إسبال الثياب لأبى اسحاق الحوينى
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:29 م]ـ
إسبال الثياب
أولا أحاديث التى وردت فى الإسبال
1. عن ابى هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال "لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر إزاره بطرا "متفق عليه
قال ابن عبد البر رحمه الله في: ((الاستذكار)) (26/ 187): " والخيلاء والاختيال وهو التكبّر والتَّبَخْتُر والزهو، وكل ذلك أَشَرٌ وبَطَر "
2. عن بن عمر قال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة "فقالت ام سلمة فكيف تصنع النساء بذيولهن قال "يرخين شبرا" قالت اذا تنكشف اقدامهن قال فيرخينه ذراعا و لا يزدن صحيح رواه أحمد و الترمذى و ابو داود ز النسائى
3. عن ابى هريرة قال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففى النار "البخارى
4. عن بن عمر عن النبى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال" الإسبال فى الإزار و القميص و العمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة حسن أبو داود و النسائى
5. َ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ " رواه مسلم
6. عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَانْتَسَبَ لَهُ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَعَرَفَهُ ابْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" م
7. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِزَارِي اسْتِرْخَاءٌ فَقَالَ "يَا عَبْدَ اللَّهِ ارْفَعْ إِزَارَكَ" فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ" زِدْ" فَزِدْتُ فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَيْنَ فَقَالَ أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ " رواه مسلم
8. عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَجَعَلَ يَضْرِبُ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ جَاءَ الْأَمِيرُ جَاءَ الْأَمِيرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " مسلم البخارى
9. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " مسلم
10. عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ فَقَالَ هَذَا "مَوْضِعُ الْإِزَارِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ" قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ " و قال الألبانى فى مختصر الشمائل و كذا الطيالسى (1798) " السلسلة الصحيحة (2366)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/187)
11. عن الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ الْإِزَارِ فَقَالَ أَنَا أُخْبِرُكَ بِعِلْمٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ" إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " صحيح رواه أبو داود و أحمد
12. عن عمرو بن الشريد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره حتى أخذ ثوبه فقال "ارفع إزارك" قال فكشف الرجل عن ركبتيه فقال: يا رسول الله إني أحنف - الحنف: إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى - وتصطك ركبتاي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل خلق الله عز وجل حسن " قال ولم ير ذلك الرجل إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه حتى مات. أخرجه أحمد قال: ثنا روح: ثنا زكريا بن إسحاق: ثنا إبراهيم بن ميسرة: أنه سمع عمرو بن الشريد به. وأخرجه الطحاوي في (المشكل) (الثمر المستطاب 1/ 273)
13. 3572 حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ "مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ " قال الألبانى صحيح الإسناد
16. عن الأشعث بن سليم قال: سمعت عمتي تحدث عن عمها قال بينا أنا أمشي بالمدينة إذا إنسان خلفي يقول "ارفع إزارك فإنه أتقى" فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء قال "أما لك في أسوة ". فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه. أخرجه ابو الشيخ ص108 مختصرا من الوجه المذكور و عمة الأشعث لا تعرف لكن للحديث شاهد يتقوى به من حديث الشريد بن سويد فى السلسلة الصحيحة (1441)
17. عن سلمة بن الأكوع قال كان عثمان بن عفان يأتزر إلى أنصاف ساقيه وقال (هكذا كانت إزرة صاحبي). يعني النبي صلى الله عليه وسلم. صحيح و فى إسناده موسى بن عبيدة و هو ضعيف لكن المرفوع منه له شواهد كثيرة بعصها فى المشكاة (4331) قاله اللبانى فى مختصر الشمائل
18. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام" قال أبو داود روى هذا جماعة عن عاصم موقوفا على بن مسعود منهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأبو الأحوص وأبو معاوية و قال الألبانى صحيح
19. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "قال أبو بكر إن أحد جانبي إزاري يسترخي إني لأتعاهد ذلك منه قال "لست ممن يفعله خيلاء" رواه أبو داود قال اللبانى صحيح
ثانيا اقوال العلماء
قال شيخ الإسلام رحمه الله في: ((شرح العمدة)) (ص367): "وأما الكعبان أنفسهما فقد قال بعض أصحابنا: يجوز إرخاؤه إلى أسفل الكعب، وأما المنهي عنه ما نزل عن الكعب. وقال أيضا رحمه الله في: ((شرح العمدة)) (ص366): " وبكل حال فالسنة تقصير الثياب، وحَدّ ذلك: ما بين نصف الساق إلى الكعب، فما كان فوق الكعب فلا بأس به وما تحت الكعب في النار " ا. هـ.
للأمير الصنعاني رحمه الله جزء في المسألة سماه: ((استيفاء الأقوال في تحريم الإسبال على الرجال))، وخلاصته قوله فيه (ص26): " وقد دلَّت الأحاديث على أن ما تحت الكعبين في النار، وهو يفيد التحريم. ودل على أن من جَرّ إزاره خيلاء لا يَنْظر الله إليه، وهو دال على التحريم، وعلى أن عقوبة الخيلاء عقوبة خاصة هي عدم نظر الله إليه، وهو مما يُبْطل القول بأنه لا يحرم إلا إذا كان للخيلاء". أ. هـ، ولعل رسالة الصنعاني هذه هي الَمَعِْنيّة في قول الشوكاني رحمه الله في: ((نيل الأوطار)) (1/ 641): " وقد جمع بعض المتأخرين رسالة طويلة جزم فيها بتحريم الإسبال مطلقاً "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/188)
قال الحافظ في (الفتح)) (10/ 275): "وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه " ثم قال: " ويَتَّجه المنع أيضاً في الإسبال من جهة أخرى وهي كونه مظنة الخيلاء. قال ابن العربي: (لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أجُرُّه خيلاء؛ لأن النهي قد تناوله لفظاً، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول لا أمتثله لأن تلك العلة ليست فيّ، فإنها دعوى غير مُسلَّمة، بل إطالته ذيله دَالَّة على تكبُّره) ا. هـ، ملخصاً. وحاصله أن الإسبال يستلزم جَرّ الثوب، وجَرّ الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء. ويُؤَيِّده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: ((وإياك وجَرّ الإزار، فإن جَر الإزار من المخيلة)) " انتهى المراد من كلام الحافظ رحمه الله.
شبهات و الرد عليها
لفضيلة الشيخ أبى إسحاق الحوينى الأثرى
قال الشيخ "روى ابن ابى شيبه فى كتاب المصنف عن خرشه بن الحر أن عمر بن الخطاب رأى رجلاً وقد أطال إزاره فقال: أحائض أنت، فقال يأمير المؤمنين وهل يحيض الرجل؟ قال: نعم لما أسبلت إزار لك- لأن اسبال الإزار لا يكون الا للنساء - قال فأتى عمر بمشبط ـ مقص ـ وقص ما ذاد عن الكعبين قال خرشه بن الحر: فكأنى أنظر إلى خيوط الإزار على عقبيه.
فنهى النبى (صلى الله عليه و سلم) عن اسبال الإزار وقال العلماء من علامات الكبيره اذا توعد صاحبها بالنار أو بالطرد أو باللعن أو ما أشبه ذلك فأى نهى تجد فيه توعد بالنار يلتحق بالكنائر، فالنبى (صلى الله عليه و سلم) يقول" أسفل الكعبين من الإزار فى النار" فلو كان أمراً مستحباً لما توعد فاعله بالنار فلا يتوعد بالنار إلا من ترك الواجب.
والذين قيدوا هذا الحديث قيدوه بالحديث الآخر " من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه " فقالوا: من الخيلاء تصلح أن تكون قيد لهذا الحديث العام (الأول) فيكون المعنى كالآتى:" أسفل الكعبين من الإزار خيلاء ففى النار" وبذلك تستقيم المعانى.
ولكن نرجع لأصول أهل العلم هل فعلا يصح أن نحمل المطلق على المقيد فى أحاديث هذا الباب؟
العلماء قالوا " إذا اختلف الحكم واتحد السبب فى نص ما فلا نحمل المطلق على المقيد " والنص المطلق: الذى لم يقيد بصفه مثال ذلك قوله تعالى " فتحرير رقبه مؤمنه " فلا يجزئ تحرير رقبه غير مؤمنه أى أنه قيد عتق الرقبه بالإيمان، وكذلك قوله (صلى الله عليه و سلم) " لا تنتقب المرأه المحرمه" فقيد خلع النقاب بالإحرام وكذلك " إذا مات ابن آدم .... ولد صالح يدعو له" فلا ينفع دعاء الولد الغير صالح فالحكم الذى اتى مقيد فهو موصوف بخلاف المطلق
قال النبى كما فى سنن ابى داود (اسفل من الكعبين من الإزار ففى النار و من جر ازاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه)
اصبح عندنا حكمان
الأول: اسفل الكعبين من الإزار ففى النار
الثانى: من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه
ففهم من ذلك ان الأول يتنزل على غير الخيلاء و إلا لما كان الذكر الخيلاء فى الشطر الثانى اى معنى و هل الحكم و احد أم مختلف؟ هو مختلف الأول فى النار و الثانى لم ينظر الله اليه و السبب متحد و هو الجر و كما قلنا اذا اختلف الحكم و اتحد السبب فلا يحمل المطلق على المقيد فلا نقول ان الحديث الأول مقيد بالثانى و قد صرح بذلك الإمام الذهبى فى ترجمة عبد الله بن عمر فى سير اعلام النبلاء
و قد ورد حديث يستشهد به هؤلاء رواه الإمام احمد فى مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين " عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن عمر قال: رآنى رسول الله صلى الله عليه و سلم و على إزاره جديد يتقعقع فقال: من فقلت انا عبد الله قال: ان كنت عبد الله فارفع إزارك قال فرفعته قال: زد قال فرفعته الى نصف الساق فقال من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه قال بن عمر فجاء ابو بكر فقال النبى صلى الله عليه و سلم حين رأه من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله اليه فقال ابو بكر يا رسول الله ان احد شقى إزارى يسترخى و انا اتعاهده فقال انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " و الحديث فى الصحيح و لكن بغير هذه الرواية و التمام و السياق قال ابو بكر يا رسول الله ان احد شقى إزارى يسترخى و انا اتعاهده فقال" انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/189)
فقالوا هؤلاء إن لم يفعل خيلاء فيجوز و هذا من اعجب الأستدلال
أولا: ابو بكر من يعرفه و يعرف سيرته فإنه يستحيل ان يتصور ان يخالف ابو بكر امر النبى حتى و لو كان فى ادنى المستحبات
ثانيا: ابو بكر لم يجر إزاره اصلا إزاره كان فوق الكعبين كان مشدودا فوق الكعبين لكنه كان نحيفا كما فى طبقات ابن سعد من حديث اسماعيل بن ابى خالد عن قيس بن ابى حازم قال (دخلت على ابى بكر فإذا هو رجل نحيف خفيف اللحم ابيض) و ايضا فى طبقات بن سعد بسند فيه محمد بن عمر الواقدى و هو متروك قال (عن عائشة قالت كان ابو بكر رجلا نحيفا يسترخى إزاره على عقوبه)
و ذلك لأنه نحيف فيتعاهده و لذلك هو يقول (إن أحد شقى إزارى يسترخى) و ليس كله و لا نتصور أحد يفصل ملابس يطول شق و يرفع شق ثم إنه ليس بتاركه بل يتعاهده اى يشده الى اعلى
فهل يقاس على ابى بكر الصديق اولئك الذين يرخون إزارهم عمدا هذا من ابطل القياس لأنه قياس النقيض على النقيض و انما القياس اصله أن يقاس النظير على النظير للإشتراك فى علة الحكم و لذلك قال له النبى إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء
ثالثا: لو سلمنا بهذا اى ان ابو بكر جر إزاره فهذا مستثنى بالنص فهذه خصوصية لأبى بكر الصديق و إلا لماذا فرق بينه و بين ابن عمر فى أصل المسألة فالحكم عام يشمل الجميع
رابعا: و لو سلمنا أن الأمر كما يقولون هم أخذوا الحكم بالجر من طريق المفهوم و النص إما منطوق أو مفهوم
فمثلا (أكرم جارك) هذا المنطوق و عكس الكلام لا تهن جارك و هذا يفهم من المنطوق فالإكرام يشمل أشياء كثيرة مفصلة و لكن يفهم من أكرم جارك ان كل باب يدخل فى الإكرام تعمله اى ان مفهوم النص مفردات الإكرام فالحديث يقول "من جر إزاره من الخيلاء" بمفهوم المخالفة (و من جر إزاره بغير الخيلاء جاز) و العلماء يقولون
اذا تعارض منطوق ومفهوم يقدم المنطوق
و الأحاديث الناطقة بتحريم الإسبال أكثرمن 15 حديث أى ان المفهوم هدر فلو جاز لى ان أقدم دلالة المنطوق لصراحتها على دلالة المفهوم إذ دلالة المفهوم لا تنحصر فلو قبلنا هذا الحكم على اى وجه كان لخرجنا بمنع إسبال الإزار
خامسا: إن إسبال الإزار فيه تشبه بالنساء كما فى حديث عمر عند النسائى و أبى داود و غيرهما قال صلى الله عليه و سلم "من جر إزاره خيلا لا ينظر الله اليه يوم القيامة" قالت ام سلمة يا رسول الله فماذا تفعل النساء بذيولهن؟ قال "يرخينه شبرا" - اى فوق الأصل لى الكعبين و الكعبين هما العظم الناتىء فى اسفل الرجل فوق القد هذا الأصل فالإرخاء الذى فى الحديث اى تطويل الإزار شبرا من بعد الكعبين - فقالت ام سلمة اذا تنكشف أقدامهن - برغم انه شبرا على ان الشبر من الكعب اى انه قليل للتغطية – قال "يزدنه زراعا و لا يزدن " - فأصل الحكم أن يكون الإزار مشدودا فوق الكعبين ثم رخص للنساء حتى لا تنكشف أقدامهمن لأن المرأة كما قال النبى صلى الله عليه و سلم "كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" اذا الرجل الذى يرخى ذيله متشبه بالنساء و الأن نرى العكس تلبس المرأة لبس الرجل على السنة و يلبس الرجل لبس المرأة على السنة
سادسا: حتى لو سلمنا للقائلين بالخيلاء نقول أنه ينبغى أن يمنع من الجر سدا لذريعة الخيلاء لأن الجر مستوجبا للإسبال و الإسبال مظنة الخيلاء لاسيما اذا كان فى عرف الناس أن تقصير الثوب مسخة هم يعتبرن ذلك و الناس يستهزؤن بذلك و يقولون لازم أن تكون صاحب قيمة اى ملابسك لازم تجرجر على الأرض
فهذا كله باب الى الخيلاء و قد جاءت الشريعة بنصوص كثيرة بسد الذريعة فالشىء قد لا يكون ممنوعا و لا منهيا عنه لذاته إنما يكون منهيا عنه لما يؤدى الى الفساد فسدا للذريعة ان يؤدى الى الفساد ا. هـ كلام الشيخ
ملحق
سئل فضيلة الشيخ أبو اسحاق عن
قول البعض أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله يقول يجوزتأخير السنة الى فترة معينة لإقامة الفرض و يقصدون بالسنة اللحية و بالفرض الدعوة الى الله سبحانه و تعالى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/190)
شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ما قال هذا و أقصد ما قال هذا بمعنى انهم وضعوا كلامه الذى و ضعه فى موضع معين فى موضع معاكس , شيخ الإسلام يقول بجواز ترك الهدى الظاهر فى بلاد الكفر و بلاد الحرب حيث تكون اللحية علاما على المسلم فيقتل بها فلو علم انه مسلم سيقتل أو يصاب بأشد الأذى حينئذ يقول لك تخلى عن الهدى الظاهر
فنقل هذا الكلام الى بلادنا مثلا و نقول إنه يجوز ترك الهدى الظاهر لندعو الى الله عز وجل أقول لك ليس من مصلحة الدعوة ان تكون من المخالفين لها لاسيما اذا تحققت بيقين ان هناك طائفة يدعون الى الله عز و جل و لهم لحى و هناك ألوف الشباب الذين يتوزعون فى كل مكان فى الأرض و لا يصيبهم ضير إلا بعض ما يجده المسلم من البلاء المحتمل فى الله تبارك و تعالى و تعلم ان هؤلاء يسيرون فى الدعوة و يحققون من الدعوة اعظم من الذين حلقوا لحاهم فى بعض المواضع فهذا قياس باطل و تقول على شيخ الإسلام
فلا يحل للداعية ان يترخص أمام العوام فى شىء تكون فتنته مستطيرا بل يجب عليه ان يصبر و يعطى حق العلم كاملا فإذا ذل العِالم ذل بذلته عَالَم فيقولون لولا ان الأمر كذلك ما فعله العالم الفلانى و لذلك كره أهل العلم ان يترخص العالم و انه لابد أن يأخذ بالعزائم و يصبر و هذا هو الواجب فى حقه فالدعوة الى الله تعالى تحتاج من الداعى ان يكون من الملتزمين و المتمسكين بها فمثلا اذا كان هذا الإنسان يدعوا و سئل فى حكم اللحية؟ فإن كان هذا عالم يرعى أمانة العلم سيقول ان اعفاء اللحية فرض أو واجب و اللفظان بمعنى واحد فأهل العلم مجمعون و جماهير أصحابهم إلا ما كان من بعض المتأخرين ان الأمر فى إعفاء اللحية على الوجوب فيقول انه واجب فإذا سئله السائل لماذا تحلق لحيتك؟ فيقول حتى استطيع ان ادعوا أقول له فهولاء الذين يعفون لحاهم و يدعون ما الفرق بينك و بينهم يقول لا هؤلاء سلبيون كلامهم نظرى و لكن نحن بنتكتك أقول أول ما نبتدى نشتغل تحت الأرض فهذا هو الخطأ الدعوة لابد ان تكون علنية وواضحة و النبى صلى الله عليه وسلم من اول يوم جهر بدعوته بالرغم من كثرة المخالفين و كان ممكن ان ينظم عصابات سريه فهذا عليه ابو جهل و هذا عليه أبو لهب و كان ممكن ان يقتلوا قريش كلها لما عندهم من الثبات و محبتهم الإسلام ولكن صبر على الأذى و نشر دعوته و كان يقول من يحملنى لأبلغ كلام ربى ثم انه ليس كل بلد كفر تترك فيها الهدى الظاهر.
بكل أسف هذه الفتوى جرت بعض المفتين فى مثل هذه التيارات بترخيص ان يبيع المسلم لحم الخنزير فى بلاد الكفر بدعوى ان الأحكام الشرعية ساقطة فى بلاد الكفر فرخص بكل أسف و هو الرجل المشهور رخص لهم ذلك و آخر رخص لهم ان يأكل بالربا اذا فهل يجوز لنا فى بلاد الكفر نترك الجمعة و نبيع الخمر و الخنزير
ايها الناس ان لكم معالم فانتهوا الى معالمكم.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:39 م]ـ
جزاك الله خير
ما أمتعة من كلام
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً، أخي الناقل، وبارك الله في الشيخ(39/191)
خصوصيات النساء في الحج
ـ[الخنساء]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
السؤال:
لقد عزمت على الحج هذا العام إن شاء الله، فأرجو تزويدي ببعض النصائح والتوجيهات التي تنفعني في الحج. كما أود طرح هذا السؤال: هل للنساء خصوصيات في الحج تتميز بها عن الرجال؟.
الجواب:
الحمد لله
أختي المسلمة هنيئا لك ما عزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، تلك الفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين، فبعضهن يجهلن أن الحج فريضة عليهن، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف حتى يفجأهن الأجل وهن تاركات للحج، وبعضهن لا يدرين شيئا عن المناسك، فيقعن في المحظور والمحرم، وربما بطل حجهن دون أن يشعرن، والله المستعان.
والحج فريضة الله على عباده، وهو ركن الإسلام الخامس، وهو جهاد المرأة؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "جهادكن الحج " رواه البخاري
- وهذه أختي المسلمة- بعض النصائح والتوجيهات والأحكام التي تختص بها من أرادت الحج، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلا مبرورا، والحج المبرور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس له ثواب إلا الجنة " متفق عليه.
1 - الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج، فأخلصي لله تعالى في حجك، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة.
2 - متابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم شرط ثان في صحة وقبول العمل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم.
وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.
3 - احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها، فإن الشرك الأكبر يوجب الخروج من الإسلام وحبوط العمل والعقوبة، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة، والمعاصي توجب العقوبة.
4 - لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " متفق عليه.
والمحرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة، فإذا لم يكن للمرأة محرم يسافر معها لم يجب عليها الحج.
5 - للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود أو غيره، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة والمزخرفة، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه بالرجال، أو مما هو من ألبسة الكفار.
ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لونا معينا كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل، بل هو من البدع المحدثة.
6 - يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، سواء كان في البدن أو في الثياب.
7 - يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر.
8 - يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب، ولبس القفازين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري.
9 - المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب، متعللة بأن النقاب والقفازين من محظورات الإحرام، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيء كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه " رواه أبو داود وصححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة.
10 - بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجه شيء من الخمار أو الجلباب، وهذا تكلف لا داعي له؛ لأنه لا حرج في أن يمس الغطاء وجه المحرمة.
11 - يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/192)
12 - بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض، قد لا تحرم ظنا منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض، فتتجاوز الميقات بدون إحرام، وهذا خطأ واضح، لأن الحيض لا يمنع الإحرام، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، فتؤخر الطواف إلى أن تطهر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه، فالواجب عليها الرجوع لتحرم من الميقات، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها.
13 - للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول: " إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني " فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج تحللت ولا شيء عليها.
14 - تذكري أعمال الحج:
أولا:- إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
ثانياً: اخرجي إلى منى، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع.
ثالثاً:- إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلي بها الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب الشمس.
رابعاً:- إذا غربت الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جدا.
خامساً:- انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي:
أ - أرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، وكبري مع كل حصاة.
ب - اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس.
ج - قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة. (2 سنتيمتر تقريبا)
د - انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة.
سادساً: ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى تلك الليالي.
سابعاًَ: إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.
15 - المرأة لا تجهر بالتلبية، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء، ولا تسمع الرجال الأجانب حذرا من الفتنة ولفت الأنظار إليها. ووقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي رمى جمرة العقبة يوم النحر.
16 - إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
17 - يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها.
18 - احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج، وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات، وتخيري الأوقات التي يخف فيها الزحام، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام.
19 - ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي: والرمل هو إسراع الخطا في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.
20 - احذري هذا الكتاب: وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاء مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى.
21 - للمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية، ولو كان بها آيات من القرآن، ويجوز لها أيضا أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/193)
22 - احذري كشف شيء من بدنك: وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن يراك فيها الرجال، كأماكن الوضوء العامة، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود الرجال قريبا من تلك الأماكن، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز كشفه من وجه وذراعين وساقين، وربما خلعت ما على رأسها من خمار، فتظهر الرأس والرقبة، وكل ذلك محرم لا يجوز، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال.
23 - يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر: فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض النساء ولا سيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل، وذلك حتى يرمين جمرة العقبة قبل الزحام، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع- أي مزدلفة- أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة- فأذن لها.
24 - يجوز تأخير الرمي إلى الليل إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حول جمرة العقبة، وأن في ذلك خطرا على من معه من النساء، فيجوز تأخير رميهن الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك.
وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة، يمكن أن يرمين الجمرات بعد العصر، وهو وقت يخف فيه الزحام جدا كما هو مشاهد ومعلوم، فإن لم يمكن فلا حرج في تأخير الرمي إلى الليل.
25 - احذري احذري:
لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور:
الأول: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات.
الثاني: " التقصير من جميع الشعر قدر أنملة، وهي ما يقدر بـ (2 سنتيمتر).
الثالث: طواف الحج (طواف الإفاضة).
* فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حرم عليها بالإحرام حتى الجماع، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل شيء إلا الجماع.
26 - لا يجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي تقصر من أطرافه، كما تفعل كثير من النساء عند المسعى؛ لأن الشعر عورة لا يجوز كشفه أمام أحد من الرجال الأجانب.
27 - احذري النوم أمام الرجال: وهذا ما نشاهده من كثير من النساء اللاتي يحججن مع أهاليهن دون مخيم أو أي شيء يسترهن عن أعين الرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف مختلطين مع الرجال، أو قريبا من الرجال، وهذا من أعظم المنكرات التي يجب منعها والقضاء عليها.
28 - ليس على الحائض والنفساء طواف وداع، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن لم تطف طواف الوداع، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذا التيسير وتلك النعمة.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com (http://www.islam-qa.com/))
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:45 م]ـ
جزيتِ خيراً(39/194)
كيف يوجه ما جاء أن ابن تيمية رحمه الله كان إذا أصابه رعاف كتب على جبينه آية
ـ[عارف]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:06 ص]ـ
قرأت في الطب النبوي أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان إذا أصابه رعاف كتب على جبينه {يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} فيقف الرعاف!
فهل مثل هذا يفتقر إلى توقيف أم هو من باب التجربة؟
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[05 - 01 - 05, 10:34 ص]ـ
تنبيه خارج الموضوع:
الجزء المعروف بـ[الطب النبوي] هو جزء مقتطع من كتاب الإمام ابن قيّم الجوزية (زاد المعاد) ولا يعرف كتاب بهذا الأسم! وعليه جرى التنبيه.
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:59 م]ـ
يرى أهل العلم أنَّ هذا رقية وهي من باب الطَّبِّ، والطِّبُّ يعتمد على التَّجارب.
هذا حلُّ الإشكال الوارد بإذن الله
وقد اختلف أهل العلم في هذا اصلاً، ولكن يبدو من فعل السَّلف من غير نكير نقل عنهم أنَّه لا بأس به إن شاء الله
والله أعلم(39/195)
هل جوز أحمد قص شعر الحاجبين؟
ـ[عارف]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:17 ص]ـ
مر بي منذ فترة في مسائل الإمام أحمد أنه قصر النهي الوارد في النمص على نتف الحاجبين دون القص، لكن أعياني بعد ذلك العثور على ذلك الموضع، لكن وجدت في مسائل ابن هانئ أنه كان يأخذ منه بالمقراض ورواه عن الحسن.
فهل من معين؟
وهل تجويز القص للتجمل خاص بالرجل؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:18 ص]ـ
نعم أخي .. ثبت عن أحمد بن حنبل أنه كان يقص حاجبيه بالمقراض، افادني هذه الفائدة هذه الليلة الاخ الفاضل الحنبلي السلفي
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 01 - 05, 06:06 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14150&highlight=%E3%C7%ED%DE%E6%E1%E5%C7+%C7%E1%C7%E3%C7 %E3+%C7%CD%E3%CF(39/196)
يا أهل مكة: أين يقع المحصب؟
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:07 ص]ـ
هل هو عند مسجد الإجابة الذي جدد بناءه في سنة 2001م ويقع في حارة المعابدة على يسار الذاهب إلى منى، وقرب قصر الملك فيصل.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:47 ص]ـ
(باب استحباب نزول المحصب يوم النفر وصلاة الظهر وما بعدها به)
ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث في نزول النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح يوم النفر وهو المحصب وأن أبا بكر وعمر وبن عمر والخلفاء رضي الله عنهم كانوا يفعلونه وأن عائشة وبن عباس كانا لا ينزلان به ويقولان هو منزل اتفاقي لا مقصود فحصل خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم ومذهب الشافعي ومالك والجمهور واستحبابه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وغيرهم وأجمعوا على أن من تركه لا شيء عليه ويستحب أن يصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت به بعض الليل أو كله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والمحصب بفتح الحاء والصاد المهملتين والحصبة بفتح الحاء وإسكان الصاد والأبطح والبطحاء وخيف بنى كنانة اسم لشيء واحد وأصل الخيف كلما انحدر عن الجبل وارتفع عن الميل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:58 م]ـ
من كتاب (شرح حديث جابر رضي الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله) ذكر في الحاشية ص108:
المحصب: بالضم ثم الفتح وصاد مهملة، اسم مفعول من الحصباء أو الحصب وهو الرمي بالحصى وهي صغار الحصى وكباره، وهو موضع فيما بين مكة ومنى وهو الى منى أقرب (معحم البلدان 5/ 74).
ـ[عبدالله الفيفي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:04 م]ـ
كان الشافعي رحمه الله اذا حج انشد على كل مرتفع وواد وهو يبكي:
يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفنا والناهض
سحرا اذا فاض الحجيج الى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض
ان كان رفضا حب ال محمد فليشهد الثقلان اني رافضي
ـ[عبدالله الفيفي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:06 م]ـ
كان الشافعي رحمه الله اذا حج انشد على كل مرتفع وواد وهو يبكي:
يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفنا والناهض
سحرا اذا فاض الحجيج الى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض
ان كان رفضا حب ال محمد فليشهد الثقلان اني رافضي
وعذرا لان المشاركة ليست في صلب الموضوع
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[05 - 01 - 05, 08:30 م]ـ
عرفه البسام رحمه الله
المراد به هنا وادي إبراهيم المنحدر من أعلى مكة والخارج من أسفلها،فحده من المنحنى إلى مقبرة الحجون (المعلا) ويسمى الأبطح والبطحاء ........ حتى قال وأما الآن .. ولامحصب .... وأصبح المحصب من أهم أسواق مكة التجارية.
وأما ذو طوى:
فهو شامل للمناطق الثلاث الزاهر والعتيبية وشمالي جرول.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 08:38 م]ـ
بارك الله فيكم
هناك خمسة أقوال لأهل العلم في تحديد المحصب، وقد ذكرها ابن دهيش في حاشة أخبار مكة للفاكهي (4/ 72 - 73)
القول الأول قول الأزرقي (وحد المحصب من الحجون مصعدا في الشق الأيسر وأنت ذاهب إلى حائط خرمان مرتفعا عن الوادي فذلك كله المحصب).
القول الثاني: قول الإمام الشافعي رحمه الله الذي نقله الفاسي في شفاء الغرام قال قال الشافعي (المحصب مابين الجبلين، جبل العيرة والجبل الآخر، وهو على باب جبل المقبرة).
القول الثالث قول الأصمعي الذي نقله ياقوت في معجم البلدان (وحده ما بين شعب ععمرو إلى شعب بني كنانة).
القول الرابع (قول الفاكهي (وهو مابين شعب عمرو الذي هو الملاوي إلى ثنية إذخر).
القول الخامس (القول الذي نقله الفاكهي عن بعض المكيين أنه (ما بين شعب الصفي إلى حائط مقيصرة وهو فناء دار محمد بن سليمان إلى حائط خرمانإلى ثنية الوداع)
انتهى ما ذكره ابن دهيش باختصار.
فالمقصود أن المحصب هي المنطقة التي تسمى الآن الجميزة والملاوي والبياضية إلى ريع ذاخر.
فالمسجد الذي ذكرته يدخل في المحصب وكذلك المناطق التي حوله ولكن ليس فقط عن يسار الذاهب إلى منى بل على اليمين كذلك المعابدة والملاوي.
وقد ذهب بعضهم إلى قول بعيد وهو أن المقصود بها ما حول الجمرات كما قال عاتق بن غيث البلادي في معالم مكة التاريخية ص 252.
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[05 - 01 - 05, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن،،
لكن هل ما ذكرته (أنا) عن مكان ذي طوى صحيح؟ وحبذا بالتفصيل كما تفضلت بالإجابة السابقة.
وهنا استفسار آخر أرجو أن تتفضل بالإجابة عليه:
هل الحديبية هي مايسمى الآن بالشميسي (على طريق جده،مكة)، ومحل الاستغراب أن هذه الجهة
ليست جهة المدينة!!
وهل تتفضل بالسبب إن وجد.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[06 - 01 - 05, 05:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:49 ص]ـ
وجزاكم خيرا وبارك فيكم
الشيخ أبو عبدالله العدناني حفظه الله، حول ذي طوى فما تفضلت به صحيح، وقد سبق الكلام عليه في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=124993#post124993
وأما موقع الحديبية فهي نفسها الشميسي وهي وإن كانت ليست على طريق المدينة ولكنها ليست بالبعيدة عنه فهي على طريق جدة القديم كما هو معروف (حاشية ابن دهيش على أخبار مكة للفاكهي (5/ 70))
وللفائدة ينظر هذا الرابط المشاركة رقم (8) وما بعدها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=57391#post57391
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/197)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:39 ص]ـ
شيخنا الحبيب
العدناني وفقه الله
لااشكال في كون الحديبية على غير طريق المدينة
لان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أراد أن يتجنب لقاء قريش
الرسول صلى الله عليه وسلم يسلك طريقا غير طريق قريش
(ثم قال من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها؟ قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر: أن رجلا من أسلم قال أنا يا رسول الله قال فسلك بهم طريقا وعرا أجرل بين شعاب فلما خرجوا منه وقد شق ذلك على المسلمين وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس " قولوا: نستغفر الله ونتوب إليه " ; فقالوا ذلك فقال " والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل ". فلم يقولوها
قال ابن شهاب: فأمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الناس فقال اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمش، في طريق تخرجه على ثنية المرار مهبط الحديبية من أسفل مكة قال فسلك الجيش ذلك الطريق فلما رأت خيل قريش فترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم رجعوا راكضين إلى قريش، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا سلك في ثنية المرار بركت ناقته فقالت الناس خلأت الناقة قال " ما خلأت وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة. لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها ثم قال للناس " انزلوا "، قيل له يا رسول الله ما بالوادي ماء ننزل عليه فأخرج سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل به في قليب من تلك القلب. فغرزه في جوفه فجاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:45 ص]ـ
وفي الصحيح
(حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر قال: أخبرني الزهري قال: أخبري عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا:
خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زمن الحديبية، حتى كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن خالد بن الوليد بالغميم، في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين). فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت، فقالوا خلأت القصواء، هلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل). ثم قال: (والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها). ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهما من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوع فيه، فوالله مازال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه،)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:07 ص]ـ
بارك الله فيكم وأجزل لكم المثوبة ونفعنا بعلمكم.
فائدة
قال ياقوت في معجم البلدان ج2/ص229
الحديبية بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها فروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الصواب تشديد الحديبية وتخفيف الجعرانة وأخطأ من نص على تخفيفها وقيل كل صواب أهل المدينة يثقلونها وأهل العراق يخففونها وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها.
وقال الخطابي في أماليه سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع وبين الحديبية ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل وفي الحديث أنها بئر وبعض الحديبية في الحل وبعضها في الحرم وهو أبعد الحل من البيت وليس هو في طول الحرم ولا في عرضه بل هو في مثل زاوية الحرم فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم وعند مالك بن أنس أنها جميعها من الحرم وقال محمد بن موسى الخوارزمي اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية ووادع المشركين لمضي خمس سنين وعشرة أشهر للهجرة النبوية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:26 ص]ـ
شيخنا الحبيب
جزاكم الله خيرا
وقد أخطأ ابن حجر في الفتح حين قال
(والحديبية بالتثقيل والتخفيف لغتان وأنكر كثير من أهل اللغة التخفيف)
فالذي أنكره أئمة اللغة هو الثتقيل وليس التخفيف
فلا أدري هل هذا سبق قلم من ابن حجر أم ماذا
قال السهيلي
(يقال فيها: الحديبية بالتخفيف وهو الأعرف عند أهل العربية. قال الخطابي: أهل الحديث يقولون الحديبية بالتشديد والجعرانة كذلك وأهل العربية يقولونهما: بالتخفيف وقال البكري: أهل العراق يشددون الراء والياء في الجعرانة والحديبية وأهل الحجاز يخففون وقال أبو جعفر النحاس سألت كل من لقيته ممن أثق بعلمه عن الحديبية فلم يختلفوا على أنها بالتخفيف)
انتهى
فائدة
الامام لشافعي الحجازي (ابن مكة شرفها الله) يرجح التخفيف
قال الطحاوي سمعت الربيع المؤذن يقول سمعت الشافعي يقول
هي الحديبية بالتخفيف اه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/198)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:29 ص]ـ
قال ابن سيد الناس
(ورأيت بخط جدي قال الأستاذ نقلا عن أبي علي الشلوبين: هي بتخفيف الياء لا غير
, وكأنه تصغير حدبى مقصورة)
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيكم
وكذلك الخطابي رحمه الله في كتابه (إصلاح غلط المحدثين) كثير الأوهام على أهل الحديث حيث أنه ينسب إليهم ضبطا لبعض الألفاظ ولايكون كذلك.
فالنقل هنا قد اختلف عن الإمام الشافعي رحمه الله هل هو بالتخفيف أم بالتثقيل، فالذي نقله ياقوت بالتشديد والذي ذكره الطحاوي بالتخفيف، والذي نقله الطحاوي ساقه بسنده وهو الأقوى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:03 ص]ـ
وماجاء في معجم البلدان
(فروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الصواب تشديد الحديبية وتخفيف الجعرانة)
محل نظر
ولاأشك أنه خطأ
والدليل هو ماذكرته ونقلته بالسند الصحيح عن الشافعي اضف الى ذلك ان الشافعي حجازي اضف الى ذلك ان الشاقعي من أئمة اللغة فلايقول الحديبية بالتشديد
فائدة
في المصباح المنير
(الحدب)
بفتحتين ما ارتفع من الأرض قال تعالى (وهم من كل حدب ينسلون ومنه قيل حدب الإنسان حدبا من باب تعب إذا خرج ظهره وارتفع عن الاستواء فالرجل أحدب والمرأة حدباء والجمع حدب مثل أحمر وحمراء وحمر
والحديبية بئر بقرب مكة على طريق جدة دون مرحلة ثم أطلق على الموضع ويقال بعضه في الحل وبعضه في الحرم وهو أبعد أطراف الحرم عن البيت
ونقل الزمخشري عن الواقدي أنها على تسعة أميال من المسجد
وقال أبو العباس أحمد الطبري في كتاب دلائل القبلة حد الحرم من طريق المدينة ثلاثة أميال ومن طريق جدة عشرة أميال ومن طريق الطائف سبعة أميال ومن طريق اليمن سبعة أميال
قال في المحكم فيها التقيل والتخفيف ولم أر الثتقيل لغيره وأهل الحجاز يخففون
قال الطرطوشي في قوله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) هو صلح الحديبية قال: وهي بالتخفيف
وقال أحمد بن يحيى لايجوز فيها غيره وهذا هو المنقول عن الشافعي
قال السهيلي التخفيف أعرف عند أهل العربية
قال وقال أبو جعفر النحاس سألت كل من لقيت ممن أثق بعلمه من أهل العربية عن الحديبية فلم يختلفوا علي في أنها مخففة ونقل البكري التخفيف عن الأصمعي أيضا
وأشار بعضهم الى أن التثقيل لم يسمع من فصيح ووجهه أن التثقيل لايكون الافي المنسوب نحو الاسكندرية فانها منسوبة إلى الاسكندر
وأما الحديبية فلا يعقل فيها النسبة وياء النسب في غير منسوب قليل ومع قلته فموقوف على السماع والقياس أن يكون أصلها حدباء بألف الالحاق ببنات الاربعة فلما صغرت انقلبت الألف ياء
وقيل حديبية ويشهد لصحة قولهم هذا لييلية بالتصغيير ولم يرد لها مكبر
فقدره الأئمة ليلاه لأن المصغر فرع المكبر ويمتنع وجود فرع بدون أصله فقدر أصله ليجري على سنن الباب ومثله مما سمع مصغرا دون مكبره قالوا في تصغير غلمة وصبية أغيلمة وأصيبية فقدروا أصله أغلمة وأصبية ولم ينطقوا به لما ذكرت فافهمه فلا محيد عنه وقد تكلمت العرب بأسماء مصغرة ولم يتكلموا بمكبرها ونقل الزجاجي عن ابن قتيبة أنها أربعون اسماا)
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[09 - 01 - 05, 10:36 م]ـ
أحسن الله للشيخ عبدالرحمن
والشيخ ابن وهب على تفضلهم بالإجابة، والنقول المفيدة،
فالإنسان سعد بمعرفة المواقع التي لها علاقة بالنسك،
فقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله،لايصلي الظهر يوم الثالث عشر إلاّ في مكة،وليس بمنى،اتباع للسنة،حتى أنه أنكر على من أذّن (من الذين معه) للظهر يوم13 بمنى، رغبة منه في الصلاة بمكة.
ذكر هذه المعلومة تلميذه الموسى
وبالمناسبة كلما أقدم من مطار جدة إلى مكة وأخبر من معي بأن الشميسي هي الحديبية، يستغبرون؛ذلك نظرا لتباعد الجهات ........ !!
وأما طوى،
فقد علق البخاري رحمه الله تعالىأثرا مجزوما به أن عمر رضي الله عنه، صلى ركعتي الطواف خارجا من الحرم (أو خارج الحرم) الشك مني.
ثم في رواية أخرى علقها أنه صلى بذي طوى.
فلعل مراده أنه صلاها عند إرادته الخروج من الحرم
أو إنها واقعتان مختلفتان.والله تعالى أعلم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[08 - 06 - 09, 08:08 م]ـ
يرفع للفائدة(39/199)
بحث هام حيهلا إدل بدلوك (بحث عن الشرب قائما)
ـ[أبو المنذر المصرى]ــــــــ[05 - 01 - 05, 08:05 ص]ـ
الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله تعالى فلا مُضلَ له، ومن يُضلِل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم
يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفسٍ واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءَ واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يُصْلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِعِ الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما
أما بعد
فإن أحسن الكلام كلامُ الله، وخير الهَدّى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وشر الأمور مُحدثاتها،وكل مُحدَثَةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة فى النار.
وبعد
إعلم يرحمك الله
أنما أردتُ بهذا البحث البعد قليلاً عن الجمود والتقليد، الذى يوشك أن تعم به البلوى بين طلبة العلم
فلكم حارب العلماء ذلك الجمود، الذى لا يكاد طالب العلم يدرك تمكنه منه إلا وقد تكَبَّلَ به، فالمُسَلسَلُ لا يدرى بقيدهِ إلا إن حاول التحرك، ومن الغُبنِ الفاحشِ أن تحاولَ إعلامه أنه أسير طالماً أنه لا يتحرك، ومهما دندنت حول ذلك فلن يؤمن لك ولو جئته بكل آيةٍ
ولا سبيل لتنبيهه إلا بأن تدفعه لإعمال جوارحه
وهذا البحث إن كانت له فائدة، فليست فى ذاته، فما جئتُ فيه بجديد، ولكن الفائدة التى أرجوها هى من التفاعل معه
فليس من طويلب علمٍ إلا ويعلم مدار هذا البحث
ولكن
لندع قليلاً ما رسخ فى أذهاننا من أقوال المتأخرين عن حُكم الشرب قائماً
وها هى مادة البحث فى المسألة، فلنعمل أدواتنا فيها
وإن كنتَ آنفاً على إقتناعٍ برأى دون آخر فى هذه المسألة، فتحرر من ذلك قليلاً، وأعد التأمل، والنقاش مفتوح، ولم أمِل فى هذا البحث لرأىٍ دون آخر وإنما عرضتُ المادة فقط، ونتشاركُ فى إعمال الأدوات
ولعل من نافلة القول مصداقاً لما سبق أنى لا أريدُ تقييماً لهذا المبحث، فما تجشمتُ العناء لذلك
وإنما أريد أن يُدل كُلٌ بدلوه
والحكمة ضالة المؤمن
والله المستعان وعليه التُكلان
مادة الجواز
روى البخارى فى صحيحه
كتاب الأشربة
باب: الشرب قائماً
__________
حدثنا أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النَّزَّال قال:
أتي علي رضي الله عنه على باب الرَّحبة بماء فشرب قائماً، فقال: إن ناساً يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت.
حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا عبد الملك بن ميسرة: سمعت النَّزَّال بن سَبْرة يحدث، عن علي رضي الله عنه:
أنه صلى الظهر، ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة، حتى حضرت صلاة العصر، ثم أتي بماء، فشرب وغسل وجهه ويديه، وذكر رأسه ورجليه، ثم قام، فشرب فضله وهو قائم، ثم قال: إن ناساً يكرهون الشرب قياماً، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل ما صنعت.
حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشَّعبي، عن ابن عباس قال:
شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً من زمزم.
الحديث متفق عليه
واللفظ للبخارى
روى مسلم فى صحيحه
كتاب الأشربة
باب: في الشرب من زمزم قائما.
___________________
حدثنا أبو كامل الجحدري. حدثنا أبو عوانة عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس. قال:
سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم. فشرب وهو قائم.
حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا سفيان عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم، من دلو منها، وهو قائم.
وحدثني عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن عاصم. سمع الشعبي، سمع ابن عباس، قال:
سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم. فشرب قائما. استسقى وهو عند البيت.
وحدثناه محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. ح وحدثني محمد بن المثنى. حدثنا وهب ابن جرير. كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي حديثهما: فأتيته بدلو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/200)
أخرج الترمذى وصححه وابن ماجه وابن حبان من حديث ابن عمر أنه قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشى ونشرب ونحن قيام.
روى الترمذي قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا ابن المبارك عن عاصم الاحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: "سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم"
قُلت: إعلم يرحمك الله، أن الترمذى خرج هذا الحديث بسنده فى (الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية)، وليس فى الصحيح.
مادة النهى
روى مسلم فى صحيحة
كتاب الأشربة
باب: كراهية الشرب قائما.
_______________
حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام. حدثنا قتادة عن أنس؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبدالأعلى. حدثنا سعيد عن قتادة، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى أن يشرب الرجل قائما. قال قتادة: فقلنا: فالأكل؟ فقال: ذاك أشر أو أخبث.
وحدثناه قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا وكيع عن هشام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. ولم يذكر قول قتادة.
حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام. حدثنا قتادة عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
حدثني عبدالجبار بن العلاء. حدثنا مروان (يعني الفزاري). حدثنا عمر بن حمزة. أخبرني أبو غطفان المري؛ أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يشربن أحد منكم قائما. فمن نسي فليستقي).
روى أحمد فى مسنده
______________
حدثنا محمد بن جعفر أنبأنا شعبة عن أبي زياد الطحان سمعت أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يشرب قائما فقال له " قه " قال لم قال " أيسرك أن يشرب معك الهر " قال لا قال " فإنه قد شرب معك من هو شر منه الشيطان " تفرد به أحمد من هذا الوجه وقال أيضا حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن رجل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء قال وحدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث الزهري.
روى الطحاوى فى مشكل الآثار
_________________
قال أبو حعفر: ففى هذه الاثار نهى رسول الله صلى الله وعليه وسلم عن الشرب قائماً، فطلبنا المعنى الذى من اجله نهى عن ذلك فوجدنا
فهد بن سليمان قد حدثنا، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الذى يشرب قائما ما فى جوفه لاستقاء فبلغ ذلك على بن أبى طالب صلى الله عليه وسلم فقام فشرب قائما
قُلت: وللحديث طُرقُ أخرى صحيحة
القول بالجواز ونسخ النهى
وذلك لكون أحاديث الجواز متأخرة لما وقع منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
ومما يؤيد هذا الرأى بنسخ النهى، الفعل المُتأخر، فقد أخرج الطبرى ثبوت الشرب قائماً عن عمر بن الخطاب، وكذا مالك فى الموطأ بزيادة عثمان وعلى وأن سعداً وعائشة لم يروا بذلك بأساً
وممن قال بنسخ النهى الأثرم وابن شاهين فقالا بأن أحاديث النهي على ثبوتها، منسوخة بأحاديث الجواز بقرينة عمل الخلفاء الراشدين ومعظم الصحابة والتابعين بالجواز
وقد رجع الأثرم آخِراً عن رأيه هذا، وإن كنت أرى أنه لم يتنصل منه تماماً، إذ قال آخِراً: (إن) ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم
القول بالنهى ونسخ الجواز
إعلم يرحمك الله أن هذا على أصول الظاهرية، ويرون أن النهى إنما هو للتحريم
قال به ابن حزم إذ يرى أن الجواز على وفق الأصل وأحاديث النهي مقررة لحكم الشرع فمن ادعى الجواز بعد النهي فعليه البيان فإن النسخ لا يثبت بالاحتمال
فانظر أكرمك الله، هذا الرجل نسيجَ وحده، يدندن حول الإنتصار لرأيه بغير عرضٍ وافٍ بل يُقرر رأيه بأصل، ولعل الشيخ لم تغب عنه أفعال الصحابة المتأخرة
الجمع
بتأويل أحاديث النهى على كراهة التنزيه، وأحاديث الجواز على بيانه
قال النووى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/201)
وليس في هذه الأحاديث بحمد الله تعالى إشكال ولا فيها ضعف بل كلها صحيحة، والصواب فيها أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه، وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه، وأما من زعم نسخاً أو غيره فقد غلط غلطاً فاحشاً، وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ وأنى له بذلك والله أعلم. فإن قيل: كيف يكون الشرب قائماً مكروهاً وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب أن فعله صلى الله عليه وسلم إذا كان بياناً للجواز لا يكون مكروهاً بل البيان واجب عليه صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مكروهاً وقد ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وطاف على بعير، مع أن الإجماع على أن الوضوء ثلاثاً ثلاثاً والطواف ماشياً أكمل ونظائر هذا غير منحصرة، فكان صلى الله عليه وسلم ينبه على جواز الشيء مرة أو مرات ويواظب على الأفضل منه، وهكذا كان أكثر وضوئه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً، وأكثر طوافه ماشياً، وأكثر شربه جالساً، وهذا واضح لا يتشكك فيه من له أدنى نسبة إلى علم والله أعلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن نسي فليستقيء" فمحمول على الاستحباب والندب، فيستحب لمن شرب قائماً أن يتقايأه لهذا الحديث الصحيح الصريح، فإن الأمر إذا تعذر حمله على الوجوب حمل على الاستحباب. وأما قول القاضي عياض: لا خلاف بين أهل العلم أن من شرب ناسياً ليس عليه أن يتقايأه فأشار بذلك إلى تضعيف الحديث فلا يلتفت إلى إشارته وكون أهل العلم لم يوجبوا الاستقاءة لا يمنع كونها مستحبة، فإن ادعى مدع منع الاستحباب فهو مجازف لا يلتفت إليه فمن أين له الإجماع على منع الاستحباب؟ وكيف تترك هذه السنة الصحيحة الصريحة بالتوهمات والدعاوى والترهات؟ ثم اعلم أنه تستحب الاستقاءة لمن شرب قائماً ناسياً أو متعمداً، وذكر الناسي في الحديث ليس المراد به أن القاصد يخالفه بل للتنبيه به على غيره بطريق الأولى،
قُلت: إعلم يرحمك الله أنما أسهبتُ فى نقل كلام النووى لقوة بيانه وحجته فى الإنتصار لرأيه فى المسألة، حتى لكأنى به أغلظ فى الرد على المخالف، وهذا لعمر الله ما لم أقف عليه ممن تكلموا فى تلك المسألة، فيكاد كل من انتصر لرأى يُقدِمُ رجلاً ويؤخِر أختها
وممن قال بالجمع، الطبرى وجزم به، إذ يرى أنه لو كان جائزاً ثم حُرِّم أو كان حراماً ثم جُوِّز، لبين النبى صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً صُراحاً
كذا قال بنحو هذا الأثرم آخِراً، وإن كان كما ذكرتُ آنفاً لم يُصَرِح بذلك
وأيد القول بالجمع ابن حجر العسقلانى، وإن كنت أرى أنه لم يأتِ باجتهادٍ فى تأييده، إذ قال: وهذا أحسن المسالك وأسلمها وأبعدها من الإعتراض
وقال العجلونى فى كشف الخفاء: ليس في حديث ابن عمر ما يدل على المعارضة لمن تدبر، نعم الشرب قائما مكروه تنزيها
وقال أبو الفرج الثقفي في نصره الصحاح: والمراد بالقيام هنا المشي يقال قام في الأمر إذا مشى فيه وقمت في حاجتي إذا سعيت فيها وقضيتها ومنه قوله تعالى إلا ما دمت عليه قائما أي مواظبا بالمشي عليه
أما المازري فقال: اختلف الناس في هذا فذهب الجمهور إلى الجواز وكرهه قوم فقال بعض شيوخنا لعل النهي ينصرف لمن أتى أصحابه بماء فبادر لشربه قائما قبلهم استبدادا به وخروجا عن كون ساقي القوم آخرهم
و تابَعَ: والذي يظهر لي أن أحاديث شربه قائما تدل على الجواز وأحاديث النهي تحمل على الاستحباب والحث على ما هو أولى وأكمل أو لأن في الشرب قائما ضررا فأنكره من أجله وفعله هو لأمنه
وأردف: وعلى هذا الثاني يحمل قوله فمن نسي فليستقيء على أن ذلك يحرك خلطا يكون القىء دواءه ويؤيده قول النخعى إنما نهى عن ذلك لداء البطن
كذا قال بالجمع الخطابى وابن البطال
وقال القرطبي في المفهم: لم يصر أحد إلى أن النهي فيه للتحريم وان كان جاريا على أصول الظاهرية
.................................................. .................................................. ............
كتبه
أبو المنذر المصرى
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/202)
ذهب الإمام ابن حزم رحمه الله إلى حرمة الشرب واقفا, وإليه مال الإمام الألباني في الصحيحة في المجلد الأول. قال:
الحديث بلفظ زجر الرسول عليه السلام عن الشرب واقفا, ولفظة زجر لا تيتخدم في المكروهات والله ألعم.
ـ[أبو المنذر المصرى]ــــــــ[06 - 01 - 05, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى على المشاركة
والرأى مُعتبر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو زياد السلفى]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:54 ص]ـ
أولا:
جزاك الله خيرا أيها الأخ بل الشيخ أبو المنذر على ما طرحت من فكرة فتح باب الاجتهاد العلمى و البعد عن التقليد و الجمود فى بحث المسائل العلمية و هو فعلا كما ذكرتم: ((مما عمت به البلوى)) , ففى الوقت الذى يفر فيه طلاب العلم من أن يكونوا حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة إذ بهم يقعوا دون شعور فى شباك التقليد مرة أخرى فيصبحون شوكانية أو صنعانية أو ألبانية أو بازية ....... إلخ
و لكن هذا , أقصد الاجتهاد لا يستطيعه كل أحد أيها الشيخ الفاضل إذ كما هو معلوم أن للمجتهد شروط لابد من توافرها فى الشخص الباحث كما هو مقرر فى موضعه فى كتب الأصول.
فالخوف أن يتجرأ بعض طلاب العلم المبتدئين و يتجاسر فى خوض هذا البحر الخضم أعنى البحث العلمى دون أن يتأهل و يتحصرم , فإذ بنا قد فررنا من شئ و وقعنا فى ما هو شرٌ منه و هو القول بغير علم و هذا هو الذى عناه أبو إسحاق الشاطبى رحمه الله تعالى حيث قال: ((قَلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه فى أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة)).
و لا تفهم من كلامى هذا أيها الشيخ الهمام أنى أقول بغلق باب البحث العلمى , لا بل كنت أريد مجرد التنبيه على أنه ينبغى على سالك هذا الطريق , طريق الاجتهاد و البعد عن التقليد , أن يكون معه من الزاد ما يستطيع أن يواصل به المسير حتى لا ينقطع فى مدلهمات الطريق حائر بائر لا يدرى ماذا يفعل فعندها يموت جوعا أو عطشا , و الزاد و العدة و العتاد هو المعرفة بالأصول الكلية التى تنبنى عليها هذه الفروع العلمية.
و معذرة أيها الشيخ على هذا التعقيب و لكن للأسف فإن كثير من الأخوة عندنا فى مصر فى هذه الوسألة بين الإفراط و التفريط.
ثانياً:
جزاك الله خير الجزاء على هذا البحث الذى جمع فأوعى
و الحقيقة أن هذه المسألة من المعارك الفقهية حتى أن الشيخ الباحث العلامة محمد بن إسماعيل المُقدَم لما تعرض لهذه المسألة ساق أدلة كلا الفريقين و لم يرجح أحد القولين فى المسألة
و أقرب الأقوال إلى الصواب والله أعلم هو القول بتحريم الشرب قائما و هذا القول انتصر له عديد من العلماء حديثا كالشيخ الألبانى و الشيخ أبو ذر القلمونى , و ذلك لأن
فى حديث أبى هريرة عند أحمد فى المسند حيث قال رسول الله للرجل ((لقد شرب معك من هو أشر منه الشيطان)).
و أيضا حديث ((لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء))
فإن فيه نهى شديد و تغليظ ربما يتعذر معه الجمع فيبقى التعارض
فعند ذاك يقال إن ما ثبت عنه عليه الصلاة و السلام كله حكاية فعل , و القول مقدم على الفعل ,فهو إذن من خصوصياته عليه السلام و النهى إنما هو للأمة.
و أما ما ثبت عن الصحابة رضى الله عنهم فى الشرب قائما فقول الصحابى أو فعله إذا كان مما يحتمل أنه اجتهد فيه فهو غير حجة على التحقيق. لأن الصحابى ربما كان قد رأى النبى عليه السلام يشرب قائما و لم يبلغه النهى بلفظه عن النبى عليه السلام و ما فيه من الزجر الشديد أو ربما لم يبلغه النهى أصلاً
و قول النبى عليه السلام مقدم على قول غيره , هذا ما ظهر لى والله تعالى أعلم و من لديه مزيد علم فلا يبخل به.
و الله المستعان و عليه التكلان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 08:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم والله ما مناسبة ذكر التقليد الشوكانية والألبانية ...
فهل كنت تقصدني أم ماذا؟
ـ[أبو زياد السلفى]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم أخى الفاضل أبو الزهراء,
أنا تكلمت بعموم ولا أقصد أحد بعينه , و أما مناسبة ذكرى التقليد هو أنه مذموم ولا يضطر إليه إلا العاجز عن الاجتهاد فكما قال العلماء: المقلد بمنزلة آكل الميتة.
و أما قولى: ((ففى الوقت الذى يفر فيه طلاب العلم من أن يكونوا حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة إذ بهم يقعوا دون شعور فى شباك التقليد مرة أخرى فيصبحون شوكانية أو صنعانية أو ألبانية أو بازية ....... إلخ))
وهذا لأن بعض طلاب العلم يأنف فى بداية طلبه من دراسة أحد كتب المذاهب و يقول أنا لا أرغب فى التمذهب و هذا فرارا من تقليد أحد الأئمة و لكن أريد كتابا يجرى على طريقة أهل الحديث , فيدرس مثلا نيل الأوطار للشوكانى فيدخل فى المسائل دون أى ملكة تساعده على الترجيح بين الأقوال فإذ به يسير مع الشوكانى حيث يسير دون تمييز,
و هذا الذى أعنى حيث أصبح شوكانياً.
فلا أدرى أوصلك ما أقصد أم الكلام غامض يحتاج إلى مزيد توضيح
أنا فى انتظار ردك أخى بارك الله فيك , و فى انتظار تعليق الشيخ أبو المنذر
والسلام عليك و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/203)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:29 ص]ـ
27. حديث من نسي فليستقئ
أخرج مسلم في الشواهد (3|1601 #2026): من طريق عمر بن حمزة، قال: أخبرني أبو غطفان المري أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله رسول الله r: « لا يشربن أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقىء».
وهذا حديثٌ شاذٌ بهذا اللفظ تفرد به مسلم، وقد ذكره في الشواهد في آخر الباب، مما يعني أنه لا يصححه بالضرورة. وهو من طريق عمر بن حمزة الذي سبق وبيّنا اتفاق العلماء على ضعفه. وقد جاء معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق، ما عدا آخر الحديث «فمن نسي فليستقىء».
وهذا الحديث أنكره الألباني في سلسلته الضعيفة (2|326) وقال عنه: «وقد صح النهي عن الشرب قائماً في غير ما حديثٍ، عن غير واحد من الصحابة ومنهم أبو هريرة. لكن بغير هذا اللفظ. وفيه الأمر بالاستقاء، ليس فيه ذكر النسيان. فهذا هو المستنكر من الحديث». ونقل ابن حجر في فتح الباري (10|83): عن القاضي عياض قوله: «وأما حديث أبي هريرة، ففي سنده عمر بن حمزة. ولا يَحتمِل منه مثل هذا، لمخالفة غيره له. والصحيح أنه موقوف».
والصواب هو ما رواه ابن حبان (12|142) في صحيحه وأحمد في مسنده (2|283): عن عبد الرزاق ثنا معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: «لو يعلم الذي يشرب –وهو قائم– ما في بطنه، لاستقائه». هذا وسبب النهي هو سبب صحي، كما ذكر العلامة عبد القادر الأرنؤوط –رحمه الله–. وقد صح أن رسول الله r شرب قائماً.
انظر: http://www.ibnamin.com/daef_bukhari_muslim.htm#_Toc92456672
عمر بن حمزة، وهو ضعيفٌ باتفاق أهل النقد. قال أحمد: «أحاديثه أحاديث مناكير». وقال عنه ابن معين: «ضعيف»، وهو جرحٌ شديدٌ باصطلاحه. وذكره النسائي في كتاب "الضعفاء والمتروكين" (1|83) وقال: «ليس بالقوي». وقال ابن حبان: «كان ممن يخطئ». وذكره العقيلي في ضعفائه (3|153). وكذلك ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (2|207). ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً. وقال عنه ابن حجر في التقريب: «ضعيف». أما قول الحاكم في المستدرك «أحاديثه كلها مستقيمة» فإن توثيق الحاكم في المستدرك غير معتبر عند أهل العلم، لكن يعتبر فقط بأحكامه قبل اختلاطه.(39/204)
الأحاديث الصحيحة فى فضل الأضحية
ـ[هشام المصري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:30 م]ـ
نريد أن يتكرم علينا أحد و يخبرنا بالأحاديث الصحيحة فى فضل الأضحية لتعم الفائدة لأننى سمعت أن هناك أحاديث ضعيفة كثيرة فى هذا الباب
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:06 ص]ـ
ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، كما قال ابن العربي - رحمه الله -، وقد بينا ذلك في كتابنا ((أحكام الأضحية))، يسر الله إتمامه بخير.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:03 م]ـ
أذكر أن الإمام الحافظ ابن عبد البر قد حسن إسناد حديث في فضل التضحية في كتاب التمهيد و لايحضرني شيء من كتبي أو برامجي لأسترجعه الآن
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 01 - 05, 06:47 م]ـ
نقل صاحب ىالتحفة كلام ابن العربي الآنف وأفهم منه إقحام وجه غريب فكأنه فهم من تحسين الترمذي الميل إلى القول بأن في فضل الأضحية أحاديث حسنة وإلإن لم تكن صحيحة.
هذا ما يظهر من كلامه، وهو غريب فمعروف أن تحسين الترمذي له فيه اصطلاحه الخاص والذي يدخل فيه المنقطع ونحوه من الضعيف.(39/205)
ما صحة حديث ((الموت ريحانة المؤمن))
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخوة الكرام
ماصحة حديث ((الموت ريحانة المؤمن))
وحديث ((الموت غنيمة كل مؤمن))
والسلام عليكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:54 م]ـ
أخي الكريم هذا رابط البحث في موسوعة حديث موقع الدرر السنية وهي جيدة فابحث فيها عما تريد
http://dorar.net/mhadith.asp(39/206)
أبيات شعرية قيلت في المبتدع محمود سعيد
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أيام مضت كنت أقرأ في ديوان المتنبي , ولفت نظري بيت جميل ينطبق تماماً على المبتدع الضال الهارب محمود سعيد , وإني في هذا المقام أدعوا الإخوة المشايخ الكرام التفاعل معي في هذا الموضوع , أو ممن يمتلك الموهبة الشعرية؛ أن يتحفنا بأبيات يكون مضمونها مقارباً لما سنذكره ,,,,
قال المتنبي:
وإذا ما خلا الجبان بأرض - طلب الطعن وحده والنزالا.
قلت (خالد الأنصاري): ألا تذكركم هذه الأبيات دعوى محمود المناظرة في أرض محايدة!!!!!
ثم فراره؛ فرار الجبناء!!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 10:36 م]ـ
صدقت أخي خالد ..
ويصدق في الرجل أيضًا ما ذكره الشاعر الآخر:
وفي الهيجاء ما جربت عدوي
ولكن في الهزيمة كالغزال!
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[06 - 01 - 05, 12:30 ص]ـ
صدق الشيخان الكريمان-بارك الله فيهما و في علمهما
و يعجبني بيتا سمعته من أحد الأفاضل يقول
و ما في الأرض أشجع من بريٍ
وما في الأرض أجبن من مريب
و هذا المريب الجبان يصدق فيه هذا البيت
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 03:09 ص]ـ
ومما قرأته أيضاً ولفت انتباهي؛ قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
والصمتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ - وفيه أيضاً لصون العِرْضِ إصلاحُ
أما ترى الأسدَ تُخْشى وهي صامتةٌ - والكلبُ يُخسى لَعَمْري وهو نَبّاحُ
قلت (الأنصاري): وأبيات الشافعي هذه تذكرني بأيام الصمت الثلاثة , وكان محمود سعيد يكتب حينها ونحن مكتوفي الأيدي , فالشافعي قد شبه أصحابنا بالأسد , بينما شبه المبتدع الهارب بالكلب النباح.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 03:36 ص]ـ
ومما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى , وهو يذكرني بالرسالة التي بعث بها المبتدع الضال الهارب محمود سعيد إلى شيخنا الإمام الألباني رحمه الله تعالى يتودد إليه فيها , ثم قلبه ظهر المجن وطعنه في الشيخ رحمه الله تعالى:
ودع الذين إذا أتوك تنسّكوا - وإذا خلوا فهُمُ ذئابُ خِراف
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 08:02 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
يا محمود سعيد، أما لك أوبة وتوبة وقد نصحك الناس في شيخك، وباللين كلموك، واستقبلوك وتوددوا إليك لا عن ضعف، ولكن رجاء التسبب في هدايتك؟
وكأن لسان حالهم نصيحة لك في شيخك الضال:
أعيذها نظرات منك صادقة ... ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
فأنت عاندت نفسك، و اطمئن قلبك إلى الهروب، وظننت أن ذلك خير لك، لمّا رأيت تمكن المشايخ هنا من إظهار كذبك.
أيها المخذول، أما علمت أن مشايخ أهل السنة السلفيين شغلهم الشاغل بيان جهل وكذب أمثالك؟ أما علمت أنك لا وزن لك إذا ما قورنت بفطاحل أهل الشرك والوثنية؟ أما دريت أنه:
اذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فاهون مايمر به الوحولُ
فإن كنت يا محمود بعد كل هذه الردود - وأكاد أجزم أنك تتابعها - من الكبار والصغار، لا تزال على عنادك في الضلال، وسعيك في خذلان نفسك، وحرصك على النار كما يحرص أهل الملة المخلصين على الجنة، فيصدق عليك قول القائل:
عليّ نحت القوافي من معادنها ... وما عليّ اذا لم تفهم البقر
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 01:41 م]ـ
ومما قرأته , وأعجبني , بل ذكرني بالمبتدع الضال الهارب يوم أن رحبنا به في الملتقى واعتبرناه ضيفاً علينا , وأعطيناه حقّاً ـ فيما أظن ـ لم يعط لأحد قبله , ولكنه أبى إلا الطعن والسب علينا وعلى أئمتنا السلفيين رحمهم الله تعالى ,,,,,
وهو قول عمرو بن كلثوم التغلبي في إحدى أبيات معلقته:
نَزَلْتُم مَنْزِلَ الأَضْيافِ مِنَا - فأعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُونا
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة: أهل الحديث والأثر: بارك الله فيكم أجمعين:
قد رأيت مشاركتكم فأردت أن أدلو بدلوي وإن كنت لست من الشعر على علم، ولا أملك موهبته لكن رأيت في ذهني تلك الأبيات موصفا ما حدث على هيئة الأرجوزة الصغيرة فقلت:
قد أتانا مزمجرا ... فاتحا فاهه بالهدر
قائلا هل مبارز ... أو مناظرا لما ذُكر
هذا شيخنا الغماري ... كيف تصفوه بالهذر
قد رأيناه حجة ... في العلوم وفي النظر
...
ففرحنا مرحبين ... بالحبيب المنتظر
أنت أخ في الإله ... نتمنى لك الظفر
وأقمنا له رجل ... من الفنون على بصر
فإذا به انتفض ... ثم أرعد واستعر
ثم قال لي شروط ... كلها فيها نظر
فرفضناها قائلين ... إن هذا من الدور
فتنحنح وامتخط ... لستم أهلا للنظر
ثم ولى هاربا ... ناكصا وقد قُهر
...
قد ظنناك رجلا ... من بدعتك على خطر
فإذا أنت هرة ... تحكي صولة النمر
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 02:28 م]ـ
ومن جميل الشعر أيضاً مما قيل في المبتدع الهارب ,,,,
ماقاله يزيد بن الحكم الثقفي في ذم ذي الوجهين:
تملأت من غيظٍ عليّ فلم يزل - بك الغيظُ حتى كِدت بالغيظ تنشوي
وما بَرِحَتْ نفسٌ حسُود حسبتُها - تُذِيبُك حتى قيل هل أنت مُكْتوي
وقال النِّطَاسِيُّون إنكَ مُشْعَرٌ - سُلالاً ألا بل أنتَ مِنْ حَسَدٍ ذَوِي
جَمَعْتَ وَفُحشاً غِيبةً ونميمةً - خِصالاً ثلاثاً لَسْتَ عنها بِمُرْعَوي
أفُحْشاً وجُبناً واخْتِتاءً عن النَّدَى - كأنَّكَ أفعى كُدْيةٍ فَرَّ مُحْجَوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/207)
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 03:00 م]ـ
ويصدق على المعجبين به. قول الشاعر
لاتقنع بأول ما تراه فأول طالع فجر كذوب
أما رمي سعيد ممدوح أهل الحق والافتراء عليهم فيصدق فيه قول الشاعر
ان الرياح اذا اشتدت عواصفها فليس ترمي سوى العالي من الشجر
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[07 - 01 - 05, 03:02 م]ـ
ومن جميل الشعر مما ينزل في ممدوح في كذبه على المعلمي والألباني وغيرهما من أئمة أهل الحديث والأثر وقد أخذته ونزلت فيه ما يصدق على الرجل وقد قدمت في بعض مشاركاتي أن الرجل يتعاني الكذب في كتبه وقد جربت هذا منه، وفضحه أيضا فضيلة الشيخ الخراشي بارك الله فيه:
لي حيلة فيمن ينم ... وليس في ممدوح حيلة
من كان يخلق ما يقول ... فحيلتي فيه قليلة
وقول القائل:
لي حيلة في من ينم فإنني ... أطوي حديثي دونه وخطابي
لكنما ممدوح يخلق قوله ... ما حيلتي في المفتري الكذاب
وما مثل ممدوح ومثل ما أوقع نفسه فيه إلا كقول القائل
يصاب الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه ... وعثرته بالرجل تبرا على مهل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
بارك الله فيكم(39/208)
ابحث عن مسأله
ـ[حمد111]ــــــــ[05 - 01 - 05, 05:18 م]ـ
السلام عليكم
هذا اول موضوع لي
وهو البحث حول مسأله غريبه شيء ما
ماهي علاقه تربية الحمام مع عمل قوم لوط؟؟؟
مع العلم ان قوم لوط كانوا يربون الحمام وقد سبق ان قرأت ان العلاقه بين الأثنين من قديم
رجاء المساعده ولكم من الدعاء
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 12:18 ص]ـ
أهلا بك أخي الكريم وبالنسبة لما سألت عنه فإنه لا علاقة بين تربية الحمام وقوم لوط وإنما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة كأبي أمامة فروى ابن عساكر بسنده (تاريخ دمشق 50/ 321) عن أبي أمامة قال: كان في قوم لوطٍ عشر خصال يعرفون بها: لعب الحمام، ورمي البندق، والمكاء، والخذف في الأنداء، وتبسيط الشعر، وفرقعة العلك، وإسبال الإزار، وحبس الأقبية، وإتيان الرجال، والمنادمة على الشراب. وغيرهما من التابعين فعن مجاهد في قوله تعالى {وتأتون في ناديهم المنكر} قال: الصفير ولعب الحمام وحل أزرار القباء (ذكره ابن كثير في تفسيره).
ومن بعدهم كالثوري أن من صفات قوم لوط اللعب بالحمام فأخرج ابن أبي الدنيا عن الثوري قال سمعت أن اللعب بالحمام من عمل قوم لوط.
وهذا من سفههم- أقصد اللعب والالتهاء بالحمام- وليس تربية الحمام للأكل أو التجارة أو غير ذلك من المقاصد المباحة أو المشروعة- ولذا فإن من يضيع أوقاته بالانشغال باللعب بالحمام دون قصد صحيح من ذلك هو متشبه بخصلة من خصال قوم مذمومين لا أنه يوصف بأنه من قوم لوط أو يعمل عملهم الفاحش والذم في اتباع الحمام واللعب به قد ورد فيما رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة، فقال شيطان يتبع شيطانة، وقد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله
فاللعب به مكروه. لكن الكراهة كما قال البيهقي محمولة عند بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته والاشتغال به وارتقائه السطوح التي يشرف منها على بيوت الجيران وحرمهم.
هذا ما تيسر أخي الكريم في هذه العجالة ولعل مشايخنا الكرام في هذا المنتدى المبارك يفيدونك أكثر، والله أعلم بالصواب.(39/209)
كلام الامام الذهبي - رحمه الله - في الصحابي البدري مسطح بن أثاثة - رضي الله عنه -
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:29 م]ـ
قال الامام الذهبي - رحمه الله - في السير:
مسطح بن أثاثة
بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي المهاجري البدري المذكور في قصة الإفك.
كان فقيراً ينفق عليه أبو بكر.
ذكره بن سعد فقال كان قصيراً غائر العينين شثن الأصابع عاش ستاً وخمسين سنة.
قال وتوفي سنة أربع وثلاثين رضي الله عنه.
إياك يا جري أن تنظر إلى هذا البدري شزراً لهفوة بدت منه فإنها قد غفرت وهو من أهل الجنة وإياك يا رافضي أن تلوح بقذف أم المؤمنين بعد نزول النص في براءتها فتجب لك النار. اهـ(39/210)
طلب فتوى هام ما صورة الصيام الجماعي وماحكمه مدعوما بالأدلة وكلام العلماء المعتبرين؟
ـ[ابوورده]ــــــــ[06 - 01 - 05, 05:29 ص]ـ
ما صورة الصيام الجماعي وماحكمه مدعوما بالأدلة وكلام العلماء المعتبرين؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[06 - 01 - 05, 07:12 ص]ـ
سُئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
مارأيكم في تشجيع عامة الناس على صيام النافلة، وإقامة الفطور الجماعي؟
الجواب: أرى أنه لابأس به، لكن الأولى تركه؛ لأن الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ماكانوا يسلكون هذه الأساليب، فإذا رُغب الناس في صيام النفل بالقول فهو كاف عن ترغيبهم بالفعل.
اللقاء الستون من الباب المفتوح /سؤال رقم 1393.(39/211)
ما حكم وضع اللثام أثناء الصلاة
ـ[علي الشهري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 07:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العلي القدير أن يجزل لكم الأجر والمثوبة
هذه أول مشاركة لي في هذا الموقع المبارك بإذن الله تعالى
أخوتي الكرام سؤالي هو:
بعض الناس أثناء أدائه للصلاة يضع اللثام بغترة أو غيرها على فمه أو فمه وأنفه وخصوصاً في صلاة الفجر وأثناء اشتداد البرد.
فما حكم ذلك؟
أفيدوني أثابكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / علي الشهري
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 12:13 ص]ـ
يكره التلثم في الصلاة
لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه) رواه أبو داود باب [ما جاء في] السَّدل في الصلاة. حسنه لألباني ْ.
ولكن إذا كان هناك حاجة للتلثم فإنه يباح للحاجة
حيث أن هناك قاعدة أصولية قعدها أهل العلم
وهي أن المكروه عند الحاجة يباح.
والمكروه دون المحرم لأن فاعله لا يستحق العقاب ولهذا تبيحه الحاجة، والحاجة التي يستغني عنها الإنسان وإن كان محتاجاً إليها.
مثل: الحركة اليسيرة في الصلاة لغير مصلحتها تباح إذا احتاج إليها.
ـ[علي الشهري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي أبو عبد الرحمن شكر الله لك ورفع قدرك
وجعل ذلك في موازين حسناتك(39/212)
(علامات أهل البدع). . قراءة في مناظرة محمود سعيد ممدوح
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 07:47 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه وسلم،،
فإن لأهل البدع علامات ذكرها أهل العلم، وإن من حسنات تلك المناظرة التي سقط فيها هذا المبتدع محمود سعيد ممدوح ـ رده الله إلى جادة الحق ـ توافق تلك الصفات لأهل البدع في القديم والحديث، وسوف أنقل مواضع من رسالة الإمام السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت، وأشرت في نهايته إلى موضعه حتى تعم الفائدة، كما لم أُرد أن أعيد كلام ذلك الدعي بل تركته للإخوة حتى يقارنوا ويطبقوا هذه العلامات على ماذكر:
*من علامات أهل البدع عدم توثيق أقوالهم بأدلة من الكتاب والسنة.
قال رحمه الله (ص:100 - 101): ((فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقُبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف؛ علم أنّه محدث زائغ وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به، بل وتمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بيّن، وكتبهم عارية عن إسناد)).
*أهل البدع يتظاهرون بما لا يعتقدونه مكراً وكيداً ليخدعوا من يحسن بهم الظنّ.
قال -رحمه الله- (ص:122) عند حديثه عن الأشاعرة: ((وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقة ففي إثباتهم أن الله سبحانه استوى على العرش، ومن عقدهم: أن الله سبحانه لا يجوز أن يوصف بأنه في سماء، ولا في أرض، ولا على عرش، ولا فوق)).
*من علامات أهل البدع الطعن في علماء أهل السنة:
قال -رحمه الله- (ص:185): ((قال بعض سقاطهم: (ما بين شيوخ الحنابلة، وبين اليهود إلا خصلة واحدة) ولعمري إنّ بين الطائفتين خصلة واحدة، لكنها بخلاف ما تصوره الساقط، وتلك الخصلة أن الحنابلة على الإسلام والسنة، واليهود على الكفر والضلالة)).
*لا بأس من ذكر حال أهل البدع وشيء من ضلالهم للعوام حتى يحذروهم:
قال -رحمه الله- (ص:195): ((الفصل التاسع في ذكر شيء من أقوالهم ليقف العامّة عليها فينفروا عنهم ولا يقعوا في شباكهم)).
* لكل مبتدع نهاية يفتضح بها أمره مهما حاول التستر، بخلاف أهل الأثر.
قال -رحمه الله- (ص:195): ((ولكل مخالف للسنة وطريقة أهل الأثر ما يفتضح به عند التأمل، وأهل الأثر لا فضيحة عليهم عند محصل، لأنهم لم يحدثوا شيئاً وإنما تبعوا الأثر، ومن ادعى في الأثر فضيحة بعد الحكم بصحته، لم يكن مسلماً)).
*من مدح أهل البدع وعظمهم وقدرهم، وطعن على أهل السنة، فهو مبتدع وإن أظهر السنة والسلفية.
قال -رحمه الله- (ص:232): ((وها هنا بمكة معنا من شغله برواية الحديث أكثر وقته ويصيح أنه ليس بأشعري، ثم يقول: رأيت منهم أفاضل، ومَن التراب تحت رجله أفضل من خلق، وإذا قدم البلد رجل منهم قصده قاضياً لحقّه، وإذا دخله رجل من أصحابنا جانبه وحذر منه. وكلما ذكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيل لكنه بُلي بمن يكذب، وهذا مكر منه لا يحيق إلا به)).
أسأل الله العلي الكريم أن ينفع بمثل هذه الكلمات من مثل هذا الإمام المبارك، ((يراجع للإستزاده مقال عنوان: (منهج اهل السنة و الجماعة في الرد على أهل البدع) جمع:
خالد بن ضحوي الظفيري
13/ 12/1423هـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيّمة
ـ[المنتصر لله]ــــــــ[02 - 04 - 07, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن في الحقيقة ليس عندي خبر عن المناظرة التي تقصدها، فهو تناظر مع من؟ وأين؟
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[03 - 04 - 07, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيّمة ..
وحبذا لودللتنا على كيفية الحصول على هذه المناظره مكتوبه أومسموعه للفائدة وللحاجه ..(39/213)
من لطائف الأجوبة ... (للمشاركة).
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[06 - 01 - 05, 09:45 ص]ـ
هذا الموضوع مقتبس من موضوع الشيخ المسيطير .. نفع الله به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22822
وإكمالاً لموضوعه اللطيف غرائب الأسئلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14008
:
1- سُئل الشيخ /عبدالعزيز السدحان وفقه الله تعالى عن حكم الدش؟
فأجاب:
الدش دشان:
1 - دش في مكان النجاسة ويأتي بالطهارة، فحكمه على حسبه، الاستحباب او الوجوب او الاباحة.
2 - دش في مكان الطهارة ويأتي بالنجاسة، فحكمه التحريم.
2 - ومِن مَليح ما يُذْكَر هنا، بجامع الطرافة: أن فضيلة الشيخ (صفوت الشوادفي)، رئيس تحرير مجلة التوحيد المصرية الأسبق –رحمه الله تعالى- سُئِل في مجلس عام عَن حُكم النَّظَر إلى التلفاز؛ فقال: يجوز! فتعجب الحاضِرون مِن هذا الجواب، فتابع الشيخ قائلاً: إذا كان مُغلَقًا
3 - ويُحْكَى عن فضيلة الشيخ (عبد الحميد كشك) –رحمه الله تعالى- أنه قال:
للدخان (السجاير) ثلاث فوائد:
الأولى: أن المُدَخِّن لا يجرؤ اللصوص على اقتحام بيته!
الثانية: أن المُدَخِّن يجود بطعامه للآخَرين!
الثالثة: أن المُدَخِّن لا يتعرَّض للشيخوخة!!!
فكيف يكون ذلك؟!
قال الشيخ:
أما الأولى: فلأنه طوال الليل يَكُحُّ (يسعل) بشدة مِن جراء التَّدخين؛ فيسمع اللصوص صوته فيعلمون أنه مُستيقظ؛ فلا يتجرأون على اقتحام البيت!
وأما الثانية: فلأنه المُدَخِّن مِن كثرة التدخين لا تطيب نفسه للطعام؛ فيجود به للمُحتاجين!
وأما الثالثة [وهي أعجبهم]: فلأن المُدَخِّن يموت في شبابه فلا يشيخ!!
4 - ومِمَّا يُحْكَى عن علامة زمانه فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) –رحمه الله تعالى- أنه كان في مجلس مع سماحة الشيخ العلامة (عبد العزيز بن باز) –رحمه لله تعالى- فأبي الشيخ (ابن باز) إلا أن يترك إجابة الأسئلة للشيخ (ابن عثيمين)، ولما جاء السؤال الأخير اتفق أن كان الشيخ (ابن عثيمين) يُخالف الشيخ (ابن باز) في هذه المسألة! فقال الشيخ (ابن عثيمين): وخير ما نختم به المجلس جواب الشيخ (ابن باز) عن هذا السؤال الأخير، وترك الجواب للشيخ!
فلله درهم مِن قوم، كانوا نجومًا لأهل الأرض، عليهم شآبيب الرحمة.
5 - ومِمَّا تَطيب المجالس بذكره مِن عجائب حكايات السابقين، ما روي عَن (حاتم الأصم) –رحمه الله- أن امرأة سألته سؤالاً، فاتفق أن خَرَج مِنها صوتٌ وهي تسأل؛ فقال لها (حاتم) –حتى لا يُعَرِّضها للإحراج-: ارفعي صوتَكِ! مُوهِمًا إياها أنه لم يسمع فتواها، فضلاً عَن الصوت الذي خَرَج مِنها! فمن هُنا لُقِّبَ بـ "الأصم"؛ وليس به صَممُ! فلله دَرُّ هؤلاء الرِّجال، فانظر –رحمك الله- كيف لَصَقَت به هذه النقيصة –حتى موته- لِسُمُوِّ أخلاقه ونبلها.
6 - سئل عبدالله بن عبدالحميد بن منصور - حفظه الله - عن حكم تنظيم الأسرة
فقال: واجب!
فلما رآنا متعجبين قال للسائل:
يجب على الأسرة أن تكون منظمة، فالرجل يخرج للعمل والسعي في الرزق، والمرأة تجلس في البيت لتراعي زوجها وأولادها
والأولاد يذهبون إلى المدارس ويركزون في الدروس ... الخ
7 - لشيخ أشياخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف
وهو أكثر من رأيت تلطفا وتندرا وتبسطا مع العامة وطلبة العلم، حتى لا يكاد يجمعني به مجلس إلا وكان فيه شيء من هذا
وأذكر في أول زيارة لي إلى بيت الشيخ من فترة طويلة أنه قدم لي تمرا، فلما رآني لا آكل منه لانشغالي بالكلام معه
وفحص مكتبته العامرة
قال لي: كل. أم أن أكلي حرام؟
فقلت: لا يا شيخ بل هو حلال إن شاء الله
فقال الشيخ: خطأ. الجواب الصحيح أن أكلي حرام!
فتعجبت كثيرا، ومكثت فترة لا أفهم مراد الشيخ
ثم تبين لي أنه يعني بـ " أكله ": أن آكله هو، أي: آكل الشيخ!!
ولحم الآدمي حرام أكله!
8 - سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن زوج رضع من زوجته فهل تحرم عليه؟ فأجاب: إن كان هذا الزوج لا يزال في الحولين فتحرم عليه، وإن كان قد جاوز الحولين فلا تحرم!
9 - سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم التأمين على السيارة فأجاب: إن كان التأمين على السيارة بأن يقف عليها ويقول " آمين " فهذا جائز!
ـ[أبو المنذر المصرى]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضحك الله سنك أخى الكريم
ومن نافلة القول فى هذا الشأن، أن المزاح عند السؤال والفتية له ضوابطه:-
1 - معرفة حال السائل (وهذا غالباً ما يعلم بفراسة العالم)، إذ أن مِن الناس مَن به من حدة الطبع والمزاج ما قد يجد به على العالم وقد لا يأخذ بالفُتية، ومنهم من ليس به من حدة الذهن ما يمكنه من فهم مراد العالم.
2 - ألا يكثر العالم من ذلك، فيعُرَف به.
3 - ألا يُخصص المستفتى بالمزاح تعييناً إن كثر الحاضرون.
4 - مراعاة موضوع الفتية، إذ لو كانت فى تغليظ كراهة فعلٍ أو تحريمه، فإن المزاح يُسقِطُ الترهيب الواجب إفهامه للمستفتى.
5 - أن يخلو من فواحش الكلم ومستقبحه.
6 - الدراية بحال أهل المصر الذى قد ينزل به العالم، إذ تختلف العادات والأعراف من مصرٍ لآخر، فما يراه البعض تودداً قد يراه آخرون استهزاءاً.
وأقرأ إن شئت
(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)
الشاهد
من سُئل عن علمٍ أو فُتيةٍ فاستهزأ بمستفتيه فقد أصابه قول موسى عليه السلام، وبهذا قال كثير من أهل العلم، بعدم الجواز وإلا فإنه إذاً لمن الجاهلين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو المنذر المصرى(39/214)
هل يوجد حديث يمدح العمل في الخياطة وصيد السمك ?
ـ[محب الالباني]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم .. هل يوجد حديث في ما معناه ان من افضل المهن كسبا للحلال هي الخياطة وصيد السمك , او اي حديث يمدح العمل في الخياطة وصيد السمك ?
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر المصرى]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى
أما فضل الإشتغال بالخياطة للرجال، ففيه (عمل الأبرار من الرجال من أمتى الخياطة وعمل الأبرار من أمتى من النساء الغزل)
بهذا اللفظ رواه الخطيب، وهو حديث موضوع، كذا جاء فى بعض الطرق بلفظ (عمل الأبرار من الرجال الخياطة وعمل الأبرار من النساء الغزل)
وهو ضعيف وكل طرقه واهيه.
أما فضل العمل بصيد السمك، فلم أقف فيه على شئ، وإن كان الغالب أنه لا يصح شئ فى هذا الباب.
أما من جهة التكسب من صيد السمك، فالجمهور على جوازه، باستثناء بعض الحنفية الذين لم يجوزوا الصيد كحرفة، إلا أن الصحيح جوازه.
والله تعالى أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو المنذر المصرى
ـ[محب الالباني]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا شيخ وجزاك الله خير
وبيض الله وجهك ورفع قدرك(39/215)
فائدة من تفسير الامام السعدي - رحمه الله -
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:51 ص]ـ
قال الله تعالى:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب * ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد)
ذكر السعدي - رحمه الله - فيما ذكر:
وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد: إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه، الثانية: الرسوخ في العلم وهذا قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالما محققا، وعارفا مدققا، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علما وحالا وعملا الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله يقولون آمنا به كل من عند ربنا الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون، الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب، السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل. اهـ
أقول: اسأل الله العظيم أن يرزقني ويرزق مشرفي هذا المنتدى الكريم الرسوخ في العلم.(39/216)
حكم "النكتة" ....... وماصحة هذه الأحاديث؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 01 - 05, 11:15 ص]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له)) [رواه الترمذي ح 2315 وأبو داود ح 4990، الدارمي ح2702].
((إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم فإنه يقع فيها أبعد ما بين السماء والأرض)) [رواه أحمد ح10903].
سؤالي هو إن صحت الأحاديث هذه, هل يجوز للمسلم أن يحدث الناس بما نسميه اليوم ب"النكتة" ليضحك الناس؟ حتى وإن بدأ النكتة بقوله "افترضوا أن .... " أي لا يريد الكذب بل افتراض حادثة معينة ويضحك الناس بها!!!؟ للأسف النكت صارت شيئاً عاماً بيننا المسلمين وأعرف أنه حتى إن لم يكن فيه وعيد فكثرة المزاح ليست من سمات المسلم أصلا ..
أريد جواباً شافياً بارك الله فيكم ........
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 12:16 م]ـ
ما يحتج به المانعون هو ما ذكرتم من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويل للرجل يحدث بالكذب ليضحك الناس ويل له ويل له" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حديث حسن
وهذا إن كان يحدثهم بشيء حصل له، فاختلقه من أجل الإضحاك، فهذا هو المحظور.
أما النكتة: فالناس تعلم يقينا من طريق العرف أن هذا ليس صحيحا.
والشروط فيها هي ذات الشروط في أي كلام آخر:
أن لا يكون فاحشا
أن لا يكون فيه استهزاء بأقوام على حساب أقوام
أن لا تكون في شيء من الدين وخصوصا الجانب العقدي منها لا من قريب ولا من بعيد
والله أعلم
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[06 - 01 - 05, 05:44 م]ـ
تفضل جواب العلامة ابن باز رحمه الله
(س: ما حكم النكت في ديننا الإسلامي، وهل هي من لهو الحديث علما بأنها ليست استهزاء بالدين أفتونا مأجورين؟
ج: التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد. والله ولي التوفيق.
نشرت بالمجلة العربية في باب فاسألوا أهل الذكر.(39/217)
من اشتهر بطول الصلاة من العلماء المعاصرين!!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 11:47 ص]ـ
هذا الموضوع في ظني أنه يشحذ الهمم للجمع بين التعبد والعلم وأن أهل العلم هو أهل العبادة
ومن المعاصرين
1 - العلامة حامد الفقي رحمه الله
2 - العلامة ابن سعدي رحمه الله
ذكره الشيخ بكر في أحد مقدماته على بعض الكتب
والله أعلم
فهل من مزيد؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:12 م]ـ
ومنهم:
1. الشيخ أحمد الحواشي، ومن كلام الشيخ ابن عثيمين عنه: رحل السلف وتركوا هذا، أو بما معناه.
2. الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة في الأردن / عمان / وقد كان الشيخ الألباني يحب الصلاة وراءه في الجمعة والتراويح بل والفجر، ولم يصلِّ قط خلف الألباني، بل كان شيخنا الألباني دائما يقدمه للصلاة، وهو يطيل حتى في الصلاة السرية.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:28 م]ـ
وممن كان يطيلها:
ـ شيخنا محمد العثيمين رحمه الله .. يعرف ذلك عنه كل من رأى صلاته أو سمع عنها.
ـ جدي الشيخ محمد بن صالح المقبل ـ وكان قد تولى القضاء قرابة خمسين سنة ـ في الجنوب (نجران،القنفذة)،والشمال (عقلة ابن جبرين من قرى حائل)،وفي بلده (المذنب) إحدى محافظات القصيم أكثر من مرة.
وهو من المعمرين فقد ولد سنة 1306هـ (قبل الشيخ ابن سعدي ابن سنة)،وتوفي في 17/محرم/1402هـ .. وهو من طلاب الشيخ عمر بن سليم،عالم بريدة في زمانه،وقد أثر فيه كثيراً.
وله أخبار في طول الصلاة غريبة،لو ذكرت بعضها لطال العجب منها،ولا يمنعني إلا أنني أتحدث عن جدي ..
كما له أخبار في الاحتساب على بعض الأمراء مشهورة ثبتت عندي بالأسانيد الصحاح،حدثني بها أعمامي الذين حضروا تلك المواقف،وقد كنت حينها طفلاً (10سنوات) تقريباً،ولا زلت أذكر لحيته المخضوبة بالحناء ـ رحمه الله ـ كأنني أراه الآن ..
(وقد قرأت عليه بعض آيات القرآن،فأخطأت فكاد أن ... فوليت هارباً مستغلاً كبر سنه وثقل سمعه!!)
فيا أهل الحديث: هل يصير جدي من شيوخي،وقد قرأت ثم هربت؟!! [أذكر هذا من باب الدعابة]
ولما مات رؤيت له منامات حسنة .. رحمه الله وجميع أموات المسلمين .. وحمعنا بهم في دار كرامته.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:51 م]ـ
الشيخ محمد تقي الدين الهلالي كما قرأت في ترجمته، فقد عرضت عليه إمامة المسجد النبوي، فاشترط بأن يسبح في الركوع والسجود عشر تسبيحات، فلم يوافق الملك عبدالعزيز .. وهكذا جاء في ترجمته:
" ... ومر بالشيخ رشيد رضا بمصر فكتب معه كتاباً للملك عبد العزيز رحمه الله يشير عليه بإقامة الشيخ تقي الدين لديه، فأراد الملك رحمه الله أن يوليه الإمامة في المسجد النبوي ولكنه اشترط أن يؤدي الصلاة على نحو عشر تسبيحات في الركوع والسجود فاعتبر ذلك تطويلاً، فعين مراقباً للدروس في الحرم النبوي، وعين زميله الشيخ عبد الرزاق حمزة إماماً (انظر: ترجمته)، ولكن الشيخ عبد الرزاق كان ينيبه عنه في بعض الصلوات، خاصة في صلاة الصبح ... ".
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[07 - 01 - 05, 12:20 ص]ـ
هل يوافقني الأخوان أن الحواشي - حفظه الله - أشدهم تطويلاً؟ رغم أني لم أصل خلف السعدي أو الفقي لك لا أدري لماذا يروادني هذا الشعور! , وسكان خميس مشيط ومن صلى خلف الشيخ يعرفون ما أرمي إليه (إبتسامه).
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
وفي مصر ليس أحد أطول صلاة من الشيخ العابد بقية الزهاد أسامة بن عبد العظيم فقد يصلي العشاء في ساعتين ناهيكم عن التراويح , ونحوه تلميذه محمد الدبيسي وقريب منهما أبو ذر القلموني حفظهم الله.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
والد شيخ محمد مختار الشنقيطي المدرس في الجامعة الاسلامية
اعجوبة
لقد سمعت الشيخ مختار في احد محاضراته يحكي عن والده
شئ عجيبا لم نسمع الا من السلف
ولكن لا اريد ان اكتب حتي اتأكد لعلي سمعته خطأ
ـ[أبو زياد السلفى]ــــــــ[07 - 01 - 05, 03:17 ص]ـ
سؤال متعلق بما ذكره الأخ الشيخ الحنبلى السلفى ,
هل هذا كان هدى النبى عليه السلام أو هدى أحد من الصحابة رضى الله عنهم
أرجو التوضيح و جزاكم الله خيرا.
ـ[الاستاذ]ــــــــ[07 - 01 - 05, 03:51 ص]ـ
أخي أبو زياد
ولما وجهت السؤال الى الأخ الحنبلى السلفى بالذات دون بقية الأخوة المشاركين؟
ـ[أبو حبيب المديني]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:42 ص]ـ
حدثني من أثق به أن الشيخ أسامة عبدالعظيم صلى بهم في قيام رمضان و قرأ ستة أجزاء في ليله واحدة!!!
أخوكم
أبو حبيب
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 01:06 م]ـ
الشيخ عمر المقبل حفظه الله ..
أمّا جدُّك الشيخ محمد أنزل الله عليه في قبره شآبيب الرحمة فهو علامةٌ بارزة وسيرة عاطرة لا يزال يذكرها كبار السن عندنا في حائل.
وقد جمعت عنه شيئاً من ذلك .. يا أخي والله زاد حبي لك بحبي لجدك في الله ..
في الأسبوع الماضي زرت أحد كبار السن (الإخوان) في عقلة بن جبرين ولد سنة 1337هـ - وكثيراً ما أجلس معه - ولا يزال يعصب رأسه بعمامة الإخوان وقد حدثني بطرف يسير عن جدك رحمه الله.
ولو سمح لك الوقت فتزورني في حائل لأريك من عاصر جدك وحفظ قصصه قبل أن يخطفهم الموت (فهم ندرة)، فحيّا هلاً بكَ وبمن معك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/218)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[07 - 01 - 05, 02:33 م]ـ
وفي مصر ليس أحد أطول صلاة من الشيخ العابد بقية الزهاد أسامة بن عبد العظيم فقد يصلي العشاء في ساعتين.
و الله إني أحب فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد العظيم -بارك الله فيه و في علمه-في الله حبا جما لما سمعت عنه من الورع و التقى و الزهد في الدنيا و العلم الكبير و قد علم أجيالا متلاحقة
ولكن هذا الفعل خالف فيه الشيخ هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و ننكره
و مع ذلك يبقى الشيخ في مكانته في قلوبنا و يقى تعظيمنا له و حبنا له
و أذكر أن أحد الناس عندنا تأثر بالشيخ في هذه النقطه و مسجده مسجد السنة الوحيد في المنطقة و المساجد التي حوله مساجد أضرحة فصلى بالناس يوما في العشاء بالبقرة فخرج العوام من الصلاة وانصرفوا
و لكن السؤال إلى أين انصرفوا؟
وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عباد الله إن منكم منفرين من صلى بالناس فليخفف
و أنا أعلم أن هذا الكلام يغضب محبي الشيخ لكنها الأمانة و الدين و السنة
و الحمد لله رب العالمين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إلى الشيخين الفاضلين عمر وابو ابراهيم حفظها الله
عندي تعليق (يمكن أن يقال عنه سخيف) فإن كان كذلك فما عليكما الا مطالبة المشرف بحذفه
أقول
إذا أهل حائل أثنوا على رجل من أهل القصيم فتمسك به
فإنه لايكون إلا حقا
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 10:25 م]ـ
الشيخ أسامة عبد العظيم ومحد الدبيسي وأبوذر القلموني.لا سيما الدبيسي فمن حضر درسه من الأخوه حكى أن الدرس يكون بعد العشاء يبدأ الدرس الساعة 11 بعد إنتهاء الصلاة.
وللأخ السائل عن إن كان ذلك من السنة أم لا فأين هو من صلاة داود والرسول عليهما السلام وكذلك ابو بكر وعثمان وغيرهم الكثير.
اللهم تقبل منا ومنهم.
جزاكم الله كل خير زأسألكم الدعاء بالعلم والثبات.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:04 ص]ـ
أخي الكريم أبو داود الكناني ..
رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ..
كلامك سديد، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الأثر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)، أخرجه البخاري ومسلم.
وجزاكم الله خيرا، وبارك فيك وفي الشيخ حفظه الله ..
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:09 ص]ـ
ااشيخ أحمد الحواشي حفظه الله صليت خلف الشيخ مرات عديده عندما أذهب لزيارة خميس مشيط
ففي صلاة التراويح يبدأ الساعة السابعة مساء وينتهى الساعة الحادية عشرا
أما صلاة القيام فيبدأ الثانية عشرا وينتهى الرابعة صباحا
وختم القرآن الكريم هذه السنة أربعة ختمات وعليها
ويقال أن ابن عثيمين قال عندما صلى خلفه (جئنا نعلمكم العلم فعلمتونا الصلاة)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:02 ص]ـ
مسجد عباد الرحمن الذي يصلي فيه الشيخ أسامة عبد العظيم ليس مسجدا مطروقا
يعني ليس على طريق المسلمين، بل هو في حارة عميقة في منطقة التونسي
من الإمام الشافعي، وكل العوام في المنطقة لا يصلون في هذا المسجد لأنهم
يعرفون أن هذا المسجد يطيل، وهذا ليس خطأ لأن المنطقة مليئة بالمساجد
التي تخفف، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على المسجد الذي يؤمه
المسلمون في المنطقة ولا مسجد سواه ...
ولا يدخل هذا المسجد عابر سبيل أبدا كما بينت، أما من دخله ممن يريد
التجربة ففوجئ بالحقيقة فليس ذنب الشيخ ... كما أن الشيخ يؤذن العشاء
في الوقت ولكنه يؤخر الإقامة جدا، فمن دخل المسجد بعد الأذان لا بد أن
يعرف أن هناك نظاما غير عادي ... أما العوام الذي دخلوا وصلوا ممن
ذكرهم الأخ الكناني فلا يمكن أن يكونوا حجة في نقض سنة من سنن النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تأخير صلاة العشاء وإطالة الصلاة ... فماذا يضر
المسلمين لو كان في مصر كلها مسجد واحد يطيل الصلاة، بينما كل مساجد
مصر يصلون كنقر الديوك!!! فتأملوا ...
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:13 ص]ـ
الشيخ الفاضل الكريم رضا صمدي ..
بارك الله فيك، وجمعنا وإياك في الجنة ..
المشكلة تكمن في تقليد محبي الشيخ له في مساجد أخرى، واعتماد ذلك مذهبا بطريقة ما أظنها ترضي الشيخ، وكما أننا لا نحب أن تكون الصلاة في المساجد كنقر الديوك، أيضا لا نحب أن تكون المساجد - لا سيما مساجد السنة - منفرة للعوام، فالاعتدال مطلوب، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا، وفضلا راجع الخاص، وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:51 ص]ـ
أحبتي الكرام: سلام الله عليكم
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (من كان منكم مستنا، فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد، أبرُ هذه الأمة قلوبا، وأعمقُها علما، وأقلُها تكلفا، قوم اختارهم الله لإقامة دينه، وصحبة نبيه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم)). أو كما ورد.
والمؤمن يحرص على نفسه قبل ذكر غيره،ويشحذ همته فيمن سلف وكان .. !.
واخيرا: (و لكل وجهة هو موليها ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/219)
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:19 ص]ـ
قال عليه الصلاة والسلام [إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة فإن فيهم الكبير وفيهم الضعيف وإذا
قام وحده فليطل صلاته ما شاء] رواه مسلم وغيره
والأحاديث في هذا الباب كثر
أخانا الحبيب صمدي:
قولك:
مسجد عباد الرحمن الذي يصلي فيه الشيخ أسامة عبد العظيم ليس مسجدا مطروقا
يعني ليس على طريق المسلمين، بل هو في حارة عميقة في منطقة التونسي
من الإمام الشافعي، وكل العوام في المنطقة لا يصلون في هذا المسجد لأنهم
يعرفون أن هذا المسجد يطيل، وهذا ليس خطأ لأن المنطقة مليئة بالمساجد
التي تخفف
وقولك:
ولا يدخل هذا المسجد عابر سبيل أبدا كما بينت، أما من دخله ممن يريد
التجربة ففوجئ بالحقيقة فليس ذنب الشيخ ... كما أن الشيخ يؤذن العشاء
في الوقت ولكنه يؤخر الإقامة جدا، فمن دخل المسجد بعد الأذان لا بد أن
يعرف أن هناك نظاما غير عادي ...
هذا كله لا يسوغ المخالفة للأحاديث الصحيحة الصريحة في الأمر بالتخفيف
أما أطالته عليه الصلاة والسلام في بعض الأحايين فلبيان الجواز
وقولك بارك الله فيك:
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على المسجد الذي يؤمه
المسلمون في المنطقة ولا مسجد سواه ...
التخصيص يحتاج إلى دليل. . . أليس كذلك؟
وقولك أخي:
أما العوام الذي دخلوا وصلوا ممن
ذكرهم الأخ الكناني فلا يمكن أن يكونوا حجة في نقض سنة من سنن النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تأخير صلاة العشاء وإطالة الصلاة ... فماذا يضر
المسلمين لو كان في مصر كلها مسجد واحد يطيل الصلاة، بينما كل مساجد
مصر يصلون كنقر الديوك!!! فتأملوا ...
صدقت أخي. . العوام ليسوا حجة. . ولكن:
تأخير صلاة العشاء شيء والإطالة شيء آخر فلا علاقة بينهما والحديث عن الإطالة
والسنة في هذا كما أعلمه أن يفعل كفعله صلى الله عليه وسلم فيخفف على الدوام ويطيل في
بعض الأحايين أما أن تكون الإطالة هي ديدنه حتى يعرف المسجد بهذا فتلك مخالفة صريحة
وقولك غفر الله لنا ولك:
بينما كل مساجد
مصر يصلون كنقر الديوك!!! فتأملوا ...
تعميم في غير محله نربأ بك عنه
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:37 ص]ـ
أتا لالأشك في مخالفة الشيخ الفاضل للهدي النبوي الشريف في هذه المسألة ولعل له تأويلا في ذلك سدده الله ,لكن إنما كتبت هذا لتعلقه بالموضوع فحسب لا للإقرار.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 03:38 ص]ـ
الأخ المكرم سليمان المرزوقي سدده الله ...
قولك إن الأصل التخفيف والتطويل لبيان الجواز لا نخالفك فيه إن شاء الله ولكن
تطويل الشيخ أسامة يعتبر تخفيفا بمقاييس السنة ... فاعتبر أولا أن الشيخ
لا يطيل إلا في صلاة العشاء والفجر، ويطيلها بما ورد في السنة، كقراءة
سورة النحل وهود والأعراف وأحيانا بعض سورة البقرة أو آل عمران، وهذا
كله ورد مثله في سنة النبي والصحابة مكررا، وحديث النبي: من أم بالناس
فليخفف .. يفهم مع سياق الأحاديث الأخرى كتطويله في قيام الليل في حديث
حذيفة، فدل على أن ما صلاه الرسول صلى الله عليه وسلم منفردا في بيته
في تلك الليلة هو التطويل، فيكون قراءة ستة أجزاء في ركعة واحدة تطويلا
ويكون ما صلاه الرسول صلى الله عليه وسلم دون ذلك تخفيفا، لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم أمر بالتخفيف في حق الإمام، فلم يكن ليأمر بأمر ويخالفه،
فدل على أن ما فعله كله تخفيف، ولكن على مراتب ...
فاين هذا مما يفعله العوام وجعلناه معيارا ...
والعوام الذين ينفرون من التطويل يحتاجون للتفهيم لا أن نغير معالم السنة
لسواد عيون العوام ... ومعروف بل متواتر أن مسجد الشيخ أسامة يكتظ
بالمصلين، ومن العوام أيضا ... وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[09 - 01 - 05, 09:17 ص]ـ
هناك شريط طرق هذا الموضوع ..
من أخبار الصاحلين المعاصرين .. ماتع جداً ..
- وممن يُذكر في ذلك .. الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله ..
- غريب ألا يذكر ابن باز رحمه الله .. وهو من أشهرهم .. ولا يخفى ما ذكره بعض تلامذته عنه حتى في السفر من طول صلاته .. في سفرهم إلى الطائف ..
- و من المعاصرين أيضا .. الشيخ محمد المرجي حفظه الله ببلدة القرين بالقصيم .. وزوجه خالة لوالدتي رحمها الله .. فيذكر لي ابنه عن اجتهاده في طول القيام عجباً ..
وقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إذا استفتي وعرف أنهم من القرين قال عندكم محمد بن مرجي ..
وله أخبار عجيبة أخذتها من ابنه .. ومما يتميز به سعة اطلاعه .. وحبه الشديد لكتب الشيخ ابن سعدي رحمه الله حتى لا يكاد يترك الاستشهاد بآرائه ..
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[09 - 01 - 05, 10:49 ص]ـ
الحمد لله وصلى اله وسلم وبارك على رسول الله .... وبعد
فمن خلال مطالعة صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم تبين أن خلاصة القول تكاد تكون أنها قريبة من السواء في قراءتها وركوعها وسجودها ... فبقدر ما تقرأ في الركعة يكون الركوع والقيام بعده والسجود مثلها زمناً ً ... وهذا مفهوم السواء في صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
فما رأي مشايخنا الأفاضل في ذلك ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/220)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:34 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن عبدالبر
لمن الشريط بارك الله فيك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:12 م]ـ
بارك الله فيك يابن وهب وجزاك خيراً ..
لعل لكلامك هذا جذور عائلية (ابتسامة) ..
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:19 ص]ـ
أخانا الحبيب صمدي / جعلك الله مباركا أينما كنت
قولك:
فاعتبر أولا أن الشيخ
لا يطيل إلا في صلاة العشاء والفجر، ويطيلها بما ورد في السنة، كقراءة
سورة النحل وهود والأعراف وأحيانا بعض سورة البقرة أو آل عمران، وهذا
كله ورد مثله في سنة النبي والصحابة مكررا،
أولا: صلاة العشاء هي مدار حديث معاذ رضي الله عنه
ثانيا: الإطالة الواردة في السور التي ذكرت ليست هي الأصل بل كانت أحيانا هذا من جانب ومن
الجانب الآخر هي فعله عليه الصلاة والسلام أما قوله وأمره لمعاذ فالتخفيف وكما تعلم وفقنا الله
وإياك للصواب القول مقدم على الفعل لأن الفعل يحتمل الخصوصية والقول موجه للأمة
قولك وفقنا الله وإياك:
وحديث النبي: من أم بالناس
فليخفف .. يفهم مع سياق الأحاديث الأخرى كتطويله في قيام الليل في حديث
حذيفة، فدل على أن ما صلاه الرسول صلى الله عليه وسلم منفردا في بيته
في تلك الليلة هو التطويل، فيكون قراءة ستة أجزاء في ركعة واحدة تطويلا
ويكون ما صلاه الرسول صلى الله عليه وسلم دون ذلك تخفيفا، لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم أمر بالتخفيف في حق الإمام، فلم يكن ليأمر بأمر ويخالفه،
فدل على أن ما فعله كله تخفيف، ولكن على مراتب ...
هذا الفهم الذي يفهم من سياق الأحاديث مخالف لمنطوق الحديث حيث ورد في الحديث قوله
عليه الصلاة والسلام [أتريد أن تكون فتان يامعاذ؟ إذا أممت الناس فاقرأ بـ الشمس وضحاها. .
سبح باسم ربك الأعلى. . والليل إذا يغشى] وعند أحمد [ونحوهما].
فلا يصح منك ان تحمل الحديث على هذا المفهوم وفيه نص صريح بتحديد التخفيف المطلوب.
قولك بارك الله فيك:
فلم يكن ليأمر بأمر ويخالفه،
هذا حق ولكن للنبي عليه الصلاة والسلام خصوصيات ليست لغيره وكما تعلم قد يترك العمل
خشية أن يفرض على الأمة كما في حديث قيام الليل في رمضان وقد يعمل العمل وينهى عنه
لعلمه أن الأمة لا تطيق ذلك كما في حديث المواصلة في الصيام وقد يأمر بالعمل ولا يفعله كما في
الأذان وصيام الست من شوال. . ومن هذا نعلم أن الأمة مطالبة بالاقتداء به عليه الصلاة والسلام
ولكن إذا تعارض فعله وقوله فنقدم القول على الفعل لأنه كما أسلفت القول موجه للأمة ومقصودة به
والفعل يحتمل الخصوصية.
هذا ما أعلمه وأشكرك على حسن محاورتك واتساع صدرك وزاد الله علما من استدرك علي أو صحح
خطأ أو أبان لبسا
والله تعالى أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:52 ص]ـ
للفائدة
قال ابن القيم
(وأما المداومة فيها على قراءة قِصار المفصل دائماً، فهو فعلُ مروان بن الحكم، ولهذا أنكر عليه زيدُ بن ثابت، وقال: مَالَكَ تقرأ في المغرب بقصار المفصَّل؟! وقد رأيتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطُوليين. قال: قلت: وما طُولى الطوليين؟ قال: (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن.
وذكر النَّسائي عن عائشة رضي اللّه عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين.
فالمحافظة فيها على الآية القصيرة، والسورةِ من قِصار المفُصَّل خلافُ السنة، وهو فعل مروان بن الحكم.
وأما العشاء الآخرة، فقرأ فيها صلى الله عليه وسلم بـ (التين والزيتون) ووقَّت لمعاذ فيها بـ (الشمس وضحاها) و (سبِّح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) ونحوها، وأنكر عليه قراءتَه فيها بـ (البقرة) بعدما صلَّى معه، ثم ذهب إلى بني عمرو بن عوف، فأعادها لهم بعدما مضى من الليل ما شاء اللّه، وقرأ بهم بـ (البقرة) ولهذا قال له: ((أفتان أنت يا معاذ)) فتعلق النَّقَّارون بهذه الكلمة، ولم يلتفِتوا إلى ما قبلها ولا ما بعدها.
وأما الجمعةُ، فكان يقرأ فيها بسورتي (الجمعة) و (المنافقين) كَامِلَتَينِ و (سورة سبِّح) و (الغاشية).
وأما الاقتصار على قراءة أواخر السورتين من (يا أيها الذين آمنوا) إلى آخرها، فلم يفعله قطُّ، وهو مخالف لهديه الذي كان يُحافظ عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/221)
وأما قراءته في الأعياد، فتارة كان يقرأ سورتي (ق) و (اقتربت) كاملتين، وتارة سورتي (سبِّح) و (الغاشية) وهذا هو الهدي الذي استمر صلى الله عليه وسلم إلى أن لقي اللَّهَ عز وجل، لم ينسخه شيء.
ولهذا أخذ به خلفاؤه الراشدون من بعده، فقرأ أبو بكر رضي الله عنه في الفجر بسورة (البقرة) حتى سلَّم منها قريباً من طلوع الشمس، فقالوا: يا خليفَة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ كادت الشمسُ تطلعُ، فقال: لو طلَعت لم تجدنا غافلين.
وكان عمر رضي اللّه عنه يقرأ فيها بـ (يوسف) و (النحل) و بـ (هود) و (بني إسرائيل) ونحوها من السور، ولو كان تطويلُه صلى الله عليه وسلم منسوخاً لم يخفَ على خلفائه الراشدين، وَيَطَّلعْ عليه النَّقَّارون.
وأما الحديث الذي رواه مسلم في ((صحيحه)) عن جابر بن سَمُرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر {ق والقرآنِ المجيد} [ق: 1] وكانت صلاته بعد تخفيفاً فالمراد بقوله ((بعدُ)) أي: بعد الفجر، أي: إنه كان يطيل قراءة الفجر أكثر من غيرها، وصلاته بعدها تخفيفاً. ويدل على ذلك قولُ أم الفضل وقد سمعت ابن عباس يقرأ و (المرسلات عرفاً) فقالت: يا بني لقد ذَكَّرْتَنِي بقراءة هذه السورة، إنها لآخِرُ ما سمعتُ من رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب فهذا في آخر الأمر.
وأيضاً فإن قوله: وكانت صلاته ((بعدُ)) غايةٌ قد حذف ما هي مضافة إليه، فلا يجوز إضمارُ ما لا يدل عليه السياقُ، وترك إضمار ما يقتضيه السياقُ، والسياقُ إنما يقتضي أن صلاته بعد الفجر كانت تخفيفاً، ولا يقتضي أن صلاتَه كلَّها بعد ذلك اليوم كانت تخفيفاً، هذا ما لا يدل عليه اللفظ، ولو كان هو المرادَ، لم يخف على خلفائه الراشدين، فيتمسكون بالمنسوخ، ويدعون الناسخ.
وأمّا قولُه صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّكُم أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُخَفِّفْ)) وقول أنس رضي اللّه عنه: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً في تَمامٍ فالتخفيف أمر نسبي يَرْجِحُ إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وواظب عليه، لا إلى شهوة المأمومين، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأمرهم بأمر، ثم يُخالفه، وقد عَلمَ أن من ورائه الكبيرَ والضعيفَ وذَا الحاجة، فالذي فعله هو التخفيفُ الذي أمرَ به، فإَنه كان يُمكن أن تكون صلاتُه أطولَ منِ ذلك بأضعاف مضاعفة، فهي خفيفةٌ بالنسبة إلى أطول منها، وهديُه الذي كان واظب عليه هو الحاكمُ على كل ما تنازع فيه المتنازعون، ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان رسولُ اللّه يأمرنا بالتخفيف ويؤمُّنا بـ (الصافات) فالقراءة بـ (الصافات) من التخفيف الذي كان يأمر به، واللّه أعلم.
)
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:59 ص]ـ
أخانا الحبيب / الحنبلي السلفي
جعلنا الله وإياك ممن اتبع الهدى وسار على طريق المصطفى
قولك:
أتا لالأشك في مخالفة الشيخ الفاضل للهدي النبوي الشريف في هذه المسألة ولعل له
تأويلا في ذلك سدده الله ,لكن إنما كتبت هذا لتعلقه بالموضوع فحسب لا للإقرار.
أنا لا أعلم عن الشيخ إلا الخير ونحبه في الله ولا أتحدث عن شخصه الكريم ولكن العلماء منارات
وقدوات وليسوا معصومين فمن خالف في أمر سواء بتأويل أو غيره وجب علينا بيانه مع إجلالنا لهم
وحملهم على أحسن المحامل والتماس العذر لهم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم أبو إبراهيم: شكر الله لك مداخلتك اللطيفة،وغفر الله لي ولك وللجد ولجميع إخواننا المسلمين.
سأرسل لكم رسالة عبر البريد الخاص بكم،آمل الاطلاع عليها.
أما أنت أخي ابن وهب ... فلا لأقول إلا ...
غفر الله لك،ورحمك،وجمعني بك مع من نحبهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،وحسن أولئك رفيقاً،،
أضحك الله سنك .. (ولا تعود له)!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:07 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن عبدالبر
لمن الشريط بارك الله فيك
الشريط يا أخي لعبد السلام العييري
وفيه مقدمة صوتية للشيخ ناصر العمر حفظه الله ..
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 12:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال د. عبد الكريم عثمان في "معالم الثقافة الإسلامية" ص 450 متحدثا عن الشيخ رشيد رضا
" وكان مع تحصيله للعلم يأخذ نفسه بالسلوك الصالح والعبادة الخالصة، بما فيها قيام الليل معظم الأيام حتى كانت والدته تقول " إنني منذ كبر رشيد ما رأيته نائما، فإنه ينام بعدنا ويقوم قبلنا" كما كان يحرص على الاعتكاف في شهر رمضان، حتى صار مثلا عاليا في الطهر والتقى والعلم، نقي المظهر والمخبر معدّا خير إعداد لأداء رسالته العظيمة في بلده ثم في العالم الإسلامي الفسيح" اهـ.
ـ[السلامي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:37 م]ـ
وكذلك شيخنا محمد الصالح المنصور البردي كنت إذا خرجت من الكلية أصلي في مسجده فبعد الصلاة أراه يطيل صلاة النافلة جدا رحمة الله تعالى وللشيخ سلمان العودة مقال مفيد عنه
وكذلك ماروي عن رئيس علماء القصيم على الإطلاق فضيلة الشيخ عمر بن سليم فقد كان عجبا مات رحمه الله ولم يخلف أثرا مكتوبا فنسيه جيل اليوم إلا من بعض العارفين رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/222)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:42 م]ـ
أنا ظننت أن الموضوع كتب لمعرفة من يطيل صلاة الفريضة
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[02 - 09 - 06, 08:13 م]ـ
أنا أرفع الموضوع للتذكير بدخول رمضان لا للجدال , فتنبهوا يا أخوة , و جزاكم الله خيرا
ـ[الداودي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 08:21 م]ـ
خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 08:49 م]ـ
ممن صليت خلفه الشيخ الحواشي، وصلاته طويلة جدا، وهو كثير الخشوع.
وممن رأيته يؤدي السنة بطول واضح الشيخ الزاهد خالد الهويسين
ـ[نوح الحمداني]ــــــــ[02 - 09 - 06, 08:53 م]ـ
بينما كل مساجد
مصر يصلون كنقر الديوك!!!.
ما هذا التعميم الغريب غفر الله لك؟
أهكذا بكل بساطة صارت كل مساجد مصر تصلي نقرا كالديوك؟
يبدو أن ضابط الطمأنينة عندك غير متضح ..
أرجو من الإخوة الفضلاء والمشايخ الكرماء في هذا المنتدى المبارك أن يوضحوا لنا ضابط الطمأنينة حتى لا يلتبس على البعض الفرق بين التخفيف والنقر ..
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:45 م]ـ
ومن عباد هذا الزمان الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي فقد ذكر عنه انه يصلي من العشاء الى الفج كل ليلة كما ذكر ذلك حارس مزرعته الخاص
وذكر الشيخ نحو ذلك عن والده انه كان ربما ختم القران في ركة واحدة يبدا بعد العشاء فلا ياتي السحر والا وقد انتهى والله اعلم
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:49 م]ـ
أخي الكريم الحمداني حفظك الله
الشيخ الفاضل رضا صمدي هو من طلاب العلم المعروفين هنا في الملتقى , و الشيخ لا يقصد أن كل مصر يخففون الصلاة و لكن يقصد الأعم الأغلب كما هو مشاهد و لا يخفى على أحد , و جزاك الله خيرا
ـ[نوح الحمداني]ــــــــ[02 - 09 - 06, 11:54 م]ـ
بوركت أخي الفاضل محمد قنديل
والأحرى بذوي القدر ألا يتسرعوا بالتعميم وأن يتحروا ألفاظهم , فأخطاء الكبار كبار
وجزاكم الله جميعا خير الجزاء
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 09 - 06, 12:21 ص]ـ
الشيخ الحواشي في احدى ليالي رمضان في صلاة التراويح
صلى ركعتين من الساعة التاسعة حتى الساعة الثانية وقد قرأ في
هاتين الركعتين حوالي عشرة أجزاء
وفي رمضان العام المنصرم ختم القرآن 8 مرات
وقد كانت صلاته في رمضان على النحو التالي:
من الساعة 8.30 الى الساعة 10.30 يصلي التراويح
وفي العشر الأواخر يصلي من 8.30 الى 10.30صلاة التراويح
ومن 12.00 الى 4.30 يصلي القيام
أما في الثلاث السنوات الأخيرة فصلاته على النحو التالي:
في العشرين الأول يصلي التراويح من 8.30 الى 1.30
وفي العشر الأواخر يصل التراويح بالقيام فيصلي من 8.30 الى 4.30
وحتى لا يظن أحد أني أبالغ أو أن اسنادي نازل مظلم مليء بالمجاهيل
أخبركم أني من سكان مدينة الشيخ وبيني وبين مسجد الشيخ كيلوان فقط
وقد حرمتنا ذنوبنا في أداء صلاة التراويح والقيام مع هذا الشيخ الفاضل حتى لايظن بي
أني أصلي معه ولكن أخبرتكم بأشياء وقفت بنفسي عليها
وللشيخ كتاب طبع منه مايزيد على 200.000 نسخه في الرد على شبه النقارين
واسم هذا الكتاب ((قرة عيون الموحدين في الصلاة الخاشعة والوقوف بين يدي رب العالمين))
وله شريط جميل اسمه ((المسجد يتحدى مستشفيات العالم))
وهذه بعض أشرطة الشيخ:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=311
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[03 - 09 - 06, 01:12 ص]ـ
أما في الثلاث السنوات الأخيرة فصلاته على النحو التالي:
في العشرين الأول يصلي التراويح من 8.30 الى 1.30
وفي العشر الأواخر يصل التراويح بالقيام فيصلي من 8.30 الى 4.30
هذه هى صلاة الشيخ الدبيسى بالضبط.
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[03 - 09 - 06, 01:15 ص]ـ
أما أنا فسأتكلم عن تجربتي مع الشيخ أبو ذر القلموني و هي في رمضان الماضي , ذهبت إلى إحدى
المساجد التي يعتكف بها الشيخ في العشر الأواخر وقلت أعتكف معه و مع الأخوة الأفاضل الذين في
المسجد - و كان من بين الأخوة بعض طلبة العلم و الشيخ أحمد قوشتي - , و مع أول يوم اعتكاف لي
أذن للمغرب فأفطرنا على التمر و الماء و أقيمت الصلاة فإذ برجل و والله كنت أحسبه لأول وهلة خادم
المسجد و لكن في الصلاة أحسست بخشوع و كأني أول مرة أسمع القرآن و بعد الصلاة سألت أحد
الأخوة و قلت له من الشيخ فقال لي هو الشيخ أبو ذر - و كان الشيخ يلبس قميصا لو رأيته لظننت أنه
أحد المحتاجين , و من ثم أكلنا و أذن مؤذن العشاء و جلسنا مدة بين الأذان و الإقامه ثم صلينا
العشاء و بعد العشاء مباشرة صلينا السنة ثم أبتدأنا في صلاة التراويح و كانت أطول صلاة صليتها
في حياتي حيث أن الشيخ أخذ قرابة الساعتين في الركعتين حيث كان الشيخ يقرأ حوالي 15 وجه
في الركعة الواحدة و كان ركوعه طويلا جدا و مثله الوقوف و السجود و هكذا بقية الصلاة , و قام بعد
الركعتين باستراحة مقدارها ساعة ثم صلى ركعتين ثانيتين و هنا بدأ الإخوة في التساقط , فتجد
أحدهم يجلس و لايقف حتى يركع الشيخ و آخر يتمم الصلاة مع نفسه ثم يخرج منها , و قد حسب
أحد إخواننا للشيخ في سجوده تقريبا ثمانين تسبيحة تقال ببطء , أما أن فصادف أني كنت أسمع
صلاة التهجد في الحرم بصوت الشيخ السديس , فحسبت الفرق بين صلاتنا و صلاته وجدت أن
الشيخ السديس قد صلى ركعتين تهجد في حين أن الشيخ أبو ذر سجد سجدة واحدة و جلس بين
السجدتين و بدأ في السجدة الثانية فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/223)
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[03 - 09 - 06, 01:44 ص]ـ
نسيت أن أذكر أن الشيخ حفظه الله لا يصلى طوال الليل إلا 11 ركعة لا يزيد عليهم , و لكن الرجل من وفق لصلاتهم جميعا
ـ[أبوسعد التميمي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 02:49 ص]ـ
قال الشيخ رياض السعيد من المشهورين بطول الصلاة في رمضان الشيخ محمدبن أحمد بن سعيد والشيخ محمد الشويعر والشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي وأحمد الحواش وهم في السعودية وهم توفاهم الله إلا الحواش
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 07:53 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
إذا أذن المأمومون في التطويل لم يكن هناك بأس، بل كان ذلك أقرب إلى صلاح القلب وتقواه،
وبذلك تجتمع الأدلة وتأتلف إن شاء الله.
وعليه فليس هناك أيّ مطعن في فعل الشيخ أسامة عبدالعظيم ولا في فعل تلامذته بعد اشتهار مساجدهم بالتطويل ومعرفة القاصي والداني لطول صلاتهم ..
ثم أقول: الصلاة مع الشيخ أسامة مفتاح لصلاح النفس وتهذيب لها وتعويد لها على الطاعة وحمل لها على الإيمان.
بارك الله فيه وألحقنا وإياه بالرعيل الأوّل.
===
أما فضيلة الشيخ أبو ذر ..
فطعم آخر ونوع مختلف، لم نتذوّقه بل سمعنا عنه فحسب ..
ونرجو الله أن يعيننا على الاتصال به في رمضان إن شاء الله.
===
الشيخ الحبيب ابن وهب، مشاركتك موفقة، ونقلك نفيس وأرى أن بعض الإخوة لم يتأمّله.
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[03 - 09 - 06, 08:23 ص]ـ
مواقف من حياة والد الشيخ/ محمد الشنقيطي
السؤال: نرجو من شيخنا الكريم أن يعطينا بعض الأشياء عن حياة أبيه، وبعض المواقف! وهذه أمنية كل طالبِ علمِ سَمِعَ بأبيكم ويريد أن يعرف هذا الشيخ العالم الرباني، وجزاكم الله خيراً؟ الجواب: والله إن هذا سؤالٌ مفاجئ، والمشكلة أن الشخص إذا فوجئ بالسؤال لا يكون مستحضراً، فالله المستعان. من أهم الأمور التي كنتُ ألمسها في الوالد -رحمة الله عليه-: قضية الإخلاص: فقد كان أهم ما يعتني به -عليه رحمة الله- قضية إخلاص العمل لله جل جلاله، وأذكر أني ذات مرة راجعتُه في مسألة، وكان فيها دَخْلٌ من الدنيا؛ فقال لي: يا بني! إن الله عليم بذات الصدور. واللهِ إن هذه الكلمة إلى الآن في قلبي، كلَّما وجدتُ شيئاً مِن دَخْل الدنيا تذكرتُ قوله: إن الله عليم بذات الصدور، فقال: بذات ولم يقل: بالصدور: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الأنفال:43] أي: بحقائق ما فيها من إرادةِ وَجْهِهِ، أو إرادةِ الدنيا. كذلك مما أذكره فيه -رحمة الله عليه-: كثرة العبادة الخفية: فقد كان يجلس مع الناس ولا تَظْهَر عليه كثرة العبادة؛ ولكن ما إن يخلو بجوف الليل حتى أسمع نشيجه وبكاءه من غرفته رحمة الله عليه. وأذكر أنه كان كثير القيام في الليل: حتى إنني أذكر ذات مرة أنه كان هناك أحد المشايخ يستبعد أن يختم الشخصُ القرآنَ في ليلة، ويقول: إنه بعيد جداً. فجئت إلى الوالد رحمه الله، وكنت حينها في السنة الثانية من الكلية، وقلت له: إن هناك مَن يستبعد ختم القرآن في ليلة، وأنا -في الحقيقة- قلت للشيخ: هذا ليس ببعيد -أي: أثناء إلقائه للمحاضرة-؛ لأن الشخص خلال ربع ساعة أو اثنتي عشرة دقيقة يكون قد انتهى من الجزء، هذا إذا كان في ليالي الشتاء، فمن الممكن أن يختم في ليلة واحدة. فالشاهد أنني ذهبت إلى الوالد رحمة الله عليه فذكرت له ذلك. فقال: هذا بسيط، ختم القرآن في ليلة بسيط، وهو خلاف السنة -فكما تعلمون أن السنة ألا يُخْتَم القرآنُ في أقل من ثلاث ليال-؛ لكن الشاهد أنه قال: هذا سهل جداً. فما زلتُ به رحمة الله عليه، فقلت له: كأني أشكِّك، وكأني مع الشيخ إذْ يقول: إن هذا بعيد. حتى قال لي: واللهِ يا بني! الحمد لله، مرَّت علي في بداية الطلب سنوات، لا أستفتح بعد العشاء بالقرآن إلا ويأتي السحر وأنا في آخر القرآن. رحمة الله عليه. وكان معروفاً عنه أنه ما كانت عنده صبوة إلى الحرام. وكان أهم شيء عنده الوقت: حتى أنه كان في أيام الطلب -كما يذكر لي أحد كبار السن الموجودين الآن عن خالٍ له كان قريباً من الشيخ الذي ارتحل الوالد لأخذ العلم عنه- يقول: كان يقْدُمُ وما يخالط أحداً من طلاب العلم؛ لأنه كان رحمة الله عليه لا يحب الاختلاط بالناس إلا إذا كان فيه فائدة، ولا يأنس بكل أحد، ولا يرتاح لكل أحد، فهو حريص على شغل الوقت بالفائدة. فمن أهم ما لاحظتُ فيه: الحرص على الوقت، كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/224)
إذا دخل البيت -كما ذكرتُ- أولَ ما يستفتح بالصلاة، وما أذكر في حياته أنه دخل المنزل وجلس، حتى والله في المرض يصلي جالساً؛ لا يدخل البيت إلا ويستفتح بما كتب الله له، ثم ينقلب مباشرة إلى فراشه، وأمام فراشه ما لا يقل عن عشرين كتاباً، فمكتبته فيها ما لا يقل عن أربعة آلاف أو خمسة آلاف كتاب، والمكتبة الأساسية في البيت التي كان جمعها رحمه الله ليس فيها كتاب إلا وقرأه من جلدته إلى جلدته، رحمة الله عليه، فقد كان كثير القراءة والمطالعة بشكل عجيب جداً! وعنده خصلة وجدتها فيه، في مسألة العلم: أنه لا يمكن أن يتكلم في شيءٍ يجهله: فأي شيء يجهله لا يتكلم فيه أبداً ولو كان الأمر ما كان، ولو كان من أوضح الواضحات إلى الله، فالشيء الذي لا يعرفه يمسك عنه، وكان يستشهد بقول الله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [ص:86] فيقول: هذا هو التكلف. ويستشهد أيضاً بقوله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].فلا يتكلف في شيء لا يعرفه، وهذا -في الحقيقة- من أجلِّ نعم الله على طالب العلم إذا رزقه الله هذا العلم، وهو أنه لا يتكلم في شيء يجهله؛ فإن هذا من دليل أمانته، ولذلك هما العالِم وطالب العلم إذا كانا وقَّافَين عند حدود الله، لا يتكلمان في شيء يجهلانه! أيضاً من الخصال التي وجدتُها فيه رحمة الله عليه: عدم مبالاته بالدنيا؛ أقبلت أو أدبرت: حتى أنني أذكر أنه ذات مرة -وهذه قَصَص عادية؛ لكن لعل الله أن ينفع بها- حفر بئراً، وكان قد كلَّفه ما لا يقل عن مائتين وخمسين ألفاً، ولم يشأ الله أن يخرج فيه ماء، فجاء هذا الذي حفره وقال: والله يا شيخ! إن هذا يُحْتَمل أن يكون شيئاً قد سد الماء الجاري. يريد أن يخفف الصدمة على الوالد. أي: الظاهر أن الماء الجاري قد سده شيء ما أثناء الحفر، وإن شاء الله ربما في المستقبل يتحسن. فقال: يا بني! والله لو أن هذه المزرعة كلها ذهبت فإني راضٍ عن الله. كان لا يبالي أبداً بهذه الدنيا، سواءً أقبلت أو أدبرت، وقلَّ أن يُسأل شيئاً فلا يعطيه، رحمة الله عليه. دخلت عليه ذات يوم فوجدته يبكي، فلما رآني قلب وجهه إلى جهة الأخرى للفراش، ومسح الدموع، ثم جلس عادياً، وكان قليل البكاء رحمة الله عليه، إلا أني لا أذكر أني رأيته يبكي غالباً إلا في فقد عزيز، أو في عبرة، أو في الليل؛ لأني كنتُ أدخل عليه في بعض الساعات في جوف الليل. فنَشَجَ ثم جلس معي كأنه ما به شيء، وأنا قد رأيته يبكي؛ فخشيتُ أن يكون جاءه شيءٌ يسوءُه، فنزلتُ به وقلت: يا شيخ، خيراً إن شاء الله! قال: لا. خير، ماذا تريد؟! يريد أن يصرفني عن الشيء الذي رأيته، فألححت عليه وقلت: يا شيخ رأيتك تبكي، وكنتُ أحب أن أعرف السبب! فقال لي -والله بهذا الحرف-: ما لي لا أبكي وأيتام فلان توفي أبوهم، وليس عندي شيء أرسل لهم. أي والله قال هذه الكلمة. وأذكر فيه -رحمة الله عليه- أنه كان يعودنا على الرأفة بالمساكين والأيتام: وهذه كانت فيه خصلةً عجيبة! حتى أنه كان يقول لي: إذا مررتَ على المرأة تسأل فلا تجاوزها حتى تعطيها شيئاً، ولو أن تعطيها غُتْرَتَكَ التي على رأسك. فكأني استعجبتُ من هذا الكلام. فقال: لأنك تعرف المرأةَ إذا احتاجت ماذا تفعل؟! لأنها إذا احتاجت قد تقع في الزنا، وهي عورة من عورات المسلمين، فلا يليق بك أن تمر بها إلا وقد كفيتها، فلو كانت كاذبة فإن الله يأجرك على حُسْن النية، ويعاملك على حُسْن نيتك. فكان -رحمة الله عليه- عطوفاً، ربما كان راتبه أكثر من سبعة آلاف أو ثمانية آلاف في ذلك الزمان، فما كان يأتي عليه منتصف الشهر إلا وقد استدان رحمة الله عليه. الدنيا هذه سواءً أقبل منها أو أدبر عنها لم ينفعه الله بها كثيراً، فإذا أراد الله أن يفرِّغ طالب العلم للعلم نَزَعَ من قلبه الدنيا، ولذلك تجده أغنى ما يكون بالله، وأفقر ما يكون لله جل جلاله. فهذه من بعض المواقف التي تَحْضُرني. الموقف الأخير: وأقوله لعله أن يكون سبباً في الترحُّم عليه: فإني أشهد الله العظيم -والله شهيدٌ على ما أقول- أنني دخلتُ عليه قبل أن يتوفى بقرابة ثلث ساعة أو نصف ساعة واللهِ العظيمِ لا أذكر أنني رأيته أشرق وجهاً ولا أبهج نفساً من تلك الساعة، رحمة الله عليه. أسأل الله العظيم أن يجمعنا به في مستقر رحمته.
منقول من موقع الشبكة الإسلامية
ـ[الداودي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 01:32 ص]ـ
الطمأنينة ركن من أركان الصلاة وهي بقدار ثلاث تسبيحات على الأكثر ..
ومازاد على ذلك فهو سنة من سنن الصلاة
والله أعلم
ـ[أبو دجانة السوري]ــــــــ[06 - 09 - 06, 02:29 م]ـ
الشيخ حسين خطاب و هو أحد الشيوخ الذين كانوا يطيلون كثيرا في صلاة التراويح بالمسجد الأموي في دمشق و بالإضافة إلى هذا يقرأ في كل عام برواية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/225)
ـ[ابوبنان]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:18 م]ـ
ولا تنسوا الشيخ المجاهد والزاهد العابد محمد السيف رحمه الله فهو من المشهورين بطول الصلاة وحسن التعبد وقد جاورته أيام الجامعه في عمارة الصالحي جادة القنارة في عنيزة ورأيت ما لم أره في حياتي من ورع وزهد وصلاة جميلة ... النظر لها يحي القلم
أذكر أنه يدخل للمسجد قبل الأذان بساعة تقريباً تزيد أو تقصر قليلاً فيكبر للسنة فلا تسأل عن الخشوع والدموع ... كنت أسمع وأقرأ في حلية الأولياء عن الرجل يبكي فتقطر لحيته من الدموع فوالله إن رأيت ذلك منه حتى ابتل حجره وهذا في الجلسة بين السجدتين وكان يطيلها جداً
ووالله أن المؤذن يدخل ويتوافد الناس وهو في الركعة الأولى فإذا سمع الإقامة أتمها خفيفة
ويذكر لي الأخ صلاح الرمالي تقبله الله من الشهداء وقد كان مع الشيخ محمد السيف بالشقة عن حاله في قيام الليل وطول سجوده وأنه يسجد بالساعات ولا ينام من الليل إلا قليلاً
وأذكر أن قريباً لي مريض نفسياً جاء به والده إلى عنيزة يبحث عن من يرقيه فأخذته للشيخ محمد السيف فوافق لما علم أنه قدم من سفر لهذا الأمر فقرأعليه آية الكرسي فوالله إن عينيه تسابقان الحرف الأول من الآية في نفض ماءهما على لحيته ومن ثم حجره المبتل حتى ذهل قريبي مما رآى
ومن الطرفة أن قريبي قال لي بعد أن خرجنا وكان عامياً عسى ما أزعلنا الشيخ أراه يبكي!!
ومما أذكر أن إمام المسجد يقدمه أحياناً فيصلي بنا بطوال المفصل فيسكت أحياناً قرابة النصف دقيقة فيرد عليه الشباب يظنونه نسي الآية ومابه إلى غزارة الدمع فإذا غلبه سكت حتى لا يظهر أثر البكاء على صوته، وكان يخفي بكاءه رحمه الله
ووالله لكنت أنا وأصحابي ننشط على العبادة بالنظر لذلك الوجه الكريم
وفي الجعبة كثيراً لكن بكفي من القلادة ما أحاط بالعنق
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[08 - 09 - 06, 11:50 م]ـ
و من المشايخ أيضا الذين يطيلون الصلاة الشيخ محمد حسين يعقوب , فقد صليت الظهر وراءه عدة مرات فكان يأخذ نصف ساعة تقريبا.
و أيضا الشيخ الحبيب إلى قلبي فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المُقَدَّم , فقد كان يصلي التراويح العام الماضي بثلاثة أجزاء كل ليلة.
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:33 ص]ـ
و أيضا الشيخ الحبيب إلى قلبي فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المُقَدَّم , فقد كان يصلي التراويح العام الماضي بثلاثة أجزاء كل ليلة.
في العشر الأواخر يزيد الشيخ على ذلك , فقد صليت خلفه وكانت الصلاة تبدأ من الساعة التاسعة حتى قبل الفجر بمقدار السحور
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:29 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و لاسلام على إمام المرسلين
كان الشيخ أسامة يقرأ في العشر الأواخر من رمضان في العام المنصرم ما بين 20 إلى 25 جزء في اليوم مقسمة على الفجر و المغرب و العشاء و القيام ...
فهو رجل من السلف يعيش بيننا كما قال عنه الشيخ محمد إسماعيل المقدم -حسبما أذكر- والشيخ يطيل في الصلاة حتى في غير رمضان و لقد صليت خلفه كثيرا و الحمد لله و أسأل الله أن ينفعني من علمه و أن يبارك في عمره و أن يغفر له
بقي أن أذكر أن كل يؤخذ منه و يترك إلا النبي صلى الله عليه و سلم ..
هذه الصلاة التي يصليها الشيخ قد تكون مما خالف هدي النبي صلى الله عليه و سلم و لكن كثير من السلف كان يطيل صلاته فلعل الشيخ قد تأثر بهم و للكثير من الأئمة أقوال في تطويل الصلاة ..
و الله الذي لا إله إلا هو هذه الصلاة تثمر في القلب فتشعرك بالذل لله و الخضوع له و تحي القلب
نسأل الله أن يغفر لنا و يثبتنا على خير الهدي
و جزاكم الله خيرا
ـ[ورشان]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:00 م]ـ
الشريط يا أخي لعبد السلام العييري
وفيه مقدمة صوتية للشيخ ناصر العمر حفظه الله ..
من أخبار الصالحين المعاصرين
عبد السلام بن صالح العييري
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27483
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:18 م]ـ
ما ينبغى أن نغضبك فور سماعنا خطأ أحد الأخوة، فربما لا يقصد التقليل من مكانة المخاطب، من هنا ينبغي علينا التريث.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:29 م]ـ
كان شيخنا وعم والدتنا العلامة العابد الناسك محمد بن محمد الباقر الكتاني، المتوفى رحمه الله تعالى بمدينة سلا عام 1417، يتأنى في صلاته، فلا تسل عن طول ركوعه وسجوده، حتى تظن أنه نسي. رحمه الله تعالى ورضي عنه.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا ... أن عرفتموني قدر نفسي .. ألحقني الله وإيتكم بالصالحين ... آمين
===========
((قرة عيون الموحدين في الصلاة الخاشعة والوقوف بين يدي رب العالمين))
أين نجده؟ وهل يستطيع أحد الإخوة توفير مصورا؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 09 - 06, 11:31 م]ـ
شيخنا أبا عبدالرحمن ....
لعلك تراسلني على الخاص
وأنا مستعد لتوفير عشرات النسخ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/226)
ـ[صغير المحدثين]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:50 ص]ـ
من أراد أن يصلي الظهر في ثلث ساعة
فليصل خلف الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين في مسجد الفنتوخ القريب من منزله بحي شبراء
وصليت مع الشيخ أكثر من مرة الظهر، وهذه هي صلاته.
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 03:20 ص]ـ
أخي أبو عبد الرحمن
راسلني ضروري ليتك تكلمني ضروري
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 04:57 ص]ـ
الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد ,, ولكن أعتقد أنه أقصر من المذكورين آنفاً
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:09 م]ـ
أصلح حالنا ... وشفى الله قلوبنا ... وتجاوز عن تقصيرنا.
ومنهم:
1. الشيخ أحمد الحواشي، ومن كلام الشيخ ابن عثيمين عنه: رحل السلف وتركوا هذا، أو بما معناه.
ويقال أن ابن عثيمين قال عندما صلى خلفه (جئنا نعلمكم العلم فعلمتونا الصلاة)
هل يثبت هذا عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله؟.
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 08:48 م]ـ
لا يتميز شيخنا أبو ذر القلمونى بطول القرءة و الصلاة دوما أنما هو الهدي فتارة يصلى بنا الفجر بالمائدة وتارة بالحجرات و تارة يقرأ الزلزلة في الركعتين
أما القيام فهل سمعتم حديث أم المؤمنين عن صفة صلاة النبي كذلك هو! "فلاتسأل عن طولهن وحسنهن"
و كم ذكرنا بالسنن فيوتر بمائة آية من النساء
اللهم احفظ شيخنا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:33 ص]ـ
والله هذا الموضوع من أجمل المواضيع التي قرأتها
وفقكم الله وباركم لكم وفيكم وأعلى قدركم ويسر أمركم ورفع ذكركم
ألا تقولو آمين
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[24 - 06 - 08, 01:31 ص]ـ
موضع رائع، بارك الله فيكم.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 01:40 ص]ـ
ومن عباد هذا الزمان الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي فقد ذكر عنه انه يصلي من العشاء الى الفج كل ليلة كما ذكر ذلك حارس مزرعته الخاص
وذكر الشيخ نحو ذلك عن والده انه كان ربما ختم القران في ركة واحدة يبدا بعد العشاء فلا ياتي السحر والا وقد انتهى والله اعلم
لعل هذا حدث في أحد الليالي!
و العبرة كل العبرة بهدي محمد - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -.
يقول شيخنا عبد الله بن مانع - حفظه الله -: لما كان شيخنا ابن باز في الجامعة الإسلامية جيء له برجل من أهل الهند يصوم الدهر فقال الشيخ
ما تظنون؟!
قال: أعوذ بالله خلاف سنة النبي صلى الله عليه و سلم.
و لا أقصد من يطيل الصلاة في الأيام الفاضلة
و لكن من يُثنى عليه بأنه يقوم و لا ينام أو أنه يصوم الدهر فهؤلاء رغبوا عن سنة النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -، و قد قال " من رغب عن سنتي فليس منّي "
و الله إن المرء ليحقر نفسه حينما يسمع أخبار هؤلاء القوم.
اللهم هب لنا إيماناً صادقاً
و اجعلنا في صلاتنا من الخاشعين
آمبن
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:47 م]ـ
عنوان الموضوع:
((من اشتهر بطول الصلاة من العلماء المعاصرين!!))
ولكني أرى ذكرا لأناس في ثنايا الموضوع ليسوا من أهل العلم وأخشى ماأخشى أن تفتنوا الناس بذكرهم وطول عباداتهم
فكثرة العبادة وطولها ليست دليلا على سلامة المنهج
فان الشيطان قد يخلي بين العبد وبين صلاته واجتهاده في العبادة ليتصيد به الناس
(كما ورد عن بعض السلف)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 06 - 08, 05:19 م]ـ
ان خير الهدي خير النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أراد التطويل والآكثر من تلاوة القرآن فليصلي وحده
ولايؤذي الناس وينفرهم عن الصلاة
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:26 م]ـ
مسجد عباد الرحمن الذي يصلي فيه الشيخ أسامة عبد العظيم ليس مسجدا مطروقا
يعني ليس على طريق المسلمين، بل هو في حارة عميقة في منطقة التونسي
من الإمام الشافعي، وكل العوام في المنطقة لا يصلون في هذا المسجد لأنهم
يعرفون أن هذا المسجد يطيل، وهذا ليس خطأ لأن المنطقة مليئة بالمساجد
التي تخفف، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على المسجد الذي يؤمه
المسلمون في المنطقة ولا مسجد سواه ...
