ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:23 ص]ـ
يا أخي أبا مشاري دعنا من هذا أرجوك، فهو أمر لم ينقطع منذ سنوات عديدة، فكان ماذا؟
نريد أن نبحث في الموضوع مجردا للفائدة العلمية، فليس لنا من الأمر شيء، وما نحن إلا تبع لأولياء أمورنا هداك الله.
ـ[المنصور]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:42 م]ـ
الخلاف حول هذه المسألة أمر عجيب، خاصة وقد شهد عليها عدد تقوم بهم الشهادة في الإسلام، والأعجب أن ترى بعض أهل الحديث يتأول تأويلات يتهم فيها من شهد بما علم بأنه قد وهم أو تخيل تخيلات نفسية، المسألة ببساطة: أخطأ الفلكيون هذه المرة، فهل نرفض شهادة المسلمين العدول لجبر خاطرهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:58 ص]ـ
أخي الحبيب "الفهم الصحيح" وفقه الله
أولاً أحب أن أحيي أخلاقك الكريمة وحرصك على الحوار العلمي الجاد، بدلا من المهاترات الفارغة التي لا تسفر عن فائدة، والتي أزل الشيطان بعض الإخوة إليها. هذا وإن كنت أخالفك في رأيك، فأنت ممن أحب أن تشاركني الحوار. لكني أجد هذا الموضوع يضيق عن الموضوع الذي نبتغيه. فأنت حسب المشاركة #35 تريد حوارا عاما وليس خاصا برؤية الهلال لهذا العيد. فلعلك تفتح موضوعاً مستقلا لهذا الحوار. وإليك أجوبة مختصرة عن أسئلتك:
1 - فتاوى علماء الجزيرة كثيرة أشهرها فتاوى اللجنة العامة ومشايخ من الجيل القديم مثل ابن عثيمين أو من الجيل الجديد مثل المنيع.
2 - قولك "لو قيد الشيخ كلامه بعند البعض، أو بعندي كان أليق، لأن جماهير أهل العلم يخالفون في ذلك" فيه نظر شديد. إذ أن كلام أهل العلم موافق لما ذكرته، بل قد نقل عليه ابن عبد البر وابن رشد الإجماع. فكيف يصير الجمهور مخالفاً للإجماع؟!
3 - بالنسبة لبطلان مذهب وحدة المطالع (وأعني به خاصة البلدان المتباعدة) فقد تقدم كلامي عليه في المشاركة #42 فأرجو أن تتفضل بمراجعته مشكوراً.
4 - قولك: "وملاحظتك على كلام الشيخ ابن منيع – حفظه الله – حول التوقيت فلعلك تراجع فيها نفسك فتجد الصواب مع الشيخ فيما ذكره، وليست بذات بال، ولكن مجرد التنبيه." أخي الحبيب أرجو تنبيهي إلى الخطأ الذي تراه قد وقع مني، وجزاك الله خيراً.
5 - لم أفهم لماذا قمت بنقل كلام ابن تيمية. هل تريد أن تقول أن ابن عثيمين أخطأ بالاستناد عليه؟ إن كان كذلك فهذا لا يضر ما استنتجه الشيخ لأن اعتماده ليس على قول ابن تيمية بل على الأدلة من الأثر والعقل. وقد أصاب في كلا الدليلين. فليت النقاش يكون حول هذه الأدلة. مع أني أعتقد أن الذي نقله عن شيخ الإسلام كان عن مسألة اختلاف المطالع، وهو أمر لا خلاف فيه البتة بين الناس.
وأما ما نقلته من كلام شيخ الإسلام فقد أعجبني منه قوله: "فإنه متى رؤي في المشرق وجب أن يرى في المغرب، ولا ينعكس". وهذا بالضبط ينطبق على مسألتنا. وهو أمر قطعي بالفلك، وأظن أن عامة عقلاء الناس يدركون هذه الحقيقة. وهو بالضبط ما يزعج خصومنا دوماً. لأنه إن أمكن مشاهدة الهلال في المشرق بالعين المجردة، فينبغ أن تكون رؤيته سهلة جداً بعد 11 ساعة، بحيث يشاهده كل من ينظر إلى الأفق الغربي وليس حاد البصر فحسب. وإلا فقد علمت بأن تلك الرؤية موهومة.
6 - قولك "وإنما الإشارة – فقط وهو الأهم – إلى دعوته لاجتماع كلمة المسلمين". يا أخي الكريم نحن نريد توحيد المسلمين لكن على طاعة الله ورسوله وليس على الخطأ. وصدقني لولا أن يكون توحيد المطالع مخالفاً للأثر لقلنا به. لكن عندنا حديث صريح صحيح يعارض فكرة وحدة المطالع، ولا يجوز لنا مخالفة الحديث تحت أي مبرر.
7 - إن كنت تظن أن ما أوردته يشوش على رأي ابن عثيمين فأنت على خطأ كبير، بل يقوي رأيه، لأنه -برأيي الشخصي- يظهر ضعف حجة مخالفيه.
8 - أوردت كلام السبكي وغرضي الذي لونته بالأحمر وبالأزرق. فلعلك تعيد قراءته مجدداً. أما وجهة نظره فقد أيدها عدد من العلماء غيره سواء من الشافعية أم غيرهم. والحجة في الدليل وليس في عدد القائلين. ولست ممن يعتد بالسبكي (ولا بغيره) بل العمدة على الدليل.
وباقي الأسئلة سبق الكلام عنها. وبانتظار رأيك وفقك الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 04, 08:19 ص]ـ
- إذا قال لك الفلكي: لا يمكن رؤية الهلال في الساعة كذا لأن عمره سيكون 15 ساعة أو 20 ساعة ... الخ، فلا تعتمد قوله، لأنك ستجد فلكياً آخر يقول بإمكانية رؤية الهلال بعمر أقل.
- وإذا قال الفلكي: لا يمكن لأهل أمريكا الشمالية رؤية الهلال لأنه سيظهر من زاوية يتمكن معها أهل أمريكا الجنوبية فقط من رؤيته، فلا تعتمد قوله، فإنه قد يخطئ، وهذا ما حصل هذه السنة في بداية رمضان.
- أما إذا قال لك الفلكي: لا يمكن رؤية الهلال في الساعة كذا لأن القمر لن يكون قد ولد بعد، فهنا لا بد من أخذ قوله، لأن تحديد وقت ميلاد القمر حقيقة ثابتة أجمع عليها الفلكيون أصحاب الشأن.
والله اعلم.
الأخ الحبيب هيثم حمدان وفقه الله
1 - رؤية الهلال لا تعتمد فقد على عمره، بل على عدة أمور أخرى أهمها زاويته عن الأفق. وعلى أية حال فقد أثبتت التجارب لسنين طوال أنه لم تثبت رؤية صحيحة ثابتة لهلال أصغر من 15 ساعة بالعين المجردة. أما باستعمال المكبرات، فقد أمكن مشاهدته في عمر 13 ساعة.
2 - لم يقل أهل الفلك باستحالة مشاهدته في أميرِكا الشمالية كلها، إذ اتفقوا على إمكان رؤيته في المكسيك (وهو جزء منها) وفي جزر هاوائي. وأما في الحدود الأمريكية المكسيكية فقد ذكروا أن احتمال رؤيته صعب للغاية، وهذا يعني أنه ليس مستحيلاً. ثم إن البلاد الشمالية المتطرفة (مثل ألاسكا) لا يمكن لأهلها الاعتماد على الرؤية عندهم، إذ لم يظهر الهلال آنذاك لا في اليوم الأول ولا الثاني.
3 - كلامك صحيح.
4 - ولي أن أسأل، السنة الماضية بل التي قبلها صامت اليمن بناء على الرؤية، وأفطرت السعودية، مع اتحاد المطالع كون السعودية تمتد إلى الشرق والغرب متجاوزة اليمن. وعندها علت الأصوات التي تعارض فكرة توحيد المطالع. نفس الشيء تكرر السنة الماضية عندما ثبت في نيجيريا. والآن نجد الحالة قد انعكست. وكل يوم يطالعونا بفتوى تنقض أختها، بحسب تغير قرارات ولي الأمر. والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/205)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:06 م]ـ
أخي محمد الأمين: شكرا على ثنائك، وأتمه بأن تدعو الله أن يديمه علي وعليك.
أخي الحبيب، إخواني أهل الحديث، هنا أمور أحب أن أوضحها هي مهمة عندي جدا:
أولا: أرجو من إخواني ممن ينظرون فيما أكتب في هذا الأمر أو غيره أن لا يستعجلوا عليّ بإصدار الأحكام – ولم يكن شيء من ذلك ولكنه الاحتراز - وأن يجنبوني الحديث في ما أفر منه صباح مساء، وليعلموا أنني شخصيا ما سعدت بشئ – في هذه الأشهر وإن كان الحال كما تعلمون - سعادتي بمشاركة إخواني في هذا الملتقى الطيب، وليس لي أنيس غيره على الشبكة العنكبوتية، بل وتركت من أجله كثيرا من الفضول الذي لو تركته من زمن ... وأنا أعد كل من في الملتقى إخوانا لي أحبهم في الله، وأطمع أن أخدمهم بكل ما أملك، فهم جميعا أشياخي وأساتذتي، وأسأل الله العظيم أن لا أغضب أحدا منهم أبدا أ و أن أغلط في حقه، وإن يكن بعض ذلك فالمعذرة سلفا.
ثم إنني نشأت في بلدة لا تعرف إلا الإسلام فليس فيها أحد يظهر غيره – والحمد لله – ثم لا تعرف من المذاهب – عمليا - إلا مذهب مالك وعقد الأشعري – رحمه الله - على ضعف، وإلا فالناس فيها - عموما – على الفطرة لولا (مهاميز السوء) وقد نفعهم الله بأهل الحديث خيرا فدعوتهم في ازدياد، فادعوا الله لهم بالثبات والسلامة، فليس في بلدي شيعة ولا غيرهم من أهل الضلال باستثناء جماعة قليلة من الإباضية ألفونا وألفناهم فلم نر منهم ما يسوء، وعامتهم على الفطرة، لا يعرفون مما يهرف به شيوخهم فتيلا ولا قطميرا.
كتبت هذا – وهناك في النفس بقية – حتى لا تذهبن الظنون ببعض إخواني مذهبا بعيدا، فينسبني إلى ما عشت عمري راغبا عنه، والجهالة – التي ألجأت إليها الضرورة – ربما ساعدت على هذا، وإن كنت - أحيانا – أراها حسنة لأننا نتعامل مع الآراء حتى مع من نعرفهم جيدا ونحبهم كثيرا، فمها أتاكم من قول لا ترونه حقا تركتموه جانبا، أليس هذا ما عليه أهل الحديث؟ ثم إنهم فيما أعلمه من خصالهم يأخذون بيد من يرى غير الحق - بعلم وحلم نادرين – إلى جادة الصواب علما وأدبا.
ويبقى أمثالي ممن ليس من طلبة العلم، فهو في أمر دينه يسأل العلماء مباشرة، وما أظنه يعتمد ما يقرأه هنا - غالبا مع استثناء الفتاوى - لما تقدم ذكره، ولأن هنا أمورا كثيرة تكتب للمباحثة، وهي غير النص.
ثانيا: أني ما كنت لأبحث في هذا الأمر لولا ما رأيته من تحول نوعي عند بعض المشايخ الكرام في المملكة، وما علمته من شأن لائحة تحري رؤية هلال أوائل الشهور العربية الصادر عن مجلس الشورى. وقد كنت في الزمان الأول تكلمت في هذا مع البعض، فسمعت ما لا أحب أن أسمعه في حق من ذهب إلى الأخذ بالحساب حتى في حالة النفي.
ثالثا: أني أبحث في هذا الأمر من الناحية النظرية، أما الواقع التطبيقي فذلك شأن آخر، فليكن هذا على بال مشايخنا الكرام. وما قلته وما سأقوله في أثناء المباحثة معظمه أنقله من معاني أقوال من يرى الحساب أو هي ألفاظهم خالصة، وإن كنت لا أسميهم لكراهيتي الوقوع في مشكلة دوامة الأسماء، ثم إني لا أحب أن يتعرض أحد لبعضهم بما يسوء، ولا أنقل إلا لمن أعرفه من أهل السنة والجماعة – فإن أخطأت في أمر فما أظنني أخرج من دائرة العفو، وأما العمد فأستعيذ الله منه -. ومن حق أي من إخواني أن يطلب مني تصحيح النقل متى ما شاء.
رابعا: - وأشدد على ذلك – أن تنصرف بنا – شيخنا - عن ذكر دولة بعينها أو رؤية مخصوصة، فعلى الرغم مما ذكرته في النقطة الثانية إلا أنني غفلت عن أمر ما كان لي أن أغفل عنه، وهو أن إخواننا من أهل المشرق عندهم طائفة أهل الضلال، قد يستغلون هذا الأمر للتشويش على أهل السنة. وقد بدأت أغض الطرف عن الموضوع (مؤقتا حتى يهدأ الأمر) لما رأيتك - وأخي رضا صمدي والمقرئ – تأخرتم في الرد.
خامسا: حبذا لو تجتهد – لأنك الشيخ – في تحرير محل النزاع، حتى نعلم فيما الاختلاف، أو فيما الاتفاق، ونسير وراءك، ووراء شيوخنا الأفاضل، في المباحثة طبعا (ابتسامة صغيرة) وهذا لا يمنع وهو:
خامسا: من أن أسهب في كلامي بعض الشيء أحيانا لضعف اللغوي و الإنشائي، وهو غير مستغرب ممن لم يكن من طلبة العلم، وأحيانا لكراهيتي للاختصار الشديد الذي لا يساعد على فهم مراد الكاتب، فخذ من كلامي ما يدل على غرضي، ولا عليك من اطراح الحشو واللغو. ثم مسألة الألوان والفصل والوصل والتعامل مع أزرار الملتقى فإني لا أحسنه، فما وجدت من عيب فأصلحه من عندك – بارك الله فيك -. وإن أردت أن تكون شيخي في هذه – أيضا – فافعل، فإني لا أجد الوقت لتعلم ذلك بمفردي، ولعل جهلي بلغة القوم أحد أكبر الأسباب في جهلي ذاك.
والآن سأتعبك قليلا – شيخي الفاضل – وأريد أن تحدد لي بالضبط رأيك في مسألة اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها، ثم بين لي وجه دلالة حديث كريب على اختلاف المطالع فلكيا، فقط هذه وليس غيرها. وليس عليك أن تعيد كلام الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - فقد علم.
ثم بعد أن أعلق على ما ذكرته وما ستذكره، نبدأ في موضوع الحسابات الفلكية من أوله – إن شاء الله -. وكان الرأي أن نبدأ به أولا، ولكن عندي غرض في تأخير البحث في هذا الآن.
وحبذا أن يشارك الجميع معنا، ولو أن يقول القائل: إن هذا أمر قد فرغ منه، ولا مقام لكم فارجعوا. وأطمع أن يكون أول المشاركين أخي أبو داود الكناني، الذي يبدو أنه غضب غضبا شديدا – كنت أنا أحق به منه – فأرجو أن يسامحني فهي أيام عيد، ويشهد الله أني ما قصدت سوء في حقه ولا فكرت فيه حتى، فلعل الشيخ محمدا أن يسترضيه لي فلا أحب لأحد أن يحمل علي في أي أمر. والمباحثة تحتاج لأكثر من سعة البال، يقول إخواننا في مصر الحبيبة: وسعة البال تنوّر الأمل، أليس كذلك شيخنا؟
ملحوظة خاصة بالشيخ محمد الأمين: أخي العزيز لقد وقفت مؤخرا على موقعك الخاص، فرأيت مقالك عن الإمام مالك كما هو لم يتغير فيه شيء يذكر، فهل استقر الأمر عندك على هذا. علما بأني حاولت أن أرسل لك رسالة في هذا على الخاص أكثر من مرة، وفي أوقات مختلفة، فلم أفلح لامتلاء صندوقك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/206)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 05:14 م]ـ
أخي الفهم الصحيح رفع الله قدرك ...
سامحني على التأخر فعندنا مشاغل أنكى من الشيعة والإباضية، ووفقك الله
لعمل الخير وخير العمل ...
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[19 - 11 - 04, 07:05 م]ـ
أعانك الله عليها أخي رضا، ولا زلت محفوفا بالنصر والتأييد، وأنا في الانتظار.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:36 ص]ـ
أخي رضا مباحثتنا هنا في موضوع (أرجو إعلامنا برؤية هلال رمضان) وليس هنا، وإن كنت على الرأس والعين هنا وهناك.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:56 ص]ـ
أبطأ الشيخ علي بالرد، فهذه تعليقات سريعة على كلامه السابق.
الشيخ محمد الأمين – حفظه الله -:
شكرا لك مرة أخرى على هذا الإطراء الذي هو أكبر مني بكثير، وأرجو أن يستمر حبك لي ولمحاورتي حتى وإن ...
ثم إن هذا الموضوع وأعني به الاستفادة من الحسابات الفلكية في معرفة بداية الشهور العربية يحتاج إلى دراسة واسعة ومتأنية، لا شك في ذلك، وعندي أنه يصلح أن يكون موضوعا لدراسة علمية عليا، لتعلقه بأمر عام من أمور المسلمين، قد حدث فيه إرباك كبير عند عموم المسلمين، وكثر الخوض فيه في هذا الزمان ممن يعلم وممن لا يعلم، ولا بدا أن يكون الدارس ممن ألم بعلم الفلك والفيزياء، بعد أن يكون قد أخذ من علوم الشريعة بحظ وافر.
وبعد فقولك: - فتاوى علماء الجزيرة كثيرة أشهرها فتاوى اللجنة العامة ومشايخ من الجيل القديم مثل ابن عثيمين أو من الجيل الجديد مثل المنيع.
قلت: حبذا لو ذكرت لنا بعض النصوص عنهم في ذلك.
وقولك: قولك "لو قيد الشيخ كلامه بعند البعض، أو بعندي كان أليق، لأن جماهير أهل العلم يخالفون في ذلك" فيه نظر شديد. إذ أن كلام أهل العلم موافق لما ذكرته، بل قد نقل عليه ابن عبد البر وابن رشد الإجماع. فكيف يصير الجمهور مخالفاً للإجماع؟!
قلت: لازلت أقول وافقت بعض أهل العلم، والإجماع الذي حكاه ابن عبد البر – إن سلم – مقيد بالبعد وهذا ما لم أره في كلامك قبلُ.
والقول بعدم اعتبار اختلاف المطالع هو قول جمهور أهل العلم، وهم المالكية والحنفية والحنابلة وهو مذهب الليث والحسن البصري وبعض الشافعية، وصححه البعض مذهبا لهم، بل حكاه بعضهم عن الإمام الشافعي نفسه.
قال ابن قدامة – رحمه الله - في المغني 3/ 107: (وإذا رأى الهلال أهل بلد لزم جميع البلاد الصوم ... ).
وقال خليل – رحمه الله - في المختصر وبه الفتوى عندهم كما تعلم: (وعم إن نقل بهما عنهما لا بمنفرد).
وقال الحصكفي – رحمه الله - في شرحه مع حاشية العلامة ابن عابدين – رحمه الله – 2/ 418: (واختلاف المطالع) ورؤيته قبل الزوال وبعده (غير معتبر على) ظاهر (المذهب) وعليه أكثر المشايخ، وعليه الفتوى.
أما ما ذكره ابن عبد البر – رحمه الله – من الإجماع على اعتبار المطالع بين ما تباعد من البلدان، فقد سبق وأن ذكرت أن بعض أهل العلم يحذرون من إجماعاته – رحمه الله – وابن رشد (الحفيد) إنما يكرر قول ابن عبد البر فلا يفرح به، ولا يستكثر أحد به، وقد سبق أن نقلت قول الشوكاني – رحمه الله – في رد دعوى الإجماع هذه، وأعيده هنا للفائدة.
قال: ( ... والذي ينبغي اعتماده هو ما ذهب إليه المالكية وجماعة من الزيدية واختاره المهدي منهم، وحكاه القرطبي – صاحب المفهم – عن شيوخه: أنه إذا رآه أهل بلد لزم أهل البلاد كلها ولا يلتفت إلى ما قاله ابن عبد البر من أن هذا خلاف الإجماع، قال: لأنهم قد أجمعوا على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كخراسان والأندلس. وذلك أن الإجماع لا يتم والمخالف مثل هؤلاء الجماعة). نيل الأوطار 4/ 219 الحلبي.
لاحظ أني إلى الآن لم أذكر حجج القائلين بعدم اعتبار اختلاف المطالع.
وقولك: - بالنسبة لبطلان مذهب وحدة المطالع (وأعني به خاصة البلدان المتباعدة) فقد تقدم كلامي عليه في المشاركة #42 فأرجو أن تتفضل بمراجعته مشكوراً.
فإن كنت تعني قولك:
أن توحيد المطالع هو شيء خيالي لم يحدث البتة (اللهم إلا احتمال بمحض الصدفة) منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا."
فلعل هذا يبين لك المقصود من مقولتي السابقة. فالقول الذي يعارض الحديث الصحيح والذي لم يعمل به المسلمون لا حاجة إليه. بل إن التمسك به هو سبب للخلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/207)
فأقول: قد أدخلت قيدا جديدا على قولك السابق، وهو (وأعني به خاصة البلدان المتباعدة) وهنا حق لك إيراد كلام الحفظ ابن عبد البر، ولكن لا حجة لك فيه لما تقدم ولما يأتي – إن شاء الله -
ثم إن مقتضى احتجاجك بكلام العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – يدعوك لطرح هذا القيد لأن كلام الشيخ مبناه على الرؤية – واحتج له باختلاف المطالع - وليس على البعد أو القرب فمتى لم ير الهلال في ناحية لا يلزمهم الصوم أو الفطر، ولا يخفى عليك أن الهلال من الممكن أن يرى بالحجاز، ولا يرى باليمن أو مصر لأي سبب، وبينهما من اتفاق المطالع والقرب ما تعلمه. وهكذا من المكن أن يرى في ليبيا موافقة للملكة، ثم لا يرى في تونس لأي سبب، ثم يرى بالجزائر، ولا يرى بالمغرب لمانع يطرأ، فهل يقر كل بلد على دعواه تلك – وقد حدث هذا فعلا أو عكسه في سنة قريبة فلا تظننه خيالا – أم يقال ثبت دخول الشهر بالحجاز أو غيرها، وعلم ذلك بطريق شرعي، فعلى المسلمين التزام ذلك، والعمل بمقتضى ما ثبت. و أرجو ألاّ تحتج علي هنا بقول الفلكيين فلم أسلم بقولهم بعدُ، وإنما بحثنا هنا في ثبوت الشهر بالطريقة المعرفة عند الكافة.
ثم إن قولك: (إن توحيد المطالع هو شيء خيالي لم يحد ألبتة ... ) وأنت - لا شك - تعني لازم ذلك، وهو اتفاق أقطار المسلمين في صومهم أو فطرهم، فنعم لعله لم يحدث ذلك، ولكن ليس السبب اختلاف المطالع وحده، بل لأن العلم برؤية الهلال في مكان ما، كان يصعب إيصاله إلى مكان آخر، ولا يتم وصول الخبر إليهم إلا بعد أيام أو شهور بل وسنة كما هو الحال بين خراسان والأندلس، فكيف - والحال هذه - نتوقع أن يتحد صوم المسلمين أو عيدهم في الزمان الأول؟ أما اليوم فالحال قد اختلف كثيرا، ولكن وجدت أسباب أخرى تمنع اتفاقهم، لعلك أدرى بها مني.
والمسلمون لم يتركوا العمل بهذا إلا لما تقدم مما ذكرته لك، وقد سمعت من بعض كبار السن أنهم كانوا في الزمان الأول القريب وليس البعيد، يأتيهم خبر ثبوت الرؤية في أحد البلدان المجاورة لهم بعد يوم أو يومين فيشرعون في صومهم لحظة سماع الخبر. ويقضون ما فاتهم.
والخلاف والاختلاف في ترك العمل بموجب الرؤية – وحدة المطالع كما تعبر شيخنا - التي تثبت في بلد إسلامي أو أكثر = أشد وأوسع دائرة، والواقع المشاهد خير دليل، وليس في القول بعدم اعتبار المطالع مخالفة للحديث الصحيح كما تظن، وسيأتي بيان ذلك – إن شاء الله -.
أما بالنسبة لمسألة التوقيت الذي ذكره الشيخ ابن منيع – حفظه الله – فالذي أعلمه أن بالمملكة توقيتا واحدا، هو الذي ذكره الشيخ ابن منيع، وليس بها تعديل صيفي ولا شتوي هذه واحدة، والثانية: الشيخ يتحدث عن توقيت مكة – حرسها الله – وتحديدا إحداثيات المسجد الحرام، وليس الرياض، فهي التي تغرب بها الشمس 5:40، أما في الرياض فالشمس تغرب ذاك اليوم الساعة 5:08 تقريبا، فأين ما قلته – شيخنا – من هذا كله.
وقولك: - لم أفهم لماذا قمت بنقل كلام ابن تيمية. هل تريد أن تقول أن ابن عثيمين أخطأ بالاستناد عليه؟ إن كان كذلك فهذا لا يضر ما استنتجه الشيخ لأن اعتماده ليس على قول ابن تيمية بل على الأدلة من الأثر والعقل. وقد أصاب في كلا الدليلين. فليت النقاش يكون حول هذه الأدلة. مع أني أعتقد أن الذي نقله عن شيخ الإسلام كان عن مسألة اختلاف المطالع، وهو أمر لا خلاف فيه البتة بين الناس.
قلت: إنما نقلت كلام شيخ الإسلام – رحمه الله – لأبين لك أن مدار الأمر على بلوغ الرؤية، وليس على رؤية كل بلد للهلال، ففي ثبوت رؤية الهلال شرعا في بلد واحد غنية عن تطلبه في مكان آخر مهما تباعدت بينهم المسافات، قال شيخ الإسلام: [فالضابط أن مدار هذا الأمر على البلوغ لقوله ((صوموا لرؤيته)) فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً، وهذا يطابق ما ذكره ابن عبدالبر في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيهما إلا بعد شهر، فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن التي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر، فإنها محل الاعتبار].
فهل الخبر اليوم يصل إلى طرفي المعمورة قبل انسلاخ الشهر أم بعده؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/208)
وأما الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – فلم يخطيء في استدلاله بكلام شيخ الإسلام – الذي ذكره عنه صاحب الاختيارات – مادام أنه يرى أن مدار الأمر على الرؤية، ولكن الحق في غيره، وهو مذهب الجمهور، لأن مدار دخول الشهر على كافة الناس ثبوت الرؤية عند جماعة من المسلمين، وبلوغ الخبر إلى الباقي بذلك عن طريق شرعي. كما بينه شيخ الإسلام – رحمه الله -.
ويدلك على هذا – وفيه رد على كلامك في الفقرة السادسة – أن الشيخ في شرح الزاد قد قوَّى القول الثالث وهو أن الناس تبع للإمام في الصوم والإفطار، وذكر أنه لو وجدت خلافة عامة للمسلمين وثبتت الرؤية في بلد الخليفة لزم من تحت ولايته في مشارق الأرض ومغاربها موافقته.
فهل خالف الشيخ في قوله هذا العقل والنقل، أم ماذا ترى شيخنا؟
وقولك: وأما ما نقلته من كلام شيخ الإسلام فقد أعجبني منه قوله: "فإنه متى رؤي في المشرق وجب أن يرى في المغرب، ولا ينعكس".
قلت: لو تدبرته جيدا لأعجبك كله، وما بعده من الكلام يجري بحثه، لو فتح النقاش في أصل المسألة.
وقولك: قولك "وإنما الإشارة – فقط وهو الأهم – إلى دعوته لاجتماع كلمة المسلمين". يا أخي الكريم نحن نريد توحيد المسلمين لكن على طاعة الله ورسوله وليس على الخطأ. وصدقني لولا أن يكون توحيد المطالع مخالفاً للأثر لقلنا به. لكن عندنا حديث صريح صحيح يعارض فكرة وحدة المطالع، ولا يجوز لنا مخالفة الحديث تحت أي مبرر.
قلت: تقدم رأي الشيخ ابن عثيمين في هذا، وهو أسد وأصوب، وأزيدك أننا لو سلمنا جدلا بقول من يقول باعتبار اختلاف المطالع، فما تقول – رعاك الله – في اعتراض شيخ الإسلام الآتي، قال: إذا اعتبرنا حداً، كمسافة القصر، أو الأقاليم، فكان رجل في آخر المسافة والإقليم فعليه أن يصوم ويفطر وينسك، وآخر بينه وبينه غلوة سهم لا يفعل شيئاً من ذلك، وهذا ليس من دين المسلمين.
ولا تظنن أن هذا خيالا، فإن شئت أن تتحققه فانظر حدود شمال الحجاز وجنوبه تر مصداق ذلك. وكذا حدود دول شمال أفريقيا، والشام.
والحديث لا يأتي أبدا بما يفرق المسلمين، فلا خلاف ولا مخالفة، وإن كان الناس معذورين في الزمان الأول لقلة الاتصالات بل انعدامها فيما تباعد من الأقطار، فلا عذر اليوم – بارك الله فيك -، وسيأتي قريبا ما يدل على اجتماع الأدلة، وعدم وجود مخالفة بينها أصلا.
وقولك: إن كنت تظن أن ما أوردته يشوش على رأي ابن عثيمين فأنت على خطأ كبير، بل يقوي رأيه، لأنه -برأيي الشخصي- يظهر ضعف حجة مخالفيه.
قلت: أنا لا أشوش - أحسن الله إليك – فالتشويش ليس من خلقي، وإنما أنقل لك من كلام أهل العلم ما يوضح مرادهم، ويبين الحق – إن شاء الله –. ثم هل رأيت - شيخي العزيز – لماذا أحبذ ذكر الآراء مجردة عن أصحابها، فعندما يقرأ شخص مثلي ممن - تزبب قبل أن يتحصرم – قولك هذا، يظن حقا ما تقول، فيسارع ب ... وأنت تعلم – جيدا - مكانة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في نفوسنا، فما أنا بالذي يشوش عليه، أو يكون له كلام معه حتى، فاعلم ما تقول رعاك الله – فإن هذه صفة قوم آخرين.
أما كيف يظهر – والفاعل لاشك هو كلام شيخ الإسلام - ضعف حجة مخالفيه، فهذا مما لم أفهمه، فلعل الشيخ يوضح لنا هذه أكثر، وخصوصا بعد أن يضع في اعتباره أن شيخ الإسلام نفسه أول المخالفين لرأي الشيخ ابن عثيمين – رحم الله الجميع بمنه وكرمه -.
ثم لا أدري من هم المخالفون الذين يفترضهم - شيخي – بعد احتجاجه بالإجماع لما ذهب إليه.
وأما قولك: أوردت كلام السبكي وغرضي الذي لونته بالأحمر وبالأزرق. فلعلك تعيد قراءته مجدداً. أما وجهة نظره فقد أيدها عدد من العلماء غيره سواء من الشافعية أم غيرهم. والحجة في الدليل وليس في عدد القائلين. ولست ممن يعتد بالسبكي (ولا بغيره) بل العمدة على الدليل.
قلت: لقد قرأته – شيخي – فما وجدت له صلة مباشرة بكلامنا في هذه المسألة، فنحن هنا نتكلم عن ثبوت الهلال في بلد وعدم ثبوته في أخرى فماذا عن التي لم يثبت فيها، هل تلزمهم رؤية غيرهم؟ أم يقولون ليس علينا ذلك لأن الهلال لم يخرج في أفقنا بعدُ.
أما كلام الإمام السبكي فهو وارد في معنى آخر لعلنا نتباحث فيه قريبا - إن شاء الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/209)
وقولك: والحجة في الدليل ... فحق وصدق، وقد كنت أشرت عليك بهذا في مداخلة سابقة، عندما أردت أن تعرف من يدعو للعمل بالحسابات الفلكية من المعاصرين.
وأما قولك: ولست ممن يعتد ... فأنا - والله – ما أجرؤ على قول هذا، وإن كنت ممن يحتفي بالدليل، لكن لا غنى لي عن أهل العلم لا في صدور ولا في وورد.
وانظر – شيخي – توقيعك أسفل مداخلاتك لعله يتعارض مع قولك هذا بطريقة أو بأخرى.
إذا لم يأت رد الشيخ - قريبا – على أسئلتي في المداخلة السابقة، فلعي أتحدث في المرة القادمة عن حديث كريب – رحمه الله -.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:36 ص]ـ
أخي رضا صمدي - أشرق الله قلبي وقلبك بأنوار المعرفة واليقين –
سبق لي أن أخبرتك – أخي - أن لا تذهب بظنك إلى أبعد مما ينبغي، فأنا إنما أنقل إليك وإلى إخواني آراء الفلكيين وحججهم – مع أني أشعر أن هذا لم يتحقق بعد - لتبينوا لنا بعلم ما فيها من صواب أو خطأ، وقد كانت المباحثة تسير بنا سيرا معقولا، ولم أسمع خلالها شيئا عن البدعة أو الشيعة الشنيعة، ثم بعد أن تحولنا من هذا الرابط الذي كنا نتباحث فيه، أطلت علينا هذه الألفاظ، ومنها ألفاظ شرعية – ولا شك – وقالها أئمة أعلام – لاشك – ولكن هل كل ما قاله هؤلاء الأعلام لا يقبل المباحثة، ولا يحتمل الخطأ؟ ثم لعل قولهم خرج على معنى آخر غير ما هو عليه اليوم من أمر الفلك والفلكيين، وأنا وإن كنت لا أخشى هذه الألفاظ، لاجتهادي أن أبتعد عن موجبها قدر ما أستطيع بفضل الله عليّ، لكنني أخشى أن يراها غيري فيحجم عن المباحثة معنا، وبذا من المكن أن نحرم فوائد نحن في حاجة إليها.
فإن كنت أخي ترغب في استمرار إفادتي في هذا الأمر، والرد على ما يدلي به البعض من حجج حول مشروعية الاعتماد على الحسابات الفلكية، بعلم صحيح وحجة نيرة – وأرى بعض كلامك وجيه - فحيهلا ومرحبا، وكلي آذان صاغية، ودعنا من الورائيات والخلفيات، فإني لا أفقهها، لئلا يظن الذي أراد أن يطير ولمّا يريش مثلي، أنك تقصدني – خاصة – بكلامك، وأخوك رجل ضعيف يخشى كل ريح عاصف، يأتي من قبل من لا يحسن فهم ما يقرأ، ولا يعرف ما يخرج من فيه، فطلب السلامة والحالة هذه كان بي أولى، وحفظ القدر والأدب بيننا أحرى.
وبعد فقولك: كما أن تحذيري من الأخذ بالحساب باعتباره سمة من سمات الشيعة
كان أليق به أن تسميه نصحا بدلا أن تسميه إرهابا فكريا
قلت: لو جاء – أخي - في وقته، لكان نصحا على الرأس والعين، ولكن الآن بعد أن قطعنا هذا الشوط في المناقشة فما أظن هذا يصح، وهو إلى التبكيت والإسكات أقرب، ولعلي أكون مخطئا. ثم أخي ما أظن أن من يخالفك يسلم بقولك هذا أصلا، ولا يرى أن هذا أمر خاص بالشيعة، بل تكلم في هذا بعض علماء أهل السنة منذ زمن، وإلى الآن، وما رأوه من سمات الشيعة.
أما قولي عن بشائر الأخذ بالحساب فهو تنبيه - أحسن الله إليك – وليس إغاظة، فعلام الإغاظة؟ – بورك فيك - وذلك حتى تأخذ للأمر أهبته، وتتسلح بالعلم والحجة لترد على حجج المتأهبين لإصدار القرارات باعتماد الحسابات الفلكية في تحديد بداية الأشهر القمرية. وكما قلت لك لقد بدأ هذا فعلا في بعض الدول وهو في طريقه - مع العولمة - إلى الجميع. فخذ للأمر أهبته أحسن الله إليك، ولكن ليس بنفي علم الفلك أو الكفر به. فالعامة في الشارع لا يقبلون هذا منك، فكيف بغيرهم؟
وقولك: وأهل العلم من لدن السلف قالوا إن الآخذين بالحساب مبتدعون، هذا ليس كلامي بل كلام معظم أرباب المذاهب لم يشذ إلا القليل ...
قلت: لو طلب منك مخالفك – أحسن الله إليك – أسماء عشرة من علماء السلف تحديدا نصوا على أن من أخذ بالحساب الفلكي مبتدع، هل أنت واجد له ذلك؟ ثم بعد ذلك يأتي الكلام عن أرباب المذاهب.
وأما قولك: ولم يأت أحد بتعليل مقنع كيف أن السلف قاطبة لم يأخذوا بالحساب
ولم يعتبروه
قلت: سبق وأن ذكرت لك – حفظك الله – ما نقله السبكي – رحمه الله - عن الإمام السروجي –رحمه الله – بأنه يمكن أن السلف لم يعملوا به، واكتفوا بالرؤية، ولم يجمعوا على منع العمل به.
وعلق السبكي على هذا التوجيه، بأنه اعتراض جيد، وقال: ومن قال من أصحابنا وغيرهم بجواز الصوم أو وجوبه على من قلد الحاسب كيف يسلم ذلك؟
وقولك: ومن تعلم منهم الحساب كان يأخذ به خلسة في حق
نفسه وهو مطرف رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/210)
قلت: هذا يحتاج إلى نص – أحسن الله إليك – ولو كان كما تقول كيف وصل إلينا خبره؟
ثم إن هذا خلاف المعرف في حكاية أقوال أهل العلم.
وقولك: بل ما طفقوا يشددون على يقينيته
مع أن المعاصرين جزموا أنه في الماضي لم يكن يقينيا ...
قلت: ليس كلهم – بارك الله فيك – بل جماعة منهم نصوا على أنه حدس وتخمين، بل عده البعض من عمل التنجيم المحرم.
ومن نص من المعاصرين على عدم الجزم به في الزمان الأول، فلعله يقصد مقابل ما وصل إليه هذا العلم اليوم، أو يقصد حساب (إمكانية الرؤية).
أما قولك: المناقشة مفتوحة ولا أظن أنها تستحق الإغلاق ولا تستحق مشاركة أي
عضو أن تحذف إذا لم يرم محاوره بألفاظ غير لائقة في الأدب الإسلامي ...
قلت: أنا لا أقول بإغلاق أي مناقشة ومباحثة علمية، ولو قال صاحبها الكفر الصريح - والعياذ بالله - ما دام يريد الحق، ويطلب الهداية، فيجب علي أهل الملتقى تعليمه وإرشاده إلى الصواب بالحجة النيرة، والدليل المفحم، وأخذه في كل ذلك بالرفق واللين. ولو لاحظت كلامي من أول المباحثة لوجدتني أدعو إلى ترك أي قول يفضي إلى إغلاق المناقشة من قبل المشرفين.
وأما التلفظ بما لا يليق في المحاورة فاتركه لتقديرك، وتقدير الإخوة الذين يقرأون هذا في الملتقى. وقد كنت أطمع منك في ذب عن عرض أخيك ولو بظهر الغيب، ولكني أعذرك، فلعلك ترى ما لا أرى.
وقولك: فنحن لم نتهم أحدا بأنه متشيع أو رافضي أو أنه كافر بل نقول ما
يقوله أهل العلم،
قلت: لم يقل أحد بأنك فعلت هذا – معاذ الله – ولكن إقحام هذه العبارات الشرعية هنا، قد يؤدي بالبعض إلى ذلك، فليس كل الناس يملكون علمك وفهمك وفضلك، فأهل العلم عندما يذكرون هذه العبارات يطلقون في كلامهم، ولكن ربما مثلي وأنا أقل من أبي شبر في العلم، إذا سمع مثل هذه الألفاظ الشرعية في هذا المقام ربما سارع وألقاها ثوبا محددا على كل من يباحثك في هذا أو بعضهم، ولم يراع فيها شروط أهل العلم من أمثالك، ولم يراع سابق القول ولاحقه، والنفس أمارة بالسوء، فربما حدثت ردة فعل لا تحمد مني لجهلي، أو من غيري لاستعجال غير محمود، لهذا – أخي – أرى ترك ذكر هذه الألفاظ الشرعية الآن، ليس إلاّ.
وقولك: وكلامي حول من في قلبه حسيكه هو من أعيان ألفاظ
شيخ الإسلام ابن تيميه ورده على الحاسبين فراجعه فإنه مهم (وأقول
راجعه لأن أغلب ظني أنك قرأته
قلت: الأمر في العالم الإسلامي أكبر من حسيكة، بل يقين، ودعوة صريحة للأخذ بالحساب واطراح أمر الرؤيا، هذا في المشافهة، وأما في الكتب والمقالات فالأمر كما تعلم – أعزك الله -.
وأما مراجعة كلام شيخ الإسلام فلا أمل منها، ولا من غيره من أقوال شيخ الإسلام – رحمه الله رحمة واسعة- وهذا من فضل الله علي. وبارك الله فيك على هذا النصح الذي أرجو أن لا تبخل علي به في كل وقت.
وللحديث بقية – إن شاء الله تعالى -.
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:28 م]ـ
الحق الذى لا ينبغى الرجوع عنه ان اختيار ولى الامر واجب الاتباع والادلة على هذا كثيرة وهنا اختيار ولى الامر عدم توحيد المطالع فوجب على المجتهد -فضلا عن المقلدين امثالنا - الاخذ بقوله ومن شاء مراجعة الادلة فى هذا الاصل الشرعى فليفعل
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:42 م]ـ
الأخ الكريم الفاضل الفهم الصحيح ... سدده الله ...
أحب منك أن لا تمدحني وألا تبالغ في هضم نفسك معي فلا يجهل قدرك من يقرأ
كلامك، كما أحب منك (وهذا من دواعي الشفافية في المباحثة) أن تصرح
بمذهبك أو أن تقول إنك حتى الآن لم يتحرر لك الصحيح من مذاهب العلماء
في هذا الباب، أما أن أجدك لكل رأي منتحلا أو لكل مذهب منتصرا (هكذا
فيما بدا لي) فإنه لا يفيد البحث بل يورث الظنون والأوهام الباطلة
ولعلك لمست هذا وتحسسته ...
أما استعمال بعض الألفاظ الغليظة في استشناع أمر (دون تعيين فاعله)
إذا كان لنا فيه سلف فما أراه يورث الشنآن إلا عند من نفر قلبه من كلام
أهل العلم، وجعل بينه وبين الأدلة سياجا وصرحا، وإلا فإن صفة الفعل
الذي ذمه السلف والخلف لم يتغير حتى الآن، وهو تعظيم الحساب على حساب
الرؤية الشرعية (حتى التي لا تخالف الحساب)، وفي بلدنا تايلند أخذ
بعض الفلكيين المسلمين يجزم بأنه لا هلال ليلة السبت (هلال شوال) وقال مستحيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/211)
أن يراه أحد، فقال له بعض الفضلاء: ألا تستثن؟ فأبى، وهذا يدل على
أن سمة القوم لم تتغير، وأن الحسيكة في قلوبهم من أدلة الشرع لم تتغير،
وهذا الفلكي بعينه ناظرته في الأخذ بالحساب وعند حديث النبي صلى الله عليه
وسلم ( .. لا نحسب ... ) يصير أصم لا يسمع!!! أبكم لا يتكلم!!!
أما ما ذكرته من تجويد السبكي اعتراض السروجي، فهو تعليل، ولكنه ليس
بمقنع، ولا أدري كيف أقنعك؟؟ أو أنك مجرد ناقل للقوم؟؟
يا أخي الدواعي متضافرة على العمل بالحساب منذ عهد النبي صلى الله عليه
وسلم، وفي عهد السلف كانت الإمكانيات متاحة إلى درجة كبيرة، وكلما
بعد عهد السلف كان من الفلكيين المسلمين من يستطيع القيام بهذه المهمة
خير قيام، ومع ذلك يتضافر السلف على ترك العمل به، بل حتى من أتقن
منهم الحساب (كمطرف) يأبى إلا أن يعمل به في خاصة نفس فقط (والناقل
لهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك ابن سريج، قوله في جواز العمل
به في خاصة نفس الحاسب لا على عموم الأمة، فجاء السبكي وخرج على هذا
الوجه رأيا بجواز الاعتماد على الحساب عند الإغمام وهجر رأيه كافة وجهاء
الشافعية ولم يعتمد هذا الرأي أحد من المتأخرين، كل هذا لا يدعوك
ويدعوني ويدعو كل عاقل أن يفكر: لماذا تركوا الحساب مع توافر الدواعي
على العمل به؟؟؟
أما مطالبتك بالنقل عن عشرة من السلف على تبديع الأخذ بالحساب فهو من جنس
قول السروجي لعل السلف لم يجمعوا على منع العمل به!!!
يقول المستشار عبد المقصود شلتوت (ونقل هذا الكلام الشيخ محمد إسماعيل
المقدم):
وفى الإعتماد على الحساب الفلكى إهدار للعلة الشرعية، وإسقاط لحجية الرؤية الشرعية والحجية القضائية لحكم المحاكم الشرعية، وإعتبار لما ألغاه الشرع وهو الحساب الفلكى، وشذوذ عن إتفاق من يعتد به من أهل العلم وفقهاء المذاهب الذين حُكى عنهم الإجماع على عدم جواز العمل به ".
تأمل العبارة جيدا ففي كل كلمة منها جملة من المعاني المهمة ...
وأحيلك على هذا الرابط ففيه جواهر:
http://www.dawaweb.info/r/rm1.php
يقول الشيخ محمد إسماعيل:
وقد أجمع الفقهاء على الإلتزام بالعلة الشرعية للصوم وهى الرؤية البصرية للهلال، وأجمعوا على رفض الأخذ بالحساب الفلكى سواء فى ذلك حالة الصحو أم حالة الغيم (1) وفي الحاشية ينقل عن قائلا:
ولم يعرف خلاف بين الصحابة – رضى الله عنهم – فى ذلك، بل حكى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- اتفاقهم عليه، وحكاه المهدى فى " البحر "، ومذاهب الأئمة الأربعة متفقة على ذلك، قال مالك – رحمه الله تعالى -: (إن من يصوم بالحساب لا يُقتدى به)، وقال ابن عرفه: (لا أعرفه لمالكى)، وممن حكى الإجماع على موجبه: ابن المنذر فى " الإشراف "، وسند من المالكية، والباجى، واببن رشد القرطبى، والحافظ ابن حجر، والسبكى، والعينى، وابن عابدين، والشوكانى، وصديق حسن خان، وملا على قارى، وقال الشيخ أحمد شاكر: (واتفقت كلمتهم أو كادت تتفق على ذلك) أ.هـ بتصرف من " فقه النوزال " (2/ 156).
أما التشنيع على هذه البدعة فحتى لا يحدث مثل ما نقل الذهبي حين قال
فى ترجمة الإمام قاضى مدينة برقة محمد بن الحبلى أنه (أتاه الأمير، فقال: " غداً العيد "، قال: " حتى نرى الهلا، ولا أفطر الناس، وأتقلد إثمهم "، فقال: " بهذا جاء كتاب المنصور " – وكان هذا رأى العبيدية يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية – فلم يُر هلال،فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد، فقال القاضى: " لا أخرج ولا أصلى "، فأمر الأمير رجلاً خطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضى إليه، فأحضر، فقال له: " تنصل، وأعفو عنك " فامتنع، فأمر، فعُلق فى الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يُسق، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين) أ هـ.
أما الإعداد للموضوع والاهتمام به فبحمد الله حاصل ولعلك تلاحظ أنني قليل
المشاركة في هذا المنتدى لقلة بضاعتي في علم الحديث ولكنني أشارك في
هذه المسألة لأنني عاينت منها ما يقلق وهو انجرار بعض اهل السنة وراء
الأخذ بالحساب وتصديق مطلقا وتقديمه على الرؤية الشرعية واغترارهم
بدقة الحساب بل تطور الأمر إلى التشنيع على مذهب جمهور أهل العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/212)
في ترك العمل بالحساب أنه تخلف ورجعية مما استدعي منا (معاشر أهل
السنة) وقفة للدفاع عن عمل السلف في الباب ...
وللحديث بقية ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:47 ص]ـ
أخي الفاضل
تقول: "والآن سأتعبك قليلا – شيخي الفاضل – وأريد أن تحدد لي بالضبط رأيك في مسألة اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها، ثم بين لي وجه دلالة حديث كريب على اختلاف المطالع فلكيا، فقط هذه وليس غيرها. وليس عليك أن تعيد كلام الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - فقد علم.
ثم بعد أن أعلق على ما ذكرته وما ستذكره، نبدأ في موضوع الحسابات الفلكية من أوله – إن شاء الله -. "
أقول: لعل هذا تكرار لنفس السؤال. فأنا ذكرت في موضوع كامل أن مسألة توحيد المطالع مخالفة للأثر والعلم، فإذا لم يكن كل ما كتبته كافياً لتبيان رأيي، فأي شيء إذاً؟!
وبالنسبة للألوان فالأمر فيها سهل ولا يحتاج إلى تعلم لغة القوم. فقد اضغط على زر الوضع المتقدم. ثم قم بتعليم النص الذي تريد تلوينه، واضغط على خيار color وستجد لائحة بالألوان المتاحة. فاختر ما تشاء منها، وسيصبح النص المختار بهذا اللون عند إرسال المشاركة.
تقول: "حبذا لو ذكرت لنا بعض النصوص عنهم في ذلك"
السؤال: نحن الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا يصادفنا في كل بداية لشهر رمضان مشكلة تسبب انقسام المسلمين إلى ثلاث فرق:
1 - فرقة تصوم بتحري الهلال في البلدة التي يسكنون فيها.
2 - فرقة تصوم مع بداية الصيام في السعودية.
3 - فرقة تصوم عند وصول خبر من اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا الذي يتحرى الهلال في أماكن متعددة في أمريكا، وفور رؤيته في إحدى البلاد يعمم على المراكز المختلفة برؤيته فيصوم مسلموا أميركا كلهم في يوم واحد على الرغم من المسافات الشاسعة التي بين المدن المختلفة.
فأي الجهات أولى بالاتباع والصيام برؤيتها وخبرها. أفتونا مأجوين أثابكم الله.
الجواب:
الحمد لله أولاً: اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً وعقلاً، ولم يختلف فيها أحد من العلماء وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره.
ثانياً: مسألة اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد.
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين: فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع، ومنهم من لم ير اعتباره واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد، كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) سورة البقرة | 189 وبقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) الحديث، وذلك لاختلاف الفهم في النص وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به ..
ثالثاً: نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب وما ورد في ذلك من أدلة في الكتاب والسنة واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك فقرروا بإجماع: عدم اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية لقول صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه) الحديث، وما في معنى ذلك من الأدلة.
وترى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن اتحاد الطلبة المسلمين (أو غيره ممن يمثّل الجالية الإسلامية) في الدول التي حكوماتها غير اسلامية يقوم مقام حكومة اسلامية في مسألة إثبات الهلال بالنسبة لمن يعيش في تلك الدول من المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/213)
وبناء على ما سبق ذكره يكون لهذا الاتحاد حق اختيار أحد القولين: إما اعتبار اختلاف المطالع وإما عدم اعتبار ذلك، ثم يعمّم ما رآه على المسلمين في الدولة التي هو فيها، وعليهم أن يلتزموا بما رآه وعمّمه عليهم، توحيداً للكلمة ولبدء الصيام وخروجاً من الخلاف والاضطراب وعلى كل من يعيش في تلك الدول أن يتراءوا الهلال في البلاد التي يقومون فيها، فإذا رآه ثقة منهم أو أكثر صاموا بذلك وبلغوا الاتحاد ليعمم ذلك، وهذا في دخول الشهر، أما في خروجه فلا بد من شهادة عدلين برؤية هلال شوال أو إكمال رمضان ثلاثين يوماً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوماً) والله أعلم.
فتاوى اللجنة الدائمة (10|109).
يتبع كلامي إن شاء الله
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:04 م]ـ
أخي الشيخ محمد الأمين – رزقك الله صبرا عليّ-.
- أما ما يتعلق بالأزرار فالشكر موصول لك على ما بينت، وقد فعلت ما ذكرت، فظهر بين الجملة المحددة كلام باللغة التي لا أعلمها، فتركت ذلك لما لم أفهم، وعموما فقد تحسن الوضع قليلا، وبدأت أحسن بعض ما تريد، فشكرا لك، ولا غنى لي عن بركتك.
- وإنما طلبت منك ما تقدم لأني رأيتك في المداخلة رقم 65 أدخلت قيدا جديدا - كنت أتوقعه من قبل، ولكن أحببت أن أسمعه منك -على قولك باعتبار اختلاف المطالع فأنت لم تقيده من قبل لا ببعد ولا بقرب، والأمر كما تعلم في اختلاف المطالع، من الممكن أن يكون متعددا بين عدة أقطار، حسب من يعتمد على مجرد الرؤية، وأما عند أهل الفلك فالمحققون منهم لا يمكن أن يتجاوز الاختلاف عندهم مطلعين، وعند غيرهم قد يقسمون العالم إلى ثلاثة أقسام يكون لكل قوم مطلعهم. فلما رأيت الأمر كذلك أحببت أن أعرف رأيك واضحا، فهل ترى أن الاختلاف من الممكن أن يتجاوز يومين يصوم فيهما سكان المعمورة نتيجة لاختلاف المطالع، أو من الممكن أن يتعدى الاختلاف ذلك ويكون هناك أربعة أيام يصوم فيها سكان العالم أو يفطرون – كما حدث هذا فعلا في بعض السنوات – وأما الثلاثة فهو في كل عام تقريبا، حتى هذه السنة المسلمون في الهند أفطروا يوم الاثنين، والحجة طبعا أنه لا رؤية والمطالع مختلفة، وأكرر لا تحتج علي بمخالفة هذه للعلم الفلكي، فذاك شأن آخر سيأتي.
ودعك من قول بعض فقهائنا إن الهلال إذا رؤي بالمشرق فلا بد أن يرى بالمغرب، فما هو إلا قول بالحساب واعتداد به، أو هو اعتماد على العادة والتجربة، وكلاهما مخالف للنص عند القوم، وإنما كلامنا على الرؤية التي مبناها على الشهادة فقط، وإلا فالقوم في وقتنا - - حسب ما يدعي أهل الفلك - من الممكن عندهم أن يرى بالمشرق ولا يرى بالمغرب، بل من الممكن أن يرى ليلة الثلاثين وهو بعد قمرا.
- أما ما نقلته من فتوى اللجنة الدائمة – حفظهم الله، ورحم من توفي منهم – ففهمك لقولهم هذا هو الذي كنت أخشاه، فالقوم لم يقولوا إن القول باعتبار اختلاف المطالع هو مقتضى الدليل الأثري والنظري، كما صرح بذلك الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ولم يقولوا كما قلت أنت: فمن خالف هذا فقد خالف أمر نبينا عليه الصلاة والسلام. ولم يقولوا: فالقول الذي يعارض الحديث الصحيح والذي لم يعمل به المسلمون لا حاجة إليه. بل إن التمسك به هو سبب للخلاف). حتى تجعل من قولهم حجة فيما ذهبت إليه، أو موافقة منهم لرأيك – حفظك الله -.
القوم خيروا الإتحاد المشار إليه باختيار أحد قولي أهل العلم المذكورين في الفتوى، ولم يرجحوا أحدهما على الآخر، فلعلك لو غيرت السؤال وسألتهم عن أي الرأيين أرجح كان الجواب غير هذا. فالقوم أفتوا بما رأوا تحقق مصلحة المسلمين به، فماذا لو اختار الإتحاد القول بعدم اعتبار المطالع، ورأي أن يلزم المسلمين في ناحيتك بما يعلن عنه من ثبوت الرؤية في المشرق، وتنظر أنت ومن يليك كافة في أفقكم الغربي فلا ترى شيئا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:47 ص]ـ
أرجو يا أخي أن تمهلني قليلاً حتى أكمل الرد، فأنا لم أرد إلا على جزء صغير من موضوعك. ولا بد أن أكمل الرد على أسئلتك القديمة قبل أن أجيب عن طروحاتك الحديثة. ووالله ما هذا التأخير إلا بسبب انشغال شديد عندي، آمل أن يعينني الله عليه.
تأمل قول ابن تيمية: "فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً، وهذا يطابق ما ذكره ابن عبدالبر في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيهما إلا بعد شهر، فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن التي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر، فإنها محل الاعتبار، فتدبر هذه المسائل الأربعة: وجوب الصوم والإمساك، ووجوب القضاء، ووجوب بناء العيد على تلك الرؤية ورؤية البعيد، والبلاغ في الوقت بعد انقضاء العبادة."
وهذا يدل على أنه يعتبر إجماع ابن عبد البر، ولا يريد مخالفته. لكن كلامه متناقض هنا. فهو قبل قليل يقرر عدم القضاء، لكنه هنا يقرر القضاء إذا وصل الخبر قبل نهاية الشهر. ومحاولة حصر المسافة بشهر، غير مبرر أبداً. لأننا نتكلم عن قضاء للعبادة. وهذا متحقق سواء وصل الخبر قبل نهاية رمضان أم بعده. مع أنه لم يحدث في تاريخ المسلمين قط أن صامت الأندلس برؤية الصين أو العكس.
قولك: "ما أظن كلام شيخ الإسلام يحتاج إلى شرح، أو بيان لمراميه ودرره، وإنما الإشارة – فقط وهو الأهم – إلى دعوته لاجتماع كلمة المسلمين، كما هو دأبه – رحمه الله رحمة واسعة-."
ها هم المسلمين لا يصلون في نفس الوقت فهل هذه فرقة؟؟؟
وهل عند حدوث خسوف للقمر في المشرق يجوز لأهل المغرب أداء صلاة الخسوف!!!
وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد تفريق الأمة (والعياذ بالله) عندما "أمرنا" أن لكل بلد رؤيتهم، كما روى حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه وعمل بذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/214)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:40 ص]ـ
نعود لقضية توحيد المطالع فأقول:
ثبت في صحيح مسلم (#1087) عن ابن عباس ? أنه صام في المدينة السبت ولم يصم بصيام الشام الجمعة (رغم أن كلاهما دولة واحدة تابعة لمعاوية ?)، وأثبت اختلاف المطالع. ثم قال: «هكذا أمرنا رسول الله ?». والحديث في باب «بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم». وقد نقل الترمذي اتفاق علماء السلف على العمل به، إذ قال بعد أن صحح الحديث (3|76): «والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم: أن لكل أهل بلد رؤيتهم»، ولم يحك سواه.
والحق أن هذا إجماع صحيح نقله الحافظ الأندلسي ابن عبد البر في كتابه الإستذكار (1\ 283): «قد أجمعوا أنه لا تراعى الرؤية فيما أخر من البلدان كالأندلس من خراسان. وكذلك كل بلد له رؤيته، إلا ما كان كالمصر الكبير، وما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين». وبذلك قال ابن رشد في بداية المجتهد (1|210): «وأجمعوا أنه لا يراعى ذلك في البلدان النائية كالأندلس والحجاز».
والحافظ ابن عبد البر ثقة في نقله. والذين تكلموا عن تساهله في نقل الإجماع، إنما يعنون أنه على مذهب من يرى أن مخالفة الواحد أو الاثنين لا تضر. وهو مذهب الطبري وابن المنذر والجوهري وأكثر من ألف في الإجماع.
وأما أن ابن رشد يردد كلام ابن عبد البر، فدعوى بغير برهان. نعم، هو يهتم بالخلافات المبنية على اختلاف في القواعد الأصولية، ويتساهل في غيرها. فهذا إجماع صحيح نقله ثلاثة من علماء المسلمين، فأقل ما يكون في هذا النقل إن لم يكن إجماعاً أنه قول جماهير علماء المسلمين. وأما أن ينقل الإجماع ثلاثة من مشاهير العلماء في ثلاثة عصور مختلفة، ولا نجد معاصريهم اعترضوا على الإجماع، ثم يكون جمهور المسلمين على خلاف هذا الإجماع، فقول متهاوٍ بعيد عن الصواب بعد المشرق عن المغرب.
وأما محاولة صاحب النيل بالطعن في هذا الإجماع، فبعيد عنه. وهو معروف بأنه ممن اتبع غير سبيل المؤمنين وأنكر حجية الإجماع الذي هو المصدر الرابع في التشريع. فلذلك لا يعوّل على اجتهاداته التي شذ بها. وقد رأيت من تكلفه الشديد في تأويل الحديث الصحيح وتعطيله ما يشيب له ما تبقى من شعر الرأس. وكون القرطبي المالكي قد نقل عن مشايخه (المجاهيل) إطلاق القول بوحدة المطالع، فهؤلاء محجوجون بالإجماع الذي قبلهم. وأما احتجاجه بقومه الشيعة، فإنهم أهل خبث وضلال. ومنذ متى كنا نقبل الاحتجاج بفعل الشيعة وأهل الضلال؟
قولك: "ولا يخفى عليك أن الهلال من الممكن أن يرى بالحجاز، ولا يرى باليمن أو مصر لأي سبب، وبينهما من اتفاق المطالع والقرب ما تعلمه. وهكذا من المكن أن يرى في ليبيا موافقة للملكة، ثم لا يرى في تونس لأي سبب، ثم يرى بالجزائر، ولا يرى بالمغرب لمانع يطرأ، فهل يقر كل بلد على دعواه تلك – وقد حدث هذا فعلا أو عكسه في سنة قريبة فلا تظننه خيالا – أم يقال ثبت دخول الشهر بالحجاز أو غيرها، وعلم ذلك بطريق شرعي، فعلى المسلمين التزام ذلك، والعمل بمقتضى ما ثبت."
لعلك تذكر ما حدث السنة الماضية من ان بعض مناطق اليمن قد رأوا الهلال وقد قاموا في ليلة الاحد بالدعاء لصلاة التروايح لكن السعودية امرت بصيام يوم الاثنين. وقد رأوه في مدينة الحديدة القريبة جدا من السعودية. وهنالك اختفت الأصوات التي تطالب بتوحيد المطالع. وسبحان الله الذي بين لنا تناقضهم. مع أن السعودية تمتد إلى الشرق أكثر من اليمن وتمتد إلى الغرب أكثر من اليمن. وهي قطعا تشترك معه في الليل كله.
ثم قولك: "وهكذا من المكن أن يرى في ليبيا موافقة للملكة، ثم لا يرى في تونس لأي سبب، ثم يرى بالجزائر، ولا يرى بالمغرب لمانع يطرأ". فهذا المانع إن كان غيماً فربما، وإلا فمحال. وقولك: "وقد حدث هذا فعلا " فلا يخفاك أن دخول رمضان في هذا العصر ليست تابعة لا للرؤية البصرية ولا للحسابات الفلكية بل للقرار السياسي، وهو لا حجة فيه.
قولك: " وقولك: وأما ما نقلته من كلام شيخ الإسلام فقد أعجبني منه قوله: "فإنه متى رؤي في المشرق وجب أن يرى في المغرب، ولا ينعكس". قلت: لو تدبرته جيدا لأعجبك كله، وما بعده من الكلام يجري بحثه، لو فتح النقاش في أصل المسألة. "
هل يعني أنك موافق لشيخ الإسلام في مقولته هذه أم لا؟
قولك: "وانظر – شيخي – توقيعك أسفل مداخلاتك لعله يتعارض مع قولك هذا بطريقة أو بأخرى .. "
أقول: طالما أن للقول أصل في أقوال السلف الصالح، (ولم تكن مسألة محدثة، وهذا استثناء مهم) فإذا وافق الدليل لم يضره من خالفه. وإلا فلا يقبل، لوجود الإجماع على خلافه.
وأما مشاركتك الأخيرة فسيأتي الرد عليها غدا أو بعد غد إن شاء الله تعالى.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:22 ص]ـ
أخي العزيز محمد الأمين - أحسن الله إليك -
شرطان مهمان عندي لاستمرار المذاكرة - ولا آمرك بشيء وإنما هو إلتماس-: أن تدع التعريض بأهل العلم جانبا، أما التصويب والتخطئة فلك ذلك بشرطه المعتبر عندهم.
وأن تدع ذكر الدول و السياسة، فإن كنت في مأمن فغيرك في تيه من الأرض.
واعلم يقينا أني في حاجة لاستمرار المناقشة علميا من الناحية النظرية، وأما التطبيق فهو شأن آخر فليكن كل ذلك منك على ذكر - رعاك الله، وأعانك على ما أنت فيه -.
وأما الوقت فلك ذلك، كما لي ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/215)
ـ[المهندي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:56 ص]ـ
^^^^^^^^
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:12 م]ـ
وكون القرطبي المالكي قد نقل عن مشايخه (المجاهيل) إطلاق القول بوحدة المطالع، فهؤلاء محجوجون بالإجماع الذي قبلهم. وأما احتجاجه بقومه الشيعة، فإنهم أهل خبث وضلال. ومنذ متى كنا نقبل الاحتجاج بفعل الشيعة وأهل الضلال؟
- استيضاح: قوم من هم الشيعة؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:22 م]ـ
أخي رضا – أسعدك الله بطاعته، وحاطك بكلاءته –
سأجتهد في العمل بنصيحتك – أحسن الله إليك -، وقد أجبتك عما تسأل عنه وإن لم أصرح، لئلا يقول قائل ما قلته أنت الآن: من انتصاري لكل مذهب ... ، فلو أظهرت موافقتك لقال غيرك ما قلته الآن، فمن هذه المشاركة عدّني أتكلم باسم القوم، وما عليك في حالي من لوم. فهذا أدعى لاستمرار المباحثة، أما إذا وافقتك فلن تكون المباحثة بالزخم الذي نطمح إليه، فالنفوس فطرت على حب المغالبة، وردود الأفعال لها قوة لا تدفع، وهذا مشروط بالتسليم والإذعان للحجة متى ما ظهرت، مع التحلي بالأدب الإسلامي الذي مناقشاتنا إليه افتقرت.
وأما الظنون فقد نهينا عنها شرعا، ولا تكون إلا مع الشبهة القوية – وقد ألمحت لطرحها، فمن عشيت عيناه لا رده الله – ولست المعني بهذا ولا غيرك، ولكن من يجزم بما لم يكن، وليس له عليه من الله برهان، فكن على يقين من ذلك، وعض عليه بالنواجذ، فما أنا بالذي يخذلك، ويفعل الله غدا ما يشاء.
والأوهام ضعف في العقل أتت الشرائع بدفعه، وما بدا لك من كلام في مسألة اختلاف المطالع فذلك الذي أراه حتى هذه الساعة، حرصا على الألفة والجماعة. ولأدلة أخرى سترد إن شاء الله تباعا.
واستعمال الألفاظ الغليظة في مقام المناقشة و المباحثة لا أراه صوابا، حتى ولو كان لغير معين فأرجو تركه استحبابا، وأخوك – حفظك الله – كما أخبرتك سابقا لا يخشى على نفسه من ذلك، لحرصه – قدر استطاعته - على مجانبة طرق المهالك، بفضل تمسكه بكتاب رب الأرباب، وتدرعه بسنة خير رسله النبي الأواب، ثم اعتماده في فهم كل ذلك على مصابيح الدجى، ساداتنا أهل العلم والتقى، فلا راحة له في يومه ولا غده، إلاّ في صحبتهم، وسماع فوائدهم، وقراءة كتبهم، ومدارسة سيرهم، وتسجيل نكتهم ودررهم، خاصة منهم النحارير، ممن عرفوا بالجد والتشمير، وكثرة الإتباع، ومجانبة الابتداع، من علماء السلف الأماجد، الأئمة مالك وأبي حنيفة وأحمد والشافعي، وتلاميذهم من بعدهم ابن القاسم وابن الحسن ومهنا وحرب والبويطي والمزني، وخيرة الخلف الكرام الآساود، من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه النجيب ريحانة الشام ابن قيم الجوزية، عطر المولى الكريم قبريهما بنفحات قدسية، ومثلهما علامة اليمن السعيد الصنعاني، ومن بعده مقتفي أثره الشوكاني، وبقية الأئمة الأعلام السادة، ممن سلك مسالك الجد والاجتهاد والإفادة، فأسال الله السير على طريق هؤلاء القوم، فمن سار على خطاهم ما أظنه يرمى بعتب ولا لوم.
أخي العزيز هذه كلمات جر إليها كلام، وأخشى أن نبتعد عن مقصدنا، فأرجو أن نطرح ذكر ما يورث الشنآن، حتى يظهر لنا وجه الصواب، ويلوح الحق مشرقا، فهناك من يرقب ويسمع، حتى من غير المسلمين، فاستمر في كلامك العلمي المتين، واترك – غير مأمور – ما يجر إلى انقطاع المذاكرة.
وسأعود الآن لكلامك في المداخلة رقم 22 في الرابط الآخر.
أما الكلام عن الشهادات فلعلنا نتكلم عليها بشيء من الاستفاضة بعد حين، عند الكلام على مسألة التعارض، وهذا من أهم المباحث التي أشكلت، لأن ما يقال هنا هو الأصل فإذا ثبت فغيره قريب. وإنما تعليقي الآن على قولك: ولعلمك الخاص فليس هناك أي تصرفات من القضاة برد شهادة العدول
لمخالفتها الحساب إلا فيما شذ وندر، وهذا على مدار التاريخ الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/216)
قلت: نعم لعل ذلك كما تقول، ولم يكن هناك ما يوجبه، ولكن مع ذلك قد وقعت عدة حوادث في الماضي اضطرب فيها أمر الناس بسبب دعوى الرؤية السلبية، أو الرؤية الإيجابية، وهذا الأمر قد كثر في زماننا هذا بسبب سرعة الاتصالات، وانتشار العلم بأمر الحساب الفلكي عند كافة الناس، فلابد للأمر أن ينتهي إلى أمر جامع، وكثير من الناس لا يقبلون أبدا رد الحسابات الفلكية مقابل شهادة الاثنين أو الثلاثة لغلبة ثقتهم في الحساب، وقد سألت بنفسي بعضهم، فرفضوا تكذيب أهل الحساب، والسبب تعرفه.
وقولك: يجب أن نركز البحث الشرعي في قضية واحدة أن لحظة ولادة الهلال لم تثبت
بالحس بل بالحساب.
قلت: أما في ما يستقبل من الزمان فنعم، وأما في الساعة التي أنت فيها فالأجرام القريبة مرصودة عند القوم لحظة بلحظة. وهم يشاهدون اجتماع النيرين في حينه كما أخبرني البعض، ولعلك لو دخلت لموقع (ناس) رأيت ذلك بعينيك الكريمتين.
ثم إن هذا لا يضر - يا أخي – أليس بين يديك تقويم الصلاة المفروضة، وفيه أوقات الصلاة لسنة قادمة؟
وقولك: واعتبار الحساب يقينيا في التنبأ بالمستقبل هو
عين التنجيم، لأنه ادعاء للغيب، والله يقول: (قل لا يعلم من في السموات
والأرض الغيب إلا الله)
قلت: بسبب هذه الدعوى وقع إهمال هذا العلم، خصوصا في القرون الأخيرة، ورمي بعض من اشتغل به بضروب من الأوصاف لعله بريء منها، فأعرض الفقهاء عن أقوالهم.
و قولك هذا من أغرب ما سمعته منك حتى الآن، فكأني بك لا تفرق بين الغيب النسبي الإضافي والغيب المطلق الذي استأثر الله بعلمه – وهذا ما أتيقن خلافه لفطنتك – وفي ما ذكرته لك من تحديد أوقات الصلاة لفترة لاحقة، الرد على ما قلته هنا.
ومعرفتهم هذه لا تزيدنا إلا إيمانا ببديع صنع الله ودقتها وإحكامها، أليس هذا ما امتن الله به علينا إذ جعل لنا هذا الأجرام لنعلم عدد السنين والحساب، والنجوم لنهتدي بها وعلامات، فكيف يكون ذلك إذا لم تكن حركات هذه الأجرام على نظام واحد لا يختلف وفي ذلك أعظم الدلائل على قدرة الله.
ولم أقرأ أبدا لعالم معتبر من المعروفين بالدقة والتحقيق أنه قال: إن هذا يدخل في باب التنبؤ بالغيب، وإن كان قاله فهو مخطىء ولا شك، أما من لا يحسن فلعله يقول أكثر من ذلك، بل نتائجهم في هذا يقين كما ذكرت أنت عن جماعة منهم - فهل غفل هؤلاء الفقهاء عن هذا؟ - ولا علاقة له أبدا بالتنبؤ بالغيب.
ثم تدبر – أخي – معي قول الله جل في علاه: {والشمس والقمر حسبانا}، وقوله عز من قائل: {الشمس والقمر بحسبان}، وغيرهما من الآيات، ألا يدلك هذا على انتظام سيرهما انتظاما مطردا لا يختل حساب الناس له، والتوقيت به؟ ثم انظر - أخي – معي قول الله حسبانا وبحسبان ما ذا يعني الإتيان بالمصدر هنا؟ ثم تأمل قول الله تعالى في ختام أية يونس: {يفصل الآيات لقوم يعلمون}.
وأما إن هذه النتائج وتقديمها على الشهادة، يهدم هذا الدين، فهذا من مواقع الغلط في هذه المسألة جملة، فالقوم لم يصرح أحد منهم برد الشهادة مطلقا، وعدم اعتبارها حجة شرعية – وإن كانت لا ترقى لليقين في مجملها – بل هم يردون شهادات مخصوصة، في دعاوى مخصوصة، ثبت عندهم بالحس والواقع المشاهد خطؤها، وهذا لم يعر منه حكم لقاض شرعي أحيانا في بعض الشهادات، وإلى هذا ألمح إليك الأخ الأزهري السلفي، فافتراض عدواة الفلكيين للشهادة باعتبارها دليلا شرعيا مرفوض عندهم، بل ويعدونه من طرق التشويش عليهم، وحكاية أمر عنهم لا يقولونه أصلا. ثم ما بالك تذهب بعيدا ارجع – أخي – إلى كتب أئمتنا الأجلاء وانظر ماذا قالوا في دعوى رؤية الهلال، ثم عد الناس بعد ذلك ثلاثين يوما، ونظروا إلى السماء فلم يشاهدوا الهلال؟ فما هم قائلون؟ أما الإمام مالك فقال: هما شاهدا سوء. فهل تعد قوله ردا للشهادة الشرعية من حيث هي، أم أن كلامه على أمر مخصوص؟
يتبع – إن شاء الله -.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الفهم الصحيح على جميل الرد وأكتفي
بما بينت وشرحت أنت من موقفك وأبدأ معك في المناقشة ...
ولكن يبدو أن ردك الأخير لم يكمل لذلك أستدرك عليك بعض النقاط أرجو
أن توفيها في الإكمال ...
منها: أنك تتحدث عن الفلكيين بإطلاق وتعميم ... مثل قولك: القوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/217)
كذا وكذا .. أنا أحكي عن علماء سبروا تصرفات المتشرعين على مدار
التاريخ الإسلامي (كما حكيت عن عبد المقصود شلتوت والشيخ محمد
إسماعيل والذهبي) وأنت تطلق، وأنا على يقين أن إطلاقك غير صحيح
فأنا أعرف فلكيين في بلدي أناقشهم دوما في عنادهم مع الشهادة
وعداوتهم لها، بل بعضهم تأخذه الريبة في كل شهادات الناس في
الدنيا .. فضلا عن أنني أطالع مواقع الفلكيين ويمكنك أن تطالع
موقع جاس وموقع مون سايتنج ستجد عبارات التهكم والسخرية حينما
ترد تقارير من أعضاء الموقع الذي يتحرون رؤيةالهلال فيرسل بعضهم
تقريرا يتهكم من أن في بلده من حرر شهادة بالرؤية مع أن الهلال
يستحيل رؤيته ويردف (كالعادة .. ) ومعروف من السياق مقصدهم
من هذه الكلمة ...
والفلكي الذي أناقشه دوما (وهو فلكي مسلم مشهور في تايلند درس
الفلك القديم والحديث، الفلك الإسلامي (بمتونه القديمة) والفلك
البوذي، ثم الفلك الأوروبي الحديث ويتعامل مع أحدث الأجهزة والبرامج
هذا الفلكي يتهم أغلب الناس الذي يشهدون (عند التعارض مع الحساب)
أنهم مأجورون!!!
وفي موقع القطيف الفلكي (ولعله يعود لرافضة القطيف) ادخل منتداهم
واقرأ تندرهم على من سيتقدم بالشهادة مع مخالفته للحساب!!
وإنا حينما أقول إن الفلكيين يعادون الشهادة الشرعية أقصد يقينا
في أمر مخصوص، وهي الشهادة التي تخالف حسابهم، والفرق بينهم
وبين مالك في الرواية التي ذكرتها أن مالك لم يرد الشهادة حتى
في ذلك الأمر المخصوص ولكنه ذم الشهداء الذين لم يتحروا فأخطئوا
وأوقعوا الناس في الخطا، ولعل مالكا علم حال الشاهدين وإلا فمجرد
الخطأ غير المقصود لا يقتضي أن يكون به شاهد سوء (هذا في ميزان
الشرع) وما إخالك إلا به خبيرا.
الشهادة الشرعية في خصوص الرؤية المخالفة للحساب إذا كانت شهادة
معدلة متحراة لا يجوز ردها في قول جمهور أهل العلم، ولشيخ الإسلام
ابن تيمية وابن عثيمين (وافقه) في حالة حدوث الكسوف وإدلاء
الشهادة بالرؤية قبله أن هذه الشهادة ترد وخالفهما الشيخ ابن باز
وهو الصحيح وقد حدث هذا في العام المنصرم حيث رأى هلال شوال في
العراق أكثر من خمسة عشر شاهدا في مناطق متفرقة من مناطق السنة
في العراق وتم تعديل شهادتهم عبر هيئة الوقف السني وهيئة علماء
المسلمين مع أن رؤيتهم ثبتت قبل كسوف حدث في نهاية شهر رمضان ببضع
ساعات ...
والحالة الأعم من هذه والتي نحن بصددها هي الرؤية المخالفة للحساب
وهي عندي لب القصيد ... لأن الرؤية الموافقة للحساب ليس فيها مشاكل
مع الفلكيين (في الغالب) وأنا أتميز من الغيظ أن يكون للفلكيين مقالة
مع المتشرعين، فما جلب لأهل الشريعة الصداع إلا هؤلاء، ولو سكتوا لما كان
هناك خلاف، أما الخلاف بين أهل الشريعة في الباب فغير معتبر بل خلاف خامد
ليس له ذكر، ولم يحيه إلا بعض المعاصرين ممن تأثر بالمدنية وعرف ببعض
الانهزامية ...
يا أخي ادعاء الغيب ما هو؟؟
أن تقول: بعد دقيقة سيحدث كذا وتجزم ...
التوقع غير ادعاء الغيب .. ويبدو أنك خلطت بينهما، فحتى لو كانت عندك
نظريات علمية وتجارب وحسابات وكان الأمر متعلقا بالمستقبل ففي العرف
الإسلامي أن تقول توقع ... والفلكيين لا يقولون هذا، بل يجزمون ويتيقنون
وكما قلت لك يأنفون حتى من الاستثناء ... وكل تجاربهم مبنية على الحساب
المحض وليس الحس، أما ما ذكرته عن ناسا فليس بصحيح، ولا يوجد صورة
تصور لحظة الاقتران في حينها يعني صورة حية، وما يعرض في المواقع فهو
صور افتراضية (فتنبه) ... لذلك أطلب منك التراجع عن إثبات الحس في
تنبؤات الفلكيين عن لحظة الاقتران فالمسألة ليس فيها حس ألبتة ..
أما الآيات التي ذكرتها فليس لها علاقة بما نحن فيه، فالله عز وجل يثبت
دقة صنعته سبحانه وجمال الكون وكماله في أنه يسير وفق نظام دقيق دبره
الخالق تبارك وتعالى، فهذه الأيات خبرية عند كل السلف، وليست خطابا
متعلقا بأحكام المكلفين (كما يصر الفلكيون وأتباعهم أن يجعلوها)،
وتعلقها بالحساب الفلكي بعيد، ولو تعلقت بوجه ما فلا تفيد الحكم
الشرعي في اعتبار الحساب الفلكي لما سبق في كلام الأستاذ شلتوت أن
الحساب ملغى بنص شرعي واضح (لا نحسب) والشهادة مثبتة بنصح شرعي واضح
(لرؤيته) فكيف نلغي المثبت ونثبت الملغي؟؟؟
أما تقاويم أوقات الصلاة فليست من ادعاء الغيب لأنها تقريبية لذلك
لا يوجد تقويمين للصلاة يتشابهان وخاصة صلاة الفجر والعشاء أو الظهر
وفي المنتدى مقالات عن أخطاء في تقويم أمر القرى تفيد أن الفلكيين
أنفسهم لا يقولون باليقينية في هذا الباب لأن مذاهب العلماء في تحديد
وقت الصلاة تختلف فضلا عن أن الفلكيين يختلفون في تحديد معايير الشروق
والغروب وغياب القرص ونحو ذلك مما له أثر في تحديد الوقت بدقة، ومع
هذا كله فلو اعتقد فلكي أن وقت الشروق الذي اثبته مجزوم به فهو
داخل في ادعاء الغيب لزوما ... وما إخالك بغافل أن علماؤنا قالوا إنه
لا يجزم بحادث في المستقبل إلا بنص من معصوم، ومعلوم عندك أن الرؤى
مع أنها جزء من النبوة إلا أنها لا تفيد في الجزم بشيء في المستقبل
بل هي من قبيل التوقع والظن ...
وعلماؤنا الأقدمون (وهذا من حسن الظن بهم) عرفوا علم الفلك والمفيد
منه، وعرفوا علم التنجيم، وإنما اتهموا الفلكيين الذين حشروا أنفسهم
في رد الشهادة بالحساب أنهم منجمون لأن فعلهم هذا يوافق التنجيم،
فعندنا منجمون في تايلند يتنبأون بالمستقبل بالحساب، ولهم في ذلك
قواعد حسابية دقيقة مبنية على حركات النجوم، وهم يعتقدون بيقينيتها.
فكذلك الحاسبون الفلكيون حينما يقولون إن القمر لن يولد لأن الحساب
يقطع بذلك نقول: ما الفرق؟؟؟ ستقول هذا علم .. نقول حتى ولو ...
فالشرع لم يفرق في موضوع ادعاء الغيب بين ما كان مبنيا على علم أو
كهانة أو عرافة ..
وللحديث بقية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/218)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[25 - 11 - 04, 09:55 ص]ـ
أيها الفاضل الكريم – لازلت موصلا بكل خير –
نعم لم أستوف بعد كل تعليقاتي، ولكن .. حتى لا ينجر بنا الحديث هكذا في مسائل متشعبة، حبذا لو تحصر اهتمامك في بيان وجه بطلان علم القوم في حساباتهم الفلكية من الناحية العلمية فقط، وأما إلغاء الشريعة له فذلك نأتيه بعد – إن شاء الله – وكذا مسألة الشهادة وتعارضها مع حساباتهم، ثم مسألة أخلاق أصحاب هذه الصناعة ما أظنها تفيدنا في كثير ولا قليل، فذلك شأنهم وعليها سيحاسبون، أما التعميم فسأجتنبه – إن شاء الله – كما ستجتنبه أنت – بإذن الله – وذكرك الله بالخير.
المهم عندي – الآن - علمهم، هل هو صحيح في طرقه واستنتاجاته؟ هل النتائج التي يخرجون بها علينا فيها من الدقة والصحة ما يزعمون؟ هل بإمكان البشر أن يعلم بتفصيل دقيق حركة هذه الأجرام – الشمس والقمر خاصة – فيما يستقبل من الزمان وفي الماضي فضلا عن الحاضر؟ أم أن هذا مما استأثر الله بعلمه؟ لو كانت الإجابة بالنفي يأتي هنا سؤال لماذا - ربنا سبحانه جل في علاه - يطلب منا في كثير من آيات كتابه العزيز أن ننظر في هذا الكون، و أن نجتهد في معرفة بديع صنعه، ودقة خلقه؟ حتى نصل إلى الإقرار بوحدانيته، ونعترف بعبوديتنا له سبحانه ما أعظمه من إله، وما أحكمه من صانع حكيم عزيز. (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله).
فهل يتحقق هذا أو بعضه إلا وقد جعل ربنا سبحانه معرفة ذلك متيسرة لمن أخذ بأسبابه؟ ثم كيف جعل الله حركة هذه الأجرام مواقيت لعبادته، لو لم يكن فيها من الدقة والضبط ما تعرفه، فهل كلفنا الله بما لا يمكن لنا معرفته؟ هذا – أخي – ما أحبذ – الآن - أن تجتهد في بيانه، من خلال ما علمته أثناء دراستك لهذا الأمر. احصر الأمر في الناحية العلمية، وحاول أن يكون كلامك جازما قاطعا ما استطعت، كما يدعي – بعض – القوم الجزم والقطع في علومهم ونتائجهم، ولا تحصر كلامك أيضا في مسألة (إمكانية الرؤية) بل في مباحث هذا الأمر المختلفة، إمكانية الرؤية، وحساب وقت الاقتران، وشروق الهلال وغروبه، والحضيض والأوج، ومنازل القمر، وبروج الشمس ... وغير ذلك مما تعلمه، هل ما يقوله القوم أو بعضهم صحيح في دقة حركة هذه الأشياء؟ وأنهم علموا ذلك من زمن البابليين والصينيين ..
أعود لما تقدم فأقول: أثرت – بارك الله فيك – مسألة التنبؤ بالغيب، أو قل ادعاء معرفة الغيب، وقد قلت لك إن – بعض! - القوم لا يدعون بل هم فيما يقولونه جازمين، وعلى يقين تام عند أنفسهم في مسائل عديدة من هذا الأمر، ليس منها مسألة (إمكانية الرؤية) في بعض الحالات والأماكن (تفطن لهذه). وذكرت لك هناك أن هذه الدعوى منهم لا تدخل في ما تقوله جزما، وليس هنا محل لدعوى معرفة الغيب، ثم جئت - أخي – وقلت: يا أخي ادعاء الغيب ما هو؟؟
أن تقول: بعد دقيقة سيحدث كذا وتجزم ...
التوقع غير ادعاء الغيب .. ويبدو أنك خلطت بينهما، فحتى لو كانت عندك
نظريات علمية وتجارب وحسابات وكان الأمر متعلقا بالمستقبل ففي العرف
الإسلامي أن تقول توقع ... والفلكيين لا يقولون هذا، بل يجزمون ويتيقنون
قلت: أنا لم أخلط – أخي – أنا أقول لك: كما قلت أنت تماما الفلكيون يقطعون بنتائج حساباتهم، وهم عند أنفسهم يظنون أنهم على الحق، فهل تستطيع أن تبطل دعواهم هذه؟ راجع كلامي مشكورا.
وقد أشرت إليك أن تفرق بين الغيب المطلق الذي استأثر الله بعلمه والغيب النسبي الإضافي الذي من الممكن أن يعلمه بعض الناس أو كلهم، متى ما أخذوا بأسباب ذلك.
فلا غيب – أخي – فيما جعل الله على معرفته أمارات وعلامات معروفة منضبطة، فمتى ما أخذ البشر بها علموا ما لم يكونوا يعلمونه، وليس في هذا علم الغيب، وقولي بعد دقيقة سيحدث كذا، إن كان عن علم وبينة، فما أظن أن في هذا غلط، ويبقى أن يكون المسلم متحليا بما أرشده الله إليه ويقول – إن شاء الله – لأن هناك أمورا فوق علمه وأكبر، لا يدريها، هب أنك تواعدت مع فلان على موعد منضبط، وجلست مع أصحابك وقلت لهم: الآن يدخل علينا فلان، ودخل فعلا هل هذا علم بالغيب، أو دعوى معرفة بالغيب، نعم بالنسبة لمن يجلس معك كان غيبا، وبالنسبة لمن قصر إدراكه يعده كرامة، وبمثل هذا تم الضحك على الكثيرين منذ أزمان عديدة، ولكن في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/219)
الحقيقة والواقع ليس في الأمر غيب (ولاهم يحزنون)، وتفصيل ذلك لا يخفى عليكم، وأشهر من هذا، دعوى بعض علماء الطب منذ زمن ادعاء معرفة ما في الأرحام – ذكر أو أنثى - فقد أنكر بعض علماء الشريعة هذا بشدة في الزمان الأول، وقد كان يدعى معرفة ذلك بدراسات معينة، وليس بآلة تصوير دقيق كما هو اليوم، فظن الناس أن هذا داخل في معرفة الغيب، ورام قوم التشكيك في الشرائع بهذا الهراء، فكان جواب أهل العلم ما قد علمته.
أخي العزيز ليس علينا من ذلك، واسمع هذه الكلمات من هذين الإمامين فلعل فيهما نهاية البحث في هذا، ولك حق النقض – ولا ريب -.
الأول: قال العلامة سيخ الإسلام ابن تيمية: (الخسوف والكسوف لهما أوقاتٌ مقدَّرةٌ كما لطلوع الهلال وقتٌ مقدَّرٌ وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر، وذلك من آيات الله تعالى كما قال تعالى {وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، وقال تعالى {هُوَ الذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالحَقِّ}، وقال تعالى {وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ……وكما أنَّ العادة التي أجراها الله تعالى أنَّ الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين مِن الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظنَّ أنَّ الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط.
فكذلك أجرى الله العادة أنَّ الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأنَّ القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها، لكن العلم بالعادة في الهلال علمٌ عامٌّ يشترك فيه جميعُ النَّاس وأمَّا العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه مَن يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك مِن باب علم الغيب، ولا مِن باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم مِن صدقه، فإنَّ ذلك قولٌ بلا علمٍ ثابتٍ وبناء على غير أصلٍ صحيحٍ.أ. هـ "مجموع الفتاوى" (24/ 254 - 256).
4 قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: والعلم بوقت الكسوف والخسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعيَّن قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون، وقد يكون ثقةً في خبره وقد لا يكون، وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبُه موقوفٌ، ولو أَخبرَ مخبِرٌ بوقت الصلاة وهو مجهولٌ لم يُقبل خبرُه لكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علمٌ شرعيٌّ فإنَّ صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلَّى إلا إذا شاهدنا ذلك وإذا جوَّز الإنسانُ صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنِّه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثّاً مِن باب المسارعة إلى طاعة الله تعالىوعبادته فانَّ الصلاة عند الكسوف متفقٌ عليها بين المسلمين وقد تواترت بها السنن عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد مِن وجوهٍ كثيرةٍ واستفاض عنه أنَّه صلى بالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم.أ. هـ "مجموع الفتاوى" (24/ 258)
نقلت هذا من بعض المواقع، ولم أنشط لمراجعته لأن الجزء ليس بين يدي الآن، فإن كان عندك فتحققه، وإلا ففي المدخلة الأخرى يأتيك نبؤه - إن شاء الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/220)
وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة 3/ 219 دار عفان: ( ... وإنما ذكرنا هذا الفصل - ولم يكن من غرضنا – لأن كثيرا من هؤلاء الأحكاميين يموهون على الجهال بأمر الكسوف، ويموهون أن قضاياهم وأحكامهم النجومية من السعد والنحس والظفر والغلبة وغيرها من جنس الحكم بالكسوف، فيصدق بذلك الأغمار الرعاع، ولا يعلمون أن الكسوف يعلم بحساب سير النيرين في منازلهما، وذلك أمر قد أجرى الله تعالى العادة المطردة به كما أجراها في الابدار والسرار والهلال، فمن علم ما ذكرناه في هذا الفصل علم وقت الكسوف ودوامه ومقداره وسببه .. )
يتبع – إن شاء الله – فاترك لي الفرصة قليلا حتى أكمل تعليقاتي، وسأجتهد في الاختصار.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 11 - 04, 11:53 ص]ـ
أخي العزيز رضا - أدام الله توفيقك وتسديدك - النصان السابقان عن شيخ الإسلام هما كما نقلت لك.
نعود لما جاء في المشاركة 22 في الرابط الآخر.
فقولك: فلو قال قائل إن الحسابات ثبتت يقينيتها باطراد العادة وموافقة الواقع
للحساب، فيقال: إذا فاليقينية (الشرعية) ليست في الحسابات بل بموافقة
الحساب للواقع ويندرج تحت المجربات وهي تتخلف ولا ريب
قلت: على فرض التسليم بهذا الكلام إجمالا، إلا أن في حكايته عن القائل به قيدا نسي الشيخ أن يذكره، وهو أن ما ذكر يندرج تحت المجربات الكلية وهي لا تتخلف، أما التي من الممكن أن تتخلف فهي المجربات الأكثرية.
وإنما كانت كذلك لأن الناس قد قاموا برصد حركة هذه الأجرام، ومشاهدتها على مدار مئات السنين، وسجلوا نتائج تجاربهم ومشاهدتهم فكانت مطابقة.
ثم ما بالنا نذهب بعيدا، وعندنا من الأدلة السمعية والعقلية ما يؤكد لنا هذه الحقيقة بدون الرجوع لما تقدم، فها هي كلمات الله تصرخ في مسامعنا صباح مساء تنادي بدقة صنع هذه المخلوقات، واطراد حركتها، ودقة سيرها، ما اختلف الملوان، وكان في الكون إنسان يعبد الرحمن، قال تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين} أي ملازمين لحركة منتظمة لا اختلاف فيها، لأنه إن اختلفت حركاتها واضطربت، لزم الخلف في كلام الله، ومنه نأخذ الدليل الثاني: وذلك أن الله قد نصب هذه الأجرام سببا لمعرفة أوقات عبادات شرعية هي في الإسلام في المحل الأرفع - كما تعلم - ومن شروط الأسباب الشرعية أن تكون ظاهرة منضبطة، فلو كانت هذه الأجرام تختلف في حركتها، وتضطرب في سيرها، لأدى إلى الحرج و تكليف الناس بما لا يطيقون، وهذا منتف في شريعة الإسلام.
ودليل آخر: وهو أن الله – جل في علاه – قد جعل هذه الأجرام في دقة حركتها، وتناسق وضعها في السماء، وانقيادها مسخرة لأمره .... دليلا على وحدانيته سبحانه، وعلى وجوده – عز وجل – حيث أنكر ذلك الجاحدون. ثم امتن الله على خلقه بأن سخر لهم هذه الأجرام لما فيه خيرهم وسعادتهم، وحصول منافع لهم لا تعد ولا تحصى، فهل يكون كل ذلك لولا دقة حركة هذه الأجرام، وحسن انتظامها ... ثم هل يكون كل ذلك إلا بمعرفة بني البشر – بتوفيق الله – لتلك الحركات ودقتها وتناسقها، حتى يتم الانتفاع بها.
وبسبب هذه المعرفة حق لعلامة الأندلس ابن حزم - رحمه الله – أن يقول في جواب مختصر مفحم لأهل النجوم الدجاجلة، الذين يعتقدون في هذا الأفلاك معاني لا تصدق: (وبرهان صحة الحكم بأن الفلك والنجوم لا تعقل أصلا: هو أن حركتها أبدا على رتبة واحدة، لا تتبدل عنها، وهذه صفة الجماد المدبر الذي لا اختيار له). الفصل 5/ 36. وقال بعده العلامة ابن القيم – رحمه الله – وهو يرد على نفس هؤلاء الضلال: (ومن العجب جواب بعض الأحكاميين عن هذا بأن الكواكب حيوانات ناطقة، فاعلة بالقصد والاختيار، فلذلك تصدر عنها الأفعال المختلفة!
وهذا مكابرة من هؤلاء ظاهرة، فإن دلائل التسخير والاضطرار عليها من لزومها حركة لا سبيل لها إلى الخروج عنها، ولزومها موضعا من الفلك لا تتمكن من الانتقال عنه، واطراد سيرها على وجه مخصوص لا تفارقه البتة = أبين دليل على أنها مسخرة مقهورة على حركاتها ... ) مفتاح دار السعادة 3/ 41. وقال العلامة المالكي القرافي – رحمه الله – بدون أي تحفظ ولا وجل: (مع أن حسابات الأهلة والكسوفات والخسوفات قطعي، فإن الله أجرى عادته بأن حركات الأفلاك وانتقالات الكواكب السبعة السيارة على نظام واحد طول الدهر بتقدير العزيز العليم، قال الله تعالى: {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/221)
والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}، وقال تعالى: {الشمس والقمر بحسبان}، أي ذوا حساب، فلا ينخرم أبدا، وكذلك الفصول الأربعة لا ينخرم حسابها، والعوائد إذا استمرت أفادت القطع ... ). الفروق 2/ 178.
وقولك: ولم يقل أحد من
أهل العلم (الشرعي والنظري) أن تجريب شيء يعني اطراده أبد الدهر
قلت: هذا في المجربات الجزئية أو الأكثرية، أما ما كان من أقسام المجربات الكلية فهو من اليقينيات الضرورية التي لا تنخرم إلا عند خوارق العادات.
وقولك: حتى الفلكيون في حساباتهم يراعون معطيات شديدة التعقيد تؤثر في العمليات
الحسابية التي يجرونها ولهم في ذلك معادلات معقدة لتفادي المتغيرات فهل
مثل هذا كله نجعله أهلا أن يكون معيارا لرد شهادة العدول؟؟؟
قلت: لعلي آخذ من كلامك هذا إقرارا بصحة هذه الحسابات الفلكية ودقتها، وخاصة من كلمة (يراعون) وكلمة (لتفادي) فمادام القوم على الحال الذي وصفت، فنتائجهم ستكون على درجة عالية من الصحة والدقة وموافقة الواقع المشاهد، فإذا كان الأمر كذلك، فهو قطع ويقين، وبه ترد شهادة بعض العدول لأنها من قبيل المظنونات، هذا ما يقوله (بعض الفلكيين!).
وأضم إلى ما تقدم إقرارك السابق في المشاركة رقم 6 في هذا الرابط (هل حسابات الفلكيين قطعية) حيث قلت: من حيث القوانين الرياضية فحسابات الفلكيين في ولادة الهلال ووقت الاقتران
صحيحة نظريا
قلت: وإن كنت أردفته بقولك: (أما من حيث واقع الأمر فكل ذلك قابل للخطأ) فهو لا يضر، لأن هذه الصحة التي أقررت بها إنما أتت من مطابقة الحسابات للواقع المشاهد المحسوس، فكيف تتخلف؟ وأنت تقر بهذا – بارك الله فيك – فتقول في نفس المداخلة 6: (وهذه الأرقام عرفها
الفلكي بالحساب والمشاهدة والتجربة). وإن كنت تعود و تردف – أيضا- هذا الكلام بالمحال عادة، من حيث عدم وقوعه، أما بالنسبة لقدرة الله فممكن.
فتقول: وليس بالضرورة أن تصدق في كل
الأحايين، فقد يشاء الله أن يرى الهلال في غير موعده فيتسارع القمر في
وقت يغفل عنه الفلكيون فيراه من يشاء الله أن يراه .. قلت: لو شاء الله – جل وعلا – أن لا يكون في الدنيا قمر ولا شمس لكان ذلك، فوجودهما ليس واجبا لذاته، ولكن ما نراه ونعلمه من سنن الله في خلقه يخالف ما تقول، فليس بهذا يرد إقرارك بصحة هذه الحسابات التي عرفها الفلكيون بأرقام اعتبروها مع المشاهدة والتجربة.
ثم لا بد أن تضع في اعتبارك – أخي - أن تخلفها تترتب عليه النتائج التي ذكرتها لك قريبا في هذه المشاركة. وأن تسارع الهلال في وقت لا ينبغي له فيه أن يتسارع يفضي إلى محاذير شرعية وفلكية لا تحمد.
وقولك: وكل ما أورده الفلكيون في تكذيب الرؤى التي تناقض الحساب ساقط لا يحتمل
أدنى مناقشة ...
قلت: لمخالفك أن يقول: يسقط لو أثبت بطلان ما أوردوه، وبينت بالحجة النيرة تخلف حسابات القوم، أما إذا لم تفعل فالأمر مريب ويحتاج لشيء من التأني والتثبت في دعوى الرؤية تلك. أما إذا كانت الرؤية مستفيضة ومن أهل العدل، فهي لا تخالف النتائج الفلكية بحال. بل حتى لو كانت من شخصين بالصفات المعروفة شرعا فالأمر – غالبا – ما ذكرت لك، ولكن أين لنا بهذين؟ هكذا يقول (بعض الفلكيين!).
وأما قولك: أما من الناحية النظرية الشرعية فالشرع قد أقام مبدأ الصيام والفطر على
الرؤية الشرعية وليس الحساب، فحتى لو خالفت الرؤية الشرعية الواقع
(من حيث هو) فيجب العمل به لأنه الشرع أمر به، ويطرح الحساب حتى ولو
كان يقينا لأن الشرع أمر بذلك، ومن نظائره في الشريعة الغراء إبطال
شهادة ثلاثة شهود شهدوا بالزنا على متهم، بل نص القرآن على أنهم كاذبون
مع أن شهادتهم صادقة في واقع الأمر، فانظر كيف كذب الشارع ما هو حق
وصدق في واقع الأمر وذلك صيانة لأعراض الناس، فكذلك أجرى الشرع أمر
الصيام والفطر على التيسير فاعتبر الرؤية الشرعية الموثقة وإن خالفت
الواقع تيسيرا على الأمة، إذ لو اعتبر الحساب الفلكية لكان عسيرا،
وحتى لو تيسر في زمن فقد لا يتيسر في زمن آخر، وقد يتيسر في مكان ولا يتيسر
في مكان آخر، أما الرؤية العادية الشرعية فميسورة في كل زمان ومكان
فما أحكم الشرع وأعدله وأقومه ...
قلت: إنما أوردت لك هذا الكلام على طوله – أخي – لتعيد نظرك فيه، ففيه أخطاء.
ومناقشة ذلك، في المباحث الشرعية - إن شاء الله – فلعلك تعيد بعض ذلك هناك.
ثم يأتي قولك في المشاركة رقم 9: لو سكت الفلكيون لما ظهر هذا الخلاف أصلا، ولم يكن في الأمة خلاف
حول عدم العمل بالحساب من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهر
من عظم الحساب وأعطى له قيمة في الشرعيات
قلت: لعلك - أخي – خير من يعلم أن أول من كتب في هذا هو العلامة السبكي الكبير – رحمه الله – وهو لم يكن فلكيا.
أما إنه لم يكن في الأمة خلاف في عدم العمل بالحساب – على فرض تسليمه – فهو في الإثبات – بارك الله فيك – أما في النفي فذلك شأن آخر، وبيان ذلك في المباحث الشرعية – إن شاء الله -.
والحساب في الشرعيات عموما، وفي بعض مسائل معرفة بدايات الشهور العربية ونهايتها له قيمة وأي قيمة. بيان ذلك - أيضا – في قسم الشرعيات إن وصلنا له بسلام – إن شاء الله -.
أخي العزيز ما رأيت في كلامي هنا مما يتعلق بالشرعيات فأرجو الانتظار به حتى نصل إليها، وأما ما يتعلق بالحسابات فهو ما نبحثه الآن، فعليك به، ولا تنسى أخي ما ذكرتك به أن تحصر جل اهتمامك في بيان عدم صحة نتائجهم وحساباتهم من الناحية العلمية الهندسية والفيزيائية فقط، أما من الناحية الشرعية فبعد، لأنك لو أبطلت هذا من الناحية العلمية فسنستريح من هؤلاء ومن نتائجهم، ونقول هذه بضاعتكم ردت إليكم، فما أنتم صانعون؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/222)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 11 - 04, 07:11 م]ـ
أخي الفاضل الفهم الصحيح وفقه الله
قولك أخي الكريم: "وأما عند أهل الفلك فالمحققون منهم لا يمكن أن يتجاوز الاختلاف عندهم مطلعين، وعند غيرهم قد يقسمون العالم إلى ثلاثة أقسام يكون لكل قوم مطلعهم. "
أقول: عندما يتم رؤية الهلال في أول نقطة في أول الشهر، فسيمكن رؤيته في أي مكان غرب تلك النقطة (يعني بفرض عدم وجود عوائق أرضية من غيم وأمثاله). وكلما اتجهت غرباً، كلما زاد عمر الهلال، مما يسهل رؤيته أكثر. إلى أن يمر يوم، ويعود إلى تلك النقطة، فيكون قد أمكن رؤيته في سائر الأرض على نفس خط العرض.
وهذا معناه أنه لا يوجد إلا مطلعين فقط. لكن هذا قد يختلف إذا نظرنا لخطوط الطول. فإذا رؤي الهلال في نقطة معينة، فليس من الضروري أن يتم رؤيته كذلك في شمالها أو جنوبها. فأحيانا يكون القمر ظاهراً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية أكثر، مما يعني أن القمر -وإن كان عمره كبيراً للرؤية- إلا أنه يقع تحت الأفق في المناطق الشمالية. مما يمنع رؤيته فيها. وقد يسبب هذا إشكالاً كبيراً في المناطق القطبية المتطرفة التي قد لا ترى الهلال بالمرة.
فإذا كان لا بد من اعتماد مبدأ توحيد المطالع، فلدينا عدة احتمالات هنا:
1 - إذا ظهر في منطقة، ثبت دخول الشهر في شمالها وجنوبها وكل المناطق التي في غربها. أما في شرقها فعليها الانتظار لليوم التالي حتى يعود إليها الهلال، وستكون رؤيته واضحة جداً.
2 - إذا ظهر في منطقة (بعد الغروب طبعاً)، وجب دخول الشهر في كل المناطق التي يخيم عليها الليل، لأنها تشترك معها في الليل. أما إن كان الفجر قد طلع في تلك المناطق، فلا تتبع ذلك الظهور إلا عندما يعود الهلال إليها.
3 - ومن الممكن كطرح خيالي مجرد من المنطق أن نفترض إذا رؤي الهلال في أي منطقة في الأرض، وجب دخول الشهر فورا في سائر أرجاء الأرض. وهذا يقتضي قضاء الصيام لساكني نصف كوكب الأرض (كل عام) وتأدية صلاة العيد متأخرة بيوم كذلك.
4 - دخول الشهر في غرب تلك النقطة وليس في شمالها وجنوبها، لكن هذا سيحرم المناطق الشبه قطبية من رؤية الهلال لفترة قد تطول. وهي يعتمدون في كل الأحوال على البلدان القريبة منهم من أجل مواقيت الصلاة وكذلك بدء وانتهاء الصيام (شروق وغروب الشمس).
قولك: "ودعك من قول بعض فقهائنا إن الهلال إذا رؤي بالمشرق فلا بد أن يرى بالمغرب، فما هو إلا قول بالحساب واعتداد به، أو هو اعتماد على العادة والتجربة، وكلاهما مخالف للنص عند القوم"
أقول: ابن تيمية لم يعتمد على الحساب عندما ذكر ذلك. بل هذا هو الموافق للعقل والمنطق ولا شيء غيره. وليس العقل مخالفاً للنص.
قولك: "وإلا فالقوم في وقتنا - - حسب ما يدعي أهل الفلك - من الممكن عندهم أن يرى بالمشرق ولا يرى بالمغرب، بل من الممكن أن يرى ليلة الثلاثين وهو بعد قمرا."
أقول: هذا خلاف حديث اضطروا إليه حتى يخفوا تناقضهم. من الممكن عندهم أن يرى بالمشرق ولا يرى بالمغرب، ومن الممكن عندهم أن يرى قبل الخسوف وقبل الاقتران (مع أنه لو صحت لك الرؤية لكان ما رؤوه هو هلال الشهر الماضي)، بل من الممكن عندهم رؤية هلال أول الشهر في منتصف الظهيرة، أي كما يقال سأريك نجوم الظهر:)
لا تظن هذه مزحة فقد صرح بذلك أحد المشايخ من أصحاب النظارات السوداء الداكنة.
بالنسبة لتعليقك الأخير، فليس فيما ذكرته حجة. لأن اللجنة الدائمة لها فتاوى أخرى، ولم أهتم بجمعها. والنقاش عن هذه النقطة هو حيدة عن الموضوع الأصلي، لأن فتواهم يحتج لها، لا يتحج بها!
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 05:54 م]ـ
هل تستهزئ بالشيخ ابن باز يا محمد أمين؟؟؟
أم بالشيخ عبد العزيز آل الشيخ؟؟؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
الأخ المكرم الفهم الصحيح ..
أنتظر مباحثك الشرعية .... وفقك الله للحق والخير والعمل بهما.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 11 - 04, 12:08 ص]ـ
أخي محمد الأمين - سلمه الله -
ما أظنك انتهيت من تعليقاتك على كلامي، فهناك سؤال أو أكثر يحتاج إلى بيان منك، أذكر منها سؤالي حول كيفية دلالة حديث كريب - رحمه الله - على اختلاف المطالع فلكيا، ثم من من علماء الحجاز أفتى بأن لكل قوم مطلعهم، غير العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - وليس في هذا حيدة بل هي دعوى منك أحببت أن تؤكدها لي، وكن على يقين - أخي - من أني لا أباحثك هنا لأغلبك أو أنتصر عليك، لا وألف لا وإنما هذه نازلة حلت بنا فأحببت تأصيلها علميا، وكذلك الحال مع أخي رضا صمدي - حفظه الله -. فأرجو أن ترجع على كلامي بالبحث والتنقيب، فما رأيت من أمر يحتاج إلى بيان فبينه - بارك الله فيك - وأنا في الإنتظار، والتعليق على كلامك السابق جاهز.
أخي رضا صمدي - أحسن الله إليك - نحتاج أحيانا من أجل الإفادة والإستفادة أن نغض الطرف عن بعض الهنات، فحبذا لو تركت بعض الأشياء التي لم يصرح بها غيرك جانبا، ودعنا نمشي إلى الأمام، وكن على يقين أن مكانة من ذكرت على الرأس والعين، ولن أسمح لأحد أن يصل إليهما بسوء، فطب نفسا، وإنما الأعمال بالنيات.
أما المباحث الشرعية -أخي - فلم نصل إليها بعد، و لازال كلامنا حول الحسابات الفلكية من الناحية العلمية المحضة لم ينته بعد، فأرجو أن تذكر لي كما أخبرتك سابقا أدلة علمية على بطلان هذه النتائج الفلكية، أو أي خلل في هذه الحسابات الفلكية، فإذا ثبت عندنا ذلك لعلنا لا نصل إلى المباحث الشرعية أصلا، فهل أنت فاعل؟ أما إذا قلت: إنك ترى أنها قطعية ولا جدال فيها من هذه الناحية، إلا أن الشرع ألغى اعتبارها، فهنا من الممكن أن تبدأ بنا أنت في الاستدلال على ذلك، ونبدأ في التباحث في الأمور الشرعية، ولكن لتكن هذه منك على ذكر لو أقررت بها فلن نعود إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/223)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 04, 11:51 ص]ـ
أخي رضا أين أنت؟ أنا لا زلت منتظرا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:09 م]ـ
الشيخ محمد الأمين – بارك الله فيك –
إنما أوردت كلام شيخ الإسلام لأمر واحد، وهو أن أبين لك وجه قول من لا يعتبر اختلاف المطالع، وعلى أي شيء بنوا قولهم هذا. أما ما تفرع عن ذلك من المسائل التي ذكرها شيخ الإسلام فليست محل بحثنا، ولم أذكره إلى الآن، فتنبه لهذا أرجوك.
ثم قولك: وهذا يدل على أنه يعتبر إجماع ابن عبد البر، ولا يريد مخالفته. لكن كلامه متناقض هنا. فهو قبل قليل يقرر عدم القضاء، لكنه هنا يقرر القضاء إذا وصل الخبر قبل نهاية الشهر. ومحاولة حصر المسافة بشهر، غير مبرر أبداً. لأننا نتكلم عن قضاء للعبادة. وهذا متحقق سواء وصل الخبر قبل نهاية رمضان أم بعده. مع أنه لم يحدث في تاريخ المسلمين قط أن صامت الأندلس برؤية الصين أو العكس.
قلت: في هذه الأسطر القليلة من الشيخ محمد الأمين عدة أخطاء متتابعة، لا أدري كيف وقع فيها.
أولها: قوله: وهذا يدل على أنه يعتبر إجماع ابن عبد البر، ولا يريد مخالفته.
قلت: لو لم يرد مخالفته ما بنى هذه المسألة على بلوغ الرؤية، بل لو أراد الموافقة لبناها على الرؤية الفعلية، وأيد تحديد المسافات، واختلاف المطالع، وجعل لكل قوم رؤيتهم كما يقوله غيره، ثم إن شيخ الإسلام من ناحية أخرى يعتد بإجماع ابن عبد البر، ولكن ليس كما تفهمه – شيخي – بل كما فهمه ابن تيمية – رحمه الله – فهو يريد أن يبين أن إجماع ابن عبد البر موافق لما ذهب إليه من تعلق الحكم ببلوغ خبر الرؤية، بدليل أن ابن عبد البر جعل عدم اعتبار الرؤية بين إقليمين لا يمكن أن يصل الخبر بينهما إلا بعد مدة لا يمكن الاستفادة منها بخبر الرؤية، فاقرأ شيخنا كلام شيخ الإسلام مجددا: (فالضابط: أن مدار هذا الأمر على بلوغ الرؤية، لقوله (صوموا لرؤيته) فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً، وهذا يطابق – لا حظ هذه - ما ذكره ابن عبد البر في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيهما إلا بعد شهر، فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن التي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر)
ثم إن شيخ الإسلام يريد أن يستفيد فائدة أخرى، وهي أن يرد بهذا الإجماع على القائلين بوجوب القضاء على من تخلف في صوم يوم من رمضان، لعدم الرؤية، أوعدم وصول خبرها، وهذه هي الفائدة التي يراها شيخ الإسلام في دعوى الإجماع عند ابن عبد البر، بل هو يحمل الإجماع على هذا، فاسمعه يقول بعد ذلك، وهو يرد على من يقول بالقضاء: ( ... فإنه لا وجوب إلا حين الإهلال والرؤية لا من حين الطلوع، ولأن الإجماع الذي حكاه ابن عبد البر يدل على هذا – عدم القضاء – لأن ما ذكره إذا لم يبلغ الخبر إلا بعد مضي الشهر لم يبق فيه فائدة إلا وجوب القضاء، فعلم أن القضاء لا يجب برؤية بعيدة مطلقا) مجموع الفتاوى 25/ 111، وهذا الجزء من كلام شيخ الإسلام لم أنقله في المشاركة السابقة، لعدم تعلق المباحثة به.
ثانيها: قول الشيخ: إن كلام شيخ الإسلام هنا متناقض ...
قلت: ليس هناك تناقض ولا غيره، بل شيخ الإسلام يقرر عدم القضاء، قبل هذا الكلام وبعده، ويسير على الجادة في تحقيق بديع. وإنما جاء اللبس للشيخ لمّا فهم من قول شيخ الإسلام: (فتدبر هذه المسائل الأربعة: وجوب الصوم والإمساك، ووجوب القضاء، ووجوب بناء العيد على تلك الرؤية ورؤية البعيد، والبلاغ في الوقت بعد انقضاء العبادة .... .) = أن هذا تقرير لحكم، والواقع أن كلام شيخ الإسلام في هذه الفقرة – تحديدا - هو دعوة للتأمل والتدبر في هذه المسائل- كما يصرح شيخ الإسلام – لمعرفة الرابط بينها وبين خبر رؤية الهلال، وليس تقريرا أو بيانا لحكم هذه المسائل، وهذا واضح لمن تأمله.
ثالثها: ثم لما أخطأ الشيخ محمد الأمين في فهم كلام شيخ الإسلام السابق، ترتب على هذا خطأ آخر وهو محاولته إلزام شيخ الإسلام بالقول بالقضاء ولو وصل الخبر بعد شهر من الرؤية. وشيخ الإسلام لا يقول بالقضاء حتى لو بلغ خبر الرؤية أثناء الشهر، فكيف يقول به بعد تمام الشهر؟ أم كيف يقول به بعد أكثر من ذلك؟ وحجته في هذا من الممكن أن يراجعها الشيخ محمد في الجزء المذكور من الفتاوى، وأنا هنا لن أبحث في ذلك لأنه ليس موضوعنا.
وقولك – حفظك الله -: ها هم المسلمين لا يصلون في نفس الوقت فهل هذه فرقة؟؟؟
قلت: مسألة الهلال غير مسألة الشمس، فهذه علق عليها الشارع أحكاما وهذه أحكاما أخرى، واشتباه الحال فيهما هو من أسباب الغلط عند كل من قال باعتبار اختلاف المطالع، وعدم تعميم حكم الرؤية، ولعلي أزيد هذا توضيحا في ما يستقبل من الزمان – إن شاء الله -.
وقولك: وهل عند حدوث خسوف للقمر في المشرق يجوز لأهل المغرب أداء صلاة الخسوف!!!
قلت: وما يمنع من هذا مادام قد علموا ذلك، فالشارع علق ذلك أيضا على رؤية المسلمين لهذه الظاهرة، فمهما رآه جمع من المسلمين، وبلغنا الخبر عنهم بذلك فلنا أن نصلي صلاة الخسوف والكسوف أيضا. ولكني أجبن عن القول بذلك حتى أراه منصوصا عن بعض أهل العلم، أما من يشترط الرؤية فلا يرى ذلك، وعليه فتوى الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –.
ثم ماذا تقول - أخي - والآن تنقل إلينا صورة الكسوف والخسوف مباشرة عبر التلفاز، ونشاهدها بأم أعيننا، فهل نعتبر هذه رؤية ونصلى؟ أم ماذا؟
وقولك: وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد تفريق الأمة (والعياذ بالله) عندما "أمرنا" أن لكل بلد رؤيتهم، كما روى حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه وعمل بذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟
قلت: ولكن مخالفك لا يسلم لك بأن هذا أمر الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - وبحثه سيأتي بعد – إن شاء الله -. وقد كنت سألتك سابقا عن وجه دلالة حديث كريب على اختلاف المطالع فلكيا، فلم أتلق جوابا إلى الآن، فأرجو بيان ذلك. حتى نبدأ في البحث حول حديث كريب – رحمه الله -.
وقولك: عمل بذلك الصحابة ...
قلت: كيف ذلك - أخي - هل هناك أحد من الصحابة ذكر له أن الهلال ثبتت رؤيته عند قوم ولم يأخذ بذلك؟ أم أن ما حصل مع ابن عباس حصل مع غيره؟ أم ماذا تقصد؟ وضح لي فإني لم أفهم قصدك جيدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/224)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:33 م]ـ
أخي محمد الأمين – دام توفيقك –
قولك في المداخلة 78: ثبت في صحيح مسلم 1078 عن ابن عباس أنه صام في المدينة السبت، ولم يصم بصيام الشام الجمعة، رغم أن كلاهما دولة واحدة تابعة لمعاوية، وأثبت اختلاف المطالع. ثم قال ...
قلت: هلا بينت لي كيف أثبت اختلاف المطالع؟
وقولك: بعد ذكر كلام الإمام الترمذي – رحمه الله – ولم يحك سواه.
قلت: هذا لا يفيد شيئا – بارك الله فيك – فكلام الإمام الترمذي هذا متعقب، قال الإمام المباركفوري في تحفة الأحوذي 3/ 307 بعد كلمة الترمذي السابقة: (ظاهر كلام الترمذي هذا أنه ليس في هذا اختلاف بين أهل العلم، والأمر ليس كذلك) ثم ذكر كلام صاحب الفتح في تعداد مذاهب أهل العلم في هذه المسألة. وسيأتيك مزيد بيان لهذا فصبرا.
ثم قلت: والحق أن هذا إجماع صحيح نقله الحافظ الأندلسي ابن عبد البر ... ثم أردفته بقولك: والحافظ ابن عبد البر ثقة في نقله. والذين تكلموا عن تساهله في نقل الإجماع، إنما يعنون أنه على مذهب من يرى أن مخالفة الواحد أو الاثنين لا تضر. وهو مذهب الطبري وابن المنذر والجوهري وأكثر من ألف في الإجماع.
قلت: أما إن الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – ثقة في نقله فنعم، هو كذلك، ولكن هل ذكر الحافظ ابن عبد البر أنه نقل هذا عن غيره؟ بل هل تجد - شيخي العزيز – دعوى الإجماع هذه عند غيره ممن تقدمه من أهل العلم؟ وأما مسألة أنه على مذهب من يرى أن مخالفة الواحد والاثنين لا تضر الإجماع، فهب أني سلمت لك – جدلا – أن هذا مذهب ابن عبد البر في حكاية الإجماع، فكيف إذا كان المخالف الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد والإمام الليث وغيرهم؟ – رحم الله الجميع – فهل هؤلاء عندك واحد أو اثنان؟ فمتى انعقد الإجماع والمخالف مثل هؤلاء؟ بل كيف يكون صحيحا والمخالف مثل هؤلاء؟ – بارك الله فيك -.
ثم اعلم – أخي – أن الإجماع فيما ذكروا لا ينعقد إلا إذا كان من الخاصة من أهل العلم، وأن يجتمع عليه كل هؤلاء الخاصة الموجودون آنذاك، فإذا خالف واحد أو اثنان لا ينعقد إجماع، على هذا جمهور أهل العلم من الأصوليين والفقهاء، وأن يظهر في العصر، ولا يظهر أحد خلافه، ويستمر حتى يعلم به أهل العصر التالي.
فإذا علمنا اتفاق أهل العلم في زمان ما على حكم شرعي، سواء اقترن باتفاقهم ذاك عمل أو لم يقترن، وعلمنا استدامتهم لهذا الحكم، ولم يظهر أحد خلافه، ولم يلحق بهذا الزمان أحد من أهل العصر الآتي ينازعهم هذا الإجماع = عندئذ يستقر هذا الإجماع ونتيقن أنه حجة شرعية صحيحة.
فإذا قال مثل هذا الإمام الهمام الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله -: قد أجمعوا أنه لا تراعى الرؤية فيما تباعد من البلدان ... فانظر يمينك وشمالك ومن أمامك ومن خلفك فإذا لم تجد مخالفا، وقد تطاول على هذه الدعوى الزمان، فاعلم أن هذا إجماع صحيح تجب به الحجة.
ولكن إذا نظرت عن يمنك وجدت المخالف مثل الإمام مالك والإمام أحمد والإمام أبي حنيفة والإمام الليث وغيرهم، ثم نظرت عن شمالك فوجدت أتباعهم من أهل الفروع – الذين هم أدرى بأقوالهم – يصرحون بأنه لا عبرة باختلاف المطالع فيما تباعد أو تقارب من البلدان، وأنه إذا ثبت شرعا رؤية الهلال في بقعة من الدنيا وجب العمل بموجبها على من تمكّن من أداء العبادة صحيحة، أين ما كان وحل في هذه المعمورة. ثم نظرت من فوقك فوجدت قول الله تعالي يدعوا من شهد الشهر – حضره في أهله وعلمه – إلى صومه مؤمنا به محتسبا ثوابه عند ربه، ثم قول الصادق المصدوق ينادي الأمة جمعاء: (صوموا لرؤيته ... ). ثم نظرت خلفك فعلمت يقينا أن الشهر بين هلالين وقد ثبت شرعا أن هذا اليوم من رمضان، فكيف والحالة هذه يصح هذا الإجماع أو يقبل من قائله؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/225)
وحتى لا يكون كلامي مجرد دعوى بدون برهان، أو يكون قولا متهاويا بعيدا عن الصواب بعد المشرق عن المغرب = اسمع ما ينقله جماعة من أهل العلم عن الإمام ابن المنذر – رحمه الله – في حكاية مذاهب أهل العلم في هذا المسألة: اختلف في الهلال يراه أهل بلد ولا يراه غيرهم: فقال قوم: لأهل كل بلد رؤيتهم، إتباعا لظاهر حديث ابن عباس – رضي الله عنه – منهم القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وعكرمة، وإسحاق، وقال أكثر الفقهاء إذا ثبت أن أهل بلد رأوه فعليهم قضاء ما أفطروا. وهو قول أصحاب الرأي ومالك، وإليه ذهب الشافعي وأحمد. نقل كلام الإمام ابن المنذر جماعة من أهل العلم منهم الإمام الخطابي في معالم السنن 3/ 220، وصاحب المشايخ المجاهيل أبي العباس القرطبي في المفهم 3/ 143. وغيرهم ولم أعلم أن أحدا منهم اعترضه، ثم لاحظ – أخي – أن ابن المنذر توفي – رحمه الله – قبل ميلاد الحافظ ابن عبد البر بأكثر من نصف قرن.
وقال الوزير ابن هبيرة في الإفصاح عن معاني الصحاح 1/ 197 - 198: (واختلفوا في رؤية بعض أهل البلاد هل يلزم بقية أهل البلاد إذا لم يروه؟ فقال أبو حنيفة، وأحمد إذا رآه أهل بلد لزم جميع أهل الأرض، سواء كان البلدان متاقربين أو متباعدين، تختلف مطالعهما أو تتفق، إلا أن أصحاب أبي حنيفة خاصة بينهم خلاف فيما تختلف فيه المطالع، ولم يحد فيه حدا، وقال الشافعي ... واتفقوا على أنه إذا رؤى الهلال في بلد رؤية فاشية؛ فإنه يجب الصوم على سائر أهل الدنيا؛ إلا ما رواه أبو حامد الإسفرائيني من أنه لا يلزم باقي البلاد الصوم، وغلطه القاضي أبو الطيب الطبري؛ وقال: هذا غلط منه، بل إذا رأى أهل بلاد هلال رمضان لزم الناس كلهم الصوم في سائر البلاد).
وقد تركت ذكر كلام غير هؤلاء في حكاية مذاهب أهل العلم في هذه المسألة، وفي قولهم تصريح وتلميح إلى أن القول بعدم اعتبار اختلاف المطالع قول جمهور أهل العلم، فلينظر الشيخ على سبيل المثال، شرح السنة للبغوي - رحمه الله -، وطرح التثريب للعراقي - رحمه الله - 4/ 116، وفقه السنة للسيد سابق، وتعليقات ناصر الملة والدين - رحمه الله - على ذلك فهي مفيدة.
ثم اعلم - أخي - العزيز أني لن أقبل منك بعد هذه النقول أن تقول لي: إن جماهير أهل العلم على ما ذكرت حتى تأتيني بمثل ما أتيتك بهن أو أحسن منه.
وتبقى مهمة محاولة الجمع بين ما ذكر من إجماع ابن عبد البر وبين ما نقلته لك من أقوال جمهور أهل العلم في ذلك عليك لو أردت أن تسلك هذا السبيل، وما أراه إلا طريقا لاحبا لمن سلكه، وانظر لعل القرطبي صاحب المشايخ المجاهيل يعينك في هذا؟
أما نقل كلام أهل الفروع من أصحاب الأئمة الثلاث بل الأربع في تأييد ذلك، والتصريح بصوم أهل المشرق برؤية أهل المغرب، وأنه لا عبرة باختلاف المطالع = ففيه طول لا أحبذه، ولكن لو أراد الشيخ أتيته بما تقر به عينه.
وقولك: وأما أن ابن رشد يردد كلام ابن عبد البر، فدعوى بغير برهان.
قلت: نعم هي كذلك لمن لم يعرف طرائق القوم في استفادتهم من بعضهم البعض، ونقلهم لكلام غيرهم بدون عزو لاعتمادهم على حفظهم – رحمهم الله -.
وقولك: وأما محاولة صاحب النيل بالطعن في هذا الإجماع، فبعيد عنه. وهو معروف بأنه ممن اتبع غير سبيل المؤمنين وأنكر حجية الإجماع الذي هو المصدر الرابع في التشريع. فلذلك لا يعوّل على اجتهاداته التي شذ بها. وقد رأيت من تكلفه الشديد في تأويل الحديث الصحيح وتعطيله ما يشيب له ما تبقى من شعر الرأس.
قلت: هذه دعوى أخرى من الشيخ محمد الأمين، ومعلوم أن المدعي مطالب بإقامة الدليل على دعواه، فهل يفعل الشيخ محمد الأمين ذلك ويدلنا أين وجد عن الإمام الشوكاني إنكاره لحجية الإجماع؟ ثم نبحث بعد ذلك هل يدخل بإنكاره ذاك تحت الآية أم لا؟
وأما ما رأيته من تكلفه الشديد ... فليتك رددته بعلم، حتى يظهر لنا هذا التكلف جليا، فقد رأيت جمعا من أهل العلم نقل كلام هذه الإمام الهمام وارتضاه، فانقضه بعلم – أخي – إن كنت ترده وتأباه.
وقولك: وكون القرطبي المالكي قد نقل عن مشايخه (المجاهيل) إطلاق القول بوحدة المطالع، فهؤلاء محجوجون بالإجماع الذي قبلهم.
قلت: لو كان هناك إجماع صحيح ما كان لهؤلاء جميعا أن يخالفوه، فهم اتقى لله وأورع من أن يفعلوا ذلك، وما إعراض جميع من ذكرت لك – من مشايخ القرطبي المجاهيل وغيرهم من أئمة المذاهب المعروفين - عن دعوى الإجماع تلك إلا دليل على رد هذه الدعوى على قائلها.
ومشايخ الإمام القرطبي أبي العباس الأبعدين – وهم مشايخ المذهب المالكي الذي يعنيهم هنا – وكذا مشايخه الأقربون= ليسوا بالمجاهيل عند أهل العلم، ولم يكونوا يوما كذلك، فمن لم تعرفه منهم فقد عرفه غيرك ممن يهمه أمرهم. فأشر على أي واحد منهم إن كنت عرفت من هم المشايخ المقصودون بكلمة أبي العباس تلك، وأنا زعيم بأن أذكر لك من ترجمته ما يدفع عنه ما قلت، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وقولك: هل يعني أنك موافق لشيخ الإسلام في مقولته هذه أم لا؟
قلت: إعجابي بكلام شيخ الإسلام – رحمه الله – لا يعني أبدا أن أوافقه في كل ما يقول، وكذلك الحال بالنسبة إليك، ثم إن قولي: (كله) لا يعني الكلية، فتأمل. ولو قام الدليل عندي على صحة ما يقوله شيخ الإسلام وغيره في هذا، لاتبعته. ثم ما ينفعك – بارك الله فيك – في مقامنا هذا لو قلت لك: نعم إني أوافق شيخ الإسلام في دعواه تلك. فما الذي سيتغير – أحسن الله إليك -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/226)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:40 م]ـ
أخي الشيخ محمد الأمين – رعاك الله –
قولك في المشاركة 86: وهذا معناه أنه لا يوجد إلا مطلعين فقط.
قلت: أفهم من كلامك هذا أنك ترى أنه لا يمكن أن تتعدد دعوى الرؤية إلى أكثر من اثنين. وأراك تعتمد في ذلك على علوم الفلك، ولكن من يخالفك يعتمد الرؤية البصرية، ويحتج مثلك باختلاف المطالع ومن الممكن عنده أن تتعدد الرؤية لأكثر من ذلك، ودعوى القرار السياسي غير مسموعة هنا لعدم وجود ما يثبتها، فالقوم اتقى لله من ذلك، وهم حريصون جدا!! على صحة شعائر المسلمين، فكيف يكون التعدد هذا؟ ومن أين أتى؟
مرة أخرى دعنا – شيخي – من القرار ... ، ودعنا من علم الفلك الآن، نريد أن نرد على مدعي ذلك بالعلم الشرعي. كما احتججت أنت بحديث كريب، وأجزت اختلاف المطالع هو يحتج بنفس الحديث ويقول لم نر الهلال فوجب الانتظار حتى نراه، ولو أدى ذلك لتأخرنا يومين أو ثلاثة عن غيرنا، أو تقدمنا يوما أو يومين.
وقولك: فإذا كان لا بد من اعتماد مبدأ توحيد المطالع، فلدينا عدة احتمالات هنا:
قلت: الاحتمال الثاني هو المنصور – بارك الله فيك -.
وقولك: ابن تيمية لم يعتمد على الحساب عندما ذكر ذلك. بل هذا هو الموافق للعقل والمنطق ولا شيء غيره. وليس العقل مخالفاً للنص.
قلت: من أين أخذ العقل ذلك – أحسن الله إليك –؟ أليس بالمتابعة والرصد ثم بالحساب؟ ثم إن النص قد ألغى – عند مخالفيك – العقل هنا، وعلق أمر دخول الشهر وخروجه على مجرد الرؤية، فما أنت قائل له؟ بعلم وحلم وحجة نيرة – بوركت -.
وقولك: بالنسبة لتعليقك الأخير، فليس فيما ذكرته حجة.
قلت: بين ذلك أرجوك. أما الكلام المرسل هكذا فليس فيه حجة، أليس كذلك؟ قل بلى - أحسن الله إليك -، واتنا بما يدحض ذلك.
قولك: لأن اللجنة الدائمة لها فتاوى أخرى، ولم أهتم بجمعها.
قلت: اهتم بجمعها أرجوك، فإني بحاجة إليها، ويكفيك أن تقول لي رقمها، أو رقم الجزء التي هي فيها، ولا عليك بعد ذلك، المهم أن تكون نصا صريحا في ترجيح القول باعتبار اختلاف المطالع، حتى تتأيد دعواك بها.
ثم إنك – أخي – لم تجب على سؤالي – كعادتك – ماذا لو اختار الإتحاد المذكور – بناء على الفتوى تلك – القول بعدم اعتبار اختلاف المطالع، ولم يظهر الهلال في أفقكم.
وقولك: والنقاش عن هذه النقطة هو حيدة عن الموضوع الأصلي.
قلت: ليس في هذا حيدة، بل هذا من ضمن موضوعنا، وفيه تحرير لأقوال أهل العلم في هذه المسألة، ثم أليس أنت من قلت: إن علماء الجزيرة أفتوا بأن لكل قوم مطلعهم، فطلبت منك أن تأتينا بنصوصهم في ذلك، فأتيت بفتوى واحد منهم – هو من أعلمهم ولا شك – وأنا الآن أنتظر فتوى البعض الآخر حتى تتم صحة الدعوى، واعلم – أخي – أني إنما أطلب منك ذلك لأمر آخر أيضا غير إثبات صحة دعواك تلك، فهل تساعدني؟
وقولك: لأن فتواهم يحتج لها، لا يتحج بها!
قلت: كان هذا من أول – بارك الله فيك – وليس الآن، وكلامك هذا حجة عليك لا لك، لأنك أنت من حاجج بهذا وليس أنا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:45 م]ـ
أين أنت أخي رضا، المباحثة لم تستكمل بعد.
أخي محمدا الأمين، هل لإكمال المباحثة من سبيل؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 12 - 04, 08:49 م]ـ
حتى يجيب الشيخ محمد الأمين على سؤالي، هذا إلحاق حول الكلام على إجماعات الحافظ ابن عبد البر.
وقد توسع الناس جداً في حكاية الإجماع في مسائل فيها خلاف مشهور حتى ادعى أبو إسحاق الإسفراييني أن مسائل الإجماع أكثر من عشرين ألف مسألة. ونُسِبَ إلى الكمال ابن الهمام أنه ألف كتاباً في الإجماع فيه مئة ألف مسألة!
ويقال أن أكثر العلماء شهرة في ادعاء الإجماع الكاذب هو الحافظ الأندلسي ابن عبد البر المالكي. حتى صار مضرب المثل في هذا الشأن. فيحكي إجماعات الخلاف فيها مشهور جداً. ومن أراد التفصيل فعليه بكتاب "إجماعات ابن عبد البر في العبادات"، لعبد الله بن مبارك البوصي. وهو في مجلدين مجموع صفحاتهما أكثر من ألف صفحة. فهو ضخم جداً ومع ذلك لم يستوف إلا النذر اليسير. وقد تعقب المؤلف إجماعات ابن عبد البر بنقل من وافقه من الأئمة على حكاية الإجماع، وبذكر الخلاف في المسألة إن وجد. وقد تبين أن كثيراً من إجماعات ابن عبد البر رحمه الله فيها خلاف مشهور. وأما مجموع الإجماعات التي حكاها ابن عبد البر في كتابه التمهيد فقد بلغت سبعمئة وثمانين مسألة، كما أحصاها مؤلفا كتاب "الإجماع لابن عبد البر" فؤاد الشلهوب وعبد الوهاب الشهري.
هذا الكلام للشيخ محمد الأمين في موقعه الخاص في مقال له عن (الإجماع) جاء تحت عنوان فرعي (الإجماع الكاذب).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:55 ص]ـ
أرجو أن لا يكون ... ولكن: أمست خلاء وأمسى أهلها ارتحلوا ...
الشيخ محمد الأمين – سلمت من كل سوء –
أين أنت أخي فقد افتقدتك، هل أغضبتك -لا سمح الله – فإن كان فالعفو عند كرام الناس مأمول.
هذه فتوى جماعية أخرى حول ما تباحثنا فيه، ليست هي ملزمة لك، ولكن للإطلاع عليها، كانت حاضرة عندي منذ بدأنا المباحثة، أذكرها لك لتعلم أني لست ... حتى أقول بعدم اعتبار اختلاف المطالع هكذا سبههلا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه.
قرار رقم 6 د 3/ 70/86
بشأن توحيد بدايات الشهور القمرية
إن مجلس الفقه الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الثالث بعمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية من 8 إلى 13 صفر 1407 ه /11 إلى 16 أكتوبر 1986 م.
بعد استعراضه في قضية (توحيد بدايات الشهور القمرية) مسألتين:
الأولى: مدى تأثير اختلاف المطالع على توحيد بداية الشهور.
الثانية: حكم إثبات أوائل الشهور القمرية بالحساب الفلكي.
وبعد استماعه إلى الدراسات المقدمة من الأعضاء والخبراء حول هذه المسألة.
قرر:
1 - في المادة الأولى:
إذا ثبتت الرؤية الشرعية في بلد وجب على المسلمين الالتزام بها ولا عبرة لاختلاف المطالع، لعموم الخطاب بالأمر بالصوم والإفطار.
2 - في المسألة الثانية:
وجوب الاعتماد على الرؤية، ويستعان بالحساب الفلكي والمراصد مراعاة للأحاديث النبوية والحقائق العلمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/227)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:34 ص]ـ
أخي الحبيب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
زهدت في ذلك الموضوع (رغم أهميته) بسبب شدة التطويل وكثرة الخروج عن الموضوع الأساسي وعقم بعض أجزاء الحوار. و والله إني أحب نقاشك، لكنه يستنفذ وقتاً طويلاً عزيزاً علي. ويعلم الله أني مشغول جداً منذ زمن. فإذا وجدت الحوار قد وصل إلى طريق مسدود، فلأي شيء أضيع ساعات طويلة في إكماله؟!
أما قولك "التطويل تدعوا إليه الضرورة" فليس هذا التطويل الذي أتكلم عنه. إنما أتكلم عن وصول النقاش إلى مرحلة السفسطة، أي أنه صار مجرد صف كلام لمجرد الجدال.
لكني سأستجيب لرغبتك -وفقك الله- وأكمل الحوار، رغم ما يستنفذ من وقت.
تقول: إنما أوردت كلام شيخ الإسلام لأمر واحد، وهو أن أبين لك وجه قول من لا يعتبر اختلاف المطالع، وعلى أي شيء بنوا قولهم هذا. أما ما تفرع عن ذلك من المسائل التي ذكرها شيخ الإسلام فليست محل بحثنا، ولم أذكره إلى الآن، فتنبه لهذا أرجوك
أقول: جزاك الله خيراً
ولي ملاحظة خارجة عن الموضوع عن شيء جاء في كلام شيخ الإسلام: [قلت: أحمد اعتمد في الباب على حديث الأعرابي الذي شهد أنه أهل الهلال البارحة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس على هذه الرؤية، مع أنها كانت في غير البلد، وما يمكن أن تكون فوق مسافة القصر، ولم يستفصله، وهذا الاستدلال لا ينافي ما ذكره ابن عبدالبر، لكن ماحد ذلك؟].
ولا بد من التنبيه إلى أن حديث الأعرابي -على ضعف سنده- ليس في ما يريد استنباطه ابن تيمية. فإن مسافة القصر هي مسيرة ثلاثة أيام. وهو قد أتى بنفس اليوم. فيخرج من هذا قطعاً أنه رآى الهلال ضمن مسافة القصر. وتبقى حجة من قال بمبدأ "مسافة القصر" حجة قوية.
قولك: ليس هناك تناقض ولا غيره، بل شيخ الإسلام يقرر عدم القضاء، قبل هذا الكلام وبعده، ويسير على الجادة في تحقيق بديع. وإنما جاء اللبس للشيخ لمّا فهم من قول شيخ الإسلام
هذا تنبيه جيد. لكن الإلزام باق لمن يحكم على الناس بالقضاء. فهم واقعين في تناقض، كما أوضحناه من قبل. أما شيخ الإسلام فلا يلزمه هذا، لأنه يقرر عدم القضاء.
قولك: مسألة الهلال غير مسألة الشمس، فهذه علق عليها الشارع أحكاما وهذه أحكاما أخرى
ثم قولك: وقولك: وهل عند حدوث خسوف للقمر في المشرق يجوز لأهل المغرب أداء صلاة الخسوف!!!
قلت: وما يمنع من هذا مادام قد علموا ذلك، فالشارع علق ذلك أيضا على رؤية المسلمين لهذه الظاهرة، فمهما رآه جمع من المسلمين، وبلغنا الخبر عنهم بذلك فلنا أن نصلي صلاة الخسوف والكسوف أيضا.
بينهما تناقض عظيم. فمسألة الصلاة لكسوف الشمس، هو أمر متعلق بالصلوات ومتعلق بالشمس. لكنك هنا تعتبره مثل مسألة الهلال. وهذا يناقض قولك الأول.
قولك: ثم ماذا تقول - أخي - والآن تنقل إلينا صورة الكسوف والخسوف مباشرة عبر التلفاز، ونشاهدها بأم أعيننا، فهل نعتبر هذه رؤية ونصلى؟ أم ماذا؟
عجيب جداً. فلو جاء من شخص مثل السمرقندي لعذرته. أما يأتينا من شخص عاقل مثلك فعجيب فعلاً. فهل نصلي الظهر (ونحن في الليل) إذا شاهدنا (عبر التلفاز\الرائي) الشمس بازغة؟!!
قولك: ولكن مخالفك لا يسلم لك بأن هذا أمر الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - وبحثه سيأتي بعد – إن شاء الله - ..
إذا أخبر الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بشيء، فهذا حجة عندنا. ولا عبرة بما يقول مخالفي، فالصحابي أعرف منه وأفقه.
قولك: وقد كنت سألتك سابقا عن وجه دلالة حديث كريب على اختلاف المطالع فلكيا، فلم أتلق جوابا إلى الآن، فأرجو بيان ذلك
قد سبق بيانه، ولا أحب الإعادة، فارجع إليه مشكوراً.
قولك: كيف ذلك - أخي - هل هناك أحد من الصحابة ذكر له أن الهلال ثبتت رؤيته عند قوم ولم يأخذ بذلك؟ أم أن ما حصل مع ابن عباس حصل مع غيره؟
قد عمل بذلك كل أهل المدينة (بما فيهم ابن عباس) فأكملوا الصوم على رؤيتهم، ولم يصوموا مع معاوية وأهل الشام. وما أنكر عليهم معاوية ولا أحد من الصحابة في الشام. مع أنه لا شك أنه وصلهم أن أهل المدينة ما صاموا معهم، فهذه المسائل تشتهر جداً وليست من المسائل المخفية.
والمسألة ليست مختصة بالصحابة وحدهم، بل عمل بهذا جماهير أهل العلم. ولذلك قال الإمام الترمذي بعد أن صحح الحديث (3|76): «والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم: أن لكل أهل بلد رؤيتهم»، ولم يحك سواه.
قولك: هلا بينت لي كيف أثبت اختلاف المطالع؟
أقول: سبحان الله. كأنك لم تقرأ الحديث بعد! وسأعيده لك مع أني لا أحب التطويل:
عن كُريب قال: قدمت الشام و استهل على هلال رمضان و انا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة فى أخر الشهر فسألنى بن عباس و ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال: فقلت رأيناة ليلة الجمعة , فقال أنت رأيتة؟ فقلت نعم و رآة الناس و صاموا و صام معاوية , فقال: و لكنا رأيناة ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين , أو نراة , فقلت: ألا تكتفى برؤية معاوية و صيامة؟ فقال: لا , هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/228)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:49 ص]ـ
أتشرف بمطالعة مشاركاتكم وبحوثكم الشرعية كل فترة حتى تفرغوا منها
ولم يتبين لي هل فرغتم لأبدأ النقاش ... فهل فرغتم بارك الله فيكم.؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 04, 07:15 ص]ـ
قولك: هذا لا يفيد شيئا – بارك الله فيك – فكلام الإمام الترمذي هذا متعقب، قال الإمام المباركفوري ...
وجود بعض الخلاف في عصر الترمذي لا يغير المسألة، لأنه يبقى قول جمهور السلف.
قولك: أما إن الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – ثقة في نقله فنعم، هو كذلك
أقول: الحمد لله أنك وافقتني على ذلك.
قولك: هل تجد - شيخي العزيز – دعوى الإجماع هذه عند غيره ممن تقدمه من أهل العلم؟
نعم، وقد سبق نقله. مع أن هذا حياد عن الموضوع، لأنه لا يحتاج لأن يكون مسبوقاً.
قولك: وأما مسألة أنه على مذهب من يرى أن مخالفة الواحد والاثنين لا تضر الإجماع، فهب أني سلمت لك – جدلا – أن هذا مذهب ابن عبد البر في حكاية الإجماع
هذا يعني هذا أنك لا توافق على أن ابن عبد البر متساهل في نقل الإجماع؟ إذاً كيف تفسر أنه ينقل الإجماع على خلاف ما تعتبره "مذهب الجمهور"؟ لا يمكن أن يكون كذاباً لأنك قلت قبل قليل أنه ثقة في نقله. فلم يبق إلا أنه جاهل بأقوال جمهور الأئمة والفقهاء، وجاهل بمذهب إمامه مالك. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قولك: فمتى انعقد الإجماع والمخالف مثل هؤلاء؟
هذا يعتمد على تحقيق صحة أقوال هؤلاء الثلاثة مع فهمها فهماً صحيحاً.
قولك: ثم اعلم – أخي – أن الإجماع فيما ذكروا لا ينعقد إلا إذا كان من الخاصة من أهل العلم، وأن يجتمع عليه كل هؤلاء الخاصة الموجودون آنذاك، فإذا خالف واحد أو اثنان لا ينعقد إجماع، على هذا جمهور أهل العلم من الأصوليين والفقهاء، وأن يظهر في العصر، ولا يظهر أحد خلافه، ويستمر حتى يعلم به أهل العصر التالي.
هذه هي "الإطالة" التي تزهدني في هذا الموضوع. فأنت قرأت كلامي عن الإجماع الكاذب ونقلت عنها. فلماذا هذه المحاضرة لإقناعي بأن مخالفة الواحد تبطل الإجماع، وأنت تدرك جيداً أني أتبنى هذا الرأي؟!
أما إذا كنت تريد المصادرة على الرأي الآخر أو نفيه (ولا أظن هذا مرادك) فهو بعيد. فقد نص عليه الكثير من الأصوليين في كتبهم. والمسألة طويلة وخارجة عن موضوعنا. وقد كثر الخروج عن الموضوع. وأنا لست متفرغاً!
قولك: ثم اعلم - أخي - العزيز أني لن أقبل منك بعد هذه النقول أن تقول لي: إن جماهير أهل العلم على ما ذكرت حتى تأتيني بمثل ما أتيتك بهن أو أحسن منه
أخي الحبيب، أنت حر إن قبلت أو لم تقبل. فليس في المسألة إجبار. وهل أحد منعك من الصيام مثلاً؟! أنا قدمت لك آية وحديث صحيح وثلاثة نقول للإجماع. وأنا مقتنع برأيي في المسألة. وفضيلتك غير مقتنع بهذا وتراه غير كاف. وهذا -والله- لا يزعجني، بل هو متوقع. وليس بالضرورة أن نتفق على كل مسألة.
قولك: نعم هي كذلك لمن لم يعرف طرائق القوم في استفادتهم من بعضهم البعض
إذا لم تكن هذه سفسطة، فما هي إذاً؟
ولي أن أقول: كل ليست كذلك عند من عرف مكانة هؤلاء العلماء وطرقهم.
وتجيب أنت: بل هي كذلك.
ثم تريد إكمال الحوار؟!!
هذه إضاعة للوقت.
قولك: فهل يفعل الشيخ محمد الأمين ذلك ويدلنا أين وجد عن الإمام الشوكاني إنكاره لحجية الإجماع؟
هذا خروج عن الموضوع أيضاً. وبإمكانك قراءة رسالة الشوكاني في إنكاره وهي مطبوعة فيما أعلم.
قولك: لو كان هناك إجماع صحيح ما كان لهؤلاء جميعا أن يخالفوه
أخي أرجوك ابتعد عن هذه الأساليب العاطفية. لقد أجمع السلف على إثبات الصفات على حقيقتها، وهؤلاء المذكورين قد خالفوا هذه الإجماع. هذا مثال فقط.
قولك: ثم ما ينفعك – بارك الله فيك – في مقامنا هذا لو قلت لك: نعم إني أوافق شيخ الإسلام في دعواه تلك
إذاً يحق لك سؤالي عن رأيي واعتقادي، لكن لا يجوز لي السؤال؟! لا بأس.
قولك: أفهم من كلامك هذا أنك ترى أنه لا يمكن أن تتعدد دعوى الرؤية إلى أكثر من اثنين
أخي أخي الكريم، لكن تذكر أن هذا محدود بخط عرضي واحد.
-يتبع إن شاء الله-
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:12 ص]ـ
تقول: وأراك تعتمد في ذلك على علوم الفلك
همم ... لا أظن
تقول: ويحتج مثلك باختلاف المطالع ومن الممكن عنده أن تتعدد الرؤية لأكثر من ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/229)
لو وضحت عبارتك أخي الحبيب. هل الضمير في "عنده" راجع عليّ؟ أنا عندي الرؤية لا يمكن أن تتعدى إلى أكثر من اثنتين في خط العرض الواحد. إلا في حالة غيم أو ما شابه.
