجود سابقا بل خلق الزمان والمكان ايضا. ان الكون لم يخلق في زمان ومكان. بل ان الزمان والمكان هما جزء من العالم المخلوق. ص91 عن كتاب تصميم الكون.
وفيما بعدها من صفحات ينقل الكاتب عن موقف بعض العلماء من النظرية ولاحظ ان النظرة المغيرة للدين هبي التي تطغى على اقوالهم وليست النظرة العلمية. وان كانت النظرية قد البست رداء علميا الا اننا سنلاحظ كيف تناقض اصحاب النظرية.
لا يهمنا كثير اقوال اهل الالحاد واتنما يهمنا الكلام المتعلق بالنظرية من ناحية قبولها او رفضها , وبما ان اهل السنة ينفون وجود اي تعارض بين العلم وبين الدين نتعرض اولا لسبب رفضها دينيا ثم نتطرق لسببرفضها علميا. وبعد ذلك نبين بعض القواعد التي وضعها لنا ربنا وهي قواعد عقلية تبين حقيقة الامر.
سبب رفض النظرية دينيا:
- تتكلم النظرية على ابتداء الخلق مطلقا. والله تعالى يقول " وكان عرشه على الماء" فذكر العرش والماء وهما مخلوقان. وهو الكلام عن خلق الزمان والمكان اي انه لم يكن شيء قبل ذلك لا خالق ولا مخلوق.
_تكلمت ان الانفجار هو الخالق وليس الله عز وجل تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
-تعتمد النظرية ان الكون نشأ نشئة فوضوية. والله عز وجل أخبرنا بخلق منظم.وكذلك تضع النظريسة امكانية لحدوث اي شي في المجرات والكواكب والنجوم والله عز وجل يقول "ما ترى في خلق الرحمن من فطور " واي عيب اكبر من امكانية حصول زوال للسموات والارض بسبب بسيط والله تعالى يقول " ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا".
ولا اظن ان مسلما يقبل بهذه الاقوال او يدعوا لها , فالنظرية لا تتفق مع ديننا في شيء. فخلق الكون من شيء غير ايجاده من عدم ,وبدون خالق. وان كنا نؤمن ان الله خالق كل شيء وان اصل كل شيء سواه العدم ,وانه قادر على خلق الشيء من لا شيء وانه قادر على افنائه وجعله لا شيء بعد ان كان شيء , فالله عزوجل اخبرنا انه خلاق وانه كل يوم هو في شأن. وله مطلق القدرة والحكمة والكمال في صفاته. ولكن النظرية تتكلم عن حدوث الكون بلا محدث ولا خالق وانما هي اوجدت نفسها.
من الناحية العلمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/56)
اعتمدت النظرية على اساس الانوار التي تصلنا من النجوم والوانها , وستنتج العلماء ان الكون يتمدد بسرعة كبيرة. الا ان نقطة بسيطة واحدة يمكن ان تنقض نظرية الانفجار العظيم:
فالنظرية تستخدم قانون حسابي لحساب عمر الارض معتمدة على وصول هذه الانوار الا ان من وضعها نسي او تناسى انه تكلم عن انفجار من نقطة واحدة وان القانون استخدم سرعة وصول الضوء وفق قانون لا يجيز سرعة اسرع من الضوء. فوفقا لكلامهم فان اصل الاتساع واحد فالضوء موجود من وقت الانفجار , فان كانت الجسام تتباعد الا ان الضوء المنبعث منها سيتجه بكل الاتجاهات. وبذلك تمنع النظرية من وصول ضوء جديد. لان الضوء ابتدائه من نقطة الانفجار.
النقطة الاخرى انه لا يمكن ان يحد الانفجار بهذه الطريقة. من حيث ان كل قوانين الفزياء والبيعة لا تحدث في المعدمات. لان القيم ستكون غير معرفة دائما.
فهي تتكلم عن حدوث شيء بلا شيء وبدون وجودشيء وهذا ما لا تقبله القوانين الفزيائية اصلا وهو ما يخالف كل القوانين والاصول والقواعد العلمية , اي انها تهدم اصول العلم المتفق عليها الذي يحيل العقل غيرها , والعلماء يرفضوا اي نظرية ولو بشكل جزئي عن تعارضها مع حقيقة علمية واحدة فكيف ان تعارضت مع اصول العلم.
وقد وجه العلماء العديد من الانتقادات للنظرية.
اما عقلا فلان الحدوث بلا محدث محال اصلا اذ لو كان لما كان شيء بسبب. ولنقض العقل من اساسه.
فانها تجعل المخلوق خالقا. فكيف يكون السبب والمسبب واحد فانعدام السبب يوما يعني انعدام المسبب. وبذلك يحيل العقل ان يوجد ما كان وجوده سببا لنفسه من المخلوقات ,لانها مادية مرتبطة بقوانين المادة والفزياء وليست هي الرابطة لها.
والاغرب من ذلك كله ان النظرية تتكلم عن اضطراب والشرع يتكلم عن تنظيم.النظرية تجعل المخلوق خالق والشرع يتكلم عن خالق واحد. والشرع يتكلم عن خلق السوات والارض من وضع اول الى وضع جديد والنظرية تتكلم عن خلق السموات والارض من العدم.
الذي اوده من الاخوة الدعاة ان ينظروا عنمن يأخذون دينهم , فلا يجوز تفسير الشرع بمثل تلك النظريات ولا الاستدلال فيها لفساد اصلها وان كان البعض يراها تثبت الحدوث للعالم. فان الله اخبرنا بافضل من تلك النظرية. كطلوع كل نهار وذهاب كل ليل وسير بانتظام ونبات وحيوان وكل شيء موزون. بل جعل الله خرق هذا النظام انما يكون باذنه للدلاالة على صدق الانبياء وجعل منها كرامة للاولياء. فلاشيء يخرج عن امره سبحانه هو الواحد القهار.
تعقيب: لا يجوز اختلاف العقل السليم والعلم المبرهن والايمان الصحيح في شيء. وانما قصر العقول احيانا وقلة الفهم للنص احيانا قد تجع تعارضا. والله يقول "وكل شيء عنده بمقدار".
" وفوق كل ذي علم عليم " عز وجل ونحن "لا علم لنا الا ماعلمتنا " والله عز وجل اخبرنا "وما اوتيتم من العلم الا قليلا"
ـ[المغناوي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
انا الدي نعرفه من القران اناالسماءو الارض كانت رتقا ففتقهم ربهما فنظرو الي الاية 110 من سورة الانبياء
مع تفسيرها و كما قال اخونا مجدي ابو عيشة انها الحادية وهدا لانا اصحابها يعتمدون عليها في اتبات نضرية خبيث وهي انا الكون انطلق من نقط بانفجار تكون به الكون وسيعود اليها بان يتقلص حجمه وهدا خلاف لقران
كم نعلم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:06 م]ـ
نظرية الانفجار العظيم تقول ان انفجار في الزمان والمكان ادى الى حدوث الكون.
الكون انطلق من نقطة واحدة.
مكان النجوم القديمة كان نفس المكان ثم تباعدت عن نقطة الاصل نتيجة للانفجار.
وبما انها تباعدت بسرعة لا يجيز اصحابها ان تفوق سرعة الضوء
لانها سرعة حقيقية وليست نسبية فان ضوء اي نجم يجب ان يصل الى منتهى الكون المزعوم
اتساع انطلاق نجم<-------الانفجار------->اتساع وانطلاق نجم
<---انطلاق ضوء النجم-->نقطة الانفجار<----ضوءالنجم الثاني-->
ما معنى التوضيح؟
انطلاق ضوء النجم الاول والثاني منذ بداية الانفجار.
سرعة انتشار الضوء ستنطلق مع النجم في جميع الاتجاهات.
اي ان النجم المبتعد عن نقطة باي سرعة اقل من الضوء سيبقى مرئيا.
وابتعاد النجمين لا يجعل احد منهما غير مرئيا, لان الضوء سينتشر بسرعة اقل ما نقول مساوية لسرعة بعد النجم عن مكان الانفجار.
فلو كان هذا صحيحا فلا يمكن ان لا يكون اي نجم من عمر تولد الكون مرئيا.
الحل:
الله اخبرنا كلاما اخر؟
السماء والارض كانتا شيء واحد
حصل التوسع خلق الله الارض وكان ما فوقها كله سماء شاسع المساحة.
لم يكن نجوم ولا كواكب.
اصل النجوم والكواكب كان موجودا.
في اليوم الخامس والسادس قال الله للسماء والارض كونا كما اردت بارادتكما او ارغمكما.
فكانت كما قال عز وجل
سبع سموات نرى منها واحدة.
التي نراها خلق فيها النجوم التي مع زمن الخلق.
وقدر ذلك بنظام.
النتيجة:
النجم الذي خلق ببعد سنة ضوئية عن الارض سيراه الناس بع سنة
والذي بعد الف سنة سيصل ضوؤه بعد الف سنة.
والذي اتفق عليه كل العلماء ما اخبر الله لا ما قالت النظرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/57)
ـ[المغناوي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:08 ص]ـ
جدي ابو عيشة اتقي الله انك تكلمت بكلام الكفار وكما وقال الله تعال يا ايها الدين امنوا اذا جاءكم فاسق بنباء فتبينوا))))) ولا يو جد من هو افسق من الكفار فعليك بدليل شرعي لان امر في غيب
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 11:03 ص]ـ
أخي العزيز المغناوي: جميع الكلام الذي اخبرت به عن شرعنا هو مما في كتاب الله:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
فلا اعرف ماهو الذي من كلام الكفار!! هل توضح قصدك
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
ـ[المغناوي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:48 م]ـ
السلام عليكم
اخونا مجدي اعتدر منك لم اقر كلامك جيدا فاوهمة انك تنصر هده الفكرة الخبيث
فارجوك اقبل اعتذار لك بارك الله فيك وجعلك سيفا من سيوفه علي اهل الالحاد وافكار الضلال
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 04 - 05, 05:56 ص]ـ
نظرية الانفجار العظيم صحيحة إن شاء الله وموافقة للشريعة الإسلامية
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:39 ص]ـ
نظرية الانفجار العظيم صحيحة إن شاء الله وموافقة للشريعة الإسلامية
أخي محمد الامين وضح كلامك وبين كيف هي موافقة للشرع؟
هل هي التي ولدت الزمان والمكان؟؟
لماذا الرد هكذا ضع تفصيلا لقولك ولا تضع فقط اشارة؟ بينت لك الاخطاء التي فيها فكيف ترد عليها؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 05, 08:55 ص]ـ
الأخ مجدي
قد كتبت في الماضي موضوعاً فصلت فيه إلى نحو ما في هذه المسائل، وهو موجود هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22345
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 01:43 م]ـ
اخي محمد الامين
اولا اعتب على المشرفين كيف يمر عليهم مثل الكلام الذي نطقت به والبسته الكتاب والسنة
اقتبس شيء من كلامك:
أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. والرتق أي ضد الفتق، أي كانتا متلئمتان.
هل تقصد الكون ام السماوات والارض؟
لان النظرية تتكلم عن خلق الكون. فلا عرش ولا ماء قبل هذا, بل الزمان والمكان خلق ولم يكن قبل هذا شيء.
فهل توافق النظرية على ذلك؟
اليك التوضيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3794&page=3
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 05, 06:23 م]ـ
سبق وقلت في المقال السابق:
"فالكون يتوسع ويزيد حجمه، وبالتالي فالسماء الدنيا التي تشكل حدوده، تتوسع أيضاً. كما قال الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات"
ومن الواضح أن الكون الذي يمكن أن يعرف عنه الإنسان شيئاً بغير وحي، هو ما تحت السماء الدنيا. وأما ما فوق ذلك فلا نعرف عن ذلك شيئاً إلا ما أخبرنا به الله تعالى. والنظريات العلمية كلها محدودة بهذا الكون، وليس ما فوق السماء الدنيا. فإذا عرفت ذلك، علمت أن الكلام السابق لا يشمل بأي حال العرش وغير ذلك من المخلوقات العلوية.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 07:41 م]ـ
أخي الكريم فكيف توافق النظرية على خلق الزمان والمكان بالانفجار العظيم؟
فانت تعرف ان الزمان شيء نسبي
فالسنة الصينية ليست السنة العربية ولا هي السنة الفرنجية. ولكنها كلها حسابات للزمن.
والله عز وجل قبل ان يجعل هذه السموات والارض تحدث عن الزمن فقال: " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
فالايام الاربعة التي من ضمنها اليومين الاولين لم تكن ارض تدور حول الشمس بل ان اخضاعهما للنظام الذي قدره الله كان قبل هذا.
فيا اخي انا اعرف انك مسلم موحد وانك تؤمن ان الله هو الذي خلق السموات والارض ولكن الذي الومه كيف تقبل النظرية بحذافيرها وانت تعلم ان التعديل قد حصل على النظرية لينفي كون الانفجار هو من اوجد السماء والارض وما بينهما وانما كانت مادة حصل فيها الانفجار. ولكن هذا التعديل لم يقبل بشكل كبير.
وانت تعلم بارك الله فيك ان النظرية تتكلم عن الكون او بمعنى اخر الوجود وليس عن خلق جزء منها
واظنك تعلم النظرية جيدا
ففارق كبير بين الكلام على جزء من النظرية وبين قبولها بالكامل كما هي.
وانت تعلم ان اي خطأ في النظرية يمكن تعديله ولكن راجع الكتاب الذي اشار اليه الاخ عمار شلبي فاني وضعت الربط له وستعلم العجب العجاب من اقوال بعض العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/58)
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 04 - 05, 10:23 م]ـ
من مضحكات المعظّمين لهؤلاء الفلاسفة الملاحدة أنّي سمعت أحدهم في إذاعة القرآن يقول: (إنّ الصّوت الموجود في التّلفاز إذا لم يكن به بثّ -يقصد الوشوشة البيضاء- هو من آثار الانفجار الكوني العظيم)
والله تعالى يقول: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض و لا خلق أنفسهم) الآيةَ
وأفضل من ردّ عليهم الشّيخ عبدالكريم الحميد؛ ومن أفضلها (هداية الحيران في مسألة الدّوران)، و (الفرقان في بيان إعجاز القرآن)
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 05, 05:42 ص]ـ
أبو علي، هذه نظرية علمية وليست قولا للفلاسفة الملاحدة. ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29780
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 05 - 05, 11:42 ص]ـ
ليس كل ما ينطق به باسم العلم هو علم.
بل ان الكثير منه يصبح مع المدة خرافة ويسخر من قائله.
الذي احب ان اذكر به:
- ان الله خلق السموات والارض من شيء اخر هو ايضا مخلوق. وانها لن تعود الى ما كانت عليه الا يوم يعيدها الله كما كانت اول مرة.
- ان السماء الدنيا ثابتة حجما يتحرك ما فيها بداخل حدودها لا يتعدونه. والسموات السبع تحت الكرسي كمقلة القيت بارض فلاة والكرسي في العرش كذلك والعرش لا يقدر قدره الا الله.
- ان خلق السماء بمكان معلوم قبل تقسيمها الى سبع انما كانت ليس فيها الا الدخان والارض.
- ان الله خلق من الدخان النجوم والكواكب وقسم السماء الواحدة الى سبع والارض الى سبع واجرى نظاما تسبح فيه كل المخلوقات بحمده وتسجد له.
- ليس للارض ولا للسماء علاقة باول خلق للزمان والمكان بل كان مكان اخر والزمان موجود وان حساباتنا لا تؤثر بالزمان وانما هي قياس نسبي لنا بحركة الشمس والقمر.
- ان عودة السماء والارض الى ما كانت عليه لا يحسب بوقت يعرف لنا. وانما لها وقت لا يعرفه احد الا الله لانه مرتبط بالساعة و الساعة لا يعلمها الا الله. وان حركة النجوم في السماء انما تكون في مدارات خاصة بها وهي بروجا لا تتغير الى يوم القيامة.
- الحركة تبعا للزمن وليس الزمن تبعا للحركة: فان تحرك جسم او سكن لن يتغير مرور الوقت عليه وان السرعة ليست محدودة بقدر لا يتجاوز. بل الزمان للحساب فمن سكن او تحرك باي سرعة ولتكن تساوي سرعة الضوء فان العمر ينقضي لهما بنفس النسبة.
كل هذه النقاط تخالفها نظرية الانفجار العظيم.
فهي حدوث شيء بلاشيء من غير شيء.
"ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون"
مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 05:36 م]ـ
ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29780
ليتك تعمل بهذه المقولة!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:28 ص]ـ
"ان الله خلق السموات والارض من شيء اخر هو ايضا مخلوق. وانها لن تعود الى ما كانت عليه الا يوم يعيدها الله كما كانت اول مرة."
ما الدليل؟
"ان السماء الدنيا ثابتة حجما "
الأصح أنها تتوسع {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
"كل هذه النقاط تخالفها نظرية الانفجار العظيم. فهي حدوث شيء بلاشيء من غير شيء."
هذا غير دقيق.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 05 - 05, 10:57 ص]ـ
اخي محمد الامين وفقه الله الى كل خير.
اما ان الله خلق السماء والارض من مادة اخرى هي خلوقة فهو امر يعرف بالادلة السمعية , اذ لا خلاف بين المسلمين ان الله عز وجل خلاق:يخلق المادة من العدم. ويخلق الشيء من شيء اخر ويخلق الشيء من المخلوق تشكيلا , وكل شيء في الدنيا سوى الله فهو مخلوق فانه لا يدوم.
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/59)
وأنا لموسعون وذلك أن كل ما علا اتسع فكل سماء أعلى من التي تحتها فهي أوسع منها ولهذا كان الكرسي أعلى من السموات وهو أوسع منهن كلهن والعرش أعظم من ذلك كله بكثير
وقال شيخ الإسلام رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله تسليما
فصل
فى صحيح البخارى وغيره من حديث عمران بن حصين رضى الله عنه ان النبى قال يا بنى تميم اقبلوا البشرى قالوا قد بشرتنا فإعطنا فأقبل على أهل اليمن فقال يا اهلاليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم فقالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر فقال كان الله ولم يكن شىء قبله وفى لفظ معه وفى لفظ غيره وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء وخلق السموات والأرض وفى لفظ ثم خلق السموات والأرض ثم جاءنى رجل فقال ادرك ناقتك فذهبت فإذا السراب ينقطع دونها فوالله لوددت أنى تركتها ولم أقم
قوله كتب فى الذكر يعنى اللوح المحفوظ كما قال ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أى من بعد اللوح المحفوظ يسمى ما يكتب فى الذكر ذكرا كما يسمى ما يكتب فيه كتابا كقوله عز وجل أنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون
والناس فى هذا الحديث على قولين منهم من قال إن مقصود الحديث اخباره بأن الله كان موجودا وحده ثم أنه إبتدأ إحداث جميع الحوادث واخباره بأن الحوادث لها إبتداء بجنسها واعيانها مسبوقة بالعدم وإن جنس الزمان حادث لافى زمان وجنس الحركات والمتحركات حادث وإن الله صار فاعلا بعد ان لم يكن يفعل شيئا من الأزل إلى حين إبتدأ الفعل ولا كان الفعل ممكنا
ثم هؤلاء على قولين منهم من يقول وكذلك صار متكلما بعد
إن لم يكن يتكلم بشىء بل ولا كان الكلام ممكنا له ومنهم من يقول الكلام امر يوصف به بأنه يقدر عليه لا أنه يتكلم بمشيئته وقدرته بل هو امر لازم لذاته بدون قدرته ومشيئته ثم هؤلاء منهم من يقول هو المعنى دون اللفظ المقروء عبر عنه بكل من التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ومنهم من يقول بل هو حروف وأصوات لازمة لذاته لم تزل ولا تزال وكل ألفاظ الكتب التى أنزلها وغير ذلك والقول الثانى فى معنى الحديث أنه ليس مراد الرسول هذا بل ان الحديث يناقض هذا ولكن مراده اخباره عن خلق هذا العالم المشهود الذى خلقه الله فى ستة أيام ثم إستوى على العرش كما اخبر القرآن العظيم بذلك فى غير موضع فقال تعالى وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة ايام وكان عرشه على الماء وقد ثبت فى صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء فأخبر صلى الله عليه وسلم أن تقدير خلق هذا العالم المخلوق فى ستة أيام وكان حينئذ عرشه على الماء كما اخبر بذلك القرآن والحديث المتقدم الذى رواه البخارى فى صحيحه عن عمران رضى الله عنهومن هذا الحديث الذى رواه الترمذى وأبوداود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبى أنه قال أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة فهذا القلم خلقه لما امره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو اول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف فى غير هذا الموضع
والمقصود هنا بيان ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة
والدليل على هذا القول الثانى وجوه
أحدها أن قول أهل اليمن جئناك لنسألك عن اول هذا الأمر إما أن يكون الأمر المشار إليه هذا العالم او جنس المخلوقات فإن كان المراد هو الأول كان النبى صلى الله عليه وسلم قد أجابهم لأنه اخبرهم عن أول خلق هذا العالم وإن كان المراد الثانى لم يكن قد اجابهم لأنه لم يذكر أول الخلق مطلقا بل قال كان الله ولا شىء قبله وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء ثم خلق السموات والأرض فلم يذكر إلا خلق السموات والأرض لم يذكر خلق العرش مع ان العرش مخلوق أيضا فإنه يقول وهو رب العرش العظيم وهو خالق كل شىء العرش وغيره ورب كل شىء العرش وغيره وفى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/60)
حديث أبى رزين قد أخبر النبى بخلق العرش وأما فى حديث عمران فلم يخبر بخلقه بل أخبر بخلق السموات والأرض فعلم أنه أخبر بأول خلق هذا العالم لا بأول الخلق مطلقا
وإذا كان إنما أجابهم بهذا علم أنهم إنما سألوه عن هذا لم سألوه عن أول الخلق مطلقا فإنه لا يجوز أن يكون أجابهم عما لم يسألوه عنه ولم يجبهم عما سألوا عنه بل هو منزه عن ذلك مع ان لفظه إنما يدل على هذا لا يدل على ذكره أول الخلق وإخباره بخلق السموات والأرض بعد ان كان عرشه على الماء يقصد به الإخبار عن ترتيب بعض المخلوقات على بعض فإنهم لم يسألوه عن مجرد الترتيب وإنما سألوه عن اول هذا الأمر فعلم انهم سألوه عن مبدأ خلق هذا العالم فأخبرهم بذلك كما نطق فى أولها فى اول الأمر خلق الله السموات والأرض و بعضهم يشرحها فى البدء أو فى الإبتداء خلق الله السموات والأرض ...........................
........................................
اما عن خلق السماء والارض انه خلقها من مادة اخرى نرجع الى الايات:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
فلم ينف اصل وجودهما وانما كما تقدم في الحديث في صحيح البخاري انه بداية خلق السموات والارض وليس ابتداء الخلق مطلقا. والرتق يوصف به الشيء الموجود لا العدم فقوله كانتا رتقا.ان حالهما كان كما اخبر رتقا وليس عدما.
وبيان ذلك في قول الله عن نهاية هذه السماء والارض فقد اخبر عن رتقهما مرة اخرى بعد فتقهما فقال عز وجل:يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
فطي السماء الى ما كانت عليه قبل خلقها هو عودتها ايضا واعادة خلقها مرة اخرى بفتقها مرة اخرى واحياء البشر
اما خلق السماء فانها كانت شيئا (والاغلب انه ماء) فجعلت دخانا ثم خلقت النجوم والكواكب من هذا الخان داخل السماء الدنيا اما ما في غيرها فلم يخبرنا الله عز وجل الا بقليل من ذلك.
فهذا دليل ان العودة مرتبطة بالساعة وان البدء والعودة سواء من و الى.
اما ان اول خلق السماء والارض او عالمنا فابتدأقبل ذلك بخمسين الف سنة حين خلق الله القلم وكان اول ما خلق الله من هذا العالم وليس اول ما خلق مطلقا وانما خلق العرش قبل ذلك وكان الماء ايضا مخلوقا.
اما اتساع السماء فليس من احد قال ان الله وسع المسافة بين السموات والارض الا خصها بباديء الخلق. ومن اخذ التفسير عن من قال بذلك انما اخذ جزء منه لا كما قاله اصحابه.
لان الثابت عندنا ان لكل سماء باب ولكل سماء حد وهي اقطار لا يتجاوز الانسان اولها ولا اخرها الا بسلطان من الله عز وجل واذن منه.
قال الله جل وعز: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍفالقطر هو صفة للحد والمكان. وقد علمنا ان السموات والارض بالنسبة للكرسي كمقلة القيت بارض فلاة فلو كان التوسع مازال قائما لما صح الوصف الا من حيث التصغير لا النسبة ولكن باقي الحديث يبن ان القصد هو النسبة الثابتة.
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ
وهل الباب الا مدخل لفاصل بين امرين.
والان اطالبك بدليل على غير ما ذكرت لك في النقاط.(43/61)
ماافضل تفسير استعمل الشعر العربي الذي يحتج به؟؟
ـ[ابن عايض]ــــــــ[27 - 03 - 05, 02:57 م]ـ
السلام عليكم
مشايخنا الفضلاء
اريد ان تدلوني على افضل تفسير استعمل الشعر العربي الذي يحتج به في تفسير كلمات ومعاني القران
وان كانت هذه الابيات مجموعة في كتاب مستقل فيا حبذا الدلالة عليه
وجزاكم الله عنى خير الجزاء
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 - 03 - 05, 06:17 م]ـ
من الكتب:
كتاب العمدة للسمين الحلبي ذكر كثيرا من الأبيات زهاء الألفين
كتاب المفردات للراغب الأصفهاني وهو أقل من الأول
تفسير القرطبي وهو مليئ جدا زهاء الخمسة آلاف
تفسير اللباب لابن عادل الحنبلي قراية الخمسة آلاف وخمسمائة
هذا ما تيسر
المقرئ
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 03 - 05, 06:30 م]ـ
التحرير والتنوير لابن عاشور - رحمه الله -.
ـ[أبو حمزة السلفي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:25 م]ـ
أظن أن أفضل من استخدم الشعر في الاستشهاد على المعاني من المتأخرين هو فضيلة الشيخ العلامة "محمد الأمين الشنقيطي" رحمه الله فتفسيره الماتع "أضواء البيان" مليئ بمثل هذا فلتقرأ على سبيل المثال تفسير سورة "العاديات" من الكتاب المذكور
ولا تنسى أن تدعو للشيخ بالرحمة و المغفرة
ـ[ابن عايض]ــــــــ[27 - 03 - 05, 08:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا 0000 هل من مقارنة بين ما ذكر؟؟؟
ـ[ابن عايض]ــــــــ[27 - 03 - 05, 09:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا 0000 هل من مقارنة بين ما ذكر؟؟؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 01:31 ص]ـ
التحرير والتنوير لابن عاشور - رحمه الله -.
نعم، فقد أتعب هذا الرجلُ من بعده، ويمكن أن يقال في تفسيره: لا هجرة بعد التحرير ... من جهة اللغة والبلاغة، والاحتجاج بالشعر، جاهليِّهِ وإسلاميه ...
وهو يستفيد من الكشاف وغيره، ولكنه أندى وأطرى، وأغنى وأقنى ...
ألا فرَحِمَه الله ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:33 ص]ـ
يمكنك أن توجه السؤال للشيخ عبدالرحمن الشهري المشرف العام على شبكة التفسير وملتقى أهل التفسير فهو مفسر شاعر، وعنوان رسالته للدكتوراه: الشاهد الشعري وأثره في التفسير
ـ[ابن عايض]ــــــــ[28 - 03 - 05, 05:41 م]ـ
جزاك الله خير ابا مجاهد على اضافاتك
وجزى الله خيرا كل من شارك في الموضوع 00
اشهد انه ملتقى مبارك(43/62)
من من الاخوة الأعزاء يتحفنا بترجمة اياد بن لقيط
ـ[الحارث الهمداني]ــــــــ[27 - 03 - 05, 04:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولكم جزيل الشكر
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 05:08 م]ـ
هو:
إياد بن لقيط السدوسي , والد عُبيدالله بن إياد.
حديثه في أهل الكوفة.
روى عن: البراء بن عازب (م) , والبراء بن قيس السكُوني , والحارث بن حسان الذُّهلي العامري ـ وله صحبة ـ , وزهير بن علقمة ـ ويقال: ابن أبي علقمة ـ , وسُويد بن سرحان , وعبدالله بن سعيد الهَمْدانيِّ , وقَبِيصة بن بُرمة الأسدي , ويزيد بن معاوية العامري , وأبي رِمثة البَلَويِّ (د, ت,س) ـ وله صحبة ـ , وأبي عُطارد , وامرأة بشير بن الخصاصية ـ واسمها الجهْدمة ـ (تم) , ويقال ليلى (بخ) ـ ولها صحبة ـ.
روى عنه: سفيان الثوري (د, س) , وصدقة بن أبي عِمران , وعبدالله بن شُبْرُمة , وعبدالملك بن سعيد بن أبْجَر (د, س) , وعبدالملك بن عُمير (تم, س) , وابنه عُبيدالله بن إياد بن لَقِيط (بخ, م,د, ت,س) , وعثمان بن عبدالله بن شُبْرُمة , وغيْلان بن جامع , وقيس بن الربيع (د) , ومِسْعَر بن كِدام , ومنصور بن المُعتمِر , وأبوجناب الكَلْبي (تم).
قال إسحاق بن منصور , عن يحى بن معين: ثقة.
وكذلك قال النسائي.
وقال أبوحاتم: صالح الحديث.
روى له البخاري في " الأدب " , والباقون سوى ابن ماجة.
منقول من " تهذيب الكمال " للإمام المزي 3: ترجمة 584 / ص 398 ـ 399.
ــــــــــــــــــــــــ
وللمزيد , انظر ترجمته في:
" التاريخ الكبير " للبخاري 1: 2: 69 , و " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم 1: 1: 345 ـ 346 , و " المعرفة والتاريخ " للفسوي 3: 103 , و 145 , و 180 , و " الطبقات " لخليفة بن خياط (156 و 199) , و " تاريخ الإسلام " للذهبي 4: 233 , و " تهذيب التهذيب " للحافظ 1: 386 ـ 387 , و " الثقات " لابن حبان 4: 62.
ـــــــــــــــــــــــ
محبكم / خالد الأنصاري.(43/63)
المدرسة المباركية في الكويت
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 09:01 م]ـ
هذه المدرسة قديمة العهد وقديمة التدريس في العلوم الشرعية.
أسأل بارك الله فيكم عنها وعن نشأتها وأبرز علمائها، وهل ما زالت باقية؟!
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:46 م]ـ
أخي الكريم
هذه المدرسة المباركية و التي سميت نسبة للشيخ (مبارك الصباح) أول مدرسة رسمية حكومية بعد زمن الكتاتيب (أي الكتاب أو المحاضر)،
وقد تكلم عنها مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد البداح الكويتي السلفي الحنبلي (كما كان ينسب نفسه في رسائله مع ابن بدران وغيرها) و المدرس في المسجد النبوي سابقا - رحمه الله- في كتابه (تاريخ الكويت)،
وقد أسسها يوسف بن عيسى، و ياسين الطبطبائي، و الشيخ ناصر المبارك
بمبلغ ثمانين ألف روبية (عملة الكويت السابقة)
بنيت سنة (1329هـ)
و ممن درس فيها حافظ وهبة
و عبدالعزيز الرشيد
و عبدالعزيز بن حمد آل مبارك الأحسائي
و يوسف الجناعي
وغيرهم رحمهم الله
و إن شئت أن أسوق لك كلام أهل التأريخ عنها بمزيد من التفصيل، فعلت، و لم يعد لها وجود فما هي إلا أول مدرسة حكومية درس بها بعض الفضلاء - رحمهم الله -.
ومن لطيف مايذكر، أن الشيخ الرشيد قد قال، أن الشيخ مبارك الصباح لو كان يعلم أن هذه المدرسة ستقام لمنعها، إلا أنها أسست ثم نسبت إليه، فتوالت المدائح له، ففرح فلذلك لم يمنعها، فهو لم تكن له ميول علمية أو دعوة إليه على عكس ابنه ناصر (انظر في هذا كلام الرشيد و كلام محمد رشيد صاحب المنار)، وقال رائد النهضة الشيخ ابن عيسى في صفحات من تاريخ الكويت:
((أما مبارك فلا عذر له في المال ولا في التصور حيث أن المال فاض في أيامه وأسست المدرسة المباركية في زمنه وزارها مراراً، وحبذا هذا المشروع المفيد، ولكنه لم يساعدها بشيء يذكر، ولا استبعد أنه يرى أن من صالحه أن تبقى الأمة جاهلة كي لا تطالبه بحقوقها، وقد سمعت من أخيه جابر بن صباح هذه الكلمة مراراً بعد تأسيس المباركية وهي: (إن من صالحنا بقاءكم على الجهل).
وهذه فكرة خاطئة ولا شك، والمشاهد أكبر دليل فإن أمراء البلاد العالمة هم في أحسن حال وأنعم بال، بخلاف أمراء البلاد الجاهلة فهم في شقاء وتقاتل، وكفى قوله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.))
والطبعات الأخيرة من كتاب تاريخ الكويت للشيخ الرشيد، قد حذفت منه ثلاثة أسماء (الشيخ مبارك الصباح -بعض المواضع-، و الشيخ العلجي، و شيخ إحسائي)، بسبب بعض المعارضات التي حصلت عند تأليف الكتاب و لمنهج الكاتب الإصلاحي و لصراحته الشديدة -رحمه الله -، و إن كان بالغ في بعض كلامه كما ذكر الرومي في كتاب علماء الكويت نقلا عن بعض من عاصره، (أنصح بكتاب ممتع يؤرخ لسيرة الرشيد للدكتور يعقوب الحجي من إصدارات دار البحوث و الدراسات الكويتية).
* لمزيد من أخبارها: انظر: تاريخ الكويت للرشيد، و تاريخ الكويت للشملان، صفحات من تاريخ الكويت لابن عيسى (موجود في موقع القناعات)، سيرة و حياة عبدالعزيز الرشيد للحجي ...
وعذرا على الإطالة فما كنت أنوي أن أكتب إلا بعض السطور و لكن يبدو أني سرحت (ابتسامة)
والله الموفق
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:27 ص]ـ
أخي أبو مشاري بارك الله فيك، ما أجمله من سَرَحَان ..
وليتك تفصَّل عن كل شيء في هذه المدرسة، وخاصَّةً علمائها لحاجة في نفسي.
وليتك تراجع البريد الخاص.
حفظك الله
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:56 م]ـ
أخي الكريم
راجع بريدك
وجزاك الله خير(43/64)
في الأسماء والصفات والرد على المخالفين لهم لشيخ العتيمين رحمها لله تعالي
ـ[المغناوي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 09:45 م]ـ
السؤال بتاريخ 2003 - 01 - 0سئل فضيلة الشيخ: عما يتعلمه طلبة المدارس في بعض البلاد الإسلامية من أن مذهب أهل السنة هو " الإيمان بأسماء الله تعالى، وصفاته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل". وهل تقسيم أهل السنة إلى قسمين: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، ومدرسة الأشاعرة والماتريدية تقسيم صحيح؟ وما موقف المسلم من العلماء المؤولين؟
الجواب بتاريخ 2003 - 01 - 20 01:51 ص
لا شك أن ما يتعلمه الطلبة في المدارس 01:50 ص
من أن مذهب أهل السنة هو: (الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل). هو المطابق للواقع بالنسبة لمذهب أهل السنة، كما تشهد بذلك كتبهم المطولة والمختصرة، وهو الحق الموافق لما جاء في الكتاب والسنة، وأقوال السلف، وهو مقتضى النظر الصحيح، والعقل الصريح، ولسنا بصدد سرد أفراد الأدلة في ذلك، لعدم طلبه في السؤال، وإنما نجيب على ما طلب وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين:
إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها.
الثانية: مدرسة الأشاعرة والماتريدية، الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته.
فنقول: من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع نفي ما يجب نفيه عن الله تعالى، من التمثيل أو التكييف، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته.
وهذان المنهاجان متغايران تماماً، ويظهر تغايرهما بالمثال التالي:
قال الله تعالى: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) (1).
وقال فيما حكاه عن معاتبة إبليس حين أبى أن يسجد لآدم بأمر الله: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) (2). فقد اختلف معلمو المدرستين في المراد باليدين اللتين أثبتهما الله تعالى لنفسه.
فقال أهل المدرسة الأولى: يجب إبقاء معناهما على ظاهره، وإثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، على وجه يليق به.
وقال أهل المدرسة الثانية: يجب صرف معناهما عن ظاهره، ويحرم إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة.
وبهذا المثال يتبين أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان متغايران، ولا يمكن بعد هذا التغاير أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة".
إذاً فلابد أن يختص وصف أهل السنة بأحدهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضهما على ميزان القسط وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدل بأي وجه من وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحاً أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً.
وأما قول أهل المدرسة الثانية (المؤولين): لا مانع من تأويل أسماء الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي.
فنقول: مجرد صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي مخالف للدليل، وقول على الله تعالى بلا علم وقد حرم الله تعالى ذلك في قوله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) (3). وقوله: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) (4). وهؤلاء المؤولون لأسماء الله تعالى وصفاته ليس لهم علم مأثور فيما أولوها إليه، ولا نظر معقول، سوى شبه يحتجون بها يناقض بعضها بعضاً، ويلزم عليها من النقص في ذات الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها، وليس هذا موضع البسط في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/65)
وإنما المقصود بيان أن وصف (أهل السنة) لا يمكن أن يعطى لطائفتين يتغاير منهاجهما غاية التغاير، وإنما يستحقه من كان قوله موافقاً للسنة فقط، ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى (غير المؤولين) أحق بالوصف المذكور من أهل المدرسة الثانية (المؤولين)، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف فلا يصح تقسيم أهل السنة إلى الطائفتين بل هم طائفة واحدة.
وأما احتجاجهم بقول ابن الجوزي في هذا الباب فنقول: أقوال أهل العلم يحتج لها ولا يحتج بها، فليس قول واحد من أهل العلم بحجة على الآخرين.
وأما قولهم: إن الإمام أحمد أول في حديث: " قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن". وحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض". وقوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) (5).
فنقول: لا يصح عن الإمام أحمد رحمه الله أنه تأول الحديثين المذكورين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوي ص 398 ج 5 من مجموع ابن القاسم: " وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي من أن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و"قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن". و"إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن"، فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه". ا. هـ.
وأما قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم). فإن الإمام أحمد لم يتأولها وإنما فسرها ببعض لوازمها، وهو العلم رداً على الجهمية، الذين فسروها بخلاف المراد بها، حيث زعموا أنها تقتضي كون الله تعالى في كل مكان بذاته تعالى الله عن قولهم فبين رحمه الله تعالى أن المعية هنا بمعنى الإحاطة بالخلق التي من جملتها العلم بهم. وذلك أن المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال: سقاني لبناً معه ماء. ويقال: صليت مع الجماعة. ويقال: فلان معه زوجته.
ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث اقتضت المصاحبة وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل، وإذا تبين أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان، لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم. وعلى هذا يكون معنا وهو على العرش فوق السماوات، لأنه محيط بنا علماً، وقدرة، وسلطاناً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته، فإذا فسرها مفسر بالعلم لم يخرج بها عن مقتضاها، ولم يكن متأولاً إلا عند من يفهم من المعية المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال. وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال. هذا بالنسبة لما نقل عن الإمام أحمد في تأويل هذه النصوص الثلاثة.
أما بالنظر لها من حيث هي فقد تقدم قريباً أنه لا تأويل في الآية الكريمة إذا فسرها مفسر بالعلم، لأنه تفسير لها ببعض مقتضياتها لا تقل لها عن المعنى الذي تقتضيه.
وأما حديث: " إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ". فقد رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر في الباب الثالث منه رقم 17 ص 2045، وليس فيه تأويل عند أهل السنة والجماعة حيث يؤمنون بما دل عليه من إثبات الأصابع لله تعالى على الوجه اللائق به، ولا يلزم من كون قلوبنا بين أصبعين منها أن تماس القلب، فإن السحاب مسخر بين السماء والأرض ولا يمس السماء ولا الأرض، فكذلك قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ولا يستلزم ذلك المماسة.
وأما حديث: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض". فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس. قال: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه ". وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال:" يمين الله في الأرض" فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل: يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق. وقال: " فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به". ا. هـ.
قلت: وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً.
وأما قولهم: إن هناك مدرستين: إحداهما مدرسة ابن تيمية فيقال: نسبة هذه المدرسة إلى ابن تيمية توهم أنه لم يسبق إليها، وهذا خطأ فإن ما ذهب إليه ابن تيمية هو ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الأمة، فليس هو الذي أحدث هذه المدرسة كما يوهمه قول القائل الذي يريد أن يقلل من شأنها، والله المستعان.
وأما موقفنا من العلماء المؤؤلين فنقول: من عرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". متفق عليه، وأما وصفه بالضلال فإن أريد بالضلال الضلال المطلق الذي يذم به الموصوف، ويمقت عليه، فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي علم منه حسن النية، وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة، وإن أريد بالضلال مخالفة قوله للصواب من غير إشعار بذم القائل فلا بأس بذلك، لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقاً، لأنه من حيث الوسيلة صواب، حيث بذل جهده في الوصول إلى الحق، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلاف الحق.
وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل، والله المستعان.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين(43/66)
وسيلة لحسم الخلاف المستمر حول حجاب المرأة.
ـ[عبد]ــــــــ[27 - 03 - 05, 10:32 م]ـ
... لو افترضنا أن مسألة كشف الوجه خلافية!
لا يلزم من كون المسألة خلافية أن يطرد فيها أمر "السعة" و"الاختيار" في كل زمان ومكان. ولذلك فإن المسألة الخلافية من حيث الاجتهاد المحض والنظر الفقهي المجرد عن واقع معين لا يُجزَم لها بحكم معين من الأحكام التكليفية وإنما يبين للمُتعلّم (لا المستفتي) الحق فيها بذكر وجود الخلاف والأقوال في ذلك. أما إذا انتقلنا من الاجتهاد المحض والنظر المجرد عن واقع معين إلى واقع معين وظرف مخصوص فإن المسألة الخلافية حينئذٍ لا بد أن تأخذ حكماً يتناسب مع ملابسات وأحوال ذلك الواقع. وكذلك هو أمر الحجاب. فعلى القول بأنه مسألة خلافية فهذا صحيح من حيث التنظير والاجتهاد المجرّدين عن واقع معين أو ملابسات معينة ولكنه لا بد أن يأخذ حكماً تكليفياً معيناً إذا تعلق الأمر بزمان معين أو مكان معين ولا يعقل بقاء مسألة الحجاب (وكذا سائر المسائل الخلافية) معلقةً بلا حكم يدور مع العلة الناتجة عن ذلك الواقع. وعلى ذلك نقول في مسألة الحجاب (على القول بأنه مسألة خلافية) أنه متى ما ظهر أمر الدين وهيمن شرع الله وانحسرت جولة الباطل وغلب على أهل ذلك العصر أو المصر حال الستر والعفة والصدق والديانة ومكارم الأخلاق فإن كشف الوجه حينئذٍ قد يأخذ حكم الإباحة مع استحباب تغطيته. أما إذا ظهرت الفاحشة وكثر الخبث وأصبح أمر الدياثة في ازدياد واتسعت دائرة الفتنة واستشرت وسائل الفساد فإن الحجاب حينئذٍ يأخذ حكم الوجوب. وعليه فلو تأملنا في حال زماننا وما فيه من انتشار للكذب والغش وخائنة الأعين مع سهولة ويسر الوصول إلى مواطن الفحش ومراتع الرذيلة كالسفر لبلاد الفاحشة وكالمواقع الإباحية على الانترنت والقنوات الفضائية وما يعرض فيها من أنواع المفسدات لمن أرادها وابتغاها وهم غير قليل، وكذلك ما نراه من لهاث الشباب وراء الفتيات رغم ما في بلدنا من خير وصلاح مقارنة بغيره من البلاد فما بالك لو كان الحال أسوأ قليلاً مما هو عليه ... أقول لو تأملنا ذلك كله لعلمنا أن تغطية الوجه في هذا العصر آكد من غيره. ولذلك بَلَغَنَا أن شيخنا المحدث الألباني رحمه الله تعالى رغم أنه أوضح في كتابه كتاب "الرد المفحم" عدم وجوب الحجاب من حيث الاجتهاد الفقهي المجرد، وذكر أقوال الأئمة في ذلك إلا أنه كان يوصي بناته وأهل بيته بلزوم الحجاب لما يرى ويسمع من الأحوال. ولذلك فإن الذين لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً هذه الأيام في الدندنة والجعجعة حول الخلاف في حكم الحجاب إنما يضعون الأمور في غير مواضعها ويحكمون بما لا يقتضيه الواقع عقلاً ونقلاً. والله أعلم بما في قلوبهم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا ونسائنا من كل شر وفتنة إنه سميع عليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه طالب المغفرة
أبو ضياء عبدالله بن سعيد بن علي الشهري
ـ[الأجهوري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 08:54 ص]ـ
... لو افترضنا أن مسألة كشف الوجه خلافية!
رغم ما في بلدنا من خير وصلاح مقارنة بغيره من البلاد فما بالك لو كان الحال أسوأ قليلاً مما هو عليه ...
أقول: لو كان الحال أسوأ كثيرا مما هو عليه في بلدكم كما هو حال أغلب البلاد الإسلامية مثل مصر وغيرها .....
لو رأيت وعلمت لأدركت مدرك مذهب الجمهور في هذه المسألة ولكني أظن أنك ما كتبت ما سطرته هنا إلا من واقع مجتمع تلتزم أغلب نسائه بالحجاب الكامل، ولو عشت في غيره من المجتمعات لكتبت غير ذلك.
والذي أراه أنه لا يجوز في مثل تلك المجتمعات مثل التي عندكم أن يشاع أو حتى يذكر فيها هذا الخلاف.
أما في مجتمعاتنا الرائدة في مجال تعرية المرأة!!! أعني مصر ... فستعلم أهمية إدراك هذا الخلاف وخاصة إذا وجدت أن أكثر النساء من حولك على مذهب الموجبين يكن من العاصيات السافرات الكاشفات ما أمرن بستره.
وهذه لفتة سريعة وليس المقصود الترجيح فالمسألة قتلت بحثا ومناقشة وردودا في هذا الملتقى
ـ[عبد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على هذه اللفتة والحقيقة أن هنا أمران:
1 - أن ذكر الخلاف في هذه المسألة بدأ يدندن به العلمانيون والليبراليون بشكل مرهق في الأعوام الأخيرة عندنا في هذا البلد (السعودية) وأصبحن كثيراً من النساء يحتججن به ... الخلاف معلوم لديهم على كل حال.
2 - لأن مسألة الخلاف أصبح ينادى بها على روؤس الناس فإن الأمر يكاد يكون واضحاً من أن المقصود ليس إظهار الخلاف للبحث والفائدة العلمية وإنما للفتنة والتحريض ولذلك فلن ينفع أن ترجح لهؤلاء لأنه يكفيهم أن يردوا ترجيحك بعبارة بسيطة وهي أن "المسألة فيها خلاف" ولا نستطيع أن نرد كلامهم إلا بترجيح شخصي ومعلوم أن الترجيح لا يقطع الخلاف في المسألة وإنما يعبر عن وجهة نظر قائلها فحسب، ولذلك فمن الحكمة أن نسلك معهم أسلوباً آخر ولعل الوسيلة التي سلكتها في مقالي تكون نافعة لأنها تقر كلام العلمانيين على أن المسألة فيها خلاف ولكنها تحرجهم من حيث اقتضاء الواقع المعاصر بظروفه وملابساته لترجيح جانب واحد من الخلاف وهو "تغطية الوجه". والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/67)
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[02 - 04 - 05, 12:53 ص]ـ
أخي الكريم عبد حفظه الله
أتقصد من طريقتك التي أشرتَ إليها أننا عندما نقول للمنافقين والذين في قلوبهم مرض أن:
الراجح تغطية الوجه ...
أنها الوسيلة الأفضل لإحراجهم؟!!
ـ[عبد]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:35 م]ـ
أهلا وسهلا .. أخي أبي هاني
رأيي ليس هو "الوسيلة الأفضل" لأن رأيي لا يعدو كونه وسيلة من الوسائل التي قد تصيب وقد لا تصيب. أما بخصوص إحراج العلمانيين فإنه لا يمكن لأحد أن يحرجهم بالتحريم لأنه لا يعدو في هذه الحالة كونه ترجيحاً لتغطية وجه المرأة والعلمانيون يعلمون ذلك وبعضهم يكتب بتأصيل شرعي أن التحريم ليس مجمع عليه ويذكر أقوال الأئمة في المسألة!! وبالتالي يستطيع بسهولة أن يرد أي ترجيح لتغطية الوجه فقط بعبارة واحدة وهي أن "المسألة خلافية وهناك أئمة من السلف أباحوا كشف الوجه ورأيك ليس إلا ترجيحاً خاصاً بك" وكلامهم هذا (وإن كان حقاً أريد به باطل) فهو صحيح ولا يستطيع أحد مهما كان أن يرد عبارتهم هذه. ولذلك نستطيع أن نسلك طريقاً أكثر حكمة بأن نسلم لهم ونجاريهم بأن المسألة فيها خلاف وان هذا صحيح ولكن هناك قاعدة نحرجهم بها وهي التي ذكرتها أعلاه ألا وهي أنه:"لا يلزم من كون المسألة خلافية أن يطرد فيها أمر "السعة" و"الاختيار" في كل زمان ومكان" أي كون المسألة خلافية لا يعني أننا نختار ما نشاء من الأقوال في كل زمان ومكان بل لابد من تنزيل المسألة الخلافية على ظروف وملابسات الواقع ثم نأخذ من الخلاف أصلحه وأنسبه للنازلة او الواقع وبالتالي فواقعنا هذه الأيام مليء بالمفاسد والمعاصي والشهوات ولا يستطيعون إنكار ذلك لأننا نستطيع أن نذكر امثلة لا حصر لها على ذلك فنلزمهم بأن طبيعة واقعنا تلزمنا بأن "نختار" و "ونرجح" من الخلاف ما يقتضيه واقعنا وهو بالطبع "تغطية الوجه" أما لو جئنا وقلنا أن تغطية الوجه واجبة وكشفه محرم مطلقاً في كل الأحوال فإنهم سيردونه كما ذكرت لك بعبارتهم المشهورة (والصحيحة والله المستعان) أن:"المسألة خلافية وهناك أئمة من السلف أباحوا كشف الوجه ورأيك ليس إلا ترجيحاً خاصاً بك أيها الشيخ". أما لو حاكمناهم بالواقع وهو ما يعرف بتنزيل الحكم الشرعي على النازلة المعينة فإنهم سيجدون صعوبة بالغة إن لم نقل استحالة في رد ترجيح تغطية المرأة لوجهها. والله أعلم.
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:53 م]ـ
الأخ الكريم أبا ضياء حفظه الله من كل مكروه
أولا:
قلتَ بارك الله فيك ما نصه:
( .. طبيعة واقعنا تلزمنا بأن "نختار" و "ونرجح" من الخلاف ما يقتضيه واقعنا وهو بالطبع "تغطية الوجه" ... )
فاستفساري بارك الله فيك:
هل تظن أنهم سيسلموا لنا بأن طبيعة الواقع تلزم بالقول بكشف الوجه أم بتغطيته؟!
مع الوضع في الاعتبار أن أخاك المسلم الناصح "الأجهوري" خالفك ولم يسلم لك بذلك وهو من المسلمين الحريصين على الخير، فكيف سيُسلم لك المنافقون الحريصون على الشر؟!
ثانيا: لا تثنينك مناقشتي هذه عن إكمال مسيرة مجاهدة المنافقين والكفار فهي سجية قلما يتصف به مؤمن فلا أملك إزاء تلك الخصلة الفريدة من نوعها إلا أن أهنيئك عليها ...
ـ[عبد]ــــــــ[02 - 04 - 05, 05:21 م]ـ
حياك أخي أبي هاني وجزاك الله خيراً على مداخلتك.
الحقيقة أنه إذا رفض العلمانيون اعتبار ملابسات الواقع ورفضوا اعتبار الترجيح فإنهم حينئذٍ لا يفعلون شيئاً سوى إقامة الحجة "الظاهرة" على أنفسهم ويكونوا بصنيعهم هذا قد أعلنوا (إقراراً وقولاً وعملاً) عن حقيقة منهجهم (جهاراً) فلا يبقى لنا عذر في مجاهدتهم ولا يبقى لهم عذر في صنيعهم المكشوف ... ولهذا كانت الطريقة اعلاه وسيلة مناسبة (فيما أعلم) لإقامة الحجة عليهم وإفحامهم بعدم تسليمهم بطبيعة الواقع و اختباراً عملياً لحقيقة مزاعمهم حول الخلاف في مسألة تغطية الوجه التي يدندنون حولها كثيراً.
دمتم بخير وعافية، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.(43/68)
احتجاج أهل البدع بما روي في غير الصحيحين
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يحتج أهل البدع على أهل السنة بأحاديث يرويها أهل الحديث ((بإستثناء البخاري ومسلم)) بغض النظر عن صحتها, فإن اجيب عليهم بأن هذه الأحاديث لا تصح, قالوا أو فهموا أن ردنا للحديث مطعن بهذه الكتب وأئمة الحديث ...
مثال على ذلك:
رد أحد الأخوة على بعض الأحاديث التي احتج بها الرافضة, بإنها ضعيفة وموضوعة, قالوا إن كانت ضعيفة وموضوعة فلما ترونها في كتبكم؟
السؤال هو كيف يكون الرد على مثل هذه السؤال؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:38 ص]ـ
نرد عليهم بأنه ليس عندهم كتاب إلا وفيه أدلة تشهد لنا وتفحمهم. فإن قالوا عنها ضعيفة وموضوعة، اسألهم لم ترونها في كتبكم؟
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 02:43 ص]ـ
نرد عليهم بأنه ليس عندهم كتاب إلا وفيه أدلة تشهد لنا وتفحمهم. فإن قالوا عنها ضعيفة وموضوعة، اسألهم لم ترونها في كتبكم؟
إلزام قوي , ولكن لا زلت احتاج لرد اوسع لسؤالي السابق
وجزاك الله خيرا يا شيخ محمد.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:04 ص]ـ
ذكر أئمتنا للأحاديث الضعيفة والموضوعة , هو من باب التحذير منها , والنهي عن روايتها , وتبيان حال رواتها ودرجاتهم.
وفي ذلك قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشرِّ ولكن لتوقيه - ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه.
وكذلك قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كان الناس يسألون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الخير ... وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 06:25 ص]ـ
أظن و الله أعلم أن الأخ يقصد الروايات المروية في المستدرك على الصحيحين فالشيعة كثيراً ما يستدلون به
لو هذا هو المقصود فيمكن أن تبحث هنا عن فوائد الأخ محمد الأمين في مسألة تصحيح الحاكم و موافقة الذهبي
خصوصاً و أن الرافضة كثيراً ما يكذبون فيقولون: أخرجه الحاكم و صححه الذهبي بينما الذهبي لم يعلق أصلاً على الرواية.
ـ[سند1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:13 ص]ـ
الأخ الكريم / أبو عبد الهادي.
إذا كانت هذه الأحاديث في غير الصحيحين، فهل هي صحيحة أم لا؟ فإن كتب السنن ليست صحيحة خالصة ففيها الضعيف والحسن بل حتى شديد الضعف. أما عن سبب روايتها إذا كانت من الضعيف فلا يستدعي هذا اعتقادها؟ حتى القرآن ذكر كلام النصارى في التثليث وكلام المشركين في الطعن في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تظل قضية فهم النصوص وحملها على أحسن الوجوه والمحامل وليس كما يريدون هم فهمها، فنحن نفهمها وفق الثوابت الصحيحة القطعية من الكتاب والسنة، لا لمجرد الأهواء، ولا تعارض ما هو أصح منها. والله المستعان
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 02:02 م]ـ
نعم يا أخ سند هذا ما كنت ابغيه , جزاك الله عني خير خيراً
والشكر والثناء موصول للأخوة شعبان وخالد(43/69)
من هو عبد الله بن عبد الملك الحر الذي روى عنه يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي؟
ـ[الحارث الهمداني]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء التفضل علينا بالاجابة مشكورين ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:37 ص]ـ
الأخ (الحارث) ..
بارك الله فيك ..
يبدو أن (عبد الله بن عبد الملك الحر) متصحفة عن (عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر) ..
وهذا هو الموجود في شيوخ يحيى الأرحبي في تهذيب الكمال، فلعلك تتأكد.
ـ[الحارث الهمداني]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا اخي محمد
وبارك الله فيك(43/70)
هل يقتص الولد من والده يوم القيامة؟؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 12:57 ص]ـ
من المتقرر عند جماهير أهل العلم أن الوالد لا يقاد بولده , أي أن الولادة مانعة من استيفاء القصاص,
فهل هي مانعة من القصاص يوم القيامة؟
وهل يقتص الولد من والده في الآخرة؟؟؟؟(43/71)
ما حكم المشاركة في موقع (خسارة)
ـ[الغواص]ــــــــ[28 - 03 - 05, 02:06 ص]ـ
لايسمح بوضع الروابط
ويمكنك وصف الموقع فقط.(43/72)
عبد الصمد بن يزيد
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عبد الصمد بن يزيد، ذكره بن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل 6/ 52 ت 278 ولم يوثقه و أورده بن حبان في الثقات 8/ 415 ت 14162 ولم يوثقه و معلوم طبعاً منهج بن حبان في توثيق المجاهيل و لكنه أحجم عن ذكره بتوثيق في المرجع المشار إليه أعلاه،
قال الذهبي في الميزان ميزان الإعتدال في نقد الرجال 4/ 356 ت 5086 5213
عبد الصمد بن يزيد مردويه صاحب الفضيل بن عياض الغرماء أبا عبد الله ويقال له مردويه الصائغ يروي حكايات قال ابن عدي لا أعرف له شيئا مسندا قال أبو يعلى الموصلي قال ابن معين لمردويه كيف سمعت كلام فضيل قال أطراف قال كنت تقول له قلت كذا رجاء كذا قال أي ضعفه يحيى ..
قال الحافظ بن حجر لسان في الميزان 4/ 23 ت 64
.. يقال له مردويه الصائغ يروي حكايات قال بن عدي لا أعرف له شيئا مسندا قال أبو يعلى الموصلي وقال يحيى بن معين لمردويه كيف سمعت كلام فضيل قال أطراف قال كنت تقول له كذا وكذا قال أي ضعفه .. انتهى وهذا الظن يخالف ما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد انه قال سألت يحيى بن معين عن مردويه الصائغ فقال لا بأس به ليس ممن يكذب وقال الحسين بن قهم كان ثقة من أهل السنة والورع .. أ. هـ
قلت لكن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في حد ذاته لم يوثقه إلا أبو بكر الخطيب
إلى جانب إعراض ابن أبي حاتم الرازي عنه قال في الجرح والتعديل 2/ 110 ت 325 "قال كتب عنه أبى ورأيته بسامرا ولم اكتب عنه" أ. هـ
قلت وحسين بن فهم الآخر الذي نقل التوثيق فقد جاء في طبقات الحفاظ 1/ 300 "أخذ عن ابن معين معرفة الرجال قال الدارقطني ليس بالقوي" أ. هـ
كما ورد تضعيف عبد الصمد بن يزيد في الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 336 ت بمثله و بن حجر في تهذيب التهذيب 6/ 293 ت 635 والخطيب في تاريخ بغداد 11/ 40 ت 5715
قلت و ناقلي التوثيق ليسوا أوثق من ناقل التضعيف و هو صاحب المسند أبويعلى رحمه الله الإمام الحافظ بل مختلف فيهم وعلى افتراض صحة التوثيق فإن الأصح هنا هو التوقف لورود تصحيح و توثيق من نفس الإمام يحيى بن معين و لا ندري أيهما كان سابقاً ويبقى كلام بن عدي قال "لا أعرف له شيئاً مسنداً" لا يعارضه شئ.
فكيف نحكم على رواية عبد الصمد بن يزيد دام فضلكم؟
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:58 ص]ـ
أرجو المساعدة(43/73)
ما مذهب ابن كثير في في أمور تتعلق بالتوسل
ـ[أسنج]ــــــــ[28 - 03 - 05, 06:12 ص]ـ
حيث أنه ذكر هذه قصة في تفسيره عند تفسير الأية بدون إي تعليق:" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم " الآية يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ولهذا قال " لوجدوا الله توابا رحيما " وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال: يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ".
و قد قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: {فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} أي: لتاب عليهم بمغفرته ظلْمَهم، ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها والثواب عليها، وهذا المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته، وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[21 - 11 - 06, 07:36 م]ـ
الحقيقة إن إيراد الإمام ابن كثير، رحمه الله، لهذه القصة دون تعليق أمر عجيب، ذلك أن هذه القضية -أقصد قضية شد الرحال- لها حساسية خاصة لاسيما في زمنه، حيث ابتلي بها شيخه الإمام ابن تيمية، رحمه الله، ومع ذلك يوردها ابن كثير ولايعلق عليها، بل ظاهر صنيعه قد يدل على أنه يرى ثبوتها حيث قال: "وَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَة مِنْهُمْ الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور الصَّبَّاغ فِي كِتَابه الشَّامِل (أو الشمائل) الْحِكَايَة الْمَشْهُورَة عَنْ الْعُتْبِيّ ... اهـ".
فوصف نقلة هذه القصة بأنهم جماعة ووصف القصة بالشهرة، والحقيقة أنني حين قرأتها في تفسير ابن كثير احترت وحيرت إخواني ولم أجد تبريرا مقنعا لفعل ابن كثير، رحمه الله.
فالله أعلم(43/74)
هل من دليل على نقض الوضوء بخروج التحميلة من الدبر
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:28 م]ـ
قالوا: ينقض الوضوء بخروج شيء من السبيلين.
ومنها البول والغائط وغيرهما وأتوا بالدليل عليه
وأسأل:
خروج التحميلة بعد دخولها في الدبر هل ينقض الوضوء أم لا؟
من قال: نعم. يدلل عليه
لأنهم ذكروا أيضا الحصوة ولم يذكروا دليلا.
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:44 ص]ـ
للرفع
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 05:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
برجاء ذكر معنى التحميلة
أما الحصوة والدودة فنعم تنقض بديهيا فما خرجت من الدبر الا والتصق بها شئ من القذر الموجود دوما في الأمعاء الغليظة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
التحميلة هي ما يستخدم لإنزال درجة حرارة الجسم وتسمي (لبوس) أو (التحاميل)
ويفهم من ذلك أن الفتوى تكون مقيدة بخروج شيء؟ أم أن غالب ما يخرج في شيء؟
هل نقول: إن خرجت الدودة أو الحصوة والتصق بها شئ من القذر فإنها تنقض، وإلا فلا.
ـ[العنبري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 08:57 م]ـ
الأخ: محمود شعبان
قال ابن حزم - رحمه الله -:
وأما قولهم ينقض كل ما خرج من سبيل فلم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا إجماع. أ هـ
فمن ادعى النقض فهو مطالب بالدليل، والله اعلم
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:44 م]ـ
السلام عليكم
قلت نعم ابن حزم يتفق معنا انه لو خرج جزء ضئيل من البراز او جزء من قطرة بول كان ناقضا للوضوء
وهل يشك عاقل بأن الحصوة الخارجة من الدبر المارة في أقذر موضع في جسم الأنسان وهو rectum
تخرج دون ان يلصق بها اي شي من البراز؟ سبحان الله
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:09 م]ـ
بارك الله فيك
نتفق لو خرج شيء فإنه ينقض لكن من المحتمل جدا أن لا يخرج شيء وهو مشاهد في التحميلة
لكن لو قلنا: إن خرجت التحميلة أو الدودة أو الحصوة والتصق بها شئ من القذر كثير فإنها تنقض، وإلا فلا.
وأما لو خرجت بلون البراز فقط فهل تنقض؟
أظن لا، لأنها تخرج من مجرى خروج البراز وهو قد ترك أثرا أصلا.
والله أعلم
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:59 م]ـ
السلام عليكم ... القاعدة الشرعية ان ناقض الوضوء هو الخارج المعتاد من السبيلين اما غير المعتاد فلا ينقض .. اما ما خرج معه تبعا فان كأن يشق الا حتراز منه كيسير نجاسه فانه معفو عنه الا اذا كان فاحشا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:22 م]ـ
القاعدة الشرعية التى ذكرها الأخ أبو سهيل غير متفق عليها والظاهر ان الخارج غير المعتاد من السبيل ناقض للوضوء.
راجع هذا الرابط لعل فيه فائدة ان شاء الله.
الخارج من السبيل واحكامه (ومسئلة مرضى البواسير):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11664&highlight=%C7%E1%C8%E6%C7%D3%ED%D1
ـ[سيف 1]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم أجمعين ولكني لا اعلم من اين جاء دليل من قال يسير نجاسة معفو عنه والكل يتفق ان خروج جزء يسير جدا من البراز او جز من قطرة بول نا قض للوضوء
وقول اخينا ان التحميلة قد تخرج دون نجاسة فهذا عجيب وليس مشاهد اصلا. فلابد من تعلق شئ بها لا محالة فهي لم تدخل في مكان معقم او نظيف بل هو اخبث الأماكن وموطن القذر ليل نهار
ـ[المغناوي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:02 م]ـ
السلام عليكم
انا في هده القضي ادهب مدهب احمد وهو الصحيح وهو كل شيء خرج من السبيلين غير البول وغائط وهدا ما يسموه الغير المعتاد مهم كان ينقض الوضوء الا بشرط ان يكون كثير
ويتبقي المعضلة من اين لنا ان نحدد الكثير والقليل
وهناك قاعد فقهية وهي ان ما جاء ولم يحدده الشرع فيحدده العرف
واختلف الفقهاء لماد لايحدده العبد بنفسه فالجواب انه ربما يكون له وسواس او تهاون فتقع المفسد بين التفريط والتقصيروهدا هو الصحيح
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد استفدت كثيرا كثيرا(43/75)
للمذاكرة من يذكر الدليل على الاغتسال في اناء غسيل الثياب!!
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ... للمذاكرة فقد ورد حديث في الصحيحين يفيد بجواز اغتسال المسلم في اناء غسيل الثياب نريد من الاخوة ان يستحضروه .. وبالله التوفيق.
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
لست متأكد ولكن قد يكون حديث المستحاضة والطست؟
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:58 ص]ـ
اخطأت غفر الله لك!!
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:02 ص]ـ
لعله حديث عائشة رضي الله عنها: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد وكلانا جنب، نغترف منه سويا. والحديث في الصحيحين.
لكن لا أرى أن فيه إناء غسيل الثياب، وإنما هو أي إناء.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[04 - 04 - 05, 04:43 م]ـ
الإجابة على السؤال:
أخرج البخاري في " صحيحه ـ فتح " 1: ص 301 / برقم 195 ـ كتاب الوضوء: باب الغسل والوضوء في المِخضَبِ والقدح والخشب والحجارة ـ , قال:
حدثنا عبدالله بن منير , سمع عبدالله بن بكر , قال: ثنا حميد , عن أنس , قال: حَضَرَت الصلاة , فقام من كان قريبَ الدار إلى أهله وبقي قومٌ , فأُتي رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمخضب من حجارة فيه ماء , فصغُر المخضب أن يَبسُط فيه كفَّهُ , فتوضأ القوم كلهم.
قلنا: كم كنتم؟ قال: ثمانين أو زيادة.
قال الحافظ:
قوله (باب الغسل والوضوء في المخضب) هو بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة بعدها موحدة.
المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان ..... إلخ.
والله أعلم.
كتبه / خالد الأنصاري.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 04 - 05, 02:12 ص]ـ
قال الحافظ:
قوله (باب الغسل والوضوء في المخضب) هو بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة بعدها موحدة.
المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان ..... إلخ.
هل إجابتي صحيحة , أم خاطئة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
خالد الأنصاري.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[11 - 04 - 05, 10:00 ص]ـ
الاخ خالد .. احسن الله اليك .. اجابتك صحيحة .. غفر الله لي ولك.
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 02:12 ص]ـ
يوجد امم كثيرة الان في العالم تفعل ما ورد في الحديث اعلاه. لكن لا يعلم هل يفعلونه تسننا ام عادة.(43/76)
ما صحة هذا الحديث؟ ويحاً للطالقان فإن لله فيه كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 10:58 م]ـ
جاء في كنز العمال (رقم 39677) أن أبا الغنائم الكوفي روى في الفتن من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا: ويحا للطالقان، فإن لله فيه كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ".
من يتحفني بدرجة هذا الحديث، والمصادر التي تناولت الكلام عليه.
* وسبب السؤال: أنني كنت منذ فترة مضغولا في بتحقيق الأحاديث التي ذكرها الغماري في رسالته " مطابقة الاختراعات العصرية " وقد اتيت عليها بحمد الله غير بضعة أحاديث منها هذا الحديث، ولا يتوفر عندي كتاب أبي الغنائم بل ولا عندي عنه خبر فهل عندكم من خبر أو أثر؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:03 م]ـ
قال الدكتور عبدالعليم عبدالعظيم البستوي
في [الموسوعة في أحاديث المهدي
الضعيفة والموضوعة]. ص / 381
في باب [أحاديث وآثار لم أطلع على أسانيدها]
286 ــ (332) عن علي بن أبي طالب قال:
[ويحاً للطالقان فإن لله فيه كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال
عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي آخر الزمان].
أخرجه أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن.*
* الحاوي (2: 161).
...............................
كنز العمال [39677].
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=8693&postcount=4
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:39 م]ـ
وقد ذكره الرافضة في كتبهم ونسبوه إلى ابن أعثم في كتاب الفتوح، وقد بحثت عنه سريعا في مواضع متعددة من الكتاب فلم أجده.
بحار الأنوار للرافضي المجلسي ج 51 ص 87:
ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ويحا للطالقان فإن الله عزوجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان.
.................................................. ..........
- ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=100513#post100513) ج 3 ص 298:
12) أخرج محمد بن يوسف الكنجي الشافعي: عن علي رضي الله عنه قال: بخ بخ للطالقان، فان لله تعالى كنوزا ليست من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجال معرفون، عرفوا الله حق معرفته، وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان.
وفيه كذلك ج 3 ص 393:
38) منها: إن ابن الاعسم؟؟ الكوفي في كتابه " الفتوح " عن علي رضي الله عنه انه قال: ويحا للطالقان فان لله تعالى كنوزا ليست من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجال معروفون وهم عرفوا الله حق معرفته، وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:25 ص]ـ
ثم وقفت عليه في كتاب الفتوح لابن أعثم المجلد الأول ص 319 - 320 (دار الكتب العلمية) وقد ذكره هكذا بدون إسناد.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:28 ص]ـ
وهو أيضاً في:
" كنز العمال " للمتقي الهندي 14: 591 , وعزاه إلى أبي غنم الكوفي في " كتاب الفتن ".
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.(43/77)
هل يخبرني احد علي نضرية التطور
ـ[المغناوي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:06 م]ـ
هل يخبرني احد علي نضرية التطور من فضلكم بسرعة
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 05, 02:45 ص]ـ
http://saaid.net/Minute/74.htm
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10537
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:26 ص]ـ
وهذا بحث لاحد الاخوة
أولاً: الافتراض الأول أن الحياة قد نشأت على الأرض وتطورت مصادفة ودون خالق وهذاالافتراض يتعارض مع القوانين الثابتة والحقائق العلمية التالية:
1 ـ العلم الحديث يكشف لنا كل يوم أن الكون الذي نعيش فيه نظام بيئي متزن لدرجة متناهية في الدقة وهذا أمر لا يمكن أن يحدث مصادفة، ولعل ما اكتشف من دور الكائنات الدقيقة المتخصصة في دورات العناصر وإكساب خصوبة التربة ـ وكذلك التوازن بين حرارة الجو وما يحتويه من بخار وثاني أكسيد الكربون، وأخيراً ما تأكد حديثاً من دور غاز الأوزون في طبقات الجو العليا في حماية كل صور الحياة على الأرض من فتك الأشعة فوق البنفسيجية قصيرة الموجه ـ كل ذلك لا يمكن أن يحدث مصادفة، بل هو دليل على القصد والتدبير في الخلق والإبداع·
2 ـ القول إن الخلية الحية وجدت مصادفة وتطورت تلقائياً ـ يتعارض مع قوانين الديناميكا الحرارية في الكيمياء الطبيعية التي تنص على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث كما أنها تقطع كذلك باستحالة وجود الماكينة التي تدور تلقائياً إلى ما لا نهاية من دون بذل شغل أو طاقة، ( Perpetual motion is impossible)، وهذا يعني أن إتمام أي تفاعل لبناء أي من الجزيئات أو الأنسجة الجديدة يقتضي وجود قوة مدبِّرة توفر القدر المطلوب من الطاقة، كماً ونوعاً، وكذلك، فإن عليها أن توفر الظروف المثلى لإتمام التفاعل وتحديد اتجاهه، ثم بعد بناء الجزيئات الجامدة تأتي المعجزة في منحها طاقة الحياة من مصدر الحياة التي لا تنضب ـ سبحان الحي القيوم ـ فهذه قدرة لم يستطع أحد أن ينسبها لنفسه·
3 ـ تتميز الكثير من الجزيئات البيوكيميائية في الخلايا الحية بأن لها تركيباً نوعياً ونشاطاً ضوئياً فإذا كنا دائماً نجد أن الخلايا الحية لا تحوي إلا المشابهه اليساري الدوران ( Levo) وهذا مثال واحد لكثير من صور الاختيارية والنوعية العالية ـ فهل يتسنى أن يحدث هذا مصادفة؟
4 ـ أن أحدث ما وصل إليه العلم في مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية ـ تتم فيه التجارب حالياً لنقل صفات وراثية من شريط الجينات من كائن عديد الخلايا إلى بعض البكتريا والأمل بناء جزيئات جديدة ـ ورغم أن علماء الهندسة الوراثية الذين يحاولون إعادة بناء الأحماض النووية بعد إلحاق أجزاء مأخوذة من جينات أخرى ـ أي أنهم يستعملون جزيئات حية تامة الصنع في عمليات إعادة البناء ـ ومع ذلك وبالرغم من أنهم يستخدمون لبنات بناء جاهزة وصلتهم عبر عصور وقرون التاريخ تامة الصنع فهل يمكن أن يكابر الإنسان في أنها قد تكونت مصادفة من غير صانع أو خالق ـ فسبحان الله الخالق البارئ المصوِّر·
فإذا أضفنا إلى ذلك أن إلحاق هذا الجزء من شريط DNA إلى جزء آخر هو تفاعل كيمياوي يحتاج لإتمامه لتوافر الطاقة والظروف المثلى لتنشيط الجزيئات لإتمام التفاعل· وهذا يقطع أيضاً باستحالة حدوث الحياة مصادفة أو تلقائياً، ولعل قوانين الطاقة في أحدث صورها والمرتكزة على قوانين >آينشتين< للنسبية وصور تحول الطاقة وارتباطها مع الكتلة والزمن وسرعة الضوء ـ تؤكد استحالة إتمام التفاعل دون توافر الحد الأدنى من طاقة التنشيط والعوامل والظروف المساعدة بما يحدد اتجاه التفاعل وخصوصاً أن المواد الفاعلة ذاتها يمكن أن تتجه لأكثر من اتجاه طبقاً للتركيز، ونسبة المواد المتفاعلة، ونوع ومقدار الطاقة المتوافرة والظروف الملائمة· وكل ذلك يؤكد استحالة العفوية في بناء أو تطوير بناء الجزيئات فضلاً عن الأنسجة والكائنات الحية المكونة من بلايين الذرات والجزيئات والخلايا·
5 ـ بتطبيق قوانين الاحتمال الإحصائي أمكن حساب احتمال تكون جهاز لدغ الثعبان في الحية الرقطاء دون غيرها من الثعابين بتأثير عامل المصادفة فقد وجد أن هذا الاحتمال واحد في كل 1/ 01 أس (32) احتمال أي أنه واحد في كل مئة ألف بليون بليون مصادفة·
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/78)
6 ـ قام العالم >شارلز إيجين جاي< بحساب احتمال التكون بعامل المصادفة لجزيء بروتين واحد، فوجد أن هذا يمكن أن يحدث مرة كلما مرَّت فترة زمنية لاتقل عن 10 أس (243) من السنوات، وهذا يزيد على بلايين أضعاف عمر الأرض، وهذا هو احتمال تكون جزيء واحد فقط من البروتين غير المتخصص·
7 ـ في العام 1962م، قاما عالما الكيمياء الحيوية >ماكولم ديكسون<، >أيدويب< بحساب احتمال تكون جزيء البروتين ذاتياً نتيجة مجرد التقاء جزيئات أحماض أمينية في مخلوط منها ـ وقد تبيَّن أن هذا الاحتمال لكي يتحقق يقتضي حجماً من مخلوط الأحماض الأمينية المعروفة يصل إلى أضعاف حجم الكرة الأرضية بمقادر 10 أس (50) ضعفاً كل ذلك لمجرد تكون جزيء بروتين واحد من النوع العادي غير المتخصص، أما احتمال تكون جزيء بروتين متخصص مثل >الهيموغلوبين<، فإن الحساب قد وصل إلى ضرورة توافر حجم من مخلوط الأحماض الأمينية لا يقل عن 10أس (512) ضعف حجم الكون كله· فما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى الذي منح أجسامناً الحياة والقدرة على أن تبنى هذه الجزيئات بدقة بالغة ليلاً ونهاراً حتى ونحن نيام، حقاً ما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى·
8 ـ وفي العام 1987م قام العالمان >والاس<، >سيمونس< بدراسة احتمال تكون جزيء بروتين متكون من 100 حامض أميني في ترتيب معين ـ ولما كانت الأحماض الأمينية المعروفة 20 حامضاً، فإن هناك 20 احتمالاً للحامض في الموضع الأول، وهكذا، وتصبح احتمالات شغل الأحماض المئة في جزيء البروتين = 20 (100) = 1.25 * 10أس (130) أي احتمال في كل 10أس (130) احتمال·
وإذا أخذنا في اعتبارنا ملايين الجزيئات في ملايين الخلايا نجد أن الاحتمالات الإحصائية تقطع باستحالة البناء الذاتي بالمصادفة لتكوِّن جزيئاً بروتيناً واحد فضلاً عن الخلية الحية الكاملة·
وهكذا ثبت بقوانين الاحتمالات فضلاً عن قوانين الطاقة استحالة الافتراض الأول لنظرية التطور وهو أن الحياة نشأت مصادفة وتلقائياً·
ثانياً: الافتراض الثاني أن هناك سلما التطور:
وتقول نظرية التطور: إن السلم قد بدأ بالكائنات وحيدة الخلية وتحت تأثير الظروف البيئية تم التطور إلى كائنات أكثر قدرة وأكثر تعقيداً بتفوق الأصلح في الصراع من أجل البقاء مع انقراض الأفراد الأقل صلاحية في التنافس والصراع، وهذا الافتراض الثاني تنقضه الحقائق التالية:
1 ـ رغم مرور ملايين السنين منذ بدأت الحياة على الأرض فمازلنا نرى كائنات دقيقة وحيدة الخلية وعديد من الكائنات التي لم تنقرض رغم أنها ضعيفة بسيطة التركيب ولا أدل على ذلك من أننا نكتشف فيروسات جديدة كل يوم كما نكتشف أنواع البكتريا ذاتها في حفريات الفراعنة·
2 ـ حين أعلن >دارون< نظرية التطور كان لا يعلم شيئاً عن قوانين >مندل< للوراثة ـ وعلم الوراثة ـ وهو علم راسخ الأركان ـ يقطع بأن الكائنات تتوارث صفاتها الوراثية عن طريق الجينات الوراثية للأبوين بغض النظر عن الظروف البيئية بينما تصر نظرية التطور على القول إنه يتم تطور صفات الكائنات بتأثير ضغط البيئة والتنافس من أجل البقاء·
3 ـ حاول علماء التطور الاستعانة بحفريات وهياكل الكائنات المدفونة لمحاولة عمل سلم التطور ولكن رغم الجهود المضنية فمازالت هناك فراغات في السلم لا يتسنى ملؤها كما أن العمر الجيولوجي للأرض وهو نحو 4 بليون عام وعمر الحياة على الأرض الذي قُدِّر بنحو 1.55 بليون عام ـ لا يتيح الوقت اللازم للتطور التلقائي ـ فعلماء التطور قد حسبوا أن تطور الحصان من صورته القزمية إلى حجم الحصان الحالي قد احتاج زمناً لا يقل عن 001 مليون سنة ـ وهذا معناه أن عمر الحياة على الأرض لا تسعف تفسير التطور التلقائي إلى ما يسمى بالكائنات الراقية من النباتات والحيوانات ـ فضلاً عن عدم توافر الوقت اللازم لتفسير تطور الإنسان من الكائنات غير العاقلة·
4 ـ الاهتمام بالحفريات حمل بعض الانتهازيين على تزييف الكثير من الهياكل العظمية ومن أشهر الأمثلة ما حدث العام 1953 من الإعلان عن أن ما سمي ببقايا الإنسان الأول ( Piltdown) قد تبين أنه بقايا عظام مزيفة تماماً·
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/79)
5 ـ بعض علماء التطور كانوا يفسرون تميز بعض أجسام الحيوانات بألوان زاهية بأنه تحقيق للانتخاب الجنسي لضمان جذب الذكور ـ وقد كانت الصدمة كبيرة حين أوضحت الكشوف الحديثة أن عيون الكثير من هذه الحيوانات الملونة لا تميز الألوان·
6 ـ أوضح عالم الفيزيقا البيولوجية الأميركي Morqwitz العام 1979م أن هناك تحدياً رئيساً يواجه نظرية >دارون< للتطور ـ وهو أن خلايا الكائنات الحية على وجه الأرض تنقسم إلى نوعين:
الأولى يسمى Prokaryotic وهي كائنات وحيدة الخلية خالية من الأغشية والأجسام الخلوية المتخصصة ومن أمثلتها البكتريا والطحالب الخضراء، والمزرقة والميكوبلازم وتكون المادة الوراثية فيها متمثلة في حامض نووي منفرد DNA·
أما النوع الثاني فيسمى Eukaraotic وتتميز بأن خلاياها مزودة بأجسام متخصصة مثل: النواة ـ الميتوندريا ـ الليسوسومات ـ والكلوروبلاستيدات··· إلخ ـ كما أن المادة الوراثية تنتظم في كروموزومات تحوي الكثير من الجينات وهذه بدورها تحوي أحماضاً نووية مع البروتينات المتخصصة ويشمل النوع الثاني مختلف أنواع النباتات والحيوانات وكذلك الإنسان و>البروتوزوا< والخلايا الفطرية ومعظم أنواع الطحالب ـ ولا يدخل في ذلك الفيروسات لأنها تمثل قسماً ثالثاً متميزاً بذاته وموضع التحدي أنه لا توجد أي صورة وسيطة بين النوعين من الخلايا مما ينفي نظرية التطور من الكائنات البسيطة إلى الكائنات عالية التخصص·
ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن خلايا Prokaryotes البسيطة تقوم بوظائف عالية التخصص وبالغة الأهمية في دورات العناصر على سطح الكون وإكساب التربة خصوبتها وتحلل الكثير من المخلفات العضوية··· إلخ، وهذا يلفت النظر إلى أن حقيقة الحياة على الأرض هي أن كل مخلوق له وظيفة في إطار من التكامل والاتزان البالغ الدقة والحساسية·
7 ـ أعلن العالم الفرنسي Jack Monod في الستينيات أن حدوث الطفرات الوراثية هو أداة تحقيق سلم التطور تحت تأثير المصادفة والحاجة إلا أن البحوث التي أجريت على >الدروسوفلا< وغيرها ـ قد أثبتت أن الطفرة لا تنشئ نوعاً جديداً ولكنها تعطي انتخاباً محدوداً لأفراد من النوع ذاته بصفات قد تتفاوت ولكن في حدود الوعاء الوراثي المحدد للنوع ذاته The same genetic trait·
8 ـ أسس علم التقسيم لا تتفق مع نظرية >دارون<:
علم تقسيم الكائنات Taxonomy بدأ قبل مئة عام من مجيء >دارون< بوساطة العالم Carolus Linnaues 7071 م ـ 1778م، وقد أعلن >لينيوس< التسمية من اسمين، اسم الجنس متبوعاً باسم النوع والأنواع، تعرف بأنها المجموع ذو الصفات المشتركة التي تتكاثر جنسياً لإعطاء أجيال جديدة مماثلة وسليمة· ولم يستطع >دارون< أن يوائم بين نظريته في سلم التطور وبين مقتضيات التقسيم·
9 ـ فشل نظرية التطور في التنبؤ بالمستقبل:
لقد أعلن عالما الوراثة >والاس، وسيمونس< 1987م تلك الحقيقة، وأوضحا أنه إذا كانت نظرية التطور مبنية على المصادفة ـ وإذا كنا نعلم أيضاً أنه يصعب على الإنسان أن يتنبأ بطريقة قاطعة عن مسار كرة تهبط فوق سطح يحوي أكثر من مئة دبوس وتنتهي بخمس عشرة فتحة ـ إذا كان التنبؤ هنا مستحيلاً ـ فكيف يمكن التنبؤ بمصير أكثر من 35 مليون نوع من الكائنات التي تتعايش حالياً مع بعضها بعضاً ومع الإنسان على ظهر الأرض· وإذا كنا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل ـ فكيف نستطيع أن نقطع بما نسميه سلم التطور عبر ملايين السنين التي سبقتنا، إن مجرد وجود تشابه وتماثل في وحدات البناء للجزيئات الجامدة والحية لهو دليل واضح على وحدة الخالق البارئ المصوِّر سبحانه وتعالى جل شأنه·
01 ـ تعدد الأنواع وتميز الصفات الفردية:
يذكر العالم الأميركي Jancey العام 1975م أن عالمنا يزدحم بالكثير من المخلوقات التي لا يتيسر تفسير وجودها على أساس نظرية التطور والصراع من أجل البقاء وفي الوقت عينه، فإن أفراد كل نوع يتميز بصفات فردية لا تتكرر مثل لون فروة الجسم وزركشة الطيور، فهي خصائص لا تتكرر مما يدل على قدرة الخالق المبدع·
ثالثاً: الافتراض الثالث أن الإنسان من نسل القرود والشمبانزي والغوريلا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/80)
1 ـ ولعل أول دليل على بطلان هذا الافتراض الثالث هو ما ثبت من عدم توافق التكاثر التناسلي بين الإنسان وأنواع القرود والشمبانزي والغوريلا· وهذا معناه في ضوء علم التقسيم أن الإنسان نوع منفرد وراثياً·
2 ـ وقد حاول بعض علماء الأجنَّة مجاراة نظرية التطور فزعموا أن جنين الإنسان مزود بفتحات خياشيمية زائدة وأنها تمثل مرحلة تطور الإنسان من الحيوانات المائية مثل الأسماك ـ إلا أنه أخيراً في العام 1959م استطاع العالم >راندل شورت< Rendle Short الذي قضى حياته في دراسة تشريح جسم الإنسان ـ أن يثبت خطأ هذا التفسير وأثبت أن ما يسمى بفتحات خياشيمية ليست زائدة بل هي عبارة عن ثنيات في الأنسجة لازمة لتثبيت الأوعية الدموية في جنين الإنسان· وقد كان هذا التفنيد قاطعاً حتى إن >جوليان هاكسلي< في كتابه عن التطور في صورته الجديدة قد اضطر للتسليم بما أثبته عالم التشريح >راندل شورت<·
3 ـ نشر فريق علماء الأنثربولوجي المكون من عشرة مختصين بقيادة Tim White الأستاذ في جامعة >كاليفورنيا بيركلي< العام 1987م ـ نتائج دراساتهم المضنية لفحص 302 من هياكل وعظام الحفريات Fossils لما سُمِّي ببقايا إنسان ما قبل التاريخ الذي يفترض أنه عاش في جنوب شرق أفريقيا منذ أكثر من 1.5 مليون عام، والذي يسمَّى Homo habilis والذي كان يعتقد أن له صلة النسب في التطور بين الإنسان الحالي كما نعرفه وبين أجداده المزعومة من القرود أو الغوريلا أو الشمبانزي· وقد أثبتت نتائج دراسة الفريق الأميركي أن ما سُمِّي بإنسان ما قبل التاريخ يختلف تماماً عن الإنسان الحالي لأن العظام قد أثبتت أنه يتحرك على أربع وأنه ليس منتصب القوام كالإنسان، كما أن طوله أقصر بشكل واضح، كما أن عظام الرأس وتجويف المخ تختلف تماماً عن الإنسان الحقيقي، وقد اختتم فريق علماء الانثربولوجي الأميركي تقريرهم العلمي في العام 1987م بأن هناك فرقاً شاسعاً يعكس فراغاً واضحاً زمنياً وتشريحياً من ناحية التطور بين ما سُمِّي بإنسان ما قبل التاريخ والإنسان الحقيقي، وأنه من المقطوع به أن هناك تغييراً درامياً ضخماً قد حدث نتج منه ظهور الإنسان على الأرض بحيث يصعب تصور ارتباط الإنسان الحقيقي بما يفترض أنه نشأ من نسلهم ـ حيث إن الإنسان الحالي متميز تماماً ظاهرياً وتشريحياً وسلوكاً وعقلاً وقدرة وملكات عن أي كائن آخر·
4 ـ أصل شعار البقاء للأصلح: كان >دارون< في نظريته يشبع ويعكس فكرياً معتقداته الاجتماعية والفلسفية التي اعتنقها كواحد ممن عاصروا وتتلمذوا على الفيلسوف الإنكليزي Herbt Spencer كما كان كل منهما يدين في فلسفته لفكر الفيلسوف الاقتصادي الإنكليزي Malthus 6671 ـ 1834م وهو من أوائل من تناولوا مشكلة ازدحام وتزايد السكان وتعبير الصراع من جل البقاء والبقاء للأصلح فهي تعبيرات من وضع Spencer كتعبير عن فكره في الفسفة المادية اقتصادياً واجتماعياً، وإذا كان Spencer يعتقد أن المجتمعات البشرية تتزاحم بشكل مضطرد مما يضطرها للتنافس من أجل المستقبل، وأن هذا التنافس في نظره من المحتم أن يتحول إلى صراع، وأن الفوز في صراع البقاء سيكون للإنسان الأقوى والأفضل، وقد عبر عن ذلك بالصراع بين الخير والشر، وضرورة تنحي الشر ـ كما قام بتطبيق فكرة هذا التنافس الذي كان سائداً في وقته بين الرجل الأبيض المتقدم وبين الشعوب الملونة المتخلفة ـ وكان من الطبيعي أن يرى أن الفوز في الصراع لابد وأن يكون للشعوب البيضاء الأوروبية على الملونين المتخلفين لأنهم أفضل وأقوى ـ وهذه هي الفلسفة نفسها التي استخدمها الاستعمار البريطاني والأوروبي لتبرير احتلاله وحروبه الاستعمارية وراء البحار· كما كانت هي نفسها الخلفية الفلسفية في فكر ووجدان >دارون< حين قام برحلته على ظهر السفينة Beagle ـ وكان من الطبيعي أن يحاول تعميم هذه النظرة الفلسفية عن الصراع من أجل البقاء على سائر الكائنات وأن يربط بين ما سجله من ملاحظات عن أوجه الشبه والخلاف بين الكائنات وبين نظرية البقاء للأصلح، فكانت نظريته عن أصل الأنواع والنشوء والتطور، وانضم إليه فيها زميله البريطاني المعاصر Walace في ذلك الحين·
5 ـ الخصائص الفردية المميزة لكل إنسان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/81)
أثبتت دراسات البيولوجيا الجزيئية أن كل إنسان متميز عن الإنسان الآخر في صفات فردية لا تتكررمثل بصمات أصابع اليدين والقدمين والحامض النووي DNA الذي أصبح أحد وسائل الأدلة الجنائية فضلاً عن تركيب الشعر ومجموعة الدم ونوع أجسام المناعة وبصمة الصوت والرائحة وهي كلها ثوابت لا تتكرر بين بلايين البشر وهذا يقطع بعدم صحة افتراض أن الحياة والتطور كانا بعامل المصادفة ـ بل هي أدلة قاطعة على أن الإنسان من صنع الله الذي خلقه وجعل كل إنسان متميزاً مستقلاً ومسؤولاً وميزه بملكاته وقدراته ليؤدي أمانة عمارة الأرض وإقامة الحضارة الإنسانية·
6 ـ برهان جديد على أن الإنسان من صنع الله: ولقد استحدث أخيراً علم جديد هو: البيولوجيا الاجتماعية Socio Biology ويقود هذا الاتجاه Dr. Eyenge Steiner منذ العام 1969م ـ وهو أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة >ييل< في أميركا ـ وقد أوضح أن الإنسان ليس وليد سلم التطور، بل إن العلم برهن على أن الإنسان له من المميزات البيولوجية والذهنية والنفسية والروحية التي تمنحه القدرة على الكلام والتفكير وترتيب الأسباب والاستنتاج المنطقي والمناقشة والتعارف والتعاون وتسخير غيره من الكائنات وصور البيئة لتكوين مجتمعات حضارية، كما أنه يتمتع بملكات الإبداع العلمي والأدبي والفني وكذلك يتمتع بمشاعر وصور التعبير عنها كما يستطيع التحكم فيها وفي سلوكه وعواطفه على أسس من النبل والأخلاق والمثل العليا، كما ينفر طبعه عن الشذوذ والسلوك غير الأخلاقي وهذه كلها صفات مميزة للإنسان عن كل الحيوانات والكائنات الأخرى، ولا أثر لها على ما يسمى بسلم التطور مما يقطع بعدم صلة النسب بين الإنسان والحيوان· وفي العام 1977م تبنى علماء جامعة >كاليفورنيا< هذا العلم الجديد ونشر العالم الأميركي Edward Wilson الأستاذ في جامعة >كاليفورنيا< كتابه الجديد في هذا المجال، وقد انتهى فيه إلى أن ما نلحظه من تشابه بين الإنسان والحيوان في وحدات التركيب الخلوي والجزيئي رغم التميز القاطع للإنسان ـ هو الدليل الناصع على وحدة الخالق الأعظم·
7 ـ (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) الذاريات:21: في مارس 1989م، نشرت مجلة Science الأميركية تقريراً عن مشروع قومي ممول من وزارة الصحة الأميركية بميزانية قدرها ثلاثة بلايين من الدولارات ولفترة زمنية مقدرة بخمسة عشر عاماً ـ ويهدف المشروع إلى وضع خريطة توضح مكنون التركيب الجزيئي للحامض النووي في جينات جسم الإنسان والمسؤولة عن نقل صفاته الوراثية· وقد ذكر التقرير أن جسم الإنسان يحتوي على مئة تريليون خلية أي 1*01أس (14) من الخلايا الحية يحوي كل منها DNA في جينات كروموزومات النواة فيما عدا خلايا الدم الحمراء والتي لا تحتوي نواة منها، ومن العجب أن يتماثل DNA في الفرد نفسه من الإنسان في هذه الآلاف من البلايين من الخلايا ولكنها تختلف تماماً عن أي إنسان آخر و DNA مع البروتينات والإنزيمات المتخصصة تكوِّن الجينات التي بدورها تكون الكروموزومات الثابتة العدد في كل نواة تحتوي 46 كروزموزوماً·
ورغم تماثل الكروموزومات في الشكل، إلا أنها تتفاوت في وظائفها ودورها في توريث مختلف الصفات، وكل كروموزوم يمكن تمثيله بخيط طوله خمسة أقدام وقطره 5*01أس (-01) بوصة هل يمكن أن يحدث كل ذلك مصادفة وتلقائياً؟
ويستطرد التقرير ليوضح أن خلية بكتريا E.Col يحوي جزيء DNA فيها 4.5 مليون وحدة من الأحماض الأمينية المرتبطة بنسق ثابت بينما في خلية الخميرة نجد أن جزيء DNA فيها يحوي 51 مليون وحدة من الأحماض الأمينية ـ أما جينات الإنسان فتحوى كل منها 3 بليون وحدة ـ وعدد الجينات في الإنسان تبلغ 100.000 مئة ألف من الجينات لكل كروموزوم· ولم يتيسر حتى الآن التعرف إلى أكثر من 4500 من تلك الجينات ومن بينها أمكن تحديد موقع 1500 جين فقط على الكروموزومات المختلفة ـ أي أننا أمامنا أمد طويل لنفهم مجرد تركيب خلايا الإنسان ورسم خريطة كاملة لها ـ أفليس ذلك أدعى لأهل العلم أن يتواضعوا لقدرة الله الخالق البارئ المصوِّر وهم بحكم علمهم أكثر الناس معرفة بتلك القدرة الفائقة ـ وصدق الله العظيم فقال: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ·
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/82)
وإذا كنا لا نستطيع أن نزعم أن مصنعاً للتكنولوجيا الحيوية قد ظهر مصادفة وبصورة تلقائية في مكان ما وأصبح مستمراً في إنتاجه من دون العقل المدبر أو قوة الطاقة القادرة فكيف لا يهزنا خلق الله في أنفسنا وفيما حولنا وكل ذلك دليل على قدرته وتدبيره وهل يستساغ بعد ذلك أن نركن إلى القول: إن الحياة والإنسان كانا وليدي المصادفة·
8 ـ ماذا قال العلماء عن نظرية التطور: ومعروف أن >ألبرت إينشتين< 1879 ـ 1955م هو صاحب قوانين النسبية منذ العام 1905م، وما ارتبط بها من تحديث قوانين الطاقة وميكانيكا الكم الدقيق والطبيعة النووية، وإن تلك القوانين تؤكد على أن صور ومقدار الطاقة في الكون محكومة بقوانين كمية ثابتة يمتنع معها حدوث أي تفاعل تلقائي أو مصادفة، ولذلك فقد كان >أينشتين< العالم الألماني الذي هاجر إلى الولايات المتحدة هرباً من النازية ـ كان دائماً حريصاً على الإيمان بالأديان والكتب السماوية وقال إن تعاليم التوراة والإنجيل هي الملاذ الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان حتى لا يضل طريقه وهدفه في الحياة وحديثاً نجد عالم الكيمياء الأميركي Linus Pauling والأستاذ بجامعة كاليفورنيا بيركلي ـ والحائز على جائزة نوبل عامي 1953م ـ 1962م طوال حياته بالإضافة إلى جانب منجزاته المعروفة في نطاق الروابط الكيمياوية متفانياً في العمل من أجل السلام وتحريم الأسلحة النووية حفاظاً على سعادة الإنسان وحضارته ـ وقد ذكر في احتفال إقامته له الجمعية الكيمياوية الأميركية عام 1983م أنه يهتم بالعمل على التقدم المستمر للمعرفة الإنسانية وأنه يعتبر أن هدف المعرفة يجب أن يكون معرفة الله بعيداً عن أي طواغيت وأنه بذلك يمكن أن يتحقق الالتقاء بين العلم والدين لضمان تحقيق عالم أفضل·
أما العالم الأميركي Maxwell فقد ذكر في كتابه >العلم يعود إلى الله< 1970م أن نظرية >دارون< قد استنفدت أغراضها في زمن إعلانها، حيث كان يسود فكر العصر الفيكتوري في إنكلترا ـ ولما كانت شتى العلوم قد استحدثت فيها الكثير من الإضافات العلمية التي تميزت معالمها ولم تقف عندما كان معروفاً في أوائل القرن التاسع عشر وقياساً على ذلك فإنه لابد من مراجعة مدى سريان نظرية التطور لأنها قد أصبحت لا تتلاءم مع مستحدثات العلم في القرن العشرين فضلاً عن مطلع القرن الواحد والعشرين·
كما أن عالم الطبيعة البيولوجية الأميركي Morowitz العام 1979م، قد كتب أنه أمرٌ مخزٍ للإنسان أن يسرح بذهنه ليتصور أنه من سلالة قرد عريان غير عاقل· ويضيف: أنه لذلك كان طبيعياً أن القس البريطاني Wiberforce حين اشترك في مناظرة عن نظرية >دارون< للتطور ـ أمام >جوليان هكسلي< الكاتب والفيلسوف البريطاني الملحد كان طبيعياً أن يستطرد القس في مناقشته فيسأل >هكسلي< ـ ترى هل كان عن طريق جده لأمه أم جده لأبيه ما اتصل بنظرية >دارون< من أن أصله من نسل قرد؟
ويعلق >مورفيتز< أنه من المؤلم أن يظل الإنسان الذي أقام الحضارة وأضاف الكثير من المبتكرات والتكنولوجيا ـ تحت وطأة أنه من سلالة قرد أبله، ويضيف أن الإنسان المادي الذي لم يسعده عالمه المادي، في حاجة الآن إلى أن يعود ويقرن عالم الروح بالمادة ليصبح إنساناً غير حيوان·
ولعل هذا اليقين هو ما دعا العالم الأميركي A. Cressy Morrison الرئيس السابق لأكاديمية العلوم في نيويورك وعضو المجلس التنفيذي لمجلس العلوم القومي بالولايات المتحدة إلى إصدار كتابه >الإنسان لا يقف وحده< العام 1944م، وذلك رداً على كتاب >جوليان هكسلي< >الإنسان يقوم وحده<·
وهكذا فإننا نجد أن نظرية >داروين< وهي إحدى معالم فكر القرن التاسع عشر أصبحت غير قابلة لأن تستمر أساساً لتدريس علوم الحياة والبيولوجيا الجزيئية ـ وإذا أضفنا إلى ذلك أن تلك النظرية قد استغلتها الاتجاهات الفلسفية الإلحادية والمادية الجدلية وبخاصة الشيوعية والوجودية··· إلخ، لدعم معتقداتهم المادية التي تنكر الجانب الروحي والديني ـ فإن علمنا الآن بأن العالم يراجع تلك النظريات المادية والشيوعية وبعد أن ثبت فشلها في عقر دارها ـ يضيف: علينا عبء أكبر في ضرورة مراجعة خلفياتنا العلمية والفلسفية حتى لا نتمسك بما قد ثبت بالدليل القاطع بطلانه علمياً·
وقد أسيء استخدام نطرية التطور حتى في مجال الإنتاج الزراعي والتعليم الجامعي في النظام الشيوعي السوفييتي، حيث تسلط عالم الزراعة السوفييتي Trofin D. Lysenko بحكم صلته بـ>جوزيف ستالين< على جميع الكوادر العلمية في الاتحاد السوفييتي، وكان أداة اضطهاد واعتقال وطرد للكثير من علماء الوراثة الروس بسبب أن Lysenko قرر تحريم تدريس الوراثة أو عمل أي أبحاث على أساس قوانين >مندل< الوراثية، ظناً منه أنه يخدم الشيوعية، ويبعد مظنة الإيمان بالخالق للصفات الموروثة في تربية النباتات، وصمم على أن تحسين أصناف القمح يمكن أن يتم لمجرد تغيير العوامل البيئية دون انتخاب الصفات الوراثية· وقد استمرت هذه المهزلة في التاريخ المعاصر من العام 1926م حتى العام 1946م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ الجمود ينحسر، وكان فشل Lysenko في تحسين إنتاج القمح هو الذي دعا الدولة إلى إتاحة الفرصة أمام فكر علماء الوراثة ليعودوا إلى الظهور ويعود تدريس الوراثة في المدارس والجامعات السوفييتية بعد تحريمه عشرين عاماً·
واليوم نحن على مشارف القرن الواحد والعشرين، وقد انحسرت موجة الشيوعية والإلحاد، وأصبح العالم كله يراجع فكره، ومعتقداته فعلينا أن نعلن رأينا واضحاً في شأن عدم الاستمرار في تبني نظرية النشوء والتطور حتى يتم تحرير البيولوجيا الجزيئية وكذلك أفكارنا من تلك المزاعم التي تصر على أن تفقد الإنسان إنسانيته·
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/83)
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[09 - 04 - 05, 10:20 ص]ـ
هذا كتاب الداعية التركي عدنان أكتار والذي يكتب باسم هارون يحيى، وعنوان الكتاب خديعة التطور، وقد حذفت منه الفصل الأخير لتأثره بفلسفة وحدة الوجود، وهذا لا يمنعنا من الاستفادة ان شاء الله من الكتاب لما فيه من الفوائد العلمية الكثيرة، وتوجد صور ايضاحية كثيرة في الكتاب، تجدها في نسخة البي دي اف، ولا يوجد في النسخة النصية إلا ترجمة التعليقات عليها، وقد أبقيتها للفائدة
ـ[المغناوي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 07:57 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك احونا عبد الجبار وجعلك الله مقبلا علي طاعته واسال الله ان يرهب لك علما واسعا ونافع علي ما
قدمت لنا من خدمة وان عاجز علي شكر بوركت
ـ[المغناوي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 08:31 م]ـ
السلام عليكم
لقد استفدة بعض النقاط فيما كتببته لي ولكن ان صاحبه ليس فيه فكرة وحدة الوجود ولكن ينصر حتي فكرة اتابت الكوني وهي فكرة ملحدة قال بها انشطاي
ـ[المغناوي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 08:32 م]ـ
السلام عليكم
لقد استفدة بعض النقاط فيما كتببته لي ولكن ان صاحبه ليس فيه فكرة وحدة الوجود ولكن ينصر حتي فكرة اتابت الكوني وهي فكرة ملحدة قال بها انشطاي الذي هو زعيم الملاحدة في زمانه
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[10 - 04 - 05, 01:03 ص]ـ
أخي الفاضل
يقول عدنان أكتار (هارون يحيى) في كتابه خديعة التطور في الفصل الذي حذفته منه:
"لقد نجح بعض المؤمنين بالله والفلاسفة في فهم هذه الحقيقة على مدار التاريخ. وقد أدرك بعض مفكّري الإسلام مثل الإمام ربّاني، ومحيي الدين بن عربي، وميفلانا كامي، هذه الحقيقة من آيات القرآن الكريم وبإعمال عقلهم وتفكيرهم. وقد توصل بعض فلاسفة الغرب أيضا إلى الحقيقة نفسها من خلال العقل والمنطق. وقد كتب الإمام ربّاني في رسائله أن الكون المادي بأسره هو وهم وخيال وأن الكائن الوحيد ذا الوجود المطلق هو الله:
إن الجوهر الذي خلق منه الله هذه الكائنات هو العدم. بل خلق الله الكون من أحاسيس وخيالات وهي ليست لها طبيعة مادية. وفي الحقيقة، لا يوجد شيء في الخارج سوى الكائن الأعظم وهو الله سبحانه وتعالى.