ولا يدخل هذا المسجد عابر سبيل أبدا كما بينت، أما من دخله ممن يريد
التجربة ففوجئ بالحقيقة فليس ذنب الشيخ ... كما أن الشيخ يؤذن العشاء
في الوقت ولكنه يؤخر الإقامة جدا، فمن دخل المسجد بعد الأذان لا بد أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/227)
يعرف أن هناك نظاما غير عادي ... أما العوام الذي دخلوا وصلوا ممن
ذكرهم الأخ الكناني فلا يمكن أن يكونوا حجة في نقض سنة من سنن النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تأخير صلاة العشاء وإطالة الصلاة ... فماذا يضر
المسلمين لو كان في مصر كلها مسجد واحد يطيل الصلاة، بينما كل مساجد
مصر يصلون كنقر الديوك!!! فتأملوا ...
ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من سنته الإطالة
في المسند
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان قال سليمان كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصل
و ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بالأعراف وفرقها على ركعتين _ولم تكن عادته _وكذلك بالطور وإنما فعل ذلك لبيان الجواز وهناك فرق بين كون الأمر جائزا وكون الأمر مشروعا وأما عن تأخير العشاء فهذه ليست من سنن المشايخ حفظهم الله ولكن من سنن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ففي البخاري
حدثنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عوف عن سيار بن سلامة قال
: دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟ فقال كان يصلي بالهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ونسيت ما قال في المغرب وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي ندعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه ويقرأ بالستين إلى المائة
هذا هو الضابط في صلاة النبي ومن أراد أن يتوسع فليرجع إلى كتب السنن
أما في النفل فالأمر واسع فقد صلى المبي صلى الله عليه وسلم بالبقرة والنساء وآل عمران كما هو ثابت في حذيث حذيفة بن اليمان
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[27 - 06 - 08, 06:28 ص]ـ
شيخنا أحمد السالك الشنقيطي والذي كان يقول الإمام الألباني عنه: اشتري مجالسته بالذهب كما أفاده شيخنا عصام هادي
وهو الآن قد بلغ الثمانين ولا يطيق الشباب طول صلاته.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[27 - 06 - 08, 02:43 م]ـ
وممن اذكر أنه يطيل الصلاةسماحة مفتى المملكة الشيخ عبدالعزيز
سمعت الشيخ الدكتور سعد الزيد يقول عن الشيخ عبدالعزيز أنه معروف عنه أنه يطيل صلاة الليل منذ شبابه
وذكر لي أحد الأخوة أنه صلى مع الشيخ وكان يريد أن يكلمه فلما قضى الشيخ الصلاة المفروضة ثم صلى السنة الراتبة أطال السنة حتى مل السائل
والله المستعان
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 11:03 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
وممن اشتهر باطالة الصلاة وممن تعلمت منه امور كثيرة غير العلم الشرعي هو شيخنا الفاضل حفظة الله ورعاة
الشيخ / خليل بن سليمان المديفر
ـ[فواز العوفي]ــــــــ[06 - 08 - 08, 12:20 م]ـ
السلام عليكم .. الأخوة الفضلاء مع إحترامي وتقديري لجميع المشاركين وما طرحوه من معلومات نفيسة ونادرة .. أود أن ألفت إنتباه إخواني إلى أن نحاول أن لانذكر سير الأحياء من العلماء والعباد فإنه لاتؤمن عليهم الفتنة، ويجب عليناكذلك ان نكون ممن يعينهم على الإخلاص وانا أجزم أن كثيراً من العلماء الأحياء الذين ذكرت بعض سيرهم لايرضون بما هوم مكتوب، ولذا فالأجدر بنا أن نحول الموضوع إلى (كيف يقبل الله صلاتنا) فكم من مطيل حظه من الصلاة التعب والنصب، فالإطالة ليست مقصودة بذاتها بقدر ماهي دليل على الخشوع المصاحب لها .. كما أن المفترض أن نذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل وأخشع من صلى لله، فالله الله أيها الأخوة بالشرب من المعين الصافي العذب الزلال وإيانا والغلو في الصالحين والدخول في أعمال الناس وقلوبهم .. فالموضوع جميل ولكن تناوله بهذه الطريقة مخالف لهدفه الأساسي وهو شحذ الهمم للخشوع في الصلاة حتى نتلذذ بها فنطيلها .. أسأل الله أن يوفقناجميعاً لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أنه لابد من التفريق بين صلاة الفريضة والنافلة.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[09 - 08 - 08, 07:16 م]ـ
سبحان الله العظيم،
أمة متفردة في صناعة الرجال،
ولم تزل دوحة الإسلام باسقة - فيها من تين ومن عنب
- العلامة حامد الفقي رحمه الله،
- العلامة ابن سعدي رحمه الله،
- الشيخ أحمد الحواشي حفظه الله،
- الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة حفظه الله،
- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،
- الشيخ محمد بن صالح المقبل رحمه الله،
- الشيخ محمد تقي الدين الهلالي حفظه الله،
- الشيخ العابد أسامة بن عبد العظيم حفظه الله،
- الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله،
- الشيخ محمد بن محمد مختار الشنقيطي حفظه الله،
- الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله،
- الشيخ أبو ذر القلموني حفظه الله،
- الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله،
- الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله،
- الشيخ محمد المرجي حفظه الله،
- الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله،
- الشيخ محمد الصالح المنصور حفظه الله،
- الشيخ عمر بن سليم رحمه الله،
- الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد حفظه الله،
- الشيخ محمد الشويعر حفظه الله،
- الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي حفظه الله،
- الشيخ أحمد الحواش حفظه الله،
- الشيخ حسين خطاب حفظه الله،
- الشيخ العابد محمد السيف حفظه الله،
- الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله،
- الشيخ محمد إسماعيل المُقَدَّم حفظه الله،
- العلامة محمد بن محمد الباقر الكتاني رحمه الله،
- الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله،
- الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله،
- الشيخ أحمد السالك الشنقيطي حفظه الله،
- الشيخ خليل بن سليمان المديفر حفظه الله،
كرر علي حديثهم يا حادي - فحديثهم يجلي الفؤاد الصادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/228)
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[10 - 08 - 08, 07:09 م]ـ
الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي
من أخباره في ذلك ماحدثني ابه حد طلابه قال
قدمت الى المدبنة من سفر قبيل الفجر بساعتين فقصدت المسجد النبوي فوجدته مغلقا والناس ينتظرون عند الباب ومعهم الشيخ محمد فما ان فتح الباب حتى اسرع الشيخ نحو الروضة فاستفتح الصلاة بركعة -وذلك قبل الاذان الاول-فلم يزل قائما فيها حتى اذن الاذان الثاني وبين الاذانين اكثر من ساعة
والشيخ المحدث يحيى اليحيى
في الايام العادية اراه في المسجد النبوي يصلي بعد الظهر لمدة ساعة ونصف ويصلي بين المغرب والعشاء
اما في الاعتكاف فتراه يصلي بين الظهر والعصر وبين المغرب الى التراويح وبعد التراويح الى التهجد وبعد التهجد الى الفجر مع استراحات يسيرة
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[11 - 08 - 08, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام
رأيت في المعلقين يرحمنا ويرحمهم الله تعالى في الكلام عن مدى موافقة ذلك للسنة النبوية المطهرة
فوجدت منهم من يبني انه مخالف للهدي ثم يذكر دليلا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه على الجواز
قلت غفر الله لك
من قال ان ذلك مخالف للأولى فهو مخطئ
وأكثر منه خطأ من قال انه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
وبيان ذلك باختصار
أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرات عديدة انه كان يطيل ...
وأنه ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم انهم كانوا يطيلون
وذلك عن جمع كبير من الصحابة ولم نر فيهم من ينهى والله اعلم
فدل ذلك على أنه هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والعلماء من بعدهم حتى يومنا هذا
أما استدلالهم بأحاديث الأمر بالتقصير فهو استدلال في خير محله
اذ انهم أغفلوا أول قول النبي صلى الله عليه وسلم
أفتان انت يا معاذ ...
وفي هذه اللفظة من الحكم الكثيرة ولها أسبابها
فمن دوافعها ان معاذا رضي الله عنه كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصلي الصلاة مع قومه في مسجدهم
وفي هذا بحسبه كفاية
اذ طول صلاة النبي مع وقت الانتقال من مسجد النبي الى مسجد قومه على بعده طول كثير .. فانه لو خفف أيما تخفيف مطيل قبل بدئ الصلاة
ثم ان قول النبي صل الله عليه وصلم " افتان" له من الحكمة ما له اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالفتنة فمن أمن الفتنة لا ينكر عليه بل يشجع على الاطالة أكثر اذ ان هذا هو المعروف من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الدوام
بل ان عرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ليعلم ان المذكورين هم انما مخففين عما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وهو مخففا جدا بالنسبة له وصلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..
ومن عرف هدي الصحابة في صلاة التراويح في عهد عمر رضي الله عنه وامامة ابي رضي الله عنه لهم في التراويح ليظن انه ربما في شهره كله لم يصل صلاة ليلة واحدة مما كان يصليها هؤلاء رضوان الله عليهم
بل ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع الامر سائبا في قدر تخفيف الصلاة بل بين قدر هذا التخفيف فقال عليه الصلاة والسلام
فَاقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
وعند البخاري أيضا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ فَكَأَنَّ مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ ثَلَاثَ مِرَارٍ أَوْ قَالَ فَاتِنًا فَاتِنًا فَاتِنًا وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ
قَالَ عَمْرٌو لَا أَحْفَظُهُمَا هو عمرو بن دينار
فظهر قدر التخفيف المشار اليه وأسابه
فاذا علمنا سبب الحديث والادلة الامرة بالتخفيف مدارها على حديث معاذ هذا المشار اليه
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بفعله المداوم عليه هو الاطالة عن ذلك
بل وترغيبه صلى الله عليه وسلم بالتطويل في قوله
«إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا هَذِهِ الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا هَذِهِ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً»
ففي هذا ترغيب من صلى الله عليه وسلم في الاطالة
فيرحمكم الله عليكم لا تنكروا ما ليس لكم به علم واحفظوا للعلماء مكانتهم وما انكاركم الا على العلماء وهو في غير محله يرحمكم الله
والله المستعان كتبه أخوكم أبو فاطمة محمد السيد غزة المحتلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/229)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - 08 - 08, 02:26 م]ـ
وللعلم أيها الأحبة؛ فهناك موضوع في منتديات [حصاد القلم]-الحصاد العام عن لقاء سيتم مع الشيخ أحمد الحواشي حفظه الله .. وصاحب الموضوع مازال يستقبل الأسئلة على الرابط التالي:
http://www.hasaad.com/vb/showthread.php?t=179 (http://www.hasaad.com/vb/showthread.php?t=179)
وهذه دعوة لكم للمشاركة في إثراء أسئلة اللقاء .. ثم المنتديات إن شاء الله تعالى ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 08 - 08, 03:04 م]ـ
لم أر َ في حياتي بالنسبة ِ لي أحدا ً مثل شيخنا العلامة المحدث عبد المحسن العباد
لم أدخل يوما ً مسجده حتى أسأله في مسألة ما إلا وجدته أول الداخلين وآخر الخارجين ..
في رمضان يأتي في العشر الأخير من العصر حتى صلاة القيام ..
وهو كذلك من قيام ٍ ورفع ٍ وسجود ٍ ...
فإني أسأل الله أن يمد في عمره على طاعته ...
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:53 ص]ـ
وفي مصر ليس أحد أطول صلاة من الشيخ العابد بقية الزهاد أسامة بن عبد العظيم فقد يصلي العشاء في ساعتين ناهيكم عن التراويح , ونحوه تلميذه محمد الدبيسي وقريب منهما أبو ذر القلموني حفظهم الله.
اخي وشيخى الكريم الحنلي السلفي/
جزاكم الله خيرا" على ذكرك لصلاة شيخنا العابد الزاهد اسامة عبد العظيم.ولكن صلاة العشاء فى ساعتين أظنها مبالغة وقد حضرتها أكثر من مرة حفظ الله شيخنا وبارك لنا فى علمه ..
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[17 - 08 - 08, 08:38 م]ـ
عذر أخي والله ما أقصد أن احد فى القول ... وحقيقة" انى احبك فى الله(39/230)
الاقامة بدار الكفر
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:14 م]ـ
الحمد لله
ارجو من الاخوة المشاركين في هذا الموقع المبارك ان يذكروا و يبينوا لنا مأجورين إن شاء الله تعالى أقوال أهل العلم الثقات في هذا الموضوع (الاقامة بدار الكفر).
وجزاكم الله خيرا.
تنبيه من المشرف
(الأخ الفاضل هذا الموضوع قد سبق نقاشه فلعلك تستعمل خاصية البحث بدلا من فتح موضوع جديد في نفس المسألة)
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:51 م]ـ
حالات المهاجر الأربع
1 - أن لا يستطيع إظهار دينه في دار الكفر، ويمكنه الهجرة: اتفق أهل العلم اتفاقاً أشبه بالإجماع على أن الهجرة في هذه الحالة واجبة ومن لم يهاجر فإن الوعيد ينتظره ولذا كانت براءة الرسول منه، بل إن كانت أنثى لا تجد محرما وكانت تأمن على نفسها في الطريق أو كان خوف الطريق أقل من خوف المقام في دار الحرب. وجبت عليها الهجرة، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً} (النساء:97)
2 - أن لا يستطيع إظهار دينه في دار الكفر، ولا يمكنه الهجرة: فقد اتفق أهل العلم أيضاً في مثل هذه الحالة على عدم الهجرة ولا يعلم في ذلك مخالف لقوله تعالى {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} وعدم الاستطاعة هنا إما أن تكون لمرض , أو إكراه على الإقامة في دار الكفر أو ضعف كالنساء , والولدان. أو غير ذلك من أنواع العجز المسقط لحكم وجوب الهجرة. ولكن يجب أن يبقى المؤمن في حالة تأهب، وتحفز، واستعداد للتخلص من البقاء في هذه الدار، ويتحين فرصة للهرب، والنجاة بدينه، ولا يغفل عن ذلك طرفة عين.
3 - أن يستطيع إظهار دينه في دار الكفر، ولا يمكنه الهجرة إن أراد: لا تجب عليه الهجرة ويجوز له البقاء إلى أن يجعل الله له مخرجا ولكن ينبغي أن يتحين وينتهز الفرصة ويحاول ويبذل جهده ويستفرغ وسعه في الهروب والهجرة من هذه الدار.
4 - أن يستطيع إظهار دينه في دار الكفر، و يمكنه الهجرة إن أراد: وجوب الهجرة ويأثم القادر عليها ولم يهاجر لأن الله لم يعذره. وهذا مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة. هو اختيار أئمة الدعوة السلفية قاطبة والمطالع للدر السنية، والرسائل والمسائل النجدية، ومجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب علم ذلك علم اليقين، حتى شدد الشيخ عبدالرحمن بن حسن وقال: ذكر ابن حجر عن صاحب المعتمد: أن الهجرة كما تجب من بلاد الكفر، تجب من بلاد الإسلام إذا أظهر المسلم بها واجباً، ولم يقبل منه، ولا قدر على إظهاره.
ثم أضاف الشيخ عبد الرحمن بن حسن وقال: وكذلك يجب على كل من كان ببلد يعمل فيها بالمعاصي، ولا يمكنه تغييرها، الهجرة إلى حيث تتهيأ له العبادة لقوله تعالى: {فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ......... إلى آخر ما قال في الدرر السنية ج8ص291ط5.
ملخص من الإعلام بوجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام للشيخ المجاهد عبد العزيز الجربوع فك الله أسره)
التلخيص منقول من على هذا الرابط
http://www.h-alali.net/npage/zowar_open.php?id=332
وتجد الكتاب باكمله على هذا الرابط
http://www.islammessage.com/books/Al-Jarboua/e3lam.rar
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 03:36 م]ـ
قال الإمام الشافعي، رحمه الله:" ودلت سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أن فرض الهجرة على من أطاقها، إنما هو على من فتن في دينه بالبلد الذي يسلم بها، لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذن لقوم بمكة أن يقيموا بها بعد إسلامهم، العباس بن عبدالمطلب وغيره، إذ لم يخافوا الفتنة، وكان يأمر جيوشه أن يقولوا لمن أسلم:" إن هاجرتم فلكم ما للمهاجرين، وإن أقمتم فأنتم كأعراب"، وليس يخيرهم إلا فيما يحل لهم". انتهى الأم ج 4 ص170 طبعة دار الفكر، 1403 هـ(39/231)
من يفيدنا عن حال هذين الروايين؟
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[06 - 01 - 05, 05:51 م]ـ
الاخوة الكرام، وفقكم الله
أريد معرفة حال الرواة التالية اسمائهم، وحبذا لو ذكر المصدر وطبعة الكتاب
أولا: (أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان)
ثانيا: (أبو سهل بن زياد القطان)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 08:39 م]ـ
أولاً: أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان:
[اسمه ونسبته]:
هو: محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم، أبو الحسين الأزرق القطان.
[روى عن]:
إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب، وأبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي الحسين بن ماتى الكوفى، وجعفر الخلدي، وأبي سهل بن زياد، ومحمد بن الحسن النقاش، وحمزة بن محمد العقبي، وأحمد بن عثمان بن الآدمي.
[روى عنه]:
الخطيبالبغدادي، والبيهقي، ومحمد بن هبة الله اللالكائي، وأبو عبد الله الثقفي.
قال الخطيب البغدادي: ((كتبنا عنه وكان ثقة)).
وقال الذهبي: ((الشيخ العالم الثقة المسند)).
وقال الذهبي أيضاً: ((وهو مجمع على ثقته)).
[مصادر ترجمته]:
"تاريخ بغداد" (2/ 249/718)، و "سير أعلام النبلاء" (17/ 331 - 332).
ـــــــــ
ثانياً: أبو سهل بن زياد القطان:
[اسمه ونسبته]:
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، أبو سهل القطان.
[روى عن]:
محمد بن عبيد الله المنادى، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن عيسى بن حيان، وعبد الله بن روح المدائنيين، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأبي عوف البزوري، وعلي بن إبراهيم الواسطي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأبي إسماعيل الترمذي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي.
[روى عنه]:
أبو الحسن بن زرقويه، وعلي وعبد الملك ابنا بشران، وابن الفضل القطان، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو الحسن بن الحماني المقرئ، وأبو علي بن شاذان، والدارقطني، والمرزباني، والحاكم، وابن منده.
قال الدارقطني: ((ثقة)).
وقال أبو بكر البرقاني: ((صدوق)).
وقال الخطيب البغدادي: ((وكان صدوقاً أديباً شاعراً)).
وقال الذهبي: ((الإمام المحدث الثقة مسند العراق)).
مصادر ترجمته:
"تاريخ بغداد" (5/ 45/2404)، و "سير أعلام النبلاء" (15/ 521 - 522).
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ووفقك الله لما يحب ويرضى(39/232)
كتاب لايستغنى عنه (الجامع لأحكام الحج والعمرة) للشيخ عبدالرحمن الهرفي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 01 - 05, 06:22 م]ـ
كتاب الجامع لأحكام الحج والعمرة (ابن قدامة، ابن القيم، محمد ابن ابراهيم، الشنقيطي، ابن باز، ابن عثيمين) رحمهم الله جميعا.
المؤلف: الشيخ / عبدالرحمن الهرفي حفظه الله الداعية بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
ذكر فيه جامع الكتاب مسائل الحج واختيارات المؤلف من الكتب التالية:
1 - المغني للإمام ابن قدامة رحمه الله (397) مسألة.
2 - زاد المعاد وتهذيب سنن ابي داود لابن القيم رحمه الله (161) مسألة.
3 - مجموع فتاوى الشيخ ابن ابراهيم رحمه الله (198) مسألة.
4 - أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (291) مسألة.
5 - مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله (160) مسألة.
6 - الشرح الممتع للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله (209) مسألة.
وقد بلغت المسائل (954) مسألة.
وقد راجع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى اختياراته، وكذا الشيخ الدكتور محمد الختار الشنقيطي راجع مايتعلق بوالده رحمه الله، وقد راجع كامل المؤَلف الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
وقد قدم الجامع الشيخ عبدالرحمن الهرفي ترجمة موجزة عن الأئمة المؤلفين، ثم ذكر اختياراتهم في مسائل الحج.
وهو كتاب لايستغني عنه طالب العلم والحاج، بحيث يكون رفيقه في الحل والحرم.
طبعته دار ابن الجوزي في الدمام.
ويباع بسعر (20) ريالا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 01 - 05, 09:25 م]ـ
والشيخ وفقه الله من أهل هذا الملتقى المبارك.
مواضيع كتبت بواسطة الشيخ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=111340
مواضيع شارك فيها الشيخ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=111339
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 09:17 م]ـ
أشكر أخي الفاضل المسيطر على تفضله ونشره تعريفا للكتاب.
ثم أشكره أخرى على أن جعلني من أهل هذا الملتقى المبارك،وهذا شيء أعتز به جدا.
ولن أفشي سرا إن قلت: أنني من السابقين في المشاركة في هذا المنتدى،ولكنني انقطعت فترة طويلة على المشاركة في النت، فعسى أن أرجع من جديد للافادة من الإخوة الفضلاء أعضاء هذا الملتقى.
قصة كتاب الجامع:
من قرأ مقدمة الكتاب علم أنني بدأت قبل بضع سنوات،ثم أعرضت عن الكتاب فترة خوفا من أن أنسب قولا لأحد العلماء يتعبد به حاج فأضله،خاصة أنني كلما رجعت للبحث وقعت على أخطاء.
ثم تفضل شيخنا معالي الشيخ صالح الفوزان بمراجعة البحث. فتشجعت على الاشتغال رجاء أن يظهر للناس.
ثم تركت النظر في البحث لما ذكرته من الأسباب أعلاه،واكتفيت بنشره في النت،وبعد كل حج إذا لقيت أحد مشايخنا أو بعض الزملاء ذكروا البحث ورغبوا في طبعه.
وكان من أجلهم سماحة شيخنا الشيخ عبدالله بن عقيل،وكذلك فضيلة شيخنا الشيخ عبدالمحسن التخيفي.
ولكن لم أجد في نفسي العزم على اخراجه
وفي العام المنصرم عقدت العزم على اخراج الكتاب؛واستعنت بالله وأعدت النظر فيه مرة بعد مرة،ويسر الله تعالى أن تعرفت على الإخوة في مركز الصديق فاتفقت معهم على مراجعة الكتاب وصفه، حتى ظهر بهذا الشكل.
وقد عرضت الكتاب على عدد من المشايخ الكرام،وكل منهم تصدق بفائدة أو ملحوظة كانت لبنة في الكتاب،وقد تعودت على كثرة العرض على طلبة العلم ومشايخي الكرام.
وإنني أسأل الله العظيم أن يتقبل هذا الكتاب،وأن يجزى خيرا كل من تصدق عليّ بملحوظة.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:18 ص]ـ
أبا محمد: جزاك الله خيراً على تعريفك بالكتاب.
أخي الفاضل:عبدالرحمن الهرفي
جزاك الله خيراً على جمع الفوائد في كتاب واحد. ولعلك تكمل بقية الكتب التي ذكرت.
وليت الكتاب كان تجليداً أحفظ له من التمزق ... .
ودمت موفقاً.
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:32 م]ـ
أخي الفاضل:
بدأت في في اكمال الكتاب،ولله الحمد
بالنسبة للتجليد فالسبب هو أنني أنهيت الكتاب في نصف شهر شوال لهذا العام،فلم يمكن طبعه في الخارج.
وما كتب على طرة الكتاب ((الطبعة الأولى صفر .. )) خطأ من دار ابن الجوزي
بالنسبة لشيخ الإسلام فهذه هي الخطة
لما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية مكانة عالية ومنزلة مرموقة بين أهل العلم والفضل رأيت أن أخصه بجمع منسك له من جميع كتبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا وفق التالي:
1. منسك شيخ الإسلام،وهو المطبوع في الجزء السادس والعشرون من الفتاوى (98ـ591) وقد اعتمدت على الطبعة التي حققها الشيخ علي بن محمد العمران، ط: دار عالم الفوائد،1408هـ.
2. المواضع التي سبقت ولحقت المنسك من مجموع الفتاوى في الجزء المذكور.
3. شرح العمدة، وهو وإن كان من أول ما ألف شيخ الإسلام / ولكنني سأنقل منه ما لم يذكر خلافه في المنسك أو الفتاوى.
4. باقي كتب الشيخ،وهذا حسب ما يقع في يدي.
5. كتب الاختيارات.
6. ما نقله المرداوي في الإنصاف عن شيخ الإسلام.
7. ما نقله ابن مفلح في الفروع عن شيخ الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/233)
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:38 ص]ـ
أخي الكريم: عبدالرحمن الهرفي
وفقت وسددت.وأسأل الله لي و لك الاعانة أنت في مشروعك وأنا في شراءه مرة ثانية!! (ابتسامة).
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:59 م]ـ
أخي الفاضل:
بدأت في في اكمال الكتاب،ولله الحمد
بالنسبة للتجليد فالسبب هو أنني أنهيت الكتاب في نصف شهر شوال لهذا العام،فلم يمكن طبعه في الخارج.
وما كتب على طرة الكتاب ((الطبعة الأولى صفر .. )) خطأ من دار ابن الجوزي
بالنسبة لشيخ الإسلام فهذه هي الخطة
لما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية مكانة عالية ومنزلة مرموقة بين أهل العلم والفضل رأيت أن أخصه بجمع منسك له من جميع كتبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا وفق التالي:
1. منسك شيخ الإسلام،وهو المطبوع في الجزء السادس والعشرون من الفتاوى (98ـ591) وقد اعتمدت على الطبعة التي حققها الشيخ علي بن محمد العمران، ط: دار عالم الفوائد،1408هـ.
2. المواضع التي سبقت ولحقت المنسك من مجموع الفتاوى في الجزء المذكور.
3. شرح العمدة، وهو وإن كان من أول ما ألف شيخ الإسلام / ولكنني سأنقل منه ما لم يذكر خلافه في المنسك أو الفتاوى.
4. باقي كتب الشيخ،وهذا حسب ما يقع في يدي.
5. كتب الاختيارات.
6. ما نقله المرداوي في الإنصاف عن شيخ الإسلام.
7. ما نقله ابن مفلح في الفروع عن شيخ الإسلام.
جزاك الله خير الجزاء.
ونحن بالإنتظار ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 09:58 م]ـ
ثم تركت النظر في البحث لما ذكرته من الأسباب أعلاه،واكتفيت بنشره في النت،
هل البحث موجود على الشبكة؟ وإن كان موجودا فمن يتفضل برابطه؟
أثابكم الله.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[07 - 01 - 06, 11:38 م]ـ
http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=1634
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 06, 01:49 م]ـ
بالنسبة لشيخ الإسلام فهذه هي الخطة
لما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية مكانة عالية ومنزلة مرموقة بين أهل العلم والفضل رأيت أن أخصه بجمع منسك له من جميع كتبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا وفق التالي:
1. منسك شيخ الإسلام،وهو المطبوع في الجزء السادس والعشرون من الفتاوى (98ـ591) وقد اعتمدت على الطبعة التي حققها الشيخ علي بن محمد العمران، ط: دار عالم الفوائد،1408هـ.
2. المواضع التي سبقت ولحقت المنسك من مجموع الفتاوى في الجزء المذكور.
3. شرح العمدة، وهو وإن كان من أول ما ألف شيخ الإسلام / ولكنني سأنقل منه ما لم يذكر خلافه في المنسك أو الفتاوى.
4. باقي كتب الشيخ،وهذا حسب ما يقع في يدي.
5. كتب الاختيارات.
6. ما نقله المرداوي في الإنصاف عن شيخ الإسلام.
7. ما نقله ابن مفلح في الفروع عن شيخ الإسلام.
هل خرج لكتاب؟.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[15 - 12 - 06, 06:31 م]ـ
الكتاب موجود في دار التدمرية والكمية محدوده فبادر،،،،،،،،،،،
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 11 - 07, 05:56 م]ـ
أخي الفاضل:
بدأت في في اكمال الكتاب،ولله الحمد
بالنسبة للتجليد فالسبب هو أنني أنهيت الكتاب في نصف شهر شوال لهذا العام،فلم يمكن طبعه في الخارج.
وما كتب على طرة الكتاب ((الطبعة الأولى صفر .. )) خطأ من دار ابن الجوزي
بالنسبة لشيخ الإسلام فهذه هي الخطة
لما كان لشيخ الإسلام ابن تيمية مكانة عالية ومنزلة مرموقة بين أهل العلم والفضل رأيت أن أخصه بجمع منسك له من جميع كتبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا وفق التالي:
1. منسك شيخ الإسلام،وهو المطبوع في الجزء السادس والعشرون من الفتاوى (98ـ591) وقد اعتمدت على الطبعة التي حققها الشيخ علي بن محمد العمران، ط: دار عالم الفوائد،1408هـ.
2. المواضع التي سبقت ولحقت المنسك من مجموع الفتاوى في الجزء المذكور.
3. شرح العمدة، وهو وإن كان من أول ما ألف شيخ الإسلام / ولكنني سأنقل منه ما لم يذكر خلافه في المنسك أو الفتاوى.
4. باقي كتب الشيخ،وهذا حسب ما يقع في يدي.
5. كتب الاختيارات.
6. ما نقله المرداوي في الإنصاف عن شيخ الإسلام.
7. ما نقله ابن مفلح في الفروع عن شيخ الإسلام.
هل خرج الكتاب؟.
وهل طُبع كتاب الجامع طبعة أخرى مجلدة؟.
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[06 - 11 - 07, 05:52 م]ـ
جزى الله الشيخين المسيطير وعبدالرحمن الهرفي خيرا
ولكن أقول قوله (كتاب لا يستغنى عنه) محل نظر؛ فإن المؤلفين الذي حاول الشيخ عبدالرحمن تلخيص أقوالهم، قد استغنى طوائف من أهل العلم عن تمام كلامهم؛ فكيف لا يستغنى عن تلخيصه؟ والتلخيص يلحقه ما يلحق من فوات وسبق نظر ..
فحبذا تلطيف العبارة ..
بغض النظر عن جودة الجامع أو عدمها، وعن حقيقة كونها جامعة للأحكام أو لا، فكما يظهر أنه كتبها في مرحلة متقدمة، وتقدم السن يتسامح فيه ما لا يتسامح في تأخره.
والقصد أن يتأنى في الثناء على كتاب، حتى لا يقبل عليه القارئ طالباً فوق ما هو عليه، فإذا لم يجده كذلك رجع ذاماً له وللناصح به.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/234)
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 12 - 08, 02:02 م]ـ
رأيتُ الكتاب اليوم في طبعته الجديدة ... في مجلد فاخر .. يسهل حمله وقراءته ... دون أن يتأثر بكثرة التنقل ... كالغلاف الورقي.
فجزى الله الشيخ الهرفي خير الجزاء.
وقد أرى أن الكتاب لا يستغنى عنه ... ويراه غيري غير ذلك ... ولا يلزم أن نتفق.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[05 - 12 - 08, 12:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا اين اجد الكتاب ومن ناشره؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 12 - 08, 01:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا اين اجد الكتاب ومن ناشره؟
جزاك الله خيرا.
رأيتُه في التدمرية قبل يومين.
وأظن الناشر: دار ابن الجوزي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 11 - 09, 08:10 م]ـ
يرفع للفائدة ... ولعل قارئا يشتري الكتاب ... فيستفيد ويكون للشيخ وللناقل والدال أجره، وأجر من عمل به.(39/235)
قاعدة أصولية "إذا تعارض حاظر ومبيح, قدم الحاظر على المبيح"
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[06 - 01 - 05, 07:52 م]ـ
الحمد لله
الرجاء من الاخوة الافاضل إفادتنا في بيان دلالة هذه القاعدة الاصولية والضوابط التي وضعها العلماء لاستعمالها, لأني رأيت أن العمل بها لا يخلو من أحد أمرين:
أولهما: وجود التعارض
وثانيهما: أن أحاديث "الحاظر" وسننه ستلغي مجموع أحاديث وسنن"المبيح" رغم صحة دلالتها وروايتها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 02:15 ص]ـ
و عليكم السلام
أخي الكريم .. تقديم الحاظر على المبيح هو اقرب لقاعدة فقهية و مقصد من مقاصد التشريع منه إلى قاعدة أصولية تستوجب العمل بها ...
انتبه معي .. أحاديث دلت على الحظر .. وأحاديث دلت على الجواز .. و لكن انتبه إلى أن هذا حقيقة لا يعد من باب التعارض؛ لماذا؟ عند التدقيق تجد أن قاعدة تقديم الحاظر على المبيح لا يكون بعد حدوث تعارض ما بين الأحاديث، و إنما يكون بعد تردد النفس بين الأخذ بأحاديث المنع و الأخذ الجواز .. فمن الممكن أن تترجح عنده أحاديث الجواز، إلا أن كل ذلك في النهاية يكون أمرا ظنيا يحتمل خلافه، فينظر .. لو كان ترك الجواز غير مقصود .. فيكون الأحوط هو في سلوك جانب الحظر، بمعنى أن الجواز يكون هنا بمعنى المباح لا بالمعنى الأصولي الأشمل و هو الدال على (المباح و الواجب و المستحب و أحيانا المكروه) ..
و من هنا يتبين عدم صحة قولكم ((أن أحاديث "الحاظر" وسننه ستلغي مجموع أحاديث وسنن"المبيح" رغم صحة دلالتها وروايتها))،،، فإنه على ضوء ما بينت لكم سابقا لا يكون الأخذ بالأحوط لاغيا لأحاديث المبيح؛ و ذلك لأن ترجيح جانب الحظر إنما هو احتياطا للذمة و أخذ بأحد طرفي (المباح) وهو ((الترك)) فإنه لا يخفى عليكم أصوليا أن المباح هو ما لم يطلب فعله و لا تركه، أو هو ما استوى طرفاه من حيث الفعل و الترك، فيكون من آثر الترك لم يخالف مقتضى الإباحة، إذ هو قد أخذ بجانب الترك، بل يكون عاملا بمقضى أدلة الحظر و الإباحة جميعا، فيكون عاملا بمقتضى أحاديث الإباحة من حيث إن أخذ بجانب الترك، و يكون عاملا بمقتضى أحاديث الحظر من حيث إنه التزم الترك المحتمل خلافه للعقوبة ....
و هذه قاعدة كلية يندرج تحتها ما لا يحصى من الصور .. ومن جزئياتها ما اتفق عليه أصحاب المذاهب الأربعة من مبدا الخروج من الخلاف
ومثاله عندنا نحن الحنفية مثلا .. (مس الذكر) هو عندنا لا ينقض الوضوء، فيكون هذا هو جانب الإباحة (انتبه) .. و عند الشافعية والحنابلة ينقض الوضوء على تفصيل في كيفية المس، وهذا هو جانب الحظر .. فقلنا نحن الحنفية باستحباب الوضوء من مس الذكر، و عللنا ذلك الاستحباب بـ (الخروج من الخلاف) .. فحديث عدم نقض الوضوء من مس الذكر تدل على تساوي ترك الوضوء وفعله .. وحديث نقض الوضوء من مس الذكر يدل على وجوب الوضوء من مس الذكر .. فأعملنا حديث عدم النقض بأخذ جانب الفعل (وهو الوضوء) وأعملنا حديث النقض فتوضأنا .. و بذلك نكون قد اعملنا كلا الدليلين تحت قاعدة (الخروج من الخلاف) و التي هي من صور قاعدة (ترجيح جانب الحظر) أو شبيهة بها من حيث التقسيم فمن فهمها فهم الأولى .. و الله يوفقكم
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[07 - 01 - 05, 02:28 م]ـ
الحمد لله
بارك الله في الاخ محمد رشيد على رده الموفق
لكن هل حينما استعمل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة هذه القاعدة الفقهية في إثبات عدم صيام يوم السبت كان ذلك على نحو ما تفضلتم به؟
تنبيه: لقد قرأت الردود على الشيخ رحمه الله تعالى في هذه المسألة لكن الرد كان على غير هذه القاعدة.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:10 ص]ـ
هو على القاعدة هذه لكن أثبت العرش ثم انقش.
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:54 ص]ـ
شيخنا محمد رشيد بارك الله فيك علي ما قدمت
فهلا تكرمت و شرحت لنا كيف يمكن الجمع بين قاعدة تعارض المبيغ و الحاظر و قاعدة المثبت مقدم على النافي
اذ اني اشعر ان الحاظر = النافي
المثبت = المبيح
و في القاعدة الاولى الحاظر مقدم على التفصيل الذي ذكرت
وفي القاعدة الثانية المثبت مقدم
فهلا تكرمت بالشرح مع الامثلة
و اعتذر مسبقا عن التعبير الرياضي وان كان فيه اشكال فليحذف من كرف المشرف
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/236)
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:25 م]ـ
لو تفضلتم بارك الله تعالى فيكم بإحالتي على الرابط الذي فيه الرد على القاعدة.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ثمّ فرق بين (تقديم الحاظر على المبيح) و بين (تقديم المثبت على النافي)
هو فرق دقيق جدا فتأمل معي و اشحذ ذهنك، و أسأل الله تعالى أن يوفقني لإيصال ما أريد
في تقديم المثبت على النافي تجد أن الأمر متردد بين طرفين شرعيين (((وجوب الوضوء)))، (((عدم وجوب الوضوء)))
فالطرفين الشرعيين هنا في النفي و الإثبات يكون بين أمرين أحدهما موافق لأصل البراءة وهو (النفي) و الآخر موافق لخلاف الأصل وهو (الإثبات)
فتجد أنه في تقديم (المثبت) على (النافي) خروج عن الأصل، وانتبه إلى أن هذا الخروج عن الأصل قد وقع بدليل صحيح، فكان الخروج عن الأصل هو في معنى الجمع بين الأدلة المتعارضة، وذلك لكون النافي قد ابتنى نفيه على الأصل وهو عدم الوجود، أما النافي فقد وقع منه علم حادث، و انتبه الآن لما أقول جيدا // ((الحدوث)) لا ينافي تحقق الأصل وهو ((العدم)) بل إن كلمة الحدوث ذاتها تفيد سبق العدم، تأمل؛ فيكون ترجيح (المثبت) على (النافي) ليس في الحقيقة [ترجيح] لأحد الدليلين على الآخر، بل هو [تقديم] لأحد الدليلين على الآخر، أي تقديم في العمل، و ليس ترجيحا في الاستدلال، لأن كلا الدليلين صحيح، تأمل
وأضرب لكم مثالا: قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها ما معناه // (من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم بال قائما فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعدا)
في حين أنه قد صحّ من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم بال قائما على سباطة، و اذكر أنه في بعض الروايات الضعيفة أنه كان لداء أو لقرحة في مأبطه وهو بطن الركبة
فهنا نجد السيدة عائشة رضي الله عنها تنفي الحدوث، أي أنها على الأصل من عدم الحدوث، و ليست هي في معرض الاستدلال على حكم شرعي حادث، بينما حديث جابر بن عبد الله يثبت الحدوث، فهنا نقدم حديث جابر في العمل، و نقول: يقدم المثبت لأنه خلاف الأصل و لا ينتقل عن الأصل إلا بحادث فدل ذلك على الحدوث و نقل البول قائما، وأما كلام عائشة رضي الله عنها فهو موافق للأصل من عدم الحدوث، فلا يعمل به لكونه لم يحمل معنى جديد، بل هي ما نطقت إلا بالأصل الذي يحتمل خرقه، و لم تعلم هي بالخارق
ـــــــــــــــــــــــــ
تفهم هذه النقطة جيدا و استوعبها قبل الانتقال للنقطة التالية
ـــــــــــــــــــــــــ
الآن نتكلم على (الحاظر) و (المبيح) و تقديم الأول على الثاني
الحاظر = لا تفعل = اخرج عن الأصل = المثبت
المبيح = لا بأس = كن على الأصل = النافي
ففي الحظر تكون منهيا عن الفعل، والتحريم خلاف الأصل، فيكون مثبتا حكما جديدا كما أن (المثبت) أثبت حكما جديدا، و كل الفرق بينهما هو أن الحاظر خرج عن الأصل بمنع الفعل، و المثبت خرج عن الأصل بإيجاب الفعل، فلا فرق بينهما في الحقيقة
و في المبيح تكون متروكا على الأصل وهو جواز الفعل، و الإباحة هي الأصل فلا تكون مثبتا حكما جديدا، تماما كما أن (النافي) لم يثبت حكما جديدا، و كل الفرق بينهما هو أن المبيح أبقاك على الأصل بإباحة الفعل، و النافي أبقاك على الأصل بنفي الإيجاب، فلا فرق بينهما في الحقيقة
و من هنا يتبين عدم صحة حسبة
الحاظر = النافي
المبيح = المثبت
بل (الحاظر) يتصف بكونه (مثبتا) لكونه أخرج الحكم عن الأصل، و أثبت الوجوب أو الحرمة الذي هو خلاف الأصل
و (المبيح) يتصف بكونه (نافيا) لكونه أبقى الحكم على الأصل ونفى الوجوب الذي هو خلاف الأصل
تأمل ما ذكرت لكم واقرأه مرة ثانية و ثالثة إن لم يستوعب من المرة الأولى، فأنا أعلم أن الكلام في الأصول قد يكون فيه بعض التعقيد، و الله يوفقكم
أخوكم المحب / محمد رشيد
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:33 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم بسطة في العلم والجسم
لكن شيخنا الفاضل لم تجبني عن سؤالي فيما يتعلق باستعمال الشيخ الالباني للقاعدة الفقهية الاصولية (تعارض الحاظر والمبيح)
لأني لم أستسغ كون الشيخ الالباني رحمه الله تعالى حينما استعمل القاعدة ترك احاديث كثيرة لم يعمل بها.
السؤال
uestion
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[11 - 01 - 05, 11:41 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا و نفع بك و باخوانك
فجوابك كان كافيا شافيا رغم الصعوبة المنطقية التي بين ثناياه
و ساجتهد اكثر لفهم مرادك مستعينا بالله الكريم و بركة دعائكم و استسمحكم مسبقا ان طرقت بابكم
ثانية.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 - 03 - 10, 07:47 م]ـ
قال الشيخ فركوس في بحثه الإنارة في التعليق على كتاب " الإشارة للباجي:
" فإن عجز عن الترجيح ولم يجد دليلا آخر فلا يجوز أن تبقى الأدلة متكافئة، في محل واحد، بل لابد أن يكون أحد المعنيين أرجح فيلزمه والحال هذه - نظرا لعجزه- التوقف وبه قال أكثر الأحناف وأكثر الشافعية، وأنكر وقوعه إمام الحرمين والشاطبي وغيرهما كما تقدم، أو تقليد مجتهد آخر عثر على الترجيح وبه قال تقي الدين بن تيمية وحكاه الزركشي عن حكاية الجويني، أو يتعين الأغلظ وهو الحظر وبه قال الأبهري وابن القصار والشيرازي واختاره الآمدي وابن الحاجب وابن الهمام، أو تتعين الإباحة بناء على أنّ الأصل في الأشياء الإباحة، وبه قال القاضي عبد الوهاب المالكي، وابن حمدان الحنبلي"
قلت: هل يعني هذا أن لهذه القاعدة"إذا تعارض حاظر ومبيح, قدم الحاظر على المبيح" قاعدة ضدها؟
http://www.ferkous.com/rep/C8.php
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/237)
ـ[أم سلمة]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا و نفع بك و باخوانك
فجوابك كان كافيا شافيا رغم الصعوبة المنطقية التي بين ثناياه
و ساجتهد اكثر لفهم مرادك مستعينا بالله الكريم و بركة دعائكم و استسمحكم مسبقا ان طرقت بابكم
ثانية.
[ CENTER] ثم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:04 م]ـ
وقال د. عبدالرحمن القرني، في كتابه تعارض الحاضر والمبيح:
" أن ينقل النصان الحاظر والمبيح ويشتهران بين حملة الشريعة ويتكافآن في الدلالة عموما وخصوصا (1)، فيختلفون حيث يبني كل فريق منهم على أصله، فمن أصله تقديم الحاظر على المبيح قال بالتحريم، ومن أصله تقديم المبيح قال بالحل " صـ 29.
وقال في الهامش رقم (1):
"يعني بأن يكون كل واحد من النصين عاما، أو يكون كل واحد منهما خاصا، أو يكون كل واحد عاما من وجه وخاصا من وجه آخر "
قلت: ويبدو لي أن ما سبق يشبه أن يكون " تحريرا لمحل النزاع "، وأيضا مرشدا للمكان الذي تفعل فيه هذه القاعدة الأصولية أو لا تفعل.
مما ذكرني بكلام الشيخ فركوس.(39/238)
هل يوجد حديث يثبت انه يوجد في عصرنا هذا كتاب الإنجيل غير محرف ?
ـ[محب الالباني]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:26 م]ـ
السلام عليكم ..
هل يوجد حديث يثبت انه يوجد في عصرنا هذا كتاب الإنجيل غير محرف
سمعنا بوجود نسخة من الإنجيل محفوظة في روما
افيدونا أثابكم الله
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[07 - 01 - 05, 02:41 ص]ـ
ظاهر القرآن يدل على أن هناك نسخ غير محرفة، مثل قوله تعالى:" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ... وقوله جل ذكره: وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله .... ولهذا قال قال شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله: " والصحيح القول الثالث: وهو أن في الأرض نسخا صحيحة، وبقيت إلى عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، ونسخا كثيرة محرفة، ومن قال أنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال مالايمكنه نفيه، ومن قال جميع النسخ بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، حرفت فقد قال ما يعلم أنه خطأ، والقرآن يأمرهم أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة والإنجيل، ويخبر أنها حكمه، وليس في القرآن خبر أنهم غيروا جميع النسخ " انتهى ... مجموع الفتاوى، ج 13 ص 104 ...
والله أعلم
ـ[محب الالباني]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:10 ص]ـ
اخي الكريم جزاك الله خير
غير انك لم تذكر هل يوجد حديث عن النبي حول اذا ما يوجد في عصرنا هذا كتاب الإنجيل غير محرف ..
حسب ما فهمت من ردك انه لا يوجد اي حديث عن هذا الموضوع
جزاك الله خير على الإفادة وجعلها في موازين حسناتك
ـ[الشافعي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:20 ص]ـ
السلام عليكم
حديث يدل. . . . في عصرنا: لا أعلم!
لكن إذا كنت تريد حديثاً يدل على وجود التوراة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد استدل على ذلك بحديث
ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى نفر من يهود فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف فأتاهم
في بيت المدراس فقالوا يا أبا القاسم إن رجلا منا زنى بامرأة فاحكم بينهم فوضعوا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وسادة فجلس عليها ثم قال بالتوراة فأتي بها فنزع الوسادة من تحته فوضع التوراة عليها ثم قال
آمنت بك وبمن أنزلك ثم قال ائتوني بأعلمكم فأتي بفتى شاب ثم ذكر قصة الرجم، خرجه أبو داود وفي إسناده
مقال.
والله أعلم.
ـ[محب الالباني]ــــــــ[12 - 01 - 05, 04:30 ص]ـ
اخي الكريم الشافعي جزاك الله خير
وبارك الله في علمك يا شيخ .. ورحم الله والديك
ارجو المعذرة على تأخري في التعقيب
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 06:33 ص]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2751(39/239)
العجلة بالتأمين قبل إتمام الدعاء!
ـ[النقّاد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:27 ص]ـ
أخرج عبد الرزاق في «المصنف» (4/ 259) عن ابن سيرين قال: كان أبيٌّ يقوم للناس على عهد عمر في رمضان , فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة , فإذا تمت عشرون ليلة انصرف إلى أهله , وقام للناس أبو حليمة معاذ القارئ وجهر بالقنوت في العشر الأواخر حتى كانوا مما يسمعونه يقول: اللهم قَحَطَ المطر , فيقولون: آمين , فيقول: ما أسرع ما تقولون آمين! دعوني حتى أدعو!!.
وفي مسائل الإمام أحمد (69) رواية أبي داود: أن معاذاً قال في دعائه: اللهم قحط المطر. فقالوا: آمين. فلما فرغ قال: قلت: اللهم قحط المطر , فقلتم آمين. ألا تسمعون ما أقول ثم تؤمنون؟!
والمتأمل في حال كثير من الناس اليوم يجد كثيرًا منهم يتعجلون التأمين على دعاء الإمام قبل أن يدعو .. فبينما يقدِّم الإمام بذكر بعض الثناء على الله , أو بذكر بعض البلايا , أو ببعض عدوان الكفار , تجد كثيرًا من الناس يؤمِّن على ما يقول ولمَّا يشرع في الدعاء بعد!
ـ[الشامي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 10:48 ص]ـ
لا يستعجلون
هم لا يفرقون بين الثناء والدعاء
ولا يفرقون بين الخبر والدعاء
وهم يؤمنون في كل السكتات!(39/240)
هَلْ يُقَالُ إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[07 - 01 - 05, 10:06 ص]ـ
بَابٌ هَلْ يُقَالُ: " إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛
هذا بحثٌ عن حُكمِ إطلاقِ لفظِ العشقِ أو العاشقِ في حقِ اللهِ والنبي صلى اللهُ عليه وسلم، فيقولُ أحدهم: " إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَو يقولُ: " إِنِّيْ عَاشقٌ للهِ أَو عَاشقٌ لِلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
ومدارُ البحثِ سيكونُ في ثلاثِ نقاطٍ:
اضغط هنا ( http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.28odpCGVplT.8@.1dd6dad7)(39/241)
تَمَشْيُّخ الحدث
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول من أخاطب بها نفسي. والله المستعان
المقال:
تَمَشْيُّخ الحدث
ياسر محمد بابطين
الحدثُ: الشاب فتيُّ السن، غض الفؤاد، صافي الذهن، وتَمَشْيُّخه: تصدره للناس في المحراب والمنبر و (منتديات النت) يفتي ويوجه، ويبدي رأيه، لا فيما يناسب سِنّه، لا ينقله عن الأكابر متثبتاً فيما يروي، ولا هو شيءٌ حاك في صدره فأبداه لمن يرجو عنده نُصحاً ..
لا شيء من هذا، فكلُّ ذلك قد تجاوزه الشيخُ الحَدَث، ولم يعد يعيشُ همَّ نفسه، بل فرّغ قلبه لهموم الناس وقضاياهم، وراح يَحُلُّ مشكلاتهم؛ فربما سمعتَ ابناً محضَ البنوة خالصَها يتكلم عن تربية الأبناء! وآخرَ في مطلع المراهقة يُنَظِّرُ للتعامل مع المراهق! وإذا لم تطرب أذناك بمثل هذا، فما أظن ثالثهم عنك ببعيد؛ ذاك الذي يتحدث في القضايا المعاصرة، في واقع الأمة وهي تتقلب في زمن الفتن، فيخبط خبط عشواء، ويذهب يميناً وشمالاً، تحدوه عاطفةٌ لا نشك في صدقها، وهمٌّ قَلَّ في الناس من يحمله، ولكنه ولو أصاب فقد أخطأ!! أخطأ لأن العاطفة تُحرك، والحكمة توجه، وهو يفتئتُ بأُولاهما على الأخرى.
وأخطأ لأن شأن الفتن أكبر من أن يدركه الحدث، وإن رأى الحق فيه واضحاً، فرب حقٍ لا سبيل إليه، وهل يعي الحدث أنه ليس كلُّ حقٍ يُقال! قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون، أن يكذب الله ورسوله (1).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة (2).
وقال أيوب: لا تحدثوا الناس بما لا يعلمون فتضروهم (3).
هذا لو كان هو يعقل ما يقول، ويقف عند ما ينبغي له الوقوف عنده، فكيف إذا كنا نعيش من الفتن ما قال عنه حذيفة: أشد الفتن أن يُعرض عليك الخير والشر؛ فلا تدري أيهما تركب (4).
وقال: ما الخمر صرفاً بأذهب لعقول الرجال من الفتن (5).
فكيف بربك تكون عقول الأحداث!! قيل لمالك بن أنس: إن عند ابن عيينة عن الزهري أشياء ليست عندك! فقال مالك: وأنا كلّ ما سمعته من الحديث أُحدث به الناس!؟ أنا إذا أريد أن أضلهم!! (6) وأي شيءٍ ذاك الذي عند مالك ولا يحدث به؟ إنه ليس إلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه الفقه الذي يغيب عن أولئك الذين يحدثون بكل ما سمعوا، وكفى به إثماً.
إنّ الإقبال على الخير من الحدث سِمَةُ نجابة، وعلامة فضلٍ هلّت بوادره، لذا فلا عجب أن نجد من العلماء عنايةً بالأحداث، وتقديماً لهم على غيرهم، عن عطاء عن رجل قال: كُنّا جلوساً مع حذيفة، فمرّ رجلٌ، فقال له حذيفة: يا فلان ما يمنعك أن تجالسنا؟ قال: والله ما يمنعني من ذاك إلا هؤلاء الشباب الذين هم حولك.
قال: فغضب حذيفة وقال: أما سمعت الله تعالى يقول (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) وهل الخير إلا في الشباب!.
وعن يزيد أن الحسن قال: قدِّموا إلينا أحداثَكم فإنهم أفرغ قلوباً، وأحفظ لما سمعوا، فمن أراد الله أن يتمه له أتمه (7).
ومُحالٌ إن كُتب للشاب حياةٌ؛ أن يظل شاباً، فإذا كبر أسعفه ما كان بنى لنفسه من قبلُ، قال عروة لبنيه: يا بني تعلموا فإنكم إن تكونوا صغار قوم، عسى أن تكونوا كبارهم، واسوأتاه ماذا أقبح من شيخ جاهل (8)!؟.
فالحدثُ عاجل أخذِه خيرٌ من آجله، وآجل عطائه أنفع من عاجله، فإن ركب هواه ذهب عاجل ما يرتجى منه وآجله، قال الشافعي: إذا تصدر الحدث فاته علم كثير (9).
وقال إبراهيم بن أدهم: كنا إذا رأينا الحدثَ يتكلم مع الكبار، أيسنا من أخلاقه، ومن كل خير عنده (10).
وقد يتعجل الحدثُ لبادرة نبوغ، فاق بها أقرانه، وصار إليهم إماماً، فيتصدر ولما يستوِ على سوقه، حدثوا أن أبا علي الفارسي اجتاز بالموصل، فمر بالجامع، وأبو الفتح ابن جني في حلقة يُقرىء النحو، وهو شاب، فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف، فقصّر فيها، فقال له: زببتَ وأنتَ حصرم.
فسأل عنه، فقيل له: هذا أبو علي الفارسي! فترك حلقتَه وتبعه، وظل يلازمه أربعين سنةً، واعتنى بالتصريف، فما أحد أعلم منه به، فلما مات أبو علي تصدر أبو الفتح في مجلسه ببغداد. (11)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري: كتاب العلم/ الباب 49
(2) رواه مسلم في المقدمة
(3) جامع الخطيب 2/ 109
(4) الاستيعاب 1/ 335
(5) مصنف ابن أبي شيبة 7/ 475
(6) جامع الخطيب 2/ 109
(7) جامع الخطيب 1/ 310
(8) صفة الصفوة 2/ 85
(9) صفة الصفوة 2/ 252
(10) حلية الأولياء 8/ 29
(11) معجم الأدباء 4/ 1589. وزببت أي صرت زبيباً والحصرم قال في الللسان: أول العنب، وقيل الثمر قبل النضج، و الحصرمة حبة العنب حين تنبت.
اهـ
http://www.almurabbi.com/a1.asp
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[07 - 01 - 05, 12:31 م]ـ
رضي الله عنك أخي الكريم وجزاك الله خيرًا على هذا النقل الطيب.
وجزى الله كاتبه خيرًا(39/242)
أفيدونا عن حال هذا الحديث تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الأخوة الأفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدونا جزاكم الله خيرا عن الحكم في هذا الحديث الموقوف:
" أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة:
أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه – يقول:
تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض "
فقد بحثت في ترجمة "حميد بن عبد الرحمن بن عوف " فوجدته لم يرو عن المسور بن مخرمة وأحاديثه عن عمر رضي الله عنه مرسلة .. وبحثت في ترجمة "المسور" فوجدت حميدا لم يرو عنه .. فهل هذا الحديث معل بالانقطاع؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفيدونا يا أهل الحديث جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهذا الأثر الموقوف أخرجه الحاكم (2/ 395) (إتحاف المهرة (12/ 379) والبيهقي في الشعب (2/ 477) من طريق الحاكم كما سقت سنده بارك الله فيك، وابن شهاب ممن روى عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف، وحميد قد روى وسمع من عدد من الصحابة الكبار ومسور بن مخرمة من صغار الصحابة.
ويبقى الإشكال بارك الله فيك في الكلام الذي قيل في عثمان بن صالح السهمي، فلعلك تراجع ترجمته وخاصة ما ذكره الحافظ ابن رجب في شرح العلل، ثم بعد ذلك يبقى الكلام حول قبول روايته هذه أم لا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:23 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
سَمَاعُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ مِنْ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ مُتَيَّقَنٌ مَجْزُومٌ بِصِحَّتِهِ
والْمِسْوَرَ ابْنُ عَمَّةِ حُمِيدٍ، فَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفٍ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ((فقد بحثت في ترجمة ((حميد بن عبد الرحمن بن عوف))، فوجدته لم يرو عن المسور بن مخرمة، وأحاديثه عن عمر رضي الله عنه مرسلة .. وبحثت في ترجمة ((المسور))، فوجدت حميدا لم يرو عنه)) اهـ.
قال إمام المحدثين فى ((كتاب الأحكام)) (7207): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا، فَتَشَاوَرُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ، فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ، فَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى مَا أَرَى أَحَداً مِنْ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ، وَلا يَطَأُ عَقِبَهُ، وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا، فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ، قَالَ الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنْ اللَّيْلِ، فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: أَرَاكَ نَائِمًا، فَوَاللهِ مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِكَبِيرِ نَوْمٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْداً، فَدَعَوْتُهُمَا لَهُ فَشَاوَرَهُمَا، ثُمَّ دَعَانِي، فَقَالَ: ادْعُ لِي عَلِيًّا، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَهُوَ عَلَى طَمَعٍ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئاً، ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي عُثْمَانَ، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ، وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِراً مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ، وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ يَا عَلِيُّ إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ: الْمُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصَارُ، وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، وَالْمُسْلِمُونَ.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/243)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:37 ص]ـ
فائدة نفيسة، بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا إخواني .. وجزاك الله خيرا شيخنا أبو محمد على الفائدة العظيمة في ثبوت السماع.
أما عن عثمان بن صالح السهمي المصري فقد أخرج له البخاري رحمه الله ثلاثة أحاديث .. أحدها عن بكر بن مضر في انشقاق القمر .. وحديثين عن ابن وهب أحدهما في تفسير القرآن والآخر في الأحكام.
أما عن ترجمته:
اسمه ونسبه:
عثمان بن صالح بن صفوان السهمى مولاهم، أبو يحيى المصرى (والد يحيى بن عثمان بن صالح)
المولد: 144 هـ
الطبقة: 10: كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة: 219 هـ
روى له: خ س ق
مرتبته عند ابن حجر: صدوق
مرتبته عند الذهبي: لم يذكرها
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ س ق): عثمان بن صالح بن صفوان السهمى، أبو يحيى المصرى، والد يحيى بن
عثمان بن صالح مولى قيس بن أبى العاص بن قيس بن عدى بن سهم، قاضى مصر لعمر بن
الخطاب، و يقال: إنه أول قاض تولى قضاء مصر فى الإسلام. اهـ.
و قال المزى:
قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: كان عثمان بن صالح شيخا صالحا،
سليم الناحية: قيل له: كان يلقن؟ قال: لا، قال: ضاع لى كتاب عن ابن لهيعة
عن أبى قبيل ثم دللت على صاحب ناطف فاشتريت منه بكذا فلسا ـ أو قال: كذا حبة
فقيل له: ما حاله؟ قال: شيخ.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: كان راويا لابن وهب.
قال أبو سعيد بن يونس: مات فى المحرم سنة تسع عشرة و مئتين.
و روى له النسائى، و ابن ماجة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 7/ 122:
و قال (أى ابن يونس): ولد سنة مئة أربع و أربعين.
و ذكره أبو على الغسانى فى " شيوخ أبى داود ".
و قال الحاكم، عن الدارقطنى: ثقة.
و قال ابن رشدين: رأيته عند أحمد بن صالح متروكا.
و قال أبو زرعة: لم يكن عندى ممن يكذب، و لكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبلوا به، كان يملى عليهم ما لم يسمعوا.
قال الحافظ فى "تقريب التهذيب" ص / 384:
قد ثبت عنه أنه قال: رأيت صحابيا من الجن. اهـ.
شيوخه:
قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن:
أبى إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق بن عبد الرحمن القارىء القاضى
القاص المصرى حليف بنى زهرة
بكر بن مضر (خ س)
خالد بن نجيح المصرى (أحد الضعفاء)
ضمرة بن ربيعة
عبد الله بن لهيعة (ق)
عبد الله بن وهب (خ)
أبى سعيد عثمان بن عتيق الغافقى
لهيعة بن عيسى بن لهيعة (ابن أخى عبد الله بن لهيعة)
الليث بن سعد
مالك بن أنس
مسلم بن خالد الزنجى.
تلاميذه:
قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه:
البخارى
إبراهيم بن هانىء النيسابورى
أحمد بن نباتة بن عمر الصدفى
إسماعيل بن عبد الله الأصبهانى سمويه
جعفر بن محمد بن الفضيل الرسعنى
حميد بن زنجويه النسائى
سعيد بن أسد بن موسى
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم
على بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومى
على بن عثمان النفيلى
عمرو بن منصور النسائى (س)
أبو عُبيد القاسم بن سلام
مالك بن عبد الله بن سيف التجيبى
أبو حاتم محمد بن إدريس الرازى
محمد بن أبى الحسين السمنانى
محمد بن سهل بن عسكر التميمى البخارى
أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادى
محمد بن مسكين اليمامى
محمد بن مسلم بن وارة الرازى
محمد بن يحيى الذهلى
الوليد بن محمد المصرى النحوى ولاد
وهب بن حفص الحرانى
يحيى بن عثمان بن صالح السهمى (ابنه) (ق)
يحيى بن معين
يعقوب بن سفيان
يونس بن عبد الرحيم العسقلانى.
وقال ابن رجب رحمه الله في شرح العلل:
ذكر من سمع من ثقة مع ضعيف فأفسد حديثه وهو لا يشعر
منهم: عثمان بن صالح المصري:
قال البرذعي عن أبي زرعة: " لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، لكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، فكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبلوا به، وقد بلي به أبو صالح أيضاً – يعني كاتب الليث – في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر. ليس له أصل، إنما هو من حديث خالد بن نجيح.
قلت: وهذا الحديث قد ذكرناه في فضائل الصحابة، وذكرنا قول أحمد فيه: إنه موضوع
فهل تقبل روايته هنا خاصة أنه يرويها عن ابن وهب .. وقد روى له البخاري حديثين عن ابن وهب؟؟ .. أم قد ميز له البخاري رحمه الله صحة هذين الحديثين عن ابن وهب؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا في الحكم على الحديث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:23 م]ـ
الظاهر أنه جيد في ابن وهب
بيان ذلك
(وقال البرذعي قلت لأبي زرعة رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن ابن لهيعة يعني منكرة)
ذكرت أول القصة
وجوه الاستدلال من هذا
أن البرذعي وقف على مناكير من رواية عثمان بن صالح عن ابن لهيعة
ولم يقف على ذلك في رواية ابن وهب
او على الاقل لم يقل ذلك
مع أن تبين المناكير في حديث ابن وهب سهل لان ابن وهب حجة
بينما ابن لهيعة في حديثه غرائب
فلم يكن البرذعي ليقول وقفت على أحاديث منكرة في حديث عثمان بن صالح
عن ابن لهيعة
الا وقد ترجح لديه انه ليس من قبل ابن لهيعة وانما من قبل عثمان
والرازي لما أجاب لم يقل أن ذلك من قبل ابن لهيعة بل بين للبرذعي حال عثمان
واستعين بهذا فأقول
عثمان جيد في ابن وهب
هذا هو الأصل فيه
ولكن يظل التأمل هل هذا الأثر مما تفرد به عثمان بن صالح عن ابن وهب
لأن هذا يبنغي أن يكون في نسخة يونس عن الزهري
أو في كتب ابن وهب
فاذا لم يوجد لا في نسخة يونس ولا ففي كتب ابن وهب
فهو موضع تأمل
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/244)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:45 م]ـ
(في نقل الاخ الكريم صاحب الموضوع أبو محمود الراضي
(قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: كان عثمان بن صالح شيخا صالحا،
سليم الناحية: قيل له: كان يلقن؟ قال: لا، قال: ضاع لى كتاب عن ابن لهيعة
عن أبى قبيل ثم دللت على صاحب ناطف فاشتريت منه بكذا فلسا ـ أو قال: كذا حبة
فقيل له: ما حاله؟ قال: شيخ.
)
انتهى
(وقال البردعي قلت
لأبي زرعة رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن بن لهيعة يعني منكرة فقال لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به وبلي به أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر ليس له أصل وإنما هو من خالد بن نجيح كذا قال أحمد بن يحيى التستري عن أبي زرعة في حديث الفضائل وزاد وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم وله غير هذا قلت لأبي زرعة فمن رواه عن بن أبي مريم قال هذا كذاب قال التستري وقد كان محمد بن الحارث العسكري حدثني به عن كاتب الليث وابن أبي مريم رواه الحاكم وقال قد شفى أبو زرعة في علة هذا الحديث فكل ما أتى أبو صالح كان من أجل هذا الحديث فإذا وضعه غيره وكتبه في كتاب الليث كان المذنب فيه غير أبو صالح وقال أبو حاتم الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح وكان أبو صالح يصحبه وكان أبو صالح سليم الناحية وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب كان رجلا صالحا)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:08 م]ـ
وعثمان بن صالح خرج له ابن حبان في الصحيح وقال عنه (كان روايا لابن وهب) ولم يجرح روايته عن ابن وهب
وخرج له الحاكم في المستدرك وخرج له الاسماعيلي والجوزقي في مستخرجهما
وروى عنه من الأكابر البخاري ويعقوب والذهلي ويحيى بن معين
ذكرت هولاء لأنهم من فرسان هذا الشأن
ولم يضعفه ابن معين وقلما يسكت ابن معين عن رجل مشهور
ولا البخاري لم يذكره في الضعفاء ونقل عنه في التاريخ الكبير
وترجم له بقوله
(عثمان بن صالح المصري أبو يحيى السهمي سمع ابن وهب)
ولكن الذي يوجب النظر والتوقف هو ترك الامام الحافظ الحجة أحمد بن صالح لعثمان
وأحمد مصري
فتركه لم يكن الا لسبب
فلعله رآه يحدث بأحاديث منكرة فتركه
والله أعلم بالصواب
وانما ذكرت هذا لبيان أن الأصل في عثمان بن صالح أنه جيد في ابن وهب
ولم أرد بذلك الكلام عن أثر عمر
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:17 م]ـ
بارك الله فيكم
طريقة الإمام البخاري رحمه الله في عدم روايته للراوي حتى يعرف صحيح حديثه من سقيمه
قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 978 حمزة ديب، ص 394 السامرائي) (وسألت محمدا عن داود بن أبي عبد الله الذي روى عن ابن جدعان فقال هو مقارب الحديث، قال محمد: عبد الكريم أبو أمية مقارب الحديث،وأبو معشر المديني نجيح مولى بني هاشم ضعيف لا أروي عنه شيئا ولا أكتب حديثه (((وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه))) انتهى.
ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 123)
أقول في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): ((قال محمد بن إسماعيل [البخاري]: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً))
والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله ((لا أروي عنه)) أي بواسطة،وقوله ((وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً)) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة.
وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/245)
فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين:
1) إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه
2) وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [ابن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه)) ونحو ذلك.
فإن قيل قضية الحكاية المذكورة أن يكون البخاري التزم أن لا يروي إلا ما هو عنده صحيح فأنه إن كان يروي مالا يرى صحته فأي فائدة في تركه الرواية عمن لا يدري صحيح حديثه من سقيمه؟ لكن كيف تصح هذه القضية مع أن كتب البخاري غير الصحيح أحاديث غير صحيحة، وكثير منها يحكم هو نفسه بعدم صحتها؟
قلت: أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك، وقد يقال أنه إذا رأى أن الراوي لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه تركه البتة ليعرف الناس ضعفه مطلقاً، وإذ رأى أنه يمكن معرفة صحيح حديثه من سقيمه في باب دون باب ترك الرواية عنه في الباب الذي لا يعرف فيه كما في يحيى بن بكير، وأما غير ذلك فأنه يروي ما عرف صحته وما قاربه أو أشبهه مبيناً الواقع بالقول أو الحال. والله أعلم. انتهى.
وهناك فوائد أخرى تجدها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=24516#post24516
.
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في (ذكر من تكلم فيه وهو موثق) ص132
عثمان بن صالح السهمي خ ق شيخ للبخاري صدوق غمزه أحمد بن صالح المصري
قال الحافظ في هدي الساري ص423
عثمان بن صالح السهمي أبو يحيى المصري من شيوخ البخاري وثقه بن معين والدارقطني وقال أبو حاتم شيخ وقال أبو زرعة كان يكتب مع خالد بن نجيح وكان خالد يملي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ قبلوا به
قلت هذا بعينه جرى لعبد الله بن صالح كاتب الليث وخالد بن نجيح هذا كان كذابا وكان يحفظ بسرعة وكان هؤلاء إذا اجتمعوا عند شيخ فسمعوا منه وأرادوا كتابة ما سمعوه اعتمدوا في ذلك على إملاء خالد عليهم أما من حفظه أو من الأصل فكان يزيد فيه ما ليس فيه فدخلت فيهم الأحاديث الباطلة من هذه الجهة وقد ذكر الحاكم أن مثل هذا بعينه وقع لقتيبة بن سعيد معه مع جلالة قتيبة
وأما ما رواه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين عن أحمد بن صالح أنه ترك عثمان بن صالح فلا يقدح فيه
أما أولا
فابن رشدين ضعيف لا يوثق به في هذا
وأما ثانيا فأحمد بن صالح من أقران عثمان فلا يقبل قوله فيه إلا ببيان واضح
والحكم في أمثال هؤلاء الشيوخ الذين لقيهم البخاري وميز صحيح حديثهم من سقيمه وتكلم فيهم غيره أنه لا يدعي أن جميع أحاديثهم من شرطه فإنه لا يخرج لهم إلا ما تبين له صحته والدليل على ذلك أنه ما أخرج لعثمان هذا في صحيحه سوى ثلاثة أحاديث أحدها متابعة في تفسير سورة البقرة وروى له النسائي وابن ماجة انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:18 م]ـ
ولم أراجع كتب ابن وهب ولكني أقول
يمكن أن يقال
لو أن الحديث في كتاب مسند ابن وهب جمع الأصم لرواه الحاكم عنه لأن الحاكم يرويه عن الأصم عن شيخه
(بحر بن نصر أو ابن عبدالحكم عن ابن وهب
فلا يحتاج ينزل درجة فيرويه عن شيخه عن عثمان عن أبيه عن ابن وهب
تنبيه (لايحتج بمثل هذا في النفي ولكن قد يستأنس به)
فلينظر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
وهناك بعض روايات لعثمان بن صالح عن المصريين استنكرها العلماء
جاء في تفسير ابن كثير ج1/ص280
قال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه 1936 حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري أخبرنا أبي سمعت الليث بن سعد يقول قال أبو المصعب مشرح هو بن هاعان قال عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بالتيس المستعار قالوا بلى يا رسول الله قال هو المحلل لعن الله المحلل والمحلل له تفرد به بن ماجه
وكذا رواه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن عثمان بن صالح عن الليث به ثم قال كانوا ينكرون على عثمان في هذا الحديث إنكارا شديدا
فهذه رواية لعثمان بن صالح عن الليث المصري وقدنقل الجوزجاني استنكار أهل العلم لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/246)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:33 م]ـ
ولكن هذا الحديث تابعه فيه أبو صالح المصري
([2804] أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي بمصر حدثنا أبي قال سمعت الليث بن سعد في المسجد الجامع يقول قال أبو مصعب مشرح بن هاعان قال عقبة بن عامر الجهني رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بالتيس المستعار قالوا بلى يا رسول الله قال هو المحل فلعن الله المحل والمحلل له ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله المحل والمحلل له هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد ذكر أبو صالح كاتب الليث عن ليث سماعه من مشرح بن هاعان
[2805] أخبرنيه أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن حدثنا الفضل بن محمد الشعراني حدثنا أبو صالح حدثنا الليث بن سعد قال سمعت مشرح بن هاعان يحدث عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بالتيس المستعار قالوا بلى يا رسول الله قال هو المحل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله المحل والمحلل له هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
)
ولكن قد يقال أنه ح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:38 م]ـ
في العلل لابن أبي حاتم
(سمعت أبا زرعة وذكر حديثا رواه أبو صالح كاتب الليث وعثمان بن صالح قالا حدثنا الليث عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ألا أخبركم بالتيس المستعان قالوا بلى قال المحل والمحلل له فلعن الله الحال والمحلل له قال ابو زرعة وذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير وأخبرته برواية عبد الله بن صالح وعثمان بن صالح فأنكر ذلك انكارا شديدا وقال لم يسمع الليث من مشرح شيئا ولا روى عنه شيئا وانما حدثني الليث بن سعد بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أن رسول الله قال أبو زرعة والصواب عندي حديث يحيى يعني ابن عبد الله بن بكير)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:52 م]ـ
في تهذيب الكمال
(وقال البرذعي أيضا قلت لأبي زرعة رأيت بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح عن بن لهيعة عن عمرو بن دينار وعطاء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم منهما لا تكرم أخاك بما يشق عليه فقال لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به وبلي هو أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر ليس له أصل وانما هو من خالد بن نجيح وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني الوراق عن أبي الحسن أحمد بن الحسن القاضي سمعت أحمد بن محمد بن سليمان التستري يقول سألت أبا زرعة الرازي عن حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفضائل فقال هذا حديث باطل كان خالد بن نجيح المصري وضعه ودلسه في كتاب الليث وكان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم وله غير هذا قلت لأبي زرعة فمن رواه عن بن أبي مريم قال هذا كذاب قال التستري وقد كان محمد بن الحارث العسكري حدثني به عن كاتب الليث وابن أبي مريم قال الحاكم أبو عبد الله فأقول رضى الله عن أبي زرعة لقد شفى في علة هذا الحديث وبين ما خفي علينا فكل ما أتي أبو صالح كان من أجل هذا الحديث فإذا وضعه غيره وكتبه في كتاب الليث كان المذنب فيه غير أبي صالح وقال أبو حاتم الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فانكروها عليه أرى ان هذا مما افتعل خالد بن نجيح وكان أبو صالح يصحبه وكان أبو صالح سليم الناحية وكان خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب كان رجلا صالحا)
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 03:53 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
إذن الظاهر أن حديث التحليل من بلاوي خالد بن نجيح التي أدخلها علي أبي صالح وعثمان بن صالح.
وقد بحث عن هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه في (الجامع في تفسير ابن وهب) فلم أجده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:00 م]ـ
بارك الله فيكم
وفي علل ابن أبي حاتم
(سمعت ابي وحدثنا عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري عن أبيه عن ابن لهيعة عن أبي عشانه حي بن يؤمن عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله لو كان فيكم موسى بن عمران وعصيتموني دخلتم النار قال أبي هذا حديث كذب قال أبو محمد أبو عشانة ثقة)
(سمعت ابي وحدثنا عن يحيى بن عثمان بن صالح عن ابيه عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن ابي هريرة قال مرت بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نعجة فقال هذه التى بورك فيها وفي خروفها قال ابي هذا حديث كذب
2338 سمعت ابي حدثنا عن يحيى بن عثمان عن ابيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن ابي حبيب عن ابي الخير عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به فانه مصحة من الباسور قال ابي هذا حديث كذب
)
(سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن عثمان بن صالح المصري عن ابيه عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن ابي هريرة قال مرت بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نعجة فقال هذه التى بورك فيها وفي خروفها قال ابي هذا حديث منكر)
(سألت أبي عن حديث رواه عثمان بن صالح قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن ابي حبيب عن عبدالله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - العلم في قريش والامانة في الانصار قال وحدثنا ايضا ابن لهيعة مرة اخرى والامانة في الازد قال أبي انما يرويه ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/247)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:17 م]ـ
ترجمة يحيى بن عثمان بن صالح من التهذيب
(يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان القرشي السهمي مولاهم أبو زكريا المصري روى عن أبيه وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني وأبي صالح المصري وسعيد بن أبي مريم وعمرو بن الربيع بن طارق وعمرو بن خالد الحراني وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار ونعيم بن حماد الخزاعي ويحيى بن عبد الله بن بكير ويحيى بن زهدم الغفاري وإسحاق بن بكر بن مضر وأصبغ بن الفرج وجماعة روى عنه بن ماجة وإسحاق بن إبراهيم بن صالح العذري وعبد المؤمن بن خلف النسفي وعلي بن الحسين بن خلف بن قديد وأبو القاسم الطبراني وغيرهم قال بن أبي حاتم كتبت عنه وكتب عن أبي وتكلموا فيه وقال بن يونس كان عالما بأخبار البلد وبموت العلماء وكان حافظا للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين قلت وقال مسلمة بن قاسم يتشيع وكان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك)
انظر الى تصحيفات النسخ الالكترونية
وكتب عن أبي
الصواب وكتب عنه أبي
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 05:19 م]ـ
بعض غرائب أحاديث عثمان
من السنن الكبرى للبيهقي
(وروى عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله فلما بني عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول سدوا خلال اللبن ثم قال أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب نفس الحي وهذا إسناد ضعيف أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي حدثني أبي ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر فذكره
==========
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي حدثني أبي ثنا يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة رضيع عبد الملك بن مروان وكان امرئ صدق عن مسلم بن يسار قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا في جهنم ومن أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه
============
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا بن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين
)
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
شيخنا الفاضل ابن وهب بارك الله فيك على ما أتحفتنا به من نفائس
تساؤلين يدوران في ذهني عن الأثر مدار الموضوع:
1 - غرائب عثمان بن صالح أغلبها عن ابن لهيعة .. فهل نحكم بأن روايته هنا عن ابن وهب صالحة؟؟
2 - كما تفضل الشيخ أبو محمد فقد أعلمنا أن سماع حميد بن عبد الرحمن بن عوف من المسور 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - متيقن .. وسؤالي هو .. إذا كان حميدا قد سمع من مسور 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - .. فلماذا عنعن هنا في الأثر عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟؟؟
وأرجو أن نصل لحكم نهائي في هذا الأثر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 01 - 05, 02:07 ص]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
ذكر مرويات عثمان بن صالح في صحيح البخاري
1/ (حدثنا عثمان بن صالح: حدثنا بكر بن مضر قال: حدثني جعفر ابن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم)
هذا الحديث تابعه فيه يحيى بن بكير
خرج البخاري في موضع آخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/248)
(حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني بكر، عن جعفر، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
)
(3638 حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
)
------
2/
(حدثنا عثمان بن صالح: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج: أن نافعاً أخبره: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة
)
وقد خرجه البخاري في موضع آخر
(حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال:
لما قدم المهاجرون الأولون العصبة، موضع بقباء، قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يؤمهم سالم، مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا
انتهى
على أن الحديث معروف عن ابن وهب ومعروف أيضا عن ابن جريج
في سنن البيهقي
(أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا القعنبي ثنا أنس يعني بن عياض قال أبو داود وحدثنا الهيثم بن خالد الجهني ثنا بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون نزلوا العصبة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا زاد الهيثم وفيهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر عن أنس بن عياض
[4903] وأخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك بن جريج أن نافعا أخبرهم أن عبد الله بن عمر أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد بن حارثة وعامر بن ربيعة قال الشيخ كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضى الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم
)
وفي معجم الطبراني
(حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج أنا نافع أنه سمع بن عمر رحمه الله يقول كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة)
انتهى
وانظر طبقات ابن سعد
------
3/ الحديث الثالث
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَا إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَقَالَ يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي فَقَالَا أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) فَقَالَ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ وَزَادَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِالرَّحْمَنِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللَّهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/249)
فِيهِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالصَّلَاةِ الْخَمْسِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ قَالَ يَا أَبَا عَبْدِالرَّحْمَنِ أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) (قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) قَالَ فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَلِيلًا فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ وَإِمَّا يُعَذِّبُونَهُ حَتَّى كَثُرَ الْإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ قَالَ فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ قَالَ أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا عَنْهُ وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنُهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ *
)
انتهى
وأحسب أن الأثر في الناسخ لأبي عبيد (والكتاب ليس بين يدي الآن لانقل منه) (اكتب هذا من الذاكرة) والله أعلم
وهذا أورده متابعة
فتبين بهذا أن الجعفي لم يخرج لعثمان بن صالح في صحيحه في الأصول
وإنما أخرج له في غير الأصول والله أعلم
فائدة
قول البخاري (وزاد عثمان) هذا التعليق يحتمل أن البخاري علقه
لأنه ما سمع الأثر من عثمان بن صالح وإنما سمعه من الذهلي عنه
ولم يرد ذكر الذهلي في هذا الموضع
أو لغير ذلك
والبخاري قد خرج عن الذهلي عن عثمان بن صالح في موضع من التاريخ الكبير
فقال
(وقال لي محمد نا عثمان بن صالح نا ابن وهب سمع حيوة سمعت سنان بن عبد الله الأنصاري سمعت أنسا خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ويقال الطاحي)
فمحمد هو الذهلي والله أعلم
فائدة
قول البخاري: حدثنا ابراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض
مصدر البخاري فيه هو كتاب المغازي لابراهيم بن المنذر
وقد أشرت الى هذا في غير هذا الموضع
وكنت أود الكلام على مرويات بكر بن مضر ولكني أحسب أنني بذلك قد أخرج عن الموضوع الأصلي
والله أعلم
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا ابن وهب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على إفاداتك العظيمة .. ونفع الله بك
وأريد جزاك الله خيرا أن نتوصل لقول نهائي في هذا الأثر .. هل يصح .. أم لا يصح .. أم نتوقف فيه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(39/250)
هنيئاً له و أحسن الله عزاءه ولا عزاء له!!!!!!
ـ[صالح السويح]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:10 م]ـ
أولا أحيي الأخوة الأعضاء وأسأل الله لي ولكم التوفيق الهداية ..
وهذه هي أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك ..
فأفول مستعيناً بالله ..
الناس لهم طرائق شتى في تقبل الحق والإنقياد له.
فمن الناس من تجده مستبشراً بالخير والهدى، منشرحا له صدره، منقادة له جوارحه، لا يبغي به بدلا، ولا عنه حولا.
بل زاد على ذلك بأن نفع الناس، فأصبح ناشراً للخير، ومعلما له، وموصيا به ومتتبعا للهدى والحق أنى وجده كان أحق به و أول الناس مسارعة له والعمل به.
فما أطيبه، وما أسعده، كالأرض النقية التي قبلت الماء والغيث، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير.
ومثله كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ومن الناس من تجده مستبشراً بالخير، متقبلاً له منشرحا له صدره، منقادة للخير والهدى جوارحه. لكنه امتنع عن نفع الناس بما معه من الخير، ممسكا عن دلالتهم عليه وإرشادهم لما فيه خير لهم.
فما أشد خسارته، وما أعظم حرمانه.
فمثله كمثل أرض أمسكت الماء ولم يستفاد منه بريٍ وسقاية وإنبات كلأ.
ومن الناس من تجد مستقبلاً للهدى والخير، منشرحا له صدره، متتبعاً له في مضانه، متعطشاً له. ولكنه أعرض عن العمل به، والإنقياد لأوامره، والإنتهاء عن نواهيه.
فمثله كمثل قائم على أرض، حرثاً وبذراً وزرعاً وسقياً، مفرغا وقته لها باذلا جهده لها، فلما حان وقت قطاف الثمرة، أعرض عنها وتركها واشتغل بما لا يجدي ولا ينفع.
فما أشد خسارته. وما أعظم فقره وحاجته.
وقد تجده معلما للخير معرضا عن العمل فمثله كمثل كأرض أجادب أمسكت الماء فانتفع الناس بما فيها من الماء فشربوا، وسقوا أنعامهم وبهائمهم.
ومن الناس من تجده معرضا عن الهدى والخير، عن سماعه وطلبه والعمل به، وإن سمعه فلا تجده مستفيدا منه ولا تظهر على جوارحه آثار السماع، ونتيجةً لإعراضه لم ينفع الناس وكما قيل: (فاقد الشيء لا يعطيه).
فمثله كمثل الأرض القيعان التي لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ.
ومن الناس من مثله كمثل شجرة خبيثه اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار.
فهو لا يستبشر بالهدى والخير ولا يفرح به، ولا تنقاد له جوارحه.
بل تجده قد نضح بما فيه من الشر والرجس فلا يسلم أحد من شره ونتنه.
فما أبعده، وما أشد حسرته هو كشجرة الزقوم {إنها شجرة تطلع في أصل الجحيم}.
هنيئاً للأول ماهو فيه من النعيم والأنس والسرور، فلا يفارق البشر محياه، ولا تفارق البسمة طلعته.
لسانه طيب، و بصره طيب، و قدمه طيبة.
وهنيئاً للثاني ما نال من خير وعمل، وأحسن الله عزاءه بما خسر وحرم من الأجر واللذة والسعادة المترتبة على الإحسان للناس وإيصال النفع لهم.
أحسن الله عزاءه لما جعل من نفسه صفراً في زمن لا يعترف بالأصفار.
أحسن الله عزاءه لما خسرت الأمة فردا من أفرادها، وطاقة من طاقاتها.
والثالث والرابع والخامس لا عزاء لمن ترك العمل بما علم، لا عزاء لمن عرف الهدى ولم تنقد له جوارحه، فعلمه حجة عليه وتعليمه قائده إلى النار.
لا عزاء لمن أعرض عن الهدى.
لا عزاء لمن لم تعظه المواعظ.
لا عزاء لمن لم تزجره الزواجر.
لا عزاء لمن أضله الله على علم.
لا عزاء لمن جعل إلهه هواه.
لا عزاء لمن هو لا شيء(39/251)
حول صيغة التكبير في العيد .. ما هي الصيغة الصحيحة؟؟
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حول صيغة التكبير في العيد ونحن هنا في مصر مع الأسف تنتشر الصيغة التالية:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر .. ولله الحمد
الله أكبر كبير والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا إله إلا الله وحده ... صدق وعده .. ونصر عبده .. وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
لا إله إلا الله .. ولا نعبد إلا إياه .. مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد و أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ..
انتهى ...
طبعا هذه الصيغة هي المعمول بها في المساجد الحكومية وكل المساجد التابع للأزهر ..
فهل ثبتت هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم في العيد أو عن أحد من الصحابة أنه إستخدم هذه الصيغة في العيد؟؟
كما أن بعضهم أخبرني أن الإمام الشافعي أقر هذه الصيغة؟؟ فهل ثبت هذا؟؟
وما هي الصيغة الصحيحة للتكبير؟؟
أفيدونا أكرمكم الله ..
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:38 ص]ـ
ما هو التكبير المطلق والمقيد؟ ومتى يبدأ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً: فضل التكبير ...
الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة أيامٌ معظمة أقسم الله بها في كتابه والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه، قال تعالى: (والفجر وليال عشر) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير: " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/ 413.
والعمل في هذه الأيام محبوبٌ إلى الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ.
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " رواه البخاري (969) والترمذي (757) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح الترمذي 605
ومن العمل الصالح في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتهليل لما يلي من الأدلة:
1 - قال تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) الحج / 28. والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
2 - قال تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات ... ) البقرة / 203، وهي أيام التشريق.
3 - ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل) رواه مسلم 1141
ثانياً: صفته ...
اختلف العلماء في صفته على أقوال:
الأول: " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثاني: " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثالث: " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد ".
والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة.
ثالثاً: وقته ...
التكبير ينقسم إلى قسمين:
1 - مطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت.
2 - مقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.
فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة (أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة) إلى آخر يوم من أيام التشريق (وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة).
وأما المقيد فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير.
هذا لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.
والله أعلم.
أنظر مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله 13/ 17، والشرح الممتع لابن عثيمين رحمه الله 5/ 220 - 224.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 12:26 ص]ـ
الأخت الفاضلة جزاك الله خيرا ...
لكن هذا جزء من باقي السؤال .. هل ثبتت هذه الصيغة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو أحدا من الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في العيد أم لا؟
وهل ثبت إقرار الإمام الشافعي لهذه الصيغة في العيد؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/252)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:13 م]ـ
للرفع
........
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 09 - 09, 08:28 م]ـ
الأمر واسع في شأن ألفاظ التكبير، وقد تعددت ألفاظ التكبير المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولعموم: ((ولتكبروا الله على ما هداكم)). وبالله التوفيق
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:01 م]ـ
الأمر واسع في شأن ألفاظ التكبير، وقد تعددت ألفاظ التكبير المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولعموم: ((ولتكبروا الله على ما هداكم)). وبالله التوفيق
تقبل الله طاعتكم شيخنا وهل هذا يندرج تحته أيضا مع التكبير قولهم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد و أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ..
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 09:41 ص]ـ
كما ذكر الاخوة فالأمر واسع في صيغة التكبير حيث لم يرد نص عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عمر انهما كانا يكبران فيكبر الناس بتكبيرهما ولكن لم يرد عنهما صيغة حسب علمي الضعيف واما الصلاة على النبي التي ذكرت وعلى ازواجه وذريته فهي داخلة في الذكر والاولى هو التكبير للنص القرآني والصلاة على النبي مشروعة في كل حين ولكن انبه الى مخالفة قد تقع من بعض الناس وهي انتظامهم جميعا بصوت واحد ولفظ واحد فهذا مخالف لما كان عليه السلف وانما كل يذكر الله بشخصه مستحضرا مايقول واقصد بالمخالفة مايسمى بالتكبير الجماعي والله اعلم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:36 م]ـ
تقبل الله طاعتكم شيخنا وهل هذا يندرج تحته أيضا مع التكبير قولهم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد و أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ..
ومنكم أخي الحبيب، وفرَّج عنكم
لا بأس بإضافة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى التكبير، كما أنه لا بأس بإضافة "التحميد أو التهليل" الوارد باستفاضة عن السلف الصالح في هذا المقام.
وأما التكبير الجماعي فنرى أنه مشروع غير ممنوع، وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإخراج العواتق وذوات الخدور لشهود دعوة المسلمين .. قال: (ويكبِّرن بتكبيرهم)، وجاء: (ويكبرن معهم).
وللفائدة: "اللهم صلِّ" تكتب بدون ياء.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[22 - 09 - 09, 07:03 ص]ـ
وأما التكبير الجماعي فنرى أنه مشروع غير ممنوع، وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإخراج العواتق وذوات الخدور لشهود دعوة المسلمين .. قال: (ويكبِّرن بتكبيرهم)، وجاء: (ويكبرن معهم).
اما امر رسول الله باخراج العواتق وغيرهن فمعروف واما لفظ (ويكبرن بتكبيرهم) و (يكبرن معهم) هل يستفاد منه او يفهم مشروعية التكبير الجماعي بصوت واحد ولفظ واحد الا ترى ياشيخنا ابويوسف ان الامر يحتاج الى بعض تأمل فاذا كبر جماعة قيل يكبرون معا ولعلك تفيدنا بمن قال بمشروعيته من اهل العلم المعتبرين للفائدة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:18 ص]ـ
الإشكال هو في إنكار هذا الأمر الذي يظهر جلياً أن الدليل يحتمله، بل واعتباره مخالفاً لفعل الصحابة، وأنى لنا ذلك؟!
جاء عن عمر رضي الله عنه أنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيراً واحداً.
قال الإمام مالك: (الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات، وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر، وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ثم يقطع التكبير).
قال الإمام الشافعي في "الأم": (ويكبر الحاج خلف صلاة الظهر من يوم النحر إلى أن يصلوا الصبح من آخر أيام التشريق، ثم يقطعون التكبير إذا كبروا خلف صلاة الصبح من آخر أيام التشريق، ويكبر إمامهم خلف الصلوات، فيكبرون معاً، ومتفرقين ليلا ونهارا، وفي كل هذه الأحوال)
وقال: (ولا يدع من خلفه التكبير بتكبيره، ولا يدعونه إن ترك التكبير) أي ولا يتركوا التكبير إن تركه إمامهم، فإن كبر كبروا مقتدين به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/253)
وقال الإمام البخاري: (كُن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد، وينبغي لهن أن يخفضن أصواتهن حتى لا يسمعهن الرجال).
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:14 م]ـ
لا يصح أن يحمل المسلم المتسنن الخوف من الدخول في التكبير الجماعي على ترك التكبير جهراً رأساً كما عليه بعض إخواننا , فإن السنة بين الغالي والجافي , والتكبير الجماعي الذي يحصل عرضاً أو متابعة للإمام لا حرج فيه إن شاء الله , بل ظاهر بعض الآثار حصول ذلك قصداً , وكون الشيئ غير مشروع في وقت لا يعني أنه لا يشرع في غيره , وإلا فإن التلاقي في الصوت الواحد إذا جهر بالتكبير قد لا يمكن تلافيه , وقد علق البخاري في صحيحه بصيغة الجزم قائلاً: " وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون , ويكبر أهل الأسواق , حتى ترتج منى تكبيراً , وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام , وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه , ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً , وكانت ميمونة تكبر يوم النحر , وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد " , انتهى.
والخلاف واسع فيمن يشرع له هذا التكبير جهراً , هل يشمل الرجال والنساء , أو يختص بالرجال؟ وهل يختص بأدبار الصلوات أو يعم؟ ومما جرى فيه الخلاف بداية هذا التكبير ونهايته , وظاهر تصرف البخاري عمومه.
ومشهور المذهب في وقت التكبير أدبار الصلوات ما ذكره ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة (فإن كانت أيام النحر , فليكبر الناس دبر الصلوات من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الصبح من اليوم الرابع منه , وهو آخر أيام منى , يكبر إذا صلى الصبح ثم يقطع ".
ووجه ذلك أن الذكر المأمور به في القرآن مشروط بقضاء المناسك , وآخر المناسك طواف الإفاضة , وأول صلاة بعد هذا الطواف هي الظهر , فهذا دليل البداية , وقد قال الله تعالى:" واذكروا الله في أيّام معدودات " , أما أن نهاية التكبير ظهر اليوم الرابع , فلأن آخر صلاة للناس بمنى صلاة الصبح من ذلك اليوم , فإذا زالت الشمس رموا ونفروا , ولأنه عمل أهل المدينة " , ذكره في النوادر عن محمد بن سحنون , وهو تعليل وجيه , وفي المسألة أقوال.
(العجالة في شرح الرسالة)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:59 م]ـ
تقبل الله طاعتكم شيخنا وهل هذا يندرج تحته أيضا مع التكبير قولهم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد و أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ..
ثم وجدت هذه الفتوى الموافقة لما أجبتك به بالملتقى:
السؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2824 لسنة 2005م المتضمن:
نلاحظ أثناء تأدية صلاة عيد الفطر المبارك التزام الإخوة المشرفين على جامع صقلية بالمنطقة السادسة بمدينة نصر على عدم ترديد التكبيرات الآتية: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا "، وقيامهم بترديد الآتي والتمسك به على أنه منصوص عليه بالكتب الدينية: الله أكبر الله أكبر الله أكبر فقط، علما بأننا قد توارثنا عن آبائنا وأجدادنا التكبيرات الأولى؛ لما لها من فرحة وبهجة بقدوم العيد، فهل في نصها أي تعارض مع أي حكم من أحكام الدين؟ وهل هي بدعة كما يقال؟
الجواب
أمانة الفتوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/254)
التكبير في العيد مندوب، ولم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة:" الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد " والأمر فيه على السعة، لأن النص الوارد في ذلك مطلق وهو قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة 185)، والمطلق يؤخذ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشرع، ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه " اهـ.
وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
وبناء على ذلك فمن ادعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدع فهو إلى البدعة أقرب؛ حيث تحجَّر واسعًا وضيَّق ما وسعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقيد المطلق بلا دليل، ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهيُ من نهى عن ذلك غير صحيح لا يلتفت إليه ولا يعول عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 14/ 11/2005
رابط الفتوى:
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=5571 (http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=5571)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 09 - 09, 04:31 م]ـ
بوركت أبا يوسف التواب لقد أرويت الغليل ولك الاجر من الله إن شاء الله
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:50 م]ـ
قال ابن حجر في الفتح (2/ 292):
"
وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي فى كتاب العيدين من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي وزاد ولله الحمد وقيل يكبر ثلاثا ويزيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ وقيل يكبر ثنتين بعدهما لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد جاء ذلك عن عمر وعن بن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها "
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:51 م]ـ
قال ابن حجر في الفتح (2/ 292):
"
وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي فى كتاب العيدين من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي وزاد ولله الحمد وقيل يكبر ثلاثا ويزيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ وقيل يكبر ثنتين بعدهما لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد جاء ذلك عن عمر وعن بن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها "
ـ[أبوخالد]ــــــــ[09 - 09 - 10, 08:33 م]ـ
للرفع(39/255)
هل كل من خرج مجاهداً في سبيل الله فمات سواء يبد كافر أو بحادث أو مرض فهو شهيد
ـ[أبو محمد الأندلسي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:50 م]ـ
أتمنى من الله أن يكون السؤال كأي سؤال فقهي يجاب عنه من الأفاضل
هل كل من خرج مجاهداً في سبيل الله فمات سواء يبد كافر أو بحادث أو مرض فهو شهيد له أحكام الشهيد
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:56 ص]ـ
هذا الذي يظهر ودليل ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم:
(من فصل (أي خرج) في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة) أخرجه أبو داوود، وحسنه الألباني.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:43 ص]ـ
بارك الله فيكم
وهناك فرق بين حصول الأجر والحكم، والشهيد الذي لايكفن ولايصلى عليه هو من قتل في المعركة على تفصيل فيمن جرح في المعركة ثم مات بعد ذلك.
فالأجر قد يحصل له لكن أحكام الشهيد من حيث عدم غسله وعدم الصلاة عليه فيها تفصيل.
فقول الأخ السائل حفظه الله (هل كل من خرج مجاهداً في سبيل الله فمات سواء يبد كافر أو بحادث أو مرض فهو شهيد له أحكام الشهيد)
في كتاب أحكام الشهيد لعبدالرحمن العمري ص 206 بعد أن ذكر من له أجر الشهيد (المبحث الثاني، هل يأخذون حكما خاصا كشهيد المعركة)
جميع من نال نوعا من أنواع الشهادة السابقة يكون كسائر الموتى، ولايأخذ حكما خاصا كشهيد المعركة ومن في حكمه، وهذا باتفاق أصحاب المذاهب الأربعة، إلا المقتول منهم وقد سبق بيان الخلاف فيه) انتهى.
,وقال ص 145 (هل الشهيد يكون من قتله الحربي فقط أم يشمل غيره؟
أما الجمهور فيعنون بذلك: الكفار عموما، فالحنفية والحنابلة يرون أن المسلم إذا قتل ظلما من مسلم فإنه يكون شهيدا، وتنطبق عليه الأحكام الخاصة بالشهيد، فمن الكافر من باب أولى، سواء كان حربيا أو مستأمنا أو ذميا، أما الشافعية فقد نصوا على ذلك فقالوا: الكفار سواء كانوا حربيين أم مرتدين أم أهل ذمة.
أما المالكية فإنهم يخصون الحربي من عموم الكفار، ولذلك جاء في تعاريفهم للشهيد بأنه من قتل في (قتال الحربيين)) وكأنهم -والله أعلم-استدلوا بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإنه قتل بيد كافر، ومع هذا غسل وصلي عليه.
الترجيح:
الذي يظهر لي رجحانه-والله أعلم-هو قول الجمهور، لأن أهل العلم ذكروا أن الذمي إذا ضرب المسلم انتقض عهده، وإذا انتقض عهده كان شرا من المحارب، قال ابن القيم رحمه الله ((إن ناقض العهد أسوأ حالا من المحارب الأصلي، كما أن ناقض الإيمان أسوأ حالا من الكافر الأصلي))، فالذمي إذا نقض العهد يصبح في أقل أحواله مساو للحربي.
وأما الاستدلال بمقتل عمر رضي الله عنه فلا يصح، لأنه قد عاش بعد ذلك وتكلم، وشرب،وليست هذه شهادة تسقط فرض الغسل والصلاة، فإن الشهداء كثير، ويصلى عليهم-أي على جميعهم-ويغسلون .... ))،وهذا يسميه بعض العلماء بالمرتث، وهو كسائر الموتى في الأحكام الدنيوية) انتهى من كتاب أحكام الشهيد.
ـ[أبو محمد الأندلسي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 11:11 م]ـ
رفع الله قدركم ياشيخ عبدالرحمن ولكن سؤال قد يردعلى ترجيحكم وهو هل لوقتله الكافر خارج المعركة كان يكون منفردا عن الجيش اويكون في منزل وقصف المنزل فمات هذاالذي خرج لتكون كلمة الله هي العلياهل يكون بذلك شهيدا له احكام الشهيد ارجو منكم التوضيح في هاتين الحالتين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 01 - 05, 04:06 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم، والكلام السابق ليس لي وإنما هو نقل من كتاب (أحكام الشهيد) لعبدالرحمن العمري وقد أشرت إلى ذلك، وهي رسالة جامعية مطبوعة في مكتبة البيان بالطائف 1422.
وحول سؤالك، فقد ذكر المؤلف ص143 (فالمعركة إذا لاتكون إلا عند التقاء الزحفين، والتحام الصفين، فإنه في هذه الحالة يكون كل من قتل من الصفين يصح القول فيه بأنه قتل في المعركة.
وهذا التصور عن أرض المعركة كان قديما على عهد الأسلحة التقليدية المستخدمة في تلك العصور كالسيف والرمح والنبل
وأما الآن وقد حصل هذا التطور في الأسلحة بحيث أصبحت قدرتها التدميرية شاملة قد لاتنحصر في موضع واحد بل تتوسع إلى مئات آلاف الأميال بسبب الكفاءة العالية لهذه الأسلحة ووصولها إلى أهدافها البعيدة بشكل دقيق.
وعلى أثر هذا التطور توسع مفهوم ((المعركة)) بسبب هذه الاختراعات، فصار يطلق عليها ((مسرح العمليات))،وهو يرادف ((أرض المعركة)) سابقا، فكل من قتل في ((مسرح العمليات)) يطلق عليه قتيل المعركة، وبهذا جاءت فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الذي قال ((لفظ معركة يقصد به مكان العمليات الحربية التي يلتحم فيها القتال، وتعرف الآن بمسرح العمليات، سواء كانت جوية، أو برية، أو بحرية، فمن قتل في هذا المكان من المشاركين في القتال وهو مسلم فهو من النوع الأول)) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/256)
ـ[أبو محمد الأندلسي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 09:56 م]ـ
بارك الله فيكم فقد استفدت كثيراً من تعليقكم وردودكم يا شيخنا أسأل الله أن يجزل لكم المثوبة
ولكن أريد أن أستفيد منكم أكثر وأتمنى ألا أكون قد أتعبتكم بكثرة أسئلتي والله المستعان
1 - نقلتم في ردكم الأول ما نصه (((وأما الاستدلال بمقتل عمر رضي الله عنه فلا يصح، لأنه قد عاش بعد ذلك وتكلم، وشرب،وليست هذه شهادة تسقط فرض الغسل والصلاة، فإن الشهداء كثير، ويصلى عليهم-أي على جميعهم-ويغسلون .... ))،وهذا يسميه بعض العلماء بالمرتث، وهو كسائر الموتى في الأحكام الدنيوية) انتهى من كتاب أحكام الشهيد.)))
هل يستبط من هذا أنه لو مات عمر رضي الله عنه مباشرة لكان له حكم شهيد المعركة أو بعبارة أخرى هل لو قتل الكافر المسلم خارج نطاق مسرح العمليات يعتبر له حكم الشهيد لا يغسل ولا يكفن
2 - وهل من يرى بجواز العمليات الإستشهادية وقام بها لا يعتبر شهيداً كشهيد المعركة إذ القاتل ليس الكافر!! طبعاً من يرى بحرمتها لا يرد عليه هذا السؤال ولكن من قلد من أفتى بجوازها أو كان من أهل العلم ورأى بجوازها هل يكون بذلك له حكم الشهيد عند من لايرى بجوازها وكيف يوجههامن يرى بجوازها!!
3 - هل من مات وهو خارج في سبيل الله يكون له نفس أجر شهيد المعركة فتكون روحه في جوف طير خضر ترد ماء الجنة وإن لم يكن له حكم الشهيد في الدنيا!!!
أسأل الله أن ينفع بعلمكم الإسلام والمسلمين ويرفع قدركم في العالمين كما بينت لأخيك الجاهل في هذه المسائل(39/257)
أنواع الوسوسة والوسائل للتخلص منها بإذن الله
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:13 ص]ـ
ابتلي بعض المسلمين اليوم بهذا الداء العظيم وهو الوسوسة، ويعزى انتشار ذلك بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة، ونتيجة لذلك حصل التخبط والضياع، وغالبا ما يكون ذلك بسبب تسلط الجن والشياطين وتعرضهم للإنس لابعادهم عن خالقهم سبحانه وتعالى، وتكون الوسوسة على عدة أوجه:
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
1 - وسوسة خارجية:
إن المعاناة التي يعاني منها المريض والتي تتعلق بهذا الجانب تؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكه وتعامله مع نفسه ومع الآخرين، فتراه غير منضبط في سلوكه وتصرفاته، ويشعر دائما بالنقص في شخصيته وقدراته، ولا بد لمن يعاني من هذا الداء وعلى هذا النحو أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يهتدي بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم لمعالجة ذلك الأمر الخطير، وعادة ما يكون تأثير الوسوسة الخارجية على النحو التالي:
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
الوسوسة في العقيدة والدين:
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه قالوا: نعم 0 قال: ذاك صريح الإيمان) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان - برقم 209) 0
* روي في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه ذلك فليستعذ بالله ولينته) 0
* عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه) (أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال الألباني حديث صحيح، أنظر صحيح الجامع 1542) 0
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله ورسوله) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – برقم 134) 0
قال النووي: (أما معاني الأحاديث وفقهها فقوله صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك 0 وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد 0 فعلى هذا معنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان 0 وهذا القول اختيار القاضي عياض 0
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله وفي الرواية الأخرى (فليستعذ بالله ولينته) فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه 0 قال الإمام المازري - رحمه الله -: ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها 0 قال: والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقرة ولا أوجبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل لا أصل له ينظر فيه 0 وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فأن لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/258)
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فليستعذ بالله، ولينته) فمعناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها والله أعلم) (صحيح مسلم بشرح النووي – 13، 14، 15/ 316، 317) 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
ولطرد وسوسة الشيطان في الأمور الإعتقادية، فلا بد من اتباع الوسائل التالية اقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 - أن يقدم اليقين على الشك: وهذا لا يكون إلا لمن صحت عقيدته وأخلص لله توجهه، وتمسك بحبل الله المتين والعروة الوثقى، وابتعد عن المعاصي وحافظ على كل ما يقرب إلى الله عز وجل 0
2) - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولينته عن التفكير في تلك الأمور 0
3) - أن يقول " آمنت بالله ورسله " 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
الوسوسة في الصلاة:-
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم) (متفق عليه) 0
* عن عثمان ابن أبي العاصي - رضي الله عنه - قال: (قلت يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا) ففعلت ذلك فأذهبه الله عني) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام - برقم 2203) 0
قال النووي: (أما خنزب فبخاء معجمة مكسورة ثم نون ساكنة ثم زاي مكسورة ومفتوحة، ويقال أيضا: بفتح الخاء والزاي حكاه القاضي، ويقال أيضا: بضم الخاء وفتح الزاي، حكاه ابن الأثير في النهاية، وهو غريب 0 وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عن وسوسته مع التفل عن اليسار ثلاثا، ومعنى يلبسها أي يخلطها ويشككني فيها وهو بفتح أوله وكسر ثالثه، ومعنى حال بيني وبينها أي نكدني فيه، ومعنى لذتها، والفراغ للخشوع فيها) (صحيح مسلم بشرح النووي – 13، 14، 15/ 358، 359) 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
ولطرد وسوسة الشيطان في الصلاة فلا بد من اتباع الوسائل التالية اقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
1) - أن يقدم اليقين على الشك 0
2) - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم 0
3) - التفل عن اليسار ثلاثا 0
4) - فإن عاد للوسوسة، فعد لفعل ذلك 0
5) - إن لبس عليه يسجد سجود السهو 0
وكثير من الناس ممن يعاني من داء الوسوسة قد ابتلي بهذا الداء نتيجة البعد عن منهج الكتاب والسنة، واقتراف المعاصي وحب الشهوات والغرق في الدنيا وملذاتها 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
قال الأستاذ شحاته زايد في كتابه " المس الشيطاني للإمام ابن الجوزي والإمام ابن القيم ":
ومن كلام ابن القيم قوله: (بعد أن ساق كلامه – رحمه الله – حول كيد الشيطان في أمر الوسوسة حتى ألقى أصحابها في الآصار والأغلال وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال:
وأخذ يشككهم في الطهارة من الحدث الأصغر أو الأكبر، فكلما تطهر الإنسان بعد الحدث وسوس له أنه لم يتطهر بما فيه الكفاية، أو أن شيئا قد خرج منه بعد التطهر (ريح مثلا)، فإذا توضأ شككه في الماء المتوضأ به فمن أين له بأنه طاهر، فإذا لم يستجب له جعله يكثر من استعمال الماء ويطيل الوضوء ويعيده حتى تفوته الجماعة، ولو اتبع هؤلاء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تمكن الشيطان وما داخلهم الشك في أفعالهم) (المس الشيطاني – ص 36، 37) 0
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:15 ص]ـ
2) - وسوسة داخلية عن طريق مس شيطاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/259)
* عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه- قال: (لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابن أبي العاص؟) قلت: نعم! يا رسول الله! قال: (ما جاء بك؟) قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلواتي،حتى ما أدري ما أصلي 0 قال: (ذاك الشيطان 0 أدنه) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (اخرج عدو الله!) ففعل ذلك ثلاث مرات0 ثم قال: (الحق بعملك) (أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب (46) - برقم (3548)، وقال الألباني حديث صحيح، أنظر صحيح ابن ماجة 2858) 0
وكلا النوعين السابقين من أنواع الوسوسة يحتاج للآتي:
1) - العقيدة الصحيحة التي ترد وسوسة الشيطان، وتحفظ الإنسان وتقيه من كيده وتربصه 0
2) - الاعتصام بالله سبحانه وتعالى، واللجوء إليه والتضرع له بالدعاء والذكر 0
3) - المحافظة على تلاوة القرآن وحفظ السنة النبوية المطهرة 0
4) - الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
وأنقل كلاما جميلا لابن القيم - رحمه الله - يقول فيه: (ومن كيده الذي بلغ به من الجهال ما بلغ: الوسواس الذي كادهم به في أمر الطهارة والصلاة عند عقد النية، حتى ألقاهم في الآصار والأغلال، وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيل إلى أحدهم أن ما جاءت به السنة لا يكفي حتى يضم إليه غيره، فجمع لهم بين هذا الظن الفاسد، والتعب الحاضر، وبطلان الأجر وتنقيصه) (اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان - 1/ 197) 0
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
قال الأستاذ زهير حموي: (والوسواس على أنواع كثيرة منها:
1 - الوسواس القهري أو اللاإرادي: وهو ما يتعلق بالسلوك اليومي، والتردد في فعل أشياء تتكرر في حياة الإنسان، كالتأكد أكثر من مرة من إغلاق باب البيت، وهذا مجال بحثه في (علم النفس) 0
2 - وسواس العقيدة وتلبيس الحق: وهذا الوسواس قد يتعرض له الإنسان في مرحلة من مراحل حياته، أو نتيجة ظرف معين يمر به، وهو من الشيطان 0
3 - وسواس الطهارة: ومن أساليب الشيطان في الوسوسة التشكيك في الطهارة، ومن مظاهر هذا الوسواس غسل الأعضاء في الوضوء أكثر مما نصت عليه السنة، وإعادة الوضوء 0
4 - وسواس الصلاة: ومن أساليب الشيطان في الوسوسة التشويش على الإنسان في الصلاة، ومن مظاهر هذا الوسواس إعادة بعض الحروف وتكرارها في الصلاة، وإعادة النية - مكانها القلب - وكثرة الشرود في الصلاة، والسهو فيها) (الإنسان بين السحر والعين والجان – باختصار - 213، 216) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن رجل في العقد الرابع من العمر متزوج وله أولاد، وكان يتمتع بصحة وعافية، وقبل سنوات شعر بمرض وراجع كثير من المستشفيات المتخصصة، وأجريت له فحوصات طبية أثبتت خلو الرجل من أية أمراض عضوية، ومن ثم توجه الرجل للرقية الشرعية واستخدم الماء المقروء عليه والعزائم ولكن دون جدوى حسب قوله، وأخيراً توجه للطب النفسي في المستشفيات المتخصصة، وأشاروا عليه بأنه مصاب بالوسوسة، فشعر الرجل بألم لما قاله الأطباء، وأصبح يفكر كثيراً، وأصبح كثير الجدل مع نفسه، وقد تطورت الأعراض عنده واعتلّت صحته، وفكر الرجل في تكذيب قول الأطباء، وأصبح يعيش بين الوهم والحقيقة، ويطلب الإرشاد والتوجيه من فضيلة الشيخ؟
فأجاب – حفظه الله -: (هذه الوساوس من الشيطان تعترض الكثير من الناس حتى يشك في نفسه وفي دينه وفي إيمانه، فالشيطان يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس، ولا شك أن العلاج الوحيد هو دفع تلك الوسوسة وإبعادها عن النفس حتى تريح نفسك وتستحضر أنك مؤمن بالله، ومن المؤمنين ولست من الأشقياء، ولم تعمل ما يوقع في هذا الشك والتوقف وأن الله تعالى لا يعاقب على حديث النفس، ولا على الخيالات والتوهمات، وقد وقع مثل هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، وأمر من حظرت له هذه الوساوس أن يستعيذ بالله وينتهي عن ذكر هذه الأمور ويشغل نفسه بالعلوم النافعة المفيدة، وقراءة القرآن بالتدبر، وبكثرة ذكر الله وشكره ودعائه والاستغفار والتوبة والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وعليك بدفع هذه الوساوس كلما خطرت ببالك، واعلم أنها من الشيطان يريد أن يشق عليك حتى تمل من هذه الحياة أو تشك في دينك وتكفر بربك، فلا تطع الشيطان حتى ترجع إليك راحتك وطمأنينتك وحياتك الطيبة والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم) (مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 272 - 273 – تاريخ الفتوى 23/ 4 / 1415 هـ) 0 الشيخ أبو البراء
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
مجلة الكلمةالطيبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/260)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكِ أختنا الفاضلة الخنساء على هذا النقل الطيب
وعلى هذا الموضوع الهادف
.......(39/261)
::: العمرة في أشهر الحج:::
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:22 ص]ـ
السؤال:
هل تجوز العمرة في أشهر الحج على أن لا أحج في نفس السنة، مثال: لقد ذهبت إلى مكة المكرمة قبل الحج بنصف شهر تقريبا، وقضيت مناسك العمرة وبعدها سافرت هل تجوز؟.
الجواب:
الحمد لله
تجوز العمرة في أشهر الحج من غير خلاف بين العلماء، لا فرق في ذلك بين أن ينوي الحج في عامه أو لا ينوي ذلك.
وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات، كلهن في شهر ذي القعدة، وهو من أشهر الحج التي هي شوال وذو القعدة وذو الحجة. ولم يحج إلا مع عمرته الأخيرة في حجة الوداع.
روى البخاري (4148) ومسلم (1253) عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عُمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته:عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من جِعْرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته ".
قال النووي رحمه الله في شرحه: (فالحاصل من رواية أنس وابن عمر اتفاقهما على أربع عمر وكانت إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة وصُدُّوا فيها فتحللوا وحسبت لهم عمرة، والثانية في ذي القعدة وهي سنة سبع وهي عمرة القضاء، والثالثة في ذي القعدة سنة ثمان وهي عام الفتح، والرابعة مع حجته وكان إحرامها في ذي القعدة وأعمالها في ذي الحجة).
وقال: (قال العلماء وإنما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العمر في ذي القعدة لفضيلة هذا الشهر ولمخالفة الجاهلية في ذلك فإنهم كانوا يرونه من أفجر الفجور. . . ففعله صلى الله عليه وسلم مرات في هذه الأشهر ليكون أبلغ في بيان جوازه فيها وأبلغ في إبطال ما كانت الجاهلية عليه والله أعلم).
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:42 م]ـ
بارك الله فيكِ(39/262)
جواب لمن ادعى ان الامام أحمد احتج بحديث الغيرة في الجوربين
ـ[أبو فاروق]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
الرجاء من لديه المسائل له فليفدنا بما احتج به على جواز المسح على الجوربين
جزاكم الله خيرا(39/263)
من هذا الراوي؟
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أبو سعيد حاتم بن أحمد الكندي يروي عن مسلم قصة في محنة الإمام البخاري مع الذهلي:
قال الذهبي في السير ج12 ص458
(وقال أبو سعيد حاتم بن أحمد الكندي ... )
وذكر الذهبي أنه روى عن مسلم في ترجمة مسلم.
وقال السخاوي في طبقات الشافعية؛ لقد أفصح بهذا المعنى فى رواية أخرى صحيحة عنه رواها حاتم بن أحمد بن الكندى قال سمعت مسلم بن الحجاج فذكر الحكاية
وقال الحافظ في هدي الساري:
وقال حاتم بن أحمد بن محمود؛ سمعت مسلم بن الحجاج يقول فذكره
ولم أجد له ترجمة في تاريخ بغداد
فهل يوجد له ترجمة؟
ـ[الشافعي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ترجمه ابن ماكولا في الإكمال بقوله: ((أبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود بن عفان بن خازم بن سعيد بن
عبيد الله بن سعد الكندي الصيرفي ببخارى، حدث عن محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن حفص، وأحمد بن
يوسف السلمي، وأحمد بن الأزهر بن منيع العبدي، حدث عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وأبو
القاسم مكي بن إسحاق بن إبراهيم، توفي لسبع خلون من شهر رمضان سنة أربع عشرة وثلاثمائة))
وزاد السمعاني في الرواة عنه: أبا بكر محمد بن أحمد بن حمدان بن غارم البخاري الزندي من أهل
بخارى، وأبا بكر محمد بن أحمد بن ناقب الصفار اليوفسوني.
وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام، فلخص كلام ابن ماكولا المتقدم.
وكنت أرجو أن يكون له ترجمة في تاريخ نيسابور، لكن الذهبي لم يعرض لذلك وهو كثير الاستفادة
منه، إضافة إلى أني لم أجده في التلخيص الفارسي.
ربما يكون في بعض تواريخ البخاريين والله أعلم.(39/264)
هل يجوز التأمين خلف الإمام في خطبة الجمعة؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:44 ص]ـ
الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منع من الكلام بأي شكل من الأشكال أثناء الخطبة وفقط تحية المسجد هي التي أمر بها ومعظم الأئمة يدعون قبل نهاية الخطبة فهل هذه سنة متبعة وهل يشرع التأمين خلف الإمام كل ما دعا؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:22 م]ـ
الرد بارك الله فيكم ........
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:30 م]ـ
لا أحد عنده الجواب؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=8297#post8297
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=13993#post13993(39/265)
هل يجوز للمؤذن أن يتكلم وهو يؤذن
ـ[العنبري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم
إذا تكلم المؤذن أثناء أذانه فهل يكون أذانه صحيحاً مجزئاً.
أرجو أن اجد لديكم فائدة.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[09 - 01 - 05, 03:36 م]ـ
انظر هذا الرابط
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=371050
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[09 - 01 - 05, 08:50 م]ـ
قال البخاري رحمه الله:
((باب الكلام في الاذان
و تكلم سليمان بن صرد في أذانه
و قال الحسن: لا بأس أن يضحك وهو يؤذن أو يقيم
حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن أيوب وعبدالحميد صاحب الزيادي وعاصم الأحول عن عبدالله بن الحارث قال:
خطبنا ابن عباس في يوم يوم ردغ فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة فأمره أن ينادي "الصلاة في الرحال " فنظر بعض القوم بعضهم إلى بعض فقال:
فعل هذا من هو خير منه وإنها عزمة.)) النشرة اليونينية 1/ 126 _ زهير الناصر _
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:41 م]ـ
للمزيد
ـ[العنبري]ــــــــ[10 - 01 - 05, 07:09 ص]ـ
الأخوان: أبو عبدالله الجبوري و ناصر بن عبدالله الدرعاني
شكراً لتجاوبكما
اطلعت ما ذكرتماه، ولي استفسار بسيط:
الأذان عبادة وردت على صفة مخصوصة، فيجب أن يؤتى بها كما وردت، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
أما ما ذكره البخاري فحديث ابن عباس ليس فيه ما يفيد أن المؤذن تكلم في أذانه
وأما فعل سليمان بن صرد، فهو فعل صحابي وهو حجة لمن يقول إن فعل الصحابي يحتج به.
أما من لا يرى فعل الصحابي حجة فأين الدليل على جواز الكلام.
أرجو التعليق على ما ذكرت جزاكم الله خيراً
الأخ عبدالله العدناني، شكراً على مشاركتك
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 09:09 ص]ـ
اجمع أهل السّنّة والجماعة على أنّ فعل الصّحابيّ إذا لم يخالفه غيره فهو حجة
والله أعلم(39/266)
إذا جاء الحيض للمرأة بعد الخمسين هل تدع الصلاة والصيام .. ؟
ـ[أم فالح]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نساء تصل إلى الخمسين من العمر فتأخذ هرمونات من أجل استمرار الحيض وعدم انقطاعه
وتترك الصلاة والصيام في هذه الفترة فهل فعلها صحيح؟!!
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:35 م]ـ
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في رسالة في الدماء الطبيعية للنساء.
فالسن الذي يغلب فيه الحيض هو ما بين اثنتي عشرة سنة إلى خمسين سنة، وربما حاضت الأنثى قبل ذلك أو بعده بحسب حالها وبيئتها وجوها.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله: هل للسن الذي يتأتي فيه الحيض حد معين بحيث لا تحيض الأنثى قبله ولا بعده؟ وأن ما يأتيها قبله أو بعده هو دم فساد لا حيض؟ اختلف العلماء في ذلك. قال الدارمي بعد أن ذَكَرَ الاختلاف: كل هذا عندي خطأ؛ لأن المرجع في جميع ذلك إلى الوجود، فأي قدر وجد في أي حال وسن وجب جعله حيضاً. والله أعلم ([1]).
وهذا الذي قاله الدارمي هو الصواب، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه، فمتي رأت الأنثى الحيض فهي حائض وإن كانت دون تسع سنين أو فوق خمسين سنة، وذلك لأن أحكام الحيض علقها الله ورسوله على وجوده، ولم يحدد الله ورسوله لذلك سناً معينة، فوجب الرجوع فيه إلى الوجود الذي عُلقت الأحكام عليه، وتحديده بسن معين يحتاج إلى دليل من الكتاب والسنة ولا دليل في ذلك.
ـ[أم فالح]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الله
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وإذا كان نزول الحيض بعد انقطاعة - ثلاث أو خمس شهور - بسبب تعاطي الهرمونات.
فهل يبقى الحكم لهن حكم الحائض حيض طبيعي؟
و هذا الأمر أصبح شائع بين النساء الخمسينيات فما فوق لاعتقادهن أن هذا
احفظ للصحة والشباب!!
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:40 م]ـ
219) وسُئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله: عن امرأة تسببت في نزول دم الحيض منها بالعلاج، وتركت الصلاة فهل تقضيها أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا تقضي المرأة الصلاة إذا تسببت لنزول الحيض فنزل، لأن الحيض دم متى وجد وجد حكمه، كما أنها لو تناولت ما يمنع الحيض ولم ينزل الحيض، فإنها تصلي وتصوم ولا تقضي الصوم، لأنها ليست بحائض، فالحكم يدور مع علته، قال الله تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) (1). فمتى وجد هذا الأذى ثبت حكمه، ومتى لم يوجد لم يثبت حكمه.
ـــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل - المجلد الحادي عشر
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 12:10 ص]ـ
الذي عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وتابعه الشيخ محمد العثيمين أن العبرة بوجود الدم
فمتى ما وجد الدم المعروف بصفاته فهو دم حيض.
لكن الشيخ محمد في آخر حياته كان يقرر أنه لا عبرة بالقطرة والقطرتين، فالكبيرة إذا نزل عليها دم كثير فهو حيض،أما قطرات،أو صفرة وكدرة فلا عبرة به.
ـ[أم فالح]ــــــــ[09 - 01 - 05, 04:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ / أبو عبد الرحمن
الشيخ / عبد الرحمن الهرفي
جزاكم الله خير الجزاء(39/267)
هل يجوز التعامل بهذه البطاقة
ـ[الاعتصام]ــــــــ[08 - 01 - 05, 06:35 م]ـ
الاخوة الافاضل بارك الله فيكم ونفع بكم:
توجد في الاسواق بطاقة تباع بسعر خمسين ريالاً وحامل هذه البطاقة يحق له الحصول على تخفيض من عدة شركات قد اتفقت معها الشركة المصدرة لهذه البطاقة على التخفيض لحاملها.
آمل من اخواني المشايخ التباحث في التأصيل لحكم هذه البطاقة.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:53 م]ـ
هذه البطاقة لايجوز العمل بها
وإنظر رسالة للشيخ بكر أبو زيد عن بطاقات التخفيض
فهي رسالة جامعة وشاملة في هذا الموضوع.
ـ[الاعتصام]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:23 م]ـ
اخي الكريم جزاك الله خيراً
هل الرسالة موجودة على الانترنت للتحميل؟.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:14 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الكتاب بحثت عنه في الشبكة ولم أجده (هذا لأني قليل الخبرة)
ولكن وجدت لك فتوى الشيخ عبدالله السلمي حول البطاقة وهي لا تفرق عن ما جاء في كتاب الشيخ بكر أبوزيد حفظه الله وعافاه
العنوان بطاقات التخفيض
المجيب د. عبدالله بن ناصر السلمي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
التصنيف المعاملات/البيوع/جوائز المحلات التجارية
التاريخ 6/ 3/1424هـ
السؤال
أود أن أستفسر عن حكم بيع أو شراء البطاقات التي تعطي تخفيضات على مجموعة من المحلات، أي أن هناك بطاقة سعرها حوالي ثلاثمئة ريال بموجب هذه البطاقة تحصل على تخفيضات معتمدة لدى أكثر من خمسين محلاً تصل التخفيضات بها إلى (20%)، أرجو التفصيل في المسألة، وشكراً.
الجواب
بطاقات التخفيض محرمة لوجوه:
أولاً: لما فيها من القمار والغرر، وذلك لأن الإنسان يشتري هذه البطاقة بثلاثمئة ريال مثلاً على أن يأخذ قيمتها بعد التخفيض، أو أكثر منها، أو أقل منها وذلك لأن بطاقة التخفيض لها مدة معينة فلربما لم يستطع أن يغطي هذه القيمة وهي الثلاثمئة في هذه المدة فحينئذ يدخل في القمار، والقمار هو الغرم المتحقق والغنم المتوقع، وكل من دخل في معاملة إما أن يغنم وإما أن يغرم، فهذا حكمه حكم الغرر.
ثانياً: فيه شبهة الربا، وذلك لأن الإنسان ربما يدفع ثلاثمئة على أن يأخذ أكثر أو أقل على افتراض أن التخفيض قيمة مالية، وهذا الربا إما أن يكون ربا نسيئة مثل التأجيل، وإما أن يكون ربا نسيئة وفضل، فمن كان يأخذ قيمتها ثلاثمئة فهي ربا نسيئة، وإن كان يأخذ بأكثر فهو ربا نسيئة وفضل.
وقد صدر من المجمع الفقهي الإسلامي قرار بتحريم بطاقة التخفيض إذا كانت عن عوض، أما بطاقة التخفيض التي يحصل عليها الإنسان مجاناً فهذه من باب الهبة، بشرط ألا يكون حصوله على هذه البطاقة بطريق المسابقة التي يفعلها بعض الشركات التسويقية أنه في حالة شرائه سلعة بقيمة كذا فإنه يدخل في الوعد بالجائزة، والجائزة هي بطاقة التخفيض فهذا كله داخل في هذا الأمر، والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:39 ص]ـ
من كتاب المعاملات المالية المعاصرة
من إلقاء الشيخ
الدكتور: خالد بن علي المشيقح
من دروس الدورة العلمية بمسجد الراجحي بمدينة بريدة عام 1424هـ
(خامساً: البطاقات التخفيضية:
صورها: بحسب الإستقراء تنقسم إلى ثلاث صور:
1 - البطاقات التخفيضية العامة.
2 - البطاقات التخفيضية الخاصة.
3 - البطاقات المجانية.
وهذه البطاقات استجدت في هذه الأزمان وتكلَّم عليها العلماء وكتب فيها الباحثون.
الصورة الأولى: البطاقات التخفيضية العامة:
تعريفها: هي البطاقات التي يستفيد منها المستهلك أو العميل في الخصم من الأسعار أو الخدمات لدى جهات تجارية عديدة.
والغالب أن الذي يقوم بإصدار هذا النوع من البطاقات شركات السياحة والدعاية والإعلان.
الفرق بين البطاقات العامة والبطاقات الخاصة:
الفرق بين البطاقات العامة والبطاقات الخاصة من وجهين:
الوجه الأول: أن البطاقات التخفيضية العامة أطرافها ثلاثة:
1 - المصدر للبطاقة: الغالب أن المصدر للبطاقة هي شركات السياحة والدعاية والإعلان.
2 - الجهات التجارية المشتركة في هذه البطاقة والمانحة للتخفيض.
3 - العميل أو المستهلك.
وأما البطاقات التخفيضية الخاصة فإن أطرافها طرفان فقط:
1 - العميل.
2 - جهة الإصدار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/268)
فالعميل يشترك في هذه البطاقة من جهة الإصدار مباشرة من المستشفى أو الفندق أو المحل التجاري أو المطعم أو غير ذلك، فيشترك اشتراكاًَ مباشراًَ وليس هناك طرف ثالث بين العميل وجهة التخفيض.
الوجه الثاني: أن البطاقات التخفيضية العامة يستفيد المستهلك بها من جهات تجارية عديدة وليس جهة تجارية واحدة، فتجد أنه يستفيد من مجموعة من الفنادق أو من مجموعة من شركات الطيران أو من المطاعم أو المحلات التجارية أو من هذه كلها فيستفيد من المحلات التجارية والمطاعم والفنادق وشركات الطيران وغير ذلك.
أما بالنسبة للبطاقات التخفيضية الخاصة فالعميل إنما يستفيد من جهة واحدة فقط لا يستفيد من غيرها.
حكمها: أكثر أهل العلم على أنها محرمة ولا تجوز؛ وبهذا صدرت الفتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة؛ فذهبوا إلى تحريم هذه البطاقة.
التعليل: قالوا: 1 - جهة التخفيض وهي الجهات التجارية تقوم باستئجار جهة الإصدار، فالعلاقة بينهما علاقة عقد إجارة؛ فجهة التخفيض تبذل لجهة الإصدار رسماً إما أن يكون مقطوعاً وإما أن يكون نسبة من المبيعات التي حصل عليها المحل من التخفيض بسبب البطاقة، والمنفعة التي تستفيدها جهة التخفيض هي منفعة الدعاية ومنفعة جمع كثير من الناس للشراء أو الاستئجار.
فإذا كان الأمر كذلك فالإجارة هنا فيها غرر، ووجه الغرر: أن المنفعة التي تستفيد جهة التخفيض وهي الشراء وهي غير متحققة فقد يحصل الشراء وقد لا يحصل، فإذا كان كذلك فإنه يكون محرماً.
2 - إذا كانت الأجرة هي نسبة من المبيعات فإن هذه الأجرة مجهولة، فهنا حصل عقد إجارة والأجرة فيه مجهولة؛ فلا ندري قد تكون قليلة وقد تكون كثيرة.
3 - إن العلاقة بين جهة الإصدار وبين العميل علاقة إجارة؛ فإن العميل يقوم بدفع رسم سنوي أو شهري مقابل أخذ هذه البطاقة لكي يستفيد من التخفيضات، فهذه منفعة مجهولة فيها غرر، فقد يستفيد وقد لا يستفيد.
4 - وهو أقواها أن منفعة الاستفادة عند غير المؤجر – عند جهة التخفيض – فالمؤجر الآن ليست عنده المنفعة، فهذه منفعة غير مقدور على تسليمها بالنسبة لجهة الإصدار وهي الشركة السياحية، وحينئذ جهة الإصدار عقدت على منفعة لا تملكها.
نعم؛ العميل يستفيد كتيبات تصدرها جهة الإصدار فيها الفنادق والمحلات التجارية …إلخ، لكن هذه ليست هي المقصود له، فالمقصود له هو التخفيض وهذا التخفيض لا يملكه جهة الإصدار التي استأجرها هذا العميل ودفع لها هذه النسبة، فحينئذٍ تكون جهة الإصدار عقدت على منافع لا تملكها؛ وهي منافع التخفيض التي تكون عند المحلات التجارية.
وعلى هذا كان الراجح في هذه البطاقات التخفيضية أنها محرمة لما ذكرناه من هذه الوجوه الأربعة، وقلنا: إن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد أفتت بتحريم مثل هذه البطاقات.
مع أن اللجنة الدائمة – أيضاً – أشارت إلى أن كثيراً من هذه البطاقات بطاقات وهمية يُقصد منها استغلال الناس وأكل أموالهم بالباطل.
وأما ما قد يتوهمه المستهلك من أنه سيحصل له تخفيض في هذه المحلات التجارية أو الشركات فإن هذا لا وجود له.
الصورة الثانية: البطاقات التخفيضية الخاصة:
وقد تقدم بيانها عند ذكر الفرق بين البطاقات التخفيضية العامة والبطاقات التخفيضية الخاصة.
تعريفها: هي التي لا يستعملها المستهلك إلا في جهة تخفيضية واحدة، والأطراف فيها طرفان:
الطرف الأول: العميل المستهلك.
الطرف الثاني: جهة الإصدار وهي جهة التخفيض.
مثالها: كما لو قام فندق من الفنادق بإصدار بطاقات يدخل فيها الراغبون عن طريق رسوم يدفعونها مثلاً مائة ريال، فتستفيد من هذا الفندق إذا أردت أن تسكن فيه بالخصم عشرين أو ثلاثين بالمائة.
أو مثلاً مستشفى من المستشفيات التجارية أو مستوصف من المستوصفات التجارية أو شركة طيران ... إلخ؛ تقوم بإصدار بطاقة يشتريها الراغبون، يستفيدون من التخفيضات التي تقدمها هذه الجهة المصدرة مقابل هذه البطاقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/269)
حكمها: اختلف فيها المتأخرون، ولا شك أنها أخف من البطاقة التخفيضية العامة لأننا ذكرنا أن أقوى الأدلة: أن جهة الإصدار – المؤجر – في البطاقات التخفيضية العامة لا تملك المنفعة فهي غير مقدور عليها، أما هنا فجهة الإصدار هي جهة التخفيض فهي الآن تملك المنفعة فزال هذا المحذور، ولهذا الخلاف في هذه المسألة أخف من الخلاف في المسألة السابقة، على كل حال العلماء لهم فيها قولان:
القول الأول: إلحاق هذه البطاقات التخفيضية الخاصة بالبطاقات التخفيضية العامة وأنها محرمة ولا تجوز، وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة.
التعليل: قالوا: إن العلاقة بين المستهلك وجهة الإصدار علاقة إجارة؛ فالعميل يدفع رسماً من المال مقابل المنفعة التي يستفيدها من المستوصف أو الفندق أو من المحل التجاري …إلخ، قالوا: إن المنفعة في هذه الإجارة وهي التخفيض هذه مجهولة وإذا كانت مجهولة فإنه لا تجوز، فقد يستفيد العميل من هذا الفندق وقد لا يستفيد وأيضاً إذا استفاد ما هو قدر الاستفادة؟! فقد يحتاج إلى هذا المستوصف في كل أسبوع وقد لا يحتاج إليه إلا مرة واحدة في الشهر وقد لا يحتاج إليه طوال السنة.
فقالوا: المنفعة التي تتعلق بالتخفيض مجهولة ويترتب على ذلك الغرر للعميل وكذلك أيضاً مصدر البطاقة.
ولهذا ذهبت اللجنة الدائمة – كما أسلفت – إلى أن هذه البطاقة بطاقة محرمة ولا تجوز.
القول الثاني: ذهب بعض الباحثين إلى جوازها وقيَّدها بقيدين:
أ- معرفة نسبة التخفيضات: مثلاً هذا المشتري لهذه البطاقة يدفع مائة ريال، كم يحصل من التخفيض؟ يحصل على عشرين بالمائة من أسعار هذا المستوصف؟
ب- معرفة ما يكون فيه التخفيضات: مثلاً المستوصف تستفيد من العلاج الفلاني كذا وكذا وكذا.
أما على القول الأول حتى مع هذين القيدين لا يزال الغرر موجوداً.
الصورة الثالثة: البطاقات التخفيضية المجانية:
تعريفها: هي البطاقات التي تمنحها الجهات التجارية للمستهلكين مكافأة على تعاملهم معها أو تشجيعاً عليه.
مثالها: زيد من الناس تعامل مع هذا المحل التجاري فأعطاه المحل بطاقة تخفيضية على أن يخصم له من الأسعار كذا وكذا.
حكمها: أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بجواز مثل هذه البطاقة وأنه لا بأس بها.
التعليل: 1 - لعدم المحذور الشرعي في ذلك.
2 - لأن الأصل في المعاملات الحل
) [/ COLOR
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:57 ص]ـ
شرح الشيخ خالد المشيقح للمعاملات المالية المعاصرة هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11218)
========
لتحميل الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=938(39/270)
أفيدوني بتخريج هذا الحديث
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تزكية النفس؟ فقال: "أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان". أعلم أن الشيخ الألباني صحح هذا الحديث في بعض كتبه، لكني لم أجده الآن، وليست معي كلها الآن.
فجزاكم الله أين ذكره، وما تخريجه؟
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الحديث الذي تسأل عنه:
أخرجه أبوداود: (الزكاة ح 1582)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 300)، والطبراني في المعجم الصغير (1/ 334)، والبيهق في شعب الإيمان (3/ 187). كلهم من طريق: عبد الله بن سالم عن الزبيدي حدثني يحيى بن جابر أن عبد الرحمن بن جابر نفير أخبره أن عبد الله بن معاوية الغاضري.
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن بن معاوية إلا بهذا الإسناد ولا نعرف لعبد الله بن معاوية الغاضري حديثا مسندا غير هذا".
وسند أبي داود فيه انقطاع بين ابن جابر وجبير قاله الألباني رحمه الله في الصحيحة (ح 1046) وقال: "إسناد رجاله ثقات".
ونص الحديث وهو لفظ ابن أبي عاصم:
(ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان:
1. من عبد الله تعالى وحده بأنه لا إله إلا الله0
2. وأدي زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه في كل عام ولم يعط الهرمة ولا الذرقة ولا الشرطة ولا الهيمة ولا المريضة ولكن من أوسط أموالكم إن الله تعالى لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره0
3. وزكى عبد نفسه فقال رجل وما تزكيه المرء نفسه قال يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان).
والحمد لله على توفيقه
ـ[أبو مروة]ــــــــ[09 - 01 - 05, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا وأفاض عليك من نعمه
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:13 م]ـ
[ COLOR=Sienna] أخرجه أبوداود: (الزكاة ح 1582)،
جزاكم الله خيرا، الاخ أبو مروة يسأل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان" وهذه ليست في الحديث الذي خرجه ابو داود.
الحديث اخرجه ايضا ابن مردويه واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عبادة بن الصامت.
قال الامام البيهقي رحمه الله في شُعَبُ الْإِيمَانِ ج1ص 477:
760 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (الأصم - ثقة)، حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي (ثقة)، حدثنا نعيم بن حماد (صدوق)، حدثنا عثمان بن كثير بن دينار (ثقة)، عن محمد بن مهاجر (ثقة) عن عروة بن رويم اللخمي (ثقة)، عن عبد الرحمن بن غنم (ثقة)، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان " *
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:39 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تزكية النفس؟ فقال: "أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان". أعلم أن الشيخ الألباني صحح هذا الحديث في بعض كتبه، لكني لم أجده الآن، وليست معي كلها الآن.
فجزاكم الله أين ذكره، وما تخريجه؟
أخي الكريم سلمان الأيوبي تمعن في سؤال الأخ يظهر لك الجواب الصحيح
أما الحديث الذي ذكرته أنت فلا علاقة له بالموضوع سوى الإشتراك في بعض ألفاظه وهو عن أفضل الإيمان.
أما سؤال الأخ أبي مروة فعن حديث تزكية النفس وهي إحدى عبارات الحديث.
والحديث عند أبي داود دون ذكر التزكية وهو على وجه الإختصار وإليك نصه:
قال أبو داود وقرأت في كتاب عبد الله بن سالم بحمص عند آل عمرو بن الحارث الحمصي عن الزبيدي قال وأخبرني يحيى بن جابر عن جبير بن نفير عن عبد الله بن معاوية الغاضري من غاضرة قيس قال قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان من عبد الله وحده وأنه لا إله إلا الله وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولا يعطي الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره *
وارجع إلى ما ذكرته عن الألباني رحمه الله في الحديث، وفق اله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تمعن في سؤال الأخ يظهر لك الجواب الصحيح أما الحديث الذي ذكرته أنت فلا علاقة له بالموضوع سوى الإشتراك في بعض ألفاظه وهو عن أفضل الإيمان.
جزاكم الله خيرا اخي عبد الغفار بن محمد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: من عبد الله عز وجل وحده بأنه لا إله إلا هو، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام، ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولكن من أوسط أموالكم؛ فإن الله عز وجل لم يسألكم خيرها ولم يأمركم بشرها، وزكى نفسه. وقال عليه الصلاة والسلام إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان. فالمعنى واحد وليست المسالة مجرد اشتراك في الالفاظ!!
وسند أبي داود فيه انقطاع بين ابن جابر وجبير قاله الألباني رحمه الله في الصحيحة
حبذا لو توضح لنا المقصود من كلامكم عن الانقطاع في حديث ابو داود ونقلكم لكلام الشيخ الالباني رحمه الله؟! فابن جابر ذكر الواسطة بينه وبين جبير في حديث الطبراني وابن قانع وهو عبد الرحمن بن جبير!
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/271)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 05:24 م]ـ
أخي الكريم سلمان:
أولا: سؤال أبي مروة عن حديث تزكية النفس وتصحيح الألباني له. وقد أجبته على هذا السؤال. ونص كلامه: (سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تزكية النفس؟ فقال: "أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان". أعلم أن الشيخ الألباني صحح هذا الحديث في بعض كتبه)
ثانيا: استدركت علي بقولك: (الاخ أبو مروة يسأل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان" وهذه ليست في الحديث الذي خرجه ابو داود).
فلعلك لم تلحظ عبارته: (سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تزكية النفس؟)
فذكرت لك حديث أبي داود، الذي أخرجه على وجه الإختصار حيث لم يذكر العبارة الأخيرة الخاصة بالتزكية، وهذا لايعني أنه لم يخرج الحديث، إذ مخرج أبي داود ومن وافقه ممن ذكرت واحد مع الفارق في السقط الذي سأبينه لك.
ثالثا: أوردت مستدركا حديث عبادة بن الصامت ولفظه: " إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان " فانظر الفارق بين الحديثين رحمك الله.
رابعا: الحديث أخرجه الأئمة:
1. سند أبي داود ح 1582
عن الزبيدي قال وأخبرني يحيى بن جابر عن جبير بن نفير عن عبد الله بن معاوية الغاضري
2. سند ابن أبي عاصم الآحاد والمثاني (2/ 300).
حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي حدثني يحيى بن جابر أن عبد الرحمن بن جابر بن نفبير أخبره أن عبد الله بن معاوية الغاضري حدثهم أن رسول الله.
3. سند البيهقي شعب الإيمان (3/ 187).
عبد الله بن سالم عن الزبيدي نا يحيى بن جابر أن عبد الرحمن بن جبير حدثه أن أباه حدثه ان عبد الله بن معاوية الغاضري
4. معجم الصحابة (2/ 102)
عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال نا يحيى بن جابر أن عبد الرحمن بن جبير حدثه أن أباه حدثه أن عبد الله بن معاوية الغاضري حدثهم أن رسول.
أما مقصود كلام الألباني فأذكره لك بحروفه:
قال الألباني في الصحيحة: "إسناده رجاله ثقات لكنه منقطع بين ابن جابر وجبير لكن وصله الطبراني في العجم الصغير والبيهقي في السنن من طريقين عن عبدالله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي ثنا يحيى بن جابر الطائي أن عبدالرحمن بن جبير بن نفير حدثه به"
وذكر الشيخ زيادة في ألفاظه.
فأرجو أن أكون قد أجبتك. ونسأل الله التوفيق للجميع
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:03 ص]ـ
أخي الكريم سلمان:
أما مقصود كلام الألباني فأذكره لك بحروفه:
قال الألباني في الصحيحة: "إسناده رجاله ثقات لكنه منقطع بين ابن جابر وجبير لكن وصله الطبراني في العجم الصغير والبيهقي في السنن من طريقين عن عبدالله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي ثنا يحيى بن جابر الطائي أن عبدالرحمن بن جبير بن نفير حدثه به"
وذكر الشيخ زيادة في ألفاظه.
بارك الله فيك اخي عبد الغفار.(39/272)
المناظرات العلنية الكتابية .. وقفة تأمل!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:43 م]ـ
الحمد لله العلي الأعلى .. والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد ..
أقول أحبتي ..
هذه التجربة التي يمر بها الملتقى لابد أن نقف عندها وقفة تأمل!!
حيث أن النجاح في أي فكرة مبني على عدم الانطلاق من نقطة الصفر , إنما المضي من حيث انتهى من قبله.
وهناك عدد من المنتديات انتهجت نهج المناظرات الكتابية , سواء كان ذلك أساسا فيها , أم كان عارضاً , والنتيجة أنه لم يحصل رجوع الضال عن ضلاله بعد بيانه له. ياترى لماذا!!!
هنا أقف مع سلبليات المناظرات العلنية الكتابية:
1 - أن المناظرة العلنية الكتابية تكون لأجل كسب أكبر قدر من المؤيدين لما يجادل عنه, ويكون المناظر فيها يقرأ حجة الخصم وفي نفس الوقت يتأمل كيف يرد عليها ويبطلها, فهو يقرأ ليرد لا يقتنع ويعود للحق.
2 - أيضا أن فيها مساحة لكيد الشيطان ورده عن الحق إن بان له , بأن يلقي في عقله ردودا وعراقيل دون قبولها كما قال الحق سبحانه (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) , بعكس المناظرة العلنية في ما أحسب.
3 - ويضاف لشياطين الجن أيضا شياطين الإنس بأن يسعفوه بالباطل, ويشدوا من أزره على الخطأ.
4 - أضف إلى هذا ما قد يأتيه من رسائل خاصة ممن لا يعرفهم من الجهلة-أو ممن هم على نهجة- بإظهار إعجابهم برأيه وقوة حجته, وهذا احتمال وارد جدا في المنتديات.
5 - أن المناظر لمّا يعلم أنها ستكون على الملأ فإنه يقبل وهو مشحون قد وضع في خلده أسوأ الاحتمالات وأنه قد يعرض له من الحجج شيء لم يكن في الحسبان , وفي ظل هذا الجو والظرف يضعف نور الإخلاص في قلبه , وتضيق الطريق التي يسعي فيها للحق ممن أتى به وفي أي ظرف يأتي به.
6 - بل قد يكون يسعى حثيثا للبحث والتنقيب عما يرسخ رأيه , ويدقق النظر في تاريخ مخاصمه ومجادله عله يجد ما يغمزه به ويضعف الثقة فيه .. أو غيرها.
7 - أنه في ظل ظروف المناظرة قد يسؤه-إن صح التعبير- نقد المخاصم, وما قد يرسله بطريق غير مباشر من سخرية به وبعقله ,مما يشعل نار الحقد في قلبه ويباعد من إمكان رجوعه للحق على مائدته التي سحقه عليها , وأظهر للناس فيها جهله.
8 - أنه لن يعدم حجّة تجعله يتمسك بباطله فكما قيل (ما عصي الله إلا بتأويل) فهو لن يعدم ما يبرر له أنه لم ينهزم ولم يخسر الجولة.