تقول: ودعوى القرار السياسي غير مسموعة هنا لعدم وجود ما يثبتها
وليس يصح في الأفهام شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل
ثم هناك أدلة، لكنك لا تحب ذكرها، حيث أنك اشترطت علي أن لا أتحدث عن الدول.
تقول: فالقوم اتقى لله من ذلك، وهم حريصون جدا!! على صحة شعائر المسلمين
مزحة طريفة أضحك الله سنك. زاد الله طواغيت العرب حرصاً.
تقول وفقك الله: مرة أخرى دعنا – شيخي – من القرار ... ، ودعنا من علم الفلك الآن، نريد أن نرد على مدعي ذلك بالعلم الشرعي. كما احتججت أنت بحديث كريب، وأجزت اختلاف المطالع هو يحتج بنفس الحديث ويقول لم نر الهلال فوجب الانتظار حتى نراه، ولو أدى ذلك لتأخرنا يومين أو ثلاثة عن غيرنا، أو تقدمنا يوما أو يومين
أحسنت بهذا الطرح. نعم، له الحق في أن يقول ذلك. فمن شهد الشهر من المسلمين فليصمه، ولمن لم يشهده فلا يصمه حتى يشاهد الهلال. لكن من الناحية العملية فهذا لا أظنه سيحدث مطلقاً، لأنك لن تعدم من يزعم رؤية الهلال في كل عام، حتى قبل ولادته. فأنت إذا استعملت
قولك: من أين أخذ العقل ذلك – أحسن الله إليك –؟ أليس بالمتابعة والرصد ثم بالحساب؟
عندما تعلم أن الأرض كروية، فأنت ستعلم أنه عندما تغرب الشمس في بلدك، فإنها ستشرق في بلد آخر في المغرب. هذا لا يحتاج لحساب أبداً. نفس الشيء بالنسبة للقمر، إذا زدت عليه أنك تعرف مسبقاً بأن عمره يزداد كل لحظة، وبالتالي حجم الهلال يزيد، إلى أن يصير بدراً في منتصف الشهر. فأين الحسابات الفلكية؟!
قولك: ثم إن النص قد ألغى – عند مخالفيك – العقل هنا، وعلق أمر دخول الشهر وخروجه على مجرد الرؤية، فما أنت قائل له؟
بصراحة، فأنا لم أسمع قائلاً بهذا غير رضا صمدي ومن معه.
فإذا المخالف قد ألغى العقل هنا، فكيف يمكن النقاش معه؟
تعلم أنه لا يوجد عندنا -وبخاصة في هذه المسألة- تعارض بين النص والعقل. لكنهم يفهمون المسألة بشكل مختلف. وعندها سيكون النقاش حول دلالة النص.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 04, 09:26 ص]ـ
http://63.175.194.25/index.php?cs=prn&ln=ara&
السؤال
R=50487&dgn=4&dgn=2
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 11:13 ص]ـ
أخي رضا صمدي - حفظك الله من كل مكروه-
لقد تركت إكمال التعليقات لأني رأيت أنها ستتكرر معنا في المباحث الشرعية، وأنا كنت أظن أنك علمت ذلك، فأرجو أن تبدأ إبطال حجة من يقول بالحسابات الفلكية علميا، بمعنى إبطال كلامهم بكلامهم، ثم نأتي للشرعيات، فإن قلت: إن علومهم يقينية - وليس فقط تغلب على الظن - ولكن ألغى المشرع إعتبارها، فلك ذلك، وأبدأ في الاستدلال له مشكورا، مع ملاحظة أننا لن نعود لهذا مجددا، وسألزمك به عند الحاجة إليه فتنبه، ودع عنك مسألة (إمكانية الرؤية) من الناحية العلمية، فسنخصها بمبحث، دلل لي الآن على بطلان الحسابات الفلكية في مسألة الهلال علميا فقط، فربما لن نحتاج لأكثر من هذا لو ثبت. وراجع مشاركتي قبل الأخيرتين.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 11:20 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين – أحسن الله إليك –
أما أن تعاملني معاملة التلميذ، فأنا أقبل هذا منك بكل رحابة صدر، ولا أجد حرجا في ذلك، ولكن على الأستاذ أن يراعي حال تلميذه ويعلمه جيدا، خصوصا إذا أراد أن يعلمه كيف يتكلم مستقبلا في المسائل الكبار، التي تهم كافة المسلمين.
أما أن تشعرني بأنك تمنّ علي بمذاكرتك معي، فهذا مما لا ينبغي لك، ولا أقبله منك، ولا أرضاه لك.
وأما الوقت فكلنا ذاك الرجل على تفاوت بيننا، وما أراه ضائعا إذا كان في مثل مدارسة العلم النافع، وأنا أنوي هنا طلب العلم، حيث لم تتأتي لي الرحلة إليه، وأنت وشأنك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/230)
أما ألفاظ السفسطة، والجدل، والعقم، والمصادرة، والوصول إلى طريق مسدود، والخروج عن الموضوع الأساسي ... فألفاظ لا يعجز أحد عن قولها .. وخاصة من أراد الخروج عن الموضوع والانحراف به عن مساره ليجد منفذا لتركه، لسبب أو لأخر. فالمشكل في هذه الألفاظ هو فهم مدلولاتها، وأشكل منه إثباتها. فهل تستطيع ذلك بعلم وحجة وليس بدعوى مجردة؟ وهل يعجز مخاطبك عن قول مثل ذلك، أو أكثر منه؟ أدلة الإثبات – أخي – لكل ما تقول.
ثم إن أهم ما لفت نظري هنا هو كلمة (جدل) فقد رأيتها تكررت في المنتدى أثناء مناقشة عدة مواضيع، فهل ينشط أحد مشايخنا الأفاضل ويبين لنا الحد الفاصل بين الجدل والمدارسة المشروعة؟ وإلا فكل نقاشنا هنا من قبيل الجدل عند الشيخ محمد وغيره. أو هي كلمة (إخراس و تبكيت) يقولها من يقولها عند عجزه عن إيراد حجته، أو كلمة يقولها من يقولها لإخفاء تهمة رمى بها غيره هي به ألصق، الكلام هنا عام شيخ محمد فحذار من سوء الفهم.
النقاش بدأ بيننا – أخي- حول أمر محدد ولا زال كذلك، وكل الفروع التي دخلنا فيها من متعلقات البحث، فلا تطمع أن تقول: إن علماء الحجاز أفتوا بأن لكل قوم مطلعهم، ولا تبدي حجة وأسكت عليك، إذاً جعلت مني تلميذا خائبا من أول الأمر، وهذا لا أرضاه منك، وتقول: نقل الإجماع ثلاثة من أهل العلم، وأسكت، ولا أبين لك خطأ ذلك، والأدهى أن تقول: إن الجمهور على اعتبار اختلاف المطالع فيما تباعد من الأقطار، وأسكت، وكتب أهل الفروع أمامي تصرخ بأعلى صوتها، أن مذاهب أئمتهم على خلاف ذلك، وآتيك من كلامهم بما يدل على ذلك، ثم تعوزك الحجة فتأتي وتقول بكل يسر: هذا خروج عن الموضوع، وجدل، وطريق مسدود، هلآّ أبطلت كلامي قبل ذلك بحجة نيرة وبرهان قاطع، لو خالفتك حينئذ فلك الحق في قول ما هو أكبر من ذلك. وأنا هنا ليس بخاف عليّ تقييد بعضهم لما أطلقه الأئمة في هذا الأمر، وأشرت عليك تلميحا بمن يذكره ويحتج له، وقلت لك إنه طريق لاحب، فتطلبه لتجمع بين القولين، ولو ذهبت أذكر لك من يقول بمثل قولك لأعيتك قراءته، ولكن ليس في كلامه مقنع، وقد خرج على زمن ليس زمننا، أوهناك بواعث أخرى لقوله تذكرها أنت، ولا أرى فيها حجة على المخالف، وإن كنت أقوم بحجتها منك ومنه، ليس لكثرة علمي فلا تعجل، وإنما لأني أعيشها واقعا حيا ملموسا، بينما أنت بعيد عنها، وهو مشغول عن تدبر بطلان قوله بتبرير واقعه، الذي فرضه عليه قوم آخرون، غافلا عن سبب اختيار هذا القول عن غيره وإن كان فيه مصلحة الأمة.
شيخ محمد الأمين، لقد أخبرتك مرارا أنت وأخي رضا صمدي أني أبحث في هذا الأمر لنازلة حلت بنا، وأرغب صادقا في مدارسته بغية الوصول إلى الهدي بعلم وحجة نيرة، أما أخذ الكلام هكذا على التسليم، فمن جاورتهم وأحببتهم لم أجدهم يفعلون ذلك، وأنا على منوالهم أسير، ولا تظنن أني غافل عن قول كلام علمائنا في ذلك، سواء في هذا الذي نتباحثه، أو في أصله الذي أتباحثه مع أخي رضا، ولو ذهبت أذكر لك مراجعي في ذلك لعجبت، ولكني أجد لمخالفي حجة قوية، لم أستطع دفعها وحدي، فأحببت أن أتقوى بإخواني عملا بقوله تعالى (سنشد عضدك بأخيك) والمرء قوي بإخوانه .. كما يقولون، وما أرى الأمر يهمني وحدي، فهذا إن كان فيه شر فهو قادم إلى الجميع – بما فيهم أهل الحجاز- وإن كان خيرا فينبغي لنا أن نعرف حجته، ليصح لنا أخذه عن علم وبصيرة.
أخي محمد الأمين الأسلوب البرقي – إذا صح القول- والجمل المهلهلة المجملة، والدعوى العريضة لا تفيد في مثل هذه المناقشات العلمية، ولا تقوم بها حجة على أحد، فلا بد من البيان وصحة الحجة، وهذا مسلك وعر لمبتغيه، يحتاج لصبر وأناة، وأنا – والله – لا آنف أن أقف أمامك وأمام كل الأحباب هنا موقف التلميذ، بل هذا مما يشرفني، وهو ما جئت بسببه لهذا الملتقى، المهم عندي أن تتكلم بعلم وحلم، أحسهما في كلامك وإن لم أفهمهما، فهناك من يساعدني على فهم قولك وقول غيرك، فلا تظن أني أعتمد على فهمي وحدي – أحيانا – عندما تشكل عليّ الأمور، وأخصك أنت بهذا، فكثيرا ما أشكل علي فهم عباراتك، وعناوين مقالاتك، وقد وافقني من يعد اليوم – عندي - من أبرع علماء أصول الفقه في العالم الإسلامي، وبعض من يعد من أعلم الناس بالنحو في بلدي، أفعل ذلك حتى أعلم كيف أرد وأصدر. خذ مثلا قولك: ما هو الحد الأدنى لحصول الإجماع .. وكيف شرحته، وانظر تعليقي عليه.
أعلم الآن أني أطلت عليك، ولكن لابد مما ليس منه بد. فإن أردت الاستمرار أخي فالحجة النيرة لكل ما تقول، حتى إن قلت عني شخصيا ... فلك ذلك بشرط، وأقبله منك بكل رحابة صدر، فعندي قليل من الشجاعة التي عند من تجاورهم، ولكن الحجة القاطعة لما تقول، أما أخي هذه النتف والكلام الأجوف، والتعليقات المكوكية، فأهون شيء على من هو مثلي ممن قصر باعه، وقل في العلم إطلاعه.
كل ما تقدم لا أراه خروجا عن الموضوع لأنه يتعلق بتصحيح مسار البحث، ثم أتى لنعرف بعضنا جيدا، فإن أبيت إلا قول ما تقدم فأنت سببه، والدليل أني أناقشك في صلب الموضوع وأدلل على قولي، وتأتي أنت لتهدم كل شيء وتعطلنا عن موضوعنا. ولا حجة لك إلا قولك: جدل وصف كلام، ووقت ثمين، و ... كلام جميل وعام ولكن تنزيله على أمرنا غير صحيح البتة.
وأنا في انتظار تعليقك، وغدا – إن شاء الله - أعلق على ما ذكرت، ولعلي أستعمل أسلوب البرقيات، متبعا طريقة أهل الجدل المحمود حقا.
وقد حان الآن فتح موضوع آخر معك، طال حبسه، فأرجو أن تستعمل الرفق في مناقشته، واجتنب أسلوب ... حتى لا يغلق المشرف الموضوع فنحرم من فوائدك؟ وليس لدي مانع في استمرار النقاش في الموضوعين – بارك الله فيك- وآسف جدا إن كان هناك شيء أزعجك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/231)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:37 م]ـ
الأخ الكريم المسدد الفهم الصحيح ..
أبدأ بكل سرور بعد أن استبانت الحقيقة الخنفشارية ... ولقد أحببت
تنبيهك (ولعلي أشرت وربما لم تلحظ) إلى الظاهرة الخنفشارية في
هذا المنتدى لكنني رجحت أن لمسك للظاهرة أوفق في إدراكك لغورها
ولعلك سبرت الغور وفهمت الدور أعاذني الله وإياك من الحور بعد الكور.
وقبل أن أدخل معك (أدخلني الله وإياك الجنة بفضله) إلى صلب ما طلبت
أحببت أن أتفكه بقول البعض:
قولك: ثم إن النص قد ألغى – عند مخالفيك – العقل هنا، وعلق أمر دخول الشهر وخروجه على مجرد الرؤية، فما أنت قائل له؟
بصراحة، فأنا لم أسمع قائلاً بهذا غير رضا صمدي ومن معه. أهـ
هذا القول قال به السلف قاطبة وهو قول المذاهب الأربعة ... فظريف
أن ينسب لهذا لرضا صمدي!!!
إلى لقاء قريب إن شاء الله ....
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 12 - 04, 06:23 ص]ـ
أحببت أن أتفكه بقول البعض.
واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فكهين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 12 - 04, 07:57 ص]ـ
أخي الفهم الصحيح
قيل لبشر بن مالك ما البلاغة فقال التقريب من البغية والتباعد من حشو الكلام ودلالة بالقليل على الكثير
وسئل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ما البلاغة فقال القصد إلى عين الحجة بقليل اللفظ
وقد سئل بعضهم ما البلاغة فاجاب هى الإيجاز. وإنما سمي البليغ لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه.
وقد أطال ربيعة الرأي مرة في كلامه فقال لأعرابي عنده: ما العي عندكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم.
ولست طبعاً المعني بالقول الأخير (وإنما آخر). لكن هل من الممكن أن تخبرني "ببلاغة" ما المطلوب مني الآن بعد ردي الأخير؟(37/232)
أقوال العلماء في وقت ليلة القدر
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[12 - 11 - 04, 05:23 م]ـ
فيما يلي أقوال العلماء في محلّ ليلة القدر:
القول الأوّل: الصّحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء , وهم المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة , والأوزاعي وأبو ثورٍ: أنّها في العشر الأواخر من رمضان لكثرة الأحاديث الّتي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان , وتؤكّد أنّها في الأوتار ومنحصرة فيها.
والأشهر والأظهر عند المالكيّة أنّها ليلة السّابع والعشرين.
وبهذا يقول الحنابلة , فقد صرّح البهوتي بأنّ أرجاها ليلة سبعٍ وعشرين نصاً.
القول الثّاني: قال ابن عابدين: ليلة القدر دائرة مع رمضان , بمعنى أنّها توجد كلّما وجد , فهي مختصّة به عند الإمام وصاحبيه , لكنّها عندهما في ليلةٍ معيّنةٍ منه , وعنده لا تتعيّن.
وقال الطّحطاوي: ذهب الأكثر إلى أنّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين , وهو قول ابن عبّاسٍ وجماعةٍ من الصّحابة رضي الله عنهم , ونسبه العيني في شرح البخاريّ إلى الصّاحبين.
القول الثّالث: قال النّووي: مذهب الشّافعيّة وجمهور أصحابنا أنّها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان مبهمة علينا , ولكنّها في ليلةٍ معيّنةٍ في نفس الأمر لا تنتقل عنها ولا تزال من تلك اللّيلة إلى يوم القيامة , وكل ليالي العشر الأواخر محتملة لها , لكن ليالي الوتر أرجاها , وأرجى الوتر عند الشّافعيّ ليلة الحادي والعشرين ,
وقال الشّافعي في موضعٍ إلى ثلاثةٍ وعشرين ,
وقال البندنيجي: مذهب الشّافعيّ أنّ أرجاها ليلة إحدى وعشرين , وقال في القديم: ليلة إحدى وعشرين أو ثلاثٍ وعشرين فهما أرجى لياليها عنده , وبعدهما ليلة سبعٍ وعشرين.
هذا هو المشهور في المذهب أنّها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان.
وقال الشّربيني الخطيب: .. وقال ابن عبّاسٍ وأبيّ رضي الله عنهم: هي ليلة سبعٍ وعشرين وهو مذهب أكثر أهل العلم.
القول الرّابع: أنّها أوّل ليلةٍ من رمضان , وهو قول أبي رزينٍ العقيليّ الصّحابيّ لقول أنسٍ رضي الله عنه: ليلة القدر أوّل ليلةٍ من رمضان , نقلها عنهما ابن حجرٍ.
القول الخامس: أنّها ليلة سبع عشرة من رمضان ,
روى ابن أبي شيبة والطّبراني من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: ما أشك ولا أمتري أنّها ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة أنزل القرآن , وروي ذلك عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه بحجّة أنّها هي اللّيلة الّتي كانت في صبيحتها وقعة بدرٍ ونزل فيها القرآن لقوله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} , وهو ما يتوافق تماماً مع قوله تعالى في ليلة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
القول السّادس: أنّها مبهمة في العشر الأوسط , حكاه النّووي وقال به بعض الشّافعيّة وهو قول للمالكيّة وعزاه الطّبريّ إلى عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه والحسن البصريّ.
القول السّابع: أنّها ليلة تسع عشرة ,
قال ابن حجرٍ: رواه عبد الرّزّاق عن عليٍّ رضي الله عنه وعزاه الطّبريّ لزيد بن ثابتٍ وابن مسعودٍ رضي الله عنهما ووصله الطّحاوي عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
القول الثّامن: أنّها متنقّلة في ليالي العشر الأواخر تنتقل في بعض السّنين إلى ليلةٍ وفي بعضها إلى غيرها ,
وذلك جمعاً بين الأحاديث الّتي وردت في تحديدها في ليالٍ مختلفةٍ من شهر رمضان عامّةً ومن العشر الأواخر خاصّةً , لأنّه لا طريق إلى الجمع بين تلك الأحاديث إلا بالقول بأنّها متنقّلة , وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل , فعلى هذا كانت في السّنة الّتي رأى أبو سعيدٍ رضي الله عنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطّين ليلة إحدى وعشرين , وفي السّنة الّتي أمر عبد اللّه ابن أنيسٍ بأن ينزل من البادية ليصلّي في المسجد ليلة ثلاثٍ وعشرين , وفي السّنة الّتي رأى أبي بن كعبٍ رضي الله عنه علامتها ليلة سبعٍ وعشرين , وقد ترى علامتها في غير هذه اللّيالي , وهذا قول مالكٍ وأحمد والثّوريّ وإسحاق وأبي ثورٍ وأبي قلابة والمزنيّ وصاحبه أبي بكرٍ محمّد ابن إسحاق بن خزيمة والماورديّ وابن حجرٍ العسقلانيّ من الشّافعيّة , وقال النّووي: وهذا هو الظّاهر المختار , لتعارض الأحاديث الصّحيحة في ذلك ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها , وقيل: إنّ ليلة القدر متنقّلة في شهر رمضان كلّه.
قال بعض أهل العلم: أبهم اللّه تعالى هذه اللّيلة على الأمّة ليجتهدوا في طلبها , ويجدوا في العبادة طمعاً في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كلّه , وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء , ورضاه في الطّاعات ليجتهدوا في جميعها , وأخفى الأجل وقيام السّاعة ليجدّ النّاس في العمل حذراً منهما. [/ SIZE]
المصدر:موسوعة الفقه الإسلامي بالكويت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/233)
ـ[البقاعي]ــــــــ[14 - 11 - 04, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 12:31 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراالجزاء وتقبل الله منا ومنكم
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 09:53 ص]ـ
رأينا ورأى غيرنا إضاءات قوية في السماء ليلة السابع والعشرين فقد كانت السماء مبهرة فكأنها سحب ضخمة تضيء بطريقة رائعة وتنطفيء فمن منكم رأى ذلك وهل يكون هذا الملائكة مثلا فهذا شيء لا أظن أن أحدا قد رآه في حياته من قبل
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:19 م]ـ
والشمس أيضا خرجت صبيحة سبع وعشرين هذا العام1425 حمراء ضعيفة كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي.
ـ[العويشز]ــــــــ[07 - 09 - 07, 12:03 ص]ـ
قال بعض أهل العلم:
أبهم اللّه تعالى هذه اللّيلة على الأمّة ليجتهدوا في طلبها , ويجدوا في العبادة طمعاً في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كلّه , وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء , ورضاه في الطّاعات ليجتهدوا في جميعها , وأخفى الأجل وقيام السّاعة ليجدّ النّاس في العمل حذراً منهما
هذا من أجود الأقوال والعلم عند الله تعالى
ـ[وائل ممدوح]ــــــــ[18 - 09 - 08, 02:49 ص]ـ
واين قول ابن حزم يا طلبة العلم؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 01:17 ص]ـ
قول ابن حزم رحمه الله كما في المحلى 6/ 467
أنها أول ليلة من العشر الأخير إلا أنه إن كان الشهر تاما فهي فهي ليلة العشرين وإن كان ناقصا فهي ليلة إحدى وعشرين .......
وهو قول مرجوح.(37/234)
سؤال للمحدثين (حول عمل الإمام أحمد بالحديث الضعيف)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[12 - 11 - 04, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماذا تقولون للذين يقولون إن الامام أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على الرأي، هل المقصود هو الحديث الضعيف عموما أم أن له شروط في ذلك أي نوع معين من الضعيف؟
أفيدونا في المسألة جزاكم الله خيرا ....
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:14 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتأييد. ونسأله التوفيق للقول السديد. وبعد.
فقد اشتهر هذا القول عن الإمام أحمد، واستفاض، وشاع، حتى قال الحافظ الحجة ابن القيم فى ((إعلام الموقعين)) (1/ 31): ((الأصل الرابع الذى بنى عليه فتاويه: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس. وليس المراد بالضعيف عنده الباطل، ولا المنكر، ولا ما في روايته متهم، بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، والعمل به؛ بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى: صحيح، وحسن، وضعيف؛ بل إلى صحيح وضعيف. وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه، ولا قول صاحب، ولا إجماعا على خلافه، كان العمل به عنده أولى من القياس)).
ثم ذكر موافقيه من الأئمة على العمل بهذا الأصل، فقال: ((وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس. فقدَّم أبو حنيفة حديث ((القهقهة في الصلاة)) على محض القياس، وأجمع أهل الحديث على ضعفه. وقدَّم حديث ((الوضوء بنبيذ التمر)) على القياس، وأكثر أهل الحديث يضعِّفه. وقدَّم حديث ((أكثر الحيض عشرة أيام))، وهو ضعيف بإتفاقهم على محض القياس، فإن الذي تراه في اليوم الثالث عشر مساو في الحد والحقيقة والصفة لدم اليوم العاشر. وقدَّم حديث ((لا مهر أقل من عشرة دراهم))، وأجمعوا على ضعفه، بل بطلانه، على محض القياس، فإنَّ بذل الصداق معاوضة في مقابلة بذل البضع، فما تراضيا عليه جاز، قليلا كان أو كثيراً.
وقدَّم الشافعي خبر ((تحريم صيد وج)) مع ضعفه على القياس. وقدَّم خبر ((جواز الصلاة بمكة في وقت النهي)) مع ضعفه ومخالفته لقياس غيرها من البلاد. وقدَّم في أحد قوليه حديث ((من قاء أو رعف فليتوضأ، وليبن على صلاته)) على القياس مع ضعف الخبر وإرساله. وأما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل، والمنقطع، والبلاغات، وقول الصحابى على القياس)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية فى ((منهاج السنة)): ((وأما نحن، فقولنا: إن الحديث الضعيف خير من الرأي، ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به الحسن، كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث إبراهيم الهجري وأمثالهما، ممن يحسن الترمذي أحاديثهم. فالحديث إما صحيح وإما ضعيف، والضعيف نوعان: ضعيف متروك، وضعيف ليس بمتروك. فتكلم أئمة الحديث بذلك الاصطلاح، فجاء من لم يعرف إلا اصطلاح الترمذي، فسمع قول بعض الأئمة: الحديث الضعيف أحب إلى من القياس، فظن أنه يحتج بالحديث الذي يضعفه مثل الترمذي، وأخذ يرجح طريقة من يرى أنه أتبع للحديث الصحيح، وهو في ذلك من المتناقضين الذين يرجحون الشيء على ما هو أولى بالرجحان منه، إن لم يكن دونه)) اهـ.
وهذا الذى ذكره الحافظ ابن القيم فى غاية البيان والدلالة على المقصود، وقد دفع الملام عن إمام الأئمة الأعلام، بذكر موافقيه على هذا الأصل من أصول مذهبه. ثم زاده شيخ الإسلام إيضاحاً بذكر خطأ من ظنَّ أنه أراد بالضعيف ما كان على اصطلاح الترمذى، ومن نحا نحوه.
إلا أنه قد يفهم من كلامهما أن المراد بالضعيف الذى قدَّمه على الرأى؛ هو الحسن لذاته دون ما عداه، وإنما المراد عند التحقيق ثلاثة أقسام:
(أولها) الحسن لذاته الذى لا يفتقر إلى جابر ولا عاضد، وهذا أقوى الثلاث وأمثلها.
(ثانيها) الحسن لغيره الذى ينجبر بما يشد أزره ويقويه ويعضده.
(ثالثها) الضعيف الذى لم يشتد ضعفه حتى يطابق الموضوع والمتروك.
فإن قيل: فهل جاء عن الإمام أحمد ما يتأيد به إرادته بالضعيف لهذه الأقسام الثلاثة؟، قلنا: فأما الأول والثانى فأظهر من أن يستدل لهما، سيما وقد وقع التمثيل لهما آنفاً، لذا فلنقتصر على ذكر الضعيف الذى لم يشتد ضعفه حتى يلتحق بالمتروك، ولم ينجبر حتى يلتحق بالحسن، وذلك بما قال أبو عبد الله مهنا بن يحيى: قال أحمد: الناس كلهم أكفاء إلا الحائك والحجام والكساح، فقيل له: تأخذ بحديث ((كل الناس أكفاء إلا حائكاً أو حجاماً)) وأنت تضعِّفه؟، فقال: إنما نضعِّف إسناده، ولكن العمل عليه. وبما ذكره الخلال فى ((الجامع)) من حديث ابن عباسٍ فى كفارة وطء الحائض، قال: كأن الإمام أحمد أحبَّ أن لا يترك الحديث، وإن كان مضطرباً، لأن مذهبه فى الأحاديث إذا كانت مضطربة، ولم يكن لها مخالف قال بها.
وفى التمثيل للمراد من قوله ((الضعيف عندنا أحب من الرأى)) على مسائل الفقه مزيد بيان ليس ذا موضعه.
والله الموفق للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/235)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[14 - 11 - 04, 02:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي محمد،
حيث اني اردت التأكد من المعلومة التي لدي وهي ان المقصود بالحديث الضعيف هنا هو الحسن، حيث اني قرأت هذه المعلومة في كتاب الاستاذ عمرو عبد المنعم سليم حفظه الله،،،
وقابلت شخصا للاسف يحضر رسالة الدكتوراه ولكن لا اعلم في اي تخصص شرعي وقال انه قام ببحث في هذه المسألة وان الامام احمد يستدل بالحديث الضعيف على عمومه ولما قلت له هذه المعلومة انكر علي ذلك وقال لي اني متسرع فاردت التأكد ويبدو اني استزدت في الموضوع و لله الحمد ووقعت على خبير!!!!!!
وقد دخلت على الموقع المسجل في توقيعك، هل انت الشيخ صاحب الموقع؟
وهل المقصود بالشيخ ابو محمد هو والدك؟
واذا كان كذلك فاني اقترح زيادة عدد الكتب المجانية الموجودة في الموقع وخصوصا الاسماء الدرر لمؤلفات
الشيخ والدكم فاني اراها مغرية جدا لمن عشق علم الحديث!!؟؟
وفي الختام ارجو اني لم اطل عليك ولكن اكمالا لأسئلتي فأين اجد مقولة الامام ابو حامد الغزالي
التي قال فيها (((إن بضاعتنا في الحديث مزجاة)))) و التي تدل على ضعفه في علم الحديث
وجزاك الله خيرا و نفع بك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 11 - 04, 01:14 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته. وبعد.
مجيبُك على سؤالك هو أبو محمد، وأما الابن محمد ـ أيده الله بتوفيقه ـ فهو راعى الموقع، والمشرف عليه.
[أولاً] إن كان الجواب الآنف قد وقع منك موقع الإستحسان، فأرجو التنبه إلى ما علقت به على كلام الحافظين ابن تيمية وابن القيم بقولى: ((إلا أنه قد يفهم من كلامهما أن المراد بالضعيف الذى قدَّمه على الرأى؛ هو الحسن لذاته دون ما عداه، وإنما المراد عند التحقيق ثلاثة أقسام:
(أولها) الحسن لذاته الذى لا يفتقر إلى جابر ولا عاضد، وهذا أقوى الثلاث وأمثلها.
(ثانيها) الحسن لغيره الذى ينجبر بما يشد أزره ويقويه ويعضده.
(ثالثها) الضعيف الذى لم يشتد ضعفه حتى يطابق الموضوع والمتروك.)) اهـ.
[ثانياً] ما نسب إلى أبى حامد الغزالى من قلة المعرفة بعلم الحديث، فقائل ذلك تلميذه القاضى أبو بكر بن العربي، فإنه مع تعظيمه لشيخه أبى حامد، كان يقول: شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم، فما قدر، وكان يذكر عنه أنه كان يقول عن نفسه: ((أنا مزجى البضاعة في الحديث)). فقد كان اعتماد أبى حامد وأكثر أهل طبقته من المتكلمين على كتاب ((فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب)) لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الديلمي، وهو الذى اعتمد عليه فى أحاديث كتابه ((إحياء علوم الدين))، لهذا كثرت موضوعاته ومناكيره. وقد حكوا: أنه فى خاتمة عمره لازم حفظ ((الصحيحين))، ومات و ((صحيح البخارى)) على صدره.
وكتبه أبو محمد الألفى
مساء أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1425هـ.
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 01:20 م]ـ
أخي الفاضل
السلام عليك
قول الإمام أحمد في الحديث الضعيف، ليس له علاقة باحتجاج الإمام أحمد بهذا النوع من الحديث.
لقد قاله في موضع كان يجب على كل من ينقل ذلك عن الإمام أحمد أن يذكر الواقعة كاملة.
مثال: لقد قال شعبة: لأن أزني أحب إليَّ من أن أدلس.
هل يُفهم من هذا أن أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج له أدنى علاقة بهذه الفاحشة؟
لا، والله، ما علمناه إلا طاهرا، كريما، عالما، أمينا.
والإمام أحمد قال كلمة الحديث الضعيف، في مناسبة مثل مناسبة شعبة.
واقرأ معي
ـ قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي، عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه، يعني مما يُبتلى به من الأيمان في الطلاق وغيره، وفي مِصره من أصحاب الرأي، ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف، ولا الإسناد القوي، فمن يسأل، أصحاب الرأي، أو هؤلاء، أعني أصحاب الحديث، على ما كان من قلة معرفتهم؟ قال: يسأل أصحاب الحديث، ولا يسأل أصحاب الرأي، ضعيف الحديث خير من رأي أبي حنيفة. ((تاريخ بغداد)) 13/ 418.
فهذه مناسبة الحديث الضعيف
ولكن أحمد بن حنبل، يرحمه الله، كان من أشد الناس تحريا لصحة الحديث.
وفقك الله لأن تكون، وأنا معك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:36 م]ـ
ما معنى ((والإمام أحمد قال كلمة الحديث الضعيف، في مناسبة مثل مناسبة شعبة))؟! فإنها تبدو فى غاية الغموض، مع وضوح دلالة كلام الحافظين الفذين ابن تيمية وابن القيم على أن العمل بالحديث الضعيف وتقديمه على مجرد الرأى، من أصول فتاوى الإمام أحمد، بل الأئمة السابقين، أمثال أبى حنيفة، والشافعى.
أرجو إعادة قراءة ما سبق أولى من الاعتراض!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/236)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:42 م]ـ
ما معنى: (1) قول أبى عبد الله مهنا بن يحيى: قال أحمد: الناس كلهم أكفاء إلا الحائك والحجام والكساح، فقيل له: تأخذ بحديث ((كل الناس أكفاء إلا حائكاً أو حجاماً)) وأنت تضعِّفه؟، فقال: إنما نضعِّف إسناده، ولكن العمل عليه.
(2) ما ذكره الخلال فى ((الجامع)) من حديث ابن عباسٍ فى كفارة وطء الحائض، قال: كأن الإمام أحمد أحبَّ أن لا يترك الحديث، وإن كان مضطرباً، لأن مذهبه فى الأحاديث إذا كانت مضطربة، ولم يكن لها مخالف قال بها.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[15 - 11 - 04, 05:36 م]ـ
لست أدري يا شيخ ابو محمد ...
وانت أعلم مني ولاشك،، لكني مما قرأته في كتاب الاستاذ عمر عبد المنعم سليم " الحسن بمجموع الطرق " اظن ان المقصود هو الاول و الثاني،، اما عن الثالث فلا ادري،، لاأظنه كذلك، والله اعلم.
ولم ترد علي بخصوص الكتب المجانية في موقعكم وجزاك الله خيرا
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 07:06 ص]ـ
أولا: أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا حسن الخلق، وأن يجعلنا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، لأنني أرى أننا جميعا نتعامل بشيء من القسوة، وكأن الذي يكتب وراء أخيه كلمة، قد ارتكب السبع الموبقات.
وأقول لأخي الفاضل أبي محمد السكندري:
ليس أنت الذي يقول، في معرض الحديث عن أبي حامد الغزالي: وقد حكوا: أنه فى خاتمة عمره لازم حفظ ((الصحيحين))، ومات و ((صحيح البخارى)) على صدره.
أبو محمد لايقول: وقد حكوا، أو: وقد قيل، أو: روي أن ...
أبو محمد ينتظره الصغار من أمثالي ليقول اسم الذي حكى، ومصدر الحكاية، وتمحيصها إن كانت صحيحة أم ضعيفة، بعد عرض إسناد الحكاية على ميزان الجرح والتعديل.
أم أنني أخطأت للمرة الثانية عندما تجرأ جاهل مثلي، وقال للعلماء: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
من الذي حكى ياشيخ؟ وأين، وما مصدره؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 11 - 04, 03:32 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والظلم والعدوان. الواقى من اصطفاه زلات اللسان وأسقام الجَنان. القائل فى محكم التنزيل ((هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ)). والصلاة والسلام الأوفيان الأتمان على المبعوث رحمةً وهداية لبنى الإنسان. وعلى آله وصحبه ذوى الفضائل الغر الحسان. وبعد ..
يا أبا المعاطى. سلامى إليك وتحياتى
قلت: ((أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا حسن الخلق، وأن يجعلنا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)).
آمين .. آمين .. آمين
وقلت: ((لأنني أرى أننا جميعا نتعامل بشيء من القسوة، وكأن الذي يكتب وراء أخيه كلمة، قد ارتكب السبع الموبقات)).
لماذا هذه الجملة برمَّتها؟: حكمت على الجميع بالقسوة والفظاظة، وندِمتَ لنفسِك أن شاركت إخوانك ومحبيك وشيوخك الرأى والحوار، أهذا حقُّنا عليك؟، أهذه مقالتُك فينا؟، ولكننا جميعاً مسامحوك.
أناسٌ أعرضوا عنا بلا جرمٍ ولا مَعْنَى
أساءوا ظنَّهم فينا فهلا أحسنُوا الظنَّ
فإنْ كانوا قد استغنَوْا فإنا لحبِّهم أقْنَىسأقولها، والله من وراء القصد والغاية: هذا منتدى الفضلاء الألبَّاء العقلاء الرحماء، والعبرة بالكثرة والغلبة، فالماء المستبحر لا يحمل خبثاً وإن خالطه وجاوره. لا فرق فيه بين كبير وصغير، وعالم ومتعلم، ونابه وخامل، وشيخ وتلميذ. أدام الله على الجميع فضله، وأسبغ علينا برَّه ولطفه.
يا أخى الحبيب. لا موبقات ولا مهلكات ولا مرديات، بل هى كلمات نافعات، تحرك السواكن، وتثير الكوامن، وتحل المشكلات، وتكشف خفايا المدركات. إنَّ الذى يكتب مفيداً، أو مشاركاً، أو مستفهماً، فالثلاثة مأجورون إن شاء الله تعالى، وإنما الأمور بمقاصدها وغاياتها، والله يكافئ المحسن مثوبةً وإحساناً، ويسبغ المخطئ عفواً وغفراناً.
وقلت: ((وأقول لأخي الفاضل أبي محمد السكندري))
لبيك أخى الحبيب، ها أنا ذا مسترضيك، وشاكرك، وقابلُ منك هذا الثناء بالوصف والتكنية، والنسبة إلى أُخُوتِك.
وقلت: ((ليس أنت الذي يقول، في معرض الحديث عن أبي حامد الغزالي: وقد حكوا: أنه فى خاتمة عمره لازم حفظ ((الصحيحين))، ومات و ((صحيح البخارى)) على صدره)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/237)
أتريدنى ألا أحسن الظن بخاتمة أبى حامد الغزالى، ولو توهماً، فهل غاب عنك أن حسن الظن واسع المدرك، لا يفتقر إلى دليل!، فكيف، وهو مذكور فى ترجمة الإمام الحافظ المكثر الجوال أبى الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني الرؤاسي من ((سير الأعلام)) (19/ 317)، قال الحافظ الذهبى: ((حدَّث عنه: أبو بكر الخطيب شيخه، وأبو حامد الغزالي، وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي شيخه، وهبة الله بن أحمد بن الأكفاني، والحافظ إسماعيل بن محمد التيمي، ومحمد بن الحسن الحويني، وأبو الطاهر السلفي بالإجازة، وعدة. وقدم طوس في آخر عمره، فقرأ عليه الغزالي ((الصحيحين)) اهـ.
وقال: ((قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسى: أبو الفتيان الرؤاسي شيخ مشهور، عارف بالطرق، كتب الكثير، وجمع الأبواب وصنف، وكان سريع الكتابة، وكان على سيرة السلف، معيلاً مقلاً. خرج من نيسابور إلى طوس، فأنزله أبو حامد الغزالي عنده، وأكرمه، وقرأ عليه ((الصحيح)).
فإذا عُلم أن وفاة أبى الفتيان كانت سنة ثلاث وخمس مئة، وأن وفاة أبى حامد سنة خمس وخمس مئة، فقد ثبت أن قراءة الغزالى ((الصحيح)) على الحافظ المنقطع النظير أبى الفتيان الرؤاسى، وقع فى أواخر أيام عمره.
وقد نقل كلام الحافظ الذهبى هذا كثير من المؤرخين، فهذا الحافظ الجلال السيوطى فى ((طبقات الحفاظ)) (ص451) يقول: ((أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني الرؤاسي الحافظ الجوال. سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا يعلى الخليلي، وخلائق. صحَّح عليه أبو حامد الغزالي ((الصحيحين)) اهـ.
وقلت: ((أبو محمد ينتظره (الكبار) من أمثالي ليقول اسم الذي حكى، ومصدر الحكاية، وتمحيصها إن كانت صحيحة أم ضعيفة، بعد عرض إسناد الحكاية على ميزان الجرح والتعديل)).
فقد أجبتك لما انتظرتنى لبعضه، وهو الحاكى ومصدر الحكاية، أما التمحيص، وأما التوثق لصحة ما حكوه، فمن وراءه ما أنكرته علىَّ بقولى: حكوا، وكان الأولى أن يكون صنيعى هذا محموداً، إذ لا سبيل إلى الوقوف على أسانيد أمثال هذه الحكايات المبثوثة فى كتب التراجم، فهل ينكر ما ورد من أشباهها ونظائرها، وما أكثرها، فى ((طبقات الحفاظ)) و ((سير الأعلام)) و ((طبقات الفقهاء))، ونحوها؟.
وقلت: ((أم أنني أخطأت للمرة الثانية عندما تجرأ (محب) مثلي، وقال (لمحبيِّه): هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟)).
يا أخى الحبيب. ما أخطأتَ ولا تجرأتَ. وما ديننا الكذب ولا نفتريه، ولا نحبه ولا نصطفيه، بل هو أبغض شئٍ عندنا، وأكرهه إلى نفوسنا، ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))، ألا ((لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ))، أعاذنا الله وإيَّاك شره وأثره.
وقلت: ((من الذي حكى ياشيخ؟، وأين، وما مصدره؟)).
أرجو أخى الحبيب أن أكون قد أجبتك. وسلامى إليك وتحياتى.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[16 - 11 - 04, 07:20 م]ـ
إن الذي يجب ان يزعل بحق هو " أنا " ....
يا أخ أبو محمد أنت حتى لم ترد على كلامي الثاني نهائيا وكأنه لم يكتب ونحن نريد ان نستفيد من علمكم حفظكم الله؟؟؟!!!!
فهل هذا تجاهل منكم؟؟ ام نسيان وغفلة لترد على كلام الاخ ابو المعاطي جزاه الله خيرا ...
وجزا الله الجميع خيرا
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد، وأشكرك على مسامحتي، فهذا ما أنتظره منك، ويجب أن نكون جميعا هكذا، وأنا أعرف قدر الكثيرين من إخواني رواد هذا الملتقى الطيب.
وما زلت معترضا على صحة ما حُكي عن الغزالي، وأنت ذكرت سير أعلام النبلاء، وغيره من الكتب، وأقول لك، ولو جاء في صحيح البخاري، فلا عبرة إلا بصحة الإسناد.
واعذرني في ذلك، فما زلت في الطريق المؤدي إلى أول الطريق، وربما إذا وصلت إلى الباب، صدقت من يقول: يُحكى أن ...
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22046&highlight=%C7%E1%DA%E1%E3%C7%C1
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:36 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد ..
الرجا التنبه إلى أن السؤال ورد هكذا: ((ماذا تقولون للذين يقولون إن الامام أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على الرأي، هل المقصود هو الحديث الضعيف عموما أم أن له شروط في ذلك أي نوع معين من الضعيف؟)).
ولهذا وقع الجواب عنه، ولم أتجاوزه إلى غيره، إذ الإيراد خاصٌ، وليس عاماً، وإلا ففى المسألة تفصيل طويل الذيل ..
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن مفلح في " الفروع " _ 1/ 268 ":
" وعدم قول أحمد بها - أي: صلاة التسبيح - يدل على أنه لا يرى العمل بالخبر الضعيف في الفضائل ".
وقال ابن مفلح المؤرخ في " المبدع " (2/ 27):
" فإن عدم قول أحمد بها يدل على أنه لا يرى العمل بالخبر الضعيف في الفضائل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/238)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[30 - 11 - 04, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا ابو المنهال على هذه الاضافة(37/239)
لا نداء لصلاة العيد ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[12 - 11 - 04, 11:28 م]ـ
في سؤال قديم في الملتقى لم تتم الإجابة عليه .. وقد حاولت مراراً رفعه فرفض .. ويقول هناك خلل .. وهذا رابطه ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16571
أظنه سؤال من العام الماضي .. لكن .. لا يستحق الإهمال .. بل يستحق الإكرام فهو لأخينا أكرم ..
لا اذان ولا إقامه ولانداء لصلاة العيد - بأي لفظ - لصريح النص في ذلك ..
وهو حديث جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين .. {لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر ولا يوم الأضحى} رواه البخاري.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين , بلا أذان ولا إقامة) رواه مسلم
هذا هو الراجح في هذه المسألة .. ووما ذكر السائل هو قول للشافعية وهناك رواية عند الحنابلة ..
وهم يستدلون بما روى الشافعي عن الثقة عن الزهري قال {كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يأمر المؤذن في العيدين أن يقول الصلاة جامعة}
ويقيسونها على صلاة الكسوف لثبوت ذلك فيها ..
لكن يرد على هذا القول على عجالة ..
أن مراسيل الزهري ضعيفة عند أهل العلم .. والقياس لا يصح اعتباره مع وجود النص الصريح الثابت الدال على أنه لم يكن في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لصلاة العيد أذان ولا إقامة ولا شيء ..
وقد يعد من البدع المحدثة ..
إذا فهذا قول الشافعية .. أما المالكية .. فعلى عجالة مررت بالتمهيد فلم أره أشار إلى ذلك ..
لكن .. وجدت نقلا في فتح الباري عن الإمام مالك قوله في الموطأ {سمعت غير واحد من علمائنا يقول لم يكن في الفطر ولا في الأضحى نداء ولا إقامة منذ زمن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى اليوم} (الفتح 2/ 575)(37/240)
جمع الناس للطعام في العيدين سنة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (298/ 25):
وسئل عمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم هل ذلك مستحب؟ أم لا؟
فأجاب: الحمد لله: جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " {من فطر صائما فله مثل أجره} وإعطاء فقراء القراء ما يستعينون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر. وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم.(37/241)
تصريح الحسن بالسماع من سمرةرضي الله عنه؟؟
ـ[اللجين]ــــــــ[13 - 11 - 04, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم.
هل هناك من احاديث صرح فيها الحسن رحمه الله بالسماع من سمرة رضي الله عنه غيرحديثي {كل غلام مرتهن بعقيقته} وكذلك حديثه قلما خطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطبه الا امر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[13 - 11 - 04, 05:41 م]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14046&highlight=%D3%E3%D1%C9
ـ[اللجين]ــــــــ[18 - 11 - 04, 08:55 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا لكي لم أجد ضالتي فأن اريد حديث صرح الحسن فيه بالسماع غير هذين الحديثين.
ـ[اللجين]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:42 م]ـ
يرفع لعلنا نجد جوابا ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 05, 06:00 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36194
المشاركة (2).(37/242)
كان يُقصد -رحمه الله- من الأماكن البعيدة لسماع قرائته في رمضان
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[13 - 11 - 04, 05:02 ص]ـ
قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة:
[محمد بن سعد بن سعيد العسَّال، المقرىء، أبو البركات بن الحنبلي
يلقب التاريخ: ولد في ربيع الآخر سنة سبعين وأربعمائة.
وقرأ بالروايات على رزق اللّه التميمي، ويحيى بن البستي، وغيرهما.
سمع من أبي نصر الزينبي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، والقاضي ابن البطر والنعالي وغيرهم. وعلق الفقه عن ابن عقيل.
وكان من القراء المجودين، الموصوفين بحُسن الأداء، وطيب النغمة. يُقصد في رمضان، لسماع قراءته في صلاة التراويح، من الأماكن البعيدة. وكان دينًا صالحًا، صَدُوقًا، حَدَّث.
سمع منه ابن ناصر، والسلفي. قال: وكان من أحسن الناس تلاوةً للقرآن، وكتب الحديث الكثير معنا وقبلنا. وهو حنبلي المذهب. علق الفقه عن ابن عقيل.
توفي يوم الثلاثاء سابع رمضان سنة تسع وخمسمائة. وصُلي عليه بجامع القصر. وكان الجمع متوفرًا. ودفن بباب حرب رحمه اللّه تعالى.]
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 11 - 04, 02:57 ص]ـ
أما اليوم فقد اتخذ بعضهم نهجا ينطبق عليهم فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء عند الطبراني:
((ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهاً .... ))
(صحيح) انظر حديث رقم: 2812 في صحيح الجامع.
وفي رواية:
((يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم]. (صحيح)))
السلسلة الصحيحة: 2/ 672.
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[16 - 11 - 04, 11:43 م]ـ
ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد
صحيح الجامع 5456 من حديث ابن عمر
قال العلامة الألباني في الصحيحة (صحيح بمجموع طرقه) 2200
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 04:38 م]ـ
بارك الله فيكم
والحديث السابق لايصح وقد سبق بيانه على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=21119#post21119
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:24 ص]ـ
بارك الله فيكم(37/243)
حكم تنفيذ الذبح فيمن وجب عليه القتل
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 05:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي
أرجو التوضيح بالأدلة لحكم الذبح في من استحق القتل حدا او قصاصا
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:02 ص]ـ
أين أنتم أهل الحديث؟؟
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:58 ص]ـ
يا أهل الحديث
هل من مجيب؟
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:14 ص]ـ
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=52753&Option=FatwaId
www.islamweb.net
فتاوى الشبكة الإسلامية
عنوان الفتوى: الأدلة على القتل بالسيف للمستحق
رقم الفتوى: 52753
تاريخ الفتوى: 15 رجب 1425
السؤال: ما دليل قطع الرأس بالسيف في الإسلام؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وردت أدلة من السنة وفعل الصحابة ونصوص أهل العلم على القتل بالسيف لمن استحق ذلك في حد من حدود الله تعالى، فقد قتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط يوم بدر لأنه من عتاة الكفار والمستهزئين بالله ورسوله، وكان من أشدهم أذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه بضرب عنقه بالسيف، جاء ذلك في سيرة ابن هشام وغيرها من كتب السيرة؛ كما جاء في مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرهم.
وقد نص أهل العلم على أن من استحق القتل بقصاص يقتل بما قتل به؛ إلا أن يكون في ذلك تعذيب وطول فإنه يقتل بالسيف، قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار نقلاً عن أصحاب مالك: وقتل بمثله ... وإن زاد على فعل القاتل الأول؛ إلا أن يكون في ذلك تعذيب وطول فيقتل بالسيف.
وذلك لأن ضربة السيف القاضية أريح للمقتول وأقل تعذيباً له، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتقليل العذاب على المقتول، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
www.islamweb.net
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم(37/244)
ما القول الفصل في "العرنيين", من النسخ وغيره؟؟.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[13 - 11 - 04, 07:51 م]ـ
ما القول الفصل في "العرنيين", من النسخ وغيره؟؟.
وما يحتج به منها؟؟.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[14 - 11 - 04, 02:36 م]ـ
بارك الله فيك على طرح هذا الموضوع الهام
و أرجو يتحفنا من لديه علم بالرد و المشاركة فى هذا الموضوع
ـ[أمين هشام]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:59 م]ـ
لماذا يبخل اهل العلم بعلمهم؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 08:03 ص]ـ
قال بن حجر في الفتح
وذهب آخرون الى أن ذلك (أي المثلة) منسوخ قال بن شاهين عقب حديث عمران بن حصين في النهي عن المثلة هذا الحديث ينسخ كل مثلة وتعقبه بن الجوزي بأن ادعاء النسخ يحتاج إلى تاريخ قلت (القول لبن حجر) يدل عليه ما رواه البخاري في الجهاد من حديث أبي هريرة في النهى عن التعذيب بالنار بعد الإذن فيه وقصة العرنيين قبل إسلام أبي هريرة وقد حضر الإذن ثم النهي وروى قتادة عن بن سيرين أن قصتهم كانت قبل أن تنزل الحدود ولموسى بن عقبة في المغازي وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة وإلى هذا مال البخاري وحكاه أمام الحرمين في النهاية عن الشافعي.
راجع فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الوضوء شرح حديث العرنيين.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:34 م]ـ
الأخبار في أمرهم كثيرة.
وروى ابن وهب في موطئه في باب ما جاء في المحارب والقاطع الطريق:
عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد أن رسول الله عليه السلام لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار , عاتبه الله في ذلك , فأنزل الله: انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا , الآية كلها.
موراني
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:09 م]ـ
شكرا لـ د. موراني على مشاركته وهناك أمور أود توضيحها حتى لايظن ظان أن الرسول فعل بالعرنيين ما فعل لأنهم سرقوا لقاحه فقط.
1 - عن وهيب بسنده فقال إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وله فيه من رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بسنده فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة وكذا في الزكاة من طريق شعبة عن قتادة والجمع بينهما أن إبل الصدقة كانت ترعى خارج المدينة وصادف بعث النبي صلى الله عليه وسلم بلقاحه إلى المرعى طلب هؤلاء النفر الخروج إلى الصحراء لشرب ألبان الإبل فأمرهم أن يخرجوا مع راعيه فخرجوا معه إلى الإبل ففعلوا ما فعلوا. (1)
2 - فهؤلاء سرقوا أي لأنهم أخذوا اللقاح من حرز مثلها وهذا قاله أبو قلابة استنباطا، وقتلوا أي الراعي، وكفروا وحاربوا ثبت عند أحمد من رواية حميد عن أنس في أصل الحديث وهربوا محاربين. (2)
3 - فلما قتلوا الراعي وارتدوا عن الإسلام وساقوا الذود فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا. هذا الحديث أصل في عقوبة المحاربين وهو موافق لقول الله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض}
واختلف العلماء في المراد بهذه الاَية الكريمة فقال مالك: هي على التخيير فيخير الإمام بين هذه الأمور إلا أن يكون المحارب قد قتل فيتحتم قتله.
وقال أبو حنيفة وأبو مصعب المالكي الإمام بالخيار وإن قتلوا.
وقال الشافعي وآخرون: هي على التقسيم فإن قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا، وإن قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا، فإن أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، فإن أخافوا السبيل ولم يأخذوا شيئاً ولم يقتلوا طلبوا حتى يعزروا.
واختلف العلماء في معنى حديث العرنيين هذا فقال بعض السلف: كان هذا قبل نزول الحدود وآيتي المحاربة والنهي عن المثلثة فهو منسوخ وقيل ليس منسوخاً وفيهم نزلت آية المحاربة، وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بهم ما فعله قصاصاً لأنهم فعلوا بالرعاة مثل ذلك، وقد رواه مسلم في بعض طرقه، ورواه ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأهل السير والترمذي، وقال بعضهم: النهي عن المثلة نهي تنزيه ليس بحرام. (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - فتح الباري لبن حجر
2 - فتح الباري لبن حجر
3 - المنهاج للنووي(37/245)
جماع الفوائد فى حكم الذكر بين تكبيرات العيد الزوائد
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[13 - 11 - 04, 08:33 م]ـ
باب ما يقول بين كل تكبيرتين
و ليس فى ذلك شئٌ مؤقتٌ عن النبى صلى الله عليه وسلم و لكن جاء عن ابن مسعود أنه علم الوليد بن عقبة ذكراً بين التكبيرتين و صوَّبَه حذيفة و أبو موسى رضى الله عنهم.
فيستحبُ أن يقف بين كل تكبيرتين من الزوائد قدر ما يقول: سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم و لو زاد عليه جاز (1).
و قد رَوَى البيهقى عن علقمة أن بن مسعود و أبا موسى وحذيفة خرج اليهم الوليد بن عقبة قبل العيد فقال لهم:ثُمَّ إنَّ هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ فقال عبد الله: (تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة،وتحمد ربك وتصلى على النبى صلى الله عليه و سلم ثم تدعو،و تكبر و تفعل مثل ذلك،ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تقرأ و تركع) زاد الطبرانى: (قال: فقال حذيفة وأبو موسى: أصاب).
هذا [حديث صحيح] طب (9/ 303/9515) عن إبراهيم بن يزيد النخعى عن بن مسعود، هق (1/ 291) عن إبراهيم عن علقمة بن قيس النخعى عن بن مسعود رضى الله عنه و لفظ البيهقى عن إبراهيم عن عن علقمة أن ابن مسعود و أبا موسى و حذيفة خرج اليهم الوليد بن عقبة قبل العيد فقال لهم:ثُمَّ إنَّ هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ فقال عبد الله: (تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة،وتحمد ربك وتصلى على النبى صلى الله عليه و سلم ثم تدعو،و تكبر و تفعل مثل ذلك،ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تكبر و تفعل مثل ذلك، ثم تقرأ و تركع ثم تقوم فتقرأ و تحمد ربك و تصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ثم تدعو ثم تكبر و تفعل مثل ذلك ثم تكبر و تفعل مثل ذلك ثم تكبر و تفعل مثل ذلك ثم تكبر و تفعل مثل ذلك) زاد الطبرانى (قال:فقال حذيفة و أبو موسى: أصاب) [و صححه الألبانى فى الإرواء/642].
قال البيهقى: و هذا من قول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه موقوفٌ عليه فتابعه فى الوقوف بين كل تكبيرتين للذكر إذ لم يُرْوَ خِلافُهُ عن غيره. و نخالفه فى عدد التكبيرات و تقديمهن على القراءة فى الركعتين جميعاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فعل اهلِ الحرمينِ و عمل المسلمين إلى يومنا هذا و بالله التوفيق.
و قد صح الأثر عن بن مسعود ووافقه حذيفة و أبو موسى رضى الله عنهم كما سبق فيجوز الإقتداء بهم فى ذلك،والامر واسع والأفضل ما عليه الجمهورو الله اعلم.
و لو قال: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً و سبحان الله بكرة و أصيلاً و صلى الله على محمد وآله وسلم كثيراً جاز
ثم يتعوذ عقب التكبيرة السابعة فى الاولى و كذا عقب الخامسة فى الثانية.
و لو وصل التكبيرات الزوائد بعضهن ببعض و لم يفصل بينهن بذكر جاز.
-------------------------------------------
(1) استحب الذكر بين التكبيرات الزوائد: ابن مسعود والشافعى وأحمد و ابن المنذر و قال مالك والأوزاعى: لا يقوله. و قال شيخ الإسلام بن تيمية فى"الفتاوى الكبرى"اما بين التكبيرات فإنه يحمد الله و يثنى عليه و يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ويدعو بما شاء. هكذا روى نحو هذا العلماء عن عبد الله بن مسعود.وإن قال:سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر اللهم صلى على محمد و على آل محمد اللهم اغفر لى و ارحمنى كان حسناً و كذلك إن قال الله أكبر كبيراً و الحمد لله كثيراً و سبحان الله بكرة وأصيلاً و نحو ذلك وليس فى ذلك شئٌ مؤقتٌ عن النبى صلى الله عليه و سلم و الصحابة والله أعلم.اه.
------------------------------
و كتبه / أبو حازم فكرى زين العابدين محمد
الأسكندرية فى 30 رمضان 1425 ه
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:36 م]ـ
الأخ المبارك / أبو حازم فكرى.
وفقت وهديت. أحسنت. وأجدت. وبارك الله فيك.
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[14 - 11 - 04, 11:03 م]ـ
جزاكم الله عنا كل الخير و شكراً لإهتمامكم، و متعنا الله بعلمكم و من علينا بدوام قربكم(37/246)
تفسير الشيخ الألباني رحمه الله لقول البخاري سكتوا عنه
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:01 م]ـ
قال الشيخ في (السلسلة الضعيفة) 1/ 465 في الهامش مفسرا معنى قول الإمام البخاري ((سكتوا عنه)):
((قال الحافظ ابن كثير في ((مختصر علوم الحديث)) (ص 118): ((إذا قال البخاري في الرجل: ((سكتوا عنه)) أو ((فيه نظر)) فإنه يكون في أدنى المنازل وأردئها عنده, ولكنه لطيف العبارة في التجريح فليعلم ذلك))
وقال العراقي في شرح ألفيته: ((هذه العبارة يقولها البخاري فيمن تركوا حديثه))
انظر ((الرفع والتكميل)) (ص 182 - 183).
وقال المروزي في ((مسائل الإمام أحمد)) (ص217): ((قلت: من يترك حديث الرجل؟ قال: إذا كان الغالب عليه الخطأ)).
فتأمل فإن معنى قول البخاري ((سكتوا عنه)) أنه جرح مفسر, خلافا لما يظنه البعض)).
أقول هذا بعد ان كنت تحدثت مع شخص عن حديث وكان في سند هذا الحديث رجل قال فيه البخاري ((سكتوا عنه)) فقال لي الأخ هذا جرح غير مفسر وهذا مردود كما هو مقرر في المصطلح وكنت قد ذهبت إلى ما قال الأخ ((أن الجرح غير مفسر)) ولكن فوق كل ذي علم عليم, ورحم الله الشيخ الألباني على ما أفادنا وانزل الله عليه الرحمة والسكينة في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
وأرجو ممن قرأ ما كتبت أن يستغفر لي وأن يدعو لي بالشهادة في سبيل الله مقبل غير مدبر.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 11 - 04, 01:55 ص]ـ
تجد هنا بعض الفوائد حول الموضوع بإذن الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14167&page=2&highlight=%D3%DF%CA%E6%C7+%DA%E4%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=758&highlight=%D3%DF%CA%E6%C7+%DA%E4%E5
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[14 - 11 - 04, 08:57 م]ـ
روى عبد الله بن وهب في كتاب الحاربة من موطئه (الرقم 19 في تحقيقي) خبر العرنيين كما يلي:
وأخبرني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير , وأخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وابن سمعان عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال:
أغار ناس من عرينة ............ الخ.
وجاء في مخطوط الكتاب فوق اسم ابن سمعان (فوق السطر) الرسم التالي: لم يقرأه ح (ح هو الحارث بن مسكين و أحد رواة الموطأ لابن وهب. وردت هذه الملاحظة عند اسم ابن سمعان 11 مرة في المخطوط على الصيغة المذكورة.
وجاء هذا الخبر بهذا الاسناد في سنن النسائي , ج 7 , ص 99 الى 100 (دار الحديث , القاهرة 1987) عن ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن وذكر آخر عن هشام بن عروة عن عروة .... الخ.
ويتبين من خلال النص لدى ابن وهب , هو الأصل في المخطوط , أنّ هذا (الآخر) ليس الا ابن سمعان الا انه
اسقط من الاسناد في حلقات تلاميذ ابن وهب , منهم الحارث بن مسكين الذى لم يقرأ اسم ابن سمعان في موضعه كما أحيل على ذلك في المخطوط.
أما البخاري فقال في ابن سمعان: سكتوا عنه.
كان ابن سمعان , عبد الله بن زياد بن سليمان المدني من شيوخ ابن وهب , وكان هذا الأخير أروى الناس عنه.
وكما يبدو , لم يبال ابن وهب بقول مالك بن أنس في ابن سمعان بل أجاب على قوله. (لا يقبل قول بعضهم في بعض: ترتيب المدارك (المزي , ج 14 , ص 530).
مهما كانت أقوال الجرح والتعديل في ابن سمعان فانه من الوقائع لا تخفى على أحد في معرفة أصل كتاب المحاربة أن ابن وهب روى عنه عدة مرات ولم ير في ذلك بأسا وأدخل سحنون روايات ابن وهب عن ابن سمعان في المدونة أيضا و في كتاب التدليس وفي كتاب المساقاة وفي كتاب الوصايا الثاني (ست مرات جميعا). وكانت ابن سمعان حلقة بالمدينة أخبرنا بها ابن وهب قائلا:
دخلت المسجدة فاذا الناس يزدحمون على ابن سمعان واذا هشام بن عروة جالس: ترتيب المدارك , ج 3 , ص 236.
أنظر أيضا ما جاء صحيح البخاري , كتاب العتق , باب 20: وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري .... الخ. وقول ابن حجر في هذا الاسناد في فتح الباري , ج 5 , ص 182 انّ ابن فلان هذا ابن سمعان.
أما روايات ابن وهب عن ابن سمعان من ناحية وترك ابن سمعان وتكذيبه واسقاطه من الأسانيد القديمة كما رأينا من ناحية أخرى فهو لم يزل موضوع البحث.
موراني
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[15 - 11 - 04, 11:05 م]ـ
...... فهو لم يزل موضوع البحث
نعم , وهناك أتساءل فأرجو بالافادة: هل هناك دراسة علمية حول نشأة علم الجرح والتعديل؟
نظرا الى ما ورد في المخطوطات القديمة والفريدة (أنظر أعلاه) فانني أرى (في هذه المرحلة من البحث) أن المخطوط المذكور قد نسخ قبل نشأة علم الجرح والتعديل كما أن ابن وهب الف كتابه هذا قبل هذه الفترة من الزمن فلم يتأثر بما جاء في كتب الجرح والتعديل فيما بعد .............
اذن , هل هناك دراسة تلمس هذه الجوانب من التساءلات؟
موراني(37/247)
ماحكم الألعاب النارية؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 01:02 م]ـ
تنتشر في أيام العيد الألعاب النارية (الشروخ، المفرقعات)، وتباع بمبالغ مرتفعة يصل سعر بعضها الى الألف والألفين والثلاثة، وبعضها بأسعار زهيدة، وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله فتوى في تحريمها وأنها من تضييع الأموال اضافة الى الاضرار المترتبة عليها، ويصدق كلام الشيخ رحمه الله كثرة مرتادي اسعافات المستشفيات في أيام العيد ولياليه.
الشاهد:
استمعت قديما الى توجيه للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله حول هذه الألعاب - من ناحية السرف المترتب عليها، لا من ناحية الأضرار الصحية - فقال الشيخ كلاما مفاده - أنقله من الذاكرة الكليلة -:
أن هذه المفرقعات إن كان من اشتراها مقتدرا لا يؤثر في ماله شراؤها، مثل تلك المفرقعات التي تقوم بها الجهات البلدية او المنتزهات الكبيرة، والتي يقصد منها - اي المفرقعات - ادخال السرور على الناس ولايترتب عليها أضرار صحية فلا بأس بها.
أما تلك المفرقعات التي تسبب أضرارا صحية، أو أن شرائها يؤثر في الحالة المادية لمن اشتراها فلاتجوز.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 11 - 04, 04:26 م]ـ
للشيخ ابن جبرين فتوى في هذه البليّة ..
أنا من ساعة أبحث عنها .. وحين أجدها سأنقلها بحول الله .. وعسى أن يسبقنى في ذلك أحد ..
وهي بلية بالغة .. آذتنا في بيوتنا وقبل ذلك في بيوت ربنا ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله , ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 06:54 م]ـ
ايضا مما يؤكد ضررها ما في هذه المقالة الصحفية:
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضان الماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15 عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ.
ـ[آل نظيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:55 ص]ـ
الألعاب النارية .. قنابل في يد الصغار
إنتصار سليمان - 11/ 11/2004
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/248)
ملايين الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات انطلقت في شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك سينطلق المزيد، حيث اعتاد البعض التعبير عن فرحته في المناسبات الاجتماعية المختلفة بإطلاق الألعاب النارية، سواء على مستوى الأفراد والأطفال خاصة، أو على مستوى الدول التي اعتادت تنظيم احتفالاتها مستخدمة الألعاب النارية، على غرار ما يحدث في المهرجانات الدولية. وعلى قدر جمال وبهجة هذه الألعاب كان خطرها وأضرارها ..
منذ أن اخترعت الصين البارود الأسود، في القرن الثامن عرف العالم الألعاب النارية، وانتشرت أفكار صناعة الألعاب النارية في دول شرق آسيا. والبارود الأسود هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيوم المعروف أحيانا بملح البارود. وتعتبر الصين من أوائل دول العالم في استخدام وصناعة الألعاب النارية، يليها اليابان وإندونيسيا وباكستان والبرتغال وتايلاند والفلبين وجنوب ايطاليا وأسبانيا.
أما عن تكوين الألعاب النارية فيقول الكيمائي رضا مصطفى السيد مستشار الصحة والسلامة المهنية لعدد من شركات البترول: تعتمد صناعة المفرقعات أساسا على نترات البوتاسيوم وخامس أكسيد الفوسفور؛ فعند انحلال نترات البوتاسيوم بالحرارة يتولد أكسجين مصحوبا بانفجار، مما يولد صوتا عاليا، وكذلك خامس أكسيد الفوسفور بالتسخين يتولد منه ثالث أكسد الأكسجين، ويعطي أيضا نفس الصوت والانفجار، وهو المطلوب في الاحتفالات، وتصدر عن هذه المادة عند اشتعالها كميات من الغازات بشكل مفاجئ. وتعتمد فكرة جميع الألعاب النارية على هذه المعادلة، سواء تم التفجير بالحرارة أو عن طريق الصدمات.
ويتحدد طول المدة التي يمكن لعبوة الألعاب النارية أن تشتعل فيها من خلال الكميات التي تمتزج في المعادلة الكيميائية؛ فالكميات الصغيرة تشعل شرارات صغيرة لا تدوم طويلا، بينا تشعل الكبيرة منها شرارات أطول عمرا تترك خلفها مذنبا طويلا من الإنارة.
تعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية على التركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها. وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعاب النارية مثل "الأخطبوط الذهبي" و"المظلة" و"الشجرة" و"الزهور" و"جوز الهند" و"زهور الربيع" و"المطر السحري" و"السيوف المتشاكية" و"الإشعاعية" و"الشمس الذهبية" و"النخيل" و"العبوة اليابانية" التي يكون له شكل مميز هو الصاروخ المستدير.
ضحايا الألعاب النارية
شرر وأدخنة وضوضاء .. ضرائب بهجة الألعاب النارية
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضان الماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15 عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/249)
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ.
السلامة قبل الندامة
تعتبر أغلب الدول العربية والإسلامية مستوردة للألعاب النارية، ولا تنتج إلا البسيط منها وتصنعه ورش صغيرة أغلبها لا يعمل بشكل قانوني. كما تحظر قوانين هذه الدول استيراد وتداول الألعاب النارية؛ لذا فأغلب الكميات التي تدخل الدول العربية خاصة تدخل بطرق غير شرعية. وتشدد القوانين من إجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية، وتضع شروطا عديدة في التعامل معها، أهمها توافر المواصفات القياسية العالمية، وزيادة احتياطات السلامة والصحة المهنية، وتحدد معايير لنقلها ومواصفات المخازن التي تودع فيها وكيفية تخزينها، أهمها البعد عن التجمعات السكنية ومخازن المواد الاستهلاكية مثل مستودعات الأغذية، كما تمنع استخدامها في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة.
وهناك نوعان من التداول لهذه الألعاب: تداول الأطفال الذي يعتمد على اللعب العشوائي في التجمعات السكنية، والذي ينتج عنه أضرار جسيمة للطفل نفسه وللمحيطين به. وتداول واستخدام الدولة لهذه الألعاب بشكل منظم وأكثر أمنا، متخذة إجراءات وضوابط معينة؛ حيث يقوم متخصصون بتحديد توقيت فترة الألعاب النارية، وكيفية وضع الجمهور في مثل تلك العروض، أي إنها تقوم على أساس دراسات محددة مثل السعودية التي بدأت منذ ثلاث سنوات تنظيم مهرجانات للألعاب النارية في الأعياد حيث أطلقت أكثر من 7269 قذيفة للألعاب النارية في عيد الفطر الماضي بمدينة الرياض حسب جريدة الرياض اليومية، العدد 12586.
تجارة محفوفة بالمخاطر
الألعاب النارية لعبة خطيرة في يد أطفالنا
وعند السؤال عن تجار الألعاب النارية في مصر اعتقدت أنها تتبع تجار السلاح والذخيرة نظرا لأن خطورتها تعادل خطورة أي سلاح ناري، إلا أن المفاجأة أن الألعاب النارية تباع في محلات السوبر ماركت والهدايا، ويتم التفتيش عليها من قبل وزارة التموين التي يحرص مفتشوها على مراجعة تراخيص البيع، وجهة المنشأ، وتاريخ صلاحية المنتج، بل الأدهى أن الباعة الجائلين يتجولون بها على الأرصفة وفي الأسواق.
يقول صلاح محمود -تاجر بحي الموسكي بالقاهرة-: الألعاب النارية تجارة محفوفة بالمخاطر، لها موسم بيع يزداد فيه الإقبال عليها، مثل شهر رمضان والأعياد ورأس السنة الميلادية، أما باقي السنة فيكون البيع بسيطا ومرتكزا فقط في المدن الكبيرة حيث الحفلات والمهرجانات، وتختلف تجارة الألعاب النارية عن غيرها في حجم المخاطر والمغامرة التي يتحملها المستورد والبائع، سواء المخاطرة الأمنية حيث تشدد الجهات الأمنية والتفتيشية على صلاحية الألعاب النارية، وطريقة تخزينها، وتراخيص العمل فيها، أو المخاطرة التي تكمن في الألعاب النارية نفسها من إمكانية تفجيرها، وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد، ولا يتم وضع كميات كبيرة منها للعرض، بل يتم السحب من المخزن أولا فأولا؛ لتفادي أي كوارث يمكن أن تحدث.
ويضيف: وإن كانت نسبة الربح فيها عالية لدرجة مغرية (تتعدي 150% وتصل في المنتجات غير الصالحة 300%) تجعل أغلب التجار الذين يتعاملون فيها يقبلون المغامرة والمخاطرة، إلا أن الذين يتعاملون مع هذه التجارة بطرق قانونية نسبة قليلة يمكن عدهم على أصابع اليد في كل دولة، وتنحصر بين المستورد والبائع، هذا غير دخلاء المهنة الذين يعملون في مواسم العمل، سواء كانوا باعة جائلين، أو محلات الهدايا واللعب.
ويقبل على شراء هذه الألعاب نوعان من المستهلكين: أولهما الأطفال والشباب، وهي الشريحة الأكثر طلبا للألعاب النارية، وتفضل الألعاب البسيطة المصنعة محليا؛ نظرا لرخص سعرها، متجاهلين خطورتها، خاصة إن كانت لا تصلح للاستخدام، بل إنهم يتفننون في وسائل أكثر خطورة مثل وضع اللعبة النارية في زجاجة أو علبة من الصفيح مما يحدث دويا وانفجارا أعلى من المتوقع. ويتراوح سعر الألعاب النارية بسيطة التركيب والمصنعة محليا ما بين 5 و35 جنيها مصريا للعبة للواحدة. أما الشريحة الأخرى فتتمثل في الشركات المنظمة للحفلات العامة والخاصة، وتفضل دائما الألعاب النارية المستوردة التي تعطي بهجة أكثر من الرهبة عند استخدامها، ويبدأ سعر الواحدة من 150 جنيها.
ينتهي هنا كلام البائع ويبدأ التفكير: هل ستترك أبناءك هذا العيد يستخدمون تلك "القنابل" للشعور ببهجة قد تنقلب لكارثة؟! أنت من سيحدد الإجابة.
المصادر:
http://ar.chinabroadcast.cn/1/2003/12/19/1@4595.htm
http://www.alwatan.com/graphics/2003/
09sep/1.9/heads/ct5.htm
http://www.rop.gov.om/arabic/
n ewsdetails1.asp?nid=928
http://www.elaph.com/elaphweb/
Entertainment/2004/10/16351.htm
http://www.eid.gov.sa/fireworks.asp
الرابط / http://www.islamonline.net/arabic/Science/2004/11/article03.shtml#t(37/250)
ماحكم الألعاب النارية؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 01:02 م]ـ
تنتشر في أيام العيد الألعاب النارية (الشروخ، المفرقعات)، وتباع بمبالغ مرتفعة يصل سعر بعضها الى الألف والألفين والثلاثة، وبعضها بأسعار زهيدة، وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله فتوى في تحريمها وأنها من تضييع الأموال اضافة الى الاضرار المترتبة عليها، ويصدق كلام الشيخ رحمه الله كثرة مرتادي اسعافات المستشفيات في أيام العيد ولياليه.
الشاهد:
استمعت قديما الى توجيه للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله حول هذه الألعاب - من ناحية السرف المترتب عليها، لا من ناحية الأضرار الصحية - فقال الشيخ كلاما مفاده - أنقله من الذاكرة الكليلة -:
أن هذه المفرقعات إن كان من اشتراها مقتدرا لا يؤثر في ماله شراؤها، مثل تلك المفرقعات التي تقوم بها الجهات البلدية او المنتزهات الكبيرة، والتي يقصد منها - اي المفرقعات - ادخال السرور على الناس ولايترتب عليها أضرار صحية فلا بأس بها.
أما تلك المفرقعات التي تسبب أضرارا صحية، أو أن شرائها يؤثر في الحالة المادية لمن اشتراها فلاتجوز.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 11 - 04, 04:26 م]ـ
للشيخ ابن جبرين فتوى في هذه البليّة ..
أنا من ساعة أبحث عنها .. وحين أجدها سأنقلها بحول الله .. وعسى أن يسبقنى في ذلك أحد ..
وهي بلية بالغة .. آذتنا في بيوتنا وقبل ذلك في بيوت ربنا ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله , ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 06:54 م]ـ
ايضا مما يؤكد ضررها ما في هذه المقالة الصحفية:
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضان الماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15 عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ.
ـ[آل نظيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:55 ص]ـ
الألعاب النارية .. قنابل في يد الصغار
إنتصار سليمان - 11/ 11/2004
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/251)
ملايين الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات انطلقت في شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك سينطلق المزيد، حيث اعتاد البعض التعبير عن فرحته في المناسبات الاجتماعية المختلفة بإطلاق الألعاب النارية، سواء على مستوى الأفراد والأطفال خاصة، أو على مستوى الدول التي اعتادت تنظيم احتفالاتها مستخدمة الألعاب النارية، على غرار ما يحدث في المهرجانات الدولية. وعلى قدر جمال وبهجة هذه الألعاب كان خطرها وأضرارها ..
منذ أن اخترعت الصين البارود الأسود، في القرن الثامن عرف العالم الألعاب النارية، وانتشرت أفكار صناعة الألعاب النارية في دول شرق آسيا. والبارود الأسود هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيوم المعروف أحيانا بملح البارود. وتعتبر الصين من أوائل دول العالم في استخدام وصناعة الألعاب النارية، يليها اليابان وإندونيسيا وباكستان والبرتغال وتايلاند والفلبين وجنوب ايطاليا وأسبانيا.
أما عن تكوين الألعاب النارية فيقول الكيمائي رضا مصطفى السيد مستشار الصحة والسلامة المهنية لعدد من شركات البترول: تعتمد صناعة المفرقعات أساسا على نترات البوتاسيوم وخامس أكسيد الفوسفور؛ فعند انحلال نترات البوتاسيوم بالحرارة يتولد أكسجين مصحوبا بانفجار، مما يولد صوتا عاليا، وكذلك خامس أكسيد الفوسفور بالتسخين يتولد منه ثالث أكسد الأكسجين، ويعطي أيضا نفس الصوت والانفجار، وهو المطلوب في الاحتفالات، وتصدر عن هذه المادة عند اشتعالها كميات من الغازات بشكل مفاجئ. وتعتمد فكرة جميع الألعاب النارية على هذه المعادلة، سواء تم التفجير بالحرارة أو عن طريق الصدمات.
ويتحدد طول المدة التي يمكن لعبوة الألعاب النارية أن تشتعل فيها من خلال الكميات التي تمتزج في المعادلة الكيميائية؛ فالكميات الصغيرة تشعل شرارات صغيرة لا تدوم طويلا، بينا تشعل الكبيرة منها شرارات أطول عمرا تترك خلفها مذنبا طويلا من الإنارة.
تعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية على التركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها. وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعاب النارية مثل "الأخطبوط الذهبي" و"المظلة" و"الشجرة" و"الزهور" و"جوز الهند" و"زهور الربيع" و"المطر السحري" و"السيوف المتشاكية" و"الإشعاعية" و"الشمس الذهبية" و"النخيل" و"العبوة اليابانية" التي يكون له شكل مميز هو الصاروخ المستدير.
ضحايا الألعاب النارية
شرر وأدخنة وضوضاء .. ضرائب بهجة الألعاب النارية
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضان الماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15 عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/252)
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ.
السلامة قبل الندامة
تعتبر أغلب الدول العربية والإسلامية مستوردة للألعاب النارية، ولا تنتج إلا البسيط منها وتصنعه ورش صغيرة أغلبها لا يعمل بشكل قانوني. كما تحظر قوانين هذه الدول استيراد وتداول الألعاب النارية؛ لذا فأغلب الكميات التي تدخل الدول العربية خاصة تدخل بطرق غير شرعية. وتشدد القوانين من إجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية، وتضع شروطا عديدة في التعامل معها، أهمها توافر المواصفات القياسية العالمية، وزيادة احتياطات السلامة والصحة المهنية، وتحدد معايير لنقلها ومواصفات المخازن التي تودع فيها وكيفية تخزينها، أهمها البعد عن التجمعات السكنية ومخازن المواد الاستهلاكية مثل مستودعات الأغذية، كما تمنع استخدامها في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة.
وهناك نوعان من التداول لهذه الألعاب: تداول الأطفال الذي يعتمد على اللعب العشوائي في التجمعات السكنية، والذي ينتج عنه أضرار جسيمة للطفل نفسه وللمحيطين به. وتداول واستخدام الدولة لهذه الألعاب بشكل منظم وأكثر أمنا، متخذة إجراءات وضوابط معينة؛ حيث يقوم متخصصون بتحديد توقيت فترة الألعاب النارية، وكيفية وضع الجمهور في مثل تلك العروض، أي إنها تقوم على أساس دراسات محددة مثل السعودية التي بدأت منذ ثلاث سنوات تنظيم مهرجانات للألعاب النارية في الأعياد حيث أطلقت أكثر من 7269 قذيفة للألعاب النارية في عيد الفطر الماضي بمدينة الرياض حسب جريدة الرياض اليومية، العدد 12586.
تجارة محفوفة بالمخاطر
الألعاب النارية لعبة خطيرة في يد أطفالنا
وعند السؤال عن تجار الألعاب النارية في مصر اعتقدت أنها تتبع تجار السلاح والذخيرة نظرا لأن خطورتها تعادل خطورة أي سلاح ناري، إلا أن المفاجأة أن الألعاب النارية تباع في محلات السوبر ماركت والهدايا، ويتم التفتيش عليها من قبل وزارة التموين التي يحرص مفتشوها على مراجعة تراخيص البيع، وجهة المنشأ، وتاريخ صلاحية المنتج، بل الأدهى أن الباعة الجائلين يتجولون بها على الأرصفة وفي الأسواق.
يقول صلاح محمود -تاجر بحي الموسكي بالقاهرة-: الألعاب النارية تجارة محفوفة بالمخاطر، لها موسم بيع يزداد فيه الإقبال عليها، مثل شهر رمضان والأعياد ورأس السنة الميلادية، أما باقي السنة فيكون البيع بسيطا ومرتكزا فقط في المدن الكبيرة حيث الحفلات والمهرجانات، وتختلف تجارة الألعاب النارية عن غيرها في حجم المخاطر والمغامرة التي يتحملها المستورد والبائع، سواء المخاطرة الأمنية حيث تشدد الجهات الأمنية والتفتيشية على صلاحية الألعاب النارية، وطريقة تخزينها، وتراخيص العمل فيها، أو المخاطرة التي تكمن في الألعاب النارية نفسها من إمكانية تفجيرها، وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد، ولا يتم وضع كميات كبيرة منها للعرض، بل يتم السحب من المخزن أولا فأولا؛ لتفادي أي كوارث يمكن أن تحدث.
ويضيف: وإن كانت نسبة الربح فيها عالية لدرجة مغرية (تتعدي 150% وتصل في المنتجات غير الصالحة 300%) تجعل أغلب التجار الذين يتعاملون فيها يقبلون المغامرة والمخاطرة، إلا أن الذين يتعاملون مع هذه التجارة بطرق قانونية نسبة قليلة يمكن عدهم على أصابع اليد في كل دولة، وتنحصر بين المستورد والبائع، هذا غير دخلاء المهنة الذين يعملون في مواسم العمل، سواء كانوا باعة جائلين، أو محلات الهدايا واللعب.
ويقبل على شراء هذه الألعاب نوعان من المستهلكين: أولهما الأطفال والشباب، وهي الشريحة الأكثر طلبا للألعاب النارية، وتفضل الألعاب البسيطة المصنعة محليا؛ نظرا لرخص سعرها، متجاهلين خطورتها، خاصة إن كانت لا تصلح للاستخدام، بل إنهم يتفننون في وسائل أكثر خطورة مثل وضع اللعبة النارية في زجاجة أو علبة من الصفيح مما يحدث دويا وانفجارا أعلى من المتوقع. ويتراوح سعر الألعاب النارية بسيطة التركيب والمصنعة محليا ما بين 5 و35 جنيها مصريا للعبة للواحدة. أما الشريحة الأخرى فتتمثل في الشركات المنظمة للحفلات العامة والخاصة، وتفضل دائما الألعاب النارية المستوردة التي تعطي بهجة أكثر من الرهبة عند استخدامها، ويبدأ سعر الواحدة من 150 جنيها.
ينتهي هنا كلام البائع ويبدأ التفكير: هل ستترك أبناءك هذا العيد يستخدمون تلك "القنابل" للشعور ببهجة قد تنقلب لكارثة؟! أنت من سيحدد الإجابة.
المصادر:
http://ar.chinabroadcast.cn/1/2003/12/19/1@4595.htm
http://www.alwatan.com/graphics/2003/
09sep/1.9/heads/ct5.htm
http://www.rop.gov.om/arabic/
n ewsdetails1.asp?nid=928
http://www.elaph.com/elaphweb/
Entertainment/2004/10/16351.htm
http://www.eid.gov.sa/fireworks.asp
الرابط / http://www.islamonline.net/arabic/Science/2004/11/article03.shtml#t
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/253)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 11 - 05, 07:54 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
ما حكم بيع وشراء واستعمال المفرقعات النارية، والتي تسمى (الطرطعان)؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام، وذلك لوجهين:
الوجه الأول: أنها إضاعة للمال، وإضاعة المال محرمة، ولنهي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن ذلك.
والثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق، وهي حية لم تطفأ.
فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين في 5/ 10/1413
المرجع: مجموع الفتاوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الصادرة من مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة 3/ 3.
ـ[صالح العقيلي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 07:11 ص]ـ
ولكن الذي يظهر لمن تأمل .. إن جواز الألعاب النارية هو الأقرب إلى الأدلة الشرعية ..
إذا لم يكن هناك إسراف (وهذا شرط في جميع الأمور من مأكول وملبوس وغيرهما) ...
إذا أن الهدف والغاية والمقصود من هذه الألعاب هو التسلية المباحة وحسب ...
ولا يستحسن أن يجزم أحد بالتحريم إلا بدليل شرعي أما الإعتماد على قواعد ومقاصد التشريع ..
فهو أمر لا ينضبط .. لدى كثير من المجتهدين ..
واستدلال الشيخ الفقيه/محمد بن عثيمين رحمه الله على التحريم بهذين الأمرين:
1 - إضاعة المال ..
نعم نحن نقول إن إضاعة المال فيما لا فائدة فيه (بل يكون عبثاً صرفاً) .. يتنزه عنه العقلاء ..
وهذا الأمر يشتريه بعض العقلاء لأبنائهم لتسليتهم ..
ويكون من أمثلته شراء الحطب للتدفئة وشراء البخور للتطيب وغيرهما ...
2 - الأضرار .. التي تسببها ..
نعم إذا تحقق ضررها فإنه في هذه الحالة ينهى عنها ويحذر منها ..
ولكن المشاهد من استعمالها أنه في الغالب فيما لا ضرر فيه بل هو لهو ... دون أضرار ..
ولا يصح هذا القول إلا إذا كان هناك إحصاء دقيق وتتبع واستقراء أنها تؤدي إلى هذا في الكثير الغالب ..
ومثلها مثل (مشب النار) الذي يكون في البيت في أيام الشتاء ..
فقد يسقط فيه أحد الأبناء وتحترق يديه أو قدميه أو يتطاير عليه منها الشرر ..
وإذا قلنا بتحريم الألعاب النارية .. أصبح يجب على الوالدين والأهل عدم شراء هذه الألعاب ..
وليس هذا وحسب بل يجب عليهما الإنكار ومنع الأولاد منها ..
والله أعلم ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 11 - 05, 01:30 م]ـ
ولكن الذي يظهر لمن تأمل ..
وفقك الله، العلماء الأفاضل والمشايخ الكرماء لم يطلقوا الحكم - هكذا - جزافا، بل تأملوه ودرسوه وبنو ما تفضلوا به على قول أهل الإختصاص من الأطباء ومن لهم معرفة بالأسعار.
إذا لم يكن هناك إسراف (وهذا شرط في جميع الأمور من مأكول وملبوس وغيرهما) ...
إذا أن الهدف والغاية والمقصود من هذه الألعاب هو التسلية المباحة وحسب .....
هل تعلم أخي الكريم أن الألعاب النارية التي تستخدم في المهرجانات والأماكن العامة يصل أسعارها إلى 10,000 ريال، و8000ريال و5000 تضيع هذه المبالغ في وقت لا يتجاوز (5) ثواني يعقبها قول المتفرج: آه، ما أجملها. فقط، هكذا تضيع مئات الآلآف لكي يقول المتفرج، آه، ما أجملها، ثم يذهب إلى أهله أو زملائه ليقول: شاهدت الألعاب النارية.
فإذا لكن هذا من السرف، فلا أدري ما السرف.
أما على مستوى الأفراد فبعض هذه المتفرقعات تصل قيمتها إلى 500 ريال، والرخيص منا من 100 - 200 ريال تضيع هكذا في طرفة عين.
فماذا تسمي هذه الأموال.
أليست من السرف.
ولا أريد أن أدخلك في حسابات أخرى: كم تكفي هذه المبالغ لكفالة الأسر، وكم مسجد تستطيع أن تبنيه بمثلها، وكم طالب علم تستطيع أن تكفله ... إلخ.
ولا يستحسن أن يجزم أحد بالتحريم إلا بدليل شرعي أما الإعتماد على قواعد ومقاصد التشريع ..
فهو أمر لا ينضبط .. لدى كثير من المجتهدين ....
وأيضا لا يستحسن الجزم بالتحليل دون دراسة الموضوع من جميع جوانبه واستقراء ما قام من أفتوا بالتحريم باستقراءه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/254)
واستدلال الشيخ الفقيه/محمد بن عثيمين رحمه الله على التحريم بهذين الأمرين:
1 - إضاعة المال ..
نعم نحن نقول إن إضاعة المال فيما لا فائدة فيه (بل يكون عبثاً صرفاً) .. يتنزه عنه العقلاء ..
وهذا الأمر يشتريه بعض العقلاء لأبنائهم لتسليتهم .. ..
أخي الكريم:
الرسول الله صلى الله عليه وسلم «نهى عن إضاعة المال» [رواه البخاري ومسلم]، فهل ما يدور النقاش حوله من إضاعة المال أم لا؟.
كما أنك تستطيع أن ترسم على ابنك الإبتسامة بأقل من ذلك بكثير، لكن أن تحصر الإبتسامة والتسلية بإنفاق مئات الريالات دون فائدة، فهذا هو الإشكال.
وبعض الأباء قد يستدين كي يدفع الـ 100 والـ 200 والـ 300 فيما لا فائدة منه في اللعبة الواحدة، فما بالك فيمن يقضي ايام العيد كلها في تكرار الشراء وتكرار الإتلاف.
ويكون من أمثلته شراء الحطب للتدفئة وشراء البخور للتطيب وغيرهما .....
هل تقارن شراء الحطب الذي يستخدم للتدفئة والطبخ والإضاءة بهذه المتقرقعات التي لا تغني ولا تفيد؟!، وكذا الطيب الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم عليه وأمر به به في مواضع، وقال:" حُبّب إلى من دنياكم النساء والطيب "، وقيل: لا سرف في الطيب ولا طيب في السرف.
هل تقارنه بهذه المتفرقعات التي لا يأتي منها إلا الأضرار والرائحة الرديئة؟!.
2 - الأضرار .. التي تسببها ..
نعم إذا تحقق ضررها فإنه في هذه الحالة ينهى عنها ويحذر منها ..
ولكن المشاهد من استعمالها أنه في الغالب فيما لا ضرر فيه بل هو لهو ... دون أضرار ....
أخي الكريم / لعلك لم تقرأ ما ذُكر أعلاه من الأضرار المترتبة على استخدامها.
ويكفي أن تتصل بأحد المستشفيات القريبة منك وتسأل أقسام الطوارئ عن الأصابات التي استقبلوها في أيام العيد ولياليه من جراء هذه المتفرقعات، ومن لم يأتِ أكثر، فبعضها يصل إلى العمى أو العور، وبعضها حروق في الوجه واليدين وبعضها إتلاف للعضو بحيث لا يفيد معه إلا البتر .. إلخ.
هذا غير إحراق المنازل وإفساد الثياب وإتلاف بعض الممتلكات، وقد رأيت بنفسي الكثير منها.
ولا يصح هذا القول إلا إذا كان هناك إحصاء دقيق وتتبع واستقراء أنها تؤدي إلى هذا في الكثير الغالب ....
كما ذكرتُ لك، تفضل بإعادة قراءة التقارير أعلاه.
وإذا قلنا بتحريم الألعاب النارية .. أصبح يجب على الوالدين والأهل عدم شراء هذه الألعاب ..
وليس هذا وحسب بل يجب عليهما الإنكار ومنع الأولاد منها ....
نعم، ولذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها ".، وعليه يجب النهي عنها والإنكار على من يشتريها.
وفقك الله.
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[05 - 11 - 05, 01:40 م]ـ
كلام الأخ صالح قوي ووجيه جداً من حيث تعلق الأطفال بها بضوابط شرعية ذُكرت والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 11 - 05, 05:00 م]ـ
صحيفة الجزيرة السعودية التاريخ / السبت 3 ,شوال 1426
بسبب الألعاب النارية
احتراق أحد مساجد القصب بشقراء
*شقراء-محمد عبد الله الحميضي:
تسببت كافثة الألعاب النارية وسوء استخدامها من قبل الأطفال في أيام العيد وخصوصاً في ساحات المرافق العامة مثل المدارس والمساجد ومواقف السيارات في احتراق مسجد بالقصب في محافظة شقراء وذلك بدخول أحد (صواريخ) الألعاب النارية وانفجاره على فرش المسجد.مما أدى إلى نشوب النيران بعد ساعات ووصولها إلى أثاث المسجد وأدى الحريق إلى إتلاف معظم محتويات المسجد من فرش ومكيفات وخزائن وقد قام المواطنون بإطفاء الحريق في المسجد قبل وصول الدفاع المدني الذي باشر الحادث.
وقد أخلي المسجد وتم تنظيفه تمهيداً لترميمه بالرخام لتقليل أخطار الحريق لا سمح الله.
http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/nov/5/lp7.htm
ـ[العريني الحنبلي]ــــــــ[06 - 11 - 05, 06:54 م]ـ
فقهاء الحنابلة رحمهم قد نصوا على مسألة مشابهة وهي مسألة شراء النفط لإحراقه و التفرج عليه وعدوا ذلك من السفه.
قال في شرح المنتهى في كتاب الحجر: (و يعتبر مع ما تقدم من إيناس رشده أن يحفظ كل ما في يده عن صرفه فما لا فائدة فيه كحرق نفط يشتريه للتفرج عليه ونحوه).
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 12:13 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من الأخوة الكرام النظر الى الموضوع من ناحية أخرى هامة
فقد قال أحد الأساتذة عندنا ان المفرقعات إذا احسن إستغلالها قد يؤجر الوالد على ذلك
كأن تكون النية تربية الأولاد نفسيا على زمجرة المدافع وصعق القنابل ومثلها لعب الأسلحة الدوية
فأرجو النظر في هذا الموضوع قبل ان نقول بحرمتها على الإطلاق وجزاكم الله كل خير وبارك فيكم
أخوكم محمد فوزي
ـ[محمد البحار]ــــــــ[08 - 11 - 05, 12:22 م]ـ
لا يستويان يا أخ محمد .. دوي المدافع ودوي الألعاب النارية .. فالمدافع قد تقتلك شهيدا وهذه " فطيسا " .. والخوف يترتب على النتيجة لا على البداية والمقدمات .. فهي فعلا .. سفه محض ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/255)
ـ[العريني الحنبلي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 01:10 م]ـ
لا يستويان يا أخ محمد .. دوي المدافع ودوي الألعاب النارية .. فالمدافع قد تقتلك شهيدا وهذه " فطيسا " ..
أضحكتني أضحك الله سنك:)
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 11:43 ص]ـ
السلام عليكم
أوجه المساواة بينهما لاينكرها إلا مكابر ويعرف ذلك العسكريون
فالصاعق, ووالتحطيم حسب حجم المتفجر , ..... وأمور أخرى يعرفها الذي يدرب أبناءه على ذلك
وتأثيرها نفسيا على الأطفال كذلك معروف
ولست أذكر الان الحديث الذي كان فيه أحد أصاغر الصحابة له سيف من خشب
أرجو عرض الموضوع على مشايخ وأهل للإجتهاد فالتوفيق لا يصل إليه إلا بالبحث والنيات الخالصة ومطابقة الواقع لتنزيل النصوص والمقاصد عليه وهذه أمانة ثقيلة لا يحسن فيها المسارعة الى الإبتسامات
وبارك الله فيكم ورعاكم الله وسدد قصدكم
الأستاذ. محمد فوزي
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 04:54 م]ـ
من خلال النظر في الأضرار المذكورة وهي (خلاصتها):أنها إزعاج، مرض للأذن، مرض للعين، إضاعة للمال، تسبب الحرائق ...
ومن خلال النظر في منافعها المذكورة وهي (خلاصتها):أنها تسلية، إدخال السرور، تنويع الترفية، شغل وقت الفراغ لدى الصغار ... تبقي جهة ثالثة لابد من النطر فيها حتى نستطيع بناء الرؤ ية الشرعية (حسب الاجتهاد) وهي النظر في أنواع المفرقعات هل كلها على درجة واحدة في هذه الأضرار أم أنها متفاوته؟ فعلى القول بأنها على درجة واحدة فالقاعدة الشرعيةالمعروفة (ماترجحت أضراره على منافعه فهو حرام) وعلى القول بأنها متفاوتة في الأضرار فبعضها ضرره بالغ وبعضها ضرره متوسط وبعضها ضرره يسير وبعضها لاضررفيه أصلاً فعنئذ يقال بالضوابط فما كان لاضرر فيه أصلاً أو ضرره يسير فيقال بالجواز لأن الأصل باللعب واللهو الجواز إلا مادل الشرع على تحريمه مثل المعازف والغناء وغيرها كما يقرره علماء الأصول أرجو الإفادممن لهم نظر في هذا الموضوع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:03 م]ـ
أرجو عرض الموضوع على مشايخ وأهل للإجتهاد فالتوفيق لا يصل إليه إلا بالبحث والنيات الخالصة ومطابقة الواقع لتنزيل النصوص والمقاصد عليه
الإستاذ الكريم / محمد فوزي الحفناوي
جزاكم الله خير الجزاء، وأفيدكم بأن الموضوع قد عرض على الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، وهو مَنْ هو بعلمه وجلالة قدره - رحمه الله فأفتى بما ذُكر أعلاه، ولعلي أعيدها للفائدة:
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
ما حكم بيع وشراء واستعمال المفرقعات النارية، والتي تسمى (الطرطعان)؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام، وذلك لوجهين:
الوجه الأول: أنها إضاعة للمال، وإضاعة المال محرمة، ولنهي النبي عن ذلك.
والثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق، وهي حية لم تطفأ.
فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين في 5/ 10/1413
المرجع: مجموع الفتاوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الصادرة من مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة 3/ 3.
ـ[محمد البحار]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:55 م]ـ
كما قلت .. الخوف من النتيجة لا من المقدمات .. والخوف من الغرق لن يزيله رؤية أحد يغوص ..
ربما لو علمت الطفل صناعة المتفجرات وتفجيرها لن يخاف منها (مجرد مزحة) ..
ـ[عبد بن أحمد]ــــــــ[12 - 11 - 05, 09:07 م]ـ
صلينا الخميس الماضي على شاب في العشرينات من عمره كانت وفاته بسببها ...
ـ[الدريبي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
والله إن هذا الموضوع في الصميم،فأناس تذبح وأناس تنفق الأموال على هذه التفاهات
فهذه الألعاب فيها إسراف وضرر على النفس وعلى الغير، أما من قال أنها تدرب على القنابل فهل تعتقد يأخي أن هذا قصدهم، أنا لا أظن ابداً، فبد تدريبهم على الألعاب النارية،والبلاي ستيشن، (وأي قتال يكون بهما) لما لا يدربون على الرماية وركوب الخير التي هجرة،ومن يدري لعل الحاجة للخيل تعود.
أضرار الألعاب النارية: الإسراف، الضرار الصحية المتربة عليها، فكم من العيون ذهبت بسببها، الإزعاج وحدث عنه ولا حرج،فلا تحلو هذه الألعاب إلا في آخر اليل،دون مرعاة لكبار السن ولا الأطفال،فكم من سيدة أرادت أن ينام صغيرها لتتفرغ للعبادة في أخر الليل ثم تأتي هذه الألعاب لتقلق مضجعة، وليلة العيد وإزعاج ليلة العيد،وأنا من أكثر المبتلين بهذا،فمنذ سنتين أوثلاث اضطر للمواصلة لأكثر من يوم بسبب هذه المفرقعات وأضل أنتظر مفرقعات أبناء الجيرآن لتنتهي لكي أنام لكنها لا تنتهي حتى ضحى يوم العيد،ويكون الوقت غير ملائم للنوم، والغريب أنهم يطلقونها بشكل مكثف، ولا أعلم ماهو المبلغ الذي صرف بها، أني والله لا أحب أن أدعوا على أحد لكني لا أتمالك نفسي عند سماع هذه المفرقعات، فأدعوا على من فرقعها، كما فرقع لنا رؤسنا.
تثير الخوف عند الصغار،والقلق عند الكبار،واعتقد أنها تؤثر على الجهاز العصبي (لأنه لاشئ يستفزني أكثر منها)،
اضرار مادية قد تلحق بالممتلكات منها.
فوائد المفرقعات: تشعرنا بما يشعر به إخواننا في فلسطين والعراق.
وادعوا الله العلي القدير أن يخلصنا منها،وأن يبدلها بصواريخ عالية الجودة وأسلحة نقاتل بها أعدائنا، وليست العاب نزعج بها كبارنا ونخوف بها صغارنا.
كل هذا، وهذه المفرقعات لا تدخل لبيتنا، فماذا يقولون من ابتلوا بها في بيتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/256)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 10 - 06, 03:42 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 06, 02:41 م]ـ
كنت يوم العيد في إحدى المستوصفات فدخل طفل صغير قارب العاشرة من عمره وقد أصيب الجزء الأسفل منه بحريق من جراء إحدى المتفرقات التي يبدو أنها كبيرة.
ولسان حال والده .......... توبة إذا شريت أو شاركت في مثل هذه الألعاب النارية.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:11 م]ـ
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2006/10/25/l21-big.jpg
عثر على احدها بعد ساعتين من الانفجار
الالعاب النارية تبتر اصابع طفل وتحرق شاحنة وتفحم سائقها
عبدالله المقاطي (ظلم) اميرة الذكر الله (الاحساء) محمد الساعد (تبوك):
بترت الالعاب النارية 3 اصابع لطفل لم يعثرعلى احد اصابعه المبتورة الا بعد ساعتين من حادثة الانفجار فيما تعرض 9 آخرون لحروق مختلفة نتيجة للهو بهذه الالعاب القاتلة.
مدير الاعلام بصحة الطائف سعيد بن عبدالله الزهراني اشار الى ان مستشفى الملك فيصل ومستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي استقبلا الحالات وكانت اخطرها لطفل تعرض لبتر 3 من اصابعه ولم يعثر عليها الا بعد ساعتين من الحادثة اضافة الى تعرض اطفال اخرين لحروق تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة.
الزهراني حذر من مخاطر هذه الالعاب داعياً اولياء الامور بعدم السماح للاطفال باللهو بالالعاب النارية.
الى ذلك احترقت شاحنة وتفحم سائقها وذلك اثر تصادم مروع مع سيارة اخرى على طريق عريعرة - الرياض.
الشاحنة كانت محملة بالالعاب النارية ويقودها باكستاني في الثلاثين من عمره كان في طريقه الى الرياض وتبين ان الحمولة النارية كانت سبباً في احتراقها بالكامل الى ذلك احبط رجال الجمارك بمنفذ البطحاء الحدودي مع دولة الامارات تهريب 321 كرتونا من الالعاب النارية كانت مخبأة في شاحنة ترانزيت متجهة الى اليمن وكان سائقها يعتزم انزالها في المملكة لتفريغها خلال ايام العيد غير ان رجال الجمارك كشفوا المخبأ السري للشاحنة المحملة بالاسفنج تم القبض على السائق وهو مواطن سعودي في الاربعين من عمره وسلم الى الجهات المختصة لاستكمال التحقيق.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061025/Con2006102557317.htm
ـ[الجعفري]ــــــــ[26 - 10 - 06, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا , وأنا اليوم كنت في المستشفى مع أحد أبنائي بسببها ووجدت مجموعة كبيرة مع أولادهم والسبب كما ذكر الأخوة الأفاضل , والله المستعان ...
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم:
أما أنا فلا أشك في تحريمها بعد أن احترق بيتي منذ سنوات جراء إطلاق بعض صواريخ الألعاب فأصابت سطح المنزل وعليه بعض الأوراق والأثاث الخشبي فما زالت تحترق حتى كادت تأتي على السطح والبيت لولا أن تداركتنا عناية الله ..
الموضوع هام جداً ونحن بحاجة لفتوى صريحة وعاجلة تجتمع عليها كلمة العلماء لإلغاء هذه الظاهرة الخطيرة ..
ولا يقولن أحد أنها حوادث فردية قليلة فالإحصاءات أعلاه كافية وافية .. وهناك المزيد
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:22 م]ـ
عكاظ (المكاتب الداخلية)
بترت «طرطيعة» من نوع «القنبلة» 4 اصابع من يد طفل يبلغ من العمر 12 سنة كما احدثت تشوهاً في اليد واصابة في الذراع. وكان الطفل «أ. ع» اشعل الطرطيعة وقذفها في الهواء وعندما لم تنفجر عاد وامسك بها مرة اخرى بعد سقوطها على الارض لتنفجر في يده التي تحولت الى اشلاء دامية. تم نقل الطفل الى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف ومن هناك جرى تحويله الى مستشفى الاورام بجدة. فيما شهدت حفر الباطن بالمنطقة الشرقية اصابة طفلتين بجروح خطيرة جراء لهوهما بالالعاب النارية احداهما تبلغ من العمر سنتين اصيبت في الوجه وادخلت الى العناية المركزة اثر اكتشاف اصابة خطيرة في عينها.
اما الطفلة الاخرى 8 سنوات فقد اصيبت في الجزء السفلي من جسمها وتم ادخالها لقسم الاطفال. من جهته كشف العميد ناصر الغامدي مدير الدفاع المدني المكلف بالمنطقة الشرقية انه تمت مصادرة كميات من هذه الالعاب بعد القبض على تجارها. من جهة اخرى صادرت الشرطة والدفاع المدني في تبوك امس الاول 100 كرتون من الالعاب النارية تم ضبطها في مستودع بالمدينة. الالعاب المصادرة تشمل قنابل مضيئة ومفرقعات وصواريخ
المصدر: جريدة عكاظ الخميس 4/ 10/1427 هـ
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061026/Con2006102657520.htm
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:56 م]ـ
أحد المشايخ الدعاة يشتري المفرقعات لأبنائه بكميات كبيرة ويحثهم علي فرقعتها بعد صلاة العيد
ويقول إنها تذكرهم بالجهاد وتقوي قلوبهم على سماع أصوات المدافع والقنابل ..
وأصحح لشيخنا المسيطير
بأن الدرزن في سوق الحمام يبدأ ب10 ريالات والغالب المنتشر ب 15 إلى 20 ..........
وهذا الأمر اختلف فيه علماؤنا كما ترون، فمن منع من تحت يده فجزاه الله خيرا ومن أخذ بالجواز فلا تثريب عليه.
محبكم الداعي لكم بالخير: عبدالعزيز الدغيثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/257)
ـ[معبد]ــــــــ[01 - 11 - 06, 01:08 م]ـ
أيها الإخوة:
اعتذر ـ أولا ـ عن التأخر في طرح هذا التعليق في أوانه؛ و سبب ذلك الانشغال.
ثم
لا يخفى ما ذكره الإخوة الكرام من مضار هذه الألعاب، لكني أرغب في الإشارة إلى أمر سبقني إليه بعض الإخوة، و فيه ما يرجح القول بالجواز بشروط، و العلم عند الله.
الا و هو ما في هذه الألعاب من تربية الصبيان على الجرأة و الشجاعة و الجسارة و الإقدام، و لا شك أن هذا مقصود شرعي، و الناظر في حال الناشئة اليوم يرى أنه قد غلب عليهم ـ إلا من شاء الله ـ الميل إلى الرخاوة و النعومة و الألعاب التي لا تتطلب حركة، مثل الألعاب الحاسوبية و الجوالات و ما إلى ذلك، و انظر ـ إن شئت إلى ملابس كثير منهم تدلك على ذلك ـ أي على خلق اللين و الترف ـ و هذه الألعاب على ما فيها من الخطر إلا أنها تربي على الشجاعة، و لهذا لا يستخدمها الجبان من الصبيان، و أنقل كلاما لابن القيم ـ رحمه الله ـ ساقه لتقرير القول بقبول شهادة الصبيان بعضهم على بعض في الجراح:
قَالَتْ الْمَالِكِيَّةُ: قَدْ نَدَبَ الشَّرْعُ إلَى تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الرَّمْيَ وَالثِّقَافَ وَالصِّرَاعَ وَسَائِرَ مَا يُدَرِّبُهُمْ عَلَى حَمْلِ السِّلَاحِ وَالضَّرْبِ , وَالْكَرِّ وَالْفَرِّ , وَتَصْلِيبِ أَعْضَائِهِمْ وَتَقْوِيَةِ أَقْدَامِهِمْ , وَتَعْلِيمِهِمْ الْبَطْشَ , وَالْحَمِيَّةَ وَالْأَنَفَةَ مِنْ الْعَارِ وَالْفِرَارِ , وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ فِي غَالِبِ أَحْوَالِهِمْ يُخِلُّونَ وَأَنْفُسُهُمْ فِي ذَلِكَ , وَقَدْ يَجْنِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ , فَلَوْ لَمْ نَقْبَلْ قَوْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لَأُهْدِرَتْ دِمَاؤُهُمْ. وَقَدْ احْتَاطَ الشَّارِعُ بِحَقِّ الدِّمَاءِ , حَتَّى قَبِلَ فِيهَا اللَّوْثَ وَالْيَمِينَ , وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ فِي دِرْهَمٍ وَاحِدٍ , وَعَلَى قَبُولِ شَهَادَتِهِمْ تَوَاطَأَتْ مَذَاهِبُ السَّلَفِ الصَّالِحِ.
(الطرق الحكمية ص 145).
و ما ذكرته من عدم الحرج في هذه الألعاب هو رأي الشيخ المجاهد / أبي عمر السيف ـ رحمه الله.
و ما ذكره الإخوة من محذور الإسراف في هذه الألعاب أو الضرر بها، فيمكن اتقاؤه بشرطين:
1 ـ الاقتصاد في شرائها و استعمالها، و المخاطب بهذا هو الولي.
2 ـ توجيه الولي لمن تحت يده في استعمالها، بحيث يحدد لهم الوقت و المكان المناسب للعب بها، و هذا ـ من الناحية العملية ـ أقرب في تحقيق السلامة إن شاء الله من مواجهة الأبناء بالمنع البات؛ لأن ذلك يجعلهم يمارسونها في خفية من الأهل.
و العلم عند الله تعالى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 08, 07:25 ص]ـ
حكم الألعاب النارية
الشيخ / سلمان العودة
السؤال:
من الملاحظ والمنتشر بين أبناء الأمة الإسلامية أنه في أوقات المواسم كالأعياد ورمضان يكثر اللعب بالألعاب النارية، وقد يسرف بعض الناس في شرائها لأبنائهم، مما يجعله يخرج إلى طور التبذير والإسراف، في وقت يعاني فيه كثير من المسلمين في شتى البقاع من الجوع والفقر مما لا يسد الرمق بفعل الحروب، والسؤال: ما رأي فضيلتكم في هذه المسألة من حيث حكم الشرع فيها؟ وهل هي جائزة أم لا؟ وهل هناك من كلمة توجيهية؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
هذه اللعب جائزة بقدر المعتاد للعب الولدان، لكن لا يحق الإسراف في شرائها، بل تكون بقدر معتدل في موسم العيد للصبيان، فهذا من سعة الشريعة.
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=8259
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[01 - 10 - 08, 08:37 ص]ـ
المانع لها بإطلاق في كلامه نظر، بل ربما يصعب تحقيقه مع الأطفال خصوصا في المدن، وحرمانهم منها من بين الكثير في صعوبة كبيرة، وهذه كألعاب العيد وهداياه ومن لا يشيري هدية في العيد لطفله مع قدرته؟
وهي كغيرها من اللهو المباح الذي أجازته الشريعة للأطفال
وكما في كلام بعض المشايخ بأن يكون بالطريقة الشريعة
بأن لا يكون فيه سرف فالسرف محرم في كل شيء،
وأن يكون مأمون الخطورة في الغالب
وإلا فالخطورة المحتملة موجود في كل شيء في الكهرباء في ركوب الدراجة والسيارة والسلم والغاز وغيرها من الوسائل
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 09, 05:30 م]ـ
في برنامج الجواب الكافي في قناة المجد ... سُئل الشيخ سليمان الماجد وفقه الله تعالى عن استخدام الألعاب النارية؟.
فأجاب حفظه الله:
الألعاب النارية هي شأنها شأن أي شيء آخر يكون فيه أضرار، وقد يكون فيه بعض المنافع،
ولكن أنبه في هذا الأمر إلى شيئين:
أولا: الحذر الشديد من أذية المسلمين عن طريق هذه الأصوات.
الأمر الثاني: الحذر من أذية الإنسان لنفسه، فيكون الطفل إذا لعب بمثل هذه الألعاب أن يكون بمحضر ولي أمره وقربه حتى لا يؤذي الآخرين.
الأمر الثالث: هو ألا تتسبب مثل هذه الألعاب إلى شيء من الحرائق وأن يكون هذا في الأماكن المكشوفة - في البر مثلا - أو في أماكن مكشوفة لا يكون فيها تأثير على الناس في ممتلكاتهم ولا في إزعاجهم في منامهم.
فإذا تحقق هذا الأمر فالأمر في هذا يسير ويبقى شيء آخر قضية المنع إذا كان في هذا منع فعلى الناس الامتناع عنه إذا كان ممنوعا من الجهات المختصة من بيعه وتداوله والله أعلم.
http://www.islamacademy.net/Library/bviewer_*******.asp?fid=1024&id=3909
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/258)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 03:18 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا ..
أما عن الضرر وكما قال بعض الإخوة إشعال النار في المنزل للتدفئة كم قصة أبكت بسبب ما أحدثته فهل يقول أحد بالمنع ...
أما عن الإسراف فنعم فما نراه ما هو إلا نوع من الإسراف فهل يعقل أن نرى ألف ريال يطير في خمس ثواني هباء!! هل يعقل أن نرى مائة ريال تذهب أدراج الرياح في ثانية واحدة .. كم من مسكين يعيش على هذه المائة وتسد فقره وهكذا ...
إلا أني أرى والله أعلم أن ينظر في الأمر اليسير جدا عند أوساط الناس وعامتهم كعشرة ريال و عشرون ونحوها وكان في مأمن من الخطر ... (هل يقال بالإباحة إذا أمن الخطر والإسراف وكان فيه فائدة للطفل من جهة إدخال السرور عليه)؟؟
هل يصح أن أستشهد بمثل هذا:
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ عَقَلْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ. رواه البخاري. والله أعلم(37/259)
لطيفة: الإمام الذهبي يترجم للإمام ابن باز في السير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 07:51 م]ـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء (ج22/ 258):
ابن باز
الحافظ الإمام أبوعبدالله الحسين بن عمر بن نصر بن حسن بن سعد ابن باز الموصلي التاجر السفار.
محدث، متقن، مفيد.
حدثنا عنه الأبرقوهي، وكتب عنه ابن مسدي والرحالة، وعني بالحديث مدة وسافر في التكسب الى مصر والشام، ثم صار شيخ دار الحديث المظفرية بالموصل.
مولده سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة (552) للهجرة.
وسمع بالموصل من خطيبها، وبها توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وست مئة (622) للهجرة.
ـ[عبد الله التميمي]ــــــــ[14 - 11 - 04, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي ..
اللهم اغفر لشيخنا عبد العزيز بن باز واجعل قبره روضة من رياض الجنه ... واجزه عنا خير الجزاء واوفاه ... والحقنا به غير مبدلين ولا مفتونين ... اللهم لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعدهم ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 11 - 04, 08:53 م]ـ
وفيك بارك الله، أخي الفاضل.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 11 - 04, 11:38 م]ـ
يضاف إلى ما ذكره الأخ الشيخ المسيطير حفظه الله أيضاً العلامة الفقيه الأندلسي إبراهيم بن محمد بن باز له ترجمة في كتاب ابن الفرضي في علماء الأندلس، وأيضاً يضاف مصدر آخر للترجمة التي ذكرها الشيخ المسيطير وهو تكملة الإكمال لابن نقطة فقد ذكر الرجل وهو من
شيوخ ابن نقطة قال عنه ابن نقطة: "سماعه صحيح "، والله الموفق.
ـ[آل نظيف]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:10 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز فقد كان أمة قانتاً لله عزوجل، أمة في رجل، ثلم في الاسلام ثلمة بعد وفاته قدس الله روحه.
ـ[آل حسين]ــــــــ[17 - 11 - 04, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم
تذرف الدموع عند تذكر ذاك الإمام رحمه الله تعالى
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[17 - 11 - 04, 02:14 ص]ـ
(: ابتسامة عريضة:) سقى الله بسمتك ..
ظننت شيئا آخر ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:30 م]ـ
وما ظنك أخي الحبيب ابن عبدالبر؟. (إيضا ابتسامة).
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 02 - 05, 08:30 م]ـ
قال الشيخ يوسف الرحمة في كتابه (الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز):
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء:
عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز.
رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا وإياه ووالدينا ومشايخنا وإخواننا في الفردوس الأعلى.
ـ[مكي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 09:02 م]ـ
هذا من أخينا تدليس (وجه مبتسم)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 09:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير ..
قلتَ: قال الشيخ يوسف الرحمة في كتابه (الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز)
الكتاب ليس عندي لكن اليس اسم مؤلفه عبد الرحمن الرحمة؟!
وجزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 02 - 05, 01:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطير ..
قلتَ: قال الشيخ يوسف الرحمة في كتابه (الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز)
الكتاب ليس عندي لكن اليس اسم مؤلفه عبد الرحمن الرحمة؟!
وجزاك الله خيرا
جزاك الله خير الجزاء، نعم، اسم الشيخ عبدالرحمن بن يوسف بن عبدالرحمن الرحمة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 01 - 07, 09:59 م]ـ
للفائدة.
رحم الله الإمامين، وجمعنا وإياهم ووالدينا في الفردوس الأعلى.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:49 م]ـ
عنوانك أخي أبامحمد فيه تدليس (:
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:03 ص]ـ
سنضم أخانا المسيطير إلى قائمة المدلسين
لكنه -كالثوري رحمه الله- قليلاً ما يفعل ولا يدلس إلا عن ثقة.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 10:35 م]ـ
الله المستعان .. الله يجزاك خير
ـ[حسين بن محمود]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:50 ص]ـ
سنضم أخانا المسيطير إلى قائمة المدلسين
لكنه -كالثوري رحمه الله- قليلاً ما يفعل ولا يدلس إلا عن ثقة.
لعله لم يقصد نلتس له العذر ها المرة
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:00 ص]ـ
عنوانك أخي أبامحمد فيه تدليس (:
معذرة فانا ادافع عن الاخ صاحب الموضوع فأقول
ان الاخ أبا محمد عنون للموضوع بقوله
لطيفة: الإمام الذهبي يترجم للإمام ابن باز في السير.
ولا شك ان هذه اللفظة تزيل الالتباس من العنوان
فتزول تهمة التدليس هنا والحمد لله
فانه صرح بالتحديث (بانها لطيفة)
وبارك الله فيكم أخواني أهل السنة
على لطيفة أبا محمد
وعلى حرص من رماه بالتدليس
وأظنهم قالوها لطفا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:54 ص]ـ
نعم
فقد قصدنا بها الممازحة والمداعبة لا غير.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[12 - 09 - 07, 05:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
رحم الله ابن باز وابن باز.
وأضحك الله سنكم يا إخوان.
وهي كما قال الأفاضل:
تدليس.
لكنه تدليس يشوق ويبعث الفضول:)
وغير تدليس المحدثين:)
هذا تدليس أعضاء الملتقى، وتقبل روايتهم ما لم يعنعنوا:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/260)
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 03 - 08, 10:18 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء .... أعلمُ أن ماذُكر من قبيل المؤانسة ... ولايقصد الأفاضل منه شيئا.
ـ[أبو شمس أحمد]ــــــــ[06 - 03 - 08, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا0
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:22 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله لطيفة شبيهة بهذه، تخص الشيخ المحدث / ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.
واسمه ناصر الدين محمد بن نوح بن أدم نجاتي:
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
(محمد بن نوح محمد بن نوح الإمام الحافظ الثبت أبو الحسن الجنديسابوري الفارسي , نزيل بغداد.
سمع الحسن بن عرفة , وشعيب بن أيوب الصريفيني وهارون بن إسحاق الهمداني , وطبقتهم.
حدث عنه الدارقطني , وأبو بكر بن شاذان , وأبو حفص بن شاهين , وعيسى بن الوزير , وآخرون.
قال أبو سعيد بن يونس: ثقة حافظ.
وقال الدارقطني: ثقة مأمون , ما رأيت كتبا أصح من كتبه , ولا أحسن.
قلت: حدث بدمشق , ومصر , وبغداد).أ. هـ
ـ[ابو الياس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الحبيب وغفر لنا ولك ولجميع المسلمين ...
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:49 ص]ـ
وترجم رحمه الله لابن بوش فقال في (السير 21/ 243): ابن بوش: الشيخ المعمر، الرحلة، أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش البغدادي الأزجي الخباز!!
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:52 ص]ـ
رحمة الله على الإمامين ..
و رحمة الله علينا أجمعين ..
آمين ..
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:21 م]ـ
سنضم أخانا المسيطير إلى قائمة المدلسين
لكنه -كالثوري رحمه الله- قليلاً ما يفعل ولا يدلس إلا عن ثقة.
• لَعَلَّكَ تَقْصِدُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، أَمَّا الثَّوْرِيُّ فَلاَ. . .
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 08, 09:03 ص]ـ
• لَعَلَّكَ تَقْصِدُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، أَمَّا الثَّوْرِيُّ فَلاَ. . .
بل قصدتُ ما قلتُ أخي الكريم
قال البخاري: (ما أقل تدليسه).
ـ[علي الكناني]ــــــــ[12 - 10 - 08, 05:45 م]ـ
رحمك الله
ورحم الإمام ابن باز
ورحم الإمام الألباني
ورحمنا معهم جميعاً
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[13 - 10 - 08, 08:41 ص]ـ
بَادِئٍ ذِي بِدْءٍ، أَتَوَجَّهُ إِلَى أَخِينَا الْعَاتِكِ الطَّيِّبِ / أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُسَيْطِيرِ - غَسَلَ اللَّهُ حَوْبَتَهُ- بِالشُّكْرِ، وَ الدُّعَاءِ أَنْ يُطِيلَ اللَّهُ فِي الطَّاعَةِ بَقَاءَهُ، وَ أَنْ يَحْفَظَ حَوْبَاءَهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنه -كالثوري رحمه الله- قليلاً ما يفعل ولا يدلس إلا عن ثقة.
• الْكَرِيمَ / أَبَا يُوسِفَ التَّوَّابَ -وَفَّقَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ-. . .
أَنَا مَا نَفَيْتُ كَوْنَ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الثَّوْرِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- مُدَلِّسًا، وَ لَكِنِّي نَفَيْتُ كَوْنَهُ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ.
بَلْ وُصِفَ بِأَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ (التَّجْوِيدِ)، وَ تَدْلِيسَ الشِّيُوخِ! وَ كَانَ قَلِيلاً مَا يَفْعَلُ.
نَعَمْ قَدْ فَعَلَ، وَ لَكِنْ أَحْسَنُ مَا يُعْتَذَرُ بِهِ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَفْعَلُهُ إِلاَّ فِي حَقِّ مَنْ يَكُونُ ثِقَةً عِنْدَهُ ضَعِيفًا عِنْدَ غَيْرِهِ، كَمَا قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ. حَكَاهُ عَنْهُ صَاحِبُ تَوْضِيحِ الأَفْكَارِ، وَ أَفَادَهُ السِّيُوطِيُّ فِي التَّدْرِيبِ.
وَ قَالَ الأَمِيرُ الصَّنْعَانِيُّ فِي "التَّنْقِيحِ" (1/ 333): " وَ قَد دَلَّسَ عَنِ الضُّعَفَاءِ إِمَامُ أَهْلِ الرِّوَايَةِ وَ الدِّرَايَةِ وَ مَنْ لاَ يُتَّهَمُ فِي نُصْحِهِ لِلْأُمَّةِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، فَمَنْ مِثْلُ سُفْيَانَ فِي مَنْقَبَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ؟ أَوْ يَبْلُغُ مِنَ الرُّوَاةِ إِلَى أَدْنَى مَرَاتِبِهِ؟ " اهـ.
إِذًا فَالثَّوْرِيُّ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الثِّقَاتِ وَ غَيْرِهِمْ، أَمَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ فَكَانَ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ مُتْقِنٍ، كَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ مَثَلاً.
وَ السَّلاَمُ. . .
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 02 - 09, 06:16 ص]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / أبامسلم العقاد
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفره، وأوفاه، وأعلاه ...
وأسأل الله أن يستجيب دعائك والدعاء لك.(37/261)
سؤال عن مكة وسؤال عن المدينة
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي بعض الأسئلة وأتمنى من الأخوة الإجابة عليها:
س: لقد رأيت عند دخولي لمكة المكرمة وعلى بعد 25 كيلو متر عن المسجد الحرام مثل جدار ومكتوب عليه (بداية حد الحرم) , وسؤالي هو هل الصلاة في كل المساجد التي بعد هذا الحد لها نفس أجر الحرم.
س: سمعت من أحد طلبة العلم في المدينة أن الجامعة الإسلامية هي من ضمن الحرم المدني وأن العلماء هناك اتفقوا على هذا بعد أن كان هناك اختلاف بينهم , والسؤال هو كيف تم تحديد هذا الأمر.
وتقبل الله منا ومنكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:24 ص]ـ
للرفع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 12 - 04, 09:47 ص]ـ
شيخنا الحبيب
شيخنا الحبيب
هنا تجد المسافات بين المسجد الحرام وبعض حدود الحرم
http://www.makkawi.com/hodod2.htm
وأما المسألة فهي خلافية
قال ابن القيم
(ومنها: أن النبى صلى الله عليه وسلم عَدَلَ ذاتَ اليمين إلى الحُديبية. قال الشافعى: بعضُهَا مِن الحِل، وبعضُها مِن الحَرَم.
وروى الإمام أحمد فى هذه القصة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّى فى الحرم، وهو مضطرب فى الحِل، وفى هذا كالدّلالة على أن مضاعفةَ الصلاة بمكة تتعلق بجميع الحرم لا يخصُّ بها المسجد الذى هو مكانُ الطواف، وأن قوله: ((صَلاَةٌ فى المَسْجِدِ الحَرَام أَفْضَلُ مِنْ مِائة صَلاةٍ فى مَسْجِدى))، كقوله تعالى: {فَلا يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} [التوبة: 128]، وقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1]، وكان الإسراء مِن بيت أُم هانئ)
انتهى
وفي فتاوى الشيخ ابن باز
(ثواب الصلاة في مكة
س 2: هل الثواب في كل مساجد مكة المكرمة، مثل الثواب في الحرم؛ لأن كثيرا من الناس يصلون في مساجد مكة وفي حدود الحرم ويقولون إن الأجر سواء؟.
ج2: هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، منهم من رأى أن المضاعفة تختص بما حول الكعبة " المسجد الحرام " الذي حول الكعبة، وأن مضاعفة المائة ألف صلاة إنما يكون ذلك لمن صلى في المسجد المحيط بالكعبة. .
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن المسجد الحرام يعم جميع الحرم، وإن كان للصلاة فيما حول الكعبة ميزة وفضل لكثرة الجماعة وعدم الخلاف في ذلك، ولكن الصواب هو القول الثاني. وهو أن الفضل يعم، وأن المساجد في مكة يحصل لمن صلى فيها التضعيف الوارد في الحديث.
وإن كان ذلك قد يكون دون من صلى في المسجد الحرام الذي حول الكعبة؛ لكثرة الجمع وقربه من الكعبة، ومشاهدته إياها، وخروجه من الخلاف في ذلك. ولكن ذلك لا يمنع من كون جميع بقاع مكة كلها تسمى المسجد الحرام، وكلها يحصل فيها المضاعفة إن شاء الله.)
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?title=%E5%E1%20%C7%E1%CB%E6%C7%C8 %20%DD%ED%20%DF%E1%20%E3%D3%C7%CC%CF%20%E3%DF%C9%2 0%C7%E1%E3%DF%D1%E3%C9%20%A1%20%E3%CB%E1%20%C7%E1% CB%E6%C7%C8%20%DD%ED%20%C7%E1%CD%D1%E3
--------
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 12 - 04, 09:52 ص]ـ
وفي فتاوى الشيخ ابن باز
(مضاعفة الصلاة يعم الحرم كله
س: هل مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام يشمل الحرم كله أم هو خاص بالمسجد نفسه؟
ج: في المسألة قولان لأهل العلم، وأصحهما أن المضاعفة تعم جميع الحرم لعموم الآيات والأحاديث الدالة على أن الحرم كله يسمى المسجد الحرام، منها قوله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ والمسجد الحرام هنا يعم جميع الحرم وفي معناها آيات أخرى.
لكن الصلاة في المسجد الذي حول الكعبة لها مزية فضل من وجوه كثيرة منها: كثرة الجمع، والقرب من الكعبة، وإجماع العلماء على مضاعفة الصلاة فيه، بخلاف المساجد الأخرى ففيها الخلاف الذي أشرنا إليه،
والله ولي التوفيق.)
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?title=%E3%D6%C7%DA%DD%C9%20%C7%E1 %D5%E1%C7%C9%20%ED%DA%E3%20%C7%E1%CD%D1%E3%20%DF%E 1%E5
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 12 - 04, 08:01 م]ـ
حفظك الله شيخنا الفاضل ابن وهب وبارك في علمك وعلمك ما ينفعك(37/262)
الإشهار لما لعلماء مصر ودعاتها من مآثر وأخبار ... (منقول) - موضوع رائع لا يفوتكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[15 - 11 - 04, 03:41 ص]ـ
شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي - المنتدى الإسلامي -
الإشهار لما لعلماء مصر ودعاتها من مآثر وأخبار ...
http://www.muslm.net/showthread.php?threadid=41395&perpage=20&pagenumber=1
بقلم شيخنا الكريم رضا أحمد صمدي
موضوع رائع لا يفوتكم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 11:37 م]ـ
من أروع المواضيع التي قرأتها، وأكثر ما شدني ترجمة للشيخ أسامة عبد العظيم(37/263)
سؤال في القسم بين الزوجات
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 10:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يقسم الرجل دخله الشهري على زوجاته بالتساوي حتى ولو اختلف عدد أولاد كل منهن فبعضهن مثلا لها ولدين وبعضهن سبعة وبعضهن تسعة مثلا فكيف يكون القسم إذن وإذا كانت بعضهن مريضة مثلا وتأخذ علاج مستمر فهل تتغير القسمة حينئذ نرجو الفائدة والإحالة على بعض الكتب لو تكرمتم وأيضا إذا كان بعض أولاد أحدهن من زوج آخر توفي مثلا فهل تتغير القسمة إذا كان لعدد الأولاد مدخل فيها هل يعد هؤلاء أولاد الزوجة أم لا .... ؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم
تقبل الله طاعتكم جميعا
= مما قلته في باب " ما يجوز فعله من المعدد ":
9 - جواز تخصيص بعض نسائه بهدية أو كسوة إذا كانت الأخرى في كفاية من كسوتها:
أ- وقد استنبط ذلك ابن المنير رحمه الله من تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه بالوليمة فقال: يؤخذ من تفضيل بعض النساء على بعض في الوليمة جواز تخصيص بعض دون بعض بالإتحاف والإلطاف والهدايا.أ. هـ "الفتح" (9/ 296).
ب- وقال الإمام أحمد رحمه الله في الرجل له امرأتان: له أن يفضل إحداهما على الأخرى في النفقة والشهوات والكسي إذا كانت الأخرى في كفاية، ويشتري لهذه أرفع من ثوب هذه، وتكون تلك في كفاية.أ. هـ "المغني" (8/ 144).
ج- وعلق ابن قدامة رحمه الله على كلام الإمام أحمد فقال: وهذا لأن التسوية في هذا كله تشق، فلو وجب لم يمكنه القيام به إلا بحرج فيسقط وجوبه كالتسوية في الوطء.أ. هـ.
انتهى
وفي فصل " ما يجب على المعدد " قلت:
4 - حد النفقة والكسوة، وهل فيهما تفضيل؟
أ- أما الحد: فإنه لا حد إلا بالمعروف، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ". متفق عليه.
? قال ابن القيم: وأنه صلى الله عليه وسلم لم يقدِّرها - (أي: النفقة على الزوجات) - ولا ورد عنه ما يدل على تقديرها، وإنما رد الأزواج فيها إلى العرف.أ. هـ. "زاد المعاد" (5/ 490) وأطال رحمه الله في الرد على من قدرها من الشافعية.
? قال النووي رحمه الله في فوائد حديث هند: منها: أن النفقة مقدرة بالكفاية لا بالأمداد … وهذا الحديث يرد على أصحابنا.أ. هـ. "شرح مسلم " (12/ 7).
? وقال ابن قدامة: وليست - أي: الكسوة - مقدرة بالشرع كما قلنا في النفقة ووافق أصحاب الشافعي على هذا.أ. هـ. "المغني" (9/ 236).
? وقال الحافظ ابن حجر: والمراد بالمعروف: القدر الذي عرف بالعادة أنه الكفاية.أ. هـ. "الفتح" (9/ 635).
? وقال الشوكاني: والمعروف بين أهل الغنى والسعة، وبين أهل الفقر والشدة لا يخفى على من له خبرة بأحوال الناس في مصره وعصره.أ. هـ. "السيل الجرار" (2/ 448).
ب- أما التفضيل: فيقال: إنه إذا اشترى لزوجته الثانية ثياباً، فلا يلزمه أن يشتري للأولى، إذا كان عندها ما يكفيها ويسترها. وهكذا لو اشترى للأولى كسوةً بحكم قِدَم كسوتها، أو لتلفها أو لسرقتها، فلا يلزمه أن يشتري للأخرى إذا كانت في كفاية.
وإذا أراد أن يكرم واحدة منهما لدينها أو طاعتها أو بسبب ميله القلبي لها فيشتري لها ثوباً أو عباءةً أو ما شابهه فله ذلك ولا يلزمه العدل إلاّ في الواجب وبه يفتي الإمام أحمد وغيره (1). ولا يشك مسلم أن الأكمل أن يساويهما (2) في كل ما يأتي به، تحقيقا لكمال العدل، وزيادة في الألفة والمودة. والله أعلم.
? قال ابن حزم رحمه الله: فلو امتهنتها - (أي: ثيابها) - ضرارا أو فسادا حتى أخلقت قبل الوقت الذي يعهد فيه إخلاق مثلها: فلا شيء لها عليه. إنما عليه رزقها وكسوتها بالمعروف. والمعروف هو الذي قلنا.أ. هـ. "المحلى" (9/ 252).
? وقال ابن قدامة: فإن بليت الكسوة في الوقت الذي يبلى فيه مثلها: لزمه أن يدفع إليها كسوة أخرى، لأن ذلك وقت الحاجة إليها. وإن بليت قبل ذلك لكثرة دخولها وخروجها أو استعمالها: لم يلزمه إبدالها لأنه ليس بوقت الحاجة إلى الكسوة في العرف.أ. هـ. "المغني" (9/ 241).
? وقال ابن قدامة أيضا: وليس عليه التسوية بين نسائه في النفقة والكسوة إذا قام بالواجب لكل واحدة منهن. قال أحمد في الرجل له امرأتان: له أن يفضل إحداهما على الأخرى في النفقة والشهوات والكسي، إذا كانت الأخرى في كفاية، ويشتري لهذه أرفع من ثوب هذه. وتكون تلك في كفاية.
وهذا (1) لأن التسوية في هذا كله تشق، فلو وجب لم يمكنه القيام به إلا بحرج فسقط وجوبه كالتسوية في الوطء.أ. هـ. "المغني" (8/ 144).
• وقال ابن رشد: مذهب مالك وأصحابه أنه إن قام لكلٍّ بما يجب لها بقدر حالها، فلا حرج عليه أن يوسع على من شاء منهن بما شاء.أ. هـ "بلغة السالك" (1/ 437).
قلت، ومثله قول الأحناف المفتى به عندهم "انظر حاشية ابن عابدين" (3/ 202).
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/264)
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم ولو تكرمتم بتوضيح أمر وهو هل يقسم الرجل دخله الشهري على نسائه بالتساوي أم بعدد الأولاد كما هو موضح بالسؤال أعلاه وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 09:31 ص]ـ
لا شك أنه ليس بالتساوي بل بحسب حاجة كل زوجة وأولادها
فمن غير المعقول ولا المتصور المقارنة بين أسرة مكونة من (12) فردا مع زوجة ثانية جديدة ليس عندها ولد!
والله أعلم
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 10:50 م]ـ
هل يوجد كتاب تكلم عن مسألة التعدد وما فيها من المسائل الفقهية؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:30 م]ـ
تراها في كل كتب الفقه وعليك بالمغني والمجموع للنووي ,فإن قصرت همتك فاقرأكتاب شيخنا مصطفى بن العدوي "فقه تعدد الزوجات" وهى رسالة لطيفة مفيدة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:57 م]ـ
وهناك رسالة طبعتها دار العاصمة بالرياض لشيخنا د. عبدالله الطيار عنوانها:
العدل في التعدد، أتى فيها على أحكام هذه المسألة بصورة متوسطة تفيد الراغب،وفيها اإحالة على مصادر فقهية متنوعة لمن أراد الاستزادة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:16 ص]ـ
وهناك كتاب لي بعنوان " أحكام التعدد في ضوء الكتاب والسنة " أظنه شاملاً للأبواب جميعها
والله الموفق
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 06:29 ص]ـ
الله يرفع درجاتكم في الجنة
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:09 ص]ـ
يا شيخ إحسان حفظك الله ما هي الدار التي طبعة كتابك؟ وفقك الله
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[20 - 11 - 04, 11:17 ص]ـ
شكر ا لله للإخوة
ولدي بحث قديم في بعض ما يعترض المعدد من مسائل لعلي أدرجه قريبا
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:32 م]ـ
وجدت كتاب بعنوان (العدل بين الزوجات) تأليف أريج عبد الرحمن السنان. دار النفائس الأردن
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:30 ص]ـ
طبعته على حسابي
وأظنه موجودا في دار الهجرة في الدمام
وبعض المكتبات في الرياض
ويوجد أخ في الرياض عنده مجموعة أخيرة منها
هاتفه
0503280789
محمد حسن
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:47 م]ـ
الله يزوجك يا شيخ إحسان ويفتح لك أبواب الجنة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:45 م]ـ
لو لم أعدد لما ألفته:)
يكفي اثنتان حاليا
وجزاك الله خيرا
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:52 م]ـ
أرجو الاطلاع على بحث الشيخ عبدالله بن مانع العتيبي [ملاحظة على الهامش مهما وجدت بحثاً للشيخ عبدالله بن مانع فاقرأه ولن تندم (نصيحة مجرب مع ابتسامة)].
وهو على الرابط التالي:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=2442
وعنوانه من أحكام التعدد، والحكم الأول متعلق بالمسألة وفيه إشارة لآراء أخرى غير التي رجحها شيخنا إحسان، وأنبه قارئ بحثه إلى التفريق بين العدل والتسوية في القسم.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 05:02 م]ـ
أخي الفاضل حارث وفقه الله
قرأت كلام الشيخ عبد الله ولم أره رجح - أصلا - في المسألة الأولى
مع نقله أنه كلام الجماهير وترجيح الشيخ ابن باز
وفقك الله ورزقك زوجات من الحور العين
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 11 - 04, 05:45 م]ـ
آمين وإياكم شيخنا الحبيب والأمر كما قلتم بل لعل الشيخ عبدالله يميل إلى ما رجحتموه.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:11 م]ـ
حفظك الله يا شيخ إحسان
هل يوجد رابط لكتابك في النت؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:49 م]ـ
بارك الله عليك وبك وفيك أخي الحارث
لا للأسف أخي الحنبلي
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[28 - 11 - 04, 07:24 ص]ـ
هذا هو البحث الذي وعدت به على هذا الرابط أسأل الله العظيم أن ينفع به
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24303
ـ[بوصقر]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:45 م]ـ
أخي خالد،
حاولت عدة مرات الدخول على الرابط الذي قمت بذكره ولكن لم أستطع "لا تملك الصلاحية للدخول إلى هذه الصفحة "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24303(37/265)
سؤال // هل صح عن بعض السلف أنهم شاهدوا أو سمعوا أناس يعذبون في قبورهم ???
ـ[المهندي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 01:53 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من الشيوخ الكرام أن يفيدونا حول هذا الموضوع
هل صح عن بعض السلف أنهم شاهدوا أو سمعوا أناس يعذبون في قبورهم ???
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:46 ص]ـ
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه، مع كونه مضطجعا في قبره، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم، بل هو بحسب قوة الأمور) (مجموع الفتاوى 5/ 526).
قال أبو محمد: ويدل على ماذكره الشيخ: هذا الأثر: عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا، وإلى جانب الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر، فخرج رجل راسه راس الحمار، وجسده جسد إنسان، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا، فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا. قلت: وما كان قصته؟ كان يشرب الخمر، فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر؟! فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار! قالت: فمات بعد العصر. قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر، كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر) رواه الاصبهاني وغيره، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه. (صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665).
والله أعلم ......
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:55 ص]ـ
بارك الله فيك أبا محمد
ـ[المهندي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[الربيع]ــــــــ[16 - 11 - 04, 12:59 م]ـ
فهو ينشق عنه القبر بعد العصر، كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر ..
أثر منكر جدا باطل، ولا يصح قطعا.
قال الله عز وجل: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 04, 02:12 م]ـ
(أثر منكر جدا باطل، ولا يصح قطعا)
من أبطل الأثر يا شيخ الربيع؟ أعني من المحدثين , وفقك الله
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[17 - 11 - 04, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
دونك شريط (ماذا يحدث تحت الأرض؟)
لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
ففيه شيء من ذلك.
والمعذرة على ان المرجع شريط!
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:19 م]ـ
ريدني أنا أم الربيع؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:19 م]ـ
تريدني أنا أم الربيع؟
ثم قولك (فيه شي من ذلك)؟
هل ما في الشريط يوافق الأثر أم يرده؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:20 م]ـ
بارك الله فيكم
للفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=61053#post61053
ـ[الربيع]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:36 م]ـ
بالنظر إلى الأثر الذي ذكر الأخ أبو محمد، فهو غريب منكر. سندا ومتنا.
والله أعلم.
والأصل تسمية من صصحه من الأئمة لا العكس.
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 11 - 04, 09:06 م]ـ
أكثر الحافظ ابن رجب من النقل عن السلف في هذه المسألة في كتابه أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور.
فارجع له إن شئت
وربما وجدت في كتاب الروح لابن القيم كلاما في هذه المسألة
والله اعلم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:35 م]ـ
الأخ الربيع - وفقه الله , ما وجه النكارة في السند؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:38 م]ـ
قد تبين لي - بارك الله فيكم - وجه النكارة في المتن , لكن ماوجه النكارة في السند؟
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[18 - 11 - 04, 12:53 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/266)
شريط (ماذا يحدث تحت الأرض؟) فيه ذكر بعض الآثار المثبتة لسماع الأحياء بعض عذاب القبر.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[18 - 11 - 04, 02:12 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=61053#post61053
المشاركة الأصلية بواسطة صيد الخاطر
يقول أحدهم:
في أحد المواقع، يذكر حادثه حصلت لبعثة تنقيب في احد مناجم سيبيرياوكان يرأسهابروفيسور يدعى ازاكوف حيث سرد ماحصل لهم في هذه المهمه المرعبه حيث يقول البروفيسور: ((كشيوعي أنا لا أعتقد في وجود الله او في وجودالكتاب المقدس لكن كعالم انا اصبحت اعتقد في وجود الجحيم، ليس هناك حاجه إلى القول بأننا صعقنا لمثل هذا الإكتشاف، لكننا نعلم ما رأيناه وماسمعنا، ونحن مقتنعون اننا كنا نحفر من خلال ابواب الجحيم، حيث أن الحفار فجأه أصبح يحفر يشكل اوسع وذلك يشير إلى اننا نحفر بإتجاه منطقه مجوفه كبيره او كهف واسع، مجسات الحراره اظهرت إرتفاع دراماتيكي حيث وصلت الحراره إلى 2000 درجه فهرنهيت، ثم انزلنا مايكروفون مصمم لإكتشاف اصوات تحرك طبقات الأرض، لكن وبدلاً من سماع اصوات تحرك طبقات الأرض سمعنا اصوات بشريه على شكل صياح مع الم، في البدايه كنا نعتقد انها اصوات ناتجه من الالات ولكن بعد عمل بعض الضبط للأجهزه إتضح ان مانسمعه هو عباره عن صراخ لملايين من البشر.
ولسماع هذا التسجيل إذهب إلى الرابط التالي
((((حذف من قبل المشرف))))
السؤال:هل من الممكن أن يكون ذلك صحيحاً كما قيل.
-----------------------------------------------
الاخوه الافاضل
انه لأمر محزن ان تضيع اوقات العلماء و طلبه العلم فى مثل هذه القصص المكذوبه
لقد قمت ببحث بسيط على الشبكه و وجدت اصل هذه القصه و هو الاتى بالانجليزيه:
" As a communist I don’t believe in heaven or the Bible but as a scientist I now believe in hell," said Dr. Azzacove. "Needless to say we were shocked to make such a discovery. But we know what we saw and we know what we heard. And we are absolutely convinced that we drilled through the gates of hell!"
Dr. Azzacove continued, ". . .the drill suddenly began to rotate wildly, indicating that we had reached a large empty pocket or cavern. Temperature sensors showed a dramatic increase in heat to 2,000 degrees Fahrenheit."
"We lowered a microphone, designed to detect the sounds of plate movements down the shaft. But instead of plate movements we heard a human voice screaming in pain! At first we thought the sound was coming from our own equipment."
"But when we made adjustments our worst suspicions were confirmed. The screams weren’t those of a single human, they were the screams of millions of humans!"
على موقع نصرانى و ما اكثرهم
الهدف الاساسى من هذه القصه هو تقديم الدليل العلمى للعلمانيين فى الغرب ان الجحيم الذى ذكر فى الانجيل حقيقه لا خيال ومن لا يصدق عليه بسماع الشريط المفبرك
لا اعرف كيف انتشر هذا الهراء فى المواقع العربيه و الاسلاميه
عندى مقطع الشريط المزعوم الذي ذكرنى بأفلام الرعب بهولىوود.
على الاخوه الافاضل التريث قبل ربط هذه الاصوات و المؤثرات الصوتيه المكذوبه بالاحاديث النبويه الشريفه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:09 م]ـ
قد تبين لي - بارك الله فيكم - وجه النكارة في المتن , لكن ماوجه النكارة في السند؟
لم أطلع على السند لكن فيه العوام بن حوشب وفيه مقال
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[31 - 01 - 05, 08:07 م]ـ
الأثر حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب، وقد رواه الشبهاني في الترغيب.(37/267)
شرح حديث "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا"
ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[15 - 11 - 04, 05:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشائخنا الكرام
كنت أبحث في لسان العرب فوجدت هذا الحديث إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا، إلا من اتقى ... فأحببت أن أعرف درجة هذا الحديث من موقع الدرر السنية
ووجدته كالتالي:
1 - "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا، إلا من اتقى الله و بر، و صدق" حسن لشواهده في السلسلة الصحيحة ص994
2 - "يا معشر التجار!. فاستجابوا لرسول الله، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا؛ إلا من اتقى الله، وبر وصدق" صحيح لغيره في صحيح الترغيب ص 1785
وأربع أحاديث أخر حول هذا الحديث لكنها ضعيفة.
فرغبت في الحصول على شروح لهذين الحديثين إن أمكن؟
وأين ذكرا في كتب الأحاديث
جزاكم الله - تعالى - خيرًا وبارك في علمكم
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:12 ص]ـ
أخي الكريم: عمر بن إبراهيم
الحديث عند الترمذي:
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسمعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويقال إسمعيل بن عبيد الله بن رفاعة أيضا.
وهو عند ابن ماجه والدارمي.