لقد أوضح الإمام ربّاني أن كل ما يشاهده الإنسان ما هو إلا وهم وخيال وليس له أصل مادي في الخارج. إن دائرة التخيل تنتقل في عقولنا فقط ونحن نراها بمقدار ما تنتقل، ولكن بالعين التي يرى بها عقلنا. وخارج هذا المحيط، يبدو لنا أننا نرى ولكن بأعيننا التي خلقها الله في رؤوسنا. ولكن الأمر ليس كذلك بالفعل، فهي ليس لها كيان مادي ولا يمكن اقتفاء أثرها في الخارج. فليس هناك ما يمكن أن نراه. حتى عندما نرى انعكاس وجه شخص ما في المرآة، فحتى هذا لا أساس له في الخارج. ومما لا شك فيه أن ثبات هذه الصورة التي نراها وانتظامها هو في خيالنا فقط. والله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم بواطن الأمور.
لقد توصل ميفلانا كامي إلى الحقيقة نفسها التي اكتشفها من خلال آيات القرآن وبالتفكير العقلاني المنطقي. كما كتب مفكرون عظماء أمثال ربّاني أنه ربما لم يكن من الحكمة إطلاع البشر على هذه الحقيقة حيث إن معظمهم لن يستطيع فهمها والاقتناع بها"(43/84)
الجمع بين الصلاتين لأجل الدراسة
ـ[آل نظيف]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:11 ص]ـ
السؤال
السلام عليكم أنا شاب أدرس في الجامعة،
وعند الأذان أريد أن أخرج من الدرس لكي أدرك الجماعة، لكن المدرس يمنعني من ذلك فهل علي ذنب؟ و هل يمكنني أن أجمع الظهر مع العصر؟
جـ/ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله _تعالى_: "إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً" (النساء: من الآية103)، وقد جعل الله لكل من الصلوات الخمس وقتاً محدوداً، بيّن ذلك الرسول _صلى الله عليه وسلم_، فلا يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة عن وقتها المحدود إلا من عذر شرعي، كالأسباب المسوغة للجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكالنسيان والنوم الغالب يعني النوم الذي لا يكون عن تهاون بالصلاة، وأما ما ذكرت من منع المدرس لك من الخروج لحضور الجماعة فأرى أنه عذر، فلا تجب عليك الجماعة والحالة هذه، لكن إذا تيسر لك أن تصلي بعد الخروج مع بعض زملائك جماعة في الوقت فذلك خير، وإلا فصل وحدك، والله _تعالى_ يكتب لك ما نويت، وإذا اضطررت إلى الجمع فكذلك لا أرى عليك من بأس، ونسأل الله أن يجعل للمسلمين من تسلط الظالمين فرجاً ومخرجاً، والله أعلم.
الشيخ / عبد الرحمن البراك
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/s...ain.cfm?id=6362(43/85)
" من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الاخرة" صحيح؟
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:59 ص]ـ
حديث من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الاخرة هل يصح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:18 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الكريم الحديث أخرجه البخاري في " صحيحه " (ك: الأشربة / بـ قول الله تعالى إنما الخمر والميسر والأنصاب ... / ح 5575)، ومسلم في " صحيحه " (ك: الأشربة / بـ عقوبة شارب الخمر إذا لم يتب منها بمنعه ... / ح 2003) من حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ].(43/86)
سكوت الحاكم عن حديث في مستدركه هل اقرار به؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[29 - 03 - 05, 06:42 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني
يذكر الامام الحاكم حديثا في مستدركه ويسكت عنه
فهل سكوته عن حديث في مستدركه يعتبر تصحيحا له و اقرارا به؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الكريم، فالحاكم إذا روى حديثا في مستدركه فالأصل أنه صحيح عنده، وهذا ما يدل عليه كلامه في مقدمة كتابه، وكذلك صنيعه في المستدرك، وكذلك تعقب العلماء له في إيراده عددا من الأحاديث المنكرة والموضوعة في مستدركه، وكذلك كلام العلماء على مستدركه في كتب علوم الحديث في باب الحديث الصحيح.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=120442#post120442
ـ[عمر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:01 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبدالرحمن
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:19 م]ـ
ذكر الأخ الراية على ما اظن هذا التقسيم
أقسام الحديث في مستدرك أبي عبد الله الحاكم
القسم الأول:
أحاديث أخرجها الحاكم بأسانيد احتج البخاري ومسلم برواتها في صحيحهما، وهذا هو الذي يقول عنه الحاكم: "إنه على شرط الشيخين" ويكون الحاكم قد أصاب في حكمه.
القسم الثاني:
أحاديث أخرجها الحاكم، وحكم عليها بأنها صحيحة على شرط البخاري، وبعد البحث نجد أن رواة هذا الإسناد ممن احتج بهم البخاري؛ فيكون الحاكم قد أصاب في حكمه أيضاً.
القسم الثالث:
الذي قول فيه الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "، وبعد البحث والنظر في رواته نجد أن سنده صحيح على شرط مسلم قد احتج مسلم بجميع رواته؛ فيكون الحاكم هنا قد أصاب في حكمه أيضاً.
القسم الرابع:
أحاديث يخرجها الحاكم ويحكم عليها بالصحة على شرط الشيخين، ونجد أن بعض رواتها لم يخرج لهم الشيخان احتجاجاً، وإنما أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والمعلقات؛ فيكون الحاكم قد أخطأ في حكمه على هذه الأحاديث.
القسم الخامس:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط البخاري، فنجد في رواتها لم يخرج لهم البخاري احتجاجاً، وإنما أخرج لهم في الشواهد والمتابعات؛ فيكون قد أخطأ في حكمه على هذه الأحاديث أيضاً.
القسم السادس:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط مسلم، فنجد في رواتها من لم يحتج بهم مسلم، وإنما أخرج لهم في الشواهد والمتابعات. ويكون قد أخطأ كذلك في حكمه على هذه الأحاديث.
القسم السابع:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين، وبعد النظر في أسانيدها نجد الشيخين لم يخرجا لرواتها على صورة الاجتماع.
كأن يكون الحديث من رواية هشيم بن بشير عن الزهري، فكل من الزهري وهشيم قد أخرج لهما البخاري ومسلم، ولكنهما لم يخرجا لهما بهذه الصورة – أي من رواية هشيم عن الزهري-.
والسبب في ذلك أن رواية هشيم عن الزهري ضعيفة؛ فيكون البخاري ومسلم قد أخرجا للزهري لكن من رواية غير هشيم عنه، وأخرجا كذلك لهشيم لكن من روايته عن غير الزهري. وهذا هو المقصود بصورة الاجتماع أي أن يكون الراوي قد أخذ عن شيخه عند البخاري ومسلم، فيكون الحاكم هنا قد أخطأ؛ لأن الشيخين لم يخرجا لهؤلاء الرواة بهذه الصورة عند الحاكم في المستدرك.
القسم الثامن:
أحاديث يصححها الحاكم على شرط البخاري ن وبعد النظر في أسانيدها نجد أن البخاري قد أخرج لرواتها محتجاً بهم، لكن ليس بصورة الاجتماع هذه التي أخرجها الحاكم.
كأن يروي داود حصين حديثاً عن عكرمة، فإن كلاً من عكرمة وداود بن حصين قد أخرج لهما البخاري، ولكنه لم يخرج لهما بهذه الصورة، وإنما أخرج لعكرمة من رواية غير داود غير داود عنه، وأخرج لداود من روايته عن غير عكرمة. والسبب في ذلك أن رواية داود بن الحصين عن عكرمة رواية منكرة.
القسم التاسع:
أن يخرج الحاكم حديثاً ويصححه على شرط مسلم، وبعد النظر في سنده نجد مسلماً قد أخرج لجميع رواته، ولكن ليس على صورة الاجتماع، وإنما أخرج لهم بغير هذه الصورة.
ومثاله كالمثال السابق بالنسبة لشرط البخاري مع اختلاف الرجال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/87)
ومثاله: أن يروي الحاكم حديثاً من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل. فكل من حماد بن سلمة وحميد الطويل قد احتج به مسلم، ولكنه لم يحتج بالإسناد على هذه الصورة، فإنه إنما احتج بحماد بن سلمة في روايته عن ثابت البناني، وأما روايته عن غير ثابت فلم يحتج بها مسلم.
القسم العاشر:
أن يخرج الحاكم أحاديث ويصححها، ولكن ليس على شرط الشيخين ولا أحدهما، وبعد النظر نجد أن الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم – رحمه الله -.
القسم الحادي عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين ويذكر أنهما لم يخرجا تلك الأحاديث، وبعد النظر والبحث نجد الشيخين قد أخرجا تلك الأحاديث في صحيحيهما، وأن الحاكم واهم في حكمة.
القسم الثاني عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط البخاري، ويذكر أنه لم يخرج تلك الأحاديث، وبعد النظر والبحث نجد البخاري قد أخرج تلك الأحاديث.
القسم الثالث عشر:
أحاديث يصححها الحاكم على شرط مسلم، ويذكر أنه لم يخرجها، وبعد النظر والبحث نجد مسلماً قد أخرج تلك الأحاديث.
القسم الرابع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويذكر أنها صحيحة على شرط الشيخين أو أحدهما، وبعد البحث نجد في رواتها من لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
القسم الخامس عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط دون أن يذكر شرط الشيخين، وبعد البحث نجد أنها حسنة الإسناد فقط.
والسبب في ذلك أن الحاكم - رحمه الله - لا يفرق بين الصحيح والحسن.
القسم السادس عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، ونجد، أنها ضعيفة الإسناد، ولكنها ارتقت إلى الحسن لغيره بمجموع طرقها، سواء أخرج الحاكم تلك الطرق أو لم يخرجها.
القسم السابع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط وهي ضعيفة، ليس هناك ما يشهد لها.
القسم الثامن عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، وهي شديدة الضعف.
القسم التاسع عشر:
أحاديث يخرجها الحاكم ويصححها على شرط الشيخين أو أحدهما أو يصححها فقط، وهي موضوعة وفي "المستدرك" من هذا الصنف نحو مائة حديث.
وقد ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أنه أفرادها في مؤلف جمع فيه هذه الأحاديث المائة.(43/88)
قول القائل إله الآلهة!
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:43 ص]ـ
بحثت عن مظان إله الآلهة واطلاقها على الله سبحانه وتعالى فلم اجد مصدرا يساعدني في ذلك
فارجو المساعدة هل اللفظ جائز او فيه مافيه؟
ـ[جمال هنداوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 09:53 ص]ـ
سبحان الله
لا يجوز إطلاق لفظ (الآلهة) أصلا .. إلا أن تقرنها بما يثبت إبطال ألوهيتها.
لا إله إلا الله
فكيف تقول (آلهة) دون بيان لبطلانها؟
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيك
لكن جوزنا ان نطلق رب الارباب كما ذكر ذلك ابن القيم في مفتاح السعادة والجواب الكافي وقالها يوسف عليه السلام اارباب متفرقون وهنا لا يريد رب الدار او رب الملك لكن يريد الرب المعبود من دون الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:08 ص]ـ
في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
آلهة: ?
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قدِم أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأُخرجت .. الحديث. رواه البخاري، وغيره.
قال ابن حجر:
(وفيه الآلهة: أي الأصنام، وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون. وفي جواز إطلاق ذلك وقفه. والذي يظهر كراهته) ا هـ.
حاشية:
? آلهة: فتح الباري 3/ 469، وانظر لفظ العزى من حرف العين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122789#post122789
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=132060#post132060
ـ[جمال هنداوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:28 ص]ـ
كما قلت لك لا يجوز إطلاق لفظ الآلهة أو الأرباب (إن كانت بمعنى الآلهة) دون قرينة تثبت إنكار ألوهيتها أو ربوبيتها.
قال تعالى (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها)
فهنا وصف للأرباب بأنها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان. و في ذلك إثبات لبطلان ربوبيتها.
و كذلك لا تجد لفظ الأرباب لا يأتي دون قرينة تثبت بطلان ربوبية هؤلاء الأرباب، وتأمل:
(و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) آل عمران
(و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا) آل عمران
(اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) التوبة
أما تقول رب الأرباب أو إله الآلهة و تسكت، فذلك يتضمن إقرار ألوهية أو ربوبية غير الله، فانتبه.
رحم الله ابن القيم ..
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:28 ص]ـ
طيب ماوجدنا ردا على لفظ رب الارباب في قول يوسف عليه السلام
وقد ذكر حديثا في سنده مقال ولكن الا يستشهد به
إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم: اكتب بسم الله، فقال له عيسى: وما بسم الله؟ قال له المعلم: لا أدري، قال له عيسى: باء بهاء الله، والسين سناه والميم مملكته، والله إله الآلهة، الرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة، أبجد: ألف الله، والباء بهاء الله، والجيم جلال الله، دال: الله الدائم، هوز: الهاء: الهاوية، واو: ويل لأهل النار واد في جهنم، زاي: زي أهل النار، حطي: حاء الله الحكيم، طاء: الله الطالب لكل حق حتى يرده، يا: أي أهل النار وهو الوجع، كلمن: الكاف: الله الكافي، لام: الله القائم، ميم: الله المالك، نون: نون البحر، صعفص: صاد: الله الصادق، عين: الله العالم، ف: الله ذكر كلمة، صاد: الله الصمد، قرشت: قاف: الجبل المحيط بالدنيا الذي اختصرت منه السماء، راء: رياء الناس بها، سين: ستر الله، تاء: تمت أب
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:30 ص]ـ
كانك تستدرك على ابن القيم اخي جمال
ـ[جمال هنداوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:35 ص]ـ
في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
آلهة: ?
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قدِم أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأُخرجت .. الحديث. رواه البخاري، وغيره.
قال ابن حجر:
(وفيه الآلهة: أي الأصنام، وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون. وفي جواز إطلاق ذلك وقفه. والذي يظهر كراهته) ا هـ.
حاشية:
? آلهة: فتح الباري 3/ 469، وانظر لفظ العزى من حرف العين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122789#post122789
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=132060#post132060
العبرة بوجود القرينة التي تثبت بطلان ألوهية هذه الآلة. و في الحديث نجد القرينة.
الحديث كاملا:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قاتلهم الله، لقد علموا: ما استقسما بها قط). ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/89)
ـ[جمال هنداوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:38 ص]ـ
طيب ماوجدنا ردا على لفظ رب الارباب في قول يوسف عليه السلام
وقد ذكر حديثا في سنده مقال ولكن الا يستشهد به
إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم: اكتب بسم الله، فقال له عيسى: وما بسم الله؟ قال له المعلم: لا أدري، قال له عيسى: باء بهاء الله، والسين سناه والميم مملكته، والله إله الآلهة، الرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة، أبجد: ألف الله، والباء بهاء الله، والجيم جلال الله، دال: الله الدائم، هوز: الهاء: الهاوية، واو: ويل لأهل النار واد في جهنم، زاي: زي أهل النار، حطي: حاء الله الحكيم، طاء: الله الطالب لكل حق حتى يرده، يا: أي أهل النار وهو الوجع، كلمن: الكاف: الله الكافي، لام: الله القائم، ميم: الله المالك، نون: نون البحر، صعفص: صاد: الله الصادق، عين: الله العالم، ف: الله ذكر كلمة، صاد: الله الصمد، قرشت: قاف: الجبل المحيط بالدنيا الذي اختصرت منه السماء، راء: رياء الناس بها، سين: ستر الله، تاء: تمت أب
رحم الله الألباني قال في هذا الحديث
إسناده باطل [وفيه] إسماعيل بن يحيى
قال ابن عدي: إسماعيل هذا يحدث عن الثقات بالبواطيل
ابن القيسراني ذخيرة الحفاظ 2/ 934
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:41 ص]ـ
ابعدت النجعة يا جمال(43/90)
روايات خالد بن الوليد!!
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم ... احبتي هناك مطاعن من بعض المستشرقين واالحداثيين في ندرة روايات خالد بن الوليد رضي الله عنه ... وقد سمعت ان هناك رسالة علميه في هذا الباب .. فمن منكم له مزيد اطلاع على هذا الموضوع فليفدنا مشكورا مأجورا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لاعبرة بطعن المشتشرقين والحداثيين وغيرهم من أعداء الدين في سيف الله المسلول، فقد طعنوا في الدين وفي القرآن وفي السنة، فنسأل الله أن يخزيهم ويخذلهم.
وأما أبو سليمان سيف الله المسلول سله الله على الكفار والمنافقين،البطل القائد الذي كان غضة في نحور أعداء الدين،خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه فقد روى عنه أجلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين
روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معد يكرب وقيس بن أبي حازم وعلقمة بن قيس
ومالك بن الحارث الأشتر واليسع بن المغيرة المخزومي وأبو عبد الله الأشعري وآخرون
وقد كان رضي الله عنه مشتغلا بمقارعة أعداء الدين فأشغله ذلك عن كثرة الرواية، ولا يضره ذلك رضي الله عنه فقد كان هناك من يقوم بحفظ الأحاديث وتتبعها من الصحابة الآخرين رضي الله عنهم أجميعن، فقد تفرغ للقتال والجهاد في سبيل الله.
وجاء عنه انه قال كما في الإصابة ج2:ص255
لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا ابا عمر .. لكن ما عدد مروياته ان كنتم وقفتم عليها. والسلام مسك الختام.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا سهيل
ولك أن ترجع إلى جامع المسانيد للحافظ ابن كثير رحمه الله المجلد الثاني (876 - 885) ففيها مروياته
وقد ذكر فيها نحو أربعة عشر رواية له فرضي الله عنه وأرضاه.(43/91)
هل هناك دليل على أن غير المسلمين مخاطبون بالايمان بالقضاء والقدر؟
ـ[أم بلال]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:49 م]ـ
السلام عليكم:
أرجو إفادتي بدليل من الكتاب أو السنة يدل على أن غير المسلمين مخاطبون بالايمان بالقضاء والقدر.
عاجل
وجزيتم خيراً
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأيمان بالقضاء والقدر هو من معالم الأيمان بالله سبحانة وتعالى والتسليم له في كل شئ
فكيف يخاطب به او يأمر من كان جاحدا لله نفسه؟!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكفار مخاطبون بفروع الإسلام وبما لايتم إلا به وهو الإسلام على القول الراجح عند الأصوليين
وهذه المسألة يبحثها العلماء في كتب أصول الفقه في باب التكليف
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في مذكرة أصول الفقه
وأما خطاب الكفار بفروع الاسلام فاختلف فيه، فقيل غير مخاطبين بها، واحتج من قال بأنهم لو فعلوها فى حال كفرهم لم تقبل منهم ولا يجب قضاؤها عليهم بعد الاسلام وما لم يقيل منهم فلا يخاطبون به، وهذا الاحتجاج مردود لأنهم مخاطبون بها وبما لا تصح الا به وهو الاسلام، كالمحدث يخاطب بالصلاة وبما لا تصح الصلاة الا به كالطهاره كما قدمنا من أن ما لا يتم الواجب الا به واجب.
والحق أنهم مكلفون بها لدلالة النصوص على ذلك فمن الأدلة عليه قوله تعالى:
(ما سلككم سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين). الآية. ففى الآية التصريح بأن من الاسباب النى سلكتم فى سقر عدم اطعام المسكين، وهو فرع من الفروع ونظيره قوله تعالى:
(خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه).
ثم بين السبب بقوله تعالى:
(انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين). الآية.
ومن الادلة على ذلك قوله تعالى:
والذين لا يدعون مع الله الهآ آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق) إلى قوله تعالى:
(يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا). الآية. لان الآية نص فى مضاعفة العذاب فى حق من جمع بين المحظورات.
واعلم أن المسألة فيها ثلاثة أقوال:
الأول: أنهم مخاطبون بها وهو الحق.
الثانى: أنهم غير مخاطبين بها مطلقاً.
الثالث: أنهم مخاطبون بالنواهى لصحة الكف عن الذنب منهم دون الأوامر وحجة من قال بالاطلاق أن الكف عن المنهى عنه وان صدر منهم فلا أجر لهم فيه، لأن الكفر سيئة لا تنفع معها حسنة.
وأما الجواب عن كونها لا تقضى بعد الاسلام، فهو أن الاسلام يجب ما قبله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=111093#post111093
ـ[أم بلال]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:57 ص]ـ
ومن الادلة ايضا قول الله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا.(43/92)
عندما أفحم نجدي مجموعة من الأشاعرة والصوفية في معقلهم
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس انطلقت ندوة الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بدبي رابط الندوة ( http://www.islamic-college.co.ae/akhbaarnadwa.htm)
وطبعا نحن الطلاب حضرنا في الدروة المسائية , والجلسة يرأسها الدكتور أحمد معبد , وشارك فيها الدكتور زين العابدين فلافريج , والدكتور خالد بن منصور الدريس.
وكانت البحوث جداً طيبة (طالع الرابط لتعرف العناوين) وفرح الطلبة جداً بما سمعوا وخاصة بحث الدكتور خالد بن منصور الذي تكلم فيه عن المضيقين للسنة ولم يسيء لشخص اي شخص ولكن تكلم عن أفكارهم مثل (جمال البنا , وسالم الاسلامبولي , والقرضاوي , والغزالي)
وبعد صلاة المغرب ألقى الأستاذ صالح عويمار كلمته , وبعده الدكتورة رقية العلواني.
وبعدها قام صاحب المهزلة التي حصلت وهو (البشير) وزير الأوقاف السوداني وتكلم عن بحث الدكتور خالد وبعدها كان دور الدكتور بنيامين , ووقتها كنا نحن في قاعة الدراسة وكان دكتور التوحيد يسيء للدكتور خالد وكأنه فعل شيئاً محرماً.
وبعدها أخبرنا أحد الأخوة أن الدكتور خالد سوف يرد على البشير ويوضح له بعض النقاط
ووضحها - حفظه الله - وافحم من افترى عليه باسلوب جداً طيب وكان بشوشاً في كلامه وهنا ثار البشير وقام من مكانه أمام الجميع (ولم يسمح له اي شخص بالكلام) بخلاف الدكتور خالد.
ومن جملة ما قاله (أنه ينظر إلي أني نجدي إذا أنا وهابي إذا أنا إرهابي)
وبعدها أخذ أحد صوفية الكلية - وهذا الصوفي صاحب مقولة " فاسق صوفي أفضل من ولي سلفي " - المكرفون من يد الدكتور خالد.
وبعدها قام أستاذ التوحيد " عادل درويش " وأبدى ملاحظاته التي مثلما قال عنها شيخنا (علم لا ينفع وجهل لا يضر) ومن ملاحظاته كيف ينسى الدكتور خالد اسم (يوسف شاهين لاشين) ويذكره بالاسم الاستاذ أحمد معبد.
وبعدها قال الشيخ العوني للدكتور أحمد معبد ارفع الجلسة لأن المبتدعة قد تمادوا في كلامهم.
ومما قاله البشير أن هناك من ألف في الفرقة الناجية وجعل الأشاعرة من الثلاث وسبعين فرقة التي ستدخل النار (ولا أعرف ما علاقة هذا الكلام بموضوع الندوة غير أن يقال أنه لإثارة الفتنة).
ومن درر كلام الدكترو خالد (أن الدفاع عن السنة النبوية أحق من الدفاع عن الأشخاص)
والحمد لله أن هناك الكثير وقفوا بجانب الدكترو خالد 95% من الطلاب ومعهم المشايخ (الشريف حاتم , وملا حيدر , وزيع العابدين ... الخ) وبعدها تجمع الطلبة على الدكتور خالد لشكره على ما قام به وقال لهم (والله أثلجتم صدوري)
وذكرت هذا الموضوع لكي أري الاخوة حقد أهل البدع على شخص الدكتور ,
والحمد لله على نعمته التي من بها علينا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 03 - 05, 04:37 م]ـ
الأخ العوضي وفقه الله.
أرجوا أن تحصل على توثيق كامل لما حصل عاجلا وفقك الله.
وكلام وزير الأوقاف السوداني تحديدا.
فهذا الوزير أذا جاء هذه البلاد كان كأرق ما يكون من بشر والطفه ثناء على الدعوة الاصلاحية!!
ـ[أبو أحمد الرفاعي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 06:12 م]ـ
الأخ العوضي،،، سلمك الله
زيادة على قول الأخ المتمسك بالحق أرجو أن تتبع ما أوجزت بكلام تفصيلي حتى يعرف الجميع ما دار حقيقة إذ ان مثل هذه الأمور أن يتم نقلها بهذه الكيفية التي سرد ت بها ما حصل فهو ليس من الإنصاف في شي فلكل طرف قول ونحن نريد أن نعرف ما دار بالتفصيل حتى نتمكن من الحكم على غيرنا أما أن يأتينا القول من طرف واحد فإنا نكون بذلك قد تعدينا حاجز النصفة والسداد حتى لو كان هذا الطرف الذي أتانا منه الكلام هو مما ارتضيناه ووثقنا به
وإني لأعرف الدكتور عصام معرفة لا بأس بها من خلال خطبه وأقواله خاصة وأنه قد تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وله معرفة جيدة بالحديث وهذا ما دعاني لطلب سرد ما حصل بالتفصيل،،، فإن كان حقاً التزمنا به وإن كان باطلاً رددناه على أعقابه،،،، وبالجملة فإنك قد صورت ما دار حسب رأيك وحكمت حسب ما ترى وإنا نريد رأي الطرف الآخر لنحكم بحق.
وجزاك الله خيرا،،،
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:21 ص]ـ
الأخ الكريم المتمسك بالحق - حفظك الله -
لن يفيدك بالتوفيق الكامل إلا المشايخ الذي كانوا جالسين في الأمام فهم سمعوا كل شيء ونحن كنا في الخلف ولن نسمع كل الكلام.
والذي سيفيدك بالحوار كاملاً الشيخ خالد الدريس وإن أردت أعطيتك رقم هاتفه لكي تكلمه.
ـــــــــــــــ
الأخ الفاضل أحمد الرفاعي - حفظك الله -
لا ترده كلامي على أعقابه لأني لم أقل إلا الحق والله شاهد على كلامي والذي يشهد معي نحو 50 طالبا خلاف المشايخ والدكاترة الموجودين
وأنا لا أعرف لا الشيخ خالد ولا الدكتور عصام ولكن الذي حصل أمامنا من قيام الدكتور دون إذن وتعصبه للغزالي والقرضاوي دون حق والله وخاصة أن الشيخ خالد لم يطريهما بأي سوء.
وإن كنت على معرفة بالدكتور عصام اتصل به واسأله.
جزء من الحوار:
قال الشيخ الخالد للدكتور عصام: أنت لم تحضر بحثي الذي ألقيته
فقال الكتور عصام: البحث موجود عندي وقرأته
فقال الشيخ خالد: من حسن حظي إن يكنت جالس وراءك وأنت تقرأ البحث فكنت تقرأه قراءة سريعة
فقال الدكتور عصام: بحث موجود عندي من الفندق.
وبعدها حدث ما حدث
ولا أنسى أن الجلسة الأولى والتي كان يرأسها الدكتور أحمد معبد طرى الشيخ خالد بكل ما هو حسن وخاصة بدقة أبحاثه في الحديث وأنه قرأ عدة من أبحاثه.
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/93)
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 08:10 ص]ـ
لقاء مع الشيخ خالد بن منصور الدريس - حفظه الله ورعاه - في قناة المجد ( http://www.almajdtv.com/prgs/archive/hewar/hewar-13-03-2005.html)
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 04 - 05, 02:17 م]ـ
العوضي
بارك الله فيك على هذه البشرى
ونابتتة التصوف في الامارات بدءت تظهر.
لقد ذكر لي احد اخوة من هناك، ان رجل تقدم على وظيفة دينية، وعند مقابلته كان أول سؤال له: أين الله؟
فان كان جوابه جواب اهل السنة لم يوظف وان اجاب بالجواب البدعي تم توظيفة، وهذا حصل في دبي.
والحق منصورٌ وممتحن فلا ** تعجب فهذي سنة الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 04 - 05, 01:43 ص]ـ
وصلني هذا التعقيب من أحد المشايخ الفضلاء:
........ بخصوص موضوع الدكتور عصام أحمد البشير فكما قال الأخ أحمد الرفاعي الحكم على الشيء فرع عن تصوره خاصة وأن هذا الرجل تخرج من جامعات معروفة بل درّس فيها ردحاً من الزمن وصحب فيها ثلة من الفضلاء والذين لايزال بعضهم يحفظ له وداً، ولعلي معرفتي به تفوق معرفة الأخ أحمد فقد سمعت له وحضرت وزرته وكلمته وقدمته وعرفت بعض خاصته وجمعتني به أكثر من مناسبة علمية ودعوية.
والحقيقة هي أن الشيخ عصام أحسبه والله حسيبه لايزال على اعتقاد أهل السنة في الجملة. ووصمه بالصوفية أو التصوف وصمة هو منها براء فما عهدناه صاحب طريقة، ولا عرفناه ببدعهم، ومن شهد عليه بانحرافهم فستكتب شهادته وسوف يُسئل.
وقد كان في سالف أمره غصة في حلوق العقلانيين والتجديدين منكراً لأمرهم راداً على باطلهم مشنعاً على بعض رموزهم الذين دالت دولتهم فأضحى بعضهم رهن الاعتقال بعد الحكم والنهي والأمر والتنظير.
بل كان جريئاً في الحق يأمر بالمعروف على منبره وينهى عن المنكر فيه وينتقد علانية بعض سياسات الدولة الخاطئة إلى أن أقيل من المنبر قسراً.
ففقدت الجموع المحتشدة –وكانوا رجالاً من أصقاع الأرض المختلفة قاطنين أو زائرين لأرض السودان- خطيباً بليغاً يهتز المنبر مع اهتزاز النفوس بكلماته.
ثم دارت الأيام وفجأة فجعني نبأ توليه الوزارة!
وقد فُجعت قبيلها ببوادر تغير فكري فأعداء الأمس من العقلانيين والتنويريين أضحوا أساتذة ومجتهدين يدافع عنهم الفم الذي طالما انتقدهم وأقض مضاجعهم.
لقد حفظت منه قديما قول القائل:
ياصاحب الوجه المليح بلحية* ما بال وجهك في السماء يشعشع
هي سنة لا بل حرام حلقها * عند الأئمة كلهم قد أجمعوا
فإذا بي أرى المقص يكاد أن يشعشع وجهه!
كنت أظنها لوثة سرعان ماتزول وتحول فيطرد الماء بقوة طهارته ما ألقي فيه، ولكن الوزارة كانت نذيرا لايبشر بخير للبشير عصام.
وبعدها سمعت له عدة كلمات في الموالد وبعض المحافل تركتني أجزم بأن الرجل قد ركب طريق التقريب وتبناه منهجاً، ثم دخل في أوحال السياسة ففقدته قاعدة (الإخوان) الذين كانوا يؤملون فيه خيراً فإذا به يبتعد عنهم فلا يعدوا التزامه معهم شيئاً، كما فقدته المنابر والحلق العلمية وهو أحق بها في تلك البلاد وأهلها.
ثم سمعت عن الشيخ من بعض أقرانه ما لم يثبت عندي وما لايحكى فكلام الأقران يطوى ولايروى، غير أن خذلانه لأهل الدعوة والخير تكرر في مواقف وقد كان جديراً بنصرتهم فيها.
وخلاصة ما يظهر لي أن الشيخ أصابته لوثة من لوثات أهل التجديد وبالأخص فيما يتعلق بمفاهيم الوحدة والعذر والتقريب، ساعدت على بقائها أهواء ورياح شتى أسأل الله أن تنقشع وأن يعود الجو صحوا، فالشيخ عصام حافظة فريدة وثقافة ثرة ولسان صارم لاعيب فيه.
ردني الله وإياه إلى الحق رداً جميلاً، وثبتني وسائر الإخوان على السنة الغراء، وطهر قلوبنا جميعاً من الأدواء والأهواء.
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 05, 01:38 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريم الراية , وراية التصوف إن شاء الله ستنكسر قريباً بإذن الله فهنا من لها بالمرصاد ولا يخاف في الله لومة لائم , ولكن لا تنسونا من الدعاء.
أخي الفاضل زياد العضيلة وفقك الله فأنا لا أعرف عاصم البشير ولكني رأيت ما فعله في الندوة , والحمد لله أنني لم أظلمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(43/94)
أسالة حول رواية الصحابي ابو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[29 - 03 - 05, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام، الصحابي ابو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه
هذه ترجمته من تهذيب التهذيب 5/ 82:
و قال ابن البرقى: مات سنة ثنتين و مئة.
و قال موسى بن إسماعيل: حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا كثير بن أعين، سمعت
أبا الطفيل بمكة سنة سبع و مئة يقول: ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فذكر قصة.
و قال ابن السكن: روى عنه رؤيته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه
ثابتة، و لم يرو عنه من وجه ثابت سماعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
.
و قال ابن سعد: حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن
أبى الطفيل قال: كنت أطلب النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيمن يطلبه ليلة
الغار، قال: فقمت على باب الغار و لا أرى فيه أحدا. ثم قال ابن سعد: و هذا
الحديث غلط، أبو الطفيل لم يولد تلك الليلة، و ينبغى أن يكون حدث بهذا الحديث
عن غيره، فوهم الذى حمل عنه، و كان أبو الطفيل ثقة فى الحديث، و كان متشيعا
.و ذكر البخارى فى " التاريخ الصغير " هذا الحديث، عن عمرو بن عاصم، و قال:
الأول أصح ـ يعنى قوله: أدركت ثمان سنين من حياة النبى صلى الله عليه و آله
وسلم ـ.
و قال يعقوب بن سفيان فى " تاريخه ": حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يعقوب بن
إسحاق، حدثنا مهدى بن عمران الحنفى قال: سمعت أبا الطفيل يقول: كنت يوم بدر
غلاما قد شددت على الإزار، و أنقل اللحم من السهل إلى الجبل.
قلت: لى فيه وهم فى لفظة واحدة، و هى قوله: " يوم بدر "، و الصواب:
" يوم حنين " ـ و الله أعلم ـ فقد رويناه هكذا من طريق أخرى عن أبى الطفيل.
و قال ابن عدى: له صحبة، قد روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قريبا من
عشرين حديثا، و كانت الخوارج يرمونه باتصاله بعلى، و قوله بفضله و فضل أهل
بيته، و ليس فى رواياته بأس.
و قال ابن المدينى: قلت لجريرا: كان مغيرة يكره الرواية عن أبى الطفيل؟ قال
: نعم.
و قال صالح بن أحمد، عن أبيه: أبو الطفيل مكى ثقة. اهـ.
وجاء في أسد الغابة في ترجمته:
وكان أبو الطفيل من أصحاب علي المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأموناً يعترف بفضل أبي بكر وعمر وغيرهما، إلا أنه كان يقدم علياً.
لدي سؤالين وهما:
1 - التشيع يعتبر بدعة من البدع، ويرد حديث المبتدع اذا روى حديثا يقوي بدعته، فهل اذا روى الصحابي عامر بن واثلة حديثا في فضل علي رضي الله عنه يُرد حديثه؟ ان كان نعم، ما نفعل بالقول بان الصحابة عدول ولا يطولهم الجرح والتعديل
فان كان الصحابة رضي الله عنه عدول وهم كذلك، هل نستطيع ان نرد رواية الصحابي الذي فيه بدعة التشيع ان روى حديثا في فضل علي رضي الله عنه؟
2 - لماذا كره المغيرة الرواية عن ابي الطفيل وهو صحابي؟
جزاكم الله خيرا افيدوني اخوتي الكرام
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما جاء في أسد الغابة لابن الأثير من قوله (وكان ثقة مأموناً يعترف بفضل أبي بكر وعمر وغيرهما، إلا أنه كان يقدم علياً.) لايقوم به دليل صحيح، فليس هناك رواية صحيحة ثبت تقديمه لعلي رضي الله عنه على الشيخين.
وأما تشيعه لعلي رضي الله عنه فليس ببدعة ترد بها روايته خاصة أنه صحابي صغير ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن عساكر في تاريخه عددا من الروايات في دخوله على معاوية رضي الله عنه ووصفه له بأمير المؤمنين، وهذا يدل على إقراره بولاية معاوية رضي الله عنه، فلم يمنعه حبه لعلي رضي الله عنه -كما ذكر عن نفسه أن يحبه مثل حب أم موسى لموسى ويسأل الله المغفرة- من إقراره بإمارة معاوية رضي الله عنه.
فهذا تشيع لايضر في الرواية، وليس التشيع على مرتبة واحدة كما هو معلوم، وكونه صحابي رضي الله عنه يحكم له بالعدالة ويكون حكمه كحم الصحابة الآخرين في الرواية.
وأما ما جاء عن المغيرة بن مقسم من كراهته لرواية أبي الطفيل، فهذا اجتهاد منه لعله بسبب شدة حبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وانتصاره له
جاء في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج26:ص128
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي قال سمعت محمد بن حميد يقول نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان إذا حدث عن أبي الطفيل قال دعوه وكان يتقي من حديثه
قال ونا جدي نا علي بن عبد الله بن المديني قال قلت لجرير بن عبد الحميد أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل قال نعم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو عمرو الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي نا ابن حماد حدثني صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت جرير بن عبد الحميد وقيل له كان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل قال نعم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين علي بن الحسن بن علي أنا محمد بن عمر الجصاص نا محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل قال قرأت على محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير قال كان مغيرة لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد ولا أبي الطفيل وحديث خلاس بن عمرو ويتبعه صحف عبد الله بن عمرو بن العاص) انتهى.
فالمغيرة بن مقسم الضبي لم يخص أبا الطفيل بكراهة الرواية عنه بل كذلك ذكر معه صحف عبدالله بن عمرو وهو صحابي وكذلك خلاس بن عمرو وسالم بن أبي الجعد
والشي المشترك بين هؤلاء هي الروايات المرسلة، فلعل هذا سبب كراهته للرواية عن أبي الطفيل، وقد يكون لسبب آخر، ولكن لانستطيع الجزم بأنه كره الرواية عنه لأجل التشيع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/95)
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي على التوضيح، بارك الله فيك
ـ[عدنان بن هارون]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي عبدالرحمن الفقيه،،
فهذا توضيح جلي(43/96)
ما هو ميقات أهل السودان برا وبحرا وجوا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 05:47 م]ـ
ما هو ميقات أهل السودان برا وبحرا وجوا؟
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين أن من لم يُحاذِ ميقاتاً مثل أهل سواكنَ في السودان ومن يمر من طريقهم فإنهم يحرمون من جُدّة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:09 م]ـ
- انظر تفصيل المسألة في هذين الرابطين:
1 - الأول: الرد على من جعل جدة ميقاتاً .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16124)
2- والثاني: سؤال في المواقيت أرجو الإفادة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6018&highlight=%CC%CF%C9+%E3%ED%DE%C7%CA%C7)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:55 م]ـ
قال الشيخ أحمد حماني الجزائري رحمه الله في الفصل الثالث من الباب الاول الرد التفصيلي في كتابه "الا حرام لقاصدي بيت الله الحرام وقضية امام يجتهد في ابطال مذهب الامام"
وسأنقل فصوله وابوابه ان شاء الله
ويحق لي أن أتسأءل ما سر هذا النشاط الدائب من هذا الامام الذاهب وما الذي جعله يتابع الموضوع اكثر من ست سنوات ويصر على وجوب مراجعته ما الذي جعل اخانا الامام يندفع كل هذا الاندفاع متلهفا على وجوب التوبة ممن لم يرتكب ذنبا
احقا انه درس الموضوع دراسة
جيدة كفقيه مالكي نبيه أحاط باقوال امامه واجتهاد شيوخ المذاهب ومداركهم او كفقيه مسلم عرف النصوص الشرعية كلها وقارن بين مذاهب واقوال الصحابة ثم اجتهد اجتهادا مستقلا بعيد النظر سديد الاستنباط عارفا بالمقاصد خبيرا بالحياة ومايجد فيها من الاحوال
ام هو مجرد خجول ان يصدر مثل هذا الذنب من بعض علماء بلده الذين لا يراهم اهلا لمراجعة نصوص ائمتهم واختيار اقوال من صميم مذهبهم ثم ينسب لبلد هو امام فيها
واذا كنت يا اخي لست اهلا للزحام تخشى صولة الفرسان في الميدان فدع المكان لمن يخوضه واستمع نصح من قال
اقول لحتبر لما التقينا ... تنكب لا يقطرك الزحام
هون عليك يا اخي واعرف مقامك واعلم ان المفتي ان كان يحق له ان يحمل هذا اللقب انما عليه ان يبين رايه فيما استفتي فيه او ينقله بامانة وحذق ومهارة وفهم عمن استنطقه ونقله عنه وليس عليه ان يحرص مثل هذا الحرص على قبول فتواه والاقتناع بما ابداه
ومن القواعد المسلمة عند الفقهاء المقررة عند العلماء ان حرص الشاهد على قبول شهادته قادح فيه موجب لرد شهادته انت عالم سئلت فافتيت فانتهت مهمتك فدع الناس يسمعوا قول غيرك ويعرفوا ما عنده وعسى ان يكون الحق بجانبهم متنكبا طريقك وان الله سبحانه وتعالى يقول فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر لقد ارغمتني بنشاطك ان التفت اليك
فتعال نتحاور
تزعم في رسالتك ان المجلس الاعلى الاسلامي اصدر فتوى .. بان الاحرام بالحج او بالعمرة يكون في جدة وانه لا يصح الاحرام على متن الطائرة
هل انت متاكد ان هذا حقا ما قاله المجلس الاسلامي وجاء في دليل الحاج ان اقل ما يقال عن نقلك هذا انه بعيد عن التحري فيه تهمة لامانتك في النقل فهل تستطيع ان تاتي ببرهان يصحح دعواك ان المجلس الاعلى قال ان الاحرام لا يصح على متن الطائرة اهذا مبلغ فهمك للنصوص وامانتك في النقل,
وحتى يكون القراء خير حكم بيننا وبينك ننقل بالحرف الواحد ماجاء في دليل الحج عن الميقات المكاني وميقات حجاجنا
قال الدليل
الميقات المكاني" الميقات المكاني هو الذي حدده الشارع لابتداء دخول الحاج في عبادته والشروع في الاحرام وقد عين الشارع امكنة خاصة لحجاج الشرق والغرب والجنوب والشمال.
فمن كان من اهلها او مر بها من الحجاج وجب عليه ان يحرم منها ولا يجوز له ان يتجاوزذلك المكان غير محرم فان فعل وجب عليه دم شاة يذبحها جزاء تركه فرضا
ميقات حجاجنا
اولا الحجاج الذين يقدمون زيارة الحرم النبوي على الدخول الى مكة هؤلاء ميقاتهم هو ميقات اهل المدينة وهو ذو الحليفة ابيار علي على بعد بضعة اميال منها فاذا وصل الى ذلك الميقات احرم بالحج او العمرة
قال فقهاؤنا يجوز له مع ذلك ان يؤخر الاحرام حتى يصل الى الجحفة التي من قراها رابغ فاذا وصل الى رابغ احرم وان تجاوز رابغا ولم يحرم فقد اساء واثم وعليه هدي
ثانيا من قدم الحج على زيارة المدينة من الحجاج الذين يصلون متاخرين وبعد اقفال طريق المدينة اوممن شاؤوا ان يقصدوا الى مكة قبل ذهابهم الى المدينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/97)
هؤلاء ميقاتهم الجحفة ومن اعمالها قرية رابغ تبعد عن مكة باكثر من 180 كلم فاذا وصل اليها الحجاج احرموا بالحج او العمرة اوبهما كما تقدم
فان كانوا راكبين البحر فان يحرمون اذا سامتوا الجحفة وهم في البحر وذلك متيسر لهم للوسع الموجود في الباخرة وامكانهم الاغتسال والتجرد للصلاة وقال بعض العلماء يرخص لهم ان يؤخروا الاحرام حتى نزول البر قال الشيخ الدسوقي ان راكب البحر يرخص له في تاخير الاحرام للبر مطلقا سواء كان مسافرا في بحر القلزم "البحر الاحمر من الشمال" او بحر عيذاب"البحر الاحمر من الجنوب"اه فهذا قول موجود في مذهب مالك مذكور في كتب المالكية الموثوق بها ذكره البناني ونقله عنه الدسوقي في حاشيته على ششرح الدردير لمختصر خليل فاليراجع هناك
ثالثا راكب الطائرة من هؤلاء الحجاج اولى بهذه الرخصة من راكب البحر لتحقق الحرج والضيق وعدم اليقين بانه طار فوق الميقات وذلك ان الطائرة قد تمر فوق الجحفة وقد لا تمرلان خط سيرطائراتنا يمر بالقاهرة ثم يتجه جنوبا في ارض مصر ثم تسير الطائرة فوق البحر الاحمر مدة قبل ان تصل الى ارض السعودية وتهبط فوق مطار جدة وعلى فرض مرورها فوق الجحفة وعمالتها لا تزيد على 15 ميلا في الطول فان الطائرة لا تبقى فوقها سوى نحو دقيقة واحدة لانها قد تطير بسرعة900كلم في الساعة
والاحرام يحتاج الى نية تصحب قولا وعملا فلو الزم الحجاج بالاحرام في الطائرة وهم جماعة كثيرة لوقعوا في عسر وحرج
ولما تيسر لهم ان يحققوا الغاية وهي اللاحرام في الميقات اذ لا بد ان يحرموا اما قبله واما بعده في كله او في جزء منه
ان دين الله يسر واذا كان علماؤنا راوا ان الاحرام في السفينة فيه حرج ورخصوا لركاب البحر ان يؤخروه الى نزولهم بالبر فاولى وأحرى ركاب الجو فهم اولى بهذه الرخصة وبهذا افتى المحققون من علماء العصر العارفون بمقاصد الشريعة
والحديث ليس فيه نص وانما يلزم نصه من كان من اهل المواقيت ومن مر بها وراكب البحر والجو لم يمرا بها قطعا لو الزمناه بالاحرام بالمسامتة لها وهو في البحر مثلا لالزمناه ان يحرم بمسامتة الجحفة وهو بارض مصر متجها نحو الجنوب ليقطع بعد البحر فما الفرق بين وجوده في البحر متجها نحو الجنوب وبين وجوده في الارض بافريقيا ولا قائل له
والذين يشنعونعلى الاخذين بهذه الرخصة ويفتون الحجاج الذين لم يحرموا في الطائرة بوجوب الهدي يبالغون في تزمتهم وتشددهم وكان احرى بهم واولى ان يبينوا لهم ان ذلك جائز في اقوال علماء مذهبهم ورخصة منصوص عليها في كتبهم
الخلاصة
1/ ركاب الطائرة المتوجهون الى مكة اولا
يحرمون من جدة بعمرة او الحج او قران ولا حرج عليهم ولا هدي يلزمهم
2/ ركاب الباخرة او الطائرة المتوجهون اولا الى المدينة يحرمون من ذي الحليفة ابيار علي كاهل المدينة وان شاوا احرموا من الجحفة بقرية رابغ لا حرج على من فعل هذا او هذا
3/ ركاب البحر المتوجهون الى مكة يحرمون في البحر عند محاذاة عمل الجحفة وذلك يسير عليهم واسع لا يدركهم فيه مشقة ولا حرج اه بحروفه
فغاية ما جاء في دليل الحج انه يصح للحاج والمعتمرين ان يؤخروا الاحرام اذا ركبوا الطائرات الى النزول في مطار جدة ولا حرج عليهم ان يشرعوا في احرامهم بعد النزول, بعدما تقرر في الفقه المالكي" ويعرفه صغار الفقهاء ووكبارهم" انه يرخص لراكب البحر ان يؤخر احرامه حتى ينزل من البحر الى البر فيحرم منه واتفقوا على ان من ركب بحر عيذاب اتيا من جنوب البحر الاحمر او من غربيه مرخص له في فعل ذلك لما يتعرض اليه من خطر ولما يلزمه من حرج واختلفوا فيمن جاء من شمال البحر "بحر القلزم" فقال بعضهم يحرم اذا حاذى الميقات ولا ينتظر وحقق بعض شراح خليل ان راكب البحر مطلقا يرخص له في تاخير الاحرام الى النزول من البحر سواء جاء من الجنوب بحر عيذاب ام من الشمال بحر القلزم وخليل وحده في المختصر اوجب الاحرام مطلقا بالمحاذاة ولم يرتضيه الشراح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/98)
وقد ذكرنا في الدليل اذا كان الفقهاء المحققون قد رخصوا لراكب البحر ان يؤخر احرامه حتى ينزل الى البر معللين ذلك بما يلزم من الحرج فان راكب الطائرة في ضيق وحرج اشد من راكب البحر واولى بالترخيص هذا ما جاء في دليل الحاج وتوعيتهم وقد اطلع عليه العلماء شرقا وغربا فمنهم من قبله وايده ومنهم منناقشه علميا في هدوء ورصانة ومن الناس من ضاق به ذرعا وود ان يخنق قائليه او يحرقهم فمن اين فهمت يا سيد الفقهاء ان المجلس قال انه لا يصح الاحرام على متن الطائرة وفي اي نوع من انواع الخبر يوضع كلامك هذا ام هو من ابواب التشنيع على الخصم والتنقيص من رايه والتحقير لقوله
ولقد جاء في كلامك ان المجلس الاسلامي كان في فتواه معتمدا على فتوى الشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ بن الخوجة والشيخ عبد الله كنون
وهذا القول منك باطل وليت شعري من اوحى اليك به فالمجلس لم يعتمد على هؤلاء العلماء الجلة ولا على غيرهم وانما بحث الموضوع كمشكلة عرضت للمسلمين في عصرهم هذا ولم يكن له فيها نص فقهي من اسلافهم ولا بد لهم من حل موافق مثلما بحث العلماء في البلاد الاسلامية وقد يكون قد توصلوا الى مثل ما توصل اليه علماء المجلس ولو جاز للمجلس ان يجعل كل اعتماده على عمل غيره لكان حريا ان يلغى ولعل هذا يثلج صدرك وصدر كثير من الناس ممن في صدورهم حرج منه او من اعضائه او من بعضهم
وفي اعضاء المجلس عضو في لجنة الفقه والفتوى في رابطة العالم الاسلامي بمكة وفيهم عضو المجلس الفقهي للرابطة بمكة وكلاهما غير مغمور ولا خامل الذكر ثم ان هؤلاء العلماء الذين ذكرهم "الامام" في رسالته كلهم في القمةلوقيل بفتواهم لكانوا حجةممن يؤخذ باقوالهم فالشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله كان شيخ الاسلام بتونس وقاضي الجماعة وعميد اهل الشورى في عصره وشيخ الجامعة الزيتونية ومن اعظم مفسري القران الكريم في العصر الحديث فان صدرت عنه فتوى في الموضوع ولم نطلع عليها وان سمعنا بها فهل من السهل ان يفندها وينقضها بعلمه الغزير امام الحمام
والشيخ عبد الله كنون شيخ علماء المغرب الاقصى ورئيس رابطة العلماء المغاربة وعضو رابطة العالم الاسلامي ولجنتها للفقه والفتوى وقد اصدر فتوى في الموضوع اطلعنا عليها من بعد اصدار الدليل وهي فتوى محكمة معللة مدققة مبينةللحكم الفقهي الصحيح واقرها وسلم بها المحققون والعلماء في الشرق والغرب وانتقدها عن علم بعضهم وبعضهم عن عناد وضيق عطن وذلك لا يضيره ولا يضيرها ولكن من الباطل والدعوى المجردة ان يزعم زاعم انه رجع عن فتواه منقلبا على عقبيه ففي كل عام تقريبا نلتقي به في مكة في اجتماع رابطة العالم الاسلامي كحاج يحرم من جدة ويحرم باحرامه عشرات الالاف من الحجاج المغاربة وغيرهم ويستفتونه وقد يناقشونه فيجادلهم في رايهم كيف يرجع عن فتواه من استند فيها على الدليل والحجة والبرهان واعتمد فيها على قول الامام مالك نفسه
انما يرجع من لم يكن له سند فيما ذهب اليه ثم جاءه اليقين من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة فهل تظنن يا سيد الفقهاء ان الشيخ بن كنون ممن بغير علم يفتون
او الى غير علم يرجعون او يقبضون "فتوح الكتاب" عن كل فتوى فيفتون حسب هؤلاء السائلين او حسب طبقاتهم وعطاياهم ولا ينفعك ان تروي لنا عن مجاهيل انه تراجع امام انتقاد علماء فاس فهو رئيسهم وامامهم واليه في الفتوى مرجعهم ثم انه حي يمكن الاتصال به وقد فعلنا وشهدنا بخلاف ما زعمت وقد حرفت عنه كما حرفت عن المجلس الاسلامي بانه كان افتى بمنع الاحرام على متن الطائرة ليس الامر كذلك انما افتى بصحة الاحرام من جدة والنصوص بجانبه وبالخصوص قول مالك في رواية ابن نافع او رواية الموازية كما فهم الجمهور واعتمدوه
واما الشيخ ابن الخوجة فلم اعلم انه صدر منه شيئ في الموضوع ثم من هو من ال بلخوجة فانهم كثر وهم كلهم احناف ومنهم صديقنا العلامة الدكتور الحبيب بلخوجة مفتي الديار التونسية وهو عالم حقا اذا قال قولا اقام عليه البرهان وصعب على امام الحمام ان ينقص قوله بسهولة
واما الاتصال بالوزير والشكوى اليه وانتهاز فرصة وجوده معكم وقربه منكم لازعاجه بمثل هذه المشاكل و قد جاء يطلب راحة واسستجماما فهو تصرف مستهجن خاطئ ينبئ على قلة ذوق ويشبه استعداءكم به على المجلس الاسلامي وتحريضه على تدخله فيما هو اختصاص المجلس والحمد لله ان الوزير الذي اتصلتم به ابعد الناس عن مثل هذا التصرف كما صرح به فعلا امام اكبر السلطات في الدولة وامام الناس وقبل ان يرتقي وزيرا كان من اعضاء المجلس وقبل الوزارة وبعدها كان من احرص الناس على استقلال الفتوى وبعدها عن اي تاثير خارجي ومثله من كان قبله من الوزراء منذ تاسيس المجلس ولا يستقيم امر الدين الا بذلك
الفصل الرابع من الباب الاول من القسم الثاني
تعال الى مجلس علم
بعدما تقدم اود ان اتحدث معكم باسلوب الدرس والبحث كما يتحدث الطالب الى الطالب او العالم مع العالم بعيدا عن التشنيع والحمية والاستعداء انما هو حديث طالب علم راغب في الحقيقة الى مثله فاقول
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/99)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:59 م]ـ
تعال الى مجلس علم
بعدما تقدم اود ان اتحدث معكم باسلوب الدرس والبحث كما يتحدث الطالب الى الطالب او العالم مع العالم بعيدا عن التشنيع والحمية والاستعداء انما هو حديث طالب علم راغب في الحقيقة الى مثله فاقول
أولا: مصدر الاحكام هو كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكتاب الله فيه المجمل والمفصل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ الخ والمرجع في بيان مبهمه وتفصيل مجمله وتخصيص عامه وبيان ناسخه ومنسوخه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية او الفعلية او الاقرارية لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم وقد تتبع ذلك المجتهدون والعلماء الدارسون المختصون مدى القرون حتى اتضحت الاحكام وزال كل لبس
ثانيا: فرض الحج بعد الهجرة في سنة ست منها وقيل سنة تسع وصحح ابن القيم رحمه الله انه فرض في السنة التاسعة بقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا
وكان الحج معروفا عند العرب يخلطون فيه الشرك بالتوحيد ويطوفون عراة ذكورا واناثا فلم يكن ذلك هو الذي اراده الاسلام من الحج المفروض فكان لا بد من بيان ما اراده الله من هذا المنسك العظيم وبيانه بالقول فقط قد يطول ويشق على الناس الاحاطة به فكان لابد ان يصحب القول عمل والى هذا ارشد رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بقوله في حجة الوداع وهي الاولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم والاخيرة بقوله خذوا عني مناسككم وكان معه في هذه الحجة اكثر من مئة الف اذانهم مفتوحة واعينهم مبصرة وقلوبهم واعية ينطبع في نفوسهم ومخيلاتهم كل ما يرون او يسمعون او يعقلون حريصين الا يفوتهم شيئ ليكون نقلهم صحيحا وبامانة كاملة فنقلوا منهم المطيل في الوصف ومنهم المختصر ومنهم المقل ومنهم المكثر وبلغوا كل ذلك عن نبيهم وبلغوا كل ذلك عن نبيهم واخذ عنهم العلماء ما ورثوه فحفظوا منه وحافظوا عليه وحموه من الكذب والتزوير والدس والوضع والتحريف فكانت من ذلك ثروة علمية جليلة هي ما نجده في كتب المحدثين والشارحين والفقهاء المجتهدين رضوان الله عنهم اجمعين
ثالثا: من اركان الحج الاحرام وهو بداية الحاج في اداء منسكه والدخول في العبادة كالاحرام بالصلاة والدخول فيها وانما يكون ذلك بنية تصحب قولا وعملا والنية ركن في كل عبادة ولا بد للحاج – كلمعتمر- ان يعرف من الاوقات ما يصلح للدخول في هذه العبادة وما لا وان يعرف المكان الذي يصح ان يبتدئ فيه وما لا والقول الذي يقوله والفعل الذي يفعله الخ
وكل هذا يحتاج الى بيان من صاحب الشريعة يؤخذ عنه ولا يكون بمجرد الراي والهوىولما كان الحج للحاضر والبادي لاوالمقيم والمسافر ولما كان لا يتم الا بالوجود في بيت الله الحرام وما حوله من منى ومزدلفة وعرفات ياتي اليهن الحجاج من كل ضامر ياتين من كل فج عميقبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل بيان من اين يحرم كل ات الى الحج ولم يترك حيرة لمحتار يعلم ويفقه الكلام
رابعا: بين رسو ل الله صلى الله عليه وسلم لامته الميقات المكاني حيث يشرعون في مناسكهم وما كان له ان يتركهم في عماية وقد جاء هذا البيان في احاديث منها
1 حديث عائشة رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المدينة ذا الحليفة ولاهل الشام ومصر الجحفة ولاهل العراق ذات عرق ولاهل اليمن يلملم وهو حديث صحيح عند اهل الصناعة كما حققه ابن حزم رحمه الله وخرجه من الائمة احمد وابوداود والنسائي
2 ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال
وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل المدينةذا الحليفة ولاهل الشام الجحفة ولاهل نجد قرن المنازل ولاهل اليمن يلملم فهن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمهله من اهله وكذلك حتى اهل مكة يهلون منها وهو حديث متفق على صحته ويلاحظ انه لم يرد في حديث عائشة ذكر ميقات اهل نجد ولكن ورد فيه ميقات اهل العراق وهوذات عرق ولم يرد في حديث ابن عباس ذكر ميقات اهل العراق ولكن ورد فيه ذكر ميقات اهل نجد وهو قرن المنازل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/100)
وكأن حديث عائشة لم يبلغ بعض الناس من اهل العراق فكانوا يحرمون من ميقات اهل نجد فاستبعدوه ""وشكوالى عمر في حجهم ان قرن المنازل جور عن طريقهم فقال لهم انظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق"" نقله الامام ابن حزم رحمه الله في المحلى ورواه غيره
خامسا: بدراسة احاديث الميقات المكاني تجدها أزالت كل لبس عن حالات وقع النص عليها فيها وتركت الاجتهاد في بعضها وهذا بيانها
نصت على أماكن معينة بأسمائها تكون مبدا للاحرام هي:
ذو الحليفة والجحفة وقرن المنازل وذات عرق ويلملم وقد عينت هذه الاماكن لمن هي مواقيت لهم من اهل المدينة والشام ومصر والعراق ونجد واليمن فمن كان من اهل هذه المواقيت فتجاوزها
وهوينوي الحج والعمرة ولم يحرم منها فقد عصى ولزمه العقاب فقال بعض العلماء يجب عليه ان لم يتدارك بالرجوع الى الميقات الهدي باراقة دم وقال بعضهم ما اتاه باحرامه ذلك باطل فاسد لاغ .. وهؤلاء بنوا قولهم على قاعدة اصولية وهي ان النهي يقتضي الفساد والمتنسك بالحج او بالعمرة منهي عن تجاوز الميقات دون احرام ومن قال يجبره بالدم فهو جار على قاعدة ان النهي لا يقتضي الفساد فهو منتهي عن مجاورة الميقات ولكن ان تجاوزه عصى وصح حجه وعليه اراقة دم ومذهب مالك ان عليه الدم ولو رجع الى الميقات واحرم منه
2 ونصت ايضا على ان من مر بهذه الاماكن ممن ليس من اهلهن فان عليه ان يحرم منها فان مر بواحد منها وهو من اهل ميقات اخر ياتي في طريقه بعده فهل يبادر ويحرم او يجوز له ان يؤخر الى ان يصل الى ميقاته
ظاهر النص ان عليه ان يبادر بالاحرام لانه يصدق عليه انه مر بهن وبذلك حكم بعض العلماء
وافتوا بعصيانه ان تجاوز ذلك الميقات وقال بعضهم يجوز له ان يؤخر احرامه حتى يصل الى ميقاته ولا حرج عليه ومثال ذلك اهل مصر والشام والمغرب ميقاتهم الجحفة فان صادفان كانوا بالمدينة وقصدوا الى مكة فان ميقات اهل المدينة اول ما يصادفهم فهل يجب عليهم ان يبادروا بالاحرام من ذي الحليفة ام يجوز لهم ان يؤخروا احرامهم الى الجحفة في اقوال فقهائنا ان الافضل ان يحرم فان اخر فلا حرج
3/ من لم يكن من اهل هذه الاماكن وهو لا يمر بها لان منزل اهله اقرب الى مكة منها او كان منزله بمكة نفسها فقد نص الحديث انه يحرم من حيث انشأ النسك من بيت اهله فذلك هو ميقاته
4 بقيت حالة اخرى هي اذا لم يكن من اهلها ولم يكن طريقه يمر عليها ولم تشمله حالة ما من الحالات السابقة فمن اين يحرم
من العلماء من قال عليه ان يحرم اذا حاذى ميقاتا من المواقيت التي تصادفه في طريق مروره الى مكة واحتجوا بان اهل العراق لما شكو الى عمر رضي الله عنه ما يجدونه من مشقة بذهابهم الى قرن المنازل قال لهم انظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق قالوا فهذا دليل على ان من لم يكن من اهل الميقات ولم يمر به فعليه ان يحرم عند محاذاته لميقات يمر به فقول عمر انظروا حذوها دليل على وجوب الاحرام بالمحاذاة
ورد عليهم بان عمر لم يفتهم بالاحرام بمحاذاة ذات عرق بل عين لهم ما عينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميقاتا برهان ذلك حديث عائشة رضي الله عنها ففيه نص على ان ذات عرق ميقات لاهل العراق معين واذا لم يرد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فذلك غيرقادح فيه لان حديث ابن عمر لم يرد فيه يلملم ميقاتا لاهل اليمن قال الزرقاني في شرح الموطأ " صحح الحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية والرافعي في الشرح الصغير والنووي في شرح المهذب انه منصوص عليه وفي مسلم عن جابر" ومهل اهل العراق ذات عرق" فبطل الاحتجاج على وجوب الاحرام بالمحاذاة
على انه لو صح وجوب الا حرام بالمحاذاة لعين لهم عمر ميقاتا يحاذي اول ميقات يلقاهم في طريقهم وهو ميقات اهل المدينة ذو الحليفة وهوعلى بعد مائتي ميل ولم يتركهم الى ان يصلوا الى محاذاة اهل نجد وهو واقع على نحو اربعين ميلا
ومن العلماء من قال "اذا لم يكن الحاج من اهل الميقات ولا يمر به فيحرم من حيث شاء "ورجح هذا القول ابو محمد بن حزم رحمه الله اذ قال: ومن كان طريقه لا تمر بشيئ من هذه المواقيت فليحرم من حيث شاء برا او بحرافان اخرجه قدر بعد احرامه الى شيئ من هذه المواقيت ففرض عليه ان يجدد منها نية احرام ولابد اه انظره في المحلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/101)
واحتج له بقوله صلى الله عليه وسلم من كان دون ذلك فمن حيث انشا اي من حيث نوى الحج وشرع فيه
وقد وجد في هذا التاويل مخرجا عن فعل بعض الصحابة من الاحرام من بيت المقدس او من المسجد الاقصى او من البصرة او غيرهن وقال عقب الروايات المروية عنهم في ذلك " ليس في شيئ منها انهم مروا على الميقات واذا ليس هذا فيها فكذلك نقول ان لم يمر على الميقات فليحرم من حيث شاء وبهذا تتفق الاخبار عنهم مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز ان يترك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عائشة وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم لظنون كاذبة لا دليل على صحة تاويلهم فيها وهي خارجة احسن خروج على موافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يحل ان يظن بهم غيرها انظر كتابه المحلى
الفصل الخامس من الباب الاول من القسم الثاني
المالكية والتزام الاحرام من الميقات
فقيهنا ذو الحمية الفائقة مالكي والعبد الضعيف الذي ينا قشه باللتي هي احسن كطالب علم مالكي مثله ونحن معاشر المالكية لا نتعصب للمذهب التعصب الممقوت ولا نجمد على اقوال ائمتنا جمود الجلاميد ان تبين الحق في غيره اتبعنا سبيل الحق لكننا لا نقبل استنقاص امامنا مالك رضي الله عنه واتهامه بمجافاة السنة كما يسهل ذلك على بعض بعضهم فهو امام الائمة في الحديث والفقه وهو امام السنة وقامع البدعة لا يحب من يقلده اذا تبين له الحق في غير قوله وهو القائل كلكم راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر ولو شاء التفاخر والتكاثر بانتشار مذهبه لقبل اقتراح الخليفة العباسي الذي استشاره في حمل الناس على كتابه الموطا فنهاه عن ذلك وقال لا تفعل ورضي ان يعرض علمه في سوق العلم كسائر اخوانه وما زاده ذلك الا رفعة وتشريفا وماقيل في مالك يقال في ائمة اهل السنة ابي حنيفة والشافعي واحمد رضوان الله عنهم
فمن حقي ان ادعو مناقشي الفائق الحماسة الى بساط المذهب المالكي لمناقشته فوقه ومن واجبي وواجبه ان ننصف من انفسنا ونخضع لقواعد مذهبنا ونعرف كيف افتينا وباي مذهب اخذنا
ونود ان يحضر المناقشة مفتي الاذاعة فيبين ولا يحجم
المواقيت عند المالكية
روى الامام في الموطا بالسلسلة الذهبية وهي مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يمر اهل المدينة من ذي الحليفة
يتبع ..
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:16 م]ـ
المواقيت عند المالكية
روى الامام في الموطا بالسلسلة الذهبية وهي مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يمر اهل المدينة من ذي الحليفة ويمر أهل الشام من الجحفة ويمر اهل نجد من قرن قال عبد الله بن عمر وبلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويمر اهل اليمن من يلملم"
فهذه المواقيت الاربعة ثابتة بهذا الحديث وان ارسله ابن عمر فلم يسم الصحابي الذي ابلغه بميقات يلململاهل اليمن ومرسل الصحابي صحيح ولا يضيره الارسال قال ابو عمر بن عبد البر فيما نقله الزرقاني اتفقوا على ان ابن عمر لم يسمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلاف بين العلماء ان مرسل الصحابي صحيح حجة اه
فيلملم ثابت انه ميقات وان لم يحفظه ابن عمر كما ان ذات عرق ميقات وان لم يروه ابن عباس فقد نص عليه حديث عائشة وخرج حديثها ابو داود والنسائي واحمد ونص ابو محمد بن حزم رحمه الله على صحته قال الزرقاني " وصحح النص يعني في الحديث على ذات عرق الحنابلة والحنفية وجمهور الشافعية وذكره منهم الرافعي والنووي وفي مسلم جاء ذكره في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال " ومهل اهل العراق ذات عرق" اه
ولا يقول جابر في مثل هذا برايه فقوله في حكم المرفوع فالاحرام في هذه المواقيت واجب وتجاوز احدهما دون احرام عصيان وحرام قال الزرقاني في شرح الموطأ "وفي الحديثين حرمة مجاوزة هذه المواقيت لمريد الحج والعمرة بلا احرام وبه قال الائمة الاربعة والجمهور وقالوا عليه الدم لكن بدليل اخر "
ونقل ان سعيد بن جبير لا يصحح حجه كما نقل ان عطاء والنخعي يريان عدم الوجوب وان الحسن يوجب عليه العود الى الميقات فان لم يعد حتى اتم حجه فعليه ان يرجع الى الميقات ليهل بعمرة وقال " قال ابن عبد البر وهذه الاقاويل الثلاثة ضعيفة"
الاحرام قبل الميقات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/102)
اذا كانت مجاوزة الميقات المعين للاحرام عصيانا ومقتا فما حكم الاقدام على الميقات اهو سائغ صحيح ام باطل لا يصح ام ناقص يجبر
وقع ذلك في عهد الخلفاء الراشدين والائمة المجتهدين فغضبوا منه وانكروا انكارا شديدا على فاعله فعن الحسن البصري قال احرم عمران بن الحصين من البصرة فعاب ذلك عمر بن الخطاب وقال اردت ان يقول الناس احرم رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصر من الامصار وفي رواية فبلغ ذلك عمر فغضب وقال يتسامع الناس ان رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احرم من مصر
قال ابو محمد بن حزم رحمه الله " لا يعيب عمر مستحبا فيه اجر ولا يمكن ان يغضب من عمل مباح عنده".
وعن محمد بن سيرين قال احرم عبد الله بن عامر من حيرب فقدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال له غررت وهان عليك نسكك قال ابو محمد وعثمان لا يعيب عملا صاحا عنده ولا مباحا وانما يعيب ما لا يجوز عنده ولا سيما وقد بين انه هوان بالنسك والهوان بالنسك لا يحل وقد امر تعالى بتعظيم شعائر الحج
وعن عمارة بن زادان قال قلت لابن عمر الرجل يحرم من سمرقند او من الوقت الذي وقت له او من البصرة او من الكوفة فقال ابن عمر قد شقيناه اذا قال ابو محمد لا يحتمل قول ابن عمر الا انه لو كان الاحرام من غير الوقت مباحا لشقي المحرمين من الوقت يعني الميقات وعن مسلم القري قال سالت ابن عباس بمكة من اين اعتمر قال من وجهك الذي جئت منه يعني من ميقات ارضه اه انظر كل هذا في المحلى لابن حزم
هذه اقوال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وعثمان وابن عمر وابن عباس وعلى هديهم في فهم الاسلام والاجتهاد في استنباط الاحكام امامنا مالك رحمه الله فاستنكره استنكارا كبيرا
استنكار مالك لا تفعل فانه فتنة
فقد روى الامام ابو بكر بن العربي رحمه الله في احكام القران بسنده الى سفيان بن عيينة انه قال:سمعت مالك بن انس واتاه رجل فقال يا ابا عبد الله من اين احرم قال من ذي الحليفة من حيث احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اني اريد ان احرم من المسجد فقال لا تفعل قال اني اريد ان احرم من المسجد من عند القبر فقال لا تفعل فاني اخشى عليك الفتنة قال وأي فتنة في هذا انما هي اميال ازيدها قال واي فتنة اعظم اعظم من ان ترى انك سبقت الى فضيلة قصر عنها النبي صلى الله عليه وسلم اني سمعت الله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم
فهذا انكار شديد من الامام لمن اراد ان يزيد على ميقات رسول الله صلى الله عليه وسلم اميال فقال له لا تفعل اني اخشى عليك الفتنة واصابة العذاب الاليم و اذا استعمل الامام واصحابه الكراهة هنا فليس مرادهم ما يفهم من اصطلاح الفقهاء مما يثاب على تركه ولا يعااقب على فعله
وانما يريدون كراهة من يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرى أنه ياتي باحسن منها
وذلك حرام مهلك قد يتسبب لصاحبه في الفتنة او العذاب وعمله رد عليه كما صح في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال الزرقاني في شرح الموطا في الكلام على علة كراهة العلماء للاحرام قبل الميقات" اما الكراهة
فقدر اخر لعلة اخرى هي خوف ان يعرض للمحرم اذا بعدت مسافته مما يفسد احرامه واما قصيرها فلما فيه من التباس الميقات والتضليل عنه وهذا مذهب مالك وجماعة من السلف فانكر عمر على عمران بن حصين احرامه من البصرة وانكر عثمان على عبد الله بن عامر احرامه
قبل الميقات قال ابن عبد البر وهذا من هؤلاء والله اعلم كراهة ان يضيق المرء على نفسه ما وسع الله عليه وان يتعرض لما لم يؤمن ان يحدث في احرامه .. اه
تقديم العبادة قبل وجوبها
فاذا كانت هذه نصوص من الصحابة وفيهم بعض الخلفاء الراشدين ومن الفقهاء وفيهم امام المذهب مالك بن انس وسراة اصحاب مذهبه كابن العربي وابن عبد البر والزرقاني فما الذي جرأك يا سيد الفقهاء على التصريح بقولك ان جمهور الفقهاء فضلوا الاحرام قبل الميقات مع الكراهة اولى من مجاوزة الميقات لان بمجاوزته من غير احرام فقد ارتكب اثما ويترتب عليه هدي والعلة التي عللوا بها تاخير الاحرام لركاب البحر قد زالت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/103)
من هؤلاء الجمهور من العلماء اتتعني بهم فقهاء من معاصريك واين نقولك عنهم وكيف يفضلون المكروه الموجب لغضب عمر وعثمان ومالك واذا كانت مجاوزة الميقات من غير احرام اثما افلا ترىوتدرك ان الاحرام قبل الميقات اثم كبير يخشى من ارتكابه حلول الفتنة او لحاق العذاب الاليم كما فهم مالك لانه مخالفة لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نسالك بقدر فهمنا
وفهمك ما قولك فيمن صلى الظهر قبل الزوال وفيمن صام رمضان قبل استهلاله وفيمن وقف بعرفات قبل التاسع الا يشبه فعل الميقات المكاني قبل الوصول اليه فعل الميقات الزماني خصوصا وانت تستنكر الاستنكار الشديد النداء لصلاة الجمعة .. النداء الاول .. قبل دخول الوقت والحق في جانبك ولم ياذن فيه المجلس ولا غيره
الا تعلم ايها الفقيه المالكي الغيور ان في الائمة من يذهب الى ان الاحرام بالحج قبل الميقات الزماني اول شوال مثل الاحرام بالصلاة قبل وقتها تماما وان امامك مالكا ممن روي عنه ذلك
قال اللخمي رضي الله عنه وروي عن الامام مالك رضي الله عنه عدم انعقاده قبل وقته لقوله تعالى الحج اشهر معلوماتلوجوب انحصار المبتدا في الخبر فيجب حصر الحج في الاشهر فالاحرام به قبلها كالاحرام بالصلاة قبل وقتها فلا ينعقد اه نقله صاحب كتاب شرح منح الجليل على مختصر خليل وهو الشيخ عليش رحمه الله
وبهذا القول من الامام مالك رضي الله عنه في الانكار على من احرم قبل الميقات الزماني مع انكاره الشديد على من اراد ان يحرم قبل الميقات المكاني نرى حرص الامام على التزام النصوص الشرعية ومجافاته لمخالفة السنة النبوية فكما لا يجوز باجماع المسلمين الاحرام بالصلاة قبل دخول وقتها كذلك لا يجوز ان يحرم بالحج قبل ميقاته الزماني او المكاني
فكيف جعلت انت الاحرام قبل الميقات المكاني هو الافضل اي الاكثر اجرا وثوابا وتقربا من الله فهل انت في هذا مالكي حقا هل يحق لك ان تنتسب الى قول جفاه الامام وافتى بعدم انعقاد الحج بالاخذ به ام انت مجتهد فيه متبع قول الجمهور المعارض لقول امام المالكية نفسه ام انت لا هذا ولا هذا ولكن تنقل اقوالا لا تدري مخرجها
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:28 م]ـ
الفصل السادس من الباب الاول
مذهب الامام مالك في الاحرام من البحر
لا يوصل الى مكة حيث تؤدى مناسك الحج طريق بحري مباشر بل لابد في الوصول اليها من سلوكك الطريق البري بعدامتطاء مراكب البحر
واقرب مرسى اليها جدة على بعد مسافة تزيد على سبعين كلم وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقبت الاحرام لخمس طرق برية عينها تعيينا باسمائها ونص على ان من كان دون المواقيت اي بينها وبين مكة انه يحرم من حيث أنشا حتى اهل مكة يحرمون بالنسك منها
واختلف العلماء في احرام من لم يمر بها ولا كان من اهلها أيكون من محاذاة ما مربه منها؟ أم من حيث شاء أن ينشئ الحج ام من مسافة مرحلتين عنها كل مروي وراكب البحر ان جاء مكة بعد نزوله البر من الشرق فانه سيمر لا محالة بقرن المنازل او بذات عرق فلا اشكال وان جاء من الجنوب بعد نزوله في شواطئ الجنوب فانه سيمر بيلملم اما اذا جاءها من الغرب ونزل بشواطئ البحر الاحمر في مرسى جدة وهي مرسى مكة الموصلة اليها فانه سيمر وهو راكب السفن بمحاذاة الجحفة ان جاء من الشمال او بمحاذاة يلملم ان جاء من الجنوب
فهل على الحاج ان يحرم بالنسك ويشرع فيه قبل ان ينزل الى البر وذلك عند محاذاة الميقات؟ ام لا يحرم الا اذا نزل الى البر وحل بجدة ويكون حكمه هو حكم اهل جدة؟ ام هو مخير بين التعجيل بالاحرام بالمحاذاة ولا حرج عليه وبين التاخير حتى النزول الى البر ام في القضية تفصيل بين محاذاة يلملم بالاتيان من الجنوب وبين محاذاة الجحفة بالاتيان من الشمال؟ هذا ما سنبينه
الامام مالك لا يوجب الاحرام من البحر
للامام مالك في الاحرام من البحر روايتان رواهما عنه تلاميذه ليس في أي واحدة منهما ايجاب الاحرام من البحر بالمحاذاة
الاولى: رواية ابن نافع عن مالك رضي الله تعالى عنه قال:" لا يحرم المسافر في السفن "
الثانية: عن الموازية عن الامام مالك قال:" من أتى البحر الى جدة فله ان يحرم اذا حاذى الجحفة ان كان من اهل مصر وشبهها"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/104)
و الروايتان نقلهما شراح خليل ومنهم صاحب شرح الجليل وتفيد الاولى انه ليس لراكب السفينة ان يحرم لانه في البحر ليس بمكان احرام اما الثانية ف "ترخص " له ان يحرم متى "حاذى"
الميقات
فالاصل عنده أن يؤخر الاحرام حتى ينزل الى البر وخلاف الاصل ان يحرم عندما يحاذي الجحفة هذا ما يفهم من الروايتين عن الامام ويعرف به مذهبه فهل لاحد ان ينقل عنه غيره؟ قال الشيخ عليش رحمه الله في شرحه بعد نقله الرواية الثانية "ونقله جماعة وأبقوه على ظاهر من عمومه بحر عيذاب وهو بحر القصير وبحر القلزم وهو بحر السويس"
قول مغاير لقول الامام
من المالكية من اخذ رواية الموازية عن الامام مالك على ظاهرها ومنهم من قيدها بما يخالف ظاهر مذهبه وهذا بيان ذلك
1 فالروايتان المتقدمتان: رواية ابن نافع بانه لا يرى الاحرام من السفن ومقتضاها أن ينظر الى ان نزل فان كان قبل الميقات المعين فميقاته ما يمر عليه وان كان دون الميقات اعتبر مكان نزوله ميقاتا له كما لو كان محل اهله
ورواية ابن المواز_ في الموازية_:" له ان يحرم اذا حاذى الجحفة ان كان من اهل مصر وما شابهها"
وتقتضي اللغة والاستعمال ان كلمة له ان يفعل كذا تفهم جواز الفعل وجواز الترك ولا حرج عليه في اي منهما فعل او ترك وهذا ما فهمه من نقل عن ابن المواز قال الشيخ عليش " نقله جماعة وابقوه على ظاهره من عمومه بحر عيذاب وهو بحر القصير وبحر القلزم وهو بحر السويس" اه
والمراد ببحر عيذاب الجزء الجنوبي من البحر ياتي منه جدة من جاء من الشرق الاقصى ومن جاء من شرقي افريقيا كجنوب مصر وكالسودان واريتيريا والحبشة الخ .. والمراد ببحر القلزم الجزء الشمالي من البحر الاحمر وهو طريق من ياتيه من مصر واوربا والمغرب والشام
تقييد سند يأتي بمذهب جديد
غير أن بعض المالكية قيدوا قول الامام وهو سند ومن تبعه فانه لما نقل رواية الموازية قيد قول الامام وجعل منه ما يبقي على عمومه ومنه ما يوجب الاحرام ايجابا ولكن للضرورة يرخص له في تركه ثم يوجب عليه الدم!
فهو في الحقيقة قول جديد غير مذهب الامام المفهوم من رواية ابن نافع وابن المواز
قال الشيخ عليش عند كلامه على كلام الموازية ": ونقله سند وقيده بالمسافر في بحر القلزم قال: لانه ياتي على ساحل الجحفة ثم يتركها خلفه ويتجاوزها الى جدة ولم يكن السفر في عيذاب معروفا في زمن الامام ومن قبله لانها كانت ارض مجوس واما اليوم فمن سافر فيه فلا يحرم حتى يخرج للبر لان في تقديمه ب "محاذاة " الميقات تغريرا وارتكاب خطير اذ ربما ردته الريح فيبقى محرما عمره وهو من اعظم الحرج والله تعالى يقول: وما جعل عليكم في الدين من حرج
ومثل هذا لو وجب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ولم ينقل عنهم فيه شيئ واذا ثبت جواز التاخير ثبت انه لا دم عليه مالم يدل دليل على لزومه ولا دليل
هذا ما نقوله من تقيييد سند والجزء الاول منه في غاية الوضوح وادلته قوية وبراهينه ساطعة من ان الاحرام في البحر عموما فيه حرج وتغرير وارتكاب خطر والله تعالى نفى الحرج في الدين
ومثل هذا لا يجوز ان يترك دون بيان ولو وجب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ولم ينقل عنهم فيه شيئ واذا ثبت جواز التاخير ثبت انه لا دم عليه مالم يدل دليل على لزومه ولا دليل
واما الجزء الاخير من تقييد سندبايجابه الاحرام من محاذاة ميقات الجحفة على راكب بحر القلزم ثم الترخيص له ان يؤخر الى جدة "لمضرة النزول" بمفارقة الرحل والخطر بخوف الريح اذا احرم في السفينة ثم بايجاب الدم عليه نظير ممنوعات الاحرام فانها تباح للضرورة مع الدم فالكلام في غاية اللبس والوهن والاضطراب وليس معهودا في الاحكام الشرعية وقد رده هو نفسه اعني سندا
بقوله "ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبينه و لم ينقل لا عنه ولا عن اصحابه فيه شيئ ويقول ان التاخير مباح ومن البديهي ان المباح ما استوى طرفاه ويقول " هو جائز للمضرة وخوف الخطر" ويقول "اذا ثبت جواز التاخير ثبت انه لا دم عليه مالم يدل دليل على لزومه ولا دليل" ولنه يقول من ناحية اخرى " يباح له تاخير الاحرام بجدة وعليه الدم" فما هو الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/105)
وكيف يباح له فعل شيئ حتى اذا فعله كلفته باهراق الدم؟ اليس في تكليفه بذلك عقوبة أليس ياثم في تركه اهراق الدم لو تركه؟ فكيف يكون فعل المباح وهو ما استوى طرفاه موجبا للعقوبة؟
واذا كان ترك الا حرام في المسافة بين المحاذاة وبين جدة سببا لفعلممنوعات الاحرام وفي مقابلة ذلك عليه دم فانه اي ترك الاحرام لا يكون الا حراما لا ن ما ادى الى فعل حرام فهو حرام
وباب سد الذرائع مما اشتهر به مذهب مالك واما ايجاب الدم على من فعل ممنوعات بعد احرامه فانما منع منها لانه احرم فعلا فلا يصح التشبيه
خلاصة مذهب الامام مالك وتقييد سند له
وقد حوصل الشيخ عليش ذلك في قوله:
" وحاصله ان من في بحر عيذاب لا يمكنه النزول للبر بالكلية فلا يجب عليه الاحرام عند محاذاة الميقات فيؤخره الى جدة ولا دم عليه اذا لم يترك واجبا واما من في بحر القلزم فيجب عليه الاحرام لمحاذاة الميقات لامكان نزوله البر لكن للمشقة يسقط عنه الواجب ويرخص له في تاخيره الى جدة وعليه الدم لترك الواجب"
ثم نقل عن الحطاب قوله " قَبِل تقييد سند القرافي وابن عرفة وخليل وابن فرحون وافتى به والده يعني والد الحطاب وغيره ممن يعتمد على فتواه فهو المعتمد اه
خليل في المختصر يوجب الاحرام في السفن
ولكن صاحب المختصر وهو خليل رد رواية الموازية تماما ولم يقبل رخصتها في "جواز المبادرة بالاحرام عند محاذاة الجحفة او بتاخيره الى جدة "بل اوجب عليه مطلقا جاء من القلزم او من عيذاب ان يحرم بالمحاذاة فقال فيمن مر بالميقات " وحيث حاذى اي قابل يمينا اوشمالا واحدا من المواقيت السابقة والمعنى ان من اتى خارج المواقيت مريدا مكة ولم يات على نفس الميقات ووصل الى مكان محاذ له يمينا او شمالا فانه يجب عليه الاحرام منه ولا يلزمه السير الى نفس الميقات .. او مر مريد الاحرام به من هذه المواقيت وليس من اهله فيلزمه الاحرام منه وان تعداه بعده فعليه هدي ... ولوحذاه ببحر ملح وهو مسافر لجدة في السفينة فيحرم اذا حاذى الميقات اه والشرح لعليش
فهذا مذهب لخليل يقابل مذهب الامام عن ابن نافع وفي الموازية فالامام يجعل الاحرام بمحاذاة الميقات رخصة له ان يفعله كما هو واضح من قوله " له ان يحرم اذا حاذى الجحفة" وخليل يجزم بالوجوب بالمحاذاة مطلقا ببر او ببحر اي بحر كان مما يشمل عيذاب والقلزم فيقول " وحيث حاذى واحدا او مر ولو ببحر"
وفي ذلك يقول الشيخ عليش " لكن المصنف يعني خليلا في مختصره مشى على خلافه ورده ولو ببحر ورد به ايضا رواية ابن نافع عن مالك لا يحرم المسافر في السفن اه
رد ماذهب اليه خليل
ما ذهب اليه خليل من ان على المسافر في البحر ان يحرم اذا حاذى الميقات ولا يؤخر الى البر سواء كان بحر القلزم ام بحر عيذاب لم يرتضه شراحه ونصوا على ان المعتمد خلا فه وهو ما ذهب اليه سند في تقييده لرواية الموازية ومنهم من قال المعتمد هو التسوية بين ركاب البحرين في اسقاط الدم
قال الشيخ الدردير في شرحه لهذه الفقرة من المختصر اعني قوله ولوببحر ما نصه " لكن المعتمد تقييده ببحر القلزم وهو بحر السويس وهو من ناحية مصر حيث يحاذي به الجحفة فان ترك الاحرام منه للبرلزمه دم واما بحر عيذاب وهو من ناحية اليمن والهند فلا يلزم الاحرام لمحاذاة الميقات اي الجحفة ايضا _الصواب يلملم _ لان الغالب فيه ان الريح ترده فيجوز ان يؤخر للبر بخلاف الاولى" اه
واكد الدردير في كتابه اقرب المسالك ما ذهب اليه خليل ولكنه في شرحه اشار اشارة خفيفة للفرق بين راكبي البحرين
وهذا التفصيل لسند كما لاحظ الدسوقي رحمه الله نقله خليل في التوضيح والحطاب في شرحه المختصر وقال عنه الحطاب انه المعتمد فخليلمع الجماعة في التوضيح مخالف لهم في المختصر
لا دم على من أخّر الاحرام الى جدة مطلقا
علق الدسوقي على قول الدردير يلزم الدم لمن ترك الاحرام من البحر حتى نزول البر" فان ترك الاحرام منه لزمه الدم " بقوله
يتبع ... ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:33 م]ـ
لا دم على من أخّر الاحرام الى جدة مطلقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/106)
علق الدسوقي على قول الدردير يلزم الدم لمن ترك الاحرام من البحر حتى نزول البر" فان ترك الاحرام منه لزمه الدم " بقوله في البناني خلافه وان راكب البحر يرخص له تأخير الاحرام للبر مطلقا سواء كان مسافرا في بحر القلزم او بحر عيذاب نعم اذا اراد الاول ان يقدم الاحرام قبل ان يصل للبر فالمكان الافضل ان يحرم منه المكان المحاذي لميقاته الذي هو الجحفة اه
وقد ايد هذا الاتجاه الشيخ الصعيدي محشي الدردير على اقرب المسالك فقال قال محشي الاصل "وقد يقال انه وان امكنه النزول الى البر لكن فيه مضرة بمفارقة رحله لذا قيل انه لا يلزمه ان يحرم من المكان الذي حاذى فيه الميقات بل له ان يؤخر احرامه حتى يصل الى البر ثم قال
الصاوي " ولا سيما في هذا الزمن الذي اذا خرج فيه الى البر لا يامنن على نفسه ولا على ماله " اه على ان امكان النزول الى البر غير وارد اليوم لراكب قارب يقرب الشاطئ ومثله لا يسافر عليه حاج اليوم ياتي من بعيد.