9 - الضرر الاحق بالمتابع فقد لا يجد الوقت-أو النَّفَس- ليقرأ كل المناظرة , وعلى هذا فقد يستغرق في قراءة الباطل مما قد يجعله فريسة للباطل من حيث لا يشعر, ولهذا تفصيل .. منه .. أنه ينشغل بالجزئيات عن الكليات وقد يتعاطف مع صاحب الباطل لما يرى أنه قد أسيء إليه أو تعدي فيه على كرامته , أو قوة حجته مع تسفيه خصمه لها.
أضف إلى هذا مما قد يجبر المُحقّ ان يغفل أو يتغافل عنه مما يرى ضعفه فلا يرد عليه فيبقى عالقا في ذهن القارئ.
هذا وغيره مما لم أذكره يبين حقيقة المناظرات الكتابية وقلة جدواها. وأنها قد تضر أكثر مما تنفع حيث يزداد المجادل بالباطل رسوخا على باطله , وتبقى الشبهات مشرعة لكل من أراد أن يغامر بعقله فيها.
ويحضرني الآن تجربة إخواننا في منتديات الوسطية ومناظرة الشيخ بندر الشويقي مع الضال المنحرف حسن فرحان المالكي , وكيف أفحم الشيخ بندر ذلك الخصم , لكن دون جدوى فالخصم أتى ليقنع فقط. لا ليقتنع.
وأنا لا أدعي أنها لا فائدة فيها بل إن لها فوائد أذكر شيئا منها:
1 - أن فيها فضح للباطل وزيفه.
2 - ما تضيفه لعقل القارئ من مهارات المحاورة والمجادلة.
3 - أنك قد تجد فيها من الفوائد والدرر ما لا تجده إلا بشق الأنفس, حيث يسعى الجميع لحشد أقوى الحجج ويستنفر للبحث عن فائدة ونفيسة يجهلها القارئ, والخصم.
ما ذكرته ليس حصرا لكنه الشيء البارز فيها ..
وكما يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ليس الفقيه الذي يعرف الخير من الشر إنما الفقيه من يعرف خير الخيرين وشر الشرّين ..
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعة ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه, إنه خير مسؤول.
ما ذكر لا يعدوا وجهة نظر قابلة للنقد والتصحيح والله الموفق,
كتبته في قسم المناظرات فلم يسمح!! لعله خلل فني ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 08:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومقالك لم يُمنع! لكنه يُعرض أولا على المشرف العام للملتقى لاعتماده؛ خشية أن يأتي مبتدع فيكتب مقالا يُشغب فيه أو يتهجم أو أو مما لا يخفاك.
للشيخ سليم الهلالي كتاب بعنوان " مناظرات أئمة السلف مع حزب إبليس وأفراخ الخلف " ذكر فصلا جميلا في مقدمته عن أهمية المناظرات، وحكمها الشرعي .. الخ
كنت أنوي طباعته ونقله هنا كمدخل لهذا القسم. فإن قمت بذلك فلك مني الشكر ومن الله - إن شاء -الأجر.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم .. سليمان ونفع بكم ..
حسن الظن بكم مقدم شيخنا ..
وكنت أظنه خلل فني ..
لكن جيد لو ذكرتم هذا في شروط خاصة بقسم المناظرات ..
لأني تعبت في كتابته مرتين .. حيث ظننته خطأ أزال كل ما سطرته ..
غفر الله لكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/273)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:06 م]ـ
أشكر حافظ الأندلس ابن عبد البر على كلامة الجميل فيما يتعلق بالمناظرات , ولعله يسمح لي أن أضيف فأقول:
10 - أنه - فيما أعلم - ليس من هدي سلفنا الصالح المناظرة في العلن , بل كانت مناظراتهم في دائرة ضيقة وعند ولي الأمر ليحكم بينهم , بخلاف ما نراه الآن من المناظرات التي تكون في القنوات الفضائية , ويشاهدها الملايين , فيشاهدها العامي وتقع في نفسه شبهة فلا يستطيع أن يزيلها , والله المستعان.
ملحوظة: قد يكون الموضوع مختص بالمناظرات الكتابية وسلبياتها , لكن فرصة وجدتها فأحببت أن أقدم ماعندي فليعذرني الأخوان.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:52 م]ـ
أتفق معك أخي ابن عبد البر في أغلب النقاط
فجزاك الله خيراً على ما قدمت من مجهود
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:58 ص]ـ
أبامحمد
أشكر مروركم الكريم .. وإن كان كما ذكرت أنا أقصد بذات التجربة التي يعيشها الملتقى ..
لكن المثال الذي ذكرتم واقع مرير ..
ولا ننكر وجود الفائدة .. من مثل مشاركات الراسخين من أمثال الشيخ عبد الرحمن دمشقية والخميس والشيخ عدنان عرعور ,,, وغيرهم ممن أفحم المبتدعة وألقمهم حجرا .. وأحرجهم امام أقوامهم ..
وقد جلست مع الشيخ عبد الرحمن دمشقية فاطلعت على أشياء تسر قلب المؤمن .. وأخبرنا بطريقته معهم .. أسأل الله أن يمده بعون من عنده ..
لكن الكتابات العلنية أقل فائدة حتى من تلك الصوتية ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:01 ص]ـ
حيّيت أخي سعد ..
ليس بالضروري أن نتفق في الجميع لكن الطريق واحد ..
وإن أردت أن تذكر وجهة نظرك وتقنعنا فمنكم نستفيد ..
والحوار يبني العقل قبل أن يبني المعرفة ..
وفقكم الله ..
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:16 م]ـ
السلام عليكم
الأخ القحطاني .. بارك الله فيك
حقٌ هي النقطة التي ذكرت , فقد رأيت مصداقها مع أحد اخواني السليين من جيراني في مصر
فقد رأى يوما على شاشات الفضائحيات (كما يسميها شيخُنا الحويني حفظه الله) مناظرة بين اثنين
شيخ و سفيه , موضوعها " تدريس مادة الدين في المدارس؟ , نعم أم لا " , فأخبرني عنها في المسجد
و أعلمني بموقف الاثنين , فقلت له _ مبتسما ظانا شيئا غير الذي حدث منه _: و ما رأيك أنت؟
فقال: الراد على الشيخ يرفض المسألة , يعني يرفض تدريس المادة الدينية الاسلامية في المدارس لأسباب كثيرة , و أنا أؤيده في ذلك , للأسباب التي ذكرها و هي ......... الخ.
فانظر كيف انطلى عليه لسان هذا الرجل المخطيء فيما ذهب اليه بلا شك
و هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه و سلم:
(أخوف ما أخاف على أمتي مافق عليم اللسان يجادل بالقرآن).
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:19 م]ـ
أعتذر عن بعض التصحيفات
سبحان الله دائما أعيب على الدور التي تعج اصداراتها بالتصحيفات!
و ها أنا أقع فيما أكره الآن
و أعد بالتأني في الكتابة بعد ذلك
و التأسي بأبي بكر الخطيب في ذلك ان شاء الله
و الحمد لله
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:13 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ولعل هذا الرابط يفيد بشيء:
ضابط في الكلام مع أهل البدع والنقل عنهم ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=32631)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
بارك الله في جهود القائمين على هذا المنتدى المبارك، وأود بالمشارك بإقتراح بسيط هو:
المحافظة على منتدى المناظرة العلمية كما هو.
ويعمل منتدى آخر تحت اسم (الرد على المخالف) توضع فيه المواضيع العلمية المتعلقة بالرد على المخالفين لسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من المعاصرين أو المتقدمين لبيان زيفهم ومخالفاتهم للسنة في شتى المواضيع سواء عقدية أو فقهية أو أصولية ... الخ.
والله من وراء القصد
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم الأخ الكريم إبن عبد البر ..
ليتك تطلعنا على ما دار بينك و بين الشيخ دمشقية , و ما الطريقة التى يتبعها معهم و ما النتائج التى حققها .. و الله هذا يعد مما أحلم به, أن يطلعنا متخصص فى المناظرات و الرد على المبتدعة على ما عنده ...(39/274)
المناظرات العلنية الكتابية .. وقفة تأمل!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[08 - 01 - 05, 10:43 م]ـ
الحمد لله العلي الأعلى .. والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد ..
أقول أحبتي ..
هذه التجربة التي يمر بها الملتقى لابد أن نقف عندها وقفة تأمل!!
حيث أن النجاح في أي فكرة مبني على عدم الانطلاق من نقطة الصفر , إنما المضي من حيث انتهى من قبله.
وهناك عدد من المنتديات انتهجت نهج المناظرات الكتابية , سواء كان ذلك أساسا فيها , أم كان عارضاً , والنتيجة أنه لم يحصل رجوع الضال عن ضلاله بعد بيانه له. ياترى لماذا!!!
هنا أقف مع سلبليات المناظرات العلنية الكتابية:
1 - أن المناظرة العلنية الكتابية تكون لأجل كسب أكبر قدر من المؤيدين لما يجادل عنه, ويكون المناظر فيها يقرأ حجة الخصم وفي نفس الوقت يتأمل كيف يرد عليها ويبطلها, فهو يقرأ ليرد لا يقتنع ويعود للحق.
2 - أيضا أن فيها مساحة لكيد الشيطان ورده عن الحق إن بان له , بأن يلقي في عقله ردودا وعراقيل دون قبولها كما قال الحق سبحانه (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) , بعكس المناظرة العلنية في ما أحسب.
3 - ويضاف لشياطين الجن أيضا شياطين الإنس بأن يسعفوه بالباطل, ويشدوا من أزره على الخطأ.
4 - أضف إلى هذا ما قد يأتيه من رسائل خاصة ممن لا يعرفهم من الجهلة-أو ممن هم على نهجة- بإظهار إعجابهم برأيه وقوة حجته, وهذا احتمال وارد جدا في المنتديات.
5 - أن المناظر لمّا يعلم أنها ستكون على الملأ فإنه يقبل وهو مشحون قد وضع في خلده أسوأ الاحتمالات وأنه قد يعرض له من الحجج شيء لم يكن في الحسبان , وفي ظل هذا الجو والظرف يضعف نور الإخلاص في قلبه , وتضيق الطريق التي يسعي فيها للحق ممن أتى به وفي أي ظرف يأتي به.
6 - بل قد يكون يسعى حثيثا للبحث والتنقيب عما يرسخ رأيه , ويدقق النظر في تاريخ مخاصمه ومجادله عله يجد ما يغمزه به ويضعف الثقة فيه .. أو غيرها.
7 - أنه في ظل ظروف المناظرة قد يسؤه-إن صح التعبير- نقد المخاصم, وما قد يرسله بطريق غير مباشر من سخرية به وبعقله ,مما يشعل نار الحقد في قلبه ويباعد من إمكان رجوعه للحق على مائدته التي سحقه عليها , وأظهر للناس فيها جهله.
8 - أنه لن يعدم حجّة تجعله يتمسك بباطله فكما قيل (ما عصي الله إلا بتأويل) فهو لن يعدم ما يبرر له أنه لم ينهزم ولم يخسر الجولة.
9 - الضرر الاحق بالمتابع فقد لا يجد الوقت-أو النَّفَس- ليقرأ كل المناظرة , وعلى هذا فقد يستغرق في قراءة الباطل مما قد يجعله فريسة للباطل من حيث لا يشعر, ولهذا تفصيل .. منه .. أنه ينشغل بالجزئيات عن الكليات وقد يتعاطف مع صاحب الباطل لما يرى أنه قد أسيء إليه أو تعدي فيه على كرامته , أو قوة حجته مع تسفيه خصمه لها.
أضف إلى هذا مما قد يجبر المُحقّ ان يغفل أو يتغافل عنه مما يرى ضعفه فلا يرد عليه فيبقى عالقا في ذهن القارئ.
هذا وغيره مما لم أذكره يبين حقيقة المناظرات الكتابية وقلة جدواها. وأنها قد تضر أكثر مما تنفع حيث يزداد المجادل بالباطل رسوخا على باطله , وتبقى الشبهات مشرعة لكل من أراد أن يغامر بعقله فيها.
ويحضرني الآن تجربة إخواننا في منتديات الوسطية ومناظرة الشيخ بندر الشويقي مع الضال المنحرف حسن فرحان المالكي , وكيف أفحم الشيخ بندر ذلك الخصم , لكن دون جدوى فالخصم أتى ليقنع فقط. لا ليقتنع.
وأنا لا أدعي أنها لا فائدة فيها بل إن لها فوائد أذكر شيئا منها:
1 - أن فيها فضح للباطل وزيفه.
2 - ما تضيفه لعقل القارئ من مهارات المحاورة والمجادلة.
3 - أنك قد تجد فيها من الفوائد والدرر ما لا تجده إلا بشق الأنفس, حيث يسعى الجميع لحشد أقوى الحجج ويستنفر للبحث عن فائدة ونفيسة يجهلها القارئ, والخصم.
ما ذكرته ليس حصرا لكنه الشيء البارز فيها ..
وكما يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ليس الفقيه الذي يعرف الخير من الشر إنما الفقيه من يعرف خير الخيرين وشر الشرّين ..
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعة ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه, إنه خير مسؤول.
ما ذكر لا يعدوا وجهة نظر قابلة للنقد والتصحيح والله الموفق,
كتبته في قسم المناظرات فلم يسمح!! لعله خلل فني ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 08:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومقالك لم يُمنع! لكنه يُعرض أولا على المشرف العام للملتقى لاعتماده؛ خشية أن يأتي مبتدع فيكتب مقالا يُشغب فيه أو يتهجم أو أو مما لا يخفاك.
للشيخ سليم الهلالي كتاب بعنوان " مناظرات أئمة السلف مع حزب إبليس وأفراخ الخلف " ذكر فصلا جميلا في مقدمته عن أهمية المناظرات، وحكمها الشرعي .. الخ
كنت أنوي طباعته ونقله هنا كمدخل لهذا القسم. فإن قمت بذلك فلك مني الشكر ومن الله - إن شاء -الأجر.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم .. سليمان ونفع بكم ..
حسن الظن بكم مقدم شيخنا ..
وكنت أظنه خلل فني ..
لكن جيد لو ذكرتم هذا في شروط خاصة بقسم المناظرات ..
لأني تعبت في كتابته مرتين .. حيث ظننته خطأ أزال كل ما سطرته ..
غفر الله لكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/275)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[10 - 01 - 05, 02:06 م]ـ
أشكر حافظ الأندلس ابن عبد البر على كلامة الجميل فيما يتعلق بالمناظرات , ولعله يسمح لي أن أضيف فأقول:
10 - أنه - فيما أعلم - ليس من هدي سلفنا الصالح المناظرة في العلن , بل كانت مناظراتهم في دائرة ضيقة وعند ولي الأمر ليحكم بينهم , بخلاف ما نراه الآن من المناظرات التي تكون في القنوات الفضائية , ويشاهدها الملايين , فيشاهدها العامي وتقع في نفسه شبهة فلا يستطيع أن يزيلها , والله المستعان.
ملحوظة: قد يكون الموضوع مختص بالمناظرات الكتابية وسلبياتها , لكن فرصة وجدتها فأحببت أن أقدم ماعندي فليعذرني الأخوان.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:52 م]ـ
أتفق معك أخي ابن عبد البر في أغلب النقاط
فجزاك الله خيراً على ما قدمت من مجهود
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:58 ص]ـ
أبامحمد
أشكر مروركم الكريم .. وإن كان كما ذكرت أنا أقصد بذات التجربة التي يعيشها الملتقى ..
لكن المثال الذي ذكرتم واقع مرير ..
ولا ننكر وجود الفائدة .. من مثل مشاركات الراسخين من أمثال الشيخ عبد الرحمن دمشقية والخميس والشيخ عدنان عرعور ,,, وغيرهم ممن أفحم المبتدعة وألقمهم حجرا .. وأحرجهم امام أقوامهم ..
وقد جلست مع الشيخ عبد الرحمن دمشقية فاطلعت على أشياء تسر قلب المؤمن .. وأخبرنا بطريقته معهم .. أسأل الله أن يمده بعون من عنده ..
لكن الكتابات العلنية أقل فائدة حتى من تلك الصوتية ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:01 ص]ـ
حيّيت أخي سعد ..
ليس بالضروري أن نتفق في الجميع لكن الطريق واحد ..
وإن أردت أن تذكر وجهة نظرك وتقنعنا فمنكم نستفيد ..
والحوار يبني العقل قبل أن يبني المعرفة ..
وفقكم الله ..
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:16 م]ـ
السلام عليكم
الأخ القحطاني .. بارك الله فيك
حقٌ هي النقطة التي ذكرت , فقد رأيت مصداقها مع أحد اخواني السليين من جيراني في مصر
فقد رأى يوما على شاشات الفضائحيات (كما يسميها شيخُنا الحويني حفظه الله) مناظرة بين اثنين
شيخ و سفيه , موضوعها " تدريس مادة الدين في المدارس؟ , نعم أم لا " , فأخبرني عنها في المسجد
و أعلمني بموقف الاثنين , فقلت له _ مبتسما ظانا شيئا غير الذي حدث منه _: و ما رأيك أنت؟
فقال: الراد على الشيخ يرفض المسألة , يعني يرفض تدريس المادة الدينية الاسلامية في المدارس لأسباب كثيرة , و أنا أؤيده في ذلك , للأسباب التي ذكرها و هي ......... الخ.
فانظر كيف انطلى عليه لسان هذا الرجل المخطيء فيما ذهب اليه بلا شك
و هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه و سلم:
(أخوف ما أخاف على أمتي مافق عليم اللسان يجادل بالقرآن).
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:19 م]ـ
أعتذر عن بعض التصحيفات
سبحان الله دائما أعيب على الدور التي تعج اصداراتها بالتصحيفات!
و ها أنا أقع فيما أكره الآن
و أعد بالتأني في الكتابة بعد ذلك
و التأسي بأبي بكر الخطيب في ذلك ان شاء الله
و الحمد لله
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:13 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ولعل هذا الرابط يفيد بشيء:
ضابط في الكلام مع أهل البدع والنقل عنهم ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=32631)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
بارك الله في جهود القائمين على هذا المنتدى المبارك، وأود بالمشارك بإقتراح بسيط هو:
المحافظة على منتدى المناظرة العلمية كما هو.
ويعمل منتدى آخر تحت اسم (الرد على المخالف) توضع فيه المواضيع العلمية المتعلقة بالرد على المخالفين لسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من المعاصرين أو المتقدمين لبيان زيفهم ومخالفاتهم للسنة في شتى المواضيع سواء عقدية أو فقهية أو أصولية ... الخ.
والله من وراء القصد
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم الأخ الكريم إبن عبد البر ..
ليتك تطلعنا على ما دار بينك و بين الشيخ دمشقية , و ما الطريقة التى يتبعها معهم و ما النتائج التى حققها .. و الله هذا يعد مما أحلم به, أن يطلعنا متخصص فى المناظرات و الرد على المبتدعة على ما عنده ...(39/276)
طلب من المشايخ عن مصادر التلقي
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:22 ص]ـ
أرجو من المشايخ الفضلاء مساعدتي بموضوع عن مصادر التلقي للأهمية حفظكم الله.
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:12 م]ـ
أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
أين أنتم يا طالبي الأجر حفظكم الله .....
ـ[عبدالله الحجري]ــــــــ[10 - 01 - 05, 03:04 م]ـ
أخي المبارك سلة الخيرات أنصحك بسماع
معالم في طريق طلب العلم للخضير تسجيلات الراية(39/277)
ما حكم مجالسة امرأة محجبة على شاشة التلفاز؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 01 - 05, 12:43 م]ـ
هل يجوز للرجل أن يجلس مع امرأة حتى ولو كانت محجبة في برنامج تلفزيوني حتى لو كان اللقاء عن الشرع وحتى لو كان الرجل عالم في الدين؟
أرجو الجواب لأنه كثرت مثل هذه اللقائات على بعض القنوات ........
ـ[الاعتصام]ــــــــ[09 - 01 - 05, 10:46 م]ـ
للرفع للأهمية
وقد عرض علي لقاء في قناة والجمهور فيه نساء
فهل نجيب ام نعتذر؟
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه أول مشاركة لي في هذه المنتديات فاقبلوني اولا ..
ومن سرعتي في التسجيل نسيت الهمزه في بداية اسمي ...
..........................
للمعلومية .. انا لست بطالب علم .. ولكن فعلا أستغرب من طرح هكذا تساؤلات في المجتمع ..
وافرضوا ان الشيخ الفلاني أخطأ .. هل نتبعه .. أعتقد كلامي مفهوم ..
ماذا نعمل بقوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم} .. الاية ..
وقوله عليه الصلاة والسلام: فيما معناه: " ماخلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "
العجيب قال لي أحد أهل العلم سابقا وهو يفصل الرد على من قال بكشف الوجه
قال: حتى من قال بكشف الوجه يقول يجب على المسلم غض البصر .. !!!!!!!!!!
* رحم الله أحد الأئمة _ السلف _ عندما ذهب لصلاة العيد ورجع فسأله أحد أصحابه
هل رأيت النساء الخارجات للصلاة؟
قال: لم أر َ غير أقدامي ..
* وهل قلّ الرجال _ أم أن أنهم يريدون إخراج المرأة من جنتها _؟ وإقناعنا بالمصلحة (اليهودية
العلمانية المغطاة بغطاء الدين وانه برنامج فتاوى)
................................
عفوا للأخوة وطلاب العلم في المنتدى عن تطفلي فأنا والله لست أهلا لذلك ولكن هذا من
المسلمات _ أعتقد ذلك _
أخوكم .. أبو أسامه
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك دليل علي المنع من جلوس الرجل أمام إمرأة في برنامج ديني أو ما شابهه؟؟
خاصة وأن الخلوة غير واقعة لوجود من يعملون في الإعداد وغيره وربما الجمهور.
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك دليل علي المنع من جلوس الرجل أمام إمرأة في برنامج ديني أو ما شابهه؟؟
خاصة وأن الخلوة غير واقعة لوجود من يعملون في الإعداد وغيره وربما الجمهور.
هذا ما قصدته لأن الخلوة في تلك البرامج غير واردة ولكن في نفس الوقت المرأة تأتي على شاشة التلفاز كل ما تسأل سؤالاً فكيف نتابع برنامج ديني ونغض بصرنا كلما أتت امرأة على الشاشة؟ وهل يعتبر هذا تعاون على الإثم من قبل الشيخ الذي يحضر هذه البرامج لأنه يقر بكل ما يحدث بل وحتى بالموسيقى التي تكون كلما بدأ البرنامج أو أعلنوا عن فاصل؟
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[10 - 01 - 05, 04:46 م]ـ
الخلوة تحصل مرارا والنظر تكرارا والمخذول من خذل.
فقبل التصوير هنا اتفاق على الحديث والنقاط بين المذيعة والشيخ وبروفة ووقت للمخرج ووقت للمكياج والمنتج وأوقات لأبي مرة
وقد حدثي بعض أخواننا الذين يعملون في اذاعة القرآن في السعودية أنهم يتعرضون للنساء المتبرجات اللاتي يعملن في البرنامج الثاني والعام (والجميع في مبنى واحد-ومدير الإذاعة واحد)
وأن كلمات الاستفزاز من الفسقةو الفاسقات وتبادل النكات تتم على مسمع من الإخوة المحتسبين فكيف بأمر التلفاز والفضائحيات وكيف بمن عرض نفسه لتلتقيه أحدى المسترجلات.
ـ[الحريري البصري]ــــــــ[10 - 01 - 05, 05:01 م]ـ
إن كانت المرأة محتشمة محجبة بحضور محرمها أو مع نسوة ثقات، وكانت من ذوات السيرة الحسنة المشهورات بالعفة والشرف في مكان ووضع تؤمن فيه الفتنة بدرجة مليار في المائة، ففي هذه الحالة إذا تساهلنا قد يكره اللقاء، وإلا فحرام حرام حرام
والله أعلم ...
فمن اتقى الشبهات .....
ـ[الاعتصام]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:51 م]ـ
الاخوة الافاضل شكر الله لكم غيرتكم ولكن ما هكذا تورد الابل ..
المسألة تحتاج الى بعد نظر والتحريم قد يجيده كل أحد وانما الرخصة هي التي تحتاج الى جهد وتأمل لاسيما عندما تأتي من ثقة.
السؤال يمكن صياغته بشكل آخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/278)
هل ندع المصلحة المترتبة على خروج داعية أو طالب علم مع امرأة في برنامج يخاطب الملايين أو الآلوف من أجل مفسدة الجلوس مع متبرجة أو أمرأة قد كشفت عن وجهها.؟
ـ[ابو سهيل الجزري]ــــــــ[31 - 03 - 05, 10:11 م]ـ
اول ما نبدأ به يومنا غض ابصارنا.
ـ[عبد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 01:28 ص]ـ
قد يجوز ذلك لو لم يبق منبر إعلامي لنشر الدعوة إلا هذه الحالة التي ذكرت لأن مصلحتها تصبح راجحة جداً هنا لأن المسلمين سيبقون بلا علم شرعي يصلهم ودعوة تنفعهم كما سيبقى الإسلام غائباً عن العالم وغير المسلمين وغير ذلك من المفاسد الكبرى.
أما مع وجود العشرات من القنوات التي يمكن الإلقاء فيها مع الرجال دون النساء فلا عذر لأحد ان "يختار" قناة الجلوس مع النساء على الجلوس مع الرجال.
المسألة الثانية: أن خروج الداعية للجلوس مع إمرأة ومع علم الناس بأن هذا الشيخ كان بإمكانه أن لا يصنع ذلك وذلك باختيار واحدة من القنوات المتعددة التي لا نساء في برامجها وخاصة الدينية أمر يسقط الشيخ ومكانته من قلوب عدد غير قليل من المسلمين.
المسألة الثالثة: أنه لوكان الشيخ ممن يرجحون عدم وجوب تغطية الوجه (كما رجحه الألباني مثلاً) مع تمسك المرأة بالحجاب وعدم تبرجها أو خضوعها في القول وغير ذلك من الظوابط، لبقي هناك قوله صلى الله عليه وسلم:"لك الأولى وليست لك الثانية"، وقوله تعالى:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" الاية .. وقصة حجب الرسول صلى الله عليه وسلم للفضل من أن يرى الفتاة التي جاءت تسأله عليه الصلاة والسلام في الحج ... وكلها أحاديث ثابتة.
إذاً الخلاصة أنه مع وجود البديل ووجود السعة لنشر الدعوة والحمد لله فلا عذر لأحد أن "يختار" الجلوس مع إمرأة تكشف وجهها ... وأما وجود الآخرين معها كطاقم الاستوديو فهؤلاء معظمهم رجال كما تعلمون وتصبح الخلوة مغلظة هنا فضلا عن أن تنعدم كما ذكر البعض لأنهم ليسوا محارم لها أصلاً ولأن الحالة تصبح "عدة رجال" يخلون "بامراة واحدة".
والشاهد ان المسألة فيها تفصيل ومجرد التحريم المباشر القطعي دون اعتبار للواقع من أسهل الطرق لتجنب البحث والاجتهاد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 04 - 05, 06:19 ص]ـ
أخرج البخاري في صحيحه (2|551 #1442) و مالك في الموطّأ (1|359): عن ابن شهاب الزهري عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس t قال: كان الفضل رديف النبي r. فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه. فجعل النبي r يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر. فقالت: «يا رسول الله. إن فريضة الله على عباده في الحج. أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟». قال: «نعم». وذلك في حجة الوداع.
وأخرج البخاري في صحيحه (5|2300 #5874): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سليمان بن يسار أخبرني عبد الله بن عباس t قال: أردف رسول الله r الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته. وكان الفضل رجلاً وضيئاً. فوقف النبي r للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله r. فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها. فالتفت النبي r – والفضل ينظر إليها– فأخلف بيده، فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها. فقالت: «يا رسول الله. إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟». قال: «نعم».
وأخرج أحمد و الترمذي من طريق سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة (قليل الحديث، ليس بالقوي) عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن عن علي بن أبي طالب t: أن رسول الله r أردف الفضل ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر. فقال هذا المنحر ومنى كلها منحر. واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت: «إن أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج، أفيجزئ أن أحج عنه؟». قال: «حجي عن أبيك». قال ولوى عنق الفضل، فقال العباس: «يا رسول الله. لم لويت عنق ابن عمك؟». قال: «رأيت شابّاً وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما».
وأخرج مسلم في صحيحه من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله حديثاً طويلاً فيه أن رسول الله r: « أردف الفضل بن عباس –وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيماً–. فلما دفع رسول الله r، مرت به ظعن (أي نساء) يجرين. فطفق الفضل ينظر إليهن. فوضع رسول الله r يده على وجه الفضل، فحوّل الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله r يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر».
قال الإمام ابن بطال: «في الحديث الأمر بغض البصر خشية الفتنة، ومقتضاه أنه إذا أمنت الفتنة لم يمتنع. ويؤيده أنه r لم يحول وجه الفضل، حتى أدمن النظر إليها لإعجابه بها، فخشي الفتنة عليه. وفيه مغالبة طباع البشر لابن آدم، وضعفه عما ركب فيه من الميل إلى النساء والإعجاب بهن. وفيه دليل على أن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب ما يلزم أزواج النبي r، إذ لو لزم ذلك جميع النساء لأمر النبي r الخثعمية بالاستتار، ولما صرف وجه الفضل. وفيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضاً، لإجماعهم على أن للمرأة أن تبدي وجهها في الصلاة ولو رآه الغرباء، وأن قوله] قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم [على الوجوب في غير الوجه».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/279)
ـ[عبد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً على الإضافة المباركة .. لكن ماذا نصنع بحديث:"يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية" حسنه الألباني.
وكذلك قوله تعالى:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم" الآية.
هل يجوز إذاً أن ينظر الرجل لوجه المرأة بالتكرار والتعمد وليس الفجأة خصوصاً أن هذا هو غالب ما يحصل في مثل هذه البرامج؟
ودمتم بخير وعافية
ـ[ابو معاذ النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:12 ص]ـ
سليمان بن صالح الخراشي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين:
تعد مسألة "كشف وجه المرأة" البوابة الأولى التي عبر عليها "التحرير والتغريب" إلى بلاد المسلمين؛ حيث كانت بداية ومرحلة أولى لما بعدها من الشرور (1).
وقد كان المسلمون مجمعين (عمليًا) على أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب. قال الحافظ ابن حجر: "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب" (2) ونقل ابن رسلان "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (3). ومما يؤكد هذا أنك لا تجد مسألة كشف الوجه من عدمه قد أخذت حيزًا كبيرًا في مصنفات الأئمة، ولم تستغرق جهدهم ووقتهم، بل لا تكاد تجد – فيما أعلم – مصنّفًا خاصًا بهذه المسألة؛ ولو على شكل رسالة صغيرة؛ مما يدل دلالة واضحة أن هذه القضية من الوضوح بمكان، وأن عمل المسلمين كما هو قائم، يتوارثه الخلف عن السلف، وهذا التواتر العملي يدلنا أيضًا على طبيعة تلقي العلماء لمثل هذه المسائل، وأنهم يرشدون أمتهم لما فيه العفة والطهر والإستقامة على أرشد الأمور، وأفضل السبل.
ولم يبدأ انتشار السفور وكشف الوجه إلا بعد وقوع معظم بلاد المسلمين تحت سيطرة الكفار في العصر الحديث، فهؤلاء الكفار كانوا يحرصون على نشر الرذيلة ومقدماتها في ديار الإسلام لإضعافها وتوهين ما بقي من قوتها. وقد تابعهم في هذا أذنابهم من العلمانيين المنافقين الذين قاموا بتتبع الأقوال الضعيفة في هذه المسألة ليتكئوا عليها ويتخذوها سلاحًا بأيديهم في مقابلة دعاة الكتاب والسنة. لا سيما في الجزيرة العربية، آخر معاقل الإسلام.
وحيث أن الشيخ الألباني رحمه الله أشهر من نصر القول بجواز كشف المرأة لوجهها في هذا العصر، وتبنى هذا القول الضعيف في كتابه "جلباب المرأة"، فإن أنصار السفور قد فرحوا بزلته هذه، وطاروا بها، وأصبحت ترسًا لهم يواجهون به الناصحين.
فقد أحببت أن أبين في هذه الرسالة شيئاً من تناقضات الشيخ-غفر الله له- يجهلها كثير من أولئك الذين اغتروا بترجيحاته؛ لكي يتبين لهم مدى ضعف قوله وأنه قد جانب الصواب في هذه المسألة، فكانت زلته فيها سبباً في زلة غيره وفتنتهم. وقد قدمت لذلك بتنبيهات مهمة، وبذكر أقوى أدلة وجوب تغطية الوجه.
تنبيهات مهمة
1 - أن الألباني رحمه الله معذور –إن شاء الله- في ما ذهب إليه من جواز كشف الوجه؛ لأنه من العلماء الثقات المجتهدين، وقد أداه اجتهاده إلى هذا القول الضعيف، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتهد الحاكم ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" متفق عليه. فينبغي علينا حفظ مكانته، لكن مع عدم متابعته على زلته ومع التنبيه على خطئه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا؛ قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور، لا يجوز أن يُتْبع فيها، مع بقاء مكانه ومنزلته في قلوب المؤمنين" (4).
2 - إذا كان الألباني معذورًا، فما عذر من يتابعه لمجرد أن قوله وافق هواه وشهوته؟! فهؤلاء غير معذورين، وهم ممن يتتبعون زلات العلماء بعد أن استبان لهم الحق؛ متابعة لأهوائهم.
ولتتأكد من هذا فإنك سوف تجد بعض من تابعه في هذه المسألة لا يتابعه – وهو مصيب - في تحريمه للأغاني مثلاً! أو في تحريمه لحلق اللحية! أو تحريم الإسبال! بل لا يتابعونه في الشروط التي ذكرها – وهي حق - للحجاب الشرعي! لتعلم بعدها أنهم ممن قال الله عنهم (اتخذ إلهه هواه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/280)
3 - أن الألباني رغم قوله بهذا القول الضعيف فإنه يرى أن تغطية المرأة لوجهها أفضل. قال رحمه الله: "نلفت نظر النساء المؤمنات إلى أن كشف الوجه وإن كان جائزاً فستره أفضل" (5) وقال: "فمن حجبهما –أي الوجه والكفين- أيضاً منهن، فذلك ما نستحبه وندعو إليه" (6).
4 - أن الألباني عندما اختار هذا القول الضعيف فإنه اجتهد كثيرًا في البحث عن أي دليل يرى أنه يدل عليه. ولكنه في المقابل لا يذكر جميع أدلة من أوجب تغطية الوجه؛ لأنه –في ظني- لا يستطيع أن يجيب عن أكثرها لصراحتها! أما القائلون بتغطية الوجه فإنهم يذكرون أدلتهم، ثم يذكرون أدلة الألباني جميعها ويجيبون عنها ويفندونها. وما هذا إلا دليل على قوة موقفهم –ولله الحمد- (7)
5 - أن الأولى –عندي- لمن يريد أن يناقش من يرون جواز كشف الوجه أن لا يُشغل نفسه بالرد على شبهاتهم، إنما يكتفي بذكر أدلة وجوب تغطية الوجه مما لا يستطيعون له ردًا، ولأنه ناقل عن الأصل. وقد ذكرت أهمها كما سيأتي -إن شاء الله-.
6 - أن الواجب على المسلم الذي يريد السلامة لدينه أن يلزم النصوص المحكمة الصريحة في هذه المسألة وغيرها ويدع تتبع النصوص المتشابهة؛ لكي لا يكون ممن قال الله فيهم (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة).
7 - أنه يلزم من يرى جواز كشف المرأة لوجهها أمام الأجانب في البلاد التي يسود فيها تغطية الوجه ما يأتي:
أ - أن يكون ذلك صادرًا عن اجتهاد منه وتأمل في الأدلة، لا عن اتباع هوى وشهوة.
ب- أن لا يدعو إلى كشف الوجه؛ لأننا علمنا سابقاً أن تغطية الوجه أفضل وأولى حتى عند القائلين بجواز كشفه؛كالألباني، فكيف يُدْعى من يعمل بالفاضل إلى تركه؟! وهل هذا إلا دليلٌ على مرض القلب، لمن تأمل؟!
ولك أن تعجب إذا رأيت من يتحمس لنشر هذا الرأي الضعيف بين النساء العفيفات المتسترات، ولا تجده يتحمس هذا الحماس لدعوة المتبرجات الفاسقات إلى التزام الحجاب! مع أن المتبرجات يرتكبن (المحرم) بالاتفاق، وأولئك النسوة المتسترات يفعلن الأفضل! نعوذ بالله من زيغ القلوب وانتكاسها.
أهم أدلة تغطية الوجه
1 - أن جميع العلماء -سواءً القائلين بتغطية الوجه أو كشفه- متفقون على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ عليهن أن يغطين وجوههن عن الأجانب. قال القاضي عياض: "فرض الحجاب مما اختصصن به –أي زوجاته صلى الله عليه وسلم- فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين فلا يجوز لهن كشف ذلك" (8).
وقد قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) ومعنى هذه الآية أن حجاب نساء المؤمنين كحجاب زوجاته صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأمر واحد للجميع، وقد اتفق العلماء بلا خلاف كما سبق على أن حجاب نسائه صلى الله عليه وسلم هو وجوب تغطية الوجه. إذاً: فحجاب نساء المؤمنين هو تغطية الوجه. وهو معنى قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن).
فالجلباب مع الإدناء يستر جميع بدن المرأة حتى وجهها، ويشهد لهذا حديث عائشة –رضي الله عنه- في حادثة الإفك لما رآها صفوان بن المعطل –رضي الله عنه-، قالت: "فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي" (أخرجه البخاري4750).
2 - قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن).
هذه الآية يتفق العلماء على أنها تدل على وجوب الحجاب وتغطية الوجه، ولكن القائلين بجواز كشف الوجه يرونها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس بصحيح؛ بل الآية تعم جميع النساء، ويدل لهذا عدة أمور:
أ- أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ب- أن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين كن أطهر نساء الدنيا قلوبًا وأعظمهن قدرًا في قلوب المؤمنين، وهن مُحرّمات على غيره صلى الله عليه وسلم؛ ومع هذا كله أُمرن بالحجاب طلباً لتزكية قلوبهن، فغيرهن من النساء أولى بهذا الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/281)
ج- أن الله جعل الحكمة من الحجاب في هذه الآية أنه (أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وهذه علة متعدية مطلوب تحصيلها للمؤمنين في كل زمان ومكان. فلو قلنا بأن الحجاب خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى هذا أن نساء المؤمنين لا يحتجن إلى هذه الطهارة!! ومعناه أيضاً أنهن أفضل من زوجاته صلى الله عليه وسلم!! فهل يقول بهذا مسلم؟!
د- أن الله تعالى قال بعدها (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن … الآية).قال ابن كثير في تفسيرها: "لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم" وهذا حكم عام لجميع النساء، فكيف يقال -حينئذٍ- بأن أول الآية خاص بزوجاته صلى الله عليه وسلم؟!
3 - قوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقالت أم سلمة رضي الله عنها": فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرًا" قالت: إذاً تنكشف أقدامهن. قال: "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه" (9).
ففي هذا الحديث الصحيح دليل على أنه كان من المعلوم والمتقرر في زمنه صلى الله عليه وسلم أن قدم المرأة عورة، يجب عليها سترها عن الأجانب، والألباني نفسه يوافق على هذا (10).
وإذا كان قدم المرأة عورة يجب ستره، فوجهها أولى أن يُستر.
فهل يليق –بعد هذا- أن تأتي الشريعة بتغطية القدم وهو أقل فتنة وتبيح كشف الوجه وهو مجمع محاسن المرأة وجمالها وفتنتها؟! إن هذا من التناقض الذي تتنزه عنه شريعة رب العالمين
4 - قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" (أخرجه البخاري).
فقوله صلى الله عليه وسلم: "كأنه ينظر إليها" دليل على أن النساء كن يُغطين وجوههن وإلا لما احتاج الرجال إلى أن تُنعت لهم النساء الأجنبيات، بل كانوا يستغنون عن ذلك بالنظر إليهن مباشرة.
5 - أحاديثه الكثيرة صلى الله عليه وسلم في أمر الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته (11)؛ ومن ذلك ما رواه المغيرة بن شعبة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها. قال: "اذهب فانظر إليها؛ فإنه أجدر أن يؤدم بينكما". قال: فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم. فكأنهما كرها ذلك. قال: فسمعتْ ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فأنشدك. كأنها أعظمت ذلك. قال: فنظرت إليها، فتزوجتها" (12)
ففي هذا الحديث دليل على أن النساء كن يحتجبن عن الأجانب، ولهذا لا يستطيع الرجل أن يرى المرأة إلا إذا كان خاطباً.
ولو كنّ النساء يكشفن وجوههن لما احتاج الخاطب أن يذهب ليستأذن والدا المخطوبة في النظر إليها.
وأيضًا لو كنّ يكشفن وجوههن لما احتاج صلى الله عليه وسلم أن يأمر الخاطب بالنظر إلى المخطوبة. في أحاديث كثيرة.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمن خطب امرأة من الأنصار: "اذهب فانظر إليها؛ فإن في أعين الأنصار شيئاً" أخرجه مسلم.
إذًا استثناء النظر إلى المخطوبة دليل على أن الأصل هو احتجاب النساء، وإلا لم يكن لهذا الإستثناء فائدة.
تناقضات الألباني – رحمه الله- في كتابيه " جلباب المرأة .. " و " الرد المفحم .. "
1 - أن الألباني - عفا الله عنه - قرر أن الأمر الوارد بالجلباب في قوله تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) لا يشمل تغطية الوجه؛ لأن الجلباب هو ما يستر البدن مع الرأس فقط (13). ولو كان الأمر كما قرر الشيخ لقال الله تعالى (يتجلببن) ولم يقل (يدنين عليهن من جلابيبهن)؛ لأنه كيف يقال للمرأة: أدني الجلباب، وهو يغطي رأسها وبدنها؟!
(فالإدناء) أمر زائد على لبس الجلباب؛ وهو تغطية الوجه؛ لقوله تعالى بعده (ذلك أدنى أن يعرفن) والوجه هو عنوان المعرفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/282)
2 - قرر الألباني – عفا الله عنه - في كتابه بأن آية الحجاب (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب…) عامة لكل النساء (14)، ومعلوم أن آية الحجاب نزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم، وحجابهن الواجب هو تغطية الوجه باتفاق العلماء –وبإقرار الألباني نفسه! - (15) فيلزم أن يكون حجاب نساء المؤمنين هو تغطية الوجه أيضاً؛ لأن الآية عامة باعتراف الألباني!
3 - ذكر الألباني حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "خرجت سودة بعدما ضُرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها .. الحديث، وفيه أن عمر رضي الله عنه عرفها لجسمها" ثم علق الألباني على قولها "بعدما ضُرب الحجاب" قال: "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وهذه الآية مما وافق تنزيلها قول عمر رضي الله عنه كما روى البخاري (8/ 428) وغيره عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب" (16).
قلت: قول الألباني "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم" يناقض ما ذكره بعد هذا من أن الوحي نزل بتأييد عمر في حجاب "أبدان" زوجاته صلى الله عليه وسلم، ولم يؤيده في حجاب "أشخاصهن". قال الألباني: "في الحديث –أي السابق- دلالة على أن عمر رضي الله عنه إنما عرف سودة من جسمها، فدل على أنها كانت مستورة الوجه، وقد ذكرت عائشة أنها كانت رضي الله عنها تُعرف بجسامتها، فلذلك رغب عمر رضي الله عنه أن لا تُعرف من شخصها، وذلك بأن لا تخرج من بيتها، ولكن الشارع الحكيم لم يوافقه هذه المرة لما في ذلك من الحرج .. " (17)
قد يقال: بأن هذا سبق قلم من الشيخ، أراد أن يكتب: "تعني حجاب أبدان نسائه صلى الله عليه وسلم" فكتب "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم"
فأقول: هذا ما أظنه، أنه سبق قلم من الشيخ بدليل ما بعده. ومع هذا ففيه تناقض شديد!! وهو ما أريد التنبيه عليه: وهو أن الشيخ هنا يرى أن آية الحجاب (فاسألوهن من وراء حجاب) نزلت في حجاب البدن، ومنه تغطية الوجه –كما سبق-. ولكننا نراه في (ص 87 من جلباب المرأة) يقول تعليقاً على أثر أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب…" قال الألباني: "الظاهر أن الحجاب في هذه الرواية ليس هو الثوب الذي تتستر به المرأة، وإنما هو ما يحجب شخصها من جدار أو ستار أو غيرهما، وهو المراد من قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ... ) "!! فهو هنا يرى أن الآية تدل على حجاب الأشخاص لا الأبدان؛ لكي يفر من القول بتغطية الوجه، وهناك يرى أنها تدل على حجاب الأبدان ومنه تغطية الوجه بدليل فعل سودة رضي الله عنها!! فتأمل هذا التناقض!
ولو ذهب الألباني إلى القول الصحيح لسلم من هذا التناقض، والله الموفق.
4 - ذكر الألباني –عفا الله عنه - –كما سبق- أثر أم سلمة رضي الله عنها، قالت: لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب .. " ثم قال: "الظاهر أن الحجاب في هذه الرواية ليس هو الثوب الذي تتستر به المرأة، وإنما هو ما يحجب شخصها من جدار أو ستار أو غيرهما، وهو المراد من قوله تعالى ( .. وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن) " (18).
قلت: في هذا عدة أمور:
الأول: أن الألباني – عفا الله عنه - يقرر هنا بأن آية الحجاب عامة لجميع النساء؛ لأن أم سلمة عندما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم في الأثر السابق لم تكن من زوجاته صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن العلماء متفقون على أن هذه الآية نزلت –كما سبق- في زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، وحجاب زوجاته بالاتفاق هو وجوب تغطية الوجه. فيلزم الألباني أن يقول به لجميع النساء المؤمنات لأنه يرى –كما سبق- أن الآية عامة لجميع النساء!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/283)
الثالث: إن قال الألباني كما سبق: نعم، هي عامة لجميع النساء، ولكنها لا تدل على تغطية الوجه، وإنما تدل على ستر النساء لأشخاصهن عند سؤال الرجال لهن المتاع. أقول: هذا تناقض عظيم تتنزه الشريعة عنه. إذ كيف تأمرهن بستر أشخاصهن عند سؤال المتاع، ثم ترخص لهن في كشف وجوههن أمام الرجال على حد قولك؟!!
فما الداعي لحجاب الأشخاص أصلاً ما دامت الوجوه مكشوفة؟!
أما من يرى تغطية الوجه –وهو القول الصحيح- فإنه لم يتناقض هنا، ولله الحمد، لأن هذه الآية عنده تدل على تغطية الوجه لجميع النساء المؤمنات.
والحجاب في الآية عنده يشمل تغطية الوجه، وحجاب الجدار والستر ونحوه.
5 - يرى الألباني أنه لا فرق بين حجاب الحرة المسلمة والأمة المسلمة فالواجب عليهن ستر أبدانهن ما عدا الوجه والكفين، ويشنع على من قال بالفرق بين حجاب الحرة وحجاب الأمة وهم جمهور الأمة. ثم نراه يصحح أثر قتادة في تفسير آية (يدنين عليهن من جلابيبهن) وهو قوله –أي قتادة-: "أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب" (19)
ولكن الألباني لم يكمل قول قتادة! بل بتره كما سبق! فهو يقول بعد الكلام السابق: "وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء"!
فقتادة كالجمهور يفرق بين حجاب الحرة والأمة. فيلزم الألباني حينئذٍ أن يفرق بين حجابيهما، أو أن لا يحتج بأثر قتادة الذي يناقض قوله!
6 - أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها" قال الحافظ ابن حجر: "اختمرن: أي غطين وجوههن" (20) فلم يعجب هذا التفسير الألباني رحمه الله لأنه يناقض قوله بجواز كشف الوجه. فقال مُخَطِّئًا الحافظ ابن حجر بأسلوب غريب: "قوله "وجوههن" يحتمل أن يكون خطأ من الناسخ، أو سبق قلم من المؤلف، أراد أن يقول "صدورهن" فسبقه القلم .. " (21)!! فانظر كيف يخطئ العلماء في سبيل إقرار رأيه الضعيف؟! وفاته – عفا الله عنه - أن الحافظ ابن حجر قال عند تعريف الخمر: "ومنه خمار المرأة لأنه يستر وجهها" (22)! فهو يعني ما يقول، ولم يخطئ كما يزعم الألباني!.
7 - شنع الألباني رحمه الله على القائلين بأن الخمار هو ما يغطي الوجه والرأس، فلما أحرجوه واحتجوا عليه بأقوال شراح الحديث؛ كالحافظ ابن حجر –كما سبق-، وبقول الشاعر:
قل للمليحة في الخمار المذهب ... أفسدت نسك أخي التقي المذهب
نور الخمار ونور خدك تحته ... عجبًا لوجهك كيف لم يتلهب
قال الألباني: "لا يلزم من تغطية الوجه به أحياناً أن ذلك من لوازمه عادة" (23)! فاعترف رحمه الله بأن الخمار يغطي الوجه! إذاً: فلماذا كل هذا التشنيع؟!
8 - ذكر الألباني حديث أنس –في الصحيحين وغيرهما-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اصطفى لنفسه من سبي خيبر صفية بنت حيي قال الصحابة: ما ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ فقالوا: إن يحجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد. فلما أراد أن يركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه تزوجها. وفي رواية: وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها"
ثم ذكر قول شيخ الإسلام تعليقاً على هذا الحديث: "والحجاب مختص بالحرائر دون الإماء كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه أن الحرة تحتجب والأمة تبرز" (24) واستغربه!! لأن الألباني يرى أن نساء المؤمنين وإماءهم لا يجب عليهن تغطية الوجه بل الرأس.
قلت: لا غرابة في كلام شيخ الإسلام رحمه الله؛ لأنه من القائلين بأن حجاب الحرائر –سواء كن زوجاته صلى الله عليه وسلم أو نساء المؤمنين- هو تغطية الوجه، وأما الإماء فيكشفن وجوههن ورؤوسهن.
9 - زعم الألباني عفا الله عنه أن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله يذهب إلى أن الخمار هو غطاء الرأس فقط، وأن القواعد من النساء لا حرج عليهن في وضعه!! ثم نقل قوله مبتورًا! (25)
وفاته أن الشيخ ابن سعدي قال في تفسير قوله تعالى (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن): "أي الثياب الظاهرة؛ كالخمار ونحوه الذي قال الله فيه للنساء (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فهؤلاء يجوز لهن أن يكشفن وجوههن لأمن المحذور منها وعليها" (26).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/284)
فابن سعدي رحمه الله كغيره من العلماء يرى أن الخمار غطاء الوجه مع الرأس، لا الرأس فقط كما نسب إليه الألباني.
10 - ذكر الشيخ الألباني رحمه الله أثراً صحيحاً عن عاصم الأحول قال: "كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الحجاب هكذا، وتنقبت به. فنقول لها: رحمك الله! قال الله تعالى (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) هو الجلباب. قال: فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول: (وأن يستعففن خير لهن) فتقول: هو إثبات الحجاب" (27)
قلت: هذا الأثر الذي ذكره الشيخ ينقض قوله بجواز كشف الوجه!! لأنه يدل على أن من المتقرر عند السلف أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب؛ كما فعلت حفصة بنت سيرين، وأن القواعد من النساء لهن أن يكشفن وجوههن غير متبرجات بزينة. ولو كان يجوز للنساء أن يكشفن وجوههن –كما يرى الألباني- لقال عاصم ومن معه لحفصة بنت سيرين: إنه يجوز لك كشف وجهك، ولما احتاجوا أن يذكروا لها آية (والقواعد)! فتأمل!
وفي هذا الأثر أيضاً دليل على أن الجلباب يُغطى به الوجه.
11 - يردد الألباني أن مذهب الإمام مالك جواز كشف الوجه (28) ولم يذكر نصاً عن الإمام مالك على هذا، وهذا خلاف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية من أن مذهبه عدم جواز ذلك. قال: "إن كل شيء منها –أي المرأة- عورة حتى ظفرها، وهو قول مالك" (29). ومما يشهد لما نقله شيخ الإسلام أن الإمام مالك ذكر في موطئه قول ابن عمر "لا تنتقب المرأة المحرمة" ثم أتبعه بقول فاطمة بنت المنذر: "كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق" (30) ليبين أن منع المرأة المحرمة من النقاب لا يعني عدم ستر وجهها بغيره مما لم يُفصل على مقدار العضو. والله أعلم.
هذا ما أردت بيانه من تناقضات الشيخ – رحمه الله -؛ لكي لا يغتر أحد من المسلمين بقوله في هذه المسألة.
كشف وجه المرأة: هل هو من المسائل "الخلافية" أم "الاجتهادية"؟!
هذه المسألة هي أكثر المسائل المطروقة في هذا الباب: وهي تقريباً أول مسألة تعرض للقارئ.
فالبعض قد يعدها من قبيل "المسائل الخلافية" التي ينكر فيها على المخالف لثبوت النص بوجوب تغطية المرأة لوجهها أمام الأجانب (31)، وأيضاً فقد ثبت فيها الإجماع العلمي لدى المسلمين. قال الحافظ ابن حجر: "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب" (32). ونقل ابن رسلان: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (33)، ولهذا فإنه ينكر على من خالف هذا القول. مع الاعتذار للعلماء المتأخرين الذين اختاروا القول الآخر.
والبعض الآخر قد يعدها من قبيل "المسائل الاجتهادية" التي يسوغ فيها الخلاف.
وعلى كلا القولين: فإنه يُنكر على من كشفت وجهها في البلاد التي يعمل أهلها بالقول الأول؛ وهو وجوب تغطية المرأة لوجهها؛ لأنه على القول بأنها من المسائل "الخلافية" التي ثبت فيها النص؛ فإنه ينكر على من خالف النص، وعلى القول بأنها من المسائل "الاجتهادية" فإنه ينكر على المخالف بسبب أن اختياره للقول الآخر وهو جواز كشف الوجه يسبب فتنة لأهل هذه البلاد ولنسائهم.
فتوى الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في هذه المسألة:
سئل –رحمه الله-:
"فضيلة الشيخ، لا شك أن من شروط الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عالماً بشروطه. هل هو منكر أو غير منكر؟ وبعض الناس إذا رأى أحد رجال الهيئة يعترض على امرأة كاشفة الوجه. يقول: لا يجب عليك أن تنكر؛ لأنها لا تخلو من حالتين: إما أن تكون مسلمة ترى عدم وجوب ستر الوجه، وإلا كافرة فلا يجب في الأصل أن تتحجب. هل ما يقول هذا صحيح، أو غير صحيح؟
والجواب: لا، هذا غير صحيح، لأن المعاصي قسمان: قسم لا تضر إلا صاحبها فهذا ندعه ورأيه إذا كان أهلاً للاجتهاد. وقسم تضر غير صاحبها، ولا شك أن كشف المرأة وجهها لا يختص ضرره بها هي، بل يضر غيرها؛ لأن الناس يفتتنون بها، وعلى هذا يجب أن تنهاها سواء كانت كافرة أو مسلمة، وسواء كانت ترى هذا القول أولا تراه، انهها وأنت إذا فعلت ما فيه ردع الشر سلمت منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/285)
أما ما كان لا يضر إلا صاحبه؛ مثل رجل يشرب الدخان، وقال: أنا أرى حلّه ولا أرى أنه حرام، وعلمائي يقولون إنه حلال، فهذا ندعه إذا كان عاميًّا، لأن العاميّ قوله قول علمائه، فإذا قال: أنا أرى أنه ليس بحرام نتركه لأن هذا لا يضر إلا نفسه. إلا إذا ثبت صحيًّا أنه يضر الناس بخنقهم أو كان يؤذيهم برائحته، قد نمنعه من هذه الناحية.
فاعرف هذه القاعدة: إن المعاصي قسمان: قسم لا تضر إلا صاحبها فهذه إذا خالفنا أحد في اجتهادنا ندعه، وقسم تضر الغير فهذا نمنعه من أجل الضرر المتعدي. لكن إذا خيف من ذلك فتنة تزيد على كشف هذا الوجه، فإنه يُدرأ أعظم الشرين بأخفهما. ولكن إذا رأيت امرأة كاشفة مع ولي أمرها تمسك ولي الأمر وتقول: يا أخي هذا لا يجوز هذا حرام هذا يضر أهلك ويضر غيرهم. تكلمه بالتي هي أحسن؛ باللين. لا تتكلم مع المرأة نفسها؛ قد يكون في هذا ضرر أكبر عليك أنت" (34).
وسئل –رحمه الله-: "فضيلة الشيخ: هل ينكر على المرأة التي تكشف الوجه، أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها؟
الجواب: لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. نضرب مثلاً: هذا رجلٌ مسَّ امرأة لشهوة، وأكل لحم إبل، ثم قام ليصلي، فقال: أنا أتبع الإمام أحمد في أن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء، وأتبع الشافعي في أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وسأصلي على هذه الحال، فهل صلاته الآن صحيحة على المذهبين؟ هي غير صحيحة؛ لأنها إن لم تبطل على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بطلت على مذهب الإمام الشافعي، وإن لم تبطل على مذهب الإمام الشافعي بطلت على مذهب الإمام أحمد، فيضيع دين الإنسان. المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حكم النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله-: "العوام على مذهب علمائهم". فمثلاً عندنا هنا في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فنحن نلزم نساءنا بذلك، حتى لو قالت لنا امرأة: أنا سأتبع المذهب الفلاني وكشف الوجه فيه جائز، قلنا: ليس لك ذلك؛ لأنك عامية ما وصلت إلى درجة الاجتهاد، وإنما تريدين اتباع هذا المذهب لأنه رخصة، وتتبع الرخص حرام.
أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها.
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه، فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له" (35).
داعيًا الله له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لأمته من تقريب علوم السنة بين أيديهم. سائله سبحانه أن يجمعني به والمسلمين في جنات النعيم، إخوانًا على سرر متقابلين. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-------------------------------------
(1) لهذا تجد أن قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة" ركز عليها واتخذها ذريعة أولى لتغريب المرأة المسلمة.
(2) فتح الباري (9/ 235 - 236). (3) نيل الأوطار للشوكاني (6/ 114).
(4) بيان الدليل على بطلان التحليل (ص 203)، وانظر: الفتاوى (32/ 239).
(5) جلباب المرأة .. ، ص 28. (6) السابق، ص 32.
(7) انظر أدلتهم في كتاب (الصارم المشهور) للشيخ حمود التويجري. وكتاب (إبراز الحق والصواب) للمباركفوري. وكتاب (عودة الحجاب) لمحمد بن اسماعيل المقدم.
(8) فتح الباري (8/ 391). وأقره الألباني على هذا في: (جلباب المرأة، ص 106).
(9) أخرجه الترمذي وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1864).
(10) فقد صحح الحديث السابق وذكره في السلسلة الصحيحة تحت عنوان: "قدما المرأة عورة"!
(11) انظر بعضاً منها في: "السلسلة الصحيحة" للألباني (1/ 149 - 159).
(12) "السلسلة الصحيحة" للألباني (96).
(13) انظر "جلباب المرأة المسلمة"، (ص 82 - 88).
(14) جلباب المرأة، ص 75. (15) كما في المصدر السابق، ص 106.
(16) جلباب المرأة، ص 105. (17) السابق، ص105 – 106.
(18) جلباب المرأة، ص 87. (19) الرد المفحم، ص 51 – 52.
(20) فتح الباري (8/ 347). (21) الرد المفحم، ص 20.
(22) فتح الباري (10/ 51). (23) جلباب المرأة، ص 73.
(24) جلباب المرأة، ص 95. (25) جلباب المرأة المسلمة، ص111.
(26) تفسير ابن سعدي (5/ 445). (27) جلباب المرأة، ص 110.
(28) كما في: جلباب المرأة، ص 89. والرد المفحم، ص 34 - 35.
(29) الفتاوى (22/ 110). (30) الموطأ (ص224) رواية يحي الليثي، دار النفائس.
(31) انظر أدلة هذا القول في رسالة: "عودة الحجاب" للشيخ محمد بن إسماعيل –وفقه الله-.
(32) فتح الباري (9/ 235 - 236). (33) نيل الأوطار للشوكاني (6/ 114).
(34) لقاء الباب المفتوح (33 - 34/ 66 - 68). (35) لقاء الباب المفتوح (49/ 192 - 193)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/286)
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم:
أريد أن أرد برد علمي مقنع:
هل الإنسان معصوم حتى لايفتن وقد سمعنا الكثير من مشايخنا من يحرم هذا أوليس الأولى أن تدفع الشبهة والذريعة والفاجعة الأكبر أن كثيراً ممن يخرج في مثل هذه الأمور عند بعض الجماعات مقدس ويتكلم بأمور لو دقق فيها لوجدنا فيها من الخطأ ما لا يخفى على طويلب العلم.
وهل قل الرجال حتى تخرج المرأة لتقابل الشيخ.
ويكفينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يبايع الصحابيات من وراء الحجاب والرسول معصوم عن هذا الأمر إذاً فكيف بحالنا نحن والله المستعان؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا بارك الله في السائل
ثانيا اخي محمد الامين ادلتك هذه لا تنطبق على مسالتنا هذه اذ انك تاتي بما يخص فيما يعم ومن ثم تخصص هذا العام
فماذا نفعل بما كتب اخينا عبد وغيره من الاحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم وان العين لتزني وزنى العين النظر وغيرها كثير
ثالثا اما عن مصلحة الدعوة فلا بد ان يقاس معها المفسدة من باب اخر ومنها
ظهور العالم على شاشة التلفاز يعني اباحة دخول مثل هذه الشاشات البيوت وقول الامام ابن باز رحمه الله في ذلك معروف (لا يدخل التلفاز في بيته الا ديوث)
اظهار جواز مثل هذا الامر وهي مسالتنا وانا ارى عدم الجواز
والمسالة تتعدى مسالة الخلوة والنظر كما رايتم
اما عن الاخ ابو معاذ النجدي
فاولا هذا ليس مجرد اجتهاد من الشيخ الالباني لان الخلاف فيها قديم جدا
ثانيا الشيخ لم يرد بهذه اردود الواهية فقط ولكنه اتى من كلام اصحاب المصادر بتمام الكلام وما يثبت كلامه من مواضع اخرى تدعم قوله
كما ذكر في كتابه الرد المفحم
ثم ماذا يفيد طرح هذه المسالة في مسالتنا هذه فهل تعتقد ان الشيخ رحمه الله كان يري جواز مثل هذا الامر
وبارككم الله
ـ[هشام المصري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:53 م]ـ
كل أحاديث تحريم النظر يمكن حملها على عورة المرأة (فيما عدا الوجه و الكفين) مثلما أفاد الكثير من الفقهاء
و منهم الإمام ابن بطال كما ذكر الشيخ محمد الأمين و لا داعى للتشدد فالمسألة خلافية و كل يرى حسب اجتهاده.
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل المرأة كلها عورة بنص الحديث الصحيح عند البيهقي (المرأة عورة وانها لتخرج من بيتها بلباس فيستشرفها الشيطان فيقول ما رآك أحد الا أعجبته. وان المرأة لتلبس ثيابها فبقال اين تريدين فتقول اعود مريضا او اشهد جنازة او اذهب للمسجد. وما عبدت امرأة ربها مثل ان تعبده في بيتها)
والأصل القرار في البيوت لا الخروج في التلفاز ومشاهدة الملايين لها برزه
والحديث الصحيح الموقوف عند ابن ابي شيبة عن عبد الله بن مسعود وغيره برواية الشيباني عنه (لقد رأيت رب هذا الدار (يعني ابن مسعود) يحلف فيبالغ في اليمين ويقول والله ما صلت امراة صلاة خير من صلاتها في بيتها الا في حج او عمرة او امرأة تمشي في منقليها (اي هرمة شديدة الهرم)
وعند الطبراني بسند صحيح (ان ابن مسعود كان يطرد النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول اذهبن الا بيوتكن خير لكن)
ـ[عبد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 06:01 م]ـ
على افتراض أن المسألة فيها خلاف .. (وهو الحاصل)!
ولكن هنا قاعدة لعلها تكون نافعة وهي أنه لا يلزم من كون المسألة خلافية أن يطرد فيها أمر "السعة" و"الاختيار" في كل زمان ومكان. ولذلك فإن المسألة الخلافية من حيث الاجتهاد المحض والنظر الفقهي المجرد عن واقع معين لا يُجزَم لها بحكم معين من الأحكام التكليفية وإنما يبين للمُتعلّم (لا المستفتي) الحق فيها بذكر وجود الخلاف والأقوال في ذلك. أما إذا انتقلنا من الاجتهاد المحض والنظر المجرد عن واقع معين إلى واقع معين وظرف مخصوص فإن المسألة الخلافية حينئذٍ لا بد أن تأخذ حكماً يتناسب مع ملابسات وأحوال ذلك الواقع. وكذلك هو أمر الحجاب. فعلى القول بأنه مسألة خلافية فهذا صحيح من حيث التنظير والاجتهاد المجرّدين عن واقع معين أو ملابسات معينة ولكنه لا بد أن يأخذ حكماً تكليفياً معيناً إذا تعلق الأمر بزمان معين أو مكان معين ولا يعقل بقاء مسألة الحجاب (وكذا سائر المسائل الخلافية) معلقةً بلا حكم يدور مع العلة الناتجة عن ذلك الواقع. وعلى ذلك نقول في مسألة الحجاب (على القول بأنه مسألة خلافية) أنه متى ما ظهر أمر الدين وهيمن شرع الله وانحسرت جولة الباطل وغلب على أهل ذلك العصر أو المصر حال الستر والعفة والصدق والديانة ومكارم الأخلاق فإن كشف الوجه حينئذٍ قد يأخذ حكم الإباحة مع استحباب تغطيته. أما إذا ظهرت الفاحشة وكثر الخبث وأصبح أمر الدياثة في ازدياد واتسعت دائرة الفتنة واستشرت وسائل الفساد فإن الحجاب حينئذٍ يأخذ حكم الوجوب. وعليه فلو تأملنا في حال زماننا وما فيه من سهولة ويسر الوصول إلى مواطن الفحش ومراتع الرذيلة كالسفر لبلاد الفاحشة وكالمواقع الإباحية على الانترنت والقنوات الفضائية وما يعرض فيها من أنواع المفسدات لمن أرادها وابتغاها وهم غير قليل، وكذلك ما نراه من لهاث الشباب وراء الفتيات رغم ما في بلدنا من خير وصلاح مقارنة بغيره من البلاد فما بالك لو كان الحال أسوأ قليلاً مما هو عليه ... أقول لو تأملنا ذلك كله لعلمنا أن تغطية الوجه في هذا العصر آكد من غيره. ولذلك بَلَغَنَا أن شيخنا المحدث الألباني رحمه الله تعالى رغم أنه أوضح في كتابه كتاب "الرد المفحم" عدم وجوب الحجاب من حيث الاجتهاد الفقهي المجرد، وذكر أقوال الأئمة في ذلك إلا أنه كان يوصي بناته وأهل بيته بلزوم الحجاب لما يرى ويسمع من الأحوال. ولذلك فإن الذين لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً هذه الأيام في الدندنة والجعجعة حول الخلاف في حكم الحجاب إنما يضعون الأمور في غير مواضعها ويحكمون بما لا يقتضيه الواقع عقلاً ونقلاً. والله أعلم بما في قلوبهم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا ونسائنا من كل شر وفتنة إنه سميع عليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/287)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل المرأة كلها عورة بنص الحديث الصحيح عند البيهقي (المرأة عورة وانها لتخرج من بيتها بلباس فيستشرفها الشيطان فيقول ما رآك أحد الا أعجبته. وان المرأة لتلبس ثيابها فبقال اين تريدين فتقول اعود مريضا او اشهد جنازة او اذهب للمسجد. وما عبدت امرأة ربها مثل ان تعبده في بيتها)
والأصل القرار في البيوت لا الخروج في التلفاز ومشاهدة الملايين لها برزه
والحديث الصحيح الموقوف عند ابن ابي شيبة عن عبد الله بن مسعود وغيره برواية الشيباني عنه (لقد رأيت رب هذا الدار (يعني ابن مسعود) يحلف فيبالغ في اليمين ويقول والله ما صلت امراة صلاة خير من صلاتها في بيتها الا في حج او عمرة او امرأة تمشي في منقليها (اي هرمة شديدة الهرم)
وعند الطبراني بسند صحيح (ان ابن مسعود كان يطرد النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول اذهبن الا بيوتكن خير لكن)
أعتقد أن حديث البيهقى هذا موقوف
فما رأى مشايخنا الكرام؟
على العموم
هناك الحديث الصحيح الذى صححه الألبانى:
(أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه)
و هذا رأى الجمهور أن الوجه و الكفين ليسوا بعورة و رأى المفسرين فى تفسير (إلا ما ظهر منها)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:40 م]ـ
أظنّ أنّ المسألة هنا ليست لمناقشة جواز كشف الوجه من عدمه .. !!
ان سلمنا بأنّ الوجه ليس بعورة .. !!!
اذا هذه المرأة التى تعمل فى هذا العمل .. ينظر الى الموضوع من عدة وجوه و الله أعلم ..
أولا: هل يجوز لهذه المراة العمل فى هذا المكان أصلا .. ؟؟؟ و ما هى شروط العمل؟
ان كان يجوز ذلك فنحن مسلّمين بأنّ هناك من يفتن بالوجه ... و هذا لا ينكره احد أبدا ...
تخيلوا هذه المرأة يراها البر و الفاجر .... ألا يجيز ذلك غلق ذلك الباب سدّا لذريعة الافتتان .. ؟؟؟؟؟
طيب .. سؤال آخر ...
يجب علينا أن لا ننعزل عن عالمنا .. فالحكم على الشىء فرع عن تصوره .... هل ترون التزام النساء أصحاب التلفاز بالحجاب الصحيح الذى يبيح على أضعف الأقوال ظهور الوجه و الكفين .... ؟؟؟؟ أظنّ الاجابة لا تحتاج الى تفكير ....
ثانيا::: ما حال الجماهير .. و تأسيهم بذلك الشيخ .... ؟؟؟؟
سيأتى من يقول لك (ده عم الشيخ كان جالس مع المذيعة يبقى احنا مش حنجلس!!!!)
و يكون التساهل ... فضلا أصلا عن تساهلهم فى هذه المسائل .. !!!!
أرجو أن يتم الجواب على هذه الأسئلة ... فالأمر ليس بالهيّن هكذا .. أصبح الأمر فى الفضائحيات مقززا
و الله أعلى و أعلم
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث البيهقي مرفوع من طريق بهز بن أسد عن شعبة ورجاله كلهم ثقات أعلام
ولا يضير الحديث ان يرفع في اسناد ويوقف في آخر كما جزم به الخطيب البغدادي
وصحح رفعه الدارقطني فيما بلغني
ووقف بسند صحيح عند الطبراني (وان كان فيه عمرو بن مرزوق) وثقه أحمد وابن معين جدا وعفان وسليمان بن حرب وابو حاتم بلغ به كل الثقة
وتكلم فيه المديني و الدارقطني والعجلي والحاكم
وروي موقوفا بسند صحيح عند ابن ابي شيبة من طريق وكيع عن مسعر
أما حديث أسماء الذي صححه الألباني فهو ليس صحيح اصلا و ما اظن ان الألباني صححه بل اظنه حسنه
والحديث ضعيف وشواهده ضعيفة ايضا التي احتج بها الألباني
يمكنك مراجعة الرد علي من صححه في نفس صفحة المنتدي في مشاركة باسم (كيف يرد على من قال بن ولا تخضعن بالقول المقصود بها نساء الرسول)
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 04 - 05, 08:22 م]ـ
حديث عائشة -رضي الله عنها- في مجيء أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وعليها ثياب رقاق وبيان الضعف الشديد الذي يعتريه
قال أبو داود -رحمه الله- (4104):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/288)
حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا: حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد قال يعقوب ابن دريك: عن عائشة -رضي الله عنها- أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا)). وأشار إلى وجهه وكفيه (20) قال أبو داود: هذا مرسل؛ خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.
ضعيف جدًا
وأخرجه البيهقي (2/ 226).
بيان الضعف الشديد للشاهد الذي استشهد به الشيخ ناصر لهذا الحديث:
وذكر الشيخ ناصر لهذا الحديث شاهدًا عند البيهقي (7/ 86) من طريق محمد بن رمح ثنا ابن لهيعة عن عياض بن عبد الله أن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري يخبر عن أبيه أظنه عن أسماء بنت عميس ... فذكر الشاهد.
وقال البيهقي: إسناده ضعيف (21)
-----------------------------------------
20) هذا حديث ضعيف جدًا؛ وذلك لأمور:
أولها: ما أشار إليه أبو داود وجمع من أهل العلم وهو أن خالد بن دريك لم يدرك عائشة فالسند منقطع.
ثانيها: قتادة مدلس وقد عنعن.
ثالثها: سعيد بن بشير ضعيف وخاصة في قتادة.
رابعها: الوليد - وهو ابن مسلم- وهو مدلس وقد عنعن.
فضلاً عن هذا كله فإن هذا محتمل أن يكون قبل الحجاب أو بعده فلا حجة فيه بحال.
(21) قلت: وهذا الشاهد ضعيف للآتي:
1 - ابن لهيعة ضعيف مختلط وانظر ترجمته في كتب الرجال إن شئت وبعض الذين صححوا حديثه صححوه من رواية العبادلة الأربعة عنه, وليس من رواية ابن رمح.
2 - عياض بن عبد الله ننقل أقوال العلماء فيه:
قال أبو حاتم: ليس بالقوي, وذكره ابن حبان في الثقات وقال الساجي: روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر, وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث, وقال ابن شاهين في الثقات: وقال أبو صالح ثبت له بالمدينة شأن كبير في حديثه شيء, وقال البخاري منكر الحديث.
من هذا يتبين أن أكثر أهل العلم ضعفوا عياضًا, ومن المعلوم أن ابن حبان متساهل في توثيق المجاهيل.
3 - في الحديث ظن لبعض الرواة, وهذا الظن يوهن السند.
من هنا يتبين أن الشاهد ضعيف جدًا.
أما الشاهد الآخر الذي ذكره الشيخ ناصر فهو من مراسيل قتادة, ومن المعلوم أن مراسيل قتادة من أضعف المراسيل, وأيضًا فإن قتادة قد روى الحديث عن خالد بن دريك عن عائشة فلا يمتنع أن يكون أسقط خالدًا وعائشة وذكر الحديث مرسلاً إذ أن قتادة مدلس, فحينئذٍ يرجع الحديث إلى حديث خالد عن عائشة.
يتبين بهذا أن حديث عائشة حديث ضعيف لا ترقيه الشواهد المذكورة للحسن والله أعلم
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:36 ص]ـ
الأخ الكريم سيف الرسول:
حديث أسماء صححه من هو أعلم منى و منك وهو الألبانى و حتى إذا كان البعض لم يرضى بهذا فالأمر يحتمل أن يكون خلافيا و لاداعى لأن نضيع اوقاتنا فى الخلاف فى هذه الأمور فما أضاع المسلمين إلا الخلاف
و كما قلت لك هذا رأى الجمهور و رواية عن احمد فلا داعى للإنكار على من يرون ذلك.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:53 ص]ـ
تخيلو سعيد بن جبير أمام الناس في ساحة واسعة وتأتي أمرأة تقف بجانيه وتقيم له درس وتنقل له إسئلة الناس وتحاوره
والله شيوخ مسخرة آخر زمن
أظن لو رآهم عمر بن الخطاب لعلاهم بالدرة
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم
لا داعي للشجار أخي ولنتحلى بالهدوء فهي ليست معركة بارك الله فيك
وقولك الألباني اعلم منا قلت نعم والله ولا جدال
ومن هو اعلم من الألباني ضعفه كالبيهقي و ابو داود ومن المحدثين المعاصرين من ضعفه ايضا
واما المسألة خلافية فان كنت تقصد غطاء الوجه فنعم
ولكن الموضوع عن امرأة برزة تحاور شيخ والملاين يتطلعون اليها
رحم الله الصحابي والله أغير منه
رأي القوم ينظرون لأمرأته وهم من الصحابة فنفر وأثنى عليه رسول الله وبين انه اغير منه والله غيور
وامرأته كانت تسير في الطريق فما بالك بها تجلس معهم وتسأل والكل يحملق فيها.
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:19 ص]ـ
قَالَ الْفَقِيهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَيْسَ كَلَامُ الشَّيْخَيْنِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ لَا يَتَأَتَّى مِنْهَا أَنْ تَبْرُزَ إلَى الْمَجَالِسِ، وَلَا تُخَالِطَ الرِّجَالَ، وَلَا تُفَاوِضَهُمْ مُفَاوَضَةَ النَّظِيرِ لِلنَّظِيرِ، لِأَنَّهَا إنْ كَانَتْ فَتَاةً حَرُمَ النَّظَرُ إلَيْهَا وَكَلَامُهَا، وَإِنْ كَانَتْ مُتَجَالَّةً بَرْزَةً لَمْ يَجْمَعْهَا وَالرِّجَالَ مَجْلِسٌ تَزْدَحِمُ فِيهِ مَعَهُمْ، وَتَكُونُ مَنْظَرَةً لَهُمْ، وَلَمْ يُفْلِحْ قَطُّ مَنْ تَصَوَّرَ هَذَا، وَلَا مَنْ اعْتَقَدَهُ.
أحكام القرآن للقاضي أبو بكر بن العربي المعافري الأشبيلي الأندلسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/289)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:56 ص]ـ
طالما الوجه و الكفين ليسوا بعورة و يجوز النظر إليهم فى غير شهوة
و طالما سمح للمرأة أن تسير فى الشارع هكذا و يمكن ان يراها الكثيرون
فبنفس المفهوم يمكن ان تظهر على التلفاز كما ظهرت فى الشارع.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[02 - 04 - 05, 07:24 ص]ـ
أخى هشام المصرى ..
أظنّ أنّ المسألة هنا ليست لمناقشة جواز كشف الوجه من عدمه .. !!
ان سلمنا بأنّ الوجه ليس بعورة .. !!!
اذا هذه المرأة التى تعمل فى هذا العمل .. ينظر الى الموضوع من عدة وجوه و الله أعلم ..
أولا: هل يجوز لهذه المراة العمل فى هذا المكان أصلا .. ؟؟؟ و ما هى شروط العمل؟
ان كان يجوز ذلك فنحن مسلّمين بأنّ هناك من يفتن بالوجه ... و هذا لا ينكره احد أبدا ...
تخيلوا هذه المرأة يراها البر و الفاجر .... ألا يجيز ذلك غلق ذلك الباب سدّا لذريعة الافتتان .. ؟؟؟؟؟
طيب .. سؤال آخر ...
يجب علينا أن لا ننعزل عن عالمنا .. فالحكم على الشىء فرع عن تصوره .... هل ترون التزام النساء أصحاب التلفاز بالحجاب الصحيح الذى يبيح على أضعف الأقوال ظهور الوجه و الكفين .... ؟؟؟؟ أظنّ الاجابة لا تحتاج الى تفكير ....
ثانيا::: ما حال الجماهير .. و تأسيهم بذلك الشيخ .... ؟؟؟؟
سيأتى من يقول لك (ده عم الشيخ كان جالس مع المذيعة يبقى احنا مش حنجلس!!!!)
و يكون التساهل ... فضلا أصلا عن تساهلهم فى هذه المسائل .. !!!!
أرجو أن يتم الجواب على هذه الأسئلة ... فالأمر ليس بالهيّن هكذا .. أصبح الأمر فى الفضائحيات مقززا
سؤال آخر:
هل يجوز .... أن يكون هناك مجلس فيه رجال و نساء يحملقون فى بعضهم البعض ... ؟؟؟؟؟
أليس هذا باختلاط .... !!؟؟؟
أين غضّ البصر اذا ... ؟؟؟
تقول يجوز النظر الى الوجه و الكفين اذا أمنت الفتنة ... ؟؟
هل ستأمن الفتنة على مليون شاب يراها ...... ؟؟؟؟
و كيف يا أخى تقيس من تمشى فى الشارع على من تجلس أمام رجل يحملق فيها و تحملق فيه.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف هذا يعنى ... ؟؟؟؟
رحم الله الصحابة و التابعين .. ما أظنّ الفطرة العلمية السليمة تبيح ذاك ..... ؟؟؟
(و قرّن فى بيوتكنّ و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) ...
أمرهنّ بالقرار ..... هل يخرجون الآن لتقديم البرامج امام الملايييييين .... ؟؟؟؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
غريب جدا مقارنة من تمشي في الشارع حتى لو كانت سافرة الوجه بامرأة تجلس مع آخر والملايين يحملقون فيها. فلما شرع غض البصر مطلقا ولما امر رسول الله (ص) اصحابه الجالسين في الطريق ان يعطوا الطريق حقه من غض البصر؟
ثم لا عليك من كل هذا اين منطق ما نتناقش فيه الآن وقد اختلط الحابل بالنابل وهبت رياح العري والقذارة من كل صوب.فليلزمن بيوتهن ويتقين الله واظنك مصري مثلي وتعلم مدى القرف الذي نعانيه
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:46 م]ـ
السلام عليكم:
لا أدرى لماذا يتناقش بعض الاخوة بعصبية هنا
لا أحب ان أطيل الجدال
و لكن اقول أن من تسير فى الشارع يمكن ان يحملق فيها الكثير و الكثير أيضا فهل نمنعها من السير فى الشارع؟
أو الذهاب إلى الحج مثلا
و أن النظر بغير شهوة فيجوز
فمن رأى من نفسه الإفتتان فلا ينظر ولكن لا تمنع المرأة من السير فى الشارع وكذلك أمام التلفاز فمن رأى
فى نفسه الإفتتان فلا ينظر و لكن لا مانع من الظهور أمام التلفاز فالمسألة فى يد الرجل إذن
فمشكلة البعض أنه لا يدرك ان الله هو الذى جعل فتن فى هذه الدنيا مثل المال و الأولاد وفتنة النساء إبتلاءا لنا
فليس المطلوب منا أن نزيل هذه الفتن من الدنيا و لكن التعامل معها كما أمر الله عز وجل.(39/290)
"أبو زرعة" الرازي أم الدمشقي؟
ـ[ابو حيان]ــــــــ[09 - 01 - 05, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذا سؤال طرح وأحببت أن أشرككم فيه فمن عنده شيء فيه فلا يبخل
إذا جاء في كتب التخريج والجرح والتعديل: قال أبو رزعة: لا بأس به، ضعفه أبو زرعة، قال أبو زرعة: منكر ...
فهل المراد ابو زرعة الرازي أم ابو زرعة الدمشقي؟ فهما متعاصران، وكلاهما له مشاركة في الجرح والتعديل وكلاهما اشترك في الأخذ عن بعض الشيوخ كالإمام أحمد وغيره.
فهل هذا الإشكال قائم؟ وهل ذكر أحد من علماء الحديث شيئا في هذا؟ أم أنهم لم يكونوا يستشكلونه؟ ولماذا؟
وما رأيكم فيمن يقول: الإمام أبو زرعة الرازي صاحب الجرح والتعديل هو الأشهر وعليه فإذا أطلق " أبوزرعة" فينصرف إليه إلا إذا خصص بالدمشقي.
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:20 ص]ـ
وعليكم السلام
أخي الكريم، الظاهر أن المعني بذلك إذا أطلق أبا زرعة الرازي، لأمور:
1. ذكره الذهبي ضمن من يعتمد قوله في الجرح والتعديل في الطبقة الخامسة
2. بالإستقراء، من اقترانه في بعض الألفاظ في بعض الرواة مع صاحب الجرح والتعديل، فمن نظر في ترجمته الرازي وترجمة الدمشقي استقر رأيه على الأول.
3. قال الدكتور سعدي الهاشمي في كتابه (أبو زرعة الرازي وجهوده في خدمة السنة النبوية) 1/ 48: "وكنيته غطت من اشتهر بها فإذا ذكرت مجردة من غير نسبة فالمقصود بها هو".
والله أعلم. ومن لديه المزيد فليفدنا به(39/291)
هل سرد صيام الايام العشرة الاوائل من ذى الحجة غير مستحب.؟
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[09 - 01 - 05, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قال احد الاخوة ان سرد الصيام فى العشرة من ذى الحجة غير وارد وليس علية اى دليل.
ولكن عليك بالاعمال الصالحة كلها ولا تخصص هذة الايام بصيام فقط.
السؤال: هل سرد صيام الايام العشرة الاوائل من ذى الحجة غير مستحب.؟
افيدونا بارك اللة فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:38 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6058&highlight=%D5%ED%C7%E3+%DA%D4%D1+%C7%E1%CD%CC%C9
ـ[الألمعي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:31 ص]ـ
http://www.islamtoday.net/qprint.cfm?artid=4483
صيام العشر من ذي الحجة
أجاب عليه: عمر بن عبد الله المقبل
السؤال:
هل ثبت في الحث على صيام أيام العشر من ذي الحجة شيء مخصوص؟ ثم إن لم يثبت منها شيء فهل يعني هذا عدم مشروعية صيامها؟
الجواب:
جاء في فضل العمل في أيام العشر – دون تحديد نوعه، لا صيام ولا غيره – الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري 1/ 306، باب فضل العمل في أيام التشريق ح (969)، واللفظ له، وأبو داود 2/ 815، باب في صوم العشر ح (2438)،والترمذي 3/ 130، باب ما جاء في العمل في أيام العشر ح (757)، وابن ماجه 1/ 550، باب في صيام العشر ح (1727) من طرق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه. قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلاَّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء ".
وأما النص على الصيام، فجاء فيه حديث عن بعض أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم - قالت: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر والخميس " أخرجه أبو داود وغيره كما سيأتي مفصلاً وهو حديث ضعيف. وعن أبي هريرة:" ما من أيامٍ أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كلِّ يوم منها بصيام سنة. وقيام كلِّ ليلة منها بقيام ليلة القدر "أخرجه الترمذي وغيره وهو حديث ضعيف أيضاً. وهناك أحاديث أخر وكلها ضعيفة أو موضوعة،كما أشار إلى ذلك ابن رجب في "اللطائف" بقوله – بعد أن ذكر حديث الباب، وأحاديث أخر -: "وفي المضاعفة أحاديث مرفوعة، لكنها موضوعة، فلذلك أعرضنا عنها وعما أشبهها من الموضوعات في فضائل العشر، وهي كثيرة ... وقد روي في خصوص صيام أيامه، وقيام لياليه، وكثرة الذكر فيه، ما لا يحسن ذكره لعدم صحته" ا هـ، والله أعلم.
وبعد:فإن ضعف هذه الأحاديث الواردة بخصوص الحث على صيام أيام العشر،لا يلغي مشروعية صيامها؛لأنها بلا شك من جملة العمل الصالح الذي ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري وغيره ـ كما سبق آنفاً ـ.فإن قيل: ما لجواب عن قول عائشة رضي الله عنها ـ الذي سبق قريباً ـ: "ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - صائماً العشر قط " أفلا يدل ذلك على استثناء الصيام؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم - ربما ترك العمل خشية أن يفرض على أمته ـ كما في الصحيحين من حديث عائشة ـ أو لعلة أخرى قد لا تظهر لنا،كتركه قيام الليل،وكتركه هدم الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام،وأمثلة ذلك كثيرة. ومن جملة هذه الموانع،أن تركه – صلى الله عليه وسلم - لصيام العشر قد يكون لأن الصيام فيه نوع كلفة،ولديه – صلى الله عليه وسلم - من المهام العظيمة المتعدي نفعها للأمة من تبليغ الرسالة،والجهاد في سبيله،واستقبال الوفود،وإرسال الرسل،وكتابة الكتب،وغيرها من الأعمال الجسام، فلو صام كل هذه الأيام لربما حصل فيها نوع مشقة، بل ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أنه لما سأل عن صيام يوم وإفطار يوم قال" وددت أني طوقت ذلك".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/292)
الثاني: أن العمل يكفي لثبوت مشروعيته أي نص ثابت،ولا يلزم منه أن يعمله هو – صلى الله عليه وسلم - فهاهم الناس يصومون ستاً من شوال اعتماداً على حديث أبي أيوب المشهور،وغيره من الأحاديث،مع أنه ـ حسب علمي ـ لم يثبت حديث واحد يدل على أنه – صلى الله عليه وسلم - يصومه،فهل يمكن لأحد أن يقول لا يشرع صوم الست لأنه – صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عنه صومها؟! لا أعلم أحداً يقول بهذا بناء على هذا المأخذ الأصولي،وأما خلاف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ فلم يكن يرى مشروعية صيامها،ليس بناء على هذا المأخذ،وإنما لأسباب أخرى معلومة عند أهل العلم، وليس هذا المقام مناسبا لذكرها.وقل مثل هذا في سنن كثيرة العمدة فيها على عموميات قولية،لم يثبت عنه – صلى الله عليه وسلم -فعلها بنفسه،كصيام يوم وإفطار يوم، وصيام يوم عرفة ـ الذي هو أحد أيام العشر ـ وغيرها من الأعمال الصالحة.
الثالث: وهو مبني على ما سبق،أن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة،بل هو العمل الوحيد الذي اختص الله تعالى بجزائه ـ فرضاً ونفلاً ـ وورد في فضل نوافله أحاديث كثيرة يمكن لمن أراد الوقوف على بعضها،أن يطالع رياض الصالحين للنووي،أو جامع الأصول لابن الأثير،وغيرها من الكتب.وقد راجعت كثيراً من كتب الفقهاء،وإذا هم يذكرون من جملة ما يستحب صيامه صيام أيام العشر ـ أي سوى العيد كما هو معلوم ـ ولم أر أحداً ذكر أن صيامها لا يشرع أو يكره،بل إن ابن حزم – رحمه الله – على ظاهريته قد قال باستحباب صيام أيام العشر. والذي دعاني للإطالة في هذا المقام ـ مع ظهوره ووضوحه ـ هو أنني وقفت على كلام لبعض إخواني من طلبة العلم،ذكر فيه أن من جملة أخطاء الناس في العشر صيام هذه الأيام!! حتى أحدث كلامه هذا بلبلة عند بعض العامة الذين بلغهم هذا الكلام،ولا أعلم أحداً قال بهذا من أهل العلم في القرون الغابرة ـ حسب ما وقفت عليه ـ،ولا أدري ما الذي أخرج الصيام من جملة العمل الصالح؟.وبما تقدم تفصيله يمكن الجواب عما استشكله ذلك الأخ وغيره،والله تعالى أعلم.أما الأحاديث الخاصة، فسأذكر حالها بشيء من الإجمال ـ والتفصيل لا تحتمله هذه الفتوى ـ فللتفصيل موضع آخر، وذلك كما يلي: أولاً: قال أبو داود 2/ 815 باب في صوم العشر ح (2437): حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن الحرّ بن الصيّاح، عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم - قالت: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر والخميس ".
تخريجه:*أخرجه النسائي 4/ 205 باب صوم النبي – صلى الله عليه وسلم - ح (2372)،وفي باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ح (2417، 2418)،وأحمد 5/ 271،6/ 288،423 من طرق عن أبي عوانة به بنحوه، إلاّ أن في ألفاظهم: " أول اثنين وخميسين "، وهذا هو الموافق لقولها: " ثلاثة أيام "، وأما رواية أبي داود فقد سبق الإشارة إلى أنها في بعض روايات السنن: " والخميس والخميس " بالتكرار.*وأخرجه النسائي 4/ 220،باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ح (2416)،وأحمد 6/ 287، وابن حبان 14/ 332 ح (6422) من طريق أبي إسحاق الأشجعي،عن عمرو بن قيس الملائي،والنسائي في " الكبرى " 2/ 135، باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ح (2723) من طريق زهير بن معاوية أبي خثيمة، والنسائي في " الكبرى " 2/ 135، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ح (2722)، من طريق شريك، ثلاثتهم (عمرو، وزهير، وشريك) عن الحر بن الصياح، عن هنيدة، عن حفصة، إلاّ أن لفظ عمرو هو: " أربع لم يكن يدعهن النبي – صلى الله عليه وسلم -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة "، ولفظ زهير: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه "، ورواه شريك فجعله من مسند ابن عمر بلفظ حديث زهير. *وأخرجه أبو داود 2/ 822، باب من قال الاثنين والخميس ح (2452) عن زهير بن حرب، والنسائي 4/ 221، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ح (2419) عن إبراهيم الجوهري، وأحمد 6/ 289، 310، ثلاثتهم (زهير، والجوهري، وأحمد) عن محمد بن فضيل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/293)
والطبراني في " الكبير " 23/ 216، 420، من طريق عبد الرحيم بن سليمان،كلاهما (ابن فضيل، وعبد الرحيم) عن الحسن بن عبيد الله، عن هنيدة، عن ـ أمه – لم يقل عن امرأته – عن أم سلمة فذكر نحوه، إلاّ أنه ليس في حديث الحسن بن عبيد الله ذكر لصيام تسع ذي الحجة، وصيام يوم عاشوراء، بل اقتصر على الأمر بصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال زهير في حديثه: " أولها الاثنين والخميس "، ولفظ الجوهري: " أول خميس، والاثنين والاثنين " بالتكرار، ولفظ أحمد: " أولها الاثنين والجمعة والخميس ".
الحكم عليه:إسناد أبي داود رجاله ثقات، إلاّ أنه وقع في إسناده ومتنه اختلاف على هنيدة،الذي مدار الحديث عليه، ووقع فيه تفرد أبي إسحاق الأشجعي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحر، عن هنيدة، عن حفصة، ومثل هذا بعيد أن يصحح حديثه إذا انفرد،فكيف وقد وقع فيه هذه الااختلاف في إسناده ومتنه؟.
ومما يضعف به حديث الباب إضافة إلى ما سبق، أن ما تضمنه من الإخبار عن صيام النبي – صلى الله عليه وسلم - لتسع ذي الحجة، مخالف لما ثبت في صحيح مسلم 2/ 833 ح (1176)، وأبي دواد 2/ 816، باب في فطر العشر ح (2439)، والترمذي 3/ 129، باب ما جاء في صيام العشر ح (756)، ولفظ مسلم عن عائشة رضي الله عنها: " ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - صائماً العشر قط "، ولفظ مسلم الآخر: " أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يصم العشر ". ويضاف إلى ذلك أيضاً: السماع، فليس في شيء منه التصريح بالتحديث سوى رواية أمه عن أم سلمة رضي الله عنها، والله أعلم.
ثانياً: قال الترمذي 3/ 131 باب ما جاء في العمل في أيام العشر ح (758):حدثنا أبو بكر بن نافع البصري، حدثنا مسعود بن واصل، عن نهاس بن قهْم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب،عن أبي هريرة:" ما من أيامٍ أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كلِّ يوم منها بصيام سنة. وقيام كلِّ ليلة منها بقيام ليلة القدر ".قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من حديث مسعود بن واصل،عن النهاس، قال: وسألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا، وقال: قد روي عن قتادة، عن سعيد بن المسيَّب عن النبي– صلى الله عليه وسلم - مرسلاً شيءً من هذا،وقد تكلم يحيى بن سيعد في نهاس بن قهم من قبل حفظه.
تخريجه:*أخرجه ابن ماجه 1/ 551، باب صيام العشر ح (1728)،والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 208 من طريق محمد بن مخلد العطار، كلاهما (ابن ماجه، والعطار) عن عمر بن شبة، عن مسعود بن واصل به بنحوه.*وأخرجه الترمذي في العلل الكبير ص (120) ح (206) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة، وعلقه الدارقطني في "العلل" 9/ 200 عن الأعمش عن أبي صالح، كلاهما (أبو سلمة، وأبو صالح) عن أبي هريرة بنحوه، ولفظ أبي سلمة:"ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من عشر ذي الحجة: التحميد،والتكبير، والتسبيح والتهليل".
الحكم عليه: إسناد الترمذي فيه مسعود، والنهاس، وكلاهما ضعيف، وقد قال الإمام الدارقطني في "العلل" 9/ 199: "وهو حديث تفرد به مسعود بن واصل، عن النهاس بن قهم،عن قتادة،عن ابن المسيب،عن أبي هريرة ".
ومع هذا التفرد في وصله، فإن بعض الأئمة صوَّبوا كونه عن قتادة،عن سعيد بن المسيب مرسلاً كما أشار إلى ذلك البخاري – فيما نقله عنه الترمذي عقب إخراجه للحديث – وقال الدارقطني في "العلل" 9/ 200: " وهذا الحديث، إنما روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلاً".وهذا المرسل الذي صوَّبه الأئمة من رواية قتادة،عن سعيد بن المسيب، سلسلة جعلها الحافظ ابن رجب – كما في شرح العلل 2/ 845 – من الأسانيد التي لا يثبت منها شيء، أو لا يثبت منها إلاَّ شيء يسير، مع أنه قد روي بها أكثر من ذلك، ونقل عن البرديجي قوله – عن هذه السلسة –: "هذه الأحاديث كلها معلولة، وليس عند شعبة منها شيء، وعند سعيد بن أبي عروبة منها حديث، وعند هشام منها آخر، وفيهما نظر" ا هـ.
وقد بين الإمام أحمد سبب ضعفها أيضاً – فيما نقله عنه أبو داود في مسائله (304) – بقوله: "أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب ما أدري كيف هي؟ قد أدخل بينه وبين سعيد نحواً من عشر رجالْ لا يعرفون".وأما الطريق التي رواها أبو صالح، فقد صوَّب الدارقطني – في العلل 9/ 200 – إرسالها.
وأما رواية الحديث من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة، فقد سأل الترمذي الإمامين البخاري، وأبا عبدالرحمن الدارمي عنه، فلم يعرفاه من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة،عن أبي هريرة. وقال الدارقطني في "العلل" 9/ 200:" تفرد به أحمد بن محمد بن نيزك – وهو شيخ الترمذي في هذا الحديث – عن الأسود بن عامر، عن صالح بن عمر، عن محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه ".
وكلام الدارقطني في "العلل" كله يدور على أن الحديث لا يصح مرفوعاً من حديث أبي هريرة، بل هو مرسل، وعلى إرساله من رواية قتادة عن ابن المسيب، وهي سلسلة مطروحة.
وقد ضعف الحديث جماعة من أهل العلم، ومنهم:
1 - الحافظ ابن رجب، في "لطائف المعارف" ص (459)، وفي "فتح الباري" 9/ 16،17.
2 - الحافظ ابن حجر، في "الفتح" 2/ 534 ح (969).والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/294)
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
ـ[محمد طاهر الأفغاني]ــــــــ[13 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
جزيت خيرا و هديت نورا ووفقك الله دائما لما يحبه و يرضاه وأرضاك يوم القيامة_ آمين
ـ[أبو سفيان السلمي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:07 ص]ـ
أخي أبا حذيفة, جعلك الله نصيراً للحق وحليفه:
لم يثبت دليل صحيح فيما نعلم خاص عن صوم تسع ذي الحجة، بل الذي ورد بعض الأحاديث وفيها ضعف، منها:
"كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى".
قال الزيلعي: هو حديث ضعيف، وقال المنذري: اختلف فيه على هنيدة راويه فمرة قال حفصة، وأخرى عن أمه عن أم سلمة، وتارة عن بعض أزواح النبي ?. وأنظر ضعيف الجامع حديث رقم (4570).
...
والذي ثبت هو خلاف ذلك، كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله ? صائماً في العشر قط".
وفي رواية: "لم يصم العشر ". رواه مسلم.
ولكن نقول يستحب صوم هذه الأيام لعموم حديث النبي ?: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من الأيام العشرة"، والصوم داخل من ضمن العمل الصالح.
قال الإمام النووي رحمه الله: باب صوم عشر ذي الحجة فيه قول عائشة ما رأيت رسول الله ? صائما في العشر قط وفي رواية لم يصم العشر، قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة، قالوا وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحباباً شديداً لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله ? قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة". فيتأول قولها لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد، عن امرأته عن بعض أزواج النبي ? قالت: "كان رسول الله ? يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس". ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد، والنسائي، وفي روايتهما وخميسين والله أعلم.اهـ. شرحه على مسلم (8/ 71 - 72).
وقال الإمام ابن مفلح رحمه الله في الفروع (3/ 81): ويستحب صوم عشر ذي الحجة، وآكدها التاسع وهو يوم عرفة إجماع، قيل سمي بذلك للوقوف بعرفة، وقيل لأن جبريل حج بإبراهيم عليه السلام فلما أتى عرفة قال قد عرفت، قيل لتعارف آدم وحواء بها انتهى، هذه الأقوال للعلماء وليست مخصوصة بمذهب .... والله أعلم(39/295)
هل يجوز العمل في شركات مزودة لخدمة الإنترنت؟
ـ[الشامي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 05:58 م]ـ
علما بأنها متخصصة في البنوك والفنادق والشركات الكبيرة؟
وجزاكم الله خيرا(39/296)
أحاديث شهر ذي الحجة الغير ثابتة (الإصدار الثاني وفيه زيادة خمسة عشر حديثا)
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[09 - 01 - 05, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: أحاديث شهر ذي الحجة الغير ثابتة والتي قد تنتشر في بعض المنتديات (الإصدار الثاني وفيه خمسة عشر حديثا زيادة على نسخة العام الماضي 1424هـ)
أخي الحبيب: حرصا مني على تعميم الفائدة، ودفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونظرا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة الخاصة بشهر ذي الحجة، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي:
1) حديث ((أحب الأشهر إلى الله ذو الحجة وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول))
أنظر: كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للعلامة بن عدي 5/ 453 ترجمة رقم 1107 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 4/ 296 ترجمة رقم 4905 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 1/ 252 حديث رقم 137 وكتاب فتح الباري للحافظ بن رجب 6/ 121 وكتابه لطائف المعارف ص 467
2) حديث ((سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة))
أنظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني 1/ 392 حديث رقم 576 وكتاب أسنى المطالب للحوت 1/ 161 حديث رقم 764 وكتاب كشف الخفاء للعجلوني 1/ 557 حديث رقم 1504 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب 2/ 325 حديث رقم 3478 وكتاب فتح الباري للحافظ بن رجب 6/ 122 وكتابه لطائف المعارف ص 469 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 3727 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 3321
3) حديث: ((يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورها وفي شوال همهمة وفي ذي القعدة تمييز القبائل بعضها إلى بعض وفي ذي الحجة تراق الدماء ... ))
أنظر: كتاب المنار المنيف للعلامة ابن القيم ص 87 حديث رقم 212 وكتاب الضعفاء الكبير للعلامة العقيلي 3/ 52 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري 1/ 472 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 4/ 428 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 321 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 347 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 368 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للحافظ الذهبي 1/ 324 حديث رقم 874
4) حديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة))
أنظر: كتاب المعجم الصغير للحافظ الطبراني 2/ 63 حديث رقم 787 وكتابه المعجم الأوسط 5/ 233 حديث رقم 5178 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 1/ 134 ترجمة رقم 5431 وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 3/ 315 حديث رقم 5067 وكتابه مجمع البحرين 3/ 131 حديث رقم 1552 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 1/ 30 ترجمة رقم 51
5) حديث: ((ما من أيام أعظم عند الله من عشر ذي الحجة إذا كانت عشية عرفة نزل عز وجل إلى سماء الدنيا وحفت به الملائكة فيباهي به ملائكته ويقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين جاؤوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولا عذابي قال فلم أر يوما أكثر عقيقا من يوم عرفة))
أنظر: كتاب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للعلامة بن عدي 7/ 253 ترجمة 2154 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 6/ 260 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 7/ 183 ترجمة رقم 9534 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 4/ 2105 حديث رقم 4871 وكتاب ضعيف الترغيب للعلامة الألباني حديث رقم 738
6) حديث: ((لا تقض رمضان في عشر ذي الحجة ولا تعمدن صوم يوم الجمعة ولا تحتجم وأنت صائم ولا تدخل الحمام وأنت صائم))
أنظر: كتاب العلل للإمام الدارقطني 3/ 175 حديث رقم 339 وكتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 2/ 551 حديث رقم 906 وكتاب رسالة لطيفة للحافظ بن عبد الهادي ص 42
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/297)
7) حديث: ((أن شابا كان صاحب سماع فكان إذا أهل هلال ذي الحجة أصبح صائما فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على صيام هذه الأيام قال أنها المشاعر والحج عسى الله إن يشركني في دعائهم فقال لك بكل يوم تصومه عدل مائة رقبة تعتقها ومائة رقبة تهدي ومائة فرس تحمل عليها في سبيل الله فإذا كان يوم التروية فلك عدل ألف رقبة وألف بدنه وألف فرس فإذا كان يوم عرفة فلك عدل ألفي رقبة وألفي بدنه وألفي فرس وصيام سنتين))
أنظر: كتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 5/ 320 ترجمة رقم 1054 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 6/ 280 ترجمة رقم 8009 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 91 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 148 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 111 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للحافظ الذهبي 1/ 206 حديث رقم 499 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 2/ 915 حديث رقم 1879 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني حديث رقم 95
8) حديث: ((من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 338 حديث رقم 2520 وكتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 1/ 226 حديث رقم 356 وكتاب أحاديث مختارة للحافظ الذهبي 1/ 78 وكتاب الأباطيل والمناكير للحافظ الجوزقاني 2/ 302 حديث رقم 714
9) حديث: ((يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفرا وعشرا من ربيع الأول - وفي رواية - يغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ولقرابة الحاج ولعشيرة الحاج ولمن شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعة أشهر وعشرين من بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشرين من ربيع الآخر))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 530 حديث رقم 3225 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني 1/ 742 – 743 حديث رقم 1347 وكتاب المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي ص 557 – 558 وكتابه الأجوبة المرضية 1/ 61 و 3/ 1043 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 11/ 490 – 491 من حديث رقم 29776 إلى رقم 29780
10) حديث: ((ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشرة ذي الحجة يعد صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام ليلة منها بقيام ليلة القدر))
أنظر: كتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 2/ 563 حديث رقم 925 وكتاب شرح السنة للإمام البغوي 2/ 624 وكتاب الصيام من شرح عمدة الفقه للإمام ابن تيمية 2/ 555 وكتاب لطائف المعارف للحافظ بن رجب ص 459 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 5142 / م وكتابه ضعيف الترغيب حديث رقم 734 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 5161 وكتاب فتح الباري للحافظ بن حجر 2/ 534
11) حديث: ((في شهر رمضان الصوت وفي ذي القعدة تميز القبائل وفي ذي الحجة ينتهب – وفي رواية - يسلب الحاج ... ))
أنظر: كتاب المراسيل للإمام أبو داود 1/ 164 حديث رقم 512 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري 1/ 472 وكتاب كتاب الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه 5/ 455 حديث رقم 8729 وكتاب وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 322 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 369
12) حديث: ((من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعله الله كفارة خمسين سنة))
أنظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني ص96 حديث رقم 31 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 92 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 148 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 112
13) حديث: ((في أول ليلة من ذي الحجة ولد إبراهيم فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ثمانين سنة - وفي رواية - سبعين سنة وفي تسع من ذي الحجة أنزل الله توبة داود فمن صام ذلك اليوم كانت كفارة ستين سنة - وفي رواية - غفر الله له كما غفر ذنب داود))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/298)
أنظر: كتاب الفردوس بمأثور الخطاب 3/ 142 حديث رقم 4381 و 2/ 21 حديث رقم 2136 و 4/ 386 حديث رقم 7122 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 165 حديث رقم 50 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 6/ 235 حديث رقم 14953 وكتاب تذكرة الموضوعات للفتني حديث رقم 119 وكتاب ذيل اللآلئ للحافظ السيوطي حديث رقم 119
14) حديث: ((صلاة أول ليلة من ذي الحجة وهي ركعتان يقرأ في الأولى بعد الفاتحة ثلاث آيات من أول سورة الأنعام وفي الثانية قل يا أيها الكافرون))
أنظر: كتاب الآثار المرفوعة لللكنوي ص 115 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 5/ 444 حديث رقم 13040
15) حديث: ((صلاة آخر يوم من ذي الحجة وهي ركعتان في كل ركعة آية الكرسي مائة مرة وسورة الإخلاص خمسا وعشرين مرة ويقول بعد الفراغ اللهم ما عملت من عمل في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم ترضه ونسبته ولم تنسه وحلمت عني بقدرتك على عقوبتي ودعوتني إلى التوبة بعد جرأتي عليك اللهم إني استغفرك منها يا غفور فاغفر لي وما عملت من عمل ترضاه ووعدتني عليه الثواب فتقبله مني ولا تقطع رجائي يا عظيم الرجاء برحمتك يا أرحم الراحمين))
أنظر: كتاب الآثار المرفوعة لللكنوي ص 116 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 5/ 428 حديث رقم 12975
16) حديث: ((من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا))
والصحيح أنه من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنظر: كتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني حديث رقم 5603 وكتاب تنزيه الشريعة للعلامة الكناني 2/ 167 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 118 وكتاب الموضوعات للعلامة ابن الجوزي 2/ 209 وكتاب ضعيف الجامع للمحدث الألباني حديث رقم 5860
17) حديث: ((من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة، كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب وبرئ من النفاق))
أنظر: كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 540 وكتاب المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف للجبري
18) حديث: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني))
أنظر كتاب ترتيب الموضوعات للإمام الذهبي 1/ 600 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 172 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1/ 326 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 119 - 120
19) حديث: ((الأضاحي سنة أبيكم ابراهيم، قالوا: فمالنا فيها، قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف، قال: بكل شعرة من الصوف حسنة))
أنظر: كتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني حديث رقم 3835 وكتاب الضعفاء للإمام ابن حبان 3/ 55 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 2/ 14
20) حديث: ((عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم))
أنظر: كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة ابن طولون 1/ 96 وكتاب المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف للجبري 1/ 197 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 173 وكتاب كشف الخفاء للعجلوني حديث رقم 1794
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير صحيحة، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف.
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(39/299)
قال الصنعاني في سبل السلام عند شرحه لحديث جابر في المناسكوصنف فيه ـ أي في حديث جابر
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - 01 - 05, 08:41 م]ـ
قال الصنعاني في سبل السلام عند شرحه لحديث جابر في المناسك: «وصنف فيه ـ أي في حديث جابر ـ أبو بكر بن المنذر جزءاً كبيراً أخرج فيه من الفقه مائة ونيّفاً وخمسين نوعاً».
فهل من مخبر عن هذا المصنف.
ـ[الموسوي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:07 ص]ـ
الحمد لله:
النص المذكور في السبل عن القاضي عياض, وأما الكتاب فلا يعرف عنه شيء وفي عداد المفقود.(39/300)
سؤال غريب: هل أكل كبار السن للشوكلاتة يعد من خوارم المروءة؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، هل أكل كبار السن للشوكلاتة يعد من خوارم المروءة؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:32 م]ـ
لماذا يا أخي وهي من الطيبات؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:14 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الحنبلي
يظهر لي أن خوارم المروءة لا تعلق لها بالحل والحرمة. بل هي أمر زائد على حل الفعل.
=====
أخي أبا بدر
خوارم المروءة تختلف باختلاف الزمان والمكان، والبيئة.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:20 ص]ـ
بكل صراحة هذا من أكثر الأسئلة إضحاكاً على الإطلاق!!!
وما ’خارم المروءة‘ في الشوكولاتة؟؟؟ أطعمها اللذيذ أم لونها؟؟؟
إلا إن كنت تقصد غلافها الملون!!!!! فلتخبئه إذن يا أخي، أكان ’كيت كات‘ أو ’تويكس‘ أو ’سنيكرز‘!!!!!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 01 - 05, 11:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وفي الموسوعة الفقهية
مُروءَة *
التّعريف:
1 - المروءة في اللغة: آداب نفسانيّة تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات.
يقال: مَرُؤَ الرّجل فهو مريء: أي ذو مروءة.
وفي الاصطلاح عرّفها الفقهاء بتعاريف متقاربة ضابطها: الاستقامة , قال القليوبيّ: إنّها صفة تمنع صاحبها عن ارتكاب الخصال الرّذيلة.
وقال الشّربينيّ الخطيب: وأحسن ما قيل في تفسير المروءة أنّها تخلق المرء بخلق أمثاله من أبناء عصره ممّن يراعي مناهج الشّرع وآدابه في زمانه ومكانه.
الألفاظ ذات الصّلة:
العدالة:
2 - العدالة في اللغة: صفة توجب مراعاتها الاحتراز عمّا يخل بالمروءة عادةً ظاهراً. وفي الاصطلاح: اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على صغيرة من نوع واحد أو أنواع.
الأحكام المتعلّقة بالمروءة:
المروءة في الشّهادة:
3 - المروءة من لوازم قبول الشّهادة , فيشترط في الشّاهد فوق اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصّغائر: التّرفع عن ارتكاب الأمور الدّنيئة المزرية بالمرء وإن لم تكن حراماً, وهي كل ما يذم فاعله عرفاً من أمثاله في زمانه ومكانه , لأنّ الأمور العرفيّة قلّما تنضبط , بل تختلف باختلاف الأشخاص والأزمنة والبلدان.
مسقطات المروءة:
تسقط المروءة بالأمور الدّنيئة وهي نوعان:
4 - أحدهما في الأفعال: كالأكل في السوق وكشف ما جرت العادة بتغطيته من بدنه , وكشف رأسه في بلد يُعدّ فعله خفّةً وسوء أدب , والبول على الطّريق ومدّ رجله عند النّاس, والتّمسخر بما يضحك النّاس به , ومخاطبة امرأته بالخطاب الفاحش , ومشي الواجد حافياً , ففاعل هذه الأشياء ونحوها تسقط مروءته فلا تقبل شهادته , وإن اجتنب الكبائر ولم يصرّ على الصّغائر لأنّها سخف ودناءة , فمن رضي لنفسه هذه الأفعال واستحسنها فليست له مروءة , فلا تحصل الثّقة بقوله , ولأنّ المروءة تمنع عن الكذب وتزجر عنه , ولهذا يمتنع منه ذو المروءة وإن لم يكن ذا دين , وإذا كانت المروءة مانعة من الكذب أعتبرت في العدالة كالدّين , ويشترط في انخرام العدالة بالأفعال المذكورة أن يفعلها في محضر من النّاس وأن يتّخذها عادةً , فإن فعلها مختفياً أو مرّةً واحدةً لم تسقط بها المروءة , لأنّ صغائر المعاصي لا تؤثّر في العدالة إذا لم تتكرّر منه , فهذا أولى.
وتختلف المروءة باختلاف الأشخاص والأزمان والأماكن , فقد يستقبح فعل شيء ما من شخص دون آخر , وفي قطر دون آخر , وفي حال دون آخر , فحمل الطّعام للبيت والماء شحّاً يخرم المروءة , بخلاف حملها اقتداءً بالسّلف , ولبس فقيه قباءً أو قلنسوةً في بلد لا يعتاد للفقيه لبسها يخرم المروءة , والتّقشف في المأكل والمشرب والملبس للواجد شحّاً يخرمها , بخلاف ما إذا فعل ذلك تواضعاً للّه وكسراً للنّفس.
5 - النّوع الثّاني: الصّناعات الدّنيئة: لا خلاف بين الفقهاء في أنّ الاحتراف بصنعة يحرم الاحتراف بها شرعاً تسقط المروءة والعدالة.
واختلفوا في سقوط المروءة بالاحتراف بصنعة دنيئة عرفاً مباحة شرعاً.
فذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى أنّ الاحتراف بصنعة دنيئة عرفاً تنخرم المروءة بها وإن كانت مباحةً شرعاً , كحجامة وكنس لزبل ونحوه ودبغ وكقيّم حمام وحارس وقصّاب وإسكاف ممّن لا تليق به , وليست مهنة آبائه ولم يتوقّف عليها قوته وقوت عياله , لإشعار ذلك بقلّة مروءته , أما إذا كان ممّن تليق به أو كانت حرفة آبائه أو توقّف عليها قوته وقوت عياله فلا تسقط المروءة بها في الأصحّ , لأنّه لا يعيّر بها في هذه الحالة , ولأنّها حرفة مباحة يحتاج إليها النّاس.
وفي قول للشّافعيّة والحنفيّة تسقط مروءته بها , لأنّ في اختياره لها مع اتّساع طرق الكسب إشعاراً لسقوط الهمّة وقلّة المروءة.
وقال الحنفيّة في الصّحيح: تقبل شهادة أصحاب الصّنائع الدّنيئة إذا كان غالب أحوالهم الصّلاح.
قال السّمنانيّ: من استقام منهم في الطّريقة وعرف بصدق اللّهجة في بيعه وشرائه ليست الصّناعة بضائرة له , ولولا ذلك لما عرفنا بشهادتهم قيم الدّوابّ وعيوب الحيوان , ولا بدّ في كلّ صنعة من مستور وصالح مستقيم , وعلى هذه الأحوال وجد النّاس بعضهم بعضاً. وذهب الحنابلة: إلى أنّه لا تسقط المروءة بحرفة مباحة , فتقبل شهادة من صناعته دنيئة عرفاً , كالحجّام والكنّاس والحائك والحارس.
أما ما اتّخذه أرباب الدنيا من العادات الّتي لم يقبّحها السّلف ولا اجتنبها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل تقذرهم من حمل الحوائج والأقوات للعيال , ولبس الصوف , وركوب الحمار وحمل الماء على الظّهر والرّزمة إلى السوق فلا يعتبر شيء من ذلك من المروءة الشّرعيّة , فقد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحمل الواحد منهم الماء لأهله , ويحمل الرّزمة إلى السوق , وقد «ركب المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم الحمار»، «واحتذى المخصوف» مع كونه قد أوتي مكارم الأخلاق فلا ازدراء في ذلك , ولا إسقاط مروءة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/301)
ـ[المضري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:31 م]ـ
أنا عن نفسي لو رأيت عجوزاً معمراً في الثمانينات من عمره وبيده شوكولاتة تويكس يأكلها لضحكت عليه:)
ـ[أبو حبيب المديني]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و ماذا عن "العلكه"؟ وهل صح أنها كانت من عادات قوم لوط؟؟!!
أخوكم/ أبو حبيب المديني
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:24 م]ـ
أخي ’المضري‘:
سيكون هذا العجوز ’معزوماً‘ (بلهجتي الفلسطينية، أي تمت دعوته) لتذوق هذه الشوكولاته، لا أنه من تلقاء نفسه توجه نحوها وراح يأكلها نهماً!!: d كبار السن بشكل عام أزهد البشر بالملون والجديد، فلن تمر بكثير منهم ’يعلك‘ أو يأكل الشوكولاة!
الأخ ’أبو حبيب المديني‘:
مضغ العلكة يشبه مضغ الطعام، لولا ما في العلكة من مادة تجعلك ’تمطها‘ وتصنع منها فقاعات إضافة (مرة أخرى أشير) إلى ’غلافها‘ الملون، فهل هذا ما قد يجعل العلكة خارمة للمروءة؟؟؟؟ لا أعتقد أن علكة قوم لوط (إن صح وجودها) كانت تشبه علكتنا!!
المستهجن في العلكة في نظري هو مضغها وفمك مفتوح وتصنع بذلك أصواتاً لا يحب سماعها معظم الناس. عدا عن ذلك ففعل ’المضغ‘ فيها موجود في أكل الطيبات مما أحله الله، فأين الخارم للمروءة؟؟؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[21 - 01 - 05, 08:49 م]ـ
جزى الله الإخوة خيرا، و لعل السؤال مستغرب و لكن فعلا لاحظت أن كثيرا من الكبار لا يأكل الشوكولاتة، بل أذكر عندما كنا صغارا لما كان عمرنا 13 سنة كان هناك صبي فى منطقتنا لا يأكل الشوكولاتة لأنه يريد أن يصبح رجلا! أما بالنسبة للبان ففى الأماكن الرسمية أو مجالس الرجال الرسمية ألاحظ أن الرجال لا يمضغون العلكة حتى أننى أذكر أحد الوزراء فى بلادى و هو من الأسرة الحاكمة كان يسخر الناس منه لأنه يمضغ اللبان و يظهر على شاشة التلفاز مستقبل الوفود و هو يمضغ اللبان. و غالب الرجال ممن يمتنع عن أكل الشوكولاتة لا يمتنع عنها بسبب غلافها، و لكن لأن الأطفال عادة يأكلونها.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[21 - 01 - 05, 08:59 م]ـ
ملاحظة: أنا لا أعنى بقولى كبار السن أي من كان الستينات أو السبعينات من عمره و لكن أعنى من بلغ سن الرشد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 10:21 م]ـ
سؤال: هل لما ذُكر من اشتراط المروءة في الشهادة وغيرها مستند من كتاب الله عز وجل، أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وأين الدليل على كون بعض ما ذكر أعلاه من خوارم المروءة؟ خاصة إذا كان الأمر مباحاً لا شبهة فيه.
أخشى أن يكون بعض ما ذكر من باب التشدد الذي لا يستند إلى دليل شرعي!!
مثال: لو وُجد رجل صادق أمين، غير أنه متساهل في بعض الأمور كالأكل في السوق، أو كشف الرأس في بلد تعارفوا على تغطية الرأس، أو مشى حافياً - علماً بأن الاحتفاء أحياناً من السنة -؛ ثم شهد أو روى حديثاً فهل ترد شهادته، أو روايته؟
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[22 - 01 - 05, 09:00 م]ـ
هذه أمور ترجع إلى عرف أهل البلد ..
لكن لا أظن أن هناك عجوزا يستطيع أكل الشوكولاته:)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:13 م]ـ
الأخ العبيدي
أحسنت بارك الله فيك
و قد ذهب الى ما ذكرتَ بعضُ علمائنا
و لكن هناك بعض المحدثين منتشدَّد في هذا الباب , و لعلك تعرف بعضهم
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[22 - 01 - 05, 11:15 م]ـ
و لعلك أخي الكريم عندما تطلب الدليل , تقول هكذا:
" هل هناك دليل من الكتاب أو السنة أو اجماع أو قياس؟ "
وفقك الله لكل خير
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:13 ص]ـ
خوارم المروءة غير التحريم لفعلٍ (ما) ...
وفي كتاب الشيخ مشهور آل سلمان - وفقه الله - مزيد تحريرٍ لذلك.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 12:41 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا بدر
خوارم المروءة تختلف باختلاف الزمان والمكان، والبيئة.
نعم بارك الله فيك
الامر يختلف باختلاف المكان والزمان
فمثلا العلك (اللبان) يعتبر من خوارم المروءة في اماكن ولا يعتبر كذلك في غيرها
فلو ان احدهم فعل ذلك في ريف مصر لعد ذلك من النواقص ولعيير بذلك
ولو فعله نفس الشخص في القاهرة لما انتبه الى ذلك احد
فالامر اولا واخيرا يعتمد العرف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:08 م]ـ
معلوم أن مخالفة المروءة - عند من يراعيها - غير التحريم ...
ولكن هل اعتبار أمر من الأمور من خوارم المروءة مما أتى به الشرع؟
أما أذواق الناس، وعاداتهم فأمر لا يكاد ينضبط.
لعل الأقرب أن من حافظ على الواجبات، وترك المحرمات، ولم يترك السنن رغبة عنها وزهداً فيها فهو من أهل المروءة ... وما زاد فهو اجتهاد قابل للأخذ والرد. والله أعلم.
ـ[الغواص]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:29 ص]ـ
أبا مجاهد
أسأل الله أن يجعل لك من الله ظهير ما دمت على ما أنت عليه
الله يوفقك لكل خير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19089&highlight=%C7%E1%E3%D1%E6%C1%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/302)
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:04 ص]ـ
للرفع(39/303)
السلام على أهل الحديث .... وأبدأ بهذا السؤال؟؟
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 11:16 م]ـ
قرأت هذا الحديث في مسند أحمد, فأحب أن أعرف درجة هذا الحديث, وقوفا على "يبرئ الأكمه والأبرص" ...
19773 حدثنا روح، حدثنا سعيد، وعبد الوهاب، أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إن الدجال خارج، وهو أعور، عين الشمال عليها ظفرة غليظة، وإنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى ويقول للناس: أنا ربكم، فمن قال: أنت ربي فقد فتن، ومن قال: ربي الله حتى يموت، فقد عصم من فتنته، ولا فتنة بعده عليه، ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء الله، ثم يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب، مصدقا بمحمد، وعلى ملته، فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة " *
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:52 ص]ـ
السلام عليك أخي الكريم
هذا الوجه الذي ذكرته ضعيف ففيه عنعنة قتادة رحمه الله تعالي، وفيه عنعنة الحسن رحمه الله عن سمرة رضي الله عنه.(39/304)
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد
هناك عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف، وسنتحدث إن شاء الله في هذا الدرس عن بعض الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة نبي كريم من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام.
وفي هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس للمؤمنين، وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء من هذه القصة التى أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى نبيه - صلي الله عليه وسلم - وتمتاز هذه القصة بجمال الأسلوب إذ ليس عند النصارى ولا عند اليهود في سوره يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً، وهذه القصة يذكر الله -سبحانه و تعالى - فيها ما حصل لنبيه يوسف عليه السلام. فلنأخذ بعض هذه الفوائد من هذه السورة ..
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6))
قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا:
1 - تعاهد الأب أبنائه بالتربية، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر.
2 - أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته.
3 - أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا (فيكيدوا لك كيدا) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4 - أن الشيطان يدخل بين الإخوة، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء.
5 - أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين.
6 - أن الله سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى و هذا الاصطفاء من الله عز و جل نعمه، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين، وإذا كنت طالب علم فان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم، وهكذا، فإذا هي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد.
7 - أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/305)
((لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ
وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)
8 - أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر والإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه.
9 - أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)
10 - تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب، هذه توبة فاسدة، لماذا؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب، هذه توبة فاسدة. وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي.
((قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))
11 - أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك.
12 - أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة؟ بعد حين.
(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18))
.
يتبع
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:30 ص]ـ
13 - أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ).
14 - العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق.
15 - جواز المسابقة ومشروعيتها، فالمسابقة تكون على الخيل و السهام … .. لا تبقى إلا في نصل أو خف أو حافر أي على الإبل و الخيل و السهام.
هذه الأمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقة فيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فلا يجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على ثلاث أنواع:
أ-جائز بعوض:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/306)
مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل، مسابقه الرمي بالطائرات، بالدبابات، بأي وسيله بالرمي لأنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز، فابن تيميه رحمه الله أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين. فلو عملنا مسابقه في حفظ القرءان وحفظ السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون بجُعل أي بمقابل بجائزة.
ب- القسم الذي بغير عوض مثل المسابقة على الأقدام و اختلفوا في الغطس قال بعضهم يلحق بالأول لأنه يعين على الجهاد فمسابقة الأقدام تجوز بدون جائزة……. بغير مقابل………. هذا مثال.
ج-المحرم: مثل نقر الديكه، مناطحة الكباش، مصارعه الثيران. لا تجوز لا بجائزة و لا بغير جائزه لانه فيها تعذيب للحيوان.
مسألة:
ما حكم الملاكمة؟ لا تجوز لأن فيها ضرباً على الوجه وأيضا هناك مسابقات أخرى غير جائزة لأن فيها كشف عورات أو فيها قمار وهذا على سبيل المثال.
16 - إنباء المشكوك في أمره بذلك لعله يتوب قال (بل سولت لكم أنفسكم)
17 - الصبر الجميل ما هو الفرق بينه وبين الصبر العادي
الصبر الجميل: قال العلماء الذين ليس فيه تشكي ولا جزع يعني يصبر بدون تشكي ولا جزع
(وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22))
18 - البشارة بالأمر السار (قال يا بشرى هذا غلام) وقد تكون البشارة بالأمر السيئ (فبشرهم بعذاب أليم) لكن اكثر ما تستعمل البشارة في الأمر الحسن.
ويجوز إعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى الله عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبة الله عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه، فمن بشرك و قال نجحت، أو جاءك ولد، أو بَشَرَكَ بأمر طيب فتكافؤه على البشارة بهدية بأي شيء يُرضيه أو بأي شئ يطيب نفسه جزاء ما أدخل السرور عليك، فقول العامة (هات البشارة) يعنى له وجه.
19 - أن الشراء يطلق على البيع و الشراء قال (وشروه بثمن بخس) يعنى باعوه بثمن بخس، و كلمة شراء في اللغة تطلق على البيع أيضا
20 - أن بيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة و هكذا فعل هؤلاء باعوا حراً وأكلوا ثمنه.
21 - مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز و ليس أن يكون ذليلا مهاناً، لذا قال عزيز مصر لامرأته (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا ..... ).
22 - أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فان الله يؤتيه علماً و حكمةً. (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))
23 - خطورة الخلوة بالمرأة في البيت (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة.
24 - كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/307)
أولاً: راودته هي، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام، لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال). لماذا؟ لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته.
ما هي وسائل الجذب؟
أولا: راودته.
ثانيا: هو في بيتها أي ليس غريباً، يُشك فيه إذا دخل البيت.
ثالثا: أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام.
رابعا: أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك. تعالى……. هيا.
خامسا: أنه كان شاباً، وداعي الزنا عند الشباب أكبر.
سادسا: أنها كانت سيدته لها عليه الأمر و النهى و الطاعة.
سابعا: كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر إليه من مستوى أدنى.
ثامنا: أن الرجل كان غريباً عن البلد،والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان غريباً.
تاسعا: أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر.
عاشرا: أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر.
حادي عشر: أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إلا انه أبقى الحبل على الغارب، فما اخرج يوسف وفصَلَه عن زوجته و بقى الأمر كما هي عليه فقط يعنى (أعرض عن هذا ....... ) (استغفري لذنبك ..... ).
ثاني عشر: أنها استعانت عليه بكيد النسوة زيادةً للفتنة.
ثالث عشر: أنها هددته بالسجن.
إذاً هناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزنى ومع ذلك صمد فلم يزنى و بالتالي فإنه بلغ عند الله شأناً عظيماً.
25 - أن الله تعالى يُعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم (لولا أن رأى برهان ربه) فهو إذاً كاد، لكن أراه الله برهاناً جعله ينصرف، فالله يعين وليه في اللحظات العصيبة.
ما هو هذا البرهان؟
قيل: رأى وجه أبيه يعقوب، وقيل رأى كف يعقوب يمدها، كذا قيل و لكن ما على ذلك أدله لكن يكفى أن نقول انه برهان من الله ليوسف صرفه عن هذا الحرام.
26 - أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29))
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:31 ص]ـ
27 - أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها) قال ابن عباس: هو رجل كبير ذو لحيه، وهذا أصح مما قيل انه صغير أنطقه الله، أما قصه الرضيع فضعيفة في الشاهد هذا والراجح أنه رجل كبير ذو لحيه و فيه العمل بالقرائن كما تقدم. يعنى إذا كان قميصه ممزق من الخلف معناه هي التي تطارده وهو يهرب. لو كان قميصه ممزق من الأمام هو يهجم عليها و هي تدافع عن نفسها.
28 - عظم كيد المرأة قال تعالى (إن كيدكن عظيم) والذي يتأمل كيف حاكت هذه المرأة المؤامرة و غلقت الأبواب و قالت هيت لك واستعانت بالنسوة. يعنى أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت، وهذا شئ خلقه الله واستعظمه.
29 - عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام (إن يوسف أوتى شطر الحسن) نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/308)
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32))
30 - سرعة سريان الشائعات بين النساء (وقال نسوة ..... ) وكالة الأنباء مجرد ما تتلقى خبر بالذات مثل هذا إلا و هو في البلد منتشر، دارت الأخبار بسرعة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه. (فلما سمعت بمكرهن) و هذا كيد النساء تريد أن ترد الآن فجمعتهن وأعددت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن، هو خادم في البيت يطيع رغماً عنه اخرج عليهن، خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عن السكاكين التي تعمل في الأيدي، و قطعن أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدل على شده جمال يوسف عليه السلام لدرجه أن ألم تقطيع الأيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤية يوسف عليه السلام.
31 - أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما راءوا جمال يوسف (قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم) فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا.
قيل أن الجاحظ كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك؟ قالت: ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا.
فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل، والله عز و جل قال عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32 - أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة. يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
واستعانة يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء.
33 - استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع دعاء عبده (الْعَلِيمُ) بحال هذا العبد الذي يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34 - أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم؟ أو أنه يعبر الأحلام؟ لا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/309)
فلماذا لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات الصالحين – إذاً أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك، أنت شخص من المحسنين. كما يقول العامة (من أهل الله).
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)).
35 - أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير، قال (لا يأتيكما طعام .. ) قبل الجواب لكسب الثقة، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية.
36 - أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن وقال: (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ)) قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
ثم بدأ (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ يعني ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها، فصرف السائل عن الأقل أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه. فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد.
37 - أن تعبير الرؤيا فتوى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول (أُجَرِب) إيش أُجَرِب؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/310)
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:32 ص]ـ
38 - جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء.
لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال… .. والذال والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف.
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49))
39 - أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا صحيحه لكن نادراً. إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون.
40 - أن الشخص الذي ذهب ليوسف علَّمه يوسف من غير مقابل…. يعني يوسف ما قال أولا أخرجوني وبعدين أخبركم ما هو تأويل الرؤيا.
كان ممكن يقول طلعوني من السجن أتكلم. خلوني في السجن ما أعطيكم …. فبذل يوسف العلم بلا مقابل. لما قال (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) مباشرةً.
41 - أن في هذه الآية من أصول الاقتصاد وحفظ المال ما فيها. لماذا؟
لأنه قال ذروه في سنبله وإذا فرط الحب معرض للتلف أكثر مما إذا بقي في السنبل لذلك قال (فذروه في سنبله) لأنه أحفظ 0000
(إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) إذاً لابد من الاحتياط والأخذ من أيام الرخاء لأيام الشدة فالآن تأكلون قليلاً منه والباقي يُخزَّن (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) هذه أصول الاقتصاد، انظر كيف أن النبوة فيها تخطيط للمستقبل ومواجهة الحالات الطارئة فيها السبع سنوات العجاف تأخذ مثلاً من السبع السنوات التي قبلها كيف قضية التخزين و كيف قضية تقسيم الأشياء علي كل سنة. فكل سنة لها نصيب بحيث أن ترحيل الأشياء من سنة إلي سنة لكي يحصل سد الحاجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/311)
42 - كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم خمسة عشر رخاء يعني قال (سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
فسرها يوسف سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة، من أين أتى يوسف بأنه سيأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام خمسة عشر هذا رخاء فيه مطر والناس يعصرون الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم إلي أخره…. يعصرون… .. يعني من الرخاء ويغاث الناس بالمطر؟
قيل إن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلَّمه إياه لأنه لو كان عام رقم خمسة عشر عام جدب وقحط ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسات كانت صارت ثمان سنبلات وثمان بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أن الذي بعدها ليس جدب وإلا صارت ثمانية فهذا من دقائق الفهم علي أية حال ومما علمه الله ليوسف.
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ (54))
43 - أن الداعية إلي الله لا يخرج إلا بعد تبرئة ساحته ليخرج إلي المجتمع نظيفا يعني الآن سمعة يوسف بين الناس ملطخة بالشائعات (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)) أشاعوا عليه التهم الباطلة وقالوا أنه راود امرأة العزيز وكذبوا عليه. فلا بد أول أن تثبت براءة يوسف أمام الناس لابد من تنظيف السجلات الماضية وإعادة الأمر ناصعاً وإحقاق الحق ولذلك لما جاء الملك أُعجب بالتفسير جداً -وهذه فيها مكانةٌ له - أي الملك - لأنه بسبب رؤياه ستكون هناك سياسة لإنقاذ الشعب فلا شك أنه سُر بهذا- فأراد مكافأة يوسف فلما قال أتوني به ما خرج يوسف علي الفور والنبي صلي الله عليه وسلم تواضع جداً لمّا قال (رحم الله أخي يوسف لو كنت مكانه لأجبت الداعي) تواضع منه قال هذا.فيوسف عليه السلام عنده نظرة بعيدة ما مهم الآن أن يخرج من السجن فقط؟ المهم إصلاح الأخطاء الماضية إصلاح المفترى عليه. لا بد أن تعاد الأمور إلي نصابها ويصحح الخطأ ويثبت أنه بريء أمام الناس وأنه مظلوم كل هذه السنوات في السجن مظلوم (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) هذه العلاقة المشهورة للقصة أن النساء قطعن أيديهن في مجلس ….اشتهرت
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) و اعترفت امرأة العزيز وبالتالي ثبتت براءة يوسف أمام كل الناس ولذلك لما جاء الطلب مرة ثانية زاد منزلة عند الملك ففي المرة الأولي (قال أتوني به) وفي الثانية (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) شوف الفائدة لو خرج أول مرة خلاص خذ مائة ألف ومع السلامة لكن لا؟ الآن أستخلصه لنفسي… الآن هذا يعني سيكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/312)
مقربا عنده حظيا ملبي طلباته من المقربين (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ).
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (57))
44 - جواز طلب المنصب إذا كان الشخص أقدر واحد علي القيام به دون أن يضر بنفسه (قال اجعلني علي خزائن الأرض) وبيَّن قدراته للملك (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
فجواز أن يذكر الإنسان قدراته ليطلب المنصب لمصلحة المجتمع وليس لمصلحته الشخصية جائز، يوسف هل طلب الآن لمصلحته الشخصية؟ لا، لكن لأجل مصلحة البلد كلها ثم هو يستثمر المنصب في الدعوة إلي الله، ليس طلب المنصب لشيء شخصي وإنما لمنفعة دينية ولمنفعة عامة وليست خاصة. ثم أنه ما في واحد أقدر من يوسف علي تولي هذا المنصب.
فيجوز للأقدر أن يتقدم إذا كانت نيته نفع المسلمين.
45 - أن الله يُمَّكِن للصالحين إذا حَسُنَت نواياهم. قال تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ). لما سُئِل الشافعي أيهما أفضل أيُبتلى أم يُمَّكن؟
أي السؤال أيهما أفضل للمسلم أيبتلى ويصبر علي الابتلاء وعلي الأذى والاضطهاد و كذا وكذا ويُؤجَر عليه أو الأفضل أن يُمَّكن حتى يستفيد من التمكين في نشر الدين ونشر الدعوة؟ إيش الأفضل؟ قال الشافعي عبارة عظيمة (لا يُمَّكن حتى يبتلى).
ليس هناك تمكين يأتي هكذا من الهواء والنبي صلي الله عليه وسلم ما مُكِن في المدينة حتى أبتلي في مكة وكذلك الصحابة ويوسف مثال… .. متى مُكِن؟ بعدما أبتلي بالجب وبالسجن وبالذل وبالعبودية .... أولاً رموه في الجب فصبر على كيد أخوته وظلم أولي القربى أشد فظاظة على النفس
ظلمه أقرب الناس له أخوته وكاد يموت ويهلك و بعدين أخذوه وبيع عبدا وعانى ذل العبودية واشتغل خادم ودخل السجن ثم لما صبر علي كل هذه جاء التمكين فما جاء التمكين ليوسف هكذا مباشرة قال الشافعي (لا يُمَّكن حتى يبتلى) سنة الله في الدعوات وهكذا حصل لأنبياء الله والأولياء 0 يعني موسى تغلب علي فرعون بعد إيش؟
ابتلاءات كثيرة (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:129) كلها ابتلاءات وهذا ما حصل بعد ذلك
(الأعراف:137) (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) لكن بعد الابتلاء
والنبي صلي الله عليه وسلم كم أوذي بالحصار والجوع والتعذيب وقتل أصحابه وكان يُضرب الصحابي حتى لا يستطيع أن يستوي قاعدا من الضرب ويُقال له هذا الجُعل إلهك فيقول نعم من التعذيب وهكذا حتى أن الله مكنهم.
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:33 ص]ـ
46 - اجتمع ليوسف الثلاث أنواع من الصبر. هم:
الصبر على طاعة الله.
والصبر عن معصية الله.
والصبر على أقدار الله المؤلمة.
وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة الله وعن معصية الله أعلى درجه من الصبر على أقدار الله المؤلمة لماذا؟
لأن الصبر على أقدار الله المؤلمة مالك فيه حيله إلا الصبر.ماذا تفعل إلا الصبر؟ لا يمكن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/313)
شيء مقدور وقع وانتهى مالك الآن فيه إلا الصبر. أما الواجب والمحرم فعندك خيار في فعل الواجب أو عدم فعل الواجب…… في ارتكاب المحرم أو عدم ارتكاب المحرم…. فتكون مجاهدة النفس فيه أقوى أما المقدور مالك فيه إلا حبس النفس عن التشكي والصخب والنياحه ونحو ذلك. لكن فعل الواجب وترك المحرم والصبر على فعل الواجب مثل الصبر على صلاه الفجر وهذا مثلا واجب كما الصبر عن الزنا وهو محرم أكمل أجراً ومنزله عن الصبر على أقدار الله المؤلمة… .. ولو سألنا سؤالا فقلنا أيهما أكمل…. صبر يوسف على السجن و إلقاء اخوته له في الجب اكمل أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز أكمل؟ بناء على ما تقدم يكون الصبر عن الزنا أكمل وافضل أجرا
فاجتمع ليوسف عليه السلام الثلاث أنواع كلها فإنه صبر على طاعة الله ولا زال على صله بربه وحتى لما تسلم المنصب صبر على طاعة الله ولم يُطغه منصبه فهو يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين.
ما هو الفرق بين القاسط والمقسط؟ القاسط هو الظالم قال تعالى (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجن:15)
أما المقسط قال تعالي (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42) (إن المقسطين على منابر من نور وما ولوا) فإذا تولوا ولاية عدلوا فيها وبين أولادهم وزوجاتهم يعدلون.
فيوسف تولى الولاية وصبر وأمره الله بما أمره به وصبر وحصلت له فرصه للوقوع في المحرمات فصبر ولم يقع فيها وتعرض للإيذاء والاضطهاد والأشياء المؤلمة فصبر فكان يوسف عليه السلام قد اكتمل له الصبر من جميع الجهات.
(وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (59) فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ (60) قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62))
47 - لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه؟ فالجواب أنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فالصغير يتغير عليك إذا رأيته بعد عشر سنوات لكن أنت لا تتغير كثيرا إذا كنت كبيرا فلو مثلا واحد عمره ثلاثين ثم رأيته عمره أربعين ما يتغير عليك كثيرا لكن إذا رأيته عمره عشره وبعد ذلك رأيته عمره عشرين تغير عليك كثيرا مع إن العشر سنوات هي هي. إذاً هو عرفهم وهم لم يعرفوه لأنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فلما رآهم بعد هذه المدة عرفهم
يعني عد كم جلس في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاءوا إليه بعد سبع سنوات سمان لما بدأت العجاف جاءوا يطلبون المدد إذاً أقل شيء عندك واحد وعشرون سنه تقريباً ……… لبث في السجن بضع سنين وهذه سبع سنوات سمان غير المدة التي قضاها بعد الجب وشروه بثمن بخس وفى قصر العزيز مده فهي قرابة واحد وعشرين سنه تغير يوسف عليهم كثيراً.
ثم هم عددهم معروف وإذا كان بعضهم تغير فبعضهم لم يتغير كثيراً فلما وجد العدد وهم لم يتغيروا كثيرا عليه ولا شك أنه صاحب فراسة أكثر منهم وهو يتوقع أن يأتوا وهم لا يتوقعون إطلاقا أن الذي رموه في الجب هو الآن وزير. فهذه العوامل مجتمعه من أسباب انه عرفهم وهم له منكرون.
48 - ذكاء يوسف عندما قال (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ).
لما جهزهم بجهازهم وأعطاهم من الميره وما يحتاجه المسافر قال ائْتُونِي بأخ لكم من أبيكم… .. وقيل إن هذا حصل بأنه استدرجهم ليقصوا عليه قصته يعنى من أين أنتم؟ ومن أنتم؟ ومن أهلكم؟ ومن أبوكم؟ كم عدد الأولاد؟ كم عدد أفراد الأسرة؟ هذا شيء وارد أن يسأل وزير التموين أو الشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميره في السنوات العجاف أن يسأل عن عدد أفراد الأسرة لكي يعطيهم على حسب عدد الأسرة. فلما قالوا باقي واحد في البيت فقال حتى أصدقكم هاتوا هذا الذي تقولون أنه باقي في المرة القادمة حتى تكونوا صادقين في الادعاء وإلا لا أعطيكم شيئا أبدا فأوجد عندهم الحافز بأن يأتوا بأخيهم لأنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/314)
اشتاق إليه ويريد أن يراه وعلى أية حال يوسف مؤيد بالوحي فما يفعله من الأمور في عدد منها يحتمل أنه وحي من عند الله أوحى به إليه.
49 - إكرامُ الضيف وتزويدٌ المسافر بما يحتاج (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) وأنه ينبغي على المسلم أن تكون هذه عادته المستمرة. (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ) لكم ولغيركم.
50 - جواز اتخاذ الحيلة المباحة للتوصل للمقصود المباح.
فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم يعنى الأوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي وصلوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام .... اجعلوها في رحالهم وأعيدوها فيها حتى إذا انقلبوا إلي أهلهم وفكوا المتاع عرفوا ذلك بأنهم أخذوا الطعام منا بلا ثمن فيحملهم ذلك زيادة على العودة.فإذا اكتشفوا ذلك سيقولون نسوا أن يأخذوا منا الثمن. الآن لابد أن نرجع ونعيد الثمن إليهم .... يوسف يريدهم أن يرجعوا بأخيه (اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). فتوصل بالحيلة المباحة إلى المقصود المباح.
لأن بعض الناس قد يكون عندهم قصد مباح ويتخذ إليه وسيله محرمه. مثلاً يقول أريد أن آتى بزوجة لابد لي من شهادة زور فيكذب أو يزور لأجل هذا، وهذا لا يجوز وأخبث الناس من يتوصل إلي الحرام بوسيلة حرام كمن يتوصل إلي الزنا بالتعارف المشبوه أو الكلام مع النساء الأجنبيات وغير ذلك فالوسيلة حرام والقصد حرام وبعض الناس قد يقول أنا أريد أن أتحدث مع النساء لأتوصل إلي زوجه فقد يكون يريد الزواج لكن الوسيلة حرام وإبليس يغويه فيجعل قصده حرام والوسيلة حرام فلابد إذاً إن يكون المقصود حلال والسبيل إليه حلالا.
(فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64))
51 - أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فقال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما أصابه في الماضي ويمتنع عليه إن يحصل له مثلما حصل له من قبل بفطنته وذكاءه ولا يكون مُغفلاً.
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:33 ص]ـ
52 - أن التوكل على الله هو السبب في دفع المكروهات. فإن يعقوب لم يقل لن أرسله معكم فقط بل اعتمد على الله (فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فتوكل يعقوب على الله عز وجل.
(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66))
53 - أن الإكرام-إكرام الناس- وسيله إلى جذبهم.
قال الشاعر (أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم) لكن هذا البيت فيه أمور خطيرة لأنه قال تستعبد قلوبهم ونحن نؤمن أن العبودية لله. فالإنسان يستميل القلب بالمعروف نعم لكن لا يستعبد لأن العبودية هذه لله فلا يجوز للإنسان إن يستعبد غيره لا بالإحسان ولا غيره.
إذا الإحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) هذا الرجل أكرمنا جدا أكرمنا لما قدمنا عليه وهذه بضاعتنا ردت إلينا فأرسل معنا أخانا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/315)
54 - أن الإنسان إذا رأى أنه محتاج لفعل أمر لكن فيه نسبه مخاطره مع شخص أخر لأن فيه شئ من عدم الثقة. فإن أخذ الموثق من الله … وأن يقول له عاهدني بالله العظيم أن تفعل كذا ولا تفعل كذا…… أن ذلك مما يقلل نسبه المخاطرة لذلك يعقوب قال (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) الموثق الميثاق مثل أن يحلفوا له بالله العظيم أنهم يردون أخاهم ويرجعونه (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)
55 - أن الإنسان إذا غُلِبَ على أمره فهو معذور وهذا من فقه يعقوب حينما قال إلا أن يُحَاط بكم. فهو صح أن يطلب منهم أن يردوا أخاهم لكن فيما يقدرون عليه لكن إذا غُلِبوا ولم يستطيعوا أبداً فهم معذورون (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَاَ) (البقرة:286)
56 - أن إعلان التوكل على الله بعد إبرام العقود مما يُزيدها بركه وخيرا وتذكيرا للطرفين بما تعاقدا عليه فماذا قال يعقوب (قال الله على ما نقول وكيل) توكلنا على الله وماذا قال موسى للرجل الصالح حينما قال لموسى (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (القصص:27) قال موسى (قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص:28) فهاتان كلمتان من نبيين بعد إبرام العقود…… .. إذاً الإنسان إذا أراد إن يُبرم عقداً مهما في العقود فإنه يبين التوكل على الله ليكون هذا واضح بين الطرفين وهذه عبارة أنبياء ينبغي أن يُقتضي بهم فيها إذا أبرمت عقدا أو اتفاق فقل والله على ما نقول وكيل. فكل منهم يعظ نفسه بالله إن الله رقيب مطلع يشاهد ويشهد على هذا العقد وعلى الاتفاق وعلي هذا الميثاق.