ـــــــــــ
في التحفة:
قَوْلُهُ: (إِنَّ التُّجَّارَ) بِضَمِّ الْفَوْقِيَّةِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ جَمْعُ تَاجِرٍ (يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا) جَمْعُ فَاجِرٍ مِنْ الْفُجُورِ (إِلَّا مَنْ اِتَّقَى اللَّهَ) بِأَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ كَبِيرَةً وَلَا صَغِيرَةً مِنْ غِشٍّ وَخِيَانَةٍ أَيْ أَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ , فِي تِجَارَتِهِ أَوْ قَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ (وَصَدَقَ) أَيْ فِي يَمِينِهِ وَسَائِرِ كَلَامِهِ. قَالَ الْقَاضِي: لِمَا كَانَ مِنْ دَيْدَنِ التُّجَّارِ التَّدْلِيسُ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالتَّهَالُكُ عَلَى تَرْوِيجِ السِّلَعِ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُمْ مِنْ الْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ وَنَحْوِهَا حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ , وَاسْتَثْنَى مِنْهُمْ مَنْ اِتَّقَى الْمَحَارِمَ وَبَرَّ فِي يَمِينِهِ وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ. وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّارِحُونَ وَحَمَلُوا الْفُجُورَ عَلَى اللَّغْوِ وَالْحَلِفِ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ. قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ) وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ.
ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:38 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد القاهر
جزاك الله - تعالى - خيرًا(37/268)
هل قال أحد من أهل العلم .. بعدم جواز بيع الفقير للفائض من الزكاة؟
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[15 - 11 - 04, 07:56 م]ـ
سؤالي .. هل من أهل العلم المعتبرين من تردد في جواز بيع الفقير لما تصدق به عليه؟
فقد سمعت كلاما غريبا في هذا!! {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
أوليس الفقير قد ملك هذه الزكاة وأصبحت من عرض ملكه؟
في نظري القاصر .. بلا. .
أفتوني في أمري .. فما كنت قاطعا أمرا حتى تشهدون ..
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 04:37 م]ـ
أخي الفاضل: ابن عبد البر،،، حفظه الله ورعاه
ما تفضلتم به هو الأصل، وحديث بريرة ـ رضي الله عنها ـ مشهور، حين طَعِمَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مما تُصدق به عليها.
وللفقهاء في آخذي الزكاة تفصيل، ولعل في هذا النقل ما يفيد:
جاء في المغني (2/ 282) بعد ذكر مستحقي الزكاة:
(ولا يعطى أحد من هؤلاء زيادة على ما تندفع به الحاجة، لأن الدفع لها فلا يزاد على ما تقتضيه.
فصلٌ: وأربعة أصناف يأخذون أخذا مستقرا، ولا يراعى حالهم بعد الدفع، وهم: الفقراء والمساكين والعاملون والمؤلفة. فمتى أخذوها ملكوها ملكا دائما مستقرا، لا يجب عليهم ردها بحال.
وأربعة منهم وهم: الغارمون وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل، فإنهم يأخذون أخذا مراعى.
فإن صرفوه في الجهة التي استحقوا الأخذ لأجلها وإلا استرجع منهم.
والفرق بين هذه الأصناف والتي قبلها: أن هؤلاء أخذوا لمعنى لم يحصل بأخذهم للزكاة، والأولون حصل المقصود بأخذهم وهو غنى الفقراء والمساكين وتأليف المؤلفين وأداء أجر العاملين.
وإن قضى هؤلاء حاجتهم بها، وفضل معهم فضل ردوا الفضل إلا الغازي، فإن ما فضل له بعد غزوه فهو له، ذكره الخرقي في غير هذا الموضع.
وظاهر قوله في المكاتب أنه لا يرد ما فضل في يده، لأنه قال: وإذا عجز المكاتب ورد في الرق وكان قد تصدق عليه بشيء فهو لسيده ونص عليه أحمد أيضا في رواية المروذي والكوسج.
وروى عنه حنبل إذا عجز يرد ما في يديه في المكاتبين، وقال أبو بكر عبد العزيز: إن كان باقيا بعينه استرجع منه، لأنه إنما دفع إليه ليعتق به ولم يقع.
وقال القاضي: كلام الخرقي محمول على أن الذي بقي في يده لم يكن عين الزكاة وإنما تصرف فيها وحصل عوضها وفائدتها ولو تلف المال الذي في يد هؤلاء بغير تفريط لم يرجع عليهم بشيء) اهـ
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:04 ص]ـ
غفر الله لكم شيخنا الكريم .. بل هو مفيد وواضح ..
وإن لم يصرح ..
فبورك فيكم -(37/269)
مسئلة: في زكاة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 11 - 04, 09:53 م]ـ
السلام عليكم
شخص من اصناف الثانية اخذا مال لزكاة
مثلا الغارم اخذ مال لدينه
ولكن انت اعطيته لاجل الدين ولكن هذا الاخذ بعد اخذه
صرفه في غيره دينه فهل يجوز له هذا
وهل الدافع عليه شئ اعني هل زكاته صحيحة؟
وماذا لو علم بعد دفع زكاته ان هذا شخص دفعه الي غيره اغراضه ...(37/270)
(الخلاصة) الفطر في قضاء رمضان
ـ[الربيع]ــــــــ[16 - 11 - 04, 12:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،،
والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين،،
وعلى آله وأصحابه أجمعين ...
أما بعد:
البحث في هذه المسألة يتناول عدة أجزاء:
* كفارة الفطر في قضاء رمضان:
- سواء كان ذلك بالجماع.
- أم بغيره.
* الفطر في صيام النفل.
* والذي يهمني هنا هو الفطر في قضاء رمضان ...
وذلك يحصل عند الرجال والنساء سيما من يبادر بالصيام بعد رمضان، فقد يدعى إلى وليمة، أو مناسبة، أو غير ذلك ..
فهل يجوز له الفطر؟
جماهير أهل العلم وهو شبه إجماع - وليس بإجماع - أنه لا يجوز له الفطر، وأنه يأثم بالفطر.
واستدلوا بأدلة:
من القرآن الكريم.
والسنة النبوية.
والآثار عن الصحابة وغيرهم.
=====================
ومن خلال النظر يتبين قوة هذا القول.
=====================
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:28 ص]ـ
أخي الحبيب
جزاك الله خيرا لكن كان الأمر يحتاج إلى توسع بذكر أمور ضرورية منها أدلة القائلين بتأثيم المفطر في قضاء رمضان، وهل يلزمه قضاء هذا اليوم إضافة إلى قضاء يوم رمضان الأصلي الذي أفطر فيه؟ وهل قال أحد من أهل العلم بوجوب الكفارة عليه كالمفطر في رمضان وما القول الراجح؟
أرجو منك الصفح إن قلت إن اختصارك مخل؛ فغفر الله لي ولك
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:38 ص]ـ
حكم الفطر في قضاء رمضان
إذا نويت في ليلة أن أصوم قضاء رمضان في اليوم التالي، وعندما جاء اليوم لم أصم وأجلت القضاء، فهل علي شيء؟.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت لم تقطعي النية قبل الفجر فإنك قد دخلت في عبادة الصوم بتبييت النية إلى وقت ابتداء الصيام، وعليه فلا يجوز لك الفطر في قضاء رمضان فيها من غير عذر بل إن بعض أهل العلم يرى أن على من تعمد الفطر في قضاء رمضان أن يقضي ذلك اليوم الذي أفطر فيه إضافة إلى اليوم الذي في ذمته من رمضان، وهذا قول مشهور عند المالكية يقابله قول آخر مشهور أيضا بعدم وجوب قضاء اليوم الذي وقع فيه الفطر عمدا.
قال في منح الجليل عند قول خليل في مختصره في الفقه المالكي: وفي وجوب قضاء القضاء خلاف أي قولان مشهوران. انتهى
أما الكفارة فلا تلزم من هذا الفطر المتعمد هنا، قال ابن قدامة في المغني: ولا تجب الكفارة بالفطر في غير رمضان في قول أهل العلم وجمهور الفقهاء. انتهى.
وإن كنت عدلت عن الصيام قبل الفجر فلا شيء عليك في تأجيل القضاء قبل الدخول في العبادة، هذا إذا كان في الزمن متسع يكفي لقضاء ما عليك قبل رمضان التالي، فإذا لم يبق قبل رمضان إلا قدر ايام القضاء فلا يجوز تأجيله، فمن فعل ذلك متعمدا وجبت عليه الكفارة، أي كفارة التفريط في قضاء رمضان عن كل يوم أخره من غير عذر وهي مبينة في الفتوى رقم: 24460.
والله أعلم.
المصدر
اسلام ويب
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=66099&Option=FatwaId
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:42 ص]ـ
هل تجب الكفارة بالجماع في قضاء رمضان؟
جامعني زوجي يوما وأنا صائمة صوم قضاء. هل علي شيء؟.
الحمد لله
قضاء رمضان من الصيام الواجب، الذي لا يجوز للإنسان أن يبطله إلا لضرورة، فإذا دخل الإنسان في قضاء، فإنه يلزمه أن يتمه، ولا يجوز له الفطر إلا لعذر شرعي.
وقد ثبت عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: (يا رسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة؟ فقال لها: أكنت تقضين شيئا، قالت لا، قال: فلا يضرك إن كان تطوعا) رواه أبو داود برقم (2456)، وصححه الألباني، وهذا يدل على أنه يضرها إن أفطرت في صيام واجب، والضرر هنا هو الإثم.
أما ما حصل بينكما، فإن كفارة الجماع لا تجب إلا بإبطال صيام رمضان نفسه، وعليه فلا يلزمك شيء، إلا إعادة قضاء ذلك اليوم من رمضان، مع التوبة إلى الله عز وجل، والعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك.
قال ابن رشد: " واتفق الجمهور: على أنه ليس في الفطر عمدا في قضاء رمضان كفارة لأنه ليس له حرمة زمان الأداء أعني: رمضان " بداية المجتهد 2/ 80
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن امرأة أفطرت في قضاء رمضان، مجاملة لضيفوها، فأجاب: " هذا القضاء إذا كان قضاء عن واجب كقضاء رمضان، فإنه لا يجوز لأحد أن يفطر إلا لضرورة، وأما فطره لنزول الضيف به فإنه حرام؛ ولا يجوز؛ لأن القاعدة الشرعية: (أن كل من شرع (أي بدأ) في واجب فإنه يجب عليه إتمامه إلا لعذر شرعي)، وأما إذا كان قضاء نفل فإنه لا يلزمها أن تتمه؛ لأنه ليس بواجب.
فعلى هذا إذا كان الإنسان صائما صيام نفل وحصل له ما يقتضي الفطر فإنه يفطر، وهذا هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال (هل عندكم شيء؟) فقالت: أهدي لنا حيس فقال: (فأرينيه فلقد أصبحت صائما). فأكل منه صلى الله عليه وسلم، وهذا في النفل، وليس في الفرض. " انتهى من مجموع الفتاوى 20.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/40242(37/271)
هَلْ هذه الرواياتِ لوَضْع الأيدي على الصدرِ تُصحّحُ أَو لَيستْ؟
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[16 - 11 - 04, 03:34 م]ـ
هَلْ هذه الرواياتِ لوَضْع الأيدي على الصدرِ تُصحّحُ أَو لَيستْ؟
السلام عليكم
أي واحد يَعْرفُ منزلةَ الرواياتِ التاليةِ
غَرِيبُ الْحَدِيثِ >> بَابُ: نحر >>
537 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْكُلَيْبِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ قَالَ: وَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ النَّحْرِ " *
أخرجه البيهقي في سننه (2/ 30) أخبرنا أبو بكر أحمد بم محمد بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا أبو الحريش الكلابي ثنا شيبان ثنا حماد بن سلمة ثنا عاصم الجحدري عن أبيه عن عقبة بن صهبان (كذا) قال: وضع اليد اليمنى على اليسرى ثم وضعهما على صدره. قال أبو الحريش ثنا شيبان ثنا عاصم الحول عن رجل عن أنس مثله أو قال عن النبي صلى الله عليه وسلم. ا. ه.
تفسير الإمام الطبرى
29470ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن حماد بن سلمة, عن عاصم الجَحْدَريّ, عن عُقْبة بن ظَهِير, عن أبيه, عن عليّ رضي الله عنه فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ قال: وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى, ثم وضعهما على صدره.
29472
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا أبو صالح الخُراسانيّ, قال: حدثنا حماد, عن عاصم الجَحْدريّ, عن أبيه, عن عقبة بن ظبيان, أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال في قول الله: فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ قال: وضع يده اليمنى على وسط ساعده الأيسر, ثم وضعهما على صدره.
ومَنْ الرواة الغير المسمّى؟
هَلْ الرواة المذكورون جديرون بالثقة؟
عقبة بن ظبيان
عُقْبة بن ظَهِير
أبو الحريش الكلابي
شكراً جزيلاً
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 11 - 04, 06:05 م]ـ
أخي العزيز: لعلك تجد الجواب في أوائل مقدمة صفة الصلاة للشيخ ناصر الملة والدين - رحمه الله رحمة واسعة -
طبعة المعارف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهناك رسالة مفيدة للشيخ خالد الشايع حفظه الله قد تجد فيها الإجابة على الروايات التي ذكرتها وهي على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=27639#post27639(37/272)
هل يجوز إفطار يوم الثلاثين من رمضان
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[16 - 11 - 04, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
سمعت أن بعض المسلمين قد أفطروا يوم الثلاثين من
رمضان – يوم السبت – في بلدانهم أسوة ببعض الدول
والتي صامت 29 يوما فقط وأفطرت يوم السبت الماضي،
وذكروا بوجود أدلة على ذلك، فهل استدل أحد من الأئمة
وأهل العلم من السلف والخلف على جواز ذلك؟ أرجو
بيان الأدلة وأقوالهم وآرائكم حول ذلك، وجزاكم الله خيرا 0
ملاحظة: عذرا إن كان هذا الموضوع قد طرح من قبل ولم
أره، أرجو بيان هذا، وفقكم الله0
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[17 - 11 - 04, 07:10 ص]ـ
بانتظار آرائكم الكريمة
إخواني بالله
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 10:07 ص]ـ
أخي لعلي تناقشت مع بعض الأخوة في هذا الأمر
غير أني لم أرك وفقت في وضع العنوان
وفي انتظار أراء أخواننا جزاهم الله خيرا
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:52 م]ـ
أخي الكريم: لم أهتم حقيقة بالعنوان اهتمامي بالموضوع
نفسه، فما زلت بانتظار الآراء والأدلة على أحر من الجمر،
فقد كثر القيل والقال ولم أنتهي لما هو الصواب!!!
بانتظاركم إخواني!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:51 م]ـ
الحمد لله
لا يجوز إفطار يوم الثلاثين في رمضان، والتفصيل تجده بإذن الله في هذا الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23968&page=2
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
لكن نقل لي بعض الاخوة ان بعض كبار العلماء في مصر قد أفطر يوم الثلاثين
فهل عندكم من خبر أو توضيح
وجزاكم الله خيرا(37/273)
من قال من العلماء لا أوجب بعد الإيمان من جهاد الدفع؟
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:14 ص]ـ
سمعت أن أكثر من واحد من العلماء قال هذه العبارة, فمن هم؟
وأين ذكروا هذه المقولة؟
ـ[السمرقندية]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:29 ص]ـ
القائل هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى كتاب الجهاد
قال (والعدوُّ الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه)
والله المستعان
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:57 ص]ـ
من القائلين شيخ ابن تيمية:
{الفتاوى الكبرى 4/ 608} - والاخيارات الفقهية (ت/حامد فقي) (ص309) -
جاء في الاختيارات قال رحمة الله عليه ..
(وأما قتال الدفع: فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين. فواجب إجماعا 0 فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيئ أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم. فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبة في بلاده 0
والجهاد منه ما هو باليد. ومنه ماهو بالقلب , والدعوة. والحجة واللسان , والرأي , والتدبير , والصناعة. فيجب بغاية ما يمكنه 0
ويجب على القَعَدةِ لعُذر أن يخلفوا الغزاة في أهليهم ومالهم.
قال المروزي: سئل أبو عبد الله عن الغزو في شدة البرد , في مثل الكانونين , فيتخوف الرجل إن خرج في ذلك الوقت أن يفرط في الصلاة , فترى له أن يغزو أو يقعد؟ قال لا يقعد , الغزو خير له وأفضل 0
فقد قال الإمام أحمد بالخروج مع خشية تضييع الفرض , لأن هذا مشكوك فيه , أو لأنه إذا أخر الصلاة بعض الأوقات عن وقتها كان ما يحصل له من فضل الغزو مُرْبِياً على ما فاته. وكثير ما يكون ثواب بعض المستحبات أو واجبات الكفاية أعظم من ثواب واجب , كما لو تصدق بألف درهم وزكى بدرهم.
إلخ -
كلام نحن أحوج ما نكون لها الآن ويحق ترصيعه بالذهب .. أحجمت عن نقل تمامه خشية الإطالة .. ومن رجع للاختيارت ط دار الفكر .. سيتيه فكره حين يتأمل واقعه المرير ..
دمتم في رعاية المولى -
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذه النقول ونفع بكم
ـ[آل حسين]ــــــــ[17 - 11 - 04, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم
يتذكر الإنسان بهذا الكلام حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
""من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق""(37/274)
معنى قوله (أو خير) في فتنة الدجال؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته ...
حيا الله بالأخوة الكرام
مر علي هذا الحديث قي سير أعلام النبلاء أثناء قراءتي:
أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام التميمي قراءةً عليه في سنة أربع وتسعين وست مئة أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز أنبأنا تميم بن أبي سعيد أبو القاسم المعري في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مئة بهراة أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي حدثنا عبد الله بن معاوية القرشي حدثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" قالوا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم كيف قلوبنا يومئذ? أمثلها اليوم? قال: "أو خير".
أخرجه الترمذي عن عبد الله الجمحي فوافقناه بعلو وقال وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة رضي الله عنه.
فبارك الله فيكم أشكل علي لفظ أو خير؟ وأنا بعيد مكان عن مكتبتي فمن يتكرم منكم وينقل لي من عارضة الأحوذي أو يحل الإشكال بما يفتح الله عليه؟
وفقكم الله
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 06:38 م]ـ
بارك الله فيكم يا مشائخ أنتظر إجابتكم(37/275)
هل تحتاج عبادة (الطواف أو العكوف) على القبور ... إلى الإستفصال .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل تحتاج عبادة (الطواف أو العكوف) على القبور ... إلى الإستفصال .. عن الحال .. ؟
والله سبحانه وتعالى يقول:
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً
وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}
سورة البقرة
ويقول سبحانه:
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
سورة الحج
جزاكم الله خيراً ونفعنا بماعندكم من العلم النافع -آمين-
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:36 م]ـ
هذا جواب للشيخ عبد الرحمن البراك حول سؤالك:
السؤال:
الذي يطوف على القبور كقبر الحسين والبدوي وغيره هل عملهم مكفر-مع غض النظر عن أعيانهم- لكن السؤال: هل هناك من قال إذا كان الطواف للتحية ليس كفر ومن كان للعبادة كفر؟ هل لهذا القول قائل من السلف؟
الجواب:
الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركا فيه وصلى الله وسلم، وبارك على عبده، ورسله، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمعلوم لجميع المسلمين أن الطواف بالبيت العتيق عبادة شرعها الله في الحج والعمرة، وفي غير هما، ولم يشرع الله الطواف بغير بيته فمن طاف على بَنِيَّةٍ أو قبر، أو غيرهما عبادة لله؛ فهو مبتدع ضال متقرب إلى الله بما لم يشرعه، ومع ذلك فهو وسيلة إلى الشرك الأكبر؛ فيجب الإنكار عليه، وبيان أن عمله باطل مردود عليه كما قال صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
أما من قصد بذلك الطواف التقرب إلى صاحب القبر فهو حينئِذ = عابد له بهذا الطواف؛ فيكون مشركاً شركاً أكبر كما لو ذبح له، أو صلى له.
وهذا التفصيل هو الذي تقتضيه الأصول، كما يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فلا بد من اعتبار المقاصد.
والغالب على أهل القبور القصد الثاني ـ وهو أنهم يتقربون إلى الميت بذلك ـ، فهم بذلك العمل كفار مشركون؛ لأنهم عبدوا مع الله غيره.
والسلف المتقدمون من أهل القرون المفضلة لم يتكلموا في ذلك؛ لأنه لم يقع، ولم يعرف في عصرهم، لأن القبورية إنما نشأت في القرن الرابع.
وأكثر من أفاض في الكلام على شرك القبور، وبدع القبور، شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، ثم من جاء بعدهم من أهل العلم، وعامة كلامهم يقتضي هذا التفصيل المتقدم فإنهم تارة يصفون هذه الأعمال بالبدعة، وتارة بالشرك. والله أعلم.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً شيخنا /عبد الرحمن السديس وبارك بك - آمين-
وجزى الله الشيخ العلامة /عبد الرحمن البراك وبارك لنا في علمه- آمين-
وهل مثل الطواف والعكوف .. الذبح والنذر عند القبور
وهو عامة صنيع الرافضة المشركين من أزمان .. ؟
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 06:46 ص]ـ
سألت الشيخ حامد العلي بنفس صيغة سؤالك فكان جوابه.
((وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم لانه إذا كان يطوف على القبر يظن أنه عبادة لله
وتستحب عند القبر فهو بدعة منكرة، وإن كان يطوف تقربا
لصاحب القبر فهو شرك، والجالس عند القبر كذلك ولهذا
يجب الإستفصال، أما الذي نعلم أنه يتخذ القبر معبودا
يدعوه ويتوكل عليه ويطوف به ويسجد له ويصلي إليه فهذا
كافر لايستفصل عن حاله
والله أعلم))
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 07:13 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله ... :
ما رأيك بمن يزعم الإسلام في بلاد الهند , فشوهد يطوف على بوذا؟!
وكان الحامل له على ذلك مقصد غير العبادة لبوذا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 11 - 04, 03:57 م]ـ
الأخ الكريم سلطان العتيبي
هذه الطريقة لا تعجبني، فأعتذر عن الجواب.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 11 - 04, 10:59 م]ـ
قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/276)
في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات في بعض لأقطار الاسلامية.
ومَنْ عَلَى القَبْرِ سِراجاً أوقَدَا ... أوِ ابْتَنى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِداً
فإنّه مُجَدِّدٌ جِهَارا ... لِسُنَنِ الْيَهُودِ والنصَارَى
كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ ... فَاعِلهُ كَمَا رَوَى أهْلُ السُّنَنْ
بلْ قَدْ نَهَى عَن ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ ... وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْر
وَكلُّ قَبْرٍ مُشرِفٍ فَقَدْ أمَرْ ... بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ
وحذْرَ الأُمَّةَ عَنْ إطْرَائِهِ ... فَغَرَّهُمْ إبْلِيسُ باسْتِجْرائِهِ
فَخَالَفوهُ جَهْرَةً وارْتَكَبُوا ... ما قدْ نَهَى عَنْهُ ولَمْ يَجْتَنِبُوا
فَانْظُرْ إليْهِمْ قَدْ غَلوْا وَزَادُوا ... وَرَفَعُوا بنَاءََهَا وَشَادُوا
بالشِّيدِ والآجُرِّ وَالأحْجَارِ ... لا سيَّمَا في هَذِه الأعْصَارِ
وَلِلْقَنَادِيلِ عَلَيْهَا أوْقَدُوا ... وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا
وَنَصَبُوا الأعْلاَمَ وَالرَّايَات ... وَافْتَتَنُوا بِالأعْظمِ الرُّفَاتِ
بَلْ نَحَروا في سَواحِهَا النَّحَائِرْ ... فِعْلَ أُولي التَّسْيِيبِ والْبَحَائِرِ
والْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُم ... وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ
قَدْ صَادَهُمْ إبْليِسُ في فِخَاخَه ... بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ منْ أفْرَاخِه
يَدْعوا إلى عِبَادَةِ الأوْثَانِ ... بِالْمَالِ والنَّفْسِ وبِاللِّسَانِ
فَلَيْتَ شِعْري مَنْ أبَاحَ ذَلِكْ ... وَأوْرَطَ الأُمَّةَ في المَهَالِكْ
فَيَا شَدِيدَ الطُّولِ والإِنْعَامِ ... إلَيْكَ نَشْكُوا مِحْنَةَ الإسْلاَمِ
إلى أن قال
وإنْ دَعا الْمَقبُورُ نَفْسَهُ فَقَدْ ... أشْرَكَ بِالله الْعَظِيْمِ وَجَحَدْ
لَنْ يَقْبَلَ الله تَعَالى مِنْهُ ... صَرْفاً وَلا عَدْلاً فَيَعْفُوا عَنْهُ
إذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشكُ الغُفْرَانِ ... إلاَّ اتِّخَاذ النِّدِّ للرحْمنِ(37/277)
طرف، وملح، وفوائد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:39 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله محمد بن عبد الله، أما بعد:
فهذه بعض الطرائف قد مرت علي، وأعجبتني أسوقها لإخواني أهل الملتقى لعلها ترفع الملل عن من به شيء منه، ومع ذا هي لا تخلوا من فائدة .. وبعد:
ففي وفيات الأعيان 4/ 269 (في ترجمة الباقلاني):
وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة، وجرى يوما بينه، وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة، فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام، ووسع العبارة، وزاد في الإسهاب، ثم التفت إلى الحاضرين، وقال: اشهدوا علي أنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب!
فقال الهاروني: اشهدوا علي أنه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال!.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:39 م]ـ
مروج الذهب للمسعودي 4/ 239 [ط: عبد الحميد]
وكان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته، وكان ذا محل من الإسناد، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أنا مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار، والبساتين، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا، وسألوه الحضور معهم، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه، وخرجوا إلى الشط، وجلسوا تحت النخل على شط النهر، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام، وكان أيام المبادي، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة، وهم الزراع وغيرهم، فلما أكلوا، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفا أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة، والعمال في النخل ـ: أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} هذه الواو ما موقعها من الإعراب؟
قال أبو خليفة: موقعها رفع، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال.
قال له: كيف تقول للواحد من الرجال، وللاثنين؟
قال يقول للواحد من الرجال: قِ، وللاثنين: قيا، وللجماعة قوا.
قال كيف تقول للواحدة من النساء، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن؟
قال أبو خليفة: يقال للواحدة: قي، وللاثنتين: قيا، وللجماعة: قين.
قال: فأسألك أن تعجل بالعجلة، كيف يقال للواحد من الرجال، والاثنين والجماعة، والواحد من النساء، والاثنتين منهن، والجماعة منهن؟
قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين، وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه، وقالوا: يا زنادقة! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج!، وعدوا عليهم، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل. اهـ.
* من فوائد هذه الحكاية تجنب الكلام فيما لا يُفهم عند من لا يَفهم.، ومعروف ما قال علي وابن مسعود رضي الله عنها في هذا.
* القاعدة في فعل الأمر أنه يبنى على ما يجزم به مضارعه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:41 م]ـ
.
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 163:
سمعت يحيى بن معين يقول: ـ وذكر أبا سليمان الجرجاني ـ فقال: أبو جرجان ينبغي أن نهدم حول داره أربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا فيدخل دارك في هذا الهدم؟!
قال: لا أبالي يبدأ بداري أولا حتى تطهر تلك البلاد منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:44 م]ـ
.
في الوافي للصفدي 7/ 13: [عن شيخ الإسلام ابن تيمية]
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق، فإذا ذكره لا يقول إلا: دُبيران بضم الدال وفتح الباء،
وسمعته يقول: ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 02:18 م]ـ
في اختصار المقريزي لكتاب الوتر لمحمد بن نصر ص 326:
وقال معاذ القارئ في قنوته: اللهم قحط المطر، فقالوا: آمين!
، فلما فرغ من صلاته قال قلت: اللهم قحط المطر،
فقلتم: آمين! ألا تسمعون ما أقول، ثم تقولون: آمين.
معاذ القارئ صحابي صغير رضي الله عنه
قيل: إنه ممن أقامه عمر يصلي بالناس التراويح.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 07:18 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالرجمن أدخلتم السرور مع الفائدة
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[17 - 11 - 04, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/278)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 11 - 04, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
وفيه ص 218:
وُصِفَ لشاعر طِيْب خراسان، فلما سافر إليها لم تعجبه، فقال:
تمنينا خراسانا زمانا ... فلم نعط المنى، والصبر عنها
فلما أن أتيناها سراعا ... وجدناها بحذف النصف منها!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 11 - 04, 04:05 م]ـ
في الأذكياء لابن الجوزي ص106:
كان الأعمش إذا صلى الفجر جاءه القراء فقرأوا، وكان أبو حصين إمامهم، فقال الأعمش يوما: إن أبا حصين يتعلم القراءة منا لا يقوم من مجلسه كل يوم حتى يفرغ ويتعلم بغير شكر، ثم قال لرجل ممن يقرأ عليه: إن أبا حصين يكثر أن يقرأ بالصافات في صلاة الفجر، فإذا كان غدا فاقرأ عليّ الصافات، واهمز الحوت؛ فلما كان من الغد قرأ عليه الرجل الصافات، وهمز الحوت، ولم يأخذ عليه الأعمش، فلما كان بعد يومين، أو ثلاثة قرأ أبو حصين بالصافات في الفجر، فلما بلغ الحوت همز، فلما فرغوا من صلاتهم، ورجع الأعمش إلى مجلسه دخل عليه بعض إخوانه، فقال الأعمش: يا أبا فلان لو صليت معنا الفجر لعلمت ما لقي الحوت من هذا المحراب؛ فعلم أبو حصين ما لذي فعل به، فأمر بالأعمش، فسحب حتى أخرج من المسجد. قال: وكان أبو حصين عظيم القدر في قومه بني أسد. اهـ.
ورويت الحكاية بسياق مختلف في سير أعلام النبلاء 5/ 414.
من فوائد هذه الحكاية:
* إن ينتبه الطالب لفضل شيخه عليه، وأن يكثر من الدعاء له، وشكره، والثناء عليه، وألا يتنكر له بعد أن ينتهي من الاستفادة منه، كما هو حال كثير من الطلبة اليوم.
* لما قرأت هذه الحكاية تعجبت فقلت: وقد كانوا يعانون مما نعاني منه! فبعض الأئمة يمكث في الإمامة سنين طويلة، ولا يعدوا بعض السور، والمقاطع يكررها حتى كأنه لم ينزل من القرآن غيرها! ولا يشعر بمعاناة من خلفه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
في البداية والنهاية ج11/ص183
قال ابن خلكان وفي نفطويه يقول أبو محمد عبدالله بن زيد بن علي بن الحسن الواسطي المتكلم المشهور صاحب الإمامة وإعجاز القرآن وغير ذلك من الكتب:
من سره أن لا يرى فاسقا ... فليجتهد أن لا يرى نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه**** وصير الباقي صراخا عليه
قال الثعالبي إنما سمى نفطويه لدمامته وقال ابن خالويه لا يعرف من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبدالله سواه
ونفطويه من أهل السنة، فكلام هذا المتكلم المعتزلي مردود عليه
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج15/ص76
وكان ذا سنة ودين وفتوة ومروءة وحسن خلق وكيس وله نظم ونثر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك
في تاريخ الدوري3/ 77 ترجمة رقم (309)
سمعت يحيى [بن معين] يقول: وذكرتُ له شيخنا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له: ابن مناذر (1)؟
فقال: أعرفه كان صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان يرسل العقارب في مسجد الحرام حتى تلسع الناس!!، وكان يصب المداد في المواضع التي يتوضى منها حتى تسود وجوه الناس!! ليس يروى عنه رجل فيه خير.
-------
(1) محمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع شاعر معروف.
مترجم في: الأنساب [مخطوط ص:أ326]، ومعجم الأدباء 5/ 447، والوافي 5/ 43.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:32 م]ـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2/ 822 ط: عالم الفوائد [في عرض كلامه عن فضول المخالطة]
ومنهم من مخالطته حمى الروح، وهو الثقيل البغيض العثل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك، ولا يعرف نفسه؛ فيضعها في منزلتها، بل إن تكلم؛ فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين، مع إعجابه بكلامه، وفرحه به، فهو يحدث من فيه كلما تحدث، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس!، وإن سكت، فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها، ولا جرها على الأرض.
ويذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر.
ورأيت يوما عند شيخنا ـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب، والشيخ يحتمله، وقد ضعفت القوى عن حمله، فالتفت إليّ، وقال: مجالسة الثقيل حمى الرِّبْع، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى، فصارت لها عادة، أو كما قال.
وبالجملة، فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية، ولازمة، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب، وليس له بد من معاشرته، ومخالطته، فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.اهـ
وينظر ما قبله وبعده فهو نفيس.
قلت: وفي هذا الزمان بلي الناس بنوع جديد من الثقلاء في هذه الشبكة، فليتبع ما قال الشيخ رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/279)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير على ما قدمتموه
وهذه مشاركة عن حسن الخلق مختصرة من كتاب أدب الدنيا والدين لعلى بن محمد بن حبيب الماوردي الشافعي
رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَ لَكُمْ الاسْلاَمَ دِينًا فَأَكْرِمُوهُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ فَإِنَّهُ لاَ يَكْمُلُ الا بِهِمَا}.
وَقَالَ الاحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: الا أُخْبِرُكُمْ بِأَدْوَأِ الدَّاءِ؟ قَالُوا بَلَى. قَالَ الْخُلُقُ الدَّنِيُّ وَاللِّسَانُ الْبَذِيُّ.
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: الْحَسَنُ الْخُلُقِ مَنْ نَفْسُهُ فِي رَاحَةٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي سَلاَمَةٍ. وَالسَّيِّئُ الْخُلُقِ النَّاسُ مِنْهُ فِي بَلاَءٍ، وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي عَنَاءٍ، وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَاشِرْ أَهْلَك بِأَحْسَنِ أَخْلاَقِك فَإِنَّ الثَّوَاءَ فِيهِمْ قَلِيلٌ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: إذَا لَمْ تَتَّسِعْ أَخْلاَقُ قَوْمٍ تَضِيقُ بِهِمْ فَسِيحَاتُ الْبِلاَدِ إذَا مَا الْمَرْءُ لَمْ يُخْلَقُ لَبِيبًا فَلَيْسَ اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الْوِلاَدِ فَإِذَا حَسُنَتْ أَخْلاَقُ الانْسَانِ كَثُرَ مُصَافُوهُ، وَقَلَّ مُعَادُوهُ، فَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الامُورُ الصِّعَابُ، وَلاَنَتْ لَهُ الْقُلُوبُ الْغِضَابُ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ {حُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجُوَارِ يُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الاعْمَارِ}.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ سَعَةِ الاخْلاَقِ كُنُوزُ الارْزَاقِ. وَسَبَبُ ذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ كَثْرَةِ الاصْفِيَاءِ الْمُسْعِدِينَ، وَقِلَّةِ الاعْدَاءِ الْمُجْحِفِينَ. وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {أَحَبُّكُمْ إلَيَّ أَحْسَنكُمْ أَخْلاَقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ}. وَحُسْنُ الْخَلْقِ أَنْ يَكُونَ سَهْلَ الْعَرِيكَةِ، لَيِّنَ الْجَانِبِ، طَلِيقَ الْوَجْهِ، قَلِيلَ النُّفُورِ، طَيِّبَ الْكَلِمَةِ. وَقَدْ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الاوْصَافَ فَقَالَ: {أَهْلُ الْجَنَّةِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ طَلْقٍ}. وَلَمَّا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الاوْصَافِ حُدُودًا مُقَدَّرَةً وَمَوَاضِعَ مُسْتَحَقَّةً، مَا قَالَ الشَّاعِرُ: أَصْفُو وَأَكْدُرُ أَحْيَانًا لِمُخْتَبِرِي وَلَيْسَ مُسْتَحْسَنًا صَفْوٌ بِلاَ كَدَرِ وَلَيْسَ يُرِيدُ بِالْكَدَرِ الَّذِي هُوَ الْبَذَاءُ وَشَرَاسَةُ الْخُلُقِ، فَإِنَّ ذَلِكَ ذَمٌّ لاَ يُسْتَحْسَنُ وَعَيْبٌ لاَ يَرْتَضِي. وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْكَفَّ وَالانْقِبَاضَ فِي مَوْضِعٍ يُلاَمُ فِيهِ الْمُسَاعِدُ وَيُذَمُّ فِيهِ الْمُوَافِقُ، فَإِذَا كَانَتْ لِمَحَاسِنِ الاخْلاَقِ حُدُودٌ مُقَدَّرَةٌ وَمَوَاضِعُ مُسْتَحَقَّةٌ فَإِنْ تَجَاوَزَ بِهَا الْحَدَّ صَارَتْ مَلَقًا وَإِنْ عَدْلَ بِهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا صَارَتْ نِفَاقًا. وَالْمَلَقُ ذُلٌّ، وَالنِّفَاقُ لُؤْمٌ، وَلَيْسَ لِمَنْ وُسِمَ بِهِمَا وُدٌّ مَبْرُورٌ وَلاَ أَثَرٌ مَشْكُورٌ.
وَقَدْ رَوَى حَكِيمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {شَرُّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ}. وَرَوَى مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لاَ يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ وَجِيهًا عِنْد اللَّهِ تَعَالَى}. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُرْوَةَ: لاَنْ يَكُونَ لِي نِصْفُ وَجْهٍ وَنِصْفُ لِسَانٍ عَلَى مَا فِيهِمَا مِنْ قُبْحِ الْمَنْظَرِ وَعَجْزِ الْمَخْبَرِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ وَذَا قَوْلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
خَلِّ النِّفَاقَ لِأَهْلِهِ ... وَعَلَيْك فَالْتَمِسْ الطَّرِيقَا
وَارْغَبْ بِنَفْسِك أَنْ تُرَى ... الا عَدُوًّا أَوْ صَدِيقَا
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَكَمْ مِنْ صَدِيقٍ وُدُّهُ بِلِسَانِهِ خَئُونٌ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لاَ يَتَذَمَّمُ يُضَاحِكُنِي عَجَبًا إذَا مَا لَقِيتُهُ وَيَصْدُفُنِي مِنْهُ إذَا غِبْتُ أَسْهُمُ كَذَلِكَ ذُو الْوَجْهَيْنِ يُرْضِيك شَاهِدًا وَفِي غَيْبِهِ إنْ غَابَ صَابٌ وَعَلْقَمُ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ الفتاوي 4/ 73ـ وابن الفارض ـ من متأخري الاتحادية ـ صاحب القصيدة التائية المعروفة:بـ "نظم السلوك"، وقد نظم فيها الاتحاد نظما رائق اللفظ؛ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب، وما أحسن تسميتها بنظم: الشكوك الله، أعلم بها وبما اشتملت عليه، وقد نفقت كثيرا، وبالغ أهل العصر في تحسينها، والاعتداد بما فيها من الاتحاد، لما حضرته الوفاة أنشد:
إن كان منزلتي في الحب عندكم * ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمنا * واليوم أحسبها أضغاث أحلام.
من فوائد هذا النقل:
* إنصاف المخالف، فقد وصف النظم بأنه: رائق اللفظ.
* هذا التشبيه اللطيف المليح من شيخ الإسلام يبين، ويقرب حال النظم من حيث اللفظ، والمحتوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/280)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[02 - 12 - 04, 11:26 م]ـ
أثابك الله يا شيخ عبد الرحمن
وهذه مشاركة من كتاب أدب الدنيا والدين لعلى بن محمد بن حبيب الماوردي الشافعي:
{فِي مُجَانَبَةِ الْكِبْرِ وَالاعْجَابِ}
لِأَنَّهُمَا يَسْلُبَانِ الْفَضَائِلَ، وَيُكْسِبَانِ الرَّذَائِلَ. وَلَيْسَ لِمَنْ اسْتَوْلَيَا عَلَيْهِ إصْغَاءٌ لِنُصْحٍ، وَلاَ قَبُولٌ لِتَأْدِيبٍ؛ لِأَنَّ الْكِبْرَ يَكُونُ بِالْمَنْزِلَةِ، وَالْعُجْبَ يَكُونُ بِالْفَضِيلَةِ. فَالْمُتَكَبِّرُ يُجِلُّ نَفْسَهُ عَنْ رُتْبَةِ الْمُتَعَلِّمِينَ، وَالْمُعْجَبُ يَسْتَكْثِرُ فَضْلَهُ عَنْ اسْتِزَادَةِ الْمُتَأَدِّبِينَ. فَلِذَلِكَ وَجَبَ تَقْدِيمُ الْقَوْلِ فِيهِمَا بِإِبَانَةِ مَا يُكْسِبَانِهِ مِنْ ذَمٍّ، وَيُوجِبَانِهِ مِنْ لَوْمٍ. فَنَقُولُ: أَمَّا الْكِبْرُ فَيُكْسِبُ الْمَقْتَ وَيُلْهِي عَنْ التَّأَلُّفِ وَيُوغِرُ صُدُورَ الاخْوَانِ، وَحَسْبُك بِذَلِكَ سُوءًا عَنْ اسْتِقْصَاءِ ذَمِّهِ. وَلِذَلِكَ {قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ أَنْهَاك عَنْ الشِّرْكِ بِاَللَّهِ وَالْكِبْرِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَحْتَجِبُ مِنْهُمَا}.
وَقَالَ أَزْدَشِيرُ بْنُ بَابَكَ: مَا الْكِبْرُ الا فَضْلُ حُمْقٍ لَمْ يَدْرِ صَاحِبُهُ أَيْنَ يَذْهَبُ بِهِ فَيَصْرِفُهُ إلَى الْكِبْرِ. وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَ بِالْحَقِّ.
وَحُكِيَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ نَظَرَ إلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَسْحَبُهَا وَيَمْشِي الْخُيَلاَءَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْمِشْيَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: بَلْ أَعْرِفُك، أَوَّلُك نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُك جِيفَةٌ قَذِرَةٌ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَوْلٌ وَعَذِرَةٌ. فَأَخَذَ ابْنُ عَوْفٍ هَذَا الْكَلاَمَ فَنَظَمَهُ شِعْرًا فَقَالَ:
عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ ... وَكَانَ بِالامْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ
وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ ... يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ
وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ مَا ... بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ
وَقَدْ كَانَ الْمُهَلَّبُ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ نَفْسَهُ بِهَذَا الْجَوَابِ غَيْرِ الصَّوَابِ، وَلَكِنَّهَا زَلَّةٌ مِنْ زَلاَتِ الاسْتِرْسَالِ، وَخَطِيئَةٌ مِنْ خَطَايَا الادْلاَلِ.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:31 ص]ـ
وفقكم الله موضوعكم رائع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 12 - 04, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
--------------
قال العلامة ابن حزم في الفصل 4/ 156:
وقالوا: إن إبليس لم يكفر بمعصيته الله في ترك السجود لآدم، ولا بقوله ـ عن آدم ـ: أنا خير منه، وإنما كفر؛ بجحد لله تعالى كان في قلبه.
قال أبو محمد: هذا خلاف للقرآن، وتكهن لا يعرف صحته إلا من حدثه به إبليس عن نفسه على أن الشيخ غير ثقة فيما يحدث به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 12 - 04, 10:46 ص]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 3/ 974
سمعت محمد بن عبد الله لحافظ يقول: سمعت أحمد بن سهل الفقيه البخاري ببخارى يقول: سمعت قيس بن أنيف يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: ورد ها هنا شاب من أهل الري فقال: والله لا أخرج من بغلان حتى أكبر على أبي رجاء أربع تكبيرات!
قال: والمسكين توفي ها هنا، فكبرتُ عليه أربعا وزدت الخامس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 12 - 04, 11:05 ص]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 1/ 241:
سمعت عبد الله بن محمد الحافظ، وعبيد الله بن محمد بن بدر يقولان: سمعنا أحمد بن كامل القاضي يقول: سمعت أبا العيناء الضرير يقول: أتيت عبد الله بن داود الخريبي ـ وكان قد أمسك عن الرواية ـ فقلت: حدثني، فقال: يا غلام مُرّ، وأقرأ القرآن. فقلت: قد قرأت.
فقال: هات {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} (71) سورة يونس.
فقرأت، وجودت.
فقال: أحسنت مُرّ، وتعلم بعد القرآن الفرائض.
فقلت: قد تعلمت.
فقال: أيهما اقرب إليك ابن أخيك أم ابن عمك؟
فقلت ابن أخي.
فقال: ولم قلت؟
فقلت: لأنه ولدته أمي.
فقال: يا غلام تعلم بعد هذين العربية.
فقلت: تعلمت العربية قبل القرآن، والفرائض.
فقال: قول عمر: (يا لله يالمسلمين) لِمَ فتح الأولى، وكسر الثانية؟
فقلت: فتح الأولى للاستغاثة، وكسر الثانية للاستنصار.
فقال: يا غلام لو كنت محدثا أحدا لحدثتك.!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:43 م]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 2/ 594:
سمعت عبد الله بن محمد القاضي الحافظ يقول: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت حمدون بن أحمد السمسار يقول: كنا عند علي بن الجعد، فقام رجل فسأله عن حديث لشعبة عن فرات القزاز، فلم يحسن أن يسأل، وصحف، فقال: شعبة عن قراءة القرآن، فضحك علي بن الجعد ثم انشأ يقول:
لم يركبوا الخيل إلا بعدما كبروا ** وهم ثقال على أكتافها عُنفُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/281)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 12 - 04, 12:10 ص]ـ
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 475:
قال سندي: سأل رجل أبا عبد الله فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي؟
فقال: لا تطلقها.
قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته.
قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 12 - 04, 05:00 م]ـ
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/ 334:
قلت: بشر بن يحيى بن حسان؟
قال: خراساني من أصحاب الرأي كان لا يقبل العلم، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان، فقدم علينا، فكتبنا عنه، وكان يناظر، فاحتجوا عليه بطاووس، فقال بالفارسية:يحتجون علينا بالطيور!
قال أبو زرعة: كان جاهلا، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة، فاحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح، فأفحمه، فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " نهى عن القزع"
فقال لأصحابه: قد وجدت حديثا أكسر به ظهره، فأتى إسحاق، فأخبره.
فقال إسحاق: إنما هذا القزع! أنه يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 12 - 04, 03:07 م]ـ
سأل رجل من الشعراء رجلا من المتكلمين بين يدي المأمون، فقال: ما سنك؟ قال: عظم. قال: لم أرد هذا، ولكن كم تعدَّ؟ قال: من واحد إلى ألف ألف وأزيد. قال: لم أرد هذا، ولكن كم أتى عليك؟ قال: لو أتى علي شيء لأهلكني.
فضحك المأمون. فقيل له: كيف السؤال عن هذا؟ فقال: أن تقول؟ كم مضى من عمرك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 12 - 04, 04:46 م]ـ
قال ابن عبد البر في بهجة المجالس 1/ 295
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة والضيافة ثلاثة أيام وما زاد فهو صدقة ولا يحل أن يثوي غيره حتى يحرجه.
قيل للأوزاعي: رجل قدم إلى ضيفه الكامخ، والزيتون، وعندهم اللحم، والعسل، والسمن؟
فقال: لا يؤمن هذا بالله، ولا باليوم الآخر.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 12 - 04, 07:41 م]ـ
مالكامخ وفقكم الله؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 12 - 04, 09:43 م]ـ
لسان العرب: و الكامَخُ: نوع من الأُدْم (1) معرّب؛ وقرِّب إِلى أَعرابيّ خبز و كامَخٌ فلم يعرفه فقال: ما هذا؟ فقيل: كامَخٌ، فقال: قد علمت أَنه كامَخٌ ولكن أَيُّكم كَمخَ به؟ يريد سلَح به.
---------
(1) الذي يؤتدم به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:08 م]ـ
في سؤالات البرذعي 2/ 410:
وسمعت أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين: أن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ".
فقال يحيى: سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل ..
وهو في العلل 1/ 457 بنحوه مختصرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:12 م]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
سمعت يحيى وسئل عن سويد بن سعيد الأنباري؟
فقال: مولى الجواسنة! ليس بشيء إلا أن يحدث من حفظه.
فقيل له: يا أبا زكريا: ما مولى الجواسنة؟
فقال: حدث بحديث الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة: " لا يليكم بعد عمر إلا أصعر أبتر مولى الجواسنة.
فقيل له: إنما هو مولي الحق استه.
فقال: اسكت حذيفة كان يسفه.
----
ينظر في هذا الأثر فلم أعثر عليه خلال البحث السريع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:14 م]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
وسمعت يحيى وذكر حسين الخياط؟
قال: أخذ حجة من آل المطلب بن عبد الله بن مالك فذهب إلى الأهواز فقعد بها!
فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا إنه يحدث!
فقال: ما يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه! اهـ
قلت: فلينتبه من يريد أن يحجج عن ميت ألا يقع على مثل حسين هذا!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:15 م]ـ
في معجم المناهي اللفظية ص 17: ـ وهو يعدد جملة التراجم الجامعة لكتابة ـ
11 - مصطلحات إفرانجية، وعبارات وافدة أعجمية، وأساليب مولدة لغة، مرفوضة شرعاً،
وحمَّالة الحطب في هذا: صاحبة الجلالة: ((الصحافة)) فَلِجُلِّ الكاتبين من الصحفيين ولعٌ شديد بها، وعن طريقهم استشرت بين المسلمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 12 - 04, 06:20 ص]ـ
قال ابن القيم في أعلام الموقعين 4/ 208
:وكثير منهم [صنف من المفتين] نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال: كان عندنا مفت قليل البضاعة، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب، فيكتب تحته: جوابي مثل جواب الشيخ.
فقدر أن اختلف مفتيان في جواب، فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين، فقيل له: إنهما قد تناقضا! فقال: وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا!.
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم، ورئيس، وفاضل من يظهر مماثلته، ويرى الجهال، وهم الأكثرون مساجلته، ومشاكلته، وأنه يجري معه في الميدان، وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان، ولا سيما إذا طول الأردان، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان، وهدر باللسان، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان،
فلو لبس الحمار ثياب خز * لقال الناس يا لك من حمار
وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل، وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم، ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا، وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا، فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من: فتيا، أو قضاء، أو تدريس استحق اسم الذم، ولم يحل قبول فتياه، ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام
وإن رغمت أنوف من أناس * فقل يا رب لا ترغم سواها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/282)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 12 - 04, 05:01 م]ـ
قال العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير 1/ 92:
وقد ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء،
أن رجلا نادى يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف ـ وهي لغة ـ، فأجابه مجيب "ما أحفظ منها ولا آيتْ " محاكاة للغته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 12 - 04, 07:37 ص]ـ
شيخنا الحبيب السديس
بارك الله فيك
فائدة
الكامخ
في كتاب اليوسي
(الكامخ: شيء يؤتدم به أو طعام يتخذ من الحنطة واللبن على أنواع والعرب كانت لا تعرفه.
وقدم لأعرابي فقال: ما هذا؟ فقيل له: كامخ. فقال: مم صنع؟ فقيل: من الحنطة واللبن.
فقال: أبوان كريمان وما أنجبا)
(. وأضيف أعرابي فأطعم الكوامخ مراراً، فأستفتح الصلاة خلف الإمام فقرأ الإمام:
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير، فقال الأعرابي: والكوامخ فلا تنسها.
)
انتهى
(
قدم إلىأعرابي كامخ فقال مم يعمل هذا؟ قالوا: من اللبن والحنطة، قال: أصلان كريمان
ولكن ما أنجبا.
)
(الكامخ معرب كامه والجمع كواميخ، هي صباغ يتخذ من الفوذنج (3) واللبن والابازير)
(3) 3) معرب بوزنج واليوم يقال له بوجك خضرة تعلو الخبز وامثاله عند ما يطرح في المواضع المرطوبة، وقد عمل منه الاطباء المتاخرون دواء يسمى بنى سيلين
) انتهى من موقع ايراني
(
(والكامخ
عند أقحاح الأعراب السلامح. ويروى أّن أعرابيا قحا دخل قرية فاستطعم فقدموا له خبزا
وكامخا فجعل يلمحه مغيظا ظنه سلامحا فقال له بعضهم: انه كامخ: قد علمت انه كامخ
فأيّكم كمخ به)
انتهى
من مصادر شتى
والله أعلم
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:00 م]ـ
شيخنا المفيد ابن وهب جزاكم الله خيرا
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 2/ 392: أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي قال: سمعت محمد بن يزيد المستملي يقول: سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل، عليك بالآثار، والحديث.
فقال له السائل: إن عبدالله بن المبارك قد كتبها.
فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
نحوه
قال المروذي في الورع ص118:
وسمعت أبا عبد الله يقول: نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن " التبتل "، فمن رغب عن فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - = فهو على غير الحق، ومن رغب عن فعل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والمهاجرين والأنصار = فليس هو من الدين في شيء، قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إني مكاثر بكم الأمم". ويعقوب في حزنه قد تزوج، وولد له والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" حبب إلي النساء "، وأصحاب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تزوجوا.
قلت: إنهم يقولون: قد ضاق عليهم الكسب من وجهه.
فقال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد زوج على خاتم لمن ليس عنده شيء.
قلت: وعلى سورة.
قال: دع هذا.
قلت: أو ليس هو صحيحا.
قال: دعه، إذا نهيتك عن شيء فانته، ينبغي أن يتزوج الرجل، فإن كان عنده انفق عليها، وإن لم يكن عنده صبر.
قلت: أنتم تقولون لي: إن لم أجد ما أنفق أطلق، وقع لي عمل وكان مهرها ألف درهم، وليس عندي شيء.
فضحك ثم قال: تزوج على خمسة دراهم ابن المسيب زوج ابنته على درهمين.
قلت: لا يرضى أهلي مني أن أتزوج على خمسة دراهم.
قال: ها جئتني بأمر الدنيا فهذا شيء آخر.
قلت: إن إبراهيم ابن أدهم يحكي عنه أنه قال: لروعة صاحب عيال .. فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي، وقال: وقعنا في بنيات الطريق انظر عافاك الله ما كان عليه محمد وأصحابه.
قلت: لأبي عبد الله: أن الفضيل يروي عنه أنه قال: لا يزال الرجل في قلوبنا حتى إذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا.
قال: دعني من بنيات الطريق العلم هكذا يؤخذ انظر ـ عافاك الله ـ ما كان عليه محمد وأصحابه، ثم قال: هو ذا أهل زمانك الصالحون، هل تجد فيهم إلا من هو متزوج، ثم قال: ليتق الله العبد، ولا يطعمهم إلا طيبا، لبكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطا يطلب منه خبزا أفضل من كذا وكذا يراه الله بين يديه، ثم قال: هو ذا عبد الوهاب كن مثل هؤلاء، لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو.
وقال لي أبو عبد الله: صاحب العيال إذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء أين يلحق به المتعبد الأعزب.
نحوه
طبقات الحنابلة 1/ 299:
وقال المروذي: سمعت إسحاق بن حنبل ـ ونحن بالعسكر ـ يناشد أبا عبد الله، ويسأله الدخول على الخليفة ليأمره، وينهاه، وقال له: إنه يقبل منك،
هذا إسحاق بن راهويه يدخل على ابن طاهر، فيأمره، وينهاه.
فقال له أبو عبد الله: تحتج علي بإسحاق؟! فأنا غير راض بفعاله ... اهـ
قلت: وقع في الآداب الشرعية 3/ 464: مكان إسحاق بن حنبل إسحاق بن إبراهيم!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/283)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 12 - 04, 06:47 ص]ـ
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 2/ 392: أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي قال: سمعت محمد بن يزيد المستملي يقول: سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل، عليك بالآثار، والحديث.
فقال له السائل: إن عبدالله بن المبارك قد كتبها.
فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
نبهني شيخنا المفيد ابن وهب إلى أن القائل أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي هو الخلال
و سياق الكلام له كما في الصفحة التي قبلها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 12 - 04, 11:02 ص]ـ
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 291: أنبأنا الوالد السعيد، عن يوسف القواس، حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤا يقول: مررت في الطريق، فإذا بشر المريسي، والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي، فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة، يعني: أن أباه كان يهوديا. اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 12 - 04, 11:05 ص]ـ
سؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/ 443: قلت: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم؟
قال: واهي الحديث حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 12 - 04, 11:07 ص]ـ
الآداب الشرعية 2/ 152:
وقال أبو حيان النحوي المتأخر المشهور في أثناء كلام له:
وأما إن كان صاحب تصانيف، وينظر في علوم كثيرة = فهذا لا يمكن أن يبلغ الإمامة في شيء منها،
وقد قال العقلاء: ازدحام العلوم مضلة للمفهوم، ولذلك تجد من بلغ الإمامة من المتقدمين في علم من العلوم لا يكاد يشتغل بغيره، ولا ينسب إلى غيره، وقد نظمت أبياتا في شأن من ينهز بنفسه، ويأخذ العلم من الصحف بفهمه:
يظن الغمر أن الكتب تهدي * أخا فهم لإدراك العلوم
وما يدري الجهول بأن فيها * غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ *ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس العلوم عليك حتى * تصير أضل من توما الحكيم (1)
أشرت إلى قول بعضهم:
قال حمار الحكيم توما * لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط * وصاحبي جاهل مركب
-------------
(1) انظر ترجمة لتوما في الدرر الكامنة 2/ 75 قيل: هو المعني في الأبيات.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 12 - 04, 06:39 ص]ـ
سؤالات البرذعي 2/ 420:
قلت ابن مناذر (1) رجل كان يلزم ابن عيينة؟
قال: نعم، له قصة كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي، وكان يقول فيه الأشعار نسال الله الستر والعافية.
قلت: فتراه مع هذا البلاء كان يكذب في الحديث؟
قال: أما هذا فلا أعلمه.
وحضرت أبا زرعة بعد ما قال لي هذه بأيام عند أبي حاتم، وهو يقول: تكلمت بكلمة منذ أيام مع هذا [البرذعي] أتعبتني، وأنا عليها من النادمين: ذكرت ابن مناذر، فقلت: كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي = فندمت، لم أطلق هذه اللفظة في أحد.
------
(1) هو المقصود بالمشاركة رقم 11
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 12 - 04, 06:43 ص]ـ
تنبيه الرجل العاقل 2/ 580:
وقال جندب بن عبد الله: " دخل عليّ فتية حزاورة أيام النهر، فقالوا: ندعوك إلى كتاب الله، قال: قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: يا أخباث خليقة الله! في اتباعنا تخافون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى؟! اخرجوا عني ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 12 - 04, 06:45 ص]ـ
سؤالات البرذعي 2/ 575
قلت: لأبي زرعة قرة بن حبيب تغير؟
فقال: نعم كنا أنكرناه بآخره، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه، ولا يحدث حتى يحضر ابنه، ثم تبسم، فقلت: لم تبسمت؟
قال: أتيته ذات يوم، وأبو حاتم، فقرعنا عليه الباب، واستأذنا عليه، فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد
خـ[ـا] فت، وقالت له: يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث، ولا آمن أن يلغطوك، أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك، فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ فقال لها: أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك.
فقالت: لست أدعك تخرج فإني لا آمنهم عليك، فما زال قرة يجتهد، ويحتج عليها في الخروج، وهي تمنعه، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة، حتى غلبت عليه، ولم تدعه.
قال أبو زرعة: فانصرفنا، وقعدنا حتى وافى ابنه علي، قال أبو زرعة: فجعلت أعجب من صرامتها، وصيانتها أباها.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[29 - 12 - 04, 09:31 ص]ـ
تنبيه الرجل العاقل 2/ 580:
وقال جندب بن عبد الله: " دخل عليّ فتية حزاورة أيام النهر، فقالوا: ندعوك إلى كتاب الله، قال: قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: يا أخباث خليقة الله! في اتباعنا تخافون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى؟! اخرجوا عني ".
أحسنتم،،، بارك الله فيكم على الإفادة ...
وهذا ضربٌ من التعزير، لعله وافق محلَّه.
وكان يقال: إنه إذا لم ينفع الخير ينفع الشر.
وهذا بالطبع خلاف الأصل، إذ الأصل أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، وقد كان سيد ولد آدم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تامَّ الرفق، (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) الآية.
عفواً على المقاطعة، وبانتظار المزيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/284)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا، مرورك، وتعليقك يزين الموضوع.
حزاورة جمع وهو: الغلام إذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ؛ وقال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل. اهـ من اللسان.
وهذا الصنف من الصبية، وأشباههم كثير!، ولعله يدعوك لكتاب الله، وإلى سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو لا يعرف منها شيئا إنما يحسن قيل وقال!
--------------
الورع لابن أبي الدنيا ـ رحمه الله ـ ص 100
قال ابن أبي الدنيا: قرأت في كتاب أبي جعفر الأدمي بخطه قال: كنت باليمن في بعض أسفاري فإذا رجل معه ابن له شاب، فقال إن هذا أبي، وهو من خير الأباء، وقد يصنع شيئا أخاف عليه منه!
قلت: وأي شيء يصنع؟
قال: لي بقر تأتيني مساء فأحلبها، ثم أتي أبي وهو في الصلاة، فأحب أن يكون عيالي يشربون فضله، ولا أزال قائما عليه، والإناء في يدي، وهو مقبل على صلاته، فعسى أن لا ينفتل، ويقبل علي حتى يطلع الفجر! قلت للشيخ: ما تقول؟
قال: صدق، وأثنى على ابنه،
وقال لي: أخبرك بعذري، إذا دخلت في الصلاة، فاستفتحت القرآن ذهب بي مذاهب، وشغلني حتى ما أذكره حتى أصبح!
قال سلامة: فذكرت أمرهما لعبد الله بن مرزوق، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل اليمن.
قال: وذكرت أمرهما لابن عيينة، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل الدنيا. اهـ
قلت: نسأل الله العفو، والستر! أين نحن من ذا؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 01:25 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد 7/ 60:
حدثني الأزهري أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي ببغداد حدثنا داود بن علي الأصبهاني حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي يقول: قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل، وله أولياء صغار، وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟
فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسنُ بن علي بن أبي طالب ابنَ ملجم، ولعلي أولاد صغار.
فقال: أخطأ الحسن بن علي! فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟!
قال: وهجرته من يومئذ. اهـ.
قلت: هذا من تعظيمه للعلم وللصحابة، وأدبه معهم، وهذا قل في المتأخرين!
قال العلامة أبو شامة في مختصر المؤمل ص114:
ومن العجب أن كثيرا منهم إذا ورد على مذهبهم أثر عن بعض أكابر الصحابة، يقول مبادرا بلا حياء ولا حشمة: "مذهب الشافعي الجديد أن قول الصحابي ليس بحجة " ... الخ.اهـ
قلت: في سبل السلام شيء من ذا كقوله: في قتل الغيلة:
وأما حكم عمر ـ رضي الله عنه ـ ففعل صحابي لا تقوم به الحجة.
وقوله في حديث التراويح: وأما قوله ـ يعني عمر رضي الله عنه ـ نعم البدعة، فليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة!.اهـ
وهذه العبارات الرديئة لا تليق بصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكيف إذا قيلت في خيارهم!.
فلينتبه طالب العلم من الوقوع في مثل ذي العبارات، لما فيها من سوء الأدب، ولما تدخله على قائلها من العجب، والغرور ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:23 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية 2/ 344
وأما الحجة التي ذكرها (1) عن ابن الهيصم (2) فلم يذكر ألفاظها، لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه.
ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها، فإن التصرف في ذلك قد يدخله خروج عن الصدق، والعدل: إما عمدا، وإما خطأ،
فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب، أو يكتم بعض ما يقوله غيره،
لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده = لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك ?!،
والله أعلم بحقيقة ما قاله ابن الهيصم، وما نقله هذا عنه لكن نحن نتكلم على ما وجدناه مع العلم بأن الكرامية فيهم نوع بدعة في مسألة الإيمان، وغيرها، كما في الأشعرية أيضا بدعة، لكن المقصود في هذا المقام ذكر كلامهم، وكلام النفاة. اهـ (3)
قلت: صدق وهذا ظاهر حتى في كتب الفقه التي تذكر الخلاف، تجد المؤلف ينتصر لمذهبه، ويسوق له حججا، لا يتكلف لخصمه مثلها، وهذا في الغالب.
فلينتبه طالب العلم لذلك.
------
(1) يعني: الرازي في التأسيس.
(2) محمد بن الهيصم من الكرامية له كتاب جمل الكلام.
(3) بداية المسألة، وتفاصيلها 2/ 319.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:28 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 106:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبدالرحمن بن عبدالحكم قال: سمعت الشافعي يقول: من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه. اهـ
قلت: يعني أعماها، وأبو جابر هو: محمد بن عبدالرحمن: متهم بالكذب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:31 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن موسى الخياط ـ بالرملة ـ وعلي، عن الربيع: قال سمعت الشافعي يقول: ما نظر الناس إلى شيء هم دونه إلا بسطوا ألسنتهم فيه.
قلت: صدق ـ رحمه الله ـ وهذا اليوم في الناس كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/285)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 10:32 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ما أوردت الحق، والحجة على أحد، فقبلها مني = إلا هبته، واعتقدت مودته، ولا كابرني أحد على الحق، ودفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عيني، ورفضته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 01 - 05, 10:35 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي ثنا الحارث بن محمد الأموي عن أبي ثور قال: كنت من أصحاب محمد بن الحسن، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ، فسألته عن مسألة من الدور، فلم يجبني، وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة؟ فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: وكيف أصنع؟
قال: حدثني سفيان [عن الزهري] (1) عن سالم عن أبيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا ركع وإذا رفع ".
قال أبو ثور: فوقع في قلبي من ذلك، فجعلت أزيد في المجيء إلى الشافعي، وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن، فقال: أجل الحق معه؟
قال: وكيف ذلك؟
قال قلت: كيف ترفع يديك في الصلاة، فأجابني نحو ما أخبرت الشافعي، فقلت: أخطأت.
فقال: كيف أصنع؟
فقلت: حدثني الشافعي عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا ركع، وإذا رفع ". قال أبو ثور: فلما كان بعد شهر، وعلم الشافعي أني قد لزمته للتعلم منه،
قال: يا أبا ثور مسألتك في الدور، وإنما منعني أن أجيبك يومئذ، لأنك كنت متعنتا. اهـ.
قلت: من فوائده الإعراض عن إجابة المتعنت، وتبيين جهله لنفسه، وإرشاده لما هو أولى،
في الآداب الشرعية 2/ 72:
قال المروذي قال أبو عبد الله: سألني رجل مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟
فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا؟!
وقال أيضا:قال أبو عبد الله: سأل بشر عن السري سفيان الثوري: عن أطفال المشركين؟ فصاح به، وقال: يا صبي أنت تسأل عن ذا؟!
و2/ 73: وقال أحمد بن حيان القطيع: دخلت على أبي عبد الله، فقلت: أتوضأ بماء النورة؟
فقال: ما أحب ذلك.
فقلت: أتوضأ بماء الباقلاء؟
قال: ما أحب ذلك.
قال: ثم قمت، فتعلق بثوبي، وقال: أيش تقول إذا دخلت المسجد؟
فسكت.
فقال: أيش تقول: إذا خرجت من المسجد؟
فسكت.
فقال: اذهب فتعلم هذا.اهـ
قلت: يعني الإمام ـ رحمه الله ـ أنك تركت مافيه سنة ثابتة، وتحتاجه كل يوم مرارا، وجئت تسأل عما قد لا تحتاجه أبدا، وليس فيه أثر!
----------
(1) سقط من المطبوع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 05, 01:09 م]ـ
ملخص مسند يعقوب بن شيبة [ص36/أ]:
وقال بشر بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب يا أبا محمد: ما يمنعك أن تخرج كما يخرج أهل المدينة إلى تلك الشعاب والأودية ـ قال: ولهم زمان يخرجون فيه إلى تلك الشعاب يصيبون من الثوم ـ؟
قال: لا والله، لا أبيع خمسا وعشرين ومائة صلاة كل يوم بأكلة من ثوم!.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 05, 01:10 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 118:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أي رجاء ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري ثنا أحمد بن محمد بن عبيد الشعراني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي ـ وهو عليل ـ فسأل عن أصحابنا، وقال: يا بني لوددت أن الخلق كلهم تعلموا ـ يريد كتبه ـ ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم حدثني حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه، ولا يحمدوني. اهـ.
قلت: هذا دليل على كمال الصدق والنصح، فما بال طلبة اليوم يخافون من إظهار ما عندهم مخالفة أن يسبقوا إلى نشره، أو نشر بعضه؟!
وقد تكون فيه لفته لمن يكتب باسم مستعار!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 01 - 05, 09:20 ص]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 120
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/286)
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أبي رجاء قال سمعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبدالله قوى الله ضعفك،
فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير.
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير. اهـ.
قلت: علم صدق مودته = فتجاوز التدقيق في الألفاظ، وأرشده للقول الصواب
، وهكذا ينبغي علينا أن نتجاوز مثل هذا، فلربما تظن في كلام صاحبك ظنا ما خطر، ولن يخطر على قلبه أبدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 01 - 05, 09:28 ص]ـ
وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد الكراني، أن عبد الله بن سعيد بن زرارة، حدثه عن محمد بن إبراهيم السياري، قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون، أذن له، فدخل عليه وعنده إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وكان العتابي شيخاً جليلاً نبيلاً، فسلم فرد عليه وأدناه، وقربه حتى قرب منه، فقبل يده: ثم أمره بالجلوس فجلس، وأقبل عليه يسائله عن حاله، وهو يجيبه بلسان ذلق طلق، فاستظرف المأمون ذلك، وأقبل عليه بالمداعبة والمزاح، فظن الشيخ أنه استخف به، فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبساس!
فاشتبه على المأمون قوله، فنظر إلى إسحاق مستفهماً، فأومأ إليه، وغمزه على معناه حتى فهم،
فقال: يا غلام، ألف دينار! فأتي بذاك، فوضعه بين يدي العتابي، وأخذوا في الحديث، وغمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجباً، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في سؤال هذا الشيخ عن اسمه؟ قال: نعم، سل.
فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت؟ وما اسمك؟ قال: أنا من الناس، واسمي كل بصل.
فتبسم العتابي وقال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر!.
فقال إسحاق: ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل؟ واسمك كل ثوم،
وكل ثوم من الأسماء، أو ليس البصل أطيب من الثوم؟!
فقال له العتابي: لله درك، ما أحجك، أتأذن لي يا أمير المؤمنين في أن أصله بما وصلتني به؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله.
فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذا، فتوهمني تجدني، فقال: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي، الذي تناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت. وأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون، وقد طال الحديث بينهما: أما إذ قد اتفقتما على المودة، فانصرفا متنادمين.
فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده. اهـ من الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني [ص 8469 من النسخة الإلكترونية]، وأخرجه الخطيب في تأريخ بغداد 12/ 489 عن الحسن بن الحسين النعالي عن أبي الفرج به.
والحكاية في تأريخ الطبري 5/ 204.
---------
في لسان العرب: الكُلْثُوم: الكثير لحم الخدّين والوجه. و الكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه. وجارية مُكَلْثَمة: حَسَنة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين، ولم تلزمهما جُهومة القُبْح. ووجه مُكَلْثَمٌ: مُستدير كثير اللحم، وفيه كالجَوْز من اللحم، وقيل: هو المتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، ... و كُلْثُوم: رجل. و أُمُّ كُلْثُوم: امرأَة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 01 - 05, 01:54 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 124
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: كل ما قلت لكم، فلم تشهد عليه عقولكم، وتقبله، وتراه حقا = فلا تقبلوه فإن العقول مضطرة إلى قبول الحق.
نحوه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تنبيه الرجل العاقل 1/ 389:
.. وأعلم أن هذا الكلام لكونه باطلا يستثقله القلب العاقل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 01 - 05, 01:55 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال:
سمعت الشافعي: .. ـ في ذكر هؤلاء القوم الذين يبكون عند القراءة ـ فقال: قرأ رجل، وإنسان حاضر (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب)، فجعل الرجل يبكي!
فقيل له: يا بغيض هذا موضع البكاء؟!.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 01 - 05, 01:56 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 143:
حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن حمدان، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم، ثنا أحمد ابن سلمة بن عبدالله النيسابوري قال: قال أبو بكر وراق الحميدي: سمعت الحميدي يقول: قال: محمد بن إدريس الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها، وجمعتها، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في الطريق، وهو محتب بفناء داره أزرق العين ناتىء الجبهة سناط، فقلت له: هل من منزل؟
فقال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيته أكرم ما يكون من رجل، بعث إلي بعشاء، وطيب، وعلف لدابتي، وفراش، ولحاف، فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت: أرمي بهذه الكتب، فلما أصبحت، قلت للغلام: أسرج، فأسرج، فركبت، ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فاسأل عن محمد بن إدريس الشافعي، فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟
قال: قلت: لا.
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
فقلت: لا.
فقال: أين ما تكلفته لك البارحة؟
قلت: وما هو؟
قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين، وإداما بكذا، وكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكراء الفرش، واللحاف درهمان!
قال: قلت يا غلام اعطه، فهل بقي من شيء؟
قال: كراء البيت فإني قد وسعت عليك، وضيقت على نفسي.
قال الشافعي: فغبطت بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء؟
قال: امض أخزاك الله، فما رأيت قط شرا منك!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/287)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 01 - 05, 01:57 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 146:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 01 - 05, 06:57 م]ـ
قال القاضي الأديب الحسن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص251:
أخبرني أبي، أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش، فجمعتها، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن، فسلمت عليه، فقال: هات يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا!
قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟!
مثلك يتكلم بهذا؟!
أمعك شيء تكتب فيه؟
قلت: نعم.
قال: اكتب.
قلت: ذاكرني فلعله عندي!
قال: اكتب لست أملي عليك إلا ما ليس عندك.
قال: فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا!
، ثم قال: لا تَعُدْ.
قلت: لا أعود، قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن، حتى أفضحه اليوم في المناسك!
قال علي: ـ وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ـ قال: فذهبنا، فدخلنا عليه، فسلمنا، وجلسنا بين يديه، فقال: هاتا ما عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة.
قال: نعم، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا!، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ،
ثم قال: يا سليمان، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟
فاندفع سليمان فروى" يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا"
قال اروِ، ومتى يجتمعان؟ ومتى يفترقان؟
قال: فسكت سليمان.
فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل، ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث، والحديثين، ويقول: سألت مالكا، وسألت سفيان، وعبيدالله بن الحسن.
قال: فلما قمت، قال: لا تعد ثانيا تقول [مثل] (1) ما قلت.
فقمنا، وخرجنا، قال فأقبل عليَّ سليمان، فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟!
كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا، وسفيان، وعبيد الله.اهـ.
قلت: وأخرجه من طريقة الخطيب في الجامع 2/ 417، والتاريخ 10/ 245.
والإمام عبدالرحمن بن مهدي من أكابر علماء هذه الأمة في الفقه، والحديث، ومن العباد الورعين، والأئمة الصادقين، والعلماء العاملين، تخرج عليه الأئمة الكبار كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة، وطبقتهم.
وسليمان ـ أظنه ـ ابن حرب الإمام الثقة الأزدي البصري قاضي مكة.
-----------------------
(1) زيادة من الجامع للخطيب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 01 - 05, 07:01 م]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 415:
أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي، والحسن بن علي بن زياد، نا أبو نعيم ضرار بن صرد (1)، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: قال أبي:" كان الناس فيما مضى من الزمان الأول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال: اليومَ يومُ غُنمي، فيتعلم منه،
وإذا لقي من هو مثله قال: اليوم يوم مذاكرتي، فيذاكره،
وإذا لقي من هو دونه علمه، ولم يَزهُ عليه.
قال: حتى صار هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه، حتى لا يرى الناس أن له إليه حاجة!
وإذا لقي من هو مثله لم يذاكره، فهلك الناس عند ذلك.
- قلت: أبو حازم هو: سلمة بن دينار الأعرج من صغار التابعين ثقة من الزهاد تولى قضاء المدينة، قال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله.
- رحم الله أبا حازم قال هذا في زمانه! فكيف لو رآى ما نحن فيه؟!
------
- نحوه هذا الكلام عن الخليل بن أحمد في جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 133.
وذكره الإمام عبد الرحمن بن مهدي كما في ترجمته من الحلية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:28 ص]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى علي هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا. اهـ. (1)
رحمه الله من إمام عظيم، هكذا كان سلفنا الصالح في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وطاب، وبقي ذكرهم ...
فياليت شعري: كم من الأخيار، وطلبة العلم اليوم من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم أتراه بعد ذلك يتألم؟
أتراه يحزن؟
أتراه يحاسب نفسه لئلا تعود!!
لا أظن ... إلا من رحم ربي ..
--------------
(1) وممن روي عنه أنه سلك مسلك المحاسبة والعقاب لنفسه حتى تنزجر الإمام عبد الله بن وهب،
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت اغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة.
قلت [الذهبي]: هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع.
سير أعلام النبلاء 9/ 228.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/288)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:32 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 412:
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي، يقول:
سمعت الأستاذ ابن العميد، يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب .. ، ـ وحدث بالحديث ـ فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب!، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني!
فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة، والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال .. اهـ
صدق، والله هذه اللذة، لا لذة الشهوات والمناصب الزائلة.
قال الإمام إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. حلية الأولياء 7/ 370.
وقال ابن القيم: حدثني شيخنا [ابن تيمية] قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك، وكلامك في العلم يزيد المرض!، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك! أليست النفس إذا فرحت، وسرت قويت الطبيعة = فدفعت المرض؟
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال.
روضة المحبين ص70، ومفتاح دار السعادة 1/ 250.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[10 - 01 - 05, 06:12 ص]ـ
أبا عبدالله:جزاك الله خيراً على هذه الفوائد واللطائف.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:05 م]ـ
قال البرذعي في سؤالاته 2/ 550:
سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليه وسلم في عشر ذي الحجة؟
فأبى أن يقرأه عليّ، وقال لي: فيه كلام أخاف أن لا يصح فلما ألححت عليه، قال: فأخره حتى تخرج العشر، فإني أكره أن أحدث بمثل هذا في العشر، يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر. اهـ
رحمه الله من إمام، أخي الحبيب: قد جاءتنا العشر، فهل سنكف عن الحديث فيما لا ينفع، ونجتهد في اغتنامها قبل أن تفوت، أو نموت.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:02 م]ـ
زاد المعاد 1/ 313:
.. وقال المروذي: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا؟
قال: ما أعرف هذا.
قلت له: يحكى عن أبي ثور أنه قال: هو عاص.
قال: لعله ذهب إلى قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"اجعلوها في بيوتكم". اهـ
رحم الله هذا الإمام انظر كيف يبحث له عن مخرج، وتأويل، ولو كان بعض ( ... ) لبادر بالتخطئة، والتجهيل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 02 - 05, 11:37 م]ـ
سبب اختلاف الرويات عن الإمام أحمد
قال أبو سفيان المستملي سألتُ أحمد عن مسألة فأجابني فيها،
فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها،
فأجابني بجواب خلاف الجواب الأول،
فقلت له: أنت مثل أبى حنيفة الذي كان يقول في المسألة الأقاويل!
فتغير وجهه، وقال: يا موسى ليس لنا مثل أبي حنيفة، أبو حنيفة كان يقول بالرأي، وأنا أنظر في الحديث، فإذا رأيت ما أحسن، أو أقوى أخذت به، وتركت القول الأول.
المسودة ص470.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 02 - 05, 04:55 م]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية 21/ 38:
هل البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والدرامي والبزار والدار قطني والبيهقي وابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي،
هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين، وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة .. ؟
فأجاب، الحمد لله رب العالمين:
أما البخاري، وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد،
وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل هم لا يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأمثالهم.
ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود، ونحوه بأحمد بن حنبل، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز: كمالك، وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة، والثوري، وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن هارون الواسطي، وعبد الله بن داود، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن أدريس، ومعاذ بن معاذ، وحفص بن غياث، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد، وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين:كأبي حنيفة، والثوري، ونحوهما كوكيع، ويحيى بن سعيد، ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين مالك، ونحوه: كعبد الرحمن بن مهدي.
وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي منتصرا له في عامة أقواله، والدار قطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي، وأئمة السند (1)، والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل، واجتهاد الدارقطني أقوى منه فإنه كان أعلم، وأفقه منه.
----------
هكذا في المطبوع، ولعلها: السنة.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/289)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 02 - 05, 06:49 ص]ـ
قال علم الدين السخاوي في جمال القراء 2/ 480 في الكتاب الثامن (مراتب الأصول، وغرائب الفصول):
وكان ـ أبو القاسم الشاطبي ـ لا يسجد إذا قرئت عليه السجدة، ولا يسجد أحد ممن يقرأ عليه، وكذلك كانت سنة أشياخه، والله أعلم، لأنه كان شديد الاقتداء بمن أخذ عنه.
والسبب في ذلك أن حال المقرئ، والمعلم يخالف حال من يتلو القرآن لنفسه، ولو كلف المقرئ، والمعلم ذلك؛ لأفضاء الأمر إلى الحرج، والمشقة ...
حتى قال بعض شيوخنا ـ وكان قد قرأ على خلق كثير، وجم غفير ـ لم يكن أحد منهم يسجد إلا شيخ صالح، يعني غير متحقق بالإقراء،ولا معرفة له بطريقهم، وعلى هذه الصفة كان شيخنا أبو الجيوش عساكر ـ رحمه الله ـ كان يسجد، وكان من عوام المقرئين، وكان شيخنا أبو الجود ـ رحمه الله ـ لا يسجد، وكذلك كان الغزنوي ـ رحمه الله ـ، ولأن المقرئ يعلم الناس العلم، والقارئ متعلم. اهـ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 02 - 05, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله أن يثيب الشيخ عبد الرحمن على إتحافاته.
ثم أرجو من الشيخ ومنكم أن تسمحوا لي بالتطفل، وإضافة شيء مما أعجبني بمروري عليه:
مقارنتان:
1 - قال الذهبي في السير في ترجمة أبي أحمد بن عدي صاحب الكامل: (وقال أبو يَعْلى الخَلِيلي: كان أبو أحمد عديمَ النَّظير حِفظاً وَجَلاَلَة، سألتُ عبد الله بنَ محمد الحافظ، فقال: زرُّ قميصِ ابنِ عدي أحفظُ من عبد الباقي بن قانِع).
2 - وقال الذهبي في السير في ترجمة حجاج بن محمد المصيصي الأعور: (قال إبراهيم بن عبد الله السلمي الخشك حجاج بن محمد نائماً أوثق من عبد الرزاق يقظان)!!
شرطة الله:
قال الحُميدي، عن سفيان: سمعتُ سالم بنَ أبي حَفْصَة - من الشيعة - يقول: كان الشَّعْبيُّ إذا رآني قال:
يا شرطة الله قفي وطيري **** كما تطير حبة الشعير
قال سالم: يَسخر بي.
لطيفة طريفة من بقية:
قال الذهبي في الميزان (1250): (قال أبو التقى: سمعت بقية يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد)!!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 03 - 05, 05:55 م]ـ
أخي الكريم محمد جزاك الله خيرا.
في وفيات الأعيان 1/ 52:
في ترجمة: إبراهيم بن هلال الحراني الصابئ صاحب الرسائل المشهورة
قال ابن خلكان: .. وكان متشددا في دينه، وجهد عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين، ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ. اهـ.
قلت: عجيب هذا! صابئ كافر لا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا يحفظ القرآن!!
و يفرط كثير ـ لا أقول من عامة المسلمين ـ بل من طلبة العلم في حفظه .. مع أنهم أعرف الناس بفضله، وأهميته ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 03 - 05, 12:07 م]ـ
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المولود ص 242 - 243:
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يكرمه، وقد أهانه، وأنه يرحمه، وقد ظلمه، وحرمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة.
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
... فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء، وإهمالهم، واستسهالهم شرر النار بين الثياب، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون! فكم من والد حرم والده خير الدنيا والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله، وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم الانتفاع بأولادهم، وحرم الأولاد خيرهم، ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 03 - 05, 03:31 م]ـ
في معرفة الثقات للعجلي ص201:
[الإمام عبد الرحمن بن مهدي] قال له رجل: يا أبا سعيد لو قيل لك: أدخل الجنة بلا حساب، ولا يكون لك رياسة؟ أو قيل لك: يكون لك رياسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك؟ فقال له: بالله اسكت. اهـ
ما أجمل الجواب!، وما أكثر الأسئلة التي تحتاج لمثله.
ـ[شهاب]ــــــــ[18 - 03 - 05, 11:46 م]ـ
اردت ان اسال عن "حزاورة"؟؟؟ لاني للوهلة الاولى ظننتها تصحيف من حراورة او حرورية اي خوارج ولكن الشيخ عبدالرحمن الله يحفظه اجاب وافاد واحسن احسن الله اليه
على اي حال
من يريد كامخ؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 03 - 05, 03:05 م]ـ
ذكر أبو حيان في كتاب محاضرات العلماء: حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن بشر، قال: كان الفراءُ يوما عند محمد بن الحسن، فتذاكرا في الفقه، والنحو، ففضّل الفراء النحو على الفقه، وفضّل محمد بن الحسن الفقه على النحو، حتى قال الفراء: قلّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ وأرادَ علماً غيرَه إلا سهلَ عليهِ.
فقال محمد بن الحسن: يا أبا زكريا قد أنعمت النظرَ في العربيةِ، وأسألُك عن بابٍ من الفقهِ.
فقال: هات على بركة الله تعالى.
فقال له: ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو، فسها فيهما؟
فتفكر الفراء ساعة، ثم قال: لا شيء عليه.
فقال له محمد: لم؟
قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير! وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة، وليس للتمام تمام.
فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدميا مثلك. معجم الأدباء 1/ 42.
ينظر للمسألة الفقهية: المجموع 4/ 139، والشرح الكبير مع الإنصاف 2/ 6 - 7.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/290)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:19 م]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص90:
أخبرني محمد بن الحسين الآبري قال: أخبرنا الزبير بن عبد الواحد قال: قال علي بن يحيى الوراق: كان الشافعي ـ رحمة الله عليه ـ رجلا عطرا، وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية، فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية، وكان يسمى الشافعي البطال! يقول: هذا البطال، وهذا البطال.
قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه، فوضع فيه قذرا!، ثم جاء إلى حلقة الشافعي، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها، وقال: فتشوا نعالكم، فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله، قال: فليفتش بعضكم بعضا، فوجدوا ذلك الرجل، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا، فقال له: ما حملك على هذا؟
قال: رأيت تجبرك، فأردت أن أتواضع لله عز وجل!
قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد ـ وكان على الشرطة ـ، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف، قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرة، أو أربعين دِرة قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة، وصليت على غير الطهارة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:46 م]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:
أخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور، وكان ذا سمت، وخشوع، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه، وضم أطرافه، وقيد كلامه، فغاب عن مجلسه مدة، فتعرف خبره، فلم يوقف له على أثر، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة، وقد نحل جسمه، وشحب لونه، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور، ثم تأمله، فقال له: ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا؟
قال: بلى.
قال: فما الذي قطعك عنا؟
فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه، وحبب إلى الخلوة، وأنست بالوحدة، واشتغلت بالعبادة.
قال له: فما بال عينك هذه؟
قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا، وعابها، وذم ما فيها، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها، ورأيتني، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا، فغمضت واحدة، وتركت الأخرى.
فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك؟
قال: منذ شهرين، أو نحوهما!
قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين، وطهارة شهرين!
انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان، فاختلسه من بين أهل العلم، ثم وكل به من يحفظه، ويتعهده ويلقنه العلم.
قال أبو سليمان: فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء، وهي من أضر شيء على الجهال، وقد روينا عن عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:25 م]ـ
قال ابن علان في دليل الفالحين 1/ 229: وقد تتبعت الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين، وجمعتهم في جزء سميه " تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف" وقد نظمت اسم جماعة منهم، وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
لقد أردف المختار طه (1) جماعة * فسن لنا الإرداف إن طاق مركب
أبو بكر عثمان علي أسامة * سهيل سويد جبرئيل المقرب
صفية والسبطان ثم ابن جعفر * معاذ وقيس والشريد المهذب
وآمنة مع خولة وابن أكوع * وزيد أبو ذر سما ذاك جندب
معاوية زيد وخوات ثابت * كذاك أبو الدرداء في العد يكتب
وأبناء عباس وابن أسامة * صدي بن عجلان حذيفة صاحب
كذلك جا فيهم أبو هر من روى * ألوفا من الأخبار تروى وتكتب
وعد من الإرداف يا ذا أسامة * هو ابن عمير ثم عقبه يحسب
وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو * إياس وأنثى من غفار تقرب
وأردف شخصا ثم أردف ثانيا * وما سميا فيما روى يا مهذب
أولئك أقوام بقرب نبيهم * لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب
-------------
(1) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصح أن من أسمائه طه أو يس؛ بل هي من الحروف المقطعة في أوائل السور كـ "حم"، و" ق" ألر ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:45 م]ـ
كان الوجيه [هو: المبارك بن المبارك الضرير النحوي] قد التزم سماحة الأخلاق، وسعة الصدر، فكان لا يغضب من شيء، ولم يره أحد قط حردان، وشاع ذلك عنه، وبلغ ذلك بعض الحرفاء، فقال: ليس له من يغضبه، ولو أغضب لما غضب، وخاطروه على أن يغضبه، فجاءه، فسلم عليه، ثم سأله عن مسألة نحوية، فأجابه الشيخ بأحسن جواب، ودله على محجة الصواب.
فقال له: أخطأت، فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب، وسهل طريقته، وبين له حقيقته.
فقال له: أخطأت أيها الشيخ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو، ويهتدي بك في العلوم، وهذا مبلغ معرفتك، فلاطفه، وقال: له يا بني لعلك لم تفهم الجواب، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت.
قال له: كذبت! لقد فهمت ما قلت، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم.
فقال له الشيخ: وهو يضحك قد عرفت مرادك، ووقفت على مقصودك، وما أراك إلا وقد غُلبت، فأد ما بايعت عليه، فلست بالذي تغضبني أبدا،
وبعد يا بني: فقد قيل إن بقة جلست على ظهر فيل، فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران! فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست، فكيف أستمسك إذا أنت طرت!
والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل، ولا تفهم الجواب، فكيف أستاء منك.
معجم الأدباء 5/ 44.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/291)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 03 - 05, 10:37 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 443 (ط: العثيمين):
أنبئت عن يوسف بن خليل الحافظ قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة- حرسها الله تعالى- فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجتُ فإذا الشيخ ينادي عليه، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به، وأرد عليه الكيس، فقُلت له: تعالى إليّ، فأخذته، وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه، والخيط الذي هو مَشدُود به، فأخرجته، ودَفعته إليه. فسلم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت: يجب عليّ أن أعيده إليك، ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ، وألح عليَّ كثيرًا، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني: فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلمتُ أنا على قطعة من المركب، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعَدتُ في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ، وقال: علمني القرآن. فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.
قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي: تحسن تكتب?. فقلت: نعم، فقالوا: علمنا الخط، فجاءوا بأولادهم من الصبيان، والشباب، فكنتُ أعلمهم، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها، فامتنعتُ، فقالوا: لا بد، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه. فقالوا: يا شيخ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصتُ عليهم قصة العقد، فصاحوا، وصرخوا بالتهليل، والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلتُ: ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلت، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي، ثم مات الولدان، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه (1).
وساقها ابن النجار في تاريخه، وقال: هي حكاية عجيبة، وأظن القاضي حكاها عن غيره. وقد ذكرها أبو المظفر سبط بن الجوزي في تاريخه في ترجمة أبي الوفاء بن عقيل.
وذكر عن ابن عقيل: أنه حكى عن نفسه: أنه حج، فالتقط العقد ورده بالموسم، ولم يأخذ ما بذل له من الدنانير، ثم قدم الشام، وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى دمشق، واجتاز بحلب في رجوعه إلى بغداد، وأنَ تزوجه بالبنت كان بحلب.
ولكن أبا المظفر ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلاً إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، ولا يعلم قدوم ابن عقيل إلى الشام، فنِسبتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب. والله أعلم.
--------------
(1) في معجمه الورقتان (164و175)، ذكره الدكتور عبدالرحمن العثيمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 03 - 05, 10:42 م]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 1/ 87:
فائدة: قال أبو الحسن الشاري في فهرسته: كان شيخنا أبو ذر يقول: المختصرات التي فضلت على الأمهات أربعة: مختصر العين للزبيدي، ومختصر الزاهر للزجاجي، ومختصر سيرة ابن إسحاق لابن هشام، ومختصر الواضحة للفضل بن سلمة. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/292)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:14 م]ـ
في آخر كتاب الأشباه والنظائر للحافظ السيوطي ص541:
هَذِهِ مَسَائِلُ فِيمَا لَا يُعْذَرُ فِيهَا بِالْجَهْلِ وَقَدْ نَظَمَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
ثَلَاثُونَ لَا عُذْرَ بِجَهْلٍ يُرَى بِهَا * وَزِدْهَا مِنْ الْأَعْدَادِ عَشْرًا لِتَكْمُلَا
فَأَوَّلُهَا بِكْرٌ تَقُولُ لِعَاقِدٍ: * جَهِلْت بِأَنَّ الصَّمْتَ كَالنُّطْقِ مِقْوَلَا
كَمَنْ سَكَتَتْ حِينَ الزَّوَاجِ فَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: أَنَا لَمْ أَرْض بِالْعَقْدِ أَوَّلَا
كَذَا شَاهِدٌ فِي الْمَالِ وَالْحَدِّ مُخْطِئًا * شَهَادَةَ صِدْقٍ ضَامِنٌ حِينَ بَدَّلَا
وَآكِلُ مَالٍ لِلْيَتِيمِ وَوَاطِئٌ * رَهِينَ اعْتِكَافٍ بِالشَّرِيعَةِ جَاهِلَا
كَذَا قَاذِفٌ شَخْصًا يَظُنُّ بِأَنَّهُ * رَقِيقٌ فَبَانَ الشَّخْصُ حُرًّا مُكَمَّلَا
وَمَنْ قَامَ بَعْدَ الْعَامِ يَشْفَعُ خَاطِرًا * مَعَ الْعِلْمِ بِالْمُبْتَاعِ وَالْبَيْعِ أَوَّلَا
وَمَنْ مُلِّكَتْ أَوْ خُيِّرَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ * لِتَقْضِيَ حَتَّى فَارَقَتْ وَتَفَاصَلَا
كَذَاك طَبِيبٌ قَائِلٌ بِعِلَاجِهِ * بِلَا عِلْمٍ أَوْ مُفْتٍ تَعَدَّى تَجَاهُلَا
وَبَائِعُ عَبْدٍ بِالْخِيَارِ يَرُومُ أَنْ * يَرُدَّ وَقَدْ وَلَّى الزَّمَانُ مُهَرْوِلَا
وَمَنْ أَثْبَتَتْ إضْرَارَ زَوْجٍ فَأُمْهِلَتْ * فَجَامَعَهَا قَبْلَ الْقَضَاءِ مُعَاجِلَا
وَعَبْدٌ زَنَى أَوْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ جَاهِلًا * بِعِتْقٍ فَحَدُّ الْحُرِّ يَجْرِي مُفَصَّلَا
وَيُفْسَخُ بَيْعٌ فَاسِدٌ مُطْلَقًا وَلَا * يُسَامَحُ فِيهِ مَنْ عَنْ الْحَقِّ حُوِّلَا
وَكُلُّ زَكَاةٍ مِنْ دَفْعِهَا لِكَافِرٍ * وَغَيْرِ فَقِيرٍ ضَامِنٌ تِلْكَ مُسَجَّلَا
وَمَنْ يُعْتِقُ الشَّخْصَ الْكَفُورَ لِجَهْلِهِ * فَلَا يُجْزِي فِي كَفَّارَةٍ وَتَبَتُّلَا
كَذَا مُشْتَرِي مَنْ أَوْجَبَ الشَّرْعُ عِتْقَهُ * عَلَيْهِ وَلَا رَدَّ لَهُ وَلَهُ الْوِلَا
وَآخِذُ حَدٍّ مِنْ أَبِيهِ مُسْتَوٍ * كَتَحْلِيفِهِ إذْ بِالْعُقُوقِ تَزَيَّلَا
وَمَنْ يَقْطَعُ الْمَسْلُوكُ جَهْلًا فَلَا نَرَى * شَهَادَتَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تُقْبَلَا
كَمَنْ يُرِيَا عَدْلَيْنِ فَرْجًا وَمَحْرَمًا * يُبَاحُ وَحُرًّا يُسْتَرَقُّ فَأَهْمِلَا
وَسَارِقُ مَا فِيهِ النِّصَابُ مُؤَاخَذٌ * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ظَرْفُ النِّصَابِ مُعَادِلَا
وَوَاطِئُ مَنْ قَدْ أُرْهِنَتْ عِنْدَهُ فَمَا * يَكُونُ لَهُ عَنْ حَدِّ ذَلِكَ مَعْزِلَا
كَذَلِكَ مَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ جَاهِلًا * مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي حَدُّهُ لَيْسَ مُهْمَلَا
وَمَنْ رَدَّ رَهْنًا بَعْدَ حَوْزٍ لِرَبِّهِ * فَلَا شَكَّ أَنَّ الْحَوْزَ صَارَ مُعَطَّلَا
وَتَخْيِيرُ مَنْ قَدْ أُعْتِقَتْ ثُمَّ جُومِعَتْ * تَفُوتُ بِجَهْلِ الْحُكْمِ وَالْعِتْقَ أَهْمِلَا
وَلَا يَنْفِ حَمْلَ الْعُرْسِ زَوْجٌ لَهَا * إذَا رَآهُ وَلَمْ يَنْهَضْ بِذَلِكَ مَعْدِلَا
وَمَنْ أَنْفَقَتْ مِنْ مَالِ زَوْجٍ لِغَيْبَةٍ * فَجَا نَعْيُهُ رَدَّتْ مِنْ الْوِدِّ فَاضِلَا
وَمَنْ سَكَنَتْ حِينَ ارْتِجَاعٍ وَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: لَقَدْ كَانَ اعْتِقَادِي كَامِلَا
وَلَيْسَ لِمَنْ قَدْ حِيزَ عَنْهُ مَتَاعُهُ * مَقَالٌ إذَا مَا الْحَوْزُ كَانَ مُطَوَّلَا
وَقَدْ قَامَ بَعْدَ الْحَوْزِ يَطْلُبُ مِلْكَهُ * وَقِيلَ لَهُ: قَدْ بِعْت ذَلِكَ أَوَّلَا
وَمَنْ هُوَ فِي صَوْمِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * لِزَوْجَتِهِ يَسْتَأْنِفُ الصَّوْمَ مُكْمِلَا
وَلَيْسَ لِذِي مَالٍ يُبَاعُ بِعِلْمِهِ * وَيَشْهَدُ قَبْضًا بَعْدَهُ أَنْ يُبَدَّلَا
وَمَنْ زَوْجُهَا قَدْ مَلَّكَ الْغَيْرَ أَمْرَهَا * فَلَمْ يَقْضِ حَتَّى جُومِعَتْ صَارَ مَعْزِلَا
وَإِنْ مَلَكَهَا الزَّوْجُ ثُمَّ تَصَالَحَا * عَقِيبَ قَبُولٍ كَانَ لَيْسَ مُفَصَّلَا
وَمَا سُئِلَتْ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهَا إذَنْ * تَقُولُ ثَلَاثًا كَانَ قَصْدِي أَوَّلَا
وَإِنْ بَعْدَ تَمْلِيكٍ قَضَتْ بِبَيَانِهَا * فَقَالَتْ جَهِلْت الْحُكْمَ فِيهِ مُعَاجِلَا
فَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ إذَا قَالَ: لَمْ أُرِدْ * سِوَى طَلْقَةٍ وَالْحُكْمُ فِيهِ كَمَا خَلَا
وَإِنْ أَمَةٌ قَالَتْ وَبَائِعُهَا: لَقَدْ * تَزَوَّجَهَا شَخْصٌ فَفَارَقَ وَانْجَلَا
فَلَيْسَ لِمَنْ يَبْتَاعُهَا بَعْدَ عِلْمِهِ * بِذَلِكَ عُذْرٌ إنْ يَرِدْ إذْنٌ بِلَا
وَلَا يَطَأَنَّهَا أَوْ يُزَوِّجَهَا إلَى * ثُبُوتِ خُلُوٍّ مِنْ زَوَاجٍ تَحَوَّلَا
وَمَنْ قَبْلَ تَكْفِيرِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * يَذُوقُ عِقَابًا بِاَلَّذِي قَدْ تَحَمَّلَا
وَحَقُّ الَّذِي قَدْ خُيِّرَتْ سَاقِطٌ إذَا * بِوَاحِدَةٍ قَالَتْ: قَضَيْت تَجَاهُلَا
وَلَيْسَ لَهَا عُذْرٌ بِدَعْوَى جَهَالَةٍ * وَذَاكَ الَّذِي قَدْ أَوْقَعَتْ عَادَ بَاطِلَا
وَمَنْ قَالَ: إنْ شَهْرَيْنِ غِبْتُ وَلَمْ أَعُدْ * فَأَمْرُك قَدْ صَيَّرْتُ عِنْدَكِ جَاعِلَا
فَمَرَّ وَلَمْ تُوقِعْ وَمَا أَشْهَدْت عَلَى * بَقَاهَا وَطَالَتْ صَارَ عَنْهَا مُحَوَّلَا
وَذَاكَ كَثِيرٌ فِي الْوُضُوءِ وَمِثْلُهَا * بِفَرْضِ صَلَاةٍ ثُمَّ حَجٍّ تَحَصَّلَا. اهـ
قلت: قد يظن أن هذه المنظومة في فروع الشافعية، وليس كذلك، بل هي للشيخ بهرام بن عبد الله المالكي المتوفى عام 805هـ، وقد طبعت مع شرح الشيخ الأمير محمد بن محمد الأزهري المالكي في دار الغرب الإسلامي.
وينظر في الأشباه والنظائر ص199: صورا لم يعذر فيها بالجهل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/293)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:23 م]ـ
قال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر ص386:
في معرض كلامه عن ضابط الْكَبَائِرِ، وعدها: .. وأما حصر الكبائر بالعد فلا يمكن استيفاؤه .. ، وأكثر من رأيته عدها عدها .. السبكي في "جمع الجوامع" فأورد منها خمسة وثلاثين كبيرة، أكثر ها في الروضة، و أصلها، وَقَدْ أَوْرَدْتُهَا نَظْمًا فِي ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ لَا حَشْوَ فِيهَا فَقُلْت:
كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ * وَمُطْلَقِ الْمُسْكِرِ ثُمَّ السِّحْرِ
وَالْقَذْفِ وَاللِّوَاطِ ثُمَّ الْفِطْرِ * وَيَأْسِ رَحْمَةٍ وَأَمْنِ الْمَكْرِ
وَالْغَصْبِ وَالسَّرِقَةِ وَالشَّهَادَهْ * بِالزُّورِ وَالرِّشْوَةِ وَالْقِيَادَهْ
مَنْعُ زَكَاةٍ وَدِيَاثَةٌ فِرَارْ * خِيَانَةٌ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ظِهَارْ
نَمِيمَةٌ كَتْمُ شَهَادَةِ يَمِيَنْ * فَاجِرَةٍ عَلَى نَبِيِّنَا يَمِيَنْ
وَسَبُّ صَحْبِهِ وَضَرْبُ الْمُسْلِمِ * سِعَايَةٌ عَقٌّ وَقَطْعُ الرَّحِمِ
حِرَابَةٌ تَقْدِيمُهُ الصَّلَاةَ أَوْ * تَأْخِيرُهَا وَمَالُ أَيْتَامٍ رَأَوْا
وَأَكْلُ خِنْزِيرٍ وَمَيْتٍ وَالرِّبَا * وَالْغُلِّ أَوْ صَغِيرَةٌ قَدْ وَاظَبَا. اهـ
قلت: انظر في عد الكبائر (نظما) بأكثر مما ذكر السيوطي، وأعذب لفظا، وأجمل نظما؛ المنظومة الألفية في الآداب الشرعية ص68 - 71، للعلامة الأديب الفقيه ابن عبد القوي المرداوي الحنبلي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:06 ص]ـ
في دليل الفالحين 1/ 254: نظم بعض المتأخرين آخر من مات من الصحابة في البلدان المتفرقة فقال:
آخر من مات من الصحابة * أبو الطفيل موته بمكة
سهل بن عبد الله بالمدينة * وأنس بن مالك بالبصرة
ومات بالشام أبو قرصافه * وابن أبي أوفى الحمام وافه
بالكوفة، واليمن اذكر أبيضا * وبخرسان بريدة قضى
ولم تتم مائة إلا وقد * ماتو ولم يبق على الرض أحد
رأى بعينيه النبي المصطفى * فاحفظ لنظمي ذا تنال الشرفا
قلت: ويزاد عليه:
آخر الصحب بحمص ماتا * أبو أمامة وذا قد فاتا اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:09 ص]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 2/ 319:
فصل: ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله.
قال الحافظ أبو الطاهر السلفي سمعت أبو الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا العباس الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمّن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة، وأنه لا يذكرها إلا عني، وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال: حدثنا العباس بن محمد الدروي قال: سمعت أبا عبيد يقول: من شكر العلم أن تستفيد الشيء، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا؛ فهذا شكر العلم. انتهى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:11 ص]ـ
قال عبد العزيز بن محمد: وكان أبو جعفر [الطبري] .. وكان إذا أهدى إليه مهد هدية مما يمكنه المكافأة عليه قبلها، وكافأه، وإن كانت مما لا يمكنه المكافأة عليه ردها، واعتذر إلى مهديها، ووجه إليه أبو الهيجاء بن حمدان ثلاثة آلاف دينار، فلما نظر إليها عجب منها، ثم قال: لا أقبل ما لا أقدر على المكافأة عنه، ومن أين لي ما أكافىء عن هذا؟!
فقيل: ما لهذا مكافأة إنما أراد التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ فأبى أن يقبله ورده إليه.
معجم الأدباء 5/ 270.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:12 ص]ـ
ذكرني فوكِ حماري أهلي!
زعموا أن رجلاً شاباً غزلاً خرج يطلب حمارين لأهله، فمر على امرأة منتقبة جميلة في النقاب، فقعد بحذائها وترك طلب الحمارين، وشغله ما سمع من حسن حديثها، وما رأى من جمالها في النقاب، فلما سفرت عن وجهها إذا لها أسنان مكفهرة منكرة مختلفة، فلما رآها ذكر حماريه فقال: " ذكرني فوكِ حماري أهلي" = فذهب
قوله مثلاً. الأمثال للضبي ص126.
قال أبو هلال العسكري: يضرب مثلاً للرجل يبصر الشيء، فيذكر به حاجةً كان قد نسيها، وأصله أن رجلاً خرج .. [ذكر نحوه]. جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 1/ 390.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:12 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 205: أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي قالا: أخبرنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور الحربي، أخبرنا أبو محمد الزهري، وفي حديث التنوخي قال: سمعت أبا محمد الزهري يقول: كان لثعلب عزاء ببعض أهله، فتأخرت عنه؛ لأنه خفي عني، ثم قصدته معتذرا، فقال لي: يا أبا محمد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، والعدو لا يحتسب له. واللفظ للتنوخي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:13 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 211: حدثني محمد بن علي الصوري ـ حفظا ـ قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن = ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه = ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث = ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟
فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: "أقريء أبا العباس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل".
قال ابن سختويه قال لنا أبو عبد الله الروذباري: أراد الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وقال ابن بدر قال لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/294)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:14 ص]ـ
في ترجمة الشيخ نجم الدين القحفازي النحوي الحنفي علي بن داود في الوافي للصفدي 21/ 58:
وحكى لي نور الدين علي بن إسماعيل الصفدي قال: أنشد الشيخ نجم الدين يوما لغزا للجماعة وهم بين يديه في الحلقة يشتغلون وهو في مجزوء الكامل:
يا أيها الحبر الذي * علم العروض به امتزج
ابن لنا دائرة * فيها بسيط وهزج
ففكر الجماعة فيها زمانا، فقال واحد منهم: هذه الساقية، فقال له: دورت فيها زمانا حتى ظهرت لك.
يريد أنه ثور يدور في الساقية. اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:15 ص]ـ
وفي ترجمته أيضا:
قال الصفدي: وكتبتُ .. سؤالا يتعلق بالمعاني في قوله تعالى (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) وهو من الطويل:
ألا إنما القرآن أكبر معجز * لأفضل من يهدى به الثقلان
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره * بإيجاز ألفاظ وبسط معان
ولكنني في الكهف أبصرت آية * بها الفكر في طول الزمان عناني
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد * نرى استطعما هم مثله ببيان
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر * مكان ضمير إن ذلك لشان؟
وأما الجواب عن إعادة لفظه الأهل في قوله تعالى حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ولم يقل استطعماهم والمحل محل الإضمار وفيه الإيجاز فقد علم أن البلاغة لا تختص بالإيجاز وإنما هو نوع من أنواعها وأن مدار حسن الكلام وارتفاع شأنه في القبول بإيراده مطابقا لمقتضى الحال فإن كان مقتضى الحال خليقا ببسط الكلام تعلقت البلاغة ببسطه وإن كان حقيقا بالإيجاز كانت البلاغة في إيراده كذلك ثم قد يعرض للبليغ أمور يحسن معها إيراد الكلام على خلاف مقتضى الظاهر فينزل غير السائل منزلة من يسأل إذا كان قد لوح له بما يقتضي السؤال وينزل غير المنكر منزلة المنكر إذا ظهرت عليه مخايل الإنكار، ويوقع المضمر في موضع الظاهر والظاهر في موضع المضمر إلى غير ذلك من الأمور المذكورة في علم البلاغة والذي حسن إيقاع الظاهر موقع المضمر في الآية الكريمة أن الظاهر أدل على المعنى الذي وضع اللفظ له من المضمر لأنه يدل عليه بنفسه والمضمر يدل عليه بواسطة ما يفسره وقصد المتكلم هنا الإخبار عن الذين طلب منهم الإطعام أنهم أهل القرية لأن من غشية الضيف في منزله ولم يعتذر بعذر عن إكرامه بل قابله بالمنع مع ظهور حاجته التي أوجبت له أن يسأل منه ذلك لأن المسألة آخر أسباب الكسب يعلم بذلك أن الحامل له على الامتناع من إضافته لؤم الطبع واتباع مذموم البخل والشح المطاع كما قال الشاعر من الطويل:
حريص على الدنيا مضيع لدينه * وليس لما في بيته بمضيع
حتى روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كانوا أهل قرية لئاما ".
ومن كانت هذه سجيته وهذا حاله كان حريا بالإعراض عنه وعدم مقابلته بالإحسان إليه، فلما رأى موسى صلوات الله عليه إصلاح الخضر عليه السلام لجدار مشرف على السقوط في القرية التي هؤلاء أهلها من غير طلب أجر على ذلك منهم مع الحاجة إلى ذلك عجب من ذلك وأنكره حتى كأنه نسي ما قدمه من وعده إياه بالصبر وبعدم المصاحبة إن سأله عن شيء بعد ذلك مع حرصه على صحبته والتعلم منه، وكان في إعادة لفظه الأهل في الآية الكريمة إقامة لعذر موسى عليه السلام في الاعتراض في هذه الحالة؛ لأنها حالة لا يصبر عن الاعتراض فيها؛ لأن حالهم يقتضي بذل الأجرة في إصلاح أمر دنياوي لحرصهم وشحهم، فترك طلب الأجرة على إصلاح ذلك مع الضرورة والحاجة وقع إحسانا إلى أهلها الذين قابلوهما بالمنع عن الضيافة، وكانت البلاغة متعلقة بلفظه الأهل التي هي الحاملة على الإعراض ظاهرا، فأطلعه الخضر عليه السلام بأن الجدار إنما كان ليتيمين من أهلها واليتيم محل الرحمة، وليس محلا لأن يطلب منه أجرة إما لعجزه لفقره، وهو الظاهر، أو لأنه لا يجوز تصرفه في ماله، ولهذا قال: رحمة من ربك، ولم يكن لأهلها الذين أبوا أن يضيفونا.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
قلت [الصفدي] جواب الشيخ نجم الدين ـ رحمه الله تعالى ـ في غاية الحسن، وهو كلام عارف بهذا الفن جار على القواعد.اهـ.
قلت: وأعقبه بجواب لابن الجاجب، وأشار لجواب للسبكي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:16 ص]ـ
في ترجمة أحمد بن محمد بن عثمان: أنه دخل إلى المدرسة فرأى الشيخ نجم الدين القحفازي خارجا من الطهارة، فقال: يا مولانا آنستم محلكم!
فقال له الشيخ نجم الدين: قبحك الله. الدرر الكامنة 1/ 332.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:17 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 209: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى ـ المعروف بابن العلاف ـ، حدثنا أبو عمر الزاهد قال: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب، فسأله سائل عن شيء؟
فقال: لا أدري.
فقال له: أتقول لا أدري، وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟!
فقال له ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/295)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:19 ص]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه ص193.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 05, 07:19 ص]ـ
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 03 - 05, 11:34 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 146:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.
ما أجمل انتقائك يا أباعبد الله، أسعد الله أيامك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 04 - 05, 10:01 م]ـ
وأيامك
وكذلك وزيرهم السفيه الملقب بالرشيد يحكم على هذه الأصناف، ويقدم شرار المسلمين كالرافضة، والملاحدة على خيار المسلمين أهل العلم والإيمان .. مجموع الفتاوي 28/ 525.
وقال رحمه الله 2/ 471:
.. ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف ..
ونحوها في 2/ 201و259و268و273.
ومن كلام تلميذه الإمام ابن القيم في الخبيث الملقب بنصير الدين الطوسي:
.. كما قاله أفضل متأخريهم عندهم وأجهلهم بالله وأكفرهم نصير الكفر والشرك الطوسي .. الصواعق المرسلة 3/ 991
وفي 3/ 1077:
وكان مشار هذه الفرقة وعالمها الذي يرجعون إليه زعيمها الذي يعولون عليه شيخ شيوخ المعارضين بين الوحي والعقل وإمامهم في وقته نصير الكفر والشرك الطوسي فلم يعلم في عصره أحد عارض بين العقل والنقل معارضته فرام إبطال السمع بالكلية وإقامة الدعوة الفلسفية وجعل الإشارات بدلا عن السور والآيات وقال هذه عقليات قطعية برهانية قد عارضت تلك النقليات الخطابية واستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على السيف فلم يبق منهم إلا من أعجزه قصدا لإبطال الدعوة الإسلامية وجعل مدارس المسلمين وأوقافهم للنجسة السحرة والمنجمين والفلاسفة ..
وفي 3/ 1122:
.. ثم إمامهم في زمانه نصير الكفر والشرك الطوسي وما جرى على المسلمين منه من قتل خليفتهم وعلمائهم وعبادهم، وإذا اعتبرت أحوال القوم رأيت عوام اليهود والنصارى أقل فسادا في الدين والدنيا من أئمة هؤلاء المعارضين لنصوص الأنبياء بعقولهم ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 04 - 05, 05:35 م]ـ
قال ابن الرصّاع (1) في كتاب "تذكرة المحبين في شرح أسماء سيد المرسلين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ": قال بعض العارفين عند هذا الحديث [أتدرون من المفلس]:
إنه فيه تشديد، وفيه للعقلاء غاية الوعيد فإن الإنسان قل أن تسلم أفعاله، وأقواله من الرياء، ومكايد الشيطان، وإن سلمت له خصلة فقل أن يسلم من أذية الخلق، فإذا كان يوم القيامة، وقد سلمت له خصلة مع قلة سلامتها طلب خصمك تلك الحسنة، وأخذها منك بحكم مولاك عليك، فإنه لا مال يوم القيامة تؤدي منه ما عليك، بل من حسناتك يا مغبون إن كنت صائما بالنهار قائما بالليل جادا في طاعة الرحمن، وقل أن تسلم من غيبة المسلمين، وأذيتهم، وأخذ ما لهم، هذا حال من كان جادا في الطاعات، فكيف من كان مثلنا جادا في جمع السيئات من أكل الحرام، والشبهات، والتقصير في الطاعات، والإسراع إلى المخالفات.
اهـ من دليل الفالحين 1/ 541.
------------
(1) محمد بن قاسم الأنصاري المالكي مترجم في الضوء اللامع 8/ 287
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 04 - 05, 11:38 م]ـ
في ترجمة الوزير فخر الملك من سير أعلام النبلاء 17/ 283
رفعت إليه سعاية برجل فوقّع فيها: السعاية قبيحة، ولو كانت صحيحة، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك لعاملناك بما يشبه مقالك، ويردع أمثالك فاكتم هذا العيب، واتق من يعلم الغيب. فأخذها فقهاء المكاتب، وعلموها الصغار اهـ.
فكيف إذا كانت السعاية بمعروف، وليس للمهتوك خفارة من شيب! نعوذ بالله من وظيفة إبليس.
سَعايةٌ من رجال لا طَباخ بهم * قالوا بما جهلوا فينا وما علِموا. -
لا تسعَ بين الصاحبين نميمةً * فلأجلها يتباغض الخِلانِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 04 - 05, 06:43 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 104: فصل تصرف العرب في اللفظ بالحركات والإعجام والقلب
واعلم أن لغة العرب واسعة، ولهم التصرف الكثير، فتراهم يتصرفون في اللفظة الواحدة ...
وتارة يقلبون حرفا من كلمة ولا يتغير عندهم معناه كقولهم: صاعقة وصاقعة، وجبذ، وجذب، .. وأسير مكلب ومكبل، وقفا الأثر وقاف الأثر ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 04 - 05, 06:47 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 273: ما حظي الدينار بنقش اسم الملك حتى صبرت سبيكته على التردد إلى النار فنفت عنه كل كدر، ثم صبرت على تقطيعها دنانير، ثم صبرت على ضربها على السكة، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/296)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 04 - 05, 06:48 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 278:
الدنيا والشيطان خارجيان خارجان عليك، خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن آداب الجهاد {قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم} ليس من بارز بالمحاربة كمَن كمِن، ما دامت النفس حيةً تسعى = فهي حيةٌ تسعى، أقل فعل لها تمزيق العمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صوفا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 04 - 05, 06:50 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 279:
يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك
لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه،
هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك،
فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت.
ـ[ابو عبد الودود علي]ــــــــ[29 - 04 - 05, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعل عملك خالصا لوجههالكريم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 05 - 05, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
في المغني لأبي محمد الموفق 9/ 114: [تحت مسألة ميراث الخنثى المشكل]
فصل: وقد وجدنا في عصرنا شيئا شبيها بهذا، لم يذكره الفرضيون ولم يسمعوا به، فإنا وجدنا شخصين ليس لهما في قبلهما مخرج لا ذكر، ولا فرج، أما أحدهما:
فذكروا أنه ليس له في قبله إلا لحمة ناتئة كالربوة يرشح البول منها رشحا على الدوام، وأرسل إلينا يسألنا عن حكمه في الصلاة والتحرز من النجاسة في هذه السنة وهي سنة عشر وستمائة.
والثاني: شخص ليس له إلا مخرج واحد فيما بين المخرجين منه يتغوط، ومنه يبول، وسألت من أخبرني عنه عن زِيِّه؟ فأخبرني أنه إنما يلبس لباس النساء، ويخالطهن، ويغزل معهن، ويعد نفسه امرأة.
وحدثت أن في بعض بلاد العجم شخصا ليس له مخرج أصلا لا قبل ولا دبر! وإنما يتقايأ ما يأكله، وما يشربه. فهذا، وما أشبهه في معنى الخنثى إلا أنه لا يمكن اعتباره بمباله، فإن لم يكن له علامة أخرى، فهو مشكل ينبغي أن يثبت له حكم الخنثى المشكل في ميراثه، وأحكامه كلها، والله تعالى أعلم.
نظم العلامة أبو عبد الله بن أبي الفتح البعلي أسماء عمات النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
أميمة أروى برة وصفية * وأم حكيم واختمن بعاتكة.
المطلع على ألفاظ المقنع ص512، وتجد هناك نظما لأسماء أعمامه صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو لمى]ــــــــ[02 - 05 - 05, 08:40 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 05 - 05, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أين العمل بالعلم؟!
قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 3/ 261.
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصالح، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي، والرضى الميسور، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل، والمحروم، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب؟!
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟!
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها =كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها، وراعى واجباتها، فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والناقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
ص15 - 16.
قال سهل بن عبد الله: العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به.
وقال: الدنيا جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. ص28 - 29.
قال مالك بن دينار: إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا، أو فخرا. ص32
قال حفص بن حميد: دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة ـ وكان كريما ـ فقال: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب؟
إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟!
ص44 - 45.
فائدة: صدر حديثا شريط (مجدد) للدكتور عبد الرحمن العايد عنوانه "الإلتزام الأجوف" ينبغي سماعه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 05 - 05, 05:53 م]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار 4/ 123:
والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات، ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على من قدم، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم ـ مع عدم ما يحمل على ذلك: من جرح، أو نحوه ـ أحموقة لا تقع لمتيقظ، ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب، ونسأل الله السلامة بالحسنات، ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان، والقلم في هذه الشعاب، والهضاب وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/297)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:32 م]ـ
في شرح مختصر التحرير للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عند قول المؤلف:
في الفصل اللغوي: (ولا ترادف في حد غير لفظي و محدود، ولا شذر مذر .. )
قال الشيخ للطلاب: شذر مذر! وشي [ما معناها]؟
[ثم وجه الكلام لأحدهم مداعبا]: يمكن محمد يعرف!
فقال محمد: مذر يعني أم! أم بالإنكليزي
الشيخ: أم!!
قال الطلاب وهو يضحكون: أم بالإنكليزي! أم!!
قال الشيخ وهو يضحك: وشذر بالإنكليزي؟!
ثم قال الشيخ: شذر مذر يعني شتاتا، ومذر جاءت للتوكيد التفرق، ولو تسال العربي ما معنى مذر؟
لقال ما قلتها إلا من باب التوكيد، وإلا ما لها معنى، لكن معنى الكلمتين مجتمعتين التفرق والشتات ..
ثم بعدها قال: وهذا كما تشاهدون الآن بحث لغوي محظ قليل الفائدة حتى إن بعض الإخوان يريد نقل اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية (الشيخ والطلاب يضحكون) هذا يدل على أن الفائدة ما هي إلى ذاك.
نقلته بالمعنى، وبتصرف يسير شريط رقم (4)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 02:11 ص]ـ
رحمة الله على ابن عثيمين، وبركاته،،،
""""""""""""""""""""""""""""""""""
فائدة
لو صحَّت!
جاء في " إعانة الطالبين " [3/ 16] في مبحث شروط المعقود عليه في البيع:
(قال في الإيعاب: ولقد وقع لي؛ أني رجعت من مصر، إلى بلدنا لصلة الرحم، في حدود الثلاثين وتسعمائة، فكنت في عشر رمضان الأخير أزور قبر والدي، كل يوم بعد الصبح، ففي يومٍ أنا جالسٌ أقرأ على قبره، وإذا بصوتِ فزعٍ يأتيني من بُعدٍ، فتبعته، إلى أن رأيته خارجاً من قبرٍ مبنيٍّ مجصص، وهو يقول: آه آه، مفسَّرةً، قوقفتُ ساعةً، ثم رجعت، فسألت عن صاحب ذلك القبر، فقيل لي: فلانٌ، لرجل أعرفه، صاحب ثروة، كان لا يفارق المسجد، ولا يتكلم بسوءٍ قط، فزاد العجب فيه، ثم بالغت في السؤال عنه، فقيل: إنه كان يأكل الربا) اهـ
نسأل الله العافية ...
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد 2/ 475:
احذر كل الحذر من طغيان ((أنا)) و ((لي)) و ((عندي)).
فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها: إبليس , وفرعون , وقارون.
ف (أنا خير منه) لإبليس
و (لي ملك مصر) لفرعون
و (إنما أوتيته على علم عندي) لقارون. اه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 05, 02:11 ص]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص98:
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عز وجل أن يرينيه في النوم؛ فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي
أوصني، فقال لي: لا تعترض على أحد ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 05, 09:54 ص]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص100:
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال:
إن تفسير ابن الخطيب [الفخر الرازي "مفاتيح الغيب"] احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة؛ فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة ...
قال: والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 05, 06:19 م]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص153:
كنت يوماً سائراً مع بعض الأصحاب إذ لقينا شيخنا الأستاذ المشاور أبا سعيد بن لب أكرمه الله بقرب المدرسة، فسرنا معه إلى بابها، ثم أردنا الانصراف، فدعانا إلى الدخول معه إلى المدرسة، وقال: أردت أن أطلعكم على بعض مستنداتي في الفتوى الفلانية، وما شاكلها وأبين لكم وجه قصدي إلى التخفيف فيها ـ وكان قد أطلعنا على مكتوب بخطه جواباً عن
سؤال في يمين أفتى فيها بمراعاة اللفظ والميل إلى جانبه، فنازعناه فيه في ذلك اليوم، وانفصل
المجلس على منازعته ـ، فأرانا مسائل في "النهاية" و"أحكام ابن الفرس" وغيرهما، وبسط لنا فيها بما يقتضي: الاعتماد على لفظ الحالف، وإن كان فيه خلاف مالِنيته بناء على قول من قال
بذلك من أهل المذهب، وغيرهم.
وقال: أردت أن أنبهكم على قاعدة في الفتوى وهي نافعة جداً، ومعلومة من سنن العملاء، وهي أنهم ما كانوا يشددون على السائل في الواقع إذا جاء مستفتياً. وكنت قبل هذا المجلس تترادف علي وجوه الإشكالات في أقوال مالك، وأصحابه، فلما كان بعد ذلك المجلس شرح الله بنور ذلك الكلام صدري فارتفعت ظلمات تلك الإشكالات دفعة واحدة، فلله الحمد على ذلك ونسأله تعالى أن يجزيه عنا خيراً، وجميع معلمينا بفضله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/298)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 12:28 ص]ـ
قال الزجاجي في مجالس العلماء ص187:
حدثني بعض إخواني قال حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال:
جاء رجل معتوه إلى مجلس أبي حاتم فوقف يسمع كلام أبي حاتم فقال له رجل: يا أبا حاتم لم نصبوا ما لا ينصرف من الأسماء في موضع الجر؟
فقال: شبهوه بالفعل، والفعل لا يدخله الجر.
فقال المعتوه: يا أبا حاتم القياس على ما يرى أسهل أم على ما يسمع؟
فقال أبو حاتم: على ما يرى أسهل.
قال المعتوه: ما يشبه هذا؟ وأخرج يده وقد ضم أنامله.
فقال أبو حاتم: لا أدري.
قال: فأنت لا تحسن أن تشبه هذا الذي تراه بشيء فكيف تشبه ما لا ترى بما لا ترى؟!
وأخرج يده الأخرى مضمومة الأنامل كما فعله بالأخرى فقال: يا غليظ الفطنة بعيد الذهن، هذا يشبه هذا.
فخجل أبو حاتم، وبقي أصحابه متعجبين.
فقال أبو حاتم: لا تعجبون من هذا، أخبرني الأصمعي أن معتوها جاء إلى أبي عمرو بن العلا،
فقال: يا أبا عمرو لم سميت الخيل خيلا؟
فبقي أبو عمرو ليس عنده جواب، فقال: لا أدري.
فقال: لكني أدري.
فقال: علمنا نعلم.
قال: لاختيالها في المشي.
فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولّى المجنون: اكتبوا الحكمة، وارووها، ولو عن معتوه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:24 م]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في المنتقى من فرائد الفوائد ص 82:
فائدة
الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم هم المذكورون في الأبيات، وهم خمسة وعشرون نبيا:
حتما على كل ذي التكليف معرفة ** بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا (1) منهم ثمانية ** من بعد عشر ويبقى سبعو وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا ** ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
وعدُّ ذا الكفل منهم فيه خلاف مشهور بين العلماء فقيل: رجل صالح، وقيل: نبي، وتوقف ابن جرير في ذلك، والله أعلم.
--------------
(1) يقصد هذه الآيات:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 10:03 م]ـ
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء _ ترجمة أبي حامد الغزالي:
أما ((الإحياء)) ففيه من الأحاديث الباطلة جملة , وفيه خير كثير لولا ما فيه من آدب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية , نسأل الله علما نافعا ,, تدري ما العلم النافع؟
هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولا وفعلا , ولم يأت نهي عنه , قال عليه السلام: من رغب عن سنتي , فليس مني.
فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله , وبإدمان النظر في الصحيحين وسنن النسائي , و رياض النواوي وأذكاره , تفلح وتنجح , وإياك وآراء عباد الفلاسفة , ووظائف أهل الرياضات , وجوع الرهبان , وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات , فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة , فواغوثاه بالله , اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم. _آمين_ أه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 05 - 05, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
كلام ابن القيم في ابن جني وشيخه
نقل ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن ابن جني في مواضع عديدة من كتبه كالبدائع وغيره، وأفاد منه .. ورد عليه في الصواعق وبين زيغه هو وشيخه الفارسي قال رحمه الله:
أحدها: أن تعلم أن هذا الرجل ـ ابن جني ـ وشيخه أبا علي من كبار أهل البدع والاعتزال المنكرين لكلام الله تعالى وتكليمه [ .. وذكر بعض طوامه .. إلى أن قال]: فمن كان هذا خطؤه وضلاله في أصل دينه ومعتقده في ربه وإلهه فما الظن بخطئه وضلاله في ألفاظ القرآن، ولغة العرب؛ فحقيق بمن هذا مبلغ علمه، ونهاية فهمه =أن يدعي أن أكثر اللغة مجاز، ويأتي بهذا الهذيان، ولكن سنة الله جارية أن يفضح من استهزاء بحزبه وجنده،
وكان الرجل وشيخه في زمن قوة شوكة المعتزلة، وكان الدولة دولة رفض، واعتزال وكان السلطان عضد الدولة بن بويه، وله صنف أبو علي "الإيضاح"، وكان الوزير إسماعيل بن عباد معتزليا، وقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد معتزليا،
وأول من عرف منه تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هم المعتزلة والجهمية ..
مختصر الصواعق المرسلة 2/ 821 ط أضواء السلف.
وهذا لا يمنع من الإستفادة مما أحسن فيه، ومما استجاده منه ابن القيم، وعرضه على شيخ الإسلام ما جاء في البدائع:
وقد قدمنا أن الألفاظ مشاكلة للمعاني التي أرواحها يتفرس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرف الصادق الفراسة صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته،
وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية ـ قدس الله روحه ـ قال ابن جني:
مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ثم أكشفه فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه؟
فقال لي ـ رحمه الله ـ: وهذا كثيرا ما يقع لي، وتأمل حرف (لا) كيف تجد في نهايته ألفا يمتد بها الصوت ما لم يقطعه ضيق النفس فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها.
ولن بعكس ذلك فتأمله فإنه معنى بديع
وانظر كيف جاء في أفصح الكلام كلام الله، (ولا يتمنونه أبدا) بحرف لا في الموضع الذي اقترن به حرف الشرط بالفعل= فصار من صيغ العموم؛ فانسحب على جميع الأزمنة، وهو قوله عز وجل (إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت)
كأنه يقول: متى زعموا ذلك لوقت من الأوقات، أو زمن من الأزمان، وقيل لهم: تمنوا الموت = فلا يتمنونه أبدا، وحرف الشرط دل على هذا المعنى، وحرف لا في الجواب بإزاء صيغة العموم لاتساع معنى النفي فيها ..
[بقيته هناك] بدائع الفوائد 1/ 102
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/299)
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 08:55 ص]ـ
ما أحسن قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
(من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاثا , قبل حصوله حتى يحصل , فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته , فإذا سلبه إشتد عليه عذابه , فهذه ثلاث أنواع من العذاب)
الجواب الكافي ص 208 - 209
اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 06 - 05, 06:30 م]ـ
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/ 14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان؟
فقال: هكذا الحديث، ولا تكلم في هذا. اهـ
رحمه الله مثال على تعظيم السنة، وأين هذا مما يفعله كثير من المتأخرين من تكلف الاعتراضات على الحديث، ثم تكلف الإجابة؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 06 - 05, 09:54 م]ـ
قال الْمَقَّرِيُّ في نفح الطيب 5/ 216:
وكان [شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية] شديدَ الإنكارِ على الإمامِ فخرِ الدينِ حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه ووضعه.اهـ
قلت: لن تعدو قدرك!، ولو رأيته لسقط قضيبك من يدك!
وسياق صاحب نفح الطيب للخبر غريب! ففي "منهاج السنة" لشيخ الإسلام 5/ 433:
.. ولهذا لا تجد في كلام من لم يتبع الكتاب والسنة بيان الحق علما، وعملا أبدا؛ لكثرة ما في كلامه من وساوس الشياطين.
وحدثني غير مرة رجل ـ وكان من أهل الفضل والذكاء والمعرفة والدين ـ: أنه كان قد قرأ على شخص سماه لي ـ وهو من أكابر أهل الكلام والنظر ـ دروسا من "المحصل" لابن الخطيب، وأشياء من " إشارات" ابن سينا، قال: فرأيت حالي قد تغير ـ وكان له نور وهدى ـ ورؤيت له منامات سيئة، فرآه صاحب النسخة بحال سيئة، فقص عليه الرؤيا، فقال: هي من كتابك.
و" إشاراتُ" ابن سينا يعرف جمهور المسلمين الذين يعرفون دين الإسلام أن فيها إلحادا كثيرا بخلاف "المحصل" يظن كثير من الناس أن فيه بحوثا تحصل المقصود.
قال: فكتبت عليه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين.
وينظر للفائدة "موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية" للشيخ أبي الفضل القونوي ص77
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - 07 - 05, 09:37 م]ـ
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/ 14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان؟
فقال: هكذا الحديث، ولا تكلم في هذا. اهـ
رحمه الله مثال على تعظيم السنة، وأين هذا مما يفعله كثير من المتأخرين من تكلف الاعتراضات على الحديث، ثم تكلف الإجابة؟!
لله درك!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - 07 - 05, 09:39 م]ـ
فائدة من المدهش، يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
روى حمادٌ، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: سمعَ في النخلِ صوتاً، فقال: ما هذا؟ فقال: يوبرون النخل، فذكر الحديث.
وروى حماد: عن ثابت، عن أنس، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن صفرة، فقال: ما هذا؟ قال: تزوجتُ. قال: أَوْلِمْ.
روى حماد: عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَثَل أمتي مثل المطر.
حماد الأول: ابن سلمة، والثاني: ابن زيد، والثالث: الأبح.
واعلم: أنّ مثل هذه الأسماء المشتبهة، إذا لم يصرح في الحديث ببيانها، لم يفرق بينها إلا الناقد المجود.
وفي الفرق بينها فائدة عظيمة، وهي: أنّ بعض الرواة ثقة، ومشبهه في الإسم يكون ضعيفاً، فَيُطلب الفرق لذلك.
مثاله: أنْ يَرْوِي، قتادة عن عكرمة. وهو يروي عن عكرمة مولى ابن عباس، وذاك ثقة. وعن عكرمة بن خالد وهو ضعيف.
وكذا قول وكيع: حدثنا النضر، عن عكرمة. وهو يروي عن النضر بن عربي، وهو ثقة. وعن النضر بن عبد الرحمن، وهو ضعيف.
ومثله: قول حفص بن غياث بن أشعث: عن الحسن. وهو يروي عن أشعث بن عبد الملك، وهو ثقة. وعن أشعث بن سوار وهو ضعيف. اهـ ص61.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:10 م]ـ
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67:
فائدة
(ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل)
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود، وتحقيق الفروع له مكان آخر.
وما أجمل هذا الكلام، و أحسنه.
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب .. ، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله: في هذه الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه، لكن الغرض هو فهم القاعدة، والمسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/300)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 11 - 05, 10:56 م]ـ
جاء في رسالةٍ بعثها العلامة المعلمي إلى العلامة أحمد شاكر يبين فيها سبب تاليفه "طليعة التنكيل"، ومنبها على الأخطاء الواقعة فيها، ومسائلا له ..
جاء فيها بعد السلام ..
قبل ثلاث سنوات تقريبا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب، وناولني إياه، فقرأت عنوانه فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ محمد زاهد الكوثري، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول الحفاظ، وكتب أخرى، فعرفت طريقته = فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه، فرردت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر فيه فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين، فلما شرعت في ذلك رأيت الأمر أشد جدا مما كنت أتوقع فبدا لي أن أكمل مطالعته، وأقيد ..... ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة، وثقات رواتها، فاجتمع عندي كثير .. وطبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إلا قد تفضلتم بالإطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب التأنيب، وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافيا له، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلامات، على ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.
من ترجمة المعلمي للشيخ ماجد الزيادي في مقدمة كتاب "عمارة القبور"ص 53.
رحمه الله فقد كان مدرسة للأخلاق، ومثلا للسمو في الرد على المخالف، وصدق والله في قوله إن في النكاية العلمية كفاية فإذا أظهر الراد مقدار المردود عليه، ومحله في العلم = نطق القارئ بالحكم، وكفي الراد مؤنته.
وإذا صب جام غضبه عليه باستعمال الشديد من الألفاظ = خرج عن حد الأدب، وهدي أهل العلم، واستمال القارئ للمردود عليه، وإن كانت الشدة مطلوبة أحيانا وتقدر بقدرها.
اللهم علمنا ما ينفعنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 11 - 05, 10:01 م]ـ
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي:
.. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً، وأكثر صواباً، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم، وكشف ما استتر من خطاياهم، ومحبة بيان سقطاتهم، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته، وعَيبِ تصانيفه، وإظهار أخطائه، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره، سيما للأئمة المتقدمين، والعلماء المبرزين، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه ..
ذيل طبقات الحنابلة 3/ 430.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - 11 - 05, 01:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[العارض]ــــــــ[13 - 11 - 05, 02:41 م]ـ
صورة مع التحية لأصحاب هذا الفكر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 11 - 05, 12:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل، ويزعم أنه مخطئ فيها، حتى إنه قدح في قصده ونيته، وقال مع ذلك: إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له:
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ؛ فهب أن الصواب معك يقينا، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة، فهل سلم أحد من الخطأ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: الله قد فعلت.
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق، ولكن الغرض النصيحة، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية.
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا،وإنما الفائدة في هذه المقدمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/301)
ـ[نياف]ــــــــ[14 - 11 - 05, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خير وغفر لك ورحمك ورزقك الفردوس الأعلى
ـ[السنافي]ــــــــ[14 - 11 - 05, 02:16 ص]ـ
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67: فائدة
(ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل)
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود، وتحقيق الفروع له مكان آخر.
وما أجمل هذا الكلام، و أحسنه.
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب .. ، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله: في هذه الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه، لكن الغرض هو فهم القاعدة، والمسألة.
قال صاحب مراقي السعود (إن لم أخلط!) ناظماً هذه المسألة:
و الشأن لا يُعترضُ المثالُ ** إذ قد كفَى الفرضُ و الاحتمالُ
بارك الله فيكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 11 - 05, 07:40 م]ـ
الأخوان الفاضلان: نياف والسنافي جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة، و إذا قيل له: هذا من الدين؟ لم يمكنه أن يقول ذلك، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك.
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: [فزيد بن أرقم] قد فعل هذا؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه، ولا نظر، ولا اعتقاد، ولهذا قال بعض السلف: (أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا. ولعله قد فعله ساهيا، وقال إياس بن معاوية: "لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك".
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة، فإذا نبه انتبه، وإذا كان الفعل محتملا لهذا، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
وقال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة، ولذلك قيل:لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك.
وقال أيضا: العالم قد يعمل، وينص على قبح عمله!، ولذلك قالوا: لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد .. :
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ** ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/ 109و4/ 181.
وذكر رحمه الله أيضا: فيما يتعلق بإعمال قول المجتهد المقتدى به، وحكم الاقتداء به، ـ في المسألة الخامسة ـ:
الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين: .. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال، فللمانع أن يقول: إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان، والمعصية قصدا، وإذا لم يتعين وجه فعله؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال:"أضعف العلم الرؤية" ـ يعنى ـ أن يقول: رأيت فلانا يعمل كذا، ولعله فعله ساهيا.
وعن إياس ابن معاوية:"لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك".اهـ الموافقات 4/ 281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي:
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك. وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل، والذكاء، والفضل ـ أنه قال: "لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك".
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية، أو الفتوى، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ، ويتثبت كما يتحفظ، ويثبت في الرواية، والفتوى، والحكم.
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه، ولا على المتكلم. والله الموفق.
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
قلت: هذه قاعدة مهمة، وقد حدث قبل مدة أن احتج (بعض الناس) على تجويز فعلة منكرة أنها فعلت بحضور عالم فحل، ونسبوه إلى تجويزها!، مع أنه قد علم رأيه فيها بالمنع، ثم بين تلاميذه خطأ هذا الفهم، وأن للعالم عذرا، وسببا أبقاه مع أنه يرى حرمة ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/302)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 05, 01:18 م]ـ
في درء تعارض العقل والنقل 6/ 243:
ولهذا كان جميع العقلاء السالمي الفطرة يحكمون بموجب هده القضية الضرورية [العلو] قبل أن يعلموا أن في الوجود من ينكرها ويخالفها.
وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لهم قول النفاة بادروا إلى تجهيلهم، وتكفيرهم، ومنهم من لا يصدق أن عاقلا يقول ذلك = لظهور هذه القضية عندهم، واستقرارها في أنفسهم، فينسبون من خالفها إلى الجنون، حتى يروا ذلك في كتبهم أو يسمعوه من أحدهم.
ولهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب، كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت محقق لمن ترفع طرفك ورأسك؟ وهل فوق عندك أحد؟!
فقال: استغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول، فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 11 - 05, 07:41 م]ـ
قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به، فقال بعض الحاضرين له:
هل أنت متيقن ما عبته فيه؟
ومن أي طريق أخبرت به؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل، وربما أنك لم تجتمع به، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه!
وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس، وقد علم منهم الصادق والكاذب، والمخبر عمّا رأى، والمخبر عمّا سمع، والكاذب الذي يخلق ما يقول؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه.
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني
وهو: أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته، وقد وصل إليك بطريق يقيني؛ فهل تكلمت معه، ونصحته، ونظرت هل له عذر أم لا؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية.
فقال له: هذا لا يحل لك، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء، ثم إذا نصحته، وأصر على العناد؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة، وردع أم في ذلك خلاف ذلك؟
وعلى الأحوال كلها، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر.
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة، وقلة الورع. الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 11 - 05, 08:16 م]ـ
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/ 241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه، فكنت أنا الذي جهزته، ووكلني بالقيام على أهله، والنفقة عليهم، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك؛ فقال: كأنك تطيرتَ؟
فقلتُ: نعم.
فقال: فلا تفعل، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري، فكان كما قال، فأصاب خيرا، وبعث إلى بقضاء دينه، وقال لي، وأنا معه: ما من شيء إلا وقد علمتُه.
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك: ما من شيء إلا وقد علمتُه، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء!!
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله، فجئت ربيعة فسألته، فقال: صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا؟
قال: فكأني أمسكتُ.
قال: فإني أسألك؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني.
فأخبرته؛ فأجابني، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك. اهـ
- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله، وكان من كبار علماء المدينة.
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في بيان الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بلال هذه الحادثة يدل على صدقه، وندمه على كلامه، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه ليكون درسا له أيضا، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل بالسؤال من غير بيان لما حدث له.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 05, 05:06 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت أيوب يقول:
من أراد أن يعرف خطا معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/ 138، وحلية الأولياء 3/ 9.
وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]
.. وسكنى حاضرة فيها العلم، ولقاء المتنازعين، وحضور المتناظرين = فبهذا تلوح الحقائق، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده، كمن تكلم عن غيره، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد = أوشك أن لا يحصل على طائل، وكان كمن يشرب من بئر واحدة، ولعله اختار الملح المكدر، وقد ترك العذب، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق، ولا بد، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه، وأن لا ينفق سعيه، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه، وقلت منفعته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/303)
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 04:22 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
------------
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته ((ضابط التأويل)): ((وصار من أسبابِ الفتنة أنَّ نَقَلَةَ الآثار قَلَّ فيهم الفقهُ والعَقْلُ، كما أنّ ذوي النَّظر والاعتبَار ضَعُفَ علمُهم بآثارِ النَّبيين، ولَنْ يَتِمَّ الدِّينُ إلا بِمَعْرفةِ الآثارِ النَّبويَّة والسَّلَفية وفِقْهٍ لما قَصَدُوه من المعاني الدِّينية .. )) أ. هـ
المصدر: (جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية – المجموعة الخامسة، تحقيق محمد عزير شمس، إشراف العلامة بكر عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد، ط. الأولى 1424 هـ) (ص41)
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[27 - 11 - 05, 04:29 ص]ـ
خاص بالمشاركة رقم (37):
((سؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/ 443: قلت: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم؟ قال: واهي الحديث حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها)) أ. هـ
قلت: قال الإمام مسلم في ((التمييز)) (ص209): ((فبجمع هذه الرويات ومقابلة بعضها ببعض، تتميز صحيحها من سقيمها، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم من الحفاظ. ولذلك أضعفَ أهل المعرفة بالحديث عمر بن عبد الله بن أبي خثعم وأشباههم من نقلة الأخبار، لروياتهم الأحاديث المستنكرة التي تخالف روايات الثقات المعروفين من الحفاظ)) أ. هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
------------
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين. الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/ 613.
ونظم معناه:
يا حسن الوجه توق الخنا * لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسناً * لا تجمعن بين قبيحين.
اللطف واللطائف للثعالبي ص11
وقال آخر:
يا جميل الوجه كن محسناً لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً لا تجمعنّ الشّين بالشّين
التمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.
وقال آخر:
إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا * جُ إلى حُسْنِ فِعَال
حاجةَ الصَّادِي من الما * ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
بهجة المجالس3/ 29.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:28 ص]ـ
قال العلامة العز بن عبد السلام:
ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها: احتقارها، وعدم الالتفات إليها.
وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها: الإقبال عليها، والابتدار إليها.
والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها. شجرة المعارف والأحوال ص58و59.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:29 ص]ـ
قال الإمام الشافعي: من تعلم علما فليدقق فيه؛ لئلا يضيع دقيق العلم.
رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/ 377، وابن طاهر في الأنساب المتفقة ص3.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:30 ص]ـ
قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:
قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته، وعدم الفضلية من نفسه؛ فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة، ويتفرغ الاستخراج الحكمة.
وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 12 - 05, 08:41 م]ـ
- قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان: كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر؟
فقال: لا تقله.
قال: هو ذا أنت تقولُ!
فقال ابن المبارك: أمرت أن تقتدي بمساوئي؟!
وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له: أقول الشعر؟
فقال له ابن المبارك: لا.
قال: فكيف تقوله أنت؟!
فقال له: أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني؟! اهـ
هذه تصلح مثلا لما في المشاركة رقم (130)
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 12 - 05, 03:51 م]ـ
نعم -شيخنا الكريم- تصح مثالاً إذا صح السند، وحينها تصح مثالاً لمسألة أخرى كذلك، وهي أنه ليس لازماً أن يكون ما رآه العالم صواباً و حسناً أو قبيحاً وخطأ هو كذلك في الشرع!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 12 - 05, 12:22 ص]ـ
أحسنت أبا عبدالرحمن ذهن يتوقد!
لا شك أن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، وأظن هذا لا يخفى على الإمام ابن المبارك ـ كما أنه لا يخفى عليك ـ.
لكن لعل الإمام نهاه عنه؛ لأنه سأله، فأجابه بما يراه خيرا له في دينه.
وعد ابن المبارك هذه في المساوئ في مقابل صفاته التي ميزته في الأمة كالعلم ...
والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 12 - 05, 10:36 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الحبيب ولا عدمنا فوائدكم، وكما قلتم فابن المبارك أجل من أن يرى إنشاء الشعر إثماً ثم ينشؤه تباعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/304)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 12 - 05, 09:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
وسمعت محمد بن مقاتل يذكر عن مؤمل قال: قال ابن المبارك:
إني لأسمع الحديث ما أريد أن أحدث به، ولا أعمل به، ولكن أعده لأخ من أخواني يقع في الشيء فأجد له مخرجا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 12 - 05, 10:26 م]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناس ناس لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:31 م]ـ
قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت مُطَرِّفاً (1) يحدث أنه كانت له امرأتان، قال: فجاء إلى إحداهما، قال: فجعلت تنزع عمامته، وقالت: جئت من عند امرأتك؟! قال: جئت من عند عمران بن حصين، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أن أقل ساكني الجنة النساء".
المسند: 33/ 72 رقم (19837) والحاكم، من طريق روح بن عبادة عن شعبة بمثله. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
قلت: رواه مسلم في صحيحه (2738) من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بسياق قريب جدا.
---------------------------
(1) مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين العلماء العاملين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:33 م]ـ
في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 2/ 119: .. العلماء ـ رحمهم الله ـ صرحوا أَنه إِذا نزِّل إِنسان تنزيلا شرعيًا في وظيفة من الوظائف لم يجز عزله منها إِلا بمسوغ شرعي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:34 م]ـ
قال ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له.اهـ من فتح الباري6/ 124.
قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له، فهل سيرد أحد منهم ما أخذ؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 06, 11:35 م]ـ
قال الحافظ الذهبي: وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي، وضبط متونها، وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث، وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتباع، والفرار من الهوى، والابتداع، وفقنا الله وإياكم لطاعته. اهـ. سير أعلام النبلاء 13/ 323.