وبمراجعة النص الذي اشار اليه الدسوقي في حاشية البناني على شرح الزرقاني وجدناه يقول قول الزرقاني " والمعتمد تقييده ببحر القلزم" الخ هذا التفصيل لسند نقله التوضيح _ صاحب التوضيح هو خليل نفسه_ والحطاب وغيرهما ولم يات به الزرقاني على وجهه وحاصل ما نقلوه عنه ان المسافر في البحر مطلقا يباح له تاخير الاحرام الى البر للضرورة خوف ان ترده الريح فيبقى محرما .. الخ
وجاء البناني بتقييد سند كما تقدم نصه ثم قال " وما ذكره يعني الزرقاني من ان هذا هو المعتمد مثله في الحطاب لكن اذا حمل عليه تبقى (لو) غير مشار بها للخلاف الا ان يقال " اشار بها لرواية ابن نافع عن مالك (لا يحرم المسافر في السفن ولم يفصل تفصيل سند نقلها في التوضيح) اه
وعلى كل فان اسقاط الدم عن مؤخر الاحرام الى جدة كما هو المفهوم من رواية الموازية عن الامام مالك هو الموافق لرواية ابن نافع عنه انه لا يحرم من السفن وتقييد سند زيادة على النص لم يرد في رواية عن الامام وقول الدسوقي في نقله عن البناني " يرخص له تأخير الاحرام للبر مطلقا "
يخالف مقتضى رواية الموازية في قوله " وله ان يحرم" فالمرخص فيه عند الامام انما هو الاحرام في السفن بالبحر عند المحاذاة واما تاخير الاحرام للنزول الى البر فهو الاصل ويعتبر المكان الذي نزل به هو محل المسافر فمنه يكون مهله وله اصل في حديث المواقيت
واما الذي يصعب فهمه وتفهيمه ايضا فهو ان ينص في تقييد سند على اباحة التاخير ثم ايجاب الدم به فكيف يستوي هذا مع ان الاباحة حكم شرعي يستوي الطرفان معه ولو اوجبنا الدم على مؤخره لكان تاركه اي الدم آثما ولا يكون آثما الا من ترك واجبا او فعل حراما والتعليل بان الدم وجب عليه لا لترك نفس الاحرام بالمحاذاة ولكن لفعله محرمات كانت تجب عليه بالاحرام
فيه وهن ولا يمكن ان يقبل بسهولة لانه اذا كان لما يُحرم بعد فان تلك المحرمات لَمَّا تَحرم عليه بعد لانها انما تحرم عليه باحرامه فكيف يعاقب على فعلها قبل حرمتها؟
فلو قيل _ كما جزم به خليل في المختصر _ان الاحرام بالمحاذاة واجب مطلقا لكان مفهوما اما ان يقال التاخير مباح مطلقا ثم يتمحل في التفريق بان هذا واجب عليه الدم والاخر لا يجب عليه الدم فبعيد والقول بان هذا واجب عليه فان تركه اثم ولزمه الدم وهذا لا يجب عليه فان تركه فلا اثم عليه ولا دم اصوب واقرب الى المعقول
ونحن نرجح ما صح عن الامام في الروايتين دون تقييد فما دام لم يرد عن الشارع نص يعين ميقات احرام المسافر في البحر مع امكان التعيين فما سكت عنه _ فانه يُحرم _ اذا نزل دون الميقات من مكان نزوله ولا شيئ عليه لان ذلك كمنزل أهله _أولا _ ولادلة الشرع في نفي الحرج على المسلمين في دينهم ثانيا
وهذاما رجحه قبله ورجحه المتاخرون من علماء المالكية كما مر عن البناني والدسوقي والصعيدي كلهم رجحوا ترك تقييد سند لرواية الموازية والرجوع الى عموم الحكم وشموله فلا يجب الاحرام بالمحاذاة ولا يلزم دم بتاخيره حتى الوصول الى البر
الفصل السابع من الباب الأول من القسم الثاني
علة تأخير إحرام راكبي سفن البحر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/107)
أما عند أهل التحقيق فيكفي في ذلك فقدان النص بالاحرام من البحر بمحاذاة الميقات من الشارع ومثل هذا كما نقل سند وغيره لووجب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولم ينقل عنهم فيه شيئ لذا قال مالك " لا يحرم المسافر في السفن" وكان السفر في البحر من والى الجزيرة معروفا معلوما للشارع
واما عند الذين قالوا بوجوب الاحرام او جوازه بالمحاذاة للميقات ثم اجازوا تاخيره حتى النزول الى البر فقد عللوا جواز التاخير بقولهم نقله عليش في شرحه على المختصر " انما قلنا بتاخيره للبر لان في تقديمه _ عند محاذاة الميقات_ تغريرا وارتكاب خطر وربما ردته الريح فيبقى محرما عمره
وهومن اعظم الحرج والله يقول وما جعل عليكم في الدين من حرج " ومثل هذا لو وجب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولم ينقل عنهم فيه شيئ واذا ثبت جواز التاخير فانه لا دم عليه ما لم يدل دليل على لزومه ولا دليل" اه
وقالوا في التفرقة بين ركاب السفن الواردة من الشمال وبين الواردة من الجنوب ووجوب الدم على من اخر من الاولين وعدم وجوبه على من اخر من الاخرين
" اما من سافر في بحر القلزم فعليه الدم بتاخير الاحرام الى جدة لقدرته على النزول الى البر والاحرام من نفس الجحفة لكن لمضرة النزول بمفارقة الرحل والخطر بخوف رد الريح ان احرم في السفينة يباح له تاخير الاحرام لجدة وعليه الدم نظير ممنوعات الاحرام فانها تباح للضرورة مع الدم اه من نفس الشرح
فالضرورة هي علة القول بتاخير الاحرام الى جدة وقد ضرب علماؤنا امثلة لهذه الضرورة منها تغرير الانسان بنفسه واحتمال _مجرد احتمال- تعرضه لدفع الريح والامواج وابعاده عن الساحل وبقائه دهرا طويلا محرما مع ما في ذلك من حرج عظيم والدين يسر ما جعل الله علينا فيه من حرج
ومنها مضرة النزول _ولوكان ممكنا__ بمفارقة الرحل الخ فما دامت العلة قائمة عند من علل بالمشقة والضرر والحرج واحتمال الخطر فالحكم موجود ولقد لفت نظري طرافة من قال في التفرقة بين راكب بحر القلزم وراكب بحر عيذاب ان الاول يلزمه دم " لقدرته على النزول الى البر والاحرام من نفس الجحفة" هذا الكلام يصدق حقا على راكب قارب صغير يسير بالتجديف قرب الساحل او بعض مراكب النزهة الميكانيكية اليوم فهم الذين يمكنهم ان يسيروا بقرب الشاطئ ويقتربوا منه وينزلوا على انه يجب ان تكون لدى مستعمل ذلك خبرة واسعة بطبيعة الشاطئ عند الجحفة ومعرفة تامة وبالارساء بالبحرفقد يكون في القرب من الشاطئ بمركب من غير بحار خبير اكبر تغرير بنفسه وبرفاقه فهل يكون كل راكب للبحر قادر على النزول الى البر والاحرام من الجحفة؟ فان لم يفعل عوقب بوجوب اراقة دم لانه كان بامكانه النزول ولم ينزل؟
أحقا ان بامكان كل حاج النزول والاحرام
واما القول في المراكب والسفن المتوسطة والضخمة وان بامكان ركابها من الحجاج النزول حسب مشيئتهم والاحرام من الجحفة وان السفن التي يركبونها طوع ايديهم والبانية والنوتية والبحارة و شرطة خفر السواحل والجمارك كلهم طوع اشارتهم فان مثل هذا الكلام يستبعد ان يكتبه او يقوله عارف بالفقه خبير بالواقع والحياة الا ان تكون الحكومة السعودية الحاضرة قد انشات لهذه المهمة مرسى وضمنت النزول فيه واراحت المسلمين ممن يتمسك بالاعسر فالاعسر ويرفض اليسر في الدين وهو الذي دلت عليه النصوص الشرعية والرواية عن الائمة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[27 - 11 - 05, 06:42 م]ـ
الفصل الثامن من الباب الاول من القسم الثاني
من اين يحرم ركاب سفن السماء
لم يكن ركوب الطائرات كوسيلة من وسائل السفر الى الحج او غيره معروفا لاسلافنا وربما لم يكن مظنونا ولا متخيلا اللهم الا في مخيلات الدراويش المتعلقين بالاوهام المثبتين للكرامات لكل من هب ودب ولكتاب القصص كالف ليلة وليلة ومع ذلك اصبحت الطائرات في عصرنا واقعا محسوسا بل هي اكثر الوسائل استعمالا في الوصول الى بيت الله الحرام من الاقطار القصية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/108)
واذا كان المسلمون قد عرفوا مواقيت الاحرام بالتحديد والتعيين من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسافري البر من كان من اهل الميقات ومن مر بها من غير اهلهن ومن كان دونهن حتى من كان من اهل مكة وجاء الفقهاء فاجتهدوا في حكم من لم يكن من اهله ولا مر به ولكن حاذاه في البر او البحر فاننا لا نجد اسلافنا من المجتهدين والفقهاء المؤلفين تعرضوا لحكم هذا النوع اعني المسافرين في الجو فلم يبق الا مراجعة النصوص الاصلية ودراسة المذاهب الاسلامية والاستاناس باقوال المتقدمين لاستنباط حكم تطمئن اليه النفوس وتستريح
وهذا ما فعل العلماء المعاصرون واذا كانوا قد اختلفوافي الوصول الى قول يقع عليه الاجماع فلا يشينهم هذا فقد اختلف الاقدمون قبلهم فيما ليس فيه نص بل حتى ما فيه نص اختلفت انظارهم في صحته او سقمه او في تاويله فلا يضير الاقدمين ولا المحدثين الاختلاف مادام الامر بعيدا عن
القول بمجرد الراي والهوى الموجب للفسق وقد يظهر القول شاذا عند بعضهم اعني العلماء فينبهون على شذوذه ولو صدر من كبار العلماء كما رأينا من حكم ابن عبد البر على اقوال صدرت من عطاء والحسن البصري وابراهيم النخعي في الاحرام ولكن لا يقدحون في قائله ولا يتهمونه
وهذه اداب اسلافنا في مناقشتهم وابحاثهم وبمثلها يسمو الفكر وتتجلى الحقائق ويتميز الصواب من الخطا لا بمثل ما راينا من بعض الاقوام الذين يرتمون على كل من خالف مذهبهم
وقال بغير ما عرفوا كجواز تاخير الاحرام لراكب الطائرة حتى النزول الى البر لان مذهب امامنا مالك ان لا احرام في سفن البحر لعدم ورود النص للضرورة فثاروا على هذا القول وعلى قائليه وقاموا
واقاموا الدنيا معهم ولم يقعدوا وحاولوا بكل طاقتهم ان يرجعوا من تجرأ على مثل هذا القول الى صوابه ومنهم من لم يتورع من اساءة الظن بالافراد وبالشعوب وعن الصاق التهم السخيفة بالانحراف والعمالة والالية وكانهم هداهم الله لم يعرفوا ان من اكبر انواع الانحراف اساءة ظن المسلم باخيه المسلم واباحة عرضه او دمه او ماله وان اباحة الدم توجب الخلود في النار بنص القران والعرض لا يقل خطورة عن الدم
راكب الطائرة كراكب السفينة
لم يرد نص خاص بميقات راكب السفينة قاصد مكة لاداء النسك مع وجود هؤلاء الركاب في عصر النبوة فليس هنالك نص بالاحرى والاولى في ركاب الطائرة وقد بدأ استعمالها في السفر الى الحج اثناء القرن الرابع عشر من الهجرة وقد راينا مذهب اسلافنا في ميقات ركاب البحر واسهبنا في الموضوع عند فقهاء المالكية من عصر امامهم حتى المتاخرين منهم
اما ركاب سفن الجو الطائرات اليوم وربما الصواريخ او اشياء اخرى ياتي بها الزمان غدا فانهم اذا نزلوا قبل المواقيت المحددة من النبي صلى الله عليه وسلم يحرمون من الميقات المحدد الذي سيمرون به
اما اذا كان المطار حيث تنزل الطائرة بهم واقعا دون هذه المواقيت فليكن لهم حكم اهله وليحرموا منه مادام اهله يحرمون منه وهوميقات لهم بالنص من الرسول عليه الصلاة والسلام
هل جدة ميقات؟
فنحن لا نقول ان جدة ميقات جديد بل هي لاهلها ميقات معين من صاحب الشريعة عليه الصلاة والسلام فمن سقط عليها من الجو كانت ميقاتا له ومن نزل بها من البحر وكان اول نزوله بها فهي ميقات له ولنا في هذا نص واضح من امام المالكية وفقهاء مذهبه كما تقدمت النقول عنهم
والمعتمد من اقوالهم فقد جاءت الرواية عنه لا يحرم المسافر في السفن ومعنى ذلك انه لا ميقات له مادام في السفينة فاذا نزل منها الى البر تعين مكان احرامه ان كان نزوله قبل الميقات فليسع الى الميقات المعين وان كان دونه فليحرم منه كما يحرم اهله
واذا جرى هذا وقيل به في راكب السفينة فان راكب الجو احرى به واولى ولا ينبغي ان ينازع في هذه الاحروية والاولوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/109)
وحتى على الرواية الثانية عن الامام رواية ابن المواز فان الامام لا يوجب الاحرام من محاذاة الميقات وانما يجيزه ويخيره ان شاء فعل وان شاء اخر الى نزوله بالبر ولا حرج عليه والمالكية مجمعون ماعدا خليلا في مختصره على ان ذلك سائغ لا حرج فيه ولا دم ان جاء الراكب من جنوب البحر الاحمر فان جاء من الشمال اذن له في التاخير وعليه الدم ان اخر عند بعضهم ولكن رجح المتاخرون من المالكية كالدسوقي والصعيدي عموم الحكم في سقوط الدم عن راكب سفن البحر مطلقا
لماذا يترجح ان يؤخر راكب الجو احرامه؟
يترجح ان يؤخر راكب الجو احرامه حتى ينزل من الطائرة لعدة وجوه
أولها: ان من قال عليه ان يحرم من الجو ولا بد بنى قوله على وجوب الاحرام بالمحاذاة اذ لا يصح ان من كان في الجو قد مر بالميقات فليس هو من اهل الميقات ولا ممن مر بالميقات حتى ولو كان قد طار فوقه مباشرة فانه لا يصدق عليه انه مر به وانما يصدق انه حاذاه واحرى واولى اذا طارفوق جو بعيد عن موقعه ووجوب الاحرام بالمحاذاة مختلف فيه لا متفق عليه قال ابو محمد بن حزم
من كان طريقه لا تمربشيئ من هذه المواقيت فليحرم من حيث شاء برا أو بحرا فان اخرجه قدر بعد احرامه الى شيئ من هذه المواقيت نفرض عليه ان يجدد منها نية الاحرام ولا بد اه
واعتمد من قال بوجوب الاحرام بالمحاذاة على حديث ان عمر لما اشتكى اليه اهل العراق ان قرن المنازل جور عن طريقهم قال لهم انظروا " حذوها" من طريقكم فحد لهم ذات عرق
ولا حجة في هذا لان عمر حد لهم ذات عرق لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان حده كما دل عليه حديث عائشة وهو عند احمد وابي داود والنسائي وصححه ابو محمد بن حزم وغيره
ولو كانت المحاذاة هي التي تعين الميقات لحد لهم عمر ذات الحليفة فانه اول ميقات يحاذونه
وبرهان اخر ساقه الامام ابوحزم هو
ان جميع الامةمجمعون اجماعا متيقنا على ان من كان طريقه لا يمر بشيئ من المواقيت فانه لا يلزمه الاحرام قبل محاذاة موضع الميقات
ثم اختلفوا اذا حاذى موضع الميقات فقالت طائفة يلزمه ان يحرم وقال اخرون لا يلزمه
فلا يجوز ان يجب فرض بغير نص ولا اجماع اه وهو برهان ساطع يعشى بلا شك نظر الذين يتسرعون في فرض فرائض من غير دليل على فرضيتها من نص ولا اجماع
ثانيها: ان من قال بوجوب الاحرام ب _المحاذاة _ وبوجوب تقديم الذبيحة لمن اخر حتى النزول الى البر من فقهاء المالكية قال بسقوط ذلك عنه ان اخره لضرورة من الضرورات فلم يلزموا المظطر لا بتقديم الاحرار عند المحاذاة ولا بتقديم دم لتاخيره محتجين باسقاط الحرج على المكلفين " وما جعل عليكم في الدين من حرج" والحرج محقق في احرام راكب الطائرة
ثم كيف تتحقق المحاذاة؟ قال من اوجب الاحرام بها انه اذا حاذى الجحفة بحيث اصبح يراها من البحر امكن له ان ينزل الى البر للاحرام منها فاذا لم ينزل وتجاوزها وتركها وراءه حتى وصل الى البر او الى جدة عد مقصرا ولكن لا حرج عليه وانما عيه الدم لانه فعل محرمات عليه بالاحرام كيف وهو لم يحرم بعد؟
هذا متفق عليه بين فقهاء المالكية ماعدا خليلا فانه الزم الاحرام مطلقا في مختصره وتبع الجماعة في توضيحه
ونقول اذا لم يسر في البحر بقرب الشاطئ بل كان متوغلا في جوف البحر وبعد عليه الشاطئ الحجازي بعدا كبيرا فهل يعتبر "المحاذاة؟ واذا فرضنا انه سار على الشاطئ المصري فوق التراب فهل يحرم بالمحاذاة؟ واذا سارفوق الجو المصري وحاذى الجحفة ثم سار جنوبا حتى سامت جدة فقطع البحر اليها فهل يحرم بالمحاذاة فالى اي مقدار عليه ان يعتبالمحاذاة؟ وليس هذا مجرد كلام فان الطارات تتجه نحو الجنوب اذا اجتازت القاهرة ثم تقطع البحر في نقطة ما
ونقول ايضا هل من الممكن ان ينزل من الطائرة في الجحفة اذا كان فوقها او محاذيا لها ثم يباشر اعمال الاحرام حتى اذا لم يفعله عوقب بتقديم ذبيحة؟ ايقول هذا فقيه؟ ومن السذاجة تهوين الاحرام من الطائرة على الوجه الشرعي بالاغتسال بل حتى بالوضوء وبالتجرد وبالصلاة ثم الاهلال والتلبية الخ ومن العسير ان يتوضا قبل ركوب الطائرة ثم يحافظ على وضوئه لا اقل من اربع ساعات
يتبع ... ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[27 - 11 - 05, 08:20 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/110)
وهذا بالنسبة للافراد ممكن ولكن بالنسبة الى جماعة كبرى فيها الشيوخ والعجائز والمرضى بسلس عسير والوضوء في الطائرة من جماعة قد تزيد على 200 يمكن ان يعرض حياتهم الى خطر محقق باختلال التوازن والتزاحم وبحصول البلل في بيت الماء فلو تسربت المياه الى اسلاكها الكهربائية لكان في ذلك خطر على حياة الجميع وملاحوا الطائرات ينبهون الى ذلك ويشمئزون ان راو بللا او ازدحاما
ثالثها: ان الطائرة تسير في الجو بسرعة فائقة قد تزيد على 900 كلم في الساعة ولا تقل عن 300 كلم في الساعة لهذا فقد يعسر تحديد وصولها فوق الميقات بالضبط او محاذاة ذلك ثم هي لا تبقى فوقه وفي مجاله سوى دقائق معدودة فان عمالة الجحفة لا تزيد على 15 كلم كما ذكروا فاذا فرضنا انها تسير بسرعة 900كلم فانها ستبقى فوق الجحفة دقيقة واحدة فقط وهي لا تكفي للاعلام والاستعداد فان احرم قبلها لم يوافق ما ورد عن الشارع وان تجاوزها وقع في محذور التجاوز ولم يحقق المراد
رابعها: ان الاحرام عبارة عن نية الدخول في النسك يصحبها قول وعمل كالصلاة ثم الشروع في التلبية وهو في مصلاه كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس هو النية وحدها وراكب الطائرة غير مستطيع لعمل اكثرها بيسر واسقاط ذلك عنه لا يجعله قد حقق الاحرام كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عنهم وقد علمنا ان المصلي اذا سهى عن ثلاث سنن مؤكدة في صلاته ولم يجبرها بسجود طولب باعادة الصلاة فالاحرام في الطائرة لا محالة ناقص عن الاحرام بالنزول في البر حيث ياتي به على اكمل وجوهه وهل يتحقق الخشوع المطلوب في الصلاة خصوصا وهومقبل على الاهلال بركن عظيم من اركان الدين فلِم يُخل بذلك وله وجه صحيح يؤديه عليه على وجهه بتأخير وهو الضرورة والضرورات تبيح المحضورات؟
خامسها: ان القول بتاخير الاحرام حتى النزول الى البر هو مذهب امامنا مالك بن انس به وردت عنه الرواية الصحيحة مرة ليس معه غيره ومرة اباح مجرد اباحة ان يحرم بالمحاذاة ولا حرج فان اخر فهو الاصل ونحن قد اقتنعنا بقول الامام واتبعناه عن فهم واقتناع وافتينا به من سألنا من المالكية وبينا لهم قول امام مذهبهم فمن يلومنا على هذا؟
وكيف ياتينا امام الحمام يؤلب علينا الدنيا ويصر على وجوب رجوعنا الى قول غير معتمد في المذهب بشهادة أئمته وهل هو افقه من الدسوقي والصعيدي وغيرهما
لهذه الامور كلها فانا نرجح ان يؤخر راكبوا الطائرة وقت احرامهم حتى ينزلوا الى البر من الطائرة ويطمئنوا فوق الارض ويتمكنوا من الاتيان باحرامهم على اكمل وجوهه مغتسلين متجردين مصلين بركوع وسجود خاشعين خاضعين مهلين ملبين حامدين الله الذي شرح صدورهم للاسلام وماجعل عليهم في الدين من حرج
الحجاج يحرمون من " القرين" بعد مسيرة ليلة كاملة من جدة
وليسوا بدعا في هذا التاخير فقد كان اسلافهم كذلك يفعلون وقد ذكر ابن جبير في رحلته انه وجماعته نزلوا بجدة ثم ساروا منها متوجهين الى مكة فانتهوا من بعد مسير ليلة كاملة الى مكان يدعى القرين عند مطلع الشمس فاحرموا منه قال:_ في عشي يوم الثلثاء الحادي عشر من الشهر المذكور كان اتصالنا من جدة ... واسرينا تلك الليلة الى ان وصلنا "القرين" مع طلوع
الشمس وهذا الموضع هو منزل الحاج ومحط رحالهم ومنه يحرمون وبه يريحون اليوم الذي يصبحون فاذا كان في عشية رفعوا واسروا ليلتهم وصبحوا الحرم الشريف زاده الله تشريفاوتعظيما الصادرون من الحج ينزلون به ايضا ويسرون منه الى جدة وبهذا الموضع المذكور بئر معينة عذبة والحجاج بسببها لا يحتاجون الى تزود الماء غير ليلة اسرائهم اليه فاقمنا بياض يوم الاربعاء المذكور مريحين بالقرين فلما حان العشي رحنا محرمين بعمرة1
ونحن لا نقول ان القرين من المواقيت التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم بالتعيينفهذه معلومة معروفة ولكن ميقات من لم يمر باحدها مكان نزوله وقال بعض العلماء يحرم على مرحلتين من مكة وقال بعضهم يحرم من حيث انشا الحج والعمرة
وعلى هذا القول الاخير يصح قول ابن جبير فانهم احرموا بعد ان لم يبق بينهم وبين الحرم سوى مسيرة مرحلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/111)
ونلاحظ ان ابن جبير سلك في ذهابه الى الحج طريق عيذاب وسجل بقلمه البليغ مالقيه ورفاقه من العذاب وكان بلا شك يعرف مذهب الامام مالك والروايتين عنه كما يعرف ذلك رفاقه من الحجاج فلم يجدوا من ينكر عليهم احرامهم من القرين ولا من ينبههم الى انه ليس من المواقيت المذكورة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وجدنا من إمام الحمام
الباب الثاني من القسم الثاني من الكتاب
حلفاء الشيخ الامام
الفصل الاول من الباب الثاني
نقد فتوى الشيخ عبد الله بن كنون وابطالها في زعم امام الحمام
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[28 - 11 - 05, 02:28 م]ـ
القسم الثاني من الكتاب
حلفاء الشيخ الامام
الفصل الاول من الباب الثاني
نقد فتوى الشيخ عبد الله بن كنون وابطالها في زعم امام الحمام
لم يتقدم فضيلة الشيخ الامام الى الميدان بدون سلاح ولا حلفاء بل عزز موقفه بمقاال رد به صاحبه الدكتور فضل عباس على فتوى علامة المغرب تلك الفتوى التي في زعم امام الحمام اتبعها علماء الجزائر كانه ليس في علماء الجزائر من هو اهل للنظر ولتحمل مسؤولية الاجابة على مشاكل المواطنين الا اذا رجع الى الشرق والغرب
لقد زعم هذا الشيخ ان الدكتور المنتقد ابطل الفتوى ووافقه على بطلانها جميع العلماء شرقا وغربا كما زعم من قبل وكما سياتي ان عالم المغرب تاب ورجع عن فتواه
هذا قول مجازف لا يفهم ما يقول ولا يقدر موقع كلماته
والافضل ان اترك القارئ مع الشيخ الامام امام الحمام يتحدث اولا ثم يقدم دكتوره ثانيا ثم ياتي الرد على هذا الدكتور وابطال نقده
وهاكم ما جاء تحت العنوان الذي وضعه الشيخ الامام "المسألة .... تتعلق بالاحرام من الطائرة"
"فقال بعض علماء المغرب الاقصى وتبع فتواه علماء الجزائر بان الاحرام في الطائرة لا يجوز وان الحاج يؤخر احرامه حتى ينزل الى جدةفيحرم منها بالنسبة لمن يحرمون ميقات رابغ او نقول
الجحفة وقد ابطل فتواه بعض علماء المشرق ووافقه على ذلك جميع العلماء شرقا وغربا واليك نص مقاله والقائل هو فضيلة الدكتور فضل حسن عباس من وزارة العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف
نص النقد و"الابطال"
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا يوفي نعمه ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على رسول الله الذي اعطاه الله جوامع الكلم فكان رحمة مهداة يزكي النفوس بتعاليمه وهديه ويعلم الكتاب والحكمة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والداعين بدعوته اما بعد فلقد نشرفي عام مضى فتوى لبعض علماء المغرب الكرام عن جواز الاحرام في الطائرة
وققد تفضل العالم المغربي فافاض القول مشكورا في اجابته ونحن اذ ننطلق مع سماحته من منطلق واحد وهويسر هذا الدين وعدم الحرج فيما كلفنا الا اننا نؤمن كذلك ولا نخال سماحته يخالفنا في ذلك بوجوب الدقة في التحري في فهم النصوص وللمجتهد اجر ان اخطا واجران اذا اصاب ولقد كانت هناك ملحوظات راينا ان نسجلها واول هذه الملحوظات ان سماحة شكر الله له جعل الاحرام في الطائرةمنافيا للصواب ومعنى منافاته للصواب انه خطا وفي ذلك مافيه
والادلة التي ساقها سماحته على ذلك لا نظنها تسلم من مناقشة او تنتج المطلوب الذي يريده واول هذه الادلة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن
والضمير للمواقيت التي حددها النبي الكريم فمن المعجب ان يستدل بهذا على ان المغربيين والشامييين والمصريين يمكن ان يكوناحرامهم من جدة لانها هي التي غدت لهم ميقاتا
وجدة باتفاق الجميع ليست ضمن المواقيتالمحددة شرعا وحينما نكمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نفهم بدون منازعة ولا ادنى ريب ان جدة ميقات لاهلها فحسب لا للمارين بها كما اراد ان يصوره سماحته ولفظ الحديث كما يلي " هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ومن كان دون ذلك فمن حيث انشا حتى اهل مكة من مكة " اي ان من كان مسكنه بين مكة والميقات المحدد يحرم من مسكنه ونتساءل هنا اذا كانت الطائرة تنزل في مكة مثلا فهل يصبح الحجاج بطريق الجو جميعا مكيين يحرمون من مكة؟
ويستمر سماحته بعد ذلك فيقول اننا لسنا مطالبين بالاحرام في الجو وبان مرور الطائرة على الميقات مشكوك فيه لانه باخبار الربان الذي يكون غالبا غير مسلم وحتى لو كان مسلما فان الطائرة سريعة السير .... الخ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/112)
والذي نود ان نثبته هنا ان نصوص الكتاب والسنة جاءت من المرونة والاحكام بحيث تفي بالاغراض والحاجات لكل ما يمكن ان يحدث والا فعلى ما قاله سماحته يمكن ان يقال بانا لسنا مطالبين بالصلاة في الجو وذلك لعدم التحقق من تولية وجوهنا شطر المسجد الحرام وسماحته ليس من القائلين بذلك
واما كون مرور الطائرة على الميقات امرا مشكوك فيه فلا ندري من اين اتى هذا الشك فكون الربان غير مسلم لا يطعن في معرفته للامور والجغرافية التي تخضع لمعالم محددة وخرائط مرسومة يسير على حسبها ربان الطائرة وهي تخضع لقواعد علمية دقيقة جدا والرسول عليه الصلاة والسلام كان دليله في هجرته عبد الله بن اريقط وكان لم يسلم بعد واما سرعة الطائرة فانه يمكن الحيطة له
ثم ذكر سماحته ان الاحرام في الطائرة فضلا عما فيه من حرج فانه يفوت فضائل كثيرة كالغسل وصلاة الركعتين وكراهة الوضوء في بيت الخلاء وهذه في الحقيقة لا تختص بالطائرة وحدا فان ظروف الحجاج اليوم تكاد تكون واحدة ولنتصور الحجيج الذي نزل من الطائرة في جدة كيف يكون الوضع الذي هم فيه ان النسبة الكبرىمنهم لا يتمكنون لا من اغتسال ولا من وضوء حتى الذين يمرون بالميقات يجدون ذلك الحرج وتلك الصعوبة في ايامنا هذه وربما كانت الطائرة فعلا اسهل للاحرام من غيرها واما كراهية الوضوء في بيت الخلاء
مع تسليمنا بهذا لكن لعل سماحته يعلم بان اكثر البيوت الحديثة مع الاسف صممت على هذا النحو وهذه كانت حرية بالعلاج والاستنكار والتبيان اكثر من غيرها لانها قضية دائمة
ثم يقول سماحته بان الاحرام من المنزل او من المطار فيه مشقة عظيمة وربما اضر بضعاف البنية زيادة على ان الاحرام قبل الميقات مكروه عند الامام مالك
ويسرني ان نقول لسماحته بان ضعاف البنية لهم في شرع الله سعة خارج الميقات وداخله اما غيرهم فَلِم لا ندعهم يحتاطون لدينهم وذلك اولى واما كراهية الاحرام قبل الميقات عند الامام
مالك فمع اختيارنا الا انه ليس امرا مجمعا ومع هذا فلا الامام مالك ولا غيره ممن يعتد بقولهم قالوا بعدم صحته ونظن ان الخلاف فيمن احرم قبل الميقات مع انه يتسنى له الاحرام من الميقات دون مشقة او حرج اما الذين يحرمون قبل الميقات لانه لا يتسنى لهم الاحرام من الميقات تماما فلا نظن احدا ينال من احرامهم بقول
واذا كان الاحرام قبل الميقات غير منازع في صحته مع قول البعض بالكراهة فان الاحرام بعد الميقات غير جائز باجماع المسلمين على ان هذه القضية سهلة يسير امرها فيمكن للحاج الذي يرتدي ثياب الاحراام قبل ركوبه الطائرة او هو فيها ان ينوي الاحرام عند مروره بالميقات ويخرج حينئذ من ارتكابه مكروها
ثم نقل سماحته نصوصا من مذهب الامام مالك رضي الله عنه توصل منها الى ان الاحرام في البحر غير واجب واذا كان كذلك فهو بالجو بطريق الاولى
ونقول ان هذا غير مجمع عليه عند الائمة اولا واما ثانيا فللسادة المالكية تفصيلات كثيرة في ذلك فقد اوجب كثير منهم الاحرام من بحر القلزم واوجبوا على تاركيه دما اما بحر عيذاب فلم يوجبوا الاحرام منه للعلل الاتية المشقة والضرورة وخوفا ان ترده الريح ولانه غير محاذ للميقات ونحن نعلم ان الوسائل البحرية اليوم اختلفت عما كانت عليه من قبل اختلافا كليا مما يجعل الامر سهلا ميسرا لا صعوبة فيه ويخلص سماحته الشيخ الى ان الاحرام قيس على قياس الاحرام في البحر وهو قياس غير معتبر لانه قياس الفروع بعضها على بعض
ونقول بان الاحرام في البحر لم يقسه القائلون به على الاحرام في البحر حتى يكون قياس فرع على فرع وانما ذلك كله ماخوذ من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن"
لا فرق في ذلك بين بر وغيره وبعد فنحن اذ نشكر لسماحة العلامة حسن المقصد الذي اراده وجميل المرمى الذي هدف اليه كما نشكر له ان اتاح لنا هذا النقاش العلمي الهادف فاننا يحدونا الامل وكلنا رجاء الا نكثر من المبررات التي تخرج بالمسلمين عن الحدود التي ينبغي ان يلتزموا بها وبخاصة في هذا القطر الذي كثر فيه دعاة التفلت باسم التيسير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/113)
واخيرا فنحن نرى ان احرام الحاج بالطائرة ان امكنه ذلك او قبل ركوب الطائرة ان لم يتحقق ضرر امر لا محيد عنه ولا مناص منه لمن اراد الحيطة في دينه والالتزام بشرع الله ولا نخال في ذلك عسرا ولا صعوبة وما اجمل ان يتقي الله المسلم وينفذ شرعه في حالاته كلها غائصافي الماء او محلقا في الهواء فتلك كلهانعم الله نشكره عليها بطاعته والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
من منارالاسلام المجلة الصادرة من دولة الامارات العربية المتحدة ابو ظبي
العدد الحادي عشر
ذو القعدة 1397 ه نوفمبر 1977 ص13
تعليق الاستاذ الامام ونقل نص فتوى ابن كنون
وجاء هذا ردا على ما افتى به احد العلماء من جواز تاخير الاحرام في حق من كان على متن الطائرة حتى ينزل بجدة ويحرم منها ... الخ قائلا
الحمد لله وبعد فقد جاء في سؤال عن احرام الحاج المغربي المسافر بطريق الجو وغير المغربي مثله هل يكون في الطائرة عند مسامتتها لرابغ باخبار الربان او في جدة بعد وصوله اليها وارادته التوجه الى مكة؟
ٍواجيب على ذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم لما عين المواقيت للحج لاهل كل بلد قال هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن هن اي هذه المواقيت لهن اي لهذه البلاد ولمن اتى عليهن اي من مر بها من غير اهلهن اي ممن ليست له بميقات فيصدق بالمغربي الذي يجيئ الى جدة فانه يحرم منها كما يحرم اهلها ... وبالمدني الذي يكونفي جدة فانه يحرم منها ولا يقال له اذهب الى ذي الحليفة وهكذا .. الخ اه
من منار الاسلام العدد11 ذو القعدة سنة 1396 ه نوفمبر1976 م الصادر من ابي ظبي الامارات المتحدة
فرد على فضيلته الدكتور فضل حسن عباس المذكور انفا بما نقلنا له قبل وقد رجع العالم المغربي عن فتواه كما بلغنا عن الثقات الافاضل
ولكن نقول جزاه الله خيرا فلولا فتواه تلك ما استفدنا حكم الاحرام في الطائرة وانه واجب حيث يحاذي الحاج الميقات ولا يتجاوزه من غير احرام ومن جاوزه بدون احرام يكون عليهدم والاحرام في الطائرة سهل كما تقدم تفصيله وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
قام بنقله العبد لله الغني الحميد فلان الفلاني الامام بمسجد حمام .... سائلا من مولاه العلي المجيد التوفيق الى القول الرشيد والعمل السديد امين
الفصل الثاني من الباب الثاني من القسم الثاني
رد مزاعم الامام ونقض انتقاد الدكتور للفتوى
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[29 - 11 - 05, 06:15 م]ـ
الفصل الثاني من الباب الثاني من القسم الثاني
رد مزاعم الامام ونقض انتقاد الدكتور للفتوى
أولا ان علماء الجزائر لم يتبعوا علماء المغرب في فتواهم والله على ما نقول شهيد ولم يكونوا يوم بينوا القضية في دليل الحاج لا في فتوى الا معتمدين ما جاء في كتب المالكية ورواية الموازية المعتمدة من كبار شيوخ الفتوى ومنهم خليل نفسه في التوضيح والقرافي والحطاب وابن فرحون وابن عرفة لتقييد سند
ثانيا لم يقل علماء الجزائر بان الاحرام في الطائرة لا يجوز فهذه فرية يحاسب الله عليها من اختلقها ذلك ان الذي يقول في شيئ هذا يجوز وهذا لا يجوز جاز ما بذلك يجب ان يكون لديه نص من كتاب الله اوسنة رسوله او من اجتهاد ائمة الاجتهاد ولما قال علماء الجزائر يجوز تاخير الاحرام حتى النزول بجدة كان لديهم نصوص من ائمة المالكية وشيوخ الفتوى
ثالثا الزعم بان فتوى عالم المغرب الاقصى المتبع من علماء الجزائر فيما زعم قد ابطلها بعض علماء المشرق ووافقه على ذلك جميع العلماء شرقا وغربا زعم بلا برهان ودعوى مجردة من سلطان وسذاجة مولانا الهمام امام الحمام هي التي دفعته لتسجيل هذا الزعم بقلمه لمجرد انه قرا انتقادا في مجلة شرقية فالعلماء ما زالوا مختلفين في الشرق وفي الغرب في هذه القضية فمنهم من يقول بجواز التاخير الى النزول في المطار ومنهم من يوجب الاحرام بالمحاذاة في الطائرة وما تزال القضية محل بحث وجدال كما كانت من قبل قضية الاحرام بالمحاذاة في البر او البحر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/114)
رابعا جاء في رد الدكتور "ان هذا باتفاق الجميع ليست من المواقيتالمحددة شرعا" ومثل هذا لا يجهله احد من المنتسبين الى العلم وخصوصا علماء المغرب الحافظين المدققين لان المواقيت عينتها الاحاديث التي اجمعت على بعضها كذي الحليفة الجحفة وجاء بعضها في احاديث دون اخرى كيلملم وذات عرق واما جدة فانها لم يرد لها ذكر لكنها ميقات باجماع لاهلها وميقات ايضا لمن نزل بها من البحر عند من لا يقول بالاحرام من السفن وهو الامام مالك بن انس وجميع صحبه قديما وحديثا ماعدا خليل بن اسحاق في مختصره بالنسبة الى راكب بحر عيذاب فقد الزمه بالاحرام فهذا هو معنى قول عالم المغرب ان جدة ميقات اي ميقات لاهلها ولمن نزل من البحر ولمن نزل بمطارها من الجو من باب احرى واولى
ومن المغالطة القول بان من نزل من البحر او من الجو يعامل معاملة من مر بالميقاتالمحدد المعلوم فانه يعتبر مبتدئا ولا مواصلا السفر مارا ونص الحديث المستشهد به هن لهن ولمن اتى عليهن لا يدل على ان راكب البحر او الجو اتى عليهن لانه منها على بعد كبير في الجو او في البر والبحر غاية ما يقال انه حاذى احداهن وقضية الاحرام بالمحاذاة لم يتفق عليها
خامسا: قول شيخ المغرب لالمنقول عنه في الرد "لسنا مطالبين بالاحرام في الجو" قول صحيح لا غبار عليه ولا يملك الدكتور نصا يوجب احرام الحاج في الجو كما لا يملك نصا على وجوب احرام راكب السفينة في البحر والقضية قضية ايجاب ولا يكون وجوب الا بنص او اجماع كما بينه الامام ابو محمد بن حزم رحمه الله
واما التعليل بالشك في مرور الطائرة على الميقات فانه لا ينبغي الشك لحظة في ان الطائرة قطعا لا تمر بالميقات وانما قد تحاذيه كما تحاذيه السفينة في البحر وقد مر بيان اختلاف العلماء في وجوب الاحرام بالمحاذاة واجماع المالكية على عدم وجوبه ولا المطالبة به في بحر عيذاب وعلى الاذن في تاخيره في بحر القلزم مع الفدية لعلة اخرى وقد عللوا ايضا اي تاخير بالضرورة والحرج وانكار الحرج الذي يصيب المحرم في الطائرة انكار للمحسوسات والاحتجاج بزواله لزوال الضروورات والحرج تشريع جديد
واما كون الربان غير مسلم فلنجعل اعلامه من باب الخبر والخبر يقبل فيه قول الواحد عدلا كان او غير عدل ولو غير مسلم ولكن انى لغير المسلم ان يهتم بركن من اركان الدين اهتمام المسلم اهتماما يتحرى فيه التحري الكامل المحسوب بالثواني وسرعة الطائرة رهيبة تجعلها لا تطير فوق الجحفة "عمالة الجحفة كلها 15 كلم" اكثر من دقيقة واحدة اذا سارت بسرعة900كلم في الساعة واي جدوى في دقيقة او دقيقتين اوثلاث؟ فلا بد ان يقع الاحرام مع كل تحر اما قبل الجحفة او بعدها وذلك لا يحقق غرض الاحرام في الطائرة
واما القول بان عبد الله بن اريقط كان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه الى الهجرة وكان يقبل قوله فان عبد الله لم يكن دليلا له صلى الله عليه وسلم في كيفية عبادة من العبادات ولا في اداء ركن من الاركان انما كان دليله في معرفة الطريق فالقاعدة التي يقبل بها قول الطيار ان قوله من باب الخبر لا من باب الشهادة ولو كان من باب الشهادة لوجب فيها التعدد والعدالة كما هو مقرر عند العلماء
سادسا الزام الشيخ بقياس نفي الصلاة في الجو على نفي وجوب الاحرام في الجو مغالطة لان الصلاة قد يصليها المسلم وهو غير متيقن بان وجهه الى الكعبة يكفيه ان يتجه نحوها جهة الشرق وكان الله بالمؤمنين رحيما اذ قال " فول وجهك شطر المسجد الحرام" ولو قال الى المسجد الحرام للزم الحرج وقد يشك في القبلة ولا يجد من يدله فيتحرى باجتهاد وفي الطائرة يتحرى ان يكون وجهه قبل مكة ويشرع فيها
سابعا مر الدكتور بما ذكره الشيخ من حرج يلزم المحرم في الطائرة مر الكرام ولم يبينه ولو شاء الحقيقة لذكره فالمحرم مقدم على الشروع في عبادة سافر اليها الاف الاميال واجتاز من اجلها
كثيرا من الاهوال وقد يكون من النسوان او من الرجال ولا بد ان يتهيا للاحرام بدنيا ونفسيا وفي ذلك من الحرج والضيق ما لا ينكره الا من ينكر ضوء الشمس والاحرام ليس نية فقط بل يصحبها قول وعمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/115)
وقد وقف الدكتور بقوله يفوت به فضائل كثيرة كالغسل وصلاة الركعتين وكراهية الوضوء في بيت الخلاء فقال بان هذه لا تختص بركاب الطائرة وحدهم وانها تتصور في الحجيج الذي نزل من الطائرة في جدة كيف يكون الوضع الذي هم فيه ان النسبة الكبرى منهم لا يتمكنون لا من الاغتسال ولا من الوضوء وهذا قول عجيب يبرر تقصير المقصرين ويقيص عليه
فالذي نعرفه ان مدينة الحجاج في مطار جدة القديم فيها كل المرافق لاقامة الحجاج وفيها الكميات الهائلة من المياه الدافقة من الحنفيات وفيها المياه توزع مجانا او تشترى وعلى الحاج ان يضمن ذلك لنفسه ليحرم احراما صحيحا ويمكنه ان يشرع في الاحرام من احد المساجد الكثيرة
فهو في سعة كاملة وحرية تامة يكيف امره كيفما شاء فتسوية الضيق والحرج في الطائرة بمثله في جدة او غيرها ابتعاد عن الصواب واغراق في الجدال ووجود الحرج في بقية المواقيت ورفعه الى درجة ما يكون عليه امر الحاج في الطائرة قول غير صواب فان كل حاج يكون قبل الميقات او عندما ينزل به مستعدا بما يلزمه واما قوله ربما كانت الطائرة فعلا اسهلل للاحرام من غيرها فلا يمكن ان يوصف باقل من مكابرة! هذا ما قاله
أما جوابه عن كراهية الوضوء في بيت الخلاء وتسليمه لذلك ثم دفع الكراهية بان اكثر البيوت الحديثة مع كل اسف صممت على هذا النحو
فنحن نقول ان الوضوء في بيت الخلاء بالطائرة متعذر بالنسبة الى جماعة قد يزيد عددها على 200 حاج فلو خصصنا لكل حاج منهم 5 دقائق للزمهم لاتمام وضوئهم 1000دقيقة اي اكثر من 16 ساعة بحيث يمر منهم 12 حاجا كل ساعة زيادة عما يتعرضله الطائرة من خطر تحركاتهم
وازدحامهم وهناك خطر مميت وهو احتمال كثرة البلل والتلوث وتسربه الى الاسلاك الكهربائية مما يعرض حياتهم للاخطار
وقد شاهدت ذات مرة بعض الربابنة الفرنسيين تكاد انفسهم تزهق من مشاهدة بعض الاخطار في طائرة اير فرنس المكتراة وهم اعرف الناس باخطار الجو
فلماذا يغمض سيادة الدكتور عينه عن كل هذا ويتلفت الى سبب هزيل هو كراهية الوضوء في بيت الخلااء مما ذكره الفقهاء واقتصروا عليه خوف التلوث بالنجاسة؟ لماذا لا تكرهه لخوف الهلاك المبين؟ واستحالة التنفيذ فمتى يتم هذا العدد للوضوء
ثامنا
ويناقش الدكتور ما نسبه لشيخ علماء المغرب ان الاحرام من المنزل او من المطار فيه مشقة عظيمة وربما اضر بضعاف البنية زيادة على ان الاحرام قبل الميقات مكروه عند الامام مالك بقوله ان ضعاف البنية لهم في شرع الله سعة خارج الميقات وداخله فلِم لا ندعهم يحتاطون لدينهم
ونحن نقول ان الاحرام قبل الميقات ومن المنزل او من مطار الاقلاع منهي عنه منكر من الخلفاء الراشدين غضب عمر وعثمان على من فعله من الصحابة وعدوه من التغرير بالنسك وهوان عند فاعله وقد امر الله بتعظيم حرماته ونهى امامنا مالك عن زيادة اميال بالاحرام من الحرم النبوي قبل ذي الحليفة وقال لمن اراد ذلك اني اخشى عليك الفتنة وتلا عليه قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره فتنة او يصيبهم عذاب اليم" وبعض الائمة كالظاهرية يحكمون بانه اذا احرم من قبل الميقات وجب عليه ان يجدد الاحرام اذا وصل الى ميقاته فان لم يفعل فلا حج له ولا عمرة
واذا كان ياسيد الدكاترة لا يعتد بقول الامام مالك ولا بقول امثاله فهل لا يعتد بقول عمر وغضبه على عمران بن حصين قاضيه ولا بقول عثمان وغضبه على قائد جيوش الفتح عبد الله بن عامر؟ اذا كان لا يعتد بقول هؤلاء فهل يلتفت احد الى اختيارك انت؟
تنبيه ابو مسهر: الدكتور قال فلا الامام مالك ولا غيره ممن يعتد بقولهم قالو بعدم صحته اي الاحرام قبل الميقات مع انهم حكموا عليه بالكراهة فكأن الشيخ حماني رحمه الله سقطت من ذهنه جملة قالوا بعدم صحته فثار ولو عاود قراءة ماكتبه الدكتور فلن يبصرها ولو كتبها بخط يده لانها عادة في المغاربة والله اعلم وانظر تقديم العبادة قبل وجوبها
وليس بمسلم لك قولك اما الذين يحرمون قبل الميقات لانه لا يتسنى لهم الاحرام من الميقات تماما " فمن الذي لا يتسنى له الاحرام من الميقات تماما؟ ولماذا لا يتسنى له؟ ان كان من اهله احرم منه وان لم يكن من اهله ولا مر به لانه دونه احرم من داره واما اذا كان من ورائه وقبله ولم يمر به بل حاذاه فهو امر رابع تقدم الكلام عليه واختلاف العلماء فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/116)
تاسعا: وقول الدكتور: اذا كان الاحرام قبل الميقات غيرمنازع في صحته مع قول البعض بالكراهة " قول غير مسلم له فقد نازع في صحته بعض العلماء وحكمت الظاهرية ببطلان النسك به اذا لم يجدد له نية عند الوصول اليه
وقوله ان الاحرام بعد الميقات غير جائز باجماع المسلمين هذا يصح اذا كان من اهل الميقات او ممن مر به اما اذا حاذاه في بحر او جو فلا يصح ان يقال انه غير جائز باجماع المسلمين فعلماء المالكية وامامهم من المسلمين وقد قالوا انه لا يحرم بالمحاذاة اذا اجتاز ببحر فاولى واحرى بجو واجمع محققوا المالكية على ان له ان يجتازه ببحر وله ان يحرم بمحاذاته
فهل يخرج هؤلاء من اجماع المسلمين؟ ما اسهل كلمة الاجماع عند قوم!
عاشرا يقول الدكتور هذه قضية سهلة يسير امرها ونقول نحن بل هو عسير جدا ان يحافظ على استعداده كل الناس وبين مطارهم وبين الميقات بضع ساعات وضبط وقت المرور بالتدقيق عسير ولا يدوم سوى دقيقة او دقيقتين
حادي عشر: ذكر الدكتور ان شيخ علماء المغرب نقل نصوصا من مذهب الامام مالك رضي الله عنه توصل منها ان الاحرام في البحر غير واجب واذا كان ذلك فهو بالجو بطريق الاولى: ثم قال ونقول ان هذا غير مجمع عليه عند الائمة اولا واما ثانيا فللسادة المالكية تفصيلات كثيرة فيذلك فقد اوجب كثير منهم الاحرام من بحر القلزم واوجب على تاركيه دما واما بحر عيذاب فلم يوجب الاحرام منه للعلل الاتية المشقة والضرورة وخوفا من ان يرده الريح ولانه غير محاذ للميقات الخ ونحن نعلم ان الوسائل البحرية اليوم اختلفت عما كانت عليه من قبل اختلافا كليا" اه
وجواب هذا
1 ان قوله ان هذا امر غير مجمع عليه عند الائمة غريب في باب الردود فهل ليس لاحد ان يقول بجواز امر حتى يجمع عليه الائمة؟ الا يكفي ان يذهب امام اليه من المجتهدين كمالك مثلا؟
واما تفصيلات المالكية فقد مر الكلام عليها فالامام مالك في رواية عبد الله بن نافع الصائغ لا يرى الاحرام من السفن اصلا لان البحر ليس فيه ميقات وكان يركب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينه لا هو ولا اصحابه ولا يجوز تاخير البيان عن وقت الحاجة واما في رواية الموازية فان الامام مالك جوز مجرد تجويز ان يحرم راكب البحر اذا حاذى الميقات كالجحفة فاطلقه بعضهم
بمحاذاة الجحفة وبمحاذاة يلملم فاجازه في كليهما وقيده سند بمحاذاة الجحفة لانه لا يمكن له ان ينزل ويحرم فاذا لم ينزل وتابع سفره الى جدة دون احرام لزمه دم لا على تقصيره في تاخير الاحرام
لانه مرخص له في ذلك مادام في البحر ولكن لانه فعل أشياء كان يمنعه منها الاحرام انظر التفصيل في شرح عليش على المختصرواما راكب بحر عيذاب فلا يطلب منه الاحرام الا على مذهب خليل في مختصره وقد مر بنا ان كل شراحه على خلاف ماذهب اليه بقوله ولو ببحر وان المحققين كلهم حتى خليل نفسه في التوضيح ايدوا وافتوا بتقييد سند
الصفحة التي بعد هذا بياض وما بعدها والطبعة سيئة
الباب الثالث من القسم الثاني
الفصل الاول
الخروج عن اجماع الائمة الاربعة ومصادمة القوانين الشرعية
لم يكتف الشيخ الهمام العلامة الامام
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[04 - 12 - 05, 12:45 م]ـ
الباب الثالث من القسم الثاني
الفصل الاول
الخروج عن اجماع الائمة الاربعة ومصادمة القوانين الشرعية
لم يكتف الشيخ الهمام العلامة الامام بما تقدم به من رسالة استعداء ونقل مقال بقلمه من مجلة في ابطال فتوى عالم المغرب بل ارسل الى الشيخ ع مقالا اخر مكتوبا على الراقنة احتوى درسا سيراه القراء ولما قراناه لم نملك انفسنا ان ننشد قول ابي الطيب
من يهم يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت ايلام
ففي هذا المقال استهانة بالجزائر وهوان لها سيراه القراء وعبث بمنزلة امتها ومنزلتهم من العلم لكن امامنا شرب كل ذلك حتى الثمالة وجاء يحتج به وهذا نص ذلك المقال الذي جعل له العنوان السابق من بعض ما جاء فيه
السؤال الثالث
هل يجوز تاخير الاحرام الى جدة بالنسبة للافاقي القادم الى مكة على متن المنطاد اي الطائرة ام لا وعلى عدم جواز التاخير لماذكر هل يلزمه هدي ام لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/117)
والجواب ان الائمة الاربعة اجمعوا على وجوب الاحرام للافاقي من الميقات المعين له وعلى وجوب الهدي عليه اذا جاوزه بدون احرام فمن كلام المالكية قول الشيخ خليل في المختصر والا اي وان لم يكن مقيما بمكة وما في حكمها" فلهما ذو الحليفة والجحفة ويلملم وقرن وذات عرق ومكانه لهما مسكن دونهما ومكانه لهما ايضا حيث حاذى اي قابل واحدا من هذه المواقيت او مربه منها وان لم يكن من اهله ولو ببحر ثم قال والا وجب عليه الاحرام من الميقات واماء تاركه منه ولا دم عليه
في تركه ان لم يقصد نسكا بحج او عمرةة بان قصد بدخوله التجارة مثلا والا قصد نسكا رجع وجوبا للميقات واحرم منه وان شارفها اي مكة بل وان دخلها ولا دم عليه اذا رجع قبل احرامه ان جهل حرمة تعدي الميقات حلالا وان علم حرمة ذلك ما لم يخف فوتا لنسكه او رفقته او لم يقدر على الرجوع فان خالف ما ذكر فالدم ويحرم من مكانه ويتمادى كراجح اي كلزوم الدم لراجع للميقات وقد
تعداه حلالا ثم احرم ثم رجع اليه بعد احرامه ولا يسقط عنه رجوعه" اه ممزوجا ببعض شارحه الدردير ومحل الشاهد منه قول مالم يخف فوتا فالدم كراجع بعد احرامه
ومن كلا م الحنفية ما ذكره ابن عابدين في تنوير الابصار مع شرحه الدر المختار في صفحة 145 من الجزء الثاني ونصه وحرم تاخير الاحرام عنها كلها لمن قصد دخول مكة ولو لحاجة غير الحج قال في الدر المختار ما نصه قوله وحرم الخ ... فعليه العود الى ميقات منها وان لم يكن ميقاته ليحرم منه والا فعليه دم كما سياتي بيانه في الجنايات ونص تنوير الابصار في باب الجنايات صفحة 224
بمجاورة الميقات غير محرم فعليه دم واحد لانه حينئذ ليس بقارن قال في ورد المختار قوله لانه حينئذ اي حين المجاورة ليس بقارن وهذا تعليل لوجوب الدم الواحد ويكون الاستثناء منقطعا وذلك لان الدم يلزمه سواء احرم بعد ذلك بحج او عمرة او بهما ام يحرم اصلا فلما دخل لكونه قارنا في وجوب ذلك الدم
ومن كلام الشافعية قول الامام النووي في شرح المهذب صفحة 206 شرحا لكلام المجموع مانصه قال الشافعي والاصحاب اذا انتهى الافاقي الى الميقات وهو يريد الحج او العمرةاو القران حررم عليه مجاوزة الميقات غير محرم بالاجماع فان جاوزه فهو مسيئ سواء من اهل تلك الناحية ام من غيرها كالشامي يمر بميقات المدينة قال اصحابنا ومتى جاوز موضعا يجب الاحرام من غير محرم اثم وعليه العود اليه واحرم منه ان لم يكن له عذر فان كان له عذر كخوف الطريق او انقطاع عن رفقته او ضيق الوقت او مرض شاق احرم من موضعه ومضى وعليه دم اذا لم يعد فقد اثم بالمججاوزة ولا ياثم بترك الرجوع
ومن كلام الحنابلة ما ذكره ابن قدامة في كتابه المغني صفحة 215 من الجزء الثالث ونصه ان من جاوز الميقات مريدا للنسك غير محرم فعليه ان يرجع اليه ليحرم منه ان امكنه وان تجاوزه عالما به او جاهلا علم تحريم ذلك او جهله فان رجع اليه فاحرم منه فلا شيئ عليه لا نعلم في ذلك خلافا وبه قول جابر بن يزيد والحسن وسعيد بن جبير والثوري والشافعي وغيرهم لانه احرم من الميقات الذي امر بالاحرام منه فلم يلزمه شيئ كما لو لم يتجاوزه وان احرم
من دون الميقات فعليهدم سواء رجع الى الميقات اولم يرجع وبهذا قال مالك وابن المبارك وظاهر مذهب الشافعي انه اذارجع الى الميقات فلا شيئ عليه والا ان يكون قد تلبس بشئ من افعال الحج كالوقوف وطواف القدوم فيستقر الدم عليه لانه حصل منه محرما لا في الميقات قبل التلبس بافعال الحج فلم يلزمه دم كما لو احرم منه
وعن ابن الحنفية ان رجع الى الميقات فلبى سقط عنه الدم وان لم يلب لم يسقط وعن عطاء والحسن والنخعي لا شيئ على من ترك الميقات وعن سعيد بن جبير لا حج لمن ترك الميقثات
ولنا ما روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ترك منسكا فعليه دم روي موقوفا ومرفوعا ولانه احرم دون ميقاته فاستقر عليه الدم كما لو لم يرجع او كما لو طاف عند
الشافعي او كما لو لم يلب عند ابي حنيفة ولانه ترك الاحرام من ميقاته فلزمه الدم كما ذكرنا ولان الدم وجب لتركه الاحرام من الميقات ولا يزول هذا برجوعه ولا بتلبيته ومثله تقريبا في الشرح الكبيير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/118)
فعلم من المذاهب الاربعة الاجماع على وجوب الاحرام من الميقاتللافاقي المريد للحج او العمرة او القران وانه يحرم عليه ان يتجاوزه غير محرم كما سبقى التنصيص عليه من كلالم النووي في
شرح المهذب ثم ذكر النووي مزيدا في الموضوع فقال في صفحة 207 من النسخة المجردة ما نصه واعلم ان جمهور الاصحاب لم يتعرضوا لزوال الاساءة بالعود وقد فال صاحب البيان وهل يكون مسيئا بالمجاوزة اذا عاد الى الميقات حيث سقط الدم؟ فيه وجهان حكاهما في الفروع
الظاهر انه لا يكون مسيئا لانه حصل فيه محرما والثاني يصير مسيئا لان الاساءة حصلت بنفس المجاوزة فلا يسقط قال اصحابنا ولا فرق في لزوم الدم في كل هذا بين المجاوزة للميقات عامدا عالما اوجاهلا اوناسيا لكن يفترقون في الاثم فلا اثم على الناسي والجاهل ثم قال مانصه
فرع في مذاهب العلماء في هذه المسالة قد ذكرنا ان مذهبنا انه اذا جاوز الميقات مريدا للنسك فاحرم دونه اثم فان عاد قبل التلبس بالنسك سقط عنه الدم سواء عاد ملبيا ام غير ملب هذا مذهبنا وبه قال الثوري وابو يوسف ومحمد وابو ثور وقال مالك بن انس وابن المبارك وزفر واحمد لا يسقط عنه الدم بالعود وقال ابو حنيفة ان عاد ملبيا سقط الدم والا فلا وحكى ابن المنذر عن
الحسن والنخعي انه لا دم على المجاوز مطلقا قال وهو احد قولي عطاء وقال ابن الزبير يقضي حجه ثم يعود الى الميقات فيحرم بعمرة وحكى ابن المنذر وغيره عن سعيد بن جبير انه لا حج له والله اعلم
واذا علمت ماذكرنا من تلك الفتوى فاعلم ان تلك الفتوى صدرت ونشرتها مصالح الشؤون الدينية بالقطر الجزائري بصحة مجاوزة المتوجه الى مكة عن طريق الجو الميقات وتاخير الاحرام الى جدة خارجة عن اجماع الائمة الاربعة ومصادمة للنصوص الشرعية والقوانين الدينية فلا يصح العمل بها ولا الحكم بما فيها اما العلامة الكبير الاديب المؤرخ الشهير السيد الحاج عبد الله بن الحاج عبد الصمد كنون اخبرني شيخنا العلامة المطلع الشريف سيدي محمد بن عبد السلام حفظه الله انه لما توجه الى الديار المقدسة عام 1989 ه
وكان معه على متن الطائرة الشيخ كنون المذكور واحرم الاول عند محاذاة الميقات وتاخر الثاني عن الاحرام الى جدة ولما رجع الكل الى المغرب كتب عميد الجامعة بكلية الشريعة ورئيس المجلس العلمي بالقرووين العامرة الى الشيخ كنون منهيا له حكم الشريعة الاسلامية فيمن جاوز الميقات بدون احرام وهو يريد الحج او العمرة او القران وانه يلزم في ذلك الهدي على مذهب الائمة الاربعة فاجابه الشيخ كنون بانه رجع عن الفكرة الى الصواب واصبح يفتي بما عليه الائمة الاربعة هكذا اخبرني شيخنا الطاهر المذكور ادام الله حفظه لنع البلاد والعباد امين
الفصل الثاني من الباب الثالث
محاورة مع صاحب المقال
أولا: الاجماع المدعي على وجوب الاحرام بالحج او العمرة لمن اراد نسكا من الميقات المعين له من صاحب الشريعة عليه الصلاة والسلام او على من مر به من غير اهله وحرمة تجاوزه دون احرام صحيح مسلم فيه لا ينازع فيه احد اللهم الا بالنسبة لمن مر به وليس من اهله وكان امامه ميقاته كاهل الشام ومصر والمغرب يمرون بذي الحليفة وامامهم الجحفة فقد اجاز لهم بعض الفقهاء ان
يؤخروا احرامهم حتى الجحفة ولا حرج عليهم ولا دم ومنع من ذلك بعضهم وشدد النكير عليهم ابو محمد بن حزم رضي الله عنه لان قوله صلى الله عليه وسلم ولمن اتى عليهن يشمل اهل الشام والمغرب اذا مروا بذي الحليفة
يتبع ان شاء الله
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[05 - 12 - 05, 12:08 م]ـ
الفصل الثاني من الباب الثالث
محاورة مع صاحب المقال
أولا: الاجماع المدعي على وجوب الاحرام بالحج او العمرة لمن اراد نسكا من الميقات المعين له من صاحب الشريعة عليه الصلاة والسلام او على من مر به من غير اهله وحرمة تجاوزه دون احرام صحيح مسلم فيه لا ينازع فيه احد اللهم الا بالنسبة لمن مر به وليس من اهله وكان امامه ميقاته كاهل الشام ومصر والمغرب يمرون بذي الحليفة وامامهم الجحفة فقد اجاز لهم بعض الفقهاء ان يؤخروا احرامهم حتى الجحفة ولا حرج عليهم ولا دم ومنع من ذلك بعضهم وشدد النكير عليهم ابو محمد بن حزم رضي الله عنه لان قوله صلى الله عليه وسلم ولمن اتى عليهن يشمل اهل الشام والمغرب اذا مروا بذي الحليفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/119)
واما من الاحرام عن الميقات وتجاوزه دون احرام وهو عازم على الحج او العمرة فهل يجبر ذلك بدم ويصح نسك فليس بمحل اجماع بل فيه خلاف مبسوط في كتب الفقه فمن العلماء من قال عليه ان يرجع ويحرم ولا شيئ عليه ومنهم من قال لا يسقط عنه الدم ولو رجع فاحرم من جديد ومنهم من يقول ان لم يرجع ولم يجدد احراماولا نية فلا حج له ولا نسك وهذا راي الظاهرية ومنهم من قال لا شيئ عليه بترك ذلك وهم من اهل السنة بلا شك الحسن والنخعي وعطاء قالوا لا شيئ عليه على من ترك الميقات.
ثانيا: لا يصح ان يقال ان راكب السفينة مر بالميقات لاستحالة ذلك عادة ولكن يقال فيه حاذى الميقات فالمواقيت المعينة من الرسول عليه الصلاة والسلام كلها في البر وليس فيها شيئ في البحر
فكلمة المحاذاة هي التي تقال في راكب السفينة وبها جاء نطق الامام مالك في رواية الموازية وهي الكلمة الواردة في كلام خليل وشراحه
وقد تقدم الكلام على مشروعية الاحرام بالمحاذاة ومذاهب العلماء فيه فمنهم من يوجبه بالمحاذاة ومنهم من لا يقول به ويبيح لمن لم يمر بالميقات ان يحرم من حيث انشا النسك وهو المذهب الذي اخذ به الظاهرية ورجحه ابو محمد بن حزم وهو الذي يتخرج عليه ما حكاه ابن جبير عن حجاج عصره في القرن السابع هجري
ثالثا كلام مؤلفي الحنفية في هذا المقال كله في اجتياز الميقات والمرور به دون احرام لا جدال فيه وليس فيه ما يفهم حكم من لم يمر به ولا حاذاه فنحن لا نقول الا بمثل قولهم فيمن كان من اهله او اتتى عليه ممن ليس من اهله وراكب البحر والجو لا يصدق عليه انه مر به ولكن قد يصدق عليه انه حاذاه
رابعا: كذلك ما نقله عن الشافعية يصدق عليه ما قلناه عما نقله عن الحنفية وما قاله النووي عن الشافعي اذا انتهى الافاقي الى الميقات وهو يريد الحج او العمرة او القران حرم عليه مجاوزة الميقات غير محرم بالاجماع هو الحق المتفق عليه بين ائمة المذاهب
وهو نص الشافعي على انه اذا انتهى الى الميقات وهو يريد نسكا فهل يقال ان راكب السفينة انتهى الى الميقات المعين وهو بالبحر او يقال حاذاه وهل يصح ان يصادق الامام النووي على حصول الاجماع على وجوب الاحرام بالمحاذاة من البحر وهو عارف بدون شك بمذهب مالك والمالكية وراي الامام في الاحرام من السفن؟ فمثله لا يجهل ذلك ولا يجازف بحكاية اجماع يخالفه قول مالك
خامسا: المنقول من كلام الحنابلة كالمنقول من غيرهم المالكية والحنفية والشافعية وقول ابن قدامة ان من تجاوز الميقات مريدا النسك غير محرم فعليه ان يرجع اليه بيان لمذهب الحنابلة في وجوب رجوعه وسقوط الدم عنه ان رجع فاحرم من الميقات
وقوله من تجاوز الميقات دليل على انه وصل اليه ووقف عنده واتى عليه وهذا لا كلام لنا فيه انما الكلام في راكب البحر وهولا يمكن ان ياتي عليه انما -يمكن_ ان يحاذيه ومثله راكب الطائرة في الجو
سادسا: وقوله نعلم من المذاهب الاربعة الاجماع على وجوب الاحرام من الميقات للافاقي المريد الحج او العمرة او القران وانه يحرم عليه ان يتجاوزه غير محرم
كلام مسلم لا نزاع فيه ولا جدال ولكن الجدال فيمن لم يات على الميقات ولم يمر به اصلا وانما حاذاه برا وبحرا فهذا ليس فيه اجماع بل اختلف فيه العلماء وممن خالف فيه الامام مالك واصحابه
فقال مالك لا يحرم راكب السفن اي مادام في السفينة فلا احرام عليه وفي الرواية الاخرى في الموازية له ان يحرم وعن الظاهرية وكثير غيرهم لا يحرم بالمحاذاة في البر فمن لم يكن من اهل الميقات ولم يات عليه ولا مر به فله ان يحرم من حيث شاء عندما ينشئ النسك من قريب او من بعيد فهو ميقاته فدعوى الاجماع باطلة مزورة مردودة بمخالفة مالك واصحابه في الموضوع
سابعا وقول صاحب المقال اذا علمت ماذكرنا فاعلم ان الفتوى التي صدرت ونشرتها مصالح الشؤون الدينية بالقطر الجزائري بصحة مجاوزة المتوجه الى مكة عن طريق الجو الميقات وتاخير الاحرام الى جدة خارجة عن اجماع الائمة الاربعة ومصادمة للنصوص الشرعية والقوانين الدينية فلا يصح العمل بها ولا الحكم بما فيها"
هذا القول تافه في قيمته شائل في ميزان التحقيق ولكنه خطير في قيمته السياسية وان بلغه الشيخ الامام ساكن الحمام وهوما جعلنا ننشد قول المتنبي السابق في طالع المقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/120)
من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بكميت ايلام
فالجزائر عند كاتب المقال قطر فقط ولا يصح ان يعبر عنها الا بما يعبر عنها في عهد الاستعمار
ان الجزائر اليوم جمهورية اسلامية قوية عتيدة ولها حكومة صلحة تسهر على شؤون الدنيا والدين وينص دستورها على ان الاسلام دين الدولة ويقسم رئيس جمهوريتها على تمجيده واحترامه وقد لا يكون هذا في غيرها وقد اشترت عزتها وارتفاع رايتها بمليون ونصف من الشهداء الابرار
وفي حكومة هذه الجمهورية وزارة خاصة مهمتها السهر على الشؤون الدينية وضمان التدين الصحيح للمواطنين وفي طليعة اهتمامها شؤون الحج والعمرة في المواقيت السنوية كلها وهي الوحيدة التي تهتم بتنظيم العمرة وتسهيلها للمواطنين
كل هذا لم يبلغ صاحب المقال فجعل يعبر عن الجزائر الدولة والحكومة بالقطر الجزائري وجعل وزارة الشؤون الدينية مصلحة
2 ثم يزعم ان تلك الفتوى خارجة عن اجماع الائمة الاربعة ومصادمة للنصوص الشرعية والقوانين الدينية
وليس فيما نشرته الجزائر فتوى وانما هو تعليمات جاءت في دليل الحاج وبينت واقيت الاحرام الشرعية ونشرت ماجاء في كتب مالكية صميمة معروفة لمن درسوا المختصر الخليلي بشروحه وحواشيه وتتبعوا روايات المحققين من المتقدمين والمتاخرين
فاي اجماع خرجنا عنه؟ واي نص صادمناه هل اجمع الائمة الاربعة على احرام الحاج من البحر؟ وهل اجمع الائمة الاربعة على احرام حجاج الطائرات لا المناطيد واي القوانين الدينية التي صادمتها الفتوى هات منها قانونا واحدا نستسلم له ونتوب الى الله على يديك
ان النصوص الواضحة المروية رواية الثقات عن امامنا مالك انه لا يرى الاحرام من السفن او انه يجيز ذلك لمن حاذى الميقات ولا شك عند كل عاقل ان راكب الطائرة ياخذ حكم راكب السفينة بطريق الاولى والاحرى لان راكب الطائرة كراكب السفينة لا يمكن ان يمر بالميقات وانما يحاذيه محاذاة ومن جادل في ذلك فالكلام معه عبث
4 والمقصود الواضح هو الفقرة الاخيرة وهي لا يصح العمل بها ولا الحكم بما فيها
فهنالك اقوام يحرصون كل الحرص على تسمية ما يصدر من الجزائر من فتاوى دينية او مواقف سياسية او مذاهب اجتماعية كل ما يصدر نا عندهم لا يصح العمل به ولا الحكم فيه ولو استند على اقوال خليل وشراحه ومالك واصحابه وكتاب الله وسنة رسوله اذا صدر من الجزائر اصبح ذلك عيبا حتى في اعين بنيه لاستهانتهم بالجزائر وبعلمائها وبرجالها واسترابتهم في دينها ودنياها
اطمئنوا ايها السادة اننا لا ندعواحدا لاقوالنا ولا للحكم بارائنا فالمجال لكم والميدان ميدانكم لكننا لا نكتم الحق اذا سئلنا ولا نبالي بمن شتم او عوى
5 فهذا القائل الذي سالت كلماته بالمهانة والاحتقار عندما تكلم عن ""القطر الجزائري"" ينقلب كله رقة وادبا ذائبا عندما يتكلم عن غيرنا فيقول "واما العلامة الكبير الاديب المؤرخ الشهير السيد الحاج ............... " وهذه هي الفقرة الوحيدة التي اجاد صاحبنا فيها واصاب فان من قيلت فيه اهل لها لكن الخبر الذي جاء بعدها غير صحيح ونحن اعرف الناس بهذا العلامة الكبير وبفتواه وبرايه الذي اعلنه للناس في مجالس علمية وناقش به من خالفه ففلج وانتصر لانه جادل عن علم وفهم ومعرفة بمالك بن انس ومذهبه واقوال وتاويل اصحابه وما كان قوله خارجا في الموضوع عن " المذاهب
الاربعة" حتى يرجع اليها ولو صدقت رواية الامام الهمام ورواية ثقاته الذين اخبروه فاغتر بهم بان الشيخ رجع عن فتواه واصبح يفتي بعكس ما ابداه لما كان رجع الى الصواب فالصواب هو الافتاء بما قال مالك ومحققوا اصحابه فكن ايها الامام يقظا وانتصح بقول من قال
اياك واحذر ان تكو ***********ن من الثقات على ثقة
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
انتهى كلامه رحمه الله فيما يتعلق بهذه المسالة من كتابه
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[06 - 12 - 05, 12:01 ص]ـ
أخي الفاضل
وجدت في موقع الإسلام سؤال وجواب ما يلي:
((من أين يحرم أهل أثيوبيا والصومال والسودان؟
وما حكم من آتى منهما للحج أو العمرة بدون إحرام ثم أحرم بعد أيام وذهب إلى مكة مباشرة؟.
الجواب:
الحمد لله
ميقات أهل أثيوبيا والصومال إذا جاءوا من الجنوب فإنهم يحاذون يلملم التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن، فيحرمون إذا حاذوها، وإن جاءوا من شمال جدة فميقاتهم الجحفة التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام، وجعل الناس بدلاً منها رابغ، لأنها خربت، أما إذا جاءوا من بين ذلك قصداً إلى جدة فإن ميقاتهم جدة، لأنهم يصلون إلى جدة قبل محاذات الميقاتين المذكورين، وكذلك أهل السودان إذا جاءوا قصداً إلى جدة فميقاتهم جدة، وإن جاءوا من الناحية الشمالية فإن ميقاتهم إذا حاذوا الجحفة أو رابغاً، وإن جاءوا من الناحية الجنوبية فإن ميقاتهم إذا حاذوا يلملم، فيكون ميقات أهل تلك البلاد مختلف بحسب الطريق الذي جاءوا منه. هذا إذا جاءوا للعمرة أو للحج.
أما من جاء للعمل وقد أدى فريضة العمرة والحج فإنه لا يجب أن يحرم؛ لأن الحج والعمرة لا يجبان إلا مرة واحدة في العمر، فإذا أداهما الإنسان لم يجبا عليه مرة أخرى، اللهم إلا بنذر.
ومن قدم للحج أو للعمرة ولم يحرم إلا بعد أن جاوز الميقاتين وقد مر بأحدهما فإن أهل العلم يقولون: إن إحرامه صحيح، ولكن عليه دم يذبح في مكة ويوزع على الفقراء؛ لأنه ترك واجباً من واجبات الإحرام وهو كونه من الميقات، فمن حصل له مثل ذلك فعليه ذبح الدم في مكة يوزع على الفقراء إن كان غنياً، وإن كان فقيراً فليس عليه شيء، لقول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن/16.
انظر: "فتاوى ابن عثيمين" (21/ 283، 284).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ميقات أهل السودان، فأجاب:
" على حسب الطريق، إن كان طريقهم يمر بميقات الجحفة لزمهم الإحرام إذا حاذوها، وإن كان طريقهم لا يحاذي ميقاتاً قبل جدة فإنهم يحرمون منها، إذا كانوا ممن أراد الحج والعمرة " انتهى.
"فتاوى ابن باز" (17/ 35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/121)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 05, 03:11 ص]ـ
ان الجزائر اليوم جمهورية اسلامية قوية عتيدة ولها حكومة صلحة تسهر على شؤون الدنيا والدين وينص دستورها على ان الاسلام دين الدولة ويقسم رئيس جمهوريتها على تمجيده واحترامه وقد لا يكون هذا في غيرها
ما شاء الله!! في أي عصر يعيش صاحب هذا القول؟!(43/122)
هل الطعن في ابن أبي شيبة يوجب الطعن في كتابه العرش
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 06:01 م]ـ
هل الطعن في محمد بن عثمان بن أبي شيبة يوجب الطعن في كتابه العرش؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:17 م]ـ
اختلف النقاد في محمد بن عثمان فوثقه بعضهم وكذبه بعضهم
والقصد أن الروايات التي ساقها في كتابه العرش لم يتفرد بها بل رويت في كتب أخرى، وهناك نحو ثمان أو تسع روايات من الآثار تفرد بها معانيها مروية عند غيره.
وأما عرش الرحمن سبحانه وتعالى فهو مذكور في القرآن في عدة مواضع، والرحمن سبحانه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله.
فالمقصود أن الكتاب ثابت عنه وقد ذكر فيه مروياته، فما تفرد به في هذا الكتاب وهو قليل جدا فقد لايقبل إذا رجحنا الجرح الذي ذكر فيه، والله أعلم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه(43/123)
للمدارسة والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر بعضها بعضا بحيث لا يكون فيه
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[29 - 03 - 05, 06:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر بعضها بعضا بحيث لا يكون فيها كذاب ولا متهم بالكذب.
مثاله: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه أخرجه الترمذي قال في بلوغ المرام: وله شواهد عند أبي داود وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن.
وإنما سمي حسناَ لغيره لأنه لو نظر إلى كل طريق بانفراد لم يبلغ رتبة الحسن فلما نظر إلى مجموع طرقه قوي حتى بلغها).
مصطلح الحديث لإبن العثيمين، ص (13)
للمدارسة
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الإخوة المشرفين خيرا على زيادتهم لعنوان الموضوع، لكن بارك الله فيكم إنما أردت المدارسة حول هذا الأثر تفصيلاً وليس الحسن لغيره.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:17 م]ـ
هذا حديث ضعيف، وقد كنت خرجته منذ مدة، فلعلي إذا وقفت على هذا التخريج أضعه لك، إن شاء الله.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 01:29 م]ـ
الأحاديث الواردة في مسح الوجه بعد الدعاء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،،،
فورد مسح الوجه بعد رفع اليدين في الدعاء مرفوعاً من حديث:
- عمر بن الخطاب.
- وابن عباس.
- ويزيد بن سعيد.
- ومرسل الزهري.
أولاً: حديث عمر
الحديث أخرجه الترمذي في " سننه " (5/ 463 – 464/ 3386)، وعبد بن حميد في " المنتخب " (39)، والبزار في " البحر الزخار " (1/ 243 / 129)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (7/ 124 / 7053)، والخلال – كما في " العلل المتناهية " (2/ 840 / 1406) –، والحاكم في " المستدرك " (1/ 536)، والذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 886 – 887)، و " سير أعلام النبلاء " (16/ 67).
عن حماد بن عيسى الجهني، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال:
" كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه ".
قال الترمذي: " هذا حديث صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان هو ثقة وثقة يحيى بن سعيد القطان ".
وقال البزار: " وهذا الحديث إنما رواه عن حنظلة: حماد بن عيسى، وهو لين الحديث، وإنما ضعف حديثه بهذا الحديث، ولم نجد بداً من إخراجه؛ إذ كان لا يروى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا من هذا الوجه، أو من وجه دونه ".
وقال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 886): " وما هو بالثابت؛ لأنهم ضعفوا حماداً ".
وقال في " السير " (4/ 469): " تفرد به حماد، وفيه لين ".
وقال في (16/ 67): " أخرجه الحاكم في مستدركه، فلم يصب؛ حماد ضعيف ".
وقال أبوزرعة كما في " علل ابن أبي حاتم " (2/ 205 / 2106): " هو حديث منكر، أخاف أن لا يكون له أصل ".
قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ حماد بن عيسى قال أبوحاتم: " ضعيف الحديث "، وقال أبوداود: " ضعيف روى أحاديث مناكير "، وضعفه الدارقطني (تهذيب التهذيب 2/ 14).
ثانياً: حديث يزيد بن سعيد
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 221)، أبوداود في " سننه " (2/ 79 / 1492)، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/ 241 / 631).
عن قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد، عن أبيه:
" أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا دعا، فرفع يديه، مسح وجهه بيديه ".
وإسناده ضعيف؛ حفص بن هاشم مجهول، كما في " التقريب " (1/ 229).
وابن لهيعة ضعيف على التحقيق.
وقد خالف قتيبة، رشدين بن سعد فرواه عن ابن لهيعة، عن حفص، عن خلال بن السائب، عن أبيه.
أورده ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (1/ 570).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/124)
وخالفهما يحيى بن إسحاق، فرواه عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلال بن السائب، عن أبيه.
وقال عبدالله بن أحمد: " وقد خالفوا قتيبة في إسناد هذا الحديث، وأبي حسب قتيبة وهم فيه، يقولون: عن خلاد بن السائب، عن أبيه ".
قلت: ولعل هذا الاضطراب من ابن لهيعة.
ثالثاً: حديث ابن عباس
أخرجه أبوداود في " سننه " (2/ 78 / 1485) حدثنا عبدالله بن مسلمة، ثنا عبدالملك بن محمد بن أيمن، عن عبدالله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، حدثني عبدالله بن عباس، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، قال: " لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم ".
ومن طريقه أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 212).
قال أبو داود: " روي هذا الحديث وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً ".
قلت: إسناده ضعيف؛ عبدالملك بن محمد قال ابن القطان: " حاله مجهولة " (تهذيب التهذيب 3/ 511).
ولجهالة الراوي عن محمد بن كعب، ولعله صالح بن حسان أو صالح بن ميمون، كما سيأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجه في " سننه " (1/ 373 / 1181) و (2/ 1272 / 3866)، وابن حبان في " المجروحين " (1/ 368)، وابن نصر في " كتاب الوتر " (65 – مختصره)، والطبراني ف " المعجم الكبير " (10/ 319 / 10779)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 563)، وابن عدي في " الكامل " (4/ 51)، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/ 840 / 1407).
من طريق صالح بن حسان الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إذا دعوت الله، فادع بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت، فامسح بهما وجهك ".
قال أبوحاتم كما في " العلل " لابنه (2/ 351 / 2572): " هذا حديث منكر ".
وقال البوصيري في " زوائده " (1/ 141): " هذا إسناد ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف صالح بن حسان ".
قلت: وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ صالح بن حسان قال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال البخاري: " منكر الحديث "، وقال النسائي: " متروك الحديث " (تهذيب التهذيب 2/ 725).
ولكن صالح بن حسان توبع، فتابعه عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب، به.
أخرجه ابن نصر في " كتاب الوتر " (66 – مختصره).
وعيسى بن ميمون قال النسائي: " ليس بثقة "، وقال ابن حبان: " يروي أحاديث كلها موضوعات " (سقطت ترجمة هذا الراوي وعدة رواة من تهذيب التهذيب ط: دار إحياء التراث العربي).
وتابعهما مصادف بن زياد المديني، عن محمد بن كعب، به.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4/ 270) من طريق محمد بن معاوية، ثنا مصادف بن زياد المديني، به.
ومحمد بن معاوية قال ابن معين: " ليس بثقة "، وقال النسائي: " ليس بقة، متروك الحديث " (تهذيب التهذيب 5/ 296).
رابعاً: مرسل الزهري
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (2/ 247 / 3234) عن معمر، عن الزهري، قال: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرفع يديه عند صدره في الدعاء، ثم يمسح بهما وجهه ".
وهذا الإسناد صحيح إلى مرسله.
الخلاصة
يتلخص مما سبق أن المحفوظ إرساله، وأما باقي الطرق فشديدة الضعف لا يُقوي بعضها بعضاً، فتحسين ابن حجر للحديث بشواهده في " بلوغ المرام " (3/ 61 – تقريب)، وكذا الصنعاني في " سبل السلام " (4/ 1543) ليس بجيد.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم
أخي راجع بحث الحديث الحسن بين الحد والحجية في خزانة الكتب والأبحاث(43/125)
هل النوم مجتمعين أمر مخالف للسنة .. ؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[29 - 03 - 05, 07:22 م]ـ
فقد نقل لي أحد الاخوة عن أحد المشائخ أن النوم مجتمعين مخالف للسنة وأن السنة ان ينام كل شخص لوحده .... !!
فهل وقف احد من الاخوة على أثر في هذه المسالة؟؟؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[29 - 03 - 05, 08:29 م]ـ
لا تهمز ((المشايخ))!!
ـ[سيف 1]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل من نقل عنه القول هذا أراد الا يفضي بعضهم الا بعض في الثوب الواحد وهو حديث صحيح
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:08 ص]ـ
أخي الكريم أبو فيصل:
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ].
أخرجه مسلم في " صحيحه " (ك: الحيض / بـ تحريم النظر إلى العورات / ح 338).
قال النووي في شرحه:
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَا يُفْضِي الرَّجُل إِلَى الرَّجُل فِي ثَوْب وَاحِد)
وَكَذَلِكَ فِي الْمَرْأَة مَعَ الْمَرْأَة؛ فَهُوَ نَهْي تَحْرِيم إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنهمَا حَائِل , وَفِيهِ دَلِيل عَلَى تَحْرِيم لَمْسِ عَوْرَة غَيْره بِأَيِّ مَوْضِعٍ مِنْ بَدَنه كَانَ , وَهَذَا مُتَّفَق عَلَيْهِ.
وَهَذَا مِمَّا تَعُمّ بِهِ الْبَلْوَى وَيَتَسَاهَل فِيهِ كَثِير مِنْ النَّاس بِاجْتِمَاعِ النَّاس فِي الْحَمَّام , فَيَجِب عَلَى الْحَاضِر فِيهِ أَنْ يَصُونَ بَصَره وَيَده وَغَيْرهَا عَنْ عَوْرَة غَيْره , وَأَنْ يَصُونَ عَوْرَته عَنْ بَصَر غَيْره وَيَد غَيْره مِنْ قَيِّمٍ وَغَيْره , وَيَجِب عَلَيْهِ إِذَا رَأَى مَنْ يُخِلّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا أَنْ يُنْكِر عَلَيْهِ.
قَالَ الْعُلَمَاء: وَلَا يَسْقُط عَنْهُ الْإِنْكَار بِكَوْنِهِ يَظُنّ أَنْ لَا يُقْبَل مِنْهُ , بَلْ يَجِب عَلَيْهِ الْإِنْكَار إِلَّا أَنْ يَخَاف عَلَى نَفْسه وَغَيْره فِتْنَة. وَاللَّهُ أَعْلَم.
وَأَمَّا كَشْف الرَّجُل عَوْرَته فِي حَال الْخَلْوَة بِحَيْثُ لَا يَرَاهُ آدَمِيّ فَإِنْ كَانَ لِحَاجَةٍ جَازَ , وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ حَاجَة فَفِيهِ خِلَاف الْعُلَمَاء فِي كَرَاهَته وَتَحْرِيمه , وَالْأَصَحّ عِنْدنَا أَنَّهُ حَرَام , وَلِهَذِهِ الْمَسَائِل فُرُوع وَتَتِمَّات وَتَقْيِيدَات مَعْرُوفَة فِي كُتُب الْفِقْه , وَأَشَرْنَا هُنَا إِلَى هَذِهِ الْأَحْرُف لِئَلَّا يَخْلُو هَذَا الْكِتَاب مِنْ أَصْل ذَلِكَ. وَاللَّهُ أَعْلَم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو تركي الخالدي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:34 م]ـ
إذا كان الشيخ يقصد ما ذكره الإخوة فنعم .. هذا منهي عنه ..
و أما إن كان يقصد عدم جواز نومهم في مكان واحد و هم متفرقون في سررهم فهذا خلاف السنة
بل السنة النهي عن نوم الإنسان لوحده .. لما رواه أحمد في مسنده:
" عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل
وحده أو أن يسافر وحده) رواه أحمد في المسند 2/ 91 ".
ـ[الأحمدي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن هل نستطيع القول أنه يستثنى من كراهة نوم الإنسان وحده كونه طالب علم يحتاج إلى أن يقضي كثيرا من الليالي في السهر على العلم
بل ويحتاج إلى أن ينفرد في معظم يومه
وبالتالي يستقل لوحده كي لا يكون سببا لمضايقة أهله (وهو غير متزوج)
أفيدونا بارك الله فيكم(43/126)
سأل احد الأخوان عن موضوع ((الصناعة الحديثية)) في كتاب فيض القدير
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[29 - 03 - 05, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل احد الأخوان عن موضوع ((الصناعة الحديثية)) في كتاب فيض القدير , وقد سمعت أن طالبا ً في جامعة أم القرى سجّل موضوعا ً بعنوان منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير , وضرورة أن يتحدث الطالب عن الصناعة الحديثية في الكتاب , وقد سمعت أن الموافقة عليه قد تأخرت بسبب ان مجلس الكلية طلب منه إحضار الرسالة العلمية التي في مصر بعنوان جهود الحافظ المناوي ..... الخ
فأحضر الرسالة فكتب عنها تقريراً فوجد ماكتبه الباحث حول فيض القدير لم يصل (عشرين ورقة) وأن دراسته ضعيفة في هذا الباب ولم يتحدث عن الصناعة الحديثية ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:24 م]ـ
صناعة حديثية في فيض القدير؟!
أكثر الذي مرَّ بي للمناوي رحمه الله في كتابه هو نقله المجرد عن الحافظ العراقي أو الحافظ ابن حجر وغيرهما في الحكم على الأحاديث أو الأسانيد.
وقد يسكون قليلٌ منه ..
أما أن تكون صناعة حديثية تسجل لأجلها رسالة علمية فهذا يحتاج لبيان فإني جاهله؟!
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:32 ص]ـ
يظهر أن بحث الأخ صاحب" الصناعة الحديثية" لن يكون فيه كبير جدوى بخلاف الباحث الذي في أم القرى لأن بحثه أعم فهو يدرس الصناعة، وطريقة شرحه،ومصادره، كما يظر ذلك من عنوانه،فبحثه أوسع واشما وأكثر فائدة،فهل الأخ ماض في موضوعه وسجله أم لا، نأمل الرد للفائدة
ـ[أبو عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم
إلى الأخ أبي الغنائم جزاك الله خيرا على المعلومة ولكن أود أن أعلمك أن بحثي لا يتعلق بالصناعة الحديثية فقط وإنما يتعلق بدراسة كتاب فيض القدير من كل الجوانب محتوى ومنهجا، وبحثي قبل في الجامعة التي أدرس بها، وصراحة بعدما أخبرتني أن هناك باحث يود الكتابة في نفس البحث احترت في الأمر فهل أواصل فيكون جهدا مكررا ربما يأتي بدراستين مختلفتين أم أنني أبحث عن موضوع آخر وهذا ليس بالسهل الرجاء النصح ولك مني جزيل الشكر.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 10:12 م]ـ
تعرض لنقد المناوي في فيض القدير الشيخ احمد الغماري في كتابه المداوي لعلل المناوي وهو مطبوع في 6 مجلدات بدار الكتبي. وكذلك الشيخ الالباني في كثير من تعليقاته على كلام المناوي في كل كتب الشيخ رحم الله الجميع.
ـ[حسبو محمد]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:42 م]ـ
اريد احد يسعدني في تحقيقي لكتاب فيض القدير حيث انه موضوع التحقيق في رسلة الماجيستير وقد ضاع مني وقت ولم يبق الا القليل ارجو منكم المساعدة اقسمت بربي عليكم(43/127)
ما الفرق بين التواتر الضروري والتواتر النظري?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:48 م]ـ
احسن الله اليكم وبارك فيكم
ما الفرق بين التواتر الضروري والتواتر النظري?
وفقكم الله
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:57 ص]ـ
بارك الله فيك اخي التواتر الضروري هو ما يحصل ضرورة دون النظر الى بحث او دون تامل وتروي ولا يختلف فيه كوجوب الصلاة وانها خمس .......... الخ والنظري ما ياتي بعد نظر وتامل .... ولكل منها حكم وثمرة والله اعلم(43/128)
حكم قول (صدقت وبررت) رداًعلى مؤذن الفجر (الصلاة خير من النوم).للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:26 ص]ـ
سؤال: قرأت في بعض الكتب أن المؤذن إذا قال في آذان الفجر (الصلاة خير من النوم) يقول من يتابعه (صدقت وبررت). هل على هذا دليل؟ أفتونا جزاك الله خيرا.
الجواب: اعلم أن العبادات مبناها على التوقيف فلا يشرع منها شيء إلا ما شرعه الله ورسوله. وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) متفق عليه من حديث عائشة.
والمشروع للمسلم إذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم أن يقول مثله لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري.
وهذا الحديث عام لم يخص منه شيء إلا في الحيعلتين فيقول من يتابع المؤذن (لاحول ولا قوة إلا بالله) لحديث عمر في صحيح مسلم.
وأما بقية ألفاظ الأذان فيقول مثله. فإذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم لم يشرع لأحد أن يقول خلاف ما يقول المؤذن لا صدقت و لا بررت و لا غيرها من الألفاظ التي لم ترد في الشرع وشر الأمور محدثاتها.
وأما قول السائل: قرأت في بعض الكتب ... الخ.
فهذا صحيح ذكر ذلك بعض الفقهاء. ولكنهم لم يذكروا دليلاً على ذلك، إنما هو استحسان من بعضهم فظن من أتى بعدهم أن قولها مشروع ولا شرع إلا ما شرعه الله أو رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فعلى المسلم أن يقتدى و يتبع و لا يبتدع و ليس كل ما ذكره الفقهاء أو بعضهم يكون صحيحاً مشروعاً. فبعضهم يذكر ما وقف عليه وبعضهم يذكر ما قاله إمام مذهبه والمسلم يأخذ ما قام عليه الدليل. والله أعلم.
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرًا وفك الله أسر شيخنا
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي يزيد على هذه المعلومة القيمة وعلى نشر السنة .. وجزي الله فضيلة الشيخ سليمان العلوان خير الجزاء.(43/129)
كيف يشهد المرسل للمتصل ?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيكم كيف يشهد المرسل للمتصل ? وهل من مثال توضيحي ?
اسال الله ان يحفظكم(43/130)
أريد موضوعات في ضوء السنة رواية ودراية لرسالة الماجستير
ـ[الأحمد 26]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أرجوا من المشائخ الفضلاء، والأخوة طلبة العلم أن يتحفونا بالمواضيع التي بحاجة للدراسة في ضوء السنة النبوية – أقصد أن تجمع الأحاديث في هذه المواضيع وتدرس رواية ودراية -.
وتصلح أن تكون رسالة للماجستير، فنحن بحاجة لآراء واقتراحات أمثالكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 12:54 ص]ـ
من الموضوعات:
1 - الأحاديث الواردة في التعبير من الكتب التسعة.
2 - الأحاديث الواردة في التغني بالقراءن وتزينه، نظراً لكثرة المطربين من القراء فهمهم للتغني الشرعي على غير وجهه ن ووجود من يجادل منهم بالباطل، وان أردت خطة لذلك فلا مانع ولكن بشرطه.
ـ[الأحمد 26]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:37 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على تكرمك بالرد على طلبي.
لكن لدي استفسار وهو: هل تتوقع أن ماذكرته من موضوعات تكفي لنصاب رسالة ماجستير، وخصوصاً أن من الشروط أن يبلغ النصاب 100 حديث على الأقل، وأن لايكون أكثرها في الصحيحين أو أحدهما.
أيضاً: ماهو الشرط الذي تقول؟
أما عن الخطة فنيتي أن أضعها بنفسي؛ لأن الإنسان إذا بذل جهدا في الشيء جنى ثمرته بإذن الله.
وجزاك الله خيراً.
وأطلب من الأخوة أن يشاركوا فلهم أجر ذلك إن شاء الله.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:45 ص]ـ
الأخ (الأحمد) ..
لعلك تراجع كتابات بعض المشايخ الذين لهم اهتمام بالرسائل العلمية، كالشيخ إبراهيم اللاحم، فقد أحصيت في كتابه (الجرح والتعديل) أربع موضوعات مناسبة للبحث، وكذلك الشيخ علي الصياح، فإن في كتاباته شيء من ذلك، ومما اطلعت عليه كتابه (جهود المحدثين في بيان علل الحديث)، فيه موضوعات كثيرة يقول عنها الشيخ: لم أعلم أن هذه المسألة أفردت بدراسة ...
وفقكم الله.
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ذكرلي أحد الإخوان اليوم أن موضوع الرؤيا أخذ رسالة في الجامعة الإسلامية.
أما الآخر فيحتاج إلى تتبع الأحاديث من خلال الكتب المؤلفة في فضائل القرءان، وكتب الأذكار وعلى رأسها كتاب النووي، وكتابه الآخر التبيان.
وقد كتب الشيخ السعدي أو الدوسري رسالة صغيرة مطبوعة وهي متوفرة في الأسواق لعلك تراجعها.
وأما الشرط فلا مانع أن تكون دعوى بحسن الخاتمة وجميل العاقبة، وما تخص به نفسك من دعاء أن تشركني فيه معك
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:30 م]ـ
أرى أن تجعل بحثك في مرويات فاطمة رضي الله عنها في كتب السنة
ففي هذا خير عظيم جدا جدا
احصيت بعض الرسائل في هذا الباب منها مرويات الحسن والحسين في كتب السنة
ومرويات جعفر الصادق في الكتب التسعة
لكن مرويات فاطمة رضي الله عنها لا يوجد فلعلك تسد هذا الباب وتكمل الباكورة
ففيها خير كبير خاصة في إزالة تهمة أن أهل السنة لا يرون عن آل البيت
وكذا الرد على الشبهات المثار حول الخصومة بين فاطمة والصحابة المزعومة
وكذلك تتحفنا بشيء جديد
وأنا على اتم استعداد على تزويدك بالبحوث الشخصية لي في هذا الباب
وان اكون لك خير عون وعضد
وكذلك اتكفل بكل شيء مالي من طباعة وصف وإخراج
أخوك(43/131)
تلطيخ رأس المولود بدم العقيقه ما الدليل على مشروعية ذلك الفعل؟ وهل هو ثابت بالدليل
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم ... ما الدليل على مشروعية ذلك الفعل؟ وهل هو ثابت بالدليل القطعي؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:55 ص]ـ
- اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في مشروعية لطخ رأس المولود وتدميته، على ثلاثة أقوال:
1 - الأول: أنَّه يشرع ويستحبُّ لطخ رأس المولود بدم العقيقة.
- وهو روايةٌ عن أحمد، وبه قال ابن حزم، وروي عن قتادة وابن عمر والحسن البصري.
2 - الثاني: أنَّه لا يشرع لطخ رأس المولود بدم العقيقة، لكن يشرع له أن يلطخه بزعفران بدلاً عن الدم.
- وهو قول مالك وأصحابه، والمذهب عند الشافعية، وهو روايةٌ عن أحمد وعليه المذهب، وهو قول الزهري وابن المنذر.
3 - الثالث: أنَّه لا يشرع لطخ رأس المولود بدم العقيقة ولا غيرها.
- وهو وجهٌ مرجوحٌ عند الشافعية، وروايةٌ عن أحمد، وروي عن الزهري ومحمد بن سيرين والحسن البصري.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:33 م]ـ
- اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في مشروعية لطخ رأس المولود وتدميته، على ثلاثة أقوال:
1 - الأول: أنَّه يشرع ويستحبُّ لطخ رأس المولود بدم العقيقة.
- وهو روايةٌ عن أحمد، وبه قال ابن حزم، وروي عن قتادة وابن عمر والحسن البصري.
- واستدلوا بحديث سمرة بن جندب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((كل غلام مرتهنٌ بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه، ويُدَمَّى)).
- قال الحافظ في التلخيص (4/ 146): "صحَّحه الترمذي، والحاكم، وعبد الحق ... ، وأعلَّ بعضهم الحديث بأنه من رواية الحسن عن سمرة، وهو مدلس؛ لكن روى البخاري في صحيحه من طريق الحسن: أنه سمع حديث العقيقة من سمرة؛ كأنه عنى هذا".
- وسئل قتادة - أحد رواته - عن الدم كيف يصنع به؟
فقال: إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفه واستقبلت به أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبي حتى يسيل على رأسه مثل الخيط، ثم يغسل رأسه بعد ويحلق.
- و قد نوقش موضع الشاهد وهو قوله (يدمى) بما قاله أحمد في رواية الأثرم: "قال ابن أبي عروبة: (يسمَّى)، وقال همام: (ويدمى)، وما أراه إلا خطأ ".
@ والحاصل .. أنَّ من رأى ثبوت هذه اللفظة احتجَّ بمدلولها.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:53 م]ـ
يا ابا عمر ... عمر الله قلوبنا وقلبك بالايمان ... قل امين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:15 م]ـ
آمين .. والأخوة أجمعين ..(43/132)
كيف أدرس أثر الطبري
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة اتصال السند ومعرفة الصحة أحد الأثار في تفسير ابن جرير الطبري
فكيف أبدأ
ـ[شعبان الدزيري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 05:24 ص]ـ
أظن تفسير الطبري كل أحاديثه مسندة عليك فقط أن تكتب السند أولاً ثم تخرجه!
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 12:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في مقدمة تحقيق تفسير الطبري طبعة دار هجر تم تخصيص فصل للكلام على الأسانيد الدائرة الضعيفة فيمكنك الاستفادة منه.