(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68))
57 - أن أخذ الأسباب للوقاية من العين أمر مشروع بدون وسوسه فإن يعقوب قال لأبنائه (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) أولاد يعقوب كان فيهم جمال وهم عدد وذكور وإذا صار الواحد عنده ذكور وعدد وفيهم جمال هذه مجلبه للعين ولذلك يكون عدم ظهورهم كلهم معاً في مكان واحد أحسن.
58 - أن الإنسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه … .. يعني إذا كان تصرف معين يجعل الناس يرتابون فيك فلا تفعل……. البلاد من زمان كان لها سور والسور له باب يدخل البلد ناس يخرجون ناس والأبواب تغلق في وقت معين يعنى لو جاءت قافلة بالليل تنام عند الباب لثاني يوم الصبح … فدخول هؤلاء العدد (إحدى عشر) من باب واحد مرة واحدة …دفعة واحدة… ممكن يثير الريبة أن هؤلاء يريدون شراً يريدون أمراً .. عصابة…. ولذلك قال (لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) فليس فقط من أجل قضيه العين وإنما من أجل ألا يثيروا الريبة فيهم… لئلا يظن بهم ظن سوء ….أنهم لصوص .. يريدون أمراً خطير.
لذلك ينبغي على المسلم إذا كان بإمكانه أن يدفع الريبة عن نفسه عليه أن يفعل ذلك ولا يتصرف تصرفا يثير الشبهة فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/316)
59 - أن اتخاذ الأسباب لا يمنع من وقوع قدر الله. فإن القدر إذا كان سيقع فسيقع لكن العقل والشرع يقتضيان الأخذ بالأسباب لكن لابد أن يعرف الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول بينه وبين وقوع القدر إذا كان الله قد قضى من قبل أن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه- (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ) - (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ) ممكن يقع بهم المكروه.
ما هي النسبة الأكبر؟ أن يقع بك المكروه إذا اتخذت الأسباب لمنعه؟ أم إذا ما اتخذت الأسباب لمنعه أي النسبتين أكبر؟ إذا ما اتخذت الأسباب لأن المكروه سيقع بك بنسبه أكبر… ولذلك فإن الأخذ بالأسباب لا ينافى التوكل على الله لكن السبب لا يمنع بالضرورة قدر الله إذا كان الله عز وجل قد قضاه. قيل لابن عباس لما تكلم مره في القضاء والقدر قيل له: هذا الهدهد يري مكان المياه في باطن الأرض فما بال الطفل يصيده؟ - أي له قدره غريبة علي معرفة مكان الماء وقيل أن سليمان كان يستعين به في الأسفار من أجل معرفة مكان الماء - قال بن عباس: لا يُغنى حذر من قدر …… .. إذاً اتخاذ الأسباب الشرعية مطلوب لكن لابد أن تعتقد أن السبب لا يمنع القضاء إذا أراد الله أن يُنزِلَه.
(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)).
60 - إكرام الأخ أخاه. قيل نزل كل اثنين في غرفه فتبقى واحد وهو أخوهم الصغير لأن عددهم فردى (إحدى عشر) وقال (قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ) تأكيد .. فعرفه بنفسه…. وأكيد أن هذا الصغير يعرف أن له أخ أسمه يوسف ربما كان يعرف أيضا القصة (إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فلعله طلب منه أن يُخفى أمره. الشاهد أنه أواه إليه وأكرمه وكيف لا يكون الإكرام وقد فرقت السنون بينهم في هذه المدة الطويلة.
61 - أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حسب دين الملك الجاهلي وإنما على حسب شريعة يعقوب 00 في شريعة يعقوب كان السارق يؤخذ عبداً عند المسروق منه 00 فأراد ذلك بحيله فماذا فعل؟ لما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه - (بعض المغفلين قرأ جعل السقاية في رجل أخيه) - ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فاقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد صواع الملك.
62 - أن الجعاله مشروعه وهى أن تقول من وجد ضالتي فله ألف ريال مثلا هذا جُعل تجعل مبلغ مقطوع لمن فعل لك شيء معين…. هذه غير الاجاره فالاجاره العمل فيها معلوم والجعاله العمل فيها غير معلوم. ففي الاجاره لا تقول من وجد بعيري .. لأن وجدان البعير ممكن يأخذ ساعة ممكن يأخذ سنه وأنت تبحث عن بعير الرجل. لكن لا يجوز أن يكون الجعل مجهولا (من وجد محفظتي فله ما فيها) يمكن يطلع فيها ريال ويمكن يكون فيها ألف
إذاً لابد من عقد الجعاله أن يكون الجعل معلوم ولو كان العمل مجهول. قالوا (وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) وحمل البعير معلوم أنه يحمل خمسين كيلو مثلاً من الطعام أو القمح.
63 - (وأنا به زعيم) جواز عقد الكفالة. يعنى كفيل بحِمْل البعير فهذان عقدان بكلمتين من القرآن فهذا من بلاغه القرآن في كلمات بسيطة جدا مشروعيه عقد الجعاله والكفالة ثم بعد ذلك استدرجهم يوسف عليه السلام (فَمَا جَزَآؤُهُ) أنتم احكموا (قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) الذي يوجد في رحله هو نفسه جزاؤه أي يُؤخذ عندنا عبداً.
(فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ (77))
64 - أن الإنسان إذا أراد أمرا فعليه أن يهيئ له الأسباب لئلا ينكشف فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه لأنه لو بدأ بوعاء أخيه ووجده صارت مكشوفة لكنه بدأ بأوعيتهم ثم استخرجها من وعاء أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة فان الله تعالى لما أراد أن يأخذ أخاه عنده هيئ الله له كل هذا وجعل الأمر يسير حتى يخرج أخوه يوسف وهم لا يشكون في الأمر وأن أخاهم سارق وأخذ أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ بدين الملك.
65 - وجوب التحاكم إلي شريعة الله وعدم جواز التحاكم إلي القوانين الجاهلية والأنظمة الخبيثة وإنما إلي شرع الله عز وجل وكتابه وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) ولكن بشرع الله.
(قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذاً لَّظَالِمُونَ (79))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/317)
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:34 ص]ـ
66 - أن كتاب الله يجب أن يؤخذ ويُعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من الآية يُعمل به
أما ما ليس مقصودا منها فلا يُعمل به وهذا مبنى على قصه في هذه الآية (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) حصُلت لأبى على بن عقيل وهو واحد من أهل العلم الكبار الذين لهم منزله كبيره بين الناس حصل أن له ولد يهيئه ويعلمه ويحبه جدا والناس يحبون الشيخ ويعرفون منزله ولده…. فمات الولد …… فالناس اكتئبوا وأصابهم الهم والغم والحزن بموت هذا الغلام لأنهم يحبون أباه ويعلمون كيف يحب هذا الأب أبنه فجاءوا إليه يعزونه وجاءوا إليه عند المقبرة ولما أنزلت الجنازة في القبر قام واحد من العامة فصرخ وقال (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ) يعني بالعزيز الله عز وجل لأن العزيز اسم من أسمائه …إن له شيخا كبيراً يعني هذا الولد له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه…… فضج الناس لذلك كثيرا انفعلوا وصرخوا وبكوا بكاء شديداً فنهاهم الشيخ وقال: يا أيها الناس إن القرآن لم ينزل ليثير الحزن لكن نزل ليعالج الحزن
أي القرآن نزل للحزين يسليه … مكروب القرآن يفك كربه.
إذاً بعض الناس يستعملون الآيات في غير ما أنزلت من أجله فالفائدة هنا أن الآيات ينبغي أن تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل لأجله.
67 - بدعه ما يفعله بعض الناس من استعمال الآيات في غير مواضعها إذا رأى موسى جاء قال (جئت على قدر يا موسى) وإذا أكل قال (آتنا غدائنا) الشاهد من الكلام أن بعض الناس يستعملون القرآن في غير ما أنزل من أجله …. وهناك فرق بين الاقتباس الصحيح وبين ما سبق فمثلا يقول البعض كثرت الفتن وصار الناس في أمر مريج واختلطت عليهم الأمور فهذا اقتباس وهو صحيح …وهذا غير العبث بالآيات كما قال محمد عبده زميل جمال الدين الأفغاني وعنده انحرافات كثيرة وجمال الدين كان أسوء منه بكثير وهذا محمد عبده كان يتناقش مع واحد نصراني وكان يقول النصراني كيف تقولون أن القرآن فيه كل شئ فقال محمد عبده نعم فقال النصراني أين شراب الكوكا في القران فقال (وتركوك قائما) فهذا عبث. هذه أصلا معروفه فعل وفاعل ومفعول به.
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81))
68 - استعظام شأن العهد واستشعار المسئولية والعمل لتحقيق ما أخذ على الإنسان من الموثق الغليظ.
فإن هؤلاء لما استيئسوا منه خلصوا نجيا – وبعض الناس فهموا فهما خطأ وقالوا هربوا وهذا خطأ – إنما يعنى المساره فيما بينهم والتشاور بكلام خاص بينهم ماذا نفعل؟
(قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) وقال لا ابرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي بأن أخذ أخي أو تنتهي هذه المشكلة وفعلا وقف أخوه يوسف هذا الموقف الشديد في هذه الكربة. وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوه وألقوه في غيابات الجب. فتغير حال أخوة يوسف وتابوا إلي الله بعد ذلك ويعنى في الحقيقة هم بدؤوا القصة مجرمين أخذوا أخاهم ووضعوه بالبئر لكن بعد ذلك تابوا إلي الله ولعلهم حصل لهم تغير على مراحل هذه كانت مرحله من المراحل.
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/318)
69 - أن الإنسان يؤيد كلامه بالشواهد إذا احتمل التكذيب أي إذا كان كلامك محتمل أن يكذبه الشخص الأخر برهن له بالشواهد فقالوا اسأل القرية التي كنا فيها وإنا لصادقون. لأنه مادام الشك في كلامهم فليؤخذ الخبر من مصادر أخرى خذ من مصادر أخرى لكي تتأكد من كلامنا.
70 - أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي. الصبر الجميل الذي لا يبوح فيه صاحبه بالشكوى بل يفوض أمره لله.
71 - حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد وعكسه من قادح التوحيد
يعقوب كم سنه الآن بعيد عن ولده اكثر من عشرين سنه تقريبا ومع ذلك قال عسى الله أن يأتينى بهم جميعا ما قال عسى أن يأتينى بالولد هذا الصغير الآن هو يعرف أنه حي لكن أسير في مصر عند الملك ...... لكن هو يقول على هذا وعلى الأول وما عنده يقين أن يوسف مات إلى الآن وما يدرى أين يوسف لكن لازال ظنه بالله قويا (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً)
72 - أن البكاء لا ينافى الصبر (وَقَالَ يَا أسفي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ) فمن البكاء والدمع انقلب سواد عينيه بياضا من كثره البكاء. ما هو الفرق بين البكاء والنياحه؟ وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكى عليه؟
نعم يجوز والدمعه التي نزلت من النبي صلي الله عليه وسلم كانت رحمه وشفقة على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم, والنياحه ليست بكاء إنما هي صراخ، زعيق، اعتراض على القضاء والقدر. البكاء ممكن يكون رحمه شفقة، وغلبة نفس، أما النياحه تسخط على القضاء والقدر وفيها شق الجيوب يمكن أن تشق الفستان أو الجيوب ممكن تحلق شعرها ممكن تلطم خديها أو يلطم وجهه هذه نياحه (ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود) والنائحة عقوبتها شديدة يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب أي ثوب من نحاس مذاب ودرع من جرب .. إلا أن تتوب إلي الله لأن النياحه من الكبائر.
(قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
73 - أن الإنسان المسلم يشكو إلي الله ولا يشكو أمره إلي الناس والشكوى للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم.
74 - الفرق بين التحسس والتجسس…. أن التجسس فيه الاطلاع على العورات والاستماع إلي حديث من لا يريدك أن تستمع إلي حديثه أما التحسس فهو تفقد الأخبار … .. جمع المعلومات بدون أن تسمع لحديث قوم لا يريدون أن تستمع لحديثهم ولا النظر من ثقب الباب أو اطلاع على عورات القوم والتجسس فيه الاطلاع على عورات القوم والاستماع إلي الحديث خفيه وهذا حرام أما أن تسأل وتقول هل رأيت فلان ذهب من هنا؟ هل مر بك فلان؟ تجد مجلس عام تسمع الكلام
ربما فيه معلومة تفيدك في البحث عن المفقود إذا التجسس في الشر والتحسس في الخير التجسس وسائله محرمه والتحسس وسائله مباحة فقد تسأل حلاق أو واحد في الطريق فتجمع معلومات للوصول إلي شيء مباح.
75 - تحريم اليأس من رحمه الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمه الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم ولا يجوز.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/319)
76 - أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى فكان أخوه يوسف الذين كادوا له جاءوا إليه اليوم متسولين شحاذين يقولون مسنا وأهلنا الضر تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين. أذلهم الله له هؤلاء الذين ظلموه أتي بهم الله أذلاء صاغرين يقولون تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين.
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
77 - أن الإنسان إذا رأى قريبه في ذل فإنه لا يزيد همه وذله بل يرق لحاله ويوقف المأساة، فيوسف ما كان يريد أن يتشفى، لو كان يريد أن يتشفى كان تركهم يسألون زيادة ويتذللون ويردهم مره ثانيه وثالثه ويعذبهم، لكن لما رأى الحال وصل بهم إلي هذا رق بهم وأوقف الأمر وكشف الحقيقة (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) كشف الموضوع فالإنسان لا يتمتع بمآسي الآخرين، فإن بعض الناس عندهم هذا الأمر… يمعن ويتمتع بالمآسي ويوسف عليه السلام لا يمكن أن يفعل ذلك.
78 - أن الإنسان لا يقول هذا المنصب بذكائي وصلت إليه وهذه المكانة بقدراتي الجبارة.
أنظر يوسف قال (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة .. فالإنسان مهما وصل لا يغتر بما وصل إليه من مرتبه أو مرحلة ويردها إلي الله (قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة.
79 - الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر.
80 - أن المسلم يراعى مشاعر إخوانه فيوسف قال (لا تثريب عليكم اليوم).
81 - العفو عند المقدرة.
82 - الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة (يغفر الله لكم) فإذا واحد ظلمك قلت يغفر الله لك .... نعم فلك أجر عظيم.
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (96) قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)).
83 - معجزات الأنبياء.
فإن القميص لما ألقى على وجه يعقوب رجع بصيرا مع أن لو أب أعمى أتيت له بقميص ولده لا يحدث هذا فالله عز وجل يخرق العادة بمعجزات الأنبياء كما حصل في هذه المعجزة المشتركة ليوسف ويعقوب عليهما السلام بإلقاء القميص على وجه يعقوب فيرتد بصيرا.
84 - أن الأشياء المعنوية يحس بها الإنسان يعنى عندما يقول (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) هل يوسف ريحه يوجد في مصر إلى فلسطين؟ لكن هناك قوه خفيه الله أودعها في نفوس الناس يمكن أن تكون معجزه ليعقوب عليه السلام أن شم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا.
85 - استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المُبَشر (فلما أن جاء البشير) هذا أول واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير، واستحباب البشارة واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة.
86 - طلب الاستغفار من الأب عند عقوقه، فإنهم عقوا أباهم فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه أو أمه؟. أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق لأن هؤلاء قالوا (يا أبانا استغفر لنا)
87 - اعترافهم بالخطأ بقولهم (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).
88 - التماس أوقات الإجابة في الدعاء لأن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره…. قال بعض المفسرين أخر الدعاء إلى السحر، يعني سوف استغفر، ولم يُعجِل بالدعاء لعظيم جريمتهم وأراد أن يخلص لله الدعاء ويتحرى ساعة الإجابة شفقة على أولاده لعل الله أن يتجاوز عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/320)
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))
89 - إكرام الأبوين وبرهما.
لأنه أوى إليه أبويه وضمهما إلي مسكنه الخاص والباقي أنزلهم في غرف الضيوف. مثل أن يكون لك غرفة خاصة مهيئة مزينه فإذا جاء والدك أو والدتك تؤويهم في نفس المكان الذي أنت فيه؟ أم في غرفة الضيف؟
غرفة الضيف يمكن أن تكون لأي أحد لكن إذا أنزلتهم في مكانك الخاص فهذا زيادة إكرام وهذا ما يليق بالوالدين … .. والبر بهما.
90 - طمأنة الخائف (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) آمنين لا خوف عليكم.
مثل ما قال الرجل الصالح في قصة موسى (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) لأن هذا ما يحتاج إليه الشخص الخائف.
91 - (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فيها مزيد إكرام كما تقدم.
92 - (وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً) كان هذا جائز في شريعتهم ولا يجوز في شرعنا لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ) فإن شرع من كان قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ أو ينهي عنه.
ذكر بن كثير (2/ 644) في تفسير هذه الآية "وخروا له سجداً" {أي سجد له أبواه وإخوته الباقون. وكانوا أحد عشر رجلاً وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام, فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره. وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذا يا معاذ؟ " فقال إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله فقال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها". وفي حديث آخر: أن سلمان لقي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وكان سلمان حديث عهد بالإسلام فسجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تسجد لي يا سلمان واسجد للحي الذي لا يموت" والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم ولهذا خروا له سجداً.}
93 - أن تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة. أي أن الإنسان يرى رؤيا اليوم يتحقق تأويلها بعد عشرين سنه …ثلاثين سنه وأنه لا يشترط أن يرى الواحد الرؤيا اليوم…… .. غدا يقع تأويلها؟ لا.
يمكن أن يكون هناك فارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا علي الواقع وبين الرؤيا نفسها.
94 - الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها وإيذاءها فإن يوسف قال (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) ما قال بعد ما ظلمني أخوتي ما قال بعد ما القوني في الجب… .. يعنى وضع اللوم على الشيطان بدلا من أن يضعه على أخوته وهذا من مكارم الأخلاق ومما يليق بالأنبياء ……هذه أخلاق الأنبياء.
95 - الاعتراف لله بالنعم في جميع الأحوال التي يتقلب فيها الإنسان.
(أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) أي منه من الله على أن جمع شمل العائلة مره أخرى وإخراجي من الجب نعمه…. وإخراجي من السجن نعمه… ولم شمل العائلة نعمه.
96 - قال يوسف: (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ولم يقل الجب فلماذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/321)
طبعا يلاحظ أن يوسف هنا قال (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ولم يقل الجب مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره بالمرة …. فأنت إذا ظلمك أحد أقربائك مثلا فلا تقل الحمد لله انتهينا من المشاكل التي عملها فلان بل اعرض عن هذا واضرب عنه صفحا ولا تذكره وهذا من مكارم الأخلاق. وهذا خلق الأنبياء (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)
ـ[الخنساء]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:36 ص]ـ
97 - أن الله لطيف وأنه يلطف بعباده وكم لطف بيوسف فلم يجعله يموت في الجب ولا يجعله يبقى في السجن ولم يبقى فقيرا ولم يبقى مظلوما و إنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين
98 - قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا…فسبحان من جمع هذه الأسرة بعد هذه الفترة الطويلة.
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)).
99 - أن الإنسان المسلم إذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الإسلام وبقى أن يهتم جدا بالخاتمة وهى الوفاة على الإسلام. لذلك لما رأى يوسف كل ما يريد يتحقق ... العزة في الدنيا تحققت والملك صار إليه والمكانة والغنى واجتماع الأهل ومجيء الأبوين .... تحقق كل ما يريد ماذا قال؟ (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ) هذه منه (وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) وحصل كل ما يريد أيش الدعاء؟
(تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) فإذا نلت كل ما تتمنى في الدنيا بقى شيء مهم وهى أن تخرج منها على ما يرضى الله (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الصالحين فيهم الأنبياء الذين مضوا قبله فهم الرفيق الأعلى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم لما نزل به الموت خير…. يبقى في الدنيا أو يلتحق بالرفيق الأعلى قال بل الرفيق الأعلى ورحل. من هم الرفيق الأعلى؟ هؤلاء النبيون والصديقون والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وهو الأعلى لأنه عند الله (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) (الحديد:19).
100 - (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) هذه الآية وكل من الآيتين (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)) & (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7))
دلت بمجموعها علي أن المراد من القصة هو الوقوف علي العبر والعظات التي فيها وأنها ما كانت قصة مفتراه ولكنها تصديق لما جاء من قبل لأهل الكتاب وتفصيل للشرائع وهداية للخلق من الغواية والضلال ورحمة للمؤمنين……… وعلية فلن ينتفع بهذه الآيات إلا أولوا الألباب أي أصحاب العقول الزكيه الطاهرة وهكذا سائر القصص في القرآن.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:41 م]ـ
بارك الله فيكِ ورزقكِ الجنة
وجزى الله الشيخ المنجد على هذه الفوائد وبارك في علمه(39/322)
أهل الحديث--شيح الاسلام أبن تيمية
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:30 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الرَّدِّ عَلَى بَعْضِ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْكَلَامِ لَمَّا تَكَلَّمُوا فِي الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَذَمُّوهُمْ بِقِلَّةِ الْفَهْمِ
وَأَنَّهُمْ لَا يَفْهَمُونَ مَعَانِيَ الْحَدِيثِ وَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ صَحِيحِهِ مِنْ ضَعِيفِهِ وَيَفْتَخِرُونَ عَلَيْهِمْ بِحِذْقِهِمْ وَدِقَّةِ عُلُومِهِمْ فِيهَا فَقَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: لَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا مَوْجُودٌ فِي بَعْضِهِمْ يَحْتَجُّونَ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ فِي مَسَائِلِ الْفُرُوعِ وَالْأُصُولِ وَآثَارٍ مُفْتَعَلَةٍ وَحِكَايَاتٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ وَيَذْكُرُونَ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مَا لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ وَقَدْ رَأَيْت مِنْ هَذَا عَجَائِبَ؛ لَكِنَّهُمْ بِالنِّسْبَةِ إلَى غَيْرِهِمْ فِي ذَلِكَ كَالْمُسْلِمِينَ بِالنِّسْبَةِ إلَى بَقِيَّةِ الْمِلَلِ فَكُلُّ شَرٍّ فِي بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ فِي غَيْرِهِمْ أَكْثَرُ وَكُلُّ خَيْرٍ يَكُونُ فِي غَيْرِهِمْ فَهُوَ فِيهِمْ أَعْظَمُ وَهَكَذَا أَهْلُ الْحَدِيثِ بِالنِّسْبَةِ إلَى غَيْرِهِمْ وَبِإِزَاءِ تَكَلُّمِ أُولَئِكَ بِأَحَادِيثَ لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهَا تَكَلَّفَ هَؤُلَاءِ مِنْ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرُ وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْإِمَامِ أَحْمَد: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ خَيْرٌ مِنْ الرَّأْيِ وَقَدْ أَمَرَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو ابْنُ الصَّلَاحِ بِانْتِزَاعِ مَدْرَسَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الْآمِدِيَّ وَقَالَ: أَخْذُهَا مِنْهُ أَفْضَلُ مِنْ أَخْذِ عَكَّا. مَعَ أَنَّ الْآمِدِيَّ لَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِهِ أَكْثَرَ تَبَحُّرًا فِي الْفُنُونِ الْكَلَامِيَّةِ وَالْفَلْسَفِيَّةِ مِنْهُ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ إسْلَامًا وَأَمْثَلِهِمْ اعْتِقَادًا وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْأُمُورَ الدَّقِيقَةَ - سَوَاءٌ كَانَتْ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا؛ إيمَانًا أَوْ كُفْرًا - لَا تُدْرَكُ إلَّا بِذَكَاءِ وَفِطْنَةٍ؛ فَلِذَلِكَ يستجهلون مَنْ لَمْ يُشْرِكْهُمْ فِي عَمَلِهِمْ وَإِنْ كَانَ إيمَانُهُ أَحْسَنَ مِنْ إيمَانِهِمْ؛ إذَا كَانَ مِنْهُ قُصُورٌ فِي الذَّكَاءِ وَالْبَيَانِ وَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} الْآيَاتِ. فَإِذَا تَقَلَّدُوا عَنْ طَوَاغِيتِهِمْ أَنَّ كُلَّ مَا لَمْ يَحْصُلْ بِهَذِهِ الطُّرُقِ الْقِيَاسِيَّةِ لَيْسَ بِعِلْمِ وَقَدْ لَا يَحْصُلُ لِكَثِيرِ مِنْهُمْ مِنْهَا مَا يَسْتَفِيدُ بِهِ الْإِيمَانَ الْوَاجِبَ فَيَكُونُ كَافِرًا زِنْدِيقًا؛ مُنَافِقًا جَاهِلًا؛ ضَالًّا مُضِلًّا ظَلُومًا كَفُورًا وَيَكُونُ مِنْ أَكَابِرِ أَعْدَاءِ الرُّسُلِ وَمُنَافِقِي الْمِلَّةِ مِنْ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} وَقَدْ يَحْصُلُ لِبَعْضِهِمْ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ وَيَكُونُ مُرْتَدًّا: إمَّا عَنْ أَصْلِ الدِّينِ أَوْ بَعْضِ شَرَائِعِهِ إمَّا رِدَّةَ نِفَاقٍ وَإِمَّا رِدَّةَ كُفْرٍ وَهَذَا كَثِيرٌ غَالِبٌ؛ لَا سِيَّمَا فِي الْأَعْصَارِ وَالْأَمْصَارِ الَّتِي تَغْلِبُ فِيهَا الْجَاهِلِيَّةُ وَالْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ فَهَؤُلَاءِ مِنْ عَجَائِبِ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ وَالضَّلَالِ مَا لَا يَتَّسِعُ لِذِكْرِهِ الْمَقَالُ. وَإِذَا كَانَ فِي الْمَقَالَاتِ الْخَفِيَّةِ فَقَدْ يُقَالُ: إنَّهُ فِيهَا مُخْطِئٌ ضَالٌّ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ صَاحِبُهَا لَكِنْ ذَلِكَ يَقَعُ فِي طَوَائِفَ مِنْهُمْ فِي الْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي يَعْلَمُ الْخَاصَّةُ وَالْعَامَّةُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهَا مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكُونَ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/323)
وَسَلَّمَ بُعِثَ بِهَا وَكَفَرَ مَنْ خَالَفَهَا مِثْلَ أَمْرِهِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَنَهْيِهِ عَنْ عِبَادَةِ أَحَدٍ سِوَى اللَّهِ: مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ فَإِنَّ هَذَا أَظْهَرُ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَمِثْلَ مُعَادَاةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ وَمِثْلَ تَحْرِيمِ الْفَوَاحِشِ وَالرِّبَا وَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. ثُمَّ تَجِدُ كَثِيرًا مِنْ رُءُوسِهِمْ وَقَعُوا فِي هَذِهِ الْأَنْوَاعِ فَكَانُوا مُرْتَدِّينَ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَتُوبُونَ مِنْ ذَلِكَ وَيَعُودُونَ كَرُءُوسِ الْقَبَائِل مِثْلَ: الْأَقْرَعِ وعيينة وَنَحْوِهِمْ مِمَّنْ ارْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَامِ ثُمَّ دَخَلَ فِيهِ فَفِيهِمْ مَنْ كَانَ يُتَّهَمُ بِالنِّفَاقِ وَمَرَضِ الْقَلْبِ وَفِيهِمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَكَثِيرٌ مِنْ رُءُوسِ هَؤُلَاءِ هَكَذَا تَجِدُهُ تَارَةً يَرْتَدُّ عَنْ الْإِسْلَامِ رِدَّةً صَرِيحَةً وَتَارَةً يَعُودُ إلَيْهَا وَلَكِنْ مَعَ مَرَضٍ فِي قَلْبِهِ وَنِفَاقٍ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ حَالٌ ثَالِثَةٌ يَغْلِبُ الْإِيمَانُ فِيهَا النِّفَاقَ لَكِنْ قَلَّ أَنْ يَسْلَمُوا مِنْ نَوْعِ نِفَاقٍ وَالْحِكَايَاتُ عَنْهُمْ بِذَلِكَ مَشْهُورَةٌ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ ذَلِكَ طَرَفًا فِي أَوَّلِ " مُخْتَلَفِ الْحَدِيثِ " وَقَدْ حَكَى أَهْلُ الْمَقَالَاتِ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ مِنْ ذَلِكَ طَرَفًا كَمَا يَذْكُرُهُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الباقلاني وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشهرستاني وَغَيْرُهُمْ. وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُصَنِّفُ فِي دِينِ الْمُشْرِكِينَ وَالرِّدَّةِ عَنْ الْإِسْلَامِ كَمَا صَنَّفَ الرازي كِتَابَهُ فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَأَقَامَ الْأَدِلَّةَ عَلَى حُسْنٍ ذَلِكَ وَمَنْفَعَتِهِ وَرَغَّبَ فِيهِ وَهَذِهِ رِدَّةٌ عَنْ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ عَادَ إلَى الْإِسْلَامِ وَجَمِيعُ مَا يَأْمُرُونَ بِهِ مِنْ الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ لَا يَكْفِي فِي النَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَضْلًا أَنْ يَكُونَ مُوَصِّلًا لِنَعِيمِ الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} الْآيَتَيْنِ وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} إلَى آخِرِ السُّورَةِ فَأَخْبَرَ هُنَا بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ بِهِ فِي الْأَعْرَافِ وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُعْرِضِينَ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَ اللَّهِ وَحَّدُوا اللَّهَ وَتَرَكُوا الشِّرْكَ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ فِرْعَوْنَ. وَهُوَ كَافِرٌ بِالتَّوْحِيدِ وَالرِّسَالَةِ: أَنَّهُ لَمَّا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ} الْآيَةُ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} الْآيَتَيْنِ. وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ فِي مَوَاضِعَ يُبَيِّنُ أَنَّ الرُّسُلَ أُمِرُوا بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَنُهُوا عَنْ عِبَادَةِ شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ سِوَاهُ وَأَنَّ أَهْل السَّعَادَةِ هُمْ أَهْلُ التَّوْحِيدِ وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ هَمّ أَهْلُ الشَّقَاوَةِ وَيُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرُّسُلِ مُشْرِكُونَ فَعُلِمَ أَنَّ التَّوْحِيدَ وَالْإِيمَانَ بِالرُّسُلِ مُتَلَازِمَانِ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فَالثَّلَاثَةُ مُتَلَازِمَةٌ؛ وَلِهَذَا يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}. وَأَخْبَرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الرِّسَالَةَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/324)
عَمَّتْ جَمِيعَ بَنِي آدَمَ؛ فَهَذِهِ الْأُصُولُ الثَّلَاثَةُ: تَوْحِيدُ اللَّهِ وَالْإِيمَانُ بِرُسُلِهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ أُمُورٌ مُتَلَازِمَةٌ؛ وَلِهَذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} إلَى قَوْلِهِ: {وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} فَأَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ لَهُمْ أَعْدَاءٌ وَهُمْ شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ الْمُزَخْرَفَ وَهُوَ: الْمُزَيَّنُ الْمُحَسَّنُ يُغْرُونَ بِهِ وَالْغُرُورُ: التَّلْبِيسُ وَالتَّمْوِيهُ وَهَذَا شَأْنُ كُلِّ كَلَامٍ وَكُلِّ عَمَلٍ يُخَالِفُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ أَمْرِ الْمُتَكَلِّمَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين ثُمَّ قَالَ: {وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} فَعَلِمَ أَنَّ مُخَالَفَةَ الرُّسُلِ وَتَرْكَ الْإِيمَانِ بِالْآخِرَةِ مُتَلَازِمَانِ فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْآخِرَةِ أَصْغَى إلَى زُخْرُفِ أَعْدَائِهِمْ فَخَالَفَ الرُّسُلَ كَمَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي أَصْنَافِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَغَيْرِهَا؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} إلَى قَوْلِهِ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} فَأَخْبَرَ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكُوا الْكِتَابَ وَهُوَ الرِّسَالَةُ يَقُولُونَ إذَا جَاءَ تَأْوِيلُهُ - وَهُوَ مَا أَخْبَرَ بِهِ - جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ. وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}. . الْآيَتَيْنِ أَخْبَرَ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكُوا اتِّبَاعَ آيَاتِهِ يُصِيبُهُمْ مَا ذَكَرَ فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ أَصْلَ السَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ مِنْ الْعَذَابِ هُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَالْإِيمَانُ بِرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ؛ وَهَذِهِ الْأُمُورُ لَيْسَتْ فِي حِكْمَتِهِمْ لَيْسَ فِيهَا الْأَمْرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَالنَّهْيُ عَنْ عِبَادَةِ الْمَخْلُوقَاتِ بَلْ كُلُّ شِرْكٍ فِي الْعَالَمِ إنَّمَا حَدَثَ بِرَأْيِ جِنْسِهِمْ فَهُمْ الْآمِرُونَ بِالشِّرْكِ وَالْفَاعِلُونَ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَأْمُرْ بِالشِّرْكِ مِنْهُمْ فَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ بَلْ يُقِرُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ وَإِنْ رَجَّحَ الْمُوَحِّدِينَ تَرْجِيحًا مَا فَقَدْ يُرَجِّحُ غَيْرُهُ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ يُعْرِضُ عَنْ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا. فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ نَافِعٌ جِدًّا. وَقَدْ رَأَيْت مِنْ مُصَنَّفَاتِهِمْ فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْمَلَائِكَةِ وَعِبَادَةِ الْأَنْفُسِ الْمُفَارِقَةِ: أَنْفُسِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ مَا هُوَ أَصْلُ الشِّرْكِ وَهُمْ إذَا ادَّعَوْا التَّوْحِيدَ فَإِنَّمَا تَوْحِيدُهُمْ بِالْقَوْلِ لَا بِالْعِبَادَةِ وَالْعَمَلِ وَالتَّوْحِيدِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ التَّوْحِيدِ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَهَذَا شَيْءٌ لَا يَعْرِفُونَهُ. وَالتَّوْحِيدُ الَّذِينَ يَدَّعُونَهُ إنَّمَا هُوَ تَعْطِيلُ حَقَائِقِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَفِيهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ مَا هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْإِشْرَاكِ؛ فَلَوْ كَانُوا مُوَحِّدِينَ بِالْقَوْلِ وَالْكَلَامِ وَهُوَ: أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِمَا وَصَفَتْهُ بِهِ رُسُلُهُ لَكَانَ مَعَهُمْ التَّوْحِيدُ دُونَ الْعَمَلِ وَذَلِكَ لَا يَكْفِي فِي السَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَيَتَّخِذُوهُ إلَهًا دُونَ مَا سِوَاهُ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " فَكَيْفَ وَهُمْ فِي الْقَوْلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/325)
وَالْكَلَامِ مُعَطِّلُونَ جَاحِدُونَ لَا مُوَحِّدُونَ وَلَا مُخْلِصُونَ فَإِذَا كَانَ مَا تَحْصُلُ بِهِ السَّعَادَةُ وَالنَّجَاةُ مِنْ الشَّقَاوَةِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَصْلًا كَانَ مَا يَأْمُرُونَ بِهِ مِنْ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالسِّيَاسَاتِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. وَالْقَوْمُ وَإِنْ كَانَ لَهُمْ ذَكَاءٌ وَفِطْنَةٌ وَفِيهِمْ زُهْدٌ وَأَخْلَاقٌ فَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُوجِبُ السَّعَادَةَ وَالنَّجَاةَ مِنْ الْعَذَابِ إلَّا بِالْأُصُولِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَإِنَّمَا قُوَّةُ الذَّكَاءِ بِمَنْزِلَةِ قُوَّةِ الْبَدَنِ وَالْإِرَادَةِ فَاَلَّذِي يُؤْتَى فَضَائِلَ عِلْمِيَّةٍ وَإِرَادِيَّةٍ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُؤْتَى قُوَّةً فِي جِسْمِهِ وَبَدَنِهِ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَهْلُ الرَّأْيِ وَالْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْإِمَارَةِ وَكُلٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئًا إلَّا أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَيُؤْمِنُ بِرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. وَلَمَّا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْعِلْمِ قَدْ يُعَارِضُونَ الرُّسُلَ وَقَدْ يُتَابِعُونَهُمْ ذَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَذَكَرَ فِرْعَوْنَ؛ وَاَلَّذِي حَاجَّ إبْرَاهِيمَ لَمَّا آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ؛ وَالْمَلَأَ مِنْ قَوْمٍ نُوحٍ وَعَادٍ وَغَيْرَهُمْ وَذَكَرَ قَوْلَ عُلَمَائِهِمْ كَقَوْلِهِ: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} وَقَالَ: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} إلَى قَوْلِهِ: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} إلَى قَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} الْآيَةَ. وَالسُّلْطَانُ: هُوَ الْوَحْيُ الْمُنَزَّلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. وَقَدْ ذَكَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ: " حم غَافِرُ " مِنْ حَالِ مُخَالِفِي الرُّسُلِ مِنْ الْمُلُوكِ وَالْعُلَمَاءِ وَمُجَادَلَتِهِمْ مَا فِيهِ عِبْرَةٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَمِثْلَ قَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} إلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}. وَكَذَلِكَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَالْأَعْرَافِ وَعَامَّةِ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ وَطَائِفَةٍ مِنْ السُّوَرِ الْمَدَنِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى خِطَابِ هَؤُلَاءِ وَضَرْبِ الْمَقَايِيسِ وَالْأَمْثَالِ لَهُمْ وَذِكْرِ قَصَصِهِمْ وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مَعَهُمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً}. . الْآيَةَ. فَأَخْبَرَ بِمَا مُكِّنُوا فِيهِ مِنْ أَصْنَافِ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ وَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا حَيْثُ جَحَدُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَالرِّسَالَةِ؛ وَلِهَذَا حَدَّثَنِي ابْنُ الشَّيْخِ الْفَقِيه الْخُضَرِيّ عَنْ وَالِدِهِ شَيْخِ الْحَنَفِيَّةِ فِي زَمَنِهِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ بخارى يَقُولُونَ فِي ابْنِ سِينَا: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} الْآيَةَ وَالْقُوَّةُ تَعُمُّ قُوَّةَ الْإِدْرَاكِ النَّظَرِيَّةِ وَقُوَّةَ الْحَرَكَةِ الْعَمَلِيَّةِ وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً} فَأَخْبَرَ بِفَضْلِهِمْ فِي الْكُمِّ وَالْكَيْفِ وَأَنَّهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/326)
أَشَدَّ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي آثَارِهِمْ فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ قَالَ - سُبْحَانَهُ - عَنْ أَتْبَاعِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْعِلْمِ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} إلَى قَوْلِهِ: {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ} وَمِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ يُذْكَرُ فِيهِ قَوْلُ أَعْدَاءِ الرُّسُلِ وَأَفْعَالُهُمْ وَمَا أُوتُوهُ مِنْ قُوَى الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ الَّتِي لَمْ تَنْفَعْهُمْ لَمَّا خَالَفُوا الرُّسُلَ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الْمُنْتَسِبِينَ إلَى أَتْبَاعِ الرُّسُلِ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْعِبَادِ وَالْمُلُوكِ مِنْ النِّفَاقِ وَالضَّلَالِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} الْآيَةَ و (يَصُدُّونَ يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا؛ يُقَالُ: صَدَّ صُدُودًا أَعْرَضَ كَقَوْلِهِ: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} وَيُقَالُ: صَدَّ غَيْرَهُ يَصُدُّهُ وَالْوَصْفَانِ يَجْتَمِعَانِ فِيهِمْ. وَمِثْلَ قَوْله تَعَالَى {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} الْآيَةَ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا} فَبَيَّنَ أَنَّ فِي الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مُؤْمِنِينَ وَمُنَافِقِينَ وَإِذَا كَانَ سَعَادَةُ الْأَوَّلِينَ والآخرين هِيَ اتِّبَاعُ الْمُرْسَلِينَ فَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِذَلِكَ أَعْلَمُهُمْ بِآثَارِ الْمُرْسَلِينَ وَأَتْبَعُهُمْ لِذَلِكَ فَالْعَالِمُونَ بِأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ الْمُتَّبِعُونَ لَهَا هُمْ أَهْلُ السَّعَادَةِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَهُمْ الطَّائِفَةُ النَّاجِيَةُ مِنْ أَهْلِ كُلِّ مِلَّةٍ وَهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَالرُّسُلُ عَلَيْهِمْ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ وَقَدْ بَلَّغُوا الْبَلَاغَ الْمُبِينَ. وَخَاتَمُ الرُّسُلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَزَلَ [اللَّهُ] إلَيْهِ كِتَابًا مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَهُوَ الْأَمِينُ عَلَى جَمِيعِ الْكُتُبِ وَقَدْ بَلَّغَ أَبْيَنَ الْبَلَاغِ وَأَتَمَّهُ وَأَكْمَلَهُ وَكَانَ أَنْصَحَ الْخَلْقِ لِعِبَادِ اللَّهِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفًا رَحِيمًا بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَعَبَدَ اللَّهَ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ فَأَسْعَدُ الْخَلْقِ وَأَعْظَمُهُمْ نَعِيمًا وَأَعْلَاهُمْ دَرَجَةً أَعْظَمُهُمْ اتِّبَاعًا لَهُ وَمُوَافَقَةً عِلْمًا وَعَمَلًا وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.(39/327)
أريد ترجمة كاملة لأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:54 م]ـ
الإخوة الكرام وفقكم الله
أريد ترجمة كاملة لأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، مع العزو للكتاب والصفحات
ـ[أبو سفيان الدامري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:17 ص]ـ
أخي الحبيب: هذه خلاصة لترجمة أبي العباس:
محمد بن يعقوب بن يونس بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي الأصم النيسابوري أبو العباس، روى عن الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني وأحمد بن عبدالجبار العطاردي والعباس بن محمد الدوري، روى عنه أبو أحمد بن عدي والإمام أبو بكر الإسماعيلي وأبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال ابن أبي حاتم: بلغنا أنه ثقة صدوق، وقال الذهبي: ثقة، وقال أيضاً: وكان محدث عصره ولم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته، وقال السيوطي: محدث عصره بلا مدافعة، (ت346هـ) (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات المحدثين (111)، طبقات الحفاظ (355)، شذرات الذهب (1/ 373)، سير أعلام النبلاء (15/ 452)، طبقات الشافعية (2/ 133)، البداية والنهاية (11/ 232)، النجوم الزاهرة (3/ 318)، التقييد (124). undefinedundefined
ـ[أبو سفيان الدامري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:26 ص]ـ
أخي الحبيب: هذه خلاصة لترجمة أبي العباس:
محمد بن يعقوب بن يونس بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي الأصم النيسابوري أبو العباس، روى عن الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني وأحمد بن عبدالجبار العطاردي والعباس بن محمد الدوري، روى عنه أبو أحمد بن عدي والإمام أبو بكر الإسماعيلي وأبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال ابن أبي حاتم: بلغنا أنه ثقة صدوق، وقال الذهبي: ثقة، وقال أيضاً: وكان محدث عصره ولم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته، وقال السيوطي: محدث عصره بلا مدافعة، (ت346هـ) (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات المحدثين (111)، طبقات الحفاظ (355)، شذرات الذهب (1/ 373)، سير أعلام النبلاء (15/ 452)، طبقات الشافعية (2/ 133)، البداية والنهاية (11/ 232)، النجوم الزاهرة (3/ 318)، التقييد (124). undefinedundefined
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:45 م]ـ
جزاك الله خيرا(39/328)
هل ثبتت رؤية هلال شهر ذي الحجة 1425
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 04:09 م]ـ
نرجو ممن له اطلاع من الأفاضل (وما أكثرهم في منتدانا المبارك)
أن يخبرنا ... وجزاكم الله خيرا.
ـ[سؤول]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:06 م]ـ
عاجل
نرجو ممن له اطلاع من الأفاضل (وما أكثرهم في منتدانا المبارك)
أن يخبرنا ... وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:53 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:31 م]ـ
للرفع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:47 م]ـ
أرجو الإفادة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:05 م]ـ
خرجنا من المسجد قبل قليل، ورأينا الهلال ظاهر يراه حتى من بصره رديء،
وبينما أنا أكتب أتصل علي أخي وقال: إن الوالدة: تقول القمر طالع السماء .. أخرج انظر إليه قلت: قد رأيته.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:19 م]ـ
وماذا قال مجلس القضاء العالي؟؟؟
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:45 ص]ـ
????????
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني الأفاضل بالمملكة العربية السعودية هل بالفعل قد رأى أحد هلال شهر ذي الحجة، وهل هناك أي نزاع هناك على هذه المسألة حيثُ أنه قد اتصل عليَّ أحد الأخوة أخبرني بأن البعض اتصل به وقال أن اليوم هو الثاني من شهر ذي الحجة في المملكة.
برجاء الإفادة، وجزاكم الله خيراً
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:58 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 04:59 م]ـ
هل صحيح أن مجلس القضاء العالي أعلن أن اليوم الأربعاء هو أول ذي
الحجة 1425 هـ؟؟؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد نشر في موقع الساحات ما يلي:
قبل قليل صدر بيان من القضاء الأعلى مفاده بأنه لم يتقدم أحد يشهد بدخول شهر ذي الحجة، وعليه يكون اليوم الأربعاء هو أول أيام ذي الحجة .. والوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس، والعيد يوم الجمعة إن شاء الله.
الرابط:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@182.eazEpM
السؤال
rvbU.4@.1dd6e539
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[13 - 01 - 05, 12:17 ص]ـ
ـــــــــ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فنظرا لأن شهر شوال ثبت دخوله يوم السبت ولم يتقدم أحد يخبر بدخول شهر ذي القعدة يوم الأحد ولأن يوم الثلاثاء / 30 ذي القعدة / حسب تقويم أم القرى هو تمام ستين يوما بعد شهر رمضان ولم يرد للمجلس عن دخول شهر ذي الحجة ليلة الثلاثاء ما يفيد دخول الشهر وإنما ورد نفي الرؤية وعليه فإن يوم الأربعاء 1/ 12 / 1425هـ حسب تقويم أم القرى الموافق 12 يناير 2005م هو أول أيام شهر ذي الحجة وبهذا يكون الوقوف بعرفة يوم الخميس التاسع من ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الموافق 21 يناير 2005م.
ومجلس القضاء الأعلى إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يكشف عن المسلمين كل كربة ويدفع عنهم كل بلاء وفتنة وأن ييسر لحجاج بيت الله الحرام سبل أداء حجهم ويغفر لنا ولهم الذنوب وأن يتقبل من المسلمين في كل مكان أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وأن يجمعهم على الهدى ويؤلف بينهم ويرزقهم القيام بحقوق دين الإسلام وأن ينصرهم بالحق وينصر الحق بهم إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة.
رئيس المجلس صالح بن محمد اللحيدان
ناصر بن إبراهيم الحبيب عضو
غيهب بن محمد الغيهب عضو
محمد ابن الأمير عضو
محمد بن سليمان البدر عضو
ـــــــــ
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني الكرام جزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم لقد رأينا الهلال هذه الليله وكان مرتفعا مما يوحي لك أنها ليلة أثنين، وقد رآه معنا الكثير من جماعة المسجد وتحدثوا عنه وهم متعجبين من الأمر وقال بعضهم الليله أثنين ذو الحجه و لا يمكن أن تكون ليلة واحد وقله منهم ذهبوا إلي أنها ليلة ثلاث وليست أثنين ... والله أعلم
اليوم حدثني صديق بأنه شاهد الهلال ليلة البارحه فسأل أخاه وهو من طلبة العلم فقال أنه رآه أيضا ولكنه سينتظر قرار مجلس القضاء الأعلي ..
والله المستعان
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:52 ص]ـ
عن أبي البختري قال: خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة، قال: تراءينا الهلال، فقال بعض القوم هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم هو ابن ليلتين، قال فلقينا ابن عباس فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم هو ابن ليلتين، فقال: أي ليلة رأيتموه؟ فقلنا: ليلة كذا وكذا، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (إن الله مده للرؤية، فهو لليلة رأيتموه).
ولعل هذا في صحيح مسلم، ولذلك يقول كثير من الفقهاء: لا عبرة بكبر الهلال ولا بصغره فإذا رئي مساء فهو لليلة القادمة.
فلا إشكال ولا لبس - بارك الله فيكم - وقرار المجلس على الجادة، وقد وافق الخبر الخبر.
فاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، هلال خير وبركة.
و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/329)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 01 - 05, 10:06 م]ـ
أحسنت أخي الفهم الصحيح
وكذا قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك أمس إن الشهر إذا تم روي الهلال ـ هلال الوفا ـ هكذا كبيرا ..
وهذا معروف.
أو نحو هذا الكلام.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:12 م]ـ
- أحسنتم ... بارك الله فيكم
وللتذكير ... فالذي فعله المسلمون هو المشروع، إذ لم يتعبدنا الله إلاَّ برؤيته ليلته، وقد يكون ممكن الرؤية ولا يُرى.
ولم نُتعبَّد إلاَّ بما وقع آنئذٍ لا بما في نفس الأمر.
وقد تقدَّم مثل هذا في الدلائل التي يجب على المسلمين الأخذ بها وإن أخطأت الحق في نفس الأمر.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 12:41 ص]ـ
[من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال لليلة، فيقال: هو ابن ليلتين]. (صحيح). وله شواهد تقويه: عن أنس مرفوعا به، وزاد: وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة. والشطر الأول منه له شاهد من حديث ابن مسعود قال: من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين. وأما الزيادة الأخرى (وأن يظهر موت الفجأة) فله شاهد عن عمارة: من اقتراب الساعة أن يفشو الفالج، وموت الفجأة. (راجع التفاصيل في الكتاب).
صححه لألباني في السلسلة الصحيحة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وعليه يكون اليوم الأربعاء هو أول أيام ذي الحجة .. والوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس، والعيد يوم الجمعة إن شاء الله.
وهذا الذي نقله شيخنا أبو خالد هو الموافق للحساب الفلكي القطعي.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:29 م]ـ
[من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال لليلة، فيقال: هو ابن ليلتين]. (صحيح). وله شواهد تقويه: عن أنس مرفوعا به، وزاد: وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة. والشطر الأول منه له شاهد من حديث ابن مسعود قال: من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين. وأما الزيادة الأخرى (وأن يظهر موت الفجأة) فله شاهد عن عمارة: من اقتراب الساعة أن يفشو الفالج، وموت الفجأة. (راجع التفاصيل في الكتاب).
صححه لألباني في السلسلة الصحيحة
بين الإخوة عدم الموافقة على تصحيح الشيخ الألباني وأن الحديث ضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4726&highlight=%C7%E4%CA%DD%C7%CE+%C7%E1%C3%E5%E1%C9
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:01 م]ـ
وهذا الذي نقله شيخنا أبو خالد هو الموافق للحساب الفلكي القطعي.
تبين أن ما يدعيه الفلكيون من القطعية في هذه الأمور غير صحيح.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:22 م]ـ
انظر هذا الرابط بحث قيم له صلة بالموضوع
http://saaid.net/Doat/samer/6.htm
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:27 م]ـ
بين الإخوة عدم الموافقة على تصحيح الشيخ الألباني وأن الحديث ضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4726&highlight=%C7%E4%CA%DD%C7%CE+%C7%E1%C3%E5%E1%C9
أخي عبد الله بن خميس وفقه الله
المسألة اجتهادية ولألباني إمام بارز في هذا الشأن.
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:50 م]ـ
لا أدري ماذا سيقول كثير من الإخوة بعد أن أصدر مجلس القضاء الأعلى قبل قليل بياناً تراجع فيه عن بيانه السابق؛ وأكّد أن شهر ذي الحجة قد دخل يوم الثلاثاء، وأن يوم عرفة الأربعاء، والعيد الخميس؟!
التأني مطلوب في كثير من الأحكام التي نطلقها.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:53 م]ـ
مجلس القضاء الأعلى أصدر بيانا جديدا ذكر فيه دخول الشهر ليلة الثلاثاء
بناء على شهادة اثنين تقدما إلى قاضي الرين في المملكة
وذكروا وفقهم الله وسددهم أن الوقوف بعرفة يوم الأربعاء والعيد يوم الخميس
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:54 م]ـ
ــــــــــــــ
أصدر مجلس القضاء الأعلى قبل قليل بياناً تراجع فيه عن بيانه السابق؛ وأكّد أن شهر ذي الحجة قد دخل يوم الثلاثاء، وأن يوم عرفة الأربعاء، والعيد الخميس.
ــــــــــــــ
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:58 م]ـ
أوَ صحيح هذا؟؟؟
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:01 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/330)
صدر عن مجلس القضاء الأعلى ما يلي:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فإن مجلس القضاء الأعلى قد أصدر بيانا بأن يوم الأربعاء الموافق 1/ 12 حسب تقويم أم القرى هو أول شهر ذي الحجة رغم أن الناس رأوا القمر مساء يوم الثلاثاء 30 ذي القعدة حسب تقويم أم القرى في عامة المدن ورأوه عاليا؛ ولأن مجرد ذلك لا يكفي لاعتبار الشهر داخلا يوم الثلاثاء ولأنه لم يتقدم أحد برؤية الهلال مساء الإثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة فقد اعتمد المجلس إكمال العدة لحديث "فإن غم عليكم فأكملوا العدة".
ونظرا لأنه تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين وتبلغت محكمة الرين بذلك فطلبهم فضيلة قاضي الرين وحضر منهم إثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما وذكر فضيلة قاضي الرين أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات ومعهما شاب رآه معهما لكن لم يحضر إلى المحكمة لبعدهما.
وبناء على ذلك ولأنه إذا ثبتت الرؤية المعتبرة للعبادة وقد ثبتت لذا فإن مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية يقرر أنه ثبت دخول ذي الحجة هذا العام 1425هـ يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير عام 2005م والوقوف بعرفة يوم الأربعاء الموافق 19 يناير 2005م وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الموافق 20 يناير 2005م.
ومجلس القضاء إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يوفق حجاج بيت الله الحرام لأداء حجهم وأن يتفضل عليهم بالقبول وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يصلح حال المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق وأن يؤلف بينهم وأن يدفع عنهم كل شر وبلاء وفتنة أنه مجيب الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو غيهب بن محمد الغيهب
عضو محمد بن الأمير
عضو محمد البدر
رئيس مجلس القضاء
صالح بن محمد اللحيدان
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:02 م]ـ
لا أدري ما الإشكال في بيان المجلس
فهو على الجادة أولا وآخرا
فالبيان الأول صدر بناء على عدم تقدم شهود
والبيان الجديد هو بناء على شهادة عدلين تقدما إلى القاضي الشرعي ولا يطعن في الشهادة تأخر الأداء كما هو معلوم فحكم المجلس بدخول الشهر بناء على شهادة عدلين
فهو على الجادة أيضا
وجزى الله مشايخنا خيرا
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:13 م]ـ
الأخ أبو عبدالرحمن الشهري الشيخ الألباني رحمه الله متساهل في التصحيح كما يعرف ذلك طلاب العلم وإذا أردت المناقشة في صحة الحديث فانا مستعد لذلك فلا انصحك بالاعتماد كثيرا على تصحيح الشيخ رحمه الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:42 م]ـ
اتصل بي أحد الأحبة ممن أثق بهم الآن وأخبرني نقلا عن التلفزيون السعودي
وبعد اخذ شهادة من رأوا الهلال تم تعديل قرارهم السابق وأصبح الآن يوم عرفة يوم الأربعاء و العيد
يوم الخميس ولعل من سمع وشاهد النبأ بنفسه أن يخبرنا بالتفاصيل! [/
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:45 م]ـ
أخواننا الأفاضل بارك الله فيكم:
نرجو من إخواننا السعوديين في الملتقى موافاتنا بالتفاصيل عن هذا النبأ، فهو هام جدًا بالنسبة لنا.
وجزى الله أخانا خير الجزاء على ما تفضل به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:53 م]ـ
صدر عن مجلس القضاء الأعلى ما يلي:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/331)
فإن مجلس القضاء الأعلى قد أصدر بيانا بأن يوم الأربعاء الموافق 1/ 12 حسب تقويم أم القرى هو أول شهر ذي الحجة رغم أن الناس رأوا القمر مساء يوم الثلاثاء 30 ذي القعدة حسب تقويم أم القرى في عامة المدن ورأوه عاليا؛ ولأن مجرد ذلك لا يكفي لاعتبار الشهر داخلا يوم الثلاثاء ولأنه لم يتقدم أحد برؤية الهلال مساء الإثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة فقد اعتمد المجلس إكمال العدة لحديث "فإن غم عليكم فأكملوا العدة".
ونظرا لأنه تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين وتبلغت محكمة الرين بذلك فطلبهم فضيلة قاضي الرين وحضر منهم إثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما وذكر فضيلة قاضي الرين أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات ومعهما شاب رآه معهما لكن لم يحضر إلى المحكمة لبعدهما.
وبناء على ذلك ولأنه إذا ثبتت الرؤية المعتبرة للعبادة وقد ثبتت لذا فإن مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية يقرر أنه ثبت دخول ذي الحجة هذا العام 1425هـ يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير عام 2005م والوقوف بعرفة يوم الأربعاء الموافق 19 يناير 2005م وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الموافق 20 يناير 2005م.
ومجلس القضاء إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يوفق حجاج بيت الله الحرام لأداء حجهم وأن يتفضل عليهم بالقبول وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يصلح حال المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق وأن يؤلف بينهم وأن يدفع عنهم كل شر وبلاء وفتنة أنه مجيب الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو غيهب بن محمد الغيهب
عضو محمد بن الأمير
عضو محمد البدر
رئيس مجلس القضاء
صالح بن محمد اللحيدان
تم ذكر ذلك من قبل الأخ العبد الضعيف قبل أكثر من نصف ساعة ولم انتبه له إلاّ الآن لأنه لم يكن
واضحا ولكنه داخلا في موضوع وحري به أن يكون في موضوع مستقل!
===============
الذي يظهر أن المشرف دمج الخبر في هذا الموضوع الآن بعد وضعه في خبر مستقل
ربما خشية التكرار لكن لتضع أخي في الحسبان أن مثل هذا الخبر الأولى تثبيته
لأن ليس كل أحد سوف يدخل لموضوع لم يتبين من عنوانه ما ذُكر في الخبر!
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:54 م]ـ
http://www.spa.gov.sa/newsview.php?extend.232551
نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية
عام / مجلس القضاء الأعلى / إعلان
الرياض3 ذو الحجة 1425ه- الموافق 14 يناير 2005م واس
صدر عن مجلس القضاء الأعلى ما يلي 00
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فإن مجلس القضاء الأعلى قد أصدر بيانا بأن يوم الأربعاء الموافق 1/ 12 حسب تقويم أم القرى هو أول شهر ذي الحجة رغم أن الناس رأوا القمر مساء يوم الثلاثاء 30 ذي القعدة حسب تقويم أم القرى في عامة المدن ورأوه عاليا ولأن مجرد ذلك لا يكفي لاعتبار الشهر داخلا يوم الثلاثاء ولأنه لم يتقدم أحد برؤية الهلال مساء الإثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة فقد اعتمد المجلس إكمال العدة لحديث // فإن غم عليكم فأكملوا العدة // ونظرا لأنه تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين وتبلغت محكمة الرين بذلك فطلبهم فضيلة قاضي الرين وحضر منهم إثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما وذكر فضيلة قاضي الرين أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات ومعهما شاب رآه معهما لكن لم يحضر إلى المحكمة لبعدهما وبناء على ذلك ولأنه إذا ثبتت الرؤية المعتبرة للعبادة وقد ثبتت لذا فإن مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية يقرر أنه ثبت دخول ذي الحجة هذا العام 1425ه- يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير عام 2005م والوقوف بعرفة يوم الأربعاء الموافق 19 يناير 2005م وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الموافق 20 يناير 2005م.
ومجلس القضاء إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يوفق حجاج بيت الله الحرام لأداء حجهم وأن يتفضل عليهم بالقبول وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يصلح حال المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق وأن يؤلف بينهم وأن يدفع عنهم كل شر وبلاء وفتنة أنه مجيب الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو
ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو
غيهب بن محمد الغيهب
عضو
محمد بن الأمير
عضو
محمد البدر
رئيس مجلس القضاء
صالح بن محمد اللحيدان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/332)
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:49 ص]ـ
نص الخبر من موقع مفكرة الإسلام http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=54384
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[15 - 01 - 05, 11:29 ص]ـ
الشيخ/ الشهرىالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة بخصوص مذهب الشيخ الألبانى رحمة الله فى التصحيح فأنا أوافق الشيخ عبدالله خميس فى أن الشيخ متساهل جدا فى التصحيح وجزاكم الله خيرا على هذة النقلات وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[15 - 01 - 05, 11:41 ص]ـ
الأخوان: المقدسي , وخميس , أرجوا منكما إعادة النظر في إطلاق قولكما بشأن تساهل الشيخ في التصحيح , أو البرهنة على ذلك بأدلة قاطعة , وكما أرجوا منكما مراجعة كتاب الشيخ الفاضل مصطفى العدوي (شرح علل الحديث ومعه أسئلة وأجوبة في المصطلح) فقد تطرق - حفظه الله- بخصوص درجة الشيخ الألباني في التصحيح والتضعيف , فيرجع إليه للفائدة , وأنا بعيد من كتبي وإلا كنت نقلت كلامه , لكن لعلي أجده على الشبكة إن شاء الله.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[15 - 01 - 05, 11:53 ص]ـ
بعد البحث عن الكتاب وجدته في مكتبة المشكاة , وإليكم النص:
(س155: ما درجة الشيخين الفاضلين أحمد شاكر وناصر الألبانى في تصحيح الأحاديث من ناحية التساهل أو التشدد؟
ج155: أما الشيخ الفاضل أحمد شاكر رحمه الله فيجنح إلى التساهل في الحكم على الحديث بالصحة، ومنشأ ذلك أنه عمد إلى رجال دارت عليهم جملة هائلة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثَّقهم، ومن ثَم صحَّح أحاديثهم، من هؤلاء ابن لهيعة وشهر بن حوشب وعبد الله (مكبر الاسم) بن عمر العمري، وليث بن أبي سليم، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، ويزيد بن أبي زياد، وهؤلاء الراجح من أمرهم أنهم أقرب إلى الضعف.
أما الشيخ ناصر الألباني حفظه الله فهو أحسن حالاً في هذا الجانب إلا أن عمله لا يخلو من شيء من ذلك، ووجه ذلك أنه يصحح الحديث في كثير من الأحيان بناء على صحة الإسناد فقط، ولا ينظر إلى أوجه إعلاله، وأحيانًا يصحح الحديث بمجموع الطرق وكثرتها مع شدة ضعفها، والله تعالى أعلم.) أهـ
قلت: المقصود من نقلي لكلام الشيخ مصطفى هو أنه لم يطلق القول بتساهل الشيخ - كما فعلتما عفا الله عنكما - , بل بيّن وجه ذلك , والله أعلم بالصواب.
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:08 م]ـ
ثم ماذا عن نظر الشيخ ناصر الألباني رحمه الله تعالى في متن الاحاديث؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:29 م]ـ
من قال إننا لم نتعبد إلا برؤيته لليلته، ما دليله؟؟؟
ومن قال إن يوم الجمعة هو العيد موافق للحساب القطعي الفلكي
ماذا يقول فيما حدث؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 11:26 ص]ـ
- الأخ الفاضل ... رضا صمدي .. وفقه الله
مقصودي أنَّ الترائي الشرعي لا يكون إلاَّ ليلة الرؤية لا بعدها
وفتوى اللجنة الدائمة الجديد أيضاً صدر عن ذلك لا غيره.
- وأنا أتعجب من تساؤلكم - جهلاً مني - فأقول سائلاً: هل يجوز إثبات دخول الشهر برؤية هلاله في الثانية أو الثالثة كبيراً؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:30 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا عمر (لا عدمنا فوائده): وأنا سألت عن جهل
فأفدني زادك الله علما ...
ـ[مالك بن نصر]ــــــــ[23 - 01 - 05, 07:11 م]ـ
الأخ الشيخ رضا صمدي والإخوة الكرام المهتمين بموضوع الأهلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم مسألة دخول الشهر تثبت بالرؤية الشرعية أو بإكمال العدة ثلاثين يوما أمر قد أجمعت الأمة عليه في القرون المفضلة وهو الحق كما بينتم أنتم ذلك في مناسبات عدة،،،،،،
واعتماد المذهب الفقهي القائل بأن لكل بلد رؤيتهم قد اعتمده مجمع المجلس الفقهي الإسلامي حسب ما جاء في بيان توحيد الأهلة من عدمه ما نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/333)
"وعلى ضوء ذلك قرَّر مجمع المجلس الفقهي الإسلامي أنَّه لا حاجة إلى الدعوة إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي، لأنَّ توحيدها لا يكفل وحدتهم كما يتوهَّمه كثير من المقترحين لتوحيد الأهلة والأعياد. وأن تترك قضية إثبات الهلال إلى دور الإفتاء والقضاء في الدول الإسلامية، لأن ذلك أولى وأجدر للمصلحة الإسلامية العامة، وأن الذي يكفل توحيد الأمة وجمع كلماتها هو اتفاقهم على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونهم، والله ولي التوفيق.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس المجمع الفقهي نائب الرئيس
عبد الله بن حميد محمد علي الحركان
الأعضاء:عبد العزيز بن باز /مصطفى الزرقاء / محمد محمود صواف /محمد بن صالح بن عثيمين /محمد بن عبد الله السبيل /مبروك العوادي /محمد الشاذلي النيفر /عبد القدوس الهاشمي /د. محمد رشيدي/أبو الحسن علي الحسني الندوي /أبو بكر جومي [غائب] /حسنين محمد مخلوف [غائب] /محمد رشيد قباني /محمد سالم عدود /اللواء محمود شيت خطاب" http://www.taiba.org/entry3/fatawa/aheelah.htm
.................................................. .................................................. ...............................
إلا أنني أود أن أطرح على حضرتكم مجموعة من التساؤلات أرجو الله أن تكون طلبا للحق لا أن تكون للمراء أو اتباعا للهوى والشيطان:كما أدعو الله ان يتسع صدركم لبحت موضوع الأهلة في إطار النوازل التي المت بالمسلمين في عصرنا الحاضر في ضوء التقنيات الحديثة التي أفادت الإنسان بمعلومات لا ينكرها المنصف بل وأفادت المسلمين من بني الإنسان في دينهم بما لم يفده غيرهم من الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم
التساؤل الأول:
ما حدث في هذا العام في رؤية هلال ذي الحجة 1425وهو ثبو ت دخول الشهر بإعلان مجلس القضاء الأعلى بإكمال العدة ثلاثين يوما بناء على شهادة المتراءين بعدم وجود الهلال ثم الإعلان بنقض الإعلان السابق بناء على رِؤية شاهدين في منطقة الرين .... أتساءل وأقول قد تضمن إعلان النقض ما يأتي:
1ـ إذا أقر قاضي الرين هذه الشهادة فقد لا تلزم إلا أهل الرين فلكل بلد رؤيتهم وإن قيل تلزم غيرهم مما يشاركهم في جزء من الليل عدنا إلى علم الفلك الذي يحدد بدقة المناطق التي تتحد مطالع الهلال فيها والتي لا ينبغي لنا أن نكابر في مصداقيتها ...
2ـ إعلان النقض لا تجتمع على صحته المذاهب الفقهية المعتبرة عند أهل السنة فمذهب الأحناف في ثبوت دخول الشهر في المصر الجامع وفي اليوم الصحو لا يثبت إلا بالرؤية المستفيضة. وهو رأي معروف في مذهب المالكية أيضا إلا أن المشهور عند المالكية إجازة شهادة العدلين، ولا يخفى عليكم أن المشهور في المذهب لا يعني الأصح.
3ـ شهادة أهل الرين محل ريبة لتأخر وصولها في وقت تشهد فيه الجزيرة وفرة الاتصالات السريعة والآنية خاصة في أمر يهم أكثر من مليار مسلم والأغرب من ذلك تفرد هذين الشاهدين من دون المسلمين وهو أمر لايقبله عقل أبي حنيفة رضي الله عنه ولا عقول المسلمين المنصفين المتثنتين في أمر هذه العبادة العظيمة.
4ـ في إعلان النقض ملاحظات كثيرة منها
ـ التركيز على ذكر تقويم أم القرى وهو تقويم مبني على الحساب الفلكي.
ـ التركيز على حجم الهلال في يوم الثلاثاء وكونه كبيرا وهذا حشو لا فائدة فقهية من ورائه بل المرويات في ذلك على إسقاطه.
ـ في الإعلان أنه قد رأى الهلال شخص ثالث ولكنه لم يحضر وفي ذلك إقرار من القاضي بقبول رؤية هذا الشخص بالرغم من عدم حضوره ولا التعرف على عدالته أو ضبطه للرؤية الشرعية مع مسيس الحاجة لاستقبال بل والجد في طلب كل من يدعي الرؤية لمثل هذا الأمر العظيم التي تتعلق به عبادة حج بيت الله الحرام ويوم عرفات لكل المسلمين متى التزم المسلمون قبول حكم قاضي الربن.
5ـ لا يخفى عليكم اعتماد المسلمين في العصر الحديث على علم الفلك في تحديد أوقات الصلاة وقد يحدث اختلافبين الحاسبين في وقتي صلاة الفجر وصلاة العشاء ولكن لا يوجد اختلاف البتة في تحديد وقت غروب الشمس الذي بنبني عليه وقت صلاة المغرب، ولا في تحديد وقت شروق الشمس الذي ينبني عليه انتهاء وقت الأداء لصلاة الصبح .... والتساءل المطروح هو أن وقت غروب الشمس وشروقها المأخوذ من الحساب الفلكي يناظره وقت غروب القمر وشروقها المأخوذ من الحساب الفلكي أيضا والواجب المتعين على المسلمين هو سؤال أهل العلم بهذا الحساب لمعرفة هل هناك ثمة فرق بين الحسايين أم هما من على أساس واحد.
6 ــ الفلكيون من أهل السنة لا يرون إثبات دخول الشهر إلا بالرؤية الشرعية للهلال في الأفق ولا يرون الرجوع للحساب إلا لدفع الوهم والتثبت للرؤية الشرعية بمثل ما يراه الأحناف من رد شهادة البعض في المصر الجامع في اليوم الصحو إلا بالاستفاضة.
7ــ إذا صحت رؤية أهل الرين فإن ذلك كاف لإبطال مصداقية الحسابات الفلكية ولا أبالغ إن قلت إننا معشر المسلمين نطالب بمعرفة الذين شهدوا برؤية هلال ذي الحجة لعام 1425 للهجرة ومعايير تزكيتهم وتعديلهم كما نطالب بإجراء لقاء بينهم وبين علماء الفلك المسلمين القائلين بقطعية أوقات الغروب والشروق للشمس والقمر.
إنها أركان الإسلام الثلاثة: الصلاة والصيام والحج التي تتعلق بهذه التساؤلات
إنها من نوازل العصر الحديث
هل يصح إهمال أهل العلم بحساب أوقات الغروب والشروق للشمس والقمر في هذه النازلة في حين يأمرنا الله تبارك وتعالى بقوله "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
هل يعقل أن تزيغ أبصار المسلمين عن رؤية هلال شهر حجهم وآية ربهم التي يرونها كل شهر بأبصارهم ولا يراها إلا نفر يسير شهد لدى القاضي بعد مضي وقت معتبر عن وقت رؤيته للهلال؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/334)
ـ[مالك بن نصر]ــــــــ[24 - 01 - 05, 04:56 م]ـ
الأخ الشيخ رضا صمدي والإخوة الكرام المهتمين بموضوع الأهلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظات علي بيان نقد البيان الشرعي لدخول شهر ذي الحجة لعام 1425 للهجرة:
نظرا لأنه تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى
{الترائي كان يومي الأحد والاثنين أي اليوم الرابع بعد يوم الترائي}
عدة شهود
{كم عدد هؤلاء الشهود وما هي أسماِهم وسيرتهم الذاتية وعلمهم بجهات الترائي للأهلة وسابق خبرتهم في ذلك} برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين
{كم هي المسافة بين مكان رِية الشهود ومحافظة الرين بالأميال والساعات أو مسيرة الأيام}
وتبلغت محكمة الرين بذلك فطلبهم فضيلة قاضي الرين وحضر منهم إثنان {هذا مناقض لما في مقدمة هذا البيان الذي جاء فيه "تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود" فكيف تقدم عدة شهود وحضر اثنان؟}
شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب
{كم مدة الزمن التي بقي الشاهدان يريان فيها الهلال حتى غاب عنهمابحساب الدقائق لأن الهلال يغرب يوم الاثنين قبل غروب الشمس ـ في جميع أقطار العالم الإسلامي حتى المغرب العربي وأهل المغرب العربي كان عيد أضحاهم يوم الجمعة المطابق للبيان الشرعي قبل نقضه ـ}
وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء
{هذه زيادة في البيان لا فائدة من إيرادها بعد تواتر رؤية المسلمين واضحا جليا يوم الثلاثاء كما ذكر ذلك الشيخ السديس حتى لرديء البصر}
وجرت تزكيتهما وذكر فضيلة قاضي الرين أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات ومعهما شاب رآه معهما لكن لم يحضر إلى المحكمة لبعدهما {هذا أيضا مناقض لما في مقدمة هذا البيان الذي جاء فيه "تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود" فكيف يكون الشاهد الثالث بعيدا خاصة أنه شاب يقوى أيضا على المشي إن لم يكن معاقا}
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الشيخ رضا صمدي والإخوة الكرام المهتمين بموضوع الأهلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم مسألة دخول الشهر تثبت بالرؤية الشرعية أو بإكمال العدة ثلاثين يوما أمر قد أجمعت الأمة عليه في القرون المفضلة وهو الحق كما بينتم أنتم ذلك في مناسبات عدة،،،،،،
واعتماد المذهب الفقهي القائل بأن لكل بلد رؤيتهم قد اعتمده مجمع المجلس الفقهي الإسلامي حسب ما جاء في بيان توحيد الأهلة من عدمه ما نصه:
"وعلى ضوء ذلك قرَّر مجمع المجلس الفقهي الإسلامي أنَّه لا حاجة إلى الدعوة إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي، لأنَّ توحيدها لا يكفل وحدتهم كما يتوهَّمه كثير من المقترحين لتوحيد الأهلة والأعياد. وأن تترك قضية إثبات الهلال إلى دور الإفتاء والقضاء في الدول الإسلامية، لأن ذلك أولى وأجدر للمصلحة الإسلامية العامة، وأن الذي يكفل توحيد الأمة وجمع كلماتها هو اتفاقهم على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونهم، والله ولي التوفيق.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس المجمع الفقهي نائب الرئيس
عبد الله بن حميد محمد علي الحركان
الأعضاء:عبد العزيز بن باز /مصطفى الزرقاء / محمد محمود صواف /محمد بن صالح بن عثيمين /محمد بن عبد الله السبيل /مبروك العوادي /محمد الشاذلي النيفر /عبد القدوس الهاشمي /د. محمد رشيدي/أبو الحسن علي الحسني الندوي /أبو بكر جومي [غائب] /حسنين محمد مخلوف [غائب] /محمد رشيد قباني /محمد سالم عدود /اللواء محمود شيت خطاب" http://www.taiba.org/entry3/fatawa/aheelah.htm
.................................................. .................................................. ...............................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/335)
إلا أنني أود أن أطرح على حضرتكم مجموعة من التساؤلات أرجو الله أن تكون طلبا للحق لا أن تكون للمراء أو اتباعا للهوى والشيطان:كما أدعو الله ان يتسع صدركم لبحت موضوع الأهلة في إطار النوازل التي المت بالمسلمين في عصرنا الحاضر في ضوء التقنيات الحديثة التي أفادت الإنسان بمعلومات لا ينكرها المنصف بل وأفادت المسلمين من بني الإنسان في دينهم بما لم يفده غيرهم من الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم
التساؤل الأول:
ما حدث في هذا العام في رؤية هلال ذي الحجة 1425وهو ثبو ت دخول الشهر بإعلان مجلس القضاء الأعلى بإكمال العدة ثلاثين يوما بناء على شهادة المتراءين بعدم وجود الهلال ثم الإعلان بنقض الإعلان السابق بناء على رِؤية شاهدين في منطقة الرين .... أتساءل وأقول قد تضمن إعلان النقض ما يأتي:
1ـ إذا أقر قاضي الرين هذه الشهادة فقد لا تلزم إلا أهل الرين فلكل بلد رؤيتهم وإن قيل تلزم غيرهم مما يشاركهم في جزء من الليل عدنا إلى علم الفلك الذي يحدد بدقة المناطق التي تتحد مطالع الهلال فيها والتي لا ينبغي لنا أن نكابر في مصداقيتها ...
2ـ إعلان النقض لا تجتمع على صحته المذاهب الفقهية المعتبرة عند أهل السنة فمذهب الأحناف في ثبوت دخول الشهر في المصر الجامع وفي اليوم الصحو لا يثبت إلا بالرؤية المستفيضة. وهو رأي معروف في مذهب المالكية أيضا إلا أن المشهور عند المالكية إجازة شهادة العدلين، ولا يخفى عليكم أن المشهور في المذهب لا يعني الأصح.
3ـ شهادة أهل الرين محل ريبة لتأخر وصولها في وقت تشهد فيه الجزيرة وفرة الاتصالات السريعة والآنية خاصة في أمر يهم أكثر من مليار مسلم والأغرب من ذلك تفرد هذين الشاهدين من دون المسلمين وهو أمر لايقبله عقل أبي حنيفة رضي الله عنه ولا عقول المسلمين المنصفين المتثنتين في أمر هذه العبادة العظيمة.
4ـ في إعلان النقض ملاحظات كثيرة منها
ـ التركيز على ذكر تقويم أم القرى وهو تقويم مبني على الحساب الفلكي.
ـ التركيز على حجم الهلال في يوم الثلاثاء وكونه كبيرا وهذا حشو لا فائدة فقهية من ورائه بل المرويات في ذلك على إسقاطه.
ـ في الإعلان أنه قد رأى الهلال شخص ثالث ولكنه لم يحضر وفي ذلك إقرار من القاضي بقبول رؤية هذا الشخص بالرغم من عدم حضوره ولا التعرف على عدالته أو ضبطه للرؤية الشرعية مع مسيس الحاجة لاستقبال بل والجد في طلب كل من يدعي الرؤية لمثل هذا الأمر العظيم التي تتعلق به عبادة حج بيت الله الحرام ويوم عرفات لكل المسلمين متى التزم المسلمون قبول حكم قاضي الربن.
5ـ لا يخفى عليكم اعتماد المسلمين في العصر الحديث على علم الفلك في تحديد أوقات الصلاة وقد يحدث اختلافبين الحاسبين في وقتي صلاة الفجر وصلاة العشاء ولكن لا يوجد اختلاف البتة في تحديد وقت غروب الشمس الذي بنبني عليه وقت صلاة المغرب، ولا في تحديد وقت شروق الشمس الذي ينبني عليه انتهاء وقت الأداء لصلاة الصبح .... والتساءل المطروح هو أن وقت غروب الشمس وشروقها المأخوذ من الحساب الفلكي يناظره وقت غروب القمر وشروقها المأخوذ من الحساب الفلكي أيضا والواجب المتعين على المسلمين هو سؤال أهل العلم بهذا الحساب لمعرفة هل هناك ثمة فرق بين الحسايين أم هما على أساس واحد.
6 ــ الفلكيون من أهل السنة لا يرون إثبات دخول الشهر إلا بالرؤية الشرعية للهلال في الأفق ولا يرون الرجوع للحساب إلا لدفع الوهم والتثبت للرؤية الشرعية بمثل ما يراه الأحناف من رد شهادة البعض في المصر الجامع في اليوم الصحو إلا بالاستفاضة.
7ــ إذا صحت رؤية أهل الرين فإن ذلك كاف لإبطال مصداقية الحسابات الفلكية ولا أبالغ إن قلت إننا معشر المسلمين نطالب بمعرفة الذين شهدوا برؤية هلال ذي الحجة لعام 1425 للهجرة ومعايير تزكيتهم وتعديلهم كما نطالب بإجراء لقاء بينهم وبين علماء الفلك المسلمين القائلين بقطعية أوقات الغروب والشروق للشمس والقمر.
إنها أركان الإسلام الثلاثة: الصلاة والصيام والحج التي تتعلق بهذه التساؤلات
إنها من نوازل العصر الحديث
هل يصح إهمال أهل العلم بحساب أوقات الغروب والشروق للشمس والقمر في هذه النازلة في حين يأمرنا الله تبارك وتعالى بقوله "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/336)
هل يعقل أن تزيغ أبصار المسلمين عن رؤية هلال شهر حجهم وآية ربهم التي يرونها كل شهر بأبصارهم ولا يراها إلا نفر يسير شهد لدى القاضي بعد مضي وقت معتبر عن وقت رؤيته للهلال؟
ـ[مالك بن نصر]ــــــــ[09 - 02 - 05, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
{فاسألوا أهل الذكر غن كنتم لا تعلمون}
حتى تتجنب الأمة العنت والاضطراب كما حدث في الحج الماضي
حوار حول نفس الموضوع مع بعض أهل العلم
حاورت "الوطن" عالمين سعوديين هما: عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وأستاذ الفقه وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقا الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، والأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعميد كلية الشريعة في فرع جامعة الإمام بأبها سابقا الدكتور عبدالله المصلح من أجل توضيح أفضل للمشكلة وبيان أفضل السبل لحلها ويبدأ عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان بالتعليق على المسألة من منطلق أنه لا تعارض بين الدين والعلم، وأن الوسائل الحديثة قد جعلت رؤية الهلال ليست من قبيل الظن وإنما من قبيل القطع واليقين، والأخذ بما يقوله علماء الفلك ووسائل الرصد الحديثة لا يتعارض مع ما نصت عليه الشريعة، والتفرقة بين المجالين مختلقة وليست حقيقية.
ويضيف الشيخ أبو سليمان: إن الحل في هذه المشكلة التي ليست عقدية تراوح بين الحق والباطل، قد وضعه العلماء قديما وحديثا وأشبعوا الكلام فيه ونحن لا نخرج عن إطار علمائنا السابقين، وأظن أن رؤية الهلال لم تعد اجتهادية بل هي محسومة، فكل الفلكيين في العالم يستطيعون أن يثبتوا بالمراصد التي تعني الرؤية ولادة الهلال بكل دقة، ولا يختلف عالم فلكي عن عالم فلكي آخر، فكيف نلغي نتائج العلم ومنجزات العلماء.
ثم يذكر أبو سليمان أن المسلمين يعتمدون على منجزات الفلك في معرفة مواقيت الصلاة، والصيام ليس أعظم من الصلاة، وتجاهل ذلك يعني أننا نقول بالقطيعة بين العلم والدين فعليا رغم ما نقوله دائما عن أنه لا تعارض بينهما! ويؤكد أبو سليمان أن المسألة ليست في ولادة الهلال وإنما هي إمكانية الرؤية، التي يمكن تحققها بسهولة من خلال أجهزة الرصد، وهو ما يجنب الأمة العنت والاضطراب كما حدث في الحج الماضي، وما يعنيه ذلك من خلخلة وتضييع لمصالح العباد، ثم يعلق الشيخ أبو سليمان على ما يحتج به بعضهم: "نحن أمة أمية" فيقول: نعم نحن أمة أمية ولكن لا ننسى أن الله قد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن بقوله "يعلمهم الكتاب" فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا وأرشدنا وهو ما يعني أن نأخذ بما توصل إليه العلم ووسائله الحديثة، ويعتقد الشيخ الدكتور أبو سليمان أن توفر وسائل التقنية الفلكية بين يدينا ثم إعراضنا عنها يدل على تخلفنا الفكري والعقلي.
ويوجب الشيخ الدكتور أبو سليمان على عالم الشريعة أن يرجع في هذا الشأن إلى علماء الفلك فهم أعرف بهذا المجال، ويضيف: إن التمسك بظاهر النصوص التي لها مفاهيمها ولها مدلولاتها والتوقف عند ظواهرها من جملة الأخطاء التي نقع فيها. ويستهل الدكتور عبدالله المصلح حديثه في المسألة بذكر إكرام الله عز وجل الأمة بهذا الدين .. ويقول: إن مما تميزنا به أن جعل الله عز وجل بداية شهورنا وأعوامنا وعباداتنا بالتقويم المتصل برؤية الهلال، فشهورنا تبدأ مع الهلال وبداية صيامنا وإفطارنا مع الهلال وحجنا نقيسه ونقدره باليوم التاسع من ذي الحجة إذا ثبتت رؤيته بالهلال. ويشير الدكتور المصلح إلى أن علماءنا ا السابقين كان عندهم علم يسمونه علم الأهلة ويهتمون بهذا الأمر .. وأمتنا من الأمم التي اهتمت بعلوم الفلك لأن كثيرا من شعائرها ومشاعرها ارتبطت برؤية الهلال، ولا يجوز أن نجهل هذا الجانب .. ولعل البعض قد زهد فيه لأن هناك من استخدمه استخداما سيئا ولكن هذا الاستخدام لا يضرنا، إنما الذي يهمنا أن نعلم منه ما نحن بحاجة إليه في عباداتنا وشعائرنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/337)
ويضيف الدكتور المصلح: يولد الهلال في لحظة واحدة على مستوى الكون كله، وليس له ولادتان، ولكن الاختلاف هو في رؤيته، وهو الأمر الذي يقول به بعض الفقهاء باختلاف المطالع وليس المراد اختلاف المطالع من حيث ولادة الهلال ولكن من حيث رؤية الهلال، ثم يؤكد المصلح على أن مكة هي مركز اليابسة في الأرض وهذه حقيقة لا يماري فيها إلا رجل متعسف ورحم الله من كان قد تحدث عن هذا الجانب حديثا علميا دقيقا جدا جدا وهو الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله، كما أنها تقريبا في منتصف العالم إذا قسنا خطه الشرقي مع الخط الغربي في منطقتنا وبالتالي فإن جعل مكة الخط المعتبر لولادة الأهلة أو دخول المواسم أمر ممكن شرعا وحسا وعقلا وكذلك اعترافا من قبل المتخصصين في علم الفلك.
ويرى المصلح أن حل المشكلة في رؤية الهلال تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الرؤية البصرية البشرية المباشرة من خلال رؤية أصحاب النظر الحاد للهلال، والرؤية الثانية هي رؤية من خلال المراصد التي تكبر المساحة المنظورة تكبيرا واسعا بحيث تستطيع هذه المراصد أن ترقب خروج الهلال، والثالثة: الحساب الفلكي المجرد الذي ليس له صلة بالرؤية.
ويشدد الدكتور المصلح على أن الرؤية من خلال المراصد مثلها مثل الرؤية البصرية إذ هي رؤية بمرصد يكبر مساحة الرؤية، فهي رؤية بشرية بصرية وليست رؤية حسابية وبالتالي فإن اعتبارها والاعتماد عليها اعتماد شرعي لا يماري فيه أحد، والأمر الثالث هو مسألة الحساب وأنا لا أقول به من حيث الإثبات، مشيرا إلى أن هناك شهادة نفي وشهادة إثبات ونحن نأخذ بمسألة الحساب في مسألة شهادة النفي وليس في مسألة شهادة الإثبات .. أي إنه لا يجوز الاعتماد فقط على الحساب الفلكي دخولا أو خروجا أو إثباتا. ثم يخلص المصلح إلى أنه لو تم اعتماد الرؤية من خلال مكة المكرمة فإنه لا حرج من الناحية الشرعية إذا رأينا الهلال في مكة أن يصوم من لم يره في جاكرتا أ وداغستان أو في البلاد التي قبلنا من الناحية الشرقية .. وعن كيفية تحقيق ذلك وآليته يقول الدكتور المصلح: يتم الأمر بأن يجتمع مجموعة من علماء الفلك ومجموعة من علماء الأرصاد المتخصصين في الرصد الفلكي مثل قسم الفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وقسم الفلك في جامعة الملك سعود والملك عبدالعزيز، ومجموعة من العلماء والفقهاء وربما كان للمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي أو التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي اشتراك في هذا الأمر ليأخذ الصفة الإسلامية العالمية وننهي هذه المشكلة، وإلا فإن المشكلة بدون هذه الدقة ستبقى قائمة.
لقراءة المقال كاملا
http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=459
http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=529
http://qasweb.org/qasforum/index.php?s=&act=SF&f=25
وليعلم الجميع أن المدعو محمد كاظم حبيب ليس من علماء الفلك بل يقول بتخطئة عامة الفلكيين مسلمهم وكافرهم وإن تسامح البعض وسماه الفلكي الإماراتي الشيخ محمد كاظم حبيب
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 06:45 م]ـ
أخي الكريم مالك بن نصر ..
قد ناقشنا مضمون ما أوردت في موضوعات أخرى طويت في أرشيف
المنتدى ويمكنك البحث عنها في خاصية البحث بإدخال كلمة:
مطالع، وكلمة الأهلة، وكلمة الرؤية، وكلمة الحساب ... وفقك الله
لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 02 - 05, 07:20 م]ـ
وليعلم الجميع أن المدعو محمد كاظم حبيب ليس من علماء الفلك بل يقول بتخطئة عامة الفلكيين مسلمهم وكافرهم وإن تسامح البعض وسماه الفلكي الإماراتي الشيخ محمد كاظم حبيب
هو ليس فلكيا ولا إماراتياً، ومعلوماته الفلكية ضحلة. وهو أيضاً يرفض الاعتماد على الرؤية، وإنما له حسابات وتقويم خاص يشبه التقويم الذي وضعه الرافضة ونسبوه لجعفر الصادق. فلا هو مع الحساب الفلكي ولا مع الرؤية البصرية.
ـ[مالك بن نصر]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:39 م]ـ
شيخنا الفاضل رضا صمدي وفقك الله وزادك علما
أحببتكم في الله من خلال سماعي لكم سلسلة القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان
أخذت بالنصيحة فلفضيلتكم التقدير والاحترام وبحثت كما أشرتم وزدت كلمة هلال فكانت نتائج البحت كالتالي:
هلال: 81 صفحة وعدد النتائج 2012 نتيجة
الأهلة: 23 صفحة وعدد النتائج 566 نتيجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/338)
حساب: 14 صفحة وعدد النتائج 336 نتيجة
رؤية: 10 صفحات وعدد النتائج 246 نتيجة
مطالع: 3 صفحات وعدد النتائج 56 نتيجة
مطالع, الأهلة, رؤية, حساب عدد النتائج 2 وهما
ثبتت رؤية هلال شوال 1425في فطاني أبحات طويلة
جادة العلماء الأجلة في الاعتماد على حساب الأهلة لم يكمل البحث
ومن المناظرات الطويلة الذيل
هل قول الفلكيين حول ولادة الهلال قطعي والتي لم ينته بعد البحث فيها وبها من الغموض والغوص ما يدفع طالبي الفتوى للخروج عاجلا أو آجلا، وقد فتحتم على إثرها موضوع جادة العلماء الأجلة ولم يكمل فيه البحث بعد
أما موضوع هل ثبتت رؤية هلال شهر ذي الحجة 1425 فلقد تفضلتم أنتم بفتحه ولم يتم استكمال البحث فيه بعد. وقد قرأت سؤال فضيلتكم
من قال إننا لم نتعبد إلا برؤيته لليلته، ما دليله؟؟؟
ومن قال إن يوم الجمعة هو العيد موافق للحساب القطعي الفلكي
ماذا يقول فيما حدث؟؟؟
فقولكم
ومن قال إن يوم الجمعة هو العيد موافق للحساب القطعي الفلكي
ماذا يقول فيما حدث؟؟؟
هو موضوع تساؤلاتي
فطلبت من فضيلتكم ومن إخوانكم العلماء والدعاة مد يد العون لسائل من حاضري العصر الحديث الذي تطورت فيه العلوم الهندسية عامة وعلوم الفلك خاصة وأضحت في متناول الخاصة والعامة
سألت فضيلتكم عن حادثة معينة وشهر معين وحيرة عمت العالم الإسلامي وأسئلة وتساؤلات محددة وإعلان شرعي ونقض للإعلان الشرعي به الكثير من التناقض يشهادة هي مثار شك وأوهام
ولقد ألقيت سؤالي لكم منذ 23 - 01 - 2005, وأرسلت لفضيلتكم رسالة خاصة وكلي ثقة أن ينال منكم الإجابة أو التصحيح أو التلميح ولكنني فوجئت بتكليفي بالبحث فيما لا أطيقه أو قد لا يتسع لي فيه من الوقت والجهد ما يوصلني إلى الجادة
هلا تفضلتم شيخنا الفاضل بتقويم تساؤلاتي التي رغبت في إجابتكم عنها وأجركم على الله فإنه لا يضيع أجر المحسنين
وإن زهدتم في ذلك فهل من مجيب علي هذه النازلة، ففقه النوازل لا يعدم المجيبين ولا يعدم المحتسبين المتمسكين بالأصول والقائسين عليها الفروع
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 05, 10:12 م]ـ
أخي الكريم مالك بن نص -وفقه الله-
قولك
(وليعلم الجميع أن المدعو محمد كاظم حبيب)
ما كان ينبغي لكم أن تقول المدعو فلان
وكان بامكانكم أن تقول ولكن فلان الفلاني ليس من علماء الفلك مثلا
الأمر الآخر
قول الشيخ محمد الأمين - وفقه الله
(وهو أيضاً يرفض الاعتماد على الرؤية،)
الذي نجده في كلام القوم هو قولهم
(فمن أخذ بالرؤية وحدها وأنكر الحساب فقد أخطأ بنص الكتاب. ومن أخذ بالحسابات الفلكية وأنكر الرؤية الشرعية فقد جانب هدي السنة النبوية.
والصواب عين الصواب العمل بهما معاً وهو ما عليه "التقويم الأبدي")
(وهكذا وبحمد الله وحده صار بإمكان المسلمين في العالم أن يعتمدوا على التقويم الأبدي اليقيني الذي يجمع بين مزايا الاعتماد على الرؤية البصرية الشرعية والحساب الفلكي فلا تضارب بينهما ولا تعارض بل انسجام وتوافق تام على مدى الشهور والأعوام. والتجربة أكبر برهان، والهلال الذي تتم رؤيته الشرعية في نفس التاريخ الذي تحدده الحسابات الفلكية اليقينية يشهد على صدق الصادقين في حساباتهم أو خطأ المخطئين. فوداعاً للإحباط والخلاف المزمن والاختلاف بين المسلمين ومرحباً بوحدتهم واجتماع كلمتهم على تقويم واحد قويم وحساب سليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.)
الخ كلامهم
انتهى
وماذكروه في دخول شهر ذي الحجة وافق الرؤية الشرعية في الجزيرة العربية
تنبيه
لست هنا في معرض الدفاع عنهم ولاحتى الدخول في الحوار
ولكن الذي جعلني أعلق هو أنه لابد من الانصاف
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 05, 10:23 م]ـ
أمر آخر كون حساباتهم مشابهة لحسابات تقويم الرافضة وينسبونه للصادق لايعني بالضرورة أنه تقويم باطل لايعتمد عليه
لأن الفرس قد اشتهروا بعلم الفلك في عصر الدولة الاسلامية
وبعد سقوط الدولة العباسية وأثناء حكم التتار على ديار المشرق كان هناك اهتمام بالغ بعلم الفلك
فكون بعض الرافضة أو غيرهم ممن اشتغل بهذا الفن وضع هذا التقويم لايعني بطلانه
سواء نسبوه الى الصادق أو لا
)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 02 - 05, 12:28 ص]ـ
شيخنا الحبيب نفعنا الله بعلمك
الدعاوى العريضة كثيرة. فهل يصدق الرافضة في دعواهم بالانتساب لأهل البيت؟ وهل الأباضية فعلا هم أهل الحق والاستقامة؟ لا بد من النظر للتطبيق العملي.
فالأخ كاظم حبيب تجد في كلامه الكثير من التهويل لكن قل أن تجد في كلامه نقاشا علمياً. فتقويمه فقط هو "الأبدي اليقيني". وحساباته فقط هي "اليقينية" بل الفلكية كذلك، رغم أنها لا تمت لعلم الفلك بصِلة. والرؤية التي توافق تقويمه هي "الشرعية" فقط، دون غيرها. وفي شهر ذي الحجة بالتحديد، قبل بيان مجلس القضاء الذي قدم العيد للخميس بدلا من الجمعة، أصدر الأخ كاظم بياناً يدعو فيه إلى اتباع تقويمه وليس الرؤية.
وحتى نختصر النقاش، ما رأيك فيمن يرى أن رمضان دوماً 30 يوماً؟
هل قوله موافق للعلم الشرعي؟
وهل قوله موافق للعلم الفلكي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/339)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:25 ص]ـ
الأخ الحبيب مالك .. حفظه الله.
مبحثي: الجادة ... فيه كلام عن النقطة التي تستفسر عنها، وحتى
أختصر عليك فالرؤية الشرعية (التي ثبتت بطريق شرعي معتبر) لو
خالفتها حسابات الفلكية فحكم الشرع الذي لا حكم سواه ولا دليل
يؤيد غيره هو طرح الحسابات الفلكية والتعويل على الرؤية الشرعية.
ومخالفة الحسابات الفلكية سواء كانت في موقع الرؤية أو وقت
الرؤية أو في نفس الرؤية أو حتى في ولادة الهلال.
ولو كانت هناك أي مباحثة حول الموضوع فيمكنك المباحثة فيه حول
موضوع (جادة العلماء الأجلة ... ) فغالب ما أستدل به طرحته هناك
ويمكنك النقض والاعتراض هناك ... وجزاك الله خيرا.(39/340)
المشايخ الفضلاء أرجو التوضيح حول سؤر الهرة وثمن الهرة
ـ[ابو عاصم المصري]ــــــــ[10 - 01 - 05, 06:20 م]ـ
الأخوة الفضلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو توضيح هاتين المسألتين:
المسألة الأولى: قال الإمام الطحاوي في (شرح معاني الآثار ص 19 - 20) وهو يتحدث عن سؤر الهر، والاختلاف في حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" طهور الإناء إذا ولغ فيه الهر أن يغسل مرة أو مرتين" وقد رفعه قرة بن خالد وخالفه هشام بن حسان فوقفه على أبي هريرةقال الطحاوي:" ليس في هذا ما يجب به فساد حديث قرة لأن محمد بن سيرين قد كان يفعل هذا في حديث أبي هريرة يوقفها عليه فإذا سئل عنها هل هي عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعها والدليل على ذلك ما حدثنا به إبراهيم بن أبي داود قال ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين انه كان إذا حدث عن أبي هريرة فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال "كل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم" وإنما كان يفعل ذلك لأن أبا هريرة لم يكن يحدثهم إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم".
المسألة الثانية: ذكر ابن رجب في (جامع العلوم والحكم ص 417) وهو يتكلم عن ثمن السنور:" وفيه عن معقل الجزري عن أبي الزبير قال سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور فقال زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهذا مما يعرف عن ابن لهيعة عن أبي الزبير وقد استنكر الإمام أحمد روايات معقل عن أبي الزبير وقال هي تشبه أحاديث ابن لهيعة وقد تتبع ذلك فوجد كما قاله أحمد رحمه الله".
فماذا يعني كلام الإمام أحمد، خاصة أن روايات معقل عن أبي الزبير احتج بها مسلم في صحيحه، فأرجو التوضيح و جزاكم الله خيراً.(39/341)
المعتمر يسن له الهدي ... ؟
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 06:20 م]ـ
في درس المحرر، ذكر الشيخ عبدالعزيز الطريفي أن من السنن المهجورة في هذا الوقت الهدي للمعتمر، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله.
فهل لدى الأخوة مزيد طرح في هذه وذكر الأدلة بالنص، وهل خالف أحد من العلماء في هذا؟
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:33 ص]ـ
هذا من الأمور المشهورة
فقد كان الصحابة يرسلون الهدي للحرم حتى بدون عمرة،وصحت الآثار بهذا عن الصحابة رضي الله عنهم،وهذا من تعظيم البيت الحرام،وكان هذا في الجاهلية وأكده الإسلام.
ثم عن سؤالك:فيكفي في هذا عمرة الحديبية،فقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهدي،وهو قدم معتمرا.
رعاك الله(39/342)
مسح المرأة على الخمار
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[10 - 01 - 05, 07:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
إخواني الكرام:
إن كان عند أحدٍ منكم علمٌ عن درجه الحديث والآثار، وكذا صحة الرواية المذكورة أدناه عن الإمام أحمد فليخبرني بها، ولكن معذرةً أرجو ممن يذكر كلاماً أن يكون مُفصلاً فالأمر كما قال الذهبي رحمه الله تعالى في " بيان زغل العلم " صـ 6:
" وأي خيرٍ في حديثٍ مخلوط صحيحه بواهيةُ، وأنت لا تفلَّيه، ولا تبحث عن ناقليه؟! " اهـ.
الحديث والآثار هي:
الأول: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: [أَنَّهَا أَدْخَلَتْ يَدَهَا تَحْتَ الْخِمَارِ وَمَسَحَتْ بِرَأْسِهَا , وَقَالَتْ: بِهَذَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم]
الثاني: قَالَ نَافِعٌ: [رَأَيْتُ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ تَتَوَضَّأُ وَتَنْزِعُ خِمَارَهَا ثُمَّ تَمْسَحُ بِرَأْسِهَا] , وقَالَ نَافِعٌ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ.
الثالث: أُمَّ سَلَمَةَ كَانَتْ تَمْسَحُ عَلَى خِمَارِهَا , ذَكَرَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ كما قال ابن قدامة في " المغني "، وذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
الرابع: أَحْمَدَ سُئِلَ: كَيْفَ تَمْسَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى رَأْسِهَا؟ قَالَ: مِنْ تَحْتِ الْخِمَارِ وَلَا تَمْسَحُ عَلَى الْخِمَارِ , قَالَ: وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كَانَتْ تَمْسَحُ عَلَى خِمَارِهَا.
وجزاكم الله خيراً(39/343)
تجميع التعقيب على ممدوح سعيد
ـ[متسائل1]ــــــــ[10 - 01 - 05, 10:33 م]ـ
اخواني الكرام
سرني القسم الجديد المعنون ب المناظرات العلمية
لكنني لا اخفيكم أنني لما دخلت إليه ساءني ما رأيت فالصفحة بكاملها عبارة عن عدد من الموضوعات كلها حول شخص ممدوح سعيد. وليس فيها أي محاورة إنما هي تعقيبات، بعضها لم يتحل حتى بأدب الحوار ..
لذا أقترح دمج جميع الموضوعات في موضوع واحد، وتسميته بنقد كتب ممدوح سعيد لا مناظرة.
ثم إن إبقاء هذا القسم بعنوانه "مناظرات" يحتاج من الأدارة أن تفتح المجال أمام الفكر المخالف بما يطرحه من شبه وانحرافات .. وهذا في تقديري مهم لأن في المنتدى رجال ذوي مستوى علمي رفيع .. فمن الأفضل فسح المجال للفكر المخالف ليمحص وينتقد بأسلوب الحوار والمناظرة. ففي ذلك فائدة. أعرف أن الأدراة ستقول إنها لن تقبل بنشر الشبهات لأن المنتدى يدخله زوار قد يكونوا من العامة في مستواهم العلمي. وأنا أرى أن هذا العذر غير صائب،لأن هذا الزائر له أمام شاشته إمكانيات لأن يرى الشبه المطروحة ضد الأسلام في منتديات أخرى ولكنه لن يجد فيها من هم في مستوى أعضاء أهل الحديث ليردوا عليها.
لذا أفضل لمنتدانا هذا أن يقتحم هذا المجال، ويجعل من ساحة المناظرات ساحة حوار حقيقي.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:08 ص]ـ
أؤيد الأخ متسائل فيما إقترحه .. حتى تكون مادة الرد منضبطه ومنهجيه
ولعل الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله يضيف محمود سعيد إلى قائمة من كتب فيهم وحذر
منهم في كتبه .. جزاه الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:43 م]ـ
الأخ الكريم متسائل / جزاكم الله خيرا على اقتراحكم.
لكن يظهر أنك لم تتابع القسم منذ البداية؛ لأنه أنشئ لمناظرة أهل البدع أو المنحرفين أو حتى المخطئين من أهل السنة.
وقد كاد هذا يتم مع محمود لولا هروبه.
وفقكم الله.(39/344)
أحسن قصة في القرآن
ـ[العويشز]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:05 م]ـ
يظن كثير من الناس أن أفصل قصة في القرآن على الإطلاق هي قصة يوسف عليه السلام، وهذا غير صحيح.
والصحيح أن أفضل قصة على الإطلاق قصة موسى عليه السلام.
قال ابن تيمية:" بعض الناس ظنوا أن المراد أحسن القصص بالكسر وأن تلك القصة قصة يوسف وذكر هذا طائفة من المفسرين ثم ذكروا لم سميت أحسن القصص فقيل لأنه ليس فى القرآن قصة تتضمن من العبر والحكم والنكت ما تتضمن هذه القصة وقيل لإمتداد الأوقات بين مبتدأها ومنتهاها وقيل لحسن محاورة يوسف وإخوته وصبره على أذاهم وإغضائه عن ذكر ما تعاطوه عند اللقاء وكرمه في العفو و قيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين و الإنس والجن والأنعام والطير وسير الملوك والمماليك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء ومكرهن وحيلهنن وفيها ايضا ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش فصارت أحسن القصص لما فيها من المعانى والفوائد التى تصلح للدين والدنيا وقيل فيه ذكر الحبيب والمحبوب وقيل أحسن بمعنى أعجب والذين يجعلون قصة يوسف أحس القصص منهم من يعلم أن القصص بالفتح هو النبأ و الخبر ويقولون هي أحسن الأخبار والأنباء و كثير منهم يظن أن المراد أحسن القصص بالكسر وهؤلاء جهال بالعربية وكلا القولين خطأ وليس المراد بقوله أحسن القصص قصة يوسف وحدها بل هي مما قصه الله ومما يدخل فى أحسن القصص ولهذ قال تعالى فى آخر السورة وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين لقد كان فى قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون فبين أن العبرة فى قصص المرسلين وأمر بالنظر فى عاقبة من كذبهم وعاقبتهم بالنصر ومن المعلوم أن قصة موسى وما جرى له مع فرعون وغيره أعظم وأشرف من قصة يوسف بكثير كثير ولهذا هي أعظم قصص الأنبياء التى تذكر في القرآن ثناها الله أكثر من غيرها و بسطها وطولها أكثر من غيرها بل قصص سائر الأنبياء كنوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم من المرسلين أعظم من قصة يوسف و لهذا ثنى الله تلك القصص فى القرآن ولم يثن قصة يوسف وذلك لأن الذين عادوا يوسف لم يعادوه على الدين بل عادوه عداوة دنيوية و حسدوه على محبة أبيه له و ظلموه فصبر واتقى الله وإبتلي صلوات الله عليه بمن ظلمه وبمن دعاه إلى الفاحشة فصبر وإتقى الله في هذا وفي هذا وإبتلى أيضا بالملك فإبتلى بالسراء والضراء فصبر وإتقى الله في هذا وهذا فكانت قصته من أحسن القصص وهي أحسن من القصص التى لم تقص فى القرآن فإن الناس قد يظلمون ويحسدون ويدعون إلى الفاحشة ويبتلون بالملك لكن ليس من لم يذكر فى القرآن ممن إتقى الله و صبر مثل يوسف ولا فيهم من كانت عاقبته أحسن العواقب في الدنيا والآخرة مثل يوسف وهذا كما أن قصة أهل الكهف و قصة ذي القرنين كل منهما هي فى جنسها أحسن من غيرها فقصة ذي القرنين أحسن قصص الملوك وقصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة فقوله تعالى نحن نقص عليك أحسن القصص يتناول كل ما قصه فى كتابه فهو أحسن مما لم يقصه ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قص في القرآن وأين ما جرى ليوسف مما جرى لموسى ونوح وإبراهيم وغيرهم من الرسل وأين ما عودى أولئك مما عودى فيه يوسف وأين فضل أولئك عند الله وعلو درجتهم من يوسف صلوات =الله عليهم أجمعين وأين نصر أولئك من نصر يوسف فإن يوسف كما قال الله تعالى وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين و أذل الله الذين ظلموه ثم تابوا فكان فيها من العبرة أن المظلوم المحسود إذا صبر و إتقى الله كانت له العاقبة .. "17/ 22.
ـ[الغواص]ــــــــ[14 - 01 - 05, 07:50 ص]ـ
جزاك الله كل خير على هذا النقل الكثير الفائدة
ولكن وعفوا أخي الكريم
هل كلام ابن تيمية يؤكد بأن قصة موسى عليه السلام هي أحسن قصة في القرآن؟
ـ[العويشز]ــــــــ[31 - 03 - 05, 11:55 ص]ـ
أخي الكريم (الغواص):
لا شك أن الظاهر من كلام ابن تيمية أن قصة موسى عليه السلام أحسن قصص القرآن على الإطلاق وهذا الواضح من قوله رحمه الله:
ومن المعلوم أن قصة موسى وما جرى له مع فرعون وغيره أعظم وأشرف من قصة يوسف بكثير كثير ولهذا هي أعظم قصص الأنبياء التى تذكر في القرآن ثناها الله أكثر من غيرها و بسطها وطولها أكثر من غيرها بل قصص سائر الأنبياء كنوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم من المرسلين أعظم من قصة يوسف و لهذا ثنى الله تلك القصص فى القرآن ولم يثن قصة يوسف.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/345)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 04:07 م]ـ
- الأفضلية في الحسن في جانب دون جانب: أمرٌ نسبيٌّ.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 05:09 م]ـ
إخوتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغفروا لي تطفلي عليكم ووجهوني إلى الصواب
عذرا: هل يجوز لنا في القرآن أن نقول هذه القصة أحسن من تلك؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[31 - 03 - 05, 08:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6445&page=15&pp=10
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 05, 09:01 م]ـ
إخوتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغفروا لي تطفلي عليكم ووجهوني إلى الصواب
عذرا: هل يجوز لنا في القرآن أن نقول هذه القصة أحسن من تلك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
- القرآن تتفاضل بعض آياته أو سوره على بعض، ومن الأدلة على ذلك تقريره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكون آية الكرسي: (أعظم آية في كتاب الله).
- وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن سورة الإخلاص: (إنها تعدل ثلث القرآن).
- وغير ذلك من الأدلة ...
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 02:59 ص]ـ
الأخ السمرقندي أصلح الله باله
نعم أعلم الأحاديث الواردة في فضائل الآيات والسور
كحديث آية الكرسي
وأحاديث الإخلاص والكافرون والبقرة وآل عمران
لكن سؤالي فيما ليس فيه نص , هل نمسك عنه أم يجوز الكلام فيه؟
بارك الله لنا فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء وتحياتي لجميع الإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:11 ص]ـ
- وفيك بارك الله وأحسن ...
علمي كعلمك في الأمر المسؤول عنه ..
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 03:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
عل شيوخنا يفيدوننا إن شاء الله(39/346)
بيت شعري يشتمل على 400320بيتاً
ـ[العويشز]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:29 م]ـ
قال ابن القيم:
فائدة الاحتمالات في بيت من الشعر.
قال بعض الفضلاء بيتا من الشعر يشتمل على أربعين الف وثلاث مائة وعشرين بيتا من الشعر وهو لزين الدين المقري
لقلبي حبيب مليح ظريف بديع جميل رشيق لطيف
وبيان ذلك ان هذا البيت ثمانية اجزاء يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات فالجزءان الأولان لقلبي حبيب يتصور منهما صورتان بالتقديم والتأخير ثم خذ الجزء الثالث فيحدث منه مع الأولين ست صور لأن له ثلاثة أحوال تقديمه عليهما وتأخيره وتوسطه ولهما حالان فاضرب أحواله في الحالين يكن ستة ثم خذ الجزء الرابع وله أربعة احوال فاضربها في الصور المتقدمه وهي السته التي لما قبله تكن أربعة وعشرين ثم خذ الخامس تجد له خمسة أحوال فاضربها في الصور المتقدمة وهي أربعة وعشرون تكن مائة وعشرين ثم خذ السادس تجد له سته احوال فاضربها في مائة وعشرين تكن سبع مائة وعشرين ثم خذ السابع تجد له سبعة أحوال فاضربها في سبع مائة وعشرين تكن خمسة الاف وأربعين ثم خذ الثامن تجد أحواله ثمانية فاضربها في خمسة آلاف واربعين تكن أربعين ألفا وثلاث مائة وعشرين بيتا فامتحنها تجدها كذلك ومثله لي قلته في القدس:
محب صبور غريب فقير وحيد ضعيف كتوم حمول
بدائع الفوائد 3/ 764
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:16 ص]ـ
- جزاكم الله خيراً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2840
ـ[العويشز]ــــــــ[24 - 08 - 08, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك
يا أبا عمر(39/347)
هل هذا حديث (تكلموا على الطعام ولو يثمن أسلحتكم)
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:57 ص]ـ
تكلموا على الطعام ولو يثمن أسلحتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 11:22 م]ـ
ذكر السخاوي أنه لايعرف حديث في الكلام على الطعام لانفيا ولا إثباتا، ويقصد بذلك الاستحباب أو الكراهة، وأما حصوله اتفاقا فهذا وارد.
وينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=3440#post3440
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 11:23 ص]ـ
سمعت شيخنا العلامة الألباني رحمه الله يقول عن حديث:
تكلموا على الطعام ولو بثمن أسلحتكم
هذا حديث أردني
أي لم يسمع به إلا في الأردن(39/348)
إذا علم رجل ما أن والده قاتل هل يجب عليه أن يشهد إذا دعي للشهادة؟
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا علم رجل ما أن والده قاتل
هل يجب عليه أن يشهد إذا دعي للشهادة؟
وإذا شهد عليه وأقيم القصاص على الوالد فهل يرث الولد في هذه الحالة؟
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:01 ص]ـ
السلا عليكم
يجب عليه الشهادة لعموم الأدلة، ولا يثتثني أب ولا غيره إلا بنص صحيح من كتاب أو سنة.
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:26 ص]ـ
بر الاب طاعة، والسكوت على فعله معصية
ولاطاعة لمخلوق في معصية الخالق
والله اعلم(39/349)
أحدهم أراد أن يسجل البيت باسم إبنه الصغير فهل يجوز هذا العمل وهل يعتبر من باب الهبة
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:09 ص]ـ
أحدهم أراد أن يسجل البيت باسم إبنه الصغير فهل يجوز هذا العمل وهل يعتبر هذا من باب الهبة
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:59 ص]ـ
السلام عليك أخي
هل معني لفظة الصغير أن له أبناء أخرون؟؟
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 11:44 ص]ـ
نعم له آبناء ىخرون(39/350)
إذا كان شخص ما يملك محلاً تجارياً وفيه بضاعة قد حال عليها الحول وقبل تمام الحول
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:10 ص]ـ
إذا كان شخص ما يملك محلاً تجارياً وفيه بضاعة قد حال عليها الحول وقبل تمام الحول باع بضاعة بالدين فهل يجب عليه أن يدفع زكاة عروض التجارة عن تللك البضاعة التي باعها بالدين؟ وهل يجب إخراج القيمة في زكاة عروض التجارة أم يجب أن يخرجها من البضاعة نفسها؟(39/351)
ماقولكم في ماورد من الآثار في تحريم كراء الدور في مكة؟.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:12 ص]ـ
الاخوة الكرام ...
ماقولكم في ماورد من الآثار في تحريم كراء الدور في مكة؟.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:07 م]ـ
الآثار الواردة في النهي عن إجارة بيوت مكة أو بيعها في سندها ضعف.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان:
فاعلم أن العلماء اختلفوا في رباع مكة: هل يجوز تملكها، وبيعها، وإيجارها؟ على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه لا يجوز شيء من ذلك، وبه قال أبو حنيفة، والأوزاعي، والثوري، ومجاهد، وعطاء، وطاوس، وإبراهيم، والحسن، وإسحاق. وغيرهم.
وكرهه مالك رحمه الله.
وأجاز جميع ذلك الشافعي، وأبو يوسف.
وبه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجماعة من الصحابة ومن بعدهم ..
وتوسط الإمام أحمد، فقال: تملك، وتورث، ولا تؤجر، ولا تباع، على إحدى الروايتين، جمعاً بين الأدلة، والرواية الثانية كمذهب الشافعي.
وهذه المسألة: تناظر فيها الإمام الشافعي، وإسحاق بن راهويه في مسجد الخيف والإمام أحمد بن حنبل حاضر فأسكت الشافعي إسحاق بالأدلة، بعد أن قال له: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بفرك أذنيه، أنا أقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تقول: قال طاوس، والحسن، وإبراهيم، وهل لأحد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة؟ في كلام طويل.
ونحن نذكر إن شاء الله أدلة الجميع، وما يقتضي الدليل رجحانه منها.
فحجة الشافعي رحمه الله ومن وافقه بأمور.
الأول: حديث أسامة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم لما سأله. أين تنزل غداً؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟» وفي بعض الروايات «من منزل»، وفي بعضها «منزلاً» أخرج هذا الحديث البخاري في كتاب «الحج» في باب «توريث دور مكة، وشرائها» الخ وفي كتاب «المغازي» في غزوة الفتح في رمضان في باب أين ركز النَّبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي كتاب الجهاد في باب «إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم» وأخرجه مسلم في كتاب «الحج» في باب «النزول بمكة للحاج وتوريث دورها. بثلاث روايات هي مثل روايات البخاري.
فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المتفق عليه: «وهل ترك لنا عقيل من رباع» صريح في إمضائه صلى الله عليه وسلم بيع عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه تلك الرباع.
ولو كان بيعها، وتملكها لا يصح لما أقره النَّبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يقر على باطل بإجماع المسلمين.
الثاني: أن الله تبارك وتعالى أضاف المهاجرين من مكة ديارهم، وذلك يدل على أنها ملكهم في قوله: {لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ}.
قال النووي في (شرح المهذب): فإن قيل: قد تكون الإضافة لليد والسكنى، لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ}.
فالجواب: أن حقيقة الإضافة تقتضي الملك، ولذلك لو قال: هذه الدار لزيد حكم بملكها لزيد، ولو قال: أردت به السكنى واليد، لم يقبل.
ونظير الآية الكريمة: ما احتج به أيضاً.
من الإضافة في قوله: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» الحديث.
وقد قدمنا أنه في (صحيح مسلم).
الثالث: الأثر المشهور في سنن البيهقي وغيره. «أن نافع بن الحارث، اشترى من صفوان بن أمية، دار السجن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، بأربعمائة». وفي رواية «بأربعة آلاف»، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة.
وروى الزبير بن بكار والبيهقي: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه، باع دار الندوة بمكة من معاوية بن أبي سفيان بمائة ألف، فقال له عبد الله بن الزبير: يا أبا خالد بعت مأثرة قريش وكريمتها، فقال: هيهات ذهبت المكارم فلا مكرمة اليوم إلا الإسلام، فقال: اشهدوا أنها في سبيل الله تعالى يعني الدراهم التي باعها بها.
وعقده الشيخ أحمد البدوي الشنقيطي في نظمه عمود النسب بقوله يعني قصياً: واتخذ الندوة لا يخترع في غيرها أمر ولا تدرع
جارية أو يعذر الغلام إلا بأمره بها يرام
وباعها بعد حكيم بن حزام وأنبوه وتصدق الهمام
سيد ناديه بكل الثمن إذ العلى بالدين لا بالدمن
الرابع: أنها فتحت صلحاً، فبقيت على ملك أهلها، وقد قدمنا ضعف هذا الوجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/352)
الخامس: القياس، لأن أرض مكة أرض حية ليست موقوفة، فيجوز بيعها قياساً على غيرها من الأرض.
واحتج من قال: بأن رباع مكة لا تملك ولا تباع. بأدلة:
منها قوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} قالوا: والمراد بالمسجد: جميع الحرم كله لكثرة إطلاقه عليه في النصوص، كقوله: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، وقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، وقوله: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} مع أن المنحر الأكبر من الحرم «منى».
ومنها قوله تعالى: {إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبِّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا} قالوا: والمحرم لا يجوز بيعه.
ومنها: ما أخرجه البيهقي من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مكة مناخ لا تباع رباعها، ولا تؤجر بيوتها».
ومنها: ما رواه أبو حنيفة، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو، قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مكة حرام، وحرام بيع رباعها، وحرام أجر بيوتها».
ومنها ما روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: يا رسول الله ألا نبني لك بيتاً أو بناء يظلك من الشمس؟ قال: «لا. إنما هو مناخ من سبق إليه» أخرجه أبو داود.
ومنها: ما رواه البيهقي، وابن ماجه، عن عثمان بن أبي سليمان، عن علقمة بن نضلة الكناني، قال: كانت بيوت مكة تدعى السوائب، لم تبع رباعها في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر ولا عمر، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن.
ومنها: ما روى عن عائشة رضي الله عنها: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: «منى مناخ لمن سبق».
قال النووي في (شرح المهذب) في الجنائز، في «باب الدفن» في هذا الحديث، رواه أبو محمد الدارمي، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم، بأسانيد جيدة من رواية عائشة رضي الله عنها.
قال الترمذي: هو حديث حسن.
وذكر في البيوع، في الكلام على بيع دور مكة، وغيرها من أرض الحرم: أن هذا الحديث صحيح.
ومنها: ما رواه عبد الرزاق بن مجاهدعن ابن جريج، قال: كان عطاء ينهي عن الكراء في الحرم، وأخبرني أن عمر بن الخطاب، كان ينهي عن تبويب دور مكة لأن ينزل الحاج في عرصاتها، فكان أول من بوب داره، سهيل بن عمرو، فأرسل إليه عمر بن الخطاب في ذلك، فقال. أنظرني يا أمير المؤمنين إني كنت امرأ تاجراً، فأردت أن أتخذ بابين يحبسان لي ظهري، فقال: ذلك لك إذن.
وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن مجاهد: إن عمر بن الخطاب، قال: يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبواباً لينزل البادي حيث يشاء. اه، قاله ابن كثير: إلى غير ذلك من الأدلة.
قال مقيده عفا الله عنه: أقوى الأقوال دليلاً فيما يظهر قول الشافعي ومن وافقه، لحديث أسامة بن زيد المتفق عليه، كما قدمنا، وللأدلة التي قدمنا غيره، ولأن جميع أهل مكة بقيت لهم ديارهم بعد الفتح يفعلون بها ما شاءوا من بيع، وإجارة، وغير ذلك.
وأجاب أهل هذا القول الصحيح عن أدلة المخالفين. فأجابوا عن قوله: {سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} بأن المراد خصوص المسجد دون غيره من أرض الحرم، بدليل التصريح بنفس المسجد في قوله: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً}، وعن قوله تعالى: {هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا} بأن المراد: حرم صيدها، وشجرها، وخلاها، والقتال فيها، كما بينه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، ولم يذكر في شيء منها مع كثرتها النهي عن بيع دورها. وعن حديث إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه: بأنه ضعيف، قال النووي في (شرح المهذب): هو ضعيف باتفاق المحدثين، واتفقوا على تضعيف إسماعيل، وأبيه إبراهيم. اه.
وقال البيهقي في السنن الكبرى: إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ضعيف، وأبوه غير قوي، واختلف عليه فروي عنه هكذا، وروي عنه عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً ببعض معناه، وعن حديث عائشة رضي الله عنها. بأنه محمول على الموات من الحرم.
قال النووي: وهو ظاهر الحديث.
وعن حديث أبي حنيفة: بأنه ضعيف من وجهين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/353)
أحدهما: تضعيف إسناده بابن أبي زياد المذكور فيه.
والثاني: أن الصواب فيه عند الحفاظ أنه موقوف على عبد الله بن عمر وقالوا: رفعه وهم قاله: الدارقطني، وأبو عبد الرحمن السلمي، والبيهقي.
وعن حديث عثمان بن أبي سليمان بجوابين:
أحدهما: أنه منقطع، كما قاله البيهقي.
الثاني: ما قال البيهقي أيضاً، وجماعة من الشافعية، وغيرهم: أن المراد في الحديث: الإخبار عن عادتهم الكريمة في إسكانهم ما استغنوا عنه من بيوتهم بالإعارة تبرعاً، وجوداً.
وقد أخبر من كان أعلم بشأن مكة منه عن جريان الإرث، والبيع فيها.
وعن حديث «منى مناخ من سبق» بأنه محمول على مواتها، ومواضع نزول الحجيج منها. قاله النووي اه.
واعلم أن تضعيف البيهقي لحديث إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، وحديث عثمان بن أبي سليمان، عن علقمة بن نضلة تعقبه عليه محشيه صاحب (الجواهر النقي)، بما نصه: «ذكر فيه حديثاً في سنده إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، فضعف إسماعيل، وقال عن أبيه غير قوي، ثم اسنده من وجه آخر، ثم قال: رفعه وهم، والصحيح موقوف قلت: أخرج الحاكم في (المستدرك) هذا الحديث من الوجهين اللذين ذكرهما البيهقي، ثم صحح الأول، وجعل الثاني شاهداً عليه، ثم ذكر البيهقي في آخره حديثاً عن عثمان بن أبي سليمان عن علقمة بن نضلة. ثم قال: هذا منقطع.
قلت: هذا الحديث أخرجه ابن ماجه بسند على شرط مسلم، وأخرجه الدارقطني وغيره، وعلقمة هذا صحابي. كذا ذكره علماء هذا الشأن، وإذا قال الصحابي مثل هذا الكلام. كان مرفوعاً على ما عرف به، وفيه تصريح عثمان بالسماع عن علقمة، فمن أين الانقطاع؟ اه كلام صاحب (الجوهر النقي).
قال مقيده عفا الله عنه لا يخفى سقوط اعتراض ابن التركماني هذا على الحافظ البيهقي. في تضعيفه الحديثين المذكورين.
أما في الأول: فلأن تصحيح الحاكم رحمه الله لحديث ضعيف لا يصيره صحيحاً.
وكم من حديث ضعيف صححه الحاكم رحمه الله وتساهله رحمه الله في التصحيح معروف عند علماء الحديث، وإبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي قد يكون للمناقشة في تضعيف الحديث به وجه. لأن بعض العلماء بالرجال وثقه وهو من رجال مسلم.
وقال فيه ابن حجر، في (التقريب): «صدوق لين الحفظ»، أما ابنه إسماعيل فلم يختلف في أنه ضعيف. وتضعيف الحديث به ظاهر لا مطعن فيه.
وقال فيه ابن حجر في (التقريب). ضعيف، فتصحيح هذا الحديث لا وجه له.
وأما قوله في اعتراضه تضعيف البيهقي لحديث الثاني. فمن أين الانقطاع فجوابه: أن الانقطاع من حيث إن علقمة بن نضلة تابعي صغير، وزعم الشيخ ابن التركماني، أنه صحابي غير صحيح، وقد قال فيه ابن حجر في (التقريب). علقمة بن نضلة بفتح النون وسكون المعجمة المكي، كناني.
وقيل: كندي تابعي صغير مقبول، أخطأ من عده في الصحابة، وإذن فوجه انقطاعه ظاهر، فظهر أن الصواب مع الحافظ البيهقي، والنووي وغيرهما في تضعيف الحديثين المذكورين.
ولا شك أن من تورع عن بيع رباع مكة، وإيجارها خروجاً من الخلاف، أن ذلك خير له، لأن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:17 م]ـ
وقال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد ج3/ص435
ولهذا ذهب جمهور الأئمة من السلف والخلف إلى أنه لا يجوز بيع أراضي مكة ولا إجارة بيوتها هذا مذهب مجاهد وعطاء من أهل مكة ومالك في أهل المدينة وأبي حنيفة في أهل العراق وسفيان الثوري والامام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن علقمة بن نضلة قال كانت رباع مكة تدعى السوائب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر من احتاج سكن واستغنى أسكن
وروى أيضا عن عبدالله بن عمر من أكل أجور بيوت مكة فإنما يأكل في بطنه نار جهنم رواه الدارقطني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه إن الله حرم مكة فحرام بيع رباعها وأكل ثمنها
وقال الإمام أحمد حدثنا معمر عن ليث عن عطاء وطاووس ومجاهد أنهم قالوا يكره أن تباع رباع مكة أو تكرى بيوتها
وذكر الإمام أحمد عن القاسم بن عبد الرحمن قال من أكل من كراء بيوت مكة فإنما يأكل في بطنه نارا
وقال أحمد حدثنا هشيم حدثنا حجاج عن مجاهد عن عبد الله ابن عمر قال نهى عن إجارة بيوت مكة وعن بيع رباعها وذكر عن عطاء قال نهى عن إجارة بيوت مكة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/354)
وقال أحمد حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا عبد الملك قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمير أهل مكة ينهاهم عن إجارة بيوت مكة وقال إنه حرام وحكى أحمد عن عمر أنه نهى أنه يتخذ أهل مكة للدور أبوابا لينزل البادي حيث شاء وحكي عن عبدالله ابن عمر عن أبيه أنه نهى أن تغلق أبواب دور مكة فنهى من لا باب لداره أن يتخذ لها بابا ومن لداره باب أن يغلقه وهذا في أيام الموسم
قال المجوزون للبيع والإجارة الدليل على جواز ذلك كتاب الله وسنة رسوله وعمل أصحابه وخلفائه الراشدين قال الله تعالى (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) الحشر 8 وقال (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم) آل عمران 195 وقال (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم) الممتحنة 9
فأضاف الدور إليهم وهذه إضافة تمليك وقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل له أين تنزل غدا بدارك بمكة فقال وهل ترك لنا عقيل من رباع ولم يقل إنه لا دار لي بل أقرهم على الإضافة وأخبر أن عقيلا استولى عليها ولم ينزعها من يده
وإضافة دورهم إليهم في الأحاديث أكثر من أن تذكر كدار أم هانىء ودار خديجة ودار أبي أحمد بن جحش وغيرها وكانوا يتوارثونها كما يتوارثون المنقول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل وكان عقيل هو ورث دور أبي طالب فإنه كان كافرا ولم يرثه علي رضي الله عنه لاختلاف الدين بينهما فاستولى عقيل على الدور
ولم يزالوا قبل الهجرة وبعدها بل قبل المبعث وبعده من مات ورث ورثته داره إلى الآن وقد باع صفوان بن أمية دارا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربعة آلاف درهم فاتخذها سبحنا
وإذا جاز البيع والميراث فالإجارة أجوز وأجوز
فهذا موقف أقدام الفريقين كما ترى وحججهم في القوة والظهور فلا تدفع وحجج الله وبيناته لا يبطل بعضها بعضا بل يصدق بعضها بعضا ويجب العمل بموجبها كلها والواجب اتباع الحق أين كان
فالصواب القول بموجب الأدلة من الجانبين وأن الدور تملك توهب وتورث وتباع ويكون نقل الملك في البناء لا في الأرض والعرصة فلو زال بناؤه لم يكن له أن يبيع الأرض وله أن يبنيها ويعيدها كما كانت وهو أحق بها يسكنها ويسكن فيها من شاء وليس له أن يعاوض على منفعة السكنى بعقد الإجارة فإن هذه المنفعة إنما يستحق أن يقدم فيها على غيره ويختص بها لسبقه وحاجته فإذا استغنى عنها لم يكن له أن يعارض عليها كالجلوس في الرحاب والطرق الواسعة والإقامة على المعادن وغيرها من المنافع والأعيان المشتركة التي من سبق إليها فهو أحق بها ما دام ينتفع فإذا استغنى لم يكن له أن يعاوض وقد صرح أرباب هذا القول بأن البيع ونقل الملك في رباعها إنما يقع على البناء لا على الأرض ذكره أصحاب أبي حنيفة
فإن قيل فقد منعتم الإجارة وجوز تم البيع فهل لهذا نظير في الشريعة والمعهود في الشريعة أن الإجارة أوسع من البيع فقد يمتنع البيع وتجوز الإجارة كالوقف والحر فأما العكس فلا عهد لنا به
قيل كل واحد من البيع والاجارة عقد مستقل غير مستلزم للآخر في جوازه وامتناعه وموردهما مختلف وأحكامها مختلفة وإنما جاز البيع لأنه وارد على المحل الذي كان البائع أخص به من غيره وهو البناء وأما الإجارة فإنما ترد على المنفعة وهي مشتركة وللسابق إليها حق التقدم دون المعاوضة فلهذا أجزنا البيع دون الإجارة فإن أبيتم إلا النظير قيل هذا المكاتب يجوز لسيده بيعه ويصير مكاتبا عند مشتريه ولا يجوز له إجارته إذ فيها إبطال منافعه وأكسابه التي ملكها بعقد الكتابة والله أعلم على أنه لا يمنع البيع وإن كانت منافع أرضها ورباعها مشتركة بين المسلمين فإنها تكون عند المشترى كذلك مشتركة المنفعة إن احتاج سكن وإن استغنى أسكن كما كانت عند البائع فليس في بيعها إبطال اشتراك المسلمين في هذه المنفعة كما أنه ليس في بيع المكاتب إبطال ملكه لمنافعه التي ملكها بعقد المكاتبة ونظير هذا جواز بيع أرض الخراج التي وقفها عمر رضي الله عنه على الصحيح الذي استقر الحال عليه من عمل الأمة قديما وحديثا فإنها تنتقل إلى المشترى خراجية كما كانت عند البائع وحق المقاتلة إنما هو في خراجها وهو لا يبطل بالبيع
وقد اتفقت الأمة على أنها تورث فإن كان بطلان بيعها لكونها وقفا فكذلك ينبغي أن تكون وقفيتها مبطلة لميراثها وقد نص أحمد على جواز جعلها صداقا في النكاح فإذا جاز نقل الملك فيها بالصداق والميراث والهبة جاز البيع فيها قياسا وعملا وفقها والله أعلم) انتهى.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن ...
فما هي نتيجة بحثكم هل توافقون ابن القيم ...
ثم انني قرأت كلام الامام ابي عبيد القاسم ابن سلام في كتاب الأموال، باب فتح الأرض تؤخذ عنوة، فهمت من كلامه أن من اسباب ترك قسمة مكة مع انها فتحت عنوة لهذا المعنى " أنها لا تباع رباعها، ولايطيب كراء بيوتها، وأنها مسجد لجماعة المسلمين " ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/355)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:43 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
و ما ذهب إليه بعض أهل العلم من جواز البيع وعدم جواز الإجارة ففيه نظر، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إجارة بيوتها فيبقى الأمر على الجواز.
وأما ما تفضلت به من كلام أبي عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله فقد سبق في كلام الشنقيطي وابن القيم الإشارة إلى شيء ذلك مع الجواب عليه، فلو كانت مكة كلها وقفا لجميع المسلمين أو مسجدا لهم لما أقر أصحاب البيوت كأبي سفيان وغيره على تملكهم لها ولأمرهم بالخروج منها وتركها للمسلمين كافة، وإنما الوقف هو المسجد الحرامكما بينه الشيخ الشنقيطي في كلامه السابق، والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين للمسلمين في الحج ومعهم أهل مكة تحريم مكة وحرمة صيدها وخلائها وغير ذلك، ولم يذكر لهم تحريم بيع دورها أو إجارتها مع أنها قد تكون أولى مما سبق ولقيام المقتضى لذلك وحاجتهم لمعرفة حكمها، فلما لم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعا أو إجارتها وإقراره لهم على تملكها كان هذا حجة قوية في جواز بيعها وإجارتها، والله أعلم.
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[16 - 02 - 05, 01:42 ص]ـ
وقال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد ج3/ص435
وروى أيضا عن عبدالله بن عمر من أكل أجور بيوت مكة فإنما يأكل في بطنه نار جهنم رواه الدارقطني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه إن الله حرم مكة فحرام بيع رباعها وأكل ثمنها
وقال أحمد حدثنا هشيم حدثنا حجاج عن مجاهد عن عبد الله ابن عمر قال نهى عن إجارة بيوت مكة وعن بيع رباعها
الذي في سنن الدارقطني "عبد الله بن عَمرو"
والحديث معروف عن عبد الله بن عَمرو، من رواية مجاهد وعبد الله بن باباه وأبي نجيح عنه
فهل الحديث مروي عن عبد الله بن عَمرو وعبد الله بن عُمر، أم أن عُمر مصحفة من عَمرو؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:54 ص]ـ
أحسن، وأطول سياق رأيته لمناظرة إسحاق مع الشافعي في المسألة عند ياقوت في معجم الأدباء 5/ 197
قال: نقلت من تاريخ نيسابور للحاكم، ومن كتاب مناقب الشافعي للأبري وجمعت بين الخبرين قصدا للاختصار مع نسبة كل قول إلى قائله ..
(ثم ساق الخبر)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 05, 02:39 م]ـ
جزى الله الشيخ أبا عبدالعزيز المصري خيرا على ما تفضل به، وهذا التصحيف موجود في طبعة الرسالة لزاد المعاد، والصواب كما تفضلت أنه عبدالله بن عمرو.
وجزى الله الشيخ عبدالرحمن السديس خيرا على هذه الإفادة.
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:49 م]ـ
وجزاك خيرا أيها الشيخ الفاضل ونفع بك
ـ[مصطفى المجري]ــــــــ[24 - 01 - 07, 08:20 م]ـ
1. أبدأ بحديث لم يذكر في البحث قبلي:
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكة حرم حرمها الله , لا يحل بيع رباعها ولا إجارة بيوتها
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
هذا الحديث مرسل رجاله رجال الشيخين
سنده على شرط الشيخين إلى مجاهد الذي رفعه
والمرسل إذا اعتضد بسند ضعيف فإنه يصير صحيحاً محتجاً به
2. روى البيهقي والدارقطني والحاكم من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكة مناخ لا تباع رباعها ولا تؤاجر بيوتها
في إسناده إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ضعيف
أبوه صدوق من رجال مسلم
3. روى البيهقي والدارقطني من طريق أبي حنيفة عن عبيد الله بن أبي زياد عن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه و سلم: مكة حرام و حرام بيع رباعها و حرام أجر بيوتها
في إسناده عبيد الله بن أبي زياد القداح ليس بقوي
4. ذكر ابن قدامة في المغني:
روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة: لا تباع رباعها ولا تكرى بيوتها
رواه الأثرم بإسناده
لم أجد إسناده الكامل. من اطلع عليه فلا يبخلن علينا!
______________________________________
أنا أرى أن الحافظ ابن القيم أصاب عندما قال:
فالصواب القول بموجب الأدلة من الجانبين وأن الدور تملك توهب وتورث وتباع ويكون نقل الملك في البناء لا في الأرض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/356)
وأرى أن ما ذهب إليه جمهور الأئمة من السلف والخلف بأنه لا يجوز بيع أراضي مكة ولا إجارة بيوتها هو الصواب
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 10:59 م]ـ
وأرى أن ما ذهب إليه جمهور الأئمة من السلف والخلف بأنه لا يجوز بيع أراضي مكة ولا إجارة بيوتها هو الصواب
والله أعلم
وماذا تفعل إذا ذهبت لأداء العمرة يا أخي الكريم؟
أرى - والله أعلم - أن الخلاف في هذا انتهى، ولا قائل به الآن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 01 - 07, 06:56 ص]ـ
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكة حرم حرمها الله , لا يحل بيع رباعها ولا إجارة بيوتها
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
هذا الحديث مرسل رجاله رجال الشيخين
سنده على شرط الشيخين إلى مجاهد الذي رفعه
والمرسل إذا اعتضد بسند ضعيف فإنه يصير صحيحاً محتجاً به
هذا الكلام في نظر، ولا بد من النظر في تراكيب الأسانيد في الصحيح، وهل أخرجوا ما في هذا الأسناد مطلقا أم أنه انتقاء ...
قال الدوري سمعت يحيى يقول: إنما سمع الأعمش من مجاهد أربعة أحاديث أو خمسة.
بل قال ابن طهمان سمعت يحيى يقول: الأعمش سمع من مجاهد وكل شيء يروي عنه لم يسمع إنما مرسلة مدلسة.
وقال يعقوب ابن شيبة في مسنده ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات.
وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد: قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد.
ورووا عن وكيع وهشيم أن الأعمش لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث.
وقد اعترض البخاري كلام الأئمة فقال:
ـ كما عند الترمذي في العلل ـ: قلت لمحمد: يقولون: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث، قال: ريح ليس بشيء لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها: حدثنا مجاهد.اهـ
لكنه في الصحيح لم يخرج له إلا أشياء يسيرة أربعة أو خمسة و مسلم لعله على النصف من ذلك.
ـ[مصطفى المجري]ــــــــ[25 - 01 - 07, 11:50 م]ـ
أخي عبد الرحمن
جزاك الله خيرا
مشاركتك مفيدة جدا
لا بد أن نعرف إسناد الأثرم أيضا لو استطعت أن تساعدني في البحث عنه لشكرتك.
و إلى الأخ أبو مالك:
أنا لم أدفع ريالا للسكن في مكة لا في الحج ولا في العمرة. كنت ضيفا في دار البركاتي في العزيزية ثلاث مرات. جزاهم الله خيرا.
________________________________
لم يذكر في هذا البحث قبلي أثر عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد:
عبد الرزاق عن ابن مجاهد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (لا يحل بالبيع دور مكة ولا كراءها.). مصنف عبد الرزاق 9214
ما قولكم في هذا الإسناد؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 03:04 ص]ـ
وفقك الله للعلم والورع يا أخي الفاضل
وأسأل الله أن يجمع بيننا في جنته كما جمع بيننا في الدنيا على محبته.
ولكن يا أخي الكريم دار البركاتي تؤجر لغيرك، فهل كنت ضيفا على صاحب الدار نفسه؟ أو على من استأجر منه؟
وأيضا فمكة مليئة بالفنادق والمساكن المؤجرة، ويَرِدُ عليها فضلاءُ وعلماءُ من جميع أنحاء العالم، يستأجرون ألوف الغرف والمساكن، فهل تعلم أحدا من أهل العلم أنكر عليهم هذا الاستئجار؟
أنا لا أنكر أن الخلاف كان موجودا بين أهل العلم قديما، ولكني لم أسمع بأحد من العلماء في هذا العصر حرَّم ذلك، وهو أمر عام لجميع المسلمين، فيبعد جدا أن يكون السكوت عن إنكاره لعدم علمهم بوقوعه.
أرجو البيان الشافي والجواب الكافي؛ لأن هذه المسألة محيرة حقا.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[01 - 03 - 09, 06:13 ص]ـ
وجدت هذا الرابط يتطرق للمسألة
ما حكم بيع دور مكة وإجارتها؟
هل فتحت مكة صلحا أم عَنوة؟
مكة فتحت عنوة لا صلحا.
الدليل من السنة:
1 – أن الرسول rدخل مكة مقاتلاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما فتح الله عز وجل على رسوله الله r مكة، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي» رواه البخاري ومسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/357)
2 – حصول القتال منه r فعن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: « إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، ولا يعضد فيها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله r فيها، فقولوا له: إن الله قد أذن لرسوله، ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ليبلغ الشاهد الغائب» رواه البخاري.
3 – منحه r الأمان لمن دخل داره فعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة فتح مكة، قال: قال رسول الله r: « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن» رواه مسلم
4 – لو فتحت مكة صلحاً لم يعبئ جيشه فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان مع رسول الله r يوم الفتح، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البَياذِقَة وبطن الوادي، فقال: «يا أبا هريرة ادع لي الأنصار». فدعوتهم، فجاؤوا يهرولون، فقال: «يا معشر الأنصار، هل ترون أوباش قريش؟». قالوا: نعم، قال: «انظروا، إذا لقيتموهم غداً أن تحصدوهم حصداً»، وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله، وقال: «موعدكم الصفا» قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه" رواه مسلم.
من قال بذلك:
جمهور العلماء.
ما حكم بيع رباع مكة وإجارتها
يجوز بيع رباع مكة وإجارتها، والرباع هي المنازل ودور الإقامة.
الدليل:
1 – أن الله في محكم كتابه أضاف الدور في مكة لأهلها، مما يعني تملكها، قال تعالى:] لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [[الحشر:8]،
2 - وقوله تعالى:] فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي [[آل عمران:195]،
3 - وقوله تعالى:] إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ أَخْرَجوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَ ظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ [[الممتحنة:9].
الدليل من السنة:
1 - عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما: أنه قال: "يا رسول الله! أتنزل في دارك بمكة؟ فقال: «وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟» " رواه البخاري ومسلم.
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن» رواه مسلم.
الدليل من فعل الصحابة:
ما جاء عن الصحابة في إثبات تملك دور مكة، من ذلك: أن عمر اشترى دار السجن بمكة بأربعة آلاف، فعن عبد الرحمن بن فروخ أن نافع بن عبد الحارث اشترى داراً للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم، فإن رضي عمر فالبيع له، وإن عمر لم يرض فأربعمائة لصفوان رواه البيهقي.
الدليل من النظر:
هي أرض حية ليست موقوفة فجاز بيعها كغيرها.
الدليل من الإجماع:
نقله الماوردي) وابن قدامة وابن جماعة وابن نجيم وابن قاسم.
ما حكم البناء في موضع المناسك؟
لا يجوز البناء في موضع المناسك.
من قال به:
الأئمة الأربعة.
ما أسباب المنع من البناء في أماكن المناسك؟
1 – أن حكمها حكم المساجد.
2 – اشتراك الناس في النسك المتعلق بها، فهم فيها سواء.
3 – اتفاقهم على حرمة البناء بها.
http://hrmmakah.com/play.php?catsmktba=109(39/358)
رجل تعدى الميقات ولم يحرم
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:01 ص]ـ
رجل أمن بمنطقة الباحة انتدب في الحج كمهمة عسكرية
وقد تعدى الميقات ومن شروطهم في العمل الحضور بالزي الرسمي
وقد وصل إلى جدة الآن .. وسمح لهم مؤخراً بالحج ((نسبة محدودة من كل مجموعة))
فماذا عليه بالتفصيل؟؟ وفقكم الله
نامل الجواب السريع
ـ[أبو البراء]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:27 م]ـ
ابن عثيمين "يرجع ويحرم من الميقات".
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:29 م]ـ
يحرم من مكانه كما فعل أبو قتادة في عمرة القضية كما في صحيح مسلم وليس عليه شيء
ـ[الموسوي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:10 م]ـ
الحمد لله:
فإن كان عند وصوله إلى الميقات يريد النسك, ولم يحرم عامدا فلأهل العلم قولان مشهوران:
الأول: أن يرجع إلى الميقات فيحرم منه ولا شيء عليه.
الثاني: أن عليه دم رجع أو لم يرجع.
والقلب إلى الثاني أميل.
فإن لم يكن يريد النسك إلا بعد أن أُذن له, فليحرم من حيث أنشأ النية ولا شيء عليه والله أعلم.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:15 م]ـ
القول فيها كما قول الموسوي
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:50 م]ـ
شكر الله للجميع سعيهم، ووفقنا للحق
الذي أعرفه أنه لم يرد دليل صحيح يقتضي العدول عن حديث أبي قتادة في عمرة القضية، وقد جاوز الميقات بدون إحرام، وكان الجميع ينوون العمرة وأحرم من كان معه فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بالرجوع إلى الميقات، ولا أوجب عليه دما، وحسب علمي كلما الأجوبة التي قيلت عن هذا الحديث يبدو فيها التكلف.
فمن كان عنده دليل فليتحفنا به، ونحن له غلى ذلك من الشاكرين
ـ[الموسوي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:50 م]ـ
الحمد لله:
لا إشكال في هذا الحديث فهو محمول على أمرين:
الأول: أن أبا قتادة لم يكن يريد النسك, أشار إليه الشوكاني رحمه الله وفيه ضعف لما يأتي.
الثاني: أن أبا قتادة رضي الله عنه لم يمر على الميقات, وإنما سلك طريق البحر.
قال ابن عبد البر رحمه الله:"وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجَّه أبا قتادة على طريق البحر مخافة العدو فلذلك لم يكن محرما عند اجتماعه بأصحابه لأن مخرجهم لم يكن واحدا ".