قلت: اليوم أكثر ما يقال المحدِث، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان، وعلان من العوام، والعجائز، والمبتدعة من غير ضبط، ولا فقه!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 01 - 06, 04:20 م]ـ
قلت: اليوم أكثر ما يقال المحدِث، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان، وعلان من العوام، والعجائز، والمبتدعة من غير ضبط، ولا فقه!
أحسنت، بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
--------------
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص242:
قال بشر بن السري: ـ وهو من العلماء الثقات المتقدمين أدرك العصر الذي اشتهر فيه الرأي، وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد وطبقته ـ قال نظرت في العلم، فإذا هو: الحديث، والرأي.
فوجدت في الحديث: ذكر النبيين، والمرسلين، وذكر الموت، وذكر ربوبية الرب، وجلاله، وعظمته، وذكر الجنة، والنار، والحلال، والحرام، والحث على صلة الأرحام، وجماع الخير.
ونظرت في الرأي فإذا فيه: المكر، والخديعة، والتشاح، واستقصاء الحق، والمماكسة في الدين، واستعمال الحيل، والبعث على قطع الأرحام، والتجرؤ على الحرام.
وروي مثل هذا الكلام عن يونس بن أسلم.
وقال أبو داود: سمعت أحمد، وذكر الحيل (1) من أصحاب الرأي فقال: يحتالون لنقض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا كثير في كلام أهل ذلك العصر. اهـ
------------------
(1) وقال أحمد: من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به، فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 2/ 106.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:26 ص]ـ
وقال أيضا في بيان الدليل على بطلان التحليل ص138:
ولما وضع بعض الناس كتابا في الحيل اشتد نكير السلف لذلك، قال أحمد بن زهير بن مروان: كانت امرأة ها هنا تمر، وأرادت أن تختلع من زوجها، فأبى زوجها عليها، فقيل لها لو ارتددت عن الإسلام لبِنتِ من زوجك! ففعلت ذلك! فذكر ذلك لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ وقيل له: إن هذا في كتاب الحيل، فقال عبدالله: من وضع هذا الكتاب = فهو كافر، ومن سمع به فرضي به = فهو كافر، ومن حمله من كورة (1) إلى كورة = فهو كافر، ومن كان عنده، فرضي به = فهو كافر.
وقال إسحاق بن راهويه: عن شقيق بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال: في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالارتداد، وذلك في أيام أبي غسان، فذكر شيئا، ثم قال ابن المبارك: وهو مغضب أحدثوا في الإسلام، ومن كان أمر بهذا = فهو كافر، ومن كان هذا الكتاب عنده، أو في بيته ليأمر به، أو هويه، ولم يأمر به، = فهو كافر، ثم قال ابن المبارك: ما أرى الشيطان كان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم! فأشاعها حينئذ، أو كان يحسنها، ولم يجد من يمضيها حتى جاء هؤلاء.
--------
(1) الكورة: المدينة، والصقع. لسان العرب5/ 156.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/305)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:27 ص]ـ
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في العزلة ص55:
حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم: فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها! وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه!
قال أبو سليمان [الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره، وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة، والصورة، وعدما من جهة النطق، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع، والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع! فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]، وقال عز وجل {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة، فلم يذعنوا لها، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس!
--------------
في المطبوع: حتى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:28 ص]ـ
قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15: قال أخبرنا ابن الأعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كُرْبُزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج انطلق، فصلى معه.
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير، ومع الحجاج؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم. اهـ
ما أجمل رده رضي الله عنه، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع الجماعة .. !
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
قال أبو بكرالمروذي: لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة، وأعوانهم صحيح؟
قال: نعم.
قال السجان: فأنا من أعون الظلمة؟
قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
في كتاب الورع لأبي بكر المَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا.
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس.
وذُكِر له رجل.
فقال: ما أعلم إلا خيرا.
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك!
فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم، وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء!
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان، فقال: إن فلانا يقع فيك.
فقال: لأغيظن من أَمَرَه: يغفر الله لي وله.
قيل له: من أَمَرَه؟ قال: الشيطان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:30 ص]ـ
- في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية، وأنهبها
ثلاثاً، أتي بقوم من أهل المدينة؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر، فقال: اضربوا عنقه؛ فقتل، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة؛ فقال له مثل ذلك؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه، فقتله؛ ثم قدم إليه سعيد بن المسيب؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى تفل في أيديهما؛ فظنا أنه قد مات؛ فأرسلاه، فسقط، ثم أفاق، فقال: لا والله لا والله، فتقدم إليه مروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان، فقالا: الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد، فقال: اذهبا إليكما عني، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة؟! والله لا أكلمكما أبداً!.
----------------
(1) النسخة الألكترونية، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/306)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:31 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/ 252
وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ، وبقي جسمُه يابساً؛ لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:44 ص]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص69:
قلت لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول رجل لمثل سوار القاضي: أصلحك الله؟!
قال: فأي شيء عليه أن يصلحه الله؟!
هذه العبارة (أصلحك الله) ما زالت تزعج بعض من تقال له! مع أنها دعوة فاضلة!
ـ[صالح العقل]ــــــــ[21 - 01 - 06, 01:09 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
----------------------
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:
سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه، فقالوا: لقد وصلت الرحم، وبنيت المنارات، واتخذت المصانع، وحفرت الآبار، وحملت ابن السبيل، وذيت وذيت، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول؟
فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وسترد فترى.
قال جعفر: وحدثني ميمون قال: لما صرنا بالباب، أو خرجنا قال ابن عمر: لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا. اهـ
وروى مسلم في صحيحه (224) " .. دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر؟
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول، وكنت على البصرة ".
قال الذهبي فيه: ولي البصرة لعثمان رضي الله عنه .. كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم، وأجوادهم، وكان فيه رفق وحلم.
قلت: إذا كان هذا الكلام قيل في ابن عامر! فماذا عسى أن يقال اليوم؟! اللهم لطفك بنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 01 - 06, 07:54 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص116:
قرئ على أبي عبد الله: هاشم قال حدثنا مبارك قال حدثني عبد الله بن العيزار، قال: كان مطرف يقول:
وأعوذ بك أن أقول من الحق شيئا أريد به غير وجهك.
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه! = فهذا من عمل الشيطان، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه. مجموع الفتاوى 28/ 221.
.. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية، ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل. مجموع الفتاوي 28/ 235.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 01 - 06, 05:04 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص134:
قال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] قد جاء يحيى بن خاقان [والي الخليفة على ديوان الخراج] ومعه شوي فجعل يقلله أبو عبد الله ويقلله، قلت له: قالوا: إنها ألف دينار، قال: هكذا قال، وقال: فرددتها عليه، فبلغ الباب ثم رجع فقال: إن جاءك أحد من أصحابك بشيء تقبله؟
قلت: لا.
قال: إنما أريد أن أخبر الخليفة بهذا.
قلت لأبي عبد الله: أي شيء كان عليك لو أخذتها فقسمتها؟
فكلح وجهه، وقال: إذا أنا قسمتها، أي شيء أريد؟
أن أكون له قُهْرمَانا؟! اهـ
القهرمان: أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه.
وانظر حكاية مشابهة للإمام طاووس قبل هذه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 01 - 06, 07:00 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال: قسم عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما عطيتكم منه درهما واحدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/307)
ـ[العاصمي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 07:09 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفاه.
...
عن سعيد بن المسيب قال: قسم عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما [أعطيتكم] منه درهما واحدا.
فضلا، من القاسم؟ وكتاب الإمام الحافظ المرّوذيّ لا تطوله يدي؛ لأنظر: هل وقع سقط؟ أم قبله خبر يعين على فهم المراد ...
والمنقول (قد) يوهم أنّ الحديث مرفوع مرسل ...
أدام الله توفيقك.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[24 - 01 - 06, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
لعل هذه الرواية تبين المراد:في السنن الكبرى للبيهقي أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق , أنا أبو عبد الله بن يعقوب , ثنا محمد بن عبد الوهاب , أنا جعفر بن عون , أنا مسعر , عن موسى بن أبي كثير , عن سعيد قال: قسم عمر رضي الله عنه يوما مالا، فجعلوا يثنون عليه، فقال: " ما أحمقكم لو كان هذا لي ما أعطيتكم درهما واحدا".
المرجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=594195
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 01 - 06, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا، و عفوا قد سقط حين النقل: (عمر) ... و (أ) عطيناكم.
ولا أدري ما المراد بقولكم: القاسم، فليس في السند ذكر له.
وهو عند البيهقي 6/ 358 كما تفضل الأخ الجبوري، وخرجه منه المحقق د. عامر صبري.
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال: قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا.
وأعتذر على هذا الخلل.
ـ[العاصمي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الفاضل أبا عبد الله الجبوريّ، وجزاك خير الجزاء وأوفاه ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا، و عفوا قد سقط حين النقل: (عمر) ... و (أ) عطيناكم.
ولا أدري ما المراد بقولكم: القاسم، فليس في السند ذكر له.
بارك الله فيك ...
القاسم، فاعل القسم ... وقد تبيّن أنّه عمر بن الخطّاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
لكن، بقي ما ورد من السلام عليه، ممّا لا عهد به؛ فأرجو أن تحرّر ما وقع في كتاب المرّوذيّ.
أدام الله توفيقك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 01 - 06, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هو بالتسليم على عمر في هذا الموضع.
وفي النص (124) و (127) و (248).
وقد جاء ذكر الترضي على عمر في نص رقم (85) و (123) و (283) (337) و (345).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 01 - 06, 11:38 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص172:
سمعت بندار بن بشار يقول حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يحيى بن حصين قال: سمعت طارق بن شهاب قال: كان بين خالد بن الوليد وسعد [بن أبي وقاص] كلام، فقال رجل: مَن خالد عند سعد؟
فقال [سعد]: إن الذي بيننا لم يبلغ ديننا.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[24 - 01 - 06, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا وادعوا الله العظيم رب العرش الكريم ان يمتعك بالنظر الى وجهه الكريم كما امتعتنا بعلمك النافع وفى انتظار المزيد وفقك الله
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 12:04 ص]ـ
زادك الله توفيقا، وأدام النفع بك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 01 - 06, 11:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا.
------------------
قال الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد ص120:
(باب من سمع بفاحشة فأفشاها)
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله عن حسان بن كريب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " القائل الفاحشة، والذي يشيع بها في الإثم سواء ".
حدثنا بشر بن محمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف قال كان يقال: " من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها ".
حدثنا قبيصة أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء: " أنه كان يرى النكال على من أشاع الزنى ". ـ يقول: أشاع الفاحشة ـ.
* شبيل بن عوف: مخضرم أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية، وسمع عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عنهم.
قلت: هذا توجيه جميل، فليت الإخوة في الهيئات، وفي التحقيق يكفوا عن الإخبار بما يمر عليهم من فظائع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 01 - 06, 04:28 م]ـ
قال الرافعي في تاريخ آداب العرب ص16:
ولم تسقط دولة العقول في هذه الأمة إلا منذ ابتدأ العلماء يعتبرون العلم فهم العلم كما هو؛ فتهافتوا على ذلك باختصار الكتب،وشرحها وتفتيقها بالحواشي والتعاليق " الهوامش"، وتلخيص المتون؛ ونحو ذلك مما يورث الاضمحلال، ويفقد العقل معنى الاستقلال، ويجعل القرائح كالظل المتنقل: كل آونة يقرب إلى الزوال.
وفي هامش تلك الصفحة: مما نورده تفكها أن بعض العلماء كان لا يقرأ دروسه إلا في كتب مخطوطة ـ تحققا بالعلم ـ ومن عادتهم في المخطوطات أن يكتبوا أوائل الكلمات في الشروح والحواشي بالحمرة؛ فكان صاحبنا يدفع نسخته لأنبغ طلبته، يقرأ فيها ثم يشرح هو بعده، وكان إذا فرغ القارئ من جملة في المتن، أعادها الشيخ ومطل بها صوته وفخم كلماتها حتى يفرغ منها على هذا الوجه، ثم يبتدئ الشرح بقوله للقارئ: قال أيه، قال:" شوف عندك الحمرا ياسيدي شوف " ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/308)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 01 - 06, 08:09 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص142:
سمعت أبا عبد الله يقول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال لي: يا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من ثنتين، ليس عندهم تقوى أهل الإسلام، ولا أحلام أهل الجاهلية!
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 08:36 م]ـ
باركـ الله فيكم أخي الفاضل عبدالرحمن السديس ..
خصوصاً كتاب الامام المروذي، واختيار المرء قطعةٌ من عقله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 01 - 06, 08:55 م]ـ
الأخ الموفق طلال جزاك الله خيرا
--------------------------------
في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/ 336.:
خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء، فقال أحد الأسراء: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم، وكلمتهم بالعربية، فخجلوا واعتذروا، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة، وبقيت بها مجاورا، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني.
قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 02 - 06, 08:25 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:
سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله؟ فقال: هو أن لا تحبه لطمع دنيا.
قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 02 - 06, 08:28 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/ 53:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العتري ثنا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد، وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى، ثم قرأ في الثانية آل عمران، فلما انصرف، قال له الأعمش: أما تتقي الله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة "؟
فقال: الإمام قال الله تعالى {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}!
فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 02 - 06, 06:55 م]ـ
في كتاب الأغاني لأبي الفرج 3/ 135:
وكان بشار [بن برد] يقول: هجوت جريرا، فأعرض عني واستصغرني *، ولو أجابني = لكنت أشعر الناس.
قلت: قد أحسن جرير في الإعراض عنه، و هكذا ينبغي للكبار الإعراض عن الصغار، والسفلة، وعدم الالتفات لتهويشهم = فهو أنفع دواء لهم.
------------------
* توفي جرير عام 110هـ و ولد بشار عام 95هـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 02 - 06, 06:59 م]ـ
المائة الأولى من هذه الفوائد على ملف وورد.
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2286
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:15 م]ـ
قال العلامة أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة 1/ 30:
كنت أمتحنت بالأسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا عامتهم من هوازن، وأختلط بهم أصرام من تميم، وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النعم، ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطبائعهم البدوية، وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسارهم دهرا طويلا وكنا نتشتى الدهناء، ونتربع الصمان، ونتقيظ الستارين، واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة، ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب اهـ.
قلت: رب ضارة نافعة، فقد كان علماء اللغة يطلبونها عند الأعراب، وربما مكثوا سنين طويلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/309)
وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة.
وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن؛ فوفقوا للحفظ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم التمكن من قراءتها.
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن وعلى جهدك النافع و المفيد
هذه بعض الطرائف و الملح الزايد ......
قصة عجيبة
نحن في زمان قلت فيه الأمانة، وكثرت فيه الخيانة، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون، و إذا اؤتمنوا خانوا، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى أصبح يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً
نحن في زمان قلت فيه الأمانة، وكثرت فيه الخيانة، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون، و إذا اؤتمنوا خانوا، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى أصبح يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، لندرة الأمانة بين الخلق، وكأن الناس ما علموا أن الأمانة والرحم يقفان يوم القيامة على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، لعظم أمرهما وكبر موقعهما، وليطالبا من يريد الجواز بحقهما.
وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم، فبها يتبايعون، ويتعاملون، ولهم في ذلك قصص وأخبار، من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه:
حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال: خذ الدنانير، فامتنعت وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، صليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا: إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا: لإمامنا بنت فزوجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولداً بكراً، فمرضت في نفاسها، فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها: لهذا قصة، وحكيت لها، فبكت وقالت: أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي، ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ، وقد استجاب الله منه، ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد.
وقال ابن المبارك: استعرت قلماً بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
منجد الخطيب، لأحمد بن صقر السويدي،ص 201
وقع بين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس، فقال له ابن كثير: أنت تكرهني لأنني أشعري، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية.
المختار المصون من أعلام القرون 1/ 31
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
--------------
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة، وهو يسجع في كلامه، فأعجب ربيعة كلام نفسه، فقال يا أعرابي: ما تعدون البلاغة فيكم؟
فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:22 م]ـ
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53:
سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا، فأمر بأمر ليس بحق، ولا يتخوف فيه الفوت = فلا يكلمه فيه عند تلك الحال، ليخل به،
وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك.
قلت: ما أعظم هذا الفقه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص، فقعدنا في سفينة إلى بغداد، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش، قال: فازداد ابن إدريس على بابه، فجعل ينفض يديه، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه، عظيم البطن، أو قال: كبير البطن.
قال: قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي؟!
قال: فتكلم هارون، فلما رأى ما بابن إدريس، قال: ليس في ابن إدريس حيلة، أو ليس ينتفع به.
قال: ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة، فأبى عليه حفص،وجعل يراده ويكلمه، وحفص يأبى، قال: فأرادونا فأبينا عليه، وجهدوا فأبينا، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا،وأبي الرعد وحمادا البربري، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم، ولى علينا من لا ينبغي، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له: إن كان ولا بد فكن على الكوفة، واقعد في بيتك.
قال وكيع: سألت عن التركي، فقالوا: ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].
قلت: كلام عيسى صحيح، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين، ولا عقل، ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/310)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 229:
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير = فيُلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه إلا الخير.
وإن الرجل ليتكم الكلام الحسن لا يريد به الخير = فيُلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 02 - 06, 10:40 م]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 5/ 19:
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا احمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني قال: كان طلحة [بن مصرف] إذا ذكر عنده الاختلاف، قال: لا تقولوا: الاختلاف، ولكن قولوا: السعة.
وفي ترجمة إسحاق بن بهلول الأنباري في طبقات الحنابلة 1/ 297:
وكان إسحاق بن بهلول قد سمى كتابه "كتاب الاختلاف" فقال له أحمد: سمه كتاب "السعة".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 02 - 06, 02:49 م]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا.
قال عبدالله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة، أو أخبرني الثقة = فهو أبي ـ رحمه الله ـ.
قال عبدالله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل.
ورأي الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتب الشافعي مخالف لرأي أبيه!
قال ابن أبي حاتم في كتاب "آداب الشافعي مناقبه " ص59 - 60:
ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازي .. قلت لأحمد: فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أو التي بمصر؟
قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:19 م]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 261:
حدثنا أحمد وعبدالله قالا: ثنا إبراهيم ثنا أحمد قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: إذا قال الرجل لأخيه: بيني وبينك الصراط؛ فإنه ليس يعرف الصراط لو عرف الصراط = لأحب أن لا يتعلق بأحد، ولا يتعلق به أحد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 03 - 06, 01:19 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 3/ 6:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد، فلما ولي الخلافة، قال: اللهم أنه أنسه ذكري.اهـ
قلت: الآن لا تسل عن فرحة من تولى بعض معارفه شيئا من الولايات!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:03 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 7/ 41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهبت أحركه، فصاح سفيان: مه!
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي، فقال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.
نحوه:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/ 16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي؛ فأنكرتُ عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس، وسبي الذرية، وأخذ الأموال، فدعهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 09:41 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 6/ 367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد.وانظر: الاستذكار 8/ 275.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 03 - 06, 09:25 م]ـ
164 - في توالي التأسيس للحافظ ابن حجر ص136:
قال الإمام الشافعي: " الوقارُ في النزهة سُخفٌ ".
قلت: ما أجمل ما قال، وقد خرجنا مرة في رحلة، وكان بصحبتنا رجل لبس الوقار طول الرحلة! حتى شق علينا، وظننا أن به بأسا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/311)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:01 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص33:
ومن لطائف المنقول ما حكي عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق والعيد والد قاضي القضاة
تقي الدين تغمدهما الله برحمته ورضوانه وهو: أن الشيخ مجد الدين المشار إليه كان كثير
الإحسان إلى أصحابه يسعى لهم على قدر استحقاقهم فيمن يصلح للحكم، وفيمن يصلح
للعدالة، فجاءه بعض طلبته وشكا إليه رقة الحال، وكثرة الضرورة، فقال له: أكتب قصتك وأنا أتحدث مع الولد، فكتب ذلك الطالب: المملوك فلان يقبل الأرض وينهي أنه فقير ومظرور (بالظاء القائمة) وقليل الحض (بالضاد) وناولها للشيخ، فلما قرأها تبسم وقال: يا فقير سبحان الله ضرك قائم، وحظك ساقط.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:11 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص38:
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفا، وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له: أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه، وأما سداد الكُنُف فمعلوم.
قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا، ثم أقبل عليّ وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها * وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت: وأي كرامة حصلت لها منك، وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به؟!
فقال: لا والله بل من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه، فقلت له: وما هو؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك. قال: فانصرفت، وأنا أخزى الناس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 03 - 06, 07:13 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص56:
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة، فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي، وهو جالس ساكت.
فقال له: أنشد شعرك.
فقال: لست بشاعر!
قيل: فمن أنت؟
قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم "والشعراء يتبعهم الغاوون" فضحك
السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 06, 01:02 م]ـ
في الأغاني لأبي الفرج 8/ 37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال:
التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ؟
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك.
قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 03 - 06, 02:27 م]ـ
الشيخ / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خير الجزاء.
وليتكم تجمعون ما تفضلتم بذكره من فوائد وملح في رسالة مطبوعة ليعم النفع بها.
فحريٌّ بهذا الجمع أن ينشر ليعم به النفع.
زادك الله من فضله ..
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 03 - 06, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر المزي في تهذيب الكمال:
أن الحسن -البصري- رأى مع أمه كراثة فقال لها: يا أمه اطرحي هذه الشجرة الخبيثة.
فقالت: أسكت فإنك خرف، فضحك الحسن، وقال لها يا أمه:
أينا أكبر أنا أو أنت.
*********************
أليس في هذه الطرفة نكتة علمية ألا وهي أن مارواه الحسن البصري عن أمه لا يحتمل أن يظن أنه مرسل في غالب الظن؛ لأنها عمرت كما يظهر من القصة، وهذه الفائدة مفيدة لمن لا يرى أن مرسل الحسن حجة.
وهناك فوائد علمية من الطرف المذكورة سابقا فمن يذكرها
السؤال
uestion
وأشكرك أخي عبدالرحمن السديس وكل الأخوة المشاركين على هذه الطرف الجميلة، بوركتم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 04:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد:.
اشكر الاخ الفاضل / عبد الرحمن السديس جعلها الله في موازين حسناته وارجوا السماح لنا بأضافة هذه الفائدة
هذه فائدة سمعتها من شيخنا الشيخ العلامه المحدث / عبد الله بن عبد الرحمن السعد
قال عفا الله عنه
اصح اسناد على وجه الارض هو
(جرير بن عبد الحميد عن الاعمش عن ابي صال عن ابو هريرة)
وقال عفا الله عنه (اذا لم نقبل هذا السند فما نقبل اذا)
وهذا السند اتا به قرابة 300 حديث في الكتب المسندة والله اعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي أبا محمد جزاك الله خيرا، ولعل الله أن ييسر ذلك.
الأخ الدلبحي لعلك تتأكد من لفظ الشيخ فالعبارة بهذا السياق مُشكلة!
-----------------------
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة، لكنني أم بكر.
قال: أتروين قول كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيرُ؟
قالت: لست أروي هذا، ولكنني أروي قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة، فقال: أنت بثية جميل؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم!
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود، ولم ير قبل ذلك! وفضل بثينة على عزة في الجائزة، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد، فدخلتا عليها فقالت لعزة: أخبريني عن قول كثير:
قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها
ما كان دينه؟ وما كنت وعدته؟
قالت: كنت وعدته قبلة، ثم تأثمت منها.
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك!!
ثم ندمت عاتكة، واستغفرت الله تعالى، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/312)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:40 م]ـ
اخي الحبيب هذا هو كلام الشيخ حفظه الله تعالى واذا اردتالتأكد فهو في الشريط الثالث او الرابع في سلسلة اصول دراسة الاسانيد في الاسألة بارك الله في الجميع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 03 - 06, 10:58 م]ـ
أخي الدلبحي لا يتيسر لي الرجوع للأشرطة ..
إلا أن هذا الكلام فيه نظر، فعلى جواز القول بأصح الأسانيد مطلقا؛ فليس هذا بأصحها.
وعلى الراجح أنه يصح الإطلاق في معين، فليس هذا بأصح الأسانيد عن أبي هريرة
، بل ولا أصحها حتى على هذا السياق، فقد قدم على جرير في الأعمش جماعة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:23 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 10/ 248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث، فقال له عفان [بن مسلم]: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى، فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان.
قلت [الذهبي]: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل! اهـ
وفي 11/ 487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني، وأحزن إذا أخطأ.
وفي الحلية لأبي نعيم 9/ 118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة.
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق، ويسدد، ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 03 - 06, 04:17 م]ـ
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا.
فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها، لاختلاف العلماء فيها، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته، وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟
قيل له: بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى، فيقول: إن لم تناظر وتجادل لم تفقه، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه، الذي يخاف منه سوء عاقبته، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ترك المراء وهو صادق، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار، أنه كان يقول: " إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال: " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن، أيضا قال: " المؤمن يداري، ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: " إذا أحببت أخا فلا تماره، ولا تشاره، ولا تمازحه ".
وعند الحكماء: أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان، ويورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل».
فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء.
فإن قال قائل: فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/313)
قيل له: إذا كان كذلك، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق، وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره، ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق، وتكون أنت المصيب، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا، وواجب علينا أن نتوب من هذا.
فإن قال: فكيف نتناظر؟
قيل له: مناصحة.
فإن قال: كيف المناصحة؟
أقول له: لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال، وتقول أنت: إنها حرام، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة، ونوفق للصواب، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب.
ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله.
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه.
ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني، إذا كنت أنا حجازيا، وأنت عراقيا، وبيننا مسألة على مذهبي، أقول: إنها حلال، وعلى مذهبك إنها حرام، فسألتني المناظرة لك عليها، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك، والحق عندك أن أقول فيها قولك، وكان عندي أنا أن أقول، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي، وإنما مرادي أن أرد قولك، ومرادك أن ترد قولي، فلا وجه لمناظرتنا، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك، وعلى ما أعرف من قولي، وهو أسلم لنا، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال: وكيف ذلك؟
قيل: لأنك تريد أن أخطئ الحق، وأنت على الباطل، ولا أوفق للصواب، ثم تسر بذلك، وتبتهج به، ويكون مرادي فيك كذلك، فإذا كنا كذلك، فنحن قوم سوء، لم نوفق للرشاد، وكان العلم علينا حجة، وكان الجاهل أعذر منا.
وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه، فيردها عليه بغير تمييز، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة، فيقول: هذا باطل، وهذا لا أقول به، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز.
ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي، فيرد عليه خصمه ذلك، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه، كل ذلك نصرة منه لقوله، لا يبالي أن يرد السنن والآثار.
من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره، كثر الله في العلماء مثل هذا، ونفعه بالعلم، وزينه بالحلم.اهـ
وانظر نحو في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على الحبيب محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الكريم عبدالرحمن السديس، جزاك الله خير على ماتقدمه، وأحيطك علما بأني قد وجدت فائدة مهمة جدا بالنسبة لي في عرضك لفوائد كتاب تاريخ أبي زرعة لم أكن أتوقع أن أجدها بهذا اللفظ، بارك الله فيك.
********************
ذكر ابن الصلاح في كتابه الرائع علوم الحديث قاصدا طالب العلم:
" وليتق أن يجمع ما لم يتأهل بعد لاجتناء ثمرته واقتناص فائدة جمعه؛كيلا يكون حكمه مارويناه عن علي ابن المديني، قال: إذا رأيت الحدث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغسل وحديث " من كذب " فاكتب على قفاه: " لا يفلح"
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا، ونفعك بما وجدتَ، ونفعنا بما كتبتَ.
------------------
في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات، وترك أبيه وأخيه؟
فقال: أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا، وإن علمناهم لم يعلموا، قل: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما لأباه وأخاه؟
فقال الحسن: قل لأبيه وأخيه، قال: أرى كلما تابعتك خالفتني!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:08 م]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة، كما قالوا: سيبويه.
و (السيب): التفاح، و (ويه) رائحة.
أي رائحة التفاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/314)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:26 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص284
من أخذ كلاما حسنا من غيره فتكلم به في موضعه على وجهه = فلا يرين عليه في ذلك ضؤولة؛ فإنه من أعين على حفظ قول المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء = فلا عليه ألا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصه في رأيه، ولا بغائضه من حقه ألا يكون هو استحدث ذلك، وسَبق إليه.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله عد ماذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون.
قال ابن الصلاح رحمه الله في كتابه علوم الحديث:
" وقد روينا أن بعض أصحاب الحديث رئي في المنام وكأنه قد مر من شفته أو لسانه شيء، فقيل له في ذلك؟
فقال: لفظة من حديث رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم غيرتها برأيي ففعل بي هذا "
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:51 ص]ـ
وقال ابن الصلاح: أنشدني أبو المظفر بن الحافظ أبي سعد السمعاني رحمه الله لفظا بمدينة مرو، قال: أنشدنا والدي لفظا أو قراءة عليه، قال: أنشدنا والدي لفظا أو قراءة عليه، قال: أنشدنا محمد بن ناصر السلامي من لفظه، قال أنشدنا الأديب الفاضل فارس بن الحسين لنفسه:
يا طالب العلم الذي ____ ذهبت بمدته الرواية
كن في الرواية ذا العنا ____ ية بالرواية والدراية
وارو القليل وراعه ____ فالعلم ليس له نهاية
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:58 ص]ـ
وقال ابن الصلاح:
بلغنا عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني قال:
" رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، فقلت: إني لأحبك، فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا "
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 03 - 06, 05:53 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص287:
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الرأي وفي الأخلاق وفي الآداب فيجمع ذلك كله في صدره أو في كتاب ثم يكثر من عرضه على نفسه ويكلفها إصلاحه ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلة أو الخلتين في اليوم أو الجمعة أو الشهر، فكلما أصلح شيئا محاه، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب.
وعلى العاقل أن يتفقد محاسن الناس ويحفظها ويحصيها، ويصنع في توظيفها لنفسه، وتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:22 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص289:
على العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا، وإن ظن أنه على اليقين.
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى فيخالف ذلك، ويلتمس ألا يزال هواه مسوفا، ورأيه مسعفا.
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده = فيحذره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 04 - 06, 06:38 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص301:
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه، فإنه إن خفي عليه عيبه = خفيت عليه محاسن غيره، ومن خفي عليه عيب نفسه، ومحاسن غيره = لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 04 - 06, 08:16 م]ـ
في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث، وهم الغاشتان والصادقة، وهي التي لا تكاد توجد.
عين مودة تريه القبيح حسنا.
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا.
وعين العدل تريه حسنها حسنا، وقبيحها قبيحا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 04 - 06, 08:26 م]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 5/ 634:
أبو محمد الأرزني إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب، ويبيعه بنصف دينار، ويشتري نبيذا ولحما، وفاكهة، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 04 - 06, 06:53 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 11/ 177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد.
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت، وأعجزتهم!
فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
فقال: اطلبوه برفق، فجاؤوا إلي فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: من الكوفة.
قال: فأين خلفت الأدب؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:11 م]ـ
معجم الأدباء لياقوت 3/ 302:
وروي أنه [الخليل بن أحمد] كان يقطع بيتا من الشعر، فدخل عليه ولده في تلك الحالة، فخرج إلى الناس، وقال: إن أبي قد جن، فدخل الناس عليه، وهو يقطع البيت، فأخبروه بما قال ابنه، فقال له:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ** أو كنتَ تعلم ما تقولُ عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/315)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:15 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1406
ومن مسائل الفضل بن زياد:
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله!
قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟
فقال: أرزاقهم عليك؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:23 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1429 [في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية، ويقرئ آخر مائة آية؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس.
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به، ويأخذ على هذا أقل؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل.
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
ـ[الفرضي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 08:52 م]ـ
جزى الله الشيخ السديس خير الجزاء على هذه الملح والفوئد القيمة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:14 م]ـ
حياك الله وجزاك خيرا
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1/ 51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:15 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 182:
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره.
والثالث: ضحك الغضب، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب، وإعراضه عمن أغضبه، وعدم اكتراثه به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:16 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 257:
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه أصلا، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه، ولا أرشد إليه أمته، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها، وأمر بها فيها، وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو: أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة = استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:17 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 294:
فهذه الأحاديث، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في كراهته، فكرهه الإمام أحمد وغيره، وقالوا: هو فعل اليهود. وأباحه جماعة ولم يكرهوه، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها.
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع = فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعا، والقول باستحبابه في هذا الحال = أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:49 م]ـ
"الأقربون أولى بالمعروف" يظنُ بعضُ الناس أنّ هذا حديثا، وليس بحديث خلافا لمن ظنه، لكن معناه صحيح، والدليل قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} الآية [215 البقرة]، وقصة صدقة أبي طلحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له " أرى أن تجعلها في الأقربين ". رواه البخاري (1392)، ومسلم (998).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:50 م]ـ
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 47:
وما عرفت حديثا صحيحا إلا ويمكن تخريجه على الأصول الثابتة، وقد تدبرت ما أمكنني من أدلة الشرع فما رأيت قياسا صحيحا يخالف حديثا صحيحا، كما أن المعقول الصحيح لا يخالف المنقول الصحيح، بل متى رأيت قياسا يخالف أثرا فلا بد من ضعف أحدهما، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفي كثير منه على أفاضل العلماء، فضلا عمن هو دونهم فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها، ومعرفة المعاني التي علقت بها الأحكام من أشرف العلوم، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس، ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم، فلهذا صارت أقيسة كثير من العلماء تجيء مخالفة للنصوص لخفاء القياس الصحيح كما يخفى على كثير من الناس ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/316)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 06, 03:51 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/ 246:
وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض = تعين ذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:45 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 238:
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبدالله بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم!
وقال لي يوسف: إياك أن تكون من قراء السوء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:49 م]ـ
في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 103:
قرأت في كتاب عمر العُكبري ـ بخطه ـ حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا عبدالصمد بن سليمان بن أبي مطر قال: بت عند أحمد بن حنبل فوضع لي صاخِرَة ماء، قال: فلما أصبحت وجدني لم أستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل؟ قال: قلت مسافر، قال: وإن كنت مسافرا، حج مسروق فما نام إلا ساجدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 06, 10:00 م]ـ
في الآداب الشرعية 2/ 47:
ونقل المروذي عن أحمد: أنه قيل له من نسأل بعدك؟
فقال: عبد الوهاب ـ يعني الوراق ـ فقيل: إنه ضيق العلم، فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.
ونحوه في تاريخ بغداد 11/ 27.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 06, 10:01 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 152:
أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال: زين العلم حلم أهله.
ـ[ياسرفؤاد]ــــــــ[17 - 08 - 06, 09:33 ص]ـ
زوجة تتلقى أيميل من زوجها المتوفى!!!
زوجة تتلقي أيميل من زوجها المتوفى بعد دفنه بلحظات قليلة
وصل رجل إلى الفندق الذي سيكون نزيلا فيه ووجد في غرفته جهاز كمبيوتر وقرر
أن يرسل رسالة بالبريد الالكتروني إلى زوجته
ولكنه أخطأ في كتابة عنوان البريد الالكتروني لزوجته ودون أن يدرك الخطأ أرسل الرسالة
إلى عنوان آخر وصل إلى امرأة أخرى كانت قد رجعت لتوها إلى بيتها من مراسيم دفن زوجها
فقررت أن تتصفح الرسائل الالكترونية الواردة من الأصدقاء والأهل، فقرأت الرسالة التالية
وأغمي عليها وحضر إليها ابنها ووجد أمه مغشيا عليها ورأى الرسالة التالية على
شاشة الكمبيوتر
إلى: زوجتي المحبوبة
الموضوع: وصلت منذ لحظات
أعرف أن المفاجأة ستنتابك الآن، ولكنهم وضعوا كمبيوترات وفيها خدمة بريد الكتروني الآن
ويسمحون لنا بإرسال رسائل إلى أحبائنا
وصلت لتوّي وأنهيت إجراءات الدخول والتسجيل. وقد لاحظت أن كل شيء جاهز ومعد
لوصولك غداً أتطلع لاستقبلك هنا حينها
آمل أن تكون رحلتك خالية من المتاعب والصعاب التي واجهتها أنا أثناء رحلتي
أراك لاحقا
زوجك المحب والمشتاق إليك ......... !!؟؟
منقووووووووووووول
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:19 ص]ـ
أضحك الله سنك
-----------------------------
في الآداب الشرعية 2/ 47:
قال ابن عقيل في الفنون: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام؛ فإن الرسول الله ترك الكعبة، وقال: لولا حدثان قومك بالجاهلية" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن حبان.
وقال عمر: لولا أن يقال: عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم.
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لهما.
وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه واعتذر بتركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه.
وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 74:
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام مما جاءت به الشريعة، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة فترك بناءها على قواعد إبراهيم، وهذه القاعدة معروفة في الشرع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:19 ص]ـ
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 54:
وهذه المسألة التي ذكرها العلماء - رحمهم الله - تدلنا على أن الإنسان ينبغي أن يكون واسع الأفق، فالعلماء أسقطوا الجمعة من أجل الخلاف، وأوجبوها من أجل الخلاف، فالمسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفاً بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عزّ وجلّ أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادراً عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وأهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم ألا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:20 ص]ـ
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 213:
وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب = كل هذا لا أصل له، بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية، فإن المعراج ليس في ليلة سبع وعشرين من رجب، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء، والميلاد أيضا ليس في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، بل حقّق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/317)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:20 ص]ـ
في تحفة المودود للإمام ابن القيم ص239:
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قالك: سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر، وعنده إبراهيم بن صالح، فسأل عبدُ الله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا. فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد. فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي. فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره، فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق: عدّ من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عدّ تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق! فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة. فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا. وقال له عبد الله بن طاهر: قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فقال له: مائة ألف لا أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:23 ص]ـ
في سير أعلام النبلاء 8/ 68:
أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: كنت عند مالك، فنظر إلى أصحابه، فقال: انظروا أهل المشرق، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، ثم التفت، فرآني، فكأنه استحيى، فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.
قلت: [الذهبي] هذا القول من الإمام قاله لأنه لم يكن له اعتناء بأحوال بعض أهل القوم، ولا خبر تراجمهم، وهذا هو الورع ألا تراه لما خبر حال أيوب السختياني العراقي كيف احتج به، وكذلك حميد الطويل، وغير واحد ممن روى عنهم. وأهل العراق كغيرهم فيهم الثقة الحجة، والصدوق، والفقيه، والمقرئ، والعابد، وفيهم الضعيف، والمتروك، والمتهم، وفي الصحيحين شيء كثير جدا من رواية العراقيين رحمهم الله.
وفيهم من التابعين كمثل علقمة، ومسروق، وعَبيدة، والحسن، وابن سيرين، والشعبي، وإبراهيم، ثم الحكم، وقتادة، ومنصور، وأبي إسحاق، وابن عون، ثم مسعر، وشعبة، وسفيان، والحمَّادَيْن، وخلائق أضعافهم رحم الله الجميع.
وهذه الحكاية رواها الحاكم عن النجاد عن هلال بن العلاء عن الصيدلاني.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:24 ص]ـ
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/ 444:
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:25 ص]ـ
في إعلام الموقعين 4/ 166:
وَسُئِلَ [الإمام أحمد]: أَيُؤْجَرُ الرَّجُلُ عَلَى بُغْضِ مَنْ خَالَفَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ: إي وَاَللَّهِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:26 ص]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص675:
نظم بعض الأدباء في تعيين الفرسخ والميل والبريد:
إن البريد من الفراسخ أربعٌ * ولفرسخ فثلاث أميال ضَعوا
والميلُ ألفٌ أي من الباعات قلْ * والباع أربع أذرع فتتبعوا
ثم الذراع من الأصابع أربع * من بعدها العشرون ثم الإصبع
ستُّ شعيراتٍ فبطن شعيرة * منها إلى ظهرٍ لأخرى يوضع
ثم الشعيرةُ ستُ شعراتٍ غدت * من شعرِ بَغْلٍ ليس هذا يدفع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:27 ص]ـ
في إعلام الموقعين 3/ 296.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي النَّبِيذِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَمَّنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ، فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِسَنَدٍ صَحَّتْ عَنْهُ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِسَنَدٍ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ، إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْتُ لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ: يَا أَحْمَقُ، عُدْ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ: هُوَ لَكَ حَلَالٌ، وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحْذَرَ وَتَخْشَى.
فَقَالَ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ - وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا - كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ؟
فَقُلْتُ لَهُمْ: دَعُوا عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ، فَرُبَّ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ، أَفَيَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا؟ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ؟ قَالُوا: كَانُوا خِيَارًا، قُلْتُ: فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ؟ قَالُوا: حَرَامٌ، فَقُلْتُ: إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا، أَفَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ؟ فَبُهِتُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/318)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:28 ص]ـ
قال البيهقي في السنن الكبرى 8/ 298:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة، فأتاه وكيع وأصحابنا، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة.
قالوا: لا ولكن من حديثنا.
فقال: ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا.
فنكسوا رؤوسهم!
فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه والتابعين؛ فلم يعبأوا به، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:29 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 11:
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن سويد الزيات حدثني أبو يحيى الناقد حدثني محمد بن خلف التيمي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ... وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه قال: فأخرج إلينا فأكلنا، وأخرج فأكلنا، فدخل فأخرج فتيتا فشربنا، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا! فقال: فعل الله بكم وفعل! أكلتم قوتي وقوت امرأتي، وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة!
قال فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:30 ص]ـ
في وفيات الأعيان 1/ 285:
قال أبو القاسم الكوكني: حدثني العنزي قال: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له وقال: كيف تراه؟ قال: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من صدرك لأنك لو تركته لأورثك السل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:31 ص]ـ
قال الإمام ابن رجب الحنبلي في [شرح حديث "ما ذئبان جائعان" ص88 مجموع رسائله]:
وها هنا نكتة دقيقة وهي: أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يري أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبه عليه السلف الصالح.
قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله [شينها].(37/319)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 02:32 ص]ـ
في ترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 77:
وسأله [الإمام مالك] رجل عمّن قال لآخر: يا حمار؟
قال: يجلد.
قال: فإن قال له يا فرس؟!
قال: تجلد أنت!
ثم قال: يا ضعيف وهل سمعت أحداً يقول لآخر يا فرس؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 04:30 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه1/ 77: أخبرنا الحسن بن بشر ثنا أبي عن إسماعيل عن عامر [الشعبي] أنه كان يقول: ما أبغض إلي أرأيت أرأيت، يسأل الرجل صاحبه، فيقول: أرأيت. وكان لا يقايس.
... أخبرنا صدقة بن الفضل أنا بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: لو أن هؤلاء كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم = لنزل عامة القرآن يسألونك يسألونك!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 04:38 م]ـ
قال العلامة ابن القيم في كتب الروح ص53:
قال عبد الحق الأشبيلي حدثني الفقيه أبو الحكم برخان ـ وكان من أهل العلم والعمل ـ: أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرف أشبيلية، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبا منهم، فإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، ثم عادت إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، فعلت ذلك مرة بعد أخرى.
قال أبو الحكم: فذكرت عذاب القبر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ذكر لنا هذه الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم لما انتهى القارئ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 04:45 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 100: أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول: من أوتي من العلم مالا يبكيه = لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ـ إلى قوله ـ يَبْكُونَ}.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 08 - 06, 04:46 م]ـ
قال الصفدي في الوافي 2/ 82:
أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال: ترافق القرطبي المفسر، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان، فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان!
فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان: أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان، ثم عادا، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان! وكرر ذلك الصياح!!
فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت!
ثم أن الباب فتح!
وخرج منه رأس تيس!
وجعل يصيح!
فذاب القرافي خوفا، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين، وقال: يا سيدي تنح عنه، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه!
فقالا له: ما هذا؟!
فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد، فاسترخصته، واشتريته لنذبحه، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان!
فأفاق القرافي من حاله، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا، وإلا طارت عقولنا. أو كما قال.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:38 م]ـ
- قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 89:
وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ:
أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا!
وَقَالَ: «إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ».
وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ:
إحْدَاهُمَا: طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ.
- قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/320)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 03:53 م]ـ
- في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية «النعمة» مع بعض الأدباء قال:]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه: إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف؟
قلنا له: وما ذاك الموضع الشريف؟
قال: الخرطوم.
قلنا: وأي شرف للخرطوم؟
قال: لأنه مذكور في القرآن (سنسمه على الخرطوم) فقلنا له: ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين.
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه]: هذا مغني اللصوص، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص، وهي قصة مشهورة حاصلها:
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق، فقدهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا، فقال: لا تقتلوني، فإني لست من اللصوص، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد.
فقالوا له: بم كنت تغنيهم؟
فقال: بقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي.
[فقيل له: صدقت! وأمر بقتله.]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/ 131 للراغب.
ـ[ياسرفؤاد]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:20 م]ـ
مدرسة في الصف الأول ابتدائي تشرح للتلاميذ عن كونها أمريكية
و تسأل جميع التلاميذ
أن يرفعوا أيديهم إلى الأعلى إن كانوا هم أيضا أمريكيين. لا يعرفون لماذا لكن يبدوا أنهم يريدون أن يكونوا مثل مدرستهم، فرفع الأطفال جميعا أيديهم مبتهجين.
بأستثنا ء فتاة واحد، فتاة تدعى وفاء لم تشارك المجموعة، فسألتها المدرسة عن سبب قرارها، فقالت وفاء:لأني لست أمريكية،
فسألتها المدرسة: إذا من أنتى؟
فأجابت الفتاة بفخر: أنها عربية.
بدأت المدرسة تشعر بالقلق و أحمر وجهها فسألتها لماذا أنتي عربية؟ قالت وفاء: أمي وأبي عربيان فأنا عربية، غضبت المدرسة
وقالت: إن هذا ليس سببا وجيها، فلو كانت أمك بلهاء و أبوك أبله ماذا ستكونين؟
بتأني ابتسمت وفاء وأجابت: إذا سأكون أمريكية
منقووول
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:23 م]ـ
بارك الله فيك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/ 481:
[في ذكر معرض ذكره لفوائد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}]
الرَّابِعُ: أَلَّا يعْتَدِى عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي بِزِيَادَةِ عَلَى الْمَشْرُوعِ فِي بُغْضِهِمْ أَوْ ذَمِّهِمْ أَوْ نَهْيِهِمْ أَوْ هَجْرِهِمْ أَوْ عُقُوبَتِهِمْ؛ بَلْ يُقَالُ لِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ: عَلَيْك نَفْسَك لَا يَضُرُّك مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْت كَمَا قَالَ: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} الْآيَةَ. وَقَالَ: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وَقَالَ: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْآمِرِينَ النَّاهِينَ قَدْ يَعْتَدِي حُدُودَ اللَّهِ إمَّا بِجَهْلِ، وَإِمَّا بِظُلْمِ، وَهَذَا بَابٌ يَجِبُ التَّثَبُّتُ فِيهِ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْعَاصِينَ.
الْخَامِسُ: أَنْ يَقُومَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ مِنْ الْعِلْمِ وَالرِّفْقِ وَالصَّبْرِ وَحُسْنِ الْقَصْدِ وَسُلُوكِ السَّبِيلِ الْقَصْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وَفِي قَوْلِهِ: {إذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/321)
فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ تُسْتَفَادُ مِنْ الْآيَةِ لِمَنْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَفِيهَا الْمَعْنَى الْآخَرُ. وَهُوَ إقْبَالُ الْمَرْءِ عَلَى مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَإِعْرَاضُهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ كَمَا قَالَ صَاحِبُ الشَّرِيعَةِ: {مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ} وَلَا سِيَّمَا كَثْرَةُ الْفُضُولِ فِيمَا لَيْسَ بِالْمَرْءِ إلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِ غَيْرِهِ وَدُنْيَاهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ التَّكَلُّمُ لِحَسَدِ أَوْ رِئَاسَةٍ.
وَكَذَلِكَ الْعَمَلُ فَصَاحِبُهُ إمَّا مُعْتَدٍ ظَالِمٌ، وَإِمَّا سَفِيهٌ عَابِثٌ، وَمَا أَكْثَرُ مَا يُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ.
فَتَأَمَّلْ الْآيَةَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ، وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا = وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ، كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ، وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً، وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ، وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ، وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}.
وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ، أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا فَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرِ إلَّا اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِأَمْرَيْنِ - لَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ - غُلُوٍّ أَوْ تَقْصِيرٍ.
فَالْمُعِينُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَفَاعِلُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَزِيَادَةٍ مَنْهِيٍّ عَنْهَا بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَبَعْضِ الْمَأْمُورِ بِهِ، وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 09 - 06, 02:35 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي تاريخ بغداد 10/ 120:
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟
ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن! أيش أقول لمن زوجني؟!
ثم قال في أثر هذا: ما أريد إلا الخير.
* مستفاد من كتاب «الترف وأثره في الدعاة والمصلحين» للدكتور محمد موسى الشريف.
وهو كتاب لطيف صغير الحجم كبير النفع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:13 م]ـ
قال في السخاوي «الضوء اللامع» 4/ 18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ: لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً!
وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له: «إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل». رويناه في «معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي.اهـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:40 ص]ـ
في تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج المزي 32/ 332:
وقال محمد بن يزيد العطار: سمعت يقعوب بن سفيان يقول: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخا، احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قَلَّت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلا وأقرأ عليه نهارا، فلما كان ذات ليلة، كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا الكتب ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه، فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم أنت كئيب؟ فقلت يا رسول الله! ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي.
فقال لي: أدن مني.
فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/322)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 09 - 06, 02:49 م]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1060:
فائدة نافعة
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها، فينتقض ما بينهما من المودة، وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي، وذلك غلط فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية، فسكرتها فوق سكرة القهوة [الخمر] بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط [فرعون] بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا، ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل. وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون (هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى) فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر، وقال (إلى أن تزكى) ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء، ثم قال (وأهديك إلى ربك) أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك، وقال (إلى ربك) استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا.
وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه، ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) ولم يقل: لا تعبد، ثم قال (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك) فلم يقل له: جاهل لا علم عندك، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال: (جاءني من العلم ما لم يأتك) ثم قال: (فاتبعني أهدك صراطا سويا).
هذا مثل قول موسى لفرعون (وأهديك إلى ربك)، ثم قال (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا) فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه. وقال: (يمسك) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره، ثم نَكَّر العذاب، ثم ذكَر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار، فأي خطاب ألطف وألين من هذا؟
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون).
ونظير ذلك قول نوح لقومه: (يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى).
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأممهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده هوألطف خطاب وألينه كقوله تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) الآيات، وقوله تعالى (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وقوله (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) وتأمل ما في قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) من اللطف الذي سلب العقول
وقوله تعالى (أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين) على أحد التأويلين أي: نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذ أعرضتم أنتم وأسرفتم.
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم).اهـ
وفي كتب الصديق والصداقة لأبي حيان التوحيدي ص47:
وقال المدائني: إذا ولي الصديق، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:54 م]ـ
كتب الله أجرك أبا عبدالله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:25 ص]ـ
وفي كتب الصديق والصداقة
. [/ color]
الصواب:
كتاب الصداقة والصديق ....
بارك الله فيكم
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 876:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/323)
.. وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما، فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن، فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة، ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره، وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ (والأرحامِ إن الله كان عليكم رقيبا) بالجر أنه قسم.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام) إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة) إن (المقيمين) مجرور بواو القسم.
ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير، بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها، ولا يجوز تفسيره بغير عرفة والمعهود من معانية، فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ، بل أعظم، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين = فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي، فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها، وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه، وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير، فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 10 - 06, 12:53 ص]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 877:
... فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه!
قلتُ: فهل يرتضي محصل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين؟!
هذه طريقة الخفافيش، فأما أهل البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا، وقليل ما هم
، ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى وأحرز من قصبات سبقه واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وإن لا حق إلا ما قاله وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[12 - 10 - 06, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن الله إليك أخي عبدالرحمن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 11 - 06, 08:41 م]ـ
بارك الله فيك أبا صالح ونفع بك
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1119:
فائدة
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الرحوف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو:
أن الألف البداية، واللام التوسط، والميم النهاية، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه، فمشتملة على تخليق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف،
فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين، وقول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة،
وسر آخر وهو: أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم، وهو: الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم، فليتأمل اللبيب الفطن: هل يليق بهذه السورة غير ص؟ وسورة ق غير حرفها؟
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/324)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 11 - 06, 01:00 م]ـ
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/ 36:
ويقال: إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية، فرفعت إليه رقعة فيها:
ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا؟
فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا!
فعجب الحاضرون من سرعة جوابه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 11 - 06, 11:14 م]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 2/ 335:
وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه، وعنده بكر بن حبيب السهمي، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه.
فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز.
فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني!
فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة، يريدون الحرة.
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود، وهي اللابة، وجمعها لابات، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء، والمحبنطيء بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 09:45 ص]ـ
سأتطفل على ملحك الشيقة ياشيخ عبدالرحمن فعذرا ثم عذرا ف ... ليس الصحيح إذا مشى كالأعرج.
عندنا في القصيم مايسمى بالكليجا وقد وقفت في وفيات الأعيان على أن بعض الحروف لاتجتمع في كلمة عربية من ذلك الكاف والجيم فعلمت أن محبوبتا ليست عربية فقلت (ياالله الخيرة) من أين جاءت؟ وكيف تنطقها جدتي نطق أجاويد العربان فوقفت على ذكرها في رحلة ابن بطوطة - (ج 1 / ص 178)
ثم أتي بالموائد فيها الطعام من الدجاج المشوي والكراكي وأفراخ الحمام وخبز معجون بالسمن يسمونه الكليجا.
وفي آثار البلاد وأخبار العباد - (ج 1 / ص 191)
وحكي أنه استقرض شيخ القرية من فخر المعالي شيئاً من الحنطة، فقال فخر المعالي: ابعث إليك. فبعث إليه أحمالاً من البعر! فلما كان وقت النيروز وعادتهم ان الاكرة يحملون إلى الدهخدا هدايا، من جملتها سلال فيها أقراص مدهونة وكليجات وجرادق، فبعث شيخ القرية في السلال أقراصاً من السرجين، فلما رآها فخر المعالي غضب. قال له شيخ القرية: يا مولاي، لا تغضب، انها من الحنطة التي بعثتها إلي.
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - (ج 8 / ص 492)
ولو سرق سارق [كليجة] تمر فتصدق بنصفها كان مستحقا للنار عند أكثر المسلمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:42 م]ـ
حياك الله ونفع بكم، (شهيتنا) بذكر الكليجا فهذا وقتها.
قال الشيخ علي الطنطاوي:
ومما حدث لي أنني:
لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس.
فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و (نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له ...
وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من تهذيب الأخلاق.
ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.
فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه، ونسيت أني حاسر الرأس، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح.
وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه، وأنا أسمع مبتسما.
ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ؟
فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي ...
والطلاب ينظرون مشدودين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي!
وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!
روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه «من حديث النفس» ص118.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/325)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب عبد الرحمن
ونرجو تكبير الخط للمشاركة رقم (272).
وبالنسبة للمشاركة رقم (270)، فكتاب التصحيف مطبوع - والقصة فيه -، وأنتم أدرى بذلك مني، وفقكم الله.
وهل للشيخ علي الطنطاوي مطبوعات على الشبكة؟
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 09:20 ص]ـ
هذه الفائدة أعجبتني لأني أشهد الله أني أعتقد أن ساب الصحابة كافر كفرا أكبر.
البداية والنهاية [جزء 12 - صفحة 41]
مهيار الديلمي الشاعر
مهيار بن مرزويه أبو الحسين الكاتب الفارسي ويقال له الديلمي كان مجوسيا فأسلم إلا أنه سلك سبيل الرافضة وكان ينظم الشعر القوي الفحل في مذاهبهم من سب الصحابة وغيرهم حتى قال له أبو القاسم بن برهان يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى في النار كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 12 - 06, 05:53 م]ـ
الثقات للعجلي [جزء 2 - صفحة 260]
1671 - مالك بن دينار حدثني عبد الله بن صالح قال مر مالك بن دينار بقصر يبنى لرجل قد ولي عملا فأخذ آجرتين فمضى بهما فتبعه الذين يبنون فقالوا اللعين سرق آجرتين فقال لهم أعداء الله سرق هذا القصر كله فلم تقولوا له شيئا وأنا أخذت آجرتين فقلتم السارق السارق ثم رمى بهم.
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:47 ص]ـ
ديك مزيد
يضرب مثلاً للحقير يجلب النفع الكثير، والوضيع له شأن كبير.
وقصته أنه كان لمزبد ديك قديم الصحبة، نشأ في داره، وعرف بجواره، فأقبل عيد
الأضحى؛ ووافق من مزبد رقة الحال، وخلو البيت من كل خير ومير، فلما أراد أن يغدو
إلى المصلى، أوصى امرأته بذبح الديك، واتخاذ الطعام لإقامة رسم العيد، فعمدت المرأة
لأخذه، فجعل يصيح ويثب من جدار إلى جدار ويسقط من دار إلى دار؛ حتى أسقط
على هذا من الجيران لبنة، وكسر لذلك عضادة، وقلب للآخر قارورة، فسألوا المرأة عن
القصة في تعرضها له، فأخبرتهم بها، فقالوا: والله ما نرضى أن يبلغ حال أبي إسحاق إلى ما
نرى -وكان هاشميين مياسير أجواداً- فبعث بعضهم إلى داره بشاة وبعضهم بشاتين، وأنفذ
بعضهم بقرة، وتغالوا في الإهداء، حتى غصت الدار بالشياه والبقر، وذبحت المرأة ما
شاءت، ونصبت القدور، وسجرت التنور؛ وكر مزبد راجعاً إلى منزله، فإذا هو مملوء ثغاء
وخواراً، وروائح الشواء والطبيخ قد امتزجت بالهواء، فقال للمرأة: أنى لك هذا الخير؟
فقصت عليه قصة الديك، وما ساق الله إليهم ببركته من الخيرات، فامتلأ سروراً، وقال لها:
احتفظي بهذا العلق النفيس، وأكرمي مثواه؛ فإنه أكرم على الله تعالى من نبيه إسماعيل
عليه السلام! قالت: وكيف؟ ولم؟ قال: لأن الله لم يفد إسماعيل إلا بذبح واحد، قال الله
تعالى: "وفديناه بذبح عظيم"، وقد فدي هذا الديك بكل هذه الشياه والبقر!
ـ[السدوسي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 06:05 م]ـ
أخبار القضاة - (ج 1 / ص 40)
فأخبرني أبو الأحوص القاضي محمد بن الهيثم؛ قال: حدثنا أصبغ بن الفرج، عن ابن عيينة، ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وحديث يعقوب أتم: أن الوليد بن يزيد كان أمر بقبة من حديد، أن نعمل وتركب على ظهر الكعبة وأركانها، ونخرج لها أجنحة لتظله إذا حج، وطاف هو ومن أحب من أهله، وفتياته ويطوف الناس من وراء القبة، فحملها على الإبل من الشام، ووجه معها قائداً من قواد أهل الشام في ألف فارس، وأرسل معه مالاً يقسمه في أهل المدينة، فقدم بها، فنصبت في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزع أهل المدينة، وقالوا: إلى من نفزع؟ فقالوا: إلى سعد بن إبراهيم، فأتوه، وأخبروه الخبر، وكان على قضاء المدينة؛ فأمرهم أن يضربوها بالنار؛ فقالوا: لا نطيق ذلك؛ معها قائد في ألف فارس، فدعا مولى له؛ فقال: هات الجراب، فأتاه بجراب فيه درع عبد الرحمن التي شهد فيها بدراً، فصبها عليه، وقال: هلم بغلتي، فركبها فما تخلف يومئذ قرشي، ولا أنصاري، حتى أتاها، وقال: علي بالنار، فأضرمها بالنار ثم قال: ليس إلا هذا؛ لا الله إذاً حتى نصنع بها كما صنع بالعجل لنحرقنه، ثم لننسفنه في اليم نسفاً؛ فغضب القائد؛ فقيل له: هذا قائد أمير المؤمنين والناس معه، لا طاقة لك به، فانصرف إلى الشام؛ قال سعد ابن إبراهيم: وشبع عبيد أهل المدينة من الناطف من حديدها؛ قال إبراهيم: فكتب الوليد إلى سعد: أن استخلف عبيد الله بن عمر على القضاء وأقدم علينا، فولي عبيد الله، وركب إلى الشام، وأقام بباب الخليفة أياماً لا يؤذن له حتى أضر به طول المقام، فبينما هو ذات عشية إذا هو بفتى في صفراء سكران؛ فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا خال أمير المؤمنين، سكران، يطوف في المسجد، فقال لمولىً له: هلم السوط، فأتاه به، وقال: علي به، فأبى به فضربه في المسجد ثمانين سوطاً، وركب بغلته، ومضى راجعاً إلى المدينة، وأدخل الفتى على الوليد مجلوداً؛ فقال: من فعل هذا به؟ قالوا: مدني كان في المسجد؛ فقال علي به، فلحق على مرحلة، فرد، فدخل عليه سعد؛ فقال له: يا أبا إسحق ماذا فعلت بابن أخيك؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنك وليتنا أمراً من أمورك، وإني رأيت حقاً لله ضائعاً؛ سكران يطوف في المسجد، وفيه الوفود ووجوه الناس، فكرهت أن يرجع الناس عنك بتعطيل الحدود، فأقمت عليه الحد؛ قال: جزاك الله خيراً، وأمر له بمال وصرفه إلى المدينة، ولم يذاكره شيئاً من أمر القبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/326)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:14 م]ـ
وبالنسبة للمشاركة رقم (270)، فكتاب التصحيف مطبوع - والقصة فيه - ...
وهل للشيخ علي الطنطاوي مطبوعات على الشبكة؟
جزاكم الله خيرا
لا أعلم هل شيء في الشبكة أم لا.
الأخ السدوسي شكر الله لك وبارك فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:15 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 8/ 289: (في ترجمة الإمام الحافظ هشيم بن بشير الواسطي)
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناء وكامخ (2)، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه في الفقه.
قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره!
فقال: متى أَمَّلت أنا هذا؟! قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.
--------------
(2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:15 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
قال ابن رجب في كتابه: فضل علم السلف على الخلف:
كان الإمام الشافعي رحمه الله ينشد:
* يا نفس ماهي إلا صبر أيام
* كأن مدتها أضغاث أحلام
* يا نفس جوزي عن الدنيا مبادرة
* وخل عنها فإن العيش قدام
وقال ابن رجب:
وكان ذا النون يردد هذه الأبيات…:
اطلبوا لأنفسكم ... مثل ما وجدت أنا
قد وجدت لي سكنا ... ليس في هواه عنا
إن بعدت قربني ... وإن قربت منه دنا
وقال أبو الطيب المتنبي:
ومراد النفوس أصغر من أن ... تتعادى فيه وأن تتفانى
غير أن الفتى يلاقي المنايا ... كالحات ولا يلاقي الهوانا
ولو أن الحياة تبقى لحي ... لعددنا أضلنا الشجعانا
وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تكون جبانا
ـ[السدوسي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 12:13 م]ـ
نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 267)
وقال رجل للعتابي: ما البلاغة؟ قال: كل ما أبلغك حاجتك وأفهمك معناه بلا إعادة ولا حبسة ولا إستعانة فهو بليغ، قالوا: قد فهمنا الإعادة والحبسة فما معنى الاستعانة؟ قال: أن يقول عند مقاطع الكلام: اسمع مني، وافهم عني، أو يمسح عثنونه، أو يفتل أصابعه، أو يكثر التفاته، أو يسعل من غير سعلة،
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 03 - 07, 08:04 م]ـ
في معجم الأدباء 2/ 32
في ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي ...
قال ياقوت: حدثني أبو عبد الله محمد بن سعد بن الحجاج الدبيثي قال حدثني عبد الوهاب بن غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقي قال قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم فنهبوا قطعة من البلد، و نهبوا دكان الشيخ أبي علي بن مختار و نزلوا بداره.
قال الشريف: فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما أخذوه منه، فلم نر لذلك وجها، و خرجنا و هو يقول:
تذكرت ما بين العذيب و بارق * مجرَّ عوالينا و مجرى السوابق
ثم التفت إلي فقال: ما العامل في الظرف في هذا البيت؟
فقلت له: يا سيدي ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو والنظر فيه؟!
فقال: يا بني و ما يفيدني إذا حزنت؟!
ـ[السدوسي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 10:12 ص]ـ
بدائع الفوائد [جزء 2 - صفحة 499]
يذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر
ورأيت يوما عند شيخنا قدس الله روحه رجلا من هذا الضرب والشيخ يحمله وقد ضعف القوى عن حمله فالتفت إلي وقال مجالسة الثقيل حُمَّى الرِّبْعِ.
بهجة المجالس وأنس المجالس - (ج 1 / ص 156)
قال الحسن البصري،في قوله عز وجل: " فإذا طعمتم فانتشروا " نقال:نزلت في الثقلاء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:13 م]ـ
قال ابن الجوزي في المنتظم 10/ 215:
وكان يُقرأ عنده [الوزير ابن هبيرة] الحديث في كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة، فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء، وذلك الفقيه يخالف، فبدر من الوزير أن قال له: أحمار أنت! أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر.
فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة: جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك الكلمة، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وأخذ ذلك الفقيه يعتذر، ويقول: أنا أولى بالاعتذار، والوزير يقول: القصاص القصاص.
فقال يوسف الدمشقي: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء.
فقال الوزير: له حكمه.
فقال الرجل: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي؟!
قال: لا بد.
قال: علي بقية دين مائة دينار.
فقال: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي، فأحضرت في الحال، فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/327)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:23 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيك
في تَارِيخِ بَغْدَادَ لِابْنِ النَّجَّارِ: أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ أَرَادَ الْخُرُوجَ مَرَّةً مِنْ بَغْدَادَ، فَاجْتَازَ بَعْضَ الطَّرِيقِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَى رَأْسِهِ سَلَّةٌ فِيهَا بَقْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ لِآخَرَ: مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرَاخِي الِاسْتِثْنَاءِ غَيْرُ صَحِيحٍ.
وَلَوْ صَحَّ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} بَلْ كَانَ يَقُولُ لَهُ: اسْتَثْنِ، وَلَا حَاجَةَ إلَى التَّوَسُّلِ إلَى الْبِرِّ بِذَلِكَ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: بَلْدَةٌ فِيهَا رَجُلٌ يَحْمِلُ الْبَقْلَ يَرُدُّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ يُخْرَجُ مِنْهَا.
بواسطة شرح الكوكب المنير 3/ 302
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[07 - 07 - 07, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى.
للفائدة:
قال الشنقيطي-رحمه الله- في أضواء البيان:
والتحقيق الذي لا شك فيه - أن الاستثناء لا يصح غلا مقترناً بالمستثنى منه. وأن الاستثناء المتأخر لا أثر له ولا تحل به اليمين. ولو كان الاستثناء المتأخر يصح لما علم في الدنيا أنه تقرر عقد ولا يمين ولا غير ذلك، لاحتمال طرو الاستثناء بعد ذلك، وهذا في غاية البطلان كما ترى. ويحكى عن المنصور أنه بلغه أن أبا حنيفة رحمه الله يخالف مذهب ابن عباس المذكور. فاستحضره لينكر عليه ذلك، فقال الإمام أبو حنيفة للمنصور: هذا يرجع عليك! إنك تأخذ البيعة بالأيمان، أفترضى أن يخجوا من عندك فيستثونوا فيخرجوا عليك!؟ فاستحسن كلامه ورضي عنه.
فائدة:
قال ابن العربي المالكي: سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها: لو كان مذهب ابن عباس صحيحاً في الاستثناء ما قال الله تعالى لأيوب: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ} [ص: 44] بل يقول استثن بإن شاء الله - انتهى منه بواسطة نقل صاحب نشر البنود في شرح وقوله في مراقي السعود:
بشركة وبالتوطي قالا ... بعض وأوجب فيه الاتصالا
وفي البواقي دون ما اضطرار ... وأبطلن بالصمت للتذكار
فإن قيل: فما الجواب الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما نسب إليه من القول بصحة الاستثناء المتأخر.
فالجواب: أن مراد ابن عباس رضي الله عنهما أن الله عاتب نبيه على قوله إنه سيفعل كذا غداً ولم يقل إن شاء الله، وبين له أن التعليق بمشيئة الله هو الذي ينبغي أن يفعل، لأنه تعالى لا يقع شيء إلا بمشيئته، فإذا نسي التعليق بالمشيئة ثم تذكر ولو بعد طول فإنه يقول إن شاء الله، ليخرج بذلك من عهدة عدم التعليق بالمشيئة، ويكون قد فوض الأمر إلى من لا يقع إلا بمشيئة. فنتيجة هذا الاستثناء - هي الخروج من عهدة تركة الموجب للعتاب السابق، لا أنه يحل اليمين لأن تداركها قد فات بالانفصال. هذا هو مارد ابن عباس كما جزم به الطبري وغيره. وهذا لا محذور فيه ولا إشكال.
رحم الله الشنقيطي كان يهتم بتحقيق فقه الصحابة، جزاه الله تعالى الفردوس الأعلى من الجنة. اللهم آمين.
ـ[عمارالمجوري]ــــــــ[09 - 07 - 07, 06:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام حياكم الله وبياكم
اخي الكريم عبد الرحمن السديس جزاك الله خير الجزاء
واقول لك اخي الكريم لو طبعت هذه الفوائد والفرائد ليعم بها النفع وتكثر بها الفائدة لكان خيرا
واسمح لي بهذه المشاركة
عن ابن عباس في قوله تعالى (قل ربي اعلم بعدتهم مايعلمهم الا قليل)
(قال انا من القليل الذين استثنى الله عزوجل. كانو سبعة) سنده صحيح
فقد ذكر تعالى فيهم ثلاثة اقوال وضعف القولين الاولين بقوله تعالى (رجما بالغيب) اي بلا علم
ثم حكى الثالث بقوله تعالى (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) وسكت فدل على صحته
جوال زاد نقلا عن تفسير ابن كثير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:42 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/328)
بارك الله فيكم وشكر لكم، وأشكر أخي عمارا وأرجو أن الله ييسر ذلك.
قال ابن القيم في زاد المعاد 3/ 235:
أَكْثَرُ الْخَلْقِ بَلْ كُلّهُمْ إلّا مَنْ شَاءَ اللّهُ يَظُنّونَ بِاَللّهِ غَيْرَ الْحَقّ ظَنّ السّوْءِ؛ فَإِنّ غَالِبَ بَنِي آدَمَ يَعْتَقِدُ أَنّهُ مَبْخُوسُ الْحَقّ نَاقِصُ الْحَظّ، وَأَنّهُ يَسْتَحِقّ فَوْقَ مَا أَعْطَاهُ اللّهُ، وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ: ظَلَمَنِي رَبّي وَمَنَعَنِي مَا أَسْتَحِقّهُ، وَنَفْسُهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِلِسَانِهِ يُنْكِرُهُ وَلَا يَتَجَاسَرُ عَلَى التّصْرِيحِ بِهِ، وَمَنْ فَتّشَ نَفْسَهُ وَتَغَلْغَلَ فِي مَعْرِفَةِ دَفَائِنِهَا وَطَوَايَاهَا = رَأَى ذَلِكَ فِيهَا كَامِنًا كُمُونَ النّارِ فِي الزّنَادِ؛ فَاقْدَحْ زِنَادَ مَنْ شِئْت يُنْبِئْك شَرَارُهُ عَمّا فِي زِنَادِهِ، وَلَوْ فَتّشْت مَنْ فَتّشْته = لَرَأَيْت عِنْدَهُ تَعَتّبًا عَلَى الْقَدَرِ، وَمَلَامَةً لَهُ، وَاقْتِرَاحًا عَلَيْهِ خِلَافَ مَا جَرَى بِهِ، وَأَنّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفَتّشْ نَفْسَك هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ مِنْ ذَلِكَ؟
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ** وَإِلّا فَإِنّي لَا إِخَالُك نَاجِيًا
فَلْيَعْتَنِ اللّبِيبُ النّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَلْيَتُبْ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَلِيَسْتَغْفِرْهُ كُلّ وَقْتٍ مِنْ ظَنّهِ بِرَبّهِ ظَنّ السّوْءِ، وَلْيَظُنّ السّوءَ بِنَفْسِهِ الّتِي هِيَ مَأْوَى كُلّ سُوءٍ وَمَنْبَعُ كُلّ شَرّ، الْمُرَكّبَةُ عَلَى الْجَهْلِ وَالظّلْمِ، فَهِيَ أَوْلَى بِظَنّ السّوءِ مِنْ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ، وَأَعْدَلِ الْعَادِلِينَ، وَأَرْحَمِ الرّاحِمِينَ، الْغَنِيّ الْحَمِيدِ، الّذِي لَهُ الْغِنَى التّامّ، وَالْحَمْدُ التّامّ، وَالْحِكْمَةُ التّامّةُ، الْمُنَزّهُ عَنْ كُلّ سُوءٍ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَذَاتُهُ لَهَا الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلّ وَجْهٍ، وَصِفَاتُهُ كَذَلِكَ، وَأَفْعَالُهُ كَذَلِكَ كُلّهَا حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ وَأَسْمَاؤُهُ كُلّهَا حُسْنَى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 08 - 07, 03:51 م]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه ص193.
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
وروى الخطيب البغدادي في الكفاية ص138: من طريق مالك بن أنس قال: سمعت الزهري يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه، من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله».
وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة ص176:
«من قواعد الشرع والحكمة أيضا: أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر؛ فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره، ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين = لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل؛ فإنه يحمل أدنى خبث».
ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:06 ص]ـ
الوافي بالوفيات - (ج 2 / ص 413)
ومن شعر المعري أيضاً:
يدٌ بخمس مئين عسجدٍ وديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
تحكمٌ ما لنا إلا السكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النار
قال ياقوت: لأن المعري حمارٌ لا يفقه شيئاً وإلا فالمراد بهذا بين، لو كانت اليد لا تقطع إلا في سرقة خمسمائة دينار لكثر سرقة ما دونها طمعاً في النجاة، ولو كانت اليد تفدى بربع دينار لكثر من يقطعها ويؤدي ربع دينار ديةً عنها، نعوذ بالله من الضلال. انتهى.
قلت:- أنا السدوسي - أعجبني كثيرا قول ياقوت رحمه الله: لأن المعري حمار .... وله في كتابه معجم الأدباء إبداعات كهذه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:39 م]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
وروى البيهقي في الزهد الكبير: عن ذي النون المصري أنه قال: «من نظر في عيوب الناس، عمي عن عيوب نفسه ... »
روى أبو الشيخ بن حيان في كتاب «النكت والنوادر» عن عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: «كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس = فصارت لهم عيوب، وكان عندنا قوم لهم عيوب سكتوا عن عيوب الناس = فنسيت عيوبهم».
قلت:
عائب الناس وإن كا * ن سليما يستعاب
والذي يمسك عن عيـ * ـب الورى سوف يهاب
ما دخول المرء فيما * ليس يعنيه صواب.
انتهى من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي.
وقال السري السقطي: «ما رأيت شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب، ولا أسرع في هلاك العبد، ولا أدوم للأحزان، ولا أقرب للمقت، ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرياسة؛ من قلة معرفة العبد نفسه، ونظره في عيوب الناس؛ لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم». الطبقات الكبرى للشعراني! ص73.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/329)
ـ[السدوسي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:48 ص]ـ
رفع الله قدرك ياشيخ عبدالرحمن السديس على هذه الفوائد
أغلاط العوام [جزء 1 - صفحة 21]
ومن أختراعاتهم الفاسدة لفظ الأنانية فانه لا أصل له في كلام العرب
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو سليمان القارئ]ــــــــ[23 - 11 - 07, 07:15 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ وزادك من فضله كرمه ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:07 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم جميعا
قال أبو نعيم في الحلية 7/ 41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهبت أحركه، فصاح سفيان: مه!
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي، فقال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.
نحوه:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/ 16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي؛ فأنكرتُ عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس، وسبي الذرية، وأخذ الأموال، فدعهم.
وذكر شيخ الإسلام معناه في الاستقامة ص426:
وأما الكفار فزوال عقل الكافر خير له وللمسلمين. أما له؛ فلأنه لا يصده عن ذكر الله وعن الصلاة بل يصده عن الكفر والفسق، وأما للمسلمين؛ فلأن السكر يوقع بينهم العداوة والبغضاء فيكون ذلك خيرا للمؤمنين، وليس هذا إباحة للخمر والسكر، ولكنه دفع لشر الشرين بأدناهما. ولهذا كنت آمر أصحابنا أن لا يمنعوا الخمر عن أعداء المسلمين من التتار والكرج ونحوهم، وأقول إذا شربوا لم يصدهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة بل عن الكفر والفساد في الأرض، ثم إنه يوقع بينهم العداوة والبغضاء، وذلك مصلحة للمسلمين، فصحوهم شر من سكرهم، فلا خير في إعانتهم على الصحو، بل قد يستحب أو يجب دفع شر هؤلاء بما يمكن من سكر وغيره، فهذا في حق الكفار.
ومن الفساق الظلمة من إذا صحا كان في صحوه من ترك الواجبات وإعطاء الناس حقوقهم ومن فعل المحرمات والاعتداء في النفوس والأموال ما هو أعظم من سكره؛ فإنه إذا كان يترك ذكر الله والصلاة في حال سكره، ويفعل ما ذكرته في حال صحوه، وإذا كان في حال صحوه يفعل حروبا وفتنا لم يكن في شربه ما هو أكثر من ذلك، ثم إذا كان في سكره يمتنع عن ظلم الخلق في النفوس والأموال والحريم ويسمح ببذل أموال تؤخذ على وجه فيه نوع من التحريم ينتفع بها الناس = كان ذلك أقل عذابا ممن يصحو فيعتدى على الناس في النفوس والأموال والحريم، ويمنع الناس الحقوق التي يجب أداؤها.
فالحاصل أنه تجب الموازنة بين الحسنات والسيئات التي تجتمع في هذا الباب وأمثاله وجودا وعدما كما قررت مثل ذلك في قاعدة تعارض السيئات والحسنات.
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 11:15 م]ـ
أحسن الله إليك ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 05 - 08, 08:39 م]ـ
أثابك الله أبا الحارث وشكر لك دعاءك
في هامش كتاب «الرد على المنطقيين» لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ص 239، نقل المحقق الشيخ عبد الصمد شرف الدين ـ رحمه الله ـ من هامش النسخة الخطية ما نصه:
تصريح من المصنف ـ رحمه لله ـ بأن «المضنون به على غير أهله» تأليف الغزالي، وقد وقفت عليه ورأيت فيه كفريات بلا ريب، فأحرقته ـ بحمد الله ـ، وخبزت على ناره ونار «الإنسان الكامل» للجيلي طعاما، وكنت مريضا فلما أكلته شفاني الله ـ وله الحمد ـ ببركات نصري لدين الإسلام، الحمد لله، ولم أكن أظنه للغزالي حتى رأيت كلام المصنف رحمه الله.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[07 - 05 - 08, 09:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن وأضحك الله سنك ونفعك ورفع قدرك والمسلمين أجمعين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:15 م]ـ
أثابك الله وشكر لك دعاءك
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له!
فدخل، فقام، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه.
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟!
قال: إني كنت فقيراً، و كان هذا صديقاً، فجئته يوماً فقلت له: أنا جائع.
فقال: اجلس، و خرج، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال: كل.
فقلت: كل معي.
قال: لا.
قلت: و الله لا آكل حتى تأكل معي، فأكل فجعل الدم يجري من فمه.
فقلت: ما هذا؟!
فقال: مرض.
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني.
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب، فنزعنه و اشتريت به!
فهلا أكافئ مثل هذا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/330)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
واصل ياشيخ عبدالرحمن
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[18 - 05 - 08, 01:15 ص]ـ
شكر الله لك
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[18 - 05 - 08, 06:02 ص]ـ
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له!
فدخل، فقام، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه.
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟!
قال: إني كنت فقيراً، و كان هذا صديقاً، فجئته يوماً فقلت له: أنا جائع.
فقال: اجلس، و خرج، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال: كل.
فقلت: كل معي.
قال: لا.
قلت: و الله لا آكل حتى تأكل معي، فأكل فجعل الدم يجري من فمه.
فقلت: ما هذا؟!
فقال: مرض.
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني.
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب، فنزعنه و اشتريت به!
فهلا أكافئ مثل هذا؟!
الشيخ الفاضل عبدالرحمن جزاكم الله خيرا.
أشعر أن الأمر خيالي بسبب مانراه في هذه الأيام؛ ولكن الخير موجود بإذن الله تعالى.
وتوقيعك يا شيء فيه فائدة جليلة أفدتنا يا شيخ جزاك الله خيرا.
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: لو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه = لما فعل. صيد الخاطر ص625
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 06 - 08, 05:34 م]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم وشرك لكم ونفع بكم
أشعر أن الأمر خيالي بسبب مانراه في هذه الأيام؛ ولكن الخير موجود بإذن الله تعالى.
.
إن أردت نحو هذه القصص فعليك بكتاب"المستجاد من فعلات الأجواد " للتنوخي.
وفي الناس اليوم خير كثير.
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ في كتابه التنكيل 1/ 57:
كان في اليمن في قضاء الحجرية قاض كان يجتمع إليه أهل العلم ويتذاكرون وكنت أحضر مع أخي فلاحظت أن ذلك القاضي مع أنه أعلم الجماعة فيما أرى لا يكاد يجزم في مسألة، وإنما يقول: " في حفظي كذا، في ذهني كذا " ونحو ذلك فعلمت أنه ألزم نفسه تلك العادة حتى فيما يجزم به، حتى إذا اتفق أن أخطأ كان عذره بغاية الوضوح.
وفي ثقات المحدثين من هو أبلغ تحرياً من هذا، ولكنهم يعلمون أن الحجة إنما تقوم بالجزم، فكانوا يجزمون فيما لا يرون للشك فيه مدخلاً، ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال، روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال: أشك فيه، فقال شعبة: شكك أحب إلي من يقين غيرك. وقال النضر بن شميل عن شعبة لأن أسمع من ابن عون حديثاً يقول فيه "أظن أني سمعته" أحب إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت. وعن شعبة قال: " شك ابن عون وسليمان التيمي يقين ".
وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد فقال: معروف بأنه يقصر في الأسانيد ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقيه، وكان جليلاً، لم يكن له كتاب يرجع إليه فكان أحياناً يذكر فيرفع الحديث وأحياناً يهاب الحديث ولا يرفعه.
وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب.
قال أبو طاهر السلفي: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال: " جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:31 م]ـ
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد الجكني حدثني شيخي ـ أي: الإمام المفسر محمد الأمين ـ قال: بينا أنا في أحد الفصول أثناء درس إذ ناولني ساعي البريد برقية من أحد إخوتي عزيز عليَّ، يقول فيها: لقد تقرر تسفيري أنا ومن أعول، ولقد خرجت في كفالة أحد الإخوان على أن يحضرني للسفر يوم الأربعاء المقبل، أي: بعد أسبوع واحد.
ولما أنتهت الحصة وجدت سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم في غرفة استراحة المدرسين، فأخبرته بالبرقية، وما تفيده، فما الذي ترى يا سماحة الشيخ؟
فقال: هذه أمور لا نتدخل فيها بتاتا، فقلت له: ابعثوا إذاً من يقطع لي تذكرتَ سفرٍ إلى جدة ليحجز لي مقعدا في أول طائرة إليها.
فقال سماحته: أثناء السنة الدراسية! ومَن لجدولك؟
فقلت: أمر عجيب منك هذا يا سماحة الشيخ محمد! أخبرك أن ولدي في السجن يراد تسفيره، وتفيدني بعدم اهتمامك بذلك، وتريد مني أن أجلس أعلم أولادك!
فقال سماحته: وماذا تريد بجدة؟
قال قلت: لا أكتمك، بأني أريد أن آتي ذاك الكافر "قنصل فرنسا" أدفع له رشوة، وأريد منه أن يتوسط لدى هذه الحكومة المسلمة لتترك هؤلاء المسلمين يصلون ركعتين بأحد الحرمين من غير إزعاج.
قال شيخنا: وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: يعلم الله أنه ما سبق أن تدخلنا في موضوع كهذا، ولكن فضيلتكم ليس عندنا مثل الناس، وعندي اقتراح على فضيلتكم: أن تكتب إلى الإمام كتابا توضح فيه وضع هؤلاء الإخوان، وترجو منه بموجبه أن ينظر إليهم بعين الرحمة، قال: وأنا رسولك إليه أضعه بيده بإذن الله، وعسى أن يكون الخير.
قال شيخنا ـ عليه رحمة الله ـ: فكتبت إلى جلالة الملك عبد العزيز كتابا مضمونه: أن هؤلاء إنما أتوا من استعمار غاشم همه القضاء على تقاليد الشعوب الدينية، وعلى لغاتهم وحيث إ نه لم يسبق لأحد من هؤلاء التدخل في سياسة ولم يسبق لأحدهم إصابة حد من حدود الله؛ فإني أسترحم لهم عطف جلالتكم الكريم بأمركم بعدم تسفير أحد منهم، قال: فذهب سماحته بالخطاب وسلمه لجلالة الملك وكلمه مشافهة في الموضوع، فأستدعى جلالته أحد أفراد مكتبه، قال: اذهب إلى القائمة بهذا المعروض، ثم ائتني حالا بالجواب، وقد كتب عليه: هل يوجد شنقيطي متدخل في سياسة؟ أو أصاب أحد منهم حدا من حدود الله؟
فجاء الرد: لا يوجد. فأرسل جلالته ـ عليه رحمة الله وأسكنه فسيح جناته ـ برقية تعميمية إلى مدير الأمن العام مفادها: الشناقطة إخوان الشيخ محمد الأمين لا تتعرضوا لهم ومن رغب منهم في الرعوية السعودية أعطوه بدون قيد ولا شرط.
مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ص75.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/331)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 08, 01:05 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» ص44: ـ في كلامه على خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول وكونه يفيد العلم اليقيني عند جماهير العلماء ـ وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح وصححه، ولكنه لم يعرف مذاهب الناس فيه =فيتقوى بها، وإنما قاله بموجب الحجة.
وظن من اعترضه من المشايخ الذين فيهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة، لكنهم يرجعون إلى ما يجدونه في مختصر أبي عمرو بن الحاجب ونحوه من مختصر أبي الحسن الآمدي والمحصل ونحوه من كلام أبي عبد الله الرازي وأمثاله، وظنوا أن الذي قاله أبو عمرو في جمهور أحاديث الصحيحين قول انفرد به عن الجمهور، وليس كذلك، وبل عامة أئمة الفقهاء وكثير م المتكلمين أو أكثرهم وجميع علماء الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو.
وليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع. اهـ
كنت أقرأ الكتاب على الشيخ البراك ـ حفظه الله ـ فلما بلغت هذا أعجبه استحسنه وأمرني بإعادته، وقال: «ضعه بين قوسين» ثم قال بعد سكتة وتأمل: لا يكاد يوجد من يجمع هذا على العموم!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 07 - 08, 12:51 م]ـ
قيل لأبي الرقيش الكلابي الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء، نحو: كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو: مرزوق ورباح؟
فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا.
يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء.اهـ
من الروض الأنف للسهيلي 1/ 49
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:30 م]ـ
زدنا .. زادك الله هدى وتوفيقا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 07 - 08, 06:41 م]ـ
بارك الله فيك
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 200: ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ:
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:
جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[25 - 07 - 08, 02:50 ص]ـ
أحسن الله إليك ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:59 ص]ـ
شكر الله لك
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت! اهـ
فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا. (مبتسم)
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 02:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللطائف وليتك ياشيخ عبدالرحمن تحرص على نقل مايجريه الله على لسان الامام عبدالرحمن البراك فهو والله بحر لاتكاد تجالس مثله.
البداية والنهاية - (ج 12 / ص 77)
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة .....
وفيها اصطلح الروافض والسنة ببغداد، وذهبوا كلهم لزيارة مشهد علي ومشهد الحسين، وترضوا في الكرخ على الصحابة كلهم، وترحموا عليهم، وهذا عجيب جدا، إلا أن يكون من باب التقية، ورخصت الاسعار ببغداد جدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/332)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:35 م]ـ
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/ 14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان؟
فقال: هكذا الحديث، ولا تكلم في هذا. اهـ
رحمه الله مثال على تعظيم السنة، وأين هذا مما يفعله كثير من المتأخرين من تكلف الاعتراضات على الحديث، ثم تكلف الإجابة؟!
دُرَّةٌ ..
أحسن الله إليك ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 06 - 09, 03:17 م]ـ
بارك الله فيكم
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/ 424:
وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه المخرج على صحيح البخاري" ... وقد قيل: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة = فهم على ائتلاف، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول: "مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا " - وشبك بين أصابعه.
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم، وقال: " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم". انتهى ما ذكره.
وهو مناسبة بعيدة جدا؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر.
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، وكذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في " صحيحه"، ونبهت على ما فيه. اهـ
قلت: من هذه الجهة، فقد فاق هذا الشرحُ "فتحَ الباري"لابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر جدا من مثل هذه المعاني والمناسبات عن الشراح المتأخرين، كما أكثر من الاعتراض عليها، وذكر أشياء ليست بعيدة عنها = فطال الكتاب بها.
أما ابن رجب فتركها جملة، وذكر مكانها أقوال أئمة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
رحم الله الجميع.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 06 - 10, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 04:23 ص]ـ
اثابكم الله وبارك الله فيكم
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:21 م]ـ
جزيت الجنان ياأباعبدالله أسأل الله أن ينفع بك و بعلمك
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا(37/333)
سلسلة فوائد منتقاة
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب - روضة العقلاء – لابن حبان ت 354 هـ
إذا قلت قال (م) أي المؤلف وهو (ابن حبان)
11/ قال م: لا أحفظ خبراً مرفوعاً صحيحاً يدل على فضل العقل. . . .
13/ مختارات و: 16،
14/ قال م: فكما أن الأجسام تموت عند فقد الطعام والشراب، كذلك العقول:إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت.
14/ ـ أبيات في أن العقل ميزان للشخص لا نسبه.
19/ - من صفات العاقل،20،
19/ - قال م: من خفي عليه عيب نفسه خفيت عليه محاسن غيره.
20/ - رأس العقل: المعرفة بما يمكن كونه قبل أن يكون.
21/ - فضائل الرجال ليس ما ادّعوها ولكن ما نسبها الناس إليهم.
30/ - وما من مخلص لله إلا على أعماله أثر القبول.
31/ - أبيات في المراقبة، الزهد، 38,39،
33/ - وإذا تناسب الرجال فلا أرى نسبا كصالح الأعمال.
34/ - التقوى هي العز.
36/ - يا نفس ما هو إلا صبر أيام ......
45/ - الجد في الطلب:
إذا كان يؤذيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتاء، ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى؟
46/ - قصيدة الجرجاني.
57/ - قال أبو هلال العسكري نقلاً عن بعض الأوائل: لا يتم العلم إلا بستة:
ذهن ثاقب، زمان طويل، وكفاية، وعمل كثير، معلم حاذق، شهوة، وكلما نقص من هذه، نقص علمه. .
64/ - الصمت، المجاهدة عليه: 75، تعّود الكلام الحسن 77،
84 / لا تعصين قول ذي التجارب لا تستعن في عمل بكاذب
94/ كن في أمورك ساكناً فالمرء يدرك في سكون
102/ من حسن خلقه صان عرضه.
111/ - ح (مدارات الناس صدقه) عد،طس، لا يصح.
143/ - أبيات الإخوان.
147/ - حِكَم لعمر رضي الله عنه.
149/ - ذم التكلف في الأخوة.
154/ - أخلق بذي الصبر أن يخطي بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ
155/ - قصة الصياد مع السمك: ...... لا تنظر لدموعه بل لعمله؟
173/ - المودة المؤقتة.
177/ - والنفس تعرف في عيني محدثها ..
194/ - حديث: (زر غباً تزدد حباً) قال م: لا يصح منها خبر من جهة النقل.
195/ - عدم تكرار الشيء لئلا تمله النفوس.
200/ - لكل داء دواءً يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.
203/ - ترك الأحمق.
204/ - اعلم بأن من الرجال بهيمةً في صورة الرجل السميع المبصر
فطنا بكل مصيبة في ماله وإذا يصاب بدينه لم يشعر
212/ - أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه ويبدو له العيب الذي لأخيه
220/ - إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع.
222/ - ألا رب باغ حاجة لا ينالها وآخر قد تقضى له وهو جالس.
يحولها هذا وتقضى لغيره وتأتي الذي تقضى له وهو جالس
223/ - وكم من طالب يسعى لشيء وفيه هلاكه لو كان يدري
227/ - حسدوا الفتى. . . . .
228/ - لكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفي.
231/ - الحسد بين الأقران، فالكتبة لا يحسدها إلا الكتبة و .........
236/ - و لا تلحف إنسان بملحفةٍ أبهى وأزين من دين ومن أدب
237/ - ترك إجابة السفيه.
243/ - أظهر اليأس فإنه غنى، وإياك والطمع فإنه فقرٌ حاضر.
263/ - عز التوكل.
270/ - عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب.
273/ - وقل من جد في أمرٍ يحاوله ......
279/ - العفو عن الجاني.
282/ - قال الفضيل: من طلب أخاَ بلا عيب بقي بلا أخ.
285/ - من أساء سمعا، أساء إجابة.
289/ - بعض الناس ينشر القبيح لا الجميل.
298/ - قصة في النميمة.
301/ - إذا شئت أن تقلى فزر متتابعاً وإن شئت أن تزدد حباً فزر غباً
306/ - هبني أسأتَ،كما زعمت فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأت، كما أسأت فأين فضلك والمرؤة
310/ - ح: (استعينوا على قضاء حوائجكم ...... ) عن معاذ: رواه الطبراني، وابن عدي.
وعن عباس: خط في تاريخ، قيل لأحمد وابن معين عن الحديث؟
فقالا هو موضوع وليس له أصل.
323/ - واعلم بأنك لن تسود، ولن ترى سبل الرشاد إذا أطعت هواك
332/ - وإياك ومهازلة الأخوان، فإن ذلك يذهب البهاء.
335/ - .... والبس لكل دهر ثيابه، ومع كل قوم شكلهم .... ، وقصر في المقالة مخالفة السآمة، .... والهدية من الأخلاق السرّية.
336/ - كلام عن صفات النساء، طريف.
351/ - قصة عن الحلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/334)
345/ - خير البرية قولاً خيرهم عملاً لا يصلح القول حتى يصلح العمل.
/ - وزن الكلام إذا نطقت،فإنما يبدي العقول أو العيوب المنطق.
355/ - لو سار ألف مدجج في حاجة لم يقضها إلا الذي يترفق.
375/ - الإقدام على العمل بعد التأني فيه، أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه.
----/ - نكح العجز التواني فولّد:الندامة
----/ - من لا تنفعه التجارب لا يدرك المعالي0
362/ - أفضل ما ورث الآباء للأبناء: حسن الأدب.
363/ - قال ابن مهدي: ما ندمت على شيء كندامتي أني لم أنظر في العربية.
364/ - قال الأصمعي: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل تحت حديث " من كذب علي ........ "
367/ - نعم العون على تقوى الله: الغنى.
369/ - لا تزال كريما على إخوانك مالم تحتج إليهم.
---- / - وكان بنو عمي يقولون: مرحبا فلما رأوني معدماً مات "مرحب"
377/ - تعاريف المرؤه.
383/ - الجود:
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
تعًود بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباظاً لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
385/ - من جاد ساد.
397/ - الهدية.
402/ - كل الناس في الرخاء أصدقاء.
419/ - قيل للأوزاعي: ما إكرام الضيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.
421/ - قال ابن المسيب: لأن أشبع كبداً جائعه، أحب إلي من حجة بعد حجة.
429/ - إذا كنت في نعمة فراعها فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم
434/ - وصايا للراعي الكبير.
447/ - فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساء ويوما ً نسر
448/ - على الدنيا:
كنا على ظهرها، والعيش ذو مهلٍ والدهر يجمعنا والدار والوطن
ففرق الدهر ذو تصريف أُلفتنا فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن
453/ - ومشيدُ داراً ليسكن داره سكن القبور وداره لم يسكن
455/ - ترك الدنيا. . .
.......
محبكم في الله أبو جهاد سلطان العمري
http://www.denana.com/articles.php?ID=270
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:44 م]ـ
هذه فوائد من كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي رحمه الله تعالى
وهذه رؤوس أقلام في البدعة والابتداع
كل صاحب مخالفة يدعو غيره إليها.
إذا ظهرت بدعة ماتت سنة.
لا يرد عل المبتدعة إلا عالم.
البدعة في الترك كما هي في الفعل.
ترك ما أحل الله ابتداع.
كل ما يتعلق به الخطاب الشرعي يتعلق به الابتداع.
قول مالك في ذم البدعة.
المبتدع صير نفسه مشرع.
العقل إذا لم يتبع الشرع اتبع الهوى والشهوة.
المبتدع متبع هواه.
صاحب البدعة ذليل.
حديث: "من عمل عملاً ... " ثلث الاسلام لأنه جمع وجوه المخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم من بدعة ومعصية.
حديث "ليذادن ناس عن حوضي" هم أهل البدع.
صحبة أهل البدع تورث الإعراض عن الحق.
ذم أهل البدع.
أوصاف أهل البدعة.
هل يقبل معها عمل؟
المستحسن للبدع عادةً يكون الشرع عنده لم يكمل بعد.
توقير صاحب البدعة فيه مفسدتين.
أهل البدع يبغضون أهل الإسلام.
أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع.
ما الظن بمن انطوت سريرته على البدعة يوم القيامة.
أهل البدع تكبروا عن تقليد النصوص.
توبة المبتدعة.
المبتدع والدليل.
قاعدة أهل البدع أن ما في النصوص دون ما اهتدوا إليه بعقولهم.
المبتدع يُنزّل الأدلة على هواه.
المبتدع من هذه الأمة إنما ضل في أدلتها حيث أخذها مأخذ الهوى و الشهوة لا مأخذ الانقياد تحت أحكام الله.
أكثر أدلة المبتدع من المتشابه لا الواضح فلزم رد المتشابه للمحكم.
أجمع السلف على ذم المبدع.
دليل المبتدع الهوى , و الشرع يأتي تبع.
كل راسخ في العلم لا يبتدع وإنما يقع في الابتداع ممن لم يتمكن من العلم.
المبتدع آثم والإثم على درجات.
المبتدع إذا لم ينتصر بإجابة دعوته بمجرد الإعذار و الإنذار الذي يعظ به حاول الانتهاض بأولي الأمر.
القيام على أهل البدع ورد جنايتهم على الدين وظوابط ذلك.
الخير كله في الإتباع والشر كله في الابتداع.
أهل البدع يتكلفون في الاستدلال بالأدلة.
مآخذ أهل البدع للأدلة مخالفة لمآخذ من تقدم من المحققين لأمرين:
1) عدم الرسوخ في كلام العرب والعلم بمقاصده.
2) عدم الرسوخ في العلم.
إذا دخلت البدعة في الأصل سهلت مداخلها في الفروع.
ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال عرف أنها لا تنضبط لأنها سيالة لا تقف عند حد.
أهل البدع لابد لهم من شبهة يتعلقون بها.
الصغائر في البدع ثابتة كما أنها في المعاصي ثابتة.
لا تنظر للبدعة أنها صغيرة ولكن انظر لها من جهة مصادمتها للشريعة ورميها لها بالنقص والاستدراك وأنها لم تكمل بعد.
لا يرضى منتم للإسلام إبداء صفحة مخالفة السنة.
فعل البدع في المواضع التي تقام فيها السنن فهو كالدعاء إليها بالتصريح.
إتباع الهوى أصل الابتداع.
بدع المساجد.
البدعة تنشأ من أربعة أوجه.
وهل قرن يخلو إلا وتحدث فيه البدع.
علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.
أهل البدع يسبون السلف وهذا راجع إليهم.
الاعتصام بالسنة نجاة.
ذكر المبتدع ليحذر منه.
أهل البدع يصدون عن الحق.
الجلوس معهم علامة النفاق.
ليس لأهل البدع غيبة.
أهل البدع يبهتون عند المناظرة.
ترك علم الكلام.
ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع.
المبتدعة يردون الأحاديث التي عليهم.
أهل البدع:المقلد عندهم للآراء خير من المتبع للكتاب والسنة.
البدعة إما: باعتقاد خلاف الحق الذي جاءت به الرسل أو التعبد بما لم يأذن به الله.
..................
محبكم في الله: أبو جهاد سلطان العمري
http://www.denana.com/articles.php?ID=266
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/335)
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:49 م]ـ
من أقوال السلف (3)
قيل لسعيد بن جبير: ماعلامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماءهم – السير (4/ 326)
قلت: لأن وجود العلماء من أعظم أسباب النجاة، لأنهم يدلون الناس على طريق النجاة، فإذا ماتوا فمن يبين للناس؟
............
قال ابن المديني: إذا رأيت المُحدِّث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغُسل، وحديث من كذب، فاكتب على قفاه لا يفلح – الغاية شرح الهداية (1/ 224)
قلتُ: ومعنى كلام ابن المديني في حديث (الغسل) وحديث (من كذب) , أي أن هذين الحديثين لهما طرق كثيرة وأسانيد مختلفة , فإذا اهتم طالب العلم في البداية بجمع طرق الحديث وهو لم يرسخ في العلم ويسير على المنهج الصحيح من التدرج في العلوم , فالغالب أن هذا النوع من الطلاب لايفلحون في طلب العلم أي لاينفعون ولاينتفعون.
............
قال أبو عاصم: الأحاديث القصار هي اللؤلؤ بخلاف الطويل غالباً، إلا أن يكون يشتمل على جمل من الأحكام فينزل كل حكم منها منزلة حديث واحد – فتح المغيث (2/ 310)
قلتُ: ينبغي العناية بالجميع، لكن الأحاديث التي جمعت أصول العلم وكنوزه كالأربعين النووية وغيرها ينبغي التأمل فيها وضبطها لأن غالب المسائل تُردّ إليها.
................
رؤي ابن المبارك في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث – فتح المغيث (2/ 319)
قلتُ: هذه رؤيا منام لا يعتمد عليها، لكن يُستأنس بمعناها ونحن في زمن الزهد في الرحلة لأجل العلم فهل عرفنا فضلها؟
...............
قال أحدهم: علم الإنسان ولده المُخلَّد – فتح المغيث (2/ 344)
قلتُ: لأن العلم يبقى للمرء بعد موته بسنين بل بقرون، أما الولد فيبقى أعوام ثم يموت، وقد لا يبقى إلا أيام، وانظر للإمام البخاري توفي عام (258) وإلى الآن ونحن نستفيد من علمه، فهاهي أكثر من (12) قرناً ولازلنا نترحم عليه، إذن (علم الرجل ولده المخلد).
...............
محبكم في الله: أبو جهاد سلطان العمري
http://www.denana.com/articles.php?ID=196
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:59 م]ـ
" فوائد من إغاثة اللهفان ج (1) "
7/- قال ابن القيم: فلا نجاة من مصايد الشيطان ومكايدة إلا بدوام الاستعانة بالله، والتعرض لأسباب مرضاته0
12/- قال بعض السلف: ما من فعل واِن صغر إلا ينشر لها ديوانان: لم؟ وكيف؟.
17/- الفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها وهي: فتن الشبهات، وفتن الشهوات 0
24/- (" ونُنزّل من القران ") قال ابن القيم: الأظهر أن " من" لبيان الجنس، فالقران جميعه شفاء ورحمه للمؤمنين 0
25/- قال ابن القيم: ومدار الصحة على حفظ القوة، والحميه عن المؤذي، واستفراغ المواد الفاسدة0
-/- فائدة ذكرها ابن القيم لأحد الأطباء ففرح بها0
34/- كتاب" المعلم" لابن القيم0
38/- تكميل النفس بالإيمان والعمل الصالح، ثم تكميل الغير بذلك، والصبر على ذلك0
41/- أربعة أمور لكل عبد، بل لكل حيوان 0
45/- شرح لحديث: اللهم بعلمك الغيب.
46/- قال بعضهم: لا تكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل، و إذا غضب أخرجه غضبه من الحق0
49،48/- الافتقار إلى الله تعالى0
60/- من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب0
62/- أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
74/- أهل الكلام زادوا تعقيدا على النصوص، وإلا فإن النصوص سهله0
75/- قال بعضهم: آخر أمر المتكلمين الشك، وآخر أمر المتصوفين الشطح0
76/- كما أن البدن يحتاج إلى الغذاء و. . . .، فكذلك القلب0
77/- البدن لا يصح إلا باستفراغه من المواد الفاسدة، فكذلك القلب إذا تخلص من الذنوب00
91/-أهل الابتداع يردون آيات الصفات إما بالتأويل الذي هو التكذيب بحقائقها، أو بكونها أخبار آحاد0
93/- طهارة الباطن، والظاهر، والحكمة من الدعاء" اللهم اجعلني من التوابين-"
97/- السر في" غفرانك " بعد الخروج من الخلاء 0
102/- منهج أهل البدع: يبنون دينهم على أن كلام الله ورسوله لا يفيد اليقين0
107/- أفسد الذنوب للقلب " الزنا واللواط"0
111/- المبتدع لا يريد توحيد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
113/- كل عضو في البدن خلق لأمر كماله إذا تم له ذلك صلح وإلا فلا، فكذلك القلب0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/336)
ــ/- لو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئاً0
ــ/- كل من عرف الله أحبه0
114/- لا تستوحش من قلة الرفيق0
116/- علامات صحة القلب0
121/- قيل في القلب السليم: ستبدي لها طيب ونور وبهجة
وحسن ثناء يوم تبلى السرائر 0
125/- هل النفس واحدة، وهل لها أوصاف؟.
ـــ/- اتفق السالكون على أن النفس قاطعه بين القلب و بين الوصول إلى الرب0
130/- محاسبة النفس0
132/- حفظ الجوارح 0
133/- كل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا خطر لها، يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد0
137/- كلمتان يسأل عنها الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلون؟.
138،139/- صور لتواضع السلف وازدراءهم لأنفسهم0
145/- حذر الرب تعالى من الشيطان وأمر بالاستعاذة من النفس، لأن شر النفس ينشأ من وسوسة الشيطان وإغوائه 0
148/- الاستعاذة قبل القراءة، ومن قال بعدها فما توجيهه0
150/- كلما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى، كان اعتراض الشيطان له أكثر0
163/- الشيطان قعد لابن آدم في كل طريق0
168/- نص أحمد على جواز ثقب أذن الصبية دون الصبي0
176/- معنى [يخوف أولياءه] المعنى عند جميع المفسرين: يخوفكم بأولياءه0
ـــ/- كلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمان العبد قوي خوفه منهم0
178/- المعصية تبدي السوأة الظاهرة والباطنة، وفائدة في الرؤيا إذا رُؤيا الرجل بادية عورته دل على فساد دينه 0
183/- توجيه لقصة المسيح مع السارق0
187/- طائفة "الملامتية".
189/- عدم التساهل للمرأة الأجنبية والأمرد، بل العبوس يدرأ عنك شرهما0
191/- تواضع السلف 0
192/- العصمة للأنبياء دون غيرهم0
193/- الخواطر لا يعتمد عليها، بل الوحي هو المنبع الأصلي، والرد على من لم يحكم الشرع0
194/- اتهام الصحابة لاراءهم0
196/- الاشتغال بالرسوم دون الحقائق شأن الجهلة0
200/- التقليل في استعمال ماء الوضوء0 وص (220) 0
205/- الميزان هو السنة، ومن خالف السنة فإما أن يكون متأول،أو مفرط، أو ظالم0ص (213,209).
210/- قصة المغتسل في النهر وهو يعتقد عدم صحة طهارته، وأنه مجنون0
211/- قصة في ذم الوسواس0
216/- كلام لابن تيمية في البدع العشرعند الوضوء0
217/- الوسوسة إما خبل العقل، أو جهل بالشرع، قاله الغزالي0
233/- حديث: صلوا في مرابض الغنم، ولاتصلوا في أعطال الإبل،فإنها خلقت من الشيطان "رواه أحمد، عن عبد الله بن مغفل0
236/- رواية"وتبول" في حديث: كانت الكلاب تقبل وتدبر "وتبول" في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا يرشون من الماء" قال ابن القيم: وهي عند (أبي داود) بإسناد صحيح0
239/- قال ابن تيمية: لا يجب غسل الثوب ولا الجسد من القيح والصديد، ولم يقم دليل على نجاسته0
241/- من صلى وعليه نجاسة ولم يعلم بها،أو علم ونسي فصلاته صحيحه، واختاره مالك،وأحمد0
244/- قصة عمر مع صاحب الميزاب0
249/- الشريعة حنيفية وسمحة، وضد ذلك: الشرك، والتحريم للحلال0
252/- بعض الغالين في القراءة والمتنطعين يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة مخرجه0
255/- الاحتياط الذي ينفع صاحبه ويثيبه الله عليه: الاحتياط في موافقة السنة، وترك مخالفتها0
256/- قال ابن تيمية: والاحتياط حسن، ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة السنة، فإذا أفضى إلى ذلك، فالاحتياط ترك هذا الاحتياط0
257/- حديث: التمرة، أخشى أن تكون من الصدقة، قال ابن القيم: فهذا الحديث أصل في الورع، واتقاء الشبهات0
259/- قاعدة الشريعة: أن الشك لا يقوى على إزالة الأصل المعلوم، ولا يزول اليقين إلا بيقين أقوى منه، أو مساو له0
265/- الاجتهاد إنما يعمل به عند عدم النص، فإذا تبين النص فلا اجتهاد إلا لإبطال ما خالفه0
271/- مسألة:إذا اشتبهت ثيات نجسه، الراجح التحري، وهو اختيار شيخنا يعني ابن تيمية0 " في مسألة الصلاة ".
273/- إذا اشتبهت عليه القبلة فالذي عليه أهل العلم أنه يجتهد ويصلي صلاه واحدة 0
278/- اختار ابن تيمية عدم استحباب إطالة الغرة في الوضوء0
285/- التوسط في الأمور0
289/- أجمع المسلمون على أن الصلاة عند القبور منهي عنها0
294/- من قال إن العلة من النهي من الصلاة عند القبر هي النجاسة فقوله باطل من وجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/337)
298/- العيد: ما يعتاده مجيئه وقصده: من مكان وزمان0
308/- صنف بعض غلاة القبور كتاباً سماه "مناسك حج المشاهد" مضاهاة منه بالقبور للبيت الحرام0
310/- المقصود من زيارة القبر: الدعاء للميت لا دعاءه0
314/- كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبياءهم، ونقص إيمانهم، عوضوا عن ذلك بما أحدثوه من البدع والشرك0 وص3180.
ــــ/- نص الأئمة الأربعة: أنه يستقبل القبلة وقت الدعاء عند القبر النبوي، حتى لا يدعوا عند القبر،فإن الدعاء عبادة0
318/- من المحال أن يكون الدعاء عند القبور، أو دعائهم، مشروعاً وعملاً صالحاً ولا يفعله أهل القرون الثلاثة 0
ــــ/- قصة قبر دانيال 0
320/- اتباع آثار الأنبياء والصلاة فيها، ذمه السلف، وانظر لقصة الشجرة.ص326
329 /- جهود ابن تيمية في إبطال المنكرات- رحمه الله تعالى-0
331/- القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن0
333/- قد يدعو الرجل عند القبر بتضرع وإخلاص، فيستجاب له لتضرعه، لا لأجل القبر، فافهم ذلك0
335/- كراهة الدعاء بحق فلان لا نبي ولاغيره0
336/- البدع عند القبور مراتب أشدها:
1. دعاءها من دون الله تعالى0
2. أن يسأل الله بها.
3. دعاء الله عندها0
337/- القصة المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد قبر أبي حنيفة باطله0
344/- الكلام عن الغناء0
359/- أبيات في صفات الصحابة وكل عابد صادق0
360/- مدمن سماع الغناء يصح فيه قول القائل:
دعاه الهدى والغي من ذا يجيبه؟ فقال لداعي الغي: أهلاً ومرحباً
وأعرض عن داعي الهدى قائلاً له: هواي إلى صوت المعازف قد صبا
366/- فتوى لا بن عباس في تحريم الغناء0
368/- الكلام على التصفيق والتصفير0
371/- كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي0
383/- حاشية /:حديث: من أتى كاهناً فسأله عن شيء حجبت التوبة عنه أربعين ليلة" ضعيف جداً، فيه: سليمان الواسطي "متروك".
387/- قصة الجاريتين الليلتين غنيا في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم،ولا دلاله فيه على إباحة الغناء0
391/- الرد على ابن حزم في إباحته للغناء0
404/- قال مالك بن دينار: بلغني أن ريحاً تكون في آخر الزمان وظلم،فيفزع الناس إلى علماءهم، فيجدونهم قد مسخوا0
405/- قل أن ترى رافضياً إلا وعلى وجهه مسحة خنزير0
406 /- المحلل سماه السلف: " مسمار النار "أي المحلل في الزواج من حديث: " لعن الله المحلل والمحلل له ".
508/- قال ابن القيم: فالمسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولابد، وهو في طائفتين:
1. علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله، الذين قلبوا دين الله وشرعه، فقلب الله صورهم، كما قلبوا دينه0
2. والمجاهرين المعروفين بالفسق وانتهاك المحارم، ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره،أو يوم القيامة 0
511/- حديث: "إنما الأعمال-" قال ابن القيم:وهو أصلُ في إبطال الحيل-".
521/- المحرمات حرمها الله لأنها تضر القلب, كما أن الطبيب يمنع المريض من بعض الأمور لئلا تضره0
522/- قال أبودود: سمعت أحمد وذكر أصحاب الحيل، فقال: يحتالون لنقض سنن الرسول صلى الله عليه وسلم0
526/- قال النظر بن شميل: في كتاب الحيل (320) مسألة كلها كفر0
527/- المحتال بالباطل مُعامل بنقيض قصده شرعاَ وقدراَ، مثل: القصة التي لأصحاب البستان في سورة (ن والقلم).
-/- جعل الله عقوبات أصحاب الجرائم بضدّ ما قصدوا له بتلك الجرائم، كالغالّ يحرم من الغنيمة، وصيد المحرم يحرم منه.
531 /- قاعدة الشريعة سد الذرائع، وذكر أمثلة كثيرة0
539 /- حديث: من تشبه بقوم000" رواه أحمد، وأبوداود، قال ابن تيمية: سنده جيد، وقال الحافظ: حسن0
450 /- قال ابن تيمية: وتجويز الحيل يناقص سد الذرائع مناقصة ظاهرة، فإن الشارع يسد الطريق إلى ذلك المحرم بكل ممكن، والمحتال يتوسل إليه بكل ممكن0
556 /- أنواع الحيل: أقوال، وأعمال وهناك تفصيل في ذلك 0ص572.
566 /- قال عمر: إن في معاريض الكلام ما يغني الرجل عن الكذب.
569 /- قصة ابن رواحه مع زوجته والجارية، قال النووي: إسنادها ضعيف ومنقطع.
تم الجزء الأول وتدوين فوائده
الساعة 10،55 صباح السبت 15\ 7\1420هـ
فوائد من إغاثة اللهفان
ج2
16 /- كان ربا الجاهلية:أن يكون للرجل على الرجل الحق إلى أجل، فإذا جاء وقته قال له غريمه: أتقضي أم تربي؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/338)
ـــ/- صح عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأساً أن يقول "أعجل لك وتضع عني , وورد عند (الحاكم) وقال: صحيح الإسناد، وورد الحديث مرفوعاً ولا يصح.
93 /- لو كانت الحيل جائزة لشرعها الله تعالى0
95/- مسائل في الحيل 0
110/- أهل الباطل يخرجون باطلهم في قوالب شرعية 0
117/- الحلف بالطلاق0
125/- فائدة للمفتي0
127/- مسائل في الحلف، والحنث0
146/- الغايات الحميدة في خبايا الأسباب المكروهة الشاقة , والغايات المكروهة في خبايا الأسباب المشتهاة المستلذة0
155/- ابتلاء يوسف وقواعد فيه0
160/- كتاب ابن القيم:الإعلام باتساع طرق الأحكام".
162/- الاحتيال في العمليات عند أهل التحريف، والاحتيال في العمليات من أهل المكر والمخادعة، وبلاء الإسلام ومحنته من هذي الطائفتين0
164/- أصل كل فعل وحركة في العالم: من الحب والإرادة 0254
165/- النفس لا تترك محبوباً إلا لمحبوب، ولا تتحمل مكروهاً إلا لتحصيل محبوب0 وص 166، 287.
169/- الحركات ثلاث0
173/- وصف جبريل بالأمانة "مطاع ثم أمين" وذلك يقتضي نصحه وصدقه، وإلقاه إلى الرسل ما أمر به من غير زيادة و لا نقصان ولا كتمان0
175/- " ذو مرة " أي: ذا صحة، وسلامة من الآفات".
ـــ/- جبريل عدو اليهود0
ـــ/- الملائكة وأعمالها في العالم0
ـــ/- وجميع كتب الله المنزلة من أولها إلى آخرها على الأمر بتلك المحبة (أي محبة الله تعالى) ولوازمها، والنهي عن محبة ما يضادها ولوازمها، وضرب الأمثال والمقاييس لأهل المحبتين0 (1/ 188).
889/- وتقسيم الأعمال إلى صالح وفاسد، هو باعتبارها في ذواتها تارة، وباعتبار مقاصدها ونياتها تارة أخرى 0
190/- في المسند عن ابن عمر مرفوعا:" إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل".
191/- أصل كل خير: هو العلم والعدل، وأصل كل شر: هو الجهل والظلم 0
ــ/- محبة الظلم والعدوان سببها فساد العلم، أو فساد القصد، أو فسادهما جميعاً0
192/- الطريق إلى معرفة الضار والنافع من الأعمال:1 - العقل 2 - الشرع
193/- تسمية المبتدع "صاحب هوى".
195 - قواعد في الحب والهوى 197.
197/- المحبة النافعة أنواع:1 - محبة الله 2 - محبة في الله 3 - محبة ما يعين على طاعة الله ..... والضارة أنواع:1 - المحبة مع الله، وهي أصل الشرك0 2 - محبة ما يبغضه الله 3 - محبة ما يقطع محبته عن الله أو تنقصها0
202 - اتفق الصحابة على قتل اللوطي، واختلفوا في الكيفية0
ـــ/- ما نقل عن مالك في جواز وطء المرأة في دبرها، لا يصح عنه، بل كذب 0
205/- قد يكون الذنب من أعظم المحرمات ولا يكون فيه حد، كأكل لحم الخنزير0
215/- العاشق الزاني، عشقه وحبه لغير الله وامتلاء قلبه من ذلك أعظم من الزنا الذي وقع فيه،فتأمل 0
224/- العاشق يصده عشقه عن الصلاة، إما (1) لا يحضرها (2) لا يخشع فيها0
228/- فما حصلت به فتنة القلوب فهو: إما شرك أو من أسباب الشرك0 وهي جنس تحته أنواع من الشبهات والشهوات0
233/- هل يقال: اللهم إني أعوذ بك من الفتن، أو من مضلات الفتن0
234/- امتحان الخلق ببعضهم0
235/- ضرورة الصبر على الفتن0
238/- أبيات في تثبيت الله للعبد الصادق0
239/- الفتنة: بالشبهات،أو الشهوات، وقد تنفرد للعبد، وقد يجتمعان 0
ـــ/- الناس يتفاوتون في ارتكابهم للفتن0
ـــ/- الإتباع، كلام عظيم0
240/- أسباب الوقوع في فتن الشبهات:1 - فهم فاسد2 - نقل كاذب 3 - حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به 4 - غرض فاسد وهوى متبع0
ـــ/- فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل والتكلم به، أو العمل بخلاف العلم الصحيح 0
241/- حذر السلف من فتنة:1 - صاحب الهوى قد فتنه هواه 2 - صاحب دنيا أعمته دنياه0
ـــ/- أصل كل فتنة من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل0
ـــ/- فتنة الشبهات تدفع باليقين، وفتنه الشهوات تدفع بالصبر0
243/- الرشد هو العلم بما ينفع والعمل به، والرشد والهدى إذا أفرد كل منهما تضمن لآخر0
244/- من سلم من فتنة الشبهات والشهوات جمع له بين الهدى والرحمة.
ـــ/- القران بصائر لكل الناس،وهدى لأهل اليقين0
246/- هناك ثلاثة أشياء: فاعل، قابل، آله، فالله فاعل، والقلب قابل، والآلة:القران، وإذا تخلف الهدى فهو نتيجة تخلف واحد من هذه، ولا يحصل الاهتداء الكامل إلا بتكميل تلك الثلاث0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/339)
251/- الجهل بحقيقة تربية النفس0
252/- فوائد من الابتلاء،270/ 271.
259/- أسباب السعادة:1 - أن يكون عارفاً بالنعيم الذي يطلبه2 - المعرفة بالعمل الموصل إليه 3 - الإرادة الجازمة لذلك العمل 4 - محبة صادقة لذلك النعيم.
260/- واجبات القلوب أشد وجوباً من واجبات الأبدان، وآكد منها.
261/- مداخل للشيطان0
ـــ/- وأكثر ديانات الخلق إنما هي عادات أخذوها عن آباءهم وأسلافهم، وقلدوهم فيها، في الإثبات والنفي والحب والبغض، والموالاة والمعاداة0
262/- للعبد من العلو على حسب ما معه من الإيمان " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " وكذلك مدافعة الله عنه، وعزته، وولاية الله له، ومعيته له، ونصره 0
263/- " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً " فمتى نقص إيمان العباد صار لعدوهم من الغلبة على حسب ذلك 0
276/- الناس عند إرسال الرسل إليهم بين أمرين:1 - أن يقولوا:آمنا 2 - أن يكفروا، فإن آمنوا امتحنهم الله0
280/- المخالف لله ورسوله ذليل، حتى لو اعتقدا عكس ذلك0
ــ/- حلاوة الإيمان، وعند المعصية تغيب عنه0
303/- بداية عبادة الأصنام0
309/- صور الجاهلية مع الأصنام 313،
391/- أسباب عبادة القبور0
329/- التفصيل في النفي لا مدح فيه0
343/- الفتنة بعبادة النار، والخيل ـ والبقر0
361/- الصابئة، والفلاسفة0
362/- شبهة الشرك0
363/- تفضيل الولي على النبي0
364/- ثمرة الجدال: والمحاجة والمجادلة إنما فائدتها طلب الرجوع والانتقال من الباطل إلى الحق، ومن الجهل إلى العلم، ومن العمى إلى الإبصار0
368/- داء التعطيل والشرك هو أصل بلاء العالم.
369/- الحكم التي جاءت بها الرسل عظيمة0
371/- أول من عرف عنه القول بقدم العالم أرسطوا0
372/- ألف ابن تيمية كتابين في الرد على أهل المنطق0
373/- عقيدة الفلاسفة وابن سيناء381،383.
382/- إمام المعطلين"فرعون".
385/- اختلاف عقيدة النصارى، والرد عليهم 386،396.
397/- هذه الأمة وقعت في محذورين:
1 - الغلو في المخلوق، حتى جعلوه شريكاً.
2 - تنقص الخالق وسبه، ورميه بالعظائم0
398/- قال عمر في النصارى: أهينوهم، ولا تظلموهم، فلقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر0
400/- المقدس قبلة الأنبياء0
401/- الحلف بالصليب0
404/- من تخطيط النصارى في تنصيرهم0
407/- أبيات في الرد على النصارى 414،
416/- خطر العالم المبتدع الجاهل0
419 /- عجائب آراء اليهود،432، وعقوبة الله لهم 439،
428/- فالطاعون بالرصد لمن بدل دين الله قولاً وعملاً 0
433/- سعة حلم الله تعالى0
434/- التسليم للنصوص0
445/- أنواع المحرم0
460/- مكر اليهود، وشركهم في صلاتهم 464،465، أذاهم للأنبياء. 468/ موفقهم من لوط/ واتهامهم 473/
473/- خلق الله لكل باطل وبهتان حملة، كما جعل للحق حمله 0
480/- معنى"بل جاء بالحق وصدق المرسلين".
ـــ/- هل التوراة مبدله،أم التبديل والتحريف وقع في التأويل دون التنزيل؟ واختار ابن تيمية الوسط في ذلك، وهو: أنه قد زيد فيها، وغير ألفاظ يسيرة منها، ولكن أكثرها باق على ما أنزل عليه، والتبديل في يسير منها0
486/- في الحاشية، حديث:أنا ابن الذبيحين0 لا أصل له بهذا اللفظ00"
495/- صلاة اليهود وخرافاتهم.
انتهى
ضحى الثلاثاء 8/ 8/20هـ
http://www.denana.com/articles.php?ID=268
------------------------------------------
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[17 - 11 - 04, 02:04 م]ـ
" فوائد من المقاصد الحسنة للسخاوي ت902هـ
...........
5/ كتب البخاري على حديث موضوع: " من حدّث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل.
5/ العهد على الراوي ومن أسند فقد برئ.
6/ المؤلفات في الموضوعات على نوعين:1 - ماقصد به المؤلف ذكر الرجال الكذابين
والضعفاء وذكر جملة من أحاديثهم الموضوعة 2 - ماقصد ذكر الأحاديث الموضوعة، وفي كلا الأمرين تصانيف.
7/ابن الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع، فقد ذكر أحاديث في مسلم في "
الموضوعات" وأورد أحاديث ضعيفة أيظاً.
8/ كتاب الكتاني " تنزيه الشريعة" أكمل كتاب في بابه.
33/ قال الفضيل: لم يدرك عندنا ماأدرك بكثير صلاة ولا صيام، وإنما بسخاء الأنفس
وسلامة الصدور، والنصح للأمة".
39/ كم من كتاب تصفحته ***** وقلت في نفسي أصلحته
حتى إذا طالعته ثانياً ***** وجدت تصحيفاً فصححته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/340)
48/ في مسائل إحياء أبوي الرسول، قال المؤلف: وقد كتبت فيه جزء، والذي أراه الكف عن التعرض لهذا إثباتاً ونفياً.
49/ كلام للحسن في تنقية الإخوان والمجلس000"
66/ثبت عند (الحاكم) عن ابن عباس في قوله تعالى (" ألم يرو أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها") قال: موت علمائها.
72/ إن القلوب لأجناد مجندة قول الرسول فمن ذا فيه يختلف
فما تعارض منها فهو مؤتلف وما تناكر منه فهو مختلف
76/ الفضل بن حسن مر بقوم في السوق، فقال: أما يقيل هؤلاء؟؟
قالوا: لا، قال:إني لأرى ليلهم ليل سوء.
78/ قال ابن العربي في شرح الترمذي: ليس في فضل الأضحية حديث صحيح.
110/قال ابن عبد البر: أجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر، وأن أمر السرائر إلى الله
تعالى.
141/ قال عمر رضي الله تعالى عنه: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل في الدنيا ولا في عمل آخرة.
148/معنى " جوامع الكلم" قيل: القرآن، وقيل: أنه أوتي الكلام الموجز القليل اللفظ كثير
المعاني. (بتصرف).
قال عمر: أميتوا سنه العجم، وأحيوا سنه العرب.
175/ قال ابن المبارك في التسليم في الصلاة لا يمده مداً.
180/ المؤلف له شرح على الترمذي.
قيل في المرأة:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها*****ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضعفاً واقتدارا على الفتى ***** أليس عجيباً ضعفها واقتدارها
237/ قصة رضاع أبو المعالي، وكيف تؤثر الرضاعة على الابن.
251/ قيل للجويني: لم كان السفر قطعه من العذاب؟ قال: لأنه فيه فراق الأحباب.
254/ قال الشافعي في أكل اللحم: إنه يزيد في العقل.
262/ قال أبو الدرداء: اذكروا الله عند كل حجيرة وشجيرة لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم.
266/ المؤلف له كتاب في تخريج الأذكار.
272/ يرى النووي اختصاص تضعيف الصلاة بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم دون مازيد فيه. قلت – سلطان -: ولكن الصحيح أن تضعيف الصلاة يشمل التوسعة التي في الحرم , وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
318/ الأدب في عدم المشي أمام الكبير.
فوائد
323/ قال ابن المبارك: إذا اغتاب رجل رجلاً فلا يخبره ولكن يستغفر.
337/ الكلام على أحكام الحمام.
338/ قال ابن مسعود. لايصلح الكذب في جد ولاهزل، ولاأن يعد أحدكم ولده شيئاً ثم
لاينجزه له.
345/ الكلام على حديث (لوأنكم دليتم بحبل إلى الأرض)، وبيان ضعفه لأنه من طريق الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه.
347/ أحوال كلمة (لو).
360/ مايقال إن فضل زمزم مادام في محله، أما إذا نقل يتغير، قال المؤلف: لاأصل لذلك.
388/ قال وهب بن منبه: أجمعت الأطباء على أن راس الطب الحمية، وأجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت.
420/ قال أنس رضي الله تعالى عنه: كان الرجل إذا قرأ البقرة وال عمران جد في أعيننا" أخرجه ابن أبي شيبه.
420/ سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم في قوم معهم بعث وهو أصغرهم، فقال: أمعك سورة البقرة؟؟ قال: نعم قال: اذهب فأنت أميرهم.
439/ قال المؤلف: كل ماورد فيه تحديد وقت يوم القيامة على التعيين فإما أن يكون لا أصل له، أولا يثبت إسناده.
443/ آثار في إتيان السلاطين.
453/ آثار في لاأدري.
474/ شرح لقول أحمد: ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير.
تم بحمد الله عز وجل تدوين فوائد هذا السفر النافع ضحي الأربعاء 4/ 7/20هـ
.....................
محبكم في الله: أبو جهاد سلطان العمري
http://www.denana.com/articles.php?ID=269
ـ[أم أحلام]ــــــــ[01 - 11 - 06, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه السلسلة ولكن تعليقا على هذه الفائدة
========
310/ - ح: (استعينوا على قضاء حوائجكم ...... ) عن معاذ: رواه الطبراني، وابن عدي.
وعن عباس: خط في تاريخ، قيل لأحمد وابن معين عن الحديث؟
فقالا هو موضوع وليس له أصل.
=======
فهذا ما وجدته في موقع الإسم سؤال وجواب للشيخ صالح المنجد
حديث " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "
سؤال:
أرجو أن تخبرني بصحة هذه الرواية: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ". هل هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأين أجده إذا كان صحيحاً؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عدي في الكامل، والعقيلي في الضعفاء، ولفظه: " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ". وهو مروي من حديث معاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة وأبي بردة.
والحديث قال عنه ابن أبي حاتم: منكر، وحكم ابن الجوزي بوضعه.
وضعفه العراقي، والسيوطي في الجامع الصغير، والعجلوني في كشف الخفاء.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 195): (عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سعيد بن سلام العطار قال العجلي: لا بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ ".
[علل ابن أبي حاتم 2/ 255، فيض القدير للمناوي 1/ 630، كشف الخفاء للعجلوني 1/ 135].
والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3/ 436 (حديث رقم 1453) وفي صحيح الجامع برقم943.
وقد أورد ما ذكره العلماء من علل هذا الحديث، ولكنه صححه من رواية سهل بن عبد الرحمن الجرجاني عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال: فالحديث بهذا الإسناد جيد عندي. [السلسلة الصحيحة 3/ 439].
والله أعلم.(37/341)
ما صحة هذا الحديث من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا،
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[17 - 11 - 04, 03:25 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو اليوم الذي هبط فيه جبريل على محمد بالرسالة.
نقلا عن احياء علوم الدين
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[18 - 11 - 04, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت انظر أخي كتاب " أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب " لابن دحية الكلبي (ص 106) بتحقيق جمال عزون , طبع مؤسسة الريان.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:20 ص]ـ
أخي خالد
الكتاب المذكور غير موجود عندي(37/342)
هل توجد رخصة بالفوائد الربوية للمصارف؟
ـ[أحمد ابراهيم]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات في ملتقى أهل الحديث ومنتدى العلوم الشرعية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أجيبونا هل توجد رخصة لمن أصابته ضائقه شديدة وبلده محتل من دولة اخرى أن يتقدم للحصول
على قرض من مصرف ربوي؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:47 م]ـ
نعم أخي هناك من أفتى وترخص في ذلك للجاليات الإسلامية في أوروبا .. اي في تاجير أماكن السكن و ما إلى ذلك .. وقالوا بأن ذلك من الحاجيات، و الحاجيات تنزل منزلة الضروريات .. و استأنسوا في ذلك أيضا فتوى أبي حنيفة ومحمد بأنه لا ربا بين المسلم و الحربي .... و اعتبر الدكتور الزحيلي أن هذه الفتوى صفعة على وجه المجامع الفقهية كلها، حيث ضيعت جهودها وصمودها في وجه ربا البنوك .. وقد رد على ذلك الدكتور الزحيلي وفنده في كتابه الأخير أو قبل الأخير (المعاملات المالية المعاصرة) و الذي يقع في 631 صفحة .. وطبعته دار الفكر بدمشق
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 10:32 م]ـ
وبالمناسبة فآخر فتوى قرأتها لداعية الشرك علي بن جمعةإباحة التعامل مع البنوك وهو الذي كان يحرمها قبل توليه الإفتاء تماما كسلفه الطالح طنطاوي أخزاهما الله.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الا ترى أخي الحنبلي ان في توقيعك نوع من التعصب للامام احمد -رحمه الله-وقد تناقض شقا اسمك حيث ان السلفي لايقول ان من ذهب الى ما ذهب اليه الامام احمد هو الاثري وانما يكون التعصب للنبي صلى الله عليه وسلم وللحديث فيكون الاثري هو الذي اتبع اثر النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟(37/343)
هل توجد محاذير في فتح محل خياطة للنساء
ـ[محمد 050]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:37 م]ـ
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد محاذير في فتح محل خياطة للنساء
وإذا وجدت بعض المحاذير فهل يمكن تلافيها
وهل توجد فتوى لأحد العلماء في ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 11 - 04, 12:27 ص]ـ
رابط قد يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17136
ـ[محمد 050]ــــــــ[18 - 11 - 04, 03:07 م]ـ
أخي الكريم المسيطير بارك الله فيك ظهرت لي هذه الرسالة
رسالة إدارية
محمد 050, لا تملك الصلاحيات للدخول إلى هذه الصفحة. قد يكون سبب ذلك أحد هذه الأسباب:
حسابك لا يسمح لك بالدخول إلى هذه الصفحة. هل تحاول التعديل على مشاركات غيرك , أو الدخول إلى وظائف خاصة بالمشرف العام ?
إذا كنت تحاول المشاركة , ربما قام المشرف العام بإلغاء حسابك , أو بإنتظار التفعيل.
الخروج الرئيسية
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:40 م]ـ
كذلك أنا يخرج لي مثل ما قال الأخ محمد
ـ[محمد 050]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:19 م]ـ
يظهر أنه لا توجد ردود(37/344)
سماع الموتى؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال لأهل الاختصاص؟
هل قال أحدُُ من أهل السنةِ بجواز سماع الموتى على الإطلاق؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 04, 06:35 ص]ـ
لعلك تستفيد بارك الله فيك من هذا البحث للشيخ أحمد القصير حفظه الله وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19104
ـ[ساري]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:06 ص]ـ
السلام عليكم:
هناك كتاب قيم في هذا المبحث للإمام نعمان الآلوسي، تحقيق الشيخ ناصر رحمهما الله
بعنوان:
" الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات "
هذا رابطه:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1258
لكنه للأسف (أو كما قال صاحب مقال قل ولا تقل يا للأسف)
لم يعمل عندي
ـ[ساري]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:13 ص]ـ
دقيقة!!!!
وجدت رابطاً آخر:
http://www.alalbany.net/albany_books.php
ستجد في هذه الصفحة الكتاب المذكور، اضغط عليه للتحميل.
أسال الله لك ولنا الفائدة
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله،،
الأخ الكريم / عبد الرحمن الفقيه، شكر الله لك سعيك لنشر الخير
________________________________________________
الأخ الكريم / ساري، الكتابُ ممتاز، وكنتُ قد قرأت فيه منذ أمد، إلا أنني لم أتذكره، فجزاك الله خير الجزاء.
ـ[ساري]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:35 م]ـ
وعليكم السلام:
وإياك أخي المعلمي(37/345)
التعقبات الرجيحة على سلسلة الأحاديث الصحيحة
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[18 - 11 - 04, 01:03 م]ـ
السلام عليكم
يشرفني الكتابة في هذا المنتدى المبارك وهذا أول موضوع لي وهو مسودة كتاب لي فيه تعقبات على كتاب فضيلة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى (السلسلة الصحيحة) اعتمدت فيه على كلام الأئمة النقاد الذين وصلوا لدرجة الإجتهاد في الحديث وليس كل من تكلم في الحديث كذلك، وهو مختصر بعض الشيء يسر الله الإنتفاع به ولا تحرمونا من مشاركاتكم الفعالة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 01:11 م]ـ
السلام عليكم شيخنا الفاضل ومرحبا بك في الملتقى
وآمل أن تجد ما يسرك، والموضوع الذي تريد طرحه في غاية من الأهمية،
فابدأ على بركة الله، والله الموفق.
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 03:03 ص]ـ
هل هذه التعقبات موجودة في كتاب واحد وكيف أجده
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 06:38 ص]ـ
سؤال، والله أريد به أن أعلم، وليس شيئًا آخر:
هل كلمة: الرجيحة عربية؟!
وأين لو سمحتم
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:50 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
هذا الراجح من مذهب أئمة الحديث في أحاديث السلسلة الصحيحة للشيخ الفاضل الألباني رحمه الله تعالى وأبدأ مستعيناً بالله تعالى بعد أداء صلاة الإستخارة لكل حديث:
1 - ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى فقالت عائشة: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} أن ذلك تاما قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله)).
ضعيف لاختلال شرط إتصال السند فالأسود بن العلاء لا يُعلم له سماع من أبي سلمة ولهذا قال البخاري في التاريخ: [1430] الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي حجازي عن أبي سلمة وعمرة قاله جعفر بن ربيعة وقال لنا آدم عن بن أبي ذئب عن الأسود بن العلاء بن حارثة وقال لي إبراهيم بن حمزة حدثنا الدراوردي عن بن أبي ذئب عن الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي وقال بعضهم العلاء بن أسود بن جارية وهذا وهم وقال عبد الكبير وعلي بن ثابت وعبد الحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء الثقفي عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى تعبد اللات وقال لنا أبو عاصم عن عبد الحميد عن سويد بن العلاء وقال لي إسحاق عن أبي عاصم وقال بعضهم الأسود بن العلاء) اهـ والـ (عن) توقف من البخاري في ثبوت السماع وهذه علّة عنده وخصوصاً أنه ذكر حديثنا هذا في الترجمة وكأنه يراه معلولاً وإلا هناك أحاديث أخرى للأسود عن أبي سلمة. وأما حديث أبي هريرة بنحوه فلا يصلح كشاهد لأن فيه نجيح أبو معشر وهو منكر الحديث كما قال البخاري، والمنكر لا يُستشهد به.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:01 م]ـ
3 - ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر.))
ضعيف قال البخاري في التاريخ: [2016] تميم بن أوس أبو رقية الداري قال لنا أبو اليمان قال ثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الكلاعي عن تميم الداري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل وقال لنا زكريا حدثنا الحكم بن المبارك قال أخبرني الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد عن سليم بن عامر أنه سمع المقداد بن الأسود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض نحوه نزل الشام أخو أبي هند الداري)) اهـ وكأن البخاري ينبه على الإختلاف في السند وعلى كلتا الحالتين فإتصال السند لم يتحقق فقد نفى أبو حاتم الرازي سماع سليم بن عامر من المقداد، ففي علل ابن أبي حاتم 2143: سألت أبي عن حديث رواه الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن سليم بن عامر قال حدثني المقداد بن الاسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال ابي هذا خطأ انما هو مقدام بن معدي كرب وسليم بن عامر لم يدرك المقداد بن الاسود)) اهـ، وأضيف بأنني لا أعلم لسليم بن عامر سماعاً من تميم الداري كذلك. وأما حديث أبو ثعلبة الخشني رضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/346)
الله تعالى عنه الذي قد يُستشهد به لهذا الحديث فلا يصلح لذلك ففيه أبي فروة الرهاوي وهو ضعيف ليس بشيء حتى قال عنه النسائي (متروك) ومن هذه حاله لا يُستشهد به، وهو معدود فيمن يروي عن سليم بن عامر صاحب الحديث هذا وعلى هذا فقد يكون مرجع الحديث واحد والله أعلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 11 - 04, 10:35 ص]ـ
وقفات مع التعقب رقم (1):
1ـ الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي المدني، ويقال له سويد.
قال ابن حبان: من قال العلاء بن الأسود بن جارية فقد وهم. قلت: وكذا قال البخاري.
وثقه النسائي، والعجلي، وابن حبان وقد أخرج حديثه في " صحيحه ".
وأخرج حديثه الإمام مسلم في " صحيحه "، والحاكم في " المستدرك ".
وقال أبو زرعة: ليس بذاك المشهور.
قلت: يعني بذلك أي ليس معروفاً بقوة النقل؟! وهل مثل هذا يُعدُّ جرحاً؟!!
وقال ابن البرقي: مدني روى عنه ابن أبي ذئب، فاحتملت روايته.
وقال الذهبي: صدوق.
وقال الحافظ: ثقة.
والغريب أن أبا العرب أورده في جملة الضعفاء.
قلتُ: لعله فعل ذلك تمشياً مع عادة المصنفين في الجرح والتعديل أنهم يذكرون الرجل في كُتُبهم ـ وإن كان ثقة ـ لأدنى كلام فيه.
(التاريخ الكبير: 1/ 447، الجرح والتعديل: 2/ 293، الثقات: 6/ 66، معرفة الثقات: 1/ 228، تهذيب الكمال: 3/ 228، إكمال تهذيب الكمال: 2/ 214، الكاشف: 1/ 131، تهذيب التهذيب: 1/ 341، تقريب التهذيب: 83).
2ـ قال الإمام مسلم في " صحيحه " رقم (2907):
حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن، زيد بن يزيد الرقاشي ـ واللفظ لأبي معن ـ قالا: حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبدالحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يذهب الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى ". قلت: يارسول الله، إن كنتُ لأظًنُّ حين أنزلَ اللهُ: (هُو الذي أرسل رسولَهُ بالهدى ودين الحق ليظهِرَهُ على الدين كُلِّهِ ولو كَرِهَ المُشْرِكُون) أنَّ ذلك تاماً. قال: " إنَّهُ سيكونُ مِنْ ذلك ما شاء اللهُ، ثم يبعثُ اللهُ رِيحاً طيبةً. فتوفَّى كُلَّ مَنْ قلبه مثقالُ حبةِ خردلٍ مِنْ إيمانٍ، فيبقى مَنْ لا خيرَ فيه، فيرجعونَ إلى دِينِ آبائهم ".
وقال (أي مسلم): وحدثناه محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر ـ وهو الحنفي ـ حدثنا عبدالحميد بن جعفر، بهذا الإسناد، نحوه.
وأخرجه أبو يعلى في " مسنده " (8/ 47ـ 48) رقم (4564): حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبدالحميد بن جعفر به.
وأخرجه ابن جرير في " تفسيره " (28/ 112): حدثني عبدالحميد بن جعفر، قال: ثنا الأسود بن العلاء به.
وأخرجه الحاكم (4/ 446ـ 447) مطولاً، و (4/ 549) مختصراً على المرفوع. من طريق عبدالحميد بن جعفر به.
وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قلت: بل أخرجه مسلم كما تقدم.
وأخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (رقم: 426) من طريق عبدالحميد بن جعفر به.
وأخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (9/ 181) من طريق عبدالحميد بن جعفر به.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وكون الأسود بن العلاء رواه عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري بالعنعنة فهذا لا يضر، لأن من المعلوم أن المعاصرة مع إمكان اللقاء مع السلامة من التدليس كاف في قبول الرواية كما هو مذهب الجمهور، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في " التقريب " (1/ 214ـ 215ـ بشرح " التدريب ")، وأصله " إرشاد طلاب الحقائق " (1/ 185ـ 186):
" الإسناد المعنعن ـ وهو فلان عن فلان ـ، قيل: إنه مرسل؛ والصحيح الذي عليه العمل ـ وقاله الجماهير من أصحاب الحديث والفقه والأصول ـ: أنَّه متصل بشرط أن لا يكون المعنعِن مدلِّساً، وبشرط إمكان اللقاء بعضهم بعضاً.
وفي اشتراط ثبوت اللقاء وطول الصحبة ومعرفته بالروية عنه خلاف؛ منهم من لم يشترط شيئاً من ذلك ـ وهو مذهب مسلم بن الحجاج؛ وادّعى الإجماع فيه " أ. ه.
3ـ ما نُقل عن إمام الدنيا البخاري لا يُفهم منه بمجرده التعليل ورد الرواية بحجة عدم السماع. بل هذا لم يتطرق إليه وإنما حكى الخلاف في اسمه وهذا لا يضر بعد تعيين الأسم الأكثر شهرة. ولو سلمنا جدلا أن إمام الدنيا البخاري يرجح عدم سماعه من أبي سلمة فقد خالفه الإمام مسلم ورجح سماعه بدلالة إخراج روايته له بالعنعنة في " صحيحه "، وهو الذي تَلقّته الأُمة بالقبول، سوى أحرفٍ يسيرةٍ، وهذا الحديث المتكلم فيه لم أجده في كتاب " التَتَبُّع " للإمام الدارقطني، ولا في كتاب " الأجوبة " للشيخ أبي مسعود عَمّا أشكَل الشيخ الدارقطني على صحيح مسلم بن الحجاج، ولم يتكلم في هذا الحديث شراح صحيح مسلم كالقاضي عياض، وأبي العباس القرطبي، والنووي وغيرهم فهذا مما يدل على صحته عندهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/347)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:44 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
هذا الراجح من مذهب أئمة الحديث في أحاديث السلسلة الصحيحة للشيخ الفاضل الألباني رحمه الله تعالى وأبدأ مستعيناً بالله تعالى بعد أداء صلاة الإستخارة لكل حديث:
1وكأنه يراه معلولاً وإلا هناك أحاديث أخرى للأسود عن أبي سلمة. وأما حديث أبي هريرة بنحوه فلا يصلح كشاهد لأن فيه نجيح أبو معشر وهو منكر الحديث كما قال البخاري، والمنكر لا يُستشهد به.
بارك الله فيك لكن دعنا من (كأنه)
ثانيا أخي هل ذكرت من صحح الحديث أيضا، فالحديث في صحيح مسلم، والتعقب على الألباني في الصحيحة!!!
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:29 ص]ـ
التعقيب رقم (3):
أخرج أحمد في " مسنده " (28/ 154ـ 155) رقم (16957) واللفظ له، ومن طريقه عبدالغني المقدسي في " ذِكر الإسلام " (24)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 150)، ويعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (2/ 331)، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (15/ 458ـ 459) رقم (6155)، وابن بشران في " الأمالي " (رقم: 364)، وابن منده في " الإيمان " (1085)، والحاكم (4/ 430)، والبيهقي (9/ 181)، جميعاً من طريق صفوان، قال: حدَّثني سُلَيْم بن عامر، عن تميمٍ الدَّاري، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمْرُ ما بَلَغَ الليلُ والنَّهارُ، ولا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أَدْخَلَهُ الله هذا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإسلامِ، وذُلّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكُفْرُ ". وكان تميمٌ الدَّاري يقولُ: قد عرفتُ ذلك في أهلِ بيتي، لقد أصابَ مَنْ أَسْلَمَ منهم الخيرَ والشَّرَفَ والعِزَّ، ولقد أصابَ مَنْ كان منهم كافراً الذُّلَّ والصًّغارَ والجِزْيَةَ ".
رواه عن صفوان ـ وهو ابن عمروالسَّكْسَكِي ـ كل من: أبو المُغيرة عبدالقدوس بن الحجاج الخولاني، و أبو اليمان الحكم بن نافع.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قلت: بل هو على شرط مسلم.
وقال عبدالغني المقدسي: هذا حديث حسن صحيح.
وتابع صفوان: معاوية بن صالح الحَضُرَمي، عن سُلَيْم بن عامر، به.
أخرجه الطبراني في " الكبير " (2/ 58) رقم (1280).
أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (6/ 14)، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قال أبو عبدالرحمن: أما قول القائل: لا أعلم لسليم بن عامر سماعاً من تميم الداري. فيجاب عن ذلك بأن يقال: هذا ظن ينبغي التخلي عنه وعدم حكايته إلا بوجود قرينة تدلُ على ذلك كتنصيص أهل العلم على أن سُلَيْم لم يسمع من تميم وهذا لم نجده. بل نجد في كتب التراجم بأن سُلَيْم روى عن تميم الَّداري، ولا يخفى أن المتقرر عند أهل التحقيق أن الإسناد المعنعن ـ وهو فلان عن فلان ـ، أنَّه متصل بشرط أن لا يكون المعنعِن مدلِّساً، وبشرط إمكان لقاء بعضهم بعضاً. قلت: وسُلَيْم لم يرمى بتدليس، وقد أدرك الكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد هذا أقول: لا يجوز تضعيف حديث الثقة، بمجرد دعوى عدم السماع، بل نحن على الأصل، وهو صحة حديث الثقة حتى يتبين انقطاعه.
أما حديث المِقْداد بن الأسْود فقد:
أخرجه أحمد (39/ 236) واللفظ له، والبخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 151)، وابن حبان (15/ 91ـ 92، 93ـ 94) برقم (6699، 6701)، والطبراني في " الكبير " (20/ 254ـ 255) رقم (601)، وفي " مسند الشاميين " (572)، وابن منده في " الإيمان " (1084) كلهم من طرق عن الوليد بن مسلم، حدثني ابن جابر، قال: سمعتُ سُلَيْم بن عامر، قال: سمعت المِقْدادَ بن الأسْود، يقول سمعتُ رسول الله صلى عليه وسلم يقول: " لا يَبْقَى على ظَهْرِ الأرضِ بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدْخَلَه الله كَلِمةَ الإسلام، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو ذُلِّ ذلِيلٍ، إمَّا يُعِزُّهم اللهُ فيَجْعَلُهم مِن أهلِها، أو يُذِلُّهم فيَدِينُونَ لها ".
قلت: وهو عند بعضهم مختصر.
رواه عن الوليد بن مسلم جماعة وهم: يزيد بن عبدربه، نعيم بن حماد، محمود بن خالد، عبدالرحمن بن خالد، الحكم بن المبارك، هشام بن خالد.
وقد توبع الوليد بن مسلم، تابعه:
1ـ الوليد بن مَزْيَد، ثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع سُلَيْم بن عامر يقول: سمعت المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
أخرجه الحاكم (4/ 430)، وابن منده في " الإيمان " (1084)، والبيهقي (9/ 181).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلت: هو على شرط مسلم.
2ـ دحيم ـ وهو عبدالرحمن بن إبراهيم بن عمر ـ، ثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، أنه سمع سُلَيْم بن عامر يقول: سمعت المقدام بن الأسود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
أخرجه ابن منده في " الإيمان " (1084).
قال مبارك: فقد ثبت في هذا النص سماع سُلَيْم بن عامر من المِقداد بن الأسْود. والسند إلى سُلَيْم صحيح لا غبار عليه، فثبت الحديث والحمد لله.
أما قول الإمام الكبير أبو حاتم الرازي: وسُلَيْم بن عامر لم يدرك المقداد بن الأسود ففيه نظر لما تقدم من صحة سماع سُلَيْم من المقداد في الرواية المتقدمة.
وهب أن رواية سليم عن المقداد لا تثبت، فهي في الحقيقة لا تعل رواية سليم عن تميم الداري لا ختلاف مخريهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/348)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 11 - 04, 01:23 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأوفيان على أكمل خلق الله وبعد ..
الأخ المبارك / مبارك.
أعانك الله. ويسَّرك للسداد. وشكر الله لك حسن صنيعك.
وإن كانت إضافة، فالتعقبات المذكورة ليست على الألبانى وحده كما يبدو واضحاً، فالأول لإمام الأئمة النيسابوريين مسلم بن الحجاج القشيرى، والثانى للإمام الجهبذ ابن حبان البستى. وقد أنبت عمن علم الحق وصدَّق به وتيقنه، فى تعقباتك مع الأدب الجميل، فأحسن الله مثوبتك، وبارك فيك.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:09 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
1 - أنا لا أذكر من صحح الحديث ومن خرجه فهذا الكلام موجود في الصحيحة وقد كفى ووفى الشيخ الألباني وتعقباتي هي على أحكام الشيخ فقط.
2 - إلى الأخ مبارك بالنسبة لمسألة السماع فالكلام فيها طويل والخلاف فيها قديم وإن كنت تكتفي بالمعاصرة فهذا لك ولكن لا تلزمنا بهذا القول وقولك بإتصال سند المتعاصرين يحتاج إلى دليل ولا دليل، و أنا متبع للبخاري إمام الحديث بلا منازع وهو أعلم من الإمام مسلم بلا شك وقضية أن هذا هو قول الجمهور فأولاً: إن صح فهذا لا يضر فالبخاري وابن المديني أعلم من غيرهما وثانياً:هذه دعوى وتحتاج إلى بينة بل لو قلنا أن جمهور أئمة الحديث على قول ابن المديني والبخاري لكان أقرب والله أعلم وراجع رسالة خالد الدريس في هذا الموضوع فهي نافعة.
3 - وأما تضعيف سند مسلم فهذا الذي أشار إليه البخاري في تاريخه، والشيخ الألباني ضعف أحاديث في صحيح مسلم لم يضعفها الإمام الدارقطني.
4 - وأما تعقب الأخ مبارك على الإمام أبو حاتم الرازي في نفي سماع سليم بن عامر من المقداد فيعوزه الدليل فكون السند فيه التصريح بالسماع لا يعني حقيقة السماع وخصوصاً أن السند شامي وأهل الشام يتساهلون في صيغ التحديث والسماع كما قرر ذلك الحافظ ابن رجب الحنبلي.
والحمد لله رب العالمين
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 11 - 04, 11:01 م]ـ
وقفات مع التعقبات:
1 ـ قولك: (بالنسبة لمسألة السماع فالكلام فيها طويل والخلاف فيها قديم). أقول: مادام الأمر كما تقول فلما تنكر على الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ تبنيه قول الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ بأن الإسناد المعنعن (وهو فلان عن فلان)، أنه متصل بشرط إلا يكون المعنعِن مدلساً، وبشرط إمكان لقاء بعضهم بعضاً. وتستدرك عليه بالعنوان الذي وضعته وهو: (التعقبات الرجيحة على سلسلة الأحاديث الصحيحة) ثم من الظلم بمكان أن تناطح إمام العصر، المطلع، الناقد البصير، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الذي شهد له أئمة العصر بالعلم والسعة والدراية، فهل تقارن نفسك بمحدث الزمان شيخ الإسلام الذي أمضى أكثر من ستين عاماً في غمار هذا العلم. وما رجحه شيخنا رحمه في مسألة السماع هو عن اجتهاد وتحري للصواب؛ لأنه من الباحثين المتجردين للحق، يسير وراء الدليل، ويتبعه مهما ذهب به، وكان صادعاً بالحق لا يحابي فيه أحد.
هذا هو حال شيخنا ـ رحممه الله ـ أم أنت فأظن أن القول الذي أرتضيته لك مذهباً فهو عن تقليد، لا عن بحث عن الدليل والحجة بدلالة قولك: (وأنا متبع للبخاري إمام الحديث بلا منازع وهو أعلم من الإمام مسلم ... ) فتقليدك هذا يجعلك تقتصر ببحوثك على نفسك لا أن تتعقب الأئمة الكبار.
2ـ قولك: (وأما تضعيف سند مسلم فهذا الذي أشار إليه البخاري في تاريخه) ما ذكره البخاري في " تاريخه " لا يفهم منه التضعيف لا من قريب ولا من بعيد. فالرجاء قراءة كلام البخاري والتأمل فيه ثم توضح لنا محل الشاهد الذي فهمت منه (أي المتعقب) التضعيف.
3ـ قولك: (والشيخ الألباني ضعف أحاديث في صحيح مسلم لم يضعفها الإمام الدارقطني)، لكن قد يكون ضعفها غير الدارقطني فيكون حينئذ مسبوق بذلك. ومع ذلك هل يحق لك أن تقارن نفسك بإمام العصر أعجوبة الزمان الذي شهد له العدو قبل الصديق ببراعته في علم الحديث؟!!
4ـ قولك: (فكون السند فيه التصريح بالسماع لا يعني حقيقة السماع) هذا كلام فيه نظر، بل السند الصحيح إلى من صرح بالسماع هو الأصل في ثبوت السماع وعلى هذا عمل الأئمة. ومن خالف في ذلك فعليه نقضه بكلام الأئمة لا بالدعوى والتهويش.
5ـ قولك: (وخصوصاً أن السند شامي واهل الشام يتساهلون في صيغ التحديث والسماع) هذه دعوى تفتقر إلى دليل ويستلزم منها تخطئة الثقة بمجرد الاحتمال أو الظن الذي لا يغني من الحق شيء. أضف إلى ذلك أن هذه الدعوى قد تنتقل إلى غير الشاميين كالعراقيين والحجازيين والمصريين وغيرهم، وفي هذا ما فيه. قلتُ: ومع هذا إن صح ما قاله الإمام ابن رجب في مثالين أو ثلاثة فلا ينسحب ذلك على كل اسانيد أهل الشام.
6ـ لو قلنا بما رجحت من قول البخاري في اشتراط ثبوت اللقاء أو غيره باشتراط ثبوت السماع كما حكاه ابن رجب في شرح العلل، إذ قال رحمه الله بعد أن ساق الأقوال في مسألة ثبوت اللقاء: " فإن قال قائل: هذا يلزم منه طرح أكثر الأحاديث وترك الاحتجاج بها!؟
قيل: من هنا عظم ذلك على مسلم رحمه الله، والصواب أن مالم يرد فيه السماع من الأسانيد لا يحكم باتصاله، ويحتج به مع إمكان اللقي كما يحتج بمرسل أكابر التابعين كما نص عليه الإمام أحمد " (1)
وعلى هذا يكون ما قاله البخاري حتى لو كان نفياً للاتصال فإنه لا يقدح في حجية الخبر كما يدل عليه قول ابن رجب رحمه الله.
7ـ اتضح لي أن التعليل عند الأخ الكريم قائم على مجرد النظر والنقد الشخصي لا على مستند علمي أو دليل محسوس يشير من خلاله إلى مكمن الخطأ الذي يرجحه.
أرجو النظر في هذا الرابط حول مسألة السماع والإستفادة منه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4268&highlight=%C7%E1%D1%DF%C8%CA%ED%E4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/349)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[01 - 12 - 04, 03:00 م]ـ
إلى الأخ مبارك السلام عليكم ورحمة الله:
أنا لا ألزم الشيخ الألباني بقولي فالألباني قد مات عليه رحمة الله تعالى ولكني أنصح المسلمين إن شاء الله تعالى. والحديث الأول ضعيف عند البخاري وليس عندي أنا، فقد قال البخاري الأسود عن أبي سلمة وهذه تعني عنده عدم ثبوت السماع وإلا لأثبته في تاريخه فهو يهتم بهذه المسألة كثيراً وعلى هذا فالسند ضعيف عنده وخصوصاً أنه ذكر نفس الحديث الذي نحن فيه.
وبالنسبة لمن يقول بإتصال سند المتعاصرين ولو لم يثبت اللقاء مرة واحدة على الأقل فيحتاج إلى دليل ويلزمه أن يعتبر كل من عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين ولم نعلم هل رآه أو لم يره أنه صحابي وهذا باطل. والمشايخ الذين يقولون بقول مسلم تجاوزوا قول مسلم وأخذوا بإثبات الإتصال دون إثبات المعاصرة بين الرواة أصلاً، وأصبح الأصل عندهم المعاصرة بين الرواة حتى يثبت الإنقطاع وهذه حقيقة وهذا ليس هو مذهب الإمام مسلم وإنا لست إلا متبعاً للأئمة في هذه المسألة وأنا مستعد لمناقشتها مع المتوسعين في هذه المسألة وإن كان تقليد إمام الأئمة مذمة فكيف بتقليد من هو دونه من أهل العصر.
وبالنسبة لموضوع سماع سليم بن عامر من المقداد فقد أنكره الإمام أبو حاتم الرازي ولا يعارض بالرواية التي ظاهرها ثبوت السماع وخصوصاً أن السند شامي هذا الذي قلته وليس فيه رد سماع الشاميين مطلقاً فتنبه هداك الله تعالى واذكر لنا من قال بسماع سليم من المقداد.
أرجو أن أكون قد رفعت الإشكال.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مبارك]ــــــــ[03 - 12 - 04, 06:02 م]ـ
وقفات مع التعقبات:
1ـ قولك: (ولكني أنصح المسلمين إن شاء الله تعالى) أظن ـ والعلم عند الله ـ إن قصدك هو التشهير والتقليل من الإمام الكبير محدث الزمان الألباني ـ رحمه الله ـ (مع العلم أن الحديث الأول المستدرك عليه أخرجه الإمام الجبل مسلم بن الحجاج في " صحيحه ")، والذي يوحي إليه تعقبك إنك من المقلدين الذين يرددون ما يكتبه البعض وينشره في الكتب والمجلات وعبر الانترنت من دعوى (مخالفة المتأخرين للمتقدمين) والمقصود بذلك هو الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ ومن يريد أن يستدرك أو يتعقب الإمام الألباني أو غيره من العلماء، إنما هم العلماء، لا إلى العوام أو المقلدين أو أنصاف المتعلمين، فالأمر كما يقول الشاطبي: " من وظائف المجتهدين فهم العارفون بما وافق أو خالف وأما غيرهم فلا تمييز لهم في هذا المقام ".
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله:
" وهذا الزمان يصدق فيه على الكثير من الناشئين من الطلاب المثل العربي القديم: (أن البغاث بأرضكم يستنسر)، والبغاث كما تعلمون هو الطير الصغير يعمل ويتشبه بالنسر الكبير. أو كما قيل: (تزبب قبل أن يتحصرم) أو كما يقول الحافظ الذهبي: (يريد أن يطير قبل أن يريش)، فتنة. ونبلوكم بالخير والشر فتنة. كنا نشكوا من الجمود، أصبحنا نشكوا من الفلتان والانطلاق بدون حدود ولا قيود ".
قال مبارك: فما أدري الحامل على تعقب شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ دون غيره ممن سبقه أو عاصره؟!!
2ـ قولك: (فقد قال البخاري الأسود عن أبي سلمة وهذه تعني عنده عدم ثبوت السماع وإلا لأثبته في تاريخه فهو يهتم بهذه المسألة ... )، هذه دعوى تحتاج منك إلى دليل وهو تصريح البخاري بأن قوله (الأسود عن أبي سلمة) تعني الضعف وإلا فقد تقولت عليه مالم يقل.
3ـ قولك: (وعلى هذا فالسند ضعيف عنده) هي استنتاج من بنيات أفكارك ليس عليها آثارة من علم، وهي في الحقيقة دعوى تحتاج إلى دليل أو برهان ... وهيهات.
4ـ قولك: (وبالنسبة لمن يقول باتصال سند المتعاصرين ولو لم يثبت اللقاء مرة واحدة على الأقل فيحتاج إلى دليل ... )، الدليل هو أن الثقة العدل مقبول في كلِّ شيء، قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في " الإحكام " (2/ 21):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/350)
" وإذا علمنا أن الراوي العدل قد أدرك من روى عنه من العدول، فهو على اللقاء والسماع، لأن شرط العدل القبول، والقبول يضاد تكذيبه في أن يسند إلى غيره ما لم يسمعه، إلا أن يقوم دليل على ذلك من فعله. وسواء قال (حدثنا) أو (أنبأنا)، أو قال (عن فلان)، أو قال (قال فلان) = كل ذلك محمول على السماع منه. ولو علمنا أن أحداً منهم يستجيز التلبيس بذلك كان ساقط العدالة، في حكم المدلس. وحكم العدل الذي قد ثبتت عدالته فهو على الورع والصدق، لا على الفسق والتهمةِ وسوءِ الظن المحرَّم بالنص، حتى يصح خلافُ ذلك. ولا خلاف في هذه الجملة بين أحدٍ من المسلمين، وإنما تناقض من تناقض في تفريع المسائل " أ. ه.
انظر أخي الكريم كيف يحكي الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ الإجماع على قبول عنعنة المتعاصرين مع السلامة من التدليس
وقد حكى الإجماع ـ أيضاً ـ الإمام الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (34):
" معرفة الأحاديث المعنعة وليس فيها تدليس: وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورُّع رواتها عن أنواع التدليس " أ. ه.
فإن قال قائل: لكن الحاكم لم يشترط المعاصرة، فالجواب حينئذ: هذا شرط بَدَهيٌّ لا يحتاج إلى تنصيص. فالكلام هنا عن (الاتّصال)، كيف يثبت (الاتّصالُ) في الحديث المعنعن؛ فاشترطوا لذلك أن لا يكون الراوي مدلسًا؛ فهل هناك حاجةٌ ـ بعد ذلك ـ إلى التنصيص على المعاصرة، وأنه يجب أن لا يكون الراويان غيرَ متعاصرَين؟!
وهناك غير الحاكم وابن حزم نقلوا الإجماع على قبول عنعنة المتعاصرين مع السلامة من التدليس انظر: " إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرين " (93ـ 111).
5ـ قولك: (ويلزمه أن يعتبر كل من عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين ولم نعلم هل رآه أو لم يره أنه صحابي وهذا باطل)، قلت: هذا اللازم غير لازم وحكاية كلامك يغني من الرد عليه ونسأل الله العافية.
لمعرفةالطرق التي تثبت بها الصحبة انظر: " الإصابة " (1/ 14) و " الباعث الحثيث " (1/ 517ـ 519).
6ـ الأفضل ننقل لك رأي الإمام الجبل مسلم من مقدمة صحيحه (1/ 130ـ نووي)، حيث قال:
" وذلك أن القولَ الشائِعَ المتفقَ عليه بين أهلِ العلم بالأخبار والروايات قديماً وحديثاً: أنَّ كُلَّ رجُلٍ ثقةٍ روى عن مثلهِ حديثاً، وجائزٌ ممكنٌ لهُ لقاؤُهُ والسماعُ منهُ، لكونِهِمَا جميعاً كانا في عصرٍ واحدٍ، وإنْ لم يأتِ في خبرٍ قطُ أنهمَا اجتمعا، ولا تشافَهَا بكلامٍ فالروايةُ ثابِتَةٌ، والحُجَّةُ بها لازمةٌ. إلا أنْ يكُونَ هناك دلالةٌ بينةٌ أنَّ هذا الراوي لمْ يلْقَ من روى عنْهُ أو لمْ يَسْمَعْ منهُ شيْئاً. فأما والأمرُ مبهمٌ، على الامْكَانِ الذَّي فسَّرْنَا فالروايةُ على السَمَاعِ أبدًا، حتى تكونَ الدلالةُ التي بَيَّنَّا ".
وقال في موضع آخر (1/ 137ـ نووي):
" وإنما كان تفقد منهم سماعَ رُاةِ الحديثِ ممنْ روى عنهم إذاكان الراوي ممن عُرِفَ بالتدليسِ في الحديث وشُهِرَ به، فحينئذٍ يبحثونَ عن سماعه في روايته، ويتفقدون ذلك منه؛ كي تَنْزاحَ عنهم علةُ التدليس. فمن ابتغى ذلك من غير مُدَلّسٍ على الوجهِ الذي زعم من حكينا قولهُ، فما سمِعْنَا ذلك عنْ أحدٍ ممن سَمَّيْنَا ولم نُسَمِ من الأئمةِ ".
ويقول ـ أيضاً ـ في معرض كلامه لمقالة صاحب المذهب المخالف (1/ 129ـ نووي):
" أنَّ كُلَّ إسنادٍ لحديثٍ فيهِ فُلانٌ عن فُلانٌ، وقد أحاطَ العلمُ بأنهما قد كاناَ في عصرٍ واحدٍ وجائزٌ أن يكون الحديثُ الذي رَوَى الرَّاوي عَمَّنْ روى عنه قد سَمِعَهُ مِنْهُ وشَافَهَهُ بِهِ ... ".
وقال عَقِبَ ذكره لأمثلةٍ للأسانيد الصحيحة مع عدم العلم بالسماع (1/ 143ـ نووي):
" إذ السَّمَاعُ لكلِ واحدٍ ممكنٌ من صاحبهِ غيرُ مُسْتَنْكَرٍ، لكونِهِمْ جميعاً في العصرِ الذي اتفقُوا فيه ".
فمن خلال هذه النقول يتبيّن أن الإمامَ مسلماً كان يشترطُ لقبول الحديث المعنعن ثلاثةَ شروط:
الأول: المعاصرة.
الثاني: أن لا يكون الراوي الذي عنعن مدلساً.
الثالث: أن لا يكون هناك ما يدل على عدم السماع.
فأما الشرطان الأولان فظاهران لا خلاف فيهما ولا غموض، وأما الشرط الثالث فبينه مسلم غاية البيان بقوله المتقدم: " إلا أن يكون هناك دلالةٌ بيّنةٌ أن هذا الراوي لم يلْقَ من روى عنه أو لم يسمع منه شيئًا " فهذا نصٌّ صريحٌ أن المعاصرة قد تحصل بين الراويين، لكن قد يمنع من الحكم بالاتصال ـ عند مسلم ـ وجودُ دلالةٍ واضحةٍ تنفيه وتمنعه، ومن أمثلة ذلك لو أن الراوي نَفَى عن نفسه السماعَ ممن عاصره، أو علمنا من أخبارهما أنهما لم يجتمعا في بلدٍ واحد قطّ، ولا كانت بينهما مكاتبةٌ أو إجازة فإن هذه من ابين الدلائل على عدم الاتصال. وحينها فلن يحكم مسلم ولا غيره بالاتصال. وقد تكون هناك دلائل أخرى مثل بُعْدِ البلدان، أو إدخال الوسائط مع وجود قرينة قوية تدل على أنه لم يسمع الحديث بعلو ونزول، ونحو ذلك من القرائن التي تشهد لعدم السماع وتُغلّب عدمَ حصوله.
قال مبارك: لعلك أخي الكريم تراجع الرابط المتقدم أو كتاب إجتماع المحدثين ففيه ما يقوي أن مذهب البخاري هو مذهب مسلم.
ما نُسب إلى الإمام الجبل البخاري من اشتراط العلم بالسماع أو اللقاء لم يصرح به في " صحيحه " ولا خارج " صحيحه " إنما هو فهم من بعض العلماء من خلال دراسة الصحيح، وهذا الفهم عرضة للخطأ والصواب بخلاف ما نُسب إلى الإمام الجبل مسلم فهو مسطر في مقدمة كتابه " الصحيح " فهو حينئذٍ أولى بالقبول والاتباع لاسيما ادعى البعض الإجماع على مذهب مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/351)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 12 - 04, 09:40 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الأخ المبارك / مبارك.أعانك الله. وبارك فيك. وأحسن الله بك القصد. ويسَّرك للصواب حيث توجهت.
وإن كإن ثمة نصيحة، فالاقتصار علي المباحث العلمية دون جرحٍ للمشاعر.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[11 - 12 - 04, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
1 - مذهب الإمام البخاري يُعرف بالإستقراء فهو كان كثيراً ما يرد السند بعلة عدم ثبوت السماع وهذا مشهور وإنكار ذلك فيه تحكم وليس بشرط أن ينص بالحرف على مذهبه فعلم المصطلح يُعرف بالإستقراء لكلام الأئمة على الأحاديث ولو اشترطنا النص الحرفي لذهب علم مصطلح الحديث. وعلى هذا فعندما يقول البخاري فلان سمع فلان وعن فلان فهذا يعني أنه يفرق بين السماع وبين العنعنة وهنا قال (الأسود عن أبي سلمة) وهذا يعني عدم معرفته بسماع الأسود من أبي سلمة وهذه علة عنده ولا أقول أنه نص على ضعف الحديث ولكن هذا مقتضى مذهبه.
2 - وقول ابن حزم فيه نظر فقد ذهب مذهب الأئمة البخاري الأئمة الكبار مثل شعبة وابن القطان وابن المديني والرازيان وابن الفلاس وابن معين وأحمد وأبو زرعة الدمشقي وغيرهم، فمن الناس بعدهم؟. وإن كان هناك إجماع على الإكتفاء بالمعاصرة فلماذا كتب الإمام مسلم في هذه المسألة؟ وهنا أقول هل تثبت صحبة الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمعاصرة فقط؟! وبالنسبة لكتاب إجماع المحدثين فقد اطلعت عليه منذ زمن، وكتاب خالد الدريس أقوى منه.
____________________________________________
16 - عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان إذا ودع أحدا قال أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. (ويجيب المسافر أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)
ضعيف عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما فإنه لا يُعلم للحسن بن ثوبان سماعاً من موسى بن وردان فقد قال البخاري في التاريخ الكبير: [2497] الحسن بن ثوبان الهمداني عن هاشم بن أبي رقية وموسى بن وردان روى عنه الليث بن سعد يعد في المصريين.) اهـ. إذاً الإمام البخاري لا يعلم هل سمع منه أم لا ولهذا قال (عن) ولم يقل (سمع)، وهذا يقدح في إتصال السند. وأما السند الذي في تهذيب الكمال الذي فيه التصريح بسماع الحسن من موسى فلا يؤخذ به لآنه لا يجوز أن نعارض كلام إمام كالبخاري بظاهر السند وخصوصاً أن في السند ابن لهيعة، ولا تغني مشاركة الليث له في السند فقد يكون لفظ السماع من ابن لهيعة وخصوصاً إذا علمنا أن الأسانيد الأخرى لليث ليس فيها ذكر السماع وأضف إلى ذلك أن السند طويل والأسانيد الطويلة فيها أخطاء أكثر من الأسانيد القصار والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 12 - 04, 08:39 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله. وبعد.
تضعيف الحديث بدعوى عدم ثبوت سماع الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ من مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ سقيم
وغير مستقيمبل سماعه من مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ متيقن مجزوم بصحته، وليس فى كلام إمام المحدثين نفى ذاك السماع، وإنما هو التاويل الخاطئ لمفهوم الترجمة، ومراد البخارى من سياقتها هذا المساق. وهاك ثبوت سماعه من طريقين أخريين غير رواية ابن لهيعة:
[الطريق الأولى] الليث عنه
قال أبو القاسم الطبرانى فى ((الدعاء)) (820): حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عَبْدُ اللهِ بْن صَالِحٍ حدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ح وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح ثنا يحيى بن بكير حدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أُوَدِّعُهُ لِسَفَرٍ أَرْدُته، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي مَا عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: بَلَى، قَالَ: ((قُلْ: اسْتَوْدَعْتُكَ اللهَ الَّذِي لا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/352)
قلت: وفى هذه الرواية إثبات استقلال الليث بن سعد بحكاية سماع ابن ثوبان من ابن وردان، وذلك من طريقى يحيى بن بكير، وكاتبه عبد الله بن صالح عنه، يعضد كلاهما صاحبَه فى ثبوت رواية الليث بن سعد.
وتابع مطلب بن شعيب عن عَبْدِ اللهِ بْن صَالِحٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ سمويه.
قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (29/ 167): أخبرنا أبو إسحاق بن الدرجي وأحمد بن شيبان قالا أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا عَبْدُ اللهِ بْن صَالِحٍ حدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أبَا هُرَيْرَةَ أُوَدِّعُهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئَاً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الْوَدَاعِ، قلت: بلى، قال: ((قل أستودع الله الذي لا تضيع ودائعه)).
[الطريق الثانية] سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُوبَ عنه
أخرجه النسائى ((الكبرى)) (6/ 130/10342) و ((عمل اليوم والليلة)) (508) فقال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني اللَّيْثُ وَابْنُ أَبِى أَيُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أودعه، فقال: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئَاً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقُولُه عِنْدَ الْوَدَاعِ، قُلتُ: بَلَى، قال: ((قُلْ: اسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ)).
وقال النسائى ((عمل اليوم والليلة)) (505): أخبرنا أبو يحيى الساجي ثنا أحمد بن سعيد الهمذاني ثنا ابن وهب أخبرني اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أبَا هُرَيْرَةَ أُوَدِّعُهُ لِسَفَرٍ أَرْدُته، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئَاً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقُولُه عِنْدَ الْوَدَاعِ، فَقُلتُ: بَلَى، قَالَ: ((قُلْ: اسْتَوْدَعُكُمُ اللهَ الَّذِي لا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ)).
وعلى هذا، فقرين الليث بن سعد فى حكاية سماع ابن ثوبان من ابن وردان ليس ابن لهيعة وحده، فقد شارك الاثنين: الثقة الثبت سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُوبَ أبو يحيى مقلاص المصرى، ورواية الليث وحده كافية لإبطال دعوى: أنه لم يستقل بالسماع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 08:41 م]ـ
(على هذا فعندما يقول البخاري فلان سمع فلان وعن فلان فهذا يعني أنه يفرق بين السماع وبين العنعنة وهنا قال (الأسود عن أبي سلمة) وهذا يعني عدم معرفته بسماع الأسود من أبي سلمة وهذه علة عنده ولا أقول أنه نص على ضعف الحديث ولكن هذا مقتضى مذهبه)
انتهى
محل بحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11260
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14167&page=1&highlight=%D3%E3%DA+%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 12 - 04, 08:44 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله. وبعد.
من الواضح البين أن التعقبات الرجيحة غير صحيحة ولا وضيحة
والأولى أن تطوى خفايا هذه الصحيفة
ـ[مبارك]ــــــــ[12 - 12 - 04, 11:23 م]ـ
* قال الطبراني في " الدعاء " (2/ 1181) رقم (820): حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا عبدالله بن صالح، حدثني الليث عن الحسن بن ثوبان، (ح) وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السّرْح، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث، عن الحسن بن ثوبان أنه سمع موسى بن وردان يقول: أتيت أبا هريرة رضي الله عنه أودعه لسفر أردته فقال أبو هريرة: ألا أعلمك يابن أخي ما علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بلى: قال: قل أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
رجال الطريق الأول:
1ـ مطلب بن شعيب الأزدي مروزي سكن مصر، توفي سنة 282ه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/353)
قال ابن عدي: بعد أن أورد له حديثاً واحداً منكراً، قال: وسائر أحاديثه عن أبي صالح مستقيمة وقد أكثر الطبراني عن مطلب هذا وهو صدوق.
وقال ابن يونس: مطلب بن شعيب بن حبان بن رستم، يكنى أبا محمد، كان أبوه من أهل مرو، وولد بمصر، ويقال أنه من موالي الأزد. ثم قال: وكان ثقة في الحديث.
(الكامل: 6/ 2455، ميزان الاعتدال: 4/ 128، لسان الميزان: 6/ 744ـ 745).
2ـ عبدالله بن صالح بن محمد بن مُسلِم الجُهني، أبو صالحٍ المصري، كاتب الليث: صدوقٌ كثيرُ الغلط، ثبتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة. (التقريب: 322).
3ـ الليث بن سعد بن عبدالرحمن الفَهْمي، أبو الحارث المصري: ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهورٌ (التقريب: 518).
4ـ الحسن بن ثَوْبان بن عامر الهَمْدانيُّ، ثم الهَوْزَانيُّ، أبو ثَوْبان المِصريُّ.
وثقه ابن حبان وابن خلفون.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وخرج حديثه الحاكم حديث الحسن هذا في " مستدركه ".
وقال الذهبي: عالم عابد فاضل.
وقال مرة: مصري وسط.
وقال الحافظ: صدوق فاضل.
(تهذيب الكمال: 6/ 67ـ 70، إكمال تهذيب الكمال: 4/ 70، الكاشف: 1/ 218، المُجرد: 1165، تقريب التهذيب: 140).
رجال الطريق الثاني:
1ـ عمرو بن الشيخ أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري أبو عبدالله.
قال الذهبي: ثقة زاهد صالح، وثَّقه ابن يونس. (تاريخ الإسلام [281هـ 290ه]) (ص 233).
2ـ يحيى بن عبدالله بن بُكَيْر المخزومي مولاهم، المصري، وقد يُنْسَب إلى جده.
قال الذهبي: ثِقَة، صاحب حديث ومعرفة. يُحتَجَّ به في الصحيحين.
وقال مرة: كان غزير العِلم، عارفاً بالحديثِ وأيام الناس، بصيراً بالفتوى، صادقاً دَيِّناً، وما أدري ما لا ح للنَّسائي منه حتى ضعفه، وقال مرةً: ليس بِثقة. وهذا جرحٌ مردودٌ، فقد احتجَّ به الشيخان، وما علمتُ له حديثاً منكراً حتى أُورِدَه.
وقال أيضاً: الإمام الحافظ الثقة ... وكان من أوعية العلم مع الصدق والأمانة. قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه ولا يحتج به. قلت (أي الذهبي): قد علم تعنت أبي حاتم في الرجال، وإلا فالشيخان قد أحتجا به، نعم وقال النسائي: ضعيف. وأسرف بحيث قال في وقت آخر: ليس بثقة وأين مثل ابن بكير في إمامته وبصره بالفتوى وغزارة علمه ...
قال أبو عبدالرحمن: من أجل ذلك ذكره في كتابه القيم " مَنْ تُكُلِّم فيه وهو موثَّقْ " (197 رقم 374).
قال الحافظ: ثقة في الليث. قلت: وروايته هاهنا عن الليث فلا مناص حينئذ من قبولها.
وقد دافع عنه شيخنا الإمام الألباني في " السلسلة الصحيحة " (الذهبية) (6/ 1274) فانظره غير مأمور.
(ميزان الاعتدال: 4/ 391، سير أعلام النبلاء: 10/ 614، تذكرة الحفاظ: 2/ 420، تهذيب الكمال: 31/ 401ـ 404، تقريب التهذيب: 663).
3ـ الليث بن سَعْد، وقد تقدم.
4ـ الحسن بن ثوبان، سبقت ترجمته.
5ـ مُوسى بنُ وَرْدان القُرشِيُّ العامريُّ، أبو عُمر المِصري القاص، مولى عبدالله بن سَعْد بن أبي سَرْح، مَدَنيُّ الأصْل.
قال الإمام الذهبي: صدوق.
وقال الحافظ: صدوق ربما أخطأ.
قلت: قوله: (ربما) صريح في أن خطأه قليل، ومن ثبتت عدالته وصدقه وثقته فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث. بل الأصل في مثله قبول روايته، ولا يرد من ذلك إلا ما قام الدليل على ردِّه. وهيهات هاهنا.
6ـ أبو هريرة الدوسي: الصحابي الجليل، حافظ الصحابة.
قال أبو عبدالرحمن: مطلب بن شعيب الأزدي توبع، تابعه:إسماعيل بن عبدالله (وهو العبدي الأصْبهاني، سَمُّوْيَه)، قال: حدثنا عبدالله بن صالح به.
أخرجه المزي في " تهذيب الكمال " (29/ 167).
عبدالله بن صالح ذا قال عنه الذهبي: الإمام، الحافظ، الثَّبْت، الرَّحَّال، الفقيه. (السير: 10/ 10ـ 14).
قال أبو عبدالرحمن: مما تقدم يتبين لنا صحة سماع الحسن بن ثوبان من موسى بن وردان. من أجل ذلك قال الحافظ ابن حجر بعد تخريجه هذا الحديث كما في الفتوحات الربانية (5/ 114): هذا حديث حسن.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 12 - 04, 09:02 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى. وبعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/354)
لم نزل نقول: من الواضح البين أن التعقبات الرجيحة غير صحيحة ولا وضيحة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 08:22 ص]ـ
6ـ الأفضل ننقل لك رأي الإمام الجبل مسلم من مقدمة صحيحه (1/ 130ـ نووي)، حيث قال:
" وذلك أن القولَ الشائِعَ المتفقَ عليه بين أهلِ العلم بالأخبار والروايات قديماً وحديثاً: أنَّ كُلَّ رجُلٍ ثقةٍ روى عن مثلهِ حديثاً، وجائزٌ ممكنٌ لهُ لقاؤُهُ والسماعُ منهُ، لكونِهِمَا جميعاً كانا في عصرٍ واحدٍ، وإنْ لم يأتِ في خبرٍ قطُ أنهمَا اجتمعا، ولا تشافَهَا بكلامٍ فالروايةُ ثابِتَةٌ، والحُجَّةُ بها لازمةٌ. إلا أنْ يكُونَ هناك دلالةٌ بينةٌ أنَّ هذا الراوي لمْ يلْقَ من روى عنْهُ أو لمْ يَسْمَعْ منهُ شيْئاً. فأما والأمرُ مبهمٌ، على الامْكَانِ الذَّي فسَّرْنَا فالروايةُ على السَمَاعِ أبدًا، حتى تكونَ الدلالةُ التي بَيَّنَّا ".
وقال في موضع آخر (1/ 137ـ نووي):
" وإنما كان تفقد منهم سماعَ رُاةِ الحديثِ ممنْ روى عنهم إذاكان الراوي ممن عُرِفَ بالتدليسِ في الحديث وشُهِرَ به، فحينئذٍ يبحثونَ عن سماعه في روايته، ويتفقدون ذلك منه؛ كي تَنْزاحَ عنهم علةُ التدليس. فمن ابتغى ذلك من غير مُدَلّسٍ على الوجهِ الذي زعم من حكينا قولهُ، فما سمِعْنَا ذلك عنْ أحدٍ ممن سَمَّيْنَا ولم نُسَمِ من الأئمةِ ".
فمن خلال هذه النقول يتبيّن أن الإمامَ مسلماً كان يشترطُ لقبول الحديث المعنعن ثلاثةَ شروط:
الأول: المعاصرة.
الثاني: أن لا يكون الراوي الذي عنعن مدلساً.
الثالث: أن لا يكون هناك ما يدل على عدم السماع.
فأما الشرطان الأولان فظاهران لا خلاف فيهما ولا غموض، وأما الشرط الثالث فبينه مسلم غاية البيان بقوله المتقدم: " إلا أن يكون هناك دلالةٌ بيّنةٌ أن هذا الراوي لم يلْقَ من روى عنه أو لم يسمع منه شيئًا " فهذا نصٌّ صريحٌ أن المعاصرة قد تحصل بين الراويين، لكن قد يمنع من الحكم بالاتصال ـ عند مسلم ـ وجودُ دلالةٍ واضحةٍ تنفيه وتمنعه، ومن أمثلة ذلك لو أن الراوي نَفَى عن نفسه السماعَ ممن عاصره، أو علمنا من أخبارهما أنهما لم يجتمعا في بلدٍ واحد قطّ، ولا كانت بينهما مكاتبةٌ أو إجازة فإن هذه من ابين الدلائل على عدم الاتصال. وحينها فلن يحكم مسلم ولا غيره بالاتصال. وقد تكون هناك دلائل أخرى مثل بُعْدِ البلدان، أو إدخال الوسائط مع وجود قرينة قوية تدل على أنه لم يسمع الحديث بعلو ونزول، ونحو ذلك من القرائن التي تشهد لعدم السماع وتُغلّب عدمَ حصوله.
ما نُسب إلى الإمام الجبل البخاري من اشتراط العلم بالسماع أو اللقاء لم يصرح به في " صحيحه " ولا خارج " صحيحه " إنما هو فهم من بعض العلماء من خلال دراسة الصحيح، وهذا الفهم عرضة للخطأ والصواب بخلاف ما نُسب إلى الإمام الجبل مسلم فهو مسطر في مقدمة كتابه " الصحيح " فهو حينئذٍ أولى بالقبول والاتباع لاسيما ادعى البعض الإجماع على مذهب مسلم.
إجماع الإمام مسلم صحيح، خاصة لو فهمنا مقولته: فأما والأمرُ مبهمٌ
لكن هنا الأمر غير مبهم لتصريح أبي حاتم بعدم السماع، وعدم مجيء ما يثبت ذلك السماع.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[14 - 12 - 04, 09:24 ص]ـ
الأخ مبارك السلام عليك
والله لقد هالني وأفزعني ما قلته لأخيك المتتبع للشيخ الألباني رحمه الله، فخرجت بردك عن الموضوعية بعد أن كان يتصف بالتميز.
وكان يجب أن يكون شغلك الشاغل هو الذب عن محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم لا عن محمد ناصر الدين الألباني.
وأظنك تعلم أكثر مني أن جلة المشتغلين بالحديث من العلماء وطلاب العلم وأنصاف المتعلمين كما تسميهم لهم انتقادات علي تصحيحات الألباني.
وعلي رأس هؤلاء الشيخ مقبل رحمه الله تعالي، والشيخ مصطفي العدوي، وكثير من محجدثي المملكة.
ولا أظنك أيضاً يخفي عليك التباين الشديد بين نهج المتقدمين ونهج المتأخرين.
والذي أريد أن أقوله باختصار:
دع ما في قلوب الخلق لخالقهم ولك ظاهرهم، فلا تتهم بلا بينة، واقصر ردك لي الجوانب العلمية فقط كي لا ينزغ الشيطان في الصدور.
وأسألك: لماذا قبل أن يضعف الألباني من صحيح مسلم مرويات أبي الزبير عن جابر؟؟
أهو أعلم من مسلم بن الحجاج رضي الله عنه؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 01:51 م]ـ
السلام عليكم
إلى الإخوة الكرام: بالنسبة لحديث موسى بن وردان فالإمام البخاري أعلم مني ومنكم ومع هذا فلم يقل سمع ولم يقل لم يسمع بل توقف وهذا دليل على عدم علمه بثبوت السماع وعلى هذا فكلام إمام مثل البخاري لا يُعارض بظاهر الإسناد فالخطأ محتمل وخصوصاً في الأسانيد الطوال ولكننا نريد كلام إمام مثله يثبت السماع وأنا لا أجرئ على المزاودة على الإمام البخاري، وعلى العموم نعيد النظر في السند، وشكراً لكم.
_______________
18 - ((حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار))
ضعيف، فقد رجح الإمام أبو حاتم الرازي أنه مرسل كما في علل ابن ابي حاتم (2236)، وكذلك الدارقطني فيما نقله عنه المقدسي في المختارة (1/ 333) وحسبكم كلام أئمة علل الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/355)
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 03:06 م]ـ
أظنك تعلم أكثر مني أن جلة المشتغلين بالحديث .... لهم انتقادات علي تصحيحات الألباني.
وعلي رأس هؤلاء الشيخ مقبل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22909&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%E3%DE%C8%E1
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:33 م]ـ
(على هذا فعندما يقول البخاري فلان سمع فلان وعن فلان فهذا يعني أنه يفرق بين السماع وبين العنعنة وهنا قال (الأسود عن أبي سلمة) وهذا يعني عدم معرفته بسماع الأسود من أبي سلمة وهذه علة عنده ...... )
(ذاً الإمام البخاري لا يعلم هل سمع منه أم لا ولهذا قال (عن) ولم يقل (سمع))
محل بحث
انظر
محل بحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...&threadid=11260
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%CA%C7%D1%ED%CE
ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 12 - 04, 11:22 م]ـ
* حديث: " حيثُما مَرَرْتَ بقبرِ كافرٍ؛ فبَشِّرْهُ بالنَّار ".
أخرجه البزار (3/ 299) رقم (1089) واللفظ له، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (210 رقم 595)، وضياء الدين المقدسي في " الأحاديث المختارة " (3/ 204) رقم (1005) جميعا من طريق زيد بن أخْزَم، قال: نا يزيد بن هارون، قال: نا إبراهيم بن سعد، عن الزُّهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أنَّ أعرابيّاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله! أين أبي؟ قال: " في النار ". قال: فأينَ أبوكَ؟! قال: فذكره.
قلت: وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري.
وقد توبع زيد بن أخْزَم، تابعه محمد بن عثمان بن مَخْلَد، قال: نا يزيد بن هارون به.
أخرجه البزار (3/ 299) رقم (1089).
محمد بن عثمان بن مَخْلَد هو التمار الواسطي، قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن أبي حاتم: هو صدوق. (الجرح والتعديل: 8/ 25ـ 26).
ووثقه ابن حبان (9/ 120).
وقد خولف زيد بن أخزم في إسناده.
خالفه محمد بن إسماعيل بن البختري الواسطيُّ، فرواه عَنْ يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فذكره.
أخرجه ابن ماجه (1573).
قال البُوصيري في " مصباح الزجاجة " (1/ 515):
" هذا إسناد صحيح رجاله ثقات: محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين ".
قال أبو عبدالرحمن: وينبغي ترجيح رواية زيد بن أخزم لأمرين:
الأول: أنهُ أثبت من محمد بن إسماعيل بن البختري.
الثاني: أنه قد توبع كما عند البزار، والذي تابعه هو محمد بن عثمان بن مخْلَد وقد تقدم.
وقد أخرجه الطبراني في " الكبير " (1/ 145) رقم (326)، وأبو نعيم الأصبهاني في " المعرفة " (1/ 139) رقم (549) من طريق علي بن عبدالعزيز،، ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه به.
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن موسى بن أبي نُعَيْم الواسطي، الهذلي وثقه أحمد بن سنان وابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، وكذبه ابن معين! وقد أبعد في ذلك. وعلي بن عبدالعزيز هو البغوي، قال الدارقطني: ثقةٌ مأمونٌ، وقال ابن أبي حاتم: وكان صَدوقاً.
وقد توبع محمد بن أبي نُعَيْم، تابعه: الوليد بن عطاء بن الأغر.
الوليد ذا، قال عنه الذهبي: وعنه عبدالله بن شبيب، ووثقه، وشاذان: النضر بن سَلَمة. ذكره ابن عدي، وما كان ينبغي له أنْ يُورِده، فإنه وُثِّق. ثم ساق له حديثاً فبرَّأَ ابن عدي منه ساحتَه، وقال فيه: البَلِيَّة مِنْ شاذان. (ميزان الأعتدال: 4/ 342، لسان الميزان: 7/ 328).
وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (1/ 191ـ 192) من طريق أبو نعيم الفضْل بن دكين، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه به.
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات. لكن هذا مشروط ألا يكون هناك تصحيف في السند في اسم الفضل.
قال أبو عبدالرحمن: وقد جاء مرسلاً: فقد أخرجه عبدالرزاق في " المصنف " (10/ 454) رقم (19687) عن معمر، عن الزهري، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! إن أبي كان يكفل الأيتام ... الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/356)
فهكذا اختلف إبراهيم بن سعد، ومعمر بن راشد، فذهب أبو حاتم الرازي كما في " العلل " (3/ 327) رقم (2263) بترجيح رواية الإرسال بقوله: " والمرسل أشبه ".
وكذا فعل الدارقطني في كتابه الماتع " العلل " (4/ 335) فقال:
" يرويه محمد بن أبي نعيم والوليد بن عطاء الأغر عن إبراهيم بن سعد، وغيره يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً وهو الصواب ".
ولعل سبب ترجيح رواية معمر؛ لأنه كان ثبتاً في الزهري.
ومع ذلك رجح ضياء المقدسيّ الرواية المتصلة.
وقد قوّى السيوطي الرواية المتصلة، فقال في " الحاوي " (2/ 435):
" وهذا إسناد على شرط الشيخين ".
وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/ 117ـ 118):
" رجاله رجال الصحيح ".
قال أبو عبدالرحمن: ومن رجح رواية الوصل مأخذه في ذلك أن إبراهيم بن سعد هو من ثقات المسلمين، وحديثه عن الزهري في الصحيحين؛ وقد قال ابن معين، وسئل: إبراهيم بن سعدأحبّ إليك في الزهري، أو لَيْث بن سعد؟ فقال: كلاهما ثِقتان. (تهذيب الكمال: 2/ 91).
وقد مر علينا في هذا الملتقى الطيب المبارك أحاديث عدة يرجح فيها أبو حاتم الرازي الإرسال ويخالفه البخاري ويخرج الوصل في صحيحه وهذا كثير جداً، من أجل ذلك فلا أرى التشغيب على شيخنا الإمام الألباني في ترجيحه رواية الوصل وتقديمها على رواية الإرسال؛ لأن المسألة مسألة اجتهادية بحته ومن بلغ في العلم والمنزلة والمكانة العالية كشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فله حينئذ أن يجتهد ويرجح ما يراه أقرب إلى الصواب وهو مأجور على كل حال أصاب أم أخطأ.
قال أبو عبدالرحمن: قد يقال بأن إبراهيم بن سعد هكذا تلقاه من شيخه الزهري موصولاً، ويحتمل أن معمراً تلقاه أيضاً مرسلاً فيصبح الاختلاف حينئذ على الشيخ فقط، وإذا كان الأمر كذلك فالصواب تقديم الرواية الزائدة، إذ قد ينشط الشيخ فيأتي بالحديث على وجهه، وقد يعرض ما يدعوه إلى ارساله، فلا يقدح النقص في الزيادة. وتخطئة الواحد أفضل من تخطئة هذاأو ذاك.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[15 - 12 - 04, 02:25 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
بالنسبة للحديث رقم 16 حديث موسى بن وردان فإسناده مصري ومن المعلوم أن الشاميين والمصريين يتساهلون في السماع وعلى هذا فنرجح كلام الإمام البخاري حيث لا مخالف من الأئمة ولا نأخذ بظاهر السند لما سبق ذكره عن المصريين وهذا طبعاً ليس بمطرد دائماً، فوجب التنبيه وسنبقي الحديث في التعقبات الرجيحة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=540&highlight=%D1%CC%C8
_____________
إلى الأخ مبارك من شروط صحة الحديث خلو السند والمتن من العلل وهنا لم يصحح الحديث أحد من أئمة العلل بل رجحوا الإرسال وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال وهم أعلم من غيرهم ممن صححه، و تصحيح الحديث فيه تحكم بلا دليل فأين المرجح بين الروايات أما نحن فذهبنا مذهب الأئمة الذين ليس لهم مخالف ممن هم مثلهم وأنا لا أجرئ على مخالفة الأئمة العلماء عندما لا يكون لدي دليل ولا من سبقني بتصحيح الحديث، وأما التشغيب على الشيخ فغير موجود فكما قلت سابقا الشيخ افضى إلى ربه سبحانه ونحن ننصح القارئ الكريم وننبه على الخطأ فالكلام موجه للقراء لا للشيخ رحمه الله تعالى.
__________________
21 - ((اركبوا هذه الدواب سالمة وايتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي.))
ضعيف، سهل بن معاذ لا يُعلم له سماع من أبيه فقد قال البخاري في التاريخ: [4988] سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه روى عنه الليث ويزيد بن أبي حبيب وزبان وفروة بن مجاهد قال بن لهيعة هو من أهل الشام)) اهـ لاحظ أنه لم يقل سمع. وقال ابن معين في الجرح والتعديل: [5998] سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ضعيف.
______________
إلى الأخ ابن وهب بالنسبة لكلام البخاري فمن المعلوم أن الإمام البخاري مولع بالتلويح عن التصريح كما قال المعلمي وهو يهتم بثبوت السماع من عدمه ولهذا نقول من قال عنه فلان عن فلان فهو لا يعرف هل سمع منه أم لا وإلا لأثبت السماع ولهذا تجده رحمه الله يقول فلان سمع فلان وعن فلان لاحظ الفرق بارك الله فيك.
___________
ملاحظات:
1 - ليس بشرط أن أذكر كل علل الحديث بل قد أكتفي بواحدة.
2 - هذه القراءة الأولى للسلسلة ولهذا فليس كل ما تركت التعقيب عليه صحيح عندي بالضرورة. وهناك قراءة ثانية إن شاء الله تعالى.
3 - هناك فرق بين الضعيف والمنكر فالأول قد يحتاج إليه في وقت أما الثاني فلا، وضعف الحديث لا يعني عدم ثبوته عن النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل يعني ضعف إحتمال ثبوته ولهذا لا ننسبه للرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والسلام
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 04, 03:22 م]ـ
(إلى الأخ ابن وهب بالنسبة لكلام البخاري فمن المعلوم أن الإمام البخاري مولع بالتلويح عن التصريح كما قال المعلمي وهو يهتم بثبوت السماع من عدمه ولهذا نقول من قال عنه فلان عن فلان فهو لا يعرف هل سمع منه أم لا وإلا لأثبت السماع ولهذا تجده رحمه الله يقول فلان سمع فلان وعن فلان لاحظ الفرق بارك الله فيك.
)
شيخنا الحبيب
لم تجب عن الاشكال الوارد
وأنت وجدت عمر ا يضرب مثال على أنه قول البخاري سمع لايعني به ثبوت السماع
فناقشه كلامه
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/357)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 04, 03:30 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11260
قال شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه وفقه الله
(لعل القول بعدم السماع هو المقدم، والإمام البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير يذكر أحيانا بعض الرواة ثم يقول سمع فلان وفلان، ولعله لايقصد الجزم بالسماع وإنما يقصد أنه جاء في إسناد سماع فلان من فلان، وقديكون هذا الإسناد ضعيفا
وهناك كلام لعمرو عبدالمنعم في تعليقه على نزهة النظر (ص 57)
وهو كلام عن منهج البخاري في التاريخ الكبير حول ذكر السماع.)
(قال عمرو عبدالمنعم سليم في حاشيته على نزهة النظر ص 57 (على أن ما ذكره البخاري -رحمه الله-في تراجم الرواة من تاريخه من سماعهم من بعض من رووا عنهم، أو مجرد رواياتهم عنهم دون إثبات سماع إنما هو مجرد حكاية سند الرواية، وليس كما يظن البعض أنه إذا قال في تاريخه فلان سمع من فلان، أنه يثبت له السماع، وإذا قال روى عن فلان، أنه لم يصح له سماع منه عنده
وقد كنت منذ زمن أذهب هذا المذهب، وأقول بهذا القول، حتى تبين لي خلاف ذلك، ففي ترجمة عبيد بن آدم من التاريخ الكبير (1\ 3\441) قال:
((سمع عمر وأباهريرة - رضي الله عنهما- روى عنه عيسى بن سنان))
قلت: رواية عبيد بن آدم عن عمر -رضي الله عنه - أخرجها أحمد في مسنده (1\ 38): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول لكعب: أين ترى أن أصلى 000فذكر الحديث
قلت وهذا الإسناد منكر، فأبو سنان وهوعيسى بن سنان ضعيف الحديث، ولاشك أن إثبات سماع راو من راو يلزم له أن يرد بإسناد صحيح، وهذا منتف في هذا الإسناد، والله أعلم) انتهى.)
انتهى
من المشاركة 2 , 3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11260
ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:42 م]ـ
* حديث: " ارْكَبُوا هذهِ الدَّوابَّ سالمةً، وايْتَدِعُوها سالمةً، ولا تَتَّخِذوها كَراسِيَّ ".
أخرجه أحمد (24/ 399ـ 400509) برقم (15639، 15641)، والدارمي (3/ 1745ـ 1746) رقم (2710)، وابن عبدالحكم في " فتوح مصر " (ص 200)، وابن خزيمة (2544)، وابن حبان (12/ 437ـ الإحسان) رقم (5619)، والطبراني في " الكبير " (20/ 193) رقم (431)، والحاكم (1/ 444 و 2/ 100) والبيهقي (5/ 225)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (9/ 387، 388) من طرق عن الليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن أنس عن أبيه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه ذَكَرَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قال الحاكم: " صحيح الإسناد ".
قلتُ: وهو كما قال؛ فإن رجاله كلهم ثقات، وسهل بن معاذ لا بأس به في غير رواية زبان عنه كما في " التقريب "، قلت: وهذه ليست منها.
بيان حال: سَهْل بنُ مُعاذ بن أنَس الجُهَنيُّ. شامي، نزلَ مصر.
روى عنه جماعة.
ووثقه العجلي وابن حبان ـ وأخرج له في صحيحه ـ وابن خلفون.
وخرج حديثه ابن خزيمة في " صحيحة "، وكذلك ابن الجارود في " المنتقى "، والحاكم في " المستدرك ".
قال ابن معين: سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ضعيف.
قلت: ولا يفهم من هذه الرواية أن روايته عن أبيه ضعيفه، وإنما يفهم منها أن سهلاً الذي يروي عن أبيه ضعيف. والذي فهمته هو ما فهمه صاحب " تهذيب الكمال " فقد جاء فيه:
" وقال أبو بكر بن أبي خَيْثَمة، عن يحيى بن مَعِين: ضعيفٌ ".
قال أبو عبدالرحمن: وإذا كان الأمر كذلك فتضعيف ابن معين له من الجرح الغير مفسر، ويعارض حينئذ بتوثيق من وثقه.
وقال عنه ابن حبان بعدما ذكره في " ثقاته ":
" لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائدة عنه ".
ولخص حاله الحافظ، فقال:
" لا بأس به إلا في روايات زبْان عنه ".
(الجرح والتعديل: 4/ 203ـ 204، الثقات: 4/ 321، معرفة الثقات: 1/ 440، تهذيب الكمال: 12/ 208ـ 209، إكمال تهذيب الكمال: 6/ 143ـ 144، تقريب التهذيب: 259).
وأخرجه أحمد (29/ 590) رقم (18052)، والدارمي (3/ 1746) رقم (2711)، وابن الحكم في " فتوح مصر " (ص 200)، والطحاوي في " شرح مشكل الأثار " (1/ 31) رقم (40)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (3/ 27)، وابن عساكر (9/ 388) جميعاً من طريق الليث ـ وهو ابن سعد ـ يقول: حدَّثَني سهل بن معاذٍ الجُهَنيُّ عن أبيه، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: فذكره.
قلت: رواية تصريح الليث بسماعه من سهل هي عند ابن الحكم والطحاوي وابن عساكر.
فالظاهر أن الليث سمعه بواسطة، ثم سمعه بعلو من سهل، وحدث به على الوجهين، ولا غرابة في ذلك، والله أعلم.
قال أبو عبدالرحمن: ومن رجح رواية ذكر الواسطة وهو يزيد بن أبي حبيب، وتخطئة رواية إسقاط الواسطة فلا حرج عليه.
وأخرجه أحمد (24/ 392، 400) برقم (15629، 15640)، وابن الحكم في " فتوح مصر " (ص 200)، والطبراني في " الكبير " (20/ 193) رقم (432)، وابن عساكر (9/ 388) من طرق عن زَبَّان، عن سَهْل بن معاذ عن أبيه، عن رسول الله صلى عليه وسلم أنَّه مَرَّ على قومٍ وهم وقوفٌ على دوابّ لهم ورواحل، فقال لهم: " ارْكَبُوها سالِمَةً ودَعُوها سالِمَةً، ولا تَتَّخِذُوها كرَاسِيَّ لأحادِيثِكُمْ في الطُّرُقِ والأسْواقِ، فَرُبَّ مَرْكُوبةٍ خَيْرٌ من راكِبِها، وأَكْثَرُ ذِكْراً لله تباركَ وتعالى مِنْهُ ".
رواه عن زَبَّان كل من: ابن لهيعة، رشدين بن سعد، يحيى بن أيوب، ليث بن سعد.
قال أبو عبدالرحمن: والزيادة التي جاءت في هذا الطريق وهي: " فَرُبَّ مَرْكُوبةخَيْرٌ من راكِبِها، وأَكْثَرُ ذِكْراً للهِ تباركَ وتعالى مِنْهُ " ضعيفة لما تقدم من حال راويه زبان عن سهل.
فلاح لنا بعد هذا التحقيق ثبوت الحديث وأن الصواب مع شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/358)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[16 - 12 - 04, 02:53 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله
إلى الأخ الفاضل ابن وهب: (كلام عمرو عبد المنعم سليم قرأته منذ زمن وهو غريب فما الدليل على أن البخاري إذا قال فلان سمع فلان لا يعني ثبوت السماع عنده بالضرورة؟ وأما ما استدل به فغير صحيح فكون الإسناد ضعيف عنده لا يعني أنه ضعيف عند الإمام البخاري هذا أولاً وثانياً قد يكون عند البخاري سند آخر يثبت به السماع فمن المعلوم أنه ليست جميع الأسانيد قد وصلت إلينا فالبخاري يحفظ مئات الآلاف من الأسانيد فأين هي؟ وعلى فرض أن البخاري عندما يقول فلان سمع فلان يعني أنه وجد السماع في بعض الأسانيد بغض النظر عن صحتها فهذه لصالحي إذ معنى هذا الكلام أنه إذا قال فلان عن فلان هذا يعني انه لم يجد ما يدل على السماع في مئات الآلاف من الأسانيد التي يحفظها وكفى بالبخاري إماماً في الحديث ولكنني أصر على عدم صحة كلام الشيخ عمرو عبد المنعم سليم كما سبق أن ذكرت.)
___________
إلى الأخ مبارك:
قولك: ((قال ابن معين: سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ضعيف.
قلت: ولا يفهم من هذه الرواية أن روايته عن أبيه ضعيفه، وإنما يفهم منها أن سهلاً الذي يروي عن أبيه ضعيف. والذي فهمته هو ما فهمه صاحب " تهذيب الكمال " فقد جاء فيه:
" وقال أبو بكر بن أبي خَيْثَمة، عن يحيى بن مَعِين: ضعيفٌ ".
قال أبو عبدالرحمن: وإذا كان الأمر كذلك فتضعيف ابن معين له من الجرح الغير مفسر، ويعارض حينئذ بتوثيق من وثقه.
وقال عنه ابن حبان بعدما ذكره في " ثقاته ":
" لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائدة عنه ".
ولخص حاله الحافظ، فقال:
" لا بأس به إلا في روايات زبْان عنه ".
)) اهـ المراد نقله.
1 - ما الدليل على أن الإمام ابن معين لا يقصد ضعفه عن أبيه؟ ولو قصد ضعفه فقط لكان كافياً.
2 - ابن معين أعلم من ابن حبان وابن حجر بلا خلاف فلماذا تقديم كلامهما على كلام ابن معين رحمهم الله تعالى؟ فأنا لا أجرئ على مخالفة ابن معين بلا دليل وبلا سلف.
3 - قاعدة الجرح المفسر والغير مفسر من قال بها؟ وهل نطبقها على المعتبرين من الأئمة مثل أحمد وابن معين أم على الذين نادراً ما يتكلمون في الرجال؟
4 - ما أجبت يا أخي عن سماع سهل من أبيه التي توقف فيها إمام الأئمة البخاري.
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 06:26 م]ـ
ما الدليل على التفريق بين (عن) و (سمع)
انظر صنيع الامام مسلم في الكنى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8290&highlight=%DA%CF%E4
لادليل على أن الامام مسلم اذا قال سمع قصد به السماع
سواء باسناد صحيح أو ضعيف
بل ظاهر فعل مسلم في الكنى أنه بدل عن ولافرق
ومسلم متابع للبخاري
والمسألة تحتاج مزيد تأمل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 06:35 م]ـ
وعلى قولك (فعبارة (روى عنه) تختلف عن عبارة (سمع منه)
فمثلا قوله
(محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي القرشي الجدعاني المديني عن بن عمر وأبيه روى عنه مالك بن أنس قال لي عمرو بن خالد عن يعقوب بن عبد الرحمن كان محمد بن زيد بن المهاجر أخذ مع معاوية عطاءين
)
هل يعني أنه لايثبت السماع لمالك من محمد بن زيد
(محمد بن سيف أبو رجاء البصري عن الحسن روى عنه شعبة ومحمد بن دينار وابن علية يقال الأزدي)
هل يعني هذا أن شعبة لم يثبت له سماع من هذا الراوي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 07:12 م]ـ
خذ هذا المثال واضح جدا
أخرج البخاري في الصحيح
(2609 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/359)
كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا *
)
قال البخاري في التاريخ الكبير
(] عمر بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي القرشي عن محمد بن جبير سمع منه الزهري ولم يقم معمر عن الزهري هو أخو جبير وسعيد)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 12 - 04, 11:34 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق. وبعد
الفاضل / أبو عبد الله طريقي
قلت: ((بالنسبة لحديث موسى بن وردان، فالإمام البخاري أعلم مني ومنكم، ومع هذا فلم يقل سمع، ولم يقل لم يسمع، بل توقف وهذا دليل على عدم علمه بثبوت السماع، وعلى هذا فكلام إمام مثل البخاري لا يُعارض بظاهر الإسناد، فالخطأ محتمل وخصوصاً في الأسانيد الطوال، ولكننا نريد كلام إمام مثله يثبت السماع، وأنا لا أجرئ على المزاودة على الإمام البخاري، وعلى العموم نعيد النظر في السند)).
ثم بعد أن نظرت قلت: ((بالنسبة للحديث رقم 16 حديث موسى بن وردان، فإسناده مصري، ومن المعلوم أن الشاميين والمصريين يتساهلون في السماع، وعلى هذا فنرجح كلام الإمام البخاري حيث لا مخالف من الأئمة، ولا نأخذ بظاهر السند لما سبق ذكره عن المصريين، وهذا طبعاً ليس بمطرد دائماً، فوجب التنبيه وسنبقي الحديث في التعقبات الرجيحة)).
أبمثل هذا التناقض تقام الحجة!!، وكيف وقع الاتفاق على أن الشاميين والمصريين يتساهلون في السماع، فضلاً عن العمل بمقتضاه ورد صحاح الأحاديث، على أن لكل من المصريين والشاميين أحاديث صحاح كثيرة فى ((صحيح إمام المحدثين)) بهذه المثابة المذكورة، فلماذا قبلها البخارى، أكان متساهلاً فى قبول سماع محدثى المصريين والشاميين، ومن على وجه التحديد منهم المتساهل، أفى الطبقات المتقدمة أم المتأخرة، هذا بحث طويل شيق، لا تقبل فيه مثل هذه المجازفات .... !!!. والذى نراه أن مباني هذه التعقبات وأصولها غير صحيحة، وتحتاج إلى تنقيح كثير ومراجعة أهل المعرفة بالنقد.
والله الهادى للصواب، وإليه المرجع والمآب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 12 - 04, 12:03 ص]ـ
(خرجه النسائى ((الكبرى)) (6/ 130/10342) و ((عمل اليوم والليلة)) (508) فقال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني اللَّيْثُ وَابْنُ أَبِى أَيُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أودعه، فقال: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئَاً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقُولُه عِنْدَ الْوَدَاعِ، قُلتُ: بَلَى، قال: ((قُلْ: اسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ)).)
النسائي من أحرص الناس على بيان العلل في مثل هذه المواضع
وهو من أعلم الناس بحديث المصريين وما تساهلوا فيه ومالم يتساهلوا فيه
فقضية عدم السماع مجرد احتمال
شيخنا الحبيب (أبو عبد الله طريقي)
تأمل أنا لاأتكلم عن الحديث وصحة الحديث وضعفه الخ
انا اتكلم عن الحجة التي استعملتها في رد السماع
فقط اتكلم عن هذه النقطة
فتأمل هذا جيدا
بارك الله فيك
ـ[مبارك]ــــــــ[18 - 12 - 04, 10:26 م]ـ
* قال الشيخ الفاضل الشريف حاتم:
الأدلة على بطلان نسبة اشتراط العلم باللقاء إلى البخاري وغيره من العلماء
الدليل العاشر:
صحيح البخاري نفسه.
فمع أنه قد سبق أن قلنا: إن صحيح البخاري لا ينفع أن يكون دليلا
على أن البخاري يشترط العلم باللقاء، حتى لو تحقق فيه هذا الشرط؛ لإن البخاري أقام كتابه على: منهج الاحتياط، والمبالغة في التحري، ومجانبة مواطن الخلاف كل المجانبةإلا أن صحيح البخاري (من جهةأخرى)
نافع لنقض دعوى نسبة ذلك الشرط إلى البخاري،فيما لو وجد حديث واحد (نعم .. حديث ٌواحدٌ فقط) لم يتحقق فيه ذلك الشرط؛ لأن هذا الحديث الواحد دلَّنا على أن البخاري مع شدة احتياطه وتوقيه لكتابه لم
ير في انتقاء ذلك الشرط مايخالف الصحة والشروط التي أقام عليها كتابه
وقد قرر صحة هذا الدليل الحافظ ابنةحجر (قبل غيره)، وهو المنافح
عن صحيح البخاري، والذي لم يكن يساوره أدنى شك في أن البخاري يشترط العلم باللقاء.فإنه قال مجيبا على الإمام مسلم: "وإنما كان يتمُّ
له النقض والالزام لو رأى في صحيح البخاري حديثا معنعنالم يثبت لُقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/360)
راويه لشيخه فيه؛ فكان ذلك واردا عليه ". (النكت2/ 598).
يقرر الحافظ هذا الدليل، ولو في حديث واحد فقط، ثم هو نفسه
يعترف بوجود هذا الدليل الذي يتم لمسلم به النقض والالزام!!!
يقول الحافظ: " ومسألة التعليل وعدم اللِّحاق: قلَّ أن تقع في البخاري بخصوصه؛ لأنه معلوم أن مذهبه عدم الاكتفاء في الإسناد المعنعن بمجرد إمكان اللقاء ". (النكت 1/ 383).
فانتبه لقوله: " قلَّ "!!!
وسنترك الإجمال إلى البيان، بضرب أمثلة تدل على اكتفاء البخاري في صحيحه بالمعاصرة:
المثال الأول: حديثا أبي عبدالرحمن السلمي عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه، الأول حديث: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (رقم 5027)، والثاني: حديث حصار عثمان، ومافيهمن قصة حفر بئر رومة
وتجهيز جيش العسرة (رقم 2778).
أخرجهما البخاري في صحيحه: مع نفي كُلٍّ من شعبة وابن معين
سماع أبي عبدالرحمن السلمي من عثمان رضي الله عنه، ومع قول
أبي حاتم الرازي: " روى عنه ولم يذكر سماعا " ورضي الإمام أحمد عن
نفي شعبة لسماعه من عثمان. (المراسيل لابن أبي حاتم 106 ـ108
رقم 382 ـ 387).
فيقول الحافظ في (الفتح) مدافعا: " لكن ظهر لي أن البخاري اعتمد في وصله وفي ترجيح لقاء أبي عبدالرحمن لعثمان على ماوقع في رواية شعبة عن سعيد بن عبيدة من الزيادة، وهي أن أبا عبدالرحمن أقرأ من زمن عثمان إلى زمن الحجاج، وأن الذي حمله على ذلك هو الحديث المذكور؛ فدل ذلك على أنه سمعه في ذلك الزمن. وإذا
سمعه في ذلك الزمن، ولم يوصف بالتدليس، اقتضى ذلك سماعه ممن عنعنه عنه، وهو عثمان.
ولاسيما ماشتهر بين القُرّاء: أنه قرأ القرآن على عثمان، وأسندوا
ذلك عنه من رواية عاصم بن أبي النجود وغيره.
فكان هذا أولى من قول من قال: إنه لم يسمع منه" (الفتح8/ 694)
فهنا يعترف الحافظ أن البخاري إنما كان اعتماده في تصحيح حديثين لأبي عبدالرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه على المعاصرة وحدها!!
وهذا يكفينا من أشد العلماء دفاعا عن صحيح البخاري، وابلغهم
قناعة بنسبة شرط العلم باللقاء إليه!!
وأما ماذكره الحافظ من مسألة القراءة، فالحافظ نفسه لم يزعم أن
البخاري اعتمد عليها في تصحيحه لحديث السلمي عن عثمان رضي الله
عنه. والظاهر أن الحافظ لم يزعم هذا الزعم؛ لأنه كان يعلم أن إسناد ذلك لايثبت.
(انظر: العلل للدارقطني 3/ 60 رقم 284، وسير أعلام النبلاء للذهبي4/ 268، 270 ـ 271،وموقف الإمامين لخالد الدريس 119ـ120).
وهنا أنبه إلى أن حديثي أبي عبدالرحمن السلمي عن عثمان رضي
الله عنه، وإن لم نعلم بلقائه، إلا أن تصحيحيهما بناء على الاكتفاء بالمعاصرة هو المتوجِّه، أو له وجهٌ قويٌ في أقل تقدير
المثال الثاني: حديث عروة بن الزبير، عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك، والناس يصلون " (صحيح البخاري رقم1626).
ذكره الدارقطني في (التتبع)، وقال: " هذا مرسل "، وبين أنه
رُوي من طريق عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة. (التتبع
للدارقطني 246ـ 247 رقم 107).
وقال الطحاوي في (بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم): " عروة لا نعلم له سماعا من أم سلمة " (شرح مشكل الآثار
للطحاوي 9/ 141).
فحاول الحافظ الدفاع عن ذلك بثلاثة أمور:
الأول: أنه قد جاء في رواية الأصيلي لصحيح البخاري ذكر زينب بنت
أبي سلمة بين عروة وأم سلمة في هذا الحديث من هذا الوجه؛ إلا أن
الحافظ بين أن ذكر زينب خطأ في رواية الأصيلي (1). فلاحجة فيها، حتى عند الحافظ.
الثاني: أن البخاري اعتمد رواية مالك عن محمد بن عبدالرحمن بن
نوفل عن عروة عن زينب عن أم سلمة (2)، التي أخرجها البخاري قبل
رواية هشام بن عروة عن ابيه عن أم سلمة بإسقاط زينب من إسنادها؛ أي أن البخاري أخرجها متابعة. مع اعتراف الحافظ أن لفظ الروايتين مختلف، بل قد رجح الحافظ أنهما حديثان مختلفان: أحدهما في طواف الإفاضة يوم النحر، والآخر في طواف الوداع. بل يظهر أن البخاري كان معتمدا على رواية عروة عن أم سلمة؛ لأنه أورد إسناد حديث عروة عن زينب عن أم سلمة، ثم لم يذكر لفظه، وأحال على لفظ حديث عروة عن أم سلمة، وأورده بإسناده ومتنه كاملا.
إذن فهذا الحديث داخل في أصل موضوع كتاب البخاري، الذي يشترط فيه الصحة.
الثالث: يقول الحافظ: " مع أن سماع عروة من أم سلمة ليس بمستبعد " (3). ويقول: " وسماع عروة من أم سلمة ممكن، فإنه
أدرك من حياتها نيفا وثلاثين سنة، وهو معها في بلد واحد " (4).
فعاد الحافظ إلى الاكتفاء بالمعاصرة!!!
ولذلك تعقبه محقق (التتبع) للدارقطني (وهو الشيخ مقبل بن هادي) بقوله: " أقول: البخاري يشترط تحقق اللقاء، فهل تحقق؟ والظاهر عدم تحققه، إذ لو تحقق لصرح به الحافظ " (5).
الحواشي:
1ـ انظر: تقييد المهمل لأبي علي الغساني (2/ 608 ـ 610)،
2ـ صحيح البخاري (رقم 1619، 1626،1633).
3ـ هدي الساري (377).
4ـ فتح الباري (3/ 569).
5ـ التتبع للدارقطني ـ حاشية التحقيق ـ (247).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/361)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[19 - 12 - 04, 03:02 م]ـ
السلام عليكم
إلى الأخ الفاضل ابن وهب:
بالنسبة لقولك: (ما الدليل على التفريق بين (عن) و (سمع)
انظر صنيع الامام مسلم في الكنى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...light=%DA%CF%E4
لادليل على أن الامام مسلم اذا قال سمع قصد به السماع
سواء باسناد صحيح أو ضعيف
بل ظاهر فعل مسلم في الكنى أنه بدل عن ولافرق
ومسلم متابع للبخاري
والمسألة تحتاج مزيد تأمل) اهـ.
فأقول الدليل هو الإستقراء لقول البخاري حيث كان يقول فلان سمع فلان وعن فلان (لاحظ الفرق)، وهذا التعبير غريب لغة فلو قال فلان سمع فلان وروى فلان لكان عادياً أما فلان سمع فلان وعن فلان ففيه التأمل، وأضف لذلك أن الإمام البخاري يهتم بقضية ثبوت السماع كثيراً واشتهر بذلك وتناقل العلماء جيلاً عن جيل مذهبه هذا ونسبوه إليه وكان كثيراً يعل الأحاديث بعدم معرفته هل سمع فلان من فلان مع أنهما متعاصرين، ولهذا نقول إن قال في كتابه التاريخ الكبير فلان عن فلان فالأصل أنه لا يعرف هل سمع منه أم لا ولا أقول أن هذا نفي للسماع فتنبه للفرق أخي الفاضل وتأمل كثيراً وأما أنه يعرف أن فلان سمع فلان ولا يثبت ذلك في تاريخه فمستبعد جداً حيث لا يوجد ما يدعوه لفعل ذلك وقد علمنا مذهبه. وأما ما نقلته عن الإمام مسلم فليس له علاقة في موضوعنا فالإمام لا يهتم بثبوت السماع وإنما يكتفي بالمعاصرة مع عدم وجود المعارض وحتى هذا غفل عته بعض المعاصرين. ولا يوجد دليل على أن الإمام تابع للبخاري في هذا كما تفضلت وراجع مقدمة صحيح مسلم وإن اختلف الناس عمن يقصد مسلم في رده المشهور.
وأما قولك: (وعلى قولك (فعبارة (روى عنه) تختلف عن عبارة (سمع منه)
فمثلا قوله
(محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي القرشي الجدعاني المديني عن بن عمر وأبيه روى عنه مالك بن أنس قال لي عمرو بن خالد عن يعقوب بن عبد الرحمن كان محمد بن زيد بن المهاجر أخذ مع معاوية عطاءين
)
هل يعني أنه لايثبت السماع لمالك من محمد بن زيد
(محمد بن سيف أبو رجاء البصري عن الحسن روى عنه شعبة ومحمد بن دينار وابن علية يقال الأزدي)
هل يعني هذا أن شعبة لم يثبت له سماع من هذا الراوي) اهـ
أقول:أنا لم اتطرق للفظة روى عنه فبالإستقراء كان البخاري يستعملها كثيراً في أناس لا يُشك في سماعهم من بعضهم البعض ولهذا لن التزم بهذا الإلزام ولست ملزماً به، بعكس قوله فلان عن فلان فهذه كما قلت سابقاً غريبة لغة ولم يستعملها فيمن لا يشك في سماعهم من بعضهم البعض والنادر لا حكم له وهنا نأتي لقولك: (خذ هذا المثال واضح جدا
أخرج البخاري في الصحيح
(2609 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا *
)
قال البخاري في التاريخ الكبير
(] عمر بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي القرشي عن محمد بن جبير سمع منه الزهري ولم يقم معمر عن الزهري هو أخو جبير وسعيد)) اهـ كلامك. وأقول: لا يوجد في السند ما يعارض كلام البخاري في تاريخه فليس في السند ما يدل على السماع، وأما إن قصدت إخراج البخاري في صحيحه لمثل هذا السند فهذا عادي جداً لأمور: النادر لا حكم له فنحن نريد عشرات الأمثلة، قد يكون قد تراجع البخاري وعلم أنه سمع منه، قد يكون في المتابعات والشواهد أو لأي قرينة أخرى وأعطيك مثال من عندي: البخاري قال في حبيب بن سالم (فيه نظر) مع ذلك قد صحح له أحد الأحاديث فهل نأخذ هذا المثال ونقول إن قال البخاري عن راوي فيه نظر فهذا يعني أنه ثقة ثبت؟!. لا طبعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/362)
وأما قولك: ((خرجه النسائى ((الكبرى)) (6/ 130/10342) و ((عمل اليوم والليلة)) (508) فقال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني اللَّيْثُ وَابْنُ أَبِى أَيُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أنَّه سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أودعه، فقال: ألا أعلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئَاً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقُولُه عِنْدَ الْوَدَاعِ، قُلتُ: بَلَى، قال: ((قُلْ: اسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ)).)
النسائي من أحرص الناس على بيان العلل في مثل هذه المواضع
وهو من أعلم الناس بحديث المصريين وما تساهلوا فيه ومالم يتساهلوا فيه
فقضية عدم السماع مجرد احتمال
شيخنا الحبيب (أبو عبد الله طريقي)
تأمل أنا لاأتكلم عن الحديث وصحة الحديث وضعفه الخ
انا اتكلم عن الحجة التي استعملتها في رد السماع
فقط اتكلم عن هذه النقطة
فتأمل هذا جيدا
بارك الله فيك
) اهـ
فأقول: لا يوجد دليل على أن النسائي يشترط شرط البخاري في السماع ولا يوجد دليل على أن النسائي ملتزم ببيان العلل دائماً. وأنا لا أقصد بتساهل المصريين والشاميين رد حديثهم كلا وإن كان الصحيح عندهم أقل من غيرهم ولكنني قصدت إن كان البخاري لا يعلم هل فلان سمع من فلان أو توقف في ثبوت السماع فلا يُرد عليه بسند شامي أو مصري ظاهره إثبات السماع والسند الذي فسه السماع لم يصححه الأئمة وكذلك لا يوجد من الأئمة من أثبت سماع فلان من فلان. أرجو أن أكون واضحاً وراجعا الرابط أعلاه عن موضوع تساهل المصريين والشاميين من كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى.
إلى الأخ مبارك: بالنسبة لمشاركتك الأخيرة فقد ذكرت أحاديث ليس فيها أن البخاري نفسه لا يعلم السماع أو اللقاء بل جئت بكلام علماء آخرين وهذا لا ينفع فعليك أن تأتي بحديث صرح البخاري بعدم علمه بسماع رواته بعضهم من بعض وأخرجه في صحيحه في الأصول لا المتابعات أما ما ذكره الشيخ الشريف فلا يستقيم البتة فنفي السماع حاصل من أئمة آخرين والبخاري مجتهد وله رأيه فكيف ننسى الأحاديث الكثيرة جداً التي ضعفها بسبب عدم علمه بالسماع ونأتي لأحاديث قد تكلم غير البخاري في سماع رواتها؟ هذا لا يستقيم.
إلى القراء الكرام:
مذهب البخاري والأئمة من قبله مثلى ابن المديني أحمد والرازيان وشعبة والقطان في مسألة السماع هو الراجح فهناك إشكالات لا يجيب عليها المخالفين:
1 - لماذا نرجح قول الإمام مسلم مقابل هؤلاء الأئمة؟
2 - لماذا نقبل حديث الراوي الذي يُجهل سماعه ممن روى عنه ولا نقبل حديث الراوي مجهول الحال فالأمر واحد؟
3 - لماذا لا يقولون بصحبة المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم إلا باللقاء أليس هذا مضاد لمذهبهم في السماع؟
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 06:22 م]ـ
سبحان الله
أطالبك بالدليل فتقول (الاستقراء) استقراء من ياترى
فتقول (ولا يوجد دليل على أن النسائي ملتزم ببيان العلل دائماً)
وللمخالف أن يقول بالاستقراء عرف أن النسائي يبين العلل وخاصة في حديث المصريين
أخي الحبيب
تكثر من استخدام (نبقي) (نقول) ونحو ذلك
ولاأدري ما السبب وراء ذلك؟
أن قلت بأنه استقراء الشيخ الدريس فلست ملزمابقبول النتائج التي توصل اليها
وان قلت أنه بحسب اسقرائك فأيضا لست ملزمبنتائج هذا الاستقراء
ثم اثبت العرش ثم انقش
اثبت أن البخاري توقف في السماع اثبت ذلك بدراسة عملية نظرية تأتي فيها الى كل ما قال فيه البخاري عن
وتبين بالادلة القاطعة أن مراد البخاري به ماذكرت
فحينها وحينها فقط يمكنك الزام الخصم بذلك
اما استقراء قام به متأخر تلزمني به فلاأقبله
اذا استقراء الذهبي وغيره من الأئمة الكبار لايلزم اذا ثبت خلافه فكيف باستقراء من تأخر عنه
وللموضوع تتمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 07:35 م]ـ
وخذ هذا المثال
([2951] صخر بن جويرية أبو نافع يعد في البصريين عن نافع روى عنه بن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي قال مسلم هو مولى بني تميم)
انتهى
وانظر كتاب التعبير للبخاري
(6501 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا حَدَّثَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ *
)
انتهى
وللحديث بقية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/363)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 08:49 م]ـ
[3075] طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي عن عائشة سمع منه سعد بن إبراهيم
وفي الصحيح
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا *
)
وللموضوع تتمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 08:54 م]ـ
[3103] طلحة بن أبي سعيد المصري عن بكير بن الأشج وسعيد المقبري روى عنه الليث وابن المبارك
وفي الصحيح
(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ *
)
وللفائدة هذا الحديث أخرجه النسائي من طريق المصريين
(قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا لِوَعْدِ اللَّهِ كَانَ شِبَعُهُ وَرِيُّهُ وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ *
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:03 م]ـ
] عبد الله بن الحارث أبو الوليد البصري هو الأنصاري نسيب بن سيرين عن عائشة وابن عباس
وفي الصحيح
(- حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عبد الحميد، صاحب الزيادي، قال: سمعت عبد الله بن الحارث قال:
خطبنا ابن عباس في يوم ذي ردغ، فأمر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة قال: قل الصلاة في الرحال، فنظر بعضهم إلى بعض، فكأنهم أنكروا، فقال: كأنكم أنكرتم هذا، إن هذا فعله من هو خير مني، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، إنها عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم.
وعن حماد، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس: نحوه، غير أنه قال: كرهت أن أؤثمكم، فتجيئون تدوسون الطين إلى ركبكم.
)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:20 م]ـ
عبد الله بن بريدة بن حصيب الأسلمي قاضي مرو عن أبيه ..........
)
في الصحيح
في المغازي
(- حدثني محمد بن بشار: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: (يا بريدة أتبغض عليا). فقلت: نعم، قال: (لاتبغضه له في الخمس أكثر من ذلك)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 12:17 ص]ـ
[609] عبد الله بن مرة الخارفي عن عبد الله بن عمر روى عنه منصور والأعمش كوفي قال قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الهمداني روى عنه أبو إسحاق
في الصحيح
6118 حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ *
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 01:10 ص]ـ
عباد بن تميم المازني الأنصاري المديني عن عمه عبد الله بن زيد وعويمر بن أشقر .......
وفي الصحيح
967 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ أَنَّ عَمَّهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي لَهُمْ فَقَامَ فَدَعَا اللَّهَ قَائِمًا ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَأُسْقُوا *
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 02:20 ص]ـ
عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي عن أسامة بن زيد وأبيه
وفي الصحيح
(1485 حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ تَنْزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ فَقَالَ وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ هُوَ وَطَالِبٌ وَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ رَضِي اللَّه عَنْهمَا شَيْئًا لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهم يَقُولُ لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانُوا يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) الْآيَةَ *
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/364)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:06 ص]ـ
ثم رجعت إلى المصدر الأصلي وهو كتاب الشيخ الدريس - وفقه الله
يقول الشيخ - وفقه الله
(وقفت على بعض التراجم في التاريخ الكبير – على وجه الخصوص – يقول البخاري في نفس الترجمة: "فلان سمع فلاناً وفلاناً، وعن فلان وفلان"، مما يزيدنا يقيناً أن بين العبارتين فرقاً في الدلالة عند البخاري)
انتهى
يقال
وفي التاريخ الكبير تراجم بالصورة الآتية
(محمد بن ثابت العبدي أبو عبد الله البصري عن نافع وعمرو بن دينار يخالف في بعض حديثه روى عنه بن المبارك ووكيع وسمع منه قتيبة)
(محمد بن أبي سهل القرشي سمع مكحولا مرسل روى عنه أبو بكر بن عياش وسمع منه جواس القرشي لا يتابع في حديثه)
(إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدار بن قصي القرشي المدني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني وعن عمرو بن أبي عمرو روى عنه يحيى بن يحيى ويعقوب بن كاسب وسمع منه بن وهب ومحمد بن سنان ويعقوب بن محمد وسمع بن أبي عتيق)
(ثعلبة بن سهيل سمع جعفر بن أبي المغيرة وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى روى عنه جرير بن عبد الحميد وسمع منه أبو أسامة قال أبو أسامة كنيته أبو مالك الطهوي وقال محمد بن يوسف حدثنا ثعلبة أبو مالك عن ليث عن مجاهد كنت مع بن عمر)
(حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة الفزاري عن أبيه وعمته بنت المسيب وعمته تحت حذيفة روى عنه ذر وشعيب بن خالد وسمع منه عمر بن ذر)
انتهى
فلماذا لانفرق بين سمع منه وروى عنه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:22 ص]ـ
يجيب الشيخ الدريس -وفقه الله
بعد ذكر ه الأمثلة التي تدل دلالة قاطعة على أنه لايمكن حمل قوله روى عنه على التوقف
(وبما تقدم يتضح أن عبارة "روى عنه" باقية على أصل مدلولها تحتمل الوجهين: ثبوت السماع، وعدم ثبوته.
وم نهنا يُعلم أن قول البخاري فيما يرويه صاب الترجمة "عن فلان" يختلف عن قوله فيما يروي عن صاحب الترجمة "روى عنه فلان".
فالعبارة الأولى تدل – في الغالب – على عدم اطلاع البخاري على ما يثبت السماع.
وأما العبارة الثانية فهي محتملة للوجهين معاً.
)
انتهى
هذا الجواب غير مقنع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 05:34 ص]ـ
قال الشيخ -وفقه الله
(ومما ينبغي أن يُعلم أنه يوجد التصريح بالسماع في بعض ما قال فيه البخاري: "روى عن فلان"، وذلك لأن العلم بحر لا ساحل له، ولا يستطيع أحد الإحاطة به] وفوق كل ذي علم عليم [()، كما أن اجتهاد العالم قد يتغير تبعاً لنمو معلوماته وازدياد معارفه)
انتهى
ثم ذكر مثال
السؤال
هل البخاري تغير اجتهاده في عباد مثلا هل كان يرى أن عبادا لم يسمع من عمه ثم تبين له أنه سمع
؟
أم أن هذا جواب للاشكال الوارد
هذا الجواب غير مقنع
سيأتي بيان ذلك - إن شاء الله
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[20 - 12 - 04, 02:58 م]ـ
السلام عليكم
إلى الأخ ابن وهب:
من القراءة الأولية لأمثلتك يتضح للقراء الكرام أن الأمثلة التي ذكرتها ليس فيها أي إشكال البتة أولاً لا يوجد منها مثال في الرواة الذين ذكرتهم في تعقباتي وثانياً:ما الإشكال: ففي مكان لا يقول فلان سمع فلان وكذلك لم يقل لم يسمع وفي مكان آخر قال أنه سمع منه ومن المعلوم حسب من ترجم للبخاري أن التاريخ ألفه قبل الصحيح فلا تعارض والله أعلم.
ولكن الإشكال هو وجود رواة قال فيهم البخاري عن فلان في التاريخ ولم يقل في أي مكان آخر أنه سمع فلان مع أننا نقر بأن البخاري يشترط السماع فلماذا لا يذكر في التاريخ أنه سمع فلان إن كان يعلم أنه سمع منه؟ هنا إشكال ولا أحلف على أن البخاري لا يعلم السماع إن قال عن فلان أرجوا التنبه ولا أقول أن إستقراء المتأخرين أو المعاصرين ملزم فكل علم الحديث غير ملزم إلا ما أجمعوا عليه وهذا الذي أريد التوصل إليه في تعقباتي، وأنا أصلاً عند كتابتي للتعقبات أوجه الكلام للقراء الكرام للنصيحة فقط أما الإلزام فيما عدا الإجماع فغير موجود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/365)
وأنا عندما أقول فلان لا يُعلم له سماع من فلان وأذكر كلام البخاري (فلان عن فلان) فأكون أصلاً قد راجعت الأسانيد الحاسوبية ولم أجد السماع وأدعم قولي بكلام البخاري الذي لنقل يعطي بعض الإشكال، فلو تنزلت معك أخي الكريم وقلت أن قول البخاري فلان عن فلان ليس بدليل على عدم علمه بالسماع لأبقيت التعقبات وما غيرت منها شيء لعدم وجود دليل على السماع وعلى المثبت له الدليل ولعدم وجود كلام لإمام يُثبت السماع للراوي المراد بحث أسانيده.
وبالنسبة للنسائي فلنقل أنه يبين العلل دائما وهذا يعني أن سنن النسائي من الصحاح إلا فيما أعله وكذلك لو سلمنا به لما أهتممت به كثيراً فلا يوجد دليل على أن النسائي يشترط شرط البخاري في السماع فلا داعي لذكر كلامه هنا.
والله أعلم
والله الهادي إلى سواء السبيل
والسلام عليكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 12 - 04, 03:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
بارك الله فيك
أنا لاأناقشك في الأمثلةالتي ذكرتها
وانما أناقشك في القاعدة التي اعتمدت عليها
فهذه القاعدة تحتاج الى اثبات
أما قولك - وفقك الله ورعاك -
(ولكن الإشكال هو وجود رواة قال فيهم البخاري عن فلان في التاريخ ولم يقل في أي مكان آخر أنه سمع فلان ......... )
أخي الحبيب
الأمثلة التي ذكرتها من صحيح البخاري
ولكن هناك أمثلة من خارج الصحيح
والرجل قد لايكون من شرط البخاري حتى يخرج له
مثال
(
658] عبد الله بن مختار عن موسى بن أنس ومحمد بن زياد وعبد الملك بن عمير روى عنه شعبة وإسرائيل
انتهى
هذا الرجل ليس من شرط البخاري في الصحيح فلايخرج له ولايلزم أن يذكر في مكان آخر أنه سمع من موسى
فقد جاء في عدة روايات منها رواية عفان في مسند الامام أحمد
(حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّهُ وَامْرَأَةً مِنْهُمْ فَجَعَلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ وَالْمَرْأَةَ خَلْفَ ذَلِكَ *))
تأمل رعاك الله
أترى البخاري يضعف هذه الراوية أتراه لايحتج بهذا
أتحسب أن البخاري لم يقف على رواية عفان هذه
فهل البخاري شك في سماع عبد الله بن المختار من موسى
في صحيح مسلم
(660 و حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ سَمِعَ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِ وَبِأُمِّهِ أَوْ خَالَتِهِ قَالَ فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ وَأَقَامَ الْمَرْأَةَ خَلْفَنَا و حَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ح و حَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ *
)
انتهى
وهذا المثال يطعن أيضا فيمن ذكر أن البخاري يذكر (سمع) في حالة وجود السماع ولو في اسناد ضعيف
وانما يقول (عن) اذا لم يوجد السماع لا في اسناد صحيح ولاضعيف
فهذا المثال يحتاج الى جواب من القائلين بهذا القول
وهذا مجرد مثال والا فإن هناك عدة أمثلة
وللحديث بقية
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[21 - 12 - 04, 02:47 م]ـ
السلام عليكم
إلى الأخ ابن وهب:
إذاً أعدك بأن لا أستعمل مقولة البخاري (فلان عن فلان) للتشكيك في سماع الرواة حالياً حتى أراجع القاعدة من جديد طبعاً هذا لا يدخل فيه إشتراط البخاري للسماع فهذه قاعدة وتلك قاعدة وفرق بينهما وعليك بمساعدتي في إحضار الأمثلة التي تدحض القاعدة الأولى ولربما راسلنا الشيخ خالد الدريس كذلك.
وكذلك أعدكم بإعادة مراجعة حديث الحسن بن ثوبان الذي حصل الجدال حوله مرة أخرى ولهذا فهو مسحوب من التعقبات مؤقتاً.
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[24 - 12 - 04, 02:50 م]ـ
20 - ((أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه))
ضعيف، فالحسن بن سعد لا يُعلم له سماع من عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه والحسن يروي عن أبيه سعد بن معبد والأخير فيه كلام فقد قال ابن حجر: (مقبول) ذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: (سعد والد الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي يجهل). فيُخشى أن يكون بين الحسن وعبد الله رضي الله تعالى عنه سعد بن معبد، والله أعلم.
34 - (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذُكر النجوم فأمسكوا وإذا ذُكر القدر فأمسكوا)
ضعيف، جميع طرقه ضعيفة جداً ما عدا طريقين بإقرار الشيخ الألباني، الأولى هي عن (مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعاً) والثانية عن (عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه مرسلاً). وأقول: الطرق الضعيفة جداً لا تقوي الحديث بل تزيده ضعفاً، وأما المرسل فلا يعتضد بحديث مسهر فمسهر بن عبد الملك قال فيه البخاري: (فيه بعض النظر) وقال ابن حبان فيه (يهم ويخطئ) وله حديث واحد فقط في الكتب التسعة فهو غير مشهور ومع هذا ضعفوه، وعلى هذا فقد يكون أخطأ وروى عن (الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود) سالكاً الجادة لشهرة السند بدلاً من سند غير مشهور مثل (الأعمش عن مجاهد عن طاوس) فيعود الحديث لمرسل طاوس هذا محتمل والله أعلم.
ملاحظة: كما قلت سابقاً عدم تعقب حديث معين لا يعني بالضرورة صحته وقد أختار من السلسلة ما فيه فائدة فقهية أو أثر في الخلافيات فأتكلم عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/366)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[02 - 01 - 05, 01:43 م]ـ
السلام عليكم
وبعد
41 - يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني فقد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة.
في ثبوته نظر فقد قال ابن أبي حاتم في العلل: (843 سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار قال كتب الينا ابن لهيعة قال حدثني أبو عشانة قال سمعت عقبة بن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يعجب من الشاب ليست له صبوة قال أبي انما هو موقوف) اهـ. نعم اللفظ الذي تكلم عليه أبو حاتم الرازي مختلف (جزئياً) ففي كلا اللفظين أن الله تعالى يعجب وكليهما مروي بنفس السند.
42 - من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل مرة ستون حسنة وبإقامته ثلاثون حسنة.
ضعيف قال البيهقي: (وقد رواه يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عمن حدثه عن نافع قال البخاري: وهذا أشبه) اهـ. وشاهد ابن لهيعة لا يقوي الحديث فابن لهيعة فيه ضعف وله أوهام - حتى لو روى عنه العبادلة فالأئمة الذين ضعفوه عمموا، وإن قل الخطأ في حديث العبادلة عنه فالخطأ والوهم موجود - فقد يكون هناك توافق في الخطأ من (المجهول) ومن (ابن لهيعة) مثال ذلك: أن يرفعا الحديث جميعاً ويكون الحديث أصلاً موقوف، وعلى هذا لا يُقال بتقويته.
60 - نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده وأن يسافر وحده.
هذا المتن مروي بالمعنى فالحديث موجود في صحيح البخاري ومسند أحمد كذلك وغيرهما بنفس السند بلفظ آخر عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) اهـ. وهناك فرق ما بين اللفظين فلفظ البخاري ليس فيه نهي صريح أما لفظ السلسلة ففيه نهي صريح.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:31 م]ـ
82 - (لا أشبع الله بطنه يعني معاوية)
ضعيف ففيه أبي حمزة القصاب عمران بن أبي عطاء وهو قليل الحديث جداً فليس له سوى حديثين في الكتب التسعة كلها ومع هذا فالذين ضعفوه من الأئمة أكثر من الذين وثقوه وقول أحمد: ليس به بأس صالح الحديث ليس بتوثيق مطلق، فقد قال أبو زرعة:بصري لين وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي وقال أبو داود: ليس بذاك وهو ضعيف وقال العقيلي: عن بن عباس لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. وكل هذا الكلام عليه وهو قليل الحديث جداً! فلهذا لا تُقبل روايته لعدم تميز صحيح حديثه من ضعيفه. وأما قول الشيخ الألباني: ومن ضعفه لم يبين السبب فهو جرح مبهم غير مقبول. فأقول: هذا الكلام غير صحيح فالمضعفون له أئمة ولا يطُلب تبيين السبب إلا من العالم الغير معروف بالجرح والتعديل أما هؤلاء فأئمة وكلامهم مقبول في الجرح والتعديل والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[20 - 01 - 05, 02:41 م]ـ
94 - (من حلف بالأمانة فليس منا)
ضعيف، الوليد بن ثعلبة لا يُعلم له سماعاً من ابن بريدة وأما طريق ليث عن عثمان بن عمير عن سليمان بن بريدة فلا يُعتبر بها لأن عثمان بن عمير منكر الحديث فلا يُعتبر به، بل قال الدارقطني (متروك).
____________
96 - (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)
ضعيف، بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من المغيرة كما قال يحيى بن معين بل قد وصلت الواسطة بينهما في إحدى الأحاديث إلى إثنين (بكر عن الحسن عن ابن المغيرة عن المغيرة)، وأما الطريق الأخرى فهي جاءت مرة عن (معمر عن ثابت عن بكر عن المغيرة) وهي الأرجح كما قال الدارقطني ومرة عن (معمر عن ثابت عن أنس عن المغيرة) وقال الشيخ الألباني: (ولكن الرواة الذين رووه عن عبد الرزاق بإسناده عن ثابت عن أنس أكثر فهو أرجح إلا أن يكون الخطأ من عبد الرزاق أو شيخه معمر والله أعلم) اهـ المراد نقله.
قلتُ: نعم ربما الخطأ من معمر فمعمر له أغاليط في حديثه عن أهل العراق ومنهم ثابت.
قال أبو حاتم الرازي: (ما حدث بالبصرة ففيه أغاليط وهو صالح الحديث) وقال الغلابي: (سمعت بن معين يقدم مالك بن أنس على صاحب الزهري ثم معمرا قال ومعمر عن ثابت ضعيف) وقال بن أبي خيثمة: (سمعت يحيى بن معين يقول إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئا قال يحيى وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام).
_____________
97 - (إذا خطب أحدكم إمرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته وإن كانت لا تعلم)
ضعيف، موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي لا يُعلم له سماعاً من أبي حميد رضي الله تعالى عنه.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/367)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:44 م]ـ
98 - ((إذا ألقي في قلب امرىء خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها))
ضعيف (محمد بن سليمان بن أبي حثمة) أو (سهل بن محمد بن أبي حثمة) لا يُعرف كما قال ابن القطان الفاسي، ولم يوثقه إلا ابن حبان وليس له سوى حديثين في الكتب التسعة فكيف تُسبر رواياته حتى نعرف أنه ثقة. وأما الطريق الأخرى فلا يُعتبر بها ففيها رجل مجهول العين، وقد يكون مرجع الحديث واحد.
99 - ((إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل))
ضعيف، واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ لا يُعلم له سماعاً من جابر رضي الله تعالى عنه.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 01 - 05, 07:36 م]ـ
وهل إذا لم تعلم له سماعاً من جابر فالحديث ضعيف؟ هذا منهج جديد!
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[28 - 01 - 05, 01:49 م]ـ
هل تعلم عن الخلاف بين الإمامين البخاري ومسلم حول مسألة إشتراط ثبوت السماع بين رواة الإسناد وأن هذا هو مذهب البخاري حيث أنه كان يعل الأحاديث بعدم معرفته بثبوت اللقاء أو السماع بين رواة الإسناد، وأن مسلم يكتفي بثبوت المعاصرة؟
ملاحظة: ضعف الحديث لا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقله بل الضعيف يحتاج إليه في وقت بخلاف المنكر والمعلول والموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 01 - 05, 07:04 م]ـ
قال الإمام مسلم من مقدمة صحيحه (1/ 130ـ نووي):
" هذا القول (الذي ذكرتَه آنفاً) في الطعن في الأسانيد قول مخترَع مستحدَث غير مسبوقٍ صاحبُه إليه، ولا مساعِدَ له من أهل العلم عليه. وذلك أن القولَ الشائِعَ المتفقَ عليه بين أهلِ العلم بالأخبار والروايات قديماً وحديثاً: أنَّ كُلَّ رجُلٍ ثقةٍ روى عن مثلهِ حديثاً، وجائزٌ ممكنٌ لهُ لقاؤُهُ والسماعُ منهُ، لكونِهِمَا جميعاً كانا في عصرٍ واحدٍ، وإنْ لم يأتِ في خبرٍ قطُ أنهمَا اجتمعا، ولا تشافَهَا بكلامٍ فالروايةُ ثابِتَةٌ، والحُجَّةُ بها لازمةٌ. إلا أنْ يكُونَ هناك دلالةٌ بينةٌ أنَّ هذا الراوي لمْ يلْقَ من روى عنْهُ أو لمْ يَسْمَعْ منهُ شيْئاً. فأما والأمرُ مبهمٌ، على الامْكَانِ الذَّي فسَّرْنَا فالروايةُ على السَمَاعِ أبدًا، حتى تكونَ الدلالةُ التي بَيَّنَّا ".
وقال في موضع آخر (1/ 137ـ نووي):
" وإنما كان تفقد منهم سماعَ رُواةِ الحديثِ ممنْ روى عنهم إذا كان الراوي ممن عُرِفَ بالتدليسِ في الحديث وشُهِرَ به، فحينئذٍ يبحثونَ عن سماعه في روايته، ويتفقدون ذلك منه؛ كي تَنْزاحَ عنهم علةُ التدليس. فمن ابتغى ذلك من غير مُدَلّسٍ على الوجهِ الذي زعم من حكينا قولهُ، فما سمِعْنَا ذلك عنْ أحدٍ ممن سَمَّيْنَا ولم نُسَمِ من الأئمةِ ".
فمن خلال هذه النقول يتبيّن أن الإمامَ مسلماً كان يشترطُ لقبول الحديث المعنعن ثلاثةَ شروط:
الأول: المعاصرة.
الثاني: أن لا يكون الراوي الذي عنعن مدلساً.
الثالث: أن لا يكون هناك ما يدل على عدم السماع.
فأما الشرطان الأولان فظاهران لا خلاف فيهما ولا غموض، وأما الشرط الثالث فبينه مسلم غاية البيان بقوله المتقدم: " إلا أن يكون هناك دلالةٌ بيّنةٌ أن هذا الراوي لم يلْقَ من روى عنه أو لم يسمع منه شيئًا " فهذا نصٌّ صريحٌ أن المعاصرة قد تحصل بين الراويين، لكن قد يمنع من الحكم بالاتصال ـ عند مسلم ـ وجودُ دلالةٍ واضحةٍ تنفيه وتمنعه، ومن أمثلة ذلك لو أن الراوي نَفَى عن نفسه السماعَ ممن عاصره، أو علمنا من أخبارهما أنهما لم يجتمعا في بلدٍ واحد قطّ، ولا كانت بينهما مكاتبةٌ أو إجازة فإن هذه من ابين الدلائل على عدم الاتصال. وحينها فلن يحكم مسلم ولا غيره بالاتصال. وقد تكون هناك دلائل أخرى مثل بُعْدِ البلدان، أو إدخال الوسائط مع وجود قرينة قوية تدل على أنه لم يسمع الحديث بعلو ونزول، ونحو ذلك من القرائن التي تشهد لعدم السماع وتُغلّب عدمَ حصوله.
ما نُسب إلى الإمام الجبل البخاري من اشتراط العلم بالسماع أو اللقاء لم يصرح به في " صحيحه " ولا خارج " صحيحه " إنما هو فهم من بعض العلماء المتأخرين من خلال دراسة الصحيح، وهذا الفهم عرضة للخطأ بخلاف ما نُسب إلى الإمام الجبل مسلم فهو مسطر في مقدمة كتابه " الصحيح " فهو حينئذٍ أولى بالقبول والاتباع لاسيما وأنه نقل الإجماع. والإمام مسلم صادق عندنا وثقة في نقله. وهو إجماع صحيح لم يخالفه أحد من المتقدمين.
ولك أن تخبرنا: من أول من زعم أن البخاري يخالف الإجماع الذي نقله مسلم وتلقته الأمة بالقبول؟
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[28 - 01 - 05, 07:49 م]ـ
وهل علم المصطلح يعرف إلا بالإستقراء، إن لغينا الإستقراء لن يكون هناك علم مصطلح؟
وعلى العموم إن رأيت أنت كلام مسلم أولى بالقبول فهذا لك ولكن أنا لا أرى ذلك لمعارضته فعل البخاري وغيره من الأئمة وهو الأولى عندي وإلا ما تفسيرك لتضعيف البخاري لكثير من الأحاديث بهذه الطريقة.
والله تعالى أعلم
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/368)
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:40 م]ـ
106 - ((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم))
قال الشيخ: فهذه الطرق كلها ضعيفة إلا طريق الحاكم فهو العمدة وهي إن لم تزده قوة فلا توهنه.
قلت: وكذلك طريق الحاكم ضعيفة، فأبي معبد حفص بن غيلان لا يُعلم له سماعاً من عطاء بن أبي رباح، إذن يبقى الحديث ضعيفاً ولو تعددت طرقه ولا ينهض للصحة مخافة التواطؤ على الخطأ في جميع الطرق، مثل رفع الموقوف أو إسناد المرسل أو غيرها من الأخطاء الشائعة.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[14 - 02 - 05, 12:52 م]ـ
107 - ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر.
ضعيف مرفوعاً، فقد قال ابن أبي حاتم في العلل: (630 سألت ابي عن حديث رواه عبيد الله بن موسى عن بشير بن مهاجر عن ابن بريدة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منع قوم الزكاة الا حبس عنهم القطر ولا نقص قوم المكيال الحديث قال أبي رواه حسين بن واقد عن ابن بريدة عن ابن عباس موقوف وهو اشبه
وقال: 2773 سألت أبي عن حديث رواه على بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن ابن عباس قال ما نقض قوم العهد الا أظهر الله عليهم عدوهم وما جار قوم في الحكم الا كان القتل بينهم وما فشت الفاحشة في قوم الا أخذهم الله بالموت وما طفف قوم في الميزان الا أخذهم الله بالسنين وما منع قوم الزكاة الا منعهم الله القطر من السماء قال أبي حدثنا به عبيد الله بن موسى عن بشير بن مهاجر عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم عن ابن عباس اشبه).
______________
109 - ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة.
فيه ضعف، وإليك تفصيل ضعف طرق الحديث من كلام الشيخ الألباني:
1 - إسماعيل بن مسلم (ضعيف)
المختار بن غسان (مجهول الحال)
2 - إبراهيم الغساني (متروك)
3 - القاسم الثقفي (مجهول)
العسقلاني والتميمي (ضعيفان)
4 - السعدي (ضعيف)
5 - عبدالرحمن بن زيد بن أسلم (ضعيف)
ومنقطعة.
6 - ابن أبي سليم (ضعيف).
7 - منقطعة.
وعلى هذا فأنا لا أرى صحة الحديث ولو تعددت طرقه فكلها ضعيفة وغير محتملة وغير مأمون فيها تكرار الخطأ نفسه ويشبه أن يكون كلاماً لأحد السلف في التفسير.
والله تعالى أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 07 - 05, 02:41 ص]ـ
.............(37/369)
هل قول الفلكيين حول ولادة الهلال قطعي
ـ[الربيع]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:47 م]ـ
هل قول الفلكيين حول ولادة الهلال قطعي؟؟
ففي نهاية رمضان هذا العام:
أعلن رئيس لجنة المراصد المصرية بأن الهلال لا يمكن أن يرى ليلة (29) من رمضان.
بينما أعلن رئيس لجنة المراصد الليبية ثبوت دخول شهر شوال: بولادة الهلال ليلة (29) من رمضان!!
هل ولادة الهلال في الحسابات الفلكية قطعية؟
أم أن الأمر يختلف بحسب اختلاف مناهج المعادلات والحسابات، وبحسب اختلاف المدارس!!
شكرا لكم،،،
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:03 ص]ـ
آخر من يحق له التكلم في التواريخ هي ليبيا، فزعيمهم اخترع لهم تقويما خاصا واشهرا خاصة وحسابات خاصة بالجماهيرية!
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-11/10/article07.shtml
وما ذكره الزعيم الليبي من ولادة الهلال صحيح، لكن هذا لا يعني إمكانية رؤيته بعد. والساعة التي يولد بها الهلال معروفة سلفاً ومحسوبة بدقة عالية جداً، وهي متفق عليها بين كل المراصد، وتصدر عادة بالتوقيت العالمي (مطابق لغرينتش لكن بدون تعديل صيفي). أما تطبيق ذلك على باقي الدول فيختلف. يعني الدول التي في المشرق قد تكون ساعة الولادة بعد غروب الشمس، مما يعني بطلان ادعاء الرؤية.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - 11 - 04, 01:07 ص]ـ
أخي الكريم
الذين شهدوا برؤية هلال شوال ليلة السبت واهمون قطعاً
مهما بلغ عددهم
لأن الهلال غاب قبل الشمس بلا شك
ولو تمكن أحدهم من إثبات العكس فسوف يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء!!
لأن معنى ذلك أن علم الفلك باطل كله
وأن معادلات نيوتن باطلة
والقضية ليست كما يتوهم الناس مسألة رؤية مقابل حساب
فلو صخت الرؤية لكانت مطابقة للحساب
والقول الفصل أن يرى الرائي الهلال في جماعة من الناس ويشير إلى مكانه ليروه إما بأعينهم أو بالمناظير اليدوية العادية
ولكن هؤلاء الرائين يأتون إلى المحكمة بعد غروب الهلال!!
هذه هي المشكلة!!
ـ[الربيع]ــــــــ[19 - 11 - 04, 01:34 ص]ـ
هؤلاء اختلفوا ........
فمن هو الذي معه الحق!!
لا أشك أن مقلدي المراصد المصرية أكثر، وجمهورهم أكثر من مقلدي ا لمراصد الجزائرية والليبية ,,,
أما ما زعمت من أن الرؤية خطأ فهذه دعوى،،
وليس هذا مجال الكلام عليها
مع العلم أن المعول عليه الرؤية فقط (دون أي شيء آخر)
وقد دلت السنة على اعتبار الرؤية فقط دون أي شيء آخر. (هذا المتبع في الشريعة)
لكن بينوا لنا أسباب اختلافهم في تحديد ولادة الهلال ..
أنا معك أن المدرسة التي تمشي على نظام واحد لا يمكن أن تختلف ...
يعني إذ مشيت على خطوات معينة فنتيجة المعادلة بالتالي واحدة.
مثل اختلاف الناس في الفقه، وأصوله، وعلوم الحديث ...
هل هؤلا الذين يقطعون (أحاطوا بهذه الأمور)
أم أن قطعهم بسبب جهلم؟؟
من يبين هذا؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 04, 05:07 م]ـ
صدق من قال: لو سكت من لا يعرف لذهب الخلاف
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 05:25 م]ـ
من حيث القوانين الرياضية فحسابات الفلكيين في ولادة الهلال ووقت الاقتران
صحيحة نظريا، أما من حيث واقع الأمر فكل ذلك قابل للخطأ، ولا يحتاج
الرائون للهلال إلى جوائز نوبل، فمعادلات نيوتن فعلا ثبت أن الكثير منها
باطل، ونسبية آينشتاين أبطلت الكثير من القوانين الفلكية والفيزيائية
فلماذا الغضب؟؟؟
ولادة الهلال أو الاقتران لا تعرف بالمشاهدة (هذا مقطوع به) فلا يوجد
بشر أوكاميرا كشفت عن لحظة الاقتران بالحس والمشاهدة، بل كل ذلك يعرف
بالحساب، والحساب عبارة عن معادلات، والمعادلات صدقها في صدق معطياتها.
ومن توالي ثبوت الرؤى الشرعية للهلال مع تناقضها مع الحساب تماما تولد
عندي يقين أن الحساب في نفسه صادق ولكنه من حيث الواقع قد يكون كاذبا
وهذا من الناحية العملية لتفسير الظاهرة (فيزيائيا وفلكيا) فالفلكي
يحسب وقت الولادة بناء على أرقام محددة يعتبرها، وهذه الأرقام عرفها
الفلكي بالحساب والمشاهدة والتجربة وليس بالضرورة أن تصدق في كل
الأحايين، فقد يشاء الله أن يرى الهلال في غير موعده فيتسارع القمر في
وقت يغفل عنه الفلكيون فيراه من يشاء الله أن يراه ..
وكل ما أورده الفلكيون في تكذيب الرؤى التي تناقض الحساب ساقط لا يحتمل
أدنى مناقشة ...
أقول: هذا كله من الناحية العملية ..
أما من الناحية النظرية الشرعية فالشرع قد أقام مبدأ الصيام والفطر على
الرؤية الشرعية وليس الحساب، فحتى لو خالفت الرؤية الشرعية الواقع
(من حيث هو) فيجب العمل به لأنه الشرع أمر به، ويطرح الحساب حتى ولو
كان يقينا لأن الشرع أمر بذلك، ومن نظائره في الشريعة الغراء إبطال
شهادة ثلاثة شهود شهدوا بالزنا على متهم، بل نص القرآن على أنهم كاذبون
مع أن شهادتهم صادقة في واقع الأمر، فانظر كيف كذب الشارع ما هو حق
وصدق في واقع الأمر وذلك صيانة لأعراض الناس، فكذلك أجرى الشرع أمر
الصيام والفطر على التيسير فاعتبر الرؤية الشرعية الموثقة وإن خالفت
الواقع تيسيرا على الأمة، إذ لو اعتبر الحساب الفلكية لكان عسيرا،
وحتى لو تيسر في زمن فقد لا يتيسر في زمن آخر، وقد يتيسر في مكان ولا يتيسر
في مكان آخر، أما الرؤية العادية الشرعية فميسورة في كل زمان ومكان
فما أحكم الشرع وأعدله وأقومه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/370)
ـ[الحارثي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا إخواني في الله، وأخص الأخ الكريم رضا، حيث اجاد وافاد. فإن المعول عليه هو الشرع وما جاء به لا سواه، اما ما يبتدعه الناس مما لا أصل له في الشرع فهو رد مهما زين لهم ومهما راوه حسناً فشرع الله أحسن وأقوم. ونحن إنما خلقنا لننفذ امر الله تعالى لا أن نفتئت عليه.
إن قضية الحساب الفلكي قد ضخمت اكثر من اللازم حتى إن البعض جعل مصير وحدة الأمة مرتبطاً بوحدة الصيام والفطر واقترح بناء على ذلك أن يؤخذ بالحساب الفلكي لا سواه وكأننا نصر على تعليق ما نحن فيه على اي شيء سوى الحقيقة التي هي ابتعادنا عن ديننا وعدم إسلامنا انفسنا لله تعالى! حتى إن كل إنسان أصبح يستحسن شيئاً فيجعله ديناً يوالي ويعادي عليه!
إن الحساب الفلكي وإن كان مقطوعاً به كما يزعم البعض -ونحن لا نستبعد ذلك- إلا أنه ليس دليلاً شرعياً نصوم به او نفطر به والشرع غنما تعبدنا في صيامنا وفطرنا باحد ثلاثة امور لا سواها:
-فإما أن نرى الهلال بالأبصار.
-وإما أن يشهد شاهد من المسلمين فأكثر بأنه رآه.
-وإما أن تتم العدة ثلاين يوماً.
وقد تواتر في كتب الأخبار، أن الناس كانوا يختلفون في الزمان الأول في صومهم وفطرهم حتى في الإقليم الواحد، وما سمعنا أنهم اقتتلوا من أجل ذلك بل لا اعلم أن أحداً أثار هذه القضية في القرون الأولى أو ألف فيها كتاباً مستقلاً او دعا الناس إلى اتخاذ الحساب الفلكي! وأرجو ممن اطلع على شيء من ذلك أن يخبرنا به وله جزيل الشكر.
وأزيد على المثال الذي ذكره الخ الكريم فأذكر بأنه قد ثبت يقيناً لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوج هلال قد زنت، بعد أن لاعنت من زوجها ولم يقم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم عليها الحد! مع وجود الدليل العلمي القاطع على زناها وما ذلك غلا لأن الشرع لم يامر بإقامة الحد بعد الملاعنة!
ومما يذكر بهذا الشيء أنه لو ثبت زنى امرأة من خلال ما يعرف بالبصمة الوراثية فإنه لا يجوز إقامة الحدعليها شرعاً كذلك لأن الله تعالى إنما أمر بإقامة الحد على من حملت من غير زوج دون إكراه، أو من اعترفت أو من شهد عليها أربعة شهداء. ولم يأمر بإقامة الحد فيما عدا ذلك، والكلام في هذا يطول.
واقول أخيراً إن من المقطوع به من الناحية العلمية (الفيزيائية)! أن الشمس تغرب في الحقيقة قبل غروبها عن الأبصار بثمان دقائق! فهل سنسمع في المستقبل من سيفتى بجواز الفطر قبل غروب الشمس بثمان دائق او بسبع احتياطاً!
يا أيها المسلمون يكفي!
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:22 ص]ـ
قال أخونا خزانة الأدب: الذين شهدوا برؤية هلال شوال ليلة السبت واهمون قطعاً
مهما بلغ عددهم
لأن الهلال غاب قبل الشمس بلا شك
ولو تمكن أحدهم من إثبات العكس فسوف يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء!!
لأن معنى ذلك أن علم الفلك باطل كله
قلت: هو باطل قطعا وهو بدعة ضلالة
ونوبل كافر وجائزته لا تعطى للألباني وتعطى للزنادقة والملحدين والمبتدعة
آخر المصريين حصولا عليها في الفزياء بعد أن رجع إلى مصر طاف بالبدوي
أهل الفلك والفزياء يقولون بثبوت الشمس
وربنا ونبينا يقولون بجريانها
فليشهد أهل الملتقى أني كافر بعلم الفلك
مؤمن بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم
وليحذف كل هذا المشرف إن شاء
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:10 ص]ـ
يقول الأخ محمد الأمين لو سكت من لا يعرف لذهب الخلاف ..
صدق والله ...
لو سكت الفلكيون لما ظهر هذا الخلاف أصلا، ولم يكن في الأمة خلاف
حول عدم العمل بالحساب من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهر
من عظم الحساب وأعطى له قيمة في الشرعيات فشابه الشيعة والرافضة
وأدنى هؤلاء حالا من في قلبه حسيكة من مخالفة الحساب للرؤية الشرعية
ولكن صرنا نرى من يتجرأ ويتهم الرائين بالظلم والخطأ والوهم قطعا
ثقة في الحساب والفلك، ومثل هؤلاء لو تكلموا بمثل هذا في عهد عمر
بن الخطاب رضي الله عنه لعلاهم بالدرة ...
ـ[المهندي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:11 م]ـ
أخي الكريم
الذين شهدوا برؤية هلال شوال ليلة السبت واهمون قطعاً
مهما بلغ عددهم
لأن الهلال غاب قبل الشمس بلا شك
ولو تمكن أحدهم من إثبات العكس فسوف يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء!!
لأن معنى ذلك أن علم الفلك باطل كله
وأن معادلات نيوتن باطلة
والقضية ليست كما يتوهم الناس مسألة رؤية مقابل حساب
فلو صخت الرؤية لكانت مطابقة للحساب
والقول الفصل أن يرى الرائي الهلال في جماعة من الناس ويشير إلى مكانه ليروه إما بأعينهم أو بالمناظير اليدوية العادية
ولكن هؤلاء الرائين يأتون إلى المحكمة بعد غروب الهلال!!
هذه هي المشكلة!!
أخي الكريم خزانة الأدب
أذا حدث خطأ من الفلكين فلا يعني هذا أن علم الفلك باطل كله بل من الوارد أن يقعوا في الخطأ أما عن معادلات نويتن فهي نظريات قد أن يثبت خطؤها في يوم ما أو بعضها.
وبالمناسبة عندما كنت طالبا ثانويا كانت مقررة علينا نظرية آينشتاين النسبية التي تقول أنه لاشيئ أسرع من الضوء وعند تحليلها حسابيا نجدها أنها صحيحة 100% - أي قطعية - لكني كنت أعتقد بخطئها لأنها تخالف ما أخبار به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه عرج إلى السماء في ليلة واحدة ثم عاد
في حين أنها تحتاج هذه الرحلة إلى ملايين السنين الضوئية (حسابيا).
وجاءت الأيام تأييدا لكلامي فقد أثبت الفيزيائون خطأ نظرية آينشتاين النسبية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/371)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:47 م]ـ
تحقيق هذه المسألة من الأهمية بمكان، واذكر أنني قرأت بحثا لأحد الدكاترة المتخصصين في علم الفلك حول الاختلاف بين الرؤية والحساب الفلكي واسباب ذلك، وكانت مرفقة بالرسوم، وكان من أهم ما قرأته فيها أن الحساب ليس قطعيا، وقد توصل إلة نتائج منها:
1 - الحسابات ليست نهائية الدقة.
2 - الاختلاف بين الحاسبين ليس مرجعه عدم الدقة في الحسابات، بل لعدم الاتفاق على تعريف واحد لظاهرة بداية الشهر الهجري، في أغلب الأحيان.
3 - أغلب تعاريف بداية الشهر الهجري فلكياً الموجودة في الساحة، لا تتفق مع المفهوم الشرعي لرؤية الهلال.
4 - هناك بعض الحالات الخاصة، لم تؤخذ في حسبان الفلكيين ولا في تعريفاتهم، بل ويجهلها كثير منهم، مثل أن الهلال قبل الولادة الفلكية يمكن أن يغرب بعد الشمس.
5 - يمكن أن يتوهم الرائي للهلال بأشياء أخرى، ويظنها هلالاً. وهذه وإن كان الشارع قد أوجد لها مخرجاً، كما ذكر بعض أهل العلم، إلا أن تفادي مثل هذا الأمر مطلوب وممكن بالتعاون بين علماء الشريعة والمختصين الفلكيين عند قبول الشهادات لأوائل الأشهر.
6 - المراصد الفلكية البصرية لا يمكنها تمييز الهلال إلا في حالات يمكن للعين البشرية أن ترى الهلال فيها في أغلب الأحيان.
فمن كان عنده البحث كاملا فلتحفنا به
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:01 م]ـ
إخوتي الأحباب:
هلاّ تحليتم بشئ من الصبر، وتركتمونا نتباحث في الموضوع بهدوء، فمن يكفر بالحساب عليه أن يترك غيره ممن يؤمن به يقول رأيه ونسمع منه ونتباحث معه، وننظر لعل في قوله وجاهة، ومن كان في قلبه حسيكة، نصبر عليه فلعلنا نقتلعها، أو يغلبنا فتصبح يقينا، أما الصد بهذه الطريقة، والدفع في وجوه القوم هكذا، فما أظن أحدا يفلح معه، وأمر الحساب والأخذ به – مطلقا وليس في النفي فقط – قادم إليكم شئتم أم أبيتم، في حياتكم أنتم أو في حياة أبنائكم من بعدكم، وقد بدأت منذ زمن بشائره تهل علينا، ولكننا للأسف لا نشعر.
ولنترك – أحسن الله إليكم – الآن على الأقل مسألة الكفر بالحسابات الفلكية، وأمر البدعة والتبديع، والشيعة والتشيع الذي لسنا – بحمد الله منه ولا هو منا – جانبا، فإقحامهما هنا يشبه الإرهاب الفكري الذي لا مكان معه لنقاش ولا أخذ ورد، وكان إغلاق المباحثة أصلا أولى بنا من هذا الكلام، وليت هذا كان من أول، أما يبدأ النقاش ونتباحث قليلا ثم تخرجوا علينا بهذا الكلام فأمر غريب جدا – بارك الله فيكم -.
فمن أراد مباحثة علمية بصبر و وعلم وحلم فحيهلا، ولنبدأ الموضوع من أوله في صفحة جديدة، تحت عنوان: الحسابات الفلكية ومدى شرعية الأخذ بها في معرفة بداية الشهور القمرية.
وليكن شعارها: (إذا سكت من لا يعلم انقطع الخلاف) فهذه من أصدق الكلمات التي نقلها الشيخ محمد الأمين.
وليكن أول مبحث فيه: ما حد الشهر الشرعي، ثم كيف تعرف بداية الشهر الشرعي. أو ما علامة بدء الشهر القمري الشرعي.
ومن رأي غير ذلك فليقترح علينا ما يراه مناسبا لبداية صحيحة.
وليكن ذلك في صفحة جديدة يبدأها من يشاء، تحت ذلك العنوان الجديد أو ما يقاربه. وحبذا لو كانت البداية من أحد مشايخنا الأفاضل.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:09 م]ـ
أولاً:
سبق الجدال مرارا عديدة من قبل في موضوع الحساب الفلكي، وهذه بعض الروابط، فلا أرى داعيا لافتتاح رابط جديد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3982&highlight=%C7%E1%DD%E1%DF%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4365&highlight=%C7%E1%DD%E1%DF%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16166&highlight=%C7%E1%DD%E1%DF%ED
ثانياً:
يتضح لمن تأمل أن الحساب الفلكي يقطع بلحظة الولادة الكونية للهلال ويحددونها بالدقيقة والثانية ويصيبون في تحديدهم تماما كإصابتهم في تحديد وقت الكسوف ومواقيت الصلوات، وتكون لحظة ولادة الهلال محل إجماع من الفلكيين، ولكن هنا يأتي السؤال المهم وهو: هل رتب الشرع الصوم والفطر على رؤية الهلال أم على ولادته؟ الجواب على رؤيته لا على ولادته.
وهنا يأتي السؤال الثاني وهو هل الفلكيون مجمعون على تحديد اللحظة التي يمكن فيها رؤية الهلال وهل هذه من المسائل القطعية؟
الجواب: الذي يظهر من خلال مطالعة الروابط السابقة وغيرها أن هناك مدارس ومذاهب فلكية شتى فبعضهم يقول يمكن فلكيا رؤية الهلال قبل ولادته ومنهم من يقول لا يمكن رؤية الهلال إلا بعد ولادته بخمس ساعات على الأقل، ومنهم من يقول لا يمكن رؤيته إلا بعد 12 ساعة من ولادته أو أقل أو أكثر
لذا نرى الفلكيين رغم اتفاقهم على لحظة ولادة الهلال يختلفون في تحديد متى يبدأ الشهر
والشرع أحالنا على الرؤية لا على الحساب، ولا تعارض بفضل الله بين الشرع وبين قطعي من العلوم الكونية، وإنما يحصل التعارض بين رؤية الشهود الثقات وبين بعض مذاهب الفلكيين التي يدعي أصحابها عدم إمكان الرؤية بينما تكون ممكنة في مذهب فلكيين آخرين، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/372)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:34 م]ـ
ثانياً:
يتضح لمن تأمل أن الحساب الفلكي يقطع بلحظة الولادة الكونية للهلال ويحددونها بالدقيقة والثانية ويصيبون في تحديدهم تماما كإصابتهم في تحديد وقت الكسوف ومواقيت الصلوات، وتكون لحظة ولادة الهلال محل إجماع من الفلكيين.
شيخنا أبا خالد وفقه الله: تكون المشكلة عندما يزعم زاعم أنه رأى الهلال قبل لحظة ولادته التي هي محل إجماع الفلكيين، والتي يصيبون فيها كما تفضلت. وهو ما حدث هذه السنة في نهاية رمضان. والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:43 م]ـ
الحمد لله وحده ...
شيخنا أبا خالد وفقه الله: تكون المشكلة عندما يزعم زاعم أنه رأى الهلال قبل لحظة ولادته التي هي محل إجماع الفلكيين، والتي يصيبون فيها كما تفضلت. وهو ما حدث هذه السنة في نهاية رمضان. والله أعلم.
الجواب: الذي يظهر من خلال مطالعة الروابط السابقة وغيرها أن هناك مدارس ومذاهب فلكية شتى فبعضهم يقول يمكن فلكيا رؤية الهلال قبل ولادته ...
==
!!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:48 م]ـ
مسألة:
اجتمع أربع ثقات عدول عند القاضي على الشهادة في جريمة زنا، وأنهم رأوا ذلك بأعينهم، ثم ادعى الذكر المشهود عليه أنه عِنِّين، وشهد له بذلك رفيق (دكتور)، فما العمل؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الكريم فضيلة الشيخ رضا صمدي، جزاك الله خيرا على إثارة الموضوع، سددك الله ووفقك، وأحياك للحق وأحيا الحق بك ..
آمين.
شيخنا الجليل ريحانة هذا المنتدى فضيلة الشيخ أبا خالد السلمي، أحسن الله إليك، وجزاك خير الجزاء
آمين
وليتكما لا تطيلا الغيبة.
والسلام
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع من المواضع التي تحتاج إلى مناقشة علمية هادئة بعيدة عن كل الانفعالات ومحاولة فرض الآراء التي قد تحتمل الخطأ أوالصواب.
فهذا الأمر من الأمور التي سببت الفتنة للمسلمين في بلجيكا هذا العام فمنهم من عيد يوم السبت ومنهم من عيد يوم الأحد فبالنسبة للذين عيدوا يوم السبت استندوا إلى الرؤية التي أعلن عنها في السعودية والكويت وقطر والإمارات وفلسطين والسودان بغض النظر هل هذه الدول تابعة للسعوية في الرؤية أو أنها رأت الهلال مستقلة عنها وقد رئي في السعودية حسب قرار مجلس القضاء في أربعة مناطق واعتبروا أن هذا كاف في ثبوت دخول شهر شوال وجل المسلمين لايفهمون في علم الفلك شيئا ولو ادعى شخص أن الحسابات الفلكية تقول باستحالة الرؤية ليلة السبت فهم لايفهمون عن هذه الحسابات شيئا والله تعالى قد رفع عنا الحرج في ديننا (ماجعل عليكم في الدين من حرج) فمن يصدقون؟ أيصدقون القائلين برؤية الهلال وهم -والحمد لله -مسلمون وفي هذه الدول التي أعلنت عن ثبوت الرؤية الشرعية للهلال ليلة السبت قضاة مكلفون بقبول الشهادة أو ردها؟ أم يصدقون علماء الفلك؟ فلوكانت الأمة الإسلامية تحتاج إلى هذا العلم لأرشدها إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله ابن عمر تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه ولِمَ لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فيخبره بأن الهلال ولد اليوم وأن رمضان أوشوال غدا؟ وأيضا إذا كان الحساب الفلكي قطعيا فلم يقولون بالعمل به في النفي فقط لا في الاثبات؟ فإن كان قطعيا فليعتمد عليه أصحابه في النفي والاثبات معا.
فهذا الأمر أيها الإخوة سبب حيرة وفتنة للمسلمين في أروبا ولذا نرجو من المشائخ الذين أعطاهم الله علما وحكمة أن يتناقشوا في هذا الأمر وأن يبينوا لنا هل القول بالحسابات الفلكية في دخول رمضان وخروجه يتناقض مع الشرع؟ وهل الحسابات الفلكية قطعية؟ وهل هناك من يخالف من الفلكيين في قطعية الحسابات الفلكية أو عدم قطعيتها؟ ولما ذا يعتمد على رؤية السعودية في مناسك الحج؟ ولم نسمع من أحد انتقادها. والسلام عليكم
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:26 م]ـ
قال شيخنا الحبيب إلى قلوبنا-رضا أحمد الصمدي-حفظه الله
قول الأخ محمد الأمين لو سكت من لا يعرف لذهب الخلاف ..
صدق والله ...
لو سكت الفلكيون لما ظهر هذا الخلاف أصلا، ولم يكن في الأمة خلاف
حول عدم العمل بالحساب من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهر
من عظم الحساب وأعطى له قيمة في الشرعيات فشابه الشيعة والرافضة
وأدنى هؤلاء حالا من في قلبه حسيكة من مخالفة الحساب للرؤية الشرعية
ولكن صرنا نرى من يتجرأ ويتهم الرائين بالظلم والخطأ والوهم قطعا
ثقة في الحساب والفلك، ومثل هؤلاء لو تكلموا بمثل هذا في عهد عمر
بن الخطاب رضي الله عنه لعلاهم بالدرة ...
قلت -رضي الله عنك-لكن المشكل أن أحدهم يقول عن نفسه في أحد المشاركات
فعندما يقرأ شخص مثلي ممن - تزبب قبل أن يتحصرم -وقال في مشاركة أخرى-
ويبقى أمثالي ممن ليس من طلبة العلم، فهو في أمر دينه يسأل العلماء مباشرة،
قلت:هذا الإعتراف منك جيد-وأنا أقرك عليه لأني تباحثت معك فعلمته
أخي دخولك في هذه المشاركة منكر لأنك لست على شرطها بإقرارك على نفسك
وراجع كتاب الإقرار في أي مذهب لتعلم أنه لا رجعة لك فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/373)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 05:45 ص]ـ
قال الإمام أبو عبدالله ابن قيم الجوزية-رضي الله عنه-في كتابه إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (ج1/ 127):الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم
ومن كيده بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين:أن ألقى على السنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين و أوحى اليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج السلفية والطرق الكلامية فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشكاة القرآن وأحالهم على منطق اليونان وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العرية عن البرهان وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول و الأذهان ومرت عليها القرون و الأزمان فانظر كبف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان كإخراج الشعرة من العجين أ. ه
وقال ابن القيم في زاد المعاد (ج2/ 46) وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصوم بشهادة الرجل الواحد المسلم وخروجهم منه بشهادة اثنين أ. ه
قال الإمام الشوكاني –رحمه الله-في الدرر البهية-و إذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة أ. ه
قال العلامة صديق حسن خان –رحمه الله –شارحا-:-في الروضة الندية شرح الدرر البهية-ج2/ص:13) وجهه الأحاديث المصرحة بالصيام لرؤيته و الإفطار لرؤيته وهي خطاب لجميع الأمة فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لجمعيهم
وقال الدهلوي في الحجة البالغة: لما كان وقت الصوم مضبوطا بالشهر القمري باعتبار رؤية الهلال وهو تارة ثلاثون يوما وتارة تسع وعشرون:وجب في صورة الإشتباه أن يرجع إلى هذا الأصل وأيضا مبنى الشرائع على الأمور الظاهرة عند الأميين دون التعمق والمحاسبات النجومية بل الشريعة واردة بإخمال ذكرها وهو قوله صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسبزانتهى
وقال صديق حسن خان –رحمه الله-الروضة ج2/ 11) قال بعض المحقيقين التكليف الشهري علق معرفة وقته برؤية الهلال دخولا و خروجا أو إكمال العدة ثلاثين يوما فهل في الأكوان أوضح من هذا البيان والتوقيت في الأيام والشهور بالحساب للمنازل القمرية بدعة باتفاق الأمة. أنتهى
قلت:أما نحن فالقول عند بعض أخواننا ما قالت حذام
رد شهادة العدول الثقات بحساب الفلكيين بدعة ضلالة
ورجاء من إخواننا الذين أقروا على أنفسهم أنهم ليسوا بطلبة علم وأنهم قد تزببوا قبل أن يتحصرموا أن لا يتدخلوا في ما ليس يعنيهم وقد صح لهم تقليدهم فتوى مفتيهم
والحمد لله رب العالمين
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 11 - 04, 12:56 م]ـ
الإخوة الكرام حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضلا الهدوء في المناقشة وأن يكون الكلام على محل النزاع لا غير
وليس محل النزاع أن الحساب الفلكي يقرر إمكانية رؤية الهلال من عدمه، فالحساب يقرر موضع الهلال بالنسبة إلى الشمس في لحظة الغروب أو في أي لحظة غيرها، وأما إمكانية الرؤية فتتوقف على عوامل لا علاقة لها بالحساب، كحال الجو وقوة بصر الإنسان. ومن المعلوم أنه لو كان هناك غيم أو غبار لما رؤي الهلال مهما بلغ ضياؤه أو ارتفاعه.
ففي كثير من الأشهر لا نزاع؛ لأن الحساب يقرر أن الهلال يغرب بعد الشمس بدقيقة أو خمس دقائق أو أكثر أو أقل، فالذي يشهد بالرؤية يشهد برؤية شيء موجود، بصرف النظر عن سهولة الرؤية أو صعوبتها.
ومحل النزاع هو في الأشهر التي يتقرر فيها أن الهلال يغرب قبل الشمس، كما حصل في يوم الجمعة 29 رمضان لهذا العام 1425
فتصور نفسك تتراءى الهلال مساء الجمعة ليلة السبت، وتصور أن الشمس تهوي للغروب، فالحساب الفلكي يقرر أن القمر موجود تحت الشمس في تلك اللحظة، وسيغرب قبلها، وبالتالي لا تمكن رؤيته أصلا
والأخ الخضير يدعي - بلسان الحال او بلسان المقال - أن الهلال موجود فوق الشمس في تلك اللحظة، وأنها غابت قبله، وأن الهلال تأخر بعدها بحيث رآه بعينيه بعد الغروب
هذا هو محل النزاع
فإذا صدق فعلم الفلك باطل كله، وإذا استطاع إثبات وجود هذا الخطأ الهائل في الحساب بالدليل القطعي فستكون منزلته في التاريخ كمنزلة أعظم علماء الفيزياء
ووالله الذي لا إله إلا هو إنني لأتمنى أن يكون صادقاً وأن تكون لأحد المسلمين هذه المأثرة العظمى
ولكنن أجزم بأن الأخ وأمثاله إنما رأوا سراباً أو أو أوهاماً، على أحسن الفروض والظنون، أو كما قال الأخ أبو عبد الباري (يمكن أن يتوهم الرائي للهلال بأشياء أخرى، ويظنها هلالاً)
وقد أخبرني أحد القضاة في العام الماضي أن الأخ الخضير شهد بدخول الشهر، وتناقل الناس هذا الخبر بالهاتف، وتذكرون أن صلاة التراويح أقيمت في بعض مساجد الرياض بناء على ذلك، ولكن شهادته رُدَّت لأن غيره من الرائين أجمعوا على أن حال الجو في منطقة الرياض كلها تحول دون الرؤية
والمشكلة أن كثيراً من طلبة العلم يضعون هذه القضية في إطار المفاضلة بين الرؤية والحساب، وهذا غير صحيح، لأن القضية هي صحة الرؤية أو عدم صحتها. والحل الواضح أن يكون التراءي جماعياً رسمياً تحت إشراف القضاة وأمراء البلدان أو بحضورهم، كما هو معلوم من تاريخنا الإسلامي، فإذا رأى الأخ الخضير أو غيره الهلال أشار إليه ليراه من حوله بالعين المجردة او بالمنظار. بل يستطيع أهل الاختصاص تصوير الهلال في تلك اللحظة ومجابهة علماء الفلك بالدليل القاطع على فساد حساباتهم إذا كانوا قد زعموا أن الهلال قد غاب قبل الشمس في تلك الليلة (وهذا لن يكون أبداً)
فهذا هي الرؤية المقطوع بصحتها
ولكن واقع الحال أن الرائي يأتي إلى القاضي بعد فوات الأوان وغروب الهلال
هذا هو محل النزاع أيها الإخوان الكرام، والمطلوب فقط هو اتخاذ الإجراءات الرسمية والقضائية لتكون الرؤية صحيحة
ملاحظة: جميع ما قيل أعلاه عن بطلان نظريات نيوتن وأنشتاين وأن الشمس تغرب قبل الغروب بثمان دقائق، كله غير صحيح، ولا يتسع المجال لبيان ذلك ولا علاقة له بالموضوع
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/374)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 01:25 م]ـ
أخي الحبيب الفهم الصحيح ... سدده الله ووفقه ...
في بعض كلامي ورائيات تاريخية مع بعض الأعضاء وليس إرهابا فكريا،
كما أن تحذيري من الأخذ بالحساب باعتباره سمة من سمات الشيعة
كان أليق به أن تسميه نصحا بدلا أن تسميه إرهابا فكريا، وإلا
فماذا تسمي كلامك عن بشائر الأخذ بالحساب في زمننا أو زمن أولادنا؟!
إغاظة؟؟؟ يرحمك الله .... هذه المسألة من الديانات، وأهل العلم
من لدن السلف قالوا إن الآخذين بالحساب مبتدعون، هذا ليس كلامي
بل كلام معظم أرباب المذاهب لم يشذ إلا القليل ...
ولم يأت أحد بتعليل مقنع كيف أن السلف قاطبة لم يأخذوا بالحساب
ولم يعتبروه، ومن تعلم منهم الحساب كان يأخذ به خلسة في حق
نفسه وهو مطرف رحمه الله ولم يتابعه على عمله أحد منذ عهد الصحابة
مع أن الحساب معروف من عهدهم، بل ما طفقوا يشددون على يقينيته
مع أن المعاصرين جزموا أنه في الماضي لم يكن يقينيا ...
المناقشة مفتوحة ولا أظن أنها تستحق الإغلاق ولا تستحق مشاركة أي
عضو أن تحذف إذا لم يرم محاوره بألفاظ غير لائقة في الأدب الإسلامي ...
فنحن لم نتهم أحدا بأنه متشيع أو رافضي أو أنه كافر بل نقول ما
يقوله أهل العلم، وكلامي حول من في قلبه حسيكه هو من أعيان ألفاظ
شيخ الإسلام ابن تيميه ورده على الحاسبين فراجعه فإنه مهم (وأقول
راجعه لأن أغلب ظني أنك قرأته) ...
أخي الأزهري السلفي حفظه الله وسدده (مشتاقون والله) ..
لو تبين بالحس والمشاهدة أن المتهم بالزنا (بالأربعة العدول) أنه
عنين وثبت أنه كان عنين في الوقت الذي اتهمه فيه الأربعة أنه زنا
فإن شهادة الأربعة تسقط ويقام عليهم حد القذف، والسبب في ذلك مخالفة
الشهادة للواقع المحسوس، والفرق بين هذه وبين مسألتنا أن ولادة الهلال
لا تشاهد ولا تحس قطعا، وكل الفلكيون لم يأت أحد منهم بصورة للمستقبل
أن الهلال سيولد في لحظة كذا (وقال هذا الدليل وهذه الصورة)!!!
فكلام الفلكيين كله عن المستقبل (تأمل هذه جيدا) ..
فكل هذا مبني على حسابهم، وهم يقولون حسابهم يقيني يعني لو قلبنا
الصورة التي جئت بها هكذا:
شهد أربعة من العدول الثقات بأن فلانا زنا، ثم جاء رفيق (متطبب)
فقال مستحيل لأن التحاليل والحسابات تقطع أن في الفترة التي اتهم
فيها بالزنا كان فلان هذا يعاني من مرض يمنعه من مزاولة أي نشاط
جنسي، ولكنه بريء بعد ذلك، فهل سيقبل القاضي كلام الرفيق؟؟؟
كلا ...
ولعلمك الخاص فليس هناك أي تصرفات من القضاة برد شهادة العدول
لمخالفتها الحساب إلا فيما شذ وندر، وهذا على مدار التاريخ الإسلامي.
الشيخ هيثم كرمه الله ...
يجب أن نركز البحث الشرعي في قضية واحدة أن لحظة ولادة الهلال لم تثبت
بالحس بل بالحساب، واعتبار الحساب يقينيا في التنبأ بالمستقبل هو
عين التنجيم، لأنه ادعاء للغيب، والله يقول: (قل لا يعلم من في السموات
والأرض الغيب إلا الله)، والفلكيون يفرقون بين التنجيم الذي هو علم الأبراج
والتنبأ بمستقبل الإنسان وبين علوم الفلك اليقينية، والسلف والخلف عرفوا
الفرق، وحينما قالوا إن علم الفلك في هذه المسألة هو من علم النجوم
إنما أرادوا هذه الجزئية، وهو أن التنبؤ بولادة الهلال وبالاقتران بناء
على الحسابات والجزم بذلك ورد شهادة العدول (الحسية اليقينية) عليها
يهدم ثوابت الدين ...
الفلكيون (بما فيهم المسلمون) يستكبرون أن يقولون: سيولد الهلال إن
شاء الله في اللحظة الفلانية، فهم لا يستثنون (وراجع تقاريرهم)، لأنهم
يثقون في حساباتهم جدا، وهذه من طوامهم ...
فلو قال قائل إن الحسابات ثبتت يقينيتها باطراد العادة وموافقة الواقع
للحساب، فيقال: إذا فاليقينية (الشرعية) ليست في الحسابات بل بموافقة
الحساب للواقع ويندرج تحت المجربات وهي تتخلف ولا ريب، ولم يقل أحد من
أهل العلم (الشرعي والنظري) أن تجريب شيء يعني اطراده أبد الدهر،
حتى الفلكيون في حساباتهم يراعون معطيات شديدة التعقيد تؤثر في العمليات
الحسابية التي يجرونها ولهم في ذلك معادلات معقدة لتفادي المتغيرات فهل
مثل هذا كله نجعله أهلا أن يكون معيارا لرد شهادة العدول؟؟؟
يا أخي هناك الكثير من الظواهر الفلكية التي لم يجد الفلكيون لها تفسيرا
حتى الآن مثل انعكاس الظل فوق كوكب الزهري أمام وخلف الشاخص ...
وتواتر الرؤية المخالفة للحساب يقف أمامها المسلم السني وقفة صامدة،
أكثر من عشرة يرون الهلال (هلال شوال) في هذا العام مع أن الحساب
يخالفهم ويقول إنه لم يولد بعد، يقول السني: نعمل بالرؤية الشرعية
لأنها الموافقة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فأفطروا)
فيقول لهم المسلم الذي في قلبه حسيكه (من علم الفلك) كيف وهو لم يولد؟
فيقال له وما ادراك، فيقول: الحساب قطع بذلك (هو لا يستطيع أن يقول
أن رأيته لم يولد)، فيقال له: يقول لك نبيك: لا نحسب ... ويقول
لك إذا رأيتموه فأفطروا، فلا بالنهي انزجرت ولا بالفعل ائتمرت، فماذا
بقي لك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ولو سألك ربك يوم القيامة: لماذا أفطرت هذا العام فقل: رأه العدول
فأفطرت التزاما بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فلك منجاة بإذن الله ..
أما لو سألك ربك: لماذا لم تفطر فأجبت: لأن الفلكيون قالوا إنه لم يولد،
فهل تراك ناجيا بهذه الإجابة؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/375)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:05 م]ـ
أخي الأزهري السلام عليك ورحمة الله
في القضية التي أثرتها يحكم للشهود العدول -وأنا أقسم بالله العظيم أن لي صاحب مبتلى بالعنة-أسأل الله أن يشفيه-عند ليلة زفافه أخذ أدوية وجامع أهله ولكنه لم يستطع فعل ذلك ثانيا حتى أن زوجته خلعت منه الأن وقدر الله أن يرزقهما بسبب هذه الليلة غلام
المهم: العدالة في الشهود ركن من أركان الشهادة فمن السهل رد عدالة الحليق والمدخن ومن يستمع للأغاني وتارك صلاة الجماعة
لكن إذا جاء أربعة من العدول بشهادة مع إحتمال بصحة الفعل فليس إلى رده سبيل
وااله أعلم
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[02 - 12 - 04, 09:51 م]ـ
ولشيخ الإسلام ناصر الدين الألباني -رضي الله عنه و رحمه-شريط اسمه-رؤية الهلال بماذا تثبت-رجح فيه الشيخ بطلان قول الفلكيين الذي يضاد الرؤية الشرعية
فالحمد لله على الإتباع ونعوذ بوجه من الإبتداع
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 07:14 م]ـ
الأخ المكرم خزانة الأدب ...