وهذا موضوع مفيد للنقاش: أسانيد التفسير هل تعامل معاملة أسانيد الحديث:
http://72.29.70.243/vb/showthread.php?t=25132&highlight=%E3%D3%C7%DA%CF+%C7%E1%D8%ED%C7%D1
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 05, 07:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بإمكانك العثور على غالب الأسانيد الموجودة في تفسير الطبري وغيره مع الحكم عليها:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
محمد الأمين أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء(43/133)
أين مشايخنا وطلبة العلم عن دراسة المسائل الإقتصادية و الحاسوبية المعاصرة؟
ـ[محمد العثمان]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
إني ضيف جديد
أتمنى ألا يُثقل عليكم أساتذتي الكرام
سوق الأسهم السعودي
مرّ - من ناحية شرعية - على تطوّرات مذهلة
وأصبحنا نسمع يوماً بعد يوم عن شركة لا تتعامل بالربا
و بنك يُفتح دون نظام اقتصادي إسلامي
و توجهات لكثير من البنوك لأسلمة بعض معاملاتها أو وجهتها ككل
وهذا ما كان إلا بفضل ربي سبحانه
الذي هيّأ علماء نزلوا للسوق
درسوا أنظمته
حذروا من مسالك للكسب الحرام
أوجدوا البدائل الشرعية لكثير من المعاملات المحرّمة
إنني ألحظ أنّ هناك جانباً ما زال فاقداً لعلماء الشرع
يندر أن تجد طلاب العلم يبحثوا في مسائله
وهو الجانب الحاسوبي ككل
ما حكم التجارة الالكترونية؟
ما هي الصور المحرمة من خلالها؟
بدائلها الشرعية؟
ما حكم الهاكرز؟
التهكير على مواقع الأعداء؟
التهكير على مواقع تنشر الحرام؟
التهكير على من تجسس بجهازي الشخصي؟
ما حكم سرقة البرامج والإيميلات؟
هل من حدّ لهذا السارق؟
هل تُشرع مثل هذه السرقات في بعض صورها؟
ما حكم بيع البرامج التي تحتوي على حرام؟
ما حكم بيع البرامج التي يُستفاد منها في الحرام أو في الحلال؟
و و و
مواضيع شتى
و زوايا كُثُر
فهل نجد مشائخنا يبحثوا ويؤصلوا مثل هذه المسائل؟
فإن الحاسب يفتقد لبُنية شرعية تقوم على أساسياتها
ومسائل كالتجارة الالكترونية وخلافها ما زالت ببداياتها
يجب أن تُرسم لها الطريقة الشرعية من بداياتها
قبل أن يُبحث عن رأي الشرع بعد الانغماس في ركابها
ثم
لبُقدرَ مختصو الحاسب حجم الرسالة التي عليهم من خلال مجالهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ومرحبا بكم، وجزاكم الله خيرا على هذا التذكير بأهمية بحث هذه المسائل التي تهم المسلمين في هذا العصر.
ـ[عبد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على طرح هذه القضية المهمة. أما آن لمشايخنا وطلبة العلم لدينا أن يجاروا دفة العصر الحديث ويفقهوا واقعهم الذي يعيشون فيه. وليكن قدوتهم في ذلك ابن تيمية رحمه الله فما كان في عصره من عالم اعلم بواقع الناس وصنوف العلوم في وقته منه هو والله يعطي فضله من يشاء. الشبهات العقدية الناشئة عن نظريات العلم الحديث كفيزياء الكم ومبدأ الهولوغرام وغيرها تفت في عضد المسلمين الناشئين ولا تجد من يتصدى لها لامن علماء الأمة ولا من طلبة علمها. حبذا لو انبرى بعض علماء الأمة لبعض هذا وتنحوا عن مسائل الماء الطهور والماء النجس لبعض الوقت. نصيحتي لكل طالب علم مبتديء أن يقرن علمه الشرعي بمعارف العصر الحديث وليكن همه بذلك نشر الحق وتعليم الناس وكشف الشبه والله سيعينكم وعليه التكلان
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 01:08 م]ـ
بالنسبة للتجارة الألكترونية عبر شاشات الحاسوب فقد كادت تكون سمة العصر، فانظر مثلا إلى أعداد المتاجر الألكترونية على الشبكة
وأشهر و أكبر هذه المواقع فيما أعلم (موقع مستعمل) فزيارة واحدة له تدرك مدى حجم الموضوع
وهناك كتاب (الأحكام الفقهية للتعاملات الألكترونية ـ الحاسب الآلي و شبكة المعلومات الإنترنت ـ) للدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند .. مطبوع بدار الوراق ... و هو كتاب جيد جدا .. و ممتع أيضا ..
و جزاكم الله تعالى خيرا على الحث على الاهتمام بهذا الجانب
ـ[محمد العثمان]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:47 م]ـ
شيخي عبدالرحمن
أنتظر إسهامك
فإني بمثلك متفائل
أستاذي عيد
استأنست لموافقتك
و جميل استشهادك
أستاذي محمد
كتاب واحد فقط؟
أين بقية فقهاؤنا عن هذا المجال الرحب؟
والحاجة فيه بيّنة
أكبر من كثير مسائل أطلنا فيها الحديث وأسهبنا فيها بالبحث
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:04 م]ـ
ابتسامة ... لو قرأت هذا الكتاب المذكور سيصنفوا لك غيره(43/134)
ماحكم ما تضعه بعض المنتديات في مواضيع (سجل دخولك بالصلاة على النبي، او بقول آمين)
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[30 - 03 - 05, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام وفقكم الله،
ما اجده في بعض المنتديات / مواضيع تسمى (سجل دخولك بالصلاة على النبي)
اي كل ما دخل الشخص المنتدى، سجل الحضور بالصلاة ..
او وضع دعاء، ثم من دخل قال (آمين) ..
هل تعتبر هذه من البدع؟؟؟
هنا فتوى لشيخ /محمد الفايز / جزآه الله خيراً ..
اريد التعقيب عليها إن امكن ..
س1: -أريد فتوى مستعجلة - جزاكم الله خير – في هذا الأمر ..
في إحدى المنتديات وضعت إحداهن هذه المشاركة "سجل حضورك اليومي بالصلاة على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حكم ذلك .. هل هذا من الدين؟
فأنا أخشى أن يكون ذلك من البدع، وجزاكم الله خيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الفتوى وهي تخص الشيخ محمد الفايز .. :-
الجواب:-سؤالك قبل مشاركتك أمر طيب تشكرين عليه؛ إذ كثير من الأخوات تفعل
الأمر ثمَّ تذهب للسؤال عنه.
أمَّا عن السؤال؛ فإنَّ مثل هذا المطلب، وهو جمع عدد معين من الصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حادث، لم يكن عليه عمل المتقدمين من الصحابة والتابعين
ومن بعدهم، ثم لا يظهر فيه فائدة أو ميزة معينة.
فإن قيل: إنَّ فيه حثاً للناس لفعل هذه السنة العظيمة، فيقال: بالإمكان حثهم ببيان فضل الصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بهذه الطريقة.
وإني أخشى أن يكون وراء مثل هذه الأفعال بعض أصحاب البدع، كالصوفية ونحوهم،؛ فينبغي الحذر
من ذلك.
وبكل حال .. وبغض النظر عمَّن وراء ذلك؛ إلا أن هذا الطلب مرفوض لما ذكر.
أسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح، وجميع فتياتنا المؤمنات .. آمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفتوى الثانية:-
تخص الشيخ عبد الرحمن السحيم وهي كتعقيب على الفتوى الاولى
ذكر فيها فضيلته ان (حسن النية لا يُسوِّغ العمل وابن مسعود لما دخل المسجد ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول: سبحوا مائة، فيُسبِّحون، كبِّروا مائة، فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
وقال لهم: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال: فعدوا سيئاتكم! فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء.
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم
متوافرون، وهذه ثيابه لم تبلَ، وأنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي
من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة؟
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير!
قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها.
وجزآكم الله خيراً ...
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[30 - 03 - 05, 05:10 م]ـ
اخواني لا أُناشدكم جميعاً بالرد، وإنما واحد ...
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 05:41 م]ـ
اخي الحبيب بارك الله فيك لقد كنت بضدد السؤال عن نفس الامر
في انتظار اخواننا الكرام
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:20 م]ـ
اخي وفقك الله، الأمر وما فيه اني مشرف في عدة منتديات إسلامية،
وبعض الأعضاء يطرحون مواضيع من هذا القبيل، سجل حضورك بالصلاة على النبي،
او يضعون دعاء ثم من دخل يقول آمين،، او يقول الاول سبحان الله ثم يتبعه الثاني بقوله الحمد لله وهاكذا،
وهذه امور استغرب منها، فعند حذفي لهذه المواضيع أكيد صاحب الموضوع يريد سبب مقنع،
وأهل الحديث منهم نتعلم، فأنا اطرح مالم اعرف ولم اجد له حل هنا، لكي يتفضلوا بالإجابة .. علينا ..
وإن تركت الموضوع، ما هي حجتي وانا مشرف قسم إسلامي إلا قولهم قد وافق عليه المشرف فلما لا ننشرة في منتديات اخرى علنا نحصل عليه اجر .. ولا ادري إن كانت بدع ..
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:27 م]ـ
اخي وفقك الله، الأمر وما فيه اني مشرف في عدة منتديات إسلامية،
وبعض الأعضاء يطرحون مواضيع من هذا القبيل، سجل حضورك بالصلاة على النبي،
او يضعون دعاء ثم من دخل يقول آمين،، او يقول الاول سبحان الله ثم يتبعه الثاني بقوله الحمد لله وهاكذا،
وهذه امور استغرب منها، فعند حذفي لهذه المواضيع أكيد صاحب الموضوع يريد سبب مقنع،
وأهل الحديث منهم نتعلم، فأنا اطرح مالم اعرف ولم اجد له حل هنا، لكي يتفضلوا بالإجابة .. علينا ..
وإن تركت الموضوع، ما هي حجتي وانا مشرف قسم إسلامي إلا قولهم قد وافق عليه المشرف فلما لا ننشرة في منتديات اخرى علنا نحصل عليه اجر .. ولا ادري إن كانت بدع ..
بارك الله فيك أخي الحبيب فانا اتعرض لنفس الموقف تقريبا
مع اني ارى ان الامر لا شيء فيه
ولكن كثيرا ما ارى الفتاوي الاخرى فاقع في حيرة
فلعل الاخوة الكرام يفيدونا بالامر وبارك الله فيكم جميعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/135)
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[31 - 03 - 05, 08:49 ص]ـ
اضافه
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَة فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ».
و عن أبي سعيدٍ الْخُدْريِّ قال: «قلنا يا رسولَ اللّه، هذا السلامُ عليكَ فكيفَ نُصلِّي؟ قال: قولوا اللهمَّ صلِّ على محمدٍ عبدِكَ ورسولك كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وباركْ على محمد وآل محمد كما باركتَ على إبراهيمَ وآل إبراهيم».
وعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ، قَالَ: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَل قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ».
وانا هنا لا انهى عن الصلاة على النبي صلوات الله عليه وسلم ولكنه ينبه ان لا يفعل شيء ليس من الدين وما ضلت الامم والفرق الا بسبب التنطع في الدين أو الجهل وان كان على حسن نية وذلك باخذ الدين والتعبد من غير موارده الصحيحة، فهاهم قوم نوح عليه السلام قد ضلوا من بعده وهم يظنون انهم يحسنون العمل كما ذكر الله عز وجل في كتابه العظيم حين ذكر: {قَالَ نُوحٌ رَب إنهم عَصَوْنِى وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا * وَمَكرُوا مَكْرًا كبَّارًا * وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} [نوح: 21 - 24].
قال ابن جرير في تفسير الآية
----------------------------------
وكان من خبر هؤلاء فيما بلغنا ما حدثنا به ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن موسى عن محمد بن قيس: أن يغوث ويعوق ونسراً كانوا قوماً صالحين من بنى آدم. وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورّناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم. فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس، فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم». قال سفيان عن أبيه عن عكرمة قال: «كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون، كلهم على الإسلام». حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فى هذه الآية قال: «كانت آلهة يعبدها قوم نوح، ثم عبدتها العرب بعد ذلك، فكان ودّ لكلب بدومة الجندل، وكان سواع لهذيل. وكان يغوث لبنى غطيف من مراد. وكان يعوق لهمدان. وكان نسر لذى الكلاع من حمير». وقال الوالبى، عن ابن عباس: «هذه أصنام كانت تعبد فى زمان نوح عليه السلام». انتهى كلامه
ونرى كيف كان حسن الامر في بدايته انهم اتخذوا صورهم لزيادة العبادة ولكن مع الزمن انقلب الحال الى عبادتهم والشرك بالله عز وجل.
ذكر ابن تيمية رحمه الله اجابة على من يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للشفاعة من دون اتباع النبي بفعله والتأسي بقوله، فقال: -
فكثير منهم: يظن أن الشفاعة هي بسبب اتصال روح الشافع بروح المشفوع له، كما ذكر ذلك أبو حامد الغزالي وغيره. ويقولون: من كان أكثر صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كان أحق بالشفاعة من غيره. وكذلك من كان أحسن ظناً بشخص، وأكثر تعظيماً له: كان أحق بشفاعته.
وهذا غلط، بل هذا هو قول المشركين الذين قالوا: نتولى الملائكة ليشفعوا لنا. يظنون أن من أحب أحداً ـ من الملائكة والأنبياء والصالحين وتولاه ـ كان ذلك سبباً لشفاعته له. وليس الأمر كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/136)
بل الشفاعة: سببها توحيد الله، وإخلاص الدين والعبادة بجميع أنواعها له، فكل من كان أعظم إخلاصاً كان أحق بالشفاعة، كما أنه أحق بسائر أنواع الرحمة. فإن الشفاعة: من الله مبدؤها، وعلى الله تمامها، فلا يشفع أحد إلا بإذنه، وهو الذي يأذن للشافع، وهو الذي يقبل شفاعته في المشفوع له.
وإنما الشفاعة سبب من الأسباب التي بها يرحم الله من يرحم من عباده. وأحق الناس برحمته: هم أهل التوحيد والاخلاص له، فكل من كان أكمل في تحقيق إخلاص «لا إله إلا الله» علماً وعقيدة، وعملاً وبراءة، وموالاة ومعاداة: كان أحق بالرحمة.
فهو يبين رحمه الله ان الشفاعة تكون بإذن الله عز وجل وليس هي بسبب التعلق بالنبي صلوات الله وسلامه عليه ومن يعتقد انه يدخل الجنة فقط لأنه يصلى على النبي بلسانه فقد اخطأ ولو كان يحب النبي فالمحبة تكون بالاتباع له فيما قال وفعل وليس قولا فقط فالدين قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالاركان.
والصلاة على النبي لا تكون بان يوضع مكان مخصص للدخول عليه والصلاة على النبي والخروج كما هو الحال في زيارة قبر النبي التي امرنا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بالسلام عليه عنده وحتى لا يكون فعلنا كما ضل اناس قبلنا مثل الصوفية حين بدأوا عبادتهم في زهد الدنيا وذكر الله وجرهم ذلك الى اختلاق عبادات لم يأتي فيها الرسول كنوعية الذكر التي يطلقونها فهم قد بدؤوا بذكر الله حتى وصلوا الى الذكر بالقول ((هو هو هو)) ويقصدون هو الله وحده فكان ان بدأت الفاظ بدعية لم ترد عن النبي، ولا يضرنا ان يتبع أكثر الناس امرا ليكون صحيحا وعلى السنة، فأغلب الناس على الضلال الا من رحم الله نسأل الله ان يهدينا جميعا الى صراطه المستقيم.
وأورد هنا سؤالا اجاب عليه الشيخ الامام ابن تيمية رحمه الله حين سأل عن كيفية الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالسر ام بالجهر فاجاب:
وسئل رحمه الله عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هل الأفضل فيها سراً أم جهراً؟ وهل روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ازعجوا أعضاءكم بالصلاة علي» أم لا؟ والحديث الذي يروى عن ابن عباس «أنه أمرهم بالجهر ليسمع من لم يسمع»؟ افتونا مأجورين
فأجاب: أما الحديث المذكور فهو كذب موضوع، باتفاق أهل العلم. وكذلك الحديث الآخر. وكذلك سائر ما يروى في رفع الصوت بالصلاة عليه، مثل الأحاديث التي يرويها الباعة لتنفيق السلع. أو يرويها السؤال من قصاص وغيرهم لجمع الناس وجبايتهم، ونحو ذلك.
والصلاة عليه هي دعاء من الأدعية، كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته حين قالوا: قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك فقال: «قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» أخرجاه في الصحيحين.
والسنة في الدعاء كله المخافتة، إلا أن يكون هناك سبب يشرع له الجهر قالى تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 7] وقال تعالى عن زكريا: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً} [مريم: 3].
بل السنة في الذكر كله ذلك، كما قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَْصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الْغَا; فِلِينَ} [الأعراف: 205] وفي الصحيحين: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا معه في سفر، فجعلوا يرفعون أصواتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائياً، وإنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وهذا الذي ذكرناه في الصلاة عليه والدعاء، مما اتفق عليه العلماء، فكلهم يأمرون العبد إذ دعا أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعو، لا يرفع صوته بالصلاة عليه أكثر من الدعاء، سواء كان في صلاة، كالصلاة التامة، وصلاة الجنازة، أو كان خارج الصلاة، حتى عقيب التلبية فإنه يرفع صوته بالتلبية، ثم عقيب ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو سراً، وكذلك بين تكبيرات العيد إذا ذكر الله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه وإن جهر بالتكبير لا يجهر بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/137)
وكذلك لو اقتصر على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة مثل أن يذكر فيصلي عليه، فإنه لم يستحب أحد من أهل العلم رفع الصوت بذلك، فقائل ذلك مخطىء مخالف لما عليه علماء المسلمين.
وأما رفع الصوت بالصلاة أو الرضى الذي يفعله بعض المؤذنين قدام بعض الخطباء في الجمع، فهذا مكروه أو محرم، باتفاق الأمة، لكن منهم من يقول: يصلي عليه سراً، ومنهم من يقول: يسكت، والله أعلم.
ولا يعني هذا عدم فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد الكثير من الاحاديث في فضل الصلاة عليه ذكرت بعضها آنفا ولكن هناك مواضع مخصصة لها كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية الصلاة عليه فيها
الصلاة على النبي في التشهد والصلاة عليه بعد الاذان والصلاة عليه قبل وبعد الدعاء وكلما ذكر الانسان بينه وبين نفسه وكلما ذكر عليه اسم النبي صلى الله عليه وسلم
فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة نعملها إتباعا لأمر الله الذي امرنا بالصلاة عليه وطلبا للأجر الذي رتبه صلوات الله وسلامه عليه جراء الصلاة عليه.
ولذا فان الأصل في العبادات ابتغاء وجه الله بها و السر بها مالم يكن ورد ما يدعو إلى الجهر بها.
ويظهر من هذا أن الصلاة على النبي بهذه الطريقة فيها نوع من الرياء حيث يظهر اسم المصلي على النبي وقد يكون فيه نوع من المكاثرة بين الأعضاء شكلا لا مضموناً
وفيها أيضا أن المصلي يصلي على النبي وقد يكون مجرد لفظ يقوله او يكتبه وهو لا يفكر في معناه ولا يبتغي أجره بل ربما انه ينسخ ويلصق وقد يضاف للصلاة على النبي ألفاظا ليست منها ربما يكون لخزعبلات الصوفية دور في إدخالها ولذا فان سد باب الذرائع فيه خير كثير بإذن الله سبحانه
ومن أراد أن يصلي على النبي صلوات الله وسلامه عليه فليصلي عليه في نفسه وليحتسب أجرها من عند الله
فهذا في ظني ما يحقق المقصود ويحرز الأجر من وراءه.
والله سبحانه اعلم واحكم
وبعد كل ما ذكر أعلاه
يتضح أن الموضوع المذكور ما هو إلا بدعة من البدع
***************************************
وأسأل الله تبارك وتعالى ان يغفر لي ولكم ونستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم،،
((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.))
((ربي اغفر لي ولإخواني ولإخواتي وتب علي وعلى إخواني وأخواتي إنك أنت التواب الرحيم)).
((اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، واجعلنا مهتدين متبعين
لسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولا تجعلنا ضالين ولا مبتدعين))
اللهم آمين. يا رب العالمين،،
وصلى اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين،،
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[06 - 02 - 07, 10:05 م]ـ
أخى الكريم لما الحيرة باركًَ الله فيك , عندكَ سؤال و له إجابة متضمنة لنص تحسم الموضوع من مشايخنا الكرام , و فى مقابلها رأى فأى الفريقين أحق بالإتباع.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 02:28 ص]ـ
عنوان الفتوى: هل يشرع ذكر القيام من المجلس للخروج من حوار المنتديات رقم الفتوى:72154تاريخ الفتوى:04 صفر 1427السؤال:
لدي توضيح واستفسار بسيط يتعلق بمجموعة من الفتاوى التي قرأتها في موقعكم القيم حول مشروعية تسجيل الدخول والخروج في المنتديات ببعض الأذكار، فأنا مشرف في أحد المنتديات وللعلم فقد منعت مثل هذه المواضيع استنادًا على هذه الفتوى للشيخ السحيم حفظه الله الذي يشارك في كثير من المنتديات:
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=804
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/138)
واسمحوا لي بإضافة شخصية بسيطة فبضاعتي قليلة ولكنني أردت الاستزادة والاستفادة منكم فأقول: تسجيل الدخول والخروج لا يكون في بداية أول مشاركة فلو أنني كنت أبدأ كتابة المواضيع أو الردود بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام لزالت عني الشكوك والشبهة، فالتسجيل يكون في موضوع معين مثبت ويخصص لهذا الأمر فقط، فنرى التقييد في أغلب الأحيان، إذ يقال سجل دخولك بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام كلما دخلت المنتدى في هذا الموضوع، فأشعر أن هذا قد يكون تحديدًا لذكر معين بوقت معين وهو عند الدخول إلى الصفحة فأرجو توضيح المسألة إن استطعتم وإزالة هذا الإشكال؟
والموضوع الآخر عن تسجيل الخروج من المنتدى بذكر كفارة المجلس، وكذلك تكون في موضوع منفصل، والإشكال هنا أن البعض قد لا يكتب شيئا ويكون قارئا فقط فهل هناك حاجة لذكر كفارة المجلس؟ ولا أدري إن كان قياس المنتديات بالمجالس صحيحاً أم لا فأرجو منكم التوجيه لأنني مسئول عن القسم ولا أود أن أحرم أو أمنع ما هو مباح، وإن كنت أفعل ذلك من باب تجنب الشبهات واتباعاً لبعض الفتاوى التي قرأتها.
ولعل هناك حاجة للتفصيل فقد تختلف مسألة كفارة المجلس عن غيرها والله أعلم
وهنا فتوى أخرى عن إحدى المسائل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=26939
وللفائدة فقط: فأعتقد أن هذه المواضيع انتشرت من منتديات الرافضة إذ يوجد في منتدياتهم تسجيل الدخول بلعن الصحابة رضوان الله عنهم وغيره مما لا يليق بنا ذكره عاملهم الله بما يستحقون والله المستعان.
هذا وجزاكم الله خيرًا على هذا الموقع القيم الذي أعتبره من أفضل مراجع الفتوى على الشبكة.
وعذرًا على الإطالة
الفتوى:
فقد تكلمنا في هذا الموضوع في الفتوى رقم: 61125، والفتوى رقم: 61863، والفتوى رقم: 66274، فراجعها وتأمل أدلتها بتأن، وراجع الفتوى رقم: 69507، والفتوى رقم: 66444، واعلم أن الابتداء بالحمد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المشروع في ابتداء كتابة الرسائل وغيرها مشروع أيضا في ابتداء كلام الخطيب والمدرس والمُحاور، فقد ذكر أصحاب السير أن أبا بكر رضي الله عنه لما استشار جماعة من الصحابة في غزوالشام افتتح كل منهم كلامه بالثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتشرع كذلك في قراءة القارئ لكتاب يقرؤه كما بيناه في الفتاوى السابقة، فالداخل على المنتدى إما أن يكون أراد القراءة لما فيه من الفائدة، أو أراد الحوار أو الإسهام بكتابة في موضوع ما، فاشتغاله بالذكر أو كتابته كلمة ذكر جعلها أصحاب المنتدى كلمة سر للدخول أفضل من إدخال كلمة أخرى لا تفيد، فعملهم يحمل على الدلالة على الخير والحث على الذكر، ثم إن كفارة المجلس ثبت في حديث الترمذي التعبد بها عند القيام من المجلس الذي حصل فيه كلام وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. والمتحاورون في المنتدى لا فرق بينهم وبين أصحاب المجلس من ناحية كثرة الكلام.
وبناء عليه .. فلا مانع من قيامهم بالذكر عند الخروج من الحوار في المنتدى، ثم إن الإتيان بهذا الذكر مشروع عند القيام من النوم ومن أي مجلس؛ كما حمل عليه قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {الطور: 48} فلا مانع من إتيان من انتهى من البحث أو المطالعة به، وقد اختار حمله على القيام من النوم الطبري، وروى ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح أنه فسرها بالقيام من كل مجلس، ويدل لهذا ما في سنن أبي داود وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وذكر ابن حبان له رواية أخرى عن أبي هريرة مرفوعة، وقد صحح الحديث الشيخ الألباني فقال: صحيح دون قوله ثلاث مرات. وفي الحديث أيضا: من قال سبحان الله وبحمده, سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له. رواه النسائي والحاكم وصححه الألباني.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 02:04 م]ـ
هذا العمل والله تعالى أعلم أشبه بالبدعة الإضافية التي تكلم عليها الشاطبي - رحمه الله تعالى - في كتبه، ونظير هذه المسألة مسألة الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول القائل للمستمعين: " أسمعوني الصلاة على النبي " ومثل هذه البدعة إنما أحدثها الصوفية أو من تأثر بهم؛ فلعل تلك من هذه البابة. فالله أعلم.(43/139)
فتوى عثمان لمن جامع ولم ينزل بالوضوء ثم يصلي
ـ[ابن زهران]ــــــــ[30 - 03 - 05, 02:05 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد:
هل ثبت الإجماع في مسألة الغسل من مس الختانين أم الأمر كما قال البخاري (وإنما ذكرناه لاختلافهم).
وإن قلنا ثبت الإجماع فما هو الرد على فتيا عثمان وبعض الصحابة بخلافه والاكتفاء لمن جامع ولم ينزل أن يتوضأ ويصلي ولم يأمره بالغسل؟؟
وكيف نقول بالنسخ وقد افتى به كبار الصحابة بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟
شاركونا برأيكم أثابكم الله
ـ[سيف 1]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:36 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
قال ابن تيمية ان لم اكن ناسيا (ان وجود النص الصحيح لا يحتاج الا اجماع) بتصرف
وعدم بلوغ حديث بعينه لأحد من الصحابة مشاهد وكثير ثابت
وقول الصحابي ليس بحجة امام النص الثابت واظن ابن القيم في اعلام الموقعين ذكر بعض من فتاوى الصحابة التي تركت لوجود حديث صحيح عن رسول الله فيها وذكر هذه ان لم اكن ناسيا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:45 م]ـ
قد تكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري عن هذا بكلام نفيس يحسن الوقوف عليه
قال رحمه الله (1/ 373 - 389)
غسل ما يصيب مِن فرج المرأة
292 - حدثنا أبو معمر: نا عبد الوارث، عَن الحسين المعلم: قالَ يحيى: وأخبرني أبو سلمة، أن عطاء بنِ يسار أخبره، أن زيد بنِ خالد الجهني أخبره، أنَّهُ سأل عثمان بنِ عفان، فقالَ: أرأيت إذا جامع الرجل امرأته فلم يمن؟ فقالَ: عثمان: يتوضأ كَما يتوضأ للصلاة، ويغسل ذكره. وقال عثمان: سمعته مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألت عَن ذَلِكَ علي بنِ أبي طالب، والزبير بنِ العوام، وطلحة بنِ عبيد الله، وأبي بنِ كعب، فأمروه بذلك.
وأخبرني أبو سلمة، أن عروة بنِ الزبير أخبره: أن أبا أيوب أخبره، أنَّهُ سمع ذَلِكَ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
293 - حدثنا مسدد: نا يحيى، عَن هشام بنِ عروة، قالَ: أخبرني أبي، قالَ: أخبرني أبو أيوب، قالَ: أخبرني أبي بنِ كعب، أنَّهُ قالَ: يا رسول الله r إذا جامع الرجل [المرأة] فلم ينزل؟ قالَ: ((يغسل ما مس المرأة منهُ، ثُمَّ يتوضأ
ويصلي)).
قالَ أبو عبد الله: الغسل أحوط، وذلك الأخير، إنما بينا لاختلافهم.
---------------
الذِي وقع في الرواية الأولى عَن أبي سلمة، عَن عروة، أن أبا أيوب أخبره، أنَّهُ سمع ذَلِكَ مِن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم، نبه عليهِ الدارقطني وغيره، تدل عليهِ الرواية الثانية، عَن هشام بن عروة، عَن أبيه: أخبرني أبو أيوب، قالَ: أخبرني أبي بنِ كعب، عَن النبي
صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عبد الرحمن بنِ سعاد، عَن أبي أيوب، عَن النبي صلى الله عليه وسلم، قالَ:
((الماء مِن الماء)).
خرجه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه، وليس فيهِ تصريح أبي أيوب بسماعه مِن
النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد خرج البخاري فيما تقدم في ذكر نواقض الوضوء: حديث ذكوان أبي
صالح، عَن أبي سعيد، عَن النبي صلى الله عليه وسلم، قالَ: ((إذا أعجلت -أو أقحطت - فلا غسل عليك)).
وخرج -أيضاً -: حديث يحيى بنِ أبي كثير الذِي خرجه هنا مِن طريق شيبان، عَن يحيى، إلى قولُهُ في آخر الحديث: ((وأبي بنِ كعب، فأمروه بذلك))، ولم يذكر ما بعده، ولعله تركه لما وقع فيهِ مِن الوهم الذِي ذكرناه.
وعند البخاري في كلتا الروايتين: أن علياً والزبير وطلحة وأبي بنِ كعب أفتوا بذلك، ولم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد وقع في رواية غيره: أنهم رفعوه -أيضاً- إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قالَ علي بنِ المديني في هَذا الحديث: إنه شاذ.
وقال ابن عبد البر: هوَ منكر؛ لَم يتابع عليهِ يحيى بن أبي كثير.
وقد صح عَن أكثر مِن ذكر عَنهُ مِن الصحابة: أنَّهُ لا غسل بدون الإنزال- خلاف ذَلِكَ.
قالَ علي بنِ المديني: قَد روي عَن علي وعثمان وأبي بنِ كعب بأسانيد جياد أنهم أفتوا بخلاف ما في هَذا الحديث.
قالَ الدارقطني: رواه زيد بنِ أسلم، عَن عطاء بنِ يسار، عَن زيد بنِ خالد: أنَّهُ سأل خمسة أو أربعة مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأمروه بذلك، ولم يرفعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/140)
يشير إلى أن زيد بنِ أسلم يخالف أبا سلمة في رفعه، ولم يرفع منهُ شيئاً.
وقد كانَ قوم مِن الأنصار قديماً يقولون: ((إن الماء مِن الماء))، ثُمَّ استقر الأمر على أنَّهُ إذا التقى الختانان وجب الغسل، ورجع أكثر مِن كان يخالف في ذَلِكَ عَنهُ.
وأما المهاجرون، فَقد صح عَنهُم أنهم قالوا: ((إذا التقى الختانان وجب
الغسل))، مِنهُم: عمر، وعثمان، وعلي، فدل على أن عثمان وعلياً علموا أن ((الماء مِن الماء)) نسخ، وإلا فكيف يروي عثمان أو غيره عَن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، ثُمَّ يرجع عَن القول بهِ؟
وفي ((صحيح مسلم)) عَن أبي موسى، قالَ: اختلف في ذَلِكَ رهط مِن المهاجرين والأنصار، فقالَ الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا مِن الدفق أو مِن الماء،
فقالَ المهاجرون: بل إذا خالط فَقد وجب الغسل. قالَ: قالَ أبو موسى: فأنا أشفيكم مِن ذَلِكَ، وذكر قيامه إلى عائشة وما روته لهُ عَن النبي صلى الله عليه وسلم، كَما سبق ذكره.
وروى وكيع، عَن القاسم بنِ الفضل، عَن أبي جعفر محمد بنِ علي، قالَ:
قالَ المهاجرون: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل، وقال الأنصار: الماء مِن الماء.
وروى ابن أبي شيبة، عَن حفص بنِ غياث، عَن حجاج، عَن أبي جعفر، قالَ:
أجمع المهاجرون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أن ما أوجب الحدين:
الجلد والرجم، أوجب الغسل.
وروى إبراهيم بنِ مسلم الخوارزمي في ((كِتابِ الطهور)) عَن ابن نمير، عَن يحيى بنِ سعيد، عَن سعيد بنِ الميسب، قالَ: كانَ أبو بكر وعمر يأمران بالغسل -يعني: مِن الإكسال.
وروى مالك عَن ابن شهاب، عَن سعيد بنِ المسيب، قالَ: إن عمر وعثمان وعائشة كانوا يقولون: إذا مس الختان الختان فَقد وجب الغسل.
وروى عبد الرزاق عَن معمر، عَن الزهري، عَن سعيد بنِ المسيب، قالَ: كانَ عمر وعثمان وعائشة والمهاجرون الأولون يقولون: إذا مس الختان الختان فَقد وجب الغسل.
وروى وكيع، عَن محمد بنِ قيس الأسدي، عَن علي بنِ ربيعة، عَن علي، قالَ: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل.
وروى ابن أبي شيبة والأثرم بإسنادهما، عَن عاصم، عَن زر، عَن علي، قالَ: إذا التقى الختانان وجب الغسل.
وقد روي، عَن علي مِن وجوه متعددة.
فهؤلاء الخلفاء الراشدون -رضي الله عَنهُم- قَد أجمعوا على ذَلِكَ، معَ أن بعضهم
روى عَن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه، فلولا أنهم علموا أن ما خالف ذَلِكَ منسوخ لما خالفوا ما سمعوا مِن النبي صلى الله عليه وسلم، ووافقهم على ذَلِكَ أكابر الصحابة، مِنهُم:
ابنِ مسعود، وابن عمر، وأبو ذر، وأبو هريرة، ومعاذ بنِ جبل فقيه الأنصار، وأبو هريرة، وعائشة أم المؤمنين، وهي أعلم الناس بهذا، وإليها مرجع الناس كلهم.
وقد صح عنها، أنها افتت بذلك، وأمرت بهِ، وأن الصحابة الذين سمعوا منها رجعوا إلى قولها في ذَلِكَ؛ فإنها لا تقول مثل هَذا إلا عَن علم عندها فيهِ عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيما وقد علمت اختلاف الصحابة في ذَلِكَ.
وجمع عمر الناس كلهم على قولها، فلو كانَ قولها رأياً مجرداً عَن رواية لما استجازت رد روايات غيرها مِن الصحابة برأيها.
وقد روي عنها مِن وجوه كثيرة، وبعضها صحيح، كَما تقدم، أنها روته عَن رسول الله r قولاً أو فعلاً.
فما بقي بعد ذَلِكَ سوى العناد والتعنت، ونعوذ بالله مِن مخالفة ما أجمع عليهِ الخلفاء الراشدون، وجمع عليهِ عمر كلمة المسلمين، وأفتت بهِ عائشة أم المؤمنين، أفقه نساء هَذهِ الأمة، وهي أعلم بمستند هَذهِ المسألة مِن الخلق أجمعين.
فروى مالك عَن يحيى بنِ سعيد، عَن سعيد بنِ المسيب، أن أبا موسى الأشعري أتى عائشة أم المؤمنين، فقالَ لها: فقالَ لها: لقد شق علي اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر إني لأعظم أن استقبلك بهِ، قالت: ما هو؟ ما كنت سائلاً عَنهُ أمك
فسلني عَنهُ.
قالَ لها: الرجل يصيب أهله ثُمَّ يكسل ولا ينزل؟ فقالت: إذا جاوز الختان الختان فَقد وجب الغسل. فقالَ أبو موسى: لا أسأل عَن هَذا أحداً بعدك.
ورواه حماد بنِ زيد وعبد الوهاب الثقفي وغيرهما، عَن يحيى بنِ سعيد، بنحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/141)
وسمى عبد الوهاب في روايته مِن قالَ: لا يجب الغسل بذلك: أبي ابن كعب، وأبا أيوب، وزيد بنِ ثابت، وسمى مِمن يأمر بالغسل: عمر وعثمان.
وروى ابن إسحاق، عَن يزيد بنِ أبي حبيب، عَن معمر عبد الله بنِ أبي حيية، عَن عبيد بنِ رفاعة بنِ رافع، عَن أبيه رفاعة، قالَ: كنت عند عمر، فقيل لَهُ: إن زيد
بنِ ثابت يفتي برأيه في الذِي يجامع ولا ينزل، فدعاه، فقالَ: أي عدو نفسه، قَد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول الله r برأيك! قالَ: ما فعلت، ولكن حدثني
عمومتي، عَن رسول الله r . قالَ: أي عمومتك؟ قالَ: أبي بنِ كعب، وأبو أيوب، ورفاعة بنِ رافع. قالَ: فالتفت عمر إلي، فقلت: كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالَ: فسألتم عَنهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: كنا نفعله على عهده، قالَ: فجمع الناس، وأصفق الناس على أن الماء لا يكون إلا مِن الماء، إلا رجلين: علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، قالا: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل.
فقالَ علي: يا أمير المؤمنين، إن أعلم الناس بهذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى حفصة، فقالت: لا علم لي، فأرسل إلى عائشة، فقالت: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل. قالَ: فتحطم عمر -يعني: تغيظ -، ثُمَّ قالَ: لا يبلغني أن أحداً فعله ولم يغتسل إلا انهكته عقوبة.
خرجه الإمام أحمد وبقي بن مخلد في ((مسنديهما))، ومسلم في ((كِتابِ التفصيل)) وَهوَ ((كِتابِ الناسخ والمنسوخ)) لَهُ.
ثُمَّ خرجه مِن طريق عبد الله بنِ صالح، عَن الليث: حدثني يزيد بنِ أبي حبيب، عَن معمر بنِ أبي حيية، عَن عبيد بنِ رفاعة، أن زيد بنِ ثابت كانَ يقول - فذكره بنحوه، ولم يقل: ((عَن أبيه)).
ومعمر بنِ أبي حيية، ويقال: ابن أبي حبيبة، وثقه ابن معين وغيره.
وعبيد بنِ رفاعة، ذكره ابن حبان في ((ثقاته)).
وهذه الرواية يستفاد منها أمور:
منها: أن كثيراً مِن الأنصار كانَ يقلد بعضهم بعضاً في هَذهِ المسألة، ولم يسمع ذَلِكَ مِن النبي r إلا قليل مِنهُم.
ومنها: أنَّهُ لَم يظهر في ذَلِكَ المجلس شيء مِن روايات الأنصار الصريحة عَن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ظهر التمسك بفعل كانوا يفعلونه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عمر: هل علم بهِ النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلم يكن لَهُم جواب، وهذا مما يدل على أن تلك الروايات التصريحية
حصل الوهم في نقلها مِن بعض الرواة.
ومنها: أن المهاجرين الذين روي أنهم كانوا يخالفون في ذَلِكَ ويروون عَن النبي r خلافه كعثمان رجعوا عما سمعوه منهُ، وكذلك الأنصار -أيضاً -، ورأسهم: أبي بنِ كعب رجع، وأخبر أن ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في ذَلِكَ كانَ رخصة في أول الأمر ثُمَّ نسخ وزال، وهذا يدل على أنَّهُ تبين لَهُم نسخ ما كانوا سمعوه بياناً شافياً، بحيث لَم يبق فيهِ لبس ولا شك.
وقد ذكر الشَافِعي: أنَّهُ اتفق هوَ ومن ناظره في هَذهِ المسألة على أن هَذا أقوى مما يستدل بهِ عليها.
ويدل على رجوع أبي وغيره مِن الأنصار: ما روى الزهري، عَن سهل بنِ
سعد، عَن أبي بنِ كعب، قالَ: إنما كانَ الماء مِن الماء رخصة في أول الإسلام، ثُمَّ نهي عنها.
خرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وخرجه ابن ماجه مختصراً.
وخرجه الإمام أحمد ولفظه: إن الفتيا التي كانوا يقولون: الماء مِن الماء، رخصة كانَ النبي صلى الله عليه وسلم رخص بها في أول الإسلام، ثُمَّ أمرنا بالغسل بعد.
وخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) مِن طريق معمر، عَن الزهري، قالَ:
أخبرني سهل بنِ سعد، قالَ: إنما كانَ قول الأنصار: الماء مِن الماء رخصة في أول الإسلام، ثُمَّ أمرنا بالغسل.
ولم يذكر في إسناده: ((أبياً))، وصرح فيهِ بسماع الزهري.
وقيل: إنه وهم في ذَلِكَ؛ فإن الزهري لَم يسمعه مِن سهل، فَقد خرجه أبو داود وابن خزيمة -أيضاً - مِن طريق عمرو بن الحارث، عَن الزهري، قالَ: حدثني بعض مِن أرضى، عَن سهل، عَن أبي – فذكره.
ورجح هَذهِ الرواية: الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما.
ورجح آخرون: سماع الزهري لهُ من سهل، مِنهُم: ابن حبان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/142)
ووقع في بعض نسخ ((سنن أبي داود)) ما يدل عليهِ؛ فإنه لم يذكر أحد مِن أصحاب الزهري بين الزهري وسهل رجلاً [غير] عمرو بنِ الحارث، فلا يقضي لَهُ على سائر أصحاب الزهري.
وقد خرجه ابن شاهين مِن طريق ابن المبارك، عَن يونس، عَن الزهري، قالَ: حدثني سهل بنِ سعد، عَن أبي بنِ كعب - فذكره، بهِ.
وبتقدير أن يكون ذَلِكَ محفوظاً؛ فَقد اخبر الزهري أن هَذا الذِي حدثه يرضاه، وتوثيق الزهري كاف في قبول خبره.
وقد قيل: أنَّهُ أبو حازم الزاهد، وَهوَ ثقة جليل، فقد خرج أبو داود وابن خزيمة مِن رواية أبي غسان محمد بنِ مطرف، عَن أبي حازم، عَن سهل بنِ سعد، قالَ: حدثني أبي بن كعب - فذكره.
قالَ البيهقي: هَذا إسناد صحيح موصول.
وقد ذكر ابن أبي حاتم، عَن أبيه، أن بعضهم ذكر أنه لا يعرف لَهُ أصلاً.
وفي ذَلِكَ نظر.
وقد روي عَن أبي بنِ كعب مِن وجوه أخر:
روى شعبة، عَن سيف بنِ وهب، عَن أبي حرب بنِ أبي الأسود، عَن عميرة بنِ يثربي، عَن أبي كعب، قالَ إذا التقى ملتقاهما فَقد وجب الغسل.
خرجه ابن أبي شيبة والبخاري في ((تاريخه)).
وروى مالك، عَن يحيى بنِ سعيد، عَن عبد الله بنِ كعب مولى عثمان، أن محمود بنِ لبيد سأل زيد بنِ ثابت عَن الرجل يصيب أهله ثُمَّ يكسل ولا ينزل؟ فقالَ: زيد يغتسل، فقالَ لَهُ محمود بن لبيد: إن أبي بن كعب - كانَ لا يرى الغسل؟ فقالَ لَهُ زيد: إن أبياً نزع عَن ذَلِكَ قبل أن يموت.
وقال الشَافِعي: أنا إبراهيم بن محمد، عَن خارجة بن زيد، عَن أبيه، عَن أبي بن كعب، أنَّهُ كانَ يقول: ليسَ على مِن لَم ينزل غسل، ثُمَّ نزع عَن ذَلِكَ أبي قبل أن يموت.
وقد روي، عَن عائشة ما يدل على النسخ: مِن رواية الحسين بنِ عمران: حدثني الزهري، قالَ: سألت عروة عَن الذِي يجامع ولا ينزل؟ قالَ: نول الناس أن يأخذوا بالآخر مِن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثتني عائشة، أن رسول الله r كانَ يفعل ذَلِكَ ولا يغتسل، وذلك قبل فتح مكة، ثُمَّ اغتسل بعد ذَلِكَ، وأمر الناس بالغسل.
خرجه ابن حبان في ((صحيحه)) و الدارقطني.
والحسين بنِ عمران، ذكره ابن حبان في ((ثقاته))، وقال الدارقطني: لا بأس بهِ، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه.
وقال العقيلي بعد تخريجه لهذا الحديث: الحديث ثابت عَن النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل لالتقاء الختانين، ولا يحفظ هذا اللفظ إلا في هَذا الحديث.
والقول بأن ((الماء مِن الماء)) نسخ بالأمر بالغسل مِن التقاء الختانين هوَ المشهور عند العلماء مِن الفقهاء والمحدثين، وقد قرره الشافعي، وأحمد، ومسلم بنِ الحجاج، والترمذي، وأبو حاتم الرازي وغيرهم مِن الأئمة.
وقد روي معنى ذَلِكَ عَن سعيد بنِ المسيب وغيره مِن السلف.
وقد قيل: إن ((الماء مِن الماء)) إنما كانَ في الاحتلام.
وقد روي عَن ابن عباس هَذا التأويل.
خرجه الترمذي مِن وجه فيهِ مقال.
وروي -أيضاً- عَن عكرمة، وذهب إليه طائفة.
وهذا التأويل إن احتمل في قولُهُ: ((الماء مِن الماء)) فلا يحتمل في قولُهُ: ((إذا أعجلت -أو أقحطت- فلا غسل عليك))، وفي قولُهُ: ((يغسل ما مس المرأة منهُ، ويتوضأ، ويصلي)).
وقال طائفة مِن العلماء: لما اختلفت الأحاديث في هَذا وجب الأخذ بأحاديث الغسل مِن التقاء الختانين، لما فيها مِن الزيادة التي لَم يثبت لها معارض، ولم تبرأ الذمة بدون الاغتسال؛ لأنه قَد تحقق أن التقاء الختانين موجب لطهارة، ووقع التردد: هل يكفي الوضوء أو لا يكفي دونَ غسل البدن كله؟ فوجب الأخذ بالغسل؛ لأنه لا يتيقن براءة الذمة بدونه.
وهذا معنى قول البخاري: الغسل أحوط.
ولذلك قالَ أحمد -في رواية ابن القاسم -: الأمر عندي في الجماع أن آخذ بالاحتياط فيهِ، ولا أقول: الماء مِن الماء.
وسلك بعضهم مسلكاً أخر، وَهوَ: أن المجماع وإن لَم ينزل يسمى جنباً ومجامعاً وواطئاً، ويترتب جميع أحكام الوطء عليهِ، والغسل مِن جملة الأحكام.
وهذا معنى قول مِن قالَ مِن السلف: أنوجب المهر والحد ولا نوجب الغسل؟
وهذا القول هوَ الذِي استقر عليهِ عمل المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/143)
وقد خالف فيهِ شرذمة مِن المتقدمين، مِنهُم: أبو سلمة، وعروة، وهشام ابن عروة، والأعمش، وابن عيينة،وحكي عَن الزهري وداود.
وقال ابن عبد البر: اختلف أصحاب داود في هَذهِ المسألة.
وقال ابن المنذر: لا أعلم اليوم بين أهل العلم في ذَلِكَ اختلافاً.
وذهب إليه طائفة مِن أهل الحديث، مِنهُم: بقي بنِ مخلد الأندلسي، وقد نسبه بعضهم إلى البخاري وليس في كلامه ما يصرح بهِ، وحكاه الشَافِعي عَن بعض أهل الحديث مِن أهل ناحيتهم وغيرهم، وذكر مناظرته لَهُم.
وقد كانَ بعض الناس قي زمن الإمام أحمد ينسب ذَلِكَ إليه، فكان أحمد ينكر ذَلِكَ، ويقول: ما أحفظ أني قلت بهِ قط، وقيل لَهُ: بلغنا أنك تقوله؟ فقالَ: الله المستعان، وقال -أيضاً -: مِن يكذب علي في هَذا أكثر مِن ذاك.
وأحمد مِن أبعد الناس عَن هَذهِ المقالة، فظاهر كلامه يدل على أن الخلاف فيها غير سائغ، فإنه نص على أنَّهُ لو فعل ذَلِكَ مرة أنَّهُ يعيد الصلاة التي صلاها بغير غسل مِن التقاء الختانين، ونص على أنَّهُ لا يصلى خلف مِن يقول: ((الماء مِن الماء))، معَ قولُهُ: إنه يصلي خلف مِن يحتجم ولا يتوضأ، ومن يمس ذكره ولا يتوضأ متأولاً، فدل على أن القول بأن ((الماء مِن الماء)) لا مساغ للخلاف فيهِ.
وكذلك ذكر ابن أبي موسى وغيره مِن الأصحاب.
وحمل أبو بكر عبد العزيز كلام أحمد على أنه لَم يكن متأولاً، وهذا لا يصح؛ لأن القول بأن ((الماء مِن الماء)) لا يكون بغير تأويل. والله أعلم.
وقد سبق عَن عمر، أنَّهُ قالَ: لا أوتى بأحد فعله إلا أنهكته عقوبة.
وقد روي عَنهُ مِن وجه آخر، رواه ابن أبي شيبة، عَن ابن إدريس، عَن
الشيباني، عَن بكير بنِ الأخنس، عَن سعيد بنِ المسيب، قالَ: قالَ عمر: لا أوتي برجل فعله -يعني: جامع ولم يغتسل؛ يعني: وَهوَ لَم ينزل- إلا أنهكته عقوبة.
وخرجه إبراهيم بن مسلم الخوارزمي في ((كِتابِ الطهور)) عَن أسباط بن
محمد، عَن الشيباني، بهِ.
وفي رواية أن سعيد بنِ المسيب قالَ: سمعت عمر بنِ الخطاب على المنبر يقول: لا أجد أحداً جامع امرأته ولم يغتسل، أنزل أو لَم ينْزل، إلا عاقبته.
وقد قالَ عمر هَذا بمحضر مِن المهاجرين والأنصار، ولم يخالف فيهِ أحد.
والظاهر: أن جميع مِن كانَ يخالف فيهِ مِن الأنصار رجع عَنهُ، ورأسهم: أبي بنِ كعب، وزيد بنِ ثابت، ومِن المهاجرين عثمان بنِ عفان.
وفي رجوع أبي بنِ كعب وعثمان بنِ عفان معَ سماعها مِن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذَلِكَ: دليل على أنَّهُ ظهر لهما أن ما سمعاه زال حكمه، واستقر العمل على غيره.
وعامة مِن روي عَنهُ: ((إن الماء مِن الماء)) روي عَنهُ خلاف ذَلِكَ، والغسل مِن التقاء الختانين، مِنهُم: عثمان، وعلي، سعد بنِ أبي وقاص، وابن مسعود، وابن
عباس، وزيد بنِ ثابت، وأبي بنِ كعب، ورافع بنِ خديج.
وهذا يدل على رجوعهم عما قالوه في ذَلِكَ؛ فإن القول بنسخ ((الماء مِن الماء)) مشهور بين العلماء، ولم يقل أحد مِنهُم بالعكس.
وقد روت عائشة وأبو هريرة عَن النبي r الغسل بالتقاء الختانين.
وقد روى ذَلِكَ -أيضاً- مِن رواية عبد الله بنِ عمرو، ورافع بنِ خديج، ومعاذ بنِ جبل، وابن عمر، وأبي أمامة وغيرهم، إلا أن في أسانيدها ضعفاً.
وفي حديث رافع التصريح بنسخ الرخصة -أيضاً.
أعلم؛ أن هَذا الضعف إنما هوَ في الطرق التي وصلت إلينا منها هَذهِ الأخبار، فأما المجمع الذِي جمع عمر فيهِ المهاجرين والأنصار، ورجع فيهِ أعيان مِن كانَ سمع مِن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الرخصة، فأنهم لَم يرجعوا إلا لأمرٍ ظهر لَهُم في ذَلِكَ الجمع وبعده، وعلموه
وتيقنوه، وإن كانت تفاصيله لَم تنقل إلينا، واستقر مِن حينئذ العمل على الغسل مِن التقاء الختانين، ولم يصح عَن أحد مِن الصحابة بعد ذَلِكَ إظهار الفتيا بخلافه، فوجب اتباع سبيل المؤمنين، والأخذ بما جمع عليهِ الأمة أمير المؤمنين، والرجوع إلى مِن رجعت إليه الصحابة في العلم بهذه المسألة،وهي أم المؤمنين.
والمخالف يشغب بذكر الأحاديث التي رجع عنها رواتها، ويقول: هي صحيحة
الأسانيد، وربما يقول: هي أصح إسناداً مِن الأحاديث المخالفة لها.
ومن هنا: كره طوائف مِن العلماء ذكر مثل هَذهِ الأحاديث والتحديث بها؛ لأنها
تورث الشبهة في نفوس كثير مِن الناس.
وخرج الإسماعيلي في ((صحيحه)) مِن حديث زيد بنِ أخزم، قالَ: سمعت يحيى –-يعني: القطان- وسئل عَن حديث هشام بنِ عروة: حديث أبي أيوب: ((الماء مِن
الماء))؟ - فقالَ: نهاني عَنهُ عبد الرحمن –يعني: ابن مهدي.
ولهذا المعنى –والله أعلم- لَم يخرج مالك في ((الموطإ)) شيئأً مِن هَذهِ
الأحاديث، وهي أسانيد حجازية على شرطه.
والمقصود بهذا: أن المسائل التي اجتمعت كلمة المسلمين عليها مِن زمن الصحابة، وقل المخالف فيها وندر، ولم يجسر على إظهارها لإنكار المسلمين عليهِ، [كلها] يجب على المؤمن الأخذ بما اتفق المسلمون على العمل بهِ ظاهراً؛ فإن هَذهِ الأمة لا يظهر أهل باطلها على أهل حقها، كَما أنها لا تجتمع على ضلالة، كَما روي ذَلِكَ عن النبي) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/144)
ـ[ابن زهران]ــــــــ[30 - 03 - 05, 06:23 م]ـ
جزى الله خيرا أخانا سيف الرسول وشيخنا الشيخ عبدالرحمن الفقيه أثابهما الله.
أخي الفاضل سيف الرسول ما ذكرته ليس له صلة بما قلت.
فإن المفتي بعدم الغسل إلا بالإنزال قد احتج بآحاديث ولم يرى نسخها كحديث (الماء من الماء) وحديث البخاري عندما سئل عثمان فأجاب أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت.
ومشاهد من الحديث أن السؤال كان بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ أنه يبعد أن يسأل في مثل هذه المسألة عثمان وغيره من الصحابة والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين أظهرهم.
الشيء الثاني أن هذه الاجابة جاءت بعد ثبوت حديث التقاء الختانين لدى بعضهم
ولكنهم لم يروا فيه نسخا ولعلهم أخذوه من باب الحيطة ويبدوا أن هذا هو رأي البخاري ولذا قال (والغسل أحوط) فلم ينف فتوى الاخرين.
وهنا جاء سؤالي هل ثبت الإجماع في هذه الفتوى أم لا؟ ومتى وقع الإجماع؟
ـ[ابن زهران]ــــــــ[17 - 05 - 05, 12:11 م]ـ
ما هو توجيه كلام الإمام البخاري رحمة الله تعالى عليه في قوله (والغسل أحوط وذاك هو الآخر وإنما بيناه لاختلافهم)
هل معنى هذا أن الخلاف سائغ عند البخاري ولم يثبت عنده فيه إجماع؟؟؟؟؟
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[08 - 11 - 09, 02:01 ص]ـ
ما هو توجيه كلام الإمام البخاري رحمة الله تعالى عليه في قوله (والغسل أحوط وذاك هو الآخر وإنما بيناه لاختلافهم)
هل معنى هذا أن الخلاف سائغ عند البخاري ولم يثبت عنده فيه إجماع؟؟؟؟؟
1 - المجموع شرح المهذب للنووي - (ج 2 / ص 136)
قال البخاري: الغسل أحوط وذاك الآخر انما بينا اختلافهم يعنى أن الغسل آخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصدنا بيان اختلاف الصحابة مع أن آخر الامرين الغسل.
2. فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر - (ج 1 / ص 460)
قَوْله: (الْغُسْل أَحْوَط)
أَيْ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ لَا يَثْبُت النَّاسِخُ وَلَا يَظْهَرُ التَّرْجِيحُ فَالِاحْتِيَاطُ لِلدِّينِ الِاغْتِسَالُ.
قَوْله: (الْأَخِير)
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ " الْآخَر " بِالْمَدِّ بِغَيْرِ يَاء أَيْ آخِرِ الْأَمْرَيْنِ مِنْ الشَّارِعِ أَوْ مِنْ اِجْتِهَادِ الْأَئِمَّةِ. وَقَالَ اِبْن التِّينِ: ضَبَطْنَاهُ بِفَتْحِ الْخَاءِ فَعَلَى هَذَا الْإِشَارَة فِي قَوْلِهِ " وَذَاكَ " إِلَى حَدِيثِ الْبَابِ
قَوْله: (إِنَّمَا بَيَّنَّا لِاخْتِلَافِهِمْ)
وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةٍ " إِنَّمَا بَيَّنَّا اِخْتِلَافَهُمْ " وَلِلْأَصِيلِيّ " إِنَّمَا بَيَّنَّاهُ لِاخْتِلَافِهِمْ " وَفِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيّ " إِنَّمَا بَيَّنَّا الْحَدِيثَ الْآخَرَ لِاخْتِلَافِهِمْ وَالْمَاءُ أَنْقَى " وَاللَّامُ تَعْلِيلِيَّة أَيْ حَتَّى لَا يُظَنَّ أَنَّ فِي ذَلِكَ إِجْمَاعًا.
وَاسْتَشْكَلَ اِبْن الْعَرَبِيِّ كَلَام الْبُخَارِيّ فَقَالَ: إِيجَابُ الْغُسْلِ أَطْبَقَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَمَا خَالَفَ فِيهِ إِلَّا دَاوُد وَلَا عِبْرَةَ بِخِلَافِهِ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ الصَّعْبُ مُخَالَفَة الْبُخَارِيّ وَحُكْمه بِأَنَّ الْغُسْلَ مُسْتَحَبّ وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّة الدِّينِ وَأَجِلَّة عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ أَخَذَ يَتَكَلَّمُ فِي تَضْعِيف حَدِيثِ الْبَاب بِمَا لَا يُقْبَلُ مِنْهُ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى بَعْضِهِ ثُمَّ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُرَاد الْبُخَارِيّ بِقَوْلِهِ " الْغُسْل أَحْوَط " أَيْ فِي الدِّينِ وَهُوَ بَابٌ مَشْهُورٌ فِي الْأُصُولِ قَالَ: وَهُوَ أَشْبَهُ بِإِمَامَةِ الرَّجُلِ وَعِلْمِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/145)
قُلْت: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ تَصَرُّفِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَرْجِمْ بِجَوَازِ تَرْك الْغُسْل وَإِنَّمَا تَرْجَمَ بِبَعْضِ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَمَا اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى إِيجَابِ الْوُضُوءِ فِيمَا تَقَدَّمَ وَأَمَّا نَفْيُ اِبْنِ الْعَرَبِيِّ الْخِلَاف فَمُعْتَرَض فَإِنَّهُ مَشْهُورٌ بَيْنَ الصَّحَابَةِ ثَبَتَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ لَكِنْ اِدَّعَى اِبْنُ الْقَصَّارِ أَنَّ الْخِلَافَ اِرْتَفَعَ بَيْنَ التَّابِعِينَ وَهُوَ مُعْتَرَضٌ أَيْضًا.
فَقَدْ قَالَ الْخَطَّابِيّ: أَنَّهُ قَالَ بِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ جَمَاعَة فَسَمَّى بَعْضهمْ قَالَ: وَمِنْ التَّابِعِينَ الْأَعْمَش وَتَبِعَهُ عِيَاض لَكِنْ قَالَ: لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَد بَعْدَ الصَّحَابَةِ غَيْره وَهُوَ مُعْتَرَضٌ أَيْضًا فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن وَهُوَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَعَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عِنْدَ عَبْد الرَّزَّاق بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق أَيْضًا عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ لَا تَطِيبُ نَفْسِي إِذَا لَمْ أُنْزِلَ حَتَّى اِغْتَسَلَ مِنْ أَجْلِ اِخْتِلَافِ النَّاسِ لِأَخْذِنَا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ فِي اِخْتِلَافِ الْحَدِيثِ: حَدِيث " الْمَاء مِنْ الْمَاءِ " ثَابِتٌ لَكِنَّهُ مَنْسُوخٌ إِلَى أَنْ قَالَ: فَخَالَفَنَا بَعْضُ أَهْلِ نَاحِيَتِنَا - يَعْنِي مِنْ الْحِجَازِيِّينَ - فَقَالُوا: لَا يَجِبُ الْغُسْلُ حَتَّى يُنْزِلَ ا ه. فَعُرِفَ بِهَذَا أَنَّ الْخِلَافَ كَانَ مَشْهُورًا بَيْنَ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ لَكِنَّ الْجُمْهُورَ عَلَى إِيجَابِ الْغُسْلِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَاَللَّه أَعْلَمُ.
3. فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب - (ج 2 / ص 71)
وقال طائفة مِن العلماء: لما اختلفت الأحاديث في هَذا وجب الأخذ بأحاديث الغسل مِن التقاء الختانين، لما فيها مِن الزيادة التي لَم يثبت لها معارض، ولم تبرأ الذمة بدون الاغتسال؛ لأنه قَد تحقق أن التقاء الختانين موجب لطهارة، ووقع التردد: هل يكفي الوضوء أو لا يكفي دونَ غسل البدن كله؟ فوجب الأخذ بالغسل؛ لأنه لا يتيقن براءة الذمة بدونه.
وهذا معنى قول البخاري: الغسل أحوط.
ولذلك قالَ أحمد -في رواية ابن القاسم -: الأمر عندي في الجماع أن آخذ بالاحتياط فيهِ، ولا أقول: الماء مِن الماء.
وَاَللَّه أَعْلَمُ.(43/146)
ما علة هذا الحديث؟ , ضروري!!
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روي الحديث عن علي بن أبي طالب مرفوعاً ولا يصح, رواه الطبراني في ((الصغير)) بإسناده وقال: ((لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد, تفرد به محمد بن بكار)).
قال الهيثمي في ((المجمع)): ((رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه الحارث وهو ضعيف.)).
وفي سنده أيضاً حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي، أبو عمر البزاز الكُوفِيّ القارئ الغاضري.
قال علي ابن المدينى: ((ضعيف الحديث، وتركته على عمد)).
وقال مسلم: متروك.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: قد فرغ منه من دهر.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.
وحكى ابن الجوزى فى ((الموضوعات)) عن عبد الرحمن بن مهدى قال: والله ما تحل الرواية عنه. نقله عنه الحافظ ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)).
قال الدارقطني في ((السنن)): ضعيف.
وقال: وهو حفص بن أبي داود، سليمان كنيته أبو داود. وذكره في ((الضعفاء والمتروكين)).
قال ابن حجر في ((التقريب)): ((متروك الحديث مع إمامته في القراءة)). وقال الذهبي في ((الكاشف)): ((واهي الحديث, ثبت في القراءة, قال البخاري: تركوه.)).
وقول الطبراني ((لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد, تفرد به محمد بن بكار)).
غير مسلم له فلم يتفرد به محمد بن بكار, فقد رواه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) عن أبيه ثنا حامد بن محمود بن عيسى، ثنا سليمان بن داود الشاذكوني، ثنا حفص بن سليمان، ثنا منصور بن حيان، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب، الحديث.
وفي هذا السند غير حفص بن سليمان, سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك.
ورواه في ((الحلية)) قال: حدثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي، ثنا محمد بن سنجر، ثنا إبراهيم بن زكريا المعلم، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي, الحديث.
ما علة هذا الحديث الذي رواه أبو نعيم في الحلية؟ ساعدونا جزاكم الله خيرا.
ولست أتكلم عن أن الرسول عليه السلام كان يقرأ بألم تنزيل السجدة وألم يأت على الإنسان.
إذ أن هذا الحديث قد جاء الحديث في هذا من طرق عن عبد الرحمن بن هرمُز الأعرج عن أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ ? يَقْرَأُ فِى الْجُمُعَةِ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ (الم * تَنْزِيلُ) السَّجْدَةَ وَ (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ).
أخرجه عن الأعرج عن أبي هريرة, البخاري ومسلم في ((صحيحيهما)) , وابن ماجه في ((السنن)) , والدارمي.
وجاء أيضاً من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ ? كَانَ يَقْرَأُ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (الم تَنْزِيلُ) السَّجْدَةُ وَ (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ).
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) , وابو داود في ((السنن)) , وابن ماجه, وابن حبان في ((صحيحه)) , والطبراني في ((الكبير)) , والنسائي في ((السنن الكبرى)) , وأحمد في ((المسند)) , وعبد الرزاق في ((المصنف)) , وأبو عوانة في ((المستخرج)) , والبيهقي في ((شعب الإيمان)).
وجاء من حديث أبي الأحوص عن ابن مسعود رضى الله عنه. أخرجه الطبراني في ((الصغير)) و ((الأوسط)) و في ((مسند الشاميين)) , وابن ماجه.
وعند الطبراني في ((الصغير)) زيادة تفيد (لو صحت) مداومة الرسول عليه الصلاة والسلام على قراءة هاتين السورتين في فجر الجمعة كما ذكر الحافظ في ((الفتح)) والزيلعي في ((نصب الراية)) , إذ جاء نصه عند الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم, كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل السجدة و {هل أتى على الإنسان} يديم ذلك.
قال في ((المجمع)): ((رواه الطبراني في الصغير ورجاله موثقون.)).
قال الحافظ في ((الفتح)): ((رجاله ثقات, لكن صوب أبو حاتم إرساله)).
قلت: وبه قال ابن رجب في ((الفتح)): ((ورواته كلهم ثقاتٌ، إلا أنه روي عن أبي إلاحوص مرسلاً. وإرساله أصح عند البخاري وأبي حاتم والدارقطني. وقد خرَّجه ابن ماجه من وجه أخر عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موصولاً –أيضاً-، بدون ذكر المداومة.)).
وعلكم تفيدونا بزيادة بيان عن على الإرسال في حديث الأحوص عن ابن مسعود.
وهذا ضروري جداً والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:08 م]ـ
للرفع.
ـ[الربيع]ــــــــ[30 - 03 - 05, 10:06 م]ـ
ما ذا بقي عافاك الله، لعلك تنشط، وتفيدنا ببقية تخريجه.
أحسن الله إليك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:23 ص]ـ
[الفائدة الأولى]:
قال عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 118/2731):
[عن بن عيينة عن أبي فروة الهمداني قال سمعت أبا الأحوص يقول:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بتنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان))].
ـــــــــــــــــــ
[الفائدة الثانية]
"العلل للدارقطني" (3/ 177/341):
[وسئل عن حديث الحارث عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة فقال هو حديث يرويه معتمر عن ليث عن عمرو بن مرة عن الحارث عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الصبح بتنزيل السجدة أسنده عمرو بن علي وحده عن معتمر وغيره يرويه موقوفا ورواه شعبة ويحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا أيضا ويحيى بن عقبة ضعيف والصواب موقوف والراوي له عن شعبة إبراهيم بن زكريا وهو ضعيف أيضا يروي عنه محمد بن سنجر].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/147)
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 03:49 م]ـ
بارك الله فيكم البحث جاري.(43/148)
استفسار عن صحة هذا الكلام عن بسر بن أرطأة
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بسر بن أرطأة صحابي ام لا؟
ذكرت بعض المصادر انه صحابي وذكرت اخرى انه غير صحابي
وبسر بن ارطأة قد فعل امورا عظيمة بالمسلمين من قتالهم وغيره، وكان شديدا على علي رضي الله عنه و على الذين معه
فان ثبتت صحبته، الا يطعن هذا في عدالة هذا الصحابي؟
بارك الله فيكم افيدونا
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:14 ص]ـ
الحمد لله.
أخي الفاضل فهد:
قال ابن حجر-رحمه الله تعالى- في الإصابة (1/ 289) , في سير بسر:
"وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها"ا. هـ.
فاعلم.
والله أعلم.
محبك(43/149)
ما صحة هاتين المناظرتين
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[30 - 03 - 05, 07:52 م]ـ
المناظرة الأولى بين الانبا جرجى - أحد رهبان دير القديس سمعان الذي موقعه في جبل سمعان في ولاية حلب - مع ثلاثة من فقهاء المسلمين بحضور الأمير مشمر الأيوبى ابن صلاح الدين الايوبى عام 617 هجرياً الموافق لعام 1216 ميلادياً
وفى هذه المناظرة من الافترائات والكذب كثير وفى النهاية يهزم هذا الانبا الفقهاء الثلاثة!!!
رابط المناظرة لمن اراد ان يطلع عليها:
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=6208
==================
المناظرة الثانية بين القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الحسنى العلوى - الزيدى - المعروف بالرسى وأحد الملاحدة قيل انه وافى مصر وكان يحضر مجالس فقهائها ومتكلميها فيسألهم عن مسائل الملحدين وكان بعضهم يجيب عنه جوابا ركيكاً والبعض الاخر يزجره، وسمع القاسم بما أنزل – الملحد - بجمهور العلماء فى مصر نكبة عرفها العامة وسار بذكرها الركبان، فدبر لقاء مع هذا الملحد وناظره حتى الحق به الهزيمة وعاد الملحد إلى الإسلام.
والمناظرة عندى فى كتاب "الدليل الكبير فى الرد على الزنادقة والملحدين" تحقيق إمام حنفى عبد الله طبعة دار الآفاق
قال المحقق فى وصف مخطوطة المناظرة ص 23:
- جاء فى صدر المصورة ما يلى: هو كتاب رد فيه على رجل من ارباب النظر الملحدة، وكان يغشى مجامع المسلمين ويورد عليهم الأسئلة الصعبة، فى قدم العالم وغير ذلك، حتى وافاه المؤلف – القاسم - واجابه على ما عنده من المشكلات فوضح له الحق وتاب إلى الله.
- تاريخ المخطوطة / خط قديم .. وربما كتب فى القرن الثالث أو الرابع الهجرى.
- وهذه الرسالة ضمن مجموع كتب القاسم من ورقة 69 حتى 73
- وهى احدى مخطوطات المكتبة المتوكلية اليمنية بصنعاء تحت رقم 167 علم كلام(43/150)
الموسوعة الحديثية لشيخنا أبو إسحاق الحويني
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 05, 08:57 م]ـ
الموسوعة الحديثية الأولي
فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني
جمع
مجلة الإيمان الإسلامية
www.al-eman.50megs.com
يسأل القارئ: م. أ. دقهلية عن هذه الأحاديث.
1 يكون عليكم أمراء من بعدي يؤخرون الصلاة، فهي لكم وهي عليهم، فصلوا معهم ما صلوا إلى القبلة.
2 من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل، أسلموا تسلموا.
3 من كذَّب بالقدر أو خاصم فيه، فقد كفر بما جئتُ به.
والجوابُ بحول الملك الوهاب:
أمَّا الحديث الأول: "يكون عليكم أمراء ... " فهو حديث "ضعيف" أخرجه أبو داود (434)، وابن سعد في "الطبقات" (56/ 7)، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" (343/ 2) قال: حدثنا محمد بن عيسى بن السكن، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (ص2334) عن أبي مسلم الكشي ويحيى بن مطرف قال أربعتهُم: ثنا أبو الوليد الطيالسيُّ، ثنا أبو هاشم الزعفراني، ثنا صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص مرفوعًا.
وأخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (173/ 1/4) قال: قال أبو الوليد هشام بن عبد الملك هو الطيالسيُّ بهذا الإسناد. ثمَّ أخرجه عن روح بن عبادة قال: نا عمار بهذا الإسناد.
قُلْتُ: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ. وصالح بن عبيد وثقه ابن حبان، ولكن قال ابنُ القطان: "لا نعرف حاله أصلا" ولم يتابعه أحدٌ وقفت عليه وأبو هاشم الزعفراني، هو عمار بن عمارة وثَقه ابنُ معين، وابنُ حبان ونقل الفسوي توثيقه في "المعرفة" (669/ 2). وقال أبو حاتم: "صالح، ما أرى بحديثه بأسًا". وقال البخاريُّ: "فيه نظرٌ".
أمَّا الحديث الثاني: "من محمد رسول الله ... " فهو محتملٌ للتحسين أخرجه أبو يعلى (2947)، والبزار (1670)، وابنُ حبان (ج14 - رقم6558)، والطبرانيُّ في "الصغير" (307) قال: حدثنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحن. وأبو محمد الجوهري في "حديث أبي الفضل الزهري" (ج/3ق1/ 64) قال: حدثنا أبو عمر عبيد الله بن عثمان بن عبد الله العثماني وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1629) قالوا: ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا نوح بن قيس، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنسٍ أن النبيَّ صلي الله عليه وسلم كتب إلى بكر بن وائل: "من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل: أسلموا تسلموا" قال: فما وجدوا من يقرؤهُ لهم إلا رجلا من بني ضُبيعة، فهم يسمون: بني الكاتب.
قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد". وقال الطبرانيُّ: "لم يروه عن قتادة، إلا خالد بن قيس" وخالد ونوح كلاهما صدوق وقال الهيثميّى في "المجمع" (305/ 5): "رواه أبو يعلي والبزار والطبرانيُّ في الصغير.
قُلْتُ: وخالد بن قيس وثقه ابنُ معين، والعجليُّ، وابن حبان. وقال ابن المديني: "ليس به بأس" لكن قال الأزديُّ: "روى عن قتادة مناكير". وهذا من روايته عنه، وقد خالفه شيبان بن عبد الرحمن وهو أوثقُ منه، فرواه عن قتادة، عن مضارب بن حزن العجليِّ، عن مرثد بن ظبيان، قال: جاءنا كتابٌ من رسول الله صلي الله عليه وسلم، فما وجدنا له كاتبًا يقرؤهُ، حتى قرأهُ رجل من بني ضُبيعة: "من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل: اسلموا تسلموا".
أخرجه أحمد (68/ 5)، ومن طريقه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" (136/ 5) قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدب وحسين بن محمد بن بهرام، قالا: ثنا شيبان بهذا ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن رجل من بني سدوس قال: كتب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل ... قال قتادة: فما وجدوا رجلا يقرؤه ... الخ، أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (281/ 1) قال: حدثنا علي بن محمد القرشي، عن سعيد ابن أبي عروبة به. وابن أبي عروبة من الأثبات في قتادة، لكن الراوي عنه: علي بن محمد بن أبي الخصيب القرشي، أحد شيوخ ابن ماجة ذكره ابن حبان في "الثقات" (475/ 8) وقال: "ربما أخطأ" وقال ابنُ أبي حاتم: "محلُّه الصدق"، وسعيد بن أبي عروبة كان اختلط، والقرشي ليس من قدماء أصحابه، نعم وجدتُ له متابعًا، فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: لقد حدَّث مرثد بن ظبيان أحد بني سدوس رضي الله عنه فذكره كله ولم يجعل شيئًا من المتن من قول قتادة. أخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1658) قال: حدثنا يوسف بن حمادٍ، ثنا عبد الأعلى بهذا. وعبد الأعلى من قدماء أصحاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/151)
سعيد، ولكن أرجح الأقوال عندي هو قول شيبان بن عبد الرحمن. وإسنادُهُ صالحٌ. ومضارب بن حزن وثقه ابنُ حبان والعجليُّ، وروى عنه جماعة. والله أعلمُ.
أمَّا الحديث الثالث: "من كذَّب بالقدر ... " فهو حديثٌ منكرٌ.
أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (455/ 3)، وأبو محمد الجوهري في "حديث أبي الفضل الزهري" (ج/3ق2/ 65) قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز هو أبو القاسم البغويُّ، قال: حدثني أبو الجهم العلاء بن موسى؛ وهذا في "جزئه" (89) قال: حدثنا سوَّار بن مصعبٍ، عن كليب بن وائل، قال: سمعتُ ابن عمر يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكره.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًا، وسوار بن مصعب واهٍ، لا سيما وقد قال ابنُ عدي: "وهذا عن كليب، يرويه سوَّار بن مصعب" وهذا يعني أنه تفرّد به. وقد تابعه سوَّار بنُ عبد الله بن قدامة العنبريُّ قاضي البصرة فرواه عن كليب بهذا أخرجه العقيليُّ (170/ 2) وقال: "قد رُوي في الإيمان بالقدر أحاديث صحاحٌ، وأمَّا هذا اللَّفظ، فلا يحفظ إلا عن هذا الشيخ". وقد قال الحافظ ابنُ حجر في "لسان الميزان" (127/ 3) معلِّقًا على رواية العقيلي: "لعلَّه وقع في الرواية غير منسوب ونسبهُ بعضُهم فأخطأ، وإلا فهذا الحديث رويناه في جزء أبي الجهم عن سوَّار بن مصعبٍ، عن كليبٍ" انتهى. وعندي أن هذا ليس بكافٍ في دعوى التخطئة. مع سقوط الحديث، والله أعلمُ.
*******************
ويسأل القارئ م ي أ عن صحة هذا الحديث وعن معناه: "من صام الدهر، ضُيِّقت عليه جهنم هكذا". وعقد تسعين.
والجواب بحول الملك الوهاب: أنه لا يصحُّ مرفوعًا، وثبت وقفهُ. فأخرجه النسائيّ في "المحاربة" كما في "أطراف المزى" (181/ 6)، وابنُ خزيمة (2154،2155)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (485 مسند عمر)، والبزار (3062 البحر) من طرقٍ عن محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي تميمة وهو طريف بن مجالد، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا به.
قال ابن خزيمة: "لم يُسند هذا الخبر عن قتادة غير ابن أبي عدي، عن سعيد" وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غيرُ واحدٍ، عن قتادة، عن أبي تميمة، عن أبي موسى موقوفًا، وأسنده ابنُ أبي عدي، عن ابن أبي عروبة".
قُلْتُ: كذا قالا، ولم يتفرّدْ محمد بن إبراهيم بن أبي عدي بوصله، فتابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: نا سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد سواء.
أخرجه الرُّوياني في "مسنده" (561) قال: أخبرنا محمد بن بشار، نا ابنُ أبي عدي وعبد الأعلى، قالا: نا سعيد بن أبي عروبة بهذا وقد توبع ابن أبي عروبة على رفعه.
تابعه شعبة بن الحجاج، فرواه عن قتادة بهذا الإسناد.
أخرجه ابنُ جرير في "تهذيب الآثار" (486 مسند عمر) قال: حدثنا ابنُ بشارٍ، وابنُ المثنَّى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. وقد روى ابنُ جرير قبله حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بهذا مرفوعًا ثم أردفه بحديث شعبة ثم قال: "بنحوه". وهذا يقتضي أن حديث شعبة مرفوعٌ. وقد رواه غيرُ محمد بن جعفر عن شعبة موقوفًا.
فأخرجه أحمد (412/ 4)، وابنُ أبي شيبة (78/ 3) قالا: حدثنا وكيعٌ. والطيالسيُّ (513)، ومن طريقه ابن جرير (488) والبيهقيُّ (300/ 4) قالا: ثنا شعبة، عن قتادة به موقوفًا.
وفي "مسند الطيالسيّ": "لم يرفعْه شعبةُ، ورفعه سعيدٌ". ووقفُهُ عن شعْبة أشهر. وهو أصحُّ في حديث قتادة.
فقد رواه أيضًا همامُ بن يحىى، عن قتادة بهذا الإسناد موقوفًا.
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (563) قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، ثنا همامٌ بهذا.
وتابعه أيضًا هشام بن أبي عبد الله الدستوائيُّ، عن قتادة مثله موقوفًا أخرجه ابنُ جرير في "التهذيب" (487،489) من طريق معاذ بن هشام وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، قالا: ثنا هشام الدستوائي به.
فقد رأيت أراك اللهُ الخير أن شعبة على اختلافٍ عنه، وهشامًا الدستوائيّ، وهمام بن يحىى رووا هذا الحديث عن قتادة موقوفًا وتأيدت رواية قتادة الموقوفة، بمتابعة سفيان الثوري، فقد رواه عن أبي تميمة، عن أبي موسى رضي الله عنه موقوفًا.
أخرجه عبدُ الرزَّاق في "المصنّف" (ج/4رقم7866).
ورواه عقبة بن عبد الله الأصمُّ وهو ضعيفٌ، عن أبي تميمة، عن أبي موسى موقوفًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/152)
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص197). قال: حدثني حوثرة بن أشرس بن عون العدوي، قال: أخبرني عقبة بن عبد الله بهذا.
أمَّا روايةُ الرفع، فتابع ابن أبي عروبة عليها أبان بن أبي عيَّاش. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (564) قال: حدثني مسلم بن إبراهيم قال: ثنا أبان بن أبي عياش، عن أبي تميمة، عن أبي موسى مرفوعًا. قال همامٌ، فقلتُ له: فإن قتادة لم يرفعْهُ، فقال أبانُ: أخبرني في بيتي مرفوعًا.
وإسنادهُ ساقطٌ، وأبانُ تالفٌ، ولكن تابعه الضحَّاك بن يسار أبو العلاء البصريُّ، أنه سمع أبا تميمة يحدِّثُ به عن أبي موسى مرفوعًا أخرجه أحمد (412/ 4) قال: حدثنا وكيعٌ. والبزار (3063 البحر)، والبيهقيُّ في "السنن الكبير" (300/ 4)، وفي "السنن الصغير" (1415) عن الطيالسيِّ وهذا في "مسنده" (514)، وابنُ حبان (3584)، والطبرانيُّ في "الأوسط" (2562) عن حفص بن عمر. والعقيليُّ في "الضعفاء" (2 - 219)، والبيهقي فى "الكبير" (4 - 300)، وفى "الشعب" (3891) عن أبي الوليد الطيالسيّ قالوا: ثنا الضحاك بن يشار بهذا الإسناد. وإسنادُهُ ضعيفٌ.
والضحاك؛ ضعّفه ابن معين، وأبو داود، والساجي، والعقيليَّ، وابنُ الجارود. ومع تضعيف هؤلاء النقاد له، قال ابنُ عدي: "لا أعرفُ له إلا الشيء اليسير" فهذا مما يقوي ضعفَهُ، خلافًا لأبي حاتمٍ، فإنه قال: "لا بأس به". وهذا قلَّما يقع لمثل أبي حاتم. والله أعلم.
وقد قال العقيلي في ترجمة "الضحَّاك": "وقد روي هذا عن أبي موسى موقوفًا، ولا يصحُّ مرفوعًا".
أمَّا معنى الحديث على فرض صحته؛ فقال ابن خزيمة (313/ 3143): "سألتُ المزنيَّ عن معنى هذا الحديث، فقال: يشبه أن يكون معناه، أي: ضيِّقت عنه جهنم، فلا يدخلُ جهنم، ولا يشبهُ أن يكون معناه غير هذا، لأن من ازداد لله عملا وطاعةً، ازداد عند الله رفعةً، وعليه كرامةً، وإليه قُرْبةً. هذا معنى جواب المزنيَّ". انتهى.
وقال البزار: "يحتمل معناه عندي والله أعلمُ أن تضيق عليه فلا يدخُلُها، جزاءً لصومه، ويحتمل أيضًا إذا صام الأيام التي نهى النبيُّ صلي الله عليه وسلم عن صومها، فتعمَّد مخالفة الرسول صلي الله عليه وسلم، أن يكون ذلك عقوبةً، لمخالفة رسول الله صلي الله عليه وسلم ". انتهى.
ونقل الحافظ في "الفتح" (223/ 4) كلام ابن خزيمة، ثم قال: "ورجّح هذا التأويل جماعةٌ، منهم الغزاليُّ، فقالوا: له مناسبةٌ من جهة أن الصائم لمَّا ضيَّق على نفسه مسالك الشهوات بالصوم، ضيَّق الله عليه النار، فلا يبقى له فيها مكانٌ، لأنه ضيَّق طرقها بالعبادة، وتُعُقِّب: ليس كلُّ عمل صالحٍ إذا ازداد العبدُ منه، ازداد من الله تقرُّبًا، بل رُبَّ عمل صالحٍ إذا ازداد منه، ازداد بُعْدًا كالصلاة في الأوقات المكروهة، والأولى إجراء الحديث على ظاهره، وحمله على من فوَّت حقًا واجبًا بذلك، فإنهُ يتوجَّه إليه الوعيد، ولا يخالفُ القاعدة التي أشار إليها المزنيُّ" اه.
قُلْتُ: وهذا جوابٌ بديعٌ من الحافظ رحمه الله، وما أمرُ الخوارج عنك ببعيد، فقد اتفق كلُّ من نقل أخبارهم على أنهم كانوا من أعبد الناس، حتى كنت ترى سيما الصلاة في وجه الواحد منهم كرُكبة العنز، مع فرط تألُّههم، وتجافيهم عن الدنيا، ومع ذلك قال فيهم رسولُ الله صلي الله عليه وسلم: "يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرَّميَّةِ، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم؛ لأقتلنهم قتل عادٍ".
فقومٌ يقول عنهم رسولُ الله صلي الله عليه وسلم مثل هذا القول الشديد، لا يزدادون بعبادتهم إلا بُعْدًا، وصدق ابن مسعودٍ رضي الله عنه إذ قال: "اقتصادٌ في سنةٍ، خيرٌ من عمل كثيرٍ في بدعةٍ". أو كما قال.
وما أحسن ما رواه البيهقيُّ في "سننه" (466/ 2) من طريق أبي زرعة الرازي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن أبي رباحٍ، عن سعيد بن المسيب؛ أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاهُ. فقال: يا أبا محمد! يعذبُني اللهُ على الصلاة؟! قال: لا، ولكن يعذِّبُك على خلاف السنة.
وصحَّح إسناده شيخُنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله في "إرواء الغليل" (236/ 2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/153)
قُلْتُ: ورجالُهُ ثقاتٌ أئمةٌ، لولا أن أبا رباح شيخ الثوري ما عرفتُهُ، ويحتمل أن يكون هو أبو رباح بن أبي الحكم بن حبيب الثقفي، ترجمه ابنُ أبي حاتم (371/ 2/4)، وابن حبان في "الثقات" (573/ 5) وقالا: "روى عنه عمر بن ذرّ".
ويحتمل أن يكون هو رباح بن أبي معروف المكيِّ، وتكونُ أداةُ الكنية مقحمةً، فإن الثوري يروي عنه، وهو قد روى عن جماعة من التابعين، منهم عبد الله بن أبي مليكة، وغيره، فروايتُهُ عن سعيد محتملة، ثم هو مختلفٌ فيه، وهو وسطٌ.
فإن يكنْهُ، فالإسناد صالحٌ، ومثلُ هذه الحكايات يتسامح فيها أهلُ العلمُ.
وحملُ الحديث على من فوَّت حقًا واجبًا أولى، فإنه يتوجه إليه الوعيد، كمن يترك التداوي لما في الصبر على المرض من الأجر، لكنه يضيّعُ الصلاة مثلا لعدم قدرته على احتمال الألم، فإن ترك التداوي وإن كان جائزًا لمن له قدرةٌ على الصبر، لكنه لا يجوز إذا فوّت المرءُ به ما أوجبه الله عليه. والله أعلمُ.
****************
يسأل القارئ: ح أ م، فيقول: روى أبو داود في "سننه" حديث أبي أمامة أن النبي # قال: "الأذنان من الرأس" وقال كلامًا عقب الحديث، لم أفهم مراده منه. فما هو مراده؟ وهل الحديث صحيح أم لا؟
والجوابُ بحول الملك الوهاب: أنه حديث "ضعيف".
فأخرج أبو داود (134) قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حمادٌ. (ح) وحدثنا مسدَّدٌ وقتيبةُ، عن حماد بن زيدٍ، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، وذكر وضوء النبيِّ صلي الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسح المأقين، قال: وقال: "الأذنان من الرأس" قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة. قال قتيبةُ: قال حمادٌ: لا أدري هو من قول النبي صلي الله عليه وسلم أو من أبي أمامة، يعني: قصة الأذنين. قال قتيبةُ: عن سنان أبي ربيعة. قال أبو داود: هو ابنُ ربيعة كنيتُهُ: أبو ربيعة" انتهى.
قُلْتُ: وأخرجه الترمذيُّ (37) قال: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ. وابنُ ماجة (444)، والدارقطنيُّ (103/ 1) عن محمد بن زياد الزيادي. وأحمدُ في "مسنده"، وأبو عبيد في "كتاب الطهور" (88،359)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج/8 رقم 7554) عن عفان بن مسلم. وأحمد أيضًا (264/ 5، 278) قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدِّبُ ويحىى بن إسحاق. والدارقطنيُّ (1 - 103)، والبيهقيُّ (66/ 671) عن سليمان بن حرب. والطحاوي في "شرح المعاني" (33/ 1) عن يحىى بن حسَّان. وابنُ عدي في "الكامل" (1277/ 3) عن أحمد بن عبدة. وابنُ جرير في "تفسيره" (11381 شاكر) عن حماد بن أسامة. والدارقطنيُّ (03/ 1) عن الهيثم بن جميل، وأبي عمر الضرير، ومحمد بن أبي بكر. والطبرانيُّ في "الكبير" (7554) عن عارم، وخالد بن خداش وأبي عمر الضرير. والبيهقيُّ (66/ 1) عن مسدَّد بن مسرهد وأبي الربيع الزهراني قالوا جميعًا: حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة ورواه محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا حماد بن زيد بإسناده لكنه قال عن أبي أمامة أو عن أبي هريرة. هكذا على الشكِّ في صحابيِّ الحديث. أخرجه ابنُ جرير (11379). وكذلك شك مُعَلَّى بن منصور فروى هذا الحديث عن حماد بن زيد بسنده فقال: "عن أبي أمامة عن النبي صلي الله عليه وسلم أو عن أبي أمامة قال: الأذنان من الرأس".
أخرجه الدارقطنيُّ (103/ 1) عن محمد بن شاذان، نا مُعَلَّى بن منصور. ولكني وجدتُ أبا كريبٍ وهو محمد بن العلاء رواه عن مُعَلَّى بن منصور، عن حماد بن زيد كما رواه الجماعة. أخرجه ابنُ جرير (11380).
قُلْتُ: فقد رأيت أراك اللهُ الخير أن خمسة عشر راويًا فيهم جمعٌ من الحفاظ الأثبات رووا هذا الحديث عن حماد بن زيد بسنده فجزموا أن الحديث من "مسند أبي أمامة" وأنه مرفوعٌ إلى النبي صلي الله عليه وسلم. وخالفهم سليمان بن حرب فجزم بأن قوله: "الأذنان من الرأس" من كلام أبي أمامة رضي الله عنه. فنظر الدارقطنيُّ في هذا الاختلاف، فقال عقب تخريجه الحديث: "أسند هؤلاء عن حماد، وخالفهم سليمان بن حربٍ، وهو ثقةٌ حافظٌ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/154)
فهذا يدلُّ على أنَّ الدارقطنيّ يرجح رواية سليمان بن حرب على رواية هؤلاء النفر، وفيهم من ذكرتُ من الحفاظ، وهذا يخالفُ القاعدة الكليَّة التي وضعها علماءُ الحديث في تعريف الشاذ، ولكن هذه القاعدة قد تتخلف أحيانًا لقرائن تكون عند الناقد، ولعل من القرائن التي اعتمد عليها الدارقطني في ترجيح رواية سليمان وحده أنه كان ذا خصوصيةٍ في حماد بن زيدٍ. فقد ذكر يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (170/ 1) عن سليمان بن حربٍ قال: "اختلفت إلى شعبة، فلما مات جالستُ حماد بن زيد ولزمته حتى مات، جالستْهُ تسع عشرة سنة". ومن القرائن أيضًا الأخذ بالأقل عند الاختلاف، والأقلُّ أن يكون موقوفًا لا مرفوعًا، إنما أقولُ هذا تخريجًا لصنيع الدارقطنيّ رحمه الله، وإلا فالصواب عندي هو تقديم رواية الجماعة على روايته وحده، لا سيما وقد نقل الترمذي عن شيخه قتيبة بن سعيد أنه قال: قال حمادٌ: لا أدري، هذا من قول النبيّ صلي الله عليه وسلم أو من قول أبي أمامة؟ فدلَّنا ذلك على أن الذي شك في رفعه أو في وقفه إنما هو حماد بن زيد فتلقَّاهُ عنه الجماعة مرفوعًا، وسليمانُ بن حربٍ موقوفًا، وإذ الأمرُ كذلك فلا داعي لنصب الخلاف بين الرواة عن حمادٍ، ولا داعي أيضًا لقول سليمان ابن حرب فيما ذكره البيهقيّ إذ قال: "الأذنان من الرأس إنما هو من قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا، فقد بدَّل، أو كلمة قالها سليمانُ، أي: أخطأ" انتهى، لأنه من العسير أن يهم أو يخطئ هذا الجمع الغفير من الثقات، ويتواطئوا على التبديل.
فهذا هو مرادُ أبي داود من التعليق على هذا الحديث. والله أعلم.
أما الحكمُ على الحديث، فهو الضعفُ، وقد قال الترمذيُّ عقبهُ: "ليس إسنادُهُ بذاك القائم" وسنان بن ربيعة وشهر بن حوشب متكلمٌّ فيهما ولا يصحُّ في مسح المأقين حديث مرفوع. والمأق، ويقال أيضًا: الماق بلا همزٍ والموق: طرفُ العين الذي يلي الأنف.
وكذلك: "الأذنان من الرأس" قد رُوي مرفوعًا عن جماعةٍ من الصحابة ولا يصح منها شيئٌ كما جزم بذلك جماعةٌ من النقاد، والصوابُ أنه موقوف وقد استوفى شيخنا الألباني رحمه الله أحاديث هؤلاء الصحابة في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (رقم36) ورجح الرفع لإسنادٍ وجده في "المعجم الكبير" للطبرانيّ وقال: "وهذا سندٌ صحيحٌ، رجالُهُ كلهم ثقات ولا أعلمُ له علَّةً .. " وصحح الحديث وحكى عن بعض العلماء القول بأنه متواتر ولكني وقفتُ على علَّته، فإذا هي المخالفة كما ذكرتُهُ في "نوح الهديل بكشف ما في سنن أبي داود من التذييل" والحمد لله.
**************
ويسألْ القارئ: م ع أ فيقول: هل ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "لا يتمنى أحدُكم الموت لضر أصابه أو نزل به". فإذا صحَّ فكيف دعا الإمام البخاري على نفسه بالموت مع ثبوت هذا الحديث؟
والجواب بحول الملك الوهاب:
أن هذا الحديث صحيحٌ.
وقد ثبت من حديث أنسٍ، وأبي هريرة، وخباب بن الأرت رضي الله عنهم، وله شواهد عن آخرين من الصحابة في أسانيدها مقالٌ.
أمَّا كيف دعا الإمام البخاريُّ على نفسه، فلا بد من معرفة القصة على وجهها فاعلم أيها المسترشد أنه ثارت في أيام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فتنةٌ عمياء، وداهيةٌ دهياء، وفكرةٌ صلعاء، ألا وهي فتنةُ خلق القرآن ووقف لها جمعٌ من العلماء الربانيين وعلى رأسهم الإمامُ أحمد، حتى كسر الله عز وجل بهم شوكة الجهمية، فحوروا مرادهم بطريقة أخرى وهو أنهم قالوا: "لفظي بالقرآن مخلوق" و"اللَّفظ" كلمة مجملةٌ فقد يقصد بها الملفوظ وهو القرآن وقد يُقصد بها حركة اللسان فوقف الإمامُ أحمد ومحمد بن يحىى الذهلي مع جماعةٍ من أهل العلم لهذه البدعة الجديدة بالمرصاد، فلما أراد البخاريُّ رحمه الله أن يدخل نيسابور، قال عالمُها وفاضلُها محمد بن يحىى الذهلي أحدُ مشايخ البخاري: إن العبد الصالح محمد بن إسماعيل سيأتينا غدًا، فمن أراد أن يستقبله، فإني مستقبلُهُ فاستقبله الناس على ثلاثة فراسخ، ونثروا الحلوى على رؤوس الناس ابتهاجًا بمقدم هذا العبد الصالح، ونزل في دار البخاريين في نيسابور، ثم بدأ يعقد مجالس الإملاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/155)
وقال أبو أحمد بنُ عدي. ذكر لي جاعةٌ من المشايخ أنَّ محمد بن إسماعيل لمَّا ورد نيسابور اجتمع الناسُ عليه، حَسَدَهُ بعضُ من كان في ذلك الوقتِ من مشايخِ نيسابور لمّا رأوا إقبال الناسِ إليه، واجتماعهم عليه، فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحنوه في المجلس. فلما حضر الناسُ مجلسَ البخاري، قام إليه رجلٌ، فقال: يا أبا عبدِ الله، ما تقول في اللفظِ بالقرآن، مخلوقٌ هو أم غيرُ مخلوق؟ فأعرض عنه البخاريُّ ولم يُجِبْه. فقال الرجلُ: يا أبا عبد الله، فأعاد عليه القولَ، فأعرضَ عنه. ثم قال في الثالثة، فالتفَتَ إليه البخاريُّ، وقال: {القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة} فشغب الرجل وقال: قد قال لفظي بالقرآن مخلوق.
وذكر بعض أهل العلم أن هذا كان حسدًا من الذهلي على البخاري، وأنا أستبعد ذلك، فقد كان الذهلي من أفاضل أهل العلم وخيارهم، ولكن ما يُعابُ عليه أنه لم يتثبت من مقالة البخاري، فإن البخاري ما قال: لفظي بالقرآن مخلوق، إنما قال: أفعالُنا مخلوقة ... ثم امتدت المحنة حتى خرج البخاريُّ من نيسابور، فاستقبلته محنةٌ أخرى عندما نزل بخارى. فقد قال بكر بن منير بن خليد بن عسكر: بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احملْ إليَّ كتاب "الجامع" و"التاريخ" وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أَذِلُّ العلمَ، ولا أَحْمِلُه إلى أبوابِ الناس. فإن كانت لكَ إلى شيءٍ منه حاجةٌ، فاحضُر في مسجدي، أو في داري. وإن لم يعجبْك هذا فإنك سلطانٌ، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذرٌ عند الله يومَ القيامة، لأنّي لا أكتُم علم، لقول النبيِّ صلي الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِل عَنْ عِلمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجامٍ مِنْ نارٍ" فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
فلما وقع هذا للإمام خشي على دينه، قال ابنُ عدي: سمعتُ عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خَرْتَنْك وهي قريةٌ على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعتُهُ ليلةً يدعو، وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك، فما تمَّ الشهر حتى مات. وقد جعل جماعةُ العلماء حديث النهي عن تمني الموت خاصًا بالمصائب التي يبتلى العبدُ بها في الدنيا، أمَّا إذا خشى ذهاب دينه، فيشرع له أن يدعو بالموت، وقد عقد البخاري في "كتاب الفتن" (13 - 7574) بابًا لذلك. فقال: "باب: لا تقوم الساعة حتى يغبط أهلُ القبور". ثم روى فيه حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانك". وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا. وقال ابنُ عبد البر: "ظنَّ بعضهم أن حديث أبي هريرة معارض للنهي عن تمني الموت، وليس كذلك، إنما في حديث أبي هريرة أن هذا القدر سيكون لشدةٍ تنزلُ بالناس من فساد الحال في الدين، أو ضعفه، أو خوف ذهابه، لا لضرر ينزل بالجسم، كما قال الحافظ، وكذلك أجاب القرطبيُّ وغيرُهُ. وقد أثر عن جماعة من السلف أنهم تمنوا الموت خوف الفتنة في الدين، وأنا أذكر ما يحضرني من ذلك. وقد ورد هذا المعنى في حديث ابن عباس مرفوعًا: " ... وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون" أخرجه أحمد (1 - 368)، والترمذيُّ (3233) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب 405، 451) وصحيح الجامع (59)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2 - 169)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (682)، وابن خزيمة في "التوحيد" (ص218217) عن أبي قلابة، عن ابن عباسٍ، ولكنه لا يصح لاضطرابه، ولانقطاعٍ في سنده. وإنما نبهتُ على ذلك لأن بعض العلماء كابن كثيرٍ رحمه احتج به على هذا المعنى، وهو رائقٌ لو صحَّ الحديث.