وقال الأثرم:"كنت أسمع أصحاب الحديث يتعجبون من هذا الحديث ويقولون كيف جاز لأبي قتادة مجاورة الميقات بلا إحرام ولا يدرون ما وجهه حتى رأيته مفسرا في حديث عياض عن أبي سعيد قال خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأحرمنا لما كان مكان كذا وكذا إذا نحن بأبي قتادة كان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بعثه في شيء سماه فذكر حديث الحمار الوحشي"
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:25 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
الأخ الموسوي أراك استرحت لكلام ابن عبد البر رحمه الله تعالى وما حكاه الأثرم وكل ذلك - فيما أعلم - غير سديد للآتي:
روايات الحديث الصحيحة تأبى هذا التأويل فقد رواه مسلم في صحيحه بألفاظ منها:
- من طريق ناقع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببعض الطريق تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم.
والسؤال: إذا كان أبو قتادة خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فمن أين كان صرفه للسواحل وأنت تعلم المسافة بين المدينة والميقات؟ ثم من أين أحرم أصحابه إذا كانت العلة أنه لم يمر الميقات؟ ولماذا لم يحرم هو؟ بعض هذه الأسئلة جوابها في الرواية الأخيرة.
- وفي رواية عبد الله بن ابي قتادة: انطلق أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم يحرم.
- وفي رواية أخرى عنه عن أبيه: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا وخرجنا معه، قال: فصرف من اصحابه فيهم أبو قتادة فقال: خذوا ساحل البحر حتى تلقوني ... الحديث.
فياترى: إذا كان خرج معه من المدينة فمن أين صرفه قبل الميقات؟؟
وعليه فلا زال الحديث مشكلا على من أوجب الدم لمن جاوز الميقات بغير إحرام ممن يريد الحج أو العمرة.
أما أفيجاب فهو مقتضى الأوامر الصحيحة فهما مسألتان، فإن تركنا مفهوم حديث أبي قتادة في إباحة مجاوزة الميقات بغير إحرام للأوامر والأحاديث الصحيحة في الباب، فما هو الدليل المقتضي تركه في إيجاب الفدية؟؟
والله الهادي للسداد
ـ[الموسوي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:34 م]ـ
الحمد لله وبعد:
أخي الكريم وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح.
حديث أبي قتادة لا إشكال فيه البتة بخصوص ما ذكرت-وجوب الفدية من عدمها-,لأن هذا الحكم لا يثبت إلا إذا ثبت قبله مقدمات, من قصد النسك وغيرها مما لا يخفى عليك, وقد ذكر الأئمة عند شرح هذا الحديث -خاصة الحافظ في الفتح- ما يكفي لنسف تلك المقدمات, ولهذا لم يذكروا-فيما علمت-هذا الاستنباط.
ولعلك تريد الاستدلال على عدم حجية الأخذ بقول ابن عباس في إيجاب الفدية على من فاته نسك, ودون ذلك خرط القتاد, فإن هذا الحكم مما أخذ به عامة أهل العلم إن لم يكن إجماعا ممن يعتد بقوله.
وغاية ما ذكرته للاستدلال على ما أشرت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بذلك.
وهذا لا حجة فيه, لأنه لم ينكر عليه أيضا تركه الإحرام, فيكون ترك الإحرام عند المواقيت حينئذ سائغا, هذا باطل لا يخفى.
وهنا أنبه إلى أمور:
1 - أن من الأحكام ما هو ثابت ثبوت الجبال, فلا يشكك فيه نص محتمل.
وهذا ملحظ مهم ينفعك أخي بإذن الله, ولو تأملت كلام أهل العلم-خاصة أهل الفقه منهم- في كثير من المسائل, تجد هذا المعنى لا يغيب عنهم.
2 - أن عدم النقل ليس حجة مطلقا, إلا في مواطن ضيقة الحدود, فلا تتوسع في هذا المسلك.
فكم ذكر الفقهاء أحكاما, لو قستها بهذا المسلك لم تثبت عندهم.
اللهم ارزقنا فقها في دينك وعملا به تنفعنا به في الدارين.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/359)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 08:01 م]ـ
هناك مسألة بارك الله بكم -آمين- تقع لكثيرٍ من الناس
ومثالها:
رجل سافر من الرياض هو أهله للسياحة
ويريد أن يختم سفرته هذه بعمرة
وخطّ رحلته يمرُّ بالمدينة وينتهي بجُدّة
أو خطّ رحلته يمرّ بالباحة وينتهي بجدة
فهل العبرة بنيته المجملة في أوّل سفره المتضمن للعمرة
أو العبرة بنيته المعقودة الجازمة في جدة فحكمه حكم أهل جدة؟
ـ[الموسوي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 04:58 م]ـ
الحمد لله وبعد:
فقد ذكر الفقهاء أن الإحرام هو نية الدخول في النسك، لا مطلق النية
وعليه فالعبرة حينئذ بالنية الجازمة المتأخرة والله أعلم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 05:22 م]ـ
لقد كنت نسيت الموضوع فقد ذكرتني به:
فهل يمكنك اخي الموسوي ذكر الدليل الموجب للدم على من جاوز الميقات بغير إحرام مع بيان صحته ثبوتا ودلالة؟ فقد ذكرت في مشاركاتك السابقة أنها دون تضعيف أثر ابن عباس خرط القتاد، فهل الحجة هي أثر ابن عباس فقط أم أن هناك غيره من الأدلة؟
اخوك/ أبو عبد الباري(39/360)
نسب إلى الشيخ العثيمين هذا القول!!
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:24 ص]ـ
إخوتي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسب إلى العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رجمه الله
القول بأن مصليات العيد مساجد وعليه فيرى شيخنا بأن لها تحيةً
كتحية المساجد استدلالاً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم للحيض
باعتزال المصلى ..
وقيل لي أن هذا مذكور في شرحه الممتع على الزاد
المجلد الخامس طبعة المكتبة التوفيقية تحقيق هاني الحاج
ولكوني مسافراً فطبعة مؤسسة الشيخ الجديدة غير قريبة مني
لذا آمل منكم التأكد وإخبارنا بصحة ذلك من عدمها
وجزاكم الله خيراً ...
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كذلك قرات انا ,, إن لم تخني الذاكرة
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[11 - 01 - 05, 05:53 ص]ـ
نعم هذا قول الشيخ رحمه الله
واستغربت قوله - قديماً -
وقد عجبت لفقهه رحمه الله - حديثاً -
ولاستدلاله بالحديث المشار إليه آنفاً
من أن الحائض تعتزل المسجد لا المصلى
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:05 ص]ـ
أشكركما أيها العزيزين
رياض بن سعد،، أبو ثابت
نريد التثبت أكثر إذا لم يكن لديكما مانع
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:19 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (ج5/ 204 - 205) طبعة مؤسسة آسام، بعد أن ذكر الخلاف:
فالمهم أن مصلى العيد مسجد له أحكام المساجد، وأنه إذا دخله الإنسان لا يجلس حتى يصلي ركعتين، وأنه لا نهي عنهما بل لا إشكال .. ). أ. هـ
وهذا رابط فيه رأي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5531&highlight=%CA%CD%ED%C9+%C7%E1%E3%D3%CC%CF+%E3%D5%E 1%EC+%C7%E1%DA%ED%CF
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:34 م]ـ
نعم هذا هو قول الشيخ رحمه الله وقد نص أصحابنا على ذلك قال في المنتهى "ومصلى العيد مسجد لامصلى الجنائز".(39/361)
حول الكرابيسي
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[11 - 01 - 05, 11:10 ص]ـ
اعتقد أن إطلاق لفظ التبديع و التضليل و التكفير و غيرها من الألفاظ البشعة في حق بعض أئمة الإسلام و أعلام السنة مثل حسين الكرابيسي، هو محل نظر.
و الرجل إمام من أئمة المسلمين قد تكلم في مسألة: هل لفظي بالقرآن مخلوق؟ كان الأولى به أن يكف عن ذلك لا سيما في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الامة، و هي فعلا فترة مشئومة على الأمة لا تزال بعض آثارها إلى اليوم.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى:
و [مسألة القرآن] قد كثر فيها اضطراب الناس، حتى قال بعضهم: مسألة الكلام حيرت عقول الأنام، وغالبهم يقصدون وجها من الحق، ويعزب عنهم وجه آخر أ. هـ
و لو أننا هجرنا كل إمام زل في باب الصفات لما سلم لنا أحد، هذا إن زلّ بالفعل، فما بالك إذا كان ما قرره صوابا.
و أبا علي حسين بن علي الكرابيسي البغدادي، قد كانت بينه و بين الإمام أحمد صداقة وطيدة و علاقة متينة، ثم انقلبت إلى عداوة شديدة تكلم فيها كل واحد على الآخر، و السبب محصور في مسألة اللفظ لا غير، و عند تحرير المسألة كما حررها شيخ الإسلام و الذهبي و غيرهما يتبين أن الكرابيسي كان يثبت الصفات على منهاج أهل السنة و أهل القرون المفضلة، و لم يكن يوما من الأيام جهميا و العياذ بالله.
مسألة اللفظ هي السبب في تحذير أحمد منه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:
وقال شيخ الإسلام [يقصد أبو اسماعيل الأنصاري] أيضًا في كتاب [مناقب الإمام أحمد بن حنبل] في باب الإشارة عن طريقته في الأصول، لما ذكر كلامه في مسائل القرآن وترتيب البدع التي ظهرت فيه وأنهم قالوا أولا: هو مخلوق، وجرت المحنة العظيمة ثم ظهرت مسألة اللفظية بسبب حسين الكرابيسي وغيره. أ. هـ
قال الحافظ ابن حجر في التقريب:
الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي الفقيه صاحب الشافعي صدوق فاضل تكلم فيه أحمد لمسألة اللفظ. أ. هـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخه
وحديث الكرابيسي يعز جدا وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ وكان هو أيضا يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب
غزارة علم الكرابيسي و فقهه رحمه الله
قال الخطيب في تاريخه:
وكان فهما عالما وله تصانيف كثيرة في الفقه وفي الأصول تدل على حسن فهمه وغزارة علمه. أ. هـ
قال الحافظ في التهذيب:
سمع الحديث الكثير وصحب الشافعي وحمل عنه العلم وهو معدود في كبار أصحابه أ. هـ
وقال بن حبان في الثقات:
كان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله أ. هـ
قال عنه الذهبي في السير:
وكان من اوعية العلم
و قال أيضا:
العلامة فقيه بغداد .... صاحب التصانيف .... وكان من بحور العلم ذكيا فطنا فصيحا لسنا تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره
قال الخطيب في تاريخه:
... سمعت محمد بن عبد الله الشافعي وهو الفقيه الصيرفي صاحب الأصول يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي ويقول لهم اعتبروا بهذين حسين الكرابيسي وأبو ثور فالحسين في حفظه وعلمه وأبو ثور لا يعشره في علمه فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط وأثنى على أبي ثور في ملازمته للسنة أ. هـ
وقال الرامهرمزي في المحدث الفاصل:
حدثنا الساجي أن جعفر بن أحمد حدثهم قال لما وضع أبو عبيد كتبه في الفقه بلغ ذلك الكرابيسي فأخذ بعض كتبه فنظر فيها فإذا هو يحتج بحجج الشافعي ويحكى لفظه ولا يسميه فغضب الكرابيسي ثم لقيه فقال مالك يا أبا عبيد تقول في كتبك قال محمد بن الحسن قال فلان وتدغم ذكر الشافعي وقد سرقت احتجاجه من كتبه وأنت لا تحسن شيئا إنما أنت راوية فسأله عن مسألة فأجابه بالخطأ فقال أنت لا تحسن جواب مسألة واحدة فكيف تضع الكتب أ. هـ
أما قول عبدالله بن الإمام أحمد كما عند الخطيب و غيره: وسألته –أي الإمام أحمد - عن حسين الكرابيسي هل رأيته يطلب الحديث فقال لا فقلت هل رأيته عند الشافعي ببغداد قال لا قال وسألت أبا ثور عن الكرابيسي فتكلم فيه بكلام سوء وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي قال هو يقول ذلك وأما أنا فلا أعرف ذاك قال وسألت الزعفراني عن الكرابيسي فقال نحو مقالة أبي ثور. أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/362)
فهذا الظاهر انه من باب الإغلاظ عليه، و إلا كيف لم يطلب الحديث و هو أحد شيوخ الإمام البخاري، كيف لم يطلب الحديث و قد وصفه الذهبي في السير بقوله: العلامة فقيه بغدادـ، كيف لم يطلب الحديث و قد كانت فتوى السلطان تدور عليه، و كيف لم يجلس عند الشافعي و هو من اكبر تلاميذه بل هو أكبرهم كما ذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب و ذكره ابن عبد البر كما سيأتي، و أين أبو ثور و علمه من الكرابيسي فهو لا يعشره كما تقدم.
و أما لعن ابن معين له، عندما بلغه أن الكرابيسي يتكلم في أحمد، فليس بسبب مسألة اللفظ بل الظاهر أن ذلك كان بسبب أن حسينا قال: إيش نعمل بهذا الصبي إن قلنا مخلوق قال بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة، قال الخطيب بعد إيراد هذا القول:
فبلغ ذلك أبا عبد الله فغضب له أصحابه فتكلموا في حسين وكان ذلك سبب الكلام في حسين والغمز عليه.
علاقته الوطيدة بأحمد انقلبت إلى عداوة بسبب مسألة اللفظ:
وقال أبو عمر بن عبد البر القرطبي:
كان عالما مصنفا متقنا وكانت فتوى السلطان تدور عليه وكان نظارا جدليا وكان فيه كبر عظيم وكان يذهب مذهب أهل العراق إلى أن قدم الشافعي فجالسه وسمع كتبه فانتقل إلى مذهبه وعظمت حرمته وله أوضاع ومصنفات كثيرة نحو مائتي جزء وكانت بينه وبين أحمد صداقة وكيدة فلما خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة وكان كل منهما يطعن على صاحبه وهجر الحنابلة حسينا الكرابيسي أ. هـ
هل الكرابيسي جهمي؟
قال الخطيب في تاريخه:
حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون الموصلي قال سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وقلت يا أبا عبد الله أنا رجل من أهل الموصل والغالب على أهل بلدنا الجهمية وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك وقد وقعت مسألة الكرابيسي نطقي بالقرآن مخلوق فقال لي أبو عبد الله إياك إياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه أربع مرات أو خمس مرات قلت يا أبا عبد الله فهذا القول عندك وما تشعب منه يرجع الى قول جهم قال هذا كله من قول جهم. أ. هـ
قال شيخ الاسلام في الفتاوى:
كما أن الأئمة ـ كأحمد وغيره ـ كانوا يقولون: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة يقولون: القرآن مخلوق. وفرقة تقف ولا تقول: مخلوق ولا غير مخلوق. وفرقة تقول: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة.
ومن المعلوم أنهم إنما أرادوا بذلك افتراقهم في [مسألة القرآن] خاصة، وإلا فكثير من هؤلاء يثبت الصفات والرؤية، والاستواء على العرش. وجعلوه من الجهمية في بعض المسائل؛ أي أنه وافق الجهمية، فيها ليتبين ضعف قوله، لا أنه مثل الجهمية ولا أن حكمه حكمهم؛ فإن هذا لا يقوله من يعرف ما يقول.
ولهذا عامة كلام أحمد إنما هو يجهم اللفظية - أي يجعل اللفظية من الجهمية-، لا يكاد يطلق القول بتكفيرهم كما يطلقه بتكفير المخلوقية -القائلين بخلق القرآن-، وقد نسب إلى هذا القول غير واحد من المعروفين بالسنة والحديث؛ كالحسين الكرابيسي، ونعيم بن حماد الخزاعي، والبويطي، والحارث المحاسبي، ومن الناس من نسب إليه البخاري.
والقول بأن [اللفظ غير مخلوق] نسب إلى محمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي، بل وبعض الناس ينسبه إلى أبي زُرْعَة أيضًا، ويقول: إنه هو وأبو حاتم هجرا البخاري لما هجره محمد بن يحيى الذهلي، والقصة في ذلك مشهورة. أ. هـ
صحة قول القائل: إن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة
أنكر الإمام احمد على من قال ذلك، و الظاهر أن ذلك احتياطا منه لخطورة مثل هذا القول لما قد يؤدي من مفاسد، فالأولى تركه و البعد عنه لا سيما في تلك الأزمنة، و هذا هو الصواب، لكن من حرر المسألة يجد أن قول القائل: إن لفظي بالقرآن مخلوق أي حركة الشفتين و اللسان و الصوت الخارج و نحوها كل هذه مخلوقة لانها من أفعال العباد، فهذا هو الصواب، أما القرآن فكلام الله غير مخلوق، و مما يدل على أن الإمام احمد نهى عن ذلك سدا لما قد يجر من مفاسد و إيهامات باطلة، ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/363)
والذي استقرت عليه نصوص الإمام أحمد وطبقته من أهل العلم: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق، فهو مبتدع، هذا هو الصواب عند جماهير أهل السنة، ألا يطلق واحد منهما، كما عليه الإمام أحمد وجمهور السلف؛ لأن كل واحد من الإطلاقين يقتضي إيهامًا لخطأ؛ فإن أصوات العباد محدثة بلا شك. أ. هـ
قال الذهبي في السير:
ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق لكن أباه الإمام أحمد لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسد الباب لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك
و الله أعلم بالصواب
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:56 م]ـ
قول الألباني في مسألة اللفظ:
قال الإمام ناصر السنة و قامع البدعة بحق، أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عندما سئل عمن يقول: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة .. قال:
و ما بين قوسين فهو من كلامي لا من كلام الشيخ رحمه الله من باب التوضيح فقط
كبار أصحابه و كثير من حفاظ الحديث خاصموه و عادوه (يعني البخاري) لأنه قال هذه الكلمة (لفظي بالقرآن مخلوق) ....
و الخلاف اليوم يكفينا لا نريد أن نثير خلافا قديما كان بين أهل السنة أنفسهم
(لفظي بالقرآن مخلوق) .. مالذي يترتب من وراء هذا خاصة في الوقت الحاضر؟
إذا كان إنسان عنده شبهة أو إشكال حول هذه الكلمة سلبا أو ايجابا ممكن (؟) على انفراد أما نثيرها هكذا جماعة بين الناس (فلا فائدة من وراء ذلك)
أ. هـ
قال أبو البراء: و أي إثارة أعظم من نشرها على الإنترنت ..
لا فائدة إلا إثارة الخلاف القديم بين أهل السنة
و قال أيضا -يعني الألباني - رحمه الله:
يختلف الأمر (بحسب) القصد .. و هذا الخلاف وقع بين الإمام البخاري إمام المحدثين و بين الإمام الذهلي أيضا من كبار أئمة الحديث حتى قام الذهلي على البخاري حتى اضطره إلى ان يهجر بلده
و المسألة فيها دقة من حيث التعبير و ما كنت أحب أن يلقى مثل هذا السؤال في مثل هذا الجمع لأنه أشبه ما يكون الجواب بالفلسفة ....
لماذا قال الإمام احمد هذه الكلمة و غيره؟ (يقصد قول الإمام احمد: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي و من قال غير مخلوق فهو مبتدع)
لأنه ذريعة لان يقول القائل أن القرآن مخلوق و هو الذي عناه البخاري (أي) تلفظي أنا حادث مخلوق فهذا صواب بلاشك .. لكن لما أقول: لفظي بالقرآن مخلوق قد يفهم بعض الناس أن القرآن نفسه مخلوق و لذا فالإمام احمد و بخاصة ان ذاك الزمن كان زمن الصولة و الدولة للمعتزلة فأراد الإمام احمد قطع دابر كل سيره تؤدي إلى تأييد الجهمية و المعتزلة و نحو ذلك، أ. هـ
ـ[الشافعي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 05:43 ص]ـ
تعصب بعض المتمذهبة لإمامهم جعلهم يحطون من قدر عدد من الأئمة ويسقطون غير واحد من الأجلة.
والله المستعان.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:07 م]ـ
أصل الموضوع تعقيب على موضوع بمنتدى المناظرات العلمية في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25375
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:55 ص]ـ
الأولى اتباع السلف في أحكامهم على الرجال، فالإمام أحمد رحمه الله تعالى أعلم وأدرى بحال الكرابيسي، وهو معاصر له بل الكرابيسي من طبقة شيوخه، كما لا يُعرف أن أحداً في زمن الإمام أحمد خالف حكمه في الكرابيسي، فكيف وقد وافقه يحيى بن معين رحمه الله وهو من هو في الجرح والتعديل
أيظن أن هؤلاء الأئمة لم يكن عندهم ورع في تبديع وتضليل الكرابيسي؟!
كما أن ما نُقم على الكرابيسي ليست هذه المسألة فقط، بل مسألة تصنيفه لكتاب سماه التدليس جمع فيه أشياء أستنكرها عليه الإمام أحمد، وقال (لقد احتج علينا هؤلاء بما لم يحسن أن يحتج علينا به الأعداء)
وكما قيل
وخير الأمور السالفات على الهدى -------------- وشر الأمور المدحدثاتُ البدائعُ
لمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع يراجع لزاماً كتاب الشيخ حمود التويجري رحمه الله المسمى
(تنبيه الإخوان إلى مسائل في خلق القرآن) ذكر فيه ما يحتاجه الباحث هنا حول هذه المسألة بالذات، وهو كلام جميل نفيس
وأصل هذا الكتاب رد على الجهمي الصغير أبي غدة التلميذ البار للكوثري، عندما صنف مصنفاً أراد فيه تمييع قضية مسألة القول بخلق القرآن وأثرها على الرواة
كما يبدو لي أن كاتب الموضوع قد استفاد من كتاب أبي غدة آنف الذكر، ففيها تشابه كبير
والله يحفظكم
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[12 - 02 - 05, 01:14 م]ـ
الأولى اتباع السلف في أحكامهم على الرجال،
و كأنّا نقلنا عن غير أئمة السلف، سبحان الله
ثم لا بد أن نفهم كلام السلف بفهم من سار على نهجهم، كشيخ الاسلام ابن تيمية و الذهبي و أخيرا الألباني.
كما أن ما نُقم على الكرابيسي ليست هذه المسألة فقط، بل مسألة تصنيفه لكتاب سماه التدليس جمع فيه أشياء أستنكرها عليه الإمام أحمد
الكثير الكثير من الأئمة صنفوا و استنكر عليهم آخرون، لكن كتابا في التدليس اخطا صاحبه في بعض الامور، لا يستدعي تبديعه و تضليله، و من ذلك يعلم ان الامر الذي جعل الإمام احمد يهجر الكرابيسي هو مسألة اللفظ فحسب
لمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع يراجع لزاماً كتاب الشيخ حمود التويجري رحمه الله المسمى
(تنبيه الإخوان إلى مسائل في خلق القرآن) ...
وأصل هذا الكتاب رد على الجهمي الصغير أبي غدة التلميذ البار للكوثري، عندما صنف مصنفاً أراد فيه تمييع قضية مسألة القول بخلق القرآن وأثرها على الرواة
كما يبدو لي أن كاتب الموضوع قد استفاد من كتاب أبي غدة آنف الذكر، ففيها تشابه كبير
أما انا فلم اطلع على كتاب أبي غدة و ليتك تعطينا عنوان الكتاب حتى نطالعه
ثم إن كان أبو غدة قد ذهب إلى ما ذكرته أعلاه فإني اعتقد صحة ما ذهب إليه، و ينبغي قبول الحق من أي مصدر كان و لو من مبتدع
أما تمييع مسألة خلق القرآن، فهناك فرق بين مسألة خلق القرآن و مسألة اللفظ بالقرآن، و الأولى معرفة الفرق بين المسألتين حتى لا نخبط خبط عشواء و نبدّع و نضلّل أئمة المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/364)
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
هذا الموضوع من المناسب نقله إلى منتدى العقيدة
أصل الموضوع تعقيب على موضوع بمنتدى المناظرات العلمية في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25375
أين هذا المنتدى الذي يذكره الأخ!!(39/365)
أشيم الضبابي - رضي الله عنه - هل هو من كوفة العراق؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
نفع الله بكم، عرض علي إشكال أنا وأخوة نتدارس في سنن الترمذي وأسوق لكم الحديث وهو في كتاب الديات باب هل ترث المرأة من زوجها
حدثنا قتيبة وأحمد بن منيع وأبو عمار وغير واحد قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر كان يقول الدية على العاقلة ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم.
السؤال - وفقكم الله - ذكر المباركفوري - رحمه الله - في ترجمة أشيم الضبابي رحمه الله:
بكسر الضاد المعجمة وتخفيف الموحدة الأولى منسوب إلى ضباب قلعة بالكوفة , وهو صحابي ذكره ابن عبد البر وغيره في الصحابة.
الاشكال: الكوفة لم تُبنى إلا في عهد عمر - رضي الله عنه - فهل المقصود كوفة غير كوفةالعراق؟
وفقكم الله
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 03:58 م]ـ
لعل القلعة كانت في تلك المنطقة قبل بناء الكوفة و الله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:06 م]ـ
هذا خطأ
والضباب هو معاوية بن كلاب
(
وأما معاوية بن كلاب وهو الضِّباب فمنه ثلاث عشرة، قبيلة: وهم ضبّ ومُضبّ
وضباب؛ ولأجلهم عرف هذا البطن أعني بني معاوية بالضّباب،)
وكلاب قبلية مشهورة من قبائل الشمال
(38 - بنو الضباب - أيضًا بطن من بني عامر بن صعصعة من العدنانية اشتهروا باسم أبيهم أيضًا وهم بنو الضباب واسمه معاوية بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة وعامر يأتي نسبه عند ذكره في حرف العين المهملة)
(- بنو كلاب - بطن من عامر بن صعصعة منهم العناكب الشاعر المشهور.
قال في العبر: وكانت ديارهم حمى ضرية وهي حمى كلب والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي.
ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام.
فكان لهم في الجزيرة الفراتية هيت.
وملكوا حلب ونواحيها.
وكثير من مدن الشام.
وأول من ملك منهم صالح بن مرداس قال ثم ضعفوا.
وهم الآن تحت خفاة الامراء من ربيعة من عرب الشام.
)
انتهى
فتبين بهذا الخطأ وان علاقة لاشيم الضبابي بالكوفة ولا بقلعة الضباب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:49 م]ـ
في معجم البلدان
(ضبَاب:: بكسر أوله وتكرير الباء الموحدة. قلعة الضباب بالكوفة. ينسب إليها الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة الحسيني العلوي الضبابي الزيدي النحوي)
فهذا قرشي هاشمي نسب الى ضباب القلعة التي بالكوفة
أما اشيم الضبابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فرجل من ضباب
ولاعلاقة له بالكوفة ولابقلعة الكوفة
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:40 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا ابن وهب ونفع بعلمكم، واسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا في فردوسه فكم من فائدة أفدتني بها.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:13 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ابن وهب على هذه الفائدة.(39/366)
فضل العشر والعمل الصالح فيها للشيخ عبدالله الفوزان
ـ[صالح السويح]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:20 م]ـ
فضل العشر والعمل الصالح فيها للشيخ عبدالله الفوزان
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله منه في هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله! ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.
* * *
الحديث دليل على فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة، لأن النبي r شهد بأنها أفضل أيام الدنيا، ولأنه حث على العمل الصالح فيها.
وفيه دليل على أن كل عمل صالح في هذه الأيام فهو أحب إلى الله تعالى منه في غيرها، وهذا يدل على فضل العمل الصالح فيها وكثرة ثوابه، وأن جميع الأعمال الصالحة تضاعف في العشر من غير استثناء شيء منها.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظمُ أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى) قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل - إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي بإسناد حسن.
وإن إدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عبده، لأنه يدرك موسماً من مواسم الطاعة التي تكون عوناً للمسلم - بتوفيق الله - على تحصيل الثواب واغتنام الأجر، فعل المسلم أن يستشعر هذه النعمة، ويستحضر عظم أجر العمل فيها، ويغتنم الأوقات، وأن يُظهر لهذه العشر مزية على غيرها، بمزيد الطاعة، وهذا شأن سلف هذه الأمة، كما قال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: (كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأَوَّلَ من ذي الحجة، والعشر الأَوَّلَ من المحرم).
وفي العشر أعمال فاضلة وطاعة كثيرة، ومن ذلك:
1 - الإكثار من نوافل الصلاة، والصدقة، وسائر الأعمال الصالحة، كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتوبة النصوح، وحسن الإنابة، ونحو ذلك.
2 - الإكثار من ذكر الله تعالى، وتكبيره، وتلاوة كتابه.
3 - الصيام، فإن صيام تسع ذي الحجة وإن لم يثبت فيها دليل بخصوصه في العشر، لكنه من أفضل الأعمال الصالحة التي حث عليها النبي r ، فيكون استحباب صومها مستفاداً من عموم الأدلة.
4 - الحج والعمرة، وهما من أفضل الأعمال، كما سيأتي إن شاء الله.
5 - الحرص على الأضحية وعدم التهاون فيها، لعظم أجرها عند الله تعالى.
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، ووفقنا للاستعداد قبل النُّقلة، وارزقنا اغتنام الزمان وقت المهلة، وألهمنا الاستفادة من مواسم الخيرات، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد …(39/367)
اعتمر وتحلل قبل أن يحلق - ناسياً - فماذا عليه؟
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:26 م]ـ
أيها الإخوة: هذه مسألة وقع فيها الكثير،، فآمل منكم
التكرم بالإجابة عليها ... ولكم مني دوام شكري ودعائي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:17 م]ـ
وعلى هذا، فإذا فرغ من السعي ولم يجد حلاقًا أو أحدًا يقصر رأسه، فليبق على إحرامه حتى يحلق أو يقصر، ولا يحل له أن يتحلل قبل ذلك، فلو قُدِّر أن شخصًا فعل هذا جاهلا بأن تحلل قبل أن يحلق أو يقصر، ظنًا منه أن ذلك جائز، فإنه لا حرج عليه لجهله، ولكن يجب عليه حين يعلم أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام؛ لأنه لا يجوز التمادي في التحلل من الإحرام مع علمه بأنه لم يحل، ثم إذا حلق أو قصر تحلل "
انتهى من " دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر " للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:22 م]ـ
قال علماء اللجنة الدائمة:
من نسي الحلق أو التقصير في العمرة فطاف وسعى ثم لبس قبل أن يحلق أو يقصِّر: فإنه ينزع ثيابه إذا ذكَر، ويحلق أو يقصِّر، ثم يعيد لبسهما.
فإن قصَّر أو حلق وثيابه عليه جهلاً منه أو نسياناً: فلا شيء عليه، وأجزأه ذلك، ولا حاجة إلى الإعادة للتقصير أو الحلق، ولكن متى تنبه: فإن الواجب عليه أن يخلع حتى يحلق أو يقصر وهو محرم.
" فتاوى إسلامية " (2/ 263).
وسئلوا:
امرأة حجت وفعلت جميع أعمال الحج إلا أنها لم تقصر شعرها حتى الآن جهلاً أو نسياناً، وقد وصلت إلى بلدها، وفعلت كل الأمور المحظورة على المحرم، وتسأل ماذا يلزمها؟ وماذا يترتب عليه ... ؟
فأجابوا:
إذا كان الأمر كما ذكره السائل من أنها فعلت كل شيء إلا التقصير نسياناً منها أو جهلاً: فيلزمها أن تقصر رأسها في بلدها، ولا شيء عليها لقاء تأخيره؛ لجهلها أو نسيانها، بنية إتمام الحج، ونسأل الله للجميع التوفيق والقبول.
وحيث ذكر في السؤال أن زوجها جامعها قبل التقصير: فعليها دم شاة أو سُبُع بدنة، تُذبح في مكة لمساكين الحرم.
إلا أن يكون الجماع بعد خروجها من الحرم في بلدها أو غيره: فإنها تذبح في بلدها وتفرق على المساكين فيه.
" فتاوى إسلامية " (2/ 264).
ـ[ابوعبدالله العدناني]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:29 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ إحسان، على إفادتك لإخوانك.
وقد سمعت المشايخ ممن قابلوك بمكة، يثنون عليك خيرا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 08:13 ص]ـ
حفظك الله
وأسأل الله أن يجعلني خيرا مما يظنون
ويغفر لي ما يعلمون وما لا يعلمون عني(39/368)
من يفيدني بحكم اجتماع العيد والجمعة
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:46 م]ـ
من يفيدني بحكم اجتماع العيد والجمعة
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:31 م]ـ
ورد في ذلك احاديث:
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد ثم رخص في الجمعة ثم قال: (من شاء ان يصلي فليصل) رواه الخمسة إلا الترمذي وصححه ابن خزيمة
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزاه من الجمعة وإنّا مُجمِّعون) رواه ابو داود وابن ماجة
من مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 01 - 05, 07:02 م]ـ
إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد، هل يجوز ترك صلاة الظهر البتة؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12770&highlight=%C7%E1%CC%E3%DA%C9)
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[12 - 01 - 05, 04:14 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4720
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 11:40 ص]ـ
الحمدُ لله وَحْدَهُ ...
كانت تأتيه ورقات الأسئلة فيجيب عليها في المجلس من حفظه المتقن.
أسأل الله أن يحفظه و أن يمن علينا من فضله بالعلم النافع في الدارين. آمين.
إليكم بحوالي ربع الساعة بصوته في هذه المسألة، في إحدى مجالس الإفتاء التي (كانت) تعقد في مسجد العزيز بالله، عند الدقيقة (19.35):
السؤال: إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، هل تصلى الجمعة أم لا؟
المجيب:
شَيْخُنَا العَلاَّمَةُ الفَقِيهُ: د. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالمَقْصُوْدِ العَفِيْفِيّ - حَفِظَهُ اللهُ -. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=15100&scholar_id=40&series_id=646)
ـ[صائد الفوائد]ــــــــ[12 - 01 - 05, 09:41 م]ـ
بحث اجتماع العيدين
لعابد بن عبدالله السعدون
وأوصى بنشره فضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير وفقه الله.
http://saaid.net/mktarat/eid/42.jpg
http://saaid.net/mktarat/eid/42.htm
أخوكم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:55 م]ـ
وزيادة في الفائدة عن الموضوع: (دراسة مقارنة)
نقلا عن كتاب التمهيد لابن عبد البر ج10، من ص268 إلى ص278:
وَأَمَّا إِذْنُ عُثْمَانَ لِأَهْلِ الْعَوَالِي وَقَوْلُهُ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ - يَعْنِي الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَ - قَالَ: فَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فَلْيَنْتَظِرْهَا، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ - فَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ عُثْمَانَ هَذَا، وَاخْتَلَفَتِ الْآثَارُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِهَا وَالْأَخْذِ بِهَا، فَذَهَبَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى أَنَّ شُهُودَ الْعِيدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُجْزِئُ عَنِ الْجُمُعَةِ إِذَا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ عَلَى طَرِيقِ الْجَمْعِ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ يُجْزِيهِ وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ غَيْرَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ حَتَّى الْعَصْرَ. وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَذَا الْقَوْلُ مَهْجُورٌ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الْأَمْصَارِ مِنَ الْبَالِغِينَ الذُّكُورِ الْأَحْرَارِ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فَفَرْضُهُ الظُّهْرُ فِي وَقْتِهَا فَرْضًا مُطْلَقًا لَمْ يَخْتَصَّ بِهِ يَوْمُ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَوْلُ عَطَاءٍ هَذَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: إِنِ اجْتَمَعَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْفِطْرِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَلْيَجْمَعْهُمَا وَلْيُصَلِّهِمَا رَكْعَتَيْنِ فَقَطْ حِينَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ هِيَ هِيَ حَتَّى الْعَصْرِ. ثُمَّ أَخْبَرَنَا عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: اجْتَمَعَا يَوْمُ فِطْرٍ وَيَوْمُ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ ابْنُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/369)
الزُّبَيْرِ: عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَجَمَعَهُمَا جَمِيعًا جَعَلَهُمَا وَاحِدًا، فَصَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ بِكُرَةَ صَلَاةِ الْفِطْرِ، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ. قَالَ: فَأَمَّا الْفُقَهَاءُ فَلَمْ يَقُولُوا فِي ذَلِكَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَفْقَهْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَقَدْ أَنْكَرْتُ أَنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ وَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: حَتَّى بَلَغَنَا بَعْدُ أَنَّ الْعِيدَيْنِ كَانَا إِذَا اجْتَمَعَا صُلِّيَا كَذَلِكَ وَاحِدًا.
وَذَكَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمَا كَانَا يُجْمَعَانِ إِذَا اجْتَمَعَا وَرَأَى أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ زَعَمَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ فِي جَمْعِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بَيْنَهُمَا يَوْمَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا قَالَ: سَمِعْنَا فِي ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَصَابَ، عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَيْسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بَيَانٌ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ صَلَاةِ الْعِيدِ رَكْعَتَيْنِ لِلْجُمُعَةِ، وَأَيُّ الْأَمْرَيْنِ كَانَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يُصَلِّ مَعَ صَلَاةِ الْعِيدِ غَيْرَهَا حَتَّى الْعَصْرِ فَإِنَّ الْأُصُولَ كُلَّهَا تَشْهَدُ بِفَسَادِ هَذَا الْقَوْلِ ; لِأَنَّ الْفَرْضَيْنِ إِذَا اجْتَمَعَا فِي فَرْضٍ وَاحِدٍ لَمْ يَسْقُطْ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ فَكَيْفَ أَنْ يَسْقُطَ فَرْضٌ لِسُنَّةٍ حَضَرَتْ فِي يَوْمِهِ؟ هَذَا مَا لَا يَشُكُّ فِي فَسَادِهِ ذُو فَهْمٍ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى مَعَ صَلَاةِ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لِلْجُمُعَةِ فَقَدْ صَلَّى الْجُمُعَةَ وَقْتَهَا عِنْدَ أَكْثَرِ النَّاسِ إِلَّا أَنَّ هَذَا مَوْضِعٌ قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ السَّلَفُ فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ وَقْتَ الْجُمُعَةِ صَدْرُ النَّهَارِ وَأَنَّهَا صَلَاةُ عِيدٍ وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ فِي بَابِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ، وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ الْجُمُعَةِ وَقْتُ الظُّهْرِ، وَعَلَى هَذَا فُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ، وَأَمَّا الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: إِنَّ الْجُمُعَةَ تَسْقُطُ بِالْعِيدِ وَلَا تُصَلَّى ظُهْرًا وَلَا جُمُعَةً فَقَوْلٌ بَيِّنُ الْفَسَادِ وَظَاهِرُ الْخَطَأِ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَمْ يَخُصَّ يَوْمَ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ.
وَأَمَّا الْآثَارُ الْمَرْفُوعَةُ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهَا بَيَانُ سُقُوطِ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ وَلَكِنْ فِيهَا الرُّخْصَةُ فِي التَّخَلُّفِ عَنْ شُهُودِ الْجُمُعَةِ، وَهَذَا مَحْمُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ تَسْقُطَ الْجُمُعَةُ عَنْ أَهْلِ الْمِصْرِ وَغَيْرِهِمْ، وَيُصَلُّونَ ظُهْرًا وَالْآخَرُ: أَنَّ الرُّخْصَةَ إِنَّمَا وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ لِأَهْلِ الْبَادِيَةِ وَمَنْ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ، وَسَنَذْكُرُ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ وَفِي مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ فِي هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى وَعُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الرُّصَافِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/370)
هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَتْهُ الْجُمُعَةُ، وَإِنَّا مُجْمِعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: احْتَجَّ مَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَ عَطَاءٍ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِمَا فِيهِ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتُمْ أَجْزَأَكُمْ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَتْهُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ فِيمَا عَلِمْتُ عَنْ شُعْبَةَ أَحَدٌ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ فِي شُعْبَةَ أَصْلًا وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ أَهْلِ الشَّامِ فِيهَا كَلَامٌ وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يُضَعِّفُونَ بَقِيَّةَ عَنِ الشَّامِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مُرْسَلًا قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّا مُجْمِعُونَ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَجْمَعَ فَلْيَجْمَعْ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ فَاقْتَصَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ذِكْرِ إِبَاحَةِ الرُّجُوعِ وَلَمْ يَذْكُرِ الْإِجْزَاءَ وَرَوَاهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ بِمَعْنَى حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ إِلَّا أَنَّهُ أَسْنَدَهُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عِيدٍ وَيَوْمِ جُمُعَةٍ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْعِيدِ: هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ: عِيدُكُمْ هَذَا وَالْجُمُعَةُ، وَإِنِّي مُجْمِعٌ إِذَا رَجَعْتُ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْجُمُعَةَ فَلْيَشْهَدْهَا قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بِالنَّاسِ.
فَقَدْ بَانَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَرِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِالنَّاسِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ فَرْضَ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ لَازِمٌ وَأَنَّهَا سَاقِطَةٌ وَأَنَّ الرُّخْصَةُ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهَا مَنْ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ مِمَّنْ شَهِدَ الْعِيدَ مَنْ أَهْلَ الْبَوَادِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَهَذَا تَأْوِيلٌ تُعَضِّدُهُ الْأُصُولُ وَتَقُومُ عَلَيْهِ الدَّلَائِلُ، وَمَنْ خَالَفَهُ فَلَا دَلِيلَ مَعَهُ وَلَا حُجَّةَ لَهُ.
فَإِنِ احْتَجَّ مُحْتَجٌّ بِمَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَصَلَّى الْعِيدَ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى الْجُمُعَةِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: هَكَذَا صَنَعَ بِنَا عُمَرُ - قِيلَ لَهُ: هَذَا حَدِيثٌ اضْطَرَبَ فِي إِسْنَادِهِ، فَرَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/371)
كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عِيدَانِ فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصَلِّ لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ.
ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَوِيُّ عَنْ سَوَّارٍ عَنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، لَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ وَأَنَّهُ أَطَالَ الْخُطْبَةَ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صَلَّى تِلْكَ الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ الزَّوَالِ، وَسَقَطَتْ صَلَاةُ الْعِيدِ وَاسْتَجْزَى بِمَا صَلَّى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي رِوَايَةِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّاسَ جَمَعُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَلَمَّا قَدِمَ ذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ:
أَصَابَ السُّنَّةَ - وَهَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صَلَّى الظُّهْرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي بَيْتِهِ وَأَنَّ الرُّخْصَةَ وَرَدَتْ فِي تَرْكِ الِاجْتِمَاعَيْنِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْمَشَقَّةِ لَا أَنَّ الظُّهْرَ تَسْقُطُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: هَلْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ وَذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى سُقُوطِ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّمَا فِيهِ دَلِيلٌ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي شُهُودِهَا، وَأَحْسَنُ مَا يُتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْأَذَانَ رُخِّصَ بِهِ مَنْ لَمْ تَجِبِ الْجُمُعَةُ عَلَيْهِ مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ الْعِيدَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَإِذَا احْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآثَارُ مِنَ التَّأْوِيلِ مَا ذَكَرْنَا لَمْ يَجُزْ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى سُقُوطِ فَرْضِ الْجُمُعَةِ عَمَّنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَلَمْ يَخُصَّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَوْمَ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ وَجْهٍ تَجِبُ حُجَّتُهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ ذَهَبَ إِلَى سُقُوطِ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ الْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِمَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ بِأَحَادِيثَ لَيْسَ مِنْهَا حَدِيثٌ إِلَّا وَفِيهِ مَطْعَنٌ لِأَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَلَمْ يُخَرِّجِ الْبُخَارِيُّ وَلَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مِنْهَا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَحَسْبُكَ بِذَلِكَ ضَعْفًا لَهَا وَسَنَذْكُرُ الْآثَارَ فِي فَرْضِ الْجُمُعَةِ فِي بَابِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَإِنْ كَانَ الْإِجْمَاعُ فِي فَرْضِهَا يُغْنِي عَمَّا سِوَاهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:26 ص]ـ
الأخ الكريم / الرابط لا يعمل، فلو أحد الإخوة المشرفين يضع رابطًا آخر لنفس المشاركة.
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:51 ص]ـ
و هذا قول الشيخ العثيمين رحمه الله:
إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد، فتقام صلاة العيد، وتقام كذلك صلاة الجمعة، كما يدل عليه ظاهر حديث النعمان بن بشير الذي رواه مسلم في صحيحه، ولكن من حضر مع الإمام صلاة العيد إن شاء فليحضر الجمعة، ومن شاء فليصل ظهراً.
من مجموع فتاول الشيخ
ـ[ابو البراء]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:28 ص]ـ
لعل الرابط يفيدك اخي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=128355#post128355(39/372)
أحاديث شهر ذي الحجة الغير ثابتة (الإصدار الثاني وفيه زيادة خمسة عشر حديثا)
ـ[صالح جزره]ــــــــ[11 - 01 - 05, 06:05 م]ـ
هذا موضوع اخذته من موقع الحكمه للشيخ عباس رحيم
هذا الرابط http://www.hkmah.net/showthread.php?t=5596
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: أحاديث شهر ذي الحجة الغير ثابتة والتي قد تنتشر في بعض المنتديات (الإصدار الثاني وفيه خمسة عشر حديثا زيادة على نسخة العام الماضي 1424هـ)
أخي الحبيب: حرصا مني على تعميم الفائدة، ودفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونظرا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة الخاصة بشهر ذي الحجة، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي:
1) حديث ((أحب الأشهر إلى الله ذو الحجة وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول))
أنظر: كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للعلامة بن عدي 5/ 453 ترجمة رقم 1107 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 4/ 296 ترجمة رقم 4905 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 1/ 252 حديث رقم 137 وكتاب فتح الباري للحافظ بن رجب 6/ 121 وكتابه لطائف المعارف ص 467
2) حديث ((سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة))
أنظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني 1/ 392 حديث رقم 576 وكتاب أسنى المطالب للحوت 1/ 161 حديث رقم 764 وكتاب كشف الخفاء للعجلوني 1/ 557 حديث رقم 1504 وكتاب الفردوس بمأثور الخطاب 2/ 325 حديث رقم 3478 وكتاب فتح الباري للحافظ بن رجب 6/ 122 وكتابه لطائف المعارف ص 469 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 3727 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 3321
3) حديث: ((يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورها وفي شوال همهمة وفي ذي القعدة تمييز القبائل بعضها إلى بعض وفي ذي الحجة تراق الدماء ... ))
أنظر: كتاب المنار المنيف للعلامة ابن القيم ص 87 حديث رقم 212 وكتاب الضعفاء الكبير للعلامة العقيلي 3/ 52 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري 1/ 472 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 4/ 428 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 321 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 347 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 368 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للحافظ الذهبي 1/ 324 حديث رقم 874
4) حديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة))
أنظر: كتاب المعجم الصغير للحافظ الطبراني 2/ 63 حديث رقم 787 وكتابه المعجم الأوسط 5/ 233 حديث رقم 5178 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 1/ 134 ترجمة رقم 5431 وكتاب مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 3/ 315 حديث رقم 5067 وكتابه مجمع البحرين 3/ 131 حديث رقم 1552 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 1/ 30 ترجمة رقم 51
5) حديث: ((ما من أيام أعظم عند الله من عشر ذي الحجة إذا كانت عشية عرفة نزل عز وجل إلى سماء الدنيا وحفت به الملائكة فيباهي به ملائكته ويقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين جاؤوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولا عذابي قال فلم أر يوما أكثر عقيقا من يوم عرفة))
أنظر: كتاب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للعلامة بن عدي 7/ 253 ترجمة 2154 وكتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 6/ 260 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 7/ 183 ترجمة رقم 9534 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 4/ 2105 حديث رقم 4871 وكتاب ضعيف الترغيب للعلامة الألباني حديث رقم 738
6) حديث: ((لا تقض رمضان في عشر ذي الحجة ولا تعمدن صوم يوم الجمعة ولا تحتجم وأنت صائم ولا تدخل الحمام وأنت صائم))
أنظر: كتاب العلل للإمام الدارقطني 3/ 175 حديث رقم 339 وكتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 2/ 551 حديث رقم 906 وكتاب رسالة لطيفة للحافظ بن عبد الهادي ص 42
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/373)
7) حديث: ((أن شابا كان صاحب سماع فكان إذا أهل هلال ذي الحجة أصبح صائما فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على صيام هذه الأيام قال أنها المشاعر والحج عسى الله إن يشركني في دعائهم فقال لك بكل يوم تصومه عدل مائة رقبة تعتقها ومائة رقبة تهدي ومائة فرس تحمل عليها في سبيل الله فإذا كان يوم التروية فلك عدل ألف رقبة وألف بدنه وألف فرس فإذا كان يوم عرفة فلك عدل ألفي رقبة وألفي بدنه وألفي فرس وصيام سنتين))
أنظر: كتاب لسان الميزان للحافظ بن حجر 5/ 320 ترجمة رقم 1054 وكتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 6/ 280 ترجمة رقم 8009 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 91 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 148 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 111 وكتاب تلخيص كتاب الموضوعات للحافظ الذهبي 1/ 206 حديث رقم 499 وكتاب معرفة التذكرة لابن القيسراني 2/ 915 حديث رقم 1879 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني حديث رقم 95
8) حديث: ((من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 338 حديث رقم 2520 وكتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 1/ 226 حديث رقم 356 وكتاب أحاديث مختارة للحافظ الذهبي 1/ 78 وكتاب الأباطيل والمناكير للحافظ الجوزقاني 2/ 302 حديث رقم 714
9) حديث: ((يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفرا وعشرا من ربيع الأول - وفي رواية - يغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ولقرابة الحاج ولعشيرة الحاج ولمن شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعة أشهر وعشرين من بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشرين من ربيع الآخر))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 530 حديث رقم 3225 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني 1/ 742 – 743 حديث رقم 1347 وكتاب المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي ص 557 – 558 وكتابه الأجوبة المرضية 1/ 61 و 3/ 1043 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 11/ 490 – 491 من حديث رقم 29776 إلى رقم 29780
10) حديث: ((ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشرة ذي الحجة يعد صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام ليلة منها بقيام ليلة القدر))
أنظر: كتاب العلل المتناهية للحافظ بن الجوزي 2/ 563 حديث رقم 925 وكتاب شرح السنة للإمام البغوي 2/ 624 وكتاب الصيام من شرح عمدة الفقه للإمام ابن تيمية 2/ 555 وكتاب لطائف المعارف للحافظ بن رجب ص 459 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني حديث رقم 5142 / م وكتابه ضعيف الترغيب حديث رقم 734 وكتابه ضعيف الجامع حديث رقم 5161 وكتاب فتح الباري للحافظ بن حجر 2/ 534
11) حديث: ((في شهر رمضان الصوت وفي ذي القعدة تميز القبائل وفي ذي الحجة ينتهب – وفي رواية - يسلب الحاج ... ))
أنظر: كتاب المراسيل للإمام أبو داود 1/ 164 حديث رقم 512 وكتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري 1/ 472 وكتاب كتاب الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه 5/ 455 حديث رقم 8729 وكتاب وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 322 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 369
12) حديث: ((من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعله الله كفارة خمسين سنة))
أنظر: كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة الشوكاني ص96 حديث رقم 31 وكتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي 2/ 92 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 148 وكتاب الموضوعات للحافظ بن الجوزي 2/ 112
13) حديث: ((في أول ليلة من ذي الحجة ولد إبراهيم فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ثمانين سنة - وفي رواية - سبعين سنة وفي تسع من ذي الحجة أنزل الله توبة داود فمن صام ذلك اليوم كانت كفارة ستين سنة - وفي رواية - غفر الله له كما غفر ذنب داود))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/374)
أنظر: كتاب الفردوس بمأثور الخطاب 3/ 142 حديث رقم 4381 و 2/ 21 حديث رقم 2136 و 4/ 386 حديث رقم 7122 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 165 حديث رقم 50 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 6/ 235 حديث رقم 14953 وكتاب تذكرة الموضوعات للفتني حديث رقم 119 وكتاب ذيل اللآلئ للحافظ السيوطي حديث رقم 119
14) حديث: ((صلاة أول ليلة من ذي الحجة وهي ركعتان يقرأ في الأولى بعد الفاتحة ثلاث آيات من أول سورة الأنعام وفي الثانية قل يا أيها الكافرون))
أنظر: كتاب الآثار المرفوعة لللكنوي ص 115 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 5/ 444 حديث رقم 13040
15) حديث: ((صلاة آخر يوم من ذي الحجة وهي ركعتان في كل ركعة آية الكرسي مائة مرة وسورة الإخلاص خمسا وعشرين مرة ويقول بعد الفراغ اللهم ما عملت من عمل في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم ترضه ونسبته ولم تنسه وحلمت عني بقدرتك على عقوبتي ودعوتني إلى التوبة بعد جرأتي عليك اللهم إني استغفرك منها يا غفور فاغفر لي وما عملت من عمل ترضاه ووعدتني عليه الثواب فتقبله مني ولا تقطع رجائي يا عظيم الرجاء برحمتك يا أرحم الراحمين))
أنظر: كتاب الآثار المرفوعة لللكنوي ص 116 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة 5/ 428 حديث رقم 12975
16) حديث: ((من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا))
والصحيح أنه من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنظر: كتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني حديث رقم 5603 وكتاب تنزيه الشريعة للعلامة الكناني 2/ 167 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 118 وكتاب الموضوعات للعلامة ابن الجوزي 2/ 209 وكتاب ضعيف الجامع للمحدث الألباني حديث رقم 5860
17) حديث: ((من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة، كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب وبرئ من النفاق))
أنظر: كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 540 وكتاب المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف للجبري
18) حديث: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني))
أنظر كتاب ترتيب الموضوعات للإمام الذهبي 1/ 600 وكتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 172 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1/ 326 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 119 - 120
19) حديث: ((الأضاحي سنة أبيكم ابراهيم، قالوا: فمالنا فيها، قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف، قال: بكل شعرة من الصوف حسنة))
أنظر: كتاب ذخيرة الحفاظ للعلامة القيسراني حديث رقم 3835 وكتاب الضعفاء للإمام ابن حبان 3/ 55 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 2/ 14
20) حديث: ((عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم))
أنظر: كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة ابن طولون 1/ 96 وكتاب المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف للجبري 1/ 197 وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للمحدث الألباني 1/ 173 وكتاب كشف الخفاء للعجلوني حديث رقم 1794
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير صحيحة، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف.
اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(39/375)
هل ثبتت هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ في التكبير للعيد
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:01 ص]ـ
تنتشر عندنا في مصر خاصة في المساجد التابعة للحكومة ومساجد الأزهر الشريف وغالب المساجد الأهلية في العيد صيغة التكبير الآتية:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ..
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ...
لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ..
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ..
اللهم صلي على سيدنا محمد .. وعلى آل سيدنا محمد .. وعلى أصحاب سيدنا محمد .. وعلى أنصار سيدنا محمد .. وعلى أزواج سيدنا محمد .. وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليم كثيرا ..
أ. هـ
فهل ثبتت هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة في العيد؟؟
كنت أتناقش مع أحدهم حول هذه الصيغة فأخبرني أن الشافعي رحمه الله أقرها .. فهل هذا صحيح؟؟
أفيدونا وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى ..
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:30 ص]ـ
الأمر بالتكبير مطلق، ولم يرد - في علمي - حديث صحيح في صيغة التكبير غير أنه روي عن بعض الصحابة صيغ أورد بعضها الشوكاني في شرح المنتقى، والصحيح جواز التكبير والتهليل والتحميد في العيد، وقد كان الصحابة وهم مع النبي صلى الله عليه وسلم يكبر منهم المكبر فلا ينكر عليه، ويهلل بعضهم فلا ينكر عليه، وعن الإمام أحمد أن في الأمر سعة، ولعلك تراجع بعض ذلك في كتاب " تنوير العينين " لأبي الحسن السليماني فإنه تعرض لهذه المسألة إن لم تخني ذاكرتي
والله الهادي للصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 01 - 05, 04:45 ص]ـ
قال الإمام الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(كَيْفَ التَّكْبِيرُ؟ /218 (قَالَ الشَّافِعِيُّ): رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَالتَّكْبِيرُ كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ " اللَّهُ أَكْبَرُ " فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ فَيَقُولُ: " اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ " حَتَّى يَقُولَهَا ثَلَاثًا , وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ , وَإِنْ زَادَ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا , وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ , وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدَّيْنَ , وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ , وَنَصَرَ عَبْدَهُ , وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , وَاَللَّهُ أَكْبَرُ " فَحَسَنٌ وَمَا زَادَ مَعَ هَذَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتهُ , غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا , وَإِنْ اقْتَصَرَ عَلَى وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ , وَإِنْ بَدَأَ بِشَيْءٍ مِنْ الذِّكْرِ قَبْلَ التَّكْبِيرِ أَوْ لَمْ يَأْتِ بِالتَّكْبِيرِ فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ)
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخوة الكرام جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
الشيخ ابن وهب هل لك أن تخبرني مصدر هذا الكلام عن الشافعي بارك الله فيك ..
وعليه فهل تصح هذا الصيغة في التكبير .. أقصد ألا توجد صيغ توقيفية؟
أفيدوني أفادكم الله ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 01 - 05, 06:48 م]ـ
كتاب الأم للشافعي
كتاب صلاة العيدين
كيف التكبير؟
(2/ 241)
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:59 ص]ـ
لكن يبقى السؤال:
هل الصيغة التي أقرها الشافعي رحمه الله صحيحة؟؟
وهل هناك صيغة توقيفية في تكبير العيد؟؟
و لا حظت إختلاف الصيغة التي أقرها الشافعي عن الصيغة المعمول بها؟؟ فهل وردت هذه الصيغة؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:14 ص]ـ
في المجموع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/376)
(والسنة في التكبير ان يقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر ثلاثا لما روى عن ابن عباس انه قال " الله اكبر ثلاثا " وعن عبد الله بن محمد بن ابي بكر بن عمرو بن حزم قال رأيت الائمة رضى الله عنهم يكبرون أيام التشريق بعد الصلاة ثلاثا وعن الحسن مثله قال في الام وان زاد زيادة فليقل بعد الثلاث الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده لا اله الا الله والله اكبر لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك علي الصفا ويستحب رفع الصوت بالتكبير لما روى أن النبي صلي الله عليه وسلم " كان يخرج في العيدين رافعا صوته بالتهليل والتكبير لانه إذا رفع صوته سمع من لم يكبر فيكبر "
================================================== ===
(فرع) يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف * (فرع) صفة التكبير المستحبة الله اكبر الله اكبر الله اكبر هذا هو المشهور من نصوص الشافعي في الام والمختصر وغيرهما وبه قطع الاصحاب وحكي صاحب التتمة وغيره قولا قديما للشافعي أنه يكبر مرتين ويقول الله اكبر الله اكبر والصواب الاول ثلاثا نسقا قال الشافعي في المختصر وما زاد من ذكر الله فحسن وقال في الام أحب أن تكون زيادته الله كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده لا اله الا الله والله اكبر واحتجوا له بان النبي صلي الله عليه وسلم " قاله على الصفا " وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه من رواية جابر بن عبد الله رضى الله عنهما اخصر من هذا اللفظ ونقل المتولي وغيره عن نصه القديم انه إذا زاد على التكبيرات الثلاث قال الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا الله اكبر علي ما هدانا والحمد لله على ما أولانا وأبلانا قال صاحب الشامل (والذي) يقوله الناس لا بأس به أيضا وهو الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد وهذا الذى قاله صاحب الشامل نقله البندنيجى وصاحب البحر عن نص الشافعي في البويطي قال البندنيجي وهذا هو الذى ينبغى ان يعمل به قال وعليه الناس وقال صاحب البحر والعمل عليه ورأيته أنا في موضعين من البويطى لكنه جعل التكبير أولا مرتين
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:32 ص]ـ
في السنن الكبرى للبيهقي
(باب كيف التكبير
[6073] حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا وهيب بن خالد ثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنه قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تسعا لم يحج ثم أذن الناس في الحج فذكر الحديث في حج النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم خرج إلى الصفا فقال نبدأ بما بدأ الله به وقال إن الصفا والمروة من شعائر الله قال فرقى على الصفا حتى بدا له البيت وكبر ثلاثا وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ثم يدعو بين ذلك قال ثم نزل فمشى حتى إذا أتى بطن المسيل سعى حتى أصعد قديمه في المسيل ثم مشى حتى أتى المروة فصعد حتى بدا له البيت فكبر ثلاثا وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له هكذا كما فعل يعني على الصفا ثم نزل وروينا في حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا وعن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات فالابتداء بثلاث تكبيرات نسقا أشبه بسائر سنن النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداء بها مرتين وإن كان الكل واسعا وبالله التوفيق
[6074] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن الحكم عن عكرمة عن بن عباس يكبر من غداة عرفة إلى آخر أيام النفر لا يكبر في المغرب الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا كذا أخبرناه من كتابه ثلاثا نسقا ورواه الواقدي عنه وعن جابر بن عبد الله وبه قال الحسن بن أبي الحسن البصري
[6075] أخبرناه أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب يعني بن جرير ثنا شعبة عن يونس عن الحسن في التكبير أيام التشريق الله أكبر الله أكبر الله أكبر وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه قال يكبر الله ثلاث مرات
[6076] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي قال كان سلمان رضى الله تعالى عنه يعملنا التكبير يقول كبروا الله أكبر الله أكبر كبيرا أو قال تكبيرا اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا ثم قال والله لتكتبن هذه لا تترك هاتان ولتكونن شفعا لهاتين
)(39/377)
فوائد في الجرح والتعديل من مقدمة فتح الباري (هدي الساري)
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:08 ص]ـ
فوائد في الجرح والتعديل من مقدمة فتح الباري (هدي الساري)
1 - كلام ابن سعد في الجرح والتعديل:
قال في (ص 417):
((شذ ابن سعد فقال: منكر الحديث. قلت: لم يلتفت أحد إلى ابن سعد في هذا فإن مادته من الواقدي في الغالب والواقدي ليس بمعتمد.)).
وقال في (ص 443):
((لكن ابن سعد يقلد الواقدي، والواقدي على طريقة أهل المدينة في الانحراف عن أهل العراق. فاعلم ذلك ترشد إن شاء الله)).
وقال في (ص 447):
((وقد قدمنا أن تضعيف ابن سعد فيه نظر لاعتماده على الواقدي)).
2 - كلام أهل حران في الرواة:
((قال الميموني: قلت لأحمد: إن أهل حران يسيئون الثناء عليه (أي علىأحمد بن عبد الملك الحراني) فقال: أهل حران قلّ أن يرضوا عن إنسان)) ص 386 - 387
3 - قال البخاري في إسناده نظر:
.. شرح ابن عدي مراد البخاري فقال: يريد أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا أنه ضعيف عنده)) ص 392.
4 - قول ابن معين: كل عاصم في الدنيا ضعيف
قال المروزي قلت لأحمد: إن يحى بن معين يقول: كل عاصم في الدنيا ضعيف.قال: ما أعلم في عاصم بن علي إلا خيراً كان حديثه صحيحاً. وضعفه ابن معين)) ص 412
5 - قول أبي داود: لولا سلامة فيه لترك حديثه
يعني أنه كانت فيه سلامة فكان إذا سها أو غلط يُحمل ذلك على أنه لم يتعمد. ص 437
..............
يتبع إن شاء
والطبعة المعتمدة في العزو هي السلفية الأولى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 06:03 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وحول استفادة ابن سعد من الواقدي في الجرح والتعديل ينظرهذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=120978&postcount=111
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 07:35 م]ـ
بارك الله في شيخنا الفقيه
وأستأذنكم في الإكمال
6 - ((قال العقيلي: لا يتابع على حديثه
.. وتعقب ذلك أبو الحسن ابن القطان:بأن ذلك لا يضره إلا إذا كثر منه رواية المناكير ومخالفة الثقات وهو كما قال)) ص 394
7 - رواية حفص بن غياث عن الأعمش:
اعتمد البخاري على حفصٍِ هذا في حديث الأعمش لأنه كان يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه. نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر وهو كما قال)) ص 398
8 - رواية الإمام مالك عن الراوي تنفعه:
قال أبو حاتم: داود بن الحصين ليس بقوي، لولا ان مالكاً روى عنه لترك حديثه)) ص 401
9 - عبد الله بن صالح كاتب الليث:
ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيماً ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك ان ما يجيء من روايته عن اهل الحذق كيحي بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)) ص 414
10 - قول الإمام أحمد: كان يخطيء ويصيب
وهذا على ما يختار احمد يكون ساقط الحديث)) ص 441
11 - كلام ابن قانع في الجرح والتعديل:
مبشر بن إسماعيل الحلبي:
قال ابن سعد: وكان ثقة ماموناً، وقال النسائي: لا بأس به
لكن قال ابن قانع في الوفيات إنه ضعيف .. وابن قانع ليس بمعتمد)) ص 442 - 443
12 - مغازي موسى بن عقبة:
موسى بن عقبة المدني من صغار التابعين صنف المغازي وهو من أصح المصنفات في ذلك)) ص 446
...........
يتبع إن شاء الله
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 05:19 م]ـ
- كلام أبي بشر الدولابي في الجرح والتعديل:
.. نعيم بن حماد الخزاعي من الحفاظ الكبار:
نسبه أبو بشر الدولابي إلى الوضع وتعقب ذلك ابن عي بأن الدولابي كان متعصباً عليه لأنه كان شديداً على أهل الرأي وهذا هو الصواب)) ص 447
14 - لطيفة: من كان حديثه بأخرة أفضل من أوله
.. همام بن يحي البصري أحد الأثبات
قال عفان: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه ثم رجع بعد فنظر في كتابه فقال: يا عفان كنا نخطيء فنستغفر الله
قلت: وهذا يقتضي ان حديث همام بأخرة أصح ممن سمع منه قديماً)) ص 449
15 - اصطلاح البرديجي في المنكر:
قال البرديجي: منكر الحديث ..
ومذهب البرديجي أن المنكر هو الفرد سواء تفرد به ثقة أو غير ثقة فلا يكون قوله منكر الحديث جرحاً بيناً)) ص 455
16 - قول النسائي: ليس بذاك القوي:
أما تضعيف النسائي له فمشعر بأنه غير حافظ)) ص 386
وقال في ص (397):
قال النسائي صالح وقال في الكني: ليس بالقوي .. قلت: هذا تليين هين))
17 - قول ابن المديني: ليس كأقوى ما يكون:
قلت هذا تضعيف نسبي)) ص 388
18 - قول ابن معين: ليس بشيء
ذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين بقوله في بعض الروايات: ليس بشيء يعني أن أحاديثه قليلة جداً)) ص 421
هذا آخر ما علقته من الكتاب
وكتب ابن حجر عموماً بحر لا ساحل له
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 02 - 05, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[باز11]ــــــــ[23 - 02 - 05, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/378)
ـ[الأجهوري]ــــــــ[23 - 02 - 05, 08:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ حامد على هذه الفوائد. وزادك الله علما(39/379)
المستدرك على كتاب الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:20 ص]ـ
1 - بشر بن السري أبو عمرو البصري الأفوه:
سكن مكة قال البخاري كان صاحب مواعظ فلقب الأفوه وقال أحمد كان متقنا للحديث عجبا ثم تكلم في الرؤية في الآخرة فوثب به الحميدي فاعتذر فلم يقبل منه وقال ابن معين رأيته بمكة يستقبل البيت ويدعو على قوم يرمونه برأي جهم ووثقه هو وعبد الرحمن بن مهدي والعجلي وعمرو بن علي والدارقطني وقال: إنما وجدوا عليه في أمر المذهب فحلف واعتذر من ذلك
وقال ابن عدي: له أفراد وغرائب عن الثوري ومسعر وغيرهما وهو ثقة في نفسه لا بأس به ويقع في حديثه من النكرة لأنه يروي عن شيخ محتمل. ا.هـ. (هدي الساري ص393) تهذيب التهذيب (1/ 449)
2 - ع حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحرثي مولاهم وثقه بن معين والعجلي وابن سعد وقال أحمد زعموا أنه كان فيه غفلة إلا أن كتابه صالح وقال النسائي ليس به بأس وقال مرة ليس بالقوي
وتكلم على بن المديني في أحاديثه عن جعفر بن محمد. فقال: روى عن جعفر عن ابيه أحاديث مرسلة أسندها (هدي الساري ص395) تهذيب التهذيب (2/ 128)
3 - خ ت س الحسن بن بشر بن سلم البجلي الكوفي
قال أحمد ما أرى كان به بأس في نفسه وروى عن زهير (بن معاوية الجعفي) أشياء مناكير
وقال أبو حاتم صدوق وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن عدي: ليس هو بمنكر الحديث. (هدي الساري ص396) تهذيب التهذيب (2/ 255)
4 - الربيع بن يحيى بن مقسم الأشناني أبو الفضل البصري من شيوخ البخاري
قال أبو حاتم الرازي ثقة ثبت
وقال الدارقطني يخطىء في حديثه عن الثوري وشعبة. (هدي الساري ص402)
والذي في تهذيب التهذيب (3/ 252): قال الدارقطني: ضعيف ليس بالقوي يخطيء كثيراص حدث عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين.وهذا حديث ليس لابن المنكدر فيه ناقة ولا جمل وهذا يسقط مائة ألف حديث.) ا. هـ
5 - ع عباد بن العوام بن عمر أبو سهل الواسطي قال ابن معين وأبو حاتم والعجلي وأبو داود والنسائي ثقة وقال ابن سعد: ثقة وكان يتشيع
وقال الأثرم عن أحمد: مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عروبة. (هدي الساري ص412) تهذيب التهذيب (5/ 99).
6 - ع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب أحد الأئمة الأكابر العلماء الثقات
لكن قال ابن المديني: كانوا يوهنونه في الزهري وكذا وثقه أحمد ولم يرضه في الزهري
ورمي بالقدر ولم يثبت عنه بل نفى ذلك عنه مصعب الزبيري وغيره وكان أحمد يعظمه جدا حتى قدمه في الورع على مالك وإنما تكلموا في سماعه من الزهري لأنه كان وقع بينه وبين الزهري شيء فحلف الزهري أن لا يحدثه ثم ندم فسأله بن أبي ذئب أن يكتب له أحاديث أرادها فكتبها له فلأجل هذا لم يكن في الزهري بذاك بالنسبة إلى غيره وقد قال عمرو بن علي الفلاس هو أحب إلي في الزهري من كل شامي انتهى (هدي الساري ص440)
(وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق غير ان روايته عن الزهري خاصة تكلم فيها بعضهم بالاضطراب
وقال ابن معين: كان يحي بن سعيد لا يرضى حديث ابن ابي ذئب وابن جريج عن الزهري ولا يقبله.) تهذيب التهذيب (9/ 303)
7 - ع مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي أحد الأئمة متفق على توثيقه
لكن ضعف أحمد بن حنبل روايته عن إبراهيم النخعي خاصة قال كان يدلسها وإنما سمعها من حماد (هدي الساري ص445) تهذيب التهذيب (10/ 369) ولعل هذه ليست من شرط الكتاب لأن الراوية عنه لعلها ضعفت لأجل التدليس.
8 - ع هشام بن حسان البصري
أحد الثقات كان شعبة يتكلم في حفظه
وقال ابن معين كان يتقي حديثه عن عكرمة وعن عطاء وعن الحسن البصري
وقال جرير بن حازم قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط قال وأحاديثه عنده نرى أنه أخذها عن حوشب وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن بن علية كنا لا نعد هشاما عن الحسن شيئا وقال يحيى القطان هشام في الحسن دون محمد بن عمرو وهو ثقة في محمد بن سيرين وقال أيضا هد بن سيرين أحب إلي من عاصم الأحول وخالد الحذاء وقال سعيد بن أبي عروبة ما كان أحد أحفظ عن ابن سيرين من هشام وقال بن المديني كان القطان يضعف حديثه عن عطاء وكان أصحابنا يثبتونه وقال أيضا أما حديثه عن محمد فصحيح وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب وهشام ثبت وقال ابن عدي أحاديثه مستقيمة ولم أر فيها شيئا منكرا (هدي الساري ص448)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/380)
وقال أبو داود: إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب.تهذيب التهذيب (11/ 34)
9 - ع هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة متفق على توثيقه إلا أنه كان مشهورا بالتدليس
وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم (هدي الساري ص449) وقال ابن معين سماعه من الزهري وهو صغير وقيل ضاعت صحيفته عن الزهري فحدث من حفظه تهذيب التهذيب (11/ 62)
10 - ع ورقاء بن عمر اليشكري الكوفي نزيل المدائن قال أحمد ثقة صاحب سنة قيل له كان يرى الإرجاء قال لا أدري قال وهو يصحف في غير حرف.
وقال العقيلي تكلموا في حديثه عن منصور وكأنه عني بذلك ما قال معاذ بن معاذ قلت ليحيى القطان: سمعت حديث منصور؟ قال: ممن؟ قلت: من ورقاء قال: لا يساوي شيئا وقال ابن عدي له نسخ عن أبي الزناد ومنصور وابن أبي نجيح وروى أحاديث غلط في أسانيدها وباقي حديثه لا بأس به ووثقه يحيى بن معين وغير واحد مطلقا. (هدي الساري ص449) تهذيب التهذيب (11/ 115)
11 - وضاح بن عبد الله أبو عوانة الواسطي أحد المشاهير وثقه الجماهير وقال أبو حاتم كان يغلط كثيرا إذا حدث من حفظه وكذا قال أحمد
وقال بن المديني في أحاديثه عن قتادة لين لأن كتابه كان قد ذهب (هدي الساري ص450) تهذيب التهذيب (11/ 119)
12 - ع يحيى بن سعيد الأموي صاحب المغازي وثقه ابن سعد وأبو داود وابن معين وابن عمار وغيرهم
وقال أحمد ليس به بأس وكان عنده عن الأعمش غرائب ولم يكن بصاحب حديث وأورده العقيلي في الضعفاء واستنكر حديثه عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله لا يزال المسروق يتظنى حتى يكون أعظم إنما من السارق (هدي الساري ص451) تهذيب التهذيب (11/ 214)
13 - ع يحيى بن سليم الطائفي سكن مكة قال أحمد سمعت منه حديثا واحدا ووثقه بن معين والعجلي وابن سعد وقال أبو حاتم محله الصدق ولم يكن بالحافظ
وقال النسائي ليس به بأس وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر وقال الساجي: أخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر
وقال يعقوب بن سفيان كان رجلا صالحا وكتابه لا بأس به فإذا حدث من كتابه فحديثه حسن وإذا حدث حفظا فتعرف وتنكر. (هدي الساري ص451) تهذيب التهذيب (11/ 226)
14 - ع يزيد بن إبراهيم التستري البصري وثقه بن معين وأبو زرعة والنسائي وكان أبو الوليد الطيالسي يرفع أمره وقال وكيع ثقة ثقة وقال على بن المديني ثبت في الحسن وابن سيرين
وقال يحي بن سعيد القطان ليس في قتادة بذاك وقال ابن عدي كان مستقيم الحديث وإنما أنكرت عليه أحاديث رواها عن قتادة عن أنس (هدي الساري ص452) تهذيب التهذيب (11/ 312)
15 - ع يعلى بن عبيد الطنافسي أحد الثقات قدمه أحمد على أخيه محمد بن عبيد في الحفظ
وقال ابن معين: ثقة. زاد في رواية عثمان الدارمي عنه: ضعيف في سفيان الثوري.
وقال أبو حاتم صدوق وهو أثبت أولاد أبيه ووثقه بن سعد والدارقطني وآخرون. (هدي الساري ص454) تهذيب التهذيب (11/ 403).
والعزو في هدي الساري لطبعة السلفية الأولى
وفي التهذيب للطبعة الهندية.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 01 - 05, 06:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:15 م]ـ
جزى الله الشيخ حامد الحنبلي خيرا على هذا الموضوع النافع، وقد وقفت على عدد من الاستدراكات على المؤلف حفظه الله وسبق أن أشرت إلى ذلك في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=21448&postcount=20
وقد التقيت بالمؤلف الشيخ صالح الرفاعي حفظه الله وهو من المشايخ الفضلاء فذكرت له أن عندي بعض الاستدراكات على كتابه فرحب بها،وبين أنه لم يقصد الاستيعاب حال كتابته وإنما قصد ما ذكره ابن رجب في شرح العلل وذكر غيرهم وقصد دراسة هذه المسألة وذكر أمثلة عليها.
ولعلي أذكر كذلك بعض المستدركات تتميما للفائدة، وجزاكم الله خيرا.(39/381)
سؤال عن شرح لصحيح البخاري
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:28 ص]ـ
لم يتعرض فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير في أشرطته النفيسة في موضوع شروح الكتب الستة
لشرح متأخر جدا للعلامة الشيخ خضر الشنقيطي ولعل اسمه كوثر الدراري على صحيح البخاري
وهو مطبوع في13 مجلد مؤسسة الرسالة.
فالمرجو من اخوتي ممن له اطلاع عليه أن يفيدني عن قيمته العلمية. وبارك الله في الجميع.(39/382)
حديثٌ مُشكِل (من يَشفينى؟؟)
ـ[أبو زياد السلفى]ــــــــ[12 - 01 - 05, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم أيها الأخوة الأفاضل
هذا الحديث أُشكل على
أولا هل هو صحيح , من صححه من أهل العلم , و ما فقهه؟
و إن كان ضعيف من ضعفه؟
أفيدونى أثابكم الله
الحديث
رواه أحمد فى المسند المجلد الخامس مسند البصريين رقم (20302)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن رجل منهم انه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم على انه لا يصلي الا صلاتين فقبل ذلك منه
مع العلم أن الشيخ شعيب الأرنؤوط علق عليه قائلا: ((رجاله ثقات رجال الصحيح غير الرجل المبهم الذي روى عنه نصر بن عاصم)).
فهذا الرجل واضح من خلال الحديث أنه صحابى. و جهالة الصحابى لا تضر
و لكن هل تثبت الصحبة لهذا المبهم بهذه الطريقة حيث هو الذى أثبتها لنفسه , و نحن لا نعلم عينه؟
أفيدونى أثابكم الله و جزاكم الخير.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 01 - 05, 05:01 ص]ـ
من فقه العلامة الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16102&highlight=%E4%D5%D1+%DA%C7%D5%E3)
ـ[الشافعي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 05:19 ص]ـ
السلام عليكم
هل يحكم على مثل هذا الإسناد بالاتصال؟
الإشكال يكمن في كون قبول العنعنة من غير المعروف بالتدليس مبني في أيسر المذهبين
المشهورين بمعرفة المعاصرة وإمكان اللقاء. فإذا كان أحدهما -الراوي والمروي عنه- مبهماً فكيف
تتأتى معرفة إمكان اللقاء؟
ـ[أبو زياد السلفى]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:04 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أيها الأخوة الأفاضل
و لكن يبقى إشكالين
الأول: هل هذا المبهم تثبت له الصحبة؟ , و بالتالى اتصال الإسناد.
الثانى: هل يثبت لهؤلاء الإسلام؟(39/383)
هل هذا من السنة وهو إرسال المقيم الهدي إلى الحرم؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 08:57 م]ـ
بارك الله فيكم
هل هذا من السنة وهو إرسال المقيم الهدي إلى الحرم، ويُذبح في الحرم هناك؟
مثال: رجل من القصيم أرسل هديه إلى مكة ليُذبح ويتوزع هناك.
أرجو ذكر الدليل - وفقكم الله -؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:42 ص]ـ
قال ابن حبان في صحيحه:
ذكر الاباحة للمرء أن يهدي الى البيت العتيق وهو مقيم ببلده غير محرم:
عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة: قالت: كنت افتل قلائد الغنم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيبع بها ويمكث حلالا.
والحديث مخرج في الصحيحين. وفيه (البدن).
و بوب عليه ابو داود: (باب من بعث بهديه وأقام). فذكر الحديث.
وقال النووي: (فيه: دليل على استحباب الهدي إلى الحرم، وأنَّ من لم يذهب إليه يستحب له بعثه مع غيره).(39/384)
رجل قال لزوجته إن ذهبت إلى بيت فلانة فانت طالق
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 10:12 م]ـ
رجل قال لزوجته إن ذهبت إلى بيت فلانة فأنت طالق، والآن يريد أن يرجع عن هذا القول ... فما ذا عليه؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:46 م]ـ
تجدد هذا السؤال من أخ آخر
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 05:09 م]ـ
على القول بأن هذه الصيغة ليست تعليقا وإنما هي تغليظ، فعليه كفارة يمين بناء وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية في آخرين.
وبناء على جواز أداء كفارة اليمين قبل الحنث من باب تقديم الشيء على وقته لا على سببه فيجوز تقديم هذه الكفارة
والمسألة للبحث والمدارسة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 05:39 م]ـ
الأخ الكريم أبا عبد الباري، حفظه الله
جزاكم الله خيرا على إفادتكم الكريمة، غير أنني كنت ابحث عن هذا الموضوع في شبكة الانترنت قبل قليل، ووجدت كلاما للشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، يفصل هذه المسألة في شرحه لزاد المستقنع في موقعه ...
فهمت من كلامه في الشريط:
أن الجمهور على أنه ليس له أن يرجع
وأن شيخ الاسلام ابن تيمية خالفهم فقال أن ذلك من حقه وله أن يرجع ولا شيء عليه
انظر هذا الرابط شريط رقم 8 الدقيقة بعد الاربعين
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=120
والله يحفظكم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 05:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
أعلم ما ذكرته غير أن شيخ الإسلام ابن تيمية ينازع في نسبة ذلك للجمهور بل يذهب إلى أنه مثل نذر الغضب واللجاج وقد أطال البحث في كتابه القيم " القواعد النورنية " ويرى أن القول بوجوب الكفارة هو الذي تصح نسبته للصحابة رضي الله عنهم.
وعلى كل حال فما أردت إلا الإفادة، ولا أنا متحيز لما ذهب إليه ابن تيمية وإن كانت تراودني شكوك على صحة مسلك الجمهور هنا.
وقد قلت في مشاركتي السابقة " على القول ..... " إشارة إلى النزاع، وإن وجدت تحريرا في المسألة فأتحفنا به أتحفنا الله وإياك بالجنة آمين
واله الموفق للصواب(39/385)
من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله عز وجل ..
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم:
عساكم جميعاً بخير إن شاء المولى جل وعلا.
خلال إطلاعي على شرح بلوغ المرام للشيخ سلمان العودة حفظه الله، قرأت ما يلي:
((وقد روى أبو عبيد في كتاب الطهور (300) رقم (231) عن ابن عمرو أنه قال: "من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله عز وجل" فعلى هذا يكون لعبد الله بن عمرو روايتان في المسألة، والله أعلم.)) أهـ انظر: ص28 من النسخة الإلكترونية المتوفرة بموقع الشيخ.
ولكن ابن قدامة عليه رحمه الله قال في المغني (1/ 16): ((ورويَّ عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: "من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله")).
فما هو الصواب؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:03 ص]ـ
قد روي عن غير واحد كابن عباس بل قد روي مرفوعا من حديث ابي هريرة عند الدارقطني.
والاثر في منع عبدالله بن عمرو من التطهر بماء البحر اثبت من جهة الاسناد وأقوى.
وأبو عبيد رحمه الله كأنه جعل الاثرين عن ابن عمرو متخالفين، والغريب هو تعليل الامام الجبل ابو عبيد رحمه الله لاثار المنع عن ابي هريرة وابن عمرو وابن عمر؟؟ فتعليله غريب من حيث الصناعة الحديثية، وقد يصلح التمثيل به في مسائل التعليل بالعلل غير القادحة، لولا ان حال ابي عبيد رحمه الله في الحديث ليس كحال أقرانه أحمد بن حنبل و ابن معين واسحاق واضرابهم.
وكأنه يدافع شذوذ القول، ليقع الاجماع في هذه المسألة. لظهور الدليل العقلي والنقلي في صحة التطهر به.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم(39/386)
ما قيمة هذا الشرح على صحيح البخاري
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:24 ص]ـ
وهو للعلامة محمد خضر الشنقيطي ولعل اسمه كوثر معاني الدراري مطبوع في 13مج الرسالة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:26 ص]ـ
هو في تراجم الرواة يتوسع بنقل الكلام في الراوي من تهذيب التهذيب وغيره، وفيه توسع في شرح الألفاظ وغيرها، وقد ذكر بعض مسائل المتصوفة في شرحه، وأنا قديم عهد به، فهذا الوصف من ذاكرتي للكتاب أول ما طبع قبل نحو ثمان سنوات فتصفحته مرارا ولم أقتنه.(39/387)
لو مسح الإنسان أعلى شرابه (جوربه) ثم أداره وهو على رجله بدون أن ينزعه حتى جعل أعلاه في
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:56 ص]ـ
لو مسح الإنسان أعلى شرابه (جوربه) ثم أداره وهو على رجله بدون أن ينزعه حتى جعل أعلاه في الأسفل,
فهل يؤثر ذلك على صحة المسح أو لا
وهل يلزمه إعادة المسح
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:10 م]ـ
من باب المدارسة:
ما دام مسح اعلى الجورب فمسحه صحيح، وليس من شروط االمسح بقاء الجزء الممسوح الى الاعلى.
ولايدخل هذا (في ما يظهر) في مسألة مسح ادنى الخف او باطنه هل يصح او لا؟ لان الخلف في مسح الادنى أما في مسألتنا فقد مسح الاعلى وصح المسح، ثم ادراه الى الادنى.
ولو كان مالكيا او شافعيا ما احتاج الى هذه المسألة لانهم يمسحون اعلى الخف وادناه فكلا الوجهين ممسوح.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:30 م]ـ
لفهم السؤال أكثر:
هل قلَبه فجعل ظاهره باطنه، أم قلَبه فجعل أعلاه أسفله؟
(وإنما قلت هذا لأن الجورب لا يستقيم في الرجل في الحالة الثانية - والحالة الأولى لا تتم بدون خلع الجورب).
والله أعلم.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:11 م]ـ
أعني جعل أعلاه أسفله
وهذا متصور وواضح ويستقيم مع ذلك في الرجل
وجزاكم الله خيراااااا
ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:11 م]ـ
جزى الله شيخنازياداً خيراً ..
سؤال لإثراء الموضوع ... وماذا لو نزعه فقلبه أو جعل أعلاه أسفله فكان ماذا؟
بعبارة أخرى ماهو الدليل على أن نزع الخف أو الجورب ناقض للوضوء! خاصة مع اختلاف السلف في ذلك.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:40 م]ـ
نزع الخف ليس من نواقض الوضوء وإلى هذا القول ذهب العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ
أجمع العلماء أن نواقض الوضوء هي نواقض المسح على الخفين واختلفوا في كون النزع لهما، هل ناقض أم لا؟
فقال قوم: إن نزعه وغسل قدميه فطهارته باقية، وإن لم يغسلهما وصلى أعاد الصلاة بعد غسل قدميه. وممن قال بذلك مالك وأصحابه والشافعي وأبو حنيفة، إلا أن مالكا رأى أنه إن أخر ذلك استأنف الوضوع على رأيه في وجوب الموالاة على شرط الذي تقدم. وقال قوم: طهارته باقية حتى يحدث حدثا ينقض الوضوء وليس عليه غسل، وممن قال بهذا القول داود وابن أبي ليلى. وقال الحسن بن حي: إذا نزع خفيه فقد بطلت طهارته، وبكل واحد من هذه الأقوال الثلاثة قالت طائفة من فقهاء التابعين، وهذه المسألة هي مسكوت عنها.
وسبب اختلافهمك هل المسح على الخفين هو أصل بذاته في الطهارة، أوبدل من غسل القدمين عند غيبوبتهما في الخفين؟
فإن قلنا: هو أصل بذاته فالطهارة باقية، وإن نزع الخفين كمن قطعت رجلاه بعد غسلهما.
وإن قلنا: إنه بدل، فيحتمل أن يقال إذا نزع الخف بطلت الطهارة وإن كنا نشترط الفور، ويحتمل أن يقال إن غسلهما أجزأت الطهارة إذا لم يشترط الفور. واما اشتراط الفور من حين نزع الخف فضعيف، وإنما هو شيء يتخيل، فهذا ما رأينا أن نثبته في هذا الباب.
المصدر: بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 01 - 05, 12:58 ص]ـ
فائدة:
يرى سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى أن خلع الخف ناقض للوضوء، فسأله أحد تلاميذه وفقه الله تعالى: هل يمكن أن يقال بأن خلع الخف من نواقض الوضوء؟، فقال سماحة الشيخ: نعم من نواقض الوضوء.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:03 ص]ـ
ما الدليل على كون خلع الخف ناقضا للوضوء؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 01 - 05, 07:06 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15347&highlight=%CE%E1%DA+%C7%E1%CE%DD+%C8%C7%D2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25191&highlight=%CE%E1%DA+%C7%E1%CE%DD+%C8%C7%D2(39/388)
ما صحة القول بأن الغفور قد يستر الذنب ولا يعاقب عليه وهو غير راض والعفوّ يمحو الذنب
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:59 ص]ـ
رسالة جوال انتشرت بين الناس في أواخر رمضان الماضي, هل مضمونها علميا صحيح أو لا؟؟؟؟؟؟؟؟
تقول الرسالة: (هل تشعر بهذا المعنى وحلاوته؟ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" الفرق بين العفو والغفور:
*الغفور قد يستر الذنب ولا يعاقب عليه وهو غير راض,
*العفوّ يمحو الذنب ويرضى وكأن الذنب لم يوجد)
فهل هذا الفرق المذكور صحيح؟ وهل قال به أحد من العلماء؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:36 م]ـ
هل هناك جواب(39/389)
ماهو الفرق بين القمار والغرر كذلك الميسر؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:57 ص]ـ
ماهو الفرق بين القمار والغرر كذلك الميسر؟؟؟
(مع النقل أو الإحالة لكلام العلماء إن تيسر)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:11 م]ـ
لست من الفقهاء، ولكن أكتب - ناقلا - لتفعيل الموضوع، وعلى الفقهاء الشرح والإبانة.
القمار في اصطلاح الفقهاء: كل لعب يشترط فيه – غالبا – أن يأخذ الغالب شيئا من المغلوب، وحقيقته مراهنة على غرر محض، قال أبو عبد الله محمد بن منصور المغراوي في [غرر المقالة في شرح غريب الرسالة] 264: (أصل المقامرة في كلام العرب المغابنة، يقال قامره قمارا ومقامرة: إذا غابنه).
ونقل د: نزيه حماد في [معجم المصطلحات الإقتصادية في لغة الفقهاء] عن شيخ الإسلام أنه قال: (إنه أخذ مال الإنسان وهو على مخاطرة، هل يحصل له عوض أو لا يحصل).
قلت: وكثيرا ما رأيت شيخ الإسلام – رحمه الله – يجعل بيع الغرر نوعا من أنواع الميسر والقمار.
ويطلق كثير من الفقهاء على القمار اسم الميسر، وإن كان لفظ القمار في الأصل أعم من الميسر، لإطلاقه على جميع أنواع المراهنة، بخلاف الميسر فإنه لم يكن يطلق إلا على المقامرة بالأقداح، لاقتسام جزور بطريقة خاصة على عادة أهل الجاهلية.
وانظر [الفروسية] لريحانة الشام ابن قيم الجوزية – رحمه الله – لعل فيه ما يفيد في هذا الأمر. ومواضع متفرقة من مجموع فتاوى شيخ الإسلام – رحمه الله -.(39/390)
ماهو الفرق بين الجهالة والغرر؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:58 ص]ـ
ماهو الفرق بين الجهالة والغرر؟؟؟
(مع النقل أو الإحالة لكلام العلماء إن تيسر) -
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:48 م]ـ
قال الفقيه القرافي المالكي - رحمه الله -:
(أصل الغرر هو الذي لا يدرى هل حصل أم لا؟ كالطير في الهواء والسمك في الماء، و أما ما علم حصوله، وجهلت صفته، فهو المجهول، كبيعه ما في كُمه، فهو يحصل قطعا، لكن لا يدرى أي شيء هو؟). الفروق 3/ 256 عالم الكتب.
ثم أخذ يبين- رحمه الله - فيما تقع فيه الجهالة والغرر.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا في أي فرق (رقم كم)؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:08 م]ـ
أكثر الفقهاء رحمهم الله لايفرقون بينهما ويستعملون أحدهما في مقام الآخر وهذا شائع.
بل قد عد شيخ الاسلام رحمه الله الجهالة من أنواع الغرر، مشيا على تعريفه للغرر.
و للعلماء في التفريق بينهما قولان:
الاول: من جعل بينهما عموم وخصوص وجهي. ومنهم القرافي رحمه الله كما ذكر أخونا (الفهم الصحيح) فالغرر أعم من الجهالة من جهة انه قد يحصل الشئ وقد لايحصل كالعبد الآبق (لكنه معلوم الصفة قبل هروبه). والجهالة أعم من الغرر من جهة الجهل بالصفة فقد يكون الشئ موجود وهو حاصل لامحالة ولكن صفته مجهوله كعبد محبوس داخل الدار فهذا ليس فيه غرر لانه موجود ولكنه مجهول لانه غير معلوم الصفة.
الثاني: أن بينهما عموم وخصوص مطلق، فالغرر أعم من الجهالة مطلقا، والجهالة أخص. وهو ظاهر تعريف شيخ الاسلام رحمه الله كما تقدم آنفا.
وبيان ذلك ان الجهالة (على تعريف القرافي) توجد ولا غرر، ولكن لايجتمع غرر وجهالة فلا يمكن للشئ ان يكون غرر وجهالة (لان الغرر ما لم يعلم هل يحصل ام لا)،والجهالة (ما علم حصوله ولكن جهلت صفته).
وعليه فاذا آبق عبد ولم تعلم صفته لا يقال ان هذا اجتمعت فيه جهالة وغرر بل يقال ان هذا البيع فيه أشد انواع الغرر لاجتماع الجهل بالصفة مع الغرر.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:17 م]ـ
تجد هذا في الفرق الثالث والتسعون والمائة. في الجزء الثالث من طبعة الحلبي صفحة 265، وليس 256 كما ذكرت - خطأ - سابقا.(39/391)
هل غسيل الكلى يعد مفطرا من مفطرات الصيام قياسا على الحجامة؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:36 ص]ـ
هل غسيل الكلى يعد مفطرا من مفطرات الصيام قياسا على الحجامة؟؟
(وهذا طبعا عند من يرى الفطر بالحجامة)
مع العلم بأن سماحة الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عثيمين قد تردد في ذلك كما في الفتاوى
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:20 ص]ـ
- الفتوى رقم (9944)
س: يوجد بعض المرضى شفاهم الله تتعطل كلاهم عن العمل مما يضطرهم إلى مايسمى بالغسيل وهو: أنه هناك كلية صناعية تقوم بتطهير الدم وتنقيته من الشوائب وذلك في الأسبوع مرتين أو ثلاث بحيث يخرج دم الإنسان كله من جسده بأنبوب آخر بعد التنقية مع أنه يضاف للدم داخل الكلية الصناعية بعض المواد المطهرة ولولا هذا العمل لتعرضت حياة الإنسان للموت بسبب تعطل الكلى فهذا الأمر ضروري. والسؤال: هل يؤثر الغسيل على الصيام إذا كان الإنسان صائما؟ علماً بأن هذا ضرورة له ويشق عليه أن يفطر ويقضي وجسمه لايستفيد سوى تنقية الدم من الشوائب وقد كثر التساؤل- أرجو من سماحتكم الإفادة جزاكم الله خيرا.
ج: جرت الكتابة لكل من: سعادة مدير مستشفى الملك فيصل التخصصي بالخطاب رقم 1756/ 2 في 14/ 8/1406، وسعادة مدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض بالخطاب رقم 1757/ 2 في 4/ 8/1406؛ للإفادة عن صفة واقع غسيل الكلى، وعن خلطه بالمواد الكيماوية، وهل تشتمل على نوع من الغذاء.
وقد وردت الإجابة منهما بالخطاب رقم 5693 في 27/ 8/1406 ورقم 10/ 16/7807 في 19/ 8/1406 بما مضمونه: أن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة (كلية صناعية) تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللجنة عبدالرزاق عفيفي
الرئيس عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك؟؟؟؟؟؟؟
هل هذه الفتوى موجودة في المطبوع من فتاوى اللجنة الدائمة؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:00 م]ـ
نعم .. فتاوى اللجنة (10/ 189 - 191).
ولا أدري ما علامات الاستفهام التي كررتها!
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:16 م]ـ
لا أعني إلا الاستفهام فقط (فأنا جاهل متعلم)
لاأعني غير ذلك
(أحسن الظن بأخيك)
وغفر الله لك,,,,,,,
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:49 م]ـ
المفطرات المعاصرة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13641&highlight=%C7%E1%E3%DD%D8%D1%C7%CA)
والذي ياتى على مذهب الظاهرية أنه لايعد من المفطرات
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:10 م]ـ
في كتاب المشيقح
(المفطر الثالث عشر: الغسيل الكلوي:
وله طريقتان:
الأولى: الغسيل بواسطة آلة تسمى " الكلية الصناعية " حيث يتم سحب الدم إلى هذا الجهاز , ويقوم الجهاز بتصفية الدم من المواد الضارة ثم يعود إلى الجسم عن طريق الوريد.
وفي أثناء هذه الحركة قد يحتاج إلى سوائل مغذية تعطى عن طريق الوريد.
الثانية: عن طريق الغشاء البريتواني في البطن:
وبذلك بأن يدخل أنبوب صغير في جدار البطن فوق السرة , ثم يدخل عادة لتران من السوائل تحتوي على نسبة عالية من السكر الجلوكوز إلى داخل البطن , وتبقى في الجوف لفترة ثم تسحب مرة أخرى ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم.
واختلف المعاصرون فيه هل هو مفطر أم لا؟
الرأي الأول: أنه مفطر , قال به ابن باز رحمه الله , وفتوى اللجنة الدائمة.
وأدلتهم: أن غسيل الكلى يزود الدم بالدم النقي , وقد يزود بمادة غذائية أخرى , فاجتمع مفطران.
الرأي الثاني: أنه لا يفطر.
واستدلوا: بٍأن هذا ليس منصوصاً ولا في معنى المنصوص.
والأقرب أنه يفطر.
مسألة: لو حصل مجرد التنقية للدم فقط , فإنه لا يفطر لكن هذا الحاصل في غسيل الكلى إضافة بعض المواد الغذائية والأملاح , وغير ذلك
)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:24 م]ـ
الأخ التميمي ... وفقه الله
علامات الترقيم لها دلالة عند أهل العلم، فهي علامات تدلُّ على معانٍ، وعلامات الاستفهام لا توضع إلاَّ عند الاستفهام (بأنواعه)، أما وضعها بعد قول (جزاك الله خيراً وبارك فيك) فلا معنى له.
وأنا محسن الظن فيك فلا تخف إنما أردت تنبيهك إلى هذه القضية المهمة، لأنَّ العلامة تقوم مقام العبارة.
أردت إفادتك ما دمت تريد التعلُّم، كما ذكرت.
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:01 ص]ـ
أبو عمر السمرقندي جزاك الله خيرا وأحسن إليك
وجزى الله جميع الأخوة على إثراء الموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/392)
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 01:55 ص]ـ
هل من نقول على دليل الظاهرية أخي ابن وهب؟(39/393)
هل سمع هشام الدستوائي من ابن سيرين؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 - 01 - 05, 11:21 ص]ـ
هل سمع هشام الدستوائي من ابن سيرين؟
وإذا كان لم يسمع منه فما علة نقل ابن رجب عن علي ابن المديني كلاما له في أصحاب ابن سيرين قالل في نهايته " وليس في القوم مثل أيوب وابن عون وهشام الدستوائي ثبت فهل هذا توثيق مطلق لهشام أو المقصود به بيان تثبته في ابن سيرين؟
وعلى الثاني فهل ثبتت صحبته له؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:52 م]ـ
بارك الله فيكم، النقل الذي نقله ابن رجب رحمه الله من العلل لابن المديني فيه تقديم وتأخير، ولذلك حصل الإشكال، وهذا النص المنقول عن ابن المديني موجود في المطبوع من العلل (ص 134 تحقيق حسام بو قريص)، وذكر المحقق في الحاشية التنبيه على نقل ابن رجب حيث قال (أورد ابن رجب في (شرح علل الترمذي) (685’688) من قوله (أحاديث هشام .... إلى: وهشام الدستوائي ثبت. مع تقديم وتاخير في بعضها) انتهى.
وهذا النص من العلل لابن المديني
سالم بن أبي الجعد قد لقي عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي جابر بن عبدالله وعبدالله بن عمرو وابن عمر والنعمان ابن بشير ورأى أنس بن مالك وسلمة بن نعيم و نبيط بن شريط
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين أنا علي بن المديني أحاديث هشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب وأما أحاديثه عن محمد فصحاح
ونسخت من كتاب () ليس أحد أثبت في ابن سيرين من أيوب وابن عون قيل وإذا اختلفا قال أيوب أثبت
وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين
وكلهم ثبت وكذلك سلمة بن علقمة وعاصم الأحول وليس في القوم مثل أيوب وابن عون
ويونس أثبت في الحسن من ابن عون ويزيد بن إبراهيم أثبت في الحسن وابن سيرين وهشام الدستوائي ثبت) انتهى.
فلعل الأمر اتضح بارك الله فيكم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 - 01 - 05, 10:56 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وأنار بصيرتكم شيخنا الفقيه
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفقيه ونفع بكم
فهمت مرادكم لكن بعد رجوعي لشرح علل الترمذي أشكل علي الربط بين الجملة المنقولة عن العلل لابن المديني ويونس أثبت في الحسن من ابن عون ويزيد بن إبراهيم أثبت في الحسن وابن سيرين وهشام الدستوائي ثبت) انتهى.
وبين ما بعدها في علل الترمذي وهي: (وابن سيرين وهشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب.)
هل هذه الجملة الأخيرة معطوفة على السابقة فيكون نظم الكلام هكذا (ويونس أثبت في الحسن من ابن عون ويزيد بن إبراهيم أثبت في الحسن وابن سيرين وهشام الدستوائي ثبت،وابن سيرين وهشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب.
أم ماذا؟ وأرى الكلام لا يستقيم بهذا
أرجو التوضيح والمسامحة على إزعاجكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، بعد التأمل في ما تفضلت به تبين أنه كلام جيد
ولكن في قولك (وابن سيرين وهشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب) ليس كذلك فالصواب (وهشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب) ولادخل لابن سيرين في هذا.(39/394)
عندي إشكال في حديث النهى عن الغسل بفضل وضوء المرأة والعكس
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 12:26 م]ـ
خرج الإمام أحمد هذا الحديث في مسنده (4/ 110):
ثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ثنا زهير عن داود بن عبد الله الاودي عن حميد الحميري قال لقيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صحبه مثل ما صحبه أبو هريرة فما زادني على ثلاث كلمات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل الرجل من فضل امرأته ولا تغتسل بفضله ولا يبول في مغتسله ولا يمتشط في كل يوم
والظاهر أن إسناده صحيح ومع ذلك نقل الميموني عن الإمام أحمد أن الأحاديث الواردة في منع التطهر بفضل المرأة وفي جواز ذكل مضطربة واعتمد على آثار بعض الصحابة في المنع.
والذي جعلني يتعجب أن المانعين لم يقل أحد منهم - فيما أعلم - بتحريم تتطهر المرأة بفضل الرجل.
فسؤالي هو: ما علة هذا الحديث عند الإمام أحمد؟ وهل هو في الحقيقة معلول؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:12 م]ـ
ما أذكره من خلال دراستي أن الحكم غير معثول المعنى، كمذهب المالكية في غسل اليدين من الاستسقاظ قبل غمسهما الإناء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعل في هذا النقل ما يفيد من سنن الأثرم
8 - قال الأثرم: حدثنامحمد بن بشار قال حدثني أبو داود صاحب الطيالسة ثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي حاجب عن الحكم بن عمرو الغفاري وهو الأقرع، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
49 - حدثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا سليمان التيمي عن أبي حاجب عن رجل من أصحاب النبي، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتطهر الرجل بفضل طهور المرأة.
50 - حدثنا أيوب بن سليمان الأزدي ثنا عبدالواحد ثنا عاصم قال سمعت عبدالله بن سرجس يقول: إِغْتَسِلا جميعا، هيَ هكذا، وأنت هكذا،
قال عبدالواحد في إشارته: كان الإناء بينهما، وإذا خلت به، فلا يَقْرَبَنَّهُ.
51 حدثنا القعنبي حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن أم سعد ابنة سعد بن الربيع امرأة زيد بن ثابت، قالت: كنت أغتسل أنا وزيد من الجنابة، من إناء واحد.
* قال الأثرم: سمعت أبا عبدالله يُسْأل عن الوضوء من فضل المرأة.
فقال: إذا خلت به فقد كرهه غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إذا كانا جميعا فلا بأس به، واحتج بحديث عائشة (ق / 4 / ب) ((كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)).
* قيل لأبي عبدالله: فالمرأة تتوضأ بفضل الرجل؟
فقال: أما الرجل فلا بأس به، إنما كرهت المرأة.
* قلت لأبي عبدالله مرة أخرى فضل فضل المرأة؟
قال: إذا خلت به، فلا يتوضأ منه، إنما النبي صلى الله عليه وسلم رخص أن يتوضأَ جميعا، وذكر حديث الحكم بن عمرو، وقال: هو يرجع إلى أنه إذا خلت به إلى الكراهية.
52 - حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة قال: كان الحسن وسعيد يكرهان أن يتوضأ من فضل طهور المرأة، ولا يكرهان سؤر شرابها.
53 - حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن المهاجر أبي الحسن عن مولى لجويرية عن جويرية أنها رأته يشرب من فضل وضوئها فنهته.
وذكر الأثرم في هذا الباب حديث عائشة وحديث ابن عمر ثم قال:
54 - حدثنا حفص بن عمر ثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قال: وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من الإناء الواحد من الجنابة.
55 - حدثنا أبو حذيفة ثنا إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هاني قالت: اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة في إناء واحد في جفنة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86149#post86149
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 05, 05:08 م]ـ
فبدلا من القول بنسخ الأحاديث التب تنهى عن الوضوء بفضل المرأة بالأحاديث التي تدل على الجواز نجمع بينهما بأن الأحاديث التي تدل على الجواز تحمل على الوضوء جميعا في نفس الوقت، والأحاديث التي فيها النهي تحمل على ما خلت به المرأة كما ورد عن الصحابة، وهذا جمع بين الأحاديث بدون اللجوء إلى النسخ ويؤيده قول الصحابة رضوان الله عليهم، فهذا ما ذهب إليه الإمام المبجّل أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/395)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(قوله: "ولا يرفع حَدَثَ رَجُلٍ طَهُورٌ يَسيرٌ خَلَتْ به امرأةٌ لطَهَارةٍ كَامِلةٍ عن حََدَثٍ". "حَدَثَ" هذا قيد، "رجل" قيد آخر، "طَهُور يسيرٌ" قيد ثالث، "خلت به" قيد رابع، "امرأة" قيد خامس، "لطهارة كاملة" قيد سادس،"عن حَدَث" قيد سابع. إذا تمَّت هذه القيودُ السَّبعةُ ثَبَتَ الحكم، فإذا تطهَّرَ به الرَّجُلُ عن حَدَثٍ لم يرتفع حدثُه، والماء طَهُور.
مثال ذلك: امرأة عندها قِدْرٌ من الماء يسع قُلَّةً ونصفاً ـ وهو يسير في الاصطلاح ـ خَلَت به في الحمَّام، فتوضَّأت منه وُضُوءاً كاملاً، ثم خرجت فجاء الرَّجُلُ بعدها ليتوضَّأَ به، نقول له: لا يرفعُ حَدَثَك.
والدَّليل: نهيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن يغتسل الرَّجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرَّجل (1). وأُلحقَ به الوُضُوءُ.
فنهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عن الوُضُوء به، والنهي يقتضي الفساد، فإن توضَّأ فقد فعل عبادة على وجه منهيٍّ عنه فلا تكون صحيحة.
ومن غرائب العلم: أنهم استدلُّوا به على أن الرَّجل لا يتوضَّأ بفضل المرأة، ولم يستدلُّوا به على أن المرأة لا تتوضَّأ بفضل الرَّجل (1)، وقالوا: يجوز أن تغتسلَ المرأةُ بفضل الرَّجل، فما دام الدَّليل واحداً، والحكم واحداً والحديث مقسَّماً تقسيماً، فما بالنا نأخذ بقسم، ولا نأخذ بالقسم الثَّاني؛ مع العلم بأن القسم الثاني قد ورد في السُّنَّة ما يدلُّ على جوازه، وهو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اغتسل بفضل ميمونة (2) ولم يرد في القسم الأوَّل ما يدلُّ على جواز أن تغتسل المرأة بفضل الرَّجل، وهذه غريبة ثانية
وقوله: "حَدَثَ رجُلٍ" يُفهم منه أنه لو أراد هذا الرَّجل أن يُزيل به نجاسة عن بدنه أو ثوبه فإنها تطهُر، وكذلك لو غسل يديه من القيام من نوم الليل؛ لأنَّه ليس بحدث. ويُفهم منه أيضاً أنه لو تَطَهَّرت به امرأة بعد امرأة فإنه يجوز؛ لقوله: "حَدَثَ رَجُلٍ".
وقوله: "يسير" يفهم منه أنه لو كان كثيراً فإنه يرفع حَدثه، والدَّليل أنَّه في بعض ألفاظ حديث ميمونة "في جَفْنَةٍ" (3) والجَفْنَةُ يسيرة.
وقوله: "خَلَتْ به" تفسير الخَلوة على المذهب: أن تخلوَ به عن مشاهدة مميِّز، فإن شاهدها مميِّزٌ زالت الخلوةُ ورَفعَ حَدَثَ الرَّجُلِ (1).
وقيل: تخلو به؛ أي: تنفرد به بمعنى تتوضَّأ به (1)، ولم يتوضَّأ به أحدٌ غيرها. وهذا أقرب إلى الحديث؛ لأنَّ ظاهره العموم، ولم يشترط النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن تخلوَ به.
وقوله: "لطهارة كاملة" يُفهم منه أنه لو خلت به في أثناء الطَّهارة، أو في أولها، أو آخرها، بأن شاهدها أحد في أوَّل الطَّهارة ثم ذهب، أو قبل أن تُكمل طهارتها حضر أحدٌ، فإنه يرفعُ حدثه؛ لأنَّه لم تَخْلُ به لطهارة كاملة.
وقوله: "عن حَدَث" أي: تَطَهَّرتْ عن حَدَث، بخلاف ما لو تطهَّرتْ تجديداً للوُضُوء، أو خَلَتْ به لتغسلَ ثوبها من نجاسة، أو لتستنجيَ، فإنه
يرفعُ حَدَث الرَّجل؛ لأنها لم تخلُ به لطهارة عن حَدَث.
هذا حكم المسألة على المذهب.
والصَّحيح: أنَّ النَّهي في الحديث ليس على سبيل التَّحريم، بل على سبيل الأَوْلَويَّة وكراهة التنزيه؛ بدليل حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: اغتسل بعضُ أزواج النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في جَفْنَة، فجاء النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ ليغتسل منها، فقالت: إني كنت جُنباً. فقال: "إن الماء لا يُجنب" (1) وهذا حديث صحيح.
وهناك تعليل؛ وهو أن الماء لا يُجنب يعني أنها إذا اغتسلت منه من الجنابة فإن الماء باقٍ على طَهُوريته.
فالصَّواب: أن الرَّجل لو تطهَّر بما خلت به المرأةُ؛ فإن طهارته صحيحة ويرتفع حدثه، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (2).
وخلاصة كلامهم: أنه إذا تمت الشُّروط التي ذكروها وغمس يده في الماء قبل غسلها ثلاثاً فإنه يكون طاهراً لا طَهُوراً.
والصَّواب أنه طَهُور؛ لكن يأثم من أجل مخالفته النهي؛ حيث غمسها قبل غسلها ثلاثاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/396)
ومن أجل ضعف هذا القول قالوا ـ رحمهم الله ـ: إذا لم يجد الإنسان غيره استعمله ثم تيمَّم من باب الاحتياط (1) فأوجبوا عليه طهارتين، ولكن أين هذا الإيجاب في كتاب الله، أو سُنَّة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم!؟ فالواجب استعمال الماء أو التُّراب، لكن لشعورهم ـ رحمهم الله ـ بضعف هذا القول بأن الماء ينتقل من الطَّهُورية إلى الطَّهارة قالوا: يستعمله ويتيمَّم.
فإن قيل: ما الحكمة في النَّهي عن غمس اليد قبل غسلها ثلاثاً لمن قام من النَّوم؟
أُجيب: أنّ الحكمة بيَّنها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بقوله: "فإنَّ أحدكم لا يدري أين باتت يدُه".
فإن قال قائل: وضعت يدي في جِراب، فأعرفُ أنها لم تمسَّ شيئاً نجساً من بدني، ثم إنني نمت على استنجاء شرعي، ولو فُرض أنَّها مسَّت الذَّكر أو الدُّبر فإنَّها لا تنجُس؟
فالجواب: أن الفقهاء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن العِلَّة غير معلومة فالعمل بذلك من باب التَّعبُّد المحض (1).
لكن ظاهر الحديث أن المسألة معلَّلةٌ بقوله: "فإن أحدكم لا يدري أين باتت يدُه".
وقد ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أن هذا التَّعليل كتعليله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بقوله: "إذا استيقظ أحدكم من منامه؛ فليستنثر ثلاث مرَّات؛ فإن الشيطان يبيت على خياشيمه" (1) فيمكن أن تكون هذه اليد عبث بها الشيطان، وحمل إليها أشياء مضرَّة للإنسان، أو مفسدة للماء فنهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن يغمس يده حتى يغسلها ثلاثاً (2).
وما ذكره الشيخ ـ رحمه الله ـ وَجِيهٌ، وإلا فلو رجعنا إلى الأمر الحسِّي لكان الإنسان يعلم أين باتت يده، لكن السُّنَّة يفسِّر بعضُها بعضاً.
قوله: "أوْ كان آخرَ غَسْلةٍ زالت بها النجاسة فَطَاهرٌ". الضَّمير يعود إلى الماء القليل، والمعروف عند الفُقهاء أنه لابُدَّ لطهارة المحلِّ المُتَنَجِّس أن يُغسل سبعَ مرات (3)، فالغسلة الأولى إلى السادسة كلُّ المنفصل من هذه الغسلات نجس؛ لأنه انفصل عن محلٍّ نجس.
مثاله: رجل يغسل ثوبه من نجاسة فالذي ينفصل من الماء من الغسلة الأولى إلى السَّادسة نجس؛ لأنه انفصل عن محَلٍّ نجس وهو يسير، فيكون قد لاقى النَّجاسة وهو يسير، وما لاقى النَّجاسة وهو يسير فإنه ينجس بمجرَّد الملاقاة.
أما المنفصل في الغسلة السَّابعة فيكون طاهراً غير مطهِّر؛ لأنَّه آخر غسلة زالت بها النَّجاسة، فهو طاهر؛ لأنه أثَّر شيئاً وهو التطهير، فلما طَهُرَ به المحلُّ صار كالمستعمل في رفع حَدَث، ولم يكن نجساً لأنَّه انفصل عن محلٍّ طاهر، وأما المنفصل عن الثَّامنة فطَهُورٌ؛ لأنَّه لم يؤثِّر شيئاً ولم يُلاقِ نجاسة. وهذا إذا كانت عين النَّجاسة قد زالت، وإذا فُرِضَ أن النَّجاسة لم تزل بسبع غسلات، فإن ما انفصل قبل زوال عين النَّجاسة نجسٌ لأنه لاقى النَّجاسة وهو يسير.
..........
)
الخ
الخ
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
قال الحافظ في الفتح في شرحه على الحديث (193):
ونقل الميموني عن أحمد أن الأحاديث الواردة في منع التطهر بفضل المرأة وفي جواز ذلك مضطربة , قال: لكن صح عن عدة من الصحابة المنع فيما إذا خلت به ,
ثم علق الحافظ على كلامه: وعورض بصحة الجواز عن جماعة من الصحابة منهم ابن عباس والله أعلم. انتهى
وقال الأثرم: سمعت أبا عبدالله يُسْأل عن الوضوء من فضل المرأة.
فقال: إذا خلت به فقد كرهه غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إذا كانا جميعا فلا بأس به، واحتج بحديث عائشة (ق / 4 / ب) ((كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)).
فالذي يظهر أن أحمد اعتمد على آثار الصحابة ولم يعتمد على حديث مرفوع
ثم قال الأثرم بعد ذلك بقليل: قلت لأبي عبدالله مرة أخرى فضل فضل المرأة؟
قال: إذا خلت به، فلا يتوضأ منه، إنما النبي صلى الله عليه وسلم رخص أن يتوضأَ جميعا، وذكر حديث الحكم بن عمرو، وقال: هو يرجع إلى أنه إذا خلت به إلى الكراهية.
قد يفهم من هذا أن أحمد يصحح حديث الحكم لكن ليس صريحاً في التصحيح وكأنه استأنس به ولم يحتج به.
وقال الترمذي في العلل الكبير: سألت مُحمدًا عن هذا الحديث (يعني: حديث الحكم الغفاري) فقال ليس بصحيح وحديث عبد الله بن سرجس في هذا الباب هو موقوف ومن رفعه فهو خطأ انتهى
والترمذي إنما حسن حديث الحكم ولم يصححه وهذا يدل على أن الحديث ليس بثابت عنده.
وكذلك أشار الدارقطني في سننه إلى أن حديث الحكم قد روي موقوقاً
فالأحاديث المرفوعة في المنع لا يبقى إلا حديث حميد الحميري ويبدو أن أحمد لا يذهب إليه. لأنه لو ذهب إليه لما فرق بين وضوء المرأة من فضل الرجل وبين وضوء الرجل بفضل المرأة.
فهل يمكن أن يقال أن أحمد لم يحتج بهذا الحديث لأنه لا يوجد أحد يقول بموجبه فيكون غريباً سنداً ومتناً وإن كان رجال الإسناد ثقات؟
وقد ظهر لي أمر آخر وهو أن عبد الله بن سرجس والحكم الغفاري رضي الله عنهما سكنا البصرة وحميد الحميري أيضاً بصري فلعل الصحابي المبهم في هذا الحديث أحد هذين فيرجع الحديث إلى أحد منهما وقد أعل بعض أهل العلم حديث كل منهما بالوقف.
فلعل هذا ما جعل أحمد يقول أن أحاديث المنع والجواز كلها مضطربة. فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/397)
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 05:55 م]ـ
...
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[14 - 01 - 05, 06:03 م]ـ
السلام عليكم
الاخوة الكرام هناك كلام في حديث الغسل في نفس الاناء لاأهل الناسخ والمنسوخ فأن الحديث فية نسخ ............
وفقكم الله والسلام عليكم
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 06:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم لم أفهم مرادك. لعلك تعيد العبارة
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:56 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أقصد ان هذه الحديث قد نسخة حديث اخر لعلي لاأذكر الئن ولكن أرجع الي كتب الحديث ستأجد والله أعلم انه قد نسخة حديث وأصقد بالنسخ أي مسح ماقبله كما هي هي في الفي اللغة وحصيلة كلامي ان الفقهاء قالو بجوار الغسل في نفس الوقن أي ليس بالفضلة والله أعلم (أنضر لكتاب ناسخ الحديث ومنسوخة لابن شاهين)
ـ[العامري الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:48 م]ـ
السلام عليكم
إضافة إلى ما تفضلتم به أقول:
و لعله من أجل الإرسال الظاهر في سنده لم يترجم له في المسند إلا بقوله -عن رجل من الصحابة-و ليس في مسند أبي هريره و هو عند الحاكم كذلك في المستدرك بدون الجملة محل البحث و فال في سنده -أظنه عن أبي هريرة -
و أظن الرجل قد سأل عن صحة الحديث
والله أعلم
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:53 ص]ـ
أعيد وأقول
فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟
أي: في هذا التعليل للحديث.
ـ[الموسوي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:46 ص]ـ
الحمد لله وبعد:
الشيخ الفاضل الحبيب جزيت على هذا النقل, إلا أنني أعتب عليك نقلك لقول الشيخ رحمه الله:"ومن غرائب العلم .... ",وقد تبين لك أن اعتماد الإمام أحمد إنما كان عن نهي الصحابة عن ذلك.
وإذا عرف السبب بطل العجب.
أكرر شكري لك, السلام عليكم
ـ[الموسوي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:46 ص]ـ
أعني ابن وهب حفظه الله وبارك في جهوده
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 03 - 07, 06:54 م]ـ
للفائدة
اختلف العلماء في جواز وضوء الرجل من فضل طهور المرأة على قولين مشهورين:
الأول: أنه لا يجوز، وهو من مفردات الحنابلة، واستدلوا بأدلّة لا تخفى.
الثاني: يجوز، وهو مذهب الجمهور، واختارها شيخ الإسلام وغيره، وقال الشارح: (وهو أقيس).
أدلة جواز الوضوء بفضل المرأة:
1 - جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يغتسل بفضل ميمونة.
2 - أعل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أحاديث المنع من التطهر بفضلها وأحاديث إباحته بالاضطراب، وإنما أخذ بآثار عن بعض الصحابة. (الفتح: (1/ 300)).
3 - وما جاء في المسند والسنن من مجيء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للغُسل بعد أن خلت به أم المؤمنين.
بل اغتسالهما معاً يقتضي أن يغترف بعد اغترافها، ويسمى ما بقي فضلاً.
4 - قد جاء النهي عن الاغتسال بفضل الرجل أيضاً، وهذا يُضعِف قول من يمنع العكس وينهى عنه ممن يصحح هذا الحديث.
وانظر كلام الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله تعالى في التمهيد (14/ 165) إذ صرح بعدم صحة الآثار والأقوال المخالفة لمذهب جمهور العلماء.
أما حديث الحكم بن عمرو فقد قال عنه البخاري: ليس بصحيح، وأعله الدارقطني بالوقف.
وأما حديث ابن سرجس فقد قال عنه البخاري: الصحيح أنه موقوف، ومن رفعه فهو خطأ. وكذا قال الدارقطني (سنن البيهقي (1/ 192)).
وقال في عون المعبود (1/ 100): -
([77] باب الوضوء بفضل المرأة)
وفي بعض النسخ الوضوء بفضل وضوء المرأة
والفضل: هو بقية الشيء أي استعمال ما يبقى في الإناء من الماء بعد ما شرعت المرأة في وضوئها أو غسلها سواء كان استعماله من ذلك الماء معها أو بعد فراغ من تطهيرها فيه صورتان وأحاديث الباب تدل على الصورة الأولى وهي استعماله معها صريحة وعلى الثانية استنباطا أو بانضمام أحاديث أخرى
(كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم) يحتمل أن يكون مفعولا معه ويحتمل أن يكون عطفا على الضمير (ونحن جنبان) هذا بناء على إحدى اللغتين في الجنب أنه يثنى ويجمع فيقال جنب وجنبان وجنبيون وأجناب واللغة الأخرى رجل جنب ورجلان جنب ورجال جنب ونساء جنب بلفظ واحد
وأصل الجنابة في اللغة البعد ويطلق الجنب على الذي وجب عليه الغسل بجماع أو خروج مني لأنه يجتنب الصلاة والقراءة والمسجد ويتباعد عنها
قاله النووي
وفيه دليل على طهارة فضل المرأة لأن عائشة رضي الله عنها لما اغترفت بيدها من القدح وأخذت الماء منه المرة الأولى صار الماء بعدها من فضلها وما كان أخذه صلى الله عليه وسلم بعدها من ذلك الماء إلا من فضلها وأما مطابقة الحديث للباب فمن حيث أنه كان الغسل مشتملا على الوضوء
قال المنذري وأخرجه النسائي مختصرا وأخرج مسلم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من جنابة).
أما قول ابن حزم رحمه الله: (وكلّ ماء توضأتْ منه امرأةٌ - حائضٌ أو غيرُ حائض- أو اغتسلتْ فأفضلتْ منه فضلا، لم يحلّ لرجل الوضوءُ من ذلك الفضل ولا الغسل منه، سواء وجدوا ماء آخرَ أو لم يجدوا غيرَه، وفرضهم التيمّمُ حينئذ، وحلال شربُه للرجال والنساء، وجائز الوضوء به والغسلُ للنساء على كلّ حال، ولا يكون فضلا إلا أن يكون أقلّ مما استعملتْهُ منه، فإن كان مثلَه أو أكثرَ فليس فضلاً، والوضوء والغسل به جائز للرجال والنساء).انتهى كلامه.
فلا يسلَّم إنكاره تسمية ما كان أكثر فضلاً.
والله تعالى أعلم
(راجين من أهل الحديث وطلبة العلم أن يبينوا لنستفيد منهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/398)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:10 ص]ـ
إضافة:
=وجاء في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي. قالت: وهما جُنُبان.
=وفي البخاري قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أن النبي وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:27 م]ـ
جزاك الله خيراً اخي يوسف التواب كان لي بحث في الموضوع فكفيتني عن التنقيب عنه .......(39/399)
ما الحكمة في أن ملكي القبر اثنان وليس واحد
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الكرام ...
ما الحكمة في أن الملكين الذين يسألان المتوفى في قبره اثنان وليس واحد؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:47 م]ـ
الاخ الكريم
البحث فى هذه المسألة وامثالها ... معدود ضمن ملح العلم ..
وقد ظهر لي -والله اعلم-ان العدد وهو اثنان .. منسجم مع .. تحري الشريعة .. للإثنينية فى الشهادة ..
وعند افتقاد الشاهد الثاني .... يشفع باليمين .. لتتحقق الاثنينية ..
بل ان رب العالمين .. لما شهد لنفسه بالالوهية ... احضر شاهدين اثنين ... وهما الملائكة واولو العلم ..
مع ان شهادة الرب .. جل وعلا ... اكثر من كافية ..
والعلم عند الله.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:45 م]ـ
الأخ الكريم أبا عبدالمعز، حفظه الله
نعم أنا أظن أن هذا من ملح العلم، والحقيقة أنه سؤال وجه لي وطلب مني السائل الجواب مرتين ... ثم إنني تفكرت فوجدت كثيرا من الاشياء اثنين، فمن ذلك خلق الله الانسان، له عينان وشفتان وأذنان و يدان ..... الخ
وخلق الله تعالى الليل والنهار والشمس والقمر والظلمات والنور والخير والشر والموت والحياة ....
وخلق من كل شيء زوجين
وفي شريعتنا الشهادة شهادتان شهادة بالتوحيد وشهادة بالرسالة
والوحي وحيان قرآن وسنة
والعيد عيدان
والفاظ الأذان مرتان الا التوحيد
والسنة غالبها ركعتان
والركعة تتظمن سجدتين
والصعقتان عند من يقول انهما اثنتان
و"أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين"
ف"سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون".
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:37 م]ـ
من طرائف الأجوبة في مسائل القبر:
سُئِل الشيخ عطية صقر (عضو لجنة الفتوى بالأزهر) حفظه الله عن بعض أمور القبر الغيبية فقال للسائل: ((لا تتعجل الجواب، جميعنا سينزل فيه، ونرى ما هنالك بأنفسنا)).
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:23 ص]ـ
الاخ راضي .. وفقك الله ....
الا ترى ان جواب الشيخ حفظه الله ... غير مقبول فى مسائل كثيرة .... فكم من الاشياء سيعرفها الانسان .. لكن عند فوات الاوان .... ولن تزيده معرفتها الاحسرة وندامة ..... وانما الشأن فى معرفتها والتيقن منها قبل ذلك ... لأخذ العدة ... والاهبة ....
ـ[عارف]ــــــــ[15 - 01 - 05, 02:49 ص]ـ
لأنهما لو كانا واحدا لسألك سائل: ما الحكمة في كونه واحدا وليس أكثر.
وفي مثل هذه الأمور ليس الأصل واحدا أو اثنين، وإنما {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة}
وإلا لم كان الطواف والجمار سبعا، في حين كان خلق السموات والأرض في ستة، والصلوات خمس، والزوجات أربع، وأيام ثمود ثلاث، والنفختين .. إلخ
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:04 ص]ـ
المشاركة الأصلية لأبي عبدالله الجبوري:
والحقيقة أنه سؤال وجه لي وطلب مني السائل الجواب مرتين ...
كان الأولى بك أخي أن توجهه لما هو أولى فتسأله ماذا يعرف من التوحيد الذي يدين الله به وماذا
يعرف من الفقه الذي يتعبد الله به؟
أليس كذلك؟
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[15 - 01 - 05, 11:16 ص]ـ
الاخ راضي .. وفقك الله ....
الا ترى ان جواب الشيخ حفظه الله ... غير مقبول فى مسائل كثيرة .... فكم من الاشياء سيعرفها الانسان .. لكن عند فوات الاوان .... ولن تزيده معرفتها الاحسرة وندامة ..... وانما الشأن فى معرفتها والتيقن منها قبل ذلك ... لأخذ العدة ... والاهبة ....
الأخ أبو عبد المعز حفظك الله:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
كلام الشيخ كما هو مذكور بالنص في المشاركة السابقة لي: ((عن بعض أمور القبر الغيبية))، بخلاف الأمور التي ورد النص بها، فهذه مسألة أخرى.
وجزاك الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:11 م]ـ
كان الأولى بك أخي أن توجهه لما هو أولى فتسأله ماذا يعرف من التوحيد الذي يدين الله به وماذا
يعرف من الفقه الذي يتعبد الله به؟
أليس كذلك؟
نعم ... وربما الأولى من ذلك أن أوجهه الى ذلك ثم أعطيه الجواب كما فعل يوسف، عليه السلام، حيث أنه دعا المسجونين ثم فسر لهما رؤيتيهما.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أخي الكريم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/400)
يجب أن نعلم أولاً أن ما أمر الله به ورسوله أو نهى الله عنه ورسوله هو الحكمة فعلينا أن نسلم ونقول: إذا سألنا أحد عن الحكمة في أمر من الأمور: أن الحكمة أمر الله ورسوله في المأمورات، ونهي الله ورسوله في المنهيات.
والدليل على ذلك:
أولاً: من القرآن:
قال الله تبارك وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)
قال الإمام ابن كثير في " تفسير القرآن العظيم ":
" هَذَا تَأْدِيب مِنْ اللَّه تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَنَهْي لَهُمْ عَنْ أَنْ يَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء مِمَّا لَا فَائِدَة لَهُمْ فِي السُّؤَال وَالتَّنْقِيب عَنْهَا ... " اهـ.
قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (الأحزاب: من الآية36).
قال سيد (5/ 2866 – 2868).
" فهذا المقوم من مقومات العقيدة هو الذي استقر في قلوب تلك الجماعة الأولى من المسلمين استقراراً حقيقيا ; واستيقنته أنفسهم , وتكيفت به مشاعرهم. .
هذا المقوم يتلخص في أنه ليس لهم في أنفسهم شيء ; وليس لهم من أمرهم شيء. إنما هم وما ملكت أيديهم لله.
يُصرفهم كيف يشاء , ويختار لهم ما يريد، وإن هم إلا بعض هذا الوجود الذي يسير وفق الناموس العام.
وخالق هذا الوجود ومدبره يحركهم مع حركة الوجود العام، ويقسم لهم دورهم في رواية الوجود الكبيرة ; ويقرر حركاتهم على مسرح الوجود العظيم.
وليس لهم أن يختاروا الدور الذي يقومون به , لأنهم لا يعرفون الرواية كاملة ; وليس لهم أن يختاروا الحركة التي يحبونها لأن ما يحبونه قد لا يستقيم مع الدور الذي خصص لهم! وهم ليسوا أصحاب الرواية ولا المسرح ; وإن هم إلا أُجراء لهم أجرهم على العمل , وليس لهم ولا عليهم في النتيجة!
عندئذ أسلموا أنفسهم حقيقة لله؛ أسلموها بكل ما فيها ; فلم يعد لهم منها شيء، وعندئذ استقامت نفوسهم مع فطرة الكون كله ; واستقامت حركاتهم مع دورته العامة ; وساروا في فلكهم كما تسير تلك الكواكب والنجوم في أفلاكها , لا تحاول أن تخرج عنها , ولا أن تسرع أو تبطئ في دورتها المتناسقة مع حركة الوجود كله.
وعندئذ رضيت نفوسهم بكل ما يأتي به قدر الله , لشعورهم الباطن الواصل بأن قدر الله هو الذي يصرف كل شيء , وكل أحد , وكل حادث , وكل حالة. واستقبلوا قدر الله فيهم بالمعرفة المدركة المريحة الواثقة المطمئنة.
وشيئا فشيئا لم يعودوا يحسون بالمفاجأة لقدر الله حين يصيبهم , ولا بالجزع الذي يعالج بالتجمل ; أو بالألم الذي يعالج بالصبر. إنما عادوا يستقبلون قدر الله استقبال العارف المنتظر المرتقب لأمر مألوف في حسه , معروف في ضميره , ولا يثير مفاجأة ولا رجفة ولا غرابة!
ومن ثم لم يعودوا يستعجلون دورة الفلك ليقضوا أمرا هم يريدون قضاءه , ولم يعودوا يستبطئون الأحداث لأن لهم أربا يستعجلون تحقيقه , ولو كان هذا الأرب هو نصر دعوتهم وتمكينها! إنما ساروا في طريقهم مع قدر الله , ينتهي بهم إلى حيث ينتهي , وهم راضون مستروحون , يبذلون ما يملكون من أرواح وجهود وأموال في غير عجلة ولا ضيق , وفي غير من ولا غرور , وفي غير حسرة ولا أسف. وهم على يقين أنهم يفعلون ما قدر الله لهم أن يفعلوه ; وأن ما يريده الله هو الذي يكون , وأن كل أمر مرهون بوقته وأجله المرسوم.
إنه الاستسلام المطلق ليد الله تقود خطاهم , وتصرف حركاتهم ; وهم مطمئنون لليد التي تقودهم , شاعرون معها بالأمن والثقة واليقين , سائرون معها في بساطة ويسر ولين.
وهم - مع هذا - يعملون ما يقدرون عليه , ويبذلون ما يملكون كله , ولا يضيعون وقتا ولاجهدا , ولا يتركون حيلة ولا وسيلة. ثم لا يتكلفون ما لايطيقون , ولا يحاولون الخروج عن بشريتهم وما فيها من خصائص , ومن ضعف وقوة ; ولا يدعون ما لا يجدونه في أنفسهم من مشاعر وطاقات , ولا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا , ولا أن يقولوا غير ما يفعلون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/401)
وهذا التوازن بين الاستسلام المطلق لقدر الله , والعمل الجاهد بكل ما في الطاقة , والوقوف المطمئن عند ما يستطيعون. . هذا التوازن هو السمة التي طبعت حياة تلك المجموعة الأولى وميزتها ; وهي التي أهلتها لحمل أمانة هذه العقيدة الضخمة التي تنوء بها الجبال!
واستقرار ذلك المقوم الأول في أعماق الضمائر هو الذي كفل لتلك الجماعة الأولى تحقيق تلك الخوارق التي حققتها في حياتها الخاصة , وفي حياة المجتمع الإنساني إذ ذاك. وهو الذي جعل خطواتها وحركاتها تتناسق مع دورة الأفلاك , وخطوات الزمان , ولا تحتك بها أو تصطدم , فتتعوق أو تبطىء نتيجة الاحتكاك والاصطدام. وهو الذي بارك تلك الجهود , فإذا هي تثمر ذلك الثمر الحلو الكثير العظيم في فترة قصيرة من الزمان.
ولقد كان ذلك التحول في نفوسهم بحيث تستقيم حركتها مع حركة الوجود , وفق قدر الله المصرف لهذا الوجود. . كان هذا التحول في تلك النفوس هو المعجزة الكبرى التي لا يقدر عليها بشر ; إنما تتم بإرادة الله المباشرة التي أنشأت الأرض والسماوات , والكواكب والأفلاك ; ونسقت بين خطاها ودوراتها ذلك التنسيق الإلهي الخاص.
وإلى هذه الحقيقة تشير هذه الآيات الكثيرة في القرآن. . حيث يقول الله تبارك وتعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء). . أو يقول: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء). . أو يقول: (إن الهدى هدى الله). . فذلك هوالهدى بحقيقته الكبيرة ومعناه الواسع. هدى الإنسان إلى مكانه في هيكل هذا الوجود ; وتنسيق خطاه مع حركة هذا الوجود.
ولن يؤتي الجهد كامل ثماره إلا حين يستقيم القلب على هدى الله بمعناه ; وتستقيم حركة الفرد مع دورة الوجود ; ويطمئن الضمير إلى قدر الله الشامل الذي لا يكون في الوجود أمر إلا وفق مقتضاه.
ومن هذا البيان ينجلي أن هذا النص القرآني: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). . أشمل وأوسع وأبعد مدى من أي حادث خاص يكون قد نزل فيه. وأنه يقرر كلية أساسية , أو الكلية الأساسية , في منهج الإسلام! " اهـ.
ثانياً: السنة:
عَنْ مُعَاذَةَ: [أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: أَتَقْضِي إِحْدَانَا الصَّلَاةَ أَيَّامَ مَحِيضِهَا؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟! قَدْ كَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَا تُؤْمَرُ بِقَضَاءٍ].
أخرجه البخاري في " صحيحه " (ك: الحيض / بـ لا تقضي الحائض الصلاة / ح 321)، ومسلمٌ في " صحيحه " (ك: الحيض / بـ وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة / ح 335) من حديث عائشة، واللفظ لمسلم.
الشاهد:
أنها استدلت بالسنة ولم تذكر العلة، وهذا هو حقيقة التسليم والعبادة أن تكون مُسَلِماً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عرفتَ حكمته أم لم تعرف، ولو كان الإنسان لا يؤمن بالشيء حتى يعرف حكمته لقلنا: إنك ممن اتبع هواه فلا تمتثل إلا حيثُ ظهر لك أن الامتثال خير.
عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَمَنْعًا وَهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ].
أخرجه البخاري في " صحيحه " (ك: الأدب / بـ عقوق الوالدين من الكبائر / ح 5975)، ومسلم في " صحيحه " (ك: الأقضية / بـ النهي عن كثرة السؤال لغير حاجة / ح 593) من حديث المغيرة بن شعبة، واللفظ للبخاري.
قال الحافظ في " الفتح ":
قَوْله: (وَكَثْرَة السُّؤَال) ... هَلْ هُوَ سُؤَال الْمَال , أَوْ السُّؤَال عَنْ الْمُشْكِلَات وَالْمُعْضِلَات , أَوْ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ؟
وَ ... الْأَوْلَى حَمْله عَلَى الْعُمُوم.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْض الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ كَثْرَة السُّؤَال عَنْ أَخْبَار النَّاس وَأَحْدَاث الزَّمَان , أَوْ كَثْرَة سُؤَال إِنْسَان بِعَيْنِهِ عَنْ تَفَاصِيل حَاله , فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَه الْمَسْئُول غَالِبًا ..... .
قَالَ النَّوَوِيّ فِي " شَرْح مُسْلِم ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/402)
اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْ السُّؤَال مِنْ غَيْر ضَرُورَة.
قَالَ: وَاخْتَلَفَ أَصْحَابنَا فِي سُؤَال الْقَادِر عَلَى الْكَسْب عَلَى وَجْهَيْنِ أَصَحّهمَا التَّحْرِيم لِظَاهِرِ الْأَحَادِيث.
وَالثَّانِي: يَجُوز مَعَ الْكَرَاهَة بِشُرُوطٍ ثَلَاثَة: أَنْ لَا يُلِحّ وَلَا يُذِلّ نَفْسه زِيَادَة عَلَى ذُلّ نَفْس السُّؤَال , وَلَا يُؤْذِي الْمَسْئُول؛ فَإِنْ فُقِدَ شَرْط مِنْ ذَلِكَ حَرُمَ.
وَقَالَ الْفَاكِهَانِيّ: يُتَعَجَّب مِمَّنْ قَالَ بِكَرَاهَةِ السُّؤَال مُطْلَقًا مَعَ وُجُود السُّؤَال فِي عَصْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ السَّلَف الصَّالِح مِنْ غَيْر نَكِير , فَالشَّارِع لَا يُقِرّ عَلَى مَكْرُوه.
قُلْت: لَعَلَّ مَنْ كَرِهَ مُطْلَقًا أَرَادَ أَنَّهُ خِلَاف الْأَوْلَى , وَلَا يَلْزَم مِنْ وُقُوعه أَنْ تَتَغَيَّر صِفَته وَلَا مِنْ تَقْرِيره أَيْضًا , وَيَنْبَغِي حَمْل حَال أُولَئِكَ عَلَى السَّدَاد , وَأَنَّ السَّائِل مِنْهُمْ غَالِبًا مَا كَانَ يَسْأَل إِلَّا عِنْد الْحَاجَة الشَّدِيدَة , وَفِي قَوْله: " مِنْ غَيْر نَكِير " نَظَر فَفِي الْأَحَادِيث الْكَثِيرَة الْوَارِدَة فِي ذَمّ السُّؤَال كِفَايَة فِي إِنْكَار ذَلِكَ.
(تَنْبِيه): جَمِيع مَا تَقَدَّمَ فِيمَا سَأَلَ لِنَفْسِهِ , وَأَمَّا إِذَا سَأَلَ لِغَيْرِهِ فَاَلَّذِي يَظْهَر أَيْضًا أَنَّهُ يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَال. اهـ.
قال صاحب " عون المعبود " (ح 4610).
اِعْلَمْ أَنَّ الْمَسْأَلَة عَلَى نَوْعَيْنِ:
أَحَدهمَا: مَا كَانَ عَلَى وَجْه التَّبْيِين فِيمَا يُحْتَاج إِلَيْهِ مِنْ أَمْر الدِّين وَذَلِكَ جَائِز كَسُؤَالِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة فِي أَمْر الْخَمْر حَتَّى حُرِّمَتْ بَعْدَمَا كَانَتْ حَلَالًا , لِأَنَّ الْحَاجَة دَعَتْ إِلَيْهِ.
وَثَانِيهمَا: مَا كَانَ عَلَى وَجْه التَّعَنُّت وَهُوَ السُّؤَال عَمَّا لَمْ يَقَع وَلَا دَعَتْ إِلَيْهِ حَاجَة , فَسُكُوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْل هَذَا عَنْ جَوَابه رَدْع لِسَائِلِهِ , وَإِنْ أَجَابَ عَنْهُ كَانَ تَغْلِيظ لَهُ فَيَكُون بِسَبَبِهِ تَغْلِيظ عَلَى غَيْره , وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَم الْكَبَائِر لِتَعَدِّي جِنَايَته إِلَى جَمِيع الْمُسْلِمِينَ وَلَا كَذَلِكَ غَيْره.
وعلى ما تقدم فإني أسألك أخي الكريم لتسأل نفسك وكذا من سألك هل هذا السؤال تدعو إليه الحاجة أو تكون به أي فائدة؟
وهذا لا ينفي إن ظهرت الحكمة في أمرٍ أن تُذكر إن فيها فائدة كما يفعل أهل العلم مثل: " آية القطع " قال الله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)
وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ أَبَا الْعَلَاء الْمَعَرِّيّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَاد اِشْتَهَرَ عَنْهُ أَنَّهُ أَوْرَدَ إِشْكَالًا عَلَى الْفُقَهَاء فِي جَعْلهمْ نِصَاب السَّرِقَة رُبُع دِينَار وَنَظَمَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا دَلَّ عَلَى جَهْله وَقِلَّة عَقْله فَقَالَ:
يَدٌ بِخَمْسِ مِئِينَ عَسْجَدٍ وُدِيَتْ ***** مَا بَالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبْع دِينَارِ
تَنَاقَضَ مَالُنَا إِلَّا السُّكُوتَ لَهُ ***** وَأَنْ نَعُوذ بِمَوْلَانَا مِنْ النَّار
وَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ وَاشْتَهَرَ عَنْهُ تَطَلَّبَهُ الْفُقَهَاء فَهَرَبَ مِنْهُمْ وَقَدْ أَجَابَهُ النَّاس فِي ذَلِكَ فَكَانَ جَوَاب الْقَاضِي عَبْد الْوَهَّاب الْمَالِكِيّ - رَحِمَهُ اللَّه - أَنْ قَالَ:
" لَمَّا كَانَتْ أَمِينَة كَانَتْ ثَمِينَة وَلَمَّا خَانَتْ هَانَتْ "
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هَذَا مِنْ تَمَام الْحِكْمَة وَالْمَصْلَحَة وَأَسْرَار الشَّرِيعَة الْعَظِيمَة فَإِنَّ فِي بَاب الْجِنَايَات نَاسَبَ أَنْ تُعَظَّم قِيمَة الْيَد بِخَمْسِمِائَةِ دِينَار لِئَلَّا يُجْنَى عَلَيْهَا وَفِي بَاب السَّرِقَة نَاسَبَ أَنْ يَكُون الْقَدْر الَّذِي تُقْطَع فِيهِ رُبُع دِينَار لِئَلَّا يُسَارِع النَّاس فِي سَرِقَة الْأَمْوَال فَهَذَا هُوَ عَيْن الْحِكْمَة عِنْد ذَوِي الْأَلْبَاب.
وَلِهَذَا قَالَ " جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنْ اللَّه وَاَللَّه عَزِيز حَكِيم " أَيْ مُجَازَاة عَلَى صَنِيعهمَا السَّيِّئ فِي أَخْذهمَا أَمْوَال النَّاس بِأَيْدِيهِمْ فَنَاسَبَ أَنْ يُقْطَع مَا اِسْتَعَانَا بِهِ فِي ذَلِكَ نَكَالًا مِنْ اللَّه أَيْ تَنْكِيلًا مِنْ اللَّه بِهِمَا عَلَى اِرْتِكَاب ذَلِكَ " وَاَللَّه عَزِيز " أَيْ فِي اِنْتِقَامه" حَكِيم " أَيْ فِي أَمْره وَنَهْيه وَشَرْعه وَقَدَره. كما ذكر ابن كثير رحمه الله نعالى.
ونلاحظ من هذا الموقف وغيره أن العلماء كانوا يهتمون ببيان أن الشريعة لا تجمع بين متضادين، ولا تُفرق بين متماثلين؛ على نحو ما فصل ابن القيم رحمه الله تعالى في أكثر من موضع من كتبه، وليس هذا موضع البسط.
أما أن نبحث فيما لا يُفيد فإن هذا من مداخل الشيطان فالشيطان مِلْحاحٌ بطيء اليأس فإنه إن عجز عن إيقاع الإنسان في أوائل مداخله فإنه يُحسن له الأعمال المرجوحة المفضولة قيأمره بها ويُحسنها في عينه، ويُزينها له، ويُريه أن فيها من الفضل كذا وكذا ليشغله بها عما هو أفضل وأعظم كسباً وربحاً.
لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى.
ولكن أين أصحاب هذه العقبة؟ فهم أفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقاب الأول.
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/403)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
الأخ الكريم علاء، حفظه الله
الكلام الذي ذكرته بشأن الاستسلام لايناقضه السؤال الذي يقصد به التبين، وإنما سؤال التعنت، كما تفضلت ونقلت عن صاحب عون المعبود ... وأنا وسائلي لا أظن أننا نسأل سؤال تعنت، إن شاء الله ...
وربما من المناسب هنا أن أذكر بعض عبارات شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، قال رحمه الله:" وكثير من المتصوفة يذمون العقل ويعيبونه، ويرون أن الأحوال العالية، والمقامات الرفيعة، لاتحصل إلا مع عدمه، ويقرون من الامور بما يكذب به صريح العقل، ويمدحون السكر والجنون والوله ....
وقال رحمه الله: " والرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه، ولم تأت بما يعلم العقل امتناعه ... ".
وقال رحمه الله: " وقد يقترب من كل من الطائفتين بعض أهل الحديث، تارة بعزل العقل عن محل ولايته، وتارة بمعارضة السنن به ... ". مجموع الفتاوى ج3 ص 338 - 337.
والله يحفظكم
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:37 ص]ـ
المشاركة الأصلية لأبي عبد الله الجبوري:
نعم ... وربما الأولى من ذلك أن أوجهه الى ذلك ثم أعطيه الجواب كما فعل يوسف، عليه السلام، حيث أنه دعا المسجونين ثم فسر لهما رؤيتيهما.
صدقت أخي المبارك وجزيت خيرا
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:53 ص]ـ
الحمد لله
أرى أنه ما كان ليتطلب الامر كل هذا الرد على السائل بارك الله فيكم
إذ ما المانع شرعا من هذا السؤال إذا خلا من ما قد يذمه؟
أو ليس حصول السائل على مراده من:
تبيين لبعض أسرار وحكم وآيات الله تعالى في خلقه
التي في تحقيقها لمعنى التدبر والتفكر ما فيها,
وهذا الاخير معلوم أن الشارع حض عليه وبه أمر
فلا ينبغي لاحد أن ينازع في الامر بتقييده إلى سوى ما تقرر
خصوصا إذا كان حال السائل ممن عهدناه من أهل الخير والصلاح
فأراد أن يسكت ما يجول في خاطره ببعض بيان او إشارة -كهذه
التي تفضل بها كل من أخينا أبو عبد المعز أو أبو عبدالله الجبوري -فيطمئن
فأجيبوني هل في جوابيهما من ظلم؟
والله اعلم
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
ـ[عارف]ــــــــ[16 - 01 - 05, 05:32 م]ـ
{وما جعلنا عدتهم إلا فتنة}
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:18 ص]ـ
... } وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) {
قال ابن كثير وحمه الله تعالى: .... {والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلاً}؟ أي يقولون ما الحكمة في ذكر هذا ههنا؟ قال اللّه تعالى: {كذلك يضل اللّه من يشاء ويهدي من يشاء} وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، ....