فرض المسألة شرعا أن أي رؤية تم تعديلها واعتمادها فهي كافة حتى لو كانت
خاطئة في واقع الأمر ...
وقولنا بعدم اعتماد الحساب مبني على نفي شرعي وليس نفيا حقيقيا، فرسول الله
صلى الله عليه وسلم قال للمسيء صلاته: اذهب فصل فإنك لم تصل ... مع أنه صلى
حقيقة ... وقال صلى الله عليه وسلم: لا صيام لمن لم يجمع النية بالليل،
مع أن من لم ينو وصام، فقد صام حقيقة، لكنه لم يصل شرعا ولم يصم شرعا.
فكذا ... لو أثبت الحساب أن الهلال موجود ولكن الغيم إغماه عن أعين الناس
فهو موجود حقيقة ولكنه غير موجود شرعا، وكذلك لو أثبت الحساب أن الهلال
غير موجود حقيقة، وشهد الشهود العدول المعتمدون برؤيته فإنه موجود شرعا
لا حقيقة، ولذلك لم يختلف الفقهاء أنه لو اعتمدت الرؤية شرعا ولكنها
كانت مخالفة لواقع الأمر فإن الأحكام الشرعية تمضي على المعتمد شرعا
لا على واقع الأمر، لأننا لم نكلف به ...
هذا هو الأصل ..
ونقاشنا في عدم يقينية الهلال واحتمالات خطئه فمبنية على التنزل في أن
الحساب له أثر شرعي ..
أما أخطاء نظريات نيوتن وأينشتاين فصحيحة ونفيك ينبغي أن يكون نفيا
للعلم وليس نفيا مطلقا ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:38 م]ـ
أخي الكريم رضا
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد
فجميع ما ورد في مداخلتك لا اعتراض لي على شيء منه، وقد أفطرت مع المفطرين بحمد الله
والاعتراض هو على طريقة القاضي في تصحيح دعوى الرؤية، وأما بعد التصحيح ونشر البيان على المسلمين فلا اعتراض
ولا شك بأن القاضي قد يردّ رؤية صحيحة ويصحح رؤية باطلة، ولو أن قاضياً آخر نظر في الشهادة نفسها لربما قرر خلاف ما قرره القاضي الأول
فالمطلوب هو أن يتخذ القاضي من الاحتياطات ما يحسم الجدل وتبرأ به الذمة، وذلك بأن يخرج هو أو أعوانه مع الناس إلى الصحراء ومعه المشهورون بالرؤية في إقليمه، فإذا رآه أحدهم رآه القاضي وبقية الحاضرين، إما بالعين المجردة وإما بالمنظار. وهذا هو الذي كان يحصل في كثير من الأمصار طيلة القرون الماضية.
وما أكثر التفاصيل الإجرائية في المحاكم الشرعية التي لم تكن معروفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلماذا يستشكل القضاة وطلبة العلم هذه المسألة الإجرائية اليسيرة؟؟
حاشية: أما قولك حفظك الله (أخطاء نظريات نيوتن وأينشتاين فصحيحة ونفيك ينبغي أن يكون نفيا
للعلم وليس نفيا مطلقا) فغير محرَّر ولا موثَّق، وأنا ألتمس منك مرجعاً علمياً معتبراً عند أهل الاختصاص يؤيد هذه الدعوى. والحقيقة أن آينشتاين وجد في نظرية نيوتن خطأً صغيراً لا يؤثر في الأمور المعتادة، وذلك عندما تقترب الأجسام من سرعة الضوء. فحسابات نيوتن صحيحة في الأحوال المعتادة، وحسابات آينشتاين صحيحة عندما تقترب الأجسام من سرعة الضوء.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 06:12 ص]ـ
نظرية نيوتن لا يعمل فيها في حساب حركات القمر والأرض والشمس، بل تم الوصول
إلى نظريات وقوانين أخرى لتلافي قصور نظرية نيوتن التي اعتمد عليها لبرهة
في الحسابات الفلكية ثم بان قصورها ...
وعموما أنا كنت أقصد عموما نظرياتهم وليس المتعلق بالحركة منها ..
أما اقتراحك أن يخرج القاضي مع هيئته للترائي فما أظنه يسد الباب أمام
المخلصين لعلم الفلك أو المتأثرين به ...
والسؤال الوارد: هب أنك أنت شخصيا خرجت وتحريت الرؤية ورأيت الهلال
بالشروط الفلكية المعتبرة، ولكن مع ذلك قال الفلكيون إنك الهلال لم يولد
بعد (بناء على حساباتهم) فهل ستعتبر رؤيتك أم حساباتهم؟؟؟
وأنا أفترض هذا الاحتمال وأجب على ضوء الافتراض بارك الله فيك ...
الرؤية تثبت بالعشرات كل عام وفي كثيرمن البلاد خلاف إثباتات الفلكيين
فهل كل هؤلاء يخطئون؟؟ وكلهم يتوهمون؟؟ وكلهم يرون أطباق طائرة أو
هناك شعرات بيضاء على عيونهم أوسراب أو أو أو، ويتكرر هذا كل عام؟؟؟
بعض الفلكيين أقر بأن رؤية الهلال ليس أمرا سهلا لأن كثير من الظروف الفلكية
والجوية تخدع الرؤية، يعني أناط الله تعالى الصوم بأمر مخادع غاية في
الصعوبة؟؟؟
لا يا أخي .. نحن الذين نحمل الأمر أكثر مما يحتمل ...
الرسول صلى الله عليه وسلم اختصر الأمر في نقاط تيسر لي ولك ولكل المسلمين
صيام رمضان دون صداع كل سنة ..
أولا: الفلكيون يخرجون من العملية كلها، لأن الرسول قال لهم: ( .. لا نحسب)
ثانيا: عدالة الرائي، وصلاحيته للرؤية ...
ثالثا: اعتماد الرؤية من أولي الأمر (هذا في الجملة) ..
كل سنة تحصل الفتنة بسبب حسابات الفلكيين ومن يعتد بقولهم من المتشرعة
ولو سكتوا لقل الخلاف ..
والله الموفق ...
وجزاك الله خيرا على حسن الرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/376)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 12 - 04, 02:00 م]ـ
أخي الكريم رضا
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد
1) أرى أن الحديث عن نظرية نيوتن غير مفيد لأنك حفظك الله ترسل الدعوى من غير إحالة على مراجع علمية معتبرة، ثم تعقب عليها بما هو أوغل منها في الخطأ، مما يدل على أنك لم تصرف شيئاً من مقدرتك العلمية لإدراك هذه الأمور، وهذا لا يقلل من علمك في القضايا الأخرى. واعلم وفقني الله وإياك أن جميع الكواكب والنجوم والمجرات تتحرك حسب نظرية نيوتن في الجاذبية، وهي تنسب إليه لأنه مكتشفها، وإلا فواضعها رب العالمين تبارك وتعالى، الذي جعل الشمس والقمر بحسبان، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
2) خروج القاضي مع هيئته للترائي يسد الباب لأنه يضمن أن تكون الرؤية جماعية صحيحة، ويستطيع الذين تسميهم (المخلصين لعلم الفلك أو المتأثرين به)، كأساتذة علم الفلك وممثلي مدينة الملك عبدالعزيز وهيئة الأرصاد، أن يخرجوا مع المترائين ويروا بأعينهم ومناظيرهم ما يراه الباقون، بل يستطيعون تصوير الهلال ونشر صورته، والمهم ـ قبل كل شيء ـ أنه سيثبت لهم بالدليل القاطع أن علمهم سراب في سراب!
ولا أدري أيها الأخ الكريم لماذا عجز المسلمون حتى الآن عن إثبات بطلان هذا العلم من أساسه بالدليل القاطع، ويكفي هؤلاء الذين يشهدون برؤية أهلة لم تولد بعد، أن يتراءوها مع أهل الاختصاص ويشيروا إليها بأصابعهم مرة واحدة لينهار علم الفلك كله.
3) سؤالك بارك الله فيك (هب أنك أنت شخصيا خرجت وتحريت الرؤية ورأيت الهلال بالشروط الفلكية المعتبرة، ولكن مع ذلك قال الفلكيون إن الهلال لم يولد بعد بناء على حساباتهم، فهل ستعتبر رؤيتك أم حساباتهم؟؟؟). الجواب بارك الله فيك: هذه مصادرة على المطلوب، فإن كان علم الفلك الحديث علماً صحيحاً (وأؤكد على صفة الحديث، لأن علم الفلك القديم عليه مآخذ كثيرة دينية وفنية) فلا يمكن أن أرى أنا ولا غيرى هلالاً لم يولد بعد، وإن رأينا هذا الهلال رؤية قطعية معتبرة فلكياً فعلم الفلك الحديث باطل كله.
4) وأما سؤالك بارك الله فيك (الرؤية تثبت بالعشرات كل عام وفي كثير من البلاد خلاف إثباتات الفلكيين فهل كل هؤلاء يخطئون؟؟ وكلهم يتوهمون؟؟ وكلهم يرون أطباق طائرة أو هناك شعرات بيضاء على عيونهم أوسراب أو أو أو، ويتكرر هذا كل عام؟؟؟). فالجواب: الأهلة المجزوم بأنها غربت قبل الشمس فدعوى رؤيتها غير صحيحة، بصرف النظر عن سبب الغلط. وأما في أكثر الأشهر فالرؤية لا تخالف الحساب، وكثير من أقوال الفلكيين التي تنشر في الجرائد ليس معناها أن الهلال يغرب قبل الشمس، بل معناها أنه يغرب بعدها بوقت قصير تصعب معه الرؤية في المعتاد، وهذه الأقوال لا تدل على بطلان دعوى الرؤية، وإذا زعم الفلكي أن الرؤية باطلة مع اعترافه بأن الهلال مولود فهذا اجتهاد منه غير ملزم لغيره.
5) أدعوك أيها الأخ الفاضل إلى تأمل مناط الخلاف وقد شرحته في مشاركة سابقة أعلاه، فالمطلوب فقط هو أن تكون الرؤية الشرعية صحيحة قطعية، وباب المصالح المرسلة يتسع لإثبات الأهلة كما اتسع لعشرات الإجراءات المطبقة في المحاكم الشرعية، كإثبات الشخصية ببطاقة الأحوال مثلا.
وغفر الله لي ولك ولوالدينا وإخواننا المسلمين
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 03:06 م]ـ
الأخ الفاضل خزانة الأدب:
قد قررت أن لا أشارك في هذا الموضوع أبدا لا سيما وهو يناقش في موضعين لا تكاد أن تنقشع صورتهما من المنتدى لكثرة الداخلين والمشاركين والمتابعين
ومع أني لا زلت على إيمان تام أن الفلكيين لم يصارحوا أنفسهم أبدا في علمهم وبسبب أنهم الآن مشغولون في مناقشة أصل المسألة وهي حجية العمل بالحساب فهم متفقون تماما ولكن لو سلمنا لهم ذلك وبدأنا ننتظر آراءهم لرأيت الاختلافات بينهم واعلم يأخي أني لا أقول ذلك بدعوى عريضة أو عدم إلمام بأبعاد الموضوع وعندي من كتب القوم ما يذكرون فيه ردودهم على بعض واختلافهم بينهم ولهذا قلت في مشاركات سابقة من أراد أن يطلع على ثغرات نقص العلم فليقرأ في كتبهم فقط
مشاركتي لأنبهك على أمور ذكرتها في مشاركتك:
الأولى: قولكم: " والأخ الخضير يدعي - بلسان الحال او بلسان المقال - أن الهلال موجود فوق الشمس في تلك اللحظة، وأنها غابت قبله، وأن الهلال تأخر بعدها بحيث رآه بعينيه بعد الغروب "
هل أنت متيقن أن الحاسبين اتفقوا على أنه عند غروب شمس يوم 29 من رمضان سيغرب الهلال قبل الشمس أرجو منك أن تتوثق عن الإجماع؟
الثانية: قولكم:" وقد أخبرني أحد القضاة في العام الماضي أن الأخ الخضير شهد بدخول الشهر، وتناقل الناس هذا الخبر بالهاتف، وتذكرون أن صلاة التراويح أقيمت في بعض مساجد الرياض بناء على ذلك، ولكن شهادته رُدَّت لأن غيره من الرائين أجمعوا على أن حال الجو في منطقة الرياض كلها تحول دون الرؤية "
يا أخي: نحن في نقاش علمي لا يحسن " قيل وزعم " دون مصدر موثق
ووالله إني بسبب هذه الطريقة في النقاش تركت النقاش في الموضوع السابق مع فضيلة الشيخ " الفهم الصحيح " مع علمي بما في نفسه علي من جراء تركي لمحاورته ولكن هذه الطريقة تفسد النقاش ولا نخرج بفائدة
قولك: إن الخضير رأى الهلال وأثبت شهادته
أرجو أن تراجع معلوماتك وتتثبت منها وأن تقول لهذا القاضي ينتبه لكلامه ولا يرميه جزافا " ستكتب شهادتهم ويسألون "
قولكم " فإذا رأى الأخ الخضير أو غيره الهلال أشار إليه ليراه من حوله بالعين المجردة او بالمنظار. بل يستطيع أهل الاختصاص تصوير الهلال في تلك اللحظة ومجابهة علماء الفلك بالدليل القاطع على فساد حساباتهم إذا كانوا قد زعموا أن الهلال قد غاب قبل الشمس في تلك الليلة (وهذا لن يكون أبداً) "
أولا: أرجو أن تسأل نفسك أنت ما دامت هذه الفكرة واضحة جدا وهي مقنعة فلماذا لم يفعلوا ذلك مع أن الفتوى عندنا أن الرؤية في الدربيل معتبرة
ثانيا: كأني أفهم من ثقتك في كلامك أن الأمر يكاد يكون من الغرابة بمكان وأكرر عليك لو قرأت في كتب القوم ستعلم حينئذ لماذا وجد الخلاف مع أهل الرؤية
ودمت موفقا
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/377)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 04:58 م]ـ
أخي الشيخ الفاضل المقرئ – سلمك الله وبارك فيك وفي علمك – ليس في نفسي شيء عليك لا أنت ولا غيرك – بارك الله فيك – كن على يقين من ذلك. ولست شيخا - أخي - لا سنا ولا علما واصطلاحا، فشكرا على حسن خطابك وأدبك.
ولكن هنا أمور تحتاج لإيضاح، وأرجو الانتباه، فلا تعجل عليّ:
أولا: لا ينبغي في المحاورة لأحد الطرفين أن يتوقف متى ما شاء، ويستمر متى ما شاء، فإن أراد التوقف فمن باب الأصول .. – وأنت من أهلها - أن يعلم صاحبه بذلك، مع إبداء السبب إن طلبه منه.
ثانيا: لا تطلب أخي من غيرك ما لا تقوم به أنت، لأني أدعي -مثلا – دعوى ولا أقيم دليلا عليها، أنت أخي مثلي، بل أنت ادعيت ما لا يمكنك إثباته أصلا. وراجع بداية مشاركاتك في هذه المسألة.
ثالثا: دعوى الاختلاف غير مسموعة هنا أصلا، لأن الاختلاف ليس حجة، وهذا من الأمور التي أتعلمه منك، ومن غيرك من أهل الملتقى، ولأنك لم تقم على وجوده دليلا ثانيا، ولم توضح أين الاختلاف ثالثا. وحتى إن كان فلابد أن تعرف درجاتهم في العلم، ومدى حجة كل حتى تعلم أن هذا الخلاف معتبر أم لا؟ وهذه الرابعة. فما قولك لو قابلت أنا دعواك باختلافهم، بأنهم أطبقوا على أن الهلال – تحديدا - يوم 29 شوال في منطقة الشرق الأوسط يستحيل أن يرى، لأنه إما ولد بعد الغروب في أماكن، وإما بقي في أفق بعضها فترة وجيزة جدا يستحيل أن يرى فيها، وهم مطبقون على هذا، مسلمهم وكافرهم، فهذه دعوى مقابل دعوى، فإن سألتني الدليل إما أن آتيك بما يقنعك وإما ما لا يقنعك. أما الخروج من النقاش بهذا وتكتمها في نفسك فما أظننا نتعلم أبدا، وأنا قلت: أكثر من مرة الغرض البحث المجرد، وأما التطبيق فليس لنا منه شيء.
رابعا: تعدد أماكن البحث شيء شكلي، وقد دعوت المشايخ إلى توحيده في مكان واحد، وليبدأ بنا أحد الأفاضل من أول الأمر، من تحديد اليوم الشرعي، وما حدده الشرع لمعرفة بداية دخول الشهر ... وهكذا. وأما أن المشاركين كثر فما أظن ذلك.
خامسا: بالنسبة للكتب في هذا والمراجع فهي كثيرة، والمقالات أكثر بكثير، ولكن تطرقها للأمر يختلف، ونقطة الضعف في معظمها، ينبع من ضعف أصحابها: فإما عالم بالفلك ضعيف في الشرعيات، وإما عالم بالشرع ضعيف في الفلكيات، والصواب الجمع بين ذلك.
سادسا: من أول الموضوع نبهت إلى اجتناب التحديد في هذا، وعدم ذكر الدول والأشخاص، ولو انتبهت لكلامي لم أشأ أن أذكر مصادر الكثير من النقول التي ذكرتها، واكتفيت بالقول إني أحكي حجة القوم.
ثامنا وهو من أهم النقاط: أنا لن نستفيد إذا دخلنا في الموضوع على أن بحثه بدعة ضلالة، وأن من يرى اعتماد الحساب نفيا أو إثباتا مبتدع ضال، فلنترك هذا حتى نهاية المطاف.
تاسعا: لنجتنب أساليب الخطابة في نقاشنا هذا وغيره، ومحاولة إظهار من يقول بهذا القول بصورة المخالف لله ورسوله، التارك لإتباع السنة، أو ما أمر به الشرع، فهذا مما لا يقبل.
ولا زلت أقول إني حريص على استمرار هذا البحث، وأن الاعتماد على الحسابات قادم لا محالة، وما ميل بعض المشايخ إلى ذلك – في الحجاز خاصة، أما في غيرها فالمائلون إليه لا يحصيهم العد - وكذا صدور لائحة الأهلة – الخاصة بتقويم أم القرى - إلا أكبر دليل على ما أقول. فأجمعوا أمركم وانظروا ما أنتم فاعلون؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:05 م]ـ
الأخ المكرم الفاضل خزانة الأدب ... زادك الله أدبا وحلما ...
أثبت معي أن الشرع نفى اعتبار الحساب أصلا يسهل علي وعليك الكثير، أما
أن تتحاشى الحديث عن هذه النقطة فما إخالنا سنتوصل إلى حل شرعي ...
موضوع أخطاء نيوتن وآينشتاين ما أدري كيف أناقشك فيها، وإذا كنت تصر
على مراجع معتمدة فأحليك على بعضها مثل:
http://us.moheet.com/asp/show_f2.asp?do=1239591
ومثل
http://www.ascssf.org.sy/adib1conf.htm
مع إثبات أن نظرية الشواش هذه نشأت أصلا بصورتها العلمية عندما تم حساب
حركات المجموعة الشمسية وحصل خطأ بناء على استعمال قوانين نيوتن ...
وحسابات الفلكيين الآن حول الاقتران مبنية على قوانين نيوتن في الحركة
والجاذبية بين جسمين فقط ... أما حركة الشمس والقمر والأرض (وهي معطيات
الاقتران فلكيا) فقوانين نيوتن في الجاذبية لا تسعفها، لذلك في حدود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/378)
علمي تجرى عمليات حسابية مقارنة لتلافي هوامش الخطأ في هذا الباب،
والله عز وجل أشار إلى هذا السر في قوله تعالى: (والقمر قدرناه منازل
حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل
سابق النهار وكل في فلك يسبحون) فمع أن القمر له منازل، ومع أنه في
فلك يسبح إلا أنه في سباق مع الشمس (قانون الجاذبية) وفي تجاذب مع
الأرض أيضا (لقرب القمر من الأرض ولعظم كتلة الشمس) ومثل هذا لا يضعه
الفلكيون في حسابهم (أعني قدرة الله تعالى) حيث يشاء الله ما لا تدركه
حساباتهم ولا يتخبط به نظام الكون، وعقيدة أهل السنة أن الكون كله
مدبر بمشيئة الله تعالى وإرادته وقدرته وفعله ولا يغفل ولا تأخذه سنة عن
تدبير شئون الكون، وليس أن الكون يسير في قانون واحد لا تغيره مشيئة،
ونحن نؤمن أن مشيئة الله نافذة في تغيير حسابات الفلكيين القطعية لأنها
قطعية بحسب معطياتها، ولو تغيرت المعطيات لتغيرت الحسابات، وقد يشاء
الله أن يسرع القمر فيراه بعض الناس ... هذا كله من ناحية الإمكان
وعدم الإمكان ... ولا يستطيع أي فلكي أو فيزيائي أو أي عالم (حتى من
يؤمن بالمصالح المرسلة) ولكنه يؤمن بالله أيضا أن ينكر أن مشيئة الله
تعالى تسبق كل ذلك وتلحقه وتغيره وتبدله، أما لو قلت: بل الكون يسير
وفق قانون واحد لا يتغير ولا تغيره أي مشيئة لاحقة فهذا هو قول الملاحدة
بعينه وأعيذ كل مسلم أيا كان أن يقول بهذا القول ...
الأخ الكريم خزانة الأدب .. مناط الخلاف فيما فهمت: هو الرؤية الشرعية
التي تخالف الحساب القطعي عند الفلكيين، مثل من رأى هلالا زعم الفلكيون
أنه لم يولد بعد ...
الذي أعرفه أن هناك إجماعا من أهل العلم من لدن السلف على قبول هذه
الرؤية واطراح حساب الفلكيين، وهو قول المذاهب الأربعة المتبوعة، بل
وقول السلف قاطبة لا يعرف لهم مخالف (أي في العمل بهذه الرؤية) والأقوال
التي نشأت بعد ذلك تخالف الأجماع وهي مطرحة مهجورة في مذاهب أصحابها
وممن قال بهذا الذي قلت شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يعرف أحد اعتمد
الحساب معيارا للرؤية الشرعية إلا الرافضة، والسبكي قال بمثل قولهم
ولكن لم يعمل بقوله أحد من أرباب المذاهب ...
ولو كان هناك خلاف آخر في مسالة أخرى أو مناط آخر فأرجو أن تبينه ...
كما أرجو أن تبين لي رأيك في نظرية الشواش ...
مع خالص التقدير والاحترام ..
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:12 م]ـ
وهذا رابط مفيد حول نظرية الشواش ...
http://maaber.org/issue_december03/epistemology_1.htm
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:19 م]ـ
هذا وأعلن براءتي من أي شيء يخالف شرع الله في الروابط المنقولة ...
وما نقلته إلا للحاجة ...
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:07 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: الفهم الصحيح وفقه الله:
أنت ترغمني على شيء لا أريده أبدا ولكن حتى لا تظن بي ما تخشى أن يظن بك: اسمع مني - فضلا لا أمرا - ما يلي
قولكم: " شاء، فإن أراد التوقف فمن باب الأصول .. – وأنت من أهلها - أن يعلم صاحبه بذلك، مع إبداء السبب إن طلبه منه. "
عفوا لم أكن أعلم أن هذا الهدي يكون في مثل هذه الأماكن ورأيت شيوخي في هذا الملتقى لا يفعلون ذلك ووالله لو كان هذا عرفا بيننا لكنت أحرص الناس على حسن الخلق معك ومع غيرك لأنني مع أمثالكم
قولكم: " بل أنت ادعيت ما لا يمكنك إثباته أصلا. وراجع بداية مشاركاتك في هذه المسألة "
أعلم ما تعني ولا أزال أقوله واعلم أني منذ بدايتي مع الإخوة لم أعتد أن ألقي الكلام جزافا وأحمد الله ومن فضل الله علي لم تسجل علي تقولا على الله بلا علم في هذا الملتقى ولا أكتب شيئا إلا وقد راجعت فيه وأبديت وإلا طرحت الكلام طرح السائل المستفيد
ومسألتنا لا تحسب أنها وليدة هذه الأعوام القليلة التي لاكها من يعلم ومن لا يعلم بل منذ زمن وأنا أقرأ وأكتب وأستفيد من جميع الأطراف حتى تكونت عندي قناعات قد لا ترضي غيري ولا يلزمه ذلك
قولكم: " وهذه الرابعة. فما قولك لو قابلت أنا دعواك باختلافهم، بأنهم أطبقوا على أن الهلال – تحديدا - يوم 29 شوال في منطقة الشرق الأوسط يستحيل أن يرى، لأنه إما ولد بعد الغروب في أماكن، وإما بقي في أفق بعضها فترة وجيزة جدا يستحيل أن يرى فيها، وهم مطبقون على هذا، مسلمهم وكافرهم، فهذه دعوى مقابل دعوى،"
بغض النظر عما قبله = كلامك هذا لا يليق بمن ينادي بفهم صحيح مع احترامي وحبي لحضرتك -ووالله لست متهكما ولا أحلك إن أسأت الظن بي - ولكن
تأمل قولك " يستحيل أن يرى فيها كيف أثبت هذا وبأي علم يستند إلى هذا و ... و ... ولا تغضب مني قد قلت لك في أول الموضوع اقرأ في كتب القوم أتدري لماذا؟ لأن إجابتك هذه تنبئ عن عدم قراءة كتبهم
لا أريد الوقوف عند كل نقطة
واستجابة لرغبتك واحتراما لعلميتك سأسير بك في طريقي حتى أصل بك إلى بعض قناعتي مدعوما بالأدلة ولكن إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى نصل إلى نهاية طريقنا ثم انظر ما بدالك فهل توافق؟
أنتظر الإجابة
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/379)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 10:29 م]ـ
أخي المقرئ – زادك الله بسطة في الخلق والأدب –
اعقد على ما أقول لك أمرك ولا تشك فيه – بإذن الله البتة – أولا: إني ما أبحث في هذا الأمر إلا لأستفيد ليس إلاّ.
أما مسألة ترك المباحثة فجأة، فإن كان عرف الأحباب في الملتقى على هذا، فاصطلاح يلزمني، ولاحرج عليك، والأسف لأني لم أكن أعلم ذلك، فما أنا إلا ضيف، وجالس مع من لا يشقى بهم جليسهم.
ثانيا: أني لا أتهمك بشيء أبدا، ولا أظن بك إلا خيرا كما أمرني الله، ولا أعلم عليك إلا الخير والأدب، وأما قولي: (ادعيت) فكلنا يدعي دعوى في أمر ما ويقيم الدليل على صحة دعواه، فتصح، أو يعجز فيظهر بطلان ما قاله، وهو لازال صادقا وأمينا، وعالما أو طالب علم حريصا على الخير، ولا يضيره بطلان دعواه تلك، وهذا لا يخفى على مثلك، فأرجو اجتناب مثل هذا. لأن الأمر لم يصل إلى هذا وما أظنه يصل – بإذن الله -.
ثالثا: أنا لا أرغمك - أخي – على شيء أبدا، فأنت وشأنك- أحسن الله إليك - فإن أردت إفادتي وخاصة بعد ما صرحت أنك تتبع الموضوع من سنوات فبها ونعمت، وإلا فالأمر لله، وعوضنا عليه. ولك الشكر قبل وبعد.
رابعا: الدعاوى المرسلة مازالت مستمرة، وما تطلب من غيرك اجتنابه لا زلت تقع فيه للأسف الشديد، كيف هذا؟ تقول – أحسن الله إليك -: يستحيل أن يرى فيها كيف أثبت هذا وبأي علم يستند إلى هذا و ... و ... ولا تغضب مني قد قلت لك في أول الموضوع اقرأ في كتب القوم أتدري لماذا؟ لأن إجابتك هذه تنبئ عن عدم قراءة كتبهم
قلت: وبأي علم أنت تثبت رؤية الهلال ولما يستهل بعد، ولازال في أفق الشرق، ولمّا تتم عملية الاقتران، ولما يكمل دورته بعد، فكيف تثبت هذا وعلى أي علم تستند في هذا و .. و ... وهذا يكفي فلا أريد أن أستمر في الدعوى، فليس أسهل منها، لولا المطالبة بالدليل.
وأنا لا أغضب منك أبدا، بل أغضب من أجلك، فمن قليل قلت لك: الدعوى المرسلة هكذا لا تفيد شيئا، وأنا أزعم هنا فأقول لك: إن إثبات صحة هذا – وأرجو أن تتفطن جيدا – أيسر عندهم من إثبات حجية الإجماع أو حجية القياس عندنا، أتعرف لماذا لأن هذا عندهم يقوم على أدلة ملموسة محسوسة، وإثبات حجية الإجماع والقياس يحتاج إلى أدلة عقلية، ومقدمات برهانية، ثم تصحيح للسمعيات .. و ... و، ولذلك وقع الاختلاف فيهما.
وأنا قبل أن أقرأ في كتب القوم قرأت كتاب الله وتأملته فوجدت ما أخبرك عنه لاحقا، وأما كتب القوم فلا تفتأ – أخي – تكرر هذا، هلاّ أسعفتني وأريتني أين موطن الخلل فيها بعلم وحلم، ابدأ – أخي – من البتاني وابن الشاطر، والبيروني وابن الهيثم وابن البنا و ... وانتهاء بمحمد إلياس، وابن عبد الرازق المراكشي وطنطاوي جوهري، وقسوم ومزيان و الشمري، ومحمد عودة وغير هؤلاء، ومن الكفرة اللئام، ابدأ من فلاسفة اليونان وأهل بابل ... ونيوتن وآنشتاين وكوبرنيك و ختاما بشيفر وفرانس براون و .... وأرني من فضلك الخلل، فأنا في الانتظار.
وأنا أ قبل أن أسير معك بكلماتك التي ذكرتها، مقترحا أن تعود أولا وتنظر في ما كتب سابقا، حتى تعلم جيدا لمَ نبحث في هذا، وتعلم موقف كل، وترتب أمورك ترتيبا حسنا منطقيا حتى تأتي النتيجة حتمية وقاطعة.
فاحزم أمرك وهات ما عندك فكلي آذان صاغية، ولو تلطفت بي وأحسنت الحجة سآتي إلى رأيك طواعية.
ملحوظة: اجتناب التعيين في الرؤية والدول، أمر مهم لديّ، فلا قدرة لي على المشرف العام، وأرغب في الاستمرار.
ثم لو جزأت كلامك إلى مباحث يكون أحسن، حتى أستطيع إبداء ملاحظاتي عليه، أما سرده جملة قد يصعب أمر التعليقات. ولا أتكلم حتى تأذن لي.
وبعد فقد آن لنا أن نطرح الكلام العاطفي جانبا، والكلام الغفل من الأدلة وراء ظهورنا، ونبدأ في الجد، فما أراك إلا من أهله – إن شاء الله -. أسأل الله لك التوفيق والسداد فيما أنت قادم عليه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 12 - 04, 11:05 م]ـ
لا بأس يا شيخنا:
لن أتكلم عما ذكرته قبل مع أني أغضي العين عنه والقلب يدور عليه ولكن لا بأس
ومع أنك لم تصرح لي هل ستمضي معي حتى أوقفك على قناعاتي أم لا إلا أني سأبدأ وأنت بالخيار:
السؤال الأول: (الجواب: نعم، لا، لا أدري)
هل قال أحد من الفلكيين إن الهلال سيغرب قبل الشمس في منطقة مكة المكرمة؟
السؤال الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/380)
متى قال الفلكيون سيولد الهلال في منطقة مكة ومتى تغرب الشمس؟
أنتظر الإجابة إن أردت
المقرئ
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 12 - 04, 10:46 ص]ـ
الكلام ليس لك أخي القرئ الآن - أحسن الله إليك - فتنبه.
أخي محمد الأمين:
أما قولك: أقول: جزاك الله خيراً
قلت: وأنت كذلك جزاك الله ألف خير.
وقولك: ولي ملاحظة خارجة عن الموضوع عن شيء جاء في كلام شيخ الإسلام.
قلت: إن أجبت عليها تقول خرجت عن الموضوع، وإن تركتها يعز عليّ، لأن كلام شيخ الإسلام حق.
قولك: هذا تنبيه جيد. لكن الإلزام باق لمن يحكم على الناس بالقضاء. فهم واقعين في تناقض، كما أوضحناه من قبل. أما شيخ الإسلام فلا يلزمه هذا، لأنه يقرر عدم القضاء
قلت: جزيت خيرا على حسن تقبلك، و خروج عن الموضوع، لن أتجاوب معه الآن لأنه ليس بحثنا.
وقولك: بينهما تناقض عظيم. فمسألة الصلاة لكسوف الشمس، هو أمر متعلق بالصلوات ومتعلق بالشمس. لكنك هنا تعتبره مثل مسألة الهلال. وهذا يناقض قولك الأول.
قلت: ما أسهل دعوى التناقض عندك، حتى أردت أن تلزم به الأئمة الكبار، ولو فقهت مبنى الصلاة المفروضة، ومبنى صلاة الكسوف لعرفت قولي، ولكن التسرع يفضي لأكثر من هذا، فأما صلاة الفرض فقد علقها الشارع على وجود السبب، دلوك الشمس، وغروبها ... أما صلاة السنة فقد علقها على رؤية ذلك، والنص لا يخفى عليك.
وقولك: عجيب جداً. فلو جاء من شخص مثل السمرقندي لعذرته. أما يأتينا من شخص عاقل مثلك فعجيب فعلاً. فهل نصلي الظهر (ونحن في الليل) إذا شاهدنا (عبر التلفاز\الرائي) الشمس بازغة؟!!
قلت: أين الثرى من الثريا، بل أين الحصى من الجنادل، أين أنا من أخي أبي عمرو السمرقندي – حفظه الله – حتى تقارنني به، فهذا من أبطل القياس كما يقول علامة الأندلس – رحمه الله - ودع عنك هذا فليس من مباحثنا.
أما الصلاة فأمرها كما بينت لك على وجود سببها في المكان الذي نحن فيه، وليس منوطا برؤية ذلك – أحسن الله إليك – فتفطن ودع عنك المغالاطات.
وقولك: إذا أخبر الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بشيء، فهذا حجة عندنا. ولا عبرة بما يقول مخالفي، فالصحابي أعرف منه وأفقه.
قلت: هذا إذا أمر، فكيف وهو لم يأمرنا بأن لا نأخذ برؤية غيرنا، وكلام الصحابي هنا ليس صريحا في ذلك، ولو كان لأورد نص كلامه بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – بل هو اجتهاد منه، خالف عموم أمره صلى الله عليه وسلم بالصوم لرؤيته والفطر لرؤيته.
وقولك: قد سبق بيانه، ولا أحب الإعادة، فارجع إليه مشكوراً.
قلت: لم تجب ولن تجيب، لأنك لن تستطيع أن تثبت هذا فلكيا.
وقولك: قد عمل بذلك كل أهل المدينة (بما فيهم ابن عباس) فأكملوا الصوم على رؤيتهم، ولم يصوموا مع معاوية وأهل الشام. وما أنكر عليهم معاوية ولا أحد من الصحابة في الشام. مع أنه لا شك أنه وصلهم أن أهل المدينة ما صاموا معهم، فهذه المسائل تشتهر جداً وليست من المسائل المخفية.
قلت: هم على رؤيتهم كما اجتهد ابن عباس، ووقت الانتفاع برؤية أهل الشام قد فات. فأي حجة في هذا، هل صرحوا لك بأنهم لا يأخذون برؤية غيرهم لاختلاف المطالع؟ أم أن خبر الرؤية لم يصلهم إلا في آخر الشهر؟ أما الحجة حقا فهو عمله – صلى الله عليه وسلم – بخبر من يخبره برؤية الهلال بمجرد سماع قوله، وظهور صدقه.
وقولك: والمسألة ليست مختصة بالصحابة وحدهم، بل عمل بهذا جماهير أهل العلم. ولذلك قال الإمام الترمذي بعد أن صحح الحديث (3|76): «والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم: أن لكل أهل بلد رؤيتهم»، ولم يحك سواه.
قلت: سبق رد هذا بعلم وحجة نيرة، فرده بعلم وحجة نيرة، أما الكلام هكذا فلا يفيد أحدا – أحسن الله إليك – ويبدو جليا أنك تنظر إلى كلام الإمام الترمذي نظر المعصوم، وإلا ما كان لك أن تحتج به بعد أن ذكرت لك من أقاويل أهل العلم ما ذكرت.
وقولك: أقول: سبحان الله. كأنك لم تقرأ الحديث بعد! وسأعيده لك مع أني لا أحب التطويل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/381)
قلت: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لقد قرأت الحديث مرات ومرات من فضل الله عليّ وقرأه ورواه أئمة أعلام قبلي فما وجدوا فيه ما ذكرت، وليس هذا بحثنا، سؤالي محدد بيّن لي كيف دل على اختلاف المطالع فلكيا، اشرح بكلمات معدودات كيف يكون هذا فلكيا، لماذا يا أخي جعلتُ توقيعي الفهم الصحيح، لأني ضعيف الفهم، فتقدير الكلام أسأل الله الفهم الصحيح. فهلاّ ساعدتني على فهم ما سألتك عنه؟
وقولك: وجود بعض الخلاف في عصر الترمذي لا يغير المسألة، لأنه يبقى قول جمهور السلف.
قلت: خلاف مالك وأحمد وأبي حنيفة والليث وغيرهم تسميه بعض الخلاف، من أين أخذت هذا - بارك الله فيك -؟!! وهل هؤلاء كلهم في عصر الترمذي، سبحان الله؟ الأمور – أخي – لا تسير حسب ما تقدرها أنت، الأمور تسير حسب الواقع المشاهد المحسوس، بالدليل والحجة وليس بالتخيلات والأماني.
وقولك: أقول: الحمد لله أنك وافقتني على ذلك.
قلت: أنا بحمد الله دائما أوافقك على الحق، وهل هذا أمر يحتاج إلى موافقتي أو موافقتك؟!!
وقولك: نعم، وقد سبق نقله. مع أن هذا حياد عن الموضوع، لأنه لا يحتاج لأن يكون مسبوقاً.
قلت: كلامي هكذا: قلت: أما إن الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – ثقة في نقله فنعم، هو كذلك.
وليس فيه أدني حياد، بل أنت لم تفهم كلامي، وهو يحتاج أن يكون مسبوقا لمّا أثرت أنت مسألة الثقة في النقل، فلّما لم يظهر أنه ينقل عن غيره، فيصبح الكلام دعوى نحتاج لإثباتها. وأهل العلم يقولون: إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل.
وقولك: هذا يعني هذا أنك لا توافق على أن ابن عبد البر متساهل في نقل الإجماع؟
قلت: يا شيخ محمد فرّق قبلُ بين دعوى الإجماع، وبين نقل الإجماع، ثم تدبر قولي تجده صحيحا بإذن الله.
وقولك: هذا يعتمد على تحقيق صحة أقوال هؤلاء الثلاثة مع فهمها فهماً صحيحاً.
قلت: المرجع في هذا ليس لي ولا لك، بل لأتباعهم من أهل الفروع ارجع إليهم ثم احكم، وقد نقلت لك من نصوصهم ما يعينك على ذلك، ولكنك تنسى.
وقولك: هذه هي "الإطالة" التي تزهدني في هذا الموضوع. فأنت قرأت كلامي عن الإجماع الكاذب ونقلت عنها. فلماذا هذه المحاضرة لإقناعي بأن مخالفة الواحد تبطل الإجماع، وأنت تدرك جيداً أني أتبنى هذا الرأي؟!
قلت: هذا لو فطنت جواب عن سؤال لك هناك في رابط آخر. ثم هو بيان لك حتى تفرق بين انعقاد الإجماع، ودعوى الإجماع، وحكاية الإجماع، وتعرف متى يستقر الإجماع و يصبح لازما.
وقولك: أما إذا كنت تريد المصادرة على الرأي الآخر أو نفيه (ولا أظن هذا مرادك) فهو بعيد. فقد نص عليه الكثير من الأصوليين في كتبهم. والمسألة طويلة وخارجة عن موضوعنا. وقد كثر الخروج عن الموضوع. وأنا لست متفرغاً!
قلت: أنا لا أعترف بهذا قولا للجمهور، فكيف أرتضيه إجماعا، والكلام على هذا أنت بدأته لتثبت دعوى من غير بابها.
وألفاظ الإطالة، والمحاضرة، ولست متفرغا، مما لا ينبغي في المحاورة.
وقولك: أخي الحبيب، أنت حر إن قبلت أو لم تقبل. فليس في المسألة إجبار. وهل أحد منعك من الصيام مثلاً؟! أنا قدمت لك آية وحديث صحيح وثلاثة نقول للإجماع. وأنا مقتنع برأيي في المسألة. وفضيلتك غير مقتنع بهذا وتراه غير كاف. وهذا -والله- لا يزعجني، بل هو متوقع. وليس بالضرورة أن نتفق على كل مسألة.
قلت: الأمر ليس هكذا – أخي – أبدا، فنحن الآن لا نتكلم عن النتائج، بل على مقدمات النتائج، ولا أقبل منك لأنك تقول: إجماع، وأنا أبين لك بأقوالهم أن هذا ليس إجماعا، ايتني بأقوالهم كما جئتك، وأنت الآن تكرر نفس الخطأ وتقول ثلاثة: نقول للإجماع، عن من نقلوا هذا الإجماع، لا جواب، إذاً هذه دعوى وليست نقلا للإجماع، وقد ذكرت لك من أقوال أهل العلم ما ينقض هذه الدعوى، فأقمها أنت صحيحة.
وقولك: إذا لم تكن هذه سفسطة، فما هي إذاً؟
قلت: هذه قرائن يا شيخ محمد السفسطة شيء آخر. وهي نتيجة معاشرة القوم، وحبهم واحترامهم. والتنزه في رياضهم صباح مساء. وفي كلام الإمام ابن رشد معنى آخر يتخرج عليه كلامه لعلي أتعرض له مرة أخرى – إن شاء الله -.
وقولك: ولي أن أقول: كل ليست كذلك عند من عرف مكانة هؤلاء العلماء وطرقهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/382)
قلت: كلام غير مفهوم لخطأ في الكتابة، وإن كان لي أن أجتهد فكل هي كلا، ولك كل الحق في قول ذلك، ولكن ليس لك الحق أن تجيب عني، ثم تجازف وتحكم بأن هذه مضيعة للوقت، عجب أمرك شيخ محمد. وأنا فعلا أريد إتمام الحوار لأني أريد أن أتعلم، فإن كان عندك علم فحيهلا.
وقولك: هذا خروج عن الموضوع أيضاً. وبإمكانك قراءة رسالة الشوكاني في إنكاره وهي مطبوعة فيما أعلم.
قلت: صدقني يا شيخ محمد إن أبلغ الناس يعجز عن رد هذا الخبط والخلط، وأنا ضعيف في البيان، وعندما أكتب أضع أمامي عدة أمور: أهمها هو مراعاة شعور من أحاوره، فلا أريد أذيته بكلامي تصريحا ولا تلميحا، أجتهد في هذا، وأمامي أسماء لأشياء لا بد أن أصفها بما هي عليه، فكيف أوفق، وأراك لا تراعي ذلك كله مع الكبار فكيف معي؟
يا شيخ محمد الأمين من القائل: عن الشوكاني ما ذكر أنت أم أنا؟ فهل أترك لك هذه الدعوى هكذا دون أن أطلب منك التدليل عليها وإثباتها؟!! وهي دعوى كبيرة كما ترى، فإذا طلبت ذلك تعود وتقول خروج عن الموضوع، فهل هذا من العدل في شيء؟ وأراك عاجزا عن إثبات ذلك، ولذلك تفر إلى اتهام مخاطبك بما تقوله الآن، فما كان يمنعني أن أقول لك أنا هذا ابتداء؟ اتني بنص كلام الشوكاني بتمامه حتى أعلم صدق ما تقول - أحسن الله إليك-؟ ولا تحلني على رسالة بل انقل لي النص، فما علمت للشوكاني رسالة في هذا، مع أني أزعم لنفسي حوزة جل ما كتبه الشوكاني ومن آخرها مجموع رسائله في اثنتي عشر مجلدا ثم بعد ذلك ننظر فيما وراءه، فمن يدريني لعل الرجل ينكر وقوع الإجماع، أو يقول بعدم إمكانية الإطلاع عليه، أو ينكر الإجماع السكوتي ... فهل أنت مستحضر لهذه المعاني في ذهنك لما قلت عن الشوكاني ما قلت؟ أرجو ذلك، وأنا في انتظار النص.
وقولك: أخي أرجوك ابتعد عن هذه الأساليب العاطفية. لقد أجمع السلف على إثبات الصفات على حقيقتها، وهؤلاء المذكورين قد خالفوا هذه الإجماع. هذا مثال فقط.
قلت: سمعا وطاعة، سأبتعد عن الأساليب العاطفية، والكلام المجمل المهمل، وأيضا الكلام العام الذي لا تقوم به حجة، فأجبني – أحسن الله إليك – أين وجدت أنهم أقروا بهذا الإجماع وخالفوه؟ بل هل وصلك أنهم أقيمت عليهم الحجة فردا فردا في هذا وخالفوا؟ ثم ألا يدّع العالم الإجماع والأمر على خلاف ما يقول؟ ثم أليس قد يخالف العالم الإجماع وهو لا يعلم به؟ تماما كما يخالف الحديث الذي لم يبلغه. وتجد النص بذلك عن شيخ الإسلام في التعليقات على مقالك حول الإمام مالك وانتشار مذهبه.
وقولك: إذاً يحق لك سؤالي عن رأيي واعتقادي، لكن لا يجوز لي السؤال؟! لا بأس.
قلت: جواب من لم يفهم الكلام، لأن هذا ليس إنكارا لسؤالك، حتى تقول ما قلت، بل هو استفهام، وسؤال آخر - أحسن الله إليك – فكما أن من معاني (ما) النفي كذلك من معانيها الاستفهام، والسؤال لازال قائما. فهل تجيب متفضلا؟
وقولك: همم ... لا أظن
قلت: لا مجال هنا – أخي – للظن والتخمين، ودعك – يا شيخ محمد – من هذه الأساليب التي لا تفيدك شيئا وتكلم بعلم، واحترم من أمامك، فهو خير لك دنيا وأخرى.
وقولك: لو وضحت عبارتك أخي الحبيب. هل الضمير في "عنده" راجع عليّ؟ أنا عندي الرؤية لا يمكن أن تتعدى إلى أكثر من اثنتين في خط العرض الواحد. إلا في حالة غيم أو ما شابه.
قلت: عبارتي أوضح ما تكون، ولكن شغلك التهكم والسخرية بغيرك عن فهم كلامهم، ولذلك تقع فيما تقع فيه من الخبط والخلط، والإجمال والإهمال، والتعميم والإطلاق، فالفرق بين ضمير المخاطب والغائب يعرفه صغار الطلبة.
وهذا الهروب من الجواب لا يفيد أجب عن سؤالي بعلم، ودعك من بنيات الطريق، لو تعددت دعوى الرؤية إلى أكثر من دعوى بماذا ترد على مخالفيك وهم يحتجون بمثل ما احتججت به من القول باعتبار اختلاف المطالع، رد عليهم بالشرع وليس بعلم الفلك، فذلك شأن آخر؟ ثم إن كلامنا ليس عن خط عرض واحد نحن نتكلم عن بلاد المسلمين وقد توزعت على خطوط عرض كثيرة.
وقولك: وليس يصح في الأفهام شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل
قلت: ألا قل لمن يدعي في العلم معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياء
وقولك: ثم هناك أدلة، لكنك لا تحب ذكرها، حيث أنك اشترطت علي أن لا أتحدث عن الدول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/383)
قلت: ليس من شرط ذكرها أن تسمي دولا أو أشخاصا، ولكن لن يفيدك هذا، لأنك لا تعرف طرق الإثبات – للأسف – حسب ما ظهر لي.
وقولك: مزحة طريفة أضحك الله سنك
قلت: ما دمت علمتها مزحة، لماذا التعليق بعدها، أليقال بطل ينتقد الحكام؟
وقولك: أحسنت بهذا الطرح. نعم، له الحق في أن يقول ذلك. فمن شهد الشهر من المسلمين فليصمه، ولمن لم يشهده فلا يصمه حتى يشاهد الهلال. لكن من الناحية العملية فهذا لا أظنه سيحدث مطلقاً، لأنك لن تعدم من يزعم رؤية الهلال في كل عام، حتى قبل ولادته. فأنت إذا استعملت
قلت: الظاهر أن الكلام انقطع فلم نستفد شيئا، وربطه بما بعده متعذر.
وقولك: عندما تعلم أن الأرض كروية، فأنت ستعلم أنه عندما تغرب الشمس في بلدك، فإنها ستشرق في بلد آخر في المغرب. هذا لا يحتاج لحساب أبداً. نفس الشيء بالنسبة للقمر، إذا زدت عليه أنك تعرف مسبقاً بأن عمره يزداد كل لحظة، وبالتالي حجم الهلال يزيد، إلى أن يصير بدراً في منتصف الشهر. فأين الحسابات الفلكية؟!
قلت: كل ما ذكرت مبني على الحساب الفلكي عند مخالفك، كل ما خرج عن الرؤية البصرية فهو حساب وبالتالي فالاعتماد فيه على العقل كبير، أنا أنقل لك معنى كلام مخالفك، تفطن لهذا فلعلك أو غيرك تحاججني به بعد حين.
وقولك: بصراحة، فأنا لم أسمع قائلاً بهذا غير رضا صمدي ومن معه.
قلت: أما إذا أخذت الأمر على ظاهره، فنعم، ولكن ليس هذا المراد، إلا عند من يبتعد عن الطريق السوي ويخلط الأمور، فالمقصود هنا بالعقل هو الحسابات الفلكية. فإذا فقهت هذا فالقائل به كثير، فانظر لعلك تجدهم.
وقولك: فإذا المخالف قد ألغى العقل هنا، فكيف يمكن النقاش معه؟
قلت: بالنصوص الشرعية – أحسن الله إليك وبصرك بها -.
وقولك: تعلم أنه لا يوجد عندنا -وبخاصة في هذه المسألة- تعارض بين النص والعقل. لكنهم يفهمون المسألة بشكل مختلف. وعندها سيكون النقاش حول دلالة النص.
قلت: بل التعارض موجود فالعقل الذي تستند إليه يقول الهلال غير موجود، والشرع الذي نتبعه يقول إذا شهد الثقة فصدقوه، وهو يقول الهلال موجود، أليس هذا تعارضا، رد هذا بكتاب ناطق أو سنة متبعة، ودع عنك الحسابات الآن، فإنما خلافنا حولها، وإثباتها أو نفيها له مكان آخر، فإذا أحببت المشاركة فذلك مما يسعدني بالشرط المعتبر، العلم والأدب.
أخي محمدا الأمين – والله – لقد ألجأتني لبعض ما أفر منه، فهل إلى ترك هذا من سبيل ودعنا نستفيد من علمك، هلا تركت الرأي الفطير، وجلست قليلا إلى كتبك ومراجعك، متأملا قبل أن تكتب ما تكتب، أما هذا المرور الخاطف على المنتدى ووضع سطر هنا وأسطر هناك، متهكما ساخرا من كل الناس، محاولا لفت الأنظار بمواضيع لا فائدة منها، مواضيع تشبه التي يثيرها أولئك القوم لتغيير مسار الرأي العام وإشغال الأمة عن مصائبها، ثم تحسب أن هذا يفيدنا علما، أو يدعونا إلى نفع في ديننا أو دنيانا، هلاّ تركت كل هذا جانبا، وبدأت معنا كلاما علميا رصينا ينبئ عن فهم وذوق شرعيين تطمئن لهما النفس ويقنع بهما العقل، أرجو أن لا أسمع تهكما، أو ردا لكلام بكلام، والسلام.
المعذرة من المشايخ الكرام ممن يقف على هذا، وطريق العلم لهم مفتوح، واغتراف الفائدة منهم غير مطروح، فليتركوا هذا ولا يلتفتوا إليه، إنما هو حديث عابر بيني وبين أخي لن نعود إليه، - إن شاء الله – تحقيقا لا تعليقا.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 05:20 م]ـ
أخي الفهم الصحيح ...
الموضوع (فطاني ... ) أغلق ... هل نستمر هنا أم تقترح فتح موضوع
جديد؟؟؟ أنا بصدد إعداد الرد، ولكنني سأكون في شغل لمدة ثلاثة
ايام فأطلب العذر منكم إن تأخرت عليكم قليلا، وأؤكد لكم أن الموضوع
كما يهمك يهمني وكما تطلب من هذا الموضوع علما فأنا مثلك وأرجو أن
يهدينا الله لما اختلف فيه من الحق بإذنه ...
أعانك الله ..
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 12 - 04, 06:45 م]ـ
أخي رضا - بارك الله فيك - افتح موضوعا جديدا، وتجنب فيه تعريضات محمد الأمين، وقيود - أخي - المقرئ (ابتسامة محبة والله) واترك الورائيات خلفك، فنحن قوم شرفنا الله بالإسلام، وشعارنا التسامح والعفو وغض الطرف عن زلات الأخ المصاحب، فكيف بطالب العلم الشرعي، وقد كتبت إليه بأمر لو فعله، لرفعه الله به أعلى الدرجات وأنا أطلبه منك الآن: فأرجوك أن تطلب العفو منه، وتتصافيا ذلك خير لنا جميعا دنيا وأخرى، وإلا فيا خيبة المسعى، فما لهذا - والله خلقنا - وأمامنا أمر أعظم من هذا بكثير، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
أخي العزيز أرجوك إذا بدأت أدخل في الموضوع مباشرة، حدد هدفك ثم انطلق راشدا، الهلال وحسابات الهلال لا غير، أما الفضاء الواسع فذلك شأن آخر، أسأل الله أن ينفع بك، وأن يسدد خطاك.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 12 - 04, 07:04 م]ـ
أخي المقرئ: السلام عليكم ورحمة الله.
آسف جدا لتأخري عليك.
وأرجوك لا تترك شيئا في نفسك، قل ما شئت، ورد على كل كلمة، أو لا تكتب هذا الكلام – غير مأمور – أما أن تشعرني أيضا أنك تمن عليّ أن حاورتني، فوالله إن هذا لكثير.
ثم أخي - الفاضل – لا تضيق عليّ في القيود، فأنا في ضيق شديد، فإذا زدت أنت قيدا ماذا بقي لي؟ كيف أجبك بلا أو نعم، ولا أدري إلى أي مدى سيستمر هذا. هناك من الأسئلة مالا ينفع معها نعم أو لا، فإن نفع مع هذا ربما لا ينفع مع غيره، فتنبه أرجوك.
ثم - أخي – هل ترى من الحكمة أن يستمر النقاش بهذه الطريقة، أقول لك يا أخي امض على بركة الله، ولا تحدد مكانا ولا شخصا، لقد رجوتك أن تقرأ ما كتب قبل هذا، أول ما تبدأ تذكر لي مكة أعزها الله، أنا لا أستطيع أن أناقشك هكذا، المشرف لا يسمح، من أول الأمر جعلت عليّ قيدا، و لن يكون لي هامش من الحرية أتحرك فيه، أزح اسم مكة – شرفها الله – أو غيرها جانبا وأنا أجبك، وأستمر معك.
كن على يقين - أكرر هذا - أني أرغب في الإستفادة واستمرارية المذاكرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/384)
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - 12 - 04, 07:46 م]ـ
فضيلة الشيخ: الفهم الصحيح:
كل هذا ... ثم هذا
لماذا تظن أنني أمن عليك عياذا بالله ولماذا تفكر هكذا
وبكل اختصار رأيت كيف كان النقاش في موضوعين = زخم من الردود وزخم من التعليقات وزخم من الاتهامات
لا يمكن أن تسير الإخوة على طريقة تفكير واحدة
وطريقة الناس في قناعاتهم وطريقة الوصول إلى المبتغى تختلف من شخص لآخر
هذا يرى أن هذه الحجة تحتاج إلى وقفة وآخر لا، هذا يرى أن المسألة يسيرة وهذا يراها كبيرة، هذا يراها صعبة وهذا يراها سهلة
فكيف إذا كانت هذه المسألة التي أكثر مرد نقاشاتنا فيها من عقول الرجال وتجاربهم كيف ستكون قاعدة المناظرة
قلت لك سابقا " أني سأسير بك في طريقي وأنا الدليل ولعلي أخطأت وظننتك موافقا على إمرتي فبدأت المسير لأوصلك إلى قناعتي في هذا الموضوع ثم بعد ذلك لك الحرية في الرأي
ولكنني أخطأت وما أكثر خطئي في فهم الناس ثم تقول لي " أمن عليك " بماذا أمن عليك يا أخي
ليس عندي أي أنفة أن تمشي بي في طريقتك للوصول إلى ما تراه ووالله لن أقول لك " إنك تمن علي " فسر على بركة الله راشدا
ألم تسأل نفسك منذ خمس وعشرين يوما وأنت تناقش طلبة العلم في هذا الموضوع لماذا إلى الآن ما وصلتم إلى نتيجة واحدة أو اتفاق واحد كلما جاءت حجة ذكرتم حجة أخرى دون الاتفاق على سابقتها
وكما رأيت أغلق الموضوع الأول ولإغلاقه وجاهة وأظن أن هذا الموضوع سيغلق أيضا
في ختام هذا العتاب - عتاب المحبين طبعا- أقترح أن تفتح موضوعا جديدا وتذكر لنا رأيك بكل وضوح وتطلب منا الطريقة التي تريد أن يكون الحوار سائرا عليها أما هكذا فلا أدري ما تريد كيف سأثبت لك اضطراب الحاسبين وجهلهم دون أن نحدد مدينة نكشف خلالها اضطراب القوم كيف؟
بل إنني طنت أني سرت بك إلى أخصر الطرق لكشف زيفهم وتلاعبهم
عموما سر مع أخينا رضا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقرئ
المقرئ
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 12 - 04, 01:40 ص]ـ
أخي الحبيب المقرئ - السلام عليكم ورحمة الله –
تقول: لن أتكلم عما ذكرته قبل مع أني أغضي العين عنه والقلب يدور عليه ولكن لا بأس
قلت: ماذا يعني هذا – أخي بارك الله فيك-؟ فهنا كان يفترض إما أن ترد على هذا الكلام الذي يدور ... ، أو لا تذكره أصلا، أما هكذا: ماذا أفهم أنا وماذا يفهم من يقرأ هذا الكلام؟ وعموما لا تحزن فأنا في غاية الأسف منك، وسامحني حقا، وقد أخطأني الفهم كما هو دائما.
ثم تقول: كل هذا ... ثم هذا
قلت: ما معنى هذا؟ أليس مثل هذا هو الذي أضاع علينا الوقت وجعل الاستفادة محدودة؟ ألم يكن أفضل لو دخلت للموضوع طوالي، وذكرت لنا شيئا من كذب الفلكيين وألاعيبهم، حتى نحاجّهم بها فنريح ونستريح؟
وتقول: وبكل اختصار رأيت كيف كان النقاش في موضوعين = زخم من الردود وزخم من التعليقات وزخم من الاتهامات
قلت: لأننا للأسف لم نتعلم بعد أدب الحوار والمناقشة، واحترام الآخرين، والجد في العلم، وإتيان البيوت من أبوابها.
وتقول: وطريقة الناس في قناعاتهم وطريقة الوصول إلى المبتغى تختلف من شخص لآخر
هذا يرى أن هذه الحجة تحتاج إلى وقفة وآخر لا، هذا يرى أن المسألة يسيرة وهذا يراها كبيرة، هذا يراها صعبة وهذا يراها سهلة
قلت: ومع هذا كله فالأمر ليس متروكا لقناعاتهم، ولو كان كذلك فما فائدة العلم إذاً؟ وأين القواعد والضوابط، والتأصيل والتدليل؟
وتقول: فكيف إذا كانت هذه المسألة التي أكثر مرد نقاشاتنا فيها من عقول الرجال وتجاربهم كيف ستكون قاعدة المناظرة
قلت: لها ضوابط وقواعد أيضا يرجع إليها والأمر ليس هملا هكذا. وكان الظن أني سأستفيد في هذا من إخواني الذين أباحثهم.
وتقول: قلت لك سابقا " أني سأسير بك في طريقي وأنا الدليل ولعلي أخطأت وظننتك موافقا على إمرتي فبدأت المسير لأوصلك إلى قناعتي في هذا الموضوع ثم بعد ذلك لك الحرية في الرأي
قلت: أجبتك بقولي: فاحزم أمرك وهات ما عندك فكلي آذان صاغية، ولو تلطفت بي وأحسنت الحجة سآتي إلى رأيك طواعية.
وشرطت عليك أمرا فيه مصلحتي ومصلحتك.
وتقول: ولكنني أخطأت وما أكثر خطئي في فهم الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/385)
قلت: لم تبين وجه الخطأ في فهمك للناس، وطبعا الناس هنا مخصوصون، فترك الكلام بدون بيانه وتقييده، يجعل الفكر يذهب مذاهب شتى، فإذا لم يكن توفيق من الله، فما تكون النتيجة؟
وتقول: ليس عندي أي أنفة أن تمشي بي في طريقتك للوصول إلى ما تراه ووالله لن أقول لك " إنك تمن علي " فسر على بركة الله راشدا
قلت: وكذلك أخوك، وقد سبقتك في الإذن بالانطلاق، ولا زلت أنتظر النتائج النافعة.
وتقول: ألم تسأل نفسك منذ خمس وعشرين يوما وأنت تناقش طلبة العلم في هذا الموضوع لماذا إلى الآن ما وصلتم إلى نتيجة واحدة أو اتفاق واحد كلما جاءت حجة ذكرتم حجة أخرى دون الاتفاق على سابقتها
قلت: سبق وأن ذكرت لك بعض الجواب عن هذا، ثم إن هناك مسائل يناقشها (العلماء) منذ ألف سنة، وما وصلوا فيها لرأي يرضي الجميع، ورأيت عبارة واحدة لبعض العلماء شرحت في أكثر من عشرة رسائل، وعندي في مسألة واحدة من العلم قرابة من عشرين رسالة بين مطبوع ومخطوط، وأما النتائج بالنسبة لي فقد توصلت إلى بعض منها، أذكر لك على سبيل المثال: أني سمعت أشياء في خصوص مسألتنا ما سمعتها من قبل، سلبية وإيجابية، ثم بدأت أجتهد على نفسي كيف أكون واسع البال في المحاورة، طويل النفس، حسن الأسلوب، أعرف مواضع الحجة فآتيه من أخصر طريق ... ومنها أني تعرفت على إخوة لم أعرفهم من قبل، وعرفت بعض طرائق تفكيرهم ونظرتهم للأمور ...
وتقول: وكما رأيت أغلق الموضوع الأول ولإغلاقه وجاهة وأظن أن هذا الموضوع سيغلق أيضا
قلت: لم يكن لإغلاقه وجاهة، وكان يكفي أن يشير عليهم المشرف بالتزام الأدب الإسلامي في المحاورة، ويحذف بعض الكلمات التي لا تنبغي. وإغلاق هذا بيدي ويدك، فساعدني كي أستفيد منك، وادخل بنا في الموضوع – أحسن الله إليك -.
وتقول: في ختام هذا العتاب - عتاب المحبين طبعا- أقترح أن تفتح موضوعا جديدا وتذكر لنا رأيك بكل وضوح وتطلب منا الطريقة التي تريد أن يكون الحوار سائرا عليها أما هكذا فلا أدري ما تريد كيف سأثبت لك اضطراب الحاسبين وجهلهم دون أن نحدد مدينة نكشف خلالها اضطراب القوم كيف؟
قلت: ويبقى الود ما بقي العتاب، وقد ذكرت هذا – فتح موضوع - من قبل، وقيل ليس هناك داع لهذا، وليس لي رأي محدد إلا ما عليه أمة الإسلام، ولو أخذت بنصحي واطلعت على المشاركات السابقة كلها ما كنت تسأل هذا السؤال.
وطريقة أهل العلم في النفي والإثبات ما أظنها تخفى عليك، فاسلكها، وخصوصا أنه قد سبق لك إطلاع في هذا الأمر.
وإثبات جهل الحاسبين واضطرابهم لا يحتاج لذكر مدينة محددة، بل يكفيك أن تقول ما تريد أن تقوله على إحداثيات مكة – شرفها الله – على مدينة أخرى مجهولة، وفينا عقول نفهم بها مرادك.
أنا يا أخي أراعي المصلحة في هذا، لا أستطيع أن أتكلم على مكان محدد، ستدلي بحججك ... ، سأقول إن علماء الفلك قاطبة أنكروا رؤية الهلال ذلك اليوم، ستقول الشهود ستة عشر، سأقول إما واهم وإما كاذب، بل ولعلي أزيد فأقول مأجورون كما حكى أخي صمدي عن بعضهم. ماذا ستكون النتيجة، ينهض جدل، وتطل برأسها الفتن، وتتنوع التهم، ويتم إغلاق الموضوع ماذا استفدنا؟
وتقول: بل إنني طنت أني سرت بك إلى أخصر الطرق لكشف زيفهم وتلاعبهم
قلت: أنا في أشد الشوق إلى هذا، وسيكون هذا لو حصل بالنسبة لي أعظم شيء علمته بعد أمور ديني الضرورية، فحيهلا أخي.
وتقول: عموما سر مع أخينا رضا
قلت: ومعك أخي، فلا بأس، ضربتان على الرأس إن لم تقتلا أوجعتا.
وتقول: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
أسير معك، فكر فقط في التحديد، فإن أبيت، فأنا وراءك، والأمر لله يقضي ما يشاء سبحانه، فما أنا بالذي يضيع الفائدة، وما هكذا علمني من أجاورهم. وأنتظر الرد. والدخول في الموضوع مباشرة، وطرح كل ما تقدم وراءنا مستفيدين منه العبرة والعظة.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:31 ص]ـ
أخي العزيز المقرئ: السلام عليكم ورحمة الله.
كأنك تنتظر جوابي، فلا بأس:
السؤال الأول: (الجواب: نعم، لا، لا أدري)
هل قال أحد من الفلكيين إن الهلال سيغرب قبل الشمس في منطقة مكة المكرمة؟
الجوب: نعم.
السؤال الثاني:
متى قال الفلكيون سيولد الهلال في منطقة مكة ومتى تغرب الشمس؟
الجواب: الشطر الأول من السؤال غير واضح، لأن الفلكيين لا يححدون مكانا للولادة إذا كانت بمعنى (الاقتران) هم يقولون: إن الولاة ذلك اليوم تتم الساعة 5/ 28 بتوقيت مكة المكرمة، وساعة الغروب هناك 5/ 40.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 12 - 04, 10:15 م]ـ
أين أنت أخي المقرئ، فأنا أنتظر تكملة الموضوع.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[14 - 12 - 04, 11:06 ص]ـ
بعد إذن الأخ الكريم الفهم الصحيح
وبعد إذن المشرفين سأفتح موضوعا جديدا لنبدأ نقاشا علميا
جديدا مراعين فيه ما يطلبه الأخ الفهم الصحيح عند مناقشة الحجج.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/386)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 12 - 04, 02:03 م]ـ
أخي العزيز رضا:توكل على الله، وابدأ على بركته، وليكن الكلام كما قلت لك سابقا محصورا في إبطال كلام الفلكيين بكلامهم، احصر نقاشك الآن في الموضوع الحسابي البحت، وأما الأمور الشرعية فسنأتيها بعدُ -إن شاء الله -
أخي العزيز من الممكن جدا - لكي نكون على الجادة - أن يقوم بمناقشتك من الناحية العلمية الفلكية غيري، فلا تستغرب ذلك، لأن معلوماتي في هذا محدودة.
توكل على الله، ولا زلت مصاحبا للتسديد, وأتمنى أن أسمع ما يريح رأسي.
كما أتمنى أن يكمل أخي المقرئ معي ما بدأه، فقد غاب عني وافتقدته.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 02:13 م]ـ
أخي الكريم رضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنت بارك الله فيك لا ترد السلام على من يسلم عليك!
ثانياً: شرحت لك مراراً مناط النزاع من وجهة نظري، ولكنك لا تريد أن ترجع إليه، بل تريد إلزامي بمناط آخر، أي ترك الرؤية الشرعية إلى الحساب
قلت لك بارك الله فيك (الاعتراض هو على طريقة القاضي في تصحيح دعوى الرؤية، وأما بعد التصحيح ونشر البيان على المسلمين فلا اعتراض. ولا شك بأن القاضي قد يردّ رؤية صحيحة ويصحح رؤية باطلة، ولو أن قاضياً آخر نظر في الشهادة نفسها لربما قرر خلاف ما قرره القاضي الأول. فالمطلوب هو أن يتخذ القاضي من الاحتياطات ما يحسم الجدل وتبرأ به الذمة، وذلك بأن يخرج هو أو أعوانه مع الناس إلى الصحراء ومعه المشهورون بالرؤية في إقليمه، فإذا رآه أحدهم رآه القاضي وبقية الحاضرين، إما بالعين المجردة وإما بالمنظار. وهذا هو الذي كان يحصل في كثير من الأمصار طيلة القرون الماضية)
هذا هو مناط النزاع أيها الأخ الكريم، أي قبل تصحيح الرؤية والحكم عليها بأنها شرعية أو غير شرعية، وأعتقد أن الكلام واضح جدا.
فتقول بارك الله فيك (أما اقتراحك أن يخرج القاضي مع هيئته للترائي فما أظنه يسد الباب أمام
المخلصين لعلم الفلك أو المتأثرين به). فأقول: ليس الهدف سد الباب أمام هؤلاء، بل الهدف أن تكون الرؤية صحيحة ليكون الصيام والإفطار والحجّ في أيامها ومواسمها
وتقول: (فرض المسألة شرعا أن أي رؤية تم تعديلها واعتمادها فهي كافية حتى لو كانت خاطئة في واقع الأمر). فأقول: أوضحت لك أنني لا أخالفك في وجوب طاعة ولي الأمر، ولكن لماذا هذا التهوين من خطأ الرؤية ما دام أن بالإمكان تصحيحها بأسهل الوسائل
وأما أخطاء نيوتن وآينشتاين فقد رجعت إلى الروابط التي تفضلت بها، فوجدت أن المقالة الأولى مسروقة من الثالثة، وأن الثانية لا علاقة لها بالموضوع، وهي ليست مراجع علمية بل كلام جرايد. وقضية الشواش لا علاقة لها بما نحن فيها، ومثالها التقريبي أن الساعة التي بيدي مضبوطة جدا، ولا أكاد أضبطها إلا عندما تنتهي بطاريتها كل سنتين تقريبا، ولكن دقتها ليست مطلقة، فلو وضعت فيها بطارية تدوم عشر سنين فلا بد ان يحصل فيها شيء من عدم الدقة. وحركة الشمس والقمر أضبط من حركة هذه الساعة بكثير، ولكن قد يحصل فرق صغير في جزء من الثانية زيادة أو نقصاً في كل بضع سنين، وهذا الفرق الصغير يعني شيئا عظيما لعلماء الرياضيات النظرية من أمثال الفرنسي بوانكاريه، لأنهم لا يستطيعون وضع نظرية كونية شاملة مع وجود عوامل مجهولة أو لا يمكن ضبطها. وهذا كله لا علاقة له بما نحن فيه، وإن شككت في ذلك فانظر إلى موعد شروق الشمس وزوالها وغروبها في تقويم أم القرى، أو إلى مواعيد الكسوف والخسوف، أو إلى مواضع القمر في الليالي العادية، فإن وجدت خللاً بليغاً في شيء من ذلك فعلم الفلك باطل! وأنا أعجب لأن رب العالمين يقول (الشمس والقمر بحسبان)، وأنت ترتاح لمن يصفهما بالفوضى والشواش من أجل تصحيح رؤية أنت تعترف بأن القاضي قد يصححها وهي خاطئة، وهذه عبارتك مرة أخرى (أي رؤية تم تعديلها واعتمادها فهي كافية حتى لو كانت خاطئة في واقع الأمر)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/387)
وأستغرب منك أن تقول (عقيدة أهل السنة أن الكون كله مدبر بمشيئة الله تعالى وإرادته وقدرته وفعله ولا يغفل ولا تأخذه سنة عن تدبير شئون الكون، وليس أن الكون يسير في قانون واحد لا تغيره مشيئة، ونحن نؤمن أن مشيئة الله نافذة في تغيير حسابات الفلكيين القطعية لأنها قطعية بحسب معطياتها، ولو تغيرت المعطيات لتغيرت الحسابات، وقد يشاء الله أن يسرع القمر فيراه بعض الناس ... ). ما أصح هذا القول وما أغربه في هذا المقام أيها الأخ الكريم! فمن الذي زعم أن رب العالمين يعجز عن تغيير سننه وقدره حتى ترد عليه بهذا القول؟! السؤال الذي له علاقة بالموضوع: هل تغيرت سنة الله في الهلال في مساء يوم 29 رمضان؟؟؟
والله يهدينا وإياك إلى سواء السبيل
الأخ الكريم المقرئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يظهر أن مشاركتك كانت على عجل أيها الأخ الكريم، فلذلك لم أجد فيها شيئاً إلا طلب البحث والتثبت ... إلخ. والظن بك بارك الله فيك أن تحتسب وتبذل مزيداً من الجهد لبيان الصواب، وأن لا تقف عند تشكيك الناس في معلوماتهم
وأنا بارك الله فبك على ثقة مما أقول، إلا أن يكون وقع وهم مني أو من المخبر في تسمية الشاهد الذي شهد بدخول رمضان في العام الماضي ولم تقبل شهادته، والذي فهمته أنه الخضير، فإن كان غيره فأنا أستغفر الله، ولكن الحادثة نفسها أشهر من أن تنكر، ويعلم كثير من الناس أن صلاة التراويح أقيمت في كثير من مساجد الرياض، وكنت ماراً مع طريق الملك فهد فسمعت التراويح وأنا بإزاء سوق عتيقة، وعندما وصلت إلى الاجتماع المقصود كان الحديث عن هذه التراويح!! فهذا هو موضع الشاهد بصرف النظر عن تسمية الرائي.
وقد رابني أن الأخ الخضير صار يظهر في الفضائيات ويفتخر بمقدرته على رؤية الهلال!
وأم قولك (هل أنت متيقن أن الحاسبين اتفقوا على أنه عند غروب شمس يوم 29 من رمضان سيغرب الهلال قبل الشمس)، فالجواب بارك الله فيك: أن هذا السؤال غير دقيق، لأن المسألة ليست آراء بالأغلبية أو بالإجماع، وإنما هي حسابات منشورة، وهؤلاء الحاسبين الذين يتكلمون في الجرائد لا يحسبون بأنفسهم، بل يعتمدون على أرصاد منشورة، وأنت تستطيع أن تطلع عليها بنفسك في مواقع الإنترنت أو في تقويم أم القرى. فمثلاً المكتوب في تقويم أم القرى في ورقة 29 رمضان 1425 (تكون ولادة هلال شوال الساعة 5:28 مساء الجمعة 29/ 9)، وهذا طبعاً قبل غروب الشمس في الرياض وسدير والقصيم، ولكنه بعد غروب الشمس بمكة بزمن قليل يجمع أهل الخبرة على الرؤية معه مستحيلة. فإذا أردت أن تشكك في هذا الحساب فتفضل بإحالتنا على حساب فلكي معتبر غير هذا الحساب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل(37/388)
من لهذا الحديث يا أحباب ... ؟ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:14 م]ـ
4233 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّىُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِىُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوْلاَءَ». ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- «يَا عَلِىُّ يَا عَلِىُّ يَا عَلِىُّ». قَالَ بِأَبِى وَأُمِّى. قَالَ «إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِى الأَصْفَرِ وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الإِسْلاَمِ أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لاَ يَخَافُونَ فِى اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطُنْطِينِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالأَتْرِسَةِ وَيَأْتِى آتٍ فَيَقُولُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِى بِلاَدِكُمْ أَلاَ وَهِىَ كِذْبَةٌ فَالآخِذُ نَادِمٌ وَالتَّارِكُ نَادِمٌ».
إن كان هذا الحديث ضعيفاً
فهل لكم إرشادي للحديث الصحيح ((إن كان هنالك حديث بهذا الخصوص))
الذي تفتح به عاصمة الكفر بالتكبير؟
ـ[الألوسي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:32 م]ـ
ضعفه الألباني رحمه الله تعالى , الضعيفة 4790
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[19 - 11 - 04, 10:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي الألوسي وزادك الله علماً ...
كنت أبحث عن الحديث الذي فيه يذكر التكبير في فتح القسطنطينية والحمد لله فقد وجدته في صحيح مسلم
7460 - حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِى أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِى الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِى حَرْبَتِهِ».
7517 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ ثَوْرٍ - وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ الدِّيلِىُّ - عَنْ أَبِى الْغَيْثِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِى الْبَحْرِ». قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِى إِسْحَاقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا». قَالَ ثَوْرٌ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ «الَّذِى فِى الْبَحْرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ فَقَالَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ. فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَىْءٍ وَيَرْجِعُونَ».(37/389)
أشكل علي بارك الله فيكم ونفحت نفحة من الشيطان؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:56 ص]ـ
وروى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال أسلم الزبير بن ثمان سنين ونفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة فخرج الزبير وهو غلام بن اثنتي عشرة سنة بيده السيف فمن رآه عجب وقال: الغلام معه السيف حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لك يا زبير? فأخبره وقال أتيت أضرب بسيفي من أخذك. (سير أعلام النبلاء) ترجمة الزبير بن العوام رضي الله عنه.
أشكل علي بارك الله فيكم ونفحت نفحة من الشيطان؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 11 - 04, 06:08 ص]ـ
نَفَحَت نفْحَةٌ من الشيطان أي: أوجس الناس خيفة من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أصيب بمكروه، وكأن ذلك كان مما ألقاه الشيطان في قلوبهم،، والله أعلم.(37/390)
ما صحة هذا القول؟!
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 11 - 04, 11:44 ص]ـ
قرأت هذا الموضوع واحب ان اعرف مدى صحته:
عندما فُرضت الصلاة على المسلمين كانو يقولون " الله اكبر " عند الرفع من الركوع حتى حدتث هذه القصة
والقصة بإختصار ان ابوبكر الصديق رضى الله عنه تأخر - على غير العادة - عن صلاة الجماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبينما هو رضى الله عنه في طريقه إلى المسجد كان يدعو الله ان يدرك صلاة الجماعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين
وعندما دخل المسجد أدرك النبي راكعاً ((فحمِد الله على ذلك)) فأُوحى للنبي صلى الله عليه وسلم اثناء الركوع ان يقول " سمع الله لمن حمده " عند قيامه من الركوع بدلاً من " الله اكبر " كما كان يفعل المسلمين من قبل
ففهِم ابوبكر الصديق رضى الله عنه بأنه المقصود من ذلك فقال رضى الله عنه عند رفعه من الركوع " ربنا ولك الحمد ".
فأصبحت تلك الكلمات سنة مؤكدة في الصلاة.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:06 م]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:56 م]ـ
أسباب ورود الحديث للسيوطي ص. 96:
أخرج أبو داود عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يقول حين يقول سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
سبب: أخرج ابن ماجه (وابو مطيع) في أماليه عن ابن عمر قال سمعت أبا جحيفة رضي الله عنه يقول ذكرت الجدود عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو في الصلاة فقال رجل: جد فلان في الخيل وقال آخر جد فلان في الابل وقال آخر جد فلان في الغنم وقال آخر جد فلان في الرقيق فلما قضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلاته ورفع رأسه من آخر الركعة قال اللهم ربنالك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وطول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صوته بالجد ليعلموا انه ليس كما يقولون.(37/391)
أسأل عن مدى صحة حديث من صلى الصبح فى جماعة ثم جلس يذكر الله الى أن تشرق
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[19 - 11 - 04, 06:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله / أسأل عن مدى صحة حديث من صلى الصبح فى جماعة ثم جلس يذكر الله الى أن تشرق الشمس ثم صلى ركعتين كتبت له حجة وعمرة تامه وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن يوسف المصري]ــــــــ[19 - 11 - 04, 08:28 م]ـ
رواه الترمذي من حديث أنس: من صلى الفجر
وفي رواية أخرى من صلى الغداة
وفي رواية من صلى الصبح
وقال عنه الألباني في الصحيحة (صحيح)
وحسنه في صحيح الجامع وصحيح الترمذي ومشكاة المصابيح
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 11 - 04, 11:06 م]ـ
الحديث ضعيف ولا يثبت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6384&highlight=%C7%E1%D4%D1%E6%DE
وانظر مشاركة الشيخ أبو تيمية إبراهيم، رقم (11):
و في صحيح مسلم (670) من طريق سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.
ـ[الظافر]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:21 ص]ـ
هذا الحديث قد سبق وأن بحث في الملتقى على الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21580&highlight=%CD%CC%C9+%E6%DA%E3%D1%C9
ـ[الظافر]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:41 ص]ـ
وعلى هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2761&highlight=%CD%CC%C9+%E6%DA%E3%D1%C9(37/392)
هل تقبل توبة المحكوم عليه بالاعدام ... الذي يعرف متى تنفيذ الحكم؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 11 - 04, 09:31 م]ـ
هل تقبل توبة المحكوم عليه بالاعدام ... الذي يعرف متى تنفيذ الحكم؟
هل يعتبر في حكم من حضره الموت .. فلا توبة له؟
أم يعتبر فى حكم من لم يغرغر .. فله توبة؟
افتونا بعلم رحمنا الله واياكم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 11:34 م]ـ
هو في حكم من لم يغرغر لعموم العديث "مالم يغرغر" وإعدامه أمر ظني على كل حال ولأن الموت لم يحضره بعد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:36 م]ـ
هل قال أحد من العلماء بعدم قبول توتبته، أم أن السؤال عارض؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:07 م]ـ
المسألة .. لا علاقة لها بتعقب احد .. ولكنها مجرد خاطر ... يتعلق بتحقيق المناط .. فلعل العلة في عدم قبول التوبة .. هو التأكد .. من الموت .. بالنسبة للمكلف .. كما حدث لفرعون .. او اليقين فى وقوع الساعة .. كما فى حالة شروق الشمس من مغربها .. ومن هنا جاء اشكال المحكوم عليه بالاعدام فى تاريخ معين معلوم له ...
الاخ الحنبلي السلفي .. اعتبره .. فى حكم الذي لم يغرغر بعد .. اي ان الموت بالنسبة اليه مظنون ... فهذا وجه ... ولكن هناك وجه آخر .. الموت فيه متيقن .. وهوتاريخ تنفيذ الحكم ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:01 ص]ـ
المسألة فعلا تحتاج إلى بحث
لأن على عدم قبول التوبة في الذي يغرغر هو يقينه بالموت ـ على حسب اعتقادي ـ و هذه العلة متوفرة في الذي علم بحكم إعدامه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:32 م]ـ
المسألة فعلا تحتاج إلى بحث
لأن على عدم قبول التوبة في الذي يغرغر هو يقينه بالموت ـ على حسب اعتقادي ـ و هذه العلة متوفرة في الذي علم بحكم إعدامه
النبي عليه الصلاة والسلام حضر عمه ابا طالب عند أحتضاره وأمره بكلمة التوحيد، وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهودي. وقد حضرهم الموت وتيقنهم له اقوى من تيقن المحكوم بالقتل، لكن يبقى الفرق ظاهر بين الغرغرة وهي استلاب الروح بالكلية وهي أخر مراحل خروجها نسأل الله ان يرحمنا ويخفف عنا في تلك الحال، وبين من ينتظر وقت الاعدام فلا يقين في وفاته! فقد يحدث حدث أو يصير ما يمنع هذا الاعدام.
ولذا فأنت تجد المحكوم عليه بالقتل معلق الامل غير فاقد له حتى آخر لحظة.
ثم هل المسألة معلقة بتيقن الموت؟ هذا أيضا غير ظاهر وانما العلة الظاهرة هي انتهاء زمن المهلة، أي فناء الدنيا وانتهاء الاجل.
ولذا قال ربنا جل وعلا (الله يتوفى الانفس) وقال سبحانه (توفاهم الملائكة) والتوفي هو استيفاء الروح من القابض او استيفاء الاجل والمهلة من المقبوض.
ومثله خروج الشمس من المغرب فهو علامة انقضاء المهلة وأفول الدنيا وهي زمن العمل ومنه (اي العمل) التوبة.
ولذا فأن بقية الاشراط يصح فيها العمل.
فيظهر والله اعلم ان المحكوم عليه واقع في الاصل وهو صحة العمل لانه في زمن الامكان وهو (زمن الحياة - الدنيوية -)، والتعليل بتيقن الموت لايسلم به لما تقدم ذكره.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو في فسحة من أمره ولا شك، ومعرفته بالموعد الذي اختاره القاضي لتنفيذ الحكم لا تعني علمَه بوقت انتهاء أجله. لذا، فحتى لو حدد موعد إعدامه، بل حتى لو رفع السيف فوق رأسه، فإن الموت قد يكون أسبق إلى مَن وكل بقطعه مِنه إليه.
هذا أمر.
وأزيد، لو قدّر أن أحداً علم وقت انتهاء أجله فهذا لا يمنع صحة توبته، وإنما يمنع قبول توبته حضور الأجل.
وهنا أحب أن أورد حديثين ذوي تعلق بالموضوع:
الأول ما أخرجاه من حديث هشيم، قال: حدثنا حصين، حدثنا أبو ظبيان، قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله عنهما- يحدث، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الحرقة من جهينة. قال: فصبحنا القوم، فهزمناهم. قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم. قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله. قال: فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته. قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: فقال لي: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله! إنما كان متعوذاً. قال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
واللفظ للبخاري.
الحديث الآخر:
ما روياه -أيضاً- من طرق عن عمارة بن القعقاع، قال: حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان.
هذا لفظ البخاري.
قال بعض أهل العلم: قوله (إذا بلغت) أي الروح، والمراد قاربت بلوغه إذ لو بلغته حقيقة لم يصح شيء من تصرفاته. اهـ
مع ملاحظة أن السؤال هنا عن الأعظم أجراً لا عن القبول من عدمه.
والله تعالى أعلم.(37/393)
حديث في آخر الزمان يهاجر خيار العراق إلى الشام لم أجده
ـ[الأعمش]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:57 ص]ـ
undefined حديث:في آخر الزمان يهاجر خيار العراق إلى الشام
حدثنيه أحد العراقيين من زوار المدينة المنورة ثم بحثت عنه ولم أجده , فمن يفيدنا عنه مشكوراً
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[20 - 11 - 04, 11:27 ص]ـ
هذا الحديث وأشباهه من الأحاديث في الفتن.
ابن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي المثنى عن أبي أمامة قال:
لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق الى الشام وشرار أهل الشام الى العراق , وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشام.
(كتاب الفتن لنعيم بن حماد , ص 427 , تحقيق مجدي بن منصور , دار الكتب العلمية 1997)
ومثله في خبر طويل عن السفياني:
وانّ دمشق فسطاط المسلمين يومئذ وهي خير مدينة على وجه الأرض في ذلك الوقت ( ................. ) تنتقل أخيار العراق اليها ..........
(عقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي , ص 99 , تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو. مكتبة عالم الفكر. القاهرة 1979.
موراني
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:47 م]ـ
أحسنت يا دكتور موراني، حيث أسرعت بالجواب الصائب، في وقت تأخر فيه أهل الحديث. (ابتسامة)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:08 م]ـ
والحديث رواه أحمد 5/ 249 حدثنا عبد الصمد ثنا حماد عن الجريري به.
وعزاه إليه ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (مع عون المعبود 7/ 116) وقال: رواه أحمد أوله موقوفا، وآخره مرفوعاز
وقال ابن رجب - كما في رسائله - 3/ 197 موقوف.
ـ[الأعمش]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:24 م]ـ
شكر الله الجميع وهداهم لاتباع الهدى(37/394)
امامنا في صلاة العيد كبر التكبيره الأولى ثم قرأ الفاتحه
ـ[ابو تركي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 05:59 ص]ـ
السلام عليكم
امامنا في صلاة العيد كبر التكبيره الأولى ثم قرأ الفاتحه ثم نبهوه بعض المأمومين بقولهم سبحان الله والبعض بقولهم الله اكبر ثم رجع بعد ان قرأ نصف الفاتحه وكبر التكبيرات الباقيه وقبل انتهاوه من الصلاه سجد سجود السهو.
السوال
ماحكم رجوعه بعد ان قرا نصف الفاتحه؟
وماحكم قول بعض المامومين الله اكبر؟
وما حكم سجوده للسهو؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني عن تكبيرات صلاة العيد
والتكبيرات والذكر بينها سنة وليس بواجب , ولا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا ولا أعلم فيه خلافا فإن نسي التكبير , وشرع في القراءة لم يعد إليه قاله ابن عقيل وهو أحد قولي الشافعي , لأنه سنة فلم يعد إليه بعد الشروع في القراءة كالاستفتاح
وقال القاضي: فيها وجه آخر أنه يعود إلى التكبير وهو قول مالك , وأبي ثور والقول الثاني للشافعي لأنه ذكره في محله فيأتى به كما قبل الشروع في القراءة , وهذا لأن محله القيام وقد ذكره فيه فعلى هذا يقطع القراءة ويكبر , ثم يستأنف القراءة لأنه قطعها متعمدا بذكر طويل وإن كان المنسى شيئا يسيرا احتمل أن يبنى لأنه لم يطل الفصل أشبه ما لو قطعها بقول " آمين " واحتمل أن يبتدئ لأن محل التكبير قبل القراءة , ومحل القراءة بعده فيستأنفها ليأتى بها بعده وإن ذكر التكبير بعد القراءة , فأتى به لم يعد القراءة وجها واحدا لأنها وقعت موقعها
وإن لم يذكره حتى ركع سقط وجها واحدا , لأنه فات المحل وكذلك المسبوق إذا أدرك الركوع لم يكبر فيه وقال أبو حنيفة: يكبر فيه لأنه بمنزلة القيام بدليل إدراك الركعة به ولنا , أنه ذكر مسنون حال القيام فلم يأت به في الركوع كالاستفتاح , وقراءة السورة والقنوت عنده وإنما أدرك الركعة بإدراكه , لأنه أدرك معظمها ولم يفته إلا القيام وقد حصل منه ما يجزئ في تكبيرة الإحرام فأما المسبوق إذا أدرك الإمام بعد تكبيره , فقال ابن عقيل: يكبر لأنه أدرك محله ويحتمل أن لا يكبر لأنه مأمور بالإنصات إلى قراءة الإمام ويحتمل أنه إن كان يسمع قراءة الإمام أنصت وإن كان بعيدا كبر.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاواة المجلد السادس عشر وأما حكم التكبيرات الزوائد فإنها سنة أيضاً وهي متأكدة.
وإذا فات الإنسان شيءٌ منها سقط ما فاته ولم يأت به، وكذلك إذا نسيه أو بعضه حتى شرع في القراءة فإنه لا يأتي به؛ لأنه سنة فات محلها، أما لو فاتته مع الإمام ركعة كاملة فإنه يأتي بتكبيرات تلك الركعة الفائتة. انتهى
وأما سجود السهو فإذا ترك لإنسان سنة فسجود السهو سنة والامر فيه واسع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 11 - 05, 07:14 ص]ـ
وقد فعل إمامُنا ذلك في صلاة العيد لهذا اليوم، فبعد أن قام إلى الركعة الثانية شرع بالفاتحة وقرأ آيتين نُبه، فقطع الفاتحة وعاد إلى التكبيرات.
فأشكل عليّ قطع الركن والعودة إلى السنة؟!.
ـ[مجود]ــــــــ[03 - 11 - 05, 10:15 ص]ـ
يظهر أن أخَوَيّ أبا تركي و المسيطير الفاضلين قد صليا معي في نفس المسجد:)
هذا ما حدث بالضبط في مسجدنا جنوب الرياض ..
وأزيدكم من الشعر بيتا .. ليزداد عجبكما مما يصنع الجهل ..
فأحد كبار السن بجانبي ممن هو قريب من مقام الإمام قال بصوت جهوري بعد أن لم يفد التسبيح (ما كبرت) فبطلت صلاته من أجل سنة .. !!!
يقول لي الإمام لم أعلم سبب التسبيح إلا لما سمعت هذا العتاب:)
والله المستعان ..
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[03 - 11 - 05, 03:02 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله
ابتداءً أهنئ جميع رواد ملتقى أهل الحديث بالعيد، وتقبل الله منا ومنهم الطاعات.
أما بالنسبة للسؤال الأخ،،فهذا محل إشكال عندي في جزئية واحدة
وهي: إذا ثبت أن تكبيرات صلاة العيد سنة مؤكدة (وهي كذلك إن شاء الله) فهل يسع المأموم إذا ذهل الإمام اتيانها التنبيه عليها؟
أما بالنسبة إلى سجود السهو، فهو مشروع لكل من نسي واجب أو مسنون.
والله تعالى أعلم ...
كتبه: النعيمي
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 11 - 05, 09:11 ص]ـ
وفقكم الله، وتقبل طاعتكم، ومبارك عيدكم.
في المدونة السحنونية: (قال: وقال مالك في الإمام إذا نسي التكبير في أول ركعة من صلاة العيدين حتى قرأ , قال: إن ذكر قبل أن يركع عاد فكبر وقرأ وسجد سجدتي السهو بعد السلام , قال: وهو قول مالك , قال: وإن لم يذكر حتى ركع مضى ولم يكبر ما فاته من الركعة الأولى في الركعة الثانية وسجد سجدتي السهو قبل السلام , قال: وهذا قول مالك).
ومن مشهور مذهب مالك - رحمه الله - أن الكلام لإصلاح الصلاة لا يفسدها، وقيده بعض أئمة مذهبه بما لم يكثر حتى يصبح لغطا. فلعل من تكلم لتنبيه الإمام من كبار السن بمسجدكم كان يستحضر هذا المذهب لكثرة مجالسته لأهل العلم فعمل به، أو ربما كان مالكيا بالرياض (ابتسامة) والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/395)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[04 - 11 - 05, 09:59 ص]ـ
فأحد كبار السن بجانبي ممن هو قريب من مقام الإمام قال بصوت جهوري بعد أن لم يفد التسبيح (ما كبرت) فبطلت صلاته من أجل سنة .. !!!
والله المستعان ..
لا يا أخي - وفقك الله - لم تبطل صلاته، لأن الرجل جاهل، والدليل حديث الأعرابي المعروف، وبالله التوفيق.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: هل الجامع يقع في حي المنصورة (خنشليلية) لأني قربه وأحببت أن أتأكد أن أحد أعضاء الملتقى هو جار لي وانا لا أدري
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[05 - 11 - 05, 07:58 ص]ـ
عند الشافعية إن عاد عامدا عالما بطلت صلاته
وهو أصل مطرد عندنا ـ فيما أعلم ـ
أعني العود إلى المسنون بعد التلبس بالمفروض
ـ[المخلافي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 01:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا(37/396)
ما هو القول الراجح في عدد الصلوات التي يكفر بتركها من يري كفر تارك الصلاة تكاسلا
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 12:57 م]ـ
السلام عليكم
هل هي صلاة واحدة لا تجمع كالفجر ام أكثر؟
و هل كفر بعضهم بترك الصلاة مطلقا و لم يحدد عددا و هل هذا قول الشيخ ابن عثيمثن في الشرح الممتع ام اني واهم؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:40 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين ـ رضي الله عنه ـ وافق الحنابلة بالجملة في تكفير تارك الصلاة و لو كسلا
و لكنه اختلف معهم في تحديد من هو تارك الصلاة، حيث قال الحنابلة هو من ترك فرضا واحدا متعمدا حتى خرج وقته ـ أي ووقت التي تليه لو كان يمكن الجمع بينهما كما في زاد المستقنع ـ
فقال العثيمين هو الذي يصدق عليه أنه تارك للصلاة ولم يحدد لذلك عددا بل تركها لجواز الإطلاق، فمثلا من يصلي الجمعة ثابتة فلا يصدق عليه أن تارك
و الله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:20 م]ـ
لعل ايها الاخوة اي تحديد لعدد من الصلوات .. يصطدم بمنهج ابن حزم الصارم .. لماذا هذا الرقم دون غيره .. -تذكروا تحديده لعدد التواتر .. -فلا يستقر الامر الا ان يقال يكفر بترك صلاة واحدة .. فمن يتحمل مسؤولية هذا الموقف؟
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ربما تجد الاجابة في الملف المرفق و هو مختار من كتاب سبيل النجاة في بيان حكم تارك الصلاة للشيخ ابي الحسن الماربي
نفعنا الله و اياكم و هذا مقتطف منه
ظهر مما سبق أن جمهور علماء المذاهب، لا يرون كفر تارك الصلاة، وأن الصواب تكفيره وهؤلاء القائلون بكفر تارك الصلاة اختلفوا: بم يكون الرجل تاركًا للصلاة؟
هل بترك صلاة واحدة؟ أو بترك صلاتين؟ أو ثلاث؟ أو بالترك الكلي، فلا يسجد لله سجدة، أما إذا كان يصلي ويدع؛ فهو غير محافظ على الصلاة، لكن ليس بتارك؟
ولما كان هذا الأمر مرتبطًا بمسألة قتل تارك الصلاة، واستتابته؛ فسأتكلم ولو بإختصار إن شاء الله تعالى عن الأمرين سويًا، ثم أتكلم بعد ذلك على الخلاف في قتل تارك الصلاة، وأدلة الفريقين.
فاعلم علمني الله تعالى وإياك العلم النافع:
@ أن إسحاق بن راهويه قال: قد صح عن رسول الله? أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي ? إلى يومنا هذا: أن تارك الصلاة عمدًا من غير عذر، حتى يذهب وقتها؛ كافر.
وذهاب الوقت أن يؤخر الظهر إلى غروب الشمس، والمغرب إلى طلوع الفجر، وإنما جعل آخر أوقات الصلوات ما وصفنا؛ لأن النبي ? جمع بين الصلاتين بعرفة والمزدلفة، وفي السفر، فصلى إحداها في وقت الأخرى، فلما جعل النبي ? الأولى منها وقتًا للأخرى في حال، والأخرى وقتًا للأولى في حال؛ صار وقتاهما وقتًا واحدًا في حال العذر، كما أمرت الحائض إذا طهرت قبل غروب الشمس، أن تصلي الظهر والعصر، وإذا طهرت آخر الليل، أن تصلي المغرب والعشاء. ا?
من "الصلاة" للمروزي (2/ 929 - 930/ 990).
فهذا يدل على أن التكفير، يكون بترك صلاة واحدة، حتى يخرج وقتها على التفصيل السابق وإن كان إسحاق يُنَازَعُ في بعض التابعين، وكثير ممن بعدهم إلى زمان إسحاق.
وذكر ابن حزم في "المحلى" (2/ 242) أنه قد جاء عن عُمر ومعاذ وعبدالرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة، أن من ترك صلاة فرض واحد متعمدًا، حتى يخرج وقتها؛ فهو كافر مرتد. ا?
وقال ابن عبدالبر: وقال إبراهيم النخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية: من ترك صلاة واحدة متعمدًا، حتى يخرج وقتها لغير عذر، وأبى من قضائها وأدائها، وقال: لا أصلي؛ فهو كافر، دمه وماله حلال، ولا يرثه ورثته من المسلمين، ويستتاب، فإن تاب؛ وإلا قتل، وحُكم ماله ما وصفنا، كحكم مال المرتد، وبهذا قال أبوداود الطيالسي، وأبوخيثمة، وأبوبكر ابن أبي شيبة. ا? من "فتح البر" (4/ 413).
وقال ابن المبارك: من أَخرَّ صلاة، حتى يفوت وقتها متعمدًا من غير عذر؛ كفر. ا? من "الصلاة" للمروزي (2/ 925 - 926/ 979).
@ وانظر بقية أقوال العلماء في الاختلاف في الصلاتين أو الثلاث في "الصلاة" لابن القيم ص (38) وما بعدها و "طرح التثريب" لابن العراقي (1/ 148) وانظر أقوال أحمد في "الجامع" للخلال (2/ 541) وما بعدها برقم (1388) وما بعده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/397)
وظاهر كلام ابن القيم في "الصلاة" ص (40) تقوية قول من قال: يُقتل بترك صلاتين، مستدلاً بأن الوقت للصلاتين في الجملة، وبتأخير الأمراء الصلاة، حتى يخرج وقتها ...........
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:25 م]ـ
قال المرداوي في الإنصاف (1/ 374 - 375) ط دار الكتب العلمية:
قوله (وإن تركها تهاونا، لا جحودا، دعي إلى فعلها. فإن أبى حتى تضايق وقت التي بعدها: وجب قتله). هذا المذهب وعليه جمهور الأصحاب. قال في الفروع: اختاره الأكثر قال الزركشي: وهو المشهور. انتهى، واختاره ابن عبدوس في تذكرته، وجزم به في الوجيز، والمنور، والمنتخب، وغيرهم، وقدمه في الفروع، والرعايتين، والحاويين، وإدراك الغاية، وتجريد العناية، وغيرهم. وعنه يجب قتله إذا أبى حتى تضايق وقت أول صلاة. اختاره المجد، وصاحب مجمع البحرين، والحاوي الكبير وغيرهم. قال في الفروع: وهي أظهر، وهو ظاهر الكافي، وقدمه ابن عبيدان، وصاحب الفائق، وابن تميم ويأتي لفظه. وقال أبو إسحاق بن شاقلا: يقتل بصلاة واحدة، إلا الأولى من المجموعتين لا يجب قتله بها، حتى يخرج وقت الثانية. قال المصنف: وهذا قول حسن. وعنه لا يجب قتله حتى يترك ثلاثا ويضيق وقت الرابعة، قدمه في التلخيص، والبلغة، والمبهج، وجزم به في الطريق الأقرب. وعنه يجب قتله إن ترك ثلاثا. وذكر ابن الزاغوني في الواضح، والشيرازي في المبهج، والحلواني في التبصرة. رواية: يجب قتله إن ترك صلاة ثلاثة أيام. وقال ابن تميم: فإن أبى بعد الدعاء حتى خرج وقتها وجب قتله، وإن لم يضق وقت الثانية، نص عليه. وعنه يجب قتله إن ترك صلاتين. وعنه إن ترك ثلاثا. قال: وحكى الأصحاب اعتبار ضيق وقت الثانية على الرواية الأولى. وضيق وقت الرابعة، على الرواية الثالثة. وقال الزركشي: وغالى بعض الأصحاب. فقال: يقتل لترك الأولى، ولترك كل فائتة إذا أمكنه من غير عذر. إذ القضاء على الفور. تنبيه: قولنا في الرواية الأولى " حتى تضايق وقت التي بعدها " وفي الرواية الثالثة " ويضيق وقت الرابعة " قيل في الأولى: يضيق الوقت عن فعل الصلاتين. وفي الرواية الثالثة: عن فعل الصلوات المتروكة، وقدمه في الحاويين. وقيل: حتى يضيق وقت التي دخل وقتها عن فعلها فقط، قدمه في الرعايتين. فائدتان إحداهما: الداعي له: هو الإمام أو نائبه. فلو ترك صلوات كثيرة قبل الدعاء لم يجب قتله. ولا يكفر على الصحيح من المذهب. وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم. وكذا لو ترك كفارة أو نذرا. وذكر الآجري: أنه يكفر بترك الصلاة، ولو لم يدع إليها. قال في الفروع: وهو ظاهر كلام جماعة ويأتي كلامه في المستوعب في باب ما يفسد الصوم، عند قوله " أو اغتسل " يعني بعد أن أصبح.(37/398)
ماهو السبيل
ـ[احمد الهجو]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين واله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
اما بعد ايها الاخوة هذه بعض الاسئلة نريد التكرم من اهل العلم الاجابة عليها مشكورين
السؤال الاول: بالنسبة للخلاف لصوم يوم السبت فالشيخ الالباني رحمه الله يقول لا صوم واما الشيخ العثيمين رحمه الله يقول صوم فايها نتبع
فهناك احاديث تنهي عن صوم يوم السبت وهناك احاديث تشير الى صوم يوم السبت
كدخول الرسول صلى الله عليه وسلم على احدى ازواجه وكانت صائمة يوم الجمعة وقال لها هل صمت قبل يوم قالت لا وقال هل تصومين يوم بعده قالت لا فامرها بالافطار فهل يعني اذا قالت نعم سوف اصوم يوم بعده وهو السبت لما امرها بالافطار؟
وحديث الرسول لا تصوموا يوم السبت الا ما افترض عليكم
السؤال الثاني:نعرف حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم يئم الناس اقرئهم للقران وثم اعلمهم بالسنة وثم اكبرهم سناً. فلمن هذا الحديث ينطبق فهناك من هم اقرأ للقران ولكنهم مبتدعة او متحزب او ماشابه لذلك فهل ينطبق على الجميع ام على المسلم السني السلفي
يعني عندنا امام وهو اقرانا للقران وجائنا واحد اقرا منه ولكنه مسبل وغير طليق للحية وهو ليس على منهج اهل السلف فهل نقدمه ونجعله اماماً ام نبقى على صاحبنا
السؤال الثالث:ايهما اولى للاعزب الحج ام الزواج ان لم يستطيع الا على واحدة منهن اي اما يحج او يتزوج لقلة المادة والدليل على ذلك
وجزاكم الله كل خير واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه انه ولي ذلك والقادر عليه ونفع بكم الامة وجعله الله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
اخوكم في الله
احمد الهجو (ابوعبدالله)
سدني \استراليا في
8\ 10\1425
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:32 م]ـ
بارك الله فيكم
حول السؤال الأول فالحديث الوارد في النهي عن صيام يوم السبت ضعفه كثير من أهل العلم،فلذلك الصحيح هو جواز صيام يوم السبت مفردا لعدم صحة النهي ولأن الأحاديث التي تدل على الجواز أقوى منه، وقد سبق نقاش المسألة على هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=837#post837
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=100093#post100093(37/399)
أخوكم جديد عنده إشكال في تفسير السعدي
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[20 - 11 - 04, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله و أله وصحبه و من والاه ...
إخواني رواد ملتقى أهل الحديث .. اتشرف أن أكون عضوا في هذا المجمع الطيب كيف ولا وكلكم مشائخ و طلبة علم .. أحسبكم بحق من أولائك الذين لا يشقى جليسهم و لا أزكيكم على الله ...
و كمقدمة لأسئلتي الاحقة أن شاء الله أعتذر إبتداءا عن المواضيع التي أفتحها فقد تكون نوقشت من قبل أو لا تستحق ..
ثانيا قد أتأخر عن التعليق أو الرد على استفسار يصلني و ذلك لأن أجهزة الحاسوب عندنا ـ جامعة في ألمانياـ لا تدعم العربية و بالمناسبة أقترح على الإخوة المشرفين وضع لوحة مفاتيح ليتسنى لأمثالي الإستفادة
عندي تساؤلات كثيرة ولست أعلم أأسردها جملة أم أفردها بحسب الموضوع.؟؟
على كل حال سأبدأ بالأساس سؤالي في العقيدة:
أشكلت عليا عبارة في تفسير التيسير للشيخ السعدي رحمه الله في تفسير سورة يس الآية 30 قال رحمه الله: قال الله متوجعا للعباد .....
فهل يصح أن يقال أن الله متوجع؟؟
أم أن فهمي لكلام الشيخ ليس في محله؟؟؟
و بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عبدالرحمن ابو عبد الله
حياك الله بين إخوانك في ملتقى أهل الحديث.
وأما سؤالك عن ما قاله الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير سورة يس الآية 30
(قال اللّه متوجعا للعباد ....
فأعلم أن معنى: الوَجَع: اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ.
ولا يجوز وصف الله بأنه يتوجع لأن هذا نقص والله له الكمال المطلق عز وجل ولا يوصف بذلك.
والشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله معروف بإتباع عقيدة أهل السنة والجماعة القائم على تنزيه الله عن كل عيب ونقص.
وهذه الفظة الموجودة إما أن يكون قالها الشيخ في غفلة ولم يفطن لها فهو بشر ينسى ويخطئ وليس معصوم من الخطأ والخطأ مغفور.
والاحتمال الأخر أن هذا الخطأ وقع من النساخ وهذا هو الاحتمال الأقوى لدي ولعل الأخوة يفيدوننا هل هذه اللفظة موجودة في النسخ التي لديهم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياك الله أخي الفاضل ...
في النسخة التي طبعتها دار المدني بجدة (1408هـ):
(قال الله مترحِّماً للعباد ... )
فالمسألة لا تعدو الخطأ الطباعي، كما افترض الأخ أبو عبد الرحمن ـ سلمه الله ـ.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .....
حياك الله يا أخي في منتداك،،،
أما بالنسبة لاقتراحك حول اللوحة فاني اشير عليك ان تدخل إلى منتدى المقترحات و الشكاوي وتطرحها هناك
افضل،
واما بالنسبة لتفسير السعدي فقد رجعت إلى تفسير الآية فوجدته كما قلت،،
وبالنسبة للطبعة التي عندي فهي طبعه محققه ومقابلة على عدة نسخ منها نسخة الشيخ السعدي رحمه
الله نفسه التي كتب اغلبها بخط يده وهي طبعة سنة 1422 هـ،،
وبالنسبة لي أرى ان هذه الكلمة لم تذكر على وجه الانتقاص من الله جل وعلا أي ليس توجع الألم بل المقصود بها توجع الحسرة حيث ان هذا الاقرب لسياق الآية والانسب حيث ان الله قال:" يا حسرة على العباد " فكلنا يعلم ان من يتحسر يكون متحسرا بألم و توجع ((طبعا)) من غير تشبيه حيث ان من عقيدة السلف اثبات الصفة كما جاءت من غير تشبيه و لا تمثيل و لا تعطيل ولا تكييف ولا تفويض وانما نقول ان الله قد ذكر التحسر ونثبت له الصفة كما جاءت ونمرها ونفوض الكيف حيث نقول انه تحسر حقيقي ولكن يليق بجلاله لا نعلم كيفيته الله أعلم به، اما قصد الانتقاص فهذا مرفوض ولا أظن ان العلامة السعدي يقصد هذا، و ربما ايضا انها كما قال الشهري جزاه الله خيرا انها زلة من الشيخ غير مقصودة و علينا بحسن الظن و التماس العذر فمنهج الشيخ معروف وعلمه ظاهر رحمه الله ولنعلم انه كل يأخذ من كلامه ويرد إلا الرسول عليه الصلاة و السلام وان الله أبى إلا أن يكمل كتابه ولا يوجد كتاب خالي من الزلات و الاخطاء إلا كتاب الله عز وجل، و من عنده زيادة على كلامي أو تصحيح فليتفضل مشكورا ليرشدنا إلى الصواب، و الله أعلم
ـ[نادر بن سيف]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:48 م]ـ
وبالنسبة لي أرى ان هذه الكلمة لم تذكر على وجه الانتقاص من الله جل وعلا أي ليس توجع الألم بل المقصود بها توجع الحسرة حيث ان هذا الاقرب لسياق الآية والانسب حيث ان الله قال:" يا حسرة على العباد "
"توجع الحسرة"!!!!!
هذا لا يصح أن ينسب الي الله عز و جل
و قد نسب اليهود -لعنهم الله- ذلك لله عز و جل حينما قالوا أن "الله قد ندم علي تعذيبه لليهود و قعد يبكي علي ما فعل"
أما قوله تعالي: "يا حسرة علي العباد"
فهو تحسر المعذبين علي أنفسهم و قيل هو تحسر الملائكة و قيل غير ذلك .......... فليراجع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/400)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:18 م]ـ
قوله تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) (يس: 30) قال الفراء: المعنى: يالها حسرة على العباد. وقال الزجاج: الحسرة أن يركب الإنسان من شدة الندم مالا نهاية له حتى يبقى قلبه حسيرا. وفي المتحسر على العباد قولان:
أحدهما: أنهم يتحسرون على أنفسهم، قال مجاهد والزجاج: استهزاؤهم بالرسل كان حسرة عليهم في الآخرة. وقال أبو العالية: لما عاينوا العذاب قالوا يا حسرتنا على المرسلين كيف لنا بهم الآن حتى نؤمن.
والثاني: أنه تحسر الملائكة على العباد في تكذيبهم الرسل، قاله الضحاك.
وفي لسان العرب لبن منظور رحمه الله
وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ
وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار:
ما أَنا اليومَ على شيء خَلا،
يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ
والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا
حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا
قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال:
والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه،
إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام،
وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك
إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن
تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب
مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه
أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا
أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.
والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا
منفعة فيه. وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة
وتحسراً.
ولا يليق أن يوصف الله بالتوجع ولا بالتحسر لأنها صفات نقص والله منزه عن كل عيب ونقص وموصوف بالكمال المطلق.
وقد أحسن الأخوان أبو عبد الله النجدي ونادر بن سيف الرد بارك الله فيهما.
ـ[نادر بن سيف]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:48 ص]ـ
جاء في طبعة" الرشد" بتحقيق الشيخ اللويحق:
قول الشيخ السعدي: قال الله متوجعا" للعباد
و هذا لا اشكال فيه فانه تفهم معاني الأفعال علي ضوء ما تتعدي به
مثال ذلك: فعل "نظر" اذا عدي بنفسه فمعناه التوقف و الانتظار و اذا عدي بالي فهو المشاهده و الابصار و اذا عدي بفي فهو التفكر و الاعتبار
فأظن و الله أعلم أنه هناك فرق بين "التوجع علي العباد" و "التوجع للعباد"
فيكون "التوجع للعباد" بمعني الترحم لهم أو غير ذلك من المعاني
و أرجو من الاخوه الكرام الافادة
بارك الله في الجميع
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:17 ص]ـ
إن كنتُ اخطأت فإني راجعٌ عما أقول .... واستغفر الله ....
أما بالنسبة للأخ الشهري فجزاك الله خيرا ولكن الاخ النجدي عندما قال انها خطأ مطبعي فهي ليست كذلك بسبب ان الطبعة الجديدة و المقابلة على عدة نسخ بينت ان لفظ التوجع هو الصحيح وليس الترحم!!!!
وبالنسبة للأخ نادر فجزاك الله خيرا ايضا وإن ما قلته هو ما اردته أنا؟؟؟!!! فإن اصبت الحق فمن الله وان اخطأت فمن نفسي و من الشيطان واسأل الله المغفرة والله يعلم إني لا أقصد التأويل او انتقاص ذات الله،، والله أعلم ...
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[10 - 02 - 05, 12:50 ص]ـ
أبشروا .....
جئتكم إن شاء الله بشيء مفيد في هذه المسألة، وهو تفسير أكبر تلامذة الشيخ السعدي وهو العلامة الامام بن عثيمين رحمه الله ولعله يكون الجواب الشافي إن شاء الله،
يقول العلامة بن عثيمين في تفسير سورة يس الطبعة الثانية لعام 2004 لدار الثريا في الصفحة 105: " وقوله: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ) قيل: إن القائل هم المكذبون، وأنهم تحسروا على أنفسهم، وقالوا: يا حسرة على العباد، ثم بينوا السبب كما سيأتي.
وقيل: إن الحسرة من اتباع الرسل، يعني من هذا الرجل و نحوه يتحسر على هؤلاء العباد.
وقيل: إن التحسر من الله عز و جل، لكن ليس معناه أنه يتصف به، بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم، يقول: يا حسرة واقعة على العباد، فتكون (على) قريبة من معنى (من) يعني أن الله تعالى يبين أن هؤلاء العباد المكذبين سوف يتحسرون على تكذيبهم و هذا أقرب إلى السياق لقوله: (إن كانت إلا صيحة و احدة فإذا هم خامدون ((25)) يا حسرة على العباد) فالكلام كلام الله عز و جل، لكن لما كان التحسر ندما و ألما صار الله تعالى منزها عنه، فوجب أن يكون المراد: يا حسرة واقعة عليهم، أي: ما أشد تحسر العباد على ما فعلوا من التكذيب للرسل كما نبينه آخر الآية.
ثم أكمل رحمه الله تفسير الآية ثم ذكر لها فوائد و منها:
3 - و من فوائد الآية الكريمة: إثبات عدل الله عز و جل و هو أنه لا يؤخذ أحدا إلا بذنبه لقوله: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) فلن يعاقب الله أحدا إلا بذنب، بل إنه عز وجل قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشرك (إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشآء).
و لمزيد الفائدة راجع الكتاب
رحم الله هذا العالم رحمة واسعة .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/401)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:09 ص]ـ
لعل الصواب في ذلك أن كلام الشيخ لا غبر عليه؛ إذ أن الشيخ يخبر عن الله جل وعلا، ومعلوم أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
وبيان ذلك أن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.
ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.
فانتظم أن معنى توجع له "رحمه" والله أعلم وأرحم.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 07:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وبارك الله فيك أخي همام.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:17 م]ـ
وجدت أن هذا المعنى في الآية مما يطعن به بعض النصارى من القساوسة وغيرهم على القرآن، ووجدت ردا على واحد منهم وهو (منيس عبد النور) ورأيت نقله هنا للفائدة والمباحثة.
وأقترح تغيير عنوان الموضوع ليذكر فيه الآية الكريمة بما ترونه مناسباً.
((
و قد حاول القس بائساً تمرير تجديفات الكتاب المقدس على الله باستشهاد باطل بآيات القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فزعم أن قوله تعالى ((يا حسرةً على العباد)) تعنى تحسر الله و ندمه (تعالى الله عما يقولون).
و قد وضع عبد النور نفسه في ورطة فالقرآن الكريم لم ينسب لله تعالى صفة الندم قط.
و قوله سبحانه "يا حسرة على العباد" لم يفسرها أحد من سلف الأمة و علماءها بأنها ندم الله , و لم تقل الآية " يا حسرتي " أو " يا حسرة الله " بل جاء اللفظ مطلق له محامله الصحيحة , و لو توقف الفقراء الخابطين في أمر اللغة أمثال عبد النور عن الحديث فيما يجهلون لأراحوا و استراحوا.
فعن ابن عباس قال: يا حسرة على العباد أي يا ويل العباد.
و قال قتادة: أي يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر الله و فرطت في جنب الله.
و عن مجاهد: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل.
و قال الإمام ابن كثير: و معنى هذا يا حسرتهم و ندامتهم يوم القيامة إذ عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله و خالفوا أمره.
و قال ابن جرير مثله.
و نقل عن بعض أهل العربية قولهم: معنى ذلك يا لها من حسرة على العباد بذنبهم , و جاز أن يكون ذلك من باب الإضافة إلى الفاعل فيكون العباد فاعلين فهو كقول " يا قيام زيد ".
ويظهر ذلك المعنى بوضوح في سائر آيات القرآن العظيم كقوله تعالى ((كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار)) و قوله سبحانه ((إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون (عليهم حسرةً) ثم يُغلبون, و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون)) و يقول تعالى عن القرآن ((و انه لحسرة على الكافرين)) , و يقول عن يوم القيامة ((و أنذرهم يوم الحسرة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين)) و كقوله تعالى ((أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين)) , و كذلك في قوله تعالى ((فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية و الانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى).
قال الإمام ابن كثير: ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا، وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ:أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) و عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ).
و قد أمر الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) بعدم التحسر أو التأسف على الكافرين و ما ينتظرهم من مصير و جعل عمدة ذلك العلم و الإيمان بأسماء الله و صفاته , فيطمئن بأنه لن يهلك هالك إلا عن بينة و أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة و لكن الناس أنفسهم يظلمون ,وأنه سبحانه علام الغيوب يضل الفاسقين بحق و يهدى إليه من أناب و هو الحكيم العليم فقال عز و جل ((فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن الله عليم بما يصنعون)).
و المتأمل في الآيات الحكيمات من سورة البقرة يدرك أن علم الله و حكمته الأزليان أكبر و أعظم من إدراك المخلوقات فقال تعالى ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك, قال إني أعلم ما لا تعلمون)) فالله لا يتحسر و لا يكون شيئاً إلا بعلمه و إذنه تعالى فيجب على من يقدم على تفسير آيات الله أن يعود للقرآن و السنة و قول سلف الأمة لا أن يقول بأهوائه و جهالاته.
))
http://www.aljame3.com/modules.php?name=News&file=article&sid=94
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/402)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 - 04 - 05, 05:29 م]ـ
وهل فسر احد من السلف الحسرة المذكورة في الاية على انها ليست هي حسرة العباد على انفسهم؟ اقصد قبل الشيخ رحمه الله تعالى.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[09 - 04 - 05, 06:20 م]ـ
كنت كتبت مشاركة حول المعنى المتضمن للمشاركة هنا بعنوان غير مناسب ونبهني المشرف جزاه الله خيرا لو كنتُ اخترت عبارة ألطف
والحمد لله أنها لغيت
فأستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله
ـ[حازم المصري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:04 م]ـ
لعل الصواب في ذلك أن كلام الشيخ لا غبر عليه؛ إذ أن الشيخ يخبر عن الله جل وعلا، ومعلوم أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
وبيان ذلك أن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.
ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.
فانتظم أن معنى توجع له "رحمه" والله أعلم وأرحم.
أخي الفاضل لاحظ أنه لا مجال للرحمة هنا حيث تتحدث الآية الكريمة هنا عن تكذيب الرسل و هو الكفر الأكبر إجماعاً , بل حتى عند المرجئة.
أعتقد و الله أعلم أنه خطأ من الطباعة وللفائدة يراجع.
خطأ مطبعي فاحش في تفسير ابن سعدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78580)
و الله الموفق.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[22 - 04 - 06, 08:47 م]ـ
الحمد لله
اطلعت على نسخة من تفسير السعدي -رحمه الله- لأحد طلاب العلم الكبار عليه تعليق لشيخه الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك-حفظهما الله- على قول المصنف في صفحة 82 سورة البقرة عند تفسيره لقوله تعالى (فما أصبرهم على النار).
قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
(التعبير هنا وفي سورة (يس) بالتوجع غير جيد، لأن التوجع لا يليق بالله لما في لفظ (التوجع) من معنى الوجع لأن ما في التوجع من الترحم لا يكون من الله لأعدائه أهل النار) انتهى.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[12 - 01 - 07, 07:42 م]ـ
بارك الله في الجميع و نفع بكم
و إن كان هناك إشكال في العنوان أو سوء أدب مع الشيخ فرجاء من المشرف تغييره
ـ[مصطفى الشقيري]ــــــــ[13 - 01 - 07, 12:30 م]ـ
لقد كان قد سبق لي الوقوف على معنى هذه الآية من سورة يس , فتعجبت من أن المعنى هو الحسرة من العباد أو الملائكة - وكنت قد فهمت من معنى الآية الصريح أنه تحسر من الله , بدون الرجوع إلى أي كتاب تفسير - فقلت في نفسي ألا يعد هذا تأويلا من أهل السنة , فخشيت من هذا الأمر وبدأت في قراءة الآثار الواردة في معنى الآية , محاولا معرفة إن كان أحد من السلف قد أثبت أن التحسر في هذه الآية من الله سبحانه وتعالى وبالتالي سيكون إيماننا بمعنى هذه الآية على مذهب أهل السنة من عدم التمثيل أو التشبيه أو التعطيل
فكانت النتيجة أني لم أجد أي أحد قال هذا القول
فقلت في نفسي فكيف إذا أراد أحد أن يترجم هذه الآية إلى الإنجليزية أليس من المحتمل أن يترجمها إلى ما يقابلها من الانجليزية من معاني الندم والأسف ,
إذن فمن يقوم بالسخرية من النصارى لأن الإنجيل به أن الرب ندم ليس لديه حق فإن اللفظ قد يكون ما يقابله فعلا من اللغة الأصلية هو هذا المعنى , وأيضا فرضا جدلا أن هذه الصفة قد ثبتت لله فلا يمكن إعمال العقل مع كيفيتها , لذا فلا ينبغي أن نسخر من أعداد الإنجيل التي تصف الله لأنها لا توافق عقولنا لأن الدين ليس بالعقل كما هو معلوم
وإنما دعوتنا للنصارى تكون كما قال تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
والآية الثانية: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين
أي الذي أفهمه أن يثبتوا لنا صحة الإنجيل أولا ونحن معكم ثانيا
ما رأي الإخوة في فهمي الأخير هذا وجزاكم الله خيرا(37/403)
صوم الاحد
ـ[ساري]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:35 م]ـ
السلام عليكم:
أذكر أني قرأت حديثاً فيه نهي عن صوم الأحد ولكنني لم اعد أجده!! د
هل صادف اشياخنا هذا الحديث؟ / وما مدى صحته / أم أنني مخطئ و قد عَدَت الأيام على ذاكرتي
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:40 م]ـ
عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم من الأيام يوم السبت و يوم الأحد وكان يقول (إنهما يوما عيد للمشركين , وأنا أريد أن أخالفهم)
قال الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره: (هذا الخبر رواه النسائي من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه عن كريب عن أم سلمة.
وعبد الله بن محمد وأبوه قد روى عنهما جمع وذكرهما ابن حبان في ثقاته ومن ثم صحح لهما الإمام ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
والحديث يدل على جواز صيام يوم السبت , بل يدل على استحباب ذلك مخالفة لليهود فإنهم يعظمون يوم السبت والأحد ويجعلونها عيداً لهم , ومعلوم أن العيد لا يشرع صيامه فشرع لنا مخالفتهم وصيام هذين اليومين .... ) ا. هـ. المقصود من كلامه فك الله أسره.
فالحديث دليل على سنية صيامه لا النهي عن ذلك والله أعلم.
ـ[ساري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 08:20 م]ـ
السلام عليكم:
أخي أبا اسامة الحنبلي، جزاك الله خيراً على إجابتك.
لعلي قد حصلت على ماأريد
بارك الله في مدادك
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[21 - 11 - 04, 08:27 م]ـ
جاء في المشاركة لأبي أسامة الحنبلي (عن الشيخ العلوان).
بل يدل على استحباب ذلك مخالفة لليهود فإنهم يعظمون يوم السبت والأحد ويجعلونها عيداً لهم ,
.................
هذا وهم. اليهود يعظمون السبت اعتبارا من غروب الشمس يوم الجمعة الى غروبها يوم السبت.
أما الأحد وهو يوم العيد عند النصارى.
موراني
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:03 م]ـ
........... ومما يؤيد كلامي ما جاء في فيض القدير , ج 5 , ص 168 (القاهرة 1356) ان اليهود تعظم يوم السبت
والنصارى تعظم يوم الاحد وهما يعتبران مشركين .... الخ.
موراني(37/404)
لله در من قال (وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الاسلام).
ـ[شبارق]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:32 م]ـ
جاء في الحديث:
عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته"
تمعن واقرأ ما قاله الشوكاني لله دره وكأنه يصف لنا الحال اليوم:
نيل الأوطار (4/ 131)
وقال الشوكاني في النيل قوله ولا قبرا مشرفا إلا سويته:
فيه أن السنة أن القبر لا يرفع رفعا كثيرا من غير فرق بين من كان فاضلا ومن كان غير فاضل
والظاهر أن رفع القبور زيادة على القدر المأذون فيه محرم
وقد صرح بذلك أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب الشافعي ومالك
ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أوليا القبب والمشاهد المعمورة على القبور وأيضا هو من اتخاذ القبور مساجد وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعل ذلك
وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الاسلام
منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم وشدوا إليه الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا وبالجملة أنهم لم يدعوا شيئا مما كانت الجابية تفعله بالأصنام إلا فعلوه فإنا لله وإنا إليه راجعون
ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالماً ولا متعلماً ولا أميراً ولا وزيراً ولا ملكاً وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيراً من هؤلاء القبوريين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجراً فإذا قيل له بعد ذلك احلف بشيخك ومعتقدك الولي الفلاني تلعثم وتلكأ وأبى واعترف بالحق
وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال إنه تعالى ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة
فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أي رزء للإسلام أشد من الكفر وأي بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكاره هذا الشرك البين واجبا.
ـ[الاعتصام]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:31 م]ـ
يضم الى هذا الشرك شرك آخر لا يقل عنه اهمية وهو شرك الحاكمية الذي استمرأته الكثير من الشعوب المسلمة ورضيه الكثير من حكامها. بل القاصمة في عدم انكاره والتحذير منه من قبل الكثير من طلاب العلم.(37/405)
ما قول الإمام مالك في صيام أيام شوال الستة.؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[21 - 11 - 04, 09:21 ص]ـ
وانفرد الإمام مالك رضي الله عنه، بالقول بكراهة صيام هذه الأيام الستة خشية أن يعتقد الناس أنها جزء من رمضان، ويلزموا بها أنفسهم، وينكروا على من تركها، فكرهها من باب سد الذرائع (ذكر الإمام الشاطبي أن بعض العجم وقعوا في مثل ذلك حيث تركوا كل مراسم رمضان ومظاهره من إضاءة المآذن ومرور المسحرين على الناس وغير ذلك إلى اليوم السابع من شوال، ولكن مثل هذا الخرف لا ترد به السنة، ويجب أن يُعلَّم الجاهل.
وذكر مالك في الموطأ: أنه ما رأى أحدًا من أهل العلم يصومها، قال الشوكاني: ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة. أهـ يؤكد ذلك أن ابن عباس ذكر أن في القرآن آيات ترك الناس العمل بها، مثل آية: "وإذا حضر القسمة أولو القربى" وغيرها)، ولكن إذا صح الحديث بصومها فلا مجال للرأي هنا، وخصوصًا إذا رجحنا عدم إلصاقها برمضان مباشرة ولعل السر في استحباب صيام هذه الأيام من شوال أن يظل المسلم موصول الحبال بطاعة ربه، فلاً تفتر عزيمته بعد رمضان.
http://www.islamonline.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=107602
ـ[راجح]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:46 ص]ـ
ومن قال لك يا أخي بأن الإمام مالكا رضي الله عنه راد للسنة بهذا القول؟
ولا يخفى على شريف علمكم بأن المراد بالسنة هنا ما يقابل المكروه في الاصطلاح الأصولي
لا السنة بمعناها اللغوي الذي يدخل فيه المندوب والواجب
فإن الإمام مالكا قد ضبط الكراهة بأمور معينة إذا وجدت، وجدت الكراهة، وإذا انتفت، انتفت الكراهة
وبعض هذه الأمور يمكن أن يستشف مما نقلته أخي الكريم في مقدمة موضوعك وهي اعتقاد أنها جزء من رمضان، وإلزام أنفسهم بها، والإنكار على من تركها ..
فهذه الأمور وما شابهها إذا وقعت فلا شك أن ما قاله الإمام مالك هو عين الصواب
فأين رد السنة في هذا؟
لقد حكم الإمام بكراهة صيام الست من شوال لأمور عارضة لا لأمر ذاتي فيها
ومثل هذا يقال حتى في الواجبات الشرعية إذ قد تعتريها عوارض تجعل أداءها حراما وليس مكروها فقط، وأقرب مثال يحضر في ذهني الآن ما كنت أقرؤه البارحة في مقدمة حاشية الصفتي على شرح العشماوية حين ذكر أن البسملة قد تعتريها الأحكام الخمسة، فتكون في بعض الحالات واجبة وفي أخرى مندوبة أو مباحة أو مكروهة أو محرمة .. وأورد لكل حالة مثالها
كما ذكر أن الحمد تعتريه أربعة أحكام، ونقل عن بعض الأحناف أن من حمد الله على أمر محرم شرعا أنه مرتد!! ثم ذكر رد العلماء على هذا القول ..
ولا أريد أن أطيل عليكم في النقول فليراجع ذلك من شاء ..
ويكفي في إثبات صحة ما تخوف منه الإمام مالك رضي الله عنه ما تفضلتم بنقله عن الإمام الشاطبي من وقوع هذا الأمر بالفعل ..
فلا أرى أن في قول الإمام مالك رد للسنة، بل محافظة عليها وصيانة لها .. بحيث تبقى السنة سنة، والفرض فرضا، والمكروه مكروها .. وهكذا
هذا ما أسعفني به فهمي القاصر .. ولعلكم ترشدونني إلى الصواب إن أخطأت
والله الموفق
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:52 ص]ـ
أما عن كراهية وصلها برمضان، فمعلوم بالإجماع تحريم صيام يوم العيد
وإن بدأ باليوم الثاني في الصيام، فقد كرهه بعض السلف منهم معمر بن راشد وتلميذه عبدالرزاق الصنعاني، فقد أبوه إباءً شديداً كما جاء ذلك في المصنف 2/ 342 وتعللوا بأن هذه الأيام أيام أكل وشرب
وممن أباح صيام أوائل الشهر عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى حيث نص على ذلك كما نقله الترمذي في الجامع
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:49 ص]ـ
لم ينفرد الإمام مالك بالكراهة.
قال ابن رجب في (اللطائف (390) دار ابن كثير): (وكرهها الثوري، وأبو حنيفة، وأبو يوسف ... وكان ابن مهدي يكرهها ولا ينهى عنها ... )
ثمَّ ذكر سبب كراهة الإمام مالك لصيامها.
وقول أخي أبي عمر الناصر: (وإن بدأ باليوم الثاني في الصيام، فقد كرهه بعض السلف منهم معمر بن راشد وتلميذه عبدالرزاق الصنعاني، فقد أبوه إباءً شديداً كما جاء ذلك في المصنف 2/ 342 وتعللوا بأن هذه الأيام أيام أكل وشرب) قال عنه ابن رجب في نفس الكتاب (391): (وهو قول شاذٌّ) وردَّ عليهم بحديث ((إذا أفطرت فصم)) وهو مخرَّج في الصحيحين
وأنصح إخوتي الطُّلابَ بالاعتناء بمؤلَّفات ابن رجب لما فيها من التَّحرير، و العناية بذكر الأقوال الشَّاذّةِ.
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:51 ص]ـ
عفوًا! لست أرى الكراهة بل هي سنَّة لا أشكُّ في ذلك؛ لكن أردت الإيضاحَ
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا علي على هذه الفوائد
وما ذكرته عن عبدالرزاق كان من باب ذكر الأقوال فقط، وقد رددت على أحد المتمسكين بقوله، بخبر ابن المبارك المروي في الترمذي
وها أنت تدلني على حجة أخرى لعالم من علماء أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فجزيت خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/406)
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:50 م]ـ
قال الشيخ هشام بن عبدالعزيز الحلاف حفظه الله المحاضر بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى:
وأما الاحتجاج بقول مالك (ولم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها .. الخ) فهذا على حد علمه، وإلا قد نقل الترمذي وغيره عن جماعة من السلف أنهم استحبوا صيامها ككعب الأحبار وابن عباس وطاووس والشعبي وميمون بن مهران وبعدهم ابن المبارك والشافعي وأحمد وغيرهم، فليس قول مالك بأولى من قول غيره، ثم إن المثبت مقدم على النافي كما لا يخفى.
الثاني: أن مالكاً رد الحديث بعدم عمل أهل العلم _ والمقصودون هم أهل المدينة _ وما قاله ليس بصحيح، لأن المعول هو على صحة الحديث، وقد صح كما سبق، ثم إن الحديث قد عمل به جماعة من أهل العلم كما سبق. قال ابن القيم: (وكون أهل المدينة في زمن مالك لم يعملوا به لا يوجب ترك الأمة كلهم له، وقد عمل به أحمد والشافعي وابن المبارك وغيرهم). وقال النووي في المجموع (6/ 437): (وأما قول مالك (لم أر أحداً يصومها) فليس بحجة في الكراهة، لأن السنة ثبتت في ذلك بلا معارض، فكونه لم ير لم يضر).وبنحوه قال الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322).
وقد اعتذر بعض علماء المالكية عن عدم عمل مالك بالحديث بأعذار متعددة:
_ فمنهم من قال بأنه كره صومها لئلا يظن وجوبها، وقد رد هذه العلة جماعة من أهل العلم كالنووي في شرح مسلم (8/ 56) وفي المجموع (6/ 437) والشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322) والصنعاني في سبل السلام (2/ 167) وغيرهم، قال الشوكاني في النيل: (واستدلا (أي أبوحنيفة ومالك) على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها، وهو باطل لا يليق بعاقل فضلا عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضا يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به).
_ ومنهم من قال بأنه كره صومها خوفاً من إلحاقها برمضان، ولذلك نص القرافي في الذخيرة (2/ 350) وابن شاس في عقد الجواهر الثمينة (1/ 369) _وهما من المالكية_ على أن مالكاً يستحب صيامها في غير شوال، وإنما عينها الشرع في شوال للخفة على المكلف بسبب قربه من الصوم.
ولذا قال مطرف: كان مالك يصومها في خاصة نفسه!
_ وما أحسن ما قاله أبوعمر ابن عبدالبر في الاستذكار (3/ 380): (لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب، على أنه حديث مدني! والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة، وكان - رحمه الله - متحفظاً كثير الاحتياط للدين). ثم قال أيضاً: (وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان - رضي الله عنه - فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله .. ).
وانظر أخي القارئ _ رعاك الله _ إلى إنصاف الإمام ابن عبدالبر _ وهو مالكي _، وكذا فعل مثله أيضاً جماعة من المالكية _ منهم ابن رشد في بداية المجتهد (2/ 600) _ فإنهم صرحوا بثبوت الحديث وبالعمل به، وهذا من الإنصاف الذي يجب أن يتحلى به طلاب العلم جميعاً.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24174
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:18 م]ـ
عفوا .. ايها الاخوة .. لم افهم كيف يكون الامر مكروها .. ويحكم بالكراهة .. دون ان يكون فى ذلك رد للسنة ..
.. امر آخر .. سد الذريعة من الاجتهاد .. قطعا ... فكيف يقدم الاجتهاد على النص؟؟؟؟(37/407)
ماهي الآية السابعة في (السبع المثاني) على القول الثاني
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لاشك أنه ورد في تفسير قوله تعالى:
"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"
سورة الحجر 15
أنها إما:
السَّبْع الطِّوَال
و يَعْنُونَ بها الْبَقَرَة وَآل عِمْرَان وَالنِّسَاء وَالْمَائِدَة وَالْأَنْعَام وَالْأَعْرَاف وَيُونُس
أو بدل سُورة يُونس
سورة الْأَنْفَال وَبَرَاءَة على أنهما سُورَة وَاحِدَة
وورد أنها:
الْفَاتِحَة وَهِيَ سَبْع آيَات
فعلى القول الثاني وما ورد فيه
هل تكون البسملة هي:
الآية الأولى وتأخذ الرقم (1) كما هو في المصاحف
أم أن البسملة ليست من الفاتحة
وعلى هذا فكيف نعلم الآية السابعة فيها
وجزاكم الله خيراً كثيراً مباركاً فيه
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 07:46 م]ـ
بسم الله الله الرحمن الرحيم
إليك ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند تفسيره للفاتحة وفي الشرح اللمتع.
مسألة:
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة ..
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} ... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل" (1)؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة، ولا في آخرها" (2): والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها ..
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن {الحمد لله رب العالمين}: واحدة؛ {الرحمن الرحيم}: الثانية؛ {مالك يوم الدين}: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ {إياك نعبد وإياك نستعين}: الرابعة. يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ {اهدنا الصراط المستقيم} للعبد؛ {صراط الذين أنعمت عليهم} للعبد؛ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} للعبد ..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد. وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه. وهي الرابعة الوسطى ..
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل ..
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة. كما أن البسملة ليست من بقية السور ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) الأولى.) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1) الثانية.) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) الثالثة.) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) الرابعة.) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6))) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم) (الفاتحة: من الآية7) السادسة. (غيرالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: من الآية7) السابعة.(37/408)
<< استغفار العاملين >> ــــــــــــــــ للشيخ: عمر المقبل
ـ[أبوتميم]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:56 م]ـ
استغفار العاملين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا تزال عجائب القرآن تتجدد لقارئه، المتأملِ في آياته، الطالبِ لهدايته، فهو يرى فيه -مع اختلاف الأزمنة والأمكنة، وتنوع الأحداث- البلسم الشافي، والدواء الناجع، والمخرجَ من هذه الظلمات التي تتخبط فيها الأمة!.
إنني حين أذكر ذلك، فإني لا أضيف جديداً، ولكنني أعبّر عما يختلج في النفس من مشاعر موقنة بهذا أشد اليقين، وهي ترى أمتها مبتعدة في كثيرٍ من جوانب حياتها عن هذا النور، والهدى، والرحمة، والشفاء.
دعنا -أخي القارئ- نأخذ مثالاً من الأمثلة الكثيرة جداً التي عالج القرآن فيها مواطن خلل حدثت في موقفٍ من المواقف التي انتهى أشخاصها، لكن بقيت دروسها وعبرها شاهدةً لكل المؤمنين الذين يتلون هذا الكتاب العظيم إلى يوم القيامة.
لمّا حصل ما حصل في غزوة أحد من هزيمة، ومخالفة الرماة -رضي الله عنهم- لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما ترتب على ذلك من محاولة قتله صلى الله عليه وسلم، وتَرْك بعض الصحابة للقتال بسبب تلك الإشاعة التي صاح بها الشيطان أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قتل، جاءت آياتٌ عظيمة عاتب الله تعالى الذين وقع منهم هذا، بآيات منها قوله تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) " آل عمران.
وموطن الاعتبار - الذي أود الحديث عنه - هو ما حكاه الله تعالى عن هذا النبي ومن معه من الربيين، الذين كانوا يجاهدون في سبيل الله -الذين جعلهم الله تعالى مثلاً للصحابة رضي الله عنهم- الذين قالوا: "ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"!.
فهم بعد أن تحدثت الآية عن عملهم الظاهر من الثبات أمام العدو، رغم كثرة القتل الذي أصابهم، بل ورغم قتل نبيهم - كما هو أحد القولين في الآية وهو اختيار ابن جرير وهو الأقرب والله أعلم- انتقلت الآية إلى جانب آخر من الجوانب المشرقة في حياة هؤلاء الأبرار، وهو جانب الإزراء على النفس، وإظهار الخوف من ذنوبهم، مع جلالة عملهم، وفضل مقصدهم: "وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا".
ولئن كان سياق كلامهم يوحي بالخوف من ذنوبهم الخاصة، فإن سياق الآيات كلها -في غزوة أحد- يوحي أيضاً بالتحذير والخوف من الذنوب العامة في الأمة، وخطرها على مسيرتها؛ بل وأثرها على بقية أفرادها من الصالحين والأخيار.
ألم يكتو بنار هذا الخطأ -في غزوة أحد- أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم؛ فشجت جبينه، وكسرت رباعيته -بأبي هو وأمي ونفسي- فضلاً عن باقي الصحابة الكرام رضي الله عنهم الذين راح بعضهم ضحية هذا الخطأ؟!
لقد فقه أسلافنا هذا المعنى جيداً -أعني أثر الذنوب الخاصة والعامة على الأمة- وما حديث عمر رضي الله عنه لسعدٍ -حينما أرسله للقادسية- محذراً له من مغبة الذنوب- ببعيد عن علم القارئ الكريم.
فهل يتنبه كل من يخدم الإسلام ويعمل له -وإن كان في أشرف الميادين- حاجتهم إلى الإزراء على نفوسهم، والخوف من آثار الذنوب، ودورها في تقليل بركة العمل، وأثرها في تسليط العدو؟!
وإني لأعجب من هذا التعبير الذي يوحي بما كان عليه ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الربيين من تعظيمٍ لله، وافتقارٍ، وابتهالٍ، وخوف ٍووجلٍ!
فتأمل في قولهم: (ذنوبنا) فهو عموم، ثم خصوا فقالوا: (وإسرافنا في أمرنا)، ثم سألوا ربهم الثبات، خشية أن تكون ذنوبهم سبباً في فقده.
وما أصعب الأمر حينما يفقد الإنسان الثبات أمام عدوه، وهو يعتقد أنه يقاتل من أجل حق، فتخذله ذنوبه أحوج ما يكون إلى الثبات والنصر!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/409)
وإذا قرنت هذا الموطن في سورة آل عمران مع آيات سورة الأنفال التي نزلت في غزوة بدر؛ وهي قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45) وَأَطِيعُواْ اللّه وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) ".
إذا قرنتهما، تبين لك دقة الاتفاق والارتباط بين الآيات، وأن التوجيه الرباني للمؤمنين -في التحذير من الذنوب العامة والخاصة- بدأ منذ بدايات الجهاد في سبيل الله تعالى، وأنه تنوّع وأخذ أساليب شتّى:
فهو في غزوة بدر جاء بصيغة الخطاب المباشر، وفي غزوة أحدٍ جاء بصيغة العتاب، وضرْبِ المثل بالسابقين، والمقام ليس مقام مقارنة بين الموضعين -مع أهميته-؛ فهو يحتاج إلى مقالة مستقلة.
ولما فرغ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام من بناء البيت الحرام، رفعا ذلك الدعاء الذي يفيض ابتهالاً وتضرعاً، فقالا: "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة: 127 - 128]، وشاهد الآية في آخرها، ولابن جرير -رحمه الله- تعليق لطيف عليها يحسن الرجوع إليه.
وفي قصة السبعين رجلاً الذين اختارهم موسى عليه الصلاة والسلام -لما أخذتهم الرجفة- قال موسى مقولة العالم بربه، الخائف من تقصيره: "رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ". فهذه توجعات سادات الأولياء والصالحين، وتألهات المخبتين في جميع الأمم، وهذه هجيرا العارفين بعظيم ما لله تعالى عليهم من عظيم الحق، وجزيل المنن.
وقضية استغفار العاملين، ليست خاصة بميدان الجهاد في سبيل الله -مع ما يلاقيه المجاهد في سبيل الله من الشدائد المكفرة للذنوب-؛ بل هي قضية تتكرر في مواطن أخرى من مواطن العمل الصالح، يُلْحَظُ هذا جلياً في بعض أركان الإسلام ودعائمه العظام:
ففي الصلاة -التي هي أعظم الأعمال- شُرع للمسلم أن يستغفر ثلاثاً - كما صحت به السنة الصحيحة الصريحة، وأشار القرآن إليه بقوله: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ... " الآية.
وبعد نفير الحجاج من عرفة ومزدلفة إلى منى، أمروا بالاستغفار: "ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) "
وها نحن نودع شهر رمضان، بعد ما يسرّ الله تعالى فيه بعض الأعمال الصالحة، فهل نستشعر عظيم منة الله علينا بما وفقنا إليه من صالح العمل؟! وهل نحن خائفون وجلون من تقصيرنا وتفريطنا في حقه سبحانه؟!
إن هذا الشعور ينبغي أن يكون شأن المتعامل مع ربه بعبادة خاصة، أو متعدية النفع -في كل زمان ومكان- يرى المنة لربه بتوفيقه للعمل الصالح، ويشعر -لما لله عليه من الحق العظيم- أنه بحاجة إلى الاستغفار من تقصيره في حق ربه ومولاه، وتبرئه من حوله وقوته، وخوفه من حظوظ النفس، وغير ذلك من العوارض المؤثرة في قبول العمل، أو نقص بركته.
هذه إشارات سريعة إلى هذه اللفتة القرآنية الجليلة، وهي تحتاج تفصيلاً أكثر من ذلك، "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ... وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، ووفقنا لتدبر كتابك، والعمل به، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
===============================================
المصدر: موقع (الإسلام اليوم)
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=40&artid=4493
===============================================
واقتراحي للشيخ المفيد عمر المقبل أن يزيد هذا الدرس النافع استقصاء، وأن يجود بما حباه الله من فقه، وتدبر، وقد ألمح في أثناء المقال إلى إمكان ذلك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 11 - 04, 09:49 م]ـ
أشكر لك أبا تميم تواضعك بنقل هذه المقالة إلى (إيوان المحدثين وملتقاهم) ..
ووالله إن فرحي بهذا التواصل بين طلاب العلم،ومحبة الخير لبعضهم البعض لهو أكبر بكثييييييير من فرحي بما أرجوه من أجر وثواب على نشر هذه المقالة .. اللهم فاغفر لعبدك أبي تميم،واجمعني به في دار كرامتك.
وبخصوص اقتراحك ـ أيا تميم ـ فهو محل تقدير،والاستقصاء ليس عسيراً بفضل الله،ولكن مقالة كهذه إن طالت منعت من قراءتها،وهذا ما لا أريده،والغرض منها قد يتحقق فيما ذُكِرْ .. والحديث عن تدبر القرآن حديث لا تمله نفسٌ مؤمنة .. واللهَ تعالى أسأل أن يفتح علي وعليكم من خزائن فضله وجوده،وألا يحرمنا بركته والانتفاع به بسبب ذنوبنا ...
ووالله لا أشكو ـ مع عملي في الرسالة ـ إلا من ضيق الوقت .. حتى إن لأفزع إلى مثل هذا الإيوان (الملتقى الحديثي) لأجم نفسي من كلل البحث (الملزم)،أعان الله عليه بخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/410)
ـ[أبوتميم]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:09 ص]ـ
شيخنا الفاضل، شكر الله لك جوابك ... وأعانك على صالح أمرك(37/411)
ما ضوابط الشرك الاكبر والاصغر للتمييز بينهما؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:26 م]ـ
لو يتفضل الاخوة .. فيقترحون ما عندهم من ضوابط .. للتفرقة بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر .. وارجو الضوابط .. لا التصنيف ..
مثلا الذبح لغير الله شرك أكبر ... أما الحلف بغير الله فهو شرك أصغر ... لماذا؟ مع أن الحلف بغير الله تعظيم لغير الله .. وكذلك الذبح ...
بماذا تميز الاول عن الثاني .. ؟
هذه قضية خطيرة فافتونا مأجورين ....