أما الآثار عن السلف رحمهم الله، فمنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/156)
1 ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4 - 518) من طريق بشر بن بكر حدثني الأوزاعي عن يحىى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة قال: عدتُ أبا هريرة، فسندتُهُ إلى صدري ثم قلتُ: اللهم اشف أبا هريرة. فقال: "اللهم لا ترجعها" ثم قال: إن استطعت يا أبا سلمة أن تموت فمُتْ. فقلت: يا أبا هريرة إنا لنحب الحياة. فقال: والذي نفسُ أبي هريرة بيده، ليأتين على العلماء زمانٌ الموت أحبُّ إلى أحدهم من الذهب الأحمر، ليأتين أحدُكم قبر أخيه فيقول: ليتني مكانه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1 - 384) من طريق عبيد الله بن عمر، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن يحىى بن أبي كثيرٍ بهذا باختصارٍ.
قال الحاكم: "صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". والصوابُ أنه على شرط البخاري، وبشر بن بكر لم يخرج له مسلمٌ شيئًا.
2 وما أخرجه أبو العباس الأصم في "الثاني من حديثه" (ق 169 - 1702 - 1) قال: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثني ابنُ جابرٍ، عن عمير بن هانئ، أنه حدثه قال: كان أبو هريرة يمشي في سوق المدينة وهو يقول: اللهُمَّ لا تدركني سنة الستين، اللَّهُمَّ لا تدركني إمارة الصبيان".
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (234) قال: أخبرنا أبو مُسهرٍ، قال: حدثني صدقةُ بنُ خالدٍ، عن ابن جابرٍ، عن عمير بن هانئ، قال: كان أبو هريرة يقول: تشبثوا بصُدغي معاوية! اللَّهُمَّ لا تدركني سنة ستين! ثم أخرجه أبو زرعة (235) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جابرٍ بهذا الإسناد.
ثم زاد: "فتوفي أبو هريرة فيها أو قبلها بسنةٍ".
وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" (1397) قال: حدثنا أحمد هو: ابن محمد بن صدقة قال: حدثنا محمد بن معمر البَحْراني، قال حدثنا رَوْح بن عُبَادَةَ، قال حدثنا حماد بن سَلَمَةَ، عن علي بن زيد، عن أبي حازم.
عن أبي هريرة أنه قال: "في كيسي هذا حديث، لو حَدَّثْتُكُمُوْهُ لَرَجَمْتُمُوْني، ثم قال: اللهمَّ لا أَبْلُغَنَّ رأسَ السِّتِّيْنَ. قالوا: وما رأسُ الستينَ؟ قال: إِمارةُ الصبيانِ، وبَيْعُ الحُكْم، وكَثْرَةُ الشُّرَطِ، والشهادةُ بالمعرفةِ، ويَتَّخِذُونَ الأمانةَ غَنِيْمَةً، والصّدقةَ مَغْرَمًا، ونَشْوٌ يتَّخذونَ القرآنَ مَزَامِيْرَ، قال حماد: وأظنَّهُ قال: والتهاونُ بالدَّمِ".
قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد، إلا حمادٌ، تفرَّد به روح بنُ عبادة". وسندُهُ حسنٌ في المتابعات، وعلي بن زيد ضعيفُ ولكن رواية حماد بن سلمة عنه أمثل من رواية غيره عنه كما قال أبو حاتم الرازي، قال الحافظ في "الفتح" (1 - 216): "يشيرُ يعني: أبا هريرة إلى خلافة يزيد بن معاوية، لأنها كانت سنة ستين من الهجرة".
وكأنه لأجل هذا ومثله كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: "حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم وعاءين: فأمَّا أحدُهما فبثثته، وأمَّا الآخر، فلو بثثتهُ قُطع هذا البلعوم". أخرجه البخاريُّ (1 - 216) من طريق عبد الحميد بن أبي أويس، والبزار في "مسنده" (ج2 - ق177 - 2) من طريق بهلول بن مورق. وابنُ عدي في "الكامل" (1 - 33) من طريق ابن أبي فديك قالوا: ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (ج2 - ق229 - 2) قال: حدثنا الوليد بن عمرو بن سكين، نا كثير بن هاشم، حدثنا جعفر بن بُرقان، عن يزيد الأصم، عن أبي هريرة قال: عندي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم جرابان، قد حدثتكم بأحدهما، ولو حدثتكم بالآخر لفعلتم بي وفعلتم.
وهناك آثار أخرى عن جمع من الصحابة فيها الحسنُ الثابت والضعيف ذكرها نعيم بن حماد في "الفتن" (1 - 7771)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (181178)، والحاكم (4 - 486).
رأيت أن لا أطيل الأمر بذكرها. والله نسأل أن يقبضنا على التوحيد الخالص إنَّه جوادٌ كريم.
والحمد لله رب العالمين
***************
يسأل القارئ أ ح م فيقول: سمعتُ بعض مشايخ الحديث يقول عن حديث: أن رجلا لُدغ فشكا ذلك إلى النبي # فقال: "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضرك". فقال هذا الشيخ إن هذا الحديث ضعيفٌ لاضطرابه، مع أنني بحثت عنه فوجدتُهُ في "صحيح مسلم" فما قولكم في ذلك؟
والجواب بحول الملك الوهاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/157)
أن هذا الحديث صحيحٌ لا شك فيه، ولكن وقع في إسناده اختلافٌ، فلربما رآه ذلك الشيخ مؤثرًا، وقصد وجهًا واحدًا من الاختلاف، ومع ذلك فلا يُحكم على الحديث بالاضطراب إلا إذا تعذر الترجيح، وتساقطت كلُّ الوجوه جميعًا، أمَّا إذا رجحنا وجهًا على آخر، فيُنفى الاضطراب، ويُحكم للوجه الراجح علي ما سواه. فهذه هي القاعدةُ الكلية للحديث المضطرب. أمَّا الحديثُ: فأخرجه النسائيُّ في "اليوم والليلة" (596)، والطحاويُّ في "المشكل" (28) عن أسد بن موسى وأحمد في "المسند" (448/ 3 و430/ 5)، والطحاويُّ في "المشكل" (25) عن وهب بن جرير. وأبو يعلي الخليلي في "الفوائد" (ق21128) ومن طريقه الرافعي في "أخبار قزوين" (192/ 2) عن سلْم بن سلام ثلاثتهم عن شعبة بن الحجاج، عن سهيل بن أبي صالح وأخيه هو صالح ابني أبي صالحٍ، عن أبيهما، عن رجلٍ من أسلم أنه لُدغ، فشكا ذلك ... الحديث. وقد توبع شعبةُ. فأخرجه أبو داود (3898)، والنسائيُّ (594)، والطحاويُّ (26) عن زهير بن معاوية، والنسائيُّ أيضًا (593،596) والطحاويُّ (24،29) عن وهيب بن خالد وسفيان بن عيينة. والطحاويُّ أيضًا (27) عن أبي عوانة. وعبد الرزاق في "المصنف" (19834) عن معمر بن راشد. والنسائيُّ (592)، والطحاويُّ (33)، والبيهقيُّ في "الدعوات الكبير" (36) عن سفيان الثوري كلهم عن سهيل بن أبي صالح بهذا الإسناد. وقد اختلف على سهيل في إسناده. فرواه الثوريُّ، وشعبة، ومعمر بن راشد، وأبو عوانة وسفيان بن عيينة، ووهيب بن خالد وزهير بن معاوية وكلهم من الثقات الأثبات عن سهيل فجعلوه من "مسند رجلٍ من أسلم" وخالفهم مالك فرواه عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم، قال: ما نمتُ هذه الليلة، لدغتني عقربٌ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذُ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرك إن شاء الله .. " فجعله من "مسند أبي هريرة".
أخرجه أحمد (375/ 2) قال: حدثنا إسحاق هو ابن عيسى، والبخاريُّ في "خلق أفعال العباد" (445) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وعبد الله بن مسلمة القعنبي والنسائيّ في "اليوم والليلة" (589)، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. والطحاويُّ في "المشكل" (16) عن عبد الله بن وهب، وابنُ حبان (1021) عن أحمد بن أبي بكر والبيهقيُّ في "الأسماء" (365) عن يحىى بن بكير، قالوا: ثنا مالك، وهو في "الموطأ" (11/ 951/2) عن سهيل بن أبي صالح بهذا. ولم يقع لفظُ المشيئة عند أحمد.
وزاد النسائيّ بعدها: "شيءٌ". وأفاد ابنُ عبد البر في "التمهيد" (241/ 21) أن ابن وهبٍ رواه عن مالكٍ بإسناده، إلا أنه لم يذكر المشيئة في آخره. وقد رواه الطحاوي عن ابن وهبٍ فذكرها والحمد لله.
وأخرجه أبو داود (3898) عن زهير بن معاوية. وابنُ ماجة (3518)، والبخاريُّ في "خلق الأفعال" (446)، والنسائيُّ في "العمل" (591)، وأبو يعلى (6688)، وابنُ حبان (1036)، والطحاويُّ (21)، وابن حبان (1022) عن جرير بن حازم. والنسائيُّ (590)، وأحمد (290/ 2)، والطحاويُّ (20) عن هشام بن حسَّان والبخاريُّ (448،449)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" (241/ 21) عن سعيد بن عبد الرحمن الجُمحي. والنسائيُّ (588)، والطحاويُّ (19) عن حماد بن زيدٍ. والطحاوي أيضًا عن الثوري وروح بن القاسم. والطبرانيُّ في "الأوسط" (523) عن إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
قُلْتُ: فقد رأيت أراك الله الخير أن جمعًا من الثقات رووه عن سهيل فجعلوه من "مسند أبي هريرة" فيحتمل أن يكون الوجهان جميعًا صحيحين ويقعُ لي أن الحديث من "مسند أبي هريرة"، وهذا أولى أن يكون محفوظًا، لأن سهيلا كانت قد أصابته علَّةٌ، فنسى بعض حديثه فلعلَّه اضطرب في إسناد هذا الحديث ولم يُحكمْهُ. وقد رجَّح الطحاويُّ ذلك فقال في "المشكل": "ولما وجدنا من رواية القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة لا عن رجلٍ من أسلم، قوي في قلوبنا أن أصل الحديث عن أبي صالح، عن أبي هريرة". انتهى. وحديثُ القعقاع بن حكيمٍ هذا: أخرجه مسلم في "الذكر والدعاء" (2081/ 4) قال: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر. وابنُ خزيمة في "التوحيد" (399/ 1،401)، والطحاويُّ في "المشكل" (31) قالا: ثنا بحر بن نصر الخولاني، والطحاويُّ أيضًا (30) قال: حدثنا يونس بن عبد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/158)
الأعلى. وابنُ حبان (1020) عن حرملة بن يحىى قالوا: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله الأشج قال: قال القعقاع بن حكيم، عن ذكوان أبي صالحٍ، عن أبي هريرة .. فذكر مثله وقد رواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب على وجه اخر ذكرتُهُ في "تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في هذا الحديث، وقد تبيَّن بحمد الله تعالى أن الاضطراب منتفٍ عنه بالترجيح الذي ذكرناه، وليس ببعيدٍ تصحيحُ الوجهين جميعًا كما تقدَّم لا سيما وقد رواه الثوري وزهير بن معاوية عن سهيلٍ بالإسنادين جميعًا. والله سبحانه وتعالى أعلمُ.
*******************
ويسأل القارئ: إ ح ع محافظة كفر الشيخ عن صحة حديث "لا يتم بعد احتلام".
والجواب بحول الملك الوهاب:
أما الحديث: فهو حديث "حسن" موقوفًا.
وقد ورد من حديث علي بن أبي طالبٍ، وجابر بن عبد الله، وأنس، وحنظلة بن حذيم رضي الله عنهم.
أولا: حديثُ علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه. وله عنه طرقٌ.
1 عبد الله بن أبي أحمد، عنه.
أخرجه أبو داود (2873)، والطحاويُّ في "المشكل" (280/ 1) قال: حدثنا عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي. والطبرانيُّ في "الأوسط" (290) قال: حدثنا أحمد بن رشدين. وفي "الصغير" (266) قال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفَّاف المصريُّ، قالوا: حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا يحىى بن محمد المديني، حدثنا عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش، أنه سمع شيوخًا من بني عمرو بن عوف، ومن خاله عبد الله بن أبي أحمد، قال: قال علي بن أبي طالب: حفظتُ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، قال: "لا يُتم بعد احتلام، ولا صُمات يوم إلى الليل". لفظُ أبي داود. وزاد الآخران: "ولا طلاق إلا من بعد نكاحٍ، ولا عتاق إلا من بعد ملكٍ، ولا وفاء لنذر في معصيةٍ، ولا وصال في الصيام". ووقع عند الطحاوي: " ... ابن رقيش، عن عمومةٍ له من بني عمرو بن عوف". وهذا القدر من الإسناد لم يقع عند الطبرانيِّ.
قال الطبرانيُّ في "الأوسط": "لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن أبي أحمد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به: أحمد بن صالح". وقال في "الصغير": "لا نحفظ لعبد الله بن أبي أحمد حديثًا مسندًا غير هذا". انتهى. وهذا إسنادٌ ضعيفٌ. ويحىى بن محمد هو ابن عبد الله الجاري وثقه يحىى الزِّمِّي، والعجليُّ، وابن حبان في "الثقات" (255/ 9) وقال: "يغربُ". وقال ابن عدي: "ليس به بأس". لكن قال البخاريُّ: "يتكلمون فيه" وذكره ابنُ حبان في "المجروحين" (130/ 3) وقال: "كان ممن ينفرد بأشياء لا يتابع عليها على قلة روايته، كأنه كان يهم كثيرًا، فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكُّب عما انفرد به من الروايات، وإن احتج به محتجٌّ فيما وافق الثقات، لم أر به بأسًا". انتهى ولا أعلمُ أحدًا تابعه على هذه الرواية.
وعبد الله بن خالد وأبوه لا يُعرفان. والله أعلمُ.
2 النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالبٍ مرفوعًا: "لا رضاع بعد الفصال، ولا وصال، ولا يُتم بعد الحلم، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا طلاق قبل النكاح" أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (545/ 2)، والبيهقيُّ (461/ 7) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنَّف" (11450/ 416/6) عن معمر بن راشد، عن جويبر بن سعيد، عن الضحَّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، عن عليٍّ بهذا. وعند عبد الرزاق: "فقال له الثوريُّ: يا أبا عروة هي كنيةُ مَعْمرٍ إنما هو عن عليّ موقوفٌ. فأبى عليه مَعْمر إلا عن النبي صلي الله عليه وسلم ". وعند البيهقيّ: "قال سفيان لمعمر: إنّ جويبرًا حدثنا بهذا الحديث ولم يرفعه. قال مَعْمرٌ: وحدثنا به مرارًا ورفعه".
وقد توبع معمر على رفعه. تابعه سفيان الثوري، فرواه عن جويبر بهذا الإسناد أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل" (142/ 4)، والثقفيُّ في "الثقفيات" (2/ 9/3) من طريق أيوب بن سويد، عن الثوري بهذا. وهذا منكرٌ عن الثوري لأمرين:
الأول: أن الثوري أنكر على معمر بن راشد رفعه لما تقدَّم، وقال: إنه موقوفٌ.
الثاني: أن أيوب بن سويد ضعيفٌ، وقد خالفه محمد بن كثير، وهو أوثق منه بطبقات، فرواه عن الثوري فوقفه. ورجح الدارقطنيُّ وقفه وقال: "هو المحفوظُ" ومما يؤيد وقفه أن هشيم بن بشير رواه عن جويبر، عن الضحاك، قال: أخبرني النزال بن سبرة، قال: سمعتُ عليًّا يقول: فذكره موقوفًا أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1030) قال: نا هشيمٌ.
وكذلك رواه حماد بن زيد، وإسحاق بن الربيع عن جويبر بهذا موقوفًا. ذكر ذلك الدارقطنيُّ أيضًا. وترجيح الموقوف على المرفوع نظريٌّ.
انتهت الموسوعة
وقريبا إن شاء الله الموسوعة الثانية
مع تحيات
مجلة الايمان الإسلامية
www.al-eman.50megs.com
www.alheweny.jeeran.com
ـ[علي سليم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا التراب ....(43/159)
بحث علمي يزيل الإشكال عن سجود الشمس تحت العرش
ـ[عبد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد؟ أتقف للسجود للواحد المعبود؟ وإن حصل ذلك فمالنا لا نرى ذلك؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع انها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قبل الجواب لا بد من إيضاح مسائل هامة ينبني على فهما أكثر الفهم وأجوده.
أول هذه المسائل أن نؤمن بالصحيح المنقول من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعليه فإننا نتحرى صحة ما وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت عندنا صحة الخبر آمنا به وعملنا بما فيه مذعنين متعبدين. وثاني المسائل أنه إذا ثبت لدينا صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه تحرينا الفهم الصحيح لمراده عليه الصلاة والسلام.
وتحري الفهم السليم مطلب شرعي قال تعالى:"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" وفيه ترغيب على الاختيار من بين الأقوال ولا يتأتى حسن الاختيار إلا بحسن الفهم. ومن أعظم ما يشحذ ملكة الفهم وينميها التأمل والتفكر في آيات الله الشرعية والكونية وطلب العلوم النافعة من العلوم الدنيوية، قال ابن تيمية في فتاواه رحمه الله في معرض جوابه عن تعلم العلوم النافعة وفضلها:" وأما الأمور المميزة التي هي وسائل وأسباب إلى الفضائل مع إمكان الاستغناء عنها بغيرها فهذه مثل الكتاب الذي هو الخط والحساب فهذا إذا فقدها مع أن فضيلته في نفسه لا تتم بدونها وفقدها نقص إذا حصلها واستعان بها على كماله وفضله كالذي يتعلم الخط فيقرأ به القرآن؛ وكتب العلم النافعة أو يكتب للناس ما ينتفعون به: كان هذا فضلا في حقه وكمالا"
والآن إليك الجواب وعلى الله التكلان:
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح:
? رواه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
? وأخرجه في صحيحه باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
? وعند مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده وغيرهم بألفاظ متقاربة.
والأحاديث فيها مسائل لها تعلق بصحة فهم المراد الذي التبس على السائل وهي:
1 - معنى السجود الوارد في الحديث.
2 - لفظ الغروب والتعقيب عليه بلفظ الذهاب.
3 - حرف "حتى" الدال على الغاية والحد.
4 - القول في عرش الرحمن سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/160)
أول هذه المسائل معنى لفظ السجود الوارد في الحديث. و يبدو أن السائل قد توهم من معنى السجود توافر الأعضاء والأطراف التي في بني آدم لتحقيق السجود بالنسبة للشمس ولا يلزم هذا كما هو معلوم. وبهذا يكون قد التبس عليه المعنى الاصطلاحي الذي يستعمله الفقهاء في شرحهم لكيفية السجود في الصلاة بالمعنى اللغوي الذي هو أوسع دلالة وأكثر معنى مما دل عليه الاصطلاح. ومن معاني السجود في اللغة الخضوع كما ذكره ابن منظور وغيره. وعليه يُحمل ما في هذا الحديث وهو المقصود في قوله تعالى في آية الحج:" ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"
قال ابن كثير رحمه الله:" يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" ا. هـ.
وعليه فسجود الشمس مما يختص بها ولا يلزم ان يكون سجودها كسجود الآدميين كما أن سجودها متحقق بخضوعها لخالقها وانقيادها لأمره وهذا هو السجود العام لكل شيء خلقه الله كما في آية الحج السابقة إذ كل شيء من خلق الله تعالى يسجد له ويسبح بحمده، قال تعالى في آية النحل:"ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون" والشمس داخلة في دواب السماء لأن معنى الدبيب السير والحركة والشمس متحركة تجري لمستقر لها كما هو معلوم بنص القرآن وكما هو ثابت بالعقل من خلال علوم الفلك المعاصرة إذ انها تدور حول نفسها ويسمون ذلك ( spin) أي دوران الشيء حول نفسه وذلك في خلال سبعة وعشرين يوما أرضيا وتدور (مع المجموعة الشمسية) حول مركز المجرة اللبنية أو ( milky way) بسرعة تقترب من 220 كيلومترا في الثانية. وكل في فلك يسبحون.
ولكن لو قال قائل:"هل تنتفي صفة السجود عن الشمس إذا كانت لا تسجد إلا تحت العرش فلا تكون خاضعة إلا عند سجودها تحت العرش وفي غير ذلك من الأحايين لا تكون؟
والجواب أن الشمس كما قدمنا لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية النحل والحج مع سائر المخلوقات وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لباطن العرش فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وفي كلا الحالتين لا يلزم من سجودها أن يشابه سجود الآدميين لمجرد الاشتراك في لفظ الفعل الدال عليه. ومن أمثلة ذلك من واقعنا أن مشي الحيوان ليس كمشي الآدمي وسباحة السمك والحوت ليست كسباحة الإنسان وهكذا مع انهم يشتركون في مسمى الفعل وهما المشي والسباحة.
هذه مسألة. أما المسألة الثانية فكما أنه يلزم من سجودنا التوقف عن الحركة لبرهة من الزمن وهو الإطمئنان الذي هو ركن في الصلاة فإنه لا يلزم بالمقابل أن يتوقف جريان الشمس لتحقيق صفة السجود. لأننا رأينا دلالة عموم لفظ السجود من آيتي الحج والنحل ومن شواهد لغة العرب على ان السجود هو مطلق الخضوع للخالق سبحانه. ومن المعلوم أن السجود عبادة والله قد تعبد مختلف مخلوقاته بما يناسب هيئاتها وصفاتها وطبائعها فكان الإنحناء والنزول للآدميين وكان غير ذلك من كيفيات السجود لسائر الكائنات والمخلوقات مع اشتراكهما في عموم معنى السجود الذي هو الخضوع لله تعالى طوعا او كرها.
ومثال ذلك طواف الرجل حول الكعبة إذ لايلزمه أن يقف عند الحد الممتد من الحجر الأسود ليتحقق حساب طواف كامل إذ أنه حتى لو طاف وواصل مسيره وتجاوز الحد دون الوقوف لإستلامه فإنه يتحقق له شوط كامل ويكون قد قضى جزءا من شعيرة الطواف دون ان يقف عند الحد الذي ذكرنا، وكذلك الشمس تجري في الفلك ونراها تشرق وتغرب دائبة ومع ذلك لها سمت او منتهى يقابلها على وجه الأرض تسجد عنده لله تعالى ويكون ذلك السمت او الحد مقابلاً في تلك اللحظة لمركز باطن العرش كما أشار إلى ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/161)
ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الإعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية بشأن المحاذاة التحتية للعرش، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة اهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.
وقد يسأل سائل فيقول:"إذاً كيف يكون الله بكل شيء محيط؟ " والجواب أن الله عز وجل غير العرش. فالله جل جلاله مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله وعظمته إذ أن الله هو المحيط بكل شيء وليس العرش وقد أنكر ابن تيمية على المخالفين الذي يرون أن العرش مستدير مع استدارة الأفلاك لأنهم تركوا صحيح المنقول من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نص على ان العرش كالقبة وليس كالدائرة. وهذا هو الصواب لموافقته للأدلة الثابتة. وهو ما دل عليه العقل باعتبار نظرية أينشتاين النسبية العامة بشأن إنحناء الكون ولكن لا يلزم منه استدارة العرش استدارة كاملة لأن العرش غيرالسماوات من جهة ولأنه لو كان العرش مستديراً لكانت الشمس –والمخلوقات - "داخل" العرش لا "تحته" وظرف التحتية أنسب لحال العرش الذي هو كالقبة ولذلك قال اين تيمية في مجموع الفتاوى:" لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن " العرش " فلك من الأفلاك المستديرة الكروية الشكل؛ لا بدليل شرعي. ولا بدليل عقلي. وإنما ذكر هذا طائفة من المتأخرين الذين نظروا في " علم الهيئة " وغيرها من أجزاء الفلسفة فرأوا أن الأفلاك تسعة وأن التاسع - وهو الأطلس - محيط بها مستدير كاستدارتها وهو الذي يحركها الحركة المشرقية وإن كان لكل فلك حركة تخصه غير هذه الحركة العامة ثم سمعوا في أخبار الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ذكر " عرش الله " وذكر " كرسيه " وذكر " السموات السبع " فقالوا بطريق الظن إن " العرش " هو الفلك التاسع؛ لاعتقادهم أنه ليس وراء التاسع شيء إما مطلقا وإما أنه ليس وراءه مخلوق" ا. هـ.
وهذا السمت أو الحد او المنتهى المعبر عنه في الحديث بالحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خطوط الطول الممتدة بأعداد متتالية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فإذا حاذت الشمس سمت أو حد السجدة مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها ان توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم توقف الشمس عن الحركة وضربنا على ذلك مثال الطواف بالبيت.
أما هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- فإنه لا قبل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في التحرير والتنوير في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم":
" وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي" ا. هـ.
والخلاصة أن سجود الشمس على المعنى الذي ذكرناه غير ممتنع أبدا وبما ذكرنا يزول الإشكال إن شاء الله ولا يخالف الحديث صريح العقل إنما قد يخالف ما اعتاد عليه العقل وألفه وهذا ليس معياراً تقاس بها الممكنات في العقل فضلاً عن الممكنات في الشرع لأن الله على كل شيء قدير ولأن العادة نسبية باعتبار منشأ الناس واختلاف مشاربهم ومجتمعاتهم وعلمهم. والسامع مثلاً لما تخرج به علينا فيزياء الكم من العجائب والأسرار كنظرية ريتشارد فينمان و مبدأ اللاحتمية لهايزنبرج وغيرها من السنن والظواهر في هذا الكون مما يحير عقول العلماء يوقن بأن لله حكمة بالغة يطلع من يشاء عليها ويستأثر بما يشاء عنده، قال تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون"، وقال تعالى:"والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقال:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً". والإنسان الأصل فيه الضعف والجهل، قال تعالى:"وخلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/162)
الإنسان ضعيفا" وقال في آية الأحزاب:"إنه كان ظلوما جهولا" ولذلك فابن آدم يسعى على الدوام لدفع ذلك عن نفسه بطلب ضديهما وهما القوة والعلم. قال تعالى في صفة طالوت لما بعثه ملكا:"وزاده بسطة في العلم والجسم" فجمع له بين القوة العلمية والقوة العملية.
هذا وبقي في الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم فائدتان لطيفتان تزيلان لبساَ كثيراً. الفائدة الأولى في قوله عليه الصلاة والسلام:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" عند البخاري وغيره. ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو "حتى تغرب تحت العرش" وهذا فهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة وهي ما اصطلح عليه الناس باسم الغرب والغروب في اللغة التواري والذهاب كما ذكره ابن منظور وغيره يقال غرب الشيء أي توارى وذهب وتقول العرب أغرب فلان أي أبعد وذهب بعيداً عن المقصود.
أما الفائدة الثانية فهي في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية على علمه صلى الله عليه وسلم بأن هناك من الناس من قد يستشكل معنى الحديث فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه. إلا أنه صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث إلى جريان الشمس على عادتها مع انها تسجد ولكنه سجود غير سجود الآدميين ولذلك تصبح طالعة من مطلعها تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً وواضح من كلامه صلى الله عليه وسلم مفهوم المخالفة الدال على عدم استنكار الناس رغم سجود الشمس واستئذانها وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا يستلزم وقوفها وهو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" كما أن العقل يدل على ذلك إذ أن فرق المسافة التي يقطعها الضوء القادم من الشمس إلى الأرض يبلغ حوالي ثمان دقائق وهذا يعني انه لو حدث خطب على الشمس أو فيها فإننا لا نراه إلا بعد ثمان دقائق من حصوله وعليه فلا يمنع أن تكون الشمس ساجدة في بعض هذا الوقت ولو بأجزاء من الثانية لله تعالى تحت عرشه ونحن لا نعلم عن ذلك لغفلتنا وانشغالنا بضيعات الدنيا. ولهذا يقول الله تعالى:"وكم من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون" والإعراض صور متعددة منها الغفلة واللهو عن تدبر الآيات كونية وشرعية ولذلك فإن البعض ممن ساء فهمهم لبعض الآيات و الأحاديث إنما أوتوا من قبل أنفسهم بعدم إمعان النظر في آيات الله الكونية وبهجرهم لتدبر كتاب الله وإعراضهم عن التفقه في سنة رسول الله مع عزوفهم عن الاستزادة من العلوم الدنيوية النافعة في هذا الباب.
ومع هذا لو سلمنا بانعدام هذ الفارق الزمني مع أنه حاصل موجود فإننا قد أوضحنا أن الشمس تسجد على صفة مخصوصة منفصلة بهيئتها وصورتها عن معتاد التصور ولكن من حيث أصل المعنى داخلة في عموم معنى الخضوع الدال عليه لفظ السجود لغة لا اصطلاحاً كصنيعنا في الصلاة من حيث الهبوط والنزول والطمأنينة والتوقف لبعض الوقت ولو كان سجود الشمس كسجودنا لتعطلت مصالح العباد وفسدت معيشتهم والله تعالى يقول:"لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" والفلك من قول العرب تفلك ثدي الجارية إذا استدار وقال ابن عباس: في فلك مثل فلكة المغزل أ. هـ. وفلكة الغزل عندهم كانت مستديرة لتناسب إتمام نسج اللباس ومنه جاء معنى الاستدارة. وفي ما ذكرنا كفاية إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.
منقول
كتبه وحرره طالب المغفرة
أبوضياء عبدالله بن سعيد الشهري
waleedione@hotmail.com
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 - 03 - 05, 10:55 م]ـ
أخي الكريم هذا المقال يزيد الفائدة ان شاء الله:
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=3213&hl=
اورد احدهم هذه الشبهة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/163)
قال الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذات مرة وهو جالس مع الصحابة وينظرون إلى الشمس وهي تغرب حينها، قال المصطفى عليه الصلاة والسلام للصحابة: أتعلمون أين تذهب هذه الشمس، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال إنها تذهب الى تحت العرش وتسجد لله وتطلب منه جل جلاله الإذن بالشروق مرة ثاينة من الشرق، فيؤذن لها حتى تأتي لوقت لا يؤذن لها وتشرق من الغرب.
؟
ماذا تفهم من تفسير محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي يعتبر العالم الأعظم الذي أنتجه العالم , أليس هو أن الشمس تسجد تحت عرش الله عز وجل في الليل؟ كيف تذهب للسجود في الليل والعلماء يلحظونها في كل ثانية بمراصدهم الفلكية! هل هذا الجواب من محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجب ان نعتبره حقيقة علمية؟ "
فللتوضيح كي لا يظن احد ان مكتشف كروية الارض جليلو بل انها معروفة عند المسلمين ومتفق عليها وتوضيح معنى البسط الوارد في القران
الكلام عن كروية الارض وعن حركة النجوم والكواكب
كما اوجه اخواني على معرفة ان كروية الارض والنجوم والكواكب والافلاك معروفة من كتب العلماء
والشرح سيتم لحديث والشمس تجري لمستقر لها وبيان ما فيه من فوائد ان شاء الله
الكلام عن كروية الارض
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
وقال الامام ابو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار
والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب
احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور
بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين
احدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب قال ويدل على
ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد
فى حركاتها ومقادير أجزائها الى ان تتوسط السماء ثم تنحدرعلى ذلك
الترتيب كأنها ثابتة فى كرة تديرها جميعها دورا واحدا قال وكذلك أجمعوا
على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل
عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع
من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال
فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة يدل على ذلك
ان جرم كل كوكب يرى فى جميع نواحى السماء على قدر واحد فيدل ذلك
على بعد ما بين السماء والارض من جميع الجهات بقدر واحد فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء وقد يظن
بعض
الناس أن ما جاءت به الآثار النبوية من ان العرش سقف الجنة وان
الله على عرشه مع ما دلت عليه من ان الافلاك مستديرة متناقض او مقتض
ان يكون الله تحت بعض خلقه كما احتج بعض الجهمية على انكار
ان يكون الله فوق العرش باستدارة الافلاك وان ذلك مستلزم كون الرب
اسفل وهذا من غلطهم فى تصور الامر ومن علم ان الافلاك مستديرة
وان المحيط الذى هو السقف هو اعلى عليين وان المركز الذي هو
باطن ذلك وجوفه وهو قعر الارض هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة
الله بين اعلى عليين وبين سجين مع ان المقابلة انما تكون فى الظاهر
بين العلو والسفل او بين السعة والضيق وذلك لان العلو مستلزم للسعة
والضيق مستلزم للسفول وعلم ان السماء فوق الارض مطلقا لا يتصور
ان تكون تحتها قط وان كانت مستديرة محيطة وكذلك كلما علا كان
ارفع واشمل وعلم ان الجهة قسمان قسم ذاتى وهو العلو والسفول فقط
وقسم اضافى وهو ما ينسب الى الحيوان بحسب حركته فما امامه فتاوى ابن تيمية ج25/ص196
يقال له امام وما خلفه يقال له خلف وما عن يمينه يقال له اليمين وما عن
يسرته يقال له اليسار وما فوق رأسه يقال له فوق وما تحت قدميه يقال
له تحت وذلك امر اضافي ارأيت لو ان رجلا علق رجليه الى السماء ورأسه
الى الارض اليست السماء فوقه وان قابلها برجليه وكذلك النملة او
غيرها لو مشى تحت السقف مقابلا له برجليه وظهره الى الارض لكان
العلو محاذيا لرجليه وان كان فوقه واسفل سفالين ينتهى الى جوف الارض
والكواكب التى فى السماء وان كان بعضها محاذيا لرؤوسنا وبعضها
فى النصف الآخر من الفلك فليس شىء منها تحت شىء بل كلها فوقنا
في السماء ولما كان الانسان اذا تصور هذا يسبق الى وهمه السفل الاضافى
كما احتج به الجهمى الذى انكر علو الله على عرشه وخيل على من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/164)
لا يدرى أن من قال ان الله فوق العرش فقد جعله تحت نصف المخلوقات
او جعله فلكا آخر تعالى الله عما يقول الجاهل فمن ظن أنه لازم
لاهل الاسلام من الامور التى لا تليق بالله ولا هي لازمة بل هذا يصدقه
الحديث الذي رواه أحمد فى مسنده من حديث الحسن عن ابي هريرة
ورواه الترمذى فى حديث الادلاء فتاوى ابن تيمية ج25/ص197
فان الحديث يدل على ان الله فوق العرش ويدل على احاطة العرش وكونه سقف
المخلوقات ومن تأوله على قوله هبط على علم الله كما فعل الترمذى
لم يدر كيف الامر ولكن لما كان من اهل السنة وعلم ان الله فوق
العرش ولم يعرف صورة المخلوقات وخشى ان يتأوله الجهمي انه مختلط
بالخلق قال هكذا والا فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كله حق
يصدق بعضه بعضا وما علم بالمعقول من العلوم الصحيحة يصدق ما جاء
به الرسول ويشهد له فنقول اذا تبين انا نعرف ما قد عرف من استدارة
الافلاك علم ان المنكر له مخالف لجميع الأدلة لكن المتوقف فى ذلك
قبل البيان فعل الواجب وكذلك من لم يزل يستفيد ذلك من جهة لا يثق بها
فان النبى صلى الله عليه وسلم قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم
ولا تكذبوهم وان كون بعض الحركات العالية سبب لبعض الحوادث
مما لا ينكر بل اما يقبل او لا يرد فالقول بالاحكام النجومية باطل
عقلا محرم شرعا ج25/ص198
سيأتي قول الغزالي في الكسوف والخسوف
وقال
في معجم البلدان بتعريف خط الاستواء: وقال غيره: خط الاستواءَ من المشرق إلى المغرب وهو أَطولُ خط في كرة الأَرض كما أَن منطقة البروج أَطولُ خط في الفلك.
بسط الارض
اما ان الارض مبسوطة فهو امر صحيح بالنسبة لمن عليها:
فالارض بالنسبة لانسان كبيرة جدا فحتى مع كونها كروية فهي مبسوطة بشكل يراها الانسان منبسطة , فالامر نسبي فحجم الارض بالنسبة للانسان الذي عليها متناسب لان يقول عنها منبسطة لكن حقيقتها انها كروية
فالارض الكروية تكون عبارة عن نقطة بالنسبة للشمس فتكون لا منبسطة ولا كروية وهكذا, وكذلك الجهات الست هي امور نسبية
فالارض كروية وقد يقف شخصان الاول في وسط في القطب الشمالي والاخر في القطب الجنوبي بحيث لو ازحت الكرة الارضية من بينهم لوقعت اقدامهم على بعضهم البعض زكل منهم يقول انه فوق الارض فلو نظرنا لوضع كل واحد منهم منعزلا عن الاخر لكان كلامه 100% صحيح اما ان نظرنا لوضعهم بشكل كلي لقلنا عن احدهم انه فوق الارض والاخر تحت الكرة الارضية
واذا نظرنا للارض في المجرة فلن يكون لقولنا عن ايهم فوق وايهم تحت فائدة وهلم جرا.
فاذا القى كل واحد منهما خط وهميا الى اسفل سيكون الخط النازل هو خط صاعد بالنسبة للاخر لانه سيخترق مركز الارض ويصعد من عند الاخر
وهكذا يفهم الكلام في العادة فانظر الى نفسك ايها الانسان ما اصغرك في هذا الكون"لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون"
الحديث النبوي عن سجود الشمس
كي لا يظن احد ان حديث مستقرها تحت العرش يعارض
العلم اود ان ابين اولا ان الحديث صحيح.
وللبيان
اولا معنى سجود الشمس
يمكن معرفة ذلك من الايات
" وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ "
اي بارادتهم او رغم انوفهم وهي حكاية عن كل من في السماوات والارض
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "
" وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ "
وقال تعالى "وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم"
انها الدلالة على الاية التي تشير الى بدأء السجود
"فقال لها وللارض ايتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين"
فمذ خلق الله الشمس وهي تسجد لله
وسجودها وسجود القمر واحد وسجود النجوم واحد وكذلك الشجر والدواب والناس كلهم وذلك بدخولهم نظام لا يمكنهم الخروج منه
قال الشاعر:
انا عبد من عباده قال لكن انت آبق
قلت اني في دياره وبه مازلت واثق
وهو قيوم بحالي ليس ينسى ان نسينا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/165)
فلن يستطيع احد خرق هذه القوانين التي وضعها الله للناس والشجر والدواب والنجم والشمس والقمر
اذا فكال المخلوقات ساجدة لله بالقوانين التي الزمها الله بها وهو سجود جبري وليس سجود تكليفي اختياري كسجودنا على الارض
من السابق يتبين ان الشمس دائما ساجدة بحركاتها التي لا تخرج عن امر ربها.
ثانيا: حجم السماوات والارض بالنسبة للعرش
ثبت باحاديث صحيحة ان السماوات والارض بالنسبة للكرسي مثل مقاة القيت في ارض فلاة وان الكرسي بالنسبة للعرش هي مثل ذلك
وباعتقاد اهل السنة اجمعين ان السماوات والارض تحت العرش
(هنا انتبه الى صغر هذه الارض وهذه الشمس مع المجرة والمجرة ما هي الا واحدة مما لا يعلم عدده الا الله من المجرات والمجرات والنجوم كلها في السماء الدنيا"وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا"
ونذكركم بقدر ما يستطيع الانسان استعابه من معلومات كهذه
فالسماء الصغرى هكذا والسماوات السبع تحت الكرسي كقطعة صغيرة تدخل العين فتالمها كالغبار القيت في ارض واسعة ثم ان الكرسي بالنسبة للعرش مثل ذلك والعرش فوق كل هذا
قال تعالى"ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون"
ثالثا حركة الشمس داخل السماء وحركة السماء والنجوم والكواكب والارض: قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وقال الامام ابو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين احدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب قال ويدل على ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد فى حركاتها ومقادير أجزائها الى ان تتوسط السماء ثم تنحدرعلى ذلك الترتيب كأنها ثابتة فى كرة تديرها جميعها دورا واحدا قال وكذلك أجمعوا على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل
عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة يدل على ذلك ان جرم كل كوكب يرى فى جميع نواحى السماء على قدر واحد فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والارض من جميع الجهات بقدر واحد.
رابعا: نسبية الجهات الستة.
وهي امر معروف حيث ان الجهات الستة نسبية لمن يتكلم عنها
فما تراه تحتك انت تقول ذلك مجازا لانك تراه تحت قدميك تقول اسفل مني لكن اذا نظرنا الى الوضع الحقيقي للقائل قد يكون اسفل الكرة الارضية , ولتسهيل الوضع اذا مشت نملتان على مسطرة
ثابتة مثبتة بشكل افقي كل نملة على جهة فان النملة التي فوق تكون تمشي على سطح المسطرة والتي من تحت المسطرة ستكون بالنسبة لنا تحت المسطرة اما بالنسبة لها ستكون المسطرة تحتها المثال للتوضيح فقط ضع نفسك على الارض ومن يقابلك من الجهة الاخرى ستجد نفس القياس
خامسا: ان الارض الشمس والقمر والنجوم كلها في السماء الدنيا تمشي في افلاكها"كلا في فلك يسبحون"
"فقال لها وللارض ايتيا طوعا اوكرها قالتا اتينا طائعين"
"لاالشمس ينبغي لها ان تدرك القمر"
"ولا اليل سابق النهار"
تفكر كيف ان اليل لا يسبق النهار وتعاقب الليل والنهارورجوع الليل والنهار الا يدل مع قوله تعالى"يكور اليل على النهار"
الى كروية الارض ودائرية الحركة فكلمة فلك فسرها عبد الله بن عباس كمثل فلك المغزل
سادسا معرفة المسلمين بالكسوف والخسوف:
قال الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة كقولهم خسوف القمر عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس وكقولهم إن كسوف الشمس معناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة وهذا الفن لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض. قال الغزالي: ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره وأن هذه الأمور يقوم عليها براهين هندسية حسابية لا يبقى معها ريبة فمن يطلع إليها ويحقق أدلتها حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوف وقدرهما ومدة بقائهما إلى الانجلاء إذا قيل له إن هذا على خلاف الشعر لم يسترب فيه وإنما يستريب في الشرع وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقة أكثر من ضرره ممن يطعن فيه وهو كما قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل، فإن قيل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة فكيف يلائم هذا ما قالوه؟ قلنا: ليس في هذا ما يناقض ما قالوه إذ ليس فيه إلا نفي الكسوف لموت أحد وحياته والأمر بالصلاة عنده والشرع الذي يأمر بالصلاة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه أن يأمر عند الخسوف بهما استحباباً. فإن قيل: فقد روي في آخر الحديث ولكن الله إذا تجلى لشيء خشع له فيدل أن الكسوف خشوع بسبب التجلي. قلنا: هذه الزيادة لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها ولو كان صحيحاً لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية فكم من ظواهر أولت بالأدلة العقلية التي لا تنتهي في الموضوع إلى هذا الحد وأعظم ما يفرح به الملحد أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا وأمثاله خلاف الشرع فيسهل عليه طريق إبطال الشرع.
سابعا: ان حركة الشمس بحركتها في الفلك ودوام دورانها وغروبه في كل وقت يدل على سجود دائم للشمس ومستقرها اي مكان قرارها تحت العرش دائما وان استمرار حركتها وحركة الارض وحركة السماء انما هو بامر الله وحده وانه عز وجل سيجعلها تطلع من مكان غروبها بعكس حركة الارض وقد يعكس حركة كل النظام
والله تعالى اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/166)
ـ[عبد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 11:51 م]ـ
أحسنت أخي مجدي ... الموضوع فعلاً مفيد بلا شك ... ولكن كما ترى فيه مواضع كثيرة خرجت عن مقتضى السؤال الذي طرحه السائل وفصلت في ذلك. وتفصيل لوازم السؤال من كمال التعليق. فالاسهاب في توضيح كروية الأرض واستدارة الأفلاك وبيان حجم المجرات .. الخ لم يسأل عنه السائل على الرغم من ما فيه من فائدة لو سأل عن ذلك. ولذلك فلو قيل لي أي الجوابين أكثر تفصيلاً وتوضيحاً فيما يتعلق بالسؤال لقلت الجواب الأول ولو سئلت أي الجوابين أطول وأكثر تفصيلاً بغض النظر عن لوازم السؤال لقلت جوابك. قال الشاعر:
فيك طعمان أري وشري وكلا الطعمين قد ذاق كلٌ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[31 - 03 - 05, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
و لكن ما علاقة هذا الموضوع بمنتدى المخالفين؟
فمن المخالف هنا؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[31 - 03 - 05, 05:46 م]ـ
زعم اناس من الذين ينبذون السنة ان الحديث يخالف الحقيقة. واتبعهم على ذلك بعض الملحدين في جدالنا معهم بنفس الشبهة. وهم كثر في الشبكة الحاسب. فبعضهم زعم ان الحديث غير صحيح لعلة في السند تتعلق بسماع احد الرجال من الاخر. واخر زعم ان الحديث كله لا ينبغي متابعته. واكثرهم لا يشهرون كلامهم علنا. ولكنك تسمع عنهم كثيرا ومنهم على الشبكة. والان يعرف الكثير من اتباع المعروف:
وقد كذبوا اذ سموك شحرورا ** ويا ليتهم سموك لينينا
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك أخي أبي مشاري ... كما تعلم اسم هذا القسم من المنتدى يتكون من شطرين "العقيدة والرد على المخالف" وهذا النقل فيما أحسب متعلق بشطر العقيدة لا بشطر الرد على المخالف وذلك لأنه متعلق بالتصديق والقبول لما جاء في هذا الحديث واعتقاد ثبوت ما فيه وأنه لا يخالف حكمة الله أو العقل الصريح. فهو من هذا االباب داخل في شطر المواضيع المتعلقة بالعقيدة. ولكنه قد يدخل في قسم الرد على المخالف من باب الشبهه التي طرحها بعض الناس كما ذكرها أخونا مجدي جزاه الله خيرا.
نفع الله بي وبكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح:
? رواه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
? وأخرجه في صحيحه باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
? وعند مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
منقول
كتبه وحرره طالب المغفرة
أبوضياء عبدالله بن سعيد الشهري
waleedione@hotmail.com
أخي الفاضل جاء في لفظ مسلم: (فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي)
فالخرور يكون من أعلى إلى أسفل، ويُقال له ارتفعي: والإرتفاع يكون من أسفل إلى أعلى، فهذا ظاهر أنها تذهب إلى تحت العرش مباشرة , تخر من أعلى إلى أسفل، وثم ترتفع من أسفل إلى أعلى، لا أنها تسجد وهي جارية فلفظ الحديث لا يدل عليه!!!، وكذلك ألفاظ الإستئذان، فإنها إن كانت جارية اثناء السجود، فلماذا تستأذن الشمس في الجريان أصلا!!! وهي جارية!!!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 01:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما الفائدة الثانية فهي في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية على علمه صلى الله عليه وسلم بأن هناك من الناس من قد يستشكل معنى الحديث فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه.
منقول
كتبه وحرره طالب المغفرة
أبوضياء عبدالله بن سعيد الشهري
waleedione@hotmail.com
أخي الفاضل: كن في فوائد تابع لفهم أهل العلم، فالحديث لا يدل على ما ذكرت إنما مراده أنهم لا ينكرون شيئا منها حتى ينكرون منها خروجها من مغربها، كما في الحديث، فتأمل أخي الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/167)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 - 04 - 05, 02:17 م]ـ
أخي ابو عبد الرحمن: رويدك يا اخي فشروق الشمس وغروبها ليس له علاقة اصلا بدوران الارض حول الشمس ولا بالعكس. يعني ان الجدال عن ذلك ليس له علاقة بالحديث اصلا.
انما يحصل غروب الشمس وشروقها من دوران الارض حول نفسها وتحصل الفصول من حركة المحور. فلا تتوهم ان الحديث يتكلم عن اي من الدوران المتنازع فيه. وانما يستنكر من حالها هو ما ورد في حديث اخر انها اخر اية فاذا رأها الناس امنوا الا وهي طلوع الشمس من مغربها والكلام بينن على ان الشمس دائما تحت العرش وهذا في عقيدتنا معروف. وكما قال ربنا عز وجل "كل قد علم صلاته وتسبيحه "
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 04:12 م]ـ
أخي الفاضل أبا عيشة وفقه الله
لو علقتَ على ما كتبتُ بدلا من أن تعلق على ما تريد!!!، فأنا لم أتكلم هنا عن دوران الأرض حول نفسها أو حول الشمس، بل كان تعليقا على ما كتبه الأخ الفاضل
وسؤالي لك هنا: نحن تحت العرش
وسدرة المنتهى تحت العرش
ما الفرق بيننا وبين سدرة المنتهى؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 - 04 - 05, 12:49 م]ـ
أخي الكريم وفقك الى كل خير: انما قصدت التنبيه لنقطة الخلاف لا التعرض لك.
لا اعرف غرض السؤال ولكن سدرة المنتهى فوقنا.
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 06:00 ص]ـ
أخي الفاضل جاء في لفظ مسلم: (فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي)
فالخرور يكون من أعلى إلى أسفل، ويُقال له ارتفعي: والإرتفاع يكون من أسفل إلى أعلى، فهذا ظاهر أنها تذهب إلى تحت العرش مباشرة , تخر من أعلى إلى أسفل، وثم ترتفع من أسفل إلى أعلى، لا أنها تسجد وهي جارية فلفظ الحديث لا يدل عليه!!!، وكذلك ألفاظ الإستئذان، فإنها إن كانت جارية اثناء السجود، فلماذا تستأذن الشمس في الجريان أصلا!!! وهي جارية!!!
حياك أخي الفاضل:
المسألة الأولى: لفظ مسلم (كما أوضحت) واضح ولله الحمد ولكن هل سجود أو خرور الشمس كسجود الآدميين وخرورهم؟ إذا علمنا ان سجودها وكذا خرورها مغاير لسجود الآدميين وخرورهم لكان في ذلك "توجيها" صالحا لمعنى السجود والخرور في الحديث.
المسألة الثانية: الارتفاع والنزول للسجود في الحركات الفلكية للأجرام غير الارتفاع والنزول للآدميين فالآدمي كما تعلم يلزمه الانثناء والانحناء والانكباب على الوجه وهبوط الأعضاء وغيره والشمس لا تصنع ذلك ويشبه ذلك قوله تعالى:"ولكن لا تفقهون تسبيحهم" مع أنهم يسبحون كما نسبح لله عز وجل ولكن وفق ما يتناسب مع هيئاتهم وأحوالهم التي خلقهم الله عليها. وخذ مثالاً آخر أكثر دقة وهو قوله تعالى:""ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس" "الحج 18" .. ومع ذلك لا نرى الشجر يسجد كما نسجد ولا الجبال تسجد كما نسجد، بل حتى سجود الجبل ليس كسجود الشجر وهكذا فكل واحد من هؤلاء له سجود خاص به.
المسألة الثالثة: كون الشمس تستأذن فهذا لا يشابه اسئذان الآدميين عندما يقفون (مثلا) ليقرعوا الباب وينتظروا من بالداخل ليأذن لهم بالدخول وغير ذلك ... أي استئذانها اسئذان خاص، فكما في حال السجود أو الخرور فيما ذكرت من حيث أنه خرور وسجود لا يشابه نظيره عند البشر فأيضا حال اسئذان الشمس لا يشبه اسئذاننا.
المسألة الثالثة: كوني ذكرت ذكرت "فائدة" جديدة في الحديث لا يعني أنني لم أتابع أقوال أهل العلم فرسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وهو مليء بالفوائد لمن تدبرها وأعمل فكره. ولذلك لو سمع هذا الحديث أحد الناس في زماننا ثم وقر في نفسه نكارة وقال:"حسناً .. ألن يلاحظ الناس غياب الشمس ... ألن يستنكروا بطء طلوعها (مثلا)؟ " فهذا المتسائل أيضاً يزول استنكاره عندما يقرأ قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يستنكر الناس منها شيئا" وعدم استنكار الناس منها شيئاً فيه إشارة ضمنية (وليس دليلا) إلى أنه لو كان سجود الشمس كسجودنا وخرورها كخرورنا لكان هناك شيئا آخر ... والشاهد أن الحديث يزيل النكارة عند "سامع" الحديث بإخباره عن عدم استنكار المعاينون لها منها شيئاً. ولا أرى في ذلك مخالفة لأقوال أهل العلم وإنما فائدة إضافية.
أما تعليقك وتنبيهك فأشكرك عليه لأنك أثبت بالدليل أن للشمس خروراً واستئذاناً ... وكلامي في هذه المشاركة ليس رداً لكلامك فملاحظتك صائبة في محلها ولكن أردت إزالة اللبس عن القاريء الذي قد يقرأ هذه المشاركة و يقارن حقائق أحوال السجود والخرور للشمس في الحديث بمعناها الاصطلاحي المعروف المتعلق بصفة صلاة الآدميين، لذ أردت التنبيه على أنه لا يلزم من الاشتراك في عموم المعنى اللغوي الاشتراك في خصوص المعنى الاصطلاحي .... بالغ الشكر على تنبيهك.
كما أود إضافة هذه الملاحظة العقلية وهي أنه ثبت علمياً أن فرق المسافة التي يقطعها الضوء فيما بيننا وبين الشمس هي ثمان دقائق. ونحن نعلم أننا لا نسجد (كبشر) في المعتاد أكثر من دقيقة في غالب الأحوال، بل حتى في القيام لا نسجد أكثر من ثلاث إلى أربع دقائق. وعليه فلا يمنع أن تسجد الشمس في حاصل هذا الفرق الزمني البالغ ثمان دقائق سجوداً فيه خروراً تنزل فيه وترتفع، وفي خلال هذا الخرور لا يزال الضوء مسافراً عبر الفضاء إلينا فلا نستنكر من أمرها شيئا. ثم إن هناك أيضا ملاحظة أخرى تأملت فيها كثيرا وهي أن الجهة التي تفصل بين أمريكا وقارة آسيا من جهة اليابان جهة شاسعة جداً وهي عبارة عن محيط كبير فلا يبعد عندي أن تكون هي الجهة التي تختفي فيها الشمس عن أنظار معظم أهل الأرض ويحصل عندها السجود الذي لاتشابه فيه سجود الآدميين ولا تستأخر به عن الطلوع لوجود فرق الزمن والمسافة بيننا وبين الضوء المنبعث منها ... والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/168)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 09:38 م]ـ
كما أود إضافة هذه الملاحظة العقلية وهي أنه ثبت علمياً أن فرق المسافة التي يقطعها الضوء فيما بيننا وبين الشمس هي ثمان دقائق. ونحن نعلم أننا لا نسجد (كبشر) في المعتاد أكثر من دقيقة في غالب الأحوال، بل حتى في القيام لا نسجد أكثر من ثلاث إلى أربع دقائق. وعليه فلا يمنع أن تسجد الشمس في حاصل هذا الفرق الزمني البالغ ثمان دقائق سجوداً فيه خروراً تنزل فيه وترتفع، وفي خلال هذا الخرور لا يزال الضوء مسافراً عبر الفضاء إلينا فلا نستنكر من أمرها شيئا. ثم إن هناك أيضا ملاحظة أخرى تأملت فيها كثيرا وهي أن الجهة التي تفصل بين أمريكا وقارة آسيا من جهة اليابان جهة شاسعة جداً وهي عبارة عن محيط كبير فلا يبعد عندي أن تكون هي الجهة التي تختفي فيها الشمس عن أنظار معظم أهل الأرض ويحصل عندها السجود الذي لاتشابه فيه سجود الآدميين ولا تستأخر به عن الطلوع لوجود فرق الزمن والمسافة بيننا وبين الضوء المنبعث منها ... والله تعالى أعلم.
أخي الفاضل هذه الملاحظة رائعة، هي أن غياب قرص الشمس لا يلزم منه غياب ضوءها عن جميع الأرض
أخي الحبيب
العلم الحديث لم يصل إلى معرفة مكان يأجوج ومأجوج مع كثرتهم الكاثرة وهذا يلزم منه أن لهم دوابا و ومزارع كثيرة حتي يعيشوا عليها، فلم يكتشف ذلك العلم الحديث ولا الأقمار الصناعية جميعها، مع أنهم ربما يفوقون سكان العالم! فكيف يصل هؤلاء إلى معرفة سر غروب الشمس؟
أخي الفاضل مجدي دوران الأرض حول نفسها مسألة، و وليس كلامي فيه، إنما كلامي أن الليل والنهار ينتج عن دوران الشمس حول الأرض هذا موضع النزاع
ولنتكلم عن هذه الآية فقط: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة: 258])
هذه الآية ما هو تأويلها عندك؟!
لعله تقدير محذوف يأتي بالشمس من المشرق (في أعيننا)؟
هل تدري ماذا يلزم من هذا و هل تصح حجة إبراهيم بهذا تدبر وتأمل قبل أن تجيب وجزاك الله خيرا
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 12:57 م]ـ
أخي الفاضل مجدي دوران الأرض حول نفسها مسألة، و وليس كلامي فيه، إنما كلامي أن الليل والنهار ينتج عن دوران الشمس حول الأرض هذا موضع النزاع
ولنتكلم عن هذه الآية فقط: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة: 258])
هذه الآية ما هو تأويلها عندك؟!
لعله تقدير محذوف يأتي بالشمس من المشرق (في أعيننا)؟
هل تدري ماذا يلزم من هذا و هل تصح حجة إبراهيم بهذا تدبر وتأمل قبل أن تجيب وجزاك الله خيرا
اخي الحبيب لقد نقلت بعض الكلمات من كلام شيخ الاسلام عن الفرق بين الحقيقة والكلام الذي نقول به. او بالاصح عن نسبية الالفاظ ودلولاتها بالنسبة للارض وللسماء وللكون
واعيد هنا الشاهد:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
وقال الامام ابو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين احدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب قال ويدل على ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد فى حركاتها ومقادير أجزائها الى ان تتوسط السماء ثم تنحدرعلى ذلك الترتيب كأنها ثابتة فى كرة تديرها جميعها دورا واحدا قال وكذلك أجمعوا على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة يدل على ذلك ان جرم كل كوكب يرى فى جميع نواحى السماء على قدر واحد فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والارض من جميع الجهات بقدر واحد فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء وقد يظن بعض الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/169)
أن ما جاءت به الآثار النبوية من ان العرش سقف الجنة وان الله على عرشه مع ما دلت عليه من ان الافلاك مستديرة متناقض او مقتض ان يكون الله تحت بعض خلقه كما احتج بعض الجهمية على انكار ان يكون الله فوق العرش باستدارة الافلاك وان ذلك مستلزم كون الرب اسفل وهذا من غلطهم فى تصور الامر ومن علم ان الافلاك مستديرة وان المحيط الذى هو السقف هو اعلى عليين وان المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه وهو قعر الارض هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة الله بين اعلى عليين وبين سجين مع ان المقابلة انما تكون فى الظاهر بين العلو والسفل او بين السعة والضيق وذلك لان العلو مستلزم للسعة والضيق مستلزم للسفول وعلم ان السماء فوق الارض مطلقا لا يتصور ان تكون تحتها قط وان كانت مستديرة محيطة وكذلك كلما علا كان ارفع واشمل وعلم ان الجهة قسمان قسم ذاتى وهو العلو والسفول فقط وقسم اضافى وهو ما ينسب الى الحيوان بحسب حركته فما امامه فتاوى ابن تيمية ج25/ص196 يقال له امام وما خلفه يقال له خلف وما عن يمينه يقال له اليمين وما عن يسرته يقال له اليسار وما فوق رأسه يقال له فوق وما تحت قدميه يقال له تحت وذلك امر اضافي ارأيت لو ان رجلا علق رجليه الى السماء ورأسه الى الارض اليست السماء فوقه وان قابلها برجليه وكذلك النملة او غيرها لو مشى تحت السقف مقابلا له برجليه وظهره الى الارض لكان العلو محاذيا لرجليه وان كان فوقه واسفل سفالين ينتهى الى جوف الارض والكواكب التى فى السماء وان كان بعضها محاذيا لرؤوسنا وبعضها فى النصف الآخر من الفلك فليس شىء منها تحت شىء بل كلها فوقنا في السماء ولما كان الانسان اذا تصور هذا يسبق الى وهمه السفل الاضافى كما احتج به الجهمى الذى انكر علو الله على عرشه وخيل على من لا يدرى أن من قال ان الله فوق العرش فقد جعله تحت نصف المخلوقات او جعله فلكا آخر تعالى الله عما يقول الجاهل فمن ظن أنه لازم لاهل الاسلام من الامور التى لا تليق بالله ولا هي لازمة بل هذا يصدقه الحديث الذي رواه أحمد فى مسنده من حديث الحسن عن ابي هريرة ورواه الترمذى فى حديث الادلاء فتاوى ابن تيمية ج25/ص197 فان الحديث يدل على ان الله فوق العرش ويدل على احاطة العرش وكونه سقف المخلوقات ومن تأوله على قوله هبط على علم الله كما فعل الترمذى لم يدر كيف الامر ولكن لما كان من اهل السنة وعلم ان الله فوق العرش ولم يعرف صورة المخلوقات وخشى ان يتأوله الجهمي انه مختلط بالخلق قال هكذا والا فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كله حق يصدق بعضه بعضا وما علم بالمعقول من العلوم الصحيحة يصدق ما جاء به الرسول ويشهد له فنقول اذا تبين انا نعرف ما قد عرف من استدارة الافلاك علم ان المنكر له مخالف لجميع الأدلة لكن المتوقف فى ذلك قبل البيان فعل الواجب وكذلك من لم يزل يستفيد ذلك من جهة لا يثق بها
فان النبى صلى الله عليه وسلم قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وان كون بعض الحركات العالية سبب لبعض الحوادث مما لا ينكر بل اما يقبل او لا يرد فالقول بالاحكام النجومية باطل عقلا محرم شرعا ج25/ص198
فلاحظ كيف كانت النسبية فالنملة التي تمشي على السقف يكون السقف فوقها حقيقة وهي ترى انه تحتها وكذلك فاللذين وقفا في مكانين من كرة الارض الاول قي مكان والثاني في مكان مقابل له من الارض كان كليهما واقفا على الارض وكل واحد منهما فوق الارض والارض ليست فوق احدهما لان النسبية هي التي يتكلم بها الانسان.
اما بالنسبة لكلام ابراهيم عليه السلام فانما استدل ابراهيم بامر معروف مستمر يدل على تنظيم لا يقبل الا بوجود مدبر فلا الشمس تتأخر عن الشروق ولا عن الغروب لان الله وضع للكون هذا النظام. واذا نظرت الى الايات التي تدعوا للايمان تحث الانسان الى النظر في انتظام كل كل ما في الكون اي انه ليس فوضويا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 04:13 م]ـ
.
اما بالنسبة لكلام ابراهيم عليه السلام فانما استدل ابراهيم بامر معروف مستمر يدل على تنظيم لا يقبل الا بوجود مدبر فلا الشمس تتأخر عن الشروق ولا عن الغروب لان الله وضع للكون هذا النظام. واذا نظرت الى الايات التي تدعوا للايمان تحث الانسان الى النظر في انتظام كل كل ما في الكون اي انه ليس فوضويا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/170)
إذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان تحديه للظالم أنه لا يستطيع أن يؤخر الشمس عن شروقها؟
ولم يكن تحديه لأن يجعلها تأتي من المغرب؟؟؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 04:56 م]ـ
أخي الكريم الايات هي
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
قال ابن كثير:
وَمَعْنَى قَوْله " أَلَمْ تَرَ " أَيْ بِقَلْبِك يَا مُحَمَّد " إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " أَيْ وُجُود رَبّه وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُون إِلَه غَيْره كَمَا قَالَ بَعْده فِرْعَوْن لِمَلَئِهِ " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَمَا حَمَلَهُ عَلَى هَذَا الطُّغْيَان وَالْكُفْر الْغَلِيظ وَالْمُعَانَدَة الشَّدِيدَة إِلَّا تَجَبُّره وَطُول مُدَّته فِي الْمُلْك وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَال إِنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعمِائَةِ سَنَة فِي مُلْكه وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" وَكَانَ طَلَبَ مِنْ إِبْرَاهِيم دَلِيلًا عَلَى وُجُود الرَّبّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت" أَيْ إِنَّمَا الدَّلِيل عَلَى وُجُوده حُدُوث هَذِهِ الْأَشْيَاء الْمُشَاهَدَة بَعْد عَدَمهَا وَعَدَمهَا بَعْد وُجُودهَا وَهَذَا دَلِيل عَلَى وُجُود الْفَاعِل الْمُخْتَار ضَرُورَة لِأَنَّهَا لَمْ تَحْدُث بِنَفْسِهَا فَلَا بُدّ لَهَا مِنْ مُوجِد أَوْجَدَهَا وَهُوَ الرَّبّ الَّذِي أَدْعُو إِلَى عِبَادَته وَحْده لَا شَرِيك لَهُ. فَعِنْد ذَلِكَ قَالَ الْمُحَاجّ وَهُوَ النُّمْرُود " أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت " قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد وَذَلِكَ أَنِّي أُوتَى بِالرَّجُلَيْنِ قَدْ اِسْتَحَقَّا الْقَتْل فَآمُر بِقَتْلِ أَحَدهمَا فَيُقْتَل وَآمُر بِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَر فَلَا يُقْتَل فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاء وَالْإِمَاتَة وَالظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ مَا أَرَادَ هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابًا لِمَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا فِي مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مَانِع لِوُجُودِ الصَّانِع وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ هَذَا الْمَقَام عِنَادًا وَمُكَابَرَة وَيُوهِم أَنَّهُ الْفَاعِل لِذَلِكَ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت كَمَا اِقْتَدَى بِهِ فِرْعَوْن فِي قَوْله " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَلِهَذَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم لَمَّا اِدَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَة " فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِق فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب " أَيْ إِذَا كُنْت كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّك تُحْيِي وَتُمِيت فَاَلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّف فِي الْوُجُود فِي خَلْق ذَوَاته وَتَسْخِير كَوَاكِبه وَحَرَكَاته فَهَذِهِ الشَّمْس تَبْدُو كُلّ يَوْم مِنْ الْمَشْرِق فَإِنْ كُنْت إِلَهًا كَمَا اِدَّعَيْت تُحْيِي وَتُمِيت فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب؟ فَلَمَّا عَلِمَ عَجْزه وَانْقِطَاعه وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الْمُكَابَرَة فِي هَذَا الْمَقَام بُهِتَ أَيْ أُخْرِسَ فَلَا يَتَكَلَّم وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة
فالذي احب ان اذكرك به ان الذي يتكلم به العرب ولغتهم وما كلمهم الله هو ما تفقهه قلوبهم ولا يحدثهم بما لا يفهموا. فلذلك تجد كلام ابراهيم دلالة على الشروق والغروب لان الشمس لا تشرق الا من مشارقها وكذا الغروب من المغارب. وهذه حركة منتظمة لم يغيرها احد الا ما حبسها الله يوما لعبد من عباده. وكذا كل الايات:إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) وكذلك الايات:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
ولم تكن هذه ايات للدلالة على الخالق الا باستمرارها وتناسقها وتنظيمها بنظام محكم
واذكر يوما ان احد الناس قد اعترض على هذه الايات كيف هي دلالة على الخالق وكتبت له ردا ان شاء الله ابينه لك ان اردت ففيه من التفصيل الجميل ما يبين لك اسرار الكلمات القليلة , وهذا من اتم الدلالة على صدق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/171)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:15 م]ـ
أخي الفاضل مجدي
أرجوك أفهم ما تنقل هناك أمران
الأول: النظر في آيات الكون العظيمة من شمس وقمر وبحر ونهر، ودلالتها على وجود الخالق، فهل إبراهيم دعى النمرود إلى هذا؟
الثاني: أن إبراهيم أخبره أن الله يأتي بالشمس من جهة المشرق، فتحداه بأن يأتي بها من المغرب؟؟؟
فسؤالي هل إبراهيم دعاه للنظر؟ أم تحداه في الإتيان بالشمس من االمغرب؟ ولماذ بُهت الذي كفر؟؟؟
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 04 - 05, 04:58 ص]ـ
معذرة أيها الأخوة ... الموضوع بالأسفل.
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 04 - 05, 05:49 ص]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله .. وبعد
فإني كنت قد وضعت موضوعاً (في أول الصفحة) لعله يزيل الاشكال الذي انتاب بعض القراء والسائلين بخصوص حديث سجود الشمس تحت العرش. وقد سألنا عن إسناده فقيل فيه إبراهيم التيمي اتهمه الكرابيسي بالتدليس ونقل مثله ابن حجر. ولما سألنا أهل العلم في ذلك أجابونا بأن وصله لا مطعن فيه والتدليس مندفع بنهج البخاري في انتقاء أحاديثه حتى من بعض من اتهموا في روايتهم بشيء. وهو كما قالوا، كما ان البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى وتلقته الأمة بالقبول والله لا ولن يجمع أمة نبيه على ضلاله.
ولقد نظرت مرة أخرى في بعض هذه الاشكالات التي تعاود الظهور ويكثر حولها النقاش، فرأيت أن أبرزها منحصر- على حد علمي - فيما يلي:
1 - هل يلزم من سجود الشمس وقوفها لفعل السجود الوارد في الحديث؟
2 - هل يلزم من خرور الشمس أن يكون خرورا ملحوظ المسافة طلوعاً ونزولاً؟
3 - هل يلزم من استئذان الشمس للطلوع وقوفها لذلك حتى يؤذن لها؟
الجواب على الاشكالات كالتالي:
لا يلزم من سجود الشمس أن تتوقف لفعل السجود لما يلي:
أ-أن سجود الشمس من حيث الخصوص لا يلزم منه ان يكون كسجود الآدميين من حيث الوقوف للطمأنينة ونحوه.
ب-أنه يصح السجود منها وهي سائرة، وهذا القول الذي اعترض عليه بعض الإخوة أعلاه وجدت أنه لم يكن بدعاً من القول ولله الحمد فقد سبقني إليه الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال في البداية والنهاية:
"وعن ابن عباس انه قرأ: والشمس تجري لا مستقر لها، اي: ليست تستقر، فعلى هذا تسجد وهي سائرة. "
ومن هنا ندرك فائدة علم القراءات في دفع كثير من الاشكالات. والفائدة الثانية كما هو معلوم اختيار ابن كثير لسجود الشمس وهي سائرة بناء على هذه القراءة عن ابن عباس رضي الله عنه.
ويشبه هذا سجود المسافر الذي على دابته أو سجود الخائف على نفسه الهارب من عدو ونحوه إذ كلاهما يصح سجوده ويقع مع انتفاء وقوف أحدهما.
ولكن لو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟ "
والجواب على هذا كما يلي:
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان ونحوه توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن هناك نكتة خفية على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث او يشر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان (وكذلك السجود تنزلاً) حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ، هذا للشخص الملاحظ المتابع، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا. وهذا صحيح شرعا وعقلاً، فشرعاً (على افتراض أننا نشبه سجود الشمس بسجودنا) نجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة (2 - 3 ثوان في المعتاد) قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد مصلٍ بأكثر من تسبيحة (5 - 10 ثوان في المعتاد)، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله مقداراً معيناً من الوقت نضعه من أذهاننا قياساً على معتاد فعلنا ومعنى لفظنا لأن الحديث لم يفصح عن المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية. وعلى الذين يتوقعون من الشمس تطويلاً أو مقداراً معيناً أن يأتونا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث، ولا تقبل منهم حجتهم لمجرد أنهم قاسوا حال سجود الشمس على حال سجود الآدمي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/172)
هذه مسألة، اما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس، وذلك بالسفول والارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت"، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً ملحوظ المقدار او ترتفع ارتفاعا ملحوظ المقدار كذلك، فالحديث أطلق ولم يذكر مقدار مسافة الخرور سفولاً ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع عندما تقضي سجودها واستئذانها كما ان الحديث (كما ذكرناه) لم يعين مقدار زمن سجودها وكذا استئذانها. ولنضرب على ذلك مثلاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه، فكيف إذا علمنا ان سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته (أي سجود الشمس) من الممكنات والاحتمالات ما لايرد ولا ينطبق على سجود الآدمي. وعليه فالذين يتوقعون أو يتصورون من خرور الشمس واستئذانها مسافة معينة او زماناً مقدراً عليهم الدليل الذي بموجبه اختاروا هذا التقييد. ولا يصح منهم تصورهم الذي يلزمون به أنفسهم أو يلزمون به غيرهم بناء على القياس والمقارنة بين سجود الشمس وخرورها وكذا سجود الآدمي وخروره. بل هنا فائدة لطيفة وهي أن الخرور قد يأتي بمعنى الركوع وعلى هذا المعنى لا يلزم أن يكون النزول كاملاً ملحوظاً كما لو كان في السجود الحقيقي الكامل، قال تعالى:"وخر راكعاً وأناب" الآية. وقياساً على هذا المعنى (لا قياساً على فعل الآدمي) نقول أنه لا يلزم من خرور الشمس أن يكون خروراً بالغ السفول بحيث يستنكر الناس منها ذلك. وقبل ذلك كله ذكرنا أن الحديث لم يبين مقدار مسافة السفول او مقدار مسافة الارتفاع فقد يقع منها الخرور والارتفاع بمقدار يسير لا يلحظه احد وذلك بسنتيمترات يسيرة مثلاً والحديث بإطلاقه لهذا الأمر لا يمنع من هذا الاحتمال.
وأما بخصوص منتهى سجودها وكذلك مسألة المحاذاة التحتية للعرش فلا بأس من إعادة ذلك لتكتمل الصورة:
ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الإعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية بشأن المحاذاة التحتية للعرش، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة اهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.
وهذا السمت أو الحد او المنتهى المعبر عنه في الحديث بالحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خطوط الطول الممتدة بأعداد متتالية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فإذا حاذت الشمس سمت أو حد السجدة مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها ان توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم توقف الشمس عن الحركة (وقوفاً يلحظه أو يستنكره الناس).
أما هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- فإنه لا قبل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في التحرير والتنوير في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم":" وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي" ا. هـ.
هذا ما تيسر لي كتابته، وكما قد قيل ... هناك مسائل تستعصي على الذهن لأنها من محارات العقول لامن محالات العقول. ومن الأمثلة المعاصرة على ذلك طبيعة الإلكترون في الفيزياء الكمومية حيث وجدوه يتنقل بين مستويات الطاقة فيظهر فجأة هنا ثم فجأة هناك دون أن يلاحظ الملاحظ خط السير الذي يسلكه الإلكترون للظهور في هذه المواقع المختلفة. احتار العلماء في ذلك ولكنهم لم يعتبروه من المحالات والسبب بسيط وهو أنهم استطاعوا أن يروا ويدركوا الإلكترون على حاله هذه فلم يكن ذلك من المحالات (لأنه لو كان محالاً لما أدركوا هذه الحالة أصلاً) ولكنهم لم يستطيعوا تفسير الظاهرة فكان ذلك من المحارات.
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء، العزيز الحكيم.
ـ[عطية]ــــــــ[14 - 04 - 05, 12:44 م]ـ
أود أن ألخص الإشكالات الواردة في الحديث لأن الكثير ممن عقبوا وأجابوا لم يلمسوا بعضها عن قرب.
الأول: إذا كان سجود الشمس يتم عند الغروب فمتى يكون هذا الغروب؟ علما بأن الغروب نسبي، والشمس تغرب في كل لحظة وتشرق في كل لحظة. الحديث يتكلم عن غروب معين وهو من ناحية علمية قطعية غير موجود.
الثاني: ما المقصود بفعل الذهاب الذي تقوم به الشمس بعد الغروب؟ الظاهر هو الانتقال وتغيير المسار لكنه مستحيل علميا ومن هنا لجأ بعض المفسرين إلى القول بأنه ينسلخ روح من الشمس هو الذي يقوم بالذهاب والسجود وهذا التأويل فيه ما فيه.
الثالث: كيف تذهب الشمس إلى تحت العرش وهي تحت العرش أصلا، ذكر بعضهم المعلقين أنها تذهب تحت مركز العرش وهذا تأويل بعيد من ناحية لغوية.
ومن وجهة نظري أرى أن يتم النظر بتمعن في سند الحديث نظرة فاحصة، (سمعت بعضهم يقول أنه يدور على راو مدلس وقد احتمل الأئمة تدليسه)، فكون الحديث في الصحيحين لا يعني كونه قرآنا بل أبى الله أن يتم إلا كتابه كما قال الإمام الشافعي، وكم للأئمة من كلام حول بعض أحاديث الصحيحين حتى العلامة الألباني رحمه الله انتقد عددا غير يسير منها. وهذا المنهج من وجهة نظري أيسر من التكلفات والتأويلات التي ذكرها الإخوة المعقبون والتي لو أتى أحد المخالفين بأدنى شيء منها في أي حديث آخر من أحاديث الاعتقاد لرمي بالتعطيل والجهمية. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/173)
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 04 - 05, 01:58 م]ـ
أود أن ألخص الإشكالات الواردة في الحديث لأن الكثير ممن عقبوا وأجابوا لم يلمسوا بعضها عن قرب.
الأول: إذا كان سجود الشمس يتم عند الغروب فمتى يكون هذا الغروب؟ علما بأن الغروب نسبي، والشمس تغرب في كل لحظة وتشرق في كل لحظة. الحديث يتكلم عن غروب معين وهو من ناحية علمية قطعية غير موجود.
الثاني: ما المقصود بفعل الذهاب الذي تقوم به الشمس بعد الغروب؟ الظاهر هو الانتقال وتغيير المسار لكنه مستحيل علميا ومن هنا لجأ بعض المفسرين إلى القول بأنه ينسلخ روح من الشمس هو الذي يقوم بالذهاب والسجود وهذا التأويل فيه ما فيه.
الثالث: كيف تذهب الشمس إلى تحت العرش وهي تحت العرش أصلا، ذكر بعضهم المعلقين أنها تذهب تحت مركز العرش وهذا تأويل بعيد من ناحية لغوية.
ومن وجهة نظري أرى أن يتم النظر بتمعن في سند الحديث نظرة فاحصة، (سمعت بعضهم يقول أنه يدور على راو مدلس وقد احتمل الأئمة تدليسه)، فكون الحديث في الصحيحين لا يعني كونه قرآنا بل أبى الله أن يتم إلا كتابه كما قال الإمام الشافعي، وكم للأئمة من كلام حول بعض أحاديث الصحيحين حتى العلامة الألباني رحمه الله انتقد عددا غير يسير منها. وهذا المنهج من وجهة نظري أيسر من التكلفات والتأويلات التي ذكرها الإخوة المعقبون والتي لو أتى أحد المخالفين بأدنى شيء منها في أي حديث آخر من أحاديث الاعتقاد لرمي بالتعطيل والجهمية. والله أعلم
الاشكالات التي ذكرت يسيرة ولكن كما تعلم ماقد يكون اشكالا عند البعض لا يكون كذلك عند البعض الآخر.
* بالنسبة للإشكال الاول والثاني فأنت تعلم أنه لا ينبغي صرف اللفظ عن دلالته الظاهرة إلا بدليل.
* أما الاشكال الثالث فقولك أنه بعيد لغوياً احتمال ولكنه أيضاً ممكن لغوياً وليس مستحيلاً.
*أما الاقتراح الرابع فهذه تعتبر مشكلة نسبية كما ذكرت لك حيث يستشكل بعض الناس أشياء معينة فيبدأ بنقد الحديث حتى ولو كان في البخاري ... والاشكال يزول لمن اجتهد في حل الاشكال دون الاتيان بما يصادم العقل والشرع في اجتهاده .. وهذا أمر نسبي أيضاً يختلف من شخص لآخر.
*ما أريده منك ومن الأخوة هو مناقشة موضوعي الذي طرحته بعد التنقيح (الموضوع الأخير أعلاه) نقاشاً موضوعياً وتقليب النظر فيه فإن العقول تتضافر والأفكار تتلاقح أما إذا عمل كل واحد بمفرده فكل له ميول وتوجه لا ينتهي.
ـ[الدريبي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركم أخوتي على طرح هذا الموضوع (وإن كان تعليقي جاء متاخراً).
فأنا من الذين سبب لهم هذا الحديث إلتباس خاصة بعد ما علمت من صحته، وموضع البس عندي هو متى يكون هذا السجود ونحن نعلم أن الشمس لا تغرب عن الأرض أبدا ‘فهي إن غربت في بلاد طلعت على أخرى.
وقد لا أفشئ سراً إذا قلت أني قد استفدت من طرحكم، إستفادة عامة، لكن لا يزال اللبس قائم لدي.
"ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو "حتى تغرب تحت العرش" وهذا فهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة "
.ما ذكرته من أنه الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنها تذهب ولم يقل أنها تغرب فهذا دليل صدقه وأنه ما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام.
أما قول" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا"
وتفسير الأخ عبد له بقوله:" أما الفائدة الثانية فهي في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية على علمه صلى الله عليه وسلم بأن هناك من الناس من قد يستشكل معنى الحديث فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه. إلا أنه صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث إلى جريان الشمس على عادتها مع انها تسجد ولكنه سجود غير سجود الآدميين ولذلك تصبح طالعة من مطلعها تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً وواضح من كلامه صلى الله عليه وسلم مفهوم المخالفة الدال على عدم استنكار الناس رغم سجود الشمس واستئذانها وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/174)
يستلزم وقوفها وهو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا"
وتفسير الأخ أبو عبد الرحمن بن أحمد له بقوله: إنما مراده أنهم لا ينكرون شيئا منها حتى ينكرون منها خروجها من مغربها، كما في الحديث "
فأن مع الأخ أبو عبد الرحمن لأن ما ذهب إليه هو الظاهر من اللفظ ,اللفظ لا يصرف عن ظاهره إلا بدليل،ولا دليل لديك،وما ذهبت إليه تأويل بعيد،وإن كان لا تعارض بين الأقوال ويمكن الجمع بينها.
وقد قرأت أن عالم أوكراني قد أسلم،بعد أن عمل دراسة على القطبين فوجد أن القطب الشمالي يسير باتجاه الجنوب بسرعة 10 كلم في السنة،وفي أوائل السبعينات زادت سرعته لتصل إلى 40كيلو في السنة، إلا أن هذه السرعة زادت في السنوات الأخيرة لتصل إلى 200كلم في السنة، مما يعني أن الأرض قطبي الأرض بعد عدة سنوات سوف تتبادل وهذا سيؤدي إلى انقلاب حركة الأرض حول محورها، مما يعني أن الشمس ستخرج من المغرب.
وقرأت أيضا أن الأجرام السماوية تشبه في جريانها حول نفسها جريان كرة ربطت في خيط ثم أديرة فهي تدور حول نفسها فترة من الزمن ثم تتوقف برهة لتعاود الدوران في الاتجاه المعاكس، وهذا ما يفسر خروج الشمس من مغربها.
إلى أن هذا التوجيه فيه نظر لأنه لو صح لأستمر خروجها من مغربها لفترة زمنية طويلة لكن الثابت في الأحاديث أنها تخرج من مغربها يوم ثم تعود لما كانت عليه.
إلا أن هذه التفسيرات قد لا تخلو من جانب من الصحة ويمكننا الجمع بينها وبين الأحاديث الواردة فيها.
وهو أنه حين حدوث الانقلاب بين قطبي الأرض فإن هذا الإنقلاب سيؤثر على المجال المغناطيسي للأرض مما سيؤدي إلى توقفها برهة من الزمن،وهذا التوقف الذي يسبق إندفاع الأرض في الإتجاه المعاكس والذي سيتسبب حتما في توقف الزمن فيطول اليل الذي يسبق خروج الشمس،وقد يكون هو ما ذكره المصطفى صلى الله عليه وسلم،فقد جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري:
" عن وهب بن جابر الخيواني بالخاء المعجمة قال كنا عند عبد الله بن عمرو فذكر قصة قال ثم أنشأ يحدثنا قال: ان الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت في الطلوع فيؤذن لها، حتى إذا كان ذات ليلة فلا يؤذن لها وتحبس ما شاء الله تعالى، ثم يقال لها اطلعي من حيث غربت. قال فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق كذلك ومن طريق أخرى وزاد فيها قصة المتهجدين وأنهم هم الذين يستنكرون بطء طلوع الشمس واخرج أيضا من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال تأتي ليلة قدر ثلاث ليال لا يعرفها إلا المتهجدون يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ ثم ينام ثم يقوم فعندها يموج الناس بعضهم في بعض حتى إذا صلوا الفجر وجلسوا فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها فيضج الناس ضجة واحدة حتى إذا توسطت السماء رجعت وعند البيهقي في البعث والنشور من حديث بن مسعود نحوه فينادي الرجل جاره يا فلان ما شأن الليلة لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت". فتح الباري ج11/ص355.
وقد نقلت لكم النص كاملاً كما ورد فيه من طرق ومن تعليق، فأرجوا معذرتي على تقصيري من حيث التوثيق.
أما ما أنقدح في ذهني من جواب للإلتباس السابق، فإني أقول لعل الشمس تستأذن ربي في الشروق في كل لحظه، أي بحسب البلدان فتستأذن لتشرق على هذه البلاد،ثم تستأذن لتشرق على تلك التي بعدها وهكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم وجه السؤال لأبي ذر:" أتدري أين تذهب؟ " حين غربت الشمس.ثم أجابه عليه الصلاة والسلام: قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن. فهذا يدل أنها حين تغرب تشرق، ولا مجال للشك في ذلك،فهي تغرب عن ناس لتستأذن في الشروق على غيرهم.
ولا يلزم من سياق الحديث أنها حين تذهب تغرب تذهب لتستأذن في الشروق على نفس من غربت عنهم.
لذا فهي في دائمة السجود والإستأذان.
الحاصل أن الشمس تستأذن للشروق بإستمرار، فإذا جاء الوقت الذي لن يؤذن لها فيه فإنها ستتوقف عن الشروق_وهو ما قد يفسر بأنه بسبب توقف الأرض عن الدوران،حسب ما سبق وأن ذكرته من تفاسير علمية لذلك _ثم تطول تلك الليلة لتعود الشمس في الخروج من مغربها –وذلك قد يفسر بسبب حركةالأرض العكسية حول محورها- وهذا يكون في البلاد تباعاً فتخرج على البلد الأول ثم الثاني والثالث تباعاً،حتى تكمل دورتها المعتادة. وستكون أول البلاد التي تخرج عليها من الشمس من مغربها، هي آخر البلدان التي غابت عنها الشمس، وقد يكون هذا هو تأويل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها "
إن لم يصح التأويل الأول.
و قد لايكون بعيد عن وقتنا هذا،وأقول هذا لسببين:
1 - أن التفسيرات العلمية لما قد يحدث قد بدأت بالظهور،ونحن نعلم أن الكفار يفسرون الحدث بتفسير علمي يقلل من شأنه، وهاهي بوادر التفاسير.
2 - بحسب ما ذكره العالم الأوكراني الذي أسلم بأن القطب المتجمد زادت سرعته في اتجاه الجنوب، بمعدل كبي مقارنة بما كان عليه قبل حوالي ثلا ثون عام، ولا نعلم قد تزيد هذه السرعة في الأعوام القادمة.
وقد يتساءل البعض لما لا يعلم الناس بهذه الظاهرة قبل حدوثها لديهم، أي أنها إذا خرجت على بلد ما، لما لا ينتقل الخبر للبلاد الأخرى قبل خروج الشمس عليهم من مغربها، خاصة مع تقدم وسائل الاتصال؟
وقد يكون الجواب: أن العالم قد تصيبه إنتكاسة قبل ذلك الوقت، فيفقد كل وسائل التكنلوجيا والتقدم، ويعود كما كان، فيعسر إنتقال الخبر إليهم.
وتعلمون الأحاديث الواردة في الملحمة ودلالاتها على عودة الناس كما كانوا،والملحمة كما هو معلوم تسبق خروج الشمس من مغربها ..
هذا ما بدا لي والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/175)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[13 - 09 - 05, 07:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد
أيها العقلاء.
إن ما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث يجب على أرباب العقول إدراكه لا معارضته والسؤال المطروح يحمل في طياته كلا الأمرين فإن كان السائل ممن يؤمن بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يسلم للنص مع محاولة فهمه وبلوغ غايته فإن عجز العقل عن مسايرة النص فالتسليم إيمان.
وإن للمسلم أمثلة كثيرة في الشرع لا تخضع للتجربة ولا للقياس العقلي ولا العلمي في أحايين كثيرة ومن ذلك قوله تعلى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فلا يلزم من الإيمان بهذا النص ثبوته في التجربة البشرية الحسية المخبرية لنؤمن به وإن كان الصحابة عاينوا مثل هذا التسبيح بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ما كان من تسبيح الجبال مع داود عليه السلام.
ومثله كثير.
وإن كان المتكلم على غير ما ذكرت فإنا نقول له ليس كل ما لا يدركه العقل يجوز نفيه فكم من النظريات باتت قوانين ومن المستحيلات أصبحت ممكنات ومن الجهليات والغائبات أصبحت علميات حاضرات بل وضروريات.
فمعالم القوى المحركة للأرض ودروانها مازالت على باب الحقائق القانونية الكونية مجهولة, وإن أدخلت في باب نظام الأستقطاب الكوني و جاذبية ارتكاز المحور.
وغيره كثير في معالم هذا الكون الذي يحاول الناس فتح آفاقه.
وعليه فإني أقول للذي قال إننا نرقب الشمس في حركتها ولا نراها تغيب.
إن هذا داخل على ضعف البصر البشري الذي يفوته ماحوله من المحسوسات والمبصرات عند غيره وكذلك حيرة العقول بتكوينها وكذاالحواس الست داخلة في هذا العجز ليدل على النقص التام والضعف المطلق للإنسان , وأن ما أوجده الله من آلات في الإنسان لا تعطيه القدرة الكاملة على إدراك الحقائق فعلم الله ما بخلقه فعزز ضعفهم بالوحي لكمال النعمة عليهم وتكريمهم وقولهم وآلاتهم.
ولونفينا كل ما غاب عن العين ولم يدركه العقل على الوجه الصحيح لفسد النظام واختلت العلوم.
وإن تكلم علماء الفلك أن للشمس ثلاثة عشرة دورة منها ما لا يعلم مستقره فإن هذا لا يزيد عندنا معرفة بل إننا نقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تذهب تسجد تحت العرش.
فإن وفق الخلق لمعرفة مدارات الشمس فبها ونعمت وإن عجزوا فلم تنقص صناعة الطائرات والسيارات من إيمان السابقين شيئا وهم على خير مما نحن عليه أعني بهم أهل الإيمان
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 09 - 05, 02:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مداخلاتكم المباركة ان شاء الله، هذا الموضوع أعيد تنقيحه ومناقشته على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30220
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 10 - 05, 07:08 م]ـ
أخى الفاضل عبد .. طرحك جيد ما شاء الله ...
و لكن لا يزال عندى إشكال ....
ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم (إرجعى من حيث جئت , فتصبح طالعة من مغربها) .. فى رواية البخارى ...
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[08 - 10 - 05, 09:23 م]ـ
السلام عليكم
شدتني هذه الفقرة في أول الموضوع ((فإذا حاذت الشمس سمت أو حد السجدة مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها ان توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم توقف الشمس عن الحركة وضربنا على ذلك مثال الطواف بالبيت.
أما هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- فإنه لا قبل للناس بمعرفة مكانه))
هل يمكن ان نربط هذا السمت بالبيت المعمور؟ وما علاقة البيت المعمور و الذي هو فوق بيت الله لمركز باطن العرش؟؟
هذا أولا
ثانيا، توجد صورة ماخوذة من قمر صناعي لكوكب الأرض .. فيه منطقة غابت عنها الشمس بالكلية عند هؤلاء الذين دخلوا في الليل وعند هؤلاء الذين دخلوا في النهار
فغروب الشمس بسقوط القرص عند اهل بلد، يعني بداية الفجر عند بلد آخر، وكلاهما لا يرى قرص الشمس
فهل من الممكن ان يتكون هذه هي لحظة سجود الشمس؟؟
ـ[الباريكي]ــــــــ[10 - 10 - 05, 02:54 م]ـ
بارك الله فيكم على المعلومات القيمة
وحبذا لو أفدتمونا في كل مرة بحل لإشكال كهذا
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[11 - 10 - 05, 03:09 م]ـ
وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي" ا. هـ.
=====================
هل من دليل على كلام العلامة إبن عاشور السابق .. و هل توقف الشمس , أو إنعكاس سيرها (أى فى الطريق المخالف لما تجرى فيه الآن) سيؤدى إلى تغير إتجاه دوران الأرض حول محورها , فتطلع الشمس من مغربها .. أقصد , هل لجريان الشمس فى إتجاه معين تأثير على إتجاه دوران الأرض حول محورها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/176)
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 10 - 05, 08:41 م]ـ
الأخ الباريكي وسائر الفضلاء،
جزاكم الله خيرا على حسن تجاوبكم. ولكني أفضل التعليقات على النسخة المحررة من البحث وهي على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30220
وسأقوم بالإجابة على من راسلني على الخاص قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[سعيد جاموس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - مغرب الشمس ومطلعها:
الشمس والقمر دائبي السير حول الارض لتكوين الليل والنهار والاهلة لنعلم عدد السنين والحساب ومواقيت للناس والحج: أي ان السنين والحساب بتوقيت بيت الله الذي يحج الناس اليه: مكة المكرمة!
افتح الرابط من فضلك:
http://saidjamous.jeeran.com/archive/2008/10/703050.html
ومن هذا نعلم ان المقصود من مغرب الشمس ومطلعها هو مغرب شمس مكة ومطلع شمس مكة!
وفي رحلة ذي القرنين رحمه الله بلغ مكان مغرب شمس مكة: هو المكان الذي اذا غربت الشمس عن مكة المكرمة كانت الشمس في كبد سماء هذا المكان وفي لحظة الزوال عليه!
ولقد انبانا الله سبحانه في كتابه العزيز انه عين حمئة!
فلننظر الى الاطلس لنجد ان الشمس حين تغيب عن مكة تكون على بعد 90 درجة طولية غرب مكة، وهو خط الطول الذي يمر بحوض الامازون!
وهل يوجد على سطح كرة الارض عينا حمئة اكبر من حوض الامازون في البرازيل؟؟؟؟
من هذا الجزء من الرحلة نتعلم:
1 - ان رحلة ذي القرنين رحمه الله كانت بعد طوفان نوح عليه السلام وبعد تزحزح القارات!
2 - ان الرحلة كانت قبل قوم عاد وقبل قيام اي دولة كافرة ما بين الجزيرة العربية وبين الامريكتين!
حيث لم يوثق القرآن الكريم معركة على الاسلام قبل معركته مع سكان الامازون!
3 - لم يوثق القرآن الكريم اي اختلاف لغوي مع القوم مع انه وثق ذلك لاحقا مع سكان ما دون السدين الذين لم يكادوا يفقهون قولا!
والآثار تثبت الآن ان البيرو وبوليفيا مليئة بالنقوش العربية الاكادية والسينائية وان الناس هنا بقوا عربا الى ما قبيل المسيح عليه السلام، وان هؤلاء هم اهل مغرب الشمس وليس الاوروبيون! ابحث عن:
Fuentemagna
وكذلك: الحضارة والتطور قبل الطوفان وبعده:
http://saidjamous.jeeran.com/archive/2008/11/738108.html
والله اعلم(43/177)
السلم في الشقق السكنية
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[30 - 03 - 05, 11:33 م]ـ
ما حكم إجراء عقد السلم في الشقق السكنية,
هل يصح أو لا؟؟؟؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 03 - 05, 01:07 ص]ـ
لو توضح صورة المسألة أكثر.
ـ[الحسن توفيق]ــــــــ[31 - 03 - 05, 04:03 ص]ـ
عقد السّلم أي قبض ثمن الشقة قبل تسلمها.
و السّلم جائز شرعا وفق ضوابط التعيين (صفات الشقة) و الأجل المعلوم (أي تحديد وقت التسلم).
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:08 ص]ـ
أوضح بمثال:
لو أن شخصا يملك أرضا بمكة ثم أراد أن يبني عمارة للاستثمار وهو لا يملك رأس مال كافٍ,
فأراد أن يحل هذه المشكلة بطريقة السلم ,
فيأخذ من الشخص مبلغا من المال حالا مقابل شقة يمتلكها المشتري موصوفة إلى أجل في هذه العمارة التي سيبنيها في المستقبل
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 06:52 م]ـ
بعد التوضيح هل عند أحد من الإخوة جواب؟
وجزاكم الله خيرا,,
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 04 - 05, 08:05 م]ـ
إلى الشيخ أبي محمد وفقه الله
صورة المسألة كالتالي:
1 - دفع قيمة الشقة كاملة مقدما ليمتلكها بعد انتهائه
2 - الشقة موصوفة وصفا دقيقا من جميع الجهات كعقود المقاولين فليس فيه تنازع بينهما بعد ذلك
3 - الأجل محدد
اختلف أهل العلم في هذا على قولين منهم من منع ومنهم من أجاز ومحل خلافهم هو هل البناء مما يمكن ضبط صفاته أم لا فمن قال إنه في هذا الوقت يمكن ضبط الصفة أجازه ومن قال لا يمكن: منع منه
والصواب أنه يجوز السلم في المباني إذا أمكن ضبط صفاته وذلك بطريقة البناء في الوقت الحالي فإنه يمكن ضبط الصفة
وأما إذا لم يدفع القيمة فهو عقد استصناع والخلاف فبه طويل وليس محل السؤال
المقرئ
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[06 - 04 - 05, 08:06 م]ـ
إذا كان الوصف دقيقا منضبطا فهو جائز فيما يظهر - و الله أعلم -
ملاحظة: كتبت هذا قبل أن أر إجابة الشيخ المقرئ سلمه الله
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[20 - 04 - 05, 05:38 م]ـ
جزاكما الله خيرا, وبارك فيكما,
صورة المسألة دفع الثمن مقدما فهي سلم كما ذكرت في السؤال,
أخي الفاضل الشيخ المقرئ لو ذكرت من تكلم عن المسألة لتتم الفائدة
والله يحفظكم ويرعاكم,,,
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - 05 - 07, 11:03 م]ـ
إلى الشيخ أبي محمد وفقه الله
صورة المسألة كالتالي:
1 - دفع قيمة الشقة كاملة مقدما ليمتلكها بعد انتهائه
2 - الشقة موصوفة وصفا دقيقا من جميع الجهات كعقود المقاولين فليس فيه تنازع بينهما بعد ذلك
3 - الأجل محدد
اختلف أهل العلم في هذا على قولين منهم من منع ومنهم من أجاز ومحل خلافهم هو هل البناء مما يمكن ضبط صفاته أم لا فمن قال إنه في هذا الوقت يمكن ضبط الصفة أجازه ومن قال لا يمكن: منع منه
والصواب أنه يجوز السلم في المباني إذا أمكن ضبط صفاته وذلك بطريقة البناء في الوقت الحالي فإنه يمكن ضبط الصفة
وأما إذا لم يدفع القيمة فهو عقد استصناع والخلاف فبه طويل وليس محل السؤال
المقرئ
وعلى كونه عقد استصناع
فالفتوى عندنا التحريم
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" شراء الشقق قبل بنيانها وهي في المخطط الذي يظهر لي عدم الجواز للضرر ولكن الموضوع معروض على اللجنة الدائمة حاليا "
ولم أكن أعلم أن مثل هذا البيع يستخدم بكثرة حتى ذكر لي أحد الإخوة أن كثيرا من عمارات وشقق مكة السكنية بيعت بهذه الصورة، وكذلك الإخوة في مصر عندهم هذا البيع بكثرة
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:37 ص]ـ
والواقع أن توقع الخلاف وحصول المنازعات متصور فيما أظن والشارع الحكيم سد أبوابه ومنافذه
مع أن الحنابلة نصوا فيما أذكر على مسألة بيع علو البيت
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:49 ص]ـ
الروض المربع ج2/ص206
ويجوز شراء ممر في ملكه وموضع في حائط يجعله بابا أو بقعة يحفرها بئرا أو علو بيت يبنى بنيانا موصوفا
ونصوا على أنه ولو لم يبن البيت بعد
شرح منتهى الإرادات ج2/ص147
ويصح شراء علو بيت ولو لم يبن البيت إذا وصف البيت ليعلم ليبني عليه أو ليضع عليه أي العلو بنيانا
مع أن مسألتنا تختلف عن هذا النقل في كون أن علو البيت كالأرض القرار فكما أنه يجوز بيع الأرض الموجودة فكذلك يجوز بيع علو البيت
لكن يبقى أنه لابد أن يكون موصوفا ومعلوما
لكن مادام العلو غير موجود حتى الآن ففيه شبه بمسألتنا
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:19 ص]ـ
وليعلم أن مسألتنا تختلف عن التعاقد مع المقاول لبناء بيت لك فبينهما فروق واضحة
نبهت على ذلك حتى لا يستشكل أحد هذا أو يقيسها عليها فبينهما مفارقات ظاهرة(43/178)
س: ما الرد الأمثل على من قال أن آية ’عدم الخضوع بالقول‘ خاصة بزوجات النبي فقط؟؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 12:23 ص]ـ
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 05, 07:11 ص]ـ
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:47 م]ـ
أخي ’محمد الأمين‘:
اعتقدت أني سأجد اجابة منك، لا ذكراً لنص الآية الشهيرة فقط!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:26 م]ـ
من أفضل من رأيته تكلم عما ذكرت أخي الكريم هو الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان
ولعلي انقل لك كلامه للفائدة
قد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمّنها، أن يقول بعض العلماء في الآية قولاً، وتكون في نفس الآية قرينة تدلّ على عدم صحة ذلك القول، وذكرنا له أمثلة في الترجمة، وأمثلة كثيرة في الكتاب لم تذكر في الترجمة، ومن أمثلته التي ذكرنا في الترجمة هذه الآية الكريمة، فقد قلنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك، ومن أمثلته قول كثير من الناس إن آية «الحجاب»، أعني قوله تعالى: {وَإِذَا * سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْئَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ}، خاصة بأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإن تعليله تعالى لهذا الحكم الذي هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء من الريبة في قوله تعالى: {ذلكمْ أَطْهَرُلِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، قرينة واضحة على إرادة تعميم الحكم، إذ لم يقل أحد من جميع المسلمين إن غير أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم لا حاجة إلى أطهرية قلوبهن وقلوب الرجال من الريبة منهنّ، وقد تقرّر في الأصول: أن العلّة قد تعمّم معلولها، وإليه أشار في «مراقي السعود»، بقوله: وقد تخصّص وقد تعمّم لأصلها لكنها لا تخرم
انتهى محل الغرض من كلامنا في الترجمة المذكورة.