أنا متفق معك أخي الحيبب عارف جعلك الله تعالى ممن عرف فلزم أنه لا ينبغي التطاول في هذا الباب لانه لا ضابط له في بعض الاحيان لكن هذا لا ينفي والله اعلم ان ديننا مؤسس على الحكمة والعدل إذ كيف لا يكون كذلك وهو قد صدر من عند الحكيم العليم سبحانه ..
إلا أنه لا ينبغي كذلك المنع فيه بإطلاق وأنت لا شك أخي تعلم أن من العلماء من وفق لهذا الغرض ككتاب اعلام الموقعين مثلا أو ككتب التفسير نفسها ,والحكم (ج. حكمة) ليست على باب واحد
فهاهما الالوسي او الزمخشري تراهما كيف اعتنيا ببلاغة القران والمناسبات بين السور والايات الى غير ذلك وهذا لا يمنع من وجود الاخطاء والله اعلم(39/404)
فتح الباري في التعليق على مختصر الألباني لصحيح البخاري
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
هذه مسودة لكتاب فتح الباري الذي هو مجموعة من التعليقات على بعض كلام الشيخ المحدث الألباني غفر الله له في كتابه مختصر صحيح البخاري، فأقول مستعيناً بالله تعالى بعد أداء صلاة الإستخارة لكل تعليق مع التنبيه على أن الترقيم هكذا: (مجلد/صفحة/حاشية)
1 - 1/ 17/11: علق الشيخ الألباني على حديث البخاري:حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ح و حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة ما لي وأخبرها الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك قال ابن عباس فالق الإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل) اهـ الحديث
بقوله: القائل: فيما بلغنا هو ابن شهاب الزهري وهو راوي أصل الحديث عن عروة بن الزبير عن عائشة فقوله هذا يشعر بأن هذه الزيادة ليست على شرط الصحيح لأنها من بلاغات الزهري فليست موصولة كما قال الحافظ في الفتح فتنبه وانظر كتابي دفاع عن الحديث النبوي والسيرة 40 - 42 ففيه بيان شاف كاف.
قلت: قال ابن حجر في الفتح: ثم ان القائل فيما بلغنا هو الزهري ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا وقال الكرماني هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغة بالإسناد المذكور ووقع عند بن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله فيما بلغنا) ()
بعد مراجعة كلام الحافظ لم أجد دليل على أن الزيادة من بلاغات الزهري وأضف إلى ذلك قوله: (ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور) أي نفس السند في الصحيح وأضف إلى ذلك قوله: (ووقع عند بن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله فيما بلغنا).
2 - (1/ 21/2):علق الشيخ الألباني على حديث: (الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)
بقوله:
(ورواه مسلم وغيره بلفظ وسبعون وهو الراجح عندي تبعاً للقاضي عياض وغيره كما بينته في الصحيحة 17)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/405)
قلت: لم أجده في الصحيحة 17، وهذه الرواية هي الراجحة فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 67): ورجح البيهقي رواية البخاري لأن سليمان لم يشك وترجيح رواية بضع وسبعون شعبة لكونها زيادة ثقة كما ذكره الحليمي ثم عياض – لا يستقيم إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها لا سيما مع اتحاد المخرج وبهذا ينبين شفوف نظر البخاري وقد رجح ابن الصلاح رواية الأقل لكونه المتيقن) اهـ، وقال أبو بكر كافي في منهج الإمام البخاري ص249: والذي يظهر لي إضافة إلى ما قاله الحافظ هو أن سليمان بن بلال أوثق ممن خالفه فهذه القرائن كلها مجتمعة ترجح رواية البخاري رحمه الله.
3 - (1/ 54/31): علّق الألباني على زيادة (ثم أصدقها) في حديث البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا صالح بن صالح الهمداني حدثنا الشعبي قال حدثني أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران قال الشعبي خذها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة وقال أبو بكر عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها ثم أصدقها.) اهـ
بقوله: (هذه الزيادة معلقة عند المصنف وقد وصلها أحمد وغيره وهي زيادة شاذة لا تثبت في نقدي كما بينته في الضعيفة 3364).
قلت: وفي الضعيفة أنه أعل الزيادة بأبي بكر بن عياش وهذا لا يستقيم فأبو بكر ثقة له أخطاء وهذه الأخطاء قليلة مقارنة بحديثه فهو له أكثر من 260 رواية في الكتب التسعة ومع هذا فقد وثقوه وقالوا أنه له بعض الأخطاء وهذا يعني أنها ليست الغالب على حديثه والإمام البخاري لا يروي عمن لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه فقد قال فيما نقله عنه تلميذه الترمذي: (ابن أبي ليلى هو صدوق ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئا) وقال كذلك: (ابن أبي ليلى صدوق ولكن لا نعرف صحيح حديثه من سقيمه ولا أروي عنه شيئا) وعلى هذا فلا ترد رواية أبي بكر المعلقة في صحيح البخاري لمجرد أنه أزاد زيادة منطقية فقهياً في المتن، و قال ابن حجر في الفتح: (وهو أحد الحفاظ المشهورين في الحديث والقراء المذكورين في القراءة وأحد الرواة عن عاصم وله اختيار وقد احتج به البخاري ووصله من طريقه أيضا الحسن بن سفيان وأبو بكر البزار في مسنديهما عنه وأخرجه الإسماعيلي عن الحسن ولفظه عنده ثم تزوجها بمهر جديد وكذا أخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده عن أبي بكر بهذا اللفظ ولم يقع لابن حزم الا من رواية الحماني فضعف هذه الزيادة به ولم يصب وذكر أبو نعيم أن أبا بكر تفرد بها عن أبي حصين وذكر الإسماعيلي أن فيه اضطرابا على أبي بكر بن عياش كأنه عني في سياق المتن لا في الإسناد وليس ذلك الاختلاف اضطرابا لأنه يرجع إلى معنى واحد وهو ذكر المهر واستدل به على أن عتق الأمة لا يكون نفس الصداق ولا دلالة فيه بل هو شرط لما يترتب عليه الاجران المذكوران وليس قيدا في الجواز .. ) (9/ 128)
وإليك القارئ الكريم ترجمة ابن عياش من التهذيب حتى تكون في الصورة: [9390] خ مق 4 البخاري ومسلم في المقدمة والأربعة أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط المقرئ مولى واصل الأحدب قيل اسمه محمد وقيل عبد الله وقيل سالم وقيل شعبة وقيل روبة وقيل مسلم وقيل خداش وقيل مطرف وقيل حماد وقيل حبيب والصحيح أن اسمه كنيته روى عن أبيه وأبي إسحاق السبيعي وأبي حصين عثمان بن عاصم وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي زياد وحصين بن عبد الرحمن السلمي وحميد الطويل وسفيان التمار وأبي إسحاق الشيباني وعاصم بن بهدلة ومطرف بن طريف وإسماعيل السدي ومحمد بن عمرو بن علقمة ومغيرة بن مقسم وغيرهم وعنه الثوري وابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأسود بن عامر شاذان ويحيى بن يحيى بن آدم ويعقوب القمي وابن مهدي وابن يونس وأبو نعيم وابن المديني وأحمد بن حنبل وابن معين وابنا أبي شيبة وإسماعيل بن أبان الوراق ويحيى النيسابوري وخالد بن يزيد الكاهلي ويحيى بن يوسف الزمي ومنصور بن أبي مزاحم وأحمد بن منيع وعمرو بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/406)
زرارة النيسابوري وأبو كريب وأبو هشام الرفاعي والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون قال الحسن بن عيسى ذكر بن المبارك أبا بكر بن عياش فأثنى عليه وقال صالح بن أحمد عن أبيه صدوق صالح صاحب قرآن وخبر وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة وربما غلط وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين فأبو الأحوص أحب إليك في أبي إسحاق وأبو بكر بن عياش قال ما أقربهما قلت الحسن بن عياش أخو أبي بكر كيف حديثه قال هو ثقة قال عثمان هما من أهل الصدق والأمانة وليسا بذاك في الحديث قال وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر في الحديث قلت كيف حاله في الأعمش قال هو ضعيف في الأعمش وغيره وقال بن أبي حاتم سألت أبي عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص فقال ما أقربهما لا أبالي بأيهما بدأت قال وسئل أبي عن شريك وأبي بكر بن عياش أيهما أحفظ فقال هما في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابا قلت لأبي أبو بكرا وعبد الله بن بشر الرقي قال أبو بكر أحفظ منه وأوثق وذكره بن حبان في الثقات وقال بن عدي أبو بكر هذا كوفي مشهور وهو يروي عن أجلة الناس وحديثه سنذكره وهو من مشهوري مشائخ الكوفة وقرائهم وعن عاصم بن بهدلة أحد القراء هو في كل رواياته عن كل من روى عنه لا بأس به وذلك إني لم أجد له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة إلا أن يروي عن ضعيف وقال أحمد بن شبويه عن الفضل بن موسى قلت لأبي بكر بن عياش ما اسمك قال ولدت وقد قسمت الأسماء وقال أبو حاتم الرازي سألت إبراهيم بن أبي بكر بن عياش عن أبيه فقال اسمه وكنيته واحد قال إبراهيم بن شماس سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال لما نزل بأبي الموت قلت يا أبت ما اسمك قال يا بني أن أباك لم يكن له اسم وأن أباك أكبر من سفيان بأربع سنين وأنه لم يأت فاحشة قط وأنه يختم القرآن من ثلاثين سنة كل يوم مرة وقال بن حبان مولده سنة خمس أو ست وتسعين وقال بن أبي داود قال أحمد بن حنبل أحسب أن مولده سنة مائة وكان يقول أنا نصف الإسلام وكان جليلا وقال الترمذي مات سنة اثنتين وتسعين وقال أبو موسى مات سنة ثلاث وقال بن أبي داود قال محمد بن إسماعيل مات سنة أربع وتسعين قلت ولما ذكره بن حبان قال اختلفوا في اسمه والصحيح أن اسمه كنيته وكان من العباد الحفاظ المتقنين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وكان شريك يقول رأيت أبا بكر عند أبي إسحاق يأمر وينهى كأنه رب البيت مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد سنة ثلاث وتسعين ومائة وكان قد صام سبعين سنة وقامها وكان لا يعلم له بالليل نوم والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم وقال العجلي كان ثقة قديما صاحب سنة وعبادة وكان يخطئ بعض الخطأ تعبد سبعين سنة وقال بن سعد عمر حتى كتب عنه الأحداث وكان من العباد نزل بالكوفة في جمادى الأولى في الشهر الذي مات فيه الرشيد وكان ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط وقال أبو عمر بن عبد البر أن صح له اسم فهو شعبة وهو الذي صحح أبو زرعة لرواية أبي سعيد الأشج عن أبي أحمد الزبيري قال سمعت سفيان الثوري يقول للحسن بن عياش أقدم شعبة وكان أبو بكر غائبا قال أبو عمر كان الثوري وابن المبارك وابن مهدي يثنون عليه وهو عندهم في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص إلا أنه يهم في حديثه وفي حفظه شيء وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالحافظ عندهم وقال مهنأ سألت أحمد أبو بكر بن عياش أحب إليك أو إسرائيل قال إسرائيل قلت لم قال لأن أبا بكر كثير الخطأ جدا قلت كان في كتبه خطأ قال لا كان إذا حدث من حفظه وقال يعقوب بن شيبة شيخ قديم معروف بالصلاح البارع وكان له فقه كثير وعلم بأخبار الناس ورواية للحديث يعرف له سنة وفضل وفي حديثه اضطراب وقال الساجي صدوق يهم وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد لو كان أبو بكر بن عياش حاضرا ما سألته عن شيء ثم قال إسرائيل فوق أبي بكر وكان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده كلح وجهه وقال أبو نعيم لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه وقال البزار لم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه وقال بن المبارك ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش وقال أبو سعيد الأشج قدم جرير بن عبد الحميد فأخلى مجلس أبي بكر فقال أبو بكر والله لأخرجن غدا من رجالي اثنين لا يبقى عند جرير أحد قال فأخرج أبا إسحاق وأبا حصين وقال الأحمس ما رأيت أحدا أحسن صلاة من أبي بكر بن عياش وقال يحيى الحماني وبشر بن الوليد الكندي سمعنا أبا بكر بن عياش يقول جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا) اهـ وقال ابن حجر في التقريب: [9153] أبو بكر بن عياش بتحتانية ومعجمة بن سالم الأسدي الكوفي المقرىء الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل اسمه محمد أو عبد الله أو سالم أو شعبة أو رؤبة أو مسلم أو خداش أو مطرف أو حماد أو حبيب عشرة أقوال ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة مات سنة أربع وتسعين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة وروايته في مقدمة مسلم ع) اهـ وهذا القول هو المفصل وهو الجامع بين الأقوال.) اهـ
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/407)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[18 - 01 - 05, 01:20 م]ـ
4 - (1/ 84/23) علق الشيخ على رواية فافرغ على يديه فغسل مرتين التي في حديث البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن رجلا قال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فقال عبد الله بن زيد نعم فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرتين ثم مضمض واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه.
بقوله: وهي شاذة لمخالفتها سائر الروايات.
قلت: لا دليل على شذوذ الرواية فمجرد المخالفة لا يعني الشذوذ ولماذا لا تُعتبر الروايات الأخرى هي الشاذة؟ فالسند صحيح من رواية ابن يوسف عن مالك، وقد ثبت في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين، فلا إشكال.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:46 م]ـ
5 - (1/ 140/ 12) علّق على زيادة (بن حذيفة بن غانم من بني عدي بن كعب) في حديث البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة له لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما سلم قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وأتوني بأنبجانية أبي جهم بن حذيفة بن غانم من بني عدي بن كعب.)) اهـ الحديث، بقوله: هذه الزيادة مدرجة لفي الخبر من كلام ابن شهاب كما قال الحافظ.
قلتُ: لم أجد ما يدل على هذا الكلام.
6 - (1/ 148/*) علّق الشيخ على حديث البخاري: حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن حميد عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية قال أبو عبد الله و حدثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني حميد قال سمعت أنسا بهذا.
وقال البخاري: حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس قال قال عمر وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فدخلت عليهن قلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن حتى أتيت إحدى نسائه قالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات الآية وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد سمعت أنسا عن عمر.
بقوله: بين هذا اللفظ المطابق للآية الكريمة وبين ما في الرواية الآتية خلاف ظاهر، وهذه أصح عندي معنىً وروايةً، وفي الأولى عنعنة هشيم.
قلت: هذا لا يضر فقد صرح هشيم بالسماع كما في مسند أحمد وغيره، قال أحمد: حدثنا هشيم أنبأنا حميد عن أنس قال قال عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن قال فنزلت كذلك.
والله تعالى أعلم
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:38 م]ـ
سؤال للأخ الكريم السني:
هل مختصر الالباني كاملا؟ وإن لم يكن كاملا إلى أي حد بلغ؟
ـ[باز11]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:07 ص]ـ
أخونا أبو عبد الله السني
بحثك مفيد وأتذكر أنني اطلعت على مختصر الألباني لصحيح البخاري وأظنه في جزئين أو ثلاثة، وطال عهدي به، والظن أنه تعرض في مقدمة الجزء الثاني للمدعو محمود سعيد ممدوح وبين بعض أخطائه في كتاب تنبيه المسلم، وأحب أن تتحف أهل المنتدى بكلام الشيخ الألباني رحمه الله في المصري الصوفي المذكور.وتكون هذه فائدة لكل المشتغلين بالعلوم الشرعية. ولمن اهتم بالرد على المصري الغماري.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[31 - 01 - 05, 12:13 م]ـ
مختصر الشيخ كامل ولله الحمد.
وملاحظة هامة: (قلت) تعني بداية كلامي أنا لا كلام الشيخ فهذه استدراكات على بعض كلام الشيخ، والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/408)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 05:35 م]ـ
ولي عليه إلى الآن ثلاثة تنبيهات جيّدة لم يذكرها المعلّق هنا لعلي أبيضها وأضعها هنا لتكتمل الفوائد والله أعلم.(39/409)
كثرت في الآونة الأخيرة المطالبة بتوحيد الفتوى فما رأي المشايخ الأفاضل في هذه المسألة
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[13 - 01 - 05, 04:23 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد
كثرت في الآونة الأخيرة المطالبة بتوحيد الفتوى .. فما رأي المشايخ الأفاضل في هذه المسألة؟
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:52 ص]ـ
ما هو مفهوم (توحيد الفتوى) المقصود اخي الحبيب
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره
و إن كان يظهر لي أن المقصود أن تجتمع المجامع الفقهية في أي مسألة و تصدر قرارها ويمضي على الجميع وتقطع النزاع بعد الوثوق بهذه المجامع
و هذا أنا من أكثر مؤيديه
بل و من اكثر الناس تشددا فيه
فنظام الحكم المذهبي قد ولّى عهده، وقصر دور المذاهب بعد أن كان مدرسة و شرعا يحكم به، صار مدرسة للتخرج فقط، و اما الحكم و الفتيا لا يكون إلا بما سبق ذكره، و الواقع خير شاهد على أنه لا حل لإشكالات عصرنا إلا ذلك
و الله تعالى أعلم
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:29 ص]ـ
لكن يا أخي محمد رشيد قد اختلاف الصحابة والتابعين من بعدهم ومن بعدهم
فهل وضعوا مجامع فقهية؟ ألا يدخل ذلك في البدع؟
منكم نستفيد
ـ[فخر الدين الحنبلي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:25 ص]ـ
توحيد الفتوى من الحواسم لقضية الفوضوية الموجودة في الصف العلي، فلا تكاد ترى مسألة إلا و يأتيك آلاف المتمجهدين من محبي العلم الذين لم يضبطوا كتاب الطهارة على الواجب منه في طهارتهم.
و للأخ محمد رشيد: كيف ولى عصر المذاهب و أهلها أقاموها على موازين متقنة و أصول معتمدة معتبرة؟
و المجاميع الفقهية من القائم بها، و ما مدى معرفتهم و إتقانهم لأصول الفقه و مباحثه؟
أرجو الإفادة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 07:36 ص]ـ
انظر
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2249
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1931
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 07:47 ص]ـ
والمسائل المطلوب الفتوى فيها تختلف ومنها ما يمس أمور المسلمين بصفة عامة فإصدار فتوى جماعية في مثل تلك الحلات أكد لأنها تكون ضماننا بإذن الله من الوقوع في الخطأ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:46 م]ـ
السلام عليكم
أخ رياض قولك بأن المجامع الفقهية من البدع قد أبعدت فيه النجعة جدا .. وكون الصحابة اختلفوا فهذا لا شيء فيه .. و لكن هل ترى أو سمعت عن فتن قامت بين الصحابة لخلاف في مسائل فقهية فرعية؟ لم يحدث .. بل ما كان أسهل على أحدهم ـ وهو صحابي جليل من خير القرون علما و عملا ـ أن يترك مذهبه لثقته في دين و علم صحابي آخر .. وذلك مأثور ومشهود لا ينكر
و هل كانوا يحتاجون إلى (مجمع فقهي)؟ هم بأنفسهم كانوا مجمعا يختلف أعضاؤه و تسير الفتوى في القطر على مذهب أحدهم دون إنكار و لا بلبلة كما يحدث الآن
الآن نجد ـ و الله هذا واقع عندنا ـ شيخا بقي له 25 سنة لا يصلي في المساجد و لا حتى الجمعة!! من أجل حرف (الضاد) هو ينطقها كأهل الخليج قريبة من الظاء و يقول هو الحرف الصحيح .. ونحن لا نناقشه في صحة ذلك من بطلانه .. و لكن نناقشه ـ وهو مادة خام من الجهل ـ أن يحكم على الصلاة بالبطلان ويرى أه حتى صلاة الجمعة لا تصح في مساجدنا من أحل تلك الضاد، ثم يتجرأ ويقول لنا / إن سألني الله تعالى وقال يا فلان ماذا فعلت في حياتك .. أقول له: يا رب كنت أعلمهم حرف الضاد
فأنت ترى هذا مقرئ معروف و متقن جدا في بابه، انظر كيف تجرأ على الفتيا لنفسه و لغيره بترك الجماعات في المساجد حتى الجمعة!!!
ثم تقول بكون المجامع الفقهية بدعة!
أضرب لك مثالا
لو ذهبت تسأل أحدهم عن حكم (بطاقات الائتمان) تجده إما يسرع بإصدار الحكم مباشرة أو يقول لك دعني يومين أنظر المسألة .. ويذهب يقرأ كتيبا أو بحثا ويعرف الحكم .. ثم يأتي ويفتيك
هذا حال هذا (الفرد)
تعال لنرى ماذا فعل المجمع الفقهي
المجمع الفقهي يتكون من نخبة كبيرة من أتقن فقهاء العالم الإسلامي، ومن جميع أنحاء العالم، ينتخبونهم متخصصين في الفقه وأصوله، و كلهم ـ أو جلهم ـ لا ينقصون عن درجة الدكتوراه في الفقه و الأصول .. و يكون هناك أعوان لهذا المجمع .. خبراء اقتصاد و طب و شتى العلوم .. كمساعدين و أعين على الواقع ...
هذا المجمع بفقهائه المنتخبين و خبرائه الاقتصاديين ما استطاع أن يصدر قراره في بطاقات الائتمان لمدة تسع سنوات .. يجتمع و ينفض دون أن يصدر قراره .. إلى أن أصدر قراره بتفصيله المعروف .. فبالله عليكم .. بمن أثق الآن في الفتوى؟ بل هل ترى أني أكون قد أبعدت لو قلت إن قرار المجمع الفقهي هو الحجة عندي دون غيره من الفتاوى الفردية المتسرعة؟
الإجابة لكم
ثم انتبه إلى أمر آخر، و هو أننا لو لم نعتبر المجامع الفقهية لبطل قولنا / إن ربا البنوك مجمع على تحريمه .. لأن هذا الإجماع إنما هو إجماع المجامع الفقهية لا إجماع الصدر الأول، فهم لم يعرفوا العملات الورقية بصوتها المعهودة في زماننا، فلو صحّ اعتبار الأفراد لصح نقض هذا الإجماع بقول محمد عبده وغيره ممن أباحوا الربا البنكي ..
ــــــــــــــــــــ
كلام الأخ الفخر الحنبلي هو عين كلامي
و أما سؤاله كيف ولّى عصر المذهبية .. فأنا لم أقل ولّى عصر المذهبية كلية
بل قلت ولّى عصره في التحكيم، أي الانفراد بالحكم، فالآن لم يمكنك أبدا حمل دولة من الدول على مذهب معين، فقد تفشت الفتاوى و اختلفت، و تجد الصغار و من الطلبة بل و العوام أحيانا يعرفون أقوال المذاهب المختلفة ..
و لكن احتفظ المذهب بكونه مدرسة فقهية يتخرج من الفقهاء
و أما عن المجامع الفقهية وأعضائها فهم خيرة فقهاء العصر و أكثرهم دراية بالواقع
و لا أدل على ذلك من الدكتور السالوس و الزحيلي
و الله الموفق
و انظر آخر موضوعي (المذهبية و التعصب المذهبي) تجد كلامي و تفصيلي عن حقيقة التمذهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/410)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله قال ما يلي:
الفتوى الجماعية
س: ما رأي سماحتكم في المقولة التي تقول: إن أمور العصر تعقدت وأصبحت متشابكة، لذلك لا بد أن تخرج الفتوى من فريق متكامل يضم كافة المختصين بجوانب المشكلة أو الحالة ومن بينهم الفقيه؟
ج: إن الفتوى يجب أن تستند إلى الأدلة الشرعية، وإذا صدرت الفتوى عن جماعة من أهل العلم كانت أكمل وأفضل للوصول إلى الحق، لكن هذا لا يمنع العالم أن يفتي بما يعلمه من الشرع المطهر.
نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1480) بتاريخ 17/ 9 / 1415 هـ
وهو مذكور على الرابط أعلاه
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:42 م]ـ
السلام عليكم
أخ رياض قولك بأن المجامع الفقهية من البدع قد أبعدت فيه النجعة جدا .. وكون الصحابة اختلفوا فهذا لا شيء فيه .. و لكن هل ترى أو سمعت عن فتن قامت بين الصحابة لخلاف في مسائل فقهية فرعية؟ لم يحدث .. بل ما كان أسهل على أحدهم ـ وهو صحابي جليل من خير القرون علما و عملا ـ أن يترك مذهبه لثقته في دين و علم صحابي آخر .. وذلك مأثور ومشهود لا ينكر
و هل كانوا يحتاجون إلى (مجمع فقهي)؟ هم بأنفسهم كانوا مجمعا يختلف أعضاؤه و تسير الفتوى في القطر ....
ياشيخ محمد: لا تنسَ مجلس أهل بدر عند عمر - رضي الله عنه - فهو مجمع فقهي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:12 م]ـ
- مما له علاقة بالموضوع:
فتاوى اللجنة الدائمة (5/ 15):
- السؤال السادس من الفتوى رقم (9636):
س: من مصادر التشريع في ديننا الإسلامي الحنيف بعد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الإجماع، فهل قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة بمثابة إجماع علماء المسلمين؟
ج: الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد
لا يعتبر إجماعاً وهكذا أمثاله من المجامع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبدالله بن غديان
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز(39/411)
مناقشة مسائل من الشرح الممتع (كتاب الحج)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 05:14 م]ـ
http://www.binothaimeen.com/allimages/besm-allh.gif
ذكر ابن عُثيمين رحمه الله في الشرح الممتع مسألة حج الرقيق بإذن سيده (7/ 19 ط آسام) عند قول الحجاوي (فإن زال الرق) توقف في الترجيح ثم بعد ذلك بصفحات يسيرة رجّح القول بأنه يسقط عنه الفرض، حيث قال الشيخ:
قوله (فإن زال الرق) أفاد رحمه الله أن الرقيق يصح منه الحج، إذا الحربة شرط للوجوب، فلو حج الرقيق فإن حجه صحيح، ولكن هل يجزئ عن الفرض أو لا يجزئ؟
الجواب: في هذا خلاف بين العُلماء فقال جمهور العلماء إنه لا يجزئ لأن الرقيق ليس أهلاً للوجوب فهو كالصغير ولو حج الصغير قبل البلوغ لم يجزئه عن حجة الإسلام فكذلك الرقيق.
وذهب بعض العُلماء إلى أن الرقيق يصح منه الحج بإذن سيده لأن إسقاط الحج عن الرقيق من أجل أنه لا يجد مالاً، ومن أجل حق السيد فإذا أعطاه سيده المال وأذن له، فإنه مكلف بالغ عاقل فيجزئ عنه الحج وليس عندي ترجيح في الموضوع لأن التعليل بأنه ليس أهلا للحج تعليل قوي، والتعليل بأنه إنما منع من أجل حق السيد قوي أيضاً، فالأصل أنه من أهل العبادات.
وهناك حديث في الموضوع (أن من حج ثم عتق فعليه حجة أخرى، وأن من حج وهو صغير ثم بلغ فعليه حجة أخرى). لكنه مختلف في صحته والاحتجاج به وإلا لو صح الحديث مرفوعاً إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكان هو الفيصل وأنا متوقف في هذا.
ثم قال رحمه الله بعد ذلك في (7/ 27) بعد قول الحجاوي (وفعلهما من الصبي والعبد نفلاً) أنه يصح منه نفلاً وهو ليس أهلاً للفرض، قال بعد ذلك:
في هذا نظر والصواب: أنه إذا حج بإذن سيده ونواه عن الفريضة فإنه يجزئه، لأننا نقول لا يجب عليه الحج لأنه كالفقير والفقير لو حج حال فقره وتكلف المشقة يسقط عنه الفرض، فكذلك العبد إذا حج بإذن سيده فإنه يسقط عنه الفرض.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:19 م]ـ
مارجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو مارجحه الشيخ ابن سعدي رحمه الله,
لكن أذكر أنه قد نقل الإجماع على خلافه_لكن أحتاج إلى مراجعة نقل الإجماع
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:54 ص]ـ
الحديث صححه ابن حجر والهيثمي والألباني .. لكن تعليل الشيخ ابن عُثيمين قدس الله روحه للقول الثاني ظهر له بعد أن ناقش المسألة في البداية، وإلا لعمل بالحديث وهناك من صححه.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
قال الشيخ ابن عُثيمين عليه رحمة الله (7/ 29) في مسألة الراحلة والزاد المألوفين والصالحين:
(ولهذا ذهب بعض العُلماء إلى أنّه من وجد زاداً وراحلة يصل بهما إلى المشاعر ويرجع لزمه الحج، ولم يقيدوا ذلك بكونهما صالحين لمثله، وهذا أقرب للصواب، ولا عبرة بكونه يفقد المألوف من مركوب، أو مطعوم، أو مشروب، فإن هذا لا يُعد عجزاً).
الشيخ رحمه الله هنا يناقش قول الحجاوي رحمه الله (صالحين لمثله)، والشيخ رجّح عدم اعتبار هذا الشرط في الزاد والراحلة، فعلى هذا من وجد في أيامنا هذه راحلة غير مألوفة الركوب كسيارات النقل الكبيرة التي يستطيع أن يركبها ويصل بها إلى الحج وجب عليه الحج.
ونفقة الزاد والراحلة في وقتنا لو قدرت على أقل سعر وأقل تقدير بحسب بُعد بلد الحاج عن مكة وجب عليه الحج، فمثلاً رجل من أهل المدينة يملك 500 ريال ولا تجب عليه النفقة الشرعية فيها ولا عليه دين، وجب عليه الحج، لو قلنا أنه سيصل مكة بـ 50 ريال مع أقل سيارات أجرة او الركوب في سيارة غير مألوفة، والعودة مثل ذلك، والأكل والسكن يأخذ عليه 400 ريال بحساب سكنٍ أقل من المألوف في وقتنا هذا. مع العلم أنّ هذا الحاج مفرد ولم يدفع قيمة الهدي. فعلى هذا من ملك 500 ريال من أهل المدينة وجب عليه الحج.
هذا التفصيل الذي ذكرته هو ما يدور في ذهن أغلب عامة الناس وأقل النّاس جِدَةً للمال، وهو ظاهر كلام الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:21 م]ـ
مكرر
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:23 م]ـ
ذكر الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله: ص 105
ولهذا سأل ابن مشيش الإمام أحمد رحمه الله قال: أيجب على القارن الهدي؟ قال: كيف يجب وجوباً وقد قاسوه على المتمع؟
كأنه رحمه الله يشير إلى أن وجوب الدم على القارن إنما هو بالقياس، فإذا كان بالقياس فلننظر هل هذا القياس تام أو ليس بتام؟
ثم ذكر الفرق بينهما في العلة وذكر الشيخ أن القياس لايصح .. وقال: (فظاهر القرآن مع الظاهري: أن الدم يجب على المتمتع دون المفرد والقارن، ولكن مع هذا نقول الأحوط للإنسان والأكمل لنسكه أن يهدي).
نص الإمام أحمد السابق، هل يصح عنه؟ وإذا صح أليس الهدي على القارن منصوص عليه بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذبح عن نسائه البقر، وعمُر قال للصُّبي: اذبح تيساً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/412)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
النص السابق في الفروع
(وسأله ابن مشيش القارن يجب عليه الدم وجوبا فقال كيف يجب عليه وجوبا وإنما شبهوه بالتمتع ,
فيتوجه منه رواية لا يلزمه كقول داود)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 06:58 م]ـ
الشيخ ابن وهب بارك الله فيك
لكن هل يعتبر الإشكال في القياس وارد عند النص في هذه المسألة؟؟
ـ[عبد الله الشنقيطي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:48 ص]ـ
هناك إشكال في الحديث وإن صح وهو أن في الحديث أيضا ذكر الأعرابي، والفقهاء الذين يرون حج العبد لايجزئه عن الفرض إذا أذن له سيده، يرون حج الأعرابي إذا حج مسقط عنه الفرض، فما هو الدليل الذي أخرجوا به الأعرابي، دون العبد.(39/413)
الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: فسيراني يقظة؟
ـ[ابو عمرو الشامي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 07:02 م]ـ
كيف تجيب عن استشهاد الصوفية بهذا الحديث على وجود الرسول بيننا؟
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:55 م]ـ
الأخ أبو عمر الشامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدكم أخي الكريم أنني كنت قد وضعت بحثاً هنا في ملتقى أهل الحديث باسم (أبو أحمد الشامي) ثم فقدت الباسورد فيما بعد وأنا أكتب الآن باسمي محمد أمجد
البحث فيه بيان لهذه الفظة ((فسيراني في اليقظة)) وهو بحث أرى أنني لم أسبق له بفضل الله تعالى.
انظره هنا في الملتقى
أو انظره في موقع الصوفية لعلك تجد هناك أيضاً ما يفيدك في بيان شبه الصوفية
http://www.alsoufia.com/s/articles.php?id=107
والله الهادي إلى سواء السبيل
والسلام عليكم
ـ[الشافعي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب
لو جعلت عنوان الموضوع: الجواب عن استشهاد الصوفية بقوله ..... كما هو في الداخل لكان أسلم.
فإن هذا هو مقصودك، أما العنوان الحالي فغير موفق والله أعلم.(39/414)
مفهوم حد الإستطاعة لوجوب الحج / وجواب ابن عثيمين على ذلك
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[13 - 01 - 05, 08:08 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا كلام مقتبس من كتاب الشرح المقنع على زاد المستقنع للعلامة الشيخ محمد بن عثيمين ـ نوَر الله قبره وفي غرف الجنان أرقده ـ رأيت أن في نقله فائدة إن شاء الله. ما بين قوسين هو المتن.
قوله: " والقادر: من أمكنه الركوب":
فمن لا يمكنه الركوب فليس بقادر، وكيف لا يمكنه الركوب؟
الجواب: أما في زمن الإبل فتعذر الركوب كثير، إما لضعف بنيته الخلقية أو لكونه هزيلا لا يستطيع الثبات على الراحلة.
فإن قال قائل: يمكن أن نربطه على الراحلة؟
قلنا: في ذلك مشقة لا تأتي بها الشريعة، وأما في وقتنا الحاضر وقت الطائرات، والسيارات، فالذي لا يمكنه الركوب نادر جدا، ولكن مع ذلك فبعض الناس تصيبه مشقة ظاهرة في ركوب السيارة، والطائرة، والباخرة فربما يغمى عليه، أو يتعب تعبا عظيما، بغثيان أو قيء، فهذا لا يجب عليه الحج، وإن كان صيح البدن قويا.
قوله: "ووجد زادا وراحلة":
الزاد: ما يتزود به في السفر من طعام وشراب، وغير ذلك من حوائج السفر.
والراحلة: معروفة، وهي: ما يرتحله الإنسان من المركوب من إبل، وحمر، وسيارات، وطائرات وغيرها.
لكن المؤلف اشترط شرطا، وهو:
قوله: "صالحين لمثله": أي: لابد أن يكون الزاد صالحا لمثله، وكذلك الراحلة، فلو كان رجلا ذا سيادة وجاه، ولم يجد إلا راحلة لا تصلح لمثله كحمار مثلا فلا يلزمه؛ لأنه مركوب غير صالح لمثله، فيلحقه في ذلك غضاضة وحرج.
وكذلك الزاد إذا كان لا يصلح لمثله، وقد يرد على هذه المسألة عموم قوله تعالى: {من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران:97] فإنه يشمل من أمكنه السفر على راحلة لا تصلح لمثله، وبزاد لا يصلح لمثله.
والناس إذا سافروا إلى الحج على مثل هذه الراحلة، فإنهم لا يشمتون ولا يعيرونه، فلا يقال: إنه عاجز، والله عز وجل يقول: {من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 87].
ولهذا ذهب بعض العلماء إلى إنه من وجد زادا وراحلة يصل بهما إلى المشاعر ويرجع لزمه الحج، لوم يقيدوا ذلك بكونهما صالحين لمثله. وهذا أقرب إلى الصواب، ولا عبرة بكونه يفقد المألوف من مركوب، أو مطعوم، أو مشروب، فإن هذا لا يعد عجزا.
قوله: " بعد قضاء الواجبات .. ":
هناك ثلاثة أمور لا يكون مستطيعا قادرا إلا بعد توافرها وهي:
أولا: قضاء الواجبات:
والواجبات: كل ما يجب على الإنسان بذلهن كالديون لله عز وجل، أو للآدمي، والنفقات الواجبة للزوجة والأقارب، والكفارات، والنذور، فلابد أن يقضي هذه الأشياء.
فمن كان عنده مال إن قضى به الدين لم يتمكن من الحج، وإن حج لم يقض به، فهذا ليس بقادر إلا قضاء الديون.
فإذا قال قائل: لو أن صاحب الدين أذن له أن يحج، فهل يكون قادرا؟
الجواب: لا؛ لأن المسألة ليست إذنا أو عدم إذن، المسألة شغل الذمة أو عدم شغلها، ومن المعلوم أن صاحب الدين إذا أذن للمدين أن يحج فإن ذمته لا تبرأ من الدين، بل يبقى الدين في ذمته، فنقول له: اقض الدين أولا ثم حج، ولو لاقيت ربك قبل أن تحج، ولم يمنعك من ذلك إلا قضاء الدين، فإنك تلاقي ربك كامل الإسلام؛ لأن الحج في هذه الحالة لم يجب عليك، فكما أن الفقير لا تجب عليه الزكاة، ولو لقي ربه للقيه على إسلام تام، فكذلك هذا المدين الذي لم يتوفر لديه مال يقضي به الدين ويحج به، يقلى ربه، وهو تام الإسلام. وما يظنه بعض المدينين لاآن من العلة هي عدم إذن الدائن، فإنه لا أصل له.
... يتبع بإذن الله ...
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[15 - 01 - 05, 04:36 م]ـ
هذا هو المتن: " والقادر: من أمكنه الركوب، ووجد زادا وراحلة صالحين لمثله بعد قضاء الواجبات والنفقات الشرعية والحوائج الأصلية .. ".
وقوله النفقات الشرعية: "النفقات الشرعية": كم نقدر هذه النفقات الشرعية، أي هل هي النفقات الشرعية التي في حجه ورجوعه، أو في سنته، أو على الدوام؟
الجواب: الفقهاء رحمهم الله قالوا: لابد أن يكون بعد النفقات التي تكفيه وتكفي عائلته على الدوام.
لكن قالوا: معنى قولنا على الدوام: أنه لابد أن يكون عند الإنسان ما يكفيه على الدوام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/415)
والمراد بالدوام: ما كان ناتجا عن صنعة، أو عن أجرة عقار، أو ما أشبه ذلك، بحيث يقول: صنعتي أكتسب منها ما يكون على قدر النفقة تمام ولا يزيد، أو عقاراتي أستثمر منها على قدر النفقة ولا يزيد. فالنفقة الآن على الدوام بناء على هذا الاستثمار سوف يبقى على ما هو عليه، وكذلك الصنعة، هذا هو المراد، وليس المراد أن يكون عنده نقد أو متاع يكفيه على الدوام أبدا، ولو قيل به لما وجب الحج على أحد ولو كان أغنى الناس؛ لأنه ربما تزيد الأجور، وترتفع أسعار المعيشة، ويطول العمر، ولأن هذا لا يمكن ضبطه.
وقال بعض العلماء: ما يكفيه وعائلته إلى أن يرجع من الحج، فإذا كان عند من النفقة ما يكفي عائلته حتى يرجع من الحج وزاد على ذلك شيء يكفيه للحج وجب عليه الحج؛ لأنه قادر، وإذا رجع إلى أهله، فالرزق عند الله عز وجل. ولو أن قائلا قال: نقدر النفقة بالسنة كما قدروها في باب الزكاة: أن الفقير من لا يجد كفايته سنة لم يكن بعيدا، فإذا كان عنده من النقود ما يكفيه وعائلته سنة فزاد على ذلك شيء فأنه يلزمه أن يحج، وإن كان دون ذلك فإنه لا يلزمه؛ وذلك لأنه لا يخرج عن كونه فقيرا إذا لم يكن عنده فوق ما يكفيه السنة.
الثالث قوله: "الحوائج الأصلية":
فلابد أن يكون ما عنده زائدا على الحوائج الأصلية، وهي: التي يحتاجها الإنسان كثيرا؛ لأن هناك حوائج أصلية، وحوائج فرعية.
مثال الحوائج الأصلية: الكتب، والأقلام، والسيارة، وما أشبه ذلك، وهي غير ضرورية، لكن لابد لحياة الإنسان منها، فطالب العلم عنده كتب يحتاجها للمراجعة والقراءة، فلا نقول له بع كتبك، وحج، أما لو كان عنده نسختان فنقول له بع إحدى النسختين، فإن كانتا مختلفتين قلنا: اختر ما تراه أنسب لك وبع الأخرى؛ لأن ما زاد على النسخة الواحدة لا يعتبر من الحوائج الأصلية، وإذا كانت له سيارتان لا يحتاج إلا واحدة نقول له: بع واحدة وحج بها وأبق الأخرى، فإن كانتا مختلفتين فليبع إحداهما، فالذي يختار لنفسه يبقيه، والذي لا يختار لنفسه يبيعه.
والصانع هل يبيع آلات الصنعة، ليحج بها؟
الجواب: لا يلزمه.
لكن لو كان عنده آلات كبيرة يمكن أن يقتات بآلات أصغر منها، فهل يلزمه أن يبيع ما يزيد على نفقته؟
الذي يتوجه عندي: أن له يبقى الآلات الكبيرة، لأن استثمارها أكثر ولأنه ربما يظن أن الآلات الصغيرة كافية في هذا الوقت، ثم يأتي وقت آخر لا تكفي، فيكون ذلك ضرر عليه، وآلات الصانع تعتبر من أصل المال التي يحتاج إليها، وإذا لم يحج هذا العام يحج العام القادم.(39/416)
في اتخاذ أو استعمال أو الأكل والشرب في الذهب والفضة على مذهب أحمد - رحمه الله -
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
1 - في اتخاذ الذهب أوالفضة الراجح من مذهب أحمد هو التحريم. مثاله: اتخاذ ساعة ذهب أو فضة.
2 - في استعمال الذهب أو الفضة الراجح من مذهب أحمد هو التحريم.
3 - الأكل أوالشرب التحريم قولاً واحداً في مذهب أحمد.
فإلى مشائخ الملتقى
ما أدلة المذهب في الأول والثاني والثالث؟
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:42 ص]ـ
بارك الله فيكم
للرفع والمدارسة
ـ[الموسوي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
الحمد لله:
فأما عن تحريم الأكل والشرب والاستعمال فلحديث أم سلمة وحذيفة رضي الله عنهما:
1 - "الذي يأكل في آنية الذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم"
2 - "لا تأكلوا في آنية الذهب والفضة ولا تشربوا فيهما, فإنها لهم في الدنيا ولنا في الأخرة".
وأما عن الاتخاذ فبطريق الأولى, وبيانه بأن الناس أحوج للشرب والأكل فنهوا عن ذلك, فكان الاتخاذ أولى لذلك
والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ما وجه الدلالة على الاستعمال؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:54 م]ـ
هذا نقاش حول هذه المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17512&highlight=%C7%E1%DD%D6%C9
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 01 - 05, 02:29 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5506&highlight=%E3%C7%C1+%C7%E1%D0%E5%C8
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 01 - 05, 02:39 ص]ـ
لكن السؤال كيف تميز أوانى الفضة من الأوانى الأخرى التى تشابه الفضة؟
مثال: لو كنت مدعوا لوليمة و لا تعلم ما إذا كانت الأونى من فضة أم من معدن آخر، فهل من طريقة يستطيع المرء أن يتعرف بها على الفضة؟(39/417)
خدمة المرأة في المنزل
ـ[ابوزيد4]ــــــــ[13 - 01 - 05, 09:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد ,
تصفحت موضوع هل تأثم المرأة إذا لم تقم بالخدمة المنزلية لزوجها (الطبخ والتنظيف وغيره)؟ في الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25239&highlight=%CE%CF%E3%C9+%C7%E1%C8%ED%CA
و لاحظت تنبيه من المشرف بمناقشة الموضوع سابقا , حاولت البحث عن الموضوع سابقا فلم أستطع ان أجده ,
لو سمحتم بأن تدلونا على مكان الموضوع السابق بإضافة الرابط.
سؤال في صحة حديث و تخريجه في موضوع خدمة المرأة زوجها.
وجدت الحديث التالي في الرابط http://www.alminbar.net/malafilmy/osool/6.HTM#_ftn4
" قال ابن حبيب: "حكم النبي بين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وبين فاطمة رضي الله عنها حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة خدمة البيت، وحكم على عليّ بالخدمة الظاهرة ... والخدمة الباطنة العجين والفرش وكنس البيت واستقاء الماء وعمل البيت كله"
عقب على الحديث بأنه موجود في انظر: أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لابن فرج المالكي (ص73)، وزاد المعاد (5/ 186)
هل هذا الحديث صحيح أم هو ضعيف.
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق بحث الموضوع على هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=49660#post49660
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=125283#post125283
وأما الأثر الذي سألت عنه فقد فقد ذكر ابن قدامة في المغني (10/ 225) أن الجوزجاني خرجه من طرق.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة بخدمة البيت وقضى على علي بما كان خارجا من البيت من الخدمة
وأخرجه كذلك مسدد بن مسرهد في مسنده كما في المطالب العالية، وهناد في الزهد (750) و أبو نعيم في الحلية (6/ 104).
وهذا الإسناد فيه ضعف مع إرساله، فأبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم ضعيف، وضمرة بن حبيب تابعي فحديثه مرسل، والله أعلم.(39/418)
رفع اليدين بالدعاء في خطبة يوم الجمعة
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رفع اليدين بالدعاء في خطبة يوم الجمعة
هذا جزء من بحث رفع اليدين في الدعاء، متعلق برفعهما أثناء دعاء الخطيب يوم الجمعة.
في الباب حديث وخمسة آثار تستنكر رفع اليدين بالدعاء أثناء دعاء الخطيب يوم الجمعة، وللأسف كثير من الخطباء لا ينكرون ذلك، ولا يُعرّفون الناس أنه خلاف فعل السلف، بل ربما فعله بعضهم، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى الجمعة بأصحابه عشر سنين في المدينة، فلم ينقل لنا ولا بخبر ضعيف أنهم رفعوا أيديهم أثناء دعائه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال الخطبة، بإستثناء رفعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يديه أثناء طلبه الإستسقاء.
وأول من أحدث رفع اليدين يوم الجمعة على المنبر بنو أمية. وقد رأى الصحابي الجليل عمارة بن رؤيبة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه، فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه.
أخرجه مسلم (الجمعة ح 874).
أما الأحاديث والأثار فهي:
1. حديث سهل بن سعد
(ما رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شاهرا يديه قط يدعو على منبر ولا غيره، ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه ويشير بإصبعه إشارة).
أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 337)، وأبو داود (ح 1105)، وأبو يعلى (13/ 545)، وابن حبان (3/ 165)، وابن خزيمة (2/ 351)، والطبراني في الكبير (6/ 206)، والحاكم (1/ 536) وصححه ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 320) ولم يذكر إشارة الإصبع. من طريق: (عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن بن أبي ذباب عنه .. )، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 167): "فيه عبدالرحمن بن إسحق الزرقي المدني وثقه ابن حبان وضعفه مالك وجمهور الأئمة وبقية رجاله ثقات". وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (ص 105 ح 240). و لشواهده صححه الأرنأوط محقق الإحسان، وحسنه حسين أسد محقق مسند أبي يعلى.
قال البيهقي في سننه (3/ 210): "من السنة أن لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة ويقتصر على أن يشير بأصبعه".
2. أثر طاوس (كان يكره دعائهم الذي يدعونه يوم الجمعة وكان لا يرفع يديه).
إسناده حسن. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 475). قال: (حدثنا جرير بن عبدالحميد عن ليث عن طاوس…).
علته: (ليث هو ابن أبي سليم).
قال في الميزان (3/ 420): "قال احمد: مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس، وقال يحيى والنسائي: ضعيف. وقال ابن معين أيضا: لا بأس به. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره. وقال الدراقطني: كان صاحب سنة، وإنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. وقال عبدالوارث كان من أوعية العلم". قال في التقريب: "صدوق أختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك". والأثر يشهد له ما قبله.
3. أثر مسروق
(رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر، فرفع الناس أيديهم فقال: مسروق قطع الله أيديهم).
إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 475). قال: (حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق…).
4. أثر الزهري
(رفع الأيدي يوم الجمعة محدث، وأول من أحدث رفع الأيدي يوم الجمعة مروان).
إسناده صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 475)، قال: (حدثنا عبدالأعلى بن معمر عن الزهري…).
عبدالأعلى هو ابن عبدالأعلى بن محمد وقيل ابن شراحيل القرشي قال في التقريب: "ثقة".
5. أثر غضيف بن الحارث الثمالي
(قال: بعث إِليّ عبدالملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد جمعنا الناس على أمرين! قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر. فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منهما. قال: لم؟ قال: لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسك بسنة خير من احداث).
إسناده حسن. أخرجه أحمد في المسند (4/ 105) قال: (ثنا سريج بن النعمان قال: ثنا بقية عن أبي بكر بن عبدالله عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي…).
علة الحديث:
1 - بقية هو ابن الوليد. قال في التقريب: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. وقد عنعن وشيخه.
2 - أبو بكر بن عبدالله هو ابن أبي مريم. قال في التقريب: ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 188): "رواه أحمد والبزار وفيه أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم، وهو منكر الحديث".
والحديث إسناده ضعيف، لكن يشهد له أحاديث الباب فيرتقي إلى درجة الحسن بالشواهد.
6. أثر محمد سيرين
(أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن معمر).
إسناده صحيح. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 398)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 475). من طريق (ابن عون عن محمد بن سيرين…). وابن عون، هو عبدالله بن عون بن أرطبان. قال في التقريب: ثقة ثبت فاضل.
أما ابن معمر ففي الجرح والتعديل (5/ 332): "والى البصرة وكان يحسن الثناء عليه روى عنه بن سيرين قال أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن معمر سمعت أبى يقول ذلك".
الحمد لله على توفيقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/419)
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:03 ص]ـ
وهذا رابط قد يثري الموضوع:
ماحكم رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة للمأموم وأقوال العلماء المعاصرين مع الدليل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17267&highlight=%D1%DD%DA+%C7%E1%ED%CF%ED%E4+%CE%D8%C8%C 9+%C7%E1%CC%E3%DA%C9
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[28 - 07 - 05, 02:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ولي بحث في الموضوع وضعته سابقا في الملتقى.
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[18 - 03 - 06, 02:00 ص]ـ
أبو الزهراء الشافعي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 14/ 03/04
المشاركات: 433
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك أخي ولي بحث في الموضوع وضعته سابقا في الملتقى.
أود ه1ا البحث أخي العزيز أبو الزهراء
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[18 - 03 - 06, 02:00 ص]ـ
أود هذاا البحث أخي العزيز أبو الزهراء
ـ[المخلافي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 08:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الغفار ولكنك لم تشر إلى رفع اليدين حال الاستسقاء في الخطبة فماذا عندك فيه وهل يرفع المستمع؟
ـ[المخلافي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 08:40 ص]ـ
أخي المسيطر الرابط لا يعمل فلو تكرمت وأعدت رفعه لأن الموضوع مهم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[18 - 03 - 06, 03:21 م]ـ
الشيخ ابن جبرين حفظه الله
يرى عدم بدعية رفع اليدين عند الدعاء وقت الخطبة
وهو يفعله
ومستنده أن فعل الصحابي وقوله لا يكون حجة على صحابي آخر ... إن لم تخني الذاكرة
ولعله يقصد أن مروان بن الحكم ثبتت له الصحبة،
ولا يوصف فعل الصحابي بأنه بدعة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 03 - 06, 04:18 م]ـ
أخي الكريم / أبا وائل
أما عن البحث، فها هو:
بارك الله في الأخ / أبي الزهراء.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 07:24 م]ـ
بارك الله في الأخوة, ولعلكم إذا رجعتم لرابط الموضوع في ملتقى الدراسات الفقهية.
ففيه فائدة لأن المردود عليه في كلامي الشيخ المبلغ كان هناك ودار بيننا ما قد يوضح للمنصفين من المصيب من المخطأ.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[18 - 03 - 06, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً وهذا نص الموضوع الذي وضعه الشيخ المسيطير حفظه الله
ماحكم رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة للمأموم وأقوال العلماء المعاصرين مع الدليل.
للمأموم وليس للخطيب. (للمشاركة)
--------------------------------------------------------------------------------
الطالب الصغير01 - 03 - 2004, 04:37 PM
اخي الكريم، راجع كتاب ((الشرح الممتع)) -المجلد الخاص بالصلاة للعلامة محمد بن صالح العثيمين من موقعه:
www.binothaimeen.com
فقد قرأت فيه شيئا حول هذا الموضوع منذ أمد ليس بالبعيد.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالحكيم02 - 03 - 2004, 12:14 AM
سمعت أن الشيخ الجبرين يقول بجواز رفع اليدين للدعاء والإمام يدعوا في الخطبة في الإستسقاء وغيره فهل هذا صحيخ؟ وما دليل الشيخ حفظه الله؟
--------------------------------------------------------------------------------
الجود02 - 03 - 2004, 01:17 AM
السؤال:
هل يستحب رفع اليدين عند التأمين على دعاء الخطيب يوم الجمعة؟.
الجواب:
الحمد لله
الأصل أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء. لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) رواه الترمذي (3556). وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
قال في تحفة الأحوذي:
وَفِي الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ وَالْأَحَادِيثُ فِيهِ كَثِيرَةٌ اهـ.
إلا أنه ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي يرفع يديه في الدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/420)
روى مسلم (874) وأبو داود (1104) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ (زاد أبو داود: وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ) فَقَالَ: (قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ).
قال النووي:
فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ اهـ.
وفي "تحفة الأحوذي":
وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ اهـ.
وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به.
لكن إذا دعا الإمام للاستسقاء يوم الجمعة وهو على المنبر فالسنة أن يرفع يديه، ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه.
روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ [زَادَ البخاري في رواية تعليقاً ووصلها البيهقي: (وَرَفَعَ النَّاس أَيْدِيهمْ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ)]، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنْ الْغَدِ، وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا، فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ السَّحَابِ إِلا انْفَرَجَتْ، وَصَارَتْ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
سَنَة: أَيْ جَدْب.
قَزَعَة: أَيْ سَحَاب مُتَفَرِّق.
سَلْع: جَبَل مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ.
مِثْل التُّرْس: أَيْ مُسْتَدِيرَة.
الْجَوْبَة: هِيَ الْحُفْرَة الْمُسْتَدِيرَة الْوَاسِعَة , وَالْمُرَاد أن السحاب انفرج من فوق المدينة وبقي حولها.
الْجَوْدِ: هُوَ الْمَطَر الْغَزِير.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
ما هو حكم رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة؟ فأجاب:
رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة ليس بمشروع، وقد أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في خطبة الجمعة، لكن يستثنى من ذلك الدعاء بالاستسقاء فإنه ثبت عن النبي أنه رفع يديه يدعو الله عز وجل بالغيث وهو في خطبة الجمعة، ورفع الناس أيديهم معه، وما عدا ذلك فإنه لا ينبغي رفع اليدين في حال الدعاء في خطبة الجمعة اهـ.
"فتاوى أركان الإسلام" (ص 392).
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
--------------------------------------------------------------------------------
الجود02 - 03 - 2004, 01:36 AM
السؤال:
ما حكم من يرفع يديه والخطيب يدعو للمسلمين في الخطبة الثانية مع الدليل، أثابكم الله؟.
الجواب:
الحمد لله
رفع اليدين غير مشروع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد لا للإمام ولا للمأمومين، وإنما المشروع الإنصات للخطيب والتأمين على دعائه بينه وبين نفسه من دون رفع صوت، وأما رفع اليدين فلا يشرع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة الأعياد، ولما رأى بعض الصحابة بعض الأمراء يرفع يديه في خطبة الجمعة أنكر عليه ذلك، وقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفعهما، نعم إذا كان يستغيث في خطبة الجمعة للاستسقاء، فإنه يرفع يديه حال الاستغاثة - أي طلب نزول المطر - لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في هذه الحالة، فإذا استسقى في خطبة الجمعة أو في خطبة العيد فإنه يشرع له أن يرفع يديه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ج/12 ص/339.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 08:44 م]ـ
هذا هو رابط الموضوع أخي الكريم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29100
وللأهمية وهو مرتبط بالتخلف عن صلاة الجمعة ((مذاهب العلماء في السفر يوم الجمعة)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74211
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/421)
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:50 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أخي الكريم أبو الزهراء وأبو مالك
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[02 - 11 - 08, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا(39/422)
ما مراد البخاري بقوله عن حديث إنه حسن؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:09 ص]ـ
هناك مسألة تحتاج لتحرير وهي ما مراد البخاري بقوله عن حديث إنه حسن؟
مع أنه حكم على عدة أحاديث بأنها حسنة مع أنها في صحيحه بنفس السند؟(39/423)
أريد خريطة للمشاعر
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم
أتمنى أن أحصل على خريطة للمشاعر تجمع بين الحديث والقديم:
فتتضمن المعالم الواردة في السنة كمسجد الخيف وحدود منى وعرفات ومزدلفة وبطن عرنة ووادي محسر والجمرات
والمعالم الحديثة كالطرق بأرقامها واسمائها
والدوائر الحكومية في المشاعر لأنها معالم يهتدى بها
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 01 - 05, 03:01 ص]ـ
سواء كانت هذه الخريطة تباع فأشتريها
أو على الشبكة.
وخريطة الفارسي لمكة لا تفي بالغرض
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:09 م]ـ
للرفع(39/424)
مسألة مشكلة في (الإجارة) ِ ...
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:41 م]ـ
لو ذهب شخص إلى صاحب شقق مفروشة ليستأجر شقه أو غرفة فقال له المؤجر: إذا أخذتها 5 أيام فالأجرة 50 ريال لليوم , وإن أخذتها10أيام فالأجرة 40 ريال لليوم, وقبل المستأجر الإجارة وتفرقا من غير تحديد واحد من الأجرتين,
فهل تجوز هذه المعاملة؟
أم أنها مثل الصورة المعروفة التي يذكرها العلماء في صور البيعتين في بيعة (أن يبيع السلعة ب 100 حالا وب 150 مؤجلا ويتفرق المتبايعان من غير تعيين أحدهما) بجامع الجهل بالثمن؟ أم أن هناك فرقا مؤثرا بينهما؟؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:23 م]ـ
يبدوا أن هذه المسألة مشكلة جدا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:05 ص]ـ
الاجارة بيع منافع فيشترط في صحتها معرفة الثمن وهو (الأجرة).
وارى ان المسألة مختلفة عن بيعتين في بيعة لان الجهل بالثمن هنا يرتفع باعتبار المآل.
والمآلات معتبرة في صحة الحكم.
فهذا الجهل يؤول الى العلم لانه اذا جلس خمسة ايام فاجرته معلومة فاذا زاد قلت الاجرة.
والاصحاب توسعوا في هذا الامر واجازو الاجرة باليوم كأن يقول المؤجر للمستأجر آجرتك الغرفة على انها بعشرة في اليوم حتى الاسبوع الثالث ففي الاسبوع الثالث تكون الاجرة بخمسين لانه زمن غلاء الاجرة وارتفاع الاسعار.
الخلاصة ان الاظهر انها جائزة وتفارق بيعتين في بيعة باعتبار المآل لان الجهل في هذه الصورة يؤول الى العلم.
لان الرجل اما ان يجلس خمسة او عشرة فان جلس خمسة فالاجرة معلومة وان جلس اكثر فالاجرة معلومة.
والله اعلم.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:57 ص]ـ
أخي المستمسك بالحق بارك الله فيك وجزاك خيرا,,,,,,
لكن ألا ترى أن هذا التوجيه الذي ذكرته يمكن أن يقال أيضا في مسألة بيعتين في بيعة فلو باع السلعة ب 100 حالا وب 150 مؤجلا وتفرق المتبايعان من غير تعيين أحدهما فيمكن أن يقال أيضا بمثل كلامك في مسألة الإجارة, فنقول: إذا دفع الثمن حالا فالثمن معلوم فإذا تأخر عن السداد زاد الثمن ,فالمشتري إذا دفع حالا فالثمن معلوم وإذا تأخر فالثمن معلوم أيضا, فقد يقول قائل: إن الجهل في هذه الصورة من بيعتين في بيعتين يؤول إلى العلم أيضا.
أما ما نقلته عن الأصحاب فلا يرد هنا فيما يظهر لأن المتعاقدين تفرقا مع تعيين الأجرة في الزمنين فلا تردد في العوض (الأجرة) , بخلاف مسألتنا فهما تفرقا من غير تعيين أجرة.
الخلاصة: أن ما ذكرته في مسألة الإجارة يمكن أن يقال في بيعتين في بيعة , مع أن أكثر أهل العلم على تحريم هذه الصورة المذكورة في بيعتين في بيعة.
وشكر الله لك,,,,,,,
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:19 ص]ـ
أخي الكريم أبا محمد وفقه الله.
قد بينت لك الفرق بين الصورتين ففي مسألتك يؤول الثمن فيها الى العلم وفي بيعيتن في بيعة الجهالة باقية ولا تؤول الى العلم بالثمن.
ولعلى ازيد في الايضاح:
في مسألة الاجارة يكون الدفع بحسب الانتفاع لانه مقابل المنفعة، فالمستأجر يعرف انه اذا استأجر خمسة ايام فالثمن هو خمسون ريالا، والمؤجر يعلم ذلك، واذا امكث عشرة ايام فالثمن اربعون ريالا يعلم هذا المستأجر والمؤجر.
وهذا كما ذكرت لك ما يسميه الفقهاء اعتبار المآل في الحكم. فأذا آلت الجهالة عندهم الى العلم صح البيع.
أما في مسألة البيع فهنا فيه قبض للمبيع وجهل في الثمن المتفق عليه فينفك البائع والمشترى ولم يعلما على اي الثمنين انعقد البيع أي يتفرقون والثمن مجهول.
بخلاف الاجرة، الاجرة الثمن فيه مقابل عدد الايام التى تسكنها فان سكنت كذا كان الثمن بكذا فالمجهول هو كم يوم تسكن؟ وكل يوم تسكنه له مقابل مختلف فكل منفعة معلوم ثمنها. فالجهالة في عدد المنافع التى ستنتفع بها، وليست في الثمن نفسه.
بيان آخر:
أذا كان المتسأجر يدفع القيمة بعد الانتفاع بالغرفة فهذا لا اشكال فيه لانه حصل على منفعة معلومة الاجر بمعنى لو أخر الدفع حتى بعد ان قضى خمسة ايام فهنا من المعلوم انه يدفع خمسين ريالا، واذا دفعها بعد عشرة ايام دفع اربعين لليوم الواحد.
اما اذا دفعها مقدما فيرجع بالباقي على صاحب الدار.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:54 ص]ـ
وزيادة في توضيح الفرق بين الصورتين الجائزة في الاجارة والممنوعة في البيع:
صورة البيعيتن في بيعة (على أحد الاقوال في تفسيرها): كأن تبيع خمسة اكياس أرز بخمسين معجلة او مائة منجمه ويفترقان دون تحديد الثمن مع انعقاد البيع.
وصورة المسألة التى طرحت كأن تقول ابيعك خمسة اكياس أرز بخمسين او عشرة اكياس بثمانين.
فهذه الصورة جائزة لانها تؤول الى العلم فاذا اشترى عشرة فهي بثمانين واذا اشترى خمسة فهي بخمسين فليس ثم جهالة.
وهذه الصورة مشابهه لصورة الاجرة لان الاجرة كما ذكرت لك بيع منافع.
وفي البيعيتن في بيعة المبيع واحد والثمن تردد فيه فصار مجهولا.
واما في الاجارة (في الصورة التى ذكرت) الثمن معلوما لانه اذا استأجر خمسة ايام فقيمتها معلومة (منفعة السكنى خمسة ايام) وأذا استأجر عشرة فقيمتها معلومة (منفعة السكنى عشرة ايام) فالمبيع ليس شيئا واحدا بل شيئين مختلفين ولكل قيمة مختلفة و قد علم ثمن كل واحد منهما كما قدمنا في الرد السابق والذي قبله.
وهذه المسألة قد نص عليها الاصحاب كما تقدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/425)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:31 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين بعد مسألة ذكر تأجير الشمعة والخلاف حولها و بعد ان رجح الجواز: (وهو مخرج على نص الامام احمد في جواز إجارة الدار كل شهر بدرهم وقد اجر على رضى الله عنه في الجنة نفسه كل دلو بتمرة ولا محذور في هذا اصلا ولا يفضى الى تنازع ولا تشاحن بل عمل الناس في اكثر بياعاتهم عليه ولا يضره جهالة كمية المعقود عليه عند البيع لان الجهالة المانعة من صحة العقد هي التي تؤدي الى القمار والغرر ولا يدري العاقد على أي شيء يدخل وهذه لا تؤدي الى شيء من ذلك بل إن أراد قليلا أخذ والبائع راض وإن اراد كثيرا أخذ والبائع راض والشريعة لا تحرم مثل هذا ولا تمنع مه بل هي اسمح من ذلك واحكم).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:32 م]ـ
وهذا ايضا من تقرير ابن القيم رحمه الله للجواز في هذه المسألة قال رحمه الله:
(قد تدعو الحاجة إلى أن يكون عقد الإجارة مبهما غير معين فمثاله أن يقول له إن ركبت هذه الدابة إلى أرض كذا فلك عشرة وإن ركبتها إلى أرض كذا فلك خمسة عشر أو يقول إن خطت هذا القميص اليوم فلك درهم وإن خطته غدا فنصف درهم وإن زرعت هذه الأرض حنطة فأجرتها مائة أو شعيرا فأجرتها خمسون ونحو ذلك، فهذا كله جائز صحيح لا يدل على تحريمه كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس بل هذه الأدلة تقتضي صحته وان كان فيه نزاع متأخر فالثابت عن الصحابة الذي لا يعلم عنهم فيه نزاع جوازه كما ذكره البخاري في صحيحه عن عمر انه دفع أرضه إلى من يزرعها وقال ان جاء عمر بالبذر من عنده فله كذا وإن جاءوا بالبذر فلهم كذا ولم يخالفه صحابي واحد ولا محذور في ذلك ولا خطر ولا غرر ولا أكل مال بالباطل ولا جهالة تعود إلى العمل ولا إلى العوض فإنه لا يقع إلا معينا والخيرة إلى الأجير أي ذلك احب أن يستوفي فعل فهو كما لو قال له أي ثوب أخذته من هذا الثياب فقيمته كذا أو أي دابة ركبتها فأجرتها كذا أو أجرة هذه الفرس كذا وأجرة كذا فأيها شئت فخذه أو ثمن هذا الثوب مائة وثمن هذا مائتان ونحو ذلك مما ليس فيه غرر ولا جهالة ولا ربا ولا ظلم فكيف تأتى الشريعة بتحريمه).
انتهى كلامه يرحمه الله.
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:04 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزى الله شيخنا زياداً خيراً، وعلى مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في البيعيتن في بيعه لايمكن أن يرد هذا الإشكال البتة -ولعل قولهم فيها هو الصحيح لعدة أمور غير الزيادة التي عند أبي داود (أوكسهما أو الربا) [والتي قال بشذوذها بعض أهل العلم وليس بمسلم بل صححها ابن حبان والحاكم وابن الملقن والترمذي والبغوي وابن عبد البر ولعله لم يؤثر قول بشذوذ لهذه اللفظة عند المتقدمين ولعل بسطه للمدارسة يناسبه محل آخر]- إذ لاذريعة إلى الربا ولاتشبه العينة، وإشكال الشيخ أبومحمد يتوجه في صورة عند بعض الأحناف والمالكية يحملون عليها البيعتين في بيعة، وهي صورة يخالفهم فيها الجمهور وكذلك المحققون كشيخ الإسلام.
أما هذه المسألة فلاترد على الصورة المعروفة عند الجمهور بل هي أقرب إلى من باعك صاع بدرهمين وقال إن اشتريت اثنين فبثلاثة أحط عنك واحداً.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الشيح حارث همام.
الكلام في هذه المسألة حول صورة من صور بيعتين في بيعة بغض النظر عن صحتها.
وهي ان يقول بعتك هذا الكيس بعشرة حاضرة او عشرين مؤجلة ثم يفترقان ولم يحددا هذا المبلغ. وهو تفسير مشهور لحديث البيعتين في بيعة.
الاخ ابو محمد يقول ان مسألته التى ذكرها في الاجارة تشابه هذه المسألة ولا فرق.
فبينت له الفرق بين المسألتين.
فالاجارة بيع منفعتين مختلفتين وليس منفعة واحدة اختلف فيها الثمن! فالجهالة فيها منتفيه بخلاف صورة بيعتين في بيعة التى ذكر.
وهذا الامر يختلط على البعض لاختلاط بيع المنافع عندهم مع بيع الاعيان والمتأمل يجد فروقات مهمة بين البابين.
وكلام ابن القيم رحمه الله متجه الى هذا الباب وهو يذكره تحت مسألة بيع المنفعة اذا حصل من عين لاتحصل المنفعة الا بتلف شيئا منها او كلها، كبيع نور الشمعة و الخلاف المشهور فيها بين الجمهور والحنفيه وبين الجمهور انفسهم في بعض التفاصيل.
ومسألة: باعك صاع بدرهمين وقال إن اشتريت اثنين فبثلاثة أحط عنك واحداً، هي عين مسألتنا وهي التى مثلنا عليها كثيرا.
وهي تفارق ما لو قال ابيعك الصاع بدرهم حاضرة او بدرهمين مؤجلة ولما يتفقا على شئ منهما.
فالجهالة في الممنوع حصلت في الثمن والجهالة في المأذون حصلت في كمية المعقود عليه.
وهو كم سيسكن؟ (كما في مسألة الاخ) وليس في الثمن - أجرة السكن-. فأجرة السكن ثابتة معلومة وهي التى تكلم عليها ابن القيم رحمه الله.
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:00 م]ـ
أحسن الله إليكم كلامكم وجيه، ولا أخالفكم في الحكم الذي ذهبتم إليه ولا في تعليلكم بما ذكره الإمام ابن القيم رحمه "ولامحذور في ذلك ولا خطر ولا غر .. "، ولكن ماذا إذا كان الشيخ أبومحمد يرى أن البيعتين في بيعة تفسيرها هو التفسير الثالث في موضوع الشيخ عبدالعزيز الشبل التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=110683
ثم أي الصور أكثر مشابهة لهذه الصورة؟ ألاترون أن الخمسة أيام جزء من العشرة وليست غيرها، بينما الأرض في المثال الذي ضربه الإمام ابن القيم غير الأرض الأخرى، وأن صورة الأخ أبومحمد فيها التفرق على غير اختيار للكل أو الجزء كمن تركت له الصبرة أو القفيز كله وخلي بينه وبينه كما خلي بين المؤجر والشقة؟
منكم نستفيد وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/426)
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:04 م]ـ
الشيخ زياد وفقه الله جزاك الله خيرا على هذا البيان الرائع لهذا الموضوع ,وأسأله سبحانه أن يزيدك من فضله.
لكن يبقى عندي إشكال:هل هذا التوجيه الذي ذكرتم ينطبق على هذه المسألة في الإجارة سواء نظرنا إلى مجموع الأيام كلها أو نظرنا إلى اليوم الواحد بمفرده بقطع النظر عن غيره, أم أن هناك فرقا بين الحالتين؟
وشكر الله لكم,,,,
الأخ حارث وفقه الله: مرادي بالسؤال هو هل هذه المسألة في الإجارة تلتحق بالصورة التي ذكرتها من صور البيعتين في بيعة بغض النظر عن الراجح في المراد بالبيعتين في بيعة _ كما ذكر ذلك الشيخ زياد وفقه الله_
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:08 م]ـ
الأخ الحبيب / الشيخ حارث همام وفقه الله. جزاكم الله خيرا ومدارستكم مما يشرح الصدر.
قولكم: (ألاترون أن الخمسة أيام جزء من العشرة وليست غيرها، بينما الأرض في المثال الذي ضربه الإمام ابن القيم غير الأرض الأخرى).
قلت قد مثل الامام ابن القيم رحمه الله بغير هذا فقال: (فمثاله أن يقول له إن ركبت هذه الدابة إلى أرض كذا فلك عشرة وإن ركبتها إلى أرض كذا فلك خمسة عشر).
والدابة واحدة.
ولا يؤثر كون الايام الخمسة جزء من العشرة، لان الثمن للخمسة معلوم في الحالتين لاغرر فيه.
وفعل عمر رضى الله عنه الذي علقه البخارى وهو موصول باسناد صحيح (حجة) في هذا الباب وقد استشكله بعض من يقول بالصورة المذكورة في حديث بيعتين في بيعة و السبب في الاستشكال ما تقدم ذكره من التفريق بين الجهل بالثمن والجهل بكمية المثمن.
ومسألة الصبرة لم تتضح لي بارك الله فيك فأنتم تعلمون انه يتعلق بها مسائل كثيرة لكن ان كنتم تعنون بيع الطعام جزافا فلا إخاله يخفاكم الاقوال فيه، وان كنتم تعنون بيع الصبرة كل قفيز منها بدرهم فهذا حاله حال ما سبق من الجواز. أذا آلت الى العلم. أما اذا لم يعلم كم قفيز في الصبرة فهذا جهل بكمية المعقود عليه فحرم.
الأخ المفضال ابا محمد:
لايؤثر النظر الى اليوم المفرد دون المجموع غير ان هذا يؤثر على العقد من جهة أخرى وهي اللزوم.
فأذا أفرد تأجير الايام صار كل يوم عقدا مستقلا وبتمام اليوم تلزم اجرته، لان المستأجر استكمل الانتفاع، فشابه قبض المبيع فلزمته الاجرة.
ويتمكن صاحب الدار من أخراجه لانتهاء العقد.
المهم في هذا الباب معرفة الثمن للمجموع او للافراد حتى لو كان بطريق العرف، فأذا وقع الاختلاف حكم بأجرة المثل فيه.(39/427)
نظم أوقات الإجابة في الحج .. لابن علان ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:18 م]ـ
قال الإمام النووي:
ويستحب أن يدعوا فيما بين طوافه بما أحب من دين ونيا , ولو دعا واحد وأمن جماعة فحسن. وحكي عن الحسن رحمه الله: (أن الدعاء يستجاب هنالك في خمسة عشر موضعاً: في الطواف وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي المزدلفة وفي منى وعند الجمرات الثلاث , فمحروم من لا يجتهد في الدعاء فيها) أ. هـ
قال ابن علان (ت1057) في فتوحاته:
وقد كنت نظمتها وزدت عليها مواضع أخرى فقلت: الحمد لله وصلى الله - على نبيه الذي اجتباه
محمد والآل والصحابة - وهذه مواضع الإجابة
وذلك الحجر الطواف والصفا - والمروة المسعى لدى من عرفا
ملتزم والمستجار ومنى - وعرفات ثم جمع فاتقنا
وكذا لدى الثلاث من جمرات - وزمزم أتى عن الثقات
وخلف المقام وبوسط كعبة - وغير ذا مواضع بمكة
مثل حرا ومسجد التنعيم - والمجتبى ومولد الكريم
ومهبط الوحي وعند المتكا - وغار ثور فادع تعطي سؤلكا
وغيرها مواضع مأثورة - وهي لدى أربابها مشهورة
ونظمها شيخنا العلامة العمدة الفهامة عبد الملك العصامي على وفق ما قال الحسن ولكن قيد كل موضع بزمن تبعا للنقاش المفسر فقال:
قد ذكر النقاش في المناسك - وهو لعمري عمدة للناسك
أن الدعا بخمسة عشره - في مكة يقبل ممن ذكره
وهي المطاف ممطلقا والملتزم - بنصف ليل فهو شرط ملتزم
وداخل البيت بوقت العصر - بين يدي جزعته فاستقر
وتحت ميزاب له وقت السحر - و هكذا خلف المقام المفتخر
وعند بئر زمزم شرب الفحول - إذا دنت شمس النهار للأفول
ثم الصفا ومروة والمسعى - بنصف ليل فهو شرط يرعى
وكذا منى في ليلة لبدر إذا - تنصف الليل فخذ ما يحتذا
ثم لدى الجمار والمزدلفة - عند طلوع الشمس يوم عرفة
بموقف عند مغيب الشمس قل - ثم لدى السدرة ظهرا وكمل
قد روى هذا الذي قد قرا - من غير تقييد بما قد أمرا
بحر العلوم الحسن البصري عن - خير الورى وصفاً وذاتا وسنن
صلى الله ثم سلما - وآله والصحب ما غيث همى
الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية ج 4 , ص 385
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:07 م]ـ
قال رحمه الله: وينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب أو دفع مهروب, أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات فيكون على يقين من نفع دعائه , وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها فإنه يجذب القلب إلى الله وتلجئه حالته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة.
ومن كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط, كحال أكثر الناس فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم , وفي مثل هذا فاليتنافس المتنافسون.
هذا ومن ثمرات العلم النافع فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائلة جميلة , لو عرفوها لقصدوها , ولو شعروا بها لتوسلوا إليها والله الموفق.
الفتاوى السعدية ص15.(39/428)
هل حج الانبياء؟
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[14 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سأل أحد الأشخاص هل حج الأنبياء من بعد سيدنا إبراهيم بما انهم مسلمين كما ذكر القرآن؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 05:41 م]ـ
= حج إبراهيم عليه السلام
عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أتى إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه وسلامه المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرطهما.
" صحيح الترغيب " (1156).
وعن عمرو بن عبد الله بن صفوان أن يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفا بعرفة مكانا بعيدا من الموقف فأتانا ابن مِرْبَع الأنصاري فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم عليه السلام.
رواه أصحاب السنن الأربعة، وصححه الألباني.
= حج الأنبياء
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال أي واد هذا فقالوا هذا وادي الأزرق قال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية – المرتفع من الأرض - وله جؤار – صوت مرتفع - إلى الله بالتلبية ثم أتى على ثنية هَرْشى – جبل قريب من الجحفة - فقال أي ثنية هذه قالوا ثنية هرشى قال كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة – كثيرة اللحم - عليه جبة من صوف خطام ناقته خُلبة – ليف - وهو يلبي.
رواه – تاما – مسلم (166).
قال النووي:
قال القاضي عياض رحمه الله: أكثر الروايات في وصفهم تدل على أنه صلى الله عليه وسلم رأى ذلك ليلة أسري به وقد وقع ذلك مبينا في رواية أبي العالية عن ابن عباس , وفي رواية ابن المسيب عن أبي هريرة , وليس فيها ذكر التلبية. قال: فإن قيل كيف يحجون ويلبون وهم أموات وهم في الدار الآخرة وليست دار عمل فاعلم أن للمشايخ وفيما ظهر لنا عن هذا أجوبة:
أحدها: أنهم كالشهداء بل هم أفضل منهم والشهداء أحياء عند ربهم فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا كما ورد في الحديث الآخر وأن يتقربوا إلى الله تعالى بما استطاعوا لأنهم وإن كانوا قد توفوا فهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدتها وتعقبتها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل.
الوجه الثاني: أن عمل الآخرة ذكر ودعاء قال الله تعالى {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام}.
الوجه الثالث: أن تكون هذه رؤية منام في غير ليلة الإسراء أو في بعض ليلة الإسراء كما قال في رواية ابن عمر رضي الله عنهما " بينا أنا نائم رأيتني أطوف الكعبة " وذكر الحديث في قصة عيسى صلى الله عليه وسلم.
الوجه الرابع: أنه صلى الله عليه وسلم أري أحوالهم التي كانت في حياتهم ومثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا وكيف حجهم وتلبيتهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (كأني أنظر إلى موسى , وكأني أنظر إلى عيسى , وكأني أنظر إلى يونس عليهم السلام.
الوجه الخامس: أن يكون أخبر عما أوحي إليه صلى الله عليه وسلم من أمرهم وما كان منهم وإن لم يرهم رؤية عين.
هذا آخر كلام القاضي عياض رحمه الله.
والله أعلم.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:21 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 02:23 م]ـ
للرفع والفائدة ..(39/429)
كان أبو الدرداء يأخذ بلحيته ويقول برح الله اللحى متى الراحة منها هل هو ثابت؟
ـ[عارف]ــــــــ[14 - 01 - 05, 05:45 م]ـ
في الزهد لهناد1/ 71
58 حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن سنان عن عروة اللخمي عن أبي الدهماء قال كان أبو الدرداء يأخذ بلحيته ويقول برح الله اللحى متى الراحة منها قال فقيل متى الراحة منها قال إذا دخلنا الجنة
فهل هذا ثابت، وما دلالته؟
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الحبيب عارف:
أما الأثر ففي إسناده ضعف فيزيد بن سنان هو التميمي الجزري الرهاوي ضعيف.
ولم أر هذا الأثر من غير طريقه، والأئمة يتساهلون في رواية ما هذا موضوعه.
أما عن دلالته:
فهو من اشتياق أبي الدرداء للجنة رضي الله عنه، حيث أنه قد ثبت في الحديث - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى أن أهل الجنة جرد مرد أي ليست لهم لحية إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
فكأن أبو الدرداء رضو ان الله عليه يقول متى ترتفع هذه اللحية عن وجهي ولن ترتفع إلا إذا كنت في جنة ربي، انظر إلى هذا القلب المتوهج المشتاق إلى الله تعالى وجنته، فرضي الله عن أبي الدرداء وعن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وحشرنا وإياكم أخي عارف معهم آمين.
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:19 م]ـ
أريد آثاراً عن الصحابة والتابعين عن أخذهم من اللحية .........
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب المحترم أبي عبد الرحمن رضي الله عنه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كأني ما فهمت قصدكم من سؤالكم الكريم، وهل هو ابتداء مشاركة جديدة خارجة عن أصل الموضوع المطروح، أم انه استدراكا وتعقيبا على المشاركة السابقة مني.
فإن كانت الأولى: فهذا موضوع كبير أظنه يستوفى في موضوع الردود على الشيخ: عبد الله بن يوسف الجديع ولا صلة له ببحثي أنا وأخي الحبيب عارف.
أما إن كانت الثانية: فأظنك أخي الحبيب فهمت أثر أبي الدراداء خطأ بارك الله تعالى فيكم، فالمقصود بالأخذ هنا ليس الأخذ أي القص أو التقصير وإنما المقصود أخي: أي يأخذها بيده كما كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأخذ لحيته ويبكي ويقول: يا دنيا غري غيري طلقتك ثلاثا ... إلى آخر كلامه رضوان الله عليه.
وكذا ما جاء عن كثير من السلف رحمهم الله تعالى أنهم عند الإستعبار يأخذون باللحية يقبضون عليها ويخاطبون أنفسهم إما معاتبين على التقصير أو متمنين بلوغ طاعة الرب تقدس وتعالى في عليائه.
وفرق بين قول القائل يأخذ من لحيته أو يأخذ بلحيته فالباء هنا تفيد الملاصقة كقولك أخذت بزيد، أما أخذت من زيد فأمر آخر، وكذا قولك يأخذ بزيد أو بيد زيد وقوله يأخذ من زيد.
بلو لو قال قائل أن الأثر يدل على حرمة حلق اللحية لو كان أبو الدرداء يعدها ثقلا ما أبعد فكونه لا يتجرأ على الأخذ منها حتى يدخل الجنة يدل دلالة خفية على حرمة الحلق أو التقصير والله تعالى أعلم.
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.
والسلام عليكم
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 01 - 05, 10:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخ أبو منذر,
بارك الله فيك هناك آثار عن الصحابة والسلف كانوا يأخذون من لحيتهم بمعنى كانوا يقصرونها ..
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:01 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب أبي عبد الرحمن:
أهذا استفسار أم تقرير؟ لم أفهم؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:04 ص]ـ
كنت طلبت من أي أحد على المنتدى أن يأتيني بالآثار عن الصحابة والتابعين الذين كانوا يأخذون من لحيتهم ولكن لم يأتني أحد بها فوجدتها والحمد لله ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25816
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[16 - 01 - 05, 07:59 م]ـ
أخي أبو عبد الرحمن:
السلام عليكم:
وإذ قد اتفقنا على أن أثر أبي الدرداء رحمه الله تعالى لا صلة له ببحثنا، فهذه فتوى من الشيخ صالح الأسمري حفظه الله تعالى في مسألة الأخذ من اللحية أسأل الله أن تفيدكم فسئل جزاه الله خيرا عن حكم الأخذ من اللحية؟
الجواب:
للأخذ صورتان:
أما الأولى: فأخذُ ما زاد عن قبضة اليد من اللحية، فهذه جائزة عند الفقهاء، ووقع بها عمل السلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/430)
خرَّج عبد الرزاق في " المصنف " عن الحسن البصري - يرحمه الله - أنه قال: (كانوا يُرخصون فيما زاد على القبضة من اللحية أن يؤخذ منها). وفيه عن أبي زرعة - يرحمه الله - أنه قال: (كان أبو هريرة يقبض على لحيته ثم يأخذ ما فَضُل منها).
وفيه عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ ما فوق القبضة. وعند أبي داود عن مروان بن سالم أنه قال: (رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف).
غير أنه اختُلف أيهما أولى: الأخذ، أم عدمه؟ قولان:
أولهما: استحباب أخذ ما زاد عن القبضة، وهو مذهب الحنفية.
قال في "البحر الرائق ": (قال أصحابنا: الإعفاء تركها حتى تكث وتكثر، والقص سنة فيها؛ وهو أن يقبض الرجل لحيته، فما زاد منها على قبضة قطعها. كذلك ذكر محمد في كتاب (الآثار) عن أبي حنيفة قال: وبه نأخذ) أ. ه.
والثاني: ترك الأخذ أولى: وهو مذهب الحنابلة في آخرين. جاء في مسائل أحمد رواية ابن هانئ:: سألت أبا عبد الله عن الرجل يأخذ من عارضيه! قال: يأخذ من اللحية ما فضُل عن القبضة) أ. ه. المراد.
وفي " المستوعب ": (ولا يقبض من لحيته إلا ما زاد على القبضة إن أحب، والأولى ألا يفعله) أ. ه.
وفي " غاية المنتهى ": «وإعفاء لحية، وحرَّم الشيخ حلقها، ولا يُكره أخذ ما زاد على قبضة» أ. ه، المراد. وبه جزم شيخ الإسلام - يرحمه الله - في " شرح العمدة " حيث قال: «وأما إعفاء اللحية فإنه يترك، فلو أخذ ما زاد على القبضة لم يكره. نصَّ عليه». أ. ه.
والقول الثاني هو المختار وعليه الجمهور.
قال العراقي في " طرح التثريب ": ((الجمهور على أن الأولى ترك اللحية على حالها. وأن لا يُقطع منها شيء. وهو قول الشافعي وأصحابه)) أ. ه.
وقال النووي في " شرح مسلم ": ((والمختار ترك اللحية على حالها، وألا يُتعرض لها بتقصير شيء أصلاًَ)) أ. ه. وفي " الإنصاف ": ((ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة. ونصُّه - أي: أحمد -: لا بأس بأخذ ذلك، وأخذ ما تحت حلقه. وقال في " المستوعب ": ((وتركه أولى، وقيل: يكره. وأطلقها ابن عبيدان)) أ. ه.
وبمثله في " شرح المنتهى " لابن النجار.
وفي " التوضيح": ((وله أخذ ما زاد على قبضة وما تحت حنك وتركه أولى)) أ. ه.
والدليل في ذلك أحاديث، ومنها ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى)).
تنبيه:
جاء في " الإحياء " للإمام أبي حامد الغزالي قوله: «وقد اختلفوا فيما طال منها، فقيل: إن قبض الرجل على لحيته وأخذ ما فضل عن القبضة فلا بأس. فقد فعله ابن عمر وجماعة من التابعين.
واستحسنه الشعبي وابن سيرين.
وكرهه الحسن وقتادة وقالا: تركها عافية أحب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أعفوا اللحى)) والأمر في هذا قريب إن لم ينته إلى تقصيص اللحية وتدويرها على الجوانب، فإن الطول المُفرط يُشوِّه الخِلقة، ويطلق ألسنة المغتابين بالنبذ إليه، فلا بأس بالاحتراز عنه على هذه النية.
وقال النخعي: عجبتُ لرجل عاقل طويل اللحية كيف لا يأخذ من لحيته ويجعلها من لحيتين، فإن التوسط في كل شيء حسن؛ ولذلك قيل: كلما طالت اللحية تشمر العدل)) أ. ه.
إلا أنه يُشكل على عزو الكراهة إلى الحسن وابن سيرين: ما أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " حيث فيه: حدثنا وكيع عن أبي هلال قال: سألت الحسن وابن سيرين فقالا: (لا بأس أن تأخذ من طول لحيتك).
وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": ((وكان الحسن يأخذ من طول لحيته، وكان ابن سيرين لا يرى بذلك بأساً)). أ. ه.
وتقدُّم ابن عبد البر في معرفة الآثار والخلاف في الفقه مشهور يقول الحافظ الحميدي في " جذوة المقتبس ": ((أبو عمر - أي: ابن عبد البر - فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف في الفقه، وبعلوم الحديث والرجال)) أ. ه المراد.
وكراهة أخذ ما زاد عن القبضة حكاه بن أبي عمر في " الشرح الكبير " وجهاً عند الحنابلة، حيث قال: ((وهل يُكره أخذُ ما زاد على القبضة؟ فيه وجهان:
أحدهما: يكره، لما روى ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى» متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/431)
والثاني: لا يُكره، يُروى ذلك عن عبد الله بن عمر. فروى البخاري قال: ((كان عبد الله بن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه)) أ. ه.
والمعتمد أنه قول في المذهب وليس وجهاً قرره جماعة، ومنهم المرداوي في " الإنصاف " وابن النجار في " شرح المنتهى ".
وحكاه الطبري قولاً إلا في حج وعمرة، قال ابن حجر في " فتح الباري ": ((حكى الطبري اختلافاً فيما يؤخذ من اللحية: هل له حدٌّ أم لا؟ قال: وكره آخرون التعرض لها إلا في حج أو عمرة)) أ. ه. المراد.
وقال عياض في " شرح مسلم ": ((ومنهم من حدَّدَ، فما زاد على القبضة فيزال، ومنهم من كره الأخذ إلا في حج أو عمرة)) أ. ه.
ويستدل لذلك بنحو ما جاء عن ابن عمر، حيث خرَّج البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق ابن أبي رواد عن نافع أن ابن عمر كان إذا حلق في الحج أو العمرة قبض على لحيته ثم أمر فسوى بين أطراف لحيته فيقطع ما زاد على الكف.
وفي "البخاري " عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خالفوا المشركين، وفّروا اللحى، وأحفوا الشوارب)).
وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه.
ولكن يجاب عن ذلك بما ذكره ابن حجر في "الفتح " بقوله: ((والذي يظهر أن ابن عمر كان لا يخص هذا التخصيص بالنسك، بل كان يحمل الأمر بالإعفاء على غير الحالة التي تتشوه فيها الصورة بإفراط طول شعر اللحية أو عرضه)) أ. ه.
ويؤكد ذلك ويُفسّره ما خرجه مالك في "الموطأ" عن نافع عن ابن عمر كان إذا أفطر عن رمضان وهو يريد الحج لم يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً حتى يحج.
تنبيه:
قال عياض في " شرح مسلم ": ((ويكره الشهرة في تعظيمها وتحليتها كما تُكره في قصها وجزها)) أ. ه.
ويؤخذ من اللحية عند طول مُستهجن، وهو مذهب مالك - كما في " التمهيد " وفي " المنتقى " للباجي.
ومذهب أحمد في آخرين كذلك - كما في " الإنصاف"، وفي "كشاف القناع" - قال الطبري - كما في " الفتح ": ((إن الرجل لو ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها لعرض نفسه لمن يسخر به)) أ. ه. وفي " أنه رأى رجلاً قد ترك لحيته حتى كبرت، فأخذ منها.
وفي عمدة القاري ": ((ورُوي عن عمر يجذبها ثم قال: ائتوني بجلمتين، ثم أمر رجلاً فجزّ ما تحت يده.
ثم قال: اذهب فأصلح شعرك أو أفسده؛ يترك أحدكم نفسه حتى كأنه سبع من السباع)) أ. ه. المراد.
وخرّج أبو داود في " المراسيل " عن عثمان بن الأسود أنه سمع مجاهداً يقول: ((رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً طويل اللحية، فقال: لم يُشوه أحدكم نفسه؟!)).
وأما الثانية: فأخذ ما دون القبضة وأقل. فهذه تأتي على صورتين أيضاً:
أما الأولى: فأخذ ما تطاير من شعر اللحية وشذ،فهذه جوّزها مالك وغيره. قال القرطبي في " المفهم ": ((لا يجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قص الكثير منها.
فأما أخذ ما تطاير منها وما يُشوه ويدعو إلى الشهرة طولاً وعرضاً فحسنٌ عند مالك وغيره من السلف)) أ. ه.
وقال عياض: في " شرح مسلم ": ((وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن، ويكره الشهرة في تعظيمها وتحليتها كما تُكره في قصها وجزها)) أ. ه.
والرواية عن مالك في ذلك مشهورة، قال الباجي في " المنتقى ": ((روى ابن القاسم عن مالك (لا بأس أن يؤخذ ما تطاير من اللحية) قيل لمالك فإذا طالت جداً؟ قال: أرى أن يؤخذ منها وتقص)) أ. ه.
وفسَّر ذلك صاحب " الفواكه الدواني " بقوله: ((وحكم الأخذ الندب؛ (فلا بأس) هنا - أي الرواية - هو خير من غيره، والمعروف لا حدَّ للمأخوذ، وينبغي الاقتصار على ما تحسن به الهيئة)) أ. ه.
ومما يُستدل به على ذلك ما خرّجه البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث جابر بن عبد الله أنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً مجفل الرأس واللحية، فقال: ((علام شوَّه أحدكم أمس)) قال: وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى لحيته ورأسه. يقول: خذ من لحيتك ورأسك) وذكر ابن عبد البر في " التمهيد " عن إبراهيم قوله: (كانوا يأخذون من جوانب اللحية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/432)
وأما الثانية: فالأخذ مطلقاً دون حلق، ففيه قولان مشهوران للفقهاء حكاهما جماعة، ومنهم ابن عبد البر في " التمهيد " حيث قال: ((واختلف أهل العلم في الأخذ من اللحية، فكره ذلك قوم وأجازه آخرون)) أ. ه. المراد.
ومما يُستدل لجواز الأخذ ما خرّجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها.
وخرّج ابن أبي شيبة في " المصنف " من طريق ابن طاووس عن سماك بن زيد أنه قال: ((كان علي يأخذ من لحيته مما يلي وجهه)).
تنبيه:
لهذه الصورة من مسألة الأخذ تعلق بفروع سبقت، لخَّصها ابن حجر في " الفتح "بقوله: ((حكى الطبري اختلافاً فيما يؤخذ من اللحية: هل له حد أم لا؟ فأسند عن جماعة الاقتصار على أخذ الذي يزيد منها على قدر الكف , وعن الحسن البصري أنه يؤخذ من طولها وعرضها ما لم يفحش.
وعن عطاء نحوه قال: وحمل هؤلاء النهي على منع ما كانت الأعاجم تفعله من قصها وتخفيفها.
قال: وكره آخرون التعرض لها إلا في حج أو عمرة. وأسند عن جماعة واختار قول عطاء)) أ. ه. المراد.
فائدة:
ذهب الطبري إلى وجوب قص اللحية والأخذ منها حكاه عنه العيني في " عمدة القاري "، وفيه قول الطبري: ((أن اللحية محظور إعفاؤها، وواجب قصها على اختلاف من السلف في قدر ذلك وحده)).
ويؤيد مذهب الطبري ظاهر ما أخرجه الخلال في: " الترجل " من طريق سفيان أنه قال: حدثنا ابن طاووس أنه قال: ((كان أبي يأمرني أن آخذ من هذا - وأشار إلى بطن لحيته -)) إلا أن المعروف عن طاووس عدم الوجوب، فقد خرّج ابن أبي شيبة في: " المصنف " عن ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان يأخذ من لحيته ولا يوجبه.
وصلٌ: مضى أن المختار عدم الأخذ. وإبقاء اللحية كثة كثيرة هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خرّج مسلم في " الصحيح " من حديث سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادَّهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية)) الحديث.
وعند النسائي من حديث أبي إسحاق عن البراء قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعاً، عريض ما بين المنكبين، كث اللحية) الحديث.
فائدة:
قال الطيبي في " شرح المشكاة " عن الأخذ من اللحية: ((هذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم: ((أعفوا اللحى))؛ لأن المنهي هو قصُّها كفعل الأعاجم، أو جعلها كذنب الحمام، فالمراد بالإعفاء التوفير منه، كما في الرواية الأخرى - أي رواية: ((وفروا اللحى)) والأخذ من الأطراف قليلاً لا يكون من القص في شيء)) أ. ه.
وقال السندي في " حاشية على النسائي ": ((المنهي قصها - أي: اللحية - كصنع الأعاجم، وشعار كثير من الكفرة، فلا ينافيه ما جاء من أخذها طولاً وعرضاً للإصلاح)) أ. ه.
وقال أبو الوليد الباجي في: " المنتقى ": ((ويحتمل عندي أنه يريد أن تعفى من الإحفاء؛ لأن كثرتها ليس بمأمور بتركه)) أ. ه. تمت
أسأل الله لكم الإفادة يا أبا عبد الرحمن.
والسلام عليكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 08:33 م]ـ
بارك الله فيكم
هذا الموضوع بحث في الملتقى
ما عليك سوى ادخال كلمة اللحية
وستجد عشرات الموضوعات (ولاتقل المواضيع) ((لان جمع موضوع موضوعات) حول اللحية
فأحسب أنه لاداعي لفتح موضوعات جديدة
طبعا عندكم عذر لأنكم أعضاء جدد نسبيا
وحياكم الله
رسالة (للادارة والاشراف): معذرة تدخلت في أمر يخصكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 10:28 م]ـ
خطأ(39/433)
هذا الشاخص الذي في حوض الجمرات ما أصله؟ ومتى وضع؟ وهل شكل الحوض وسعته توقيفي أولا؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:03 م]ـ
*هذا الشاخص الذي في حوض الجمرات ما أصله؟
ومتى وضع؟
وعلى أي أساس كان وضعه؟
*وهل شكل الحوض وسعته توقيفي أولا؟
من يفيدنا من الأخوة
وجزاكم الله خيرا,,,,,,,,
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:15 م]ـ
هل بحثت هذه المسألة في الملتقى قبل هذا؟؟؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:37 ص]ـ
من أسباب طرح هذه المسألة أنه حصلت في هذه السنة تغييرات لشكل الحوض والشاخص,
فهل يفيدنا أحد الأخوة؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:53 ص]ـ
قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله:
بقي مكان الرمي طوال القرون الماضية غير محاط بشيء ولا معلم عليه بشيء وفي عام 1292هـ وضع شبك حديدي لمنع الزحام وذلك بفتوى من بعض علماء مكة فاعترض على هذا العمل بعض العلماء وأشدهم اعتراضا الشيخ علي باصبرين عالم جدة وقال: إن هذا الشبك يوهم بأن ما وراءه كله مرمى فأزيل ووضع الحائط المحيط بالجمرات الآن وذلك في عام 1293
توضيح الأحكام 3/ 358
وقال الشيخ سلمان العودة حفظه الله:
ما هو موضع الرمي؟ هو مجتمع الحصى الذي تتكوم فيه الجمار، سواء الحوض أو ما يحيط به مما تكون فيه الأحجار، والحوض لم يكن في عهد النبوة, ولا الخلفاء الراشدين، وقد اختلف في وقت بنائه، هل كان في عهد بني أمية، أو بعد هذا، وقد كتب فيه المتخصصون ... وهنا يقول الإمام السرخسي الحنفي في (المبسوط ج4/ص67): فإن رماها من بعيد فلم تقع الحصاة عند الجمرة فإن وقعت قريباً منها أجزأه; لأن هذا القدر مما لا يتأتّى التّحرز عنه خصوصاً عند كثرة الزحام, وإن وقعت بعيداً منها لم يجزه. وهذا كلام نفيس؛ خصوصاً في هذه الأيام التي تحول رمي الجمار فيها إلى مشكلة عويصة، وقلّ عام إلا ويسقط العشرات، بل المئات تحت الأقدام صرعى، وينقلون جثثاً هامدة! وهذا عار يلحقنا جميعاً نحن المسلمين, ويجب علينا حكاماً وعلماء وعامة أن نجاهد في سبيل تلافيه وتداركه ...
ولست أدري كم يلزم أن يموت من المسلمين حتى نستيقظ ونتفطن ونغار على أرواحهم ونضع الأمر في نصابه؟! فما بال أقوام يغارون على فرعيات جرى الخلف فيها ... ويغمضون عن كليات جرى الجور عليها.
إن موت المسلم عند الله عظيم، فكيف في مثل هذه المواضع المباركة التي يأمن فيها الطير!
وعبد الله بن عمر يقول رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالكعبة ويقول: (مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا). رواه ابن ماجه، وقَالَ: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ). رواه النسائي والترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
أفلا ترى – أخي المفتي – أن الحفاظ على الدماء وعلى حياة الناس أولى بالرعاية وأحق بالتذمم؟!
ولم يتفاخر قوم أن قد رمينا وأيدينا على الحوض!
أفرمى النبي صلى الله عليه وسلم ويده على الحوض؟
في أي كتاب هذا؟!! ولم يكن يومئذ حوض كما ذكرنا.
ومقصد الرمي ظاهر كما في قول عائشة: إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْىُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ.
فأين مِن ذكر الله مَن هو مشغول بنفسه, وطالب لنجاته في وسط طوفان من الناس, ماجوا وهاجوا واختلطوا, حتى لا يملك الواحد منهم من أمر نفسه شيئاً، وتحتهم أكوام من الحذاء والملابس والحجارة ... والجثث أحياناً, ولا حول ولا قوة إلى بالله؟!
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=64&catid=38&artid=4981
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 09:45 ص]ـ
في كلام الشيخ الفاضل سلمان العودة - حفظه الله في الرباط أعلاه عدة أمور هي محل بحث ونظر
أذكر بعضا منها
1/ قال الشيخ في رمي الجمار (وهو سنة في إحدى الروايات عن مالك)
السؤال ما معنى سنة في اصطلاح مالك
وبدون الرجوع إلى كتب المالكية
قال ابن حجر (وعند المالكية سنة مؤكدة فيجبر)
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/434)
لااختلاف (عند المالكية فيما أعلم) في أن ترك الرمي مطلقا يوجب الدم
اذا اطلاق كلمة (سنة) دون بيان مذهب مالك فيه وهو وجوب الدم فيه ما فيه
وهذا أمر معروف لدى المالكية
قال ابن رشد الحفيد حين كلامه عن حكم تأخير الرمي إلى الليل
(وعمدة مالك أن ذلك الوقت المتفق عليه الذي رمى فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو السنة
ومن خالف سنة من سنن الحج فعليه دم)
انتهى (ذكرت هذا لبيان معنى كلمة (سنة) عند المالكية)
فاذا لااختلاف عن مالك في وجوب الدم على من ترك الرمي
قال الباجي - رحمه الل حين ذكره موجبات الحج
(وَرَمْيِ الْجِمَارِ كُلِّهَا عَلَى الْمَشْهُورِ مِنْ الْمَذْهَبِ أَوْ رَمْيِ الْجِمَارِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ مَذْهَبِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ)
ويقصد أن ابن الماجشون يرى أن رمي جمرة العقبة ركن من أركان الحج
فلايجوز بعد هذا أن نقول أن مالك قال سنة ونطلق فهذا قد يحسب منه غير الخبير
أن ترك الرمي لايوجب الدم على هذه الراوية
قال ابن رشد الجد
(مثل قوله في المدونة إن من ترك الجمار لعذر أو نسيان أو عمد حتى ذهبت أيام منى أنه يهدي ولم يختلف قوله في ذلك كما اختلف إذا ترك رمي يوم فرماه في الليل وفيما بقي منها انتهى)
من مواهب الجليل
---------
قال الشيخ سلمان - وفقه الله
من ذلك
(كذلك قول ابن عمر رضي الله عنه في رواية البخاري:"إِذَا رَمَى إِمَامُكَ فَارْمِ" لمن سأله عن وقت الرمي، ولو كان المتعين عنده الرمي بعد الزوال لبيّنه للسائل)
هذا لهو الدليل على اعتبار الوقت فالامام كان يرمي بعد الزوال وكان الناس ينتظرون رميه
قال الباجي
(وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ كَانَ إذَا كَبَّرَ بِمِنًى بَعْدَ الزَّوَالِ حَسَرَ النَّاسُ الْأَمْتِعَةَ لِرَمْيِ الْجِمَارِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ يَقْصِدُ ذَلِكَ لِيَتَأَهَّبَ النَّاسُ لِرَمْيِ الْجِمَارِ إذْ كَانَ رَمْيُهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ وَقَبْلَ الْأَذَانِ لَهَا وَلَعَلَّهُ كَانَ يَزِيدُ فِي الْإِعْلَانِ بِهِ عِنْدَ الزَّوَالِ حَتَّى يَتَّصِلَ التَّكْبِيرُ إلَى مَكَّةَ فَيَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّ عُمَرَ قَدْ خَرَجَ لِرَمْيِ الْجِمَارِ فَيَتَذَكَّرُونَ حِينَئِذٍ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى وَيَغْتَنِمُونَ الدُّعَاءَ حِينَ دَعَا النَّاسُ بِمِنًى رَجَاءَ أَنْ تَنَالَهُمْ بَرَكَتُهُ)
فكيف يستدل بهذا الأثر على جواز تقديم الرمي عن الزوال
بل في الأثر اشارة الى أن وقت الرمي يبدأ بعد الزوال وهو الوقت الذي يرمي فيه الامام
وكان الناس يتبعون الامام
فليس في هذا الأثر دليل على جواز التقديم
--------
قال الشيخ - وفقه الله
(وأما رمي الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعد الزوال فهو بمثابة وقوفه بعرفه بعد الزوال إلى الغروب، ومن المعلوم أن الوقوف لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوف أيضاً، ولو كان الرمي قبل الزوال منهياً عنه لبيَّنه النبي – صلى الله عليه وسلم - بياناً شافياً صريحاً حينما أجاب السائل الذي سأله عن رميه بعدما أمسى، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز)
هذا الذي أورده الشيخ هو الدليل الذي يستدل به من يقول بالتوقيت
ماذا يقول العلماء في وقت الوقوف بعرفة
يقولون لو أن رجلا لم يقف بعد الزوال فحجه غير صحيح
التوقيت أتى من وقوف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فكيف يستدل بهذا على أن لاعلاقة له بالتوقيت
فالاستدلال هنا بالبداية لابالنهاية
فبداية وقت الوقوف الواجب بعرفة من بعد الزوال
وكذا بداية وقت الرمي في أيام التشريق بعد الزوال
هذا وجه كلام الجمهور
فكيف يستدل به على خلاف قولهم
وماعلاقة نهاية الوقت بذلك
يتبع بإذن الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:44 م]ـ
هنا أمر أحب أن أشير إليه
حج بدون مشقة ولازحام لايمكن ولايتصور
الحج مشقة وجهاد وتعب ونصب
الزحام في الحج من عصر الخلفاء الراشدين بل من عصر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ففي حجة الوداع حج معه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألوف من الصحابة رضوان الله عليهم
والتيسير في الزحام مطلوب وقديم
عند أبي بكر بن أبي شيبة في مصنفه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/435)
(حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: يقف الانسان عشية عرفة بعدما يدفع الامام حتى يذهب زحام الناس؟ قال: لا بأس به)
ورمي الجمار والطواف كل ذلك من أماكن الزحام
والتيسير مطلوب ولكن العالم الذي رأى أن طواف القدوم سنة رأى أن طواف الوداع واجب
والذي رأى طواف الوداع سنة رأى طواف القدوم واجب
وهكذا
وهذا من فوائد التقيد بمذهب معين من المذاهب المعتبرة
نعم يأخذ الانسان بالرأي الراجح وبالتيسير في مسائل صح فيها الدليل أو وجدت المشقة فيها
أما أن يحج الانسان حجة ليس فيها طواف قدوم ولا طواف وداع ويطواف طواف الافاضة في شهر محرم ولايرمي الجمار وولايبيت بمزدلفة أو يمر منها مرور ويأتي عرفة قبل الفجر بدقيقة
ولايبيت بمنى ويلبس كل ما رخص فيه ولو فقيه واحد ويأخذ بأيسر الأقوال في كل مسألة
ولايحرم من الميقات
سبحان الله
رمي الجمار من ذكر الله (جل وعلا) والزحام فيها قديم قدم التاريخ
هذا حديث الأجيال وهو مكتوب في الكتب ومعروف
وليس هو بالأمر الحادث الجديد
من أيام عمر رضي الله عنه
والزحام في مكة شرفها الله أيام الحج
أمر متوقع وموجود
وهذا مجاهد يفسر بكة ب
فهذه سنة قديمة بمكة شرفها الله
فهذه شعيرة من الشعائر
واما حدوث وفيات فهذا أيضا قديم جدا وليس بالأمر الحادث
كل هذه الأمور قديمة
صحيح أن المسلمين بحاجة الى أن يتعلموا النظام
ومهما نظموا فالزحام لابد منه
ففي السنة الحالية سوف ينظمون واحسب ان حجاج ايران يرمون ليلة العاشر
45% من حجاج ايران يرمون ليلة العاشر
طيب
كم عدد حجاج ايران؟ 45% نسبة كبيرة
كيف سيكون رمي الجمار منتصف ليلة العاشر للضعفة ومرافيقهم بعد هذا
يصبح الرمي ليلة العاشر زحام
لماذا
بسبب الترتيب الجديد
الليل والذي كان في الماضي أفضل وقت لرمي النساء
الليل للاتراك
تخيل عدد الحجاج الأتراك
اذا في الليل زحمة
اليوم الأخير لحجاج أندونيسيا
تخيل حتى لو تأخرت الى يوم الثلاث عشر ستجد حجاج اندونيسيا
وأردت أن تجمع رمي الأيام الى اليوم الأخير منه
ستجد زحام
اذا ماذا حدث
الذي حدث أو الذي سيحدث هو توزيع الزحام ليس الا
فبدلا من أنه كان هناك أوقات أخف بكثير من أوقات الذرورة يصبح الزحام على طول اليوم
اذا المشكلة مازالت باقية
اذا لابد من البحث عن حلول عملية لهذا الأمر
فلايمكن أن نلغي هذه الشعيرة كما اننا لايمكن أن نلغي الطواف بالبيت مثلا
ماذا فعلنا في الطواف وسعنا المطاف ثم بنينا الدور الأول والثاني
ثم وسعنا المطاف مرة أخرى (التوسعة الأخيرة)
انظر كيف اختلف الأمر عن السنين الماضية
انظر اذا لابد من البحث عن حلول عملية لهذا الأمر
اذ الحج شعيرة من الشعائر
مثال المبيت بمنى
لابد من البحث عن حلول عملية لهذا الأمر لايمكن أن نقول لربع الحجاج اتركوا المبيت بمنى
لانكم لن تجدوا أماكن
لابد من البحث عن أماكن لهم
العلماء ما اشترطوا في المبيت شروط تعجيزية ولاأن يبيت الانسان في بيت فخم مثلا
بل موضع يبيت فيه كما يبيت المسافر لاكما يبيت المقيم
فينبغي النظر في هذا الأمر
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:11 م]ـ
جزاكما الله خير على هذه الإفادات,
هل من مزيد؟
ثم هل يرى الإخوة أن الأفضل إزالة الشاخص ,لوجود بعض المفاسد المترتبة عليه , مثل اعتقاد البعض وجوب إصابة الشاخص كما هو الواقع؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:53 م]ـ
(وله أن يرمي قبل الزوال في سائر الأيام، وهو منقول عن ابن عباس عند ابن أبي شيبة, وعن ابن الزبير عند الفاكهي، وقول طاووس وعطاء في إحدى الروايتين عنه، ومحمد الباقر،)
فائدة
تحقيق القول في نسبة هذا المذهب
في مصنف ابن أبي شيبة
(حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: رمقت ابن عباس رماها عند الظهيرة قبل أن تزول)
ابن أبي شيبة معروف بالاختصار وكذا وكيع
قال ابن عبدالبر
(مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول من غربت له الشمس من أوسط أيام التشريق وهو بمنى فلا ينفرن حتى يرمي الجمار من الغد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/436)
قال أبو عمر إنما قال ذلك لأن من غربت له الشمس بمنى لزمه المبيت بها على سنته فإذا أصبح من اليوم الثالث لم ينتظر حتى يرمي لأنه ممن تعجل في يومين فإن أقام حتى تزول الشمس رمى الرمي على سنته في تلك الأيام وقد رخص له أن يرمي في الثالث ضحى وينفر
ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج عن بن أبي مليكة قال رأيت بن عباس يرمي مع الظهيرة أو قبلها ثم يصدر
قال وأخبرنا معمر عن أبيه قال لا بأس بالرمي يوم النفر ضحى
)
انتهى
وقال في موضع آخر
(مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول لا ترمى الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس
قال أبو عمر هذه سنة الرمي في أيام التشريق عند الجميع لا يختلفون في ذلك
واختلفوا إذا رماها قبل الزوال في أيام التشريق فقال جمهور العلماء من رماها قبل
الزوال أعاد رميها بعد الزوال
وهو قول مالك والشافعي وأصحابهما والثوري وأحمد وأبي ثور وإسحاق
وروي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال رمي الجمار من طلوع الشمس إلى غروبها
)
انتهى
فهذا وجه فعل ابن عباس رضي الله عنهما وكذا وجه قول طاوس
وأما عطاء
ففي مصنف ابن أبي شيبة
(حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: لا ترمي الجمرة حتى تزول الشمس فعاودته في ذلك فقال ذلك)
وأما الرواية الأخرى فغير صريحة اضافة الى أن في اسناده مقال
ويمكن حمل الراوية الأخرى على مذهب ابن عباس رضي الله عنهما
وأما الراوية عن ابن الزبير
ففي مصنف ابن أبي شيبة
() حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: رأيت ابن الزبير وعبيد بن عمير يرميان الجمار بعد ما زالت الشمس.)
وهذا اسناد قوي
وفي قول ابن عمر رضي الله عنهما (لا ترمى الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس)
التنبيه على أن قول ابن عمر السابق (إِذَا رَمَى إِمَامُكَ فَارْمِ) لايمكن أن يستدل به على أن لاتوقيت للرمي
تنبيه
في الفتح (وخالف فيه عطاء وطاوس فقالا:يجوز قبل الزوال مطلقا ورخص الحنفية في الرمي في يوم النفر قبل الزوال وقال إسحق: إن رمى قبل الزوال أعاد إلا في اليوم الثالث فيجزئه)
انتهى
فهم الشيخ الزرقا من قوله (اليوم الثالث) اليوم الثاني (12 ذي الحجة)
قال الشيخ
(وقال إسحاق:إن يوم النفر الأول (وهو الثالث) هو كالرابع يبدأ الوقت فيه لأجل الرمي من الفجر أيضا تسهيلا لمن يريد النفر فيه (كما في نيل الأوطار)
انتهى (وما بين الأقواس من كلام الشيخ)
وهذا فيه نظر
قول ابن حجر (في قول إسحاق الا في اليوم الثالث فيجزئه) يقصد يوم 13 ذي الحجة
ولايقصد به يوم 12 ذي الحجة كما فهمه الشيخ رحمه الله
والله أعلم
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:25 م]ـ
أرجوا أن لا تخرج المشاركات عن موضوع السؤال,
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:53 م]ـ
أخي الحبيب التميمي وفقه الله
سامحني إن كنت قد خرجت عن الموضوع
ولك أن تطالب المشرف بحذف ما كتب أعلاه
فالموضوع موضوعك
بارك الله فيك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 01 - 05, 07:25 م]ـ
إن كان كذلك فأرجو من شيخنا الحبيب ابن وهب أن يتابع تعليقاته في موضوع آخر، فهي قيمة جدا ولا يستغنى عنها
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 01 - 05, 08:08 م]ـ
إن كان كذلك فأرجو من شيخنا الحبيب ابن وهب أن يتابع تعليقاته في موضوع آخر، فهي قيمة جدا ولا يستغنى عنها
أخي التميمي وفقه الله
جزاك الله خيرا على طرح الموضوع، وقد استفدنا من طرح الشيخ ابن وهب أكثر من فائدتنا من إجابة سؤالك.
حفظك الله.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 08:55 م]ـ
الأخ ابن وهب وفقك الله الأمر يسير, وتعليقاتك نافعة جدا ,وجزاك الله خيرا, وزادنا وإياك علما.
ومعاذ الله أن أطالب بحذف مشاركاتك القيمة التي انتفعت بها كما انتفع بها سائر الإخوة.
الأخ المسيطير وفقه الله: أنا لم أنكر وجود فوائد نافعة وقيمة في تعليقات أخينا ابن وهب ,ولم أرد من كلامي التهوين من شأنها , وإنما أردت توجيه النظر إلى أصل سؤالي فحسب.
والله يرعاكم,,,,,
ـ[معروف]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحل هو الوكالة نعم لا بد من استخدام هذه الرخصة ولو إلى حين فإن دم امرء مسلم (واحد) متوقع هدره ليس أقل من مراعاة حال الضعفة / العجزة / النساء فكيف بعدد كبير من قتلى المسلمين كل عام لا بد من الوكالة وصورتها أن يوكل من كل حملة عدد كاف من طلبة العلم الخاصين بها أو النبهاء في هذه الحملات والعلة هي الزحام المفضي إلى القتل إنه الحل الآمن الممكن طويل الأمد المتفق مع النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة، معقولة المبنى والمعنى.
والحل الأقرب من هذا أن يمنع دخول الجمرات للراجلين ويسمح فقط للمركبات عبر مساحة ضيقة تسمح بمرور مركبتين أو شاحنتين على يمين وشمال الجمرات.
ويحدد لكل من المركبتين أو الشاحنتين وقتا معينا يقدر من قبل الخبراء بأعمال الحج.
وربما يقتضي هذا الاقتراح إنشاء شبكة جديدة من الطرق.
ويمكن تخفيف الوجود الأمني (كالشرط والأطفاء والأسعاف .. ) ومركباتهم عن طريق إنشاء مركبات صغيرة معلقة بين السماء والأرض كالتي تستخدم في بعض الأماكن السياحية.
والله أعلم.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/437)
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[17 - 01 - 05, 10:09 ص]ـ
للفائدة
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:48 م]ـ
مشاركة الأخ ابن وهب في غاية الاهمية
وليته او المشرف او أي شخص ينقل موضوعه ((المهم)) إلى موضوع مستقل
فإن لم يفعلوا فربما سافعل ذلك انا
لأن كلامه لا يستحق أن يكون مجرد رد في موضوع بل موضوع منفصل
أما الأخ الكريم أبو محمد التميمي
فليتك تكمل موضوعك فهو أيضا في غاية الأهمية
خاصة مع إضافة الشيخ سلمان العودة الذي بين فيها المقصود إذ أن من أهداف الشريعة إزالة المشقة ما دام ذلك غير مصادما للشريعة نفسها
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 01:29 ص]ـ
يذكر من ذهب للحج أن شكل الحوض صار بيضاويا , كما أنه وسع , وصار يستوعب أكثر مما سبق
ـ[الغواص]ــــــــ[24 - 01 - 05, 10:00 م]ـ
ليت من يملك صورا لحوض الجمرات أن يرفقها حتى نثري الموضوع
ولعل الصورة التالية حديثة لما حصل من تغيير
وقد أرفقتها في ملف لأني أخشى أن لو اكتفيت بوضعها من خلال رابط أن يتم تغيير في الرابط من خلال الموقع الخاص بها
http://www.alyaum.com/images/11541/238971_1-876.jpg
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[24 - 01 - 05, 11:18 م]ـ
أرجو من شيخنا الحبيب ابن وهب أن يتابع تعليقاته في موضوع آخر، فهي قيمة جدا ولا يستغنى عنها
ـ[الغواص]ــــــــ[24 - 01 - 05, 11:47 م]ـ
وقد وجدت هنا صورا قديمة للجمرات:
http://makkawi.com/fgallery/categories.php?cat_id=2&sessionid=4b40c85b67234954cd2b080f99f0181d
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 04:19 م]ـ
في المجموع (8/ 175): (قال الشافعي رحمه الله:الجمرة مجتمع الحصى لا ما سال من الحصى , فمن أصاب مجتمع الحصى بالرمي أجزأه , ومن أصاب سائل الحصى الذي ليس بمجتمع لم يجزه , والمراد مجتمع الحصى في موضعه المعروف , وهو الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , فلو حول والعياذ بالله ورمى الناس في غيره واجتمع الحصى فيه لم يجزه , ........... )
????(39/438)
تارك للصلاة اشترى شاة ليضحي بها, ولكن الذي باشر ذبحها مسلم, فهل يجوز أكلها؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:22 م]ـ
تارك للصلاة (على القول بكفره) اشترى شاة ليضحي بها, ولكن الذي باشر ذبحها مسلم, فهل يجوز أكلها؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:37 م]ـ
نعم يا أخي إذ العبرة بالذابح.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:36 ص]ـ
لكن أليست الأضحية عبادة وقربة , والعبادة لا تصح من الكافر؟
والمضحي هنا هو من شرى الأضحية (وهو الكافر) , فهو من صدرت عنه العبادة. يوضح ذلك أن الثواب_أعني ثواب الأضحية_ يكون للمضحي (وهو من اشترى الأضحية ليضحي بها, وهو الكافر في سؤال الأخ) ,
أما الذابح هنا فهو بمثابة الوكيل فقط.
فكما ينظر إلى الذابح كذلك ينظر إلى المضحي أيضا.
والله أعلم,,,,
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:45 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وقد يكون صاحب الأضحية مسلماً مصلياً غير كافر، ولا ثواب له، ولا يمنع هذا من أكلها إذا ما استوفى (الذابح) الشروط وذبحت بطريق الشرع.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:27 م]ـ
جزاكما الله خيراً.
هل من مزيد توضيح؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 04:29 م]ـ
للرفع لعلّي أجد إجابة.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 01:16 ص]ـ
راجع الأطعمة وأحكام الصيد والذبائح
تأليف الدكتور
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مكتبة المعارف الرياض
حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولي
1408 هـ ـ 1988
تجد فيه ما يفيدك
وهذا مقتطف مما ورد فيه له علاقة بأطعمة الكفار حيث قال
المستورد من الكفار من الأطعمة على نوعين:
النوع الأول: ما لا يحتاج إلى ذكاة وهو نوعان:
1 - مالا صنعة فيه كالفاكهة والبر.
2 - مالهم فيه ممارسة صناعة لا تعلق لدينهم بها كالخبز والدقيق.
فمالا صنعة لهم فيه حلال بالإجماع [تفسير القرطبي ص77 ج 6] وما لهم فيه ممارسة صناعة حلال أيضًا إلا ما خالطة شيء من ذبائحهم كالجبن ..................
قلت
وحيث أن المذكي هنا مسلم وصاحب الأضحية لم يتقرب بها لغير الله فهي حلال
لقوله تعالى ( ...... إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ ..... ) (المائدة: 3)
وقوله تعلى (فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ) (الأنعام: 118)
وقوله تعالى (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنعام: 145)
واللحديث التالي
5503 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ لَنَا مُدًى. فَقَالَ «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، لَيْسَ الظُّفُرَ وَالسِّنَّ، أَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ، وَأَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ» البخاري
وأما لو نوى التقرب بها لغير الله فلايجوز لأكل منها حتى ولو ذكاها مسلم لأنه داخل في قوله تعالى ( ...... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ..... ) (المائدة: 3)
وآية الأنعام السابقة
وأما كونها لاتقبل منه لأنه لا يصلي على قول من يرى كفر تارك الصلاة فلايؤثر فيى إباحة الأكل منها إذا استوفيت شروط الذكاة والله أعلم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 01 - 05, 01:35 ص]ـ
الأخ الشهري أدلتك ونقلك من كلام الشيخ الفوزان بعيد عن الموضوع فماهي العلاقة بينهم والله طيب لايقبل إلا طيبا وذبيحة المرتد التي يتقرب بها الى الله خبيثة وراجع أخي الشهري اقتضاء الصراط المستقيم حول ذبائح اليهود والنصارى في أعيادهم.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 06:24 ص]ـ
الأخ الشهري أدلتك ونقلك من كلام الشيخ الفوزان بعيد عن الموضوع فماهي العلاقة بينهم والله طيب لايقبل إلا طيبا وذبيحة المرتد التي يتقرب بها الى الله خبيثة وراجع أخي الشهري اقتضاء الصراط المستقيم حول ذبائح اليهود والنصارى في أعيادهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/439)
ماهو دلليك على أن الذبائح لا يؤكل منها حتى يقبلها الله وهل أنت متاكد ان كل اضحية اكلت منها ضحى بها مسلم قبلها الله.
هات أدلتك ونقلك من أقوال أهل العلم وبين الحكم الصحيح؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:34 ص]ـ
قال ابن المنذر وأجمعوا على أن المرء إذا ذبح ما يجوز الذبح به، وسمى الله، وقطع الحلقوم والودجين، وأسال الدم: أن الشاة مباح أكلها.
وهذه شروط الذكاة من كتاب الأضاحي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في الذكاة وشروطها
الذكاة: فعل ما يحل به الحيوان الذي لا يحل إلا بها من نحر، أو ذبح، أو جرح.
فالنحر للإبل: والذبح لغيرها. والجرح لما لا يقدر عليه إلا به.
ويشترط للذكاة شروط تسعة:
الشرط الأول: أن يكون المذكي عاقلاً مميزاً، فلا يحل ما ذكاه مجنون، أو سكران، أو صغير لم يميز، أو كبير ذهب تمييزه ونحوهم.
الشرط الثاني: أن يكون المذكي مسلماً، أو كتابياً وهو من ينتسب إلى دين اليهود أو النصارى. فأما المسلم فيحل ما ذكاه سواء كان ذكراً أم أنثى، عدلاً أم فاسقاً، طاهراً أم محدثاً. وأما الكتابي فيحل ما ذكاه سواء كان أبوه وأمه كتابيين أم لا. وقد أجمع المسلمون على حل ما ذكاه الكتابي لقوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ الْمُؤْمِنَتِ وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ مِنَ الْخَسِرِينَ}. ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم أكل من شاة أهدتها له امرأة يهودية، وأكل من خبز شعير وإهالة سنخة دعاه إليهما يهودي.
وأما سائر الكفار غير أهل الكتاب فلا يحل ما ذكوه لمفهوم قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ الْمُؤْمِنَتِ وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ مِنَ الْخَسِرِينَ} فإن (الذين أوتوا الكتاب) اسم موصول وصلته وهما بمنزلة المشتق المتضمن لصفة معنوية يثبت الحكم بوجودها وينتفي بعدمها، قال الإمام أحمد: لا أعلم أحداً قال بخلافه إلا أن يكون صاحب بدعة، ونقل الإجماع عليه الخازن في تفسيره. وعلى هذا فلا يحل ما ذبحه الشيوعيون والمشركون سواء كان شركهم بالفعل كمن يسجدون للأصنام، أو بالقول كمن يدعون غير الله، ولا يحل ما ذبحه تارك الصلاة؛ لأنه كافر على القول الراجح سواء تركها تهاوناً، أو جحداً لوجوبها. ولا يحل ما ذبحه جاحد وجوب الصلوات الخمس ولو صلى إلا أن يكون ممن يجهل ذلك لكونه حديث عهد بإسلام ونحوه.
ولا يلزم السؤال عما ذبحه المسلم أو الكتابي كيف ذبحه، وهل سمى عليه أو لا، بل ولا ينبغي لأن ذلك من التنطع في الدين، والنبي صلى الله عليه وسلّم أكل مما ذبحه اليهود ولم يسألهم. وفي صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن قوماً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: إن قوماً يأتوننا بلحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا، فقال: «سموا عليه أنتم وكلوه» قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بأكله دون أن يسألوا مع أن الآتين به قد تخفي عليهم أحكام الإسلام، لكونهم حديثي عهد بكفر.
الشرط الثالث: أن يقصد التذكية لقوله تعالى: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} والتذكية فعل خاص يحتاج إلى نية، فإن لم يقصد التذكية لم تحل الذبيحة، مثل أن تصول عليه بهيمة فيذبحها للدفاع عن نفسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/440)
فقط.
الشرط الرابع: أن لا يكون الذبح لغير الله، فإن كان لغير الله لم تحل الذبيحة، كالذي يذبح تعظيماً لصنم، أو صاحب قبر، أو ملك، أو والد ونحوهم لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
الشرط الخامس: أن لا يسمي عليها اسم غير الله مثل أن يقول باسم النبي، أو جبريل، أو فلان، فإن سمى عليها اسم غير الله لم تحل وإن ذكر اسم الله معه لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وفي الحديث الصحيح القدسي قال الله تعالى: «من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».
الشرط السادس: أن يذكر اسم الله تعالى عليها فيقول عند تذكيتها باسم الله لقوله تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَتِهِ مُؤْمِنِينَ}. وقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا». رواه البخاري وغيره، فإن لم يذكر اسم الله تعالى عليها لم تحل لقوله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}. ولا فرق بين أن يترك اسم الله عليها عمداً مع العلم أو نسياناً أو جهلاً لعموم هذه الاية، ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم جعل التسمية شرطاً في الحل، والشرط لا يسقط بالنسيان والجهل، ولأنه لو أزهق روحها بغير إنهار الدم ناسياً أو جاهلاً لم تحل فكذلك إذا ترك التسمية؛ لأن الكلام فيهما واحد من متكلم واحد فلا يتجه التفريق.
وإذا كان المذكي أخرس لا يستطيع النطق بالتسمية كفته الإشارة الدالة لقوله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لاَِنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
الشرط السابع: أن تكون الذكاة بمحدد ينهر الدم من حديد أو أحجار أو زجاج أو غيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا، ما لم يكن سنّاً أو ظفراً وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة». رواه الجماعة. وللبخاري في رواية «غير السن والظفر فإن السن عظم، والظفر مدى الحبشة»، وفي الصحيحين أن جارية لكعب بن مالك رضي الله عنه كانت ترعى غنماً له بسلع فأبصرت بشاة من الغنم موتاً فكسرت حجراً فذبحتها به فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلّم فأمرهم بأكلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/441)
فإن أزهق روحها بغير محدد لم تحل مثل أن يخنقها أو يصعقها بالكهرباء ونحوه حتى تموت، فإن فعل بها ذلك حتى ذهب إحساسها ثم ذكاها تذكية شرعية وفيها حياة مستقرة حلت لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وللحياة المستقرة علامتان:
إحداهما: أن تتحرك.
الثانية: أن يجري منها الدم الأحمر بقوة.
الشرط الثامن: إنهار الدم أي إجراؤه بالتذكية، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه». ثم إن كان الحيوان غير مقدور عليه كالشارد والواقع في بئر أو مغارة ونحوه كفى إنهار الدم في أي موضع كان في بدنه، والأولى أن يتحرى ما كان أسرع إزهاقاً لروحه؛ لأنه أريح للحيوان وأقل عذاباً.
وإن كان الحيوان مقدوراً عليه فلابد أن يكون إنهار الدم من الرقبة من أسفلها إلى اللحيين، بحيث يقطع الودجين وهما عرقان غليظان محيطان بالحلقوم وتمام ذلك أن يقطع معهما الحلقوم ـ وهو مجرى النفس ـ والمريء ـ وهو مجرى الطعام والشراب ـ ليذهب بذلك مادة بقاء الحيوان وهو الدم وطريق ذلك وهو الحلقوم والمريء، وإن اقتصر على قطع الودجين حلت الذكية.
الشرط التاسع: أن يكون المذكى مأذوناً في ذكاته شرعاً، فأما غير المأذون فيه فنوعان:
أحدهما: ما حرم لحق الله تعالى كصيد الحرم والإحرام فلا يحل وإن ذكي لقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الاَْنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}. وقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
النوع الثاني: ما حرم لحق المخلوق كالمغصوب والمسروق يذبحه الغاصب أو السارق ففي حله قولان لأهل العلم انظرهما ودليلهما في الأصل ص 82 ـ 85.
فما رأيك يا أخ عبد الله بن خميس هل في شروط الذكاة أن لا تكون ملك لمرتد مثلا هذا مع وجود الخلاف في تارك الصلاة.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:53 ص]ـ
وهذا شيء مما في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية والذي أحلت عليه واحتجيت به.
ونقلت الرخصة في ذبائح الأعياد ونحوها، عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا فيما إذا لم يسموا غير الله، فإن سموا غير الله في عيدهم، أو غير عيدهم، حرم في أشهر الروايتين، وهو مذهب الجمهور، وهو مذهب الفقهاء الثلاثة فيما نقله غير واحد. وهو قول علي بن أبي طالب، وغيره من الصحابة منهم: أبو الدرداء، وأبو أمامة، والعرباض بن سارية، وعبادة بن الصامت، وهو قول أكثر فقهاء الشام وغيرهم.
والثانية: لا يحرم، وإن سموا غير الله، وهذا قول عطاء ومجاهد ومكحول والأوزاعي والليث.
نقل ابن منصور: أنه قيل لأبي عبد الله: سئل سفيان عن رجل ذبح ولم يذكر اسم الله متعمدا. قال: أرى أن لا يؤكل. قيل له: أرأيت إن كان يرى أنه يجزى عنه فلم يذكر؟ قال: أرى أن لا يؤكل. قال أحمد: المسلم فيه اسم الله. يؤكل، ولكن قد أساء في تركه التسمية، النصارى: أليس يذكرون غير اسم الله؟ ....................
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:01 م]ـ
روابط لها صلة بالموضوع
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3442.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3845.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3375.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3412.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3450.shtml
وأحب أن أنبه هنا أنه يجب أن نفرق بين ما يذبحة من لا تجوز ذبيحة وبين ما هو ملك له
فما يذبحه بنفسه فمحرم
وأما ما يملكة من لا يصح ذبحه مثلا فيباح أكله إذا ذكاه غيره ممن تجوز ذكاته واستوفى شروط الذكاة
ـ[أبو غازي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:01 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 01 - 05, 11:51 م]ـ
يا أخي الشهري وفقك الله لماذا تصر على ذكر شروط الذكاة في ردودك؟ وما دخلها بالموضوع؟ سؤال الأخ عن رجل تارك للصلاة أعطى رجل مسلم مصلى شاة يذبحها أضحية له فذبحها المسلم لتارك الصلاة وتارك الصلاة يقصد بها التقرب الى الله وهو كافر عند عدد كبير من اهل العلم واعمال الكفار الي يعملونها للقربة خبيثة وباطلة (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا) فمعناها أن عمله هذا غير مقبول وغير صالح لنه فقد شرط من شروط قبول العمل وهو عدم الشرك والله سبحانه يقول (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فهذا لايرفعه الله ولايقبله فالله طيب لايقبل إلا طيب فكيف تقول ياكل منها وهو فعلها على وجه القربة لله وعمله لايقبل منه ولكن هذا التارك للصلاة لو اعطى مسلم يذبحله شاة لبيته ياكلها فهذا ممكن ياكل المسلم منها لكن اذا ذبحها للقربة فهي خبيثة مثل ذبايح اليهود والنصارى لآلهتهم وهذا مذكور في الاقتضاء لشيخ الاسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/442)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:08 ص]ـ
الأخ عبد الله بن خميس وفقك الله
هناك فرق بين كون الله لا يقبلها وكونها مباحة للأكل
فقد ذكرت شروط الذكاة لتعلم أن شروط الذكاة إذا انطبقت على الذبيحة جاز لأكل منها وأما كون الله لا يقبلها لأنها من مرتد فهذا حكم آخر لا دخل له بحل الأكل منها ولو علق جواز أكل لأضحية بقبول الله لها لم يجز أكلها البته حتى أضحية المسلم لأنه لا أحد يعلم هل قبل الله أضحيته أو لا. فإباحة لأكل شيء وقبول العمل شيء آخر.
وآمل أن تنقل كلام شيخ لإسلام الذي ذَكَرته في اقتضاء الصراط المستقيم لنرى ما هو قول شيخ الإسلام الذي فهمت منه ما فهمت أو أي كلام لأهل العلم يؤيد ما ذهبت إليه.
وتعبيرك عن أضحية تارك الصلاة بأنها شرك تعبير غير صحيح لأنه قد يكون نوى بالأضحية وجه الله ولم يشرك في لأضحية وإنما نوى بها التقرب إلى الله ولكنها لا تقبل منه لأنه مرتد.
وليس كل أعمال الكافرين خبيثة بل قد يكون من أعمالهم ما هو حسن ولكن لا يقبل منهم بسب كفرهم وقد يوفيهم الله أجورهم على أعمالهم الحسنة في الدنيا لقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) (هود: 15)
قوله تعالى: {نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} أي: أجور أعمالهم {فِيهَا}. قال سعيد ابن جبير: أعطوا ثواب ما عملوا من خير في الدنيا.
وأما يوم القيامة فإن أعمال الخير التي يعملها الكفار يحبطها الله حتى تصير بمنزلة الهباء لقوله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) (الفرقان: 23)
وذلك بسب كفرهم لأن الكفر لا يقبل معه عمل حتى وإن كان أخلصه لله وكانت قريش يخلصون في بعض العبادات لله كالصدقة والنذر ونحوها ورثوا ذلك من بقايا دين إبراهيم عليه السلام ولكن لم تقبل منهم حتى وإن أخلصوا فيها وذلك بسبب شركهم في أعمال أخرى وكفرهم فلا يقبل عمل مع الشرك والكفر وإن كان ذالك العمل خالص.
أسأل الله أن لا يجعلنا ممن قال الله فيهم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) (الحج: 8)(39/443)
هل كل نسخ صحيح مسلم متفقة على هذا اللفظ؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:33 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».
أخرجه بهذا اللفظ البخاري ومسلم من طريق أبي زرعة البجلي، عن أبي هريرة، به.
ورواه مسلم في صحيحه من طريق آخر قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به. فذكره بصيغة أخرى وهي في المطبوع هكذا «مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ» بـ (أو)
إلا أن النووي في أثناء شرحه ذكره بلفظ الواو «من أجر وغنيمة»، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح وبين أن مسلماً رواه من طريق يحيى بن يحيى بلفظ «من أجر وغنيمة» بـ (الواو).
والسؤال هو: هل من نسخٍ أخرى لصحيح مسلم ذُكِر فيها الحديث من طريق يحيى بن يحيى بلفظ «من أجر وغنيمة» بـ (الواو)؟ وهل المطبوع فيه غلط أم لا؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 - 01 - 05, 07:07 م]ـ
هل من مساعدة لأخيكم(39/444)
بعد أن أدى صلاة العصر تصدق علىرجل فاتته صلاة العصر؛ فما حكم لك؟؟
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:33 م]ـ
أرجو من الإخوة التكرم بالإجابة على هذا الإشكال
ووجه الإشكال: أنه صلى في وقت النهي بلا سبب
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:08 م]ـ
بعد أن أدى صلاة العصر تصدق على رجل فاتته صلاة العصر؛ فما حكم ذلك؟؟
أرجو من الإخوة التكرم بالإجابة على هذا الإشكال
ووجه الإشكال: أنه صلى في وقت النهي بلا سبب
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[آل حسين]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:08 م]ـ
السلام عليكم
لكن السؤال هل يقال أنها صلاة بدون سبب والرسول صلى الله عليه وسلم حث عليها؟؟؟
ـ[محمد سيف]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:04 م]ـ
النهي عن صلاة النافلة المطلقة ...
لكن هل تدخل هذه الصلاة في هذا
الله أعلم ..
في انتظار مشايخنا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:56 ص]ـ
التصدق سبب.(39/445)
إشكال في مسألة الماء إذا مر على نجاسة ....
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:43 م]ـ
السلام عليكم
قال العمريطي رحمه الله في نظمه على أبوشجاع
ولو جرى قليل مآ على محل ... نجاسة أزالها ثم انفصل
ولم يزد وزنا ولا تغيرا ... فطاهر ولم يكن مطهرا
والسؤال ما الفرق بين صورة هذه المسألة والماء الذي دون القلتين إذا خالطته النجاسة؟؟؟ وهل هناك علاقة بين هذه المسألة وبين تفريق العلماء بين النجاسة المؤثرة وغير المؤثرة في الماء القليل؟؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة مبنية على التفريق بين مرور الماء على النجاسة ومرور النجاسة على الماء وقد فرق الشافعية بينهما
قال النووي في المجموع
فرع
وأما قول المصنف لأن الماء إنما ينجس بالنجاسة إذا وردت عليه وهنا ورد عليها فلم ينجس
ففيه بيان قاعدة لنا معروفة وهي الفرق بين الوارد والمورود
وهذه القاعدة أخذها أصحابنا من قوله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت يده رواه البخاري ومسلم وقد سبق بيانه وبيان القاعدة وسنعيده حيث ذكره المصنف في أول صفة الوضوء إن شاء الله تعالى
ولنا وجه أن الثوب النجس إذا أورد على الماء بنية غسله لم ينجس الماء بل يطهر الثوب وهذا القائل لا يفرق بين الوارد والمورود وسنوضحه مع القاعدة في باب إزالة النجاسة إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق) انتهى.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
للفائدة: في كتاب ابن رشد مناقشة لطيفة لهذا القول وهو (التفريق بين الورودين) نقل بعضها الصنعاني رحمه الله في حاشيته على شرح ابن دقيق على العمدة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:36 ص]ـ
قاعدة - أرجو أن تخبروني إن كانت صحيحة أم لا - قيدتها أثناء الطلب وما زلت في الطلب - نسأل الله القبول -:
(الماء المنفصل عن نجاسة طاهر على مذهب أحمد بشرط أن تزول عين النجاسة بهذه الغسلة).(39/446)
مكي توكل عن آفاقي في الحج والعمرة،فهل يلزم الآفاقي دم تمتع؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:13 م]ـ
صورة المسألة:
مكي توكل عن آفاقي في الحج والعمرة ـ تمتعاً ـ فهل يلزمه دم تمتع؟
بمعنى: هل يقال: العبرة بالموكل،فيلزمه دم للترخص بترك أحد السفرين؟
أم يقال: العبرة بحال الموكَّل،فيسقط عنه دم التمتع لأنه مكي؟
الظاهر: أنه يلزمه دم متعة؛ لأن العبرة بالموكل،بغض النظر عن حال الموكل،ويشبه هذه المسألة من بعض الوجوه: ما إذا اعتمر الشخص عن أمه،وحج عن أبيه،فإنه يذبح دم تمتع،لجمعه بين النسكين في سفرة واحدة،كمأ لإاتى به ابن باز وغيره،رحم الله الجميع.
أرجو من الإخوة إن كان أحدهم يعرف كلاماً لأحد المتقدمين،أو أهل العلم المعاصرين أن يفيدنا مشكوراً،أو كان لديه شيء يدلي به،فلا يبخل علينا،وله منا الدعاء.
ـ[الموسوي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 02:09 ص]ـ
فضيل الشيخ عمر, ألا يلزم من ذلك أن يخرج الوكيل إلى ميقات الموكل فيحرم منهأم أن بينهما فرقا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الموسوي ... وسآتي على سؤالك بعد قليل ..
منذ البارحة وأنا أتأمل في هذه المسألة!
وقد ظهر لي اليوم خلاف ما ذكرته البارحة،وهو أن العبرة بحال الوكيل،فلا يلزمه دم متعة ما دام مكياً،والدليل على ذلك:
أن الأمر في الحج ـ بالاستقراء ـ منوط بالفاعل،سواءٌ كان حاجاً عن نفسه،أو وكيلاً عن غيره.
يوضح هذا:
1 ـ أن الموكل لا يجب ـ بل قد لا يجوز له ـ أن يمتنع عن محظورات الإحرام بإحرام وكيله.
2 ـ وهذا ما يجاب به على سؤال الأخ الموسوي: لا يلزمه أن يذهب إلى ميقات وكيله.
وقد وجدت في المغني لا بن قدامة إشارة إلى هذا،حيث قال ـ وهو يتحدث عن شروط وجوب دم المتعة ـ حيث قال ـ المغني 3/ 245 ـ:
"الخامس:
أن لا يكون من حاضري المسجد الحرام.
ولا خلاف بين أهل العلم في أن دم المتعة لا يجب على حاضري المسجد الحرام،إذ قد نص الله تعالى في كتابه بقوله تعالى: "ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام " البقرة 196.
ولأن حاضر المسجد الحرام ميقاته مكة، فلم يحصل له الترفه بأحد السفرين ولأنه أحرم بالحج من ميقاته فأشبه المفرد ".
والله تعالى أعلم ..
وأرجو أن يكون الأمر للأخ الموسوي اتضح.
ـ[الموسوي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:46 م]ـ
شكر الله للشيخ عمر على هذا التوضيح والبيان.
وما ذكرته له وجاهة والمسألة اجتهادية محضة كما ترى, وللنظر فيها مسرح فلا عليَّ إذا قلت تحتاج المسألة إلى مزيد تأمل, وأهل مكة هذه الأيام ذهنهم شارد, فلعل الله المسألة تطرح ثانية حتى يشارك فيها كل الأعضاء, فهي مهمة جدا.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
محبكم في الله الموسوي
ـ[المستفيد7]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:06 م]ـ
الشيخ عمر وفقه الله:
لدي مشاركة للمذاكرة لعلكم تنظرون فيها:
الا يمكن ان يقال:
العبرة بحال الوكيل فيما يفعله الحاج لانه هو الحاج ولذلك لو حج الرجل عن المراة لزمه اجتناب المحظورات المحظورة على الرجل.
وهذا لا اشكال فيه وهو ما اشرتم اليه في مشاركتكم بقولكم:
((أن الأمر في الحج ـ بالاستقراء ـ منوط بالفاعل،سواءٌ كان حاجاً عن نفسه،أو وكيلاً عن غيره.
يوضح هذا:
1 ـ أن الموكل لا يجب ـ بل قد لا يجوز له ـ أن يمتنع عن محظورات الإحرام بإحرام وكيله.
2 ـ وهذا ما يجاب به على سؤال الأخ الموسوي: لا يلزمه أن يذهب إلى ميقات وكيله.))
ولكن دم التمتع واجب على الموكل لا الوكيل بمعنى هو الملزم بدفع قيمة دم التمتع لان الحج له لا للوكيل.
ولعل المسالة تتضح بعكسها بمعنى لو توكل افاقي عن مكي فهل يلزم المكي دم التمتع؟
فلعلكم تنظرون في هذا وتتحفونا برايكم.(39/447)
رابط موقع جامع الحديث
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:42 م]ـ
رابط موقع جامع الحديث
لمن هم داخل المملكة العربية السعودية
http://204.97.230.60
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:37 م]ـ
جزيت خيرا الرابط يعمل بشكل جيد دون حجب نسأل الله له السلامة(39/448)
متى يكون النفث عند قراءة المعوذتين عند النوم
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الرجاء من المشايخ المكرمين زادهم الله نورا وهدى, بيان كيف يكون النفث
وقراءة المعوذتين والاخلاص المذكور في صحيح البخاري رحمه الله تعالى
(كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ... ) الحديث.
فهل يكون النفث أولا ثم يقرأ بعد ذلك المعوذتين والاخلاص أم أن النفث يكون بعد كل آية يقرأها حيث
سمعت أن الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى قال ذلك
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل في هذا الرابط ما يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=15193#post15193
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 04:07 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفقيه زادك الله تعالى فقها وتقى
.... فهل من مزيد بارك الله فيكم
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 05:16 م]ـ
ارجو من المشايخ المكرمين مزيدا من التوضيح بارك الله فيكم(39/449)
خبر عاجل جدا:: السعودية تصدر بيانًا توضيحيًا ينوه إلى أن الوقوف بعرفة الأربعاء
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:13 ص]ـ
السعودية تصدر بيانًا توضيحيًا ينوه إلى أن الوقوف بعرفة الأربعاء القادم
مفكرة الإسلام: أصدر مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية بيانًا أوضح فيه أنه ثبت دخول شهر ذي الحجة هذا العام 1425هـ يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير عام 2005م.
وأوضح البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية أنه بناء على ما تقدم يكون الوقوف بعرفة يوم الأربعاء الموافق 19 يناير 2005م وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الموافق 20 يناير 2005م.