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:33 م]ـ
شوف أخي الحبيب
في أحد أشرطة شرح أحاديث عمدة الأحكام للشيخ الدكتور الحبيب القريب من القلب / محمد المختار الشنقيطي، ذكر أن الشرك الأصغر هو الذي يكون بابا ووسيلة للشرك الأكبر و هذا هو ضابطه كما فهمته ودونته من شرح الدكتور، و لكن لا أذكر و الله مكانه لأن عهدي به يتجاوز الأربع سنوات
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 07:06 م]ـ
بالنسبة للشرك الأكبر فضابطه أنه: صرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
فهو بعبارة أخرى كل ما علم من الشرع أنه شرك، وعلم أنه مخرج من ملة الإسلام. وأمثلته معلومة.
أما بالنسبة لضابط الشرك الأصغر فما ذكره الشيخ محمد رشيد بارك الله به ونقله عن العلامة الشنقيطي، فقد عرفه بذلك السعدي رحمة الله تعالى عليه. لكن يشكل عليه ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة أن امرأة كانت تقم المسجد فماتت فسأل عنها فأخبر ثم قام على قبرها فصلى عليها.
والذي يميل إليه شيخ الإسلام أن الشرك الأصغر هو ماورد في النصوص أنه شرك، ثم ورد أيضا أن صاحبه لا يخرج من الإسلام. ويميل إليه ابن عثيمين، وكأنه الأقرب.
ومثاله الحلف بغير الله، لكن إن عظم المخلوق المحلوف به كتعظيم الله أو أو أشد فلا ريب أنه أكبر.
ومثاله يسر الرياء الطارئ أثناء العبادة لا ناشئا مع أصلها.
والله الموفق.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 08:51 م]ـ
. لكن يشكل عليه ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة أن امرأة كانت تقم المسجد فماتت فسأل عنها فأخبر ثم قام على قبرها فصلى عليها.
.
لا إشكال لأن صلاة الجنازة على القبر بل حتى بين القبور كما جاء عن ثلاثة من الصحابة بسند صحيح ليست من وسائل الشرك! بل صورتها صورة الزيارة الشرعية والدعاء للميت
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إضافة إلى ما ذكر.
الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر
سميت المعاصي التي لا تخرج صاحبها من الملة شركاً تعظيماً لشأنها، وأنها أقرب شيء إليه، ولأن علاقتهما به واضحة، وهي أكبر في درجة المعصية من مجرد المعاصي، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمى الرياء: الشرك الأصغر حينما قال لأصحابه: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء).
أما الذين هم خارجون من الملة، يتقربون لغير الله، ويعبدونه رأساً.
أما المرائي فإنه يعبد الله من أجل غير الله، فهذا قريب ويلتحق بذلك، وهو أكبر من مجرد المعصية، ولهذا سمي شركاً وهو أصغر؛ لأنه لا يخرج من الملة.
والحلف بغير الله فيه تفصيل:
فإذا حلف بغير الله، معتقداً أن للمحلوف به ما لله من التعظيم والمقام والقدر فسوى بين الله وبين أحد من خلقه، فهذا شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة.
الحالة الثانية: أن يحلف الرجل بغير الله، إما عادة تعودها أو وراثة ورثها، أو سبق لسانه إِلَى ذلك مع خلو القلب من اعتقاد أن ذلك الإِنسَان مثل الله أو أنه أحب إِلَى الله، فهذا هو الشرك الأصغر، معصية سُميت شركاً هي أكبر من معصية لم تسم شركاً ولهذا قال عبدالله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لأن أحلف بالله كاذباً، أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:26 م]ـ
مما أخذت عن أحد المشياخ , و قال بأنه تعريف صاغه جماعة من طلاب العلم بعد أن جمعوا جميع ما ورد في تعريف الشرك الأكبر و الأصغر, قال
"الشرك الأصغر هو: قرن غير الله بالله, فيما هو من خصائص الله, على وجه السبب أو العرض"
و أخبرني أنهم قرؤوه على الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله فقال "أيه, هذا تعريف متين"
ـ[الغواص]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:49 ص]ـ
ليس لدينا إلا نص الرياء بأنه شرك صغر، فيمكن أن نقيس عليه كل أنواع الشرك الأصغر، فالرياء ظاهره لله وباطنه لغير الله
أما جميع الشركيات المنصوص عليها في الشريعة فنجد أن ظاهرها لغير الله وباطنها لغير الله
فلعل هذا أفضل تفريق
أما بالنسبة للكلام حول الحلف وتقسيمه ونحو ذلك فإنما جاء ذلك عن اجتهاد علماء وليس نصا فلزم إخراجه من كونه أصلا لمعرفة ضابط الشرك الأصغر والأكبر، إذ أن معرفة الضابط يحتاج إلى أصل ثابت منصوص عليه
والله أعلم
ـ[عبدالله الفيفي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 07:51 ص]ـ
الشرك الاكبر هو: ما يزول الايمان بسببه بالكلية من مساواة غير الله به في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات اما الاصغر فهو ما ورد في خطاب الشرع بانه شرك او كفر وقامت الادلة على انه غير مخرج من الملة وليس بمخلد لصاحبه في النار سواءا نصا ام اجماعا والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/412)
ـ[أبو عبدالله المسروحي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 07:20 م]ـ
للشيخ/ عبدالله السليم ـــ وهو أحد طلاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـــ بحث ماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود قبل عشر سنوات بعنوان (الشرك الأصغر تعريفه وصوره) فلعلّ أحد الإخوة من سكان عنيزة يفيدنا بمختصر البحث وما توصل إليه الباحث من ضابط للشرك الأصغر
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 07:52 م]ـ
لماذا يكون الحكم بغير ما أنزل الله شركاً أصغراً؟ وإن لم يعتقد أن حكمه أفضل من حكم الله أو مساو له.
والذي حصل أن الحاكم نصب نفسه مشرعاً من دون الله.
وصرف عبادة لغير الله ألا وهي التحاكم. بدليل قوله جل ذكره:"إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه".
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 12 - 04, 09:26 م]ـ
يبدو ان الشرك الاصغر والشرك الاكبر مرتبتان لكل فعل او اعتقاد شركي ... فالحكم بغير ما انزل الله مثلا ... قد يبقى عندمرتبة الشرك الاصغر وقد يرتقي-او بالاحرى-قد ينزل الى مرتبة الشرك الاكبر ... ومن هنا جاء الاشكال ... متى تحدث النقلة ... واين ينتهي سقف الشرك الاصغر ...
اما ماطرحه الاخ الكريم أبو غازي .. من ان الحكم بغير ما انزل الله شرك اكبر مطلقا .. مستشهدا بقوله تعالى ان الحكم الا لله ... فيعكر عليه ... اقتراف الكبائر .. لانها بالتاكيد .. طاعة للشيطان .. والطاعة لا ينبغي ان تكون الا لله .. -كيف النجاة من مذهب الوعيدية؟؟؟؟؟؟ -
الحقيقة ان المشكلة اكبر من .. عقلي .. ولعل الحل عند غيري ..
ـ[خالد العمري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 07:21 ص]ـ
من شرح نواقض الاسلام للشيخ/عبدالعزيز الطريفي
الشرك الأصغر:
وهو ما ورد في الشرع أنه شرك ولم يصل الشرك الأكبر، ولا يخرج مرتكبه من الإسلام لكنه ينقص توحيده وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر.
وللشرك الأصغر دلائل وعلامات يعرف بها من نصوص الشرع:
- كتحديده بالنص بالأصغر كما ورد في «المسند» من حديث يزيد يعنى بن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء».
- ومنها: أن يأتي لفظ الشرك منكّراً من غير تعريف بـ (الـ) ومن هذا ما رواه أحمد في «المسند» وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث سلمة بن كهيل عن عيسى بن يونس عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، ثلاثاً، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل.
- ومنها: فهم الصحابة له بأنه شرك أصغر لا أكبر مخرج من الملة.
- ومنها: ما يُعرف عند جمع النصوص ومقارنتها
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 09:22 ص]ـ
من الكبائر ما ورد تسميتها بالكفر، والمقصود به كفر دون كفر.
لكن هل تسمى باقي الكبائر مما لم يسم بذلك كفرا قياسا على ما سمي؟ فيه نظر والأولى الاقتصار على النص قدر الإمكان، وإن كنت على ما أذكر أن شيخ الإسلام يرى تسميتها بذلك.
الحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل معلوم، ليس هذا مقام بحثه.
والأولى أن يقال الحكم بغير ما أنزل الله كفر ولا يقال شرك، لأن كل شرك كفر ولا عكس، وهذا من باب دقة العبارة وإلا فالنتيجة واحدة.
وننتظر الفائدة من الإخوة.
ـ[عارف]ــــــــ[08 - 12 - 04, 11:35 ص]ـ
يلاحظ أن الذبح عبادة، أما الحلف فلا يتقرب به إلى الله، بل لا يصار إليه إلا عند الحاجة المعتبرة شرعا.
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[04 - 06 - 10, 06:24 م]ـ
لماذا يكون الحكم بغير ما أنزل الله شركاً أصغراً؟ وإن لم يعتقد أن حكمه أفضل من حكم الله أو مساو له.
والذي حصل أن الحاكم نصب نفسه مشرعاً من دون الله.
وصرف عبادة لغير الله ألا وهي التحاكم. بدليل قوله جل ذكره:"إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه".
..........(37/413)
كفته الذرتان
ـ[الأعمش]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:35 م]ـ
في ذهني منذ زمن بعيد حديث في سورة الزلزلة وفيه "كفته الذرتان" قالها في الذي سمعها منه ثم انصرف.
فبحثت عنه ولم أجده , فهل من أحد يدلني عليه إن كان حديثاً, وإلا جعلته في سجل أوهامي.(37/414)
ماصحة هذا الكلام وما تفسيره
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخوة الكرام هل صحيح أن الزمخشري رحمه الله تعالى قد قال في ج3 ص301 من تفسيره "الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل":
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به وأكتمه, كتمانه أسلم لي!
فإن حنفياً قلت, قالوا بأنني أبيح الطّلا وهو الشراب المحرم!
وإن مالكياً قلت, قالوا بأنني أبيح لهم لحم الكلاب وهم هم!
وإن شافعياً قلت, قاولوا بأنني أبيح نكاح البنت والبنت تحرم!
وإن حنبلياً قلت, قالوا بأنني ثقيل حلولي بغيض مجّسم
وماذا قصد بهذا الكلام بارك الله فيكم(37/415)
قول الإمام ابن باز رحمه الله في رد الطيب ردئ الرائحة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:35 ص]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه:
(باب ما لا يرد من الهدية)
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري قال حدثني ثمامة بن عبد الله قال دخلت عليه فناولني طيبا قال كان أنس رضي الله عنه لا يرد الطيب قال وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب وعن بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثة لا ترد اللبن والوسائد والدهن". انظر مبحث تخريج الحديث: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22432&highlight=%C7%E1%CF%E5%E4
سأل الشيخ ُعمرُ العيد حفظه الله الإمامَ ابن باز رحمه الله تعالى عن رد الطيب؟.
فأجاب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: الطيب لايرد.
فقال الشيخ عمر: ياشيخ بعض الطيب رائحته رديئة، فهل يرد؟.
فقال الشيخ: لايرد.
قال الشيخ عمر: رائحته رديئة ياشيخ؟
فقال رحمه الله: ولو، ولو، الطيب لايرد.
ـ[أبويوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 07:57 ص]ـ
ما أكثر فوائدك، وغرائبك الصحاح ...
سمعت أحد الإخوة ينقل عن الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله بجواز رد الطيب ذو الرائحة المستكرهة، وما اكثر ما يحرج الإنسان بمثله في الحرمين، ويقول: ما كانت رائحته هكذا فإنه ليس بطيب.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي /السبيعي
أقول صدقت فبعض الطيب لايستحق أن يطلق عليه اسم (الطيب)، لكن .. !
وما أكثر مايحرج الرجل عنما يمد له الطيب (دهن أو بخور أو العطور المعروفة)، ويعزي نفسه باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقبله، ثم يبادر الى غسيل يده أو يديه بأنواع المزيلات من الصابون أو الطيب البديل ذو الرائحة النفاثة المزيلة للسابق او غيرها.
ملاحظة:
جميع مشاركاتك السابقة تجدها على هذا الرابط، ويمكنك التنسيق مع الشيخ هيثم حمدان لإعادته لك: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=2423
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:18 ص]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن المقرئ قال أبو بكر حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عبيد الله بن أبي جعفر عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
قوله صلى الله عليه وسلم: (من عرض عليه ريحان فلا يرده , فإنه خفيف المحمل طيب الريح)
(المحمل) هنا بفتح الميم الأولى وكسر الثانية كالمجلس , والمراد به الحمل بفتح الحاء أي خفيف الحمل ليس بثقيل. وقوله صلى الله عليه وسلم: (فلا يرده) برفع الدال على الفصيح المشهور , وأكثر ما يستعمله من لا يحقق العربية بفتحها , وقد سبق بيان هذه اللفظة وقاعدتها في كتاب الحج في حديث الصعب بن جثامة حين أهدى الحمار الوحشي , فقال صلى الله عليه وسلم: " إنا لم نرده عليك إلا أنا حرام ".
وأما (الريحان) فقال أهل اللغة وغريب الحديث في تفسير هذا الحديث: هو كل نبت مشموم طيب الريح. قال القاضي عياض بعد حكاية ما ذكرناه: ويحتمل عندي أن يكون المراد به في هذا الحديث الطيب كله. وقد وقع في رواية أبي داود في هذا الحديث " من عرض عليه طيب " وفي صحيح البخاري (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب). والله أعلم. وفي هذا الحديث كراهة رد الريحان لمن عرض عليه إلا لعذر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:22 ص]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:
حدثنا أبو نعيم حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري قال حدثني ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أنه كان لا يرد الطيب وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري):
قوله: (عزرة)
بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها راء ابن ثابت أي ابن أبي زيد عمرو بن أخطب , لجده صحبة.
قوله: (وزعم)
هو من إطلاق الزعم على القول.
قوله: (كان لا يرد الطيب)
أخرجه البزار من وجه آخر عن أنس بلفظ " ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم طيب قط فرده " وسنده حسن. وللإسماعيلي من طريق وكيع عن عزرة بسند حديث الباب نحوه وزاد " وقال: إذا عرض على أحدكم الطيب فلا يرده " وهذه الزيادة لم يصرح برفعها , وقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من رواية الأعرج عن أبي هريرة رفعه " من عرض عليه طيب فلا يرده , فإنه طيب الريح خفيف المحمل " وأخرج مسلم من هذا الوجه لكن وقع عنده " ريحان " بدل طيب , والريحان كل بقلة لها رائحة طيبة , قال المنذري: ويحتمل أن يراد بالريحان جميع أنواع الطيب يعني مشتقا من الرائحة. قلت: مخرج الحديث واحد , والذين رووه بلفظ الطيب أكثر عددا وأحفظ فروايتهم أولى , وكأن من رواه بلفظ ريحان أراد التعميم حتى لا يخص بالطيب المصنوع , لكن اللفظ غير واف بالمقصود , وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه الطبراني بلفظ " من عرض عليه الطيب فليصب منه " نعم أخرج الترمذي من مرسل أبي عثمان النهدي " إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة " قال ابن العربي إنما كان لا يرد الطيب لمحبته فيه ولحاجته إليه أكثر من غيره لأنه يناجي من لا نناجي , وأما نهيه عن رد الطيب فهو محمول على ما يجوز أخذه لا على ما لا يجوز أخذه , لأنه مردود بأصل الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/416)
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:33 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد:
"فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حفظ الصحة بالطيب
لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح، والروح مطية القوى، والقوى تزداد بالطيب، وهو ينفع الدماغ والقلب، وسائر الأعضاء الباطنية، ويفرح القلب، ويسر النفس ويبسط الروح، وهو أصدق شيء للروح، وأشده ملاءمة لها، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة. كان أحد المحبوبين من الدنيا إلى أطيب الطيبين صلوات الله عليه وسلامه.
وفي صحيح البخاري أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لا يرد الطيب.
وفي صحيح مسلم عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من عرض عليه ريحان، فلا يرده فإنه طيب الريح، خفيف المحمل).
وفي سنن أبي داود والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من عرض عليه طيب، فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة).
وفي مسند البزار: عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (إن الله طيب يجب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكب في دورهم). الأكب: الزبالة.
وذكر ابن أبي شيبة، أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان له سكة يتطيب منها.
وصح عنه أنه قال: (إن لله حقًا على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، وإن كان له طيب أن يمس منه). وفي الطيب من الخاصية، أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر عنه، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبيون للطيبات، وهذا وإن كان في النساء والرجال، فإنه يتناول الأعمال والأقوال، والمطاعم والمشارب، والملابس والروائح، إما بعموم لفظه، أو بعموم معناه.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:03 م]ـ
ولكن هل الطيب الردئ الرائحة خفيف المحمل؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحنبلي السلفي.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
قوله صلى الله عليه وسلم: (من عرض عليه ريحان فلا يرده , فإنه خفيف المحمل طيب الريح)
(المحمل) هنا بفتح الميم الأولى وكسر الثانية كالمجلس , والمراد به الحمل بفتح الحاء أي خفيف الحمل ليس بثقيل.
قلت:
انتشر الطيب المسمى (دهن العود) وغالبا مايكون في تولة صغيرة يقارب حجمها اصبع اليد، وعلى هذا يكون خفيف الحمل بل لايكاد يشعر به حامله.
لطيفة:
أحد الإخوة ممن انكوى بغلاء سعر تولة العود وساءت رائحته، اصبح لايسمى تلك (التولات) طيبا، بل يسميها (دهن سوبر شل، او دهن مازولا او زيت الزيتون او زيت خروع ... الخ)، ويسمى البخور (خشب، او حطب سمر) حنقا وغضبا على غلاء السعر والغش في الرائحة.
ايضا:
أحد الإخوة عرض عليه أحد الباعة تولة عود بسعر 500 ريال، ثم استمر معه في السعر حتى أنزل السعر الى خمسة ريالات!!، ثم تركه ولم يشتر شيئا.
قلتُ: مما يدل على أنه زيت سوبر شل ومستخدم ايضا.
ـ[المدني1]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبعد ..
فقد اخبرني احد طلبة الشخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى أنه سأل الشيخ عن الطيب الرديء هل يرد فأجابه رحمه الله تعالى بأنه يرد لأنه لا يعتبر طيبا ً.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 09:59 م]ـ
أذا كان الطيب ردئ الرائحة فلا يسمى طيبا؟ ولذلك ففي الحديث في معرض تعليل عدم رد الريحان أنه (طيب الرائحة).
أما أذا كان له ضرر صحي ككثير من الادهان المخلطة المشوبة بالزيوت العطرية الضارة، فهذا لا أشكال في جواز الامتناع حفظا لمادة البدن.
ومثله أذا كان عنده حساسية خاصة من بعض الانواع فهو داخل في الآنف ذكره.
أما أذا كان لا هذا و لا غيره فالاصل كراهة الامتناع عن رد الطيب.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - 01 - 05, 12:12 ص]ـ
سبق وأن سألت الشيخ ابن عثيمين بنفسي عن أن بعضهم يمد إلي يده بالريحان رائحته كريهة ومؤذية في نفس الوقت، قال لي الشيخ رحمه الله لا ترده، قلت يا شيخ حتىوإن كانت رائحته غير طيبة ومؤذية قال لا ترده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/417)
(كان هذا الكلام مع الشيخ في فندق بمكة اسمه الشهداء أو بلاط الشهداء، نسيت)
فالسؤال شيخنا أبا عمر ما وجه من قال بعدم رده والحال ما ذكرته للشيخ رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 02 - 05, 10:14 م]ـ
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية:
فَصْلٌ (فِي الرَّوَائِحِ الطَّيِّبَةِ وَفَائِدَتِهَا فِي الصِّحَّةِ):
وَلِلرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ أَثَرٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ فَإِنَّهَا غِذَاءُ الرُّوحِ، وَالرُّوحُ مَطِيَّةُ الْقُوَى، وَالْقُوَى تَزْدَادُ بِالطِّيبِ وَهُوَ يَنْفَعُ الْأَعْضَاءَ الْبَاطِنَةَ كَالدِّمَاغِ وَالْقَلْبِ وَيَسُرُّ النَّفْسَ، وَهُوَ أَصْدَقُ شَيْءٍ لِلرُّوحِ وَأَشَدُّهُ مُلَاءَمَةً، وَلِهَذَا فِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَبَخَّرَ {بِالْأَلْوَةِ} بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا، وَهِيَ الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَهَا. وَلِلنَّسَائِيِّ وَالْبُخَارِيِّ فِي تَارِيخِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ {أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَطَّيَّبُ بِالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ،} وَفِي الصَّحِيحِ أَوْ فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهَا طَيَّبَتْهُ لِإِحْرَامِهِ وَلِحِلِّهِ مِنْهُ بِالْمِسْكِ}. رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْقُومِسِيُّ عَنْ عَفَّانَ عَنْ سَلَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبِي الْمُنْذِرِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {حُبِّبَ إلَى مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ} وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَفَّانَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ عَنْ سَلَامٍ. وَسَلَامٌ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ حَدِيثُهُ ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ أَيْضًا. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَيَّارِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ إسْنَادٌ جَيِّدٌ. وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ {: أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدُّهُ فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ}. وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِيِّ {: مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدُّهُ؛ فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ} وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ {أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ} وَرَوَى هَؤُلَاءِ إلَّا الْبُخَارِيَّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ {: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمِسْكِ: هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ} وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَالسِّوَاكُ وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَالْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ تُحِبُّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ وَتَتَأَذَّى بِالرَّائِحَةِ الْخَبِيثَةِ كَمَا فِي قِصَّةِ الْبَصَلِ وَالثُّومِ وَالْكُرَّاثِ، وَالشَّيَاطِينُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ عَكْسُهُمْ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ {إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ} أَيْ: بِالشَّيَاطِينِ. وَفِي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرِيمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ يَجْمَعُونَ الْأَكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ} الْكِبَا بِكَسْرِ الْكَافِ مَقْصُورٌ: الْكُنَاسَةُ، وَالْجَمْعُ الْأَكْبَاءُ مِثْلُ: مِعًى وَأَمْعَاءَ، وَالْكُبَةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ كُبُونَ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 02 - 05, 10:22 م]ـ
ومن طريف مايذكر:
أن أحد الإخوة قد وضع طيبا -يرى هو في نفسه أنه من أنفس الطيب-، فقابل أحد إخوانه وعانقه (ويقول في نفسه الآن سيثني صاحبي على رائحة الطيب)، فقال صاحبه:لا بأس طهور إن شاء الله!.
فقال صاحبنا: وما ذاك؟ الحمدلله ليس بي بأس!.
فقال الرجل: إذن لماذا تضع الفكس في بدنك، رائحتك فكس؟
فبهت صاحبنا وقال (وهو يتحسر على عدم تقدير صاحبه للرائحة الزكية التي وضعها):خلاص، خلاص، مع السلامة.
----
الفكس: دهن يوضع على البدن، رائحته نفاثة، وكريهة نوعا ما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/418)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 08 - 07, 03:08 م]ـ
نقل الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله في كتابه:
(الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري)
ج2/ 378
تعليقَ سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى على الحديث؛ حيث قال رحمه الله:
(هذا من مكارم الأخلاق فلا يرد الطيب، ولعله التطيب؛ أما الطيب إذا كان قارورة وما أشبهه فهذا قد يقبل لأحوال، ويرد ويمتنع لأحوال).
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 08:31 م]ـ
اذكر مرة ان عرض علي احدهم طيبا فقبلته - وليتني ما قبلته - فقد بت ذلك اليوم مغموما من قبح رائحته - هذا مع اني غسلته
وحصل لي مرة في الحرم ان قبلت طيبا - فكدت ان ادعو على الرجل وصرت طول الصلاة وانا افكر كيف الخلاص!! فعفا الله عني وعنه
ثم اصبحت بعدها احمل معي مخلطا طيبا - من القرشي - في الحرم واطيب من بجواري وربما اغرقته طيبا اذا كانت رائحته كريهة , فغنمت الفكاك من عطور الغير وكذا سلمت من راائحة جيراني
ـ[بن نصار]ــــــــ[31 - 08 - 07, 12:02 ص]ـ
أمتعكم الله بالصحة و العافية. .
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[31 - 08 - 07, 07:24 ص]ـ
ثم اصبحت بعدها احمل معي مخلطا طيبا - من القرشي - في الحرم واطيب من بجواري وربما اغرقته طيبا اذا كانت رائحته كريهة , فغنمت الفكاك من عطور الغير وكذا سلمت من راائحة جيراني
فكرة رائعة!
لكن ما العمل مع أصحاب الانفاس النفاذة؟؟؟
أتساءل وأنا استحضر من ذاكرتي أحد صلاوات التراويح التي ابتليت فيها بجار أكل لتوه "بصلا" .... وكانت رائحة انفاسه نفاذة بشكل لا يصدق ... فظللت في كرب طوال ركعتين ... حتى إذا ما سلم الامام انطلقت هاربا من جواره "العبق"!
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:59 م]ـ
لعل من أحسن الأجوبة أن يقال:
أن الطيب لا يرد؛ يعني من حيث كونه هدية، أو تكرمة .. فلا ينبغي التحشم من ذلك.
وقد يرد من حيثية أخرى: فيرد إذا كان المطيَّب مُحرِماً، ويرد إذا كان الطيب محرَّماً، ويرد إذا كان ثمناً لدينه من أهل الارتشاء المادي والمعنوي .. وكذلك يرد إذا كانت الرائحة كريهة أو خشيء من سلامة الطيب، أو خاف على جلده ..
أما من طرد المسألة في الرائحة الرديئة فليطردها أيضاً في حال الإحرام والتحريم والارتشاء ..
أو ليجمع بين النصوص، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ولليرحم عباد الله الضعفاء ممن تؤذيهم تلك الرائحة أو تمرضهم ..
ومن الأدب لمن ابتلي بمثل هذا أن يخرج منديلاً أو يجعل الطيب في طرف الثوب، ويعتذر ممن أهداه الطيب بأنه يتعب من بعض الريح .. فيريح ويستريح.
والله أعلم
ـ[أبو رناد]ــــــــ[01 - 09 - 07, 03:56 م]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه:
(باب ما لا يرد من الهدية)
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري قال حدثني ثمامة بن عبد الله قال دخلت عليه فناولني طيبا قال كان أنس رضي الله عنه لا يرد الطيب قال وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب وعن بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثة لا ترد اللبن والوسائد والدهن".
السؤال:
ألا يُحمل هذا الحديث وغيره من أحاديث المنع على الطيب الذي يُهدى بقارورته أو ما أشبه ذلك، لا كما يحدث الآن في وقتنا هذا من استخدام ميل القارورة لتطييب عشرات الأشخاص مع الاحتفاظ بها؟
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 05:33 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
لسؤال:
ألا يُحمل هذا الحديث وغيره من أحاديث المنع على الطيب الذي يُهدى بقارورته أو ما أشبه ذلك، لا كما يحدث الآن في وقتنا هذا من استخدام ميل القارورة لتطييب عشرات الأشخاص مع الاحتفاظ بها؟
العكس هو الذي فهمتُه من كلام الشيخ ابن باز في المشاركة 14.
ـــــــــــــــــــ
أخي المسيطير: مواضيعك معمرة ما شاء الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 07 - 08, 10:40 م]ـ
العكس هو الذي فهمتُه من كلام الشيخ ابن باز في المشاركة 14.
جزاك الله خيرا.
نعم، هذا الذي يفهم من كلام سماحة الشيخ رحمه الله، حيث قال: (ولعله التطيب؛ أما الطيب إذا كان قارورة وما أشبهه فهذا قد يقبل لأحوال، ويرد ويمتنع لأحوال).
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[10 - 07 - 08, 12:00 ص]ـ
لو كان الطيب غير طيب اقبلوه ولا تكثروا منه فقط ضعوا القليل ولو أن تضعوه على ورقة محارم (كلينكس) لكي لا ينكسر خاطر صاحب الطيب .. واحتسبوا الأجر عند الله .... وصاحب الطيب لم يعطرك إلا ليدخل السرور على قلبك ويحتسب الأجر عند الله ... والناس أذواق أعرف أناساً لا يطيقون رائحة دهن العود وهو معروف عندنا بطيب الرائحه وغلاء ثمنه!
نسأل الله أن يطيب ذكرنا في الدارين
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 03 - 09, 10:53 م]ـ
من الطرائف ما ذكره أحد الفضلاء عن دهن العود الذي يباع في الطرقات وعند محطات الوقود، والذي يغلب على من يبيعه الغش والتدليس، حيث قال:
دهن العود الذي يباع عند محطات الوقود ... (90%) من مكوناته زيت، والـ (10%) الباقية زيت أيضا:).
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/419)
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 02:18 ص]ـ
من الطرائف ما ذكره أحد الفضلاء عن دهن العود الذي يباع في الطرقات وعند محطات الوقود، والذي يغلب على من يبيعه الغش والتدليس، حيث قال:
دهن العود الذي يباع عند محطات الوقود ... (90%) من مكوناته زيت، والـ (10%) الباقية زيت أيضا:).
.
اضحك الله سنك على هذه الطرفة فقد اضحكتني
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:00 م]ـ
اضحك الله سنك على هذه الطرفة فقد اضحكتني
بارك الله فيك ... وأسعدك في الدارين.
وللفائدة:
لماذا يقال: (أضحك الله سنك)؟.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90068)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 12 - 09, 09:41 م]ـ
عرض عليّ أحد الإخوة هذا اليوم زجاجة يزعم أن مافيها طيب أو عطر!! .. فأخذتها وجعلت شيئا يسيرا مما فيها .. في يدي .. فحصل لرأسي من رائحتها ماحصل، وذهبت إلى منزلي وغسلتها بالماء والصابون مرارا لتذهب الرائحة .. ولم تذهب.
أصلح الله حالي وحال صاحبي.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[20 - 12 - 09, 12:21 ص]ـ
طيب ما العمل اذا الشخص يعاني من الحساسية في الانف
بصراحة انا أعاني من الحساسية واحيانا اضطر لرد الطيب وخاصة
النفاذ طلبا للسلامة بارك الله فيكم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[20 - 12 - 09, 09:54 م]ـ
من كان به أذى أو مرض يثيره الطيب أو أنواعا منه فله أن يرده ولا يقبله .. فقال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) النساء29
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا ضرر ولا ضرار ولا ضرار) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيره مرفوعا. ومالك في الموطأ موقوفا.
والله أعلم
ـ[ابو زينب البغدادي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 11:33 م]ـ
موضوع جيد بارك الله فيكم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 12 - 09, 08:20 ص]ـ
من كان به أذى أو مرض يثيره الطيب أو أنواعا منه فله أن يرده ولا يقبله .. فقال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) النساء29
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا ضرر ولا ضرار ولا ضرار) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيره مرفوعا. ومالك في الموطأ موقوفا.
والله أعلم
أستغفر الله العظيم: الحديث: (لا ضرر ولا ضرار) وليس -/لا ضرر ولا ضرار ولا ضرار) يرجى الإنتباه لذلك.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 12 - 09, 08:34 ص]ـ
رحم الله الشيخ بن باز ...
اخي المسيطير ..
فهمت انا ان من السنه التطيب بالمسك
فما هو المسك هذا
لاني شممت مسكاً أسوداً كريه الرائحه
بل اتى به احد الاخوه في العمل و صار المبنى كله رائحة مسك كريهه جداً و مستقذره
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 09:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ورحم الله ابن باز وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 12:32 م]ـ
في جُمُعة ٍ من الجُمُعات ....
كان أحد أشياخنا يضع عطرا - فاخرا - .. فجاءه أحد الإخوة وناوله عطرا - بـ 10 - ريال أو أقل .. رائحة كريهة غير زكيّة
فردها .. !!
بارك َ الله فيك شيخنا المسيطير ..
ـ[عمر الجهني]ــــــــ[23 - 11 - 10, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(37/420)
أرجو من اخوتي تزويدي بكتاب عن أحكام الوقف وتطبيقاته المعاصرة. مع بيان الموقع
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:02 ص]ـ
أرجو من اخوتي تزويدي بكتاب عن أحكام الوقف وتطبيقاته المعاصرة. مع بيان الموقع ان كان على الشبكة.
زادكم الله علما ورفع مقامكم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:29 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب محمد
للدكتور وهبة الزحيلي كتاب أخير أو قبل أخير اسمه (المعاملات المالية المعاصرة) طبعته دار الفكر الدمشقية في 631 ورقة، وقد أفرد فيه بحثا للوقف، و الدكتور الزحيلي يقرر الواقع للمسألة الفقهية وتجد فيه بغيتك إن شاء الله تعالى
وأنصحك و بشدة بما سطره ابن عابدين الحنفي في حاشيته الفقهية المشهورة في باب الوقف، فقد تكلم فيه كلاما مستفيضا جيدا واهتم فيه جدا جدا بنوازل عصره و التي لا تبعد كثيرا عن عصرنا
و الله يوفقك أخي الحبيب
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:37 ص]ـ
جزاك الله أخي الكريم على فائدتك الغالية.ونفع الله بك.(37/421)
تواضع الشيخ عبدالرحمن المعلّمي أبْكى الشيخ أحمد شاكر!
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 07:50 ص]ـ
كنت أود إضافة هذه القصة إلى مشاركة سابقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20007&highlight=%CA%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
ولكنني أحببت إفرادها في مشاركة خاصة؛ لأنها مؤثّرة:
وهي واقعة أوردها ماجد بن عبدالعزيز الزيادي في تحقيقه لكتاب عمارة القبور للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي - رحمه الله -، وقد أشار في الهامش إلى القصة التي أوردها الإخوة عن العلامة محمود الطناحي في الرابط أعلاه، فقال -وفّقه الله-:
ولك أن تتصور انغمار ذكر المعلمي في الحياة " أن الشيخ أحمد شاكر رغب في سنة من السنوات في رؤية الشيخ المعلمي - رحمهما الله تعالى - فدخل مكتبة الحرم واتجه صوب مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع - رحمه الله -. وأثناء محادثته مع الشيخ سليمان الصنيع جاء المعلمي - رحمه الله - "بالماء والشاي" ووضعهما أمام الشيخ أحمد شاكر والصنيع، وانصرف المعلمي للقراءة، ثم قال الشيخ أحمد شاكر (باللهجة المصرية): عاوز أشوف الشيخ المعلمي. فقال له الصنيع: الذي أحضر لك الشاي والماء هو المعلمي. وما هي إلاّ دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر في البكاء".
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 07:59 ص]ـ
رحمهما الله
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 11 - 04, 08:49 ص]ـ
رحمهما الله و غفر لهما
..........
و جزاك الله خيرا - أيها الفاضل المفيد (علي بن حميد) -
...
و الحقيقة أن الإمام المعلمي لم يوف حقه في الدراسات المعاصرة، رغم صدور بعض الكتابات الجيدة عنه .... إلا أن الحاجة إلى مزيد من الكتابات المعمقة التي تجلِّي شخصية هذا الإمام العلمية و العملية ملحة، و لا تزال قائمة ...
و إني - و الله - لأتقرب إلى الله بحب هذا الإمام العلم ..
الذي هو - بحقٍّ - أحد أفراد هذا الزمان؛ بل من مفاخر هذا الزمان ...
فاللهم ارحم عبدك عبد الرحمن المعلمي و أسكنه فسيح جناتك ...
آمين ..
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت يا طالب العلم انظر إلى الأدب وتخلق.
وفي قصة المعلمي فوائد عدة , منها:
1 - إكرام الضيف.
2 - آداب المسلم في كونه لم يرغب في المشاركة في الحديث لعل هناك أسراراً أو أموراً خاصة.
3 - التواضع.
4 - عدم إضاعة الوقت واغتنامه في الصالحات.
5 - الإستزادة في العلم.
هذا بالنسبة عن المعلمي ............................
وأما أحمد شاكر , فيذكرنا بالحديث المشهور الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , أن رجلاً زار أخاً له في قرية ............... إلخ.
وإني في هذا المقام أشهد الله بأني أحب هذين الإمامين محبة خالصة لوجهه الكريم.
حشرنا الله وإياهم على منابر من نور وأدخلنا و إياهم جنات الفردوس.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:40 ص]ـ
رحمهم الله جميعا
فائدة:
قال منصور السماري في كتابه (الشيخ عبدالرحمن المعلمي وجهوده في السنة) ص 11
وأثنى عليه الشيخ أحمد شاكر-رحمه الله- في حاشيته على تفسير الطبري فقال: (وقد حقق مصححه-يعني التاريخ الكبير للبخاري- العلامة الشيخ عبدالرحمن بن يحيى اليماني ... ).
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[23 - 11 - 04, 04:31 ص]ـ
ألا يوجد للشيخين، المعلّمي وأحمد شاكر تسجيلات صوتية؟
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 11 - 04, 08:06 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني علم من أعلام أهل الحديث يكفي أيها المكرمون أن تمعنوا النظر في حواشيه على الأصول الثلاثة وأعني بذلك التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم والثقات لابن حبان فترى العجب من دقة علم هذا الرجل العالم وكم من فوائد وفوائد خرجت بها من تقريراته في هذه الحواشي فرحم الله هذا العلم الذي وصفه أحد أهل الفضل بذهبي العصر، والله الموفق.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:05 م]ـ
((الذي وصفه أحد أهل الفضل بذهبي العصر))
أظن أن الذي وصفه هو الشيخ الألباني رحمه الله
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:10 م]ـ
هناك رسالة ماجستير – مطبوعة – عنوانها الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها تأليف منصور السماري – أشرف عليها الشيخ عبد المحسن العباد.
من منشورات دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1418هـ في 354صفحة
وقد اعتنى صاحب هذه الرسالة بطبع تحقيق الشيخ المعلمي لكتاب المنار المنيف لابن القيم
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.
المقدمة: بين فيها أهمية الموضوع، وخطة البحث.
الباب الأول: خصصه لترجمة الشيخ المعلمي وضمنها: اسمه، وكنيته، ونسبه، ونسبته، ومولده، ونشأته، وطلبه للعلم، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، وعقيدته، وشيوخه، ووفاته، وآثاره.
الباب الثاني: تكلم عن جهود المعلمي في الدفاع عن السنة ورجالها،
وضمنه أربعة فصول:
الرد على الكوثري في مطاعنه في السنة ورجالها،
الرد على أبي ريه في مطاعنه في السنة ورجالها،
نماذج من تحقيقه في الحكم على الأحاديث،
كلامه في كتب السنة ورجالها.
الباب الثالث: تكلم عن جهوده فيما يتعلق بعلوم الحديث، وأدرج تحته ثلاثة فصول: كلامه في الجرح والتعديل وتحرير بعض مسائله، ملامح من منهجه في نقد الرواة، كلامه في شرط اللقاء والمعاصرة.
الخاتمة: نوه الباحث بالمعلمي ومكانته العلمية وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف ودقته في دراسة علم الرجال فقد ذكر أن المعلمي من أهل الاستقراء التام في علم الرجال، وقد استقرأ كتاب الثقات للعجلي، والثقات لابن حبان وتبين له أن العجلي أكثر تسامحا في توثيق المجاهيل وخاصة في التابعين منهم وأن لثقات ابن حبان خمس درجات.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=784
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/422)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:17 م]ـ
دعيَ الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - لافتتاح " تسجيلات إسلامية " ضخمة، وبينما هو يتجول في أنحائها إذ يلاحظ أنه قد جعل لكل صاحب أشرطة من المشايخ لوحة كبيرة فيها اسمه، وبمروره على " زاوية " الشيخ الألباني رحمه الله رأى أن لوحة اسمه صغيرة! فأنكر عليهم الشيخ رحمه الله غاية الإنكار! وأمرهم بتكبير لوحة الشيخ أو تصغير لوحات المشايخ الآخرين.
وكان ذلك، ففي اليوم التالي جاء الناس إلى " التسجيلات " وقد جعلوا لوحة الشيخ مثل أخواتها!
رحمهما الله وأسكنهما الفردوس الأعلى
ـ[البقاعي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:28 م]ـ
رحمهما الله و غفر لهما
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:33 م]ـ
رحمهما الله و غفر لهما
.... آمين ....
ـ[أبو عبد بن أحمد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 09:41 م]ـ
(كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات) من كتب الفقه الحنبلي
لفت نظري وجود هوامش في الطبعة السعيدية مختومة ب (المعلمي)
فهل هو الشيخ المراد بالموضوع أم آخر؟
ـ[العاصمي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:36 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني علم من أعلام أهل الحديث يكفي أيها المكرمون أن تمعنوا النظر في حواشيه على الأصول الثلاثة وأعني بذلك التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم والثقات لابن حبان فترى العجب من دقة علم هذا الرجل العالم وكم من فوائد وفوائد خرجت بها من تقريراته في هذه الحواشي فرحم الله هذا العلم الذي وصفه أحد أهل الفضل بذهبي العصر، والله الموفق.
بارك الله فيكم ...
لم يكن للشيخ المعلمي - رحمه الله رحمة واسعة - عمل على كتاب " الثقات " لابن حبّان، خلافا لما قد شاع وذاع، بل لم يشتغل عليه أصحاب دائرة المعارف إلاّ بعد وفاة المعلمي ببضعة عشر عاما، ووقعت في تيك النشرة الهندية زلاّت وغلطات، نبّهت على بعضها في مقال ذكرت فيه روايات في كتاب " الثقات " فيها إشكال وإعضال، ومثل تلك الزلاّت لا تنطلي على مثله في نباهته وألمعيّته ...
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:40 ص]ـ
وبما انك قد ذكرت كتاب الثقات يااخي
فان لابي الحسن الماربي حفظه الله استقراء في كتاب الثقات
فصل بعضه في اتحاف النبيل والبعض الاخر في شفاء العليل
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:13 م]ـ
وإني في هذا المقام أشهد الله بأني أحب هذين الإمامين محبة خالصة لوجهه الكريم.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:18 م]ـ
كنت أود إضافة هذه القصة إلى مشاركة سابقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20007&highlight=%CA%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
ولكنني أحببت إفرادها في مشاركة خاصة؛ لأنها مؤثّرة:
وهي واقعة أوردها ماجد بن عبدالعزيز الزيادي في تحقيقه لكتاب عمارة القبور للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي - رحمه الله -، وقد أشار في الهامش إلى القصة التي أوردها الإخوة عن العلامة محمود الطناحي في الرابط أعلاه، فقال -وفّقه الله-:
ولك أن تتصور انغمار ذكر المعلمي في الحياة " أن الشيخ أحمد شاكر رغب في سنة من السنوات في رؤية الشيخ المعلمي - رحمهما الله تعالى - فدخل مكتبة الحرم واتجه صوب مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع - رحمه الله -. وأثناء محادثته مع الشيخ سليمان الصنيع جاء المعلمي - رحمه الله - "بالماء والشاي" ووضعهما أمام الشيخ أحمد شاكر والصنيع، وانصرف المعلمي للقراءة، ثم قال الشيخ أحمد شاكر (باللهجة المصرية): عاوز أشوف الشيخ المعلمي. فقال له الصنيع: الذي أحضر لك الشاي والماء هو المعلمي. وما هي إلاّ دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر في البكاء".
أظن القصة حدثت بين المعلمي وبين فؤاد السيد، ولم تكن مع أحمد شاكر .. وقد ذكر القصة الطّناحي في تاريخ النشر .. ولا أدري هل لَقِيَ العتمي أبا الأشبال، رحمهما الله ..
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:35 م]ـ
أظن القصة حدثت بين المعلمي وبين فؤاد السيد، ولم تكن مع أحمد شاكر .. وقد ذكر القصة الطّناحي في تاريخ النشر .. ولا أدري هل لَقِيَ العتمي أبا الأشبال، رحمهما الله ..
بارك الله فيك
المقصود هذا الموقف الجميل، و الاستفادة منه، و الله المستعان
ـ[العكي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:34 م]ـ
هناك رسالة ماجستير – مطبوعة – عنوانها الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها تأليف منصور السماري – أشرف عليها الشيخ عبد المحسن العباد.
من منشورات دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1418هـ في 354صفحة
وقد اعتنى صاحب هذه الرسالة بطبع تحقيق الشيخ المعلمي لكتاب المنار المنيف لابن القيم
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.
المقدمة: بين فيها أهمية الموضوع، وخطة البحث.
الباب الأول: خصصه لترجمة الشيخ المعلمي وضمنها: اسمه، وكنيته، ونسبه، ونسبته، ومولده، ونشأته، وطلبه للعلم، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، وعقيدته، وشيوخه، ووفاته، وآثاره.
الباب الثاني: تكلم عن جهود المعلمي في الدفاع عن السنة ورجالها،
وضمنه أربعة فصول:
الرد على الكوثري في مطاعنه في السنة ورجالها،
الرد على أبي ريه في مطاعنه في السنة ورجالها،
نماذج من تحقيقه في الحكم على الأحاديث،
كلامه في كتب السنة ورجالها.
الباب الثالث: تكلم عن جهوده فيما يتعلق بعلوم الحديث، وأدرج تحته ثلاثة فصول: كلامه في الجرح والتعديل وتحرير بعض مسائله، ملامح من منهجه في نقد الرواة، كلامه في شرط اللقاء والمعاصرة.
الخاتمة: نوه الباحث بالمعلمي ومكانته العلمية وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف ودقته في دراسة علم الرجال فقد ذكر أن المعلمي من أهل الاستقراء التام في علم الرجال، وقد استقرأ كتاب الثقات للعجلي، والثقات لابن حبان وتبين له أن العجلي أكثر تسامحا في توثيق المجاهيل وخاصة في التابعين منهم وأن لثقات ابن حبان خمس درجات.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=784
لعل أحد الإخوة الفضلاء أمثال ابن سالم والمطلبي والطيماوي وغيرهم -بارك الله في الجميع- ينشط فيصور لنا الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/423)
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله مشايخنا
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:47 م]ـ
رحم الله الجميع
لدي سؤال خارج الموضوع قليلا
هل فعلا قال الشيخ الألباني -رحمه الله- للشيخ الدويش -رحمه الله- أما إنك أعلم منا و لكننا أجرأ منك؟
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[05 - 07 - 09, 09:41 ص]ـ
رحم الله العلامة اليماني والعلامة أحمد شاكر
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:16 ص]ـ
رحمة الله على المعلمي
فأين طُلاب العلم عن هذا الخلق الجم
رأيت أحد المشايخ إذا دخل عليه بعض الضيوف يتنزه أن يصب القهوة والشاي
فتجده يتركها حتى يأخذها الضيف فيصب!!
أو إذا وضع القهوة في المجلس يقرِّبها الى ضيوفه للتلميح بأن يتولوا الضيافة بأنفسهم!!
وهذا قليل ولله الحمد فكم من أهل العلم سمعنا عنهم من يقرِّب الحذاء لضيفه إذا أراد الخروج
من منزلة أدبا وتواضعاً
لكن ذكرت هذا للتنبيه أن الضيف يعرف خلقَ وكرمَ مضيِّفه بمجرد زيارته
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 02:15 م]ـ
رحمهما الله, و العجيب أن كتب المعلمي غير متداولة.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:25 م]ـ
تعمل حاليًا دار عالم الفوائد على إخراج جميع كتب الإمام المعلمي وآثاره فتابعوا الأسوق أرشدكم الله.
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:26 م]ـ
رحم الله الشيخين
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 01:39 ص]ـ
رحمهما الله وغفرلهما
قصة محزنة(37/424)
أريد التحقق من صحة هذا الحديث ألا تعلّمين هذه رقيةَ النملة كما علّمتيها الكتابة
ـ[أم حبيبة البريكى]ــــــــ[22 - 11 - 04, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التحقق من صحة هذا الحديث
وعن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي: ((ألا تعلّمين هذه رقيةَ النملة كما علّمتيها الكتابة)) رواه أبو داود في الطب، باب: ما جاء في الرقى (3887)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2647).
وقد بحثت فى أحد المواقع عن هذا الحديث فلم أجده
وما المقصود برقية النملة
وجزاكم الله خير
ـ[السعيدي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 01:44 م]ـ
رقم الحديث 1931
المرجع سلسلة الصحيحة 4
الصفحة 565
الموضوع الرئيسي الطب والعيادة
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث صحيح
نص الحديث [عالجيها بكتاب الله]. (صحيح). عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: فذكره. وفي الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى ن ونحوه مما ثيت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث 178 عن الشفاء قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟.وأما غير ذلك من الرقى فلا تشرع، لا سيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة والرموز المغلقة، التي ليس لها معنى سليم ظاهر، كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ (شمس المعارف الكبرى) ونحوه.
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف للنشر والتوزيع بالرياض
الطبعة طبعة جديدة منقحة ومزيدة
تاريخ الطبعة 1415هـ - 1995 م
--------------------------------------------
فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
الشرح: قوله: (باب الرقى) بضم الراء وبالقاف مقصور: جمع رقية بسكون القاف، يقال رقي بالفتح في الماضي يرقى بالكسر في المستقبل، ورقيت فلانا بكسر القاف أرقيه، واسترقى طلب الرقية، والجمع بغير همز، وهو بمعنى التعويذ بالذال المعجمة.
قوله: (بالقرآن والمعوذات) هو من عطف الخاص على العام، لأن المراد بالمعوذات سورة الفلق والناس والإخلاص كما تقدم في أواخر التفسير، فيكون من باب التغليب.
أو المراد الفلق والناس وكل ما ورد من التعويذ في القرآن كقوله تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)، (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وغير ذلك، والأول أولى، فقد أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خصال " فذكر فيها الرقى إلا بالمعوذات، وعبد الرحمن بن حرملة قال البخاري لا يصح حديثه.
وقال الطبري لا يحتج بهذا الخبر لجهالة راويه، وعلى تقدير صحته فهو منسوخ بالإذن في الرقبة بفاتحة الكتاب، وأشار المهلب إلى الجواب عن ذلك بأن في الفاتحة معنى الاستعاذة وهو الاستعانة فعلى هذا يختص الجواز بما يشتمل على هذا المعنى، وقد أخرج الترمذي وحسنه والنسائي من حديث أبي سعيد " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعودات فأحذ بها وترك ما سواها".
وهذا لا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين، بل يدل على الأولوية، ولا سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما، وإنما اجتزأ بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا، وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/425)
واختلفوا في كونها شرطا، والراجح أنه لا بد من اعتبار الشروط المذكورة، ففي صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك قال: " كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " وله من حديث جابر " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب، قال: فعرضوا عليه فقال: ما أرى بأسا، من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه " وقد تمسك قوم بهذا العموم فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع، وما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمتنع احتياطا، والشرط الآخر لا بد منه.
وقال قوم لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة كما تقدم في " باب من اكتوى " من حديث عمران بن حصين " لا رقية إلا من عين أو حمة"، وأجيب بأن معنى الحصر فيه أنهما أصلا كل ما يحتاج إلى الرقية، فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل أو مس ونحو ذلك لاشتراكها في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني، ويلتحق بالسم كل ما عرض للبدن من قرح ونحوه من المواد السمية.
وقد وقع عند أبي داود في حديث أنس مثل حديث عمران وزاد " أو دم " وفي مسلم من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس قال: " رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقى من العين والحمة والنملة " وفي حديث آخر " والأذن " ولأبي داود من حديث الشفاء بنت عيد الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ألا تعلمين هذه - يعني حفصة - رقية النملة " والنملة قروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد، وقيل المراد بالحصر معنى الأفضل، أي لا رقية أنفع كما قيل: لا سيف إلا ذو الفقار.
وقال قوم: المنهي عنه من الرقى ما يكون قبل وقوع البلاء، والمأذون فيه ما كان بعد وقوعه، ذكره ابن عبد البر والبيهقي وغيرهما، وفيه نظر، وكأنه مأخوذ من الخبر الذي قرنت فيه التمائم بالرقى، فأخرج أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم من طريق ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود عنها عن ابن مسعود رفعه " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " وفي الحديث قصة، والتمائم جمع تميمة وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس، كانوا في الجاهلية يعتقدون أن دلك يدفع الآفات، والتولة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها، وهو ضرب من السحر، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله، ولا يدخل في ذلك ما كان بأسماء الله وكلامه، فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك قبل وقوعه كما سيأتي قريبا في " باب المرأة ترقى الرجل " من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم " كان إذا أوى إلى فراشه ينفث بالمعوذات ويمسح بهما وجهه " الحديث، ومضى في أحاديث الأنبياء حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم " كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة " الحديث، وصحح الترمذي من حديث خولة بنت حكيم مرفوعا " من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يتحول " وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم " جاء رجل فقال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك " والأحاديث في هذا المعنى موجودة، لكن يحتمل أن يقال: إن الرقى أخص من التعوذ، وإلا فالخلاف في الرقى مشهور، ولا خلافه في مشروعية الفزع إلى الله تعالى والالتجاء إليه في كل ما وقع وما يتوقع.
وقال ابن التين: الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى، فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم، ويقال: إن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين لكونهم أعداء بني آدم، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت وخرجت من مكانها، وكذا اللديغ إذا رقى بتلك الأسماء سالت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/426)
سمومها من بدن الإنسان، فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة وباللسان العربي الذي يعرف معناه ليكون بريئا من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب الله علماء الأمة.
وقال القرطبي: الرقى ثلاثة أقسام، أحدها ما كان يرقى به في الجاهلية مما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلى الشرك.
الثاني: ما كان بكلام الله أو بأسمائه فيجوز، فإن كان مأثورا فيستحب.
الثالث: ما كان بأسماء غير الله من ملك أو صالح أو معظم من المخلوقات كالعرش، قال: فهذا ليس من الواجب اجتنابه ولا من المشروع الذي يتضمن الالتجاء إلى الله والتبرك بأسمائه فيكون تركه أولى، إلا أن يتضمن تعظيم المرقى به فينبغي أن يجتنب كالحلف بغير الله تعالى.
قلت: ويأتي بسط ذلك في كتاب الأيمان إن شاء الله تعالى.
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله، قلت: أيرقى أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله ا هـ.
وفي " الموطأ " أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقى عائشة: ارقيها بكتاب الله.
وروى ابن وهب عن مالك كراهة الرقية بالحديدة والملح وعقد الخيط والذي يكتب خاتم سليمان وقال: لم يكن ذلك من أمر الناس القديم.
وقال المازري: اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه.
وأجاب من أجاز بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه، وهو كالطب سواء كان غير الحاذق لا يحسن أن يقول والحاذق يأنف أن يبدل حرصا على استمرار وصفه بالحذق لترويح صناعته.
والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
وسئل ابن عبد السلام عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يعرف لئلا يكون فيها كفر.
وسيأتي الكلام على من منع الرقى أصلا في " باب من لم يرق " بعد خمسة أبواب إن شاء الله تعالى.
------------------------------------------------------------------------------
الجامع الصغير. الإصدار 3,21 - لجلال الدين السيوطي
5483 - علمي حفصة رقية النملة
التخريج (مفصلا): أبو عبيد في الغرائب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة
تصحيح السيوطي: ضعيف
--------------------------------------------
كنز العمال الإصدار 1.43 - للمتقي الهندي
34382 - ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة.
(د - (أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقى رقم/3869/. رقية النملة: التي كانت تعرف بينهن أن يقال العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء تفعل غير أن لا تعصي الرجل فأراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة لأنه ألقى إليها سرا فأفشته
وهذا الحديث سكت عنه المنذري ثم ابن القيم راجع عون المعبود 10/ 374 ورجال إسناده رجال صحيح إلا إبراهيم بن مهدي وهو ثقة
وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 372) والحاكم في المستدرك 4/ 57 وقال صحيح. ص) عن الشفاء).
--------------------------------------------
سُنَنُ أبي دَاوُد، الإصدار 2.02 - للإمامِ أبي دَاوُد
3885 - حدثنا أحمد بن صالح وابن السرح، قال أحمد: ثنا ابن وهب، وقال ابن السرح: أخبرنا ابن وهب قال: ثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن يحيى، عن يوسف بن محمد، وقال ابن صالح: محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده:
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه دخل على ثابت بن قيس، قال أحمد: وهو مريض فقال: "اكشف الباس ربَّ الناس، عن ثابت بن قيس بن شماس".
ثم أخذ تراباً من بطحان فجعله في قدح، ثم نفث عليه بماء وصبَّه عليه.
قال أبو داود: قال ابن السرح: يوسف بن محمد: وهو الصواب.
3886 - حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني معاوية، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:
كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول اللّه، كيف ترى في ذلك؟.
فقال: "اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً".
3887 - حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، ثنا عليّ بن مسهر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، عن الشِّفاء بنت عبد الله قالت:
دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عند حفصة، فقال لي: "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ ". (ج/ص: 2/ 404)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/427)
3888 - حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عثمان بن حكيم، حدثتني جدتي الرّباب قالت: سمعت سهل بن حُنيف يقول:
مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه، فخرجت محموماً، فنُمي ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مروا أبا ثابتٍ يتعوذ".
قالت: فقلت: يا سيدي والرقى صالحة؟.
فقال: "لا رقية إلا في نفس أو حمةٍ أو لدغةٍ".
قال أبو داود: الحمة من الحيَّات وما يلسع.
3889 - حدثنا سليمان بن داود، ثنا شريك، ح، وثنا العباس العنبري، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، قال العباس: عن أنس قال:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا رقية إلاَّ من عينٍ أو حمةٍ أو دم يرقأ".
لم يذكر العباس العين، وهذا لفظ سليمان بن داود.
--------------------------------------------
المستدرك على الصحيحين، الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
6890/ 2488 - حدثنا بالحديث على وجهه: أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر الزاهد العدل إملاء سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة، حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الهروي، حدثني عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي، حدثني أبي، عن جدي عثمان بن سليمان، عن أبيه، عن أمه الشفاء بنت عبد الله:
أنها كانت ترقي برقى في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قدمت عليه.
فقالت: يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى في الجاهلية، وقد رأيت أن أعرضها عليك.
فقال: (اعرضيها).
فعرضتها عليه، وكانت منها رقية النملة.
فقال: (ارقي بها، وعلميها حفصة، بسم الله صلوب حين يعود من أفواهها، ولا تضر أحدا، اللهم اكشف البأس رب الناس).
قال: ترقي بها على عود كرم سبع مرات، وتضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه على حجر، وتطليه على النورة. (ج/ص: 4/ 64)
--------------------------------------------
ـ[إيهاب شحاته]ــــــــ[22 - 11 - 04, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكنك الرجوع إلى الرابط التالى
الدرر السنية ( http://www.dorar.net/mhadith.asp)
وستجد من خرج الحديث
أما بالنسبة للألبانى:
(ألا تعلمين هذه، رقية النملة كما علمتها الكتابة) صحيح - الألباني - صحيح أبي داود 3291
(ألا تعلمين هذه رقية النملة، كما علمتها الكتابة؟) صحيح - الألباني - صحيح الجامع 2650
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا على ما أفدتم به
وهذا الحديث له طرق
فقد جاء عن أبي بكر بن أبي حثمة عن الشفاء واختلف في وصله وإرساله
وقد رجح الدارقطني في العلل كما في المخطوط (5/ 194ب-195أ) حيث ذكر الاختلاف في الوصل والإرسال ثم قال (والمرسل أصح)
وقد جاء من طريق آخر عند ابن حبان وغيره وفي سنده كريب بن سليم الكندي ذكره البخاري في التاريخ وكذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولاتعديلا وذكره ابن حبان في الثقات (ينظر زوائد رجال صحيح ابن حبان (4/ 1975 - 1976) للدكتور يحيى الشهري)
وقد جاء عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء رضي الله عنها
وفي سنده عبدالوهاب بن الضحاك وهو متروك (ينظر المسند طبع الرسالة (45/ 46 - 48).
فالحديث ليس له سند صحيح، والله أعلم
ومعنى النملة هي قروح تخرج في الجنب.(37/428)
تحريم الفضة على الرجال هل هو رأي الشيخ عبد العزيز الراجحي؟
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:38 ص]ـ
سمعت الشيخ عبد العزيز الراجحي في الحرم المكي يدّرس ومما ذكره أن مما حرم على الرجال الذهب والفضة!!
فهل هذا هو مذهب الشيخ في تحريم الفضة على الرجال أم أنه كان سبق لسان منه؟؟؟؟
يا ليت أحد الأخوة يستوثق لنا من الشيخ في فتواه هذه وجزاه الله خيرا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:24 م]ـ
تختم كيف شئت و لا تبالي ***** بخنصرك اليمين أو الشمال
إلا بحجر أو بصفر أو حديد ***** أو الذهب الحرام على الرجال
وإن أحببت باسمك فانقشنه **** أو باسم الله ربك ذي الجلال
ـ[ابن زهران]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:23 ص]ـ
ما أراك أجبتني عن سؤالي يا أخ محمد هل هذا مذهب الشيخ أم لا؟؟؟؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:50 ص]ـ
نعم أخي الحبيب ابن زهران، لم أقصد الجواب على سؤالك، و إنما هي فقط مناسبة الموضوع ذكرتني بهذه الأبيات التي أحفظها من حاشية ابن عابدين، فرأيت وضعها للطرفة لا غير
و لاأعرف عن مذهب الشيخ في هذا الأمر
ـ[ابن زهران]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:16 ص]ـ
جزاك الله خيرًا على مداخلتك
وما زال الأمر قائمًا
ألا يوجد أحد من الإخوة ممن يحضرون للشيخ!!!!؟؟؟؟؟؟؟(37/429)
خطوط مشاهير أهل العلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:06 م]ـ
هذه خطوط بعض مشاهير أهل العلم أضعها بين يديكم
وهذا خط ابن حجر رحمه الله
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:07 م]ـ
وهذا خط ابن الأثير
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:08 م]ـ
وهذا خط الفيروز أبادي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:10 م]ـ
وهذا خط القلقشندي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:11 م]ـ
وهذا خط الإمام المقريزي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:13 م]ـ
وهذا خط ابن خلدون
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:24 م]ـ
خط المقريزي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:26 م]ـ
خط ابن الجوزي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:28 م]ـ
ابن خلكان
على أن أنزل الباقي في وقت لاحق
وأرجو من الإخوة المشرفين ألا يضعوها في خزانة المخطوطات، وإن كانوا لا بد فاعلين فعندما أكملها.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:53 ص]ـ
هذا خط الحافظ السلفي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:55 ص]ـ
خط ابن النفيس
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:56 ص]ـ
ياقوت الحموي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:58 ص]ـ
شمس الدين السخاوي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:58 ص]ـ
الأنباري
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 03:55 ص]ـ
الحافظ المزي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 03:56 ص]ـ
الصغاني
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:29 م]ـ
الصفدي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:30 م]ـ
المناوي
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:32 م]ـ
ابن الفرات(37/430)
شرح سنن أبي داود للعباد على ثلاثة اسطوانات
ـ[خالد العمري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:02 م]ـ
سلسلة شرح سنن أبي داود كاملاً ,للشيخ المحدث /عبد المحسن العباد ,متوفر على ثلاثة
اسطوانات لدى المكتبه الصوتيه في المسجد النبوي ,والجميل ان هذه الاسطوانات تعمل على
برنامج اهل الحديث والاثر لفهرسة الاشرطه, وهذا البرنامج موجود في الاسطوانه الاولى ......
وللأهميه جرى التنويه ..................
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[24 - 11 - 04, 03:11 ص]ـ
للرفع والافادة(37/431)
هل صح ماينقل عن الشيخ الالباني في الإنزال في نهار رمضان
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:27 م]ـ
هل صح ماينقل عن الشيخ الالباني في الإنزال في نهار رمضان
أن ذلك لايفطر؟
أرجو من المعنيين التوضيح
وجزاكم الله خير ا
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:17 م]ـ
الشيخ الألباني رجح في كتابه تمام المنة (ص418): أن الاستمناء لا يجوز في نهار رمضان ولكنه لا يفطر صاحبه.
وأن الكفارة والقضاء لا تكون إلا بالجماع
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:53 ص]ـ
قال الإمام الألباني في كتابه الماتع ((تمام المنة في التعليق على فقه السنة)):
{{ومن (ما يبطل الصيام) قوله: "الاستمناء (إخراج المني) سواء أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه، أو كان باليد، فهذا يبطل الصوم ويوجب القضاء".
قلت: لا دليل على الإبطال بذلك، وإلحاقه بالجماع غير ظاهر، ولذلك قال الصنعاني: " الأظهر أنه لا قضاء ولا كفارة إلا على من جامع، وإلحاق غير المجامع به بعيد". وإليه مال الشوكاني، وهو مذهب ابن حزم، فانظر "المحلى" (6/ 175 - 177 و 205). ومما يرشدك إلى أن قياس الاستمناء على الجماع قياس مع الفارق، أن بعض الذين قالوا به في الإفطار لم يقولوا به في الكفارة، قالوا: "لأن الجماع أغلظ، والأصل عدم الكفارة". انظر "المهذب" مع "شرحه" للنووي (6/ 368).
فكذلك نقول نحن: الأصل عدم الأفطار، والجماع أغلظ من الاستمناء، فلا يقاس عليه. فتأمل.
وقال الرافعي (6/ 396): "المني إن خرج بالاستمناء أفطر، لأن الإيلاج من غير إنزال مبطل، فالإنزال بنوع شهوة أولى أن يكون مفطرا".
قلت: لو كان هذا صحيحا، لكان إيجاب الكفارة في الاستمناء أولى من إيجابها على الايلاج بدون إنزال، وهم لا يقولون أيضا بذلك. فتأمل تناقض القياسيين! أضف إلى ذلك مخالفتهم لبعض الآثار الثابتة عن السلف في أن المباشرة بغير جماع لا تفطر ولو أنزل، وقد ذكرت بعضها في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" تحت الأحاديث (219 - 221)، ومنها قول عائشة رضي الله عنها لمن سالها: ما يحل للرجل من امرأته صائما؟ قالت: "كل شئ إلا الجماع".
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4/ 190 / 8439) بسند صحيح، كما قال الحافظ في "الفتح"، واحتج به ابن حزم. وراجع سائرها هناك.
وترجم ابن خزيمة رحمه الله لبعض الأحاديث المشار إليها بقوله في "صحيحه" (2/ 243): "باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم، والدليل على أن اسم الواحد قد يقع عل فعلين: أحدهما مباح، والآخر محظور، إذ اسم المباشرة قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع، ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور، قال المصطفى (ص): "إن الجماع يفطر الصائم"، والنبي المصطفى (ص) قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة".
وإن مما ينبغي التنبيه عليه هنا أمرين:
الأول: أن كون الإنزال بغير جماع لا يفطر شئ، ومباشرة الصائم شئ آخر، ذلك أننا لا ننصح الصائم وبخاصة إذا كان قوي الشهوة أن يباشر وهو صائم، خشية أن يقع في المحظور، الجماع، وهذا سدا للذريعة المستفادة من عديد من دلة الشريعة، منها قوله (ص): "ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه"، وكأن السيدة عائشة رضي الله عنها أشارت إلى ذلك بقولها حين روت مباشرة النبي (ص) وهو صائم: "وأيكم يملك إربه؟ "
والأمر الآخر: أن المؤلف لما ذكر الاستمناء باليد، فلا يجوز لأحد أن ينسب إليه أنه مباح عنده، لأنه إنما ذكره لبيان أنه مبطل للصوم عنده.
وأما حكم الاستمناء نفسه، فلبيانه مجال آخر، وهو قد فصل القول فيه في "كتاب النكاح"، وحكى أقوال العلماء، واختلافهم فيه، وإن كان القارئ لا يخرج مما ذكره هناك برأي واضح للمؤلف كما هو الغالب من عادته فيما اختلف فيه.
وأما نحن، فنرى أن الحق مع الذين حرموه، مستدلين بقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون). ولا نقول بجوازه لمن خاف الوقوع في الزنا، إلا إذا استعمل الطب النبوي، وهو قوله (ص) للشباب في الحديث المعروف الآمر لهم بالزواج: "فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". ولذنك فإننا ننكر أشد الانكار على الذين يفتون الشباب بجوازه خشية الزنا، دون أن يأمروهم بهذا الطب النبوي الكريم.}}.
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:54 م]ـ
على هذا الرابط تجد اخي مبتغاك و ذلك بعد الدقيقة 40
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17229&scholar_id=47&series_id=745
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[23 - 11 - 04, 09:36 م]ـ
وهذا القول هو قول ابن حزم وقد خالفهما جمهور أهل العلم سلفا وخلفا كالأئمة الأربعة ومجتهديهم وشيخ الإسلام ابن تيمية والعثيمين والشنقيطي
ودليلهم ما جاء في الصحيح أن الله قال يذر طعامه وشرابه وشهوته لأجلي
قالوا ومن أنزل فقد استفرغ شهوته فحكموا بفطره
وسامحوني على عدم توثيق النقولات و النصوص لأني خارج بيتي
وحسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/432)
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 03:51 م]ـ
هل صح ماينقل عن الشيخ الالباني في الإنزال في نهار رمضان
أن ذلك لايفطر؟
واضح من السؤال أن الامر حول الإنزال، و ليس عن الاستمناء و لا أدري لماذ ذهب كل الإخوة إلى موضوع الاستمناء، و بين الاستمناء و الإنزل عموم و خصوص فكل استمناء إنزال و ليس كل إنزال استمناء.
فإن كان الأخ يقصد الاستمناء فالأمر كما ذكر الإخوة عن الشيخ رحمه الله و له سلف فيما ذهب إليه و نصره ابن حزم و الشوكاني و الصنعاني و غيرهم.
أما الإنزال بمجرد النظر أو بسبب التفكير بل لو تعمّد التفكير في الجماع فأنزل فهذا لا شئ عليه إطلاقا لا قضاء و لا كفارة و لا غيره و هو قول جمهور أهل العلم إن لم يكن إجماعا، لقوله صلى الله عليه و سلم كما في الصحيحين: إن الله تجاوز عن امتي ما حدّثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:12 م]ـ
قول الشيخ:
ومنها قول عائشة رضي الله عنها لمن سالها: ما يحل للرجل من امرأته صائما؟ قالت: "كل شئ إلا الجماع".
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4/ 190 / 8439) بسند صحيح، كما قال الحافظ في "الفتح"، واحتج به ابن حزم. انتهي
استمناء حرام عندهم ولكن نفهم من هذا الكلام ان المرأة اذا جاءت وباشرت بيدها لرجل ونزل منه
الماء انه لا شئ عليه وان صيامه صحيح ولا اثم عليه!!!
لان الاستمناء لم يفعله هو وانما فعلته هي
فلو فعلوا ذلك في اليوم عشرات المرات فصيامهم صحيح!!!
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:12 ص]ـ
هل يقصد بالإنزال المني فقط أم يدخل في ذلك المذي؟
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:58 م]ـ
كذلك الشيخ عبد العزيز الطريفي يقول أنه لايفطر, وكأن الشيخ سليمان العلوان مال إلى ذلك في شرحه للترمذي. والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 08 - 07, 08:38 ص]ـ
لا شك أن من تعمد الإنزال قد أفطر عند عامة أهل العلم
لأن تعمد ذلك منافٍ لمعنى الصوم ومقصوده
وقد جاء في الحديث القدسي: (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)
وقد يستأنس لذلك أيضاً بحديث: (وكان أملككم لأربه).
قال ابن قدامة رحمه الله: إن قبّل فأنزل أفطر بلا خلاف.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 05:53 م]ـ
لا شك أن من تعمد الإنزال قد أفطر عند عامة أهل العلم
لأن تعمد ذلك منافٍ لمعنى الصوم ومقصوده
وقد جاء في الحديث القدسي: (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)
وقد يستأنس لذلك أيضاً بحديث: (وكان أملككم لأربه).
قال ابن قدامة رحمه الله: إن قبّل فأنزل أفطر بلا خلاف.
سبق أن كتبت هذه المشاركة في موضوع مشابه:
الإنزال للصائم لا يتوقف على ما يسمى بالعادة السرية فقد يداعب الرجل زوجته فينزل فهل يقال له عليك القضاء.
اختلف أهل العلم في هذه المسألة قديما وحديثا والذين أوجبوا عليه القضاء احتجوا بالقياس على الجماع لكنهم تناقضوا فلم يوجبوا عليه الكفارة وهذا تحكم لا يرتضيه الشارع.
ومنهم من احتج بأن الإنزال شهوة والصائم قد منع من مقارفة الشهوة لحديث " يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي "
وهؤلاء تناقضوا أيضا لأنهم يجوزون للصائم بعض الأمور التي تدخل في هذا الباب كالقبلة والمباشرة والتطيب والترفه وغير ذلك مما هو جائز ولو لم ينص عليه الشارع.
فالمقصود بالشهوة في الحديث الجماع وهذا الذي كان يفتي به بعض الصحابة رضي الله عنهم.
فالإنزال للصائم لا يوجب القضاء ولا الكفارة وأما الإثم فحسب السبب الداعي لذلك والله أعلم.
وأزيد هنا فأقول:
أما حديث (وكان أملككم لإربه) فالمقصود حاجته أي فلا يجامع
وأما الإجماع الذي أشرت إليه ففيه نظر
لأنه ثبت عند البخاري معلقا أن جابر سئل عن رجل نظر فأنزل فقال لاشيء عليه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 08 - 07, 11:50 م]ـ
هنا عدة أخطاء فيما ذكرت أخي الحبيب:
أكبرها:
1. من القائل من السلف الصالح بما تقول؟!!
2. اتهام الجمهور بالتناقض بناءً على أنهم أجازوا القبلة والمباشرة والتطيب والترفه خطأ ظاهر.
لأن الشهوة هنا شهوة الفرج فانتفى: (التطيب والترفه)
وأما القبلة فمن كانت تتحرك شهوته بها فقد منع منها عدد كبير منهم، وأما المباشرة فلا أدري ماذا تقصد بها ..
أما مس البشرة بالبشرة لا بشهوة فلا دخل لها هنا فتنبه بارك الله فيك.
3. وأما تفسيرك لحديث (وكان أملككم لأربه) فمع وجاهته إلا أنه لا ينفي المعنى الذي ذكرناه وقرره غير واحد من أهل العلم.
4. وأما حديث جابر فلا دلالة فيه، إذ يحتمل أن الناظر لم يتعمد النظر، أو أن جابراً رضي الله عنه يرى أن الحكم بالفطر بالإنزال بالنظر محل مشقة. ولا يخفى عليك أن هذا أيضاً مذهب لبعض القائلين بالفطر بالإنزال. والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:45 ص]ـ
2. اتهام الجمهور بالتناقض بناءً على أنهم أجازوا القبلة والمباشرة والتطيب والترفه خطأ ظاهر.
لأن الشهوة هنا شهوة الفرج فانتفى: (التطيب والترفه)
الأخ الحبيب هل ممكن تذكر لنا الدليل على هذا التخصيص .. ثم نكمل نقاشنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/433)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 08 - 07, 03:13 ص]ـ
الدليل على أن إطلاق الشهوة يخص شهوة الفرج قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضع أحدكم صدقة) قالوا: أو يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: نعم. أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر)
ثم إن إنزال المني يخالف مقصود الصوم فمنزله يلتذ بإنزاله، بل هو غاية الجماع. فليُعلَم.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 03:23 م]ـ
أبا يوسف وفقه الله:
الدليل الذي أوردتموه بارك الله فيكم لا يصلح أن يكون جوابا عن قولكم " الشهوة هنا شهوة الفرج " لأنني ظننت أنك ستأتيني بدليل ذُكر فيه الصيام .. وعلى كل حال هذا الحديث يصلح أن يكون حجة لنا لأننا نفسر الشهوة هناك بالجماع فهل قصد الصحابة في هذا الحديث شيئا غير الجماع.
وهذا هو الذي أردت منك أن تقر به فإما أن تخصص الشهوة بالجماع في حديث " يدع ... وشهوته " أو يلزمك أن تقول بالعموم ولا قائل بذلك ولا مفر لك من هذا الإلزام .. فتنبه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 08 - 07, 04:42 م]ـ
الوضع هنا: (أرأيتم لو وضعها) ما الذي يوضع؟ أليس المني؟! فسماه شهوة.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 06:52 م]ـ
أضحك الله سنك يا أبا يوسف ...
طيب كيف يكون الأمر لو لم ينزل .. أله أجر!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 10:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ظللت ردحا من الزمان أنتصر لقول العلامة الألباني، وهو قول ابن حزم، والشوكاني والقنوجي على ما أذكر،
ولكني رجعت لقول الجمهور بعد أن قرأت بحثا ماتعا للشيخ الموفق بازمول في كتابه " الترجيح في مسائل الصوم والزكاة "، والحقيقة الدليل الوحيد في هذا المبحث الذي جعلني أرجح قول الجمهور هو رواية لحديث الصحيحين عند ابن خزيمة في صحيحه:
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله: إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة عند لقاء ربه»
فتأملوا أيها الإخوة هذا العطف الذي في الحديث بين " ويدع لذته من أجلي "، و " يدع زوجته من أجلي "، ومعلوم أن العطف يقتضي المغايرة هذا أولا، كذلك " لذته " مفرد مضاف فيفيد العموم.
فمن هذا الحديث رجحت قول الجمهور.
والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 08 - 07, 11:00 م]ـ
هذا الذي قلته يا أبا عبد الرحمن مأخوذ من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى وليس من كيسي.
وكفانا أيها الإخوة شذوذاً .. فأين نصوص السلف في هذا.
أم أن المتأخرين صاروا أهلاً للاجتهاد والاستنباط دون المتقدمين؟!! فما الإجماع إذاً؟
الله المستعان.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:28 ص]ـ
ثم أسأل أخانا أبا عبدالرحمن: هل يفطر من باشر امرأة فيما دون الفرج فأنزل؟
فإن الإنزال باليد أو غيرها مثله
قال الشيرازي في المهذب: (وان نظر وتلذذ فانزل لم يبطل صومه لانه انزل من غير مباشرة فلم يبطل الصوم كما لو نام فاحتلم، وان استمنى فانزل بطل صومه لانه انزال عن مباشرة فهو كالانزال عن القبلة، ولان الاستمناء كالمباشرة فيما دون الفرج من الاجنبية في الاثم والتعزير فكذلك في الافطار)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:32 ص]ـ
فإن قلتَ: لا .. لا يفطر
قلتُ: يكفي أنه منافٍ لمقصود الصوم بالإجماع، والإنزال المتعمد مثله،
قال النووي في المجموع: (ونقل صاحب الحاوى وغيره الاجماع على بطلان صوم من قبل أو باشر دون الفرج فأنزل).
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 02:29 ص]ـ
هذا الذي قلته يا أبا عبد الرحمن مأخوذ من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى وليس من كيسي.
.
يا أخي بارك الله فيك ابن عثيمين رحمه الله شيخنا وقد علمنا أن نصوص العلماء يحتج لها لا بها .. فتنبه لهذا!
أما إذا كنت مقلدا فالتقليد كما يقول أهل العلم ضرورة فلا داعي للتحاور معك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 02:33 ص]ـ
بل لستُ مقلداً
وإنما آخذ بالإجماع .. وللعلم: فما هذه بأول غرائب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
ثم لم تجِب وأنا إنما أحاور بالأدلة ... والتي أولها الإجماع الذي إن ثبت لم يعد بنا حاجة لنظر في النصوص.
وقد نبهتُ على أن ما ذكرتُه من أن المني أُطلِق عليه في الحديث ((شهوة)) إنما هو من كلام الشيخ العثيمين لأنك سخرتَ منها .. فأحببتُ أن أعرفك مصدرها.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:21 ص]ـ
فتأملوا أيها الإخوة هذا العطف الذي في الحديث بين " ويدع لذته من أجلي "، و " يدع زوجته من أجلي "، ومعلوم أن العطف يقتضي المغايرة هذا أولا، كذلك " لذته " مفرد مضاف فيفيد العموم.
فمن هذا الحديث رجحت قول الجمهور.
والله أعلم.
إذاً هذا يقتضي أن تترك كل لذة من أجل الصيام .. فهل تقول بهذا!.
أظن أنك استعجلت!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/434)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:13 م]ـ
وهل ترى أنت أن من باشر بعضوه فيما دون الفرج فأنزل أنه لا يفطر؟!! أجبني بارك الله فيك.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 02:16 ص]ـ
.. وللعلم: فما هذه بأول غرائب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
.
غفر الله لنا و لك يا أخانا الفاضل أبا يوسف
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 02:39 ص]ـ
أخي السعدي حفظه الله
ذكر الشيخ الألباني في سلسلة الهدى و النور أن القول بأن المباشر لا يفطر سواء أنزل أو لم ينزل هو قول عائشة رضي الله عنها.
فهل وقفتم على قول عائشة رضي الله عنها؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 09 - 07, 04:19 ص]ـ
قول عائشة رضي الله عنها مشهور، ولكنه ليس صريحاً في القضية.
عن مسروق قال: دخلت على عائشة فقلت يا أم المؤمنين ما يحل للرجل من امرأته حائضا قالت ما دون الفرج قلت: فما يحل لى منها صائماً؟ قالت: كل شىء إلا الجماع (عبد الرزاق) [كنز العمال 27721]
أخرجه عبد الرزاق (1/ 327، رقم 1260).
فأين التصريح بالإنزال هنا .. فالمعنى: لك أن تقبّل وتلمس وتباشر كل جزء من جسدها عدا الإيلاج في الفرج ..... الخ. فلنفقه ذلك أحبتي.
ومع احترامنا للشيخ المحدّث الألباني رحمه الله رحمة واسعة .. إلا أن الحق لا بد من بيانه، ولا بد من التحذير من الأخذ بهذه الرخص التي لم يأخذ بها عامة أهل العلم وتلقفها كثير من شباب الأمة اليوم بالقبول. فلا تسئ بي الظن أخي الكريم ..
ـ[أبو عبد الرحمن القصيمي]ــــــــ[19 - 09 - 07, 04:28 م]ـ
نخلص من بحث الإخوة إلى أن في الإنزال (بغير جماع) قولين:
الأول: يبطل به الصوم، ولا يوجب الكفارة، ومنشأ هذا القول الحديث (وشهوته .. ) فالشهوة عندهم هي إما: كل شهوة للفرج، أو كل شهوة تندرج في المبطلات للصوم (الطعام والشراب والجماع) والاندراج هو ما فهمته من كلام ابن عثيمين في الممتع.
الثاني: لا يبطل الصوم به، ومنشأ هذا القول إلى تفسيرهم الشهوة بالجماع فقط.
فأين التصريح بالإنزال هنا .. فالمعنى: لك أن تقبّل وتلمس وتباشر كل جزء من جسدها عدا الإيلاج في الفرج ..... الخ. فلنفقه ذلك أحبتي.
وأين التصريح في استدلالك:
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله: إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة عند لقاء ربه»
فالمقصود بالشهوة في الحديث الجماع وهذا الذي كان يفتي به بعض الصحابة رضي الله عنهم.
ممن قال بالرأي الأول: عامة الفقهاء، والمذاهب الاربعة.
ممن قال بالرأي الثاني - بناء على كلام الأخوة -: ابن حزم، والشوكاني، والقنوجي، والألباني، والطريفي، ومال إليه العلوان.
استمناء حرام عندهم ولكن نفهم من هذا الكلام ان المرأة اذا جاءت وباشرت بيدها لرجل ونزل منه
الماء انه لا شئ عليه وان صيامه صحيح ولا اثم عليه!!!
لان الاستمناء لم يفعله هو وانما فعلته هي
فلو فعلوا ذلك في اليوم عشرات المرات فصيامهم صحيح!!!
على الرأي الثاني: نعم.
على أن مسألة الاستمناء إذا فعله هو مسألة خلافية.
والله اعلم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 09 - 07, 07:19 ص]ـ
الحمد لله
وأرجو أن لا أكون مبالغاً لو قلت لك أخي أبا عبدالرحمن: إنك بهذا تقوي أن في المسألة إجماعاً سابقاً لمن ذكرت.
وسأعيد سؤالي:
لو أن رجلاً أولج (إيلاجاً لم ينزل فيه ولم يقضِ فيه شهوته) هل هذا مفطّر؟
الجواب: نعم. أليس كذلك.
أقول: فإن أنزل بالاستمناء بيده أو يد زوجه أو بالمفاخذة ألا يحكَم بفطره؟! ألم يقضِ شهوته؟ أليس بأولى من الأول؟
فاعقلوا -إخواني- أن قول الجمهور في هذه المسألة أولى بالأخذ .. بالقياس والإجماع. والله أعلم.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 07, 10:27 م]ـ
السؤال طرح على الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:
قال السائل: كنت أمارسُ العادةَ السريةَ في رمضان ليلاً ونهارًا، والآن -ولله الحمد- تبت إلى الله تعالى، فما الذي يترتب عليّ؟
فأجاب حفظه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/435)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فبِغضِّ النظر عن حُكْمِ الاستمناء الذي تقدَّمَ في فتوى سابقة (1 - الموسومة ب «في حكم العادة السرية» تحت رقم:284) فلا أعلمُ خلافًا في انتفاء الكفَّارة على من باشر الاستمناءَ باليد أو بأسبابِ الإنزال الأخرى كتقبيل الرجُلِ زوجتَهُ أو ضَمِّها إليه ونحوِ ذلك؛ لأنّ الأصلَ عدمُ الكفارةِ، وإنما الخلافُ في قضائه، وأصحُّ القولين في ذلك أنّ مباشرة الاستمناءِ باليد أو غيرِه لا توجب قضاءً ولا كفارةً، وهو مذهبُ ابنِ حزم، وبه قال الصنعاني والشوكاني وغيرُهم؛ لأنّ الأصلَ استصحاب صحّة الصوم إلى أن يَرِدَ دليلٌ على الإبطال، وإلحاقه قياسيًّا بالمُجَامِعِ ظاهرٌ في الفَرْقِ لكون الجِمَاع أغلظ من الاستمناء، ويعارضه بعضُ الآثارِ السلفيةِ الدالَّةِ على أنّ المباشرةَ بغير جِماع لا تُفطر ولو أنزل، منها قولُ عائشةَ رضي الله عنها لِمَن سألها: ما يحلّ للرجل من امرأته صائمًا؟ قالت: «كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الجِمَاع» (2 - أخرجه عبد الرزاق في «المصنف»: (1258)، وانظر «السلسلة الصحيحة» للألباني: (1/ 434)، و «ما صح من آثار الصحابة في الفقه» لقادر الباكستاني: (2/ 654))، وعنها رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّم يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإرْبِهِ» (3 - أخرجه البخاري في «الصوم»، باب المباشرة للصائم: (1836)، ومسلم في «الصيام»، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته: (2579)، وأبو داود في «الصوم»، باب القبلة للصائم: (2382)، والترمذي في «الصوم»، باب ما جاء في مباشرة الصائم: (728)، وابن ماجه في «الصيام»، باب ما جاء في المباشرة للصائم: (1687)، وأحمد: (23654)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وقد ثبت عن ابن مسعود أنه كان يباشر امرأتَه نصف النهار وهو صائم (4 - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (9/ 314)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (9399)، والأثر صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/ 436))، وسُئِلَ جابرُ بن زيد عن رجل نظرَ إلى امرأته في رمضان فأمنى من شهوتها هل يفطر؟ قال: لا، يتمُّ صومه» (5 - أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (9447)، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/ 437): «إسناده جيّد»)، وما إلى ذلك من الآثار الصحيحة.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
منقول من موقعه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:26 ص]ـ
كل ما ذكره الشيخ الفاضل قد أجبنا عنه سلفاً. فلا جديد نناقشه في هذه الفتوى. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:56 ص]ـ
كل ما ذكره الشيخ الفاضل قد أجبنا عنه سلفاً. فلا جديد نناقشه في هذه الفتوى. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
أخي أبا يوسف أحسن الله إليك
أنا لم أتهمك بشيء بخصوص الشيخ الألباني بل أنت الذي اتهمتني بأنني اتهمتك [ابتسامة]
و لكنني لم أرض قولك
و أما الجديد الذي جاءك في هذه الفتوى أن هذا القول قال به جماعة من أهل العلم منهم ابن حزم فراجع المحلى و من ثم فلماذا يتهم الألباني أن هذا القول من غرائبه
و من الجديد أيضا ما جاء في الفتوى عن جابر بن زيد فهل يصح بعد هذا أن يقال أن في المسألة إجماع
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:01 ص]ـ
يا أخي قد ناقشت هذا الكلام مع أحد الإخوة على رابط آخر
قول جابر بن زيد إنما هو في ((الإنزال بالنظر)) ولا يخفاك أن الشافعية وغيرهم لا يرون أن هذا مفسد للصوم لأنه لا مباشرة فيه. فكيف توسعون مفهومه ليشمل ما لا يمكن الجزم به من عموم الإنزال الناشئ عن مباشرة.
وأما كلام ابن حزم رحمه الله ومن "تأثر به" فلا يصلح خارقاً لإجماع سابق. والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:08 ص]ـ
"وأما حديث جابر فلا دلالة فيه، إذ يحتمل أن الناظر لم يتعمد النظر، أو أن جابراً رضي الله عنه يرى أن الحكم بالفطر بالإنزال بالنظر محل مشقة. ولا يخفى عليك أن هذا أيضاً مذهب لبعض القائلين بالفطر بالإنزال. والله أعلم"
بل هذا كلامي في هذه الصفحة .. فلعلك لم تتابع الحوار.
وأذكُر -في غالب ظني- أن النووي رحمه الله وغيره أشاروا إلى مذهب جابر بن زيد التابعي في "شرح المهذب" ضمن من قال بعدم التفطير بالإنزال بالنظر.
بل قوله تعالى: ((فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)) مشعر بهذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/436)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:30 ص]ـ
"بل هذا كلامي في هذه الصفحة .. فلعلك لم تتابع الحوار.
.
لقد أخذت بنصيحتك و قرأت ما ذكر ت في مشاركاتك
فأنت تطالب من يناقشك بأن يأتيك بالقائل من السلف فإذا جاءك به قلت هذا يحتمل.
تقول أن دليلك الإجماع إن ثبت فأذا جاءك ما يثبت عدم الإجماع قلت هذا لا يصلح أن يخرق الإجماع.
تقول في مسألة أنها من غرائب الألباني فإذا قيل لك أن الألباني مسبوق بجماعة من أهل العلم عرفوا بالتحقيق قلت هذا مذهب ابن حزم و من تأثر به.
و ذكر لك قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الصائم قالت {كل شيء إلا الجماع} ففسرته بأشياء محدودة وحجرت واسعا أخي الكريم
فهل تظن بعد هذا أخي الكريم أني تابعت الحوار
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:44 ص]ـ
[ quote= محمد الأمين الجزائري;676319] لقد أخذت بنصيحتك و قرأت ما ذكر ت في مشاركاتك
فأنت تطالب من يناقشك بأن يأتيك بالقائل من السلف فإذا جاءك به قلت هذا يحتمل.
أطلب قولاً صريحاً .. وأنت تعرف أن ما دخله الاحتمال -كهذه الأقوال- يبطل بها الاستدلال.
تقول أن دليلك الإجماع إن ثبت فأذا جاءك ما يثبت عدم الإجماع قلت هذا لا يصلح أن يخرق الإجماع.
هل قول ابن حزم إذا سبقه إجماع في قرون .. يصلح ناقضاً لما أجمع عليه السابقون؟! محل خلاف. ونرى أن قول من سبق واتفاقهم حجة لا ينبغي المحيص عنها.
تقول في مسألة أنها من غرائب الألباني فإذا قيل لك أن الألباني مسبوق بجماعة من أهل العلم عرفوا بالتحقيق قلت هذا مذهب ابن حزم و من تأثر به.
من المخالف قبل ابن حزم؟ نريدقولاً صريحاً ثابتاً عن قائله قبله؟!
و ذكر لك قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الصائم قالت {كل شيء إلا الجماع} ففسرته بأشياء محدودة وحجرت واسعا أخي الكريم
وأنت حجرت النص الحديثي: (ويذر شهوته من أجلي). فأيهما أولى بأخذ عمومه حديث قدسي ثابت أم قول صحابي؟
ثم هل هذا صريح؟ نعم معناه أنه يحل له أن يقبل ويمس ويعانق و .... الخ
لكن دون أن يهتك حرمة صومه بالإنزال. فكل جسدها مباح عدا الفرج.
والقياس الصحيح من كون المنزِل قد قضى شهوة الفرج فوق ما يقضيه من أولج لحظة دون إنزال يفيد ذلك ويدل عليه.
فهل تظن بعد هذا أخي الكريم أني تابعت الحوار
ـ[سالم عدود]ــــــــ[26 - 09 - 07, 11:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:16 م]ـ
هل قول ابن حزم إذا سبقه إجماع في قرون .. يصلح ناقضاً لما أجمع عليه السابقون؟! محل خلاف. ونرى أن قول من سبق واتفاقهم حجة لا ينبغي المحيص عنها.
لعلك لم تنتبه فأنا ذكرت أن الإجماع منخرم بخلاف زيد لا ابن حزم و أما ابن حزم فذكرته لك لتعلم أنك اتهمت الألباني بالإغراب و قد أسأت أخي
سؤال: على ماذا أجمعوا؟
تقول في مسألة أنها من غرائب الألباني فإذا قيل لك أن الألباني مسبوق بجماعة من أهل العلم عرفوا بالتحقيق قلت هذا مذهب ابن حزم و من تأثر به.
ذكرت لك هذا حتى ترجع عن قولك أن هذا من غرائب الألباني فلم تجبني بعد
فهل رجعت عما اتهمت به الألباني
و ذكر لك قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الصائم قالت {كل شيء إلا الجماع} ففسرته بأشياء محدودة وحجرت واسعا أخي الكريم
وأنت حجرت النص الحديثي: (ويذر شهوته من أجلي). فأيهما أولى بأخذ عمومه حديث قدسي ثابت أم قول صحابي؟
ثم هل هذا صريح؟ نعم معناه أنه يحل له أن يقبل ويمس ويعانق و .... الخ
هل هذه التي ذكرت من الشهوة؟
لكن دون أن يهتك حرمة صومه بالإنزال. فكل جسدها مباح عدا الفرج.
والقياس الصحيح من كون المنزِل قد قضى شهوة الفرج فوق ما يقضيه من أولج لحظة دون إنزال يفيد ذلك ويدل عليه.
الصحيح أنه قياس مع الفارق و هو من الجديد الذي جاءك في الفتوى و لو كان صحيحا للزمت معه الكفارة و قد أجمع العلماء على عدم لزومها
فهل تظن بعد هذا أخي الكريم أني تابعت الحوار
أعانك الله على الخير
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الجزائري
أنا لست هنا لأنتقد الأشخاص .. بقدر ما يهمني التنفير من مثل هذه الأقوال
وهي أيضاً من غرائب ابن حزم -رحمه الله- الكثيرة.
وأما جابر بن زيد فقد ذكرت لك أنه لم يتعرض لمسألتك. فافهم إن كنت من طلبة العلم حقاً.
إن جابراً رحمه الله يتحدث عن أن الإنزال ((((بالنظر)))) لا يفسد الصوم. هداني الله وإياك.
والشافعية وآخرون لا يرون أنه مفسد للصوم، مع اتفاقهم على أن الإنزال بالمباشرة مفسد له.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 06:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الجزائري
وأما جابر بن زيد فقد ذكرت لك أنه لم يتعرض لمسألتك. فافهم إن كنت من طلبة العلم حقاً.
إن جابراً رحمه الله يتحدث عن أن الإنزال ((((بالنظر)))) لا يفسد الصوم. هداني الله وإياك.
والشافعية وآخرون لا يرون أنه مفسد للصوم، مع اتفاقهم على أن الإنزال بالمباشرة مفسد له.
جزاك الله خيرا أنا أسعى لأن أكون طالب علم أسأل الله أن يوفقني
و أنت مع كونك طالب علم فكذلك أسأل الله أن يعلمك ما ينفعك
لنك أخبرني ما هو المفسد للصوم؟
أهو الإنزال وحده
أم المباشرة وحدها
أم مجموع الأمرين
و إن كانت الثالثة فما الفرق بين من باشر بيده فأنزل و بين من باشر ببصره فأنزل
منكم نتعلم أخي الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/437)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 04:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على تواضعك
والمسألة حتى تتضح سأجعلها على النحو التالي:
1. من احتلم في نومه فإنه لا يفسد صومه بلا خلاف؛ لأنه عن غير قصد.
2. من باشر بتقبيل أو مس أو وطء فيما دون فرج أو كرر النظر فلم ينزل فإنه لا يفسد صومه عند الجماهير. (على خلاف فيما إذا أمذى).
3. من باشر بتقبيل أو مس أو وطء فيما دون فرج ذاكراً لصومه فأنزل فإنه يفسد صومه عند الجماهير.
4. من كرر النظر أو فكّر فأنزل (محل خلاف بين العلماء)
فالشافعية -مثلاً- لا يرون أن من نظر فأنزل أنه لا يفسد صومه لأنه إنزال عن غير مباشرة، وأما الحنابلة فإنهم يرونه مفسداً للصوم لأنه عن تسبب منه.
قال الإمام النووي في شرح المهذب: ((الثانية) إذا قبل أو باشر فيما دون الفرج بذكره أو لمس بشرة امرأة بيده أو غيرها فان أنزل المنى بطل صومه وإلا فلا لما ذكره المصنف ونقل صاحب الحاوى وغيره الاجماع على بطلان صوم من قبل أو باشر دون الفرج فأنزل ويستدل ايضا لعدم الفطر إذا لم ينزل بالاحاديث الصحيحة المشهورة " ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم " وسيأتي بيانها إن شاء الله تعالى وهذا الذى ذكرناه هو المذهب والمنصوص وبه قطع الجمهور وحكي إمام الحرمين عن والده انه حكي وجهين فيمن ضم امرأة إلى نفسه وبينهما حائل فأنزل قال وهو عندي كسبق ماء المضمضة قال فان ضاجعها متجردا فهو كالمبالغة في المضمضة قال وقد وجدت للشيخ أبى علي السنجي في الشرح رمزا إلى هذا قلت قد جزم المتولي بأنه لو قبلها فوق خمار فأنزل لا يفطر لعدم المباشرة قال ولو لمس شعرها فأنزل ففى بطلان صومه وجهان بناء علي انتقاض الوضوء بمسه
(الثالثة) إذا جامع قبل الفجر ثم نزع مع طلوعه أو عقب طلوعه وأنزل لم يبطل صومه لانه تولد من مباشرة مباحة فلم يجب فيه شئ كما لو قطع يد رجل قصاصا فمات المقتص منه فهذا هو التعليل الصحيح وأما قول المصنف لانه تولد من مباشرة هو مضطر إليها فليس بمقبول
(الرابعة) إذا نظر إلى امرأة ونحوها وتلذذ فأنزل بذلك لم يفطر سواء كرر النظر أم لا وهذا لا خلاف فيه عندنا الا وجها شاذا حكاه السرخسي في الامالي أنه إذا كرر النظر فأنزل بطل صومه، والمذهب الاول. وبه قال أبو الشعثاء جابر بن زيد التابعي وسفيان الثوري وأبو حنيفة وأبو يوسف وأبو ثور وحكى ابن المنذر عن الحسن البصري هو كالجماع فيجب القضاء والكفارة ونحوه عن الحسن بن صالح، وعن مالك روايتان:
(أحدهما) كالحسن
(والثانية) ان تابع النظر فعليه القضاء والكفارة والا فالقضاء. قال ابن المنذر: لا شئ عليه ولو احتاط فقضى يوما فحسن. قال صاحب الحاوى أما إذا فكر بقلبه من غير نظر فتلدذ فأنزل فلا قضاء عليه ولا كفارة بالاجماع قال وإذا كرر النظر فأنزل أثم وان لم يجب القضاء).
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 06:53 ص]ـ
وفي مغني المحتاج (1/ 428): (و "الإمساك" عن الاستمناء " وهو إخراج المني بغير جماع محرما كأن أخرجه بيده أو غير محرم كإخراجه بيد زوجته أو أمته. "
فيفطر به " لأن الإيلاج من غير إنزال مفطر فالإنزال بنوع شهوة أولى. "
وكذا خروج المني " يفطر به إذا كان " بلمس وقبلة ومضاجعة " بلا حائل لأنه إنزال بمباشرة " لا فكر " وهو إعمال الخاطر في الشيء " ونظر بشهوة " إذا أمنى بهما أو بضم امرأة بحائل بشهوة وإن تكررت الثلاثة بها إذ لا مباشرة فأشبه الاحتلام مع أنه يحرم تكريرها وإن لم ينزل
وقيل: إن اعتاد الإنزال بالنظر أفطر، وقيل: إن كرر النظر فأنزل أفطر.
ولو لمس شعر امرأة فأنزل ففي فطره عن المتولي وجهان بناهما على انتقاض الوضوء بلمسه ومقتضاه أنه لا يفطر وهو كذلك).
وفي كشاف القناع (6/ 37): ((أَوْ اسْتَمْنَى) أَيْ: اسْتَدْعَى الْمَنِيَّ (فَأَمْنَى أَوْ أَمْذَى)؛ لِأَنَّهُ إذَا فَسَدَ بِالْقُبْلَةِ الْمُقْتَرِنَةِ بِالْإِنْزَالِ فَلَأَنْ يَفْسُدَ بِهِ بِطَرِيقِ أَوْلَى فَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ فَقَدْ أَتَى مُحَرَّمًا وَلَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ، وَإِنْ أَنْزَلَ لِغَيْرِ شَهْوَةٍ فَلَا كَالْبَوْلِ (أَوْ قَبَّلَ أَوْ لَمَسَ أَوْ بَاشَرَ دُونَ الْفَرْجِ فَأَمْنَى أَوْ أَمْذَى) لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد {عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي فَعَلْتُ أَمْرًا عَظِيمًا قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ تَمَضْمَضْتَ مِنْ إنَاءٍ وَأَنْتَ صَائِمٌ قُلْتُ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ فَمَهْ} فَشَبَّهَ الْقُبْلَةَ بِالْمَضْمَضَةِ مِنْ حَيْثُ إنَّهَا مِنْ مُقَدِّمَاتِ الْفِطْرِ فَإِنَّ الْقُبْلَةَ إذَا كَانَ مَعَهَا نُزُولٌ أَفْطَرَ وَإِلَّا فَلَا ذَكَرَهُ فِي الْمُغْنِي وَالشَّرْحِ وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ غَايَتَهُ: أَنَّهَا قَدْ تَكُونُ وَسِيلَةً وَذَرِيعَةً إلَى الْجِمَاعِ وَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ لَا فِطْرَ بِدُونِ الْإِنْزَالِ لِقَوْلِ عَائِشَةَ {كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَرُوِيَ بِتَحْرِيكِ الرَّاءِ وَسُكُونِهَا وَمَعْنَاهُ حَاجَةُ النَّفْسِ وَوَطَرِهَا وَقِيلَ: بِالتَّسْكِينِ الْعُضْوُ وَبِالتَّحْرِيكِ الْحَاجَةُ (أَوْ كَرَّرَ النَّظَرَ فَأَمْنَى)؛ لِأَنَّهُ إنْزَالٌ بِفِعْلٍ يَلْتَذُّ بِهِ وَيُمْكِنُ التَّحَرُّزُ مِنْهُ أَشْبَهَ الْإِنْزَالَ بِاللَّمْسِ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/438)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 07:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أنا أسعى لأن أكون طالب علم أسأل الله أن يوفقني
و أنت مع كونك طالب علم فكذلك أسأل الله أن يعلمك ما ينفعك
لنك أخبرني ما هو المفسد للصوم؟
أهو الإنزال وحده
أم المباشرة وحدها
أم مجموع الأمرين
و إن كانت الثالثة فما الفرق بين من باشر بيده فأنزل و بين من باشر ببصره فأنزل
منكم نتعلم أخي الكريم
====
لعل إجابة سؤلك اتضحت مما سبق:
المفسد: تعمُّد الإنزال بأي وسيلة كانت.
وعند بعض العلماء: تعمُّد الإنزال بالمباشرة.
فالمباشرة وحدها لا تفسد الصوم كالقبلة واللمس ....
والإنزال بلا تعمد وتسبب لا يفسد الصوم كالاحتلام في المنام ....
ولعلك عرفت الحجة عند من فرق بين الإنزال بالنظر أو بالمباشرة كما مر في كلام النووي رحمه الله. ويبقى قولهم كقول التابعي جابر قابلاً للأخذ والرد. والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 08:57 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
وماذهب إليه ابن حزم والألباني هو قول جماعة من الحنفية
في الهداية
(قَالَ (فَإِنْ نَامَ فَاحْتَلَمَ لَمْ يُفْطِرْ) لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ثَلَاثٌ لَا يُفْطِرْنَ الصِّيَامَ الْقَيْءُ وَالْحِجَامَةُ وَالِاحْتِلَامُ}، وَلِأَنَّهُ لَمْ تُوجَدْ صُورَةُ الْجِمَاعِ وَلَا مَعْنَاهُ وَهُوَ الْإِنْزَالُ عَنْ شَهْوَةٍ بِالْمُبَاشَرَةِ (وَكَذَا إذَا نَظَرَ إلَى امْرَأَةٍ فَأَمْنَى) لِمَا بَيَّنَّا فَصَارَ كَالْمُتَفَكِّرِ إذَا أَمْنَى وَكَالْمُسْتَمْنِي بِالْكَفِّ عَلَى مَا قَالُوا
انتهى
وفي العناية شرح الهداية
((وَكَالْمُسْتَمْنِي بِالْكَفِّ) يَعْنِي إذَا عَالَجَ ذَكَرَهُ بِكَفِّهِ حَتَّى أَمْنَى لَمْ يُفْطِرْ (عَلَى مَا قَالُوا) أَيْ الْمَشَايِخُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الْإِسْكَافِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ لِعَدَمِ الْجِمَاعِ صُورَةً وَمَعْنًى.
وَعَامَّتُهُمْ عَلَى أَنَّهُ يَفْسُدُ صَوْمُهُ.
قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّجْنِيسِ: الصَّائِمُ إذَا عَالَجَ ذَكَرَهُ بِيَدِهِ حَتَّى أَمْنَى يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ هُوَ الْمُخْتَارُ لِأَنَّهُ وُجِدَ الْجِمَاعُ مَعْنًى.
قِيلَ فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ مَعْنَى الْجِمَاعِ يَعْتَمِدُ الْمُبَاشَرَةَ عَلَى مَا قُلْنَا وَلَمْ يُوجَدْ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ مَعْنَاهُ وُجِدَ مَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ الْجِمَاعِ وَهُوَ قَضَاءُ الشَّهْوَةِ، وَهَلْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ إنْ أَرَادَ الشَّهْوَةَ؟ لَا يَحِلُّ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {نَاكِحُ الْيَدِ مَلْعُونٌ}
وَإِنْ أَرَادَ تَسْكِينَ مَا بِهِ مِنْ الشَّهْوَةِ أَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ عَلَيْهِ وَبَالٌ)
انتهى
وفي فتح القدير شرح الهداية
((قَوْلُهُ عَلَى مَا قَالُوا) عَادَتُهُ فِي مِثْلِهِ إفَادَةُ الضَّعْفِ مَعَ الْخِلَافِ.
وَعَامَّةُ الْمَشَايِخِ عَلَى الْإِفْطَارِ.
وَقَالَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّجْنِيسِ: أَنَّهُ الْمُخْتَارُ كَأَنَّهُ اُعْتُبِرَتْ الْمُبَاشَرَةُ الْمَأْخُوذَةُ فِي مَعْنَى الْجِمَاعِ أَعَمُّ مِنْ كَوْنِهَا مُبَاشَرَةَ الْغَيْرِ أَوَّلًا بِأَنْ يُرَادَ مُبَاشَرَةٌ هِيَ سَبَبُ الْإِنْزَالِ سَوَاءٌ كَانَ مَا بُوشِرَ مِمَّا يُشْتَهَى عَادَةً أَوْ لَا، وَلِهَذَا أَفْطَرَ بِالْإِنْزَالِ فِي فَرْجِ الْبَهِيمَةِ وَالْمَيْتَةِ وَلَيْسَ مِمَّا يُشْتَهَى عَادَةً، هَذَا وَلَا يَحِلُّ الِاسْتِمْنَاءُ بِالْكَفِّ ذَكَرَ الْمَشَايِخُ فِيهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ {نَاكِحُ الْيَدِ مَلْعُونٌ}، فَإِنْ غَلَبَتْهُ الشَّهْوَةُ فَفَعَلَ إرَادَةَ تَسْكِينِهَا بِهِ فَالرَّجَاءُ أَنْ لَا يُعَاقَبَ)
انتهى
وفي المحيط
(نوع منه: إذا عالج ذكره بيده حتى أمنى، قال أبو بكر، وأبو القاسم: لا يفسد صومه، وعامة مشايخنا استحسنوا، وأفتوا بالفساد)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 09:10 ص]ـ
جزيت خيرا
فائدة نفيسة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 09 - 07, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
1. هل يفسد حج من باشر امرأته فأنزل قبل التحلل الأول؟
ليس ثمة " شهوته " و " لذته " و " زوجته "!
2. هل يقام الحد على من باشر أجنبية فأنزل مستمتعاً دون إيلاج؟
بالطبع: لا
والذي يقام عليه الحد هو من أولج ولو لم يستمتع أو لم ينزل!!
3. قوله تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} يعني الجماع، وفسر قوله {وابتغوا ما كتب الله لكم} بالولد! وذكر {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم ... } ثم قال {ثم أتموا الصيام إلى الليل} فصار الصيام عن الذي ذكر إباحته: الطعام، والشراب، والجماع.
4. " كان يباشر وأنا حائض "
" كان يباشر وهو صائم "
الكلام يفسر بعضه بعضا، المباشرة في الحديثين: دون الإيلاج لحرمته في حال الحيض.
(هذا لإثراء النقاش والبحث في المسألة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/439)
ـ[الوائلي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 05:32 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 02:05 ص]ـ
[ quote= إحسان العتيبي;676898] جزاكم الله خيراً
1. هل يفسد حج من باشر امرأته فأنزل قبل التحلل الأول؟
ليس ثمة " شهوته " و " لذته " و " زوجته "!
قال الله تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. والرفث يدخل فيه: مقدمات الجماع كما قرر ذلك غير واحد.
2. هل يقام الحد على من باشر أجنبية فأنزل مستمتعاً دون إيلاج؟
بالطبع: لا
والذي يقام عليه الحد هو من أولج ولو لم يستمتع أو لم ينزل!!
لا يقام الحد عليه؛ لأن الحد إنما هو في الزنا بالإيلاج، والمباشرة فيما دون الفرج ليست داخلة في مسمى "الزنا". ففاعلها لا يسمى زانياً.
وأما مسألتنا فجوهرها: هل من أنزل بمباشرة أجنبية يعتبر ممسكاً عن شهوته؟.
فالمناط مختلف.
3. قوله تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} يعني الجماع، وفسر قوله {وابتغوا ما كتب الله لكم} بالولد! وذكر {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم ... } ثم قال {ثم أتموا الصيام إلى الليل} فصار الصيام عن الذي ذكر إباحته: الطعام، والشراب، والجماع.
قلنا يا أبا طارق: إن هذا مشعر بذلك؛ لأن الرفث يطلق على الجماع ومقدماته، كما قرر ذلك غير واحد.
4. " كان يباشر وأنا حائض "
" كان يباشر وهو صائم "
الكلام يفسر بعضه بعضا، المباشرة في الحديثين: دون الإيلاج لحرمته في حال الحيض.
كأنك تريد: أن هذه المباشرة يحصل معها إنزال ولا بد .. وليس الأمر كذلك.
فالإنزال أمر زائد على مجرد المباشرة وليس داخلاً في معناها.
فهو يباشر حال الحيض بغض النظر أنزل أم لا (ليس في منطوق الكلام المذكور) .. وإنما يُفهَم من أمر خارج عن اللفظ. والله أعلم.
(هذا لإثراء النقاش والبحث في المسألة)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 02:43 ص]ـ
إثراءً للموضوع أيضاً:
قال ابن قدامة في "المغني" (4/ 363): " وَلَوْ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا , وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ , فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ " انتهى.
وقال أيضا (4/ 361): " إذَا قَبَّلَ فَأَمْنَى فَيُفْطِرَ بِغَيْرِ خِلافٍ نَعْلَمُهُ ".
وقال النووي في "المجموع" (6/ 349):" إذَا قَبَّلَ أَوْ بَاشَرَ فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ بِذَكَرِهِ أَوْ لَمَسَ بَشَرَةَ امْرَأَةٍ بِيَدِهِ أَوْ
غَيْرِهَا , فَإِنْ أَنْزَلَ الْمَنِيَّ بَطَلَ صَوْمُهُ وَإِلا فَلا , وَنَقَلَ صَاحِبُ الْحَاوِي وَغَيْرُهُ الإِجْمَاعَ عَلَى بُطْلانِ صَوْمِ مَنْ قَبَّلَ أَوْ
بَاشَرَ دُونَ الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ ".
وقال في "بداية المجتهد" (1/ 382): " كلهم يقولون أن من قبل فأمنى فقد أفطر ".
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 296):
" لا أعلم أحدا أرخص في القبلة للصائم إلا وهو يشترط السلامة مما يتولد منها، وأن من يعلم أنه يتولد عليه منها ما يفسد صومه وجب عليه اجتنابها ".
في فتاوى الإسلام سؤال وجواب:
(وبهذين الدليلين: قضاء الشهوة، وإضعاف البدن، استدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أن الاستمناء مفسد للصيام. انظر "مجموع الفتاوى" (25/ 251)).
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء (10/ 256):
" الاستمناء في رمضان وغيره حرام، لا يجوز فعله؛ لقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)، وعلى من فعله في نهار رمضان وهو صائم أن يتوب إلى الله، وأن يقضي صيام ذلك اليوم الذي فعله فيه، ولا كفارة؛ لأن الكفارة
إنما وردت في الجماع خاصة " انتهى.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 08:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً
1. هل يفسد حج من باشر امرأته فأنزل قبل التحلل الأول؟
ليس ثمة " شهوته " و " لذته " و " زوجته "!
قال الله تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. والرفث يدخل فيه: مقدمات الجماع كما قرر ذلك غير واحد.
فهل من رفث حكمه حكم من جادل وفسق؟!!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 06:04 م]ـ
غاية ما دل عليه هذا الدليل: أن ذلك لا يجوز في الإحرام.
أما فساد الحج به فمأخوذ من أدلة أخرى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/440)
قال الحافظ في تلخيص الحبير: (رَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ {أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُذَامَ جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَهُمَا مُحْرِمَانِ، فَسَأَلَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اقْضِيَا نُسُكًا وَاهْدِيَا هَدْيًا}.
رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَعَ إرْسَالِهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ فِي مُوَطَّئِهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرْسَلًا أَيْضًا.)
قال الأمين الشنقيطي في الأضواء: (وإذا كانت هذه المسألة المذكورة ليس فيها عن النَّبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث المنقطع سنده تبين: أن عمدة الفقهاء فيها على الآثار المروية عن الصحابة، فمن ذلك ما رواه مالك في الموطأ بلاغاً أن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبا هريرة رضي الله عنهم سئلوا عن رجل أصاب أهله، وهو محرم بالحج؟ فقالوا: يَنْفُذَانِ يمضيان لوجههما حتى يقضيا حجهما ثم عليهما حج قابل والهدي. قال: وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وإذا أهلا بالحج من عام قابل تفرقا حتى يقضيا حجهما ا ه.
وهذا الأثر عن هؤلاء الصحابة منقطع أيضاً كما ترى.
وفي الموطأ أيضاً: عن مالك، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: ما ترون في رجل وقع بامرأته وهو محرم؟ فلم يقل له القوم شيئاً. فقال سعيد: إن رجلاً وقع بامرأته، وهو محرم، فبعث إلى المدينة يسأل عن ذلك، فقال بعض الناس: يفرق بينهما إلى عام قابل، فقال سعيد بن المسيب: لِيَنْفُذَا لِوُجهِهِمَا فَلْيُتِمَّا حَجَّهُمَا الذي أفسداه، فإذا فرغا رجعا، فإن أدركهما حج قابل فعليهما الحج والهدي، ويُهِلانِ من حيث أهَلاَّ بحجهما الذي أفسداه ويتفرقان، حتى يقضيا حجهما).
وعند البيهقي: ((وأخبرنا) أبو بكر محمد بن احمد بن زكريا أنبأ أبو طاهر ثنا جدى محمد بن اسحاق بن خزيمة ثنا على بن حجر ثنا اسمعيل بن جعفر ثنا حميد عن أبى الطفيل عامر بن واثلة عن ابن عباس رضى الله عنه في رجل وقع عى امرأته وهو محرم قال اقضيا نسككما وارجعا إلى بلدكما فإذا كان عام قابل فاخرجا حاجين فإذا احرمتما فتفرقا ولا تلتقيا حتى تقضيا نسككما وأهديا هديا - (ورواه) عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبى الطفيل عن ابن عباس في هذه القصة ثم أهلا من حيث اهللتما اول مرة)
قال الطريفي في التحجيل: (وأما أثر ابن عباس:
فأخرجه البيهقي في "الكبرى": (5/ 167) من طريق علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا حميد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن ابن عباس رضي الله عنه في رجل وقع على امرأته وهو محرم، قال: اقضيا نسككما، وارجعا إلى بلدكما، فإذا كان عام قابل فاخرجا حاجين، فإذا أحرمتما فتفرقا، ولاتلتقيا حتى تقضياً نسككما واهديا هدياً.
وإسناده صحيح.
وأخرج البيهقي في "الكبرى": (5/ 168،172) عن شعبة، وسعيد بن منصور في "سننه" ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق": (6/ 148) عن هشيم، كلاهما عن أبي بشر عن رجل من بني عبد الدار - زاد شعبة: وسعيد بن جبير ثم اتفقا - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بمعناه.
وإسناده صحيح.
وأخرج البيهقي: (5/ 168) من طريق محمد بن بكر ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عكرمة أخبره عن ابن عباس نحوه.
وإسناده صحيح.
وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف": (4/ 1/136) من طريق أبي بكر ابن عيّاش عن عبد العزيز بن رُفيع عن عبد الله بن وهبان عن ابن عباس نحوه.
وإسناده ضعيف، عبد الله بن وهبان لا يعرف، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير": (5/ 220) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": (5/ 192) وابن حبان في "الثقات": (5/ 52) ولم يتكلموا عليه بشيء، وبقية رجال الخبر ثقات).
فإذا ثبت هذا كما ترى كان المعوَّل عليه والعلم عند الله تعالى.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 06:42 م]ـ
جزاك الله خيراً
كما ترى
الآية غاية ما تدل عليه أن الرفث لا يجوز
وكل ما جئت به من أدلة وأقوال كانت في " الجماع "!
وفقك الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 07:00 م]ـ
شيخ إحسان
لم أفهم ما تريده. إلا إن كنت تريد أن تقصر الكلام على قوله تعالى: ((أُحِل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)) وتربطها بآية الحج.
فالجواب عن ذلك: منع الجماع ومقدماته في العبادتين. فلما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل أهله ومباشرتهم حال الصيام خرج ذلك من العموم وعدنا لدلالة السنة دون أن نوسع هذا الترخيص ليؤثر على العموم الأول.
لعلي وصلت الى ما تبتغي الكلام حوله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 07:03 م]ـ
أم تريد أن الإنزال لا يجوز حال الصيام ولكنه لا يبطل الصوم؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:34 ص]ـ
فإن كانت هذه الأخيرة فلا أظن فقيهاً يقول بها، وإلا لقيل: الأكل والشرب غير جائزان حال الصوم، ولكنهما لا يبطلانه!!.
وكما أن حقيقة الصوم تكون بالإمساك عن الأكل والشرب، فكذلك الإنزال؛ فإن المنزِل قد قضى شهوته ونافى مقصود الصوم ومعناه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/441)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:08 ص]ـ
إنما أنا مستفيد
ولعله يتبين للباحث غير ما كان يتصور من واقع المسألة وواقع أدلتها ومن قال بها
جزا الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:12 ص]ـ
وإياك
وأنا كذلك أستفيد منكم ومن سائر الإخوة الفضلاء بهذا الملتقى المبارك.(37/442)
مسألة في حق الوالدين ...... ؟
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , من حقوق الوالدين أعطاهما من المال ان تيسر ذلك عند الأبن ولقد ورد حديث عن الرسو ل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول (((أنت ومالك لأبيك .. ))).
هل الحديث يقصد به الحقيقة اما الكنياية وذلك لان المال محترم في الشريعية(37/443)
حديث اختلف فيه الإمام أبو داود والإمام عبد الله بن أحمد فأيهما يقدم؟
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:19 م]ـ
قال عبد الله بن أحمد (4/ 132): حدثني أبي ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، حدثني عبد الرحمن بن ميْسرة الحضرمي، سمعت المقدام بن معد يكرب الكندي قال:
أُتيَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ: فغسل كفيه ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، [ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً] و مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً.
قال أبو داود (121):حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، حدثني عبد الرحمن بن ميْسرة الحضرمي، سمعت المقدام بن معد يكرب الكندي قال:
أُتيَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ: فغسل كفيه ثلاثاً [ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً] وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.
............
رواية عبد الله بن أحمد احتج بها الشيخ الألباني في تمام المنة (ص88) على أن الترتيب في الوضوء ليس واجباً.
ورواية أبي داود مخالفة لها وكلاهما بنفس السند فأيهما يقدم في الحفظ عبد الله بن أحمد أم أبو داود؟
وأي الروايتين المحفوظة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:45 م]ـ
قال الشيخ سعيد المري حفظه الله
هذا الحديث رواه أحمد في مسنده (4/ 132) ومن طريقه أبو داود ح (121) ورواه ابن الجارود ح (74) من طريق محمد بن يحيى، والطبراني في الكبير (20/ 276) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأبي زيد الحوطيين أربعتهم (أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى وابن نجدة وأبو زيد) عن أبي المغيرة قال حدثنا حريز بن عثمان قال حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي قال: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ثم مضمض واستنشق ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا"
ولفظ أبي داود عن أحمد فيه تقديم المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه حسب ما في طبعة محي الدين عبد الحميد،
ويؤيدها أن الزيلعي ذكر الحديث بتقديم المضمضة والاستنشاق وعزاه لأبي داود، ولفظ ابن الجارود: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما".
وقد تابع أبا المغيرة في رواية هذا الحديث عن حريزٍ الوليد بنُ مسلم بلفظ: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه فأمرهما حتى بلغ القفا ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه" أخرجه أبو داود ح (122) وبنحوه ابن ماجه ح (442، 457) وغيرهما.
وفي إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن ميسرة قال فيه ابن المديني مجهول لم يرو عنه غير حريز، وقال أبو داود شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال العجلي شامي تابعي ثقة، انظر تهذيب التهذيب (6/ 254).
وعليه فإن مثل هذا الحديث لا يصلح أن يكون حجة لجواز ترك الترتيب في الوضوء لأمرين:
(الأول) كون راويه ليس ممن اشتهر بالعلم والحفظ، وقد خالفت روايته على تقدير ثبوت لفظها عنه دلالة الكتاب والروايات المتكاثرة عن صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(الثاني) عدم الاطمئنان إلى ثبوت هذه اللفظة عن راوي الحديث لاختلاف الرواة عنه في ذلك، على أني أظن بأن سياق روايته من طريق أبي المغيرة إنما جاءت لبيان كون وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ثلاثاً ثلاثاً، دون مراعاة للإتيان بالحديث على وجهه، والله تعالى أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5539
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:19 م]ـ
أحسن الله إليكما
واضح أن الإمام أبا داود له روايتان:
الأولى موافقة لرواية عبد الله بن أحمد بتأخير المضمضة والاستنشاق:
وهذه الرواية في طبعة الشيخ عوامة لأبي داود (1/ 204) برقم 122 وفي تحفة الأشراف (برقم 11573) (8/ 511) وفي عون المعبود (1/ 145) وعليها يدل كلام الشارح حيث حكم عليها بالشذوذ. وهي موافقة لرواية الطبراني في المعجم الكبير (20/ 276)
الرواية الثانية وهي مخالفة لرواية عبد الله بن أحمد بذكر المضمضة والاستنشاق في موضعهما:
وهذه الرواية في طبعة الشيخ محي الدين عبد الحميد لأبي داود (121) وكذا في طبعة بيت الأفكار الدولية (وهي مأخوذة من طبعة الدعاس) وعزها الزيلعي في نصب الراية (1/ 12) لأبي داود.
فأي الروايتين هي الصواب؟
الظاهر والله أعلم أن الرواية الأولى (التي بتأخير المضمضة هي الصواب) وأن الثانية خطأ من النساخ وهو فيما يبدو خطأ قديم لعزو الزيلعي هذه الرواية لأبي دواد .. ولا عجب في ذلك فقد ذكر المزي رحمه الله خطأً في ابن ماجه وقال: وهو خطأٌ قديم.
وهذا أولى من نصب المخالفة بين أبي داود وعبد الله بن أحمد.
والروايات المختصرة عند ابن ماجه وابن الجاورد لا تفيدنا شيئاً هنا.
أما عن الحكم على الحديث فهذا شيء آخر
والذي يظهر من حال عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أنه صدوق ومثله لا يحتمل هذه المخالفة فروايته منكرة .. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/444)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 03:03 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك، وما تفضلت به ترجيح قوي وجيد من ناحية اللفظ الصحيحة عند أبي داود ومن ناحية رد هذه الرواية التي تفرد بها عبدالرحمن بن ميسرة.
وفي طبعة سنن أبي داود بتحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي التي طبعتها دار الكتب العلمية! وقد اعتمد فيها على بعض المخطوطات القديمة التي يرمز لها بالرمز (د)
فجاء الحديث عنده كما هي رواية عبدالله في المسند ووضعها بين قوسين ثم قال في الحاشية (نقص في (د) و (خ)
قال المحقق لسنن أبي داود طبع دار الكتب العلمية (1/ 32) في وصفه للنسخة التركية التي اعتمد عليها
(هذه النسخة قديمة مجزأة إلى جزئين، كان الفراغ من نسخها في آخر شهر ذي الحجة آخر عام 492
وفي آخرها (بلغت المعارضة بأصل الشيخ الفقيه الحافظ أبي علي رضي الله عنه -أي اللؤلؤي- وكان أصله قد عارضه بأصل أبي بكر بن داسة، وابن الأعرابي، وأبي عيسى الرملي والحمد لله على ذلك، وكان الفراغ منه في عقب شهر شعبان من سنة خمس وتسعين وأربع مئة
وهذه النسخة عليها هوامش وتقييدات، وعزو إلى رواية الرواة الأربعة وذلك في بعض الأحيان 0
وجاء في آخر الجزء الأول والثاني: تمت بقرائتي على الشيخ الفقيه أبي مروان عبدالملك بن توبة المعروف بالبيطار سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة والحمد لله)
هذه النسخة محفوظة في المكتبة السليمانية استانبول رئيس الكتاب رقم (145) أوراقها 364ق قياسها 16 x25 سم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=21011#post21011(37/445)
فضلاً من لديه برنامج جيد ومجرَّب للبحث عن النصوص في ملفات الحاسب
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:22 م]ـ
أيها الإخوان الكرام
فضلاً من لديه برنامج جيد ومجرَّب للبحث عن النصوص في ملفات الحاسب
فلبدلنا عليه وعلى رابطه مشكوراً مأجوراً إن شاء الله
إذ إن الكتب والملفات الموجودة عندي في الحاسب بلغت مبلغاً يتجاوز قدرة الذاكرة على التذكُّر
وبرنامج البحث الموجود في الويندوز لا يقوم بالمطلوب
والله يتولى الجميع برعايته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 03:18 م]ـ
حفظكم الله ونفع بكم
هذا رابط لبرنامج للبحث
وأما عن التجربة (فجرب وأنت الحكم)
وأنصح بقراءة المشاركات قبل التحميل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=50203#post50203
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 04:52 م]ـ
انظر الرابط التالى - برنامج tdSearch حمله من هنا
http://www.dtsearch.com/ftp_pub/dtsearchupgrade632.exe
الشرح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attac...tachmentid=4267
إقتباس: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17939
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله الفاخري
أخي الفاضل
إليك ملفا يحمل شرحا لعمل البرنامج فجربه وأخبرني
ولاحظ أنه لقراءة الملف المرفق جيدا لابد أولا من فك الضغط عنه
وهذا البرنامج هو برنامج ممتاز وهو المستخدم في برنامج المحدث الشهير
والسلام عليكم
البرنامج رائع و سريع جدا و افضل البرامج الموجوده على الاطلاق فى بابه
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:17 ص]ـ
جرّب هذا أيضًا:
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
==============================
لقد أخطأت .. وضعت للأخ رابطًا للبحث عن الأحاديث .. فأنا آسف، لم أنتبه!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:26 ص]ـ
أفضل برنامج مجاني على الإطلاق هو برنامج غوغل. فهو سهل الاستعمال جداً، وبإمكانه إنشاء بحث سريع جداً تماماً وكأنه تبحث في الانترنت. وسأتكلم إن شاء الله لاحقا عن ميزاته وسيئاته، وعن كيفية تأهيل الملفات العربية لمحركات البحث سواء غوغل أو غيرها، لكن في موضوع مستقل.
أما برنامج tdSearch فهو غير مجاني وبطيئ جدا في إنشاء الفهارس. وهناك أفضل منه إذا كنت مستعدا للبرامج الغير مجانية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 02 - 05, 08:21 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24759
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولتحميله:
اضغط هنا
http://www.arabteam2000.com/AppLib/show.asp?ID=108
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[06 - 02 - 05, 05:39 م]ـ
جرب وستدعو لي
كنت قد أضفته للملتقى ولم ينتبه له أحد
وهذا هو الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24884
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[06 - 02 - 05, 06:45 م]ـ
أفضل برنامج مجاني على الإطلاق هو برنامج غوغل. فهو سهل الاستعمال جداً، وبإمكانه إنشاء بحث سريع جداً تماماً وكأنه تبحث في الانترنت.
جزاكم الله خيرًا.
وهلا وضعتَ لنا برنامج غوغل هنا لنحمله بارك الله فيك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 02 - 05, 06:51 م]ـ
حول غوغل
http://news.bbc.co.uk/1/hi/technology/2786761.stm
منقول
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:36 م]ـ
أخي راضي عبد المنعم
تفضل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24759
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[07 - 02 - 05, 10:56 ص]ـ
شكر الله لكم أخي محمد، وقد حملت البرنامج، لكن يظهر أنه لا يعمل إلا على ويندوز xp , or2000(37/446)
فوائد وفرائد من كتب الإجماعات.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[23 - 11 - 04, 05:39 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.أما بعد:
فهذه فوائد وفرائد قيدتها اثناء قراءتي لبعض كتب الإجماعات. أسال الله تعالى أن ينفع بها.
وقبل البدء بذكر الفوائد والفرائد أحب أن انبه على امرين:
1 - اعتراض وجواب:- قد يعترض بعض الاخوة على قراءة كتب الإجماعات لانها بمثابة مرجع
وليست للقراءة المجردة ولاشك أن هذا الرأي له حظ من النظر. ولكن مما دفعني إلى قراءتها جمع إجماعات الصحابة رضي الله عنهم واخراجها في بحث مستقل، وقد تكلمت عن هذا الموضوع قديماً باسم أحد الاخوة.وتجدونه على هذا الرابط:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4928
2- ذكر بعض الكتب التي تسنى لي قراءتها:-
1 - الإجماع لابن المنذر،تحقيق د/أبو حماد حنيف،ط الثانية 1420هـ، مجلد لطيف.
2 - مراتب الإجماع لابن حزم، دار زاهد القدسي، ط الثالثة،غلاف.
3 - الإجماع لابن عبدالبر، جمع وترتيب /فؤاد الشلهوب وعبدالوهاب الشهري،دار القاسم، مجلد.
4 - موسوعة الإجماع لابن تيمية،جمع وترتيب /عبدالله البوصي، ط الثانية1421هـ، مجلد.
5 - موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي لسعدي أبوجيب، دار الفكر ط الثالثة 1419هـ، ثلاث مجلدات.
ــــــــــــ
6 - _الإقناع في مسائل الإجماع لابن القطان، تحقيق حسن الصعيدي، دار الفاروق الحديثة، ط الأولى 1424هـ في مجلدين. ولا زلت أقرأ فيه أعانني الله على تمامه.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:36 م]ـ
قال ابن المنذر:-
1 - وأجمعوا على أن الضحك في الصلاة ينقض الصلاة صـ31.
2 - أجمعوا على أن الوضوء لايجوز بماء الورد، وماء الشجر،وماء العصفر، ولاتجوز الطهارة إلا بماء مطلق يقع عليه اسم الماء صـ32.
3 - وأجمعوا على أن لا إعادة على من بدأ بيساره قبل يمينه في الوضوء صـ34.
4 - وقد أجمع عوام أهل العلم على أن الذي يجب على من لا خف عليه،غسل القدمين إلى الكعبين صـ35.
5 - وأجمعوا على أن الرجل إذا رأى في منامه أنه احتلم،أو جامع ولم يجد بللاً أن لا غسل عليه
صـ37.
وقد ذكر المحقق حصول خلاف في ذلك.ولكن ليس هدفي تحقيق صحة الإجماع من عدمه، وبالمناسبة فيه كتاب (أحكام الإجماع والتطبيقات عليها) من خلال كتابي ابن المنذر وابن حزم في باب الطهارة،بقلم د/خلف محمد.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:31 ص]ـ
نعوذ بالله من العجلة!.
الفائدة الخامسة:وأجمعوا على أن الرجل إذا رأى في منامه أنه احتلم،أو جامع ولم يجد بللاً أن لا غسل عليه.
محل إجماع من أهل العلم،وقد نقل الإجماع غير ابن المنذر ابن قدامة والنووي وابن عبدالبر.
وانما ذكر المحقق الخلاف فيمن رأى بللاً، ولم يذكر احتلاماً .... .
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:16 م]ـ
6 - وأجمعوا على أن صلاة من أقتصر على تسليمة واحدة جائز صـ43.
7 - وأجمعوا على أن الحرة البالغة أن تخمر رأسها،إذا صلت، وعلى أنها إن صلت وجميع رأسها مكشوف أن عليها إعادة الصلاة صـ49.
8 - كل من نحفظ عنه من أهل العلم يستحبون إجمار ثياب الميت صـ50.
9 - وأجمعوا على أن الزكاة لايجوز دفعها إلى الوالدين والولد،في الحال التي يجبر الدافع إليهم، على النفقة عليهم صـ57.(37/447)
الرد على من قال أن صيام الستة من شوال بدعة
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت على مقال الكاتب جميل يحيى خياط، في صحيفة المدينة ليوم الجمعة 7 شوال، في مقاله (صيام الستة أيام من شوال فيه أقوال)، حيث ذهب إلى عدم مشروعية صيام هذه الأيام!
مستدلاً لذلك بأدلة ذكرها وستأتي مناقشتها باختصار في مقالي هذا، وقد تعجبت من جرأة الكاتب وتسرعه في حكمه ببدعية صيام هذه الأيام، مع كون الحديث الوارد فيها في صحيح مسلم! ومع شهرة القول بسنيتها بين عوام الناس أيضاًَ، فضلاً عن طلاب العلم، فكان من اللائق لمن يخالف قولاً مشهوراً أن يتروى ويتمهل، حتى لا يأتي بقول مهجور، قد رده العلماء من عصور!
بنى الكاتب قوله في عدم مشروعية صيام الست من شوال على عدة أمور:
أولاً: ذهب إلى تضعيف الحديث الوارد في هذه المسألة مع أن الحديث في صحيح مسلم!!
أما حجته في ضعف الحديث في ذاته فهو أمران:
الأول: أن في إسناد الحديث أحد الرواة الضعفاء وهو سعد بن سعيد، وقد أوهم بكلامه هذا أن الحديث ليس له إسناد إلا من طريق هذا الراوي الضعيف، والواقع أن هذا الراوي قد توبع من جماعة من الرواة كلهم ثقات ممن يحتج بحديثهم _إلا الأخير ففيه ضعف _، فقد تابعه:
_ أخوه يحيى بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163).
_ وأخوه عبدربه بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163) _ وروايته موقوفة _.
_ وصفوان بن سليم. أخرجه أبو داود (2،324رقم2433) والنسائي في الكبرى (2/ 163) وابن خزيمة (3/ 297) وغيرهم.
_ وعثمان بن عمرو الخزاعي. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 164).
فهؤلاء أربعة من الرواة كلهم وافقوا سعد بن سعيد على روايته للحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فكيف يُضعّف الحديث لأجل راو واحد وهو مُتابعٌ كما رأيت.
وقد اعتنى ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 61_68) بالكلام على طرق الحديث وبيان متابعاته وشواهده، والجواب عن اعتراضات المخالفين له، وأفرد العلائي الكلام على هذا الحديث بجزء مفرد وهو مطبوع.
فإن قيل: كيف أخرج مسلم إذاً حديث هذا الراوي وهو متكلم فيه؟
فجوابه ما قاله ابن القيم وهو: (أن مسلماً إنما احتج بحديثه لأنه ظهر له أنه لم يخطىء فيه بقرائن ومتابعات، ولشواهد دلته على ذلك، وإن كان قد عرف خطؤه في غيره، فكون الرجل يخطىء في شيء لا يمنع الاحتجاج به فيما ظهر أنه لم يخطىء فيه، وهكذا حكم كثير من الأحاديث التي خرجاها وفي إسنادها من تكلم فيه من جهة حفظه فإنهما لم يخرجاها إلا وقد وجدا لها متابعا).
الحجة الثانية عنده في ضعف الحديث في ذاته: أن مدار الحديث على عمر بن ثابت الأنصاري، ولم يروه عن أبي أيوب غيره، فهو شاذ، فلا يحتج به، كما قال.
والجواب عليه من وجهين:
الأول: هو أن عمر بن ثابت الأنصاري قد وثقه أئمة الحديث، فمثله الأصل قبول تفرده، ولهذا في الصحيحين أحاديث كثيرة قد تفرد بها بعض رواتها، ومن أشهر هذه الأحاديث أول حديث في صحيح البخاري وهو حديث (إنما الأعمال بالنيات)، ولهذا قال ابن القيم: (ليس هذا من الشاذ الذي لا يحتج به، وكثير من أحاديث الصحيحين بهذه المثابة، كحديث الأعمال بالنيات، تفرد علقمة بن وقاص به، وتفرد محمد بن إبراهيم التيمي به عنه، وتفرد يحيى بن سعيد به عن التيمي).
الثاني: أن هذا الحديث لم يتفرد به أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، بل تابعه عليه جمع من الصحابة، منهم:
_ ثوبان. أخرجه أحمد (5/ 280) وابن ماجه (1/ 547) وصححه ابن خزيمة (3/ 298) وابن حبان (8/ 398).
_ وجابر. أخرجه أحمد (3/ 308، 324، 344) والبيهقي (4/ 292) وغيرهم.
_ وهناك غيرهم من الصحابة، ولم أذكرهم اختصاراً.
ولهذا ترجم ابن حبان على ذلك في صحيحه فقال بعد إخراجه حديث عمر بن ثابت: (ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب) وذكر حديث ثوبان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/448)
فبان من خلال مما سبق ثبوت الحديث بلاريب، ولم يتوقف أحد من أئمة الحديث قديماً وحديثاً في تصحيح الحديث، فممن صحح الحديث مسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي وآخرون، ومن المتأخرين ابن القيم وابن الملقن وابن حجر وغيرهم كثير، ولا أعلم أحداً سبق الكاتب في تضعيفه للحديث سوى الحافظ ابن دحية _ فيما نقله عنه ابن الملقن في البدر المنير (5/ 752) _، وهذا مما يدلك على تسرعه وتهوره في هذه المسألة، وأرجو أن تكون له هذا السرعة في رجوعه للحق.
وأما علة الحديث الثانية عنده فهي: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم -كما نقله ابن القيم (814/ 2431) -قد نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان حماية لرمضان أن يُخلط به صوم غيره. فكيف بما يضاف إليه بعده .. ؟!!)
والجواب هو: أن الذي نهى عن الصوم بعد انتصاف شعبان، هو الذي شرع لنا الصوم بعد رمضان، فلا تعارض الأحاديث ببعضها، بل المريد للحق يتطلب الجمع بينها، وقد أجاب عن هذه المسألة ابن قدامة رحمه الله في المغني (4/ 439) فقال: (ولا يجري هذا مجرى التقديم لرمضان، لأن يوم الفطر فاصل).
وأما علة الحديث الثالثة عنده فهي: (أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو ذاته لم يصم هذه الأيام من شوال. وهل يأمر الرسول عليه الصلاة والسلام أمته بما فيه معنى القربى إلى الله ثم هو ذاته لا يفعلها.؟!! ما صامها الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يصمها أحد من بعده في عهد الصحابة ولا عهد التابعين حتى قال الإمام مالك (ثم أورد كلامه). والجواب عليه من وجوه:
الأول: أين الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون لم يصوموا هذه الأيام؟
هل جاء بالإسناد الصحيح عنهم أنهم تركوا صيام هذه الأيام؟! حتى يزعم ما ذكر، لأن عدم النقل ليس نقلاً للعدم.
وأما الاحتجاج بقول مالك (ولم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها .. الخ) فهذا على حد علمه، وإلا قد نقل الترمذي وغيره عن جماعة من السلف أنهم استحبوا صيامها ككعب الأحبار وابن عباس وطاووس والشعبي وميمون بن مهران وبعدهم ابن المبارك والشافعي وأحمد وغيرهم، فليس قول مالك بأولى من قول غيره، ثم إن المثبت مقدم على النافي كما لا يخفى.
الثاني: أن مالكاً رد الحديث بعدم عمل أهل العلم _ والمقصودون هم أهل المدينة _ وما قاله ليس بصحيح، لأن المعول هو على صحة الحديث، وقد صح كما سبق، ثم إن الحديث قد عمل به جماعة من أهل العلم كما سبق. قال ابن القيم: (وكون أهل المدينة في زمن مالك لم يعملوا به لا يوجب ترك الأمة كلهم له، وقد عمل به أحمد والشافعي وابن المبارك وغيرهم). وقال النووي في المجموع (6/ 437): (وأما قول مالك (لم أر أحداً يصومها) فليس بحجة في الكراهة، لأن السنة ثبتت في ذلك بلا معارض، فكونه لم ير لم يضر).وبنحوه قال الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322).
وقد اعتذر بعض علماء المالكية عن عدم عمل مالك بالحديث بأعذار متعددة:
_ فمنهم من قال بأنه كره صومها لئلا يظن وجوبها، وقد رد هذه العلة جماعة من أهل العلم كالنووي في شرح مسلم (8/ 56) وفي المجموع (6/ 437) والشوكاني في نيل الأوطار (4/ 322) والصنعاني في سبل السلام (2/ 167) وغيرهم، قال الشوكاني في النيل: (واستدلا (أي أبوحنيفة ومالك) على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها، وهو باطل لا يليق بعاقل فضلا عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضا يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به).
_ ومنهم من قال بأنه كره صومها خوفاً من إلحاقها برمضان، ولذلك نص القرافي في الذخيرة (2/ 350) وابن شاس في عقد الجواهر الثمينة (1/ 369) _وهما من المالكية_ على أن مالكاً يستحب صيامها في غير شوال، وإنما عينها الشرع في شوال للخفة على المكلف بسبب قربه من الصوم.
ولذا قال مطرف: كان مالك يصومها في خاصة نفسه!
_ وما أحسن ما قاله أبوعمر ابن عبدالبر في الاستذكار (3/ 380): (لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب، على أنه حديث مدني! والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة، وكان - رحمه الله - متحفظاً كثير الاحتياط للدين). ثم قال أيضاً: (وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان - رضي الله عنه - فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله .. ).
وانظر أخي القارئ _ رعاك الله _ إلى إنصاف الإمام ابن عبدالبر _ وهو مالكي _، وكذا فعل مثله أيضاً جماعة من المالكية _ منهم ابن رشد في بداية المجتهد (2/ 600) _ فإنهم صرحوا بثبوت الحديث وبالعمل به، وهذا من الإنصاف الذي يجب أن يتحلى به طلاب العلم جميعاً، فهل يكون الكاتب (جميل خياط) منصفاً مثلهم؟!
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: هشام بن عبدالعزيز الحلاف
المحاضر بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/449)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:39 م]ـ
كتبه: هشام بن عبدالعزيز الحلاف
المحاضر بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى.
- طبعاً هو: ابن معين في هذا الملتقى.
- مبارك على النقل يا شيخ هشام، عسى تبلغك هذا التهنئة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:26 م]ـ
جزى الله الشيخ الكريم هشام الحلاف خير الجزاء على هذا البيان، وأرى - إن أذن الشيخ هشام - أن يتم نشر الرد في الجريدة نفسها حتى يتبين للناس ماأُشكل عليهم من تلك المقالة.
حفظ الله الشيخ من مكروه وزادنا الله وإياه من فضله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وحفظ الله الشيخ الفاضل ابن معين
وقد تم نشر الرد في صيحفة المدينة
قال الشيخ الفاضل وفقه الله
(والواقع أن هذا الراوي قد توبع من جماعة من الرواة كلهم ثقات ممن يحتج بحديثهم _إلا الأخير ففيه ضعف _، فقد تابعه:
_ أخوه يحيى بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163).
_ وأخوه عبدربه بن سعيد. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 163) _ وروايته موقوفة _.
_ وصفوان بن سليم. أخرجه أبو داود (2،324رقم2433) والنسائي في الكبرى (2/ 163) وابن خزيمة (3/ 297) وغيرهم.
_ وعثمان بن عمرو الخزاعي. أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 164).
فهؤلاء أربعة من الرواة كلهم وافقوا سعد بن سعيد على روايته للحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فكيف يُضعّف الحديث لأجل راو واحد وهو مُتابعٌ كما رأيت.
)
في الحقيقة هذه المتابعات من الناحية العللية هي محل بحث ونظر
وحسبك أن الامام القشيري - رحمه الله - اختار طريق سعد بن سعيد ولو صح طريق يحيى بن سعيد مثلا لاختاره أو لو صحت متابعة صفوان بن سليم وهو أوثق بمرات من سعد بن سعيد
ولكن الحديث حديث سعد بن سعيد وعنه اشتهر
وبقية الراويات والمتابعات خطأ
البخاري لم يخرج الحديث وكذا النسائي ما خرجه في الصغرى
فالحديث ليس على شرط البخاري ولا على شرط النسائي
النسائي خرج الحديث في الكبرى وبين الاختلاف
ومتابعة يحيى خطأ ولاشك ولايمكن ان يكون هذا الحديث عند يحيى ثم لايعرف الا في هذه الراوية
ولو كانت رواية يحيى صحيحة لسارع مسلم لتخريج حديثه بدلا من حديث سعد بن سعيد
وأين أصحاب يحيى؟
فهذه الراوية خطأ
وأما متابعة صفوان بن سليم فخطأ أيضا ولو كانت متابعة صحيحة لخرجها الامام مسلم
في صحيحه ومسلم حسن الرأي في تفردات الداروردي فلم يتجنب هذا الا لان الداروردي قد أخطأ فيه
وأيا كان سواء اكان الخطأ من عبد العزيز أو من غيره فالمتابعة فيها نظر
وأما متابعة الأخير فمحل بحث ونظر بل يبدو أنه أخطأ
فالحديث مما تفرد به سعد بن سعيد
(أعني الحديث المرفوع من حديث أبي أيوب الأنصاري)
ومسلم حسن الرأي في سعد بن سعيد كما يظهر ذلك جليا من تعامله مع حديث سعد بن سعيد
فالخلاصة أن هذا الحديث الصحيح فيه أنه مما تفرد به سعد بن سعيد و رواه عنه جمع
وقول ابن عبدالبر وغيره أن هذا الحديث يحتمل انه ما بلغ امام دار الهجرة فهو قول بعيد
بل مالك من أعلم الناس بهذا
فمالك العمدة في حديث المدنيين
وكنت قد ذكرت كلاما حول منهج الإمام البخاري والإمام النسائي
ومنهج ابن المديني
وهذا الذي اختاره البخاري والنسائي يوافق منهج ابن المديني والبصريين وأهل المدينة
والله أعلم
وللحديث بقية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:52 م]ـ
ومن باب الفائدة
أنقل عبارة الدارقطني في العلل
(] وسئل عن حديث عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان واتبعه بست من شوال فقال يرويه جماعة من الثقات الحفاظ عن سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب منهم بن جريح والثوري وعمرو بن الحارث وابن المبارك وإسماعيل بن جعفر وغيرهم ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه حفص بن غياث عن يحيى عن أخيه سعد بن سعيد وخالفه إسماعيل بن إبراهيم الصائغ وعبد الملك بن أبي بكر الحضرمي فروياه عن يحيى بن سعيد عن عمر بن ثابت لم يذكر في إسناده سعد بن سعيد ورواه إسحاق بن أبي فروة عن يحيى بن سعيد عن عدي بن ثابت عن البراء ووهم فيه وهمت قبيحا والصواب حديث أبي أيوب حدثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال ثنا عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن حي وسفيان بن سعيد الثوري عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبى أيوب الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان واتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر ورواه الدراوردي عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري فرفعه ورواه عبد ربه بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب موقوفا كذلك قال عن شعبة وقال عن عثمان بن عمرو الحراني عن عمر بن ثابت عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب مرفوعا كذت قال عمر بن عبد الغفار عن الحسن بن صالح سعد بن سعيد وخالفه يحيى بن فضيل فرواه عن الحسن بن صالح عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد وهو الصواب وقد تابعه على ذلك إسحاق وقال عمرو بن ثابت والصواب عمر)(37/450)
أبو الحسن الأشعري ومدى صحة الاعتماد عليه في نقل مذهب أهل السنة: دعوة للمشاركة
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:47 م]ـ
الحمد لله رحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد،،،
لقد وقفت على بعض الأوهام في نقل مذاهب أهل السنة والجماعة عند الإمام أبي الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين، فأرجو المشاركة بالبحث والتوجيه، فمما رأيت:
المثال الأول: قال في المقالات (1/ 347) في حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: ويقولون: أسماء الله هي الله اهـ، وأما في الإبانة فقال (ص 54): وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا اهـ.