وبما ذكرنا، تعلم أن في هذه الآية الكريمة الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب حكم عام في جميع النساء، لا خاص بأزواجه صلى الله عليه وسلم، وإن كان أصل اللفظ خاصًّا بهن؛ لأن عموم علّته دليل على عموم الحكم فيه، ومسلك العلّة الذي دلّ على أن قوله تعالى: {ذلكمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، هو علَّة قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ}، هو المسلك المعروف في الأصول بمسلك الإيماء والتنبيه، وضابط هذا المسلك المنطبق على جزئياته، هو أن يقترن وصف بحكم شرعي على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علَّة لذلك الحكم لكان الكلام معيبًا عند العارفين، وعرف صاحب «مراقي السعود»، دلالة الإيماء والتنبيه في مبحث دلالة الاقتضاء والإشارة والإيماء والتنبيه، بقوله:
دلالة الإيماء والتنبيه في الفن تقصد لدى ذويه
أن يقرن الوصف بحكم إن يكن لغير علّة يعبه من فطن
وعرّف أيضًا الإيماء والتنبيه في مسالك العلَّة، بقوله: والثالث الإيما اقتران الوصف بالحكم ملفوظين دون خلف
وذلك الوصف أو النظير قرانه لغيرها يضير
فقوله تعالى: {ذلكمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، لو لم يكن علّة لقوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ}، لكان الكلام معيبًا غير منتظم عند الفطن العارف.
وإذا علمت أن قوله تعالى: {ذلكمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، هو علّة قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ}، وعلمت أن حكم العلّة عام.
فاعلم أن العلّة قد تعمّم معلولها، وقد تخصّصه كما ذكرنا في بيت «مراقي السعود»، وبه تعلم أن حكم آية الحجاب عام لعموم علّته، وإذا كان حكم هذه الآية عامًّا، بدلالة القرينة القرءانيّة.
فاعلم أن الحجاب واجب، بدلالة القرءان على جميع النساء.
واعلم أنَّا في هذا المبحث نريد أن نذكر الأدلَّة القرءانيَّة على وجوب الحجاب على العموم، ثم الأدلّة من السنّة، ثم نناقش أدلَّة الطرفين، ونذكر الجواب عن أدلّة من قالوا بعدم وجوب الحجاب، على غير أزواجه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا آنفًا أن قوله: {ذلكمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ}، قرينة على عموم حكم آية الحجاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/179)
ومن الأدلّة القرءانيّة على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها حتى وجهها، قوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، فقد قال غير واحد من أهل العلم: إن معنى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}: أنهن يسترن بها جميع وجوههن، ولا يظهر منهن شىء إلا عين واحدة تبصر بها، وممن قال به: ابن مسعود، وابن عباس، وعبيدة السلماني وغيرهم.
فإن قيل: لفظ الآية الكريمة، وهو قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة، ولم يرد نص من كتاب، ولا سنّة، ولا إجماع على استلزامه ذلك، وقول بعض المفسّرين: إنه يستلزمه معارض بقول بعضهم: إنه لا يستلزمه، وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه.
فالجواب: أن في الآية الكريمة قرينة واضحة على أن قوله تعالى فيها: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، يدخل في معناه ستر وجوههنّ بإدناء جلابيبهنّ عليها، والقرينة المذكورة هي قوله تعالى: {قُل لاْزْواجِكَ}، ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن وجوههن، لا نزاع فيه بين المسلمين. فذكر الأزواج مع البنات ونساء المؤمنين يدلّ على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب، كما ترى.
ومن الأدلّة على ذلك أيضًا: هو ما قدمنا في سورة «النور»، في الكلام على قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، من أن استقراء القرءان يدلّ على أن معنى: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} الملاءة فوق الثياب، وأنه لا يصحّ تفسير: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} بالوجه والكفين، كما تقدّم إيضاحه.
واعلم أن قول من قال: إنه قد قامت قرينة قرءانيّة على أن قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، لا يدخل فيه ستر الوجه، وأن القرينة المذكورة هي قوله تعالى: {ذلك أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ}، قال: وقد دلّ قوله: {أَن يُعْرَفْنَ} على أنهنّ سافرات كاشفات عن وجوههن؛ لأن التي تستر وجهها لا تعرف باطل، وبطلانه واضح، وسياق الآية يمنعه منعًا باتًّا؛ لأن قوله: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، صريح في منع ذلك.
وإيضاحه: أن الإشارة في قوله: {ذلك أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ} راجعة إلى إدنائهن عليهن من جلابيبهن، وإدناؤهن عليهن من جلابيبهن، لا يمكن بحال أن يكون أدنى أن يعرفن بسفورهن، وكشفهن عن وجوههن كما ترى، فإدناء الجلابيب مناف لكون المعرفة معرفة شخصية بالكشف عن الوجوه، كما لا يخفى.
وقوله في الآية الكريمة: {لاْزْواجِكَ} دليل أيضًا على أن المعرفة المذكورة في الآية، ليست بكشف الوجوه؛ لأن احتجابهن لا خلاف فيه بين المسلمين.
والحاصل: أن القول المذكور تدلّ على بطلانه أدلّة متعدّدة:
الأول: سياق الآية، كما أوضحناه آنفًا.
الثاني: قوله: {لاْزْواجِكَ}، كما أوضحناه أيضًا.
الثالث: أن عامّة المفسّرين من الصحابة فمن بعدهم فسّروا الآية مع بيانهم سبب نزولها، بأن نساء أهل المدينة كن يخرجن بالليل لقضاء حاجتهن خارج البيوت، وكان بالمدينة بعض الفسّاق يتعرّضون للإماء، ولا يتعرّضون للحرائر، وكان بعض نساء المؤمنين يخرجن في زي ليس متميّزًا عن زي الإماء، فيتعرّض لهن أولئك الفساق بالأذى ظنًّا منهم أنهن إماء، فأمر اللَّه نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يتميّزن في زيهن عن زي الإماء، وذلك بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، فإذا فعلن ذلك ورآهن الفساق، علموا أنهن حرائر، ومعرفتهم بأنهن حرائر لا إماء هو معنى قوله: {ذلك أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ}، فهي معرفة بالصفة لا بالشخص. وهذا التفسير منسجم مع ظاهر القرءان، كما ترى. فقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/180)
{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، لأن إدنائهن عليهن من جلابيبهن يشعر بأنهن حرائر، فهو أدنى وأقرب لأن يعرفن، أي: يعلم أنهن حرائر، فلا يؤذين من قبل الفساق الذين يتعرّضون للإماء، وهذا هو الذي فسّر به أهل العلم بالتفسير هذه الآية، وهو واضح، وليس المراد منه أن تعرض الفساق للإماء جائز هو حرام، ولا شك أن المتعرضين لهن من الذين في قلوبهم مرض، وأنهم يدخلون في عموم قوله: {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (33/ 06)، في قوله تعالى: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ نَخْسِفْ بِهِمُ}، إلى قوله: {وَقُتّلُواْ تَقْتِيلاً}.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:27 م]ـ
ومما يدلّ على أن المتعرض لما لا يحل من النساء من الذين في قلوبهم مرض، قوله تعالى: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ}، وذلك معنى معروف في كلام العرب، ومنه قول الأعشى: حافظ للفرج راض بالتقى ليس ممن قلبه فيه مرض
وفي الجملة: فلا إشكال في أمر الحرائر بمخالفة زي الإماء ليابهنّ الفساق، ودفع ضرر الفساق عن الإماء لازم، وله أسباب أُخر ليس منها إدناء الجلابيب.
تنبيه
قد قدّمنا في سورة «بني إسرائيل»، في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ هذا الْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}، أن الفعل الصناعي عند النحويين ينحل عن مصدر وزمن؛ كما قال ابن مالك في «الخلاصة»: المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن
وأنه عند جماعات من البلاغيين ينحل عن مصدر، وزمن ونسبة.
وإذا علمت ذلك، فاعلم أن المصدر والزمن كامنان في مفهوم الفعل إجماعًا، وقد ترجع الإشارات والضمائر تارة إلى المصدر الكامن في مفهوم الفعل، وتارة إلى الزمن الكامن فيه.
فمثال رجوع الإشارة إلى المصدر الكامن فيه، قوله تعالى هنا: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ}، ثم قال: {ذلك أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ}، أي: ذلك الإدناء المفهوم من قوله: {يُدْنِينَ}.
ومثال رجوع الإشارة للزمن الكامن فيه قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمَ الْوَعِيدِ}، فقوله: {ذلك} يعني زمن النفخ المفهوم من قوله: {وَنُفِخَ}،أي: ذلك الزمن يوم الوعيد.
ومن الأدلّة على أن حكم آية الحجاب عام هو ما تقرّر في الأصول، من أن خطاب الواحد يعمّ حكمه جميع الأُمّة، ولا يختص الحكم بذلك الواحد المخاطب، وقد أوضحنا هذه المسألة في سورة «الحجّ»، في مبحث النهي عن لبس المعصفر، وقد قلنا في ذلك؛ لأن خطاب النبيّ صلى الله عليه وسلم لواحد من أُمّته يعمّ حكمه جميع الأُمة، لاستوائهم في أحكام التكليف، إلا بدليل خاص يجب الرجوع إليه، وخلاف أهل الأصول في خطاب الواحد، هل هو من صيغ العموم الدالَّة على عموم الحكم؟ خلاف في حال لا خلاف حقيقي، فخطاب الواحد عند الحنابلة صيغة عموم، وعند غيرهم من المالكية والشافعية وغيرهم، أن خطاب الواحد لا يعمّ؛ لأن اللفظ للواحد لا يشمل بالوضع غيره، وإذا كان لا يشمله وضعًا، فلا يكون صيغة عموم. ولكن أهل هذا القول موافقون على أن حكم خطاب الواحد عام لغيره، ولكن بدليل آخر غير خطاب الواحد وذلك الدليل بالنص والقياس.
أمّا القياس فظاهر، لأن قياس غير ذلك المخاطب عليه بجامع استواء المخاطبين في أحكام التكليف من القياس الجلي. والنص كقوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء: «إني لا أصافح النساء، وما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة».
قالوا: ومن أدلّة ذلك حديث: «حكمي على الواحد حكمي على الجماعة». قال ابن قاسم العبادي في الآيات البيّنات: اعلم أن حديث «حكمي على الواحد حكمي على الجماعة»، لا يعرف له أصل بهذا اللفظ، ولكن روى الترمذي، وقال: حسن صحيح. والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، قوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء: «إني لا أصافح النساء»، وساق الحديث كما ذكرناه، وقال صاحب كشف الخفاء ومزيل الإلباس، عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: «حكمي على الواحد حكمي على الجماعة»، وفي لفظ: «كحكمي على الجماعة»، ليس له أصل بهذا اللفظ؛ كما قاله العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي. وقال في «الدرر» كالزركشي: لا يعرف. وسئل عنه المزي والذهبي فأنكراه، نعم يشهد له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/181)
ما رواه الترمذي والنسائي من حديث أُميمة بنت رقيقة، فلفظ النسائي: «ما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة»، ولفظ الترمذي: «إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة»، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها لثبوتها على شرطهما، وقال ابن قاسم العبادي في «شرح الورقات الكبير»: «حكمي على الواحد» لا يعرف له أصل إلى آخره، قريبًا مما ذكرناه عنه، انتهى.
قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له: الحديث المذكور ثابت من حديث أُميمة بنت رقيقة بقافين مصغّرًا، وهي صحابية من المبايعات، ورقيقة أُمّها، وهي أخت خديجة بنت خويلد، وقيل: عمتها، واسم أبيها بجاد بموحدة ثم جيم، ابن عبد اللَّه بن عمير التيمي، تيم بن مرّة. وأشار إلى ذلك في «مراقي السعود»، بقوله:
خطاب واحد لغير الحنبل من غير رعى النص والقيس الجلي
انتهى محل الغرض منه.
وبهذه القاعدة الأصولية التي ذكرنا، تعلم أن حكم آية الحجاب عام، وإن كان لفظها خاصًّا بأزواجه صلى الله عليه وسلم؛ لأن قوله لامرأة واحدة من أزواجه، أو من غيرهن كقوله لمائة امرأة، كما رأيت إيضاحه قريبًا.
ومن الأدلّة القرءانيّة الدالَّة على الحجاب، قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَاء اللاَّئِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}؛ لأن اللَّه جلَّ وعلا بيَّن في هذه الآية الكريمة أن القواعد أي العجائز اللاتي لا يرجون نكاحًا، أي: لا يطعمن في النكاح لكبر السن وعدم حاجة الرجال إليهن يرخص لهن برفع الجناح عنهن في وضع ثيابهنّ، بشرط كونهن غير متبّرجات بزينة، ثمّ إنه جلَّ وعلا مع هذا كله قال: {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ}، أي: يستعففن عن وضع الثياب خير لهن، أي: واستعفافهن عن وضع ثيابهن مع كبر سنهنّ وانقطاع طمعهن في التزويج، وكونهن غير متبرّجات بزينة خير لهن.
وأظهر الأقوال في قوله: {أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ}، أنه وضع ما يكون فوق الخمار، والقميص من الجلابيب، التي تكون فوق الخمار والثياب.
فقوله جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ}، دليل واضح على أن المرأة التي فيها جمال ولها طمع في النكاح، لا يرخّص لها في وضع شىء من ثيابها ولا الإخلال بشىء من التستّر بحضرة الأجانب.
وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام، وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب، علمت أن القرءان دلَّ على الحجاب، ولو فرضنا أن آية الحجاب خاصة بأزواجه صلى الله عليه وسلم، فلا شكّ أنهن خير أسوة لنساء المسلمين في الآداب الكريمة المقتضية للطهارة التامّة وعدم التدنّس بأنجاس الريبة، فمن يحاول منع نساء المسلمين كالدعاة للسفور والتبرّج والاختلاط اليوم، من الاقتداء بهنّ في هذا الأدب السماوي الكريم المتضمّن سلامة العرض والطهارة من دنس الريبة غاش لأُمّة محمّد صلى الله عليه وسلم مريض القلب؛ كما ترى.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:28 م]ـ
واعلم أنه مع دلالة القرءان على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، قد دلّت على ذلك أيضًا أحاديث نبوية، فمن ذلك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما من حديث عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه عنه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت». أخرج البخاري هذا الحديث في كتاب «النكاح»، في باب: لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم الخ. ومسلم في كتاب «السلام»، في باب: تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، فهذا الحديث الصحيح صرّح فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم بالتحذير الشديد من الدخول على النساء، فهو دليل واضح على منع الدخول عليهنّ وسؤالهن متاعًا إلا من وراء حجاب؛ لأن من سألها متاعًا لا من وراء حجاب فقد دخل عليها، والنبيّ صلى الله عليه وسلم حذَّره من الدخول عليها، ولما سأله الأنصاري عن الحمو الذي هو قريب الزوج الذي ليس محرمًا لزوجته، كأخيه وابن أخيه وعمّه وابن عمّه ونحو ذلك، قال له صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/182)
«الحمو الموت»، فسمّى صلى الله عليه وسلم دخول قريب الرجل على امرأته وهو غير محرم لها باسم الموت، ولا شك أن تلك العبارة هي أبلغ عبارات التحذير؛ لأن الموت هو أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا، كما قال الشاعر:
والموت أعظم حادث مما يمرّ على الجبله
والجبلة: الخلق، ومنه قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاْوَّلِينَ}، فتحذيره صلى الله عليه وسلم هذا التحذير البالغ من دخول الرجال على النساء، وتعبيره عن دخول القريب على زوجة قريبه باسم الموت، دليل صحيح نبوي على أن قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ} عام في جميع النساء، كما ترى. إذ لو كان حكمه خاصًّا بأزواجه صلى الله عليه وسلم لما حذر الرجال هذا التحذير البالغ العامّ من الدخول على النساء، وظاهر الحديث التحذير من الدخول عليهنّ ولو لم تحصل الخلوة بينهما، وهو كذلك، فالدخول عليهن والخلوة بهن كلاهما محرّم تحريمًا شديدًا بانفراده، كما قدّمنا أن مسلمًا رحمه اللَّه أخرج هذا الحديث في باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، فدلّ على أن كليهما حرام. وقال ابن حجر في «فتح الباري»، في شرح الحديث المذكور: «إياكم والدخول»، بالنصب على التحذير، وهو تنبيه المخاطب على محذور ليتحرّز عنه؛ كما قيل: إياك والأسد، وقوله: «إياكم»، مفعول لفعل مضمر تقديره: اتّقوا.
وتقدير الكلام: اتّقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء، والنساء أن يدخلن عليكم. ووقع في رواية ابن وهب، بلفظ: «لا تدخلوا على النساء»، وتضمن منع الدخول منع الخلوة بها بطريق الأولى، انتهى محل الغرض منه. وقال البخاري رحمه اللَّه في «صحيحه»، باب: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}. وقال أحمد بن شبيب: حدثنا أبي عن يونس، قال ابن شهاب، عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: يرحم اللَّه نساء المهاجرات الأول، لما أنزل اللَّه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، شققن مروطهن فاختمرن بها.
حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم عن صفيّة بنت شيبة: أن عائشة رضي اللَّه عنها، كانت تقول: لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها، انتهى من صحيح البخاري. وقال ابن حجرفي «الفتح»، في شرح هذا الحديث: قوله: فاختمرن، أي غطّين وجوههن، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهو التقنّع. قال الفراء: كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها فأمرن بالاستتار. انتهى محل الغرض من «فتح الباري». وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيّات المذكورات فيه فهمن أن معنى قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، يقتضي ستر وجوههن، وأنهن شققن أزرهن فاختمرن، أي: سترن وجوههن بها امتثالاً لأمر اللَّه في قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، المقتضي ستر وجوههن، وبهذا يتحقّق المنصف: أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ثابت في السنّة الصحيحة المفسّرة لكتاب اللَّه تعالى، وقد أثنت عائشة رضي اللَّه عنها على تلك النساء بمسارعتهن لامتثال أوامر اللَّه في كتابه، ومعلوم أنهن ما فهمن ستر الوجوه من قوله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، إلا من النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنه موجود وهن يسألنه عن كل ما أشكل عليهن في دينهن، واللَّه جلَّ وعلا يقول: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ}، فلا يمكن أن يفسرنها من تلقاء أنفسهن. وقال ابن حجر في «فتح الباري»: ولابن أبي حاتم من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم، عن صفية ما يوضح ذلك، ولفظه: ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن لنساء قريش لفضلاً، ولكن واللَّه ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشدّ تصديقًا بكتاب اللَّه، ولا إيمانًا بالتنزيل، ولقد أنزلت سورة «النور»: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهنّ امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءُوسهن الغربان، انتهى محل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/183)
الغرض من «فتح الباري». ومعنى معتجرات: مختمرات، كما جاء موضحًا في رواية البخاري المذكورة آنفًا، فترى عائشة رضي اللَّه عنها مع علمها وفهمها وتقاها، أثنت عليهن هذا الثناء العظيم، وصرّحت بأنها ما رأت أشدّ منهن تصديقًا بكتاب اللَّه، ولا إيمانًا بالتنزيل، وهو دليل واضح على أن فهمهنّ لزوم ستر الوجوه من قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، من تصديقهن بكتاب اللَّه وإيمانهن بتنزيله، وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسترهن وجوههن تصديق بكتاب اللَّه وإيمان بتنزيله، كما ترى. فالعجب كل العجب، ممن يدّعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنّة ما يدلّ على ستر المرأة وجهها عن الأجانب، مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر اللَّه في كتابه إيمانًا بتنزيله، ومعنى هذا ثابت في الصحيح، كما تقدم عن البخاري. وهذا من أعظم الأدلّة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين، كما ترى.
وقال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيره: وقال البزار أيضًا: حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثني عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربّها وهي في قعر بيتها»، ورواه الترمذي عن بندار، عن عمرو بن عاصم به نحوه، اه منه.
وقد ذكر هذا الحديث صاحب «مجمع الزوائد»، وقال: رواه الطبراني في «الكبير»، ورجاله موثقون، وهذا الحديث يعتضد بجميع ما ذكرنا من الأدلّة، وما جاء فيه من كون المرأة عورة، يدلّ على الحجاب للزوم ستر كل ما يصدق عليه اسم العورة.
ومما يؤيّد ذلك: ما ذكر الهيثمي أيضًا في «مجمع الزوائد»، عن ابن مسعود قال: إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرّين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها فقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضًا أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها، مثل أن تعبده في بيتها، ثم قال: رواه الطبراني في «الكبير»، ورجاله ثقات، اه منه. ومثله له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي فيه.
ومن الأدلّة الدالَّة على ذلك الأحاديث التي قدّمناها، الدالَّة على أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المساجد، كما أوضحناه في سورة «النور»، في الكلام على قوله تعالى: {يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاْصَالِ رِجَالٌ}، والأحاديث بمثل ذلك كثيرة جدًا، وفيما ذكرنا كفاية لمن يريد الحقُّ.
فقد ذكرنا الآيات القرءانيّة الدالَّة على ذلك، والأحاديث الصحيحة الدالَّة على الحجاب، وبيَّنا أن من أصرحها في ذلك آية «النور»، مع تفسير الصحابة لها، وهي قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، فقد أوضحنا غير بعيد تفسير الصحابة لها، والنبيّ صلى الله عليه وسلم موجود بينهم ينزل عليه الوحي، بأن المراد بها يدخل فيه ستر الوجه وتغطيته عن الرجال، وأن ستر المرأة وجهها عمل بالقرءان، كما قالته عائشة رضي اللَّه عنها.
وإذا علمت أن هذا القدر من الأدلّة على عموم الحجاب يكفي المنصف، فسنذكر لك أجوبة أهل العلم، عمّا استدلّ به الذين قالوا بجواز إبداء المرأة وجهها ويديها، بحضرة الأجانب.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:31 م]ـ
فمن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث خالد بن دريك عن عائشة رضي اللَّه عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها، وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا»، وأشار إلى وجهه وكفّيه؛ وهذا الحديث يجاب عنه بأنه ضعيف من جهتين:
الأولى: هي كونه مرسلاً؛ لأن خالد بن دريك لم يسمع من عائشة، كما قاله أبو داود، وأبو حاتم الرازي كما قدّمناه في سورة «النور».
الجهة الثانية: أن في إسناده سعيد بن بشير الأزدي مولاهم، قال فيه في «التقريب»: ضعيف، مع أنه مردود بما ذكرنا من الأدلّة على عموم الحجاب، ومع أنه لو قدر ثبوته قد يحمل على أنه كان قبل الأمر بالحجاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/184)
ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث جابر الثابت في الصحيح، قال: شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان، ولا إقامة، ثم قام متوكّئًا على بلال فأمر بتقوى اللَّه، وحثّ على طاعته، ووعظ الناس، وذكّرهم ثم مضى حتى أتى النساء، فوعظهن وذكّرهن، فقال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم»، فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين، فقالت: لِمَ يا رسول اللَّه؟ قال: «لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير»، قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطهن وخواتمهن، اه. هذا لفظ مسلم في «صحيحه»، قالوا: وقول جابر في هذا الحديث: سفعاء الخدّين يدلّ على أنها كانت كاشفة عن وجهها، إذ لو كانت محتجبة لما رأى خدّيها، ولما علم بأنها سفعاء الخدين. وأجيب عن حديث جابر هذا: بأنه ليس فيه ما يدلّ على أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عن وجهها، وأقرّها على ذلك، بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها، وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا، وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد، فيراه بعض الناس في تلك الحال، كما قال نابغة ذبيان:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واثقتنا باليد
فعلى المحتجّ بحديث جابر المذكور، أن يثبت أنهصلى الله عليه وسلم رآها سافرة، وأقرّها على ذلك، ولا سبيل له إلى إثبات ذلك. وقد روى القصة المذكورة غير جابر، فلم يذكر كشف المرأة المذكورة عن وجهها، وقد ذكر مسلم في «صحيحه»، ممن رواها غير جابر أبا سعيد الخدري، وابن عباس، وابن عمر، وذكره غيره عن غيرهم. ولم يقل أحد ممن روى القصة غير جابر أنه رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدّين، وبذلك تعلم أنه لا دليل على السفور في حديث جابر المذكور. وقد قال النووي في شرح حديث جابر هذا عند مسلم، وقوله: فقامت امرأة من سطة النساء، هكذا هو في النسخ سطة بكسر السين، وفتح الطاء المخفّفة. وفي بعض النسخ: واسطة النساء. قال القاضي: معناه: من خيارهن، والوسط العدل والخيار، قال: وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغيّر في كتاب مسلم، وأن صوابه من سفلة النساء، وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده، والنسائي في سننه. في رواية لابن أبي شيبة: امرأة ليست من علية النساء، وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده: سفعاء الخدّين هذا كلام القاضي، وهذا الذي ادّعوه من تغيير الكلمة غير مقبول، بل هي صحيحة، وليس المراد بها من خيار النساء؛ كما فسّره به هو، بل المراد: امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن. قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: يقال: وسطت القوم أسطهم وسطًا وسطة، أي: توسطتهم، اه منه. وهذا التفسير الأخير هو الصحيح، فليس في حديث جابر ثناء البتّة على سفعاء الخدّين المذكورة، ويحتمل أن جابرًا ذكر سفعة خدّيها ليشير إلى أنها ليست ممن شأنها الافتتان بها؛ لأن سفعة الخدّين قبح في النساء. قال النووي: سفعاء الخدين، أي: فيها تغيّر وسواد. وقال الجوهري في «صحاحه»: والسفعة في الوجه: سواد في خدّي المرأة الشاحبة، ويقال للحمامة سفعاء لما في عنقها من السفعة، قال حميد بن ثور: من الورق سفعاء العلاطين باكرت فروع أشاء مطلع الشمس أسحما
قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له: السفعة في الخدّين من المعاني المشهورة في كلام العرب: أنها سواد وتغيّر في الوجه، من مرض أو مصيبة أو سفر شديد، ومن ذلك قول متمم بن نويرة التميمي يبكي أخاه مالكًا: تقول ابنة العمري ما لك بعدما أراك خضيبًا ناعم البال أروعا
فقلت لها طول الأسى إذ سألتني ولوعة وجد تترك الخد أسفعا
ومعلوم أن من السفعة ما هو طبيعي كما في الصقور، فقد يكون في خدي الصقر سواد طبيعي، ومنه قول زهير بن أبي سلمى: أهوى لها أسفع الخدين مطرق ريش القوادم لم تنصب له الشبك
والمقصود: أن السفعة في الخدّين إشارة إلى قبح الوجه، وبعض أهل العلم يقول: إن قبيحة الوجه التي لا يرغب فيها الرجال لقبحها، لها حكم القواعد اللاتي لا يرجون نكاحًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/185)
ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك، حديث ابن عباس الذي قدّمناه، قال: أردف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما، يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلاً وضيئًا فوقف النبيّ صلى الله عليه وسلم يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها فالتفت النبيّ صلى الله عليه وسلم، والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده، فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها، فقالت: يا رسول اللَّها إن فريضة اللَّه في الحجّ على عباده، أدركت أبي شيخًا كبيرًا ... الحديث، قالوا: فالإخبار عن الخثعمية بأنها وضيئة يفهم منه أنها كانت كاشفة عن وجهها.
وأجيب عن ذلك أيضًا من وجهين:
الأول: الجواب بأنه ليس في شىء من روايات الحديث التصريح بأنها كانت كاشفة عن وجهها، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عنه، وأقرّها على ذلك بل غاية ما في الحديث أنها كانت وضيئة، وفي بعض روايات الحديث: أنها حسناء، ومعرفة كونها وضيئة أو حسناء لا يستلزم أنها كانت كاشفة عن وجهها، وأنه صلى الله عليه وسلم أقرّها على ذلك، بل قد ينكشف عنها خمارها من غير قصد، فيراها بعض الرجال من غير قصد كشفها عن وجهها، كما أوضحناه في رؤية جابر سفعاء الخدين. ويحتمل أن يكون يعرف حسنها قبل ذلك الوقت لجواز أن يكون قد رآها قبل ذلك وعرفها، ومما يوضح هذا أن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما الذي روي عنه هذا الحديث لم يكن حاضرًا وقت نظر أخيه إلى المرأة، ونظرها إليه لما قدمنا من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قدمه بالليل من مزدلفة إلى منى في ضعفة أهله، ومعلوم أنه إنما روى الحديث المذكور من طريق أخيه الفضل، وهو لم يقل له: إنها كانت كاشفة عن وجهها، واطّلاع الفضل على أنها وضيئة حسناء لا يستلزم السفور قصدًا لاحتمال أن يكون رأى وجهها، وعرف حسنه من أجل انكشاف خمارها من غير قصد منها، واحتمال أنه رآها قبل ذلك وعرف حسنها.
فإن قيل: قوله: إنها وضيئة، وترتيبه على ذلك بالفاء، قوله: فطفق الفضل ينظر إليها، وقوله: وأعجبه حسنها، فيه الدلالة الظاهرة على أنه كان يرى وجهها، وينظر إليه لإعجابه بحسنه.
فالجواب: أن تلك القرائن لا تستلزم استلزامًا، لا ينفكّ أنها كانت كاشفة، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كذلك، وأقرّها لما ذكرنا من أنواع الاحتمال، مع أن جمال المرأة قد يعرف وينظر إليها لجمالها وهي مختمرة، وذلك لحسن قدّها وقوامها، وقد تعرف وضاءتها وحسنها من رؤية بنانها فقط، كما هو معلوم. ولذلك فسّر ابن مسعود: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، بالملاءة فوق الثياب، كما تقدم. ومما يوضح أن الحسن يعرف من تحت الثياب، قول الشاعر: طافت أمامة بالركبان آونة يا حسنها من قوام ما ومنتقبا
فقد بالغ في حسن قوامها، مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا.
الوجه الثاني: أن المرأة محرمة وإحرام المرأة في وجهها وكفيها، فعليها كشف وجهها إن لم يكن هناك رجال أجانب ينظرون إليه، وعليها ستره من الرجال في الإحرام، كما هو معروف عن أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن، ولم يقل أحد أن هذه المرأة الخثعمية نظر إليها أحد غير الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما، والفضل منعه النبيّ صلى الله عليه وسلم من النظر إليها، وبذلك يعلم أنها محرمة لم ينظر إليها أحد فكشفها عن وجهها إذًا لإحرامها لا لجواز السفور.
فإن قيل: كونها مع الحجاج مظنّة أن ينظر الرجال وجهها إن كانت سافرة؛ لأن الغالب أن المرأة السافرة وسط الحجيج، لا تخلو ممن ينظر إلى وجهها من الرجال.
فالجواب: أن الغالب على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم الورع وعدم النظر إلى النساء، فلا مانع عقلاً ولا شرعًا ولا عادة، من كونها لم ينظر إليها أحد منهم، ولو نظر إليها لحكي كما حكي نظر الفضل إليها، ويفهم من صرف النبيّ صلى الله عليه وسلم بصر الفضل عنها، أنه لا سبيل إلى ترك الأجانب ينظرون إلى الشابة، وهي سافرة كما ترى، وقد دلَّت الأدلَّة المتقدمة على أنها يلزمها حجب جميع بدنها عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/186)
وبالجملة، فإن المنصف يعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكشف عن الوجه أمام الرجال الأجانب، مع أن الوجه هو أصل الجمال، والنظر إليه من الشابة الجميلة هو أعظم مثير للغريزة البشرية وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي، ألم تسمع بعضهم يقول: قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم
أترضى أيها الإنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخوانك، ولقد صدق من قال: وما عجب أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الرجال عجاب
مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة أعني آية الحجاب هذه
اعلم: أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه.
ولا يجوز له أن يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها.
والدليل على ذلك أمور:
الأول: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنّه قال: «إني لا أصافح النساء»، الحديث. واللَّه يقول: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، فيلزمنا ألاّ نصافح النساء اقتداء به صلى الله عليه وسلم، والحديث المذكور موضحًا في سورة «الحجّ»، في الكلام على النهي عن لبس المعصفر مطلقًا في الإحرام، وغيره للرجال. وفي سورة «الأحزاب»، في آية الحجاب هذه.
وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة، ولا يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها؛ لأن أخفّ أنواع اللّمس المصافحة، فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة، دلَّ ذلك على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم، لأنه هو المشرع لأُمّته بأقواله وأفعاله وتقريره.
الأمر الثاني: هو ما قدمنا من أن المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب، وإنما أمر بغضّ البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شكّ أن مسّ البدن للبدن، أقوى في إثارة الغريزة، وأقوى داعيًا إلى الفتنة من النظر بالعين، وكل منصف يعلم صحّة ذلك.
الأمر الثالث: أن ذلك ذريعة إلى التلذّذ بالأجنبية، لقلّة تقوى اللَّه في هذا الزمان وضياع الأمانة، وعدم التورّع عن الريبة، وقد أخبرنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام، يقبّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلامًا، فيقولون: سلّم عليها، يعنون: قبّلها، فالحق الذي لا شكّ فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها، ومن أكبرها لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية، والذريعة إلى الحرام يجب سدّها؛ كما أوضحناه في غير هذا الموضع، وإليه الإشارة بقول صاحب «مراقي السعود»: سدّ الذرائع إلى المحرم حتم كفتحها إلى المنحتم
قوله تعالى: {يَسْألُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ}. أمر اللَّه تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة أن يقول للناس الذين يسألونه عن الساعة: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ}، ومعلوم أن {إِنَّمَا} صيغة حصر.
فمعنى الآية: أن الساعة لا يعلمها إلا اللَّه وحده.
وهذا المعنى الذي دلّت عليه هذه الآية الكريمة، جاء واضحًا في آيات أُخر من كتاب اللَّه؛ كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ}.
وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم أن الخمس المذكورة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}، هي المراد بقوله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}، وكقوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السموات وَالاْرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ}، وقوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبّكَ مُنتَهَاهَا}، وقوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}، وفي الحديث: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل». {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً}. ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن الساعة التي هي القيامة لعلّها تكون قريبًا، وذكر نحوه في قوله في «الشورى»: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/187)
السَّاعَةَ قَرِيبٌ}، وقد أوضح جلَّ وعلا اقترابها في آيات أُخر؛ كقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، وقوله: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ}، وقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}. {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً}، إلى قوله: {لَعْناً كَبِيراً}. تقدّمت الآيات الموضحة له مرارًا.
{إِنَّا عَرَضْنَا الاٌّمَانَةَ عَلَى السموات وَالاٌّرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}
{إِنَّا عَرَضْنَا الاٌّمَانَةَ عَلَى السموات وَالاٌّرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}. ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أنه عرض الأمانة، وهي التكاليف مع ما يتبعها من ثواب وعقاب على السماوات والأرض والجبال، وأنهن أبين أن يحملنها وأشفقن منها، أي: خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهنّ من ذلك عذاب اللَّه وسخطه، وهذا العرض والإباء، والإشفاق كلّه حق، وقد خلق اللَّه للسماوات والأرض والجبال إدراكًا يعلمه هو جلَّ وعلا، ونحن لا بعلمه، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها، وأبت وأشفقت، أي: خافت.
ومثل هذا تدلّ عليه آيات وأحاديث كثيرة، فمن الآيات الدالَّة على إدرام الجمادات المذكور: قوله تعالى في سورة «البقرة»، في الحجارة: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}، فصرّح بأن من الحجارة ما يهبط من خشية اللَّه، وهذه الخشية التي نسبها اللَّه لبعض الحجارة بإدراك يعلمه هو تعالى.
ومن الآيات الدالَّة على ذلك قوله تعالى: {تُسَبّحُ لَهُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعُ وَالاْرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، ومنها قوله تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ * دَاوُودُ الْجِبَالَ يُسَبّحْنَ}، إلى غير ذلك من الآيات.
ومن الأحاديث الصحيحة الدالَّة على ذلك قصة حنين الجذع، الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم لما انتقل بالخطبة إلى المنبر، وهي في صحيح البخاري وغيره.
ومنها ما ثبت في صحيح مسلم عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «إني لأعرف حجرًا كان يسلّم عليّ في مكّة»، وأمثال هذا كثيرة. فكل ذلك المذكور في الكتاب والسنّة إنما يكون بإدراك يعلمه اللَّه، ونحن لا نعلمه؛ كما قال تعالى: {وَلكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، ولو كان المراد بتسبيح الجمادات دلالتها على خالقها لكنا نفقهه، كما هو معلوم، وقد دلّت عليه آيات كثيرة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، الظاهر أن المراد بالإنسان ءادم عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام، وأن الضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، راجع للفظ: {الإِنسَانَ}، مجرّدًا عن إرادة المذكور منه، الذي هو ءادم.
والمعنى: أنه أي الإنسان الذي لا يحفظ الأمانة {كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، أي: كثير الظلم والجهل، والدليل على هذا أمران:
أحدهما: قرينة قرءانيّة دالَّة على انقسام الإنسان في حمل الأمانة المذكورة إلى معذّب ومرحوم في قوله تعالى بعده، متّصلاً به: {لّيُعَذّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}، فدلّ هذا على أن الظلوم الجهول من الإنسان هو المعذب، والعياذ باللَّه، وهم المنافقون والمنافقات، والمشركون والمشركات، دون المؤمنين والمؤمنات. واللام في قوله: {لّيُعَذّبَ}: لام التعليل، وهي متعلّقة بقوله: {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ}.
الأمر الثاني: أن الأسلوب المذكور الذي هو رجوع الضمير إلى مجرّد اللفظ دون اعتبار المعنى التفصيلي معروف في اللغة التي نزل بها القرءان، وقد جاء فعلاً في آية من كتاب اللَّه، وهي قوله تعالى {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِى كِتَابٍ}؛ لأن الضمير في قوله: {وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ}، راجع إلى لفظ المعمر دون معناه التفصيلي؛ كما هو ظاهر، وقد أوضحناه في سورة «الفرقان»، في الكلام على قوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً}، وبيّنا هناك أن هذه المسألة هي المعروفة عند علماء العربية بمسألة: عندي درهم ونصفه، أي: نصف درهم آخر، كما ترى. وبعض من قال من أهل العلم إن الضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، عائد إلى ءادم، قال: المعنى أنه كان ظلومًا لنفسه جهولاً، أي: غرًّا بعواقب الأموار، وما يتبع الأمانة من الصعوبات، والأظهر ما ذكرنا، والعلم عند اللَّه تعالى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=60444&postcount=21
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/188)
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخانا الفاضل عبد الرحمن الفقيه وجزاك عنا كل خير
وقد وجدت بحث كتبه احد طلبة الحديث فاردت اثباته هنا في المناقشة وهو ليس لي بالطبع ولا اعلم من كتبه ولكنه مفيد ووقع تحته باسم طويلب علم
ومسار البحث في الرد اساسا علي الشيخ الألباني في كتابه الأفحام
الدليل الأول: حديث عائشة -رضي الله عنها- في مجيء أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وعليها ثياب رقاق وبيان الضعف الشديد الذي يعتريه
قال أبو داود -رحمه الله- (4104):
حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا: حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد قال يعقوب ابن دريك: عن عائشة -رضي الله عنها- أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا)). وأشار إلى وجهه وكفيه (20) قال أبو داود: هذا مرسل؛ خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.
ضعيف جدًا
وأخرجه البيهقي (2/ 226).
بيان الضعف الشديد للشاهد الذي استشهد به الشيخ ناصر لهذا الحديث:
وذكر الشيخ ناصر لهذا الحديث شاهدًا عند البيهقي (7/ 86) من طريق محمد بن رمح ثنا ابن لهيعة عن عياض بن عبد الله أن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري يخبر عن أبيه أظنه عن أسماء بنت عميس ... فذكر الشاهد.
وقال البيهقي: إسناده ضعيف (21)
----------------------------------
______________________________
(19) التفنيد: هو اللوم وتضعيف الرأي. كذا في لسان العرب.
(20) هذا حديث ضعيف جدًا؛ وذلك لأمور:
أولها: ما أشار إليه أبو داود وجمع من أهل العلم وهو أن خالد بن دريك لم يدرك عائشة فالسند منقطع.
ثانيها: قتادة مدلس وقد عنعن.
ثالثها: سعيد بن بشير ضعيف وخاصة في قتادة.
رابعها: الوليد - وهو ابن مسلم- وهو مدلس وقد عنعن.
فضلاً عن هذا كله فإن هذا محتمل أن يكون قبل الحجاب أو بعده فلا حجة فيه بحال.
(21) قلت: وهذا الشاهد ضعيف للآتي:
1 - ابن لهيعة ضعيف مختلط وانظر ترجمته في كتب الرجال إن شئت وبعض الذين صححوا حديثه صححوه من رواية العبادلة الأربعة عنه, وليس من رواية ابن رمح.
2 - عياض بن عبد الله ننقل أقوال العلماء فيه:
قال أبو حاتم: ليس بالقوي, وذكره ابن حبان في الثقات وقال الساجي: روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر, وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث, وقال ابن شاهين في الثقات: وقال أبو صالح ثبت له بالمدينة شأن كبير في حديثه شيء, وقال البخاري منكر الحديث.
من هذا يتبين أن أكثر أهل العلم ضعفوا عياضًا, ومن المعلوم أن ابن حبان متساهل في توثيق المجاهيل.
3 - في الحديث ظن لبعض الرواة, وهذا الظن يوهن السند.
من هنا يتبين أن الشاهد ضعيف جدًا.
--------------------------------------------------
أما الشاهد الآخر الذي ذكره الشيخ ناصر فهو من مراسيل قتادة, ومن المعلوم أن مراسيل قتادة من أضعف المراسيل, وأيضًا فإن قتادة قد روى الحديث عن خالد بن دريك عن عائشة فلا يمتنع أن يكون أسقط خالدًا وعائشة وذكر الحديث مرسلاً إذ أن قتادة مدلس, فحينئذٍ يرجع الحديث إلى حديث خالد عن عائشة.
يتبين بهذا أن حديث عائشة حديث ضعيف لا ترقيه الشواهد المذكورة للحسن والله أعلم. ------------------------------ الدليل الثاني حديث جابر -رضي الله عنه- في قصة سفعاء الخدين وتفنيد الاستدلال به:
قال الإمام مسلم -رحمه الله- (2/ 537):
وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة, ثم قام متوكئًا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم, ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال: ((تصدَّقن فإن أكثر كن حطب جهنم)). فقالت امرأة من سِطة (22) النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: ((لأنكن تكثرن الشَّكاة وتكفرن العشير)). قال فجعلن يتصدقن من حُليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتيمهن.
صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/189)
وأخرجه النسائي (3/ 186).
بيان أن الإماء لا يلزمهن من الحجاب ما يلزم الحرائر: قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 9/ 126):
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس -رضي الله عنه- قال: أقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثًا يُبنى عليه بصفية بنت حُيي, فدعوت المسلمين إلى وليمته, فما كان فيها خبز و لا لحم, أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن فكانت وليمته, فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه؟ فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين, وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه (23) فلما ارتحل وطَّى لها خلفه, ومد الحجاب بينها وبين الناس.
صحيح
وأخرجه مسلم (3/ 593) والنسائي (6/ 134).
-----------------------------------------
) قال النووي: وفي بعض النسخ (واسطة النساء) ثم نقل عن عياض أنه قال: وزعم حذاق شيوخنا: أن هذا الحرف مغير في كتاب مسلم وأن صوابه (من سفلة النساء) وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده والنسائي في سننه, وفي رواية لابن أبي شيبة: (امرأة ليست من علية النساء) , وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده: سفعاء الخدين هذا كلام القاضي, ثم قال النووي: وهذا الذي ادعوه من تغيير الكلمة غير مقبول بل هي صحيحة, وليس المراد من خيار النساء كما فسره هو, بل المراد: امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن.
قلت: وهذا الذي نقله عياض عن حذاق شيوخه هو الصواب أي: أن لفظ سطة النساء غلط في صحيح مسلم خلافًا لما قاله النووي -رحمه الله- وأيضًا - بناء على ذلك- فمعناها مخالف لما قاله النووي وعياض -رحمهما الله- والصواب: (امرأة من سلفة النساء).
وهاك بيان وجهنا للتصويب الذي ذكرناه:
1 - أخرجه مسلم الحديث كما هنا من طريق عبد الله بن نمير عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ (امرأة من سطة النساء) وقد تقدم بيان الخلاف في نسخ مسلم.
2 - أخرج النسائي الحديث (3/ 186) من طريق يحيى بن سعيد عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ (امرأة من سفلة النساء)
3 - أخرج أحمد الحديث (3/ 318) من طريق يحيى عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ (امرأة من سفلة النساء).
4 - أخرج الدارمي الحديث (1/ 377) من طريق يعلى بن عبيد عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ (امرأة من سفلة النساء).
5 - أخرج البيهقي الحديث (3/ 296) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ: (امرأة من سفلة النساء).
6 - أخرج البيهقي أيضًا الحديث (3/ 300) من طريق يزيد بن هارون عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بلفظ: (امرأة من سفلة النساء).
7 - ذكر عياض - كما تقدم قريبًا - أن الحديث عند ابن أبي شيبة بلفظ: (امرأة من سفلة النساء).
8 - ذكر عياض أيضًا - كما تقدم قريبًا - أن في بعض روايات ابن أبي شيبة (امرأة ليست من علية النساء). من هذا يتضح لنا وضوحًا لا نشك فيه أن الصواب (امرأة من سفلة النساء) وتؤيدها رواية ابن أبي شيبة الأخيرة: (ليست من علية النساء) إذ المعنى واحد فترجح لدينا الآن أن الصواب (من سفلة النساء).
والمعني على هذا الذي ترجح يخالف ما قاله النووي وعياض -رحمهما الله- ففي اللسان ص (2031) وسفلة الناس وسفلتهم: أسافلهم وغوغاؤهم, وفيه أيضًا السفل والسفل .. نقيض العُلو والعِلو.
وأما قوله: (سفعاء الخدين) فلا نختلف فيه مع النووي -رحمه الله- فمعناه فيها تغير وسواد فعلى هذا فقوله: (امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين) أي: ليست من علية النساء - بل هي من سفلتهم- وهي سوداء هذا القول يُشعر ويشير إشارة قوية إلى أن المرأة كانت من الإماء وليست من الحرائر وعليه فلا دليل في هذا لمن استدل به على جواز كشف وجه المرأة؛ إذ أنه يغتفر في حق الإماء ما لا يغتفر في حق الحرائر - كما سيأتي قريبًا إن شاء الله- وقد قال الصحابة لما بنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بصفية: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين, وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه, وسيأتي هذا الحديث إن شاء الله.
* ثم هناك احتمال وارد أيضًا وهو: أن هذه المرأة قد تكون من القواعد من النساء.
* هذا وليس في هذا الحديث أيضًا - بالإضافة إلى ما ذكرنا- ما يفيد أن ذلك كان قبل الأمر بالحجاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/190)
* أما ما حاول به الشيخ ناصر الألباني -رحمه الله- إثبات أن ذلك كان بعد الحجاب فمحاولة واهية لا تقوم على أساس من الصحة فهذا أول دليل ذكره مثبتًا به أن هذه القصة - قصة السفعاء الخدين - كانت بعد الحجاب قال الأول: حديث أم عطية -رضي الله عنها- (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أمر النساء أن يخرجن لصلاة العيد قالت أم عطية: إحدانا لا يكون لها جلباب؟. قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها)). قال ففيه دليل على أن النساء إنما كن يخرجن إلى العيد في جلابيبهن وعليه فالمرأة السفعاء كانت محتجبة.
قلت: فهل في هذا إشارة يا أولي النُّهى إلى أن قصة سفعاء الخدين كانت بعد الحجاب؟!!! وهل هو عيد واحد الذي صلاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ وهل قبل أمره صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنساء بالخروج لم تكن امرأة تخرج لصلاة العيد؟!
أما الدليل الثاني الذي ذكره الشيخ ناصر - رحمه الله - فهو حديث ضعيف لا ندين الله به؛ ففي إسناده إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية والصواب لدينا أنه مجهول وقد قال عنه الحافظ ابن حجر (مقبول) ومعناه - عنده- إذا توبع وإلا فلين فلا نحتج به, ثم إن هذا الحديث الضعيف الذي قال عنه الشيخ يستشهد به فيه أن عمر مد يده من خارج الباب ومددن أيديهن من داخل فهل يستجيز الشيخ بذلك جواز مصافحة الرجل للنساء؟!!! اللهم غفرًا.
* ثم إن الشيخ -رحمه الله- لم يشر إلى الاختلاف الوارد في لفظ: (سفلة النساء) و (سطة النساء) , بل عزا الحديث إلى النسائي وأحمد والبيهقي والدارمي بلفظ: (سطة) وهذا غلط فليس عند أحد منهم بلفظ: (سطة) , هذا وبالله تعالى التوفيق.
(23) في بعض الروايات, (وإن لم يحجبها فهي أم ولد) , وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الإماء لا يلزمهن من الحجاب الذي يشمل ستر الوجه ما يلزم الحرائر, ومع ذلك فإن خشيت الفتنة من قبلهن لزمهن الستر كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم, ولعمومات الشريعة التي تقضي بسد الذرائع والنهي عن الفساد, والله أعلم. ------------------- الدليل الثالث للمبيحين: قصة الخثعمية وتفنيد الاستدلال به قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 11/ 8):
-----------------------------------------------------------------------
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سليمان بن يسار أخبرني عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أردف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته, وكان الفضل رجلاً وضيئًا فوقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للناس يفتيهم, وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة (24) تستفتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها, فالتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها فقالت: يا رسول الله, إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة, فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: ((نعم)).
صحيح
وأخرجه مسلم (3/ 479) وأبو داود (1809) والنسائي (5/ 119) وغيرهم.
إثبات أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أردف الفضل من مزدلفة إلى مني (25) قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 3/ 404):
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن أسامة -رضي الله عنه- كان ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من عرفة إلى المزدلفة, ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى. قال فكلاهما قال: لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
صحيح
وأخرجه مسلم 3/ 414.
بيان أن سؤال الخثعمية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في الطريق من مزدلفة إلى منى (26) قال الإمام أحمد -رحمه الله- (1/ 219):
حدثنا سفيان عن الزهري سمع سليمان بن يسار عن ابن عباس أن امرأة من خثعم سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غداة جمع (27) والفضل بن عباس ردف فقالت: إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستمسك على الرحل فهل ترى أن أحج عنه؟ قال: ((نعم)).
صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/191)
وأخرجه النسائي (5/ 117) , وأبو يعلى (4/ 272) , والبيهقي (4/ 328) , وابن خزيمة (4/ 342) (28) , وابن ماجة (2909).
تفنيد رأي من استدل بتكرار سؤال الخثعمية عند المنحر وإبطاله من ستة أوجه قال الإمام أحمد -رحمه الله- (1/ 75):
ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعرفة فقال هذا الموقف وعرفة كلها موقف, وأفاض حين غابت الشمس, ثم أردف أسامة فجعل يعنق على بعيره والناس يضربون يمينًا وشمالاً يلتفت إليهم ويقول: ((السكينة أيها الناس)). ثم أتى جمعًا فصلى بهم الصلاتين: المغرب والعشاء, ثم بات حتى أصبح, ثم أتى قزح فوقف على قزح فقال: ((هذا الموقف وجمع كلها موقف)). ثم سار حتى أتي مُحسرًا فوقف عليه فقرع ناقته فخبت حتى جاز الوادي, ثم حبسها ثم أردف الفضل وسار حتى أتى الجمرة فرماها, ثم أتى المنحر (29) فقال: ((هذا المنحر ومنى كلها منحر)). قال واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أفند وقد أدركته فريضة الله في الحج فهل يجزي عنه أن أؤدي عنه؟ قال: ((نعم فأدي عن أبيك)). قال وقد لوى عنق الفضل.
فقال له العباس: يا رسول الله, لم لويت عنق ابن عمك؟ قال: ((رأيت شابًا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما)).
قال: ثم جاء رجل فقال: يا رسول الله, حلقت قبل أن أنحر؟ قال: ((انحر ولا حرج)) , ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله, إني أفضيت قبل أن أحلق قال: ((احلق أو قصر ولا حرج)). ثم أتي البيت فطاف به ثم أتي زمزم فقال: ((يا بني عبد المطلب سقايتكم, ولولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت بها)).
في بعض رجال إسناده كلام (30)
و أخرجه أحمد أيضًا (1/ 156– 157) , وعبد الله بن أحمد (في زوائد المسند) (1/ 72, 76, 81) , والترمذي (تحقيق أحمد شاكر حديث 885).
وأخرجه آخرون مختصرًا لم يذكروا فيه قصة الفضل, كأبي داود (1935) , وابن ماجة (3010) , والبيهقي (4/ 329) , وابن جرير (3827, 3828) وفي الإسناد عنده بعض الاختلاف
حديث ((لا تنتقب المحرمة)) قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 4/ 52):
حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا الليث حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قام رجل فقال: يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس, إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل من الكعبين, ولا تلبسوا شيئًا مسه زعفران ولا الورس, ولا تنتقب المرأة المحرمة (31) ولا تلبس القفازين)).
دفع توهم قال الإمام أحمد -رحمه الله- (1/ 211):
ثنا حسين بن محمد ثنا جرير عن أيوب عن الحكم بن عتيبة عن ابن عباس عن أخيه الفضل قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جمع إلى منى فبينا هو يسير إذ عرض له أعرابي مردفًا ابنة له جميلة وكان يسايره قال: فكنت أنظر إليها فنظر إليَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلب وجهي عن وجهها, ثم أعدت النظر فقلب وجهي عن وجهها حتى فعل ذلك ثلاثًا وأنا لا أنتهي فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
إسناده منقطع (32)
------------------------------------------------
بهذا الحديث بعض أهل العلم على أن وجه المرأة ليس بعورة ويجوز لها إبداؤه فقال ابن بطال: كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/ 10) .. وفيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضًا؛ لإجماعهم على أن للمرأة أن تبدي وجهها في الصلاة ولو رآه الغرباء, وأن قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}. على الوجوب في غير الوجه, وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: وفي استدلاله بقصة الخثعمية لما ادعاه نظر؛ لأنها كانت محرمة.
وقال ابن حزم في المحلى (3/ 218) بعد أن ذكر هذا الحديث: فلو كان الوجه عورة يلزم ستره لما أقرها عليه السلام على كشفه بحضرة الناس, ولأمرها أن تسبل عليه من فوق, ولو كان وجهها مغطى ما عرف ابن عباس أحسناء هي أم شوهاء فصح كل ما قلناه يقينًا. انتهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/192)
قلت: المرأة كانت محرمة - وسنثبت ذلك قريبًا إن شاء الله- ونتعقب على من قال: إن الرواية تكررت عند المنحر فلا دليل في هذا أصلاً على جواز كشف الوجه. والله أعلم.
(25) وقد ورد ذلك من عدة طرق منها - بالإضافة إلى الحديث المذكور - حديث جابر عند مسلم في حجة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ص (887) وطرق أخرى شتى نذكر منها رواية؛ لما قد يكون فيها من فائدة للمتأمل هذه الطريق هي ما ذكرها الحافظ ابن حجر فتح الباري (4/ 68) وعزاها إلى أبي يعلى وقال الحافظ: إسنادها قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وأعرابي معه بنت له حسناء فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم رجاء أن يتزوجها وجعلت ألتفت إليها, ويأخذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم برأسي فيلويه فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة).
(26) هذا الباب والذي قبله ذكرناهما تمهيدًا لحديث علي -رضي الله عنه- للرد على من قال: إن الرواية تكررت عند المنحر وسيأتي له مزيد شرح وتوضيح في حديث علي الآتي إن شاء الله.
(27) جمع: هي مزدلفة كما هو معلوم.
(28) في بعض الروايات غداة جمع, وفي بعضها غداة يوم النحر ومعناهما واحد, وانظر صحيح مسلم (3/ 415).
(29) اعلم أن هذا الحديث قد استدل به الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - لكي يثبت أن سؤال الخثعمية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونظر الفضل إليها كان عند المنحر أي: أن ذلك - كما فهم الشيخ -رحمه الله- كان بعد التحلل أي: أنه كان لزامًا على المرأة -إذا كانت تغطية الوجه واجبة- أن تغطي وجهها فلما لم تغط وجهها أصبح هذا دليلاً - عند الشيخ رحمه الله- على جواز كشف المرأة لوجهها بحضرة الأجانب, وظن الشيخ -رحمه الله- أنه رد بذلك على من ادعى أنها كانت محرمة؛ لأنها كانت عند المنحر أي: بعد التحلل, ولنا على كلام الشيخ -رحمه الله- عدة ملاحظات نذكرها في التعقيب التالي -إن شاء الله- فانظره وها هو وهو أول هذه الملاحظات.
30) في إسناده -عند كل المشار إليهم- عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعه وهذه أقوال أهل العلم فيه نقلاً من التهذيب والميزان وغيرهما.
قال عنه ابن معين: صالح, وفي رواية أخرى عن ابن معين قال عنه: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات, وقال ابن سعد: كان ثقة ووثقه العجلي, وقال أحمد: متروك, وقال النسائي: ليس بالقوي وضعفه علي المديني, وقال أبو حاتم: شيخ, وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه.
فبالنظر في أقوال الموثقين فابن حبان والعجلي معروفان بالتساهل في التوثيق كما لا يخفى على عالم بالحديث, وابن سعد ليس ببعيد منهما في ذلك وإن كان أحسن حالاً.
أما ابن معين -رحمه الله- فهو من مشاهير أهل الجرح والتعديل الذين يعتد برأيهم لكن قول ابن معين صالح مع قوله ليس به بأس لا تفيد التوثيق صراحة, انظر التاريخ لابن معين
أما أحمد بن حنبل والنسائي وابن المديني فكلهم -رحمهم الله- من أهل التثبت في الجرح والتعديل -وإن كان النسائي يؤثر عنه بعض التشدد- وقد رأيت مقالتهم وبالغ أحمد فقال: متروك, أما قول أبي حاتم: شيخ, وقول ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه فكلا القولين يفيد أن الرجل يصلح في الشواهد والمتابعات كما هو معلوم, وإن كنا نحن نجنح إلى أن الرجل حسن الحديث إذا لم يخالف, فإذا خالف فحديثه غير مقبول لدينا وكأن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- رأى هذا الرأي قبلنا فقال في التقريب: صدوق له أوهام.
هذه هي الملاحظة الأولى التي وعدنا قريبًا بذكرها أما.
الملاحظة الثانية: فهي أنه قد تقدم بما لا يدع مجالاً للشك أن الفضل بن عباس -رضي الله عنهما- كان رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مزدلفة إلى منى - كما ذكرنا ذلك في جملة أحاديث صحيحة تقدمت قريبًا- وفي هذا الحديث أن الفضل إنما أردفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد ما جاوز الوادي (وادي محسر كما في رواية الترمذي) فهذا من مخالفات هذا الحديث للروايات الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/193)
الملاحظة الثالثة: قدمنا قريبًا - أيضًا- أن الخثعيمة سألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم غداة جمع (وفي رواية غداة يوم النحر) وجمع هي: مزدلفة كما هو معلوم والمعنى واحد فغداة جمع هي غداة يوم النحر كلاهما يفيد أن السؤال كان في الغداة, وفي اللسان (مادة غدا) الغدوة بالضم: البكرة ما بين صلاة الغداة (أي: صلاة الفجر) وطلوع الشمس, ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما وقف في مزدلفة حتى أسفر جدًا (كما في صحيح مسلم من حديث جابر ص891) , ثم اتجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والفضل رديفه إلى منى فلكي يصل صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مزدلفة إلى منى لابد وأن تكون الشمس قد ارتفعت كثيرًا, فيكون وقت الغداة قد انتهى فيتعين أن الخثعمية إنما سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الطريق من مزدلفة إلى منى, وليس عند المنحر. فإن أتي إلينا قائل يقول: إن الرواية تكررت فالخثعمية سألت مرة في الطريق من مزدلفة إلى منى ومرة عند المنحر, قلنا: إن هذا بعيد أن تسأل خثعمية من مزدلفة إلى منى عن شئ وينظر إليها الفضل ويصرف النبي صلى الله علي آله وسلم وجه الفضل ثم تأتي الخثعمية أيضًا تسأل عن نفس الشيء عند المنحر وينظر الفضل إليها ويصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجه الفضل فالقول بتكرار الواقعة قول بعيد عن الصواب والله أعلم.
الملاحظة الرابعة: قد اختلف على عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش في هذا الحديث فرواه عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كما هنا, ورواه ابن ماجة (2907) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري عن نافع ابن جبير عن عبد الله بن عباس أن امرأة من خثعم جاءت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. فذكر الحديث و ليس فيه نظر الفضل إليها ولا ذكر للفضل وإن كانت الرواية الأولى أرجح, والله أعلم.
الملاحظة الخامسة: لا يلزم من كون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد تحلل برميه الجمرة الكبرى أن يكون كل المسلمين قد تحللوا فقد كان السائل يسأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: يا رسول الله: رميت قبل أن أنحر؟ فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((انحر ولا حرج)) , ويقول آخر: حلقت قبل أن أرمي؟ فيقول: ((ارم ولا حرج)). وما سئل صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ((افعل ولا حرج)). وقد قال قائل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما عند البخاري (فتح 3/ 1735) - رميت بعد ما أمسيت؟ فقال: ((لا حرج)). فعلى فرض أن سؤال الخثعمية كان عند المنحر - وقد بينا خطأ ذلك- لا يلزم من كونها عند المنحر أن تكون قد رمت أو نحرت كما هو واضح, والله اعلم.
الملاحظة السادسة: وهي أننا لو سلمنا جدلاً أن حديث علي صحيح وأن السؤال قد تكرر فليس في حديث علي ذكر أن المرأة كانت وضيئة ولا أنها حسناء كل ما فيه أنها شابة, والشباب يعرف - كما يدرك ذلك أهل الجزيرة وغيرهم- من مشية المرأة ومن لفظها ولو لم يُر منها شئ, نقل الشنقيطي في أضواء البيان (6/ 601) قول الشاعر:
طافت أمامة بالركبان آونة يا حسنها من قوام ما ومنتقبا قال الشنقيطي -رحمه الله-: فقد بالغ في حسن قوامها مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا.
قلت: فبهذا يسقط الاستدلال بهذا الحديث على جواز كشف وجه المرأة ويثبت لدينا ما قد ثبت من قبل ألا وهو أن الخثعمية كانت محرمة والمحرمة لا يجب عليها تغطية وجهها؛ للدليل الآتي قريبًا, ولحديث الخثعمية نفسه.
(31) قال ابن قدامة في المغني (3/ 325) في شرحه لمسألة (والمرأة إحرامها في وجهها فإن احتاجت سدلت على وجهها): وجملة ذلك أن المرأة يحرم عليها تغطية وجهها في إحرامها كما يحرم على الرجل تغطية رأسه لا نعلم في هذا خلافًا إلا ما رُوي عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة, ويحتمل أنها كانت تغطيه بالسدل عند الحاجة فلا يكون اختلافًا.
قلت: سبق أن بينا في كتاب الحج من كتابنا جامع أحكام النساء أن للمرأة أن تسدل على وجهها- في الحج - شيئًا يستره عن الناس, بشيء غير النقاب وقد بينا حديث أسماء المشار إليه في أبواب الأدلة على وجوب الستر ومشروعيته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/194)
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (4/ 54) في قوله: لا تنتقب المحرمة: أي لاتستر وجهها, واختلف العلماء في ذلك فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية وهو رواية عند الشافعية والمالكية. فعلى هذا فالأصل في المرأة المحرمة: أنها لا تغطي وجهها إلا إذا احتاجب - عند مرور الرجال مثلاً أن تغطيه فتغطية بشيء غير النقاب كأن تسدل عليه شيئًا, وليست تلك التغطية بالسدل واجبة عليها, والله أعلم.
أما قول الشيخ ناصر -رحمه الله- في حجاب المرأة المسلمة ص29 الطبعة الثانية – ثم هب أنها كانت محرمة فإن ذلك لا يخدج في استدلال ابن بطال المذكور البتة ذلك؛ لأن المحرمة تشترك مع غير المحرمة في جواز ستر وجهها بالسدل عليه ... وإنما يجب عليها أن لا تنتقب فقط فلو أن كشف المرأة لوجهها أمام الأجانب لا يجوز لأمرها صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تسدل عليه من فوق - كما قال ابن حزم - لا سيما وهي من أحسن النساء وأجملهن, وقد كاد الفضل ابن عباس أن يفتتن بها ومع هذا كله لم يأمرها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل صرف وجه الفضل عنها ففي هذا أيضًا دليل على أن الستر المذكور لا يجب على المرأة ولو كانت جميلة وإنما يستحب لها ذلك كما يستحب لغيرها. انتهي كلامه رحمه الله.
قلت: وهذا كلام لا فائدة فيه فقد ذكر الشيخ -رحمه الله-: أن المحرمة تشترك مع غير المحرمة في جواز ستر وجهها بالسدل عليه, ثم قال في آخر البحث: ومع هذا لم يأمرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أما عدم الفائدة من هذا الكلام؛ فلأننا لم نختلف مع الشيخ في أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمرها؛ لأنه عليه السلام لو أمرها لأصبح واجبًا على المحرمة أن تغطي وجهها, ولم ندَّعِ هذا. وليس هو محل بحثنا, إذا أننا قررنا أن المحرمة لا يجوز لها أن تنتقب ويجوز لها أن تسدل على وجهها سدلاً إذا احتاجت إليه, والله أعلم.
(32) وذلك لأنه منقطع بين الحكم وابن عباس فلا تعرف للحكم رواية عن ابن عباس ولا يحفظ له سماع منه.
وهذا الحديث - رغم أنه منقطع- فقد أوردناه؛ دفعًا لتوهم قد يقع فيه من يقرأ كتاب الشيخ ناصر -رحمه الله- (حجاب المرأة المسلمة) إذ إن الشيخ -عفا الله عنه- أورد هذا الحديث عقب رواية علي بن أبي طالب التي تفيد أن سؤال الخثعمية كان عند المنحر, واقتصر الشيخ على بيان أن الحديث منقطع, لكن كان ينبغي أن يبين الشيخ أول الحديث وهو أن الفضل كان رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جمع إلى منى؛ وذلك حتى لا يظن ظان أن هذا المنقطع يشهد لرواية علي التي عند المنحر.
وهذا الحديث وإن كان إسناده منقطعًا إلا أن لمعناه شواهد تؤكد أن الفضل إنما كان رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مزدلفة إلى منى تقدم ذكر بعضها, وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 68) بإسناد قال فيه الحافظ: إنه إسناد قوي وعزاه إلى أبي يعلى من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأعرابي معه بنت له حسناء فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ رجاء أن يتزوجها, وجعلت ألتفت إليها ويأخذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم برأسي فيلويه فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة).
قلت: ففي هذا الحديث إشارة - وخاصة في قوله: (فكان يلبى حتى رمى جمرة العقبة) -إلى أن القصة- على فرض اتحادها- كانت في الطريق من مزدلفة لمنى.
وفي هذا الحديث شيء آخر وهو: أن عرض الأعرابي ابنته على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان من أجل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا, وثمة استدلالات أخرى استدل بها الشيخ ناصر -رحمه الله-, نذكرها ضمن ما يأتي: --------------------- دليل المبيحين الرابع (قصة الواهبة) وتفنيد الاستدلال به أخرجه البخاري (فتح 9/ 181) , ومسلم (3/ 582):
من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- (أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت يا رسول الله, جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه ... ) صحيح (33)
-------------------------------------------------
) وفي الاستدلال بهذا الحديث على جواز كشف الوجه نظر من نواحي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/195)
الأولى: أن مجيئها على هذا الحال كان لإرادة التزويج من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ومن ثم فلها حينئذٍ أن تكشف وجهها ليراها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي جاءت لتهب نفسها له, وقد قال الحافظ ابن حجر (فتح 9/ 210): وفيه (أي في الحديث) جواز تأمل محاسن المرأة لإرادة تزويجها وإن لم تتقدم الرغبة في تزويجها ولا وقعت خطبتها.
الثانية: أن ذلك محتمل أنه قبل الحجاب.
الثالثة: أن ذلك خاص برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وقد قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (فتح الباري 9/ 210): ... والذي تحرر عندنا أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يحرم عليه النظر إلى النساء الأجنبيات بخلاف غيره. -----------------------
دليل المبيحين الخامس حديث عائشة -رضي الله عنها- في شهود الصحابيات الفجر أخرجه البخاري (فتح 2/ 54) , ومسلم (حديث 645):
من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغَلَس) (34) صحيح
______________________________
(34) نذكر هاهنا أقوال أهل العلم في معنى هذا الحديث: قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (2/ 55) قال الداودي: معناه لا يعرفن أنساء أم رجال أي: لا يظهر للرائي إلا الأشباح خاصة, وقيل: لا يعرف أعيانهن فلا يفرق بين خديجة وزينب, وضعفه النووي بأن المتلفعة في النهار لا تعرف عينها فلا يبقى في الكلام فائدة, وتعقب بأن المعرفة إنما تتعلق بالأعيان فلو كان المراد الأول لعبر بنفي العلم, وما ذكره من أن المتلفعة بالنهار لا تعرف عينها فيه نظر؛ لأن لكل امرأة هيئة غير هيئة الأخرى في الغالب ولو كان بدنها مغطى , وقال الباجي: هذا يدل عل أنهن كن سافرات إذ لو كن منتقبات لمنع تغطية الوجه من معرفتهن لا الغلس قلت (القائل هو الحافظ ابن حجر): وفيه ما فيه؛ لأنه مبني على الاشتباه الذي أشار إليه النووي, وأما إذا قلنا: إن لكل واحدة منهن هيئة غالبًا فلا يلزم ما ذكر. انتهي كلام الحافظ -رحمه الله-. فعمد الشيخ ناصر -رحمه الله- إلى أضعف الأقوال في تفسير: (لا يعرفهن أحد من الغلس) ألا وهو قول الباجي, وقد تعقبه الحافظ كما رأيت, ثم قال الشيخ ناصر -رحمه الله- في حاشية كتابه .. ثم وجدت رواية صريحة في ذلك بلفظ (وما يعرف بعضنا وجوه بعض) رواه أبو يعلى في مسنده (ق 214/ 2) بسند صحيح عنها. انتهي.
قلت: الرواية المشار إليها عند أبي يعلى في الطبعة التي بين أيدينا (جـ 7/ 466) فهذا اللفظ - على فرض صحته- ليس فيه دليل على كشف الوجه؛ إذ إن لفظه - كرواية مستقلة (وما يعرف بعضنا وجوه بعض) فهذا ليس فيه دليل على كشف الوجه بل إلى تغطية الوجه أقرب هذا شيء, والشيء الآخر: أننا لا نقول: أنه لا يجوز للمرأة أن تري وجه المرأة ولكن الكلام في حق الرجال, والشيء الثالث: هو أنه ليس في الحديث ما يفيد أن ذلك بعد الحجاب. والله أعلم. --------------------- دليل المبيحين السادس حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أخرجه مسلم (5/ 801):
من حديث فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- بعد أن تأيمت وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لها: ((انتقلي إلى أم شريك)) , -وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان- فقلت (أي: فاطمة) سأفعل فقال: ((لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين, ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم (الأعمى) .. )). الحديث (35) صحيح
______________________________
(35) قال الشيخ ناصر -رحمه الله-: ووجه دلالة الحديث على أن الوجه ليس بعورة ظاهر؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقر ابنة قيس على أن يراها الرجال وعليها الخمار -وهو غطاء الرأس- فدل هذا على أن الوجه منها ليس بالواجب ستره كما يجب ستر رأسها, ولكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم خشي عليها أن يسقط الخمار عنها فيظهر منها ما هو محرم بالنص فأمرها عليه السلام بما هو الأحوط لها وهو: الانتقال إلى دار ابن أم مكتوم الأعمى. انتهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/196)
قلت: بل ليس في الحديث دلالة ظاهرة على جواز كشف الوجه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن تفسير الخمار: بأنه غطاء الرأس تفسير ضيق بل الخمار أعم من ذلك فأصل التخمير التغطية سواء كانت للرأس أو غيره, ومنه قول عائشة -رضي الله عنها- كما في حديث الإفك في صحيح البخاري (فتح 8/ 452) وغيره ( .. فخمرت وجهي بجلبابي). قال الحافظ ابن حجر (فتح الباري 8/ 463): فخمرت أي: غطيت, وقد تقدم بعض بيان لمعني الخمار في الأدلة على المشروعية والوجوب, وقد نقل الشيخ ناصر نفسه في كتاب حجاب المرأة المسلمة بعض ما جاء في ترجمة أبي علي التنوخي أنه أنشد: قل للمليحة في الخمار المذهب أفسدت نسك أخي التقي المذهب
نور الخمار ونور خدك تحته عجبًا لوجهك كيف لم يتلهب فهذا يفيد أن الخمار قد يغطي الوجه أيضًا. ------------------------- الدليل السابع للمبيحين وتوجيهه واحتج الشيخ ناصر أيضًا بما أخرجه البخاري (فتح الباري 2/ 465) وغيره.
من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- (أنه شهد العيد مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى ثم خطب, ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يهوين بأيديهن (36) يقذفنه في ثوب بلال, ثم انطلق هو وبلال إلى بيته).
صحيح
وأخرجه أبو داود (1146) , والنسائي (3/ 186).
______________________________
(36) قال الشيخ -رحمه الله - نقلاً عن ابن حزم في المحلى (3/ 217) - فهذا ابن عباس بحضرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى أيديهن فصح أن اليد من المرأة والوجه ليسا بعورة, وما عداها ففرض ستره.
قلت: فيما قاله الشيخ ناصر -رحمه الله- نظر إذ أن اللفظ ليس صريحًا في مراده فقوله: رأيتهن يهوين بأيديهن لا يفد صراحة أن اليد كانت مكشوفة هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى أن ابن عباس يقول في أول الحديث عند البخاري: .. ولولا مكاني من الصغر ما شهدته, وذلك لما سئل أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ وحمل بعض أهل العلم هذا القول على أن ابن عباس أراد أنه لولا مكانه من الصغر ما شهد ما وقع من وعظه النساء؛ لأن الصغر يقتضي أن يغتفر له الحضور معهن بخلاف الكبر, فإن قال قائل: فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان حاضرًا؟ قلنا: قد تقدم قريبًا ما حرره الحافظ ابن حجر -رحمه الله- من أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يغتفر له من النظر إلى الأجنبيات مالا يغتفر لغيره. فإن قال قائل: فبلال؟ قلنا إن الحديث ليس فيه ما يساعد على الجزم بأن بلالاً -رضي الله عنه- رأى أيديهن مكشوفة. والله أعلم. -------------------- الدليل الثامن: حديث سُبيعة واستدل الشيخ -رحمه الله- أيضًا بحديث سُبيعة بنت الحارث -رضي الله عنهما- ومما ذكره الشيخ فيه: (أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع وكان بدريًا فوضعت حملها قبل أن ينقضي أربعة أشهر وعشر من وفاته, فلقيها أبو السنابل بن بعكك حين تعلت من نفاسها وقد اكتحلت (واختضبت وتهيأت) (37) فقال لها: اربعي على نفسك أو نحو هذا لعلك تريدين النكاح؟ إنها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك قالت فأتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرت له ما قال أبو السنابل بن بعكك فقال: ((قد حللت حين وضعت)).
بيان أن رؤية أبي السنابل لسبيعة كانت أثناء خطبته لها: قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 9/ 469):
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته عن أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن امرأة من أسلم يقال لها: سبيعة كانت تحت زوجها توفي عنها وهي حُبلى فخطبها أبو السنابل بن بعكك, فأبت أن تنكحه فقال: والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبًا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((أنكحي)) (38)
صحيح
وأخرجه مسلم (3/ 704) , وأبو داود (2306) , والنسائي (6/ 194) , وهذا السياق الذي سقناه عند البخاري هو عند النسائي أيضًا بلفظ قريب.
______________________________
(37) قال الشيخ -رحمه الله-: والحديث صريح الدلالة على أن الكفين ليسا من العورة في عرف النساء الصحابة وكذا الوجه أو العينين على الأقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/197)
قلت: فيما قاله الشيخ نظر من نواحي أقواها: أن تجمُّل سبيعة -رضي الله عنها- إنما كان للخطاب وأن أبا السنابل تقدم لخطبتها وقال لها هذا الكلام على أثر رفضها له فرؤية أبي السنابل بن بعكك لسبيعة إنما كانت وقت خطبته لها، وها نحن نسوق ما يؤيد ذلك -إن شاء الله- مع أننا ننبه هنا إلى أنه قد وردت لقصة سبيعة طرق كثيرة في بعضها ما ليس في الآخر, بل وفي بعضها ما يخالف ما في الآخر أشار إلى هذه الطرق الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/ 469) فما بعده.
(38) قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (فتح 9/ 475) وفيه (أي في الحديث) جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها.
قلت: وقد ورد في عدة طرق في الصحيحين وغيرهما أن تجملها كان للخطاب, وليس في الصحيحين ذكر الخضاب ولا الكحل ولا بأس أيضًا أن نذكر الرواية التي احتج بها الشيخ ناصر -رحمه الله- ونناقشها.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (6/ 432):
ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع, وكان بدريًا فوضعت حملها قبل أن ينقضي أربعة أشهر وعشر من وفاته, فلقيها أبو السنابل -يعني ابن بعكك- حين تعلت من نفاسها وقد اكتحلت فقال لها: اربعي على نفسك -أو نحو ذلك- لعلك تريدين النكاح إنها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك, قالت: فأتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرت له ما قال أبو السنابل بن بعكك, فقال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((قد حللت حين وضعت حملك)).
حدثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: إن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (كذا في المسند, ولعله عبد الله ابن عتبة) كتب إلى عبد الله بن الأرقم يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فزعمت: أنها كانت تحت سعد بن خولة فذكر معناه.
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: كتبت إلى عبد الله بن الأرقم آمره أن يدخل على سبيعة الأسلمية فيسألها عن شأنها قال: فدخل عليها فذكر الحديث.
هذا أصل الحديث الذي ذكره الشيخ ناصر -رحمه الله- في كتابه والزيادات تأتي في حديث آخر نشير إليه قريبًا.
أما بالنسبة للحديث المتقدم فمن الواضح بالنظر في مجموع طرقه التي أوردناها بالإضافة إلى ما في صحيح البخاري (مع الفتح 7/ 310) , ومسلم (3/ 704) أن هناك واسطة بين عبد الله بن عتبة وبين سيبعة الأسلمية -رضي الله عنها-, وأن هذه الواسطة في المسند عبد الله بن أرقم, وفي الصحيحين عمر بن عبد الله بن أرقم والذي نرجحه هو ما رجحه الحافظ ابن حجر (في الفتح 9/ 471) أنه عمر بن عبد الله بن أرقم, وعمر هذا قال فيه الحافظ في التقريب: مقبول ومعنى قول الحافظ: مقبول أنه مقبول إذا توبع وإلا فلين.
ثم أنه ليس في الرواية السابقة ما يفيد كشف الوجه الكحل يُرى من خلال النقاب. أما الرواية التي فيها الخضاب فنذكرها هنا إذ إنها تفيد أيضًا أن أبا السنابل كان إنما رآها لخطبتها.
قال الإمام احمد -رحمه الله- (6/ 432) ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على سيبعة بنت أبي برزة الأسلمية فسألتها عن أمرها فقالت: كنت عند سعد بن خولة فتوفي عني فلم أمكث إلا شهرين حتى وضعت فخطبني أبو السنابل بن بعكك أخو بني عبد الدار, فتهيأت للنكاح قالت: فدخل علي حموي وقد اختضبت وتهيأت فقال: ماذا تريدين يا سبيعة؟ قالت: فقلت أريد أن أتزوج قال: والله ما لك من زوج حتى تعتدين أربعة أشهر وعشرًا, قالت: فجئت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرت ذلك له فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لي: ((قد حللت فتزوجي)).
فهذا فيه ما يساعدنا على الجزم بما قدمناه ألا وهو أن أبا السنابل بن بعكك إنما رآها أثناء خطبته لها. والله أعلم.
استدلالات أخرى استدل بها الشيخ ناصر وتوجيهها وتفنيدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/198)
ومما استدل به الشيخ ناصر أيضًا ما عزاه إلى أبي داود والبيهقي (7/ 86) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تبايعه ولم تكن مختضبة فلم يبايعها حتى اختضبت.
وجدنا حديث عائشة الآتي فنذكره بسنده -إن شاء الله- ونبين ما فيه.
قال أبو داود -رحمه الله- (4165):
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنني غبطة بنت عمرو المجاشعية قالت: حدثتني عمتي أم الحسن عن جدتها عن عائشة -رضي الله عنها- أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني, قال: ((لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع)).
فهذا إسناد ضعيف جدًا ففيه غبطة بنت عمرو المجاشعية لم يوثقها معتبر, فالراجح لدينا فيها أنها مجهولة, وقد قال الحافظ ابن حجر فيها أنها مقبولة وعلى تسليمنا لقول الحافظ فإن معني قوله مقبولة, أي: إذا توبعت وإلا فليَّنة كما نص هو على ذلك, وفيه أيضًا أم الحسن مجهولة فالسند ضعيف جدًا إذ هو كما رأيت مسلسل بالمجاهيل. وعقب أبو داود الحديث السابق بالحديث (4166) فقال: حدثنا محمد بن محمد الصوري حدثنا خالد بن عبد الرحمن حدثنا مطيع بن ميمون عن صفية بنت عصمة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أومأت امرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقبض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يده فقال: ((ما أدري أيد رجل أم يد امرأة)). قلت: بل امرأة, قال: ((لو كنت امرأة لغيرت أظفارك)). يعني بالحناء.
وهذا إسناد ضعيف ففيه مطيع بن ميمون وهو ضعيف وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته في الميزان ونقل عن ابن عدي أنه قال فيه: هذا الحديث غير محفوظ. وكذلك في هذا الإسناد صفية بنت عصمة وهي مجهولة فهذا الإسناد ضعيف جدًا.
فبهذا يسقط الاستدلال بهذا والذي قبله.
ويزيد هذا الحديث ضعفًا ما أخرجه البخاري (فتح 13/ 203) من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يشركن بالله شيئا}. قالت: وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها.
واستدل الشيخ -رحمه الله- أيضًا بحديث الحارث بن الحارث الغامدي قال: (قلت لأبي ونحن بمنى) ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء القوم قد اجتمعوا على صابئ لهم قال: (فنزلنا, وفي رواية فتشرفنا) فإذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله والإيمان به وهم يردون عليه قوله ويؤذونه حتى انتصف النهار وتصدع عنه الناس, وأقبلت امرأة قد بدا نحرها (تبكي) تحمل قدحًا فيه ماء ومنديلاً فتناوله منها وشرب وتوضأ ثم رفع رأسه (إليها) فقال: ((يا بنية: خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك (غلبة ولا ذلاً))).
قلت: من هذه؟ قالوا (هذه) زينب بنته).
قلت: هذا الحديث أخرجه الطبراني في موضعين من المعجم الكبير أولهما (3/ 268) والثاني (22/ 1052) , ومن الواضح أن هذه القصة كانت بمنى وكانت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يؤيد ذلك قوله: قد اجتمعوا على صابئ لهم, وقوله: يدعو الناس إلى توحيد الله -عز وجل-, فمن ثم فهي قبل نزول آية الحجاب فلا دلالة فيها, وما أظن أن الشيخ ناصر -رحمه الله- يخفي عليه مثل هذا.
ثم استدل الشيخ -رحمه الله- في الحاشية وفي آخر استدلالاته ببعض الآثار, ولكنه لم يجعلها عمدة في استدلالاته؛ حيث ذكرها في الحواشي, وهذه الآثار ليست مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليست أصلاً في الاحتجاج, هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أن في بعضها - بل في أغلبها- ذكر امرأة سوداء فهذا يشير إلى أن المرأة من الإماء, وقد قدمنا أن الإماء ليس عليهن ما على الحرائر من وجوب تغطية الوجه. وأيضًا ففي كثير من هذه الآثار لم يتحقق هل المرأة من القواعد من النساء أم لا؟ وليس فيما ذكر عن بعض الجواري هل بلغت إحداهن المحيض أم لا؟ كل هذا لم يتضح في هذه الآثار.
وأيضًا فكثير منها يحتاج إلى النظر في إسناده, ولم نرهق أنفسنا في النظر في إسناده إذ أن الشيخ لم يجعلها عمدة من ناحية ومن ناحية أخرى أنها ليست بحجة فليس فيها شئ مرفوع, هذا بالإضافة إلى النواحي المذكورة
----------------------أنتهى-----------------------------
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن الكلام حول الاستدلال بالآية ولم يكن هدف السؤال الكلام عن مسألة الحجاب لأنه قد تكرر طرحها في الملتقى مرارا، وذكرت له كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله حول الاستدلال بالاية وهل هي خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم أم لا، وما كان بعده فهو تبع له.(43/199)
سؤال عن النجاشي؟
ـ[أبو معاذ المالكي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه أول مشاركة لي في منتادكم " ملتقى أهل الحديث "، وأحب قبل أن أطرح سؤالي على الأخوة أن أقول لكم أنني لم ارى خلال خمس سنوات من دخولي في عالم الأنترنت مثل منتداكم في الترتيب والإلتزام والمواضيع الهادفة والمتنوعة، أسأل الله تعالى أن يزيدكم من فضله.
الأخوة طلبة العلم، لدي استفسار عن قياس حال النجاشي بالحاكم المبدل لشرع الله إذا كان مكرها من قبل الدول الكبرى بأي وسيلة. هل هذا القياس معتبر؟
وهل في مسألة الحكم بغير ماأنزل الله عذر الإكراه أو تقدير المصلحة والمفسدة؟؟ (مثل أن يترك الحكم بالشريعة خوف زوال الخير الموجود من نشر العلم وبناء المساجد وتحكيم الشريعة في الأحوال الشخصية ... إلخ)
أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 01:42 ص]ـ
- انظر النقول التي عن شيخ الإسلام في هذا الرابط تجد به بغيتك أو بعضها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17922&highlight=%E5%D1%DE%E1
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[08 - 04 - 07, 12:11 م]ـ
لعل الإخوة وفقهم الله تعالى يحررون الفرق بين العجز عن الحكم بالشريعة وبين تبديل حكم الشريعة(43/200)
هل لهذا الحديث أصل (( .. وملائكة الهواء ودواب الأرض .. )؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[31 - 03 - 05, 02:17 ص]ـ
لا يستدير الرغيف ويوضع بين يديك , حتى يعمل فيه ثلاثمائة وستون صانعا أولهم ميكائيل عليه السلام , الذي يكيل الماء من خزائن الرحمة , ثم الملائكة التي تزجي السحاب , والشمس والقمر , والأفلاك , وملائكة الهواء ودواب الأرض , وآخرهم الخباز {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} إبراهيم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 05:50 ص]ـ
قال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بتخريج ما في الإحياء من أخبار ":
[لم أجد له أصلاً].
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:35 ص]ـ
قال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بتخريج ما في الإحياء من أخبار ":
[لم أجد له أصلاً].
جزاك الله خيراً أخي العزيز
هل نكتفي بهذا التخريج؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:59 ص]ـ
قال الزبيدي في إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين (7/ 418) (قال العراقي هذا الحديث لم أجد له أصلا.
قلت: رواه صاحب القوت عن وهب بن منبه باللفظ الأول وعن غيره باللفظ الثاني والقصة واحدة، وهي قصة دعاء العابد لبعض إخوانه، وقد صرح صاحب القوت بذلك وميز بين السياقين، حيث قال وقال الآخر زيادة في الخبر أي في هذا الخبر الذي ساقه وأراد به هذه القصة.
ولم يرد صاحب القوت بقوله في الخبر أنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هنا جاء الاشتباه، والحق أن سياق المصنف مشعر بأنه في الخبر النبوي، ولكن حيث وجدنا أصل الكلام الذي هو مأخذ المصنف في كتابه استرحنا.
فهو خبر اسرائيلي من قول ذلك العابد الذي دعا مخاطبا به أخاه.وهذا موضع شديد الالتباس وناهيك بالمصنف كيف يغفل عن ذلك، ويزيد في كلامه لبسا حتى يظن من جاء بعده أنه كلام نبوي، ولكن مراجعة الأصول الصحيحة تمنع من الوقوع في الغلط، والله أعلم) انتهى.
وهذا نص كلام أبي طالب المكي في كتاب قوت القلوب (الذي هو مصدر من مصادر الغزالي في الإحياء، وقد تبطنه! في كتابه)
وروينا عن وهب بن منبه وغيره أنّ عابداً دعا بعض إخوانه فقرّب إليه رغيفان فجعل أخوه يقلب بعض الأرغفة ليختار أجودها، فقال له العابد: من أي شيء تصنع؟ أما علمت أنّ هذا الرغيف الذي رغبت عنه ولم تقنع به قد عمل فيه كذا وكذا صانع، وظهرت فيه كذا وكذا صنعة؛ منها السحاب الذي يحمل الماء، والماء الذي يسقي الأرض، والأرض التي أنبتتت، والرياح، والبهائم، وبنو آدم حتى صار إلىك، ثم أنت بعد هذا تقلبه لا ترضى به؟ وقال الآخر زيادة في الخبر: إنّ الرغيف لا يستدير فيوضع بين يديك حتى يعمل فيه ثلاثمائة وستون صانعاً وصنعة؛ أولهم ميكائيل الذي يكيل الماء من خزائن الرحمة، ثم الملائكة التي تزجر السحاب والشمس القمر والأفلاك وملكوت الهواء ودواب الأرض، وآخر ذلك الخباز،) وَإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لا تَحْصُوها).(43/201)
سؤال في علم اسانيد القراءات
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 02:51 ص]ـ
هل تروى القراءات و كتب القرءات كالمذكورة في النشر وغيرها المؤلفة قبل ابن الجزري بسند لايمر على الامام ابن الجزري للمدارسة
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[02 - 11 - 05, 02:07 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 11 - 05, 06:58 ص]ـ
نعم شيخنا الكريم تروى من غير طريق ابن الجزري
فعلى سبيل المثال لك أن تروي بأسانيدك إلى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الذي قرأ ختمة كاملة بالقراءات السبع على أبي النعيم رضوان العقبي الذي قال أخذت الشاطبية وغيرها عن شيخ القراء البرهان إبراهيم التنوخي عن البرهان الجعبري عن أبي الحسين علي بن عثمان الوجوهي عن محمد بن الفرج الموصلي عن يحيى بن سعدون عن الإمام ابن الفحام مؤلف التجريد (ح)
وقرأ رضوان العقبي ختمة كاملة بالقراءات الثمان على الزكي أبي البركات الأسعري المالكي قال تلوت على أبي حيان جمعا للثمانية وأبو حيان جمع القراءات على جماعة منهم ابن الأسمر وهبة الله المليجي
وابن الأسمر تلا القراءات على الصفراوي مؤلف الإعلان
والمليجي تلا القراءات على أبي الجود غياث بن فارس عن أبي الفتوح ناصر بن الحسين عن ابن الخشاب قال قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن خلف مؤلف العنوان (ح)
وقرأ رضوان العقبي القراءات العشر على الشمس أبي الفتح العسقلاني عن التقي الصائغ بأسانيده التي في النشر إلى معظم أصول النشر
وهذا ما تيسر الآن وقد لخصته من ثبت شيخ الإسلام زكريا وهو مخطوط هنا بالملتقى
ويمكن عن طريق شيخ الإسلام زكريا على سبيل المثال استخراج أسانيد لجميع أصول النشر لا يمر واحد منها بابن الجزري
ونفس الشيء يمكن استخراج أسانيد عن طريق الإمام القباقبي لجميع أصول النشر لا يمر واحد منها بابن الجزري
وكذا عن طريق غيرهم
ولكن الناس استسهلوا الرواية عن طريق ابن الجزري لشهرة أسانيده وعلوها
والله أعلم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[02 - 11 - 05, 10:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
على هذه المعلومات
وهذا التوضيح الرائع
ـ[محمد ححود التمسماني]ــــــــ[02 - 11 - 05, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[17 - 11 - 05, 05:11 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم اذكر اني قرات في ترجمة الامام زكريا الانصاري رحمه الله انه قرا الى المفلحون على العقبي وهو كذلك قرا على ابن الجزري حسبما في الضوء الامع للسخاوي فما قولكم لاني اريد القراءة للختمة كاملة او للكتاب كاملا وبارك الله فيكم ونفعنا بعلومكم والسلام
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 11 - 05, 10:07 ص]ـ
شيخنا الكريم أبا الفضل
أما زكريا الأنصاري فقد قرأ ختمة كاملة بالقراءات السبع على العقبي كما نص على ذلك في ثبته وإجازاته
وأما العقبي فقرأ على ابن الجزري فقط الفاتحة وخمس آيات من البقرة وأجازه بباقي القرآن كما نص على ذلك كثيرون منهم زكريا نفسه، لكن قرأ العقبي ختمات كاملات بالقراءات العشر والأربع على كثير من شيوخه الآخرين.(43/202)
هل يصح هذا الحديث؟ إن هذا الأمر بدأ نبوة و رحمة ...
ـ[هشام المصري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 04:01 ص]ـ
وعن أبي عبيدة ومعاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم كان جبرية وعتوا وفسادا في الأرض يستحلون الحرير والفروج والخمور يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 05:22 ص]ـ
((إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناً خلافة ورحمة، وكائناً ملكاً عضوضاً، وكائناً عنوة وجبرية، وفساداً في الأرض، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله)).
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (3055):
[منكر بهذا التمام.
أخرجه الطيالسي (رقم 228): حدثنا جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير ليث – وهو ابن أبي سليم – وهو ضعيف مختلط. ووقع في الأصل ((ليث بن عبد الرحمن بن سابط))، وانطلى أمره على مرتبه الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتي فطبعه هكذا على الخطأ في ((ترتيبه)) (2592)!
قلت: والحديث مع ضعف سنده فإن قوله في آخره: ((وينصرون على ذلك ...... )) منكر، بل باطل؛ لأنه ينافي النصوص القرآنية؛ كقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ..... )، مع مخالفته لواقع حال المسلمين اليوم، والله المستعان.
وأما سائر الحديث فهو صحيح، قد جاء من روايات أخرى. فشطره الأول قد صح من حديث حذيفة مرفوعاً نحوه. وهو مخرج في "الصحيحة" رقم (5).
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً نحوه.
أخرجه الباغندي في "مسند عمر" (ص6).
وأما استحلال الفروج وغيرها فثابت في "صحيح البخاري" وهو مخرج في المصدر المذكور رقم (89و90).]. انتهى كلام الشيخ الألباني.(43/203)
يا شيخ خالد إن محمود سعيد يشتكي!
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس في نهاية ندوة الحديث بكلية الدراسات وجدت محمود سعيد ممدوح و في اليوم الثاني كذلك (وقد ابان عن سلوكه أمام الملأ)
كنت واقفاً مع الشيخ خالد الدريس فوجدت محمود سعيد ممدوح يقف وبعض الطلبة مع الشيخ حاتم العوني وعندما وصلت عنده سمعته يقول (في ملتقى أهل الحديث كتبوا عن إني زنيم وما أعرفش إيه) وبعدها قال للشيخ حتام (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وكلنا أخوان وعندي كتاب جديد - نسيت اسمه - وسوف أهديك نسخة منه).
وقال لنا أحد الأخوة أنه كان يجلس بجانب محمود ورأى أنه كتب عند اسم الشيخ أحمد محمد شاكر (ناقص الأهلية) ولكنه عندما قام وتكلم ذكر اسم الشيخ أحمد محمد شاكر ولم يجرؤ على قول ما كتبه.
موقف طريف: كان مع محمود سعيد شخص وسمعه أحد الأخوة يقول (هؤلاء المشايخ لا يسوون نعالة القرضاوي) فسمعه أحد الأخوة وهو معروف بشدته في الحق فدفعه دفع للخلف , فقام ذاك الشخص بالسب , ومن حسن حضه أنه هرب وركب سيارة محمود سعيد وإلا كان محمود سيكبر عليه أربع تكبيرات.
وخلاصة الندوة أنها كشفت عن عوار الكثير من الدخلاء ودكاترة الكلية الصوفية والأشاعرة أمام الكثير من الطلبة , وأكرمنا الله برؤية بعض المشايخ مثل الشيخ خالد الدريس و الشيخ ملا خاطر.
والحمد لله على نعمة الإسلام وأنه لم يجعلنا من أهل البدع والأهواء.