ونوه البيان إلى إفادة عدة شهود من محافظة الرين في مساء يوم الجمعة الموافق الثالث من ذي الحجة حسب تقويم أم القرى برؤية الهلال ليلة الثلاثاء, وجرت تزكيتهما.
وذكر فضيلة قاضي الرين ـ وفق المصدر ذاته ـ أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات.
و'مفكرة الإسلام' تستغل هذه المناسبة العطرة في تهنئة قرائها الكرام, متمنية في الوقت ذاته أن تعود تلك الأيام على المسلمين بنسائم تحرير الأرض وبشرى استعادة الأقصى السليب.
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:18 ص]ـ
صدر عن مجلس القضاء الأعلى ما يلي
00
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فإن مجلس القضاء الأعلى قد أصدر بيانا بأن يوم الأربعاء الموافق 1/ 12 حسب تقويم أم القرى هو أول شهر ذي الحجة رغم أن الناس رأوا القمر مساء يوم الثلاثاء 30 ذي القعدة حسب تقويم أم القرى في عامة المدن ورأوه عاليا ولأن مجرد ذلك لا يكفي لاعتبار الشهر داخلا يوم الثلاثاء ولأنه لم يتقدم أحد برؤية الهلال مساء الإثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة فقد اعتمد المجلس إكمال العدة لحديث // فإن غم عليكم فأكملوا العدة // ونظرا لأنه تقدم في مساء يوم الجمعة الموافق 3 ذي الحجة حسب تقويم أم القرى عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين وتبلغت محكمة الرين بذلك فطلبهم فضيلة قاضي الرين وحضر منهم إثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما وذكر فضيلة قاضي الرين أنهما معروفان لديه بالعدالة والثقة والثبات ومعهما شاب رآه معهما لكن لم يحضر إلى المحكمة لبعدهما وبناء على ذلك ولأنه إذا ثبتت الرؤية المعتبرة للعبادة وقد ثبتت لذا فإن مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية يقرر أنه ثبت دخول ذي الحجة هذا العام 1425ه- يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير عام 2005م والوقوف بعرفة يوم الأربعاء الموافق 19 يناير 2005م وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الموافق 20 يناير 2005م.
ومجلس القضاء إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يوفق حجاج بيت الله الحرام لأداء حجهم وأن يتفضل عليهم بالقبول وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يصلح حال المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق وأن يؤلف بينهم وأن يدفع عنهم كل شر وبلاء وفتنة أنه مجيب الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو غيهب بن محمد الغيهب
عضو محمد بن الأمير
عضو محمد البدر
رئيس مجلس القضاء
صالح بن محمد اللحيدان
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:26 ص]ـ
من عذرك والله لو كان في عنوان يوضح ما ذكرته من البيان كان ما جيت طاير كذا:) قبل ساعتين من الآن
ذكر الإخوة هذا الخبر على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25620&page=3&pp=15 وهو مثبت فوق في اعلى الصفحة
========
أخي في الله أردت مداعبتك فقد طرت قبلك بالخبر وهبطت بسلام ولله الحمد:)(39/450)
هل مجرد صيغة عقد الزواج يثبت بها النكاح ((يوجد مثال للتوضيح))
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:01 ص]ـ
السلام عليكم
سؤال هام ارجو الافادة
لو ان رجلا عقد علي امراة عقدا صحيحا
ثم طلقها
لكنه لم يعلم ولي المراة و لا المراة بذلك
فلما ان جاء موعد البناء عليها
جمع الناس لوليمة العرس و قال لوليها نعيد اشهار العقد ففعل الولي ذلك
و هو يظن انه تكرار للعقد الاول امام الناس فقط
و لا يعلم انه عقد جديد
فهل يصح النكاح بهذا؟؟؟؟
ارجو الافادة
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:36 ص]ـ
أخي الكريم:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
لعل هذا الرابط يفيدك فيما تريد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20170
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و ارجو مزيد من التفصيل
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:08 ص]ـ
الرابط المذكور لا علاقة له بما اريد
بارك الله فيك
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:50 ص]ـ
ظننت أن الرابط سيفيدكم في شيء، وجزاكم الله خيرًا.
أخي: صورة سؤالكم الموقر:
أن الرجل قد عقد على المرأة ثم طلقها، فما حكم ذلك لو أخفاه وطالب أهل المرأة أو وليها بإعادة الإشهار أمام الناس؟ وكما في سؤالك: نية الزوج: تجديد العقد، بينما نية ولي المرأة: أنه إعادة لما سبق وتكرار وليس تجديدًا؛ لأنه لم يكن يعلم بالطلاق أصلاً.
أخي الكريم: إذا طلق الرجل المرأة بعد العقد عليها فقد وقع الطلاق، سواء أبلغ أهلها أم لم يبلغهم بذلك، وهذا بينه وبين ربّه سبحانه وتعالى، ويلزمه أن يبلغهم، تمامًا كما ألزم الله عز وجل المطلقات الحوامل بالإبلاغ عما في بطونهم وعدم كتمانه.
فلا يجوز له الكتمان، لكن لا عبرة بكتمانه في وقوع الطلاق وعدمه؛ فقد وقع الطلاق حين أقدمَ عليه، سواءٌ أبلغ أهل المرأة أم أخفى ذلك عنهم.
ويلزمه العودة إلى عقدٍ جديدٍ، فهل تقوم الحالة الواردة في السؤال محل العقد الجديد؟ هذا هو محل البحث؟
ولا يخفى جنابكم: أن أولى أبجديات عقود المسلمين وضوح الرؤية لدى الطرفين، وعدم الغش من أحدهما، وعليه إذا اختلفتْ نيةُ الطرفين لم يتحقق هذا الشرط الأبجدي.
والذي يظهر لي وأميل إليه والعلم عند الله تعالى أنه يُعَدّ غاشًّا لأهل المرأة في المرة الثانية، ولا يتم العقد بذلك؛ لأنهم ما علموا بباطن الأمر وحقيقته، ولو علموا أنه قد طلق ابنتهم لربما كان لهم معه شأنٌ آخر، وخشوا عليها منه، ومن تهوراته وتصرفاته.
فهم بنوا التكرار والرضى به على سلامة سيرة الرجل وسلوكه لديهم من ناحية، وعلى أنه تحصيل حاصل من ناحية أخرى.
ولا يقال في ذلك: إن العقد يستلزم الرضى والقبول، وقد تم بالإشهار الثاني والرضى به؛ لأنهم رضوا في المرة الثانية لأمرٍ خلاف رضاهم في المرة الأولى.
ففي الأولى كانت نيتهم متجهة نحو تزويج ابنتهم ممن توسموا فيه الخير لها، وبشروط ذلك وضوابطه.
أما في المرة الثانية: فالنية عندهم: تكرار ما سبق، وإعادته زيادة في الإشهار، فهو عندهم بمثابة تحصيل الحاصل.
وعقود المسلمين لا تُبْنَى على الغش.
هذا ما ظهر لي أخي، وأرجو مشايخنا الكرام في الملتقى المذاكرة والمشاورة في هذه المسألة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للمزاكرة والتصحيح والمشورة ........
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
و لعل بعض مشائخنا يكون له تعليق نافع
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:20 م]ـ
وجزاكم الله خيرًا أخي وبارك فيكم.
للتصحيح:
قولي في مشاركتي السابقة: للمزاكرة بالزاي، صوابه: ((للمذاكرة)) بالذال وهو من سهو الكتابة على الجهاز، أستغفر الله العظيم منه، وأرجو المسامحة عليه.
ودمتم بخير.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 07:10 م]ـ
بارك الله فيك
و ما زلت انتظر مشاركة بعض طلبة العلم
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 01:54 ص]ـ
ما زلت ارجو الافادة
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:06 م]ـ
!!!!!!!!!
غفر الله للجميع
لم لا يجبني احد؟؟!!!
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
^^^^
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:43 م]ـ
صبرًا أخي بارك الله فيكم حتى ينقضي موسم الحج ويعود المشايخ الكرام من الحج للمشاورة في المسألة، ولولا أنها من معضلات المسائل لأنها تختص بإباحة الفروج وتحريمها؛ لولا ذلك لجزمتُ لك بما ذكرتُه لكم سلفًا، لكن لابد في مثل هذا الأمر من مشورة أهل العلم الكبار في هذا الملتقى، وحبذا أخي إن كنتَ في عجلةٍ من أمرك أن تتصل بالمشايخ الكرام في بلادكم.
فإن لم تستطع أخي: فالأولى في مثل هذه الحالة أن تفتي من سألك بما ذكرتُه لك لأنه الأحوط.
والأخذ بالأحوط من المبادئ التي يرتكن إليها الفقهاء أحيانًا في بعض أقوالهم.
فقل لسائلك: إن لم يكن قد أقدم على النكاح أن يصرح لأهل المرأة بما كان، وأن يسترضيهم، وأن يُجَدِّد العقد صراحة بعلم الطرفين.
وإن كان قد تم البناء، ودخل بالمرأة: فعليه أن يتوب إلى ربه، وأن يستغفر الله مما أذنب فيه، وأن يصرح للمرأة وأهلها وأن يسترضيهم، ويستأنفا عقدًا جديدًا؛ لكن تبرز هنا مشكلة: هل يمكث فترة العدة قبل استئناف العقد الجديد أم لا؟ أم يستأنفا عقدًا دون انتظار مرور العدة؟ الراجح الأول لاستبراء الرحم، إما بحيضة أو بفوات مدة العدة، ثم يستأنفا بعد ذلك عقدًا جديدًا.
ولا عبرة برضى أهل المرأة بالنكاح بمجرد التصريح لهم بذلك؛ لأن الرضى بالأمر الحاصل أو الواقع لا يبيحه ولا يجيزه، وعليهما أن يستأْنِفا عقدًا جديدًا، والله أعلم.
فإن لم تقنع بذلك أخي فاصبر حتى يعود المشايخ الكرام من الحج، أو توجّه لبعض المشايخ الموجودين في بلادكم وفقكم الله لطاعته ورزقكم الحرص على معرفة أحكام دينه.
والمسألة فيها أكثر من مبحثٍ متشابكٍ أخي، ولذا أرى أن تحرص على لقاء بعض كبار العلماء في بلادكم بارك الله فيكم، وإن كنت مصريًا فلا تستبدل بالشيخ محمد عبد المقصود حفظه الله أحدًا، فإن لم تجد فالشيخ محمد إسماعيل، فإن لم تجد فالشيخ أبي إسحاق الحويني، حفظهم الله جميعًا.
وجزاكم الله خيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/451)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:54 م]ـ
هذا العقد اشتمل على جميع أركان النكاح، وليس فيه سوى الغش المتوهم، فما الذي يدرينا أن أهلها لا يوافقون على التزويج منه مرة أخرى لو علموا بالطلاق، وقد رأينا أمثالها وحضرنا موافقة أهل الزوجة بالعقد الثاني مععلمهم بالطلاق.
وإذا كان العقد قد استوفى الشروط ولم يكن وجود الغش حقيقة فلا أثر له والعقد صحيح.
وإذا كان الغش الخفي حقيقة فيستحضر ما يلي:
أولا: ليست النية شرطا في عقد النكاح ما تنعقد على مبطل للعقد وليس هنا كذلك.
ثانيا: الجهة منفكة، فحرمة الغش الذي لا يقتضي بذاته بطلان العقد جهة، وعقد انكاح وصحته جهة ثانية.
هذا ما ظهر لي والبحث للمشايخ والله أعلم.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:55 م]ـ
تصويب:
أولا: ليست النية شرطا في عقد النكاح ما (لم) تنعقد على مبطل للعقد وليس هنا كذلك.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:23 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا عبد البارئ على هذا التفصيل الجميل بارك الله فيكم.
وكلامكم لا إشكال فيه بحمد الله تعالى، لكن المشكل هنا: أنهم في المرة الثانية ما أرادوا نكاحًا ولكن أرادوا تكرارًا، بينما أراد الزوج التجديد، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: أن الغش حاصلٌ؛ لأنه لم يخبرهم بحقيقة الأمر، وليس متوهَّمًا، وعلى فرض التوهُّم فالفروج لا يصح استحلالها بما قد يكون متوهمًا، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم فرّق في الرضاع بقوله: ((كيف وقد قيل)).
والمسألة لا تتعلق بالنية فقط، خاصة أن من شروط عقد النكاح وغيره من عقود المسلمين وضوح الرؤية لدى الطرفين، وإيجابهم وقبولهم في المرة الثانية مبنيٌّ على ما ظهر لهم من حال، بخلاف طلبه فهو مبنيٌّ على أمور أخرى، فهل الاختلاف في مثل هذا معتبرٌ أم لا؟
أرجو أخي الجواب لي أنا عن هذا، فهو ما يعكر عليَّ صفو المسألة ويمنعني من الجرأة على القول بالصحة، فما رأيكم أخي بارك الله فيكم؟
وجزاكم الله خيرًا، ودمتَ بخير وعافية. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
اعلم اخي الفاضل انها مسالة شائكة
و قد سالت احد مشائخنا الكبار ففكر مليا ثم قال
لا أدري
فعلمت وقتها انها مسالة مشكلة و شائكة
و انا في انتظار عودة مشائخنا و ان كنا اتعجل الجواب
فالله المستعان
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:00 ص]ـ
ما ذكره الاخ الفاضل عبد الباري حول النية
يشبه اذا حالة اذا نوي الزوج تحديد مدة الزواج و لم يعلم المراة و لا وليها بذلك
فهذه الحالة تكلم عليها الفقهاء
و ان لم اكن واهما فالاكثرين علي صحة العقد
فهل يمكننا القياس هنا
؟؟
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:13 ص]ـ
ثانيا: الجهة منفكة، فحرمة الغش الذي لا يقتضي بذاته بطلان العقد جهة، وعقد انكاح وصحته جهة ثانية.
هذا ما ظهر لي والبحث للمشايخ والله أعلم.
جزاكم الله خيرًا يا أبا عبد البارئ حفظك الله، فقد تجلى الأمر عندي الآن بالتدبر في المسألة المقتبسة من كلامكم الآن؛ لأنه حتى في حال حقيقة الغش: نعود إلى هل يقتضي ذلك فساد العقد أم لا؟ وهي مسألة مشهورة في الأصول، والراجح ما تفضلتم به، ولذا أراني الآن أرجع إلى ما يرى أخي أبو عبد البارئ حفظه الله، فهو أوجه بعد تدبُّره، وجزاك الله خيرًا أخي، وسامحني الله فيما أخطأتُ فيه، وأستغفر الله.
وأرجو أن يُعَدّ كلامي السابق والحالي من باب البحث والفائدة، ولا تأخذ به أخي، فلستُ أنا أهلاً لذلك، وقد حَذَّرْتُك وإنما أبحث معك لأنال مثلما تنال من فوائد إن شاء الله تعالى.
وعلينا أيضًا انتظار المشايخ الكرام للبحث والفائدة ..
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 02:35 م]ـ
الأخ راضي عبد المنعم
ليست هذه فتوى وإنما هي أيضا للمباحثة فقط فأرجو عرض ما كتب هنا على المشايخ والعلماء ليحكموا عليه.
الأخ سعيد السلفي:
هذه المسألة هي التي أشرت إليها - من باب الاحتراز - بالغش الذي لا يتضمن مبطلا وهي مسألة (الزواج بنية الطلاق) وقد ذكر غير واحد من الفقهاء أن النكاح صحيح لدى الفقهاء عدا أبي ثور.
وكنت قرأت بحثا مستفسضا ينقض هذه الدعوى ويحرر فيه كاتبه أنه من باب المتعة - ولا يحضرني اسمه، وقد ذكر بطلانه الشيخ ابن عثيمين في منظومته في القواعد حيث قال:
وَكُلُّ شَرْطٍ مُفْسِدٍ لِلْعَقْدِ بِذِكْرِه يُفسِدُهُ بِالقَصْدِ
مِثْلُ نِكَاحٍ قاصِدِ التَّحْلِيلِ ومَنْ نَوَى الطَّلَاقَ لِلرَّحِيلِ
لِكِنَّ مَنْ يَجْهَلُ قَصْدَ صاحِبَهْ فَالْعَقْدُ غيرُ فاسِدٍ مِنْ جَانِبِهْ
لَأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الَّذِي أسَرّ فَأَجَرَى العَقْدَ عَلَى مَا قدْ ظَهَرْ
والله يجزيكم خيرا
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا يا أبا عبد البارئ حفظك الله.
وقد حصل لنا الآن عدة أسئلة ننتظر مشايخنا الكرام للجواب على كافة المشاركات، لنرى الصواب في المسألة، والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وجزى الله الأخ السلفي حفظه الله على طرحه لهذا الموضوع، وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/452)
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 04:13 م]ـ
جزاكما الله خيرالما تفضلتما به من وقتكما و جهدكما و جعل ذلك فيموازين حسناتكما
هل افهم من ذلك انكما اتفقتما علي صحة العقد بهذه الصورة؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:27 م]ـ
هناك مسائل لا بد من تحريرها:
الأولى: إذا طلق الرجل امرأته بعد العقد وقبل الدخول، فهل له الرجعة؟ أم تكون بائنة منه؟
الثانية: هل إعلان الزواج وإشهاره يغني عن عقد النكاح؟
وسؤال أخينا فيه التصريح بأنه طلقها قبل الدخول فهل له الرجعة؟ أم أنها بانت منه؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:36 م]ـ
الأخ الفاضل/ أحمد القصير:
أما السؤال الأول: فجوابه في قوله تعالى {يا أيها الدذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعدتونها} الأحزاب 49.
وأما الثاني: فالأصل جريان العقد بأركانه التي هي (العاقد والمعقود عليها، والولي، والصيغة) وتوفر شرط (الشهود)، وقد قال بعض العلماء إن افشهار يقوم مقام حضور الشهود والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:57 م]ـ
في رأيي وحسب علمي أن العقد باطل وأن فعل ذلك الرجل محرم لأن غير المدخول بها لا عدة لها ولها نصف المهر لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً) (الأحزاب: 49)
وقوله تعالى (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة: 237)
وزواجها في المرأة الثانية يحتاج إلى عقد تكتمل أركانه وشروطه ومهر جديد وقد أختل في هذا شرط الرضا فإنها لم ترضى هي وأوليها إلا لاعتقادهم أنه الزواج لأول ولو علموا أنه طلقها لربما رفضوه، وفي فعله ذلك غش للمسلمين وتحايل وتلاعب بشرع الله يحتاج تعزيرا عليه فكيف يرضى لنفسة أن يستحل بضع امرأة بهذه الحيلة وفي ذلك فتح باب شرور على المسلمين للتحائل في أمور كثيرة
فعلى من فعل ذلك أن يتوقف عن معاشرة المرأة و أن يخبرها وويلها وأن يستفتي في ذلك العلماء لديهم أو يذهب للمحكمة الشرعية فا لأمر ليس بالسهل عا فنا الله وجميع المسلمين.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:18 م]ـ
إذن يمكن الآن تلخيص ما مضى في الآتي:
المنع والبطلان للأدلة الآتية:
أولاً: الغش.
ثانيًا: عدم دفع نصف الصداق المستحق لها بعد الطلاق، ولا المهر المستحق لها عند العقد الجديد.
وهو قد دفع لها مهرًا في المرة الأولى، فاستحقت نصفه بطلاقها، وبقي معها النصف، وحيث أنه لم يستوف لها النصف الباقي فيختل شرط المهر بهذا؛ لأنه لم يدفعه لها، ولا جاء بالسؤال أنه اتفق معهم على تأجيله.
ثالثًا: أنهم ما رضوا في المرة الثانية إلا لتكرار ما سبق فقط، ولم يعلموا بحقيقة الأمر.
رابعًا: ربما لو علموا بطلاقه لها لم يقبلوه ثانية، ولا تُسْتَحَل الفروج إلا باليقين.
خامسًا: بطلان العقد.
سادسًا: إن كان النكاح قد تم فعليه مجانبة معاشرة المرأة وإبلاغ وليها، وأن يستأنفا عقدًا جديدًا.
سابعًا: الكلام على مسألة هل يستأنفا عقدًا جديدًا (في حال إن كان النكاح قد تم) مباشرة أم ينتظرا حتى يُسْتَبْرأ الرحم بحيضة أو بالعدة؟
ثامنًا: الكلام (إن كان قد تم النكاح، وحدث حملٌ) على قضية الولد في هذه الحالة.
تاسعًا: الكلام على حكم الزوج، وهل يُعَذَّر أم لا؟ وما مقدار ما يُعَذّر به؟
الصحة للأدلة الآتية:
الأول: أن الإشهار يقوم مقام العقد.
الثاني: أن العقد قد تم، والغش متوهم، ولا عبرة به هنا.
الثالث: أن النية ليست شرطًا في العقد.
الرابع: أن الغش الحاصل لا يقتضي فساد العقد وبطلانه؛ بناءً على أن النهي لا يقتضي الفساد على الراجح.
هذا حاصل المشاركات السابقة في الموضوع
ونرجو من مشايخنا الكرام المشاركة والمباحثة في الموضوع والتفصيل فيه بأكثر من هذا.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:49 م]ـ
أضف إلى أدلة بطلان العقد هذه القاعدة
كل شرط يفسد العقد بالذكر يفسده بالنية
ومثل الفقهاء لهذه القاعدة: بنكاح المحلل، فالنكاح هنا فاسد، وكذلك لو نوى بلا شرط فالنكاح فاسد.
ويستثنى من هذه القاعدة: إذا جهل قصد صاحبه فإن العقد ليس فاسداً من جانبه؛ لأنه أي صحاب من نوى بعقده المحرم لا يعلم عما أسره من النية الباطنة فأجرى العقد على ما قد ظهر؛ لأن الأحكام تجري في الدنيا على ظاهرها بخلاف الآخرة فإنها تجري على البواطن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/453)
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:34 م]ـ
جوابا عن مسألة أخينا وفقه الله أقول ما تبين لي بعد ذكر مقدمتين:
أ- من المعلوم أن أركان النكاح ثلاثة - كما عند الحنابلة-:
1 - الزوجان الخاليان من الموانع.
2 - الإيجاب.
3 - والقبول.
وإذا كان كذلك فإن العقد لا يصح إلا بوجود إيجاب وقبول صحيحين, وبالنظر في السؤال المذكور نجد أنه في العقد الثاني صدر من الزوج قبول صحيح, وهذا لا إشكال فيه , لكن يبقى النظر في الإيجاب الصادر من ولي الزوجة هل هو صحيح معتبر أولا؟ والذي يظهر لي أنه غير صحيح , وذلك لأنه في الحقيقة ليس إنشاءً لعقد جديد (إذ الولي لم يقصد ذلك) , وإنما هو في الحقيقة إخبار عن عقد سابق وتأكيد له ,بدليل أمرين:
1 - أنك لو سألت الولي لذكر لك أنه أراد التوكيد.
2 - قول الزوج للولي: (نعيد إشهار العقد) كما في سؤال الأخ, فإن لفظ الإعادة ظاهر في أن المقصود بالعقد الثاني (بما في ذلك الصيغة من الإيجاب والقبول) إنما هو التأكيد والتكرار لما سبق ,لا الإنشاء.
والمؤكِّد فرع عن المؤكَّد وتابع له , فإذا لم يثبت الأصل (المؤكَّد) (وهو العقد الأول) لم يثبت الفرع (المؤكِّد) (وهو العقد الثاني) , إذِ التابع تابع.
يؤيد ذلك أن من المتقرر عند أكثر العلماء أن القصود معتبرة في العقود, والولي لم يقصد بلفظه إنشاء عقد جديد, قال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين (3/ 94):
(والمقصود أن المتعاقدين وإن أظهرا خلاف ما اتفقا عليه في الباطن فالعبرة بما أضمراه واتفقا عليه وقصداه بالعقد ..... فدل على أن القصد روح العقد ومصححه ومبطله, فاعتبار القصود في العقود أولى من اعتبار الألفاظ , فإن الألفاظ مقصودة لغيرها ومقاصد العقود هي التي تراد لأجلها, فإذا ألغيت واعتبرت الألفاظ التي لا تراد لنفسها كان هذا إلغاء لما يجب اعتباره واعتبارا لما قد يسوغ إلغاؤه , وكيف يقدَّم اعتبار اللفظ الذي قد ظهر كل الظهور أن المراد خلافه بل قد يقطع بذلك على المعنى الذي قد ظهر بل قد يتيقن أنه المراد ... )
ب - كما أن من شروط صحة النكاح (الرضا) , وأدلة هذا الشرط معلومة لا داعي لذكرها , ومن المعلوم أن العقد لايصح إلا باجتماع شروطه ,فإذا كان كذلك فإن العقد لا يصح إلا بعد التحقق من ثبوت الرضا , والرضا لم نتحقق من ثبوته في هذه الصورة , والمقصود بالرضا في كلامي السابق الرضا بإنشاء عقد جديد ,
فالولي مع الزوجة رضيا بتأكيد العقد لا بإنشاء عقد جديد.
يوضح ذلك أنه لا يخلو الحال من ثلاثة احتمالات عقلية:
1 - إما أن نقول:إن الولي مع الزوجة راضيان بالعقد الجديد - قطعاً أو ظناً-, وهذا لا سبيل إليه , إذ لو كان كذلك لما وقع إشكال أصلا , ولما وجد الزوج حرجا في إخبار الزوجة ووليها بالطلاق, فالزوج إنما تردد في إخبارهما لأنه يعلم أنهما إذا علما فربما لا يرضيان بالعقد الجديد.
2 - وإما أن نقول:إن الولي مع الزوجة غير راضيين بالعقد الجديد - قطعاً أو ظناً - ,وفي هذه الحال لا يصح العقد , للتحقق من تخلف الشرط.
3 - وإما أن نقول:إن الأمر متردد بين الاحتمالين (الرضا وعدمه) من غير ترجيح لأحدهما على الآخر, وحينئذ لا يصح العقد , لأن المشروط لا يثبت إلا بعد ثبوت شرطه-قطعاً أو ظناً- , والأصل العدم (عدم الشرط) فلا ننتقل عنه إلا بدليل قطعي أو ظني.
وفي هذا جواب عما ذكره أخونا أبو عبد الباري –وفقه الله-: (فما الذي يدرينا أن أهلها لا يوافقون على التزويج منه مرة أخرى لو علموا بالطلاق) فنقول: وما الذي يدرينا أن أهلها يوافقون على العقد الجديد؟ فعلى أحسن الأحوال يكون الأمر متردداً بين الرضا وعدمه وهذا خلل راجع إلى شرط العقد.
وبهذا يتبين أن مأخذ المسألة:هل العقد مستجمع لشروطه وأركانه أولا؟ ولا خلاف في أن العقد لايصح مع تخلف ركن أو شرط ,
وقد بينت لك وجهة نظري في ذلك , وأن الظاهر عندي حصول خلل في الإيجاب الصادر من الولي , والإيجاب ركن.
كما أن هناك خللاً في شرط العقد وهو الرضا.
وليس كما قال أخونا الفاضل أبو عبد البارئ وفقه الله: (وليس فيه سوى الغش المتوهم) ,لما سبق أن ذكرته.
يؤكد هذا قاعدة الاحتياط في الفروج , وأن الأصل فيها التحريم والحظر.
هذا ما ظهر لي بعد التأمل , والله تعالى أعلم,
تنبيه: ما ذكرته من باب المذاكرة والتباحث مع الإخوان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/454)
وفق الله الجميع للصواب,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
أخي سعيد السلفي أثابك الله، والله لأنا أغبطك على ما تفضلتَ به من تسببك في إبراز صفة الورع لدى أهل السنة والحديث، فأنت بارك الله فيك ترى جميع من في الموضوع يقول: الموضوع للمباحثة، ويتورع عن الفتوى في القضية لتعلقها بالفروج، فرضي الله عنكم يا أهل الحديث وبارك الله فيكم وحفظكم، وزادكم ورعًا وخشية وديانةً وجزاكم خيرًا.
بقي من المسائل السابقة مما لم يُجَبْ عليه حتى الآن:
...
المنع والبطلان للأدلة الآتية:
....
ثانيًا: عدم دفع نصف الصداق المستحق لها بعد الطلاق، ولا المهر المستحق لها عند العقد الجديد.
وهو قد دفع لها مهرًا في المرة الأولى، فاستحقت نصفه بطلاقها، وبقي معها النصف، وحيث أنه لم يستوف لها النصف الباقي فيختل شرط المهر بهذا؛ لأنه لم يدفعه لها، ولا جاء بالسؤال أنه اتفق معهم على تأجيله.
.....
سادسًا: إن كان النكاح قد تم فعليه مجانبة معاشرة المرأة وإبلاغ وليها، وأن يستأنفا عقدًا جديدًا.
سابعًا: الكلام على مسألة هل يستأنفا عقدًا جديدًا (في حال إن كان النكاح قد تم) مباشرة أم ينتظرا حتى يُسْتَبْرأ الرحم بحيضة أو بالعدة؟
ثامنًا: الكلام (إن كان قد تم النكاح، وحدث حملٌ) على قضية الولد في هذه الحالة.
تاسعًا: الكلام على حكم الزوج، وهل يُعَذَّر أم لا؟ وما مقدار ما يُعَذّر به؟
الصحة للأدلة الآتية:
الأول: أن الإشهار يقوم مقام العقد.
.....
......
الرابع: أن الغش الحاصل لا يقتضي فساد العقد وبطلانه؛ بناءً على أن النهي لا يقتضي الفساد على الراجح.
فنرجو التفصيل أكثر، ثم صياغة كل شيخ لرأيه في سطرين مختصرين في آخر مشاركته، لنجمعها في آخر المطاف في مشاركة واحدة نستفيد منها جميعًا، ويعلم أخونا سعيد السلفي حفظه الله الحكم منها مختصرًا.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 03:15 ص]ـ
جزاكم الله اعظم الاجر
لكن لدي سؤال اليس الراجح ان المهر ليس بشرط
اذا لا يضر عدم دفع نصف المهر الاول و كذلك لا يضر عدم دفع مهر جديد
و تتمة للفائدة هل يختلف كلام الاخوة بارك الله فيهم لو استبدلنا الطلاق بالردة ((كسب الدين مثلا)) و هل يكون لها المهر او نصفه اذا كان لم يدخل بها
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:07 م]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء فالبحث العلمي لا يزال يثري الموضوع.
ولعلي أوجز هنا بعض المسألة التي يدور عليها الكلام فيما أحسب وهي:
((عدم تحقق رضى الولي والمرأة)).
تحرير القضية المتنازع عليها هو: أن وجود الغش في العقد وعدم تصريح الزوج بالحقيقة بل وكذبه عليهم كان سببا لاختلاف المقصد من العقد حيث كان الزوج يريد عقدا جديدا، وكان الولي يقصد تجديد العقد، فالحاصل:
أن الرضى لم يتحقق، ولاحظ معي الفرق بين عدم الرضى وتحقق الكره أو البغض، وبين عدم تحقق كل من الرضى والكره،.
وعليه: فالمسألة تنبني على وجود الاحتمالين لو كان الرجل صرح بالحقيقة، فيحتمل من طرف الولي والمرأة كل من الرضى والكره، وأما المسألة التي يجري البحث فيها فلم يتحقق فيها شيء من الكره كما أنه لم يتحقق الرضى.
إذا عرفنا ذلك:
فهل يشترط في العقد تحقق الرضى أو عدم تحقق الكره؟ أو لا يشترط شيء من ذلك؟
ولعله إذا وضحت الصورة حول هذه المسألة يتضح الصواب في الأمر، فأقول مستعينا بالله:
أولا: لا يشترط تحقق الرضى في العقد والدليل عليه أمور:
أولها: أن نكاح الصغيرة يصح بإذن الولي وهي ليست أهلا للرضى، وهو يدل على أنه لا يشترط تحقق الرضى من طرف المرأة ما لم تكن ثيبا.
ثانيها: لا يشترط رضى المرأة البكر أصلا في صحة النكاح.
فلو أن البنت لم ترض بالعقد وجرى برضى وليها صح العقد وجاز لها الفسخ.
والدليل عليه حديث "جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته قال فجعل الأمر إليها فقالت قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء".
فهذا يدل على صحة النكاح لأنه لم يرد فيه تجديد للنكاح، كما يدل أن لها حق الفسخ، فلما اختارت إمضاء ما فعل أبوها لم يحتاجوا إلى عقد جديد.
ثانيا: رضى الولي بالعقد ليس شرطا لصحة العقد، وإنما يشترط قصد التلفظ بالإيجاب
والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم ((ثلاث جدهن جد و هزلهن جد النكاح و الطلاق و الرجعة " وحسنه الألباني في الإرواء (رقم 2061)
ولا يخفى أن الولي عند إجراء العقد هزلا لا يقصد حقيقة العقد، لكنه قاصد للفظه فحكم الدليل بصحة العقد مع تأخر قصد حقيقة العقد، فدل ذلك على صحة العقد كما قلنا.
*- وهذا كله يدل على أن عدم تحقق الرضى لا يبطل العقد، وأن الصيغة الصحيحة لا يبطلها تخلف القصد الكامل لمرادها ما دام المعنى معلوما عند الناطق بها.
وأما الغش المذكور هنا فليس من باب ما يبطل العقد، وقول الأخ أبي عبد الرحمن الشهري " كل شرط يفسد العقد بالذكر يفسده بالنية " ليس هذا موضعه.
وبيان ذلك: أن النية التي يضمرها الرجل نوعان:
النوع الأول: نية تبطل النكاح لو كشف عنها كنية التحليل ونحوه لقيام الدليل أنها تبطل العقد لو تمَّ التصريح بها.
النوع الثاني: نية لا تبطل النكاح لو كشف عنها، كنية الزواج عليها.
وما نحن بصدده من النوع الثاني - في فهمي - ولنذكر لها نظائر:
- لو كان الزوج ينوي الزواج عليها قبل بنائها ولم يكشف عن ذلك بل كتمه عنها وعن ولي أمرها لاعتبروه غاشا ولما رضو به في كثير من الحالات لا أقول في كلها.
- ولو كذب الرجل على القوم فادعى أنه من بني فلان وليس هو منهم فزوجوه على ذلك، ولعله لو كشف عن حقيقة نسبه لم يقبلوه لعيب فيهم قد يكون له اعتبار شرعي لاعتبروه غاشا.
- ولو تظاهر لهم بالتدين وهو فاسق فاجر فزوجوه ثم بان أمره لاعتبروه غاشا.
في نظائر كثيرة تحدث فهل يقال إن كل غش حصل عند العقد يمكن أن يكون سببا في عدم الرضى من طرف الولي والمرأة مبطل للعقد؟
قد ذكرت رأيي فأرجو من الإخوة أن يبحثوا لعلنا نجد علما غاب عنا فنتمسك به
والله من وراء القصد(39/455)
الأضحية .. أحكامها وأدابها وسننها ...
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 11:25 ص]ـ
أضحيّةٌ *
التعريف:
* الأضحيّة بتشديد الياء وبضمّ الهمزة أو كسرها، وجمعها الأضاحيّ بتشديد الياء أيضاً، ويقال لها: الضّحيّة بفتح الضّاد وتشديد الياء، وجمعها الضّحايا، ويقال لها أيضاً: الأضحاة بفتح الهمزة وجمعها الأضحى، وهو على التّحقيق اسم جنسٍ جمعيٍّ، وبها سمّي يوم الأضحى، أي اليوم الّذي يضحّي فيه النّاس. وقد عرّفها اللّغويّون بتعريفين:
أحدهما: الشّاة الّتي تذبح ضحوةً، أي وقت ارتفاع النّهار والوقت الّذي يليه، وهذا المعنى نقله صاحب اللّسان عن ابن الأعرابيّ.
وثانيهما: الشّاة الّتي تذبح يوم الأضحى، وهذا المعنى ذكره صاحب اللّسان أيضاً.
وكما فى المعجم الوجيز: اسم لما يضحى به أيام عيد الأضحى، وتجمع على ضحايا وأضاح، وسميت بذلك لأنها تذبح يوم الأضحى وقت الضحى
أمّا معناها في الشّرع: فهو ما يذكّى تقرّباً إلى اللّه تعالى في أيّام النّحر بشرائط مخصوصةٍ. فليس، من الأضحيّة ما يذكّى لغير التّقرّب إلى اللّه تعالى، كالذّبائح الّتي تذبح للبيع أو الأكل أو إكرام الضّيف، وليس منها ما يذكّى في غير هذه الأيّام، ولو للتّقرّب إلى اللّه تعالى، وكذلك ما يذكّى بنيّة العقيقة عن المولود، أو جزاء التّمتّع أو القران في النّسك، أو جزاء ترك واجبٍ أو فعل محظورٍ في النّسك، أو يذكّى بنيّة الهدي كما سيأتي.
والأضحيّة يقصد بها شكراً للّه تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيّام الفاضلة من ذي الحجّة الحرام.
--------------------------------------------------------------------------------
مشروعيّة الأضحيّة ودليلها:
• الأضحيّة مشروعةٌ إجماعاً بالكتاب والسّنّة: أمّا الكتاب فقوله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر} قيل في تفسيره: صلّ صلاة العيد وانحر البدن. وأمّا السّنّة فأحاديث تحكي فعله صلى الله عليه وسلم لها، وأخرى تحكي قوله في بيان فضلها والتّرغيب فيها والتّنفير من تركها. فمن ذلك ما صحّ من حديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أنّه قال: «ضحّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما». وأحاديث أخرى سيأتي بعضها منها قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعةٌ ولم يضحّ فلا يقربنّ مصلاّنا». وقد شرعت التّضحية في السّنة الثّانية من الهجرة النّبويّة، وهي السّنة الّتي شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال.
• أمّا حكمة مشروعيّتها، فهي شكراً للّه تعالى على نعمة الحياة، وإحياء سنّة سيّدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره اللّه عزّ اسمه بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النّحر، وأن يتذكّر المؤمن أنّ صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة اللّه ومحبّته على محبّة النّفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكّر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصّبر على طاعة اللّه وتقديم محبّته عزّ وجلّ على هوى النّفس وشهوتها.
• وقد يقال: أيّ علاقةٍ بين إراقة الدّم وبين شكر المنعم عزّ وجلّ والتّقرّب إليه؟ والجواب من وجهين:
أحدهما: أنّ هذه الإراقة وسيلةٌ للتّوسعة على النّفس وأهل البيت، وإكرام الجار والضّيف، والتّصدّق على الفقير، وهذه كلّها مظاهر للفرح والسّرور بما أنعم اللّه به على الإنسان، وهذا تحدّثٌ بنعمة اللّه تعالى كما قال عزّ اسمه: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث}.
ثانيهما: المبالغة في تصديق ما أخبر به اللّه عزّ وجلّ من أنّه خلق الأنعام لنفع الإنسان، وأذن في ذبحها ونحرها لتكون طعاماً له. فإذا نازعه في حلّ الذّبح والنّحر منازعٌ تمويهاً بأنّهما من القسوة والتّعذيب لذي روحٍ تستحقّ الرّحمة والإنصاف، كان ردّه على ذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ الّذي خلقنا وخلق هذه الحيوانات، وأمرنا برحمتها والإحسان إليها، أخبرنا وهو العليم بالغيب أنّه خلقها لنا وأباح تذكيتها، وأكّد هذه الإباحة بأن جعل هذه التّذكية قربةً في بعض الأحيان.
* حكم الأضحيّة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/456)
*ذهب جمهور الفقهاء، ومنهم الشّافعيّة والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالكٍ، وإحدى روايتين عن أبو يوسف إلى أنّ الأضحيّة سنّةٌ مؤكّدةٌ. وهذا قول أبي بكرٍ وعمر وبلالٍ وأبي مسعودٍ البدريّ وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيّب وعطاءٍ وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثورٍ وابن المنذر.
واستدلّ الجمهور على السّنّيّة بأدلّةٍ: منها قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يضحّي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً». ووجه الدّلالة في هذا الحديث أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مفوّضاً إلى إرادته، ولو كانت التّضحية واجبةً لاقتصر على قوله: «فلا يمسّ من شعره شيئاً حتّى يضحّي». ومنها أيضاً أنّ أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحّيان السّنة والسّنتين، مخافة أن يرى ذلك واجباً. وهذا الصّنيع منهما يدلّ على أنّهما علما من الرّسول صلى الله عليه وسلم عدم الوجوب، ولم يرو عن أحدٍ من الصّحابة خلاف ذلك.
* وذهب أبو حنيفة إلى أنّها واجبةٌ.
وهذا المذهب هو المرويّ عن محمّدٍ وزفر وإحدى الرّوايتين عن أبي يوسف. وبه قال ربيعة واللّيث بن سعدٍ والأوزاعيّ والثّوريّ ومالكٌ في أحد قوليه. واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر} فقد قيل في تفسيره صلّ صلاة العيد وانحر البدن، ومطلق الأمر للوجوب، ومتى وجب على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجب على الأمّة لأنّه قدوتها. وبقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعةٌ ولم يضحّ فلا يقربنّ مصلاّنا»، وهذا كالوعيد على ترك التّضحية، والوعيد إنّما يكون على ترك الواجب. وبقوله عليه الصلاة والسلام: «من ذبح قبل الصّلاة فليذبح شاةً مكانها، ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم اللّه»، فإنّه أمر بذبح الأضحيّة وبإعادتها إذا ذكّيت قبل الصّلاة، وذلك دليل الوجوب. ثمّ إنّ الحنفيّة القائلين بالوجوب يقولون: إنّها واجبةٌ عيناً على كلّ من وجدت فيه شرائط الوجوب. فالأضحيّة الواحدة كالشّاة وسبع البقرة وسبع البدنة إنّما تجزئ عن شخصٍ واحدٍ.
• وأمّا القائلون بالسّنّيّة فمنهم من يقول: إنّها سنّة عينٍ أيضاً، كالقول المرويّ عن أبي يوسف فعنده لا يجزئ الأضحيّة الواحدة عن الشّخص وأهل بيته أو غيرهم.
• ومنهم من يقول: إنّها سنّة عينٍ ولو حكماً، بمعنى أنّ كلّ واحدٍ مطالبٌ بها، وإذا فعلها واحدٌ بنيّة نفسه وحده لم تقع إلاّ عنه، وإذا فعلها بنيّة إشراك غيره في الثّواب، أو بنيّة كونها لغيره أسقطت الطّلب عمّن أشركهم أو أوقعها عنهم. وهذا رأي المالكيّة، وإيضاحه أنّ الشّخص إذا ضحّى ناوياً نفسه فقط سقط الطّلب عنه، وإذا ضحّى ناوياً نفسه وأبويه الفقيرين وأولاده الصّغار، وقعت التّضحية عنهم، ويجوز له أن يشرك غيره في الثّواب - قبل الذّبح - ولو كانوا أكثر من سبعةٍ بثلاث شرائط:
الأولى: أن يسكن معه.
الثّانية: أن يكون قريباً له وإن بعدت القرابة، أو زوجةً.
الثّالثة: أن ينفق على من يشركه وجوباً كأبويه وصغار ولده الفقراء، أو تبرّعاً كالأغنياء منهم وكعمٍّ وأخٍ وخالٍ. فإذا وجدت هذه الشّرائط سقط الطّلب عمّن أشركهم. وإذا ضحّى بشاةٍ أو غيرها ناوياً غيره فقط، ولو أكثر من سبعةٍ، من غير إشراك نفسه معهم سقط الطّلب عنهم بهذه التّضحية، وإن لم تتحقّق فيهم الشّرائط الثّلاث السّابقة. ولا بدّ في كلّ ذلك أن تكون الأضحيّة ملكاً خاصّاً للمضحّي، فلا يشاركوه فيها ولا في ثمنها، وإلاّ لم تجزئ، كما سيأتي في شرائط الصّحّة.
* ومن القائلين بالسّنّيّة من يجعلها سنّة عينٍ في حقّ المنفرد، وسنّة كفايةٍ في حقّ أهل البيت الواحد، وهذا رأي الشّافعيّة والحنابلة. فقد قالوا: إنّ الشّخص يضحّي بالأضحيّة الواحدة - ولو كانت شاةً - عن نفسه وأهل بيته.
وللشّافعيّة تفسيراتٌ متعدّدةٌ لأهل البيت الواحد والرّاجح تفسيران:
أحدهما: أنّ المقصود بهم من تلزم الشّخص نفقتهم، وهذا هو الّذي رجّحه الشّمس الرّمليّ في نهاية المحتاج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/457)
ثانيهما: من تجمعهم نفقة منفقٍ واحدٍ ولو تبرّعاً، وهذا هو الّذي صحّحه الشّهاب الرّمليّ بهامش شرح الرّوض. قالوا: ومعنى كونها سنّة كفايةٍ - مع كونها تسنّ لكلّ قادرٍ منهم عليها - سقوط الطّلب عنهم بفعل واحدٍ رشيدٍ منهم، لا حصول الثّواب لكلٍّ منهم، إلاّ إذا قصد المضحّي تشريكهم في الثّواب. وممّا استدلّ به على كون التّضحية سنّة كفايةٍ عن الرّجل وأهل بيته حديث أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه قال: «كنّا نضحّي بالشّاة الواحدة يذبحها الرّجل عنه وعن أهل بيته، ثمّ تباهى النّاس بعد فصارت مباهاةً». وهذه الصّيغة الّتي قالها أبو أيّوب رضي الله عنه تقتضي أنّه حديثٌ مرفوعٌ.
الأضحيّة المنذورة:
* اتّفق الفقهاء على أنّ نذر التّضحية يوجبها، سواءٌ أكان النّاذر غنيّاً أم فقيراً، وهو إمّا أن يكون نذراً لمعيّنةٍ نحو: للّه عليّ أن أضحّي بهذه الشّاة، وإمّا أن يكون نذراً في الذّمّة لغير معيّنةٍ لمضمونةٍ، كأن يقول: للّه عليّ أن أضحّي، أو يقول: للّه عليّ أن أضحّي بشاةٍ. فمن نذر التّضحية بمعيّنةٍ لزمه التّضحية بها في الوقت، وكذلك من نذر التّضحية في الذّمّة بغير معيّنةٍ، ثمّ عيّن شاةً مثلاً عمّا في ذمّته، فإنّه يجب عليه التّضحية بها في الوقت. وصرّح الشّافعيّة بأنّ من نذر معيّنةً، وبها عيبٌ مخلٌّ بالإجزاء صحّ نذره، ووجب عليه ذبحها في الوقت، وفاءً بما التزمه، ولا يجب عليه بدلها. ومن نذر أضحيّةً في ذمّته، ثمّ عيّن شاةً بها عيبٌ مخلٌّ بالإجزاء لم يصحّ تعيينه إلاّ إذا كان قد نذرها معيبةً، كأن قال: عليّ أن أضحّي بشاةٍ عرجاء بيّنة العرج. وقال الحنابلة مثل ما قال الشّافعيّة، إلاّ أنّهم أجازوا إبدال المعيّنة بخيرٍ منها، لأنّ هذا أنفع للفقراء. ودليل وجوب الأضحيّة بالنّذر: أنّ التّضحية قربةٌ للّه تعالى من جنسها واجبٌ كهدي التّمتّع، فتلزم بالنّذر كسائر القرب، والوجوب بسبب النّذر يستوي فيه الفقير والغنيّ.
--------------------------------------------------------------------------------
أضحيّة التّطوّع:
• من لم تجب التّضحية عليه لعدم توفّر شرطٍ من شروط وجوبها عند من قال بالوجوب، ولعدم توفّر شروط السّنّيّة عند من قال بأنّها سنّةٌ، فالأضحيّة تعتبر في حقّه تطوّعاً.
شروط وجوب الأضحيّة أو سنّيّتها:
* الأضحيّة إذا كانت واجبةً بالنّذر فشرائط وجوبها هي شرائط النّذر،
وهي: الإسلام والبلوغ والعقل والحرّيّة والاختيار.
وإذا كانت واجبةً بالشّرع (عند من يقول بذلك) فشروط وجوبها أربعةٌ، وزاد محمّدٌ وزفر شرطين، وهذه الشّروط أو بعضها مشترطةٌ في سنّيّتها أيضاً عند من قال بعدم الوجوب، وزاد المالكيّة شرطاً في سنّيّتها، وبيان ذلك كما يلي:
* الشّرط الأوّل: الإسلام، فلا تجب على الكافر، ولا تسنّ له، لأنّها قربةٌ، والكافر ليس من أهل القرب، ولا يشترط عند الحنفيّة وجود الإسلام في جميع الوقت الّذي تجزئ فيه التّضحية، بل يكفي وجوده آخر الوقت، لأنّ وقت الوجوب يفضل عن أداء الواجب، فيكفي في وجوبها بقاء جزءٍ من الوقت كالصّلاة، وكذا يقال في جميع الشّروط الآتية، وهذا الشّرط متّفقٌ عليه بين القائلين بالوجوب والقائلين بالسّنّيّة، بل إنّه أيضاً شرطٌ للتّطوّع.
* الشّرط الثّاني: الإقامة، فلا تجب على المسافر، لأنّها لا تتأدّى بكلّ مالٍ ولا في كلّ زمانٍ، بل بحيوانٍ مخصوصٍ في وقتٍ مخصوصٍ، والمسافر لا يظفر به في كلّ مكان في وقت التّضحية، فلو أوجبناها عليه لاحتاج لحمل الأضحيّة مع نفسه، وفيه من الحرج ما لا يخفى، أو احتاج إلى ترك السّفر، وفيه ضررٌ، فدعت الضّرورة إلى امتناع وجوبها عليه، بخلاف المقيم ولو كان حاجّاً، لما روى نافعٌ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنّه كان يخلّف لمن لم يحجّ من أهله أثمان الضّحايا، وذلك ليضحّوا عنه تطوّعاً. ويحتمل أنّه ليضحّوا عن أنفسهم لا عنه، فلا يثبت الوجوب مع الاحتمال. هذا مذهب الحنفيّة القائلين بالوجوب، وأمّا من قال بالسّنّيّة فلا يشترط هذا الشّرط، وكذلك لا يشترط في التّطوّع، لأنّه لا يترتّب على سنّيّتها ولا التّطوّع بها حرجٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/458)
* الشّرط الثّالث: الغنى - ويعبّر عنه باليسار - لحديث «من كان له سعةٌ ولم يضحّ فلا يقربنّ مصلاّنا» والسّعة هي الغنى، ويتحقّق عند الحنفيّة بأن يكون في ملك الإنسان مائتا درهمٍ أو عشرون ديناراً، أو شيءٌ تبلغ قيمته ذلك، سوى مسكنه وحوائجه الأصليّة وديونه. وقال المالكيّة: يتحقّق الغنى بألاّ تجحف الأضحيّة بالمضحّي، بألاّ يحتاج لثمنها في ضروريّاته في عامه. وقال الشّافعيّة: إنّما تسنّ للقادر عليها، وهو من ملك ما يحصل به الأضحيّة، فاضلاً عمّا يحتاج إليه في يوم العيد وليلته وأيّام التّشريق الثّلاثة ولياليها.
* الشّرطان الرّابع والخامس: البلوغ والعقل، وهذان الشّرطان اشترطهما محمّدٌ وزفر، ولم يشترطهما أبو حنيفة وأبو يوسف، فعندهما تجب التّضحية في مال الصّبيّ والمجنون إذا كانا موسرين، فلو ضحّى الأب أو الوصيّ عنها من مالهما لم يضمن في قول أبي حنيفة وأبي يوسف، ويضمن في قول محمّدٍ وزفر، وهذا الخلاف كالخلاف في صدقة الفطر.
*متفرقات* والّذي يجنّ ويفيق يعتبر حاله في الجنون والإفاقة، فإن كان مجنوناً في أيّام النّحر فهو على الاختلاف، وإن كان مفيقاً وجبت من ماله بلا خلافٍ، وقيل: إنّ حكمه حكم الصّحيح كيفما كان. وهذا الّذي قرّره صاحب " البدائع " يقتضي برجيح القول بالوجوب، لكن صحّح صاحب الكافي القول بعدم الوجوب ورجّحه ابن الشّحنة واعتمده صاحب " الدّرّ المختار " ناقلاً عن متن " مواهب الرّحمن " أنّه أصحّ ما يفتى به، وقال ابن عابدين: إنّ هذا القول اختاره صاحب الملتقى حيث قدّمه، وعبّر عن مقابله بصيغة التّضعيف، وهي " قيل ". هذا كلّه رأي الحنفيّة. وقال المالكيّة: لا يشترط في سنّيّة التّضحية البلوغ ولا العقل، فيسنّ للوليّ التّضحية عن الصّغير والمجنون من مالهما، ولو كانا يتيمين. وقال الشّافعيّة: لا يجوز للوليّ أن يضحّي عن محجوريه من أموالهم، وإنّما يجوز أن يضحّي عنهم من ماله إن كان أباً أو جدّاً، وكأنّه ملكها لهم وذبحها عنهم، فيقع له ثواب التّبرّع لهم، ويقع لهم ثواب التّضحية. وقال الحنابلة في اليتيم الموسر: يضحّي عنه وليّه من ماله، أي مال المحجور، وهذا على سبيل التّوسعة في يوم العيد لا على سبيل الإيجاب.
** هذا وقد انفرد المالكيّة بذكر شرطٍ لسنّيّة التّضحية، وهو ألاّ يكون الشّخص حاجّاً، فالحاجّ لا يطالب بالتّضحية شرعاً، سواءٌ، أكان بمنًى أم بغيرها، وغير الحاجّ هو المطالب بها، وإن كان معتمراً أو كان بمنًى. وعند الحنفيّة لا تجب على حاجٍّ مسافرٍ.
** هذا وليست الذّكورة ولا المصر من شروط الوجوب ولا السّنّيّة، فكما تجب على الذّكور تجب على الإناث، وكما تجب على المقيمين في الأمصار تجب على المقيمين في القرى والبوادي، لأنّ أدلّة الوجوب أو السّنّيّة شاملةٌ للجميع.
تضحية الإنسان من ماله عن ولده:
* إذا كان الولد كبيراً فلا يجب على أبيه أو جدّه التّضحية عنه، أمّا الولد وولد الولد الصّغيران فإن كان لهما مالٌ فقد سبق الكلام عن ذلك، وإن لم يكن لهما مالٌ، فعن أبي حنيفة في ذلك روايتان:
أولاهما: أنّها لا تجب، وهو ظاهر الرّواية، وعليه الفتوى، لأنّ الأصل أنّه لا يجب على الإنسان شيءٌ عن غيره، وخصوصاً القربات، لقوله تعالى {وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى}. وقوله جلّ شأنه {لها ما كسبت}. ولهذا لم تجب عليه عن ولده وولد ولده الكبيرين.
ثانيتهما: أنّها تجب، لأنّ ولد الرّجل جزؤه وكذا ولد ابنه، فإذا وجب عليه أن يضحّي عن نفسه وجب عليه أن يضحّي عن ولده وولد ابنه قياساً على صدقة الفطر. ثمّ على القول بظاهر الرّواية - وهو عدم الوجوب - يستحبّ للإنسان أن يضحّي عن ولده وولد ابنه الصّغيرين من مال نفسه، والمقصود بولد ابنه هو اليتيم الّذي تحت ولاية جدّه. وهذا موافقٌ لما سبق من مذهب الجمهور.
شروط صحّة الأضحيّة
* للتّضحية شرائط تشملها وتشمل كلّ الذّبائح
وشرائط تختصّ بها،
وهي ثلاثة أنواعٍ: نوعٌ يرجع إلى الأضحيّة، ونوعٌ يرجع إلى المضحّي، ونوعٌ يرجع إلى وقت التّضحية.
النّوع الأوّل: شروط الأضحيّة في ذاتها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/459)
* الشّرط الأوّل: وهو متّفقٌ عليه بين المذاهب: أن تكون من الأنعام، وهي الإبل عراباً كانت أو بخاتيّ، والبقرة الأهليّة ومنها الجواميس، والغنم ضأناً كانت أو معزاً، ويجزئ من كلّ ذلك الذّكور والإناث. فمن ضحّى بحيوانٍ مأكولٍ غير الأنعام، سواءٌ أكان من الدّوابّ أم الطّيور، لم تصحّ تضحيته به، لقوله تعالى: {ولكلّ أمّةٍ جعلنا منسكاً ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} ولأنّه لم تنقل التّضحية بغير الأنعام عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولو ذبح دجاجةً أو ديكاً بنيّة التّضحية لم يجزئ. ويتعلّق بهذا الشّرط أنّ الشّاة تجزئ عن واحدٍ، والبدنة والبقرة كلٌّ منهما عن سبعةٍ، لحديث جابرٍ رضي الله عنه قال: «نحرنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعةٍ، والبقرة عن سبعةٍ»، وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وابن عمر وابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وعائشة رضي الله عنهم، وبه قال عطاءٌ وطاوسٌ وسالمٌ والحسن وعمرو بن دينارٍ والثّوريّ والأوزاعيّ وأبو ثورٍ وأكثر أهل العلم، وهو قول الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة. وعن ابن عمر رضي الله عنهما روايةٌ أخرى أنّه قال: «لا تجزئ نفسٌ واحدةٌ عن سبعةٍ» وقال المالكيّة: لا يجزئ الاشتراك في اللّحم أو الثّمن، لا في الشّاة ولا في البدنة ولا في البقرة، ولكن تجزئ الأضحيّة الواحدة الّتي يملكها شخصٌ واحدٌ أن يضحّي بها عن نفسه وعن أبويه الفقيرين وأولاده الصّغار، وكذلك يجزئ أن يضحّي الإنسان بالأضحيّة الواحدة الّتي يملكها وحده ناوياً إشراك غيره معه في الثّواب، أو ناوياً كونها كلّها عن غيره كما سبق (ف 9).
* الشّرط الثّاني: أن تبلغ سنّ التّضحية، بأن تكون ثنيّةً أو فوق الثّنيّة من الإبل والبقر والمعز، وجذعةً أو فوق الجذعة من الضّأن، فلا تجزئ التّضحية بما دون الثّنيّة من غير الضّأن، ولا بما دون الجذعة من الضّأن، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلاّ مسنّةً، إلاّ أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعةً من الضّأن». والمسنّة من كلّ الأنعام هي الثّنيّة فما فوقها. حكاه النّوويّ عن أهل اللّغة. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «نعمت الأضحيّة الجذع من الضّأن». وهذا الشّرط متّفقٌ عليه بين الفقهاء، ولكنّهم اختلفوا في تفسير الثّنيّة والجذعة.
* فذهب الحنفيّة والحنابلة إلى أنّ الجذع من الضّأن ما أتمّ ستّة أشهرٍ، وقيل: ما أتمّ ستّة أشهرٍ وشيئاً. وأيّاً ما كان فلا بدّ أن يكون عظيماً بحيث لو خلط بالثّنايا لاشتبه على النّاظرين من بعيدٍ. والثّنيّ من الضّأن والمعز ابن سنةٍ، ومن البقر ابن سنتين، ومن الإبل ابن خمس سنين. وذهب المالكيّة إلى أنّ الجذع من الضّأن ما بلغ سنةً (قمريّةً) ودخل في الثّانية ولو مجرّد دخولٍ، وفسّروا الثّنيّ من المعز بما بلغ سنةً، ودخل في الثّانية دخولاً بيّناً، كمضيّ شهرٍ بعد السّنة، وفسّروا الثّنيّ من البقر بما بلغ ثلاث سنين، ودخل في الرّابعة ولو دخولاً غير بيّنٍ، والثّنيّ من الإبل بما بلغ خمساً ودخل في السّادسة ولو دخولاً غير بيّنٍ. وذهب الشّافعيّة إلى أنّ الجذع ما بلغ سنةً، وقالوا: لو أجذع بأن أسقط مقدّم أسنانه قبل السّنة وبعد تمام ستّة أشهرٍ يكفي، وفسّروا الثّنيّ من المعز بما بلغ سنتين، وكذلك البقر.
* الشّرط الثّالث: سلامتها من العيوب الفاحشة، وهي العيوب الّتي من شأنها أن تنقص الشّحم أو اللّحم إلاّ ما استثني. وبناءً على هذا الشّرط لا تجزئ التّضحية بما يأتي:
1 - العمياء.
2 - العوراء البيّن عورها، وهي الّتي ذهب بصر إحدى عينيها، وفسّرها الحنابلة بأنّها الّتي انخسفت عينها وذهبت، لأنّها عضوٌ مستطابٌ، فلو لم تذهب العين أجزأت عندهم، وإن كان على عينها بياضٌ يمنع الإبصار.
3 - مقطوعة اللّسان بالكلّيّة.
4 - ما ذهب من لسانها مقدارٌ كثيرٌ. وقال الشّافعيّة: يضرّ قطع بعض اللّسان ولو قليلاً.
5 - الجدعاء وهي مقطوعة الأنف.
6 - مقطوعة الأذنين أو إحداهما، وكذا السّكّاء وهي: فاقدة الأذنين أو إحداهما خلقةً وخالف الحنابلة في السّكّاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/460)
7 - ما ذهب من إحدى أذنيها مقدارٌ كثيرٌ، واختلف العلماء في تفسير الكثير، فذهب الحنفيّة إلى أنّه ما زاد عن الثّلث في روايةٍ، والثّلث فأكثر في روايةٍ أخرى، والنّصف أو أكثر، وهو قول أبي يوسف، والرّبع أو أكثر في روايةٍ رابعةٍ. وقال المالكيّة: لا يضرّ ذهاب ثلث الأذن أو أقلّ. وقال الشّافعيّة: يضرّ ذهاب بعض الأذن مطلقاً. وقال الحنابلة: يضرّ ذهاب أكثر الأذن. والأصل في ذلك كلّه حديث: «إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يضحّي بعضباء الأذن».
8 - العرجاء البيّن عرجها، وهي الّتي لا تقدر أن تمشي برجلها إلى المنسك - أي المذبح - وفسّرها المالكيّة والشّافعيّة بالّتي لا تسير بسير صواحبها.
9 - الجذماء وهي: مقطوعة اليد أو الرّجل، وكذا فاقدة إحداهما خلقةً.
10 - الجذّاء وهي: الّتي قطعت رءوس ضروعها أو يبست. وقال الشّافعيّة: يضرّ قطع بعض الضّرع، ولو قليلاً. وقال المالكيّة: إنّ الّتي لا تجزئ هي يابسة الضّرع جميعه، فإن أرضعت ببعضه أجزأت.
11 - مقطوعة الألية، وكذا فاقدتها خلقةً، وخالف الشّافعيّة فقالوا بإجزاء فاقدة الألية خلقةً، بخلاف مقطوعتها.
12 - ما ذهب من أليتها مقدارٌ كثيرٌ. وقال الشّافعيّة: يضرّ ذهاب بعض الألية ولو قليلاً.
13 - مقطوعة الذّنب، وكذا فاقدته خلقةً، وهي المسمّاة بالبتراء، وخالف الحنابلة فيهما فقالوا: إنّهما يجزئان. وخالف الشّافعيّة في الثّانية دون الأولى.
14 - ما ذهب من ذنبها مقدارٌ كثيرٌ. وقال المالكيّة: لا تجزئ ذاهبة ثلثه فصاعداً. وقال الشّافعيّة: يضرّ قطع بعضه ولو قليلاً. وقال الحنابلة: لا يضرّ قطع الذّنب كلاًّ أو بعضاً.
15 - المريضة البيّن مرضها، أي الّتي يظهر مرضها لمن يراها.
16 - العجفاء الّتي لا تنقي، وهي المهزولة الّتي ذهب نقيها، وهو المخّ الّذي في داخل العظام، فإنّها لا تجزئ، لأنّ تمام الخلقة أمرٌ ظاهرٌ، فإذا تبيّن خلافه كان تقصيراً.
17 - مصرّمة الأطبّاء، وهي الّتي عولجت حتّى انقطع لبنها.
18 - الجلاّلة، وهي الّتي تأكل العذرة ولا تأكل غيرها، ممّا لم تستبرأ بأن تحبس أربعين يوماً إن كانت من الإبل، أو عشرين يوماً إن كانت من البقر، أو عشرةً إن كانت من الغنم.
27 - هذه الأمثلة ذكرت في كتب الحنفيّة. وهناك أمثلةٌ أخرى للأنعام الّتي لا تجزئ التّضحية بها ذكرت في كتب المذاهب الأخرى.
منها ما ذكره المالكيّة حيث قالوا: لا تجزئ (البكماء) وهي فاقدة الصّوت ولا (البخراء) وهي منتنة رائحة الفم، ولم يقيّدوا ذلك بكونها جلاّلةً ولا بيّنة البشم، وهو التّخمة. ولا (الصّمّاء) وهي الّتي لا تسمع.
ومنها ما ذكره الشّافعيّة من أنّ (الهيماء) لا تجزئ، وهي المصابة بالهيام وهو عطشٌ شديدٌ لا ترتوي معه بالماء، فتهيم في الأرض ولا ترعى. وكذا (الحامل) على الأصحّ، لأنّ الحمل يفسد الجوف ويصير اللّحم رديئاً.
ومنها ما ذكره الحنابلة من عدم إجزاء (العصماء) وهي الّتي انكسر غلاف قرنها (والخصيّ المجبوب)، وهو ما ذهب أنثياه وذكره معاً، بخلاف ذاهب أحدهما. والأصل الّذي دلّ على اشتراط السّلامة من هذه العيوب كلّها ما صحّ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «لا تجزئ من الضّحايا أربعٌ: العوراء البيّن عورها، والعرجاء البيّن عرجها، والمريضة البيّن مرضها، والعجفاء الّتي لا تنقي». وما صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنّه قال: «استشرفوا العين والأذن» أي تأمّلوا سلامتها عن الآفات، وما صحّ عنه عليه الصلاة والسلام «أنّه نهى أن يضحّى بعضباء الأذن». وألحق الفقهاء بما في هذه الأحاديث كلّ ما فيه عيبٌ فاحشٌ.
* أمّا الأنعام الّتي تجزئ التّضحية بها لأنّ عيبها ليس بفاحشٍ فهي كالآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/461)
1 - الجمّاء: وتسمّى الجلحاء، وهي الّتي لا قرن لها خلقةً، ومثلها مكسورة القرن إن لم يظهر عظم دماغها، لما صحّ عن عليٍّ رضي الله عنه أنّه قال لمن سأله عن مكسورة القرن: لا بأس، أمرنا أن نستشرف العينين والأذنين. وقد اتّفقت المذاهب على إجزاء الجمّاء، واختلفت في مكسورة القرن، فقال المالكيّة: تجزئ ما لم يكن موضع الكسر دامياً، وفسّروا الدّامي بما لم يحصل الشّفاء منه، وإن لم يظهر فيه دمٌ. وقال الشّافعيّة: تجزئ وإن أدمى موضع الكسر، ما لم يؤثّر ألم الانكسار في اللّحم، فيكون مرضاً مانعاً من الإجزاء. وقال الحنابلة: لا تجزئ إن كان الذّاهب من القرن أكثر من النّصف، وتسمّى عضباء القرن.
2 - الحولاء، وهي الّتي في عينها حولٌ لم يمنع البصر.
3 - الصّمعاء، وهي الصّغيرة إحدى الأذنين أو كليهما. وخالف المالكيّة فقالوا: لا يجزئ الصّمعاء، وفسّروها بالصّغيرة الأذنين جدّاً، كأنّها خلقت بدونهما.
4 - الشّرقاء وهي مشقوقة الأذن، وإن زاد الشّقّ على الثّلث. وقال المالكيّة: لا تجزئ إلاّ إن كان الشّقّ ثلثاً فأقلّ.
5 - الخرقاء وهي مثقوبة الأذن، ويشترط في إجزائها ألاّ يذهب بسبب الخرق مقدارٌ كثيرٌ.
6 - المدابرة وهي الّتي قطع من مؤخّر أذنها شيءٌ ولم يفصّل، بل ترك معلّقاً، فإن فصّل فهي مقطوعة بعض الأذن وقد سبق بيان حكمها.
7 - الهتماء وهي الّتي لا أسنان لها، لكن يشترط في إجزائها ألاّ يمنعها الهتم عن الرّعي والاعتلاف، فإن منعها عنهما لم تجزئ. وهو مذهب الحنفيّة. وقال المالكيّة: لا تجزئ مكسور سنّين فأكثر أو مقلوعتهما، إلاّ إذا كان ذلك لإثغارٍ أو كبرٍ، أمّا لهذين الأمرين فتجزئ. وقال الشّافعيّة: تجزئ ذاهبة بعض الأسنان إن لم يؤثّر نقصاً في الاعتلاف، ولا ذاهبة جميعها ولا مكسورة جميعها، وتجزئ المخلوقة بلا أسنانٍ. وقال الحنابلة: لا تجزئ ما ذهب ثناياها من أصلها، بخلاف ما لو بقي من الثّنايا بقيّةٌ.
8 - الثّولاء وهي المجنونة، ويشترط في إجزائها ألاّ يمنعها الثّول عن الاعتلاف، فإن منعها منه لم تجزئ، لأنّ ذلك يفضي إلى هلاكها. وقال المالكيّة والشّافعيّة: لا تجزئ الثّولاء، وفسّرها المالكيّة بأنّها الدّائمة الجنون الّتي فقدت التّمييز بحيث لا تهتدي لما ينفعها ولا تجانب ما يضرّها، وقالوا: إن كان جنونها غير دائمٍ لم يضرّ. وفسّرها الشّافعيّة بأنّها الّتي تستدير في المرعى، ولا ترى إلاّ قليلاً، فتهزل.
9 - الجرباء السّمينة، بخلاف المهزولة. وقال الشّافعيّة: لا تجزئ الجرباء مطلقاً.
10 - المكويّة وهي الّتي كويت أذنها أو غيرها من الأعضاء.
11 - الموسومة وهي: الّتي في أذنها سمةٌ.
12 - العاجزة عن الولادة لكبر سنّها.
13 - الخصيّ وإنّما أجزأ، لأنّ ما ذهب بخصائه يعوّض بما يؤدّي إليه من كثرة لحمه وشحمه، وقد صحّ «وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين موجوءين» أي مرضوضي الخصيتين، ويلحق بالمرض الخصاء، لأنّ أثرهما واحدٌ. وقد اتّفقت على إجزائه المذاهب الأربعة. وحكى صاحب " المغني " الإجزاء عن الحسن وعطاءٍ والشّعبيّ والنّخعيّ ومالكٍ والشّافعيّ وأبي ثورٍ وأصحاب الرّأي. وكالخصيّ الموجوء وهو المرضوض الخصية. وهذا متّفقٌ عليه بين المذاهب.
14 - المجبوب وهو ما قطع ذكره وسبق قول الحنابلة أنّ المجبوب الخصيّ - وهو: ما ذهب أنثياه وذكره معاً - لا يجزئ، بخلاف ذاهب أحدهما فقط (ف / 26).
15 - المجزوزة وهي الّتي جزّ صوفها.
16 - السّاعلة وهي الّتي تسعل - بضمّ العين - ويجب تقييد ذلك بما لم يصحبه مرضٌ بيّنٌ.
29 - هذه الأمثلة ذكرها الحنفيّة وجاء في كتب غيرهم أمثلةٌ أخرى لما يجزئ.
ومنها: ما صرّح به المالكيّة من أنّ المقعدة - وهي العاجزة عن القيام لكثرة الشّحم عليها - تجزئ.
منها: ما ذكره الشّافعيّة من أنّ العشواء تجزئ، وهي الّتي تبصر بالنّهار دون اللّيل، وكذا العمشاء وضعيفة البصر. وكذا الّتي قطع منها قطعةٌ صغيرةٌ من عضوٍ كبيرٍ، كالّتي أخذ الذّئب مقداراً قليلاً من فخذها، بخلاف المقدار البيّن الّذي يعدّ كثيراً بالنّسبة لجميع الفخذ. طروء العيب المخلّ بعد تعيين الأضحيّة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/462)
30 - لو اشترى رجلٌ شاةً بنيّة الأضحيّة فعجفت عنده عجفاً بيّناً لم تجزئه، إن كان عند الشّراء موسراً مقيماً، وكان شراؤه إيّاها في وقت الوجوب، لما سبق من أنّ شراءه للأضحيّة لا يوجبها، لأنّه تجب عليه أضحيّةٌ في ذمّته بأصل الشّرع، وإنّما أقام ما اشتراه مقام ما في الذّمّة، فإذا نقص لم يصلح لهذه الإقامة فيبقى ما في ذمّته بحاله. فإن كان عند الشّراء فقيراً، أو غنيّاً مسافراً، أو غنيّاً مقيماً، واشتراها قبل وقت النّحر، أجزأته في هذه الصّور كلّها، لأنّه لم تكن في ذمّته أضحيّةٌ واجبةٌ وقت الشّراء، فكان الشّراء بنيّة التّضحية إيجاباً لها بمنزلة نذر الأضحيّة المعيّنة، فكان نقصانها كهلاكها يسقط به إيجابها. ويعلم من هذا أنّ الفقير أو الغنيّ لو أوجب على نفسه بالنّذر أضحيّةً غير معيّنةٍ، ثمّ اشترى شاةً بنيّة التّضحية، فتعيّبت، لم تجزئ، لأنّ الشّراء في هذه الحالة ليس إيجاباً، وإنّما هو إقامةٌ لما يشتريه مقام الواجب. ومن شرط الإقامة السّلامة، فإذا لم تجزئ إقامتها مقام الواجب بقي الواجب في ذمّته كما كان. وكالشّاة الّتي عجفت بعد الشّراء، كلّ النّعم الّتي يحدث لها بعد الشّراء عيبٌ مخلٌّ، أو تموت، أو تسرق، ففيها التّفصيل السّابق.
31 - ولو قدّم المضحّي أضحيّةً ليذبحها، فاضطربت في المكان الّذي يذبحها فيه، فانكسرت رجلها، أو انقلبت فأصابتها الشّفرة في عينها فاعورّت أجزأته، لأنّ هذا ممّا لا يمكن الاحتراز عنه، لأنّ الشّاة تضطرب عادةً، فتلحقها العيوب من اضطرابها. هذا مذهب الحنفيّة. وذهب المالكيّة إلى أنّ الأضحيّة المعيّنة بالنّذر أو بغيره إذا حدث بها عيبٌ مخلٌّ لم تجزئ، وله التّصرّف فيها بالبيع وغيره، وعليه التّضحية بأخرى إن كانت منذورةً، ويسنّ له التّضحية بأخرى إن لم تكن منذورةً. هذا إن تعيّبت قبل الإضجاع للذّبح، أمّا لو تعيّبت بعد الإضجاع له فيجزئ ذبحها.
وقال الشّافعيّة: من أوجب أضحيّةً معيّنةً بالنّذر أو الجعل، ثمّ طرأ عليها - عيبٌ يمنع إجزاءها قبل دخول الوقت الّذي تجزئ فيه التّضحية، أو بعد دخوله وقبل تمكّنه من الذّبح، ولم يقع منه تفريطٌ ولا اعتداءٌ - لم يلزمه بدلها، لزوال ملكه عنها من حين الإيجاب، ويلزمه أن يذبحها في الوقت ويتصدّق بها كالأضحيّة، وإن لم تكن أضحيّةً. وإذا طرأ العيب باعتدائه أو تفريطه أو تأخّره عن الذّبح في أوّل الوقت بلا عذرٍ لزمه ذبحها في الوقت والتّصدّق بها، ولزمه أيضاً أن يضحّي بأخرى لتبرأ ذمّته. ولو اشترى شاةً وأوجبها بالنّذر أو الجعل، ثمّ وجد بها عيباً قديماً، فليس له أن يردّها على البائع، لأنّه زال ملكه عنها بمجرّد الإيجاب، فيتعيّن أن يبقيها، وله أن يأخذ أرش النّقص من البائع، ولا يجب عليه التّصدّق به، لأنّه ملكه، وعليه أن يذبحها في الوقت، ويتصدّق بها كلّها لشبهها بالأضحيّة، وإن لم تكن أضحيّةً، ويسقط عنه الوجوب بهذا الذّبح، ويسنّ له أن يردفها بسليمةٍ، لتحصل له سنّة التّضحية. ولو زال عيبها قبل الذّبح لم تصر أضحيّةً إذ السّلامة لم توجد إلاّ بعد زوال ملكه عنها. ومن عيّن شاةً ليضحّي بها من غير إيجابٍ بنذرٍ ولا جعلٍ، فطرأ عليها عيبٌ مخلٌّ بالإجزاء لم تجزئ التّضحية بها، ولا فرق في طروء العيب بين كونه عند الذّبح أو قبله، فلو أضجع شاةً ليضحّي بها وهي، سليمةٌ فاضطربت، وانكسرت رجلها، أو عرجت تحت السّكّين لم تجزئه على الأصحّ عند الشّافعيّة. ومذهب الحنابلة قريبٌ من مذهب الشّافعيّة، إلاّ أنّهم يقولون: إنّ الواجبة لا يجب التّصدّق بجميعها بل ببعضها، كما أنّهم يقولون بإجزاء التّضحية إذا عيّن شاةً صحيحةً للتّضحية، ثمّ حدث بها عيبٌ يمنع الإجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/463)
* الشّرط الرّابع: أن تكون مملوكةً للذّابح، أو مأذوناً له فيها صراحةً أو دلالةً، فإن لم تكن كذلك لم تجزئ التّضحية بها عن الذّابح، لأنّه ليس مالكاً لها ولا نائباً عن مالكها، لأنّه لم يأذن له في ذبحها عنه، والأصل فيما يعمله الإنسان أن يقع للعامل، ولا يقع لغيره إلاّ بإذنه. فلو غصب إنسانٌ شاةً، فضحّى بها عن مالكها - من غير إجازته - لم تقع أضحيّةً عنه، لعدم الإذن منه، ولو ضحّى بها عن نفسه لم تجزئ عنه، لعدم الملك، ثمّ إن أخذها صاحبها مذبوحةً، وضمّنه النّقصان، فكذلك لا تجزئ عن واحدٍ منهما. وإن لم يأخذها صاحبها، وضمّنه قيمتها حيّةً، أجزأت عن الذّابح، لأنّه ملكها بالضّمان من وقت الغصب، فصار ذابحاً لشاةٍ هي ملكه، لكنّه آثمٌ، لأنّ ابتداء فعله وقع محظوراً، فتلزمه التّوبة والاستغفار. وهذا قول أبي حنيفة وصاحبيه وقولٌ للمالكيّة. وقال زفر والشّافعيّة، وهو أحد قولي المالكيّة، وأحد روايتي الحنابلة، لا تجزئ عنه، لأنّ الضّمان لا يوجب الملك عندهم.
* *ذهب الحنفيّة إلى أنّه لو اشترى إنسانٌ شاةً فأضجعها، وشدّ قوائمها للتّضحية بها، فجاء إنسانٌ آخر فذبحها بغير إذنه صحّت أضحيّةً لمالكها، لوجود الإذن منه دلالةً. وعند الحنابلة إذا عيّن الأضحيّة فذبحها غيره بغير إذنه أجزأت عن صاحبها، ولا ضمان على ذابحها. واشترط المالكيّة لإجزائها وجود الإذن صراحةً أو اعتياده ذلك. ولو اشترى إنسانٌ شاةً ليضحّي بها، فلمّا ذبحها تبيّن ببيّنةٍ أنّها مستحقّةٌ - أي أنّها كانت ملك إنسانٍ غير البائع - فحكمها حكم المغصوبة، وشراؤه إيّاها بمنزلة العدم، صرّح بذلك المالكيّة والحنابلة.
** ولو أودع رجلٌ رجلاً شاةً، فضحّى بها عن نفسه، فاختار صاحبها القيمة فأخذها، فإنّ الشّاة لا تكون أضحيّةً عن الذّابح، بخلاف المغصوبة والمستحقّة عند أبي حنيفة وصاحبيه، ووجه الفرق أنّ سبب وجوب الضّمان في الوديعة هو الذّبح، فلا يعتبر الذّابح مالكاً إلاّ بعد الذّبح، فحين الذّبح لم يذبح ما هو مملوكٌ له، فلم يجزئه أضحيّةً، وسبب وجوب الضّمان في الغصب والاستحقاق هو الأخذ السّابق على الذّبح، والضّمان يوجب الملكيّة كما سبق، فيكون الذّابح في حالتي الغصب والاستحقاق ذابحاً ما هو مملوكٌ له فيجزئ عنه. وما قيل في الوديعة يقال في العاريّة والمستأجرة.
النّوع الثّاني:
شرائط ترجع إلى المضحّي يشترط في المضحّي لصحّة التّضحية ثلاثة شروطٍ:
* الشّرط الأوّل: نيّة التّضحية: لأنّ الذّبح قد يكون للّحم، وقد يكون للقربة، والفعل لا يقع قربةً إلاّ بالنّيّة، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكلّ امرئٍ ما نوى». والمراد بالأعمال القربات، ثمّ إنّ القربات من الذّبائح أنواعٌ كثيرةٌ، كهدي التّمتّع والقران والإحصار وجزاء الصّيد وكفّارة الحلف وغير ذلك من محظورات الحجّ والعمرة، فلا تتعيّن الأضحيّة من بين هذه القربات إلاّ بنيّة التّضحية، وتكفي النّيّة بالقلب دون التّلفّظ بها كما في الصّلاة، لأنّ النّيّة عمل القلب، والذّكر باللّسان دليلٌ على ما فيه. وقد اتّفق على هذا الشّرط الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة. وصرّح الشّافعيّة باستثناء المعيّنة بالنّذر، كأن قال بلسانه - من غير نيّةٍ بقلبه - للّه عليّ نذر أن أضحّي بهذه الشّاة، فإنّ نذره ينعقد باللّفظ ولو بلا نيّةٍ، ولا تشترط النّيّة عند ذبحها، بخلاف المجعولة، بأن قال بلسانه: جعلت هذه الشّاة أضحيّةً، فإنّ إيجابه ينعقد وإن لم ينو عند النّطق، لكن لا بدّ من النّيّة عند ذبحها إن لم ينو عند النّطق. وقالوا: لو وكّل في الذّبح كفت نيّته ولا حاجة لنيّة الوكيل، بل لا حاجة لعلمه بأنّها أضحيّةٌ. وقالوا أيضاً: يجوز لصاحب الأضحيّة أن يفوّض في نيّة التّضحية مسلماً مميّزاً ينوي عند الذّبح أو التّعيين، بخلاف الكافر وغير المميّز بجنونٍ أو نحوه. وقال الحنابلة: إنّ الأضحيّة المعيّنة لا تجب فيها النّيّة عند الذّبح، لكن لو ذبحها غير مالكها بغير إذنه، ونواها عن نفسه عالماً بأنّها ملك غيره لم تجزئ عنهما، أمّا مع عدم العلم فتجزئ عن المالك ولا أثر لنيّة الفضوليّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/464)
* الشّرط الثّاني: أن تكون النّيّة مقارنةً للذّبح أو مقارنةً للتّعيين السّابق على الذّبح، سواءٌ أكان هذا التّعيين بشراء الشّاة أم بإفرازها ممّا يملكه، وسواءٌ أكان ذلك للتّطوّع أم لنذرٍ في الذّمّة، ومثله الجعل كأن يقول: جعلت هذه الشّاة أضحيّةً، فالنّيّة في هذا كلّه تكفي عن النّيّة عند الذّبح، وأمّا المنذورة المعيّنة فلا تحتاج لنيّةٍ كما سبق. هذا عند الشّافعيّة. أمّا الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة فتكفي عندهم النّيّة السّابقة عند الشّراء أو التّعيين.
* الشّرط الثّالث: ألاّ يشارك المضحّي فيما يحتمل الشّركة من لا يريد القربة رأساً، فإن شارك لم يصحّ عن الأضحيّة. وإيضاح هذا، أنّ البدنة والبقرة كلٌّ منهما يجزئ عن سبعةٍ عند الجمهور كما مرّ. فإذا اشترك فيها سبعةٌ، فلا بدّ أن يكون كلّ واحدٍ منهم مريداً للقربة، وإن اختلف نوعها. فلو اشترى سبعةٌ أو أقلّ بدنةً، أو اشتراها واحدٌ بنيّة التّشريك فيها، ثمّ شرك فيها ستّةً أو أقلّ، وأراد واحدٌ منهم التّضحية، وآخر هدي المتعة، وثالثٌ هدي القران، ورابعٌ كفّارة الحلف، وخامسٌ كفّارة الدّم عن ترك الميقات، وسادسٌ هدي التّطوّع، وسابعٌ العقيقة عن ولده أجزأتهم البدنة. بخلاف ما لو كان أحدهم يريد سبعها ليأكله، أو ليطعم أهله، أو ليبيعه، فلا تجزئ عن الآخرين الّذين أرادوا القربة. هذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمّدٍ. وذلك، لأنّ القربة الّتي في الأضحيّة، وفي هذه الأنواع كلّها إنّما هي في إراقة الدّم، وإراقة الدّم في البدنة الواحدة لا تتجزّأ، لأنّها ذبحٌ واحدٌ، فإن لم تكن هذه الإراقة قربةً من واحدٍ أو أكثر لم تكن قربةً من الباقين، بخلاف ما لو كانت هذه الإراقة قربةً من الجميع، وإن اختلفت جهتها، أو كان بعضها واجباً وبعضها تطوّعاً. وقال زفر: لا يجزئ الذّبح عن الأضحيّة أو غيرها من القرب عند الاشتراك، إلاّ إذا كان المشتركون متّفقين في جهة القربة، كأن يشترك سبعةٌ كلّهم يريد الأضحيّة، أو سبعةٌ كلّهم يريد جزاء الصّيد، فإن اختلفوا في الجهة لم يصحّ الذّبح عن واحدٍ منهم، لأنّ القياس يأبى الاشتراك، إذ الذّبح فعل واحدٍ لا يتجزّأ، فلا يتصوّر أن يقع بعضه عن جهةٍ، وبعضه عن جهةٍ أخرى، لكن عند اتّحاد الجهة يمكن أن تجعل كقربةٍ واحدةٍ، ولا يمكن ذلك عند الاختلاف، فبقي الأمر فيه مردوداً إلى القياس. وروي عن أبي حنيفة أنّه كره الاشتراك عند اختلاف الجهة، وقال: لو كان هذا من نوعٍ واحدٍ لكان أحبّ إليّ، وهكذا قال أبو يوسف.
** ولو اشترى رجلٌ بقرةً يريد أن يضحّي بها، ثمّ أشرك فيها بعد ذلك غيره، فإن كان فقيراً حين اشتراها فقد أوجبها على نفسه كما سبق، فلا يجوز أن يشرك فيها غيره. وإن كان غنيّاً مقيماً، وقد اشتراها قبل وقت الوجوب، أو غنيّاً مسافراً فكذلك. وإن كان غنيّاً مقيماً، واشتراها بعد وقت الوجوب فإنّ شراءها لا يوجبها كما تقدّم، فيجوز له أن يشرك فيها معه ستّةً أو أقلّ يريدون القربة، لكنّ ذلك مكروهٌ لأنّه لمّا اشتراها بنيّة التّضحية كان ذلك منه وعداً أن يضحّي بها كلّها عن نفسه، وإخلاف الوعد مكروهٌ، وينبغي في هذه الحالة أن يتصدّق بالثّمن الّذي أخذه ممّن أشركهم معه، لما روي «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دفع إلى حكيم بن حزامٍ رضي الله عنه ديناراً، وأمره أن يشتري له أضحيّةً، فاشترى شاةً وباعها بدينارين، واشترى بأحدهما شاةً وجاء النّبيّ عليه الصلاة والسلام بشاةٍ ودينارٍ، وأخبره بما صنع، فأمره عليه الصلاة والسلام أن يضحّي بالشّاة، ويتصدّق بالدّينار» هذا كلّه مذهب الحنفيّة. وخالفهم الشّافعيّة والحنابلة فأجازوا أن يشترك مريد التّضحية أو غيرها من القربات مع مريد اللّحم، حتّى لو كان لمريد التّضحية سبع البدنة، ولمريد الهدي سبعها، ولمريد العقيقة سبعها، ولمريد اللّحم باقيها، فذبحت بهذه النّيّات جاز، لأنّ الفعل إنّما يصير قربةً من كلّ واحدٍ بنيّته لا بنيّة شريكه، فعدم النّيّة من أحدهم لا يقدح في قربة الباقين. وقال المالكيّة: لا يجوز الاشتراك في الثّمن أو اللّحم، فإن اشترك جماعةٌ في الثّمن، بأن دفع كلّ واحدٍ منهم جزءاً منه، أو اشتركوا في اللّحم، بأن كانت الشّاة أو البدنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/465)
مشتركةً بينهم لم تجزئ عن واحدٍ منهم، بخلاف إشراكهم في الثّواب ممّن ضحّى بها قبل الذّبح كما مرّ.
وقت التّضحية مبدأٌ ونهايةٌ مبدأ الوقت:
* قال الحنفيّة: يدخل وقت التّضحية عند طلوع فجر يوم النّحر، وهو يوم العيد، وهذا الوقت لا يختلف في ذاته بالنّسبة لمن يضحّي في المصر أو غيره. لكنّهم اشترطوا في صحّتها لمن يضحّي في المصر أن يكون الذّبح بعد صلاة العيد، ولو قبل الخطبة، إلاّ أنّ الأفضل تأخيره إلى ما بعد الخطبة، وإذا صلّيت صلاة العيد في مواضع من المصر كفى في صحّة التّضحية الفراغ من الصّلاة في أحد المواضع. وإذا عطّلت صلاة العيد ينتظر حتّى يمضي وقت الصّلاة بأن تزول الشّمس، ثمّ يذبح بعد ذلك. وأمّا من يضحّي في غير المصر فإنّه لا تشترط له هذه الشّريطة، بل يجوز أن يذبح بعد طلوع فجر يوم النّحر، لأنّ أهل غير المصر ليس عليهم صلاة العيد. وإذا كان من عليه الأضحيّة مقيماً في المصر، ووكّل من يضحّي عنه في غيره أو بالعكس، فالعبرة بمكان الذّبح لا بمكان الموكّل المضحّي، لأنّ الذّبح هو القربة. وقال المالكيّة، وهو أحد أقوال الحنابلة: إنّ أوّل وقت التّضحية بالنّسبة لغير الإمام هو وقت الفراغ من ذبح أضحيّة الإمام بعد الصّلاة والخطبتين في اليوم الأوّل، وبالنّسبة للإمام هو وقت الفراغ من صلاته وخطبته، فلو ذبح الإمام قبل الفراغ من خطبتيه لم يجزئه، ولو ذبح النّاس قبل الفراغ من ذبح أضحيّة الإمام لم يجزئهم، إلاّ إذا بدءوا بعد بدئه، وانتهوا بعد انتهائه أو معه. وإذا لم يذبح الإمام أو توانى في الذّبح بعد فراغ خطبتيه بلا عذرٍ أو بعذرٍ تحرّى النّاس القدر الّذي يمكن فيه الذّبح، ثمّ ذبحوا أضاحيّهم، فتجزئهم وإن سبقوه لكن عند التّواني بعذرٍ، كقتال عدوٍّ أو إغماءٍ أو جنونٍ يندب انتظاره حتّى يفرغ من تضحيته، إلاّ إذا قرب زوال الشّمس فينبغي للنّاس حينئذٍ أن يضحّوا ولو قبل الإمام. ثمّ إن لم يكن في البلد إلاّ نائب الإمام الحاكم أو إمام الصّلاة فالمعتبر نائب الإمام، وإن كان فيها هذا وذاك، وأخرج نائب الإمام أضحيّته إلى المصلّى فهو المعتبر، وإلاّ فالمعتبر إمام الصّلاة، فإن لم يكن هذا ولا ذاك تحرّوا تضحية إمام أقرب البلاد إليهم إن كان واحداً، فإن تعدّد تحرّوا تضحية أقرب الأئمّة لبلدهم. وقال الشّافعيّة، وهو أحد أقوالٍ للحنابلة: يدخل وقت التّضحية بعد طلوع الشّمس يوم عيد النّحر بمقدار ما يسع ركعتين خفيفتين وخطبتين خفيفتين، والمراد بالخفّة الاقتصار على ما يجزئ في الصّلاة والخطبتين. قالوا: وإنّما لم تتوقّف صحّة التّضحية على الفراغ من صلاة الإمام وخطبتيه بالفعل لأنّ الأئمّة يختلفون تطويلاً وتقصيراً، فاعتبر الزّمان ليكون أشبه بمواقيت الصّلاة وغيرها، وأضبط للنّاس في الأمصار والقرى والبوادي، وهذا هو المراد بالأحاديث الّتي تقدّمت، «وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي صلاة عيد الأضحى عقب طلوع الشّمس». والأفضل تأخير التّضحية عن ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ بالمقدار السّابق الذّكر. وذهب الحنابلة في قولٍ ثالثٍ لهم وهو الأرجح، إلى أنّ وقتها يبتدئ بعد صلاة العيد ولو قبل الخطبة لكنّ الأفضل انتظار الخطبتين. ولا يلزم انتظار الفراغ من الصّلاة في جميع الأماكن إن تعدّدت، بل يكفي الفراغ من واحدةٍ منها، وإذا كان مريد التّضحية في جهةٍ لا يصلّى فيها العيد - كالبادية وأهل الخيام ممّن لا عيد عليهم - فالوقت يبتدئ بعد مضيّ قدر صلاة العيد من ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ. وإذا فاتت صلاة العيد بالزّوال في الأماكن الّتي تصلّى فيها ضحّوا من حين الفوات.
نهاية وقت التّضحية:
* ذهب الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة إلى أنّ أيّام التّضحية ثلاثةٌ، وهي يوم العيد، واليومان الأوّلان من أيّام التّشريق، فينتهي وقت التّضحية بغروب شمس اليوم الأخير من الأيّام المذكورة، وهو ثاني أيّام التّشريق. واحتجّوا بأنّ عمر وعليّاً وأبا هريرة وأنساً وابن عبّاسٍ وابن عمر رضي الله عنهم أخبروا أنّ أيّام النّحر ثلاثةٌ. ومعلومٌ أنّ المقادير لا يهتدى إليها بالرّأي، فلا بدّ أن يكون هؤلاء الصّحابة الكرام أخبروا بذلك سماعاً. وقال الشّافعيّة - وهو القول الآخر للحنابلة واختاره ابن تيميّة - أيّام التّضحية أربعةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/466)
، تنتهي بغروب شمس اليوم الثّالث من أيّام التّشريق، وهذا القول مرويٌّ عن عليٍّ وابن عبّاسٍ رضي الله عنهم أيضاً، ومرويٌّ كذلك عن جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه، وعن عطاءٍ والحسن البصريّ وعمر بن عبد العزيز وسليمان بن موسى الأسديّ ومكحولٍ. وحجّة القائلين بهذا قوله عليه الصلاة والسلام: «كلّ أيّام التّشريق ذبحٌ».
التّضحية في ليالي أيّام النّحر:
* أمّا ليلة عيد الأضحى فليست وقتاً للتّضحية بلا خلافٍ، وكذلك اللّيلة المتأخّرة من أيّام النّحر، وإنّما الخلاف في اللّيلتين أو اللّيالي المتوسّطة بين أيّام النّحر. فالمالكيّة يقولون: لا تجزئ التّضحية الّتي تقع في اللّيلتين المتوسّطتين، وهما ليلتا يومي التّشريق من غروب الشّمس إلى طلوع الفجر. وهذا أحد قولي الحنابلة. وقال الحنابلة والشّافعيّة: إنّ التّضحية في اللّيالي المتوسّطة تجزئ مع الكراهة، لأنّ الذّابح قد يخطئ المذبح، وإليه ذهب إسحاق وأبو ثورٍ والجمهور. وهو أصحّ القولين عند الحنابلة. واستثنى الشّافعيّة من كراهية التّضحية ليلاً ما لو كان ذلك لحاجةٍ، كاشتغاله نهاراً بما يمنعه من التّضحية، أو مصلحةٍ كتيسّر الفقراء ليلاً، أو سهولة حضورهم.
ما يجب بفوات وقت التّضحية:
* ولمّا كانت القربة في الأضحيّة بإراقة الدّم، وكانت هذه الإراقة لا يعقل السّرّ في التّقرّب بها، وجب الاقتصار في التّقرّب بها على الوقت الّذي خصّها الشّارع به. فلا تقضى بعينها بعد فوات وقتها، بل ينتقل التّغرّب إلى التّصدّق بعين الشّاة حيّةً، أو بقيمتها أو بقيمة أضحيّةٍ مجزئةٍ، فمن عيّن أضحيّةً شاةً أو غيرها بالنّذر أو بالشّراء بالنّيّة فلم يضحّ بها حتّى مضت أيّام النّحر وجب عليه أن يتصدّق بها حيّةً، لأنّ الأصل في الأموال التّقرّب بالتّصدّق بها لا بالإتلاف وهو الإراقة. إلاّ أنّ الشّارع نقله إلى إراقة دمها مقيّدةً بوقتٍ مخصوصٍ حتّى أنّه يحلّ أكل لحمها للمالك والأجنبيّ والغنيّ والفقير، لأنّ النّاس أضياف اللّه تعالى في هذا الوقت.
* ومن وجب عليه التّصدّق بالبهيمة حيّةً لم يحلّ له ذبحها ولا الأكل منها ولا إطعام الأغنياء ولا إتلاف شيءٍ منها، فإن ذبحها وجب عليه التّصدّق بها مذبوحةً، فإن كانت قيمتها بعد الذّبح أقلّ من قيمتها حيّةً تصدّق بالفرق بين القيمتين فضلاً عن التّصدّق بها. فإن أكل منها بعد الذّبح شيئاً أو أطعم منها غنيّاً أو أتلف شيئاً وجب عليه التّصدّق بقيمته.
* ومن وجبت عليه التّضحية ولم يضحّ حتّى فات الوقت ثمّ حضرته الوفاة وجب عليه أن يوصي بالتّصدّق بقيمة شاةٍ من ثلث ماله، لأنّ الوصيّة هي الطّريق إلى تخليصه من عهدة الواجب. هذا كلّه مذهب الحنفيّة. وللإيصاء بالتّضحية صورٌ نكتفي بالإشارة إليها، ولتفصيلها وبيان أحكامها (ر: وصيّةٌ). وقال الشّافعيّة والحنابلة: من لم يضحّ حتّى فات الوقت فإن كانت مسنونةً - وهو الأصل - لم يضحّ، وفاتته تضحية هذا العام، فإن ذبح ولو بنيّة التّضحية لم تكن ذبيحته أضحيّةً، ويثاب على ما يعطي الفقراء منها ثواب الصّدقة. وإن كانت منذورةً لزمه أن يضحّي قضاءً، وهو رأيٌ لبعض المالكيّة، لأنّها قد وجبت عليه فلم تسقط بفوات الوقت، فإذا وجبت الأضحيّة بإيجابه لها فضلّت أو سرقت بغير تفريطٍ منه فلا ضمان عليه، لأنّها أمانةٌ في يده، فإن عادت إليه ذبحها سواءٌ أكانت عودتها في زمن الأضحيّة أو بعده. فإذا مضى الوقت ولم يضحّ بالشّاة المعيّنة عاد الحكم إلى الأصل، وهو التّصدّق بعين الأضحيّة حيّةً سواءٌ أكان الّذي عيّنها موسراً أم معسراً أو بقيمتها. وفي هذه الحال لا تحلّ له ولا لأصله ولا لفرعه ولا لغنيٍّ.
ما يستحبّ قبل التّضحية:
* يستحبّ قبل التّضحية أمورٌ:
1 - أن يربط المضحّي الأضحيّة قبل يوم النّحر بأيّامٍ، لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرّغبة فيها، فيكون له فيه أجرٌ وثوابٌ.
2 - أن يقلّدها ويجلّلها قياساً على الهدي، لأنّ ذلك يشعر بتعظيمها، قال تعالى: {ومن يعظّم شعائر اللّه فإنّها من تقوى القلوب}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/467)
3 - أن يسوقها إلى مكان الذّبح سوقاً جميلاً لا عنيفاً ولا يجرّ برجلها إليه، لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ اللّه تعالى كتب الإحسان على كلّ شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته».
4 - وقال المالكيّة والشّافعيّة: يسنّ لمن يريد التّضحية ولمن يعلم أنّ غيره يضحّي عنه ألاّ يزيل شيئاً من شعر رأسه أو بدنه بحلقٍ أو قصٍّ أو غيرهما، ولا شيئاً من أظفاره بتقليمٍ أو غيره، ولا شيئاً من بشرته كسلعةٍ لا يضرّه بقاؤها، وذلك من ليلة اليوم الأوّل من ذي الحجّة إلى الفراغ من ذبح الأضحيّة. وقال الحنابلة: إنّ ذلك واجبٌ، لا مسنونٌ، وحكي الوجوب عن سعيد بن المسيّب وربيعة وإسحاق. ونقل ابن قدامة عن الحنفيّة عدم الكراهة. وعلى القول بالسّنّيّة يكون الإقدام على هذه الأمور مكروهاً تنزيهاً، وعلى القول بالوجوب يكون محرّماً. والأصل في ذلك حديث أمّ سلمة رضي الله عنها «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً». وفي روايةٍ أخرى عنها رضي الله عنها أنّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجّة وأراد أحدكم أن يضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره». والقائلون بالسّنّيّة جعلوا النّهي للكراهة. والحديث الدّالّ على عدم تحريم الفعل هو حديث عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: «كنت أفتل قلائد هدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثمّ يقلّده ويبعث به ولا يحرم عليه شيءٌ أحلّه اللّه له حتّى ينحر هديه». قال الشّافعيّ: البعث بالهدي، أكثر من إرادة التّضحية فدلّ على أنّه لا يحرم ذلك. والحكمة في مشروعيّة الإمساك عن الشّعر والأظفار ونحوهما قيل: إنّها التّشبّه بالمحرم بالحجّ، والصّحيح: أنّ الحكمة أن يبقى مريد التّضحية كامل الأجزاء رجاء أن يعتق من النّار بالتّضحية.
ما يكره قبل التّضحية:
ذهب الحنفيّة إلى أنّه يكره تحريماً قبل التّضحية أمورٌ:
* الأمر الأوّل: حلب الشّاة الّتي اشتريت للتّضحية أو جزّ صوفها، سواءٌ أكان الّذي اشتراها موسراً أم معسراً، وكذا الشّاة الّتي تعيّنت بالنّذر، كأن قال: للّه عليّ أن أضحّي بهذه، أو قال: جعلت هذه أضحيّةً. وإنّما كره ذلك، لأنّه عيّنها للقربة فلا يحلّ الانتفاع بها قبل إقامة القربة فيها، كما لا يحلّ له الانتفاع بلحمها إذا ذبحها قبل وقتها، ولأنّ الحلب والجزّ يوجبان نقصاً فيها والأضحيّة يمتنع إدخال النّقص فيها. واستثنى بعضهم الشّاة الّتي اشتراها الموسر بنيّة التّضحية، لأنّ شراءه إيّاها لم يجعلها واجبةً، إذ الواجب عليه شاةٌ في ذمّته كما تقدّم. وهذا الاستثناء ضعيفٌ، فإنّها متعيّنةٌ للقربة ما لم يقم غيرها مقامها، فقبل أن يذبح غيرها بدلاً منها لا يجوز له أن يحلبها، ولا أن يجزّ صوفها للانتفاع به. ولهذا لا يحلّ له لحمها إذا ذبحها قبل وقتها. فإن كان في ضرع الأضحيّة المعيّنة لبنٌ وهو يخاف عليها الضّرر والهلاك إن لم يحلبها نضح ضرعها بالماء البارد حتّى يتقلّص اللّبن، لأنّه لا سبيل إلى الحلب. فإن حلبه تصدّق باللّبن، لأنّه جزءٌ من شاةٍ متعيّنةٍ للقربة. فإن لم يتصدّق به حتّى تلف أو شربه مثلاً وجب عليه التّصدّق بمثله أو بقيمته. وما قيل في اللّبن يقال في الصّوف والشّعر والوبر. وقال المالكيّة: يكره - أي تنزيهاً - شرب لبن الأضحيّة بمجرّد شرائها أو تعيينها من بين بهائمه للتّضحية، ويكره أيضاً جزّ صوفها قبل الذّبح، لما فيه من نقص جمالها، ويستثنى من ذلك صورتان:
أولاهما: أن يعلم أنّه ينبت مثله أو قريبٌ منه قبل الذّبح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/468)
ثانيتهما: أن يكون قد أخذها بالشّراء ونحوه، أو عيّنها للتّضحية بها من بين بهائمه ناوياً جزّ صوفها، ففي هاتين الصّورتين لا يكره جزّ الصّوف. وإذا جزّه في غير هاتين الصّورتين كره له بيعه. وقال الشّافعيّة والحنابلة: لا يشرب من لبن الأضحيّة إلاّ الفاضل عن ولدها، فإن لم يفضل عنه شيءٌ أو كان الحلب يضرّ بها أو ينقص لحمها لم يكن له أخذه، وإن لم يكن كذلك فله أخذه والانتفاع به. وقالوا أيضاً: إن كان بقاء الصّوف لا يضرّ بها أو كان أنفع من الجزّ لم يجز له أخذه، وإن كان يضرّ بها أو كان الجزّ أنفع منه جاز الجزّ ووجب التّصدّق بالمجزوز.
* الأمر الثّاني: من الأمور الّتي تكره تحريماً عند الحنفيّة قبل التّضحية - بيع الشّاة المتعيّنة للقربة بالشّراء أو بالنّذر، وإنّما كره بيعها، لأنّها تعيّنت للقربة، فلم يحلّ الانتفاع بثمنها كما لم يحلّ الانتفاع بلبنها وصوفها، ثمّ إنّ البيع مع كراهته ينفذ عند أبي حنيفة ومحمّدٍ، لأنّه بيع مالٍ مملوكٍ منتفعٍ به مقدورٍ على تسليمه، وعند أبي يوسف لا ينفذ، لأنّه بمنزلة الوقف. وبناءً على نفاذ بيعها فعليه مكانها مثلها أو أرفع منها فيضحّي بها، فإن فعل ذلك فليس عليه شيءٌ آخر، وإن اشترى دونها فعليه أن يتصدّق بفرق ما بين القيمتين، ولا عبرة بالثّمن الّذي حصل به البيع والشّراء إن كان مغايراً للقيمة. وقال المالكيّة: يحرم بيع الأضحيّة المعيّنة بالنّذر وإبدالها، وأمّا الّتي لم تتعيّن بالنّذر فيكره أن يستبدل بها ما هو مثلها أو أقلّ منها. فإذا اختلطت مع غيرها واشتبهت وكان بعض المختلط أفضل من بعضٍ كره له ترك الأفضل بغير قرعةٍ. وقال الشّافعيّة: لا يجوز بيع الأضحيّة الواجبة ولا إبدالها ولو بخيرٍ منها، وإلى هذا ذهب أبو ثورٍ واختاره أبو الخطّاب من الحنابلة. ولكنّ المنصوص عن أحمد - وهو الرّاجح عند الحنابلة - أنّه يجوز أن يبدّل الأضحيّة الّتي أوجبها بخيرٍ منها، وبه قال عطاءٌ ومجاهدٌ وعكرمة.
* الأمر الثّالث" م": - من الأمور الّتي تكره تحريماً عند الحنفيّة قبل التّضحية - بيع ما ولد للشّاة المتعيّنة بالنّذر أو بالشّراء بالنّيّة، وإنّما كره بيعه، لأنّ أمّه تعيّنت للأضحيّة، والولد يتبع الأمّ في الصّفات الشّرعيّة كالرّقّ والحرّيّة، فكان يجب الإبقاء عليه حتّى يذبح معها. فإذا باعه وجب عليه التّصدّق بثمنه. وقال القدوريّ: يجب ذبح الولد، ولو تصدّق به حيّاً جاز، لأنّ الحقّ لم يسر إليه ولكنّه متعلّقٌ به، فكان كجلّها وخطامها، فإن ذبحه تصدّق بقيمته، وإن باعه تصدّق بثمنه. وفي الفتاوى الخانيّة أنّه يستحبّ التّصدّق به حيّاً، ويجوز ذبحه، وإذا ذبح وجب التّصدّق به، فإن أكل منه تصدّق بقيمة ما أكل. وقال المالكيّة: يحرم بيع ولد الأضحيّة المعيّنة بالنّذر، ويندب ذبح ولد الأضحيّة مطلقاً، سواءٌ أكانت معيّنةً بالنّذر أم لا إذا خرج قبل ذبحها، فإذا ذبح سلك به مسلك الأضحيّة، وإذا لم يذبح جاز إبقاؤه وصحّت التّضحية به في عامٍ آخر. وأمّا الولد الّذي خرج بعد الذّبح، فإن خرج ميّتاً، وكان قد تمّ خلقه ونبت شعره كان كجزءٍ من الأضحيّة، وإن خرج حيّاً حياةً محقّقةً وجب ذبحه لاستقلاله بنفسه. وقال الشّافعيّة: إذا نذر شاةً معيّنةً أو قال: جعلت هذه الشّاة أضحيّةً، أو نذر أضحيّةً في الذّمّة ثمّ عيّن شاةً عمّا في ذمّته، فولدت الشّاة المذكورة وجب ذبح ولدها في الصّور الثّلاث، والأصحّ أنّه لا يجب تفرقته على الفقراء بخلاف أمّه، إلاّ إذا ماتت أمّه فيجب تفرقته عليهم، وولد الأضحيّة في غير هذه الصّور الثّلاث لا يجب ذبحه، وإذا ذبح لم يجب التّصدّق بشيءٍ منه، ويجوز فيه الأكل والتّصدّق والإهداء، وإذا تصدّق بشيءٍ منه لم يغن عن وجوب التّصدّق بشيءٍ منها. وقال الحنابلة: إذا عيّن أضحيّةً فولدت فولدها تابعٌ لها، حكمه حكمها، سواءٌ أكانت حاملاً به حين التّعيين، أو حدث الحمل بعده، فيجب ذبحه في أيّام النّحر، وقد روي عن عليٍّ رضي الله عنه أنّ رجلاً سأله فقال: يا أمير المؤمنين إنّي اشتريت هذه البقرة لأضحّي بها، وإنّها وضعت هذا العجل؟ فقال عليٌّ: لا تحلبها إلاّ فضلاً عن تيسير ولدها فإذا كان يوم الأضحى فاذبحها وولدها عن سبعةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/469)
* الأمر الرّابع: - من الأمور الّتي تكره تحريماً عند الحنفيّة قبل التّضحية - ركوب الأضحيّة واستعمالها والحمل عليها. فإن فعل شيئاً منها أثم، ولم يجب عليه التّصدّق بشيءٍ، إلاّ أن يكون هذا الفعل نقّص قيمتها، فعليه أن يتصدّق بقيمة النّقص. فإن آجرها للرّكوب أو الحمل تصدّق بقيمة النّقص فضلاً عن تصدّقه بالكراء. وللمالكيّة في إجارة الأضحيّة قبل ذبحها قولان:
أحدهما: المنع
وثانيهما: الجواز وهو المعتمد. وقال الشّافعيّة: يجوز لصاحب الأضحيّة الواجبة ركوبها وإركابها بلا أجرةٍ، وإن تلفت أو نقصت بذلك ضمنها. لكن إن حصل ذلك في يد المستعير ضمنها المستعير، وإنّما يضمنها هو أو المستعير إذا تلفت أو نقصت بعد دخول الوقت والتّمكّن من الذّبح، أمّا قبله فلا ضمان، لأنّها أمانةٌ في يد المعير، ومن المعلوم أنّ المستعير إنّما يضمن إذا لم تكن يد معيره يد أمانةٍ.
* هذا وهناك مكروهاتٌ ذكرت في غير كتب الحنفيّة: منها: ما صرّح به المالكيّة من أنّ التّغالي بكثرة ثمنها زيادةٌ على عادة أهل البلد يكره - أي تنزيهاً - لأنّ شأن ذلك المباهاة. وكذا زيادة العدد. فإن نوى بزيادة الثّمن أو العدد الثّواب وكثرة الخير لم يكره بل يندب.
ما يستحبّ وما يكره عند إرادة التّضحية:
* لمّا كانت التّضحية نوعاً من التّذكية، كانت مستحبّات التّذكية من ذبحٍ ونحرٍ مستحبّةً فيها، ومكروهاتها مكروهةٌ فيها. ولتفصيل ما يستحبّ وما يكره في التّذكية (ر: ذبائح). وللتّضحية مستحبّاتٌ ومكروهاتٌ خاصّةٌ تكون عندها، وهي إمّا أن ترجع إلى الأضحيّة، أو إلى المضحّي، أو إلى الوقت. ولنذكر ذلك في ثلاثة مباحث: ما يرجع إلى الأضحيّة من المستحبّات والمكروهات عند التّضحية:
* يستحبّ في الأضحيّة أن تكون أسمن وأعظم بدناً من غيرها، لقوله تعالى: {ومن يعظّم شعائر اللّه فإنّها من تقوى القلوب}. ومن تعظيمها أن يختارها صاحبها عظيمة البدن سمينةً. وإذا اختار التّضحية بالشّياه، فأفضلها الكبش الأملح الأقرن الموجوء (أي المخصيّ)، لحديث أنسٍ رضي الله عنه: «ضحّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين»، ولأنّه صلى الله عليه وسلم «ضحّى بكبشين أملحين موجوءين»، والأقرن: العظيم القرن، والأملح: الأبيض، والموجوء: قيل: هو المدقوق الخصيتين، وقيل: هو الخصيّ، وفي الحديث أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «دم عفراء أحبّ إلى اللّه من دم سوداوين». قال الحنفيّة: الشّاة أفضل من سبع البقرة. بل أفضل من البقرة إن استوتا في القيمة ومقدار اللّحم. والأصل في هذا أنّ ما استويا في مقدار اللّحم والقيمة فأطيبهما لحماً أفضل. وما اختلفا فيهما فالفاضل أولى، والذّكر من الضّأن والمعز إذا كان موجوءاً فهو أولى من الأنثى، وإلاّ فالأنثى أفضل عند الاستواء في القيمة ومقدار اللّحم. والأنثى من الإبل والبقر أفضل من الذّكر عند استواء اللّحم والقيمة. وقال المالكيّة: يندب أن تكون جيّدةً، بأن تكون أعلى النّعم، وأن تكون سمينةً، ويندب أيضاً تسمينها، لحديث أبي أمامة رضي الله عنه. «قال: كنّا نسمّن الأضحيّة بالمدينة، وكان المسلمون يسمّنون». والذّكر أفضل من الأنثى، والأقرن أفضل من الأجمّ، ويفضّل الأبيض على غيره، والفحل على الخصيّ إن لم يكن الخصيّ أسمن، وأفضل الأضاحيّ ضأنٌ مطلقاً: فحله، فخصيّه، فأنثاه، فمعزٌ كذلك، واختلف فيما يليهما أهي الإبل أم البقر. والحقّ أنّ ذلك يختلف باختلاف البلاد، ففي بعضها تكون الإبل أطيب لحماً فتكون أفضل، وفي بعضها يكون البقر أطيب لحماً فيكون أفضل. وقال الشّافعيّة: أفضل الأضاحيّ سبع شياهٍ، فبدنةٌ فبقرةٌ، فشاةٌ واحدةٌ، فسبع بدنةٍ، فسبع بقرةٍ، والضّأن أفضل من المعز، والذّكر الّذي لم ينز أفضل من الأنثى الّتي لم تلد، ويليهما الذّكر الّذي ينزو، فالأنثى الّتي تلد. والبيضاء أفضل، فالعفراء، فالصّفراء، فالحمراء، فالبلقاء، ويلي ذلك السّوداء. ويستحبّ تسمين الأضحيّة. وقال الحنابلة: أفضل الأضاحيّ البدنة، ثمّ البقرة، ثمّ الشّاة، ثمّ شركٌ في بدنةٍ، ثمّ شركٌ في بقرةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/470)
*ويكره في الأضحيّة أن تكون معيبةً بعيبٍ لا يخلّ بالإجزاء. ما يستحبّ في التّضحية من أمورٍ ترجع إلى المضحّي:
* أن يذبح بنفسه إن قدر عليه، لأنّه قربةٌ، ومباشرة القربة أفضل من تفويض إنسانٍ آخر فيها، فإن لم يحسن الذّبح فالأولى توليته مسلماً يحسنه، ويستحبّ في هذه الحالة أن يشهد الأضحيّة لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «يا فاطمة قومي إلى أضحيّتك فاشهديها». وقد اتّفقت المذاهب على هذا. غير أنّ الشّافعيّة قالوا: الأفضل للأكثر والخنثى والأعمى التّوكيل وإن قدروا على الذّبح. ولهذه النّقطة تتمّةٌ ستأتي.
* أن يدعو فيقول: (اللّهمّ منك ولك، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين) لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة رضي الله عنها أن تقول: «إنّ صلاتي ونسكي ... » إلخ. ولحديث جابرٍ رضي الله عنه أنّه قال: «ذبح النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الذّبح كبشين أقرنين أملحين موجوءين فلمّا وجّههما قال: إنّي وجّهت وجهي للّذي فطر السّموات والأرض على ملّة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللّهمّ منك ولك عن محمّدٍ وأمّته، بسم اللّه واللّه أكبر ثمّ ذبح». هذا مذهب الحنفيّة. وقال المالكيّة يكره قول المضحّي عند التّسمية " اللّهمّ منك وإليك "، لأنّه لم يصحبه عمل أهل المدينة. وقال الشّافعيّة: يستحبّ بعد التّسمية التّكبير ثلاثاً والصّلاة والسّلام على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والدّعاء بالقبول، بأن يقول: اللّهمّ هذا منك وإليك، واختلفوا في إكمال التّسمية بأن يقال: (الرّحمن الرّحيم) فقيل: لا يستحبّ، لأنّ الذّبح لا تناسبه الرّحمة، وقيل: يستحبّ وهو أكمل، لأنّ في الذّبح رحمةً بالآكلين. وقال الحنابلة: يقول المضحّي عند الذّبح: (بسم اللّه واللّه أكبر). والتّسمية واجبةٌ عند التّذكّر والقدرة، والتّكبير مستحبٌّ، فقد ثبت أنّ «النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا ذبح قال: بسم اللّه واللّه أكبر». وفي حديث أنسٍ «وسمّى وكبّر» وإن زاد فقال: اللّهمّ هذا منك ولك، اللّهمّ تقبّل منّي أو من فلانٍ فحسنٌ، لأنّ «النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتي بكبشٍ له ليذبحه فأضجعه ثمّ قال: اللّهمّ تقبّل من محمّدٍ وآل محمّدٍ وأمّة محمّدٍ ثمّ ضحّى به».
55 - أن يجعل الدّعاء المذكور قبل ابتداء الذّبح أو بعد انتهائه ويخصّ حالة الذّبح بالتّسمية مجرّدةً. هكذا قال الحنفيّة. ويكره عند الحنفيّة خلط التّسمية بكلامٍ آخر حالة الذّبح ولو كان دعاءً، لأنّه ينبغي كما تقدّم أن تجعل الأدعية سابقةً على ابتداء الذّبح أو متأخّرةً عن الفراغ منه.
ما يرجع إلى وقت التّضحية من المستحبّات والمكروهات:
* تستحبّ المبادرة إلى التّضحية، فالتّضحية في اليوم الأوّل أفضل منها فيما يليه، لأنّها مسارعةٌ إلى الخير، وقد قال اللّه تعالى: {وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها السّموات والأرض أعدّت للمتّقين}. والمقصود المسارعة إلى سبب المغفرة والجنّة، وهو العمل الصّالح. وهذا متّفقٌ عليه بين المذاهب، غير أنّ للمالكيّة تفصيلاً وهو أنّ التّضحية قبل الزّوال في كلّ يومٍ أفضل منها بعد الزّوال، والتّضحية من ارتفاع الشّمس إلى ما قبل الزّوال في اليومين الثّاني والثّالث أفضل من التّضحية قبل ذلك من الفجر إلى الارتفاع، وقد تردّدوا في التّضحية بين زوال اليوم الثّاني وغروبه، والتّضحية بين فجر اليوم الثّالث وزواله، أيّتهما أفضل؟ والرّاجح: أنّ التّضحية في الوقت الأوّل أفضل، ولا تضحية عندهم في اللّيل كما تقدّم. وتقدّم أيضاً أنّ التّضحية في اللّيل تكره عند الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة. ومعلومٌ ممّا تقدّم أنّ من الفقهاء من لا يجيز لأهل القرى أن يضحّوا إلاّ في الوقت الّذي يضحّي فيه أهل المدن.
ما يستحبّ وما يكره بعد التّضحية:
أ - يستحبّ للمضحّي بعد الذّبح أمورٌ:
* منها: أن ينتظر حتّى تسكن جميع أعضاء الذّبيحة فلا ينخع ولا يسلخ قبل زوال الحياة عن جميع جسدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/471)
* ومنها: أن يأكل منها ويطعم ويدّخر، لقوله تعالى: {وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميقٍ، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اللّه في أيّامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}. وقوله عزّ وجلّ: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه، لكم فيها خيرٌ، فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضحّى أحدكم فليأكل من أضحيّته».
* والأفضل أن يتصدّق بالثّلث، ويتّخذ الثّلث ضيافةً لأقاربه وأصدقائه، ويدّخر الثّلث، وله أن يهب الفقير والغنيّ، وقد صحّ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في صفة أضحيّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ويطعم أهل بيته الثّلث، ويطعم فقراء جيرانه الثّلث، ويتصدّق على السّؤال بالثّلث». قال الحنفيّة: ولو تصدّق بالكلّ جاز، ولو حبس الكلّ لنفسه جاز، لأنّ القربة في إراقة الدّم، وله أن يزيد في الادّخار عن ثلاث ليالٍ، لأنّ نهي النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك كان من أجل الدّافّة، وهم جماعةٌ من الفقراء دفّت (أي نزلت) بالمدينة، فأراد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يتصدّق أهل المدينة عليهم بما فضل عن أضاحيّهم، فنهى عن الادّخار فوق ثلاثة أيّامٍ. ففي حديث عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: «قالوا يا رسول اللّه: إنّ النّاس يتّخذون الأسقية من ضحاياهم ويجعلون فيها الودك، قال: وما ذاك؟ قالوا: نهيت أن تؤكل لحوم الأضاحيّ بعد ثلاثٍ، فقال: إنّما نهيتكم من أجل الدّافّة الّتي دفّت، فكلوا، وادّخروا وتصدّقوا». وفي حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من ضحّى منكم فلا يصبحنّ بعد ثالثةٍ وفي بيته منه شيءٌ، فلمّا كان العام المقبل. قالوا يا رسول اللّه نفعل كما فعلنا عام الماضي؟ قال: كلوا وأطعموا وادّخروا، فإنّ ذلك العام كان بالنّاس جهدٌ، فأردت أن تعينوا فيها». وإطعامها والتّصدّق بها أفضل من ادّخارها، إلاّ أن يكون المضحّي ذا عيالٍ وهو غير موسّع الحال، فإنّ الأفضل له حينئذٍ أن يدّخره لعياله توسعةً عليهم، لأنّ حاجته وحاجة عياله مقدّمةٌ على حاجة غيرهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيءٌ فلأهلك، فإن فضل شيءٌ عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيءٌ فهكذا وهكذا». هذا مذهب الحنفيّة.
* وهاهنا تنبيهٌ مهمٌّ وهو أنّ أكل المضحّي من الأضحيّة وإطعام الأغنياء والادّخار لعياله تمتنع كلّها عند الحنفيّة في صورٍ.
منها: الأضحيّة المنذورة، وهو مذهب الشّافعيّة أيضاً. وذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنّ المنذورة كغيرها في جواز الأكل.
ومنها: أن يمسك عن التّضحية بالشّاة الّتي عيّنها للتّضحية بالنّذر أو بالنّيّة عند الشّراء حتّى تغرب شمس اليوم الثّالث فيجب التّصدّق بها حيّةً.
ومنها: أن يضحّي عن الميّت بأمره فيجب التّصدّق بالأضحيّة كلّها على المختار.
ومنها: أن تلد الأضحيّة فيجب ذبح الولد على قولٍ، وإذا ذبح وجب التّصدّق به كلّه، لأنّه لم يبلغ السّنّ الّتي تجزئ التّضحية فيها، فلا تكون القربة بإراقة دمه، فتعيّن أن تكون القربة بالتّصدّق به، ولهذا قيل: إنّ المستحبّ في الولد التّصدّق به حيّاً.
ومنها: أن يشترك في البدنة سبعةٌ أو أقلّ، وينوي بعضهم بنصيبه القضاء عن أضحيّةٍ فاتته من عامٍ أو أعوامٍ مضت، فيجب على جميع الشّركاء التّصدّق بجميع حصصهم، لأنّ الّذي نوى القضاء لم تصحّ نيّته، فكان نصيبه تطوّعاً محضاً وهو لم ينو التّقرّب بإراقة الدّم، لأنّ من وجب عليه القضاء إنّما يقضي بالتّصدّق بالقيمة، ونصيب المضحّي الّذي نوى القضاء شائعٌ في البدنة كلّها، فلا سبيل للّذي نوى الأداء أن يأكل شيئاً منها، فلا بدّ من التّصدّق بجميعها. وقال المالكيّة: يندب للمضحّي الجمع بين الأكل من أضحيّته والتّصدّق والإهداء بلا حدٍّ في ذلك بثلثٍ ولا غيره ولم يفرّقوا بين منذورةٍ وغيرها. وقال الشّافعيّة: يجب بعد ذبح الأضحيّة الواجبة بالنّذر أو الجعل والمعيّنة عن المنذور في الذّمّة التّصدّق بها كلّها، وأمّا غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/472)
الواجبة فيجب بعد الذّبح التّصدّق بجزءٍ من لحمها نيئاً غير قديدٍ ولا تافهٍ جدّاً. وزاد الحنابلة أنّه إذا لم يتصدّق حتّى فاتت ضمن للفقراء ثمن أقلّ ما لا يعتبر تافهاً. فلا يكفي التّصدّق بشيءٍ من الشّحم أو الكبد أو نحوهما ولا التّصدّق بمطبوخٍ، ولا التّصدّق بقديدٍ وهو المجفّف، ولا التّصدّق بجزءٍ تافهٍ جدّاً ليس له وقعٌ. ووجوب التّصدّق هو أحد وجهين وهو أصحّهما، ويكفي في التّصدّق الإعطاء، ولا يشترط النّطق بلفظ التّمليك ونحوه، وما عدا الجزء المتصدّق به يجوز فيه الأكل والإهداء لمسلمٍ والتّصدّق على مسلمٍ فقيرٍ. والأفضل التّصدّق بها كلّها إلاّ لقماً يسيرةً يأكلها ندباً للتّبرّك، والأولى أن تكون هذه اللّقم من الكبد، ويسنّ إن جمع بين الأكل والتّصدّق والإهداء ألاّ يأكل فوق الثّلث، وألاّ يتصدّق بدون الثّلث، وأن يهدي الباقي. وقال الحنابلة: يجب التّصدّق ببعض الأضحيّة وهو أقلّ ما يقع عليه اسم لحمٍ وهو الأوقيّة، فإن لم يتصدّق حتّى فاتت ضمن للفقراء ثمن أوقيّةٍ، ويجب تمليك الفقير لحماً نيئاً لا إطعامه. والمستحبّ أن يأكل ثلثاً، يهدي ثلثاً، ويتصدّق بثلثٍ، ولو أكل، أكثر جاز. وسواءٌ فيما ذكر الأضحيّة المسنونة والواجبة بنحو النّذر، لأنّ النّذر محمولٌ على المعهود، والمعهود من الأضحيّة الشّرعيّة ذبحها، والأكل منها، والنّذر لا يغيّر من صفة المنذور إلاّ الإيجاب.
ب - ويكره للمضحّي بعد الذّبح عند الحنفيّة، أمورٌ:
* منها: أن ينخعها أو يسلخها قبل زهوق روحها، وهذه الكراهة عامّةٌ في جميع الذّبائح، وهي كراهةٌ تنزيهيّةٌ.
* ومنها: بيع شيءٍ من لحمها أو شحمها أو صوفها أو شعرها أو وبرها أو لبنها الّذي حلب منها بعد ذبحها، أو غير ذلك إذا كان البيع بدراهم أو دنانير أو مأكولاتٍ، أو نحو ذلك ممّا لا ينتفع به إلاّ باستهلاك عينه، فهذا البيع لا يحلّ وهو مكروهٌ تحريماً. بخلاف ما لو باع شيئاً منها بما يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه من متاع البيت أو غيره، كالإناء النّحاس والمنخل والعصا والثّوب والخفّ، فإنّه يحلّ.
وإنّما لم يحلّ البيع بما يستهلك، لقوله: «من باع جلد أضحيّته فلا أضحيّة له» فإن باع نفذ البيع عند أبي حنيفة ومحمّدٍ. ووجب عليه التّصدّق بثمنه، لأنّ القربة ذهبت عنه ببيعه، ولا ينفذ البيع عند أبي يوسف فعليه أن يستردّه من المشتري، فإن لم يستطع وجب التّصدّق بثمنه. وإنّما حلّ بيعه بما يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، لأنّه يقوم مقام المبدل، فكأنّه باقٍ وهو شبيهٌ بما لو صنع من الجلد شيءٌ ينتفع به، كالقربة والدّلو. وصرّح المالكيّة بأنّه لا يجوز بيع شيءٍ منها بعد الذّبح ولا إبداله، سواءٌ أكان الذّبح مجزئاً عن الأضحيّة أو غير مجزئٍ، كما لو ذبح قبل الإمام، وكما لو تعيّبت الأضحيّة فذبحها سواءٌ أكان التّعيّب حالة الذّبح أم قبله، وسواءٌ أكان عند الذّبح عالماً بالعيب أم جاهلاً به، وسواءٌ أكان عند الذّبح عالماً بأنّها غير مجزئةٍ أم جاهلاً بذلك، ففي كلّ هذه الصّور متى ذبح لم يجز له البيع ولا الإبدال. وهذا بالنّسبة لصاحبها. وأمّا الّذي أهدي إليه شيءٌ منها، أو تصدّق عليه به، فيجوز له البيع والإبدال. وإذا وقع البيع الممنوع أو إبدالٌ ممنوعٌ فسخ العقد إن كان المبيع موجوداً، فإن فات بأكلٍ ونحوه وجب التّصدّق بالعوض إن كان موجوداً، فإن فات بالصّرف أو الضّياع وجب التّصدّق بمثله. وقال الشّافعيّة: لا يجوز للمضحّي بيع شيءٍ منها، وكذلك لا يجوز للغنيّ المهدى إليه، بخلاف الفقير المتصدّق عليه، فإنّه يجوز له البيع، ويجوز للمضحّي التّصدّق بالجلد وإعارته والانتفاع به لا بيعه ولا إجارته. وقول الحنابلة مثل قول الشّافعيّة، وزادوا أنّه لا يجوز بيع جلّها أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/473)
* ومن الأمور الّتي تكره للمضحّي بعد التّضحية إعطاء الجزّار ونحوه أجرته من الأضحيّة فهو مكروهٌ تحريماً، لأنّه كالبيع بما يستهلك، لحديث عليٍّ رضي الله عنه قال: «أمرني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأقسّم جلودها وجلالها، وأمرني ألاّ أعطي الجزّار منها شيئاً، وقال: نحن نعطيه من عندنا». (وخرج بالبيع وإعطاء الأجرة) الانتفاع بالجلد وغيره من الأضحيّة الّتي لم يجب التّصدّق بها، كما لو جعل سقاءً للماء أو اللّبن أو غيرهما، أو فرواً للجلوس واللّبس، أو صنع منه غربالٌ أو غير ذلك فهو جائزٌ، ولأنّه يجوز الانتفاع بلحمها بالأكل وبشحمها بالأكل والادّهان فكذا بجلدها وسائر أجزائها. هذا مذهب الحنفيّة. وصرّح المالكيّة بمنع إعطاء الجزّار في مقابلة جزارته أو بعضها شيئاً منها، سواءٌ كانت مجزئةً، أم غير مجزئةٍ كالّتي ذبحت يوم النّحر قبل ذبح ضحيّة الإمام، وكالتي تعيّبت حالة الذّبح أو قبله. وأجازوا تأجير جلدها على الرّاجح. وقال الشّافعيّة والحنابلة: يحرم إعطاء الجازر في أجرته شيئاً منها، لحديث عليٍّ رضي الله عنه السّابق ذكره. فإن دفع إليه لفقره أو على سبيل الهديّة فلا بأس، وله أن ينتفع بجلدها، ولا يجوز أن يبيعه ولا شيئاً منها.
النّيابة في ذبح الأضحيّة:
* اتّفق الفقهاء على أنّه تصحّ النّيابة في ذبح الأضحيّة إذا كان النّائب مسلماً، لحديث فاطمة السّابق: «يا فاطمة قومي إلى أضحيّتك فاشهديها» لأنّ فيه إقراراً على حكم النّيابة. والأفضل أن يذبح بنفسه إلاّ لضرورةٍ. وذهب الجمهور إلى صحّة التّضحية مع الكراهة إذا كان النّائب كتابيّاً، لأنّه من أهل الذّكاة، وذهب المالكيّة - وهو قولٌ محكيٌّ عن أحمد - إلى عدم صحّة إنابته، فإن ذبح لم تقع التّضحية وإن حلّ أكلها. والنّيابة تتحقّق بالإذن لغيره نصّاً، كأن يقول: أذنتك أو وكّلتك أو اذبح هذه الشّاة، أو دلالةً كما لو اشترى إنسانٌ شاةً للأضحيّة فأضجعها وشدّ قوائمها في أيّام النّحر، فجاء إنسانٌ آخر وذبحها من غير أمرٍ فإنّ، التّضحية تجزئ عن صاحبها عند أبي حنيفة والصّاحبين.
* ويرى الحنفيّة والحنابلة أنّه إذا غلط كلّ واحدٍ من المضحّيين فذبح أضحيّة الآخر أجزأت، لوجود الرّضى منهما دلالةً. وذهب المالكيّة إلى أنّه لا يجزئ عن أيٍّ منهما. ولم نطّلع على رأيٍ للشّافعيّة في ذلك.
التّضحية عن الميّت:
* إذا أوصى الميّت بالتّضحية عنه، أو وقف وقفاً لذلك جاز بالاتّفاق. فإن كانت واجبةً بالنّذر وغيره وجب على الوارث إنفاذ ذلك. أمّا إذا لم يوص بها فأراد الوارث أو غيره أن يضحّي عنه من مال نفسه، فذهب الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة إلى جواز التّضحية عنه، إلاّ أنّ المالكيّة أجازوا ذلك مع الكراهة. وإنّما أجازوه لأنّ الموت لا يمنع التّقرّب عن الميّت كما في الصّدقة والحجّ. وقد صحّ «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أحدهما عن نفسه، والآخر عمّن لم يضحّ من أمّته». وعلى هذا لو اشترك سبعةٌ في بدنةٍ فمات أحدهم قبل الذّبح، فقال ورثته - وكانوا بالغين - اذبحوا عنه، جاز ذلك. وذهب الشّافعيّة إلى أنّ الذّبح عن الميّت لا يجوز بغير وصيّةٍ أو وقفٍ.
هل يقوم غير الأضحيّة من الصّدقات مقامها؟
* لا يقوم غير الأضحيّة من الصّدقات مقامها حتّى لو تصدّق إنسانٌ بشاةٍ حيّةٍ أو بقيمتها في أيّام النّحر لم يكن ذلك مغنياً له عن الأضحيّة، لا سيّما إذا كانت واجبةً، وذلك أنّ الوجوب تعلّق بإراقة الدّم، والأصل أنّ الوجوب إذا تعلّق بفعلٍ معيّنٍ لا يقوم غيره مقامه كالصّلاة والصّوم بخلاف الزّكاة، فإنّ الواجب فيها عند أبي حنيفة والصّاحبين أداء مالٍ يكون جزءاً من النّصاب أو مثله، لينتفع به المتصدّق عليه، وعند بعضهم الواجب أداء جزءٍ من النّصاب من حيث إنّه مالٌ لا من حيث إنّه جزءٌ من النّصاب، لأنّ مبنى وجوب الزّكاة على التّيسير، والتّيسير في الوجوب من حيث إنّه مالٌ لا من حيث إنّه العين والصّورة، وبخلاف صدقة الفطر فإنّها تؤدّى بالقيمة عند الحنفيّة، لأنّ العلّة الّتي نصّ الشّارع عليها في وجوب صدقة الفطر هي الإغناء. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «أغنوهم عن الطّواف في هذا اليوم»، والإغناء يحصل بأداء القيمة.
المفاضلة بين الضّحيّة والصّدقة:
* الضّحيّة أفضل من الصّدقة، لأنّها واجبةٌ أو سنّةٌ مؤكّدةٌ، وشعيرةٌ من شعائر الإسلام، صرّح بهذا الحنفيّة والشّافعيّة وغيرهم. وصرّح المالكيّة بأنّ الضّحيّة أفضل أيضاً من عتق الرّقبة ولو زاد ثمن الرّقبة على أضعاف ثمن الضّحيّة. وقال الحنابلة: الأضحيّة أفضل من الصّدقة بقيمتها نصّ عليه أحمد، وبهذا قال ربيعة وأبو الزّناد، وروي عن بلالٍ رضي الله عنه أنّه قال: لأن أضعه في يتيمٍ قد ترب فوه فهو أحبّ إليّ من أن أضحّي، وبهذا قال الشّعبيّ وأبو ثورٍ، وقالت عائشة رضي الله عنها: لأن أتصدّق بخاتمي هذا أحبّ إليّ من أن أهدي إلى البيت ألفاً. ويدلّ لأفضليّة التّضحية أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضحّى والخلفاء من بعده، ولو علموا أنّ الصّدقة أفضل لعدلوا إليها، وما روته عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما عمل ابن آدم يوم النّحر عملاً أحبّ إلى اللّه من إراقة دمٍ، وأنّه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وأنّ الدّم ليقع من اللّه بمكانٍ قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً». ولأنّ إيثار الصّدقة على الأضحيّة يفضي إلى ترك سنّةٍ سنّها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأمّا قول عائشة فهو في الهدي دون الأضحيّة وليس الخلاف فيه.
المصادر:
موسوعة الفقه الإسلامي
موسوعة المفاهيم الإسلامية
بتصرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/474)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:40 م]ـ
السلام عليكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25176&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ومعذرة فلم ارى موضوعك
وسأقوم بينقل ما في موضوعي اليه
جزاكم الله خيرا(39/475)
أنواع الحج والفرق بينهما جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:59 م]ـ
ما هو حج التمتع وغيرها من أنواع الحج وما الفرق بينهما بإيجاز ........(39/476)
من آخر ما أفتى به الشيخ ابن عثيمين في مسائل الحج
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 02:49 م]ـ
حسم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قبل أن تخترمه المنية جملة من المسائل التي كات ردحا من الزمن محل تردد عند الشيخ
منها: أن الشيخ رحمه الله كان يقول: لو قال قائل في من أدركه اليوم الثامن ولم يتحلل من العمرة و هو يريد التمتع أن التمتع حينئذ قد فاته لكان قولا قويا
ثم جزم الشيخ بعد ذلك بفوات التمتع لمن كانت تلك حاله
منها: أن الشيخ كان يقول: لو قال قائل: إن القارن لا يحل إلا بنحر الهدي لكان قولا قويا
ثم جزم الشيخ بعد ذلك بذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: إني لبدت رأسي وقلدت هدي فلا أحل حتى أنحر)
ومنها أن الشيخ رحمه الله قال: إن حال الناس اليوم كلهم ضعفة بالنسبة للتعجل من مزدلفة فيجوز للرجال التعجل مع الضعفاء
ثم قال رحمه الله: وما يدريكم لعله يأتي زمان نأخذ بقول الإمام مالك أن من حط رحله وصلى المغرب والعشاء في مزدلفة أجزأه ذلك عن الوقوف وحل له التعجل
والله أعلم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:03 م]ـ
بارك الله فيك ما المصدر؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا,
لوأحلتنا على المصدر لتمام الفائدة
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:28 م]ـ
أحسنت
وذلك في دروس شرح الزاد من كتاب الحج في آخر شرح وليس المطبوع إنما كان شرحا لكتاب الحج فحسب بمناسبة قدوم موسم الحج وذلك في آخر عام وكان من عادة الشيخ أن يسبق الحج بشرح كتاب في المناسك، والموسم الذي قبل شرح الزاد شرح كتاب الحج من البخاري
و كنت أحد الذين أنعم الله عليهم بحضور تلك الدروس
و الشرح مسجل عند الإستقامة يقينا
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:32 م]ـ
والمراد بالقارن القارن الذي ساق الهدي كحال النبي صلى الله عليه وسلم أما القارن الذي لم يسق الهدي فكغيره
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:33 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:51 م]ـ
جوزيت خيرااااا(39/477)
أحاديث عشر ذي الحجة وأيام التشريق
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذه كتاب
أحاديث عشر ذي الحجة وأيام التشريق
للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان(39/478)
استفسار وجدت حديثين بمخطوط (إذا دعوت فقدم بين يديك ثناء) (إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة
ـ[ايمان]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد وجدت في مخطوط:
ذكر عبد الغفور عن سلمان قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:ياسلمان:إذا دعوت فقدم بين يديك ثناء.
وكذلك:
ابن حيان عن عطاء في كتاب التواب: " إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب"
فلم اقف عليهما.
فالرجاء افادتي في الموضوع ,فان كان لهما اصل فارجو افادتي في التخريج للحديثين
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:50 ص]ـ
المعجم - (ج 1 / ص 114)
عبد الغفور بن عبد الله بن محمد النفزي
أبو القاسم وكناه ابن عياد أبا محمد يروي عن أبيه أبي محمد الخطيب وهو المعروف بالمرسي وقد تقدم ذكره في باب عبد الله لروايتهما معاً عن أبي علي ويروي عبد الغفور أيضاً عن ابن عتاب وأبي بحر وابن العربي وغيرهم ومال إلى الوعظ والتصوف وله تواليف منها كتاب التبتل في العبادات وما لا غنى عنه من الدعوات لذوي الإرادات يرويه عنه ابن بشكوال وغيره وقد روى هو عن ابن بشكوال وحدث في هذا التأليف وفي باب حسن الظن منه عن أبي علي قال قرأت على أبي الفضل جعفر بن يحيى المكي قال حدثني القاضي أبو الحسن بن صخر الأزدي نا أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي بن بطانة الصيدلاني الحافظ أملاً نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني نا علي بن الحسن المكتب نا اسماعيل بن يحيى بن عبيد الله نا مسعر بن كدام عن عطية عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه عن الله فضل شيء من الأعمال يعطيه عليه ثواباُ وعمل بذلك العمل رجا الثواب أعطاه الله ذلك الثواب وإن لم يكن ما بلغه حقاً.
إكمال الكمال - (ج 1 / ص 584)
وابو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله النفزى ذكره في الصلة في شيوخه " اقول ولهذا الاخير ابن عالم ذكر في رسم (نفزة) من معجم البلدان قال " قال أبو الحسن المقدسي: وابو محمد عبد الغفور بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النفزى وله تصانيف مات في ربيع الآخر سنة 539 وابوه من اهل الرواية مات سنة 37 " كذا، وفى التبصير بعد ذكر وجيه الدين موسى المتقدم انه النفرى بالراء ما لفظه " قلت هو منسوب إلى نفزة بالفتح وسكون الفاء بعدها زاى قبيلة من البربر منها منذر
هدية العارفين - (ج 1 / ص 310)
النفزي: عبد الغفور بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المالكي أبو محمد النفزي " بفزة بكسر النون وسكون الفاء قبيلة بشاطبية من الأندلس " توفي سنة 539 تسع وثلاثين وخمسمائة. قال ياقوت في معجم البلدان له تصانيف.
ولقد نقل عنه هذا النص نفسه مرآة المحاسن ص 113
(فقدم بين يديك شفاء) لكن لم يحدد الكتاب لكن كتاب التبتل في العبادات وما لا غنى عنه من الدعوات لذوي الإرادات للشيخ عبد الغفور موجد بالمكتبة الأزهرية [650] 23046
شعب الإيمان للبيهقي - (ج 5 / ص 377)
2277 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا موسى بن الحسن المستملي، حدثنا محمد بن الجنيد الضبي، حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فوقفت عليه، فقلت: السلام عليك فلم يرد علي، ثم قلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي، ثم قلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي، قال: ونهض ودخل بعض حجره قال: فملت إلى أسطوانة (1) في المسجد فجلست إليها وأنا كئيب حزين، فبينا أنا كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ قال: فأقبل حتى وقف علي ثم قال: «عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله» ثم قال: «يا جابر، ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟» قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: «فاتحة الكتاب - قال علي: وأحسبه قال: - فيها شفاء من كل داء»
جامع الأحاديث - (ج 23 / ص 218)
25875 - يا جابر ألا أخبرك بخير سورة نزلت فى القرآن فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء (البيهقى فى شعب الإيمان عن جابر)
أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (2/ 449، رقم 2367).
جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي - (ج 1 / ص 26915)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/479)
804) يا جابر ألا أخبرك بخير سورة نزلت فى القرآن فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء (البيهقى فى شعب الإيمان عن جابر)
مسند أحمد - (ج 38 / ص 88)
18063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - يَعْنِى ابْنَ الْبَرِيدِ - قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْشِى وَأَنَا خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلَ رَحْلَهُ وَدَخَلْتُ أَنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ كَئِيباً حَزِيناً فَخَرَجَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ تَطَهَّرَ فَقَالَ «عَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «اقْرَإِ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) حَتَّى تَخْتِمَهَا». معتلى 3082 مجمع 6/ 310
غاية المقصد فى زوائد المسند - (ج 2 / ص 778)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ بْنَ الْبَرِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِى وَأَنَا خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَحْلِهِ وَدَخَلْتُ أَنَا الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ كَئِيبًا حَزِينًا فَخَرَجَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَدْ تَطَهَّرَ فَقَالَ: عَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَت اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَت اللَّهِ، وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَت اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اقْرَأِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حَتَّى تَخْتِمَهَا.
مسند أحمد بن حنبل - (ج 4 / ص 177)
17633 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا هاشم يعني بن البريد قال ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن بن جابر قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد إهراق الماء فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله ودخلت انا المسجد فجلست كئيبا حزينا فخرج علي رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تطهر فقال عليك السلام ورحمة الله وعليك السلام ورحمة الله وعليك السلام ورحمة الله ثم قال الا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن قلت بلى يا رسول الله قال اقرا الحمد لله رب العالمين حتى تختمها تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن في المتابعات والشواهد
المقاصد الحسنة - (ج 1 / ص 159)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/480)
حديث: الفاتحة لما قرئت، له، عزاه الزركشي للبيهقي في الشعب، قال: وأصله في الصحيح والذي رأيته في الشعب هو من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: فاتحة الكتاب، قال راويه علي بن هاشم وأحسبه قال: فيها شفاء من السم، وهو عند الديلمي من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعاً، وعنده من حديث عمران بن حصين مرفوعاً: في كتاب الله ثمان آيات للعين وذكر منها الفاتحة وآية الكرسي، ولأبي الشيخ في الثواب عن عطاء من قوله: إذا ما أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضي إن شاء الله، ويستأنس لذلك بحديث خير الدواء القرآن وما أشبهه من الأحايث.
المسند الجامع - (ج 18 / ص 193)
347 - عبد الله بن جابر البياضي
5733 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ:
انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَقُلْتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَىَّ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِى وَأَنَا خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلَ رَحْلَهُ وَدَخَلْتُ أَنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ كَئِيبًا حَزِينًا فَخَرَجَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ تَطَهَّرَ فَقَالَ عَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلاَ أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اقْرَإِ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) حَتَّى تَخْتِمَهَا.
أخرجه أحمد 4/ 177 (17740) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا هاشم، يعني ابن البَرِيد , قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عَقِيل فذكره.