وهذا الذي نقله في المقالات هو أحد طرفي المسألة، وذلك أن من قال: أسماء الله غير الله هكذا بالاطلاق فهو مبتدع وهذا صحيح وهو ما قاله في الإبانة، ولكن يبقى ما هو مذهب أهل السنة؟ هناك قولان أحدهما ما حكاه عن أهل السنة في المقالات ولم يذكر غيره، والثاني: أسماء الله: لله، لا يقال هي الله ولا غير الله، فأيهما قول أهل السنة؟
القول الأول الذي حكاه عنهم الأشعري هو قول طائفة من أهل السنة، وهو مذهب اللالكائي والبغوي في آخرين و القرطبي وأبي عبيدة معمر بن المثنى وهو أحد قولي الأشاعرة واختاره ابن فورك.
والقول الثاني هو الذي عليه جماهير أهل السنة وفي مقدمتهم الإمام أحمد وابن جرير الطبري، وهو اختيار ابن تيمية وابن القيم وهو الصواب.
فأنت ترى أن الأشعري هنا لم يذكر عن أهل السنة إلا أضعف القولين، وأقلهما أنصارا عند أهل السنة.
المثال الثاني: وقال فيه (1/ 349): ويصدقون بأن في الدنيا سحرة، وأن الساحر كافر كما قال الله تعالى ... اهـ وأما في الإبانة فلم يذكر كفر الساحر فقال (ص 62): ونؤمن بأن في الدنيا سحرا وسحرة، وأن السحر كائن موجود في الدنيا اهـ.
كذا قال، وقضية الكلام اتفاق أهل السنة والحديث على كفر الساحر، و ليس كذلك وإن كان أكثر العلماء على كفر الساحر كما قال ابن تيمية في الفتاوى (29/ 384)، لكنه ليس موضع اتفاق على هذا الاطلاق، فقد ذهب الشافعي في آخرين: أن الساحر لا يقتل ما لم يكن سحره عند الوصف شركا، حكاه البيهقي في معرفة السنن والآثار (6/ 276): قال الشافعي في الكتاب بعد ما بسط الكلام في أنواع السحر وأمر عمر أن يقتل السحار - والله أعلم -: إن كان السحر كما وصفنا شركا اهـ.
ونقله غير واحد من الحنابلة رواية عن الإمام أحمد في أنه لا يقتل الساحر المسلم، وهو قول ابن المنذر كما في المغني لابن قدامة (10/ 115 مع الشرح الكبير)، وقد قيل إن عدم تكفير الساحر المترتب على عدم قتله مذهب عثمان وعائشة كما حكاه ابن حزم بأسانيده في المحلى (11/ 395 - 398) والبيهقي في بعض ذلك في المعرفة (6/ 276)، ولعله لهذه النكتة لم يذكر الأشعري كفر الساحر في الإبانة وهو متأخر عن المقالات والله أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:33 م]ـ
من مذاكرتي لبعض أهل التخصص المتمكنين، أفادوا بأن أبا الحسن لديه توسع في حكاية بعض عبارت أئمة السنة،وحكاية اعتقادهم في بعض الأبواب ... وهو وإن كان يعبر كثيرا عن اعتقاد أحمد بن حنبل إلا أن في عبارته توسع،ولعل من أسباب ذلك بقايا الاعتقاد السابق قبل أن يتوب من بدعته،ويرجع إلى مذهب أهل السنة ... رحمه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 11 - 04, 06:44 ص]ـ
لعل في هذا النقل بيان لما تريد
قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل 7/ 35:
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية، وغيرهم، وقد شاركهم في بعض أصولها، ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة: كمسألة القرآن، والرؤية، فإنه قد اشتهر عند العامة، والخاصة أن مذهب السلف، وأهل السنة، والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة، فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة، والحديث، وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة، ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن، ومعانيه، والحديث، وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة، والحديث، فذهب مذهبا مركبا من هذا، وهذا، وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض وهذه طريقة الأشعري، وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأمثالهما، ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة، والحديث على وجه الإجمال، ويحكيه بحسب ما يظنه لازما، ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه، وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة، وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها، وهؤلاء كلامهم نافع في معرفة تناقض المعتزلة، وغيرهم، ومعرفة فساد أقوالهم.
وأما في معرفة ما جاء به الرسول، وما كان عليه الصحابة، والتابعون، فمعرفتهم بذلك قاصرة، و إلا فمن كان عالما بالآثار، وما جاء عن الرسول، وعن الصحابة، والتابعين من غير حسن ظن بما يناقض ذلك لم يدخل مع هؤلاء، إما لأنه علم من حيث الجملة أن أهل البدع المخالفين لذلك مخالفون للرسول قطعا، وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال، كأكثر أهل الحديث، أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما لا يعلمه غيرهم كمالك .. الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/451)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:05 ص]ـ
وقال أيضا 7/ 462
وكان الأشعري أعظم مباينة لهم في ذلك من الضرارية حتى مال إلى قول جهم في ذلك لكنه كان عنده من الانتساب إلى السنة والحديث وأئمة السنة كالإمام أحمد، وغيره، ونصر ما ظهر من أقوال هؤلاء ما ليس عند أولئك الطوائف، ولهذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف، وأقربها إلى الكتاب والسنة، ولكن خبرته بالحديث، والسنة كانت مجملة، وخبرته بالكلام كانت مفصلة.فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا، وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة، والحديث من اتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ..
ففي هذا النص معنى ذكره الشيخ عمر نفع الله به
وكذا أشار شيخ الإسلام أن عنده بقايا من الاعتزال في 2/ 99و7/ 99
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:22 ص]ـ
وأذكر أن ابن قدامة قال ما معناه: أن الأشعري لم يعرف بفقه ولا تدين ولا علم إلا علم الكلام. والكلام من ذاكرتي وليس حرفياً. والمعنى صحيح. فلم تكن للأشعري معرفة بالفقه ولا بالحديث ولا بالتاريخ ولا بالزهد ولا بالجهاد ولا بأكثر علوم الإسلام. لكن من يقرأ ترجمة السبكي له يظنه قارب أن يكون نبياً!! نعوذ بالله من الغلو.
ـ[المهندي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:00 م]ـ
التعريف بالإمام أبو الحسن االأشعري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...3%D4%D A%D1%ED
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:03 م]ـ
وأذكر أن ابن قدامة قال ما معناه: أن الأشعري لم يعرف بفقه ولا تدين ولا علم إلا علم الكلام. والكلام من ذاكرتي وليس حرفياً. والمعنى صحيح. فلم تكن للأشعري معرفة بالفقه ولا بالحديث ولا بالتاريخ ولا بالزهد ولا بالجهاد ولا بأكثر علوم الإسلام. لكن من يقرأ ترجمة السبكي له يظنه قارب أن يكون نبياً!! نعوذ بالله من الغلو.
أخي الكريم محمد الأمين:
هل هذا الكلام تقليد لابن قدامة فقط على فرض تطابقه؟
أو من خبرة بحال الرجل، وسبر لكلامه، وتراجم العلماء له؟
وما رأيك بكتاب ابن عساكر تبيين كذب المفتري؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 12 - 04, 05:14 م]ـ
وقال في منهاج السنة 5/ 276 - 279:
وأما معرفة ما جاء به الرسول من الكتاب، والسنة، وآثار الصحابة؛ فعلم آخر لا يعرفه أحد من هؤلاء المتكلمين المختلفين في أصول الدين، ولهذا كان سلف الأمة، وأئمتها متفقين على ذم أهل الكلام فإن كلامهم لا بد أن يشتمل على تصديق بباطل، وتكذيب بحق، ومخالفة الكتاب، والسنة، فذموه لما فيه من الكذب، والخطأ، والضلال، ولم يذم السلف من كان كلامه حقا، فإن ما كان حقا، فإنه هو الذي جاء به الرسول، وهذا لا يذمه السلف العارفون بما جاء به الرسول، ومع هذا فيستفاد من كلامهم نقض بعضهم على بعض، وبيان فساد قوله، فإن المختلفين كل كلامهم فيه شيء من الباطل، وكل طائفة تقصد بيان بطلان قول الأخرى، فيبقى الإنسان عند دلائل كثيرة تدل على فساد قول كل طائفة من الطوائف المختلفين في الكتاب، وهذا مما مدح به الأشعري، فإنه من بين من فضائح المعتزلة، وتناقض أقوالهم، وفسادها ما لم يبينه غيره، لأنه كان منهم، وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة، وكان ذكيا، ثم إنه رجع عنهم، وصنف في الرد عليهم، ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب، لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم، ولم يعرف غيرها، فإنه لم يكن خبيرا بالسنة، والحديث، وأقوال الصحابة، والتابعين، وغيرهم، وتفسير السلف للقرآن، والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا، ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم، وما بينهم من النزاع في الدق، والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك، وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة، ويذكر أيضا مقالات الخوارج، والروافض، لكن نقلة لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة منه للقائلين، ولا عن خبرة بكتبهم، ولكن فيها تفصيل عظيم، ويذكر مقالة ابن كلاب عن خبرة بها، ونظر في كتبه، ويذكر اختلاف الناس في القرآن من عدة كتب فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة، والحديث ذكر أمرا مجملا يلقى أكثره عن زكريا بن يحيى الساجي، وبعضه عمن أخذ عنه من حنبلية بغداد، ونحوهم، وأين العلم المفصل من العلم المجمل، وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تفصيلا، وعلمنا بما في التوراة، والإنجيل مجملا لما نقله الناس عن التوراة، والإنجيل، وبمنزلة علم الرجل الحنفي، أو الشافعي، أو المالكي، أو الحنبلي؛ بمذهبه الذي عرف أصوله، وفروعه، واختلاف أهله، وأدلته بالنسبة إلى ما يذكرونه من خلاف المذهب الآخر، فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة، فهكذا معرفته بمذهب أهل السنة، والحديث مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك.
وهو أعرف به من جميع أصحابه من: القاضي أبي بكر، وابن فورك، وأبي إسحاق، وهؤلاء أعلم به من: أبي المعالي، وذويه، ومن الشهرستاني، ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة، والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري، فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا، وتوجيها، وهذا كالفقيه الذي يكون أعرف من غيره من الفقهاء بالحديث، وليس هو من علماء الحديث، أو المحدث الذي يكون أفقه من غيره من المحدثين، وليس هو من أئمة الفقه، والمقرىء الذي يكون أخبر من غيره بالنحو، والإعراب، وليس هو من أئمة النحاة، والنحوي الذي يكون أخبر من غيره بالقرآن، وليس هو من أئمة القراء ونظائر هذا متعددة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/452)
ـ[المهندي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 06:53 م]ـ
التعريف بالإمام أبو الحسن االأشعري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...3%D4%D A%D1%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22907
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:01 م]ـ
قال ابن تيمية: (وأما الأشعري فلا ريب عنه أنه كان تلميذا لأبي علي الجبائي لكنه فارقه ورجع عن جمل مذهبه وإن كان قد بقي عليه شيء من أصول مذهبه لكنه خالفه في نفي الصفات وسلك فيها طريقة ابن كلاب وخالفهم في القدر ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام وناقضهم في ذلك أكثر من مناقضة حسين النجار وضرار بن عمرو ونحوهما ممن هو متوسط في هذا الباب كجمهور الفقهاء وجمهور أهل الحديث حتى مال في ذلك إلى قول جهم وخالفهم في الوعيد وقال بمذهب الجماعة وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة كأحمد بن حنبل وأمثاله وبهذا اشتهر عند الناس فالقدر الذي يحمد من مذهبه هو ما وافق فيه أهل السنة والحديث كالجمل الجامعة وأما القدر الذي يذم من مذهبه فهو ما وافق فيه المخالفين للسنة والحديث من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية ونحو ذلك وأخذ مذهب أهل الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم وذكر في المقالات ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة والحديث وقال بكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب) منهاج السنة (8/ 9،8).
وقال عن ابن كلاب وأبي الحسن: (كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة ولكن لتقصيرهما في علم السنة وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا .... ) الاستقامة (1/ 212).
وقال السجزي عن أبي الحسن: (رجع في الفروع وثبت في الأصول) أي أصول المعتزلة التي بنوا عليها نفي الصفات؛مثل دليل الأعراض وغيره.(37/453)
هل تقضي المرأة الأيام التي ظنتها نفاساً .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
امرأةٌ سقط لها سِقْطٌ دون الأربعة أشهر
وظنت - جهلاً منها- أنها أيام نفاس فلم تُصلِّ أسبوعين أو ثلاثة
فهل تقضي تلك الأيام مع كثرتها وجزاكم الله خيراً؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:40 م]ـ
نعم تقضي فهو حق لله متعلق بذمتها، وقد يرفع الجهل التأثيم لكنه لايرفع القضاء طالما أنه مشروع ومتيسر.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 09:52 م]ـ
هذا من قبيل المباحثة العلمية:
اولا: قولكم (جهلاً منها) أقول: هذا الذي فعلته قد يكون هو الاوفق بحسب الزمن الذي اسقطت فيه قبل الاربعة أشهر.
ثانيا: ينبغى ان يستفتى في خصوص هذا الامر لان العلماء في مسألة السقط دون الاربعة أشهر على خلاف طويل، فبعضهم يجعل السقط في طور العلقة شبه الولادة في الاحكام.
فيكون هذا الدم نفاسا وهو قول للمالكية والشافعية، وعليه فتركها للصلاة صحيح على ما ذهبو اليه.
وقد يكون هذا السقط وقع في زمن المضعة فينظر فيها فأن كانت مخلقة فالدم دم نفاس وهذا القول ذهب له جماعة من أهل العلم منهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
الحاصل ان المرأة ينبغى ان تُسأل عن الزمن الذي اسقطت فيه قبل الاربعين؟ وعليه ينبنى الخلاف السابق، واما الذي يظهر والله اعلم فيؤجل ذكره خشية ان يظن انه فتوى فيعمل به.
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 11 - 04, 11:59 ص]ـ
شيخنا الحبيب كل عام وأنتم بخير عوداً حميداً وتقبل الله منكم، وكلامكم سديد ووجيه، خاصة وأن المدة التي ذكرها الأخ الحبيب خالد يدخل فيها ما اختاره الشيخ العثيمين في حده باليوم الوحد وثمانين ويدخل فيها ما بعده.
ومن باب الجدل العلمي وللتدارس يقال:
النفاس لغة وشرعاً واصطلاحاً عند المشهور من قول الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والظاهرية ولاد المرأة أو الدم الخارج عقب الولادة أو الدم الخارج إثر وضع المرأة آخر ولد في بطنها.
وولاد المرأة وضعها ولداً، ويسمى ولداً من استبان خلقه وإن لم تنفخ روحه (على خلاف معتبر يفتقر إلى مزيد نظر) أما من دونه فلا يقال له ولد، فإن كان التخلق يكون في واحد وثمانين يوماً فما قبلها لايكون نفاساً.
والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:38 ص]ـ
أخي الحبيب الحارث الهمام المبارك وفقه الله تعالى لكل خير وتقبل منا ومنكم.
حجة الامام مالك في اعتبار أن العلقة فما فوق (اي في اول الاربعين الثانية) ولادة (فيصير الدم الخارج دم نفاس)، هو ان العلقة اول الخلق وهي اجتماع الدم وتكونه، فيعلم بذلك ان هذا السقط خلق (جنين). وقد جاء في السنة ان النفخ قد يكون في الاربعين الثانية والنفخ لايكون الا لموضع الروح وهو العلقة في هذا الطور.
هذه حجتهم في هذه المسألة، وما ذكرتموه فهو الاظهر و ان المعتبر في استبانة الصورة (الخلق).
وهذا يتفرع منه الكثيرمن المسائل ككون السُرّية ام ولد، و وجوب الغرة في الجنايات، والدم في الطهارة والعبادات، وغيرها من المسائل المبنية على هذا الاصل المهم.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال بعض أهل العلم في المسألة
ابن قدامه رحمه الله في المغني:
إذا رأت المرأة الدم بعد وضع شيء يتبين فيه خلق الإنسان، فهو نفاس. نص عليه وإن رأته بعد إلقاء نطفة أو علقة، فليس بنفاس. وإن كان الملقى بضعة لم يتبين فيها شيء من خلق الإنسان، ففيها وجهان: أحدهما، هو نفاس؛ لأنه بدء خلق آدمي، فكان نفاسا، كما لو تبين فيها خلق آدمي. والثاني، ليس بنفاس؛ لأنه لم يتبين فيها خلق آدمي، فأشبهت النطفة.
الشيخ ابن باز رحمه الله في فتاواه
س: إذا أجهضت المرأة فما حكم الدم هل هو دم نفاس، أو له حكم الحيض؟
ج: إن كان الإجهاض بعدما تخلق الطفل وبان أنه إنسان، كان بان الرأس أو اليد، ولو كان خفيا، فإنه يكون نفاسا، وعلى المرأة أن تدع الصلاة والصوم حتى تطهر، أو تكمل أربعين يوما؛ لأن هذه نهاية النفاس، وإن طهرت قبل ذلك فعليها: أن تغتسل وتصلي وتصوم، وتحل لزوجها، فإن استمر معها الدم تركت الصلاة والصيام ولم تحل لزوجها حتى تكمل الأربعين، فإذا أكملتها اغتسلت وصامت وصلت وحلت لزوجها، ولو كان معها الدم؛ لأنه دم فساد حينئذ؛ لأن ما زاد على أربعين يوما يعتبر دم فساد، تتوضأ منه لكل صلاة، مع التحفظ منه، كالمستحاضة ومن به سلس البول.
أما إن كان لم يتخلق ولم يظهر ما يدل على خلق الإنسان فيه، كأن يكون قطعة لحم ليس فيها خلق إنسان أو مجرد دم، فإن هذا يعتبر دم فساد، تصلي وتصوم وتتوضأ لكل صلاة وتتحفظ جيدا.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب الدماء الطبيعية
ولا يثبت النفاس إلا إذا وضعت ما تبين فيه خلق الإنسان، فلو وضعت سقطاً صغيراً لم يتبين فيه خلق إنسان فليس دمها دم نفاس،بل هو دم عرق فيكون حكمها حكم المستحاضة، وأقل مدة تبين فيها خلق إنسان ثمانون يوماً من ابتداء الحمل وغالبها تسعون يوماً، قال المجد ابن تيميه: فمتي رأت دماً على طلق قبلها لم تلتفت إليه وبعدها تمسك عن الصلاة والصيام، ثم إن انكشف الأمر بعد الوضع على خلاف الظاهر رجعت فاستدركت، وإن لم ينكشف الأمر استمر حكم الظاهر فلا إعادة. نقله عنه في شرح الإقناع.
الشيخ الفوزان حفظه الله في الملخص الفقهي
وإذا ألقت الحامل ما تبين فيه خلق إنسان , بأن كان فيه تخطيط , وصار معها دم بعده ; فلها أحكام النفساء , والمدة التي يتبين فيها خلق الإنسان في الحمل ثلاثة أشهر غالبا , وأقلها واحد وثمانون يوما , وإن ألقت علقة أو مضغة ; لم يتبين فيها تخطيط إنسان ; لم تعتبر ما ينزل بعدها من الدم نفاسا ; فلا تترك الصلاة ولا الصيام , وليست لها أحكام النفساء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/454)
ـ[أحمد البيساني]ــــــــ[31 - 08 - 05, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سؤال عندي في هذا الموضوع: هل من الممكن أن تطهر المرأة من النفاس قبل الأربعين، وهل هذا خاص بمن وضعت طفلا ميتا أو حيا؟
وهل من الممكن أن ينقطع دم النفاس بعد أن وضعت طفلا ميتا (تسعة أشهر) بعد عشرة أيام، فإذا كان يصح ماذا يحل لها؟
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه(37/455)
شعر الرأس
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك احاديث تدل على استحباب اطالة شعر الرأس للرجال اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؟(37/456)
كلام شيخي الإسلام ابن عبد البر و ابن تيمية في إسبال الثياب
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[25 - 11 - 04, 02:11 ص]ـ
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد:
تمهيدا إلى جمع أقوال أهل العلم في مسألة إسبال الثياب ترائى لي أن أسكن الألم الذي سببه لنا بعض الذين نحبهم في الله ونحترم علمهم-دون قصد طبعا- بذكر كلام شيخي الإسلام ابن عبد البر و ابن تيمية في هذه المسألة وقد يعقبه كلام ابن مفلح والمرداوي –رضي الله عنهم –توطئة لبحثها في عمل أكبر-إن شاء الله-لنستفيد من إخواننا طلبة العلم وشيوخ الملتقى –بارك الله فيهم –وحسبنا الله ونعم الوكيل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (شرح العمدة /ج4/ص:363): فصل و يكره إسبال القميص و نحوه إسبال الرداء و إسبال السراويل و الإزار و نحوهما إذا كان على وجه الخيلاء و أطلق جماعة من أصحابنا لفظ الكراهة و واحد منهم بان ذلك حرام و هذا هو المذهب بلا تردد قال أبو عبد الله لم احدث عن فلان كان سراويله شراك نعله و قال ما اسفل من الكعبين في النار و السراويل بمنزلة الإزار لا يجر شيئا من ثيابه فأما إن كان وجه الخيلاء بل كان على علة أو حاجة أو لم يقصد الخيلاء و التزين بطول الثوب و ذلك فعنه أنه لا بأس به و هو اختيار القاضي و غيره و قال في رواية حنبل جر الإزار و إرسال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء لا بأس به و قال ما اسفل من الكعبين في النار و السراويل بمنزلة الرداء لا يجر شيئا من ثيابه و من أصحابنا من قال لا يحرم إذا لم يقصد به الخيلاء لكن يكره و ربما يستدل بمفهوم كلام احمد في رواية ابن الحكم في جر القميص و الإزار و الرداء سواء إذا جره لموضع الحسن ليتزين به فهو الخيلاء وأما إن كان من قبح في الساقين كما صنع ابن مسعود أو علة أو شيء لم يتعمده الرجل فليس عليه من جر ثوبه خيلاء فنفى عنه الجر خيلاء فقط و الأصل في ذلك قوله تعالى إن الله لا يحب كل مختال فخور و قوله تعالى و لا تمش في الأرض مرحا و قال سبحانه و الذين خرجوا من ديارهم بطرا و رئاء الناس فذم الله سبحانه و تعالى الخيلاء و المرح و البطر و إسبال الثوب تزينا موجب لهذه الأمور و صادر عنها و عن ابن عمر رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه و سلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر إن أحد شقي إزاري يسترخي ألا إن أتعاهد ذلك منه فقال انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء متفق عليه و عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة رواه البخاري و عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإسبال في الإزار و القميص و يباع من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة رواه أبو داود و النسائي و ابن ماجة و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا متفق عليه و في رواية حصول و البخاري ما اسفل من الكعبين من الإزار في النار و عن أبي هريرة قال بينما رجل يصلي مسبلا إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهب فتوضأ فذهب فتوضا ثم جاء ثم قال اذهب فتوضا فقال له الرجل يا رسول الله مالك أمرته إن يتوضأ ثم سكت عنه قال أنه كان يصلي و هو مسبل إزاره و إن الله لا يقبل صلاة رجل مسبلا رواه أبو داود و عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أسبل إزاره في صلاته فليس من الله في حل و لا حرام رواه أبو داود و عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم المنان بما أعطى و المسبل إزاره و المنفق سلعته بالحلف الكاذب رواه احمد و مسلم و أبو داود و النسائي و هذه منصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة و المطلق منها محمول على المقيد و إنما أطلق ذلك لأن الغالب ان ذلك إنما يكون مخيلة و من كره الإسبال مطلقا احتج بعموم النهي عن ذلك و الأمر بالتشمير فعن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا ألا صدروا عنه قلت من هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال لا تقل عليك السلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/457)
عليك السلام تحية الميت قلت أنت رسول الله قال أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك و إن أصابك عام سنة فدعوته انبتها لك و إذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك قال قلت اعهد إلى قال لا تسبن أحدا قال فما سببت بعده حرا و لا عبدا و لا بعيرا و لا شاة قال و لا تحقرن من المعروف و لو إن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف و ارفع إزارك الى نصف الساق فان أبيت فإلى الكعبين و إياك و إسبال الأزر فإنها من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما و بال ذلك عليه رواه الخمسة ألا ابن ماجة و قال الترمذي حسن صحيح و عن عبد الله بن عمر قال مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و في إزاري استرخاء فقال يا عبد الله ارفع إزارك فرفعته ثم قال زد فزدت فما زلت اتحراها بعد فقال له بعض القوم إلى أين قال إلى أنصاف الساقين رواه مسلم و عن ابن الحنيظلة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم الرجل خريم الاسدي لولا طول جمته و إسبال إزاره فبلغ ذلك خريما فعجل فأخذه شفرة فقطع بها جمته إلى اليسرى و رفع إزاره إلى نصف ساقيه رواه احمد و أبو داود و لأن الإسبال مظنة الخيلاء فكره كما يكره مظان سائر المحرمات و من لم ير بذلك باسا احتج بقول النبي صلى الله عليه و سلم لأبي بكر انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء و عن أبي وائل إن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل إزاره فقال له ارفع فقال له الرجل و أنت يا ابن مسعود فارفع إزارك فقال عبد الله إني لست مثلك أن لساقي حموشة و أنا أؤم الناس فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فاقبل على الرجل ضربا بالدرة و قال أترد على ابن مسعود أترد على ابن مسعود و لأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه و ما سوى ذلك فهو باق على الإباحة و أحاديث النهي مبنية على الغالب و المظنة و إنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك فصل و بكل حال فالسنة تقصير الثياب وحد ذلك ما بين نصف الساق إلى الكعب فما كان فوق الكعب فلا بأس به و ما تحت الكعب في النار لما تقدم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه و أبي جري و ابن عمر و لما روى أبو سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إزره المؤمن إلى نصف الساق لا حرج عليه فيما بينه و بين الكعبين ما كان اسفل من الكعبين فهو في النار و من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه رواه احمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و عن حذيفة رضي الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضلة ساقي أو ساقي فقال هذا موضع الإزار فان أبيت فأسفر فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين رواه الخمسة ألا أبو داود قال الترمذي حديث حسن صحيح و عن سمرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ما تحت الكعبين من الإزار في النار رواه احمد و النسائي و أما الكعبان انفسهما فقد قال بعض أصحابنا يجوز إرخاؤه إلى اسفل الكعب و أما المنهي عنه ما نزل عن الكعب و قد قال احمد اسفل من الكعبين في النار و قال ابن حرب سألت أبا عبد الله عن القميص الطويل فقال إذا لم يصب الأرض لأن اكثر الأحاديث فيها ما كان اسفل من الكعبين في النار و عن عكرمة قال رأيت ابن عباس يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمه على ظهر قدمه و يرفع من مؤخره فقلت لم تأتزر هذه الأزرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتزرها رواه أبو داود و قد روي عن عبد الله أنه قال لم احدث عن فلان لأن سراويله كان على شراك نعله و هذا يقتضي كراهة ستر الكعبين أيضا لقوله في حديث حذيفة لا حق للإزار بالكعبين و قد فرق أبو بكر و غيره من أصحابنا في الاستحباب بين القميص وبين الإزار فقال يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين أو إلى شراك النعلين و طول الإزار إلى مراق الساقين و قيل إلى الكعبين و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم دخلت على أبي عبد الله و علي قميص قصير اسفل من الركبة و فوق نصف الساق فقال ايش هذا و أنكره و في رواية ايش هذا لم تشهر نفسك و ذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال حد آزره المؤمن بأنها إلى نصف الساق و امر بذلك و فعله ففي زيادة الكشف تعرية لما يشرع ستره لا سيما إن فعل تدينا فان ذلك تنطع و خروج عن حد السنة و استحباب لما لم يستحبه الشارع و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/458)
يكره إسبال يباع أيضا قاله أصحابنا لما تقدم من الأحاديث العامة و قد جاء ذكرها مصرحا به في حديث ابن عمر
وقال ابن عبد البر (التمهيد/ج3/ 244/وزارة عموم الأوقاف و الشئون الإسلامية): حديث أول لزيد بن أسلم مسند صحيح عن ابن عمر مالك عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم كلهم يخبره عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ص قال لا ينظر الله عز وجل يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء قال أبو عمر الخيلاء التكبر وهي الخيلاء والمخيلة يقال منه رجل خال ومختال أ شديد الخيلاء وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين ب ولا يحب كل مختال فخور وهذا الحديث يدل على أن من جر إزاره خيلاء ولا بطر أنه لا يلحقه الوعيد أن جر الازار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد يروى عن النبي عليه السلام فيما يحكى عن ربه عز وجل أنه قال الكبرياء 1 ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدة منهما أدخلته النار روى كريب بن إبراهيم عن أبي ريحانة سمعه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شيء من الكبر الجنة أ وترك التكبر واجب فرضا وهيئة اللباس سنة قال صلى الله عليه وسلم إزرة المؤمن الى انصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بين ذلك الى الكعبين ما أسفل من ذلك ففي النار يعني ان هذا مستحق ج من فعل ذلك وهو عالم بالنهي مستخف بما جاءه عن نبيه صلى الله عليه وسلم وإن عفا الله عنه فهو أهل العفو وأهل المغفرة ومما يدل على ان جر الازار مذموم على كل حال ما ذكره أبو زرعة قال حدثنا محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة أنه أخبرهم عن زيد بن أسلم قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لابن ابنه عبد الله بن واقد أ يا بني ارفع ازارك فإني سمعت رسول الله ص يقول لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء ألا ترى أن ابن عمر لم يقل لابن ابنه هل تجره خيلاء بل أرسل ذلك ارسالا خوفا منه أن يكون ذلك خيلاء ولو صح انه ليس خيلاء لدينه إن شاء الله وذكر الحسن الحلواني قال حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد قال كان قميص أيوب يسم الأرض هروي جيد ب وقد زعم أبو جعفر الطحاوي أن زيد بن أسلم لم يسمع من ابن عمر وهذا غلط وقد بان لك في حديث ابن عيينة هذا سماعه ومما يدل أ على ذلك أيضا ما ذكره ابن وهب في كتاب المجالس قال أخبرنا ابن زيد عن أبيه أن أباه أسلم أرسله الى عبد الله بن عمر يكتب له الى قيمه بخيبر أن يصنع له خصفتين للأقط ب قال فجئته فقلت أألج فقال ادخل فلما دخلت قال مرحبا بابن أخي لا تقل أألج ولكن قل السلام عليكم فإذا قالوا وعليك فقل آدخل فإذا قالوا ادخل فادخل فقال له زيد ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول اكتب إلى قيمك بخيبر أن يصنع له خصفتين للأقط فقال نعم وكرامة اكتب يا غلام فكتب إلى قيمه يأمره ان يصنع لي خصفتين جيدتين حسنتين فلم يأل قال زيد ملتحف فبينما هو يكتب إذ دخل عليه عبد الله ابن واقد بن ابنه وهو ملتحق مرخ ثوبه فقال له ارفع ثوبك فرفع فقال ارفع فرفع فقال ارفع فرفع وقال ان في رجلي قروحا فقال وإن فإني سمعت رسول الله ص يقول لا ينظر الله عز وجل إلى من يجر ثوبه الخيلاء يوم القيامة وهذا واضح في كراهية ابن عمر لجر الانسان ثوبه على كل حال لأن عبد الله بن واقد أخبره أن في رجليه قروحا فقال وإن وقد روى هذا الحديث عن ابن عمر جماعة لم يختلفوا فيه منهم نافع وسالم وعبدالله بن دينار وعبد الله بن واقد وزيد بن أسلم ومحارب بن دثار وغيرهم ورواه عن النبي ص جماعة منهم ابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبادة 1488 بن مسلم أ الفزاري قال حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم وزعم أنه كان جالسا مع ابن عمر إذ مر به فتى شاب عليه جبة صنعانية يجرها مسبلا فقال يا فتى هلم فقال له الفتى ما حاجتك يا أبا عبد الرحمن قال ويحك أتحب أن ينظر الله اليك يوم القيامة قال سبحان الله وما يمنعني من ذلك قال إني سمعت رسول الله ص يقول لا ينظر الله إلى عبد يوم القيامة يجر إزاره خيلاء قال فلم ير الفتى إلا مشمرا بعد ذلك اليوم حتى مات وقد ظن قوم أن جر الثوب إذا لم يكن خيلاء فلا بأس به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/459)
واحتجوا لذلك بما حدثناه عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان بن الموطأ قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال أخبرنا ابن أ مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقال أبو بكر أن أحد شقى ليسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء قال موسى قلت ب لسالم أذكر عبد الله من جر ازاره قال لم أسمعه إلا ذكر ثوبه وهذا إنما فيه أن أحد شقى ثوبه يسترخي لا أنه تعمد ذلك خيلاء فقال له رسول الله ص لست ممن يرضى ذلك ولا يتعمده ولا يظن بك ذلك وقد مضى ما فيه كفاية في هذا المعنى وسنزيده بيانا في باب العلاء إن شاء الله وذكر موسى بن هارون الحمال قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن أبي حازم قال ان الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى عبد يجر ثوبه من الخيلاء حتى يضع ذلك الثوب وإن كان الله يحب ذلك العبد
وقال في (ج20/ 225): وروي عن عمر بن الخطاب أنه كان يكره فضول الثياب ويقول فضول الثياب في النار وسئل سالم بن عبد الله بن عمر عما جاء في إسبال الإزار أذلك في الإزار خاصة فقال بلى في القميص والإزار والرداء والعمامة وقال طاوس الرداء فوق القميص والقميص فوق الإزار وروي عن نافع أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسفل من الكعبين ففي النار من الثياب فقال وما ذنب الثياب بل هو من القدمين قال أبو عمر لا يجوز للرجل أن يجر ثوبه خيلاء وبطرا والله أعلم فإن قيل إن ابن مسعود كان يسبل إزاره لما ذكره ابن أبي شيبة عن وكيع عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه كان يسبل إزاره فقيل له فقال إني رجل حمش الساقين قيل ذلك لعله أذن له كما أذن لعرفجة أن يتخذ أنفا من ذهب فيتجمل به وذكر أبو بكر عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال كانت قمص عمر بن عبد العزيز وثيابه فيما بين الكعب والشراك وهذا يحتمل أن يكون عمر ذهب إلى أن يستغرق الكعبين كما إذ قيل في الوضوء إلى الكعبين استغرقهما وكان الاحتياط أن يقصر عنهما إلا أن معنى هذا مخالف لمعنى الوضوء ولكن عمر ليس منهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لست منهم أي لست ممن يجر ثوبه خيلاء وبطرا وقد مضى هذا المعنى مكررا في مواضع من كتابنا هذا والحمد لله
قال ابن مفلح (في الفروع/ج1/ص:299/دار الكتب العلمية-الطبعة الأولى-1418): تنبيه ويحرم في الأصح إسبال ثيابه خيلاء بلا حاجة نحو كونه خمش الساقين انتهى الذي يظهر أنه يحرم فعله خيلاء ولو كان به حاجة إلى الإسبال فقوله بلا حاجة نحو كونه خمش الساقين يعطي أنه لا يحرم وليس الأمر كذلك وإنما المباح في هذه الصورة الإسبال فقط لا الإسبال مع الخيلاء ولعل التمثيل عائد إلى الإسبال فقط فيزول الإشكال والله أعلم
وقال المرداوي في الإنصاف (ج1/ 174/دار إحياء التراث): قوله وإسبال شيء من ثيابه خيلاء يعني يكره وهو أحد الوجهين وجزم به في الهداية والمذهب والمذهب الأحمد والمستوعب والوجيز والرعاية الصغرى وإدراك الغاية وتجريد العناية وغيرهم وقدمه في الرعاية الكبرى قلت وهذا ضعيف جدا إن أرادوا كراهة تنزيه ولكن قال المصنف في المغني والمجد في شرحه المراد كراهة تحريم وهو الأليق وحكى في الفروع والرعاية الكبرى الخلاف في كراهته وتحريمه والوجه الثاني يحرم إلا في حرب أو يكون ثم حاجة قلت هذا عين الصواب الذي لا يعدل عنه وهو المذهب وهو ظاهر نص أحمد قال في الفروع ويحرم في الأصح إسبال ثيابه حرب بلا حاجة قال الشيخ تقي الدين المذهب هو حرام قال في الرعاية وهو أظهر وجزم به ابن تميم والشارح والناظم والإفادات تنبيه قوله يحرم أو يكره بلا حاجة قالوا في الحاجة كونه حمش الساقين قاله في الفروع والمراد ولم يرد التدليس على النساء انتهى فظاهر كلامهم جواز إسبال الثياب عند الحاجة قلت وفيه نظر بين بل يقال يجوز الإسبال خيلاء لحاجة وقال في الفروع ويتوجه هذا في قصيرة اتخذت رجلين من خشب فلم تعرف فوائد منها يجوز الاحتباء على الصحيح من المذهب وعنه يكره وعنه يحرم وأما مع كشف العورة فيحرم قولا واحدا ومنها يكره أن يكون ثوب الرجل إلى فوق نصف ساقه نص عليه ويكره زيادته إلى تحت كعبيه بلا حاجة على الصحيح من الروايتين وعنه ما تحتهما في النار وذكر الناظم من لم يخف خيلاء لم يكره والأولى تركه هذا في حق الرجل أ. ه
وقال البهوتي (كشف القناع /ج1/ 277/دار الفكر): وهو أي الإسبال كبيرة للوعيد عليه الآتي بيانه في الخبر إسبال شيء من ثيابه ولو عمامة خيلاء لقوله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه متفق عليه وحديث ابن مسعود من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام رواه أبو داود حرب لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى بعض أصحابه يمشي بين الصفين يختال في مشيته قال إنها المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن وذلك لأن مذموم في الحرب فإن أسبل ثوبه لحاجة كستر ساق قبيح خيلاء أبيح قال أحمد في رواية حنبل جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس ما لم يرد التدليس على النساء فإنه من الفحش وفي الخبر من غشنا فليس منا ومثله أي التدليس بإسبال ثوبه لستر ساق قبيح ك قصيرة اتخذت رجلين من خشب فلم تعرف ذكره في الفروع توجيها ويكره أن يكون ثوب الرجل إلى فوق نصف ساقه نص عليه وتحت كعبه بلا حاجة وعنه ما تحتهما فهو في النار للخبر فإن كان لحاجة كقبح ساقه فلا و لا يكره ما بين ذلك أي بين نصف الساق وفوق الكعب أ. ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/460)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[26 - 11 - 04, 11:11 م]ـ
وقال الحافظ ابن حجر (فتح الباري/ج10/ 263) وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهرالأحاديث تحريمه أيضا ولكن استدل بالتقيد في هذه الأحاديث بالخيلاء عن أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا فلا يحرم الجر والاسبال إذا سلم من الخيلاء قال بن عبد البر مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحق الوعيد إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال وقال النووي الإسبال تحت الكعبين الخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء قال والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق والجائز بلا كراهية ما تحته إلى الكعبين وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقيدها بالإسبال للخيلاء انتهى والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر اه وقوله خفيف ليس صريحا في نفي التحريم بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما إن كان قصد ليث وقع لأبي بكر وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما ان كان قصد ليث وقع لأبي بكر وان كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول وقد صحح الحاكم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسه المرأة وقد يتجه المنع فيه من جهة أن لابسه لا يأمن من تعلق النجاسة به وإلى ذلك يشير الحديث الذي أخرجه الترمذي في الشمائل والنسائي من طريق أشعث بن أبي الشعثاء وأسم أبيه سليم المحاربي عن عمته واسمها رهم بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن حنظلة عن عمها واسمه عبيد بن خالد قال كنت أمشي وعلي برد أجره فقال لي رجل أرفع ثوبك فإنه أنقى وأرقى فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إنما هي بردة ملحاء فقال أما لك في أسوة قال فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه وسنده قبلها جيد وقوله ملحاء بفتح الميم وبمهملة قبلها سكون ممدودة أي فيها خطوط سود وبيض وفي قصة قتل عمر أنه قال للشاب الذي دخل عليه أرفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك وقد تقدم في المناقب ويتجه المنع أيضا في الإسبال من جهة أخرى وهي كونه مظنة الخيلاء قال بن العربي لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبة ويقول لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في فإنها مسلمة بل إطالته ذيله دالة على تكبره اه ملخصا وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللباس الخيلاء ويؤيده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن بن عمر في أثناء حديث رفعه وإياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن بينها الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال يا رسول الله إني حمش الساقين فقال يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو إن الله لا يحب المسبل الحديث وأخرجه أحمد من حديث عمرو نفسه لكن قال في روايته عن عمرو بن فلان وأخرجه الطبراني أيضا فقال عن عمرو بن بينها وفيه وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع تحت ركبة عمرو فقال يا عمرو هذا موضع الإزار ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع فقال يا عمرو هذا موضع الإزار الحديث ورجاله ثقات وظاهره أن عمرا المذكور لم يقصد بإسباله الخيلاء وقد منعه من ذلك لكونه مظنة وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال ارفع إزارك فقال أني أحنث تصطك ركبتاي فقال ارفع إزارك فكل خلق الله حسن أخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره ذاك أقبح مما بساقك وأما ما أخرجه بن أبي شيبة عن بن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال أني حمش الساقين فهو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب وهو أن يكون إلى نصف الساق ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين والتعليل يرشد إليه ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن بينها والله أعلم وأخرج النسائي وابن ماجة وصححه بن حبان من حديث المغيرة بن شعبة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برداء سفيان بن سهيل وهو يقول يا سفيان لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/461)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[26 - 11 - 04, 11:54 م]ـ
أبو داود الكناني وفقك الله ,
خارج الموضوع لهذه المشاركة أود أن أعلم: من أين تأتي (بلقب: شيخ الاسلام ابن عبد البر) , هل لديك
لهذه التسمية مصدر في كتب القدماء؟ ..... فان كان كذلك أرجوك أن تفيدني به.
موراني
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[01 - 12 - 04, 06:55 م]ـ
إلى المكرم:د. م.موراني السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة التي أستفدت منها فوائد عظيمةمنها
أنني تحرجت في الرد عليك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه
حسنه شيخ الإسلام ناصر الدين الألباني-رضي الله عنه ورحمه-- كما هوصحيح الجامع3699والصحيحة 816
فلما بحثت فيه وتبين لي أنه حديث ليس له أصل كما قال شيخ الإسلام أبو زرعة الرازي-رضي الله عنه ورحمه-رفع عني الحرج –والحمد لله-وهذه فائدة عظيمة-عندي-
قولك –حفظك الله- من أين تأتي (بلقب: شيخ الاسلام ابن عبد البر؟
أقول أتيت به من علمي بعظيم مكانة هذا الإمام الحافظ ومكانة كتبه –التي تدور حولها وعليها أقوال أهل العلم ومعرفتهم
يقول عن كتابه التمهيد ابن حزم –وهو من أقرانه-كتاب لا أعلم على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه؟
يقول عنه الحميدي-ت494 - :أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات و بالخلاف وبعلوم الحديث والرجال
قال عنه ابن بشكوال –رحمه الله-في الصلة (ج2/ 678):إمام عصره و واحد دهره
قال عنه الذهبي-رحمه الله-كان إماما دينا علامة متبحرا سلفي الإعتقاد متين الديانة
فهل يستطيع أحد أن ينكر علي أنني عدلت عن –إمام عصره و واحد دهره-إلى شيخ الإسلام؟
هذه إجابة الأول
قلت –وفقك الله- هل لديك
لهذه التسمية مصدر في كتب القدماء؟ ..... فان كان كذلك أرجوك أن تفيدني به ?
الإجابة:لم أقف على مصدر متقدم لي في هذا
وأنا أسألك هل علي حرج في هذا؟
أنا إن قلت شيخ الإسلام ابن باز أو العثيمين أو الألباني –رضي الله عنهم أجمعين ورحمهم –هل علي حرج في هذا؟
والله نحسبهم –كلهم –كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا. ولكن أنتم شهداء الله في الأرض.
نعم أخي لو قلت عن شيخ الإسلام ابن عبد البر-رحمه الله-الحافظ الدكتور 00000
لحق لأي أحد أن يستنكر علي لأن أصل كلمة دكتور مصدره خارج من الكنائس
-كما حرره العلامة المجتهد بكر بن عبد الله أبو زيد-حفظه الله وشفاه-في رسالته-تغريب الألقاب العلمية لكن لما وصف من هو دون ابن عبد البر بشيخ الإسلام صح لي –قياسا-أن أصفه كذلك-وهو قياس الأولى وقد أجتمع فيه الأصل والفرع والعلة والحكم –والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[01 - 12 - 04, 07:34 م]ـ
أبو داود الكناني وفقك الله ,
انكم تتساءلون:
وأنا أسألك هل علي حرج في هذا؟
فأجيب: ليس عليك حرج في هذا , الا أنني لم أسمع ولم أقرأ هذا الوصف (شيخ الاسلام) لابن عبد البر.
أشكر لك على هذه الاجابة المفصلة.
ودمت بالخير والعافية
موراني
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[01 - 12 - 04, 08:58 م]ـ
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه
حسنه شيخ الإسلام ناصر الدين الألباني-رضي الله عنه ورحمه-- كما هوصحيح الجامع3699والصحيحة 816
فلما بحثت فيه وتبين لي أنه حديث ليس له أصل كما قال شيخ الإسلام أبو زرعة الرازي-رضي الله عنه ورحمه-رفع عني الحرج –والحمد لله-وهذه فائدة عظيمة-عندي)
أولا: جزاك الله خيرا على الموضوع والفوائد
ثانيا: هل قرأت كلام الشيخ الألباني رحمه الله عن الحديث في الصحيحة (816)؟
انتظر الرد
وفقك الله
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:31 م]ـ
وجزاك مثله أخي الكريم أحمد حمزة-بارك الله فيك-
نعم قرئت بحث الشيخ -رحمه الله-في صحيحته (ج2/ص458/مكتبة المعارف/1415ه)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:29 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/462)
وقال العلامة أحمد بن غنيم بن سالم المالكي في (الفواكه الدواني/ج2/ 310/دار الفكر): ولا يجوز أن يجر الرجل إزاره في الأرض بطرا أي تكبرا ولا ثوبه من الخيلاء بضم الخاء أو كسرها مع المد أي العجب لخبر لا ينظر الله يوم القيامة إلى من يجر إزاره بطرا أو عجبا ولا مفهوم للرجل عند قصد الكبر أو العجب وأما عند انتفائهما فيجوز للمرأة لقصد الستر أو ترخيه ذراعا كما في الموطأ ولا يجوز له الزيادة على ذلك وهذا كله حيث لا خف له ولا جورب تنبيه مفهوم بطرا الخ يقتضي أنه يجوز للرجل أن يجر ثوبه أو إزاره إذا لم يقصد بذلك كبرا ولا عجبا وتقييدهم جوازه للمرأة بقصد الستر يقتضي الحرمة في حق الرجل ثم انتفاء القصد المذكور بالأولى والذي يظهر لي أن الجر من الرجل مظنة البطر والعذاب فيحرم في حقه ذلك ولو تجرد عن ذلك القصد وحرر المسألة و إذا قلتم يحرم على الرجل جر ثوبه أو إزاره على وجه الكبرة فليكن ما ذكره من الثوب والإزار منتهيا في الطول إن أراد اللابس تطويله إلى الكعبين لا أزيد من ذلك لأنه ورد إزارة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين قدميه وما سفل عن ذلك ففي النار تنبيه إنما قلنا إن أراد اللابس التطويل للإشارة إلى أن اللام ليست للأمر لجواز كونه أقصر من ذلك فهي كفي وإذا حللتم فاصطادوا لأنه مقام إباحة بعد نهي ويجوز في مثله استعمال اللام ثم علل مطلوبية كون إزارة الرجل إلى الكعبيين بقوله فهوأي كون ما ذكر للكعبين أنظف لثوبه وإزاره لعدم وصوله إلى الأرض وأتقى لربه أي أبعد لمقت ربه لانتفاء ما يوجب غضبه تعالى لقرب تلك الحالة من التواضع وأفعل التفضيل في كلام المصنف ليس على بابه فهو على حد ربكم أعلم بكم
وقال النووي (روضة الطالبين/ج2/ 269/المكتب الإسلامي) ويحرم إطالة الثوب عن الكعبين للخيلاء ويكره لغير الخيلاء ولا فرق في ذلك بين حال الصلاة وغيرها والسراويل والإزار في حكم الثوب وله لبس يباع بعذبة وبغيرها وحكم إطالة عذبتها حكم إطالة الثوب فقد روينا في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة والله أعلم
وقال النووي في المجموع (ج4/ 392/دار الفكر): المسألة السابعة يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في البويطي وصرح به الأصحاب، وقد بيناه في باب ستر العورة، ويستدل له بالأحاديث الصحيحة المشهورة، منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» وقال أبو بكر رضي الله عنه «يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست ممن يفعله خيلاء» رواه البخاري، وروى مسلم بعضه، وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً» وفي البخاري عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار» وفي «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم «أزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل الكعبين فهو في النار» وفي «سنن أبي داود» بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم عن أبي هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي مسبلاً إزاره فأمره أن ينصرف ويتوضأ وقال إنه كان يصلي مسبلاً إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل» والأحاديث في الباب كثيرة وجمعت منها جملة صحيحة أ. ه
قلت:وليس هذا الحديث على شرطهما كما زعم العلامة النووي -يرحمه الله-بل في إسناده جهالة و إضطراب و إن صححه مثل العلامة أحمد شاكر يرحمه الله و العلامةأبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ولعل الله ييسر لعبده -الفقير إلى رحمته-تحرير ذالك قريبا
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم(37/463)
حكم الزواج من النصرانية وحكم المرأة التي أسلمت وزوجها مازال كافرا
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 08:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سـ: , ما حكم الشرع في زواج المسلم من نصرانية؟
جـ: الاصل في زواج المسلم من الكتابية هو الجواز
لقوله تعالى "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 5]
وورد في تفاسير هذه الآية ما يلي "اليوم أحل لكم الطيبات) المستلذات (وطعام الذين أوتوا الكتاب) أي ذبائح اليهود والنصارى (حل) حلال (لكم وطعامكم) إياهم (حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات) الحرائر (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) حل لكم أن تنكحوهن (إذا آتيتموهن أجورهن) مهورهن (محصنين) متزوجين (غير مسافحين) معلنين بالزنا بهن (ولا متخذي أخدان) منهن تسرون بالزنا بهن (ومن يكفر بالإيمان) أي يرتد (فقد حبط عمله) الصالح قبل ذلك فلا يعتد به ولا يثاب عليه (وهو في الآخرة من الخاسرين) إذا مات عليه
من تمام نعمة الله عليكم اليوم -أيها المؤمنون- أن أَحَلَّ لكم الحلال الطيب, وذبائحُ اليهود والنصارى -إن ذكَّوها حَسَبَ شرعهم- حلال لكم وذبائحكم حلال لهم. وأَحَلَّ لكم -أيها المؤمنون- نكاح المحصنات, وهُنَّ الحرائر من النساء المؤمنات, العفيفات عن الزنى, وكذلك نكاحَ الحرائر العفيفات من اليهود والنصارى إذا أعطيتموهُنَّ مهورهن, وكنتم أعِفَّاء غير مرتكبين للزنى, ولا متخذي عشيقات, وأمِنتم من التأثر بدينهن. ومن يجحد شرائع الإيمان فقد بطل عمله, وهو يوم القيامة من الخاسرين.
ولكن الامر فيه عدة أمور
منها
قوله تعالى "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [البقرة: 221] "
ومذهب العلماء فيه
" وقد كان عبد الله بن عمر لا يرى التزويج بالنصرانية ويقول لا أعلم شركا أعظم من أن تقول إن ربها عيسى وقد قال الله تعالى " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " الآية"تفسير ابن كثير
والرد على هذا القول:هذه الآية " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " قال: فحجز الناس عنهن حتى نزلت الآية التي بعدها " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " فنكح الناس نساء أهل الكتاب وقد تزوج جماعة من الصحابة من نساء النصارى ولم يروا بذلك بأسا أخذا بهذه الآية الكريمة " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " فجعلوا هذه مخصصة في سورة البقرة " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " إن قيل بدخول الكتابيات في عمومها وإلا فلا معارضة بينها وبينها لأن أصل الكتاب قد انفصلوا في ذكرهم عن المشركين في غير موضع كقوله تعالى " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " وكقوله " وقل للذين أوتوا الكتاب والأمين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا " الآية .... تفسير ابن كثير
وأيضا ورد في تفاسير هذه الآية مايلي "ولا تتزوجوا -أيها المسلمون- المشركات عابدات الأوثان, حتى يدخلن في الإسلام. التفسير الميسر
" (ولا تَنكِحوا) تتزوجوا أيها المسلمون (المشركات) أي الكافرات "تفسير الجلالين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/464)
"هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا المشركات من عبدة الأوثان ثم إن كان عمومها مرادا وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله "والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن" استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب "
وخلاصة القول ان الزواج بالكتابية جائز اذا كانت محصنة أي عفيفة ولكن كرره البعض لئلا يزهد الناس في المسلمات
سـ:ما الحكم لو أسملت امرأة و كانت متزوجة من رجل
على ملتها السابقة هل تصبح تلقائيا مطلقة و يحل لها الزواج فورا أم يجب تتقدم
بطلب لجهة معينة للتطليق و تنتظر شهور العدة؟؟ و أيضا مع السند لأي
جـ: فبمجرد أن تدخل المرأة في الاسلام تم فسخ العقد
أي لن زواجها صار كأن لم يكن
ولا عدة عليها
والدليل قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الممتحنة: 10]
والمعنى " (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) بألسنتهم (مهاجرات) من الكفار بعد الصلح معهم في الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يرد (فامتحنوهن) بالحلف على أنهن ما خرجن إلا رغبة في الإسلام لا بغضا لأزواجهن الكفار ولا عشقا لرجال من المسلمين كذا مان صلى الله عليه وسلم يحلفهن (الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن) ظننتموهن بالحلف (مؤمنات فلا ترجعوهن) تردوهن (إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم) أي أعطوا الكفار أزواجهن (ما أنفقوا) عليهن من المهور (ولا جناح عليكم أن تنكحوهن) بشرطه (إذا آتيتموهن أجورهن) مهورهن (ولا تمسكوا) بالتشديد والتخفيف (بعصم الكوافر) زوجاتكم لقطع إسلامكم لها بشرطه أو اللاحقات بالمشركين مرتدات لقطع إسلامكم لها بشرطه (واسألوا) اطلبوا (ما أنفقتم) عليهن من المهور في صورة الارتداد ممن تزوجن من الكفار (وليسألوا ما أنفقوا) على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه (ذلكم حكم الله يحكم بينكم) به (والله عليم حكيم) تفسير الجلالين
والمقصود بعصم "اي العدة"
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن؛ لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبينات, فلا تردُّوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا يحلُّ لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحلُّ للكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهنَّ مهورهن. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا هم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله. التفسير الميسر
وكذلك هناك أحاديث تبين معنى الآية وهي
ففي الصحيح عن الزهري عن عروة عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء من المؤمنات فأنزل الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات - إلى قوله - ولا تمسكوا بعصم الكوافر" فطلق عمر بن الخطاب يومئذ امرأتين تزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية.
وقال ابن ثور عن معمر عن الزهري: أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأسفل الحديبية حين صالحهم على أنه من أتاه منهم رده إليهم فلما جاءه النساء نزلت هذه الآية وأمره أن يرد الصداق إلى أزواجهن وحكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردوا الصداق إلى أزواجهن وقال "ولا تمسكوا بعصم الكوافر" وهكذا قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وقال وإنما حكم الله بينهم بذلك لأجل ما كان بينهم وبينهم من العهد وقال محمد بن إسحاق عن الزهري طلق عمر يومئذ قريبة بنت أبي أمية بن المعيرة فتزوجها معاوية وأم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية وهي أم عبدالله فتزوجها أبو جهم بن حذيفة بن غانم رجل من قومه وهما على شركهما وطلق طلحة بن عبيد الله أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب فتزوجها بعده خالد بن سعيد بن العاص.
والله أعلى وأعلم
هذا ما استطعت تجميعه في وقت ضيق
وفي انتظار تفاعلكم إخواني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/465)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لعلك تستفيد من كتاب "أثر إسلام أحد الزجين في النكاح " تأليف الدكتور/ محمد عبد القادر أبو فارس
نشر دار الوطن في السعودية.
وهو كتاب نفيس، وهو رد على كتاب الجديع " إسلام أحد الزجين ومدى تأثيره على عقد النكاح "
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
غير اني اريد ان اعرف هل هو موجود في مصر
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:11 ص]ـ
إذا أسلمت المرأة النصرانية وبقي زوجها على الكفر لا تطلق منه. وإنما لا تمكنه من نفسها، وتبقى معه. ويبقى ينفق عليها، لكن لا تمكنه من نفسها. فإن أسلم لم يلزم تجديد العقد. هذا هو الصواب الذي تدل عليه السنة، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:52 ص]ـ
إذا أسلمت المرأة النصرانية وبقي زوجها على الكفر لا تطلق منه. وإنما لا تمكنه من نفسها، وتبقى معه. ويبقى ينفق عليها، لكن لا تمكنه من نفسها. فإن أسلم لم يلزم تجديد العقد. هذا هو الصواب الذي تدل عليه السنة، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
بارك الله فيك أخي الكريم
وانتظر نك إعادة التوضيح مع ذكر المصدر ليتضح المقال
فما أعلمه في الأمر هو الفسخ
فموضوع تواجدها معه هو أمر غريب بالنسبة لي خاصة أنها صارت عنه أجنبية
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:54 ص]ـ
هذا ما دونه ابن قدامه رحمه الله في المغني:
إذا أسلم أحد الزوجين الوثنيين أو المجوسيين أو كتابي متزوج بوثنية أو مجوسية قبل الدخول تعجلت الفرقة بينهما من حين إسلامه , ويكون ذلك فسخا لا طلاقا وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة لا تتعجل الفرقة بل إن كانا في دار الإسلام عرض الإسلام على الآخر فإن أبى وقعت الفرقة حينئذ , وإن كانا في دار الحرب وقف ذلك على انقضاء عدتها فإن لم يسلم الآخر , وقعت الفرقة فإن كان الإباء من الزوج كان طلاقا لأن الفرقة حصلت من قبله فكان طلاقا , كما لو لفظ به وإن كان من المرأة كان فسخا لأن المرأة لا تملك الطلاق وقال مالك: إن كانت هي المسلمة , عرض عليه الإسلام فإن أسلم وإلا وقعت الفرقة وإن كان هو المسلم , تعجلت الفرقة لقوله سبحانه: ((ولا تمسكوا بعصم الكوافر))
(ترجيح ابنقدامه) ولنا أنه اختلاف دين يمنع الإقرار على النكاح فإذا وجد قبل الدخول , تعجلت الفرقة كالردة وعلى مالك كإسلام الزوج أو كما لو أبى الآخر الإسلام , ولأنه إن كان هو المسلم فليس له إمساك كافرة لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} وإن كانت هي المسلمة فلا يجوز إبقاؤها في نكاح مشرك ولنا , على أنها فرقة فسخ أنها فرقة باختلاف الدين فكان فسخا , كما لو أسلم الزوج وأبت المرأة ولأنها فرقة بغير لفظ فكانت فسخا , كفرقة الرضاع
وإذا كان إسلام أحدهما بعد الدخول ففيه عن أحمد روايتان
إحداهما , يقف على انقضاء العدة فإن أسلم الآخر قبل انقضائها فهما على النكاح , وإن لم يسلم حتى انقضت العدة وقعت الفرقة منذ اختلف الدينان فلا يحتاج إلى استئناف العدة وهذا قول الزهري , والليث والحسن بن صالح والأوزاعي , والشافعي وإسحاق ونحوه عن مجاهد وعبد الله بن عمر , ومحمد بن الحسن.
والرواية الثانية تتعجل الفرقة وهو اختيار الخلال وصاحبه وقول الحسن , وطاوس وعكرمة وقتادة , والحكم وروى ذلك عن عمر بن عبد العزيز ونصره ابن المنذر وقول أبي حنيفة ها هنا كقوله فيما قبل الدخول إلا أن المرأة إذا كانت في دار الحرب , فانقضت عدتها وحصلت الفرقة لزمها استئناف العدة وقال مالك: إن أسلم الرجل قبل امرأته , عرض عليها الإسلام فإن أسلمت وإلا وقعت الفرقة , وإن كانت غائبة تعجلت الفرقة وإن أسلمت المرأة قبله وقفت على انقضاء العدة واحتج من قال بتعجيل الفرقة بقوله سبحانه: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ولأن ما يوجب فسخ النكاح لا يختلف بما قبل الدخول وبعده كالرضاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/466)
(ترجيح ابن قدامه) ولنا , ما روى مالك في موطئه عن ابن شهاب قال: كان بين إسلام صفوان بن أمية وامرأته بنت الوليد بن المغيرة نحو من شهر أسلمت يوم الفتح , وبقي صفوان حتى شهد حنينا والطائف وهو كافر ثم أسلم فلم يفرق النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهما , واستقرت عنده امرأته بذلك النكاح قال ابن عبد البر: وشهرة هذا الحديث أقوى من إسناده وقال ابن شهاب: أسلمت أم حكيم يوم الفتح وهرب زوجها عكرمة حتى أتى اليمن فارتحلت حتى قدمت عليه اليمن , فدعته إلى الإسلام فأسلم وقدم فبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- فثبتا على نكاحهما وقال ابن شبرمة: كان الناس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسلم الرجل قبل المرأة , والمرأة قبل الرجل فأيهما أسلم قبل انقضاء عدة المرأة فهي امرأته , وإن أسلم بعد العدة فلا نكاح بينهما ولأن أبا سفيان خرج فأسلم عام الفتح قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة ولم تسلم هند امرأته حتى فتح النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة , فثبتا على النكاح وأسلم حكيم بن حزام قبل امرأته وخرج أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية فلقيا النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح بالأبواء فأسلما قبل نسائهما ولم يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فرق بين أحد ممن أسلم وبين امرأته ويبعد أن يتفق إسلامهما دفعة واحدة ويفارق ما قبل الدخول , فإنه لا عدة لها فتتعجل البينونة كالمطلقة واحدة وهاهنا لها عدة , فإذا انقضت تبينا وقوع الفرقة من حين أسلم الأول فلا يحتاج إلى عدة ثانية لأن اختلاف الدين سبب الفرقة , فتحتسب الفرقة منه كالطلاق.
وإذا أسلم أحد الزوجين وتخلف الآخر حتى انقضت عدة المرأة انفسخ النكاح في قول عامة العلماء قال ابن عبد البر: لم يختلف العلماء في هذا إلا شيء روي عن النخعي , شذ فيه عن جماعة العلماء فلم يتبعه عليه أحد زعم أنها ترد إلى زوجها , وإن طالت المدة لما روى ابن عباس ((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رد زينب على زوجها أبي العاص بنكاحها الأول)) رواه أبو داود واحتج به أحمد قيل له: أليس يروى أنه ردها بنكاح مستأنف؟ قال: ليس له أصل وقيل: كان بين إسلامها وردها إليه ثمان سنين ولنا قول الله تعالى: {لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن} وقوله سبحانه: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} والإجماع المنعقد على تحريم تزوج المسلمات على الكفار فأما قصة أبي العاص مع امرأته فقال ابن عبد البر: لا يخلو من أن تكون قبل نزول تحريم المسلمات على الكفار فتكون منسوخة بما جاء بعدها , أو تكون حاملا استمر حملها حتى أسلم زوجها أو مريضة لم تحض ثلاث حيضات حتى أسلم أو تكون ردت إليه بنكاح جديد , فقد روى ابن أبي شيبة في ((سننه)) عن عمرو بن شعيب عن أبيه , عن جده ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ردها على أبي العاص بنكاح جديد)) رواه الترمذي وقال: سمعت عبد بن حميد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: حديث ابن عباس أجود إسنادا والعمل على حديث عمرو بن شعيب.
إذا أسلم زوج الكتابية قبل الدخول أو بعده أو أسلما معا , فالنكاح باق بحاله سواء كان زوجها كتابيا أو غير كتابي لأن للمسلم أن يبتدئ نكاح كتابية فاستدامته أولى ولا خلاف في هذا بين القائلين بإجازة نكاح الكتابية فأما إن أسلمت الكتابية قبله وقبل الدخول , تعجلت الفرقة سواء كان زوجها كتابيا أو غير كتابي إذ لا يجوز لكافر نكاح مسلمة قال ابن المنذر: أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم وإن كان إسلامها بعد الدخول فالحكم فيه كالحكم فيما لو أسلم أحد الزوجين الوثنيين.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 09:27 ص]ـ
قال ابن القيم:
والنكاح له ثلاثة أحوال:
حال لزوم، وحال تحريم وفسخ ليس إلا، كمن أسلم وتحته من لا يجوز ابتداء العقد عليها، وحال جواز ووقف، وهي مرتبة بين المرتبتين لا يحكم فيها بلزوم النكاح ولا بانقطاعه بالكلية. وفي هذه الحال تكون الزوجة بائنة من وجه دون وجه. ولما قدم أبو العاص بن الربيع المدينة في زمن الهدنة، وهو مشرك، سألت امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ينزل في دارها؟ فقال: "إنه زوجك، ولكن لا يصل إليك".
...
قال: وسر المسألة أن العقد في هذه المدة جائز لا لازم؛ ولا محذور في ذلك، ولا ضرر على الزوجة فيه، ولا يناقض ذلك شيئا من قواعد الشرع. وأما الرجل إذا أسلم، وامتنعت المشركة أن تسلم، فإمساكه لها يضر بها، ولا مصلحة لها فيه، فإنه إذا لم يقم لها بما تستحقه كان ظالما. فلهذا قال تعالى"ولا تمسكوا بعصم الكوافر" فنهى الرجال أن يستديموا نكاح الكافرة، فإذا أسلم الرجل أمرت امرأته بالإسلام، فإن لم تسلم فرق بينهما.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:53 م]ـ
أخي الكريم: لا أدري عن وجوده في مصر أو عدمه ..
غير أن في الكتاب المشار إليه نقاش لكل ما قيل، ومناقشة لكثير من الكلام والحجج بطريقة علمية مؤصلة بديعة ..
وليس اختيارا لقول لأنه رأي فلان أو غيره من العلماء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/467)
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:57 م]ـ
أخي الكريم محمد الأمين
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
ولكن لا أرى أن قول ابن القيم قد وافق ما ذكرت سابقا
فما ذكرته سابقا:
إذا أسلمت المرأة النصرانية وبقي زوجها على الكفر لا تطلق منه. وإنما لا تمكنه من نفسها، وتبقى معه. ويبقى ينفق عليها، لكن لا تمكنه من نفسها. فإن أسلم لم يلزم تجديد العقد. هذا هو الصواب الذي تدل عليه السنة، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
وأما أوردته من قول ابن القيم كان فيما إذا أسلم الرجل وتحته زوجه الكافرة أما إذا ما أسلمت المرأة وهي تحت زوجها الكافر فلم يتحدث عنه الامام ابن القيم
قال ابن القيم:
والنكاح له ثلاثة أحوال:
حال لزوم، وحال تحريم وفسخ ليس إلا، كمن أسلم وتحته من لا يجوز ابتداء العقد عليها، وحال جواز ووقف، وهي مرتبة بين المرتبتين لا يحكم فيها بلزوم النكاح ولا بانقطاعه بالكلية. وفي هذه الحال تكون الزوجة بائنة من وجه دون وجه. ولما قدم أبو العاص بن الربيع المدينة في زمن الهدنة، وهو مشرك، سألت امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ينزل في دارها؟ فقال: "إنه زوجك، ولكن لا يصل إليك".
...
قال: وسر المسألة أن العقد في هذه المدة جائز لا لازم؛ ولا محذور في ذلك، ولا ضرر على الزوجة فيه، ولا يناقض ذلك شيئا من قواعد الشرع. وأما الرجل إذا أسلم، وامتنعت المشركة أن تسلم، فإمساكه لها يضر بها، ولا مصلحة لها فيه، فإنه إذا لم يقم لها بما تستحقه كان ظالما. فلهذا قال تعالى"ولا تمسكوا بعصم الكوافر" فنهى الرجال أن يستديموا نكاح الكافرة، فإذا أسلم الرجل أمرت امرأته بالإسلام، فإن لم تسلم فرق بينهما.
فأرجو منك أخي التوضيح فقد ألتبس عليّ الأمر
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:06 م]ـ
أخي الكريم: لا أدري عن وجوده في مصر أو عدمه ..
غير أن في الكتاب المشار إليه نقاش لكل ما قيل، ومناقشة لكثير من الكلام والحجج بطريقة علمية مؤصلة بديعة ..
وليس اختيارا لقول لأنه رأي فلان أو غيره من العلماء ..
أتمنى أخي الكريم لو نقلت لنا بعض ما احتواه الكتاب
واو أنك تبحث أخي للكتاب عن نسخة الكترونية لكان أفضل
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 10:32 م]ـ
وودت لو أقدر على ذلك ..
لكني مشغول بأمور سهل الله الانتهاء منها ..
وأنا أدخل هنا كالمُغِير، فقلبي مع أهل الحديث، ووقتي مع ما أشغلني ..
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي وبارك في وقتك وجزاك خيرا على اهتمامك
ولعل نقاش المسألة يطول حتى تفرغ بإذن الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 - 11 - 04, 11:31 م]ـ
الموضوع ينبغي ألايتوقف فيه إلى هنا
فهو حساس جدا
لا سيما بعد فتوى القرضاوي المشؤومة
نرجو التفاعل من طلبة العلم و الإكثار من نقول أهل العلم
بارك الله تعالى فيكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 11 - 04, 12:19 ص]ـ
صدر كتاب جديد في هذه المسألة للشيخ عبد الله الجديع - حفظه الله - طبع دار الريان، فهل اطلعتم عليه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:16 ص]ـ
عجيب أمرك يا أخ ابن الحسين
كيف تنكر هذا النص الواضح الصريح؟
يقول ابن القيم: إذا أسلمت المرأة النصرانية وبقي زوجها على الكفر لا تطلق منه. وإنما لا تمكنه من نفسها، وتبقى معه. ويبقى ينفق عليها، لكن لا تمكنه من نفسها. فإن أسلم لم يلزم تجديد العقد.
فجئت تقول عفا الله عنك: وأما أوردته من قول ابن القيم كان فيما إذا أسلم الرجل وتحته زوجه الكافرة أما إذا ما أسلمت المرأة وهي تحت زوجها الكافر فلم يتحدث عنه الامام ابن القيم
وهذا عكس ما قاله الإمام ابن القيم تماماً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 11 - 04, 08:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=30440#post30440
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 11 - 04, 09:34 ص]ـ
أخي الكريم محمد الأمين بارك الله فيك
هذا ما أوردته:
وفي هذه الحال تكون الزوجة بائنة من وجه دون وجه. ولما قدم أبو العاص بن الربيع المدينة في زمن الهدنة، وهو مشرك، سألت امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ينزل في دارها؟ فقال: "إنه زوجك، ولكن لا يصل إليك".
وهنا الامر واضح بالنزول
ولكن ابن القيم لم يعمم المسألة هنا
وقد عممها وأظهرها في مسألة الرجل
لذا طلبت التوضيح
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 11 - 04, 09:36 ص]ـ
أخي الكريم الفهم الصحيح
للأسف لم أطلع على الكتاب ولعلي ابحث عنه آجلا لانشغالي في الفترة الخالية
بارك الله فيكم ولاحرمكم الأجر
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 11 - 04, 09:47 ص]ـ
شيخنا الكريم عبد الرحمن
أرى ان ما أوردته من رابط يه اجبة الموضوع
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 - 12 - 04, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم
جزيتم خيراً على هذه الفوائد
لكن كيف تكون عدة المرأة التي أسلمت دون زوجها؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/468)
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 - 12 - 04, 11:29 ص]ـ
طرحت هذا السؤال لتعلقه بحادثة واقعية وملخصها ان أحد الأخوة أسلمت دون زوجها و دعت زوجها للإسلام فأبى ... ثم فارقته حديثاً فكيف تكون عدتها؟؟؟ و من أي وقت تبدأ بحسابها أمن ساعة إياسها من إسلامه وقرارها فراقه؟؟؟ أو من آخر مرة وطئها؟؟ و ماهو مقدار العدة حينما ينفسخ العقد؟
أرجو أن لا تتأخروا عن الإجابة فالحاجة مُلحة و الأخت في حيرة!
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[03 - 12 - 04, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب تدارس الموضوع
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني
وكل فرقة بين زوجين فعدتها عدة الطلاق , سواء كانت بخلع أو لعان أو رضاع أو فسخ بعيب أو إعسار , أو إعتاق أو اختلاف دين أو غيره , في قول أكثر أهل العلم وروي عن ابن عباس أن عدة الملاعنة تسعة أشهر وأبي ذلك سائر أهل العلم وقالوا: عدتها عدة الطلاق لأنها مفارقة في الحياة , فأشبهت المطلقة وأكثر أهل العلم يقولون: عدة المختلعة عدة المطلقة منهم سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وعروة , وسليمان بن يسار وعمر بن عبد العزيز والحسن , والشعبي والنخعي والزهري , وقتادة وخلاس بن عمرو وأبو عياض ومالك والليث , والأوزاعي والشافعي وروي عن عثمان بن عفان , وابن عمر وابن عباس وأبان بن عثمان , وإسحاق وابن المنذر أن عدة المختلعة حيضة ورواه ابن القاسم عن أحمد لما روي ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه , فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- عدتها حيضة رواه النسائي وعن ربيع بنت معوذ مثل ذلك وأن عثمان قضى به رواه النسائي وابن ماجه ولنا قول الله تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} ولأنها فرقة بعد الدخول في الحياة , فكانت ثلاثة قروء كغير الخلع وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قرء الأمة حيضتان) عام , وحديثهم يرويه عكرمة مرسلا قال أبو بكر: هو ضعيف مرسل وقول عثمان وابن عباس قد خالفه قول عمر وعلي , فإنهما قالا: عدتها ثلاث حيض وقولهما أولى وأما ابن عمر فقد روى مالك عن نافع , أنه قال: عدة المختلعة عدة مطلقة وهو أصح عنه. انتهى
وتبدأ عدتها منذ إسلامها كما سبق ذكره.
وبعد اسلامها لايجوز أن تمكنه من وطئها إلا أن يسلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 12 - 04, 07:42 م]ـ
ما حكم استمرار الزوجية والمعاشرة بين زوجة دخلت الإسلام وبقي زوجها على الكفر ولها منه أولاد؟
"سؤال " ما حكم استمرار الزوجية والمعاشرة بين زوجة دخلت الإسلام وبقي زوجها على الكفر ولها منه أولاد تخشى عليهم الضياع والانحراف، ولها طمع في أن يهتدي زوجها إلى الإسلام لو استمرت العلاقة الزوجية بينها وبينه؟
وما الحكم إن لم يكن هناك طمع في إسلامه، ولكنه يحسن معاشرتها وتخشى لو تركته ألا تعثر على زوج مسلم؟ "
جواب " بمجرد إسلام المرأة وإباء الزوج ينفسخ نكاحهما، فلا تحل معاشرته لها، ولكنها تنتظر مدة العدة فإن أسلم خلالها عادت إليه بعقدهما السابق. أما إذا انقضت عدتها ولم يسلم فقد انقطع ما بينهما. فإن أسلم – بعد ذلك – ورغبا في العودة إلى زواجهما عادا بعقد جديد. ولا تأثير لما يسمى بحسن المعاشرة في إباحة استمرار الزوجية.
قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:38 م]ـ
تعليق على المشاركة الأخيرة:
المصدر:
الجزء الأول من مجالس أشهب بن عبد العزيز في صنوف من العلم
مما حدثني به يحيى بن عمر عن أبي اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض البرقي عن أشهب.
سمعته من أوله الى آخيره من يحيى بن عمر سنة تسع وسبعين ومائتين.
النص (ص 10):
وسئل عن نصرانيين أسلمت المرأة منهما ولها ولد نصراني وهي حامل من زوجها النصراني , فقال:
الولد يتبع أباه ويكون نصرانيا لنصرامية أبيه.
وقال أبو اسحاق: قال لي ابن وهب: ولدها يسلمن (كذا الرسم في الأصل) باسلامها , وقال: الاسلام يعلو ولا يعلى.
انتهى.
الاختلاف في المذهب بيّن. وهذا النص من كبار علماء المذهب في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري.
فليتأمل من يريد الكشف عن تأريخ المذهب والبحث فيه .... فلينظر أيضا في قول مالك بن أنس نفسه
في المدونة , كتاب النكاح السادس , باب في نكاح نساء أهل الكتاب وامائهم
هم (الأولاد) على دين الأب ويتركون مع الأم ما داموا صغارا .... الى آخر الفقرة.
ـ[آل نظيف]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:52 م]ـ
لمعرفة تداعيات إسلام زوجة القس المصري كاملة وتخاذل الأزهر عن نصرة المسلمة وفاء قسطنين إليك الرابط التالي
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?s=&threadid=121628
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:58 م]ـ
آل نظيف , هذا ما أشرت اليه , لا علاقة له بالبحث العلمي , هذا أقرب الى السياسة منه الى البحث ولا أغمس لساني فيها أبدا. هنا أخبار صحفية وهناك كتب العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/469)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 12 - 04, 11:30 م]ـ
الدكتور م. موراني
ليس في النص المذكور ذكر لمسألة استدامة الزواج ...
فتأمل.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[19 - 12 - 04, 11:55 م]ـ
وبقي زوجها على الكفر ولها منه أولاد؟
هذه الصحيح , ليس في النص عن أشهب ذكر لاستدامة الزواج , غير أنه فيها ذكر الأولاد. وهذا يترتب مباشرة على المسألة الأصلية المطروحة.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 11:53 ص]ـ
يرفع للاهمية وللتباحث
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 05:39 ص]ـ
الدكتور موراني ...
لم أفهم كيف يترتب ذكر الأولاد في النص الذي طرحته على مسألة استدامة
الزواج ...
هل من الممكن أن تشرح كيف فهمت النص، وأنت قلت إن النص المطروح هو تعليق
منك على المشاركة الأخيرة والتي فيها الكلام عن استدامة الزواج ...
وشكرا.
ـ[بنت السنة]ــــــــ[17 - 02 - 05, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على طرحكم ونفع بكم
أود ان أسأل عن امرأة اعرفها كانت رافضية و تسننت و لكنها لازالت مع زوجها الرافضي و لها أبناء منه
و هي تخشى ان طلبت الطلاق منه ان يحرمها من اولادها .. وهي تريد ان تربيهم بنفسها
كما انها ان تطلقت فستعود الى اهلها وهم ايضا على دين الرفض .. وسيضيقون عليها ايضا وهي لاتزال تخفي امر " تسننها " عنهم .. خوفا على والدتها المريضة!
وهي في حال الله اعلم به!
مع العلم انها حاولت كثيرا نصح زوجها ودعوته الا ان محاولاتها لم تجدي فالرجل شديد التعصب لدين الرفض ..
فما الحكم في هذه الحالة؟!(37/470)
فتوى شيخ الإسلام في الفضة
ـ[ابن زهران]ــــــــ[25 - 11 - 04, 11:33 ص]ـ
هذه فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في حكم الفضة على الرجال (المجلد الخامس والعشرون):
وسئل ـ رحمه الله ـ عن لبس الفضة للرجال من الكلاليب، وخاتم، وحياصة وحلية على السيف، وسائر لبس الفضة: هل هي محرمة ولا تجوز الصلاة فيها؟
فأجاب:
الحمد لله، أما خاتم الفضة فيباح باتفاق الأئمة، فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اتخذ خاتما من فضة، وأن أصحابه اتخذوا خواتيم.
بخلاف خاتم الذهب، فإنها حرام باتفاق الأئمة الأربعة، فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك.
/والسيف يباح تحليته بيسير الفضة، فإن سيف النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه فضة، وكذلك يسير الذهب على الصحيح.
وأما الحياصة إذا كان فيها فضة يسيرة، فإنها تباح على أصح القولين. وأما الكلاليب التي تمسك بها العمامة، وتحتاج إليها، إذا كانت بزنة الخواتيم كالمثقال ونحوه، فهي أولى بالإباحة من الخاتم؛ فإن الخاتم يتخذ للزينة، وهذا للحاجة، وهذه متصلة باليسير ليست مفردة كالخاتم، ويسير الفضة التابع لغيره إذا كان يحتاج إلى جنسه كشعيرة السكين وحلقة الإناء، تباح في الآنية، وإن كره مباشرته بالاستعمال.
وباب اللباس أوسع من باب الآنية، فإن آنية الذهب والفضة تحرم على الرجال والنساء. وأما باب اللباس، فإن لباس الذهب والفضة يباح للنساء بالاتفاق، ويباح للرجل ما يحتاج إليه من ذلك، ويباح يسير الفضة للزينة، وكذلك يسير الذهب التابع لغيره، كالطرز ونحوه في أصح القولين، في مذهب أحمد وغيره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الذهب إلا مقطعًا.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أباح يسير الفضة للزينة مفردًا، أو مضافًا إلى غيره ـ كحلية السيف وغيره ـ فكيف يحرم /يسير الفضة للحاجة؟!
وهذا كله لو كان عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ عام بتحريم لبس الفضة، كما جاء عنه لفظ عام بتحريم لبس الذهب والحرير على الرجال حيث قال: (هذان حرامٌ على ذكور أمتي، حِلٌ لإناثها)، وكما جاء عنه لفظ عام في تحريم آنية الذهب والفضة.
فلما كانت ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم عامة في آنية الذهب والفضة، وفي لباس الذهب والحرير؛ استثني من ذلك ما خصته الأدلة الشرعية، كيسير الحرير، ويسير الفضة في الآنية للحاجة ونحو ذلك.
فأما لبس الفضة إذا لم يكن فيه لفظ عام بالتحريم؛ لم يكن لأحد أن يحرم منه إلا ما قام الدليل الشرعي على تحريمه، فإذا جاءت السنة باباحة خاتم الفضة؛ كان هذا دليلاً على إباحة ذلك، وما هو في معناه، وما هو أولى منه بالإباحة، وما لم يكن كذلك فيحتاج إلى نظر في تحليله وتحريمه والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم.(37/471)
سؤال حول حكم شرعي ما حكم تنزيل الكتب من المواقع المختلفة
ـ[راجح]ــــــــ[25 - 11 - 04, 02:39 م]ـ
ما حكم تنزيل الكتب من المواقع المختلفة
هل حصلت هذه المواقع على حقوق إنزال هذه الكتب عليها
خصوصا أن كثيرا منها موسوعات ضخمة ومجلدات كثيرة
ألا يعد ذلك تعديا على حقوق المحققين والناشرين
أم أن الطاسة ضايعة - كما يقال بالعامية - فلا يكترث أحد في عالمنا الإسلامي بمثل هذه الأمور؟
وكلكم تعلمون أن هذه التصرفات يحاسب عليها في الغرب حسابا عسيرا
ومنذ أيام قام الشيخ أبو إسحاق التطواني بإنزال برنامج يفك شفرات الأرقام المسلسلة للبرامج المختلفة وقد عقبت عليه بسؤال حول الحكم الشرعي ولم يجبني أحد عنه، والموضوع مثبت في منتدى المخطوطات
نرجو الإفادة أثابكم الله
ـ[راجح]ــــــــ[27 - 11 - 04, 02:03 م]ـ
سبحان الله
ألايوجد في المنتدى من يجيب؟
مع أن هذا الأمر شائع جدا، وحري بمن يفعل شيئا أن يعلم الحكم فيه!!!
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 08:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على إثارة هذه المسألة الهامة
وما حدث معي كان أمر مشابه
وهو أنني أردت أن أقوم وبعض الأخوة بنسخ اسطوانات مغوطة لبعض المواد العلمية بدل من وجودها على أشرطة والتي بها حق ملكية
وسأل أخ لنا الشيخ مصطفى العدوي فأجابه بالمنع
والله أعلم
ولعل بعض الأخوة يأتونا بالخبر
والله أعلم
ـ[راجح]ــــــــ[28 - 11 - 04, 11:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي
وأخيرا وجدت من يرد والحمد لله
ولكن إذا كان الأمر كما أفتى الشيخ العدوي بالمنع فما المبرر الشرعي لما يقوم به الأخوة؟
أقصد هل هناك من أفتى بحل هذا العمل؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 07:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم فلا شك انه أمر مهم
ولكن هناك وقفات منها
انني لم أكن أنا السائل
ثانيا أننا انتوينا التجارة بهذا الأمر
فقط ذكرت حادثة مشابهة وأردت المشاركة
لعل الاخوة يأتون بالاجابة الواضحة
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 08:05 م]ـ
أخويَّ الكريمين راجحاً والحنفي وفقهما الله وبارك فيهما
سبق النقاش مرارا في موضوع حقوق الطبع
وأكثر الأسئلة التي لا يبادر مشايخ الملتقى إلى جوابها ويعتب البعض عليهم عدم اهتمامهم بها مع أنها مهمة، يكون السبب في ذلك أنها أجيب عنها ونوقشت مرارا من قبل
فأرجو منكم التكرم باستعمال خاصية البحث في موضوعات الملتقى السابقة فستجدون ما تريدون الوصول إليه من البحوث والمناقشات
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 08:17 م]ـ
أخي الكريم أبو خالد السلمي
بارك الله فيك
وما يمنع من قرأ عن الموضوع من قبل ان ينقل لنا الرابط كما عهدت شيخنا عبد الرحمن الفقيه بذلك
عموما سبحث بإذن الله عن الامر
وجزاك الله خير الجزاء على مرورك
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 11:25 م]ـ
إليك أخي الكريم – عفا الله عني وعنك - هذه الروابط، وفي كل رابط منها فوائد أوفتاوى أونقولات ليست في الآخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3022&highlight=%C7%E1%CD%D5%ED%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10557&highlight=%CD%DE%E6%DE+%C7%E1%D8%C8%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=57291#post57291
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12023&highlight=%CD%DE%E6%DE+%C7%E1%D8%C8%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=57675#post57675
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=84179&pp=25&page=2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6173&highlight=%CD%DE%E6%DE+%C7%E1%D8%C8%DA
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 11:44 م]ـ
سلمت يداك أخي وجزيت الجنة
ـ[راجح]ــــــــ[29 - 11 - 04, 12:27 م]ـ
أحسنت أخي الكريم
وأعتذر لإلحاحي في الطلب ولم أكن أعلم بأن هذا الموضوع بحث من قبل
ولعل عدم معرفتي الكبيرة بالكمبيوتر والأنترنت تشفع لي(37/472)
تقريب التهذيب
ـ[الفاضل]ــــــــ[25 - 11 - 04, 02:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هل يوجد إخواني الكرام محاضرات اعتنت بشرح كيفية التعامل مع كتاب التقريب من حيث معرفة الطبقات وأمور أخرى؟
ولي سؤال فرعي:
كثيرا ما يذكر الإمام مسلم في صحيحه لفظة جميعا أو كلهم في بداية الإسناد، مثال ذلك:
وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وابن أبي عمر جميعا عن بن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة .......
وأحيانا مكان جميعا كلهم، فهل من فرق بينهم؟ ولماذا لا يتم السند بلفظة عن بن عيينة من غير زيادة كلهم أو جميعا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاضل]ــــــــ[27 - 11 - 04, 11:54 م]ـ
???
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 11 - 04, 12:22 ص]ـ
رابط قد يفيدك: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24070&highlight=%CA%DE%D1%ED%C8+%C7%E1%CA%E5%D0%ED%C8
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما بالنسبة لنظام الطبقات الذي اعتمد عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب فقد ذكره في مقدمة كتابه التقريب.
وتجد في كتاب (علم طبقات المحدثين) لأسعد سالم تيم ص201 - 218 كلاما مفيدا حول الطبقات عند الحافظ ابن حجر رحمه الله وذكر عددا من عيوب نظام الطبقات في تقريب التهذيب ص 215 وما بعدها.
وهذه مقدمة الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة كتابه التقريب وهي تبين منهجه في كتابه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع بعض خلقه على بعض درجات، وميز بين الخبيث والطيب الدلائل والسمات (الواضحات والبينات)، وتفرد بالملك فإليه منتهى الطلبات والغربات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الاسماء الحسين والصفات، الناقد البصير لاخفي الخفيات، الحكم العدل، فلا يظلم مثقال ذرة ولا يخفي عنه مقدار ذلك في الارض والسموات. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالايات البينات، والحجج النيرات، الامر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الساگة الانجاب الكرماء الثقات. أما بعد: فإني لما فرغت من تهذيب " تهذيب الكمال في أسماء الرجال " الذي جمعت فيه مقصود التهذيب، لحافظ عصره أبي الحجاج المزي من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه وضممت إليه مقصود إكماله، للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتضرا منه على ما اعتبرته عليه، وصححته، من مظانه، من بيان أحوالهم أيضا، وزدت عليهما في كثير من التراجم ما يتعجب من كثرته لديهما، ويستغرب خفاؤه عليهما، وقع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعا حسنا، عند المميز البصير، إلا أنه طال إلى أن جاوز ثلث الاصل، " والثلث كثير "، فالتمس مني بعض الاخوان أن أجرد له الاسماء خاصة، فلم أوثر ذلك لقلة جدواه على طالبي هذهالفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، وأسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالافادة، ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة، وهي: أنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به: بألخص عبارة، وأخلص إشارة، بحيث لا تزيد كل ترجمته على سطر واحد غالبا، يجمع اسم الرجل واسم / أبيه وجده، ومنتهى أشهر نسبته ونسبه، وكنيته ولقبه، مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل، ثم العريف بعصر كل راو منهم، بحيث يكون قائما مقام ما حذقفته من ذكر شيوخه والرواة عنه، إلا من لا يؤمن لبسه.
وباعتبار ما ذكرته: انحصر لي الكلام على أحوالهم في اثنتي عشرة مرتبة، وحصر طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة.
فأما المراتب:
فأولها: الصحابة: فأصرح بذلك لشرفهم.
الثانية: من أكد مدحه: إما: بأفعل: كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظا: كثقة ثقة، ومعنى: كثقة حافظ.
الثالثة: من من أفرد بصفة، كثقة، أو متقن، أو ثبت، أو عدل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/473)
الرابعة: من قصر عن درجة الثالثة قليلا وإليه الاشارة، بصدوق، أو لا بأس به، أو ليس به بأس. الخامسة من قصر عن (درجة) الرابعة قليلا، وإليه الاشارة بصدوق، سيئ الحفظ، إو صدوق يهم، أو: له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة، ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة: كاتشيع، والقدر، والنصب، والارجاء، والتجهم مع بيان الداعية من غيره.
السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الاشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.
السابعة: من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الاشارة بلفظ: مستور، أو مجهول الحال، الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعمتر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الاشارة بلفظ: ضعيف.
التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثق، وإليه الاشارة بلفظ: مجهول.
العاشرة: من لم يوثق البته، وضعف مع ذلك بقادح، وإليه الاشارة بمتروك، أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.
الحادية عشرة: من اتهم بالكذب.
الثانية عشرة: من أطلق عليه اسم الكذب، والوضع.
وأما الطبقات:
فالاولى: الصحابة على اختلاف مراتبهم، وتمييز من ليس له منهم إلا مجرد الرؤية من غيره. الثانية: طبقة كبار التابعين كابن المسيب، فإن كان مخضرما صرحت بذلك،
الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، كالحسن وابن سيرين.
الرابعة: طبقة تليها، جل روايتهم عن كبار التابعين، كالزهري وقتادة.
الخامسة: الطبقة الصغرى منهم، الذين رأوا الواحد والاثنين، ولم يثبت لبعضهم السماع من / الصحابة، كالاعمش.
السادسة: طبقة عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، كابن جريج. السابعة: طبقة أتباع التابعين، كمالك والثوري.
الثامنة: الطبقة الوسطى منهم، كابن عيينة وابن علية.
التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين، كيزيد بن هارون، والشافعي وأبي داود الطيالسي، وعبد الرزاق.
العاشرة: كبار الاخذين عن تبع الاتباع، ممن لم يلق التابعين، كأحمد بن حنبل.
الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك، كالذهلي والبخاري.
الطبقة الثانية عشرة: صغار الاخذين عن تبع الاتباع، كالترمذي. وألحقت بها باقي شيوخ الائمة الستة، الذين تأخرت وفاتهم قليلا، كبعض شيوخ النسائي
. وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم. فإن كان من الاولى والثانية: فهم قبل المائة. وإن كان في الثالثة إلى آخر الثامنة: فهم بعد المائة. وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات: فهم بعد المائتين، ومن نذر عن ذلك بينته.
وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل راو إشارة إلى من أخرج حديثه من الائمة، فالبخاري في صحيحه: خ، فإن كان حديثه عنده معلقا: خت، وللبخاري في " الادب المفرد "، بخ، وفي " خلق أفعال العباد ": عخ، وفي جزء القراءة: ز، وفي " رفع اليدين " ي. ولمسلم: م ولابي داود: د، وفي " المراسيل " له: م د، وفي " فضائل الانصار ": صد، وفي " الناسخ) " خ د، وفي " القدر ": قد، وفي " التفرد ": ف، وفي " المسائل ": ل، وفي " مسند مالك: " كد. وللترمذي: ت، وفي " الشمائل " له: ت م، وللنسائي: س، وفي " مسند علي " له: ع س، وفي " مسند مالك: " ك ن. ولابن ماجة: ق، وفي التفسير له: فق
. فإن كان حديث الرجل في أحد الاصول الستة، أكتفي برقمة، ولو أخرج له في غيرها. وإذا اجتمعت فالرقم: 4.
وأما علامة: ع فهي لهم سوي الشيخين. ومن ليست له عندهم رواية، مرقوم عليه: تميزز، إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره. ومن ليست عليه علامة نبه عليه، وترجم قبل أو بعد. وسميته: " تقريب التهذيب "، والله سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به قارئه وكاتبه والناظر فيه، وأن يبلغنا من فضله، وإحسانه ما نؤمله ونرتجيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيبه * * *
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:37 ص]ـ
ولي سؤال فرعي:
كثيرا ما يذكر الإمام مسلم في صحيحه لفظة جميعا أو كلهم في بداية الإسناد، مثال ذلك:
وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وابن أبي عمر جميعا عن بن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة .......
وأحيانا مكان جميعا كلهم، فهل من فرق بينهم؟ ولماذا لا يتم السند بلفظة عن بن عيينة من غير زيادة كلهم أو جميعا؟
وجزاكم الله خيرا
بالنسبة لقول الإمام مسلم رحمه الله في بعض الأسانيد عند روايته عن أكثر من راوي جميعا أو كلهم فلا فرق بينها
وأما عدم اتمامه لرواية الحديث فهذه طريقة المحدثين في سياق الحديث الذي يروونه عم جماعة من الرواة إلى شخص معين يكون عليه مدار الحديث فيسوق الحديث بعدة أسانيد الى هذا الراوي ثم يقول الحديث مثلا أو يرجع فيسوق إسنادا آخر إلى الراوي الذي عليه مدار الحديث ثم يقول كلاهما أو كلهم أو جميعا
وأحيانا يذكر الإمام مسلم رحمه الله الصيغة التي يذكرها كل راو مثلا يقول قال ابن نمير حدثنا وقال ابن أبي شيبة حدثنا
فيذكر صيغة التحديث التي يذكرها كل راو وهذا من دقته رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/474)
ـ[معروف]ــــــــ[18 - 04 - 05, 02:05 م]ـ
وأحيانا يذكر الإمام مسلم رحمه الله الصيغة التي يذكرها كل راو مثلا يقول قال ابن نمير حدثنا وقال ابن أبي شيبة حدثنا
فيذكر صيغة التحديث التي يذكرها كل راو وهذا من دقته رحمه الله.
جزاك الله خيرا
ولعل الحروف سبقت الفكرة، وهذه صياغة أخرى أوضح للمراد للمقطع الأخير:
وأحيانا يذكر الإمام مسلم رحمه الله الصيغة التي يذكرها كل راو مثلا فيقول قال ابن نمير حدثنا وقال ابن أبي شيبة أخبرنا
فيذكر صيغة التحمل التي يذكرها كل راو وهذا من دقته رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 05, 03:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[معروف]ــــــــ[02 - 07 - 05, 05:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
ونفع بكم المسلمين
وتقبل منا ومنكم صالح العمل(37/475)
أليس هذا من التمثيل والتشبيه الذي نشدد في النهي عنه؟؟.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:28 ص]ـ
هذا من صحيح الامام مسلم رحمه الله.
7229 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - حَدَّثَنِي اَبُو حَازِمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، اَنَّهُ نَظَرَ اِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كَيْفَ يَحْكِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " يَاْخُذُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَوَاتِهِ وَاَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ فَيَقُولُ اَنَا اللَّهُ - وَيَقْبِضُ اَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا - اَنَا الْمَلِكُ " حَتَّى نَظَرْتُ اِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ اَسْفَلِ شَىْءٍ مِنْهُ حَتَّى اِنِّي لاَقُولُ اَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:45 ص]ـ
ويبدو السؤال واضحا كذلك عند من يقف على وصف عبد الله بن عمر لحال المنبر, من شدة حركة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديثه ووصفه ...
اللهم علمنا ما ينفعنا ..
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:21 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عند شرحه لحديث:" .. والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن .. " كما في رواية الإمام مسلم.
قال: (قوله:" يهزهن").
أي: هزاً خفيفاً، ليبين للعباد في ذلك الموقف العظيم عظمته وقدرته، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ هذه الآية ويقبض يده ويبسطها يقول:" يهزهن فصار المنبر يتحرك ويهتز لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتكلم بهذا الكلام وقلبه مملوء بتعظيم الله تعالى.
فإن قلت: هل نهز أيدينا كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ فالجواب: إن هذا يختلف بحسب ما يترتب عليه؛ فليس كل من شاهد أو سمع يتقبل ذهنه ذلك بغير أن يشعر بالتمثيل؛ فينبغي أن نكف لأن هذا ليس بواجب حتى نقول: يجب علينا أن نبلغ كما بلغ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفول والفعل.
أما إذا كنا نتكلم مع طلبة علم أو مع إنسان مكابر ينفي هذا ويريد أن يحول المعنى إلى غير الحقيقة، فحينئذ نفعل كما فعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
القول المفيد على كتاب التوحيد (3/ 370 - 371) ط1 ـ 1418هـ ـ دار ابن الجوزي، ودار العاصمة(37/476)
هل يجوز خروج مجموعة من النساء مع السائق الأجنبي إلى السوق؟
ـ[محمد صديق]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:40 ص]ـ
هل يجوز ذلك، وهل يعتبر هذا خلوة؟
انتظر منكم الإجابة؟
ـ[محمد صديق]ــــــــ[26 - 11 - 04, 04:13 م]ـ
ننتظر
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:32 ص]ـ
الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذين اصطفي واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الحمد في الآخرة والأولي واشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفي وخليله المجتبي صلي الله عليه وعلى اله وأصحابه ومن بهداهم اهتدي وسلم تسليما كثيرا ...
أما بعد ...
أيها المسلمون اتقوا الله تعالي واعلموا أن النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم قال: (ما تركت من بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء) واخبر انه إنما كانت فتنة بني إسرائيل في النساء اخبر بذلك تحذيرا للأمة عن المسلك عن هذا المسلك المشين وإبعاد لها عن الخطر عن الخطر والضرر والشر ولهذا قال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم: (إياكم والدخول على النساء) قالوا يا رسول الله: (ارايت الحمو يعني أقارب الزوج كأخيه وعمه وخاله يدخل على محارمه قال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم الحمو الموت) يعني فاحذروه لان الحمو يدخل بيت قريبه لا يستنكر ولا يستغرب فيكون غير مبالي بمن رآه ولا يستحي إذا رأي داخل هذا البيت لقريبه فيحصل الشر والبلاء وقد جري من ذلك من نسمع في الهاتف من الأسئلة ذلك ما نستحي أن نذكره من على هذا المنبر من خطر أقارب الزوج فاتقوا الله عباد الله لا تمكنوا أحدا يخلوا بنسائكم في بيوتكم ولو كان اقرب قريب إليكم الا من كان من المحارم كاب الزوج وأجداده من جهة أبيه أو أمه وأبناءه وأبناء أبناءه وأبناء بناته فان هؤلاء محارم لزوجته ثم احذروا أيضا أن يخلو الرجل بالمرآة في السيارة فان ذلك فتنة وشر كبير وكم من قصص سمعناها ننزه هذا المنبر من ذكرها ونستحي عن ذكرها ربما أيضا فيما إذا ما خلا السواق بالمرأة لأنه يخلو بها يكلمها كما شاء ترغيبا وترهيبا ويمشي بها حيث أراد لان القيادة بيده ولقد ظن بعض الناس إن هذا ليس بخلوة لان الشارع مملوء من الناس لكن هل هؤلاء الناس يمشون مشي السيارة حتى يعلموا ما يحدث فيها ما يحدث فيها إن هذا لن يكون وهذا أمر معلوم لا حاجة إلي إقامة البينة عليه فالناس وإن كانوا يمشون في الأسواق هل يسمعوا ما يحدث به السائق هذه المرأة ولن يعلموا أين يذهب بها قد يقول انه ذاهب بها إلي المدرسة وهو يذهب بها إلي مناطق الفتنة لاسيما إذا خادعها يوم بعد يوم أو أسبوعا بعد أسبوع أو شهرا بعد شهرا في الشر لا يحدث فجاءه ولكنه يحدث رويدا رويدا والخطر عظيم احذر الشر وان أفتاك من أفتاك فالإنسان عاقل فالإنسان مبصر فالإنسان رشيد الا من اتبع الهوى فنسال الله لنا ولكم الهدي واجتناب الهوى احذروا هذه المسالة احذروها فإنها عظيمة واني لأعجب أعجب من رجل يقول لابنته اذهبي مع السائق وهو جالسا في بيته أو ذاهب إلي تجارته انك لتعجب أين الغيرة أين الغيرة الإيمانية أين الدين أين الحياء يذهب بها رجل وان كان تقيا وان كان حيي ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم ولقد عجبت أيضا لقوم يقولون للمرأة اذهبي مع السائق وحدها فإذا قاربت المدرسة انزلها من السيارة حتى لا يقول القائم على الباب انه جاءت مع السائق بلا محرم وهذا مما تشكر عليه الرئاسة العامة لتعليم البنات أن تمنع من إحضار المرأة الا بمحرم أسال الله أن يزيدها ثباتا وقوة على هؤلاء الذين يغير غيرهم على محارمهم أكثروا مما يغارون على محارمهم
من خطبة الجمعة لأبن عثيمين رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_228.shtml
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:51 ص]ـ
السؤال: جزاكم الله خيراً هذه أخت سائلة للبرنامج أرسلت بمجوعة من الأسئلة تقول في سؤالها الأول أسأل عن المرأة التي تعمل ولديها سائق ومعها عاملات تقوم بتوزيعهن على المدارس ثم بعد ذلك تذهب مع السائق إلى المنزل داخل المدينة هل هذا حرام أم جائز؟
الجواب
الشيخ: أما إذا كان معها نساء فليس بحرام إذا كان السائق مأموناً وأما إذا خلت به وحدها فإن ذلك حرامٌ عليها لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يخلون رجلٌ بامرأة ولا فرق بين أن تكون المسافة بعيدة أو قصيرة في البلد وأما السفر بلا محرم حرام ولو كان معها نساء السفر بلا محرم حرامٌ ولو كان معها نساء.
] ابن عثيمين رحمه الله [/ COLOR]
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:52 ص]ـ
السؤال: أحسن الله إليكم يا شيخ السائلة أ ف ب محافظة القريات تقول لدينا سائق وأنا دائما أركب معه ويقوم بتوصيلي إلى أي مكان أطلبه وعند ركوبي معه فإنني أستمع دوما إلى إذاعة القرآن الكريم وإلى الأشرطة النافعة وفي بعض الأحيان آخذ معي شخص أو أحد أولاد اخوتي فما حكم ذلك؟
الجواب
الشيخ: لا يحل للمرأة أن تركب مع السائق وحدها إذا لم يكن من محارمها لأن ذلك خلوة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم النهي عن خلوة الرجل بالمرأة وأخبر (أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) أعوذ بالله وركوب السيارة وحدها مع السائق خلوة بلا شك ولا يبرر ذلك أن تقول المرأة أن المسافة قصيرة من بيت إلى بيت فقط ولا يبرر ذلك أن تقول إن السائق أمين لأن الشيطان إذا كان ثالث الرجل والمرأة فلا أمانة إلا أن يشاء الله ولا يبرر ذلك أن تقول إنها تستمع إلى إذاعة القرآن أو إلى أشرطة دينية لأن كونها تستمع إلى إذاعة القرآن أو إلى أشرطة دينية وهي تعصي الله تناقض لأن حق المستمع إلى القرآن أو إلى الأشرطة الدينية أن يمتثل أمر الله ورسوله وأن يجتنب ما نهى الله ورسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/477)
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:55 ص]ـ
السؤال: أعرض عليكم ما ذهب إليه بعض من الناس من التحاق بناتهم بوظيفة مدرسة بغير المدينة التي تقيم بها حيث يرون أنهم قد احتاطوا مع من يثقون بهم من أصحاب سيارات الأجرة بالإضافة إلى وجود مرافقة معه إما أخته من الرضاع أو شقيقته أو زوجته يعني أخت السائق أو شقيقته ويخشون أيضاً أنهم لو منعوهن قد يحصل لها رد فعل كما يرون أن بعض طلبة العلم وهم قدوة قد سمحوا لبناتهم في مثل ذلك فهل يستنتج من مثل ذلك أن المسافات التي من ستين كيلو فما دون جائز فيها سفر المرأة دون أن يكون معها محرم رجل أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب
الشيخ: من المعلوم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بدون محرم فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر امرأةٌ إلا ومعها ذو محرم وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم سواءٌ كان سفرها لطاعة أو تعليم علم أو غيرهما والمحرم معروفٌ من هو ولا فرق بين أن تكون وحدها أو مع نساء ولا فرق بين أن تؤمن الفتنة أو لا تؤمن لإطلاق الحديث وعمومه فلا يحل للمرأة أن تسافر بدون محرم ولكن يبقى النظر هل ذهاب النساء إلى القرى المجاورة لبلادهن ورجوعهن في نفس اليوم هل يعتبر ذلك سفراً أم لا نقول في ذلك إذا اعتبرنا أن الحديث مطلق ولم يقدره النبي صلى الله عليه وسلم بمدة معينة إلا في أحاديث اختلفت فيها تقدير المدة وحملها أهل العلم على أن المراد بهذا الاختلاف اعتبار حال السائل لأجل أن لا يحصل بينها اضطرابٌ واختلاف ويبقى الحديث مطلقاً أي عاماً في كل سفر حتى في قليل السفر وكثيره إلا أننا نقول إن ذهاب المرأة للتدريس ورجوعها في يومها لا يعتبر سفراً فإنه كما لو ذهب الرجل لوظيفته في قريةٍ مجاورةٍ لبلده ورجع من يومه فإنه لا يعد بذلك مسافراً وعليه فهؤلاء المدرسات اللاتي يخرجن إلى القرى المجاورة إذا كان معهن نساء كما هو في نفس السؤال وقد أمنت الفتنة وسيرجعن في يومهن فإن هذا لا يعتبر سفراً وعليه فلا بأس من ذلك لا بأس أن يذهبن إلى القرى المجاورة بدون محرم إذا كن يرجعن في نفس اليوم لأن ذلك لا يعتبر سفراً ولا يتأهب له الإنسان أهبة السفر ولا يقول الناس إنه مسافر نعم.
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:57 ص]ـ
السؤال: هذه رسالة من تقول أختكم في الله أ ج س من حريملاء تقول بأنها تعمل في التدريس في قرية تبعد عن مدينتها حوالي خمسة عشر كيلو تقول ليس عندي من يوصلني إلى المدرسة فأذهب أنا وبعض المدرسات مع أخ إحداهنّ هل يعتبر هذا يا فضيلة الشيخ من السفر الحرام
الجواب
الشيخ: الذي يظهر لي أن هذا ليس من السفر لأنه ليس سفراً فيما اعتاده الناس إذا أن هذه المرأة تذهب إلى مكان عملها وترجع في يومها ومثل هذا في عصرنا لا يتأهب له أهبة السفر ولا يعدونه الناس سفراً فلا يشيعون المسافر ولا يودعونه ولا يستقبلونه ويحيونه تحية القادم و على هذا فيجوز لها أن تذهب مع زملايتها إلى المدرسة فتدرس وترجع في يومها في مثل هذه المسافة القصيرة أما أن تذهب وحدها مع السائق وهو ليس من محارمها فهذا حرام ولا يحل لها ذلك سواء كان هذا داخل البلد أو خارجه لأن ذلك من الخلوة ولأنه سبب للفتنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يخلون رجل بامرأة وحذر من أسباب الفتن والوقوع فيها في عدة أحاديث ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال فلينأ عنه أي فليبعد خوفاً من فتنة الدجال فكل أسباب الفتن يجب على المرء الحذر منها والبعد عنها ولقد مر بنا في ما يتساءل الناس عنه من الفتن والشر في ركوب المرأة وحدها مع رجل ليس من محارمها مر علينا شيء ليس هذا موضع ذكره ولكني أحذر أخواني السامعين من التهاون بهذا الأمر لأنه خطير للغاية الله الموفق
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:00 ص]ـ
السؤال: هذه أختكم في الله أم سيف من ضواحي عفيف تقول هل المرأة محرمٌ لمرأة أخري مع رجل أجنبي؟
الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/478)
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين المرأة لا تكون محرما للمرأة لكن تزول بها الخلوة وعلى هذا فإذا سافرت امرأة مع رجل ليس من محارمها ومعها امرأة فإن ذلك حرام على المرأتين جميعا إلا إذا كان الرجل محرما لإحداهما فإنه لا يحرم على المرأة التي كان محرم لها أن تسافر معه لكنه حرام على المرأة الأخرى هذا بالنسبة للسفر لأنه لا يجوز لإمرأة تسافر إلا مع ذي محرم. وتهاون بعض الناس في هذه المسألة اليوم مما يؤسف له فإن بعض الناس صار يتهاون فتسافر المرأة بلا محرم ولا سيما في الطائرات تجد المرأة تحضر إلى المطار وتركب الطائرة وليس معها محرم، ولا أدري ما جواب هذه المرأة يوم القيامة إذا وقفت بين يدي الله عز وجل وسألها ماذا أجابت الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم) أظن أنه لا جواب لها لأن كل واحد يعلم أن السفر في الطائرة سفر وإذا كان سفرا فما الذي أحل لها أن تسافر بلا محرم يقول بعض الناس نُحضِر المرأة إلي المطار الذي تقلع منه الطائرة وندخلها في قاعة الإنتظار وربما نمشي معها إلى أن تدخل الطائرة ويتلقاها محرمها حين تهبط الطائرة في المطار المقصود فيقال إن الفتنة غير مأمونة حتى في هذه الصورة لأنه من الجائز أن تقلع الطائرة من المطار ثم يحصل خلل فني أو تغير جوي يوجب أن تهبط الطائرة في مطار غير المقصود أولاً وحينئذ أين المحرم؟ وإذا قدرنا أنه لم يحصل ذلك وأن الطائرة اتجهت إلى المطار الذي تقصده وهبطت فيه فهل من المتيقن أن يوجد المحرم الذي كان يريد أن يتلقاها؟ الجواب لا قد يحدث له مرض أو نوم أو ازدحام سيارات أو غير ذلك فالمسألة هذه خطيرة خطيرة جدا، خلاصة ما أقول أن أي امرأة تريد سفرا فيجب أن يكون معها محرم بالغ عاقل أما الخلوة في البلد فلا يجوز للمرأة أن تخلو بالسائق في السيارة ولو إلى مدى قصير لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) ولكن إذا كان مع المرأة امرأة أخرى وكان السائق أمينا فهنا لا خلوة فلا حرج أن تركب في السيارة هي والمرأة ما دام أن ركوبها ليس سفرا وحينئذ نقول زالت الخلوة بالمرأة المصاحبة ولا نقول إن المرأة المصاحبة كانت محرما بل نقول إن الممنوع في البلد أن يخلو الرجل بالمرأة بخلاف السفر في السفر الممنوع أن تسافر المرأة بلا محرم وبين المسألتين فرق واضح.
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:09 ص]ـ
جميع ما سبق من فتاوي الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
ارجو ان تكون وافية وفيها ما سألت عنه اخي الكريم وقد توسعت في عرض الفتاوي للحصول على الفائدة
ـ[محمد صديق]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:28 م]ـ
الأبنوي الغامدي
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[الأبنوي الغامدي]ــــــــ[31 - 07 - 05, 11:29 م]ـ
وبارك الله فيك اخي محمد صديق
ويرفع للفائدة والتذكير(37/479)
هل هذا القول يفتح الباب لحل ربا البنوك؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد،،
فقد أجمع العلماء على حرمة ربا الجاهلية في الجملة
إلا أن ربا الجاهلية له شقان:
محل وفاق // وهو اشتراط الزيادة مقابل التأجيل عند حلول الأجل الأول والعجز عن التسليم، و يكون بحيث لو سلم له الدين يكون بلا زيادة
محل خلاف // وهو اشتراط الفائدة ابتداءا، والتي تسلم عند حلول أول أجل، فتكون الزيادة هنا مشروطة عند تسلم القرض، وتكون الفائدة في مقابل القرض
وهذه الصورة الأخيرة أباحها الإمام الطبري ـ رضي الله تعالى عنه ـ كما في تفسيره
فلو قلنا بحل هذه الصورة؛ فهل يفتح الباب للقول بحل فوائد البنوك حتى و إن كان نسبيا؟
أم أن صورة فوائد البنوك تدخل في محل الوفاق؟
فالذي يتعامل بماله في البنوك لا يحدد أجلا، بل تكون هذه الفائدة شهرية بصورة منتظمة، مع عدم اعتبار ذلك الشهر للاستيفاء من عدمه، فعندي إشكال في تحديد محلها من أصل المسألة
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 09:33 ص]ـ
بارك الله بك على طرح هذا الموضوع المهم. وأشير إلى أن فوائد المصرف (ولا يقال البنك) هي غالباً متغيرة.
ومن باب الفائدة، أين أجد قول ابن جرير؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:51 م]ـ
الأخ الكريم / محمد الأمين
تجد كلام الطبري في تفسيره 7/ 204
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:32 م]ـ
بارك الله فيكم
القول بأن ابن جرير أباح هذا النوع لايسلم لقائله حيث أنه ذكر أنواع الربا التي كانت موجودة في الجاهلية فقط ولم يذكر غيرها من أنواع الربا فليس في هذا حصر لأنواع الربا أو إباحة لغيرها من الأنواع
وقول ابن جرير هذا ذكره الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله واستدل به على حصر أنواع الربا في ما كان عليه أهل الجاهلية وهو أخذ الزيادة من المال لأجل تأخير الدين بعد استحقاقه)
قال الدكتور عبدالله بن محمد بن حسن السعيدي في كتابه النافع (الربا في المعاملات المصرفية المعاصرة) (1/ 60) (ويناقش استنتاجه هذا بالفرق بين حصر الصورة وحصر الحكم
فابن جرير ومجاهد وقتادة إنما بينوا الربا المعهود في الجاهلية وقت تنزل القرآن، وصورته (أتقضي أم تربي) -التي ذكروها- أما حصر دلالة النص القرآني في هذه الصورة دون غيرها -كما ذهب إليه محمد رشيد رضا-فتلك دعوى أعم من قولهم هذا، وقولهم هذا لاينتج هذه الدعوى.
ولو كان النص لاتصدق دلالته إلا على الصورة المعهودة وقت تنزله للزم من ذلك خلف في الشريعة الكاملة المطهرة
إذ الوقائع والأحداث غير متناهية، أما النصوص فمتناهية، لكن تبقى سمتها الكامنة في إعجازها ~، واستيعابها لكثير من أفعال العباد، فيكون عمومها محرما بالنص) انتهى.
فتبين لنا بهذا أن الإمام ابن جرير رحمه الله لم يقل بهذا القول ولايلزمه ذلك من قوله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:39 م]ـ
هذا كلام الإمام الطبري رحمه الله وليس فيه إي إباحة لربا أهل البنوك المحاربين لله ولرسوله
تفسير الطبري ج3/ص101
القول في تأويل قوله تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يعني بذلك جل ثناؤه الذين يربون والإرباء الزيادة على الشيء يقال منه أربى فلان على فلان إذا زاد عليه يربي إرباء والزيادة هي الربا ورباالشيء إذا زاد على ما كان عليه فعظم فهو يربو ربوا
وإنما قيل للرابية لزيادتها في العظم والإشراف على مااستوى من الأرض مما حولها من قولهم ربا يربو ومن ذلك قيل فلان في ربا قومه يراد أنه في رفعة وشرف منهم فأصل الربا الإنافة والزيادة ثم يقال أربى فلان أي أناف صيره زائدا
وإنما قيل للمربي مرب لتضعيفه المال الذي كان له على غريمه حالا أو لزيادته عليه فيه لسبب الأجل الذي يؤخره إليه فيزيده إلى أجله الذي كان له قبل حل دينه عليه ولذلك قال جل ثناؤه يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة
وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال في الربا الذي نهى الله عنه كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول لك كذا وكذا وتؤخر عني فيؤخر عنه
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد مثله
حدثني بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة أن ربا الجاهلية يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى فإذا حل الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وأخر عنه
ثم قال
تفسير الطبري ج3/ص103
فإن قال لنا قائل أفرأيت من عمل ما نهى الله عنه من الربا في تجارته ولم يأكله أيستحق هذا الوعيد من الله قيل نعم وليس المقصود من الربا في هذه الآية الأكل إلا أن الذين نزلت فيهم هذه الآيات يوم نزلت كانت طعمتهم ومأكلهم من الربا فذكرهم بصفتهم معظما بذلك عليهم أمر الربا ومقبحا إليهم الحال التي هم عليها في مطاعمهم وفي قوله جل ثناؤه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله الآية
ما ينبئ عن صحة ما قلنا في ذلك وأن التحريم من الله في ذلك كان لكل معاني الربا وأن سواء العمل به وأكله وأخذه وإعطاؤه كالذي تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعن الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه إذا علموا به) انتهى.
فهذا كلام ابن جرير رحمه الله يحرم جميع أنواع الربا فرحمه الله وغفر له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/480)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:51 م]ـ
ومما يدل على أن الإمام الطبري رحمه الله يرى عموم التحريم في الربا حتى ربا الفضل، وأنه لايرى تخصيص الربا بربا الجاهليه فقط كما فهمه محمد رشيد من كلام الإمام الطبري أنه قد ذكر في كتبه الأخرى تحريم أنواع الربا الأخرى، فدل هذا على تحريمه لجميع أنواع الربا
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في كتابه تهذيب الآثار ج2/ص744
القول في معاني هذه الأخبار
اختلف أهل العلم في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء والفضة بالفضة ربا إلا هاء وهاء وفي معنى قول أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا الفضة بالفضة إلا مثلا بمثل ولا تبيعوا غائبا بناجز وفي معنى قول هشام بن عامر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الذهب بالورق نساء
فقالت جماعة وهم الأكثرون عددا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء النهي عن بيع الذهب بالذهب وسائر ما ذكرنا من الأشياء التي يجوز بيع بعضها ببعض نساء وأنه غير جائز أن يفترق متبايعا ذلك إلا عن تقابض قالوا وليس معناه في ذلك النهي عن بيع شيء من ذلك بشيء إلا والسلعتان كلتاهما حاضرتان في حال عقد البيع عليهما قالوا ولو كان ذلك معنى الخبر لقد كان عمر نهى مالك بن أوس حين صارف طلحة بن عبيد الله ورقة بذهبه إذ رآهما يتصارفان ومال أحدهما حاضر والآخر غائب ولكنه لما لم يكن عنده عقد البيع على ذهب بورق أحدهما حاضر والآخر غائب أو هما جميعا غائبان باطلا إذا تعاقد المتبايعان البيع بينهما في ذلك على موصوف معلوم إذ لم يفترقا إلا عن تقابض لم يستنكر ما فعل مالك بن أوس وطلحة من ذلك ولكنه لما استنظر طلحة مالكا إلى انصراف خازنه من الغابة أعلمهما أن ذلك غير جائز وأخبرهما أن رسول الله e قد حرم ذلك لأن الافتراق عن غير تقابض منهما لما تبايعا من ذلك كان هو الدخول عنده في مكروه ما حرم رسول الله e منه لا عقد البيع عليه من غير حضوره
قالوا فبين بذلك أن عقد البيع على كل ما لا يجوز بيعه نساء ولا يجوز شراه وبيعه إلا يدا بيد جائز إذا لم يفترق المتبايعان عن مجلسهما ذلك حتى يتقابضا ما تعاقدا عليه البيع من ذلك
قالوا وبعد فإن هذا قول علماء الأمصار في جميع الأوقات الذين يثبت بنقلهم الحجة ويقطع ما جاؤوا به مجمعين عليه عذر من بلغه ذكر من قال هذا القول وقال لا يجوز بيع الذهب بالذهب ولا الورق بالورق وما أشبه ذلك نساء ولا يجوز افتراق متبايعي شيء من ذلك إلا عن تقابض
حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا عبد المؤمن أنه سمع عمرو سأل رجل فقال الذهب بالذهب فقال نعم لا يحولن بينهما جدار
1086 حدثنا ابن حميد حدثنا الحكم بن بشير حدثنا كليب قال سألني ابن عمر فقلت أشتري الذهب فقال من يدك إلى يده وصفق بإحدى يديه على الأخرى وأن قال لك إلى وراء هذه الأصطوانة فلا
1087 حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث الصنعاني أن عبادة بن الصامت قام خطيبا فقال أيها الناس إنكم قد أحدثتم بيوعا لا ندري ما هي ألا وإن الذهب بالذهب مثلا بمثل تبره وعينه ألا وإن الفضة بالفضة مثلا بمثل تبرها وعينها فلا بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة أكثرهما يدا بيد ولا يصلح نسيئة ألا وإن البر بالبر يدا بيد مدا بمد ألا وإن الشعير بالشعير مدا يمد يدا بيد ولا بأس ببيع الشعير بالحنطة والشعير أكثرهما يدا بيد ولا يصلح نسيئة ألا وإن التمر مديا بمدي يدا بيد حتى كر الملح مثلا بمثل
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد حدثنا حيوة بن شريح أنبأنا شرحبيل بن شريك المعافري أن عامر بن يحيى المعافري من بني سريع أخبره أنه صرف ثلث دينار فلوسا فأخذ بدرهمين فقال له الصراف ارجع لي بعد ساعة أعطك إياها فإنه ليس عندي الآن تمام الثلث فقال عامر بن يحيى فذهبت إلى المسجد فذكرت ذلك عند رجل فقال علي بن رباح اللخمي وحنش الصنعاني لا يصلح هذا ما أخذت فلك وما بقي عند الصراف فلا تأخذ منه شيئا قال فتركت ما بقي لم آخذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/481)
1089 حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني طلحة بن أبي سعيد والليث بن سعد أن صخر بن أبي غليظ حدثهما أنه كان مع أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف فابتاع أبو سلمة ثوبا بدينار إلا بدرهما قال الليث أو قيراطا فأعطاه أبو سلمة الدينار وقال هلم الدرهم قال ليس عندي درهم الآن حتى ترجع إلي فألقى إليه أبو سلمة الثوب وقبض الدينار منه وقال لا بيع بيني وبينك
1090 حدثني علي بن سهل الرملي حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن جعفر بن برقان قال قلت للزهري الرجل يصرف الدراهم بالفلوس قال هو صرف لا يفارقه حتى يستوفى
وكذلك كان مالك بن أنس والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وزفر وأبو يوسف ومحمد والشافعي يقولون ويرون أن المتصارفين إذا لم يفترقا إلا عن تقابض أن صرفهما ماض جائز وإن لم يكن ما اصطرفا عليه من الذهب والورق حاضرا عند عقد البيع عليه بربانه
وقال آخرون إذا لم يكن ما اصطرفا عليه من الذهب والورق حاضرا في حال عقد البيع على ما تصارفا عليه من ذلك بربانه فالصرف باطل وإن أحضرا ذلك قبل افتراقهما فلم يفترقا بأبدانهما عن مجلسهما الذي تعاقدا فيه الصرف إلا عن تقابض وقالوا سواء كان الغائب من ذلك أحدهما أو كلاهما في أن الصرف باطل إلا أن يكون الذهب والفضة حاضرين فيتعاقدا الصرف عليهما وهما يريانهما
واعتل قائلو هذه المقالة بأن قالوا قال النبي e ( الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء)
قالوا فإذا كان الذهبان أو الذهب والفضة أو إحداهما غايته في حال عقد الصرف لم يكن في ذلك هاء وهاء
قالوا وإذ لم يكن ذلك فيهما كان المتصارفان داخلين في معنى ما نهى عنه النبي e من الربا مردود في قول جميع أهل العلم
قالوا وأخرى أن الجميع من أهل العلم مجمعون على أن بيع الذهب بالذهب أو بالورق نساء غير جائز
قالوا وسواء إذ كان ذلك إجماعا منهم قصير الأجل أو طويله
قالوا وإذ كان ذلك كذلك فلا شك أن المتصارفين إذا تصارفا ذهبا بذهب أو ذهبا بفضة وهما غير حاضرين معا أو إحداهما أن ذلك صرف قد دخله تأخير ونساء إلى وقت إحضارهما ما تصارفا عليه وإن لم يفترقا إلا عن تقابض
قالوا وإذ كان الأمر كذلك وجب أن يكون الصرف منتقضا متى تعاقده المصطرفان والذهبان أو الذهب والفضة اللتان وقع عليهما الصرف غير حاضرتيهما في حال عقد الصرف عليهما
ذكر من قال ذلك
1091 حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية قال أخبرنا يونس قال أنبأني عبيد بن بابي أنه باع من رجل ورقا بذهب أو ذهبا بورق فقبض سلعته قال فانطلقت معه أريد منزله فلقينا أبو هريرة في بعض طرق المدينة فقال أين تريدان أو أين تريد فقلت بعت من هذا ورقا بذهب أو ذهبا بورق قال فأين سلعتك قلت معه قال اجلسا فأخذ سلعته فردها إليه وقالا قولا ليس بيننا بيع ليس بيننا بيع فقاما فقالا ليس بيننا بيع ليس بيننا بيع فقال انطلق معه فإذا حضرت سلعتك فبايعه
والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال إذا لم يفترق المتصارفان عن مجلسهما الذي تصارفا فيه إلا عن تقابض فالصرف جائز ماض وإن لم يكن ما تصارفا عليه حاضرا في حال عقد البيع وإنما قلنا ذلك هو الصواب من القول لأن كل متبايعين بيعا فإنهما على ما كانا عليه ما لم يفترقا عن مجلسهما الذي تعاقدا فيه عقدة البيع بأبدانهما لم يملك المشتري شيئا على البائع ولا زال ملك البائع عما كان يملكه قبل ذلك بعقد البيع حتى يفترقا بأبدانهما
فإذا كان ذلك كذلك فبين أن المتصارفين لم يملك أحدهما على صاحبه شيئا لم يكن مالكه قبل ذلك ما داما في مجلسهما الذي تصارفا فيه فسواء حضرهما ما تصارفا عليه أو لم يحضرهما إذا كان قد تواصفاه في حال عقد الصرف إذا لم يفترقا عن مجلسهما الذي تصارفا فيه إلا عن تقابض فإن افترقا قبل التقابض انتقض حينئذ الصرف الذي كان تعاقدا بينهما الذي كان تمامه يكون بالتقابض قبل الافتراق
ومن أنكر ما قلنا في ذلك قيل له ما قلت في رجلين تعاقدا عقد السلم بينهما بمال معلوم على بعض ما يجوز السلم فيه من غير حضور المال وتواصفا المال والمسلم فيه ثم لم يفترقا حتى أحضر المشتري المال الذي أسلمه إلى صاحبه في السلعة التي أسلم فيها
فإن قال السلم باطل إلا أن يكون المال حاضرا في حال عقد المسلم بربانه ويعقدان السلم عليه فارق قوله وخرج من قول جميع الأمة لأنه لا اختلاف بين الجميع في جواز عقد السلم وإن كان المال الذي هو ثمن المسلم فيه غير حاضر في حال عقده فإذا لم يفترق المتبايعان عن مجلسهما ذلك إلا عن قبض المسلم إليه من المسلم ثمن ما أسلم فيه
وإن قال السلم ماض جائز إذا لم يفترقا عن مجلسهما إلا عن قبض المسلم إليه ثمن المسلم فيه من المسلم
قيل له فما الفرق بين ذلك وبين المتصارفين وكلاهما غير جائز افتراقهما عن غير قبض وهل بينك وبين من قال في الصرف ما قلت في السلم وقال في السلم ما قلت في الصرف فرق فلن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله
وبعد فإن الخبر عن رسول الله e بنحو الذي قلت مفسرا ثبت عنه
1092 حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال كنت أبيع الفضة بالذهب أو الذهب بالفضة فأتيت النبي e فسألته فقال إذا بايعت صاحبك فلا تفارقه وبينك وبينه لبس
فقد بين هذا الخبر عن رسول الله e أن المتصارفين إذا لم يفترقا وبينهما لبس أنه لن يضرهما ما كان من لبس في صرفهما قبل الافتراق وفي إجماع الحجة على حقيقة ما قلنا في ذلك وصحة ما أخبرنا فيه مكتفي عن الاستشهاد عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/482)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 11 - 04, 01:01 ص]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا الفقيه على هذا التوضيح و الذي خفي على دكاترة لدينا في جامعة الأزهر يدرسون هذه المادة و ينقلون هذا القول عن ابن جرير منذ سنين طويلة و إن كانوا يخالفونه ويضعفون قوله
بارك الله تعالى فيكم
تلميذكم المحب / محمد رشيد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:52 ص]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم ونفعنا بعلمكم.(37/483)
حول قبة الصخرة بجوار المسجد الأقصى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:42 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فما حكم هذا المسجد و هذه القبة المبنيين على الصخرة المعروفة؟
و أريد بالحكم هنا، ما ينبغي أن يفعله الإمام الحاكم بشرع الله ـ لو وجد ـ تجاه هذا المسجد و هذه القبة
وهل يشرع ترك القبة على كونها مسجد من المساجد تقام فيه الصلوات لو أمن ما نعرفه جميعا من الافتتان؟
دعوة للنقاش العلمي
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:06 م]ـ
في أحد أعداد مجلة البيان ـ قبل خمس سنوات أو نحوها ـ بحث مفصل عن المسجد الأقصى، وحدوده، وهذا المسجد ...
وإن لم يكن هناك تفصيل فقهي حسب ذاكرتي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفي هذه الروابط فوائد كذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=4420#post4420 ( مهم)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=4423#post4423
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=57387#post57387
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 06:22 م]ـ
للشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ، مفتي الديار السعودية في وقته بحثٌ في فتاويه، هذا نصه:
(الصلاة في مسجد عمر الذي بناه أمام الصخرة مستحبة. لم يصح في فضل الصخرة حديث، وليس فيها أثر قدم النبي، وليست عرشاً، وليس القدس حرماً).
الحمد لله، و الصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه. وبعد:ـ
فقد اطلعت في العدد الرابع من " مجلة رابطة العالم الإسلامي" التي تصدر بمكة المكرمة للسنة الثانية ضمن كلمة منقولة من جريدة الصحفي الأردنية تحت عنوان: (الحرم القدسي الشريف) على عبارات استنكرناها، يقول فيها كاتب المقال عن صخرة بيت المقدس: (يقدسها المسلمون، لأنهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج منها إلى السماء، وروى ابن عباس: صخرة بيت المقدس من صخور الجنة. وعن علي رضي الله عنه: سيد البقاع بيت المقدس وسيدة الصخور صخرة بيت المقدس. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صليت ليلة أسري بي إلى بيت المقدس على يمين الصخرة" وعلى هذه الصخرة وضع الرسول قدمه عندما عرج إلى السماء. ومن الأقوال المأثورة: أحب الشام إلى الله بيت المقدس،وأحب جبالها إليه الصخرة. قال كعب: قرأت في " التوراة" أن الله عز وجل يقول للصخرة: أنت عرشي الأدنى، منك ارتفعت السماء، ومن تحتك بسطت الأرض، ومن أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، ومن مات فيها فكأنما مات في السماء) هذا نص المقالة.
ومحبة منا في نشر الحق علقنا على ما ذكر فيها من الأحاديث الباطلة لتنوير آراء إخواننا قراء " مجلة الرابطة" فنقول:
الصخرة لم يصح في فضلها شيء من الأحاديث، كما بينه أبو حفص عمر بن بدر الموصلي الحنفي في (المغني عن الحفظ والكتاب، فيما لم يصح فيه شيء من الأحاديث) والعلامة ابن القيم (في المنار المنيف) ونكتفي بإيراد عبارة المنار.
قال ابن القيم فيه: كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيه كذب موضوع مما عملته أيدي المزورين الذين يروجونها ليكثر سواد الزائرين.
وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الأزمان، فأبدل الله بها الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام.
ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى استشار الناس: هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها، فقال له كعب: ياأمير المؤمنين: ابنه خلف الصخرة. فقال: يا ابن الهيودية خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم. قال ابن القيم: وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضلها. وعلى كلام ابن القيم هذا اعتمد العلامة علي القاري في " الموضوعات".
وقول كاتب المقال (الحرم القدس الشريف. على هذه الصخرة وضع الرسول قدمه عند العروج إلى السماء) وهو أساس دعوى أن في الصخرة أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم،وهو غير صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/484)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في " زيارة بيت المقدس ": مايذكره فيها ـ أي في الصخرة ـ من أن هناك أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأثر عمامته و غير ذلك فإنه كذب، وأكذب منه من يظن أنه قدم الرب.
وقال في " اقتضاء الصراط المستقيم " بعد الكلام على الأمكنة التي اعتقد الجهال فيها الاعتقادات الفاسدة: ومن هذا الباب أيضاً مواضع يقال إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم أو غ يرها، ويضاهي به مقام إبراهيم الذي بمكة، كما يقول الجهال في الصخرة التي ببيت المقدس من أن فيها أثراً من طىء قدم النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وبلغني أن بعض الجهال يزعمون أنها موطىء الرب سبحانه وتعالى، فيزعمون أن ذلك الأثر موضع القدم ا هـ.
قلت: ورد في حديث طويل في قصة الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثم أتى بي ـ أي جبريل ـ الصخرة فقال: من هاهنا عرج ربك إلى السماء " الحديث. وربما يكون مستند الفرع الأخير الذي ذكره شيخ الإسلام. وهذا ذكره ابن ح بان في ترجمة الدجال الوضاع بكر بن زياد الباهلي. ثم قال: وهذا شيء لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع، فكيف البزل في هذا الشأن. قال الذهبي في " الميزان": قلت صدق ابن حبان. ووافقهما الحافظ في " لسان الميزان " على وضع العبارة المذكورة.
أما ما ذكرته جريدة الصحفي عن كعب أنه قال: قرأت في " التوراة" أن الله يقول للصخرة أنت عرشي الأدنى إلخ ...
كذب وافتراء على الله، وقد قال عروة بن الزبير لما سمع ذلك عن كعب الأحبار عند ع بد الملك بن مروان قال عروة: سبحان الله؟
يقول الله سبحانه:?وسع كرسيه السموات و الأرض? () وتكون الصخرة عرشه الأدنى. نقل هذا عن عروة بن الزبير: ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم) وابن القيم في (المنار المنيف) وجزماً بتكذيب هذه الإسرائيلية، وأطال شيخ الإسلام في التحذير من قبول أمثالها.
وأما موضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس ففيه رواية تغنينا عن أمثال ما ذكره كا تب المقال المتعقب، فقد قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس، قال: فقال أبو سلمة: فحدثني أبو سنان، عن عبيد بن آدم، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أي ترى أن أصلي، فقال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة، فكانت القدس كلها بين يديك، فقال عمر رضي الله عنه: ضاهيت اليهودية. لا , ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فتقدم إلى القبلة فصلى، ثم جاء فبسط رداءه وكنس الكناسة في ردائه، وكنس الناس. رواه الإمام أحمد في مسنده. وقال الحافظ ابن كثير في " تاريخه" هذا إسناد جيد، اختاره الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه.
وقال في " تفسيره" فلم يعظم ـ أي عمر ـ الصخرة تعظيماً يصلي وراءها وهي بين يديه، كما أشار كعب الأحبار ـ وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلة، ولهذا لما أشار بذلك قال له أمير المؤمنين عمر: ضاهيت اليهودية. ولا أهانها إهانة النصارى الذين جعلوها مزبلة من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى،وكنس عنها الكناسة بردائه. وهذا شبيه بما جاء في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" ا هـ. كلام ابن كثير.
إن الصحابة والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم لم يكونوا يعظمون الصخرة ولا يصلون عندها، كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية قال في رسالته في " زيارة بيت المقدس ": كان الأئمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر. وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه صلى في محراب داود. وأما الصخرة فلم يصل عندها رضي الله عنه، ولا الصحابة، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها " قبة " بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان،ولكن لما تولى ابنه عبد الملك الشام، ووقعت بينه وبين ابن الزبير الفتنة،كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الله أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/485)
ويشتغلون بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير. وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة، كما أن يوم السبت كان عيداً في شريعة موسى عليه السلام، ثم نسخ في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بيوم الجمعة، فليس للمسلمين أن يخصوا يوم السبت ويوم الأحدب بعبادة كما تفعل اليهود والنصارى،وكذلك الصخرة إنما يعظمها اليهود وبعض النصارى ا هـ.
وقال شيخ الإسلام ايضاً في " اقتضاء الصراط المستقيم" ثبت أن عبد الله بن عمر كان إذا أتى بيت المقدس دخل إليه وصلى فيه، ولا يقرب الصخرة ولا يأتيها، ولا يقرب شيئاً من تلك البقاع.
قال: وكذلك نقل غير واحد عن السلف المعتبرين كعمر بن عبد العزيز والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم، وذلك أن سائر بقاع المسجد لا مزية لبعضها على بعض إلا مابنى عمر رضي الله عنه مصلى المسلمين.
وصرح شيخ الإسلام بأن تعظيم الصخرة، وروايات فضلها، إنما ظهرت بعد بناء عبد الملك القبة عليها. قال: حتى صار بعضها الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها، حتى روى بعضهم عن كعب الأحبار عند عبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير حاضر: إن قال للصخرة: أنت عرشي الأدنى فقال عروة: يقول الله تبارك وتعالى:?وسع كرسيه السموات والأرض? () وأنت تقول إن الصخرة عرشه. وأمثال هذا. أ هـ.
هذا ما أردنا التنبيه عليه حول روايات جريدة الصحفي في الصخرة كما أن تسمية القدس " حرماً " لا وجه له، فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته، ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارجاً عن الأماكن الثلاثة يعني مكة والمدينة ووجا ـ على اختلاف في الأخير.
ونرجو من إخواننا القائمين على هذه المجلة التروي فيما ينشرونه فيها، ودراسته دراسة علمية صحيحة، ومشاورة أهل العلم فيما يشكل عليهم قبل نشره.
سائلاً المولى جلت قدرته أن يوفق رابطة العالم الإسلامي لتحقق ما أُسست من أجله وهو نشر الإسلام، بريئاً من الخرافات والأوهام نقياً صافياً كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والله الموفق.
محمد بن إبراهيم (ص ـ م في 12/ 3/1384هـ)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:10 م]ـ
الحمد لله
المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وقد قيل: إن الذي بناه سليمان عليه السلام، كما ثبت ذلك في سنن النسائي (693) وصححه الألباني في صحيح النسائي، وقيل أنه كان موجوداً قبل سليمان عليه السلام وأن بناء سليمان له كان تجديداً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قال قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه " (رواه البخاري (3366) ومسلم (520).
وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك.
قال سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الاسراء / 1. وأما قبة الصخرة فقد بناها الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ
جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/ 203 (كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم).
وجاء في الموسوعة أيضا (3/ 23): (يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس، وهي ساحة فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة القدس القديمة). أ. هـ بتصرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/486)
فالمسجد الذي هو موضع الصلاة، ليس هو قبة الصخرة، لكن لانتشار صورة القبة، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد، والواقع ليس كذلك، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة.
وقد سبق أن اسم المسجد كان يطلق على الساحة كلها قديما.
ويؤكد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 61 (فالمسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى، المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته. والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها، وقال لكعب: أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين؟ فقال: خلف الصخرة، فقال: يا ابن اليهودية! خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد.
ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ... وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة ... وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى).
وإنكار عمر على كعب الأحبار وقوله له: (يا ابن اليهودية) لأن كعباً كان من أحبار اليهود وعلمائهم، فلما أشار على عمر بن الخطاب ببناء المسجد خلف الصخرة كان في ذلك تعظيماً للصخرة حتى يستقبلها المسلمون في الصلاة، وتعظيم الصخرة من دين اليهود لا من دين المسلمين.
واكتفاء المسلمين بصورة القبة، قد يكون راجعا لحسن عمارة هذه القبة وجمال هيئتها، وهذا لا يعفيهم من الخطأ الذي نشأ عنه عدم التمييز بين المسجد وما حوله.
وقد يكون هذا من مكر اليهود وكيدهم؛ لتعظيمهم الصخرة وتوجههم إليها أو تكون إظهار الصخرة ليتم لهم مرادهم بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وذلك ليظن المسلمون بأن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وأنكر عليها المسلمون قالوا لهم ها هو المسجد الأقصى على حاله، فيُظهرون صورة قبة الصخرة، فيكونون بذلك قد حققوا أهدافهم، وسلموا من انتقاد المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم، وأن يطهر المسجد الأقصى من إخوان القردة والخنازير، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والله أعلم
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=20903&dgn=4(37/487)
اذا قال الامام الترمذي هذه المقولة فهل يعتبر الحديث ضعيف
ـ[عمر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا قال الامام الترمذي حديث غريب واسناده ليس بذاك القوي فهل معناه انه يضعف الحديث؟؟؟
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[26 - 11 - 04, 06:40 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
سمعت شيخنا المحدث أبا إسحاق الحويني -حفظه الله-يفرق بين قول الترمذي هذا حديث غريب وقوله هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه فالأول تضعيف من الترمذي والثاني لا يستلزم الضعف عنده
والله أعلم (وقد تجد هذا أخي في الشرح الحديث للشيخ على الباعث الحثيث)
ـ[عمر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:32 ص]ـ
جزاك الله خير اخي
أبو داود الكناني
يبقى اخي عبارة الامام الترمذي وهي قوله ((وسنده ليس بذاك القوى))
هل يفهم منها انه يضعف الحديث؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:37 ص]ـ
نعم
ـ[عمر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:46 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل محمد الأمين
ونفع الله بك
ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:11 م]ـ
بالتتبع وجد أن قول غريب يراد به الضعف عند الترمذي وابن مندة وأبي نعيم والحافظ ابن كثير في تفسيره.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:26 م]ـ
سبحان الله
وهل يفهم من قول الترمذي وسنده ليس بذاك القوى إلا التضعيف
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:54 م]ـ
فائدة لها تعلق بقول غريب:
" من صلى خلف عالم تقي , فكأنما صلى خلف نبي ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 44):
(لا أصل له). و قد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في " نصب الراية " (2 /
26): " غريب ". و هذه عادته في الأحاديث التي تقع في " الهداية " و لا أصل
لها , فيما كان من هذا النوع: " غريب "!. فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به.(37/488)
الورد المصفى المختار، ما الحكم في إلتزام قرائته يوميا؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:39 م]ـ
هذا الورد كما هو معلوم كُتب على غلافه أنها جمع (عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود) وقد ذكر العلامة محمد بن إبراهيم أنه من جمع العلامة عبدالرحمن بن حسن، وذكر الشيخ محمد بن قاسم
كما في ترجمته أن الشيخ محمد بن إبراهيم كان ربما قرأ في يوم عرفة هذا الورد
وهذا الورد فيه أدعية منتقاة من السنة النبوية، فهناك من يتعلل بأنه لا يستطيع أن يحفظ، ويريد أن يدعو الله بجوامع الكلم النبوية، فيقول أن أقرأه يوميا لكن ليس بنية أنه سنة لكن ذكر ومناجاة لربي، ولا ألتزم فيه وقتا معينا من أوقات اليوم، بل متى وجدت الفراغ دعوت به، وقد أقرأه جميعا وقد لا يكون ذلك
فهل هذا من البدع الأضافية؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 04, 09:36 ص]ـ
هل من جواب بارك الله فيكم؟؟؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 11 - 04, 10:28 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن وفقه الله:
ليتك تعطينا تعريفا لهذا الورد
هل هو من أذكار الصباح والمساء أم أدعية فقط أم ماذا حتى نتباحث فيما أردت
المقرئ
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:19 ص]ـ
شيخنا الفاضل المقرىء متع الله به ونفع به
الورد منتقى من الكتاب والسنة، ومنه ما هو من أذكار المساء والصباح ومنه ما قاله عليه الصلاة والسلام في بعض غزواته، ومنه ما لا أعرف أنه حديثا مثل دعاء ابن تيمية (يا معلم إبراهيم علمني)
وهو من توزيع الجريسي
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 - 12 - 04, 01:35 م]ـ
بارك الله فيكم
ربنا جل وعلا أمر بذكره في أول النهار وآخره وأمر بالتسبيح والتحميد وحمد فاعليه فهذا أصل في باب تحديد وقت لذكره
وأما تخصيص الأذكار فإن كانت منصوصة على وقتها أي أنها تقال في الصباح والمساء فلا إشكال وأما إن كانت اجتهادا من أهل العلم فهي داخلة في باب الذكر المشروع ولو داوم عليه بشرط أن لا يعتقد وروده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا العمل درج عليه أهل العلم ومثلكم لا يخفى عليه أمثلة لهذا والله أعلم
محبك: المقرئ
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 12 - 04, 03:01 م]ـ
وأما إن كانت اجتهادا من أهل العلم فهي داخلة في باب الذكر المشروع ولو داوم عليه بشرط أن لا يعتقد وروده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا العمل درج عليه أهل العلم ومثلكم لا يخفى عليه أمثلة لهذا والله أعلم
محبك: المقرئ
شيخنا الحبيب أشهد الله على محبتكم مع عدم تشرفي بمعرفتكم شخصيا، لكنني من الناهلين من فوائدكم في هذا المنتدى دائما
شيخي الحبيب
الإشكال الإلتزام اليومي لها، الأ يكون ذلك تقييدا لهذه الأدعية المطلقة، ويدخل في باب البدعة الأضافية
ولا أدري عن مدى مشروعية مثل هذه الأرواد التي وردت عن بعض أهل العلم كورد النووي إن صح عنه
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 - 12 - 04, 11:33 م]ـ
أحبكم الله الذي أحببتني فيه وجعلني وإياك من المتحابين فيه وشكر الله لك حسن ظنك بمحبك
في نظري أن الإشكال في البدع الإضافية يكمن في حال ما إذا كانت العبادة ورد فيها نص بعدم الزيادة فيها أو أن الأئمة نصوا على بدعيتها أو أن العبادة جاءت محددة من الشارع بتفصيلاتها وواظب الرسول صلى الله عليه وسلم عليها دون الزيادة عليها أو ما شابه هذه القرائن ولكل واحدة مثال
أما والعبادة قد أمر بالتكثير منها أعني مطلق الذكر في هذين الوقتين ولم يرد الدليل القاضي بتحديد الذكر فيها فالأمر بذلك واسع ولهذا ترى أهل العلم يتوسعون في باب الذكر والورد توسعا عظيما ولا يخفاك ورد شيخ الإسلام وغيره
فمثل هذه أعتقد أن الأمر فيها واسع جدا مالم يعتقد أن هذا الورد الذي اختاره لنفسه ولم يرد بحديث صحيح أنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو اعتقد أنه لا يصح غيره فهذا هو المحذور ولهذا بعض شراح الحديث فسروا قول النبي صلى الله عليه وسلم " من قال ... إلا رجلا قال مثله أو زاد عليه " أي زاد في جنس الذكر وليس سبحان الله وبحمده
هذا ما سنح والله أعلم
المقرئ
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[02 - 12 - 04, 01:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب وبارك فيكم ونفع بكم
أين أجد ورد شيخ الإسلام شيخنا الحبيب بارك الله فيكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:34 م]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(37/489)