والسلام عليكم ورحمة الله وركاته
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 04:04 م]ـ
(54) وإنّكَ والسَّخاف خِدنا عِمايةٍ - وإنْ كُنتَ تَقلُوهُ فَذا النهجُ واحِدُهْ
(55) وَلَسْتَ بـ (محمودٍ) بَلْ أنْتَ مُذمَّمٌ - ولا بـ (سعيدٍ) والشَّقاءُ يُساندُهْ
(56) ولسْتَ بـ (ممدوحٍ) ومن ينصر الهوى - تَكُبُّهُ في نارِ الهوانِ مصائدُهْ
(57) فأسألُ ربي أن يَرُدَّكَ للهُدى - فَتُبْصِر نَهْجاً للسلامةِ عائدُهْ
(58) وأوصيك أن تأوي لنُصرة سُنةٍ - جهلتَ سَناها والبرايا تُشاهِدُهْ
(59) إذا كنتَ ترجو أن تموتَ مُوحِّداً - فَطَلِّق (زَوايا) المَسْخِ واللهُ خامِدُهْ
(60) ولا تأتني إن كنتَ تبغي تَصوُّفاً - فعِنْديَ للصُّوفي كِلابٌ تُطارِدُهْ
(61) فإنّي قد أسلمتُ للهِ مؤمناً - بحقٍّ تناهتْ للهُداةِ شَواهِدُهْ
جزاك الله خيراً أبا الخطاب , ونقول لمذمم مت بغيضك.
كتبه / خالد الأنصاري.
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:26 م]ـ
وإياك أخي الفاضل
أسأل الله أن يهديه للحق وأم يرده إلى السنة
ـ[الحضرمي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 09:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي على النقل،وهو ممن ابتلينا به في هذه البلاد الطيبة، فقد تعبنا من هذا الرجل و جهله و هواه نسأل الله السلامة من الهوى.
فالرجل ما ترك رجلا من أهل السنة إلا و طعن فيه تصريحا أو تلميحا، وقد نصحه بعض مشايخنا و طلبه العلم ترك هذا الطريق الوخيم، لكن نسأل الله السلامة من شر الهوى و التعالم.
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 09:35 ص]ـ
صدقاً إن الفائدة الوحيدة التي حصلت عليها من الندوة هو التعرف على الشيخ خالد بن منصور.
وإلا فهؤلاء لوثوا الندوة.
وأسأل الله أن يسخر لهذا الرجل في بلادنا من يرد كيده وأن يتركوا عنهم الخوف.
ـ[الربيع]ــــــــ[02 - 04 - 05, 10:31 ص]ـ
من هو محمود سعيد؟
ما هي عقيدته؟.
ما هي أفكاره؟
أفيدونا ... لزاما ...
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 04 - 05, 11:58 ص]ـ
تمت الإجابة على هذه الأسئلة من ذي قبل , فأغنى عن الإعادة.
كتبه / خالد الأنصاري.
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 01:57 م]ـ
اضغط على إحدى هذه الروابط في الاسفل
التنبيه على اخطاء ممدوح؟ في علوم الاسناد والرواية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28373&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
محمود سعيد ممدوح وسرقاته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28351&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
هجاء الزنيم المقبوح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27507&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
راجع النقطة رقم (7) في هذا الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25443&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
هروب محمود سعيد ممدوح أمام نور الحق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26423&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
وهذه أهمها:
الجماع للردود على الهارب محمود سعيد ممدوح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26088&highlight=%E3%E3%CF%E6%CD)
و لا تنسانا من الدعاء بالصلاح
ـ[الحضرمي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:23 م]ـ
أخي الربيع رعاك الله خلاصة القول في هذا الرجل، أسأل الله أن يهديه للحق، أنه جمع من البدع ما تفرق في غيره.
فلا تشغل نفسك به، ولولا أن الأمانة والنصح ما ذكرت الرجل لا في مجلس عام ولا خاص.
وأنصحك أخي الحبيب في الله وقد وفقت لأن تكون عضوا في هذا المنتدى المبارك أن تستفيد مما فيه من مباحث بعد النظر في تلك المسائل المطروحه فإن الخير كل الخير في علم ينفع في الدنيا و الآخرة.
وأسأل الله أن يهدينا للصواب ويبعدنا عن كل عقاب و إلى الله المشتكى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/204)
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحضرمي على ما ذكرت
ـ[الحضرمي]ــــــــ[11 - 04 - 05, 07:52 ص]ـ
وفيك بارك أخي العوضي ونفع بك و جميع الأخوة الفضلاء
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 08:08 ص]ـ
لقاء مع الشيخ خالد بن منصور الدريس - حفظه الله ورعاه - في قناة المجد ( http://www.almajdtv.com/prgs/archive/hewar/hewar-13-03-2005.html)
ـ[صخر]ــــــــ[20 - 04 - 05, 02:17 ص]ـ
من يفيدني بعنوان العلامة ابي اويس بوخبزة الالكتروني
وهل يكتب في الملتقى(43/205)
ترجمة الامام الشافعي؟؟؟
ـ[الفطاني]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
كيف حال أهل الملتقى
أبغى مساعدة اللي عنده ترجمة للامام الشافعي بس يكون ترجمة وافية
وكاملة شاملة وبالذات فيما يتعلق بعقيدته رحمه الله تعالى ...
فرجاء من اهل الملتقى لمن لديه هذه الترجمة أن يرد علي ...
وجزاكم الله خير الجزاء
محبكم
أبو عزام الفطاني
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 01:32 م]ـ
أخي الكريم أبو عزام سأعطيك طريقة طيبة للبحث:
ادخل على موقع http://www.google.ae/
وبعدها اضغط على جملة (بحث متقدم) ستجده على اليسار
وبعدها ستظهر لك صفحة أخرى واكتب في (تحتوي على جميع الكلمات) وغير عدد النتائج واجعله (100 نتيجة)
وفي الأسفل في مستطيل أي لغة اختار اللغة العربية
وتحت في مستطيل أي نوع اختار ( Microsoft Word )
ويعدها ابحث وستجد الكثير من ملفات الوورود التس ستفيدك إن شاء الله
والله الموفق
ـ[الفطاني]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا، يا أبا خطاب العوضي، ومشكور على الطريقة التي أفدتني بها، بس أظن أنه في محاضرة للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله بعنوان ترجمة الامام الشافعي رحمه الله تعالى ...
ما عندك خلفية عنها ...
والله يحفظك ويرعاك
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:10 م]ـ
تفضل عدة محاضرات عن الإمام الشافعي رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C7%E1%D4%C7%DD%DA%ED)
ـ[الفطاني]ــــــــ[02 - 04 - 05, 08:28 ص]ـ
مشكووووووووووور وبارك الله فيك ... ووفقك لما يحبه ويرضاه.
ـ[ابو عبد الودود علي]ــــــــ[23 - 04 - 05, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله إخواني في الله ارجو منكم ان تساعدوني في ايجاد ترجمة وافية لسفيان بن عيينه رحمه الله(43/206)
ما هي حدود بر الوالدين؟؟
ـ[أمةالله]ــــــــ[31 - 03 - 05, 04:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هي حدود بر الوالدين؟؟
أي هل تجب طاعة الوالدين إ>ا أمروا بترك سنة من السنن؟؟
و هل عدم الطاعة يعني العقوق؟؟ مع وجود حسن الصحبة؟؟
و ما>ا عن فعل شئ معين دون معرفتهم؟؟ مثل ال>هاب لمجالس العلم أو ما شابه >لك من الأمور
جزاكم الله خير الجزاء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[31 - 03 - 05, 06:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت أمة الله حفظها الله
طاعة الوالدين واجبة، فيقدم الأمر الواجب على السنة ..
وعدم الطاعة تعني العقوق، ولكن العقوق درجات وليس مثالك من أعلى أنواع العقوق
والخير كل الخير في الاستماع لتوجيهاتهم حتى في الذهاب لمجالس العلم
وما دمتِ تركتِ الذهاب لمجالس العلم ارضاء لوالديك
فإن حسن ظنك بالعوض من الله سيجعلك تنالين العلم الانفع والمجالس الأبرك
والله أعلم وأحكم
ـ[علي سليم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 07:05 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اختاه ... طاعة الوالدين من اقرب القرب و اجل الطاعات و قرن المولى بها مع توحيده فقال كما في سورة الاسراء (واعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين احسانا .. )
و اوصى بصحبتهما بالمعروف فقال (و ان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا .... )
و يعني هذا ان الصحبة تغاير الطاعة و لا يعني عدم الطاعة عدم الصحبة و هذا معلوم ....
و تجب طاعتهما حيث لا معصية و السنن و تركها لا معصية فيها و لذا طاعتهما تقدّم على فعل السنن ....
و اذنهما يختلف بمعنى ان هناك اذنا عاما و آخرا خاصا ... فان ان كانت من عادتهما الاستئذان و مما يؤكدون عليه فالطاعة مربوطة بهذا الاذن و الا فلا .....
و هذا ما كتبته على عجالة من امري فاسال الله تعالى التوفيق و الثبات ...(43/207)
هل يصح بان نقول دائما ان الاصل في النهي التحريم ?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 07:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
هل يصح بان نقول دائما ان الاصل في النهي التحريم ?
ام الافضل ان نترك القول في هذا الكلام ونحكم على كل مسالة بما يحفها من قرائن ?
كذلك السؤال نفسه في قول الاصل في الامر الوجوب?
وبارك الله فيكم ما ثمرة تاصيلنا بقول الاصل في كذا كذا ?
وفقكم الله وسدد خطاكم
اخوكم
طلال العولقي
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:50 م]ـ
الأخ طلال العولقي سلم الله يدك من كل سوء.
ليست المسألة جديدة، فقد بحثت في كتب الأصول، وتقرر عند أكثر العلماء أن الأصل التحريم في النهي، والوجوب في الأمر إلا لقرينة صارفة من نفس الدليل أو من خارجه، فلا أظن أن البحث فيها يأتي بجديد.
أخوك/ أبو عبد الباري
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:36 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن ما اقصده ما ثمرة التقسيم الى ان الاصل في كذا يكون كذا ? وهل هي قاعدة مطردة في جميع المسائل الفرعية ?
اعذرني على فظاظة الجهل لكني طالب علم مبتدئ
وفقك الله
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيكم
لكن ما اقصده ما ثمرة التقسيم الى ان الاصل في كذا يكون كذا ? وهل هي قاعدة مطردة في جميع المسائل الفرعية ?
اعذرني على فظاظة الجهل لكني طالب علم مبتدئ
وفقك الله
الثمرة فيما لو وجد أمر لم تحتفَّ به أيُّ قرينة،
أو نهيٌ لم تحتفَّ به أيُّ قرينة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 12 - 05, 04:53 م]ـ
بارك الله فيكم
اشكل علي في هذه المسألة التالي:
الاصل في النهي للتحريم لانه امر بالكف عن الفعل
الا اذا قام الدليل على ان النهي للكراهية ومن ذلك: ان ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن فعل ثم يأتيه - على سبيل المثال- فهنا يكون النهي للكراهية
لكن قد يقول قائل:
هل يتصور ان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل شيئا مكروها ?
وهذا التساؤل مبني على التقسيم اعلاه في النهي للتحريم الا اذا دل الدليل على ان النهي للكراهية
فما قولكم احسن الله اليكم?
وهذا هو سبب التساؤل اعلاه في المشاركة الاولى
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 12 - 05, 08:08 م]ـ
ما رأيكم فى هذا التفصيل"
هو فى حقه ليس بمكروه لأنه فعله لبيان الجواز لأنه فى مقام التشريع
أو يقال وصف الكراهة إنما جاء بعد فعله
لكن يشكل على الثانى ما لو تكرر فعله لما نهى عنه فيقال هنا حالتين:
أن يفعل ما نهى عنه ولا يكرره فهنا يقال وصف الكراهة إنما جاء بعد فعله
إن تكرر فيقال هو فى حقه ليس بمكروه لأنه فعله لبيان الجواز لأنه فى مقام التشريع أو لبيان الفاضل من المفضول أو لإحتمال الخصوصية كما هو مذهب الشوكانى
ـ[السنافي]ــــــــ[17 - 12 - 05, 04:36 ص]ـ
المكروه من حظيرة الجائرِ فعلُهُ ....
و فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما نهى عنه إنما للتشريع للأمة، هذا هو الأصل إلا إذا ثبت اختصاصه به و هو خلاف الأصل فلا ينتقل إليه إلا بدليل.
و سؤالك أخي المحترم عن التعبير بـ (الأصل) ما فائدته؟! جوابه -بارك الله فيك -: أن ذلك هو الحقيقة في معناه (المتبادر إلى الذهن عند الإطلاق) فيكون النهي عند الإطلاق للتحريم إلا عند وجود القرينة الصارفة (من الحقيقة إلى المجاز - عند مثبتيه -) فينتقل الذهن إلى المراد بحسب القرينة، فقد يكون النهي المجازي للدعاء: (لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) و قد يكون للكراهة و يكون لغير ذلك، وهو خلاف الأصل، و مخالفة الأصل تفتقر إلى القرينة أو الدليل.
وعلى كون التحريمِ أصلاً في النهي قامت أدلةٌ كثيرة تفيصلها في المراجع الأصولية.
لعل المسألة اتضحت الآن ..(43/208)
هل هناك من ذكر الضوابط للعدل بين الابناء؟
ـ[الاعتصام]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:42 م]ـ
الاخوة المشايخ
هل هناك من ذكر الضوابط للعدل بين الابناء؟
إذا اشترى اب لولده سيارة لدخوله الجامعة، هل يجب عليه ان يعطي سائر بنيه قيمة السيارة؟!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:58 م]ـ
هناك رساللة صغيرة من شرح منار السبيل للشيخ خالد المشيقح حفظه الله -ذكر فيها تفاصيل مهمة حول هذه المسألة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=7771&stc=1
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:02 م]ـ
حديث اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم " لم يمش العلماء على ظاهره - أقصد الأئمة الأربعة -خلافاً للظاهرية الذين قالوا بظاهر الحديث، أجازوا التفضيل بين الأبناء لأمور و اعتبارات أخرى كبر الأبن المتميز به عن بقية إخوته ن وكمرض من نحو جنون وغيره ~، هذا ما استحضره في الجملة والله أعلم.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:03 ص]ـ
الذي أتذكره أنه يفرق بين النفقة و غيرها من الهبة و الهدية
فالنفقة تكون بحسب الحاجة.
و أما غير النفقة فلا بد من العدل.
و إن كان أجاز بعض أهل العلم تخصص بعض الأولاد بهبة و هدية إذا كان هناك ما يدعو لذلك:
مثل رضى بقية الأولاد.
أو كون ذلك الولد في الصلاح أكثر أو في البر أعظم.(43/209)
هل يوجد كتاب يشتمل على الفقه واصوله في وقت واحد.؟
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:15 م]ـ
من يفيدنا؟
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:54 م]ـ
قريب مما تريد كتاب "بداية المجتهد "لابن رشد،ولم يؤلف مثله ولا على منواله فيما أعلم.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:01 م]ـ
فقط؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:28 ص]ـ
هناك للدكتور النملة نشر بعضاً منه في مجلة الدعوة، وفيه ربطٌ قوي بين الأصول والفقه، والربط بينهما في كتاب النملة أوضح من بداية المجتهد - إن صحَّ ذلك -.
وحسب علمي الكتاب لم يطبع بعدُ.
ـ[عبد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:08 ص]ـ
يوجد كذلك أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله. صحيح أنه كتاب تفسير ولكنه مليء بالتأصيلات الأصولية الفقهية الفريدة. والله أعلم
ـ[البقاعي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:37 ص]ـ
كذلك كتب الشيخ أبن عثيمين كثير ما يذكر القواعد والأصول وخاصة في الشرح الممتع ...
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:48 ص]ـ
لعلكم اتستفيدون من التمهيد للإمام الإسنوي
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم:
أخي الكريم إن كان هذا أول ما سوف تقرأ في الفقه - أو بمعنى أخر تريده بداية جيدة - فأفضلهم بالتجربة " الشرح الممتع " للعلامة محمد بن صالح العثيمين إذ قد شمل الكتاب بعض القواعد، والتأصيلات الجيدة التي تنفع طالب العلم كثيراً، ولا تجعله أسيراً للمذهب فحسب، ..... وغيرها من الفوائد الجمة في هذا الكتاب.(43/210)
القرءاة بالمقام الحجازي
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:31 م]ـ
ما رأي طلبة العلم أهل السنة في الظاهرة التي بدأت تستشري في المجتمع وهي قراءة القرءان بالمقام الحجازي مثلاً، وغيره مما هو في درجته في السوء أو أشد سوءا، والعجب أن بعض من ينتسب للعلم أخرج كتابأ يدافع فيه عن هذا.
وسمعتُ بعضهم وهو أشد جرءة يقول: هذا مأخوذ بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.ومع الأسف فلا ترى من ينهى ويأخذ على أيدي هؤلاء.
ومما أذكر أنه في سنة من السنوات في إحدى الرمضانيات التي أدركتها بالمسجد النبوي كان هناك مقرءان يتنافسان على إتقان المقام الحجازي.
ولما رأيت هذا منتشراً في جميع أرجاء دولتنا أعزها الله، ولا تكاد تمر بجوار التسجلات إلا وتسمع من نمط هذه القراءات فلا تكاد تفرق بينها وبين الغناء.ولولا علمي بغيرة إخواني في هذا الملتقى وهم أولى من يجب عليهم نشر السنة ورد البدعة لأنه ملتقى أهل الحديث لما كتبت ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي هذا الرابط الكلام على هذه المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=44781#post44781(43/211)
ما حكم العادة السرية؟؟؟؟
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:13 ص]ـ
ما حكم العادة السرية يرحمكم الله ... ؟؟؟
أمر شغل بال كثير من الشباب فى ظل ما نحن فيه من فتن ... !!
و الله المستعان
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:18 ص]ـ
هل من مفيد في أقوال العلماء في حكم (العادة السرية) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25024&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%E3%E4%C7%C1)
ما هو حكم الاستمناء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7914&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%E3%E4%C7%C1)
العادة السرية وهل يعتبر فاعلها اثم ام ماذا؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8570&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%E3%E4%C7%C1)
وليتك - أخي الكريم - قمت بالبحث قبل وضع السؤال.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[01 - 04 - 05, 05:06 ص]ـ
آسف أخى
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:41 ص]ـ
السلام عليكم:
أجاب شيخنا الشيخ عبد الكريم الخضير بتحريمها.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:26 م]ـ
العادة السرية محرمة ولا يشك في ذلك عاقل وقد وقعت على رسالة قديمة حتى لا أذكر اسمها وفيه أن الشافعي قال بحرمتها إن الاستمناء وإن كان الجمهور يقولون بتحريمه، والقول بتحريمه هو الاحتياط للدين، وله بالإضافة إلى أضراره الشرعية أضرار صحية كثيرة، وأيضا ينهى عنه سدا لذريعة ما يصاحبه أو يؤدي إليه من نظر محرم ونحوه، إلا أنه من باب الأمانة العلمية ليس فيه إجماع، وإنما مذاهب العلماء فيه على التفصيل الآتي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد، وكذلك يعزر من فعله. وفي القول الآخر هو مكروه غير محرم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة: مثل أن يخشى الزنا فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحدا رخص فيه. والله أعلم.
وسئل شيخ الإسلام أيضا: عن رجل يهيج عليه بدنه فيستمني بيده .. ؛ وهو يعلم أن إزالة هذا بالصوم؛ لكن يشق عليه؟ فقال: الجواب: أما ما نزل من الماء بغير اختياره فلا إثم عليه فيه؛ لكن عليه الغسل إذا أنزل الماء الدافق. وأما إنزاله باختياره بأن يستمني بيده: فهذا حرام عند أكثر العلماء؛ وهو أحد الروايتين عن أحمد؛ بل أظهرهما. وفي رواية أنه مكروه؛ لكن إن اضطر إليه مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمن أو يخاف المرض: فهذا فيه قولان مشهوران للعلماء؛ وقد رخص في هذه الحال طوائف من السلف والخلف، ونهى عنه آخرون. والله أعلم.
وجاء في الموسوعة الفقهية:
الاستمناء باليد إن كان لمجرد استدعاء الشهوة فهو حرام في الجملة، لقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}. والعادون هم الظالمون المتجاوزون، فلم يبح الله سبحانه وتعالى الاستمتاع إلا بالزوجة والأمة، ويحرم بغير ذلك. وفي قول للحنفية، والشافعية، والإمام أحمد: أنه مكروه تنزيها. ب - وإن كان الاستمناء باليد لتسكين الشهوة المفرطة الغالبة التي يخشى معها الزنى فهو جائز في الجملة، بل قيل بوجوبه، لأن فعله حينئذ يكون من قبيل المحظور الذي تبيحه الضرورة، ومن قبيل ارتكاب أخف الضررين. وفي قول آخر للإمام أحمد: أنه يحرم ولو خاف الزنى، لأن له في الصوم بديلا، وكذلك الاحتلام مزيل للشبق. وعبارات المالكية تفيد الاتجاهين: الجواز للضرورة، والحرمة لوجود البديل، وهو الصوم. ج - وصرح ابن عابدين من الحنفية بأنه لو تعين الخلاص من الزنى به وجب.أ هـ
ويروى حديث وهو (أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعن الله ناكح يده) وهذا الحديث لا أصل له
قال العجلوني في (كشف الخفاء) (2/ 431): ناكح اليد ملعون. قال الرهاوي في حاشية المنار: لا أصل له.
وراجع السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني رحمه الله تعالي (حديث 319).
واستمع إلى الإمام ابن حزم ينقل أقوال المبيحين فيقول:
وإباحة قوم - كما روينا بالسند المذكور إلى عبد الرزاق نا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن أبي بكر عن رجل عن ابن عباس أنه قال: وما هو إلا أن يعرك أحدكم زبه حتى ينزل الماء.
حدثنا محمد بن سعيد بن نبات نا أحمد بن عون الله نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار - بندار - أنا محمد بن جعفر - غندر - نا شعبة عن قتادة عن رجل عن ابن عمر أنه قال: إنما هو عصب تدلكه.
وبه - إلى قتادة عن العلاء بن زياد عن أبيه أنهم كانوا يفعلونه في المغازي " يعني الاستمناء " يعبث الرجل بذكره يدلكه حتى ينزل -
قال قتادة: وقال الحسن في الرجل يستمني يعبث بذكره حتى ينزل، قال: كانوا يفعلون في المغازي.
وعن جابر بن زيد أبي الشعثاء قال: هو ماؤك فأهرقه " يعني الاستمناء ".
وعن مجاهد قال: كان من مضى يأمرون شبابهم بالاستمناء يستعفون بذلك -
قال عبد الرزاق: وذكره معمر عن أيوب السختياني، أو غيره عن مجاهد عن الحسن: أنه كان لا يرى بأسا بالاستمناء.
وعن عمرو بن دينار: ما أرى بالاستمناء بأسا
قال أبو محمد رحمه الله: الأسانيد عن ابن عباس، وابن عمر في كلا القولين - مغموزة. لكن الكراهة صحيحة عن عطاء. والإباحة المطلقة صحيحة عن الحسن. وعن عمرو بن دينار، وعن زياد أبي العلاء، وعن مجاهد. ورواه من رواه من هؤلاء عمن أدركوا - وهؤلاء - كبار التابعين الذين لا يكادون يروون إلا عن الصحابة رضي الله عنهم؟ انتهى
وأرجع وأقول إن الاستمناء عادة ذميمة منافية لمكارم الأخلاق ولها أضرار، وينبغي على المسلم اجتنابها والاستغناء عنها بالزواج وبالصيام، ولكن القطع بتحريمها مطلقا، فضلا عن حكاية الإجماع عليه فيه نظر، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/212)
ـ[ابو عبيدة التهامي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ,,,,
لي وقفة قريبة مع هذا الموضوع ان شاء الله،، اتناوله من وجوه عدة ,,,
ولكن وقع بين يدي هذا البحث فاحببت ان تطلعوا عليه،، مع تحفظي على اجزاء منه ...
اثابكم الله ...(43/213)
هل دعاء خطبة الجمعة منها
ـ[الألمعي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:04 ص]ـ
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: (إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت) أخرجاه
سؤالي: هل الدعاء آخر الخطبة منها فيكون الكلام أثنائه من اللغو - على القول بالعموم في أي قول -
أم هو خارج عنها فلا يدخل هنا.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:35 ص]ـ
الحمد لله.
الدعاء في الخطبة غير واجب؛ وهذا تعليل من قال بأن الكلام في أثنائه لايحرُم.
وعليه, فينبني خلافٌ في الكلام أثناء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن قال: بأنه مستحب قال: بعدم الحُرمة, ومن قال: بأنه واجب قال: بحُرمة الكلام أثنائه.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:46 ص]ـ
السلام عليكم:
نعم ذكر الشيخ محمد النعيمي أنها منها.
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:02 م]ـ
الاجابة
ذكر الشيخ الاباني رحمه الله واجزل له خيرا ان الدعاء ليس من الخطبة ولا يجب ولا يشرع الا في النوازل
ـ[الألمعي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:24 م]ـ
جزى الله المشايخ خيراً
وجه الإشكال عندي _ بارك الله فيكم - أننا إذا قلنا أنه منها فما حكم التأمين على الدعاء من قبل المستمعين له، هل يعتبر من اللغو المنهي عنه أثناء الخطبة؟ خاصة مع النهي عن الكلام بأمر بمعروف أو نهي عن منكر والتأمين أيسر منهما، أو نقول إن للتأمين منزع آخر غير ما نحن فيه - أجزل الله لكم المثوبة -
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:17 م]ـ
يا اخي لا يمكننا ان نقول ان التامين من اللغو المنهي عنه اي اننا لا نقول بان الجمعة تفسد بذلك
ولكننا نقول بانها بدعة لانها عبادة ليس عليها دليل
وكما تعلم ان العبادات توقيفية لا تصح بغير دليل
هذا والله اعلم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لي بحث في الجمعة أحكامها وفضائلها, هذا بعض ما ذكرت علماً بأني لم أنته من البحث بعد:
وقد أوردت في أوله بعض الأحاديث في فضل يوم الجمعة, ثم أتيت بالخصائص التي عدها ابن القيم في الزاد وعلقت على الأحاديث التي ذكرها رحمه الله, أو ذكرت الآحاديث التي لم يذكرها ومن الخصائص:
{{قال ابن القيم ومنها: الإِنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين، فإن تَرَكَه، كان لاغياً، ومن لغا، فلا جمعة له.
قال أبو الزهراء:
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في ((الأجوبة النافعة)): ((قوله عليه السلام: ((إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت فقد لغوت)) أخرجه الشيخان وغيرهما.
فإن قول القائل: أنصت، لا يعد لغة من اللغو، لأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع ذلك فقد سماه عليه الصلاة والسلام: لغواً لا يجوز، وذلك من باب ترجيح الأهم، وهو الإنصات لموعظة الخطيب، على المهم، وهو الأمر بالمعروف في أثناء الخطبة، وإذا كان الأمر كذلك، فكل ما كان في مرتبة الأمر بالمعروف، فحكمه حكم الأمر بالمعروف، فكيف إذا كان دونه في الرتبة، فلا شك أنه حينئذ بالمنع أولى وأحرى، وهي من اللغو شرعاً.)).
وقال الصنعاني في ((سبل السلام)): ((وقوله: "إذا قلت لصاحبك أنصت فقد لغوت" تأكيد في النهي عن الكلام لأنه إذا عد من اللغو وهو أمر بمعروف فأولى غيره)).
وجاء عند أحمد وغيره بسند صحيح عن أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ? يَوْماً عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ, وَتَلاَ آيَةً وَإِلَى جَنْبِى أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أُبَىُّ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ؟ قَالَ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِى, ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِى, حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ? فَقَالَ لِى: أُبَىٌّ مَا لَكَ مِنْ جُمُعَتِكَ إِلاَّ مَا لَغَيْتَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ: أَىْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَلَوْتَ آيَةً وَإِلَى جَنْبِى أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ فَسَأَلْتُهُ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ؟ الآيَةُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِى حَتَّى إِذَا نَزَلْتَ, زَعَمَ أُبَىٌّ أَنَّهُ لَيْسَ لِى مِنْ جُمُعَتِى إِلاَّ مَا لَغَيْتُ. فَقَالَ «صَدَقَ أُبَىٌّ فَإِذَا سَمِعْتَ إِمَامَكَ يَتَكَلَّمُ فَأَنْصِتْ حَتَّى يَفْرُغَ».
قال النووي في ((المجموع)): ((الصحيح المنصوص تحريم تشميت العاطس, ورد السلام)).
قلت: فمن باب أولى أي كلام من نوع آخر, ويدخل في هذا الصلاة على النبي عليه السلام وذلك أنه لو فعله السلف لنقل لنا حتى ولو بسند ضعيف ولم ينقل عنهم ذلك, ويدخل فيه أيضاً التأمين عند دعاء الإمام, فلا يفعل ذلك, بل نتوقف في فعل أي شيء حتى يأتينا دليل ولم يأتي والحمد لله رب العالمين.
قال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)): ((فإذا سكت في حال الخطبة عن مكالمة الناس, ورد السلام سراً في نفسه, أو شمت العاطس سراً, أو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره يكون عاملاً بكل ما ذكر من النهي والأمر، وهذا كما قال الحنفية بجواز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سراً في نفسه في حال الخطبة عند قراءة الخطيب قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} , قال العيني في البناية: فإن قلت توجه عليه أمران أحدهما صلوا عليه وسلموا، والأمر الاَخر قوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} , قال مجاهد: نزلت في الخطبة والإشتغال بأحدهما يفوت الاَخر. قلت: إذا صلى في نفسه وأنصت وسكت يكون آتياً بموجب الأمرين انتهى. هذا ما عندي والله تعالى أعلم.)).}}.
والله أعلم ومن لديه تعلق فليتحفنا به. علما بأني أسهبت في الكلام عن رفع اليدين للخطيب وللمأمومين وانتهيت فيه لبدعية ذلك إلا في الإستسقاء, فإن أردتم أوردته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/214)
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[04 - 04 - 05, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك
احسنت احسن الله اليك
لكن لي استفسار بسيط
جل الناس الان يؤمنون خلف الخطيب وهم يعتقدونه دينا وهم معذورن بلا شك اذ اهم يرون ذلك ممن يعتقدونهم العلماء واهل العلم فهل يكون الحكم والحال هذا لغوا للجمعة بارك الله فيك اخي ابو الزهراء الشافعي
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 01:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي محمد, فقهنا الله وإياك في الدين. آمين.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 03:52 ص]ـ
بالنسبة لما قلته أخي محمد عن كون كثير من الناس يقولون آمين جهرا, تبعا لمن أفتاهم؟
فلعلك تقصد دخولهم في قوله عليه السلام: ((ومن لغا فلا جمعة له)).
أقول لا لا يدخلون بذلك في هذا الحديث وذلك لأنهم معذورون بجهلهم, فإذا ما عرفوا حكم هذا الفعل وكابروا دخلوا فيه قطعاً, والله أعلم.
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[04 - 04 - 05, 11:09 م]ـ
احسنت بارك الله فيك هذا والله اعلم
ـ[الألمعي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 03:12 م]ـ
لا عدمناكم أهل الحديث وجزاكم الله خيرا، ولك أخي (أبي الزهراء الشافعي) شكر خاص لا حرمك الله الأجر والمثوبة وأعانك على إكمال بحثك الماتع.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 07:19 م]ـ
بوركت أخي الألمعي وجازاك الله الجنة وأهلك وإيانا, آمين.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 08:07 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد،،،
فاعلم – رحمك الله – أن أهل العلم اختلفوا في حكم الكلام أثناء الخطبة، فمن يرى جوازه؛ يرى من باب أولى جواز الجهر بالتأمين، ولكن الراجح أنه يحرم.
وأما من يرى جواز الكلام أثناء الدعاء فقط؛ فيرى جواز بالتأمين، الأقرب – عندي – عدم جوازه.
ولكن الراجح:
أنه يسن التأمين سراً، وهي الرواية الصحيحة عند الحنابلة، واختارها ابن تيمية، (الاختيارات العلمية ص80، والفروع ج 2 ص 125، والإنصاف ج2 ص 418، وكشاف القناع ج2 ص 48، وشرح منتهى الإرادات ج1 ص 304، والروض المربع ص 128).
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 03:13 م]ـ
بوركت, وقد سبق نقل كلام المباركفوري في ((التحفة)) وقد قال: ((إذا صلى في نفسه وأنصت وسكت يكون آتياً بموجب الأمرين)).
وقد يقال في التأمين مثل ذلك.
أما قول الأخ خميس فيرد عليه بالتالي: الظاهر أنه يحق للرجل أن يفتي في أي موضوع بحث فيه بحثاً جاداً, ويحق له أن يقول الراجح عندي, قاله أبو محمد بن حزم في الإحكام. والله أعلم, وينقل الكلام لاحقا إن أردتم.
والله أعلم.
ـ[ابراهيم]ــــــــ[10 - 04 - 05, 03:22 م]ـ
هل يجوز للمصلي في الجمعة أن يتحدث مع الخطيب أثناء الخطبة؟ حديث أنس في الصحيح يدل على الجواز، وفيه أن الاعرابي دخل وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو، فدل على جواز التحدث مع الخطيب؟
وعليه فلو كلم الخطيب أحد المصلين، وتحدث المصلي معه، كما ورد في حديث سليك الغطفاني، لم يكن المصلي ممن لغى،
عليه فالتأمين على دعاء الخطيب ليس من اللغو، لان الخطيب- وهو يدعو- لسان حاله يدعو الناس الى التأمين.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 04 - 05, 03:46 م]ـ
الأخ أبو الزهراء الشافعي هداه الله الرجاء عدم التعجل في المسائل الشرعية
تقول
قال النووي في ((المجموع)): ((الصحيح المنصوص تحريم تشميت العاطس, ورد السلام)).
قلت: فمن باب أولى أي كلام من نوع آخر, ويدخل في هذا الصلاة على النبي عليه السلام وذلك أنه لو فعله السلف لنقل لنا حتى ولو بسند ضعيف ولم ينقل عنهم ذلك, ويدخل فيه أيضاً التأمين عند دعاء الإمام, فلا يفعل ذلك, بل نتوقف في فعل أي شيء حتى يأتينا دليل ولم يأتي والحمد لله رب العالمين ....
قولك من باب أولى؟؟ هو قياس والا ماذا؟ وهل أنت ترى القياس والا رأيك مثل ابن حزم
يا أخي فقهك الله في الدين لو تراجع كلام العلماء في الأمور الممنوعة في الصلاة كان عرفت مغزى النووي فيا أخي من أجل تفهم المسألة تراهم يقيسون خطبة الجمعة على الصلاة ويقولون ان الذي يمنع في الصلاة يمنع في خطبة الجمعة -المهم راجع الكتب وتعرف
ولو رجعت للكتب لعرفت أن الدعاء خلف الإمام مثلا في القنوت في الصلاة جائز مع انه يمنع تشميت العاطس ورد السلام إلا بالاشارة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/215)
واما قول طالب العلم المبتدي (وعندي) فهذا كلام العلماء اذين حذروا منها واحنا نسير على كلامهم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ابن خميس لا تبخس أحدا حقه, واعلم أني ما كتبت في مسألة إلا بعد أن قرأت كل المذاهب فيها غثها وسمينها, ثم خرجت الأحاديث التي احتج بها كل فريق, ثم أرجح على ما بدا لي, ثم أعرضها على من حولي من عالم ومتعلم, ولا أتفرد بشئ والله يعلم ذلك, وهو حسبي.
فأنت أخي لا تنفك تردد هذا البيت الذي هو من قصيدة لابن نباتة المصري.
فهنا حين نتكلم عن المفتي والفتوى, وبالله نستعين:
الإفتاء: هو إجابة المفتي المستفتي بإخباره عن حكم مسألته.
أو إخبار المفتي المستفتي عن حكم مسألته.
أو إخبار المفتي المستفتي عن الواجب في الواقع، والواجب: هو الحكم الشرعي، والواقع: هو الحادثة المسئول عنها.
المفتي: هو الفقيه المسئول المُخبِر عن الحكم الشرعي.
المستفتي: هو السائل الذي يسأل المفتي، عاميا ً كان المستفتي أو فقيها.
الاستفتاء: هو سؤال المستفتي عن حكم مسألته.
الفتوى: هى مايجيب به المفتي المستفتي، أو هى الحكم الشرعي في المسألة.
وأحياناً تستخدم الفتوى والإفتاء بمعنى واحد، ولكن على التحقيق معناهما كما سبق.
الاجتهاد:
أ ــ في اللغة: مأخوذ من الجهد وهو المشقة والطاقة، فالاجتهاد في اللغة عبارة عن بذل المجهود واستفراغ الوسع في فعل من الأفعال، ولايستعمل إلا فيما فيه كلفة وجهد، فيقال اجتهد في حمل حجر الرَّحا ولايقال اجتهد في حمل خردلة.
ب ــ وفي الاصطلاح: الاجتهاد هو بذل الفقيه الوسع في نَيْل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط، والاجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيث يحس من نفسه بالعجز عن مزيد طلب.
فقولنا (بذل الفقيه) ليخرج غير الفقيه، فمهما بذل وسعه لايمسى فعله اجتهادا ً، والفقيه هو من تحققت فيه شرائط الاجتهاد على الصفة التي سيأتي ذكرها في (صفة المفتي) إن شاء الله.
وقولنا (بذل الوسع) ليخرج مايحصل مع التقصير، فإن المجتهد إن قصَّر في الاجتهاد يأثم.
وقولنا (حكم شرعي) ليخرج الحكم اللغوي والعقلي والحسِّي فلا يسمى من بذل وسعه في تحصيلها مجتهداً اصطلاحا.
واعلم يا ابن خميس حفظك الله ما يلي:
1 ــ الحكم الأصلي للإفتاء هو الوجوب، لأن الإفتاء إخبار عن حكم الشرع، وهذا الإخبار واجب وأدلة وجوبه هو الأمر بالإخبار والبيان، والوعيد لمن تركه، وهذا كله يفيد الوجوب.
قال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه) آل عمران 187
وقال تعالى (إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدي من بعد مابيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) البقرة 159 ــ 160.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سُئِل عن علم فكتمه أُلْجِم يوم القيامة بلجام من نار) رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.
2 ــ فإذا كان الإفتاء واجبا، فوجوبه على الأمة هو على الكفاية، أي لايجب على كل مسلم أن يصير مفتيا مؤهلا للإفتاء، وإنما الواجب أن تقوم طائفة من المسلمين بالتأهل للإفتاء بما يكفي حاجة المسلمين، وهذا هو معنى الواجب الكفائي, فإذا كان عدد المؤهلين للإفتاء أقل مما يكفي المسلمين، أثِم المسلمون جميعهم حتى يقوم منهم من يسد حاجتهم في ذلك.
ودليل وجوب الافتاء على الكفاية لا على الأعيان، قوله تعالى (وماكان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة ٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة 122.
مسألة أولى: متى يحرم الإفتاء؟.
1 ــ يحرم الإفتاء على الجاهل غير المؤهل للإفتاء.
2 ــ ويحرم الإفتاء على المفتي المؤهل إذا جهل حكم المسألة موضوع الاستفتاء.
3 ــ ويحرم الإفتاء على المفتي إذا جهل العرف في بعض المسائل.
المسألة الثانية: متى يُكره الإفتاء؟ قال ابن الصلاح (ليس له أن يفتى فى كل حالةٍ تُغَيِّر خُلُقَه، وتشغل قلبه، وتمنعه من التثبت والتأمل، كحالة الغضب أو الجوع، أو العطش، أو الحزن، أو الفرح الغَاِلبِ، أو النعاس، أو الملالة، أو المرض، أو الحر المزعج، أو البرد المؤلم، أو مدافعة الأخبثين، وهو أعلم بنفسه، فمهما أحس باشتغال قلبه وخروجه عن حد الاعتدال أمسك عن الفُتْيا، فإن افتي فى شئ من هذه الأحوال وهو يرى أن ذلك لم يمنعه من إدراك الصواب، صحت فُتياه، وإن خاطر بها.) (أدب المفتى) صـ 113.
ونقله عنه ابن حمدان وزاد بعد قوله (وإن خاطر بها) قال ابن حمدان (فالتَّركْ أَولْى) (صفة الفتوي) صـ 34.
ونقل ابن القيم أيضا كلام ابن الصلاح، وزاد عليه قوله (ولو حكم في مثل هذه الحالة فهل ينفذ حكمه أولا ينفذ؟ فيه ثلاثة أقوال: النفوذ، وعدمه، والفرق بين أن يعرض له الغضب بعد فهم الحكومة فينفذ وبين أن يكون سابقاً علي فهم الحكومة فلا ينفذ، والثلاثة فى مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 227.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/216)
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 06:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ابن خميس لا تبخس أحداً حقه, واعلم أني ما كتبت في مسألة إلا بعد أن قرأت كل المذاهب فيها غثها وسمينها, ثم خرجت الأحاديث التي احتج بها كل فريق, ثم أرجح على ما بدا لي, ثم أعرضها على من حولي من عالم ومتعلم, ولا أتفرد بشئ والله يعلم ذلك, وهو حسبي.
فأنت أخي لا تنفك تردد هذا البيت الذي هو من قصيدة لابن نباتة المصري.
فهنا حين نتكلم عن المفتي والفتوى, وبالله نستعين:
أقدم ما وصلنا من المصنفات في أحكام المفتي والمستفتي هو كتاب (أدب المفتي والمستفتي) لأبي القاسم الصَّيْمَرِي الفقيه الشافعي المتوفي 386 هـ، وهو من شيوخ القاضي أبي الحسن الماوردي صاحب الأحكام السلطانية (ت 450 هـ).
ثم تناول بعض أحكام المفتي والمستفتي كلا من: الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في كتابه (الفقيه والمتفقِّه)، وأبو عمر بن عبدالبر (ت 463 هـ) في كتابه (جامع بيان العلم).
وكعادته في جمع فوائد كتب المتقدمين جاء المحدِّث المشهور أبو عمرو بن الصلاح (ت 643 هـ) وجمع الفوائد التي أوردها الصَّيْمَرِي والخطيب وابن عبدالبر في كتابه (أدب المفتي والمستفتي)، وإن كان جُلّ اعتماده على كتاب الصيمري، وزاد على مافي هذه الكتب الثلاثة المتقدمة من كلام الماوردي والجويني وغيرهما مع ترجيحه لبعض الآراء في بعض المواضع. وطبعة (أدب المفتي) لابن الصلاح التي ننقل عنها في هذا الباب مطبوعة بتحقيق الدكتور موفق بن عبدالله بن عبدالقادر، ط مكتبة العلوم والحِكمَ بالمدينة، وعالم الكتب، الطبعة الأولى 1407هـ.
وكما صار كتابُهُ (مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث) أساسا لكل من كتب بعده في هذا الفن، فتناولوه بالشرح تارة وبالاختصار تارة وبالنظم تارة أخرى. فكذلك صار كتابه (أدب المفتي والمستفتي) أساسا ً لكل من كتب بعده في هذا الفن، ولعل هذا من حُسْن نَّيتِهِ أن كَتَبَ الله تعالى لكُتَُبه القبول في المسلمين فيجري عليه مثل ثواب كل من انتفع بكتبه إلى يوم القيامة، والله يرزق من يشاء بغير حساب.
وقد اعتمد على كتاب ابن الصلاح (أدب المفتي والمستفتي) ممن جاء بعده، كل من: ــ
1 ــ الإمام النووي (ت 676 هـ) حيث اختصر مسائل كتاب (أدب المفتي والمستفتي) لابن الصلاح، ولم يخرج عنها أو يخالفها إلا في القليل النادر، وأوردها في مقدمة كتابه (المجموع شرح المهذب) جـ 1 صـ 40 ــ 58 بعنوان (باب آداب الفتوى والمفتي والمستفتي) طبعة دار الفكر.
2 ــ العلامة ابن حمدان الحنبلي (ت 695 هـ) حيث أخذ كثيراً من مسائل كتاب (أدب المفتي والمستفتي) لابن الصلاح، وإن لم ينسبها ابنُ حمدان له، وأضاف عليها ابن حمدان مسائل خاصة باصطلاحات المذهب الحنبلي، وذلك في كتابه (صفة الفتوى والمفتي والمستفتي) وقد طبعه المكتب الإسلامي (ط 4، سنة 1404هـ).
3 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ) نقل في (مسودة الأصول) مسائل عن ابن الصلاح مثل أقسام المفتين.
4 ــ الإمام ابن القيم (ت 751 هـ). أخذ ابن القيم معظم مسائل كتاب ابن الصلاح وبعض المسائل عن ابن حمدان وعن ابن عبدالبر. وخلافاً للنووي وابن حمدان لم يكتف ابن القيم بالنقل المجرد عن ابن الصلاح بل ناقش وانتقد ورجَّح، وأضاف الكثير من عنده. وقد أورد هذه المسائل ضمن الجزء الرابع من كتابه اعلام الموقعين صـ 157 ــ 266، بعنوان (فصل في فوائد تتعلق بالفتوى)، مطبوع بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد.
5 ــ كذلك فقد نقل عن ابن الصلاح القاضي برهان الدين بن فرحون المالكي (ت 799 هـ) في كتابه (تبصرة الحكام) وإن كان كتابه في أحكام القضاء لا الإفتاء.
6 ــ الحافظ السيوطي 911هـ، في كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض)، وطبعته عندي ط دار الكتب العلمية 1403هـ.
فرحمة الله عليهم جميعا، وجمعنا الله وإياهم في دار الخلد والنعيم.
وبعد، فهذه المصادر هى أهم ماكُتب في أحكام المفتي والمستفتي بالإضافة إلى كتب أصول الفقه التي تفرد عادة بابا لأحكام الاجتهاد والإفتاء والتقليد.
الإفتاء: هو إجابة المفتي المستفتي بإخباره عن حكم مسألته.
أو إخبار المفتي المستفتي عن حكم مسألته.
أو إخبار المفتي المستفتي عن الواجب في الواقع، والواجب: هو الحكم الشرعي، والواقع: هو الحادثة المسئول عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/217)
المفتي: هو الفقيه المسئول المُخبِر عن الحكم الشرعي.
المستفتي: هو السائل الذي يسأل المفتي، عاميا ً كان المستفتي أو فقيها.
الاستفتاء: هو سؤال المستفتي عن حكم مسألته.
الفتوى: هى مايجيب به المفتي المستفتي، أو هى الحكم الشرعي في المسألة.
وأحياناً تستخدم الفتوى والإفتاء بمعنى واحد، ولكن على التحقيق معناهما كما سبق.
الاجتهاد:
أ ــ في اللغة: مأخوذ من الجهد وهو المشقة والطاقة، فالاجتهاد في اللغة عبارة عن بذل المجهود واستفراغ الوسع في فعل من الأفعال، ولايستعمل إلا فيما فيه كلفة وجهد، فيقال اجتهد في حمل حجر الرَّحا ولايقال اجتهد في حمل خردلة.
ب ــ وفي الاصطلاح: الاجتهاد هو بذل الفقيه الوسع في نَيْل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط، والاجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيث يحس من نفسه بالعجز عن مزيد طلب.
فقولنا (بذل الفقيه) ليخرج غير الفقيه، فمهما بذل وسعه لايمسى فعله اجتهادا ً، والفقيه هو من تحققت فيه شرائط الاجتهاد على الصفة التي سيأتي ذكرها في (صفة المفتي) إن شاء الله.
وقولنا (بذل الوسع) ليخرج مايحصل مع التقصير، فإن المجتهد إن قصَّر في الاجتهاد يأثم.
وقولنا (حكم شرعي) ليخرج الحكم اللغوي والعقلي والحسِّي فلا يسمى من بذل وسعه في تحصيلها مجتهداً اصطلاحا.
واعلم يا ابن خميس حفظك الله ما يلي:
1 ــ الحكم الأصلي للإفتاء هو الوجوب، لأن الإفتاء إخبار عن حكم الشرع، وهذا الإخبار واجب وأدلة وجوبه هو الأمر بالإخبار والبيان، والوعيد لمن تركه، وهذا كله يفيد الوجوب.
قال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه) آل عمران 187
وقال تعالى (إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدي من بعد مابيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) البقرة 159 ــ 160.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سُئِل عن علم فكتمه أُلْجِم يوم القيامة بلجام من نار) رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.
2 ــ فإذا كان الإفتاء واجبا، فوجوبه على الأمة هو على الكفاية، أي لايجب على كل مسلم أن يصير مفتيا مؤهلا للإفتاء، وإنما الواجب أن تقوم طائفة من المسلمين بالتأهل للإفتاء بما يكفي حاجة المسمين، وهذا هو معنى الواجب الكفائي, فإذا كان عدد المؤهلين للإفتاء أقل مما يكف المسلمين، أثِم المسلمون جميعهم حتى يقوم منهم من يسد حاجتهم في ذلك.
ودليل وجوب الافتاء على الكفاية لا على الأعيان، قوله تعالى (وماكان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة ٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة 122.
مسألة أولى: متى يحرم الإفتاء؟.
1 ــ يحرم الإفتاء على الجاهل غير المؤهل للإفتاء.
2 ــ ويحرم الإفتاء على المفتي المؤهل إذا جهل حكم المسألة موضوع الاستفتاء.
3 ــ ويحرم الإفتاء على المفتي إذا جهل العرف في بعض المسائل.
المسألة الثانية: متى يُكره الإفتاء؟
قال ابن الصلاح (ليس له أن يفتى فى كل حالةٍ تُغَيِّر خُلُقَه، وتشغل قلبه، وتمنعه من التثبت والتأمل، كحالة الغضب أو الجوع، أو العطش، أو الحزن، أو الفرح الغَاِلبِ، أو النعاس، أو الملالة، أو المرض، أو الحر المزعج، أو البرد المؤلم، أو مدافعة الأخبثين، وهو أعلم بنفسه، فمهما أحس باشتغال قلبه وخروجه عن حد الاعتدال أمسك عن الفُتْيا، فإن افتي فى شئ من هذه الأحوال وهو يرى أن ذلك لم يمنعه من إدراك الصواب، صحت فُتياه، وإن خاطر بها.) (أدب المفتى) صـ 113.
ونقله عنه ابن حمدان وزاد بعد قوله (وإن خاطر بها) قال ابن حمدان (فالتَّركْ أَولْى) (صفة الفتوي) صـ 34.
ونقل ابن القيم أيضا كلام ابن الصلاح، وزاد عليه قوله (ولو حكم في مثل هذه الحالة فهل ينفذ حكمه أولا ينفذ؟ فيه ثلاثة أقوال: النفوذ، وعدمه، والفرق بين أن يعرض له الغضب بعد فهم الحكومة فينفذ وبين أن يكون سابقاً علي فهم الحكومة فلا ينفذ، والثلاثة فى مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 227.
واعلم هُديت, أن مراتب الذين يجوز لهم أن يفتوا دائماً أو أحياناً للحاجة هى كالتالى:
1 ـــ المفتى المجتهد المطلق المستقل.
2 ـــ المفتي غير المستقل (المنتسب لمذهب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/218)
3 ـــ المجتهد فى باب أو مسألة من الفقه.
4 ـــ من تفقّه وقرأ كتابا من كتب الفقه.
5 ـــ من كان عنده كتب الحديث أو بعضها.
6 ـــ العامى إذا عرف حكم حادثة.
7 ـــ ما يجب على المستفتي إذا لم يجد أحداً يفتيه البته.
صنف أبا المنهال في أيها شئت.
المرتبة الأولى: المفتي المجتهد المطلق المستقل.
معروفٌ حكمه فلن نتكلم عنه. والتفصيل في هذه المسائل له مكان آخر ولكني أذكر على قدر الحاجة.
المرتبة الثانية: المفتى غير المستقل (أى المنتسب لمذهب).
وهؤلاء أقسام ثلاثة: اثنان مجتهدان والثالث مقلد.
1 ــ المفتى المجتهد المنتسب لمذهب فى طريقة الاستنباط لافى أحكامه وأدلته.
(وهو المفتي المجتهد المطلق غير المستقل).
2 ــ المفتي المجتهد المقيد بمذهب من انتسب إليه لايتعداه إلى غيره.
3 ــ المفتى المقلد لمذهب من انتسب إليه.
المرتبة الثالثة: المجتهد في باب أو مسألة من الفقه، هل يجوز له أن يفتي؟.
ولا أظنك أخي سمعت بهذه المسألة, لما أراه من طريقة حكمك على الناس والله المستعان.
جمهور العلماء على جواز تجزئة الاجتهاد، وأن الرجل قد يكون مجتهداً في باب أو مسألة من العلم دون بقية العلم. ويترتب على هذا الجواز: جواز إفتاء هذا فيما هو مجتهد فيه.
إلا أن هناك مسألة قد تخفى على البعض هنا، وهى أن الاجتهاد في مسألة لاتكفي فيه معرفة جميع النصوص الواردة فيها من الكتاب والسنة، وكذلك أقوال العلماء فيها، بل لابد ــ بالإضافة إلى هذاـ من معرفة علوم اللغة وأصول الفقه حتى يتمكن الإنسان من الاستنباط، وإلى هذا أشار ابن تيمية والشوكاني رحمهما الله كما سيأتي في كلامهما إن شاء الله. فمن كان قادراً على الاستنباط فله أن يجتهد في المسألة التي جمع نصوصها والأقوال فيها دون غيرها من المسائل.
وإليك أقوال العلماء ــ حسب ترتيب وفياتهمفي جواز تجزئة الاجتهاد:
1 ــ ابن حزم رحمه الله، بعدما ذكر العلوم اللازمة للمفتي المجتهد, قال: (فحدّ الفقه هو المعرفة بأحكام الشريعة من القرآن، ومن كلام المرسل بها، الذي لاتؤخذ إلا عنه، وتفسير هذا الحد كما ذكرنا المعرفة بأحكام القرآن وناسخها ومنسوخها، والمعرفة بأحكام كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ناسخه ومنسوخه، وماصح نقله مما لم يصح، ومعرفة ماأجمع العلماء عليه، ومااختلفوا فيه، وكيف يرد الاختلاف إلى القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا تفسير العلم بأحكام الشريعة.
وكل من علم مسألة واحدة من دينه على الرتبة التي ذكرنا جاز له أن يفتي بها، وليس جهله بما جَهِل بمانع من أن يفتي بما علم، ولا علمه بما عَلِم بمبيح له أن يفتي فيما جهل، وليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد غاب عنه من العلم كثير هو موجود عند غيره، فلو لم يُفْتِ إلا من أحاط بجميع العلم لما حل لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتي أصلا، وهذا لايقوله مسلم، وهو إبطال للدين، وكفر من قائله. وفي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الأمراء إلى البلاد ليعلموا الناس القرآن وحكم الدين ولم يكن أحد منهم يستوعب جميع ذلك، لأنه قد كان تنزل بعدهم الآيات والأحكام: بيان صحيح بأن العلماء وإنْ فاتهم كثير من العلم فإن لهم أن يفتوا ويقضوا بما عرفوا.
وفي هذا الباب أيضا بيان جلي على أن من علم شيئا من الدين علماً صحيحاً فله أن يفتي به، وعليه أن يطلب علم ماجهل مما سوى ذلك. ومن علم أن في المسألة التي نزلت حديثا قد فاته، لم يحل له أن يفتي في ذلك حتى يقع على ذلك الحديث.) (الإحكام) جـ 5 صـ 127 ــ 128.
وقول ابن حزم (ولم يكن أحد منهم يستوعب جميع ذلك) يعنى الصحابة رضي الله عنهم، وقد بَوَّب البخاري رحمه الله لهذه المسألة في كتاب الاعتصام من صحيحه في باب (الحجة على من قال إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة، وماكان يغيب بعضهم عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمور الإسلام) (فتح الباري) جـ 13/ 320، وأقام فيه البخاري الأدلة على أن بعض السُّنن كانت تخفى على بعض الصحابة ويعلمها غيرهم لتفاوت ماعندهم من العلم، وكانوا ــ مع ذلك ــ يُفتون فيما علموه، وهذه حجة لمن أجاز تجزئة الاجتهاد وجواز الإفتاء معه، كما احتج بذلك ابن حزم رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/219)
2 ــ أبو حامد الغزالي رحمه الله ــ بعدما ذكر علوم المجتهد ــ قال: (دقيقة في التخفيف يغفل عنها الأكثرون) اجتماع هذه العلوم الثمانية إنما يشترط في حق المجتهد المطلق الذي يفتي في جميع الشرع، وليس الاجتهاد عندي منصباً لايتجزأ، بل يجوز أن يقال للعالم بمنصب الاجتهاد في بعض الأحكام دون بعض، فمن عرف طريق النظر القياسي فله أن يفتي في مسألة قياسية وإن لم يكن ماهراً في علم الحديث، فمن ينظر في مسألة المشتركة يكفيه أن يكون فقيه النفس عارفا بأصول الفرائض ومعانيها وإن لم يكن قد حصل الأخبار التي وردت في مسئلة تحريم المسكرات أو في مسئلة النكاح بلا ولي فلا استمداد لنظر هذه المسئلة منها ولاتعلق لتلك الأحاديث بها فمن أين تصير الغفلة عنها أو القصور عن معرفتها نقصاً؟، ومن عرف أحاديث قتل المسلم بالذمي وطريق التصرف فيه فما يضره قصوره عن علم النحو الذي يعرِّف قوله تعالى «وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين» وقس عليه ما في معناه، وليس من شرط المفتي أن يجيب عن كل مسئلة فقد سُئل مالك رحمه الله عن أربعين مسئلة فقال في ستة وثلاثين منها لا أدري، وكم توقف الشافعي رحمه الله بل الصحابة في المسائل فإذاً لايشترط إلا أن يكون على بصيرة فيما يفتي، فيفتي فيما يدري ويدري أنه يدري، ويميز بين مالا يدري وبين ما يدري، فيتوقف فيما لايدري ويفتي فيما يدري) (المستصفى) جـ 2 صـ 353 ــ 354.
3 ــ ابن الصلاح رحمه الله ــ بعد ماذكر علوم المجتهد المستقل ــ قال: (إنما يُشترط اجتماع العلوم المذكورة في المفتي المطلق في جميع أبواب الشرع، أما المفتي في باب خاصٍ من العلم، نحو علم المناسك، أو علم الفرائض، أو غيرهما. فلا يشترط فيه جميع ذلك، ومن الجائز أن ينال الإنسان منصب الفتوى والاجتهاد في بعض الأبواب دون بعض، فمن عرف القياس وطرقه وليس عالماً بالحديث فله أن يفتي في مسائل قياسية يعلم أنه لاتعلق لها بالحديث. ومن عرف أصول المواريث وأحكامها جاز أن يفتي فيها، وإن لم يكن عالماً بأحاديث النكاح، ولا عارفاً بما يجوز له الفتوى في غير ذلك من أبواب الفقه. قطع بجواز هذا الغزالي، وابن بَرهان، وغيرهما. ومنهم من منع من ذلك مُطلقاً. وأجازه أبو نصر بن الصَّبَّاغ، غير أنه خصصه بباب المواريث. قال: لأن الفرائض لا تنبني على غيرها من الأحكام، فأما ماعداها من الأحكام فبعضه مرتبط ببعض.
والأصحُّ أن ذلك لايختص بباب المواريث، والله أعلم.) (أدب المفتي) صـ 89 ــ 91. وابن بَرهَان هو أبو الفتح أحمد بن علي بن بَرْهان الأصولي فقيه شافعي، ت 518. وابن الصبّاغ هو أبو نصر عبدالسيد بن محمد بن عبدالواحد بن الصَّبَّاغ، من كبار أئمة الشافعية، ت 477 هـ.
4 ــ ابن تيمية رحمه الله قال: (والاجتهاد ليس هو أمراً واحداً لايقبل التجزي والانقسام، بل قد يكون الرجل مجتهداً في فن أو باب أو مسألة دون فن وباب ومسألة، وكل أحد فاجتهاده بحسب وسعه) (مجموع الفتاوي) جـ 20 صـ 212.
إلا أن ابن تيمية أشار إلى أن هذا لا يتأتي إلا لمن حَصَّل العلوم اللازمة للاجتهاد، فقال: (وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزي والانقسام، فالعبرة بالقدرة والعجز، وقد يكون الرجل قادراً في بعض عاجزاً في بعض، لكن القدرة على الاجتهاد لاتكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب، فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها، والله سبحانه أعلم.) (مجموع الفتاوي) جـ 20 صـ 204.
5 ــ ابن القيم رحمه الله قال: (الاجتهاد حالة تقبل التجزُّؤ والانقسام، فيكون الرجل مجتهداً في نوع من العلم مقلدا في غيره، أو في باب من أبوابه. كمن استفرع وُسعه في نوع العلم بالفرائض وأدلتها واستنباطها من الكتاب والسنة دون غيرها من العلوم، أو في باب الجهاد أو الحج، أو غير ذلك، فهذا ليس له الفَتْوى فيما لم يجتهد فيه، ولاتكون معرفته بما اجتهد فيه مُسَوغة له الإفتاء بمالا يعلم في غيره، وهل له أن يفتي في النوع الذي اجتهد فيه؟ فيه ثلاثة أوجه: أصحها الجواز، بل هو الصواب المقطوع به. والثاني: المنع. والثالث: الجواز في الفرائض دون غيرها.
فحجة الجواز أنه قد عرف الحق بدليله، وقد بذل جهده في معرفة الصواب، فحكمه في ذلك حكم المجتهد المطلق في سائر الأنواع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/220)
وحجة المنع تعلق أبواب الشرع وأحكامه بعضها ببعض، فالجهل ببعضها مظنة للتقصير في الباب والنوع الذي قد عرفه، ولايخفى الارتباط بين كتاب النكاح والطلاق والعدَّة وكتاب الفرائض، وكذلك الارتباط بين كتاب الجهاد ومايتعلق به، وكتاب الحدود والأقضية والأحكام، وكذلك عامة أبواب الفقه.
ومن فرق بين الفرائض وغيرها رأي انقطاع أحكام قسمة المواريث ومعرفة الفروض ومعرفة مستحقها عن كتاب البيوع والإجارات والرهون والنِّضَال وغيرها، وعدم تعلقاتها، وأيضاً فإن عامة أحكام المواريث قَطْعية، وهى منصوص عليها في الكتاب والسنة.
فإن قيل: فما تقولون فيمن بذل جهده في معرفة مسألة أو مسألتين، هل له أن يفتي بهما؟
قيل: نعم يجوز في أصح القولين، وهما وجهان لأصحاب الإمام أحمد، وهل هذا إلا من التبليغ عن الله وعن رسوله، وجزي الله من أعان الإسلام ولو بشطر كلمة خيراً، ومَنْعُ هذا من الإفتاء بما عَلِم خطَأ محض، وبالله التوفيق.) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 216 ــ 217.
6 ــ ونقل السيوطي عن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني قوله (المُوَلّي في واقعة معينة يكفيه أن يعرف الحكم فيها بطريق الاجتهاد المعلَّق بتلك الواقعة، بناء على أن الاجتهاد يتجزأ وهو الأرجح) أهـ. ثم قال السيوطي (وكذا كل من ولاّه الإمام في جزئية معينة لايشترط فيه إلا الاجتهاد المتعلق بتلك الجزئية فقط، هذا مجموع كلام العلماء في ذلك) (الرد على من أخلد إلى الأرض) صـ 88 و 96.
7 ــ الشوكاني رحمه الله، بعدما عرض أقوال من أجاز تجزئة الاجتهاد وهم الأكثر، ومن منع منه، قال كلاما قريبا من كلام ابن تيمية وهو إنه وإن جاز تجزئة الاجتهاد إلا أنه لابد لمن يجتهد في مسألة من أن يستوفي العلوم اللازمة للاجتهاد، فقال: (ولا فرق عند التحقيق في امتناع تجزي الاجتهاد فإنهم قد اتفقوا على أن المجتهد لايجوز له الحكم بالدليل حتى يحصل له غلبة الظن بحصول المقتضي وعدم المانع وإنما يحصل ذلك للمجتهد المطلق، وأما من ادعى الاحاطة بما يحتاج إليه في باب دون باب أو في مسألة دون مسألة فلا يحصل له شئ من غلبة الظن بذلك لأنه لايزال يجوز الغير ماقد بلغ إليه علمه فإن قال قد غلب ظنه بذلك فهو مجازف وتتضح مجازفته بالبحث معه) (ارشاد الفحول) صـ 237. فالشوكاني ذهب إلى أبعد مما قاله ابن تيمية، فأجاز تجزئة الاجتهاد في الصورة ونفاه في الحقيقة إذ قصره على المجتهد المطلق، وهذا خلاف المقصود الذي ذهب إلى جوازه أكثر العلماء، والله أعلم.
فهذا ما يتعلق بحكم إفتاء المجتهد في باب أو في مسألة من مسائل الفقه.
المرتبة الرابعة: من تفقّه وقرأ كتاباً من كتب الفقه، هل يجوز له أن يفتي؟
قال ابن الصلاح: (إن قلت: من تفقه وقرأ كتاباً من كتب المذهب، أو أكثر، وهو مع ذلك قاصر لم يتصف بصفة أحد من أصناف المفتين الذين سبق ذكرهم، فإذا لم يجد العامي في بلده غيره فرجوعه إليه أولى من أن يبقى في واقعته مرتبكا في حيرته.
قلت: إن كان في غير بلده مُفت ٍ يجدُ السبيل إلى استفتائه فعليه التوصل إلى استفتائه بحسب إمكانه، على أن بعض أصحابنا، ذكر أنه إذا شغرت البلدة عن المفتين فلا يحل المقام فيها، وإن تعذر ذلك عليه ذكر مسألته للقاصر المذكور، فإن وجد مسألتهُ بعينها مسطورة في كتاب ٍ موثوق ٍ بصحته، وهو ممن يقبل خبره، نقل له حكمها بنصه، وكان العامي في ذلك مقلدا ً لصاحب المذهب، وهذا وجدته في ضمن كلام بعضهم، والدليل يعضده، ثم لايعد هذا القاصر بأمثال ذلك من المفتين، ولامن الأصناف المذكورة المستعار لهم سمة المفتين.
وإن لم يجد مسألته بعينها ونصها مسطورة فلا سبيل له إلى القول فيها قياساً على ما عنده من المسطورة، وإن اعتقده من قبيل قياس لافارق الذي هو نحو قياس الأمة على العبد في سراية العُتق، لأن القاصر معرض لأن يعتقد ما ليس من هذا القبيل داخلاً في هذا القبيل، وإنما استتب إلحاق الأمة بالعبد في سراية العتق في حق من عرف مصادر الشرع ومواردهُ في أحكام العتق بحيث استبان له أنه لافرق في ذلك بين الذكر والأنثى، والله أعلم.) (أدب المفتي) صـ104.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/221)
وقال ابن القيم (إذا تفقه الرجل وقرأ كتاباً من كتب الفقه أو أكثر وهو مع ذلك قاصر في معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف والاستنباط والترجيح فهل يسوغ تقليده في الفتوى؟ فيه للناس أربعة أقوال: الجواز مطلقاً، والمنع مطلقاً، والجواز عند عدم المجتهد ولايجوز مع وجوده، والجواز إن كان مُطلعاً على مأخذ من يفتي بقولهم والمنع إن لم يكن مطلعاً.
والصواب فيه التفصيل، وهو أنه إن كان السائل يمكنه التوصل إلى عالم يهديه السبيل لم يحل له استفتاء مثل هذا، ولايحل لهذا أن ينسب نفسه للفتوى مع وجود هذا العالم، وإن لم يكن في بلده أو ناحيته غيره بحيث لايجد المستفتي من يسأله سواه فلا ريب أن رجوعه إليه أولى من أن يقدم على العمل بلا علم، أو يبقى مرتبكا في حيرته مترددا في عماه وجهالته، بل هذا هو المستطاع من تقواه المأمور بها.
ونظير هذه المسألة إذا لم يجد السلطان من يوليه إلا قاضياً عارياً من شروط القضاء لم يعطل البلد عن قاض وولي الأمثل فالأمثل. ــ إلى أن قال: ــ
وكلام أصحاب أحمد في ذلك يخرج على وجهين، فقد منع كثير منهم الفتوى والحكم بالتقليد، وجوزه بعضهم لكن على وجه الحكاية لقول المجتهد كما قال أبو إسحاق بن شاقلا ــ وقد جلس في جامع المنصور فذكر قول أحمد أن المفتي ينبغي له أن يحفظ أربعمائة ألف حديث ثم يفتي ــ فقال له رجل: أنت تحفظ هذا؟ فقال: إن لم أحفظ هذا فأنا أفتي بقول من كان يحفظه، وقال أبو الحسن بن بشار من كبار أصحابنا: ماضر رجلا عنده ثلاث مسائل أو أربع من فتاوي الإمام أحمد يستند إلى هذه السارية ويقول: قال أحمد ابن حنبل.) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 196 ــ 198.
فهذا مايتعلق بحكم إفتاء هذا القسم.
المرتبة الخامسة: من كان عنده كتب الحديث أو بعضها، هل يجوز له أن يفتي؟
ذهب ابن القيم رحمه الله إلى جواز إفتاء من كانت عنده كتب الحديث بشرطين:
1 ــ أن يكون له بصر بالتفريق بين الحديث المقبول والمردود، إما بنفسه وإما بسؤال غيره.
2 ــ أن تكون دلالة الحديث ظاهرة بيِّنة لكل من سمعه لايحتمل غير هذه الدلالة.
فإذا انخرم أحد هذين الشرطين، فليس له أن يفتي بالحديث قبل أن يسأل أهل العلم.
وهناك شرط آخر ينبغي أن يضاف هنا، وهو ماذكره ابن الصلاح وابن القيم في المرتبة السابقة (وهو أنه إن كان السائل يمكنه التوصل إلى عالم يهديه السبيل لم يحلّ له استفتاء مثل هذا، ولايحل لهذا أن ينسب نفسه للفتوى مع وجود هذا العالم) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 196. فإفتاؤه إنما جاز للضرورة.
أما الشرط الأول فذكره ابن القيم في قوله (وقال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن الرجل عنده الكتب المصنفة فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وليس للرجل بَصَر بالحديث الضعيف المتروك ولا الإسناد القوي من الضعيف، فيجوز أن يعمل بما شاء ويتخير منها فيفتي به ويعمل به، قال: لايعمل حتى يسأل مايؤخذ به منها فيكون يعمل على أمر صحيح، يسأل عن ذلك أهل العلم.) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 206. وذكره الخطيب البغدادي بإسناده في (الفقيه والمتفقه) جـ 2 صـ 98.
وأما الشرط الثاني فذكره ابن القيم في قوله (إذا كان عند الرجل الصحيحان أو أحدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه، فهل له أن يفتي بما يجده فيه؟
فقالت طائفة من المتأخرين: ليس له ذلك، لأنه قد يكون منسوخاً، أو له معارض، أو يفهم من دلالته خلاف مايدل عليه، أو يكون أمر ندب فيفهم منه الايجاب، أو يكون عاما له مخصص، أو مطلقاً له مقيد، فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل أهل الفقه والفتيا.
وقالت طائفة: بل له أن يعمل به، ويفتي به، بل يتعين عليه، كما كان الصحابة يفعلون، إذا بلغهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحَدَّث به بعضهم بعضا بادروا إلى العمل به من غير توقف ولابحث عن معارض، ولايقول أحد منهم قط: هل عمل بهذا فلان وفلان؟ ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار، وكذلك التابعون، وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القوم وسيرتهم، وطولُ العهد بالسنة وبُعْدُ الزمان وعتقها لايسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها، ولو كانت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان أو فلان لكان قول فلان أو فلان عيارا على السنن، ومُزَكِّياً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/222)
لها، وشرطا في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل ــ إلى قوله ــ قالوا: والنَّسخ الواقع في الأحاديث الذي أجمعت عليه الأمة لايبلغ عشرة أحاديث البتة بل ولاشطرها، فتقدير وقوع الخطأ في الذهاب إلى المنسوخ أقل بكثير من وقوع الخطأ في تقليد من يصيب ويخطئ، ويجوز عليه التناقض والاختلاف.
إلى أن قال ابن القيم: والصواب في هذه المسألة التفصيل:
فإن كانت دلالة الحديث ظاهرة بيِّنة لكل من سمعه لايحتمل غير المراد فله أن يعمل به، ويفتي به، ولايطلب له التزكية من قول فقيه أو إمام، بل الحجة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن خالفه من خالفه.
وإن كانت دلالته خفية لايتبين المراد منها لم يجز له أن يعمل، ولايفتي بما يتوهمه مُرادا حتى يسأل ويطلب بيانَ الحديث ووجهه.
وإن كانت دلالته ظاهرة كالعام على أفراده، والأمر على الوجوب، والنهي على التحريم، فهل له العمل والفتوى به؟ يخرج على الأصل وهو العمل بالظواهر قبل البحث عن المعارض، وفيه ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره: الجواز، والمنع، والفرق بين العام والخاص فلا يعمل به قبل البحث عن المخصص، والأمر والنهي فيعمل به قبل البحث عن المعارض.
وهذا كله إذا كان ثَمَّ نوع أهلية ولكنه قاصر في معرفة الفروع وقواعد الأصوليين والعربية، وإذا لم تكن ثمة أهلية قط ففرضه ماقال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا سألوا إذا لم يعلموا، إنما شفاء العِيِّ السؤالُ». وإذا جاز اعتماد المستفتي على ما يكتبه المفتي من كلامه أو كلام شيخه وإن علا وصعد فمن كلام إمامه، فلأن يجوز اعتماد الرجل على ماكتبه الثقات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالجواز، وإذا قدر أنه لم يفهم الحديث كما لو لم يفهم فتوى المفتي فيسأل مَنْ يعرِّفه معناه، كما يسأل من يعرفه معنى جواب المفتي، وبالله التوفيق.) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 234 ــ 236.
فهذا مايتعلق بحكم إفتاء من عنده كتب الحديث أو بعضها. وننبه مرة أخرى هنا على أن مثل هذا إنما يجوز إفتاؤه للضرورة عند عدم العالم المجتهد أو عند تعذر الوصول إليه.
المرتبة السادسة: العامي إذا عرف حكم حادثة، هل يجوز له أن يفتي فيها؟
العامي إذا عرف حكم حادثة، فَلَه حالان: إما أن يعرف الحكم بالدليل، وإما أن يعرفه على وجه التقليد لقول مفت ٍ فيها دون معرفة الدليل.
أولا: العامي إذا عرف حكم حادثة بدليلها.
قال ابن الصلاح (وذكر الماوردي في كتابه «الحاوي»: في العامي إذا عرف حكم حادثة بناء على دليلها ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه يجوز أن يفتي به، ويجوز تقليده فيه، لأنه قد وصل إلى العلم به، مثل وصول العالم إليه.
والثاني: يجوز ذلك إن كان دليلها من الكتاب والسنة.
والثالث: وهو أصحُها أنه لايجوز ذلك مطلقاً.) (أدب المفتي) صـ 103. فالمنع من الافتاء هو اختيار الماوردي وتابعه ابن الصلاح وكذلك النووي (المجموع) جـ 1 صـ 45.
ومال ابن القيم إلى ترجيح الوجه الثاني أي الجواز إن كان الدليل كتاباً أو سنة، فقال (إذا عرف العامي حكم حادثة بدليلها فهل له أن يفتي به ويسوغ لغيره تقليده فيه؟ ففيه ثلاثة أوجه للشافعية وغيرهم، أحدها: الجواز، لأنه قد حصل له العلم بحكم تلك الحادثة عن دليلها كما حصل للعالم، وإن تميز العالم بقوة يتمكن بها من تقرير الدليل ودفع المعارض له، فهذا قدر زائد على معرفة الحق بدليله. والثاني: لا يجوز ذلك مطلقاً، لعدم أهليته للاستدلال، وعدم علمه بشروطه ومايعارضه، ولعله يظن دليلا ما ليس بدليل. والثالث: إن كان الدليل كتاباً أو سنة جاز له الإفتاء، وإن كان غيرهما لم يجز، لأن القرآن والسنة خطاب لجميع المكلفين، فيجب على المكلف أن يعمل بما وصل إليه من كتاب ربه تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويجوز له أن يرشد غيره إليه ويدله عليه) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 198 ــ 199.
ثانيا: العامي إذا عرف حكم حادثة على سبيل التقليد.
أي بغير حجة ولا دليل وإنما يحفظ فتوى المفتي في الحادثة. ولا خلاف في أن هذا العامي ليس له أن يفتي، ويجوز أن يُخبر بالفتوى، قال الخطيب البغدادي (ومتى أفتى فقيه رجلاً من العامة بفتوى، فواسع للعامي أن يُخبر بها، فأما أن يفتي هو فلا) (الفقيه والمتفقه) جـ 2 صـ 194.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/223)
وعلى الحقيقة فإن هذا ليس مفتياً ولكنه ناقلٌ للعلم ومُبلغٌ له، ويجب على العامي أن يحتاط فلا ينسب الفتوى لنفسه بل ينبه على أنه ناقل للدليل أو لفتوى عالم، فيقول سمعت فيها من الشيخ فلان كذا وكذا، أو يقول قرأت فيها في كتاب كذا: كذا وكذا. وهذا جائز للضرورة عندما لايجد المستفتي أحداً يفتيه إلا هذا العامي. وقال الشاطبي إنه عند خلو الزمان عن المجتهدين يتنزل النقل عن المجتهدين منزلة وجود المجتهدين، انظر كتابه (الاعتصام) جـ 2 صـ 266، ط دار المعرفة 1402هـ. وهذا الكلام يجري على كل من نقل عن المجتهدين سواء كان هذا العامي المذكور هنا، أو كان المفتي المقلد المذكور في المرتبة الثانية، أو كان المتفقه من الكتب المذكور في المرتبة الرابعة.
المرتبة السابعة: إذا لم يجد المستفتي أحداً يفتيه ألبتّه.
أي لم يجد المستفتي أحداً ممن ذكرناهم في المراتب الست السابقة، لا في بلده ولا في غيره، ولا يمكنه التوصل لأحد يفتيه، فما الواجب في حقه؟.
ذهب فقهاء الشافعية كإمام الحرمين وابن الصلاح وتابعه النووي إلى أنه لاتكليف عليه، ويفعل مايشاء، كمن لم تبلغه الدعوة، ولامؤاخذة عليه، وكذلك قال الشاطبي من المالكية.
وذهب ابن القيم إلى أنه يتقي الله مااستطاع ويفعل مايغلب على ظنه أنه الحق والصواب، فإن للحق أمارات، فإن لم يتبين له شئ فالأمر كما قال فقهاء الشافعية أعلاه.
(فائدة) خُلُوْ الأرض من الفقهاء المجتهدين فمن دونهم من المفتين يمكن أن يقع في إحدى صورتين:
الصورة الأولى: الخُلُوّ المطلق، وذلك بانعدام وجود هؤلاء في جميع أقطار الأرض في نفس الوقت، وهذه الصورة لاتقع أبداً إلا قبيل قيام الساعة بعد ظهور علامات الساعة الكبرى، وعلى التحديد بعدما تهب الريح الطيبة التي تقبض أرواح جميع المؤمنين ثم يبقى شرار الخلق عليهم تقوم الساعة، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن عبدالله بن عمرو، وهذا بعد نزول عيسى عليه السلام وموته بعد قتله للمسيح الدجال وبعد طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة إذ يتميزالمؤمن من الكافر، أما قبل هبوب هذه الريح فالعلم والعلماء باقون في الدنيا ولو على الندرة، وبهم تبقى حجة الله قائمة كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لايضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) الحديث متفق عليه، و (أمر الله) هو الريح الطيبة المذكورة، وفي الرواية الأخرى (حتى تقوم الساعة) أي قرب قيامها.
الصورة الثانية: الخُلُوّ النسبي، وذلك بانعدام وجود المجتهدين والمفتين في بقعة من الأرض، مع وجودهم في بقعةأخرى، وهذه الصورة جائزة الحدوث في أي وقت، وهى المقصودة بالبحث في مسألتنا هذه، ومثالها ماسمعته من بعض من ذهبَ إلى بلاد أوربا الشرقية هذه الأيام (أول عام 1412هـ) وبعد تحررها من سيطرة روسيا الشيوعية، أن الحكم الشيوعي بهذه البلاد كبولندا كان قد اتبع سياسة أدت إلى انقراض الأئمة والفقهاء بهذه البلاد مع منعه سفر المواطنين إلى الخارج، فأصبح المسلمون بهذه البلاد يقرّون بالشهادتين مع جهلهم التام بتفاصيل أحكام الشريعة وعجزهم عن الاستفتاء، فهذه صورة للمسألة المفترضة هنا، وهذا من الجهل الذي يُعذر به صاحبه لعدم التمكن من العلم، حتى أن المسلمات كن يتزوجن الرجال النصارى، وكان المسلمون يصلون في يومٍ واحد ٍ من الشهر ركعتين عن كل يوم من الشهر المنصرم، يرون هذا الدين.
وقد افترض إمام الحرمين صورة مشابهة لهذا وهى صورة قوم ٍ منقطعين بجزيرة من الجزر، وستأتي في كلامه إن شاء الله.
ونذكر فيما يلي أقوال من أشرنا إليهم: إمام الحرمين، فابن الصلاح، والنووي مثله، فالشاطبي. ثم قول ابن القيم. ثم نختم المسألة بقول ابن تيمية فيها.
قال إمام الحرمين الجويني رحمه الله ــ «في خُلُوِّ الزمان عن أصول الشريعة» ــ قال (ومضمون هذه المرتبة تقديرُ دروس أصول الشريعة، وقد ذهبت طوائف من علمائنا إلى أن ذلك لايقع، فإن أصول الشريعة تبقى محفوظة على ممر الدهور، إلى نفخة الصور، واستمسكوا بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/224)
وهذه الطريقة غيرُ مرضية، والآية في حفظ القرآن في التحريف والتبديل، والتصريف والتحويل، وقد وردت أخبار في انطواء الشريعة، وانطماس شرائع الإسلام، واندراس معالم الأحكام، بقبض العلماء، وقد قال صلى الله عليه وسلم «سيقبض العلم حتى يختلف الرجلان في فريضة، ولا يجدان من يعرف حكم الله تعالى فيها» ــ إلى أن قال ــ فإن فُرض ذلك قَدَّمنا على غرضنا من ذلك صورة ً. وهى أن طائفة في جزيرة من الجزائر، لو بلغتهم الدعوة، ولاحت عندهم دلالة النبوة، فاعترفوا بالوحدانية والنبوة، ولم يقفوا على شئ من أصول الأحكام، ولم يستمكنوا من المسير إلى علماء الشريعة، فالعقول على مذاهب أهل الحق لا تقتضي التحريم والتحليل، وليس عليها في مدرك قضايا التكليف تعويل ــ إلى أن قال ــ فمقدارُ الغرض فيه الآن أن الذين فرضنا الكلام فيهم لايلزمهم إلا اعتقاد التوحيد ونبوة النبي المبتعث، وتوطين النفس على التوصل إليه في مستقبل الزمان، مهما صادفوا أسباب الإمكان، ولسنا ننكر أن عقولهم تستحثهم في قضيات الجبلات على الانكفاف عن مقتضيات الردي، والانصراف عن موجبات التَّوي ولكنا لانقضي بأن حكم الله عليهم موجبُ عقولهم.
فننعطف الآن على غرضنا، ونقول: إذا درست فروعُ الشريعة وأصولُها، ولم يبق معتصم يُرجع إليه، ويعول عليه، انقطعت التكاليف عن العباد، والتحقت أحوالهم بأحوال الذين لم تبلغهم دعوة، ولم تُنط بهم شريعة) أهـ (الغياثي) للجويني، تحقيق د. عبدالعظيم الديب، ط 2، 1401هـ، صـ 523 ــ 526.
وقال ابن الصلاح رحمه الله (إذا لم يجد صاحب الواقعة مفتياً ولا أحداً ينقل له حكم واقعته، لا في بلده ولا في غيره فماذا يصنع؟ قلت: هذه مسألة فترة الشريعة الأصولية، والسبيل في ذلك كالسبيل فيما قبل ورود الشرائع، والصحيح في كل ذلك القول بانتفاء التكليف عن العبد، فإنه لايثبت في حقه حكم، لا إيجاب، ولا تحريم، ولاغير ذلك، فلا يوأخذ إذن صاحب الواقعة بأي شئ صنعه فيها، وهذا مع تقرره بالدليل المعنوي الأصولي، يشهد له حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدرس الإسلام كما يدرس وشيُ الثوب، حتى لا يدري ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولاصدقة، ويُسري على كتاب الله تعالى في ليلة. فلا يبقى في الأرض منهُ آية، وتبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله، فنحن نقولها» فقال صلة بن زفر، لحذيفة: «فما تُغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، فردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يُعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: ياصلة! تنجيهم من النار، تنجيهم من النار»، رواه أبو عبدالله ابن ماجة في «سننه».
والحاكم أبو عبدالله الحافظ في «صحيحه». وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. والله أعلم) (أدب المفتي) صـ 105 ــ 106، ونقله عنه النووي في (المجموع) جـ 1 صـ 58. هذا وقد وافق الذهبي الحاكم في تصحيح حديث حذيفة، وقال الحافظ ابن حجر: رواه ابن ماجة بسند قوي عن حذيفة (فتح الباري) 13/ 61.
وقال الشاطبي رحمه الله (يسقط عن المستفتي التكليف بالعمل عند فقد المفتي، إذا لم يكن له به علم لا من جهة اجتهاد معتبر ولا من تقليد: والدليل على ذلك أمور:
«أحدها» أنه إذا كان المجتهد يسقط عنه التكليف عند تعارض الأدلة عليه على الصحيح ــ حسبما تبين في موضعه من الأصول ــ فالمقلد عند فقد العلم بالعمل رأسا أحق وأولى.
«والثاني» أن حقيقة هذه المسألة راجعة إلى العمل قبل تعلق الخطاب. والأصل في الأعمال قبل ورود الشرائع سقوط التكليف، إذ لاحكم عليه قبل العلم بالحكم، إذ شرط التكليف عند الأصوليين العلم بالمكلف به، وهذا غير عالم بالفرض، فلا ينتهض سببه على حال.
«والثالث» أنه لو كان مكلفا بالعمل لكان من تكليف مالا يُطاق، إذ هو مكلف بما لا يعلم، ولا سبيل له إلى الوصول إليه، فلو كلف به لكلف بما لا يقدر على الامتثال فيه، وهو عين المحال إما عقلا وإما شرعاً والمسألة بَيِّنة) (الموافقات) جـ 4 صـ 291.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/225)
وقال ابن القيم رحمه الله (إذا نزلت بالعامي نازلة وهو في مكان لايجد من يسأله عن حكمها ففيه طريقان للناس، أحدهما: أن له حكم ماقبل الشرع، على الخلاف في الحظر والإباحة والوقف، لأن عدم المرشد في حقه بمنزلة عدم المرشد بالنسبة إلى الأمة. والطريقة الثانية: أنه يخرج على الخلاف في مسألة تعارض الأدلة عند المجتهد، هل يعمل بالأخف أو بالأشد أو يتخير؟. والصواب أنه يجب عليه أن يتقي الله مااستطاع، ويتحرى الحق بجهده ومعرفة مثله، وقد نصب الله تعالى على الحق أمارات كثيرة، ولم يسوِّ الله سبحانه وتعالى بين مايحبه وبين مايسخطه من كل وجه بحيث لايتميز هذا من هذا، ولابد أن تكون الفطر السليمة مائلة إلى الحق، مؤثرة له، ولابد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجحة ولو بمنام أو بإلهام، فإن قدر ارتفاع ذلك كله وعدمت في حقه جميع الأمارات فهنا يسقط التكليف عنه في حكم هذه النازلة، ويصير بالنسبة إليها كمن لم تبلغه الدعوة، وإن كان مكلفاً بالنسبة إلى غيره، فأحكام التكليف تتفاوت بحسب التمكن من العلم والقدرة، والله أعلم) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 219 ــ220.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وفي أوقات الفترات، وأمكنة الفترات: يُثاب الرجل على مامعه من الإيمان القليل، ويغفر الله فيه لمن لم تقم الحجة عليه مالا يغفر به لمن قامت الحجة عليه، كما في الحديث المعروف: «يأتي على الناس زمان لايعرفون فيه صلاة، ولاصياما، ولاحجا، ولاعمرة، إلا الشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة. ويقولون: أدركنا آباءنا وهم يقولون لا إله إلا الله» فقيل لحذيفة بن اليمان: ماتغني عنهم لا إله إلا الله؟ فقال: تنجيهم من النار.) (مجموع الفتاوي) جـ 35 صـ 165. وذكر شيخ الإسلام مثله في (مجموع الفتاوي) جـ 11 صـ 407 ــ 408.
وقال ابن تيمية أيضا: (وبالجملة لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر وقد آمن وهو عاجز عن الهجرة لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها بل الوجوب بحسب الامكان، وكذلك مالم يعلم حكمه، فلو لم يعلم أن الصلاة واجبة عليه وبقي مدة لم يُصَلِّ لم يجب عليه القضاء في أظهر قولي العلماء، وهذا مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر، وهو أحد الوجهين في مذهب أحمد.
وكذلك سائر الواجبات من صوم شهر رمضان وأداء الزكاة وغير ذلك. ولو لم يعلم تحريم الخمر فشربها لم يُحَدّ باتفاق المسلمين، وإنما اختلفوا في قضاء الصلوات. وكذلك لو عَامَل بما يستحله من ربا أو مَيْسر ثم تبين له تحريم ذلك بعد القبض: هل يفسخ العقد أم لا؟ كما لانفسخه لو فعل ذلك قبل الإسلام. وكذلك لو تزوج نكاحا يعتقد صحته على عادتهم، ثم لما بلغته شرائع الإسلام رأى أنه قد أخل ببعض شروطه، كما لو تزوج في عدة وقد انقضت، فهل يكون هذا فاسداً أو يقر عليه؟ كما لو عقده قبل الإسلام ثم أسلم.
وأصل هذا كله أن الشرائع هل تلزم من لم يعلمها أم لاتلزم أحداً إلا بعد العلم؟ أم يفرق بين الشرائع الناسخة والمبتدأة؟ هذا فيه ثلاثة أقوال ــ إلى أن قال ــ والصواب في هذا الباب كله: أن الحكم لايثبت إلا مع التمكن من العلم، وأنه لايقضي مالم يَعلم وجوبه) (مجموع الفتاوي) جـ 19 صـ 225 ــ 226.
فهذه أقوال العلماء في المسألة (مايفعل المستفتي إذا لم يجد من يفتيه البته؟.)، والقول الذي نطمئن إليه هو قول ابن القيم: أن المرء يتقي الله مااستطاع ويفعل مايظنه الحق، فإن عجز عن ذلك فلا تكليف عليه. فابن القيم لم يُسقط عنه التكليف ابتداء وإنما ألزمه بتحري الصواب قبل ذلك. وهذا هو ما تشهد له الأدلة الشرعية كما يلي:
1 ــ فقوله إنه يتقي الله مااستطاع ويتحري الصواب، يشهد له قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) التغابن 16، وقال ابن القيم إن الله قد جعل على الحق أمارات، وهذا يشهد له حديث وابصة بن مَعْبَد مرفوعا (البر مااطمأنت له النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ماحاك في النفس وتردد في الصدر) الحديث، قال النووي في الأربعين: حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن. أهـ، وتعقبه الحافظ ابن رجب الحنبلي بتضعيف هذا الحديث وبين سبب ضعفه، ثم قال ابن رجب وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة وبعض طرقه جيدة فخرجه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/226)
أبي أمامة قال «قال رجل: يارسول الله ماالإثم؟ قال إذا حاك في صدرك شئ فدعه» وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، فإنه خرج حديث يحيي بن كثير عن زيد بن سلام، وأثبت أحمد سماعه منه وإن أنكره ابن معين. وخرج الإمام أحمد من رواية عبدالله بن العلاء بن زيد قال: سمعت مسلم بن مسلم قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول «قلت يارسول الله أخبرني ما يحل لي وما يحرم عليّ، قال: البر ماسكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم مالم تسكن إليه النفس ولايطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون» وهذا أيضا إسناد جيد، وعبدالله بن العلاء بن زبير ثقة مشهور، وخرجه البخاري، ومسلم ابن مسلم ثقة مشهور أيضا ــ إلى أن قال ابن رجب: ــ وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «الإثم حَزَّاز القلوب»، واحتج به الإمام أحمد، ورواه عن جرير عن منصور عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبدالله «إياكم وحزائز القلوب، وماحزّ في قلبك فدعه» قال أبو الدرداء «الخير في طمأنينة، والشر في ريبة». وروى ابن مسعود من وجه منقطع أنه قيل له: أرأيت شيئا في صدورنا لاندري حلال هو أم حرام؟ فقال «وإياكم والحكاكات فإنهن الإثم» والحك والحزّ متقاربان في المعنى، والمراد ماأثر في القلب ضِيقا وحَرَجاً ونفورا وكراهة.) أهـ (جامع العلوم والحكم) لابن رجب، ط دار الفكر، صـ 219 ــ 220.
وهذه النصوص يعضد بعضها بعضاً تشهد بأن للحق أمارات ومنها سكينة النفس وطمأنينة القلب، وللإثم أمارات ومنها ضيق القلب وتحرّجه. فإذا عدم المرء من يفتيه فليستفت قلبه.
2 ــ فإن لم يهتد المرء إلى شئ يميز به، فالأمر كما قال فقهاء الشافعية وغيرهم: إنه لاتكليف عليه وليفعل ما شاء في نازلته، وحكمه حكم من لم يبلغه الخطاب دون تقصير من جهته. وقد نزلت كثير من الشرائع ولم يعلم بها المسلمون الذين كانوا بالحبشة ومنهم من لم يعد إلى المدينة إلا في السنة السابعة (عام خيبر) ولم يؤاخذوا بما لم يبلغهم، ولم يكلفوا بقضاء شئ من ذلك. كما قال ابن تيمية رحمه الله إن من الأحوال المانعة من وجوب قضاء مافات من الواجبات: الجهل الذي يُعذر به لعدم بلوغ الخطاب، راجع (مجموع الفتاوي) جـ 22 صـ 23 و صـ 40 ومابعدها. وقد قال الله تعالى (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواً غفوراً) النساء 98 ــ 99.
فهذا ماأراه في هذه المسألة: أن العاجز عجزاً حقيقياً عن معرفة الشرع ــ لاعن تقصير في السؤال ولو بالارتحال ــ أنه يتقي الله مااستطاع ويتحرى الحق والصواب، فإن عجز فلا تكليف عليه، ولا إثم عليه، قال تعالى (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواً غفوراً) النساء 99، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 05:39 م]ـ
وفاتني ما قاله أبو محمد رضي الله عنه في ((النبذة الكافية في أصول الدين)) قال قدس الله روحه:
((ومن عرف مسألة واحدة فصاعداً على حقها من القرآن والسنة جاز له أن يفتي بها, ومن علم جمهور الدين كذلك, ومن خفي عليه ولو مسألة تحل له الفتيا فيما علم, ولا يحل الفتيا فيما لم يعلم.
ولو لم يفت إلا من أحاط بالدين كله علماً لما حل لأحد أن يفتي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفوق كل ذي علم عليم) وحسبنا الله ونعم الوكيل.)).
قال أبو الزهراء: أرجو من ابن خميس أن يبين لنا أقوال مشايخه القائلين بغير هذا حتى نستفيد منه ومنهم.(43/227)
فائدة أول كتاب حفظه شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:42 ص]ـ
قال الحافظ عمر بن علي البزارفي الأعلا العليةفي مناقب ابن تيمية <وأول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للامام الحميدي>ص19
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم:
جزاك الله خيراً
ـ[العويشز]ــــــــ[01 - 03 - 06, 03:26 م]ـ
كتاب المناقب العلية في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية للبزار كتاب نافع على صغر حجمه وقد ذكر أموراً عن شيخ الإسلام لم يذكرها غيره.(43/228)
الفحص الطبي قبل الزواج؟؟
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
أما بعد:
اخواني في الله موضوع الفحص الطبي الذي يقوم به الزوجين قبل الزواج , ومدى شرعيته الإلزام به؟
وهل هو سوء ظن بالله عز وجل؟
أنتظر مشاركات الإخوة لعلهم يفيدونني.
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:26 م]ـ
هو من باب سد الذرائع والاخذ بالمصالح العليا لحفظ النسل.(43/229)
هل ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يخص ... الموضوع بخصوص دفن الميت في ساحة بيته
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:10 ص]ـ
الموضوع بخصوص دفن الميت في ساحة بيته ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:57 ص]ـ
الأخ الكريم حفظك الله
إن كنت تقصد حكم دفن الميت في بيته
فقد جاء في الصحيحين عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال (اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ ولاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج1/ص529
قال الخطابي وأما من تأوله على النهي عن دفن الموتى في البيوت فليس بشيء فقد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته الذي كان يسكنه أيام حياته قلت ما ادعى أنه تأويل هو ظاهر لفظ الحديث ولا سيما أن جعل النهي حكما منفصلا عن الأمر وما استدل به على رده تعقبه الكرماني فقال لعل ذلك من خصائصه وقد روى أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون قلت هذا الحديث رواه ابن ماجة مع حديث بن عباس عن أبي بكر مرفوعا ما قبض نبي الا دفن حيث يقبض وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي وهو ضعيف وله طريق أخرى مرسلة ذكرها البيهقي في الدلائل
وروى الترمذي في الشمائل والنسائي في الكبرى من طريق سالم بن عبيد الأشجعي الصحابي عن أبي بكر الصديق أنه قيل له فأين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإنه لم يقبض روحه الا في مكان طيب إسناده صحيح لكنه موقوف والذي قبله أصرح في المقصود
وإذا حمل دفنه في بيته على الاختصاص لم يبعد نهى غيره عن ذلك بل هو متجه لأن استمرار الدفن في البيوت ربما صيرها مقابر فتصير الصلاة فيها مكروهة ولفظ حديث أبي هريرة عند مسلم أصرح من حديث الباب وهو قوله لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن ظاهره يقتضي النهي عن الدفن في البيوت مطلقا والله أعلم) انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني ج2/ص193
والدفن في مقابر المسلمين أعجب إلى أبي عبد الله من الدفن في البيوت لأنه أقل ضررا على الأحياء من ورثته وأشبه بمساكن الآخرة وأكثر للدعاء له والترحم عليه ولم يزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون في الصحاري
فإن قيل فالنبي صلى الله عليه وسلم قبر في بيته وقبر صاحباه معه قلنا قالت عائشة إنما فعل ذلك لئلا يتخذ قبره مسجدا رواه البخاري ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفن أصحابه في البقيع وفعله أولى من فعل غيره وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك ولأنه روي يدفن الأنبياء حيث يموتون وصيانة لهم عن كثرة الطراق وتمييزا له عن غيره) انتهى.
وإن كنت تقصد ما جاء في الملاحم وأن الناس يقبرون في بيوتهم من كثرة القتلى
فعن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله وسعديك فذكر الحديث قال فيه كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف
قلت الله ورسوله أعلم أو قال ما خار الله لي ورسوله قال عليك بالصبر أو قال تصبر
ثم قال لي يا أبا ذر قلت لبيك وسعديك قال كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم قلت ما خار الله لي ورسوله قال عليك بمن أنت منه قلت يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي قال شاركت القوم إذن قلت فما تأمرني تلزم بيتك قلت فإن دخل على بيتي قال فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه.
أخرجه أحمد (5/ 149) وأبو داود (4261) وغيرهم
ينظر المسند طبع الرسالة (35/ 253) وإتحاف المهرة (14/ 144و157) - وتحفة الأشراف (9/ 173).
والمقصود بالبيت هنا القبر
قال الخطابي
(يكون البيت فيه بالوصيف) البيت ها هنا القبر والوصيف الخادم يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت أو دفنه إلا أن يعطي وصيفا أو قيمته والله أعلم.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:03 م]ـ
بارك الله فيك وفي علمك أخي عبدالرحمن الفقيه ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه بعض النقولات عن أهل العلم في معنى الحديث الأخير
قال الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ج1/ص397
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/230)
قال أبو بكر سمعت ابن قتيبة يقول لم يرد بالبيت ها هنا مساكن الناس لأنها عند فشو الموت وكثرته ترخص ولا تغلو وإنما أراد بالبيت القبر وذلك أن موضع القبر يضيق عليهم فيبتاعون لموتاهم القبور كل قبر بوصيف وإلى هذا ذهب حماد بن سلمة.