كشف الخفاء - (ج 2 / ص 809)
1816 - الفاتحة - وفي لفظ " فاتحة الكتاب " - لما قرئت له
وسعيد ابن منصور في سننه والبيهقي في شعبه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: فاتحة الكتاب شفاء من السم ورواه الديلمي عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا وعنده عن عمران بن حصين مرفوعا: " في كتاب الله ثمان آيات للعين " وذكر الفاتحة وآية الكرسي ولأبي الشيخ في الثواب عن عطاء من قوله: إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء الله تعالى ويستأنس لذلك بحديث " خير الدواء القرآن " وما أشبهه. انتهى وقال القاري لا أصل له بهذا اللفظ وكذا غالب فضائل السور التي ذكرها بعض المفسرين وقال النجم: روى البزار عن أنس: " إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب فقد أمنت من كل شيء إلا الموت " وهو ضعيف وروى الديلمي عن عمران بن حصين: فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين من جن أو إنس وأخرج أحمد والأئمة الستة عن أبي سعيد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية في ثلاثين راكبا فنزلنا بقوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا. فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا: أفيكم أحد يرقي من العقرب؟ فقلت نعم أنا ولكن لا أفعل حتى تعطونا شياها. قالوا فإنا نعطيك ثلاثين شاة. قال: فقرأنا عليها " الحمد " سبع مرات فبرأ. فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها فكففنا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فقال: أما علمت أنها رقية اقتسموها واضربوا لي بسهم
وأخرج الإمام أحمد والبخاري عن ابن عباس أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم. فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما. فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك قالوا أخذت على كتاب الله أجرا حتى قدموا المدينة فقال: يا رسول الله أخذت على كتاب الله أجرا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله
وأخرج أبو داود والنسائي وابن السني والحاكم وصححه البيهقي عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أقبل راجعا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله أعندك ما تداوي به هذا؟ فإن صاحبكم يعني النبي صلى الله عليه و سلم قد جاء بخير. قال: فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام في كل يوم مرتين غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل فبرأ فأعطوني مائة شاة. فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال: كل فمن أكل برقية باطلة فقد أكلت برقية حق
جمهرة الأجزاء - (ج 1 / ص 89) كتاب الاستعانة بالفاتحة
على نجاح الأمور
ليوسف بن عبد الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(1) أخبرنا جماعة من شيوخنا أنا ابن المحب أنا جماعة من شيوخنا أنا ابن مكي أنا جدي السلَفي أنا أحمد بن محمد وأبو العباس الصالحاني وغيرهم قالوا أنا أبو نصر القاشاني أنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن تميم ثنا ابن حميد ثنا زيد عن طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء يقول إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء الله
الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة - (ج 1 / ص 14)
حرف الفاء
حديث الفاتحة لما قرئت له.
البيهقي في " الشعب ".
قلت: لا وجود لهذا الحديث في " الشعب " وإنما الذي فيه: فاتحة الكتاب شفاء من كل داء أخرجه من حديث عبد الله بن جابر.
وفي كتاب " الثواب " لأبي الشيخ، ولابن حيان عن عطاء قال: إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء الله تعالى.
وبقي أحاديث.(39/481)
قصة شيبان الراعي .. !!.
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:11 م]ـ
يذكر القشيري أن الإمام أحمد كان عند الشافعي، فجاء شيبان الراعي، فقال أحمد:
"أريد يا أبا عبد الله أن أنبه هذا على نقصان علمه، ليشتغل بتحصيل بعض العلوم.
فقال الشافعي: لا تفعل!!.
فلم يقنع، فقال لشيبان: ما تقول فيمن نسي صلاة من خمس صلوات في اليوم والليلة، ولا يدري أي صلاة نسيها، ما الواجب عليه يا شيبان؟.
فقال شيبان: يا أحمد! هذا قلب غفل عن الله تعالى، فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه بعد.
فغشي على أحمد، فلما أفاق قال له الإمام الشافعي: ألم أقل لك لا تحرك هذا!! ".
قال القشيري:
"وشيبان الراعي كان أميّا منهم، فإذا كان حال الأمي منهم هكذا، فما الظن بأئمتهم" الرسالة 2/ 733.
---------
التعليق:
من الواضح اختلاق هذه القصة .. !!.
فإن الإمام أحمد من أفقه الناس، ومثل هذا الجواب الساذج لا يمكن قبوله، فضلا أن يكون حلا لهذه المسألة، دع عنك أن يكون سببا في الإغماء .. !!.
فالراعي لم يجب، بل حاد عن الجواب، لجهله وأميته، فكيف يؤدب من رفع الله عنه الإثم والحرج؟! ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجة 1/ 659
ثم لو فرضنا جدلا أنه استحق التأديب بوجه ما، فما العمل بعد التأديب؟.
هل يصلي؟، أم يكتفى بالتأديب؟.
- إن قيل: بل يصلي. رجعنا لأصل المسألة، فقلنا: أي صلاة يصليها إذن؟.
- وإن قيل: يكتفى بالتأديب. فقد أبانوا عن جهل فاضح بأبسط مسائل الشريعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي الصلاة، فليصلها إذا ذكرها) رواه مسلم 1/ 471، فالصلاة لا تسقط بالنسيان أبدا، فهذه بدهية يعرفها كل مسلم ..
فالقصة ظاهرة الاختلاق .. !!.
والعجب أنهم ما وجدوا إلا فقيها مثل الإمام أحمد ليلصقوها به، واختاروا من المسائل ما يبين ضعف علمهم بالشريعة؟؟!!!.
ولا ينفع هنا أن يقال: إنما قصدوا مقاما أعلى، وهو حال الشهود الدائم، الذي لا يتخلله نسيان، الدال على كمال التعلق بالله تعالى، وهو حال المحبين الصادقين؛ ..
فإن الإنسان مهما فعل لابد له من النسيان، واسم الإنسان مشتق من النسيان، ولذا لم يكن مؤاخذا بذلك، لا بتأديب ولا غيره. وقد حكى الله تعالى عن آدم عليه السلام فقال:
{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (سورة طه/115).
وهو ولي من الأولياء، بل هو أول إنسان كامل عندهم، فماذا يقولون في نسيانه مع كونه في هذه المرتبة؟.
وإذا لم يكن عجبا أن يجيب الراعي بمثل هذا الجواب لأميته، فالعجب استحسان القشيري جوابه مع علمه وبروزه في فنون الكلام والتصوف .. !!.
ـ[عارف]ــــــــ[16 - 01 - 05, 05:39 م]ـ
لا تعب بنانك أبا إبراهيم، وأرى أنه يتعين عليك تآليف نقدية من هذا النمط الرائع لأصول المتصوفة؛ فقد أحطت بما لم يحط به غيرك، ولتسلموا لمحبيكم.
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:35 م]ـ
جزاك الله خيرا.
أخي الكريم عارف:
التقصير حاصل، والهمة ضعيفة، والجعبة فيها نزر يسير، والله المعين.
أشكر لك حرصك.(39/482)
مفردات المذهب الحنبلي
ـ[الدرة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته
أريد تعريف (المفردات) عند الحنابلةفقد أخبرني أحد طلبة العلم أنه مرّ عليه تعريف المفردات بأنها مبنية على الصحيح الأشهر في المذهب فلا تكون المسألة من المفردات إلا أن تكون مشهوراً في المذهب الحنبلي فقط ومعنى ذلك ألا تتعارض مع المشهور في مذهب آخر من المذاهب الثلاثة فهل هذا التعريف صحيح أم عليه ملحوظات؟
أرجو من الأفاضل: حارث همام
المستمسك بالحق
عبد الرحمن الفقيه
وغيرهم كثر، إعطائي تعريف جامع مانع موثق للمفردات. وجزاكم الله عني خير الجزاء.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:51 م]ـ
بسم الله والحمد لله
انظر المدخل المفصّل (2/ 908).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا ومن باب المدارسة.
التعريف صحيح، ويشترط في المفردات ثلاثة أمور: الاول: ان يكون القول هو المشهور من المذهب. الثاني: ان يكون مخالفا للمشهور ايضا من مذهب المخالفين.
الثالث: ان يكون مخالفا للائمة الثلاثة الباقين فلو ذكر انفراده عن اثنين لم يعتبر هذا القول من المفردات.
وقد عاب علماء الحنابلة على إلكيا انه لما صنف كتابه في المفردات والرد عليها لم يعتمد المشهور من المذهب! ولم يعتمد خلاف مالك! وهذا نقص ظاهر.
وقد قال ناظم المفردات:
فإنه أعنى إلكيا قد صنفا ... في مفردات أحمد مصنفا
وقصد الرد عليه فيها ... وكان فيما قد عنى سفيها
لأنه لم يعتبر بالأشهر ... ولاخلاف مالك في النظر.
ولذا فقد بين ناظم المفردات شرطه في المفردات التى نظمها وهو سرد الاشهر من اقوال المذهب و المذاهب:
بينتها على الصحيح الأشهر ... عند أكثر الاصحاب أهل النظر
ثم قال / وهكذا فسائر المذاهب.
اي انه اعتمد المشهور في مذهب احمد اذا خالف المشهور من مذاهب الائمة الثلاثة، فأذا وافق المشهور وجها غير مشهور من مذهب أحد الائمة لم يخرجه من كونه من المفردات.
مع التنبه الى ان جعل القول او الحكم هو المشهور امر وقع الخلاف فيه ولهذا فقد تعقب البهوتي رحمه الله الناظم في كثير من المسائل التى عدها مفردات على انها من المشهور من المذهب.
ـ[الدرة]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم
فضيلة الشيخ زياد: ماذكرتموه من شروط المفردات مهم بالنسبة لي فما هو مرجعها بارك الله فيكم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:07 م]ـ
الأخ الكريم الدرة. لايحضرني مصدر خاص.
غير أن أهل العلم انكرو على إلكيا لما صنف في المفردات: أنه لم يعتمد المشهور، ولم يذكر خلاف مالك.
دل هذا على انه أمر غير محمود حتى وصف بالسفه! إضافة الى تعصبه على الحنابلة.
وأما كونه مخالفا للمشهور فهذا يقتضيه الشرط الاول وهو ان يكون من مشهور المذهب لانه لازم له.
والقسمة عقلية وراجع اول شرح البهوتي على منظومة مفردات الحنابلة الموسوم بمنح الشفا الشافيات في شرح المفرادت، تجد شيئا من هذا. وإن مر على شئ يشابه هذا ذكرته لك بأذن الله تعالى.
ـ[آل حسين]ــــــــ[17 - 01 - 05, 04:33 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع
وهناك كتاب " مفردات الإمام أحمد في كتاب الصلاة " تألبف عبدالمحسن المنيف
قد يستفيد منه الباحث في المفردات
والله أعلم
ـ[الدرة]ــــــــ[17 - 01 - 05, 06:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً
في انتظار المزيد(39/483)
هل يُعتمد كلام الصنعاني - رحمه الله - في سبل السلام في نقله للمذاهب الأخرى؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 08:26 م]ـ
السلام عليكم
أيها الأخوة بارك الله فيكم وفي علمكم
لعلكم تعلمون أن الامام الصنعاني ينقل في كثير من المسائل المذاهب الأربعة؟
فالسؤال
هل يُعتمد كلامه في نقله للمذاهب؟
ارجو الاجابة وفقكم الله؟
أخوكم
طلال العولقي
عفا الله عنه
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[16 - 01 - 05, 04:55 ص]ـ
تفضل أخي مقتفا من محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ صالح آل شيخ في معرض تكلمه عن المنهجية والتدرج في طلب العلم، فقال:
بعده يأتي شرح ((بلوغ المرام)) لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المعروف، وشرحه يسمى ((سبل السلام))، لكن فيه مسألة ربما خفيت على كثيرين، وهو أنّ ((سبل السلام))، لم يؤلفه الصنعاني قصدا وإنما اختصر به كتابًا آخر لأحد علماء الزيدية وذلك الكتاب اسمه ((البدر التمام))، وهو موجود بكامله، فاختصر ((البدر التمام)) في ((سبل السلام))، وأضاف عليه بعض الأقوال، و لذلك تجد أنّ هذا الكتاب فيه عدم تحقيق في المسائل المنسوبة إلى الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله، أما الحنفية والشافعية فالغالب عليه الصواب، أما ما ينسب للإمام أحمد أو ينسب للإمام مالك، يعني من مذاهبهم فهذا تجد فيه هفوات كثيرة بسبب أنّ الأصل على هذا الأساس الأصل هو الذي نقل النقول الكثيرة، فإذًا في قراءة الكتب هنا من جهة العزو لا تأخذ العزو عن كتاب حديث، يعني قال الحافظ ابن حجر، ومذهب الإمام أحمد كذا، أو مذهب الحنابلة كذا، لا تأخذه منه لا تأخذه من الصنعاني، لا تأخذه من ((نيل الأوطار))، لا تأخذ قوله مذهب الشافعية كذا، ومذهب الحنفية من هذه الكتب، بل لابدّ من الرجوع إلى الكتب كتب المذاهب نفسها، لِمَ؟
لأنّا وجدنا أنّ عزوهم للمذاهب يختل كثيرا وخاصة في ((سبل السلام)) و ((نيل الأوطار)).
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 01 - 05, 04:55 م]ـ
هل من أمثلة لهذخ المخالفات .. للإفادة .. ?(39/484)
حديث احب الاسماء الى الله
ـ[الذيب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:05 ص]ـ
هل ثبتت زيادة واقبحها حرب ومره؟
وهل هناك فرق بين اسم حارب وحرب؟
ارجو توضيح سبب صحة الحديث او ضعفة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:08 ص]ـ
حديث "أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدق الأسماء: حارث وهمام وأقبحها: حرب ومرة "
قال ابن تيمية في الفتاوى (7/ 42) صحيح
وقال ابن القيم في زاد المعاد 2/ 305: ثابت
وذكره الألباني في صحيح أبي داود (4140)
ـ[الذيب]ــــــــ[16 - 01 - 05, 09:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونفعنا بعلمك
ـ[أحمد عقاد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 10:36 م]ـ
جزاكم الله خير
و ماذا عن هذا الحديث ((خير الأسماء ما حمّد و عبّد))
و تقبّل الله منّا و منكم صالح الاعمال
و كل عام و أنتم بخير
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[21 - 01 - 05, 09:52 م]ـ
خبر (خير الأسماء ما حمد و عبد) لا يصح من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - انظر: كشف الخفاء: [1/ 468](39/485)
قالوا عن نبينا وإسلامنا وحضارتنا ... (دعوة إلى المشاركة)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:38 ص]ـ
- بسم الله الرحمن الرحيم -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
إن ديننا الحنيف قد أثَّر في كثير من كبار العقليات الغربية من أهل الإنصاف، مما جعلهم يجهرون بشهادتهم لنبينا صلى الله عليه وسلم ورسالته إما تصريحا أو إشارة من خلال مدح حضارتنا الإسلامية عبر التاريخ، وهذا على مرأى ومسمع من العالمين، رغم أنف المعاندين والحاقدين، فشهدوا شهادة عدل وإحسان وإن لم يسلموا، لأن الباحث الغربي المنصف لا يملك إلا أن يقف إجلالا لشخصية نبينا ورسالته. بله الذين أسلموا منهم فإن أعدادهم لا تحصى.
مما دعاني إلى أن أذكر بعض ما كتبوه ودونوه فيكون هدية مني لِذَا الملتقى المبارك بأهله، وبفضل الله وعونه، حتى صار حبيبا صعبا فراقه، وسيلا عِلميا عذبا مذاقه، قليله منه يغرق العصابة من الرجال، ونزر يسير من علمه يُمَسِّكُنَا بممدود الحبال. الخُلق الرفيع عند أهله أسّ البنيان، والأدب السامي منهم يروى عطش الظمآن.
فأرجو أن يشاركني المشائخ الأفاضل وطلبة العلم في هذا الموضوع لإثرائه، دونما خروج عن هذا الإطار وبنائه، من غير إسهاب مُمِلّ، ولا تلخيص مُخِل.
وهذا مما دونته خلال قراءاتي القديمة، ومعظم الفقرات لم أكتب رقم الصفحة التي أخذتها منها الفقرة، ومنها ما أخذته نقلا عن كتاب آخر. فتنبه.
فلنبدأ الرحلة على بركة الله:
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:48 ص]ـ
يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13، وقد جعل على رأس المئة سيدَنا محمدا صلى الله عليه وسلم لاقتناعه بأنه هو أفضل شخصية عرفها التاريخ،
يقول:
"لقد اخترت محمدا صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق في ذلك، ولكن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي.
وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 سنة من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قويا متجددا.
وأكثر هؤلاء الذين اخترتهم قد ولدوا ونشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا، إلا محمدا صلى الله عليه وسلم فهو قد ولد سنة 570 م في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز التجارة الحضارة، والثقافة والفن. " وقال ص 18: "ولما كان محمد جبارة، فيمكن أن يقال أيضا إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:27 م]ـ
قال يان سامويلسون في كتابه: "الإسلام في السويد":
"إن الإسلام أشدّ حضارية ممّا يظنّه الكثير من المسيحيين و يذهب إلى القول أيضا بأنّ الإسلام هو مدرسة قائمة في حدّ ذاتها وليس الإسلام صورة منسوخة عن المسيحية كما يعتقد كثير من المسيحيين في الغرب."
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:51 م]ـ
أقوال بعض المستشرقين الذين أعجبوا بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم
(جمعه: ممدوح أبو العلا)
- برناردشو (برناردشو الإنكليزي ولد في مدينة كانيا 1817 ـ 1902 له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية.)
برناردشو إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
- السير موير (السير موير الإنكليزي في كتابه (تاريخ محمد).)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/486)
إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.
- سنرستن الآسوجي (العلامة سنرستن الآسوجي: مستشرق آسوجي ولد عام 1866، أستاذ اللغات الساميّة، ساهم في دائرة المعارف، جمع المخطوطات الشرقية، محرر مجلة (العالم الشرقي) له عدة مؤلفات منها: (القرآن الإنجيل المحمدي) ومنها: (تاريخ حياة محمد).)
إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.
- المستر سنكس (المستر سنكس الأمريكي: مستشرق أميركي ولد في بلدته بالاي عام 1831، توفي 1883 في كتابه: (ديانة العرب).)
ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.
إلى أن قال: إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ـ بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ـ إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.
- آن بيزيت (آن بيزينت: حياة وتعاليم محمد دار مادرس للنشر 1932.)
من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم.
هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة 26 عاماً ثم عندما بلغ الخمسين من عمره - السن التي تخبو فيها شهوات الجسد - تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.
فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سبباً إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية.
- تولستوي (ليف تولستوي «1828 ـ 1910» الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية.)
يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
- شبرك النمساوي (الدكتور شبرك النمساوي)
إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:01 م]ـ
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=195
http://www.islamonline.net/Arabic/In_Depth/mohamed/1424/Eye/article01.shtml#_17
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:47 م]ـ
أولا السلام عليكم
وجزاك الله خيرا أخي الشيخ الجندي المسلم على مشاركتكم القيمة، وإني لجد متابع لما تطرحونه من مواضيعَ في منتدى التوحيد، والتي أستفيد منها كثيرا.
قال الفيلسوف الفرنسي "جوستاف لوبون" في كتابه "حضارة الغرب"
.. هل يتعين أن نذكر أن العرب، والعرب وحدهم، هم الذين هدونا إلى العالم اليوناني والعالم اللاتيني القديم، وأن الجامعات الأوربية ومنها جامعة باريس عاشت مدة ستمئة عام على ترجمات كتبهم وجرت على أساليبهم في البحث، وكانت الحضارة الإسلامية من أعجب ما عرف التاريخ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 01:05 ص]ـ
وتقول زيجريد هونكه الألمانية في كتابها "شمس الله تشرق على الغرب ":
" إن أوربا مدينة للعرب وللحضارة العربية، وإن الدين الذي في عنق أوربا وسائر القارات للعرب كبير جدا. وكان يتعين على أوربا أن تعترف بهذا الفضل منذ زمن بعيد، لكن التعصب واختلاف العقيدة أعميا عيوننا وتركا عليها غشاوة، حتى إننا لنقرأ ثمانية وتسعين كتابا ومئة، وفلا نجد فيها إشارة إلى فضل العرب وما أسدوه إلينا من علم ومعرفة، اللهم إلا تلك الإشارة العابرة إلى أن دور العرب لا يتخطى دور ساعي البريد الذي نقل إلينا الثرات الإغريقي"
وقالت في نفس الكتاب: "وفي مراكز العلم الأوربية لم يكن هناك عالم واحد إلا ومد يده إلى الكنوز العربية يغترف منها، وينهل كما ينهل الظامئ من الماء العذب .. ولم يكن هناك ثمة كتاب واحد من بين الكتب التي ظهرت في أوربا في ذلك الوقت، وإلا وقد ارتوت صفحاته بوفرة من نبع الحضارة العربية"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/487)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أني معاتب لأحبتي في الملتقى
فإنهم لم يعلقوا ولو بكلمة،
فإن كان الموضوع ليس مهما وتجاهلتموه، صرفت النظر عنه وأجري على الله.
وإن كان فيه شيء من الأهمية فشاركوا معنا ولو بإلقاء السلام والتحية.
ـ[بويوسف76]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المعلومات المفيدة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:26 م]ـ
عندما تغير العالم The Day The Universe Changed
تأليف جيمس بيرك James Burke
ترجمة ليلى الجبالي
مراجعة شوقي جلال
هذا الكتاب يتحدث عن التطور المعرفي و الحضاري في العالم و لكنه منصب أساسًا على العالم الغربي .. يقول الكاتب ص48: ((و لكن من حسن المصادفات أن جاءت لحظة تاريخية مذهلة أعيد فيها اكتشاف المعرفة. ففي عام 1085، سقطت قلعة توليدو العربية في إسبانيا، لتجد القوات المسيحية المنتصرة بين أيديها كنزًا أدبيًا، كان أبعد ما يكون عن كل أحلامهم. فمنذ ما يزيد على مائة عام، لم تكن أوروبا تعرف شيئًا عن العرب الأسبان إلا القليل. . . و منذ ذلك الوقت انتشر الحديث في أوروبا عن الحضارة القائمة خلف جبال البرانس))
و يقول ص50: ((و قد تميز موقف هذا المجتمع الثري الحضاري ذي الثقافة الرفيعة بالتسامح مع العقائد الأخرى، حيث عاش في ظل حكم الخلفاء المسلمين آلاف اليهود و المسيحيين في سلام و انسجام كامل. و استخدمت عوائد الأرض لتطوير مستوى الحياة. و الأهم من ذلك كله، أن الدين و الثقافة تعايشا معًا في تواؤم، فحيثما وجد الإسلام، وجد معه التعطش إلى المعرفة و تطبيقاتها على شتى مناحي الحياة))
و يقول ص51: ((و من الناحية الفعلية، كان الخليفة في قرطبة هو الحاكم المطلق لشمال أسبانيا، حيث كان المسيحيون يعيشون في قلاعهم المكشوفة في مدينتي ليون، و نافاري، في حالة من القذارة و الجهل مثلما كان عليه الحال في بقية شمال أوروبا. و قد اعتاد الخليفة أن يرسل على فترات منتظمة حملات إلى الشمال للتأكد من استقرار الأمن و القيام ببعض المناوشات و نهب ما يقع عليه الاختيار من بلدان الريف، و غالبا ما كانت هذه العملية تنفذ طبقًا لجدول زمني محدد خلال الربيع و الخريف. أما خلال فترة هدوء الصيف، فقد اعتاد المسيحيون أن يرسلوا إلى قرطبة طالبين استئجار أطباء الأسنان، و مصففي الشعر، و الجراحين، و المهندسين المعماريين، و الموسيقيين))
و يقول ص54: ((استمر تدفق طلاب العلم على أسبانيا في طوفان منتظم فاستقر بعضهم هناك، و تفرغ آخرون لترجمة النصوص التي كانوا يبحثون عنها ثم عادوا مرة أخرى إلى بلادهم في الشمال، غير أن الجميع أصابه الذهول من تلك الحضارة التي وجدوها في الأندلس. لقد كان العرب ينظرون إلى الأوروبيين الشماليين على أنهم لا يزيدون في مستواهم الفكري و الثقافي على مستوى الصوماليين. أما المثقفون الشماليون فقد وجدوا في أسبانيا، مجتمعًا ثقافيًا على درجة عالية جدا من التفوق بالمقارنة مع مستوى المحتمع الثقافي في بلادهم مما ترك لديهم إحساسًا بالغيرة من الثقافة العربية التي ظلت تؤثر في الفكر الغربي مئات السنين))
و يستشهد في ص55 بقول أديلارد الذي كان أول من نقل العلوم العربية لأوروبا: ((كلما اتجهت أكثر إلى الجنوب، اكتشقت أنهم يعرفون المزيد من العلم. إنهم يعرفون كيف يفكرون و قد تعلمت من العرب شيئًا واحدًا يتلخص في: " إذا كانت السلطة هي التي تقودك، فهذا معناه أنك دابة يقودها رسن "))
و الكتاب يتحدث في هذا الفصل عن انبهار العالم الأوروبي بهذه الحضارة المذهلة من جميع النواحي في أسبانيا و التي دامت قرونًا خلف جبال البرانس، و لولا ضيق الوقت لنقلت الفصل كله فهو نفيس جدًا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
وقال المستشرق "سبانسر فاميري":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/488)
"لا يستطيع عالم واحد أن يتأمل القبة الزرقاء دون أن يلفظ اسما عربيا، ولا يستطيع عالم طبيعي أن يحلل ورقة من الشجر أو يفحص صخرة من الصخور دون أن يذكر درسا عربيا، ولا يقدر أي قاض أن يبت اليوم في خلاف دون أن يستدعي مبدأ أنلته العرب، ولا يسع أي طبيب أن يتأمل دائرة أحد الأمراض المعروفة منذ القدم لأإا أن يهمس بآراء طبيب عربي ولا يستطيع رحالة أن يدلف إلى أبعد زوايا آسيا وإفريقيا دون أن يعمد عن اللغة العربية"
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم
بارك الله فيك
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:44 م]ـ
موضوع قيم بارك الله فيك.
تفضلوا هذه المشاركة المتواضعة.
قام طاقم من الخبراء في شتى المجالات بإعداد كتاب بعنوان " الخمسون الذين كانوا أعظم شأن في التاريخ" وقد تم اختيارهم من عدد قدره 11 مليار إنسان [هكذا قالوا].
وبعدها خلصوا إلى خسمين شخصا، وبقي عليهم أن يرتبوهم حسب الأهمية وكانت المسألة الحساسة كون من هو الشخص الذي سيكون رقم " واحد ".
معاييرهم في الاختيار:
أشار مؤلف الكتاب أولف نيلسون ( Ulf Nilson ) مرة بعد مرة في كتابه كون منهجهم في الاختيار لم يبن على اختيار أشهر إنسان أو أنبل إنسان، بل على أكثرهم تأثيرا على التاريخ البشري.
هؤلاء الناس حسب طاقم التحرير كانوا أكثر الناس تأثيرا على الحياة البشرية من حيث القيم والتطور.
ذكر نيلسون في مقدمة كتابه المشاكل التي واجها، والسؤال الذي كان يرجع مرة بعد مرة: من هو الشخص الذي سيكون رقم " واحد "؟؟
كل هذا لمدى حساسية الموضوع.
الشخص الذي تم اختياره هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحينها أقام البعض الدنيا ولم يقعدوها، فإذا بامرأة شابة قالت غاضبة لنيلسون حينما رأت أن أفلاطون جاء في مرتبة أقل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ما أرى هذا إلا خزعبلات تجارية!
لم يتمكن نيلسون من طلب استفسار منها لأنها خرجت؟!
ثم ذكر نيلسون المعايير الثلاثة التي تم استخدامها في الاختيار والتي نتجت إلى كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم على الإطلاق.
1 ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عاش في فترة زمنية بعيدة عن حاضرنا. مما جعله يؤثر على قيم وأفكار أجيال متعاقبة وأضافوا أن تأثيره مازال قائما إلى يومنا هذا.
2 ـ اختلافا عن النبي عيسى عليه السلام والذي كان قائد روحيا فقط، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قائد روحيا وسياسيا تمكن من إنشاء أمة بأكملها خلال 23 سنة فقط.
3 ـ وختم كون محمد صلى الله عليه وسلم كتب القرآن (المؤلف إنسان كافر لا يؤمن بالوحي ـ هداه الله للإسلام ـ) مما يجعل دعوته قائمة مادام لأتباعه بقية. وأتباعه المؤمنون لا يحيدون قيد أنملة عن أوامره ونواهيه، فالخمر والزنا لن يقربهما المسلمون ماداموا يؤمنون به.
ثم تطرق الكاتب على غرار أسلافه إلى الأحكام المسبقة الزاعمة أن الإسلام دين الرجال وأن المرأة مهضومة الحقوق، لكن لو كلف الكاتب نفسه قليلا بالبحث والتعمق في مقاصد الشرع للاحت له لآلئ ما كانت لتخطر له على بال.
ترتيبهم كان كالتالي:
1 ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
2 ـ النبي عيسى عليه الصلاة والسلام.
3 ـ المشرك بودا.
4 ـ إسحاق نيوتن (الفيزيائي المشهور)
5 ـ يوهان غوتانباري
6 ـ ألبارت آنشتاين
7 ـ كارل ماركس
8 ـ أفلاطون
9 ـ غاليليو غاليلي
10 ـ شارل داروين
المصدر:
Nilson, Ulf: De 50 som betytt mest - en mänsklighetens ranking list. Jugoslavien, Wiken 1989. ISBN: 91-7024-444-8.
الكتاب مكتوب باللغة السويدية.
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:56 م]ـ
لا يا أخي مصطفى
بل موضوعك في غاية الأهمية والروعة
فأكمله ولو لم يشارك معك الكثير
وليتك تتولى مسألة مهمة وهي:
عندما يأتي أحد الاخوة فيضع رابطا يتحدث عن نفس موضوعك
فليتك أخي الكريم تنسخ لنا ما في الرابط وتضعه هنا
حتى يتحدالموضوع في مكان واحد
ولي اقتراح عبارة عن سؤال:
هل من الممكن أن ترتب تلك المشاركات في النهاية؟
وهل ترتيبها سيستلزم منك أن تضع لنا زمنا معينا كشهر مثلا أو عام ... ؟
ثم تقفل المشاركات لتتفرغ لترتيبها؟
لست أدري ولكنه اقتراح انقدح في ذهني فلم أشأ الضن به
ولك تحياتي أيها الغالي
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 01:46 ص]ـ
لومارتان: من كتاب "تاريخ تركيا"، باريس، 1854، الجزء 11، صفحة 276 - 277.
"إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم. لكن هذا الرجل محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/489)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:08 ص]ـ
وأكمل لو مارتان كلامه فقال:
لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث. فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).
هذا هو محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:14 م]ـ
جاء في موسوعة مشاهير العالم إعداد موريس فرادوارد (4/ 130) ط 2002
وفي الحديث عن غوته الشاعر الألماني الكبير (1749 - 1832)
قال وقد كتب عن الإسلام والمسلمين مصححا بعض مفاهيم الغرب عنهم ثم قال (أي غوته الشاعر):
"وهكذا نرى أن هذا المذهب (الإسلام) لا يفتقر إلى شيء، وأننا لا نفوقهم بشيء على الرغم من تعدد مذاهبنا، ولا يستطيع أحد أن يتقدمهم في شيء " اهـ.
إلى أن قال المؤلف: كما قرأ القرآن الكريم في ترجمتين مختلفتين، وقد انعكس هذا الاهتمام في مجموعته الشعرية "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" الذي نشره سنة 1819، ونهل فيه من ينابيع الحكمة الشرقية حتى جاءت بعض القصائد وكأنها ترجمة لبعض آيات القرآن الكريم ومحاكاة لتسابيح سعدي وحافظ
من ذلك قوله في قصيدة شهيرة: " لله المشرق والمغرب، أرض الشمال والجنوب، كلها غارقة في السلام بين يديه إنه العادل الأوحد، الذي يريد الحق للجميع فلنسبح باسمه هذا من أسمائه المئة، آمين، آمين يكاد الضلال يتقاذفني، ولكنك تعرف كيف تهديني، فأرشدني فيما أعمل وأشعر إلى الصراط المستقيم" اهـ ص131.
قال مصطفى غفر الله له:
ونحن لا ندري هل أسلم هذا الشاعر الألماني أو لا، لأنه عرف أنه شاعر المرأة وما التقى بامرأة إلا ووقع في حبها وألف قصيدة أو ديوانا عنها،
ولكنني بتتبعي البسيط وجدت أنه قد ألف كتبه وأشعاره عن المرأة والعاطفة وغيرها، قبل 1819م، السنة التي ألف فيها "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" الذي أبرز فيه إيمانه بالله سبحانه، كما هو مسطور أعلاه.
ورسائله ل"بتينا" كانت قبل ذلك التاريخ ولقاؤه بها كان سنة 1807، وتزوجت بصديق أخيها سنة 1811،
وفي سنة 1873 وقع في غرام شارلوت بوف وهي بطلة كتاب "آلام فرتر"
وله كتب أخرى يدافع فيها عن البلاد كما في رواية "ولهلم مايستر" وهي من جزءين صدر أولهما في سنة 1796 يركز فيها على واجب العمل وخدمة المجتمع والعلاقة بين الطبقات التي يردها علاقة ود لا علاقة تطاحن وصراع.
وفي رواية "أغمونت" وهي نثرية عالج فيها مشكلة حرية الإرادة وتجري أحداثها في بروكسيل في عهد فيليب الثاني.
والتقى بنابليون، ووصفه نابليون فقال:" هذا رجل! "
المهم أن حديثه عن الإسلام والمسلمين كان في أواخر حياته، فإن أسلم فنسأل الله أن يتقبل منه، وإن لم يؤمن فلعنة الله على الكافرين
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:25 م]ـ
بوسورث سميث: من كتاب "محمد والمحمدية"، لندن 1874، صفحة 92
لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:40 م]ـ
الشيخ الفاضل مصطفى الفاسى ..
و الله إنى لأرى هذا الموضوع من أقيم ما طرح فى هذا الملتقى المبارك .. فجزاك الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء ...
و يا حبذا شيخنا لو تفضلتم بقبول إقتراح الأخ الغواص و أعدت جمع و ترتيب هذا الموضوع كاملا بعد الإنتهاء منه, ليسهل نشره على الشبكة و ترجمته و إستخدامه فى الدعوة الى الله ...
و أكرر, و الله إنه (فى نظرى) من أهم ما طرح فى هذا الملتقى المبارك , الذى لا يخلو موضوع فيه من فائدة, و إنى عازم إن شاء الله على إستخدامه فى الدعوة بعد تفضلكم بترتيبه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/490)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أني معاتب لأحبتي في الملتقى
فإنهم لم يعلقوا ولو بكلمة،
فإن كان الموضوع ليس مهما وتجاهلتموه، صرفت النظر عنه وأجري على الله.
وإن كان فيه شيء من الأهمية فشاركوا معنا ولو بإلقاء السلام والتحية.
بل موضوعك في غاية الأهمية
إن البرية يوم مبعث أحمد ***** نظر الاله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان حين اختار من ***** بين البرية نجمها وهلالها
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:41 ص]ـ
إدوارد جيبون وسيمون أوكلي، من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق"، لندن 1870، صفحة 54.
ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.
لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.
الدكتور زويمر الكندي،مستشرق كندي ولد 1813 ـ 1900 قال في كتابه (الشرق وعاداته).
إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:36 م]ـ
يقول الشيخ مصطفى الزرقا في مقدمة كتاب المدخل الفقهي العام (1/ 6)
نذكر أنه في مثل هذا اليوم من العام الفائت (الثاني من تموز 1951م) عقدت شعبة الحقوق الشرقية من " المجمع الدولي للحقوق المقارنة" مؤتمرا في كلية الحقوق من جامعة باريس للبحث في الفقه الإسلامي تحت اسم "اسبوع الفقه الإسلامي" برئاسة المسيو (ميو Montet) استاذ التشريع الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة باريس دعت إليه عددا كبيرا من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية وكليات الأزهر، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما، ومن المستشرقين. ................
إلى أن قال:
وفي خلال بعض المناقشات وقف أحد الأعضاء وهو نقيب محاماة سابق في باريس، فقال:
" أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لما عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلوحه أساسا تشريعيا يفي بحاجيات المجتمع العصري المتطور، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشتها مما يثبت خلاف ذلك تماما ببراهين النصوص والمبادئ. "
وفي ختام المؤتمر وضع المؤتمرون بالإجماع هذا التقرير الذي نترجمه فيما يلي:
--- إن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة (حقوقية تشريعية) لا يمارى فيها.
--- وإن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة الحقوقية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات، ومن الأصول الحقوقية، هي مناط الإعجاب، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، والتوفيق بين حاجاتها." اهـ
وقال الشيخ الزرقا في هامش ص 9
_باختصار_
أن "الجمعية الدولية للحقوق المقارنة" بتلخيص وقائع أسبوع الفقه الإسلامي، ونشرت هذه الخلاصة في 30 صفحة في "المجلة الدولية للحقوق المقارنة"
revue internationale de droit comparé
في العدد الرابع من السنة الثالثة، ايلول-تشرين الأول/1951
ولقد أصدرت كتابا يحوي كل المحاضرات التي ألقيت في المؤتمر، مكتبة "مجموعة سيريه" (ٍ sirey) للبحوث القانونية سنة 1953، بإشراف المسيو ميو رئيس المؤتمر.
قال مصطفى غفر الله له:
هذا حكم من يفهم من العقلاء، لا كما يردد هؤلاء الببغوات، من الإعلاميين الغربيين، وأذيالهم من علمانيّي بلداننا.
يا ليت قومي يعلمون!!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 03:12 ص]ـ
قال ستانلي لين بول Stanley Lane-Poole في كتابه قصة العرب في إسبانيا The Story of the Moors in Spain ط 1986:
" ... وإنا لنحس فضل العرب وعظم آثار مجدهم، حينما نرى بإسبانيا الأراضي المهجورة القاحلة التي كانت في أيام المسلمين جنات تجري من تحتها الأنهار، تزدهر بما فيها من الكروم والزيتون وسنابل القمح الذهبية. وحينما نذكر تلك البلاد التي كانت في عصور العرب تموج بالعلم والعلماء، وحينما نشعر بالركود العام بعد الرفعة والازدهار."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/491)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:00 ص]ـ
يقول الكاتب البريطاني هـ. ج. ويلز H.G. Wells في كتابه معالم تاريخ الإنسانية:
" ... وتقدموا في الطب أشواطا بعيدة على الإغريق، ودرسوا علم وظائف الأعضاء، وعد تدبير الصحة، ويكاد علم الأقرباذين لديهم أن يكون نفس ما لدينا اليوم، ولا يبرح كثير من طرق العلاج عندهم مستعملا بين ظهرانينا إلى اليوم، وكان لجراحيهم دراية باستعمال التخدير، وكانوا يجرون طائفة من أصعب الجراحات المعروفة. وفي ذات الوقت التي كانت الكنيسة تحرم فيه ممارسة الطب انتظارا منها لتمام الشفاء بموجب المناسك الدينية التي يتوالاها القساوسة، كان لدى العرب علم طبي حق" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 05:50 م]ـ
ولم يمنع الحقد المستشرق الإنجليزي برنارد لويس من أن يقول كلمة حق وذلك في كتابه "العرب في التاريخ"، فقال:
" ... السمة الأولى التي تسترعي انتباهنا هي المقدرة الاستيعابية للثقافة العربية التي غالبا ما وصمت بأنها قائمة على المحاكاة والتقليد، فقد وحد الفاتحون العرب _ ولأول مرة في التاريخ _ الأقاليم الشاسعة الممتدة من حدود الهند والصين إلى تخوم اليونان وإيطاليا وفرنسا. ومن خلال قواهم العسكرية والسياسية لبعض الوقت، ثم لفترة طويلة بعد ذلك من خلال لغتهم وعقيدتهم؛ وحد العرب بين ثقافتين كانتا تتصارعان في الماضي، هما الثرات المتنوع لحوض البحر الأبيض المتوسط البالغ العمر ألف عام (ثرات اليونان وروما وبني إسرائيل والشرق الأدنى القديم)، وحضارة فارس الثؤية وأنماطها الخاصة في الحياة والفكر، وصلاتها المثمرة بالحضاران العضيمة في الشرق الأقصى. ذلك أنه في خلال التعايش بين الكثير من الشعوب والعقائد والثقافات داخل حدود المجتمع الإسلامي ولدت حضارة جديدة؛ متنوعة من حيث أصولها ومبدعيها، لكنها تحتمل في كل مظاهرها البصمة المميزة للعروبة والإسلام، ومن هذا التنوع الذي اتسم به العالم الإسلامي نشأت سمة ثانية لافتة بصفة خاصة لأنظار المراقب الأوربي، هي تسامحه بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى. فعلى النقيض من معاصريه الغربيين نادرا ما شعر المسلم في العصور الوسطى بالحاجة لفرض عقيدته بالقوة على كل الخاضعين لحكمه، لقد ترسخ في وعيه مثلهم أن أولائك الذين يعتنقون عقيدة مغايرة سيحرقون في الجحيم في الوقت المقدر لذلك، لكنه على خلافهم لم ير ثمة فائدة في استباق القضاء الإلهي في هذه الدنيا، وكان قانعا في أغلب العصور بالانتماء إلأى العقيدة السائدة في مجتمع متعدد العقائد. لقد فرض على الآخرين قيودا اجتماعية وتشريعية معينة كرمز لسيادته، وكان يذكرهم تذكرة فعالة إذا ما بدا أنه في سبيله للنسيان، وفي ما عدا ذلك ترك لهم حرياتهم الدينية والاقتصادية والثقافية، كما ترك فرصة الإسهام البارز في حضارته هو" اهـ
والنص من ترجمة أ. محمد غريب جودة.
من آخر كتب برنارد لويس هو "أزمة الإسلام"
ومن أراد أن يتعرف أكثر على الرجل:
حياته
ولد برنارد لويس في لندن عام 1916م (1334هـ)، حصل على الشهادة الجامعية من جامعة لندن عام 1936م (1355هـ) وهو لم يتجاوز العشرين، ودرس في باريس سنتين مع المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون وغيره، ثم عاد إلى بريطانيا ليحصل على الدكتوراه عام 1936م (1358هـ) عن رسالته بعنوان (أصول الإسماعيلية) تحت إشراف المستشرق هاملتون جب. له عدد كبير من البحوث والكتب والمقالات الصحفية. من أشهر كتبه (العرب في التاريخ) وقد أعيد طبعه سبع مرات. و (ظهور تركيا الحديثة) و (استنبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية) و (الغرب والشرق الأوسط) و (العرق واللون في الإسلام) و (يهود الإسلام) والحشاشون فرقة ثورية في الإسلام وآخر كتبه (اللغة السياسية في الإسلام)
عمل لويس في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ- مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية- حتى ترأس هذا القسم في أول أكتوبر 1957م (1266هـ) وظل رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً حتى انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدني بجامعة برنستون بولاية نيوجرسي الأمريكية عام 1973 م (1394هـ) بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة وهو المعهد الذي كان يعمل فيه ألبرت إينشتين صاحب النظرية النسبية.
حصل لويس على الجنسية الأمريكية عام 1982م وهو الآن أستاذ متقاعد، ولكنه مازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة، وقد أصبح عام 1986 مديراً مشاركاً لمعهد بحوث أننبرج للدراسات اليهودية ودراسات الشرق الأدنى بمدينة فيلاديلفيا بولاية بنسلفانيا.
هذا وأشرف لويس على العشرات من الطلاب العرب والمسلمين وغيرهم. وكانت معاملته لهم راقية جداً حتى إنه كان نادراً ما يشكو طالب من سلوكه معه على العكس كان الكثير من الطلبة يحبونه ويتعلقون به. وقد أفادني بهذا الدكتور شارل عيساوي وأكده كل من محمد مناظر أحسن ومايكال كوك. وملاحظة هامشية هنا إن لويس لا يفعل كما يفعل بعض المشرفين في بلادنا وفي بلادهم أيضاً حيث يصرون على أن مهمتهم هي عرقلة سير الطالب وملء حياته بالغم والكمد واستغلاله أسوأ استغلال. ونظراً ليهوديته وصهيونيته فلا بد أنه ضايق بعض الطلاب في اختيار موضوعات بحوثهم أو توجيهها وجهة معينة.
وأنصح بالرجوع إلى كتاب "بحوث في الاستشراق الأمريكي المعاصر" تأليف د. مازن مطبقاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/492)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 11:50 م]ـ
قال أناتول فرانس في روايته "الحياء المزهرة" على لسان البطل دوبوا قائلا لسيدة أندرياس:
"ما هو أشأم يوم عرفته فرنسا يا سيدتي؟؟
قالت: هو اليوم الذي انهزم المسلمون فيه في معركة Poitier ( بلاط الشهداء سنة 732)، ضد الفرنسيين!!! "
قال مصطفى غفر الله له:
أي أن هذه المرأة كانت تتمنى أن ينتصر المسلمون في المعركة لتصل فرنسا حضارةُ المسلمين وتنقذهم من أحبال الظلام والرجعية التي كانوا يعيشون فيها آنداك.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[21 - 01 - 05, 12:10 ص]ـ
يقول المستشرق مرماديوك باكسال
يكفى محمدا فضلا ان اصحابه ظلوا اثنتى عشرة سنة
فى اضطهاد وتعذيب ومع ذلك كانوا يزيدون ولا ينقصون
ويكفى كتاب الاسلام جلالا انه مضى عليه اربعة عشر
قرنا لم يصب اسلوبه بجفاف بل ظل غضا نديا كان عهده بالحياة
امس
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:25 م]ـ
ومما يؤكد ما ذكره أناتول فرانس، ما قاله كلود فرير أستاذ اللغات الشرقية في "الكليج دو فرانس"
" .. حلت بالإنسانية في القرن الثامن الميلادي كارثة لعلها أسوأ ما شهدته القرون الوسطى، تخبط من جرائها العالم الغربي سبعة قرون أو ثمانية في الهمجية قبل ظهور النهضة.
وما تلك الكارثة إلا ذلك النصر الهائل الذي أحرزته الجماعات الجرمانية بقيادة " شارل مارتل" على فرق العرب والبربر؛ ففي مثل ذلك اليوم المشؤوم تقهقرت الحضارة ثمانمئة عام.
وحسب المرء أن يذكر ما كان يمكن أن تصل إليه فرنسا لو أن الإسلام النشيط الحكيم الحاذق الرصين المتسامح استطاع أن ينتزع وطننا فرنسا من فظائع لا نجد لها اسما" اهـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:16 م]ـ
الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي مستشرق فرنسي ولد في بلدته لوكادا 1817 ـ 1894 قال في آخر كتابه (العرب).
عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 10:42 م]ـ
قال ويل ديورانت Well Durant في قصة الحضارة ص 8914، وويل ديورانت خير من كتب في تاريخ الحضارات، إلى جانب أرنولد توينبي Arnold Toynbee المؤرخ البريطاني الكبير صاحب الموسوعة التاريخية "دراسات في التاريخ" والذي أمضى في كتابته 40 عاما، وأوزويلت شبينجلر الذي اشتهر بكتاب "أفول الغرب"، وتوماس أرنولد، صاحب كتاب "الدعوة إلى الإسلام". وهؤلاء قمة في الموضوعية في الطرح.
قال: (أي ويل ديورانت)
"ولاقى يهود "الشتات" هؤلاء أقل العناء والشقاء في ظل السلاطين الأتراك والبابوات في فرنسا وإيطاليا، وعاشت الأقليات اليهودية آمنة في القسطنطينية وسالونيك وآسيا الصغرى وسوريا وفلسطين والجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقية وأسبانيا تحت حكم العرب. وتسامح البربر معهم كارهين. على أن سيمون ديوران ترأس مستوطنة مزدهرة في الجزائر،
وعاشت الجالية اليهودية في الإسكندرية- كما وصفها الحبر أوباديا برتينورو في 1488 - حياة طيبة، وشربوا الخمر بكثرة،
وتربعوا على البسط كما فعل المسلمون، وخلعوا نعالهم عند دخول المعبد أو بيت أحد الأصدقاء. وكتب اليهود الألمان الذين لجئوا إلى تركيا إلى أقربائهم وصفاً خماسياً للحياة الطيبة التي ينعمون بها هناك. ورخص الباشا (الوالي) العثماني في فلسطين لليهود هناك في أن يبنوا معبداً على جبل صهيون. وحج بعض اليهود الغربيين إلى فلسطين، واعتقدوا أن من حسن حظهم أن تفيض أرواحهم في الأرض المقدسة، والأفضل منها في أورشليم بالذات. اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
هذه هي حياة الرفاهية التي كانت تعيشها الأقليات الكافرة تحت ظل الخلافة الإسلامية، خير مما تعيشه الأقليات المسلمة في الغرب في هذه الأيام. وهذا باعترافهم هم. لا كما ينشره هؤلاء الناعقون في آذان الناس، ويتلقفه علمانيونا بألسنتهم، ويلبسون به على عقول الناس.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 11:54 م]ـ
وقع خطأ في المشاركة 15 و16، وإنما هو الكاتب الفرنسي" لامارتين" عوضا من "لو مارتان"
اسمه: Alphonse de Lamartine، ألفونس دو لامارتين 1790 - 1869، صاحب "الروح الإنسانية" و"تاريخ روسيا"، "سقوط ملاك" وغيرها.
http://www.areopage.net/Lamartine.htm
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 01 - 05, 10:28 ص]ـ
أخي الفاضل الأديب الأريب مصطفى الفاسي – أحسن الله إليك، ونفع بك -:
ومما يذكر في هذا المقام قول مهاتما غاندي:
(أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر .. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب، وليس السيف. بل بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة).
وقال جورج برنارد شو:
(كنت دوما أرى دين محمد في مكانة عالية بسبب حيويته الرائعة، وهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه قادر على استيعاب التغيرات التي تحدث في العالم في كل عصر، لقد درست سيرته، إنه رجل رائع، وهو في رأيي أبعد ما يكون عن عداوة المسيح، وينبغي أن يسمى منقذ البشرية.
وأظن أن رجلا مثله لو حمل على عاتقه دكتاتورية العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته، بطريقة تجعل العالم ينعم بالسعادة والسلام اللذين يحتاجهما.
وإني أتنبأ بأن دين محمد سيكون له شأن في أوروبا غدا، كما أن بواكير قبوله في أوروبا بدأت اليوم، وإذا كان ثمة دين له فرصة الحكم في انجلترا، بله أوروبا في غضون مائة سنة قادمة فإنه سيكون الإسلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/493)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 03:14 م]ـ
قال ليون روش: 1841 ـ 1842 (ضابط في الجيش الفرنسي ومترجم رسمي له إلى اللغة العربية التي كان يتقنها تماما، خالط أهل الجزائر في جميع مرافق الحياة، واثناء الهدنة بين الامير عبدالقادر وفرنسا دخل روش في خدمة الأمير عبدالقادر ابتداء من سنة 1837م، ولازمه في حروبه الداخلية واجتماعاته واصبح احد كتابه الخاصين، ساعده الأمير عبدالقادر في تعلم اصول الدين الاسلامي، فاعلن اسلامه وزوجه من مسلمة.
قال في "ثلاثون عاما من الإسلام"
(اعتنقت الإسلام زمنا طويلا لأدخل مُنْدَسّأ عند لاأمير عبد القادر الجزائري ونجحت الحيلة ووثق بي الأمير كل الثقة وجعلني سكرتيرا له .. لكنني مالبثت أن وجدت دين الإسلام أفضل دين عرفته، فهو دين إنساني طبيعي اقتصادي أدبي، ولم يدر بخلدي شيئا من قوانيننا الوضعية إلا وجدته مستنا في الإسلام. بل إني عدت إلى التشريع الذي يسميه غول سيمون (التسريع الطبيعي) فوجدته أخذ من الشريعة الإسلامية.
وقال
( .. وهو الدين الوحيد الذي حل مشكلة حقوق وواجبات الأبناء حلا عادلا، باعترافه بالمولود ورفضه للوضع الشاذ المخالف لنواميس الطبيعة الذي فرضه المذهب الكاثوليكي تجاه الأولاد الشرعيين كل الحقوق وحرم غير الشرعيين من كل الحقوق)
قال مصطفى غفر الله له:
يشير إلى قاعدة "الولد للفراش"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 06:45 م]ـ
قال واشنطن إيرفينغ Washington Irving في كتابه "محمد وخلافاؤه" ( Mohomet and his Successors) ترجمة د. هاني يحيى نصري ط المركز الثقافي العربي 1999 ص 453:
"والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان عادلا يحب العدل، فقد كان يعامل الصاحب والغريب، والفقير والغني، والقوي والضعيف بالتساوي، وكان محبوبا بين الناس، بسبب التفاته إلى الكل وسماعه من الجميع، وعدله المطلق بينهم"
هذا الكتاب طبعته Hudson Edition , G.P. Putman and son 1868 N. Y
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 06:50 م]ـ
وقال في نفس الصفحة:
" ... لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكد في غير مناسبة نفيه لأي معجزة سوى القرآن الكريم (على زعمه)، الذي يعتبر من أعجز وأفضل ما قدم إلى البشرية من نص مكتوب، لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال مقارنته بسواه من النصوص" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 03:37 م]ـ
قال السير أنتوني ناتنج Sir Antony Nating في كتابه "العرب: تاريخ وحضارة" وهو يتحدث عن حضارة الأندلس من خلال الحديث عن الواقع في قرطبة العاصمة الأموية آنذاك:
" .. وكان تعداد سكان قرطبة يناهز 800 ألف نسمة، وارتفع عدد المساجد إلى 700، وكان في المدينة 300 من الحمامات العمومية في وقت كانت فيه الشعوب الأوربية لا تزال تعتبر الاستحمام عادة وثنية، وكانت الشوارع ممهة ومضاءة - وطولها 10 أميال _
وهو تقدم كان مقدرا ألا تنعم به لندن وباريس قبل 700 عام تالية، كان المواطنون أثناءها يتحسسون طريقهم ليلا في الظلام الحالك يتخبطزن في وحول تغوص فيها الأقدام حتى الكعبين، وكانت المدينة تضم 70 مكتبة عامة، وفي عهد الحكم بن عبد الرحمن، الذي كان شغوفا بالكتب جمعت مجموعة من 400 ألف كتاب من المكتبات العامة والخاصة في الاسكندرية ودمشق وبغداد، في حين لم يكن يكن يوجد في أي مكان في العالم أكثر من عشرة آلاف كتاب باللغة الإنجليزية،
وكان حكام ليون ونافار وبرشلونة يرسلون إلأى قرطبة إذا احتاجوا إلى طبيب أو مهندس معماري، لا إلى فرنسا ولا إلى إلى ألمانيا، وكانت قرطبة تجتذب الطلاب من أوربا وإفريقيا وآسيا.
وكانت معرفة القراءة والكتابة عامة، حتى أكد المؤرخ راينهارت دوزي أن كل فرد تقريبا كان يقرأ ويكتب، في حين أن معرفة القرءة والكتابة في أوربا كانت لا تزال ميزة لرجال الدين وقلة من الكتبة المحترفين. اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
ارفع رأسك أيها المسلم وقُلها مدوية: لا إله إلا الله محمد رسول الله،
إن الغربيين يعرفون صدق رسالتنا وعُلوية مكانتها، ويعلمون أن خلاصهم في الاستسلام لله، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون
نكتة جرت بيني وبين دانمركي وقد جاء مع 30 شخصا في مؤسستنا:
قال لي بعد انتهائي من المحاضرة: لماذا أنتم _المسلمين _متمسكون بالقرآن وهو كتاب قديم كتب منذ 14 قرن من الزمان، وتتركون الديمقراطية!!؟؟؟
قلت لأنني أخذت بنفس مبدئك:
وهو أن أتبع الأحدث، باعتبار أن الديمقراطية _ كمصطلح وفكرانية (آيديولوجية) _ نشأت منذ 500 سنة قبل ميلاد المسيح. والإسلام هو الأحدث.
فانظر إلى من هو المتحضر منا!!!!
فبهت الذي كفر، وضحك الآخرون بكل اعجاب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 11:38 م]ـ
يقول جورج سارتون البليكي المولد الأمريكي الجنسية،
مؤرخ العلم الأستاذ في جامعة هارفرد ( George Sarton (1884-1956 في كتابه " الشرق الأوسط في مؤلفات الأمريكيين":
" ... إن المسلمين يمكن أن يعودوا إلى عظمتهم الماضية، وإلى زعامة العالم السياسية والعلمية، كما كانوا من قبل، لو أنهم عادوا إلأى فهم حقيقة الحياة في الإسلام والعلوم لاتي حث الإسلام على الأخذ بها." اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/494)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 03:50 م]ـ
قال جاك ريسلر الفرنسي Jaque Risler في كتابه الحضارة العربية ( the culture of arabs):
" ... وطوال الألف سنة حالكة الظلمة في تاريخ العصور الوسطى، كان يشع عبر العالم الإسلامي اسم العالم أو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الذي قدر له أن يبلغ شهرة واسعة، فقد ترك البيروني _ الفيلسوف والمؤرخ والرياضي والفيزيقي واللغوي والشاعر _ في هذه الميادين المختلفة مؤلفات هامة جعلت منه (ليوناردو دافينشي العالم الإسلامي)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 01:11 م]ـ
ويقول توماس أرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) ص 73:
«ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن، وعسكر أبو عبيدة في بلدة فحل، كتب الأهالي النصارى في تلك البلاد إلى العرب الفاتحين يقولون: يا معشر المسلمين! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، وأنتم أوْفى لنا وأرأف بنا، وأكفُّ عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا».
وقال «وغلَّق أهل حمص أبواب مدينتهم، دون جيش هرقل، وأبلغوا المسلمين أن ولايتهم وعدلهم أحب إليهم من ظلم الإغريق والروم وتعسفهم».
وقال:
"لقد عامل المسلمون المسيحيين العرب بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة واستمر هذا التسامح في القرن المتعاقبة ونستطيع بحق أن نحكم أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامحاهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 02:44 م]ـ
الفرنسي "غستاف دوكا": وهو مستشرق فرنسي، كان يدرس اللغات الشرقية في باريس، له العديد من المقالات عن جغرافية البلدان الإسلامية، وألف كتاباً اسمه:"تاريخ فلاسفة المسلمين وفقهائهم".
"للدين الإسلامي أثر كبير في تهذيب الأمم وتربية مشاعرها ووجدانها، وترقية عواطفها، فإذا قرأت تاريخ العرب قبل البعثة، وعلمت ما كانت عليه، اعتقدت أن للشريعة السمحة في تهذيب الأخلاق التأثير الأكبر، إذ ما كاد يتصل بالأمة العربية ذلك الإصلاح الروحي المدني، حتى انتشر العدل وزال النفاق والرياء والعدوان"اهـ.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 03:05 م]ـ
وقال كذلك "توماس أرنولد" في مقدمة كتابه السابق "الدعوة إلى الإسلام" ص 10:
"ومع أنَّ هذا المؤلف، وهو أمر مسلم به كما يتضح في التمهيد، عبارة عن سجل لجهود نشر الدعوة، وليس تاريخاً للاضطهاد".
وقال في ص 30:
"إننا لم نضع هذا الكتاب لدراسة تاريخ الاضطهادات الإسلامية، وإنَّما وضعناه لدراسة الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم، فليس الغرض تاريخ الحملات التي استعملت فيها القوة لإدخال الناس في الدين الإسلامي، وقد عني الكُتَّاب الأوربيون ببيان هذه الحملات حتى لم يعد ثمة خوف من إغفالها".
ـ[أبو عبد الله المستبشر]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:02 م]ـ
الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال: " لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر.
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟!
إلى أن قال: " وعلى ذلك، فلسنا نَعُدُّ محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى غير ذلك من الحقائر. وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق.
كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلفِّق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حُجة القوم الكافرين.
ثم لا ننسى شيئاً آخر، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب ـ وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب ـ ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/495)
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيداً، كريماً بَرًّا، رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان ـ على العموم ـ تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله ". ويقول:
: " كان عادلاً، صادق النية، كان ذكي اللب، شهم الفؤاد، لوذعياً، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك"
و بعد أن أفاض كارليل في إنصاف النبي محمد ختم حديثه بهذه الكلمات: "هكذا تكون العظمة· هكذا تكون البطولة·هكذا تكون العبقرية"
أما <لا مارتين> الفيلسوف الفرنسي فيدافع بحرارة النبي صلى الله عليه وسلم وينفي بصرامة وقوة أن يكون كاذباً أو مفترياً على الله فيقول:
<إن حياة محمد، وقوة كقوة تأمله وتفكيره وجهاده، ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية··· إنه فيلسوف وخطيب ومشرع وهاد للإنسانية إلى العقل وناشر للعقائد المعقولة الموافقة للذهن وهو مؤسس دين لا فرية فيه ومنشئ عشرين دولة في الأرض وفاتح دولة في السماء من ناحية الروح والفؤاد، فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية ما أدرك محمد وأي آفاق بلغ إنسان من مراتب الكمال ما بلغ محمد· و يقول في موضع آخر: "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، ومن ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟! إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي هذه كلها تدل على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة. إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق
و هذا جوتة الأديب الألماني: " "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد" [5]
ويقول الأديب الروسي (ليو تولستوي) والذي حرمته الكنيسة بسبب آرائه الحرة الجريئة:
"أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء … ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقي والمدينة" [6]
ويقول العلامة شيريل، عميد كلية الحقوق بفيينا:"إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها"
ـ[أبو عبد الله المستبشر]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:06 م]ـ
ملحوظة:
صفحة الدكتور عبد المعطي الدالاتي في موقع صيد الفوائد و كتابه ربحت محمدا ولم أخسر المسيح الموجود في الموقع أيضا يحويان طائفة كبيرة من مثل هذه الأقوال
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:21 م]ـ
جزاك الله أخي أبا عبد الله المستبشر على مشاركتك، ولي عودة إلى توماس كارلايل إن شاء الله
------------------------
وقال ليتسين أستاذ الديانة المسيحية في جامعة برمنغهام في بريطانيا واقفا أمام بني قومه ليهدي رسول الله قصيدة حب وولاء يقول فيها:
يا ابن مكة ويا نسل الأكرمين
يا معيد مجد الآباء والأمهات
يا مخلص العالم من ذل العبودية
إن العالم ليفتخر بك ...
ويشكر اللهَ على تلك المنحة العزيزة ..
ويقدر لك مجهوداتك كلها
يا نسل الخليل إبراهيم ..
يا من منحت السلام إلى العالم ..
ووفقت بين قلوب البشر
وجعلت الخلاص شعارَك
يا من قلت في شريعتك:
إنما الأعمال بالنيات
لك منا جزيل الشكر ...
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:25 م]ـ
الفونس ايتين دينيه ـ الفرنسي ـ قال في كتابه ـ محمد رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلم) صفحة 48:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/496)
إن حدود هذا السفر لن تسمح لنا بأن نقدم لك جميع التفاصيل وجميع النواحي لحياة حافلة بالعظائم إلى هذا الحد كما هو الشأن في حياة النبي محمد نبي المسلمين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال صفحة 49 منه:
والحق أننا نرى من بين جميع الأنبياء الذين أسسوا ديانات، أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الوحيد الذي استطاع أن يستغني عن مدد الخوارق والمعجزات المادية، معتمداً فقط على بداهة رسالته ووضوحها، وعلى بلاغة القرآن الإلهية، وإن في استغناء محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن مدد الخوارق والمعجزات لأكبر معجزة على الإطلاق.
وقال صفحة 52 منه:
إن في مرأى المؤمنين وفي أعمالهم لصورة تلمحها منعكسة من مآثر محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا كانت بالطبع باهتة بالقياس إلى كمالاته العليا، فإنها لا جدال في صحتها، هذا على حين تجد قياصرة روما مع دقة تماثيلهم لا يطالعنا منهم سوى قناع مزيف لوجوههم الجامدة تحت صورة من الخيلاء، إن صورهم تظل ميتة يعجز خيالنا عن أن يلمح لها شيئاً من الحياة، وإنه لبوحي هذه الحقيقة قامت برؤوسنا فكرة نشر لوحات في تاريخ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تمثل المآثر الدينية لأتباعه، وبعض صور من حياة العرب، وبعض مدن الحجاز الذي هو وطنه.
وقال صفحة 87 منه:
حقاً إنه ليدهشني أن يرى بعض المستشرقين أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد انتهز الفرصة فروى ورتب عمله للمستقبل بل لقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فوسوس بأن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألف في تلك الفترة القرآن كله!!
أحقاً لم يلاحظوا أن هذا الكتاب الإلهي خال من أية خطة سابقة على وجوده، مرسومة على نسق المناهج الإنسانية وإن كل سورة من سوره منفصلة عن غيرها وخاصة بحادثة وقعت بعد الرسالة طيلة فترة تزيد على عشرين عاماً وإنه من المستحيل على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يتوقع ذلك ويتنبأ له. اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:29 ص]ـ
قال المؤرخ الأمريكي فكتور روبنسن صاحب قصة الطب:
"كانت أوربا في ظلام حالك بعد غروب الشمس بينما كانت قرطبة تضيئها المصابيح العامة كانت أوربة تغطيها الهوام بينما أهل قرطبة مثال النظافة كانت أوربا غارقة في الوحل بينما كانت قرطبة مرصوفة الشوارع كانت سقوف أوربا مملوءة بثقوب المداخن بينما قصور قرطبة تزينها الزخرفة العربية العجيبة وكان أشراف أوربا لا يستطيعون توقيع أسمائهم بينما كان أطفال قرطبة العربية يذهبون إلى المدارس وكان رهبان أوربا يلجئون إلى تلاوة سفر الكنيسة بينما كان معلموا قرطبة قد أسسوا مكتبة تضارع في ضخامتها مكتبة الإسكندرية العظيمة".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
المسيو ميخائيل اماري - الإيطالي - قال في كتابه - تاريخ المسلمين -:
لقد جاء محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون ديناً لكل الأمم لأنه دين كمال ورقي، دين دعة وثقافة، دين رعاية وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن، وهو القائل (لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته) عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بالنظير، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشرية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
اقرأوا هذا الحوار
دار بين الأستاذ محمود بيومي والمستشرق البلغاري الدكتور توفيان تيوفا نوفا الذي اعتنق الإسلام
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=102&catid=104&artid=4845
حوار: محمود بيومي 11/ 11/1425
23/ 12/2004
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/497)
بلغاريا .. هي إحدى دول أوروبا الشرقية وإحدى دول البلقان .. التي فتحها المسلمون في نهاية القرن الثامن الهجري .. واستمر الحكم الإسلامي لها لمدة تزيد عن خمسة قرون ونصف .. تأصلت خلالها هوية المجتمع الإسلامي .. كما انتشرت المؤسسات الإسلامية في كافة أنحاء البلاد .. حتى بلغ عدد المساجد الكبرى أكثر من (1200) مسجد .. وعدد مماثل من المدارس الإسلامية والمكتبات .. وكان الكتاب الإسلامي من أكثر الكتب رواجاً وانتشاراً .. ونشطت مؤسسات الدعوة والتعليم في إبلاغ هدايات الدين الحنيف إلى كافة السكان في بلغاريا والمناطق المجاورة لها مثل رومانيا ويوغوسلافيا السابقة.
في بدء الحوار .. قلت للمستشرق البلغاري الدكتور توفيان تيوفا نوفا .. قام عدد من المستشرقين باعتناق الإسلام طواعية مثل جارودي وهوفمان وغيرهما .. ومنهم من بقي على ديانته ودافع عن الإسلام مثل المستشرق المجري روبرت سيمون والمستشرق الأسباني سيمون هايك وغيرهما .. فما هي الدوافع التي أدت إلى اعتناقكم للإسلام؟
في الحقيقة .. أنا أدرس الإسلام واللغة العربية منذ مدة طويلة .. حيث تخرجت في جامعة بغداد قسم اللغة العربية ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية وآدابها .. وحصلت على الدكتوراه في معهد الاستشراق في روسيا .. وأنا أعمل أستاذًا للدراسات الإسلامية في جامعة " صوفيا " ببلغاريا وأستاذًا بالمعهد الإسلامي هناك .. وعضو بجمعية المستشرقين الأمريكان، وعضو جمعية بحوث الشرق الأوسط البريطانية .. وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين .. وقد أهّلني ذلك لإصدار مجموعة من الكتب حول الحضارة الإسلامية والعربية.
وأضاف: وقد لاحظت أن بعض المستشرقين – غير الموضوعيين يطعنون في الإسلام .. وتركّزت مطاعنهم في القرآن الكريم .. فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة .. وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية .. وأنا – وكل مستشرق موضوعي – يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر.
وأنا أؤكد هنا .. أن الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام والمسلمين .. صحيح أن هناك العديد من الأخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم .. التي أعدّها نفر من المستشرقين .. إلاّ أننا يجب أن نفرّق بين الأخطاء المتعمّدة والأخطاء غير المتعمدة؛ فالذين يُخطئون – بصورة عفوية – يكون ذلك دائمًا نتيجة عدم إلمامهم باللغة العربية – التي هي لغة القرآن الكريم – ونتيجة أيضًا لعدم فهمهم لمعاني الآيات القرآنية الكريمة .. وأنا شخصيًا قد أُخطئ في بعض دراساتي ولكنها أخطاء غير متعمّدة .. والذي أود أن أوضحه هنا أن لكل مستشرق إسهاماته في فهم الإسلام والحضارة الإسلامية .. وكل مستشرق في هذا المجال له خبرته .. وأنا أحمد الله –تعالى- أن وفقني لإنجاز الترجمة التي قمت بها لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية .. حيث التزمت فيها بدقة المعنى .. مما جعل دار الإفتاء العامة في بلغاريا تعتمدها وتقوم بتوزيعها على عدد كبير من المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتها المساجد بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المسلمين.
أود أن أؤكد هنا أن الإسلام ليس خطرًا على الآخرين .. ونحن أمام حقائق مهمة .. وفي مقدمتها أن أوروبا استفادت من عطاءات الحضارة الإسلامية ومُعطيات المسلمين الثقافية والعلمية والحضارية .. في مجالات الطب والصيدلة والرياضيات والفلك وغير ذلك من الإنجازات التي كان للمسلمين فضل السبق فيها .. والحقيقة التي لا يمكن أن تُنكر .. أن الحضارة الأوروبية المعاصرة قامت على ركائز الحضارة الإسلامية .. فحضارة الغرب أساسها حضارة الإسلام والمسلمين.
النظرة الاستشراقية
ما هي نظرة المؤسسات الاستشراقية لكم بعد اعتناقكم للإسلام؟ وما هي نظرتكم لهذه المؤسسات ومناهج المستشرقين بعد أن أصبحت مسلمًا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/498)
كما سبق أن ذكرت لكم أن هناك عددًا من المستشرقين يطعنون في الإسلام، وذلك بإثارة الشبهات حول ما جاء في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وفي صحة الوحي الرباني .. فيدّعون أن القرآن الكريم ليس وحيًا ربانيًا إنما هو كلام بشري وغير ذلك من الافتراءات والأباطيل .. ولا شك أن هذا المنهج الاستشراقي منهج خاطئ ونتيجة مباشرة للخصومة التاريخية التي نشأت في الغرب منذ مدة طويلة.
وأضاف: وأنا كمستشرق أدّت بي الدراسات الموضوعية الصحيحة لاعتناق الإسلام .. فأتصدى لهذه المنهجية الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. وأدافع عن الدين الإسلامي الذي درسته واعتنقته .. وأنا واحد من المستشرقين الذين التزموا بالمنهج الموضوعي في دراساتهم الإسلامية .. ولا شك أن المنهج الاستشراقي غير الموضوعي هو وليد الحركة الاستعمارية والمنهج التنصيري الذي يستهدف تشويه الإسلام وصورته وبث الأخطاء المُتعمّدة حول الإسلام .. وأنا أعتقد أن هذا هو الجزء الأكبر في الحركة الاستشراقية العالمية التي يجب التصدّي لها بكافة السبل المتاحة لدى المؤسسات الإسلامية العالمية.
وقال د. توفيان: أما المنهج الاستشراقي الموضوعي فيرتبط بغاية علمية واضحة المعالم .. وهو دراسة الإسلام والتعرّف على حقائقه ودراسة التراث الإسلامي والتأكد من دور الحضارة والثقافة الإسلامية في ترقية المجتمعات البشرية .. ولا شك أن نظرتي للمؤسسات الاستشراقية غير الموضوعية- هي نظرة الحذر الشديد لكل ما يصدر عنها من دراسات .. واعتناقي للإسلام جعلني في موقف المدافع عن الإسلام ضد كل هذه الدراسات الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. أما نظرة هذه المؤسسات الاستشراقية لي بعد اعتناقي للإسلام .. فلم تتغير – حسبما لمسته – فلازلت عضوًا في عديد من الجمعيات الاستشراقية في الغرب.
الخريطة العقديّة
هل يمكن أن نتعرّف على أهم ملامح الخريطة العقديّة في بلغاريا وما هي أحوال المسلمين هناك؟
يقول المستشرق البلغاري المسلم د. توفيان نوفا: ونحن نتحدث عن الخريطة العقديّة في بلغاريا .. يجب أن نتوخى الدقة والصراحة معًا .. فعدد سكان بلغاريا الآن قد بلغ أكثر من ثمانية ملايين نسمة .. منهم أقلية مسلمة بلغت نسبتها 12.3% من إجمالي عدد السكان .. بينما بلغ عدد النصارى 83.7% من عدد السكان – وبالرغم من بعض الشكوك في دقة هذه الإحصائية – فإن المجتمع البلغاري يتكوّن من عدّة عناصر مختلفة حسب الجنسية والانتماء العقديّ.
وأضاف د. توفيان تيوفا نوفا: فالمسلمون البلغار هم الذين اعتنقوا الإسلام خلال فترة الحكم الإسلامي للدولة العثمانية – لكنهم لم ينتموا إلى الأتراك ولا يتحدثون اللغة التركية، فهم يجدون حتى الآن صعوبة في تحديد هُويّتهم .. فهم ينتمون إلى البلغار من حيث الجنسية واللغة .. وينتمون إلى الأتراك من حيث العقيدة .. كما أن السلطات البلغارية قد عاملتهم بشيء من القسوة في بعض الأحيان عبر المراحل التاريخية المختلفة .. مما دفع بعضهم إلى تغيير عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية في محاولة منهم للاندماج في المجتمع البلغاري.
وقال د. توفيان تيوفا نوفا: وقد أثبتت الدراسات العلمية .. أن المسلمين البلغار الذين يُعرفون باسم "البوماق" يفضلون الانتماء إلى الأتراك عندما يسكنون في بيئة بلغارية مسيحية .. كما يفضلون الانتماء إلى البلغار عندما يعيشون في بيئة تركية .. ويجوز لهم – في حالات استثنائية أن يغيّروا عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية ومن المسيحية إلى الإسلام في محاولة منهم للالتصاق بإحدى القوميتين التركية أو البلغارية .. بينما تُوجد جماعة أخرى من "البوماق" يعلنون بكل صراحة أنهم مسلمون بلغار – بصرف النظر عن كونهم من الأتراك أو البلغار – وكل محاولة من هؤلاء لتغيير انتماءاتهم العقدية أو العرقية تؤدي إلى القلق والتوتر في المجتمع البلغاري.
الصراع العقديّ والعرقيّ
وما هو السبب الكامن وراء هذا الخلل الذي يعاني منه المجتمع البلغاري بشأن العقيدة والانتماء العرقي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/499)
لا شك أن وراء ذلك – بصورة مباشرة – هو الصراع الذي دار بين المسيحية والإسلام في قارة أوروبا .. حيث أصبح هذا الصراع العقدي جزءًا لا يتجزأ من التاريخ البلغاري ومن كيان الشعب البلغاري أيضًا .. ولا شك أن الظروف الحالية في هذه المنطقة من العالم .. ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع ما ورثه سكان بلغاريا من أحداث الماضي .. كما أن الاعتبارات السياسية قد تدخلت في الأمور العقديّة .. وبالرغم من كل ذلك فإن هناك نوعًا من التعايش بين فئات المجتمع البلغاري .. قائم على أساس الاعتراف المتبادل بينهم باستقلالية كل فئة من هذه الفئات في الدين واللغة والحضارة والتقاليد وغيرها – وذلك في نطاق وحدة المجتمع البلغاري – إلا أنه بصورة عامة في بلغاريا – فإن المسلم يعني التركي حتى الإسلام يُطلق عليه هناك اليوم اسم "الدين التركي" .. والبلغاري يعني المسيحي .. أما "البوماق" فهم جماعة خاصة تتغير عن بقية المجتمع البلغاري.
الشيوعيّة هي السبب
نعرف جميعًا .. أن المسلمين في بلغاريا قد عانوا من حماقة الممارسات الشيوعية .. التي أجبرتهم على تغيير عقيدتهم – حتى الأموات منهم – واضطرتهم للهجرة الإجبارية إلى الدول المجاورة خاصة إلى تركيا – فهل ترى أن جزءًا من هذه الممارسات لا زالت مستمرة تجاه المسلمين في بلغاريا؟
لا شك أن العامل الديني له أهمية بالغة في المجتمع البلغاري .. إلاّ أن الانتماء العرقي مُقدّم على الانتماء العقديّ في بلغاريا .. ونحن نلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد المؤمنين – سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين – إلاّ أن الواقع البلغاري يؤكد أن المؤمنين هناك لا يتعمقون في عقائدهم ولا يلتزمون بها إلاّ في إطار الاحتفالات الدينية .. وأنهم يكتفون بمعلومات قليلة عن عقائدهم .. ويُقبلون على أديانهم بصورة اختيارية وليست إجبارية .. وذلك كله بسبب النظام الشيوعي الذي ساد هناك فترة من الزمن .. ومنع الناس من القيام بممارسة شعائرهم الدينية بصورة صحيحة .. وما زالت الآثار الشيوعية في هذا المجال بادية في بلغاريا حتى بعد مرور (14) سنة على انهيار النظام الشيوعي.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[28 - 01 - 05, 02:55 ص]ـ
السير موير الإنجليزي في كتابه (تاريخ محمد)
إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:03 ص]ـ
قال جرجس سال في كتابه (مقالة في الإسلام) صفحة 75:
(إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان صالح الاخلاق ولم يكن على الشر والخبث كما يصفه به خصومه). ثم مضى يقول:
(قال جيبون: عقيدة محمد خالصة ليس فيها لبس ولا إبهام، والقرآن شاهد عدل وبرهان قاطع على وحدانية الله سبحانه.
لقد هجر نبي الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عبادة الأصنام والبشر، سواء أكانوا من النجوم أم من الكواكب السيادة، أم من غير ذلك، بناء على القاعدة العلمية الصحيحة وهي: إن كل قابل للتلاشي لا بد أن يبيد ويفنى، وكل مولود لا بد أن يموت، وكل بازغ لا بد له من أفول.
كانت لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حماسة حكيمة، اعترف بمبدع هذا الكون، وعبده على عقيدة أنه أبدي غير محدود، بلا صورة، ولا مكان ولا ولد، ولا شبيه، يعلم خطايا الأفكار وأسرار القلوب، وجوده من نفسه، وصفاته وعلمه وكماله من نفسه).
وفي الختام قال:
(وهذه الحقائق السامية مبنية على وجه معقول بغاية الإحكام في تراجم القرآن، فكل من يؤمن بالله إيمانا علميا فلسفيا، قادر على أن يشارك المحمديين في اعتقادهم المقبول).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:22 ص]ـ
المستر جان ليك ـ الإسباني ـ قال في كتابه ـ العرب ـ صفحة 43:
ما أجمل ما قاله المعلم العظيم (محمد) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله) ثم أطال في الثناء على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. أليس من المعجزات الباهرات، أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالقوة الأدبية، وبلفظ واحد جعل الصادقين من أتباعه في حرز من شر المسكرات جيلاً بعد جيل، فسلم من هذا الشر مئات الملايين من البشر، حياة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التاريخية لا يمكن أن توصف بأحسن مما وصفها الله نفسه بألفاظ قليلة، بيّن بها سبب بعثة النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وقد برهن بنفسه على أن لديه أعظم الرحمات لكل ضعيف، ولكل محتاج إلى المساعدة، كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رحمة حقيقية لليتامى والفقراء وابن السبيل والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكد والعناء، وإني بلهفة أصلي عليه وعلى أتباعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/500)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 01:35 م]ـ
العلامة كارل هيرنش بكر ـ الألماني ـ قال في كتابه ـ الشرقيون ـ:
لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمداً جدير بالتقدير، ومبدؤه حري بالاتباع وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال، كما أننا لا نرى أن الديانة الإسلامية بعيدة عن الديانة المسيحية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 01:42 م]ـ
قالت مجلة الأزهر الصادرة في أيار سنة 1952 عن الكولونيل ر. ف. بودلي ـ الإنكليزي ـ وعن كتابه "حياة محمد" أو "الرسول" - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
لقد لخص بودلي في كتابه حياة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عقيدة الإسلام بأنها دعوة إلى السلام وإلى التسليم بإرادة الله والإيمان بوحدانيته، حيث قال:
إن من أعظم الكبائر في نظر الإسلام الشرك بالله. وقال: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع لنفسه صفة إلهية وإنه صرح كثيراً بأنه بشر يوحي إليه، وإن السبب في سرعة انتشار الإسلام عن غيره من الأديان، هو عدم ادعاء النبي صفة إلهية، وعدم دعوته إلى عبادة شخصه، وكذلك تسليم القرآن بصحة الديانات المنزلة من قبل. ثم أنحى بودلي باللائمة على المتعصبين من الكتاب وما راحوا يروجونه من أباطيل وسخافات عن الإسلام منذ الحروب الصليبية، وعزا إليهم أنهم لم يفهموا محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشريعته، ثم لخص عقيدة الإسلام بأنها دعوة إلى الإسلام وإلى التسليم لإرادة الله والإيمان بوحدانيته.
وقال هو في كتابه السابق ص 6: "لا نعرف إلا شذرات عن حياة المسيح، أما في سيرة محمد فنعرف الشيء الكثير، ونجد التاريخ بدل الظلال والغموض".
وقال عن زواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعائشة " ولكن هذا الزواج شغل بعض مؤرخين لمحمد ... نظروا اليه من وجهة نظر المجتمع العصري الذي يعيشون فيه فلم يقدروا ان زواجا مثل ذاك كان ولا يزال عادة اسيوية ولم يفكروا في ان هذه العادات لا زالت قائمة في شرق اوروبا وكانت طبيعية في اسبانيا والبرتغال الى سنين قليلة وانها ليست غير عادية اليوم في بعض المناطق الجبلية البعيدة بالولايات المتحدة"
قال مصطفى غفر الله له:
ولد بفرنسا من أبوين انجليزيين وهو حفيد توماس بودلي مؤسس المكتبة البودلية في أكسفورد، ومن أراد أن يتعرف على بعض سيرة المؤلف ولقائه بلورانس العرب، فليرجع إلى كتاب ديل كارنيجي "وقّف القلق وابدأ الحياة"، باب "لقد عشت في حديقة الله" والذي كتب الشيخ الغزالي كتابه "جدد حياتك" مناقشا لديل كارنيجي فيه، وقد رد الشيخ كل النتائج التي توصل إليها ذلك المؤلف إلى أصولها الإسلامية وبين له أن ما ذكره، قد سبقه إليه الإسلام بقرون.
استفدت ذلك من هذا الرابط، والقصة فيه:
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/mar/2/ar1.htm
أما تعليقي فهو مستفاد من قراءتي لكتاب "جدد حياتك للغزالي"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
ـ قال: المستر داز الإنكليزي قال في كتابه "مع الشرق والغرب":
كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زراعياً وطبيباً وقانونياً وقائداً، اقرأ ما جاء في أحاديثه تعرف صدق أقواله ويكفي أن قوله المأثور عنه (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هو الأساس الذي بني عليه علم الصحة، ولا يستطيع الأطباء على كثرتهم ومهارتهم حتى اليوم أن يأتوا بنصيحة أثمن من هذه.
وقال في نفس الكتاب: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الذي استطاع في مدة وجيزة لا تزيد على ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يحدث ذلك الانقلاب المدهش، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحرقة سكناً لها، واشتهرت بالشجاعة والغزو ورباطة الجأش والأخذ بالثأر، فمن الذي يظن أن القوة الخارقة للعادة التي استطاع بها محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يقهر خصومه هي من عند غير الله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:20 م]ـ
وقال المستشرق ادوارد مونتيه أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف قال في كتابه (حاضر الإسلام ومستقبله):
أما - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكان كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم، صادق اللفظ، وقد كانت الصفة الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ والاقتناع التام بما يقبله ويقوله، إن طبيعة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الدينية تدهش كل باحث مدقق نزيه القصد، بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مصلحاً دينياً، ذا عقيدة راسخة ولم ينهض إلا بعد أن تأمل كثيراً، وبلغ من الكمال بهاتيك الدعوة العظيمة، التي جعلته من أسطع أنوار الإنسانية، وهو في قتاله الشرك والعادات القبيحة التي كانت عند أبناء زمنه، كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا كباراً جداً في تاريخ قومهم، ولقد جهل كثير من الناس - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبخسوه حقه، وذلك لأنه من المصلحين الذي عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/1)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:22 م]ـ
قال اللورد هدلي (إنكلترا) ولد سنة 1855، وكان من أكبر شخصيات الأشراف البريطانيين، وكان سياسياً ومؤلفاً، ومن مؤلفاته (رجل من الغرب يعتنق الإسلام)، وقد أعلن إسلامه سنة 1913، وأصبح اسمه الشيخ رحمة الله الفاروق.
( .. والأنبياء والرسل قوم اصطفاهم الله واختارهم وفضلهم على الناس، وبعثهم إليهم مبشرين ومنذرين كما يقول القرآن الكريم: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). وقد تحققت بعد طول البحث والاستقراء أن محمداً نبي الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن مدعياً ولا دجالاً كما يدعيه خصومه، ولكن كان رسولاً نبياً جاء برسالة إلهية صادقة لا ريب فيها هدى للمتقين، أوحى الله بها، وكلفه بتأديتها فجاءت مخففة لصرامة التوراة ومكملة لكتاب المسيح عليه السلام).
...... ولقد كتب مستر يورث سميث أحد كتاب المسيحيين رسالة جاء فيها: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان موفقاً عظيماً فريداً في بابه لم يحدثنا التاريخ عن مثله، فقد جمع بين زعامات ثلاث، هي زعامة الشعب وزعامة الدين، وزعامة الحكم والسلطان، وجاء بكتاب جمع بين البلاغة والتشريع والعبادات وهو الآن موضع احترام أكثر من سدس العالم .. ) اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 01 - 05, 03:06 ص]ـ
ويقول " باسنتا كومار بوز " في كتاب " المحمدية " طبعة كلكتا (1931) ص 4:
" فلم يكن هناك مجال لأي تزييف أو حيلة كاذبة في القرآن وهذا ما يميزه عن جميع الأعمال الدينية الهامة تقريبا التي ترجع إلى الأزمنة القديمة ..
إنه لأمر بعيد جدا أن يكون هذا الإنسان الأمي قد ألف أفضل كتاب في اللغة العربية "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
وتقول بيانكا سكارسيا في (العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية) ص 214:
"عمل الاستشراق لصالح الاستعمار بدلاً من إجراء التقارب بين الثقافتين. إن إنشاء هذا العلم لم يكن إلا من أجل تقديم أدوات للاختراق أكثر براعة، فهناك فعلاً عملية ثقافية مستترة ماكرة ومرائية، وهذا ما يفسر ريبة المسلمين حيال كل ما يقال عنهم في الغرب".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 04:15 ص]ـ
وقال (أميل دير مانجم) في كتابه (حياة محمد):
"إن محمدا لم يكن شخصيا إلا رجلا أميا خلوا من الثقافة تقريباً كجميع بني بلدته في عصره، ولكنه كان يعلم أن الإله رحيم رحمة لا حدّ لها، فاجهد نفسه في أن يعلو على الطبيعة البشرية، وأن يقهر في نفسه الميول الانتقامية"
ثم قال: "إن إخلاص محمد لا يمكن أن يكون في العصر الحاضر موضع شك، فإن حياته كلها تشهد أنه كان يؤمن برسالته إيمانا عميقا، وأنه تقبلها –لا بغير بطولة- كعبء يجب عليه أن يتحمل ثقل أوزاره".
وقال: "إن قوة عبقرية محمد الإنشائية واتساعها، وذكاءه العظيم ونظره الصائب إلى الحقائق، وسيادته لنفسه، وقوة إرادته، وحكمته واستعداده للعمل، وحياته الواقعية، كل ذلك يجعل الزيف في مبدأ رسالته يستحيل القبول. فكيف يتصور أن ينقلب كاذبا فجأة، ذلك الذي كان نجاحه يظهر له كبرهان ساطع على تأييد الإله لدعواه، وكيف يمكن أن يجرأ على تشويه رسالته في الوقت الذي كان يرى فيه أنها مقدسة مؤيدة من الإله".
وقال: "وهكذا نهض محمد رسول الإسلام ليدعو بني جنسه إلى دين واحد هو دين الإله الواحد، وليوقظ جزءا من آسيا وأفريقيا، وليحرر من عبودية الجامدين كل الذين يفهمون رسالته الحقيقية، ولكي يحرر فارس التي كان النعاس يشملها، ولينعش المسيحية الشرقية التي شوهتها المجادلات البيزنطية الخالية من الحماسة، ومن الاعتقاد المجرد من الوحدة".
وقال: "إن محمدا كان يجهل كل ما ليس علما مطلقا، وكان أمياً بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، وليس معناها، فيما أرى، العامية أو الخلو عن التأدب، وإنما الأمي هو بالأحرى الرجل النقي الذي جمع بين الطبيعة وما فوق الطبيعة، والبرئ من الأحكام المتسرعة، ومع ذلك فقد نهض لكي يدعو العلماء إلى أن يفهموا ما يقولون، وليقوّم الطرق الملتوية التي يضل فيها من يزعمون أنهم حكماء".
ثم قال: "إن الناس حالة سماعهم خطب محمد المهمة، وكتاباته الملتئمة مع عصره، قد أحسوا بجاذبية تصلهم بالسر الخفي الذي يقودهم إليه، فخضعوا للإله، فرأوا كيف يستطيعون أن يهذبوا وجودهم المؤقت، وهكذا وجدوا فيه مثالا حياً لا يستطيع الفلاسفة ولا رجال الحكومة أن يقدموه".
"إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أوجدت دعوته في جزيرة العرب تقدماً غير قابل للاعتراض، سواء أكان ذلك في دائرة الأسرة أم في دائرة المجتمع أم الناحية الصحية، وإن حظ المرأة قد تحسن، وإن الفحش والزواج المؤقت، والمعاشرة الحرة (الزنا) قد حظرت وقد حرم ايضاً إكراه الإماء على أتخاذ الفحش وسيلة لثراء مواليهن، كما كان متبعاً في ذلك العهد "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً" القرآن.
ثم قال: "إن محمداً قد أباح الرق، ولكنه نظمه، وضيق حدوده، وجعل العتق عملاً خيراً، بل كفارة عن بعض المعاصي"
ثم قال "إن الغنائم الحربية كانت في ذلك العهد، النتيجة العادية لكل جهاد، بل يمكن أن يقال: إنها كانت مع التجارة وتربية الحيوان هي الصناعة الوطنية العربية، فأعلن محمد رسول الإسلام إباحتها لأتباعه استجابة لضعفهم، ولكنه حددها بقواعد دقيقة، فخصص الجزء الاكبر منها للصدقات ولحاجات الجيش كما أنه قد حظر في قسم الأسرى إبعاد الأطفال عن أمهاتهم".
وفي الختام قال: "إنه لم يكن ليستطيع أن يغير أخلاق شعبه تغييراً تاماً، ولكنه نجح في أن يقومها في نقط كثيرة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/2)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:31 ص]ـ
يقول المستشرق النمساوي " ليوبولد فايس"
"إن أوربا لتعرف هذه الحقيقة حق المعرفة لأن ثقافتها هي نفسها مدينة للإسلام بتلك النهضة على الأمل بعد قرون من الظلام الدامس .... ولم يقف الإسلام يوماً سدّاً في وجه التقدم العلمي , إنه يقدر الجهود الفكرية في الإنسان إلى درجة يرفعه فيها فوق الملائكة وما من دين ذهب أبعد من الإسلام في تأكيد غلبة العقل وبالتالي غلبة العلم على جميع مظاهر الحياة."
"إن كل ما كان في الإسلام تقدماً وحيويةً، أصبح بين المسلمين اليوم تراخياً وركوداً، وكل ما كان في الإسلام من قبل كرماً وإيثاراً، أصبح بين المسلمين ضيقاً في النظر، وحباً للحياة الهينة".
ويقول أيضاً: "تحققت أن هناك سبباً واحداً للانحلال الاجتماعي والثقافي بين المسلمين، ذلك السبب يرجع إلى الحقيقة الدالة على أن المسلمين أخذوا شيئاً فشيئاً يتركون اتباع روح تعاليم الإسلامية".
"كنت كلما ازددتُ فهماً لتعاليم الإسلام وعظيم أحكامه ومبادئه، ازددت رغبة في التساؤل عمّا دفع المسلمين إلى هجر تطبيقها تطبيقاً تامّاً في حياتهم اليومية ... لقد ناقشت هذه المشكلة مع كثير من المسلمين المفكرين في جميع البلاد، ثم زادت رغبتي في ذلك بشدة، حتى أني ـ وأنا غير المسلم ـ أصبحت أتكلم إلى المسلمين مشفقاً على دين الإسلام من إهمال المسلمين أنفسهم وتراخيهم".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:39 ص]ـ
قال المستر جيبون في كتاب (محمد في الشرق)، ص 17:
إن دين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خال من الشكوك والظنون، والقرآن أكبر دليل على وحدانية الله، بعد أن نهى محمد عن عبادة الأصنام والكواكب. وبالجملة دين محمد أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره، ومن يتهم محمداً أو دينه فإنما ذلك من سوء التدبر أو بدافع العصبية، وخير ما في الإنسان أن يكون معتدلاً في آرائه، ومستقيماً في تصرفاته.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:45 ص]ـ
ويقول " تشارلز فرانسيس بوتر " في كتاب " الأديان التي يحيى بها البشر ". نشر كينجزوود، سرى (1955) ص 81:
" إن القرآن هو الأكثر قراءة من أي كتاب آخر في العالم "
وقال: "قد يكون الكتاب المقدس المسيحي أكثر الكتب مبيعا في العالم، ولكن هناك حوالي 250 مليون مسلم من أتباع النبي محمد يقرأون أو يتلون أجزاء طويلة من القرآن خمس مرات يوميا في كل يوم من أيام حياتهم من يوم استطاعتهم الكلام ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:04 م]ـ
رجوعا إلا توماس كارلايل كما وعدت:
يقول الفيلسوف الإنكليزي توماس1795 - 1881م:
"ما كان محمداً أخا شهوات برغم ما اتهم ظلماً وعدواناً وما أكثر ما نجور ونخطىء إذا حسبناه رجلاً شهوانياً لا هم له إلا قضاء مآربه الملاذْ كلا فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ مهما كانت" نقلا عن" الإسلام بين الإنصاف والجحود" لمحمد عبد الغني حسن
ويقول:
"الحق أقول لقد كان أولئك العرب قوماً أقوياء النفوس كأن أخلاقهم سيول دفاقة لها شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ وقد كان أحدهم يضيفه ألد أعدائه فيكرم مثواه (ونحن نعلم أن صلاح الدين الأيوبي أرسل طبيبه الخاص لمداواة ريتشارد قلب الأسد قائد الحملات الصليبية على المسلمين وبيت المقدس عندما علم أنه مريض) وينحر له فإذا أزمع الرحيل خلع عليه وحمله وشيعه ثم هو بعد كل ذلك لا يحجم عن أن يقاتله متى عادت به إليه الفرص وكان العربي أغلب وقته صامتاً فإذا قال أفصح إني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت , يسكت حيث لا موجب للكلام" من كتاب "محمد المثل الأعلى" لتوماس كار ليل
وقال: من الشبهات التي يثيرها بعض المسيحيين هي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قام بنشر الدين الإسلامي بقوة السيف وهذا القول بعيد كل البعد عن الصواب لأن الذين يدعون ذلك عليهم أن يتدبروا قليلاً، فلابد أن يكون هناك سر في هذا السيف الذي خرج في جزيرة العرب ووصل بأيدي القادة المسلمين إلى جبال (إسبانيا) غرباً، وإلى (سمر قند) شرقاً.
فما هو هذا السر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/3)
بلا شك أن السر في ذلك يقود إلى الشريعة الإلهية التي جاء بها النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تلك القوة العظمى التي دفعت بعبدة الأصنام والأوثان في جزيرة العرب إلى القبول والإذعان بهذا الدين الذي جاء بالقوانين الإلهية التي وضعها الحكيم العليم، والتي تضمن سعادة الإنسان ورقيه.
والمسألة الأخرى التي نلفت الأنظار إليها هي أن الإسلام عنما انتشر شرقاً وغرباً كان قد قضى على جميع العقائد والمذاهب الباطلة، لأنه كان حقيقة ثابتة نابعة من صميم الإنسان، وما غيره من الطرق والمذاهب مزيف لا ينسجم مع الطبيعة الإنسانية كما هو زائل أو في طريقه إلى الزوال.
وقال: وينعى صاحب كتاب "الأبطال" توماس كارليل على قومه عداوتهم لمحمد وجهلهم بحاله فيقول: (لقد أصبح من العار على أي فرد من أبناء العصر أن يصغي إلى ما يقال: من أن الدين الإسلامي باطل، وأن محمداً خداع ومزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من تلك الأقوال السخيفة المخجلة. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول الكريم مازالت السراج المنير مدة ثلاثة عشر قرناً.
وقال: إن أقوال أولئك السفهاء من المستشرقين في محمد، إنما هي نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب وفساد الضمائر، وموت الأرواحز اهـ من كتاب آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في الغرب" أنور الجندي ص51
قال مصطفى غفر الله له:
التقى السيد أحمد خان المصلح الهندي ت 1889م، بتوماس كارلاييل عندما سافر إلى لندن صحبة ابنه محمود سنة 1869م، لإلحاقه بالجامعة، وفي الوقت نفسه لجمع مادة علمية يستعين بها في الرد على كتاب السير وليم ميور "حياة محمد" الذي شحنه بالافتراءات على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وأثر ذلك اللقاء كثيرا في توماس كارلايل حيث حدث السيد أحمد كثيرا عن سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مما جعل توماس يكتب فصلا خاصا بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتابه "الأبطال"
استفدت هذه المعلومة من هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/01/article35.SHTML
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:42 ص]ـ
وقال شبلي شميل وهو من أصل مسيحي قال في عدد يناير من (مقتطف) سنة 1910 ما نصه:
"خذ مثالاً شريعة القرآن فإنها بين الشرائع الدينية الشريعة الوحيدة الاجتماعية العملية المستوفاة التي ترعى إلى أغراض دنيوية حقيقة يعني أنها لم تقتصر على الأصول الكلية الشائعة بين جميع الشرائع بل اهتمت اهتماماً خاصاً بالأحكام الجزئية فوضعت أحكام المعاملات حتى فروض العبادات أيضاً، وهي من هذه الجهة شريعة علمية مادية".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:49 ص]ـ
يقول المؤلف الكبير ماكس فان برشم في مقدمة كتابه "العرب في آسيا"
"إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية، إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال وإن افتخرت آسيا بأبنائها (1) فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعاً على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسانية، أنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له".
-------
(1) قال: الحق أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو فخر للإنسانية جمعاء وهو الذي جاءها يحمل إليها الرحمة المطلقة فكانت عنوان بعثته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:15 م]ـ
يقول (ارنيست رينان):
إن ألْبرت الكبير مدين لابن سينا في كل شيء وأن (سان توما الأكويني) مدين في جميع فلسفته لابن رشد , إن راهباً دينياً أوربياً هو الكاردينال " أكزيمنيس" شارك في أكبر جريمة ضد المعرفة بإصداره أمراً بإحراق كتب المسلمين في غرناطة في أعقاب سقوط الفردوس الإسلامي هناك وكان المرسوم الذي أصدره يقضي بإحراق ثمانين ألف مخطوطة عربية في الأماكن العامة بغرناطة
وقال: إن تياراً رشدياً سريا في الجامعات الفرنسية إبان عصر النهضة يقوم على العقل وشروح (آفيروس) ابن رشد لأرسطو .. وقد عرف العالم فضله في الوقت الذي كان ينكره ولا يعرفه فيه العرب
قال مصطفى غفر الله له:
توما الأكويني هو الإيطالي المشهور صاحب نظرية السيفين أو الولاء المزدوج
من أهم كتب أرنست رينان: ابن رشد والرشدية،
وقد سبق أن قال: إن الإسلام قد دخل السربون من أوسع أبوابه، (يقصد بذلك مترجمات كتب ابن رشد (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/4)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 01:43 ص]ـ
قال ادوارد لين الإنكليزي في كتابه " أخلاق وعادات المصريين":
إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، كيف لا، وقد احتمل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلاً، وأنه لم يمر يوماً من الأيام بجماعة رجالاً كانوا أو أطفالاً دون أن يقرأهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غيوراً ومتحمساً، وكان لا يتنكر للحق ويحارب الباطل، وكان رسولاً من السماء، وكان يريد أن يؤدي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينس يوماً من الأيام الغرض الذي بعث لأجله، ودائماً كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد. اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:21 م]ـ
- ويقول " دو لاسي أوليرى " في كتاب " الإسلام في مفترق الطرق " طبعة لندن (1923) ص 8:
" وبالرغم من ذلك فقد أوضح التاريخ أن الأسطورة القائلة باجتياح المسلمين المتعصبين للعالم وفرضهم الإسلام على الأجناس المقهورة تحت تهديد السلاح، هي إحدى كبرى الأساطير أو الخرافات الخيالية، التي رددها في أي وقت المؤرخون، سخافة ومنافاة للعقل ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:23 م]ـ
قال ساديو لويس الفرنسي
"لم يكن محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب بل للعالم، لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في أخلاقه، عظيم في صفاته، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي المسلمين."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:25 م]ـ
قال القس ميشون الألماني في كتابه "سياحة دينية في الشرق" صفحة 31:
"إنه لمن المحزن أن يتلقى المسيحيون عن المسلمين روح التعامل وفضائل حسن المعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، كل ذلك بفضل تعاليم نبيهم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 02 - 05, 02:22 م]ـ
الأخ الشيخ الفاضل مصطفى الفاسي حفظه الله وسدد خطاه وأعانه.
حقيقة أنا من المتتبعين لما تكتب ومن المعجبين جداً جداً لما تنقل , وأسأل الله لك التوفيق والسداد , وواصل أخي , فأنا حقيقة أقيد كل ما تكتبه أو تنقله.
وفقك الله وبارك في عملك.
محبكم في الله / خالد الأنصاري.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:03 ص]ـ
ويقول " هاملتون جب " في كتاب " المحمدية " طبعة لندن (1953) ص 33:
" إذن لو كان القرآن من تأليف محمد لكان من الممكن أن ينافسه ويضارعه رجال آخرون. وليأتوا بعشر آيات من مثله مفتريات. وإذا لم يستطيعوا (ومن الواضح أنهم لم يستطيعوا) فليقبلوا القرآن كمعجزة وبرهان ظاهر ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:06 ص]ـ
قال الدكتور ليتنز في موضوع له في مجلة المقتطف المجلد الخامس الجزء 4:
إن محمداً، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي وقد أوحى الله إليه، ومرة أوحى إليه وحياً شديد المؤاخذة، لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى، ليخاطب رجلاً غنياً من ذوي النفوذ، وقد نشر ذلك الوحي، فلو كان كما يقول أغبياء النصارى بحقه لما كان لذلك الوحي من وجود، ولتركته العصور التي مرت عليه أنقاضاً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:07 ص]ـ
يقول جولد تسيهر Goldziher المستشرق اليهودي المجري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/5)
"إن الشجاعة الفردية , والكرم العظيم والبذخ والإسراف في تكريم الضيف والانتصار لذوي القربى والأخذ بالثأر بلا شفقة أو رحمة إذا وقع اعتداء على شخصه أو على عشيرته كانت أبرز فضائل الجاهلية , أما في الإسلام فنجد الصبر والاحتمال وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة شخصية كانت أو قبليه نجد عدم الاكتراث بالأمور الدنيوية والأعراض الزائلة وتجنب الرياء والفخر وغير ذلك مما جاء به الإسلام وكانت هذه الفضائل كفيله بأن تدفع المسلمين على احتقار هذه المثل العليا للجاهلية
وقال في كتابه "العقيدة والشريعة في الإسلام":
"كانت الهجرة إلى المدينة تحولا كبيرا في سياسة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد أصبح محمد -بعد الهجرة- مجاهداً وغازياً، ورجل دولة، ومنظم جماعة جديدة أصبحت تتسع وتنمو شيئاً فشيئاً، وعندئذ اتخذ الإسلام شكله النهائي، وعندئذ ظهرت البذور الأولى لنظامه الاجتماعي والفقهي والسياسي"
.
ثم قال: (في مكة كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدعو إلى تعاليم دينية في جماعة صغيرة، أما في المدينة فقد ظهر الإسلام نظاماً له طابع خاص، وله في الوقت نفسه صورة الهيئة المكافحة. وفي المدينة قامت طبول الحرب التي تردد صداها في جميع أزمنة التاريخ، وصار محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينظم أعمالاً حديثة، فأصبح ينظم طرق توزيع الغنائم، وينظم المواريث، ويشرع القوانين، ويضع أسس أمور الدين العملية وأهم احتياجات الحياة الأجتماعية،. وفي المدينة رسمت الخطوط الرئيسية لحياة الإسلام التاريخية، وبدأ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع الصحابة رضي الله عنهم تحقيق حياة مطابقة لما جاء به من دين ومذهب".
قال مصطفى غفر الله له:
إن جولد زيهر هذا قال في الكتاب نفسه أباطيل رد عليها الشيخ الغزالي في كتاب "دفاع عن العقيدة والشريعة"
وهذا المستشرق من الذين بدا حقدهم الدفين على الإسلام وله كتاب "دراسات في الحديث النبوي" قال فيه أن أحاديث النهي عن كتابة الحديث قد أتى بها الفقهاء، كما أن أحاديث جواز كتابته جاء بها المحدثون، يقصد أنهم وضعوها. مع أن حديث أبي سعيد الخدري في النهي هو في صحيح مسلم كالشمس في وضح النهار. وأحاديث جزاز الكتاب أكثر من أن تحصى.
وله كتاب "دراسات محمدية"
وكان من الذين قالوا بأن محمدا هو الذي جاء بمذهب الإسلام
وقال إن التشيع بدأ بعد موت المبي مباشرة وبالضبط بعد حادثة السقيفة كما في العقيدة والشريعة ص174
وكان أستاذا من أساتذة طه حسين الذين علموه، ومن أساتذته أيضا عالم الاجتماع دوركايم اليهودي. ومن أساتذته مرجليوث اليهودي الإنجليزي وغيرهم، نعم المشايخ!!؟؟؟
وقال إن الشريعة الإسلامية مستمدة من القانون الروماني، وقال بذلك كثيرون أمثال: فون كريمر، وشيلدون آموس وغيرهم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:29 ص]ـ
- تنبيه -
لا تظنوا أحبتي الكرام أن كل المنقول عنهم هم من الموضوعيين والعقلاء، بل منهم:
- من هو حاقد كما بينت كبرنارد لويس، وجولد تسيهر، وهاملتون جيب ودوركايم والسير موير وغيرهم وكلهم يهود
- ومن هو متردد كفرونسوا فولتير الذي اختلفت تصريحاته، وجوستاف لوبون، وغيرهم
- وبين موضوعي منصف كويل ديورانت وتوماس أرنولد وأرنولد توينبي، زيجريد هونكي وآنا ماري شيمل الألمانيتين وبوجينا غيانة ستجشيجيفسكا البولونية ومارسيل بوازار وغوته وغيرهم
فلا تظنوا أن كل ما نقلنا عنه هو من المنصفين، وإنما هي عبارة في ثنايا كلامه تأدي مقصودنا فننتزعها من الحاقدين منهم انتزاعا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم الشيخ خالد الأنصاري الحبيب وإني لجد آسف على تأخيري عليكم برد التحية،
دخلتم الموضوع من بابه، واستانستم بأصحابه،
ونحن جد سعداء أن "الفأرة التي تداعبها أناملكم" تواضعت واستقر بها الاختيار على موضوعنا. _ابتسامة_
__________________________________________________ ________________________
يقول أليكسي جورافيسكي في كتابه: "الإسلام والمسيحية"ص 105
: "إن الأغلبية المطلقة من المستشرقين لم يتخلصوا من المواقف المعادية للإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 05:57 م]ـ
يقول فرونسوا فولتير كما جاء في قاموسه الفلسفي (6/ 4)
"قانون يحرّم عليكم الطعام والشراب طوال النهار في شهر الصيام .. إذا فرض عليكم الحج في صحراء محرقة .. إذا فُرض عليكم إعطاء 2,5 % من مالكم للفقراء .. إذا حُرِّم عليكم شرب الخمور ولعب الميسر .. إذا كنتم تتمتعون بزوجات تبلغ ثماني عشرة زوجة أحياناً، فجاء من يحذف أربع عشرة من هذا العدد، هل يمكنكم الادّعاء مخلصين بأن هذه الشريعة شريعة لذّات؟ "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 06:42 م]ـ
وجاء في كتاب "دفاع عن الإسلام" للمستشرق: فاغليري ترجمة منير بعلبكي
ويقول "هنري دي شاميون" تحت عنوان "الانتصار الهمجي على العرب" لولا انتصار جيش "شارل مارتل" الهمجي على العرب في فرنسا في معركة (تور) على القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى. ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون بينما كنا مثال الهمجية"
قال مصطفى غفر الله له:
###.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/6)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:37 م]ـ
أحسن الله إليك أيها الفاضل المجد.
أصدرت دار الشروق بمصر كتابا جديدا للدكتور محمد عمارة، أظن عنوانه: الإسلام في الدراسات الغربية بين افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء.
ذكر في نصفه الثاني قرابة أربعين نصا قريبة مما تذكره.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:56 م]ـ
السلام عليك حبيبنا الفهم الصحيح، ونفع الله بك،
رجوعا إلى هـ. ج. ويلز وكتابه "معالم تاريخ الإنسانية"
يقول "كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط. ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنى سارت سوى دين الإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:04 م]ـ
ويقول مرماديوك باكتول:
"إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول.لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع أن يقف أمام حضارتهم"
عن كتاب "الرعب من الإسلام" لسعيد جودت ص 19 - 23، وذكر ذلك غوستاف لوبون في كتابه "حضارة الإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:07 م]ـ
- ويقول " جون أوستن " في مقال له بعنوان " محمد نبي الله " في مجلة ت. ب. وكاسل الأسبوعية في 12 سبتمبر سنة 1927 بعد المسيح:
" لقد أصبح محمد بالفعل في خلال ما يربو قليلا عن العام ما يمكن أن نسميه بالحاكم الروحي والدنيوي للمدينة، ويده على الرافعة التي كان مقدر لها أن تهز العالم ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:08 م]ـ
وقال المسيو جان سبيرو السويسري:
"إنه مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة محمد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بكتب أعدائه وشانئيه بل بتأليفات معاصريه، وبالكتاب والسنة، إلا وأدرك اسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضين وحتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 02:52 م]ـ
يقول " جون وليام دريبر " الحاصل على دكتوراة في الطب والحقوق في كتابه " تاريخ التطور الفكري الأوروبي ". طبعة لندن (1875) المجلد الأول، ص 229 و 230:
" ولد في مكة بجزيرة العرب عام 569 بعد المسيح، بعد أربع سنوات من موت جوستنيان الأول، الرجل الذي كان له من دون جميع الرجال، أعظم تأثير على الجنس البشري .. وهو محمد ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 01:38 ص]ـ
يقول المؤرخ الإنكليزي "جون دوانبورت":
"أعتذر عن التصورات والأحكام التي كانت شائعة في الغرب حول نبي الإسلام" عن "محمد في الآداب العالمية المنصفة " محمد عثمان ص: 117.
وقال:
"لو لم تقم في جنوب أوروبا الحضارة الأندلسية العربية، لظلت هذه القارة تسبح مع شعوبها المختلفي النحل والنزعات في حلك من ظلمة الجهل والبداوة، ولما ظهر للمدنيّة الأوربية الحالية أثر في الوجود"
وروى جون دوانبورت في كتابه "العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى" هذين الرسالتين من جورج الثاني ملك انجلترا إلى الخليفة الأندلسي هشام الثالث، والجواب عليها.
رسالة الملك الإنكليزي جورج الثاني
من جورج الثاني ملك إنكلترا والغال والسويد والنروج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام:
بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أربعة أركانها. وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنكليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص.
من خادمكم المطيع
جورج. م. أ
جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد:
إلى ملك إنكلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجلّ
اطلعت على التماسكم، فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهي من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا، والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس
هشام
الرسالتان مستفادتان من هذا الرابط:
http://www.geocities.com/nassershamali/new_page_91.htm
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وردنا إلى دينك مردا جميلا،
إنا لله وإنا إليه راجعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/7)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:00 م]ـ
زار الفيلسوف "أونكيست كونت" مصر بعد أن كان يكره الإسلام ويطعن فيه، فهنا تأثر ببعض علمائها، فأقام في الأندلس لدراسة الإسلام والسيرة النبوية، وبعد ذلك اتجه إلى روما، وذهب إلى مكتبة الفاتيكان فطالع ما فيها من كتب عن الموضوع، وهنالك غير رأيه في النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره، ولكنه لم يتقبل أمية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى سأل البابا بولوس التاسع عن صدق ما تدعيه التواريخ العربية من ذلك فأجابه البابا نعم إنه كان أمياً فلطم الفيلسوف وجهه، وقال: واخجلتاه منك يا محمد إنني ظلمتك فالويل كل الويل لك يا أوغست ....... إلا أنني أقر وأعترف بأن محمداً أصغر من إله ولكنه بكل حال أسمى من البشر."اهـ
وقال: "أخذت مبادئ التنكرية العقوقية تضمحل في بعض أرجاء أوربا بعد ظهور العربية الإسلامية في الأندلس التي سطع إشراقها من وراء جبال البيرنه إلى أواسط فرنسا، فتناول طلاب التجدد التعاليم الاجتماعية البارعة التي انبثقت عن الحضارة العربية العظيمة وأخذوا في تبنيها، فأيقظت فيهم رويداً رويداً شعور مكافحة التنكر والغرور، واستبدلوها بطلب التجدد، وظلت هذه الميول تختمر في الرؤوس حتى ظهرتْ بوادر الثورة الفرنسية الثانية، وأعقبتها الثورة الثالثة • وماهَلّت طلائع القرن التاسع عشر حتى تسربتْ تعاليم الروح الاشتراكية إلى المجتمع الأوربي، وكان ذلك أول تقليد شريف للعرب والإسلام تجلببتْ به أوربا لتخطو خطواتها الكبرى في سبيل تنظيم حياة شعوبها السياسية والاقتصادية والإجتماعية"اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:16 م]ـ
ويقول رينيه ديكارت (1596 - 1650) الذي يعتبر أو يعتبره الفرنسيون أباً للفلسفة الحديثة في "مقالة الطريقة":
"نحن والمسلمون في هذه الحياة .. ولكنهم يعملون بالرسالتين العيسوية والمحمدية، ونحن لا نعمل بالثانية، ولو أنصفنا لكنا معهم جنباً إلى جنب لأن رسالتهم فيها ما يتلاءم مع كل زمان"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:33 ص]ـ
وقال البطريرك "عيشويابه" 665 هـ
"إن العرب الذي مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا بعدالة كما تعرفون أنهم ليسوا أعداء للنصرانية بل يمتدحون ملتنا ويوقرون قديسنا ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديارنا".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:41 ص]ـ
ويقول دينونبورت في كتابه "اعتذار إلى محمد والإسلام":
"إن من الحماقة أن نظن أن الإسلام قام بحد السيف، فإن هذا الدين يحرم سفك الدماء، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وقد أمر بالشورى ونهى عن الاستبداد، ومنح الإنسان حقوقه المدنية، ولتتذكر أوروبا أنها مدينة بحضارتها للمسلمين أنفسهم."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:48 ص]ـ
قال الإنجليزي مافيز جولي
"لقد رأيت الإسلام يقرر أن الرسل رجال لم يتدنسوا بالخطايا، وأن الوحي ليس شيئاً جديداً، فقد أنزل على أنبياء اليهود من قبل، وأن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان هو الآخر رسولاً غير أن لغزاً ظل يراود فكري لماذا لا ينزل الوحي على رسل في القرن العشرين؟! وكانت الإجابة أن أتدبر ما قرره القرآن الكريم أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رسول الله وخاتم النبيين. وكان رداً مفحماً تماماً، إذ كيف يتأتى أن يرسل الرسل بعد محمد والقرآن المجيد هو الكتاب الشامل الذي جاء تبياناً لكل شيء ومصدقاً لما بين أيدينا، وهو باق ثابت إلى الأبد بلا نسخ ولا عبث، كما يقرر القرآن ويؤكد الواقع {إنا نحن نزلنا الذكر -أي القرآن- وإنا له لحافظون}. لا شك أنه ليس هناك من داع بعد ذلك إلى رسل ورسالات"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 04:01 ص]ـ
رجوعا إلى بوسورث سميث وكتابه "محمد والمحمدية"
قال: "كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في وقت واحد مؤسساً لأمة، ومقيماً لدولة، وبانياً لدين وهو وإن كان أمياً فقد أتى بكتاب يحوي أدباً وقانوناً وأخلاقاً عامة، وكتباً مقدسة في كتاب واحد. وهو كتاب يقدسه إلى يومنا سدس مجموع النوع البشري لأنه معجزة في دقة الأسلوب، وسمة الحكمة، وجلال الحق، كما يقول عنه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:إنه معجزته الخالدة، حقاً إنه لمعجزة.
ثم إذا نظرنا إلى الظروف والأحوال وإلى ما كان لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الاحترام الفائق الوصف عند أتباعه وقارناه بآباء الكنيسة وبقديسي القرون الوسطى فإن أدعى شيء للدهش من محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه لم يدّع قط القدرة الذاتية على إحداث المعجزات. نعم كان يفعل ما يقول.
وكان أتباعه يرونه يقوم بتحقيق كل ما يقول: أفنريد بعد هذا برهاناً قاطعاً على صحة صدقه وإخلاصه. لم يحرص محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى آخر حياته على شيء، إلا على الذي يلقب به من أول أمره، وهو لقب أعتقد بأنه سيأتي يوم ترضى فيه أي فلسفة، وأخلص مسيحية أن تسلم له به وهذا اللقب هو: "رسول الله"، نعم إنه رسول الله حقاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/8)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 12:55 م]ـ
قال جان جاك روسو عن القرآن:
"من الناس من يتعلم قليلاً من العربية , ثم يقرأ القرآن ويضحك منه ولو أنه سمع محمداً يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وذاك الصوت المقنع المطرب المؤثر في شغاف القلوب ورآه يؤيد أحكامه بقوة البيان , لخر ساجداً على الأرض و ناداه: أيها النبي يا رسول الله خذ بأيدينا إلى الشرف والفخار , أو مواقع التهلكة والأخطار فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار."
قال مصطفى غفر الله له
جان جار روسو لا يخفى على أحد، هو صاحب نظرية الطبيعة في التربية، وادعى لنفسه نظرية العقد الاجتماعي في كتابه " العقد الاجتماعي" وفي الحقيقة هذه النظرية تطورت عبر مراحل بين جون جاك روسو و توماس هوبز وجون لوك،
وهذه النظرية باختصار: إن الشعوب الأوربية بعد المعاناة من جراء الكنيسة وتسلط رجال الدين، كان من آثارها أن تبحث _ أي الشعوب _ على تحقيق شيئين اثنين الحرية والإرادة، فقالوا نقوم بعقد بيننا كشعوب وبين عقلائنا ومفكرينا وهم منا، على أن يعملوا على تحقيق هذين المبدأين لنا، بصفتهم مفوضين من الشعب، وكان هذا أول طريق إلى الديمقراطية في الغرب،
وكان ذلك أول مرحلة من مراحل العلمانية وتسمى بالعلمانية الجزئية قبل الوصول إلى العلمانية الشاملة التي بدورها مرت بثلاث مراحل وهي مرحلة التحديث ثم الحداثة ثم ما بعد الحداثة.
اللهم احفظ لأمتنا دينها يا أرحم الراحمين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:20 م]ـ
رجوعا إلى ويل ديورانت في قصة الحضارة في حديثه عن الحضارة الإسلامية: ص4498 - 4499
ولهذا لم يدع الإسلام إلى مقابلة الإساءة بالإحسان. "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" (سورة البقرة 194) "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل" (سورة الشورى 41)، تلك أخلاق تليق بالرجال، شبيهة بما جاء في العهد القديم، فهي تؤكد فضائل الرجولة كما تؤكد المسيحية فضائل الأنوثة. وليس في التاريخ دين غير دين الإسلام يدعو أتباعه على الدوام إلى أن يكونوا أقوياء، ولم يفلح في هذه الدعوة دين آخر بقدر ما أفلح فيها الإسلام: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا" (سورة آل عمران 200) هكذا كان يقول أيضاً زرادشت الذي نادى بمبادئ نتشة قبل وجود نتشة بزمن طويل.
والمسلمون يعظمون القرآن إلى درجة تقرب من العبادة، وقد كتبوا المصاحف وزينوها وبذلوا في سبيل ذلك كل ما يستطيعون من عناية مدفوعين إليها بحبهم له، وهو الكتاب الذي يبدأ منه أطفال المسلمين بتعلم القراءة، وهو المحور الذي يدور عليه تعليمهم والذروة التي ينتهي بها هذا التعليم. وقد ظل أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرتهم، يستثير خيالهم، ويشكل أخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس الساذجة _الأفضل أن يقال السليمة- الفطرة ولقد آمن بالقرآن كثير من رجال العلم والفكر في كل عصر من العصور الماضية وفي هذا العصر الذي نعيش فيه؛ كما آمن به من لا يحصون كثرة من الناس على اختلاف حظوظهم من العقل والفكر؛ وما ذلك إلا لأنه جاء بالعقيدة الحقة الواضحة التي يتقبلها الجميع. فهي أسهل العقائد، وأقلها غموضا، وأبعدها عن التقيد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحضهم على إتباع القواعد الصحية، وحرر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسن أحوال الأرقاء، وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين (إذا استثنينا ما كان يقترفه بعض الخلفاء المتأخرين) درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض. ولقد علم الإسلام الناس أن يواجهوا صعاب الحياة، ويتحملوا قيودها، بلا شكوى ولا ملل، وبعثهم في الوقت نفسه إلى التوسع توسعاً كان أعجب ما شهده التاريخ كله. وقد عرَّف الدين وحدده تحديداً لا يجد المسيحي ولا اليهودي الصحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله.
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتى المال على حبهِ ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، والسائلين وفي الرقاب، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساءِ والضراءِ وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" (سورة البقرة الآية 177).اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
لا أوافق الدكتور عبد المعطي الدالاتي في كتابه "ربحت محمد ولم أخسر المسيح" ص 91 بأن وضع ويل ديورانت من المتعصبين، بل كان موضوعيا، فلا ينبغي أن نطالب غير المسلم بأن يمدح أو يعترف بفضل الإسلام وأهله كما لو كان مسلما، وأظن أنه قد أنصف الإسلام وأهله إلى حد بعيد مقارنة مع المستشرقين المتعصبين كبرنارد لويس وزويمر ويوسف شاخت وجولد زيهر وأمثالهم، وما نقلناه من كتابه لهو خير دليل على ما أقول.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/9)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 05, 04:53 م]ـ
لله درك ما أجمله وأحلاه من موضوع كتب الله أجرك ورفع به قدرك في الدنيا والآخرة
وليته يجمع لنا في ملف ورود بعد الإنتهاء منه
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:27 ص]ـ
نفع الله بك أخي مصطفى الفاسي.
قال درابر drabber الأستاذ في جامعة نيويورك، في كتابه (المنازعة بين العلم والدين):
(إن المسلمين الأولين في زمن الخلفاء لم يقتصروا في معاملة أهل العلم من النصارى النسطوريين، ومن اليهود على مجرد الاحترام، بل فوضوا إليهم الكثير من الأعمال الجسام، ورقوهم إلى المناصب العالية في الدولة، حتى إن هارون الرشيد وضع جميع المدارس تحت إشراف حنا مسنيه (يوحنا بن ماسويه) ... وكانت إدارة المدارس مفوضة إلى النسطوريين تارة، وإلى اليهود تارة أخرى، ولم يكن ينظر إلى البلد الذي عاش فيه العالم، ولا إلى الدين الذي ولد عليه، بل لم يكن ينظر إلا إلى مكانته من العلم والمعرفة).
نقلا عن الإسلام والنصرانية للشيخ محمد عبده ص 15.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 11:40 ص]ـ
الشيخ أبا عبد الرحمن
أحسن الله إليك، وأدخلك الجنة عرفها لك
الشيخ الفهم الصحيح
بارك الله فيكم على هذه المشاركة القيمة،
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:11 م]ـ
وقال غوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب):
والإسلام من أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم. ومن أعظمها تأديبا للنفوس، وحملا على العدل والإحسان والتسامح ... وسيرى القارئ حين نبحث في فتوح العرب وأسباب انتصاراتهم، أن القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن، فقد ترك العرب المغلوبين أحرارا في أديانهم، وإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام من النصرانية الإسلام، واتخذوا العربية لغة لهم، فذلك لما رأوا من عدل العرب الغالبين ما لم يروا مثله من ساداتهم السابقين ...
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:11 م]ـ
قال الكاتب "جون وليام درابر" ت 1882م في كتابه: "التطور الفكري في أوروبا"
" في سنة 569 بعد موت جستنيان بأربع سنوات، ولد في مكة في الجزيرة العربية الإنسان الوحيد بين جميع البشر الذي كان له أكبر الأثر على الجنس البشري ... محمد"
. JOHN WILLIAM DRAPER M. D., LLD., A "HISTORY OF THE INTELLECTUAL DEVELOPMENT OF . EUROPE", LONDON 1875, VOL. 1, PP.329-33O
وهو ذات المؤلف الذي نقل عنه الشيخ الفهم الصحيح
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:13 م]ـ
لا يسعني الاّ أن أشكر للمشرفين على تلبيتهم طلبي
بحذف الكلمات الأخيرة لمصطفى الفاسي في مشاركته الرقم 78 أعلاه.
كما أرجو أعضاء هذا الملتقى , طلابا كانوا أو مشايخ أن يجتنبوا مستقبلا مثل هذا الدعاء نهائيا
تقديرا للجميع
موراني
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:49 م]ـ
سبحان الله لقد ظننت أنني قد أدخلت المشاركة التالية من قبل، ولكنني بحثت عنها فلم أجدها، فها أنا ذا أضعها مرة أخرى. فمعذرة إن كانت موجودة.
ورجوعا إلى المؤرخ الفرنسي"غوستاف لوبون" في حضارة العرب ص 579:
"ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب" وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين , والسهولة العجيبة التي ينتشر بها القرآن في العالم شاملة للنظر تماماً فالمسلم أينما مر ترك خلفه دينه وبلغ عدد أشياع النبي ملايين كثيرة في البلاد التي دخلها العرب بقصد التجارة "لا فاتحين" كبعض أجزاء الصين وأفريقيا الوسطى وروسية وتم اعتناق هذه الملايين للإسلام طوعاً , لا كرهاً ولم يسمع أن الضرورة قضت بإرسال جيوش مع هؤلاء التجار العرب المسلمين لمساعدتهم ويتسع نطاق الإسلام بعد أن يقيمه هؤلاء في أي مكان كان.
وقال لوبون: القاعدة عند العرب جرب ,وشاهد, ولاحظ تكن عارفاً ويقول: إن المسلمين العرب وحدهم كانوا أساتذة الأمم المسيحية عدة قرون ونحن الغربيين لم يتح لنا الإطلاع على التراث اليوناني والروماني في جامعاتنا عما نقل إلى لغاتنا من كتب العرب إلا في أزمان متأخرة.
من كتاب " الإسلام بين الإنصاف والجحود" لمحمد حسن عن تنزيه الدين وحملته، المجموعة الكاملة، ثقافة 1/ 444.
ومن كتاب معاملة غير المسلمين في الإسلام 1/ 256 – إعداد: المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية – الأردن
وقال:" لم ينتشر القرآن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرها العرب مؤخراً كالترك والمغول (ففي الإيمان بالقضاء طمأنينة تجعل ثمرة السعي في الحياة لذيذة حين النجاح وسائغة عند الإخفاق وبهذا يتم التوازن في سعادة الإنسان"
وقال: إن العرب هم الذين فتحوا لأوروبا ما كانت تجهله من عالم المعارف العلمية والأدبية والفلسفية بتأثيرهم الثقافي، فكانو ممدنين لنا وأئمة لنا ستة قرون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 01:49 م]ـ
قال مصطفى غفر الله له
ولد جون ويليام درابر John William Draper بسانت هيلين قرب ليفيربول بانجلترا سنة 5 مايو سنة 1811، وبدأ يعمل كأستاذ للكيمياء في جامعة نيويورك سنة 1837، وله كتب أخرى ك "حيان فرانكلين"، "شيكسبير وعباس العظيم" "الذاكرة العلمية" "الأفكار ومستقبل السياسة المدنية في أمريكا" وغيرها، ونظرا لآرائه الإيجابية وقناعاته بأن المسلمين قد ساهموا بشكل كبير في الحضارة الغربية الحالية، تبنت الدولة العثمانية بعض كتبه وروجت له، الشيء الذي جعل بعض الإصلاحيين؟ كمحمد عبده ينقل عنه في بعض كتاباته. وتوفي داربر سنة 1882م،
انظر التفاصيل
http://74.1911encyclopedia.org/D/DR/DRAPER_JOHN_WILLIAM.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/10)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:00 م]ـ
يقول البروفيسور بروخمان:
" لا عجب أن شارك الهولنديون بقية أوروبا الإجحاف بالإسلام والعرب وقد استمر عدم الفهم هذا لدى الهولنديين طوال القرون الوسطى حتى طرأ على الأوضاع السياسية الداخلية في هولندا بعض المتغيرات التي أدت في العام 1575م إلى تأسيس جامعة ليدن في شمال هولندا، ولاعتبارات دينية اهتمت الجامعة باللغات التي كتبت بها الكتب المقدسة وبشكل منطقي أدت هذه الاهتمامات إلى دراسة اللغة العربية، حيث مرت بمراحل متدرجة إلى أن أقيم أول كرسي للغة العربية بجامعة ليدن على يد " أربين " عام 1613 واستمر نحو أحد عشر عاماً، ألف خلالها كتابه في النحو العربي وأغرق في مقدمته بالحمد للحضارة العربية والأدب العربي وللتاريخ والفلسفة العربية
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:03 م]ـ
ويقول: دكتور شوميس
"يقول بعض الناس إن القرآن كلام محمد وهو حقاً محض افتراء، فالقرآن كلام الله الموحى على لسان رسوله محمد، فليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الأمي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء، ويهدي الناس من الظلمات إلى النور.
وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة. إني درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية، والنظم المحكمة، وتلك البلاغة التي لم أجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات. هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:08 م]ـ
ونرجع إلى هـ. أ. ر. جب في كتاب " المحمدية " طبعة لندن (1953) ص 33
حيث قال:
" إنه من المسلم به عالميا بصفة عامة أن إصلاحاته " أي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " رفعت من قدر المرأة ومنزلتها ووضعها الإجتماعي والشرعي ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:48 م]ـ
قال بروفيسور هيرجوني Prof. Hurgronje:
" عصبة الأمم التي أسسها نبي الإسلام أرست مبادئ الوحدة الدولية والأخوة الإنسانية على أسس عالمية لتكون شمعة للأمم الأخرى .. الحقيقة أنه لا توجد أمة في العالم تستطيع أن تقدم مثيلاً لما قدمه الإسلام لبلوغ فكرة عصبة الأمم".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:57 ص]ـ
إني جد آسف
فالمشاركة 84 هي عين المشاركة 98
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:13 ص]ـ
قال المسيحي بولس سلامة عن نفسه:
"مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات كل يوم، رجل ليس من مواليد حواء أعظم منه قدراً وأخلد ذكراً وأبعد أثراً، رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد، كتب عليه بأحرف من نور، لا إله إلا الله، الله أكبر."
من ترى ذلك الصبي الذي إن ... ذر دمعاً فالجو في إعطاء
مبسم من لآلئ الفجر أنقى ... وجبين كالنجمة الغراء
هلّ يوم في صفحة الدهر فذ ... طيب الفوح رافل بالبهاء
حُسب الرمل ذلك اليومَ تبرا ً ... يُنبت الحلم في عيون الرائي
فسهول الحجاز بحرُ نُضا ر ... من نثير السبا ئك الصفراء
ضحك السَّبْسَبُ الخلي وشَقَّْت ... أنملُ الورد صفحةَ الدهناء
ذاك عرس الدنيا ولا غرو إن ... بثت صلاها ونمنمت في الكساء
رحبت بالوليد جاء يتيماً ... فهو والفقرَ توأم في رداء
يا فقيراً ودونه الشمسُ عِزاًّ ... سوف تعلو مناكبَ الجوزاء
خلفك النسرُ والسُّها والثريا ... سائرات في الركب سيرَ الإماء
فقرُ كفٍّ والنفس كنزُ خلود ... هكذا كان مولد الأنبياء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:52 ص]ـ
قال الزعيم الهندي "جواهر لال نهرو"في كتابه "لمحات من تاريخ العالم"
"إنهم - العرب - أباء العلم الحديث وإن بغداد تفوقت على كل العواصم الأوروبية فيما عدا قرطبة عاصمة أسبانيا العربية " الأندلس " وإنه كان لا بد من وجود ابن الهيثم والخازن والكندي وابن سينا والخوارزمي والبيروني لكي يظهر عند الغرب "جاليلو وكبلر وكوبرنيق ونيوتن".
أورده الدكتور عبدالحليم منتصر في مصنفه تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:22 م]ـ
ويقول " أ. س. تريتون " في كتاب " الإسلام " طبعة لندن (1951) ص 21:
" إن صورة الجندي المسلم المتقدم وبإحدى يديه سيفا وبالأخرى مصحفا هي صورة زائفة تماما ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/11)
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:37 م]ـ
لله درك ما أجمله وأحلاه من موضوع كتب الله أجرك ورفع به قدرك في الدنيا والآخرة، (مباركٌ أينما كنت).
إقتراح:
- ليته يجمع ويطبع في كتاب باللغة العربية ويترجم الى لغات أخرى دعوةً للإسلام، ولا أشك أن بعض الإخوة يستطيعون فعل ذلك.
- ليته ينشر في بعض المنتديات والملتقيات العربية والأجنبية لتعم الفائدة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:40 م]ـ
يقول البروفيسور يوشيودي كوزان - مدير مرصد طوكيو
"البروفيسور يوشيودي كوزان: "قلت: إنني متأثر جداً باكتشاف الحقيقة في القرآن".
الشيخ الزنداني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه يتكلم بلغته الأصلية اللغة اليابانية إنه البروفيسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو عرضنا عليه عدداً من الآيات المتعلقة بوصف بداية الخلق وبوصف السماء وبعلاقة الأرض بالسماء فلما قرأ معاني هذه الآيات وسألنا عن القرآن وعن زمن نزوله فأخبرناه أنه نزل منذ 1400 عام وسألناه نحن عن هذه الحقائق التي تعرضت لها هذه الآيات فأجاب وكان بعد كل إجابة يجيب بها نعرض عليه النص القرآني. ولقد عبر عن دهشته فقال: "إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود فكل شيء أمامه مكشوف إن الذي قال هذا القرآن، يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفي عليه". سألناه عن الفترة الزمنية التي مرت بها السماء يوم أن كانت في صورة أخرى فأجاب: لقد تضافرت الأدلة وحشدت وأصبحت الآن شيئاً مرئياً مشاهداً نرى الآن نجوماً في السماء تتكون من هذا الدخان الذي هو أصل الكون كما نرى في (هذا الشكل):هذه الصورة حصل عليها العلماء أخيراً بعد أن أطلقوا سفن الفضاء إنها تصور نجماً من النجوم وهو يتكون من الدخان. انظروا إلى الأطراف الحمراء للدخان الذي في بداية الالتهاب والتجمع وإلى الوسط الذي اشتدت به المادة وتكدست فأصبح شيئاً مضيئاً وهكذا النجوم المضيئة كانت قبل ذلك دخاناً وكان الكون كله دخاناً. وعرضنا عليه الآية وهي قول الله جل وعلا: ?ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين? (سورة فصلت، الآية:11).إن بعض العلماء يتكلمون عن هذا الدخان فيقولون إنه ضباب فبين البروفيسور يوشيودي كوزان أن لفظ الضباب لا يتناسب مع وصف هذا الدخان، لأن الضباب يكون بارداً وأما هذا الدخان الكوني فإن فيه شيئاً من الحرارة. نعم، الدخان عبارة عن غازات تعلق فيها مواد صلبة. ويكون معتماً وهذا وصف الدخان الذي بدأ منه الكون. قبل أن تتكون النجوم كان عبارة عن غازات تعلق فيها مواد صلبة وكان معتماً. قال: وكذلك كان حاراً، فلا يصدق عليه وصف الضباب، بل إن أدق وصف هو أن نقول: هو دخان.
وهكذا أخذ يفصل فيما عرض عليه من آيات وأخيراً سألناه: ما رأيك في هذه الظاهرة التي رأيتها بنفسك، العلم يكشف بتقدمه أسرار الكون، فإذا بكثير من هذه الأسرار قد ذكرت في القرآن أو ذكرت في السنة هل تظن أن هذا القرآن جاء إلى محمد صلى الله عليه وسلم من مصدر بشري؟ كما نرى هذه المحاورة معاً. البروفيسور يوشيودي كوزان: وقبلنا كان هؤلاء الفلكيون المعاصرون يدرسون تلك القطع الصغيرة في السماء. لقد ركزنا مجهودنا لفهم هذه الأجزاء الصغيرة لأننا نستطيع باستخدام التلسكوب أن نرى كل الأجزاء الرئيسية في السماء، ولذلك أعتقد أنه بقراءة القرآن وبإجابة الأسئلة أنني أستطيع أن أجد طريقاً في المستقبل للبحث في الكون. الشيخ عبدالمجيد الزنداني: قال كما رأينا لا. لا يمكن أن يكون من مصدر بشري. وقال: إننا نحن العلماء نركز على جزء صغير في دراستنا، أما من يقرأ القرآن فإنه يرى صورة واسعة لهذا الكون. قال: إنني عرفت منهجاً جديداً في دراسة الكون لا بد أن ننظر إليه نظرة شاملة لا أن ننظر إليه من هذه النقطة الضيقة الجزئية المحدودة. قال: إنني سأنهج هذا المنهج وقد عرفت بعد أن قرأت القرآن وهذه الآيات المتعلقة بالكون عرفت مستقبلي، أي إنني سأخطط أبحاثي على هذه النظرة الشاملة التي استفدتها من كتاب الله. سبحانك يا رب سبحانك ها هم علماء الشرق وعلماء الغرب يحنون رؤوسهم إجلالاً لهذا الكتاب الكريم، هذه حجة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. هذه هي معجزته الباقية المتجددة، هذه هي المعجزة الحية التي تقنع المسلمين وغير المسلمين وتقنع الأجيال إلى يوم الدين.
?لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه…? (سورة النساء، الآية:166).?وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها? (سورة النمل، الآية:93).
?ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هوالحق ويهدي إلى صراط العزيزالحميد? (سورة سبأ الآية:6)
قال مصطفى غفر الله له
الشريط في الأسواق لمن أراد أن يطلع عليه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:45 م]ـ
يقول المستشرق آرثر آربري:
"عندما أستمع إلى القرآن يتلى بالعربية، فكأنما أستمع إلى نبضات قلبي"
نقلاً عن "حتى الملائكة تسأل" د. جيفري لانغ 206
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/12)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:49 م]ـ
أسأل الله لشيخنا المسيطير ثبات الجَنان، بقوة الإيمان، وفسيح الجِنان، وأن يجعل العمل خالصا لوجهه الكريم،
-بعد الانتهاء إن شاء الله، سأحاول وضعه على الوورد لمن أراد التحميل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:59 م]ـ
وتقول المستشرقة الألمانية أنا ماريا شميل Annemarie Schimmel، في مقدمتها لكتاب "الإسلام كبديل" Der Islam als Alternative لمراد هوفمان ص 11: ترجمة غريب محمد غريب نشر مؤسسة بفاريا، مع مجلة النور الكويتية.
"القرآن هو كلمة الله، موحاة بلسان عربي مبين، على النبي الأمين وأن ترجمته لا يمكن إلأا أن تكون تقريبية ضمنية لا تضارع الأصل، إذ لا أحد، مهما بلغ من الحذق والكفاءة، يقدر أن يترجنم ذلك الإعجاز الإلهي إلى لغة أخرى".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 02:05 ص]ـ
يقول محمد أسد في مقدمة كتابه "الإسلام على مفترق الطرق"
"جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه، فالإسلام بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليُتمَّ بعضها بعضاً… ولايزال الإسلام بالرغم من جميع العقبات التي خلّفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة بالهمم عرفها البشر، لذلك تجمّعت رغباتي حول مسألة بعثه من جديد"
وقال في نفس المصدر 102 - 103:
"إن الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة … إذ يهتم اهتماماً واحداً بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والمجتمع، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من طاقات، إنه ليس سبيلاً من السبل، ولكنه السبيل الوحيد، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هادياً من الهداة ولكنه الهادي".
"إن الرجل الذي أُرسل رحمة للعالمين، إذا أبينا عليه هُداه ‘ فإن هذا لا يعني شيئاً أقل من أننا نأبى رحمة الله.
قال مصطفى غفر الله له
رجعت من النمسا وتركت السلطات هناك قد وافقت للمسلمين لكي يسموا شارعا باسم "محمد أسد" هذا الرجل الذي اعتنق عقيدة التوحيد بعد حيرة. وكان ذلك بعد جهد جهيد وقد حاول الحاقدون عرقلة الموضوع.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 04:51 م]ـ
يقول الكاتب والمخرج الأمريكي الكبير مايكل وولف الذي هداه الله إلى الإسلام في كتابه "رحلة حاج أميركي إلى مكة":
"رحلة تعطي الفرصة للحاج ليستعيد شيئاً من المساحة النقية في حياته، هذا شيء مركزي في هذه الفريضة هو أمر ثمين جداً لأننا جميعاً نضيع في هذا العالم،"
وفي حوار لجريدة "سان خوزيه ميركوري" الأميركية يقول وولف:
"عندما ترى الكعبة للمرة الأولى تنظر إليها بعد أن تكون قد صليت باتجاهها لسنوات فتجدها رائعة جداً وجميلة جدا، الناس دائماً يبكون عندما يرون الكعبة بالرغم من كونها مبنى مربعاً بسيطاً• عندما تؤدي الطواف تشعر بإحساس عظيم من السمو الروحي، ولكن في الوقت نفسه تحس بالتجمع الهائل والتكامل مع الآخرين وهذا يجعلك تسمو روحياً دون أن تشطح عن حدودك الجسدية واتزانك الطبيعي" اهـ
المكرمة
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 07:23 م]ـ
يقول أستاذ الفلسفة راما كريشنا راو في كتابه "محمد نبي الإسلام":
" إن إلقاء نظرة على شخصية محمد تسمح لنا بالإطلاع على عدد كبير من المشاهد: فهناك محمد الرسول، ومحمد المجاهد، ومحمد الحاكم، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملجأ الأيتام، ومحمد محرر العبيد، ومحمد حامي المرأة، ومحمد القاضي، ومحمد العابد لله .. كل هذه الأدوار الرائعة تجعل منه أسوة للروح الإنسانية"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 07:27 م]ـ
يقول مراد هوفمان في "الطريق إلى مكة" ص 148:
"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل التعليم فريضة، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 01:48 م]ـ
دراسات مركز "رصد العقائد" في مدينة " برن " بسويسرا يقول أن أسرع دينا انتشارا في العالم هو الإسلام، وهذا ما أكده دارسو الأديان والعقائد.
قالت الباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي في كتاب "سر إسلام الأمريكيات" ص180.
:"الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية"
ويقول د. هستون سميث في كتابه " ديانات الإنسان".:
"إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين".
ويقول المبشر جون تكل
: "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم" عن كتاب "الغارة على العالم الإسلامي" ل. شاتلييه
قال مصطفى غفر الله له:
هذه الثلاثة نقلا عن كتاب الدكتور الدالاتي "ربحت محمدا ولم أخسر المسيح ص 77
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/13)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:14 م]ـ
رجوعا إلى بيانكا سكارسيا،
تقول في " العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية" ص (40 - 207):
"إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة، في أوروبة خاصة، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:15 م]ـ
ويقول المستشرق هيل في حضارة العرب:
"لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام".
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:31 م]ـ
قال المستشرق الألماني Becher. G.H يشهد على سماحة الإسلام:
(فالدين الإسلامي أقام بناءه المذهبي في جو من التفكير الحر، بعكس الدين المسيحي، الذي تمثله كنيسة قائمة على طغمة، أي على نظام تصاعدي، وبيدها خلاص الناس ..
ففي الإسلام كان مجال الاختلاف أوسع بكثير منه في المسيحية، لأنه لم يكن به شئ يشبه القاضي الذي يصدر الحكم الفاصل لا استئناف له ... ).
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:37 م]ـ
C.H.BECKER
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:42 م]ـ
شكرا للدكتور موراني على تصحيحه، والعتب على الجهل باللغة الألمانية، ومع هذا فكما وجدت نقلت.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:44 م]ـ
نسيت أن أرحب بعودتك بيننا د: موراني، فأهلا وسهلا بك وبفوائدك (ابتسامة ترحيب).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:01 ص]ـ
يقول العلامة لوزان في كتابه "الله في السماء":
"ليس محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب وحدهم بل هو أفضل نبي قال بوحدانية الله، وأن دين موسى وإن كان من الأديان التي أساساها الوحدانية، إلا أنه كان قومياً محضاً وخاصا ببني إسرائيل، وأما محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما التوحيد والإيمان بالبعث. وقد أعلن دينه لعموم البشر في أنحاء المسكونة.
ويقول في الكتاب نفسه:
"فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير والردع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:04 ص]ـ
وقال شاتليه الفرنسي:
"إن رسالة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي أفضل الرسالات التي جاء بها الأنبياء قبله".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:08 ص]ـ
قال العلامة جان ميكائيليس في كتابه "العرب في آسيا":
"لم يكن محمد نبي العرب المشعوذ ولا الساحر كما اتهمه السفهاء في عهده، وإنما كان رجلاً ذا حنكة وإدارة وبطولة وقيادة وأخلاق وعقيدة، فلقد دعا لدينه بكل صفات الكمال وأتى للعرب بما رفع فيه شأنهم، ولم نعرف عن دينه إلا ما يتلاءم مع العصور مهما تطورت، ومن يتهم محمداً ودينه بخلاف هذا فإنه ضال عن الطريقة المثلى، وحري بكل الشعوب أن تأخذ بتعاليمه".
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 02 - 05, 09:12 ص]ـ
وقال المستشرق الألماني (بلسنر) مارتن، المحاضر في جامعة فرانكفورت ... : (ولا يكاد يوجد شئ من جهود المسلمين في ميدان العلوم لم يتأثر به الغرب بطريق أو بآخر ..
لم تكن علوم المسلمين – بطبيعة الحال – العامل الوحيد الذي أدى إلى إحياء العلم في الغرب، فتقاليد العلوم القديمة لم تتلاش تماما وسط الفوضى التي عمت خلال عصر غزوات البرابرة لأوربا، ومع ذلك فمن الصحيح أن علماء المسلمين أعطوا العلم الأوربي قوة دفع جديدة، والأهم من ذلك أن هذا العلم الغربي قد اكتسب مادة أدت إلى إثرائه بدرجة لا نظير لها بفضل الترجمات العربية عن الإغريق، وكذلك بفضل الإنتاج العلمي المستقل للمسلمين أنفسهم .. ).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:25 م]ـ
يقول البحاثة الكبير لبيب الرياشي اللبناني في كتابه "فلسفة الرسول العربي" صفحة 6:
ما ندمت على شيء في حياتي ندماً عصبياً ساحقاً مثل ندمي على جهلي نفسية الرسول العربي.
أما لو أدرك المسلمون سيرة الرسول بجوهرها، وشرع الرسول بسنائه، وحكم الرسول بجلالها، وإبداع الضمائر الجديدة التي ابتدعها الرسول بجدتها الوضاءة، وعملوا بما أدركوا لكان المسلمون غير هؤلاء المسلمين، ولكان العالم غير هذا العالم.
ثم قال: أما لو درس عشاق الرسول وعشاق العظماء والحكماء والمبدعين غير العرب، بطهارة وجدان وبراءة سريرة، وتحليل عبقري، حياة الرسول العربي، وسمو الرسول العربي وبراءة سريرته وأعماله وشرعه لاستكشفوا أعظم شخصية وأقدس رسالة للتاريخ الإنساني، ولقد طالعت مئات المجلدات وقرأت حياة ألوف العظماء والرسل، ولكن مئات المجلدات وحياة ألوف العظماء والرسل ما فعلت بنفسي وأثرت في دماغي وهذبت وثقفت وأدهشت، مثلما فعلت حياة الرسول العربي العالمي محمد بن عبد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/14)