الفائق ج1/ص142
في العين قال لأبي ذر رضي الله عنه كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف
البيت أراد بالبيت القبر وأن مواضع القبور تضيق لكثرة الموتى حتى يبتاع القبر بالوصيف.
النهاية في غريب الأثر ج1/ص170
وفي حديث أبي ذر كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف أراد بالبيت هاهنا القبر والوصيف الغلام اراد أن مواضع القبور تضيق فيبتاعون كل قبر بوصيف.
لسان العرب ج9/ص357
وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال له كيف أنت وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف الوصيف العبد والأمة وصيفة قال شمر معناه أن الموت يكثر حتى يصير موضع قبر يشترى بعبد من كثرة الموت مثل الموتان الذي وقع بالبصرة وغيرها وبيت الرجل قبره وقبر الميت بيته و الوصيف الخادم غلاما كان أو جارية ويقال وصف الغلام إذا بلغ الخدمة فهو وصيف.
تاج العروس ج4/ص459
وفي حديثِ أَبي ذَرَ كيف تَصْنعُ إِذا ماتَ النّاسُ حتَّى يكونَ البَيْتُ بالوَصِيف قال ابْنُ الأَثير أَراد بالبيت هُنَا القبرَ والوَصِيفُ الغُلامُ أَراد أَنّ مواضِعَ القبور تَضيقُ فيَبْتَاعون كُلَّ قَبرٍ بوَصِيف.
تهذيب اللغة ج12/ص173
وصف في حديث أبي ذَرّ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له كيف أنتَ وموتٌ يصيبُ الناسَ حتى يكون البَيتُ بالوَصيف
قال شمِر معناه أن الموت يَكثُر حتى يصيرَ موضعُ قبرٍ يُشتَرى بعَبْدٍ من كثرة الموت مِثل المُوتَان الذي وقع بالبصرة وغيرِها.
تهذيب اللغة ج14/ص238
وفي الحديث أنه قال لأبي ذَرَ كيف نَصْنَعُ إذا ماتَ الناس حتى يكون البيتُ بالوَصِيفِ
قال القتيبي لم يُرِدْ بالبيت مساكنَ الناس لأنها عندَ فُشُوِّ الموتِ تَرْخُص وإنما أراد بالبيت القَبْرَ وذلك أن مواضع القبور تَضِيقُ عليهم فَيَبْتاعون كل قبرٍ بوصيفٍ ولهذا ذهب حماد في تأويله.(43/231)
فتوى علماء السلف في السبحه
ـ[عبد الرحمن الازهري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:17 ص]ـ
تنبيه من المشرف
أخي الفاضل سبق طرح هذا الموضوع مرارا في الملتقى، فليتك تبحث عنها وتضيف مشاركتك في أحدها بدلا من تكرار المواضيع.(43/232)
من للطبري تفسيرا وتاريخا
ـ[وليد الباز]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:53 ص]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
وبعد
لي اهتمام بمناظرة النصاري علي البالتوك
ومن الملاحظات التي وجدتها ان من اكثر الكتب التي يستشهدون بها علينا
الطبري تفسيرا وتاريخا
وعندما انظر فيما يقولون اجده يستند الي روايات ضعيفه فيها غلاة الشيعه وما شابه
فمن يأخذ هذه المسأله مشرعا له يقوم عليه لله
ويحقق هذين الكتابين الكبيرين تحقيقا وافيا ومختصرا
والله من وراء القصد
ـ[النصري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:57 ص]ـ
أخي الكريم وليد: هناك دراسات مستقلة عن رجال الامام الطبري وبالنسبة للتفسير فعليك بتحقيق محدث زمانه العلامة أحمد شاكر، فقطعا تستفيد منه
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:04 م]ـ
أخي النصري: تقول: أخي الكريم وليد: هناك دراسات مستقلة عن رجال الامام الطبري وبالنسبة.
أين أجدها؟؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:30 م]ـ
السلام عليك أخي الكريم
خل عنك هؤلاء الرعاع ومناظرتهم فلقد امضيت سنتين هناك في البال تاك وكنت خلالها ادمن وكم ناظرنا كثيرا منهم واسلم كثير ولله الحمد وجل من اسلم كان من الغربيين فالنصارى العرب اشدهم حقدا وجهلا وكرها للحق ولو كان ابلج
ولا تدخل غرفهم فو الله كنا دوما نسميها غرف المراحيض يفشو فيها الكذب علي الله ورسوله والأسلام والسب لدين الله ورسوله بمنهى القذارة وما دخلت غرفهم تلك ابدا ولكن كان لنا غرف نعرف فيها بالأسلام ويجئ بعضهم سائلا او مناظرا
والقوم بضاعتهم ركيكة عفنة ساذجة والمدهش انهم لا يعلمون ما في كتابهم ولا دينهم ثم يأتوا ليناظرونا بما املاه القس في الكنيسة من الكذب على الأسلام.فاذا ما رأونا نستخرج لهم من كتابهم الأعاجيب من سب الرسل ووصمهم بالزنا وعبودية المسيح بلسانه هو والتناقضات الشنيعة في كتابهم ذهلوا فسبحان الله
اما ما يثيرونه من شبهات في نظرهم عن الأسلام في وبيت العنكبوت سواء
ومازال دين الله في ارضه ظاهرا ينتشر من خلف ظهورهم ولو كره الكافرون
ولقد صفحنا كل شبهاتم ثم تولينا الرد عليها واحدة واحدة وكان معي كل هذا ولكن فقد من جهازي ولكن ما زال في صدري ولله الحمد
وهناك كتب عظيمة في فضح ما في دين النصارى
أعظمها عندي اظهار الحق لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي
ثم الرد الجميل لألهية المسيح بصريح الأنجيل للغزالي (يوجد له شروح مبسطة)
ثم الجواب الصحيح لأبن تيمية: رحمه الله فقد اعتمد علي النسخة العربية المترجمة لنصارى الشام فاجهد نفسه في الرد علي العديد من فقرات كتابهم المقدس التى يحتجون بها على الهية المسيح وهي فقرات محذوفة الآن من كل الأناجيل بعد اكتشاف عدم وجود لهذه الفقرات اصلا في اقدم النصوص الاتينية وكذلك رحمه الله لم يحط بما احدثته الترجمة العربية الخبيثة للأصل (ليس اصل ولكن اقدم النسخ فكل نسخهم القديمة يونانية والمسيح كان يتكلم الآرامية واقدم النسخ اليونانية حتى تاريخها يرجه الي المئتين بعد المسيح و تتضارب فيما بينها تضارب بشعا باعتراف فاتيكانهم!!) اليوناني من تبديل الكلام وفكه وربطه!
ولكن شيخنا رحمه الله كان ذكيا فكان كلما تولى الرد على احدى هذه الفقرات قال: هذا ان سلمنا بصحة الترجمة من اليونانية الي العربية وصحة ترجمتها من الآرامية المفقودة الي اليونانية و تطابقها في نسخ نصارى الغرب قلت:هذه من قمة الذكاء والا فليمسك كل بنسخة من انجيل الأرثودوكس والكاثوليك والبروتستانت ويقارن ولا تندهش اذا رائيت فقرات كاملة في احداهن ليست في الأخرى او فصول كاملة محذوفة في احداهن
او ترجمة من اليونانية في احداهن تختلف في المعني كليا عن ترجمة الأخرى وغالبا ما تكون من الفقرات شديدة الأهمية في العقيدة المسيحية
طرائف قذرة:
الفاتيكان يجتمع عام 1962 بحضرة 2623 كاردنيال فيوافق بالأجماع خلا اثنين ويصد تقريرا يقول (ان من المؤكد ان العهد القديم من الأنجيل يحتوي علي شئ ليس بالقليل من البطلان!!!!) نظرا للتعارض الرهيب فيه ثم يقولون (ولكن رسالة الرب فيه الي الأنسان مازالت بين جنباته بلا شك) اضحك
سب الأنبياء عندهم شائع جدا بل لا تجد نبي سلم منهم
لوط شرب الخمر وزنى بابنتيه وحملتا منه!
داوود زنى بامرأة جاره!
ابن داوود يزني باخته!
الرب يأمر نبيه حزقيال بأكل البراز الآدمي
نوح يسكر ويرقص عريانا
الرب ينام ويسمع شخيره ويقوم كجبار معيط من الخمر!
الرب يندم انه خلق آدم!
الرب يخاف لأن آدم قد يأكل من الشجرة ويكتشف سر الخلود مثله ويكون مخلدا معه!
اكتفي بهذا لضيق الوقت
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:42 م]ـ
صحيح هذا مطلب عزيز
اتمنى حقيقة ان ينبري أحد الجبال الشامخات لتحقيق هذه الكتب المهمة
لكن الطبري ذكر في مقدمته أنه ابرأ الذمة عند ذكره للإسناد
فما على طالب العلم إلا التحقق منه
لكن هذا لا يغني عن تحقيق الكتاب نصرة لدين الله وإثراءا لتراثنا الكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/233)
ـ[وليد الباز]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل سيف الرسول:
جزاك الله خيرا
أرجو ان نكون علي اتصال اشعر انني سأستفيد منك في هذا المجال ان شاء الله
ولكن اخي الفاضل ليس هذا هو المراد مما طرحت
الطبري مليء بالاحاديث الباطله بالفعل ويحتاج الي من يقوم علي خدمته
وان لم يكن ذلك لغير المسلمين فان المسلمين في حاجه شديده لتنقيح كتب شيخ المفسرين
وامامهم
اما عن التاريخ فيكفي ان نعلم ان معظم القصص التي تتنتقص من قدر الصحابه رضوان الله عليهم
تدور معظمها علي الروايات التي اتي بها الطبري رحمه الله
فهي خدمه جليله لدين الله تريد من يقوم بها واعلم جيدا ان من سيقوم بها حق القيام
ولم يبخل بوقت ولا جهد ستكون له رفعة ان شاء الله
والسلام عليكم
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:08 ص]ـ
منهج الطبري في تاريخه
د. محمد آمحزون
بدأ الإمام الطبري حياته العلمية بدراسة الحديث، فكان حرياً أن يتأثر بمنهج
المحدثين في جمع الرواية التاريخية والاهتمام بسندها، فكان يجمع مأثور الروايات
ويدونها مع إسنادها إلى مصدرها مثل: شيخ تتلمذ عليه، أو عدل شارك في
الحادثة أو كان له علم بها، أو كتاب تدارسه بالسند المتصل قراءة وسماعاً وإجازة.
فكان في الغالب يلتزم وجهة المحدثين في الاهتمام الذي ينصب على الإسناد حيث
يثبته في معظم الأحيان في الروايات.
يقول في هذا الشأن في مقدمة تاريخه: (وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن
اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه، إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا
ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول
واستنبط بفكر النفوس .. إلا القليل اليسير منه) [1].
وهكذا أكد الإمام الطبري حرصه على إسناد كل خبر إلى قائله وأنه سوف لن
يسمح لحجج العقول وفكر النفوس أن تتدخل في التفسير والاستنباط، في الكتابة
والتدوين أثناء جمع المادة، وما ذاك إلا حرصاً منه على جمع ما قيل كله أو جله
من وجهات نظر متعددة إن كانت، وبعد ذلك محصل الموازنة والمقارنة،
والاستنباط والقبول والرد لمن يريد.
ولما كان تاريخ صدر الإسلام - خصوصاً فترة الفتنة - أكثر حساسية من
غيره، إذ فيه روايات أملتها عاطفة الرواة أو الاتجاهات السياسية أو اختلاف
وجهات النظر والفهم، ونظراً لأن الروايات تتأثر بعوامل مختلفة كالنسيان والميول
والنزعات فيصعب الجزم بدقتها وسلامتها، فإن هذا مما يجعل إبداء الرأي فيها أو
إصدار حكم بشأنها يبدو معقداً للغاية.
ولهذا قام الإمام الطبري -رحمه الله - وهو يعرض وجهات النظر المختلفة
لرواته ومصادره باتباع طريقة جمع الأصول وتدوينها على صورة روايات،
المسؤول عنها رجال السند أي الرواة الإخباريون. وقد برهن على ذلك في قوله:
(فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما ينكره قارئه
أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في
الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا،
وأنا إنما أدينا ذلك عن نحو ما أدي إلينا) (1/ 8).
ومن منهجه أيضاً الحياد، فهو يعرض مختلف وجهات النظر دون تحزب أو
تعصب، وإن كان له رأي خاص فيظهر أحياناً في اختياره للروايات وإيراد بعضها
وترك البعض الآخر، متجنباً إعطاء حكم قاطع في القضايا التي يتعرض لها، حتى
أنه لا يفضل رواية على أخرى إلا نادراً.
وقد أدى به التزام هذا المنهج إلى الحرص على إيراد الروايات المختلفة
للحادث أو الخبر الواحد، وعند المقابلة بين الروايات يستعمل تعبير: (واختلف
في كذا) ثم يعقبه باستعراض الروايات المختلفة لرواته كقوله: فقال
بعضهم .. وقال بعضهم .. وقال هشام بن الكلبي .. ، وكقوله: وذكر عن فلان أنه
قال .. وحدثنا فلان .. وقال آخرون .. وقال بعضهم .. (4/ 174)
إلا أن النقد والمقابلة يظهر جلياً في عدد من الأخبار التي ترد في نهاية
الحوليات كالوفيات والصوائف وتعيين ولاة الأقاليم وأمراء الحج، ومثال ذلك في
قوله: (وفي سنة كذا توفي أبو العباس يوم .. بالجدري. وقال هشام بن
محمد الكلبي - توفي يوم .. واختلف في مبلغ سنه يوم وفاته. قال بعضهم ..
وقال بعضهم .. وقال الواقدي .. (4/ 470)، وقوله:) وغزا الصائفة في سنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/234)
كذا فلان، وقال الواقدي أن الذي غزا الصائفة في هذه السنة فلان (8/ 241).
وهكذا إذا كان للحادث روايات مختلفة اعتقد الإمام الطبري بوجوب ذكرها
لتكتمل الرؤية عنه. لكن مع اجتهاده في تدوين كل ما يمكن تدوينه من الروايات
والأقوال من الخبر الواحد، فإذا وصل إلى موضوع مطول مختلف فيه قطعه ليذكر
مواضع الاختلاف مشيراً إليها (4/ 466، 468، 469). فإذا ما انتهى منها عاد
إلى المتن - أي إلى الموضع الذي وقف عنه - فيمهد للكلام بإشارة تدل على
استئنافه كأن يقول: (رجع الحديث إلى حديث فلان .. ) (4/ 470).
وما يلاحظ أن هذه الطريقة تربك القارئ، فتنسيه الحادث الأصلي، إذ
تشكل عقبة أمامية أمام الوحدة الموضوعية للحادثة التاريخية، وربما كان الأفضل
عرض كل رواية عرضاً متكاملاً من أولها إلى آخرها، الواحدة تلو الأخرى،
وبهذا العرض الكامل تتكون لدى القارئ فكرة واضحة عن الموضوع وعن
الأوجه المختلفة فيه، فيستطيع أن يوازن بين جميع الآراء، ويرجع بعضها على
بعض، فتتكون بذلك لديه نظرة إيجابية عن الموضوع.
وقد راعى الإمام الطبري في ترتيب تاريخه تسلسل الحوادث، فرتبها على
حسب وقوعها عاماً بعد عام منذ الهجرة إلى نهاية عام 202 هـ (914 م). فذكر
في كل سنة ما وقع فيها من الأحداث التي رأى أنها تستحق الذكر.
ويختلف حجم الحوليات لديه حسب كثرة وقوع الحوادث فيها أو قلتها وأهميتها
وبلوغ أخبارها إليه، فيطيل ويقصر وفق ذلك، فبعض الحوليات لا تعدو أسطراً
(سنة25)، وبعضها صفحة أو صفحتان (سنة 29، 48، 0 7)، والبعض الآخر
يزيد طوله على مائة صفحة (سنة35، 36)، وإذا كانت - الحادثة طويلة فيجزئها
حسب السنين التي تستغرقها.
أما طريقته في سرد أحداث كل حولية فليست على نسق واحد، فتارة يذكر
الحادث التاريخي ثم يبدأ في ذكر تفصيله والروايات فيه (4/ 442)، وتارة يذكر
جملة الأحداث التي كانت هذه الحولية ثم يعود إلى تفصيل بعضها (4/ 317)،
وتارة ثالثة تقتصر الحولية على جملة من الأحداث في بضعة أسطر (4/ 250)،
وفي ختام الحولية يذكر بعض من توفي في تلك السنة من المشهورين، لكن هذا
ليس مضطرداً، أما الذي لا يكاد يتركه غالباً في ختام كل حولية فذكر أسماء عمال
الأقاليم أو أمراء الحج أو هما معاً في تلك السنة، وفي الحوليات التي أعقبت حركة
الفتوح يحرص على ذكر أخبار المرابطين على الثغور للجهاد، كما يسمي
الصوائف والشواتي، والحصون والمدن التي استولى عليها المسلمون.
وبالنسبة للأخبار التي لا ترتبط بزمن معين كالسير مثلاً، فقد كان يختم بها
الحديث عن كل خليفة عند وفاته، فبعد أن يذكر الأحداث في عهده مرتبة على
السنين يختمها باستعراض سيرته دون التقيد بعامل الزمن.
وما يذكر أن الإمام الطبري لم يتقيد بطريقة الحوليات في كل كتابه، وإنما
اتبعها في الحوادث الخاصة بتاريخ الإسلام.
أما في القسم الرابع - أي منذ الخليقة إلى الهجرة - فقد اتبع منهجاً آخراً في
عرض الحوادث فلم يرتبها على حسب وقوعها عاماً بعد عام، إذ كان ذلك متعذراً،
ولكن سار على النهج الذي سلكه أكثر المؤرخين القدماء بالبدء بالخليقة ثم بالأنبياء
ثم التعرض للحوادث التي وقعت في أيامهم، وذكر الملوك الذين كانوا يعاصرونهم
وأخبارهم، وكذلك الأمم المعاصرة لهم والتي جاءت بعدهم إلى ظهور الإسلام وبعثه
المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
ويكثر الإمام الطبري في تاريخه من تسجيل النصوص التاريخية من رسائل
وخطب ومحاورات ولا سيما الشعر رغبة في توثيق الحوادث أو التشويق إليها.
كما أنه حاول ضبط النصوص التي يرويها دون تبديل أو تغيير إلى درجة أنه كثيراً
ما تبقى الكلمات والألفاظ غير العربية كما هي (2/ 51، 54، 62).
أما منهجه في إثبات المصادر، فإنه إذا ما نقل من كتاب ما فإنه قلما يذكر
عنوانيهن، وإنما يذكر اسم مؤلفه كقوله مثلاً: (قال الواقدي) أو (قال أبو مخنف ..
(وإذا سمع من أحد مشافهة قال: (حدثني فلان .. ) فإذا اشترك مع راوي محدثه
في السماع آخر أو آخرون قال: (حدثني فلان قال .. حدثنا فلان وفلان .. ثم
سلسل السند إلى مصدره الأصلي).
وكان يعتمد أحياناً على المراسلات فيقول: كتب إلى السري عن شعيب عن
سيف (4/ 262) وقد حرص في الغالب على السند المتصل إلا في بعض المواقع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/235)
كقوله: (وقد قيل) أو (ذكر عن فلان) (5/ 172).
وكان يضع العناوين لأحداثه وخاصة المهمة منها في بداية كلامه عن بدء كل
سنة تحت عنوان عام مثل قوله: (ثم دخلت خمس وثلاثين، ذكر الخبر عما كان
فيها من الأحداث المشهورة) أو (ذكر الأحداث المشهورة التي كانت فيها) أما
الأحداث الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة أسطر، فإنه يذكرها متعاقبة تحت عنوان:
ثم دخلت سنة كذا، وذكر الأحداث التي كانت فيها.
أما فيما يتعلق بعدالة الرواة، فإذا كان الإمام الطبري لا يتقد بالقيود التي
تمسك بها أهل الحديث بالنسبة إلى الرواة الضعفاء، فأدخل في تاريخه أقوال الكلبي
وابنه هشام والواقدي وسيف بن عمر وأبي مخنف وغيرهم من الضعفاء المتهمين
بالكذب والوضع في الحديث، فإن ذلك يرجع إلى اتباعه منهجاً معلوماً عند علماء
الحديث وغيرهم حيث يذكرون ما يبلغهم ويسوقون سنده، فالصحيح يؤخذ وغير
الصحيح يعرف ويرد وفق ضوابط الشرع وقواعد الرواية ..
وهكذا لم يكن الإمام الطبري بذلك العمل مغفلاً أو جاهلاً عندما يورد مئات
الروايات عن الضعفاء والمتروكين، لكنه يتبع منهجاً مرسوماً عند علماء الجرح
والتعديل لا يلزم من إيراد أخبار المتروكين والضعفاء وتدوينها في كتاب من الكتب
للاحتجاج بها كقولهم: (يروي حديثه ولا يحتج به) و (يذكر حديثه للاعتبار)،
(يكتب حديثه للمعرفة)، (ولا يجوز الرواية عنه إلا للخواص عند الاعتبار) [2].
وفي هذا الصدد قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الطبراني بأن الحفاظ
الأقدمين يعتمدون في روايتهم الأحاديث الموضوعة مع سكوتهم عنها على ذكرهم
الأسانيد، لاعتقادهم أنهم متى أوردوا الحديث بإسناده فقد برئوا من عهدته، وأسندوا
أمره إلى النظر في إسناده. [3]
ولكون الإمام الطبري من علماء الحديث فقد سار على هذا النهج في تاريخه،
فهو ليس صاحب الأخبار التي يوردها بل لها أصحاب آخرون أبرأ هو ذمته
بتسميتهم، وهؤلاء متفاوتون في الأقدار، وأخبارهم ليست سواء في قيمتها العلمية،
ففيها الصحيح والضعيف الموضوع، تبعاً لصدق الرواة أو كذبهم ومنزلتهم من
الأمانة والعدالة والتثيبت، ولذلك ينبغي دراسة أسانيد ومتون الروايات وفق
المقاييس المعتبرة عند العلماء للوقوف على مدى صحتها من عدمه.
وبناء على ذلك لا يكفي في المنهج العلمي السليم الإحالة على تاريخ الإمام
الطبري أو غيره من الكتب المسندة دون دراسة سند الرواية ومتنها، لأن من أسند
فقد برىء من العهدة.
ومما يلاحظ أيضاً أن الطبري لم يرد الاقتصار على المصادر الموثوقة، بل
أراد أن يطلع قارئه على مختلف وجهات النظر، فأخذ من مصادر أخرى قد لا يثق
هو بأكثرها إلا أنها تفيد عند معارضتها بالأخبار القوية؛ فقد تكمل بعض ما فيها من
نقص، أو تقوى الخبر باشتراكها مع المصادر الصحيحة في أصل الحادثة.
إن مثل الإمام الطبري ومن على شاكلته من العلماء الثقات الأثبات في إيرادهم
الأخبار الضعيفة كمثل رجال القضاء إذا أرادوا أن يبحثوا في قضية، فإنهم يجمعون
كل ما تصل إليه أيديهم من الأدلة والشواهد المتصلة بها مع علمهم بتفاهة بعضها أو
ضعفه اعتماداً منهم على أن كل شيء سيقدر بقدره.
ولهذا فقد كان لا يفرط في خبر مهما علم من ضعف ناقله خشية أن يفوته
بإهماله شيء من العلم أو الفائدة ولو من بعض النواحي، إلا أنه يسند كل خبر إلى
رواية ليقف القارئ على قوة الخبر أو ضعفه من كون رواته ثقاة أو مجروحين،
وبذلك يرى أنه أدى ما عليه، خصوصاً وقد وضع بين أيدي القارئ كل ما وصل
إلى يده من نصوص وطرق مختلفة للخبر. ومن فوائد إيراد الخبر الواحد من طرق
شتى وإن كانت ضعيفة ما قاله ابن تيمية:
(إن تعدد الطرق مع عدم الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول -
أي بالقدر المشترك في أصل الخبر - لكن هذا لا ينتفع به كثيراً في علم
أحوال الناقلين - أي نزعاتهم والجهة التي يحتمل أن يتعصب لها بعضهم - وفي
مثل هذا ينتفع برواية المجهول والسيء الحفظ .. ونحو ذلك ولهذا كان أهل العلم
يكتبون مثل هذا ويقولون أنه يصلح للشواهد والاعتبار، وما لا يصلح لغيره،
وقال أحمد: قد أكتب حديث الرجل لأعتبره) [4]
وتحسن الإشارة إلى أن اتساع صدور أئمة السنة من أمثال الإمام الطبري
لإيراد أخبار المخالفين من الشيعة وغيرهم دليل على فهمهم وأمانتهم ورغبتهم في
تمكين قرائهم من أن يطلعوا على كل ما في الأمر، واثقين من أن القارئ اللبيب
المطلع لا يفوته بأن العلم مثل أبي مخنف وابن الكلبي وغيرهم هم موضع تهمة فيما
يتصل بالقضايا التي يتعصبون لها، مما ينبغي معه التحري والتثبت لاستخلاص
الحقائق المختلطة بالإشاعات والمفتريات.
أما الذين يحتطبون الأخبار بأهوائهم أو لجهلهم بمنهج الإمام الطبري ولا
يتعرفون إلى رواتها ويكتفون بالإشارة في الحاشية إلى أن الطبري روى في صفحة
كذا من جزء كذا .. ويظنون أن مهمتهم انتهت بذلك، فهؤلاء قد يظلمون الإمام
الطبري بذلك ويسيؤون إليه، وهو لا ذنب له بعد أن بين لقرائه مصادره، وعليهم
معرفة نزعات وأحوال أصحاب هذه المصادر ليعرفوا للأخبار أقدارها بوقوفهم على
أقدار أصحابها.
وهذا المنهج لا يمكن استعماله إلا عن طريق الإلمام بعلم الجرح والتعديل الذي
يهتم بفحص أحوال الرواة ويبين شروط الانتفاع بأخبارهم، كما ينبغي أيضاً مراعاة
المقاييس التي وضعها العلماء في نقد متون الأخبار، وخصوصاً وضع الملامح
العامة للمجتمع الإسلامي وطبيعته في الحسبان، ويعتبر ذلك كله من لوازم الاشتغال
بالتاريخ الإسلامي [5].
________________________
(1) تاريخ الطبري 1/ 7 - 8.
(2) الذهبي في الميزان 3/ 173.
(3) لسان الميزان 3/ 75.
(4) الفتاوى 13/ 253.
(5) ولهذا فإن تدريس مصطلح الحديث كمادة أساسية في أقسام التاريخ في جامعاتنا يعتبر أمراً ملحاً.
((مجلة البيان ـ العدد [54] صـ 66 صفر 1413 ـ أغسطس 1992))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24123
كتبه أخينا عبد الله بن الخميس علي الرابط المذكور.جزاه الله خيرا
رأيت اثباته هنا فنقلته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/236)
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:56 م]ـ
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا - اضغط هنا بارك الله فيك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20120)
ـ[وليد الباز]ــــــــ[03 - 04 - 05, 07:11 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
جزاكم الله خير الجزاء
وما زلت في انتظار من سيقول ان لها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:43 م]ـ
السلام عليكم:
هذا الملف مرفق به:
1 - ابن جرير والقراءات. (بقلم: د. محمد علي الحسن)
2 - فهارس رجال تفسير الإمام الطبري. (الشيخ: علوي السقاف)
3 - مقدمة تحقيق الطبري. (الأستاذ محمود شاكر، ملتقى أهل التفسير)
4 - التأويل أصلا منهجيا عقليا عند الطبري. (د. الدريني)
ـ[وليد الباز]ــــــــ[05 - 04 - 05, 04:38 ص]ـ
أخي اشرف بن محمد
جزاك الله خيرا
ان لم اجد احد يقول انا لها
سأضطر ان افعلها انا مستعينا بالله
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 09:08 م]ـ
عليك إذن بالعناية بكتب الإمام الطبري رحمه الله (دراسةً، وتحقيقاً،
وتخريجاً، و .... ) أعانك الله وأمد في عمرك لإنجاز هذه المهمة، ونحن
ننتظرك إن شاء الله.(43/237)
سكوت الشيخ الطريفي على بعض أحاديث زوائد أبي داود!!
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم:
لدي إشكال أيها الأفاضل في سكوت الشيخ الطريفي على بعض الأحاديث الضعيفه والمشتهر
ضعفها بين أهل العلم في كتابه زوائد سنن ابي داود،، فهل سكوته و عدم الكلام عليها
من قبيل الإختصار او انه متوقف في الحكم على الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:20 ص]ـ
هو لم يلتزم بيان جميع الأحاديث المعلة والضعيفة.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:48 م]ـ
سألت الشيخ فقال: أسكت في الاغلب على ما ضعفه بيّن ونكارته واضحة، وما أعله أبو داود نفسه فالغالب لا أتكلم عليه.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:35 م]ـ
الأخ المنيف:
عذراً،،، فالشيخ عبد العزيز الطريفي لم يلتزم ولا هذا الذي ذكرته عنه.
وفي رأيي؛ أن الشيخ استعجل إخراجه ككتاب مصنف مطبوع، ولو أنه نشره كمذكرة بين الشباب وطلاب العلم يستفيدون منه إلى حين يتم عمله عليه، ويكمل تحريره لكان أحسن، فمثل هذا الكتاب والعنوان الذي عليه لا يناسب علم الشيخ وفهمه وإدراكه الذي عرفناه عنه من خلال ما ينقل عنه في هذا المنتدى، وفي بعض ماكتب كـ شرح حديث جابر في الحج.
أخي المنيف:
أرجو أن تتقبل مني هذا النقد بصدر رحب، فنحن طلاب علم نقبل ما يوجه إلينا من نقد بناء، وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:42 م]ـ
الاخ ابن المنذر: وفقك الله
لا تحملني ما لا أحتمل وما أنا الا ناقل ..
ثم:
عنوان الكتاب ( ... والكلام على علل بعض حديثه)!
والعلل شيء والتخريج شيء آخر، فمن العلة أن تقول هذا حديث منكر وتسكت!، وما أنا إلا ناقل لردي السابق فمالك غضبت رعاك الله.
ويكفي الكتاب أنه وضع حدأ للتلاعبات التي لعب بها الكثير من إخراج خمس مائة حديث لابي داود ومثلها للترمذي .. ويقولون هذه زوائد ابي داود والترمذي .. وزوائد النسائي ومالك عشرون ورقة ومن حفظها حفظ الكتب الستة!
وهي كتب مطبوعة للاسف في دار ابن الجوزي!
والشيخ كما أعلم قيد الزوائد أثناء حفظه للسنن وعمره عشرون عاماً كما قاله لي بنفسه، وهو ظاهر المقدمة.(43/238)
محاضرة الشيخ عثمان الخميس عن الصوفية
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هذه محاضرة لشيخنا الفاضل عثمان الخميس عن ((الصوفية)) وجزاكم الله خير.
وبعض الاسئلة المهمة
تفضل رابط الحفظ:
http://salafi4ever.siteatnet.com/foreign/salafi4ever/.ra
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[06 - 04 - 05, 07:58 م]ـ
ولكن الرابط لا يعمل لا أدري لماذا؟؟؟؟؟
وجزاك الله خيرا(43/239)
هل ورد في الآثار أن المهدي يبايع يوم عاشوراء؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:35 ص]ـ
قال بعض من كتب في أخبار المهدي:
ويزيد هذا تأكيدا أيضا أنه ورد في أخبار المهدي المنتظر: أن الناس يتوجهون في طلبه من مكة إلى المدينة، ويترددون بينهما من انتهائهم من الحج إلى يوم عاشوراء ثلاث مرات، والمدة من وقت انتهاء الناس من نسك الحج إلى يوم عاشوراء خمسة وعشرون يوما أو أقل تقريبا، وهذا القدر إنما يكفي للذهاب من مكة إلى المدينة والرجوع منها مرة واحدة، لأن المسافة بينهما بالإبل كما كان وقت تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وبعده إلى وقت ظهور السيارات عشر ليال ذهابا ومثلها في الرجوع، فلا يتصور مع هذا أن يذهبوا ويرجعوا ثلاث مرات إلا في نحو شهرين.
وقد استشكل ذلك المتقدمون لا سيما مع إضافة مدة البحث في كل من الحرمين الشريفين إلى أن يجدوه ويبايعوه ليلة عاشوراء.
وأجاب بعضهم: بأن هؤلاء كلهم أولياء فيمكن أن تطوى لهم الأرض، وأنهم من أصحاب الخطوات.
وتمحل بعضهم فأجاب: بأنه يمكن قطعهم المسافة على الركائب في خمس ليال كما يقع لبعضهم نادرا.
والسؤال: هل ورد في الآثار والأخبار أن بيعة المهدي تكون يوم أو ليلة عاشوراء؟
: من هؤلاء المتقدمون الذين استشكلوا؟
وجزيتم خيرا
أخوكم/ أبو عبد الباري
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[09 - 04 - 05, 11:26 م]ـ
للرفع(43/240)
من هو الحارث المحاسبي؟ وما رأي الإمام أحمد فيه
ـ[الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 11:29 ص]ـ
من هو الحارث المحاسبي؟
وهل صحيح ان الامام احمد هجره؟ وأمر بهجره؟
وهل جاء ان الامام أحمد استمع الى بعض مواعظه؟ والى شئ من شعره؟
رحم الله الجميع 0
ـ[الحاج أحمد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:36 م]ـ
كأني رأيتك في مكان آخر!! ..
صلوا على النبي فاليوم جمعة! ..
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:19 م]ـ
قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»:
«وقال أبو القاسم النصرأباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفي، فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر.
وقال البرذعى: سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، بدع وضلالات، عليك بالأثر؛ فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له: في هذه الكتب عبرة!
فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة .. بلغكم أن مالكا أو الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة صنفوا كتبا في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم؛ يأتونا مرة بالمحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلى، ومرة بحاتم الأصم. ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع!» اهـ.
ذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» في أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين في سيرة الإمام أحمد:
«وقال إسماعيل بن إسحاق السراج قال لي أحمد بن حنبل: هل تستطيع أن تريني الحارث المحاسبي إذا جاء منزلك؟
فقلت: نعم، وفرحت بذلك، ثم ذهبت إلى الحارث؛ فقلت له: إني أحب أن تحضر الليلة عندي أنت وأصحابك.
فقال: إنهم كثير؛ فأحضر لهم التمر والكسب.
فلما كان بين العشاءين جاءوا وكان الإمام أحمد قد سبقهم؛ فجلس في غرفة بحيث يراهم ويسمع كلامهم ولا يرونه؛ فلما صلوا العشاء الآخرة لم يصلوا بعدها شيئا، بل جاءوا بين يدي الحارث سكوتا، مطرقي الرؤس، كأنما على رؤسهم الطير، حتى إذا كان قريبا من نصف الليل سأله رجل مسألة؛ فشرع الحارث يتكلم عليها وعلى ما يتعلق بها من الزهد والورع والوعظ؛ فجعل هذا يبكي؛ وهذا يئن وهذا يزعق.
قال: فصعدت إلى الإمام أحمد إلى الغرفة؛ فإذا هو يبكي، حتى كاد يغشى عليه، ثم لم يزالوا كذلك حتى الصباح فلما أرادوا الانصراف قلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبدالله؟
فقال: ما رأيت أحدا يتكلم في الزهد مثل هذا الرجل، وما رأيت مثل هؤلاء!! ومع هذا؛ فلا أرى لك أن تجتمع بهم.
--------------------------------------------------------------------------------
فوائد:
1) قال الإمام أحمد: «قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز حين تمر»، وهذا يكون جليا في زمنٍ تكون فيه الغلبة لأهل السنة، فلم يصل على المحاسبي إلا أربعة!
2) التحذير من كتب أهل الضلال ومن أشخاصهم، ولا يلام من فعل ذلك، كما فعل أبو زرعة.
3) لا يقال للمحذر: لا تحذر حتى تنصحه، فمن كانت بدعته قد تلبس بها الناس؛ وجب التحذير منه، وتجوز مناصحته وإقامة الحجة عليه.
4) العبرة فقط في كتاب الله وفي سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وما وافقهما، و «من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة»، وأعجب من قوم يتحرون كتب أهل البدع، بل يربون الشباب عليه، بل يدافعون عنها! وهذا يقال في كل ما قد يصرف الناس عن الكتاب والسنة وما وافهما كالأناشيد الإسلامية.
5) أهل البدعة همج رعاع، يميلون مع الريح حيث مالت، كلما جاءهم رجل أجدل من رجل وكلامه أجمل من سابقه، تركوا ما جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم- لجدل ذلك الرجل.
6) لو كان خيرا لسبقونا إليه .. قاعدة تستعمل في كل أمر حادثٍ قد يلتبس على الناس أهو سنة أم بدعة، وكل خير في اتباع من سلف.
7) سرعة الناس إلى البدع، لأنهم لم يستضيؤوا بنور العلم .. والنفس بطبيعتها تحب الغريب والجديد.
--------------------------------------------------------------------------------
8) ضرورة التثبت من الأخبار؛ كما فعل الإمام أحمد.
9) لم يشأ الإمام أحمد أن يراه الناس في مجلس المحاسبي كي لا يغتر بهذا الجهال؛ فيعتبروا حضوره تزكية للمحاسبي، وف هذا تنبيه لأهل الفضل ألا يحضروا مجالس البدعة كي لا يغتر بهم الناس، وكذلك على المسلم أن يبتعد عن مواطن الشبهات.
10) قد يكون سمت مسلم الصلاح، وقد يكون فعله فعل الزهاد، وقد يكون كلامه مأثراً، وهذا ليس بشيء إن لم يكن على الصراط المستقيم والطريق القويم.
11) ليس كل قول يهيج النفس، ويدمع العين، ويرقق القلب؛ قولاً موافقا للسنة؛ فقد يبكي الإنسان لأن من حوله بكى، وقد يبكي لما في القول من الحق، أو لما فيه من القرآن والسنة، وقد تبكيه خطرات النفس ووساوس الشياطين.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:29 م]ـ
و قال الذهبي مُعلقاً على كلام أبي زرعة السابق في ميزان الاعتدال 1/ 431:
" وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!! (يعني كتاب أبو حامد الغزالي الطوسي الإحياء)
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/241)
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحارث المحاسبى صاحب مدرسة بدعية يُقال لها (التخيل والتوهم).
ولعلى أبسط ترجمته قريباً إن شاء الله تعالى.
فائدة
الحارث المحاسبى=عمرو خالد
إذ أن جُل دروس ذلك الهوائى الذى ليس لكلامه خطامٌ ولا زمام، تتكئ على منهج وكتب الحارث المحاسبى فى (((محاضراته))) بإقرار عمرو خالد نفسه، ولا ينفك يثنى عليه ويمجده.
ليت شِعرى لكأن الزمان إستدار وانفض الناس عن التلميذ أو يوشكون كما انفضوا عن شيخه.
أقول ما قد أسلفت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مقاتل المصرى
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:42 ص]ـ
الأخ أبو مقاتل،، لعلك خرجت عن مضمون الموضوع
وأذكرك بسؤال الأخ عن المحاسبي وليس عن عمرو خالد،، دعوا الخلق للخالق بارك الله فيك
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:13 ص]ـ
ماذا تعني بقولك "دعوا الخلق للخالق" أتريد هدم جهود العلماء في التحذير من المبتدعة وذوي الجهل المركب بل والمكعب؟!!
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[02 - 04 - 05, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ/ أبو المنذر الأثرى.
كثُرت كُنى الأثرية.
بارك الله فيك
ما هذه المقالة النحس؟
دعوا الخلق للخالق؟!!!!!!!
ما أردنا الحساب، وإنما بيان الحال
مقالى بالتعريض بعمرو خالد ليس خارج السياق، وإنما من صميمه، فإن تبيان حال المبتدعة مما نتقرب إلى الله به، ثم:
ألم تر أن المُستدل بالسلف يورد أقوالهم؟
كذا المستدل بالمدارس، يورد دارسيها وتلاميذها، كذا مدرسة الحارث المحاسبى ضربنا لها مثالً من تلاميذها، ولعلى قريباً إن شاء الله أبسط التطابق بينهما.
فائدة: عمرو خالد، هو القائل بتبنيه لفكر الحارث المحاسبى، فلا تحيد بارك الله فيك، أرى أن مفاهيمك بحاجة إلى إعادة نظر، وأعنى بارك الله فيك ردك بدعوا الخلق للخالق.
لعمر الله
تكتنى بالأثرى، وتقول بمقال المبتدعة والصوفية دعوا الخلق للخالق؟!!!!
إنا لله
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:24 م]ـ
حملتما -يرحمكما الله- على أبي المنذر بغير مسوغ وكان بإمكانكما التماس له والأوجه لعبارته وهي مجملة، مع مخاطبته بألطف مما قلتما غفر الله لكما.
وأما الحارث المحاسبي فكان قد جرى نقاش مع أحد إخوتنا الفضلاء الذين يحملون عليه، ولايفرقون بين متقدمي الصوفية الذين كانت بدعهم -إن وجدت- في الغالب بدعاً عملية لاتقايس بما عليه عامة المتأخرة، ولا تخرجهم عن جملة أهل السنة.
وهذه مقتطفات مما سطرته في الرد عليه وأرجو من الإخوة أن يعذروني إذا ندت عبارات ليس هذا محلها فقد قمت بالقص واللزق مع بعض التعديل ولا يسعفني الوقت للمراجعة المفصلة وهو في الجملة يفي بالمقصود هنا:
قال ابن حجر: "وروى الخطيب بسند صحيح أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبي فقال لبعض أصحابه ما سمعت في الحقائق مثل كلام هذا الرجل ولا أرى لك صحبتهم قلت إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم فإنه في مقام ضيق لا يسلكه كل واحد ويخاف على من يسلكه أن لا يوفيه حقه".
ولم يأمر بهجره ها ولكنه نصح الرجل بأن لايصحبهم وقد علل ذلك ابن حجر بما ذكره هنا، وليس فيه لكونه مبتدع أو ضال، فضلاً عن أين يكون ذلك بسبب ما أثنى عليه فيه.
وأما القصة فقد ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 215 فلتنظر وفيها: " فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله فوجدته قد بكى حتى غشي عليه فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال فقلت كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله فقال ما اعلم اني رأيت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل"، قلت وقد صحح الذهبي سندها واستنكر متنها، ولعل ذلك يشير إلى أن بعض ألفاظها تجوز فيها ناقلوها من نحو قولهم بكى حتى غشي عليه فإن هذا بعيد ولم يرد في كل روايات الخبر، وقد روي بألفاظ أخرى مقاربة ليس فيها ما يستنكر وهي قريبة مما أشار إليه ابن حجر (انظر ترجمة الإمام أحمد في البداية والنهاية)، وقد أثر عن الإمام أحمد كلام آخر غير هذا في إقراره على طريقته في الزهد والعبادة، وإقراره بشر الحافي، وأمثالهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/242)
أما القول بأن الإمام أحمد إنما أنكر على الحارث الإثنين معاً أعني تزهده وتقشفه [وقل هنا أو توهماته وتخيلاته!] بالإضافة إلى سلوكه مسلك الكلابية فجوابه من وجوه:
الوجه الأول: طالما أن الكلام ينبغي أن يكون مسنداً صحيحاً كما أشرتم فقصة هجر الإمام أحمد للحارث المحاسبي وتخفيه بعدها إلى أن مات في بيته فلم يصل عليه غير أربعة قصة معلقة أشار الذهبي في الميزان إلى ذلك. وإن عنيتم نصحه للرجل في هذه القصة أو مطلق التحذير من صحبته فهذا لا يدل على خروجه من جملة أهل السنة وإن دل فإنما يدل على وجود مخالفة أو معصية عند الرجل لاتخرج به إلى حد المبتدعة ولاتخرج بنا إلى حد هجره حتى الموت.
الوجه الثاني: لأهل العلم في سبب ما يروى من هجر الإمام أحمد للمحاسبي حتى موته قولان مشهوران:
- الأول: هجره بسبب جنوحه نحو علم الكلام، وهذا ذكره الغزالي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية [درء تعارض العقل والنقل 7/ 147] في معرض نقله لكلام أبي حامد: "قال: وبالغ فيه [يعني الإمام أحمد في الحط على من نظر في علم الكلام] حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتاباً في الرد على المبتدعة، وقال: ويحك اسكت. أتحكي بدعتهم أولاً ثم ترد عليهم! ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث؟ ".
قال حارث الهمام: ولعل الشيخ أبوحامد أخذ ذلك من كلام البيهقي عن سبب الهجر حيث قال كما نقل ابن كثير معلقاً على القصة التي أشرتم إليها: "لأن الحارث بن أسد وإن كان زاهداً فإنه كان عنده شيء من الكلام، وكان أحمد يكره ذلك"، وذلك في تعقيبه على قصة سماع أحمد للحارث وتأثره بما قال عندما دعاه إسحاق السراج وهي التي صححها ابن حجر ونقل تخريج البيهقي الآتي لها في التهذيب إثرها، كما نقله ابن كثير قبله في البداية والنهاية، والوجه الثاني الذي ذكره البيهقي في هذا الخبر في قوله: "أو كره له صحبتهم من أجل أنه لايطيق سلوك طريقتهم وماهم عليه من الزهد الورع"، فلم يجزم بأن سبب نصح أحمد للرجل بعدم سلوك سبيلهم مع إقراره لما رأى من حالهم تأثر المحاسبي بعلم الكلام، ولكنه أمر خاص بذلك الشخص وهو قريب مما اختاره ابن حجر في التهذيب عندما ذكر القصة أعلاه.
o تنبيه: هذه القصة –وهي غير قصة هجره حتى الموت والتي أنقل فيهاالقولين- حملها ابن كثير على وجه مشابه لما كرهه الإمام أبوزرعة فقال متعقباً البيهقي أثناء ترجمته الإمام أحمد: "قلت: بل إنما كره ذلك لأن في كلامهم من التقشف وشدة السلوك التي لم يرد بها الشرع والتدقيق والمحاسبة الدقيقة البليغة ما لم يأت بها أمر، ولهذا لمّا وقف أبوزرعة الرازي على كتاب الحارث المحاسبي المسمى بالرعاية قال هذا بدعة، ثم قال للرجل الذي حمل جاء بالكتاب عليك بما كان عليه مالك والثوري والأوزاعي والليث ودع عنك هذا فإنه بدعة". ولاشك أن حمل الناس على التقشف وشدة السلوك قسمان قسم ممقوت فيه غلو وهو إيجابه عليهم وتنقصهم بتركه، وقسم محمود إذا اشتغل بالزهد والورع في خاصة نفسه يتحرج به عما اشتبه عليه ولايلزم به أحد من الناس غيره أو يرى فيه نقصاً بتركه، وقد كان ابن عمر –رضي الله عنه- يتورع في مسائل باجتهاده معروفة، وكان غيره من السلف كذلك. فما أنكره الإمام أبوزرعة هو شدة سلوكهم الذي كان (بعضهم) يحمل الناس عليه مع أنه لم يجيء به كتاب، وهذا أنكره على المحاسبي كبار منسوبي التصوف في عصره فضلاً عمن تقدم كما سيأتي بيانه بمشيئة الله، على أن قارئ قصة البرذعي وسؤاله لأبي زرعة [وأصحها ألفاظها ماذكره البرذعي نفسه في سؤالاته لأبي زرعة ص561]، يلحظ مراد أبي زرعة رحمه الله، وهو عدم التساهل أو تسويغ قراءة كتبه وإن كانت في الرقائق خشية أن تجر إلى غيرها، كما أن تأثر المحاسبي بابن كلاب يظهر في سائر كتاباته، فعندما تكون تلك الكتابات مظنة بعد عنها ثم تنطوي على شيء من كلامهم تنطلي على القارئ فكان التحذير منها حسنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/243)
- الثاني: من أسباب مايروى من هجر الإمام أحمد للحارث حتى الموت، هو ما تعقب به شيخ الإسلام ابن تيمية أبي حامد حيث قال [درء تعارض العقل والنقل 7/ 147]: "قلت هجران أحمد للحارث لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبوحامد، وإنما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة على صحة طريق الحركات ... " ثم قال: "وهذا هو المعروف عند من له خبرة بكلام أحمد من أصحابه وغيرهم من علماء أهل الحديث والسنة، ولأبي عبدالله الحسين والد أبي القاسم الخرقي صاحب المختصر المشهور كتاب في قصص من هجره أحمد، سأل فيه أبي بكر المروزي عن ذلك فأجابه عن قصصهم واحداً واحداً" [7/ 148]، ولعل الباحث يلحظ أن كلام شيخ الإسلام لم يكن جزافاً بل وقع الكتاب في يده ولهذا نقل في الاستقامة عنه شيئاً مما أشار إليه هنا ببعض تفصيل [ينظر الاستقامة ص206]. ثم قال شيخ الإسلام: "وذكر ذلك أيضاً [يعني أن سبب الهجر هو الذي أشار إليه] أبوبكر الخلال في كتاب السنة، وقد ذكر ذلك ابن خزيمة وغيره ممن يعرف حقيقة هذه الأمور" ولعله يأتي النقل عن السنة [الدرء 7/ 148 وأيضاً تنظر النبوات له ص46]، وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام هو التحقيق ولعل النصوص التالية يعرض فيها ما يبينه.
وهاكم بعض كلام الأئمة الذين فهموا وقرروا أن هجر أحمد للحارث إنما كان لأحد السببين المذكورين، ولن تجد فيهم واحداً يشير إلى أن السبب ما ذكرتم:
- قال الذهبي في السير (12/ 111 - 112): " قلت المحاسبي كبير القدر وقد دخل في شيء يسير من الكلام فنقم عليه وورد أن الإمام أحمد أثنى على حال الحارث من وجه وحذر منه".
- قال السبكي متعقباً ابن دقيق في طبقات الشافعية 1/ 165:"نبه شيخ الإسلام ابن دقيق العيد أن الخلاف بين كثير من الصوفية وأصحاب الحديث قد أوجب كلام بعضهم في بعض، كما تكلم بعضهم في الحارث المحاسبي وغيره.وهذا في الحقيقة داخل في قسم مخالفة العقائد". ملاحظة: لم أذكر قول العلامة ابن دقيق العيد في الأسباب التي ذكرت لظهور سقوطه فالمحاسبي لايقايس بأحمد وأبي زرعة ليعد ذلك من جملة كلام الأقران بعضهم في بعض.
- ذكر الخلال في كتاب السنة (ونقله ابن الجوزي في التلبيس أيضاً) عن أحمد بن حنبل أنه قال حذروا من الحارث أشد التحذير الحارث أصل البلية ـ يعني في حوادث كلام جهم ـ ذاك جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم ما زال مأوى أصحاب الكلام، حارث بمنزلة الأسد المرابط انظر أي يوم يثب على الناس.
- وقال ابن الجوزي في المنتظم: " كان الإمام أحمد بن حنبل ينكر على الحارث المحاسبي خوضه في الكلام، ويصد الناس عنه، فهجره أحمد فاختفى في داره ببغداد، ومات فيها" [وهذا هو الأثر المعلق الذي اشار إلى ضعفه الذهبي]، ولكن أنت ترى من ذكره يذكر السبب وهو علم الكلام.
- وقال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية: " وهذا الأصل هو مما أنكره الإمام أحمد على ابن كلاب وأصحابه حتى على الحارث المحاسبي مع جلالة قدر الحارث، وأمر أحمد بهجره وهجر الكلابية، وقال: احذروا من حارث، الآفة كلها من حارث، فمات الحارث وما صلى عليه إلا نفر قليل بسبب تحذير الإمام أحمد عنه، مع أن فيه من العلم والدين ما هو أفضل من عامة من وافق ابن كلاب على هذا الأصل".
- وقريباً من نقله السمعاني في الأنساب: " وكان أحمد بن حنبل يكره للحارث نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه ويصد الناس عنه. وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهره أحمد بن حنبل فاختفى في داره ببغداد ومات فيها".
فهذا كلامهم فيه كلهم يجعله من هذه الجهة إلاّ أنتم حفظكم الله فما هي حجتكم في أن أحمد هجره لتصوفه؟
الوجه الثالث: ما أنكره الإمام أحمد والإمام أبوزرعة على المحاسبي أنكره عليه أئمة التصوف أيضاً فهذا سري السقطي كان يحذر ابن أخته الجنيد بن محمد –رحمة الله على الجميع- من شقائق الحارث المحاسبي [ينظر درء التعارض 7/ 148]، فانظر كيف كان شيخ الصوفية سري يحذر مما كان يحذر منه أحمد بن حنبل وأبوزرعة رحمهم الله، فضلاً عن من جاء بعدهم عدوا ما كان عليه الحارث ذنباً تاب منه كمعمر بن زياد والكلابآذي على ما سيأتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/244)
ومن المعلوم أن نسبة مذهب أو طائفة أو جماعة إلى بدعة لاتكون بوقوع واحد من أفرادهم فيها، فلا يصح أن ينسب الحنابلة إلى التجسيم بفرض التسليم جدلاً بأن أحدهم كان مجسماً، ولايصح نسبة الشافعية إلى الأشعرية لأن أحد أئمتهم كان كذلك، ولا السلفية إلى سوء الأدب مع المشايخ لأن أحدهم كذلك، ولا الإخون المسلمين إلى المذهب العقلاني –بزعمهم- المستغرب لأن أحدهم كان كذلك، وكذلك لا يصح أن نصف الصدر الأول من الصوفية بالبدعة لأن أحدهم كان مبتدعاً، فكيف إذا أنكر عليه غيره من منتسبي التصوف، فإن سياسة أخذ الكل بخطأ البعض سياسة الظالمين المعتدين، فهل ياترى من عمم الحكم ومنع التفريق علم بحجة أن القوم على عقيدة من ثبتة عنده عليه التهمة؟ (أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألاتزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى).
الوجه الرابع: لقد تاب الحارث المحاسبي مما أخذ عليه، وبقي كسري السقطي والجنيد وأمثالهم من شيوخهم المتقدمين أرباب الطرق المستقيمة، "ذكره معمر بن زياد في أخبار شيوخ أهل المعرفة والتصوف، وذكر أبوبكر الكلابآذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول: إن الله يتكلم بصوت، وهذا يناقض قول ابن كلاب" [ينظر درء التعارض 7/ 148 - 149، والاستقامة ص208، ومنهاج السنة 1/ 424 وقد ذكر في غيرها]. ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت الأئمة لايخرجونه من جملة أهل السنة كما سيأتي.
الوجه الخامس: مع بدعة الحارث هذه (سواء الكلامية في اعتقادي أو الصوفية في اعتقادك) لم يخرجه أهل العلم من جملة أهل السنة، بل حاله كحال كثير من الأئمة منهم الأشعري نفسه الذي مات على السنة وصنف الإبانة والمقالات [رغم أن فيهما مسائل أخذت عليه فيهما]، وقريب منه الحافظ ابن حجر الذي تأثر بالأشاعرة في بعض مسائل الصفات، ومنهم الإمام النووي ومنهم آخرون لم يلتزموا مناهج المخالفين لأهل السنة وإن تأثروا بها فلم يخرجهم ذلك عن جملة السلف أو أهل السنة، فليس من منهج أهل السنة أن كل من وقع في كفر فهو كافر أو بدعة فهو مبتدع، وقد مضى نقل شيخ الإسلام في هذا المعنى، ولهذا تجد أن الإمام ابن تيمية وهو شيخ الإسلام المنافح عن عقيدة أهل السنة ينص على أن الحارث المحاسبي كان أعلم بالسنة والحديث وأقوال الأئمة من الأشعري [الدرء 7/ 98]، وقد كان الأشعري عنده من جملة مثبتتة أهل السنة فتأمل. بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصفدية: "ولهذا كان في كلام السلف كأحمد والحارث المحاسبي وغيرهما اسم العقل يتناول ... "إلخ [2/ 257]، فانظر كيف عده من السلف، وقال مرة: "والمنصوص عن أئمة الدين أن العقل غريزة كما ذكر ذلك أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي وغيرهما" [الصفدية 2/ 331]، فانظر كيف جعله من أئمة الدين، وانظر كذلك الرد على المنطقيين ص94، ولهذا قال الذهبي رحمه الله بعد أن ذكر قول الإمام أبوزرعة متعقباً: "وأين مثل الحارث؟! " [ميزان الاعتدال 2/ 164].
فهذه خمسة أوجه تبين أوجه ما قيل في الحارث المحاسبي من طعن، وتبين أنه لايساعد من استدل به على إخراجه من جملة أهل السنة والحمد لله.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[03 - 04 - 05, 03:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخونا حارث همام على ماسطرته يداك
الاخوان ابو مقاتل والحنبلي،، الرفق الرفق
نحن ندخل هذا المنتدى المبارك للفائده وليس للكلام في فلان او علان، وانتقادي على ادراج اسم عمرو خالد
هنا لأني رأيت عدم الفائده في ذكر إسمه سوى ان الموضوع سيتحول الى شيء لم نكن تعودناه في هذا
المنتدى .. تقبلا من أخوكما نصيحته وفقنا الله واياكم للخير.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[10 - 04 - 05, 03:04 ص]ـ
الإخ حارث جزاك الله خيرا
لقد بينت الامر بعض الناس لو رؤوا معك كتب من كتب المحاسبي
لاشتد نكيرهم اكثر لو كان معك كتاب من كتب الإمام الغزالي
أو شيخ العبد القادر الجيلاني
ولقد رأيت بعض كتب المحاسبي ولم اجد فيها شئ يعاب فيه
بل كتبه أقرب الي السنة والي السلوك الصحيح من كتب المتأخرين
الامام المحاسبي اثني عليه الامام النووي قال عنه في كتابه بستان العارفين:
وروينا عن السيد الجليل الإمام العارف الحارث المحاسبي ....
واثني علي كتبه الامام الخطيب البغدادي (انظر الي تاريخ البغداد)
وكتابه شرح المعرفة وبذل النصيحة يقول فيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/245)
"وأعون الأمور لك علي التقوي لزوم طريق أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم
وإياك والمحدثات الأمور والرغبة عن طريقهم فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
والضلالة واهلها في النار اعاذنا الله تعالي واياك من النار
وأعلم آنك اذا اخذت طريق أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقد اخذت بغاية الصدق
وأفلحت حجتك ونلت بغيتك فلا تخالفهم في شئ من الأشياء فإنهم كانوا علي الحق المبين
والنور الواضح فاتبع سبيلهم ومنهاجهم ولا تعرج عنهم فيعرج بك ولا تخالفهم فيخالف بك" ص 70
وفي موضع ثاني قال الحارث رحمه الله رحمه الله:
"واعلم رحمك الله تعالي أنه ليس مما يحل بقلب العبد من عمل الطاعات علم لما مضي أو ما بقي أو تقديم
صفة شئ من الغيب بعد أن يصفه العبد أو يقول إنه رأي شيئا من ذلك إلا بالصفة علي سمع في الخبر**
فمن ادعي أنه رأي شيئا من أهوال القيامة أو شيئا من أمر رب العالمين أو رأي العرش او الكرسي
أو رأي الله عز وجل فقد كذب وذهبت به المذاهب
ولا يأمن أن يعظم ذلك في قلبه حتي يرسخ فيصير صاحب بدعة يدعو الناس إليها
ومن زعم أنه يعرج به أو يكلم الرب تعالي أو يذهب إلي مكة في ليلة أو يدعي شيئا من أعلام النبوة
فهذا رجل كذاب ضال مضل
فاتق هذا الباب, فأن صاحب هذا الطريق إما أن يكون صديقا أو يكون زنديقا
ومن زعم انه يري النور أو الملائكة أو الحور فهو كذاب
وإنما نور الله العلم والقران والمعرفة تمير بين الحق والباطل فاحذر هذا الباب رحمك الله تعالي
واحذر اهله ومن يدعو إلي هذا الامر والزم الأمر الأول ما كان عليه محمد صلي الله عليه وسلم
وأصحابه رضوان الله عليهم اجمعين والتابعون ومن تبعهم ممن ثبتت عنهم الروايات
ولا تدخلن في شئ مما أحدث الناس من العبادة وغيرها فإن الأمر ليس إلا الامر الأول
واتق الله وعليك بالعتيق واحذر جهدك ما ابتدع الناس" انتني صفحة 86
أرأيتم ما قاله رحمه الله فأين هذا الكلام من متصوفة اليوم
هكذا كان ائمة التصوف في القرن الثالث ولذلك يجب أن ينتبه الناس في كلامهم عن الناس
نعم له أخطاء
ولكن لو فعلنا به ذلك فلماذ لا نفعل مع ذلك الامام ابن حزم
الامام ابن حزم في باب العقيدة قال اشياء اظنها اكثر مما قال الامام الحارث
وابن حزم هجره كثير من العلماء ومع ذلك يأخذ ما فيه كتبه من الفوائد ويترحم عليه ولا نقول عنه أنه مبتدع
اذا قارننا بين كتب الامام المحاسبي وكتب شيخ الاسلام الانصاري
نجد أن كتب الامام الحارث في السلوك اقرب الي السنة
واقل خطأ من كتب شيخ الاسلام الانصاري الهروي الصوفي. صاحب منازل السائرين ...
فلماذا يبدع الحارث ولا يبدع شيخ الانصاري الهروي؟
ولذلك نترحم عليهم أجمعين ونترك ما اخطئوا فيه ونأخذا ما أصابوا فيه
قال الإمام السبكي في طبقات الشافعية:
" ذكر البحث عما كان بينه وبين الإمام أحمد
أول ما نقدمه أنه ينبغى لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم فى بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك وإلا فاضرب صفحا عما جرى بينهم فإنك لم تخلق لهذا فاشتغل بما يعنيك ودع مالا يعنيك ولا يزال طالب العلم عندى نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين ويقضى لبعضهم على بعض فإياك ثم إياك أن تصغى إلى ما اتفق بين أبى حنيفة وسفيان الثورى أو بين مالك وابن أبى ذئب أو بين أحمد بن صالح والنسائى أو بين أحمد ابن حنبل والحارث المحاسبى وهلم جرا إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقى الدين بن الصلاح فإنك إن اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك فالقوم أئمة أعلام ولأقوالهم محامل ربما لم يفهم بعضها فليس لنا إلا الترضى عنهم والسكوت عما جرى بينهم كما يفعل فيما جرى بين الصحابة رضى الله عنهم
إذا عرفت ذلك فاعلم أن الإمام أحمد رضى الله عنه كان شديد النكير على من يتكلم فى علم الكلام خوفا أن يجر ذلك إلى ما لا ينبغى ولا شك أن السكوت عنه ما لم تدع إليه الحاجة أولى والكلام فيه عند فقد الحاجة بدعة وكان الحارث قد تكلم فى شئ من مسائل الكلام
قال أبو القاسم النصراباذى بلغنى أن أحمد ابن حنبل هجره بهذا السبب
279.
قلت والظن بالحارث أنه إنما تكلم حين دعت الحاجة ولكل مقصد والله يرحمهما
وذكر الحاكم أبو عبد الله أن أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغى أخبره قال سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول قال لى أحمد بن حنبل بلغنى أن الحارث هذا يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستنى من حيث لا يرانى فأسمع كلامه فقصدت الحارث وسألته أن يحضرنا تلك الليلة وأن يحضر أصحابه فقال فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر فأتيت أبا عبد الله فأعلمته فحضر إلى غرفة واجتهد فى ورده وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ثم صلوا العتمة ولم يصلوا بعدها وقعدوا بين يدى الحارث لا ينطقون إلى قريب نصف الليل ثم ابتدأ رجل منهم فسأل عن مسألة فأخذ الحارث فى الكلام وأصحابه يستمعون كأن على رؤوسهم الطير فمنهم من يبكى ومنهم من يحن ومنهم من يزعق وهو فى كلامه فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبى عبد الله فوجدته قد بكى حتى غشى عليه فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا وذهبوا فصعدت إلى أبى عبد الله فقال ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت فى علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم ثم قام وخرج وفى رواية أخرى أن أحمد قال لا أنكر من هذا شيئا
قلت تأمل هذه الحكاية بعين البصيرة واعلم أن أحمد بن حنبل إنما لم ير لهذا الرجل صحبتهم لقصوره عن مقامهم فإنهم فى مقام ضيق لا يسلكه كل أحد فيخاف على سالكه وإلا فأحمد قد بكى وشكر الحارث هذا الشكر ولكل رأى واجتهاد حشرنا الله معهم أجمعين فى زمرة سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه وسلم أنتهي
مجلد الثاني صفحة 278
=========
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/246)
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 08 - 08, 08:02 م]ـ
يقول د. عبدالله بن دجين السهلي
((أعظم البدع عند الحارث الجمع بين نفي الصفات الاختيارية والتصوف))
ص72 من كتابه: الطرق الصوفية نشاتها وعقائدها واثارها
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 11 - 08, 11:03 م]ـ
رحم الله الشيخ الحارث المحاسبي وغفر له زلاته
ولا أحد يسلم من زلة
الوجه الرابع: لقد تاب الحارث المحاسبي مما أخذ عليه، وبقي كسري السقطي والجنيد وأمثالهم من شيوخهم المتقدمين أرباب الطرق المستقيمة، "ذكره معمر بن زياد في أخبار شيوخ أهل المعرفة والتصوف، وذكر أبوبكر الكلابآذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول: إن الله يتكلم بصوت، وهذا يناقض قول ابن كلاب" [ينظر درء التعارض 7/ 148 - 149، والاستقامة ص208، ومنهاج السنة 1/ 424 وقد ذكر في غيرها]. ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت الأئمة لايخرجونه من جملة أهل السنة كما سيأتي.
قال الكلاباذي في كتابه "التعرف لمذهب أهل التصوف":
وقالت طائفة منهم كلام الله حروف وصوت وزعموا أنه لا يعرف كلامه إلا كذلك مع إقرارهم أنه صفة الله تعالى في ذاته غير مخلوق وهذا قول حارث المحاسبي ومن المتأخرين ابن سالم
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:17 م]ـ
نريد القول الفصل في المسألة، وعدم التشتت
جزاكم الله خيرا
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:38 م]ـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله: ((والمحاسبي العارف صاحب التواليف: صدوق في نفسه , وقد نقموا عليه بعض تصوُّفِه وتصانيفه)) (ميزان الاعتدال: 1ـ 199).
وقال الإمام أحمد بن حنبل عن الحارث المحاسبي: ((جالسه المغازلي ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه. فقيل له: يا أبا عبد الله يروي الحديث وهو ساكن خاشع من قصته، فغضب الإمام أحمد وجعل يحكي ولا يعدل خشوعه ولينه ويقول: لا تغتروا بنكس رأسه فإنه رجل سوء، لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه ولا كرامة له)).
(الفروع للمقدسي: 2 ـ149) (تلبيس إبليس: 163).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معللا كره الأمام أحمد لصحبة الناس للمحاسبي: ((بل إنما كره ذلك لأن في كلامهم من التقشف وشدة السلوك التي لم يرد بها الشرع , والتدقيق والمحاسبة الدقيقة البليغة ما لم يأت بها أمر , ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتابه (الرعاية) قال: هذا بدعة. ثم قال للرجل الذي جاء بالكتاب: عليك بما كان عليه مالك والثوري والأوزاعي والليث, ودع عنك هذا فإنه بدعة)) (البداية والنهاية:10ـ330).
قال ابن الجوزي رحمه الله: ((كان الإمام أحمد بن حنبل ينكر على الحارث المحاسبي خوضه في الكلام ويصد الناس عنه فهجره أحمد فاختفى في داره ببغداد ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر)). (المنتظم لابن الجوزي:11 ـ309)
فالمحاسبي رحمه الله من العباد الزاهدين , ومن الذين تكلموا في الرقائق والمواعظ فأبكى, وشهد له كثير من معاصريه بالصلاح والتقوى، ولكن انتقد عليه أمران أساسيان:
الأول: علم الكلام، وأخذه برأي جهم.
الثاني: إيراده الأحاديث الضعيفة والموضوعات في كتبه وتصانيفه , واعتمادُهُ عليها وجعلُها (أُصولا) يَبْني على ما تضمَّنته من المعاني والأحكام، والله أعلم.
المصدر ( http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1524&page_id=0&page_size=15&links=False)
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحكمة ضالة المؤمن أين ما وجدها أخذها
فنحن لم نهجر فتح البارى لابن حجر على ما فيه من بعض الاخطاء العقدية وكذلك شرح مسلم للنووى
والتفسير للقرطبى رحم الله الجميع ولكن الكل يؤخذ من قوله ويرد فالحارث المحاسبى صوفى حذر منه الامام أحمد ومن طريقته ...
وعلى طالب العلم أن يحرص على ما ينفعه من الكتب وما فيها وليترك مازل فيه بعض العلماء ولا يكن همه أن يخطا هذا ويبين عيب هذا إلا إذا خالف أهل السنة فى الاصول الكلية ومنها العقيدة ..... والله أعز وأكرم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 05 - 09, 04:38 م]ـ
نريد القول الفصل في المسألة، وعدم التشتت
جزاكم الله خيرا
......
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[18 - 01 - 10, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد القادر
الحكمة ضالة المؤمن أين ما وجدها أخذها
فنحن لم نهجر فتح البارى لابن حجر على ما فيه من بعض الاخطاء العقدية وكذلك شرح مسلم للنووى
والتفسير للقرطبى رحم الله الجميع ولكن الكل يؤخذ من قوله ويرد فالحارث المحاسبى صوفى حذر منه الامام أحمد ومن طريقته ...
وعلى طالب العلم أن يحرص على ما ينفعه من الكتب وما فيها وليترك مازل فيه بعض العلماء ولا يكن همه أن يخطا هذا ويبين عيب هذا إلا إذا خالف أهل السنة فى الاصول الكلية ومنها العقيدة ..... والله أعز وأكرم
بارك الله فيكم فقد أجدتم وأفدتم .. ولعل الإخوة يتوقفون عن الأخذ و الرد فيما بينهم
جزاكم الله خيرا جميعا(43/247)
إلى المحدثين فقط هذا الحديث صحيح قول الرجل إذا هم به أمر قال حسبي الله عليه توكلت
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:14 م]ـ
هل هذا الحديث صحيح قول الرجل إذا هم به أمر قال حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:11 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:23 ص]ـ
هل هذا الحديث صحيح قول الرجل إذا هم به أمر قال حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات
الأخ الفاضل /
لو لم تكتب (الى المحدثين فقط) لكن أولى، ولرأيت تعليقات الأفاضل على سؤالك، أما وقد حددت المجيب بالـ (محدث) فقط، فأرى أن أغلب الإخوة إن لم يكن الجميع يتورعون عن الإجابة لما تعلمه.
وفقك الله.
رابط قد يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14993&highlight=%CD%D3%C8%ED+%C7%E1%E1%E5+%D3%C8%DA+%E3% D1%C7%CA
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 10:43 م]ـ
جزاك الله خير وأحسنت(43/248)
كتبت موضوع حول التقليد أرجو من الأخوان التعليق عليه
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:43 م]ـ
الحمدلله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت موضوع حول التقليد أرجو من الأخوان التعليق عليه وتصحيحه
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:51 م]ـ
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي?فقيه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً ? عبده ورسوله.
قال الله تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حقَّ تُقاتِهِ ولا تَموتُنَّ إلاّ وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102]. وقال سبحانه: {يا أيها النَّاس اتقوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحدةٍ وخلقَ مِنها زَوجَها وبث منهُما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءَلونَ به والأرحامَ إنّ الله كانَ عَلَيكُم رقيباً} [النساء: 1]. وقال جلّ جلاله: {يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذُنوبكم ومَن يُطعِ الله ورَسولَهُ فقد فازَ فوزاً عَظيماً} [الأحزاب: 70 - 71].
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً ? عبده ورسوله.
.. و الصلاة و السلام على شهيدنا و إمامنا و حبيبنا و قائد الغر الميامين و على آله و أصحابه و التابعين الذين حاربوا المذاهب الهدامة والعقاد الفاسدة و على الشهداء و الصالحين و من سارعلى دربهم و طريقهم إلى يوم الدين …
أما بعد:
فإن أصدق الكلامِ كلامُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ ? وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
من أكبر مصائب هذا الزمان هو تقديس الرجال ويكاد الكثيرين يعتقدون بعصمة عالم معين، وهذا مما لا شك فيه خطر كبير،فأخذوا يتحاججون بقول فلان وفلان ولا يحاججونك بقال الله قال رسوله والله المستعان فأقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها، لذلك كله، وتسهيلاً لطالب الحق، ولطالب العلم، وتبياناً للحق، وتنويراً لهؤلاء أعددنا هذه الرسالة المختصرة حول خطورة التقليد.
فقد أمرنا الله تعالى باتباع كتابه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من القرآن، فقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وقال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} الآية.
وقد قال الله تعالى حاكياً عن بعض المقلدين على الضلال:- {يوم تقلب وجوهم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً} ().
فسوء عاقبة التقليد الأعمى خطيرة للغاية
قال الله تعالى: {أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون} ().
وكما قيل في الاثر:-
ما الفرق بين مقلدٍ في دينه
وبهيمة عمياء قاد زمامها
راضٍ بقائده الجهول الحائر
أعمى على عوج الطريق الجائر
ويرحم الله الإمام الشوكاني إذ يقول بعد تفسير الآيات المتقدمة: " وهذا من أعظم الأدلة الدالة على بطلان التقليد وقبحه، فإن هؤلاء المقلده في الإسلام إنما يعملون بقول أسلافهم بغير دليل نير ولا حجة واضحة بل مجرد قال وقيل ... الخ كلامه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/249)
وأوصى الأئمة رحمهم الله أصحابهم بعدم التقليد وأوجبوا عليهم الأخذ بالدليل لأنه الفرض واللازم على جميع المسلمين، فمن ظهر له الدليل وجب عليه اتباعه وترك ما عداه، قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}.
وقد شهد الله تعالى بالهداية لمن أطاع رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في سورة النور: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}.
ومن ترك الدليل لقول أبي حنيفة أو مالك والشافعي أو أحمد فقد خالف الأصل الذي أجمع عليه المسلمون
وقد شهد الله تعالى بالهداية لمن أطاع رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في سورة النور: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}.
ومن ترك الدليل لقول أبي حنيفة أو مالك والشافعي أو أحمد فقد خالف الأصل الذي أجمع عليه المسلمون.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد (
فقال الإمام مالك: كل منا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار بيده إلى قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم
وقال أحمد بن حنبل: (عجبت لأناس يعرفون الحديث وأسناده ويأخذون برأي سفيان) ويقصد برأي سفيان الثوري الذي هو خير علماء السلف وليس أي عالم فما بالك في فلان وعلان في عصرنا!!
وقال ابن تيمية: (كل قول يرد إلا قول الله ورسوله (
فكل قول ما عدا قول الله ورسوله يرد
وقال ابن الجوزي رحمه الله: (وأعلم؛ ان عموم اصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعونه من غير تدبر بما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر ينبغي ان يكون إلى القول لا إلى القائل، كما قال علي رضي الله عنه للحارث بن حوط وقد قال له: "اتظن انا نظن ان طلحة والزبير كانا على باطل؟! " فقال له: "يا حارث انه ملبوس عليك، ان الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله") [تلبيس ابليس]
أما يفعله بعض الناس من التعصب لإمام مذهب من ينتسبون إليه فهذا مخالف لهدي السلف ومخالف لما عليه أئمة المذاهب، فإنهم متفقون على ذم التقليد وذم التعصب، فالواجب على المسلم أن ينصر الدليل وأن يأخذ به، سواء كان مع المالكي أو الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي أوالظاهري أو مع غيرهم، فلم يحصر الله تعالى الحق في هذه المذاهب، فاصحابها بشر يخطئون ويصيبون وليسوا بمعصومين من الزلل والخطأ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلت من قول أو أَصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت، فالقول ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قولي.)
وقد تنازع الأئمة رحمهم الله تعالى في مسائل كثيرة في أحكام الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والبيوع والطلاق والظهار وغيرها فلم يقل أحد مِن أهل المعرفة والتحقيق أنه يجوز لكل أحد أن يأخذ بما يشاء من هذه المذاهب دون رجوع للأدلة، باستثناء المقلد العاجز عن معرفة الدليل.
ولو جاز لكل مسلم أن يذهب إلى ما يهوى ويشتهي من هذه الأقوال والآراء لكان الدين هو هذه المذاهب ولم يكن حينها للكتاب والسنة كبير فائدة، نعوذ بالله من ذلك.
وحينئذٍ نقول بما اتفق عليه المسلمون من وجوب رد المسائل المختلف فيها إلى الكتاب والسنة على فهم أئمة السلف والنظر في أقوالهم واجتهاداتهم وترجيح ما رجحه الدليل.
فصدق أحمد المعلم حينما قال
نحارب التقليد طول زماننا ... مع حبنا للعالم المتجرد
وكذا الأئمة حبهم متمكن ... من نفس يا برية فاشهدي
وترق أنفسنا لرؤية من غدا ... في ريقة التقليد شبه مقيد
إنا نرى التقليد دائا قاتلا ... حجب العقول عن الطريق الأرشد
جعل الطريق على المقلد حالكا ... فترى المقلد تائها لا يهتدي
فلذا أبتدئنا باجتثاث جذوره ... من كل قلب خائف متردد
ولسوف ندمل دائه و جراحه ... بمراهم الوحي الشريف المرشد
وقيل في الاثر:
قال الله قال رسوله** قال الصحابة سادة الأجيال
يقول لي:
شيخي يقول شيخي**والشيخ عندي عمدة الأقوال
وصدق شاعر اخر:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ... *ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
وقيل في الاثر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/250)
من قلة علم الرجل أن يقلد دينه علوم الرجال
فمن فضل الله علينا أنه ليس في الإسلام كهنوت ولا فاتيكان يحتكر تفسير القرآن وفهم السنة، بل إن الحق الذي في الكتاب والسنة هو الحَكَم على الرجال وليس الرجال حَكَمٌ على الكتاب والسنة ...
إن في الكلمة الخالدة "اعرف الرجال بالحق، ولا تعرف الحق بالرجال" منهجاً ينبغي على الموفقين السير عليه، فالمبادئ والأصول هي المرجع والحاكم، فتقديس الرجال وعصمتهم غير مقبول في عقيدة أهل السنة والجماعة،أما الرافضة فهم الذين يعتقدون عصمة أئمتهم.
يتقرر لك أن ليس لأحد من العلماء المختلفين، أو من التابعين لهم والمقتدين بهم أن يقول: الحق ما قاله فلان دون فلان، أو فلان أولى بالحق من فلان. بل الواجب عليه- إن كان ممن له فهم وعلم وتمييز- أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم، ومن لم يكن معصوما فإنه يجوز عليه الخطأ، والتقليد المطلق والتعصب لعالم معين غير صحيح وهذا ما وضحه ابن مسعود ألا لا يقلدنا أحدكم دينه رجلاً إن آمنَ آمن، وإن كفرَ كفر، فإنه لا أسوة في الشر).
وقال أبو حنيفة: (لا يحلُّ لمن يُفتي من كُتُبي أن يُفتي حتى يعلم من أين قلتُ).
وقال الإمام أحمد: (من قِلة علم الرجل أن يقلِّد دينه الرجال).
فالحنبلي معه كثير من الحق في كثير من المسائل، والشافعي والمالكي والحنفي كلهم كذلك، وقد تفرد الإمام ابن حزم عن الأئمة الأربعة ببعض المسائل وكان الحق معه، فالأئمة يتفاوتون في بلوغ الأدلة لهم ومعرفة صحيحها من ضعيفها وناسخها من منسوخها ومطلقها من مقيدها، والمحق يتبع من كان الحق معه دون تحيز، ويرد الباطل دون تشنيع أو قدح في ذواتهم وتنتقص لمكانتهم، لأنهم مجتهدون، فهم دائرون بين الأجر والأجرين.
ومع ذلك فلا يجب على أحد اتباع واحد منهم، ومن زعم ذلك فقد ضل سواء السبيل، فإنه لا يجب اتباع أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم لأن قوله الحق ولا ينطق عن الهوى.
وأما غيره من العلماء وأئمة المذاهب وغيرهم فلا يؤخذ من أقوالهم إلا ما وافق الحق، وهذه المسألة مسألة كبيرة مهمة لا تلج إلا قلب من الهمه الله رشده ووقاه شر نفسه.
وكم من مدع للعلم مشتغل بالتصنيف وقع في التعصب المهلك والتقليد الأعمى، ويغضب إذا خولف إمامه ما لا يغضب لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالموفق من جعل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حكماً على قول كل أحد، وإن خالفه من خالفه أو بدّعه من بدّعه، فقد جرت عادة المقلدين والمتعصبين في تبديع مخالفيهم وتضليلهم، وهذا شأن كل مبطل ومنحرف عن الحق والصراط المستقيم إذا عجز عن إقامة الحجة والدليل، لجأ إلى مثل هذه الأفاعيل.
وصاحب الحق يتعين عليه ألا يتزعزع عن الحق الذي عليه ويدعو إليه فإن الله ناصره ومؤيده ولا يزال منصوراً ما دام يقوم بنصر الدين ونصر الحق مخلصاً في ذلك لله ولا يزال معه من الله ظهير ما دام على تلك الحالة، قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ومن نصره الله فقد كفاه شر أعدائه.
ولكن لا يتم النصرإلا بأمرين:
الإخلاص لله تعالى في القول والعمل.
وموافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا توفر هذان الشرطان فلا غالب له، وإن اجتمع عليه من بين المشرق والمغرب، قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ}.
وفي النهاية هذا اجتهاد مني فإن كنت أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأسأل الله لي وللإخوة في كل مكان الثبات على الحق، أسأل الله أن يوفقنا إياكم لما يحب ويرضى، كما أسأله أن يسامحنا وإياكم، وأن يهدينا جميعاً إلى صراطه المستقيم. هذا والله أعلم وأحكم والرد إليه أسلم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
=====================
ملاحظة هناك الكثير من النصوص أخذتها من فتوى سليمان العلوان ومن مراجع أخرى كثيرة سأحاول أن أضعها، وأتمنى من الاخوان التصحيح والنقد فهذه أول مرة أكتب فيها مقالة شرعية مختصة بديننا الحنيف
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخيى على نيتك الطيبة، ولزم التنويه عن أطباق الرجال، فمنهم المجتهد ومنهم المُتبِع ومنهم المقلد، ولكل حالٍ مقال.
بيد أن التقليد الأعمى مما عمت به البلوى لا سيما بين طلبة العلم، فما ينفكُ أحدهم يتشيعُ لشيخه ولما يبلغ رتبة المُتبِعِ بعد بل ما زال مُقلِداً.
جُهدٌ طيبٌ أخى، لعلى أبسط الكلام متى سنح الوقت والله المُستعان.
قال أخى: (كتبت (((موضوع))) حول التقليد أرجو من (((الأخوان))) التعليق عليه).
قُلتٌ: الصواب (موضوعاً)، وأى أخوين تخصيصاً طلب منهما أخى التعليق؟:) إبتسامة وُدٍّ.
بارك الله فيك
إنى أُحبُكَ فى الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مقاتل المصرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/251)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:50 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم أبو مقاتل حفظه الله
أحبك الذي أحبتتني فيه، جزاك الله حيرا على التعقيب والتعليق والتصحيح وبارك الله فيك وأحسن الله إليك، وجزاك الله خير على المرور.
الأخوة الكرام لا تبخلوا علي بتوجيهاتكم وعلمكم الواسع وفقهكم الكبير وملاحظاتكم حول هذا الموضوع(43/252)
ما صحة هذه الرواية عن أبي حنيفة؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خبرنا الثقفى قال: حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي قال: حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا محفوظ بن أبى ثوبة قال: حدثنى ابن أبى مسهر قال: حدثنا يحيى ابن حمزة وسعيد بن عبد العزيز قالا: سمعنا أبا حنيفة يقول: لو أن رجلا عبد هذا البغل تقربا بذلك إلى الله جل وعلا لم أر بذلك بأسا
كتاب المجروحين - ابن حبان ج 3 ص 73
مثل الرواية هذه بسند آخر
خبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني علي بن عثمان بن نفيل حدثنا أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة وسعيد
تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي ج 31 ص 369
ما صحة هذه الرواية وما تأويلها، افيدونا بارك الله فيكم
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[02 - 04 - 05, 12:30 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني
الا يوجد احد يجاوبني؟
ـ[عبدالله ناصر]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:28 ص]ـ
الرد في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78798
ـ[عبدالله ناصر]ــــــــ[19 - 12 - 07, 01:36 ص]ـ
ادخل هذا الرابط وفيه العلم النافع من اخونا توفيق ...
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=62948 (http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=62948)(43/253)
من يفيدنا عن المكتبة الآصفية بحيدر أباد بالهند؟
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:32 م]ـ
من يفيدنا عن المكتبة الآصفية بحيدر أباد بالهند؟(43/254)
من ينقل لي كلام العلماء في المستدرك وكنز العمال؟
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأما بعد:
هل من الأخوة من عنده نقولات العلماء على كتاب المستدرك على الصحيحين وكذلك على كلام الذهبي على المستدرك؟ حيث أن بعض الأحاديث الضعيفة يستدل بها بعض أهل البدع ويقولون رواه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي. وفعلا نجد بعض المحقيين من أهل السنة يذكرون في تعليقاتهم ((رواه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي))) فهل هذه مشعرة بصحة الحديث؟! وكذلك أرغب ببعض النقولات عن كتاب كنز العمال للمتقي الهندي.
حيث أن هذين الكتابين ينقل بعض أهل البدع منهما والله المستعان وعليه التكلان.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13335
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2723
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=89928#post89928
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز وبارك فيك وفي علمك.(43/255)
اقتراح: قبل كتابة موضوع جديد
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كتابة موضوع جديد
اقتراح وفكرة حتى لاتكثر المواضيع المتكررة.
وهي من أراد كتابة موضوع أو سؤال استفسار فعليه أن يبحث في الموقع نفسه.
وغالبا ما أفعل ذلك وأحصل على ما أريد بدون كتابة موضوع جديد.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:48 م]ـ
الأخ (أبا علي) ..
أحسنت ..
وليته يُلزم بهذا إلزاماً، ويحذف أي موضوع سبق طرحه.
وليت المشرف يثبت هذا الموضوع، ويضفي على عنوانه ما يشبه التنبيه المهم.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:00 م]ـ
وهناك حل أنجع وأجدى دعماً للمقترح في هذا الموضوع وهو أن يكون هناك موضوعاً خاصاً مستقلاً مثبتاً مغلقاً عبارة عن ((كافة عناون المواضع المطروحة مع اللنك)) وتتجدد أتوماتيكلي كما يحدث في موضوع هيثم ((قائمة الأعضاء الجدد)) بدلاً من البحث في اللصفحات الخلفية.
سيكون كل عنوان في سطر والعناوين كثيرة جداً ولكن من خلال استخدام بعض خواص الصفحة مثل FIND- EDIT- فخلال دقيقة تصل للمطوب إن كان متاحاً
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 07:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الردود
أخي محمد بن عبد الله
والأخ محمد بن سفر العتيبي
وبارك الله فيكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:44 م]ـ
اظن ان الموضوع بحاجة لفهرسة الموضوعات ووضع روابط للمواضيع القديمة المتشابهة.
فالاقتراح ممتاز خصوصا لنا الاعضاء الجدد وتذكارا للاعضاء القدامى(43/256)
هل الخلع طلاق أم فسخ؟.للشيخ سليمان العلوان
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:19 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
هل الخلع طلاق أم فسخ؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلع هو فراق الزوجة بعوض و هو فسخ وليس بطلاق ولا ينتقص به عدد الطلقات ويصح في الحيض وفي طهر جامعها فيه؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يسأل المختلعة عن ذلك والحديث في البخاري (5273) وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. و هذا مذهب ابن عمر و ابن عباس رضي الله عنهما، و قال به عكرمة و إسحاق و أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم وغيرهم.
و الحجة لذلك قوله تعالى في سورة البقرة (229) {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
ثم ذكر بعده الخلع فقال: {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به}.
ثم ذكر بعد ذلك الطلقة الثالثة فقال: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره}.فلو كان الخلع طلاقاً لكانت هذه الطلقة هي الرابعة.
وذهب مالك وأهل الرأي و أحمد في رواية و الشافعي في قول إلى أن الخلع طلاق وليس بفسخ.
وقول ابن عمر وابن عباس ومن وافقهما أقوى.
وعليه تعتد المختلعة بحيضة واحدة كالموطؤة بشبهة وعقد فاسد و المسبية و الزانية إذا أرادت أن تنكح؛ فإن المقصود من العدة استبراء الرحم، فكفت فيه حيضة واحدة. وهذا هو الموافق لفتاوى أكابر الصحابة. والله أعلم
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
8/ 5/1421
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ولي سؤال عن مشروعية ذاك الخلع بغير رضا الزوج كما هو معمول به في محاكم مصر الآن وصارت نكته كلما غضبت الزوجة او ارادت من الزوج فعل ما اصرت عليه تهدده بخلعه!
وقرأت في فتاوى شيخ الأسلام عن امرأة طلبت الخلع فخلعها السلطان من زوجها دون رضاه وتزوجت آخر
فقال باطل ولا تزال في عصمة الأول
ولكني قد قرأت وضل عني المصدر ان ابن تيمية أختلف رأيه في هذا
وأظن الأئمة الأربعة قالوا ببطلانه مع عدم موافقة الزوج وجزم ابن حزم ببطلانه مع عدم رضاه
واثبت القانون الوضعي هنا انها تعطيه فقط ما اعطاه لها من المهر (والكل يعلم ان المهر المسجل عند المصرين غالبا أقل من الفعلي لأسباب) ويكون الرجل كتب باسمها ممتلكات كثيرة خلال زواجهما (جرى العرف على ذاك)
ثم تأتي اما المحكمة فتدفع لها المهر المسجل ربع جنيه!!!
واستندوا على جزء ورد في احدى روايات المرأة المختلعة (أما الزيادة فلا) وانكرها أحمد بن حنبل وقال ان ابن جريج المروية من طريقه انكرها وكذا قال الشافعي و انكرها البيهقي وتمسكوا بظاهر الآية (فلا جناح عليهما فيما افتدت به) وهو ما جزم به ابن حزم في المحلى وقال يأخذ مالها كله لو اراد
واستشهد بحديث مرسل ضعيف عن عمر من طريق كثير مولى سمرة (أو عكست الأسم عذرا) انه قال للزوج خذ منها حتى قرطها
قلت: وصح عن ابن عباس بسند صحيح انه قال خذ منها حتى قرطها
وصح عن ابن عمر ذلك ايضا
وقال بعض التابعين: تلك امرأة ابتاعت نفسها ابتياعا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:18 ص]ـ
عدة المخالعة كعدة المطلقة حتى على القول بالفسخ الا رواية عند الحنابلة(43/257)
ذكر تقارب الأسواق في آخر الزمان: هل هو شاذ أم زيادة ثقة؟ أرجو المشاركة
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:00 م]ـ
رواى الإمام أحمد (2\ 519) وابن حبان (رقم 6718) من طريق عثمان بن عمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق ... الحديث.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7\ 327): رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة أهـ وهو كما قال غير أنني أخشى أن يكون ذكر الأسواق في الحديث شاذا، فالحديث أصله في صحيح البخاري (رقم 1036) ومسلم (رقم 157) من طريق ستة من أصحاب أبي هريرة وهم حميد بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، وسالم عند البخاري ومسلم، وهمام بن منبه، وأبو يونس وعبد الرحمن بن يعقوب عند مسلم سبعتهم عن أبي هريرة به، وليس في شيء منها ذكر الأسواق.
ورواه أحمد (2\ 481) والحارث في مسنده كما في زوائده (رقم 63) وأبو نعيم في الحلية (4\ 99) والبيهقي في المدخل (رقم 849) وابن عبد البر في التمهيد (19\ 198) من طرق عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به ليس فيه ذكر الأسواق وسنده صحيح. فهؤلاء ثمانية من ثقات أصحاب أبي هريرة لم يذكر أحد منهم – فيما رأيت – تقارب الأسواق.
وقد روي من طرق أخرى ليس فيها - حسب اطلاعي - ذكر الأسواق.
فهل ذكر (الأسواق) في الحديث من قبيل زيادة الثقة، أم من باب الشذوذ؟ أفيدونا مأجورين
أخوكم/ أبو عبد الباري(43/258)
تساؤلات مأموم خلف إمامته!! .. رائقٌ ((لا يفوتك)).
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 04 - 05, 12:07 ص]ـ
مقالٌ منقولٌ من موقع " طريق الإسلام "
تساؤلات مأموم خلف إمامته!!
صالح بن علي العمري - الظهران
لاتعذلوني إن فقدتُ صوابي ... ولبستُ ما بين الصفوفِ حجابي!!
تلتاعُ قافيتي، ويصرخُ خافقي ... وتضجُّ أسئلةٌ بغيرِ جوابِ ..
صَرَختْ مؤّذنةٌ فيا جُمَعُ اشهدي ... خَدَرَ العقولِ على صدى زريابِ!!
والديكُ ماتَ فما رأيتُ دجاجتي ... تُعلي الأذانَ بزيِّها البِنْجَابي!!
وأتََتْ إمامتُنا فأُسقطَ جمعنا ... جَرْحى .. وقتلى أسهمٍ و حِرابِ!!
ما ذنبُ من سَلَبِ الهوى وجدانَهُ ... من سِحْرِ جفنٍ لا بسحرِ خطابِ
أ أغضُّ طرفي؟! أم أحملقُ مقلتي ... أم أستديرُ بوجهتي للبابِ؟!
هي عورةٌ إن أقبلتْ أو أدبرتْ ... أين المواعظُ يا أولي الألبابِ؟!
فإذا تلتْ فينا آحاديثَ التُّقى ... فالعينُ تخطبُ في هوى الأحبابِ
وإذا استفاضتْ في المكارمِ والحيا ... ضحكَ الفضاْ من قلّةِ الآدابِ!!
وإذا رَوَتْ قصصَ العفافِ تقدّمتْ ... زمرُ السفورِ بجحفلٍ غلاّبِ!!
وإذا استحثّت للجهادِ كتائبا ... فاضتْ دموعُ الخوفِ في الأهدابِ
وإذا تخوّلتْ المُقامَ فأوجزتْ ... تاقتْ رقابُ القومِ للإطنابِ!!
وإذا أشارتْ للبلاءِ رأيْتُها ... دائي ومعضلتي وأُسَّ مصابي!!
هل ظلَّ في الصفِّ المقدّمِ روضةٌ ... أم دِمْنةٌ للفاسقِ المتصابي!!
وإذا وقفتُ أمامَها هل أنثني؟! ... أم أنحني كالأحمقِ المتغابي!!
يا ويحَها ما حيلتي فيها إذا .. ... انتقضَ الوضوءُ بحُسِنِها الخلاّبِ؟!
ومن الذي يقفو إمَامَتَنا إذا ... حاضتْ إمامتُنا على المحرابِ؟!
أم كيف تتلو الآيَ خاشعةً إذا ... ما انساب ما ينسابُ كالميزابِ؟!
ماذا اعترى صوتَ الخطيبةِ كلما ... رَفَسَ الجنينُ ببطنها المُتّرابي؟!
أم كيف تعلو يا رفاقي منبرا ... ومَخَاضُها المشئومُ بالأبوابِ؟!
وإذا أردتُ سؤالَ مُفْتيتي فهلْ ... أخلو بها .. لأبثَّها أوصابي؟!
وإذا أُجِبْتُ فهلْ أقبّلُ رأسَها ... أم هل أصافحُها بكفِّ خِضَابِ؟!
ماذا إذا نادت: أقيموا صفّكمْ ... ساووا مناكبَ مُصطفى ورَبَابِ؟!
ما حالُ خنْزبَ والخشوعُ مُجَنْدلٌ ... فحضورُ حضرَتِهِ غدا كغيابِ؟!
قولوا: أ تلك حقيقةٌ؟! أم أنّها ... أضغاثُ أحلامٍ وطيفُ سرابِ؟!
يا أمةَ الإسلامِ سيري واثْبُتي ... وثقي بنصرِ الواحدِ الوهّابِ
أرأيت صبرَ نبيِّنا في دينِهِِ ... واذكر بلاءَ الآلِ والأصحابِ
آمنتُ بالله الكريمِ وحكمِهِ ... في الناسِ .. في الأقدارِ .. في الأسبابِ
ديني هو الدينُ القويمُ ونَهْجُهُ ... نورُ الحياةِ وقمّةُ الآدابِ
جُنْدَ السفورِ: وجوهُكم مفضوحةٌ ... أنتم دُعاةُ الشرِّ والإرهابِ
عنوانكم حريّةٌ مزعومةٌ ... تسعى لتأسرَ شِرعتي وكتابي!!
أتخالفُ الدينَ الحكيمَ كأنّما ... تُسدي القصورَ لواهبِ الألبابِ
سبحانَ ربّي عن تطاولِ عبدِهِ ... والويلُ ثمَّ الويلُ للكذّابِ
إن لم يكنْ للدين فيكم غيرةٌ ... تحمي .. فأين شهامةُ الأعرابِ؟!
يا ضيعة الأديانِ حين يفضُّها ... جافٍ .. ومكرُ منافقٍ .. ومُحابي!!
صونوا جناب العلمِ عن غَدراتِهم .. ... عن هجمةِ التغريبِ والإغرابِ
فلعلَّ في سطو الفواجرِ هزّةً ... تثني القلوبَ لسنُّة ٍ و كتابِ
ولعلَّ في سطو الأعادي بعثةٌ ... لإخائنا في صولة الأحزابِ
هذا البُغَاثٌ وتلك نبْتةُ فتنةٍ ... وسؤالُ دهرِكَ: أين أُسْدُ الغابِ؟!
الحقُّ أبلجُ .. والكتابُ مؤيّدٌ ... وليغْلِبنَّ مُغَلِّبُ الغلاّبِ .. *
*اقتباس من بيتٍ لحسّان رضي الله عنه في هجاء قريش:
زعمتْ سخينةُ أن ستغلبُ ربّها ... فليغلبنَّ مغلبُ الغلاّبِ ..(43/259)
هل القضاء و الوزارة في الإسلام أصلا من مهام الخليفة وله أن يوكل ويستعمل من ينوب عنه ف
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 04 - 05, 12:42 ص]ـ
هل القضاء و الوزارة في الإسلام أصلا من مهام الخليفة وله أن يوكل ويستعمل من ينوب عنه فيهما؟ أم هي منصب مستقل بذاته؟
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله) فقد بين هنا أن منصب القضاء من مهام أنبياء بني اسرائيل وأنه عندما انتهت فترتهم انتقل المنصب للأحبار يحكمون بما استحفظوا واستودعوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ومثيله قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس) فالقضاء من مهام الرسول أولا قوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي قام نبي وأنه لا نبي بعدي ولكن خلفاء فيكثرون) فقد دل أن الخليفة يقوم مقام النبي في منصب القضاء في أمة الإسلام قوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح (إنا نولي رجالا على أمور مما ولانا الله) الحديث. قوله (أمور مما ولانا الله) يدل أنه هذه الأمور هي من ولايته على أمور المسلمين ويستعمل ويستنيب عليها من يصلح من الرجال أخيرا أعلم أني أطلت عليكم ولكن أردت أن أعرف رأيكم وأن تزيدوني وتقرروا هل هو منصب مستقل أم فرع من الخلافة؟
قال محمد بن أحمد الفاسي في" الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام" المعروف بشرح ميارة: لأن القضاء فرع عن الإمامة العظمى،(43/260)